ـحبّـين و تيـْ ِقيـ ُ ظ الجاهليـن بُشْرى الـ ُم ِ
الشيخ مختار لُو
ألول كتاب أُلـّف في سيرة سيدنا إمام هللا المهدي إنه تقديم بسيط ّ وهو " بشرى المـحبـين و تيقيظ الجاهلين " لمؤلّفه الشيخ مختار لُو ذلك العالّمة الذي كان أحد كبار صحابة سيدنا إمام هللا وواحدا من كـتبته ، ويـمـثل هذا الكتاب مرجعا مه ّما من أغنى مراجع الطريقة الالهينية . ـختار لُو كتابه بمقدّمة حمد فيها هللا سبحانه وأثنى ش ْي ُخ ُم استه ّل ال َّ ْ عليه بما يليق بجالله ،وصلّى وسلّم على سيدنا مح ّمد خير خلقه وعلى ي الذي دفعه إلى جميع األنبياء والمرسلين قبله ،ث ّم ذكر الدّافع األساس ّ أمر صادر مـ ّمن ال قدرة له على مخالفة أمره تأليف هذا الكتاب ،وهو ْ على حد تعبيره ،وهو سيدنا عيسى روح هللا الذي طلب منه أن يكتب شيئا من معجزات سيدنا إمام هللا ،ليكون ذلك مرجعا يَرجع إليه الذين يه ّمهم أمر البحث عن سيرته صلّى هللا عليه و سلّم. وقد أشار المؤلّـف إلى كـثـرة هذه المعجزات التي تفوق الحصر أكـثر من النجوم والحصى والرمل " ،ووضَّح بأنه والتي وسـمـها بأنها " ُ يذكر منها قليال مما يقدر أن يفشيه بين األحباء .وبعد ذلك أعلن العنوان ـحبّـين و تيـْ ِقيـ ُ ظ الجاهليـن " ، الذي اتـّخذه لهذا الكتاب وهو "بُشْرى الـ ُم ِ وبعد ذلك مباشرة دخل في موضوع الكـتاب. تخص ظهور اإلمام المهدي في بدأ بسرد بعض األخبار التي ّ ْ وردت في "نزهة المجالس " و "التذكرة " المغرب األقصى والتي للقرطبي وفي "مشارق األنوار " للعدوي وبيـّن مدى انطباق هذه األخبار أردف ذلك بذكر بعض ما أخبرهم به سيدُنا إما ُم على سيدنا إمام هللا ،ثم ْ هللا من أخبار غيْـبيّة تبــيّـن كيف كان هللا سبحانه يـُهـيّئ لظهوره صلّى هللا التصرفات العجيبة التي كانت تصدر من عليه و سلّم .ثم ذكر بعض ّ سيدنا إمام هللا منذ ْ أن كان طفال رضيعا إلى أن بلغ مبلغ الرجال من عجائب تمثــّل إرهاصات تد ّل على ّ أن هذا الطفل العجيب سيكون له -2-
مستقبل عظيم .وذكر كذلك بعض الخصال الكريمة و األخالق الحسنة بعض األحداث التي التي كان يتحلّى بها في صغره وفي وقت شبابه و َ جعلها هللا سبحانه عالمة لقرب مجيء األمر األعظم إليه ،مثل النجم المضيء ذي الذنـَب الذي ْ أطلعه هللا في المشرق في آخر المئة الثالثة بعد األلف من الهجرة النبوية و مكث في السماء مدّة سنة يراها القاصي غرب في المغرب األقصى. والداني إلى أن ُ بعد ذلك ذكر المؤلـّف مالبسات دعوة سيدنا إمام هللا التي جهر بها األول من شعبان سنة 1031هجرية و كيف تلقّاها قومه في صبا َح األحد ّ بادئ األمر باستغراب و إنكار ،كما ذكر التـهم ال ُجـنونيــّة التي اتـّـهمه بها يتصرف ّ ُّ الحق على إزاءها بصبر وجلد إلى أن نـُصر قومه ،وكيف كان ّ الباطل فذهب ّ الزبدُ ُجفاء ومكث ما ينفع الناس ،وأيــّده هللا باآليات سلين قبله بالمعجزات الظاهرات .وبعد ذلك شرع البيـّنات كما أيــّد المر َ ي المؤلـّف في سرد أمثلة من المعجزات التي أظهرها هللا سبحانه على يد ْ سيدنا إمام هللا فكانت شهادةَ عدل ٍتد ُّل على ص ْدق دعْواه صلّى هللا عليه وسلّم . صة سيدنا إمام هللا مع وعند ْ سرد هذه المعجزات ذكر المؤلـّف ق ّ صة من أحداث لطيفة ت ْعكس ال ّ سلطات االستعمارية وما تضمنـتــْه هذه الق ّ علو منزلة إمام هللا و نصرة هللا له حيثما ح ّل وارتحل . ّ سياق التاريخي ّالذي دعا وقف المؤلـّف كذلك موقف ا ْستعراض لل ّ فيه سيدنا إمام هللا و كشف الغطاء عن التصرفات الغريبة التي ال تـ ُم ّ ت إلى اإلسالم بصلة و التي كان الناس يـمـارسونـها في ذلك الزمان ،و رب األنام و كيف أنــْقذهم سيدُنا إما ُم هللا من عبادة األصنام إلى عبادة ّ ألزمهم كلمة التقوى التي هي شعار توحيد هللا تعالى في صفاته و أفعاله صل المؤلـّف مجدَّدا في أخالق سيدنا إمام هللا الكريمة التي بعد هذا ف ّ الكتاب كان يتخلّق بها و يعامل بها أحبّاءه و أعداءه على حدّ سواء .وختم َ أيام الـمـِحن والبالء ،وكيف كان ْ بسرد سيرته في األيام األخيرة من حياته ِ -3-
يعيشها بصبر وجلد مع إكثار الوعظ والوصيّة ألصحابه في االجتهاد في صدقة على الـمساكين و إعانة الفرائض والسنن والرغائب وإكـثار ال ّ شدائد و ال ّ الـمسلمين والصبر على ال ّ رب العباد إلى أن شكر على نعماء ّ سـمـو مقامه صلّى هللا عليه و سلّم . تـوفّاه هللا بطريقة لطيفة تلمح إلى ّ و إذا عر ْفنا ّ أن الـمعجزة هي الشهادة الوحيدة التي تد ّل على صدق رسالة المرسلين نُ ْ درك من ثـ ّمة َالقيمة الكبرى لهذا الكتاب الذي ال يستغني ي. عنه أبدا من يبحث عن سيرة سيدنا إمام هللا المهد ّ
ترجمة المؤلف
بسم ميحرلا نمحرلا هللا هو الشيخ مختار لوح بن متار نار لوح ويب نات جوب الجامبري، والمقدم الالهيني الكبير،وأحد أكابر تالميذ إمام هللا المهدي،والعالم العالمة و الحبر الفهامة. جده هو الذي أنشأ قرية جومري المشهورة بالعلم وتحفيظ القرآن الكريم،لكن أ ّمه من والو ألن أباه كان يتتلمذ على يد شيخ في إقليم والو ثم وب والدة الشيخ مختار لوح. زوجه الشيخ ابنته يب نـاتْ ُج ْ ّ حب نشأ الشيخ مختار لوح محاطا ببيئة علمية ودينية ،فترعرع على ّ العلم وطلبه ألن اإلنسان ابن بيئته ومن يشابه أباه ما ظلم وهذا أكبر مفسر لعلمه الواسع ومعرفته العميقة وتدينه. هجرته من جامبر إلى دكار مسكن سيده إمام هللا: لما قام سيدنا إمام هللا المهدي يدعو إلى هللا ،بلغ صدى دعوته جميع أقطار عرف عنها شيء حتى اسمها .كان البالد وكانت دكار وقتذاك ال تكاد يُ َ الشيخ مختار لوح من الملبّين لهذا الدعوة إلى هللا،وجاء مع بعض أهل
-4-
والو مسكن أخواله ،ممن آمن بهذه الدعوة إلى هذا المكان الغريب القاصي و تركوا أهلهم ووطنهم و أموالهم .لكن هناك عالمة استفهام ! لم كل هذه التضحيات ؟وما الذي دعا هذا العالم الفذ النقي الورع و أمثاله إلى تلبية رجل ال يعرف عنه شيء ،حتى اإلقليم الذي يقطنه ،ويهجر دياره وأهله وأمواله ،ويخوض الفيافي ويجتاز العقبات ويعاني من مشقات السفر ،في وقت لم تكن وسائل التنقل متيسرة؟.ربما علم من هللا ما لم يكن يعلمه الكثير. قصة إيمانه ومبايعته للمهدي: من المعروف أن أكثر تالميذ المهدي كانوا من العلماء األتقياء أمثال الشيخ مختار لوح،كما تنبأ ِمن قبل ابن عربي في كتاب الفتوحات بقوله(ويبايعه أي المهدي العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف ي الذي يثير بتعريف إالهي) ولعل هذا الشهود و الكشف بالتعريف اإلله ّ برر لك ّل هذه التضحيات .وقد شهد الشيخ بعلمه إليه بن عربي ،هو أكبر م ّ ومعرفته أن هذا الرجل الذي جاء لكي يلبي دعوته في أقصى البالد هو ضالته ،المهدي الذي كنا في انتظار ظهوره. يقول الشيخ مختار لوح في كتابه بشرى المحبـين وتيقيظ الجاهلين (وقرأنا في الكتب أن إمام المهدي يولد في المغرب وأنه سيكون خامسا لألربعة الذين ملكوا الدنيا بأجمعها وهذا القول في نزهة المجالس وقال القرطبي أيضا في كتابه :أنه أي اإلمام المهدي يظهر في المغرب األقصى على ساحل البحر في جبل المغرب ،وكذا في كتاب مشارق األنوار .ولم يختلفا على ذلك وهذا القول اجتمع بفعل هللا عز و جل و الحمد هلل رب العالمين على فعله وقدره) وهذا دليل على أن الشيخ مختار لوح شهد بعلمه صدق دعوة إمام هللا النبي األمي ويدل أيضا على سعة ا ّ طالعه واجتهاده في وقت قلّت الكتب وندر التعلم. ي عنده تكذيب بعض العلماء بدعوة إمام هللا يرد واشتهر عنه أنه إذا ا ْشت ُ ِك َ قائال:هذا دليل على قلّة ا ّ طالعهم.
-5-
مكانته:
كان الشيخ مختار لوح من القلة القالئل الذين أوتوا العلم واإليمان وات ّبعوا ي المنتظر كما يقول في كتابه الحق من ربّهم وآمنوا بإمام هللا المهد ّ البشرى(وظل-أي المهدي-يدعو إلى هللا مدة عشرين سنة،فلم يجبه إال القليل من خيار األمة ).كان يقول ابن أخته اإلمام دمحم صغير (:إن الشيخ مختار لوح كان أكثر تالميذ المهدي علما)وتتلمذ على يديه ابن إمام هللا المهدي أبو بكر باب العلوم قرابة ستة أشهر. اتخذه إمام هللا أمينا ،وكذلك أيضا ابنه وخليفته عيسى روح هللا. فالشيخ مختار لوح وصاحبه عبد هللا غي هما اللذان س ّجال أكثر خطب ي مثل مح ّمد لم يكن يتكلم ّإال بلغة إمام هللا باللغة العربية،ألن المهدي أم ّ ي ّإال بلسان قومه ليبيّن لهم ،وخوفا قومه ولوف وكذلك ما أرسلنا من نب ّ من أن يضيع ما أنزل إليه ليبلغه للناس كافة أمر بكتابته باللغة العربية التي كانت وقتذاك لغة الدين و الثقافة. و لعل أكثر ما يبرز مكانته ،أن سيدنا إمام هللا في آخر عيد فطر له ، الذي لم يمكث في دار الفناء بعده إال ثالثة عشر يوما أمر السيد أن يحضر ذلك اليوم ك ّل من تعلق به القاصي منهم والداني رجاال ونساء كبارا وصغارا.ويحكي لنا الشيخ مختار لوح في بشراه(ولما دخل شهر رمضان الذي كان آخر صومه ،أمر بإخالصه وكثرة ذكر هللا فيه وقلة الكالم من فضول ولما انتصف الشهر أمرنا بأن نكتب البراوة إلى كل جهة من أصحابه ليحضروا يوم عيد الفطر لقرب خروجه من الدنيا ).وفي هذا اليوم المبارك الذي اجتمع فيه جميع أصحابه ،لم يقع اختيار إمام هللا ّإال على الشيخ مختار يسأله ،كما يحكي لنا الشيخ مختار (ولما مكث قليال- قي مصاله-قال لي يا مختار لوح ماذا قال جبريل لرسول هللا –ص- ؟فسكتّ ثم قال ذلك ثانيا،ثم قال لي:ألم يقل له أ ْد ُن؟ قلت نعم ولم أعرف ما عنى بذلك ،إالّ بعد خروجه من الدنيا).ألن إمام هللا المهدي كان يريد أن يخبرهم ،بأن أجله قد دنا وسيحذو في ذلك حذو النبي –ملسو هيلع هللا ىلص-وو ّجه لمختار لوح سؤاال تقريريا لعله يدرك بسعة علمه مقصوده.
-6-
مؤلفاته:
لع ّل الشيخ مختار اشتهر بكتابه بشرى المحبين الذي ألّفه في عصر سيدنا عيسى روح هللا ،ولكن له مؤلفات أخرى مثل :دعاء زود المريدين الذي يبدو أنه ألّفه في حياة إمام هللا وكتاب صالة النعت برسول هللا . ألف كتاب بشرى المحبين بأمر من سيّدنا عيسى روح هللا الذي طلب منه أن يكتب سيرة سيدنا إمام هللا وحياته ،وذلك بأمر أيضا من إمام هللا .قال سيدنا عيسى روح هللا للشيخ مختار :رأيت أبي البارحة ثالث مرات ،كل مرة يستعجلني في أن أبلغك أن تكتب سيرته .وأ ّكد له روح هللا اختيار اإلمام له وقال (:إمام هللا لم يطلب ذلك مني بل طلبه منك) وذلك لما كثر من يكتب عن إمام هللا بغير علم وبدون إذن وهذا هو سبب تأليفه لهذا الكتاب .يقول الشيخ مختار لوح ( :أمرني من ال قدرة لي أن أخالفه أن أكتب شيئا من معجزات سيدنا إمام هللا وإمام العارفين..... وكيف يدرك قعر اليم بالنزخ باليد )...ولما فرغ من وضع الكتاب ،سلّمه سيدنا عيسى ليراجعه ،فقال له روح هللا ( :تطمئن نفسي إلى كل ما تكتب يا مختار ،وكفى بك أمينا ) وأمر بإحراق ما عداه من الكتب ،واتخذ كتابه المرجع األساس لسيرة إمام هللا. وكان سيدنا عيسى روح هللا كثير الوقار للشيخ مختار ،وكان يدعوه ب اي مـتــار ْْ )) أي أبي مختار تأدبا. (( ب ْ ولما توفي إمام مسجد كمبرين باي بال .وكان وقتذاك الشيخ مختار إمام مسجد يمبل ،قال سيدنا عيسى روح هللا :ولوال الخوف على أهل يمبل الت ّخذت أبي مختار إماما لمسجدي هذا. كان الشيخ مختار يسكن جوار سيدنا إمام هللا ثم انتقل إلى يمبل واستقر فيها أخيرا . ويمبل ثالث قرى الالهينية بعد يوف مهبط رأس سيّدنا إمام هللا ومكان دعوته ووفاته ،وكمبرين التي هي دار هجرته .ويمبل قرية آمن كل سكانها و قتذاك بإمام هللا المهدي .اتخذها الشيخ مختار مأوى و مستقرا ،
-7-
يعلّم فيها القرآن الكريم و العلوم الشرعية ونشر تعاليم المهدي .وتتلمذ على يديه كثير من الناس وكان أيضا إماما لمسجدها.
أخالقه: كان أمين المهدي وابنه عيسى ،لكن لم يجعل تلك الوجاهة االجتماعية نصب عينيه .بل كان ه ّمه األكبر أن يكون عبدا هلل عز وجل .كان يُ ْفتى ضل السكوت والتواضع. في مجلسه ولم يُـر أحد مثله في العلم ،وكان يف ّ ضل رجل وقام يشرح كتابه بشرى المحبين في مجلس هو فيه وذات يوم تف ّ ،وأخطأ الرجل في فهم بعض ما كتبه الشيخ مختار فقال له الشيخ لم أكتب ذلك ،وأعاد الرجل نفس الخطأ مرتين ولكن ك ّل مرة يقول له الشيخ لم أكتب ذلك .فسكت الرجل وجلس .وهذا يدل على كراهيته للظهور وحبه للتواضع .وذات يوم أيضا تنازع عالمان كبيران الكلمة في مناسبة دينية ولما اشتد النزاع ،رفع الشيخ مختار صوته وقال :مهما بلغتم من العلم فهنا في المجلس من يعلم مثلما علمتم ويعلم أيضا ما ال تعلمون وهو ساكت ،ولما سمعا ذلك منه تركا النزاع وهدأ المجلس. كان من أخالقه النبيلة أنه لم يكن يستهدف إعجاب الناس له في كل شيء ،وال يتظاهر بعلمه أبدا .كان يقول ابن أخته اإلمام دمحم الصغير ( : إ ّن الشيخ مختار كان آية في تأويل األحاديث ،ولكن إذا حدث أن استفتاه أحد في رؤيا ،يقول له :ألم تكن نائما؟ وإذا قال بلى ،يقول له :و في المنام يمكن أن يحدث كل شيء .ويهرب من المسألة ) كان أيضا قليل الكالم خائضا في وادي التوحيد واإلخالص الذي قّل من ينزل له من مثله في العلم والجاه ،طلب العلم في هللا وألجل هللا فكان بذلك من أئمة المصلحـين والمخلصين .قال ابن أخته اإلمام دمحم الصغير غاي ، أن معمر مريم جوب قال له في عزاء كان في يمبل :أال تقوم في الناس لتعظهم .فقال له ( :فليفعلوا ما أ ُ ِمروا به ويـنـتهـوا عما نُـهـوا عنه ) فسكت .ويقول أيضا ابن أخته اإلمام دمحم الصغير غاي أن خاله الشيخ مختار كان شديد الزهد عن الدنيا حتى بالغ فيه ،وذلك ما جعله يتنازل عن إمامة مسجد يمبل ويسلّم األمر إلى الشيخ جبريل ،قائال له :أنت
-8-
أنشط مني وأصغر مني سنا فاألمر بيدك اآلن .وقدمه أمام الجماعة . وأصبح يصلي خلفه وهذا من أسمى الصفات ومن نبل األخالق . وكان ال يرضى بالتقاط صورة فوتوغرافية ،ألنه كان يريد أن ال يذكره الناس بعده ويكون نسيا منسيا وكل ذلك لفرطه في التوحيد واإلخالص.لذلك كان ما كلفه به سيدنا عيسى عبئا ثقيال عليه ألن ذلك سيخلّد اسمه . قال اإلمام دمحم الصغير أن يوم افتتاح جامع كمبرين سنة 7391لما وقف سيدنا عيسى مع الجمع الحضور ليلتقطوا صورة تذكارية اقتصى عنهم الشيخ مختار وجلس في مكان بعيدا عن ساحة التصوير .فأخالق الشيخ مختار خير شاهد على قربه من هللا سبحانه ورفعة مقامه وعلو قدره ألن من تواضع هلل رفعه هللا. مناقبه : كان الشيخ مختار لوح من رجال هللا المخلصين الذين أحبوا هللا ورسوله فأحبّهم هللا ،نصروا هللا فنصرهم .كان مستجاب الدعوة ،وكثير الذكر والصالة على النبي ،وكان ال يكاد يك ّمل جملتين وال يخطو خطوتين ّإال و يصلي على نبيه. كان للشيخ جوكا جه زوجة كانت كلما وضعت طفال ،تدركه المنية رضيعا،واشتكى ذلك إلى الشيخ مختار ،وذلك عندما صلى الشيخ مختار الصبح في المسجد راجعا إلى داره ،أخبره جوكه جه بأن امرأته وضعت فجر اليوم أنثى وأ خبره بأمرها ،فقال له الشيخ مختار س ّمها أمي يب بنات لعل هللا يطيل عمرها استحياء مني .فوقع األمر كما قال .وهذا لمن يعرفنا العجب العجاب وإن لم يبلغنا عن الشيخ مختار إال هذا لكفى أن ّ قدر صاحب إمام هللا هذا.
وفاته: كان من دعاء الشيخ مختار ،أن ال يجعل هللا له بعد قوة ضعفا هرما ،ويصبح عبئا ثقيال على عياله ،وأجاب هللا دعاءه .توفي وهو ال يزال يحتفظ بقوته وصحته رغم كبر سنه .
-9-
ولما قرب انتقاله من هذه الدار إلى جوار سيده إمام هللا ،قال يوما :إني أشتاق إلى زيارة روضة سيدي .فقصد يوف جمالي .ولما رجع أصيب بالبرد الذي توفي فيه .وانتقلت روحه الطيبة من دار الفناء إلى جوار إمام هللا المهدي في داره بيمبل سنة7391 كانت وفاته صدمة كبيرة في قلوب أهل هللا ،واجتمع في يمبل كل من سمع خبر وفاته وعرف قدر الشيخ ليشيع جنازته ،وكانوا ينتظرون مجيء السيد عيسى روح هللا .وكانت كل قرية من قرى الطائفة الالهينية ترى أن أرضها أحق بالجثة الطاهرة . ولما حضر روح هللا عيسى قال أنها ليوف جمالي جوار سيده ،لكن أهل يمبل ثبتوا على موقفهم وقالوا أنهم ال يصبرون على أن تفارق الجثة أرضهم ،ألنه لم يبق من األمر إال الدفن ألنه قد تم غسل جثته في أرضهم وأسلمت روحه الطاهرة أيضا فيها . ولما تفخم النزاع قال لهم روح هللا عيسى :اعلموا أني رسول إليكم وما كان للمؤمنين أن يكون لهم الخيرة من أمرهم إذا قضى هللا ورسوله .ألن هذا أمر من عند سيده إمام هللا ،ولكي أزوره ضريحه كلما آتي لزيارة روضة إمام هللا .ولما سمعوا هذا الكالم تركوا األمر بيده وامتثلوا .ونقل بالسيارة من يمبل إلى يوف جمالي وكان روح هللا عيسى من الذين حملوا الجنازة بيده الشريفة ووضعها في السيارة .وصلى عليه سيده روح هللا عيسى في مصلى إمام هللا .ودفن في مقبرة جمالي .رضوان هللا تعالى عليه وعلى إخوانه المؤمنين . لقد خلف هذا الشيخ العظيم وراءه أعماال قيمة تشهد على قدره ،وآثارا تقتفى للوصول إلى قمم العال والمجد .وبنتين هما رقية لوح ومام كمب لوح .أما أوالده فقد ت ُـ ُوفوا قبله .ولما توفي ولده ،سالت الدموع على خديه مما أثار حيرة الناس واشتدّ حزنهم ،ألنه كان قوي اإليمان وصادق أحس منهم ذلك قال لهم :ال أحزن على فقدان ولدي ولكن الصبر ولما ّ
- 10 -
أخاف أن تضيع مهمتي بعدي .لكن هللا السميع العليم ال يضيع أجر العاملين ،وال يخيب آمال الصالحين ،استمع إلى شكوى الشيخ كما استجاب لزكريا عندما كان في مثل موقف الشيخ مختار .فقد جفف دموعه بابن أخته اإلمام دمحم الصغير الذي ورثه وحفظ مؤلفاته وتناولها بالشرح والنظم ،وورثه في مهمته الكبيرة وهو الدفاع عن ملة إمام هللا هذه نبذة مختصرة من حياة الشيخ مختار لوح نفعنا هللا ببركته
- 11 -
- 12 -
بسم هللا ّالرمحن ّالرحمي محمد وآله وصحبه وسّلم تسليما وصّلى هللا على ّ سيدنا ّ الحم ُد هللِ اّل ِذي َفتَح ِِلولِي ِائ ِه أَبواب اْلوس ِائ ِ َج َرى َعَلى أ َْي ِدي ِهم اْل َك ِ يم ِة ر أ و ، ل ْ َْ َ َ ْ َ ْ َ َْ َ َ َ اع اْلَف َ ِ ِ ِِ ِ ط ِـر ِيق ِه َم اهتََدى َ ،و َم ْن َح َاد َعَلى َ أ َْن َو َ ص ْر َو ْ ضائل َ ،ف َمن ا ْقتََدى به ِم ْانتَ َ ط ِـرَد وتَ َرَّدى ،وم ْن تَم َّس َك ِبأَ ْذَيالِ ِهم أَْفَل َح وَن َجا ،وم ْن َق َابَلهم ِب ِاِل ْعِت َر ِ اض َ ُ َ ُْ ََ ْ ََ َ
َه ُـل ْانـَق َ ط َع َو َهَل َكَ ،و َم ْن َسَّب ُه ْم َوَل ْم َيتُ ْب َخ ِس َر َوَذ َّل ُد ْن َـيا َوأ ْ ال أ ْ ُخ َرى َ ،ك َما َق َ هللاِ ِش ْع ًار : ِ ِ ومة ُل ُح ُ وم أَ ْهـل هللا َم ْس ُم َ
ِ ط ِب العـ َ آكُل َها َس ِر ُ يع َ
َحم ُدهُ َحم َد م ْن ِفي ْاِلَْر ِ َش ُك ُرهُ ُش ْك َـر َم ْن َعلِ َم ض َو َّ الس َما ِ َ ،وأ ْ ْ َ أَْ الد ْنـيا و ْاْل ِخ ِرة ِبـي ِـد ِه ،واستَ ِ اسِت َع َان َة م ْن ِلَ َي ْرُجو ِفي ْاِلُم ِ ور ه ين ع ُ ُ ُّ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ
ِ ِ َل َع َّما َيْف َع ُل . ُه َـو،اْلَفاع ُل ل َما ُي ِر ُيد َ ،وَِل ُي ْسأ ُ
أ َّ َن َخ ْي َر ُكّلِها ِإِلَّ َ
وأُصّلِي وأُسّلِم عَلى سِي ِدنا مح َّم ٍد خي ِـر اْلخْل ِق ،وعَلى الِ ِه أ ِ ين َو َعَلى َ َج َمع َ َ َ ُ َ َ ّ َ ُ َ َْ ْ َ َ ََ َ ِ ِ ِ ان َو َما َي ُكو ُن ِإَلى ُم ْـنـتَ َهى َج ِم ِ ين َ ،و َعَلى َ ال ِه ْم َع َد َد َما َك َ يع ْاِل َْنِبَيا َواْل ُم ْرَسل َ ْاِلََب ِـد .
