اسم الكتاب :األس�س والمنطلقات ،في تحليل وتفصيل غوامض فقه التحوالت، وما يرتبط به من س�نن المواقف والدالالت ،المس�تنبطة من أشراط الساعة وأحاديثها البينات اسم المؤلف :أبوبكر العدني ابن علي بن أبي بكر المشهور رقم الطبعة :الطبعة األولى 1431هـ 2010 -م عدد الصفحات 475 :صفحة قياس القطع 24 × 17 :سم
يمكن مراسلة المؤلف على العنوان التالي info@goraba.net الناشر :
مركز اإلبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث
الجمهورية اليمنية -عدن +9672 251089
ص.ب 70014 : .
للمالحظات الفنية /العلمية /عزو النصوص وتخريج األحاديث لإلفادة منها في الطبعة القادمة ahmadalkaff@gmail.com
جمي�ع الحق�وق محفوظ�ة ،ال يس�مح بإع�ادة إص�دار ه�ذا الكت�اب أو أي جزء من�ه أو تخزين�ه في نطاق اس�تعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال دون إذن خطي مسبق من المؤلف All rights reserved. No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system or transmitted in any form by any means without prior permission in writing the Author
المحتويات الجزء األول تعريف الساعة وما يتعلق بها محور الموضوع حديث جبريل (أم السنة) أركان الدين الثالثة وعالقتها بالركن الرابع أركان العلم بعالمات الساعة الفرق بين الساعة وعالماتها الفرق بين الساعة والعلم بعالمات الساعة مفهوم فقه التحوالت تأصيل فقه التحوالت من الكتاب والسنة أقسام فقه التحوالت عالقة فقه التحوالت بالدعوة إلى الله سنة المواقف وسنة الداللة وموقعها من فقه التحوالت غياب العلـم بفقه التحوالت وما ترتب عليه مفهوم الخلفاء في فقه التحوالت من هم النمط األوسط ؟ مواقف النمط األوسط من طرفي اإلفراط والتفريط علماء فقه التحوالت وعالمات الساعة كركن من أركان الدين؟ لم سكت العلماء عن اإلفصاح الواضح لعالمات الساعة ٍ موقع األمثلة والرموز والشعارات والشارات واأللوان في فقه التحوالت
الجزء الثاني التفصيل الجامع ألركان العلم بعالمات الساعة الركن األول العلم الالزم بالعالمات الوسطى أقسام مرحلة الملك العضوض قراءة مرحلة الغثاء والوهن من واقع فقه التحوالت التقسيم الشرعي للمرحلة الغثائية
فتنة الدهيماء ..مرحلة االستهتار الفتنة الرابعة ..العمياء البكماء الصماء مرحلة االستثمار ..األلفية الثالثة مالحظة على هامش المرحلة الغثائية الركن الثاني العلم المطلق بالعالمات الصغرى نماذج من العالمات الصغرى في مرحلتي الدهيماء والفتنة الرابعة قراءة نبوية لألحداث والوقائع ومواقف األمة عرض عام لبقية العالمات الصغرى التسلسل الزمني الشرعي الجامع لسير العالمات واألمارات إلى قيام الساعة ما بعد الفتنة الرابعة ..مرحلة االستنفار موقف المسلم المستبصر من الفتن وأئمتها المضلين الركن الثالث العلم الواجب بالعالمات الكبرى المرحلة المهدية (المهدي المبشر به) المرحلة الدجالية :ظهور المسيخ الدجال نهاية الدجال ودولة اليهود وسائل الحفظ من الدجال المرحلة العيسوية /المرحلة اليأجوجية رحلة عيسى من الشام إلى المناسك ظواهر ما بين مرحلة اإلمام المنتظر حتى نهاية مرحلة عيسى عليه السالم مرحلة االنهيار والعود إلى الجاهلية الدابة /الريح القابضة للمؤمنين هدم الكعبة /الدخان الخسوفات الثالثة طلوع الشمس من مغربها وانقطاع التوبة النار الحاشرة اندراس اإلسالم ثم اندراس كلمة التوحيد العالمة األخيرة ..النفخ في الصور تنبيه :أثناء القراءة ولالستزادة في فهم مصطلحات الكتاب يمكن الرجوع قه التحو ِ والتعريفات المستجدَّ ِة في فِ ِ ِ ِ ِ الت) ص433 األلفاظ (قاموس إلى ُّ ُ
بسم اهلل الرمحن الرحيم
مقدمة النارش ت َ ْو ِطئَة ٌ ُم ِفي َدة ٌ
اعت�اد المصنف�ون عل�ى ذكر عش�رة مبادئ ف�ي بداي�ة كل فن ،ضمنوه�ا تعريف
العل�م وفائدت�ه وموضوع�ه ،ث�م ذكر مصدر اس�تمداده وأس�مائه وحكم الش�ارع فيه ،ووضعوها في الحواش�ي والش�روحات لتس�هيل تصور العلم على المبتدئين
وتشجيعهم على خوض غماره ،وهي بحق طريقة مفيدة تسمح للقارئ بأخذ فكرة ع�ن العلم ووضع تص�ور إجمالي له في ذهنه قبل البدء فيه ،والمرور على خالصة
سريعة عن أبعاده تشجعه على إكمال المسيرة االطالعية.
وقد اعتادوا على صياغتها وفق األس�س العلمي�ة ،فالتعريف مثال البد أن يكون
دقيق�ا ضابط�ا لكل تصورات الفن بحيث ال يختلط مع غيره ،وبالتعبير المنطقي أن
يكون جامعا مانعا لكي يكتمل تعريفا نهائيا للفن.
ونظرا ألن هذا الفن مستجد ولم يتبلور بعد وربما يحتاج إلى العديد من الجهود
في المستقبل والخدمة من األجيال المعاصرة والقادمة فقد آثرنا أن نعرض المبادئ هذه خالية من المصطلحات قدر اإلمكان ،وش�يخنا أبوبكر المش�هور مؤلف هذا
ـمـا كانت مرحل ُة الدعوة كانت س�ابق ًة لمرحلة التدوين للعلوم، الكت�اب يرى أنه َل َّ فإن في إفرادها بالقراءة بعيدا عن التأصيالت التي ظهرت فيما بعد تدوين المذاهب نه�ج محم�و ٌد((( ال يس�تقيم بديال ع�ن المنهج العلم�ي بل هو ردي�ف ومكمل ذو ٌ ((( وبذلك استطاع إضافة سنة المواقف كسنة رابعة للتقسيم األصولي :السنة القولية والفعلية والتقريري�ة ،وكل م�ا فعل�ه ه�و العودة بالس�نة إلى األصل اللغ�وي واالبتعاد ع�ن التعريف
فائ�دة دعوية فحس�ب ،إذ إن الدعوة س�بقت تدوين العل�وم وتأصيل االصطالح،
ونص�وص النب�ي الكريم صلى الله عليه آله وس�لم هي جوام�ع الكلم ،واالنطالق منه�ا في أصله�ا الوضعي في وضع الفكرة لهذا الفن المس�تجد خي�ر بداية ،و«لن
يصلح آخر هذه األمة إال بما صلح به أولها» ينسحب الحكم فيه حتى على عرض المادة العلمية تصور ًا وتصديق ًا طلب ًا لفائدة مخصوصة.
نعم لقد نش�أت بذرة األصول ف�ي «ورقات» اإلمام الش�افعي ،وتطورت العلوم
األصولي�ة حت�ى نضجت في «مس�تصفى» اإلم�ام الغزالي ،ثم تس�امت في عالها وبلغ�ت ذرى المج�د في «موافقات» اإلمام الش�اطبي((( ،واليوم نش�هد مؤتمرات
التط�ور الفقه�ي في ش�تى المج�االت من فقه�اء العصر ،ولك�ن هذا الت�راث الثر الغزير يعنى بالتش�ريع ويقوم بوظائف المجتهد ،أما وقد ألغي القرار اإلسالمي في
حي�اة المس�لمين وتغلغل الخراب في البي�وت فإن هذا الكتاب يضع بذرة دراس�ة
نص�وص فق�ه الركن الرابع ،الت�ي تُعنى برفع الوعي الذاتي لألف�راد والمجتمعات وتضع المسلم المستبصر أمام مسؤولياته ،بالربط بين التاريخ والديانة ،كما سيأتي ف�ي فص�ول الكتاب .وليس في هذا الطرح أي دع�وى للتجديد بتجاوز كالم األمة
والعلماء ،ومخطئ من جمد على (النتائج) التي توصل إليها األقدمون ولم يلحظ
ما استجد من (أشياء) ،فهناك (الثابت) و(المتغير).
االصطالح�ي الذي ظهر فيما بعد تدوي�ن المذاهب وعن التعريف العقدي الذي تبلور بعد احت�دام االصطدام بين الفرق! وس�اقه لذلك تأمل دقيق وإع�ادة تأصيل للنصوص النبوية ،
راجع الفصل المخصص لها في هذا الكتاب ص.97
((( انظر كالم المؤلف ونقله عن الشاطبي ضرورة االلتزام بما أتى به أهل العلم وعدم المخالفة ص.37
لقد استشرت بين بعض المعتنين بالحديث الشريف ظاهرة الحكم بالنكارة على
أغلب نصوص هذا الفقه الغض الطري ،وهم بذلك طرحوه أرض ًا وحرموا أنفسهم (والحق أن هذا النوع م�ن األحكام ال ينبغي (الجمود) فرص�ة الغوص في معانيه، ُّ
عليه ،وأن ما وجد وما يستجد من (أحداث) له صلة بفحص كالم األئمة األعالم،
م�ع عدم مس (قواع�د التجريح) و(الترجي�ح) و(االس�تنباط) ،فالقواعد هي هي، ولك�ن الحكم بالنكارة وعدمها يتغير في مثل هذا النوع من ش�خص لش�خص ،إذ
ُ ِّ (المتأخ ُر) ي�درك (الم َلكَ�ة) ،وتختلف أيضا من زم�ان لزمان ،وقد إن مر َّده�ا إل�ى َ ِ بزيادة عل ٍم عنده عليه ،وإنما بما ُي ِح ُّسه المتبح ُر ،ال المتأه ُل ما ال يدركُه (المتقدِّ ُم) ِّ ِّ ويشاهدُ ه ويدور حواليه)(((. ُ
ِ الجهل ،فقد ِصرنا نعتذر من ق�ال اإلم�ام ابن قتيبة (ت 276هـ )((( :قد كُنا زمان ًا ُ ِ ِ ِ ِ والداللة، بالتنبي�ه الناس �كر نحت�اج إل�ى اآلن ُ االعتذار من العل� ِم!! وكنا نُؤ ِّمل ُش َ ِ ِ ِ ِ ٍ األح�وال ،وال ُينك َُر مع انقالب بعجيب م�ع بالسلامة ،وليس هذا فصرن�ا نرض�ى
المس َت َع ُ ان. تغ ُّير الزمان ،وفي ال ّٰل ِه َخ َل ٌ ف ،وهو ُ
((( «العراق في أحاديث وآثار الفتن» ألبي عبيدة مش�هور حس�ن سلمان ( ،)323 :1وقد أطال النفس في هذا المعنى وأجاد في النقل عن تراث األجداد.
((( في مقدمة كتابه «إصالح الغلط» ص.74-64
شةِ ن َ ْظ ُم املَب َ ِاد ِئ العَ رَ َ
إِنَّ َم َب ِ ـر ْة ادي ُك ِّل َف ٍّ ـن َعشْ َ الو ِ َو َف ْض ُل ُه َونِ ْس َب ٌ ــع ــة َو َ اض ْ ُ ِ بالبعض اكتَفى والبعض َم َسائِ ٌل
َ ـر ْة احلدُّ َو ُ ـم ال َّث َم َ املوضوع ُث َّ َوالاِ ْس ُم الاِ ْستِ ْم َد ُاد ُح ْك ُم َّ ـارع الش ْ
حاز رَّ َ َ الش َفا اجلميع و َمن َد َرى َ
اسمه:
•فقه الساعة
(((
•فقه أمارات/أعالم /أشراط الساعة
(((
ُ العلم بام َ حده (ترعيفه): تقوم الساعة((( . كان وما هو ٌ كائن إىل أن َ ُ
موضوعه:
التحوالت التارخيية يف النصوص الرشعية(((.
((( م�ن ق�ول ابن مس�عود لم�ا أراد أن يتلقى ه�ذا العلم عن النب�ي mفيم�ا رواه الطبراني في ِ ِ لس�ا َع ِة الر ْح َم ِنَ ،ه ْل ل َّ الكبير ( ،)10404قال ابن مس�عودَ :س ْ�ل َيا َس� ْعد ُّيَ ،ف ُق ْل ُتَ :أ َبا َع ْبدَ َّ ف بِ ِه الس�ا َع ُة وك َ ِ اس�ت ََوى َجالِ ًساَ ،ف َق َالَ :يا َس ْع ِد ُّيَ ،س َأ ْلتَنِي َع َّما َس َأ ْل ُت ِم ْن ِع ْل ٍم ُت ْع َر ُ َ َان ُمتَّك ًئا َف ْ َّ ِ ذه وس� َّلمُ ،ق ْل ُت :يا رس َ ِ ِ َعنْ�ه رس َ ِ ف بِ ِه لس�ا َع ِة ِم ْن ِع ْل� ٍم ُت ْع َر ُ �ول ال َّلهَ ،ه ْل ل َّ َ َ ُ �ول ال َّله َص َّلى ال َّل ُه َ َ َ ُ َ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ لسا َعة َأ ْش َرا ًطاَ ،أال َوإ َّن م ْن َأ ْعال ِم لس�ا َعة َأ ْعال ًماَ ،وإ َّن ل َّ الس�ا َع ُة َف َق َال ليَ :يا ا ْب َن َم ْس ُعود ،إ َّن ل َّ َّ ِ السا َعة ...الحديث. َّ
((( م�ن ق�ول جبريل ش :فأخبرني عن أماراته�ا .ومن قول النبي mالبن مس�عودَ « :يا ا ْب َن ِ ِ ِ ٍ لسا َع ِة َأ ْش َرا ًطا» الطبراني في الكبير (.)10404 لسا َعة َأ ْعال ًماَ ،وإِ َّن ل َّ َم ْس ُعود ،إِ َّن ل َّ َان وبِم�ا هو ك ِ َائ ٌن ، ((( م�ن ق�ول عمرو ب�ن أخطب في صحيح مس�لم (َ :)5149ف َأ ْخ َب َرنَا بِ َما ك َ َ َ ُ َ ومن قول حذيفة في صحيح مسلم (َ :)5148أ ْخ َب َرنِي َر ُس ُ ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم بِ َما ِ السا َع ُة. ُه َو كَائ ٌن إِ َلى َأ ْن َت ُقو َم َّ
((( وه�و المس�مى في ه�ذا الكت�اب بـ(التاريخ الش�رعي) ،والمعنى مأخوذ من مس�ند البزار ( )2447ع�ن حذيف�ة ب�ن اليمان رضي الله عنه أن�ه قال :كان فينا رس�ول الله ، mفكلما حض�رت صلاة نزل فصلى ،ثم عاد إل�ى مقامه فحدثنا بما هو كائن من ل�دن مقامه إلى أن
ثمرته وفائدته:
•امتثال األمر الشرعي((( ونيل السعادة في الدارين
(((
•معال�م تنير الطريق عند اش�تداد الفتن((( وترفع الوعي للمس�لم المس�تبصر حتى ال يقع فيها
(((
•زي�ادة اإليمان في آخ�ر الزمان((( والحفاظ على نس�بة من الصالح والتقوى في أزمنة الفتن «تسلسل الضنائن»(((.
تقوم الساعة ما من أمير على مائة فأعلى ضل وال اهتدى إال وقد سماه لنا رسول الله . m
((( لقول�ه تعال�ى( :ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ) [األنفال. ]25: ِ ِ ((( من حديث المقداد بن األسود في سنن أبي داود ( َ )3719ق َال :ا ْي ُم ال َّله َل َقدْ َسم ْع ُت َر ُس َ ول �عيدَ َلمن جنِّب ا ْل ِفت َِن إِ َّن الس ِ �عيدَ َلمن جنِّب ا ْل ِف َتن إِ َّن الس ِ �ول« :إِ َّن الس ِ ال َّل ِ �ه َ mي ُق ُ �عيدَ َل َم ْن َ ْ ُ َ َ َ ْ ُ َ َّ َّ َّ ِّب ا ْل ِف َت ُن َو َل َم ْن ا ْبت ُِل َي َف َص َب َر َف َو ًاها». ُجن َ ((( من حديث س�مرة بن جندب في مس�ند أحمد(َ )19318ذكَر فِي ُخ ْط َبتِ ِه َح ِدي ًثا َع ْن رس ِ �ول َ ُ َ ِ ِ ِ ال َّل ِه َ mف َق َال :و َلن يك َ ِ ورا َي َت َفا َق ُم َش ْ�أن َُها في َأ ْن ُفسك ُْم َوت ََسا َء ُل َ ون َ ْ َ ُون َذل َك ك ََذل َك َحتَّى ت ََر ْوا ُأ ُم ً ِ ِ َب ْينَك ُْم َه ْل ك َ َان نَبِ ُّيك ُْم َذك ََر َلك ُْم من َْها ذك ًْرا . ((( مس�ند البزار ( )2447عن حذيفة بن اليمان ؤ أنه قال :فأما أنا فإني قد تعلمت الش�ر
فحفظته فعلمت أني إذا حفظت الشر اجتنبته فلم أقع إال في الخير. ((( ف�ي المعج�م الكبير للطبراني (َ :)6939ق َال َر ُس ُ ف ت ََر ْو َن َق ْب َ�ل َأ ْن َت ُقو َم �ول ال َّل ِه �و َ «:mس ْ َ السا َع ُة َأ ْش َيا َء ت َْس َتن ِْك ُرون ََها ِع َظا ًماَ ،ت ُقو ُل َ ونَ :ه َل ْكنَاُ ،حدِّ ْثنَا بِ َه َذاَ ،فإِ َذا َر َأ ْيت ُْم َذلِ َكَ ،فا ْذك ُُروا ال َّل َه َّ ِ ِ السا َعة». َت َعا َلىَ ،وا ْع َل ُموا َأن ََّها َأ َوائ ُل َّ ((( م�ن حدي�ث ا ْب ِن ُع َم َر في المعج�م الكبير للطبران�ي (َ )13244ع ِن النَّبِ َّي َ mق َ �ال:إِ َّن لِ َّل ِه ِ ٍ ِ ِِ ِ ِ اه ْم إِ َلى َجنَّتِ ِه ُأو َل ِئ َك ا َّل ِذي� َن َي ُم ُّر َع َل ْي ِه ُم ا ْل ِف َت ُن َضنَائ� َن م� ْن َخ ْلقه ُي ْح ِي ِيه ْم في َعاف َي�ة َ ،وإِ َذا ت ََو َّف ُ ك َِق َط ِع ال َّل ْي ِل ا ْل ُم ْظ ِل ِمَ ،و ُه ْم فِ َيها ِمنْ ُه فِي َعافِ َي ٍة.
وحدي�ث أم المؤمني�ن زينب بنت جحش في المعج�م الكبير للطبران�ي (َ )19637ق َال ان ن ََز َل ِ �ذا وال َّل ِ �تَ :يا َر ُس َ �ه َأ َو ٌ �ول ال َّل ِهَ ،أن َْه ِل ُ �ك َوفِينَا �تَ :ف ُق ْل ُ �ت ا ْل ِفتَ� ُن ا ْل ِع َظ�ا ُم» َقا َل ْ َ «:mه َ َ
•معرفة دالئل النبوة فيما أخبر بوقوعه صلى الله عليه وآله وسلم
(((
•من أساليب الوعظ والتزهيد في الدنيا والترهيب منها(((. استمداده :من اآليات القرآنية والسنن واآلثار(((. الصالِ ُح َ ون َق َالَ «:ن َع ْمُ ،ث َّم ُين ََّجى ا َّل ِذي َن ا َّت َقوا». َّ
((( وفي هذا أفرد علماء اإلسالم الكثير من المصنفات التي سردوا فيها عالمات الساعة تحت اعتبار إعجاز السنة النبوية كان من أبرزها «دالئل النبوة» لإلمام البيهقي.
((( وفي هذا أفرد علماء اإلسلام الكثير من المصنفات التي س�ردوا فيها عالمات الساعة على أنه�ا م�ن جزء من اإليمان باليوم اآلخر ،كان من أبرزه�ا «التذكرة في أحوال الموتى وأمور
اآلخرة» لإلمام القرطبي و«لوامع األنوار البهية» للسفاريني الحنبلي ،وهذا المعنى المذكور َان َر ُس ُ (الترهيب بها) مستفاد من أحاديث عدة كحديث َجابِ ِر ْب ِن َع ْب ِد ال َّل ِه َق َال :ك َ ول ال َّل ِه m ول« :من يه ِ ِ ِ ِِ ي ُق ُ ِ �د ِه ال َّل ُه فَلاَ ُم ِض َّل َل ُه �و َأ ْه ُل ُه ُث َّم َي ُق ُ َ ْ َ ْ �ول ف�ي ُخ ْط َبته َي ْح َم�دُ ال َّل َه َو ُي ْثني َع َل ْيه بِ َما ُه َ َ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َاب ال َّله َو َأ ْح َس� َن ا ْل َهدْ ِي َهدْ ُي ُم َح َّمد َو َش ُّ�ر َو َم ْن ُي ْضل ْل ُه فَلاَ َهاد َي َل ُه إِ َّن َأ ْصدَ َق ا ْل َحديث كت ُ �ور محدَ َثاتُها وك ُُّل محدَ َث ٍ �ة بِدْ َع ٌة َوك ُُّل بِدْ َع ٍة َضلاَ َل ٌة َوك ُُّل َضلاَ َل ٍة فِي الن َِّار ُث َّم َي ُق ُ ول ُب ِع ْث ُت ُ ْ َ َ الأْ ُ ُم ِ ُ ْ الس�ا َع ُة ك ََها َت ْي ِن َوك َ اح َم َّ�ر ْت َو ْجنَتَا ُه َو َعلاَ َص ْو ُت ُه َو ْاش�تَدَّ َغ َض ُب ُه ك ََأ َّن ُه الس�ا َع َة ْ َان إِ َذا َذك ََر َّ َأنَا َو َّ ن َِذ ُير َج ْي ٍ ش َي ُق ُ ول َص َّب َحك ُْم َم َّساك ُْم ُث َّم َق َال َم ْن ت ََر َك َمالاً َفلأِ َ ْه ِل ِه َو َم ْن ت ََر َك َد ْينًا َأ ْو َض َيا ًعا َفإِ َل َّي َأ ْو َع َل َّي َو َأنَا َأ ْو َلى بِا ْل ُم ْؤ ِمنِي َن» .سنن النسائي (.)1560 ولو جمع الباحث أطراف حديث «يأتي على الناس زمان» لوقف على عشرات أحاديث
عالمات الساعة المفيدة في الخطاب الوعظي.
((( ه�ذا الركن متغير في معانيه وليس ثابت ًا كاإلسلام واإليم�ان ،لذا فال يمكن اعتبار نصوصه مصدرا لالحتجاج الشرعي أو التعبد والديانة ،إنما هي معالم في الطريق يستنير بها المسلم
المس�تبصر لدين�ه ويأخذ العب�رة والعظة ،فهي في منزل�ة أحاديث الترغي�ب والترهيب من (وإِ َّن ُه َل َيك ُ ُون ِمنْ ُه َّ �ي ُء َقدْ حي�ث الس�عة ف�ي روايتها ،بل وأكثر من ذل�ك ،يقول حذيف�ة َ : الش ْ ِ الر ُج ِ �م إِ َذا َرآ ُه َع َر َف ُه) .صحيح �ل إِ َذا َغ َ اب َعنْ ُه ُث َّ الر ُج ُل َو ْج َه َّ نَس�ي ُت ُه َف َ�أ َرا ُه َف َأ ْذك ُُر ُه ك ََم�ا َي ْذك ُُر َّ (و َل ْن َيك َ ُون َذلِ َك ك ََذلِ َك مس�لم ( ،)5147وفي حديث آخر عن حديث س�مرة بن جندبَ : ون َب ْينَك ُْم َه ْل ك َ ورا َي َت َفا َق ُم َش ْ�أن َُها فِي َأ ْن ُف ِس�ك ُْم َوت ََس�ا َء ُل َ ُ�م َذك ََر َلك ُْم ِمن َْها َان نَبِ ُّيك ْ َحتَّ�ى ت ََر ْوا ُأ ُم ً ِذك ًْرا) مسند أحمد( .)19318فنصوص الركن الرابع قد تم الحكم عليها من البداية (ذاكرة
الصحاب�ي والراوي) باختالط الرواية وضعف الس�ند وعدم الضبط ،إذ إن ذلك من ش�أنها وم�ن طبيعتها الذاتية ،وهي بذلك تمتاز عن أحاديث األحكام المحتج بصحيحها في ركني
اإلسالم واإليمان والمتعبد بثبوتها ديانة.
وإنما قلنا :متغير المعاني ؛ ألن بعضهم فهم خطأ أو تعمدا أن كونه ركنا ومتغيرا تناقض!
والحقيقة أنه ركن في ذاته متغير في معطياته ،ولو افترضنا الخطأ في التسمية فال مشاحة في االصطالح ولكن على المعترض نقد الفكرة ال البحث عن عيوب األسماء.
لذا فإن المهم في هذا العلم هو ثبوت الحديث عن النبي mس�واء كان ضعيف الس�ند
أو حس�نه ،فربم�ا يأتي من الواقع ما يجبر ضعف الس�ند بالحكم بصح�ة المعنى في المتن، وعدم الثبوت هو كون الحديث موضوع ًا أو من كالم أهل الكتاب واإلسرائيليات كروايات كعب ووهب ونحو ذلك ،ثم ينبغي تمييز اآلثار عن السنن ،واآلثار ما ورد عن السلف من
الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم (النصوص األبوية) والس�نن هي األحاديث الش�ريفة
(النص�وص النبوية) ،وتعامل آثار الس�لف معاملة الش�روح المس�اعدة لفه�م النص النبوي وسائر المعاني الشرعية.
قال ابن حجر في «تعجيل المنفعة» ص 277الهندية في ترجمة (عبيد بن قرة البغدادي):
نظر ،فإنه من (زعم الذهبي في الميزان أن حديث الليث المذكور باطل) ،قال( :وفي كالمه ٌ
ُ البيهقي في «الدالئل» [ ]518 :6عليه)...؛ مصداق ذلك ،واعتمد وقع أعلا ِم النبوة ،وقد َ ُّ فتأمل!
وم�ن المتأخري�ن الذين ي�رون هذا الرأي ويتس�عون ف�ي االستش�هاد بأحاديث عالمات
الس�اعة ودالئ�ل النبوة الش�يخ التويجري ف�ي كتابه «إتح�اف الجماعة في صحيح أش�راط الس�اعة» حي�ث ذك�ر ف�ي مقدمته إي�راده للكثي�ر م�ن األحاديث ضعيف�ة الس�ند إذا أتى من
الواقع ما يصحح معناها ،ومثله الش�يخ مقبل الوادعي في «الصحيح المسند لدالئل النبوة» للبيهقي حيث بين في المقدمة :أنه ترك فصل الدالئل النبوية فيما أخبر عنه mمما س�يقع دون تخري�ج ول�م يحمله رواياته على فالن أو فالن من الضعف�اء ألنه قد يتحقق في الواقع
حكم النكارة وأزاح الواقع ش�د َة الضعف ويبين صحة متن الحديث ومعناه .أي :ربما جبر َ ُ َ
فحسب. ُ
وأما المناداة بتصحيح الحديث بنا ًء على موافقة الواقع واتخاذه أساس ًا للقبول والتضعيف
نسبته (مرتبته من العلوم األخرى) :الركن الرابع من أركان الدين المذكورة في
حديث جبريل «أم السنة».
واضعه (أي :أول من فصل مسائله) :الشيخ أبوبكر املشهور(((.
فضهل :به يعرف النقض الذي حيصل لعرى اإلسالم واإليامن واإلحسان(((.
حكم الشارع فيه :فرض كفاية يف آخر الزمان(((.
مس��ائهل :كثيرة ،مثل تش�خيص الوقائع واألحداث ووضع المخارج المناسبة
لها بهدف إيقاف التحريش بين المصلين وسنتي المواقف والداللة وغيرها.
ٌ وتجاوز ،وانظر في هذا المعنى كالم ًا نفيس ًا نقله أبوعبيدة مشهور حسن سلمان في فخطأ له ٌ
كتاب�ه «العراق في أحاديث وآثار الفتن» ( )323 :1عن كتاب «في ضوابط منهجية للتعامل أس�بق من الحدث (الواقع) ،وأكثر منه النص ُ مع النص الش�رعي» ص 12-11مفاده :أن َّ ونص ش�أنُه كذلك ينبغ�ي أن َي ْحك َُم على اس�تيعاب ًا ،إذ هو للحاضر والماضي والمس�تقبلٌّ ،
العكس. منحرف منه ،وليس اعوجاجه ،وما هو ويعالج ويصححه ، الواقع فيعدِّ ُل ُه ، ٌ َ َ ُ ُ
((( وذل�ك في كتبه المطبوعة «الركن الرابع من أركان الدين :الثوابت والمتغير» وبعده «التليد والط�ارف ش�رح منظوم�ة فقه التح�والت وس�نة المواقف» وبع�ده هذا الكتاب «األس�س والمنطلقات في شرح فقه التحوالت» واآلن «دوائر اإلعادة» تحت الطبع.
((( جاء بفضله جبريل ش بنفس�ه ،وأخذ يس�أل النبي mثم يصدقه ،وخصص لهذا الركن سؤالين اثنين وضرب له مثلين اثنين ،بينما اكتفى بسؤال واحد وجملة واحدة لألركان التي
قبله دون ضرب أمثلة.
((( عن جابر أن النبي mقال « :إذا لعن آخر هذه األمة أولها ،فمن كان عنده علم ،فليظهره ، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله عز وجل على محمد « » mاإلبانة الكبرى» البن
بطة (.)47
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ
ﺑﻘﲅ �ﺎﺩﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ
ﻋﻔﺎ ﷲ ﻋﻨﻪ
ٱلْمَطل َ القرْآن ع ْ ُ ُ ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ
ﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ
ﭷﮊ
[األنعام]١٥٨ :
15
َ َ ِ ي و ب ن ٱل ع ٱلْم َْطل ُ َّ ُّ
عبد ِ ع�ن ِ بن ِ عمرو ِ الله ِ ِ الع�اص ء قال :نادى بن الله ى «الصلا َة ِ رس�ول ِ ِ جامع� ًة»؛ فاجتمعنا إلى ُمنادي ّ رسول ِ ِ الله ى فقال : ي�د َّل ُأ َّمته على نبي قبلي إال ح ّق� ًا عليه أن ُ « إ ّن�ه لم يكُ�ن ٌّ ِ ِ يعلمه لهم ّ .. وإن ُأ َّم َتكم خير ما ُ يعلمه لهم و ُينذ َرهم َش َّر ما ُ ِ ِ ِ ِ مور هذه ُجع َل عافي ُتها في َّأولها وس� ُيص ُ آخرها بال ٌء و ُأ ٌ يب َ نكرونه�ا وتج�يء ِ ُت ِ بعضها بعض� ًا ،وتجي ُء الفتن� ُة ف ُي َر ِّق ُ �ق ُ ُ ِ ُ حزح فمن الفتن� ُة أح�ب أن ُي َز َ َّ فيقول المؤم� ُن :هذه هذه َ ، يؤمن ِ ويدخ َل الجنَّ َة فلتأتِ ِه منِي ُته وهو ِ ُ بالله واليو ِم عن الن ِّار ُ َ َّ ِ اآلخ ِر ». رواه مسلم ()4882
16
ٱلْمَطلَع ٱلأَ َ ِ ي و ب ُّ ْ ُ
األرض ِم�ن ِ ٍ ٍ مش�هور ظاهر قائ ٍم ل ّل ِه بِ ُح َّج ٍة إما «ال تخل�و ُ مغمور لِئلاّ تب ُط َل حجج ِ خائ ٍ أو ِ ٍ الله وب ِّينا ُته ،وكم وأين �ف ُ َ ُ ون عدد ًا األع َظمون عن�د ِ أولئك؟ أولئ�ك األق ُّل َ الله َقدر ًا،
�ه ح َّت�ى ي َؤدوها إل�ى ُن َظ ِ ِ رائ ِه ْم ُ ُّ َ �ع ال ّل ُه ع�ن ُح َج ِج َ �م َي ْد َف ُ بِ ِه ْ وب َأ ْشب ِ اه ِه ْم» و َي ْز َر ُع َ وها في ُق ُل ِ َ ٍ طالب ؤ علي ب ُن أبي اإلما ُم ُّ أخرجه أبونعيم في الحلية ( )76-1:75في وصيته ؤ للكميل بن زياد ( )243وأخرجه الحافظ المزي في تهذيب الكمال ( )417 :15في ترجمة الكميل ،وللحافظ ابن القيم رحمه الله شرح مفيد على هذه الوصية في كتابه مفتاح دار السعادة ()163-123 :1
17
َش ِاه ُد ٱلحال
ِ ِ عن ُحذي َف َة ِ «والله ما أدري َأ َن ِس َي اليمان ؤ قال: بن الله mمن ِ رسول ِ ِ والله ما َ ُ قائ ِد ترك تناس�وا، أصحابي أم َ ِ فِ ٍ تن�ة إلى أن ِ َ فصاعد ًا ثالث ِم َئ ٍة الدني�ا يب ُل ُغ َمن معه تنقض َي ُّ باسم ِه واس ِم ِ ِ أبيه واس ِم قبي َلتِ ِه»... سما ُه إال قد َّ رواه أبو داود ( )4245بإسناد حسن ،د .همام العمري موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة ص343
18
ملَا َ ح َظة ٌ ُ
لا أدَّعي ِ العلـم َ والاجتِهَـا َد ،ولا حتّى أ ْن َ طالبـ ِعل ٍم ، أوص َف بِفَقيه ٍ أو ُمتَفَقِّهٍ ،أان ُ َ وخلال َ َطلَبي ِ المتواصلةِ ِ جمعت ما تهيّأ يـل صوابُهُ ُمست َ ِدلّا ً ح َسبَ فَهمي ود َراستي ُ ت في بحثي هذا. بما هو ُمثب َ ٌ
فوس ـ أو ِ البحث مثير للن ُّ ِ ِ بعضها ـ ولكنّها في ِ نفس مواضيع كثيرا ِمن ولا شكـ أنّ ً َّ ِ ُ ٌ حي َرةِ ّ ِ الوقتِ عامل ِ مساع ٌد لآخري َن كيـ يخرجوا من ال َ العقو ِل والأذها ِن. الضاربة على ُ ُ ٌ ٱلل ـ موَف َّ ًقا فيما أش���رت إليهِ ِ َ ِ ٱللَ وبحثت شأنَهُ، وأستغفر هّٰ ُ ُ ُ فعس���ى أن أكـون ـ بإذ ِن هّٰ ُ فس���ي أو أن أخال ِ َف منهَ َج العل َ ِ ماء الأ ِ من َس���و َرةِ ن َ ِ ثبات الذين خدموا الشريعة َ ونشروها ُ ش ِ عوب . بين ال ُّ
ِ وٱلل ِمن ِ القصد.. وراء هّٰ ُ
19
ِٱل ْإه ْ َد ُاء
من َط ٍ لقات ُ
ُأه��دي إلى ُأ َّمتِنا المرحوم ْة ِ ق��ول ر ِّب��ي وكذا ِم َّما أتى في
بالهدى ُ
مزموم ْة
ٍ ِم��ن س��ن ٍ واض��ح��ة مفهوم ْة َّ��ة ُ بِما ج��رى في ُأم ٍ ���ة مظلوم ْة َّ ِ الوصف َة المعدوم ْة في البحث تلقى َ
بوع وال ُع َ قول َأ َم ً ال الر َ تُحيِي ُّ وح ِّقق ما تـرا ُه واص َطبِر ُخذها َ
ِ أرك��ان ُيبدي شام ًة مكتوم ْة
درس�� ُه كرابِ ِع الـ ك��ن ُر ٌ جدير ُ ٌ
ت َ ُنبيك عن سلب َّي ٍة مشؤوم ْة خير ًا تليد ًا ُيصلِ ُح المنظوم ْة
غرى شأنُها ك َُبرى ُ ووس َطى ُث َّم ُص َ
ٍ للورى وعن بِ��ش��ارات تُعيدُ َ
إش��ك��ال ال��ز ِ َ ُي ُ َّم��ان ُك َّل ُه ��زي��ل ِ ِ ��ن أنَّ���ه ُم ��ج��اه��دٌ ��م��ن َي�� ُظ ُّ م َّ ـلم ِ ـع ِ َـل بِ ِ لكِــنَّــ ُه ُمسـتـغـفـ ٌ ـه ِ ��ي أو جامدٌ مذهبي َع َ ��ص��بِ ٌّ ٌّ ٍ تفر َقت أو غ��ي��ر ُه م��ن ُأ َّم���ة َّ ُ اختالفهاتِ ٍ ٍ ك تاهتوضاعتفي
الرؤى المسموم ْة فينا وفي أهل ُّ
السنَّ َة المرقوم ْة في اهللِ ُيحيي ُّ
ــب أن تلوم ْه ــس َيصــ ُع ُ ُم َســ َّي ٌ ٍ ِ ــشـتـغ ٌ ـرقــة محموم ْة ـل ب ُف ُم ف��ي شأنِها كأنَّها مهزوم ْة ��ج��ت�� ُه فِ��رق�� ٌة مدعوم ْة أج َ ق��د َّ الحضار ِة المزعوم ْة في ُل َّج ِة َ نقلتُه ع��ن ح��ج ٍ ��ة معصوم ْة ُ َّ ِ األرك��ان ِمن معلوم ْة في راب ِع
يا قارئي مهما تكُن ُم ِ ستغرق ًا َفلتست َِفق وان ُظر فهذا َخ َب ٌر الجميع ع��ود ًة لما أتى تدعو َ
20
الش ِ بين ُّ عوب أو ُذ َرى الحكوم ْة
َاجــها أصــو ُلها تفـصــيـ ُلها َنت ُ
فليقرأِ األس��اس بالدّ يموم ْة َ
دخ ً ال ُمح َّقق ًا َمن رام فيها َم َ
ه��د َّي�� ٌة ِم��نّ��ي لِ��ك ِّ ُ��ل حاك ٍم
ٍ ٍ ٍ ودارس وب��اح��ث وط��ال��ب
وع���ال��� ٍم ُم��ح�� ِّق ٍ ع��ل��وم�� ْه ��ق َ ِ ٍ الحالة المأزوم ْة حائر في أو
ِ المصط َفى وإنَّما من ن َِّص ٰط َه ُ
��ة ب��ي ٍ ب��ح��ج ٍ ��ن��ة محسوم ْة ُ َّ َ ِّ
ٍ نزعة موسوم ْة قد يدَّ ِعي ذو
ال أ َّدع��ي فيها اجتِهاد ًا مث َلما
كما أتى عن َط ِّي ِ ب األَ ُروم�� ْة تن َفعنا في ِ الفتن َِة المضروم ْة ُ
��ؤص ً تكام ً �لا أرج��و بها ال ُم َّ ُ
تكون ُح َّج ًة سألت ر ِّب��ي أن ُ َ
ٍ نلقى ر َّبنا ع��ون يوم سن وح َ ُ ٰ جهل م ِ زيل ك َّ وأن ُي َ فس ٍد ُ��ل ٍ ُ ِ أتباعه ويجمع اإلس�لا َم في َ
أخ��ب��ار ُه مكتوم ْة ف��ي ع��ال�� ٍم ُ ٍ لحــالــة مذموم ْة أودى بــنــا
على الهدى والم َّل ِة المزموم ْة
بش ٍ م��ن جاءنا ِ رعة مخدوم ْة َ َ ِ على ال ّط ِ مفهوم ْه واضح ًا ريق َ
ِ صطفى الم والختم ٰ بالمختار ٰطه ُ ُ ِ ِ ��م تاب ٍع واآلل واألص��ح��اب ُث ّ
المؤ ِّلف ُ
21
ٱل ْ ُمق َ ِّد ِمةُ
ِ ِ اعتنى اإلسلام بِ ِف ِ ِ ُ تاريخ األُ َم ِم ُّ المراح ِل وبِ ِ ساالت الر �عوب ش�أ ُن ُه والش قه ش�أن ِّ ُ اعتناء اإلسالم ِ ِ الس ِ بفقه المراحل السابقة ..بل صار ال ُق ُ العظيم الذي ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ رآن ُ �ماو َّية ّ َّ ِ الش ِ الوظائ ِ ِ َّكليفات التَّع ُّب ِد َّي ِة وثيق ًة شرع ّي ًة لِ َع ِ ف َّ رض �رع َّي ِة والت مع ما َل ُه ِمن ﮛﮜ ﮊ َ وح ِ ِ �عوب من َ الخ ِير أو َّ فظ ما س�ارت عليه األُ َم ُم ُّ الش ِّ�ر ،وهذا ما نحن بِ َصدَ ِد والش ُ رعي المثب ِ لم ِه َّ ِ مكنونات ِع ِ ِ ت في االهتِما ِم به وإعا َد ِة ِدراس�تِه والنَّ َظ ِر الواعي في الش ِّ ُ َ ِ ِ ِ ِ لمي بين (الدِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يانة والت ِ ّاريخ) الرب�ط الع ِّ وس�نَّة نب ِّيه . mوذلك من خالل َّ كت�اب الله ُ ِ ِ ِ ِ الالح ِق وهو ما اإلسالمي التاريخ الس�ابق أو اإلنس�اني بالتاريخ س�وا ًء فيما يتع َّل ُق ِّ ِّ (بعالمات الس ِ ِ الت) ِ قه التَّحو ِ (بف ِ راس�ة ِ ِ س�مي في ِ َّ وألن هذا اعة).. والعل ِم هذه الدِّ ُّ ّ ُ ِّ َ ِ ِ ِ ِ ِ مواضيع ِه الم َّط ِلعي�ن على س�مى جديدٌ في ُ تناول�ه بهذه القاعدة فإننَّ�ا نرجو من ُ الم َّ ُ ِ ِ وكمال التَّأنِّي و ُع َ ِ ِ ِ َ نخر َج مع ًا بما وأقسام ِه ُحس َن النَّ َظ ِر مق القرا َءة الواع َية .عسى أن ُ والمسل ِمين ِمن ِ المفاهي ِم بما ِ ِ ِ ِ داخ ِل يخد ُم اإلسلا َم يب يجدِّ ُد لنا المعاني و ُيعيدُ ترت َ ِ ِديانَتِهم َّ بارك َِة. الم َ الشرع َّية ُ
عهد ال َف ِ �ة إلى ِ عهد البع َث ِ ص�وص بدَ اء ًة من ِ ِ ّ للحياة اإلسلام َّي ِة ُ ناء بالخ إن دراس�تَنا َ ِ َ َ ٍ وضروري لن�ا ُ ٍ ِ ٍ ِ ِ رس�الة تحملت مس�ؤولِ َّي َة أم�ر ُم ِه ٌّم ِ ٌّ كأ َّمة َخات َمة َّ بالس�ا َعة ٌ الموع�ود ّ ِ ِ خاتِ َم ٍة ُع ِهدَ إليها َح ُ والمحا َف َظ ُة عليها حتى يو ِم َّ ظمى ﮋ ﭒ الش�ها َدة ال ُع َ مل األمانَة ُ
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﮊ [المائدة.]109 :
الجذري ِ �ة الدِّ راس ِ وال ب�أس هن�ا م�ن اإلش�ار ِة إلى أهمي ِ �ة ،وهي إع�ا َد ُة ال ُعلو ِم �ة ِ َّ ِّ َّ َ َ َ أهمية الدراسة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الجذرية َّصورات النّات َجة عنها إلى ُأ ُصولها األساس� َّية س�ا َع َة ُو ُقوعها و َث َم�رات الق�را َءة والت ُّ ِ ِ َّ ِ ِ ِ �ي ،والن ِ َّص م�رات ِمن َّظر إلى هذه ال َّث خالل (الن ِّ �ي ،أو س�ا َع َة تدوينها المرحل ِّ الز َمن ِّ 22
ِِ زئي ِ ِ ِ َ ِ ((( حيث َّ المعت ََم ِد) ُ َّ�ص األ َبو ِّي ات التي �وي ذاته) أو (الن ِّ النَّ َب ِّ والج ّ َّفرع�ات ُ إن الت ُّ ُ
وكثر ُة الت ِ ِ َّعليل قد َ ب انحدرت إليها األقال ُم وغرا َب ُة الت مور َخلط ًا يص ُع ُ خلط األُ َ َّحليل َ الزم ِن من ضبابي ِ ات الباطِ ِل َّمييز الواعي، مع�ه الت ُ ّ وضاع َ َ عبر َّ َ الح ُّق ال َب َل ُج بم�ا اكتنَ َف ُه َ فق انتِماءاتِهم وتوجهاتِهم ِ ِ وأهل ِه ،وح ِ ِ الفكر َّي ِة. ذف وإضافات َح َم َل ِة األقال ِم َو َ ُّ َ
ِ َ ويب�دو ل�ي ـ والله أعل�م ـ َّ المش�ار عوامل مع َّينَ� ًة ت َُؤ ِّدي إلى هذا التَّجنِّي أن هناك إلي�ه ،ويج�ب أن يفتَ�ح الحوار بش�أنِ ِه ليت َِّض�ح األمر ج ِلي� ًاِ ، ومن ذلك ع�د ُم النَّ َظ ِر ُ َ ّ َ ُ ُ َ ُ ِ �ة المعنِي ِ �ات المرح َل ِ زئي ِ ِ ِ ونق�اط الن ِ كإص�دار األح�كا ِم ال ُعموم َّي ِة ُّ�ور فيها ، �ة َّ ف�ي ُج ّ ِ �ة ِ ،مما يؤدي إلى َ ِ الف َئ ِ �ة أو المجمو َع ِة أو ِ عل�ى المرح َل ِ إضفاء الم َت َع َّم ِد في ّ ُ ِّ الخل�ط ُ َّفريط و َطر ِ اإلفراط والت ِ ِ ِ الج ِ االعتدال ف َّمييز بين َط َر َف ِي ب الت ُ نوح على الك ُِّل ويص ُع ُ ُ َ ِ الواح�دَ ِة والمرح َل ِة المحدَّ د ِة ،فهناك م�ن ي ِ تعريف طل ُق والسلا َم ِة ف�ي المجمو َع ِة َ َ ُ ُ َ َ َ َّ ِ ِ ِ المرحلة وما فيها و َمن فيها ،فيعتَبِ ُر َّ مرحلة بني ُأ َم َّي َة مث ً أن ك َُّل خرجات ال على كا َّف ِة ُم ب�رز في هذه الفتر ِة إنَّما هو ِخدم ٌة لسياس ِ لم�ي واجتِ ٍ ن ٍ ِ ِ �ة بني ُأ َم َّي َة.. هاد مذهبي َ َ َ َ ٍّ َت�اج ع ٍّ ِ المثال َش ِ أن ِ ِ ِ مع العل ِم َّ ومجموعات �م َلت إفراط ًا وتفريط ًا س�بيل هذه المرح َل َة على
((( لف�ظ (األبوة في الدين) واضح ومعلوم ،وهو من ممزيات هذه األمة ،فليس�ت كالنصارى
جعلوا أبوتهم في الكنيسة وأعطوا البابا من الصالحيات األلوهية الوضعية الكثير ،بل تظهر العلم من ك ُِّل َخ َل ٍ «يحم ُل هذا ِ ِ ف ُعدو ُل ُه» األبوة بمعناها الشرعي في تسلسل العلم باألسانيد َ حتى تتجنب (الخطر الداهم) ممن س�ماهم النب�ي ( :mاألئمة المضلين) وهم أهل الفتن المعروفون بعلماء الفتنة في كل عصر وزمان.
ويؤكد هذه األبوة وكونها مرتبطة بالتسلس�ل الش�رعي لإلس�ناد في مقابل�ة أئمة الضالل
الحدي�ث الس�ابع ف�ي مقدم�ة صحيح مس�لم« :يك�ون في آخ�ر الزم�ان دجال�ون كذابون،
يأتونك�م م�ن األحاديث بما لم تس�معوا أنتم وال آباؤكم ،فإياكم وإياه�م ،ال يضلونكم وال
يفتنونكم».
23
ضياع الحق بين ركام األقالم
عوامل التجني على التاريخ: الخلط المتعمد واألحكام العمومية
باعتبار س ِ دائر ِة الم ِ َ ِ ٍ ِ فالم ُ �لطة خاص لك ال َع اعت�دال لك ال َع ُ ضوض ٌّ ِ ُ ض�وضُ ، داخ�ل َ ُ ِ الق�رار كقولِ�ه َ « :mأ َّو ُل ِدينِك ُْم ُن ُب َّو ٌة َو َر ْح َم ٌة ُ ،ث َّم ُم ْل ٌك َو َر ْح َم ٌة ُ ،ث َّم ُم ْل ٌك َأ ْع َف ُر ُ ،ث َّم جال النَّم ِ فغير ذلك ،وفيهم َح َم َل ُة األمان َِة ِ وت»((( ،أ ّما ُ ط ُم ْل ٌك َو َج َب ُر ٌ ور ُ َ الرعايا ُ حال َّ
األوس ِ ط. َ
ِ وهذه األمان ُة المش�ار إليها متنو َع ُة المس�ؤولي ِ َّكليف�ات .ولكنَّها مجت َِمع ٌة ات والت َّ ِّ ُ ُ الش ِ قاع�دَ ِة الر ِ ف�ي ِ حيث نج�دُ َّ َّاري�خ )((( ُ ، بط َّ ِ �رع ِّي بي� َن ( الدِّ يان َِة والت أن في العا َل ِم َّ قرا َءت ِ َين:
ِ ِ ِ َّحوالت جر َد ٌة ..وهي ما ن َُس ِّميها في فقه الت ُّ األولى :قرا َء ٌة تاريخ َّي ٌة ما ِّد َّي ٌة َعقالن َّي ٌة ُم َّ القراءة المادية قائيةِ ِّفاقي ِة واالنتِ ِ الوضعي ِة» ،وما تفرع عنها ِمن المفاهي ِم الن ِ ِ اإلبليسيةِ ِ «بالقراء ِة األَن َِويةِ ِ العقالنية َّ َّ َّ َ َّ َّ َّ َ ِ ِ رافات الكافِر ِة والم ِ ِ ِ المسيس ِ بحديث «إذا المعنِ َّي ِة لحدَ ِة االنح �ة لمص َل َح ِة الموسدَ ة َ ، َّ ُ َ ُ َ َّ َ رسول ِ ِ َ الله قال« :إذا ُو ِّسد وكيف إضاعتُها يا الساع َة» قال : ُأ ِضي َعت األما َن ُة َ فانتظر َّ غير ِ األمر إلى ِ أهل ِه»(((. ُ
ِ َّحوالت «بالقرا َء ِة وجه ٌة .وهي ما ن َُس ِّميها في فقه الت ُّ القراءة الشرعية ال َّثاني ُة :قرا َء ٌة ش�رع َّي ٌة غيب َّي ٌة ُم َّ �رعي ِة المس�نَدَ ِة» ومفتاحه�ا قو ُله تعالى في أو ِل ٍ َّبوي ِة َّ ِ ِ الموجهة آي�ة ُأ ِنزلت على َّ ُ ُ األَ َب ِو َّي�ة الن ِ َّ الش َّ ُ ِ ِ ٍ تأصيل تفر َع عنه�ا من رس�ول الل�ه ( :mﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ) [العل�ق ]1:وم�ا َّ ِ ِِ ِِ ٍ مما ُ يدخ ُل تحت معنى قولِ ِه :m وتفصيل «يحم ُل ش�رعي مدعو ٍم بأد َّلته ودالالته َّ ٍّ
((( وتمامه « :يستحل فيها الخمر والحرير» ،إسناده جيد« ،تخريج أحاديث المصابيح» للمناوي ( ، )443 :4وانظر إتحاف التويجري (.)210 :1
((( وهذا ما نحن بصدد إظهاره وإبرازه في كافة المراحل. ((( صحيح البخاري (. )59
24
العلم من ك ُِّل َخ َل ٍ هذا ِ ف ُعدو ُل ُه»(((. َ
ِ تكون إال باس� ِم الرب ،وهي م�ا ُأ ِ ُ طل َق عليه اإلسلامي ال تاريخن�ا فالق�را َء ُة ف�ي ِّ َّ ِّ القراءة ال تكون مفه�وم ( الر ِ ِ �ؤون الحيات ِ فصل إال باسم الرب َين وال َ بط بي�ن الدِّ يان َِة والت ِ َّاريخ) وبها ُت َف َّس ُ�ر كا َّف ُة ُش ُ َّ ِ ِ ِ راس ُة الحياة اإلنسانِ َّي ِة واإلسلام َّي ِة ِدراس ًة ن َِّص َّي ًة ..ومعنى بين َُهما .ومن ش�روطها د َ ِ �ة النَّصي ِ ( الدِّ راس ِ ِ ٍ الحياة من كا َّف ِة كأصل في ق�را َء ِة المث َب ِتة ناؤها بالن �ة ) اعتِ ُ ِّ َّ ُّص�وص ُ َ
األحداث والتَّحو ِ ِ الت عليه�ا .وتصني ُفها من ُ حيث عال َقتُها ع�رض أوج ِهه�ا ُ ..ث َّم ُ َ ُّ ُ ِ اآلن ِ َّاريخ لدى ٍ ِ ِ العكس كما هو َ الحي�اة والت ِ كثير تفس�ير قائ ٌم في ُّص�وص وليس بالن َ ِ ِ ِ ((( ُقس ُم الحياة من المس�لمين وغير ِالمس�لمين ،وبهذه الدِّ راسة والقرا َءة الشرع َّية ت َّ مومها إلى ِ بِع ِ مراح َل: ُ ((( إسناده صحيح « ،شرف أصحاب الحديث» ص 51لإلمام أحمد.
((( المقصود بهذا أن كثير من المس�لمين يصفون اإلسلام والعالقات والمحبة والبغض على سير األحداث وما جرى في المراحل من التحوالت .
واألص�ل أن ما جرى من االختالف في المراحل واألحداث المترتبة على ذلك ال يكون
أس�اس الوالء والبراء وإنما يكون الوالء والبراء بالنص�وص القرآنية والنبوية ويضاف إليها بع�د ذلك مجري�ات األحداث بش�روط .وأن المختصي�ن بالنص وإن ج�رت عليهم الفتنة
كأصحاب الجمل من كبار الصحابة ئ فإن حصانتهم تلزم المسلم عدم القدح فيهم .وأم�ا غيره�م فالقدح أيضا يكون بالنص فيهم كما هو في قتلة عمار بن ياس�ر في قوله m ( :عم�ار تقتل�ه الفئ�ة الباغية) ،وقول النبي ( : mبش�ر قاتل ابن صفية بالن�ار) وابن صفية
ه�و الزبي�ر بن العوام وقد قتله أحد تابعي اإلمام علي ؤ وجاء يخبر اإلمام بقتله ،فقال ل�ه اإلمام عل�ي بقول النبي mفغضب وق�ال :إن قاتلناكم في الن�ار وإن قاتلنا من يقاتلكم فف�ي النار ،فأمر اإلمام علي بقتله قصاصا ب�دم الزبير بن العوام ألن اإلمام أخذ بالنص وإن
كان الرجل من أتباعه ،ونقل البرزنجي في اإلش�اعة ص 54عن علي ؤ قوله عن قتلى صفي�ن ( :قتالن�ا وقتالهم في الجنة) ،وقال ( :م�ن كان يريد وجه الله منا ومنهم نجا) .اهـ.
وهذا يحفظ شرف كثير من القتلى فيمن سماهم في النص اآلخر (الفئة الباغية).
25
أهمية القراءة النصية
ِ َ خلال حياتِ ِه mما المبارك َِة الم َح َّم ِد َّي ِة المرح َل� ُة األُول�ى :هي َ َ الرس�الة ُ مرح َل ُة ِّ مرحلة الرسالة ِ ِ ِ ِ اله ِ دي َّ صم ُة)، الش�رع ِّي ( َ المحمدية بين َم َّك َة والمدينَة ،وقوا ُم هذه المرحلة في َ حي و الع َ الو ُ ِ ِ ُ باعتبارها زات ،وكان ال َبد ُء بها األخالق األساس ،ويليها النُّ ُب َّو ُة ،أي: وهو والمعج ُ ُ ِ الش�رعي ِة للر ِ ِ ِ المشت َ راسة َّ ِ األزم ِنة عبر بط بين ( الدِّ يانة َرك في الدِّ والتاريخ ) َ َّ َّ �م ُ القاس َ ِ ِ الس ِ الالح َق ِة . واألزمنة ابقة َّ
الوفاة لِ ِ المرحل� ُة ال ّثاني� ُةِ :م�ن ِ الله mإل�ى ِقيا ِم الس ِ رس�ول ِ ِ عهد �اعة ،وتُعدُّ هذه َّ مرحلة ما بعد ب ِ ِ مراح ِل التَّحو ِل اإليجابي والسلبي .و ُك ُّلها مجموع ٌة في أركانِ ِ الرسالة إلى قيام المرحل ُة من أص َع ُّ َّ ِّ ِّ الساعة ِ ِ ِ غرى . والوس َطى ُّ ُبرى ُ والص َ الساعة الك َ العل ِم بِعالمات َّ مرحلة ما قبل البعث
المرحل ُة ال َّثالِ َث ُة :وهي الدِّ راس ُة النَّصي ُة ِمن بع َث ِة النَّبِي mنَص ًا إلى ِ عهد آد َم ش ّ َ ِّ َّ ِّ َ ِ َ وابنِ ِه َ وخلق َح َّوا َء الجنَّ َة قابيل وس�كنا ُه َ وهابيل وما ترت َ َّب على تعلي ِم آ َد َم األس�ما َء ُ صور المت ِ ِ ِ ِ ِ ِ وتسليط َّ َالح َق ِة . الشيطان للغوا َية ،وما تال ُه من الت ََّح ُّوالت في ال ُع ِ ُ
ِ قه التَّحو ِ يث فِ ِ أحاد ِ ويستفاد من ِدراس ِة ِ الم َر ِ الت َّ الكيف َّي ِة احل تأتي على ُّ ُ ُ أن حصا َن َة َ َ الت ِ َّالية:
-1مرحل ُة الرسا َل ِة ..الوحي ِ ، العصم ُة ،الم ِ ُ األخالق زات، عج ُ ُ َ ُ ِّ الخ َل ِ اشدَ ِة ،االجتهاد ،نُصوص النُّبو ِة ِ ، الخالفة الر ِ ِ ف ُ فاء. -2مرحل ُة مواق ُ ُ َّ ُ ُ َّ فظ ب ِ ِ ِ ِ ِ يضة اإلسلا ِم ،إقام ُة الملك ال َعضوض وحتّى مرحلة ال ُغثاء ،ح ُ َ -3مرحل� ُة ُ سبيل ِ ِ ِ ِ الله. الجهاد في فرض
ِ والعل ِم ،وإنَّما يبقى ِ نقض الحك ِم ِ ِ ور ِ الح ُ فظ موزها بعد ِ ُ وال حصا َن َة لمرح َلة ال ُغثاء ُ ِ ِِ ِ ِ الع�ام ل ُ ِ الم َط ِر :ال ُيدْ َرى َأ َّو ُل ُه أل َّمة على ص َفة ال ُعمو ِم من قوله َ « :mم َث ُ�ل ُأ َّمتي َم َث ُل َ ُّ
26
ِ الخويص ِة والخاص ِ ِ ِ َ ويص ِة �ة في قولِ ِه :m «فعليك بِ ُخ َ َّ َخ ْي ٌ�ر َأ ْم آخ ُر ُه»((( وعلى ص َفة ُ َ ِ نفس َك»(((.
ِ إن الدِّ راس� َة النَّصي� َة هي أس�اس ِ الح ِ َّقار ِ ّ ب بين الحضارات وار بي�ن ُ ُ ِّ َّ وأس�اس الت ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ نبي الج َس ِد األديان وأس�اس ُمعالجة االنهيارات المتالحقة في َ ُ اإلسالمي منذ وفاة ِّ ِّ المعاصر ِة المقيدَ ِة نَص ًا بِمسمى ( ِ ِ ِ ِ عهد مرح َلتِنا َّ الساعة ،مرور ًا بِ َ َّ ُ َ ّ َ األُ َّمة mحتَّى قيا ِم َّ ِ الغثائ َّي ِة ) .
الدراسة النصية أساس حوار الحضارات وتقارب األديان
ق�ه التَّحو ِ الجديدة المس�م ِاة بـ ( فِ ِ ِ الت ) دراس�تِنا ُّ وه�ذا م�ا جمعنا ُه َّ َّ وفصلنا ُه في َ ين والحاوي على ِ ِ ِ ِ ِ ِ أركان الدِّ ِ الر ِ العل ِم الرابِ ِع من كن َّ لم القائ ُم على دراسة ( ُّ وهو الع ُ عالمات الس ِ ِ بِ اعة ) . َّ
ِ مق ِ راس َة ُمستقا ٌة من ُع ِ وأعت َِقدُ -والل ُه أع َل ُم – ّ اإلسالمي للواق ِع القرا َء ِة أن هذه الدِّ ِّ َ الدراسة الجديدة وعرض هذه القراء ِة على ما سبق لِ ِ ِ رسول الله mأن تك َّل َم عنه واستعرضه للركن الرابع تمز ِق ، الم ِّ َ ُ وأهميتها ش�ار إليها ( بِ ِف ِ ِ ِ ِ الم ِ ِ والح ِقها .وال ِ ِ قه نجاح أج�ز ُم بِتما ِم الحوادث س�ابق ِم�ن الفكرة ُ َ أجزم بنجاحها ج ِ ِ ومعالجتِها ولو ِمن ِ الخاص ِة زاو َيتِي زئ ّي ًا َّ َ ُ الت ُّ َّح�والت ) ُك ِّلي ًا ،وإنَّما ِ ُ األحداث والتَّحو ِ ِ ِ ٍ الت . بهمات لكثير من ُم ُّ
الذ ِ ِ األمر معاناتي الخاص ِ ِ �و ِة َّ �ة ُ وق َّي ِة وكان�ت بداي� ُة هذا حيث ُ كنت وليدَ ثقا َفة األُ ُب َّ َّ التقليدي ِة وأحدَ المنتَمين إلى آل الب ِ ِ ِ المهاج ِر يت النَّ َب ِو ِّي من ذراري اإلما ِم والمذهبِ َّي ِة َ َّ ُ ين ِ الح َس ِ أحمدَ ِ علي nأجمعين . بن عيسى المنتمي إلى اإلما ِم ُ بن ٍّ
((( إسناده صحيح ،تفسير القرآن البن كثير (.)493 :7
((( إس�ناده صحيح لغيره « ،موس�وعة أحاديث الفتن وأش�راط الس�اعة» للدكتورين همام وابنه (.)1644
27
مع المؤلف في مسيرة المعاناة
ِ ِ ِ ِ ِ وأذه َل َعقلي َ ، دركاتي ُ سيرتي ال َع َم ِل َّية والعلم َّية ما أق َل َقني َ وش َّو َش ُم َ ورأيت في َم َ ادئ ذي ب ٍ األكاد ِ ِ ِ راس�ي ِة َّ ِ ِ دء وخاص ًة في مرح َلتِي الدِّ ِ يم َّي ِة راس ِة َب ِ َ َّ َ َ َّ َ الشرع َّية وربطها بالدِّ َ ِ َين وأيدُ ُل ِ وج َّيت ِ ين وثقافت ِ �طر ِ َين ..وأما الحديث�ة ..وكانت ال َي َم ُن حينَها ُم َج َّزأ ًة إلى َش َ
الش ِ مدر َس�تِي األبو َّي ِة الن ِ ذات�ي و َعقلي وثقا َفت�ي َف ُمت ِ َّبو َّي ِة َّ �رع َّي ِة وبإحكا ٍم َمحو َر ٌة في َ ِ والت�زا ٍم َأ َب ِو ٍّي تَر َب ِو ٍّي ِ االرتباط بِ َع َج َل ِة صار ٍم ،وكان ال ُبدَّ ل�ي في تِلكُم المرح َل ِة من ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ باالستقرار.. الحياة ويح ُلمون يطمحون في الحياة العلم َّية الحدي َثة م َثل غيري م َّمن َ ِ ِ ِ ِ ِ جت من ال ُك ِّل َّي ِة المتَدَ ِّر ِج تخر ُ بالمدر َس�ة األكاديم َّية حت�ى َّ َ ف�كان لي َح ُّظ االلتحاق ُ هم�ي لِدَ رج ِ ولع�ل َف ِ ِ ٍ َّ الم َو ِّقعين عل�ى ش�ها َد ِة ال ُك ِّل َّي ِة.. �ة بامتي�از َ َ غي�ر َفه� ِم ُ االمتياز ُ
�رعي ِة على س�لبي ِ �ة األَب ِوي ِة َّ ِ فاالمتي�از ال�ذي أن�ا بِصدَ ِد ِه ه�و انتِص�ار الدِّ راس ِ ات ُ ّ الش َّ َ َّ َ َ ُ ِ ِ ِ ِ ِ والعالقات والعادات قافات الوضع َّي ِة وأيض ًا على مجمو َع ِة ال َّث راسات اإلنسانِ َّي ِة الدِّ بعي ِ ِ َّزاو ِج �ة ..ول�م يك�ن الض�دِّ ِّ معر َك َة ِّ للضدِّ ..وإنم�ا هي معرك� ُة الت ُ ال َّط َّ االنتص�ار َ ُ ِ َّداخ ِل وإغناء إيجابِي ِ ِ المدر َست ِ قل وال َق ِ دوائر ال َع ِ الز َ والت ُ مان َين في ات ب َّ لب بما ُيناس ُ َّ َ ُ والمواهب وال ُقدُ ِ ِ َ َ الح ُّق سبحا َن ُه وتعالى أن ُي َه ِّي َئ لي رات المكان و واإلمكان ،وشاء َ َ الف ِ حيث كان بها منب ُت ِ الش�ري َف ِ الح َر َم ِ ِ ين ُ ين َّ هور الم َقدَّ َر َة إلى َ َ أرض َ كرة و ُظ ُ َ الرح َل َة ُ ِّ المتناق ِ ِ ِ ضات حصى م�ن �ي ُ ورأيت في تلك البِي َئ�ة ما ال ُي َحدُّ وال ُي َ الت ََّص ُّ �و ِر اإليجابِ ِّ ِ ِ ِ والتزمت ِ والتَّنا ُق ِ اإلعالمي ِة الم ِ عاص َر ِة . للمدرسة اإلسالم َّي ِة الواع َي َة القرا َء َة ضات ُ َّ ُ
ِ ِ ِ وقفت في�ه َخطيب ًا والمنب�ر ال�ذي كن�ت في�ه إمام ًا المس�ج ِد الذي رح�اب وف�ي ُ ُ االعتراضات ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ روس العلم َّية َّ الخواص ومجالسة ومنا َق َشة الخاص والعا ِّم للمحيط واالحتجاجات والدُّ ِّ ِّ َ الش�رع َّية ُ بين األمة.. ِ وحدَ ٍ ِ ب الخواص والعوا ِّم وكا َّف ِة وخواص أجناس المس�لمين القادمين من ك ُِّل َف ٍّج َ ِّ ِّ لماذا ؟.. ِ ِ ِ بيت ِ إلى ِ ُ واالعتراضات والسال ِم حم ٍد عليه الله الحرا ِم أفضل ّ الصالة ّ وزيارة النَّبِ ِّي ُم َّ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والمعت َِرضين الم َت َع ِّلمي َن ُ واالحتجاجات اليوم َّية وش�به اليوم َّية فيما بيننا و َع َش�رات ُ 28
الذ ِ ِِ ِ والمخالِ ِفين ِمن ُأ َّم ِة اإلسال ِم َتك ََّو َن َه ٌّم في ّ اإلحساس.. ات و َأ َل ٌم في والموافقين ُ ُ ي ِ ُ ُ تكون تكون الدِّ يا َن ُة..؟ أهكذا سائ ُلني :أهكذا الدِّ ي ُن ..؟ أهكذا اإلسال ُم ..؟ أهكذا ُ ات ِ ِ ِ ِ مراح ٍل لم وشرع أم تولِي َف ُ األمان ُة ..؟ هل صوف َّيتُنا َح ٌّق أم باط ٌل ! هل َ ٌ مذهبِ َّيتُنا ع ٌ
قادح ِ ِ سول ِ ! هل انتِ ُ لآِ ِ ِ يت ر ِ شام ٌل ! .. الله َ mش َر ٌ ف أم ٌ ماؤنا ل َب َ
ِ وإس�فاف إرجاف والمس�ام َع؟ القلب يط�ر ُق ٌ ٌ َ م�اذا ي�دور في الواق� ِع ..؟ وم�اذا ُ األولياء والع َل ِ ِ نكاف !! ماء وتجر ٌؤ على واستخفاف!.. واستهزا ٌء واحتقار واستِ ٌ ٌ ُ ٌ ُّ حير ٌة بين المص ِّلين وهم وغم ِ الف!... الف واختِ ٌ وخ ٌ ٌّ ٌّ ُ َ َ
وبي�ن هذا وذاك ..كانت ِ وكنت مري الموعو َد .. الفكر ُة ُ �م لتب ُل َغ مداها ال ُع َّ َ تتزاح ُ باب ِ ِ «صحيح ُمسل ٍم» من ِ ِ َ ِ حديث: الفت َِن والقارئ يقر ُأ في الحديث درس يو َمها في ُ ِ ِ ٍ ِ �ك ُ (يوش ُ أه�ل رهم، الع�راق أن ال يج�ي َء إليهم ـ وف�ي رواية ُيج َب�ى ـ ٌ قفي�ز وال د ٌ ِ الحديث ،وكانت قلن�ا :م�ن أين ذاك؟ قال :من ِق َب ِل ال َع َج ِم يمنع�ون ذلك((()..الخ ِ ِ االقتصادي على بالحص�ار ف حينَه�ا الم ع�اش ما ُع ِر َ ِّ المعرك� ُة الدائ�ر ُة ف�ي الواق ِع ُ بن أحمدَ الس َّق ِ ِ ِ عبدالقادر ِ فسألت َ اف ـ َر ِح َم ُه ال ّل ُه الحبيب شيخنا العلاّ َم َة العراق .. ُ َ َّ ِ المجل ِ الحديث ين َطبِ ُق على ما يجري َ ُ اآلن في س :س ِّيدي ..هل َر ْح َم َة األَ ْب َر ِار ـ في
ِ ِ نيه ًة ُثم قال :نعم ِ ، األحاديث ُ وحها . أطراف راج ْع العراق؟.. َ َ وش ُر َ فسكت ُه َ َّ
ِ ِ ِ ِ المعر َف ِة، ب وراجعت أ ّيام ًا وليالِ َي فراجع�ت ُ ُ ُ �ب األحداث وغرائ َ فوجدت عجائ َ ِ إن اإلم�ام الن ِ ب�ل َّ ِ الحدي�ث ( :وه�ذا قد ُو ِج�دَ ف�ي زمانِنا في ش�رح َّ�وو َّي ق�ال في
ِ العراق)(((.
