Epsajee 24th April 2022

Page 1

‫المسيح قام! بالحقيقة قام!‬


‫أخبار اإليبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬


EXTRACT FROM ST JOHN CHRYSOSTOM ON THE GOSPEL OF ST JOHN - HOMILY 85


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed Pope Shenouda III


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬

‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫ون َأنِّ ي َأنَ ا ُه َو" (يو‪:8‬‬ ‫ان َف ِحينَ ئِ ٍذ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫وقد أشار السيد المسيح إلى هذه الحقيقة حينما قال لليهود‪َ :‬‬ ‫اإلنْ َس ِ‬ ‫"متَ ى َر َف ْعتُ ُم ابن ِ‬ ‫ون َأنِّ ي َأنَ ا ُه َو الْ ُمتَ َكلِّ ُم‪ .‬هاأنذا" (إش‪.)6 :52‬‬ ‫‪ .)28‬لذلك قال في إشعياء‪ِ :‬‬ ‫م َي ْع ِر ُف َ‬ ‫"في َذلِ َك الْ َي ْو ِ‬ ‫وعبارة "أنا هو" في اللغة العبرية هي "אֶ ְהיֶה‪ ,‬أهيه"‪ .‬لذلك قال الرب لموسى النبي عندما سأله موسى عن اسمه‬ ‫الخصوصي‪َ :‬‬ ‫"أ ْه َي ِه الَّ ِذي َأ ْه َي ْه" بمعنى "أنا هو الذي أنا هو" (خر‪ .)14 :3‬وفي اللغة العبرية تأتّ ى "אֶ ְהיֶה‪َ ,‬أ ْه َي ِه" في صيغة‬ ‫المتكلم بمعنى "أنا أكون‪ ،‬و"יְהֹ וָה‪َ ،‬ي ْه َو ْه" في صيغة الغائب بمعنى "هو يكون"‪.‬‬

‫ي الْ ُم َب ِّش ِر‪ ..‬الْ ُم ْخ ِب ِر ِبالْ َخ َال ِص‬ ‫َما َأ ْج َم َل َعلَ ى الْ ِج َب ِ‬ ‫ال َق َد َم ِ‬

