Epsajee 24th July 2022

Page 1

Mart. St Euphemia 17 Abib – 24 July


DIOCESE NEWS

‫أخبار اإليبارشية‬

St Mina Children’s Home - Sponsor a Child Today

𝙬𝙚 𝙘𝙖𝙣 𝙘𝙤𝙣𝙩𝙞𝙣𝙪𝙚 𝙩𝙤𝙜𝙚𝙩𝙝𝙚𝙧 𝙩𝙤 𝙘𝙧𝙚𝙖𝙩𝙚 𝙢𝙚𝙖𝙣𝙞𝙣𝙜𝙛𝙪𝙡 𝙘𝙝𝙖𝙣𝙜𝙚 𝙛𝙤𝙧 𝙁𝙞𝙟𝙞 𝙨 𝙢𝙤𝙨𝙩 𝙫𝙪𝙡𝙣𝙚𝙧𝙖𝙗𝙡𝙚 𝙘𝙝𝙞𝙡𝙙𝙧𝙚𝙣 𝙎𝙥𝙤𝙣𝙨𝙤𝙧 𝙩𝙝𝙚 𝙣𝙚𝙚𝙙𝙨 𝙤𝙛 𝙂𝙤𝙙 𝙨 𝙘𝙝𝙞𝙡𝙙𝙧𝙚𝙣

St Athanasius College Certificate III

Congratulations

ST Philopater Church

Condolences


EXTRACT FROM St Cyril of Alexandria Commentary on the Gospel of St Luke (9:12-17)


