Voices Magazine

Page 1

‫أصوات‬ ‫السنة الرابعة‬ ‫العدد الخامس‬

‫تصوير‪ :‬هالة ذياب‬


‫احملتويات‬ ‫أحب الطبخ‬ ‫هالك‬ ‫أخبار مسرح احلرية‬ ‫سافرت الى غزة‬ ‫غزة غزة‬ ‫وحيده‬ ‫قراءة في ورقة من غزة لغسان كنفاني‬ ‫أرنا مير خميس‬ ‫أشالء احلمام‬ ‫حتقول هي‬ ‫رسم على ورق‬ ‫مقابلة‬ ‫نساء ثائرات‬ ‫قصص نسائية مقاومه‬

‫فداء زيدان‬ ‫هاله ذياب‬

‫روال عرفات‬ ‫هديل عجاوي‬ ‫رقية ذياب‬ ‫مصطفى شتا‬

‫سعاد شواهنه‬ ‫خلود طنوس‬ ‫رزان عرفات عواد‬ ‫سعاد شواهنه‬

‫م�سرح احلرية‬

‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬

‫مسرح مجتمعي ومركز ثقافي في مخيم جنين لالجئين في الضفة الغربية المحتلة‪ .‬انطالقا من قناعة المسرح بأن للفنون دور‬ ‫حاسم في بناء مجتمع حر وصحي وسليم‪ ،‬يقوم مسرح الحرية بتقديم برنامج فريد من نوعه من األنشطة المختلفة في مجال الفنون‬ ‫المسرحية والوسائط المتعددة بما في ذلك التمثيل‪ ،‬الدراما العالجية‪ ،‬مسرح البالي باك‪ ،‬صناعة األفالم‪ ،‬التصوير الفوتوغرافي‪،‬‬ ‫والكتابة اإلبداعية‪.‬‬ ‫يعمل مسرح الحرية في مخيم جنين لالجئين في شمال الضفة الغربية‪ ،‬في منطقة تعرضت لعقود من االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬والعزلة‬ ‫الواسعة ثقافيا‪ ،‬واقتصاديا‪ ،‬وسياسيا‪ .‬يتعمق هذا الشعور بالعزلة في المخيم ويؤثر على األجيال الشابة سلبا في مختلف نواحي الحياة‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يقوم مس���رح الحرية بدور مهم في تقوية وتعزيز األمل بواس���طة المس���اهمة في إثراء الحياة الثقافية والمعنوية‬ ‫وتدعيم صمود هذه األجيال الشابة بوسائله الثقافية وانكشافه على العالم‪ .‬افتتح المسرح أبوابه في عام ‪ ،2006‬وساهم ذلك في إحياء‬ ‫الحياة الثقافية والفنية بش���كل كبير‪ .‬زار المسرح أكثر من ‪ 100‬ألف من مشارك محلي ودولي (فنانون‪ ،‬مشاهدون‪ ،‬زوار‪ ،‬داعمون‪،‬‬ ‫وأصدقاء) جاؤوا جميعهم لينضموا‪ ،‬ويبدعوا‪ ،‬ويس���اهموا في إحياء الحياة الثقافية في فلس���طين‪ .‬قدم المس���رح المئات من العروض‬ ‫المسرحية واصدر العديد من الكتب والمجالت‪ ،‬باإلضافة لمعارض الصور واألفالم القصيرة التي ساهمت في إحياء الثقافة‪ ،‬ومقاومة‬ ‫االحتالل في فلسطين من خالل هذه التجربة الفريدة والعميقة‪ .‬كما وساهم المسرح في إعداد العشرات من الممثلين والفنانين من خالل‬ ‫مدرسة التمثيل في المسرح‪ ،‬والذين قاموا بأدوار كبيرة محلية وعالمية‪.‬‬

‫تم إنتاج هذه المجلة من قبل مسرح الحرية وبدعم من منظمة اليونسكو‪ .‬ما ورد في هذه المجلة من أفكار وآراء ال يعبر إال عن موقف‬ ‫المؤلفين وليس منظمة اليونسكو والمنظمة غير ملتزمة بتلك األفكار واآلراء‬

‫تم إنتاج هذه المجلة من قبل مسرح الحرية وبتمويل من وزارة الخارجية النرويجية‪ .‬ما ورد في هذه المجلة من أفكار وآراء ال يعبر‬ ‫إال عن موقف المؤلفين وليس وزارة الخارجية النرويجية ووزارة الخارجية غير ملتزمة بتلك األفكار واآلراء‬

‫تحرير وإشراف‪ :‬تيسير خطيب‬ ‫تصميم المجلة‪ :‬محمد معاويه‬ ‫بدعم من‪:‬‬

‫‪Ramallah‬‬ ‫‪Office‬‬ ‫‪United Nations‬‬ ‫‪Educational,

Scientific

and‬‬ ‫‪Cultural Organization‬‬

‫‪1‬‬


‫من منشورات جمعية املرأة العاملة الفلسطينية‬

‫مرسوم رقم (‪ )19‬لسنة ‪2009‬م بشأن املصادقة على اتفاقية‬ ‫القضاء على جميع أشكال المتييز ضد املرأة “سيداو”‬ ‫رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية استناداً ألحكام القانون‬ ‫األساسي المعدل لسنة ‪3002‬م وتعديالته‪ ،‬وبنا ًء على الصالحيات المخولة لنا‪ ،‬وتحقيقا للمصلحة العامة‪ ،‬رسمنا بما هو آت ‪:‬‬ ‫مادة (‪)1‬‬ ‫المصادقة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة “سيداو” بما ينسجم وأحكام القانون األساسي الفلسطيني‪.‬‬ ‫مادة (‪)2‬‬ ‫على الجهات المختصة كافة‪ ،‬كل فيما يخصه‪ ،‬تنفيذ أحكام هذا المرسوم‪ ،‬ويعمل به من تاريخ صدوره‪ ،‬وينشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫صدر في مدينة رام هللا بتاريخ‪ 2009/30/08 :‬ميالدية‪ .‬لموافق‪/12 :‬ربيع األول‪ 1430/‬هجرية‪ .‬محمود عباس رئيس دولة‬

‫كفل القانون الدولي حقوق المرأة ابتداء باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي أكد على المساواة بين الجنسين وأكد على حق المرأة‬ ‫في العمل‪ ،‬التعليم وحرية اختيار الشريك ليأتي بعده العديد من االتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة‪ ،‬ومن أبرزها اتفاقية القضاء على‬ ‫جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي ضمنت مساواة الرجل والمرأة في حق التمتع بجميع الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية والمدنية والسياسية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للقانون الفلسطيني الخاص بالمرأة فان المحصلة العامة للتشريعات‪ ،‬ايجابية ومنصفة فيما يتعلق بالحقوق‪ ،‬المواطنة‪،‬‬ ‫الشخصية القانونية‪ ،‬العدالة االجتماعية و المساواة أمام القانون في ميادين العمل والتعليم والوظائف ولكن تقف العادات والتقاليد‪،‬‬ ‫والثقافة الذكورية‪ ،‬والنظرة التقليدية للمرأة ودورها كعوامل معيقة لهذه الحقوق‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬


‫أحب الطبخ‬

‫هالك‬ ‫هاله ذياب‬

‫فداء زيدان‬

‫كنك غريبة‪ ،‬وهيلي من الدمع حفنة‪ ،‬وطلعتي من البيت وما ودعتي خياتك‪.‬‬ ‫(تهليلة للعروس من منطقة عين المالح)‬ ‫لتذهبي الى مكان آخر‪ .‬ستقومين فيه بقلي البصل‪ ،‬ووضعه على الدجاج ثم تسكبين الماء وكمية من البهارات المالئمة‪ ،‬وبعدها‬ ‫تستطيعين أن تختاري إما أوراق الملوخية أو أن تسكبي ماء الدجاج لتقدري و ُتعدي كميّة الرز الكافية لجميع أفراد العائلة زوجك‪،‬‬ ‫أطفالك‪ ،‬ولربما أيضا عشيقات زوجك األخريات!‬ ‫في مكان ليس كاألماكن‪ ،‬ماء وكهرباء‪ ،‬أغطية ومكيفات‪ .‬أي انه المكان الحقيقي الوحيد الذي يعبر عن صورة حياة الفلسطيني اليوم‪.‬‬ ‫وشيء واحد أيضا عليه أن يرافقك‪ ،‬تجعدات لطيفة حول اللمى الجميلة توحي برضائك بالقضاء والقدر كي تطمئني ِم َمن تصرفاته‬ ‫اتجاهك مهددة‪ .‬ولكي ال تنسي‪ ،‬ثمة من يرافقك هناك في الضحكة كما يرافقك لبقية األمكنة خوفا عليه‪.‬‬ ‫أما األطفال‪ ،‬فبعد مرورك االمتحان األول وإنجاب المسمّى عليه ليكبر ويصبح كأبيه‪ ،‬فهم يصبحون المح ّفز الوحيد للطبخ واستقبال‬ ‫اقتحام الجيش في برد اللّيل بروح صابرة‪.‬‬ ‫ال تتوهمي أّني إذا جئت إليك محملة بجميع وسائل الوعي واإلدعاء‪ ،‬بمجمل تمارين المسرح الجميلة المالئمة لك‪ ،‬لكي أفرحك وأقدم‬ ‫لك المزيد لتقوي‪ ..‬فهذا ال يعني أنني مختلفة عنك‪.‬‬ ‫إنني يا غاليتي أتكلم عن نفسي أيضا فأنا مثلك تمامًا‪ ،‬وآتي إليك لنفس السبب الذي تعتقدين إنني آتية إليك به‪.‬‬ ‫والمسرح‪ ...‬المسرح يُغدو المساحة ما بين المعاناة والحلم‪.‬‬