‫قريبا من موضع الصلب‪ .‬وكل ذلك‬ ‫عندما قام السيد المسيح كان ذلك بجوار جبل الجلجثة الذي صلب عليه‪ ،‬إذ كان البستان‬ ‫ً‬ ‫أيضا جبل الصعود‪ .‬لذلك ففي ترانيم المصاعد‬ ‫على جبل صهيون بجوار أورشليم‪ .‬حيث إن أورشليم مبنية على جبل‪ ،‬وبجوارها ً‬ ‫ال ِم ْن َح ْي ُث َي ْأتِ ي َع ْونِ ي" (مز‪.)1 :120‬‬ ‫يقول المرنم‪َ :‬‬ ‫"رف ُ‬ ‫ي إلى الْ ِج َب ِ‬ ‫عت َع ْينَ َّ‬ ‫م الْ ُم َب ِّش ِر ِبالْ َخ ْي ِر الْ ُم ْخ ِب ِر‬ ‫ي الْ ُم َب ِّش ِر الْ ُم ْخ ِب ِر ِب َّ‬ ‫فعن قيامة الرب يقول إشعياء النبي‪َ :‬‬ ‫"ما َأ ْج َم َل َعلَ ى الْ ِج َب ِ‬ ‫الس َال ِ‬ ‫ال َق َد َم ِ‬ ‫ِبالْ َخ َال ِص" (إش‪.)7 :52‬‬ ‫ّ‬ ‫وبشرهما المالك بقيامة المخلص‪ ،‬وأمرهما أن تذهبا‬ ‫جدا في فجر األحد أي في أول األسبوع‬ ‫ا‬ ‫ذهبت المريمتان‬ ‫باكر ً‬ ‫ً‬ ‫"س َال ٌم لَ ُك َما َفتَ َق َّد َمتَ ا َو َأ ْم َس َكتَ ا‬ ‫إلى تالميذه وتخبرانهم بأن الرب قد قام‪ ،‬فعند عودتهما القاهما السيد المسيح وقال لهما‪َ :‬‬ ‫وال ِإل ْخ َوتِ ي َأ ْن َي ْذ َه ُبوا إلى‬ ‫اذ َه َبا ُق َ‬ ‫افا‪ْ .‬‬ ‫"ال تَ َخ َ‬ ‫ِب َق َد َم ْي ِه َو َس َج َدتَ ا لَ ُه" (مت‪ .)9 :28‬وقد تكلّ م معهما السيد المسيح وقال لهما‪َ :‬‬ ‫يل َو ُهنَ َ‬ ‫اك َي َر ْونَ نِ ي" (مت‪.)10 :28‬‬ ‫الْ َجلِ ِ‬ ‫م الْ ُم َب ِّش ِر ِبالْ َخ ْي ِر الْ ُم ْخ ِب ِر ِبالْ َخ َال ِص‬ ‫ي الْ ُم َب ِّش ِر الْ ُم ْخ ِب ِر ِب َّ‬ ‫إذن فالسيد المسيح هو المقصود بعبارة َ‬ ‫"ما َأ ْج َم َل َعلَ ى الْ ِج َب ِ‬ ‫الس َال ِ‬ ‫ال َق َد َم ِ‬ ‫قدمي المبشر على الجبل كانتا قدمي السيد المسيح اللتين أمسكتا بهما‬ ‫الْ َقائِ ِل لِ ِص ْه َي ْو َن‪َ :‬ق ْد َملَ َك ِإلَ ُه ِك" (إش‪ .)7 :52‬ألن‬ ‫ّ‬ ‫المريمتان وسجدتا له وأمرهما أن يخبرا تالميذه ببشرى القيامة‪.‬‬ ‫بعد ذلك ظهر السيد المسيح للتالميذ في ُعلّ ية صهيون وهم مجتمعين واألبواب مغلّ قة لسبب الخوف من اليهود‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من أن المريمات قد أخبروهم بقيامة الرب‪ .‬ولكن التالميذ قد فرحوا عندما أبصروه "عينً ا لعين" عندما عاد ودخل‬ ‫"ص ْو ُت‬ ‫إلى المدينة المقدسة أورشليم بعد قيامته وظهر لهم‪ .‬وكانوا هم يترقبون هذا الظهور‪ .‬لذلك قال إشعياء النبي‪َ :‬‬ ‫"ص ْو ُت‬ ‫اق ِب ِ‬ ‫ُم َر ِ‬ ‫ون َم ًعا َألنَّ ُه ْم ُي ْب ِص ُر َ‬ ‫ون َص ْوتَ ُه ْم‪َ .‬يتَ َرنَّ ُم َ‬ ‫يك‪َ .‬ي ْر َف ُع َ‬ ‫الر ِّب إلى ِص ْه َي ْو َن" (إش‪ .)8 :52‬فعبارة َ‬ ‫وع َّ‬ ‫ون َع ْينً ا لِ َع ْي ٍن ِعنْ َد ُر ُج ِ‬ ‫ون َص ْوتَ ُه ْم" تعنى اآلباء الرسل حينما فرحوا بظهور السيد المسيح لهم بعد القيامة‪ ،‬وأراهم يديه وجنبه‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫يك‬ ‫ب‬ ‫اق‬ ‫ِ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ُم َر ِ ِ‬ ‫معا بقلوبهم وأفواههم بعد أن أبصروه عينً ا لعين وقال‬ ‫وفيهم آثار المسامير والطعنة بالحربة‪ .‬فرفعوا أصواتهم وترنموا ً‬ ‫اه ِب ُع ُيونِ نَ ا" (‪1‬يو‪.)1 :1‬‬ ‫عنه يوحنا الرسول‪" :‬الَّ ِذي َر َأ ْينَ ُ‬