Ten Concepts A Book by The Thrice Blessed Pope Shenouda III


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحمات‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫َولَ ْم َي ُك ْن ِفي َف ِم ِه ِغش‬ ‫صادقا في كل كالمه‪ .‬لم يتملق أحد أو يجامله على حساب الحق‪ .‬لم يتأخر عن إعالن مشيئة‬ ‫ً‬ ‫وكان السيد المسيح‬ ‫ان اللَّ ُه‬ ‫اآلب السماوي وكالمه ووصاياه مهما كلّ فه ذلك من ثمن في كراهية اليهود له‪ .‬وكان يقول لهم‪" :‬لَ ْو َك َ‬ ‫َأ َب ُ‬ ‫كال َم‬ ‫ون َأ ْن تَ ْس َم ُعوا َق ْولِ ي‪ ..‬الَّ ِذي ِم َن اللَّ ِه َي ْس َم ُع َ‬ ‫ون َ‬ ‫اك ْم لَ ُكنْ تُ ْم تُ ِح ُّبونَ نِ ي‪ ..‬لِ َم َ‬ ‫كال ِمي؟ َألنَّ ُك ْم َال تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫اذا َال تَ ْف َه ُم َ‬ ‫اللَّ ِه" (يو‪.)47 ،43 ،42 :8‬‬ ‫قائال‪َ :‬‬ ‫ات َأ ِب ُ‬ ‫ويوبخهم ً‬ ‫ون َأ ْن تَ ْع َملُ وا" (يو‪.)44 :8‬‬ ‫يس َو َش َه َو ِ‬ ‫يد َ‬ ‫يك ْم تُ ِر ُ‬ ‫"أنْ تُ ْم ِم ْن َأ ٍب ُه َو ِإ ْبلِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫وإذا أراد أن يعلن أن اهلل اآلب عاد ليخلق من جديد في اليوم السابع‪ ،‬كان يعمل معجزاته في يوم السبت‪ ،‬ويقول‬ ‫لليهود‪َ :‬‬ ‫وه َألنَّ ُه لَ ْم‬ ‫اآلن َو َأنَ ا َأ ْع َم ُل" (يو‪َ ..)17 :5‬‬ ‫"أ ِبي َي ْع َم ُل َحتَّ ى‬ ‫ود َيطْ لُ ُب َ‬ ‫"ف ِم ْن َأ ْج ِل َه َذا َك َ‬ ‫َ‬ ‫ون َأ ْكثَ َر َأ ْن َي ْقتُ لُ ُ‬ ‫ان الْ َي ُه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ط َبل َق َ‬ ‫الس ْب َت َف َق ْ‬ ‫اد ًال نَ ْف َس ُه ِباللَّ ِه" (يو‪ .)18 :5‬كان السيد المسيح يعلن كالم الحق‬ ‫وه ُم َع ِ‬ ‫ال أ ْي ًضا ِإ َّن اللَّ َه أ ُب ُ‬ ‫َينْ ُق ِض َّ‬ ‫ون الْ َح َّق َوالْ َح ُّق‬ ‫"ف ِإ ْن َح َّر َر ُك ْم االبن َف ِبالْ َح ِق َ‬ ‫ويقول لسامعيه‪َ :‬‬ ‫"وتَ ْع ِر ُف َ‬ ‫يق ِة تَ ُكونُ َ‬ ‫ون َأ ْح َر ًارا" (يو‪ ،)36 :8‬ويقول لتالميذه‪َ :‬‬ ‫ُي َح ِّر ُر ُك ْم" (يو‪ .)32 :8‬بل ّ‬ ‫اة" (يو‪.)6 :14‬‬ ‫يق َوالْ َح ُّق َوالْ َح َي ُ‬ ‫أكد أنه هو "الطَّ ِر ُ‬ ‫وتكلّ م السيد المسيح عن آالمه وصلبه وقيامته‪ ،‬وأخبر تالميذه بهذه األمور قبل حدوثها‪ .‬كما أخبرهم عن صعوده‬ ‫إلى السماوات‪ .‬وقد وصل خبر كالمه عن قيامته في اليوم الثالث إلى اليهود‪ ،‬ولذلك طلبوا من الوالي الروماني‬ ‫حراسة القبر إلى اليوم الثالث‪.‬‬ ‫اش َ‬ ‫"ح َ‬ ‫اك َيا َر ُّب! َال‬ ‫وبالرغم من عدم ارتياح التالميذ لفكرة تسليم السيد المسيح نفسه للموت؛ مثلما قال له بطرس‪َ :‬‬ ‫ون لَ َك َه َذا!" (مت‪ ،)22 :16‬إال أن السيد المسيح قد صمم على إتمام الفداء بالصليب وأخبر تالميذه بكل هذا‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫بالرغم من الحزن الذي مأل قلوبهم؛ ألن هذا كان لخيرهم وخالصهم من الهالك األبدي‪.‬‬ ‫وح الْ ُم ِح ِّب‪َ ،‬و َغ َّ‬ ‫ي ُق ْب َال ُت‬ ‫ينطبق‬ ‫ي ُج ُر ُ‬ ‫ً‬ ‫اشة ِه َ‬ ‫تماما على السيد المسيح قول الوحي في سفر األمثال " َأ ِمينَ ة ِه َ‬ ‫أحدا ُقبلة غاشة مثلما فعل‬ ‫الْ َع ُد ِّو" (أم‪ .)6 :27‬ولكن السيد المسيح "َلَ ْم َي ُك ْن ِفي َف ِم ِه ِغش" (إش‪)9 :53‬؛ فلم ُ‬ ‫يق ّبل ً‬ ‫وتصرف بالحق مهما كان الثمن‪.‬‬ ‫يهوذا معه‪ ،‬بل على العكس تكلّ م بالحق‬ ‫ّ‬ ‫ألنه كان أمينً ا وسيبقى أمينً ا إلى األبد‪..‬‬

