TFT voices magazeen

Page 1

‫السنة الرابعة‬ ‫العدد الثاني‬


‫احملتويات‬

‫األمل‬

‫سيرين عماد عبد العزيز‬

‫األمل‬ ‫اصحي يا أم التوجيهي‬ ‫أمل جديد‬ ‫نشاطات مسرح احلرية‬ ‫األبراج‬ ‫بالدي فلسطني‬ ‫فلسطني شريان بال قلب‬ ‫املثقف بائع فالفل‬ ‫أنا هو االسير‬ ‫ماذا نريد‬ ‫هل من ليل اخر‬ ‫قصيده بال أوزان‬ ‫حوار مع مقابلة‬ ‫الديك الذهبي‬ ‫سأكون يوما ما أريد‬ ‫تصوير‪:‬‬ ‫محمد معاوية‬ ‫سوزان وصفي‬

‫‪ 19‬سنة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫بدعم من مؤسسة‪:‬‬

‫كان هنالك طفل يتيم يعيش مع أمه المريضة‪ ،‬التي‬ ‫كانت تحلم دوما أن يصير ابنها الوحيد طبيبا‪ ،‬كان‬ ‫الطفل يذهب كل يوم إلى المدرسة مكسور الخاطر‪.‬‬ ‫كان زمالئه في المدرسة يستهزئون به دائما‪،‬‬ ‫ويضحكون عليه‪ ،‬وكلما استهزأ به زمالئه كان‬ ‫يحمر وجهه ويشعر كأنه طعن في قلبه‪ .‬ومن بين‬ ‫هؤالء األوالد ولد شرير‪ ،‬كان دوما يسرق األشياء‬ ‫ويضعها في حقيبة الطفل المسكين‪ ،‬وبعدها يأخذه‬ ‫إلى المدير! كان الطفل المسكين يقف أمام المدير‬ ‫محمر الوجه مكسور الخاطر ومجروح المشاعر!‬ ‫قال المدير وهو غاضب‪ :‬إذا تكررت حالة السرقة‬ ‫مرة أخرى سوف يتم فصلك من المدرسة‪.‬‬ ‫في اليوم التالي دخل الولد الشرير إلى غرفة الصف‬ ‫ليسرق بعض األشياء ويضعها في حقيبة الولد‬ ‫المسكين‪ ،‬وصدفة مرّ المعلم من أمام غرفة الصف‬ ‫ورأى ما يفعله الولد الشرير‪ ،‬فنادى المدير بسرعة‬ ‫وأخبره بذلك! فهم المدير ان الطفل كان ضحية فقام‬ ‫المدير بفصل الولد الشرير من المدرسة‪.‬‬ ‫مرّ الزمن وتفوق الطفل في مدرسته ودخل الجامعة‬ ‫ودرس الطب كما كانت تحلم أمه كي يعالجها‬ ‫ويعالج الناس وتخرج من الجامعة طبيبا‪.‬‬ ‫وذات يوم اتصل أحد الناس على هذا الطبيب‬ ‫ليعاود المريض‪ .‬ذهب إلى هذا البيت فقام بمعالجة‬ ‫المريض وحين انتهى نظر بالصدفة إلى الطاولة‬ ‫وإذ هي القالدة التي أعطاها الطفل إلى معلمه قبل‬ ‫زمن طويل فنظر إليه نظرة فرح واندهاش وقال له‪:‬‬ ‫أنت المعلم الذي كشف الطفل السارق في صغري؟‬ ‫ابتسم المعلم وقال‪ :‬أجل‪ ،‬وأنت الطفل المسكين‬ ‫وها أنا أخيرا أراك طبيبا‪ .‬أحس الطبيب بأن‬ ‫هنالك شيئا شرح له صدره‪.‬‬

‫تصميم المجلة‪ :‬محمد معاويه‬ ‫تحرير واشراف‪ :‬تيسير خطيب‬ ‫‪1‬‬


‫اصحي يا أم التوجيهي!‬ ‫مجد جواد حثناوي‬ ‫‪ 19‬سنة‬

‫أمل جديد‬ ‫وفاء منيب السعدي‬ ‫‪ 18‬سنة‬

‫تلك عبارة انتصار أمي في سباقها مع المنبه صباحا‪ ،‬فابدأ بالقراءة وال اقرأ‪ .‬كتاب الجغرافيا هادئ منذ سنين عجاف‪ ،‬انتزع‬ ‫هدوءه بفوضى حواسي‪ ،‬وأمارس ديمقراطيتي الخاصة على جميع الكتب‪ ،‬أغزوها وافتح فيها مدني وعواصمي الخاصة‪،‬‬ ‫أحكمها شعبا شعبا‪ ،‬وجيشا جيشا‪ ،‬لي فيها دستور خاص‪ ،‬وما أجمل ممارسة اإلنسان طقوسه على أدواته‪ ،‬على األقل يشعر‬ ‫بإنسانيته‪ ،‬بعيدا عن السياسات المنمقة‪.‬‬ ‫كتاب‪ ..‬قهوة‪ ..‬ساعة‪ ...‬سرير ساكن‪ ..‬لعل هذه أصابع التوجيهي األربع التي تمارس مهامها بإشراف اإلصبع الخامس أال‬ ‫وهو (األهل)‪ .‬في فنجان قهوة الثانوية العامة األول شعرت بشغف قصر بني هشام في فخامة الحلم وجمالية التأمل‪.‬‬ ‫أحببت نظرات الناس إلي وأنا امشي في طريقي للتقدم لالمتحان (هللا يعينكم)‪ ،‬أو (ربنا يكون معكم)‪ ،‬هذا ما قالوه وزادوا ما‬ ‫عليه فعله من جد واجتهاد‪.‬‬ ‫لقد كذبت على أبي يوما وقلت له‪" :‬هذه أنا وهذه هي قدرتي‪ ،‬عالماتي‪ ،‬وتفكيري‪ ..‬جميعها محدودة‪ ،‬فلتكن طموحك بي تتسكع‬ ‫في محدوديتي"! وفي يوم نظرت إلى السماء والحظت أنها تبدو محدودة بالنسبة لعيناي المحدودتان‪ ،‬والكائن الحي يعيش‬ ‫كمن يؤمن ببقعة في األرض ويبني عليها طموحه ومبادئه‪ ،‬فإذا جاءها زلزال أصيب باإلحباط والقنوط‪ ،‬وال يعلم أن الكون‬ ‫خلق لنا والقمر يدور حولك ليقول لك (ها أنت موجود)! مع أني بدأت اشك بهذا األمر بعد أن صنعتني هويتي الفلسطينية‬ ‫قبل أن اصنعها‪.‬‬ ‫ومرة بعد مرة يزداد إيمان المجتمع بثقافة (التسعين) لمعدل طالب التوجيهي! وال أبالغ إذا قلت أن ضريبة الحكومة أرحم من‬ ‫ضريبة هذه الثقافة‪ ،‬فهي ترفع من شأن هذه السنة‪ ،‬وترفع الطموحات والتوقعات‪ ،‬والحسابات! أبارك حصول هذه السنة (بطلة‬ ‫العالم لرفع األثقال) على التوالي من دون أي منافس‪.‬‬ ‫وعلى مر اثنتي عشر سنة كان قد مر ساعي بريد في أزقتي‪ ،‬في كل سنة كان يضع رسالة واحدة ويتنكر بصمته ويغادر‪،‬‬ ‫وفي السنة الدراسية األخيرة علمت انه لن يعود‪ ،‬ألنه وضع رسالته في مقعدي األخير وقال فيها‪" :‬ليتك علمت أن كل مرحلة‬ ‫في حياتك هي جزء من انتظار طويل‪ ،‬لم يبق إال أيام معدودات‪ ،‬وتتجمع قواميسك بين رقمين‪ ،‬بينهما يوجد استراحة ضوء‬ ‫أتعبته الظلمة‪ ،‬ولن تعدي بعد لحظة إعالن النتائج أرجل النملة وال بتالت األزهار‪ ،‬وال تتظاهري بالمباالة أمام البشر وال‬ ‫باأللم‪ ،‬فان بقع الكاتشب في مالبس الممثل ال تؤلم إال صاحبها‪ ،‬ألنه قال لنفسه (أنا لن أموت اآلن)!"‬

