@ áîy‹Ûa@弋Ûa@éÜÛa@á i ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻧﻀﺮﺎ ﻟﻠﻨـﺎﺱ ﻟﻌﻠـﻬﻢ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ{ ]ﺍﳊﺸـﺮ .[٢١ :ﻭﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻭﻣﺸـﺎﺎﺕ ﻭﻣﺘﺸﺎﺎﺕ)) ..ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﺆﺩﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍ ﻩ ﹶﺃ ﺩﺑﻪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ((.. ﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ..ﻭﻣﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﰲ ﳏﻴﻂ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍ ﺕ ﻣﺘﻜ ﻮﻧﺔ ﻭﻣﺘﻠﻮﻧﺔ.. ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺣﻴﺎﺗِﻨﺎ ﳎﺮﻳﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﳉﺮﻳﺢ ﻣﺴـﺮﺣﹰﺎ ﻷﻋﺎﺟﻴـﺐ ﺗﻔـﻮﻕ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ..ﻭﻳﻌﺠﺰ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﲢﻠﻴﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺑﻮﺿـﻮﺡ ﻭﺗﺒﻴﺎﻥ.. ﱐ ﻣﻌﻴ ﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺡ ﻭﺟﺪﺍ ﱞ ﻭﻛﺎﻥ ﱄ – ﰲ ﳊﻈ ٍﺔ ﺗﹶﺄ ﻣ ٍﻞ – ﻗﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﳌﺮﻗﻮﻣـﺔ ﺇﱃ ﺣﻴـﺰ ﺍﻹﻣﻜـﺎﻥ.. ﻓﺤﻔﻈﺘﻬﺎ ﺑﲔ ﺩﱠﻓﺘ ﻲ ﻣﺬﻛﹼﺮﺍﰐ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ.. ١
ﺿﻌﻬﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ..ﻭﺃﻋﺘﺬﺭ ﻟﻪ ﻋـﻦ ﻭﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﹶﺃ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ..ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻣﻜﻨﻮﻧﺔ.. ﻭﺍﻟﻠﹼﻪ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ.. ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻌﺪﱐ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ١٣٩٩
٢
ﺖ :ﺇـﺎ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﻟﻦ ﺃﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻟﻮ ﻗﻠـ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ !! ﻧﻌﻢ ..ﺇﺎ ﻛﺬﻟﻚ.. ﰲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ )) ﻓﺤﺮﻭﺭ (( ﲨﻌﻬﺎ )) ﻓﺤﺎﺭﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺤﻞ ..ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳋﻠﻴـﺔ ..ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﺮﻳﻒ )) ﺍﳉِﺒﺢ (( ﲨﻌﻬﺎ )) ﺟﺒﻮﺡ ((.. ((
ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺸـﺮﺓ.. ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﻴﺎﺎ ﰲ )) ﳑﻠﻜﺔ ﺍﻟﻨﺤﻞ (( ..ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ :ﻫـﻞ ﳛﻖ ﺃﻥ ﻧﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻨﺴﻤﻴﻬﺎ )) ﲨﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﺤﻞ (( ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻧﺸﺎ ﺯ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ؟ ﻭﻣﺼﲑ ﺍﻟﻔﺤﺮﻭﺭ – ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ – ﻟﻪ ﻭﺟﻪ ﺷـﺒﻴ ﻪ ٣
ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﻋﺠﻴﺐ ! ﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻻﺷﻚ ﺃﺎ ﺩﻭﻟـﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠـﺔ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺏ ﺨﺮﺝ ﻣِﻦ ﺑﻄﻮﻧِﻬﺎ ﺷﺮﺍ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺍﳌﻨﺘﺠﺔ } ﻳ ﳐﺘِﻠ ﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎ ٌﺀ ﻟﻠﻨﺎﺱ {]ﺍﻟﻨﺤﻞ..[٦٦ : ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻋﻤﺎ ﹲﻝ ﻣﺘﻔﺎﻧﻮﻥ ..ﻳـﺆﺩﻭﻥ ﺍﳋﺪﻣـﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ..ﻣﺴـﺘﺠﻴﺒﲔ ﻟﻠﻨـﺪﺍﺀ ﺍﻟﻐﺮﻳـﺰﻱ ﺍﳌﹸـﻮﺩﻉ ﰲ ﻛﻮﺍﻣﻨﻬﻢ ..