‫يم‬ ‫ور َشلِ َ‬ ‫الر َّب َق ْد َعزَّ ى َش ْع َب ُه‪َ .‬ف َدى ُأ ُ‬ ‫َّ‬

‫ختم إشعياء الفقرة الرائعة‪ ،‬التي تكلم فيها عن قيامة السيد المسيح بقوله‪َ :‬‬ ‫الر َّب‬ ‫"أ ِش ِ‬ ‫يم َأل َّن َّ‬ ‫ور َشلِ َ‬ ‫يدي تَ َرنَّ ِمي َم ًعا َيا ِخ َر َب ُأ ُ‬ ‫اف َ‬ ‫ون ُك ِّل ُ‬ ‫األ ْر ِض َخ َال َص ِإلَ ِهنَ ا"‬ ‫م َفتَ َرى ُك ُّل َأطْ َر ِ‬ ‫الر ُّب َع ْن ِذ َر ِاع ُق ْد ِس ِه َأ َم َ‬ ‫يم‪َ .‬ق ْد َش َّم َر َّ‬ ‫ور َشلِ َ‬ ‫َق ْد َعزَّ ى َش ْع َب ُه‪َ .‬ف َدى ُأ ُ‬ ‫ام ُع ُي ِ‬ ‫األ َم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اقطَ َة‪َ ،‬وأ ْبنِ ي أ ْي ًضا‬ ‫الس ِ‬ ‫او َد َّ‬ ‫"سأ ْر ِج ُع َب ْع َد َه َذا َوأ ْبنِ ي أ ْي ًضا َخ ْي َم َة َد ُ‬ ‫(إش‪ .)10 ،9 :52‬ألم يتحقق قول الرب كما هو مكتوب َ‬ ‫يع ُ‬ ‫ي اسمي َعلَ ْي ِه ْم َي ُق ُ‬ ‫الصانِ ُع َه َذا‬ ‫ي َيطْ لُ َب الْ َب ُ‬ ‫األ َم َم الَّ ِذ َ‬ ‫اق َ‬ ‫الر ُّب َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫الر َّب َو َج ِم ُ‬ ‫اس َّ‬ ‫َر ْد َم َها َو ُأ ِق ُ‬ ‫ون ِم َن النَّ ِ‬ ‫ين ُد ِع َ‬ ‫يم َها ثَ انِ َي ًة‪ .‬لِ َك ْ‬ ‫ُكلَّ ُه" (أع ‪ - 17 ،16 :15‬انظر عا ‪.)12 ،11 :9‬‬ ‫إن الخالص قد أعاد خلقة البشرية الخربة من جديد؛ بالفداء لكل من يؤمن ويعتمد ويصير من شعب اهلل في العهد الجديد‪.‬‬ ‫ولم يقتصر الخالص على أورشليم وحدها‪ ،‬بل لقد شمل اليهودية والسامرة وأقصى األرض‪ ،‬كما أوصى السيد المسيح‪.‬‬ ‫لذلك يقول المزمور عن انتشار البشارة باإلنجيل إلى جميع األمم بواسطة اآلباء الرسل " ِفي ُك ِّل َ‬ ‫األ ْر ِض َخ َر َج َمنْ ِط ُق ُه ْم‪َ ،‬و ِإلَ ى‬ ‫أقوالهم‪َ .‬ج َع َل في َّ‬ ‫الش ْم ِس َمظلته" (مز‪ .)4 :18‬وقد رأت كل أطراف األرض خالص إلهنا من‬ ‫َأ ْقطار الْ َم ْس ُكونَ ِة َبلَ َغ ْت‬ ‫ْ‬ ‫مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب‪.‬‬

‫َي َرى نَ ْس ًال تَ طُ ُ‬ ‫ام ُه‬ ‫ول َأ َّي ُ‬

‫طبعا من الواضح أن هذه النبوة تخص قيامة السيد المسيح‪ .‬ألنه كيف َ"ي َرى نَ ْس ًال تَ طُ ُ‬ ‫ام ُه" (إش‪ )10 :53‬بعد أن قيل‬ ‫ول َأ َّي ُ‬ ‫ً‬ ‫"و ُج ِع َل َم َع َ‬ ‫"ق ِط َع ِم ْن َأ ْر ِض‬ ‫ي ِعنْ َد َم ْوتِ ِه" (إش‪ .)9 :53‬وكذلك أنه ُ‬ ‫عنه في نفس النبوة َ‬ ‫األ ْش َر ِار َق ْب ُر ُه َو َم َع َغنِ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫األ ْح َي ِاء" (إش‪)8 :53‬؟! كيف يرى ً‬ ‫حيا إلى األبد ليرى أوالد اهلل‬ ‫نسال تطول أيامه بعد موته إال إذا قام من األموات وبقى ً‬ ‫المولودين من الماء والروح بالمعمودية ً‬ ‫روحيا يمتد عبر األجيال‪ ،‬بل وإلى أبد الدهور لوارثي الملكوت؟‬ ‫نسال‬ ‫ً‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫من كتاب تأمالت في القيامة‬

