Epsajee 12th June 2022

Page 1


‫أخبار اإليبارشية‬ ‫تهاني‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب القمص سوريال يوسف كاهن‬ ‫الكرازة‪ ،‬ملبورن بمناسبة العيد الثالث واألربعون‬ ‫(الجمعة ‪ 17‬يونيو) لرسامته‪ ،‬ونصلي من أجل أن‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة‬ ‫يحفظ الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫في خدمته لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫عـزاء‬

‫‪Condolences‬‬

‫انتقل إلى الرب السيد نبيل شفيق مينا زوج السيدة‬ ‫سميره؛ ووالد كل من جاكلين‪ ،‬جون‪ ،‬وأنجيال مينا؛‬ ‫وجد كل من أوليفر‪ ،‬وصامييل‪ ،‬وفيلكس؛ وشقيق‬ ‫كل من ناجي مينا‪ ،‬وماري السنتي؛ وعم كل من‬ ‫عادل روفائيل بسدني‪ ،‬وجورج وجيني مينا‪ ،‬وتوني‬ ‫السنتي ؛ وحما سعد سعد‪ ،‬وفيوليت حنا‪ ،‬وسام‬ ‫سعد‪ .‬نسأل الرب أن ينيح نفسه الطاهرة في‬ ‫فردوس النعيم‪ ،‬ويمنح العزاء لجميع أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪Condolences‬‬

‫عـزاء‬ ‫انتقل إلى الرب بمصر في ‪ 31‬مايو‪ ،‬السيد سامح‬ ‫وليم مرجان‪ ،‬زوج السيدة ماريان جرجس‪ ،‬ووالد كل‬ ‫من ساندي‪ ،‬وجيسي؛ وشقيق باسم مرجان زوج‬ ‫سوزان مرجان بملبورن‪ ،‬ومنى مرجان بمصر‪ ،‬وعم‬ ‫كل من كريستيانو‪ ،‬وباتريشيا مرجان بملبورن‪ .‬نسأل‬ ‫الرب أن ينيح نفسه الطاهرة في فردوس النعيم‪،‬‬ ‫ويمنح العزاء لجميع أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪Condolences‬‬

‫عـزاء‬ ‫انتقلت إلى الرب بمصر السيدة نزهه مسيحه‬ ‫مرقص؛ والدة سامية زوجة ممدوح رزق بملبورن‪،‬‬ ‫وماري زوجة صبري مسيحه باإلسكندرية‪ ،‬ونصر‬ ‫وسامح غطاس بالنمسا؛ وجدة سيلفيا زوجة‬ ‫رمسيس سعد‪ ،‬ومايكل رزق زوج سامانثا‪ ،‬وأرساني‬ ‫مسيحه زوج روز بملبورن‪( .‬سوف تستقبل األسرة‬ ‫العزاء خالل القداس اإللهي السبت ‪11‬يونيو‬ ‫بكنيسة المالك ميخائيل واألنبا أنطونيوس‬ ‫بأوكلي)‪ .‬نسأل الرب أن ينيح نفسها الطاهرة في‬ ‫فردوس النعيم‪ ،‬ويمنح العزاء لجميع أفراد العائلة‪.‬‬

‫)‪Youth in Christ (YIC‬‬


EXTRACT FROM ST CYRIL COMMENTARY ON THE GOSPEL OF ST JOHN GOD'S PROMISE TO POUR OUT THE SPIRIT ON ALL MANKIND


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed Pope Shenouda III


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحمات‬

‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫إذن فالذي ُذبح واشترانا هلل بدمه هو السيد المسيح‪ .‬فمن ينكر ألوهية السيد المسيح ‪-‬مثلما يفعل أصحاب بدعة "شهود‬ ‫ً‬ ‫سريعا‪.‬‬ ‫هالكا‬ ‫يهوه"‪ -‬ينكر الرب الذي اشترانا بدمه ويجلب على نفسه‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫لَ‬ ‫لَ‬ ‫لَ‬ ‫اآلب‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫االبن‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫اآلب‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫االبن‬ ‫ر‬ ‫وينبغي أن نتذكر قول معلمنا يوحنا الرسول " ُكل َمن ُين ِك‬ ‫تَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأي ًضا" (‪1‬يو‪.)23 :2‬‬ ‫هذه نصيحة نقولها ألصحاب بدعة "شهود يهوه" الذين يتمسكون باآلب وحده‪.‬‬