‫‪2‬‬

‫ال يوجد أمامها سوى خيارين‪ ،‬أن تترك المنزل أو تبقى به! كانت‬ ‫في حيرة من أمرها فإذا تركت البيت إلى أين ستذهب؟ وإذا بقيت‬ ‫به سيهدم! هي لم ترد الهرب لكن خوفها على ابنها الصغير‬ ‫اجبرها على المغادرة‪ .‬وضبّت المالبس وأغطية النوم‪ ،‬حين‬ ‫اشتدت االشتباكات بين المقاومين واليهود واقترب الرصاص‬ ‫من بيتها فخرجت مسرعة وحملت من األمتعة ما تقدر على‬ ‫حمله‪ ،‬وأخذت تركض محاولة تجنب الرصاص من فوق رأسها‪.‬‬ ‫بعد عناء طويل وجدت مغارة فاختبأت بها‪ ،‬بعد ولهة أيقنت أنها‬ ‫لم تأخذ معها ابنها بل حملت أغطية النوم بدال منه! هي لم تدرك‬ ‫ذلك بسبب ثقل األمتعة التي تحملها ولم تسمع صوت بكائه بسبب‬ ‫صوت الرصاص‪ ،‬هرعت للعودة إلى البيت لتحضره لكنها لم‬ ‫تقدر فقد اشتد إطالق النار قرب بيتها‪ ،‬فبقيت جالسة على أحر‬ ‫من الجمر تنتظر حتى يهدأ الصراع‪ .‬في ذلك الوقت مر جندي‬ ‫بجانب المغارة وكان يبحث عن المقاومين‪ ،‬فاختبأت جيدا كي ال‬ ‫يراها‪ ،‬ثم تقدم باتجاه منزلها‪ ،‬فخرجت ونادته لتمنعه من الدخول‬ ‫إلى منزلها كي ال يلحق الضرر بطفلها‪ ،‬لكنه لم يسمعها كان قد‬ ‫ابتعد كثيرا‪ ،‬وصلت إلى المنزل بعد أن هدأ إطالق النار لكن‬ ‫طفلها لم يكن في سريره‪ ،‬بحثت عنه في كل مكان لكن دون‬ ‫جدوى‪ ،‬فقالت‪ :‬ربما قتله أو أخذه معه ليبيعه مع أولئك األطفال‬ ‫الذين فقدوا أهلهم! كانت مرتبكة وحزينة وخائفة‪ ،‬قررت أن‬ ‫تبقى في المنزل حتى لو هدموه فهي اآلن ال تملك شيء لتخسره‪.‬‬ ‫بعد مرور اثنان وعشرون سنة‪ ،‬تبدلت قرية عائشة أصبحت‬ ‫قرية يسكنها اليهود ويعملون بأراضيها‪ ،‬راضية على العيش‬ ‫مع أولئك اليهود وذلك ألجل ابنها‪ ،‬فهي تتمنى أن تجده قبل أن‬ ‫يأتي أجلها فقد أصابها مرض خبيث‪ .‬كانت تملك ماعز كمصدر‬ ‫رزق‪ ،‬فتبيع حليبها وجبنها‪.‬‬ ‫ذات يوم التقت بامرأة كانت تعرفها منذ زمن اسمها فاطمة‪،‬‬ ‫فدعتها إلى شرب القهوة في بيتها‪ ،‬وقد طال الحديث بينهما‬ ‫ساعات طويلة‪ ،‬أخبرت عائشة صديقتها عن قصتها فحزنت‬ ‫وأخذت تواسيها‪ ،‬كانت عائشة تشعر بارتياح كبير فقد وجدت‬ ‫شخصا لتشكي له همومها‪ ،‬عرضت عليها صديقتها العمل معها‬ ‫في بيارات البرتقال‪ ،‬فهي تبلغ الخامسة واألربعين وصنع الجبن‬ ‫عمل متعب وال تحصل منه على الكثير من النقود‪ ،‬فقالت عائشة‪:‬‬ ‫أليست هذه البيارات ملكا ألغنى عائلة يهودية هنا؟‬ ‫فاطمة‪ :‬نعم‪ ،‬هي ملك لهم لكن نحن مجبرون على العمل لكسب‬

‫رزقنا‪ ..‬هم طيبون جدا‪ ،‬فكري باألمر‪ ،‬وإذا وافقت سأتكلم مع‬ ‫السيدة سارة زوجة مالك البيارات‪.‬‬ ‫في صباح اليوم التالي ذهبت لصديقتها فاطمة في مكان عملها‬ ‫ولتلقي نظرة على طبيعة العمل‪ .‬كان الكثير من النساء فلسطينيات‬ ‫ويهوديات يعملن في بيارات البرتقال‪ .‬عندما رأت النساء وهن‬ ‫يعملن عادت بها ذاكرتها إلى الوراء عندما كن يعملن كل واحدة‬ ‫في أرضها واليوم يعملن في أراضيهن ويتقاضين أجر عملهن!‬ ‫سمعت عائشة حديث النساء عن مالك البيارات الذي تبنى طفل‬ ‫أيام النكبة‪ ،‬للحظة ظنت انه قد يكون ابنها‪ ،‬فهنالك الكثير من‬ ‫األطفال الذين بيعوا لعائالت يهودية‪ .‬كان فضولها لمعرفة حقيقة‬ ‫هذا الطفل قد دفعها للموافقة على العمل في بيارات البرتقال‪.‬‬ ‫ذهبت إلى فاطمة وأخبرتها بأنها ستباشر بالعمل غدا‪.‬‬ ‫في الصباح خرجت إلى العمل‪ ،‬وفي طريقها التقت بابن المالك‬ ‫ال��ذي كان يدعى روبين قام بمساعدتها في حمل أغراضها‬ ‫وأوصلها إلى البيارات‪ .‬في ذلك الوقت راود عائشة شعور‬