‫المسيح القائم يعمل من أجلنا‬ ‫مثلث الطوبى البابا شنوده الثالث‬ ‫قام المسيح‪ ،‬ألنه ما كان ممكنً ا للموت أن ينتصر عليه‪ ،‬كان يحمل في ذاته قوة قيامته‪ .‬لذلك هو الوحيد بين الذين قاموا‬ ‫من األموات‪ ،‬الذي قام بذاته‪ ،‬ولم يقمه أحد‪.‬‬ ‫قام‪ ،‬وفي قيامته‪ ،‬أعطى للبشرية نعمة القيامة‪ ،‬حينما يسمع الذين في القبور صوته (يو ‪.)29 :5‬‬ ‫أيضا في موكب نصرته‪ .‬ولكي يعطينا عدم الخوف من الموت‪ ،‬حتى يقول رسوله‬ ‫منتصرا‪ ،‬وداس الموت‪ ،‬ليقودنا ً‬ ‫قام‬ ‫ً‬ ‫فيما بعد "أين شوكتك يا موت؟!" (‪ 1‬كو ‪.)55 :15‬‬ ‫أيضا برحمته أن تدخل القيامة إلي طبيعتنا‪.‬‬ ‫إن اهلل الذي سمح أن يدخل الموت إلي طبيعتنا‪ ،‬سمح ً‬ ‫وكما خلق اإلنسان من تراب‪ ،‬وبالخطيئة أعاده إلي التراب‪ ،‬هكذا سمح بالقيامة‪ ،‬أن يحول هذا التراب إلي جسد مرة أخري‪،‬‬ ‫ولكن في طبيعة أفضل‪..‬‬ ‫أيضا أعمل"‪ .‬وهوذا بعد القيامة يستمر في عمله‪ ،‬ليس فقط في إراحة‬ ‫لقد قال قبل صلبه "أبي يعمل حتى اآلن‪ ،‬وأنا ً‬ ‫سيلقي عليهم‪،‬‬ ‫النفوس المتعبة‪ ،‬وتقوية الركب المخلعة‪ ،‬وإنما ً‬ ‫أيضا في إعداد تالميذه للخدمة‪ ،‬لتسليم العبء الكبير الذي ُ‬ ‫ليكرزوا باإلنجيل للخليقة كلها‪..‬‬ ‫هكذا كان المسيح يعمل بعد القيامة‪ ،‬ألجل الرعاية‪.‬‬ ‫وأعطي الرب للتالميذ بقيامته روح الفرح‪ .‬وكان قد قال لهم قبل صلبه "أراكم فتفرح قلوبكم‪ ،‬وال يستطيع أحد أن ينزع‬ ‫فرحكم منكم"‪ .‬وقد كان‪ ،‬وتخلصوا من الخوف واالضطراب‪ ،‬و"وفرح التالميذ إذ رأوا الرب" (يو ‪.)20 :20‬‬ ‫وعملت روح القيامة فيهم‪ ،‬ومنحتهم قوة‪ ،‬فشهدوا لها‪..‬‬ ‫وكانوا يكرزون بقيامة الرب من األموات في كل مناسبة‪..‬‬ ‫تبشيرا‪ ،‬ولم يعبأوا بتهديد رؤساء اليهود‪،‬‬ ‫وهؤالء الذين كانوا خائفين ومختبئين في العلية ظهروا في جرأة‪ ،‬ومألوا الدنيا‬ ‫ً‬ ‫بل قالوا لهم "ينبغي أن يطاع اهلل أكثر من الناس"‪.‬‬ ‫"وكان الرب كل يوم يضم إلي الكنيسة الذين يخلصون" (أع ‪" )47 :2‬وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة‬ ‫الرب يسوع‪ .‬ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم" (أع ‪.)23 :4‬‬ ‫يوما‪ ،‬ليسلمه الشريعة‪ ،‬ويسلمه مثال خيمة االجتماع وكل محتوياتها‪،‬‬ ‫وكما مكث الرب مع موسى علي الجبل أربعين‬ ‫ً‬ ‫يوما‪ ،‬يتكلم معهم فيها "عن األمور المختصة بملكوت اهلل"‪..‬‬ ‫هكذا مكث الرب مع تالميذه أربعين ً‬ ‫حقا للهدوء والتأمل والخلوة وقت‪ ،‬ولخدمة اآلخرين وقت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يوما أخري قضاها مع تالميذه يعلمهم‬ ‫وأيضا أربعين‬ ‫ً‬ ‫يوما في خلوة روحية‪،‬‬ ‫لقد مكث السيد المسيح مع اآلب أربعين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويثبت إيمانهم‪ .‬وفي تلك الفترة سلمهم العقيدة وكل تفاصيل اإليمان‪ ،‬وأسرار الكنيسة وكيف يمارسونها‪ ،‬وكل الترتيبات‬ ‫الخاصة بالعبادة‪ ..‬وأصبحت قيامة الرب مركز فرح التالميذ وموضوع كرازتهم‪.‬‬ ‫إنها فترة في التسليم والتعليم والتفهيم‪..‬‬ ‫أيضا‪ 1( "..‬كو ‪.)23 :11‬‬ ‫أيضا‪ ،‬الذي قال عن سر االفخارستيا "تسلمت من الرب ما سلمتكم ً‬ ‫وفيما بعد ظهر للقديس بولس ً‬ ‫وهكذا تتابعت عملية التسليم‪ ،‬من الرب لتالميذه‪ ،‬لتالميذهم ‪.......‬‬ ‫أناسا أمناء‪،‬‬ ‫الرب سلم بولس‪ .‬وماذا فعل بولس؟ إنه يقول لتلميذه تيموثاوس "وما سمعته مني بشهود كثيرين‪ ،‬أودعه ً‬ ‫أيضا" (‪ 2‬تي ‪.)2 :2‬‬ ‫يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين ً‬ ‫وهكذا بعد أن علم تالميذه‪ ،‬قال لهم قبل صعوده "اذهبوا اكرزوا باإلنجيل للخليقة كلها" (مر ‪" .)15 :16‬تلمذوا جميع‬ ‫األمم‪ ،‬وعمدوهم باسم اآلب واالبن والروح القدس‪ ،‬وعلموهم جميع ما أوصيتكم به" (متى ‪.)20 ،19 :28‬‬ ‫أيضا‪..