((( صحيح مسلم (.)7499
((( شرح النووي على مسلم (.)20 :18
29
بداية االنطالق في فقه التحوالت
ِ ِ ِ باب جدي�دٌ وتع ُّل ٌم َي�ت بع�د هذا واعتن ُ َ�ح لي ٌ الس�اعة وعالماتها ،وانفت َ بأب�واب َّ
شرعي ُمفيدٌ .. ٌّ تقرير الحالة
المدخل إلى معرفة الركنية الرابعة
ِ أحببت األرض فس�اد ًا ،وإنَّما ب وال أس�عى في ُ ُ ولس�ت بِ ُمدَّ ٍع اجتهاد ًا ،وال أر َغ ُ ِ ِ ِ ِ ِ العلم َّ ِ أعي�ش ِ َّب ِ َ اإل َ فقرأت وغوائ َل ُه .. �ي أن ُ الش�رع َّي من داخل�ه وأتجن َ فك الوضع َّ َ
َ َ تركيز الجمي ِع وم�ر ًة بعدَ أخرى كان يش� َغ ُلني حديث ق�رأت فيم�ا ُ ُ جبريل ش َّ . على أركانِ ِه ال َّث ِ ِ ِ ُ قلتَّ : الراب ِع َ ، إن الثة َب َش َطط ًا إن ُ وخ ِش ُ يت أن أرك َ وإهمال المعادل َّ وجدت ِ عالمات الس ِ ِ ِ ِ لم بِ القائ َل �اعة ..ولكن ُ الرك� َن الرابِ َ َّ �ع من أركان الدِّ ين هو الع ُ ُّ
دراسة الركنِي ِة ومالب ِ ِ لهذا هو ر ُ ِ سات فأخذت في الم َؤ ِّكدُ عليه. ُ ُ ُّ َّ س�ول الله mوهو ُ َ االهتما ِم ب�ه ..فكان لي ِ ِ صور التي حجزت الس�ابِقين عن ِ ال ُع ِ َّحوالت معر َف ُة فقه الت ُّ َّ س و المن َط َل ِ ِ الكتاب الذي أسمي ُت ُه بـ «األُ ُس ِ قات» و ُم َت َع َّلقاتِ ِه ،وها أنا ذا َأ َض ُع ُه في هذا ُ
َّرتيب والح ِ بع�د َز َم ٍ ِ الجم ِع والت ِ ٍ َّركيب آم ً لا أن ين َف َع الل ُه به َمن ذف والت �ن َ طويل من َ له َم ِ َّفع واالس�تفا َدةَ ،وأن ُي ِ ِ والكتاب الس�ن َِّة الص َ قار َئ ُه َّ َه َّي َ�أ له الن َ واب إلى ما جا َء في ُّ واإلفر ِ اط والت ِ َّفريط.. بعيد ًا عن ال ُغ ُل ِّو ِ َ
ِ ِ ِ َ وأعت َِق�دُ َّ خالل وض ِع م�ات الها َّم ِة التي َف ِهمتُها وضع الواجب أن من الم َقدِّ َ بعض ُ مقدمات هامة ِ ِ ِ َ لتكون َم َ دخ ً وسنَد ًا أكيد ًا راس�ة المبتَد ِئَ .. ال ُمفيد ًا وتمهيد ًا َس�ديد ًا للقار ِئ ُ لقراءة عالمات هذه الدِّ َ الساعة س�ن مالح َظتِ ِ ِ ِِ حي�ث نحتاج لِر ِأي ِ للم َت َع ِّم ِ َخ ِّص ِ ُ المت َ �ه ،والل ُه �ه �ص .. وح ِ ُ َ ومعر َفته ُ ُ َ �ق ُ ُ الم َو ِّف ُق. ُ
لعالمات الس ِ ِ فأقول :مع ِ كثرة الت ِ تعليل ال َّظ ِ ِ َ ُ واهر َّجاو ِز في �اعة َّناول حصل ُ بعض الت ُ َّ أهل ِ ِ بع�ض ال ُكت ِ أث�ار َ العل� ِم الحريصين َّ�اب والباحثين في واس�تعج َل ُ َ مما َ تفس�يرها َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الحاوية على س�ائل الر على سلامة الدِّ يانة من ال َع َبث والجرأة ،وصدرت ُجمل ٌة من َّ 30
ِ ال�رد الم ِ ِ ِ والمت ِ َناولين هذا ال َف َّن للم َت َك ِّلفي�ن ُ تفاوت بي َن االعتدال وبي� َن ال ُغ ُل ِّو في النَّقد ُ َّ ِّ ُ ِ بعض ِ َ والخ ُ يش َ المسائ َل((( التي يك ُث ُر فيها ال َّط ُ لط ووضع الباحثِين الم َع َّقدَ ،وقد أجمل ُ ُ الضوابِ َط التالي َة : لها َّ
ِ ِ ُ �ف إيجا َدها دائرة التَّو ُّق� ِع األش�راط ف�ي -1أن تب َق�ى هذه المظنون دون أن نتك َّل َ ِ ٍ أمور كون َّي ٌة َقدَ ر َّي ٌة واقع ٌة ال محال َة ،ولم نُخا َطب بإجراءات من عند أن ُفس�نا ،وأنَّها ٌ ِ باستخراجها من عا َل ِم ال َغ ِ يب إلى عالم َّ الشها َد ِة .
تبقى األشراط في دائرة التوقع المظنون
ِ لتسلس ِ ُصوص األش�راط طِبق ًا لم�ا َد َّلت عليه ن �ل الزمنِ ُّي َّرتيب َّ ُ -2أن ُيراع�ى الت ُ ُ مراعاة الترتيب ِ الش ِ ٍ �ريف وعَ�دَ ُم ال َقط ِع بِ ِ ترتيب م�ا ال َ ِ الوح�ي َّ زمن�ه وترتيبِ ِه إال دليل على زم�ان أو الزمني لألشراط ِ ِ ِ بتعيين ترتيبه�ا مث ً ال ( ُّص�وص األش�راط الت�ي قطعت الن َّخمي�ن ،فمن بِال َّظ� ِّن والت ُ الدَّ َّج ُال ،يليه ُ ومأجوج ) وج ُ يأج ُ نزول عيسى ،يليه ُ
ِ ِ تعيين ترتيبها بالنِّس� َب ِة لما مات إجمال َّي� ٌة ُذ ِكرت دون وأخ�رى م�ن العالمات مقدِّ ٌ ِ كانحس�ار ال ُف ِ ِ ِ ِ أرض ال َع َر ِ رات عن َج َب ٍل من َذ َه ٍ ب وعودة ب، األش�راط ، ُيت ََو َّق ُع من ُم ُروج ًا وأنهار ًا ِ ، وغير ذلك(((.
-3أن ال يؤ ِّثر هذا التَّر ُّقب سلب ًا على ِ ِ ِ الوقت وتكاليف َّ عو ِة الشر ِع واجب أداء كالدَّ َ ُ ُ َ عدم تأثير الترقب والج ِ ب ِ العل ِم ِ و َط َل ِ على واجب هاد انتظار ًا ُلوقوعها .
اقتراب الس ِ -4االنتباه إلى الن ِ اعة َّ ، الزمانِ َّي ِة عند الكال ِم عن رب وال ُبعدَ ِّسبة َّ ُ فإن ال ُق َ ِ َّ أمر نِسبِ ٌّي ،و َمن يدري َّ السني َن ال يع َل ُمها إال الل ُه. لعل بيننا وبينها آالف ًا من ِّ كالهما ٌ
-5ال ِ ِ ُ ُ االحتمال على واق� ٍع ُم َع َّي ٍن إال بعد يطر ُقها إس�قاط الن يمك ُن ُّص�وص التي ُ
((( في كتاب (فقه أشراط الساعة) لمحمد إسماعيل المقدم. ((( فقه عالمات الساعة ص.187
31
الوقت
ِ وانقضائها. ُوقوعها
ث�م قال الباحث :فقد كان هدي الس� َل ِ َ ف رحمهم الل�ه – أنهم ال ُين َِّز َ أحاديث لون َ ُ َّ هدي السلف أمام ِ ِ ِ ٍ ٍ ِ ِ ِ َ َ أصدق تفس�ير لها وقو َعها ُمطاب َق ًة ل َخ َبر النَّب ِّي يرون فقه التحوالت الفتَن على واق ٍع حاضر ،وإنما ِ ِ mولذلك ن ِ أن عا َّمة ِ ُالح ُظ َّ األحاديث َّ شرحها الشري َف ِة كانوا ُي ِفيضون في شارحي
ِ ِ ِ ِ ِ أمسكُوا ،واستنباط األحكا ِم منها ،حتى إذا َأتَوا على السا َعة َ أبواب الفت َِن وأشراط َّ ِ ِ ِ ِ بشرح الحديث واك َت َفوا تحقيق ور َّبما اقت ََصروا على أو اقت ََصدوا في شرحها للغاية ُ ، غريبِ ِه .اهـ .
َ يطر ُق تكون الن وق�ال ( :وال ُب�دَّ من أن ُّصوص التي ُي َط َّب ُق عليها هذا َّ ُ مما ُ الضابِ ُط َّ النصوص ِ ِ ِ ِ ِ المحك ََمة التي َد َّل الدَّ ُ ُ لي�ل على المراد منها االحتمال ،بخالف الن وعالقتها بما دال َلتَ� ُه ُ ُّص�وص ُ يطرقه االحتمال ِ مثل ن ُُز ِ الضابط َ ، ُ ِ المس�يح ش ول تخض ُع لهذا �س على َأ َح ٍد ،فإنها َ بحي�ث التلتَبِ ُ ِ ِ ِ البيضاء ِ المهد ِّي َ ، ومثل خل�ف بح المنار ِة الس�ماء عند من َ بد ِم ْش َ الص َ �ق ،وصال ُت ُه ُّ َ روج الدَّ َّج ِ ُخ ِ ال بِ ِص َفتِ ِه التي أخبر عنها النَّبِ ُّي . m حصر مصادرالتلقي
ِ ِ ِ كاألحاديث وإه�دار ما ع�داه ش�رع َّي ٌة مص�اد ِر التَّل ِّق�ي فيما هو ُح َّج ٌة حص�ر -6 ُ ُ ُعار ُض ما عندنا أو التي ُأ ِمرنا بالتَّو ُّق ِ واالس�رائيلي ِ ِ ات التي ت ِ ف والموضو َع ِة الضعي َف ِة ُ َّ َّ
فيها .
أشكل عليك ِ َ فكل ُه إلى عالِ ِم ِه .. -7ما
ال نعطل السنن واألسباب
ٍ لوس�كت َمن ال ِ ف َّ لاف ،ومن َق ُص َر حام�د الغزالِ ُّي « : وق�ال أب�و قل االختِ ُ يع�ر ُ َ وض�اق نظره ع�ن كالم ع ِ ِ لماء األُم ِ يدريه �ة واال ِّطال ِع فما له ولل َّت َك ُّل� ِم فيما ال با ُع� ُه ُ َ ُُ َّ خول فيما ال ِ والدُّ ِ وحق ِم ِ كوت) . يعنيه ُّ ، الس َ ثل هذا أن َ يلز َم ُّ
ِ ِ ِ ب في هذا بح َّج ِة السن َن انتظار المهد ِّي ،وما أصدَ َق ما نُس َ واألسباب ُ َ -8ال ُن َع ِّط ُل ُّ 32
إلى جع َف ٍر الص ِ اد ِق رحمه الله من قولِ ِه لمن خاض في األحكا ِم ال َقدَ ِر َّي ِة وانش َغ َل بها َّ ِ ِ الوقتّ ( : إن الل َه أراد بنا أشيا َء وأرا َد ِمنّا أشيا َء ،فما أراده بنا أخفا ُه َعنَّا ، واجب عن وما أراده ِمنَّا بينَه لنا ،فما با ُلنا َ ِ عما أراده ِمنّا) (((. َ َّ ُ ننشغ ُل بما أرا َد ُه بنا َّ التأصيل الم ِ فيد والها ِّم الذي نقلناه عن الحريصي َن قلت ـ والله أعلم ـ :ومع هذا ُ ِ ُ الله وس�ن َِّة رس�ولِ ِه ِمن العب ِ كتاب ِ ـ إن ش�اء الل�ه ـ عل�ى ِ االنفعالي َّ ف�إن األَقال َم �ث ََ ِّ ُ
بإدراك أو ِ ِ ٍ َ الوقو ِع فيما ُين َت َق�دُ لدى َ َّناو ِل اآلخ ِرين ذاتَه�ا خالل الت ُ بغيره لم تس� َلم من ُ ٍ لمواضي ِع الس ِ اعة وعالماتِها بِ صورة أو أخرى . َّ
رأي المؤلف فيما سبق من الضوابط
ِ البعض باط ً مالح َق ِة م�ا وجدناه من لا وال المداف َع ِة عم�ا يراه ُ َ ولس�نا هنا بِ َص�دَ د ُ ِ ِ ِ ِ �ب في نز ِع َف ِ االش�تعال تيل الجنُوح�ات ف�ي الموضوع�ات المطرو َق�ة ،وإنما نر َغ ُ ُ
ِ ِ ِ الم ِ عتاد بين ال َغ ِ المش�ت ََرك َِة في ِخد َم ِة الح ِّق النَّاص ِع ل ُيس� َت َفا َد من ُ يورين على َ الجهود ُ ُ ِ وإنقاذ م�ا ي ِ ِ وإصلاح ما ي ِ األُم ِ مك ُن إنقا ُذ ُه ،والنَّ َظ ِ األهداف �ر إلى إصالح ُه مك� ُن �ة ُ ُ ِ ُ َّ ِ ِ واألش�راط وتجاو ِز الجزئي ِ ِ ِ ِ عاالت إلى ما هو واالنف ات العالمات دراس�ة ال ُعليا من ُ َّ ُ
ِ ِ الحبيب m مقوالت الجميع يتفه�م ُ أول�ى وأجدى ،والذي هو أولى وأجدى أن َّ
ِ ِ االختالف على بس�بب الصحيح َة في الموضو ِع حتى ال ُن َف ِّو َت الحقيق َة وأحادي َث� ُه َّ ِ الناس اليوم إلى من ِ ِ ِ العالمات على حقائق ف الوصول إليها ..وحاج ُة َ يكش ُ طريق ُ َ ِ ِ أكثر من حاجتهم إلى َمن ُي َش ِّو ُش العالق َة بين الباحثين عنها .. بساط المعرفة ُ
ٍ طوي�ل فإنِّ�ي َأ ِجدُ َّ أن م�دى َز َمنِ ٍّي اش�تغلت بهذا الموض�و ِع على وبم�ا أنَّن�ي قد ُ ً ِ ِ ِ ِ ِ َّعقيدات التي أيس ُر وأن َف ُع من متا َب َع ِة الت متابع َة األحاديث ذاتها واس�تقراءها الواض َح َ ِ البع�ض من َح َم َل ِة األقلا ِم ِحرص ًا على ما ُ يق�ال عنه أنَّه َع َب ٌ بالعالمات �ث وض َعه�ا ُ
((( ص 203فقه عالمات الساعة .
33
متابعة الحاديث أيسر وأولى من متابعة تعقيدات العلماء
ِ ِ تعج ُلوها حرص ًا على واألشراط ،فالعابثون باألشراط كفاهم َف َش ُل مقوالتهم التي َّ ِ هر ِة وال ُّظ ِ ألن الت ِ خير من الت ِ يح والتَّشني ِع َّ ُّ َّصر ِ يح َّصر َ هور ،والت ُ َّلميح في معا َت َبتهم ٌ الش َ ِ ِ ِ َ المخل ُص َ الم َت َق ِّولي َن على الص خطير ل�و أراد باب والت ادقون َ ون َّ َّش�نيع ٌ َ فتح باب�ه ضدَّ ُ ٌ التلميح خير من ِ ِ ِ ِ ِ ِ َ التصريح في المس�أ َل ُة إلى م�ا ال ُيرضي العديدَ من المعاص َرة ..وقد تَص ُل غيره�م في َ المرح َل�ة ُ المعاتبة ِ المتَحدِّ ثي�ن اليوم باس� ِم الدِّ فا ِع عن الس�ن ِ ِ العالمات تناو ِل عن�د ة وخاص والكتاب َّة ُ َّ َ ُ َ ُّ َ واألش�راط بِ َت َف ُّق ٍ ِ ِ ٍ �ه وا ٍع و َن َظ ٍ عمي�ق �ر ألقوال َم�ن ال ينطِ ُق عن اله�وى mمما يزيدُ ال ِّطين َب َّل ًة والتحدِّ َي ُأوار ًا واشتعاالً..
ِ ِ ِ إن ِ ِ َّ وظاه َر َة الن َِّبز والت ََّش ِّفي، واآلخ َر ِة للسال َم ِة في الدُّ نيا االحتناك ظاه َر َة واالحتكار َّ ظاهرة االحتناك ِ ِ ِ ِ ِ واالحتكار وظاه َر َة الت ِ يوب و َغمط المحاس ِ َّركيز على ال ُع ِ الساعة ُر َّبما �ن ..عالم ٌة من عالمات َّ للسالمة ظاه ِر ال ُغ ِ القار ُئ في متابعتَنا لهذه الن ِ َّماذ ِج في كتابِنا هذا عند تناولِنا لِم ِ الح َظها ِ ثائ َّي ِة ُ ُ ََ َ َ ِ االش�تغال بها ِ ِ الو َه ِ َ �ن والتَّداعي َّ ، ُ وش الم َص ِّلي� َن ـ من ك ُِّل داخ َ�ل وأن �مول َ حظيرة ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ المذاه ِ ٌ والموع َظ ِة كم ِة تحريش بـ نماذ ِج ش�يطاني ،إال إذا ج�اءت على ص َفة الح َ ٌّ ِ ِ ِ ِ المخطِئ فض ً ال الح َس�نَ ُة ِمن مظاه ِرها ال َّت َل ُّط ُ كم� ُة والموع َظ ُة َ َ �ف مع ُ الح َس�نَة ،والح َ
ِ ِ الم ِص ِ ِ الملحمي وسيرها المراحل توجيه يب ،وأ ّما ما نحا ُه َح َم َل ُة األقال ِم من ِّ عن ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ السلبِ َّي ِة. السا َعة وأشراطها َّ فأمر يربِ ُطنا بعالمات َّ المتَّجهات الفكر َّية ٌ لصال ِح ُ
(((
األشراط المجهولة وموقعنا من معارضتها
ِ ِ ِ بعضها الز َمنِ ِّي والعالمات مجهول ُة الت األش�راط وبعض والمكاني ..وأما ُ َّحديد َّ ُ ِّ ِ ِ ِ فيمك ُن ِ المتأنِّي.. بالم َ معر َف ُت ُه ُ الح َظة واالستقراء ُ
الل�ه mف�ي ِ رس�ول ِ كم�ا ورد ع�ن ج ٍ ِ ِ الفت َِن الت�ي وقعت في أصحاب مل�ة م�ن ُ َ
((( الملحم�ي م�ن المالح�م وه�ي الح�روب العام�ة والفت�ن الكب�رى الجائح�ة ،وخاصة بين المسلمين والكفار.
34
ِ ُع ِ َ الز َم َن ُّ فلما َر َأوها والش بالوقو ِع ولكن يجهلون َّ َ صورهم ،كانوا على عل ٍم ُ �خوص َّ َعيان� ًا ق�ال ِ ِ اليم�ان ؤ ـ "« :إِ ْن ُك ْن ُت َ أل َرى َّ قائ ُلهم ـ وه�و ُحذي َف ُة ب ُن �ي َء َقدْ الش ْ َن ِس ُ َ اب َع ْن ُه َف َرآ ُه َف َع َر َف ُه»(((. الر ُج ُل إِ َذا َغ َ يت َ ،فأ ْع ِر ُف َما َي ْع ِر ُف َّ
الع�وا ِم ؤ « :نزل�ت هذه اآلي� ُة ونح ُن وع�ن الحس�ن ق�ال :ق�ال ُّ بير ب� ُن َّ الز ُ ِ رس�ول الل�ه mﮋ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﮊ ُمتوافِرون مع ِ [األنفال ]٢٥ :فجعلنا ُ تقع ُ حيث وقعت» (((. نقول :ما هذه الفتنَ ُة؟ وما نش ُع ُر أنَّها ُ
ٍ ِ وم�ا تناو َله�ا َ m جم�ة إال لتُصبِ َح إحدى وخ َط َ ب بها أما َم المأل وفي ُمناس�بات ّ إحراج�ات وتحدِّ ٍ ٍ ِ م�واد ِ بصرف النَّ َظ ِ يات ..وإذا عما تحم ُل ُه من اإلسلامي الفقه ِّ �ر َّ ِّ ِ ِ ِ ش�رعي ًا ُي ِ َ يات عام ً واألش�راط ، العالمات إغفال لز ُمنا ال كانت ات والتَّحدِّ ُ اإلحراج ُ َ
ِ ِ ّلميح م�ن ِ �كوت عنه�ا أو حتى الت ِ تجاو ِزها والس أجل ُ فق�د كان mأولى بإغفالها ُّ والص ِ مت ِحيا َلها.. َّ
لماذا تناول النبي mالعالمات؟ لم لم يسكت عنها أو يخف من إشهارها؟
المعامالت وبِ ِ ِ ِ تأصيل َع َم ِل ٍّي ألس ُل ِ ٍ ناء وب رسول الله mمرحل َة لقد كانَت مرحل ُة مرحلة الرسول ِ ِ ِ ِ ِ ِ mتأصيل والعالمات، األشراط وس ِير يتناس ُ �ب مع الت ََّح ُّوالت َ المواقف بين َم َّك َة والمدينة بما َ ِ ِ يخصها بِ ُخ َط ٍ َ ُ �ي ، m ب ف�كان ُّ m الم َنز َلة على النَّبِ ِّ الرس�الة ُ واألش�راط ُج�ز ٌء من ِّ
الش ِ ِ ٍ ٍ الحام َل ِة هذا النَّمو َذ َج َّ رع َّي أهم َّي َة األوع َي ِة واختبارات وتعريفات َ ومواقف ت َُؤ ِّكدُ ِّ ِ ِ وأهم َّي َة األُ للش ِ ِ سلوب المب ِّل ِغ ُّ عوب ِحيا َلها . الحوادث، تفسير من ِّ
أن فِقه التَّحو ِ ِ ِ أركان الدِّ ِ ين الت اليو َم ُي َعدُّ م�ن َأ َه ِّم ُّ ب�ل إِنَّن�ي أعتَقدُ ـ والله أعل�م ـ َّ َ
((( البخاري (.)6604
((( إسناده صحيح ،تحقيق «السنن الواردة في الفتن» ألبي عمرو الداني للدكتور محمد إدريس المباركفوري (.)205 :1
35
فقه التحوالت اليوم من أهم أركان الدين
ِ األركان الثال َث َة قد ُخ ِدمت وح ِف َظت و ُقررت واستوعبها كا َّف ُة ا ُل ِ َ األربعة؛ َّ مسلمين ألن ُ ِّ َ َ ِ َ َّفريع ،وهي ـ بال يف والت وغي�ر ا ُل مس�لمين ،وأك َث ُروا فيها الكتا َب َة والتَّصنِ َ َّأصي�ل والت َ ُ ِ ِ َش ٍّ باعتباره�ا ُركن ًا ـ فهي ِوعا ُء الس�ا َع ِة ـ األعمال والطا َع ِة؛ أما �ك ـ م�ا َّد ُة ُ عالمات َّ
الم�اد ِة ،وكم ِمن ِو ٍ �ه َظ َّل ِ عاء لم تُعرف حقيق ُة سلامتِ ِه ونزاهتِ ِ ِ ألركان الدِّ ِ حام ً ين ال َ َّ َ ِ الثالثة وهو ال َي ِدي ُن بها حقيق ًة وإنما ُمجامل ًة أو ت َِق َّي ًة أو نِفاق ًا أو سياس� ًة أو تسييس� ًا، ِ ِ خدمة الدَّ َج ِل والدَّ ِ جاج َل ِة َ بل ُر َّبما كان ُ خيمة اإلسال ِم!! داخل يعمل على
ِ وعالمات الس ِ ِ قه التَّح�و ِ دراس�ة فِ ِ ِ �اعة ِ بالعالم�ات تِلكُم ف الت ولكنَّن�ا عند نعر ُ ُّ ّ فقه التحوالت ِ ِ ِ ِ ِ االنحراف واإليمانِ ِ والسلامة عن ف َ يعرفنا باألوعية األوعي َة كما نعر ُ تصنيف العدا َلة من فاقديها ّ الحاملة للعلم من الن ِ ِ ُ ِّفاق سوا ًء في حياتِنا العا َّم ِة أو في قرا َء ِة الت ِ المكتوب والتاريخ المكتوب، َّاريخ ُ
ومكانتها العلمية
قه التَّحو ِ بط ِبف ِ يحتاج إلى إعاد ِة ر ٍ الت. ُّ ُ َ َ
وخاص� ًة َّ ِ �ب الذي�ن كتب�وا أو ق�رؤوا الت َ ّاري�خ وأحدا َث�ه ـ بعيد ًا ع�ن قرا َء ِة أن غال َ َّ ِ ِ ٍ ٍ قه التَّحو ِ �اعة وفِ ِ عالمات الس ِ ِ بإدراك أو ِ الحك ِم الت ـ َي َقعون بغير إدراك في ُمشكلة ُ ُّ َّ ِ ِ موز فيها بم�ا ُيوافِ ُق المفهوم لديهم م�ن ِخ ِ الر ِ َّ الحياة الل َ ات�ي عل�ى المرحل�ة أو ُّ الذ ِّ ِ ِ ِ ِ كري الدَّ ِ ذاتِها َبدء ًا من َع ِ ائر في بالصرا ِع الف ِّ جرياتها التاريخ َّية ونهاي ًة ِّ الرسالة و ُم َ صر ِّ مواق ِ األزمن َِة إل�ى اليو ِم ،وليس من ِ ِ ِ ِ ِ ف النَّبِ ِّي َ m حيال عبر َ الحي�اة الدِّ ين َّية والدُّ نيو َّية َ الحديث النَّب ِوي الخاص بالتَّحو ِ ِ ِ ِ ُ ُ الت. تاريخ َص عليه خوص الش ُّ ِّ َ ِّ والمراحل ،وما ن َّ
والعل ِم وعن فِ ِ ُفصح عن مسير ِة الحك ِم ِ ِ ِ ِ ِ قه ِ حيث َّ ُ سير إن ن َ ُ َّحوالت ت ُ ُصوص فقه الت ُّ َ نصوص فقه ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ سيؤ ُ ول إليه الم َقدَّ َرة في عل ِم الله ،سوا ًء في حياته أو بعدَ وفاته ،mوما ُ التحوالت تُعنى األحداث ُ بمسيرة الحكم ِ نوح�ات ،أو ما يترتَّب عليه من ِ ٍ ٍ ِ وتحو ِل االبتالء نماذ ِج وج ُّ ُ أم�ر األُ َّمة من انحرافات ُ ُ والعلم
إنفاذ م ِ أجل ِ ف أو تضيي ِع ٍ المواق ِ ِ صبر لدى ٍ س�يبر ُز من ٍ آخر من ِ راد أمانة ،أو ما ُ فريق َ ُ 36
قه التَّحو ِ ُّصوص الخاص ِة ِبف ِ ِ ِ الت. وفق الن الم َقدَّ ِر َ ُّ َّ الله ُ
والعقائ ِد تُعنَ�ى بِ ِ بناء ِ ِ والمعامالت والس ِ ِ َّ الق َي ِم �لوك ُص�وص التَّش�ري ِع واألحكا ِم إن ن َ ُّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بالو ِ س�ول الر صم ِة في والعبادات والع�ادات والمعامالت المضبوطة َ عصر َّ حي والع َ ِ أصحاب�ه ِ ِ ِ وآل بيتِ ِه و ُمح ِّبيه في ُّ الص َو ِر �عوب ،على الش mوم�ا يبني�ه mفي أفض�ل ُّ
ِ ِ ِ ِ والعالقات القائمة ُبأ ُس ٍ تفر َع عنها بعد �س على فقه اإلسلا ِم واإليمان واإلحسان وما َّ ٍ ٍ ٍ ٍ وتقعيد وتفريعٍ. وتأصيل واجتهادات مذهبِ َّي ٍة أقوال ذلك من أمر الحك� ِم ِ ِ ِ ُ والعل ِم المس�تقبل وما فيض ُع خريط َة َّح�والت َ يك�ون من ِ ُ أم�ا فقه الت ُّ ِ ِ ِ ِ الجنوح َّ ِ باألمر بي�ن َح َم َل ِة العدال�ة منها أو والمواق�ف وموق� ِع المس�تَبِدِّ والش� َطط ُ ِ ِ ِ ِ ِ فسادها. المراحل أو وسالمة واألخالق والسن َِّة الكتاب ُّ
ٍ ِ ِ إن م ِ حي�اة النَّبِ�ي mعند ِ وح ِ الح َ عرضه�ا بِ ٍ قراءة س�ن الوقائ� ِع في �ظ وعي ُ ِّ ب�ل َّ ُ ِ ُ قراءة واعية س�تؤول إليه األُ َّم ُة إال أنَّ�ه mلم يعترض عليها، �ف للجمي� ِع أمور ًا ها َّم ًة مما تكش ُ لألحداث حاضرا لب ٍ ِ ِ ِ إصدار ُحك ٍم أو َث ِ استنقاص فرد أو َلعنِ ِه او ووقائ َعها دون وإنما كش�ف أحدا َثها ومستقبال وق ِفه ،بينما في ِ م ِ ألفاظ ال َّل ِ ِ �ب وال َّث ِ ُ واالس�تنقاص لب ف أخرى تجري مواق َ والس ِّ عن َّ َ حياة النبي m
ٍ جاملة أو تر ُّد ٍد أو ِ تور َي ٍة . منه mفي َح ِّق آخري َن دون ُم
مش�حون بالع َش ِ ِ ِ أن فِق�ه التَّح�و ِ �رات م�ن الس�اعة وعالم�ات الت ٌ َ ُّ إضاف� ًة إل�ى َّ َ ٍ ِ َّبو َّي ِة المش�ير ِة إلى ما يس�ت ِ األحادي�ث الن ِ اكتش�اف واخترا ٍع و ُعل�و ٍم ِصناع َّي ٍة َجدُّ من ُ َ ٍ معرفة ،وفي هذا الباب ن ِ َجدُ َّ الش َ أن َّ يخ وزراع َّي ٍة وفضائ َّي ٍة لم يكن بها سابِ ُق ِعل ٍم وال
ِ الصدِّ ِيق ال ُغ ِ �ف كتا َب ُه « ُمطا َب َق ُة الح َس�نِ َّي((( قد أ َّل َ مار َّي َ محمد بن ِّ العلاَّ م� َة أحم�دَ ب َن َّ ((( ه�و العالم�ة المجتهد الحافظ مج�دد علم الحديث أبوالفيض الس�يد أحمد بن الصديق بن أحمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن الغماري الحسني اإلدريسي المغربي.
37
االختراع�ات العصري ِ ِ َ الكتاب َأ َّو َل يكون ه�ذا �ة لما أخبر به س� ِّيدُ البر َّي ِة» ويكا ُد أن ُ َّ ِ ظواهر ِ ِ ِ الواردة على ا ُلمست ِ ِ ٍ ِ الحديث العل ِم َجدِّ من األحاديث تنزيل ف في كتاب ُع ِر َ
ِ وتغي ِ ِ ِ الجزاء ،وقد بس�ط في كتابه خي�ر �رات المذك�ور فوائدَ ُّ المراح�ل ،ج�زا ُه الل ُه َ ِ ِ القرآن وعالقتِها با ُلمس�ت ِ ِ ِ َجدِّ من آي�ات بعض تفس�ير وخاص� ًة في النَّ َظ ِر إلى جليل� ًة َّ ِ ِ ِ وباألحاديث الن ِ ِ ُ ال ُعلو ِم َّبو َّي ِة يكون فيه. المستق َب ِل وما العجيب وكشفها ألسرار ُ
كان وال�ده رحم�ه الل�ه تعالى معتنيا به أش�د االعتناء ويذاكره في ش�تى الفن�ون ويحثه على
الطل�ب والتع�ب في التحصيل ،ولما أم�ر والده اإلخوان المتجردي�ن بالزاوية الصديقية أن
يحفظ�وا القرآن الكريم كت�ب كتابا في فضل القرآن الكريم وحفظه وتالوته س�ماه «رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه» وهو أول ما صنف وكان دون العشرين.
وفي سنة 1339هـ وصل للقاهرة للدراسة على علماء األزهر المعمور حسب توجيهات
والده ،فعاود قراءة الفقه المالكي ثم الش�افعي .ومن ش�يوخه بمصر الش�يخ محمد إمام بن إبراهيم الس�قا الش�افعي وكان يتعجب من ذكائه وس�رعة فهمه وش�دة حرصه على التعلم ،
وكان أحيان�ا يق�ول له لما يرى حرصه على قراءة الكتب الت�ي تدرس في أقرب وقت :أنت تريد أن تشرب العلم ،وله مشايخ آخرون بمصر منهم مفتي الديار المصرية ومفخرتها الشيخ محمد بخيت المطيعي ،وقرأ على المسند المحدث عمر حمدان التونسي المدني.
وفي سنة 1354هـ رجع إلى المغرب بسبب وفاة والده رحمه الله تعالى فاستلم الزاوية
وق�ام بالخالف�ة عن والده واعتنى بتدريس كتب الس�نة المطهرة م�ع بعض كتب المصطلح وأقرأ بعضا من كتب التخريج واألجزاء والمشيخات والمسلسالت وأملى مجالس حديثية
بالجام�ع الكبير بطنجة .وحث الناس على العمل بالس�نة الش�ريفة .وكان يحارب الس�فور والم�دارس العصري�ة والتش�به بالكف�ار وله في ذلك جزء س�ماه «االس�تنفار لغزو التش�به
بالكفار» جمع فيه األحاديث التي تنهى عن التشبه بالكفار.
ول�م يكن صاحب الترجمة رحم�ه الله تعالى من الذين قصروا أنفس�هم على العلم فقط
؛ بل حارب االس�تعمار وس�عى في إخراجه ،وس�جن بسبب ذلك لعدة س�نوات ،وفي يوم األح�د غ�رة جمادى الثانية س�نة 1380انتقل رحمه الل�ه تعالى ودفن بالقاه�رة رحمه الله
تعالى وأثابه رضاه.
38
األح�داث والتَّحو ِ ِ ِ إن فِق�ه التَّح�و ِ الت ، الرجو َل ِة أما َم لمواق�ف لم ضابِ ٌط الت ِع ُّ ُّ َّ َ ُّ ٌ فقه التحوالت �راد ِ �ه إدان ًة على م ِ جوه ِ ِ اإلفراط م�ن ك ُِّل و ِ علم ضابط الله كما ُيدي� ُن الت َ َ َّفريط من ل�م ُيدي� ُن ُ ُ وع ٌ ِ لمواقف الرجولة ِ الله ورس�ولِ ِه ف�ي جمي ِع ِ راد ِ �ه إدانَ� ًة عل�ى م ِ جوه ِ ِ �ة و ِ مراح ِ الحياة اإلنس�ان َّية �ل كا َّف ُ ُ �ة أو ِ بعي ِ ِ ِ فهمنا َّ اتي واإلسلام َّي ِة ،وليس كما ن�راه ونفهم ُه بِ ُعقولن�ا وانتماءاتنا ال َّط َّ الذ ِّ ُ للقضايا التاريخ َّي ِة. ذاء والدَّ ِ والغ ِ ِ للماء ِ ِ ِ واء؛ َّ ألن حاجتِن�ا أكثر من َ وكأنَّن�ا في َ حاجتنا لهذا العل ِم اليو َم َ ِ ف�ي هذا ِ ِ غ�رات التي دخل ِ ُ تحريش َّ �يطان بين ا ُلمص ِّلين، الش منها العل ِم َس�دَّ كا َّف ِة ال َّث ِ ِ ِ الم ِ جتهدين وق�و َد فِتن ٍَة بين ِ وق�د َ ُ جعل َّ أهل الش �يطان بها من عل ِم ال ُعلم�اء واجتهاد ُ ِ ِ ِ ِ الواعدَ ِة ..لماذا؟ والرسا َل ِة الم ّلة الواحدة ِّ
قه التَّحو ِ نصوص فِ ِ ِ ِ ألن الذين لم ُيعيدوا االحتكا َم في ِ َّ الت المسائل إلى مثل هذه ُّ والحواد ِ ِ بعي من عند ِ ِ ِ ِ ِ ُصوص ث بعد قرا َء ِة ن لألمور أنفسهم اصطدموا بالت َّحليل ال َّط ِّ وصريحة؛ ولكن األح�كام في مجر ِ ٍ ٍ ِ ِ ٍ المناق ِ والفضائ ِ يات صحيح�ة ُصوص �ل كن �ب َّ َ ُ َ
ُصوص فِ ِ ِ الت ُّ ِ ِ قه �ي لم تصدُ ر به�ا وال ِمن خاللها ،وإنَّما جاءت عل�ى ن َّح�ول التَّاريخ ِّ ِ ِ �ادر ِة من لِ ِ ِ َّص �ق عن الهوى ، mفبها س�ان من ال ينطِ ُ يع�ار ُض الن ُّ َّح�والت َّ الت ُّ الص َ بنصوص ِ الخلفاء العم َل بالنَّص كم�ا فعل ِ النَّ�ص أو ي ِ ِ مناقبِهم األطهار األئ َّم ُة وق ُ ِّ ُ َّ ُ ف ُ ُ ََ ِ باالقتداء بهم حج ًة كي يح َف َظ الم ِ س�ل ُم لسا َن ُه وقل َب ُه وارت ََضوا سلا َم َة األُ َّم ِة ،وكفى ُ َّ ُ
مواق ِ وينال برك َة الجمي ِع وثواب ِ ِ ِ الم ِض َّل ِة َ ف َ وحاض َر ُه ومستقب َل ُه من ُ الوقو ِع في الفت َِن ُ ِ ِ ِ السلا َم ِة لدى ِ القضاء وال َقدَ ِر فيما يجريه على ال َب َش ِر إلى أمر السلامة ،و َيك َل َ أهل َّ َّ المولى سبحانه وتعالى وهو حسيب ِ ووكيل ِ ُ أمرهم سبحانه وتعالى. عباده ُ ف المؤ ِّل ُ ُ 39
حاجتنا لهذا العلم أكثر من حاجتنا للماء والغذاء
40
�﷽
المنطل َ ُق ُ
ِ ِ معادلِهما ال َّثالِ ِ ين و ِ الحمدُ ِ لله الذي جمع في األص َل ِ واألواخ ِر، األوائ ِل عالج ث َ وأس�اس ِ ِ ِ وظاه ٍ العل� ِم ل�ك ُِّل ٍ أمر باطِ ٍ المباه ِج والسلا ُم عل�ى َس� ِّي ِد �ن �رَّ ، َ والصال ُة َّ المعار ِ ب�ن ِ �ر ،محم ِ ِ عبد ِ ِ ِ �د ِ ِ ف أفض َ�ل س�ول الل�ه الله َر الموهوب م�ن َر ِّب ِه َ والمفاخ ِ ُ َ َّ ِ ف العلو ِم ،صلى الله عليه وعلى ِ آله وأصحابِه أهل َّ جاعة وال ُفهو ِم ،وعلى الش ُ وأشر َ ُ َ بإحسان إلى يو ِم ال ِّل ِ ٍ قاء المعلو ِم.. التَّابعين لهم
ِ ف�إن م�ن أه�م المهم ِ الز ِ وبع�دُ َّ : �رورات عو َد ُة الض أل�ز ِم َّ مان وم�ن َ ات ف�ي ه�ذا َّ ِّ ُ َّ كتاب ِ ِ المس�لمين إلى األساسي ِ قراءة ِ الله الذي ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ات ،وهي تجديدُ َّ ِ السن َِّة الن ِ َّبو َّي ِة التي َص َّحت ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮊ ،وإعا َد ُة دراسة ُّ
الذاتِي ِة ا ُلمش�ت َِم ِ ِِ لة على ما َس�نَد ًا عن من ال ينطِ ُق عن الهوى ، m ودراس� ُة مواقفه َّ َّ َ ات س ِ ِ ِ خروج الجمي ِع �لوك ِه ، mففي ه�ذه اإلعا َد ِة ع�ر ُ ُ ف بالنُّ ُب َّوة وهي ُخصوص َّي ُ ُ ُي َ ِ ِ ِ ِ ِ وركا ِم الت ِ َّفر َق ِة الذي َّ حل م�ن ظاهرة االحت�دا ِم واالختالف على فرع َّيات المس�ائ ِل ُ
بعض الع�داو َة وتوار ُثوا ِ بعضهم لِ ٍ الحق�دَ والبغضا َء إلى بالمس�لمين حتى اكتس�ب ُ َ َ ِ ِ ِ َر ِ واالختالف واألذواق ،وم�ا كان ذلك االحت�دا ُم اآلداب وس� َع ِة ُ ح�ب األخلاق َ ِ ِ إال ألنَّه�م خلط�وا ُعلومه�م ِ بع على َّ بنتائ ِ الش�ر ِع �ب ال َّط ُ ف�رزات طباعهم َفتغ َّل َ �ج ُم َ ِ ٍ ُ االختالف�ات ِجي ً الش�يطان بذل�ك ُعقو َل ُهم واختر َق جي�ل ال بعد وتراكم�ت ُفه�و ُم َ ِ بوسواس ِ ِ وتحريش�ه حت�ى ﮋ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ �ه و ُق ُلو َبهم 41
العودة إلى األساسيات من أهم المهمات
ِ الفري�ق المس�تثنَى بِمن َِّك و َف ِ وكرم َك يا ضل�ك �م اجعلن�ا م�ن هذا ﯖﮊُ . َ ِ ُ الله َّ الراحمين. أرحم َّ َ
ِ ِ ِ وألن اإلع�ا َد َة الصحيح َة لقرا َء ِة األص َل ِ َّ معرفة لم ُمم َّي ٌز؛ فال ُبدَّ من ين ومعادلهما ع ٌ ِ ِ ِ ِ ِ سم ِ ين: وسائل القرا َءة ،وهي تن َقس ُم إلى ق َ
ِ ِ ِ ٍ قراءة العلماء َ لم ووسعوا البحث فيه ،وهو ما يخد ُم ع َ -1قرا َءة لما قد سبق لل ُعلماء أن خدموه َّ ألصول الديانة ف ل�دى الع ِ ِ ِ ِ ِ ُ ِ ِ بالس�ن َِّة : صول األ م عل في لماء ر ع وما ، واإلحس�ان واإليمان م اإلسلا َ ُ ُ ُّ كانت على ضوء الع ِ َّقريري ِة ،وما تفرع من ِخدمتها ِ ِ ِ ِ ِ لم َّي ِة. َّ َ الثوابت الثالثة الفعل َّية والقول َّية والت ِ َّ
-2ما لم يسبِق للع َل ِ ٍ ٍ وتبيين ،وهو ما يتع َّل ُق بتفصيل ماء تأصي ُل ُه وخدم ُت ُه ودراس ُت ُه ُ قراءتنا لعالمات ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّب الس�اعة ومواقف ِرجال الن ََّمط األوسط و ُعدول األُ َّمة ،وما ترت َ َ الساعة تأتي على بالعل ِم بعالمات َّ قه التَّحو ِ ف ِبف ِ إبراز ٍ أنها ركن خاص على دراس�تِ ِ خاص ٍة هما ُسنَّتا الت عر ي خاص فقه من ها ُ .وس�ن ٍَن َّ ُّ ُ ٍّ ُ َ بالتحوالت
ِ ف والدِّ ال َل ِةَ ،ت َتب ُ ِ المواق ِ ِ طويلُ ،مبتدئ ًا بِ ٍ دراسة مدى َز َمنِ ٍّي راس�تَها وبح َثها على ً َّ عت د َ ِ ِ عالمات الس ِ ِ ِ أركان الدِّ ِ َ األربعة على ما ورد في ين حديث اعة من جبريل ،وهو أحدُ َّ الحديث َّ ِ ِ الخ َّط ِ عمر بن َ اجتمع عليه تابعت ما اب ُ ،ث َّم نص ُ َ ِّ الشريف الذي روا ُه س ِّيدُ نا ُ
ِ ِ ٍ ٍ ِ والمسانيد ِ وإضافات في ُكت ِ ِ عالمات أخبار تفصيل وغيرها من السن َِن زيادات من ُب ُّ ِ الس�ا َع ِة وما يترتَّ�ب عليها من ٍ لكثير من ِ ٍ ٍ الحي�اة المع َّقدَ ِة،الذي أمور وإيض�اح بيان ُ َّ ٍ ِ ِ آخر االختالف ُس ِّي َس فيه ُ َ وخرج عن مبدأ القواس ِم المشت ََركة في اإلسال ِم إلى مبدأ َ تنطل ُق م�ن و ِ ِ َّفر ِ والع�داوة المر َّكب ِة التي ِ جهة ِ َّحري�ش والت ِ ِ نظر قة سياس� ُة الت ُ ُ َ تَحك ُُم�ه َ
ِ ِ ِ (فرق ت َُسد) وبهذا المبدأِ َّ َّ الشيطانِ ِّي تح َّققت الش�يطان الدَّ اعي إلى المبدَ أ المعروف ِّ ِ ُ المع�ادي أن َي ِص َل المص ِّلين واس�تطاع هذا المخلوق ُ الس�يا َد ُة اإلبليس� َّي ُة على ك ُِّل ُ ِّ ِ اس�تعباد ال ُك َّف ِ ِ والمش�ركين ار إلى أهدافِ ِه في المس�لمين باختالفِهم ،كما وصل إلى 42
للش ِ بِك ِ يطان عقيدت ِ ُفرهم ،حيث َّ إن َّ َين:
�عوب الوثني ِة والم ِ ِ ِ ِ ُفر ،وهو ما يمارس� ُه مع ُّ الكتاب الذين وأهل لحدَ ِة الش َّ ُ -1الك ُ عقائد الشيطان القرآن ِ ِ في البشرية ُ انحرا َف ُهم . وأثبت وحر ُفوا ُك ُت َبهم َ كفروا بمخالفتهم دعو َة أنبِيائهم َّ ِ الف ،وهو ما ِ -2الت ِ الش ِ ُ يمار ُس ُه مع ُّ َّحريش) . المسلمة (الت عوب َّفر َق ُة واالختِ ُ
ِ ِ نص َر ِ ُ االحتناك وال ُقعو ُد على الحياة اإلنس�ان َّي ِة للش�يطان في ين يتح َّق ُق وبهذين ال ُع َ الص ِ راط المستقي ِم. ِّ
ِ ِ تاريخ�ي ّ الح ِّق ف والبش�ر َّي ُة ُك ُّله�ا رجاالً ونس�ا ًء َه�دَ ٌ للش�يطان منذ اس�تخالف َ ٌّ ِ ِ للمالئكة :ﮋ ﭑ ﭒ األرض ومنذ أن ق�ال الل ُه تعال�ى س�بحانه وتعال�ى آل َد َم في واالختلاف والت ِ َّفر َق� ُة قد ُيؤ ِّدي في ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﮊ، ُ
ِ ِ ِ الموت على ِ غي�ر ِد ٍ االنحراف األم�ر إلى ين وخصوص ًا إذا بلغ دائ�رة اإلسلا ِم إلى ُ ِ ِ فض للدِّ يان َِة استحس�ان ًا لما عند ال ُك َّف ِ الر ِ الصرا ِع ال َع َق ِد ِّي ار أو ِّ الف ِّ كري كاإللحاد أو َّ ِ ِ والقطيعة بي�ن األرحا ِم و ُع ِ َّب علي�ه من الت ِ ق�وق الوالِدَ ِ ين َّش�ريك َّكفير والت وم�ا ترت َ ِ ِ الكبائ ِر. وغيرها من
ِ ِ ِ وبطبيعة ِ ٌ الو ِ عي مخلوق ُم اإلنس�ان فهو حال وج ٌه سوا ًء كان في دائرة َ ستجيب و ُم َّ ٌ ٍ ِ الش ِ هذ ِ دعوة في َ ِ اإلسلامي َّ ين الوضعي ،وما من اإلنساني الوعي دائرة رع ِّي أو في ِّ ِّ ِّ ِ �كال ِ ي�ن إال ولِ ِ الدائ َرت ِ الجانِ َب ِ ٌ ومكان ،وقد اختلط الحابِ ُ�ل بالنَّابِ ِل في �ع َين فيها موق ٌ ِ والو َه ِن) و ( َع ِ ِ ِ ِ س�ما ُه m صر تداعي العصر هذا بـ(عص�ر ال ُغثاء َ األخير وهو الذي َّ ِ ِ وغيرها من المسم ِ ِ األعداء)(((ِ ، المهابة من ُق ِ لوب (عصر نَز ِع األُ َم ِم) و يات التي ال ُ َّ ((( أخذا من حديث ثوبان ؤ قال« :يوشك أن تداعى عليكم األمم من كل أفق كما تداعى ٍ يومئذ؟ قال« :أنتم يومئذ كثير األكل�ة إلى قصعته» ،قال :قلنا :يا رس�ول الله ..أومن قلة بن�ا
43
ِ ِ قه التَّحو ِ �ة فِ ِ ف وال تُقر ُأ إال بِدراس ِ ٍ بوضوح الس�اعة ،وبها َي َت َب َّي ُن وعالمات الت ُعر ُ ُّ َ َ إظهار العلم ت َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ المرحلة أيض ًا من وموق ُع وموق ُع األُ َّم ِة س�ر ِة بالعالمات مهمة موق ُ الر ُج ِل وموق ُع المرأة وموق ُع األُ َ �ع َّ شرعية ِ ِ ِ ِ ِ وألجل هذا صار ِمن واالرتكاس فيه، َّحريش لامة وااللتزا ِم به ،ومبدأِ الت الس مبدأ َّ
العلم بالركنِي ِة الر ِ ُظه�ر ون ُِبر َز ِ ِ ٍ أركان الدِّ ِ ِ ين كما ابعة م�ن الو ُ َ ُّ َّ َّ ج�وب علينا بمكان أن ن ِ َ آخر هذه ُ فمن كان المرسلين mفي قولِه « :إذا َ األ َّم ِة َّأولها َ دعا إلى ذلك س ِّيدُ ُ لعن ِ ُ فإن كاتِ َم ِ ٍ ُ لم فل ُيظ ِهر ُه َّ لم وحديث: حم ٍد»((( ، الع ِ يومئذ ككاتِ ِم ما ُأن ِز َل على ُم َّ عنده ِع ٌ ِ ِ لم فل ُي ِ ظهره»(((. وس َّ فمن كان عنده ع ٌ ب أصحابي َ «إذا َك ُثرت الف َت ُن ُ
ِ ِ ِ ِ الحدي�ث ـ كما ِ الس�ا َع ِة وجوب فهمنا ُه ـ وم�ن معاني هذا ُ إظهار العل ِم بعالمات َّ ِ ِِ ق�ه الدَّ ِ ِ ِ كمنهج ِلف ِ ِ ِ بأركان الدِّ ِ ٍ �ير وتأصيلها ي�ن وربطِه�ا َ المب ِّينَة َس َ عوة وخد َمة ُفروعه ُ ِ ِ ت ِ والفت َِن وم ِضلاَّ ِ واألشراط ِ ِ ِ شارات ِ والمالح ِم والبِ وغيرها ،ألنَّها الفت َِن العالمات ُ
أساسها تخدُ م فِقه الدَّ ِ في ِ ِ ِ البشر َّي ِة منذ ال َبع َث ِة إلى قيا ِم تاريخ عوة اإلسالم َّي ِة على مدى ُ َ الس ِ ((( حيث يقولُ فيها « :mبُعِثتُ أنا وال َّ اعة ُ شير إليه (فِق ُه قوله « :mبعثت َّ ساعةُ كهاتَينِ» وهذا ما ُي ُ لدراس ِ تاب والس�ن َِّة ِ الفقه المؤص ُل من ِ الت هو ِ الت) ،وفِقه التَّحو ِ أنا والساعة التَّحو ِ الك ِ �ة كا َّف ِة َّ ُ ُّ ُ ُّ َ ُّ كهاتين»
عهد آدم إلى يو ِم الب ِ البش�ري ِة من ِ ِ ِ عث والن ُُّش ِ �ور ،وما َّد ُت ُه: الحياة �ؤون الت ََّح ُّو ِل في ُش َ ِ َّ ََ
ولك�ن تكون�ون غثاء كغثاء الس�يل ،ينت�زع المهابة من قلوب أعدائك�م ويجعل في قلوبكم
الوهن؟ قال :حب الدنيا وكراهية الموت» .رواه أحمد الوهن ،قال :قلنا :يا رسول الله وما ْ ْ بإسناد صحيح ( ، )4297وانظر «موسوعة أحاديث الفتن» (. )950
((( إس�ناده ال ب�أس ب�ه « ،الكامل في الضعفاء» البن ع�دي ( )355 :5وفي رواية أخرى رجال إسنادها ثقات« :فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله» « ،تهذيب السنن» (.)93 :10
((( إس�ناده ضعي�ف ،تحقي�ق «الس�نن ال�واردة ف�ي الفت�ن» ألبي عم�رو الدان�ي للمباركفوري (.)287
((( متفق عليه ،البخاري ( )39ومسلم (.)2042
44
ومن س�ن َِّة نَبِي ِ الله تعالى ِ كتاب ِ الش ِ �أن من ِ تقر َر في هذا َّ �ه ُم َح َّم ٍد ،mوما َخدَ َم ُه ِّ ُ م�ا َّ ِ ِ َّصنيف فيها. العالمات والت ال ُع َلما ُء من تقسي ِم
ِ وقد َ العالمات التي ت ُ َخ ُّص ُه أهم َّيتِها ،ومنها ُ ش�ير إلى ِّ كان mيعتني بالعالمات و ُي ُ ٍ ف�ي مجرى حياتِ ِ ِ �ه ، mومن ذلك ما رواه عبدُ الر ِ زاق َّ س�عد عن �يخان واب ُن والش َّ ِ َ ِ غير ُه�م « َّ أن �ور ُة ﮋ ﭱ الس َ رس�ول الله mمنذ نزلت عليه ُّ عائش� َة bوروا ُه ُ
ب وال يجي ُء إال قال ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ كان ال يق�و ُم وال يق ُع�دُ وال َ يذه ُ ـ وف�ي لفظ لعائش�ة :كان يكثر في آخر عمره م�ن قول ـ ُ :س� ْب َحان ََك َر َّبنَا َوبِ َح ْم ِد َك ْت التَّواب ِ ِ ِ رس�ول ِ َ الله فقلت :يا يم ((( ..قالت عائش� ُة: ُ الرح ُ �م ا ْغف ْر لي إِن ََّك َأن َ َّ ُ َّ ال َّل ُه َّ
ِ قول :س�بحان ِ تُكثِر من ِ وأتوب إليه ما لم تكن تف َع ُله قبل أس�تغفر الل َه وبحمد ِه الله ُ ُ ِ ٍ الي�و ِم فق�الَّ « : بحمد َر ِّبك بعالمة في ُأ َّمتي فقال :إذا رأيتَها َف َس� ِّبح إن ر ِّبي أخ َب َرني ِ واستغفر ُه ،فقد رأيتُها ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ الخ السورة » ((( .
((( مسند أحمد ()3791
((( س�بل اله�دى والرش�اد ( )230 :12وأص�ل الحدي�ث في البخ�اري مع الفت�ح (-951 :8 .)952
45
ت َ رْ ِ ٱلساعَةِ َوم َا يَتَعَل َّ ُق بِهَا يف َّ ع ُ
ِ ِ الز ِ مان ويع َّب ُ�ر بها عن (الس�اع ُة ُجز ٌء من أج�زاء َّ الراغ ُ �ب في «المف�ردات»َّ : ق�ال َّ تعريف الساعة ِ القيامة ،قال تعالى :ﮋﮬﮭﮊ [القمر ،]1 :وقال تعالى :ﮋﯜﯝﯞﮊ [الزخرف.(((]85 :
ِ س�ياق المعنى في اآلية َّ ش�ار بها ويفه ُم من ُ قل�ت ـ والل�ه أعلم ـ َ : الم َ أن الس�ا َع َة ُ الحياة البشري ِة ،وأما لفظ ُة الس ِ ِ ٍ ِ ِ اعة ـ أي: لحظة في آلخر تعريف القيامة هي إلى يوم ٌ َّ َّ ِ الز ِ من ،قال تعالى :ﮋ ﮓ ﮔ الوقت ـ فهو الج�ز ُء م�ن َعار ُ ُ ف عليه من َّ المت َ الوقت ُ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮊ [الروم.]55 :
ِ القيام�ة والثاني ُة ف�ي ِ ِ ِ ِ القليل من الوق�ت اآلية بمعن�ى اآلي�ة بمعن�ى فاألُول�ى ف�ي الز ِ مان. َّ
ٍ ِ أوجه: ثالث الساع ُة التي هي القيا َم ُة على وقال ُ بعضهمَّ : ِ ِ ُبرى ،وهي َب ُ حاسبة. للم عث الناس ُ السا َع ُة الك َ َّ -1 ِ موت أهل ال َق ِ الواحد ،ويؤ ِّيدُ ُه ُ قول عائش َة b رن الساع ُة الوسطى ،وهي ُ َّ -2 رس�ول الله mس�ألوه عن الس ِ ِ قال�تَ : �اعة ،متى األع�راب إذا َق ِد ُم�وا عل�ى (كان ُ َّ
ِ ٍ إنس�ان منهم فقال« :إن َي ِعش هذا ل�م ُي ِ اله َر ُم قامت أحدث فنظ�ر إلى الس�اع ُة درك ُه َ َ َّ عليكُ�م س�اعتُكم»((( ،والمراد بِس�ا َعتِهم :موتُهم ـ أي :س�ا َع ُة المخا َطبِين آنذاك ـ كما جاء في فتح الباري.
((( المفردات للراغب ص.248
((( متفق عليه ،البخاري ( )6511ومسلم (. )7598
46
ٍ ِ المشار إنسان مو ُت ُه ،وهي اإلنسان ،فساع ُة ك ُِّل موت غرى ،وهي ُ -3الساع ُة ُّ ُ الص َ
إليها بقوله :ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮊ [األنعام .]31
أن ك َُّل مي ٍ علماؤنا :واعلم َّ �ت فقد قامت قيا َمتُه �ي رحمه الله( :ق�ال ُ َ ِّ ق�ال ال ُقر ُطبِ ُّ ٍ خاصتِ ِه من غرى هي ما يقو ُم ك ُُّل إنس�ان ف�ي َّ ُبرى ُّ ، فالص َ ولكنَّه�ا قيام� ٌة ُصغ�رى وك َ س�عي ِه وحصولِ ِه على َعم ِل ِ خ�روج ر ِ وفراق ِ ِ ِ �ه إن َ فخير أهل ِه وانقطا ِع وح ِه َ ُ ُ كان خير ًا ٌ وتأخ ُذهم َأ َ َّاس ُ خذ ًة واحدةً) ُبرى هي التي َت ُع ُّم الن َ وإن كان َش َّ�ر ًا َف َش ٌّ�ر ،والقيا َم ُة الك َ
اهـ.
َ الموت الوس�طى قل�ت ـ والل�ه أعلم :وال ُيس�تب َعدُ في المعنى أن ُ ُ تك�ون القيا َم ُة ُ ِ السابِ َق ِ بالمعنَ َي ِ ُ َّرتيب على النَّحو ين، فيكون الت ُ ين َّ الجماع ُّي إذا أخذنا ما قاله العلماء َ التالي:
أخذ ًة ِ وتأخ ُذهم َ الناس ُ واحدَ ةً. -1القيام ُة الكُبرى هي التي َت ُع ُّم َ
(((
ِ العالمات المنصوص عليه في المجهز وت والم ُ ُ ُ الوس� َطى هي َ -2القيام ُة ُ اله ْر ُج َ ِ ِ السا َع ِة. وهو ُ اإلبادات الجماع َّي ُة وهي من عالمات َّ ِ ِ ِ ((( ُ روج ُر ِ وفراق أهله. المرء وح الصغرى هي ُخ ُ -3القيام ُة ُّ األخير ُة في الس�ا َع ِة التي هي ال َّلح َظ� ُة َ تدور حول مفهو ِم َّ وه�ذه المعاني ال َّثال َث� ُة ُ حياة ال َب َش ِر َّي ِة التي ال َز َم َن بعدها.اهـ.
((( «التذكرة في أحوال الموتى وأمور اآلخرة» نقال عن «فقه أش�راط الس�اعة» د .محمد أحمد إسماعيل المقدم ص.15
((( نقل�ت الفكرة مع ش�يء من التصرف من كتاب فقه أش�راط الس�اعة للدكت�ور محمد أحمد إسماعيل المقدم.
47
أقسام القيامة
ِ رز ِ األمارات إلى ثال َث ِة أقسا ٍم : نج ُّي في «اإلشاعة» (ص)27 و َق َّس َم اإلما ُم ال َب َ انقسام األمارات إلى ثالثة أقسام
األمارات البعيدةُ. قسم ظهر وانقضى وهي ُ ٌ -1
ِ ُ ينقض بل ال ُ ويتكامل. قسم ظهر ولم يزال يتزايدُ ٌ -2 األمارات الكبير ُة .. الساع ُة وهي -3 ُ وقسم تع ُق ُبه ّ ٌ
ِ تعريفها إلى أقسا ٍم : العالمات في تنقسم كما ُ ُ 1- 1فِ َت ٌن ُ وأشراط 2- 2
وعالمات 3- 3 ٌ
ِ ومالح ُم وأمارات 4- 4 ٌ 5- 5وبِ شارات ٌ معنى الفتن
َ�ن) ،والمقصود ِ ِ -1 الفتَ� ُن :إ ّما (فِ َت ٌن أو ُم ِضلاّ ُت فِت ٍ االبتالءات العا ّم ُة بالفت َِن هي ُ ُ ٍ انحراف أو تح�و ٍل مخالِ ٍ ف ِ ُ ُ حص�ول ويكون بها ُصي�ب الفر َد أو األُ َّم� َة الت�ي ت ألمر ُ ُّ ُ �ريعة ،وم�ن ِ ِ واألجر عن�د ِ الفت ِ اختبار للمس�ل ِم ُ ّ صبر ِه �واب َ�ن ما هو الش ين�ال به ال َّث َ َ ٌ واحتس�ابِه ِ والمال والو َل ِ ِ األهل لل�ه تعالى كما هو في فِتن َِة �د ،ومن هذا النَّمو َذ ِج ما ِ َ
أشار الل ُه به لألنبياء :ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ وقال لس ِّي ِدنا موسى :ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ [طه.]٤٠ : تعالى َ
وأم�ا م ِضّل�اّ ُت ِ الفت ِ َ�ن فهي ما خرج به الف�ر ُد أو الجماع ُة أو األُس�ر ُة أو القبيل ُة أو ُ معنى مضالت ِ ِ ِ ِ ِ الش�ر والدَّ َّج ِ األُ َّم ُة عن جا ّدة ال َّط ِ الفتن ال َّ والش�يطان ،وقد أمر ريق المش�روعة إلى خدمة َّ ِّ ِ ت ِ النَّبِي mبالتعو ِذ من م ِضلاّ ِ ِ المس�يخ والممات ومن فِتن َِة الفت َِن ومن فِتن َِة المحيا ُّ ُ ُّ �ة على الدُّ ِ الحاوي ِ يق�ول mف�ي بعض أحاديثِ ِ الدَّ َّج ِ ُ أردت ع�اء «وإذا �ه �ال ،وكان َ َِ
48
ِ ِ ٍ مفتون»(((. غير بعبادك فتنَ ًة فاقبِضني إليك َ
الش�يء ِ األش�راط :جمع َش�ر ٍ ُ ُ أش�راط َّ أوائ ُل ُه( ط ( بفتحتين) وهي العال َم ُة ،و -2 ُ ُ َ معنى األشراط وأشراط الس ِ اعة عالماتُها ) قال تعالى :ﮋ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ُ ّ ﰂ ﮊ [محمد .]18:
العالمات التي يع ُقبها قيام الس ِ ٍ ُ اعة ) (((. حجر ( :هي الحافظ ابن قال ُ ُ ّ
ِ ِ األم�ارات الدَّ ا َّل ِة واآليات هي اآلي�ات، اس�م األش�راط بعضهم على وق�د َ ُ ُ أطلق ُ َ كاألمارات التي تُنصب في الص ِ ِ ِ حراء دا َّل ًة على ال َّط ِ توضع على ريق أو الش�يء على ُ َّ َ ُ ِ ِ َّ الس ُفن .اهـ((( . الشاطيء لتهدي ُّ ووصفت أيضا بلفظ المش�اريط في بعض روايات الحديث ،ففهي مس�ند أحمد
( )386عن حذيفة ؤ قال :س�ئل رس�ول الله mعن الس�اعة فقال :علمها
عند ربي ال يجليها لوقتها إال هو؛ ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها.
ِ وبالجمل�ة فالمقص�و ُد به�ا :الظاه�ر ُة الكون َّي� ُة أو الظاه�ر ُة المرحل َّي� ُة المرتبط� ُة الش ِ ِ بالتَّحو ِ ِ األحاديث َّ ريفة. المنصوص عليها في الت ُّ ٍ ٍ لوك ٍ ٍ الم َم ِّي َز ُة ُس َ مرحلة جماعة أو فرد أو العالمات: -3 ُ ُ الس َم ُة ُ جمع عالمة ،وهي ِّ عالمات الس ِ ِ ِ اعة. أحاديث يتطابق مع ما َذك ََر ُه mفي بما ُ ّ ٍ ٍ ٍ الحدَ ُ أخبر ث األم�ارات: -4 ُ ُ جمع أمارة ،واألمار ُة هي َ ُ المطاب�ق لحالة أو كيف َّية َ
((( س�نن الترمذي ( ، )3235صحح إس�ناده جملة من المحدثين وضعفه آخرون ،انظر تحقيق «الطرق الحسان» البن رجب ألبي أنس عادل بن سعد محمد مطاوع ص .15-13
((( فتح الباري .79/13
((( ص13المصدر السابق بتصرف .
49
معنى العالمات
معنى األمارات
عنها mفي «شؤون الس ِ وتحوالتها» . اعة ُّ ّ
-5البِ سات المرحل َّي ُة التي ُيجري الل ُه فيها نُصر َت ُه وتأييدَ ُه لعباده شارات :هي التَّن ُّف ُ ُ معنى البشارات س�الة ،وخالفةِ ِ ِ ِ ِ ِ الر ّ الصالحي�ن وتمكينه�م في األرض.ك ُظهور اإلسلا ِم ف�ي عصر ِّ ِ ِ ِ وص ِ وظهور األمر ، الح َس ِن بعد احتدا ِم مر بن عبد لح اإلما ِم َ العزيز في بني ُأ َم َّي َة ُ ، ُع َ الخالف�ة العثماني ِ ِ ِ ِ وبي اإلسلامي ، القرار �ة بع�د ت ََم ُّز ِق َّ وظه�ور صالح الدِّ ي�ن األ ُّي ِّ ِّ المهدي بعد ُش ِ الج ِ ِ ور في العالم . وظهور اإلما ِم للصليبِ ِّيين ، مول َ ِّ وهزيمته َّ
ق�ه التَّحو ِ َّعريفات في فِ ِ ِ ِ ِ الت ضب ُطها َّ المراحل ، لظواهر �رعي وفائ�د ُة ه�ذه الت ُّ الش ُّ الت وعالقتِها بالس ِ وتحديدُ هوي ُة التَّحو ِ ِ العكس من ذلك ،فحي ُثما المرج َّو ِة أو المة ُ ُّ ُ َّ َّ ِ ِ ٍ كان نَ�ص التَّحوالت يش�ير إلى ٍ منهج في َس ِ ٍ واألمكنة األزمنة �ير جماعة أو ف�رد أو ُّ ُّ ُ ُ
ِ َّجديد أو ال َع ِ فاألمر كذلك ،وإال ّ دل بالسلا َم ِة أو الت السلا ِم من ويص ُفه َّ فإن دعوى َّ ُ ٍ ٍ َ المراحل و َمن فيها. َّص الذي ُي َف ِّس ُر فرد أو جماعة مردود ٌة عليهم بِ ُحك ِم الن ِّ
الع َّ�ز َة والنُّصر َة ِ مواقفهم ِ لا كانوا يدَّ عون السلام َة ويرون ف�ي ِ ِ فالخ�وار ُج مث ً لله َ َ ََ َّ ب�ة ،لكن نُصوص التَّحو ِ الكاذ ِ ِ الت ولرس�ولِه ،mومات�وا وهم على تلك الدَّ عوى ُّ َ َّ ِ ِ ِ ِ الح ِّق نوحهم عن َ وج َ للمتأ ِّم ِل كَذ َبهم وعد َم سلا َمتهم ُ الس�اعة ُي ِبر ُز ُ وفق َه عالمات ّ
ٍ ِ وتَعدِّ يهم على ِ ٍ وز َم ٍن ، مرحلة أش�باههم وأمثالِه�م في ك ُِّل أهله ،وهكذا في وعصر َ ِ ِ ص�ل ِ والظواه ِ والق�ول ال َف ُ ُ ُ الح ُّق �ر ،وبها العالمات يرج ُع إلى ما قاله mمن يكون َ ِ األزمان ،وإلى أن ِ ُ يقض َي الل ُه أمر ًا كان مفعوالً. والباطل َق ِص ّي ًا على َم َم ِّر َجل ّي ًا
50
ِ حوَر ٱلْم َْو ُض ِ وع َ السنَّةِ’ ث ِجب ْ ِريْل َ ‘ ُأم ُّ ُّ ح ِدي ْ ُ م ْ ُ
رسول ِ ِ عن ُع َم َر ِ بن الخ َّط ِ الله mإذ طلع وس عند اب ؤ قال :بينا نحن ُج ُل ٌ ِ الس ِ ِ بياض ال ِّث ِ علينا ٌ سواد َّ فر وال يعر ُفه ياب شديدُ رجل شديدُ الش َع ِر ال ُيرى عليه َأ َث ُر َّ يديه على َف ِ َيه ووضع ِ َيه إلى ركبت ِ منّا َأحدٌ ،فأسندَ ركبت ِ خ َذ ِيه وقال :يا ُم َح َّمدُ أخبِرني َ ُ َ ُ َ َ عن اإلسال ِم؟
ِ رس�ول ِ ُ ق�ال« :أن تش�هدَ أن ال إل�ه إال الل ُه َّ الله و إق�ا ُم وأن ُم َح َّمد ًا الصالة وإيتا ُء رمضان وحج الب ِ الز ِ َ صدقت .قالوا: اس�تطاع إليه س�بيالً» ،قال : يت من كاة وصو ُم َ َّ َ ُّ َ ِ ِ اإليمان؟ فعجبنا له يسأ ُل ُه و ُيصدِّ ُقه ،قال :أخبِرني عن
ورس�له وباليو ِم ِ ِ تؤمن ِ قال :أن ِ ِ اآلخ ِر وبال َقدَ ِر ِ خير ِه َ وش ِّ�ر ِه ومالئكته و ُكتُبِه بالله َ م�ن ِ صدقت ،قال :فأخبِرني عن اإلحس�ان؟ ،قال« :أن تَع ُبدَ الل َه الله تعالى» ،قال: َ صدقت ،قال :أخبِرني عن الس ِ َّ�ك ت�را ُه فإن لم تكن ترا ُه فإنَّه َ كأن َ �اعة، يراك » ،قال: َ َّ
ُ الس ِائ ِل» ،قال :أخبِرني عن أماراتِها؟ ،قال« :أن قال« :ما المس�ؤول عنها بِأع َل َم من َّ ِ الحفا َة ال ُعرا َة العا َل َة ِرعا َء َّ الشاء يتطاولون في البنيان ». تَلدَ األ َم ُة َر َّبتها ،وأن ترى ُ
انطلق َفلبِ ُ ِ ائل» َ الس ُ لت :الل ُه ورسو ُل ُه ثم َ قالُ :ق ُ مر أتدري َمن ّ ثت َمل ّي ًا ،فقال« :يا ُع ُ ُ أمور دينِكم ». أعلم ،قال « :ذاك جبريل أتاكُم ُيع ِّل ُمكم َ ُ وفي ِ ِ السن َِن « :فإ َّن ُه ِج ُ لفظ ُمسل ٍم بريل أتاكم ُيع ِّل ُمكم دينَكم » (((. وأصحاب ُّ ِ ٍ ُ رواية« :هذا وفي الناس دينَهم» (((. جبريل جا َء ل ُي َع ِّل َم َ
((( مسلم (.)102
((( البخاري (.)4777
51
دراسة حديث جبريل
رج�ل فجلس عند ركبت ِ ٍ ٌ َي�ه ،فقال :يا «س� ُلوني» ،فها ُبوه ،فجاء ُ َ وف�ي رواية ق�الَ : رس�ول ِ ُ َ جبري�ل أراد أن تَع َلموا إذا الل�ه ما اإلسلا ُم؟ وذكر نحوه إلى أن قال « :هذا لم ت َ َسألوا» (((.