‫رهب وعظمة أعماله‬ ‫الم ِ‬ ‫حضور الرب ُ‬ ‫ِم ْن َح ْض َرتِ َك َتتَ زَ لْ زَ ُل الْ ِج َب ُ‬ ‫ال‬ ‫"م ْن َح ْض َرتِ َك َتتَ زَ لْ زَ ُل الْ ِج َب ُ‬ ‫ال" (إش‪ ،)1 :64‬تزلزلت الجبال عندما سلّ م السيد المسيح روحه البشرى المتحد بالالهوت على‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لَ‬ ‫لْ‬ ‫ور تَ َش َّق َق ْت" (مت‪ .)51 :27‬وتزلزلت األرض مرة أخرى عند قيامة السيد‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫الص‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫"‬ ‫الصليب‬ ‫خشبة‬ ‫زَ‬ ‫زَ‬ ‫تَ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫المسيح والتي بعدها جاء المالك ودحرج الحجر عن القبر ليعلن القيامة المجيدة (انظر مت‪.)2 :28‬‬ ‫وهل كان هناك حضور للرب اإلله يستحق أن تتزلزل له الجبال أهم من حضور اآلب في قبول ذبيحة االبن‬ ‫الوحيد بالروح القدس؟!‬ ‫يم‬ ‫َك َما تُ ْش ِع ُل النَّ ُار الْ َه ِش َ‬ ‫َ‬ ‫يم" (إش‪ ،)2 :64‬كان ظهور السيد المسيح لموسى في العليقة المشتعلة بالنار ولم تحترق‬ ‫"ك َما تُ ْش ِع ُل النَّ ُار الْ َه ِش َ‬ ‫هو رمز واضح عن التجسد اإللهي في بطن العذراء القديسة مريم دون أن يحترق الناسوت لسبب اتحاده بالالهوت‬ ‫وبالتالي دون أن تحترق العذراء مريم (انظر خر ‪ ،16-2 :3‬أع ‪.)34-30 :7‬‬ ‫كذلك كانت النار تنزل من السماء وتلتهم الذبائح في العهد القديم ويشم اهلل رائحة الرضى والسرور كرمز إلصعاد‬ ‫ذبيحة السيد المسيح بالروح القدس الناري‪ .‬لذلك نقول في لحن "فاي إيتاف اينف"‪[ :‬الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة‬ ‫على الصليب عن خالص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة]‪.‬‬ ‫ويقول معلمنا بولس الرسول عن ذلك‪:‬‬ ‫ي َق َّد َم نَ ْف َس ُه لِ لَّ ِه ِب َال َع ْي ٍب" (عب‪.)14 :9‬‬ ‫وح َأزَ لِ ٍّ‬ ‫يح‪ ،‬الَّ ِذي ِب ُر ٍ‬ ‫"الْ َم ِس ِ‬ ‫وبإتمام الفداء أرسل المسيح موعد اآلب بحلول الروح القدس على الكنيسة في يوم الخمسين في هيئة ألسنة من‬ ‫النار‪ ،‬ليمنح عطاياه اإللهية ومواهبه الفائقة للطبيعة‪ ،‬ويقودها ويرشدها ويعلّ مها‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة الحادية عشر‬ ‫نار الروح وفداء المسيح للنفس‬ ‫اإللهية وتجديد النفس‪:‬‬ ‫النار‬ ‫ّ‬ ‫السماوية‪ ،‬نار الالهوت‪ ،‬التي ينالها المسيحيون في قلوبهم اآلن وهم في هذا العالم الحاضر‪ ،‬هذه النار نفسها‬ ‫أن تلك النار‬ ‫َّ‬ ‫التي تعمل في قلوبهم من الداخل‪ ،‬سوف تصير ظاهرة من الخارج حينما ينحل ويتحلَّ ل الجسد‪ ،‬ثم تجمع األعضاء ثانية‬ ‫وتسبب (هذه النار) قيامة األعضاء التي كانت قد انحلَّ ت واضمحلَّ ت‪ ..‬فكما أن النار التي كانت تتقد على المذبح في‬ ‫أورشليم‪ ،‬ظلَّ ت مدفونة في حفرة أثناء فترة السبي‪.‬‬ ‫وعندما َّ‬ ‫سابقا قبل السبي (انظر‬ ‫ً‬ ‫تجددت هذه النار نفسها واشتعلت كما كانت‬ ‫حل السالم ورجع المسبيون إلى أورشليم‪َّ ،‬‬ ‫السماوية تعمل في هذا الجسد الذي ألفناه‪ -‬هذا الجسد الذي في‬ ‫أيضا فإن النار‬ ‫‪ 2‬مكابيين ‪ ،)22-19 :1‬هكذا اآلن ً‬ ‫َّ‬ ‫فتجدد هذا الجسد وتقيمه بعد أن يكون قد اضمحل وفسد‪ ..