‫‪3‬‬


‫غريب‪ ،‬شعرت بأنه قريب منها‪..‬‬ ‫بعد انتهاء العمل بحثت عن زوجة المالك أرادت أن تعرف من أين أحضروا ذلك الطفل ليهدأ بالها‪ ،‬فالشكوك ال تتركها مرتاحة قط‪.‬‬ ‫استقبلتها السيدة سارة بلطف وسرور وجلستا للتحدث‪ ،‬لم ترد أن توجه السؤال لها مباشرة فقالت لها‪ :‬سمعت النساء البارحة بالصدفة‬ ‫وهن يتحدثن أثناء العمل عن روبين اقصد ابنكما الذي تبنيتموه أيام النكبة‪ ،‬هل هذا صحيح؟‬ ‫فتبسمت بلطف وقالت‪ :‬نعم هذا صحيح‪ ،‬فانا ال أنجب األطفال‪ ،‬عندما احضروه إلي أحسست بأنه ابني الحقيقي وانه قدر لي أن اربي‬ ‫هذا الطفل‪.‬‬ ‫لكن أال تعلمين أين وجدوه؟‬ ‫ال‪ ،‬فقط أتذكر أن جندي عرض الطفل على زوجي مقابل مبلغ من المال‬ ‫أال تعلمين ماذا حصل لذلك الجندي أو أين يسكن؟‬ ‫ال‪ ،‬ال اعلم‪ ،‬لكن لماذا أنت مهتمة بهذا األمر؟‬ ‫انا‪ ..‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬أنا غير مهتمة قط‪ ،‬فقط هذا فضول‪ ،‬فأنا امرأة فضولية‬ ‫ضحكت عائشة واستأذنت السيدة سارة وعادت إلى منزلها حزينة‪ .‬وفي اليوم التالي ذهبت إلى المالك لتسأله عن الجندي الذي احضر‬ ‫الطفل‪ .‬انطلقت إلى مصنع المربى حيث يعمل المالك‪ ،‬المصنع بعيد عن القرية والجو حار جدا وكانت تتصبب عرقا وأشعة الشمس‬ ‫تكاد تلتهم جسمها‪ ،‬وبعد عناء طويل وصلت إلى المالك ثم جلست لتلتقط أنفاسها‪ ،‬قالت له‪ :‬قطعت هذه المسافة الطويلة مشيا ألسألك‬ ‫عن ذلك الجندي الذي احضر طفلك‪ ،‬من فضلك اخبرني أين هو ان كنت تعرف؟‬ ‫رد عليها باستغراب‪ :‬هو صديق لي منذ زمن طويل لكن لماذا سؤالك عنه؟‬ ‫ال استطيع أخبارك اآلن لكني أعدك سأخبرك الحقا‪ ،‬فانا في عجلة من أمري‪،‬‬ ‫توقفت عن مراسلته لفترة قصيرة‪ ،‬آخر مرة اخبرني بأنه يسكن في قرية قريبة من هنا وأرسل لي العنوان‪ ،‬سأحضره لك‪.‬‬ ‫عادت إلى منزلها لتأخذ قسطا من الراحة‪ .‬في الصباح غادرت إلى قرية الجندي‪ ،‬لم تكن المسافة بعيدة لذا لم تستغرق وقت طويل‬ ‫للوصول إليها‪ .‬وجدت البيت وطرقت الباب مرات عديدة لكن لم يجب احد‪ ،‬فجلست تنتظر إلى أن يأتي‪ .‬جاء المساء وما زالت جالسة‬ ‫أمام بيته إال انه لم يأتي‪ ،‬لذلك قررت العودة إلى منزلها ألنه ربما انتقل للسكن في بيت آخر‪ ،‬وعندما همت بالمغادرة جاء الجندي‪،‬‬ ‫نظر إليها باستغراب‪ .‬أخبرته بقصتها وعن الطفل الذي وجده‪ ،‬فقال لها‪ :‬أنا ال أتذكر جيدا فقد مرت سنين‪.‬‬ ‫أتستطيع تذكر ذلك البيت إذا أخذتك إليه؟‬ ‫ربما‬ ‫لنذهب اآلن إليه هو ليس بعيد جدا انه في القرية المجاورة‬ ‫وبعد أن وصال قال بدهشة‪ :‬نعم تذكرت‪ ،‬في تلك اللحظة رسمت له ذاكرته صورة البيت وطفل يبكي في سريره‪ .‬تابع قائال‪ :‬كان البيت‬ ‫فارغا‪ ،‬فقط وجدت طفال يبكي لوحده في السرير فأخذته لصديقي فلم يكن ينجب األطفال‪ .‬فسألها‪ :‬هل أنت أم الطفل؟‬

‫‪4‬‬

‫ال‪ ..‬ال‪ ،‬هذا منزل صديقتي!‬ ‫تأكدت عائشة بأن روبين هو ابنها‪ .‬امتأل قلبها بالفرح والسرور‪،‬‬ ‫فإحساس األم ال يخطئ‪ .‬ركضت مسرعة إليه وحضنته بقوة‪،‬‬ ‫فتفاجأ وقال لها‪ :‬أهناك خطب ما؟ فقالت له‪ :‬ال ال يوجد شيء فقط‬ ‫أنت تذكرني بابني الذي أضعته منذ زمن طويل جدا ولو كان هنا‬ ‫لكان في عمرك فقال لها‪ :‬آمل أن تعثري على ابنك‪،‬‬ ‫لم تخبره بأنها أمه الحقيقية وذلك لتجنب المشاكل‪ ،‬يكفيها أن‬ ‫تنظر إليه من بعيد وتراه كل يوم‪ ،‬عادت عائشة إلى بيتها وهي‬

‫في غاية السعادة وجلست على كرسيها أمام بيتها ونظرت إلى‬ ‫السماء وشكرت هللا‪ ،‬ثم أغمضت عينيها ببطء‪ ،‬بطمأنينة وسالم‪.‬‬ ‫كان موت عائشة مفاجأ للجميع‪ ،‬فالمالك أراد معرفة ما كانت‬ ‫تريده من ذلك الجندي لعله يجيبه عن تساؤالته‪ ،‬وأرسل يطلبه‬ ‫ويسأله عن سبب زيارتها له‪.‬‬ ‫الجندي‪ :‬لقد سألتني عن روبين وعن المكان الذي أخذته منه‪،‬‬ ‫لم أستطع تذكر ذلك المنزل جيدا‪ ،‬لكن عندما ذهبت معها هناك‬ ‫تذكرت كل شيء‪.‬‬ ‫أتقصد بأنها أمه الحقيقة؟‬ ‫ال‪ ..‬هي أخبرتني بأنه منزل صديقتها‪.‬‬ ‫ال‪ .‬لقد كانت تكذب الن ابني روبين يتحدث عنها كثيرا في‬ ‫المنزل ويقول بأنها تحبه كثيرا فهو بعمر ابنها المفقود‬ ‫ربما فقد كان يبدو عليه الفرحة عندما علمت بان ذلك الطفل هو‬ ‫روبين نفسه‪.‬‬ ‫استمع إلي اآلن جيدا‪ ،‬لن يعلم احد بان عائشة هي أمه الحقيقة‬ ‫فهي اآلن ميتة وباألخص روبين‪ ،‬أرجوك‪.‬‬ ‫في المساء كان المالك وزوجته يتناقشان بشأن عائشة ألنها‬ ‫تحدثت مع كالهما في نفس الموضوع‪ ،‬في تلك اإلثناء مر روبين‬ ‫بجانب باب الغرفة وسمع حديثهما بالصدفة‪ ،‬فوقف ليستمع‪ .‬فهم‬ ‫من حديثهما أن عائشة هي أمه الحقيقية‪.‬‬ ‫السيدة سارة‪ :‬ماذا؟ كيف ذلك؟‬ ‫المالك‪ :‬ألنها ذهبت وسألت الجندي الذي احضره إلينا فأخبرها‬ ‫بأنه نفس المنزل الذي أخذ منه الطفل‪.‬‬ ‫السيدة سارة ‪ :‬حسنا ال توجد هنالك أي مشكلة فهي اآلن ميتة‪،‬‬ ‫يجب أن ال يعلم روبين بذلك‪.‬‬ ‫وفجأة فتح روبين الباب بقوة والغضب يتملكه وقال لهما‪ :‬كنتما‬ ‫تعلمان بأنها أمي‪ ،‬لماذا لم تخبراني؟ لماذا؟ وأنت يا أمي تريدين‬ ‫إخفاء األمر عني‪.‬‬ ‫خرج من البيت وحاولت السيدة سارة أن تهدأ من غضبه لكنه لم‬ ‫يهتم بذلك فلحقته محاولة إقناعه بعدم المغادرة‬ ‫توجه روبين إلى قبر أمه عائشة وجلس واخذ يتذكر معالم وجهها‬ ‫وهي تضحك وتنظر إليه ووعدها بأن يعيش في بيتها الصغير‬ ‫ويحافظ عليه‪.‬‬