ِ ِ ٍ ُ ّ�اس دينَهم ،والذي آخ�ر «هذا رواية أحمدَ من وف�ي جبريل جا َء ل ُيع ِّل َم الن َ طريق َ نفس ُم َح َّم ٍد بِ َي ِده ما جاءني َق ُّط إال وأنا ِ الم َّرةَ»(((. ُ أعر ُفه إال أن يكون هذه َ
ور ٍة َق ُّط إال عرف ُت ُه إال في هذه وفي الطبراني الكبير عن ابن عمر ( ما جاءني في ُص َ الص ِ ورة)((( . ُّ
ِ َ شك َّ وال َّ جبريل ش كما هو بين أيدينا يفت َُح لنا آفاق ًا واسع ًة لحديث أن قرا َءتنا ِ النهاية إلى فه ِم التَّراب ِ ِ م�ن التأم ِل والمتابع ِ الموضوع ِّي في هذا ط �ة ،التي تب ُل ُغ بنا في ُ ُ ََ ُّ ِ ِ ِ لعالمات أهم َّي ٍة ُمح َّق َق ٍة الحدي�ث من ك ُِّل جوانبه ،وما يترت ُ َّ�ب على هذا التَّرا ُبط من ِّ ِ ِ الس ِ ِ ِ َّقريرات َّ الش�رع َّي ِة ص�ول العل�و ِم والت أب�واب و ُف العديد من �اعة ودخولِه�ا ف�ي ّ
تداو َل ِة . الم َ ُ
َّ ِ ُ الحديث لنا : أوضح ُه أهم ما َ ولعل من ِّ
ُ وسلوك ًا. ظهر بها ِّ -1 جبريل على القو ِم صور ًة ولباس ًا وكيف َّي ًة ُ الص َف ُة التي َ لرسول ِ ِ ِ ِ الله .m والمخاطبة الجلوس -2أسلو ُب ُه في -3كونه يسأ ُل ُه ويصدِّ ُق ُه.
ِ الس ِ ُ إيضاح اللفظ�ة �ائل ،وفي ه�ذه المس�ؤول عنه�ا لي�س ٌ -4قو ُل�هَ : بأعل�م من َّ َ ((( مسلم (.)108
((( مس�ند أحم�د ( ،)17631وق�ال الهيثم�ي ف�ي «المجمع» ( :)45 :1وفي إس�ناده ش�هر بن حوشب.
((( مجمع الزوائد (.)12 :1
52
ِ باألم�ر أو عَ�دَ ِم ِع ِ جبري�ل ف�ي ِ للس�امعين ع�ن ه ِوي ِ ِ َ لحقيقة وكش�ف لم�ه، علم ِه �ة ٌ ُ َّ لرسول ِ ِ المخاطِ ِ الله . m ب األمارات وليس معرف َة ِ ِ ِ الكون. نهاية -5تأكيدُ َط َلبِ ِه معرف َة َ ِ ِ العالمات بِنمو َذ َج ِ الحفاةَ. -6تحديدُ ين فقط :أن تَلدَ األَ َم ُة ..وأن ترى ُ ٍ ِ َ ُ إيضاحات إضاف َّي ٍة. البيان دون جبريل بعد هذا انطالق -7 ِ ِ ِ ِ ِ ُ -8 األحاديث حتى المشار إليه في ُجم َل ِة األمر بوقائ ِع الصحابة ئ جهل
الس ُ برز ُس ُ ائل؟. َّبي mلس ِّيدنا ُع َم َر بقوله :أتدري َمن ّ ؤال الن ِّ
عمر ؤ بقوله :الل ُه ورسو ُله أع َل ُم. -9ر ُّد َ ِ ِ ِ األمر ُك ِّله وعَدَ ُم جريات الصحابة ئ عن ُم سكوت -10و ُيستفا ُد من هذا ُ بري�ل أو ما طر َأ عليهم م�ن ٍ ِ مس�اء َل ِة ِ ش�خص َّي ِة ِج َ غفلة في عدم البعض في بعضه�م َ ُ َ ِ ِ معرفتِه ،مع ُظ ِ َ ُش�ير إلى َّ اإلش�ارات بحقيقتِه ،مع َّ رسول أن هور أن َ الروايات ت ُ بعض ِّ ِ ِ ِ حادثة ِج َ بريل. ثالثة أ ّيا ٍم من ُم الله mسأل ُع َم َر ؤ بعد ِ رسول ِ ِ الله mعلى أن ُم ِه َّم َة ِج َ الحديث وما قيل فيه له بريل في هذا -11تأكيدُ
أمر دينِكُم ،أو ( ُي َع ِّل ُمكُم ِدينَكُم). وظيف ٌة محدَّ َدةٌ ،وهو تعليمكُم َ ُ ِ ف�ظ النَّ َب ِ -12وال َّل ُ أمر دينِك�م) فيه إش�ار ٌة واضح ٌة إلى �و ُّي م�ن قول�هُ ( :يع ِّل ُمكم َ ِ ِ ِ ِ ِ أمور ِ األمة ،وال دين ُ تم�از ِج (األركان األربعة المذكورة في الحدي�ث) وأنَّها ُك َّلها ُ فصل بين ُر ٍ َ وآخر. كن َ
وألن هذه الحقيق َة ال غبار عليها ن ِ ِ َّ َجدُ ال ُعلو َم ّ تفصيل الشرع َّي َة المخدوم َة في -13 َ كن الراب ِع ومت ِ ِ ِ ٍ بعض برغم بعضها في األركان الثالثة متماز َج ًة ك َُّل الت ُ َداخ ٌل ُ ُ بالر ِ َّ َّماز ِج ُّ ِ ِ ِ الر ِ َّ الثالثة األخرى ،ولكنه األركان الراب ِع بعيد ًا عن كن َّ أن ال ُعلم�ا َء ق�د تركوا َحيث َّي َة ُّ ف�رض ِ ِ َّدوين وعلى أهل األُ ِ صول وال ُفروعِ ،فما من ٍ باب من موق َعه ومكان�ه على الت َ 53
عالمات الس ِ ِ ِ ُ �اعة عالِ َق ٌة به ُمرتَبِ َط ٌة بتفصيالتِه ،ومن ذلك وأحاديث أبواب العل ِم إال ّ ِ عالمات الس ِ ِ ما ن ِ ِ َ بأحاديث ت ُ �اعة كما هو ص الفقهاء في ُكتُبهم اس�تدالل َجدُ ُه من َخ ُّ ّ في:
باب ِ • ِ العل ِم
ِ • ِ الحدود كتاب الذ ِ • ِ كتاب ِّ كر
ِ • ِ عامالت الم كتاب ُ • ِعل ِم الت ِ َّفسير ِ ِ َّوحيد العقائد والت • ِعل ِم ِ الرؤيا • أبواب ُّ
سبيل ِ ِ ِ ِ ِ الله والغزو في الجهاد أبواب • أبواب ِ ِ الفت َِن • الز ِ • ِ كاة باب َّ
ٍ ف�إذا م�ا اس�تَدَ َّل العلم�اء ِ ِ ِ أركان اإلسلا ِم بحدي�ث من األبواب لواح ٍد من ه�ذه ُ ُ نقض ِ ِ ٍ ِ ِ العل ِم أو ِ ِ قبض ِه المع ِّب َر ِة عن واإليمان واإلحسان َش َفعوه بِ ُجملة من األحاديث ُ وق َّل ِة الرجال وكثر ِة الن ِ ِ الزنا ِ ِ ِ األذكار الحديث عن ِّساء ،وعند كثر ِة �و ِّ الجهل و ُف ُش ِّ َ ِّ أو َ ِ �ة ِ َ�ن الم ِض َّل ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ والولد، واأله�ل المال والفتن َِة ف�ي تأت�ي أحادي�ث االس�تعاذة من الفت ِ ُ ِ والممات ،ومن فِتن َِة المغر ِم والمأ َث ِم ومن فِتن َِة الدَّ َّج ِ ال، واالستعا َذ ُة من فِتن َِة المحيا َ ِ ِ ِ ِ الربا وال َغ ِّش وما المعامالت يأتي خالل ُد وفي روس ال ُبيو ِع ومعامالته في أحاديث ِّ ذكرها في ِ ِ ِ المعامالت الحرا ِم التي ال ُبدَّ من ِ ُ أصناف يؤول إليه المسلمون من نماذ ِج ِ المعامالت. 54
ِ ِ ِ ِ ُ َ الحدود إسقاط تتناول األحاديث التي الحدود الشرع َّي ِة تأتي ُجمل ُة روس وعند ُد ِ ِ آخ�ر َّ ِ بتس�م َي ِته ِ ِ ف�ي ِ اس�مه ،وإلى غير بغير الخمر الربا وعلى الزمان والتَّحا ُي ِل على ِّ �ة ِ بعض َط َلب ِ ُ العل ِم للنَّ َظ ِر ف�ي مواضي ِع ال َّثال َث ِة ذلك ..وكم تجر َد ُ َ س�يكون ُمفي�د ًا لو َّ
ِ أحاديث ال َّثوابِ ِ الش ِ ِ ُ األركان َّ ضبط أركانها الشرع َّي ِة وما تناو َل ُه ت في رع َّي ِة وما َج َم َعت ُه عالمات الس ِ ِ ِ العلماء من الت ِ ِ ِ ِ �اعة أحاديث وحصر األبواب، َّفصيل في هذه َّقعيد والت ّ ُ ُ ِ ِ ِ قه التَّحو ِ وفِ ِ الت في ك ُِّل ٍ باب و َف ٍ َّشريعات، العالمات بهذه األحكا ِم والت وعالقة صل، ُّ نماذ ِج ِ الت في كا َّف ِة ِ قه التَّحو ِ وألصحاب ال ُفرو ِع حضور فِ ِ ِ ليتأ َّكدَ ل ُ العل ِم ألصولِ ِّيين ُّ ُ ُ وأبوابِه.
بعالمات الس ِ ِ َج�دُ فِقه التَّحو ِ ِ جانب آخر ن ِ َ مع عل ِم �اعة الت والعل ِم وم�ن يتداخ ُل َ ُّ َ ّ ٍ َ �اعة ِ بعالمات الس ِ ِ ِ ِ ُ اإلحس�ان ُ عام ً تداخ ً ال اإلحس�ان للعالم علم بحيث ال تا ّم ًا ّ يصير ُ ُ ِ س�ن التَّصر ِ القض�اء وال َق�دَ ِر ِ َّ ، ِ ف و ُط ِ لح ِ لم جريات �ول النَّ َظ ِر ف�ي ُم رجح� ًا ُ ُم ِّ ُّ ألن ع َ
ِ ِ ِ ِ ِ للعباد بِ ُح ِ س�ن النظر وسلامة ل�م الت ََّح ُّق ِق بِ َث َمرات الطا َع ِة والعبا َد ِة اإلحس�ان هو ع ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ صري الخ ُل�ق ،وكان غال�ب ُعلماء فقه الت ُّ ُ َّح�والت من رجال عل ِم اإلحس�ان في َع َ اش�دَ ِة ِ ، والخالفة الر ِ ِ ِ وم َّم�ن ُيقتَدى بهم و ُيهتَ�دى ِ بهديهم ،فما ترى صدراإلسلا ِم َّ
�راد الله في ِ م�ق َأدبِهم مع م ِ ِ ِ خلق�ه ،بينما ُس�لوكَهم ومواق َفه�م إال ش�اهدَ ًة عل�ى ُع ِ َ ُ ِ َج�دُ أقم�اع ِ ِ ن ِ الفت ِ والس�ن َِّة أحيان ًا ولكن من ور َ موز ِّ َ الص�را ِع هم من َح َم َلة ال ُق�رآن ُّ َ�ن ُ ِ ِ ٍ ِ للش ِ ِ ِ مما يجع ُلهم هدف ًا َّ يطان الس�اعةّ ، غير ارتباط بعل ِم اإلحس�ان وال بعل ِم عالمات ّ ِ االعتراض على ِ ت ِ الت وم ِضلاّ ِ والتَّحو ِ ِ قضائ ِه و َقدَ ِره الله وعلى الفت َِن ،بل سبب ًا في ُّ ُ ِ َّحو ِل وال َّت َغ ُّي ِر. في ُمجريات الت ُّ ِ َ تناولنا لمفهو ِم وحتّ�ى ال حو ِر الموضو ِع نبد ُأ ف�ي ُ يط�ول بنا التأ ُّم ُل والتَّدَ ُّب ُ�ر في م َ ِ ِ ِ المو ِّف ُق. الركن َّية التي نح ُن بِ َصدَ دها ،والل ُه ُ ُّ 55
أركان ال ِّد ِين الثَّلاثَةُ وعلاقَتُها ابلرُّكنِ الر َّ ِ ابع ُ
ِ ِ ِ ِ الموق ِن ِ ين أربع ٌة بِ أركان الدِّ ِ بأمر الدِّ ِ َ ين أن يعلم َّ اعتبار ب�أن المس�ل ِم م�ن واجبات ُ الوحدة ين :ثوابتٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ س�م ِ �م إلى ق َ ذك�ر ُه ،و تن َقس ُ الموضوعية بين َوحدَ ته�ا الموضوع َّي�ة ف�ي الحدي�ث اآلنف ُ األركان األربعة ومتغي ٍ رات. ُ ِّ
ِ ِ ُ تفر َع عن ت هي ما اشتملت عليه فال َّثوابِ ُ أركان اإلسال ِم واإليمان واإلحسان وما َّ ومراتب الس ِ ِ العقيدة َّ والشري َع ِة هذه ال َّثال َث ِة من ُعلو ِم لوك. ِ ُّ
الثوابت والمتغير
ِ ِ أوج ِهها ال َّثال َث ِة : رات :ما اشتمل عليها والمتَغ ِّي ُ الساعة .على ُ العلم بعالمات ّ ُ ُ ِ الرسا َل ِة. ُ -1م َت َغ ِّي ٌ رات على َعهد ِّ سالة إلى ِقيا ِم الس ِ عهد الر ِ رات ما بعد ِ اعة. ُ -2م َت َغ ِّي ُ ّ ِّ قبل الرسا َل ِة المحم ِدي ِة تصا ُع ِدي ًا إلى ِ عهد آد َم ش . ُ -3م َت َغ ِّي ُ ّ ُ َ َّ َّ رات ما َ ِّ
أركان الدِّ ِ وعلى هذا الت ِ ُ وليس الشرعي تُع َت َب ُر َّرتيب َّص ـ َ ين أربع ًة ـ كما هو في الن ِّ ِّ ثالث ًة كما يتناو ُلها بعض الع ِ لماء ،ودلي ُلنا على ر ِ ِ األركان ِ (الوحدَ ُة الموضوع َّي ُة) باع َّي ِة ُ ُ َ ُ ِ ِ ِ ذهاب ِج َ الحديث ُ بريل :يا َّص قو ُل ُه mبعد َّبي mفي حيث ورد في الن ِّ من َلفظ الن ِّ
ُعمر أتدري من الس ِ �ائ ُل؟ قال :الل ُه ورس�و ُله أع َل ُم ،قال :ذاك ِج ُ بريل أتاكم ُي َع ِّل ُمكم َّ َ َُ ٍ رواية ( ُيع ِّل ُمكم دينَكم) .أخرجه مسلم وأصحاب السنن. أمور دينِكُم ،وفي َ ِ فال َّل ُ ثوابت وليس ثالث ًة ،وبهذا َيت ََأ َّكدُ أن أربعة َّص يأتي بعد َ ف�ظ النَّ َب ِو ُّي في هذا الن ِّ
األصول الثالثة وتدرج المكلف فيها
أصول الدِّ ِ أركان الدِّ ِ َ َ �ت الدِّ ين أربع ٌة كما هو في ي�ن ـ كم�ا ُيع َّب ُر عنه�ا ـ أو ين أو َثوابِ َ الش ِ ِ ِ الحديث َّ ريف. سياق
ِ ٌ ُ ُ ُ المدلول والمعنى أصول ثابت� ُة واإلحس�ان واإليمان فاألصول ال َّثال َث ُة اإلسلا ُم 56
ب الس ِ ِ ِ ِ ِ �لوك َ العقيدة َّ وينش ُ�أ عليها �ؤون ف في ُش المك َّل ُ والش�ريعة ومرات ِ ُّ يت�در ُج بها ُ َّ باعتبارها ِ العلم ال َف ِ ِ ِ الواج ِ ُ ب. رض َّي األجيال َ ِ ِ ُ َّكليف َّدر ِج في الت أم�ا الرابِ ُ غير ُمرتَبِ ٌط بِ ُمتَع َّلق�ات الت ُّ (فم َت َغ ِّي ٌر) أي :إ َّن ُه ُ �ع ُ األصل َّ
بأمر ِ ين: وإنَّما يخت ُّ َص َ
بأمر ِ ِ ِ ِ جريات التَّحو ِ ِ ِ الكائنة ِ الله واألش�راط والعالمات الت الكونِ َّي ِة كش�ف ُم -1 ُّ الركن الرابع هو قبل قيا ِم الس ِ كشف مجريات اعة. ّ
ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ َّب على س�رد -2 وتعلي�ل الحوادث وم�ا يرتَبِ ُط بها من ص َّحة وفس�اد ،وم�ا يترت ُ ٍ ٍ ِ أحوال ال ُك َّف ِ ودالالت ش�رع َّي ٍة للت ِ والمنافِقين َّمييز بي�ن إش�ارات نبو َّي ٍة ذل�ك من �ار ُ ِ وموق ِعهم من التَّحو ِ ِ ِ وموق ِعهم أيض ًا من الت ،وبين المسلمين المؤمنين وأشباههم ُّ ِ الس ِ واآلخرة. المة في الدُّ نيا َّ ِ وألهمي ِ ِ ِ َ واإليمان �ؤون اإلسلا ِم جبريل ش وم�ا َت َط َّر َق إليه من ُش حدي�ث �ة ِّ َّ ِ ِ ِ المس�ل ِم أن ِ ف يعر َ الس�اعة ص�ار من اللاز ِم عل�ى ُ واإلحس�ان والعل� ِم بعالم�ات ّ ِ وارتب�اط ِ األركان األربع� َة ِ ٍ َ بعضها بِ َب أهم َّيته�ا ه�ذه ع�ض ،فهي معر َف� ًة تتلا َء ُم م�ع ِّ
ِ أس�اس مقو ِ األمانة التي قال عنها س�بحانه وتعال�ى :ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ م�ات ُ ُ ِّ
ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﮊ [األحزاب.]٧٢ :
إلبراز ُخ ُط ِ ِ وما اعتنى فِقه التَّحو ِ ِ ِ ورة ال َف ِ صل بين األربعة ُمجت َِم َع ًة إال باألركان الت ُّ ُ ِ ِ ِ والر ِ ُ ُ عبر واإليمان المت َغ ِّي ِر ،فاإلسلا ُم واإلحس�ان َ الرابِ ِع ُ كن َّ األركان ال ّثالثة الثابتة ُّ تاريخ البِ ِ َّقض ِ َكسات و َأ َز ٍ ٍ ِ ناء َّ ِ بض والن ِ مات كال َق ِ ِ والخدا ِع تعر َض لِن الش�رع ِّي للدِّ يانَة َّ
ِ ِ ِ المسل ِم مع أخيه أوجدَ ُه َّو ًة سحيق ًة بين َّحريف والت والت مما َ َّس�ييس وما شابه ذلكَّ ، 57
التحوالت
ٍ ِ ٍ الم ِ الم ِ ؤمن في ؤمن مع أخيه ُ المس�ل ِم في قضايا َفه ِم اإلسلا ِم ك َعقيدَ ة وديانَة وبين ُ ُ كتصديق باليقيني ِ ِ ٍ ات الكون َّي ِة التي ال تق َب ُل َّ َّقض ،ومث ُل ُه اإليمان مفهوم الش َّك وال الن َ ّ ذوقي ٍة ِ ِ اإلحسان ُ ٍ ِ ٍ وآداب ،وهي التي صارت في زمانِنا وق َي ٍم في مفهو ِم كزهد و ُعلو ٍم َّ
وحقائ ِقها العم ِلي ِة الممارس ِ ِ ِ البعض وس�بب ًا في النِّزا ِع �ة لدى ُمس�تق َب َح ًة في ُص َو ِرها َ َ َّ ُ َ َ المف َت َع ِل . ُ
ِ وله�ذا َّ ِ ِ ٍ الر ِ ش�رع ٍّي لهذه اعتبار أركان الدِّ ين هي إعا َد ُة الراب ِع م�ن ك�ن َّ راس� َة ُّ فإن د َ الركن الرابع ِ ِ ِ ِ ِ الج ِ نوح في المسلمين األص ِّح واألت َِّم وتَبيي ٌن ُمد ِّل ٌل على مواق ِع ُ وأهمية دراسته ال َّثوابت على الوجه َ معر َف ِة هذه ال َّثوابِ ِ ِ بابتعادهم عن ِ ت.
ٍ الحاضر والماضي لس ِ وم�ا ترتَّب عل�ى هذا الب ِ ِ ٍ �لوك خاطيء ف�ي تعلي�ل ع�د من ُ َ ُ أهل ِ المس�لمين ِض�دَّ ِ ِ ِ بع�ض ِ البع�ض وما ص�در ويص�دُ ر من بعضه�م العل� ِم ِضدَّ
ِ المذهب والن ِ والرؤى. مخالِ ِفيهم في َّهج ُّ
ِ ِ ِ ِ نقائض أخبر عنها mوبين واق ِع األُ َّم ِة في الساعة التي َ فعند المقارنة بين عالمات ّ والعبادات ِ ِ ِ العقائ ِ ِ واآلداب ن ِ الر ِ ِ َج�دُ ّ كن والق َي ِم والع�ادات �د أخبر عنه mفي ُّ أن ما َ ِ ِ ٍ باألس�باب جهل َب ِّي ٍن �ؤون األُ َّم ِة مع تفر َع عنه حقيق� ٌة واقع ٌة في كا َّف ِة ُش الرابِ� ِع وم�ا َّ َّ
ِ الت وعَدَ ِم الر ِ قه التَّح�و ِ دراس�ة فِ ِ ٍ والن ِ ِ َّتائ ِج ،وذلك لِ ُف ِ األربعة ، األركان بط بين قدان ُّ َّ ِ قول الع ِ ِ االنح ِ ِ معر َف ُة ُر ِ هماء ـ ِ لماء ـ فض ً ومواق ِع راف موز ال عن الدَّ غاب عن ُع ِ ُ لهذا َ ِ ِ وأهل ِ أهل ِ وفساد ُش ِ ِ ِ ِ وحير ُة ِ ؤون انجرافات تفسير العل ِم في الله االنحدار وأسبابِها َ
ِ ِ عوب�ة الر ِ ِ بع�ض ما ي�دور في الواق� ِع الم ِ ِ واألش�راط األمارات بط بين عاص ِر ،مع ُص َّ ُ ُ ِ ِ المطابِ َق ِة لما قاله .m والظواهر والوقائ ِع الكائنة ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الر ِ ِ َّ أركان الراب ِع من َص في المخت ِّ إن الق�را َءة الواع َي�ة لفقه الت ُّ كن َّ تحلي�ل ُّ َّحوالت ُ 58
(عالمات السا َع ِة) علم ِ ِ ِ الدِّ ِ البراهين ،ومب ِّي ٌن المسا َف َة واسع المدى و ُمد َّل ُل شرع ٌّي ين ُ ٌ ّ ِ ِ وثوابت ثوابت اإلسلا ِم الز َمنِ َّي� َة والمس�ا َف َة المعن َِو َّي َة الت�ي انحدرت فيها األُ َّم ُة عن َّ ِ ِ البدائ َل السي َئ َة التي وصلت إليها ُأم ُة ال ُق ِ ِ ِ رآن اإلحسان ،ومب ِّينَ ٌة أيض ًا وثوابت اإليمان َّ ِّ َّ انحدار في كا َّف ِة ُش ُؤ ِ ٍ ون حياتِها الدِّ ينِ َّي ِة والدُّ ِ ِم َثل ِ نيو َّي ِة . غيرها من األُ َم ِم من
ؤوس األقال ِم المبين َِة م ِهم ِ ِ ِ راس ِة هذا ِ ِ ِ ات َّفصيل ال ُبدَّ من وض ِع ُر األمر بالت ُ ِّ ُ ّ وألجل د َ ِد ِ الر ِ َّب عليه ومنها: الراب ِع وما يترت ُ كن َّ راسة ُّ َ
ف بذلك ِ ِ ِ ِ َ موق ُع جبريل، لحديث الواع َي ُة راس ُة عر َ َّ الراب ِع ل ُي َ وخاص ًة في ركنه َّ -1الدِّ َ ال َّثوابِ ِ ِ ِ وأهميتُها ،ثم ِ الر ِ الم َت َغ ِّي ِر. ت الرابِ ِع ُ كن َّ معر َف ُة نقائضها من ُّ ِّ
األحادي�ث الخاص ِ ِ ِ باألجيال المتحو َل ِ �ة -2دراس� ُة حديث �ة وعالقتُها بمفه�و ِم َّ ِ ُ َ ِّ ِ ِ َ رواية ُمسل ٍم . (ر َّبها) في جبريل،وقو ُله ( : mأن تَلدَ األَ َم ُة َر َّبتَها ) .أو َ
ِ ؤون الحضار ِة المادي ِة ال َّط ِ -3دراس ُة ُش ِ المجتمعات العرب َّي ِة واإلسالم َّي ِة اغ َي ِة على ِّ َّ َ ِ ِ ِ حدي�ث ِج َ ُ الحف�ا َة ال ُعرا َة وموق ِعه�ا من ص�وص بالخ بريل في قول�ه ( :mأن ترى ُ العا َل� َة ِرعاء َّ ِ ِ ِ ِ العالمات الحديث من تف�ر َع عن هذا َ الش�اة يتطاولون في ال ُبنيان) وما َّ
ِ ِ ِ واألمارات ِ األخذ بها وما َّوس� ِع في وغيرها من األحاديث التي تربِ ُط بين الدُّ نيا والت ُّ ٍ ٍ ٍ وهالك ُم َح َّق ٌق. ودمار انحرافات َّب على ذلك من يترت ُ
ِ ِ قه التَّحو ِ -4دراس ُة فِ ِ ِ ِ المنصوص واألحاديث العلم بها الواجب اآليات الت في ُّ ُ ٍ ِ غرى. ووس َطى ُ ُبرى ُ وص َ عليها في ُسنَّة النَّبِ ِّي mكعالمات ك َ الباب اإلم�ام ال َب َ ِ �ي في كتابه «اإلش�اعة» ،كما َف َّص َ�ل كثير ًا وق�د خ�دم هذا َ رزنج ُّ ُ من هذه األقس�ا ِم إجماالً العديدُ من ع ِ ِ ِ الحديث في ُكت ِ الص ِ والمس�انيد حاح لماء ُ ُب ِّ اعة ،باب ِ والسن َِن وبوبوا لها أبواب ًا خاص ًة منها :باب عالمات الس ِ الفت َِن والمالحم، ُ َّ َ َّ ّ ُّ 59
رؤوس األقالم المبينة مهمات الركن الرابع
ِ يحم ُل اسم ِ اد كتاب ًا خاص ًا ِ بن حم ٍ (الفت َِن) وغير ذلك ،كما أفرد ُ ّ َ بعض العلماء كنُ َعي ِم ِ َّ ُ المعروف «بمعاِلم ِ ِ وكتاب أبي ٍ الفت َِن» وغيرها . عمرو الدَّ اني ُ
ِ ِ والض ِ إال َّ الص ِ ويمك ُن متروك ، عيف وا َل والح َس ِن َّ حيح َ ُب جمعت بين َّ أن هذه ال ُكت َ ِ ِ بمجموعها لوض ِع ُأس ِ ِ ِ ِ ِ االستفا َد ُة من هذه ال ُكت ِ ب ُب َّحوالت بما ُيناس ُ س فقه عل ِم الت ُّ ُ
ِ ِ ٍ مراعاة مراتِ ِ األحاديث م�ن ُ والح َس� ُن �ب وتح�و ٍل م�ع مرحل�ة ك َُّل حيح َ الص ُ حيث َّ ُّ عيف . والض ُ َّ
60
ساعةِ أركان ِ ِ الع ِلم بِ علامات ال ّ ُ
(((
عالمات الس ِ ِ أركان ِ العل ِم بِ ُ اعة ثالث ٌة : ّ
ِ ِ ِ شر الكُبرى، ُبرى ،وهي لم ُ الواج ُ كن َّ الر ُ العالمات ال َع ُ ب بالعالمات الك َ األو ُل الع ُ ُّ
وسيأتي تفصي ُلها.
ِ ِ العالم�ات الحامل ُة ِص َف َة الوس�طى ،وهي ُ ل�م اللاَّ ِز ُم بالعالمات ُ الر ُ كن ال َّثاني الع ُ ُّ ِ �ط َّ ِ التَّوس ِ ِ الصغرى وم�ا يأتي بعدَ ها من �ي بين ما س�ب َقها ِمن بع�ض العالمات ُّ الز َمن ِّ ُّ ِ العالمات الكُبرى ،وسيأتي تفصي ُلها .
ِ ِ الركن ال َّثالِ ُ ِ العالم�ات جم ُ�ل المط َل ُ �ق بالعالم�ات ُّ ُّ ُ الصغ�رى ،وه�ي ُم َ ل�م ُ ث الع ُ ِ ِ الص ِ ميالده ونهاي ًة بالن ِ ور.. َّبي ُ mمبت َِدئ ًة بما قبل َّفخ في ُّ أخبر عنها الن ُّ المت َِّنو َعة التي َ ُ وقيا ِم الس ِ اعة ،وسيأتي تفصي ُلها .. ّ
((( لما صار العلم بعالمات الساعة أمرا الزما باعتبار موقعه من األركان فإننا نحتاج إلى خدمة ه�ذا الركن الرابع وإعادة تأصيل مواضيعه الكثيرة ليصبح علما مس�تقال من كل الوجوه ،له
أركان�ه وثوابت�ه وتفريعاته ،فكان بادئ ذي بدء النظر في العالمات ذاتها وتقس�يمها باعتباره مادة العلم الواسع بهذه األمور ،وقد رجعنا إلى ما كتبه العلماء في هذا الصدد فلم نجد شيئا
يب�رز مفهوم الركنية لدى أحد منهم ،فأخذنا على عاتقنا وضع هذا التعليل خدمة لإلسلام
والمسلمين بعد االستقراء التام للعالمات.
61
أركان العلم بعالمات الساعة العلم الواجب العلم الالزم
العلم المطلق
ساعةِ وعلاماتِها الفَ ُ رق بين ال ّ ِ حديث ِج َ بري�ل ش ال�ذي روا ُه س� ِّيدُ نا ُع َم ُ�ر قو ُل�ه ُ mمجيب ًا على ج�اء ف�ي الفرق بين الساعة ِ ِ ُ وعالماتها ج َ أعلم الس�اعة) قال :ما المس�ؤول عنها بِ َ بريل ش عندما س�أ َل ُه( :أخبِرني عن ّ ِ أن النَّبِي َ mف ِهم من س ِ الس ِ َ جبريل ما يتع َّل ُق باليو ِم ؤال ُ َ ائل .وفي هذا إشار ٌة إلى َّ َّ من َّ ِ الص ِ اآلخ ِ ور وما بعدَ ُه ،فكان جوا ُب ُه َّ �ر ،وهو الن ُ األمر ال يع َل ُم ُه إال الل ُه َّفخ في ُّ أن هذا َ ؤال وهو ما يتع َّل ُق بتحو ِ ِ المقصود من الس ِ ِ ،فسأله ِج ُ الت األمر مر ًة أخرى عن ُّ ُّ بريل َّ ِ م�ا َ اآلخر ُ َّبي mعن هذه حيث قال( :أخبرني عن أماراتِها؟) قب�ل اليو ِم َ فأجاب الن ُّ
الج ِ زئ َّي ِة بِ َعال َمت ِ َين: ُ •(أن ت َِلدَ األَ َم ُة َر َّبتَها أو َر َّبها) (((. إذا ولدت األمة ِ ِ ِ ربتها /ربها الحفا َة ال ُعرا َة العا َل َة رعا َء َّ الشاة يتطاولون في ال ُبنيان). •(أن ت ََرى ُ
العل ِم بما بين يدَ ي الس ِ َين وما دار في معناها تقرر مفهوم ِ َين العال َمت ِ وبهات ِ �اعة من َ ّ ُ َّ َ ٍ تح�و ٍ وأش�راط من جه�ة ٍ،فالعال َم ُة األولى هي م�ا َع َّب َر عنه mب�أن ت َِلدَ األ َم ُة الت ُّ ِ ِ وش�رح ٌ طويل العب�ارة كال ٌم «ر َّبه�ا» ،ولمعنى هذه ٌ الروا َي�ة األخ�رى َ ر َّبتَه�ا ،وف�ي ِّ ِ ِ ِ جم ُل ُه : َص بمفهو ِم فقه الت ُّ ُم َف َّص ٌل يخت ُّ َّحوالت ،و ُم َ
األَ َمة في فقه التحوالت
امرأة ،ولف َظ ُة (ربتَها) يط َل ُق على ك ُِّل ٍ لفظ يط َل ُق على ك ُِّل ٍ ِ َّ امرأة تمت َِل ُك َ َّ ُ أن لفظ َة األ َمة ٌ ُ ِ للمال أو ِرئاس ِ ِ ِ ِ س�ات أو ِ غير المؤس �ة االمتالك المنزل أو والقرار س�وا ًء في الس�يا َد َة َّ َ َ ِّ ِ الحديث ُي ِبر ُز َّأو َل ٍ إش�ار ٌة واضح ٌة إلى َّ يظه ُر أن مفه�و َم ذلك ،وفي هذا المعنى خطر َ َ
ِ ِ ٍ ِ ِ وانحراف�ات التَّربِ َي ِة والتَّعلي ِم والر ُج ِل ف�ي ُأ َّمة ُم َح َّمد mوهو ما يت َع َّل ُق بش�أن المرأة َّ ((( متفق عليه ،البخاري ( ، )4777ومسلم بلفظ «إذا ولدت األمة ربها» (.)102
62
ف أساليب ِ الز ِ ِ الجنس ِ العال َق ِة �ين في صيب كال مان حتى تخت َِل َ الحق َّ ُ واإلعال ِم الذي ُي ُ َ ِ ِ واألب وابنِ ِه ،ويحص َ�ل الصراع ِ الف ِ ِ واالجتماع ُّي... �ي بي�ن األُ ِّم وبنتِه�ا ِّ ُ ُ كر ُّي وال َّثقاف ُّ ِ ِ ِ ِ ِ المرتَبِ َط ِ ِ وعي ِ وو ِ إلخ بين ِ ين عي المرتبِط بال َّثقافة التَّقليد َّية َ االبن و البِنت ُ األب و األُ ِّم ُ ِ ِ ِ الحديث ِدال َل ٌة ِ واض َح ٌة على َّ الحديثة ،وفي َش ِ أن القصدَ الذي تناو َل ُه رح هذا قافات بال َّث ِ ِ االنح ِ ِ الله mفي َأح ِد معانيه عن َأولِ ِ سول ِ َر ُ المرأة ،وله بانحراف راف في ُاأل َّم ِة يات َّ َ
حيح قو ُله َّ :m الص ِ «إن ما ُي َؤ ِّكدُ ُه من كالمه mفيما تتش�ابه فيه األُ َم ُم ،فقد ورد في َّ إسرائيل من الن ِ َ ِّساء ،فاتَّقوا الدُّ نيا واتَّقوا النِّسا َء»(((. َّأو َل فِتن ٍَة كانت في بني
ِ َ ُ جبريل ،فقو ُله ( mاتَّقوا حديث َفس المفهو ِم الذي في وه�ذا �ع ن َ يجم ُ الحديث َ الش ِ الحفا َة ال ُعرا َة العال َة ِرعا َء َّ �اة يتطاولون الدنيا) يقاب ُله في المعنى قو ُله (وأن ترى ُ
تطابق جزئية العالمات مع حديث بني إسرائيل
ِ شرحه. في ال ُبنيان) كما سيأتي ُ
(واتَّقوا النِّس�ا َء) يقابِ ُله قو ُله mفي حديث جبريل (أن ت َِلدَ األ َم ُة ر َّبتَها) ويندَ ِر ُج ِ ِ الص ِ والمس�انيد والس�ن َِن َص في ِّ تح�ت هذا المعن�ى كا َّف ُة األحاديث التي تخت ُّ حاح ُّ ِ ِ بالعالمات. بالمرأة وعال َقتِها
ٍ الس ِ �ير بال الحف�ا ُة ُ الحف�اةَ) ُ قو ُل� ُه ( : mوأن ت�رى ُ جمع ح�اف ـ وهي كناي ٌة عن َّ ع�ال ـ وه�ي ِ نِ ٍ ظاه َ�ر ٌة معروف ٌة كان�ت لدى الع�رب لِ َف ِ قره�م ،و(ال ُع�راةُ) :الذين ال
ِ ِ ِ الز ِّي �ورةَ ،وهذه إح�دى ظواهر ِّ تكتَم ُ�ل ألبِ َس�تُهم على أجس�ادهم إال ما يس�ت ُُر ال َع َ قيرُ ،م َش�ت ٌَّق من (العيلة) في قوله تعالى :ﮋ ﭭ ال َبدَ ِو ِّي الر ُج ُل ال َف ُ العربي( ،العا َل ُة) َّ ِّ
ِ ِ (رعاء َّ ِ الر ِ عي الش�اة) إش�ار ًة إلى ظاه َرة َّ ﭮ ﭯ ﮊ [التوبة ]٢٨ :أي :حاج ًة وفقر ًا ِ َ ِ التي ُي ِ البداو ُة ف�ي صحاريهمَّ ، األع�راب الذين كانوا على هذه هؤالء وأن مار ُس�ها َ َ
ِ ِ الص ِ األمر من َّطو ِر الما ِّد ِّي، الحياة أس�باب فات تن َفتِ ُح لهم َّ والحضارة والت ُّ ُ ِّ فيتحو ُل ُ َ ((( صحيح مسلم ( ، )7124وانظر إتحاف التويجري (.)773 :1
63
معنى «وأن ترى الحفاة.. الحديث»
ِ حياة الت ِ �ة إل�ى ِ البائس ِ الحياة ِ ِ والمنافس�ة على الدُّ نيا والتَّطاو ِل ف�ي الب ِ نيان ،وفي َّرف ُ ُ َ ِ ِ ِ ٍ ٍ خرجاتِها ،وفي قولِه والحافي اع�ي بالحضارة الما ِّد َّي�ة و ُم َ َ َ الر َ مرحل�ة ُمفاج َئة تربِ ُط َّ األم�وال في ِ ِ ِ لح ٌ آخ ِر المطبِ ِق عل�ى ُملاَّ ِك �ظ ه�ا ٌّم إلى ( : mيتطاول�ون) َم َ الجه�ل ُ ِ فاة الع ِ هؤالء الح ِ الز ِ بحي�ث ِ ُ ُ راة وانش�غال يصرفون أموالهم في ما ال داعي له ، م�ان َّ ُ ُ ِ ِ ِ ِ الحلال والحرا ِم ُّ االس�تثمارات والش� َب ِه وصرفِها في األم�وال من ؤوس بجم� ِع ُر َ تكون حاج ُة األُم ِ ِ ِ للمال فيما هو َأ َه ُّم من ذلك َ ُ مثل �ة َّطاو ِل ،بينما والمنافس�ات والت ُ َّ ُ ِ ِ االقتصاد َّ ِ ِ ِ ِ الذاتي في ُّ صرف �عوب ،وإلى الش الم َؤ ِّدي إل�ى االكتفاء إقام�ة ِّ الش�رع ِّي ُ عائ�دات ال َّثر ِ ِ ِ ِ وات في واس�تغالل المش�ت ََر ِك ع�ن قضايا األُ َّم ِة، َ األم�وال في الدِّ فا ِع ُ ِ الزراعي ِة والص ِ ِ ِ بتحس�ين ناع َّي ِة الكفي َل ِة االجتماعي ،وتش�جي ِع بناء التَّكا ُف ِل ِّ األعمال ِّ َّ ِّ ِ المعيش ِة ل ُ ِ ِ َ الحياة. ب في مطلوب مما هو وواج ٌ ٌ أل َّمة ،إلى غير ذلك َّ
ِ ِ وق�وع األُ َّم ِة في ٍ األش�راط كثير من هذه األمارات وق�د تب َّي� َن م�ن حديثِه mفي ُ وقوع الظاهرة ِ ِ ِ ِ ((( ُ حقيقة في مرحلتنا السلب َّية ولألسف ،ويندَ ِر ُج الج ِّل واش�تغال ُ األوس ِع من المسلمين بهذه ال َّظاه َرة َّ َ المعاصرة َّبوي ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الصحاح �ة في الس�اعة ُجمل� ُة األحاديث الن ِ َّ تح�ت الجزئ َّي�ة ال َّثان َية من عالمات ّ ِ ِ ِ ِ والمسانيد ِ والس ِ تفر َع عن ذلك . نن وغيرها حول عال َقة األُ َّمة بالدُّ نيا والمال وما َّ ُّ
((( كما أن من معاني التطاول دفع األموال والمخصصات المادية إلذكاء الصراع الشيطاني بين الشعوب ( ظاهرة التحريش ) الطبقي واالعتقادي والطائفي وهلم جرا .
فترى كثيرا من هؤالء التجار وحملة رؤوس األموال ينفقون على الجماعات واألحزاب
والفئ�ات م�ا يمكنه�م م�ن زرع الفتن وتفريق الش�عوب وإس�الة الدم�اء وهم يظن�ون أنهم يخدمون الديانة؛ لجهلم بثوابت الدين من جهة وجهلهم بالفتن ومضالتها من جهة أخرى،
ولو علموا ذلك لما فعلوا ،وحاش�ا أن يفعل مسلم ما يضره في دينه وآخرته وهو يعلم ذلك يقينا ولكنها الفتنة والتحريش ،نسأل الله السالمة.
64
ساعةِ ساعةِ ِ ِ والع ِلم ُ بعلامات ال ّ الفرق بين ال ّ ِ ِ ِ ِ َّب الساعة ،وترت َ الساعة وبين العل ِم بعالمات ّ كثير من الباحثين بين مفهو ِم ّ َخ َل َط ٌ اإليمان باليو ِم ِ ِ ِ بط الس ِ ِ بعضهم اآلخ ِر، بمسألة والعالمات اعة وكتب ُ َ على هذا الفه ِم َر ُ ّ بعالمات الس ِ ِ ِ ِ ُ أركان �اعة رك ٌن من (اإليمان األمر قو َل ُه تحت هذا المفهو ِم: ف�ي هذا ّ ِ أشراط الس ِ ِ ِ ُ اعة.وكتب َ اإليمان آخ ُرون: القيامة وبي َن أسماء يوم وجمع بين اإليمان) َ ّ اإليمان باليو ِم ِ بأشراط الس ِ ِ ِ ِ اإليمان بال َغ ِ اعة ٌ يب. اآلخ ِر فهي من داخل ِضم َن ّ
�اعة ال عالق َة له بِركنِي ِة اليو ِم ِ بعالمات الس ِ ِ واألصل ّ ِ ُ اآلخ ِر وإنما عال َق ُت ُه لم ُ َّ ّ أن الع َ ِ باإليم�ان بالي�و ِم ِ ِ ِ اإليم�ان بال َغ ِ حيث ُ اآلخ ِر م�ن ُ لم أصل ي�ب فقط ،أم�ا حقيقتُه فع ٌ
ِ حديث حذيف َة بن الي ِ ٍ ِ «والله القائل: مان خاص ٍة به ،و ُيؤ ِّكدُ ذلك ُم َف َّص ٌل في ن َ ُ ُ ُصوص َّ ِ ِ ٍ ِ ((( �م الن ِ فذكر حذيف ُة في َّاس بِك ُِّل فتنَة هي كائنَ ٌة فيما بيني وبين ّ إِنِّ�ي ألَع َل ُ الس�اعة» َ ، ِ ِ الر ِ حديث ِج َ ُ الرابِ ِع من خاص ًا ُمس�ت َِقلاّ ً وهو ما ت ََض َّمنَ ُه الحدي�ث علم ًا ّ كن َّ بريل ف�ي ُّ الحديث ،وأما السا َع ُة كنِ ٍ ِ أركان الدِّ ِ َ هاية وذكر ين وهو قوله (أخبِرني عن أماراتِها؟) ّ َ �ط باليو ِم ِ ِ ِ الص ِ ِ اآلخ ِ باعتبار َّ لم يرتَبِ ُ ور هي �ر أن النَّفخ َة ف�ي ُّ للك�ون وما بع�دَ ه فهو ع ٌ ِ حياة ال َف ِ الموت نهاي ُة ِ ِ ِ ِ لإلنسان كما بالنسبة رد الحياة اإلنس�ان َّي ِة وس�اع َة عالم ُة نِها َي ِة ِ ِ ِ َّب عليه . أنَّها ُمبتد ُأ ما بعد الحياة المعروف باليو ِم اآلخ ِر و ما يترت ُ
ِ الك�ون غي�ر ِ ِ واآلي�ات تَ�دُ ُّل عل�ى َّ بعالم�ات العل� ِم الس�ا َع َة وه�ي نِها َي� ُة ُ ُ أن ّ الس�ا َع ِة وهي الو ِ ُ الس�ابِ َق ُة لها ق�ال تعالى :ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ قائ ُع َ واألحداث َّ ّ
ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ
((( صحيح مسلم (.)7444
65
مشكلة الخلط بين الساعة وبين العلم بعالماتها
ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﮊ
[األع�راف .]187 :وق�ال تعال�ى :ﮋ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ
ﰅ ﰆ ﮊ [النازعات .]43-42 :
ِ ِ اآليات تَدُ ُّل على َّ ف في الس�اع َة المقصو َد بها نهاي ُة ك ُُّل هذه الكون وأنَّها تخت َِل ُ أن ّ ِ بعالمات الس ِ ِ قهها عن ِ ِ فِ ِ ُ الكون، الس�ابِ َق ُة لِنِها َي ِة الوقائ ُع �اعة وهي العل ِم واألحداث ّ ّ ِ ُ األحاديث هذا المفهو َم تفصي ً كحديث ُحذيف َة ؤ الذي ال تا َّم�ا، وق�د َف َّصل�ت ِ ُ ((( الر ُ السا َعة» سول mبما هو كائ ٌن الى أن تقو َم ّ س�لم قال« :أخ َب َرني َّ رواه اإلما ُم ُم ٌ ِ الس�ا َع ِة إال َّب�ي ُ mخط َب� ًة م�ا ت�رك فيها ش�يئ ًا إلى قي�ا ِم ّ وحدي�ث «لق�د َخ َط َبن�ا الن ُّ َذك ََره»(((.
ِ ِ ِ ِ بهذا يع َلم َّ ِ الر ِ الرابِ ِع كن َّ الساعة ُرك ٌن َشرع ٌّي ُمستَق ٌّل ينطوي تحت ُّ لم بعالمات ّ أن الع َ ُ ُ األشراط في واألم�ارات والعالماتِ ِ جبريل ويختَص بما س�بق ِذكره من األش�راطِ ِ َ حديث مكحول م�ن حديث ُُ ُّ ِ ِ ت ِ والفت َِن وم ِضلاَّ ِ ِ ٍ والمالح ِم والبِ ُ مكحول :قال حديث ش�ارات .ويؤ ِّي�دُ هذا الفت َِن ُ سول ِ ُ الساع ُة فقال َر ُ المسؤول عنها بِأع َل َم الله « :mما أعرابي :يا رسول الله متى ّ ٌّ
نبات ،وظهور ِ ِ ِ الس ِ الغي َب ِة تقار ُب األس�واق ،و َم َط ٌر وال َ ُ �ائل » ولك َّن أش�را َطها ُ : من َّ ِ أصوات ال ُفس ِ ِ المساج ِد �اق في وتعظيم َر ِّب المال ،و ُع ُل ُّو هور أوالد ال َغ َّي ِة((( ، ،و ُظ ُ َّ ُ ِ المنك َِر على ِ وظه�ور ِ الز َ فرغ بِدينِ ِه ، فمن أدرك ذلك َّ م�ان فل َي َ أهل المع�روفَ ، أه�ل ُ ُ ِ وليكُن ِحلس ًا من أحالس بيتِه» (((. ((( صحيح مسلم (.)7447
((( صحيح البخاري (.)6604
((( أي :أوالد الزنا.
((( م�ن مراس�يل مكحول ،أصل معناه ف�ي الصحيح ،تحقيق ِ الفتَن لنعيم ب�ن حماد ( )1796
66
ِ ِ حو ِ لات مفهوم فقه الت َّ ُّ ُ
ِ ِ الت َفهم ما يجري من سن َِن التَّغي ِ قه التَّحو ِ يقصدُ ِبف ِ المراح ِل والحوادث في رات ُّ ُّ ُ َ ُ ُ ِ ِ ِ َقض أو َق ٍ َّحو ِل من ن ٍ ٍ صالح أو بض أو َّب على ذلك الت ُّ المتق ِّل َبة عبر األزمنَة ،وما يترت ُ ُ ٍ ٍ فساد أو بِ شارات.
ذكره َحول َّ ، َّحو ِلُ :مشت ٌَّق من (ت َّ والت ُّ يتحو ُل) أي( :تَغ َّير ،يت َغ َّير) ،ومعناه ـ كما سبق ُ ٍ حال إلى ٍ تحو ٌل َزمنِي من ٍ تحو ٌل فِ ِ قاس عليه حال ،أو ُّ كر ٌّي من ُرؤية إلى أخرى ،و ُي ُ ـ ُّ َ ٌّ �ق ِ َّحو ِل والتَّبدُّ ِل ،قال تعالى في هذا المفهو ِم :ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ك ُُّل م�ا يتع َّل ُ بأمر الت ُّ
مفهوم فقه التحوالت
اشتقاق اللفظة
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﮊ الرعد١١ :
أحاديث الس ِ ِ وس�رد ِ ِ ويعتم�دُ فِق�ه التَّحو ِ ِ �اعة وقائ ِع�ه على ُجم َل ِة الت في تأصيله ُّ ُ ّ ِ والفت َِن و ُم ِضلاّ تِها التي تك َّلم عنها .m
مادة فقه التحوالت
ِ ِ ِ ِ هم. وأما كَل َم ُة الفقه في ال ُّل َغة فهي ال َف ُ
ِ ِ المترت ِ ُ وف�ي االصطِ ِ الم َق َّر ِر ،قال الح ال َع�ا ِّم: ِّب على ن�و ِع العل ِم ُ إدراك المقصود ُ َ « :mمن ُي ِر ِد الل ُه به َخير ًا ُي َف ِّقه ُه في الدِّ ِ ين»(((.
الج ِ عامالت وفِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ق�ه ِ نايات أو الم فالفق� ُه هن�ا ال َ ينحص ُر على فق�ه العبادات وفق�ه ُ ص�ول ،وإنما يفه�م ِ ِ ِ ِ ِ المن�دَ ِر ِج تحت عل� ِم األُ الفق ُه في الم َ ُ َ ُ ذهبِ ِّي ُ غيره�ا م�ن الفق�ه َ الحدي�ث تدُ ُّل على كا َّف ِ ِ ق�ه التَّحو ِ تأصي�ل فِ ِ �ة ُعلو ِم الدِّ ِ بأن ك َِل َم� َة الدِّ ِ ِ الت َّ ين ين في ُّ ِ �ن المن َط ِوي ِ ِ أركان الدِّ ِ األربعة ،وفي ذلك ُ يقول س�بحانه ي�ن �ة تحت مفه�و ِم والتَّدَ ُّي ِ ُ َ لمجدي منصور.
((( متفق عليه ،البخاري ( )10ومسلم (.)2436
67
الفقه في اللغة واالصطالح
وتعالى :ﮋﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ [آل عمران.]١٩ :
الخمس ِ ِِ �ة لقول�ه تعالى :ﮋ ﭯ ﭰ ﭱ أوس ُ �ع من مفهو ِم أركانه َ َ فاإلسلا ُم هنا َ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ [آل عمران.]٨٥ :
فالمعن�ى الع�ا ُّم لإلسلا ِم كالمعنى الع�ا ِّم للدِّ ِ الرس�ا َل ُة ين ،وه�و ك ُُّل ماجاءت به ِّ اإلسالم في معناه ِ العام الم َح َّمد َّي ُة. ُ فيسمى اإلسال ُم ـ كما َع َّر َفه ُفس ُر اإلسال َم والدِّ ي َن في المفهو ِم ُ زئي َّ الج ِّ وأما عندما ن ِّ الخ ِ ِ العلماء ـ (االنقياد لألحكا ِم َّ ِ ِ ِ ّناو ُل مسة) ،وال زال الت ُ ُ الشرع َّية وااللتزا ُم باألركان َ َ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َثير من س�مى (فقه الت ُّ َّح�والت) في َّأول مرحلة األَخذ به ،وله�ذا فهناك الك ُ الم َّ لهذ ُ العلم إلى م ٍ عرفِي الذي يحتاج فيه هذا ِ ِ ٍ ؤصل منه تابعة ال ُق وتأصيل لما لم ُي َّ ُ ُ ُ الم ِ ِّ ص�ور َ ِ ٍ ِ ِ لمي بين ال َّظ ِ وخاص ًة َّ تجاوزوا واألحاديث، واه ِر المؤ ِّلفي َن قد َ َّ أن كثير ًا من ُ ورب�ط ع ٍّ َ بط بينها وبين ِ اعة والر ِ عالمات الس ِ ِ ِ ِ األحوال حتى وقائ ِع تفسير المش�روع في الحدَّ َ َ َّ ّ َّحليل والت ِ ِ َّعليل. ُحمدُ ُعقبا ُه في الت أ َّدى ذلك إلى ماال ت َ
شرعي مو َّث ٌق في ِ ِ اعة ِعلم ِ بعالمات الس ِ ِ َّ ِ وسن َِّة نَبِ ِّي ِه ُم َح َّم ٍد لم كتاب الله تعالى ُ ٌّ ُ ٌ َّ إن الع َ العلم بعالمات �س المعا َلجةِ ِ ِ ِ ِ الساعة علم mوفي�ه من التَّبيين�ات والتَّفصيالت والتأصيالت ما ُيفص ُح عن ُأ ُس ِ ُ َ شرعي موثق ِ ِ ِ ِ وخاص ًة واإلقليم ِّي والعا َل ِم ِّي، الم َح ِّل ِّي حيحة الص َّ َّ لمش�اكل الحياة على ا ُلمس�تَوى َ الكتاب والسنة ٍ ِ ِ ِ وح ِ سن َأ َد ٍ دراسة هذا الفقه بِ َر ِو َّية ٍّ َّص النَّ َب ِو ِّي ب مع الن ِّ وتأن ُ عندما يعو ُد ال ُعلما ُء الى َ
بالله سبحانه وتعالى لخدم ِة هذا ِ العالقة ِ ِ وسلامة تَوج ِه النِّي ِ ِ ُ فيكون به العل ِم ات في َّ َ ُّ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ �م ش�رع َّي ٍة الباطل �ق من الح ِّ ُ إيض�اح َ ُ وجمع كَل َمة ال ُعلماء من هذه األُ َّمة على َقواس َ ُس�هم في ر ِ ِ ٍ واألجيال بعا َل ِمي ِة ((( منه ِج النُّبو ِة الس ِ ِ ِ بط ُّ �عوب الش ديد ـ ولو ِمن َّ َ َ َ واع َية ت ِ ُ ُ َّ َّ ((( العالمي�ة ف�ي منهج النبوة يقابل في معالجته واس�تيعابه الواس�ع مراح�ل العلمانية والعلمنة
68
ِ الش�عوب في ِ الز ِ ِ حيث َّ ج�وه((( ـ ُ َّبي mقد أعذر ُّ الو وخاطب مان آخ ِر َّ بع�ض ُ َ َ إن الن َّ ثل قولِه « :mإِ َّنكُم في َزم ٍ ِ اإلعذار ِمن ِم ِ َ ان َم ْن ت ََر َك ِمنْك ُْم ُع ْش َ�ر األو َل بهذا الجي�ل َّ َ ْ ما ُأ ِم َر بِ ِه َه َل َكُ ،ث َّم َي ْأتِي َز َم ٌ ان َم ْن َع ِم َل ِمنْك ُْم بِ ُع ْش ِر َما ُأ ِم َر بِ ِه َف َقدْ ن ََجا»(((.
ق�ه التَّحو ِ َّج�اة هو العم ُ�ل ،وهذا موضوع ه�ام في فِ ِ واألس�اس ف�ي الن ِ الت وهو ُّ ُ ٌ َ ٌّ ََ األعم�ال الصالِح ِ ِ �ة في ِ باألعم�ال) ُ آخر س�تعاض عن حيث ُي موض�وع (المب�ا َد َر ِة ُ ِ َّ َ ُ ِ الز ِ م�ان َ ِ حاج َج ِة وا َل ِ والصرا ِع َّ َّب عليها م�ن عوام ِل النِّزا ِع ِّ بغي وما ت ََرت َ والم َ بالج�دَ ل ُ ِ واالختالف الم ِ ِ ِ ِ ُ فنذكر كثير ٌة الباب واالقتتال ،وفي هذا الحرب فضي إلى ُ أحاديث َ ُ منها قو َل ُه : m
باألعم�ال فتن ًا ِ ِ ِ ِ كق َط� ِع ال َّل ِ الر ُ جل مؤمن ًا و ُيمس�ي «ب�اد ُروا -1 المظل� ِمُ ،يصبِ ُح َّ يل ُ
يبيع أحدُ هم دينَه بِ َع َر ٍ ض من الدُّ نيا ٍ قليل»(((. كافر ًا ،و ُيمسي مؤمن ًا و ُيصبِ ُح كافر ًا ُ ،
نس�ي ًا ،أو ِغن�ى م ِ باألعمال س�بع ًا ،ه�ل تنتَظِرون إال َفقر ًا م ِ ِ ِ طغي َا ،أو «ب�ادروا -2 ً ُ ُ جهزا ،أو الدَّ ج َال َف َش�ر ِ َم َرض� ًا ُم ْف ِس�د ًا ،أو َه َرم� ًا ُمفنِّد ًا ،أو موت ًا ُم ِ غائ ٍ ب ُين َت َظ ُر ،أو َّ ُّ
والعولم�ة باعتبار أن ه�ذه التعريفات مراحل جزئية وضعتها الظروف السياس�ية المتحولة، أم�ا عالمي�ة منهج النبوة ( العالمية) فهي كالم الله تعالى وس�نة نبي�ه mالمحصن بالوحي والعصمة .
((( والمقص�ود بقولن�ا :ول�و من بعض الوجوه ،أي :م�ن جهة تأصيل منهجي�ة الدعوة إلى الله الجامعة ألمة اإلسلام على قواسمها المشتركة ،ولو اختلفت فهومها واستنباطاتها الفقهية باختلاف اجتهاداته�ا ،فإن للدعوة إلى الله في هذه القاعدة المتنوعة المتباينة وجوه جامعة ووشائج متداخلة ،يمكن بها رأب الصدع وإصالح الطبع ،والتزام أدب الشرع.
((( الترمذي ( ، )2267إسناده صحيح ،السلسلة الصحيحة لأللباني (.)2510 ((( صحيح مسلم (.)328
69
األساس في النجاة هو العمل
«بادروا باألعمال» وما يترتب على مفهوم المبادرة
والسا َع ُة أدهى و َأ َم ُّر»(((. السا َع َة ّ ّ
قه التَّحو ِ واق ِع فِ ِ باس�تفاض ٍة ولكنَّا ِمن ِ ِ الحديث معانِ َي ُه اح الت نزيدُ َ ُّ تناو َل ُش َّ�ر ُ وقد َ
الموضوع جال ًء وبيان ًا: َ
ِ األحاديث ال ِ للمستق َب ِل ُ َ األَ َّو ُلَّ : حيث إن ِم َثل هذه تحم ُل ُ تشاؤم ًا وال صور ًة قاتم ًة ُ �رعي ِة التي ِ هل بالمعاني َّ ِ ِ الج ِ البعض َ يكش� ُفها ي ُظ ُّن ُ الش َّ مثل هذه األوها َم النَّاتج َة عن َ والهلاك ،فاإلفصاح البي�ن عن ِ mل ُ ِ هذ ِه األُ ُم ِ َ �ور ُ تتو َّق�ى َ يدخ ُل الخ َط َر ُ َ ِّ ُ أل َّم�ة ك�ي َ
الج) والنَّبي mم ِ (الوقاي ُة خير م�ن ِ ِ ٌ الع ِ ومأذون له من عند مأم�ور نذ ٌر تح�ت مب�دأ ِ َ ٌ ُ ُّ ٌ ُ تشاؤم ًا. فكيف ر ِّب ِه، َ يكون بيا ُن ُه ُ
ِ ِ ِ َّ�اس فيها ِ بأمر ِه ال َّثاني :أنَّ� ُه mيأ ُم ُ�ر العب�ا َد في المرح َل�ة التي يقو ُده�ا ويأتَم ُر الن ُ ِ ِ ِِ ِ ُ والعمل والمب�ا َد َر َة إلي�ه ، ورس�ا َلته أن يك�ون َه ُّمه�م في حياته�م ال َع َم َ�ل َّ الصال َح ُ العبادات َّ ِ ِ �رعي ِة بل يش�م ُل مفهوم العم ِل في ُش ِ ؤون الصالِ ُح ال يقت َِص ُر فقط على الش َّ َّ َ ََ َ َ ِ ِ ِ ِ ُ الحديث ذا ُت ُه الى ش�ير الدِّ يانَة وفي ُش�ؤون الحياة الدُّ نيو َّية التي ال بد منها ،حيث ُي ُ اإلش�ارات الت�ي أخبر عن و ِ ِ ِ قوعها ،فكأن�ه mـ كما في خالل ه�ذا المفه�و ِم من ُ َ ِ ((( ِ لألعمال وعَدَ ِم المبا َد َر ِة اإلشارة النبوية الحديثين السابقين ـ يقول :فهل تنتَظ ُرون ـ عندَ انقطا ِع ُ
إلى ما يحل باألمة عند انقطاع ((( س�نن الترمذي ( ، )2306قال الذهبي في ميزان االعتدال ( :)443 :3فيه محرز بن هارون األعمال ذكر من جرحه ،وروي بإس�ناد أصلح من هذا .وحس�نه ابن باز في مجموع الفتاوى (:16
.)336
((( وهم�ا ف�ي الصفحة الماضي�ة قوله « : mب�ادروا باألعمال فتنا كقطع اللي�ل المظلم يصبح
الرجل مؤمنا ويمس�ي كافرا ويمس�ي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دين�ه بعرض من الدنيا قليل» وقوله « : mبادروا باألعمال سبعا ،هل تنتظرون إال فقرا منسيا ،أو غنى مطغيا ،أو مرضا مفس�دا ،أو هرما مفندا ،أو موتا مجهزا ،أو الدجال فش�ر غائب ينتظر ،أو الساعة والساعة
أدهى وأمر».
70
ِ النَّ َظ ِ المترت ِ خطير ًة ِّ�ب على المبا َد َر ِة والمس�ار َعة ِـ إال أم�ور ًا َ �ر الواعي ال�ى ا ُلمراد ُ ِ ِ ِ ِ ِ ُ سياسة شير ِضمن ًا إلى وش�ؤون ًا تُدَ َّب ُر في الخفاء ضدَّ كم في كا َّفة ُش�ؤونكم ـ وكأنَّه ُي ُ ِ وأتباع ِه و ُعم ِ ِ الش ِ الش ِ احتناك ُّ َّ عوب بالتَّجويع والتَّروي ِع الئ ِه الذين يعملون على يطان َ
ِ ِ فيجر ُعونكم والتَّطبي� ِع والتَّطوي ِع ـ حتى يمتَلكون رقا َبكم وحاض َركم و ُمس�تَق َبلكم ِّ ِ ُغ َّص َة ال َف ِ المطغي ..إلخ). المنسي ـ كما َس َّماه mـ والغنَى ُ قر ُ
ِ ِ ُ وهذا ما ُ االقتصاد ِّي ياس�ات الدَّ َج ِل ويعيش� ُه العالم ُك ُّل ُه من ِس تعيش�ه األُ َّم ُة اليو َم ِ ِ ِ ِ ِ �ي وإلى ِ �وي والدَّ َج ِ غير �ل الر َب ِّ �ي والدِّ ين ِّ والسياس ِّ �ي وال َّثقاف ِّي ِّ اإلعالم�ي والتَّعليم ِّ ِّ ِّ ِ فالم َتنَ ِّفذون ِمن َح َم َل ِة ال َق ِ االقتصادي ف�ي العالم ُي ِعدُّ ون ال ُعدَّ َة �ي ِّ السياس ِّ رار ِّ ذل�كُ ، المهالك بِك َِل ٍ ِ َّبي ُ mي ِّ حذ ُر ُّ جيز ٍة عوب من هذه مات َو َ الش َ الم َبر َم ِج والن ُّ لهذا ال َف َش ِل ُ ِ ٍ ِ عميقة المعنى. قصير ِة المبنى بارات وع َ
معنى «الفقر المنسي»
ولعل من معاني ال َف ِ ِ وجماهير ال َع َر ِ َّ المنس�ي ما ُ واألعراب ب المسلمون ُ يعيش ُه ُ قر ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الر َب ِو ِّي ف�ي تفعي�ل ِّ المتهالكَة باالقتص�اد ِّ المجتمع�ات ُ الصرا ِع االقتص�اد ِّي داخ َل ُ ِ ِ الش ِ واالقتصاد الس ِ ِ ياس ِّي ُّ االقتصاد َّي ِة َّوليفات يوع ِّي وما شابه ذلك من الت أسمالي الر ِّ ِّ َّ اآلداب ِ ش�عوب األُم ِة ِ نس�ي ِة لِ ِ ِ ِ ِ العيش وفي قم ِة والق َي ِم والدِّ يان َِة من قواعدَ الم َ أج�ل ُل َ ِ َّ ُ
ب ،وذاك ي َقع ف�ي ِ تحصيله�ا ،فهذا يض َطر للحي َل ِة والرش�و ِة والك ِ ِ َ�ذ ِ ِ الخيان َِة س�بيل َ ُ ِّ َ ُّ ِ ِ لألمان ِ ِ ِ �ع عن ِ والس ِ َ�ة والن ِ نظر َّي ِة الصائ َم ُيداف ُ �ي َّ الم َص ِّل َ المس�ل َم ُ �لب .بل وتَجدُ ُ َّهب َّ ِ ِ ِ ِ ِ نتيج َة أوالرأسمالي وكأنَّها من ِم َّل ِة االش�تراكي االقتصاد صاحب الدِّ يانَة اإلسالم َّية َ ِّ ِّ ِ الم ِ ال َف ِ الحديث. شار إليه في قر ا ُلمنسي ُ ،
ِ َه�ب ث�ر ِ ِ ِ ِ وات ُّ التوس� ِع وإقامة �عوب الش المطغ�ي القائ� ِم على ن ِ َ وكذل�ك الغن�ى ُ ُّ لالس�تثمارات ِ ِ الطائ َل ِ ِ ِ ِ ِ ِ ذات ال َّطابِ� ِع �ة األم�وال وانص�راف �روب الح �ي بِ ُ السياس ِّ ِّ 71
معنى «الغنى المطغي»
للقي ِم َّ ِ ِ ِ ِ والراعي للن ِ االستهالكي والت ِ َّسي ِ َّواز ِع المدَ ِّم ِر َ الشرع َّية َّ قافي ُ يس اإلعالم ِّي وال َّث ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ غير الم ِ َّ المجتمعات سل َم ِة أو في المجتمعات ِ ُ والش�هوات ال َّطبع َّية ،سوا ًء في عا َل ِم ُ اإلسلامي ِة ذاتِها وخاص ًة عند النَّ َظ ِر في ُط ِ ِ ِ ِ واألعمال فيما ُي ِنف ُقونه المال رجال غيان َّ َّ
ِ الحي�اة المتر َف ِة كالمش�اري ِع الس ِ ِ �هوات وال َّل ِ ِ ِ عل�ى َّ ومواق ِع �ياح َّي ِة وأس�باب ذائ ِذ الش ِّ ُ َ ال َّل ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ نح َّل ِة والمش�اري ِع الم َ ه�و والغناء ،والنَّ َظر ِأيض ًا في مدفوعات األنظ َمة لل َّثقافات ُ لألموال دون ِ ِ ِ اعتبار ٍّي َم ِ االقتصاد َّي ِة الن َِّاز َف ِة صير ٍّي . عائ ٍد تركنا للصناعات اإلنتاجية والثروات وهجرنا لمبدأ االكتفاء الذاتي جعلنا (سوقا استهالكيا) وهذا ما أدى إلى الغنى المطغي
ِ واالعتِ َ بالزرا َع ِة ش�أن األُ َّم ِة أم�ام المصي�ري م�ا ير َف ُع ب�اري أعدائه�ا كاالهتِم�ا ِم ِّ ُّ ُّ َّحويلي ِة وإقام ِة مبدأِ االكتِ َف ِ ومنتَجاتها ِ ِ الش ِ اء َّ عوب بدي ً الذاتِ ِّي في ُّ ال عن وصناعاتها الت َّ َ ُ ِ ِ ِ االعتماد على ال َغ ِير الذي ت ِ االستيراد ياس ِة ُمار ُس� ُه األُ َّم ُة اليوم بما هو ٌ معروف في س َ
ٍ ِ ِ ش�يء حتى صار العا َلم ال َعربِي واإلسلامي م َجر َد س ٍ للبضائ ِع استهالك َّي ٍة �وق لِك ُِّل ُّ ُ َّ ُ ُ َ ُّ الم�وارد الدَّ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ٍ اخ ِل َّي ِة ضعف في الخارج َّي ِة م�ع ناع�ات والص وتربية للزرا َع ِة وإهم�ال ِّ ِّ ِ الحي ِ الم ِ ُ المطغي». وان ،وك ُُّل هذا ََ شار إليه بـ«الغنى ُ يدخل في هذا المعنى ُ وي�زداد َخ َطر ِ الغنى المطغي عندما ي ِجدُ الم ِ ِ المصير َّي َة ـ ك َق ِض َّي ِة س�ل ُم َأ َّن القضاي�ا َ ُ ُ ُ ُ ِ ِ ِ االحتالل وإعطاء المطغ�ي” فِ َلس�طي َن ـ قد تظا َف َر عل�ى إضا َعتِها ُ أصحاب “الغنى ُ هيمي ِ ِ ِ ِ ِ الش ِ �ة على َّ األعز ِل في فِ َلس�طي َن ، �عب الح ِّ َ �ق في حربِ�ه ال َب َّ �ع َ �ي موق َ ُّ الصهيون ِّ
واز ٍع وال ِ غي�ر ِ �هدَ العا َل ُم َع َلن ًا وفي ِ حتى َش ِ راد ٍع َب َ هيوني بال ُع َّز ِل من الص طش ال َعدُ ِّو ُّ ِّ ج�ال والن ِ واألطفال في « َغ َّزةَ» خلال مرح ِلتَنا الم ِ ِ الر ِ عاص َ�ر ِة وما قب َلها وما قد ِّس�اء َ َ ُ ِّ س�يأتي بعدها من ُخ َط ِ لب والن ِ والس ِ ط ال َب ِ تستطيع أما َم ُه َّهب واالعتِدَ ِاء الذي ال ُ طش َّ ِ ِ ِ ِ المحت َِّل ُد َو ُل العا َل ِم ال َع َربِ ِّي واإلسلام ِّي أن َتتَّخ َذ قرار ًا ُمش�ت ََرك ًا ضدَّ ُطغيان ال َعدُ ِّو ُ ول العا َل ِم اإلنس�انِي بِص ِ ب�ل وحتى َب ِق َّي ِة ُد ِ رف النَّ َظ ِر عن كونِها ُمؤ ِّي�دَ ًة أو َغ َير ُم َؤ ِّيدَ ٍة ِّ َ ِ ِ الحال. لوقائ ِع 72
ِ ِ ِ َّبي mفي ِم ِ َّ كبي�ر ًة َ طير ًة تُبدي إن وخ َ ثل ه�ذا الحديث تحم ُل مضامي َن َ عب�ار َة الن ِّ َ ِ الر َ س�ول mحول ُمس�تق َب ِل األُ َّم ِة إذ هو لم َي ِقف عند حقيق َة االهتما ِم الذي َش� َغ َل َّ ِ ال َف ِ َّب عليه ويرتَبِ ُ �ط به فقال( :أو المطغي بل أش�ار إلى م�ا يترت ُ المنس�ي والغنى ُ ق�ر ُ
معنى (المرض المفسد)
فس�دً ا )..والمر ُض الم ِ مرض ًا م ِ والش ُع ِ فس�دُ :الذي ُي ْف ِس�دُ حيا َة األُ َم ِم ُّ ف وب وال َي ِق ُ ُ ََ ُ ََ ِ ِ ِ ِ ِ الكيماو َّي ِة يشم ُل أمراض ًا ناتِ َج ًة عن ُسمو ِم الموا ِّد عند اآلفات واألوبِ َئة الح ِّس َّية ،بل َ
ِ الوراثِي ِة ِ ِ ِ ِ ِ ِ خلف دور َ الصنا َع�ة و َع َبث ال ُعلم�اء بالجين�ات ِ َّ و ُمخ َّلف�ات َّ وغيرها م َّم�ا َي ُ �ة الر ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وح َّي ِة الكوالي�س ،إضاف� ًة إل�ى األم�راض المعنو َّية النات َج�ة عن انع�دا ِم التَّربِ َي ُّ ِ أم�راض اجتماعي� ٌة خطير ٌة يت َفج�ر بها ِ الش ِ َّزكي ِ ِ �ة َّ اإلسلام ُّي الواق ُع �رع َّي ِة وهي ٌ َّ والت َ َّ ُ النعدا ِم ِ واإلنسانِي ِ الع ِ الج لها ،مع حصول فساد لدى بعض المرضى في عالقتهم ُّ بالل�ه والدي�ن والمجتم�ع ،لقل�ة ثب�ات اإليم�ان وحص�ول فس�اد آخ�ر باإلحباط واالكتئاب وغير ذلك.