‬أن النار الداخلية‬ ‫انحالله (بالموت) يتحول إلى نتانة وقذارة‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫حينئذ من الخارج‪ ،‬وتتم قيامة الجسد‪.‬‬ ‫التي تسكن اآلن في القلب سوف تستعلن‬ ‫ٍ‬ ‫إلهية‪ ،‬بل مخلوقة‪ ،‬ولكن الثالثة فتية الذين بسبب ّبرهم طُ رحوا في األتون‪،‬‬ ‫نارا ّ‬ ‫نصر لم تكن ً‬ ‫ونار األتون التي أوقدها نبوخذ َّ‬ ‫السماوية عاملة في داخل‬ ‫اإللهية‬ ‫هؤالء بينما كانوا في وسط النار المنظورة‪ ،‬فقد كانوا حاصلين في قلوبهم على النار‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ ..‬فحجزت بينه وبين النار المنظورة‬ ‫السماوية كشفت نفسها من الخارج ً‬ ‫أفكارهم وفاعلة بقوتها فيهم‪ ..‬وهذه النار‬ ‫َّ‬ ‫في األتون وأوقفتها حتى ال تحرق األبرار‪ ،‬وال تؤذيهم بأي نوع من األذى‪..‬‬ ‫الحي وتحولوا إلى عبادة األوثان‪ ،‬فقد ألزموا هارون بأن‬ ‫بعيدا عن اهلل‬ ‫وكذلك حينما مال عقل شعب إسرائيل وأفكارهم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫لما طرح الحلي الذهب في النار تحولت إلى صنم كما لو أن النار‬ ‫يجمع أوانيهم‬ ‫وحليهم الذهبية وقال هارون لموسى أنه َّ‬ ‫ّ‬ ‫صورت ما في نيتهم وكان هذا كأمر غريب‪ ..‬فإنهم في نيتهم وأفكارهم تحولوا وزاغوا إلى عبادة الصنم‪ ،‬وبحسب‬ ‫قد َّ‬ ‫ً‬ ‫رغبتهم وقصدهم َّ‬ ‫جهرا (خر ‪..)9 ،24-2 :32‬‬ ‫مسبوكا من صناعتهم وعبدوه وسجدوا له‬ ‫عجال‬ ‫ً‬ ‫حليهم‬ ‫ً‬ ‫شكلت النار من ّ‬ ‫وكما أن الثالثة فتية كان لهم أفكار البر‪ ،‬فقبلوا نار اهلل في داخلهم وعبدوا الرب بالحق كذلك اآلن فإن النفوس المؤمنة‬ ‫السماوية في إنسانها الداخلي‪ ،‬وهي في هذا العالم‪ ،‬وتلك النار نفسها تطبع صورة سماوية في‬ ‫اإللهية‬ ‫تنال النار‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫طبيعتهم‬ ‫ّ‬ ‫صنما‪ ،‬فكذلك الرب يحقق ويتمم مقاصد النفوس المؤمنة الصالحة‪ ،‬ويطبع‬ ‫صورت األواني الذهبية فصارت‬ ‫ً‬ ‫وكما أن النار َّ‬ ‫السماوية الجديدة بحسب رغبتهم وشهوتهم‪ ،‬وهذه الصورة هي التي ستظهر في‬ ‫ويصور في النفوس منذ اآلن الصورة‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وتمجد أجسادهم من الداخل ومن الخارج‪ ..‬وكما أن األجساد في هذا الزمان تضمحل وتموت وتتحلل‪،‬‬ ‫القيامة من الخارج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقية وتدفن في الطين والتراب ألن نفوسهم تهلك‪..‬‬ ‫هكذا تفسد األفكار بعمل الشيطان‪ ،‬وتموت عن الحياة‬ ‫ّ‬ ‫النقية الصالحة‬ ‫صنما‪ ،‬كذلك اإلنسان اآلن قد سلَّ م أفكاره‬ ‫وكما أن اإلسرائيليين طرحوا األواني الذهبية في النار فصارت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫بعيدا‬ ‫ويميزها ويطرحها‬ ‫صنما‪ ..‬وما الذي يفعله اإلنسان حتى يكتشفها ويعرفها‬ ‫للشر‪ ،‬فاندفنت في وحل الخطية وصارت‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫عن ناره الخاصة؟‪ ..