ــــد ـــعـــــ ُ أَ َّمـــــا بـــَـــ ْ
- 13 -
أَمرِني من َِل ُقـدرة لِي أَن أُخالَِفه ،أَن أَ ْكتُب َشي ًـئا ِمن مع ِجز ِ ات َسِّي ِدَنا ِإ َما ِم َ ْ ْ ُْ َ ْ َ ُ ْ ْ ََ ََ َ ْ ِ ِ ِ ِ ِ صير اْلب ِ ِ ِ الن ْسَي ِ ان. ـير ّ هللا َواِ َما ِم اْل َع ِارِف َ ـينَ ،وأََنا َق ُ َ يل اْلَف ْه ِم َوَكث ُ اع في َذل َكَ ،وَقـل ُ الن ْـزِح ِباْلَي ِد َ ،و ُم ْع ِج َزاتُ ُه أَ ْكثَُر ِم َن ُّ ك َق ْـع ُـر اْلَي ِم ِب َّ صى ف ُي ْد ِر ُ َوَك ْي َ الن ُجو ِم َواْل َح َ ّ الرم ِل َ ،ل ِكن أَ ْذ ُكر ِم ْنها ِ ،بُقد ِرة هللاِ َ ،شي ًـئا َقلِ ً ِ َن أُْف ِشَي ُه َب ْي َن يًل م َّما َق َد ْر ُت أ ْ ْ ْ َْ َو َّ ْ ُ َ َّ ِ ِ َحب ِ ـشَرى ين َل ْم َي َرْوهُ َو َس ِم ُعوا ِب ِهَ ،و َس َّم ْيتُ ُـه ُ " :ب ْ اب َواْل ُم ْؤ ِمني َـن ،الذ َ ْاِل ْ َ ِِ ين " ين َوَتْي ِقي ُ ظ اْل َجاهل َ اْل ُم ِحِّب َ م س ِّي ِّد َنا ُم َح َّ ص َّلى ُ مـ ٍد َو َ هللا َعلَى َ َو َ س َّل َ ِ َّ ِ ين َكَق ْولِ ِه تََب َار َك َوتَ َعاَلى ِفي ِكتَاِب ِه ض َع َ آخ ِر َ اْل َح ْم ُد هلل الذي َرَف َع َق ْو ًما َوَو َ اْل َع ِز ِ هللا َف َّض َل َب ْع َض ُك ْم َعَلى َب ْعض". يزَ ":و ُ َفـ ــهـ ـ َذا بعض ما س ِمعناه وما أرَيناه ِبأ ِ َخَب ِار ِْ ظ ِر، اْل َما ِم اْل ُم ْنتَ َ َعُيـنَنا ِم ْن أ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َْ ُ ْ ِ َّ ِ َن ِْ ـرَنا ِفي اْل ُكتُ ِب أ َّ اْل َم َام اْل َم ْه ِد َّي َه ُل اْل َح ِّقَ .وَق َْأ ان َي ْرُجوهُ أ ْ َواِ َما ِم هللا الذي َك َ
ِ َّ ِ ِ ِ ِ ين َمَل ُكوا ُّ َج َم ِع َها ُيوَل ُد في اْل َم ْغ ِر ِب َوأََّن ُه َسَي ُكو ُن َخام ًسا ل ْْل َْرَب َعة الـذ َ الد ْنَيا ِبأ ْ ان ِفي" ُن ْـزَه ِـة اْلم َجالِ ِ ضا ِفي ِكتَاِب ِه أََّن ُه ال اْلُق ْر ُ طِب ُّي أ َْي ً َو َه َذا اْلَق ْو ُل َك َ ـس "َ ،وَق َ َ أَي اإلمام اْلمه ِد ُّي ي ْظهر ِفي اْلم ْغ ِر ِب ْاْلَ ْقصى عَلى س ِ اح ِل اْلَب ْح ِر ِفي َجَب ِل ْ َ ُ َ ْ َ َُ َ َ َ َ
اْلم ْغ ِر ِب ،وَك َذلِ َك ِفي ِكتَ ِ ق ْاْلَ ْن َـو ِار" َوَل ْم َي ْخ َتلَِفا َعَلى َذلِ َك َو َه َذا اب " َم َ ـش ِار ُ َ َ
- 14 -
ِ ِ ِ ِ ين َعَلى ِف ْعلِ ِه َوَق َـد ِرِه اجتَ َم َع ِبف ْع ِل هللا َع َّز َو َج َّلَ ،واْل َح ْم ُد هلل َر ِّب اْل َعاَلم َ اْلَق ْو ُل ْ . ٍ ِ ٍ ِ ِ أَ ْخَبَرَنا ِْ ور ام أََّن ُه َم َك َث في ُم َصَّلى ُك ْ ور أَ ْكثََر م ْن أَْلف َسَنة ُك َّل َلْيَلة َي ُد ُ اإل َم ُ الدنيا ِفي ُك ِل ِجه ًة ،ومصَّلى ُكور ِقيل ِ:بأََّنه مصَّلى ِإبر ِ الس َل ُم اه يم َعَلْي ِه َّ ُّ ْ َ ْ َ َْ َ ُ َُ ّ َ َُ َ ورهُ أَ ْه ُل اْلم ْغ ِر ِب ِفي َّ الزَم ِن صَّلى لِ َخ ِضر َعَلْي ِه َّ الس َل ُم َ ،وَك َ ان َي ُز ُ َوِق َ َ يل ُم َ ور ِإمِام هللاِ اْلَق ِدي ِم ِإَلى وْق ِ ظه َر ِ ِ ام هللاِ تََرُكوهُ َوأَ َك َل اْلَب ْح ُر م إ ا م ل و ه ظ ت َّ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َُ اْلمو ِ ض َع. َْ
ِ َوأَ ْخَبَرَنا ِْ هللا ِإ ْتَي ِاني ِفي ُّ الدْنَيا، ام اْل ُمْن َت َ ظُر َعَلْي ِه َّ الس َل ُم ب َأَّن ُه َل َّما أََرَاد ُ اإل َم ُ ِ الد ْنيا حتَّى ما َك ِ ِ ِق ان ِفي ص َار في اْل َم ْغ ِر ِبَ ،و َما َك َ َ أََد َار ُّ َ َ ان في اْل َم ْشر َ َ اْلمغ ِر ِب صار ِفي اْلم ْش ِر ِق ،وه َذا هو َّال ِذي يس ِم ِ الد ْنَيا َه َّـزَة ْاِلَْر ِ يه أَ ْه ُل ُّ ض َْ َ َ َُ ّ َ َ َُ َ َوَل ْم َي ْع ِرُفوا َسَب َب َذلِ َك.
ظ ْر ُت ِفي ِن ْس َوِة اْل َع َج ِم َو َما َْأرْي ُت أَ ْستَ َر َوأَْلَب َس ِم ْن هللا ُن ُزولِي َن َ َوأََنا َل َّما أََرَاد ُ اللِب َقِبيَلة ِ وف س ِ ِنسوِة الّلِ اكُنو َن ِفي اْلم ْغ ِر ِ صى َعَلى ق اِل ب ل و ن م و ، ب َ ّ ُ ْ ْ ْ ْ ُ َ ُ ُ َْ َ َ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ اللَِب ِ اس َن َ ْزل ُت ِم ْن ُه ْم َ .وَل َّما الس ْت ِر َو ّ َساحل اْلَب ْح ِر اْل ُمحيطُ ،نوتُّيو َن َوب َسَبب ّ يئي ِمْنهم ،وُكنت ِفي وْق ِت ِر ِ َق َضى هللا م ِج ِ ِ ِ ات ضاعي أَ ْن َغضَب ْت أُ ّمي َذ َ ُْ َ ْ ُ َ ُ َ َ َي ْو ٍمَ ،وَذ َهَب ْت ِإَلى َد ِار أُ ِّم َهاَ ،ف َج َعْل ُت أَْب ِكي َوَل ْم أَ ْس ُك ْت َحتَّى َرَج َع ْت ِإَلى - 15 -
َب ْي ِت أَِبيَ .وُكْن ُت َ -ل َّما َق َدْر ُت َعَلى اْل َم ْش ِي ِ -إ ْن َم َش ْي ُت َحتَى َو ِطَئ ْت ِ الد ِ ِ ِ يك أَ ْو َغ ْي ِرِهَ ،وَقْف ُت أَ ْب ِكي َحتَّى تُ ْغ َس َل ِر ْجلِي َ .وَل َّما ُكْن ُت اس َة ّ ر ْجلي َن َج َ
َص ِبيا
طا ،أَ ْذ َه ُب َوأَ ْرِج ُع ِب ًَل ِإ ْن أَ ْرَسَلِني أَِبي ِإَلى اْلَف ًَل ِة ِِلَ ْ ودا أَ ْو ِق ْم ً طـلُ َب ُع ً ِ ول َل ُهَ :ل ْم أَ ِج ْد َش ْيًئا ِِلَ َّن ْاِلَ ْش َج َار ول أَِبي أَْي َن اْل ُع ُ ود ؟ َفأَُق ُ َمعيَ ،وَيُق ُ
ان َوَك َ
ام ِه ي ْأِ ِمن ِخصالِ ِه ِفي ِص َغ ِرِه ،أَ َّن ُكَّلما َقاَله أَو رآه ِفي من ِ ِ يعا، ر س ي ت ْ َ ََ َ َ ً ُ ْ َُ َ ِمن عاد ِ ات َقو ِم ِه أََّنهم يس ِافرو َن ِفي ُك َّل سَن ٍة وْق َت ِط ِ يب َّ الزْرِع ِإَلى ْ ََ ُ ُ ْ َ َ ُْ َ اْلخ ِر ِ اندْر َوَن ْح َو َبْن ُج ْلَ ،و ُهما م ِد َينتَ ِ ان يفَ ،وَك ُانوا َي ْم ُشو َن َن ْح َو َ َ َ َ
َشي ٍ ْ تَ ْس ُج ُد لِي َوتُ َسّلِ ُم َعَل َّيَ ،فَي ْس ُك ُت أَِبي َوَي ْعَل ُم أَ َّن َذلِ َك َحق.
ان َوَك َ َوْق ِت لِ طَلُبو َن ِّ َّ ض ُه ْم لن ص َارى َو َغ ْي ِرِه َما ِم ْن اْلِب ًَل ِدَ ،ي ْ ض ُه ْم ُيتَا ِج ُرو َنَ ،وَب ْع ُ الرْز َقَ ،ب ْع ُ َ ِ ِ ض ُه ْم َيتَّ ِخ ُذو َن ض ُه ْم ُنوِتُّيو َن َيص ُيدو َن اْل ُح َ وتَ ،وَب ْع ُ ص َارىَ ،وَب ْع ُ َيِب ُ يعو َن ل َّلن َ
يرَ ،و َه َذا ُكُّل ُه ِم ْث ـ َل أَ ْه ِل َج َمَل ُه ْم َوُي َكِّوُنو َن ِع ًا ِ ِ َّ ِ ِ ص َر ص ُدو َن م ْ الش َام في َب ْعض اْل َوْقتَ .وَيْق ُ َوَك َذلِ َك أَ ْه ُل َه َذا اْلَبَل ِد.
َّ ص ُدو َن َمك َة َش َّرَف َها هللاََ ،ف َك ُانوا َيْق ُ ٍ ِ طُلـُبو َن ِّ الرْز َق، آخ َر َوَي ْ في َوْقت َ
الرج ِ ان ِ ان َي ْذ َه ُب َم َع َّ اس ظُر َك ِب ا اإل َما ُم اْل ُمْن َت َ َوَل َّما َك َ الَ ،ك َ الن َ يرَ ،وَبَل َغ َمْبَل َغ ِّ َ ويس ِافر معهم ،ويرون ِمنه عج ِائب ِمن ُقَّوٍة وشج ٍ ط ان أَ ْن َش َ َ ُ َ ُ َ َ ُ ْ َ ََ ْ َ ْ ُ َ َ َ ْ اعة تُ ْع ِجُب ُه ْمَ .وَك َ ََ َ َ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ طَب ُخ َل ُه ْم َوُي ِع ُين ُه ْم ان َي ْ م ْن أَ ْمثَاله َ ،وأَ ْش َج َع م ْن ُه ْم في اْلف ْتَنةَ ،وأَ ْع َدَل ُه ْمَ ،وَك َ - 16 -
الصَلو ِ عَلى ُك ِل أَم ٍر ،ويؤ ُّمهم ِ اتَ ،وُك ُّل َما أَ َم َرُه ْم ِب ِه ِإ ْن َف َعُلوهُ َِل َي َرْو َن ي ف َّ َ َ ّ ْ َ َُ ُ ْ ِ ِ َّ ئ ِفي اْل َوْق ِت َحتَّى ان ُك ُّل َم ْن َك َ فيه ِإِل اْل َخ ْي َرَ .وَك َ ان َل ُه َو َجع ِإ ْن َد َعا َل ُه َب ِر َ
ع ِجبوا ِمن أَم ِرِه ِفي ِإجاب ِ ِ َّ ِ الدعا ِ ِ ِ ُّ َ ان أَ ْكَب َر ز و ي ن ر ب خ أ و . ة ْ ير اْلَق ْرَية الذي َك َ َ َ ََ َ َ َ ُ َ ُ ْ ْ ِم ْنه َقلِ ً ِ اج َصَّد أََّن ُه َقال ساَف ْرَنا مع ِْ اْل َما ِم َن ْح َو اْن َدْر يًل في َشَباِب ِه ْمَ ،و ُه َو َج ْ ُ ََ َ َ ِ ط ِن َّ الش ِد ِيد ص َاب َها َو َج ُع اْلَب ْ يها َش َّاب ًة َم ْب ُ طَ َوَل َّما َبَل ْغَنا َكْن ُج ْ ون ًة أَ ْي أَ َ ول َو َج ْدَنا ف َ
اجتَ َم َع َّ اس ِع ْن َد َها ُم ْن ُذ ثَ ًَلثَ ِة َحتَّى ْ الن ُ ص ِغ ا ِ ان َي ْد ُعو َلَنا ِفي ُك ِّل ير لي َك َ َ وأَجاب هللا دعوَته ِفيها ُنع ِط ِه ما ي ِح ُّب .وَل َّما دعوُته وجاء ِإمام ِ هللا َ َ َ ُ َ َْ ُ َ ْ َ ُ َ َ َْ ُ َ َ َ َ ُ ظر ،وَل َّما و َضع يده اْل َك ِريم َة عَلى ب ْط ِن اْلم أَر ِة ،وَن َف َخ ِف ِ يه َل ْم َن ْش ُعْر َ َ َ اْل ُمْنـ َتـ َُ َ َ َ َ َ ُ َْ َ ِإلَّ وْالم أَر ُة َنِ اع ِةَ .و َع ِج َب َّ اس ِم ْن َذلِ َكَ .وَقاَل ْت أُ ُّم َها َ " :ما ا ئمة ِفي َّ الس َ َ َْ الن ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ الَ ":ما َسأَْل ُت َشْيئا، تَ ْسأَ ُل َو َما ُن ْعط َ يك؟ ُقـ ْل َما ش ْئ َت م َن اْل َمال ُن ْعط َك ُه"َ .فَق َ أََّيا ٍم تَْب ِكي أُ ُّم َها َوُقْل ُت َل ُه ْم ِ " :إ َّن َم ِعي ِشَّدة َوَقاُلوا لِي ":اُْد ُع ُه َلَنا ِإ ْن َد َعا
ِإِّني َفعْل ُته ِ لل!" َقـال جاج صَّد :وأَنا َغ ِ ض ْب ُت َعَل ْي ِه لِ َما َل ْم َي ْسأَ ْل َش ْيًئا . َ ُ َ َ ْ َ ََ
ان ِم ْن ِخ َصالِ ِه ِفي َوْق ِت َشَبا ِب ِه أََّن ُه ُيَقـ ِّر ُب َّ طَب َخ ْت ف َوَي ْ طلُُب ُهَ ،فِإ َذا َ َوَك َ الض ْي َ يًل أَو ِميَلي ِن لِي ْ ِ الضي ِ ِ ان ِإ َذا َذ َه َب اما َي ْ يم ُة َ طع َم ُهَ .وَك َ طُل ُب َّ ْ َ فمً ْ ْ ُ ط َع ً أُ ُّم ُه اْل َكر َ ِِ ِ ِ ِ ِ ول َل ُه َ :ه ْل ص ُد اْلَق ْرَي َة َي ْسأَُل ُه َوَيُق ُ َن ْح َو اْلُب ْستَان أَ ْو َغ ْيره ،إ َذا َلق َي َغر ًيبا َيْق ُ ِ ِ ِ ال َل ُه ِ :إِّني َغ ِريب َما َع َرْف ُت أَ َح ًدا ِفي َع َرْف َت أَ َح ًدا في اْلَق ْرَية ؟ إ ْن َق َ
- 17 -
اْلَقري ِة ،يدُّله عَلى أُ ُّم ِه وبيِتها ،أَو يع ِط ِ ط ِع َم ُه يه ُس ْب َحتَ ُه لِتَ ْع ِرَف ُه أُ ُّم ُهَ ،فتُْق ِرَي ُه َوتُ ْ ْ َ َُ ُ َ َ َْ َ ْ ُ ْ اشتَ َه َر ْت ِجدا لِ َك ْث َرِة َحتَّى َي ْشَب َع َق ْب َل َم ِج ِيئ ِهَ .وَك َان ْت أُ ُّم ُه َ اخ ًة ُم ِج َيد ًة َحتَّى ْ طَّب َ طع ِ طع ِ امها ،وُلِّقـَب ْت ِب ُكم َب َج َك َت لِ َك ْث َرِة ِ ِ امها لِ َّلن ِ اسَ ،وَك َان ْت أُ ُّم ُه َس ِخَّي ًة إ ْ َ ْ إ َْ َ َ َ طِ النو ِاف ِل ،وتُ ِع ِ ولَِّي ًة جا ِمع َة ِخص ِ اه َرًةَ ،ح ِاف َ ِ ِ ِ ال اْل َخ ْي ِر َ ين ّ َ ُ َ َ ظ ًة لْلَف َرائض َو َّ َ َ َ الن َسا َ
ِ اعو َن لِْل ِج َير ِ اس ُم َها ُك ْم َب اْن ُدو ْي ، انَ .وَك َ في ِإ ْذ ِن اْل َخ ْي ِرَ ،وَِل تَ ْمَن ُع اْل َم ُ ان ْ ِهي ج ِ امع ُة ِخص ِ ال اْل َخ ْي ِر ُكّلِ َهاَ ،و َم ْعَنى ُك ْم َب ِفي اْل َك ًَل ِم اْل َع َج ِم ِي َ َ َ َ ّ اْلمحمودة ْاِلَ ْخ ًَل ِق واْلمرجُّو خيرها ،واْلم ْأمون َش ُّرها َك ِ آمَن َة ِفي اْل َك ًَل ِم َ َ ْ ُ َ ُْ َ َ َ ُ ُ َ ْ ُ َُ َ ِ ِ ِ ِ ِ الزم ِ اآلن. ان ِإَلى َ اْل َع َربِ ِّيَ ،وَلك ْن ُك ُّل ذي ن ْع َمة َي ْح ُس ُد ُه َق ْو ُم ُه م ْن أَ َّول َّ َ
ِ ِ ِ وَك َ ِ ين ِإَلى اْلَب ْح ِر ام هللا ْب ِن اْل َح َس ِن في َشَباِبه ِإ َذا َذ َه َب َم َع ُنوِتِّي َ ان إ َم ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ صَ ط ُادو َن اْل ُح َ وتَ ،وتَ ْمتَـلئُ َسف َينتُ ُه ْم َوَيْقتَس ُمو َن حيتَـ َان ُه ْم ُ ،يَق ّس ُم ُه َو َنص َيبهُ َي ْ حتَّى َِل يبَقى َله ِإدامِ ،إِلَّ َ وم أُ ُّم ُه لِتَـ ْأ ُخ َذ ِم ْن َها َما تَ ْأتَـ ِد ُم ِب ِه ِع َشا ُ ُه ْم ، ق ـ ت ن أ ُ َ ْ ُ َ َْ َ َ واِ َذا َلم تَ ْأ ِت أُ ُّمه أَو ي ْأ ِت غيرها ِمن أَهلِ ِه َِلَ يبَقى َله َشي ِمن اْلح ِ وت ِفي َُْ َ ْ ْ ْ ُ ْ َ ُ ْ ْ ُ َ ْ نِ صيِب ِه. َ ظر ِفي َزم ِن َشباِب ِه و ِ ص َغ ِرِ َّ ِ وَك َ ِ اب، ط ى ت ح ا ع ر ز ع ر ز ا ذ إ ، ه َ َ َ َ َ ً ْ َ َ َ ام اْل ُم ْنتَـ َ ُ َ َ َ َ ان ْاْل َم ُ ِ ِ ِ ِ ام َأَرٍة تَم ُّر ِباْلُب ْستَ ِ ك َيْق َ ان أَ ْو تَْقـ ُر ُب م ْن ُهَ .وَك َذل َ ص ُدهُ َوُي ْعطيه ُك َّل ْ ُ ط ُعـ ُه أَ ْو َي ْح ُ
- 18 -
يه عروق ،وَلو َقـ َّل وصغر ،يْقَلعه ويع ِط ِ ِإن غرس بُقوًِلِ ،إن كان ِف ِ يه ُك َّل ْ َ َ َ َ َ َُ َ ُ ُ َ ُ ْ ْ ََ َ َ ُ َْ م ْن م َّر ِب ِه ِم ْن ِرج ٍ ال أَ ْو ِن َسا ٍ . َ َ َ ان ِفي َواِ ْن َك َ
اْلم ْجلِ ِ طُل ُب اْل َع ْو َن ِفي أَ ِّي سِ ،إ َذا َجا َ َم ْن َي ْ َ ِإَلى َذلِك ْاِلَم ِر ،وَذلِك دْأبه ِفي ِ ص َغ ِرِه َو َشَباِب ِه َ ْ َ َ َ ُُ
ان ُه َو أَ ْم ٍرَ ،ك َ َوُك ُهوَلِت ِهَ .وُك ُّل
وم أََّو َل َم ْن َيُق ُ الس َخا ِ و َّ اع ِة اف أَ ْه ِل هللاِ اْل ِكَب ِار ِم َن اْل َع ْو ِن َواْل َعْف ِو َو َّ َما َك َ الش َج َ ص َ َ ان أَ ْو َ ال ،مبدأُه ِفي ِ ِ ين و َغي ِر َذلِك ِمن محمود ِة ْا ِ لخص ِ ص َغ ِرِه َق ْب َل أَ ْن َي ْأِتَي ُه َ َ ْ َُْ َ ْ َواْلَيق ِ َ ْ َ ُ َ ظ ُم ِم ْن َرّبِ ِه َج َّل َو َع َّز. ْاِلَ ْم ُر ْاِلَ ْع َ ِ ف ُك ُّل َع ِاق ٍل أَ َّن يء ْاْلَ ْم ِر ْاْلَ ْع َ ظ ِمَ ،ج َع َل هللاُ َل ُه َع ًَل َم ًةَ ،ي ْع ِر ُ َوَل َّما َقُر َب َمج َ ِ ِ ِ وج ُد ِفي َزَم ٍنَ .وِتْل َك اْل َع ًَل َم َة أَ ْن َه َذا َسَب ُب أَ ْم ٍر َعظي ٍم ِلَ َّن َذل َك َقـ َّل َما ُي َ ط ِويل ِفي اْل َم ْش ِر ِقَ ،رآهُ أَ ْه ُل اْل َم ْش ِر ِق َواْل َم ْغ ِر ِب َوَل ْم أَ ْ طَل َع هللاُ َن ْج ًما َل ُه َذَنب َ
الد ْنَيا ِإِلَّ ْاِلَ ْع َمىَ .و َه َذا َّ َي ُّش َك أَ َحد ِفي ُرْؤَيِت ِه ِم ْن أَ ْه ِل ُّ ان َع ًَل َم ًة الن ْج ُم َك َ الثالِ َث ِة بع َد ْاْلَ ْل ِ آخ ِر ِ طَلع ِفي ِ لِ الم َائ ِة َّ ور ِْ ظه ِ ظ ِرَ ،و َه َذا َّ ف اْل َما ِم اْل ُم ْنتَ َ ُ َْ الن ْج ُم َ َ ُ ِمن اْل ِهجرِة َّ ِ ِ ِ الس ًَل ِمَ .و َم َك َث َّ الن ْج ُم ِفي الص ًَل ِة َو َّ ض ُل َّ صاحِب َها أَ ْف َ َ َْ النَبوَّية َعَلى َ الد ِاني والَق ِ السما ِ َّ اصي ُمَّد َة َسَن ٍة أَ ْو ُق ْربِ َها َحتَّى َغ ُر َب ِفي اْل َم ْغ ِر ِب اه ر ي َ َ ُ َ َّ َ صى. ْاِلَْق َ
- 19 -
ظر علِ وَل َّما َأَرى َذلِ َك ْاب ُن اْل َح َس ِن ِ ظه ِ ور أَ ْم ِر هللاِ َعَل ْي ِه، ب ر ـ ق م ت ن م ل ا ام م اْل ْ ُ َ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َ ُ َُ ُ َ ِ ِ َّ ِ َّ ِ ك ،تَ َحَّد َث َم َع َحِبيِب ِه صلى هللاُ َعَل ْيه َو َسل َم م َن ْاِلََزِل ِإَلى ْاِلََبدَ .وَب ْع َد َذل َ َ وخلِيلِ ِه وأَ ِم ِين ِه واب ِن خالِ ِه َّال ِذي هو َش ِ يق أُ ِّم ِه ق َْ َ ََ ُ َُ َ اْن ُدو ْيَ ،و ُه َو أَ َّو ُل َم ْن َبَر َك ُرْكَب َتْي ِه َوَقـَّبـ َل َي َدْي ِه،
اْلك ِر ِ اك ُه َو َد ُاوَد يمةَ ،وَذ َ َ َ ال ِل َد ُاوَد اْن ُدو ْيِ " :إ ْن َوَق َ
السّن ِة َي ْأِتي أَ ْمر َع ِظيم " َوَب ْع َد َذلِ َك ِبأََّيا ٍم َقلِيَل ٍة َشا َ هللاُ ِفي َه ِذ ِه َّ الرو ِ ِ ِ ال َلهُ َ " :يا ْاب َن َخالِي قم َص ْ ين َّ ْ َ ان َوِه َي َب َسات ُ ضةَ ،وَق َ إَلى ْ اْلَب ِارَح َة ِفي َّ ام َأَرٍة َولَِّي ٍة ِم ْن أَ ْولَِيا ِ هللاِ َو ُح ْر ُت ِفي أَ ْم ِرَها " . الن ْو ِم َم ْو َت ْ
ط َحَب ُه اص َ ْ ِإِّني َأَرْي ُت
َّ ِ ِ ضي هللا ع ْنها ،يوم ْاِلَربِعا ِ ِ ِ ِ يم ُةَ ،ر َ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ َوفي اْلَي ْو ِم الثالث َماتَ ْت أُ ُّم ُه اْل َكر َ َّ الساِبع واْل ِع ْش ِر ِ اْلمو ِ ِ ِ ِ ك م و ي ق اف َّ َ ين م ْن َش ْه ِر َرَج َب اْل ُم َعظ ِمَ .وَل َّما ُدفَن ْت في َذل َ َ َ َ ْ َ َُ َ السِّي ُد اْل َك ِريم ِإمام هللاِ َع ِن ْاِلَ ْك ِل و ُّ الش ْر ِب َم َع ُم ًَل َزَم ِة اْلَي ْو ِم ،أَ ْم َس َك َّ َ ُ َُ الصم ِتَ ،حتَّى ِإ َّن ِإ ْخو َان ُه َك ُانوا َيُقوُلو َن َل ُهِ " :م ْثـُل َك ِفي ِْ اْليم ِ ان َوالتَّـْق َوى ُّ ْ َ َ
َّ ِ ِ ِ تَ ْت ُر ُ ك الط َع َام ل َم ْوت أُ ّم َك " َوَِل ُموهُ اْل َخ ِم ِ ظ َه َر يس َواْل ُج ُم َع ِة َو َّ الس ْب ِتَ .و َ يح ويُقول " :اَْلحمد َِّ ِ أَصبح هللا صباح ُه رَفع صوتَ ُه ِبتَهـلِ ٍ ِ يل َوتَ ْكِب ٍ ل َ ُْ ير َوتَ ْسب ٍ َ َ ُ ْ ََ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ْ ط ِويَل ًة َ ،وَل ْم َيتَ َحَّد ْث َم َع أَ َح ٍد ِفي َّال ِذي َل ْم َي َز ْل " َوَل ْم َي ْأ ُك ْل َوَل ْم َي ْش َر ْب ُمَّد ًة َ ِتْلك اْل ُّمَّد ِ ان ِْ : اس و ِْ ول َّ ام أَ َخ َذهُ ُجُنونَ ،وَيُقوُلو َن َك ْي َت م اْل و خ اْل الن ق ي و ، ة ُ ْ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ
ِفي تَ ْر ِك ْاِلَ ْك ِلَ ،وَل ْم ُي ِج ْب ُه ْم ُمَّد َة َي ْو ِم ِ ان َلْيَل َة َي ْو ِم ْاِلَ َح ِدَ ،وَل َّما ه ًَل ُل َش ْعَب َ
- 20 -
وَكي َت ِفي أَم ِرِه ،و ُهـو ي ْذ ُكر رَّب ُه ،وَلم يب ِ ال ِب َشي ٍ َحتَّى َذ َه َب َخاُل ُه ِإَلى َ ْ َ ْ َُ َ َ َ ُ َ ْ ْ َّ ِ ِ س اْلَقو ِم َفَقاُلوا َل ُه " ُقم ِفي ْابِن َك ِْ اْل َما ِم ِِلََّن ُه ُج َّن" َوَل َّما َرَج َع النادي أَ ْي َم ْجل ِ ْ ْ
ال َل ُه َ :يا َخالِي ِإ َّن َّ َخاُل ُه ِإَلى َّ ك اس َقاُلوا َل َك ِ" :إ َّن ْابَن َ الن َ الد ِار َد َعاهُ َوَق َ طُل ْب ال َ ":يا َخالِي ِإ ْن أَ َرْد َت َم ْن ُي ْخِب ُر َك ِبأَ ْم ِري َفـُق ْم َوا ْ ال َ :ن َع ْمَ .ق َ ُج َّن" َق َ َزًادا ،وتَو َّج ْه ِإَلى م َّك َة اْلم َك َّرم ِة َش َّرَفها هللاِ ،إ َذا َذ َه ْب َت ِإَلى م َّ الم َش َّرَف ِة ة ك َ َ ُ َ َ ُ َ ُ َ َ
َفـُقـ ْل ِِلَ ْهلِها ِ :إ َّن لِي ْابًنا ِفي اْلم ْغ ِر ِب ْاِلَْقصى ُيس َّمى ِ ص َاب ُه ِفي م اْل ام أَ َ َ َ َ َ َ ُ ه ِذ ِ السَن ِة جُنون ،و ُهو بَل َغ أَرب ِعي َن سَن ًة أَو أَ ْكثَر ِبَقلِ ٍ يلَ ،وأََنا ُح ْر ُت ِفي أَ ْم ِرِه ه َّ َ َ َ َ َْ َ ْ َ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ال َل ـ ُه َخـاُلـ ُـه ": إ َذا َل ْم تَـْف َع ْل َذل َك َف ًَل تَج ُد َم ْن ُي َعّل ُم َك في أَ ْم ِري َش ْيًئا" َ ،قـ ـ َ
َذلِك َِل أَ ْق ِدر عَلي ِ اْلمام "ِإن َلم تَـْق ِدر عَلى َذلِ ِ اجلِ ْسَ ،وَِل ف ك ه ل ال ق م ـ ث " ه َ ْ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ َْ ْ ْ ْ َ َُ الن ِ َّ ِ تَ ْستَ ِم ْع َق ْو َل َّ ف أَ ْم ِري َغ ْي ُر َرّبِي ِِلَ َّن َرّبِي اس الذ َ ين َج ِهُلوا أَ ْم ِري َ ،وَِل َي ْع ِر ُ هـو َّال ِذي جعل ِبي ما كان ِفي وَِل ي ْش ِف ِيني أَحد غيره ،توكْلت عَلى هللاِ َ َ ْ ُ ُ ََ َ ُ َ َ َ َ َّ َ َ َََ َُ يًل " َوَكَفى ِباهللِ َو ِك ً
َِّ ال َل َها َ " :يا َع َّمِتي أَْلِب ِس ِيني َوَب ْع َد َه َذا َد َعا َع َّمـتَـ ُه التي تُ َس َّمى َء َاد َم َج ْو َوَق َ ط ِ اك َوَل ًدا َل ْم ُي ْع ِط ِه أَ َح ًدا ِفي ُّ الد ْنَيا " ثُ َّم َد َعا أُ ْختَ ُه ض ْي ِن ِإ َّن هللاَ أَ ْع َ ثَ ْوَب ْي ِن أَْبَي َ ِمن ِجه ِ ال ق و م اِل ة ُ ِ ْ َ ّ َ َ ْ َ ط ِ اك أَ ًخا َل ْم ُي ْع ِط ِه أَ ْع َ
اي َج ْو َل َهاَ ":يا َج ْ أَ َح ًدا ِفي ُّ الد ْنَيا " ثُ ـ َّم
- 21 -
أَْلِب ِس ِيني ثَوَب ْي ِن َج ِد َيد ْي ِن ِ َّ هللا ن إ َ ْ ِ َّ ِ ال" : َد َعا َزْو َجتَْيه الطاه َرتَْي ِنَ ،وَق َ
الط ِ َّ الزِ اه َرةُ وَيا َفْرم َّ اك َما َزْو ًجا َل ْم ُي ْع ِط ِه ة ي ك َّ اصِب َار ِإ َّن هللاَ أَ ْع َ ُ طُ ْ َ َ َّ ِ ُّ ِ ِ النسا ِ ،أُ َعلِم ُكما أَ َّن ِ ان َم َع ُك َما َو َه َذا اْل َم َام الذي َك َ ُ َ الد ْنَيا م َن ّ َ
يا َف ِ اط َم ُة َ أَ َح ًدا ِفي اْلمام َليسا ِبو ِ ِ اح ٍد ِِلَ َّن هللاَ َيْف َع ُل َما َي َشا ُ ِِلََّن ُه َرَف َعِني َ ُ َْ َ وجعَلِني د ِ اعًيا ِإَل ْي ِه". َ ََ َ
َف ْو َق اْل َخلِيَق ِة ِب َم ِش َيئِت ِه
ِ وَب ْع َد َذلِ َك َقام َي ْد ُعو الثَّ ـَقـَل ْي ِن َب ْي َن ِ اْل ْن ِ ـيــــبـــــوا ول :أَ ِج ُ س َواْلج ِّنَ ،وَيُق ُ َ َ اعي ِ د ِ ال َق ْولِي َه َذا َغ ْي ِريَِ ،ل َيُقوُل ُه َسَن ًة َب ْع َد َسَن ٍة" ق ن م " : ال ق و ر ا ـ ه ج هللا َ َ ْ َ ًَْ َ َ َ َ َ ثُ ـ َّم َج َع َل ُي ْكِث ُر ِذ ْك َر َرّبِ ِه َل ْي ًًل وَنه ًاراِ ،س ار و َع ًَلِنَّي ًة ،وَي ْجتَ ِه ُد ِفي اْلَف َارِئ ِ ض َ َ َ َ ن ،وي ْأمر ِب َذلِك من تعَّلق ِب ِه ِمـن ِعيالِ ِه وأَصحاِب ِ الرج ِ ِ ال ن ي ب ، ه َو ُّ َ َْ َّ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ ََ َ السَن ِ َ َ ُ ُ ِ ير َواْل َكِب ِ الص ِغ ِ يرَ ،واْل ُح ُّر َواْل َع ْب ُد َس َوا ِفي َذلِ َكَ ،وَل ْم َي ْت ُر ْك أَ َح ًدا الن َسا ِ َ ،و َّ َو ّ ِفي َد ِارِه َيْف َع ُل َش َه َو ِات ِه. الظ ِ ِ اهرة ،واْلمع ِجز ِ ِ ات َّ اه َرَةَ ،ب ْي َن َوَل َّما َ اْليات اْلَب َ َ َ ُ ْ َ ظ َه َر أَ ْم ُرهُ َج َم َع هللاُ َم َع ُه َ ِ ظهـر َك ِ ِ ِ طَي َب ِم َن اْل ِم ْس ِك، يب َد ِارِه أَ ْ ينَ ،وَل َّما َ َ َ َ ين َواْل ُم َك ّذِب َ اْل ُم ْؤ ِمن َ ان ط ُيب ُه َوط ُ ِِ ِِِ ِ ِ ِ ِ ص َحاِب ِهَ ،و َس َرى َذلِ َك ِإَلى يب َم ْسجده َوط ُ َك َذل َك ط ُ يب ُس ْب َحته َو ُس ْب َحات أَ ْ ض أَصحاِب ِه َّال ِذين ثَبتُوا عَلى ِ الذ ْك ِر و َّ الط َه َارِة. ّ َ َ َ َب ْع ِ ْ َ َ
اس جا وه وآمنوا ِب ِه ،وَكِثير ِم ْنهم ِفي َّ ِ وَل َّما َف َشا أَمره ِ ِ َّ ان الن ي ف ُ الش ّ ك َك َما َك َ ْ ُُ َ َ ُْ َ ُ َُ َ ال اْلم ِ أَ ْهل هللاِ ِفي ْاِلَجي ِ اضَّي ِة. َْ ُ َ - 22 -
وَكان َله عج ِ ط ح ت ِل ب ائ ان ِم ْن َع َج ِائِب ِه ِإ َذا َنَف َخ أَ َح ًدا َسَق َ َ ُ ص ُر َوَِل تُ َع ـُّدَ .وَك َ ْ ُ َ َ ُ ََ َ َّ ِ ط َ َّ ان َل ُه ثَ ْوب َِل َكأََّن ُه َمِّيتَِ ،ل َي ْش ُع ُر ِب َش ْي ٍ َوَل ْو َ يم ُهَ ،وَك َ ال الزَم ُن َحتى ُيق َ ال أَن يح ِمَله عَلى ْأر ِس ِه ،وَلو َكان َش ِ يْق ِدر أَحد ِ الرج ِ ِ وجاَ ،و َش َّ ك ل ع ا يد د ن م ُ ً ْ َ َ َ َ ُ ْ ّ َ ً َ َ َ ُ َ َْ
ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ان َذا ُقـَّوٍة ِفي اْل َح ْم ِل َ ،وَل َّما َج َع َل الثَّْو َب َعَلى في َذل َك أَ َح ُد تَ ًَلميذه الذي َك َ ْأر ِس ِ صَّب َب َع َرًقاَ ،وَل ْم َيْق ِد ْر أَ ْن ُي َح ِّر َك َْأر َس ُهَ ،وَل َّما َرَف َع الثَّْو َب َع ْن َْأر ِس ِه ت ه َ َ َ ط َم ْغ ِشيا َعَل ْي ِه. َسَق َ
ان َوَك َ
َي ْو ًما،
ِمن عج ِائِب ِه َل َّما سال موج اْلي ِم أَي اْلبح ِر اْلم ِح ِ يط اْل َمالِ ِح ِفي َد ِارِه َ َ َ ْ ُ َّ ْ َ ْ ْ ََ ُ َش َكا ِإَلي ِه أَصحاب اْلبي ِ الن ِ وت ِم ْن ِإ ْتَي ِ ان اْل َم ْو ِج ِفي ُب ُيوِت ِه ْم َفَقام َم َع َّ اس ْ ْ َ ُ ُُ َ
ِ ِِ ِ وز ه َذا اْلخ َّ َّ ِِ ِ ط ِِلَ َّن ِإ ْتَي َان ُه َ ال َِ ":ل ُي َجا ُ َ إَلى َساحل اْلَب ْح ِر َو َخط َخطا ب ِر ْجله َوَق َ الد ِار َك ِ ِ النجاس ِة َّالِتي ِفيها َل ِ ود ِ ِفي َّ ال ق م ـ ث ، هللا ا ش ن إ ع ي ِل ن ك َّ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َُ َ َ ُ َ ان ِلَ ْخذ َّ َ َ ِ ِ ونِني ِ" :إ َّن اْلَب ْح َر َي ْتَب ُع أَ ْم ِري َِل ُي ِح ُّب َما َي ُسوُ ني َكأََّن ُه م ْثُل ُك ْمَ ،وأَْنـتُ ْم َِل تَ ْع ِرُف َ ِ ِ ِ وز أَ ْم ِري" َوَل ْم َي ْرِج ُع اْل َم ْو ُج َب ْع َد ف َق ْد ِري ع ْن َد َرّبِيَِ ،ل ُي َجا ُ َو ُه َو َع َرَفني َو َع َر َ َّ ِ َذلِ َك ِإَلى أَ ْن ُنـ ِقـَل ِت َّ اعو ِن َّال ِذي َن َزَل ِفي َزَم ِن ْابِن ِه الد ُار َب ْع َد َذل َ ك ِب َسَب ِب الط ُ ِ ِ يسى. ُرو ِح هللا ع َ
ِِ ِ ِ ِِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ َو ِم ْن َع َجائبه ،أََّن ُه َِل َيْقد ُر أَ َحد أَ ْن َيْلَب َس ثَ ْوَب ُه إِل بإ ْذنهَ ،وَذل َك أَ َّن تْلمي َذهُ السِيد ِإمام هللاِ ٍ ط ِويل اْلَقام ِة ُيًقال َل ُه ممْر ِ َ ه ل س ر أ ، ت ن ب َّ َ ْ َ ُ ْاِلََّو َل َك َ ُ ّ ْ ُ ان َذا ُقَّوةَ َ ، َُ َ َ َُ - 23 -
يوما ِإَلى د َكار وْقت َّ السِّي ِد َوَل َّما َخ َرَج الل ْي ِلَ ،وَق َام َوْق َت اْلَف ْج ِر َوأَ َخ َذ ثَ ْو َب َّ َ ْ َ َ َ ً ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ وم صلِ َي ُّ م َن اْلَق ْرَية َلب َس الث ْو َب لُي َ الص ْب َحَ ،وَل َّما َلب َس ُه َب َر َك َوَل ْم َي ْستَط ْع أَ ْن َيُق َ وم َك َث ِفي َذلِك اْلمو ِ طَلع ِت َّ َّ َّ اكَ ،وأَ ْخَب ُروا الن ه د ج و و س م الش ى ت ح ع ض ِ َ َ اس ُهَن َ ْ ُ ََ َ ُ ُ َ َ َ َْ ََ ِ ِ فجا َ هُ َوأَ َخ َذ الثَّْو َب َع ْن ُه. ِب َذل َك ِإ َم َام هللاَ َ،
ِ ِ وف َوتََو َّج َه َن ْح َو ان ِم ْن َع َج ِائِبه ِبُقـ ْد َ ِرة هللا َق َام َي ْو ًما ِم ْن َد ِارِه ِع ْن َد ُي ْ َوَك َ كمب ِرين د ِار ِهجرِت ِ ض أَ َكاِ ِ َ ص َحاِب ِه َ ،وِفي ِه ْم أ ر ب ع ب ه ع م ب ح ط اص و ، ه َ َ َْ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ََ َ َْ ْ احب ِس ِرِه عبد ِ صه ـره وحِبيبه عبد هللاِ جل و ِ ِ صه ـره وحِبيبه وص ِ هللا َكي ، ُ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ ّ ُ ُ ُ َ ُ َ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ ومصمب ِ ِ ِ ِ السِّي ُد ِفي ِه ْم ب ب م د و ، يي ج هللا ان َّ اي َو َغ ْي ُرُه ْم م َن ْاِلَ ْخَي ِارَ ،وَك َ َ ََ َ َْ ْ َ َْ ْ س بين ْاِلَْقم ِار يم ُشو َن عَلى س ِ َك َّ اح ِل اْلَب ْح ِر َحتَى َبَل ُغوا َم ْرَسى الش ْم ِ َ ْ َ َ َ َْ َ
كمب ِرين ،وكان ِمن ِخصالِ ِ َ ص َحاِب ِه ُكـ ُّل َم ْن تََو َّج َه ِإَل ْي ِه ِم ْن ُه ْم أ ع م ح ز م ي ه َ َْ ُ َ َ ْ َ َْ ْ َ َ َ ْ َ ٍ ِ ِ ض ًة ِم َن التُّ ـر ِ اها ِفي َه َر َب ِإَلى ِج َهةَ ،وا ْفتَ َرُقوا في اْل ِج َهات َ ،فأَ َخ َذ َق ْب َ اب َوَذ َر َ َ
ط ِفي مو ِ اْلهوا ِ َ ،ف ُك ُّل و ِ ض ِع ِه َكأََّن ُه َمِّيت َوَل ْم َي ْش َع ْر ِب َشي ٍ ، اح ٍد ِم ْن ُه ْم َسَق َ ْ َ ََ َ ْ اح ٍد م ْنهم ِب ِرجلِ ِه وجمعهم ِفي مو ِ ض ٍع و ِ وجا َفأَ َخ َذ ُك َّل و ِ اح ٍد َكأََّن ُه ْم َم ْوتَى، ْ َ َ َْ َ َ َ َ ُْ ُ ُْ ََ َ
ِ ِِ ُّ ال َ " :ه ْل تَْق ِد ُرو َن أَ ْن تَ ْه َرُبوا ِمِّني؟ " َوَقاُلوا: اموا ُكل ُه ْم َوَق َ ثُـ َّم َنَف َخ ُه ْم بثَ ْوبه َفَق ُ " َِل ،وهللاِ" و َع ِجُبوا ِم ْن أَم ِر هللاِ و ْازَد ُادوا ِ يم ًانا َوَي ِق ًينا. إ ْ َ َ َ
- 24 -
ِ و ِمن عج ِائِب ِه ِ ،بِإ ْذ ِن هللاِ ،صَّ ين َ ،د ِار ه ع م ا ن ي ل ًلة ُّ َ الصـ ْب ِح ع ْن َد َك ْمَب ِر ْ ص َ ُ ْ َ َ ْ ََ َ َ َ هجرِت ِه وَِلم أَحد أَصحاِب ِه ِفيما َلم يح ِسن ِع ْنده ِمن اْل َكًلَ ِم و َغ ِ ض َب ِم ْن َل ْو ِم ِه َ ْ ُ ْ ْ َُ َ َ َْ َ َ ََ ْ َ َ و ُهو ء ِ ع ِإَلى ِإ ْخ َو ِان ِه اع ُه َوأَ َرَاد ُّ ال َي َّ الرُجو َ ص ْن ُدوَق ُه َو َمتَ َ َ َ َ اق َ ،وأَ ْخ َرَج ُ
ِِ ظم ِإمام هللاِ ِ ":إن َقام ِمن مَق ِ ين .وَقال َّ ِ ام ِه َه َذا ، اْل ُم َجاحد َ َ َ ْ َ ْ َ السـّيـ ُد اِلَ ْع َ ُ َ ُ َفاعَلموا أَِني َلست ِبِإما ِم هللاِ الرجل ِفي َذلِك اْلمو ِ ض ِع َق ِائ ًما ِم ْن ث ك م و " َّ َ َ َ ُُ َْ ََ ْ ُ ّ ْ ُ َ ُّ س ِإَلى أَن َّ َّ الشم ِ ص َر َواْل َم ْغ ِر َب َوْق ِت ُّ الص ْب ِح َب ْع َد ُ صل ْيَنا الظ ْه َر َواْل َع ْ طُلوِع ْ ْ َ الن ِ ض َج َع ُه َب ْع َد ُه ُجوِع َّ َواْل ِع َشا َحتَّى َنام َّ اس َوَل َّما اسَ ،و َجا َ َّ السـِّيـ ُد َوأَ ْ الن ُ َ َ أَصبح هللا صباحه جا ه وتَاب ون ِ السِّي ُد ِ َ ام م إ ان ك ا ض ي أ و . ل ع ف ا م ى ل ع م د َّ َ َ َ َ ً َ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َُ َ َ ََ َ ِ ِ ِِ ين َوَنَف َخ ُه ِبَف ِم ِه اْل َك ِري ِم َوْق َت ُّ الض َحى هللا ُي َم ِازُح تْلمي َذهُ َب َار َص َّل ع ْن َد َك ْمِب ِر ْ ط َو َسَق َ
ام ُه. َوأََق َ
َّ ِ ضَِ ِ َكأََّن ُه َمِّيت ُم ْ ص ْب ِح اْلَي ْو ِم الثاني ثُـ َّم َجا َ هُ طجع َ ،وَل ْم َيتَ َح َّر ْك إَلى ُ ِِ ِ ول م ْث ُل َهذه ْاِلَْف َعال َِل ُي َرى أَ َحد َيْف َعُل ُه َوِل ُي ْس َم ُع َب ْع َد َما َم َ ضى َرُس ُ
هللاِ صّلى هللا َعَل ْي ِه
َو َسَّل َم ِإَلى َزَم ِان ِه َعَل ْي ِه
الس ًَل ُم. َّ
و ِمن عج ِائِب ِه ِبُقد ِرة هللاِ ظه َر ِ ام اْل َم ْه ِد ُّي م اْل ا م ل َّ َ َ َْ َ ْ ََ َ َُ ور َّال ِذي ُك ِّـني ير َك ُج َد ْع َوتَ ُه َو ُم ْع ِج َزِات ِه ،أَ ْرَس َل أَ ِم ْ ُ َ ِ ان ِإَلى َذلِك اْلملِ ِ لِ ُك ِّل م ْن مَل َك َبَل َد ُهم ِم ْن أََّو ِل ا َّ ِ يل و ه و ، ك م لز َ ُ اس ُم ُه َدم ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ِ ِ ِ صمب َلو ِب َفال ،وهو َق ِ ك ال ل َرُسولِه ِ ":إ َذا َذ َه ْب َت ِإَل ْيه ُقـ ْل َل ُه ُي َسّل ُم َعَل ْي َ َ َْ ْ ْ َ َُ َ
- 25 -
عَلي ِ الس ًَلم َو َس ِم َع َّ اس ه َّ َْ الن ُ ُ ِ ال يل َ ،وِذ َ ِب َدم ْ اِلس ُم ُيَق ُ لك ْ
ِ يل َدم ْ
صمب َلو ِب ،ويستَ ْخِبرك رؤياه َّالِتي رآها ِفي من ِ ام ِه" َوَل ْم ُي ْخِب ْر ََ َ َْ ْ َ َ ََ ْ ُ َ ُ َْ ُ ِ َفَل َّما س ِمع َّ ِ ِ ال َل ُهِ ":إ َذا َرَج ْع َت ُق ْل ام هللا َك ًَل َم ُه َق َ َ َ السّي ُد إ َم ُ
َرُسوَل ُه َل ُه ِإَّن ُه
ُرْؤَياهُ ضأَ بعد ص ًَل ِة اْل ِعشا ِ ِفي َليَل ِ ور ِ ،وأَراد ِب َذلِك اسِ صَّلى و ، ة ار خ ت ا اش ع ل ا ة ْ ُ َ َ ً َ َ ْ ََ َ َ ْ َ َ َ تََو َّ َ ْ َ َ ٍ طجع ونام و أَرى ِفي من ِ ِ ِ ام ِه أَنَّ ُه ََ ورَة يس ثُـ َّم ْ اض َ َ َ َ َ َ َ َ َرَك َعتَْي ِن َوَق َأَر في ُك ّل َرَك َعة ُس َ
أُع ِطي َله ثَ ًَلثَ ُة أَس ِقي ٍة مملُو ٍة ِمن ِ الدما ِ و َش ِرب هو و ِ اح ًدا َوَق َّس َم َعَلى أَ ْه ِل ّ ُ ْ َ ُ ْ َ َْ َ َ َ َ َ َ َ السِيد ع ِن اْلو ِ اْلبَل ِد و ِ اح ِد َوَل ْم ُي ْخِب ْرهُ ِم ْن ُه ِب َشي ٍ َ .وَل َّما َس ِم َع اح ًدا" َو َس َك َت َّ ُ َ ّ َ َ َ ْ ِ يل ما َقاَل ُه ِم ْن ُرْؤَياه وَلم ُي ْخِب ْر َد ِم ْ ِ آم َن ِب ِه َ ،وَكتَ َب يل ب َها أَ َح ًدا تَ َع َّج َب َو َ َُ ْ َدم ْ َ
ِإَلي ِه براوة يخِبره أََّنه أَراد أَن ي ْأِت ِ السِّي ُد أََّن ُه َِل َيْق ِد ُر َعَلى يه َحتَّى َي َراهُ َوأَ ْخَب َرهُ َّ ْ ََ َ ً ُ ْ ُُ ُ َ َ ْ َ يرِه ِ َذلِك َِ ،ل ي ْترُكه ِدْنب وار " .وَل َّما أَ ْخبر د ِميل َذلِك لِ ِ ِ ال َل ُه ق ار و ب ن د ز و ْ َ ْ َُ ُ َ َْ َ َ َ َ ََ َ ْ َ َ َ ِ ِ ِ ك اْلَبَل َد َب ْع َد َك َوِل َي ْرِج ُع ِإَل ْي َك ُمْل ُك َك ِ ":إ َذا َذ َه ْب َت ِإَل ْيه أَ ْخَلْف ُت َمل ًكا َي ْمل ُ ِ ِِ اختَ َار ُّ السِّي ِد ِم ْن يرهُ ِدْن َب َو ْار َج َم َل َّ " َو ْ الد ْنَيا َع ِن اْلخ َرة َوَب ْع َد َذل َك أَ َخ َذ َوِز ُ ِ تَ ًَل ِم ِيذ ِ ِ يل أَ ْن ُيَق ِات َل أَ ِم َير ُجُل ْف َّال ِذي غ و ر ا ه ق ه َ َ صًبا َوتَ َعّدًيا َ .وَل َّما أَ َرَاد َدم ْ ً ْ َ ْ ِِ ِ ِ ِ ُيس َّمى اَْلُب ِر َجاي َقال َّ ِ ال السّي ُد َ ":م ْن َي ْذ َه ْب َم َع َج َملي في َج ْيشهَ ،وُي ِر ُيد اْلقتَ َ ْ َ َ ط ِر ِيق ِ ظُّنوا َغَلب ًة و ِ َِل يْفلِح ِ ظَّن ُه ْمَ ،وَل َّما ا و ب ه ذ ا م ل ف " ه ي ف َّ لك ْن َع َّك َس هللاُ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ الشم ِ س َد َخُلوا اْلَبَل َدَ ،وِفيه ْم َج َمُل ُهَ ،ل ْم َيبيتُوا في َذل َك اْلَبَلد َن َزُلوا َوْق َت َزَوال ْ
وجا هم أَ ِ ير م َ َ َ ُْ ُ جي ِ وش ِه ْمَ ،وَل ْم ُُ
اْلَبَل ِد َو َه َرُبوا َوْق َت َي ْعَل ُموا َذلِ َكَ .وَل َّما
سب ُب َذلِ َك ُكّلِ ِه َج َمُل ُه َّال ِذي ِفي ص ِرَ .و َ اْل َع ْ ِ ِ يل ِإَلى َبَل ِد ِه َق َتَل ُه َّ ك ص َارىَ ،وَذل َ َرَج َع َدم ْ الن َ - 26 -
ِ ِ ِ َِّ ٍ ِ بع َد َما َه َرُبوا َوَرَج ُعوا أَ ْرَس َل ير أَ َحد ْاِلَ ْسقَية التي َل ْم ُي ْخِب ْرهُ َع ْن ُه ِب َش ْي َ ،و ْ تَْفس ُ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ لسِّي ِد َج َم ًًل اي َوَدَف َع لِ َّ السِّي ُد تْلمي َذ ْيه ُم َمْر َج ْ اج آمَن َة َو َج َك س ْك إَلى أَْلُب ِر َج ْ
َخ ْي ًار ِم ْن َج َملِ ِه
َوأَْفَل َح ِِلَ ْج ِل َرُسولِ ِه ِإَل ْي ِه.