‫ال‪ ،‬ال �أعلم‪ ،‬لكن ملاذا‬ ‫�أنت مهتمة بهذا الأمر؟‬ ‫‪5‬‬


‫نشاطات مسرح احلرية‬ ‫مسرحية الجزيرة‬ ‫يستعد مسرح الحرية النتاج مسرحية الجزيرة للكاتب والمناضل االنساني الجنوب‬ ‫افريقي أثول فورجاد‪ .‬تدور احداث المسرحية في سجن الجزيرة الذي كان يمثل رمزا‬ ‫لقمع الحريات والظلم في جنوب افريقا في فترة التمييز العنصري‪ .‬في السجن السجينان‬ ‫جون ووينستون ملطخان بالدماء يلهثان من شدة العمل الشاق الذي فرض عليهم كعقوبة‬ ‫كونهما سجينان سياسيان محكوم عليهما السجن بالمؤبد تتسارع األحداث وتروي قصة‬ ‫بذور زرعها جون ووينستون لتنبت حرية‪ .‬تروي المسرحية جزء من أحداث حصلت‬ ‫مع المناضل األممي نيلسون مانديال والتي تعكس ظلم االحتالل وممارسته العنصرية‬ ‫ضد ارادة الشعوب‪ .‬اختار مسرح الحرية هذا العمل حيث ستتم محاكاته وتقديمه بصورة‬ ‫فلسطينية خاصة تعبر عن واقع أسرنا في السجون االسرائيلية والظلم الواقع عليهم من‬ ‫االحتالل النهم نشروا بذور الحرية على ارض فلسطين‪ .‬سيقوم المسرح بجوالت محلية‬ ‫ودولية لهذا العمل الفني لنؤكد من خالله أحقية أسرانا في الحرية ولنتذكرهم في جميع‬ ‫المحافل الدولية ودعما لتلك االمعاء الخاوية التي ما زالت تستنهض هممنا وعقولنا‪.‬‬

‫وحدة االفالم‬ ‫البدء بالتدريب في وحدة االفالم في مسرح الحرية‪.‬‬ ‫تسعي وحدة االفالم في مسرح الحرية‪ ‬لتوظيف ‪ 10‬متدربين في أنشطة برامجها‬ ‫للعام ‪ ،2013‬حيث تهدف هذه الوحدة الى استخدام الخيال لتصوير الواقع‪ ‬والوضع‬ ‫الفلسطيني‪ ‬في كافة أشكاله‪ .‬كما وتهدف لبناء فريق متمرس في صناعة األفالم‪ ‬‬ ‫ليكون قادراً على المشاركة بشكل كامل في هذه المهمة‪.‬‬ ‫حكواتي‪...‬‬

‫“كان كان يا مكان‪ ،‬دكان مقابل دكان‪ ،‬وابو قمر في الدكان‪ ،‬جاعص بقرش كظامة‪.”...‬‬

‫ايمانا ً بأهمية التاريخ الشفوي الفلسطيني يقدم مسرح الحرية عروض حكواتي شهريا ً لألطفال‪،‬‬ ‫الحياء الحكايات واألغاني الشعبية الفلسطينية لدى األطفال‪ .‬وأيضا ً الكساب االطفال هذه المهارة‬ ‫(الحكي والتعبيرعمّا لديهم من مهارات) نقدم لهم ورشات الحكي من عمر ‪ 16 - 6‬سنة‪ ،‬وفيها‬ ‫أربع مجموعات‪ :‬ورشتين تقام في المسرح من عمر ‪ 21- 6‬سنة وورشة تقام بالتعاون مع‬ ‫مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي والمركز النسوي في مخيم جنين والمجلس القروي في قرية طورة‪،‬‬ ‫لألطفال من عمر ‪ 16-12‬سنة‪.‬‬

‫مسرح الحرية‬

‫برج العذراء‬

‫برج االسد‬

‫ال بد من أن تقف على رأي الشريك في أمور حساسة‪ ،‬فالتفرد‬ ‫لن يؤدي إلى حسم األمور كما تتم ّنى ‪.‬ا‬

‫خذ قسطا ً من الراحة‪ ،‬وخصوصا ً اذا كنت تنوي اتخاذ قرار‬ ‫نهائي بشأن عالقتك بالشريك‪.‬‬

‫ال تكن استفزازيا ً مع الشريك بتصرفاتك‪ ،‬فقد يفاجئك بردّة فعله‬ ‫وقد تكون غير متوقعة‪.‬‬

‫تتحمل اليوم مسؤولية كبيرة وتتخذ قرارات حاسمة بشأن العالقة‬ ‫بالشريك‪.‬‬

‫برج الدلو‬

‫برج الجدي‬

‫كن حاسما ً في المواقف التي تواجهها‪ ،‬لئال تتعرّ ض الحقا ً‬ ‫للمضايقات من الشريك‪ ،‬أل ّنه يراقبك بدقة‪.‬‬

‫برج القوس‬

‫تولّد الثقة المتبادلة في حياتك الشخصية مشاريع مشتركة مع‬ ‫الحبيب أو الزوج ونشاطات تترك ذكريات‪ .‬تسوّ ي كل ما كان‬ ‫يعيق انسجامك مع اآلخر‪.‬‬

‫برج العقرب‬

‫تتمتع بجاذبية نادرة وتتاح أمامك غير فرصة للتعبير عن نفسك‬ ‫بال قيود‪ .‬عالج كل المسائل بحنكة وذكاء وتفاؤل‪.‬‬

‫برج الميزان‬

‫يالحظ يوم عاطفيا ً مربك بامتياز‪ ،‬وتشعر بهذا االرتباك كلما‬ ‫حاول الشريك مصارحتك بموضوع يتعلق بكما‪.‬‬

‫برج السرطان‬ ‫برج الجوزاء‬

‫إذا كنت ستضع حواجز من التكبر والغطرسة‪ ،‬و ّفر هذه الخطط‬ ‫لتكسب قلب الحبيب‪.‬‬

‫برج الثور‬

‫تمتلك اليوم الكثير من السحر لذا ستعرف جيداً كيف تعمل مع‬ ‫المقربين إليك‪.‬‬

‫برج الحمل‬

‫كثرة العتاب ال تنفع‪ ،‬وعليك نسيان الماضي والبدء من جديد‬ ‫شرط االستفادة من الماضي‪ .‬كن هادئا ً في عواطفك‪.‬‬

‫برج الحوت‬

‫أي نجاح للعالقة مع الشريك يلزمك أن تقدم بعض التنازالت‪،‬‬ ‫وهذا ليس معيبا ً أو مهيناً‪.‬‬