‬هنا تحتاج النفوس إلى المصباح اإللهي‪ ،‬وهو الروح القدس‪ ،‬الذي ينير ويجدد البيت المظلم‪ ..‬إن النفوس‬ ‫البر الساطعة‪ ،‬التي تضيء وتشرق على القلب وهي السالح الذي تكسب به المعركة‪.‬‬ ‫تحتاج إلى شمس ّ‬ ‫أوال‪ ،‬وبعد ذلك كنست البيت‪ ،‬وهكذا إذ كنست البيت‬ ‫وفي حالة تلك المرأة التي أضاعت الدرهم‪ ،‬فإنها أوقدت المصباح ً‬ ‫والمصباح مشتعل‪ ،‬فقد وجدت الدرهم المفقود‪ ،‬مدفونً ا في التراب والوسخ‪..‬‬ ‫وتحررها‪ ،‬ولكن حينما يوقد المصباح اإللهي فإنه ينير‬ ‫وتميزها‪،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬ال تستطيع من ذاتها أن تجد أفكارها‬ ‫هكذا النفس ً‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وحينئذ تنظر النفس أفكارها‪ ،‬وكيف كانت مدفونة في وحل ووسخ الخطية‪ .‬وتشرق الشمس وترتفع فترى‬ ‫البيت المظلم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حينئذ هالكها وتبدأ في استرداد أفكارها التي كانت مشتتة ومختلطة بالوسخ وعدم الطهارة‪ ،‬ألن النفس في‬ ‫النفس‬ ‫ٍ‬ ‫الحقيقة كانت قد طُ مست صورتها حين خالفت الوصية‪.‬‬ ‫الخليقة استعبدت مع اإلنسان‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أسيرا‪ ،‬فإنه حينما ُيؤسر ويبعد عن مملكته‪،‬‬ ‫ملكا له خيرات وخدم تحت سلطانه يخدمونه‪ ،‬قد أخذه أعداؤه‬ ‫وإذا حدث أن‬ ‫ً‬ ‫نقيا لخدمته وعبادته‪ ،‬وكل هذه المخلوقات‬ ‫فإن خدامه وعبيده يتبعونه في أسره‪ ..‬وهذا ما حدث آلدم‪ ،‬فإن اهلل خلقه ً‬ ‫ً‬ ‫وملكا على جميع المخلوقات‪ ..‬ولكن حينما جاءته الكلمة الشريرة (كلمة‬ ‫ُأعطيت له لخدمة احتياجاته‪ ،‬وجعله اهلل سي ًدا‬ ‫أوال بالسمع الخارجي‪ ،‬ثم نفذت إلى داخل قلبه وملكت على كل كيانه‪ ..‬وحينما ُأسر ُ‬ ‫وأمسك‬ ‫إبليس) وتحدث معها‪ ،‬قابلها ً‬ ‫هكذا‪ ،‬فإن الخليقة التي كانت تخدمه وتالزمه ُأمسكت ُ‬ ‫وأسرت معه‪..‬‬ ‫وعن طريق آدم ملك الموت على كل نفس‪ ،‬وطُ مست الصورة اإلنسانية الكاملة نتيجة العصيان‪ ،‬حتى أن جنس البشر‬ ‫تحولوا وصاروا يعبدون الشياطين ويا لألسف‪ :‬فإن ثمار األرض التي خلقها اهلل حسنة صارت تقدم للشياطين‪ .‬فإنهم يضعون‬ ‫يضا وليس ذلك فقط‪ ،‬بل صاروا يقدمون بنيهم وبناتهم‬ ‫وخمرا وزيتً ا‪ ،‬بل ويقدمون ذبائح الحيوانات أ ً‬ ‫على مذابحهم خبزً ا‬ ‫ً‬ ‫ذبائح للشياطين (مز ‪.)37 :106‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عشرة مفاهيم‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫قوة األعصاب‬ ‫هناك لون آخر من القوة‪ ،‬هو قوة األعصاب‪.‬‬ ‫اإلنسان الضعيف األعصاب‪ :‬أقل كلمة تثيره وتهيجه‪ ،‬وتجعله يفقد هدوءه‪ ،‬ويفقد سيطرته على نفسه‪،‬‬ ‫ويخطئ في تصرفاته وفي ألفاظه ‪ ،‬ويكون موضوع نقد من اآلخرين‪ ..‬ألن أعصابه ضعيفة لم تحتمل‪ ،‬مهما‬ ‫قويا في نواح أخرى‪.‬‬ ‫كان ً‬ ‫حقا إن األعصاب مسألة جسدية‪ ،‬ولكن العامل النفساني يؤثر عليها‪ .‬فاإلنسان الواقع في خطية الغضب‪ ،‬تجد‬ ‫ً‬ ‫أن أعصابه تلتهب بسرعة‪ ،‬كذلك اإلنسان الواقع في محبة الذات‪ ،‬وفي الكرامة الشخصية‪ :‬أقل كلمة تلمس‬ ‫كرامته‪ ،‬أو يظن أنها تلمس كرامته‪ ،‬تتعب أعصابه ال تستطيع أن تحتمل‪.