‫مهاجر بغير أوانه‪..‬‬ ‫حمام‬ ‫ب‬ ‫َتف ُر الدموع من عيني كسر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من قل ٍ‬ ‫مستمع إلى قلب أ ُ ٍم مكسورة‪ ،‬مفجوعة بأغلى ما لديها‪..‬‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫إبنها مجد‪..‬‬ ‫“مجد” الذي أجبرته الغصات التي خلفتها الحرب في وطنه غزة ليترك أهله وأرضه باحثا ً عما تبقى له من حياة‪.‬‬ ‫نخر عِ ظامها‪ ..‬لكنها‬ ‫مخيم تفوح منه رائح ُة‬ ‫“مجد” الذي تربى بين جدارن‬ ‫وطن يحتضر؛ تربى وسط عائلة َت َم َّك َن منها الفقر حتى َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أصرت على تعليمه وإخوته مهما كانت الظروف‪ ،‬لع ّل في ذلك طوق نجا ٍة لهم مما هم فيه‪ ..‬ولم يعلموا أنّ القدر خطط كل هذا ليكون‬ ‫سبب الهالك‪..‬‬ ‫“مجد” ابن الخامسة والعشرين حزم أمتعته وودع عائلته ليصارع أمواج البحر التي أودت به إلى هذا المصير المجهول‪..‬‬ ‫ليترك خلفه أ ُ ّما ً يتمزق فؤادها أشال ًء أمام العالمين‪.‬‬ ‫إس َت ُ‬ ‫معت الى أُم مج ٍد على إحدى اإلذاعات‪..‬‬ ‫بعدَ أن َط َر َق ْ‬ ‫ت كل سبل البحث عن فلذة كبدها‪..‬‬ ‫مجد اختفت آثاره‪ ..‬ال هو مع األموات وال هو مع الناجين‪..‬‬ ‫ويا لحيرة هذه المرأة وحسرة قلبها ومرارة حديثها‪..‬‬ ‫أستم ُع اليها وأشرعة قلبي تتمزق‪..‬‬ ‫أتخيلُها‪..‬‬ ‫كيف لشواطئ عينيها أن تستكين!!‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫كل زاوي ٍة من زوايا بيتها لتذكر موقفا له كان هنا‪..‬‬ ‫أتخيلها ودموعها تنهمر من عينيها‪ ،‬تقف في ِ‬ ‫وتتذكر كم من مرة حمدت ربها لنجاته من الحرب اللعينة‪.‬‬ ‫مضت أيام على خبر غرق السفينة واختفاء آثار مجد‪.‬‬ ‫وهذه األم حائرة ال تعلم أيُّ مصير مجهول هذا الذي اقتحم حياتها وأوقفها‪ ،‬بل أوقف الزمن ودوران األرض!‬ ‫ال تعلم ماذا عساها تفعل‪..‬‬ ‫وليس أمامها سوى اإلنتظار‪ ..‬انتظار أيّ خبر من أيّ كان‪ ،‬لعلها ترتق به أشالء قلبها الذي بات ممزقاً‪ ،‬و ُتطمئن به روحها التي باتت‬ ‫عالقة ما بين األرض والسماء‪...‬‬

‫تصوير‪ :‬هالة ذياب‬ ‫تصوير‪ :‬رقية ذياب‬

‫‪2 24‬‬

‫‪5‬‬


‫أخبارمسرح احلرية‬

‫سافرت الى غزة‬ ‫روال عرفات‬

‫المقاومة الثقافية في فلسطين‬ ‫تركزت قلوبنا وعقولنا خالل فصل الصيف على غزة‪ .‬فبينما كانت القنابل اإلسرائيلية تمطر على السكان المحاصرين‪ ،‬ألغينا جميع‬ ‫أنشطتنا المخطط لها وشاركنا في حملة توعية مكثفة‪ ،‬وانضممنا الى المبادرات الشعبية المحلية والدولية‪ ،‬كما وقمنا بعدة فعاليات في‬ ‫الشارع في جنين لدعم حملة المقاطعة إلسرائيل ‪ ،BDS‬وكتب موظفو وأعضاء المسرح العديد من المقاالت‪ ،‬وانضموا لالعتصامات‬ ‫وتحدثوا في المظاهرات‪ ،‬دعما لغزة‪.‬‬ ‫نعود اليوم لنتابع أنشطتنا األساسية ونقوم بتحضير ثالثة انتاجات مسرحية جديدة في وقت واحد‪ .‬جميعها تهدف لمواجهة وتحدي‬ ‫اإلستراتيجية اإلسرائيلية لتفتيت المجتمع الفلسطيني‪.‬‬

‫التواني‬ ‫بعد النجاح الذي حققته مسرحية “الحجر هو رمزنا”‪ ،‬التي استندت على قصص النضال الشعبي من قرية النبي صالح‪ ،‬يعود مسرح‬ ‫الحرية إلى المنطقة (ج) لتوثيق الحياة الناس ومقاومتهم في قرية التواني في تالل جنوب الخليل‪ ،‬والتي تخضع للسيطرة المدنية‬ ‫والعسكرية اإلسرائيلية الكاملة‪ .‬جري تطوير المسرحية في أعقاب مقابالت مع أفراد المجتمع‪ ،‬مع التركيز بشكل خاص على النساء‬ ‫اللواتي يلعبن دورا مركزيا في النضال في التواني‪.‬‬ ‫سيكون افتتاح مسرحية التواني في ‪ 14‬اكتوبر في سينما جنين‪ ،‬في الساعة ‪ 6:00‬مساءا وستعرض الحقا في البلدات والمخيمات‪:‬‬ ‫تواني‪ ،‬الجفتلك‪ ،‬نعلين‪ ،‬مخيم عايدة‪ ،‬مخيم العروب‪ ،‬النبي صالح‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬براء شرقاوي‬

‫سافرت اليوم إلى غزة عبر الميناء‪ .‬وصلت الى الشاطئ ووضعت نفسي بين أضالع الشاطئ‪ .‬عانقت القوارب وتجاعيد الصيادين‪.‬‬ ‫قبلت حوريات البحر الصغيرات‪..‬‬ ‫اليوم سافرت إلى غزة وتسكعت في أزقتها وكتبت على حيطانها جميعها أحبك غزة‪ .‬لعبت الغميضة مع األطفال في الشجاعية‪،‬‬ ‫فوجدتهم في حي التفاح يقهقهون وأنا ابحث عنهم‪ ،‬فسبقتهم الى تل الهوى وضحكنا معا‪ ،‬كنا جميعنا الرابحون‪ ..‬قفزت بعدها بالكرة‬ ‫ورميتها الى صديقي في خانيونس‪ ،‬ومررها الى صديقه في دير البلح‪ ،‬وعدت وسرقتها منه وأحرزت هدفا في مرمى دير البلح‪..‬‬ ‫كنت في غزة‪..‬‬ ‫حلمت أنني في غزة‪ ،‬استفقت من الحلم فوجدت نفسي في غزة‪ ،‬لكن ليست كغزة التي كانت في حلمي! فالميناء محطم‪ ..‬واألحياء‬ ‫مدمرة‪ ،‬وأشالء أصدقائي األطفال تحييني بدمائها التي ال زالت األحياء تشهد رائحتها‪ ..‬والكرة التي مررناها ألنفسنا من حي إلى‬ ‫حي‪ ،‬تحولت إلى صواريخ يتراشقها العدو من حي إلى حي‪ ..‬غاب أصدقائي جميعهم‪ ،‬وحورية البحر تبكي بالقرب من جثث‬ ‫الصيادين وترثيهم! وتلك الحيطان التي مألت زواياها بالكلمات الغزلية لغزة لم أجدها‪ ،‬فقد كانت بقايها تترنح على األرض تلوح‬ ‫لي بأنها ما عادت واقفة!‬ ‫استفقت‪ ،‬ألجد نفسي في سريري في نابلس‪ .‬وشريط األخبار مليء بالشهداء والدمار والجرحى‪ .‬وكرة في منتصف الشارع تنتظرني‬ ‫ورفاقي‪..‬‬