َو ِم ْن َع َج ِائِب ِه ِ ام َأَرًة َو ُه َو َرُج ًًل أَو ْ ان َف ِ ين ِبلِس ٍ ِ يح ِم َّما ص ٍ َو ْاْل َخر َ َ ف َش ْيًئا . ال َل ُه :اُ ْس ُك ْت َفَي ْس ُك ُت َوَِل َي ْع ِر ُ َو َمتَى َشا َ هُ َق َ أَ ْي ِإ َما ِم ف َِل َي ْع ِر ُ
هللاِ ص ِ اح ِ ان ِ َّ ِ َ صا خ ش ف ق و أ ا ش ن إ م الز ب َ َ َ ْ ْ ُ َ ْ ً َ َ ِ ِ ِ ين ف ُي ْخِب ُرَنا ِب َخَب ِر ْاِلََّولِ َ َش ْيًئا م َن اْلق َار َ ة َف َوَق َ َكان م ْكتُوبا ِفي اْل ُكتُ ِب ِمن اْلمو ِ اع ِظ َو ْاِلَ ْخَب ِار َ َ ً َ ََ
َو ِم ْن َع َج ِائِب ِه ِبُق ْد َ ِرة هللاِ َل َّما َف َش ْت َد ْع َوتُ ُه َوأَ َج َاب ُه َكِثير ِم ْن أَ ْه ِل اْلَبَل ِد ِ طاهُ هللاُ َ ،وَو ُشوا َب ْيَن ُه َوَب ْي َن َّ ص َارى َح َس َدهُ َق ْو ُم ُه ِم َّما أَ ْع َ ص َارى َ ،وَقاُلوا ل َّلن َ الن َ ِ َّ ِ ِ ِإ َّن ِ يل ُمْل َك ُك ْم َ ،وَل ُه اْل َم َام َكثَُر أَ ْتَب ُ ال :إَّن ُه ُه َو اْل َم ْهد ُّي الذي ُي ِز ُ اع ُه َ ،وَق َ ص َح ُاب ُه َك َذا وَك َذا ِفيما ُي ْح ِزُن أَ ْ َ َ ِفي ِإ َازَل ِة َد ْع َوِت ِه َوِا ْف َس ِاد أَ ْم ِرِه
ِ ِ ِ ِ ال ُسُيوف َو َم َداف ُع َوِرَماح ُيَّدخ ُرَها في َد ِاره َوَق َ ِ ع َّ احتَاُلوا وك َحتَّى َف ِز َ اْل ُمُل َ ص َارى م ْن ُه َ ،و ْ الن َ َوتَْف ِر ِ يق أَ ْه ِل ِد ِين ِه َ ،وتَ َش َاوُروا ِفي أَ ْم ِرِه َب ْي َن أَ ْخ ِذ ِه َوَق ْتلِ ِه َواِ ْت ًَل ِف ِه َك َما َف َعُلوا ِبَب ْع ِ ض أَ ْه ِل هللاِ . النصارى تحَّد َث ِف ِ اشتَه َر أَم ُرهُ ِع ْن َد َب ْع ِ ص َرِانَّي ِ َّ ان ن يه ض َ َ َ َ ْ َوَل َّما ْ َ ْ َ التُّج ِار ِمن ِإ ْخو ِان ِه ،واسمه ِد ِ اج وب ْع َد َذلِ َك َ ،ل ِقي التَّ ِ اج ُر يكي َج ْ َ ْ ُُ َ َ َ ْ َ َ - 27 -
َم َع أَ َح ِد ِتْل ِمي َذ ْي ِن
آمَن َة ر ِ يك وممر جاج ِ ِمن أَ ْخي ِار أَصحاِب ِه ،وهما ج َك ِ ضي هللاُ َع ْن ُه َما ، س ْ ْ َ َ َُ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َُ َ ِِ َّ ِ اِل لِيِ :إ َّن ص َرِانَّي ْي ِن َوأََنا ثَالِثُ ُه َماَ ،وَق َ َوَق َ ال التاج ُر َل ُه َما ":إّني َجَل ْس ُت َم َع َن ْ
النصارى سَي ْذ َهُبو َن ِإَلى َّ الش ْي ِخ ِْ يعا لَِي ْأ ُخ ُذوهُ َفْلتَ ْذ َهَبا ِإَل ْي ِه لِتُ ْخِب َرُاه اْل َما ِم َس ِر ً َّ َ َ َ ف َّ ِب َذلِك " وارتَح ًَل ِع ْند َتْن ِكيج ِفي وْق ِت اْلعص ِر وجا ا ِفي م ْنتَص ِ الل ْي ِل ، ْ َ َ َْ َ َ ُ َ َ ْ ََ َ َّ ِ الناس ِ ِ َوَو َج َدا َّ ان َوَار َ َد ِارِه َف َو َج َداهُ ( أَ ْي ب ل ا ى ل إ ا ا ج و ، ا ام ي ن ْ َ اب الذي َك َ َ َ َ ًَ ََ َ ِ ِ ِ ِ ال َل ُه َما َ ":ل َعَّل ُك َما ِج ْئتُ َما ِِلَ ْج ِل ِس ِّر ْاِلَْرَب َع ِة " إ َم َام هللا ) َواقًفا َي ْنتَظ ُرُه َما َوَق َ اِل َل ُه ال َل ُه َما ُ " :ه ْم أَ ْرَب َعة ِِلَ َّن هللاَ َارِب ُع ُه ْم" َق َ َق َ اِل َل ُه ُ " :ه ْم ثَ ًَلثَة " ،ثُ ـ َّم َق َ اك َق ْوُل ُه تَ َعاَلى َ :ما َي ُكو ُن ِم ْن َن ْج َوى َث َل َثة ِإلَّ ُه َو َار ِب ُع ُه ْم صَّد ْق َت " َوَذ َ َ":
َوَل َخ ْم َسة ِإلَّ ُه َو َس ِاد ُس ُه ْم َوَل أَ ْدَنى ِم ْن َذلِ َك َوَل أَ ْك َثَر ِإلَّ ُه َو َم َع ُه ْم أَْيَن َما هللا ِب ُك ِّل َشيء َعلِيم . ام ِة ِ ،إ َّن َكاُنوا ُثـ َّم ُيَنِّبُئ ُه ْم ِب َما َع ِمُلوا َي ْوَم اْل ِقَي َ َ ْ َوَل َّما
َن ْح ُن
ام ِإ ْتَي ِان ِه ْم ِإَل ْي ِه أَ ْرَسُلوا َق ُرَب ْت أََّي ُ ُكَّنا ِفي ِخ ْد َم ِة َّ ص َارى ُمَّد ًة الن َ
ِإَلي ِ اِل َل ُه " : اس ج ه وس ْي ِن َوأَتََيا ِإَل ْي ِه َوَق َ ْ َ ُ َ ط ِويَل ًة ونحن أَردنا أَن نتوب ِإَلى هللاِ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َُ َ
ونستَ ْغ ِفر رَّبنا ما دمنا ِفي اْلحي ِ ال َل ُه َماَ " :ما ُقْلتُ َما َح َسن" َوأَ َم َرُه َما ق " اة َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َْ ََ َ ِب ِ الر ِ ور ِ ان ِفي َّ الد ِار َو ُه َو أَ ْعَل ُم ِب َما َجا َ ا اِل ْغِتسا ِل َو َحْل ِق َّْأ س ،ثُـ َّم تَ َرَك ُه َما َي ُد َ النصارى ي ْأِتي ِف ِ ِب ِه .وَل َّما جا اْليوم َّال ِذي علِما أَ َّن َق ِائدا ِ ِ َّ اما ق يه د ا و ق ن م َّ َ ُ ْ ً َ َ َ َ َ َ َ َ َ َْ ُ ظ ِم":أَ َرْدَنا أَ ْن َن ْرِج َع اْلَي ْوَم ِإَلى َد َك ْار لَِن ْأ ُخ َذ اِل لِ َّ َوْق َت ُّ لسِّي ِد ْاِلَ ْع َ الص ْب ِح َوَق َ
- 28 -
ال َلها " :أَ َِّل تَْنتَ ِظ َر ِ ان َّال َذ ْي ِن ُك ْنتُ َما تَْنتَ ِظ َرِان ِه ْم؟" اعَنا َوَن ْرِج َع ِإَل ْي َ َمتَ َ ك " َق َ َ َف َس َك ـتَا ثُـ َّم َذ َهَبا". َوِفي َذلِ َك اْلَي ْو ِم َجا َق ِائد ِم ْن ُقَّو ِاد َّ ص َحاِب ِه اْل ُكـَّف ِار َ ،و ُه ْم ص َارى َم َع أَ ْ الن َ َ أَ ْرَب ُعو َن ُرَّك ًابا ،وَق َاد ُهم أَ َح ُد اْلُف َّج ِار ِم ْن ُف َّس ِ اق َق ْو ِم ِه َ ،و ُه َو َم َص ْم َب ُك ِّك َ ْ وتَو َّجهوا نحو ج َّم َلي مو ِ ص ًَلهُ َ ،وَي ْرُجو َن أَ ْن َي ِج ُدوهُ ِفي َذلِ َك ض ِع ُم َّ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ َْ
اس ولِما َلم ي ِجدوه ِفي َذلِك اْلمو ِ اْلمو ِ ض ِع َخالًِيا ِم َن َّ ض ِع ،تََو َّج ُهوا َن ْح َو الن ِ َ َ ْ َ ُ ُ َ َْ َْ ِ ِ ير وْقت ُّ الظه ِر ِفي ب ِ ِ اب ص َح َاب ُه َي ْذ ُك ُرو َن هللاَ ذ ْك ًار َكث ًا َ َ َ ْ َد ِاره َ ،وَو َج ُدوا أَ ْ ِ ِ َم ْس ِج ِد ِه َ ،و ُه َو ِفي َّ اع ِة َم َع ِعْل ِم ِه الد ِار َي ْأ ُم ُر َم ْن َبق َي لَي ْذ َهُبوا ِإَلى اْل َج َم َ ان ْاِلَ ْع َدا ِ .وَل َّما َجا وا َقاُلوا " :أَ ْي َن ِْ ِبِإ ْتَي ِ ام ؟" َوَقاُلوا َل ُه ْم ُ ":ه َو ِفي م اْل َ ُ َُ الد ِار" وَكان ِإمام هللاِ َقبل َذلِ َّ اءِني َوأََرَاد أَ ْن َي ْأ ُخ َذِني ج ن م " : م ه ل ول ق ي ك َ ُ ْ َ َ َ َْ َ َ ُ ُْ َ َ َُ أَو أَراد أَن يْقُتَلِ وموا َل ُه َوا ْتُرُكوِني َم َع َرّبِيَ ،فأََنا ا ْك َتـ َفْي ُت ق ت ل ف ، م ك ن ي ب ي ن َ ُ َ َ َ ُ ْ َ ْ ََ ْ َ ْ ُ
هللا وَك َفى ِب ِ ِبربِي وَل أَس َت ِعين ِب َغي ِرِه " ،ثُـ َّم َقال َ " :توَّكْلت عَلى ِ الل َو ِكيل " َ ُ َ َّ َ ْ ُ ْ َ َ وَل َّما جا ه َق ِ ِ ِ َّ وف ُكُّل ُه ْم الن د ائ ُ ص َارى َو َم ْن َم َع ُه م ْن اْل ُكَّف ِار في َد ِارِهَ ،وأَ ْه ُل ُي ْ َ َُ َ َ ال اْل ُكـَّف ِارَ ،و ُه ْم َم َع ُسُيوِف ِه ْم َوِس ًَل ِح ِه ْمَ ،و ُهـ َو َخ َرُجوا َي ْن ُ ظ ُرو َن َك ْي َ ف َحاُل ُه َو َح ُ
َل ْي َس َم َع ُه ِمْن ُك ْم َيدا
َشي ِإِلَّ التَّوُّكل ِبربِ ِه َفا ْكتََفى ِب ِه ،وَقال ِ ص َحاِب ِهَ " :ل َيْرَف ْع أَ َحد ِل َ َ َ َّ َ َ ْ ْ ِ ص َواتَ ُه ْم َوَل ُعودا َ ،فا ْذ ُكُروا َ هللا َفَق ْط َل ََْيَر َذل َكَ " .ف َرَف ُعوا أَ ْ
- 29 -
َم َع َس ْي ِف ِه َو ِم ْدَف ِع ِه َو َج َع َل َّ الن َار ال َِ :ل َي َدهُ َعَل ْي ِه َف ْان َ طَفأََ ،وَق َ
ط َع َق ِائ ُد اْل ُكَّف ِار ِس ْت َر َد ِارِه َوَد َخ َل ِب ِذ ْك ِر هللاَِ ،وَق َ ٍ ِ ِ ِ ِ السِّي ُد ض َع َّ في َب ْيت م ْن ُبُيوِته لَي ْح ِرَق ُه َ ،ف َو َ َّ ِ ِ السِّي ُد َِ :ل تَتََوَّقـ ْد، ال َّ ال اْل ُكف ُار َ :تْلتَه ُب ؟ َوَق َ َتْلتَه ْب َ ،وَق َ وجعل ِف ِ طَفأَ َوأَ ْخ َرَج اْلَق ِائ ُد ُم َسَّد َس ُه َّال ِذي َِل َي ْنَبأُ، يه َي َدهُ َف ْان َ َ َََ
ثُـُقب أُ ُذِن ِ ال لِْل َك ِاف ِرِ ":ا ْج َع ْل ق و ه َ َ َ َ ٍ ِ ف َم َّرًة أَ ْو َم َّرات َوَل ْم ُيَنّف ْذَ ،ك َش َ َذلِك اْلمو ِ ض ِعَ ،وَدَف َع َفَل ْم ُيَنِّف ْذ َ َْ
َفأَ ْوَق َدهُ ثَ ِانيا ، السِّي ُد ف َّ َوَك َش َ
ُهَنا َو ْادَف ْع " َوَل َّما َدَف َع ِفي ثُـُق ِب أُ ُذِن ِه َوَدَف َع ِ اج َع ْل ُهَنا " َو َج َع َل ِفي ال ْ ": َخاص َرتَ ُه َوَق َ ُم َسَّد ُس ُهَ ،و َح ُاروا َوأَ َخ َذ ِسْل ِسَلتَ ُه َّالِتي َك ُانوا
السِّي ُد َي َدهُ ِإَل ْي ِه ون َها ِفي َي ِد ُك ِّل َم ْن أَ َس ُروهُ َوُي ِر ُيدو َن ِب ِه اْلَقـ ْتـ َلَ ،و َمَّد َّ َي ْج َعُل َ ِ ِِ ِ ِ ط ْت َعَلى التُّر ِ السْل ِسَل َةَ ،وَل َّما تَ َّم ِف ْعلُ ُه َسَق َ اب َو َج َعَل َها في َيده َم َّرةً َ يها ّ َو َج َع َل ف َ ثَ ِ السما ِ ط ْت ،ثُـ َّم صاَل ُه َق ِائ ُد اْل ُكَّف ِار ِبُقَّوٍ السِ و ح ن د ي ه ع ف ر ف ة ق س و ة ي ان َّ َّ َّ َ ً َ َ َ َ ُ ُ ّ ْ َ َ َ َ َ َ َ ض َرَب ُه ِفي ْاِلَْر ِ ض َفَب َكى اْل َك ِاف ُر َوَق َام َو َه َر َب َن ْح َو َف َرِس ِه َوَرِك َب َج َو َاد ُه َو َ ِ ِ ين أَِّذ َِل َ . ص َح ُاب ُه َم ْح ُزوِن َ َراج ًعا َن ْح َو َد َك ْار َوتَب َع ُه أَ ْ
َقال لِم ْن أَ ْرسَل ُهِ " :إ َّن ِْ اْل َم َام َّال ِذي أَ ْرَسْلتُ ُموِني ِإَل ْي ِه َل ْي َس َ َ َ أَحدا ِم ْثَله ،وكُّلما ِق ِ ِ ِ يع َّ ص َارى ًَ يل فيه َحق " َف َح ِزَن َجم ُ ُ َُ َ َ الن َ
َوَل َّما َرَج َع اْلَق ِائ ُد ِبِإ ْنس ٍ انَ ،وَل ْم أَ َر َ ِ ِ ِ ِِ ِ ال َملِ ُك ُه ْم " :أَ ْذ َه ُب ِإَل ْي ِه ل َذل َك اْلَي ْو ِم ل َما َسم ُعوا م ْن أَ ْم ِرهَ ،وَق َ ِ ِ ِ ِ َّ الزم ِ َوَد َعا َش ْي َخ َد َك ْار َّال ِذي َك َ ِ ان، ان َوز َيرُه ْم في اْلَبَلد في َذل َك َ
- 30 -
َم َع َج ْي ِشي " ان َعما َل ُه َوَك َ
وَقال ع ُّمه لِملِ ِ َّ ص َارىَِ " :ل تَ ْذ َه ْب ِإَل ْي ِه الن ك َ َ َ َ ُ َ أََنا لَِي ْأِتي َم ِعي ِإَل ْي َكَ ،ف َما َقاَل ُه َّ اس َل ْي َس الن ُ
ِمن ِجه ِة أُ ِم أَِب ِ يه اْل َح َس ِن َج ْو ، ْ َ ّ ِب َج ْي ِش َك ِِلََّن ُه ْابِني ،أَ ْذ َه ُب ِإَل ْي ِه ِب َح ٍّق " َ .وأَ َخ َذ َع ُّم ُه َي ْو ًما لَِي ْأِتي ِإَل ْي ِه َم َع ُرَؤ َسا ِ اْلَبَل ِدَ ،وَل َّما َجا ُ وا ِإَل ْي ِه َ اح َتَلُقوا ب ْي َن ب ِ الس ًَل ِم َوَرَّح َب ِب ِه ْم، اب َد ِارِه َو َم ْس ِج ِد ِهَ ،و َجاَ ُه ْم َوَبَّل َغ ُه ْم أَتَ َّم َّ َو ْ َ َ
وصاَفحهم مع تب ُّس ٍم وبشاش ِة وج ٍ طيب َّ َ َ الط َعا ِم َب ْي َن ْاِلُْرِز أ م ه م ع ط أ و ، ه ْ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ََ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ َّ اجتُ ُه ْم ِفي َذلِ َك َد َعاهُ َع ُّم ُه َب ْي َن أَ ْه ِل َواْل ُخ ْب ِز َوالل ْح ِم َحتَّى َشِب ُعواَ ،وَل َّما تَ َّم ْت َح َ اْلبَل ِد واِ ْخو ِان ِه ،وَقالُوا َله " :اْليوم ُن ِ ْ َ َ ص َح َاب َك أَ ْن َي ْرِج ُعوا ِإَلى أ ر م أ ت ن أ ب ح ُّ َ ْ ُ َُ ْ َ َ َ َ َْ َ ِِ ِ ِِ النصارى لِ َكي ُن ِ ك ِم ْن صل َح َب ْيَن َك َوَب ْيَن ُه ِلََنـّ َ ِب ًَلده ْمَ ،وتَ ْذ َه َب َم َعَنا ِإَلى َملك َّ َ َ ْ ْ أَبنا ِ اْلبَل ِدَِ ،ل يصلُح أَن تُـْف ِسد اْلبَلد ِ َّ صا َرى ِإ ْن َجا وا ِإَل ْي َك ُيْف ِس ُدو َن َّ الن ن ِل َ َ ََ َْ ُ ْ َْ َ َ ُ
اْلَقري َة ،وأَ ْن َت ُذو ِإ ْخو ٍ ِ ٍ السِّي ُد َل ُه ْم َ":يا َع ِّمي ِإِّني ُقْل ُت َل َك ال َّ ان َوعَيال" ثُ ـ َّم َق َ َ َْ َ ير سأُ ِقيل ِف ِ ِ ِ ِ ِ ين ِإ َّن َملِ َك َّ يه َم َع َك ، ُمْن ُذ َث َلث ِسن َ الن َص َارى َي ْف َع ُل َل َك ل َواء َكب ا َ ُ َّ ِ اء ِبلِ َواء ِم ْث ِل اْلَبْي ِت َوَن َصَب ُه َو َه َذا ُه َو اْلَي ْوُم الذي َعَنْي ُت ُه َ ،وَق ْد َو َج َد أََّن ُه َج َ لِع ِم ِه ِفي َذلِك اْليو ِم ُ ،ثـ َّم َقال َلهم ":أَْن ُتم ُت ِحُّبو َن أَن آمر ُنسور ِ هللا َ َْ ْ َُ ُ َ ْ َ ُْ َّ
هللا وي ِجيبو َن دعوَته (عَنى ِب َذلِك أَصحابه َّال ِ َّال ِذين يع ُفو َن ِنعم َة ِ آمُنوا ين ذ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ َْ َ ُ ُ ْ َ َ َ َْ ِب ِه وصَّد ُقوه ِفيما أَمره هللا وَت ِبع ِ يما أَ َمَر َو َما َن َهى)ُ ،ت ِحُّبو َن أَ ْن أُْرِس َل َ َ ُ َ ََ ُ ُ َ ُ ُ وه ف َ َت َل ِم ِ وت َك َما يذي َه ُؤَل ِء َوأَْبَقى َو ْح ِدي أَ ْذ َه ُب َم َع ُك ْم ِإَلى اْلَب ْح ِر لَِن ْص َ ط َاد اْل ُح َ ُكَّنا أَ َّولَ ،ذ ِل َك َل َي ُكو ُن أََبدا. - 31 -
َج َعَلِني هللا َفوَق ُكم وَفو َق اْل َخْل ِق ُكّلِ ِ َ اعا ، ق م ك ل و ط أ ا َن أ و ، م ه ام ًة َوأَ ْ ْ ُ َ ُ َ ط َوُل ُك ْم َب ً ُ ْ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ ِ ِ ٍ ِ اْلم ِ ِ صَبِني ام ُي ْ وم ُهَناَ ،وَِل َيْقد ُر أ َ َحد َعَل َّي ب َش ْي ،إ َّن هللاَ َن َ وف َِل أَُق ُ ام إ َم ُ َو َ ُ هنا ِ س واْل ِج ِن ،وَِل ي ِزيل َذلِك أ ِ ِ ِ َخ َذ ِبَي ِد ْابِن ِه ن اْل ن ي ب و ع َد ِل ْ ْ ْ َحد م َن اْل َخْل ِق" َوأ َ َُ ّ َ َ ُ ْ ُ َ َ ُ َ َ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ وت ِإ ْن َم ُ يسى َوَق َ ال " :أََنا َعل ْم ُت أَّني أ ُ َوَوزيره َو َخل َيفته ُرو ِح هللا َسّيدَنا ع َ جا أَجلِي وَل ِكن ِإن ِم ُّت وَلم يِ َم َرِني ِب ِه َرّبِي َسُيِت ُّم ُه َه َذا اْل ُغ ًَل ُم " أ ا م م ت َّ َ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ
ِ ِِ وهو ابن ثَم ِانَّي ٍة أَو ِتسع ٍة .ثُ َّم َق ِ ِ ِ ِ ْ َْ ال ل َع ّمه َوِا ْخ َوانه " :ا ْذ َهُبوا إ ْن َشا َ هللاُ َ َ َُ ْ ُ َ الظهر واْلعصر وَقال ِ سأَ ْفعل ما أَمرتُموِني ِب ِه " وصَّلى ُّ َص َحاِب ِه ُ " :ك ُّل ِل َْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َْ ُ نِب ٍي َله ِهجرة َفا ْذهبوا" وأَمر بعض أَزو ِ ِ ض اْلمو ِ َن َي ْذ َه ْب َن ِإَلى َب ْع ِ اض ِع، اجه أ ْ َ ّ ُ َْ ََ َُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ وَل َّما َّ ظهم وو َع َد ُهم ثَواب اْلمه ِ ِ ول َل ُه ْم ينَ ،وَق ْد َك َ اج ِر َ ان َيُق ُ َ صلى اْل َم ْغر َب َو َع َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َقبل َذلِك ":ثَ ًَل ُث سنو ٍ َش ُه ٍر َوثَ ًَلثَ ُة أََّيا ٍم "َ ،وَل ْم ُي ْخِب ْرُه ْم ِب َسَب ِب ات ،ثَ ًَلثَ ُة أ ْ َْ َ َ ََ َذلِك ،وَل َّما تَ َّمت ثَ ًَل ُث سنو ٍ ِ ِ ِ ات َجا هُ َّ صَّلى ْ َ ََ َ َ َم َرُه ْم باْله ْج َرة َوَل َّما َ ص َارى َفأ َ الن َ َ اس َذ َه َب ُه َو َوَل ْم َي ْش ُع ِر َّ ِفي َذلِ َك اْلَي ْو ِم اْل َم ْغ ِر َبَ ،و ْانتَ َش َر َّ اس ِب ِذ َهاِب ِه، الن ُ الن ُ يل ِمن أََق ِاربِ ِه تَو َّجه أَصحابه ِإَلى ُك ِل مو ِ ِ ِ ض ٍع َوَل َّما َعل ُموا أََّن ُه َذ َه َب َم َع َقل ٍ ْ َ َ ْ َ ُُ ّ َْ