‬‬ ‫مسألة األعصاب هي نقطة ضعف فيه‪.‬‬ ‫لذلك قال الرسول‪" :‬يجب علينا نحن األقوياء أن نحتمل ضعفات الضعفاء" (رو ‪ . )1 :15‬فالذي يعتدي على غيره‬ ‫هو الشخص الضعيف‪ ،‬بينما الذي يحتمل القوى‪ .‬هو الجبل الراسخ الذي تثيره أخطاء غيره ضده‪.‬‬ ‫راس ًخا ال يتزعزع‪.‬‬ ‫هذا الجبل مهما َ‬ ‫وبا‪ ،‬يبقى ِ‬ ‫ألقى أحد عليه ط ً‬ ‫أما الذي يثور ويحاول أن ينتقم ويسئ إلى غيره‪ ،‬هو إنسان مغلوب من ذاته‪ ،‬وليس مغلوباً من غيره‪ .‬أقل‬ ‫كلمة تتعبه وتفقده هدوءه وتتلف أعصابه‪ .‬أما القوى‪ ،‬فهو قوي في أعصابه‪ ،‬وقوى في احتماله‪ .‬إذن‬ ‫الذي يحتمل هو القوي‪ .‬والذي يهين غيره هو الضعيف‪.‬‬ ‫ليتك إذن تمتحن نفسك‪ ،‬وترى ما هي ضعفاتك‪ ،‬وتبذل كل جهدك في االنتصار عليها‪ ..‬إن القوى ليس هو‬ ‫الشخص الذي ينتصر على غيره‪ ،‬إنما هو الذي يستطيع إن ينتصر على نفسه‪ .‬ألن البعض يظن أنه منتصر وقوى‬ ‫من الخارج‪ .‬بينما هو في داخله ضعيف ومهزوم‪.‬‬ ‫ليس فقط يحتمل إساءات الناس‪ ،‬إنما أيضا يحتمل األحداث والمشاكل‪.‬‬ ‫يحتمل المتاعب التي تتعب غيره‪ .‬يحتمل األمراض والضيقات والحوادث‪.‬‬ ‫لقد كان السيد المسيح قوياً في احتماله‪ .‬كان قوياً في احتماله التحدي وهو على الصليب‪ ،‬وقولهم له "إن‬ ‫كنت ابن اهلل انزل من على الصليب" وهكذا نقول له في القداس اإللهي‪( :‬احتملت ظلم األشرار)‪.‬‬ ‫إن االعتداء سهل‪ .‬يمكن ألي إنسان ضعيف النفسية أو ضعيف الخلق أن يعتدي على غيره‪ .‬أما القوى فهو‬ ‫الذي يحتمل‪.‬‬ ‫في الحياة الزوجية‪ :‬إن كان الطرفان ضعيفين ال يحتمالن‪ ،‬قد يخرب البيت! أما إذا كان أحدهما على األقل‬ ‫قويا‪ ،‬يمكنه أن يحتمل الطرف اآلخر‪ ،‬حينئذ يمكن أن يستمر السالم بينهما‪..‬‬ ‫ً‬ ‫خبرا معينً ا يجعله ينهار‪ :‬يؤثر على أعصابه‪ ،‬وعلى نفسيته‪ ،‬على‬ ‫قد يوجد إنسان ضعيف‪ ،‬ال يحتمل‪ .‬ممكن أن ً‬ ‫أفكاره‪ .‬صحته ال تحتمل‪ ،‬يرتفع ضغط دمه‪ ،‬أو قلبه ال يحتمل‪ .‬وربما يقع على األرض لم تكن له القوة التي‬ ‫يحتمل بها ذلك الخبر!!‬ ‫ننتقل إلى نقطة أخرى‪ :‬قوة المحبة‪.‬‬ ‫يقول الكتاب "المحبة قوية كالموت‪ ..‬مياه كثيرة ال تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول ال تغمرها" (نش ‪:8‬‬ ‫‪ . )7 ،6‬المحبة قوية من الناحية اإليج ابية‪ ،‬فيما تقدمه من بذل وعطاء‪ ،‬وتصل إلى بذل الذات من أجل من تحبه‪..‬‬ ‫وهى قوية ‪ -‬من الناحية السلبية ‪ -‬في احتمالها ألخطاء من تحبه‪ ،‬مهما فعل ولذلك قال عنها الرسول "المحبة‬ ‫أبدا" (‪1‬كو ‪ .)8 :3‬أما اإلنسان الذي يفقد محبته لصديق أو حبيب‪ ،‬بسبب كلمة قيلت أو تصرف‬ ‫ال تسقط ً‬ ‫مخطئ‪ ،‬فقد تكون محبته ضعيفة‪.‬‬ ‫المحبة استطاعت أن تصعد على الصليب‪ ،‬لكي تخلص وتفدي‪ .‬المحبة القوية احتملت إنكار بطرس‪ ،‬وشك توما‪،‬‬ ‫وهروب التالميذ وقت القبض على المعلم الصالح المحبة القوية يمكن أن تشمل األعداء والمسيئين‪ ،‬وتبارك‬ ‫العنيها (مت ‪.)44:5‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪24‬يوليو ‪2022‬‬