‫العنف القائم على النوع االجتماعي‬ ‫المسرحية الثانية التي تركز على موضوع العنف القائم على النوع االجتماعي‪ .‬المشروع‪ ،‬بدعم من اليونسكو‪ .‬يجري تحضير‬ ‫المسرحية من خالل ورش عمل مسرحية تفاعلية مع النساء في المجتمعات المهمشة في مختلف أنحاء الضفة الغربية‪ .‬يتم ابتكار‬ ‫المسرحية باالعتماد على قصص النساء في هذه المجتمعات‪ .‬ستعرض المسرحية في المناطق الريفية‪ ،‬التجمعات البدوية ومخيمات‬ ‫الالجئين‪ ،‬وسيوزع أثناء العروض ُكتيبات تعليمية على الجمهور والمعلمين‪.‬‬ ‫ستفتتح المسرحية في جنين في ‪ 5‬نوفمبر ومن ثم ستنطلق العروض في جولة الضفة الغربية‪.‬‬

‫السلطة ‪ /‬السم‬ ‫مسرحية لألطفال تركز على عالقات األشقاء‪ ،‬تحت االحتالل‪ .‬المسرحية تتعامل مع الخوف من الهجران والفراق الذي هو شائع‬ ‫بين جميع األطفال ‪ -‬ولكن في فلسطين يتفاقم هذا الخوف بسبب االعتقاالت وعمليات القتل التعسفية التي تفصل األطفال من اآلباء‬ ‫واألمهات‪ .‬السلطة ‪ /‬السم يلقي الضوء على كيفية نسخ األطفال لواقع يرونه من حولهم في مخيم جنين‪ ،‬وكيفية تأثير سلوك الكبار‬ ‫على تصور األطفال لمستقبلهم‪.‬‬ ‫ستعرض مسرحية السلطة ‪ /‬السم لجمهور المدعوين في األول من ‪ 2‬أكتوبر‪ .‬سيكون االفتتاح الرسمي في يناير كانون الثاني عام‬ ‫‪ ،2015‬وستقوم بعد ذلك بجولة عروض في انحاء الضفة الغربية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫تحولت إلى صواريخ يتراشقها‬ ‫العدو من حي إلى حي‬ ‫‪17‬‬

‫‪7‬‬


‫وحيدة‬

‫غزة‪ ...‬غزة!‬

‫رقية ذياب‬

‫هديل عجاوي‬ ‫استيقظت من حلمي وأنا‬ ‫أرى الحقيقة‪ ...‬أرى نفسي‪ ...‬أرى السماء‬ ‫مزر ّقة يا غزة فأين سهولك الخضراء؟‬ ‫أين حدائقك الغ ّناء؟‬ ‫يا أجمل مدينة وأجمل شاطئ‬ ‫إسمكِ غزة لن ننساه‬ ‫وعيونكِ التي كانت تبكي من أولئك‬ ‫الذين انتصروا عليكِ‬ ‫ّ‬ ‫يا أعظم مدينة‪ ...‬يا أعز مدينة‬ ‫شبابكِ المناضلون‬ ‫الذين بقوا على أرضك ودافعوا عنك‬ ‫حتى النهاية‬ ‫حتى النهاية‬ ‫لم يستسلموا‬ ‫ما أجمل ورودك ‪. . .‬‬ ‫ما أطيب قلبكِ الجميل األبيض‬ ‫ما أجمل أشجاركِ وحشائشكِ الخضراء‬ ‫يا غزة يا غزة‪...‬‬ ‫لن ننسى تلك األيام الصعبة التي عشناها‬ ‫حتى جرحنا لم يشفى‪...‬‬ ‫حتى قلوبنا قد دمرت وتحطمت‬ ‫كل شيء قد تحطم‬ ‫لماذا تبدو الحياة قاسية ؟!‬ ‫ألنهم ال يفهمون معنى الحياة‬ ‫ويقتلون األطفال على أرض غزة‬ ‫وهم ال يبكون بل يضحكون على دمائنا التي تنزف من جسمنا‬ ‫وأهل غزة عيونهم لم تتوقف عن البكاء‬ ‫أرى نفسي في قضبان من السجن‬ ‫كأني في قفص العصافير‪ ...‬أتعذب فيه وأصرخ‪...‬‬ ‫وأصرخ بصوت عالي‪ :‬ياهلل‪ ...‬يا هللا‬ ‫نزلت علينا يد خائفة‪ ،‬خائنة‪ ،‬يد مترددة‪ ،‬يد فاشلة‬

‫أرى يدي معلقتين‬ ‫أرى نفسي معلقة على الحائط‬ ‫أرى الدم ينزل مثل المطر كأني في حلم‬ ‫كان وجعي يؤلمني كثيرا‬ ‫وعذابي في السجن يزيد‬ ‫وقلبي قد تكسر وتحطم‬ ‫ولكن غزة في النهاية صمدت‬ ‫وشبابها صمدوا ودافعوا حتى النهاية‬ ‫وسيهزم المحتلون في النهاية‬ ‫وستنتصر غزة‬

‫الساعة الثانية بعد منتصف الليل‪َ .‬ه َج َر‬ ‫النوم عينيها‪ .‬وكعادتها تجلس في سريرها‪..‬‬ ‫تترامى نظراتها في جميع أنحاء غرفتها‬ ‫ممتلئة بكل شيء سواها‪..‬‬ ‫تحدق بتلك الجدران المهترئة‪..‬‬ ‫التي أمضت بداخلها ستين عاما ً إلى اآلن!‬ ‫بكم‬ ‫تمر أمامها سنين عمرها المحشوة ٍ‬ ‫هائل من الفراغ‪ ،‬لتنخر الوحدة عظامها‬ ‫ً‬ ‫مسببة هشاشة روح باتت قابلة لإلنكسار‬ ‫في أية لحظة‪.‬‬ ‫تتنهد‪ ،‬تتوارى خلف نفسها‪ ،‬يترغرغ‬ ‫الدمع في عينيها‪ ،‬وبدون أدنى إرادة‪،‬‬ ‫تنهار بالبكاء‪.‬‬ ‫وم��ا من ي � ٍد تخترق ظلمة تلك الليلة‬ ‫لتمسح دم��وع��ه��ا‪ ..‬إال يدها المجعدة‬ ‫بتوقيع سنوات مريرة‪.‬‬ ‫سنوات مرت ببطء سلحفاة قد تجاوز‬ ‫عمر مسيرها فوق أوتار األيام عامين‬ ‫فوق المئة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ال شيء يؤنس أوقاتها غير أمنيات باتت‬ ‫مستحيلة رغم تواضعها‪.‬‬ ‫أمنيات كانت أقصاها روح�ا ً تشاركها‬ ‫الحياة‪ ،‬طف ٌل أو زو ٌج أو أخ‪..‬‬ ‫رو ٌح تتكئ عليها عندما تضيق بها دنياها‪.‬‬ ‫تتصاعد تنهيداتها‪ ،‬تبلغ عنان السماء‬ ‫وأكثر‪ ،‬لتعود مرتد ًة خائبة إلى حنجر ٍة‬ ‫باتت مهترئة‪..‬‬ ‫غير قادرة إال على كتم كل شيء بداخلها‬ ‫دون أن يشعر بها أحد‪.‬‬ ‫تسرح بمخيلتها ليباغتها النعاس‪ ،‬وينقلها‬ ‫إلى يوم آخر‪ ،‬شبيه بسابقه‪ ،‬بل مطابق‬ ‫له باأللم‪..‬‬