ﺣﺒﹰﺎ ﻟﻺﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ.. ﺳ ﹾﻠ ﹶﻄ ﹲﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺗﺼﻴﻐﻬﺎ ..ﺇـﺎ ﺳـﻠﻄﺔ ﺍ ﹶﳌِﻠﻜﹶﺔ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻻﺷﺘﻬﺎﺀ ..ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﻻﺭﺗـﻮﺍﺀ.. ﲤﺘﺎﺯ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ :ﺍﳊﺠـﻢ.. ﺍﻟﻠﻮﻥ ..ﺍﻟﻌﻤﻞ ..ﺍﳌﻜﺎﻥ ..ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ..ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ..ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻳﺒﺎﺩﺭﻭﻥ ﳋﺪﻣﺘﻬﺎ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﳋﻠﻴﺔ ..ﻭﺍﳋﻠﻴـﺔ ﻻ ﺗـﺒﲎ ﻭﻻ
٤
ﺗﻨﺘِﺞ ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻮﳍﺎ ﲨﺎﻋ ﹸﺔ ﺍﳌﺮﺍﺳﻴﻢ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﻏﺮﻳﺰﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻞ ﳍﺎ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ..ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺎﺎ ﻭﻛﻤﺎﻟﻴﺎﺎ .ﻭﺑﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ :ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ.. ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ –ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻠﺮﺍﺋﻲ– ﻳ ﺆﺩﻭﻥ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺭﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻌﺒﹰﺎ ..ﻓﻬﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ..ﻳ ﹸﻄﻨﻮﻥ ﻭﻳ ﻐﻨﻮﻥ.. ﻭﻳﺘﺠﻤﻌﻮﻥ ﻭﻳﺘﻔﺮﻗﻮﻥ.. ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﺍﻟِﺒﻜﹾﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﺔ ﺑﻌﲔ ﺭﺃﺳـﻪ ..ﻓﻬـﻮ ﻻ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻏﲑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ..ﻭﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﻟﻠﺬﻫﻦ ِﺟ ﺪﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺟﺪﺍﻭﻫﺎ ..ﻭﻛﻔﻰ ﺎ ﺃﺎ ﺃ ﻣ ﹲﺔ ﺗﺘﺤﺮﻙ ؛ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴـﺖ ﺝ ﻣﺮﺑﺢ ..ﺭﲟﺎ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻭﺟﻮ ﺩ ﻋﻤ ٍﻞ ﳎ ٍﺪ ﻭﺇﻧﺘﺎ ٍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺧﺴﺎﺭ ﹰﺓ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ.. ٥
ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺑﻨﻬﻢ ..ﻭﻳﺸـﺮﺑﻮﻥ ﺑﻨـﻬﻢ ..ﻭﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﻥ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ..ﻭﻻ ﳚـﺎﻭﺯﻭﻥ ﺃﺑﻮﺍـﺎ.. ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ -ﰲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ – ﺃﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﲟﻜﺎﻥ.. ﳛﻴﻄﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻮﻳـﺎﻢ.. ﻼ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ :ﺃﻥ ﻳ ِﻌﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﹰﺍ ﻛـﺎﻣ ﹰ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ..ﻳﻮﻡ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﺇﱃ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻠﺬﺓ. ﺴﻨﺔ ﺍ ﹶﳌﹶﻠ ِﻜﻴﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ..ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻮ ﻡ ﻣﻦ ﺍﻟ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﳚﻠﺲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﻳﺴﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻗﹸﺪﺭﺍﺗِﻬﻢ ﺕ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ..ﻓﻔﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻘﺪﺭﺍ ٍ ﻋﻘﻠﻴ ٍﺔ ﺇﻻ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ..ﺣﻴﺚ ﺍﻷﺣﺠﺎ ﻡ ﲢ ﹸﻜ ﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮ ﹶﻝ.