أه�ل ِ ِ (أو َه َر ًم�ا ُم َفنِّ�دً ا) اله�رم هو الكب�ر والعجز ،قال ُ األصل: اللغة :ال َفنَ�دُ في الك ِ َ ُ الرجل الرجل ،إذا كبر حتى يتك ّلم بما ال ُيحتاج إليه ،وفنَّدت َ�ذ َب ،يق�ال :أفندَ تفنيد ًا ،إذا خ ّطأته ورددت عليه قوله(((.
الخر ِ ف ،والمعنى الثاني :الر ُّد على ِ ُ كبير فالمعنى األول :الهر ُم الذي يؤ ِّدي إلى َ َ ِ المجتمعات اليوم وزجره ،وإذا أخذنا ه�ذا المعنى و َط َّب ْقنَاه عل�ى الس� ِّن وتخطئتُ�ه ُ عزل ِ ِ فقد ت ََّم ُ المالجئ واألسري وتحوي ُلهم إلى االجتماعي كبار الس� ِّن عن الواق ِع ِّ ِّ
ِ ِ ِ واألمهات في بعض ِ ُ أس�ر يش�مل اآلبا َء الخاص�ة ،وربما يكون ِم ُثل هذا والبي�وت ِ ِ الحضارية ِ ِ المباشرة بمثل هذه الظاهرة، العالقة ذات المس�لمين المتأثري َن بالحياة
((( جمهرة اللغة (.)361 :1
73
معنى (الهرم المفند)
ِ ِ ِ معظ�م األبنا َء في تل�ك الدول أنه من األس�ل ِم الغربي�ة يرى البل�دان صعي�د فعل�ى ُ ِ ِ لآلباء تس�ليمهم إل�ى مصح ِ ِ بكبار الس� ِّن وال َع َج َز ِة. العناي�ة ات اجتماعي� ًا وصحي� ًا ّ ُ ٍ ٍ ِ طويلة ،ألن االهتما َم بهم لس�اعات اليومي بالعمل ويع ّل ُل األبنا ُء ذلك بانش�غالهم ِّ
َ ُ العمل. يعوق
ِ أكبر المعروف أن ومن األواصر األس�ري َة في عال ِم المس�لمين متماسك ٌة إلى حدٍّ َ َ ٍ ِ ٍ للعمل بش�كل واس� ٍع اتجهت فيه المرأ ُة الغربي الذي بكثير من مثيالتِها في العال ِم ْ ِّ
ٍ ٍ ِ ِ ِ بعض األمر موجود أيض ًا عند وترك أبنائها في الحضانة أو عند مربية خاصة .وهذا ُ ِ ِ ٍ ٍ ِ بنس�بة َّ الصناعية المجتمع�ات بكثير عن�ه في أقل األس�ر ف�ي العالم العرب�ي ولكن ِ المتقدمة.
ِ ِ ِ تنعكس على الصغ�ر الوقت الكافي في ه�م إعط�اء نتائ�ج عد ِم إن َ ُ َ الوالدين أبنا َء ُ ِ ِ ِ ِ اإلش�ارة هن�ا إل�ى ّ أن األ َّم تبقى أ ًَما الكبر ،مع األبن�اء بوالديهم ف�ي عالق�ة ه�ؤالء ِ ِ َ ّ الظروف الفرق يكم ُن في األموم�ة ال تنطبق على أ ٍّم دون غيرها ،لك�ن وأن ظاه�ر َة ِ ِ ِ ِ ِ األس�رية ،وحت�ى في داخل العالقات األموم�ة على بواجبات المصاحب�ة للقي�ا ِم ِ ِ ِ ِ ِ أعضاء عالق�ة وحرارة طبيع�ة الواح�د فإنن�ا نجدُ ثم� َة فرق ًا واضح� ًا في المجتم� ِع ِ ِ ِ ِ الريف. القاطنة في المدينة عن تلك األسرة التي تسك ُن في
ِ ِ ِ ِ االجتماعي) ،وهي الضمان (دولة الغربية مفهو ُم الدول ظهر اليو َم في ِّ ولذا فقد َ يعيش�ون عل�ى م َخص ِ ِ ٍ ٍ َ صات العجزة الذين كبيرة م�ن نس�بة ذات أن تصب�ح الدول� ُة َ ُ َّ َ ِ ٍ اج ٍع وكمث�ال فقد االجتماع�ي ، الضم�ان ْ أعلنت حكوم� ُة ألمانيا أنها تعان�ي من ت ََر ُ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ العاملة ويؤدي والقوة االقتصاد يؤثر س�لب ًا على المواليد معدالت حا ٍّد في بش�كل ُ ِ ِ “ش�يخوخة” المجتمعِّ ، بـ(مؤسسة تراجع ما َس َّم ْو ُه أهم أس�بابه أيضا إلى ُ وأن أحدَ ِّ 74
ِ بأي ٍ َ ِ األمان حال وتوصلت إلى أن ال�زواج)(((، ْ (دعائم دولتنا االجتماعي َة لن ت َْمن ََح ِّ َ
الذي ت َُو ِّف ُر ُه األسر ُة التقليدي ُة).((( ،
الجماعي بالعم ِلي ِ ِ جهز ًا) وهو نمو َذج من ِ ِ (أو موت� ًا ُم ِ نماذ ِج ال َق ِ االنتحار َّي ِة ات ت�ل ِّ َ َ َّ ٌ َ ِ وعالج ِ ِ ُ وخاص ًة آثار ِه ب تفاديه والمزار ِع و َمن فيها للمدُ ِن َّ ُ بحيث يص ُع ُ والحرق العا ِّم ُ ِ ِ ِ سفور َّي ُة ـ وأعت َِقدُ َّ والحار َق ُة وال ُف المد ِّم َر ُة أن هذا النَّمو َذ َج ما ُيستخدَ ُم فيها األسل َح ُة ُ
ِ تعر ُض للم ِ المرئ َّي ُة ِ ِ ش�اهدين فاألجه َز ُة ش�ار إليه لم َي ُعد َخافي ًا ُوقو ُع ُه على َأ َح ٍد ـ ُ الم َ ُ ِ ِ الم ِ ِ األرض.. أرجاء جه ِز ما ال مزيدَ عليه ك َُّل يو ٍم في الموت ُ من هذا َ
معنى (الموت المجهز)
ِ (أو الدَّ ج َال َف َش�ر ِ غائ ٍ الحديث تُعيدُ نا َم َّر ًة أخرى إلى العبار ُة م�ن ب ُين َت َظ ُر) وهذه َّ َ ُّ الدجال شر غائب ِ ينتظر ٌ مخلوق ُمن َت َظ ٌر ولكنه َش ُّر الحديث( :فهل تنتَظِرون) إذ ًا فالدَّ َّج ُال قولِه mفي َأ َّو ِل الت ِ والمح ِن والتَّح�و ِ الفت َِن ِ م�ن ين َت َظ�ر لما يجري بين يديه م�ن ِ ِ تدمير القائ َم ِة على ُّ َ َ ُ ُ
ِ ِ وخاص ًة َّ االنحرافات إنَّما أن كا َّف َة باألعمال” في كا َّف ِة ُص َو ِرها اإليجابِ َّي ِة “المبا َد َر ِة َّ رغمها على االت ِ ِ سيخ الدَّ َّج ِ تنتظره ُّ للم ِ اإلجباري نحو ِّجاه ال الذي ِّ الش ُ عوب ل ُي َ ُ ت َُم ِّهدُ َ «ج ِ ب»َ ، السال َم َة. حر َّ الض ِّ ُ نسأ ُل الل َه َّ ِ ِ ِ دورة بكامله وانتها ُء اإلنساني الكون والساع ُة أدهى و َأ َم ُّر) وهي نهاي ُة ِّ (الساع ُة ّ أو ّ
((( وهي تس�مية حديث�ة ُأطلقت على مظاهر الزواج التقليدي بعد أن ش�عروا بأهميته ،ويقابلها ما تم تقنينه لديهم مؤخرا كزواج المثليين (الرجال بالرجال والنساء بالنساء) ،وسائر أنواع
العالقات المشبوهة التي أقيمت لها مؤسسات الخنا والفجور بحماية الحكومات. يائس�ة لتش�جي ِع ِ ٍ ٍ ِ ِ اإلنجاب من الش�عب عل�ى أبناء بمحاوالت ((( واآلن تق�و ُم هذه الحكومات ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ العمل الوالدين تس�هيالت في ومنح واألطفال المعونات المخصصة لألس�رة زيادة خالل ِ والضريبة ،وينادي البعض باالس�تعانة بالعمال األجانب بالهجرة والتجنيس لس�د الفجوة التي تتركها معدالت تراجع المواليد؛ ولكن الخوف من فقدان فرص العمل يجبر الكثيرين
على رفض هذه الفكرة.
75
ِ ِ َ َ مجال تدور في المعنى ال الحياة. الح َرك َِة المألو َف ِة في َ وهناك ُجم َل ٌة من األحاديث ُ الحديث كنَمو َذ ٍج الجتما ِع َأهم م ِهم ِ ِ لِ ِذ ِ ات المعاني كره�ا ،وإنَّما اقت ََصرنا على هذا َ ِّ ُ َّ الم َت َف ِّر َق ِة فيه ،والل ُه أع َل ُم . ُ
76
ِ ِ والسنَّةِ حو ِ ِ لات من الكتاب ُّ تأصيل فقه الت َّ ُّ قال تعال�ى :ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﮊ. وق�ال تعال�ى :ﮋ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ
ﰇ ﰈ ﮊ [محمد.]١٨ :
وقال تعالى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ [الزخرف. ((( ]٦١ :
((( ه�ذه اآلي�ة الكريم�ة حجة بينة على أهمية علم الس�اعة ،وضرب األمثلة لمعرفتها ومناقش�ة ش�ؤون مس�تقبلها ،ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ ق�ال في التفس�ير :أي :إن عيس�ى عالمة على قرب الساعة ،سواء من حيث نزوله من السماء وكشف كذب اليهود والنصارى
القائلي�ن بقتل�ه وصلب�ه ،أو م�ن حيث إقامته الش�ريعة اإلسلامية عل�ى دين ورس�الة النبي محم�د ، mوكال األمري�ن ال يدركهم�ا الكف�ار والمش�ركون إال كم�ا يس�معون ذلك من
اليه�ود والنص�ارى بتفس�ير مخالف للحقيقة ،وله�ذا لما قال تعالى :ولم�ا ضرب ابن مريم مثلا إذا قوم�ك منه يصدون أي :لما ذكر عيس�ى بن مريم في الق�رآن كمثل لما عبده الكافر
م�ن اآلله�ة م�ن دون الله ،إذا مش�ركو قريش يضجون وترتف�ع أصواتهم بالصي�اح قائلين: أه�ذا لنا وآللهتنا أم لجميع األمم؟ فقال :mهو لك�م وآللهتكم ولجميع األمم ،فقال ابن
الزبع�رى :ق�د خصمتك ورب الكعبة؟ أليس�ت النص�ارى تعبد المس�يح؟ واليهود يعبدون
عزيرا ،فإن كان هؤالء في النار فقد رضينا أن نكون نحن معهم وآلهتنا معهم! فسكت النبي mوضحك المش�ركون وضجوا وارتفعت أصواتهم فأنزل الله :ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ
ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ ،ق�ال القرطبي :ولو تأمل ابن الزعبري اآلية ما اعترض عليه�ا ألنه تعالى ق�ال :ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ ول�م يقل :ومن تعب�دون وإنما أراد األصن�ام ونحوه�ا مما ال يعقل ولم يرد المس�يح وال المالئكة؛ ألنها مما يعقل ،فنفى معنى
اآلية عنها ..كما اعتقدوا .اهـ صفوة التفاسير (. )162 :3
77
تأصيل فقه التحوالت في الكتاب والسنة
ِ ِ ِ ِ ِ وطول دراس�تِها اآليات ومث ُلها وه�ذه ُ الس�اعة وضرورة َ أهم َّية عل ِم ّ إش�ار ٌة إل�ى ِّ َ اآليات القرآنية ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ومسيرة الت ِ َّاريخ تحوالت األزمنَة المعبرة عن أهمية التَّأ ُّم ِل في معانيها المع ِّب َرة عن حال البش�ر َّية أما َم ُّ َ وكفرها ِ ِ ِ ِ علم الساعة وكذا ِ ِ ساالت والقوانين ِ بالله والنُّ ُب َّو ِة، اإلله َّي ِة الر موق ُ ف اإلنسان َّية من قضايا ِّ
ُ ومث�ل ذل�ك قو ُل�ه تعال�ى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﮊ ِ ِ ِ الم َؤ ِّد ِية الس�اعة ُ [األنبي�اء ، ]1 :فال َغف َل� ُة هنا هي ما يجري عليهم من أش�راط وعالمات ّ واإلعراض عن القيام بالمسؤولِي ِ اإلعراض عن ت ََذك ُِّر ِ ِ ِ ات اآلخ َر ِة من ِج َه ٍة، بهم إلى َّ ِ الش ِ َّ الحياة الدُّ نيا من ِج َه ٍة أخرى . رع َّي ِة في
عالقة القرآن العظيم بفقه التحوالت
رس�ول ِ قه التَّحو ِ �رآن العظي ِم ِبف ِ ومم�ا ي َؤ ِّكدُ عال َق َة ال ُق ِ ِ الله الت نزو ُل ُه ُمن ََّجم ًا على ُّ ُ والوقائ ِع والتَّحو ِ ِ ِ رآن نزل على ر ِ أن ال ُق َ حيث ثبت َّ الت ُ سول الحوادث �ب ُّ َ mح َس َ َ ثالثة ِ الل�ه منَجم ًا ـ أي :مفرق ًا ـ في ٍ ِ وع ِ س�مى ال ُق ُ �رآن الذي نزل قبل ُ َّ ش�ري َن عام ًا ،ف ُي َّ ُ َّ
العل� ِم في فِ ِ أهل ِ ِ ِ بالمدَ نِ ِّي وق�د كتب ُ قه ِّ�ي والذي ن�زل بعد الهج�رة َ َ بالمك ِّ الهج�رة َ رون م ِهم ِ ِ ِ ِ القرآن و ما َج َم َعت ُه ات والم َف ِّس َ ُ َّ النُّزول وأسبابِه ُكتُب ًا عديدةً.و َق َّس َم ال ُعلما ُء ُ ِ ٍ ٍ ٍ أخبار بما ال مزيدَ عليه . وترغيب و وترهيب واآليات من أحكا ٍم الس َو ُر وعقائدَ ُ ُّ
ِ ِ ِ تجم ُع بين قضايا العقيدَ ِة َّ وأحكامها والش�ري َع ِة ب ُس َ وتكا ُد غال ُ �و ِر ال ُقرآن ال َعظي ِم َ التحوالت ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ يب و َمرات ِ ي�ب والتَّرغ ِ البشرية والغايات والتَّره ِ َّح�والت ،وهي ما الس�لوك م�ن ج َهة ،وبين فقه الت ُّ ب ُّ المصيرية في الش ِ ف ِ بالقرا َء ِة َّ رع َّي ِة للت ِ اإلنساني من ِج َه ٍة أخرى ،ومنها: َّاريخ عر ُ ِّ القرآن من فقه ُي َ التحوالت
قائ� ِع والتَّحو ِ ث والو ِ ِ ِ ِ ِ ِ َ -1 الت في َ َ ُّ الح�واد َ َ الس�ا َعة َوعالقته�ا بِ َ �ار ُة إِ َل�ى ذك ِْر ّ اإلش َ ِ ِ ور الس�ابِ َق ِة لِلإْ ِ سلا ِم كَما هو فِي س ِ الكهف لدى ِح ِ الر ِ لصاحبه: جل �ورة َ ُ َ وار َّ ُ ْ ال ُع ُص ِ ّ
(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ) ِ ٍ ِ ٍ الكهف على ِ إلظهار ِ الحق بعد عصر أهل أهل الحق س�بحان ُه وتعالى وفي إِش�ارة ِّ [الكه�ف]36:
78
ٍ ثالثمئة ٍ ِ ِ سنوات فقال سبحانه( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ وتسع س�نة منامهم َ ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ) ِ ِ ِ [الكه�ف ، ]21:وفي اآلية إش�ار ٌة إلى ِ ِ حال ِ والمروق وما الكفر مرحلة الكهف ف�ي أهل ٍ ِ بدينِه�م ليكُونُوا ِ صبرهم وهروبِهم ِ ترتب�ت على ِ الحقة َي ْظ َه ُر فيها ُ أهل لمرحلة آلية ْ ُ ِ ٍ ِ ِ ِ ُ �ي ُم َحدَّ ٍد (ﭔ يكون ه�ذا واإليم�ان أو الدي�ن الظهور موعود ًا ب�ه ل َهدَ ف َر ّبان ٍّ ُ
ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) . ِ ِ ِ ِ ِ ِ ومصير ِ ومصير وأحوال واآلخ َر ِة، اإليمان في الدُّ ني�ا أهل أحوال وص�ف -2 ُ ال ُك َّف ِ ار في الحيات ِ َين.
بالمس�ؤولي ِ ِ الخليقة ال َب َش ِ ِ األرض وما ات والخال َف ُة على �ر َّي ِة وعال َقتُها َ -3بد ُء ُ َّ ابتالءات ِ ٍ وح َك ٍم ُم َتن َِّو َع ٍة. َّب على ذلك من ت ََرت َ ِ ِ رض هذا �ي -4ثوابِ ُ وإبداعات الخالِ ِق س�بحانه وتعال�ى و َع ُ �ت النِّظ�ا ِم الكون ِّ َّقرير بالنِّع ِم والت ِ اإلبدا ِع على ِص َف ِة الت ََّحدِّ ي حين ًا وعلى ِص َف ِة الت ِ َّعداد لها. َ األخير للعا َل ِم اإلنس�انِي والتَّحدُّ ِ ِ ِ الب�رزخِ والقيا َم ِة ث عن المصير وص�ف -5 ُ َ ِّ واب ِ رض ِ وال َع ِ والع ِ والجن َِّة والن َِّار وال َّث ِ والح ِ قاب. ساب َ
ت�اب ومحاججتُه�م ف�ي كا َّف ِ ِ ِ ِ �ة ُّ �ؤون الت�ي ك ََّذ ُب�وا به�ا الش -6إدانَ� ُة أه�ل الك ِ ُ َ َ ِ ِ ِ ِ وأباطيلهم حين ًا أقاويلهم ور ُّد َّفصيل. باإلجمال ..وحين ًا بالت َ وج َحدوهاَ ، -7إدانَ� ُة المنافِ ِقي�ن والم ِ َش�ف أحوالِهم رج ِفين والذين في ُق ُلوبهم َم َر ٌض وك ُ ُ ُ
وإنذار ُهم. ُ
ِ ِ ِ ِ ِ والر ِ الرس�االت س�ل وما عانَو ُه في -8 ُ س�بيل ِّ وصف مواقف وأحوال األنبياء ُّ مع ُأ َم ِم ِهم الكافِ َر ِة. 79
ِ ِ ِ ووسائلها األَن َِو َّي ِة ِضدَّ ال َب َش ِ وتحذير األُ َم ِم �ر َّي ِة اإلبليس� َّي ِة المدرسة كش�ف -9 ُ ُ ِ الش ِ والش ِ ودعوتِه ِّ عوب من أثر َّ ُّ رير ِة. واحتناك ِه يطان َ الش َ ومواق ِ ِ وص ِ أحوال ِ ِ -10استخدا ُم األُ ِ س�لوب ال َق َص ِص ِّي لِ َش ِ ف الخلي َق ِة فات �رح
ِ وجهها النَّب ِوي األَب ِوي َّ ِ ِ في ِ والر ُس ِ وأحوال �ل، الش�رع ِّي كما هو في َق َص َ َ ِّ َ ِّ ص األنبياء ُّ ِ ِ ِ صف فِ وجهها األَن َِوي اإلبليسي كما هو في و ِ الخليقة في ِ َ ومواقف َّمروذ رعون والن َ ِّ ِّ وقارون ِ َ َ وغيرهم. وهامان
ِ ِ ِ ِ ِ كم�ا َّ األزمان كر أن في بع�ض النَّب ِّيي َن ورس�االتِهم وتحديدُ بعض ُس َ �و ِر ال ُقرآن ذ ُ معاناة األنبياء ِ ِ ِ ٍ الجن�وح واالنحراف الذي وقع�ت فيه األُ َم ُم كنوح ش ونماذ ُج والرسل مع الت�ي عاش�وها أقوامهم جزء من ِ ٍ باختالف أنوا ِع الك ِ ٍ ُفر ف من ُأ َّم ٍة إلى ُأ َّم ٍة قوبات َّب عليه من ُع وعذاب يخت َِل ُ وم�ا ترت َ فقه التحوالت
ِ ِ كمعاناة موس�ى مع بني والر ُس ُ�ل أيضا من أقوامهم واالنحراف ،وما عاناه األنبيا ُء ُّ ِ إسرائيل ،ومعانا ُة يونُس مع ِ قومهِ ، َ االبتالءات وغيرهم من األُ َم ِم التي أجرى الله لها َ ِ ِ واألنبياء عن بعضهم والتأكيد على ذلك في ِ الر ِ أكثر من س�ل واالختبارات، ُ وتمييز ُّ داللة في ِ آيات ال ُق ِ ِ وتفضيلهم عن ِ ِ كتمييز ِ سور ِة أهل ال َعز ِم رآن، غيرهم وما جرى في َ ب ِ ِ ِ ِ والخ ِضر من مراتِ ِ الكهف بين موس�ى َ االختبار في والمعر َف ِة القائمة على العل� ِم
ِ ِ ِ الس ِ تسمية خاص ًة في لوك وليس في ما َّد ِة تقر َر من معاني َّ المعر َفة ذاتها .كذلك وما َّ ُّ ِ ٍ ِ ُس ِ كسورة ال َب َق َر ِة والن ِ َّمل خاص ٍة القرآن وما تدُ ُّل عليه هذه الت ور ُ َّسميات من دالالت َّ ِ ومراد ِ ِ والفيل وغيرها ِمما يش�ير إلى ُخصوصي ِ ِ والن ِ الله فيها األسماء ات ومريم َّحل َّ َّ ُ ُ َ ٍ ِ َّحليل والت ِ ِ دالالت ها َّم ٍة تربِ ُط بين االس ِم َّعليل من األمر عند الت َّب على هذا وما يترت ُ ِ شير ِة إلى ذلك. الم َ مسمى وما تعنيه دالل ُة اآليات ُ وا ُل َّ
ِ ِ ِ المجت َِهدُ أحمدُ ب ُن وم�ن ذلك ما اعتنى به ُ بع�ض ال ُعلماء وفي ُمقدِّ َمتهم العلاَّ َم� ُة ُ ِ ماري الحس�نِي في كتابِ ِ ِ ُم َح َّم ِد ِ العصر َّي ِة لما االختراعات �ه ( ُمطا َب َق ِة بن ِّ الصدِّ ِيق ال ُغ ِ ُّ َ َ ُّ 80
ِ َجدَّ ِ أخب�ر به س�يدُ الب ِري ِة) واعتنائُ�ه بالر ِ بط الواعي بي�ن مس�ت ِ االختراعات وبين ات َ َ َ ِّ َ َّ ُ َّ ِ االستقرائي للمعاني بما لم يسبِق له ٌ مثيل. اآليات ال ُقرآنِ َّي ِة وتعلي ُل ُه مفهو ِم ُّ ثال :قو ُله في ص 6بعد ذكره لِعدَ ٍد من مختَر ِ سبيل ِ ِ الم ِ عات ال َع ِ ِ صر فمن ذلك على َ ُ ُ َ ِ كالس�ك َِّة الحديدي ِة وسي ِ والبواخ ِر ِ ارات الن ِ أخبر بها والس� ُف ِن َّ َّ وغيرها فقال :وقد َ َّقل ُّ ِّ ِ ِ َّبوي ِة ،أما في ال ُق ِ ِ ثالث رآن ففي mووردت اإلشار ُة إليها في ال ُقرآن واألحاديث الن ِ َّ َّ َ ٍ آيات حس َبما َح َض َرنا َ اآلن:
األولى :قو ُله تعال�ى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ [ي�س ]٤٢ - ٤١ :أيَ :خ َلقن�ا له�م ِم َّم�ا ُيماثِ ُل ال ُف َ لك المش�حون لك المش�حون في ِكب ِر ِه وكَث�ر ِة ِ م�ا يركبون ب�ه في ال َب ِّر ،وال�ذي ُيماثِ ُل ال ُف َ حمل ِه هو َ َ
ِ ِ ِ الر ِ ارات الن ِ بضائ ِعهم كاب مع الس�ك َِّة الحديد َّي ِة وس� َّي ُ َّقل التي تحم ُل َع َشرات ُّ بابور ِّ وحاجياتِه�م ..إل�خ ..إل�ى أن قال :وكذلك بابور الس�ك َِّة الحديدي ِ �ة ،بل هو أولى َّ ِّ ُ ِّ مثلي ِة لل ُف ِ ِ َّ ِ ِ ِ المشحون. لك بالش َبه وال َّ
أم�ا الم َفس�رون الذي�ن َفس�روا ِ الم َثل ف�ي اآلية ِ باإلبِ ِ �ل فمعذورون ألنَّ�ه لم يكن َّ ُ ُ ِّ ِ ال�ر ِ لح ِ لك في َح ِ ف�ي زمانِه�م ما ُيش�بِ ُه ال ُف َ مل اآلية والبضائعِ، كاب فاضط�روا َ ُّ م�ل ُّ لك المش�حون ِ عل�ى ِ ال مقطوع ًا بِ ُبطالنه؛ َّ ألن ال ُف َ اإلبِ ِل وإن كان حم ُله�ا باطِ ً يحم ُل
ِ ِ الع َش ِ والبضائعِ ،وهذا الس� َل ِع ويحم ُل مع ذلك �رات من الناس بأثقالِهم َ الكثير من ِّ َ بالنِّس�ب ِة لم�ا كان ف�ي زمانِهم ،أما ما حدث ف�ي زمانِنا فالس�فينَ ُة ِ اآلالف من تحم ُل َ َ َّ َّ ِ ِ ِ الن ِ الس� ُف ُن التي كانت في زمانِهم أيضا َّاس ومن المقن َط َرة من البضائعِ ،ثم ُّ القناطير ُ ِ ِ واألثقال كانت تجري ف�ي ال َب ِ وحملها لِ ٍ الر ِ حر َجري ًا حثيث ًا كاب م�ع ِك َب ِره�ا كثير من ُّ
بالر ِ ياح كما قال تعالى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﮊ [الشورى.]٣٢ : ِّ 81
ِ ِ ص�ف ِ ُّ وحم ُلها ال �ف لِ َو وكل ذل�ك ُمخالِ ٌ فمش� ُيها َبط�ي ٌء َ المخا َل َفةَ ، اإلبِ ِل تَم�ا َم ُ ق�اس بِ َح ِ الس� ُف ِن ،فكيف ُت َف َّس ُ�ر اآلي ُة به�ا؟ بل ذلك باطِ ٌل قطع� ًا ،وقد قال اب ُن ُي ُ مل ُّ َع َّب ٍ والض َّح ُ أن اآلي َة المذكور َة (وخلقنا لهم ُس� ُفن ًا َ اك وجماع� ٌة َّ أمثال والح َس� ُن َّ اس َ
ِ اإلس�ناد عن ِ تِ َ ابن �اس :وهذا َأ َص ُّح ألنَّ� ُه ُمت َِّص ُل الس� ُف ِن يركبونه�ا) وقال الن ََّّح ُ ل�ك ُّ ِ اس ء و َن َظ ِر ِه بِ ِ �فوف َن َظ ِر اب� ُن ع َّب ٍ َع َّب ٍ �اس ،وه�ذا َيدُ ُّل على ُش ن�ور الله تعالى رآن العظي ِم ،تصديق ًا لِدُ ِ س�ول ِ ف�ي معان�ي ال ُق ِ ِ الله « :mالله�م َف ِّقه ُه في الدِّ ِ ين عاء َر و َع ِّلم ُه الت َ َّأويل»(((.
واآلي ُة ال َّثاني ُة :ﮋﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﮊ والزين َِة ،وهي أيض�ا تُركَب وت ِ ِ ِ [النح�ل ]٨ :أيِ :م�ن ِج ِ َحم ُل للر ك�وب ِّ ُ نس المذكورات ُّ األثقال ،فاآلي ُة صريح ٌة في جمي ِع أنوا ِع العج ِل والعر ِ َ بات. َ َ ََ
ِ الس َف ِر عليها واآلي ُة ال َّثال َث ُة :قو ُله تعالى :ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ [التكوير ]٤ :أي :عن َّ ِ ِ الس� َف ِر ون ِ وح ِ البضائ ِع عليها َقل َ م�ل األثقال أيضا ..إلى أن ق�ال :وإنَّما ُع ِّط َلت عن َّ ِ ارات ِ جود السي ِ بِو ِ الحديد ا .هـ ص.8-7 وسك َِّة َّ َّ ُ وم ُثل ذلك تفس�يره ِ ِ رات الحربِ َّي ُة وما آلية ﮋ ﮑ ﮒ ﮊ [المرسلات ]١ :بأنَّها ال َّط ِائ ُ ُُ ِ وتخويفها. تفع ُل ُه بِقنابِ ِلها
كر اإلش�ار ِة لهذا ال َفه ِم الم ِ للز ِ ونقت َِص ُر هنا على ِذ ِ ناس ِ مان وما يجري فيه َّ ، وأن �ب َّ ُ َ وعالمات الس ِ ِ قه التَّحو ِ ذلك جزء من مفهو ِم ِقراء ِة فِ ِ اعة. الت ُّ ّ َ ُ ٌ قه التَّحو ِ رآن ِبف ِ وبالجم َل ِ �ة فعالق� ُة ال ُق ِ الت عظيم ٌة وال تزال حتى َ َعج َم ًة اآلن ُمس�ت َ ُّ ُ
((( مس�ند أحم�د ( ، )2439ل�ه طريق�ان في مس�ند أحمد رجالهم�ا رجال الصحي�ح« ،مجمع الزوائد» للهيثمي (.)279 :9
82
ِ ٍ الز ِ َّ م�ان َمن �ب وين َبغ�ي ـ �ي ف�ي ُمس�تق َب ِل َّ وغي�ر مخدوم�ة ـ كم�ا َي ِج ُ ولع�ل أن يأت َ َ ِ ِ ِ ِ ِ وس�ن َِن الدِّ ال َل ِة �و ِر م�ن فس ُ�ر َ منظ�ور واق� ِع فق�ه الت ُّ والس َ َّح�والت ُ بع�ض اآلي�ات ُّ ُي ِّ بعض الو ِ والمواق ِ ِ حيث إنَّنا لو َن َظرنا إلى َب ِ جوه ـ ُ �و ِر القرآنِ َّي ِة �ف ـ ول�و ِمن الس َ ِ ُ عض ُّ
صوصي ِ الش ِ ِ مجاال عظيم ًا للن ِ ً وما ُخ َّصت به من ُ َّظر في هذا َّ أن، ات لكانت وحدَ ها الخ َّ سورة الكهف ِ ال تُسن لنا قراءتُها ك َُّل جمع ٍة ،وورد في ِ أحاديث كثير ٌة وما وما تشتمل عليه ُ فضلها ُ ُ َ فسور ُة الكَهف مث ً َ ُّ َ من دروس فقه ِ ه�ذه الس�ور ُة إال جم َل ٌة من التَّحو ِ ٌ وثيق بما الخطي�ر ِة التي لها التاريخ َّي ِة الت ارتباط ٌ ُّ ُ َ ّ َ التحوالت الف ِ والشر في ِ ِ ِ اإلنساني العا َل ِم ِّي ،أ َّما قه الحياة اإلنسان َّي ِة من ِصرا ٍع بين يدور في ِّ الخير َّ ِّ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والمنافِ َق ِة �ور ُة التَّوبة مثال وقد بدأت بال َبرا َءة وكَشف األقن َعة عن ُ الوجوه الكاف َرة ُ ُس َ ِ ِ ِ ومواق ِفه�ا ،فه�ي ِ ِ َ للج ِ برز نوح تحم ُ�ل واالنح�راف الذي َ مدلول المناقش�ة الواعية ُ ٍ وصري�ح من ال ُك َّف ِ ِ ِ عصر ِه m ٍ والمنافِ ِقين حتى صار ش�ديد وبأس�لوب جل ّي ًا في �ار ُ
ِ ِ ِ الح ِّج: قر ُؤها في َ من أس�ماءها (الفاض َح ُة) وقال عنها mحين بعث َس� ِّيدَ نا َعل ّي ًا َي َ ِ ((( ِ يقر ُؤه�ا إال أن�ا أو َر ُج ٌل من أهم َّي ِة «ال َ أه�ل بيتي» ،وفي هذا دالل� ٌة عظيم ٌة على ِّ قه التَّحو ِ دراس�ة فِ ِ ِ الت في المرح َلت ِ َين َم َّك َة والمدين َِة ،ومثلها سور ُة �ور ِة في ُّ الس َ هذه ُّ ِ ِ ِ ِ َ المنافقون التي تَبنَّت َ الج ِ ممن تعليل وتحليل مواقف ُ نوح واالنحراف لدى األفراد َّ أصلوا وأسس�وا مدرس� َة الن ِ ِ تسلس ٍ ِ منهج ٍّي �ل التأصيل ِمن َّب على هذا ِّفاق وما يترت ُ َّ ُ َّ ِ ِ الخ ِ ِ ِ ِ عبر الت ِ َّار ِ خالل تشا ُب ِه يخ ُك ِّله من َأن َِو ٍّي يمة اإلسلام َّية َ للمنافقين داخ َل َ َ إبليس�ي ُ ٍّ ص�ف ِ ِ الموص�وف في هذه الس ِ ِ �ف والس ِ المواق ِ ِ الله تعال�ى للمنافقي َن كو �لوك �ورة َ ُّ َ ُّ
بقول�ه :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ [المنافقون ]٥ :أي :بمعنى أنَّهم يقولون اس�تكبار ًا واس�تِحقار ًا لِر ِ سول َ الله ( :mال نريدُ بيننا وبين ِ ِ ومثل ذلك ُ الله واسط ًة) ُ ، قول المنافِقين ﮋ ﮋ ﮌ ((( مسند أحمد ،إسناده حسن ،تحقيق المسند ألحمد شاكر (.)322 :2
83
ِ واالعتداد سياس� ُة التَّما ُي ِز ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ [المنافقون ]٨ :وهي َ ِ س الن ِ ظواه ِر ِ مدار ِ ِّفاق إلى اليو ِم. بالموا َطن َِة وهي إحدى ُ
ومث�ل قولِ ِ ُ �ه تعال�ى :ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ المنافقون ِ ِ ِ ِ ِ ِ المنافقين التَّاريخ َّي�ة الدَّ اعية إلى مفهو ِم ياس�ة ُ ومفهوم الحصار ﭿ ﮊ [المنافق�ون ]٧ :وفيه�ا إش�ار ٌة لس َ االقتصادي صار االقتِ ِ ِ ِ ِ ِ َ َ وب المعنى و وه »، عك ب يت ك ب كل ع و «ج ي د الما يق َّضي ت وال ي صاد الح ُ الم ْق ُل ُ َ َ ِّ َ ِّ ِّ ِّ َ بد ِ ِمن َقو ِل َع ِ ول و ِ أصحاب النَّبِي ِ mم َن الم ِ ابن ُأ َب ِّي ِ الله ِ هاج ِري َن ا ّل ِذي َن اصف ًا َ بن َس ُل ٍ َ ْ ُ ِّ �ك يع ِقر َك » ،بل إنَّنا إذا َن َظرنا إلى ِ آووا إِل�ى ِ ِ آخ ِر س�و ِر ال ُق ِ رآن ُ َ َ ْ �م ْن َك ْل َب َ َ ْ ْ المدينَة َ « :س ِّ َ أعاجيب الو ِ �ور ُة الن ِ َّاس وقد ختم الل ُه بها ال ُق َ صف في �رآن ُك َّل ُه وما فيها من ِ َ وهي ُس َ
معنى (الصدور)
ِ �يطان ـ حتى على عا َل ِم ِ َّاس والخن ِ األزلي بين الن ِ َّاس وأ َث ِر ذلك َّ الج ِّن ـ الش الص�را ِع ِّ ِّ قول ِ بعض معاني ِ ِ الله تعال�ى :ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ف�ي
ق�ه التَّحو ِ في تفسير صورة ﮗ ﮘ ﮙ ﮊ [الن�اس ]٦ - ٥ :فالص�دور ـ ف�ي مفهو ِم فِ ِ الت ـ هم ُّ ُّ ُ الناس
الوس�واس في ُص ِ وأعيان ِ دور الن ِ ِ اإل ِ ُ َّاس والج ِّن وقا َدتُهم ،وبهذا ُوجه�ا ُء ال َق�و ِم نس َ ُ ضم� ُن َّ الرعايا واألتب�ا ِع وكيف يج َع ُ�ل الل ُه تعالى في االس�تعا َذ ِة الش �يطان إفس�ا َد َّ َي َ در ال َف ِ فظ التَّام من َخ َط ِر الوسو ِ الح ِ ف ِ س�ة س�وا ًء في َص ِ �رد ذاتِ ِه أو في به تعالى َش َ�ر َ َ َ ِّ دور و ِ جهاء المجتَم ِ عات. ُص ِ ُ ُ َ
ِ عجائ ِ ِ ِ مش�حون بِ ِ وح ِ ٌ وال ُق ُ وسن َِن س�ن التَّد ُّب ِر ب فقه الت ُّ رآن ُك ُّل ُه عند التَّأ ُّم ِل ُ َّحوالت ُ ِ المواق ِ ِ ٌ الالت ،وقد قال سبحانه وتعالى عن كتابِ ِه ف كما هو أيضا مشحون بِ ُسن َِن الدِّ ِ إن م�ن معانِ ِيه ِّ العزي�ز :ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﮊ أيَّ : كار، ك�رى واالعتبار واال ِّد ُ ُ الذ َ
قه التَّح�و ِ معان كثيرة في فِ ِ ٍ ِّ الت ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ والذك�رى لها ُّ َ أن فِقه التَّحو ِ َّعليل ال ُقرآنِي ن ِ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﮊ ،وعل�ى ه�ذا الت ِ الت ُّ َج�دُ َّ َ ِّ المراح َل اإلنسانِي َة ُك َّلها حسب الت ِ ِ َّقسيم التّالي: يشم ُل َ َ َ َّ َ 84
ِ ِ حو ِ لات أقسام فقه الت َّ ُّ ُ
ين َق ِسم فِقه التَّحو ِ الت إلى ثال َث ِة أقسا ٍم: ُّ ُ ُ ِ ِ والعصم ِ ح�ي ِ ِ ِ ِ ِ صاح ِ الو ِ �ب حي�اة �ة ف�ي َّح�والت عل�ى َعه�د َ -1دراس� ُة فق�ه الت ُّ َ الرسا َل ِة. ِّ هد البع َث ِة إلى ِ الت من َع ِ قه التَّحو ِ -2دراس ُة فِ ِ الص ِ عهد الن ِ ور. َّفخ في ُّ َ ُّ ِ ومواق ِ ِ ِ قه التَّحو ِ -3دراس�ة فِ ِ ِ ف األُ َم ِم السابِ َق ِة الت في ُّ والرساالت َّ تاريخ األنبياء ِّ
والش ِ ُّ عوب فيها .
والحضارات الو ِ ِ الش ِ ِ تحت هذا ِ الحضارات َّ ضع َّي ِة �رع َّي ِة القس� ِم دراس� ُة وينطوي َ َ
عبر الت ِ ّاريخ. َ
الش ِ الحضار ُة َّ رع َّي ُة * َ
ِ الحضارات التي ربطت بي�ن الدِّ يان َِة والت ِ ّاريخ ،ولم تخالِف األنبيا َء مجموع ه�ي ُ الش�ري َف ُة بالو ِ ُ الس�نَّ ُة َّ صف حضارات أش�اد بها والر ُس َ�ل ،ومنه�ا ٌ َ الق�رآن وتناولتها ُّ ُّ اإليجابي ،كحضار ِة ِ قبل ك ِ وحضار ِة َس َبأٍ َ عهد َس� ِّي ِدنا داو َد و ُس َل َ ُفرهم، يمان ي َ َ ِّ
الحضارة الشرعية
وحض�ار ِة قو ِم يونُس بع�د إيمانِ َي�ن ِ هم.وحضار ِة ذي ال َقرن ِ وغيرهم ،و ُك ُّلها تنطوي ُ َ َ َ الش ِ تحت مفهو ِم دراس ِة التَّحو ِ للمدارس األَ َب ِو َّي ِة الن ِ ِ َّبو َّي ِة َّ رع َّي ِة. الت اإليجاب َّي ِة ُّ َ ِ الوضع َّي ُة الحضار ُة * َ
يخ ُم َج َّر َد ًة ع�ن الدِّ يان َِة أو ُم ِ الحض�ار ُة التي برزت في الت ِ َّار ِ حار َب ًة لها ،وهي وه�ي َ حض�ارات كثير ٌة ومتنَوع� ٌة وكان مصيرها الدَّ مار والع�ذاب ،كالحضار ِة ِ الفرعونِ َّي ِة ٌ ُ ُ ِّ َ ُ ُ ِ العراق ،والحضارة اليمنِ َّي ِة في َس� َبأٍ بعد ك ِ ُفرهم والحضار ِة الكَنعانِ َّي ِة والكَلدانِ َّي ِة في َ 85
الحضارة الوضعية الحضارة الكنعانية والكلدانية
ِ ِ ِ ِ ِ الس�لبِ َّي ِة أش�باهها في وغيرها ،ويط َل ُق عليها وعلى المس�يرة التّاريخ َّية بالت ُّ َّحوالت َّ َ اإلبليسي ِة الو ِ ِ ِ ضع َّي ِة. والحضارات الما ِّد َّي ِة األَن َِو َّي ِة َّ َ
مادية قوم نوح والطوفان
�ه أن ي ِبر َز التَّوا ُف َق الم ِ رآن في تِبيانِ ِ ِ وي�كا ُد ال ُق ُ الحض�ار ِة الما ِّد َّي ِة س�لوب الئ َم بين ُأ ُ َ ُ العذاب الم ِ �ب ِ ناس ِ ألهلها ،فق�و ُم ٍ حضارتُه�م قائم ًة على نوح كانت الكافِ َ�ر ِة وبين َ ِ ُ ِ وطول األَم ِل ،فعا َقبه�م الله بال ُّط ِ ِ ِ وتأليه ال َع ِ وفان الجدَ لِ َّي ِة األوث�ان عب�ا َد ِة ُ َ قل وعل�ى َ َ وكان أغ َل ُبهم من ُذ ِّر َّي ِة َ قابيل.
ٍ ِ ٍ ِ ِ ٍ وقوم ٍ ٍ ِ وح ِ عاد كانوا َ استغالل س�ن أهل للموار ِد ال َب َش ِر َّي ِة حضارة زراع َّية وعمران َّية ُ َ ُ حضارة قوم عاد وض َخامةِ ِ ٍ ِ �وة و َب ٍ حضارتُه�م أيض� ًا والريح العقيم وكان�ت حض�ار َة ُق َّ طش بِ ُحك� ِم كم�ال أبدانه�م َ َ َ َ ِ بالر ِ يح العقي ِم. أجسادهمَ ،ف َع َّذ َب ُهم الل ُه ِّ ِ قائم ًة على اإلبدا ِع ِ ِ الم ِ الص ِ خر وأ َّما ثمو ُد فكانت عمار ِّي والنَّحت في َّ حضارتُهم َ ُ إبداعات قوم ِ ِ ِ ِ ِ والسدود ِ وغير ذلك م َّما يحتاجون إليه في حياتهم ،ف َع َّذ َبهم المدُ ن والمباني ُّ ثمود والصيحة وإشا َدة ُ يح ِة فأصبحوا في ِ دارهم جاثِمين.. بالص َ الل ُه َّ
فاهي ِة والم َت ِع ِ ِ ٍ ِ وخاص ًة أن الح ِّس� َّي ِة وأم�ا َّ الر َ ُ َ حضار ُة ق�و ِم لوط فكانت قائ َم ًة عل�ى َّ شهوانية قوم لوط ٍ ٍ ٍ والحجارة بالده�م كان�ت بال َد أنهار وبس�اتي َن وهواء َط ِّيب ،وهي في نواحي َّ الش�ا ِم ففس�قوا ِ ومارس�وا ُّ مجام ِعهم ونواديه�م وهو ما الش�ذو َذ ال�ذي كان عا َد ًة م�ن عاداتهم ف�ي ِ ِ األخالق ِّي ،وقد َّ بالر ِ جار ِة. ف بالت ََّح ُّل ِل عر ُ مي بالح َ عذ َبهم الله َّ ُي َ
قائم ًة على الت ِ ِ ِ والح ِ وأما قو ُم ُش ٍ بوب �عيب فكانت الس� َل ِع ُ ِّجارة وتبا ُدل ِّ َ حضارتُهم َ َ تجارة قوم شعيب ِ ِ ِ المكس ِ والرجفة ب الما ِّد ِّي َّ ، ولكنَّهم كانوا يتعا َم ُل َ فعذ َب ُهم الل ُه ون بالغ ِّش والتَّطفيف َبحث ًا عن َ بالرج َف ِة. َّ عمران قوم سبأ والسيل العرم
إنجاح ِّ ِ وأما قوم س�بأٍ كانت حضارتُهم ِ ٍ المتفر َع ِة ناعات والص قائ َم ٌة على ُ الزرا َعة ِّ َّ ُ َ َ ِّ َ 86
المعم�ار ـ كما هو ف�ي َع ِ ِ ِ ي�س ـ إال َأنَّهم كفروا عنه�ا واإلب�دا ِع ال َفنِّ�ي ف�ي �رش َبلق َ فعذ َب ُهم الل ُه بِ َس ِ وأعرضوا َّ السدَّ وكان سبب ًا في ِهجراتِهم وانقطا ِع يل ال َع ِر ِم الذي َهدَّ م َّ حضارتِهم ِ سور ِة الن ِ الواس� َع ِة وكانوا يع ُبدُ ون َّ َّمل ،بقوله �مس َ الش َ ووص َفهم الله في َ َ ده ِد ُس َل َ يمان :ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ُم َع ِّبر ًا عن قول ُه ُ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﮊ [النمل.]٢٤ :
ٍ الفرعونِي� ُة فكانت ِ وأم�ا الحض�ار ُة ِ الزرا َع ُة إبداع�ات ُمت َِّنو َع ًة ومنه�ا قائ َم� ًة على ِّ َّ َ الحضارة ِ المعاد ِن ونِظا ِم الري والس ِ ِ ِ ي الفرعونية وتعدد ِ �دود والنِّظا ِم واس�تخراج البناء والصنا َع� ُة و َف ُّن اإلدار ِّ َّ ِّ ِّ ُّ العقوبات ِ الس ِ حر أمامه َّ َّ َ فعذ َبهم وبعث الله لهم موسى ش فكذ ُبو ُه وأظهروا مهاراتهم في ِّ والض ِ ِ ِ ِ ِ حضارتِهم فاد ِع والدَّ ِم ُ ،ث َّم كانت نِها َي ُة العذاب بأصناف الله كالجراد وال ُق َّم ِل َّ ِ رعون وجن ِ إغراق فِ المعروف (بِ َب ِ ِ ُود ِه في ال َب ِ ُ حر ال َق َلز ِم). األحمر حر َ ُ
إس�رائيل ـ وكانت بادي ذي ب ٍ اليهودي� ُة ِ ِ َ دء الع ِبر َّي ُة وهي حضار ُة بني والحض�ار ُة َ َّ َ صور متعدِّ ٍ قائم ًة على الر ِ َ بط بين الدِّ يان َِة والت ِ إس�رائيل بين دة ـ ولك َّن بني ّاريخ عبر ُع ٍ ُ َ َّ عذاب ِ الحي�ن والحين كان�وا يخالِفون الدِّ يان َة فيت َع َّرض�ون لِ ِ الله و َغ َضبِ�هَ ،بدء ًا ِمن
صر موس�ى وما تلاه من ال ُع ِ َع ِ َ�و ِع معاصيهم ،وقد صور ،وكان عذا ُب ُه�م ُم َتن َِّوع ًا بِ َتن ُّ أكثر ِمن س�ور ٍة ِ ، العزيز في ِ ِ ومن ذلك قت ُلهم ألن ُف ِس�هم وص�ف الل ُه ذل�ك في كتابه َ بت ،وضيا ُعهم في الت ِ يد السم ِك عليهم يوم الس ِ الله وتحريم ص ِ بأمر ِ ِ ِّيه أربعي َن عام ًا ُ ُ َ َ َّ َّ َ
الش�حو ِم عليهم ،وهذا ُك ُّله في َع ِ وتحريم ُّ تعرضوا ، صر موس�ى ،وفي ما بعد ذلك َّ ُ ِ ِ للم ِ الكريم�ة وكما ورد في اآليات بعض س�خ ِق َ�ر َد ًة وخنازير وصاروا كما ذك�رت ُ َ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ف ف�ي ال َع ِ صر يعر ُ ُكتُ�ب الحدي�ث وس�ائ َل لتَحري�ف الكَل ِم ع�ن مواضعه وه�و ما َ
عهود ِ ِ ِ ِ ِ الحدي�ث بالدَّ َج ِ أنبيائ ِهم الحقائ ِق ،وقد اس�ت ََم ُّروا على ذلك من�ذ وتزييف �ل ِ ماوي ِة والم ِ ِ األرض إلى فسدون في الس ِ َّ ُ حرفو ال ُكتُب َّ حتّى اليو َم وهم َق َت َل ُة األنبياء و ُم ِّ 87
الحضارة العبرية وتنوع اآليات
ِ صر الدَّ َّج ِ نِها َي ِة َع ِ اإلسراء بقوله :ﮋ ﮀ وص َفهم الله بذلك في س�ورة ال ،وقد َ
ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮊ [اإلسراء.]٤ :
مصاد ِر فِقه التَّحو ِ ِ الت تأصي ً الس�نَّ ُة ّ وسرد ًا الش�ري َف ُة مصدر ًا ها ّم ًا من ُّ ال َ كما تُع َت َب ُر ُّ السنة الشريفة ِ ِ ِ ِ ِ ِ الم َح َّمد َّي�ة تصا ُعد ّي ًا إلى (آد َم) أو تناول َ واعتناؤها بفقه تاريخ ّي� ًا س�وا ًء في ُ الرس�الة ُ مرح َلة ما قبل ِّ التحوالت ِ ِ باركَة التي عاشها mفي َم َّك َة والمدينة أوفيما أخبر عنه mعن الم َ تقرير ًا للمرحلة ُ ِ ت ِ والفت َِن وم ِضلاّ ِ �اعة وأش�راطِها ِ عالمات الس ِ ِ ساحة الحياة الفت َِن التي تكون على ُ ّ ِ إلى قيام الس ِ حديث ِ ِ عمرو «صحيح ُمسل ٍم» من �اعة ،ويؤ ِّيدُ هذا المعنى ما ورد في ّ األنصاري رضي الله عنه قال :ص َّلى بنا ر ُ ِ جر ،وصعد أخطب بن ِ ِّ َ سول الله mال َف َ َ
ِ ِ الحدي�ث ،وفيه ق�ال َ « :فأخ َب َرنا بما هر ...إلخ المن َب َ�ر َف َخ َط َبن�ا حتّى حض�رت ال ُّظ ُ كان وبما هو ِ قه التَّحو ِ تأصيل فِ ِ ِ ((( ِ وش�اهدُ نا هنا َ كائ ٌن ،فأع َل ُمنا أح َف ُظنا » الت حول ُّ صر ِه « mوما هو ِ قبل َع ِ تصا ُع ِد ّي ًا قو ُل ُه « فأخ َب َرنا بما كان» ،أي :ما َ كائ ٌن» أي :في ِ عهد ِه mوما يأتي بعدَ ه إلى قيا ِم الس ِ اعة. ُ ّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ سم ِ ين: السنَّة في فقه الت ُّ َّحوالت واالستدالل بها فين َقس ُم الى ق َ وأما مفهو ُم ُّ
وقواع�دَ :وه�و م�ا ُأص َل ب�ه فِق�ه التَّح�و ِ ِ ٍ الت وتم َّي َز ب�ه قراء ًة تأصي�ل قس�م -1 ُّ ُ ِّ ُ واستِدالالً. رعي وتعلي ُلها ورب ُطها بما ي ِ ّاريخ َّ ِ -2سرد ِ الز ِ وقائ ِع الت ِ مان. ناس ُبها من َّ ُ ُ الش ِّ
ِ ِ ِ ِ والز ِ الر ُ للس�ن َِّة َّ والمكان دون مان أساس هذا العلم َّص َّ بط الواعي بين الن ِّ ُ الش�ري َفة َّ وأس�اس القرا َءة ُّ هو الربط الواعي �هر والس�ن َِة بل ت َُذكِّ�ر بِع ِ ِ ِ الز َمنِ َّي ِة باليو ِم َّ ِ موم َّيتِها لما األفراد أو الت تحدي�د َّواريخ َّ ُ ُ والش ِ َّ بعموم الزمان ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ دون أو المكان في ذلك من التَّش�ا ُبه الذي ال ُيمك ُن معر َف ُت ُه بالتَّخمين والتَّقدير ال َعقالن ِّي ،وفي هذا
تحديد ،فالتحديد مزلة كبرى ((( صحيح مسلم ( ، )7449وانظر إتحاف التويجري (.)14 :1
88
عالمات الس ِ ِ ِ ِ األشخاص اعة ،فمنهم َمن َر َب َط بين المت ََحدِّ ثين عن ّ كثير من ُ الباب َز َّل ٌ الحديث كالم ِ ِ ٍ مرحلة وبين من أشار إلى ُظ ِ ِ هد ِّي على سبيل المثال، َص في هورهم ن ُّ َ َ غير مسم ٍ ِ كر َ يات. الخ َب ِر تقريبِ ّي ًا من ِ ُ َ َّ فالمعت ََمدُ ذ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ُ ش�رع ّي ًا كما سبق واعتبارها فِقه ًا وركنِ َّيتِ ِه ف عر ُ الس�اعة ُ تأصيل العل ِم بِعالمات ّ و ُي َ ِ ِ َ الس�ا َع ِة» ،قال ما لحديث خالل ِقرا َءتِن�ا ذك�ر ُه م�ن جبري�ل ش « :أخبِرني عن ّ ُ ِ الس ِ ُ �ائل قال :أخبِرن�ي عن أماراتِها ،ق�ال :أن ت َِلدَ األَ َم ُة المس�ؤول عنه�ا بِأع َل َم من َّ
ربتَه�ا وأن ت�رى الحفا َة العرا َة ِرعاء َّ ِ ِ ثت �م َ انطلق ف َلبِ ُ ُ ُ َّ الش�اة يتطاول�ون في ال ُبنيان ُ ،ث َّ َ م ِلي� ًا ،ق�ال :ي�ا ُعمر أت�دري من الس ِ �م ،قال :ذاك �ائ ُل ؟ ُ َ ّ قلت :الل ُه ورس�و ُل ُه أع َل ُ ّ َُ .وحديث األعرابي الس ِ ِج ُ ُ �ائ ِل أمور دينِكُم ،أو ُي َع ِّل ُمكُم دينَكُم ِّ ّ بري�ل أتاكم ُيع ِّل ُمكم َ ِ السا َع َة» ،قال :كيف إضا َعتُها؟ الس�اعة فقال « : mفإذا ُض ِّيعت األما َن ُة فانتظر ّ عن ّ ِ قال« :إذا وسدَ األمر إلى ِ ِ ِ السا َع َة»(((. غير أهله فانتَظ ِر ّ ُ ُ ِّ
صول التَّحو ِ وهذه ِ وإش�ارات بينَ ُة المقص ِد ِ واض َح ُة المعنى في ُح ِ الت على مالم ُح ٌ ُّ َ ِّ َ َ َ ثمرة الدراسة لفقه ِ ِ م ِ َقض ُع َرى الدِّ ِ اإلسلام َّي ِة ون ِ ال له أعلى مراتِ ِ التحوالت ين و َت َب ُّو ِؤ الذين ليسوا أه ً ب الحياة حيط ُ الكون إلى ِ ِ ِ ِ ِ واالنحراف و ُق ِ القيا َم ِة. رب نِها َي ِة االنحدار قرار ِه ،وأنَّها عالم ٌة تدُ ُّل على األمر أن ي ِنق َذ المرء ما ي ِ مك ُن إنقا ُذ ُه م�ن ِ أمر ُ الم َع َّب ِر عنه في يص ِة الخ َو َ ُ ُ و َث َم َ�ر ُة ه�ذا ِ ُ ُ ثمرة هذا العلم َّخ َذ المرء لِن ِ َفس َك» أو أن يت ِ الله ِ mمن قوله« :فعليك بِ ُخويص ِة ن ِ رسول ِ ِ ِ َفس ِه حديث َ َ َ َ ُ ِ لجأ ِمن ِ َمالذ ًا أو َم ً ُ قضائ ِه و َقدَ ِر ِه ويسأل الل َه العافي َة فيما ُيجريه ِمن الفت َِن و ُم ِضلاّ تِها،
ِ ِ يض َة اإلسلا ِم من ه ِ عل�ى ِع ِ حرفون باده ويح َف َظ َب َ يمنَ�ة الدَّ َج ِل والدَّ جاج َل�ة الذين ُي ِّ َ َ األرض َفساد ًا والله ال ي ِحب الم ِ ِ فسدين. الك َِل َم عن مواضعه و َيس َعون في ُ ُّ ُ ((( البخاري (.)59
89
َ ِ ِ لات ابلدَّعوَةِ إلى هّٰ ِ حو ِ ٱلل علاقةُ فقه الت َّ ُّ
عالقة فقه التحوالت بالدعوة إلى الله
�رعي لمجرى التَّحو ِ َّرتيب َّ ِ يأت�ي فِقه الدَّ ع�و ِة إلى ِ الله في الت ِ الت س�ابق ًا لعل ِم ُّ َ ُ الش ِّ إن فِقه الدَّ عو ِة إلى ِ ِ األُ ِ ُ الله بدأ َّدوين التي ُع ِر َفت فيما بعدُ ، ص�ول ومرح َل ِة الت َ حي�ث َّ َ
ِ ِ �رآن في ِ ِ ُزول ال ُق ِ من�ذ ن ِ ُ عو ُة ف�ي َم َّك َة وما حولها غار حرا َء ،وبهذا الفقه انتش�رت الدَّ َ بالمدينة ِ ِ ِ ِ ِ تأصيل َّ ِ ِ أثناء سنوات شر ثالث َة َع َش َر عام ًا قبل الشريعة ال َع َمل َّية واألحكا ِم و َع َ ِ ِ ِ ِ وسنَّ َة نب ِّي ِه َّكليفات الشرع َّي ِة ال َع َم ِل َّي ِة واألحكا ِم ،وكان الت أساس هذا الفقه َ ُ كتاب الله ُ ِ ِ ِ الم َح َّم ِد َّي� َة ،قال تعالى عن ه�ذه ال َّثال َث ِة األُ m َ عو ِة: صول في فق�ه الدَّ َ واألخلاق ُ ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ [األنع�ام ، ]٨٩ :وقوله تعالى :ﮋ ﭞ ﭟ
ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ
ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﮊ [الجمعة.]٢ :
ٍ الف ِ واستمر العم ُل بهذا ِ ووسيلة للمعام َل ِة بين الجميع قبل ُظ ِ قه ُ ٍ هور ِعل ِم سلوب كأ َ َّ َ َ حيث كان فِقه الدَّ عو ِة إلى ِ ِ األُ ص�ول وم�ا َت َف َّر َع عنه ُ الله وعا ًء لكا َّف ِة ال ُعلو ِم َيت ََح َّق ُق به َ ُ ِ ِ ش�روعي ِة الدَّ ِ ِ دون ِ المس�ن َِد نجاح َم غي�ر ِه عوة إلى الل�ه في المجتمعات على َ َ َّ ُ الوجه ُ
ِ ِ ِِ ِ ِ المت َِّص ِل بال َّثوابِ ِ ِ عو ِة ، ت ال َّثال َث ِة: الس�نَّة ،النَّ ُب َّوة) وبانعدامه ـ أي :فقه الدَّ َ (الكتاب ُّ ، ُ الثوابت الثالثة ِ ِ ِ ِ وتفسدُ في فقه الدعوة والذي هو أيض ًا فق ُه الت ُّ تفسدُ عال َق ُة الدَّ اعي والعال ِم ُ َّحوالت ـ ُ بالمجت ََمعات ُ إلى الله ٍ ِ ٍ سلاح و وه ْي َمن َِة عو ِة والدَّ اعي وتتحو ُل الدعو ُة إلى ُس�ل َطة َ َّ المجت ََمعات بالدَّ َ عال َق ُة ُ ٍ ِ ِ ٍ ٍ وهد ٍم ـ وو َه ٍن َ جاهات و ُطموحات ،أو إلى ُخضو ٍع واستسلا ٍم واس�تتبا ٍع و ُعن�ف َ
جلسة بين األنبياء والرسل ناقشوا فيها فقه التحوالت
المراح ِل السابِ َق ِة ـ وكما نشهدُ ه اليوم في ِ ِ واإلسالمي. العربي الواق ِع كما جرى في َ ُ ِّ ِّ َ ّ
ِ ِ ِ إن االهتمام ِ ِ الس�اعة َ بل َّ األمور التي نَا َق َش�ها وعالمات التحوالت بفقه كان أحدَ َ ِ ِ رس�ول ِ ِ ُ والمعراج مع ن ْ ِ والرسل ،كما ورد في األنبياء ُخ َب ٍة ِم َن اإلس�راء الله mليل َة 90
ٍ �ول ال ّل ِه ِ mلقي إِب ِ �ري بِرس ِ «لما كان ل ْيل َة ُأ ْس ِ ابن ماج ْه عن ِ ِ راهيم ْ ُ ابن مس�عود قالّ : وموس�ى ِ ِ فلم ي ُك ْن ِعنْد ُه وعيسى ، الساعة فبدؤوا بِإِ ْبراهيم فس�أ ُلو ُه عنْها ْ ، فتذاكروا ّ ُ ُ ِمنْها ِع ْلم ُ ،ثم س�أ ُلوا موس�ى فلم ي ُكن ِعنْده ِمنْها ِع ْلم ،فرد ا ْل ِ حد ُ يث إِلى ِعيسى ا ْب ِن ٌ ُ ّ ُ ْ ْ ُ ٌ ّ ِ مري�م فق�ال :قدْ ُع ِهد إِ ِ لمها إِلاّ ال ّل ُه ،فذكر وجبتها فأ ّما ْ ل�ي فيما ُدون ْ وجبتُها فلا ي ْع ُ ّ ْ ِِ ِ وج فيس�ت ْقبِ ُل ُه ْم ْيأ ُج ُ فير ِج ُع الن ُ ّاس إِلى بِالده ْم ْ ُخ ُ�روج الدّ ّجال قال :فأن ِْز ُل فأ ْق ُت ُل� ُه ْ ، حدب ين ِْس� ُلون ،فال يم�رون بِ ٍ ِ ْ ٍ ماء إِلاّ ش�ي ٍء �م ِم� ْن ك ُِّل �وج ُ ومأ ُج ُ ش�ر ُبو ُه وال بِ ْ ُ ُّ وه ْ
أن ي ِميتهم فتنْتُ�ن الأْ ر ُض ِمن ِر ِ ِ يح ِه ْم ْ إِلاّ أ ْفس�دُ و ُه ْ ، ُ ْ �أرون إِل�ى ال ّله فأ ْد ُعو ال ّل�ه ْ ُ ُ ْ فيج ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بح ِر ، فيحم ُل ُه ْم ف ُي ْلق ِيه ْم في ا ْل ْ السماء بِا ْلماء ْ ْ فيج ُأرون إِلى ال ّله فأ ْد ُعو ال ّله ،ف ُي ْرس ُ�ل ّ
ِ ْس�ف ا ْل ِج ُ الساع ُة ُث ّم ُتن ُ لي متى كان ذلِك ْ كانت ّ بال وتُمدُّ الأْ ْر ُض مدّ الأْ دي ِم ،ف ُع ِهد إِ ّ ِ ِ ِم ْن الن ِ جؤ ُه ْم بِ ِوالدتِها» (((. أه ُلها متى ت ْف ُ ّاس كا ْلحام ِل ا ّلتي ال يدْ ِري ْ ِ ِ ِ ِ إبراهيم وموس�ى األربعة األنبياء عالق�ة الحديث إش�ار ٌة واضح ٌة إلى وفي ه�ذا َ ِ ِ ِ ٍ محمد m الحديث َب َّي َن َّ أن َ وعلومها ..إال َّ أن مخاطب َة سياق بالساعة وعيسى ونب ِّينا ِ ِ ِ ِ الساعة كانت َ َ بذلك لهم إبراهيم وموسى عن َ حول َو ْج َبتها ،أي :قيامها ،فلم َي ُك ْن ْ َ علم ..أما عيسى فقد َ اإلشكال بأمرين: أزال ٌ
ِ ِ ِ علم ِ كغيره. (َ )1أ َّن ُه أسندَ ع ْل َم الساعة في قيامها إلى الله ولم يك ْن ل ُه بها ٌ
الساعة فيما ُع ِهدَ ِ ِ كشف عن ِ إليه وخاص ًة فقه الت ََّح ُّوالت والعل ِم بعالمات (َ )2أ َّن ُه َ أمر الدَّ َّج ِ ِ في ِ ِ المتقار ِ ب حتّى ِق َي ِامها . الزمن ومأجوج وما َب ِق َي م َن ويأجوج ال َ َ
ِ ِ ُ الس�اعة وعالماتها بالكش�ف عن المعني النبي محمدٌ mهو وعلى هذا ُّ فيكون ُّ
فيم�ا يخص الزم َن ُك َّل ُه ،وقد َأ ْف َص َح mعن هذا العل ِم كما س�يأتي َحتّى َص َار َأ َحدَ ُّ ((( ابن ماج ْه ( ، )4071إسناده صحيح « ،موسوعة الفتن» (.)135
91
ِ �ر الدَّ ْع�و ِة إلى ِ اع ِ َقو ِ ِ �د ن َْش ِ ِ مراح�ل الت ََّح ُّو ِل ش�ؤون األم� ِم في ومعالجة الل�ه تعالى َ َ والوه ِن وال ُغ َث ِ اء. َ َ
ترتكز الدعوة إلى الله على عاملين اساسيين
ين ِ َك ُز على ِ الله ترت ِ إن منه ِجي َة الدَّ عو ِة الى ِ أساس َّي ِ عام َل ِ ين: َ َّ َ َ َّ ِ المت َِّص ِل . عو ِة: ُ -1فق ُه الدَّ َ بالسنَد ُ والسنَّ ُة َّ الكتاب ُّ األخالق الن ِ ُ َّبو َّي ِة ـ واالستقا َم ُة. -2فِق ُه الدَّ اعي :النُّ ُب َّو ُة ـ أي
ِ ِ �روط في ُح ِ واالهتداء بالمتبو ِع األع َظ ِم ُ m ُ وتتحدَّ ُد هذه ُّ حيث االقتداء س�ن الش ِ َّ تفر َع عنها ما وجب على إن حياتَ� ُه في ( َم َّك َة والمدينة) ُك َّلها في أساس�ها َد َ عوةٌُ ،ث َّم َّ واجبات شرعي ٍة ومس�ؤولِي ٍ ٍ ِ ُ األساس ،فيكون على هذا ات اجتماع َّي ٍة المس�لمين ِمن ّ َّ وحام ِل فِ ِ ِ فِقه الدَّ عو ِة َشرط ًا سابق ًا ِ ِ قه األُ لحام ِل َّ الشري َع ِة صول. َ ُ
دليل فقه الدعوة
ِ ِ ُ عو ِة قول�ه تعالى :ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ودلي�ل ذلك في فقه الدَّ َ
دليل فقه الداعي
دليل فِ ِ أن َ كما َّ ق�ه الدَّ اعي قوله تعالى :ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ
ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮊ [النحل.]١٢٥ :
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﮊ [األحزاب.]٢١ :
والموع َظ ُة الحس�نَ ُة والمجاد َل ُة بالتي هي أحس�ن ف�ي ِ ِ ِ اآلية األولى فِق ُه كم� ُة َ ُ ُ َ َ َ فالح َ دعو ٍة. َ سول ِ واالقتداء واالهتِداء بِر ِ الله في اآل َي ِة ال ّثانِ َي ِة فِق ُه الدَّ اعي. ُ َ ُ
شرط الداعي الحق
ِ ِ وبِهم�ا مع ًا يتح َّق ُق اإلسلا ُم في ُّ ش�روط وصورةً ،ولهذا َفإِ َّن من معنى الش َ �عوب ً الش ِ ٍ ٍ فقه الدَّ ِ ِ انتقال ِ ِ َّسلس ِل َّ رع ِّي في َ عوة وفقه الدَّ اعي من مرحلة إلى مرحلة ُوجو ُد الت ُ الجانِ َب ِ ين: 92
ِ ِ ِ أوالً :التَّسلس ُل َّ ِ عو ِة. بالسنَد في فقه الدَّ َ الشرع ُّي َّ ُ �رعي بالس�ن َِد في فِ ِ ثانيا :التَّسلس ُ�ل َّ ِ قه الدَّ اعي ،قال تعالى :ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ الش ُّ َّ ُ
ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ِ ِ ُ المت َِّص ِل . [الجمعة]٤ - ٣ : السنَد ُ واإللحاق في َأ َحد معانيه إشار ٌة إلى َّ
س�اري َة الذي كان من ِ حديث ِ آخ ِ رباض ِ ِ ُ �ر ما تك َّل َم به mفي الع و ُيؤ ِّك�دُ ذل�ك بن ِ َ قه التَّح�و ِ صول فِ ِ حياتِ ِ ِ �ه وه�و ٌ الت ن َّص ًا وتطبيق ًا ،فأ ّم�ا ن َُّص ُه فهو« :خط َبنا أصل من ُأ ُّ حديث العرباض س�ول ِ القلوبُ ،قلنا :ابن سارية وموقعه َر ُ الل�ه ُ mخط َب ًة َبلي َغ� ًة َ ،ذ َر َفت منها ال ُع ُ وو ِج َلت منه�ا ُ ي�ون َ ، من فقه التحوالت ِ ِ ِ يا َر ُ والس�م ِع س�ول الل�ه ،ل َع َّلها ُخط َب ُة ُم�و ِّد ٍع ،فأوصنا؟ قالُ :أوصيكُم بِتَقوى الله َّ وال َّطا َع ِ �ة ،وإن تَأ َّم َ�ر عليك�م عَب�دٌ ،إنَّ�ه َم�ن َي ِع�ش ِمنكم فس�يرى اختِالف� ًا كثير ًا ، الخ َل ِ اش ِدين الم ِ فاء الر ِ هد ِّيي َن َ ،ع ُّضوا عليها بالن ِ وسن َِّة ُ َّواج ِذ ،وإ ّياكم َ ّ فع َليكُم بِ ُس�نَّتي ُ
ومحدَ ِ ثات األُ ِ مور َ ،فإِ َّن ك َُّل بِد َع ٍة َضال َل ٌة»(((. ُ
وفي رواية أخرى« :اع ُبدوا الل َه وال ت ِ أمركم ُشركوا به شيئ ًا ،وأطيعوا َمن ولاَّ ُه الل ُه َ
،وال ت ِ األمر أه َل ُه ولو كان َعبد ًا أس�و َد ،وعليكم بما ِ تعرفون من س�نة نبيكم ُنازعوا َ والخ ِ ِ لفاء الر ِ المهد ِّيين َع ُّضوا على ن ِ ُ َواج ِذكم اشدين بالحق»(((. ِّ َّ ِ تعرف�ون» كأنَّ�ه يري�دُ بها (م�ن س�نَّتي) أيِ : وقول�ه« :بم�ا ِ حديث مواقفي ،وف�ي ُ ُ واضح ٌة إلى َ ِ ومسلم إشار ٌة ِ ِ السم ِع وال َّطا َع ِة عند البخاري الباهلي الذي رواه َ ُّ مسأ َلة َّ َ ٌ ِّ ِ حيث قال« :وال ت ِ ِ القرار ُ األمر أه َل ُه وإن كان لكم». االختالف على ُنازعوا َ
بتأصيل فِ ِ رواية مس�ل ٍم عن ُعقب� َة ابن ِ ِ عام ٍ ِ ٌ حديث َ قه آخ َر ل�ه عال َق ٌة ها َّم� ٌة �ر وف�ي َ ُ
((( رواه أبوداود ( )4609والترمذي (.)2891
((( تاريخ دمشق ( )177 :40وقال فيه ابن عساكر :له متابعة.