‫المسيح هو الخالص‬

‫يمتِ ي‬ ‫اه َيه َو َه ُق َّوتِ ي َوتَ رنِ َ‬ ‫لقد تغنى إشعياء النبي بهذه الحقيقة حينما قال‪ُ " :‬ه َو َذا اللَّ ُه َخ َال ِصي َف َأط َمئِ ن َو َال َأرتَ ِع ُب َأل َّن َي َ‬ ‫"ص َار َخ َال ًصا"‪.‬‬ ‫"ص َار َخ َال ًصا"‪ ..‬فهو ليس فقط "المخلّ ص"‪ ،‬بل َ‬ ‫َو َقد َص َار لِ ي َخ َال ًصا" (إش‪ .)2 :12‬وهو يقصد أن اهلل (يهوه) قد َ‬ ‫مثلما كتب القديس يوحنا الرسول اإلنجيلي " َوال َكلِ َم ُة َص َار َج َس ًدا" (يو‪ .)14 :1‬أي أن السيد المسيح هو المخلّ ص وهو‬ ‫جديدا‪.‬‬ ‫عهدا‬ ‫الخالص نفسه‪ ..‬كذلك هو صانع العهد وهو العهد نفسه‪ ،‬ألنه تجسد وأعطانا دمه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن الخالص هو تدبير الثالوث القدوس اآلب واالبن والروح القدس؛ اإلله الواحد المثلث األقانيم‪ .‬اهلل هو المخلّ ص‪ ،‬وهذا‬ ‫الخالص قد تحقق بإرسال االبن إلى العالم فصار هو العهد‪ ،‬وتحقق بإرسال الروح القدس حسب موعد اآلب ليأخذ من‬ ‫استحقاقات خالص االبن ويعطينا في أسرار الكنيسة بالميالد الفوقاني في المعمودية‪ ،‬وبمفاعيل الخالص في سائر‬ ‫األسرار‪..‬‬ ‫آن واحد‪ ...‬هو موضوع اللقاء بين اهلل واإلنسان‪ ،‬ألن اهلل الكلمة قد اتخذ طبيعة‬ ‫إن االبن الذي هو المخلّ ص والخالص في ٍ‬ ‫جدا ‪ His very own‬حسب تعبير القديس كيرلس الكبير‪ .‬هو نفسه اهلل الكلمة‬ ‫ً‬ ‫بشرية كاملة بال خطية وجعلها‬ ‫خاصة به ً‬ ‫واحدا مع ناسوته بغير اختالط وال امتزاج وال تغيير‬ ‫آن واحد بعد التجسد‪ .‬وقد جعل الهوته‬ ‫ً‬ ‫وهو نفسه ابن اإلنسان في ٍ‬ ‫وال انفصال‪ ،‬وذلك باالتحاد الطبيعي األقنومي الكامل والحقيقي‪ .‬وهذا االتحاد سوف يبقى إلى األبد‪ .‬وكما‬ ‫بالتجسد‪ .‬ولذلك فاالتحاد‬ ‫قال القديس كيرلس الكبير فإن اهلل الكلمة لم يتخذ إنسانً ا من البشر‪ ،‬بل صار هو نفسه إنسانً ا‬ ‫ّ‬ ‫يد عى البعض من دعاة تأليه اإلنسان‪.‬‬ ‫األقنومي هو أمر ال يمكن أن يحدث بالنسبة لسائر البشر وال حتى للمؤمنين كما ّ‬