٦
ﻭﻳﺄﰐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ..ﻳﻮ ﻡ ﺗﻨﻄﻠـﻖ ﻓﻴـﻪ ﺍ َﻷﻣِـﲑﺓ.. ﺍ ﹶﳌِﻠﻜﹶﺔ ..ﺭﺑ ﹸﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺭﻣ ﺰ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ..ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻌﻄـﺎﺀ ﺤﻠﱢ ﻖ ﰲ ﲰﺎﺀ ﳑﻠﻜﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ..ﺗـﻮﺯﻉ ﰲ ﺍﳋﻠﻴﺔ ..ﺗ ﺃﺭﳚﻬﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺗ ِﻞ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ؛ ﻟﻴﺒـﺪﺃ ﺍﳌﻮﻛـﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻱ.. ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ..ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺣﻴـﺪ ﺍﻟـﺬﻱ ﻼ ﻣﻠﺤﻮﻇﹰﺎ ..ﻟﻘﺪ ﹶﻇﻠﱡﻮﺍ ﺯﻣﻨﹰﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻴﻪ )) ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ (( ﻋﻤ ﹰ ﻼ ﰲ ﻋﻤﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻭﻳﻘﺼﻔﻮﻥ ﻃﻮﻳ ﹰ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﹰﺍ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻟﻘﺪ ﻋﻄﱠﻠﹸﻮﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲤﺘﻌﻬﻢ ﲟﺴﺆﻭِﻟﻴﺎِﺗﻬِﻢ ﺍﳌﻮﻫﻮﻣﺔ ﻛـﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺭﻏﺒ ﹰﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﲢﻀﲑ ﻣﺎ ﻳـﱪﺯ ﺣﺠـ ﻢ ﺍﳌﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ.
٧
ﺗﻌ ِﺰﻑ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﳋﻠﻴﺔ )) ﺳﻼ ﻡ ﺍﳌﺪﻳﻨـﺔ ﺍﳌﻠﻜـﻲ ((.. ﻭﺍﳉﻤﻴﻊ ﳛﺘﺸﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﳐﺎﺭﺝ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ.. ﻭﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ -ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ – ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻓـﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﳑﺰﻭﺟ ﹰﺔ ﲝﺐ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﱐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ. ﺏ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﲟﻔﺮﺩﻫﺎ ﻣﻨﻄﻠﻘـ ﹰﺔ ﻭﺗﺠﺎ ِﻭﺯ ﺍﻷﻣﲑ ﹸﺓ ﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﺐ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ..ﲤﺘﻄﻲ ﻗﺪﺭﺍﺗِﻬﺎ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳـ ﹶﺔ ﻭ ﻣﻠﹶﻜﺎﺗِﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳ ﹶﺔ ..ﻭﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ. ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻐﻤ ﺮ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳ ﺮ ﺩﻭﺍﺋ ﺮ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ ﺍﻟﻔﻮﺍﺡ ﺣـﱴ ﻳﺘﻮﺍﺛﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻦ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣـﻦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﻠﻜﻲ ﻟﻴ ﺆﺩﻭ ﹶﻥ ﻭﻇﻴﻔ ﹶﺔ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮﺓ.