‫شبابكِ المناضلون الذين بقوا‬ ‫على أرضك ودافعوا عنك‬

‫تصوير‪ :‬هالة ذياب‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬


‫قراءة في ورقة من غزة لغسان كنفاني‬ ‫مصطفى شتا‬

‫العام ‪ ،1956‬أرسل غسان كنفاني رسالته الى صديقه مصطفى‬ ‫الذي يدرس في جامعة أمريكية‪ ،‬فقد كان مصطفى قد أتم كل‬ ‫ما يلزم غسان لإلقامة هناك في عاصمة كاليفورنيا ساكرمنتو‬ ‫“‪ ،”Sacramento‬غسان حسم أمره ولن يتجه للواليات‬ ‫المتحدة االمريكية‪ ،‬بل قال انه سيبقى في غزة ولن يبرح مكانه‬ ‫ابداً‪ ،‬لم يكن ذلك قراراً سهالً فرغم االحالم الوردية التي نسجها‬ ‫الصديقان معا ً في حي الشجاعية بمدينة غزة‪ ،‬ذلك المكان الذي‬ ‫هو اساس تلك االحالم‪ ،‬وهنا كان القرار باالستمرار في أرض‬ ‫األحالم دون النفاذ الى ارض الواقع‪ ،‬لم يكن مصطفى الوحيد‬ ‫الذي يرغب في الهروب اإلجباري من قطاع غزة‪ ،‬ولكن العمل‬ ‫في الكويت واالنتقال من مطار القاهرة ما هو إال محطة لتحقيق‬ ‫جزء من احالم شاب ّ‬ ‫غزي‪.‬‬ ‫لم يخف غسان حنقه على قبول صديقه للعمل في الكويت وتركه‬ ‫مع راتب مدارس وكالة الغوث الدولية والتي لم تكن تكفي إلعالة‬ ‫العائلة رغم ما كان قد أرسله الصديق في الغربة من مبالغ مالية‬ ‫صغيرة للمساعدة دون االنتقاص من كرامته‪ ..‬رحيل الصديق‬ ‫زاد من بؤس حياة غسان التي لم تكن تنتظر سوى نهاية الشهر‬ ‫الستقبال الراتب الضئيل وإجباره على محاولة التكيف الصعبة‬ ‫في بلد يتلذذ االعداء في ضربه‪ ،‬فمع ضرب الصهاينة لغزة زاد‬ ‫اليقين لدى غسان بضرورة ترك هذا الوطن للعيش في امريكا‪،‬‬ ‫فقد كانت غزة كالبلد المقتول على لوحات فاشلة رسمها بالدهان‬ ‫الرمادي انسان مريض‪ ،‬وسيرسل للعائلة ما يعينهم على الحياة‪،‬‬ ‫وسيكون في بلد بعيدة عن رائحة الهزيمة‪ ،‬وعن أمه وزوجة‬ ‫أخيه المرحوم وأوالدها األربعة التي تربطه بهم الشفقة والتي‬ ‫تشده دوما ً الى تحت‪ ،‬بل يجب ان يمضي في حياة أكثر ألوانا‬ ‫وأعمق سلواناً‪.‬‬ ‫غزة هي غزة وقرار الرحيل عنها حاضر لم يتبدل‪ ،‬الحياة‬ ‫هنا أضيق من نفس نائم أصابه كابوس مريع‪ ،‬لكن رغبة نادية‬ ‫الجريحة ابنة األخ المرحوم‪ ،‬بأن يزورها في مستشفى غزة‪،‬‬ ‫غيّرت من قراره بالرحيل‪ ،‬فهو يحب نادية الجميلة ذات األعوام‬ ‫الثالثة عشر‪ ،‬فقد اعتاد أن يحب كل ذلك الجيل الذي رضع‬ ‫الهزيمة والتشرد إلى حد حسب فيه أن الحياة السعيدة ضرب من‬

‫الشذوذ االجتماعي‪ ،‬نادية لم تكن طفلة عادية بل كانت قديسة‪،‬‬ ‫فشعرها منثور كفروة ثمينة وعيناها واسعتان ووجهها كوجه نبي‬ ‫معذب‪ ،‬ولكنها أصبحت بساق مبتورة من أعلى الفخذ‪.‬‬ ‫غزة بساق نادية المبتورة كانت جديدة كأنه لم يرها من قبل‪،‬‬ ‫فالشارع الرئيسي‪ ،‬لم يكن إال بداية صغيرة لشارع طويل طويل‬ ‫يصل إلى صفد‪ ،‬فنادية الصغيرة فقدت ساقها لتنقذ اخوتها الصغار‬ ‫من قصف الصهاينة وكان قرارها الفدائي باستمرارهم كاملين‬ ‫وهي مبتورة الساق‪ ،‬ساق نادية هي الحياة يا صديقي‪ ،‬وهي من‬ ‫انهضت عمالقا ً يبحث عن نفسه بين انقاض الهزيمة البشعة‪.‬‬ ‫العام ‪ 58 ...2014‬سنة بعد بتر ساق نادية‪ ،‬ورسالة غسان ما‬ ‫زالت حاضرة‪ ،‬فرغم حجم الجريمة في غزة اال ان ما اقدمت عليه‬ ‫نادية أصبح نهجا ً ألهل غزة‪ ،‬مستمرون رغم تلك الصعوبات‬ ‫في الحياة والحصار‪ ،‬فـ ‪ 2147‬شهيد و‪18070‬جريح خالل‬ ‫العدوان االخير على غزة‪ ،‬كانوا عنوانا ً لالستمرار في استنهاض‬ ‫ذلك العمالق الذي تحدث عنه غسان كنفاني في ورقته من غزة‪،‬‬ ‫فالتضحية بجزء من الجسد حتى يعيش اآلخرين هو نسف لكل‬ ‫األفكار األخرى الدافعة للرحيل من جحيم رائحته الدم وهو‬ ‫استمرار بالتشبث باالرض وهذا ما ختم به غسان في دعوته‬ ‫لصديقه مصطفى بأننا في انتظارك امراً اياه بالعودة‪.‬‬ ‫ساق نادية المبتورة من أعلى الفخذ كانت بوصلة أليمة لترشد‬ ‫الى طريق الخالص من االحتالل فقد رأها غسان الدرب المؤدي‬ ‫الى صفد‪ ...‬الى فلسطين من قلب الشجاعية‪ ،‬تلك الشجاعية التي‬ ‫كانت مسرحا ً لجريمة إسرائيلية بشعة استهدفت الحياة بألوانها‬ ‫القاتمة هناك‪ ،‬وكانت منبراً حيا ً لمقاومة العدوان بقذائفه ولهبه‪،‬‬ ‫فقد كانت المقاومة حاضرة لتشكل مدخالً أللوان أخرى للحياة‬ ‫وتحطيما ً لتلك اللوحة البشعة التي عبقتها الهزيمة والفقر‪.‬‬ ‫نادية تلك الطفلة التي لم تستطع ان تنقذ ‪ 530‬طفل اضحوا‬ ‫شهداء‪ ،‬كان بينهم ‪ 1101‬نادية (أطفال جرحى سيعانون من‬ ‫إعاقات دائمة) أصبحت تلك “النادية” رمز جيل رضع التحدي‬ ‫والفداء والبطولة‪ ،‬لتكون غزة مدخالً للنصر والحرية والحب‬ ‫والفرح والحياة‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬هالة ذياب‬

‫‪10‬‬

‫‪77‬‬


‫أشالء احلمام‬ ‫سعاد شواهنه‬

‫رسم‪ :‬رقية ذياب‬

‫ارنا مير خميس‬

‫ناشطة يهودية ناضلت من أجل حقوق الفلسطينيين‪ .‬قامت بإنشاء مشروع فريد من نوعه خالل االنتفاضة األولى يدعى الرعاية‬ ‫والتعليم والذي كان يستخدم المسرح والفن لمعالجة الخوف المزمن واالكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة والتوتر الذي يعيشه‬ ‫األطفال في مخيم جنين‪ ،‬بسبب االحتالل اإلسرائيلي‪. .‬‬ ‫كرست آرنا مير خميس حياتها لتناضل من اجل الحرية ونيل حقوق اإلنسان ال سيما في فلسطين المحتلة‪.‬‬ ‫اختارت آرنا التي ولدت لعائلة يهودية‪ ،‬العيش والعمل بحيوية ونشاط وإنسانية في صفوف الفلسطينيين‪ .‬حثت وشجعت األطفال على‬ ‫خلق إمكانيات لواقع بديل‪ ،‬للذي يعيشونه في ظل االحتالل اإلسرائيلي‪ .‬فازت آرنا بجائزة نوبل البديلة في عام ‪ 1993‬واعتبرت‬ ‫هذه الجائزة بمثابة التزام عاطفي للدفاع عن األطفال وتعليمهم في فلسطين‪ ،‬حيث استخدمت مبلغ الجائزة التي حصلت عليها لتأسيس‬ ‫مسرح الحجر والذي دمّر في وقت الحق في االجتياح اإلسرائيلي لمخيم جنين لالجئين عام ‪.2002‬‬