‫‪042503345‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬


‫بالدي فلسطني‬ ‫آيات عالونة‬ ‫‪ 19‬سنة‬

‫أنت أيتها األرض التي تملؤني بمشاعر الخوف‪ ،‬األمن‪ ،‬الحب ‪ ،‬الكره واالشتياق‪...‬‬ ‫أنت أيتها األرض التي تملؤني بمشاعر الفخر‪ ،‬وعند ذكراك أشعر بان كل الدنيا ال تساوي ذرة االشتياق لترابك‪.‬‬ ‫فأنت أيتها األرض تحاولين دائما بان تسكتي صرخات أآله والحزن‪ ،‬وتخفي خلف عيناك أاله واأللم وترسمي بسمة بريئة على‬ ‫عيناك لتعطي بعض الصبر واألمل ألمهات وأطفال فلسطين‪.‬‬ ‫لم أرى كصمودك في حياتي‪ ،‬ولم أرى سوى القضبان واألسالك تحوم حولك ‪،‬ولم أرى سوى الدموع التي تسقط طوال العمر من‬ ‫عيناك‪ .‬وحين أراك تحاولي أن تقولي لي أن دموعك لربما تعطي األمل والفرح ولكني ال أرى في عيناك سوى الغضب والظلم‬ ‫والبؤس وأرى أيضا عينا أم عجوز قد طال عليها غياب أبناءها!‬ ‫فأنت أيتها األرض حين تريني وأنا حزين مشتاق لسهولك الخضر وظاللك‪ ،‬ولكي تخفي عني الخوف تمألي نفسك بأشجار‬ ‫الزيتون واللوز والبرتقال وزهر الربيع لكي أفرح وأفرح‪ ،‬ولكني أرى أشجارك وأزهارك تبكي على حالك!‬ ‫فأنت أيتها األرض بثوبك البني واألخضر ممتدا من السماء الي األرض‪ ،‬مصنوع بدماء شهداء ودموع األمهات‪ ،‬ومظلم بليل‬ ‫شتاء السجون‪ ،‬من يرونك يسحرون بجمالك ولكنهم يتناسوا المنظر الحزين في عيناك!‬ ‫فأنت أيتها األرض الجميلة وعروسك األجمل‪ :‬القدس‪ .‬القدس التي بمساجدها وكنائسها حزينة‪ ،‬الشتياق المساجد والكنائس‬ ‫للمصلين فال يسمعون صرخات وآهات المؤذن والكنائس وهي تنادي‪ :‬أين العرب؟‬ ‫فأنت أيتها األرض بنورك الممتد من السماء الي األرض الممتلئ بدماء الشهداء‪ ،‬أيتها المخلصة ألبنائك‪ ،‬أيتها أالم أيتها العظيمة‬ ‫تجعلين من تلك الدماء زيت زيتونك وعطر زهرك وربيعك‪.‬‬ ‫فأنت أيتها األرض بثوبك البني واألخضر تحضيننا دائما وتفرشي لنا ثوبك وتخفي بألوانك نهر ربيعك وأحزانك‪ ،‬وعندما نستشهد‬ ‫أيضا تجعلي من ثوبك غطاء لنا‪.‬‬ ‫قال أعدائنا سننساك بعد سنوات! ولكني أقول لهم أني في كل ثانية أذكرك‪ .‬وأقول ألعدائنا ومغتصبي أرضنا باني كتبت بكل‬ ‫قطرة من دمي بأني أعشق فلسطين‪ ،‬وأن كل نبض في قلبي ينبض باسم فلسطين‪.‬‬ ‫فأنت أيتها األرض مهما حاولوا بان يجعلونك أمّهم فلن تكوني لهم أما‪ ،‬فاني اعلم بأنك ستقولي لهم إني أما لعرب فلسطين‪.‬‬ ‫فأنت أيتها األرض‪ ،‬أما لفلسطين وأما لجد فلسطين‪ ،‬وأما ألمهات وأبناء فلسطين‪ ،‬وأمي أيضا‪...‬‬

‫‪8‬‬

‫فلسطني شريان بال قلب‬ ‫هبة زعرور‬ ‫‪ 19‬سنة‬ ‫سجين يحتضر مع أمعاء خاوية‪،‬‬ ‫يقول‪ :‬كرامتي أغلى من الطعام!‬ ‫فالطعام من األمور البالية‪..‬‬ ‫وطفل يحترق وآخرون على حافة الهاوية‬ ‫وام تشكي يا قلبي وتقول يا رب ارحم طفلي واطفالي الباقية‬ ‫وارحمنا من هذه الفاجعة!‬ ‫وسيارة إسعاف تأخرت وهم يقولون هذه أخبار كاذبة‪،‬‬ ‫واسرائيلون يقولون الحمد هلل أنهم فلسطينيون!!‬ ‫والشيخ األسير يموت ببطء على سرير المعتقل‬ ‫وبنتاه طفلتان بريئتان تستنجدان ربهما بدمعة اشتياق الى‬ ‫أبيهم المعتقل‪،‬‬ ‫وزوجته تصبر وتصبر وتقول الحمد هلل ما دام في عيني‬ ‫زوجي بريق أمل‪.‬‬ ‫وأمه تبكي وتبكي‪ ..‬ماذا يستطيع القلب بعد أن يحتمل؟‬ ‫ووالده يجلس بعكازته على طريق االنتظار‬ ‫من نهار الى نهار‪ ،‬مرة هنا‪ ،‬ومرة بباب الدار‪..‬‬ ‫يا له من قدر ال هروب منه وال فرار‬ ‫وغزة مدينة الساحل يكاد يمحيها الظالم يكاد يقتلها الجفاف‬ ‫فال كهرباء وال ماء هناك‪،‬‬ ‫وما أصعب العيش في مكان تمأله األشواك!‬ ‫حتى نفسي‪ ،‬دخلت مع نفسي في عراك‬ ‫هل أموت أم تجعل األكسجين في جسدي يعيش كمالك؟‬ ‫ما هذا الذي يحصل امام ناظري أما زالت محاصرة بالشباك؟‬ ‫ام انني اختنقت من كالم هذا وذاك‪..‬‬ ‫او ربما اغلقت عيوني عن رؤية القمر‬ ‫واألقصى يا قدس‪ ..‬يا حبيبتي‪ ..‬في خطر‬ ‫وهيكل مزعوم ومبكى يخافون المفر‬ ‫يا رب‪ ،‬بيدك القضاء والقدر‪...‬‬ ‫وأنا لم يعد بحوزتي سوى حنجرتي والقلم‪،‬‬ ‫ألدعوك ربي فتخفف هذا األلم‪..‬‬ ‫ألم قلبي وألم قلب جميع األمم‪.‬‬ ‫وأن نرفع في القدس وفي شوارع القدس العلم‪ ..‬وليس أي علم‪..‬‬ ‫بل علم سيدة األرض‪ ..‬فلسطين بالدي وعاصمة المسلمين‬ ‫ال تحزني فلسطين‪ ..‬فشريان بال قلب‪ ،‬خير من أناس بال دين‬ ‫وال رب‬ ‫ال تحزني فلسطين‪ ..‬فلألقصى رب يحميه وإن طال الخطب‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫املثقف بائع فالفل‬ ‫مجد جواد حثناوي‬ ‫‪ 19‬سنة‬