٨
ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ..ﻭﻳﻬﺮﻉ )) ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ (( ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋ ٍﺔ ﻏﺮﻳﺰﻳ ٍﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ..ﳛﻠﻤﻮﻥ ﺑـﺎﻟﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺘﻌﺔ ﺍﳌﻠﻬﺎﺓ. ﺐ ﺇﺎ ﺭﺣﻠ ﹲﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴ ﹲﺔ ﻭﻻ ﺷﻚ ؛ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺣﻠ ﹸﺔ ﻭﺍﺟـ ٍ ﺃﻳﻀﹰﺎ ..ﺭﺣﻠ ﹲﺔ ﻣﺸﻮﺑ ﹲﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ..ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﺼﱯ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ..ﻭﺍﻟ ﻌﻤﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜـﺔ ﻳﺘﺮﻗﺒـﻮﻥ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ..ﻭﻳﺘﻠﻬﻔﻮﻥ ﻟﻌﻮﺩ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﻗﺪ ﲨﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ..ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻲ ﰲ ﻛـﻼ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﻳﺪﻣﺮ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ،ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﺪﻣﲑﻩ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ.. ﺍﳌﻠﻴﻜﺔ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﰲ ﳐـﺪﻋﻬﺎ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﺗﻨﺎﺩﻳﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ..ﻓﺎﻟﺰﻣ ﻦ ﰲ ﳑﻠﻜـﺔ ﺍﻟﻨﺤـﻞ ﻗﺼﲑ ..ﻭﺃﻗﺼ ﺮ ﻣﻨﻪ ﺃﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ..ﻭﺍﻟﺘﺤﻔـﺰ ﺇﱃ
٩
ﺍﻻﻣﺘﻼﻙ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ..ﻭﻻ ﺳﻮﺍﻩ. ﺏ.. ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ِﻗ ﻤ ِﺔ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻳﻴﺴ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﳏﲔ ﺍﻟﺼﻌﺎ ﺍﻟﻜﻞﱡ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺗﻌﲏ ﺎﻳ ﹶﺔ ﺣﻴﺎﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ!! ﻕ ﻫﻢ ﻳﻨﻄﻠﻘﻮﻥ ﲟﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ..ﻭﺍﻻﻧﻄـﻼ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﳌﻨﺘﻈـﺮﺓ ..ﺳـﻨ ﹸﺔ ﺣﻴـﺎ ٍﺓ.. ﻭﻓﺤﺎﺭﻳﺮ ﺍﳋﻠﻴﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺴﺘﺸﻌ ﺮ ﰲ ﺫﺍﺗـﻪ ﺃﻧـﻪ ﺭﺟـﻞ ﺍﳌﻮﻗﻒ ..ﻭﻓﺤﻞ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺮﺍﻫﻨﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ..ﻭﺗﺴﻮ ﺩ ﺍﻟﻀﻮﺿـﺎﺀ ﰲ ﺃﺣـﺎﻳﲔ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﻨﺒﺎﺕ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺴﻠﻴﺔ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺃﻣﲑ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ.
١٠
ﻏﺎﻳ ﹸﺔ ﻓﺤﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﺬﺓ ..ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ..ﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﺖ ﺼﺮ ﻧ ﹶﻈ ٍﺮ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺎﺕ ﺍﳌﹸﺪﺭﻛﺎﺕ ﺟﻌﻠ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚِ ..ﻗ ﲦ ﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﳘﻴﺔ :ﺍﳌﹶﻮﺕ ..ﻭﺍﻟ ﻮﻫﻢ.. ﺲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌـﺔ.. ﺍ ﹶﳌِﻠ ﹶﻜﺔﹸ ﺗ ﺮ ﹾﻓ ِﺮﻑ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘِﻬﺎ ﺃﻣﺎ ﻡ ﴰ ِ ﻭﲢﻠﻖ ﰲ ﺩﻭﺍﺋ ﺮ ﻭﺍﺳﻌ ٍﺔ ﺗﺮﺳﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﺐ ﺍﻷﺯﱄ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ..ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻮﻥ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﻗـﺪ ﺧﺮﻗـﻮﺍ ﺣﺠﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺴﻠﻴﺔ.. ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﻖ ﺍﶈﻤﻮﻡ ﰲ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﳌﺘﺮﻓـﺔ ﺍﳌﻨﻌﻤﺔ ..ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻳﺘﻬﺎﻓﺘﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﲑ ﺍﳊﺘﻤﻲ ﻻ ﻳ ﹾﻠﻮﻭ ﹶﻥ ﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﰲ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ. ﺇﱃ ﺻﻮ ِ ﻻ ﺗﺘﻌﺠﻠﻮﺍ ! ١١
ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺗﻘﻮﻝ :ﻟﻦ ﺗﻜﺴﺒﻮﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻏـ ﲑ ﺍﳌﻮﺕ ..ﺗﺮﻳﺜﻮﺍ !! ..ﺃﺷﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ !!.. ﻭﻳﻨﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻳﺘﺼﺎﳑﻮﻥ ﻋـﻦ ﲰـﺎﻉ ﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ.. ﺻﻮﺕ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ..ﻳﻠﺘﻔ )) ﺍﺳﺘ ِﻤﺮﻭﺍ ((.. )) ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ((.. )) ﻣﺸﺤﻮﻧ ﹰﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻃﻊ ((.. ﺕ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ((.. )) ﻣﺆﺍﻣﺮﺍ )) ﻓ ﹾﻠﻴ ﻐِﻠ ِﻖ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳ ﺮ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﻢ ..ﻓﺎﻟﻠﺬ ﹸﺓ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮ ﹶﻥ ﻣﺸﻮﺑ ﹰﺔ ﺑﺎﻷﱂ ((.. ﻭﻟﻜ ﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﻃﻮﻳﻞ ..ﻭﺃﻧﺜﻰ ﺍﻟﻠـﺬﺓ ﻋﻨـﺪ ﻣﻨﺘـﻬﻰ ﻕ ﺿـﺮﻭﺭ ﹲﺓ ..ﻭﺍﳉﻤـ ﻊ ﻛـﺜ ﲑ.. ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ..ﻭﺍﻻﻧﻄﻼ
١٢
ﻭﺍﻻﻣﺘﻼ ﻙ ﻟﻮﺍﺣﺪ.. ﺕ ﺍﻷﺟﻨﺤ ﹸﺔ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﳌﺴـﺎﻓﺔ ..ﻭﺑـﺪﺃ ﺑﻌـ ﺪ ﻭﺑﺪﺃ ِ ﺕ ﻳﺮﺳ ﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﻣﻮﻗ ﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘـﺄﺧﺮ.. ﺍﳌﺴﺎﻓﺎ ِ ﻆ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ..ﻧﺴﻲ ﻛﻞ ﻣﻨـﻬﻢ ﺕ ﺣﻔﺎﺋ ﹶ ﻭﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﳌﺴﺎﻓﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺍﳋﻠﻴﺔ ..ﻫﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ..ﻓﻠﹶـ ﺮﺏ ﺖ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺃﻣﺘﺎﺭﹰﺍ.. ﻟﻔﺘ ٍﺔ ﻋﺎﺑﺮ ٍﺓ ﺧﻠﱠ ﹶﻔ ﺐ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﻫﺎ ﹸﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻻﻣﺘﻼﻙ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﲝـ ﻒ ﳜﺴﺮ ..ﻣـﻦ ﺐ ..ﻭﻣ ﻦ ﻳﺘﺨﻠ ﺟﻮﺍﺭ ..ﻣﻦ ﻳﻠﺤ ﻖ ﻳﻜﺴ ﻚ ﻳﻌﻤ ﹾﻞ ﻳﺄﻛ ﹾﻞ ..ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻤ ﹾﻞ ﻻ ﻳﺄﻛ ﹾﻞ ..ﻭﻛﻞ ﻣـﻦ ﳝﻠـ ﻋﻮﺍﻣ ﹶﻞ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻭﺟﻬﺪﻩ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩﺓ. ﻉ ﺭﺑ ِﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺍﻧﻄﻼﻗﻬﺎ ! ﻭﻣـﺎ ﺃﺻـﻌﺐ ﻣﺎ ﺃﺳﺮ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎ ﺭ ﻟﻌﺸﺎﻕ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ! ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻬﻮﻝ ! ١٣
ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑ ﹶﺬ ﹶﻝ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﻛﻲ ﻳﻌﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﳍﺬﺍ ﺕ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻕ ؟ ﻭﻛﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠـﻖ ﻭﺍﳌﺴـﺎﻓﺎ ﺗﺘﺴﻊ ﺑﲔ ﺭﺗﻞ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﻨﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﺭﺍﺋﺤ ِﺔ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﳌﺮﺗﻘﺒﺔ ؟ ﻒ ﻫﻮﺟﺎ ُﺀ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣـﻦ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺑﻌﺎﺩ ..ﻭﻋﻮﺍﺻ ﺑﻘﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳌﺘﺮﺑﺔ ..ﻭﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺭ.. ﻂ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ.. ﻭ ..ﻭ ﺳ ﹶﻘ ﹶ ﱂ ﺗﻌﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ.. ﻳﺎ ﻟﻠﺨﻴﺒﺔ ! ﻫﺎﻫﻢ ﳛﻤﻠﻘـﻮﻥ ﺑﺄﻋﻴﻨـﻬﻢ ﺍﻟﻐـﺎﺋﺮﺓ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺍﳌﺼﲑ ..ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﻥ ﻏﲑﻫﻢ ﳑﻦ ﻳﱰﻑ ﺭﻭﺣـﻪ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ..