ِِ يرجون وجوده ِف ِ ضعه ِإِلَّ َقلِيل ِ يه ،وَلم يعَلم مو ِ السِّي ُد أ ن م ال َّ ْ ُ ْ َ َ َص َحابه َ .ق َ َْ ُ َ ُ ُ َ ُ ْ ْ َ ْ ْ َ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ضع تَ ٍل وِرم ٍ ال- َع َ ْاِل ْ ظ ُمَ :ل َّما َبَل ْغ ُت في تْل َك اللْيَلة َم ْوض َع " َمل َك"َ -و ُه َو َم ْو ُ ّ َ َ ِ ِ ِ َي َك ْب ًًل – َوَل ْم أَ ْق ِد ْر َوَل َّما َبَل ْغتُ ُه َوأ ََرْد ُت ال ّذ َه َ اب َج َع َل هللاُ في ِر ْجلي َق ْي ًدا – أ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ن أْ ص ْار إ َّن هللاَ َن أَ ْذ َه َب َ ،وُقْل ُت ل َم ْن َمعي َكتَْفس ْير َع ْبد هللا َج ُل َ ،وج ْيرُ َ - 32 -
ِ ِ ِ السِّي ُد َو َم ْن َم َع ُه ِفي ُج ِاوَز ُهَنا " َ ،و َم َك َث َّ َج َع َل في ِر ْجلي َق ْي ًدا َِل أَْقد ُر أ ْ َن أ َ ِ ِ ِ َص َح ُاب ُه ِفي ِشَّد ٍةَ ،و َّ ض ُه ْم، اس ُي َع ّذُبو َن َب ْع َ الن ُ َذل َك اْل َم ْوض ِع ثَ ًَلثَ َة أََّيامٍَ ،وأ ْ
ويح َزُنو َن لِعد ِم رؤيِت ِه ،وأَمر ملِ َّ َّ ى طَلِب ِه ِفي ُك ِّل َق ْرَي ٍة ِم ْن الن ار ص الن ك اس ِب َ ُ ََ ْ َ َ َ ََ ُ َْ َ ََ َ ِ وف – ُق َرى َق ْو ِم ِه َّ ين َعَلى َذل َك – َك َد َك ْار – َوُك ْر – َوُوَك ْام – َوُي ْ الس ْب ِع ُم ْجَب ِر َ
وجاري – وامباو – وتَن ِكيج ،وجعلُوا َق ِ طَلِب ِه َ ،وَك ُانوا ب ش ود ق ي ا د ائ اب َق ْو ِم ِه لِ َ ُ َ ُ ً َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ََ َّ ِ ِ ض ِرُبو َن ُّ يم ِة ِم ْث َل ُكَّف ِار َم َّك َة ِفي َلْيَل ِة اْل ِه ْج َ ِرة ، َي ْ الد َ ف َوالطُب َ ول َكاْل َع ْرس َواْل َول َ وهو سِيد أَه ِل َزم ِان ِه ،وَلم يع ِرُفوا ح ِ اجتَ َم ُعوا ِفي ا م ل و . ه ون ب ل ط ي ن م ة ق ي ق ْ َّ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َْ َ َ ُ َ َ َ َُ َ ُّ ْ َ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َ ِِ ِ ف َّ الن َه ِار َو ُه ْم َحَي َارى ِم ْن صَ طَلبه في اْلَي ْو ِم الثالث م ْن ه ْج َرته َوَبَل ُغوا ُم ْنتَ َ أ َْم ِرِهَ ،وَل ْم َي ْع ِرُفوا َل ُه َخَب ًراَ ،و ُه َو َل ْي َس ِبَب ِع ٍيد َوَل ِك ْن َمَن َع ُه ْم هللاُ ِم ْن ُرْؤَيِت ِهَ ،وَل َّما ِ ِ ِ اهَنا َفْلَيأْتُوِنيَ ،وَل َّما ال َل ُه ُ :ق ْل َل ُه ْم أََنا َه ُ َعل َم تَ َعَب ُه ْم أ َْرَس َل إَل ْيه ْم َرُسوًِل َوَق َ ِ ُّ ِ ال َل ُه ْمَ " :فا ْف َعُلوا َما تُ ِر ُيدو َن ِبي " َقالُوا َجا ُ وا ُكل ُه ْم َكأََّن ُه ْم َج َّراد م َن اْل َك ْث َرةَ ،ق َ
َل ُهَ " :وهللاِ َِل َنْق ِد ُر َعَل ْي َك َّ ص َارى َِل ِب َم ِش َيئِتَنا ِِلََنـّ َك الن َ ِ َن ِْ اعَل ُموا أ َّ اب الَ " :يا َق ْوُم َف ْ ُي َس َّمى ِب َرْم َف ْ َج َ اْل َم َام َه َذا َل ْي َس َخ ْي ًار مَّنا أُما " َوأ َ ِ ِ ِ َّ ِ ك ِِل َّ ُم َك َفَل ْو َن أَِبي أََّو ُل َم ْن تََزَّو َج أ َّ ُم َ السّي ُد َوَق َ ُمي َخ ْير م ْن أ ّ ال َل ُه " :أ ّ ِب َشي ٍ ْ َسِّي ُدناَ
طَلبناك لِعد ِم اْلُقَّوِة واْلخو ِ ف ِم َن ِإَّنَنا َ ْ َ َ َ َ َ َْ ِ َه ِل َد َك ْار َو ُه َو ال َقائ ُد أ ْ َو َم ْوَِلَنا" ثُـ َّـم َق َ
ُمك ِم ْثل أ ِ ِ ظ َه ِار اب ِِْل ْ ُمي َِل تُ َـفار ُ ِق أَِبي" َوَذل َك اْل َج َو ُ َك َان ْت أ ُّ َ َ ّ ِ ِ ِ َِّ ِ َعَن ِاق ُك ْم ال َل ُه ْم َ " :ل ْوَِل ُس ْب َحات ُك ْم التي في أ ْ اْل َخ ْوف م ْن ُه ْم ثُ َّـم َق َ - 33 -
اعِت ِه َو َع َد ِم َش َج َ َِل تَْف َعُلو َن ِم ْث َل
ه َذا (أَي م َّرة أُخرى) .وه ِذ ِ َش َار ِإَل ْي َها أََّوًِل ،ثُ َّـم َي ِل ا ه َّ ام الثَّ ًَلثَ ُة ِه َي َّالِتي أ َ ََ َ ْ َ ً َْ ُ ِ ُّ ِ ضو َو َّ ضوَ هُ لِ ُرْؤَي ِة َْأر ِس ِه اس َي ْنتَظ ُرو َن ُو ُ الن ُ َجا َ َوَق َت الظ ْهر َوأ ََرَاد اْل ُو ُ َ و َشع ِرِه ِِلََّنهم س ِ َّ َحد َش ْع َر َْأر ِس ِهَ ،وَل َّما تََو َّ ضأَ َحتَّى أ ر ص ب ي ِل ه َن أ ا و ع م َ ُ ْ َ ْ َ ُُ ُ ُْ َ ُ ظ ْبي َو َه َر َب َّ اس ُكُّل ُه ْم ِإَل ْي ِه َ ،وأَتَ َّم ص َل ُق ْر َب َْأر ِس ِه َجا َ ِإَل ْي ِه ْم َ الن ُ َو َ وع ِهم وَلم يب ِ ص ُروا َْأر َس ُه َ .و َه َذا ِم ْن َع َج ِائِب ِه ِبُق ْد َرِة ُوضوَ هُ َق ْب َل ُرُج ِ ْ َ ْ ُ ْ ِ ِ ُّ ال َل ُه ْم :تََقَّد ُموا؛ أََنا َع ْب ُد ُك ْم َواْل َع ْب ُد َِل َيتََقَّد ُم ص ًَلة الظ ْه ِر َق َ َوَل َّما أَ َرَاد تَ ْأدَي َة َ َعَلى َسِّي ِد ِه َوأََنا َس ْبي َل ُك ْم َوأَ ْنتُ ْم َس َادِتي َ ،وَقاُلوا َل ُه َ :م َعا َذ هللاِ أَ ْن َنتََقَّد َم
السِّي ُد َّ هللاِ .
َعَل ْي َك وأَ ْن َت سِّي ُدَنا .ثُ َّم تََقَّدم و َّ ِ ِ ال َل ُه ْم َ :فْلَن ْذ َه ْب ِإَلى صلى به ْم ثُ َّم َق َ َ َ َ َ َ َّ ِ َّ وه ْم ِفي ِإ َازَل ِة َد ْع َوِتي ِإَلى هللاِ َ " .وَذ َه َب َم َع ُه ْم ِإَلى ص َارى الذ َ ين َرَج ْوتُ ُم ُ الن َ ِ ملِ ِ ص َارى َ ،وَل َّما َجا َّ َّ ظُّنوا الن ك اق َواْل ُمَن ِافُقو َن َ ،و َ اس َم َع ُه ا ْستَْب َش َر اْلُف َّس ُ الن ُ َ َ َ ِب ِه ِإَلى ِب ْير َم َع ُه ْم ِب َغ ْي ِر ِي ِ اج يس ْن َج ْ
ِ ك َّ ص َارى أَ ْن َي ْذ َهُبوا أََّن ُه ِلَ َي ْرِج ُع ِإَلى َد ِارِه أََب ًدا َ ،وأَ َم َر َمل ُ الن َ (م ِد َين ٍة م ْبِنَّي ٍة ِفي ج ِز ٍ يرة ِم ْن َج َزِائ ِر اْلَبَل ِد ْاِلَْرَب ِع ) َ ،وَذ َه َب َ َ َ َ ِسْل ِسَل ٍة ،وَف ِرَح أَ ْكَب ُر ْاِلَ ْع َدا ِ َع َداوًة ِفي َذلِ َك َّ الزم ِ ان َو ُه َو َم َسي َ َ َ ْ ِ ان َق ْب َل َذلِ َك َيتََو َّع ُدهُ لِ ِشَّد ِة َع َد َاوِت ِه َكأََّن ُه أَُبو َج ْه ِل َه ِذ ِه ْاِلُ َّم ِة َ .وَل َّما ِلََّن ُه َك َ ِ ِ ِِ ِ ِ َذ َه َب َّ ِ السّي ُد َم َع ُه ْم إَلى ب ْير َج َعُلوهُ في س ْجنه ْم َ ،وأَثَ َار هللاُ َس َح َاب ًة َس ْوَدا َ يح َش ِديد ٍة تَه ِدم بعض اْلِبنا ِ ِ ف طر َم َع ِر ٍ يها َم َ َ َ ْ ُ َْ َ َ ض ِر ُب ِّ اع ين َو َي ْج ِري ِفي اْل ِف َج ِ الرَب َ اج َي ْ اْل َم ْج ُذوبِ َ - 34 -
لِ ِشَّدِت َها َ ،حتَّى َخ َرَج أَ َح ُد ،وَيُق ِ ص ْوِت ِه " : َ ُ ول بأَ ْعَلى َ
ِِ ِ ك أَ ْخ ِر ُجوا َه َذا َّ وه َت ْهـل ُكوا َس ِريعا " ! َوَل َّما َف ِزُعوا لتْل َ السِّي َدِ ،إ ْن َل ْم ُت ْخ ِر ُج ُ ِ ِ ِ ِّ اشا الر ِ الس ْج ِنَ ،وأَ ْد َخُلوهُ ِفي َرْب ٍع َو ِاس ٍع َو َف َرُشوا َل ُه ِف َر ً يح أَ ْخ َر ُجوهُ م ْن َذل َك ّ جِيدا ِجدا وصُّبوا ِفي اْلبي ِت رمًلً َكِ طَّيبوه ونصبوا َله ِقد ارِ ِِلَج ِل اْلما ِ و ير ا ث َ ْ َ َ ًّ ُ ْ ُ ُ ً َْ َ ْ ً َ َ َُ َ َ َ ظُّنوا أََّنه ي ِحُّبه َك َّ ِ اختَ ُاروا َل ُه َو َج َعُلوا َل ُه ِفي اْلَب ْي ِت ُكَّل َما َ الط ْست َو َغ ْي ِرِهَ .و ْ ُ ُ ُ طب َخ َله ما ي ِح ُّب ِمن َّ ام أَرة صالِح ًة مؤ ِمَن ًة ِب ِه لِ الط َعا ِم ت ْ َ َ َْ ً َ َ ُْ ُ َ ُ َ ِ ون ُه ُك َّل اما َوُكُّل َما َ َوَيْق َ ور َ ظُّنوا أََّن ُه ُيحُّب ُهَ ،وَي ُز ُ ط ُعو َن َل ُه ُك َّل َي ْو ٍم ُقوتًا َوِا َد ً ون ُه لِْل َم ْأَرِة َوَي ْعتَِذ ُرو َن ِإَل ْي ِه ِبَق ْو ٍل َح َس ٍن َوَِل ُموا ِإ ْخ َو َان ُه َ .و َما َك ُانوا ُي ْع ُ طَ ُق ٍ وت ُهو ِرْزق لِْلم أَرِة ِِلََّن ُه َِل ي ْأ ُكل وَِل ي ْشرب ِإِلَّ َذو َق َشي ٍ َقلِ ٍ يل ْ َ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ ْ يل ِمن َّ ِ يخ أَو اْلبُق ِ اللَب ِن َِل َغ ْي َر َذلِ َك . اْلِب ِّ ول أَ ْو ُش ْر َب َقل ٍ َ ط ِ ْ َ
الصُبو ِح ، َو َّ َي ْو ٍم ِم ْن ِم َن
ِ ِِ وَل َّما َك ِ ِ يس ُه ْم َوُرْهَب َان ُه ْم لَِي ْن ُ َ َ ان في َذل َك اْلَب ْيتَ ،د َع ْوا ق ّس َ ظ ُروهَُ ،وَل َّما َجا َ أَحدهم ورآه خاَفه ِجدا وَلم يْق ِ طَل َب ِم ْرًآة َكِ َ َ ام ُه م أ ا ه ب ص ن و ة ير ب و ، ه ر ظ ن ي ن أ ر د َ ُ ْ َ ً ْ َ ُ ُْ َ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ لِي ْن ُ ِ السِّي ُد تَ َر َك َّ ظ َر ظ ُر ِفي ِتْل َك اْل ِم ْرِآةَ ،واِ َذا اْلتََف ْت ِإَل ْي ِه َّ الن َ ان َي ْن ُ يها ِإ َذا َك َ َ ظ َرهُ ف َ ظره َخرج وأَ ْغَلق اْلباب وَقال لِ َّ ص َارىَ " :ه َذا لن َوِا َذا أَ ْدَب َر َي ْن ُ ظ ُرهَُ ،وَل َّما أَتَ َّم َن َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ِ اجو َن ِإَل ْي ِه ؟ َفأَ ْرِج ُعوهُ ِإَلى َد ِارِه ِ ،إ ْن َف َعْلتُ ْم ِب ِه َما ُي ِس ُيئ ُه ْاب ُن هللا َ ،و َما تَ ْحتَ ُ تَهلِ يعا " .وَقاُلوا َل ُه َ " :ف ْارِج ْع ِ ِ ِ ن الِ " :لَ أَ ْرِج ُع ِإ َِّل ق ف " . ك ار د ى ل إ ر س و ك َ َ َ ُ َ َ َ ً َ ْ َ َ هللا ج ُّل " وهو سبق أَ ِن اعتـَقُلوه ِِلَج ِل َقو ِل ْاِلَعدا ِ ِف ِ م ِعي َت ْف ِسير عبد ِ يه. ْ َُْ َْ َ َ َُ َ َ َ َْ ُ ْ ْ َ
- 35 -
وَقال لِي سِيدنا ِإمام هللاَِ " :لوَِل عبد ِ هللا َج ُّل َِل أَ ْثُب ُت ِفي ِب ْير أَ ْكثَ َر ِم ْن ْ َُْ َ َ َ ُّ َ َ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ اق ص َد ُ يها ثَ ًَلثَ َة أَ ْش ُه ٍر ِلَ ْجل َعْبد هللا َج ُّل َ ،وَذل َك م ْ ثَ ًَلثَة أََّيا ٍمَ " .و َم َك َث ف َ َق ْولِ ِه ِفي أََّو ِل ْاِلَ ْم ِر َ ( :ث َل ُث َسَن َواتَ ،وَث َل َث ُة أَ ْش ُهر َ ،وَث َل َث ُة أََّيام) . معه ،وَل َّما س ِ َ ص َح ُاب ُه ِفي َم ِد َين ِة َد َك ْار أ ع م ََ ُ َ َ َ ْ ِإَلى َم ِد َين ِة َد َك ْارِ ،في َد ِار ِتْل ِم ِيذ ِه ْاِلَ ْكَب ِر
َوَل َّما تَ َّم ِت ْاِلَ ْش ُه ُر تََرُكوا التَّْف ِس َير وم ُه ِإَل ْي ِه ْم َجا ُ وهُ لَِي ِج ُيئوا َم َع ُه ُق ُد َ الص ِ الصَلو ِ وخلِيلِ ِه ِ يرِه ِوخلِ َيفِت ِه ِ ات اْل َخم ِ يق ِ ِ ِ ِ س أَِبي َب ْكر ِصَّل ْهَ ،وَل َّما ي ف ز و و د َّ ّ َ ََ ْ ّ َ َ وري وسَّلموا عَلي ِه ،وَف ِرحوا لِرؤيِت ِ نزُلوا ِفي َقري ِ ِ ان ْاِلَ ْع َدا َيْف َرُحو َن ك و ، ه ك ة َ ُ ََ َ ْ َ ْ َ َْ ُ ُ َ َ ََ ُ ُ
ظُّنوا ِف ِ ظ َّن ُّ يه َ لِ َغ ْيَبِت ِهَ ،و َ السوِ َ ،وَل ْم َي ْعَل ُموا أَ َّن أَ ْه َل هللاِ َِل ُيَف ِارُقو َن ِّ الشَّدةَ السِيد لِ ُّلرجوِع ِإَلى د ِارِه وو َ ِ ِ و ِاِلبِ ِ م ه ع م ام ق م ث ، ًل ت َّ َّ َ ُ َ َ ُ طنه َوَب َكى أَحَّب ُ ّ ُ َ اؤهُ ََ َ َ ُْ َ ْ َ ض ٍع نزل ِف ِ وري لِك ْث ِرة ع َ ِ ِ ِ ود ِه َلهم ِِلََّنه ُك َّل مو ِ ِ َّ ِ يه طائه َو ُج ِ ُ ْ ُ الساكُنو َن في َق ْرَية ُك ِ َ َ َ ََ َ َْ ض ِع ويْق ِ ط ِعم أَهل َذلِك اْلمو ِ ضي َح َو ِائ َج ُه ْم َحتَّى َي ْرتَ ِح َل ِم ْن ُه . َ ََ ض ْيًفا ُي ْ ُ ْ َ َ َ ْ ِ ِ ص َحاِب ِه ِفي م ْرسى ُك ِ اه ْم وري َعَلى َساح ِل اْلَب ْح ِرَ ،د َع ُ َوَل َّما ُرئ َي َم َع أَ ْ َ َ ِ السِّي ُد ، اختَ َارَها َّ اب ُّ ال َرُجل ِم ْن ُه ْمِ ":ج ُيئوا ِإَلى َس ِف َينتيَ " ،و ْ ص َح ُ السُف ِن َوَق َ أَ ْ
َل ِكن اتََّب َع َوتََو َّج َه ْت
الس ِفين َة َّالِ ِ َ ص َح ُاب ُه، أ ا ه ار ت اخ ي ت َ ْ يما ْ اختَ ُاروهُ َوَد َخُلوا َّ َ َ َ ْ أَ ْ ص َح َاب ُه ف َ ِ يق َد َك ْار َّال ِذي ُي ِر ُيدو َنَ ،وَو َج ُدوا يج َوتَ َرَك ْت َ َم َع ُه ْم َن ْح َو َتْنك ْ ط ِر َ
الس ِفين َة َّالِتي َك ِ السِّي ُد اختَ َارَها َّ ان َقد ْ َّ َ َ
َّ ِ ال َذ َهَب ْت إَلى َد َكاْر َحتى َرَج َع ْت ،ثُ َّم َق َ
- 36 -
السِيد ِ الس ِفين ِة " :يا َشيخ ِ ،جئ ِإَلى س ِفينِ احب ِ ص ِ ص َحاِب ِه ِل ال ق و " ي ت ك ل ت َ ْ َّ َّ َ ُ َ َ ُ َ ْ ّ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ " َفْلندخل ِفي َّ ِ ِ ِ ام هللاِ ِبأََّن ُه َل ِو الس ِف َينة َّالتي ُك ْن ُت ْ َْ ُ ْ اختَ ْرتُ َها" ،ثُ َّم أَ ْخَب َرُه ْم إ َم ُ صدًقا و ِ صد ٍق ،وَقال هو َك ِذباَ ،ليص ِرَف َّن هللا َك ِذبه ِ الناس ِفي ِ ص ْدَق ُه ْم ْ ْ ُ ُ ْ َ َ ً اجتَ َم َع َّ ُ ُ ْ َ َ َ َ السِّي ُد َن ْح َو َد ِار َحِبيِب ِه َو َخلِيلِ ِه الس ِف َين ِة ِإَلى اْلَب ِّر ،تََو َّج َه َّ َك ِذًباَ .وَل َّما َن َزُلوا ِم َن َّ َّ ِ ِوِتْل ِم ِيذ ِه ْاِلَ ْكب ِر أَِبي ب ْكر ال ِصِّد ِ ِ ان َق ْب َل َد ْع َوِت ِه َعالِ ًما َعاِب ًدا يق صَّل ْه ،الذي َك َ َ ّ َ وِرعا ع ِاد ًِل ،وَكان َق ِ اضي اْلَبَل ِد أَ ْرَب َع َع ْش َرَة َسَن ًة. َ َ َ ً َ َ ظه َر سِّي ُد أَ ْه ِل َزم ِان ِه ا ِ ظه ِ ور َع َج ِائِب ِه ،آ َم َن ِب ِه م ْل ام اْل ُم ْنـتَـ َ ظ ُر َم َع ُ ُ َ َ َوَل َّما َ َ َ ُ ِ ِ ِ آم َن ِب ِه َع َزَل ُه صَّدَق ُه ِلََّن ُه أ ََراهُ هللاُ َع ًَل َمتَ ُه ُرْؤًيا َق ْب َل َذل َك في اْل َمَنامَِ ،وَل َّما َ َو َ
أَهل اْلبَل ِد ِمن اْلَقضا ِ ِِْل ِ ِ ِ ِ صَّلى هللاُ َعَل ْي ِه ْ َ ُْ َ يمانه به َ َ ِِ يق َلم يب ِ ال ِب َع ْزلِ ِهم لِما آم َن ِب ِ ِ َّ الزم ِ ان ّ الصّد ُ ْ ُ َ صاحب َ ْ َ َ َ مؤ ِم ٍن ومؤ ِمن ٍة َ ،ل ِكن َِل ي ِ َّ ضلِ ِه َوِن ْع َمِت ِه َوَر ْح َمِت ِه ُْ َ ُْ َ صّدُق ُه ِإِل َم ْن َوَّفَق ُه هللاُ ِبَف ْ ْ َُ ِ ين . ان أَ ْه ُل هللا ْاِلََّولِ َ َك َما َك َ َو َسَّل َمَ ،و ُه َو أَ ْي أَُبو َب ْكر َّ ِ ان َي َوُّد ُرْؤَيتَ ُه ُك ُّل الذي َك َ
وَل َّما رجع ِمن ِمحنِت ِه ،ونزل دار حِبيِب ِه و ِ صد ِيق ِه ْاِلَ ْكَب ِر و َش ْي ِخ ِْ اْل ْس ًَل ِم أَِبي َ َ َ َ ْ ْ َ َ ََ َ َ َ َ َ َ ِ َب ْكر َزَّوج ُه ِب ْنتَ ُه اْل َك ِريم َة ،وم َك َث ِفي َد ِارِ ِ َّ ك ق و . ة ل ي و ط ة د م ه َ َ ً َ ً ال َل ُه َمل ُ َ َ َ ُ َ ََ َّ ص َارى : الن َ
- 37 -
" َِل تَرِجع ِإَلى د ِارك حتَّى نخ ِ اص َم َق ْو َم َك َ َ َ َُ ْ ْ ك َما أَ ْف َس ْدَنا َد َار َكَ ،وَِل َن ْت ُرُك ُه ْم َحتَّى َيْق ُ ضوا َل َ
َّ ِ ين َو ُشوا َب ْيَنَنا َوَب ْيَن َك َحتَّى الذ َ ف ِفي َد ِار َك " َتَل َ
ِ ِ اجتَ َم ُعوا ِفي َم ْح َك َم ِة َّ ال، َوَل َّما َد َعا َق ْو َم ُهَ ،و ْ ص َّدُقوهُ في ُك ّل َما َق َ ص َارىَ ،و َ الن َ ف َوَك َّذُبوا َق ْو َم ُه ِفي ُك ِّل َما َقاُلوا َ ،و َ طَلُبوا ِر َ ضاهُ َوَقاُلوا َل ُه " َن ْدَف ُع َل َك َما َتَل َ