‫‪812‬‬

‫أَيرخصُ دم الزهور!‬ ‫أين السالم‬ ‫حماة السالم‪َ ...‬‬ ‫دعاة السالم‪ ...‬ترهبكم صرخة أرواحنا‬ ‫وال ضير أن تطير أشالء الحمام!‬ ‫أَتقطفونها؟!‬ ‫ما زالت خضراء‪ ..‬هذه السنابل‬ ‫ال تبكوا غزة‪.‬‬ ‫ما عادت ترتضي دمع عاجز‬ ‫حرّ ة ما زالت تقاتل‬ ‫يا قاتل الزهر‪،‬‬ ‫ستنجب ألف زهرة‪ ،‬إن كان الزهر يذبح‬ ‫يا كاتم الصوت‪ ،‬حتما صرخة الروح يوما ستصدح‬ ‫يا قاتل الزهر‪،‬‬ ‫عد لبيتك‬ ‫واحكِ لطفلك‪،‬‬ ‫عن أشالء طفل ُتلُون بالدم‪،‬‬ ‫أجنحة السالم!!‬ ‫يا ساكني الحي‪،‬‬ ‫ماذا أخبر العيد اذا ما ناداكم؟‬ ‫يا ساكني الحي‪،‬‬ ‫قولوا ألطفالكم أن الحي يفتقد خطاكم‪..‬‬ ‫صرخة الحجر تدّوي بأُذني‪،‬‬ ‫د ُم عذراء العروبة أنطقني‪،‬‬ ‫كبّري غزة رغم الجراح‪..‬‬ ‫األحوال‪،‬‬ ‫وأخبريهم عن‬ ‫ِ‬ ‫قولي لهم‪،‬‬ ‫أين أطفالي؟‬ ‫ثمّة امرأة ت ّم ُد ذراعيها صباح عيد‪َ :‬‬ ‫أخبريهم‪ ،‬هنا من يغتسل بالدماء‬ ‫وهنا من يقبّل ابنه محتضنا القبور‬ ‫أين قبلة عيدي؟ َ‬ ‫أنت يا حلوى العيد‪..‬‬ ‫وأب آخر‪ :‬طفلي َ‬ ‫أَ ُ‬ ‫لي السؤال‪:‬‬ ‫يحق َ‬ ‫هنا ن ّقدم أشالء الزهور‬ ‫أَيرخص دم الزهور؟‬ ‫تصوير‪ :‬رقية ذياب‬

‫‪13‬‬


‫حتقول هي‬ ‫خلود طنوس‬

‫تقول هي‪:‬‬ ‫لمّا كان عمري ‪ 13‬سنة ون��صّ ‪ ،‬كنت ألعب في الحارة مع‬ ‫أصحابي ووالد وبنات مدرستي‪ ،‬أنا بحبّ المريول كثير وكان‬ ‫ّ‬ ‫وخطبوني إيّاه‪،‬‬ ‫نفسي أكم ّل دراسة‪ ،‬لح ّد ما أجى شبّ أكبر م ّني‬ ‫ّ‬ ‫خطبوني وأنا لساتني بلعب في الحارة‪ ،‬لدرجة إ ّنه كان يجي‬ ‫يشوفني وأنا ما أرضى أترك الحارة واللعبة‪ ،‬صاحباتي كانوا‬ ‫يحكوا لي “قومي إلعبي مع خطيبك”‪ ،‬بس أنا ما كنت أرضى‪ ،‬ما‬ ‫بعرفه وما بحبّ ألعب مع والد أكبر م ّني‪.‬‬ ‫خطبني ‪ 20‬يوم وبعدها تزوّ جني‪ .‬بعد الزيجة ضلّيت بدّي ألعب‬ ‫مع والد عمي‪ ،‬كانوا إخوة زوجي من جيلي‪ ،‬كان يجي عليّ‬ ‫وإحنا منتباطح ومنلعب سوا‪ ،‬بشي يوم‪ ،‬صار بدّه يلعب معي‪،‬‬ ‫حكى لي الزم نكتب دفتر مذ ّكرات‪ ،‬بلّشنا نكتب ك ْل يوم قصصنا‬ ‫يلّي كانت دايمًا تنتهي في مشكلة بسبب إمّه وأبوه‪”.‬‬ ‫أقول أنا‪:‬‬ ‫أنا خلود‪ ،‬لم ألعب مع أخوة زوجي ولم أتشاجر مع والديّ زوجي‪،‬‬ ‫أنا حتى لم أخطب أو أتزوّ ج بعد‪ .‬لك ّني أتذكر فترة المدرسة‪ ،‬زيّ‬ ‫المدرسة وشخصيّات ما زالت عالقة في قاع ذاكرتي حتى‬ ‫هذا اليوم‪.‬‬ ‫لمّا كان عمري ‪ 13‬سنة ونصّ ‪ ،‬لم ألعب مع بقيّة جيلي‪ ،‬ال في‬ ‫الحارة وال في المدرسة‪ ،‬لم أكن أحب المدرسة‪ ،‬لم أكن أحبّ‬ ‫الحارة ولم أكن أحبّ ح ّتى نفسي‪.‬‬ ‫ترعرعت في مدينة كبيرة‪ ،‬تتكلّم لغة غير لغتي‪ ،‬ال تعرف هويّتي‬ ‫وال تاريخي‪ ،‬كان ك ّل ما فيها من طاقة‪ ،‬بعيد ك ّل البعد عن دفء‬ ‫جدّتي‪ ،‬إيقاعها أسرع من رجليّ الصغيرتين‪ ،‬ورائحة مصانعها‬ ‫تطغى على رائحة التراب عند الشتاء األول‪ ،‬أو هبوب ريح في‬ ‫مساء أيلول‪.‬‬ ‫كان اإلحساس بالغربة هو األكبر‪ ،‬كانت المدينة تسرق م ّني ك ّل‬ ‫يوم عند خروجي من البيت‪ ،‬كوبين من الطفولة‪ ،‬ح ّتى لم يبق لي‬ ‫منها إلاّ أمل صغير بارتداء مريول مدرسة كمريولها‪ ،‬يعيد لي‬ ‫طفولتي في مكان آخر يشبهني‪.‬‬ ‫كان يبدو‪ ،‬بعد ما التقيت بها‪ ،‬بحكم البعد الجغرافي‪ ،‬وجهلي‬ ‫للمكان الذي تأتي منه‪ ،‬أن هنالك فروقات كثيرة وكبيرة بيني‬ ‫وبينها‪ ،‬لنجد وجه التشابه بين عنف اإلحتالل والمؤسسات‬ ‫الرأسماليّة وعنف مجتمعنا الذكوري‪.‬‬

‫رسم على ورق‬ ‫رزان عرفات عواد‬

‫وقع غصن الزيتون وتلطخ بدماء الحمامة‪ ،‬التي أصبحت بريشها‬ ‫األحمر لعبة لطفل يعرج!‬ ‫يتمدد بجانب والده يحاول أن يوقظه‪ .‬يركض نحو أخته يبكي‬ ‫لكي تلعب معه‪ .‬يذهب ليوقظ أمه ل ُتسكت جوعه‪ .‬لم يستيقظ احد!‬ ‫ركض نحو بيته‪ ،‬لكن ال بيت هنا! البيت كان هنا ألبارحة‪،‬‬ ‫اما اليوم‪...‬‬ ‫ذهب الى بيت جيرانه‪ ،‬الذي طالما لعب بين جدرانه‪ ،‬ليرى‬ ‫زوجة الجار على تجلس على ركام بيتها تبحث عن أجزاء‬ ‫صديقه لتلبسه ثوب العيد‪ ،‬وبجانبها علبة حلوى كانت قد ابتاعتها‬ ‫له ليأكل منها بعد اإلفطار‪ ،‬ويطعم أصدقاءه‪.‬‬ ‫تابع المسير‪ ،‬ليرى رجال يحمل ورقة بيده‪ ،‬كانت ستدخل ابنه‬ ‫الجامعة ليدرس مهندسا‪ ،‬لكنها اآلن ملطخة بدمائه‪.‬‬ ‫أثناء سيره في الحي‪ ،‬رأى طفلة ترتدي حلة كانت بيضاء لم تعد‬ ‫تعرف لها لون‪ ،‬وفي يدها لعبة قطع رأسها وتناثر قطنها‪ ،‬وهي‬ ‫تمسح دمعة تلو األخرى وتنظر الى لعبتها‪.‬‬ ‫ظل يمشي ويمشي ويمشي فوق حجارة كانت باألمس بيوت‬ ‫لعائالت اجتمعت لتتحدث عن هدايا العيد في غزة‪ ،‬لتناقش إفطار‬ ‫اليوم الذي يليه‪ ،‬ومن سيزرون في العيد! لكن العيد لم يأت‪..‬‬ ‫األيام تمر‪ ،‬تبدأ والدراسة‪ ،‬فال يجد الطفل مكانا يذهب إليه‪ ،‬ال‬ ‫مدرسة وال كرسي‪ ،‬ال معلم وزميل‪ .‬لماذا سيذهب‪ ،‬من سيلبسه‬ ‫المالبس‪ ،‬ومن سيحضر له الساندويشات؟! ال لن يذهب‪.‬‬ ‫تخفت األضواء و ُترسم الحكاية على ورق رمادي وبحبر ازرق‬ ‫يرسم طفل في وسطها صورة وقصة عن مدينة لها بحر‪ ،‬وعن‬ ‫أطفال يلهون على شاطئه‪ ،‬وعن لون الدم في بحر غزة‪ .‬لم تنتهي‬ ‫القضية‪ ،‬سيبقى هو وستبقى القضية!‬ ‫يا ناقش الحبر‪ ،‬ارسم طفال في وسط الورقة‪ ،‬بجانبه أم‪ ،‬وبجانبه‬ ‫اآلخر أب‪ ،‬وأمامه أخت‪ .‬ارسم حمامة تحمل بمنقارها غصن‬ ‫الزيتون مكسور فوق عائلة صغيرة‪ ،‬كانت ذات يوم عائلة‪..‬‬