١٤
ﺕ ﺩﻣ ٍﻊ ﺳﺎﺧﻨ ٍﺔ ﺗﻨﺤﺪ ﺭ ﻣﻠﺘﻬﺒ ﹰﺔ ﻫﺎﻫﻢ ﻳﺘﻀﺎﺀﻟﻮﻥ ..ﻗﻄﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ..ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﻋﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ.. ﺖ ﻕ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳ ﺮ ﺍﳌﻐـﺮﻭﺭﺓ ﻓـﺬﻫﺒ ﻒ ﺍﻻﻧﻄﻼ ﻛﻢ ﺃﺿﻌ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ..ﺗﹶﻠ ﱠﻘ ﹶﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ..ﺍﻟﺘ ﻬ ﻤﺘﻬﺎ ﺍﳋﻔﺎﻓﻴﺶ ،ﺃﻭ ﺕ ﺑـﲔ ﺭﻣـﺎ ِﻝ ﺍﻷﻭﺩﻳـﺔ ﻣ ﺰﹶﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺑ ﻊ ﻓﺘﺎﺗـﹰﺎ ﻭ ﹶﺫﺭﺍ ٍ ﺍﻟﺴﺤﻴﻘﺔ.. ﺖ ﹶﺃﻥﱠ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻳ ﹸﺔ ﺗﻨﺄﻯ ..ﻭﺍ ﹶﳌِﻠ ﹶﻜﺔﹸ ﺗﺘﺒﺎﻋﺪ ﻛﻠﻤـﺎ ﺃﺩﺭﻛـ ﺍﻟﺮﺗﻞ ﺑﻘﻴ ﹰﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭ ﺯ ﺍﻟ ﹶﻔ ﺮ ﺩ ..ﻓﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﻻ ﺗ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻠﺬ ﹶﺓ ﺇﻻ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ..ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣـﻦ ﺍﳌﺮﺍﺗـﺐ ﻣﻮﻫﺒ ﹲﺔ ﻻ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ..ﻭﺑ ﹾﻠ ﻐ ﹲﺔ ﹶﻓ ﱠﺬ ﹲﺓ ﻻ ﺗ ﺮﺿـ ﺦ ﳌﻘـﺎﻳﻴﺲ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ..