93
التَّح�و ِ لس�ت أخش�ى عليكم أن ت ِ ُش�ركوا بعدي ،ولكن الت وه�و قو ُل ُه « :mإنِّي ُ ُّ أخشى عليكم الدُّ نيا أن تنا َف ُسوا فيها فتَقتَتِلوا فتَه َلكوا كما هلك َمن كان قب َلكم»(((. قال ُعقب ُة :فكانت آخر ما رأيت mعلى ِ المن َب ِر. َ ُ
قه التَّحو ِ تأصيل هام في فِ ِ الت ألُ ُم ٍ ين الحدي َث ِ هذ ِ وفي َ ور: ين ُّ ٌ ٌّ تأصيل فهم ِ ِ ِ ِ ِ َّحوالت واالختالفات في َ فقه التحوالت القرار مسأ َلة -1 تخصيص الحديث لما يجري من الت ُّ ُ لألحاديث (قرار الحك ِم ِ ِ والعل ِم) وليس في ن ُصوص ِه التَّع ُّب ِد َّي ِة فقط. ِ ُ السابقة
قه التَّحو ِ �ة فِ ِ تخ�دم فِقه الدَّ عو ِة في ِدراس ِ ِ ُ الت وهي ُس�نَّ ُة تأصي�ل ُس�ن ٍَّة َع َم ِل َّي ٍة -2 ُّ َ ُ َ َ المواق ِ ِ ف.
قه الدَّ ِ تأصيل س�ن ٍَّة أخرى من فِ ِ (س�نَّ ُة الدِّ ال َل ِة) تفر َع عن هذا ال َفه ِم َ عوة وهي ُ ُ ُ كما َّ إقامة الدعوة وأمة رس�ول اللهِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ عوة إلى الله تعالى ُم ُ نذ أن كان اإلجابة َّحوالت بالدَّ َ وبه�ذا َتت ََجدَّ ُد عال َق ُة فقه الت ُّ الش ِ ِِ ِ ِ رع َّي ِ قه ِ ين َّ ين. mفي َم َّك َة والمدينَة َي َض ُع ألُ َّمته الف َ ِ ِ ِ ِ •فِقه الدَّ ِ عو ِة . عوة إلى الله بين ُأ َّمة اإلجا َبة و ُأ َّمة الدَّ َ َ ُ •فِقه العلو ِم َّ ِ ِ وس ٌ لوك . ُ ُ الشرع َّية عقيدَ ٌة وشريع ٌة ُ
ين كمادتَي ِعل ِم تَعب ٍد وديان ٍَة فقد حدَّ د ِ وكما وضع mثوابِ َت ه َذ ِ ِ قه ِ أوع َيتها َ َ ُّ َّ ين الف َ ف ،وعند دراستِنا لِ ِ الموق ِ ِ ِ ال َب َش ِ الحام َل َة عنه سال َم َة الن ِ نماذ ِج التَّقسي ِم َّهج وعدا َل َة �ر َّي َة َ ِ الش�ري َف ِة ن ِ ِ الس�نَّ َة الت ِ َجدُ َّ للس�ن َِّة َّ السنَّ ُة التي جرت َّقر ِير َّي َة هي ُّ أن ُّ لدى ُعلماء األُصول ُّ
ِ عل َب ِ لس�ان أو فِ ِ الس�ن َِّة الصحا َب ِة ئ على حصانات عض َّ وأقرها mوصارت ُجزء ًا من ُّ َّ النبي m الش ِ َّ رع َّي ِة. لبعض أصحابه �ة بالتَّحو ِ �ف ذات العال َق ِ المواق ِ ِ وتجريحه آخرين وف�ي ه�ذا ِ ضمار ن ِ ِ َج�دُ َّ الت قد أن ال َعديدَ ِمن الم ُّ وأهمية ذلك في فقه الدعوة
((( صحيح مسلم (.)6117
94
ف وس ِ مواق ِ راج ِ بينت عَدَ م ِ ِ اند ِ وخاص ًة الصحا َب ِة ئ كاس ٍم ُم َج َّر ٍد �لوك َّ بعض َّ َ َّ ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّبي mأقوا َلهم الس�ن َِّة التقرير َّية ب�ل دمغ الن ُّ م َّم�ن وقعوا في دائ َرة النِّفاق في َمفهو ِم ُّ
ِ ِ َّبي m وأب�ر َز إحدا َثهم وبِد َعتَه�م وت ََم َّي ُزوا عن َّبي ال ُع�دُ ول بما قال الن ّ أصحاب الن ِّ َ ِ ِ ِ فيهم ،كقولِ ِه mفي أحدهم : «أو ُل َمن «يخر ُج من ضئضىء هذا أقوا ٌم»((( وقوله َّ : ُ ي َغي�ر س�نَّتي رج ٍل من بني ُف ٍ الن » ((( ..وقوله « :لو ُقتِ َ�ل اليوم ما اختلف رج ِ الن من َ ُ َ ُ ُ ِّ ُ ُ َ ِِ السنَّ ُة الت ِ ِ َّبي َّقرير َّي ِة بِ ُخ ُأ َّمتي » ((( ...الخ وبهذه القواعد َّ أقر الن ُّ صوص الذين َّ تأصلت ُّ �ف فقد أصلت ِ ِ َّب�ي mمن أولئك أقوا َل ُه�م وأفعا َل ُهم ،وأ َّما ُس�نَّ ُة مواق َ المواق ُ َّ ف الن ِّ الس�ن َِّة إلى البِد َع ِة سوا ًء كانوا أفراد ًا أو الذين خرجت أقوا ُلهم وأفعا ُلهم عن مفهو ِم ُّ ٍ جماعات .
ِ ِ ولهم تَسلس ٌ�ل في مقار َف ِة البِد َع ِ ِ ٍ َب كقول ُح �ة القولِ َّي ِة س�مة وما تَرت َّ رقوص في الق َ َ َ ُ ئضئ هذا » أي :على مثالِ ِه ِ قول النَّبي « : mيخرج من ِض ِ على ذلك من ِ ومن نمو َذ ِج ُ ُ ِّ علي ِة كبِدع ِة ِ مدرس�تِ ِه وفِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الض ِ َّبي m بناء مس�ج ِد ِّ َ ك�ره ،والبِد َعة الف َّ �رار الذي أمر الن ِّ َ َ َ
يدهم للي ِ وتأي ِ دم ِه ،والبِد َع ِة الت ِ ِ بِه ِ المنافِ ِقي َن ِ كموا َف َقتِهم َ هود والنَّصارى َ َ أفعال ُ َّقرير َّية ُ ِ ِ ِ وإقرارهم على الك ِ أقر ُه و ُمدعي النُّ ُب َّو ِة َّبي mوأصحابِه ،وما َّ ُفر فيما فع ُلو ُه ضدَّ الن ِّ والفاس ِقين ِمن ِ ِ تأييد م ِ ويدخ ُل في البِد َع ِة الت ِ سيل َم َة الك ََّذ ِ ُ َّقرير َّي ِة اب ، المنافِ ِقين ُ َ ُ بعض ُ آل الب ِ مواق ِ تأييد ِ تأخرين من ِ وار ِضدَّ ُع َ ِ ف ال ُّث ِ يت ت ِ َبرئ ًة م�ا يك ُت ُبه ُ ثمان وضدَّ ِ َ الم ِّ َ بعض ُ ِ ض�وض ومناه َض ًة للنَّم ِ أصحاب الم ِ لل َّظ َلم ِ وح َم َل ِة َم ِ نهج ط لك ال َع �ة ِم�ن ِ ُ َ األوس�ط َ َ َ ِ ُ َ
((( صحيح مسلم ()2500
((( عزاه األلباني في السلسلة الصحيحة ( )329 :4إلى ابن أبي عاصم وحسن إسناده .
((( رواه أحمد ( ، )42 :5وإسناده صحيح على شرط مسلم « ،العراق في أحاديث الفتن» ألبي عبيدة مشهور حسن سلمان (. )53 :1
95
بعض البدع المدموغة من عهد الرسالة
الش ِ بعض الباحثين الم ِ الخال َف ِة األَ َب ِو ِّي النَّ َب ِو ِّي َّ عاصرين وينالون به رع ِّي ،أو ما يكت ُب ُه ُ ُ ٍ األكاديمي ِة والمراتِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بض والن ِ لمدارس ال َق ِ ِ َّ َّقض ُصر ٍة هادات الش َّ ب العلم َّية من تأييد ون َ الذ ِ ِ ِ ِ عاصر ِة في ه ِ الم ِ ِ در َستِهم َّ وق َّي ِة جمتهم البِدع َّية على آل ال َبيت النَّ َب ِو ِّي ومن ار َت َب َط بِ َم َ َ َ َ ُ الش ِ ب أهل السن َِّة والجما َع ِة ِ بعض ِ الف ِ ِ مذاه ِ قه َّي ِة َّ رع َّي ِة. ،أو ما اع َتنَقوه ِمن ُّ
96
ِ ِ ِ ِ حو ِ ِِ لات وسنَّةُ ال ِّدلالة وموق ُعها من فقه الت َّ ُّ ُسنَّةُ المواقف ُ
ِ والجمع والس َير ِة حميد ًة كانت أو ذميم ًة، الس�نَّ ُة ُلغ ًة بال َّطري َق ِة ُ واألسلوب ّ ُع ِّر َفت ُّ
(س�نَ ٌن) ،ق�ال تعال�ى :ﮋﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ ُ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﮊ [الكه�ف ]٥٥ :وس�نَّ ُة األولي�ن ِ مواق ُفه�م َّ ُ ِ �ير ِة وال َفه ِم والت ِ ُ المكا َب َر َة َّعليل ،وق�د وماذه�ب إليه ُ تكون ُ والس َ آباؤهم من ال َّطريقة ِّ
العذاب فطلب المش�ركون األولين أنَّهم عاينوا والتَّح�دِّ َي ،كما قال َّ َ اجُ :س�نَّ ُة َّ الز َّج ُ أن قالوا :اللهم إن كان هذا هو الح َّق من عندك فأمطِر علينا ِحجار ًة من الس ِ ماء. َ َّ َ
غير َل ِ ِ الرواي ُة من ِ فظ «في اإلسالم» َف َل ُه وفي الحديثَ « :من َس َّن ُسنَّ ًة َح َسنَ ًة وهذه ِّ أجرها وأجر َمن َع ِم َل بها»((( ومعنى « َمن َس� َّن ُس�نَّ ًة» يري�دُ عم َلها ل ُيقتدى به فيها ، ُ ُ وك ُُّل َمن ابتد َأ أمر ًا َع ِم َل به قو ٌم بعده قيل :هو الذي َسنَّ ُه.
ِ ِ تص�رف من لفظه�ا ،قال اب�ن منظور: الس�ن َِّة وما َّ ك�ر ُّ تك�ر َر ف�ي الحديث ذ ُ وق�د َّ االصطالح َّ ِ ُ ِ فالس�نَّ ُة إنما ُيرا ُد بها والس�يرةُ ،وأما في الش�رع ِّي ُّ (واألصل فيه ال َّطريق ُة ِّ ال وتقرير ًا ِم َّما لم ينطِق به ال ُق ُ َّبي mوندب إليه قوالً وفع ً رآن أو ما َل ِز َم م�ا أم�ر به الن ُّ تفسير ُه وتعلي ُل ُه من معانيه ،ولهذا ُي ُ ُ قال في أد َّل ِة َّ القرآن والسنَّ ُة) أي: الشر ِع ُ (الكتاب ُّ ُ ٍ ِ ُ كضابط ن َِّص ٍّي لألحكا ِم األساس َّيان للتَّشري ِع والحديث) انتهى((( .وهما المصدران رة لدى ع َل ِ منذ ِ المقر ِ ِ بداية َع ِ ماء األُ صول ُ صر التَّدوين. ُ ُ َّ
((( أصل الحديث في مسلم ( )6975وهذه رواية مسند أحمد (.)19721 ِ يم ًة، �ير ُة َح ِميدَ ًة كَان ْ َت َأ ْو َذم َ الس َ الس�نَّ ُة ِّ الس�نَّ ُة ال َّط ِري َق ُة َو ُّ ((( لس�ان العرب ( ، )220 :13وفيهَ :و ُّ وا ْلجمع سنَن ِم ْث ُل ُ :غر َف ٍة و ُغر ٍ ف. َ َ ْ ُ ُ ٌ ْ َ َ
97
التعريف بلفظ «السنة» لغة واصطالحا
ِ ِ ِ ِ ُ وتجعل ِع ْل َم المواق�ف ، الس�نَّ َة مفهو َم م�ع أن َ بع�ض ِروايات األحادي�ث ُت ْعطي ُّ ِ ِ ِ اًّ بصدَ ِدها ،فقد َر َوى الحديث مس�تقل عنها ،وهو ما ُي َؤ ِّيدُ ُس�نَّ َة المواقف ا ّلتي نح ُن َ ِ علي vقالَ :خ َر َج والخطيب الطبراني ُّ ُ والرا َم ُه ْر ُم ِز ُّي بأسانيدهم عن ٍّ البغدادي ّ ُّ
رسول ِ َ ُ خلفاؤ َك الله و َمن قلت :يا «الله َّم ْار َح ْم ُخ َل َف ِائي» ،قالُ : ُ رسول الله mفقالُ : ِ ِ ِ ُون ِمن َب ْع ِدي َي ْر ُو َ قال« :ا َّل ِذي َن َي ْأت َ َّاس»(((. ون َأ َحاديثي َو ُسنَّتي َو ُي َع ِّل ُمون ََها الن َ ِ غاير له�ا ،والتي هي الحديثي هنا (أحاديثي) فالن�ص ٌ ُّ (س�نَّتي) و ُم ٌ للس�ن َِن ُ س�ابق ُّ ُّ ِ ٌ ُ األمر ما رواه حي�ث ومنفص�ل عنها من المواق�ف) ، (س�ن ُن ُ التعريف ،و ُي َؤ ِّيدُ ه�ذا َ ِ ٍ «يكون َب ْع ِدي َأ ِئ َّم ٌة َي ْهتَ�دُ َ ُ ُ ون بِ َهدْ ِيي وال حدي�ث حجر في «الفتح» من الحاف�ظ اب� ُن
ِ ِ ُّون بِ ُس�نَّتِي» ،والمعل�و ُم ّ َي ْس� َتن َ الش�ريف وما بالحديث العلم النبوي ه�و الهدي أن َّ َ ُ ِ ِ المواقف الحديثية ،وإنما هي بالنص�وص الس�نَّ ُة هنا فال عالق َة لها ُ َت َف َّ�ر َع عنه ،وأما ُّ ِ ِ فس�نَّ ُة الخاص ُة به صلى الله عليه وآله وس�لم في تطبيق العل ِم وثمراته ،وعلى هذا ُ
سنة المواقف وسنة الداللة
ِ ِ ِ وس ُ وخلفائه mفيما يعا َم ُل فات المتبو ِع األع َظ ِم َصر ُ �لوك وت ُّ المواقف هي طريق ُة ُ الموق ِ ِ األخذ بالجرير ِة وات ِ ِ ِ ِ والم ِ ف ِّخاذ األخلاق وعَدَ ِم عار ُض ِمن َس� َع ِة َ المواف ُق ُ به ُ ِ رس�ول ِ ِ ِ الم ِ ِ ِ ناس ِ الو ِ وحصانة الل�ه ، m واألخالق في صم ِة �ب بِحصانَ�ة َ ح�ي والع َ ُ ِ قه الدَّ عو ِة إلى ِ الخلفاء ،وهي أساس فِ ِ ِ ِ ِ ِ الله. والعدالة في والسند والتوفيق االجتهاد َ ُ
ِ المهديين فه�ي م�ا اجته�دوا فيه ِم�ن ات ِ ِ وأم�ا سنَّ ُة ُخ َلفائِ ِه الر ِ الموقف ِّخاذ اشدين ِّ َّ ّ ُ انحياز وال َغ ِ ٍ للسن َِن ِ الوار َد ِة بما تقتضيه المص َل َح ُة العا َّم ُة من ِ مط َح ٍّق غير بعد النَّ َظ ِر ُّ ٍ ٍ تفريط. إفراط وال لأِ َ َح ٍد وال ((( ضعيف ،من مراسيل الحسن " ،صون الشرع الحنيف" ،عمرو عبدالمنعم ،والحظ رواية
الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث «اللذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله» وقد تقدمت في فصل علماء الفتنة وفقه التحوالت .
98
ِ ِ موقف اإلما ِم عل�ي vفي ِ قبول ِ ِ الخلفاء والعم�ل ِبه مع الخالفة قرار ومنه�ا ُ ٍّ ِ ِ ِ ِ ِ البعض احتج به وسلامة االس�تقرار تحقيق على ُ النص الذي َّ االستمرار مع وجود ِّ ِ دون ِ ِ ِ وج�وب خالفتِ�ه َ الخلفاء الراش�دي َن، س�نن غيره ،فموق ُفه يعدُّ س�ن ًة من عل�ى
ِ ِ ُ يحمل البيع َة العام َة الخالفة وهو الحسن vفي تنازلِه عن موقف اإلما ِم ومنها ُ
ِ الحس�ين vبخروج�ه من أرض الحجاز موقف اإلما ِم من المس�لمين ،ومنها ُ ِ ِ قض�اء ِ ِ ٌ الله يتأخر عن مقت�ول ،فلم يعل�م أنه والحرب وهو الدم�اء لتجنيبِه�ا َم َغ َّب� َة ْ ُ دون ٍ ِ ٍ ِ حرب أو ٍ ِ ٍ البيت َ قتال، رغبة في جملة م�ن آل العراق مع خرج إلى وق�دره ،بل َ
ِ ِ وفريق فري�ق المحبي� َن المتخاذلي َن الح َّج َة على وإنم�ا ٌ نبوي أقا َم ب�ه ُ أبوي ٌّ موق�ف ٌّ ِ ٍ ِ المبغضي َن القاتلي َنَّ ، الدين. بإحسان إلى َي ْو ِم البيت و َمن تب َعهم وظل درس ًا آلل عو ِة بِ ُشروطِ ِه. والرشدُ هو تسلس ُل فقه الدَّ َ ُ ُّ واالهتداء هو تسلس ُل سن َِد فِ ِ قه الدَّ اعي بِ ُشروطِ ِه. ُ َ ُ
ٍ ٍ ِ ِ النبوي الهدي ودالل�ة وبين كموقف الس�ن َِّة و ُي َؤ ِّي�دُ هذا المعنى في ِّ التفصيل بي َن ُّ ِ ِ حديث حذيف َة ِ َ اليم�ان من قوله :v بن كأحادي�ث وعل�و ٍم وأحكا ٍم م�ا ور َد في
رس�ول ِ َ َ َ الش�ر َم َخا َف َة َأ ْن الل�ه mعن الخير وكنت أس�أله عن يس�ألون الن�اس كان ُ ِّ خير؟ قال :قال َ :نعم ِ ِ الشر من ٍ وفيه ُيدْ ِركَني ...إلى أن قال... ُ َ ْ فقلت :هل بعدَ ذلك ِّ ُّون بِ َغ ْي ِر ُس�نَّتِي َو َي ْهتَ�دُ َ َد َخ� ٌن ،قالَ :و َما َد َخنُ ُه؟ قال :قو ٌم َي ْس� َتن َ ف ون بِ َغ ْي ِر َهدْ ِيي َت ْع ِر ُ
ِمن ُْه ْم َو ُتن ِْك ُر((( .وفي حديث مس�لم اآلخر َ :أ َّن َر ُس َ �ول ال َّل ِه َ mق َالَ :ما ك َ َان ِم ْن نَبِ ٍّي ون بِ َهدْ ِي ِه َو َي ْس َتن َ ون َي ْهتَدُ َ َان َل ُه َح َو ِار ُّي َ إِلاَّ َو َقدْ ك َ ُّون بِ ُسنَّتِ ِه(((. ِ ِ الشريف وما َت َف َّر َع عنه بالحديث العلم النبوي هو الهدي والمعلو ُم كما س�بق أن َّ َ ُ
((( مسلم (.)3434 ((( مسلم (. )50
99
ِ ِ ِ الحديثية، بالنص�وص �مى ال عالق َة له فم َس ًّ من األحكا ِم الش�رعية ،وأما الس�ن ُة هنا ُ ِ تطبي�ق العل� ِم وثمراتِه ،وتم ُّي ُ�زه mفي المواق�ف الخاص ُة ب�ه mفي وإنم�ا ه�ي ُ ِ ِ وبالناس. باألمور معامالتِه واهتماماتِه
عبد ِ بن ِ ِ حديث ِ جابر ِ الله َأ َّن النَّبِ َّي َ mق َال لِ َك ْع ِ ب ْب ِن ُع ْج َرةََ :أ َعا َذ َك ال َّل ُه ِم ْن وف�ي اء َ ،ق َال :وما إِمار ُة الس� َفه ِ إِم�ار ِة الس� َفه ِ ُون بع ِ اء ؟ َق َ �دي لَ َي ْقتَدُ َ ون �ال ُ :أ َم َرا ُء َيكُون َ َ ْ َ َ َ َ ُّ َ َ َ ُّ َ بِ َهدْ ِيي َولَ َي ْس� َتن َ ُّون بِ ُس�نَّتِي َ ،ف َم ْن َصدَّ َق ُه ْم بِك َِذبِ ِه ْم َو َأ َعان َُه ْم َع َل�ى ُظ ْل ِم ِه ْم َف ُأو َل ِئ َك َل ْي ُسوا ِمنِّي َو َل ْس ُت ِمن ُْه ْم(((. والسنَّ ُة على هذا المعنى ت ُ واألساليب) ،وهي : (المواقف ص َ َ َخ ُّ ُّ
س�نن النبي mوأصحابِ�ه ِ ِ وآل بيتِه ومن مواق�ف وس�ن ٌن نبوي ٌة رحماني ٌة من ()1 ُ ِّ ٍ بإحسان، تَبِ َع ُه ْم
ِ ِ ِ اإلفك وأه�ل الدجاجلة والمفس�دي َن ومواق�ف وس�ن ٌن ش�يطاني ٌة من ُس�ن َِن ()2 ُ ِ ِ «س� َيك ُ ُون َب ْعدَ أصحابي فتن� ٌة َي ْغ ِف ُر َه�ا الل ُه لهم والمنافقي�ن ،يق�ول فيه�ا وآل بيت�ه َ : بمحبتِهم إياي ،ثم يس َتن بها قوم من ِ َ بعدهم النار» (((. َ ْ ُّ َ َّ فيدخلون بهم َ ٌ ِ الملل األخرى كما ف�ي حديث البخاري الش�هير ( َلتتب ُع َّن ومنها س�ن ُن أصح�اب
ُسنن َمن كان قب َلكم.((( )..
((( صحيح ،الحافظ ابن حجر ،األمالي المطلقة (. )213
((( تفس�ير القرطب�ي ( ،)391 :7والفتن�ة هي القتال الذي وقع بي�ن الصحابة رضي الله عنهم، وقد تقدم الكالم عن تحصين النصوص للصحابة ص. 25
((( قال الحافظ في الفتح :بفتح الس�ين لألكثر ،وقال ابن التين :قرأناه بضمها ،وقال المهلب: قلت :وليس اللفظ األخير بالفتح أولى ألنه الذي يستعمل فيه الذراع والشبر وهو الطريق ُ .
ببعيد من ذلك .اهـ (.)378 : 20
100
ِ ِ ِ قسمين: المواقف) إلى تنقسم (سن ُن التفصيل وعلى هذا ُ
ِ خلفائ�ه الراش�دي َن ومواق�ف النب�ي mومواق ُف�ه سن ٌة نبوي ٌة أبوي ٌة ،وه�ي س�ن ُة ُ ِّ ِ المهديي َن إلى يو ِم الدين(((.
ِ ِ ِ والمنافقين ،وتقا ُبلها والكفار الدجاجلة ومواقف وسن ٌة أنوي ٌة شيطاني ٌة ،وهي سن ُة ُ
ِ ٍ س�نن األمور ،وهي ما يجري من ومحدثات الش�رعي (البدع ُة الس�يئ ُة) في المعنى ُ ِّ ِ ِ ِ والمنافقين ويس�ت ُّن بها المس�لمون والدجاجلة الكفار ومواقف على أيدي أولئك َ ِ ِ ِ بعل ٍم أو ِ َّاس بغير عل ٍم .وفي ذلك يقول َ : mم ْن َأ ْح َيا ُس�نَّ ًة م ْن ُس�نَّتي َف َعم َل بِ َها الن ُ
ِ ك َ ِ ص ِم ْن ُأ ُج ِ ور ِه ْم َش� ْي ًئا َ ،و َم ْن ا ْبتَدَ َع بِدْ َع ًة َف ُع ِم َل َان َل ُه م ْث ُل َأ ْج ِر َم ْن َعم َل بِ َها لاَ َينْ ُق ُ ِ بِها ك َ ِ ص ِم ْن َأ ْو َز ِار َم ْن َع ِم َل بِ َها َش ْي ًئا(((. َان َع َل ْيه َأ ْو َز ُار َم ْن َعم َل بِ َها لاَ َينْ ُق ُ َ قلت :رحم الله ابن التين والمهلب لو رأوا زماننا وما فيه ..إن ما وقفنا عليها من النصوص ُ
ذات المعاني المستجدة يرجح رواية الضم للسين التي ذكرها ابن التين ويبعد رواية الفتح.
فما وقعنا فيه نحن المس�لمين ليس تتبع الوسائل التي مضى عليها النصارى واليهود وليس
تقليده�م ف�ي تطوير دولهم وخط�وات التنمية في تعليمه�م وتربيتهم وثقافته�م وكأننا نتبع طريقهم ،بل لقد تش�ربنا تفكيرهم حتى صارت س�يرنا كس�يرهم وتطابقن�ا معهم في الوالء
والبراء للدنيا والمال وكراهية الموت بل وفي مواقفنا من كل ما استجد تمام المطابقة.أي:
ربما كنا ننتهج أساليبهم كخارطة طريق في مرحلة العلمنة ،وأما اآلن فنحن نسخة منهم.
((( وم�ن س�نن الخلف�اء المهديين التي س�تأتي المواقف النبوي�ة في العدل الت�ي يحييها اإلمام المه�دي عند مجيئه والتي بها ينش�ر الخير في أرجاء المعم�ورة ،ففي «المنار المنيف»... : فيقس�م المال ويعمل في الناس بس�نة نبيهم ويلقي اإلسلام بجرانه في األرض .وإس�ناده
حسن كما ذكر ابن القيم (.)110
والجميل أن اإلمام أبوعوانة اإلس�فراييني ( 316هـ) صاحب المس�تخرج على صحيح
وترجم ف�ي كتاب األم�راء ( )420 :4بقوله :بيان ذكر الخب�ر الموجب طاعة ْ�و َن مس�لم َعن َ َ اإلمام وإن لم يهتد بهدي النبي mولم يستن بسنته وإن ضرب ظهور رعيته.
((( صحيح لغيره ،األلباني ،صحيح ابن ماجه (.)174
101
ِ ِ ِ ِ ِ موقعه البدعة إلى تعريف الس�اعة قد أعا َد وعالمات التحوالت وبهذا يكون فق ُه َ ِ ِ ُ الشرعية للنبي المواقف فتكون البدع ُة األنوي ُة هي مخالف ُة السياس�ي، األساس�ي ال ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ m الش�رعية التي البدعة الدين ،أما مفهو ُم وخلفائه الراش�دي َن المهديي َن إلى يو ِم
ِ ِ الس�ن َِن الهدي َأ َّص َل َها الفقها ُء فهي مخالف ُة ِّ النبوي واألحكا ِم الش�رعية لما َث َب َت من ُّ ِ ِ ِ ِ ِ األصول ومخرجاتِه وثمراتِه. المرتبطة بعل ِم والتقريرية والفعلية القولية
عفان يو َم ِ النبي m الدار ْ َ َ نفسه وقال له :ال ت ْ َخ َل ْعها عثمان ب َن أن َي ْخ َل َع َ ولهذا نهى ُّ لعثمان يو َم ِ �م ذل�ك اليو َم ُت ْفطِ ْر ِعن ِْدي .قال عبدُ الله ب ُن ُع َم ٍ �ر v َ الدار :فال َو ُص ْ َخ َلع َق ِميص ِ َ َ عليك الله فيكون ُسنَّ ًة ُ :ك َّلما ك َِر َه قو ٌم خليف ًة َخ َل ُعو ُه َو َق َت ُلو ُه(((. َ ت ْ ْ ِ ِ ِ وق�د ت ََر َّس َ العباس�ي ،وكلما ك َِر َه العهد الضعف من مرحل�ة �خ ْت هذه البدع ُة في ِّ
العجم خليف ًة َخ َل ُعوه أو َق َت ُلو ُه. ُ
الموقف س�نَّ ٌة ش�يطاني ٌة نَهى عبدُ ِ ِ وعلى هذا ُ َ عثمان الله ب ُن ُع َم َر س�يدَ نا فمثل هذا َ ُ الموت والشهادةَ. واختار له cعن فِ ْع ِلها َ َ
ِ ُ ُ وس�ن َِّة فالحديث وعلى هذا المعنى يجعل من مفهو ِم قوله « :mعليكم بِ ُس�نَّتي ُ المهديين» غير المفهو ِم المتداو ِل لدى ع ِ ِ ِ الخلفاء الر ِ ِ لماء األُ صول ،ف ُع َلما ُء اش�دين ُ ُ َ ِّ َ َّ ِ ِ ِ األُ الس�ن َِّة صول يتناولون في هذا الحديث ما ترت َ الس�نَّة ُأصولي ًا إلى ُّ َّب على تقس�ي ِم ُّ ِ علي ِة والت ِ ِ ِ ِ ِ الحديث لمن َف ِه َم ذلك، أحدُ معاني َّقرير َّية) وهو ـ بال َش ٍّك ـ َ (القول َّية والف َّ الخ ِ اش ِ لفاء الر ِ ِ الت فيتناو ُل ِ أما فِقه التَّحو ِ ِ س�ول m ف ُ الر �دين((( من ومواق َ مواق َ َ ُّ ُ َّ ف َّ
((( ذكره القرطبي في التذكرة ص.597
((( وق�د أث�ر هذا المعنى عن عبد الله بن نعيم المغافري قال :س�معت المش�يخة يقولون ( :من أمر بمعروف ونهى عن منكر فهو خليفة الله في األرض وخليفة كتابه وخليفة رسوله )m اهـ الفتن (.)103 :1
102
األخالق ِ ِ والق َي ُم ال ِمن ُ ُ ُ المكتوب. َّص حيث حيث ما َّد ُة الن ِّ
ِ ِ ِ فه ُم َّ ف) ويؤ ِّكدُ ذلك ما قصدُ بها (الموق ُ الس�نَّة في هذا الحديث ُي َ وبهذا ُي َ أن لف َظ َة ُّ أن الس�نَّ َة هي لدى الع ِ ِ لماء ُ وتقرير ُه ال رس�ول الل�ه mوفع ُل ُه «قول ُ ُ ه�و معلو ٌم من َّ ُّ غير ذلك». َ
ِ َ ص ُ شير إلى ُسن ٍَّة ت ُ َّبي لك َّن َخ ُّ غير ُسنَّة الن ِّ الخلفا َء ،فهل هناك ُسنَّ ٌة أخرى ُ الحديث ُي ُ للخ َل َف ِ ُ m اء؟
فقه الدَّ ِ ِ أن مفهوم الس�ن َِّة هنا ـ ف�ي ِ والج�وابَّ : غير مفهو ِم عوة وفقه الت ُّ َ ُ َّح�والت ـ ُ َ ُّ الخ ِ الس�ن َِّة عن�د ع ِ لفاء ه�ي ِ صول الم ِ ِ لماء األُ وس�نَّ ُة ُ مواق ُفهم عند ُ َّبي ُ قر َرةَ ،ف ُس�نَّ ُة الن ِّ ُ َّ ُّ ِ ف عليه ل�دى العلماء ، ور َّبم�ا خالف�وا تع�ار َ َ الم َ المألوف ُ االختلاف واالحت�دا ِم ُ ، ِ ِ ((( ُ حي�ث َّ ُ يق�ولَ « :ع ُّضوا عليه�ا بالنَّواجذ» وله�ذا ُّص�وص ُمخت َِل َف� ٌة و ُمت َِّنو َع ٌة إن الن َ ِ ِ ِ ِ ف المش�روعة ،أ َّما جهات النَّ َظ ِر وو المواق ُ ويج�ري االجتها ُد مجرا ُه من االختالف ُ
المواق ِ ِ ِ فه�ي االجتها ُد َّ ف تقر َر بعده�ا من الس�ن َِن الواردة وما َّ الذاتي بع�د النَّ َظ ِر في ُّ ِ ِ ٍ الزكاة وتنازل اإلمام محاربة مانعي الصديق vف�ي أبوبكر كم�ا فعل الخليفة ُ الحسن vعن الخالفة.
واآلم�ر بالمع�روف والناه�ي عن المنك�ر في هذا األثر م�ن اجتمعت فيه ش�روط الهدى
والرش�د بلا خالف ،ويؤي�د هذا المعنى حدي�ث عن علي ؤ ق�ال ( :جعلت في هذه األمة خمس فتن :فتنة عامة ،ثم فتنة خاصة ،ثم فتنة عامة ،ثم فتنة خاصة ،ثم الفتنة الس�وداء
المظلم�ة الت�ي يصير فيها الن�اس كالبهائم ،ثم هدنة ،ثم دعاة إلى الضالل�ة ،فإن بقي يومئذ خليف�ة فالزمه) .والش�اهد هنا مفه�وم الخليفة المأخوذ م�ن الهدى والرش�د ،والرواية في
مصن�ف عبدالرزاق ( ، )20733وهي حس�نة اإلس�ناد « ،العراق ف�ي أحاديث الفتن» ألبي
عبيدة مشهور (.)540 :2
((( سنن أبي داود (. )4609
103
مفهوم السنة كموقف في حديث «عليكم بسنتي»
ِ ِ ِ ِ المواقف هي ُسنَّ ُة الت ِ فيتأص ُل بهذا المفهو ِم َّ عو ِة أن ُسنَّ َة َّطبيق األخالق ِّي في فقه الدَّ َ َّ سنة المواقف هي ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الس�ن َِن القول َّي�ة والفعل َّي�ة والت ِ تف�ر َع عنها م�ن اجتهادات في َّقرير َّي�ة وما َّ التطبيق األخالقي لمجم�و ِع ُّ في فقه الدعوة وضابِط ًا ِبف ِ ِ صول وفِ ِ ِ ِ األُ المذاه ِ قه قه عو ِة ِوعاء ًا جامع ًا َ ب ،وبهذا ال َفه ِم يكون فق ُه الدَّ َ
صول وع َل ِ �لوك ع ِ التَّحو ِ المذهبِي ِة في عال َقتِهم بِب ِ لماء األُ عض ِهم ال َب ِ عض ماء ِ ُ الت لِ ُس ِ ُ َ َ َّ ُّ ِ ِ ِ والم ِ ض وعال َقتِهم بِت ِ عار ِ الش ِ الشري َع ِة في ُّ َطبيق َّ عوب. بالمخالف ُ وعالقاتهم ُ
رعي وإقام ِة ح ٍ ِ تكون قانون ًا أو دس�تور ًا لِ َف ِ ِ َ َّ دود فهي فالش�ري َع ُة قبل أن َ ُ ُ رض نظا ٍم َش ٍّ وانعكاسات َش ِ ومعصومة وس ٌ ِ ٍ ٍ ِ رع َّي ٌة دو ٍة َح َس�ن ٍَة لذات ُم َط َّه َر ٍة ف َد َع ِو َّي ٌة مواق ُ ٌ �لوك ل ُق َ ُ ِ ِ َ لِ َو ٍ ُصوص الس�تفزازات ال َّطب� ِع أو تطوي ِع ن مجال فيها إيماني ال �م ٍّو ٍّ وس ُ اني َ ح�ي َر َّب ٍّ
َّ الش�رعِ ،قال فيه تعال�ى :ﮋﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ
ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮊ [القلم.]٤ - ١ :
الش ِ قه التَّحو ِ شرعي في فِ ِ أما س�نَّ ُة الدِّ ال َل ِة فهي ضابِ ٌط ِ الت ُي َحدِّ ُد ُه ِو َّي َة فِ ِ عل َّ يء أو ُّ ٌّ ُ سنة الداللة ضابط ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َص ُقرآن ٍّي أو حديث َن َب ِو ٍّي بِقرينَة يندَ ِر ُج شرعي لم يندرج تركه من عوة إلى الله استقرا ًء لن ٍّ وسائل الدَّ َ تحت ضوابط معناها في النَّص كَج ٍ ِ ِ زء من ِ االختالف على ٍ ِ أمر ُم َع َّي ٍن لم يندَ ِرج ستفاد عند الم م ل الع ِّ ُ ُ علم األصول
ِ ِ ِ ِ ِ المس�ت َِد ِّل بقولِه :هذا لم يكن تحت ضوابِط عل ِم األُصول عند ال ُعلماء كاس�تدالل ُ الله وال َع ِ سول ِ على ِ عهد َر ُ هد صحا َبتِ ِه ...إلخ.
قه التَّحو ِ ؤون “فِ ِ ِ ش�رعي ًة لما لم يتأصل من ُش ِ ُ الت” فتكون ُس�نَّ ُة الدِّ ال َل ِة هنا ُح َّج ًة ُّ َّ َّ ب الس ِ ِ العقيدة َّ ِ ِ لوك. في والشري َعة ومرات ِ ُّ
واالس�م ُمش�ت ٌَّق م�ن :الدَّ لاّ ِل بين المحيط»( :الدِّ ال َل ُة َمصدَ ٌر ُ ق�ال في «القاموس ُ كون َّ ِ يلزم م�ن ِ ٍ ِ الح :ه�ي ُ والمش�تَري ،وف�ي االصطِ ِ العل ِم بها الش�يء بحا َلة َ ُ البائ� ِع ُ الش ِ وأصل ِ الف ِ ُ َشي ٌء َ عل ( َد َّل َيدُ ُّل) من َد َّل على َّ يء ،أي :أشار إليه ،وهو أيض ًا آخ ُر. 104
المس� َتنَدُ َّ ِ االس�تدالل عليه من ٍ ِ قول أو فِ ٍ عل الم َع ِّب ُر على ِص َّح ِة ما ُيرا ُد من الش�رع ُّي ُ ُ غي�ر ذلك وهو عند ُف َق ِ ِ موق ٍ تقري�ر أو ِ ِ �ف أو ِ ٍ ه�اء ِعل ِم األُ َّوص ُل أو صول ما ُيمك� ُن الت ُّ بِ ٍ ِ مطلوب َخ ِير ٍّي. صحيح النَّ َظ ِر فيه إلى
ِ ِ ِ ِ ِ يتو َّفر له ٌ عو ِة دليل من فقه الدَّ َ َّحوالت تُع َت َب ُر (الدِّ ال َل ُة) ُبرهان ًا على مالم َ وفي فقه الت ُّ القائ ِم على السن َِن القولِي ِة ِ صول ِ إلى ِ والف ِ ِ عل َّي ِة والت ِ الله ِضم َن ِعل ِم األُ بمعنى َّقرير َّي ِة ،أو َّ ً ُّ عل أو ت ٍ ِ للر ِ السن َِّة في فِ ٍ َ َرك لم يندَ ِرج تحت ِعل ِم آخ َر (الدِّ ال َل ُة) مز من القرآن أو ُّ تفسير َّ ٌ
سنة الداللة في فقه التحوالت
ص�ول ِضمن ًا أو تصريح ًا .وهي ـ أي( :س�نَّ ُة الدِّ ال َل ِة) ـ س�نَّ ٌة ترتَبِ ُط ارتِباط ًا ِ ِ األُ واعي ًا ُ ُ حديث ُعقب َة ِ ِ ِ لس�ت أخش�ى عليكم أن ت ِ بِ ُش�ركوا ذكر ُه وفيه« :إنِّي ُ َ الس�ابِ ِق ُ بن عام ٍر َّ رك في ُاألم ِة من ِ الش ِ بعدي ،(((»..وهو تفس�ير ِ بعد ِه ،وإنَّما الت ِ َّشر ُ شرع ٌّي النعدا ِم ِّ يك َّ ٌ
ِ ِ أمر ِ ين: ُهم ٌة في األُ َّمة ُبن َيت على َ إن جاء من بعده mفإنَّما هو ت َ
سياس� ُة التَّنا ُف ِ �س ف�ي الدني�ا ،وهي م�ا ع َّبر عن�ه mبقولِ ِه ف�ي الحديث • َ
الس�ابق ...« :ولكن أخش�ى عليكم الدُّ نيا أن تنا َف ُس�وا فيها ، (((»...فتب َّي َن ِ ِ ِ ِ المتنافِ َس� ُة على ِ نفي ما ألصقت ُه ال ُع ُ قرار به�ذه الدِّ اللة في فقه الدَّ َ قول ُ ع�وة ُ
ٍ ِ والعل ِم من تُهم ِة ِّ ِ الحك ِم ِ الحك ِم زو ذلك ُ الش�رك في ُأ َّمة ُم َح َّمد ، mو َع ُ ُ َ ِ ِ ِ أركان الدِّ ِ بالر ِ ين. الرابِ ِع من إلى كن َّ غياب العل ِم ُّ الش� ْي َط َ •فتن�ة التحري�ش المنصوص عليها في قول�ه « : mإِ َّن َّ ان َأ ِي َس َأ ْن ب ِ ون في َج ِز َير ِة ال َع َر ِ ولك ْن في الت َّْح ِر ِ الم َص ُّل َ يش َب ْين َُه ْم»(((. َي ْع ُبدَ ُه ُ
ِ ِ َّجه االستفاد ُة من سن َِّة الدِّ ال َل ِة في منه ِج الدَّ ِ سم ِ ين: َ َ َ َ و َتت ِ ُ عوة إلى الله على ق َ ُ ((( البخاري ( ، )6590ومسلم (.)2296 ((( البخاري ( )4042ومسلم (. )2296
((( صحيح مسلم (.)2812
105
االستدالل بسنة الداللة على ما لم يكن له سابق مثال
قاعدَ ِة الس�ن َِّة الحس ِ يدخ ُل تحت ِ ُ االس�تدالل به�ا عل�ى َّ أن ك َُّل م�ا ُ �نة عند األو ُل: َّ َ َ ُّ ع َل ِ ِ ماء األُ ِ صول ولو لم يكن له ِم ٌ الكتاب ثال س�ابِ ٌق وإنَّما َد َّلت عليه ِدال َل ٌة ن َِّص َّي ٌة من ُ ف ُ ِ الل بِ َش ِ مواق ِ أو الس�ن َِّة أو ِ والض ِ �رط أمر صحيح ال عالق َة له بالبِد َع ِة َّ ٌ الخلفاء فهو ٌ ُّ
ِ ٍ ِ ِ ِ الصحا َب ُة ئ بعد َص يطمئ ُّن إليه َّ عار َضة لن ٍّ صحيح .ومن ذلك ما كان َ الم َ عَدَ ِم ُ س�ول ِ اس�تقرائهم لما وراء ال َّلف َظ ِة ِ ِ والعبار ِة التي تجري على لِ ِ ِ الله mومنها س�ان َر َ َ قو ُل�ه ف�ي الرؤي�ا الصالحة :إنَّها من المب ِّش ِ �رات لم�ا تَدُ ُّل علي�ه ،وفيها يقول :m َُ ُ ُّ
ِ الم ِّ الصالِ َح ُة »(((. «ل�م َ الم َب ِّش ُ الرؤي�ا َّ �رات ،قالُّ : بش�رات ،قالوا :وما ُ يبق بعدي إال ُ ِ ِ ِ ُ والح ُل ُم من َّ الح ُل َم الشيطان ،فإن َح َل َم أحدُ كم ُ الصال َح ُة من الله ُ ، الرؤيا َّ وحديث « ُّ يس�ار ِه وليس�ت َِعذ ِ ِ بصق عن بالله منه فل�ن َي ُض َّر ُه» (((وفي رواي�ة « فل َيت ُفل يكر ُه� ُه فل َي ُ َ يس�ار ِه ثالث� ًا ،وليتعوذ ِ ِ ِ �يطان َ بالله من َّ وش ِّ�رها وال ُيحدِّ ث بها أح�د ًا فإنَّها الش ع�ن َّ فلما تض ُّ�ره» ،ق�ال أبو َس� َل َم َة :إن ك ُ ال ُ علي م�ن َ الج َبل َّ ، الرؤيا هي أث َق ُل َّ ُن�ت ألرى ُّ َ عت هذا ُنت ُأباليها(((. الحديث فما ك ُ َس ِم ُ
سول ِ قه الدِّ ِ ومن فِ ِ اللة :ما رواه أبو هرير َة رضي الله عنه قال :قال َر ُ الله « mمن
َحدَّ َ ث حديث ًا ف َع َط َس فهو َح ٌّق »(((.
االنحرافات ِ ِ والفت ِ ُ َ�ن و ُم ِضلاّ تِها وم�ا ينت ُُج عنها من االس�تدالل به�ا عل�ى الثاني: البدعة الدينية ِ ِ ٍ ِ ٍ ٍ ودمار وفساد في الدِّ يانة والتَّد ُّي ِن وإفساد في العالقات واالرتباطات ون ٍ َقض َحو ٍل والبدعة الدنيوية ت ُّ كالهما مذمومان بض للع ِ بول الب ِ وإعداد ِ ِ ِ الواق ِع المخدو ِع لِ َق ِ ٍ َ ِ ِ نح ِر َف ِة في التَّربِ َي ِة ج رام لماء ق و م ل� للع الم َ َ ُ ُ إذا انعدمت ضوابطهما الشرعية
((( صحيح البخاري (. )6990 ((( صحيح البخاري (. )3292 ((( صحيح مسلم (. )6037
((( ضعيف « ،مجمع الزوائد» للهيثمي (.)62 :8
106
ِ ِ ِ ِ االجتماع َّي ِةَّ ، اإلدخاالت وأن هذه والحياة ِّجار ِة واإلعال ِم والتَّعلي� ِم واالقتصاد والت َ َّأصيل َّ ِ �ة أمر بِ ِ م�ور الحياتِي ِ ف�ي األُ ِ ِ ٌ أمري وإح�داث في قواع�د الت دع ٌّي َّ الش�رع ِّي في َ ٌ خالل اس�تِ ِ ِ ِ ِ األحادي�ث الن ِ واآليات القرآن َّي ِة َّبو َّي ِة قراء ف ذلك من ويعر ُ الدِّ ين والدُّ نيا َ
ِ ِ الر ِ ِ تبر ُز بها الرابِعَِ ،و َ ف�ق مفهو ِم الدِّ ال َلة التي ُ كن َّ المنصوص عليها في اس�تدالالت ُّ ِ ِ ِ صر من ُع ِ نوح في ك ُِّل َع ٍ والج ِ صور الت ِ تبر ُز بها ور االنحراف ُ ُص ُ َّاريخ اإلسالم ِّي ،كما ُ ِ ُصور الن ِ ِ ((( فات ال ُق ِ المريض ِة التي وصفها الل ُه في ال ُقرآن لوب واإلرجاف ِّفاق وتصر ُ َ ُّ ُ
جال والن ِ واه ِر وما دون ذلك من ِ على مستوى ِ وتعليل ال َّظ ِ حياة الر ِ العل ِم وال َق ِ ِ ِّساء رار ِّ ِ ٍ ِ الوجه ف بها في وجماعات و ُأ َّم� ًة على مدى أفراد ًا و ُأ َس�ر ًا يع�ر ُ تاريخ الت ُّ َّحول كما َ لفائ ِه الر ِ وخ ِ رس�ول ِ ِ ِ المقابِ ِ الله ُ m المنه ِ اش�دين صحابة المع َت َب ِر عند �ل سلام ُة َ َّ �ج ُ ُ ُفر ُز طِبا ُعهم ِ ِ الحقدَ والكَر ِ ِ المت َق ِّولين الذين ت ِ اه َي َة فيس�ت َِنقصون َ ،ور ُّد َت َق ُّول ُ المهد ِّيين َ ِ ِ ِ للص ِ م�ن مراتِ ِ وخاص ًة الذين األو ِل َّ �در َّ الصح َبة ويقدَ حون في سلامة االجتهاد َّ ب ُّ َّبي mفي حياتِ ِه . حصن َُتهم ن ُ َّ ُصوص الن ِّ
ِ ات العلو ِم والمختَر ِ َجدَّ ِ االس�تدالل به�ا على مس�ت ِ ُ ال َّث ُ واالكتش�افات، عات الث: ُ ُ َ ُ ٍ ِ جديدها ما نرى ونس�مع ون ِ ٍ ِ َّ والس�ن َِّة دالالت في ُش�اهدُ من لكثي�ر ِم�ن وأن َ ُ الكتاب ُّ َّفس�ير على ِعل ٍم بها لِعدَ ِم و ِ ِ ِ لم يكن ال ُعلما ُء عند َوض ِع ِعل ِم األُ جودها في صول والت َ ُ واألحادي�ث الن ِ ُ َّبو َّي ِة اآلي�ات القرآنِ َّي ُة زمانِه�م؛ ولكنَّها ظه�رت فيما بعدُ ،وصارت ُ ِ ِ تفس�يرها بما في الم َت َقدِّ مين في ور َّبما دلت على فس�اد َفه ِم ُ تَ�دُ ُّل دالل� ًة عليها .ب�ل ُ
ِ ِ ِ زمانِهم أو َربطِها بِ َب ِ َ الفصل ال َعلاَّ َم ُة الس�ابِ َق ِة ،وقد أش َب َع هذا عض التَّعليالت الكون َّية َّ ِ ِ أحمدُ ال ُغ ِ ِ العصر َّي ِة لما أخبر به َس ِّيدُ ال َب ِر َّي ِة». االختراعات «مطابقة مار ُّي في كتابِ ِه ((( في سورة (براءة) و(المنافقون) وغيرها من سور العالمات الخاصة بفقه التحوالت.
107
االستدالل بسنة الداللة على مسنجدات العلوم
ِ ِ ِ أن هذه الس�نَّ َة تَدُ ُّل أيض ًا على َّ ِ كما َّ ياس� ٌة ال ِديا َن ٌة، أن ظاه َر َة التَّش�ريك والتَّكف ِير س َ ُّ ظاهرة التشريك ف�اء واالهتِداءِ والهلاك كما أنَّه�ا أيض ًا ِدال َل ٌة عل�ى االقتِ ِ ِ ب ف�ي االقتتالِ ليست ديانة وأنَّه�ا َس� َب ٌ ِ ِ ُّصوص واالس�تِ ِ ِ الوجه دالل بها عل�ى َغ ِير َحريف الن باألُ َم� ِم الكافِ َر ِة التي س�بقت بِت الخ َل ِ فاء الر ِ بمواق ِ ِ ِ ف ُ الص ِ اشدين َّبي mوال عال َق َة لها َّ َّ حيح إذ ال عال َق َة لها بِ ُس�نَّة الن ِّ هديي�ن ِم�ن ِ ِ ٍ مكان أن ت ِ رور ِة بِ بعد ِهَّ ، ور ُة القاتِ َم ُة التي وإن ِمن َّ �ي هذه ُّ َ الم ِّ الص َ َنجل َ الض َ َ مدارس القبض ِ ِ ِ ِ ميع إلى ِ أصاب�ت األُ َّم َة اإلسلام َّي َة في َع ِ والنقض األمر معر َفة الج ُ والو َه ِن ويع�و َد َ صر ال ُغثاء َ
ِ وظاهرة تحريف عل�ى ُأصولِ ِه َّ ِ ِ ِ لم األُ ص�ول و ُفرو ُع ُه عن ِع َّل ٍة َ أدخ َلتها الش�رع َّية ،وبهذا ال َفه ِم َي َت َط َّه ُر ع ُ النصوص غير حجةٍ، ِ ِ ِ َّقض إلى ِ ِ بض والن ِ مدار ُس ال َق ِ الجس� ِم اإلسلام ِّي والعل ِم َّ الش�رع ِّي على ِ ُ َّ ِ وهي ِ ِ ف األُ َّم ِة. تحريف الن ظاه َر ُة حيح ِة التي عاش عليها َس َل ُ الص َ ُّصوص وال ُفهو ِم َّ
ِ قاعدَ ةٌ: سالم ُة المرح َل ِة: بالن َِّّص ِ سالم ُة َّ الذوات: َ رعيةِ الش ِ ِ بالحصانَة َّ َّ الشهادات الشرعية من لسان رسول الله mلصحابته
والمقصود بِـ«س� َل ِ ِ َّبي m ُ الق�رون: ف األُ َّم ِة» األجيال ال َّثال َث ُة التي ع�اش فيها الن ُّ ُ َ س�ول ِ ٍ بإحس�ان كما َش ِ �هدَ لهم َر ُ الله mبِ َسلا َمتِهم وسلا َم ِة والتَّابِ ُعون وتابِ ُعوهم ِ ِ صحيح. َص ٌ مرح َلتهم ؛ ما عدا َمن صدر في َح ِّقه ن ٌّ َ الش ِ الذ ِ ِ ِ َّص ،وسال َم ُة َّ وات :بالحصان َِة َّ رع َّي ِة . قاعدَ ةٌ :سالم ُة المرح َلة :بالن ِّ
وافق مفهوم ِ ِ القاعدَ ِة َسنَدَ ًا وأخالق ًا ،وهم بار ُة على َمن بعدَ ُهم إال ما َ َ وال تن َطبِ ُق الع َ ٍ المتابِعون لهم بإحس�ان إلى يو ِم الدِّ ين ،قال تعال�ى :ﮋﭖﭗﮊ [التوبة، ]١٠٠:
ِ ٍ وشرف االلتِزا ِم المت َِّص ِل والمتَّبِعون َ بإحسان هم الذين َح َملوا َش َر َ السنَد ُ ف االتِّبا ِع بِ َّ ُ ِ باألخالق واالستقا َم ِة.
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ إن ُس�نَّ َة الدِّ الل َة تس�ت ِ َّ عو ِة َقر ُئ ن والمدَ ن َّية في شأن فقه الدَّ َ َ ُصوص المرح َلة الم ِّك َّية َ سول ِ �هادات َّ ِ إلى ِ �رعي ُة التي صدرت من لِ ِ س�ان ر ِ الله وتُع َت َب ُر َّ الش الله mتوثيق ًا ُ الش َّ َ حصانة ال تنقضها الخال َفةِ َّاقضين لِسالم ِة مرح َل ِة ِ لعدا َل ِة صحابتِه بل وتقدَ ح في ُعمو ِم المعت َِرضين والن ِ األحداث ُ َ َ َ ُ 108
ِ ِ األول�ى مهما كانت حجتُهم ِ ِ الجار َي ِة،كما تُعيدُ هذه األحداث ص�ف القائ َم ُة على َو ُ َّ ِ ث وهندَ س ِ الحواد ِ ِ اإلسلامي ُمقت َِرن ًا بِت ِ الس�نَّ ُة ق�را َء َة الت ِ اإلش�ارات التي �ة َمييز َّاريخ َ ِّ ُّ هد ِه إلى قيا ِم الس ِ َّاس من َع ِ الله mعلى س ِ س�ول ِ �لوك الن ِ َد َّل َل بها َر ُ اعة ما بي َن ُم ِح ٍّق َّ ُ
ِ ؤم ٍن ومنافِ ٍق ،كما ت ِ ب وم ِ ِ ِ ٍ الم َس َّي َس َة، َكش ُ سير َة الدَّ َّجال َّي َة ُ الم َ �ف َ ُ و ُمبط ٍل وصادق وكاذ ٍ ُ الخطير الم ِ وتَربِ ُط بين النَّص النَّب ِوي ساع َة ِ كشف ِه لل َّظ ِ ِ عمي واندراجها واه ِر الدَّ َّجالِ َّي ِة ِّ َ ِّ ِ ُ ِ ِ ِ ِ رافات والتَّحا ُلفات بين االنح اإلسلام َّي ِة حتى اليو َم وما يت َب ُعه�ا من ظير ِة ضم َن َ الح َ َّهج َّ ِ ِ الدَّ ِ ِ ِ وي على مدى الت ِ حيح ِة والن ِ َّاريخ. الس ِّ الص َ جاج َلة ضدَّ الدِّ يانة َّ الشرع ِّي َّ
المواق ِ ِ الت ـ بسنَّت ِ إن فِقه التَّحو ِ ِ ف والدِّ ال َل ِة ـ ُي ِبر ُز بِ ٍ االعتدال وضوح مدرس َة َيهُ :سن َِّة ُّ َّ َ ُ اإلفراط والت ِ ِ الش ِ الخ ِ رع َّي ِة في ُأ َّم ِة اإلسال ِم بعيد ًا عن َ والو َسطِ َّي ِة َّ َّفريط وض في َط َر َف ِي َ بعض الم ِ س�واء كان بي�ن الم ِ الخ ِ س�لمين في ُم ُيوله�م َ طير س�لمين أن ُف ِس�هم أو بي�ن ِ ُ ُ ً
ِ ِ ِ ومش�اريع ِه األَن َِو َّي ِة ،المش�اري ِع التي ن َ االجتماع َّي َّركيب َخ َرت الت لالنحراف الكافِ ِر َ والدِّ ين�ي واالقتِ ِ ِ الم ِ دار ِ س الجانِ َح ِة صاد َّي ور َ المعاص َر والت�ي أبرزت َد َ واإلعالمي ُ َّ َّ هور مرح َل ِة ال ُغ ِ عبر التَّسلس ِل الت ِ ومنذ ُظ ِ ِ َّاريخ ِّي بال ُعمو ِم ُ ثاء ُ صوص . بالخ ُ َ
�ة فِ ِ �ف مقرونَ� ًة بدراس ِ المواق ِ ِ ِ ِ ِ قه وس�ن َِّة لق�د تع َّينَ�ت َ َ أه ِّم َّي� ُة العل� ِم بِ ُس�نَّة الدِّ ال َل�ة ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الر ِ أركان الرابِ ِع من در ُس فقه الت ُّ الت ُّ ك�ن َّ َّحوالت مقرون ًا بِ َمش�روع َّية ُّ َّح�والت كما ُي َ البعض إنما هو ِ الدِّ ِ ِ خار ٌج الس�لبِ َّي لهذا الموضو ِع ل�دى ي�ن وعلى هذا َفإِ َّن الت ُ َّناو َل َّ
ِ ِ ِ ِ ِِ دالل َّ ِ ِ دائر َة االستِ ِ كر ِة الشرع ِّي الذي نحن بِ َصدَ ده ،أي :بمعنى أن المناق َش ل َفساد الف َ َ ِِ ث ِم�ن ِ ِ للج ِ المن�از َع فيها إنما َيت ََحدَّ ُ هل بهذه أو خار ِج الموضو ِع الذي نحن بِ َصدَ ده َ الش ِ ِ ِ ِ ِ �رع ِّي ،وإال َّ فإن ثوابِ َت َّ �ي لِ َقبولها ال َّ الش�ر ِع قد ب َّينت ال َّثوابِ�ت أو رفض�ه ال َّطبع ِّ
�ت ر ِ ِ ِ الم َع ِّل ُم األع َظ ُم m يبق إال ال َق ُ باع َّي َة األركان ولم َ بالن ِّ بول لما ج�اء به ُ َّ�ص ال َّثابِ ُ ِ ِ ِ ِ َّب ُث َّم التَّدَ ُّر ُج في َفه ِم يحص َل اإللما ُم التَّا ُّم بما يترت ُ الركن َّية وتفريعاتها حتى ُ تفاصيل ُّ 109
مدرسة االعتدال والوسطية وموقعها من فقه التحوالت
الذي ينازع ما نحن بصدده إما لجهله بالركن الرابع أو لرفضه ال َّط ْبعي له
ِ ِ ب مع وظي َفتِ ِه. تتناس ُ على هذا الفقه الدَّ َع ِو ِّي من ُسن ٍَن َ
َّقلي�دي ـ لِع َل ِ لم�ي الت ِ ِ ِ ِ ِ ِ م�اء األُ َّ ص�ول الس�ا َع ِة ف�ي ُ ِّ القام�وس الع ِّ إن عالم�ات ّ موقع عالمات ِ ِ ِ ِ ِ الساعة من علماء وال ُفرو ِع ـ ليست فقه ًا وال عالق َة لها بالفقه اإلسالم ِّي من ُ المنصوص حيث قواعدُ ُه ُ الفقه التقليدي عليها عند ع َل ِ ِ ِ ماء األُ أركان الدِّ ين بِ ِص َل ٍة، صول ،ولهذا فهي أيضا عندهم ال ت َُم ُّت إلى ُ
ِ يخ على ال َّثوابِ ِ ِ عبر الت ِ ٌ َّ َّار ِ إيمان ، الثالثة (إسلا ٌم ، ت ألن ثوابِ َت الدِّ يانَة لديهم قامت َ ٌ إحسان) .وإنما تذكر في مصنفاتهم تحت باب (اإليمان باليوم اآلخر).
ِ والجماعات والرؤى المذهبِي ِ ِ الف ِ مواقف ِ ِ الجديدة في الجانِ ِ ب �ة ئ�ات ب�ل وحتَّى َّ ُّ موقف الجماعات َّوحيد ،بنَت حكمها إما على العاطِ َف ِة المجردةِ ِ ِ ِ الجديدة من فقه وتسييس الت والقرار بالحك ِم ُ َ َّ َ َ الخاص ُ ِّ ُ َ ّ قه التَّح�و ِ ف في فِ ِ والمواق ِ ِ التحوالت أوعل�ى عَ�دَ ِم ِ الت ،أيَ :بنَت العل ِم بِمفهو ِم ُس�ن َِّة الدِّ ال َل ِة ُّ الش ِ ين عن ِ ِ دائ َر ِة الت ِ أركان الدِّ ِ ياب ُر ٍ كمها بِ ِغ ِ َّقرير َّ رع ِّي. كن من ُح َ
بينم�ا عندم�ا نعود بِر ِوي ٍ ِ �ة إلى (األُ ص�ول الن َِّّص َّي ِة)((( الت�ي بنى عليه�ا ال ُع َلما ُء فِق َه ُ َ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ي�ن ذاتِها ن ِ أركان الدِّ ِ َج�دُ َّ وجزء ًا أحدَ ُم ِه َّم�ات المرح َلة ُ الس�اعة كانت َ أن عالمات ّ
والمواق ِ ِ والعالقات والس ِ ِ الع ِ من ثوابِتِها ِ ِ ف، لوك إصدار األحكا ِم والفتاوى لم َّي ِة في ُّ ٍ ِ صور ٍة ِ في الز َمنِ ُّي اللاّ ِح ُق واالستحوا ُذ رح ُل َّ غير ُمع َلنَة ،حتى جاء الت ََّم ُ المعر ُّ ولك ْن بِ َ العالمات ِ ِ ِ ِ ِ ِ هام ِش� ّي ًا كر الماح ُ �ق فحصر التن ُ َّاو َل في ال َّثوابِت ال َّثال َثة فقط حتى صار ذ ُ غيان َأ َث ِر الم ِ َّدوين و ُط ِ وخاص ًة بعد َع ِ ضوض في الدِّ ِ ِ ِ ين لك ال َع صر الت اله ِو َّي ِة، َّ ومن َف ِر َد ُ ُ ِ الج َبروتِ َّي ِة. والدَّ و َلة َ
�ة م َؤكِّدي�ن ِ ٍ ٍ ِ ِ فائدَ َة وله�ذا فإنَّ�ا ن ََض ُع هذه المس�أ َل َة على بِس�اط البح�ث بقناعة تا َّم ُ إعادة القراءة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الر ِ لرباعية األركان ال َع َم ِ الرابِ ِع إلى موقعه َّ الش�رع ِّي من األركان و ُملزمين الدَّ ار َس كن َّ �ل على إعا َدة ُّ ضرورة ملحة
((( األصول النصية :أسس االستنباط كالحديث النبوي والقرآن.
110
ِ ِ الركنِ َّي ِة وفِ ِ الر ِ قهها َ باختصاص ِه كن الخ ِّ وال َّطال َ اص مع ت ََم ُّي ِز هذا ُّ ب أن يربِ َط بين هذه ُّ أن هذا ِ قه الدَّ عو ِة إلى ِ َّوع�ي (فِ ِ الن ِ الفق َه مس�ت ِ ِ باعتبار َّ َجدٌّ وال عال َق َة الله تعالى) ،أي: َ ُ ِّ ِ الخاص بالسن َِن القولِي ِة ِ ِ ِ والف ِ عل َّي ِة له أل َب َّت َة بما قد َ َّ س�بق تأصي ُل ُه لدى ال ُعلماء من الفقه َ ِّ ُّ
ِ ذات العال َق ِ �ة ِ َّقريري ِ ِ حيث ِ �ة بِ ِعل ِم األُ وقواع ِد ِه إال من ُ الوح�دَ ُة ال َعا َّم ُة في ص�ول والت ِ َّ ِ ِ ِ فهم. االرتباط والسنَّة ،فل ُي َ بالكتاب ُّ
ِ ِ الش ِ ويترتَّ�ب على ه�ذا ِ �رع َّي ِة (إعا َد ُة الن ِ العل ِم وتفصيالتِ ِه َّ مس�ائ ِل الكام ِل) في َّظر ُ الصراع التاريخي قت الصراع بين (ع َل ِ ماء المذهبِي ِة بِع ِ واالختالف التي َعم ِ ِ مومهم) ،وكذلك بين المذاهب الخال َف ِة ُ َ َ َّ ُ ِّ َ َّ يحتاج إلى إعادة ِ ِ ِ ذهبِ ّي ًا َّمرح ِل كالصرا ِع التَّاريخ ِّي سياس� ّي ًا و َم َ االجتماعيِّ ، �ميات الت ُ ِّ ِّ الصرا ِع بين ُم َس َّ نظر ِ �لفي ِة والصوفي ِ ِ بي�ن (الس�ن َِّة ِّ ِ مجموعات �ة) ،وبين غيرهم م�ن ّ َّ (الس َّ والش�ي َعة) وبين َّ ُّ ِ ِ ِ اإلسالم ِّي الج َس ِد التَّكت ُِّل المعلول. االنفعالي داخ َل َ ِّ
السلا َم ِة وعَدَ ِمه�ا في العال َق ِة مع الكافِ ِ َّب عليه ِ �ر َّ الذ ِّم ِّي والكافِ ِر كم�ا يترت ُ معر َف ُة َّ ِ ِ ِ ِ مع قوى االستِ ِ عمار الحربي ،وحدُ ود هذه العالقات ،ومش�روع َّية التَّعا ُم ِل أو عَدَ مه َ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والو َه ِن، واالس�تهتار المس�يط َرة على ُم َقدَّ رات األُ َّمة في مراح ِل ال ُغثاء َ واالستثمار ُ واالستتبا ِع أو عَدَ ِم ِه ،وتداعي األُ َم ِم (األَ َك َل ِة) على َقص َع ِة ال َّطعا ِم ،فلعل وعسى.
111
لات وم َا تَرتَّبَ عَلَيهِ الع ِ ِ ِ ياب ِ حو ِ ْ لـم ِبفقه الت َّ ُّ غ ُ
الش�رعي لم�ا وراء ِ ق�ه التَّح�و ِ العل� ِم ِبف ِ �ات ِ م�ن م ِهم ِ الت ِ الحك� ِم َّ الق َرا َء ِة معر َف ُة ُ ُّ ِّ ُ َّ وتنزيل المعان�ي الم ِ ِ ُّص�وص وما يترتَّ�ب على ِ ِ ِ راد تحديد األح�كا ِم الق�را َء ِة من للن ُ ُ عامالت ِ ِ ِ ِ ِ ِ والم بها ف�ي الن والق َي� ِم ،وقد وقع العديدُ ُّصوص على العقائ�د والعبادات ُ م�ن (ع َل ِ الفتن َِة) في َش�ر ُف ِ ماء ِ ِ ِ ِ تنزيل المعاني وتحميله�ا عند ُّصوص هومهم لهذه الن ُ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بمراحل ّأوي�لَ ،بدء ًا وس�وء الت والوه ِم واألح�كا ِم على ما َب�دَ َر ل ُعقولهم من ال َفه ِم َ ِ الت ِ ّأصيل. َّنزيل و ُمرور ًا بِ َمرح َل ِة الت
ِ ِ �م ما وقع في�ه (أولئك) ُش� َب ُه الت ِ �ح و َب ِّي ٌن َّكفير ومقا ُله�ا عند الخوارج واض ٌ وأع َظ ُ ِ ِ ِ ِ و(الس� َب ِئ َّي ُة) (الرافِ َض ُة) كم�ا هو ف�ي ن ُصوص فق�ه الت ُّ َّ َّح�والت ،ومث ُله ما وق�ع في�ه َّ ِ وأش�باه ُهم وأمثا ُلهم في ال ُع ِ الس�ابِ َق ِة، و(القرام َط ُة) و(الباطِنِ َّي ُة) و(المعت َِز َل� ُة) ُ صور ّ ُ قه التَّحو ِ العل ِم بِ ِف ِ وسببه ِغياب ِ الت. ُّ ُ َُُ
ِ ِ ِ ِ ِ كما كان لِ ِغ ِ كبير ٌة طور ٌة َ المجت ََمعات ال َع َربِ َّية واإلسالم َّية ُخ َ ياب هذا العل ِم اليو َم في ُ ماذا حصل من هماء ـ فيما أخبر عنه mمن الوهن وال ُغثاءِ ِ ِ الخطأ بغياب فقه أ َّدت إلى ُوقو ِع ال ُع َلماء ـ َفض ً ال عن الدَّ َ َ َ التحوالت أمر التَّحو ِ الت أو عَدَ ِم الت ِ بالح َير ِة في ِ واس�تتبا ِع األُ َم ِمَ ، َّمييز في ُّ اص ًة فيما يتع َّل ُق َ وخ َّ الباطل المنت ِ سالمة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َحلين صف َة وأهل مواق ِفهم، المنصوص على الح ِّق معر َفة ألسنَة َ ِ ُ قه التَّحو ِ ُصوص فِ ِ الحق ِ ِ وأهل ِه ،وفي ذلك ُ ُ «ستكون فِ َت ٌن ُيصبِ ُح الت: يقول mفي ن ِّ ُّ ِ ((( ِ ل�م هنا في َأ َح ِد الر ُج ُ�ل فيها مؤمن ًا و ُيمس�ي كافر ًا إال َمن أحي�ا ُه الل ُه بالعل ِم» والع ُ َّ ِ ِ ِ ِ َّحوالت والل ُه أع َل ُم. لم بفقه الت ُّ معانيه الع ُ ((( اب�ن ماج�ه ( ، )4089والطبراني في الكبير ( ، )7910إس�ناده ضعيف « ،موس�وعة الفتن» (.)89
112
َ الر ُج ُل وف�ي هذا المعن�ى وردت ِعدَّ ُة أحاديث منها حديث «س�تكون ِفت ٌَن ُيصبِ ُح َّ الله ِ فيه�ا ُمؤمن� ًا و ُيمس�ي كافر ًا إال ُم ِ ل�م»((( ،ومعناه َم�ن حما ُه الل ُه ؤمن ًا حش�ا ُه ُ بالع ِ ِ وصا َنه وح ِف َظه ِ ُ صاح ُبه ُ «ستكون محش ّو ًا به ،وفي «فيض القدير» : بالعل ِم بأن يكون ُ َ ُ الله ِ ناوي: الر ُجل فيها مؤمن ُا و ُيمسي كافر ًا إال من أحياه ُ بالع ِ الم ُّ لم» ،قال ُ ِفت ٌَن ُيصبِ ُح َّ مواق َع ِ فيتج َّن ُب ِ ٍ الفت َِن بما يع َل ُم ِم ّما يس�تَ نبِ ُط ُه أل َّنه على بصيرة من أمره و َب ِّين ٍَة من َر ِّب ِه َ من األحكا ِم(((.