‫تصوير‪ :‬رقية ذياب‬

‫‪14‬‬

‫‪15‬‬


‫مقابلة‬

‫أجرت المقابلة‪ :‬سعاد شواهنة‬ ‫على مسافة أحد عشر كيلو مترا ال أكثر يحدث أن تختلف‬ ‫األحالم‪ ،‬وتخرج من حدود ما هو ممكن ومتاح ومقبول‪ .‬هو‬ ‫الحلم ال ينظر إلى نفسه إال في مرآة المستحيل‪ ،‬ذاك المستحيل‬ ‫الذي ينقب في الروح عن تحد لم نكن يوما ندركه في النفس‪ .‬في‬ ‫قرية الزبابدة إلى الجنوب الشرقي من مدينة جنين تبدأ الحكايات‬ ‫رسم صورتها في مرآة الحلم‪ ،‬فأحالم براءة الشرقاوي ال تكتفي‬ ‫بالسير في شوارع الزبابدة الهادئة وتأمل أديرتها والمآذن‪ ،‬وتأمل‬ ‫الطرقات من خلف زجاج نافذتها‪ .‬فلها روح أخرى في عتمة آلة‬ ‫التصوير‪ ،‬وصورة امرأة في مرآتها تستحق إذ ال زالت تحلم‬ ‫بوجود أكثر بريقا‪ ،‬وأكثر تألقا‪.‬‬ ‫“ال تقف األيام بنا عند حد معين‪ ،‬كل يوم يترك فيك بصمته‪،‬‬ ‫ويصنع فيك شيئا جديدا”‪ ،‬هكذا بدأت براء الشرقاوي من بلدة‬ ‫الزبابدة حديثها‪ .‬براء مدربة تصوير فوتوغرافي في مسرح‬ ‫الحرية‪ ،‬تخرجت من قسم اللغة العربية واإلعالم في الجامعة‬ ‫العربية األمريكية في العام ‪.2012‬‬

‫‪16‬‬

‫واألسواق الشعبية المزدحمة‪ .‬ال زالت المرأة اليوم تحتاج إلى‬ ‫أخذ زمام أمورها بنفسها لتفرض حقها في الوجود‪.‬‬

‫التصوير أكثر‪ ،‬تسجيال للتراث اإلنساني الفلسطيني مثال‪ ،‬كما أن‬ ‫بعض الشابات بتن ينظرون إلى الصورة بوعي تام‪.‬‬

‫كيف تعاملت مع هذا الرفض العائلي لطبيعة ومكان عملك؟‬ ‫كانت البداية مرهقة جدا‪ ،‬لم أكذب تماما‪ ،‬لكني كنت مضطرة‬ ‫إلخفاء بعض األشياء ليس ألنها غير صحيحه بل ألنها لم تكن‬ ‫مقبولة في البداية من العائلة‪ ،‬وبمرور الوقت تعززت ثقتي‬ ‫بنفسي وبدأت اخذ قراراتي الخاصة بشكل مستقل وأصبحت‬ ‫هويتي الذاتية أكثر وضوحا في مرآة نفسي وأمام المجتمع‪.‬‬

‫ما هي رسالتك التي ترسليها من خلف عدسة كاميرتك إلى‬ ‫األهل والمجتمع؟‬ ‫رسالتي إلى األهل هي دوما وبقوة أنا قادرة وأنا استطيع‪ ،‬وأصبح‬ ‫لدي الوعي الكافي التخاذ قراراتي بنفسي وتحقيقي استقالليتي‪،‬‬ ‫أنا براء صرت قادرة على النجاح وتفكيري لم يعد محدودا‪.‬‬ ‫بكلمة واحدة أنا أقوى خلف عدسة الكاميرا‪.‬‬

‫كيف تقيمين دور الكاميرا في عصرنا؟‬ ‫التصوير بات تعبيرا قويا وصارخا وأكثر قدرة على الكالم من‬ ‫أي لغة أخرى‪ .‬التصوير أيضا تعبير إنساني عن فداحة المأساة فال‬ ‫يشترط أن يقتصر التصوير على األحداث الكبيرة كالمظاهرات‬ ‫واألحداث السياسية‪ ،‬روح التصوير تسكن في األماكن الضيقة‬ ‫والحكايات المهملة‪ .‬التصوير سجل آخر للحكايات والنضال‪.‬‬

‫أما رسالتي إلى المجتمع‪ ،‬فتتلخص‪ ،‬ومن خالل تجربتي‪ ،‬بكون‬ ‫المرأة كيان راسخ وله الحق في الوجود وهي ليست شيئا يخفى‬ ‫داخل الخزانة وفي العتمة‪.‬‬

‫وعن البدايات تقول‪ :‬كان لدراستي اإلعالم في الجامعة دورا‬ ‫في بداية اكتشافي آللة التصوير حيث درست مادة التصوير في‬ ‫الجامعة وهذه كانت البداية التي شجعتني الحقا لخوض تجربة‬ ‫التصوير على نطاق أوسع في مسرح الحرية من خالل دورة‬ ‫تدريبية استمرت لثمانية شهور‪ .‬وقد كان لهذه التجربة األثر في‬ ‫انفتاحي أكثر على المجتمع وخوض غمار التصوير في الميدان‬ ‫واألماكن العامة األسواق الشعبية‪ .‬هذه كانت البداية التي تابعت‬ ‫بعدها العمل كمدربة تصوير في المسرح حيث تعرفت على روح‬ ‫المسرح وأخذت قبسا من نوره في آلة التصوير‪ ،‬حيث صورت‬ ‫الكثير من العروض المسرحية والتدريبات‪.‬‬

‫كيف تتعامل المرأة معك ومع الصورة حين تكون هي بطلتها؟‬ ‫تعامل المرأة مع الصورة ال زال خجوال خاصة أمام المصور‬ ‫الذي تعرفه من نفس المنطقة أو المحيط‪ .‬أحيانا كثيرة أواجه‬ ‫رفضا من بعض السيدات لفكرة تصويرهن‪ ،‬وهناك البعض‬ ‫اآلخر الذي بات يعرف دور الصورة في توثيق الوجود اإلنساني‬ ‫الفلسطيني فنجده متعاونا وهذا متفاوت من منطقة ألخرى ومن‬ ‫جيل آلخر‪ ،‬في بعض األوقات تتقبل السيدات الكبيرات في العمر‬

‫كيف تصفين العالقة بين المرأة والمجتمع ودورك كمصورة‬ ‫وصحافية؟‬ ‫في بداية توجهي نحو التصوير واجهت بعض المشكالت تكمن في‬ ‫طبيعة نظرة المجتمع للتصوير كعمل‪ ،‬حيث ال زال يفضل وجود‬ ‫المرأة في األماكن المحدودة وال يسمح لها بتعزيز وجودها في‬ ‫أماكن غير تلك التي يتقبلها‪ .‬بالنسبة لي واجهت بعض الصعوبات‬ ‫مع أخي فقد كان يرفض وجودي وتصويري في األماكن العامة‬

‫تصوير‪ :‬رقية ذياب‬

‫من هي المرأة القدوة بالنسبة لك في فلسطين؟‬ ‫أرى في السيدة ليلى غنام شخصية قوية وقادرة على فرض‬ ‫وجودها‬ ‫ما هو طموحك الخاص على الجانب الشخصي؟‬ ‫لدي الكثير من الطموحات التي أتمنى تحقيقها‪ ،‬وأكثر ما أفكر‬ ‫في تحقيقه هو أن يكون لي معرضي الخاص الذي أسجل فيه‬ ‫نضاالت المرأة العاملة في كافة المجالت‪ ،‬ال سيما تلك المرأة‬ ‫التي تعمل في األسواق الشعبية واألماكن العامة وخلف ماكينة‬ ‫الخياطة وغيرها من األعمال البسيطة‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫نساء ثائرات‬

‫لم تتعلم عنهن في املدرسة‬ ‫تحدث التاريخ عن الرجال الثوار وعن أعمالهم البطولية ونسي ان يتحدث عن النساء اللواتي قدن العديد من الثورات‬ ‫واالنتصارات وقدمن تضحيات وخاطرن أكثر من الرجال‪ .‬فيما يلي عينة صغيرة من أولئك النساء القائدات الثائرات وهناك‬ ‫اآلالف األخريات منهن في جميع العالم‬

‫بترا هيرارا (في بدايات ‪)1990‬‬ ‫خالل الثورة المكسيكية عرفت المجندات باسم سولداديرس وحاربن جنبا الى جنب مع الرجال بالرغم من انه حتى الرجال كانوا‬ ‫يتعرضون لإليذاء‪ .‬من أشهر المجندات كانت بترا هيرارا التي اخفت جنسها وأطلقت على نفسها اسم بيدرو هيرارا وعينت كل‬ ‫النساء برتبة لواء‪.‬‬