‫‪ 17‬أبيب ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪880‬‬

‫القديس تادرس الشطبي‬ ‫‪ 20‬أبيب – ‪ 27‬يوليو‬

‫‪Martyrdom of St Marina‬‬ ‫‪23 Abib – 30 July‬‬

‫" َف َأ َخ َذ‬ ‫َ‬ ‫األ ْر ِغ َف َة‬ ‫ْال َخ ْم َس َة‬ ‫الس َم َكتَ ْي ِن‪،‬‬ ‫َو َّ‬ ‫َو َر َف َع نَ َ‬ ‫ظ َر ُه‬ ‫الس َم ِاء‬ ‫نَ ْح َو َّ‬ ‫َو َب َار َك ُه َّن‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫َك َّس َر َو َأ ْع َ‬ ‫طى‬ ‫يذ‬ ‫التَّ َال ِم َ‬ ‫ِل ُي َق ِّد ُموا‬ ‫ِل ْل َج ْم ِع َف َأ َك ُلوا‬ ‫َو َش ِب ُعوا‬ ‫يعا‪ُ .‬ث َّم‬ ‫َج ِم ً‬ ‫ُر ِف َع َما َف َض َل‬ ‫َعنْ ُه ْم ِم َن‬ ‫ْال ِك َس ِر ْاثنَ تَ ا‬ ‫َع ْش َر َة ُق َّف ًة ‪".‬‬ ‫(لوقا ‪)17-16:9‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.