ِ األم�ر َح َرج� ًا بعد ن ِ اإلسلامي من أيدي المس�لمين ُعموم ًا إلى القرار َقض وزاد ِّ َ ِ ِ َّبي mف�ي أحاديثِه اليهود والنَّص�ارى أعدائه�م م�ن أي�دي َّ س�ماه الن ُّ وخاص ًة فيما َّ ق�ه التَّحو ِ حيح�ة ب�ـ (تداعي األُم� ِم) وتداعي األُم� ِم إذا قرأن�اه ِمن واق ِع فِ ِ ِ الت الص ُّ َّ َ َ بحديثِ : ِ ِ (يوش ُ �ك أن تداعى عليكم الواع َي ِة َس�ن َِجدُ ُه يرتَبِ ُط ارتباط ًا وثيق ًا ودراس�تِ ِه َ سول ِ األُ َم ُم كما تداعى األَ َك َل ُة على َقص َعتِها ،قالواَ :أ ِمن ِق َّل ٍة نحن يا َر َ الله؟ قال :ال، ِ ٍ الس ِ الو َه ُن يا الو َه ُن .قالوا :وما َ يل ُيلقى عليكم َ كثير ولكنَّكُم ُغثا ٌء َك ُغثاء َّ أنتم يومئذ ٌ وكراهي ُة الم ِ ر َ ِ ِ وت)(((. ب الدُّ نيا سول الله؟ قالُ :ح ُّ َ َ َ
بعالمات الس ِ ِ س�مى في َع ِ صرنا ُش�ير إلى ما ُي �اعة إنّما ت وهذه المرحل ُة عند ربطِها َّ ُ ّ عالقة فقه ِ ديث) وما نتج عنها من س�لبِي ِ صر الح ِ ِ ِ بـ(مرحلة ال َّث ِ ِ التحوالت �قوط ات ُس َ َّ الصناع َّية) و(ال َع ِ َ ورة ِّ َ بقراءة المرحلة الخالفة اإلسالمي ِة وب ِ دء مرح َل ِة ِ ِ العلمانِي ِة التي ُأ ِ ِ قرار علنَت من تُركيا و كانت آنذاك َّ َ َّ المعاصرة مرحلة االس�تِ ِ ِ ِ الخال َف ِ عاصم� َة ِ ِ مر على المس�لمين والعا َل ِم �ة ُق َب َيل عمار ونهاي� ًة بما َّ َ صاد والسياس ِ والعل� ِم واالقتِ ِ �ؤون الحك ِم ِ ِ واإلسلامي من ن ٍ �ة َقض ف�ي ُش �ي ُ ِّ َ ِّ ال َع َربِ ِّ العلمانِي ِة والعلمن َِة ُثم العو َل ِ مراح ِل ِ �ة والتَّعلي ِم واإلعال ِم في ما تالها من ِ والتَّربِي ِ مة، َّ َ َ َ َّ ((( «صفة النفاق وذم المنافقين» للفريابي (.)102 :1 ((( فيض القدير (. )133 :4
((( أبوداود ( ، )4297وسكت عنه ،فإسناده صالح.
113
باالعتماد عل�ى مخرج ِ ِ ِ ِ ٍ ات األمر ُ َ َ وال ُيمك� ُن ِّ فس َ�ر ه�ذا ُ ب�أي حال من األحوال أن ُي َّ ِ ِ ي�ن ال َّثال َث ِة وحدَ ها وإنَّما يعر ُ ِ ِ الر ِ أركان الدِّ ِ المغ َّي ِ (عالمات ب الرابِ ِع ُ ك�ن َّ راس�ة ُّ ف بِد َ ُ َ قه التَّحو ِ تأصيل ش�رعي ِلف ِ الس ِ الت) وفي ذلك ُيؤ ِّكدُ m ٍ �اعة وما ترتَّب عليها من ُّ ٍّ ّ ِ ف الذي ِ الموق ِ ِ الص ِ األمانات وعال َقتِها يح ُّل باألُ َّم ِة عند َضيا ِع هذه طور َة ضياع األمانات في َّ حيح ُخ َ ِ ِ وموقع ذلك من بِ ُق ِ َّبي m الص ِ الس�اعة ،فقد ورد في َّ �رب َ حيح عن أب�ي هرير َة قالَ « :بينَما الن ُّ مرح َلة ّ س�ول ِ فقه التحوالت في ِ مجل ٍ الله m الس�اع ُة فمضى َر ُ س ُيحدِّ ُ ث القو َم جا َءه أعرابي فقال :متى ّ ٌّ ُيحدِّ ُ يسمع، بعض القو ِمَ :س ِم َع ما قال فك َِر َه ما قال ،وقال ُ ث ،فقال ُ بعضهم :بل لم َ رسول ِ �ائل عن الس ِ َ الس ُ الله، اعة» قال :ها أنا يا ّ حتّى إذا قضى حدي َثه قال« :أين ُأرا ُه َّ
األمر الس�ا َع َة ،قال :كيف إضا َعتُها؟ قال :إذا ُو ِّسدَ ُ قال :فإذا ُض ِّيعت األما َن ُة فانتظر ّ ِ إلى ِ ِ ِ السا َع َة»(((. غير أهله فانتَظ ِر ّ
ِ الواعي ِة لِ ِ ِ ُ عالمات األحاديث التي تُؤ ِّي�دُ إعا َد َة الق�را َء ِة الحديث من أع َظ� ِم وه�ذا َ كشف فقه ِ ِ ِ ف إال من م ِ ثل هذا الحديث ُ التحوالت أبر َز توضيحات الساعة ففيها ُعر ُ ٌ ٌ حيث َ وتفصيالت ال ت َ ّ الشرعي لمرحلة �ريف وجود تآم ٍر مش�تَر ٍك ِ ِ ُ الحديث َّ هذا اإلسالمي ،وهو ما ُس ِّمي القرار داخ َل الش ُ ُ َ ُ ُ َ ِّ التوسيد ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وتدخ ٍل ِ ُّ القرار خارج ٍّي للدَّ ف ِع بِ َح َم َلة المدَ ون ََمة، َّحوالت بِ َم َ في فقه الت ُّ رح َلة الخال َفة ُ ِ ِ ِ غير ِ ِ األمر إلى ِ ِ االستعمار(((. تثبيت مرحلة أهل ِه في وتوسيد إلى تضيي ِع األمان َِة ((( البخاري (.)59
((( والتوس�يد ل�ه معان كثي�رة ودالالت خطيرة ،ربما برز بدراس�تها على ض�وء فقه التحوالت تحديد ماهية األمر المتحدث عنه في الحديث ،وتحديد ماهية األهل المشار إليها في سياق
الن�ص ،ثم معرفة (سياس�ة التوس�يد) بمعانيها لنق�رأ صفحات المراح�ل الغثائية التي مرت
بعالمنا العربي واإلسلامي منذ مرحلة (التوس�يد السياسي العلماني) حتى مرحلة (الضياع الت�ام لألمانات) في المرحلة العولمية المعاصرة ،بيقي�ن حصول االنحرافات المتنوعة في
موقع القرار.
114
آخر يعبر عنه في فِ ِ ِِ ٍ الص ِ قه حيح إلى الحك ِم عن مس�اره َّ قرار ُ مس�ار َ َ ُ َّ ُ أخر َج َ وهو ما َ التَّحو ِ ِ االستعمار) وهي المرح َل ُة التي اشتملت على ما يلي: الت (بمرح َل ِة ُّ ِ أهل ِه.مح ِّلي ًا ِ غير ِ نقض ِ األمر إلى ِ ِ • ِ وإقليمي ًا وعا َل ِمي ًا . وتوسيد الحك ِم قرار ُ َ
العل� ِم وتَضيي� ِع األمان َِة.وم�ن ص�ور ِه إضا َع� ُة الم ُث َّل ِ نق�ض ق�رار ِ ِ المدموج �ث ُ ُ َ عادل الرابِعِ ،و«الم َث َّل ُث المدموج» هو :التَّربِي ُة والتَّعليم والدَّ عو ُة إلى ِ والم ِ الله ،وأ َّما َ َ ُ ُ ُ َّ ُ ِ ِ ِ ِ الرابِعِ» فهو :االكتف�ا ُء َّ روري من القوت، الض الذات ُّي في الح�دِّ َّ ِّ تحصيل َ «المع�اد ُل َّ ُ ِ ِ ِ ِ ِ والو َه ِ ُ �ي وتعظي ِم حي�ث اس�ت َ ُعيض عنه منذ َب�دء مرح َلة ال ُغث�اء َ �ن بالتَّعلي ِم الخدمات ِّ ف ِ وللحر ِ ِ العل�و ِم المادي ِ ٍ ٍ واحتقار لِ ُعلو ِم الدِّ ِ والم َه ِن ي�ن اس�تصغار الم َج َّر َد ِة ،م ِع �ة َّ ُ َ ُ ضياع مبدأ �ة النَّافِع ِ اليدَ ِوي ِ �ة التي قال في ِ بعضه�ا ْ « : m ألن ُ ح ْز َم ِة االكتفاء الذاتي فيأتي بِ ُ َ َ َّ يأخ َذ أحدُ كم َح ْب َل� ُه َ (((
الحطب على ِ ِ خير له من أن َ َّاس أع َطو ُه ظهره فيبي َعها َّ يسأل الن َ فيكف الل ُه بها َ وجهه ٌ
أم َمنَ ُعو ُه» (((.
ِ ِ المريض((( بِ َي ِد ( َأ َك َل ِة ال َقص َع ِة)(((. الر ُج ِل •تداعي األُ َم ِم وتقسيم ت َِركَة َّ ُ
((( المقص�ود بالمثل�ث المدم�وج :الثالث�ة الثواب�ت المتداخلة في بن�اء األجيال وه�ي التربية والتعلي�م والدع�وة الى الله .ومعن�ى المدموج :أي المتداخل بعضه في بعض عند دراس�ته
كالتداخل في دراسة اإلسالم واإليمان واإلحسان.
((( البخاري (.)1471
((( ترك�ة الرجل المريض :هي رقعة العالم اإلسلامي التي كانت تحت الدولة العثمانية حاملة الق�رار اإلسلامي قبيل مرحل�ة االس�تعمار وقد تكالب�ت عليها األم�م األوروبي�ة واليهود وأطلقوا عليها في رس�ائلهم (تركة الرجل المريض) رغبة منهم في تقس�يمها والتهامها وقد
فعلوا ذلك خالل الحربين العالميتين األولى ثم الثانية.
((( أكل�ة القصعة :تعريف نبوي لألمم األوروبية المش�تركة في نزع القرار اإلسلامي وتقس�يم بلاد المس�لمين والس�يطرة على ثرواته�ا التي عبر عنه�ا mبمفهوم (القصع�ة) وعبر عن المستعمرين بمفهوم (األكلة).
115
في مرحلتنا المعاصرة
وهذا الت ُ َّعليل ال يعني َّ الصناع َة والحضار َة أو يأباها وإنَّما ُي َب ِّي ُن أن اإلسال َم ير ُف ُض ِّ ثمرات (تداعي ِ ِ ِ ِ ِ األمم) ُ الحك� ِم والعل ِم في حياة ُّ الو َه ِن �عوب واألُ َم ِم و الش اس�تغالل َ تس�ييس َح َم َل�ة قرار ُ َ وال ُغ ِ َقض ثوابِ ِ رض ِ ت الدِّ يان َِة و َف ِ ث�اء لِن ِ قرار التَّداعي واالس�تِتبا ِع حتى ُيصبِ َح العا َل ُم دمات واالس�تِ ِ ِ واإلسلامي تابع� ًا بعد أن كان متبوع ًا وس�وق ًا ِ ِ هالك مع للخ �ي ُ ِّ ال َع َربِ ِّ ِ ِ ِ ِ الذاتِي ِ ِ ِ ِ ِ ِّ ِ اإلسالم َّي ِة . والع َّز ِة الذ َّلة بعد أن كان موقع ًا للق َي ِم والبِناء والتَّنم َية واالكت َفاء َّ ِّ
ِ ِ الع ِ ِ أن ِ كما َّ المس�لمين َّحوالت ُي ِّ لم بفقه الت ُّ صح ُح ال ُفهو َم الخاط َئ َة التي َف َّرقت بين ُ َ دور فقه ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ التحوالت في ف�ي قضاي�ا الخال َفة بعد َرس�ول الله mوموق ِع ُ الراش�دين م�ن القرار في الخ َلفاء َّ تصحيح الفهوم ِ ِ والقرار في ِ ِ ِ الحك ِم مشروع َّي َة العل ِم ـ كما ُي َب ِّي ُن أيض ًا ـ الحك ِم المراحل اإليجابِ َّية في ُ ُ الخاطئة عن ِ ِ ِ الخالفة السلبِ َّية فيها. والعل ِم وكذلك المراح ِل َّ
أهمية فقه التحوالت في ربط الجميع بمرحلتي مكة والمدينة
مس�ألة ال ُق ِ ِ قه التَّحو ِ العلم ِبف ِ أن ِ كما َّ الز َمنِ َّي ِة الت يج َع ُل ِمن سو ِة بالمرح َل ِة َّ دوة واألُ َ َ ُّ َ ِ ِ ِ ِ َّب في هات ِ َين َّبي mوالمرح َل�ة المكان َّية بين َم َّك َة والمدينة وم�ا ترت َ التي عاش�ها الن ُّ ش�رعي ٍة هي األساس في معا َلج ِة ِ ِ ِ َين من ِ المرح َلت ِ حياة األُ َّم ِة وس�ن ٍَن مواق َ وقواعدَ َ ُ َّ َ ف ُ
ِ الز َمنِ َّي ِة األخرى. الم َح َّم ِد َّي ِة في َب ِق َّي ِة المراح ِل َّ ُ
ِ ِ الت ودراستِ ِه ِدراس ًة ِ قه التَّحو ِ فوائ ِد ِقراء ِة فِ ِ إن من ِ كما َّ وسن َِّة واع َي ًة من ُّ كتاب الله ُ َ َ َ المراح ِل ال َّث ِ ِ الث: نَبِ ِّي ِه ُم َح َّم ٍد mيربِ ُط بين الله mإلى َع ِ الش ِ �ل األَب ِوي ِ ِ س�ول ِ ِ ِ �ة َّ ه�د آد َم ش عصر َر �رع َّي ِة م�ن •المراح ِ َ َّ الخ ِ وبدا َي ِة َ لق.
والهج�ر ِة إلى وفاتِ ِ ِ ِ �ه mوم�ا َه َّي َأ الل� ُه فيهما من َو ٍ وس�ن ٍَن حي ُ •عه�د ال َبع َث�ة ِ َ ِ ِ ِ الميالد حتى ال َبع َث ِة له . m راس ُة مرح َل ِة ما بين ف و ُي ُ ومواق َ ضاف إليها د َ ِ ِ ِِ ِ الو ِ السا َع ِة. •مرح َلة ما بعد َ حي من َعهد وفاته mإلى قيا ِم ّ 116
معر َف� َة ِ ِ ِ ِ ِ ي�ن ِ أركان الدِّ ِ لم َ القرا َء ِة الرابِ َع ِة م�ن الخ ُّ بالركن َّي�ة َّ �اص ُّ وق�د أفا َدن�ا ه�ذا الع ُ ِ للحياة اإلنس�انِي ِة بِع ِ ِ ِ المت ِ َعار َضت ِ المدر َست ِ َين فيها وموق َع مومها حيح ِة َّ ُ الص َ التاريخ َّية َّ َين ُ َ
وهما:
َّبوي� ُة األب ِوي ُة َّ ِ وو َّرا ُثهم من • والر ُس ُ�ل ُ الش�رع َّي ُة َّ َ َّ المدرس� ُة الن ِ َّ ورواده�ا األنبيا ُء ُّ َ ٍ ِ ِ �ط بهم على َم َنه ِج االتِّبا ِع م�ن ِ المس�ن َِد أو َمن ار َت َب َ إفراط وال غير أه�ل العل ِم ُ ٍ تفريط.
القائم ُة على مب�دأِ (أنا خير منه) ومبدأِ ضعي ُة ِ ِ ِ الو َّ •المدرس� ُة اإلبليس� َّي ُة األَن َِو َّي ُة َ ٌ َ ِ ِ ِ ِ تفرع عنها م�ن عقيدَ ِة الك ِ األخالق ِّي ُف�ر والتَّح ُّل ِل (اإلغ�واء واالحتن�اك) وما َّ َّاحي ِة العم ِلي ِة ِ ِ ِ فض لل َغيبِي ِ والر ِ ف ات ،ويرتَبِ ُط أيض ًا بهذه مواق ُ المدرس�ة من الن َ َ َ َّ ّ َ َّ ِ ِ مدرس�ة الن ِ َّحريش و َب ِق َّي ِة ِ ِ مدار ِ ِ الحام َل ِة لِوا َء َّس�ييس والدَّ َج ِل .. س الت ِّفاق والت ِ َّفر َق ِة والصرا ِع ِ ِش ِ عار الت ِ داخ َل َ اإلسالم َّي ِة . يم ِة ِّ الخ َ
المدرسة النبوية األبوية الشرعية
المدرسة األنوية الوضعية
ِ ِ ِ وخاص ًة أولئك ي�رةُ، َّ حم ٌة باألُ َّمة الت�ي عصفت بها َ الح َ وف�ي ُمتا َب َع�ة هذا العل� ِم َر َ �لوك الم ِ اكتش�اف ِسر هذا الس ِ ِ ؤمنين الر ِ الم ِ ِ تناق ِ المخلوق ال َب َش ِر ِّي ض في اغبين في ُ ُّ ِّ َّ ُ ِ ُ ٍ وسائ ُل ُه؟ يكون؟ وما هي عالج؟ وكيف ومخرجاتِ ِه ..وهل هناك من
ِ األس�ئ َل ِة يجيب عليها فِقه التَّحو ِ ِ اإلجابات ..وإنَّما الت؛ ولكنه ال َيصن َُع ك ُُّل هذه ُّ ُ ُ ُ للكيفي ِ ِ ِ اإلنسان أمام مسؤولياتِ ِه ،ويمنَحه نصيب ًا من ِ َ ات ال َع َم ِل َّي ِة الواع َي ِة القرا َء ِة يضع َّ ُ َّ ُ ِ س�اعدَ ِة على الت ِ ِ الم ِ وسلامة ُف َ�ر ِ علي لِ ُف َر ِ ص المعا َل َج ِة ،وهذا السلا َم ِة ص َّ َّطبيق الف ِّ ُ الت مقرون ًا بِ ِف ِ قه التَّحو ِ �ة فِ ِ مق الواعي لِدَ راس ِ ِ عرف إال بال ُع ِ قه لم ُّ ٌّ َ خاص ال ُي َ وحده ع ٌ ِ ِ اإلحسان ُ صوص ..لماذا؟ بالخ
الش ِ ِ يكش ُ ِ الت ِ ألن فِق�ه التَّح�و ِ بالو ِ عي َّ والج ِ �رع ِّي وفِق َه ن�وح َ �ف س َّ�ر االنح�راف ُ ُّ َّ َ 117
هل ثمة عالج؟ وكيف وما هي وسائله؟ هذا الفقه يجيب على األسئلة ولكن ال يصنع اإلجابات،وإنما يضع اإلنسان أمام مسؤولياته
ِ بعي ِ ِ ِ ِ ِ األمر �ج َ اإلحس�ان ُيعال ُ ويبر ُز س َّ�ر القض�اء وال َقدَ ِر فيما يج�ري به ُ المن�ز َع ال َّط َّ بعي ًة أو ِ ِ ِ ِ تحقيق ال ُّط ِ شرع َّي ًة. الرغ َب ِة في موح واألماني ،سوا ًء كانت َط َّ الر َّبان ُّي أمام َّ َّ
الخ ِ ِ لفاء الر ِ وهذا هو ِس�ر الخال َف ِةِ ، المهد ِّيين ،الذين ُي ِ وس ُّ�ر مفهو ِم ُ لز ُمنا اش�دين َّ ُّ ِ الع ِ الله mأن نلت َِزم بِسنَّتِهم ِ رس�ول ِ وش ِ ُ االختالف ُ الصرا ِع لم َّي ِة وال َع َم ِل َّي ِة عند مول ِّ َ ُ الخ َل ِ ِ اش ِ فاء الر ِ ِ ِ وس�ن َِّة ُ المهد ِّيين ِمن بعدي َ ،ع ُّضوا �دين َّ والخالف« .عليكم بِ ُس�نَّتي ُ عليها بالن ِ َّواج ِذ َّ ، فإن من َي ِعش منكم فسيرى اختِالف ًا كثير ًا»(((.
((( الترمذي ( )2676وقال :حديث حسن صحيح.
118
َ ِ ِ ِ حو ِ لات مفهوم ُ الخـلفاء في فقه الت َّ ُّ ُ
ِ حديث ِ ِ بن ٍ وحديث ُعق َب َة ِ يش�ير mفي الحدي َث ِ ِ عامر إلى ما سيجري رباض الع ين ُ ِ ٍ اختالف حول ِ َّب على ذلك من ِصرا ٍع في األُ َّم ِة من (الحك ِم والعل ِم) وما سيترت ُ قرار ُ ِ ِ بأمر ِ القرار ِ ين: شير mإلى بين أهل ضرورة االلتزا ِم َ َ ين ،وعند ذلك ُي ُ َ
مفهوم الخلفاء في فقه التحوالت
الش ِ ِ ِ ِ ِ غير ُمكت َِم ِل ُّ روط مع وال ّطاع ُة الس ُ للقرار القائ ِم ولو كان صاح ُبه أو حام ُله َ َّ -1 أهل الح ِّل والع ِ َّ ِ ِ قد. َ الشرع َّية لدى ِ َ ِ ِ ِ وح ِ القرار االختالف في المعا َل َج ِة لما ينت ُُج عنه ُ والسكون ُ سن ُ -2التزا ُم الهدوء ُّ وهو ما عبر عنه mبقولِ ِه« :عليكم بِسنَّتي وسن َِّة ُ ِ ِ المهد ِّيين»(((. الراشدين َ َّ الخلفاء َّ ُ ُ
(((
الخ َل ِ ِ س�مى ُ ُ فاء األرب َع ِة والخلفا ُء هنا ليس الذين َ والس� َي ِر بِ ُم ّ تتناو ُلهم ُكتُب العل ِم ِّ الخلفاء األربع ُة((( نمو َذج من الخال َف ِة التي جمعت بين الحك ِم ِ والعل ِم في ََ ُ ٌ فه�ؤالء ُ ُ الشرعيون لل َّثال َث ِة ال َّثوابِ ِ صر َص ِ َع ِ الو ّر ُ در اإلسال ِم ،أ ّما بعد ذلك ُ ت اث َّ ُّ فالخلفا ُء هم ُ
ِ س�ول بقولِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الر ُ «يحم ُل هذا �ه: وس�نَّة نب ِّيه ،واألخالق) ،الذين َخ َّصهم َّ (كت�اب اللهُ ، العلم من ك ُِّل َخ َل ٍ ِ قه التَّحو ِ ف ُعدو ُله»((( ،فالعدا َل ُة في فِ ِ الت ُمق َّيدَ ٌة وليست ُمط َل َق ًة. ُ ُّ َ
من هم الخلفاء؟ وكم عددهم؟
العدالة في فقه التحوالت مقيدة ((( ليس المقصود بالس�كون ترك الخدمة لإلسلام والمس�لمين ،وإنما ترك المنازعة في ش�أن وليست مطلقة القرار واالهتمام بشأن عوامل االستقرار .
((( سبق تخريجه .
((( الخلف�اء األربعة في التقس�يم األصلي ينحصر ف�ي الخليفة األول أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ث�م عل�ي ،nأما فقه التحوالت فيجعل الخالفة الراش�دة في خمس�ة وآخرهم اإلمام الحس�ن بن علي وهو الخليفة الخامس بالنص النب�وي ( :الخالفة ثالثون عاما) ،ثم يلحق
بهم الخليفة السادس عمر بن عبد العزيز في مرحلة الحكم العضوض.
((( سبق تخريجه .
119
الخ ِ ِ وقد تبين لنا ِمن سلام ِة ِ مواق ِفهم ما يؤ ِّكدُ َّ ف لدى ُ لفاء ُس�نَّ ٌة مش�روع ٌة أن المواق َ َّ َ َ ِ علي ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ قد ت ِ �ة والت ِ َّقرير َّي ِة في َب ِ األحوال كما عض للس�نَّة القول َّية والف َّ هم ال ُعلماء ُّ ُعار َض َف َ ِ ِ ِ ِ ِ ُّصوص عند َمن ُ يقول (بخالفته) وااللتزا ِم توقيف ِه الن علي من هو في موقف س� ِّيدنا ٍّ
ِ ِ ِ بما الت ََزم به ُ أهل ُّ غير وتعاونِ ِه معهم في الش�ورى، تس�يير َد َّفة ُ ُ الحك ِم والعل ِم راضي ًا َ موقف اإلمام ٍ ِ ٍ كره ،وهذه ُسنَّ ُة موقف ُيقتَدى بها . علي vمن ُم َ الخالفة
موقف اإلمام
ِ ِ َّن�از ِل عن ِ الح َس�ن ِ وح ِ مل وموق ُ بن َع ِل ٍّي ؤ بالت ُ �ف َ الحك ِم بع�د ال َبي َعة َ قرار ُ ياس�ي ِة لِ َغ ِيره ..مع المحاف َظ ِة على َش�ر ِ الخال َف ِة الس ِ َرك ِ اجتهاده ف�ي ت ِ ِ ف أمانَتِه�ا ُث َّم َّ َ ُ ِّ قن ِد ِ ٍ ماء الم ِ ِ وح ِ موقف ُيقتَدَ ى بها . سلمين ،وهذه ُسنَّ ُة النُّ ُب َّو ِة واألخالق َ ُ
ِ الش ِ رع ِّي من قولِ ِه َّ :m ص َّ «إن ابني هذا الح َس ِن هذا وموق ُ وم َعدَّ ٌل بال َّن ِّ ٌ مدعوم ُ ف َ
الم ِ الحسن َ vس ِّيدٌ وس ُي ِ الله به بين ِف َئت ِ سلمين» . صل ُح ُ َين من ُ من الحكم
(((
الخ ِ الت هو ِ قه التَّحو ِ واإلمام الحسن في فِ ِ لفاء الذين جمعوا بين ِ آخ ُر ُ الحك ِم قرار ُ ُّ ُ َ َ ُ الخ ِ لفاء الذين عَدَّ َل ِ والعل� ِم وهو ِ ِ آخ ُ�ر ُ مواق َفهم نَبِ ُّين�ا ُم َح َّمدٌ ،mوأما من جاء من الذاتِي في قضايا الحك� ِم ِ ِ ِ ِ ِ أصاب فله والعل ِم َف َمن بع�د ِه َ ُ فاألمر قائ ٌم عل�ى االجتهاد َّ ِّ ُ َّعليل ال يق َتبس من فِ ِ ِ ِ قه األصول وإنَّما أجر واحدٌ ((( ،وهذا الت ُ ُ َ ُ أج�ران و َمن أخ َط َأ فله ٌ قه التَّحو ِ المعروف ِبف ِ ِ ِ ِ ِ الت . السا َع ِة ُع ِر َ ُّ ف من فقه عالمات ّ
ِ ف ف�ي فِ ِ ِ قه عر ُ وس�نَّ ُة َّ ُ الراش�دين م�ن بعده هي م�ا ُي َ وس�نَّ ُة الخلف�اء َّ الرس�ول ُ m موق ٍ �ف ،وهو االلتِزام بِ َفح�وى النَّص أو اتِّخ�ا ُذ ِ المواق ِ ِ التَّح�و ِ ف ِحيالِ ِه الت بِ ُس�ن َِن ِّ َ ُّ ُ ((( البخاري (.)3692
((( ه�ذا فيم�ا يتعلق بالفرد والذات ،أما ما يتعلق بسلامة المرحلة أو عدمها فيرجع إلى ش�رط آخ�ر ،وه�و (حف�ظ بيضة اإلسلام وقيام ف�رض الجهاد في س�بيل الله) بص�رف النظر عن الذوات وعدالتها المحصنة أو عدمها.
120
ِ ب ُم َع َّي ٍ �ف ال َع َم�ل به لِ َس� َب ٍ �ن ،وقد تقدم ال�كالم عنها في فصل (س�نة المواقف يوق ُ
والداللة).
ف إم�ا ٍم ِ موق ِ ب ِ الش ِ ِ �رع َّي ِة بِ َس� َب ِ ُّصوص َّ عاد ٍل َر ِض َي ف ال َع َم ُل به من الن وك ُّلم�ا تو َّق َ ففق�ه التَّحو ِ منص�وص ِ االلتِ َ�زام بالتَّو ُّق ِ ٍ الت يج َع ُ�ل من هذا تن�از َل ع�ن َح ٍّق �ف أو َ ُّ ُ َ
َجدِّ سنَّ ًة يقتَدى بها إلى يوم ِ ِ ِ القيا َم ِة ،كماهو في ُص ِ الح َسن لح اإلما ِم َ المست ِ ُ ُ الموقف ُ بيل الِ ِ على َس ِ مثال.
يجوز لأِ َح ٍد أن يعيب اإلمام الحسن بن َع ِلي في ُ ِ ِ ُ حيث ال الحك ِم لِ َغ ِير ِه تنازله عن ُ َ ُ َ ٍّ َ َ َ ِ اختيار ِه ُ روج على الخ الح َسي َن في يعيب اإلما َم وهو َأ َح ُّق به ،كما ال يجوز لأِ َ َح ٍد أن َ ُ َ اإلمام الحسين ال َّظالِمين بِ َبي َع ِة ِ ِ ِ vفي اإلصالح فكان في ُ الس ِ الخ ِ ِ روج �عي إليهم راغب ًا في أهل العراق ُث َّم َّ خروجه ال يعاب َخ�اذل الم ِحبي�ن وب ْغي المب ِغ ِضين ِمما َأدى إلى استِ ْش�ه ِ اد ِه َو َم ْن َم َع� ُه َر ِح َم ُه ُم الل ُه ت َ ّ َّ ُ ُ ِّ َ َ ُ ُ ْ ْ ِ األبرار َو َعا َم َل َأعْدَ ا َء ُه ْم بِ َعدْ لِ ِه. َر ْح َم َة ِ ف الجدَ ُل في َ ِ ُّصوص بذلك علي بالخال َف ِة لمن َف ِه َم الن َ مسأ َلة َ َويتو َّق ُ َ أح ِّق َّية اإلما ِم ٍّ ِ ِ َ َص الس َّب عليه ن ُّ �كون وااللتزا َم بم�ا ترت َ لي ذا ُت ُه ُّ �ي اإلما ُم َع ٌّ والت�زم به�ا بعد أن َرض َ رف النَّ َظ ِر عن المبر ِ الت بِص ِ ق�ه التَّح�و ِ فِ ِ رات التي َأ َّدت إلى ذلك أو كانت س�بب ًا في َ ُّ ُ َ ِّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ خاص� ٌة ال يع َل ُمها إال َّحو ُ الت في فقه العالمات لها ُس�نَّ ٌة َّ َص�رف الخال َف�ة عنه ،فالت ُّ األثبات من هذا النَّم ِ ِ ِ ِ اإلحسان ومراتِ ِ المسؤول من ِ اإليقان. ب أهل ط ُ َ
َّاريخ السلبِي ِة أو من تَبِ ِ ِ ِ ِ َّ الخاص ِة ُّصوص عات قرا َء ِة الن َّ الركا َم من حوادث الت ِ َّ َّ إن هذا ُّ �ل التَّحو ِ الل ِ َ�ة آل الب ِ ق�وق ومكان ِ بِ ُح ِ مراح ِ ي�ت وما ُظ ِلموا في�ه ِخ َ الت ف�ي الت ِ َّاريخ ُّ َ
ِ ِ َ ساح ِة اإلسالمي وجعل ال َب َ األمر قض َّي َة الدِّ يانَة ُك ِّلها؛ لن ُيعيدَ َآل ال َبيت إلى َ عض هذا َ ِّ واق ِفهم وص ِبرهم إلى يو ِم ِ الحرك َِة وقد ذهبوا بِم ِ القيا َم ِة . َ َ ََ 121
ال عن ِ ِ مذاه ِ ذه ِ �ب َ �اص بدي ً ب اإلسلا ِم الم َ الخ ِّ نس ُ �ب إليهم من َ ول�م َيص ّح م�ا ُي َ ِ ِ مقبول ف�ي ِ ٌ واآلخذين عنه ،منهم ومن َغ ِيرهم ، أهل ِه الخاص ب فالم َ ُّ ذه ُ المع َت َب َ�رةَ ، ُ ِ ِ ِ واألخذ والتَّل ِّقي ِ المذاه ِ ُ بار عليه. أمر لغير ِه من ٌ صحيح أيض ًا وال ُغ َ ب اإلسالم َّية ٌ
ث ِ الم َص ِّلي َن و ُي ِ ور ُ والعداو َة وال َّث َأر الحق�دَ َ وإنَّم�ا َس�لبِ َّي ُت ُه كو ُن ُه ُيف ِّع ُل ِّ الصرا ِع بي�ن ُ باألمر ما س�وى ال َغير ِة ال َّط ِ بع َّي ِة على ِ ِ ِ وتفسير اآلل بين المس�لمين ِم َّمن ال عال َق َة لهم َ
داة الت ِ ط» اله ِ ط األوس ِ ف «النَّم ِ مواق ِ ُّصوص بعيد ًا عن ِ ِ ُّقاة. الن ُ َ َ
ِ �ل والدَّ ِ إن م�ن ُع ِ م�ق فِ ِ ط�ور َة الدَّ َج ِ ب�ل َّ المراح ِل جاج َل ِة ف�ي قهه�م وق�د َر َأوا ُخ َ ِ المواق ِ ِ المتَحو َل ِ الواع َي ِة أم�ام ُمطا َل َبتِهم ف األخض َ�ر واليابِ َس اتِّخ�ا َذ �ة وأنه س�يأك ُُل َ ُ َ ِّ بالح ِ الخاص ِة ،لِتبقى ُح ُ قوق اإلسلا ِم العا َّم� ُة ُمصا َن ًة ومحفوظ ًة من ك ُِّل ت ََه ُّج ٍم قوق َّ ُ ِ وخيان ٍَة. ِ الم ْج َم ِع عليه�ا َح ْي ُثما ن ََز ُلوا من وأكثرهم في َوانْ�دَ َر َج غال ُبه�م مذاهب اإلسلا ِم ُ ُ ِ ٍ خاص بهم ماعدا ما البد منه بمذهب الشعوب بالد اإلسال ِم ،ولم َي ُش ُّذوا أو ُي ْل ِز ُموا ٍّ َ ِ ِ ِ ِ المشتركة في سبيله. والخدمة واالرتباط في الله والحب وال َّتك ِْر َم ِة الوالء من ِّ
122
م َن هم النَّم َُط الأو َس ُط ؟
ِ �ط هم ِ ط األوس ِ أهل النَّم ِ وي األئ َّم ُة ال ُع َلم�ا ُء والعارفون ُ األثبات من آل ال َبيت النَّ َب ِّ َ ُ َ ِ ٍ والصحا َب ِة ئ ال ُع ِ أوعية بإحس�ان إلى يوم الدين .. دول والتّابِعين و َمن تَبِ َعهم َّ ِ واألخلاق الن ِ ِ َّبو َّي ِة الذين يندَ ِرجون ف�ي معنى قوله تعالى :ﮋ ﯚ والس�ن َِّة الكتاب ُّ
من هم النمط األوسط؟
ِ ِ لم من ك ُِّل ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ [األنعام ، ]٨٩ :وفي قوله « : mيحم ُل هذا الع َ َخ َل ٍ ف ُعدو ُل ُه»((( .
والسلا َم ِة ولم ُي ِ نازعوا قرار ًا شرع ّي ًا وال عالم ًا وهم الذين س�لكوا مس َل َك ُ الهدى َّ ِ الخ َلفاء الر ِ ِ َّسلس ِ ِ �ل المهد ُّيون َع َبر اش�دون تاريخ الت ُ أو إمام� ًا َأ َب ِو ّي ًا َن َب ِو ّي� ًا َر َّبان ّي ًا .هم ُ ُ َّ �رعي المسن َِد ،من حصنَتهم النُّصوص ونالوا بها مراتِب ِ َّ ِ الخال َف ِة واإلما َم ِة ،أو َ ُ َّ َ الش ِّ ُ ٍ ين على ِ وه ِ بإحسان إلى يو ِم الدِّ ِ حرفين. َمن تَبِ َعهم نهجهم َ غير ُمبدِّ لين وال ُم ِّ ديهم َ خير الناس من هذا الن ََّم ُط وفي ُم َصن َ علي رض�ي الله عنهُ « : َّف ابن أبي ش�يب َة عن ٍّ ِ يلح ُق بهم التّالي ويرج ُع إليهم الغالي»(((. األوس ُطَ ، َ
معر َف ِة ِ قه التَّحو ِ �ط في فِ ِ ط األوس ِ معر َف ِة النَّم ِ الت ِ جوب ِ وأهم َّي� ُة ِ الك ِ تاب واج َب� ٌة ُو َ ُّ َ َ ِّ الش ِ والسن َِّة ألنَّهم ِ ِ أوع َيتُها َّ سمان: رع َّي ُة ،وهم ِق ُّ لح ِ ألم ِة واستمرار ًا ِ ِ ِ فظ األمان َِة. السال َم َة وكان موق ُف ُه رحم ًة ل ُ َّ سم التزم َّ -1ق ٌ ِ سم التز َم االجتها َد في ُ مصير ُه َّ الخ ِ الشها َد َة . روج على ال َّظ َل َم ِة وكان ُ -2ق ٌ ِ واألخالق وهم ُ الخ َلفا ُء منهج النُّ ُب َّو ِة في ال َع َم ِل والن ََّم ُط األوس ُط هم الذين التزموا َ َ
((( سبق تخريجه .
((( المصنف (.)35639
123
مقولة اإلمام علي vعن النمط األوسط أهمية معرفة علماء النمط األوسط
المهديون ِمن ِ ِ الر ِ بعد ِه mويأتي في ُم َقدِّ َمتِهم: اشدون ُّ َّ
الخال َف ِة ِ ِ ِ صر ِ َهجهم في َع ِ • ُ الصحا َب ِة الراش�دَ ة من َّ الخل َف�ا ُء األر َب َع ُة و َم�ن ن ََه َج ن َ َّ وآل الب ِ ٍ يت ئ و َمن تَبِ َعهم بإِ حسان. َ
رجال النمط األوسط
المذاهب اإلسالمية
ِ • ُآل الب ِ ٍ طالب وفاطِ َم ُة علي ب ُن أب�ي ي�ت َ األطه�ار ،ويأتي ف�ي ُم َقدِّ َمتهم اإلما ُم ُّ ُ
َ ارتبط بهم وس�ار والح َس�ي ُن و ذراريه�م و َمن َّ والح َس� ُن ُ �اس َ الزه�را ُء وال َع َّب ُ عود إلش�ا َع ِة منه ِج السلام ِة واالبتِ ِ القيا ِم وال ُق ِ ديهم في ِ عل�ى َه ِ عاد عن ال ُغ ُل ِّو َ َ َّ َ واإلفراط والت ِ ِ َّفريط.
ِ المذاه ِ ب اإلسلام َّي ِة التي برزت بعد ُص ِ لح اإلما ِم المعت َِدل من الم َنه ِج ُ •دعا ُة َ ِ الح َس ِ ِ ِ المذاهب أصح�اب والجما َع ِة) ومنهم س�مى ُ الس�نَّة َ َ (أهل ُّ �ن تحت ُم َّ ِ ِ ِ ِ بمذاهب ِ الح َس ُن المعروفة األرب َع ِة السنَّة والذين َر ُضوا ما َرض َي ُه اإلما ُم َ أهل ُّ قن الدِّ ِ ِ ِ وح ِ ماء. و َمن جاء ِمن بعده على السال َمة َ طريق َّ
أهل اإلفراط والتفريط ال يدخلون في مسمى النمط األوسط
ِ الز ِ االعتدال والتَّوس ِ ِ ِ كمذه ِ المذاه ِ اإلمام َّي ِة، يد َّي ِة أو خرى ط من •دعا ُة ب َّ َ ب األُ َ ُّ ٍ ِ ِ والس� َب ِئ َّي ِة أو ِ ِ ِ أم�ا ما َش َّ بإفراط غيره�ا داخل ه�ذه �ذ من كالراف َضة َّ المذاه�ب َّ ٍ وتفري�ط فال ُ يدخ ُل تحت هذا التَّقس�ي ِم ،بل ربما صار مس�ؤوالً ُمباش�ر ًا عن داخلها ،بإِثار ِة ِ ِ ودمار األُم ِة من ِ نقائ ِ ض الت ِ َّاريخ التي تجاوزها الفت َِن و ُم ِضلاّ تِها َ ِ َّ ط األوس ِ جال النَّم ِ ط ِحفاظ ًا على سال َم ِة الدِّ يان َِة ل ُ أل َّم ِة. َ َ وسكت عنها ِر ُ َ
دائي ِة للمخالِ ِ المجموعات الغالِي ِة اعتمادها على الن ِ ِ ِ ِ ِ ِ ف عالمات هذه ومن ُ َ َّظرة الع َّ ُ َ ِ الم َبر ِم من ُأ ِ روب ،أو ال ُغ ُل ِّو في األحكا ِم ون ِ الش ِ الح ِ مور الدِّ يان َِة في ُّ عوب، وإثارة ُ َقض ُ َ ِ ِ يات الو ِ ّاري�خ ومجر ِ حواد ِ ِ المواق ِ ِ قائ ِع ث الت والبراء على والوالء ف واعتما ُدها ف�ي َ ِ ُ َ والمواق ِ ِ والح�واد ِ ِ ف التي ث وليس االحتكا َم لما جاء عنها في النُّصوص الش�رع َّي ِة 124
آل الب ِ ِ يت خالل األحداث المست ِ ات َ َجدَّ ِة. َّخ َذها َأئ َّم ُة ِ َ ُ
ِِ ِ ِ ُ وغيرها من سمى والمعت َِز َل ُة ُ الخوار ُج والقرام َط ُة والباطن َّي ُة ُ الم َّ ويدخ ُل تحت هذا ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ورج َع عن الم َ تاب َ الح َرك َّية ،إال َمن َ ذهبِ َّية اإلسلام َّية َ نماذ ِج اإلفراط والتَّفريط في َ والتز َم االعتِ َ دال . إفراطِ ِه وتفريطِ ِه َ
ِ ِ وكذلك ِ المرتَبِ َط ِة والعلمانية وما َت َف َّر َع عنها من ال َع ْل َمن َِة وال َع ْو َل َم ِة اإللحاد مدار ُس ُ المدارس ِ ِ ِ ِ ِ ِ �م ال َع َربِ َّي الخارجة عن ياس�ة ( َأ َك َل�ة ال َقص َعة) وه�م الذين ُيو ِّط�دون العا َل َ ف�ي مرح َل�ة ال ُغث�اء بِس َ النمط األوسط ِ ِ ِ س�يخ الدَّ ج ِ ِ ِ الم ِ عو ُة إلى َّ �ال ،ومن عالماته�م :الدَّ َ واإلسلام َّي للدَّ ّج�ال أو لمرحلة َ أتباع ِه وتحرير المر َأ ِة بال َضوابِ َط َش ِ يوب ِ ين وإش�ا َع ِة ِ ُمخا َل َف ِة الدِّ ِ نواق ِض�ه و ُع ِ �رع َّي ٍة ُ
الش ِ وإسقاط ِ ِ ِ ٍ ُ الق َي ِم َّ رع َّي ِة االشتراك َّي ِة ، الملك َّي ِة العا َّم ِة في مفهوم واستباح ُة منصوصة، َ في ال َّط ِ ِ وتفسير الت ِ واألديان تفسير ًا ما ِّد ّي ًا بحت ًا . َّاريخ بقات االجتماع َّي ِة، ُ
ِ الحر َب ِ المجموعات ف�ي العا َل َم ِ ين وقد انتش�رت هذه ُ ين ال َع َربِ ِّي واإلسلام ِّي بعد َ ِ �ة ِ كأذر َع ٍة مسيس ٍ ِ ِ ِ ِ وبرامجه في الماضي االس�تعمار لخد َم ِة العالم َّي�ة األولى وال ّثان َية ِ ُ َ َّ َ ٍ ِ وإدراك أو بِ َغ ِيرهما . والمستَق َب ِل بِ ِعل ٍم والحاض ِر ُ
مايات المسيس ِ ِ �ة ِمن ن ِ َقض ترز ُح في ه�ذه ال َع وإل�ى اليو ِم وم�ا بعدَ اليو ِم واألُ َّم� ُة َ ُ َ َّ َ َقض ِ العل ِم إلى ن ِ الحك ِم إلى ن ِ وه َل َّم َج ّر ًا. َقض ال ُعرى ُ ُ
واق ِ �ط» واالهتمام بِم ِ ط األوس ِ س�أ َل َة «النَّم ِ َ إن َم َ مس�أ َل ٌة لم ِ يعتن بها َأ ُ َّ هل ف ِرجالِ ِه َ َ َ َ المذاهب ِ اإلسلامي ِة الم ِ ِ ِ ِ المذاه ِ ش�رع َّي ٍة اإلسالمية لم أي َأ َه ِّم َّي ٍة ب �مى َّ الم َس َّ تناز َعة ،بل ُر َّبما لم ُيو ُلوا هذا ُ َّ ُ تول أهل النمط ِ ِ ِ ِ ٌ ُُ الرافِ َض ِة َّ ِ ُ اندر َج في مواقف آل ال َبيت ُغال ُة َّ حت�ى َ والس� َبئ َّية و َمن كان له إفراط وغل ٌّو األوسط أهمية الش ِ ِ ِ النعدام المعرفة االستدالل َّ رع ِّي.. مقيت في ب ٌ َطبع ٌّي أو َت َع ُّص ٌ ط األوس ِ األطهار ِمم�ن نَهج منه�ج «النَّم ِ األئم ِ ِ م�ع ِ العل� ِم َّ �ط» التزموا �ة َ َ َ َ َ أن َ َ َ ِ َّ أتباع َّ 125
بفقه التحوالت
ِ ِ ِ ِ وتأكي�د ِه «فِق ُه تقرير ِه �ح عن م�ا التز َم� ُه األئ َّم ُة nوأرضاه�م ،وهذا ما ُيفص ُ ِ ِ التَّحو ِ ِ ِ ٌ ُصوص ِه. األخذ به واال ّطال ِع على ن طويل في باع الت» وآلل ال َبيت ٌ ُّ
126
ِ الإفراط والت َّ ِ فريط مواقِ ُف النَّم َِط الأو َس ِط ِمن َط َرفَي ِ
ط األوس ِ (أهل النَّم ِ اإلفراط أو الت ِ ِ كان ِ ف ِ �ط) في اعتدالِهم مناز َع ُة أهل موق ُ َّفريط َ َ ِ َ ِّخاذ ِ �ط م�ن ات ِ ط األوس ِ جال النَّم ِ وتَوس�طِهم المش�روعِ ،وله�ذا كان ال ُبدَّ لِ ِر ِ ف مواق َ َ َ ُّ ِ ِ ِ ِ شرعي ٍة تَح َف ُظ ِدماء الم ِ هؤالء واإلفساد ،وهذا ما َف َع َل ُه الفساد سلمين و َمقا َم النُّ ُب َّو ِة من َّ َ ُ ط األوس ِ الت بـ(النَّم ِ قه التَّحو ِ ج�ال المعبر عنهم في فِ ِ �ط) ،والذين انط َب َق عليهم ُّ َ َ الر ُ ُ َّ ُ ِّ ِ بي mقال َّ « : «سنَنِ ِه» َّ إن بين يدي الحديث الذي معنى أخرج ُه ابن َ َ ماجه في ُ أن ال َّن َّ
القدوة واألسوة في سلوك أهل النمط األوسط
اله َر ُج ونرى أ َّنه َ الك ِذ ُب ،قال :ال َق ُ تل ،قالوا :وما يكفينا الس َ له َرج ًا » قالوا :وما َ اع ِة َ ّ
أن نق ُت َل ُك َّل عا ٍم كذا وكذا من المشركين قال « :ليس ذلك ،ولكن قت َل ُكم ُ أنف َس ُكم،
�ة ُع ُ الز ِ عام ُ َّ وس�يؤخ ُر مان، قول أهلِ ذلك َّ َس َّ قال�وا :وم�ا ُعقو ُلنا ق�ال « :إِ َّنها ُتخ َتن ُ ٍ باء من ال ّن ِ ش�يء ،وما ُأ َر ُاهم إال َس� ُتد ِر ُكني وإ ّياكم ،وما �اس َي َرون أ َّنهم على له�ا َه ٌ كيوم َد َخ ْلنا فيها» نخر َج منها َ َ المخ�ر ُج لي ولكم منها فيما َع ِهدَ إلينا َنبِ ُّينا mإال أن ُ
فس ِ �ن « :وم�ا ُ �ل َمت ُق ُلو ُبهم الح َس ُ روج منها َ ق�ال َ الخ ُ السلا َم ُة َ كيوم دخلوا فيها إال َّ ِ واق ِ �ط بالم ِ ط األوس ِ جال النَّم ِ ((( وأيديه�م ِ األخالق َّي ِة ف َ َ وألس� َن ُتهم» .وبهذا يتم َّي ُ�ز ِر ُ َ �روف ،وتت َل َّخص أهم ِ ِ َّ ِ ِ مواق ِفهم بما السلا َم ِة في ك ُِّل ال ُّظ ُ َ ُّ الش�رع َّية وااللتزا ِم بِ َم َنه ِج َّ يلي:
ِ الخال َف ِة ِ ِ صر ِ أهل الب ِ • ِ يت في َع ِ الحك ِم ،والموا َف َق ِة مواق ُ الراش�دَ ة في مس�أ َلة ُ ف ِ َ َّ قد ،وعَ�دَ ِم الم َ ِ أهل الح ِّل والع ِ والرضى َ أجم َع علي�ه ُ َ ناز َعة في ذلكِّ ، ُ عل�ى ما َ ِ الرضى في بما َر ِض َي به المسلمون، وتجاو ِز ما اعترى ال َب َ ُ عض منهم من عَدَ ِم ِّ
((( سنن ابن ماجه ( ، )3959إسناده صحيح « ،موسوعة الفتن» (.)1070
127
ملخص مواقف أهل منهج السالمة
الخال َف ِة الر ِ لمراحل ِ األمر إلى الموا َف َق ِة ود ِ ِ ِ تناز ِل عمهم التَّا ِّم بِدا َي ِة اشدَ ِة حتّى ُ َ َّ ُ
الح َس ِن(((. اإلما ِم َ
اإلمام علي vفي عهد الخالفة
قبول اإلما ِم علي ؤ المشار َك َة الدَّ ِائم َة في ِ • ُ بناء دو َل ِة اإلسال ِم والن ِ ُّصح لها َ ُ َ ٍّ ِ مرح َل ِة ِخال َف ِة َس� ِّي ِدنا أبي ٍ بكر و ُع َم َر و ُع َ ثمان ،، nو َقبو ُل ُه ال َبي َع َة طي َل َة َ ِ مكن إنقا ُذه ِمن منه ِج النَّم ِ ِ ِ مرح َل ِة ِخال َفت َِه، ط األوس�ط في َ َ َ ُ بعدَ ُه�م إلنقاذ ما ُي ُ َ َ ِ وه�ذا م ِ ِ ُّصوص التي ش�ير إلى مس�أ َل ِة الن وق ٌ ف ُيقتَدَ ى به بِ َصرف النَّ َظ ِر َع َّمن ُي ُ َ الح َّق له في الخال َف ِة.. تَج َع ُل َ
اإلمام الحسن vإمام القرار
ف اإلما ِم الحس ِن ؤ من ِ • ِ ِ الفت َِن والتَّنا ُف ِ وتنازلِ ِه عنه في س على موق ُ القرار ُ َ َ جود ِه ِحفاظ ًا على ِد ِ َّاس إلى و ِ ماء الم ِ حاج ِة الن ِ سلمين وسال َم ِة ِوحدَ تِهم ُ َأ َشدِّ َ ُ ِ ِ ِ ِ مع ِ المدينة حتى وفاتِ ِه ؤ دون ُخ ٍ روج أهل َبيتِ ِه من العراق إلى وانتقال�ه َ ِ ناز َع ٍ الهالك �ةُ ،محا َف َظ� ًة منه على الدِّ يان َِة واألمان َِة ،وتَجنِيب� ًا لِ َح َم َلتِها ِمن أو ُم َ ِّفاق والتّآم ِر على ِ والمنا َفس ِة ،بِرغ ِم ن ِ اآلخ ِر عَهدَ االت ِ َكث الجانِ ِ ب َ حياة اإلما ِم ُ ُ َ َ الس ِّم. َ الح َسن بِدَ ِّس ُّ
اإلمام الحسين إمام البيعة
أهل الب ِ ِ ِ ِ ِ • ِ الح َس ِ الس َ يت موق ُ كون في المدينة م َثل َغ ِيره من ِ َ ف ُ ين ش والتزا ُم ُه ُّ أهل ِ ِ وإخراج ِه ِمن ِ ِ الع ِ ِ ابتعاث ِ أجلها سؤول َّياتِها راق له بِال َبي َع ِة حتّى وتحميل ِه َم ُ ِ المدينة إلى ما قضاه الل ُه و َقدَّ َر ُه من استشهاده ؤ بِكَربال َء. من
ِ • ِ علي ِ الر ُج َل موق ُ زين العابِدين وهو الذي َش ِهدَ معر َك َة كربال َء و كان َّ ف اإلما ِم ٍّ
((( وعل�ى هذا الموقف يلتزم أهل النمط األوس�ط ما التزمه س�لفهم الصالح من عدم الخوض أو الطعن في الخالفة الراشدة إلى يوم الدين ،ومن طعن فيها أو نازع بعلم أو بغير علم فقد خالف منهج النمط األوسط ونحى إلى اإلفراط والتفريط .
128
ّاج�ي من المعرك ِ ِ السلا َم ِة وااللتزا َم َ َ�ة ،واتخا ُذ ُه فيم�ا بعدُ طريق َّ الوحي�دَ الن َ ِ ِ ِ بِمنه ِج النَّم ِ المطا َل َب ِة بال َق ِ رار ط َ َ األوس�ط واالعتنا َء في إقامة َم َنه ِج النُّ ُب َّوة دون ُ َ َ ِِ َ الو ِص َّي َة بذلك . أو االقتتال من أجله أو َ
المعروف بالتَّصو ِ الز ِ الموق ِ ِ وانتشر بعد ذلك في ف هد تفر َع عن هذا ُ ف َم َنه ُج ُّ َ ُّ َ وقد َّ ط األوس ِ جال النَّم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ط. َ السلا َمة لك ُِّل من ا َّت َب َع ِر َ َ المعتَد َلة كنَمو َذ ٍج من نماذ ِج َّ صورته ُ األئم� ُة أغ َلب من جاء ِم�ن ِ ِ ِ بعدهم ِمن ِ آل ُ َ المس� َل َك الذي َس� َل َك ُه هؤالء َّ َس� َل َك هذا َ ِ ِ ي�ت ِ الب ِ وتالميذهم و َمن َ يخرج عن وأتباعهم الكرا ِم َ ُثر ،ولم ُ أخذ عنهم ،وهم َقو ٌم ك ٌ الجتهاد يتلاءم مع ِ ٍ ِ أزمنَتِهم و َمن فيها ولم خروجهم القاعدَ ِة إال أفرا ٌد ،وكان ه�ذه ُ َُ الله ،وال يطعن في م ِ سبيل ِ ِ لأِ ٍ مر ،بل ُقتِلوا واست ِ ِ واق ِفهم ُشهدوا في ُ َ ُ َ يستَقم َ َحد منهم َأ ٌ
ط األوس ِ جال النَّم ِ روجهم ،بل هي ِ وال في ُخ ِ ط ِخ َ مرح َل ِة مواق ُ الل َ َ ف اس�تفا َد منها ِر ُ َ ِ الم ِ ف السالم ِة وال ي ِح ُّق لأِ َح ٍد ِمن بعدهم أن يت ِ ِ لك ال َع َّخ َذها َ َ َ ضوض و َث َبت َْت بها َمواق ُ َّ َ ُ ال يحق لمن كتاب ( ِ ِ الفت ِ الصراعِ ،و ُي َؤ ِّيدُ هذا المعنى ما ورد في ِ َن ) لِنُ َعي ِم بعدهم أن يتخذوا �دو ًة ُ للخ ِ وإثارة ِّ ُق َ �روج َ اجتهادهم قدوة بن حم ٍ اد عن يزيدَ ِ بن أبي َح ٍ ُ ُ بيب قال :قال رسول الله َ : m ِ َ َّ «س َيكُون َب ْعدَ أصحابي إلثارة الصراع إال ِ ِ بشروط إياي ،ثم يس�ت ُّن بها قو ٌم من بعده�م فيدخلون بهم فتن� ٌة َي ْغف ُر َه�ا الل ُه له�م بمح َّبتهم َ النار» (((. َ
((( تفسير القرطبي (.)391 :7
129
عل َ ِ ِ ساعَةِ حو ِ لات وعلامات ال ّ ُ ماء فقه الت َّ ُّ ُ ُ
علماء فقه التحوالت
أحاديث العلم بالساعة
ِ ُّصوص ِ ِ اختِ َص ِ الوار َد ُة في ُكت ِ الحديث إلى ْ الصحا َب ِة ئ اص ُب ُشير الن بعض َّ ُ ت ُ وعبد ِ ِ ِ ِ ِ وح َذي َف َة ِ الله رير َة علي ؤ ُ بن اليمان وأبي ُه َ في ش�أن هذا العل ِم كاإلمام ٍّ ٍ ِ ِ ((( مس�عود ِ ِ ُ ب�ن أحادي�ث النَّبِ ِّي mعن المبثوث في لم وغيرهم ،كما تم َّي َ�ز هذا الع ُ
والعالم�اتِ ، ِ ِ ِ عالم�ات الس�ا َع ِة بِ ِ ِ فمنها ما لألش�راط إبالغ ِه ف ُم َتن َِّو َع ٍة س�اع َة مواق َ ّ ِ ٍ مر ًة أو َم َّرت ِ ُ حديث ش�ير ذكر ُه في يو ٍم واحد ،وإلى ذلك ُي ُ َي�ن ،ومنها ما َ تح�دَّ ث عن�ه َّ ِ اليمان الذي أخرجه ال ُب ِ ُ رس�ول خار ُّي في «صحيحه» من قوله« :قام فينا ُحذي َف َة بن
ُ الس�اعة إال حدّ ث به، الل�ه mمقام� ًا ما ترك ش�يئ ًا يك�ون في مقامه ذلك إل�ى قيا ِم ّ وحديث ِ عمرو ِ ُ األنصاري ؤ ب َح ِف َظ ُه َمن َح ِف َظ ُه ون َِس َي ُه َمن ن َِس َي»(((. ِّ بن أخ َط َ ِ رسول ِ الله m ُ هر، قال( :ص َّلى بنا نبر ،فخ َط َبنا حتى حضرت ال ُّظ ُ الفجر وصعد الم َ َ العصر ثم نزل فص َّلى ثم صعد ثم نزل فص َّلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت ُ
((( وه�ذا ال يعن�ي أن غيره�م ل�م يس�معوا الحدي�ث وإنم�ا كانوا ه�م أكثر حفظا وس�ؤاال عن العالمات ،كما في قول حذيفة بن اليمان vفي ما أخرجه مس�لم في الفتن وغيره قال: (أنا أعلم الناس بكل فتنة هي كائنة إلى يوم القيامة وما بي أن يكون رسول الله mأسر إلي في ذلك شيئا لم يحدث به غيري ولكن رسول الله mحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن التي
يكون منها صغار ومنها كبار فذهب أولئك الرهط كلهم غيري) رواه مسلم ( ،)2891وفي
رواية أخرى قال( :ما من صاحب فتنة ييلغون ثالثمائة إنسان إال ولو شئت أن أسميه باسمه واس�م أبيه ومس�كنه إلى يوم القيامة كل ذلك مما علمنيه رس�ول الل�ه ،mقالوا:بأعيانها؟ ق�ال :وأش�باهها ،يعرفه�ا الفقهاء ـ أو قال :العلماء ـ إنكم كنتم تس�ألون الرس�ول mعن
الخير وأسأله عن الشر ،وتسألونه عما كان وأسأله عما يكون) وقد سبق تخريجه في مطلع
الكتاب.
((( البخاري ( ،)664وانظر «العراق في أحاديث الفتن» لمشهور حسن (.)327 :1
130
فأخبرنا بما كان وبما هو ِ كائ ٌن فأع َل ُمنا أح َف ُظنا)((( . فخطبنا حتى غربت ُ الشمس َ َ َ
وروى أب�و يعلى عن أبي الدَّ ِ س�ول ِ الله m رداء رضي الله عنه قال« :لقد ت ََركَنا َر ُ ِ ناح ِيه إال ذكر لنا منه ِعلم ًا»(((. يطير بِ َج َ السماء َط ٌير ُ وما في َّ
َّ ِ اإلفصاح التَّ�ا ِّم َج َع َل ال ُعلما َء الصحا َب ِة nو َمن بعدهم عن ولع�ل َص َ م�ت َّ الصمت المطبق تفصيل هذا ِ ِمن ِ ِ األذهان عن عالمات ِ العل ِم وإش�ا َعتِ ِه حتى صار غريب ًا على بعدهم يس� ُكتُون عن
وغريب� ًا حتّى بين ِ ِ ٌ مس�لم عن أبي هرير َة من حديث رواه فس ُ�ر ُه ٌ أهل العل ِم وهذا ما ُي ِّ قولِ ِه « :mبد َأ اإلسلام غريب ًا وسيعود كما بدأ غريب ًا فطوبى لل ُغر ِ ٍ رواية باء»((( وفي ُ َ ُ «ب�دَ َأ َغ ِريبا وير ِجع َغ ِريبا َف ُطوبى لِ ْل ُغرب ِ اء ا َّل ِذي َن ُي ْص ِل ُح َ َّاس ِم ْن َب ْع ِدي ون َما َأ ْف َس�دَ الن ُ ََ َ ً ً ََْ ُ َ
الساعة وما ترتب على ذلك
ِم ْن ُسنَّتِي»(((.
ق�ه التَّح�و ِ الحدي�ث وربطناه ِبف ِ الت َلو َجدن�ا َّ أن الدِّ ي� َن بأركانِ ِه ول�و تأ َّملن�ا ه�ذا ُّ َ ََ ُ وق ِع�ه ِمن ر ِ �ه وربطِ ِه بِم ِ ِ ِ ِ ِ األركان َس� َي َظ ُّل باع َّي ِة ُ َ األر َب َع�ة ب�دأ غريب� ًا ،وحتى عند إعا َدت َ العل ِم« :فطوبى لل ُغر ِ إبراز هذا ِ يقول mـ لأِ َ َه ِّم َّي ِة ِ غريب ًا كما بدأ ،وفي هذا ُ باء الذين َ
ِ ِ ِ ِ َّبي ُيحي�ون»((( ،أيُ :يعيدون َش َ�ر َ ف ُرباع َّي�ة األركان التي أماتها الن ُ َّاس من ُس�نَّة الن ِّ ((( مسلم (.)2892
((( رواه الطبراني وقال الهيمثي :رجاله رجال الصحيح ،انظر إتحاف التويجري (. )18 :1 ((( مسلم (.)389
((( الترم�ذي ( ، )2630وف�ي رواية أحمد « :طوبى للغرباء» ،فقيل :من الغرباء يا رس�ول الله؟ ٍ ِ س�وء كثير ،م�ن يعصيهم أكث�ر ممن يطيعهم» ،وإس�ناده أناس «أن�اس صالح�ون في ق�ال: ٌ صحيح لغيره « ،موسوعة الفتن» (.)1743
((( ه�ذه الزي�ادة أخرجها الخطيب البغدادي في ش�رف أصحاب الحدي�ث ،وتتمتها « :اللذين يحي�ون س�نتي من بع�دي ويعلمونه�ا عباد الل�ه» ،وانظ�ر «إتح�اف الجماع�ة» للتويجري
(.)65 :1
131
بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ
إن كثير ًا من الع َل ِ قه التَّحو ِ التعليل خاص ِبف ِ ُ حيث َّ الت فقط ُ ماء قد َف َّسروا ،mوهذا ُ ُّ ٌّ ُغرب َة الدِّ ين بِم ٍ خالف على ذلك. عان أخرى ،وال َ َ َ
الثة ِ ، األركان ال َّث ِ وقد اجتهد ُع َلماء المسلمين في ِخدم ِة هذا ِ ِ ومن العل ِم ُمن َف ِرد ًا عن َ ُ ٍ الوارد ِة في ِ ِ ُ سعيد عثمان بن الفت َِن» أبوعمرو ذلك ما َج َم َع ُه صاحب «الس�ن َِن ِ َ كتاب ُّ مقدمة الداني ِ ِ ِ صاحب كتاب بالم َقدِّ َمة فقال فيها َ :م َ عش َ�ر إخواننا المس�لمين الم ُ ق�رئ الدّ ان ُّي ،وق�د َ افتتح كتا َب ُه ُ ُ «السنن الواردة جع َلن�ا الله وإياكم على النِّع ِم ش�اكرين وعند البلوى ِ والم َح ِ �ن صابرين ،فقد ظهر َ َ َّ َ َ في الفتن» ِ ِ في وقتِنا وفش�ا في َزمنِنا من ِ ِ ِ واختالف ال ُق ِ لوب وفساد الدِّ ين األحوال وتغيير الفت َِن َ
ِ ِ ِ ِ ِ الس�ا َع ِة الس�ن َِن ما َد َّل على انق�راض الدُّ نيا وزوالها ،و َمجيء ّ وإحي�اء البِدَ ِع وإماتَة ُّ َ وظه َر ،قد أع َل َمنا به نَبِ ُّينا واقتِرابِها ،إذ ك ُُّل ما قد تواتر من ذلك وتتا َب َع وانتش َر ،وفشا َ mوخو َفناه وس ِ �م َع ُه منه صحا َبتُه رضوان الله عليهم ،وأ َّدا ُه عنهم التَّابعون رحم ُة َّ ُ َ ِ ِ ور َوو ُه لنا عن َأ َّوليه�م ،وقد َب َع َثني ما الل�ه عليه�م ،ونق َل ُه َأئ َّمتُنا إلينا عن أسلافهمَ ،
العل ِم والر ِ أهل ِ الميثاق والع ِ ِ واية في ن ِ هد على ِ أخذ ُه الل ُه َع َّز َّ َ َش�ر ما َع ِلموه وجل من َ ِّ ِ الوارد ِة في ِ ِ ِ ِ الفت َِن أجم َع في هذا الس�ن َِن ِ َ الكتاب ُجم َل ًة كاف َي ًة من ُّ وأداء ما َس�م ُعوه أن َ المؤمن ِ ِ ِ ِ ِ ِِ العاق ُل، والس�ا َع ِة وأش�راطِها لكي َيتَأ َّد َب بها ُ وغوائلها واألزمنَة وفس�ادها ّ َفس ُه بِ ِرعا َيتِها و ُي ِ ُ عظيم جهدَ ها في استعمالِها والت ََّم ُّس ِك بها ،ويتب َّي َن له بذلك ُ ويأخ َذ ن َ
�فك الدِّ ِ وأهل ِه من س ِ ما ح َّل باإلسلا ِم ِ ِ الح َر ِم ) ِ ماء ون ِ َهب وغير َ األموال واستباحة ( ُ َ ِ ذهب الدِّ ين وي ِ ِ َ ِ إصالح ش�أنِ ِه َخوف ًا منه نفس� ُه في ف ضع ُ ُ مما ُي ُ اإليمان ،ف ُيعم ُل َ ذلك ّ ِ ِ ِ ِِ ُنيب وال نتوك َُّل وهو حس ُبنا وإليه ن ُ على فساد دينه وذهابِه ،وما توفي ُقنا إال بالله عليه َ حول وال ُقو َة إال ِ َ العلي العظي ِم . بالله َّ ِّ
رز ِ يخ العلاّ م ُة محمدُ ب ُن ر ٍ الش ُ وكتب َّ الح َسينِ ُّي في ُم َقدِّ َم ِة كتابه َقو َله سول ال َب َ نج ُّي ُ َ َّ ّ مقدمة البرزنجي ِ ٍ ِ دار إقا َمة ،وإنما هي َمنز ٌل لكتابه «اإلشاعة» (ص : )26ولم�ا كانت الدُّ نيا لم تُخ َلق لل َبقاء ول�م َتكُن َ
�رض على ِ اآلخر ِة ج ِع َل�ت للت ََّزو ِد منه�ا إلى ِ من�از ِل ِ م�ن ِ ِ الله اآلخ َ�ر ِة ،والت ََّه ُّي ِئ لل َع ُّ َ ُ ِ ِ ِِ ِ شيع أشرا َطها وو َّلت ،لذا كان َح ّق ًا على ك ُِّل عال ٍم أن ُي َ ولقائه ،وقد آ َذنَت باالنصرا ِم َ واألخبار ِ َ و َي ُب َّ س�ر َدها َم َّ�ر ًة بعد أخرى على األحادي�ث �ث الوار َد َة فيها بين األنا ِم و َي ُ َ
ِ بعض ال ُق ِ الذ ِ بعض ُّ لوب و َينتَبِهوا من ال َع َوا ِّم فعس�ى أن َينتَهوا عن نوب وتَلي َن منهم ُ ِ ِ ِ ِ الوه َل ِة. المه َل َة قبل َ سنَة ال َغف َلة و َيغتَنموا ُ
عض الب ِ سط ولو أ َّدى إلى الت ِ أبس َط فيها ال َق َ َّكرار ال ك ََمن ول َب َ َ فدعاني ذلك إلى أن ُ ِ االختص�ار ِ ، ِ ِ ِ ِ وتذك َ�ر ًة ألولي االغترار أله�ل تبص َر ًة س�بيل �ع فيه�ا أوراق ًا على َج َم َ ار ،و َذري َع� ًة إلى دار ال َق ِ الج َّب ِ ِ �رار .والل َه َ أس�أ ُل أن ووس�يل ًة إل�ى ِرض�ى َ األبص�ار َ ،
ات ،وإنَّما ُل ِ األعم�ال بالنِّي ِ خل�ص نِيتي وي ِ ي ِ ٍ ُ امرئ ما نوى، �ك ِّل حس� َن َط ِو َّيتي فإنَّما ّ ُ َ َّ ُ وأن ين َف�ع به عامة المؤمنين ،وأن ِ يغف َر لي وآلبائي وإلخواني وألوالدي ِدين ًا و ُدنيا َ َّ
أجمعين آمين .