‫عمل المسيح الخالصي‬ ‫ً‬ ‫أقواال تشير إلى عمل السيد المسيح الخالصي‪..‬‬ ‫في كثير من مواضع نبوة سفر إشعياء سفر نجد‬ ‫وب ِفي َه َذا ال َج َب ِل‬ ‫ع‬ ‫الش‬ ‫يع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ود‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫"و‬ ‫فيقول‬ ‫جمعاء‬ ‫خيم على البشرية‬ ‫نُ‬ ‫نَ‬ ‫لِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ونراه يتنبأ عن ابتالع الموت الذي ّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫م‪َ .‬يبلَ ُع ال َمو َت إلى َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫لَ‬ ‫طَّ‬ ‫يم َة‪َ ..‬و ُيفنِ ي ِفي َه َذا ال َج َب ِل‪َ ..‬ال ِغطَ‬ ‫وع َعن‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫اء‬ ‫ِ‬ ‫الرب الد ُم َ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫األ َب ِد َو َيم َس ُح َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َولِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وه َو َين ِز ُع َع َار َشع ِب ِه َعن ُك ِّل َ‬ ‫الر َّب َقد تَ َكلَّ َم‪َ .‬و ُي َق ُ‬ ‫اه َف َخلَّ َصنَ ا‪.‬‬ ‫ُك ِّل ال ُو ُج ِ‬ ‫م‪ُ :‬ه َو َذا َه َذا ِإلَ ُهنَ ا‪ .‬انتَ ظَ رنَ ُ‬ ‫األر ِض َأل َّن َّ‬ ‫ال ِفي َذلِ َك ال َيو ِ‬ ‫اه‪ .‬نَ بتَ ِه ُج َونَ ف َر ُح ِب َخ َال ِص ِه" (إش‪.)9-6 :25‬‬ ‫الرب انتَ ظَ رنَ ُ‬ ‫َه َذا ُه َو َّ‬

‫وب‬ ‫يع الش ُع ِ‬ ‫لِ َج ِم ِ‬

‫وب" وإلى " ُك ِّل ُ‬ ‫م"‬ ‫يع الش ُع ِ‬ ‫األ َم ِ‬ ‫نالحظ أن الوعد بالخالص في هذه النبوة ال يخص شعب إسرائيل وحده‪ ،‬بل يمتد إلى "ِ َج ِم ِ‬ ‫م‪َ .‬يبلَ ُع ال َمو َت إلى َ‬ ‫"يفنِ ي ِفي َه َذا ال َج َب ِل‪َ ..‬ال ِغطَ َاء ال ُم َغطَّ ى ِب ِه َعلَ ى ُك ِّل ُ‬ ‫وعن " ُك ِّل َ‬ ‫األ َب ِد" تشرح‬ ‫األر ِض"‪ .‬كما أن عبارة ُ‬ ‫األ َم ِ‬ ‫بوضوح أن الرب يريد إفناء الموت ومنح الحياة األبدية‪.‬‬ ‫ويتضح‬ ‫ّ‬ ‫وماذا يمكن أن يكون الغطاء الذي غطّ ى كل األمم إال الموت الذي ملك وغطّ ى على جميع الشعوب واألمم‪،‬‬ ‫ذلك من العبارة الالحقة َ"يبلَ ُع ال َمو َت إلى َ‬ ‫األ َب ِد"‪ً .‬‬ ‫فعال لقد "ابتُ لِ َع ال َمو ُت إلى َغلَ َب ٍة" (انظر هو‪1 ،14 :13‬كو‪ )54 :15‬بالفداء‪.‬‬ ‫كان أهم انتظار للبشرية هو في الخالص من الموت‪ ،‬ولم يكن ذلك باستطاعة أي إنسان من البشر العاديين‪ ،‬بل استلزم‬ ‫األمر أن يتجسد ابن اهلل الوحيد ويصير إنسانً ا لكي يحمل خطايا البشرية ويتمم الفداء بالصليب‪.‬‬