‫طاولة‪ ...‬فالفل‪ ...‬كتب مغبّرة‪ ...‬وصوت رجل يبارز الصمت‪:‬‬ ‫"قلت لكم ألف مرة األكل فوق الثالث وجبات ممنوع‪ ،‬وإذا رأيت‬ ‫فاعال لذلك جعلته بالكسر مرفوع"‪ .‬هذا ما قاله الكاتب محمد‬ ‫نجيب‪ ،‬في مطعمه ألحد عُماله لتعديه على شروط اتفاقية عدد‬ ‫أزرار الفالفل المسموح تناولها في اليوم‪.‬‬ ‫جلس هو وسيوفه لتستريح قليال‪ ،‬رد علي التحية "أهال وسهال‬ ‫بك يا ابنتي" جلست قبالته وأنا أعد دقات قلبي واخطأ وأعد دقات‬ ‫قلبه وأصيب‪ ،‬ألني علمت سبب انفعاله ولم أعلم سبب توتري‪،‬‬ ‫وما بين الصواب والخطأ تولد الحقيقة‪ ،‬والحقيقة هي ما يلفظه‬ ‫القلب قبل القلم‪ ،‬ومن هنا بدأت‪.‬‬ ‫أستاذ محمد يبلغ الستين من العمر متزوج من امرأة من قرية‬ ‫(اليامون) ولديه خمسة أوالد وأربعة بنات‪ ،‬وال يشبهون منهجه‬ ‫بالحياة‪ ،‬فلكل منهم دستور خاص ومبادئه الخاصة‪" .‬كثيرا ما‬ ‫نغني ألوالدنا لننام نحن أنفسنا!"‪ ،‬عبارة قالها لي عندما سألته هل‬ ‫تشعر بالراحة مع أوالدك اآلن‪.‬‬ ‫محمد نجيب حائز على جوائز كبار المثقفين العرب‪ ،‬تغنيت‬ ‫بجمال موطنك فلسطين ومسقط رأسك جنين في قصيدة (مرج‬ ‫بن عامر) وقدمت الكثير لبالدك فهال عرفنا ما قدمت لك؟‬ ‫ال شيء! القلم هو سالح عرفته نزعة المقاومة الروحية بداخلي‬‫المحبة للسالم واألمن‪ ،‬هذا واجب وال تظنينني انتظر المقابل‬ ‫وماذا حدث حتى تحول قلمك الى ملعقة خشبية تخلط بها‬‫عجينة الفالفل؟‬ ‫فابتسم وأعطاني زر فالفل وقال "تذوقي وقولي لي ما رأيك"‪.‬‬ ‫تذوقته ولكن طعم االستغراب كانت المسيطر على حاسة التذوق‪.‬‬ ‫انه غذاء جيد! قلت له‪ ،‬فأجاب بعبارة اختصرت علي أسئلة كثيرة‪:‬‬‫ما المانع بأن نجمع بين لذة الروح ولذة الجسد؟ فاألولى بقراءة‬‫الكتب تغذيني‪ ،‬والثانية من مال هللا تعطيني‪.‬‬ ‫حدثني قليال عن تأثير أهلك على زرع الثقافة أو حب التعلم لديك؟‬‫فتناول شوكته وراح يطقطق بها لعله يستجلب الماضي ويجعله‬ ‫يتناغم مع مكانته وكأنه أراد أن يخفي عيوبا وقال‪:‬‬ ‫لقد مدني أبي بثقافة العادات والتقاليد وتشربت من أفراحه‬‫وأتراحه الكثير أيام حرب ‪ ،1948‬وأمي يكفيني وجودها بيننا‬ ‫اآلن وهي في الثالث والتسعين من عمرها وفخورة بي كباقي‬ ‫إخوتي وأكثر‪ .‬ولدت في عائلة متواضعة جدا‪ ،‬حتى إننا كنا ال‬

‫‪10‬‬

‫نأكل بيضة كاملة إال إذا مرض احد منا لنشجعه على الشفاء ليس‬ ‫فقرا وإنما حرصا‪.‬‬ ‫أضحكتني سخرية الحياة من اإلنسان‪ ،‬وما أضحكني أكثر‬ ‫عبارته ألحد زبائنه عندما قال‪" :‬تأكل مسرعا‪ ،‬وتمشي متباطئا‪،‬‬ ‫فهال أكلت برجليك‪ ،‬ومشيت على كفيك؟"‪.‬‬ ‫وبعد كل سؤال يتعمق إدراكي لتلك األسطورة التي تجلس في‬ ‫مقعد المحاسبة فبدل ان يرجع كلمته في عالم مجهول‪ ،‬يرجع‬ ‫باقي من صحن حمص أو فول‪.‬‬ ‫وعندما سألت أحد المشترين ان كان لديه خلفية عن الشاعر محمد‬ ‫نجيب‪ ،‬وما شعورهم في الوقوف أمام رجل مثله‪ ،‬فقال لي‪" :‬وهللا‬ ‫بأمريكا بنشوف رئيس الدولة قاعد معك بنفس الباص‪ ،‬وباصات‬ ‫الطنيب كمان‪ ،‬المخلوعة‪ ،‬هاد تواضع زي هاد األستاذ‪ ..‬يا خي‬ ‫الشغل مش عيب‪ ،‬مش عيب بالمرة والدنيا قالبة وغالبة!"‬ ‫وباب يتلوه باب وصلت الى بيته وعندما رأيت زوجته‪ ،‬أم‬ ‫النجيب‪ ،‬رأيت في وجهها تاريخ زوجها فكل تجاعيدها نمت عن‬ ‫معاناتهم وكفاحهم بالحياة وبدأت ألتهم الصبر من إناء الفضول‪،‬‬ ‫لكي اسألها عن سبب كل تلك التجاعيد المبكرة‪ ،‬فهي تصغره‬ ‫بخمسة عشر عاما‪ ،‬ولكن سرعان ما انسحبت عندما عرفت أنها‬ ‫تقوم عن ‪10‬رجال بتقطيع البصل والبقدونس‪:‬‬ ‫أنت زوجة لشاعر‪ ،‬ما تأثير ذلك على حياتك الزوجية؟‬‫تأثير جيد نوعا ما‪ ،‬وأجمل شيء فيه قصائد الغزل التي كان‬‫يدهن عقلي بها أيام الخطوبة‪ ،‬وأنا امرأة غير متعلمة وهو مثقف‬ ‫وال بد من التكامل بين الزوجين ليكملوا‪..‬‬ ‫"وينك يا أم النجيب ما بدك تكملي تقطيع هالبصل؟" ناداها‬ ‫زوجها بينما كانت تكمل سرد حياتها الزوجية‪ ..‬نظرت الى‬ ‫زوايا بيتها ورأيت عجائزا في كل مكان‪ ،‬زوايا مميتة‪ ،‬هدوء‬ ‫قاتل‪ ،‬وكتبا قديمة‪ ،‬لدرجة أنني أحسست بكومة غبار على كأس‬ ‫العصير خاصتي مع انه كان نظيفا‪ ،‬وبين كل قصة وأخرى‬ ‫أموت قليال‪ ،‬وبين كل ميتة وأخرى تأتي راقصة فاتنة تنتحل‬ ‫مراسم الحياة من جديد‪ ،‬وعرفت بالنهاية أن زر الفالفل هو كتاب‬ ‫من احد مؤلفاته ‪،‬ألن الشاعر يستنهض الجمادات ليحول منها‬ ‫نكهة خاصة للحياة‪.‬‬

‫فابت�سم و�أعطاين‬ ‫زر فالفل وقال‪:‬‬ ‫‪11‬‬


‫أنا هو األسير‬ ‫أنا هو األسير للعالم‪ ،‬للدنيا! نسيت أن أسير فذهبت الى السجن‬ ‫ّ‬ ‫وبت أقبع داخله قمت من األلم وأردت أن أغادره نسيت نفسي‬ ‫من األيام فكانوا يسألوني من أنت فقلت أنا األسير‬ ‫فقالوا من أين أنت فقلت من وطني فلسطين‬ ‫سألوني ما غاياتك فقلت أنا األسير أنا األسير‬ ‫تحقيق الحرية وتحرير وطني فلسطين أسير‬ ‫عشت في هذا السجن ‪ 5‬سنين في كل مرة تذكرت فلسطين‬ ‫فأردت أن أخرج من السجن ألحمل السكين‬ ‫وأردت أن أعود لحضن أمي المسكين‬ ‫فقد عشت في سجن العدو موجوعا معذبا دائما‬ ‫أموت من الجوع وذكرى الوطن تمأل عيني بالدموع‬ ‫لكن صبرت وجمحت عيني عن األلم وأحقق ألمي األمل‬ ‫ألحرر وأخواتي الوطن‬ ‫وسأبقى صامدا وأقول أنا هو األسير‬ ‫أنا هو األسير‬