ي�ض أحمدُ ب ُن ُم َح َّم ِد ِ المجت َِهدُ الحافِ ُظ أبوال َف ِ الش ُ وكتب َّ الصدِّ ِيق بن ِّ َ �يخ العلاَّ َم ُة ُ ِ ال ُغ ِ االختراعات ال َع ِ صر َّي ِة لما أخبر به الح َسنِ ُّي ص 2في ُم َقدِّ َم ِة كتابه « ُمطا َب َق ِة مار ُّي َ َس ِّيدُ ال َب ِر َّي ِة»:
يب وإطالع ِ أما بعدُ ِ َّ ، َّبي mبال َغ ِ ُ الله تعالى إ َّيا ُه على ما َ يكون كان وما َ لم الن ِّ فإن ع َ منازلهم من الجن ِ ِ ِ ِ الفريقان إل�ى ِ َّ�ة أو النَّار ،بل وما صير َ الس�ا َعة وإل�ى أن َي َ إل�ى قيا ِم ّ ألهل ِ ِ ِ ِ واإليمان، العل ِم �رور ِة بع�د ذلك إلى م�ا ال نِها َي َة له من األزمان؛ معلو ٌم َّ بالض َ المعر َف ِ �ف في ذلك منهم ِ ِ ِ اثنان ،وال َي ُش ُّ �ك فيه �ة واإليقان ،ال يخت َِل ُ مقط�وع ب�ه ِعندَ ٌ ِ البراهي�ن على ما هنالك ،ويكفي ُ قول منه�م فضالن ،لِتَظا ُف ِر األَ ِد َّل ِة بذلك ،وتكا ُث ِر
الله تعال�ى :ﮋ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﮊ
الم َت َي َّق ِ َ �ن المقط�و ِع ب�ه عل�ى َّ المرت ََضي َن منهم أن أفض�ل ُ [الج�ن ]٢٧ - ٢٦ :م�ع اإلجم�ا ِع ُ اإلطالق هو س� ِّيدُ نا م َحم�دٌ mبدون نِزا ٍع وال ِش ٍ ِ أفض ُل وس� ِّيدُ هم على �قاق ،فهو َ ُ َّ َ بإخبار ِ ِ ِ بإخبار ِه هو َّ m أن الل َه تعالى أط َل َع ُه الله تعالى ُث َّم أظه َ�ر ُه الل ُه على َغيبِ ِه َم�ن َ
�يء ،وج َّلى له ك َُّل َش ٍ ش�يء وآتاه ِعلم ك ُِّل َش ٍ ٍ �يء ،وتج َّلى ل�ه َف َع ِل َم ما بين عل�ى ك ُِّل َ ُ َ واألرض وم�ا كان وما هو ِ ِ ِ األخبار، كائ ٌن إلى غير ذل�ك ِم َّما َص َّحت به �ماوات الس ُ َّ ِ جموع ِ ِ ُ وصدَّ َقه ال َع ُ ي�ان ،في ُوقو ِع األحاديث �ه وتوات�رت بِ َم واآلثار ،و َأ َّي�دَ ُه الواق ُع َ ُ
ِ الس ِ �نين أخبر به ِ mم َّما س�يأتي بع�دَ ُه َو َ فق ما قال وط َبق ما أخبر به على َم ِّر ِّ ك ُِّل م�ا َ ِ َ�ر الدُّ ِ فأخبر أصحا َب� ُه بِك ُِّل ما هو واألزمان ،وقد ق�ام mخطيب ًا هور َ واألع�وا ِم وك ِّ ٍ ِ ِ الصحا َب ِة ئ َك ُع َم َر ِ الخ َّط ِ بن َ وحذي َف َة كائ ٌن كما َص َّح عن اب ُ طريق جما َعة من َّ ٍ ٍ اليمان وأبي ٍ ِ الخ ِ ِ ِ سعيد ُ مسعود وغيرهم. در ِّي وابن األنصار ِّي وأبي زيد بن
ُ ِ ثم قال صٌ :3 يحر ُك فصل ،ولهذا قال أبو َذ ٍّر ؤ :لقد ت ََركَنا رسول الله mوما َّ طائر بِجنَاح ِيه في الس ِ س�عد في ال َّط ِ ٍ ِ بقات، �ماء إال ذكر لنا منه ِعلم ًا .رواه أحمدُ واب ُن ٌ َ َ َّ وكذلك قال أبوالدَّ ِ رداء ؤ فيما رواه عنه أبويعلى وال َّطبرانِ ُّي في الكبير.
أن النَّبي mأخبر أصحابه بِك ُِّل ما هو ِ كائ ٌن بعده مما أط َل َع ُه الله عليه، َُ والمقصو ُد َّ َّ ُ صداق ك ُِّل ما أخبر به ِم َّما سيأتي بعده إلى وحدَّ ث بذلك أصحا َب ُه nوظهر ِم ِ يومنا هذا. ِ ِ �ة فتك َّف َ�ل بِ ِذ ِ ِ الماضي ِ فأم�ا م�ا ظهر ف�ي ال ُق ِ ِ �يرتِ ِه رون َ كره جما َع� ٌة م َّمن أ َّلفوا في س َ ِ ِ وفضائ ِل ِه وم ِ وخصائ ِصه ،mو َب َّينوا ذلك َ وح َّققوه. عجزاتِ ِه وش َرحوه و َع َّينوه َ ُ
ِ ِ ِ ِ األخالق و َت َبدُّ لِها وفساد األحوال و َت َغ ُّي ِرها انقالب وأما ما وقع في زمانِنا هذا من ِ ِ ِ ِ وم�ا ظهر من األُ ِ العجيبة فلم َأ َر َرع�ات الجس�يم ِة والمخت والحوادث العظيمة مور َ
ِ ِ ِ ِ واألحاديث اآليات القرآن َّي ِة ش�ير من لجمع ِه أحد ًا ت ََصدَّ ى واس�تخراج ما َين ُّ ُص أو ُي ُ ِ الن ِ ِ َّبو َّي ِة إليه ،وإن كان ُج ُّل ذلك مذكور ًا في ُكت ِ واوين السا َع ِة وأبوابِها من َد ُب أشراط ّ ِ ِ ِ ب الن ِ تطبيقها على ما وردت َّاس َم َع ُه إلى السنَّة؛ لكنَّها مسرو َد ٌة َسرد ًا ال يهتدي غال ُ ُّ ِ شير بها إليه. فيه ،وال تنزيلها على ما ُأ َ
ِ فإنَّ�ه mأخب�ر بذلك َم َّ�ر ًة بِ ٍ َّش�بيه والت ِ ٍ صريح ،وأخ�رى على ِج َه ِة الت طريق َّمثيل ٍ ويفه ُم ُه ُ واإلش�ار ِة والت ِ زم�ان ألنَّه mأوتي أهل ك ُِّل َّلويح حس�بما يقتضيه المق�ا ُم َ َ ِ جوام َع الك َِل ِم واخت ُِص َر له الكال ُم اختِصار ًا.
ِ ِ األحاديث وش�رحوها بِ َح َس�ب ما أدركَت ُه تفس�ير تلك ولذلك خاض ال ُعلما ُء في ٍ ُعقو ُله�م ووصلت إليه أفها ُمهم ،وحملها ُ زمان على ما قد كان في زمانِهم أهل ك ُِّل ِ ِ ِ المبتَدَ عات ،وهي وط َّبقوه�ا على ما ظهر في�ه من الحوادث والتَّغ ُّيرات واألح�وال ُ ِ ِ الحقيق�ة ِ صالح لذل�ك إال َّ الزمان، وار ٌد في هذا أكثرها في وإن كان فيه�ا م�ا هو ٌ أن َ فه�و ف�ي أحوالِه وحوادثِه كالنَّص ،وفيما ذكروه كال َّظ ِ اه ِ والم َؤ َّو ِل ،بل فيها ما هو ِّ �ر ُ ِ حوادث زمانِنا ال يق َب ُل حم َلهم وال يحت َِم ُل الت َ َّأويل. َص قاطِ ٌع في ن ٌّ
ِ ٌ األحاديث التي أش�ار بها mإلى ذكرت فيه ما وق�ع لي من فص�ل ،وهذا ُج�ز ٌء ُ ِ العظيم�ة والمختَر ِ ِ الز ِ م�ان ِ ِ ظه�ر من األُ ِ العجيبة فيه ع�ات مور وأهل ِه وما ح�ال هذا َّ ُ َ َ وذلك على َح َس ِ �ب ما َب َل َغ ُه ِعلمي ووصل إليه إدراكي و َفهمي ،وقد يفت َُح الل ُه على
ِ االختراعات وسمي ُت ُه «مطا َب َق َة أوس ُ �ع من ذلك ،و َأ َد ُّل على ما هنالكَّ . غيري بما هو َ ِ العصر َّي ِة لما أخبر به َس ِّيدُ ال َب ِر َّي ِة».
ِ ِ الواضح ل ِ سكوت العل َ ِ ِ َ علامات الإفصاح ماء عن ب ُ ُ ما هو سب َ ُ ساعةِ ركُك ٍن من أركا ِن ال ِّد ِين؟ ال ّ
سبب سكوت العلماء عن اإلفصاح بالعالمات
ِ ِ ِ الر ِ الخطير م�ن ُ حيث أحدا ُث ُه كن كان َّ الصحا َب� ُة nعل�ى عل ٍم واس� ٍع بهذا ُّ ِ ِ �خوص ُه ،ولكنَّه�م كانوا يكتُمون ِس َّ�ر ُه َ ُ َّب وش وخ َب َ�ر ُه عن العا َّمة والدَّ هم�اء لما يترت ُ ُ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ َشر ِه في ال ُع ِ على ن ِ مما قد المعاص َرة ورجالها ّ صور األولى من كَشف عن األحداث ُ الش ِ ُي َؤ ِّدي إلى ِد ٍ أن ُ اإلفصاح ،وفي هذا َّ ِ يقول أبو هرير َة في ما رواه في مار ُم َح َّق ٍق عند رسول ِ ِ الله ِ mوعا َء ِ ين فأ ّما أحدُ هما َف َب َثث ُت ُه وأ ّما َ الص ِ اآلخ ُر فلو ظت من «ح ِف ُ حيحَ : َّ ب َثث ُته ُقطِ�ع هذا البلعوم»((( ،وفي ِ ِ الصحا َب ِة» ألب�ي ُن َعي ٍم األصبهانِ ِّي(((بلفظ: «معر َفة َّ َ َ ُ ُ ُ
س�ول ِ ِ فأخرجت منها ِجرا َب ِ خمس ُج َر ٍ الله m أخرجت ين ،ولو ب، ظت ِمن َر ُ ُ «ح ِف ُ َ َ ِ ِ جار ِة» . ال ّثال َث َلر َجمتُموني بالح َ
ِ ِ �م م�ن هذا ومن َغ ِير ِه َّ أهم معانيه أن المقصود بهذا الكتمان ه�و ما يتع َّل ُق في ِّ و ُف ِه َ قه التَّح�و ِ ف بِ ِف ِ عالمات الس ِ ِ بِ الت ،ويؤ ِّيدُ هذا المعنى ما قاله أبوهرير َة �اعة أو ما ُع ِر َ ُّ ّ رواية اإلس�ماعيلي في قولِ ِ ِ ف أس�ماء ُهم (من بني ُف ٍ (وكأن أباهرير َة ِ َّ الن �ه: ِم�ن يعر ُ َ ِّ و ُف ٍ الن) وكان ذلك من ِ الج ِ راب الذي لم ُيحدِّ ث به)(((.
ِ ِ ِ عما س�كت عنه صر الت َّدوين ووضع ال ُعلما ُء قواعدَ األُصول س�كتوا ّ ولما جاء َع ُ بع�ض الصحاب ِة ئ لِب ِ ِ ُ وغير ُه المحاذير التي أش�ار إليها قاء ُ َ َّ َ حدي�ث أبي هرير َة ُ ِ ِِ ِ في ذلك ال َع ِ ِ الص ِ وذكر ِه والمس�انيد والس�ن َِن صر واك َت َفوا بِت َدوين معلوماته في ِّ حاح ُّ ((( البخاري ()120
((( معرفة الصحابة ()4237
((( فتح الباري البن حجر .62/ 20
مبس�وط فِ ِ ِ كر ِ ِ َعرض� ًا في س ِ ِ للعالمات عن�د ِذ ِ قه اإلسلا ِم أخبارها في مواق ِع �ردهم َ َ ِ ِ واإلحسان. واإليمان
كوت الع َل ِ واعتبره بعض ع ِ العل ِم لِس ِ صول من َشا ِّذ ِ ِ ِ لماء األُ إظهار ِه ُركن ًا من ماء عن ََ ُ ُ ُ ُ ُ مقولة لإلمام ِ أركان الدِّ ين حتَّى قال ّ ِ ِ الم َت َقدِّ مين الشاطبي حول المخا َل َف ُة ل َع َم ِل ُ بي رحمه الله َ ( :ق َّلما َت َق ُع ُ الش�اط ُّ جديد العلم ِ ((( ِ نفس� ُه في ِ إال ِم َّم�ن َ لي أدخ َل َ أهل االجتهاد َغ َلط ًا أو ُمغا َل َط� ًة ) ،و ُأث َر عن اإلما ِم َع ِّ ِ ِ ِ الح َس ِ ف وتواطأت لم ما ُع ِر َ عر ُ بن ُ ف من العل ِم ،إنَّما الع ُ لم ما ال ُي َ ين قو ُل ُه ( ليس الع ُ أهل ِ ِ العل ِم بِ َر ٍ واالنفرا ُد عن ِ ُ أي في َّ والقول بما الشر ِع بعضهم : األلس� ُن) وقال ُ عليه ُ جال ِ ل�م ي ُقل ب�ه َأحدٌ فيه ينبِ ِ األقوال من ِر ِ ِ ئان عن َخ َل ٍل في ال َع ِ قل) ُ العل ِم ومثل ه�ذه ُ َ َ ِ أمر الس ِ ِ ِ باألركان ـ كما وإلحاقه�ا �اعة وتش�دُّ ِدهم في ه�ذا األمر َح َج َ ب الكال َم في ِ ّ ِ �ول بِركنِي ِة عالمات الس ِ نَعت َِق�دُ والل� ُه أع َل ُم ـ مع َّ وإلحاقها بالموضو ِع ال �اعة أن ال َق َ ُ َّ ّ ِ أه�ل ِ َّرهيب وإنَّما عال َق ُت ُه ِ ِ عال َق� َة له بما َذك ََر ُه ُ بقول َمن ال ينطِ ُق عبارات الت العل ِم من ع�ن اله�وى (mأتاكم ِج ُ بريل ُي َع ِّل ُمكم دينَكم ) و بكتمانِ ِه ُيؤ َث ُم العالِ ُم بعد أن ثبت
ِ ع�ن النَّبي mتقريره وتأكيدُ ه ،أما فِقه ِعل ِم الس ِ �اعة فقد تناو َلت ُه كا َّف ُة ُكت ِ الحديث ُب ُ ُ ُُ ّ ِّ ِ ألركان الدِّ ِ (والساع ُة ُجز ٌء ين وكتب في تبويبه: البخاري الذي َب َّوب صحيح ومنها ِّ ُ ّ من الدِّ ِ ين).
وتن�اول العدي�دُ من الع َل ِ �ة كماد ٍة ِع ِ فات عام ٍة أو خاص ٍ الفق�ه في مؤ َّل ٍ ماء هذا ِ لم َّي ِة َّ َّ ُ َ َ َّ َ ُ ِ ِ ٍ �رعي ٍة ِ ِ ِ الم ِّ تأخرين ـ في واآلخ َر ِة فقط ،حتى صار لدى بالقيامة ارتباط ذات َش َّ بعض ُ ِ ِ ٍ ِ ٍ اإلثار ِة للم ِ بالج ِ سل ِمين الساعة واتِّها ُم ُه َ َف َترة َز َمن َّية ـ ُ هل أو ِ َ ُ المت َك ِّل ِم في عالمات ّ قدح ُ
أخبار اإلما ِم المن َت َظ ِر وعيسى والدَّ َّج ِ ِ ال ِ خاض في وغيرها.. وخاص ًة عندما ُي ُ َّ ُ ((( الموافقات للشاطبي (.)286 :3
137
ركنية فقه التحوالت مقولة عمن ال ينطق عن الهوى mوليس اجتهاد العلماء
الر ِ ِ الج ُ بعض كن ومعلوماتِ ِه حتى صار غريب ًا ومجهوالً ،بل صار في وعم َ هل بهذا ُّ َّ ِ ِ ِ بالد ال َع َر ِ الج ِ هل نشر ُه على المنابِ ِر والمؤ َّلفات نتيج َة َ ب والمس�لمي َن علم ًا ممنوع ًا ُ ِ ِ ِِ ِ المراح ِل وتق ُّلباتهاُ ،ث َّم الش�تمالِ ِه على �ب مع تتناس ُ ب�ه َّأوالًُ ،ث َّم عَدَ ُم خد َمته خد َم ًة َ األرض من الح�كّا ِم والع ِ لماء وال َّظ َلم ِ ِ ِ ِ �ة و َمن له نُفو ٌذ المفس�دين في ُ ُ َ بع�ض أحوال ُ ِ �كون عن ِذ ِ ُ كر ِه كما ق�ال أبو هريرة :v والس الص ُ ف�ي الواقعِ ،فس�ا َد بذلك َّ مت ُّ (ل�و بثثتُ�ه َل ُقطِع ِمنِّي هذا الحلقوم) ،وأما إظهارنا له بع�د أن تهي َأ لنا بِ َف ِ ِ هم َّ ُ َ ُ ضل الله َف ُ ُ َّ ِ ِ ِ ِ أهل األُ عار َض ِة ِ األركان فال ُ صول موق ِع�ه م�ن يدخ ُل تح�ت ُمخا َل َفة َمن َس� َب َق وال ُم َ
ِ ِ ٌ حاجتِه قبل والحدي�ث ،وإنم�ا هو إتما ٌم وإكم�ال لما هم وأتبا ُع ُهم وتالم َذتُه�م في َ ِ َغ ِيره�م من ع�وا ِّم الن ِ فقأت َعي َن ل�ي « : vإنِّي ُ َّاس وتجدي�دٌ وا ٍع لقول اإلما ِم َع ٍّ ِ الفتن َِة»(((.
((( مصنف ابن أبي شيبة ( ،)38889وفي رواية سندها غريب ألبي نعيم في الحلية (:)206 :4 أنا فقأت عين الفتنة.
138
ِّعارات والش ِ موقِع الأمثِلَةِ والرُّمو ِز والش ِ ّارات ُ ِ ِ حو ِ لات والألوا ِن في فقه الت َّ ُّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ عن�د النَّ َظ ِ إش�ار ّي ًا ،فك ُُّل معنى �ر العميق في فق�ه الت ُّ َّحوالت ذاته�ا نَجدُ ها تحم ُل ً ٍ اس� ٍم منها أو فيها يخف�ي أك َثر من هدَ ٍ ف و َغ َر ٍ مقص�ود ،فإ ّما أن يكون المقصو ُد ض َ ُ َ َّحليلِ ، �هل ال َفه� ِم م ِ ِ ِ َس َ وس ُّ�ر ع�ب ال َفه� ِم ُم َع َّقدَ الت مك� َن الت َّحليل وإ َّم�ا أن يكون َص َ ُ ِ ِ أمر ِ اإلخف�اء للمعان�ي ِ الله في َس ِ يرج ُع إلى ُمقت ََض�ى ِ قضائ ِه و َق�دَ ِر ِه ،كما َّ أن في �ير غاة والب ِ بعض ال ُّط ِ للعب ِ ِ ِ ِ نماذ ِج الت ِ ِ َّور َي ِة لِ َب ِ اد المؤمنين ِمن َب ِ غاة طش عض ُ األمور سالم ًة َ
الرموز واإلشارات سلبية وإيجابية فال تختص بالمسلم وحده
والحكّا ِم والم ِ ِ األرض. فسدين في ُ ُ
ِ ِ ونماذ ِجها ال ت ُ اإليجابي وحدَ ُه، �ب واإلش�ار ُة بِ�ك ُِّل أنواعها موز والر ُ ص الجان َ َخ ُّ َّ َ ُّ وح ِ الالت لِزياد ِة ِعل ِم المسل ِم ِ ِ ِ خاص ًة باختِ ِ فظ زال المعلومات والدِّ َ أي :إنَّها ليست َّ ُ ِ الم ِ ِ األخيار َّفاه ُم بين الناس ؤم ِن وحدَ ُه ،وإنَّما هي ُل ُ َّفاه ِم فيما يستَح ُّق فيه الت ُ غات الت ُ ُ
ِ ِ ِ س ،وكذلك بين الن ِ مار ِ ب ُل َغ َة ال َع َم ِل َّاس األشرار بما ُيناس ُ بما يناس ُ الم َ ب ُلغ َة ال َع َم ِل ُ
مار ِ س بينهم أيضا. الم َ ُ
ٍ بالر ِ ارتباط ٍ ٌ َّنجيم والكَها َن ُة َّ مز وال ِّط َّلس ِم ذات �عو َذ ُة أعمال ُ والش َ كبير َّ �حر والت ُ فالس ُ ِّ ِ ق�د والن ِ والع ِ ِ ف بِ ِعل ِم َّف�ث وغيرها ،وك َِق�را َء ِة ع�ر ُ َ األب�راج وال َّطوال� ِع والنُّجو ِم وما ُي َ ِ ِ ِ َّحضيرات ِمن َض َر ٍر َ وخ َط ٍر االنفعاالت والت َّب على هذه الك ِّ والحرف ،وم�ا يترت ُ َف َ
ٍ و َف ٍ ٍ ٍ ِ خطير َ وص َف ُه وش ٍّر ُم ذات َض َر ٍر األرض ساد في وإفسادُ ،ك ُّلها ُعلو ٌم َسلبِ َّي ٌة ُ ستطير َ الله في كتابِ ِه بقوله :ﮋﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ
139
السحر والتنجيم والطالسم وقراءة الكف واألبراج علوم سلبية
ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ
ﮢﮊ [البقرة. ]١٠٢ :
الرمز باألفعى والشمس
رموز العمالت وأعالم الدول والمنظمات
المدرستان األنوية واألبوية لكل منهما لغته ورموزه
ِ الر ِ ِ ِ َّماثيل �م ِة والت واإلش�ار ِة ما نراه في َب م�ز الص َ ع�ض ُّ الم َج َّس َ �و ِر ُ َ وم�ن َس�لبِ ّيات َّ وش�ارات ِ ٍ ٍ ِ ِ ٍ ور ٍ ِ ذات َمعن ًَى، موز ُّقوش المنحوت َِة والن الم َع ِّب َرة عن معان َّ خاصة ُ القديمة ُ َ ِ والر ِ والر ِ كالر ِ واختالط َب ِ مز باألفعى عند ال َب ِ بالش ِ مز َّ عض هذه هر ِة مز َّ بالز َ �مس َّ عض َّ َّ
مز ق�د بلغت في عا َل ِم السياس ِ ع�ض ،بل َّ ِ الر ِ الر ِ ٍ �ة مب َلغ ًا خطير ًا ال م�وز في َب ِّ َ إن َقض َّي َة َّ ُّ ِ ف مدى ُخطورتِ ِ المخت َِّصين في قرا َء ِة ُر ِ َي ِ َحو َل ِة، ع�ر ُ �ه إال ُ المت ِّ ياس�ة ُ الس َ م�وز ِّ بع�ض ُ َ ايات والمن َّظ ِ ملات والر ِ ِ ونش�هدُ ُه من ُر ِ ويدخ ُ�ل ف�ي هذا ِ ُ مات موز ال ُع األمر ما نرا ُه َ ُ َّ
أم�ر معي ٍن وفِكر ٍة مح�دَّ د ٍة ِ ِ ِ ذات مغزى في عا َل ِم َ ُ َ َ واألنظ َم�ة وال�دُّ َو ِل ،و ُك ُّلها َتن ُُّم عن ٍ ُ َ َّ ِ الس ِ الك ِ �حر أو عا َل ِم ِعب�ا َد ِة َّ �يطان أو مغزى من مغ�ازي االنتقا ِم أو الش ُف�ر أو عال�م ِّ ِ نف أو ال َّت َطر ِ الع ِ تل أو ِ ف أو ال َق ِ الح َي ُ وان في هذه ال ُّل َغ ِة لِ ُي َع ِّب َر ك ُُّل غير ذلك ..بل ُأدخ َل َ ُ ُّ نَو ٍع منها عن مغزى وهدَ ٍ ف وغا َي ٍة. ً َ
وكل هذا يعيدُ نا إلى ما س�بقت اإلش�ار ُة إليه في أو ِل كتابِنا عن انقسا ِم ِ ُّ القرا َء ِة في َّ ُ َ
مدر َست ِ َين: العا َل ِم اإلنساني إلى َ ِّ
ِ ٍ ِ ٍ ٍ ٍ موزها وشاراتُها ومعانيها(((. ور ُ -1مدرسة َأن َِو َّية إبليس َّية َوضع َّية لها ُل َغتُها ُ
((( وم�ن هذه اإلش�ارات والرموز ما نش�هده ف�ي بعض ش�عارات الدول والمنظم�ات الكافرة وفي ألويتهم وعمالتهم وش�ارات شركاتهم ومؤسساتهم ،ومنها شارة الصليب كرمز اتخذ لعقيدة التثليث وصلب المسيح ومجسم مريم العذراء لدى النصارى.
140
ِ ٍ ٍ ٍ ٍ موزها وشاراتُها ومعانيها. ور ُ -2ومدرسة َن َب ِو َّية َأ َب ِو َّية َشرع َّية ولها ُل َغتُها ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ َين بِ ُع ٍ َين ال ُّل َغت ِ دراس ُة هات ِ َص المخت ُّ ومن ُم ِه َّمات فقه الت ُّ مق وتَدَ ُّب ٍر ليت ََم َّك َن ُ َّحوالت َ ِ ِ العل ِم من ِ ِ في هذا ِ يستطيع ِ �م ِة َّ معر َف َة �ار ِة ،بل وبها ُ والش َ والس َ معر َفة الدِّ اللة بالعالمة ِّ الخ ِير ،وبهذا ِ الش�ر ِمن ر ِ ِ ُر ِ عاة َ العل ِم وحدَ ُه ُ ورعا َة َّ ِّ الس�لبِ ِّي في العالم ُ موز التَّحا ُلف َّ
دراسة هذه الرموز من فروع فقه التحوالت
ِ ِ فم ِ ِ ِ ِ وق َع َّ وجنو َد ُه سوا ًء ور َ موز ُه وأتبا َع ُه ُ الشيطان والدَّ َّجال وسماس َر َت ُه وعساك َر ُه ُ يعر ُ َ ِ ِ الج ِ العاد َل ِة ،كما ورد المقاتِ َل ِة ..أو كانوا ف�وق منابِ ِر الدِّ يان َِة كان�وا في ُصفوف ُ يوش ُ ِ ِم ُ أحز َن ُه وأبكاه ثال ذلك في حديث َمن ال ينطِ ُق عن الهوى ..وقد رأى في المنا ِم ما َ «رأيت ِ ..mفق�ال: الق َر َد َة والخنازير ينزون على منبري كما تنزو القردة»((( ،وفي ُ
ن�زول س�ورة القدر قام رجل إلى الحس�ن ب�ن علي cفقال :يا مس�ود وجه
المؤمنين ،فقال الحس�ن ؤ« :ال تؤنبني رحمك الله ،فإن رس�ول الله mقد
رمزية القردة والخنازير على المنبر النبوي
رأى بني أمية يخطبون على منبره رجال رجال ،فساءه ذلك فنزلت (ﮆ ﮇ
ﮈ ) نهر في الجنة ،ونزلت (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ) تملكها بنو أمية فحسبنا ذلك ،فإذا هو ال يزيد وال ينقص »(((.
ولم�ا نزل�ت س�ور ُة الن ِ َّص�ر ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ [النص�ر ]1 :اختل�ف اس cوفي ِ ِ مر ب ُن الخ َّط ِ اب اب َن ع َّب ٍ َ مجل ِسه تفس�يرها ، الصحا َب ُة في َّ وس�أل ُع ُ سول ِ األشياخ عن مغزى السور ِة فقال« :هو َأ َج ُل ر ِ ُ الله .((( »m َ ُّ َ ((( الحاك�م ( )5:389وأق�ره الذهب�ي ،وفي تفس�ير ابن أب�ي حاتم ( )13696رواي�ة فيها تتمة لتفسير الرؤيا« :فقيل له :إنما هم بنو ٍ فالن ،وإنما هي دنيا ُأعطوهاَ ،ف ُس ِّر َي عنه . »m ((( الترمذي ( )3350وقال :غريب.
((( الدر المنثور ( )375 :10وال زالت كتب التفسير ترمز ألوائل السور المستعجم فهمها على
141
رمزية النصر والفتح
رجل ُخي�ر بين ما في الدُّ نيا وبي�ن ما عند ِ رمزية الرجل الله َّب�ي mيوم�ا وقال عن ٍ ِّ َ وخط�ب الن ُّ الذي خير بين فاختار ما عند ِ الله ،فبكى أبوبكر ؤ حتى قال ُع َم ُر ؤ :ما ُ بال هذا َّ الش ِ يخ الدنيا واآلخرة في ِ ِ ٍ بارة َّ الر ُج َل الذي ُخ ِّي َر هو أبوبكر ؤ خطبة النبي mيبكي؟ وقد َف ِه َم والر َ أن َّ مز في الع َ اإلشار َة َّ َ رسول الله mفاختار ِ ُ اآلخ َر َة على الدُّ نيا(((. َ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ والر ِ م�وز وق�ام فق� ُه الت ُّ راس�ته عل�ى العالم�ات ُّ َّح�والت ال�ذي نح�ن بِ َص�دَ د د َ ِ ِ ِ الر ِ َ المس�كوت الراب ِع واإلش�ارات ب�دء ًا م�ن حديث ك�ن َّ جبري�ل وما فيه م�ن ما َّدة ُّ ِ والصغرى وما انط�وت عليه من ال ُعلو ِم والوس� َطى ُّ فقه التحوالت عن�ه ونها َي ًة بالعالمات الكُبرى ُ يدرس العالمات س�ول mالبن صي ٍ ِ ِ ومالح َق ُت ُه اد الر َ َ َّ واإلشارات وال ُفه�و ِم والدِّ الالت والمواقف ،ومنها متا َبع ُة َّ ِ الر ِ ِ ِ في نصوص الص ِ حيح «ذها ُب ُه mمع موز ف حقي َق َت ُه عن ليعر َ واإلش�ارة ،وقد ورد في َّ َ طريق ُّ المعصوم m
ابن صي ٍ ع�ض الصحاب ِة نح�و ِ طائ َف ِة الن ِ اد فصاحت: وما انطوت عليه َب فلما كان قريب ًا منه رأت ُه ُأ ُّم ِ َ ّ ِ َّ َ َّخل ّ ، سول ِ ٍ صياد من مر َق ِد ِه وقال :mلو تركتِ ِه ل َب ّي َن ،وس�أ َله َر ُ الله من المواقف هذا ُم َح َّمدٌ ،فقام اب ُن والدالالت ِ m m ُ ً ُ َ إبليس ،ث َّم قال :ماذا ترى؟ قال :أرى َعرشا على الماء ،فقال :ذاك َعرش َ
�أت لك خبيئ ًا فقال :هو ال�دُّ ُّخ ،وكان النَّبي mقد َخب َأ له ك َِلم َة (الدُّ ِ خان) ل�ه َ :خ َب ُ َ َ ُّ ِ ِ ِ در َك»(((. خسأ فلن تَعدُ َو َق َ سورة الدُّ خان ،فقال له : mا َ أو معنى ما في َ
رمزية طول اليد
ِِ ِِ ُ ِ ِ طو ُل ُك َّن اإليجابي قال الجانب وفي رس�ول الله mلنس�ائه َّ « :أو ُل ُك َّن َلحاق ًا بي َأ َ ِّ العلماء والمفس�رين بقولهم :الله أعلم بالمراد به ،لما في الرسم واالسم من داللة مجهولة
المعنى والهدف ،مع أن بعض المفس�رين اجتهدوا ف�ي فك الرمز المقصود ولم يقطع أحد بصح�ة المعنى المس�تنبط فهمه ،بل كان التفس�ير مجرد محاولة وتقري�ب لمعنى يعتقد فيه الص�واب وعدم�ه ،ويدخل في ه�ذا المعنى الرمزي األل�وان واألرق�ام والرايات واألعالم
والمالبس والعمامة والسيوف وغيرها من الوسائل.
((( صحيح البخاري (. )466
((( متفق عليه ،البخاري ( )1354ومسلم ( )7538بعدة روايات مختلفة .
142
ول ِ رن ف�ي ال ُّط ِ ي�د ًا»((( فذهبت النِّس�ا ُء َين ُظ َ الح ِّس�ي لأليدي كما َف ِهمنَ� ُه من المعنى للع ِ اه ِر ِ ِ ال ّظ ِ ِ غير َذلِ َك إنَّما ُ اإلحسان. َثر ِة طول ال َي ِد َر ُ مز لإلنفاق وك َ األمر َ بارة ،وكان ُ َ
الذ ِ واإلش�ار ُة في اإلسلا ِم بِ َسلا َم ِة َّ رع م�ن فرو ِع ِعل ِم مز الر ُ وق بل هو َف ٌ َ ويرتَبِ ُط َّ المس�ل ِم في ه�ذا ِ ِ ِ اإلحس�ان و َث َم َر ٌة من َث َمراتِ ِه ،وبِ ِم ِ قدار ت ََر ِّقي الخاص يزدا ُد العل ِم ِّ الذ ِ ِ اإلش�اري ،وهذا ما يمي ُز الم ِ هم ُه َّ اإلحس�ان س�ل ِمين في ِعل ِم وق ُّي ويرتقي وع ُي ُه ِ ُّ ُ َ ِّ ُ َف ُ
ِ وق في ال َفه ِم الباطِ ِن وال َّظ ِ الذ ِ الخاص ،ومنه سال َم ُة َّ اه ِر ،و ُك َّلما ارتقى بالعل ِم ال َّلدُ ن ِِّّي ِّ ِ ِ ِ ِ الر ِ يظه ُر له من موز واإلش�ارة والعال َم�ة َكت ََم ما َ الم َّطل ُ َ �ع على العل ِم ال َّلدُ ن ِِّّي في ثنايا ُّ ُ ف بالله ،أو (من العارفين ِ ِس ِّ�ر المعاني حتى يقال لهِ : بالله) ،وفي هذا المعنى عار ٌ يأتي ما يسمى بِمر َتب ِة ِ الع ِ رفان (((. ُ َّ َ َ ((( البخاري ()1420
((( كت�ب عن هذا األمر الدقي�ق الخاص اإلمام العالمة عبدالرحمن ب�ن عبدالله بلفقيه العلوي الش�افعي الحضرمي رسالة س�ماها :فتح بصائر اإلخوان في شرح دوائر اإلسالم واإليمان واإلحسان والعرفان ،وكأني بهذا السيد العالمة الذي أطلق عليه الحبيب عبدالله بن علوي الحداد (عالمة الدنيا) قد أدرك المعنى اإلشاري في العلم بعالمات الساعة وفقه التحوالت
وم�ا يترتب على ه�ذا العلم من ضرورة الكتمان وعدم الكش�ف واإليض�اح لمنافذ النفس
والهوى والدنيا والش�يطان ،فحلق بالمريدين فوق مس�توى العيوب والنقائص إلى الحكمة الت�ي أجرى الله بها س�ر الدفع والجل�ب والنفع والضر والخير والش�ر وأطلق على ثمرات المزيج الحالي من علم اإلسلام واإليمان واإلحس�ان (العلم العالي :علم مرتبة العرفان)
فهاهو يمهد لهذا العلم اللدني بقوله:
فإن العبد إذا تمكن في اإلسالم واإليمان ،وأخذ طرفا صالحا من العلوم الشرعية الواردة
ف�ي الس�نة والقرآن ،فاتس�ع علم�ه ،وانفتح فهمه ،وانش�رح صدره ،عرف نفس�ه ،فعرف
ربه ،وطلب رضاه وقربه .فإنه يش�هد عجزه ،وذله ،وش�دة افتقاره وجهله .فإنه كغيره من
األكوان ،خلق من عدم وراجع إلى عدم ،في غاية اإلحتياج واإلضطرار ،ليس له استقالل بقدرة وال اختيار ،وال وجود وال بقاء ،وال فضل وال جود ،إال بواجب الوجود ،في جميع
143
علم اإلحسان يزيد الفهم الذوقي والوعي اإلشاري
ِ المتَدَ ِّرج�ون بال ُعلو ِم ال َّثال َث ِة : وه�ي مر َت َب ُة الكَمال النِّس�بِ ِّي التي يب ُل ُغه�ا العارفون ُ ات ال َّثال َث ِ �س اليقينِي ِ كر ِ وعل ِم ِ كر ِ الش ِ الف ِ الذ ِ ِ �كر ،على ُأ ُس ِ ِعل� ِم ِّ وعل ِم ُّ اليقين �ةِ :عل ِم ّ وألن هذه العلوم ُعلوم ال َقو ِم ِ ِ ِ و َع ِ َّ خير لنا ولمن اليقين، وح ِّق ين اليقين َ الراس�خين َف ٌ َّ ُ ُ َ
ر ِغب المعر َف َة من ِ االحتمالِ ، ِ ُ فيرج ُع إلى روف معدنها أال َيش�ت ََّط ب�ه الخيال وال ُص ُ َ َ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ موض فيها الو ضوح ال َب ِّي ِن التي ال ُغ َ م�ا نحن بِ َصدَ ده من قرا َءة األركان األر َب َعة بِ ُل َغة ُ ِ ب التَّام في ك ُِّل ٍ ش�رط األَ َد ِ َ حالَّ ، الم َث َّقفون إش�كال مع وال فإن َّ الز َل َل الذي وقع فيه ُ ِّ الش�ان .ف�إن وجوده ودوام�ه ،وكل كماله في�ه ،وفعله وانفعاله ،حتى قع�وده وقيامه ،من
فضل الله وإنعامه .فيعرف نعمة الله عليه ،وأن المنة لله – سبحانه – إذ وفقه لشكره وذكره
ف�ى كل طاعة وإحس�ان ،فال يطالب جزاء فيه�ا ،وال ينظر إليها ،بل يخاف من وجودها مع القلة والتقصير في شكرها .وما شكرها إال اإلعتراف وشهود المنة فيها .
إل�ى أن قال :فعند ذلك تس�طع عليه أنوار الحقيقة ،وي�ذوق جنى معاني الوحي والنبوة ،
في مقامات القرب والوالية والفتوة ،فيشهد حقائق التنزيل على التفصيل ،ويعرف معارف التفريع والتأصيل ،ويفهم بالله عن الله كل مش�كلة ،ويتضح له بنور الله حل كل معضلة ؛
وذلك ثمرة التقوى ،واليقين ،وصحبة أهل الله المتقين .
ق�ال الل�ه تعالى ( :ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ) أي من كل مش�كل ومعضل ( ،ﮡ )
علما وفهما ( ،ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ )[الطالق. ]3-2:
وقال أيضا :وقال أيضا ( ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ) [البقرة. ]282:
وق�ال تعال�ى ( :ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ) [األنف�ال ]29:وباللـ�ه
التـوفـــيق ،وذلك ثمرة الطريق ،وزبدة التحقيق ،وفي ثنايا الرس�الة عبارات ال يتس�ع لها
فهم المتأخرين تجاوزنا ذكرها ،لعدم الحاجة لها فيما نحن بصدده.
وق�د تن�اول العالم�ة المذكور ف�ي رس�الة خاصة س�ماها «عم�دة المحقق ف�ي العقائد»
ال زال�ت مخطوط�ة ـ وفي الفصلين الس�ابع والثامن ـ موضوعي الحش�ر والنش�ر ،وجعل
موضوع الحشر فصال منظوما بكل ما يختص بعالمات الساعة والنفخة األولى حتى انتهاء الكون ،وأما النشر فهو كل ما يخص األمور اآلتية بعد النفخة الثانية ،وما يترتب على ذلك
من مسائل اإليمان والبعث والنشور والقبر ونعيمه وما إلى ذلك.
144
ِ الحك ِم عل�ى الر ِ جال أك َب َر من �طح ًا في ُ ب لهم َش َ الحروف َس� َّب َ والمتع ِّلم�ون و ُق َّرا ُء ُ ِّ ُ جال في ِ ِ طح الر ِ ذوقهم النِّسبِ ِّي من ِ الكمال. وار ِد َش ِ ِّ ِ ِ ِ أهل ِ ِ الر ِ مز َّي ُة بين ِ واألتقياء على واألصفياء األولي�اء الله من والمعركَ� ُة اإلش�ار َّي ُة َّ َ ِ ِ ِ ِ َّ الجن َِّة وبين َع َبدَ ِة َّ طريق والكذابِين على والمن َِّجمي�ن الس َ طري�ق َ �ح َرة ُ الش�يطان من َّ ِ الباطل ُمست َِم َّر ٌة َأ َبدَ اآلباد .
علم اإلشارة والرمز معركة أبدية بين األخيار واألشرار
ِ ِ وهي وحدَ ها فِقه يختَص بما هو معلوم له من التَّحو ِ واألمارات والعالمات الت ُّ ُّ ٌ ٌ الحديث بهذه ال ُّل ِ وخير لنا وله وألمثالِنا عندهم :الغاية ُ غة َم َعنا، ب عليه ومن لم َيفهم المعنى يص ُع ُ ٌ تبرر الوسيلة ِ نخوض البحر بالو ِ ِ س�ائ ِ وأش�باهنا أن َ َ َ َ ل ،والغاية ُت َق ِّر ُر الوس�ي َل َة كما هو في شعاراتنا وعندنا :الغاية تقرر الوسيلة الن ِ َّبو َّي ِة األَ َب ِو َّي ِة.
ِ ش�عارات المدرس ِ ِ اإلبليس� َّي ِة فالغا َي� ُة ُت َب ِّر ُر الوس�ي َل َةٌ ، وفرق بين �ة األَن َِو َّي ِة أم�ا في َ َ ِِ ِ ِ ِ المدر َست ِ فخير شعار َين ،و َمن لم َي َّط ِلع على شعارات يفهم َر َ مدرستَه ولم َ مز ُهو َّيته ٌ َ َ له أن يس�ت َِمع الحكم َة من ِ ويس�ير في ِ ركب أس�اطينِها لِ َيس� َل َم من ال َغ َر ِق في أهلها، َ َ َ ِ طوفان األَن َِوي ِة الم ِ هل ِك الفاتِ ِك. َّ ُ
يعرف حقيق َة المعنى ِ وأنَّى لقارئ ذلك ..وهو بعدُ لم ِ ِ القائ ِل :ال َع ُ القلب ليم في الس ُ قل َّ ِ أن الحقي َق َة لديكُ : عار حقيق ٌة؟ أم َّ السلي ِم ،فهل هذا ِّ ليم، الس ُ ليم في الجس ِم َّ الس ُ العقل َّ الش ُ َّ فتعرف على رجالِها تَس َلم، واإلشار ُة والعالم ُة مز فالر ُ مدرس ٌة عظيم ٌة في اإلسال ِمَّ ، َ َ إذن َّ ال ،مدرس ِ ِ الذ ِ األعو ِر الدَّ َّج ِ �ة َّ والو ِ عي المنسوخِ ،فلها مدرس�ة وإياك من وق الممسوخِ َ َ َ
ِ مز وال َّل ِ والر ِ ٌ ون َّ المت ََأ ِّم ُل في مكان ،و َأ َث ٌر والش َار ِة في عا َل ِم اإلشارة َّ َ وتأثير ،ومتى ما تأ َّم َل ُ ٌ ِ ِ ايات والب ِ َّقدي ِة ،والر ِ ِ ِ ُر ِ ِ �ارات ِّ واأللو َي ِة ال َعس�ك َِر َّي ِة َّ عارات والش والش نود ُ موز ال ُعمالت الن َّ َّ ِ المنسو َب ِة لِ َب ِ جاب. ب ال ُع َ عض الدُّ َو ِل واإلمبراطور َّيات َل َر َأى ال َع َج َ 145
عندهم :العقل السليم في الجسم السليم وعندنا :العقل السليم في القلب السليم
ٍ ٍ ِ ِ أتب�اع الدِّ يا َنت ِ صليب النصارى ب�ل َّ وش�ارات لم ش�عارات والمس�يح َّي ِة جعلوا لهما اليهود َّي ِة َين إن َ ونجمة اليهود ِ ليب عند النَّصارى ،ون ِ ٍ كالص ِ اليهود ،و ُك ُّلها داو َد عند َجمة ُ شعاران دينيان ُي ِنز ِل الله بها من ُسلطانَّ ، َ ٍ ِ ِ وسياسيان ياسي ودينِ ٍّي ُم َع َّي ٍن. عارات ِش وضع َّي ٌة ُ ٌ ذات َهدَ ف س ٍّ أفضل الص ِ ِ الة الرس�ا َل ِة على صاحبِه�ا ش�عارات اإلسلا ِم أ َّما ُ ُ َّ َّ وخاص ًة على َعهد ِّ
ص فيما يلي: والسالم فكانت قليل ًة ومحدودةً ،وتت َل َّخ ُ َّ الح ِ ُ رب. عارات ِ -1ش ٌ وألفاظ ت َُر َّد ُد في َ ِ رايات ِ واألنصار. وألو َي ٌة تر ُم ُز إلى المهاجرين -2 ٌ
ِ ِ وكم َس�ن َِجدُ من ُر ِ �عارات الن ِ �عارات األَن َِو َّي ِة ِّ موز ِّ مالمح َّبو َّي ِة األَ َب ِو َّي ِة من والش الش َ ٍ ٍ وغاياتُ ، وخذ على هذا أمثِ َل ًة ُم َص َّو َرةً. وأهداف
146
خاتم عرش بريطانيا لالستزادة انظر مراجع المادة في موسوعة wikipedia.orgتحت مسمى Royal coat of arms of the United Kingdom
الشعار المسمى (خاتم أمريكا األعظم) ،وهو موجود خلف الورقة فئة الدوالر الواحد لالستزادة انظر مراجع المادة في موسوعة wikipedia.orgتحت مسمى Great Seal of the United States
ﺍﳋﻠﻔﻲ
ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ
147
شعار الخالفة العثمانية انظر شرح تفاصيله ص 178
148
149
150
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﺑﻘﲅ �ﺎﺩﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ
ﻋﻔﺎ ﷲ ﻋﻨﻪ 151
152
ساعةِ التَّفصيل ِ الجامع لأركا ِن ِ ِ الع ِلم بعلامات ال ّ ُ ُ
عالمات الس ِ ِ أركان ِ العل ِم بِ َ ُع ِل َم ِم َّما َت َقدَّ َم َّ اعة ثال َث ٌة: أن ّ ِ ِ ِ ُبرى. لم الواج ُ َّ ب بالعالمات الك َ األو ُل :الع ُ
ِ ِ الوس َطى. لم اللاّ ِز ُم بالعالمات ُ ال َّثاني :الع ُ
ِ ال َّثالِ ُ ِ غرى. المط َل ُق بالعالمات ُّ الص َ لم ُ ث :الع ُ
موقعها في ِ باعتبار ِ آخ�ر الب ِ ِ ِ ِ ِ �ع الت َ آخ ِر حث ُبرى َ َ ون ََض ُ َّفصيل الكام َل للعالمات الك َ الز ِ مان. َّ
َّرتيب االستِ ِ �ب الت ِ قرائ ِّي الذي أما ُ غرى فسنَذك ُُرها َح َس َ الوس� َطى ُّ العالمات ُ والص َ الت مس�ت ِ قه التَّحو ِ واق ِع فِ ِ َف ِهمن�اه من ِ ِ بعض ما َس� َب َقت ِخد َمتُه على أيدي َفيدين من ُّ ُ ُ ِ ِ ِ ِِ واألش�راط؛ إال أنَّنا َف َّرقنا بين العالمات موضوع تناولوا َ ال ُع َلم�اء والباحثين الذي�ن َ ِ ٍ ِ ٍ ِ َّن�او ُل له عند ِ أهل هذا عما َس� َب َق الت ُ الوس� َطى ُّ العالم�ات ُ غرى بقاعدَ ة ُمختَل َفة َّ والص َ ِ العل ِم.
153
أركان عالمات الساعة
الرُّكن الأ َّول ِ ِ ِ الوسطى ابلعلامات م ز ّا ل ال لم الع ُ ُ ُ ُ ُ
ِ ِ ِ َّوسط االستقراء الزمني وقد اعت ََمدنا في تحديدها على اس�تقراء المعنى المقصود ُ بالوسطى أي الت ُّ ِ ِ هو الذي حدد العالمات وارتباط هذه الصغرى ابتدا ًء والكُبرى اختِتام� ًا، َّ جرياتها بي�ن ُّ لم َ الز َمن�ي ُ توسط العالمات ِ ِ ِ ِ بالقرار ِ ونواق َض ،كما ثواب�ت َّ�ب عليها من الحك ِم ي�ن َ وق�رار العل ِم وما يترت ُ ق�رار ُ َ ٍ ِ الصغرى فوضعناها عالم�ات وضعها الوس�طى ُ البعض ف�ي ُّ أضفن�ا الى العالمات ُ ِ ِ ِ في الوس�طى لمناس�ب ِة ِ والز َم ِن ا ُل ِ مشار إليه جريات المتالئ ِم من ُم موق ِعها األحداث َّ ُ َ َ ُ ٍ ِ قرار الحك ِم و َق ِ ِ األحاديث الن ِ بالقرار ِ عالمات َّبو َّي ِة َقرأنا من ي�نُ ِ : رار العل ِم ،بل واس�ت َ َ ِ العالم�ات الوس�طى ألهمي ِ ِ إضافي ٍ �ة عال َقتِه�ا بالت ُّ ِ �ي �ة وضعناه�ا ف�ي َّ ِّ ُ َّ السياس ِّ َّحول ِّ ِ ِ ِ المن َت َظ ِر. َّبي mوبِدا َية العالمات الكُبرى باإلما ِم ُ واالجتماعي ما بين َبع َثة الن ِّ ِّ
ِ ِ مصادره�ا .و ُك ُّلها الوس�طى مجموع� ًة كما اس�تقرأناها من وس�نبد ُأ بالعالمات ُ العالم�ات المرتَبِ َط ِة بِمرح َل ٍة ِ ِ تتك�ر ُر ما عدا عال َمتَي واحدَ ٍة وال تندَ ِر ُج تحت ِقس� ِم َّ ُ كري ِة الم ِ ِ ِ ِ تالح َق ِة . فِتن َِة الخوار ِج ،والفت َِن الف ِ َّ ُ
بَعْثَةُ الن َّ ِبي m ِّ
ِ ِ ُ ثت أنا الو ْس� َطى َب ْع َث ُة النَّبِ ِّي ، mوفيها يق�ول ُ « : mب ِع ُ الس�ا َعة ُ ُأو َل�ى َعلاَ َمات َّ بعثة النبي محمد ِ ِ ((( والس�ا َع ُة كهات ِ mعالمة وسطى الزمان ، َّبي mألنَّه نَبِ ُّي آخ ِر َّ ّ َين» ..قال ال ُقر ُطبِ ُّي َّ ( :أو ُلها َبع َث ُة الن ِّ وق�د ُب ِع َ وحى إليه بِ َش�رعٍ) ((( ،وق�ال اب ُن َح َج ٍر في �ث وليس بينه وبين القيامة نَبِ ٌّي ُي َ ((( البخاري (. )6504
((( التذكرة في أحوال الموتى وأموراآلخرة ص ، 626ونقل بتصرف بإضافة (نبي يوحى إليه بشرع) لتمام اإلفادة.
154
ُّعمان أنَّه قال ( :أو ُل أش�راطِها بع َث ُة محم ٍ ت�ح» ع�ن الن َ «ال َف ِ �د ،((( )mوقال ال َب َغ ِو ُّي َّ َ ُ َ َّ أش�راط الس ِ ِ «السنن ِ ِ َّبي mمن الوار َد ِة في �اعة)((( .وفي ّ في «تفس�يره» ( :وكان الن ُّ
ِ الفت َِن» ألبي ٍ الداني :عن أبي ِع َ الجونِ ِّي قال :قال رسول الله « mحين عمرو مران ُ ِّ ِ ِ الص ِ ال و َأ َّخ َر ِرج ً ور فأهوى به إلى فِ ِيه و َقدَّ َم ِرج ً ال ينتَظِ ُر إلي ُبع َث إلى صاحب ُّ ُبع َث َّ ِِ ِ ((( مت�ى ُيؤ َم ُ�ر فين ُف ُخ ،أال فاتَّق�وا الن َ أمر تأس َ �س ُ َّفخ َة» .وفيما بين ال َبعث و َموته َّ m الدَّ عو ِة إلى ِ الله فيما بين َم َّك َة والمدين َِة. َ
َين تأسس الدِّ ين ُك ُّله َف ِهي مرح َل ٌة هام ٌة من ك ُِّل الو ِ وألن ما بين هات ِ َّ جوه، ُ َين العال َمت ِ َّ َ َّ ُ ُ َ ين األربع ِ الش ِ ب�ل هي قا َع ِ ِ وألركان الدِّ ِ ِ ّأصيل لل ُعلو ِم َّ �ة ُمجت َِم َع ًة أو �رع َّي ِة ُك ِّلها �د ُة الت ََ ِ َّبي m ُم َت َف ِّر َق ًة ُ (بالو ِ ويض ُع ثوابِتَها صم ِة) ِ َ أمر األُ َّم�ة َ ُ حي والع َ يس�وس َ حيث كان الن ُّ
ِِ ويحذر ويبين ِ ويرس ُم َم َنه َج َ مواق َع َّ بارك َِة الخ ِير َّي ِة بِ ُشروطِ ِه، الش ِّر سوا ًء في َ ِّ ُ ِّ ُ الم َ مرح َلته ُ ُ ِ ِ المراح ِل إلى يو ِم الدِّ ِ مظاه ِر هذه المرح َل ِة تحصي ُن ين ،وكان من أو فيما يتلوها من أهمية التحصين والمواق ِ ِ الصحا َب ِة ال ُع ِ ِ ف. ُّصوص دول ئ بالن َّ بتحصين النَّب�ي mلمن ص ِحبه ِمن ِ ِ ِ ِ وتعدي ِله إ ّياه أتباع ِه ُّصوص) أي: ومعن�ى (الن َ َ ِّ للخ َل ِ اش ِ فاء الر ِ كبش�ارتِه بالجن ِ أهل َب ٍ �دين ِ وغيرهم ،وقولِه في ِ �درَّ : َّ�ة ُ لع «إن الله ا َّط َ َ َّ َ َ غفرت لك�م)(((» ،ودف ِع تُهم ِ �ة الن ِ أهل َب ٍ عل�ى ِ فقال(:اعملوا ما ِش�ئتُم فقد �در ِّفاق ُ َ َ َ
والخيان ِ ِ ِ المش�هور ِة ع�ا َم ال َف ِ تح ،وقولِ ِه حاط�ب بن أبي َبل َت َع َة في ِق َّصتِ ِه َ�ة بذل�ك عن َ
((( فتح الباري (.)350 :11 ((( تفسير البغوي (. )8 :4
((( الس�نن ألب�ي عم�رو الداني بتحقي�ق المباركف�وري ( ، )764 :2وقال المحقق :مرس�ل في إسناده لين.
((( صحيح البخاري (.)3007
155
الشرعي للصحابة وما يترتب عليه
كن�ت مت ِ َّخذ ًا خلي ً لا الت ف�ي أب�ي بك�ر ؤ « :لو َّخذت أب�ا بك�ر» ((( ،وقوله في ُ ُ ُ ُعمر ؤ « :وا َّل ِذي َن ْف ِس�ي ِ ُ بيده ما َل ِق َي َك َّ �يطان َق ُّط س�الك ًا َف ًّجا إالّ َس َل َك َف ًّجا الش ََ ِ �ك»((( ،وقول�ه في ُع َ غي�ر َف ِّج َ ثمان ؤ « :تس�تحي من�ه المالئ َك ُة» ((( و« َب ِّش�ر ُه َ ِ ِِ ((( لي ؤ « :أنت ِمنِّي بِ َم ِنز َل ِة هارون من َ بالجنَّة على بلوى تُصي ُب ُه» ،وقوله في َع ٍّ هت َخ ِ موس�ى»((( وقوله في َج ٍ لقي ُ وخ ُلقي» ((( ،وقولِه في أبي عفر ؤ « :أش� َب َ
ِ ٍ ِ الجر ِ اح» ((( ،وقولِ ِه ُع َبي�دَ َة ؤ « :لك ُِّل ُأ َّمة أمي ٌن ،وأمي ُن هذه األ َّم�ة أبوعبيد َة ب ُن َّ الصحا َب ِة ئ« :ال ت َُس� ُّبوا َأصحابي ،فلو َّ أن َأ َحدَ كُ�م َأن َف َق ِم َثل ُأ ُح ٍد ف�ي ُعمو ِم ّ َذ َه ًبا َما َب َل َغ ُمدَّ َأ َح ِد ِهم وال ن َِصي َفه»(((. ِ ف فعدَ م َق ِ بالمواق ِ ِ ِِ دح ِه في َب ِ خاص ًا وأ ّما تحصينُ ُه غم اتِّخاذهم رأي ًا ّ عض أصحابِه َر َ َ ُ اب ؤ في عَ�دَ ِم الص ِ وق ِ األحوال كم ِ ِ الة على ِ ف ُع َم َ�ر ِ ِ الخ َّط ِ بن َ ابن بع�ض ف�ي َّ َ ُأ َب ٍّي ُ ،ث َّم وا َف َق ُه ال ُق ُ رآن بذلك. ((( صحيح البخاري (.)466
((( صحيح البخاري (.)3294
((( صحيح مسلم (.)6362
((( صحيح البخاري (.)3674
((( صحيح مسلم (.)6370
((( صحيح البخاري (. )2699 ((( صحيح البخاري (.)4382
ِ َّح�والت ُيعدّ ل المرحلة وما اجته�ده فيها الصحابة ((( البخ�اري ( ، )3673وذل�ك ألن فقه الت ُّ الع�دول ئ ،بم�ا أث�ر عن النبي mم�ن النص في سلامة المرحل�ة ورجالها ،وهذا
ال يتع�ارض مع فقه المناق�ب والخصوصيات ،فالمناقب تبرز حقائ�ق مراتب الرجال ،وال يص�در به�ا حكم مخالف عل�ى مجتهد معدل بنص مش�ابه ،ويلتزم فيها بم�ا التزمه الخلفاء
العدول.
156
ِ ِ ِ ّ الصح َب ِة دون معناها ال َع َم ِل ِّي دح في اسم ُّ بعض األتبا ِع َّ إن ال َق َ والصحا َبة الحاملين َ وانقطاع الحصان َِة عنهم نِسبِي ًا يتَح َّق ُق ِ بواح ٍد من َس َب َب ِ ين: ّ َ َ َ دح ال َّلفظِي. •ال َق ُ ِ ف ّ اتي. • الموق ُ الذ ِّ
القدح في معنى الصحبة إما أن يحصل بقول لفظي أو موقف ذاتي
عامر ِ ِ ِ ِ �ر الر ِ الفاس ِ ب “بأب�ي ٍ اه ِ و َم َث ُ�ل ال َق ِ �ق” .و َم َث ُل �ي َتكْن َيتُ� ُه mلعام ِ َّ �دح ال َّلفظ ِّ غيالن لِنِ ِ ِ الموق ِ ِ َ ف ّ الطائف ذلك ّ سائ ِه نت اتي نَف ُي ُه mإلى اب الذي وصف بِ َ الش َّ الذ ِّ ِ جاب منه. فأ َم َر َه ُّن باالحت ُ
ت الن َّ ِبي m م َْو ُ ِّ
ِ ِ ِ َّبي mلقولِ ِه ُ « : mاعدُ د ِس ّت ًا بين َيدَ ِي الو ْس َط ٰى ُ الس�ا َعة ُ موت الن ِّ َوم ْن َعلاَ َمات َّ ِ المصائ ِ ب في السا َع ِة :موتي ...الحديث »((( .قال في «اإلشاعة» :وهو من أع َظ ِم ّ الدِّ ين ،بل أع َظمها ،ومن َثم قال « : mإذا ُأصيب َأحدُ كم بِم ٍ صيبة فليذكُر ُمصي َبتَه َ َ ُ َّ ُ ِ ب » رواه ابن س ٍ ِ رباح((( ،وعن ِ المصائ ِ عطاء بن ٍ �عد عن ب�ي فإِنَّه�ا من أع َظ ِم عائ َش� َة ُ َ أن رس�ول ِ ِ رض�ي الله عنها َّ : الن�اس أو من المؤمني َن الل�ه mقال َ « :أ ُّي َما أحدٌ من
موت النبي m عالمة وسطى
ِ ٍ ِ المصيبة التي ت ُِصي ُب ُه بغي�ري ّ فإن أحد ًا من بمصيب�ة َف ْل َي َت َع َّز بمصيبتِه بي ع�ن ي�ب ُأص َ ِ ٍ صاب عليه ِمن مصيبتِي »(((. بمصيبة بعدي َأ َشدَّ أ َّمتي لن ُي َ
ِ ِِ وق�د أش�ار mإلى َّ ب فيه َّحو ِل ال�ذي َي ِج ُ أن ما بع�د موته مصدَ ٌر من مص�اد ِر الت ُّ �لوك الموج ِه منه وخاص ًة ألصحابِ ِ ط الس ِ االلت�زام بِ َضوابِ ِ �ه وآل َبيتِ ِه ئ ،ومن َّ ُ ِّ ُّ ُ
((( البخاري (.)3176
((( الدارمي في الجامع ( ، )53 :1إسناده صحيح ،صحيح الجامع لأللباني (.)347
((( رواه ابن ماجه ،إسناده صحيح ،صحيح ابن ماجه لأللباني (. )1310
157
المواقف المطلوبة بعد موت النبي m
رس�ول ِ َ ُ الل�ه فما تأ ُم ُرنا؟ وأمور ُتن ِْك ُرونَها» قالوا :يا «س�تكون َأ َث َر ٌة ذل�ك قو ُل ُه :m ٌ الح َّق ا َّل ِذي َع َل ْيك ُْمَ ،وت َْس َأ ُل َ قال« :ت َُؤ ُّد َ ون الل َه ا َّل ِذي َلك ُْم»((( . ون َ
وق ِ رار والم ِ ِ َ ِ ِ الحديث يضبِ ُط ُس َ ُ ف منها األفراد في �لوك وهذا الس�ل َطة وال َق ِ َ مس�أ َلة ُّ ِ بع�د موتِ ِ اآلخ ِ الحديث َ �ر« :إنَّكم َس� َت ْل َق ْو َن َب ْع ِدي َأ َث َ�ر ًة فاصبِروا حتى �ه ، mوفي
تل َقونَني» (((.
األحادي�ث وأمثا ُله�ا جعلت الجمي�ع يقب ُل س�ير التَّح�و ِ ُ الت ويرضى بها وه�ذه ُّ َ َ َ َ َ ِ ويش�ار ُك األُ َّم� َة في سلا َمتِها ،خالف ًا لمن جاء من المس�لمين ُعلم�ا َء و َدهما َء فيما اش�دَ ِة وب ِ مرحلة الخال َف ِة الر ِ ِ دء مرح َل ِة وخاص ًة ما ابت ُِل َي به المس�لمون في نها َي ِة بعدُ َ َّ ّ ضوض وما شاع وذاع من ِ الم ِ ِ الفتن َِة بينهم. لك ال َع ُ
ُ «س�يكون بعدي ُأم�را ُء فتعرفون مس�لم من حدي�ث ُأ ِّم َس� َل َم َة مرفوع ًا : وأخ�رج ٌ ِ ِ وتنك�رون ،فم�ن ك َِر َه َب ِ �ع» قالوا :أفال �رئ ،ومن أنكر َس�ل َم ،ولكن َم�ن َرض َي وتا َب َ ٍ رواية« :وإذا رأيتم من ُوالتِكم ش�يئ ًا تكرهونه نقاتِ ُلهم؟ قال« :ال ..ما َص َّلوا» ،وفي فاكرهوا َع َم َل ُه وال ِ تنزعوا يد ًا من طا َع ٍة»(((. الت الس ِ ف أمام التَّحو ِ المواق ِ ِ ُ ُ ياس� َّي ِة ضوابط األحاديث كما أش�رنا ومث ُلها وه�ذه ُّ ِّ َ بعد موتِ ِه ،mوأش�دُّ ما في المعار َض ِة الس ِ ياس� َّي ِة قو ُل ُه َ « :mم ْن ك َِر َه ِم ْن َأ ِم ِير ِه َش ْي ًئا ِّ َ ٍ َف ْليصبِر َفإِ َّنه من َخرج ِمن الس� ْل َط ِ ات ِمي َت ًة ج ِ حديث اه ِل َّي ًة»((( ،وقو ُل ُه في ان ِش� ْب ًرا َم َ َ َ ْ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ُّ ٍ ِ ِ َ ات َو َل ْي َس فِي �و َم ا ْل ِق َيا َم ِة لاَ ُح َّج َة َل ُه َو َم ْن َم َ آخ َ�رَ « :م� ْن َخ َل َع َيدً ا م ْن َطا َعة َلق َي ال َّل َه َي ْ ((( البخاري ( ، )3603وانظر تحقيق المباركفوري لفتن الداني (.)131 ((( البخاري ( ، )6163وانظر تحقيق المباركفوري لفتن الداني (.)10 ((( مسلم (. )4910
((( البخاري (.)6530
158
اه ِلي� ًة»((( قال ِ �ه بيع ٌة م َ ِ ِ ِ ِ الكرمانِ ُّي :أي :ما فارق الجماع َة َأ َحدٌ إال وقع ات مي َت ًة َج َّ ُعنُق َ ْ َ َ له كذا وكذا.
ُ ومنه فار َق الجماعة ِش�بر ًا فقد َخ َل َع ِرب َق َة اإلسلا ِم من ُعن ُِق ِه»((( وق َّيدَ حديث « َمن َ ِ ِ الر ُ َ ريح ِة والص َبر في ةالص َ المخا َل َف َّ سول mال َّطا َع َة َّ أحاديث أخرى بطا َعة الله وعدم ُ َّ ُنكرون وي ِ ج�ال يعرفو َنكُم ما ت ِ ِ ِ نكرون ُ موركُم من بعدي ِر ٌ ُ ِّ «س� َيلي ُأ َ للدِّ ين ،كحديث َ ٍ عليكم ما ِ رواية « :فليس ألولئك عليكم تعرفون ،فال طاع َة لمن عصى الل َه» ،وفي طاع ٌة»(((.
ال ِخالفة الر ِ اش َدةُ َّ
اشدَ ُة ،وتبدأ الخالف ُة الر ِ الخالفة الر ِ ات السا َع ِة الوس َطى ِ و ِمن َعلاَ م ِ اشدَ ُة بخال َف ِة َ ْ َّ َّ ُ ْ ٰ َّ َ نات البِ ِ ِ ِ ِ ي�ق ؤ كأو ِل َلبِ ٍنة م�ن َلبِ ِ الصدِّ ِ الراش�دة الخالفة لمرحلة ن�اء َّ أب�ي بك�ر ِّ ِ ِ ِ المدعوم�ة بالنَّ�ص َّ ِ ِ ِ المثبِت َِة الش�رع ِّي ،ومواق�ف َّ ِّ الصحاب�ة واآلل الك�را ِم ئُ ، ِ ِ ِ ِ ِ ِ المع َت َبرة ،وهي الرس�الة ال�ى مرحلة الخالفة بِ ُش�روطها ُ النتق�ال األمانة من مرحلة ِّ
الخ ِ ِ باالجتهاد المشروعِ ،وبالص ِ ِ «سلام ُة ُ َّص النَّ َب ِو ِّي خالل حبة لفاء» المحصنَة بالن ِّ َّ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ�ص أيض ًا مرحل�ة الرس�الة ،وبسلامة المرحل�ة ـ أي :مرحل�ة الخالف�ة ـ ذاتها بالن ِّ يقول ِ : m ِ �ف الصحاب ِ ومواق ِ ِ وإجماعهم ئ ،وفيها ُ «خالف� ُة النُّ ُب َّو ِة ثالثون �ة َّ َ الم َ لك ـ أو :ملكه ـ َمن يشا ُء»(((. سن ًة ُث َّم يؤتي الل ُه ُ
((( صحيح مسلم (.)3441
((( أبو داود ( ، )4758إسناده ضعيف « ،موسوعة الفتن» (.)1902
((( ابن ماجه ( ، )956 :2إس�ناده جيد وعلى ش�رط مس�لم ،السلس�لة الصحيحة لأللباني (:2 .)139
((( سنن أبي داود ( ، )4646إسناده ضعيف « ،موسوعة الفتن» (. )571
159
الخالفة الراشدة عالمة وسطى
وفي ذلك ورد ما أخرجه الت ِ ِّرم ِذ ُّي من قول سفين َة مولى الر ِ سول ُ m نصوص عدالة يقول :قال َ َّ مرحلة الخالفة الله « : mا ْل ِ رسول ِ ٍ ُ خلاَ َف ُة فِي ُأ َّمتِي ثَلاَ ُث َ رواية ون َسنَ ًة ُث َّم ُم ْل ٌك َب ْعدَ َذلِ َك »((( ،وفي الراشدة ورد ِ ِ ِ شبه القدح في عن ُحذي َف َة ِ بن اليمان ؤ قال :قال َر ُ سول الله َ « :mأ َّول دينك ُْم ُن ُب َّوة َو َر ْح َمة ، سالمتها
((( ُ ُ يك�ون ِخلاَ َف ًة َو َر ْح َم ًة ُ ،ث َّم ُم ْل ٌك َو َر ْح َم ٌة ُ ،ث َّم �م لما ُث َّ يكون ُم ْلك ًا َو َج ْب ِر َّي ًة » ووردَّ : ِ رس�ول ِ ِ الله m ُ فو َض َعه ُث َّم جاء ُع َم ُر بِ َح َج ٍر بنى مسجدَ المدينَة جاء أبو بكر بِ َح َج ٍر َ رسول الله « : mهؤالء ي ُلون ِ ُ فو َض َعه َ فو َض َعه ُث َّم جاء ُع ُ الخال َف َة فقال َ ثمان بِ َح َج ٍر َ َ
بعدي»(((.