‫أفراح الخالص ونتائجه‬ ‫تستطرد النبوة إلى ما بعد ابتالع الموت فتقول إن الرب سوف يمسح الدموع من كل الوجوه‪ ،‬وينزع عار شعبه عن‬ ‫كل األرض‪ .‬لقد عاشت البشرية في أحزان الموت‪ ..‬تحت سلطانه وظالله الكئيبة‪ ،‬مثلما نصلى في القداس اإللهي‬ ‫ونقول‪[ :‬وفى آخر األيام ظهرت لنا نحن الجلوس في الظلمة وظالل الموت]‪.‬‬ ‫كان الوضع يدعو بالفعل إلى البكاء على حال البشرية‪ ،‬وما آلت إليه بعد السقوط والخروج من الفردوس والدخول إلى‬ ‫حالة الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس‪ .‬وقد لحق بالبشرية عار عظيم لسبب الخطية والعداوة الحادثة بين اهلل‬ ‫واإلنسان‪ ،‬وبين اإلنسان وأخيه اإلنسان‪ ،‬وحتى بين الروح والجسد في اإلنسان‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة الثامنة‬ ‫حاالت الصالة ودرجات الكمال‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫أحرارا وكاملين بسبب النعمة الكثيرة والنور الذي فيهم‪ ،‬ولكنهم ينخدعون بسبب قلِّ ة الخبرة‪.‬‬ ‫والناس يعتبرون أنفسهم‬ ‫ً‬ ‫جزئيا إلى هذه الدرجة في بعض األحيان‪ ،‬وقد‬ ‫تماما‪ .‬وأنا نفسي وصلت‬ ‫حرا‬ ‫هم تحت تأثير النعمة‪ ،‬ولكني لم َأر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحدا قط‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫تعلَّ مت وعرفت أن ما وصلت إليه ليس هو حالة الكمال‪.‬‬

‫عمل النعمة في اإلنسان‪:‬‬ ‫سؤال‪ :‬أخبرنا ‪ -‬إن شئت ‪ -‬ما هي الدرجات التي أنت فيها؟‬ ‫جواب‪ :‬بعد (رشم) عالمة الصليب‪ .‬تفعل النعمة هكذا‪ :‬إنها تهديء كل األعضاء وتهديء القلب‪ ،‬حتى أن النفس من كثرة‬ ‫الفرح‪ ،‬تظهر كأنها طفل بريء‪ ،‬وال يعود اإلنسان يدين الوثني وال اليهودي‪ ،‬وال الخاطيء وال اإلنسان العالمي‪ .‬بل أن‬ ‫معا‬ ‫نقية‪ ،‬ويفرح اإلنسان بالعالم كله‪،‬‬ ‫ويود أن الجميع يصيرون محبين ويعبدون اهلل ً‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسان الباطن ينظر كل الناس بعين ّ‬ ‫يهود وأمم‪ .‬وفي لحظة أخرى يكون مثل ابن ملك‪ ،‬إذ يثق بابن اهلل كأب له‪ ،‬وتفتح له األبواب فيدخل إلى منازل كثيرة‬ ‫(يو ‪ ) 2 :14‬في الداخل‪ ،‬وبقدر ما يتعمق إلى الداخل‪ ،‬تفتح له أبواب أكثر فأكثر‪ -‬مئات منازل تقود إلى مئات منازل بعدها‪،‬‬ ‫غنيا‪ ،‬وعلى قدر ما يزداد غنى‪ ،‬تكشف له عجائب كثيرة أخرى‪ ،‬ويؤتمن كابن ووارث على أشياء ال يستطيع لسان أو‬ ‫ويصير ً‬ ‫يعبر عنها أو ينطق بها‪ .‬المجد هلل ‪ -‬آمين‪.‬‬ ‫أن‬ ‫بشري‬ ‫فم‬ ‫ِّ‬