١٥
ﺇﺫﻥ ﻓ ﹾﻠﺘﻄﹸ ِﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ..ﻭﻟﺘﻨﺜ ﺮ )) ﺭﺑ ﹸﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ (( ﻣﺰﻳﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﹶﺃﺭِﻳ ِﺞ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ..ﺍﳊﻮﺍﺱ ﺍﺒﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎ ٍﺭ ﻭﻻ ﺍﺩﻛـﺎ ٍﺭ ﺟﺪﻳﺮ ﹲﺓ ﺬﺍ ﺍﳌﺼﲑ ..ﺍﻴﺎ ٍﺭ ﰲ ﺭﺣﺐ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﲑ.. ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌ ﺪ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﱄ ..ﻭﺭﺑ ﹸﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺋﻦ ﺍﳌﺘﺸﺎﺔ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻧﺪﺍﺩﹰﺍ ﰲ ﺭﺟﻮﻟﺘـﻬﻢ.. ﻭﹾﻟﺘ ِﺰ ﺩ ﻋﻦ ﻋﺸﺎﻗﻬﺎ ﺩﺍﺋﺮﺓ. ﻒ ﻟـﺪﻯ ﺍﻟﻔﺤـﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﳌﺮﻣﻰ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺑﺒﻌﻴﺪ ..ﻓﻠﺘﺘﻀﺎﻋ ﺍﻟﺴﺮﻋ ﹸﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ.. ﻭﻓﺎﺯ ﻓﺤ ﹸﻞ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﻕ.. ﻭﺍﻟﻔﻮ ﺯ ﻫﻨﺎ ﺇﳕﺎ ﳝﺜﻠﹸﻪ ﺃﻓﻀ ﹸﻞ ﺍﻟﻀـﻌﻔﺎﺀ ﺍﳌﻜـﺪﻭﺩﻳﻦ.. ﺼ ﻖ ﺧﻠﻔﹶﻪ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ..ﻭﺗﻨﺎﺛﺮ ﺍﻟﺒﺼﺎﻕ ﻋﻠـﻰ ﺭِﻓﺎﻗـﻪ ﻭﺑ ١٦
ﻒ ﺩﺍﺋﺮﺓ ..ﻓﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺣﺠﺐ ﺍﳌﻨﻬﻜﲔ ..ﻭﺩﺍ ﺭ ﻧﺼ ﻂ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤـ ِﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ..ﻭ ﺷﻮﺵ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺧـﻴ ﹶ ﺨﻠﱠﻔﹸﻮﺍ ﻳﺘﻌﺎﻃﺴﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤـﺔ ﺍﻟﻔﺤﻮﻟـﺔ ﺍﳉﺎﺫﺏ ..ﻓﺘ ﺕ ﺴ ﹾﻠ ﹶﻄ ِﻮﻳﺔ ﰲ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﳌﺮﺍﺗﺐ ..ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﻆ ﻂ ﺍﻟﺮﺗ ﹸﻞ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ..ﺍﺳﺘﺴـﻠﻤﻮﺍ ﻟﻌﺎﺻـﻔ ِﺔ ﺍﳊـ ﹼ ﻭﺳﻘ ﹶ ﺍﻟﺘﻌﻴﺲ ..ﺗﹶﻠﻘﱠ ﹶﻔﺘﻬ ﻢ ﹸﻃﻴـﻮ ﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ ﻭﺿـﻔﺎ ِﺩﻉ ﺍﳌـﺎﺀ.. ﻭﺍﹾﻟﺘ ﻬ ﻤﺘﻬ ﻢ ﺳﺤﺎﱄ ﺍﳌﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ..ﻭﺣﺮﺍﰊ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ. ﺖ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﲢﺖ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ..ﻭﺃﻗﺎﻣـﺖ ﺿﻌ ﹶﻔ ِ ﻭ ﺱ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻟﻠﻜﺎﺋﻦ ..ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺇﻛﻠﻴ ﹶﻞ ﺍﳊﺐ ﻃﻘﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﻨِ ﻖ ﺍﻟﻔﺤﺮﻭﺭ ﺍﶈﻈﻮﻅ. ﺖ ﻧﺸﻮ ﹸﺓ ﺍﻟﻨﺼ ِﺮ ﰲ ﺟﺴﺪ ﺍﻷﻣﲑ ِﺓ ﳑﺘﺰﺟ ﹰﺔ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﻭﺍﺭﺗﻔﻌ ١٧
ﺖ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻣﻮﺳـﻴﻘﻰ ﺍﻟﻠﻘـﺎﺡ.. ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ..ﻭ ﻋ ﺰﹶﻓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ..ﺣﱴ ﺧﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ.. ﺍﻷﻣﲑ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺭ ! ﻭﺗﻠﻮﺡ ﻋﻠـﻰ ﻭﺟﻬـﻪ ﺻﻔﺮﺓ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ! ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ؟؟!! ﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣـﲑ ﹸﺓ ﺍﳋﻠﻴـﺔ ﺧ ﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﺎﻣﺪﹰﺍ ..ﻧﻈﺮ ﻧﺸﻮﺍﻧ ﹰﺔ ﻭﻗﺪ ﹶﺃ ﺳﹶﻠ ﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ..ﻓﺄﻏﺮﻗﺖ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗِﻪ ﰲ ﻋﻤـ ِﻖ ﻱ ..ﰒ ﻕ ﺍﻟ ﺰ ﻫ ِﺮ ﺍﻟﻨـ ِﺪ ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﺎ ..ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺍﲰﻪ ﻋﻠﻰ ﻭ ﺭ ِ ﻉ ﻋﺎﺩﺕ ﲢﻤﻞ ﰲ ﺃﻋﻄﺎﻓﻬﺎ ﺩﻭﻟ ﹶﺔ ﺍﻟﻐﺪ ﺍﳌﺸﺮﻗﺔ ..ﺻـﺮﺍ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ.. ﺏ ﺖ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﳋﻠﻴﺔ ..ﻟﺘﺪﺧ ﹶﻞ ﺍﻷﻣـﲑ ﹸﺓ ﺑـﺎ ﺻ ﺪ ﺣ ﻭ ﺖ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ..ﻭﺃﺻﺪﺭﺕ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻲِ :ﻟﻴﻤـ ﻱ ِﻟﻘﹸـﻮﻯ ﻕ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ..ﺍﻟﺒﻘﺎ ُﺀ ﺍ َﻷﺑ ِﺪ ﹸﻛﻞﱡ ﻋﺸﺎ ِ ١٨
ﺝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ. ﺍﻹﻧﺘﺎ ِ ﺖ ﺍﳌﺪﻳﻨ ﹶﺔ ﺣﺎﻟ ﹸﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ..ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻭﻥ ﻣـﻦ ﻭ ﺷ ﻤﹶﻠ ِ ﻓﺤﺎﺭﻳ ِﺮ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻳﺘﺴﺎﻗﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ..ﻫِ ﺰﻣﻮﺍ ﰲ ﺭﺣﻠـﺔ ﺍﻟﻠﺬﺓ ..ﰒ ﺣِ ﺮﻣﻮﺍ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎ َﺀ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨ ِﺔ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺍﻟﺮﺿﺎﺏ..
١٩
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ )) ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ((.. ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﺍﳌـﺪﻳﻨﺘﲔ :ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻨﺤـﻞ -ﺑﻔﻄـﺮﻢ ﻑ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ – ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﻓﻠﻢ ﻳ ﹶﻘﻠﱢﺪﻭﻫﻢ ﺷﺮ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ..ﺑﻞ ﺗ ﺮﻛﹸﻮﻫﻢ ﻳ ﺆﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔـ ﹶﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳـﺔ.. ﺤﻴ ﻮ ﹶﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ..ﻭﳝﻮﺗﻮﻥ ﺎ ..ﺃﻣﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻨﺎ ﻓﻘـﺪ ﻳ ﺖ ﺍﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ..ﺗﺴﻠﱠﻖ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳ ﺮ ﺇﱃ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﺣﻠﱠ ِ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﹸﻨﺘِﺠﻮﻥ ﻓﻌﺒﺜﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ..ﻭﺗﻠﺬﹼﺫﻭﺍ ﺑﻜﻞ ﺷﻲ ٍﺀ ﺣﱴ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﺎﻍ ﺍﻟﺘﻠﺬﱡ ﹸﺫ ﺑﻪ ..ﻓﺴﺎﺩﺕ ﺍﻟﻔﻮﺿـﻰ.. ﻭﺃﺟﺪﺑﺖ ﺍﳋﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻠﻬﺎ ..ﻭﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳﺮ ﻻ ﻳﺤﺴـﻨﻮﻥ ﻼ ﻋﻦ ﳑﺎﺭﺳﺘﻪ. ﺚ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻓﻀ ﹰ ﺍﳊﺪﻳ ﹶ ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﻔﺤﺎﺭﻳ ﺮ ﲟﺎ ﻻ ﳛﺴِﻨﻮﻥ ..ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻛـﺎﻥ.. ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻠﹼﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ..
٢٠