‬‬ ‫وهكذا كما سلمهم التعليم‪ ،‬سلمهم التعميد ً‬ ‫والتعليم والتعميد‪ ،‬لم يأمر بهما الشعب كله‪ ،‬إنما هو تكليف خاص بتالميذه فقط‪ ،‬انتقل منهم إلي خلفائهم األساقفة‪،‬‬ ‫الذين سلموه بدورهم إلي أناس أمناء أكفاء‪ ،‬وليس إلي عامة الشعب‪ .‬إنه عمل من أعمال الكهنوت‪ ،‬يقوم به رجال‬ ‫اإلكليروس‪..‬‬ ‫وهكذا قبل أن يسلمهم التعليم والتعميد‪ ،‬سلمهم الكهنوت‪ ،‬ومع الكهنوت سلمهم سلطان مغفرة الخطايا‪ ..‬وهكذا‬ ‫يشرح لنا إنجيل يوحنا‪ ،‬كيف أن الرب ظهر لتالميذه‪.‬‬ ‫دخل واألبواب مغلقة‪ ،‬وقال لهم‪:‬‬ ‫"سالم لكم‪ .‬كما أرسلني اآلب أرسلكم أنا‪ .‬ولما قال هذا نفخ (في وجوههم) وقال لهم‪ :‬اقبلوا الروح القدس‪ .‬من غفرتم‬ ‫خطاياه‪ ،‬تغفر له‪ ،‬ومن أمسكتم خطاياه‪ ،‬أمسكت" (يو ‪.)23-19 :20‬‬ ‫إن منح الروح القدس لسلطان الكهنوت ومغفرة الخطايا‪ ،‬غير منح الروح القدس في يوم الخمسين‪ ،‬الذي منح التالميذ‬ ‫موهبة التكلم بألسنة وقوة علي الكرازة والتبشير‪.‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫‪ )8‬لذلك فإن غالبية الالهوتيين يقولون‪:‬‬ ‫( إن المجيء الثاني سيكون من المشرق وكما صعد هكذا يأتي) (أع‪ .)11:1‬ففي نبوءة زكريا (‪ .)4 ،3 :14‬أن‬ ‫"الرب تقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من المشرق"‪.‬‬ ‫‪ )9‬الكالم عن المشرق جميل وذكرياته حلوة‪:‬‬ ‫في حزقيال (‪ )9-1 :47‬يتكلم عن "أنهار حياة في المشرق" وفي (‪2‬مل‪ )17 :13‬يتكلم في الشرق عن "سهم‬ ‫خالص الرب" وفي (أش‪" )15:24‬في المشارق مجدوا اهلل"‪.‬‬ ‫‪ )10‬إن الذكريات لها في القلب تأثير‪:‬‬ ‫ولها مفعولها الروحي في النفس‪ .‬ويعجبني أن دانيال النبي حينما تحدي العبادات الوثنية‪ ،‬وصعد إلى عليته‬ ‫حقا إن اهلل موجود في كل مكان‪ ،‬ولكن االتجاه‬ ‫ليصلي‪ ،‬فتح الطاقة التي تطل على أورشليم ‪ ،‬وركع وصلي‪ً .‬‬ ‫إلى أورشليم في الشرق كان له معنى وتأثير عميق في القلب‪ ،‬والذكريات تعطي القلب أهمية ألمكنة‬ ‫معينة‪ ،‬تثير ذكراها عواطف مقدسة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رفا في عبادتنا‪ :‬فالحواس تعمل‪ ،‬وتتأثر‪ ،‬وتؤثر في مشاعر الروح‪ .‬ومثال ذلك‪ .‬أننا نصلي‬ ‫عقال ِص ً‬ ‫‪ )11‬إننا لسنا‬ ‫ونرفع نظرنا إلى فوق‪ ،‬بينما اهلل موجود في كل مكان‪ ..‬ولكن النظر إلى فوق‪ ،‬يحرك في قلوبنا مشاعر روحية‬ ‫خاصا‪ .‬كذلك االتجاه إلى الشرق‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لصالتنا‬ ‫عمقا ً‬ ‫والمسيح نفسه‪ ،‬في أكثر من مناسبة‪ ،‬نظر إلى فوق‪ ،‬مع أن اآلب فيه وهو في اآلب‪ .‬ولكن النظر إلى فوق‬ ‫له دالله خاصة‪..‬‬ ‫‪ ) 12‬ونحن حينما ننظر إلى الشرق‪ ،‬إنما نتجه إلى المذبح الموجود في الشرق‪ ،‬ألن الذبيحة لها في قلوبنا‬ ‫الروحية‪ ،‬والمسيح فصحنا‪ ،‬كان ذبيحة في الشرق‪.‬‬ ‫الم َع َمد وإشبينه نحو الغرب لجحد الشيطان‪ ،‬ثم يتجهان إلى‬ ‫‪ )13‬وفي المعمودية‪ ،‬بطريقة رمزية ً‬ ‫أيضا‪ ،‬يتجه ُ‬ ‫الشرق لتالوة قانون اإليمان ‪ ،‬وبهذا يشعر أنه في المعمودية ينتقل من الغرب إلى الشرق‪ ،‬أي من الظلمة إلى‬ ‫النور‪.‬‬ ‫‪ ) 14‬ونحن نسأل‪ :‬لماذا يحارب البروتستانت الشرق بكل ما يحمل من رموز ومن معان روحية وتأمالت وذكريات‬ ‫مقدسة‪ ،‬تسندها نصوص من الكتاب المقدس ‪ .‬وال يوجد في ذلك أي خطأ عقيدي يثير الغيرة المقدسة؟!‬