‫(اسماء محفوظ ‪)1985‬‬ ‫اسماء محفوظ امرأة ثورية في العصر الحديث أشعلت ثورة يناير من‪ 2011‬من خالل نشر فيديو يشجع االنضمام اليها لالحتجاج‬ ‫والتظاهر في ميدان التحرير‪ .‬تعتبر واحدة من قادة الثورة المصرية وهي عضو بارز في ائتالف شباب الثورة‪.‬‬

‫الكشمي ساهجال (‪)2012-1914‬‬ ‫كانت الكشمي ساهجال امرأة ثورية تعمل لصالح حركة االستقالل الهندية‪ ،‬وعينت في وقت الحق كضابط في الجيش الوطني‬ ‫الهندي‪ ،‬وأصبحت بعد ذلك وزيرة شؤون المرأة في الحكومة‪ .‬في األربعينيات أصبحت ساهجال قائدة لكتيبة من النساء تعمل من‬ ‫اجل إطاحة الحكم البريطاني في الهند المستعمرة‪ .‬كانت هذه الكتيبة واحدة من عدد قليل جدا من الكتائب القتالية التي تتكون كلها من‬ ‫اإلناث من الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫سيليا سانشيز (‪)1980-1920‬‬ ‫معظم الناس يعرفون تشي غيفارا‪ ،‬ولكن ليس الكثير منهم سمعوا عن سيليا سانشيز‪ ،‬المرأة في قلب الثورة الكوبية التي سبق وان‬ ‫أشيع عنها انها صانعة القرار الرئيسي‪ .‬وكانت مؤسسة حركة ‪ 62‬يوليو وزعيمة فرق قتالية طوال الثورة‪.‬‬

‫كورازون أكينو (‪) 2009-1933‬‬ ‫كورازون “كوري” اكينو امرأة فلبينية قادت في عام ‪ 6891‬أول حكومة منتخبة ديمقراطيا في الفلبين منذ ما قبل االحتالل الياباني‪.‬‬ ‫كانت شخصية بارزة في ثورة سلطة الشعب‪ ،‬التي شاركت فيها الراهبات وعائالت بأكملها‪ ،‬بما في ذلك األطفال ضد الدكتاتور‬ ‫فرديناند ماركوس‪.‬‬

‫هارييت توبمان (‪)1913-1822‬‬ ‫هارييت توبمان كانت من العبيد األميركيين األفارقة الذين فروا من العبودية لتصبح شخصية بارزة في حركة إلغاء الرق‪ .‬قادت‬ ‫المئات الى الحرية وكانت القائد األكثر شهرة على شبكة سكة حديدية تحت األرض‪ ،‬وهي شبكة سرية معقدة من البيوت اآلمنة التي‬ ‫نظمت لهذا الغرض‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫قصص نسائية مقاومة‬ ‫أمنة ياسر سالم العدرة‪ :‬بدنا نبني الروضة غصنب عنهم‬ ‫(من قرية تواني‪ ،‬جنوب اخلليل)‬ ‫ما طحت على الروضة إال هو جاي دائرة التنظيم اإلسرائيلي‬ ‫ما كان جيش وال أشي لما اجا التنظيم اإلسرائيلي حجز العمال‬ ‫وقال ممنوع وال حدا يشتغل وبعدين اجو الجيش قالوا بدنا نوخذ‬ ‫خالطة الباطون والحديد‪ .‬انا ولوالد لصغار صرنا ننقل الحديد‬ ‫ونبعده عن الجيش‪ .‬احنا كنا اربع نسوان قعدن على ‪ 5‬طون‬ ‫من الحديد اللي كان كلو مربوط في بعضو وعملنا منه مقعد‪.‬‬ ‫نقلنا الخشب كمان‪ ،‬يعني ينمكن وزنه كان ‪ 7‬طن صرت انقله‬ ‫عند الزتون لمنا ابعدناه‪ .‬بعدين نقلنا العرباي ونزلنا منها كل‬ ‫الخشب وأبعدناها عن الجيش‪ .‬ظلت خالطة الباطون‪ ،‬ظل في‬ ‫مشاكل عليها ولما اجت الشرطة واجا الجيش واجت قوات كبيرة‬ ‫ضلينا عاملين معهم طوشه‪ .‬النسوان قاعدات على الحديد وانا‬ ‫طلعت عند الخالطة صاروا هم يركبوا في الشناكل وأنا آفك‬ ‫فيهن‪ ،‬الجيش يركب وانا افك‪ ،‬زهقتهم وانا افك في الشناكل‬ ‫وص��اروا يدفشوني وان��ا غصبن عنهم ماسكة في الخالطة‬ ‫والشرطة تدفشني‪ .‬مسكت الشرطي ودفعتو على طول ايدي‬ ‫وقلتلو شو يعني انتى شرطي وانا كمان شرطية‪ ،‬زيك اجا تبع‬ ‫التنظيم دفعتو بايدي‪ ،‬قال لي انا من التنظيم‪ ،‬قلتلو وما تكون من‬ ‫تنظيم‪ ،‬يعني علشان البسلي اواعي سويل والفرد على جنبك‪،‬‬ ‫اقلع عن صباحي‪ .‬مسكتو ودفعتو لوخري‪ .‬ظلينا على الخالطة‬ ‫يمكن ربع ساعة‪ .‬الحين ظليت مشعلقة فيها لمنهم حطوها في‬ ‫الونش ظليت مشعلقة في الكوابل تعات الحديد لمنو حطوها في‬ ‫الونش بعدين طلعنا في الونش انا وكمان مرة وبنتها وكانوا بدهم‬ ‫يوخذو مكينة لحام الحديد‪ ،‬اجا صابر قلهم هاي مش للبنا هاي‬ ‫لمية ماكروت وضليت اسحب وهو يقلي انا شرطي وانا اقلوا‬ ‫طز على الشرطة لمني اختها منوا‪ .‬عصب الشرطي ولحقني‬ ‫انا شردت وانا روحت تخبيت وسط النسوان وسط الحديد اجا‬ ‫يصورني غطيت ربطتي على وجهي قلتلو صور الحين على‬ ‫الحديد بدهم يوخذو‪ .‬بعد لزالم قالوا اوعن يوخذو الحديد يوخذو‬ ‫العرباي مش مشكلة‪ .‬ظلينا نتمشكل معاهم على شان الحديد لما‬

‫قصص نسائية مقاومة‬ ‫رندا‪ :‬هاي بالدنا‪ ،‬والكرز والطريق النا مش للحرامي املستوطن‬ ‫(من قرية تواني‪ ،‬جنوب اخلليل)‬

‫أجا الجيش مسكت شوية قظبان وانا ادفشهم اجن في صدر‬ ‫الجندي‪ .‬صار محمود حسين يحكي سوتيلنا مشكلة قلتلو ما‬ ‫يسوو مشكلة احنا بدنا روضة للوالد يتهنو فيها‪ ،‬همي عندهم‬ ‫روضات ووالدهم مكيفين وهاي مش أول مرة مواجهه مع‬ ‫الجيش خلصنا معهم اخذو العرباي وضل الحديد وضل الخشب‬ ‫الحين فزعوا الشباب صاروا يخبو في الحديد في الزيتون‪.‬‬ ‫يعني انا الحين مطلوبة يعني كل هاذ االشي بعنيلي انو الروضه‬ ‫ما وقفنا الشغل فيها وقربت تجهز على عنيهم وغصبن عنهم‪.‬‬ ‫قالولنا انتو ابنو واحنا بنهد! بس انشاء هللا مابصير هاذ الكالم‬ ‫وان شاء هللا السنة الجاية والد الروضة بقرو فيها وبعدين‬ ‫في ناس بحكولي ليش تروحي بالش يعتقلوكي النو مش كل‬ ‫النسوان بفزعن يعني انا واكمن وحده والباقي بستنن بعيد وفي‬ ‫ناس بحكو وهللا انو هاي المرة شاطرة بس أنا ما برد على الناس‬ ‫هاذ إلي هللا كتبلي إياه وبدي اعمله ألنو المستوطنين هدول‬ ‫بهابو من النسوان اكثر من لزالم‪ .‬زمان بقينا انا وسالفاتي‬ ‫بنات نعيم العدرة نقاوم وبعدين صارن النسوان يتشجعن شوي‬ ‫شوي لما صارن يقاومن معنا بس مش كلهن يعني بس احنا‬ ‫اجتنا الفكرة انو ننبطح على الحديد‪ .‬كانت في مرة ناصحة ما‬ ‫قدرو يزيحوها عنوا وللحين هويت ابن عمي معاهم صارلها‬ ‫ثالث شهور وبدهم ياني أروح اسلم حالي وأنا مش راح أروح‪.‬‬ ‫أول ما فاتت إسرائيل قبل األجانب كانوا أكثير متوحشين علينا‬ ‫كانوا يهدموا البيوت ويطلعوا كل الناس بره ويبهدلوهم بقينى‬ ‫نخاف إحنا ولوالدة ضلينا نقاوم شوي شوي بعديها صار االشي‬ ‫عادي عنا يعني في هذا الوقت والدنا صاروا اقوى منا ألنهم‬ ‫تعلموا انهم ما يخافوا من الجيش لما كانوا يشوفونا شو بنسوي‬ ‫لزالم دورهم اذا فش جيش بظربو المستوطنين وبشردو ألنهم‬ ‫إذا اجو الجيش بعتقلوهم يعني كل رجل في التواني عليه وقف‬ ‫تنفيذ من الجانب اإلسرائيلي تتراوح ما بين ‪ 5-3‬سنين ولما‬ ‫بنطلع على المسيره بنقول‪ :‬ال ال لالستيطان !‬