‫العظة التاسعة – النعمة والتجارب واإللتصاق بالرب وحده‬ ‫قانون عمل النعمة‪:‬‬ ‫سري للعقل‪ ،‬وفي أثناء‬ ‫الفاعلية‬ ‫إن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الروحانية التي لنعمة اهلل في داخل النفس‪ ،‬تعمل عملها بصبر عظيم‪ ،‬وحكمة وتدبير ِّ‬ ‫ذلك يناضل اإلنسان ألوقات وفترات طويلة باحتمال كثير‪ ،‬ثم ينكشف له أن عمل النعمة فيه‪ ،‬هو عمل كامل‪ ،‬وذلك عندما‬ ‫وسنبين أن‬ ‫وصبرا لفترة غير قصيرة‪.‬‬ ‫رضية للروح‪ ،‬ويكون قد أظهر ثباتً ا‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫تمتحن إرادته بتجارب كثيرة ويتبرهن أنها (إرادته) م َّ‬ ‫هذا هو قانون عمل النعمة بأمثلة واضحة في الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫أمثلة من الكتاب المقدس‪:‬‬ ‫إن ما أقصده يظهر بوضوح في حالة يوسف‪ ،‬فقد اقتضى األمر فترات طويلة من الزمن لكي تتحقق مشيئة اهلل وقصده‬ ‫جميعا‪ ،‬وقد ُوجد في‬ ‫السابق من جهة يوسف‪ ،‬وتتم الرؤيا التي رآها‪ .‬وقد امتحن بآالم وشدائد وأحزان وقد احتملها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملكا على مصر وهو الذي عال أسرته وتحققت المناظر النبوية التي كان‬ ‫كامال آمينا هلل‪ ،‬وبعد ذلك صار‬ ‫ً‬ ‫خادما‬ ‫جميعها‬ ‫ً‬ ‫قد رآها قبل حدوثها بفترة طويلة ووصلت مشيئ ة اهلل إلى غايتها المحتومة من نحوه بعد زمن طويل وتدابير كثيرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ملكا بواسطة صموئيل النبي‪ ،‬وبعد أن ُمسح‪ ،‬هرب من شاول الذي كان يطارده‬ ‫كذلك الحال مع داود‪ ،‬فقد مسحه اهلل‬ ‫ً‬ ‫ملكا بعدما ُمسح؟ فإنه بعد أن ُمسح حلَّ ت به‬ ‫إذا؟ وأين الوعد الذي ُوعد به أن يصير‬ ‫لكي يقتله‪ ،‬فما معنى مسح اهلل له ً‬ ‫محروما حتى من الخبز ولجأ إلى الوثنيين بسبب مؤامرات شاول ضده‪.‬‬ ‫شدائد كثيرة وكان يتجول في الصحاري‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طويال وامتُ حن‪ ،‬وبعد آالم وصبر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تجرب‬ ‫كل هذه المصائب الشديدة أحاطت بذلك اإلنسان الذي مسحه اهلل‬ ‫ملكا‪ ،‬وبعد أن َّ‬ ‫إذ قد وضع كل ثقته وإيمان ه مرة واحدة في اهلل‪ ،‬وكأنه يقول لنفسه أن ما فعله اهلل بي بواسطة مسحة صموئيل النبي‬ ‫كثيرا‪ ،‬وبعد فترة من‬ ‫صبرا‬ ‫ً‬ ‫وما أمر اهلل به‪ ،‬البد أن يحدث لي والبد وأن يتحقق بدون أدنى شك‪ ،‬حتى وإن استلزم األمر ً‬ ‫وحينئذ أشهرت كلمة اهلل‪ ،‬وتبرهن أن المسحة التي َم َسحه بها على‬ ‫الوقت تمت مشيئة اهلل وتملَّ ك داود بعد كل تجاربه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وحقيقية‪.‬‬ ‫يدي صموئيل النبي‪ ،‬إنما هي أكيدة‬ ‫ّ‬ ‫ومنقذا للشعب‪ ،‬وجعله يصير ابنً ا البنة فرعون‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حاكما‬ ‫فعينه ليكون‬ ‫ً‬ ‫وهكذا الحال مع موسى فقد سبق اهلل فعرفه‪ ،‬وسبق َّ‬ ‫عظيما‪ ،‬رفض‬ ‫وتربى في غنى وبهاء ومجد الملوك‪ ،‬وتعلَّ م “بكل حكمة المصريين” (أع ‪ )12 :7‬ولما بلغ سن الرجولة وصار‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫فضال باألحرى شدائد المسيح وعاره‪ ،‬كما يقول الرسول “على أن يكون لي تمتع وقتي بالخطية” (عب‬ ‫ً‬ ‫كل تلك األشياء ُم‬ ‫كراع للغنم‪ ،‬وهو الذي تربى كابن ملك وعاش في لذات القصر ونعيمه‪،‬‬ ‫طويال يعمل‬ ‫ً‬ ‫‪ .)25 :11‬وهرب من مصر وصرف وقتً ا‬ ‫ٍ‬ ‫وقائدا‬ ‫منقذا‬ ‫ً‬ ‫مقبوال لدى اهلل وآمينا من خالل الصبر الكثير ‪ -‬إذ أنه احتمل تجارب عديدة ‪ -‬أصبح بعد ذلك‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا إذ ُوجد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫“إلها لفرعون” (خر ‪ )1 :7‬وبواسطته ضرب اهلل مصر بضربات كثيرة وأظهر بواسطته‬ ‫وملكا إلسرائيل‪ ،‬وقال اهلل له قد جعلتك ً‬ ‫وأخيرا أغرق المصريين في البحر‪ ،‬فانظر بعد كم من الوقت ظهرت وأعلنت مشيئة اهلل وقصده‪،‬‬ ‫عجائب عظيمة على فرعون‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وبعد كم من التجارب والشدائد تحققت هذه المشيئة‪.‬‬ ‫أيضا مع إبراهيم فإن اهلل كان قد وعده منذ زمن طويل أن يعطيه ابنً ا‪ ،‬ولكنه لم يعطه له في الحال‪ ،‬بل خالل‬ ‫وهكذا ً‬ ‫تماما باإليمان موقنً ا أن الذي‬ ‫سنوات طويلة حلَّ ت به تجارب وضيقات! ولكن إبراهيم احتمل بصبر كل ما يأتي عليه وتقوى‬ ‫ً‬ ‫وعد هو صادق وال يمكن أن يكذب‪ ،‬بل سيتمم كلمته‪ ،‬وهكذا إذ آمن نال الموعد‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫‪ )11‬وما يقال عن األفراد يقال عن الكنيسة كلها‪ .‬ورؤية الناس للنور في الكنيسة يوحي إليهم بواجبهم‬ ‫في احتفاظهم بالنور داخلهم‪ ،‬وأن تكون مصابيحهم دائما موقدة‪ .‬ويتذكرون أن الكنيسة من العذارى‬ ‫الحكيمات الالئي احتفظن بمصابيحهن مضيئة‪.‬‬ ‫‪ ) 12‬أما إضاءة الشموع وقت اإلنجيل‪ ،‬فهذا بال شك أفضل من قراءته بدون إضاءة‪ .‬إن ذلك يذكرنا بقول‬ ‫المزمور "سراج لرجلي كالمك ونور لسبيلي" (مز‪ .)119‬وأيضا يقول المرتل "وصية الرب مضيئة تنير العينين‬ ‫عن بعد" (مز ‪.)19‬‬ ‫‪ ) 13‬والكنيسة األولى منذ عصر الرسل كانت مهمته بهذه األنوار وما تحمله من رموز ويسجل لنا سفر‬ ‫أعمال الرسل عن العلية التي كان يعظ فيها بولس بعد كسر الخبز أنه "كانت مصابيح كثيرة في العلية‬ ‫التي كانوا مجتمعين فيها" (أع‪.)20:8‬‬ ‫أنوارا في أجيالهم‪ .‬وبأنهم كانوا‬ ‫كانوا‬ ‫بأنهم‬ ‫تذكرنا‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫القديسين‬ ‫‪ )14‬والشموع التي نضعها أمام صور‬ ‫ً‬ ‫كالشموع‪ ،‬يذوبون لكي يضئ نورهم هكذا قدام الناس‪.‬‬