ِ ِ ِ ِِ ال َل ُه ْم " : في َد ِار َكَ ،وَن ْتَب ُع َق ْو َم َك ِلََّن ُه َق ْد َف َس َد ْت َد ُار َك ب َسَببه ْم" َوَق َ وه ْم ،تََرْكتُ ُه ْم َِّلِ" . اُ ْت ُرُك ُ
َو ِم ْن َع َج ِائِب ِه ِبُق ْد َرِة هللاِ ،أََّن ُه ير ِم ْن أَ ْه ِل َد َك ْار لَِي ْح ُرثُوا َل ُه َوَكِث اً ِ ير ِمن َّ الط َعا ِم َ ،وَل ِك ْن استَ ْ طَب َخ َكث ًا َ َو ْ أَحد أَن ي ْشِبعهم ِمن َّ الط َعا ِم َوَل َّما َ ْ ُ َُْ َ
ِ وف ، يجَ ،وأَ ْه َل ُي ْ استَ ْع َم َل أَ ْه َل َج ُار ْي ك ْ ْ ين َ ،وَذَب َح َبَق َرتَْي ِن ، ُب ْستَ َان ُه ِفي َك ْمَب ِر ْ َكثَُر َّ ظ َّن أََّن ُه اس ِجدا َحتَّى ُ الن ُ أُح ِ ظ َّن أََق ِارُب ُه ض َر ِت ْاِلََو ِاني َ ْ
َِل َيْق ِد ُر أَ َّن َه ِذ ِه
ِ طَلب هو ِإَنا و ِ ْاِلََو ِاني َِل َيـ ْشَب ُع َّ اح ًدا ِم َن ْاِلََو ِاني َ ،وأَ َخ َذ الن ُ اس م ْن َها َ ،و َ َ ُ َ ً َ َ ِ ض ًة ،وَد َعا ِفيها ،وَقال ِِلََق ِاربِ ِهَ " :ف ُخ ُذوا ِم ْن َه َذا ِْ ب ق ه ن م اخلِ ُ َ اْلَنا ِ َ ،و ْ ْ َ ُ ْ طوهُ َ َ َ َ ِفي ْاِلََو ِاني" َ ،وَل َّما َف َعُلوا َذلِ َك َ ،جا َّ اس َكأََّن ُه ْم َج َراد ِم َن اْل َك ْث َرِة ،أَ َكُلوا الن ُ َ
ُكُّلهم حتَّى َشِبعوا ِمن ِ يق و َّ ص ْن ِ ف ُك ِ الس ِ ِ ِ الل ْح ِم و و ز ر اِل ن ي ب ، م ا ع ط ل ُ ٍ َّ َ ْ ْ َ ْ ْ َ ّ َ ُ ُْ َ َ َ طعام مخُلوط ِف ِ ِ يه َبُقول َو ُخ ْبز َوَل ْحم َو ُس َّكر َواْل َم ْخُلوط أَ ْي ( َر ُك ) ُ :ه َو َ َ َ ْ الطعام .وَل َّما َشِبعوا َكأَ َّن َّ و َغيره ِم َّما يح ِسن َّ الط َع َام َل ْم ُي ْؤَك ْل ِم ْن ُه ِإِلَّ َقلِيًلً، ُْ ُ ُ َ ُُْ ََ َ - 38 -
وب ِقي ِت ْاِلَو ِاني م ْْلَى ،وبعضهم حمُلوا َّ طُبو ِخ الط َع َام ِإَلى ِدَي ِارِه ْمَ ،ب ْي َن اْل َم ْ ََ َ َ ََْ ُ ُْ َ َ َ َو ْاِلَ ْخَبا ِزَ ،و َع ِجُبوا ِم ْن أَ ْم ِرِه ِفي َذلِ َك اْلَي ْو ِم. ِ ٍ ِ َّ ِ اللم ِ س َواْل َم ْس ِح ِبَي ِد ِه ضا َك َ َوأَ ْي ً ان ُي َد ِاوي ْاِلَ ْم َر َ اض م ْن ُك ّل َم ِريض ب ْ اْلك ِر ِ ِِ ِ ض ض اْل َم ْر َ ض َي ْنـُفـ ُخ في ِه ْمَ ،واْلَب ْع ُ ضى َي ْم َس ُح ُه ْم ِبَيدهَ ،واْلَب ْع ُ يمةَ ،وَب ْع ُ َ َ ط ِن ص ِ اح ِب اْلم َر ِ ض ،أَ ْو ُي ْع ِطي ض ِم ْن َب ْ َي ُم ُّ ص ُه ْم َحتَّى َي ْخ ُرَج اْل َم َر ُ َ َ ِ امتَ ُه ،أَ ْو َي ْد ُعو َل ُه َ .وُك ُّل يض لِ َس َان ُه َفَي ُم َّ اْل َم ِر َ ص ُه ،أَ ْو ُيْلب َس ُه ثَ ْوَب ُه ،أَ ْو َع َم َ ِ ِ ِ ِ ِِ ان يعاِ ،ب َع ْو ِن هللا َوُق ْد َرِتهَ ،و َما َك َ َن ْوٍع م ْن َهذه ْاِل َْن َوا ِع َي ْب َأُر ِبه اْل َم ِر ُ يض َس ِر ً يد ِاوي ِب ِه ِلَ يْق ِدر أَحد أَن يح ِ صي ُه .و ِجي ِإَلي ِه يوما ِبرج ٍل محم ٍ ولَ ،ل ْم َُ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َْ ً َ ُ َ ْ ُ
ف َي َع ِر ْ َق ِ ص َيرًة
ِ ِ ِ بين َّ الل ْي ِل َو َّ الن َه ِار ِلَ ْج ِل اْل َو َج ِعَ ،وُوض َع َب ْي َن َي َد ْيهَ ،وَد َعا َل ُه ُمَّدةً َْ َ طَلب ما وغسل ِإبهام ِرجلِ ِ الِ :ا ْفتَ ُحوا لِي َف َم ُه َوَل َّما ق و ى، ن م ي ل ا ه ْ َ َ ثُ َّم َ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ُْ
َفتحوا َفمه أَدخل ِف ِ يه َُ َُ ْ َ َ ِ ال: َقليًلً ثُ َّم َق َامَ ،فَق َ يع. الس ِر ِ َّ
ِ ام ُهَ ،وَل َّما َج َعَل ُه ِفي إ ْب َه َ َم ْن أَتَى ِبي ِإَلى ُهَنا
ِِ ِ اض ِط َارِب ِه، َفمهَ ،س َك َن م ِن ْ ؟ َو َع ِج َب اْل َجالِ ُسو َن ِم ْن
َوَن َام ُب ْرِئ ِه
و ِمن عج ِائِب ِه ِبُقد ِرة هللاِ اشتَه َر أَ ْم ُرهُ ِفي اْلُبْل َد ِ ان ، و ر ه ظ ا م ل ، ى ل ا ع ت َّ َ َ َ ْ َ َ َ َْ َ ْ ََ َ َ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ اس ُم َق َام َشَياط ُ ين ْاْلَنس َواْلج ِّن لُيْفس ُدوا أَ ْم َرهُ َ ،وَذل َك َل َّما أَ َرَاد تًَلَمي ُذ َس َّك ْل ( ْ َقري ٍة ) أَن ي ْأتُوا ِإَلي ِه ،وِفي ِهم مَقَّدمهم ِ ان َّ يخ م َّمْر َجاي ُ ،ذو ِْ اْليم ِ الش ِد ِيد ش ْ ْ َ َْ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ ُُْ - 39 -
ِ َواْلَي ِق ِ ال " :أََنا أَ ْذ َه ُب َم َع ُك ْم ِإَلى َش ْي ِخ ُك ْم ينَ ،وِلََق ُ اه ْم َعُلوج َع َجميَ ،وَق َ ِ ِ ِِ صالِ ًحاَ ،و ُه َو يضاَ ،و َ آم ْن ُت ِبه " َو ُه َو ِلَِبس ثَي ًابا ِب ً ظُّنوهُ َرُجًلً َ ِلَّني َ طان .وَل َّما َجا وا م َع ُه ،وَد َخُلوا َد َار ِْ ظ ِر َب ْع َد اْل َم ْغ ِر ِبَ ،و َسَّل ُموا اْل َما ِم اْل ُم ْنتَ َ َ َش ْي َ َ ُ َ ِ ِ َعَل ْي ِه ،وأَس َّر َّ ِ ِ الرُج ُل ِلَ َيْق ُر ْب ِم ْن ُه أَ َحدَ ،و َم ْن الَ " :ه َذا َّ السّي ُد إَلى َب ْعضه ْم َوَق َ َ َ ِ اغتَ َسلُوا َو َجَل ُسوا َ ،وا ْح َتَلُقوا َي ْذ ُك ُرو َن هللاَ ، َيْق ُر ْب ِم ْن ُه َي ْرتََّد َع ْن ِد ِينه "َ ،وَل َّما ْ
طان يغِني معهم ِبغي ِر ِذ ْك ِر هللاِ و َّ الش ْي َ ُ ُ َ ّ َ َ ُ ْ َ ْ َ ِإَلى َحْلَقِت ِه ْم َ ،جا َ ِإَل ْي ِه أ ِ َي اْل َعُلو َج
يح َ ،وَل َّما َخ َرَج الص ِح ِ َّ َّ الش ْي َ طَ انَ ،و َج َع َل َي َدهُ
ظ ُم َّ السِّي ُد ْاِلَ ْع َ ِ يم َة َعَلى اْل َكر َ
ِِ ال َل ُه َ " :م ْن أَ ْن َت ؟ َم ْن أَ ْد َخَل َك ِفي َد ِاري ؟" َوَب َكى ُب َكا ً َش ِد ًيدا َْأرسهَ ،وَق َ وَقال " :أَنا اس ِمي سج ْغ ِس ِري ِري ،ومس َكِ اس ُم َق ْرَي ٍة لِْل ُكَّف ِار و ه : وت د ي ن ْ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ََْ َ ْ ،وَك َان ْت َع َادتُهم ِفي أََّو ِل َّ ان ِإَلى َذلِ َك اْل َوْق ِت ُش ْر ُب اْل َخ ْم ِر َ ،و ِّ الزم ِ الزَنى ، َ َ ُْ َوَق ْت ُل م ْن م َّر َعَل ْي ِهم َو ِعَب َادةُ ْاِلَْوثَ ِ السِّي ُدُ ":ق ْم َوا ْذ َه ْب "، ال َل ُه َّ ان َ .وَل َّما َق َ ْ َ َ اتَ ،وَل ْم َي ْرِج ْع ِم ْثُل ُه ِم ْن َق ْو ِم ِه. َوَل َّما َرَج َع َم َ
وأَيضا ِمن عج ِائِب ِه ِبُقد ِرة هللاِ ام َأَرة ِم ْن ِع ْن ِد ُكو ِري، ه ت ا ج ، ى ل ا ع ت َ ْ َ ًَْ ُ َ َ َْ ْ ََ َ ْ صِبَّية وِهي تُ َغِّني ،وتُ ْخِب ُر ِفي َب ْع ِ ض ْاِلََّيا ِم َش ْيًئا تُ ِح ُّق َي ْو ًما َوتَ ْك ِذ ُب َي ْو ًما، َ َ َ َ وصَّدَقها َقومها ِ الن ِ ولَ ،و َّاد َع ْوا َل َها اْل ِوَِلَي َة َ ،و َجا ْت ِإَل ْي ِه َي ْو ًما َم َع َّ اس ق ت ا يم ف ُ َ ُ َ َ َ ْ َُ َ َ - 40 -
ِإ َم َام هللاِ ،أََنا ِ َن َحد أ ْ َيْقد ُر أ َ
،وَل َّما َر َ ِ ط ْتَ ،وَقاَل ْت َ " :ك َشْفتَِني َيا ام َنَف َخ َها َف َسَق َ َ آها ْاْل َم ُ طانة" َفَل َّما رجعت ماتَت .وَل َّما علِم ِت َّ ِ ين أََّن ُه ِلَ َش ْي َ َ الشَياط ُ َََ ْ َ ْ َ َ َ َن َّ ُيْف ِس َد َل ُه َش ْيًئا َه َرُبوا ِم ْن ُه َوَل ْم َيأْتُوهُ ِإِلَّ ِم ْن ِج َه ِة َق ْو ِم ِه ِِل َّ ان َق َّـل َما الش ْي َ طَ َفارق َغير ْاِل َْنِبيا ِ صَّلى هللا عَلي ِهم أ ِ ين. َج َمع َ ُ َْ ْ ْ َ َ َْ َ َ
َحد ِب َشي ٍ ِم َن ُّ الض ِّر َواْل َك ْي ِد، َوَل َّما َعلِ َم َق ْو ُم ُه أََّن ُه ِلَ َيْق ِد ُر َعَل ْي ِه أ َ ْ وَف َشا ِعْلمه وعج ِائبه ِب ًَل ِق ار ٍ ضهم َذا أَ ْوثَ ٍ ض ُه ْم ع ب ان ك و وه د س ح ، ة َ ُ ان َ ،وَب ْع ُ ُ َ ُُ َ َ َ ُُ ْ َ َ ََ ُ َ َ َ ُْ َذا ِسح ٍر ،واْلبعض َلهم صنم ي ْخِبر َشيًئا ِمن ِع ْن ِد ِه ،ولِبع ِ ض ِه ْم ُعود ْ َ َْ ُ ُْ َ َ ُ ُ ْ َ َْ ْ منصوب و ار بيِت ِ صُّبو َن َعَل ْي ِه الَّلَب َن َو ُّ الد ْخ َن اْل ُم َدَّق َق َم َع اْل َما ِ ُك َّل َي ْو ٍم ي ، ه َ َ َ َْ َُ َْ ُ ِ ِِ ِ ِ ِ ِِ ِِ ٍ ِ ِ ص ٍة، َ ،وَي ْستَ ْخب ُرو َن اْلعْل َم به َم َع عَب َادته ْم َّل تَ َعاَلى َ ،و َه َذا َل ْي َس بعَب َادة َخال َ ِ ِ ِ ِ ِ ط ُه َّن، ط ِانَّية تَتَ َخَّب ُ انَ ،و َم َع ُه َّن ِرَياح َش ْي َ ان أَ ْكثَ ُر ن َسائ ِه ْم في عَب َادة ْاِلَْوثَ َ َوَك َ ِ ِ ويخِبرن ِب َشي ٍ ِمن ِجهِت ِه َّن ِمن َ ِ ِ ِ ين َُ ْ ْ َ الكذ ِب َواْلِب ْد َعةَ .وَل ُه َّن م ْن َذل َك َشَياط ُ َ ْ َ ْ ِ النص ِب ،وُقدور َّ ِ ِ اللَب ِن َ ُ ُ َكب َيرة َو َش ْي َخات تَْنص ُب َل ُه َّن َوُق ُدور ُيريُقوَن َها تَ ْح َت َّ َ ات .واْلعج ِ ظور ِ و َغير َذلِك ِ ِ َ اب أَ َح ًدا َشي ِم َن ص أ ا ذ إ ز ائ ح م ل ا ن م ْ ُ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُْ َ َ َ ْ ِ اْلم َر ِ ونها ِّ ض َيُقْل َن ِإَّنها ِّ يها ِب ِعْل ِم يح َوِه َي َش ْي َ الر َ الر ُ يحَ ،وَيُقْل َن ُن َداو َ ط َانة ُي َس ُّم َ َ َ َ ان ،ويجعْلن لِ َذلِك ولِيم ًة تُجمع ِفيها ِ النسا وا ِ ان َوأَ ْه ُل اْل ِف ْس ِق، ّ لص ْبَي ُ ْاِلَْوثَ ِ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ّ َ َ َ َُْ َ ض ِرْب َن وُيصِّفْق َن وَي ْرُقص َن ،وَي ْذَب ْح َن ِفيها اْلَبَقر و َّ َوَل ُه َّن ُّ الشا َة ، الد ُّ ود َي ْ ف َواْل ُع ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ
- 41 -
الدم اْلمسُفوح اْلمح َّرم َة ،ويجمعن اْلمح َّرم ِ ات ُكَّل َها ِفي َد َو ِائ ِه َّنَ ،وِا ْن َو ْ يش َرْب َن َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ يح َّ طِ ان أَ َج َاب ُه َّن َعَلى َذلِ َك َ ،و َعلِ َم أََّن ُه َّن ِم ْن أَ ْهلِ ِهَ ،واِ ْن الش ْي َ َك َ ان اْل َم َر ُ ض ِر َ ِ ض ِّ يض ِفي َد َواِئ ِه َّن، الر ِ يح ِلَ َي ْنَف ُع ُه َش ْيًئاَ ،وُرَّب َما َم َ ات اْل َم ِر ُ َل ْم َي ُك ْن َذل َك َم َر َ ِ َي اْلم ِريض تَأَ َّخر ِفي اْلم ِجي ِ ِ َوُقْل َن ِإ َّن َش ْي َ ط َان ُه َّن َغض َب َوَك ِرَه ِإ ْتَي َان ُه ِلََّن ُه أ ِ َ َ َ َ طاِنَّية َ ،واِ ْن َ ،و َه َذا ُكُّل ُه َك ِذب َوبِ ْد َعة َو َش ْي َ يق َعَل ْي ِه َش ْيئاً َل ُه ُعود أَ ْو َح َجر َي ْعُب ُدهُُ ،وُي ِر ُ ان َه َذا َع َادتَ ُه ْم ِم ْن أََّو ِل َح َّرَم هللاُ ِإ َارَقتَ ُهَ .وَك َ َوَل َّما َجا َ َم َّس َها ِفي
طان ٍة ِم ْنه َّن ،ن ِ ص َب ُ ُ ص َّح ُذو َش ْي َ َ َ ِ َّ اللب ِن واْلم ْأ ُك ِ ول ِم َّما ُك َّل َي ْو ٍم م َن َ َ َ َّ الزم ِ ان ِإَلى ْاْل ِن. َ
ِ اشتَ َه َر أَ ْم ُرهُُ ،ك ُّل َم ْن ام هللاِ اْل ُم ْنتَ َ ظ ُر َو ْ إ َم ُ ِ ِ ِِ ِ يم ِة ،أَ ْو َنَف َخ َعَل ْي َها َخ َرَج َْأرس َها بَيده اْل َكر َ
أَتَاه ِمن اْلمؤ ِمن ِ ات ِإ ْن ُ َ ُْ َ طاُن َهاَ ،وُي ْخِب ُر ِبأََّن ُه َش ْي َ
ُف ًَلن ِس ِر ِ اسم أَ ْع َج ِمي َحتَّى َل ْم َي ْب َق َم َع َها ال أََنا ُك ْ يري ،أَ ْو َق َ ور ،أَ ِي ْ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ َش ْي َ صَب َح ْت ُم ْسل َم ًة ُم ْؤ ِمَن ًة م ْن أَ ْهل ْاْل ْس ًَل ِم َ ،حتى إ َّن تَ ًَلمي َذهُ طان َ ،فأَ ْ اض ِب ِذ ْك ِر هللاِ َ ،فتَخرج َّ ِ اب َه ِذ ِه ْاِلَم َر ِ ين َحتَّى الشَياط ُ ُْ ُ َص َح َ ْ َك ُانوا ُي َد ُاوو َن أ ْ الًلِتي أَبين ،ب ِقين مع َشي ِ تُصِبح ص ِحيح ًة .و َّ اط ِين ِه َّن ِإَلى اْل َم ْو ِت ،أَ َعا َذَنا َْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ هللاُ ِم ْن َذلِ َك.
- 42 -
ِِ ِ ِ طال ْاِلَم ُر وَلم ُي ْؤ ِمُنوا ِبأَم ِر هللاِ ،أَم َر ِ ال" : م إ ام هللا بتَ ْرك َذل َكَ ،وَق َ ْ َوَل َّما َ َ ْ َ ْ َ َُ ِإ َّن َذلِ َك َج َعَل ُه هللاُ َزًادا لُِي ْؤ ِمُنوا ِباهللِ َوبِ َرُسولِ ِهَ ،وَل َّما َل ْم ُي ْؤ ِمُنوا ِبأَ ْم ِر هللاِ ، وه ْم". َف ْات ُرُك ُ و ِم ْن َع َج ِائِب ِه ِبُق ْد َ ِرة هللاِ تَ َعاَلى ،أََّن ُه أَ ْجوُد ِم َن اْلم ْزِن َ َ ُ الناس ما ي ْأِت ِ ِ يه ِم َن ْاِلَمو ِ َّ ِ ِ ال، ال َ ،وَك َ ان ُي ْعطي َّ َ َ َ الس ْيل إ َذا َس َ َْ
ِإ َذا َس َّحَ ،و ِم َن ط ِع ُم ُك َّل َم ْن َوُي ْ
ير أَ ِو ام أَرة ِ ،لَ ي ْترك أَحدا ي ْأِت ِ جا ِإَلي ِه ،وَلو ص ِ يه َوَي ْذ َه ُب ِب َغ ْي ِر أَ ْك ٍل. ا غ ً ً ُ َ َ ْ َُ َ َ َْ َْ َ ً طيب َّ ظ َرهَُ ،وَِل الط َعا ِم َ ،وُي ْ َوَي ْ ط ِع ُم ُه َم ْن َزَارهُ َو َجا َ لُِي َسّلِ َم َعَل ْي ِه أَ ْو لَِي ْن ُ طَب ُخ أَ ْ َ َ الصب ِح واْلمسا ِ وَِل يع ِ تَن َ ِ ِ طعاما و ِ ان ُق ُد ِ اح ًداِ ،إ ْن ي ط َ ْ طفئُ ن َير ُ ورِهَ ،ب ْي َن ُّ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ً َ طى ِإنا ْاِلُرِز حتَّى شِبع ْاْل ِكُلون ،أَتى ِبِإنا ٍ آخر ِف ِ يه ُخ ْبز َوَل ْحم َوَبُقول َ َ َ ََ أَ ْع َ َ َ ْ َ َ َ َو َغ ْي ُر َذلِ َك ِم َّما ُه َو ُحْلو ِجدا.
َوَل ْم َي ُك ْن َل ُه َشي ِم َن اْل َه ِّم َغ ْي َر ِذ ْك ِر َرّبِ ِه ْ الطعا ِم ،وِاعان ِة اْلمؤ ِمِنين ،وِا َغاثَ ِة اْلُفَق ار ِ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ِ ِ ِ ص َل ضا ُ َواْل ُح َّس ُادَ ،وَك َ َس َوا ً َعَلى َذل َك ْاِلَحَّبا ُ َواْلُب َغ َ ان ُي ْعطي ُك َّل َما َو َ ِ ِ ِ َّ ك َش ْيًئاَ ،وَِل تََّد ِخ ُر َش ْيًئاَ ،وأَ ْن َت ُذو ال َل ُه أََق ِارُب ُه ":أَ ْن َت َِل تَ ْت ُر ُ إَلى َيده َحتى َق َ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ وت، ال َل ُه ْم " :أََنا َعل ْم ُت أَّني أَ ُم ُ ال َِ ":ل أََّدخ ُر َب ْل أُ ْعطي" ثُ َّم َق َ عَيال" َفَق َ طا ِ اْلم ِ ط َعا ِم الَ ،واِ ْ َو َّ الص ًَل ِة َواِ ْع َ َ َكاْلعج ِائ ِز واْلمس ِ اك ِ ين َو َغ ْي ِرِه ْم، ََ َ ََ
وِان ِم ُّت َِل ي ْأِت ِيني أَحد ِبمالِي ،وأَ َّن اْلمو ِ ض َع َّال ِذي َعلِ ْم ُت أَِّني أ َْنتَِق ُل ِم ْن ُه َ ْ َ َْ َ َ َ - 43 -
وَِل أَرِجع ِإَلي ِه ،واِن ترْكت مالِي ِف ِ يه َِل َي ْأِت ِيني ِب ِه أَ َحد َوَِل ُي ْرِسُل ُه ِإَل َّي أَ َحد، َ ْ ُ ْ َ ْ ََ ُ َ َِل أَ ْترك ِف ِ يه َمالِي" . ُُ ود ِه وَكرِم ِه ،يع ِطي َقوم ُه ُك َّل َشي ٍ ِم َن اْلم ِ ان ِم ْن َك ْث ِرة ج ِ الَ ،ب ْي َن اْلَبَق ِر َوَك َ ْ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ الس ِفيَن ِة ،وُك ِ و َّ اجو َن ِإَل ْي ِهَ ،ي ْأتُو َن ِإَل ْي ِه َوُي ِع ُين ُه ْم َعَلى ت ح ي ا م ل اة َواْل ِح َم ِار َو َّ َ الش َ ْ َ ُ َ َ ّ َ ِ ِ ِ َذلِك ،مع عد ِم ِإ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يما َحَّي َرُه ْم يس ُه ْمَ ،وَي ْأتُو َن إَل ْيه ف َ يمانه ْم بهَ ،وَلكَّن ُه ْم َج َعُلوهُ َرئ َ َ َ َ ََ َ أَ ْو َد َه َم ُه ْم.