‫لما كنا مروحين من االمتحان في المدرسة‪ ،‬تأخر الجيش علينا‬ ‫نص ساعة قعدنا نستنى‪ ،‬كان هناك في عرب بشتغلو في الكرز‪.‬‬ ‫العربيات الي بشتغلن في الكرم صارن يحكن معانا وحنا صرنا‬ ‫نحكي معاهن‪ .‬اال هم جايين المستوطنين بحكولنا انتو سرقتو‬ ‫الكرز وحنا ال قربنا على الكرز وال أكلنا منو‪ .‬استدعوا الجيش‬ ‫اجى وحنا روحنا على شان نروح مع الجيش‪ .‬اجا المستوطن‬ ‫يصيح ويهدد انتو سرقتو الكرز! احنا ما قربنا على الكرز‪ ،‬احنا‬ ‫كنا نديون مع العربيات الي بشتغلن في الكرز‪ .‬صارو يحكوا‬ ‫بالعبري واجا الجيش واجا جاديليا المستوطن اللي بيزرع الكرم‬ ‫وصار يصور فينا وخالنا تقريبا ساعة واحنا في الشمس وهم‬ ‫يحكولنا انتو الي سرقتو الكرز وبعدين جابولنا الشرطة وودو‬ ‫أربع أوالد صغار مع الجيش وصلوهم وعاودو رجعوا‪ .‬اجا‬ ‫الشرطي بحكينا بالعبري واحنا ما بنفهم عبري الشرطي بسال‬ ‫فينا ومرديناش علي ضلينا ساكتين حكالنا انتن األربعة على‬ ‫الجيب طلعونا في (سيارة الشرطة دي ماكس) وروحوا كل‬ ‫االوالد وضلينا لحالنا قاعدين يمكن ساعة واألجانب يصورونا‪.‬‬ ‫وكان واقف عزرا وجاديليا وبعدين جابولنا حرس الحدود‬ ‫وبعدين حطو كل بنتين في سيارة وأخذونا على مستوطنة‬ ‫كريات اربع‪ .‬قعدنا ساعة هناك وبعدين بدهم يخلونا نوقع على‬ ‫وراق مكتوبة بالعبري‪ .‬نادى علي قلي وقعي هان قلتلو انا ما‬ ‫بوقع الى لما يكون في محامي وعليش بدك ياني اوقع ال بعرف‬ ‫اقرأ عبري شو بفهمنا شو مكتوب‪ .‬سألني شو اسمك‪ ،‬قلتلو رندا‬ ‫شحادة سالمة خالد‪ ،‬سألني قديش عمرك قلتلو ‪ 13‬سنة قلي‬ ‫وين ساكنة قلتلو في مغاير العبيد قلي اقعدي محلك ونادا على‬ ‫الثانية وسألها نفس االسئلة‪ ،‬وقالتلو ما بوقعش اال لما يكون في‬ ‫محامي‪ .‬انا فهمتلو بدو ايانا نوقع على الكالم الي قالو المستوطن‬ ‫اليهودي على شان يقول انو احنا سرقنا الكرز‪ ،‬وقلنالو ما بنوقع‬ ‫لحين نعرف شو هاي الورقة‪ .‬نادو علينا كمان مره‪ ،‬وحدة‬ ‫من البنات كانت خرسة قالولو هاي ما بتحكي واجانا كمان‬ ‫واحد وصار يسألنا عن االسماء وقلي قديش عمرك قلتلو قلي‬ ‫اعطيني رقم ابوكي وانا كنت حافظة رقم ابوي سال صاحبيتي‬ ‫شو اسمك قالتلو انشراح راح على النت طال كل اسماء اخوتها‬ ‫وسألها عن اخوتها وخواتها وانا شفت القائمة بعني سأل قديش‬ ‫عمرك قالتلو ‪ 12‬وسأل عن البنت الخرسا قالولو عمرها ‪13‬‬ ‫وما بتحكي شو بدك تحقق معها ليش هاذي بتعرفش وبعدين‬

‫قال انتي على شان زغيرة وانتي على شان بتحكيش خليكن هان‬ ‫اخذوني انا واختي كل وحدة عند محقق صار يسأل فيه انتي‬ ‫فتحتي الشبك تبع الكرز قتلوا انا ما فتحتوش وال قبت علية قلتلو‬ ‫يعني انتو بس بدكو تشوفو شغله على الفلسطينية وبدكو تلبسونا‬ ‫الموضوع احنا ال فتحنا الشيك وال اشي بس قصدهم من كل الي‬ ‫عملوا نهم يمنعونا نيجي هاي الطريق على شان كل هاذ احنا‬ ‫بنيجي من هاي الطريق وسألني كمان مره انتو سرقتو الكرز‬ ‫قلتلو انا ال قربت على الكرز وال وصلت الكرز وانو احنا بنروح‬ ‫وبنيجي زي دايما وبعدين سألتو وين الدليل الي ضدنا الى هو‬ ‫بقول في صور‪ .‬فش النا صور عندهم لو في النا صور بقول‬ ‫انو الكو حق تحكوا انو احنا خشينا على الكرز فش معو دليل‬ ‫فش مع واشي ليش تايخلينا محجوزات وهيك العام سوو فينا مع‬ ‫والد زغار قال انتن خشيتن قلنالو بدنا مقص من وين النا مقص‬ ‫على شان نقص الشيك ونخش على الكرم نسرق كرز‪ .‬قلنالو‬ ‫هاذ من زمان مفتوح وانتو بس بدكو تحطوا الحق علينا والحين‬ ‫لما زمان كان الجيش والمستوطنين يضربونا هان لما نشكي‬ ‫عليهم ما بصير وال اشي اما الفلسطينية اذا بعملو أي اشي مع‬ ‫الجيش او المستوطنين بروحو على مستوطنة كريات اربع وما‬ ‫بعرف شو والحين صاروا يضحكوا خلصنا من التحقيق واختي‬ ‫كمان سألها نفس األسئلة وخلصنا وطحنا تحت‪ .‬يمكن ساعة‬ ‫وكان عزرا هناك مرضوش يسلمونا لعزرا قالو بنسلمكو لإلدارة‬ ‫المدنية وهي بتسلمكو في الخليل‪ .‬أخذونا اإلسرائيلية في سيراتهم‬ ‫ودونا على اإلدارة المدنية واإلدارة المدنية ودونا على شرطة‬ ‫الخليل وستنينا عند شرطة الخليل ‪ 3‬ساعات وحكالنا الشرطي انا‬ ‫ما بروحكن الى لما يجي ابوكن قلتلو ابوي في المسافر وما بقدر‬ ‫يجي وابوي يتصل وكثير كان قلقان علينا‪ .‬قلتلو ابوي كيف بدك‬ ‫ياه يجي من المسافر ال في سيارات وال في اشي كيف بدو يجي!‬ ‫اعطيتو رقم ابوي رن على ابوي قلو انتا الزم تيجي توخذ بناتك‬ ‫قلو ابوي انا في المسافر فش سيارات‪ ،‬كيف بدي اجيك يعني‬ ‫لو بدي اجيك مشي بدي للمغرب او للعشى ايمتا بدي أصلك‪.‬‬ ‫وبعدين أجا ناس من البلد وروحنا على الدار على الساعة ‪8‬‬ ‫وصلنا الدار بس إحنا ما خفنا ألنو ما عملنا اشي من األول بس‬ ‫الهدف تبعهم انو يمنعونا نيجي هاي الطريق‪ ،‬بس غصبن عنهم‬ ‫راح نضل نمشي في هاي الطريق‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬هاله ذياب‬

‫‪20‬‬

‫‪21‬‬


‫فرصتك لمشاركتنا همومك ومشاكلك حيث اآلذان الصاغية والسرية التامة‪ ،‬مساحة آمنة لك ولعائلتك‪.‬‬ ‫اتصلي اآلن على الرقم المجاني ‪1800606060‬‬ ‫جمعية المرأة العاملة الفلسطينية‬

‫تصوير‪ :‬براء شرقاوي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.