‫الصور واأليقونات‬ ‫ينكر البروتستانت ما في الكنيسة من صور وأيقونات (وما عند الكاثوليك من تماثيل)‪ .‬ويعتبرون كل ذلك‬ ‫ضد الوصية الثانية التي يقول فيها الرب "ال تصنع تمثاال منحوتً ا وال صورة ما مما في السماء من فوق‪،‬‬ ‫وما في األرض من تحت‪ ،‬وما في الماء من تحت األرض‪ .‬ال تسجد لهن وال تعبدهن‪( ".‬خر‪( )5 ،4 :20‬تث‪،5‬‬ ‫‪.)9 ،8‬‬ ‫وقد قامت حرب ضد األيقونات في القرن الثامن الميالدي من سنة ‪ 726‬م أيام اإلمبراطور ليو الثالث‪،‬‬ ‫واستمرت بضعة قرون وهدأت‪ ،‬ثم عادت مرة أخري في البروتستانتية منذ القرنين الخامس العشر‬ ‫والسادس عشر واستمرت في معتقداتهم حتى اآلن‪ .‬والمتطرفون من البروتستانت يعتبرون األيقونات‬ ‫من بقايا الوثنية!ويلوموننا على إكرام األيقونات وتقبيلها وإيقاد الشموع أمامها والسجود أمامها‪.‬‬ ‫روحيا‪.‬‬ ‫وسنحاول أن نرد على كل هذا‪ ،‬ونبين حكمة الكنيسة في وجود األيقونات فيها وفائدة ذلك‬ ‫ًّ‬ ‫‪ )1‬في الرد على موضوع األيقونات ينبغي أن نضع أمامنا اآلتي‪:‬‬ ‫أ) الحكمة في اآلية التي يستخدمونها‪ .‬لماذا قيلت وما هدفها؟ وذلك ألن “الحرف يقتل” كما قال‬ ‫الرسول (‪2‬كو‪.)6:3‬‬ ‫ب) ما هي اآليات األخرى التي أن وضعناها إلى جوار هذه اآلية يتكامل المعنى وندرك في وصية اهلل‬ ‫كثيرا من قبل خطورة استخدام اآلية الواحدة‪.‬‬ ‫الروح وليس الحرف‪ .‬وقد شرحنا‬ ‫ً‬ ‫‪ )2‬ماذا كان هدف الرب من منع الصور والتماثيل؟‬ ‫تماما عن العبادة‪ ،‬ال‬ ‫بعيدا‬ ‫الهدف واضح وهو قول الرب “ال تسجد لهن وال تعبدهن”‪ .‬فإن كان الغرض‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تكون الوصية قد كسرت‪.‬‬ ‫وال شك أن هذا المنع في الوصايا العشر‪ ،‬كان في عصر انتشرت فيه الوثنية‪ ،‬وكان هناك خوف على‬ ‫المؤمنين منها‪ ،‬حتى أنه كان من الممنوع نحت أي حجر حتى في البناء العادي‪ ،‬وحتى في تشييد‬ ‫المذابح‪.‬‬ ‫‪ ) 3‬ونحن نرى أن اهلل الذي أمر بعدم نحت أي صورة أو تمثال‪ ،‬هو نفسه الذي يأمر موسى “عند ضربة‬ ‫قائال له "اصنع لك حية محرقة‪ ،‬وضعها على راية فكل من لذع ونظر إليها‬ ‫ً‬ ‫الحية المحرقة”‬ ‫يحيا" (عدد‪.)8:21‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬ ‫فصنع موسى هكذا‪ ،‬ولم تكن في ذلك مخالفة للوصية الثانية‪.‬‬