وَكان ي ْكِ اْلع َان َة َلهم ،وَِل ي ِح ُّب أَن ي َكّلِ ِ َحد ِم ْن ُه ْم ِب َشي ٍ ِإ َِّل َخ ْي ًار، أ ه م ر ث ْ ْ ُ َ ُْ َ ُ ُ ُ َ َ َ ُ ُ ْ وهو أَر ُّق اْلَقْل ِب عَلى ُك ِل مسلِ ٍم ،وَِل ي ِح ُّب ِإ َِّل نجاة ُك ِل مسلِ ٍم ،وهم ج ِ اهُلو َن َ ّ ُْ َ ُ َ َ َ ّ ُ ْ َ ُْ َ َ َُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ينَ ،ل ْو َعلِ َم ُه َّ ِبأَ ْم ِرِه أَ ْو َكاف ُرو َن ِبَنعيم ِه ْم ِلََّن ُه َر ْح َمة لْل ُم ْؤ ِمن َ الن ُ صَّدُقوهُ اس َو َ َّ ِ ِ ِ ضَل ُه ْم ينَ ،وَلك ْن ُرَّب َما تَ َر َك َق ْوُم َنِب ٍّي أَ ْو َولِ ٍّي َف ْ يس اللع ُ َواتََّب ُعوا أَ ْم َرهُ َلَب َكى ِإْبل ُ ِب َغ ْي ِر ِعْل ٍم أَ ْو تََرُكوهُ تَ ْك ِذ ًيبا أَ ْو َح َس ًداِِ ،لَ َّن اْل َح َّق ِعْل ُم ُه َي ِسير َوَِل َي ْثُب ُت أَ َحد امَل ِ ات ِفي أَوَق ِ ام ِ الصَلو ِ ارة اْل َك ِ عَلى َّ طا ِ اْلم ِ الطه ِ ات التَّ ال َ ،وِقَّل ِة ع ا و ا ه ات و ، ة ِ َّ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْاِلَ ْك ِل ِإ َِّل ُذو َح ٍّق . و ِمن ج ِ ِ ان ِإ َذا َجا وْق ُت َّ الزْرِع ُي ْرِس ُل تَ ًَل ِمي َذهُ ِإَلى َبس ِات ِ ين ودهَ ،ك َ َ ْ ُ َ َ َ الن ِ َّ اس َوَي ْح ِرثُوَن َهاَ ،وُي ْع ِطي ْاِلُْرَز َو ُّ ين َوَي ْرَف ُع الد ْخ َن ُي ْ طَب ُخَ ،وُي ْرَف ُع ِإَلى اْل َح ِارِث َ
َّ اب اْلَبس ِات ِ وس ِفي ِدَي ِارِه ْمَِ ،ل ين َش ْيًئا ِإِل اْل ُجُل َ ص َح ُ َل ُه ْم َما ً َ ،وَِل َيْف َع ُل أَ ْ َ - 44 -
اما َوَِل َما ً َ ،و َه َذا ِف ْعُل ُه َم َع أَ ْه ِل اْلَبَل ِد ُمَّد َة َحَي ِات ِه ُك َّل َسَن ٍةَ .و َه ِذ ِه طو َن َ ُي ْع ُ ط َع ً ِ اخ َيْف َع ُل ِم ْث َل َه ِذ ِه. وج ُد ِفي َغ ْي ِرِهَ ،وَل ْم ُي ْس َم ْع أَ َحد ِم َن ْاِلَ ْشَي ِ ال َِل تُ َ ص ُ اْلخ َ ِ ِ ِ و ِمن ج ِ ِ ط ِع ُم ُه ْم ان ُي ِع ُين ُه ْم َعَلى ُك ِّل َش ْي ٍ َوُي ْ وده َو َع ْوِنه لَق ْو ِمه ،أََّن ُه َك َ َ ْ ُ ضي ُك َّل حاج ٍة ي ْأتُون ِبها ِإَلي ِه ،ويْق ِ الطعا ِم ُك َّل يو ٍم ،ويْق ِ طيب َّ ضي َ َ َ َ َ ْ ََ َْ َ َ َ أَ ْ َ َ اِل ،حتَّى ي ِم ِ ِ اح ِإَلى اْلَف َس ِاد يل ّ ُدُي َ الن َك ُ ون ُه ْمَ .و َم ْن َك َان ْت َل ُه َزْو َجة َوَل ْم َيج ْد َم ً َ َ َ يع ِط ِ اِل ويصلِحه ،ومن أَراد أَن يْف ِسخ ِ اِل َ ،و َعلِ َم ك ن م يه احا َوَل ْم َي ِج ْد َم ً ً َ َ ْ َ ْ ُ ُْ ُ ً َ َُ ْ ُ َ َ َ ِ ِ ِ اِل لِيْق ِ ِ ضي َّ َّ الزْو ُج الن َك ِ الزْو ِج َم َ استَ َم َّر َم َع ُه ِفي ّ احُ ،ي ْعطيه َم ً َ اِل َي ْح ُس ُن إ ِن ْ َماَل ُه. ِم َن
ود ِه ،يْق ِ وَك ِ ضي حو ِائجهم حتَّى ي ْنُقل بيو َت أَ ْزو ِ اج ِه لِ َم ْن َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُُ ان م ْن ُج ِ َ َ ير َوَل ْم َي ِج ْدهُ، ُي ِح ُّب َب ْيتًا َوَل ْم َي ِج ْدهَُ ،وَيْقَل ُع َس ِر َير َزْو َجِت ِه لِ َم ْن ُي ِح ُّب َس ِر ًا وَك َذلِ َك ِفي ُك ِّل حاج ٍة َكاْلع ِ ود ،واْل َح ِش ِ يش َو َغ ْي ِرِه ُي ِع ُين ُه ْم َعَلى َذلِ َك. ُ َ َ َ َ طُل ْب َي ِإ َم َام هللاِ َل ْم َي ُك ْن ُي ِح ُّب لَِنْف ِس ِه َغ ْي َر ِعَب َاد ِة هللاَِ ،وَل ْم َي ْ َو ْ اعَل ْم أََّن ُه أ ْ ُب ْستَ ًانا لَِنْف ِس ِهَ ،وَل ْم َي ْح ِر ْث َوَل ْم َي ْغ ِر ْس لَِنْف ِس ِه َب ْل تََوَّك َل َعَلى هللاِ ِفي ُك ِّل أَ ْم ٍر. ِ طع ِة َلح ِم اْلح ِ وَكان َِل ي ْأ ُكل وَِل ي ْشرب ِإ َِّل َقلِ ً ِ ِ وت ،أَ ْو يًل ،م ْن َم ْذَقة َلَب ٍن أَ ْو ق ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ َُ ط َع ٍة ِق ْ
َوْق ٍت،
ِِ ِمن اْلِب ِ يخ أَو ِم َن اْلبُق ِ ان َي ُجوعُ ِفي ُك ِّل ط ِ ّ ول َِل َي ُذو ُق َغ ْي َر َهذهَ ،وَك َ َ َ ْ طِن ِه يْلتَ ِ طعاماً حتَّى َك َ ِ ظ ْه ِرِهِ ،إ ْن ص ُق ِب َع ْ ظ ِم َ َوَك َ ان جْل ُد َب ْ َ َ ان َِل َي ُذو ُق َ َ - 45 -
ظ ُّن أََن ُه َِل َيْق ِد ُر أَ ْن َيُقوم لِ ِشَّد ِة ُج ِ ط َوأَ ْجَل ُد وع ِهَ ،و ُه َو أَ َخ ُّ َأَرْي َت َب ْ ف َوأَْن َش ُ طَن ُه تَ ُ َ ِمن َغي ِرِه ِفي ِفع ِل ْالخي ِر و ْاِلَم ِر ِباْلمعر ِ وفَ ،و َّ الن ْه ِي َع ِن اْل ُم ْن َك ِرَ ،وَو ْع ِظ ْ ْ ْ َ ُْ َْ َ ْ ِ ِ اس ِبتَر ِك ُّ ِ َّ ان َِل ُيَبالِي َل ْو َم َة َِلِئ ٍم ِفي تَ ْر ِك الد ْنَيا ل َما َي ْنَف ُع في ْاْلخ َ ِرةَ .وَك َ الن ِ ْ
ُّ ظ َّن أََّن ُه ْم أَ ِحَّبا ُ هَُ ،وَِل َي ْستَ ِم ُع ضا َ هَُ ،حتَّى تَ ُ ان ُي َد ِاري أَ ْع َدا َ هُ َوُب َغ َ الد ْنَياَ ،وَك َ يحِِ ،لََّن ُه تََوَّك َل َعَلى َرّبِ ِه َوا ْكتََفى الس ِّب َواْلَق ْو ِل اْلَقِب ِ ِإَلى َما َيْبلُ ُغ ُه ِم ْن ُه ْم ِم َن َّ ِ ِ ِ ض َّار َغ ْي َرهُ . ِبه َو َعل َم أََّن ُه َِل َناف َع َوَِل َ َوَل َّما
ِ َبَّل َغ ِرساَل َة َرّبِ ِه وَد َعا َب ْي َن ِْ اْل ْن ِ ين َسَن ًةَ ،وَل ْم س َواْل ِج ِّن ُم َّد َة ع ْش ِر َ َ َ ِِ ِ َقلِ ً ِ ِ ينَ ،وَل ْم َي ْرِج ْع َوَل ْم َيْفتُ ْر، ين َك ْاِلََّولِ َ يًل م ْن خَي ِار أُ َّمته ْاْلخ ِر َ
ي ِجيبوه ِإِلَّ ُ ُُ ال َل ْي َس لِي ِإ َِّل َّ الد ْع َوةَُ ،و ْاِلَ ْم ُر ِبَي ِد هللاَِ ،وَل ِك ْن َسَي ْأِتي أَ ْم ُر هللاِ َعَلى ِعَب ِاد ِه َوَق َ يغ َما أَ َم َرِني ِب ِه َرّبِي َ ،وَل ْي َس َعَل َّي َغ ْي ُر َذلِ َك . َ ،وأََنا َع ْبد َم ْأ ُمور ِبتَْبلِ ِ
ان َح ِريصا َعَلى ِإيم ِ وخا َغ ْي َرُه ان َق ْو ِم ِه َو ُه ْم أَ ْدَب ُروا َع ْن ُهَ ،وَي ْ طُلُبو َن ُشُي ً َوَك َ َ ً ُي ْؤ ِمُنو َن ِب ِهم ،و ُهو سِّي ُد أَ ْه ِل َزم ِان ِه ،وَِل ُي َرى أَ َحد ِم ْثُل ُه ِفي ْاْلَف ِ اقَ ،وَل ْو َ َ ْ َ َ َ ِدير ِت ُّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ك ام اْل ُم ْنتَ َ ظ ُرَ ،وَلك ْن َك َذل َ َ الد ْنَيا بأَ ْج َمع َهاِ ،لََّن ُه َ صاح ُب الزَمان و ْاْل َم ُ أَ ْه ُل َم َّك َة َوأَ ْه ُل َم ْدَي َن ِفي ُم َح َّم ٍد َو ُش َع ْي ٍبَ ،وِفي ُك ِّل َبَل ٍد ٍ ِ ِ صَّلى هللاُ َعَل ْي ِه َو َسَّل َم. َزَمن ُنو ٍح إَلى ُم َح َّمد َ
- 46 -
ظهر ِف ِ يه َنِبي ِم ْن َََ
ِِ ِ ِ َوَل َّما َد َعا ع ْش ِر َ ين َسَن ًةَ ،وأَ َم َر ُك َّل َما أَ َم َر هللاُ به َوَن َهى َع ْن ُك ّل َما َن َهى هللاُ ِ ِِ صَّلى هللاُ َعَل ْي ِه َو َسَّل َم َع ْن ُهَ ،وتَ َح َّد َث َم َع َم ْن آ َمُنوا بهَ ،ك َما تَ َحَّد َث َرُس ُ ول هللا َ الزمان ِمن ِف ْتن ٍ م َع أَص َحاِب ِه وأَ ْخَب َرَنا ِبما َي ْأِتي ِفي َه َذا َّ َّ ن ص َارى الن ن ي ب و ك ت ة ُ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ِ ِ َّ اعو ِنَ ،و َم ْو ِت اْلَف ْجأَ ِةَ ،واْلَفْق ِر، َوأَ ْه ِل اْل ِجْلد ْاِلَ ْح َم ِرَ ،وَك ْث َ ِرة اْل َم ْوت َكالط ُ الزم ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ان في ُك ّل أُُف ٍقَ ،وُك ُّل َما َأَرْيَناهُ َواْل ُجوِع َواِ ْفتَان اْل ُمُلوك ل َّلناسَ ،وُق ْب ِح َ ِ ِ أَخبرنا َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يعا. ْ ََ َ صَل َو ُ ات هللا َو َس ًَل ُم ُه َعَل ْيه َ ،و َعَلى أَ ْهل هللا َجم ً السّي ُد به َ َوَل َّما َق ُر َب ِ ان اْلَب ًَل َك َما َك َ
ِ ِ ِ ِ ِ ْارِت َحاُل ُه م ْن َد ِار اْلَفَنا ِإَلى َد ِار اْلَبَقا ،أَتَ ْت ُه اْلم َح ُن َوشَّدةُ ِِ ِ ِ ِِ َص َاب ُه َو َج ُع َيْف َعُل ُه ا ِْلَْنبَيا ُ َواْل ُم ْرَسُلو َن في آخر ُع ُمره ْمَ .وأ َ
ِِ الطِبيب اْلج ِ الش ِد ِيد وأُرِسل ِِإَلي ِه َّ اْلع ْي ِن َّ اه ُلَ ،فَق َ َْ َ ْ ُ َ َ ص ُرهُ ط َع ُع ُرَو َق َع ْينه َوَازَلَب َ ِباْلعي ِن ،و ِبقي نظر َقْلِب ِهِ .لَ ي ْأِتي ِه أَحد ِإِلَّ أَخبر ِبم ِج ِيئ ِ َّ َ اس. الن اه ر ي ن أ ل ب ق ه َ ْ َ ََ ُ ُ َ َْ َ َ َ ُ َْ ْ ََ َ ِ ِ ِِ ِ َي َوِا ْن َن َ صا َبع ًيدا في َساحل اْلَب ْح ِرَ ،وُقْلَنا َه َذا إ ْن َسانَ ،و ُه َو(أ ْ ظ ْرَنا َش ْخ ً ِ ظَن ْن ُت َك َذا أَ ْو الَ " : ام) َغاط َو ْج َه ُهَ ،وَق َ ْاْل َم ُ ي ُكون َذلِك ِ بًلَ َش ٍكِ . ط ُعَ .و َم َك َث لك ْن ِلَ َيْق َ ّ َ ُ َ ِ ِ وبَ ،و َغ ْي ِرِه ْم وس َ فَ ،وَي ْعُق َ ُمَّد َة م َح ِن أَ ْكثَ ِر اِلَْنِبَيا َ ،كأَُّي َ وبَ ،وُي ُ السًلَ ُم. الصًلَةُ َو َّ َعَل ْي ِه ُم َّ
َرَج ْو ُت َك َذا ،أَ ْو ِ ك اْل ِم َح ِن َعَلى تْل َ
- 47 -
ُخْف ُت َك َذا". ِِ ين، َس ْب َع سن َ ِمن ْاِلَْنِبيا ِ َ َ
وكان ِإم ِ الشَّدة واْلوجع ِمن ِ ِ ص َغ ِرِه إَلى ِكَب ِرِهَ ،كاْلَي ِد ام هللا َل ْم ُيَف ِار ِق ِِ ّ َ َ َ َ َ ْ ََ َ َ ُ َّ ِ ِ ٍ ِ ان َش ِد ًيدا ِجدا، صُب ٍع ،أَ ْو س ٍنِ ِّ ،أَ ْو أُ ْذ ٍنَ ،وَِل ُيص ُيب ُه َم َرض ِإِل َك َ أَ ْو إ ْ أنِه َِل يب أُر لِ ِشَّدِت ِهِ .إ َذا جا ه َقومه لِ ظ ُّن َّ اج ٍة أَ ْوَيتَ َحَّد ُث ح َحتَّى تَ ُ َ َُ ْ ُ ُ َ َ َْ َ الن َ اس َّ َ ُ ِِ ِِ ِ ظ َّن أََّنه َلم ي ِ ض ْح ِك ِه َوتََب ُّس ِم ِه َعَلى ُو ُجوِه ِه ْم، ص ْب ُه َِ تَ ُ شي لص َّحة َك ًَلمهَ ،و َ ُ ْ ُ ْ َّ ضا ِ َح َو ِائ ِج ِه ْم َحتَّى ِإ َذا َرَج ُعوا ِإَلى َمَن ِازلِ ِه ْم، َو َ طَل ِب الط َعا ِم َل ُه ْمَ ،وَق َ اْل َو ِجي ِع،
ِ استَ َار َح. ضَ اْ ط َج َع َو ْ
الطِبيب عيني ِه حتَّى ع ِمي ،قال اْلُف َّساق واْلج ِ وَل َّما أَ ْفسد َذلِك َّ اهُلو َن ِب ِه " : َ ََ َ َ َ ْ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ ِإم ِ ِ ِ ان َيَّد ِعى ُّ ف َي ْع َمى َم ْن َقا َل أََنا َنِبي أَ ْو ام هللا ال ّذي َك َ النُب َوَة َق ْد َعم َيَ ،وَك ْي َ َُ َرُسول " ِ ِ يب ِْ انِ ،إِلَّ َما ُيْف ِس ُد اْل ْن َس َ َو ُه ْم َِل َي ْعَل ُمو َن أَ َّن ْاِلَْنِبَيا َ ُيص ُيب ُه ْم َما ُيص ُ اْلجسد َكاْلج َذا ِم ،وَِل يعَلمون أَ َّن نِب َّي هللاِ ُشعيبا َقد ع ِ وب ق ع ي ان ك و ، ي م ُ َ َ َََ َ َْ ُ ُ َ ًْ ْ َ َ َ َ َ ْ َُ السًلَم ع ِمي لِبكا ِ ابِن ِ عَل ِ السًلَ ُم َ ،و َبن ُّي هللاِ َي َحَيى ُقِت َل ي ه يه ف َعَل ْي ِه َّ َّ َ وس َ َ َ ْ ُ ُ ُ ُ َ ِفي اْل ِجهِاد ،وَنِب ُّي هللاِ ج ْرِجيس ُقِتل ِفي ْاِلُ ْخ ُد ِ ود أَ ْي َحْف َرة ِم َن َّ النا ِر، َ َ َ َ َ هللاِ َق ْد َخ ِس ُروا ُّ الد ْنَيا َوأُ ْخ َرىَ ،وَل ْم ِ ف َيِت ُّم َو َم ْن َل ْم ُي ْؤ ِم ْن ِبَق َد ِر هللاَ ،ك ْي َ
و َغي ِرِهم ِمن ْاِلَْنِبيا ِ واْلم َك ِّذبون ِبأَ ْنِبيا ِ َ َ ُ ُ َ َ ْ ْ َ َ ِ ِ ال " :أََنا َق َد ُر هللاِ، َي ْعَل ُموا أَ َّن إ َم َام هللا َق َ ِ هِِِ " .لَ َّن هللاَ أَ َمرَ ِبأَ ْن تُ ْؤ ِمُنوا ِباهللَِ ،و َمًلَِئ َكِت ِهَ ،وُكتُِب ِهَ ،وُرُسلِ ِه، يم ُ ان ُِ ُ إَ - 48 -
ِ ِ وْاليو ِم ْاْلَ ِخ ِر ،وَقد ِرِه ،خي ِرِه و َش ِرِه ،وحْل ِوِه وم ِرِ ك ن م و ، ه ْ َ َ آم َن ِبَب ْعضهَ ،وتَ َر َ َ َْ َ ْ َ ّ َ ُ َ ُّ َ َ َ ِ ض ُهِ ،لَ يِت ُّم ِإيم ُان ُه ،وَق ْأرتُم ِفي ِكتَ ِ اب هللاِ أ َ ِ لع َر ِب الم ْرَسل َ َب ْع َ َ ين َسِّي ُد ْا َ َن إ َم َام ِْ ُ َ َ ْ َ وْالعج ِم ،وَق ْأرتُم ِفي ِكتَ ِ اب هللاِ تَ َعاَلىَ " :ولِ ُك ِّل َق ْوم َهاد " أَ ْي َنِبي َو َم ْن َ ََ َ َ ْ ٍ ِ ِ ِِ ِِ ِِ صىَ ،و ُه َو َل ْم َسم ْعتُ ْم أََّن ُه َهاد م َن اْل َع َج ِم َق ْب َل َد ْع َوة إ َما ِم هللا في ْال َم ْغرب ْاِلَْق َ ول هللاِ صَّلى هللا عَل ِ يه وسَّلم ِفي ِفع ِل ْالخير ِ ِ ف ِفعُل ُه ِفعل رس ِ اتَ ،ك َك ْث َرِة َ َْ ْ َ ُي َخال ْ ْ ْ َ َ ُ ُ َ ََ َ
ِذ ْك ِر هللاِ َحتَّى س ُّموا أَص َح َاب ُه :أَ ْه َل لَ ِإَل َه ِإلَّ ْ َ ِ س م َع ْالو ُ ِ ْا َ ِ ص َحاِب ِه ضو ِ ،لَ ُي َرى أَ َحد م ْن أَ ْ لخ ْم َ ُ ام َأرًَةِ ،لَ تَ ِج ُد َذلِ َك َعلى ِفَئ ٍة َغ ْي ِر ِفَئِت ِهِ ِ،لََّن ُه يرِ ،لَ َرُجًلً َوِل ص ِغ ًا َكِب ًا َ ْ ير َوِلَ َ َ ان مع ْالما ِ والتُّر ِ لما ُ َم ْن آ َم َن ِبي َواتََّب َع اب؛ ِلَ َي ُ ال َ " :عَق ْد ُت ْاِلَ َم َ َ َ َ َ َ َق َ ض ُّر ْا َ
الصَلو ِ ِ ات َ هللاَ ،وِا ْخًلَص َّ َ ي ِ ضوٍ ِ ،لَ صّلي ِب َغ ْي ِر ُو ُ َُ
أَم ِري" و ُهو ِلَ ي ْجلِس ِإِل َعَلى التُّر ِ يجلِ ُس َعَلى َس َّج َاد ٍة َوِلَ ِجْل ٍد َوِلَ ابِ ،لَ َِ ْ َ َ َ َ ُ ْ َّ ِ حِ يرِ ،إِلَّ َعَلى التُّر ِ الن ِ صٍ اب َفَقط َ,ف ُه َو َخ ْي ُر َّ اجتَ َم َع ْت اسُ ،ه َو الذي ْ َ َ ِ ال خ ص ُ َ َح ِقيَقتَ ُه،
ْالخي ِر ِف ِ يه ،وغيره ِمن ْا ِ ِ ين ُمْقتَُدو َن ِب ِهَ ،وَل ِك ْن َل ْم ًي ْعَل ُموا َ لم ْحسن َ َ ْ َْ ُ ُ َ ُ َو ُه َو َسِّيد َك ِريم.