‫رواء عطية‬ ‫‪ 23‬سنة‬

‫هبة سكر‬ ‫‪ 18‬سنة‬

‫ماذا نريد‬ ‫سامي السعدي‬ ‫‪ 22‬سنة‬ ‫نعيش في زمان الفوضى حيث ال يعرف أحدنا من هو اآلخر ليس‬ ‫في الشكل بل في الروح والقلب والمعنى‪ ،‬كيف يكون اإلنسان‬ ‫حين يولد؟ كيف يكون اإلنسان حين يموت؟ ال نعلم ما في داخل‬ ‫كل انسان سوى ما يظهره من الخارج‪ .‬هناك صديق يبتسم في‬ ‫وجهك ولكن في داخله كثير من الحقد بل براكين تفور ال تدري‬ ‫ماذا تفعل عندما تتفجر‪.‬‬ ‫ال تنظر إلي‪ ،‬فنحن جيل ال نفع منه‪ ،‬نحن جيل ال يعرف معنى‬ ‫الحياة‪ ،‬ال يفعل سوى ما يحلو له وهو أن يؤذي من حوله‪.‬‬ ‫نحن لم نتعلم من الحياة الكثير‪ ،‬ولم نحصل على ما نريد‪ ،‬كل ما‬ ‫من حولي يلومني وال يعطيني الحق في التعبير‪ ،‬فكيف تسير الحياة‬ ‫وما معنى الحياه ‪...‬هذا ما ال نعرفه‪.‬‬ ‫حاول أن تسأل شاب في أول عمره ماذا تريد؟‬ ‫ربما ال يجيب ويقول أنه ال يعلم‪ .‬هذا معناه فعال أنه ال يعلم‬ ‫سوى ما أنت تعلمه وأنه عاش حياة صعبة‪ ،‬استيقظ على صوت‬ ‫الرصاص والمدافع وصار يحمل بدل القلم حجر في يد‪ ،‬وبدل‬

‫‪12‬‬

‫هل من ليل آخر؟‬

‫الكتاب مولوتوف في يد أخرى يرميه على قوات االحتالل‪.‬‬ ‫أفكر ماذا أكتب بعد ذلك هل أقول لكم ما يخطر ببالي‪ .‬ال أعلم‬ ‫أترك كل شيء خلفي وأرحل إلى مكان للحياة فنحن شباب الغد‬ ‫ومستقبل األمة ال نستطيع العيش مثل الطيور نحلق في السماء عاليا‬ ‫ونحلم أن نصل النجوم‪.‬‬

‫ال تزال عيناك ترافقاني‬ ‫أما علمت أن النظر الى عينيك كان أجمل‪،‬‬ ‫من عد النجوم في مساء صيف‪...‬‬ ‫عيناك لهما قصتان‪:‬‬ ‫قصة جريحة‪،‬‬ ‫وقصة ال تزال في خاطري‬ ‫نهرا ونهرا‪ ..‬كهفا وكهفا‪ ..‬حلما وحلما‬ ‫كان منامي فرصة أخرى للقائهما‬ ‫بعد أن كانت حنجرتي مغارة من جليد‪،‬‬ ‫ال تقوى على الحديث!‬ ‫مضنية جرداء أنهكها التعب!‬ ‫إلى أن سلبها شمسها‬ ‫أتراها حنجرتي من أجرمت بحقك؟‬ ‫أم خجلي المرهون في خانة الحاضر؟‬ ‫حرم الضوء من دخول األشجار؟‬ ‫فسكب المحبرة كلها في منامي‬ ‫هناك في منامي قلت لك الشيء العذب‬ ‫وضبطت نفسي متلهفة بالشوق مئات المرات‬ ‫متسولة على أبواب المجاعة إليك‬ ‫لم اعترف بوالئم الفراق تلك‪..‬‬ ‫في منامي ال يوجد فراق!‬ ‫في منامي ضلّت العاصفة طريقها‬ ‫في منامي أصافحك لقاءا‪.‬‬ ‫ألتذكر القبالت على جبينك خلسة‬ ‫وما أن انتهى المنام‬ ‫كنت قد ودعت روحي‬ ‫وكانت اليقظة قد شربت صمتي‬ ‫وقذفت بالحبر فوق المنضدة!‬ ‫هو حلم يكفيني‪ ..‬حلم وحسب‬ ‫ولكن ال ليل يكفينا لنحلم مرتين!‬ ‫‪13‬‬


‫قصيدة بال أوزان‬

‫حوار ومقابلة‬ ‫سعاد شواهنه‬

‫دعاء جرار‬ ‫‪ 19‬سنة‬

‫لوال الهوى ما شفت للهوى ألوان‬ ‫الدنيا بعيوني ج ّنة ما فيها حرمان‬ ‫لعبة قدر وأنت فيها حبي كسبان‬ ‫بقلبي خليتك أمير عوتر ما بيعرف لحنه فنان‬ ‫وبوعد منك سطرت المستقبل بأجمل عنوان‬ ‫بحبك منك بتطلع قصيدة بال أوزان‬ ‫عسماعها قلبي بطقطق طقطقة وما بعود لساني الحكي عرفان‬ ‫واسمي من تمك بخليني أدوب فيك دوبان‬ ‫لك أنت حبيبي وما في للجدال مكان‬ ‫والي مو عاجبه يدور عزمن غير هالزمان‬ ‫أنا والقمر حبينا نفس اإلنسان‬ ‫وبغمزة ونجمة منه ما قدر يكسب الرهان‬ ‫خطفتك وخليتك نبض لقلبي الولهان‬ ‫قالوا يا سمرا وهللا حظك حسدوك عليه بنات الجيران‬ ‫شي شفتوا وشي سمعتوا وكأنه هالحياة ما فيها إال الغيران‬ ‫لو كان الحب بنباع مثل الذهب والمرجان‬ ‫لكانت لقلوب مسبح لكل عطشان‬ ‫الحب يا ناس ما بدق إال باب اإلخالص واألمان‬ ‫شو بدنا من هالدنيا غير نحب وننحب من إنسان يغمرنا بالحنان‬