‫الهيكل والمذبح‬ ‫ال يوجد هيكل وال مذبح في كنائس البروتستانت‪ ،‬لسبب أكثر خطورة هو أنه ال توجد ذبيحة‪ .‬فمن جهة الذبيحة‬ ‫سنتحدث عنها حينما نطرق موضوع سر األفخارستيا‪ ،‬وموضوع سر الكهنوت‪ ،‬أما اآلن فيقتصر حديثنا على‬ ‫المذبح‪:‬‬ ‫‪ )1‬الحديث عن المذبح موجود بكثرة في العهد القديم ‪ .‬ولكن البروتستانت يرونه مجرد رمز لذبيحة المسيح على‬ ‫الصليب‪ .‬وقد انتهي أمره‪ ،‬لذلك علينا في الحوار معهم أن نأتي بنصوص من الكتاب عن المذبح في العهد‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫‪ )2‬يقول القديس بولس الرسول "لنا مذبح ال سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه" (عب‪.)10:13‬‬ ‫والمقصود بالمسكن هو خيمة االجتماع أو الهيكل القديم‪.‬‬ ‫ويعلق القديس ذهبي الفم على ذلك فيقول إن بولس الرسول انتقل من الرمز إلى األصل‪ ..‬وأنه أصبح لنا‬ ‫سلطان أن نتناول من الدم الذي كان من سلطان الكاهن وحده‪.‬‬ ‫‪ )3‬توجد نبوءة في سفر إشعياء النبي عن المذبح في وسط أرض مصر بالذات‪ ،‬إذ يقول "في تلك اليوم يكون‬ ‫مذبح للرب في وسط أرض مصر‪ ،‬وعمود للرب عند تخمها‪ .‬فيكون عالمة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر‪..‬‬ ‫فيعرف الرب في مصر‪ .‬ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم‪ ،‬ويقدمون ذبيحة وتقدمة" (أش‪.)21-19 :19‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 24‬أبريل ‪2022‬‬