ِ ِ ِ ال ِم َن ُّ الد ْنـَيا َوَل َّما َبَل َغ ْت ِم ْحَنتُ ُه ال َّسَن َة َّ الساِب َع َة َواْلع ْش ِر َ ينَ ،وأَ َرَاد هللاُ اِل ْنـتـَق َ صَّي َة ِِِلَصحاِب ِ ِإَلى ُقربِ ِهَ ،كان ي ْكِ ظ ،واْلو ِ َ اه ْم ِب ْا ِِل ْجِت َه ِاد َفي و أ و ، ه ع و ل ا ر ث ْ َ ْ ص ُ ْ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ َْ َ ْا َلف َرِائ ِ الرَغ ِائ ِبَ ،وَك ْث َرِة السَن ِن َو َّ ض َو ُّ
طا ِ ،واِعان ِة ْا ِ ِ َّ ِ ِ ين ، لم ْسلم َ الص َدَقةَ ،وْاْل ْع َ َ َ َ ُ
- 49 -
الرضى ِبَق ِ ِ الصب ِر عَلى ِشَّد ِ ِ الد ْنَيا ،و ُّ ُّ ول ة َ الش ْك ِر َعَلى الَّن ْع َما َ ،و ِّ َ َو َّ ْ َ ضائهَ ،وَيُق ُ َ ٍ ِ ِ ول َب ْع َد ُك ِّل اجتَ ِه ُدوا في ف ْع ِل ْا َ لخ ْي ِر َوَق ْو ِل اْل َخ ْي ِر" َوَك َ ُك َّل َوْقت َ " :ف ْ ان َيُق ُ صًلَ ٍة ":اَلَّ اب اْلُب ْشَرى ِب ِِ َكلِم ِة لَ ِإَل َه ِ َّ ص ْوتَ ُهَ ،وأَ َج َاب ُه ع ف ر ي و " هللا ل إ ب م ه ل َّ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ِِ ِ ِ ِ ِب َذلِ َك ْا ِ ك لحْل ِوَ ،وَذل َ ص ْوِته في ْا ُ ص ْوتًا َك َ لمؤمُنو َن ْال ُمْقتَُدو َن بهَ ،وَل ْم َن ْس َم ْع َ ُ ِ ول َ ":م ْن َل ُه َشي َي ْن ِوي أَ ْن ان َي ْن َعى َنْف َس ُهَ ،وَل ْم َن ْعَل ْم َن ْح ُن َذل َكَ .وَك َ َك َ ان َيُق ُ ْ ول هللاِ صَّلى هللا عَلي ِه وسَّلم َفْليع ِطِن ِ ِ ِ يه أََنا ص ِ يه لِمح َّم ٍد رس ِ احُب ُه" َوُي َرِّد ُد ُ َ ْ َ َ َ ُْ َ َ ُي ْعط ُ َ َ ُ َذلِ َك ُمَّد ًة. ِ ِوَل َّما د َخل َشهر رمضان الِِِِ ِذي هو آ ِ ان َي ْأ ُم ُر ر خ ص ْو ِمهَ ،ك َ َ َ ُْ َ َ َ َ َ َ َ ّ َ َ َُ ُ َ الطعا ِم ِف ِ يه و َّ ِ ِ ِِ ِِ ِ ِ ِ ِ طعا ِم َّ يهَ ،وِقَّل ِة اْل َكًلَ ِم َ الص َدَقة َوِا ْ َ بإ ْخًلَصهَ ،وَك ْث َرة ذ ْك ِر هللا ف َ الشهر ،أَمرنا ِبأَن ن ْكتُب اْلبراو ِ ِ ض ِ ول .وَل َّما ْانتَص َ َّ ات ِإَلى ُك ِّل ِج َه ٍة م َن ْالُف ُ ف ْ ُ َ َ َ ْ َ َ ََ َ َ َ
ِ ِ السِن َغ ِ ِ ط ِرَ ،لُق ْربِ ِه ِم ْن ُخر ِ وج ِه ِم َن ص َح ُاب ُه َي ْوَم ِع ِيد ْا ِلف ْ ال لَي ْح ُ ُ ض َر أَ ْ م َن ّ الد ْنيا .وَكان ِفي َذلِك ْالوْق ِت َلم يبق ِمن جس ِد ِه ِإِلَّ ْا ِ ظا ُمَ ،واْل ِجْل ُد، لع َ ُّ َ َ َ َ َ ْ َْ َ ْ َ َ لع ُرو ُقَ ،كأََّن ُه ُعود َمْلُبوسَ .وِا ْن َأَرْيتَ ُه َجالِ ًسا أَ ْو َج ِاث ًماَ ،ي ُكو ُن ِع ْن َد َك َوْا ُ
م َش َّرًفا مع َّ ِ الن ِ ْل َِلُ َو ْج َه ُه ِم َن ْا َلب َها ِ َ ،و ُّ ظ ًما َيتَ ْ ف ور َو ُ الخ ْ ض ِرَ ،لك ْن ِإ ْن َك َش َ َُ ُ طِن ِ ِ ِ و ه ب ن ع ه اب ي ث ْ ان َحيا ِ ،لَ ْ ف َك َ ص ْد ِرِه َحتَّى َأَرْيتَ ُه ،تَتَ َع َّج ُب م ْن َرِّب َك َك ْي َ َ ُ َ َ َ َ َ ِ وب ِ ،من عد ِم َّ ود ْالم ْنص ِ طًنا ِ ِ،لََّن ُه َكاْلع ِ الل ْح ِم . ص ْد ًار َوِلَ َب ْ ْ ََ ُ َ ُ تُ َمّي ْز م ْن ُه َ
- 50 -
وَل َّما جا يوم ِع ِيد اْل ِ الن ِ ط ِر ،أَم َر ِبِإ ْس َار ِع ِإ ْتَي ِ ان َّ اس ِإَل ْي ِه، ف ْ َ َ َ َ َْ ُ ِ ِ ِ َّ صَّلى اْل ِع ِيد، َوَق َ ال " :إ ْن تَأَخ ْرتُ ْم َِل أَ ْقد ُر أَ ْن أَ ْذ َه َب إَلى ُم َ ووجد َذلِك اْليوم وِزيره وخلِ َيفتَه وابنه ،روح هللاِ سِيدنا ِ يسى هللاِ َغ ِائًبا َن ْح َو ع َ َّ َ َ َ َ َ َ َْ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ َْ ُ ُ َ َ ِ ان َوْق ُت ُّ الض َحىَ ،لِب َس أَ ْح َس َن ِثَياِب ِه، ور ِفي َق ْرَي ِة اْن َك َ اخ ْمَ ،وَل َّما َح َ َبَلد َك ُج ْ لِ ص ًَل ِة اْل ِع ِيد، َ َكأَِّني َمِّيت" .
وع َّمم ْأرسه ِبعمام ٍ الس ْوَدا َ َ ،و َخ َرَج ِإَلى م ع ا ه ق و ف ل ع ج و ، ا ض ي ب ة امتَ ُه َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ََ َ َ َ َ َََ ْ َ َ َ ِ اْلجماع ِة اْلبي ِ َّ ِ ِ امتُ ُه َف ْو َق َ َ َ َْ َ ضا اْل َح ْسَنا َ ،و ُه َو َكالش ْمس َب ْي َن ْاِلَْق َمارَ ،و َع َم َ َّ ِ ِ وس َّ ِ ُرُؤ ِ ِ ِ صَّلى اْل ِع ِيدَ ،وَل َّما َخ َرَج الناس َب ْي َن الطويل َواْلَقصيرَ ،وتََو َّج َه َن ْح َو ُم َ ِمن د ِارِه وَق ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يل َل ُك ْم ِإ َّن اْل َمِّي َت َيتََقَّد ُم ْ َ َ َ ال َ " :ل ْو ق َ ف لشَّدة َما به م ْن اْل َو َج ِعَ ،وَق َ اس َلكان عجبا ،وهللاِ ِ َّ ِبالَّن ِ َ ف ق و و ه د ج س م ا ن ي ذ ا ح ى ت ح ا ن ي ش م م ـ ث " ة از ن ج ا ن أ َّ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ََ َ َ ْ َ َ َ َ َ ًَ َ
ِ ِ َّ ِ ص َحاِب ِه َيتََوَّكأُ ثَانًيا َوَق َ الَ " :وهللا أََنا َجَن َازة " .ثُ َّم َذ َه َب َو َعل َق َعَلى َب ْعض أَ ْ ِب ِهم ِإَلى م َّ الرج ِ صَّب ُب َع َرًقاَ ،وَي ْنتَ ِظ ُر َّ ال اس َب ْي َن ِّ َ الن َ صًلهَُ ،و َجَل َس َيتَ َ َُ ْ وِ صِ ير ،لِيحضروا َذلِك اْليوم ،وِهي آ ِ النسا ِ ،واْل َكِ ِ ِ ص ًَل ِة ِع ٍيد ر خ غ ال و ير ب َّ ّ ُ َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ِ يًل َقال لِي " :يا م ْخ َت ْار ُلو ما َذا َق ِ الس ًَل ُم يل َعَل ْي ِه َّ ال ج ْب ِر ُ َ م ْن ُهَ .وَل َّما َم َك َث َقل ً َ َ ُ َ ول هللاِ صَّلى هللا عَلي ِه وسَّلم" ؟ َفس َك ُّت ،ثُ َّم سأََلِني ثَ ِانيا وثَالِ لِرس ِ ال ق م ث ، ا ث َّ ُ ً َ َ ْ ً َ ُ َ َ َ َ َُ ََ َ ف َما َعَنى لِي " :أََل ْم َيُق ْل َل ُه أُْد ُن ِمِّني؟ " ُقْل ُت َبَلىَ .وَل ِكِّني َل ْم أ ُ َك ْن أَ ْع ِر ُ
- 51 -
الدنيا ِِلَ َّن رسول هللاِ وج ِه ِ ِب َذلِ َك ِإ َِّل ب ْع َد ُخر ِ ُّ صَّلى هللاُ َعَل ْي ِه َو َسَّل َم َل َّما ن م ْ َ َ َ َ ُ َ َ ُ ِِ ِ ال َل ُه ِ " :إ َّن يل َعَل ْي ِه َّ ْ اشتََّد َم َر ُ الس ًَل ُم َوَق َ ض َم ْوتهَ ،و َح َّل أَ َجُل ُه َجا َ َل ُه ج ْب ِر ُ الس ًَلم ،ويُقول َلك :وما ِ ِ ال َل ُه َّ َّ النِب ُّي ق ف " ؟ ك م ه ا م و ، ك ت د ش ُّ َ َ ُ َ َ َ َ ََ َرَّب َك ُيْقرَئ َك َّ َ َ َ ُ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ َّ َّ ِ يل ِإَلى صلى هللاُ َعَل ْيه َو َسل َم ُق ْل َل ُهَ " :ه ّمي َوشَّدتي أُ َّمتي " .ثُ َّم َرَج َع ج ْب ِر ُ َ ربِ ِه وأَ ْخبره ِب َذلِك وَقال َلهِ ":ارِجع وُقل َلهِ :إ َّن أُ َّمتَك ناجو َن يوم اْل ِ ام ِة" ي ق َ َ َ ُ ْ ْ َ ْ ُ َ ّ َ ََ ُ َ َ ُ َْ َ َ َ النِب ُّي َذلِك َف ِرح وس َّر سر ا ِ َوَل َّما َس ِم َع َّ ال لِ َمَل ِك اْل َم ْو ِت " :أُْد ُن َ َ َ ُ ُُ ً يماَ ،وَق َ ور َعظ ً ِمِّني " وَك َذلِك ِإمام هللاِ ِِلَ َّن رسول هللاِ صَّلى هللا عَلي ِه وسَّ ال " : ق م ل َ ُ َْ ََ َ َ َُ َ َ َ َ َُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ صَّلى اَْل َم ْهد ُّي َيْقُفوا أَثَري َوَِل ُي ْخطئُ َ " .و َم ْن َيْقد ُر أَ ْن َي ْتَب َع أَثَ َر َرُسول هللا َ يه شيئا غيره ؟!!! ،وكان ِإمام هللاِ هللا عَلي ِه وسَّلم وَِل يخ ِطئ ِف ِ ال ِ " :إ ْن ق َ َ ً َ َ َ َ ْ َُْ ُ َ ْ ََ َ َ ُْ ُ َ َُ أَريتُم ِفي ِخصالِي وأَ ْفعالِي ما َخاَلف ِ اعَل ُموا أَِّني َل ْس ُت خ صاَل ُه َوأَ ْف َعاَل ُه َ ،ف ْ َ َ َ َ َ َ َْ ْ
ِبِإ َما ِم هللاِ " َوَل ْم َن َر ِفي ِخصاَله ِ يما َق َْأرَناهُ ِم َن ف َ ُ َ
ِفعلِ ِه أَو ِخصالِ ِ ف ِفعل رس ِ ول هللاِ أ َْو ل ا خ ا م ه َ َ ْ ْ َ َْ َُ َ َ اْل ُكتُ ِب و ْاِلَح ِاد ِ صَّلى هللاُ َعَل ْي ِه ه ل و ق م ه ر غ و . يث َّ ُ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ ْ
وسَّلم ِفي ْاِلَح ِاد ِ يثَِ " :ل َنِب َّي َب ْع ِدي " ِِلَ َّن ِفي َذلِ َك ِس َّر هللاِ َِل َي ْعَل ُم ُه َ ََ َ اْلعَلما ِإ َِّل َّال ِذين آمنوا ِبِإما ِم هللاِ صَّدُقوهُ َواتََّب ُعوهُ َوَأَرْوا َع َج ِائَب ُه َِل َغ ْي ُرُه ْم و َ َ َ َُ َ ُ َ ُ .
- 52 -
الن ِ َّ يح َيتَ َ ْ ْل َِلُ اس ِب َو ْج ِه ِه اْل َملِ ِ اه ْم َع ْن ُح ِّب ُّ الد ْنَيا َ ،وَن َه ُ
وَل َّما صَّ ص ًَل َة ِع ِيد َذلِ َك اْلَي ْو ِم ،أَ ْقَب َل َعَلى ى ل َ َ َ اع اْلمو ِ الن َ ِ الن ِ ظ َّ ِم َن ُّ اع ِظ ُكّلِ َها ورَ ،وَو َع َ اس بأَ ْن َو ِ َ َ ض اْلمع ِ ِ صَي ِة .ثُ َّم َق َام طَلِب َها َ ،وَو َّ صى ِب َ َو َ طَل ِب ْاْلخ َ ِرة َو ُح ِّب اْل َخ ْي ِر َوُب ْغ ِ َ ْ ِ ِ ير ،و َعمامتُ ُه َف ْو َق ُرُؤ ِ َيم ِشي م َع َّ ِ وس ْ الناس َه ْوًنا َي ْذ ُك ُرو َن هللاَ ذ ْك ًار َكث ًا َ َ َ َ اع ِة ،حتَّى بَل َغ باب ب ْيِت ِه ،وجَلس َعَلى التُّر ِ اب َ ،وأَ َم َرِني ِب ِق َار َ ِة اْل َج َم َ َ َ َ َ َ َ ََ َ ط ِب ج ِميعا ودعا لِي ِبَقضا ِ اْلح ِ الَ " :م ْن أَ َرَاد أَ ْن َي ْسأَ َل َ اْل ُخ َ َ ً َ َ َ َ َ اجة ،ثُ َّم َق َام َوَق َ ٍ ط َج َع َم َع ِشَّد ِة ضَ َش ْيًئا َفْلَي ْسأَ ْل " َوَك َّرَرهُ َم َّرات َوَل ْم َي ْسأَْل ُه أَ َحد ،ثُ َّم َد َخ َل َب ْيتَ ُه َوا ْ ما ِب ِه ِم ْن أََل ِم م َر ِ ض اْل َم ْو ِتَ ،وَل ْم َي ْخ ُرْج ِإَلى ِفَنا ِ َد ِارِه ِإَلى اْل َم ْو ِتَ ،وَن ْح ُن َل ْم َ َ ِ ص َاب ُه َم َرض َش ِديد َق ْب َل َذلِ َك ِم ْن َي ٍد ض ُه ِ ،لََّن ُه َك َ اف َم َر َ َن ُك ْن َن َخ ُ ان ُرَّب َما أَ َ َش ِد َيد ٍة أَو ِ الن ِ ان َي ْح ِم ُل َب ًَل َّ صُب ٍع أ َْو ِس ٍّن َش ِد ٍيدَ ،ل ْم ُيَف ِار ْق َذلِ َك ِِلََّ اس ك ه ن إ َ َ ُ ْ ْ َ َكما َك ِ ِ َه ِل هللاِ اْل ِكَب ِار ِفي ُك ِّل َزم ٍ ان . ان َذل َك ِل ْ َ َ َ
وَل َّما جا اْليوم الثَّ ِاني بعد يو ِم اْل ِع ِيد ،أَمر ِبرجوِع اْلمؤ ِمِنين يوم ِْ اِل ْثَن ْي ِن ََ ُ ُ َ ْ َ َْ َ ُ ْ َ َْ َ َ َ َْ ُ الشه ِر ،وَقال " :أَجعل ِف ِ ِ َّ ِ ِ ِ َّ ص َدَق َة" . يه ال َّ َُْ اْل َعاش َر ،أَ ْو َي ْوَم ْاِلَ َحد التاس َع م َن ْ َ َ وَل َّما جا َذلِك اْليوم َذبح ِف ِ ط َعا ٍم َكِث ٍ ير َوأَ َكَل ُه اْل ُم ْسلِ ُمو َنَ ،وَل َّما يه َبَق َرًة َم َع َ َ َ َ َْ ُ َ َ َ َفرُغوا ِمن َذلِ ال " :أُ ِر ُيد ص َدَق ًة أُ ْخ َرى َي ْوم اْل َخ ِم ِ َّ يس اْل ُمْقِب َل ق و ، اس الن ا ع د ك َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ
- 53 -
ِ ُّ ِ ِ ِِ ين، يج َفْلَي ْجتَم ُعوا ُكل ُه ْم في َك ْمَب ِر ْ " َفْلُي ْرَس ْل ل َذل َك َب ْي َن َد َك ْار َوَي ْمَب ْل َو َج ُار ْي َوتَْنك ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ص َدَقِت ِه . َد ِار ه ْج َرِته في َذل َ ك اْلَي ْو ِمِ ،لَ ْجل َ ير َم َع ُه َما، اما َكِث ًا َع َش َر َذَب َح َبَق َرتَْي ِنَ ،و َج َع َل َ ط َع ً ص ِر َواْل َم ْغ ِر ِب ِوأَ ْرَس َل ِتْل ِمي َذ ُه َوأَ َكُلوهُ َب ْي َن اْل َع ْ
َوَل َّما َجا َ َذلِ َك اْلَي ْوُم الثَّالِ ُث اجتَ َم َع ُهَنالِ َك اْل ُم ْسلِ ُمو َن، َو ْ هللا كي ِإَلى اْلجم ِ صهره عبد ِ احب ِس ِرِه ،وحِبيبه ،و ِ وص ِ ال َل ُه" : َ َ َ ْ ََ َ ُ ّ َ َ َ َ اعةَ ،وَق َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ِا ْذهب ِإَلى اْلمؤ ِمِنين وُقل َلهم ِإِني ما َفعْلت ه ِذ ِ الصدَق َة لِح ِب ِ الص َّح ِة َوَِل ه َّ َ ُْ َ َ ْ ُْ ّ َ َ ُ َ َْ ُّ ّ ِ َغ َر ِ لِ َغ َر ٍ اض ُّ ين " َوَل َّما َف َرُغوا الد ْنَياَ ،ب ْل َف َعْلتُ ُه َِّلِ َولَِق ْ ض ِم ْن أ ْ ط ِع َح ْب ِل اْل ُم ْؤ ِمن َ طِ ِم َن ْاِلَ ْك ِل َب ْع َد اْلم ْغ ِر ِب تََف َّرُقواُ ،ك ُّل ِفَئ ٍة تَو َّجه ْت ِ ف ت ان ا م ل و ا، ه ن و ى ل إ َّ َ َ َ َ ْ صَ َ َ َ َ َ َ َ َّ ِِ ِ ِ ِ ِ امواَ ،وَل ْم َي ْب َق ِم َن الل ْي ُل أَ َم َر ُجَل َسا َ هُ َون َسا َ هُ أَ ْن َي ْرج ُعوا إَلى ُبُيوته ْم لَيَن ُ الليل وُقْلن َله َذهب أَ ْكثَره ،وو ِ َّ ِّ ِ َّ ِ ض َع ْت َل ُه الن َسا ِإِل َقليل َو َسأََل ُه ْم َك ْي َ ف ُْ َ َ ُ ََ ُُ َ ُ ِ ِ ِ هللا ضَ ِو َس َادة ثُ َّم ا ْ ال " :أَ ْش َه ُد أَ ْن َل إَل َه إلَّ ُ اس َتْلَقى َو َمَّد ِر ْجَل ْيهَ ،وَق َ ط َج َع َو ْ
وح ُه َعَل ْي ِه َو ْح َد ُه َل َش ِر َ يك َل ُه َوأَ ْش َه ُد أَ َّن ُم َح َّمدا َعْب ُد ُه َوَر ُسوُل ُه " .ثُ َّم َخ َرَج ُر ُ ِ ِ ِ ِ ِ ين ..ثُ َّم َف َزَع ِت َّ ين َو َعَلى آل ِه ْم أَ ْج َمع َ الس ًَل ُم َو َعَلى َجمي ِع ْاِلَْنِبَيا َواْل ُم ْرَسل َ الِّن ْس َوةَُ ،وَد َع ْو َن أَ ْه َل اْلُق ْر ِب ِم ْن ُه َكأَ ْبَن ِائ ِه َوأََق ِاربِ ِهَ ،وتَ َحَّي َر َّ اس َوَف ِزُعوا، الن ُ و ْانده ُشوا ِفي ب ِقَّي ِة َّ الرِب َع َة َع َش َر َ ،لْيَل ِة اْلَب ْد ِر)َ .وَل َّما الل ْي ِلَ( ،لْيَل ِة اْل ُج ْم َع ِة َّا َ ََ َ ِِ ِ ِ صَب َ ص َحابهَ ،وَو َج َد َذل َك اْلَي ْوُم َوِز َيرهُ اح ُه ،أَ ْرَسُلوا إَلى اْلُق َرى َواَِلى أَ ْ أَ ْ صَب َح هللاُ َ
- 54 -
وخلِ َيفتَه وابنه روح هللاِ سِيدنا ِعيسى هللاِ ِ اخم ،ون َزل يوم ِْ اِلثََن ْي ِن َوْق َت ك د ن ع َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ُ َ َْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َْ يه س ِفين ُة اْلب ِر ) ،وجا ِإَلى أَِب ِ ض ٍع ت ِقف ِف ِ اخ ( ِاسم مو ِ يه ص ِر ِع ْن َد َيَر ْ َ َ ُ َّ ْ ُ َْ اْل َع ْ َ ََ َ بعد اْلم ْغ ِر ِب ،وصَّلى عَلي ِه صبح يو ِم الثُّ ًَلثَا ِ مع جماع ٍة ِ َ ص َحاِب ِه َك َما أ ن م ْ ََ ََ َ َ ْ ُ ْ َ َْ ْ َ َ ََْ َ
ِ ِ ِ ِ صَّلى هللاَ َعَل ْي ِه َو َسَّل َم، ُفع َل ب َرُسول هللا َ ام هللاِ تُُوِّفي َلْيَل َة ْاِلَْربِ َعا ِ َ ،وَك َذلِ َك ِإ َم ُ َ ض ِع اْلبرك ِة ،و َّ ِ يح ِه جا َّم َلي مو ِ ض ِر ِ ف َخلِ َيفتُ ُه ُرو ُح َ َ الر ْح َمةَ ،وَل َّما تَ َّم َد ْفُن ُهَ ،وَق َ ْ َْ ََ َ َ ظا ش ِديدا وجَّدد ما كان أَبوه ِإمام هللاِ هللاِ سِيدنا ِ َّ ع و اس الن ظ ع و و ى يس ع ً َ َ َ َ ُّ َ َ ً َ ْ َ َ َ َ ََ ََ َ ُُ َُ ِ ِ يأ ِ ِ ِ الن ِ ول َّ اس ِإَل ْي ِه ْم ْم ُر به م َن اْل َم ْع ُروف َوَي ْن َهى َع ْن ُه م َن اْل ُم ْن َك ِرَ ،وَرَج َع ْت ُعُق ُ َُ ِِلََّن ُه تُُوِّفي َي ْوَم َ اْل ُج ْم َع ِة َوُد ِف َن
ِْ اِل ْثَن ْي ِنَ ،وُد ِف َن َلْيَل َة َي ْوَم الثُّ ًَلثَا َ ِ ،في
ول هللاِ اب رس ِ ِِلََّنهم َك ُانوا َك ِم ْث ِل أَصح ِ صَّلى هللاُ َعَل ْي ِه َو َسَّل َم َل َّما تُُوِّفي َ ،فَق ْد َ ْ َ َ ُ ُْ َ ِ ض ُه ْم " َل ْم ال َب ْع ُ ض ُه ْم َوَل ْم َي ْعَل ُموا َش ْيًئا َ ،و َس َك َت َب ْع ُ َح َار َب ْع ُ ض ُه ْم لَف َزٍع َوَق َ
يمت ،بل هو مغ ِشي عَلي ِ ان يْفعل ِِلَج ِ ض ُه ْم" ق و " ي ح و ل ا ل ك ا م ك ، ه ِ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َُ َ ْ ال َب ْع ُ َ َْ َ َُ ْ َْ َ َ َ ات َرسول هللاِ َق َتْلتُ ُه " و َه َذا ُكُّل ُه ِبسَب ِب ِ يم ِان ِه ْمَ ،وَن ُسوا َق ْوَل ُه إ ال َم َ ُ ُ َم ْن َق َ َ َ َ ِ يت ُك َّل َم ْن أَ ْحَياهَُ ،وَل َّما تَ َّم تَ َعاَلىِ ( :إَّن َك َمِّيت َواَِّن ُه ْم َمِّي ُتو َن) َوهللاُ ُيم ُ
ظه (أَي سِيدنا ِعيسى ) َقام لِ ُّلرجوِع ِإَلى د ِار أَِب ِ يهَ ،و ْازَد َحم َّ الناُس ِفي َو ْع ُ ُ ْ َ ّ َ َ َ َ ُ َ َ الدار جَلس ِفي مو ِ َوَارِئ ِه ِإَلى الَّد ِارَ ،كأََّن ُه َش ْم ُس ال ُّ ض ِع ض َحىَ ،وَل َّما َد َخ َل َّ َ َ َ َْ الناس لِتع ِزيِت ِه عَلى أَِب ِ أَِب ِ الناس ِب ِ ِ َّ َّ َ اِل ْجِت َه ِاد ِفي ر م أ و ، م ي ر ك ل ا يه ه ا ج و ، يه ِ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ََ ُ َ َ َُ يرة أَِب ِ طاع ِة هللاِ ورسولِ ِه و ِ ف َعَلى ِس ِ يه ، اجتَنا ِب َما َن َهى هللاُ َع ْن ُه َ ،وَوَق َ َ َ َ ْ َ ََ ُ - 55 -
اجتَ َه َد َو ْ
الس ًَل ُم َو َّ
ِ ِ ِ ِ ك َعَل ْي ِه َما َّ الص ًَلةُ َعَلى َذل َك ِجدا َ ،كأَِبيهَ ،وَل ْم َي ْخ َتلَفا َعَلى َذل َ .
ِ ِ َِّ ِ ِ يها ِإ َمام هللاِ ِم َن ُّ اب اْلَب ْح ُر الد ْنَياَ ، ط َ َوفي َلْيَلة اْل ُج ْم َعة التي َخ َرَج ف َ ُ اب د ِارِه ِإَلى مو ِ ض ِع ض ِر ِ اْلمالِح ،وحَلى ِم ْن ب ِ يح ِهَ ،وَل ْم َيتَ َعَّداهَُ ،و َش ِر َب ِم ْن ُه َ َ َ َ ُ ََ َْ ِ ُّ ورِهم وُزج ِ َّ اج ِه ْم َوَنَقُلوهُ ِإَلى اْلَب ِرَّي ِةَ ،و َه َذا ِم ْن صُّبوا في ُق ُد ِ ْ َ َ الن ُ اس ُكل ُه ْمَ ،و َ
الس ًَل ُم. الص ًَلةُ َو َّ َع َج ِائِب ِه ِبُق ْد َ ِرة هللاَِ ،وا ْرِتَفا ِع َد َرَج ِات ِه َعَل ْي ِه َّ اَ َّلل ُه َّم َص ِّل َعَلى َسِّي ِدَنا ُم َح َّمد َو َعَلى آلِ ِه َو َص ْح ِب ِه َو َسَّل َم َت ْسلِيما ِِ ل ر ِب اْلعاَل ِمينِ . ين ِاْن َت َهى آم ْ اَْل َح ْم ُد َّ َ ّ َ َ
- 56 -