‫�أنا والقمر حبينا‬ ‫نف�س الإن�سان‬ ‫‪14‬‬

‫‪ 25‬سنة‬

‫مع السيد علي أسعد الدمج‪ ،‬مدير مخيم جنين‬ ‫في وكالة غوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين‪.‬‬ ‫في الذكرى الرابعة والستين للنكبة الفلسطينية ال زال هناك‬ ‫الجئون‪ ،‬وأعمار تتفتح على ألم اغتراب وتشتت‪ .‬صور المخيم‬ ‫تقف في الحاضر الفلسطيني لتبقي الذاكرة يقظة‪.‬‬ ‫المخيمات الفلسطينية من فرضية استراحة المنهك أياما معدودات‪،‬‬ ‫إلى واقع حياة يومية تحت االحتالل تحتاج إلى متابعة وضبط‬ ‫ومساندة‪ .‬وفي مخيم جنين لالجئين كان لمجلة أصوات أن تلتقي‬ ‫السيد علي أسعد الدمج‪ ،‬مدير منطقة مخيم جنين في وكالة غوث‬ ‫وتشغيل الالجئين األونروا‪.‬‬ ‫تخرج السيد علي الدمج من جامعة الخليل بدرجة الباكالوريوس‬ ‫في التاريخ‪ ،‬سجن لمدة عشر سنوات في سجون االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪ .‬عمل مدرسا في العام ‪ 1996‬والتحق بأجهزة‬ ‫السلطة الوطنية الفلسطينية في العام نفسه وتقاعد برتبة عقيد‪.‬‬ ‫يتحدث الدمج عن تجربته منذ العام ‪ 2011‬في مخيم جنين‬ ‫لالجئين حيث كان لنا معه هذا الحوار‪:‬‬ ‫ما هي طبيعة الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث في المخيم؟‬ ‫بعد العام ‪ 1948‬وظهور مشكلة الالجئين ‪،‬بدأ عمل وكالة‬ ‫الغوث إثر تأسيسها في العام ‪ 1952‬وكانت طبيعة خدماتها‬ ‫تنحصر في الجانب التمويني‪ .‬إال أنها تطورت في السنوات‬ ‫التالية لتشمل جوانب عديدة من حياة الالجئين الفلسطينيين مثل‬ ‫التعليم والصحة‪.‬‬ ‫كيف أثرت المحاور التاريخية كاالنتفاضة االولى والثانية على أداء‬ ‫وكالة الغوث؟‬ ‫خالل االنتفاضة تابعت الوكالة عملها ونشاطها في تقديم الخدمات‬ ‫وكان يحدث أحيانا بعض التأخير والتأجيل في مواعيد تقديم‬ ‫هذه الخدمات والمساعدات‪ ،‬بسبب الظروف السياسية التي‬ ‫تعصف بالمنطقة‪.‬‬ ‫ما هي طبيعة الخدمات الصحية والتعليمية التي ترعاها وكالة‬ ‫غوث وتشغيل الالجئين؟‬ ‫بالنسبة للتعليم فهناك مدارس وكالة الغوث من الصف األول‬ ‫وحتى الصف التاسع األساسي وتتمتع بخدمة جيدة وأعداد‬ ‫متزايدة من الملتحقين بها‪ .‬الجانب الصحي أيضا هو جانب‬ ‫حيوي وهناك أعداد كبيرة من المرضى والمراجعين‪ ،‬يقدر‬

‫‪15‬‬


‫عددهم ب ‪ 500‬شخص يوميا وهذه األعداد الكبيرة تحتاج إلى‬ ‫عدد كبير من العاملين‪.‬‬ ‫اليوم تحل الذكرى ال ‪ 46‬للنكبة واحتالل فلسطين‪ ،‬كيف تم‬ ‫إحياء هذه الذكرى في الوكالة؟‬ ‫تم تنفيذ وقف عن العمل لمدة ساعة من التاسعة وحتى العاشرة‬ ‫صباحا وذلك من خالل تعميم من اتحاد العاملين في وكالة غوث‬ ‫وتشغيل الالجئين‪.‬‬ ‫كيف تطورت خدمات الوكالة في السنوات األخيرة؟‬ ‫تم استبدال عمليات التموين واعتماد برنامج العمل مقابل الغذاء‬ ‫وبرنامج المال مقابل العمل وهو الساري حاليا‪ .‬حيث يتم‬ ‫تنفيذ برنامج المال مقابل العمل منذ العام ‪ 2000‬في الضفة‬ ‫الغربية لتخفيف حدة اآلثار االقتصادية واالجتماعية التي يخلفها‬ ‫االحتالل‪ .‬ويقوم هذا البرنامج على تقديم فرص عمل مؤقتة‬ ‫لالجئين األكثر تهميشا وضعفا‪ .‬يستهدف هذا البرنامج العام‬ ‫فئات مختلفة من النساء والشباب وأشخاص من ذوي اإلعاقة‪،‬‬ ‫وتقدر ميزانية البرنامج ب ‪ 49‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫كيف يتم متابعة البرنامجين الرئيسيين دعم و‪JCP‬؟‬ ‫من خالل برنامج دعم يتم تعبئة استمارة لكل عائلة وحاليا هناك‬ ‫استمارات إلكترونية يتم تعبئتها‪ .‬ومن خالل معايير خاصة مثل‬ ‫المستوى المعيشي إذ يحدد خط الفقر بأن يكون الدخل الشهري‬ ‫أقل من ‪ 1200‬شيكل‪ .‬ومن خالل برنامج ‪ JCP‬يتم فرز‬ ‫األسماء وتوزيع المستحقات‪ .‬وذلك من خالل أربع دورات في‬ ‫السنة إذ يتراوح العمل المؤقت في كل مرة بين شهر إلى ثالثة‬ ‫شهور‪ .‬في مخيم جنين يتم تشغيل حوالي ‪ 190‬شخص بين‬ ‫شهر إلى ‪ 3‬شهور‪.‬‬ ‫ويضيف السيد على الدمج في الختام أن هذه المشاريع تنفذ‬ ‫بالشراكة مع مؤسسات متنوعة في مخيم جنين‪ ،‬ويسجل في‬ ‫هذا السياق استغرابه لعدم وجود تواصل بين المسرح ومدير‬ ‫منطقة جنين!!‬

‫‪16‬‬

‫الديك الذكي‬ ‫محمد عرفات عواد‬ ‫‪ 12‬سنة‬ ‫كان هناك ديك ذكي جدا وحاد المنقار يعيش مع الدجاج في وسط الغابة‪.‬‬ ‫في يوم من األيام جاء ثعلب ليأكل الدجاج‪ ،‬فأسرع الدجاج ليهرب‪ .‬ف ّكر الديك الذكي في خطة لكي تنقذهم‪ ،‬ووجد فكرة وقال للثعلب‪:‬‬ ‫تعال معي فستلقى الكثير من الدجاج‪ ،‬أكثر من هنا وأسمن‪ .‬تبعه الثعلب مسرورا حتى وصال البئر‪ ،‬نظر الثعلب في البئر‪ ،‬لم يرى‬ ‫شيئا‪ ،‬فنظر إلى الديك بغضب‪ ،‬فقال الديك‪ :‬يبدوا أنهم رجعوا إلى البيت‪ ،‬وأنا أعرف بيتهم‪ .‬ر ّد عليه الثعلب بغضب‪ :‬أين؟؟‬ ‫ـ انه قريب من هنا‪،‬انتظرني حتى أعود‪ .‬ذهب الديك إلى مجموعة من الصخور الكبيرة‪ ،‬ورسم عشرون دجاجة وخمسة ديوك على‬ ‫الصخور‪ ،‬ثم ذهب الديك إلى الدجاج وقال لهم‪ :‬الثعلب يريد أن يبتلعكم ولكن عندي خطة للقضاء على الثعلب‪ .‬بعدما شرح خطته‬ ‫للدجاج عاد الديك إلى الثعلب وقال له أنه وجد مكان الدجاج‪ ،‬وأرسله إلى مكان الصخور المرسومة‪.‬‬ ‫انقض الثعلب على الصخور بقوة‪ ،‬فتكسرت أسنانه‪ .‬فجأة رمت الدجاجات بصخور أخرى وبحجارة كبيرة على رأس الثعلب فمات‪.‬‬ ‫فرح الدجاج بالقضاء على الثعلب وشكروا الديك على خطته الذكية‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫سأكون يوما ما أريد‬ ‫حنين عماد‬ ‫‪ 18‬سنة‬

‫فراشة تطير في األفق البعيد‬ ‫حرة بال قيد مثل نسر عنيد‬ ‫سأكون فرحة في هذا العالم المميت‬ ‫وأرقد في حضن وطني إلى أمد بعيد‬ ‫سأكون علما تؤرخه كتب التاريخ‬ ‫وترابي جبال جباراً‪ ..‬عنيد‬ ‫سأكون يوما ما أريد‪...‬‬

‫‪info@thefreedomtheatre.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.