‫‪ 16‬برمودة ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪867‬‬

‫ان‬ ‫" ُث َّم َج َاء ِس ْم َع ُ‬ ‫ُب ْ‬ ‫ط ُر ُس َيتْ َب ُع ُه‪،‬‬ ‫َو َد َخ َل ْال َق ْب َر‬ ‫ظ َر َ‬ ‫َونَ َ‬ ‫ان‬ ‫األ ْك َف َ‬ ‫وع ًة‪،‬‬ ‫َم ْو ُض َ‬ ‫َو ْال ِمنْ ِد َ‬ ‫يل َّال ِذي‬ ‫ان َع َلى َر ْأ ِس ِه‬ ‫َك َ‬ ‫وعا‬ ‫َل ْي َس َم ْو ُض ً‬ ‫َم َع َ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫األ ْك َف ِ‬ ‫وفا ِفي‬ ‫َب ْل َم ْل ُف ً‬ ‫َم ْو ِض ٍع َو ْح َد ُه‬ ‫َف ِحينَ ِئ ٍذ َد َخ َل‬ ‫اآلخ ُر‬ ‫يذ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْي ًضا التِّ ْل ِم ُ‬ ‫َّال ِذي َج َاء َأ َّو ًال‬ ‫ِإ َلى ْال َق ْب ِر‪َ ،‬و َر َأى‬ ‫آم َن‪َ ،‬ألنَّ ُه ْم َل ْم‬ ‫َف َ‬ ‫َي ُكونُ وا َب ْع ُد‬ ‫اب‪:‬‬ ‫َي ْع ِر ُف َ‬ ‫ون ْال ِكتَ َ‬ ‫َأنَّ ُه َينْ َب ِغي‬ ‫وم‬ ‫َأ ْن َي ُق َ‬ ‫ِم َن َ‬ ‫ات‬ ‫األ ْم َو ِ‬ ‫ان‬ ‫َف َم َضى التِّ ْل ِم َ‬ ‫يذ ِ‬ ‫َأ ْي ًضا ِإ َلى‬ ‫َم ْو ِض ِع ِه َما‪".‬‬ ‫(يوحنا ‪)10-6:20‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.