‫‪ 12‬يونيو ‪2022‬‬

‫‪ 5‬بؤونه ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪874‬‬

‫‪Coptic Hope Charity‬‬ ‫‪End of Financial Year 2022 Appeal‬‬

‫الشهيد إقالديوس‬ ‫‪ 11‬بؤونه ـ ‪ 18‬يونيو‬

‫" َو َمتَ ى َج َاء‬ ‫ال ُم َعزِّ ي َّال ِذي‬ ‫َس ُأر ِس ُل ُه َأنَ ا‬ ‫ِإ َلي ُكم ِم َن‬ ‫وح‬ ‫اآلب‪ُ ،‬ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال َح ِّق‪ ،‬ال ِذي‬ ‫اآلب‬ ‫ِمن ِعن ِد‬ ‫ِ‬ ‫َين َب ِث ُق‪َ ،‬ف ُه َو‬ ‫َيش َه ُد ِلي‪.‬‬ ‫ون‬ ‫َوتَ ش َه ُد َ‬ ‫َأنتُ م َأي ًضا‬ ‫َألنَّ ُكم َم ِعي‬ ‫ِم َن االب ِت َد ِاء‪.‬‬ ‫" َقد َك َّلمتُ ُكم‬ ‫هذا ِل َكي‬ ‫ِب َ‬ ‫َال تَ ع ُث ُروا‪".‬‬ ‫(يوحنا ‪)1:16-27-25 :15‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.