أش�ه ٍر إال َعش�ر َل ٍ كثير :كانت خالف ُة أبي ٍ قال اب ُن ٍ بكر ؤ َس�نَت ِ يال. َين وأرب َع َة ُ َ ِ ِ ِ أش�ه ٍر وأرب َع َة أ ّيا ٍم .وخال َف ُة ُع َ ثمان ش�ر س�ني َن وس� َّت َة ُ وكانت خالف ُة ُع َم َر ؤ َع َ ِ ٍ طالب علي ب�ن أبي ش�ر َة َس�نَ ًة إال اثنَي َع َش َ�ر يوم ًا .وكان�ت خالف ُة ِّ ؤ اثنت�ا َع َ ِ ِ ِ ِ �هر ِ وتكم ُ الح َس�ن بن ين .ثم قال: ؤ ي�ل ال َّثالثي َن بِخال َفة َ َ خم�س س�ني َن إال َش َ ِ ِ أشه ٍر حتى نزل عنها لِ ُم ِ عاو َي َة عا َم أربعي َن من ِ جر ِة. علي ؤ نحو ًا من ستَّة ُ اله َ ٍّ
ِ فَتح بَيتِ المقد ِس ُ
ِ ِ ات الس�ا َع ِة الوس� َطى َفتح ب ِ و ِمن َعلاَ م ِ المقد ِ لقوله ُ « : mاعدُ د ِس� ّت ًا بين س، يت ُ ْ ٰ ُ َ َ ْ َّ َ فتح بين المقدس ِ ِ ِ ِ ِ ((( المقدسِ ِ َ الساعة .. يت المقدس» ،وقد ُفت َح َب ُ الحديث» ،وذكر فيه « َف َ عالمة وسطى َيدَ ِي ّ تح َبيت َ ِ على َع ِ �ت من ِ الخليفة ُع َم َر بن الخ ّط ِ جر ِة ،وذهب ُع َم ُر هد اب ؤ س�نة ِس ٍّ اله َ ((( سنن الترمذي ( ، )2512وفيه :ثم قال لي سفين ُةِ : أمسك ..خالف ُة أبي بكرُ ..ث َّم قال :وخالف َة ِ َ علي ..فوجدناها ثالثين سن ًة .وللحديث تتم ٌة. ُع َم َر وخالف ُة عثمانُ ..ث َّم أمسك ..خالف ُة ٍّ ((( شرح ثالثيات المسند ( )544 :2للسفاريني ،وإسناده حسن. ((( مجمع الزوائد ( ، )176 :5وقال الهيثمي :رجاله رجال الصحيح إال التابعي فإنه لم يسم. ((( البخاري ( ،)3176وذكر هذه العالمة د .يوسف الوابل في فقه أشراط الساعة ص.85
160
ِ ؤ إليها ِ اليهود والنَّصارى وبنى بها وطهرها من بنفس�ه وصالح أه َلها وفتحها َّ َ ِ مسجد ًا في ِقب َل ِة ِ المقد ِ س. بيت
طاعون ِع َ مواس ُ
و ِمن َعلاَ م ِ رز ِ أدر َج�ه البِ ِ ُ وغير ُه نج ُّي مواس ،وقد طاعون ِع الو ْس� َط ٰى الس�ا َع ِة ات َ ُ َ ْ ُ َ َّ َ طاعون عمواس ِ ِ ِ ِ ش�ر ِ خالفة ُع َم َر بن عالمة وسطى جر ِة في في العالمات ُ لله َ الوس�طى ،وقد وقع في س�نة ثمان َي َة َع َ الخ َّط ِ خمس� ٌة وعش�رون ألف ًا منه�م عَدَ ٌد من �اب ؤ ومات فيه من المس�لمين َ ِ الج َّر ِ اح أمي ُن هذه األُ َّم ِة(((. الصحا َبة ئ ،ومنهم أبو ُع َبيدَ َة بن َ َّ
مقتَل عمَرَ بنـ َ الخ َّط ِ اب ؤ ُ ُ
ِ و ِمن َعلاَ م ِ الخ َّط ِ الو ْس� َط ٰى مقت ُ الخليفة ال َّثاني ُع َم َر ب�ن َ اب ؤ َ�ل الس�ا َع ِة ات ُ َ ْ َّ َ مقتل الخليفة ( َغ َل ِ ِ ِ حدي�ث ال ُب ِ (أن ُع َم َر س�أل ُحذي َف َة ء عن عمر بن الخطاب خار ِّي َّ : ُ ش�ير �ق الفتنَة) وإليها ُي ُ vعالمة ِ وج ال َب ِ بأس عليك منها َّ كم ِ إن بينك الفتن َِة التي أمير المؤمنين ال َ ُ حر ،فقال :يا َ تموج َ وسطى كس ُ�ر ،قال :ذاك أحرى وبينها باب ًا ُمغ َلق ًا ..قال َ :أ ُيفت َُح ُ كس ُ�ر قال :بل ُي َ الباب أم ُي َ أن ال ُيغ َل َق ..وفيه َّ ُ أن وحديث أبي َذ ٍّر ؤ قال :قال الباب هو ُع َم ُر ؤ)((( ، َ رس�ول الله ( : mال تُصي ُبكم فِتنَ ٌة ما دام هذا فيكم ،وأش�ار إلى ُع َم َر ؤ ((() . الشر ِ ُ وت ُع َم َر ؤ » عن فراس َخ إال َم ُ رس َل عليكم َّ ُّ وحديث « ما بينَكم وبين أن ُي َ حذيفة (((.
((( ذكر هذه العالمة د .يوسف الوابل في فقه أشراط الساعة ص.68 ((( صحيح البخاري (. )7096
((( المعجم األوسط للطبراني ( ،)1945إسناده صحيح « ،در السحابة» للشوكاني (.)103 ((( مصنف ابن أبي شيبة (.)38445
161
مقتل الخليفة عثمان v عالمة وسطى وهو اختراق لموقع القرار وبه تكون أول قرن َّ من الخوارج
ثمان بن عَف َّ َ م َقتَل ُع َ ان ؤ ُ
الخليفة ال َّثالِ ِ ِ ِ ِ ِ ثم�ان بن َع َّف َ َ ان ؤ : ث ُع الو ْس� َط ٰى َمقت َُل الس�ا َعة ُ َوم� ْن َعلاَ َمات َّ ِ وفيها يقول « : mأو ُل ِ روج الدَّ َّج ِ الفت َِن َق ُتل ُع َ ال..والذي نفس�ي ثمان ،وآخ ُرها ُخ ُ َّ ِ ِ بِ َي ِد ِه ما ِمن َأ َح ٍد في َقلبِ ِه ِم ُ ثقال َح َّب ٍة من مقت َِل ُع َ أدركَه، ثمان إال ُحش َر مع الدَّ َّجال إن َ
وإن لم ُي ِ درك ُه آ َم َن به في ِ قبر ِه»(((.
ياسة الت ِ وفي مقت َِل ِه عال َق ٌة وطيدَ ٌة بِمبدأ ِس ِ َّمهيد للدَّ َّج ِ ال في األُ َّم ِة ،بِ ِ المنافِ ِقين نجاح ُ َ راق ِ رن من ُق ِ والتأثير عليه ،وتكو ِن أو ِل َق ٍ في اختِ ِ ِ موق ِع ال َق ِ ِ الخوار ِج . رون رار ُّ َّ
موقِعَةُ ال َ جمَلِ
موقعة الجمل وصون أم المؤمنين b عالمة وسطى
موقع ُة الجم ِل وفيها جم َل ٌة من ِ ات الس�ا َع ِة الوس َطى ِ و ِمن َعلاَ م ِ ِ المنصوص الفت َِن ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ ٰ َّ َ روج ِ عالم�ات الس ِ ِ الز َب ِ عائ َش� َة bومقت ِ �اعة ُ ،كخ ِ لح� َة عليه�ا ف�ي َ�ل ُّ ي�ر و َط َ ّ
ء.
للزب ِير ؤ :يا أبا عبدَ ِ ٍ الله ما جاء بِكُم؟ ض َّيعتُم الخلي َف َة ط�رف قالُ :قلنا ُّ َ فع�ن ُم ِّ الزبير« :إن�ا َقرأناها على َع ِ َ�ل ُثم ِجئتُ�م تط ُلبون بِدَ ِم ِ ِ �ه؟ َ س�ول الله هد َر َ قال ُّ َ ُ حت�ى َقت َ َّ mوأبي َب ٍ َ ثم�ان ﮋﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﮊ ك�ر و ُع َم َر و ُع ِ ب أنّا أه ُلها حتى وقعت ِمنّا ُ حيث وقعت.((( ».. [األنفال ]٢٥ :لم نكن نحس ُ
الز ِ ُ عل�ي ؤَ « :لتُقاتِ َلنَّه وأنت له بير وقو ُله له عن ومنه�ا َّب�ي mمع ُّ ٍّ حديث الن ِّ
((( ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( )200 :4من طريق ابن عساكر.
((( مجم�ع الزوائ�د ( ، )27 :7وق�ال الهيثم�ي :رواه أحم�د بإس�نادين رج�ال أحدهم�ا رجال الصحيح.
162
ِ ِ الز َب ِ ِ ي�ر ظالِ ٌم»((( وكانت هذه المقو َل ُة َس� َبب ًا في أحدُ اعتزال ُّ الج َم ِل ُ ،ث َّم َلق َي ُه َ لجيش َ ِ ِ ِ المعادي ـ وجاء ُي َب ِّش ُ�ر باعتبار ِه م�ن ل�ي ؤ ف َق َت َله ـ الجيش ُ أصح�اب اإلم�ا ِم َع ٍّ رس�ول ِ ِ ُ َ الله َ « :mب ِّش�ر وقال :قال علي ؤ اإلما َم بِ َق ِتل ِه ُّ للز َب ِير ،ف َغض َ ب اإلما ُم ٌّ قاتِ َل ِ ِ بالز َب ِير ء(((. الحدَّ و َق َت َله اإلما ُم َع ِل ٌّي ُّ ابن َصف َّي َة بالن َِّار»((( ،وأقام عليه َ
وف�ي ُخ ِ ِ ُص�وص ِم ُثل قولِ ِه m علي ؤ ن ٌ روج عائ َش� َة bعلى اإلم�ا ِم ٍّ ِ لِنِ ِ الحو َأ ِ سائ ِه: ب»((( . الب َ «ويح ُك َّن أ ُّي ُك َّن تَن َب ُحها ك ُ َ
وع�ن ِ زي�د ِ ب�ن َو ٍ ح�ول ُحذي َف َة ؤ إذ َ َ ق�ال« :كيف أنتم هب ق�ال :بينما نح ُن بعض بالس ِ أهل ب ِ َين َي ِ يت نَبِ ِّيكم فِر َقت ِ �يف؟!» ف ُقلنا: بعضهم ُوجو َه ضر ُب ُ وقد خرج ُ َ ٍ َّ عض أصحابِ ِه :يا أبا عب�دَ ِ وإن ذل�ك َلك ِ ي�ا أبا عبد الله ّ فكيف نَصن َُع الله َ َائ ٌن؟ فقال َب ُ
مان؟ قال« :ان ُظروا ِ الز َ فالزموها فإنَّها الفرق َة التي تدعو إلى أمر َع ِل ٍّي َ أدركنا ذلك َّ ُ إن َ
الهدى»(((. على ُ
أن ر َ ِ ٍ طالب ؤ «:إنَّه لعلي بن أبي س�ول الله mقال ِّ وعن أبي راف ٍع ؤ َّ َ رسول ِ ِ َ ُ الله؟!! قال :نعم ،قال :أنا أشقاهم أمر» قال :أنا يا سيكون بين ََك وبي َن عائ َش َة ٌ رس�ول ِ الله؟ قال« :ال ،ولك�ن إذا كان ذلك فار ُددها إل�ى مأ َمنِها» ((( ،وعن ِ َ ي�ا ابن ِ الله mلِنِ ِ س�ول ِ َع َّب ٍ قال َر ُ قال َ : �اس ء َ صاح َب ُة س�ائ ِه « :ليت ِش�عري أ َّي ُت ُك َّن
((( ذكره البيهقي في دالئل النبوة ( )414 :6من طريقين أحدهما مرسل والآلخر موصول. ((( مسند أحمد ()692
((( رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (. )610 :2
((( مجم�ع الزوائ�د ( ، )237 :7وق�ال الهيثم�ي :رواه أحمد وأبويعلى والب�زار ورجال أحمد رجال الصحيح.
((( مجمع الزوائد ( ، )239 :7وقال الهيثمي :رواه البزار ورجاله ثقات .
((( مجمع الزوائد ( ، )237 :7وقال الهيثمي :رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
163
خروج عائشة bوموقف اإلمام علي vوأهميته في فقه التحوالت
ب ،يقت َُل عن ِ ِ ِ �ل األد َب ِ الج َم ِ يس�ارها يمينِها وعن الحو َأ ِ ُ الب َ تخر ُج فتن َب ُحه�ا ك ُ َ �ب ُ ، كثير ُ ،ث َّم تنجو بعد ما كادت»(((. َقتلى ٌ
ِ يج�ر ُح عدا َلتَها ك َُأ ٍّم األمر ف�ي ُأ ِّم المؤمني�ن عائ َش� َة bوال َ وال يق�دَ ُح ه�ذا ُ خروج عائشة ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ زوج ُة رس�ولِ ِ ِ bال يقدح وج�ة ل َرس�ول الل�ه mل َحصانَتها بالن للمؤمني�ن َ ُّص�وص ،وأنها َ وز َ ُ في عدالتها ِ ِ ِ ِ لي َّب على اعتذاره�ا فيما بعدَ َ الل�ه في الدُّ نيا واآلخ َرة ولما ترت َ الج َم ِل من اإلمام َع ٍّ ؤ(((.
موقِعَةُ ِصفِّي َن
موقعة صفين عالمة وسطى
ات الس�ا َع ِة الوس� َطى ِ و ِمن َعلاَ م ِ «ش ُّ�ر ٍ موق َع ُة ِص ِّفي َن ،وفيها ُ يقول َ :m قتيل بين َ ْ ُ ْ ٰ َّ َ
لك»((( ،وفيها َق ُتل َع َّم ٍ َص َّف ِ الم َ ار الذي قال فيه َ « : mع َّم ٌار تق ُت ُله ين ،أحدُ هما يط ُل ُ ب ُ الف َئ� ُة ِ ِ �أن َذكَ�ر نُعيم بن حم ٍ الش ِ الباغ َي ُة»((( ،وفيها ُخد َع ُة التَّحكي ِم ،وفي هذا َّ اد عن َ ُ ُ َ َّ الجيشانِ ِّي َ عت َع ِل ّي ًا ؤ بالكو َف ِة يقول« :إنِّي ُأقاتِ ُل على َح ٍّق قالَ :س ِم ُ أبي سال ٍم َ ((( مصنف ابن أبي شيبة (. .)38940
((( وهذا ما يميز فقه التحوالت عن غيره ،فالظالمون لعائشة bساقوا في كتبهم ما ينتقد من سلوك طبعي جرى من أم المؤمنين ،وجعلوا من حصيلة هذا فقها يؤيد ما حملته نفوسهم
الطبعية نحوها ،وهم ال يعلمون الفرق بين أم المؤمنين وبين غيرها من النس�اء الالتي ليس له�ن مناق�ب أو حصان�ة من النبي ،mأم�ا الذي كان يعلم ذل�ك كاإلمام علي ؤ فقد كانت معاملته لها وفق النصوص ووفق األدب مع من س�ماها عمار بن ياس�ر (زوجة النبي
ف�ي الدني�ا واآلخ�رة) كما ف�ي البخ�اري ( )3488؛ ألن اإلمام عليا ؤ م�ن رجال فقه التح�والت ب�ل حت�ى حديث�ه ؤ عن «الخ�وارج» يدل على سلامة قلبه ع�ن الضغينة والحقد والتشفي ،وهذه هي مواقف الرجولة لدى رجال النمط األوسط .n
((( صحيح البخاري (. )447
((( حديث متواتر اإلسناد « ،سير أعالم النبالء» للذهبي (.)421 :1
164
لت ألصحابي :ما المق�ا ُم هاهنا ،وقد ال يق�و ُم ول�ن يقو َم ، واألمر لهم» .ق�ال :ف ُق ُ ُ ِ أخ َب َرنا َّ صر َ ،فأ ِذ َن لمن شا َء ِمنَّا وأعطى ك َُّل َر ُج ٍل األمر ليس لهم فاستأ َذنَّا ُه إلى م َ أن َ ألف درهم ،وأقام معه ِ طائ َف ٌة منا(((. ِمنّا َ وكان من نتائجها ِ انقسا ُم المسلمين إلى : ِ -1أتبا ِع النَّم ِ علي ُ v ط وآل َبيتِ ِه. األوسط ،وهم اإلما ُم ٌّ َ َ ِ ِ ألزموا اإلمام َع ِل ّيا vبِ َق ِ بول التَّحكي ِم. َ -2شي َعة التَّحكيم ،وهم الذين َ ُ ِ -3 َّحكيم. لما َر ِض َي الت َ الخوار ِج ،وهم الذين َخ َرجوا على اإلما ِم ّ v
َ�ة ِ �ة وفِتن ِ الح�وادث اللاّ ِح َق ِ ِ دائ�ر ُة ه�ذه ِ ِ الفت ِ الف َئ ِة َ�ن وكانت َس� َبب ًا ف�ي واتَّس� َعت َ ِ المار َق ِة.
هور الخوا ِرج ِ و َوقعَةُ النَّهروا ِن ُظ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ واستمرار فِتنَتِهم َّهروان ووق َع ُة الن هور الخوار ِج َ السا َعة ُ ُ الو ْس َط ٰى ُظ ُ َوم ْن َعلاَ َمات َّ ال ،وهم أو ُل من ك َّفر الم ِ صر الدَّ َّج ِ إلى َع ِ بالذ ِ سلمين ُّ نوب و ُيك ِّفرون َمن خا َل َفهم في َ ُ َّ َ بِد َعتِهم ويست ِ َح ُّلون َد َم ُه وما َل ُه ،قال ال ُب ِ َ وكان ابن ُع َم َر ء خار ُّي في صحيحه:
ظهور الخوارج ومقتلة النهروان عالمة وسطى
وقال :إنَّهم ان َط َلقوا الى ٍ لق ِ آيات نزلت في ال ُك َّف ِ يراهم َش َّر َخ ِ اللهَ ، ار فج َعلوها على
المؤمني َن(((.
ِ وفِتنَتُه�م م�ن ِ الفت ِ ٍ األزمنَ� َة وامت�دَّ ت جي ً جي�ل وصارت ال بعد َ�ن التي تج�اوزت فتنة الخوارج ِ عرفون تجاوزت الزمان نح ِر َف ًة في اإلسال ِم َع َبر الت ِ ّاريخ مدرس ًة ُم َ اإلسالمي ُك ِّله إلى اليو ِم وما بعده و ُي َ ِّ والمكان
((( الفتن ( ، )300وقال المحقق :إسناده ليس به بأس .
((( انظ�ر صحي�ح البخاري مع الفت�ح ( ، )350 :12وقد وصل الطبري هذا التعليق في مس�ند علي من «تهذيب اآلثار» ،وسنده صحيح كما قال الحافظ في الفتح (.)354 :12
165
المدرسة الحرقوصية التميمية
ِ بالعالم�ات ،وبِد َعتُهم كانت أو َل بِد َع ٍة حدَ َثت في اإلسلا ِم ،وأو ُل َق ٍ رن َظ َه َر فيهم َّ َ َّ ِ الله mكان ذا ُ ِ ِ سول ِ ِ َّميمي((( الذي طعن في ِقسم ِة ِ هد ر ِ غنائ ِم َ َ الخ َويص َرة الت َّ على َع َ َ ِ ِ ِ ِ ِ َّبي :m َه َ �واز َن ،وقال ل َرس�ول الل�ه :mات َِّق الل َه واعدل فإنَّك لم تَع�دل ،فقال الن ُّ
�رت إن لم ِ عد ُل إذا لم َأكُن ِ «وي َل َك أو ويح َك ،ومن ي ِ بت َ أعدل» وخ ِس ُ أعد ُل ،قد ِخ ُ َ َ َ َ َ سول ِ ائذ ْن لي فيه ِ ُ أضر ْب ُعنُ َق ُهَ ، الخ َّطاب : vيا َر َ الله َ فقال ُع َم ُر بن َ رسول قال فإن له أصحاب� ًا ِ الل�ه َ « :mدع� ُه َّ ، يحق ُر أحدُ كم صال َت ُه مع صالتِه�م ،وصيا َم ُه مع ِ ِ ِ �رآن ال ُي ِ يق�ر ُؤون ال ُق َ يمر ُق يمر ُق�ون من اإلسلا ِم كما ُ ج�او ُز تراقيهم ُ ، صيامه�م َ ، الر ِم َّي ِة»(((. هم من َّ الس ُ َّ
ِ االنتهاء من معرك َِة ِص ِّفي َن وات ِ ِّفاق ِ أهل َّ الشا ِم هورها فقد كان بعد وأما َ انتشارها و ُظ ُ ُ بدء ظهور مدرسة ِ ِ ِ ِ ِ ِ والعراق على التَّحكي ِم بين ال َّطائ َفت ِ الخوارج الس�لبِ َّية ضدَّ عار َضة َّ للم َ َين ،وكانت َّأو َل نمو َذ ٍج ُ المرحلة ثماني َة ٍ ِ ِ ِ آالف ـ وقيلِ :س� َّت َة َع َش َ�ر الحاك ِم ،وقد َب َل َغ عد ُدهم في هذه الق�رار ِ ِ ألف� ًا ـ نزلوا مكان ًا يس�مى “حروراء” وهي قري ٌة على ب ِ عد ِمي َل ِ �ب ين من الكو َفة ونُس َ ُ َ ُ َ َّ بالح ِ ِ رور َّية. وس ُّموا َ الخوار ُج إليها ُ
ِ ِ ِ ِ األحاديث منها ما ِ يبر ُز ُس َ الخوار ِج إ ّب َ الرسا َل ِة ف لوك وجمل ُة هذه ومواق َ ُ ان مرحلة ِّ االمتداد الطبيعي ِ ِ ِ ِ ِ ش�ير إلى الخوار ِج فيما بعد وفاته m للمدارس ذاتَه�ا كم�ا هو في ذي ُ الخ َويص َرة ،ومنها ما ُي ُ الخارجية ِ ِ ِ ش�ير إلى َعو َد ِة وامت�داد فِتنَتِه�م في ُع ص�ور َّ الصحا َبة ئ والتّابِعين ،ومنها ما ُي ُ حتى يظهر في
أعراضهم الدجال بِد َعتِهم في ِ الز ِ يكون آخرهم مع الدَّ َّج ِ ال ..وفيهم ُ يقول مان بِ ُص َو ٍر ش�تَّى حتى آخ ِر َّ َ ُ ((( ذوالخويص�رة التميم�ي هو ذات�ه حرقوص بن زهير الس�عدي كما أش�ارت إلى ذلك بعض المصادر منها «أس�د الغابة» ( ،)1541و«المس�تفاد» ألبي زرعة ( ،)1292 :2وهذا يجمع المدرستين في هدف واحد :المدرسة الحرقوصية ..ومدرسة ذي الخويصرة التميمية.
((( صحيح مسلم (.)2505
166
َ يقرؤون «يخر ُج من ُأ َّمتي قو ٌم ُيسيؤون mفيما روا ُه اب ُن ُع َم َر :c األعمال َ ، ُ ِ ِ رآن ال ُي ِ عم َل ُه مع َع َم ِلهم ،يقتُلون َ ال ُق َ أهل اإلسال ِم جاو ُز حناج َرهم ،يحق ُر َأ َحدَ كم َ
ف�إذا خرج�وا فاقتُلوه�م ،فطوبى لمن َق َت َله�م وطوبى لمن َقتَل�وه ُ ،ك َّلما طلع منهم رس�ول ِ ُ َق ٌ الله ِ mعش�رين َم َّر ًة أو أك َث َر وأنا �رن َق َط َع�ه الل� ُه» ،فر َّد َد ذلك أس�م ُع(((. َ رواه أحمد ،وفي رواية ابن ماجه يقولُ « :ك َّلما خرج َق ٌ ِ أكثر من ِع ِ ش�رين رن ُقط َع – َ مرةً -حتى يخرج في ِع ِ راضهم الدَّ َّج ُال»(((. ُ َ َ َّ
ٍ الخ ِ ٍ َ س�عيد ُ طالب ؤ علي بن أبي در ِّي رضي الله عنه ق�ال : وعن أبي «بعث ُّ ٍ ٍ ِ ِ تحصل من تُرابِها ،قال: إل�ى رس�ول الله mمن ال َي َم ِن بِ ُذ َهي َبة في َأدي� ٍم مقروظ لم ُ �سِ ، ف َقس�مها بين أرب ِ بن َب ٍ وأقرع ِ عة َن َف ٍر بي�ن ُع َيينَ َة ِ بن حابِ ٍ الخ ِ وزيد َ والراب ِع در، َ َ يلَّ ، َّ َ ِ بن ُعال َث َة وإما ِ إ ّم�ا َعل َق َم َة ِ عام َر ب َن ال ُّط َف ِ يلَ ، أح َّق فق�ال َر ُج ٌل من أصحابِهُ :كنَّا نحن َ ّ
َّبي mفق�ال« :ال تأمنوني وأنا أمي� ُن َمن في به�ذا م�ن هؤالء ،ق�ال :فب َل َغ ذل�ك الن ُّ �ماء ،يأتيني َخبر الس ِ الس ِ �ماء صباح ًا ومس�اء» قال :فقام رج ٌل ِ َين ُم ِ غائ ُر ال َعين ِ ف شر ُ َ َ ُ ً َ ُ َّ َّ الوجنَت ِ ِ ِ الر ِ اإلزار فقال :يا َر َ ُ الج َبه ِة ك ُّ س�ول �م ُر َث ال ِّلح َي ِة َي�ن ناش ُ�ز َ َ أس ُم َش ِّ محلوق َّ
ِ ِ أح َّق َ األرض أن َيت َِّق َي الل َه» ،قالُ :ث َّم و ّلى أهل «وي َل َك َأ َو َل ُ س�ت َ الله ات َِّق الل َه ،قال َ : سول ِ ِ الله أال ِ الوليد :يا َر َ ُ يكون أضر ُب ُعنُ َق ُه قال« :ال ،لع َّله الر ُج ُل ،فقال خالِدُ ب ُن َّ سول ِ يقول بِ ِلسانِ ِه ما ليس في قلبِ ِه ،فقال َر ُ ُيص ِّلي» ،فقال خالدٌ :وكم من ُم َص ٍّل ُ الله
ب ع�ن ُقلوب الن ِ �ق ُبطونهم» ،ق�الُ :ث َّم نظر ّاس وال ُأ َش َّ « :mإنِّ�ي ل�م ُأؤمر أن ُأ َن ِّق َ ئضئ هذا َق�وم يتلون كتاب ِ ق�ف فقال« :إنَّه يخ�رج من ِض ِ الل�ه َرطب ًا ال إلي�ه وهو ُم ٍّ َ ُ ُ ٌ ِ ُي ِ الر ِم َّي ِة – وأظنُّه قال:- �هم من َّ الس ُ يمر ُق َّ ،يمرقون من الدِّ ين كما ُ ج�او ُز حناج َرهم ُ ((( مسند أحمد (.)5694
((( إسناده حسن ،األلباني (.)179
167
َل ِئن أدركتُهم ألق ُت َلنَّهم َ قتل َثمو َد»(((.
ٍ (الض ِ ِ زيادات ،قال َ ئض ُئ) ابي واب ُن وايات ِعدَّ ٍة فيها وورد بِ ِر ٌ األثير وغيرهماِّ : الخ َّط ُّ ِِ ُ األص�ل ،ق�ال َ يخر ُج من الخ َّطابِ ُّ يخر ُج من نس�له الذين هو َّأو ُله�م أو ُ �ي( :يريد أنَّه ُ ِِ ِ ِ ذه َبهم على أصل َقولِ ِه). أصحابِه وأتباعه الذين يقتَدون به و َيبنُون رأ َي ُهم و َم َ أرج ُح ،ويؤ ِّيدُ ُه قو ُل ُه (قلت :وهذا ف «إتحاف الجماعة» تعليق ًا: قال ُم َؤ ِّل ُ ُ األخير َ ُ ِ «إن ل�ه أصحاب� ًا ِ َّ : m صيامهم»، يحق ُ�ر أحدُ كم صالتَه م�ع صالتِهم وصيا َمه م�ع ِ اآلخ ِر َّ : الحديث َ وقو ُل ُه في يخرجوا منه»(((. «إن له ش�ي َع ًة يت َع َّمقون في الدِّ ين حتى ُ
َّحليق ال يزالون يخرجون حتى يخرج ِ ٍ آخ ُرهم ،فإذا خرى (:سيماهم الت ُ ُ ُ َ ُ وفي رواية ُأ َ ِ الخ ِ رأيتُموه�م فاقتُلوهم (قالها ثالثا) َش ُّ�ر َ رواية ل�ق والخلي َق ِة (قالها ثالث�ا) .وفي ِ آخرهم م�ع الدَّ َّج ِ �ال» .ورواه أبو داود يخر َج ُ يخرجون حت�ى ُ أحم�دَ « :ال يزال�ون ُ
والطيالسي والنسائي بنحوه (((.
رس�ول ِ وعن َأن ٍ َ أس�مع ُه منهَّ :- َس ؤ قالُ :ذ ِك َر لي َّ «إن الله mقال –ولم أن َ ِ يمرقون من ب بهم الن ُ عج َ فيكم قوم ًا يتع َّبدون َف َيد َأبون حتى ُي َ َّاس وتُعج ُبهم أن ُف ُسهم ُ الدِّ ين ُم َ الر ِم َّي ِة» (((. السه ِم من َّ روق َّ ُ رس�ول الله :m ك�ر َة ع�ن أبيه رضي الل�ه عنه ق�ال :قال وع�ن ُمس�ل ِم ب�ن أبي َب َ أحدَّ اء ِ أحداث ِ جاو ُز ِ أشدَّ اء ذلي َق ٌة ِ رآن ال ُي ِ ألسنَتُهم يقرأون ال ُق َ ٌ «سيخر ُج قو ٌم تراقيهم ُ ُ ُ
((( البخاري ()7432
((( إتحاف الجماعة . 280/1 ((( إتحاف الجماعة .290/1 ((( مسند أحمد (. )13223
168
ِ ؤج ُر قاتِ ُلهم»((( ،واإلنام ُة ف�إذا َلقيتُموهم فأنيموهم ُث َّم إذا لقيتُموهم فاقتُلوهم فإنَّه ُي َ
ُ القتل.
ِ ِ وه َزمهم في وقع ِة النَّهر ِ ِ وان وفيها علي ؤ َ َ َ الخوار َج في عهده َ َ وقد قاتل اإلما ُم ٌّ ِ تال ثال َث ٍة :الن ِ ق�ال اإلم�ام علي ؤ ُ « :أ ِمرنا بِ ِق ِ ِ والمارقين ،فقد والقاس�طين ّاكثين ُ ٌّ ِ َلت الن ِ ِ المارقين» ((( ،وفيها َم ُ والقاسطين ،وأنا ُمقاتِ ٌل إن شاء الل ُه َّاكثين قتل ذي قات ُ
س�ول ِ ال َّث ِد َّيت ِ مما َذك ََره َر ُ الله « :mوآي ُة ذلك َّ أن فيهم َر ُج ً ال له َع ُضدٌ َين وهو عالم ٌة ّ رأس َع ُض ِد ِه ِم ُثل ح َلم ِ ِ راع عل�ى ِ �ة ال َّث ِ يض »((( وعن دي عليه َش� َع ٌ رات بِ ٌ لي�س في�ه ذ ٌ َ َ ٍ مار َق ٌة عند فِر َق ٍة من الم ِ «تمر ُق ِ س�لمين ف َيق ُت ُلها َأو َل�ى ال َّط ِائ َفت ِ َين ُ أب�ي س�عيد ؤُ :
ِ ((( ٌ رج�ل :الحمدُ لله ال�ذي أبا َد ُهم علي قال بالح ِّ َ �ق» ولم�ا فرغ م�ن َقتلهم اإلم�ا ُم ٌّ ِ علي ؤ « :ال والذي نفسي بِ َي ِد ِهَّ ، أصالب إن فيهم َل َمن في وأراحنا منهم ،فقال ٌّ تحمله النِّساء بعدُ وليكو َنن ِ جال لم ِ الر ِ آخ ُرهم لِصاص ًا حرادي َن »(((. َّ ُ ُ ِّ
موقف اإلمام vمن الخوارج في النهروان
رس�ول ِ ٍ الخ ِ ُ ٌ س�عيد ُ تمر ُق الله « : m در ُّي ؤ أنه قال :قال وحديث رواه أبو ُ مسمى الحرورية مار َق ٌة عند فِر َق ٍة من الم ِ ِ سل ِمين يق ُت ُلها َأو َلى ال َّط ِائ َفت ِ نسبة إلى حروراء بالح ِّق» ((( . َين َ ُ الحروري ُة ؟ س ِ ِ عت الحرور َّي ِة قال :ال أدري ما ووعنه ؤ أنَّه لما ُس ِ�ئ َل عن �م ُ ِ َّ َ يق�ول «:يخرج في هذه األُم ِة – ول�م ي ُقل منها – قوم ِ َّب�ي m ُ تحقرون صالتَكم َ ُ ُ ٌ َّ الن َّ
((( مسند أحمد ()20986
((( المعجم الكبير ()4049 ((( صحيح مسلم ()2516 ((( صحيح مسلم ()2507
((( مسند عبدالرزاق ()18655
((( صحيح مسلم ( ، )2507وهي إشارة إلى معركتهم مع اإلمام علي في وقعة النهروان.
169
ِ رآن ال ُي ِ م�ع صالتِهم ،يقرؤون ال ُق َ يمرقون من الدِّ ين جاو ُز ُح ُلو َقهم أو حناج َرهم ُ ، روق السه ِم من ِ ِ ِ ((( طالئ َعهم في َع ِ صر ِه علي ؤ َّ ُم َ َّ الرم َّية ، »..ولما قات ََل اإلما ُم ٌّ وق�ال ألصحابِ ِ �ه « :اط ُلبوا َر ُج ً ال ِص َف ُت ُه كذا وكذا» ،فط َلب�وه فلم َي ِجدوه ُ ،ث َّم طلبوه
فقال رج ٌل :الحم�دُ ِ ِ ِ ُ ذكر ُه لله الذي رس�ول الل�ه ُ َ َ ، m فوج�دوه عل�ى النَّعت الذي َ
تحديد هوية الخوارج على لسان اإلمام علي v
علي ؤ « :كال ..والذي نفسي بيده َّ إن منهم لمن أبا َدهم َ وأراحنا منهم ..فقال ٌّ تحمله النِّساء بعدُ وليكُو َنن ِ جال لم ِ أصالب الر ِ في آخ ُرهم لِصاص ًا وحرادي َن»((( . َّ ُ ُ ِ ِّ ِ وعن َط ِ اب َ ،ق َال ُ :كن ُْت ِعنْدَ َع ِلي َ ،ف ُس ِ�ئ َل َع ْن َأ ْه ِل الن ََّه ِر :أ ُم ْش ِ �ه ٍ �رك َ ُون ار ِق ْب ِن ش َ هم؟
َق َال ِ :م َن ِّ الش ْر ِك َف ُّروا ، ِق َيل َ :ف ُمنَافِ ُق َ ون ُه ْم ؟ َق َال :إِ َّن ا ْل ُمنَافِ ِقي َن الَ َي ْذك ُُر َ ون ال َّل َه إِالَّ َق ِلي ً ال ، ِق َيل َل ُه َ :ف َما ُه ْم ؟
َق َال َ :ق ْو ٌم َب َغ ْوا َع َل ْينَا(((.
ِ َّب�ي mوفيهم وف�ي أمثالِهم ُ يقول الخ�وار ِج ِم َّم�ن لم �ب َ وكان أغ َل ُ يصح�ب الن َّ الخ َّط ِ ُع َم ُ�ر ب ُن َ ور ِّب الكَع َب ِة متى يه َل ُ �ك ال َع َر ُب!! إذا َولِ َي اب ؤ« :ق�د َع ِل ُ مت َ ِ ِ الر َ أمر أمر ُهم َمن لم الجاه ِل َّي ِة»(((. َ سول mولم ُيعالج َ يصحب َّ َ �در َك ِ ِ ومما ي َؤ ِّكدُ نَص ًا اس�تمرار ِ تاريخي ًا حتى ُي ِ ِ آخ ُرهم الدَّ َّج َال الخوار ِج ظاه َ�ر ِة ّ ُ َ
((( صحيح البخاري (.)6931
((( مسند عبدالرزاق ()18655
((( مصنف ابن أبي شيبة (.)79093 ((( المستدرك للحاكم ()8318
170
رس�ول ِ ُ ينش ُ�أ نَ�ش ٌء يقرأون ال ُق َ الله َ « : m رآن م�ا روا ُه اب ُن ُع َم َر cقال :قال رس�ول ِ رن ُقطِع » قال ابن ُعمر :س ِ ِ ِ الله m َ عت ال �م ُ يج�او ُز ت ََراقيه�م ُك َّلم�ا َخ َر َج َق ٌ َ ُ ََ َ
ِ يق�ولُ « :ك َّلم�ا خرج َق ٌ ِ ِ ُ أعراضهم يخ�ر َج في َ �رن ُقط َع (أك َث َر من عش�رين َم َّرةً) حتى ُ أخاف عل�ى هذه ُاألم ِة من م ِ الدَّ َّج ُ �ال»((( ،وفيه�م أيض ًا ُ ؤم ٍن يقول ُع َم ُر ؤ« :ما ُ ُ َّ ينه�اه إيمانُه وال ِمن ِ فاس ٍ ال ق�رأ ال ُق َ أخاف عليها َر ُج ً رآن حتى �ق َب ِّي ٍن فِس� ُق ُه ،ولك�ن ُ ِ ِ ِ تأو َله على غير تأويله»(((. أز َل َقه بِلسانه ُث َّم َّ
َ ِ علي ؤ مقتلُ اإلمام ٍّ
ِ ِ ِ الطبراني عن علي ؤ ،وفيه روى السا َعة ُ ُّ الو ْس َط ٰى مقت َُل اإلما ِم ٍّ َوم ْن َعلاَ َمات َّ
ِ ُ ف �م َر َة ؤ قال :قال علي ،إنَّك ُم َؤ َّم ٌر ُمس�تَخ َل ٌ رس�ول الله « : mيا ُّ جابر بن َس ُ وإن هذه مخضوب ٌة من هذه» يعني :لِحيتَه من ِ ٌ مقتول َّ ، وإنَّك رأس ِه((( . َ
وكان مق َت ُله ؤ في يوم الجم ِ َ س�ابع َ رمضان سنة أربعي َن من الهجرة ، عش َ�ر عة َ ُ ُ ُ �رادي من ِ لج ٍم الم ِ حمن ب ُن م ِ ِ الخوار ِج ،وقال في َق ِتل ِه َّ :m «إن طائ َف ِة ُّ ُ الر ِ ُ ق َت َل�ه عبدُ َّ ِ س�تغد ُر بك بعدي ،وأنت ُ تعيش على ِم َّلتي وتُقت َُل على ُس�نَّتي ،ومن أح َّب َك األُ َّم َة ُخضب من هذا ..يعني لِحي َته من ِ أح َّبني ومن أب َغ َضك أب َغ َضني َّ ، رأس ِه» وإن هذه ست َ ُ َ ُ
أخرجه الحاكم(((.
((( سنن ابن ماجه ()179
((( كنز العمال ()29404
((( المعجم األوسط (.)7318 ((( المستدرك (.)4686
171
مقتل اإلمام علي vعالمة وسطى
ِ َ َ علي c ُص ُ لح اإلمام الحسنِ بن ٍّ
ِ ِ ِ علي ،cوفيه قال لح اإلما ِم َ الو ْس َط ٰى ُص ُ الس�ا َعة ُ الح َس ِن بن ٍّ َوم ْن َعلاَ َمات َّ صلح اإلمام ِ ِ ((( «إن ابني هذا َس ِّيدٌ ،وس ُيصل ُح الله به بين ف َئت ِ الحسن َّ :m v َين من المسلمين» . عالمة وسطى
ِ ِ وف�ي ُص ِ الص�را ِع فيما بين معركَة ِّ الح َس�ن ؤ َم َ ل�ح اإلما ِم َ لح ٌظ ه�ا ٌّم بإنه�اء َ َّناز ِل في قولِه« :أ ُّيها الح َس� ُن ؤ في ُخط َب ِة الت ُ المس�لمين ،وهو ما َق َصدَ ُه اإلما ُم َ إن الل�ه هداك�م بأولِنا وح َقن ِدماءكُ�م ِ وإن ُم ِ بآخ ِرناّ ، ناز َعني أمر ًا أنا عاو َي� َة َ َ َّ ّ�اسَ َّ ، الن ُ َ َأح ُّق به ،وإنِّي تَرك ُته حقن ًا لِ ِد ِ ماء المسلمين و َط َلب ًا لما عند ِ الله »(((. َ ُ َ َ ُ
للح َس ِ حمن ِ الر ِ �ن بن ُج َب ِير ب�ن ُن َف ٍير ؤ عن أبيه ؤ قالُ :ق ُ لت َ وع�ن عب�دِ َّ إن النّاس يقولون إنّك تُري�دُ ِ ِ علي ّ :c جماج ُم الخالف َة ،فقال« :قد كانت َ ب�ن ٍّ سالمت .تركتُها ابتغاء و ِ ِ جه بت و ُيسالِمون َمن ال َع َرب في يدي: ُ حار ُ َ َ يحاربون َمن َ
اس َأه ِل ِ ٍ ِ ِ ِ الح َج ِ وح ِ از؟! »(((. قن دماء ُأ َّمة ُم َح َّمد mثم َأ ْبت َُّز َها بِ َأ ْت َي ِ ْ الله تعالى َ
((( البخاري (. )3692
((( أسد الغابة البن األثير (. )261 :1
((( المستدرك للحاكم ( ،)4795وانظر إتحاف الجماعة (.)96 :2
172
ﺍﻷﻣﻮﻳﻮﻥ
ﺍﻷﻣﻮﻳﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ١٣٢ - ٤١ﻫـ ﺃﻭﳍﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ
ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺷﻤﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻣﻨﺎﻑ
ﻣﻊ ﺗﺮﻗﻴﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺗﺎﺭﳜﻪ
ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ
ﺃﺑﻮﺳﻔﻴﺎﻥ ﺻﺨﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ
ﻋﺒﺪﺍﷲ )ﺍﳊﻜﻢ(
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺴﻔﻴﺎﲏ
٤ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ ٦٤
١ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ )ﺍﻷﻭﻝ( ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ٤١
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﳌﺮﻭﺍﲏ
٢ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ٦٠ ٣ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ )ﺍﻟﺜﺎﲏ( ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ٦٤
ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ٨ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ٩٩ ١٠
ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ
١٤ ١٣٢ - ١٢٧
٦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ٨٦
٩ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ١٠١
ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ١٢٦
١١ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ١٢٥
ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ١٠٥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ
٥ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ٦٥
ﳏﻤﺪ
١٢
ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ )ﺍﻷﻣﻮﻳﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ( ١٣٨
٧ ﺳﻠﻴﲈﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ٩٦ ١٣
ﺇﻳﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١٢٦
مشجر األمويين ،تمت إعادة الرسم مع شيء من التصرف « ،أطلس تاريخ العرب» ص46
173
كل بني أُم َيَّة َ ُم ُ
ملك بني أمية عالمة وسطى
ِ ِ ِ ضوض) ،وفيه ُ (الم ُ الو ْس� َط ٰى ُم ُ يقول لك ال َع ُ الس�ا َعة ُ لك بني ُأ َم َّي َة ُ َوم ْن َعلاَ َمات َّ ٍ ٍ ٍ ((( « : mب�دأ ه�ذا حم ٍة ،ثم ُمل�ك ًا َعضوض ًا ،ثم ور َ األم�ر بِنُ ُب َّوة َ ُ ور َ �م خال َفة َ حمة ُث َّ وج ِبر َّي ًة» (((. ُعت ُّو ًا َ يشم ُل مرحل َة بني ُأ َم َّي َة وبني ال َع ّب ِ ُ اس. وهذا الحديث َ
ِ ُ ِ الم َ لك ـ أو :ملكه ـ َمن يشا ُء»(((، وحديث «خالف ُة النُّ ُب َّوة ثالثون سن ًة ُث َّم يؤتي الل ُه ُ ِ ِ بالل�ه من ِ ُ رأس «تعوذوا أحادي�ث وأم�ا االختص�اص بِ َبن�ي ُأ َم َّي َة فمنه�ا قو ُل� ُه َّ : m السبعين ِ ومن إمار ِة الص ِ بيان»(((. َ ِّ َّ َ الح َك ِم َي ُنزون على وعن أبي ُه َر َير َة ؤ قال :قال رسول الله :m ُ «رأيت بني َ رؤيا النبي m ِ ِ ِ ِّ ((( َّبي mضاحك ًا حتى ت ُُوفي . للقردة والخنازير من َبري كما ُ تنزو الق َر َدةُ» قال :فما ُر ِؤ َي الن ُّ تتنزى على منبره
((( وقول�ه ( : mخالف�ة ورحمة) يش�ير إل�ى مرحلة تنازل اإلمام الحس�ن وما يك�ون في تلك المرحلة من السكون والهدوء بعد القلق واالحتدام.
وكان من مظاهر الخالفة موقف اإلمام الحسن الجامع بين خالفتي الحكم والعلم ،ومن
مظاهر الرحمة حفظه لدماء المسلمين وتضحيته بصنمية الحكم التي يعبدها المقاتلون من
أجلها.
ومن فوائد تنازل اإلمام الحس�ن ؤ كش�ف حقيق�ة المطالبة بدم عثم�ان كذبا وزورا
حي�ث إنه�م بع�د أن ملكوا الحكم بتنازل الحس�ن لم نس�مع ع�ن مطالبتهم بث�أر عثمان بل اشترك جملة من قتلة عثمان وقتلة اإلمام علي في ترسيخ دولة الملك العضوض.
((( اإلشاعة. 364/
((( سنن أبي داود (.)4028 ((( مسند أحمد (. )8543
((( المستدرك للحاكم (. )8481
174
الم َس َّي ِ َّبي mبني ُأ َم َّي َة على ِمن َب ِر ِه فسا َء ُه ذلك ، ب ؤ قال :رأى الن ُّ وعن ابن ُ ِ ((( فأوح َي إليه ( إنَّما هي ُدنيا ُأعطوها ) َف َق َّرت عينُ ُه .
وعن ُع َم َار ِة ِ عت عل ّي ًا ؤ ُ بت ِمن إخوانِنا يقولَ « :ع ِج ُ فص َة قالَ :س ِم ُ بن أبي َح َ ِِ بن�ي ُأ َم َّي� َةَّ ، نصرون المنافقي�ن ،وهم ُي َ عوتَهم َد َ دعو ُة المؤمني�ن ،و َد َ عوتَنا َ إن َد َ عو ُة ُ علينا»(((.
ِ ِ سم ِ ين: وتن َقس ُم هذه المرحل ُة إلى ق َ السفيانِ ُّي األُ َم ِو ُّي ،ويبدَ ُأ بِ ُم ِ روان ِ عاو َي َة وينتهي بِ َم َ الح َك ِم. بن َ -1ال َعهدُ ُّ بدالم ِل ِ ِ ِ �ي األُ َم ِ روان ِ �ك ِ روان وينتَه�ي بِ َم َ بن َم َ بن �و ُّي ،ويبدأ بِ َع َ -2ال َعه�دُ المروان ُّ ُم َح َّم ٍد.
َ م َقتَل اإلما ِم ُ َ لي c الحسينِ بنِ ع ٍّ ُ
ِ ِ ِ �ين ِ الح َس ِ لي ((( ،cففي الو ْس� َط ٰى َمقت َُل اإلما ِم ُ الس�ا َعة ُ بن َع ٍّ َوم ْن َعلاَ َمات َّ رس�ول ِ «إن ِج َ ُ الله َّ :m بري�ل أخ َب َرني األث�ر ورد ع�ن ُأ ِّم َس� َل َم َة ر قالت :قال أن ابني هذا –يعني الحس�ين -يقت َُل وأنَّه اش�تَدَّ َغ َضب ِ َّ الله على َمن يق ُت ُله» رواه ابن ُ ُ َ َ ُ عساكر(((.
الله ِ « : m سول ِ وعن م ِ أمسك يا ُمعا ُذ و َأ ِ عاذ بن َج َب ٍل ؤ قال :قال َر ُ فلما حص َّ ُ
((( تفسير ابن أبي حاتم حديث رقم (.)13696 ((( الفتن لنعيم بن حماد ص.305
((( قتل ؤ يوم عاش�وراء بكربالء وكان يوم الس�بت س�نة 61س�نة هـ وكان عمره يوم قتل ثمان وخمسين سنة ؤ.
((( تاريخ دمشق ()193 :14
175
مقتل اإلمام الحسين بن علي ؤ
ب َل َغ َخمس� ًا – يعني من ُ ِ ِ إلي ُح َس�ي ٌن َ الخ َلفاء – قال :يزيدُ ،ال بارك الل ُه في يزيدَ ،نُع َي َّ رت بقاتِ ِله ،والذي نفسي بِ َي ِده ال ُيقت َُل بين َظهرانِي قو ٍم ال يمنَعونه تيت بِتُر َبتِه و ُأخبِ ُ و ُأ ُ ِ رارهم وأل َب َس ُهم ِش َيع ًا» ((( . إال َ وس َّل َط عليهم ش َ خالف الل ُه بين ُصدُ ورهم و ُق ُلوبِهم َ
حرةِ َوقعَةُ ال َ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ الصحا َب ِة الح َّ�رة ،وهي مرحل� ُة ُفق�دان َّ الو ْس� َط ٰى َوق َع ُة َ الس�ا َعة ُ وقعة الحرة عالمة َوم� ْن َعلاَ َم�ات َّ ِ ثالث ِ ٍ لثالث ب ِقين من ذي ِ ٍ وسطى وستِّين للهجرة ،قال الح َّج ِة س�نة األربعاء ئ ،يو َم َ َ ِ ِ يقال له�ا الحالِ َق ُة ال ُ لح َم ٌة ُ أقول فيه�ا « :mوالذي نفس�ي بِ َيده َل َيكو َن َّن بالمدين�ة َم َ در ٍ ِ المدينة ولو على َق ِ الش َع ِر ولكن حالِ َق ُة الدِّ ِ بريد و َل َه ُ حالِ َق َة َّ الك فاخرجوا من ين ُ .. ُأ َّمتي على َي ِد ُأ َغ ِيل َم ٍة من ُق َر ٍ يش». ِ ِ الح َس ِ الح َّر ِة ُقت َِّل ُ المدينة حتى كاد أهل �ن قال« :لما كان َيو ُم َ البيهق ُّي عن َ وأخرج َ
((( قلت :وهذا الحديث ـ كما قال صاحب االشاعة ـ ( :ذم للذين بايعوه وأخرجوه ثم أسلموه إل�ى الع�دو ولم يمنعوه) .وفيه إش�ارة لنتيجة مقتل الحس�ين ؤ بين تخ�اذل المحبين
وبغ�ض المبغضي�ن وما يترتب على فعلهم م�ن دمار فيما بينهم وال ش�يء غير ذلك إلى أن
يقضي الله أمرا كان مفعوال.
وهذا ما حل بالقوم من المبغضين ومن المحبين المتخاذلين من ذلك اليوم حتى مرحلتنا
المعاص�رة ،ومث�ل ه�ذا الن�ص درس لمن القى الس�مع وهو ش�هيد ،والص�راع كما هو في الحديث عقوبة وليس نصرة لإلمام الحسين وال آلل البيت كما يفيد الحديث الشريف.
وعن ش�هر بن حوش�ب قال :س�معت أم س�لمة bحين جاء نعي الحسين بن علي
لعنت أهل العراق وقالت :قتلوه قتلهم الله عز وجل غروه ودلوه لعنهم الله .اهـ. ء ْ
رواه أحمد والطبراني قال الهيثمي ورجاله موثوقون .وعن عائش�ة أو أم س�لمة bأن النبي mقال إلحداهما( :لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها قال :إن ابنك هذا
حس�ين مقتول وإن ش�ئت أريتك من تربة األرض التي يقتل بها ،قال :فأخرج تربة حمراء)
رواه اإلمام أحمد قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح .اهـ إتحاف الجماعة (. )238 :1
176
َس قالُ « :قتِ َل يوم الحر ِة سبع ِ ال ين َف ِل ُت منهم َأحدٌ » وأخرج عن ِ مالك بن أن ٍ مئة َر ُج ٍل ُ َ َ َ َّ ِ ُ ِ ٍ ِ خالف�ة يزيدَ » وفيه زيادة الصحا َب ِة وذلك في القرآن منهم م�ن َح َم َل ِة ثلاث م َئة من َّ ((( الس ِ «عل�ى ِ الس�اع ُة حتى ُيلت ََم ُس رأس ِّ �تين » ،وفيها تو َّل�ى يزيدُ .وورد« :ال تقو ُم ّ الر ُ الضا َّل ُة »(((. جل من أصحابي كما تُلت ََم ُس َّ َّ
ب قال( :وقع�ت ِ ِ س�عيد ِ الم َس� ِّي ِ الفتنَ ُة األولى –يعني مقت ُ َ�ل ُع َ ثمان -فلم وعن بن ُ ِ ِ الح َّ�رةَ -فلم ت ِ أصحاب َب ٍ ت ِ ِ ُبق من ُب�ق م�ن در أح�د ًا ُ ،ث َّم وقعت الفتنَ� ُة ال ّثان َي ُة –يعني َ ِ الحدَ يبِ َي ِة أحد ًا ،ثم وقعت ال َّثالِ َث ُة فلم ترت َِفع ولِلن ِ َّاس َط ٌ باخ)(((. أصحاب ُ أصحاب َب ٍ قال الحافِ ُظ في قولِه( :لم ت ِ ِ در َأ َحد ًا) أي :إنَّهم ماتوا ُ منذ قامت ُبق من ِ ِ ِ ِ الفتنَ� ُة بمقت ِ َ�ل ُع َ آخر َمن مات ثمان إلى أن قامت الفتنَ ُة األخرى بِ َوق َع�ة َ الح َّرة وكان ُ ِ ِمن ال َب ِ در ِّيين سعدَ ب َن أبي و ّق ٍ الح َّر ِة بِبِض ِع ِسني َن(((. اص ؤ ومات قبل وقعة َ
فِتنَةُ ابنِ الزُّبَي ِر
ِ ِ ِ الز َب ِير ،فعن ُع َم َ�ر بن ٍ الو ْس� َط ٰى فِتنَ ُة ِ دينار قال :قال أبو ابن ُّ الس�ا َعة ُ َوم ْن َعلاَ َمات َّ يصات ِ ِ ُه َر َير َة ؤ « :فِتنَ ُة ِ يص ٌة ِمن َح الفت َِن»(((. ابن ُّ الز َب ِير َح َ
قال :لما كان ابن ٍ ِ ُ ومروان َّ الز َب ِير بِ َم َّك َة زياد ب اب ُن ُّ وو َث َ بالش�ا ِم َ ُ وع�ن أبي المنهال َ ّ رز َة األس� َل ِم ِّي حت�ى َد َخلنا عليه صر ِة ُ انطلق�ت مع أبي إلى أبي َب َ وو َث َ �ب ال ُق َّ�را ُء بال َب َ
((( اإلشاعة ص.68
((( مسند أحمد (.)731
((( صحيح البخاري (.)4024 ((( فتح الباري (.)325 :7
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )473
177
فتنة ابن الزبير ومقتله عالمة وسطى
فأنش�أ أبي يس�ت ِ ف�ي ِ دار ِه وه�و َجالِ ٌس في ظِ ِّل ُع َل َّي ٍة له من َق َص ٍ َطع ُمه ب َف َج َلس�نا اليه َ َ َ فأو ُل شيء َس ِمع ُت ُه َت َك َّلم به: الحديث ،فقال :يا أبا َب َ َّاس؟ َّ رزةَ!أال ترى ما وقع فيه الن ُ ِ �بت عند ِ عش َ�ر ال َع َر ِ س�اخط ًا أحيا َء ُق َر ٍ يش ،إنَّكم يا َم َ ب حت الله أنِّي أص َب ُ إنِّي احت ََس ُ
الذ َّل َة ِ ِ والضال َل َة َّ الحال الذي َع ِلمتُم منها ِّ وإن الله َأن َق َذكُم باإلسال ِم كُنتُم على والق َّل َة َّ وبِمحم ٍ أفس�دَ ت بينكمَّ . �غ بكم ما ت ََر َ �د mحتى إذا َب َل َ إن ذاك ون وهذه الدُّ نيا التي َ ُ َ َّ ِ الشا ِم والله إن ُيقاتِ ُل إال على الدُّ نيا َّ . الذي بِ َّ والله إن ظه ِركم وإن هؤالء الذين بين َأ ُ
ِ يقاتِلون إال على الدُّ نيا ،وإن ذاك الذي بِ َم َّك َة والله إن ُيقاتِ ُل إال على الدُّ نيا(((.
ابن ُعمر cأنَّه قال لِرج ٍل يس�أ ُله عن ِ ِ الق ِ الح َّج ِ اج أو تال مع َ ُ َ ُ وع�ن ناف� ٍع عن ِ َ َ أي ال َفري َقين لت في َل َظ ًى)(((، قاتلت َف ُقتِ َ َ م�ع ُّ الز َب ِير فقال له اب ُن ُع َم َر ( : cمع ِّ ُ ِ وما قال ابن ُعمر ما قال ِ َّب على ِق ِ كراه َي ًة ِ تال الز َب ِير وإنَّما البن ُّ يخاف الفتنَ َة وما يترت ُ ُ ََ
ِ ِ َّبي mفي ذلك ،وفي قولِ ِه إشار ٌة إلى َّ السال َم َة أن َّ للمسل ِم ،وما ورد عن الن ِّ المسل ِم ُ ُ ِ الوقو ِع مع َأ َح ٍد ال َّط َر َف ِ ين في الن ِّار. من الفت َِن أولى من ُ
ِخالفَةُ عمَرَ بن ِ عبد العزي ِز ُ
ات الس�ا َع ِة الوس� َطى ِخال َف ُة ُعمر بن ِ و ِمن َعلاَ م ِ ِ العزيز ،فعن ناف ٍع قال :قال عبد َ ْ ََ ُ ْ ٰ َّ َ خالفة عمر بن ِ ِ ِ (يكون َر ُج ٌل من َو َلدي بِ َو ِ الخ َّط ِ ُ عبدالعزيز ُ vع َم ُر بن َ جهه َشي ٌن َيلي َف َيملأَ ُها َعدالً، اب ؤ : عالمة وسطى قال نافِ ِ وال : ع العزيز)(((. أحس َبنَّه إال ُع َم َر بن عبدَ ٌ َ
ال ِ ب قال ( :دخل ُعمر بن ِ ِ مر َة ِ بن َشو َذ ٍ العزيز اص َطب ً ألبيه َف َش َّج ُه َف َر ٌس عبد َُ وعن َض َ
((( صحيح البخاري (. )7112
((( المستدرك للحاكم ( . )8452وانظر إتحاف الجماعة (. )124 :1
((( تاريخ دمشق (. )155 :45
178
تسيل على ِ ألبيه فخرج والدِّ ما ُء ُ ُ تكون َ أش َّج بني ُأ َم َّي َة)(((، وجهه ،فقال أبوه :لع َّلك الش ِ �مول َعدلِ ِه وكَث�ر ُة ِ ِ وق�د ورد في ُكت ِ الس� َي ِر ُش ُ أوج ِه ِه َّ إنفاق ِه �رع َّي ِة((( ، للمال في ُ َ ُب ِّ العالمات الوس�طى للس ِ ِ مرحلة خال َف ِة ُعمر بن ِ ِ ومما يؤ ِّكدُ ِ ِ ِ �اعة، العزيز من عبد موق َع ُ ّ ََ َّ
ِ لت لِط�اووس ُ :عمر بن ِ ِ إبراهيم ِ المهد ُّي ؟ العزيز عبد م�ا ورد عن يس َ�ر َة قال ُ :ق ُ َُ ُ َ بن َم َ َ ِ يس�تكمل ال َع َ ق�ال :ال ،إنَّ�ه لم دل ُك َّل� ُه((( ،وبرقم 1040عن إبراهيم بن ميس�رة بن ِ العزيز م ِ هد ّي� ًا وليس به ّ ، إن ط�اوس ق�ال ( :قد كان ُع َم ُر ب ُن عبد المهد َّي إذا كان ِزيدَ ِ َ حسن في إحسانِه وتِيب على الم ِ الم ِ سيء من إساءتِ ِه)((( .ويعدُّ الخليف ُة ُعمر بن ِ عبد َ ُ َُ ُ َُ َ ُ ُ لس َل ِة ُ ِ ادس في ِس ِ ِ ِ الر ِاشدين. الس َ الخ َلفاء َّ العزيز الخلي َف َة ّ
كل بني العَبَّاس ُم ُ
ِ ِ ِ (الم ُ الو ْس� َط ٰى ُم ُ ل�ك ال َعضوض) ،فعن الس�ا َعة ُ ل�ك بني ال َع َّباس ُ َوم ْن َعلاَ َمات َّ «ويل لأِ ُ َّمتِي ِم ْن َبنِ�ي ال َع َّب ِ عل�ي ؤ قالٌ : اس» ((( ،وفي رواية أخرىَّ « : إن لبني ٍّ
((( طبقات ابن سعد (.)331 :5
((( وف�ي الفت�ن لنعيم بن حم�اد ( )221 :1مقارنة بين الخليفة عمر بن عب�د العزيز وبين اإلمام
المهدي فيما يش�ير إلى كونهما من عالمات الس�اعة :حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر
ق�ال ذك�ر عن�ده عمر بن عب�د العزيز فق�ال بلغنا أن المهدي يصنع ش�يئا ل�م يصنعه عمر بن عب�د العزي�ز قلنا ما هو ؟ قال يأتيه رجل فيس�أله فيقول ادخل بيت المال فخذ فيدخل فيأخذ
فيخ�رج فيرى الناس ش�باعا فيندم فيرجع إليه فيقول خذ م�ا أعطيتني فيأبى ويقول إنا نعطي وال نأخذ.
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)1042
((( مصنف ابن أبي شيبة (.)38807
((( ذكره الذهبي في ميزان االعتدال ،وفيه يزيد بن ربيعة وذكر من جرحه.
179
ملك بني العباس عالمة وسطى
ِ ِ ِ العباس لراي ًة ال ت َُر ُّد »((( ،وفي أخرىَّ : وولده كسا ًء العباس النبي mجعل على أن َّ ِ ِ اللهم تغادر ذنب ًا ، وولده مغف�ر ًة ظاهر ًة وباطن ًة ،وال للعباس اغفر ث�م قال : َّ ْ «اللهم ْ َّ ُ األحاديث الأُ َو ُل -إن َص َّحت -على ُحم ُل اخ ُل ْف� ُه في ولده»((( ،قال البرزنجي :فت َ ُّ ِ ِ أخيارهم شرارهم ،وهذا وأمثا ُل ُه على
(((
.
وف�ي رواي�ة أخ�رى« :ليكون�ن ف�ي ِ ِ ولع�ل في ِ ٌ َّ مث�ل هذه مل�وك»، العب�اس ول�د َّ وح ِ اإلسالمي ِة ِ ِ ِ ِ عض ُع ِ إش�ار ًة إلى ما ُأ ِقيم في َب ِ فظ توحات صورهم من ال ُف األحاديث َّ َ يض ِة اإلسال ِم. َب َ
((( لسان الميزان ( ، )518 :2قال ابن حجر :فيه الحارث بن شبل ،قال العقيلي :ضعيف .
((( ذكره الذهبي في «س�ير أعالم النبالء» ( )89 :2وقال :إسناده جيد .ومع ذلك فقد ذكر جل أهل الحديث بأنه لم يصح في روايات بني العباس ش�يء واتهموا أكثر أس�انيدها بالنكارة. وهذا مما ينبغي اعتباره لوجود عامل التسييس في الثورة ضد األمويين.
((( اإلشاعة . 78
180
ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮﻥ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮﻥ ٦٥٦ - ١٣٢ﻫـ ﺃﻭﳍﻢ ﺃﺑﻮﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻘﺎﺡ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﳌﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﷲ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻄﻠﺐ
ﻣﻊ ﺗﺮﻗﻴﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺗﺎﺭﳜﻪ
ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻋﲇ ﺳﻠﻴﲈﻥ
ﻣﻮﺳﻰ
ﻋﺒﺪﺍﷲ ٢ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ١٣٦ ٣ﺍﳌﻬﺪﻱ ١٥٨
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ٨ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ ٢١٨ ﳏﻤﺪ ١٢ﺍﳌﺴﺘﻌﲔ ٢٤٨
٩ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ٢٢٧ ١٤ﺍﳌﻬﺘﺪﻱ ٢٥٥
٥ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ١٧٠
ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ١ ١٣٢
٤ﺍﳍﺎﺩﻱ ١٦٩ ٧ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ١٩٨
٦ﺍﻷﻣﲔ ١٩٣
١٠ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ ٢٣٢
١١ﺍﳌﻨﺘﴫ ٢٤٧
١٣ﺍﳌﻌﺘﺰ ٢٥٢
ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻌﺘﺰ
١٧ﺍﳌﻜﺘﻔﻲ ٢٨٩
٢١ﺍﳌﻜﺘﻔﻲ ٣٣٣
١٥ﺍﳌﻌﺘﻤﺪ ٢٥٦ ﺍﳌﻔﻮﺽ ١٨ﺍﳌﻘﺘﺪﺭ ٢٩٥ ٢٣ﺍﳌﻄﻴﻊ ٣٣٤
٢٤ﺍﻟﻄﺎﺋﻊ ٣٦٣
ﺍﳌﻮﻓﻖ ﺍﳌﻌﺘﻀﺪ ١٦ ٢٧٩ ١٩ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ٣٢٠ ٢٢ﺍﳌﺘﻘﻲ ٢٠ ٣٢٩ ٢٥ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ٣٨١
ﺍﻟﺮﺍﴈ ٣٢٢
٢٦ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ٤٢٢
٢٧ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ ٤٦٧
٢٨ﺍﳌﺴﺘﻈﻬﺮ ٤٨٧ ٣١ﺍﳌﻘﺘﻔﻲ ٥٣٠
٣٢ﺍﳌﺴﺘﻨﺠﺪ ٥٥٥
٣٣ﺍﳌﺴﺘﴤﺀ ٥٦٦ ٣٤ﺍﻟﻨﺎﴏ ٥٧٥
٣٥ﺍﻟﻨﺎﴏ ٦٢٢ ٣٦ﺍﳌﺴﺘﻨﴫ ٦٢٣
٣٧ﺍﳌﺴﺘﻌﺼﻢ ٦٥٦ - ٦٤٠
مشجرالعباسيين ،تمت إعادة الرسم مع شيء من التصرف ،المصدر السابق ص72
181
ﺍﳌﺴﱰﺷﺪ ٢٩ ٥١٢ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪ ٣٠ ٥٢٩
أقسام رمحلةِ الم ِ لكـ العَ ِ ضوض ُ ُ
ِ ِ مراح ِل الم ِ َّبوي ِة حول ِ الز ِ ِ مان العضوض ل�ك وموق ِعها من َّ باس�تقراء النُّصوص الن ِ َّ ُ ِ أن مرحل� َة الم ِ الح َس ِ تب َّي� َن ّ علي لك العض�وض ُممتَدَّ ٌة من عه�د ُ تناز ِل اإلما ِم َ �ن بن ٍّ ُ عهد التَّداعي والوه ِن وال ُغ ِ ؤ إلى ِ ثاء. َ َ
حديث َل ِ المراح ُل طويل ُة المدى م ِ ِ تباعدَ ُة ّ ِ يث ِ ُ بن أبي ُس� َلي ٍم يجم ُعها وهذه الزمان َ ُ «إن هذا األمر ب�دأ ُنبو ًة ورحم ًة ،وإنَّ�ه ِ ٍ ع�ن ِ َّب�ي ّ : m كائ ٌن رحم ًة ُ َّ َ َ ابن س�ابط عن الن ِّ كائن ملك ًا عضوض ًا ،و ُعتُو ًا وج ِبري ًة ،وفس�اد ًا في األُم ِة ،يس�ت ِ ِ َح ُّلون ّ َ َّ َّ وخالف� ًة ،وإن�ه ٌ ُ
ُ مور رزقون عليه حتى يل َق ُوا الل َه» (((. روج و ُي َ والحرير وال ُف َ َ الخ َ
قل�ت والل�ه أع َل�م :وين َظر إل�ى معنى (الم ِ ِ ٍ بتفصي�ل كما هو في العضوض) ل�ك ُ ُ ُ ُ ُ ُ مناقشة لمعاني ِ ِ ِ ِ (الملك ُّصوص و َتن َُّو ِع عباراتها. نماذ ِج الن العضوض)
فالمس�مى العام للم ِ ِ رح َلتَي بني ُأ َم َّي� َة وبني ال َع ّب ِ ل�ك اس العضوض ُيط َل ُق عل�ى َم َ ُّ ُ ُ َّ االنهي�ار وال ُغ ِ ض�وض إل�ى َع ِ بعضه�م المعن�ى للم ِ ِ ِ ث�اء ه�د ل�ك ال َع ُعموم ًا،و َم�دَّ َ ُ والتَّداعي.
ِ ِ ِ والمعلو ُم َّ ب أن ُتن ََّز َل األلفاظ في الن أن َتن َُّو َع ُّصوص تحم ُل َتن َُّو َع المعاني ،ويص ُع ُ المراح ِل دون أن ي�در َك مقصود ال َّل ِ ِ فظ النَّ َب ِ األلف�اظ الن ِ �و ِّي على َو ِ ُ جه ِه، َّبو َّي ُة عل�ى ُ ُ َ ِ ِ أن هناك ِ األحاديث ،وعلى ال َّلف َظت ِ وخاص ًة ّ مدار ألفاظ (خالف ًة و ُن ُب َّوةً) كما هو في َّ َين ُ ((( الحدي�ث صحي�ح به�ذا اللف�ظ ،أورده الدان�ي في (الس�نن الواردة ف�ي الفت�ن) تحقيق أبي عم�ر العبوش�ي ،وكذل�ك رواه الطبراني ف�ي الكبي�ر( .)367والبيهقي فى ش�عب اإليمان
(.)5616
182
ِ األمر ُك ِّل ِه.
ِ ِ الص ِ حيح، قصدُ به�ا َم َنه ُج الدِّ يانَة َّ رار ،والنُّ ُب َّو ُة ُي َ قص�دُ بها ُ فالخال َف� ُة ُي َ كم وال َق ُ الح ُ راد ِ ف�ق م ِ ِِ ِ ِ واألص�ل أن يجت َِمعا في ِ ِ ُ الله ،وعندما حام ِل ياس�ة مرحلته َو َ ُ القرار وفي س َ ِ ِ ِ ِ االمتالك ّ َّ والحك ِم والرغ َب ُة في ب في الخال َفة ُ الراغ َ وح ُّ يتدخ ُل ال َّط َم ُع ُ فإن ّ ب الدُّ نيا َّ راد ِ �ة وم ِ يتخ ّط�ى مفهوم األمان َِة في مس�مى الن ِ ِ ِ َ �ف المعاني األمر، الله في فيتعس ُ َّ َّبو َّي ُ ُ َ َّ َ
الش ِ ِ ويتأ َّم ُر بذلك على الن ِ ُ الم ُ الخالفة َّ رع َّي ِة يخر ُج معنى ّاس، لك ،أيُ : فيكون بذلك ُ ِ ِ عاض ًا أو ُملك ًا عضوض ًا ،و ُي َف ِّس ُ�ر س�مى ش�رع ًا ُملك ًا ّ إل�ى معنى االمتالك ال َّطبع ِّي ف ُي َّ راش الم ِ ِ الح َس ِ الح َس ِ وت �ن مع أخيه اإلما ِم ُ هذا المعنى مقو َل ُة اإلما ِم َ ين وهو على ف ِ َ
ِِ ِ ِ يجم َع الل ُه لنا الخال َف َة والنُّ ُب َّوةَ ،فال أرى ُس� َفها َء في س�ياق حديثه « وإنِّ�ي ألرى أال َ الكو َف ِة يست ِ ونك ف ُي ِ َخ ّف َ خرجوك.(((»...
رسول ِ قاعدَ ٌة ِ وهذه الرؤي ُة من اإلما ِم الحس ِن ؤ ِ ِ الله شرع َّي ٌة ُت َف ِّس ُر معنى كال ِم ُّ َ َ َ رث ِ اإل ِ الخال َف ِة في الحك ِم وعن معنى النُّبو ِة في َشر ِ mعن معنى ِ ف ِ للعل ِم. ُ َّ ُ َ
ِ ِ ِ ش�رع ّي ًا لِ َسلا َم ِة حيح ِة ضابط ًا المراح ِل وعَدَ ِم سال َمتِها، الص َ وكفى بهذه األلفاظ َّ رس�ول ِ ِ ول ُحذي َف َة ِ ُ ومن ذلك َق ُ ُ «تكون النُّ ُب َّو ُة الله : m اليمان ؤ قال :قال بن ُ تك�ون ِخال َف ٌة على �م ير َف ُعها إذا ش�اء أن ير َف َعهاُ ،ث َّم فيك�م ما ش�اء الل�ه أن تكونُ ،ث َّ َ ُ ِم ِ تكونُ ،ث َّم ير َف ُعها إذا ش�اء أن ير َف َعهاُ ،ث َّم تكون فتكون ما ش�اء الل ُه أن نهاج النُّ ُب َّو ِة، ُ َ ُ تكون يكونُ ،ث َّم ير َف ُعها إذا ش�اء أن ير َف َعهاُ ،ث َّم فيكون ما ش�اء الل ُه أن عاض ًا، ُمل�ك ًا ّ
ُ َ ُ تكون تكونُ ،ث َّم ير َف ُعها إذا شاء أن ير َف َعهاُ ،ث َّم فتكون ما شاء الله أن وج ِبر َّي ًة ، ُملك ًا َ
((( االستيعاب البن عبدالبر (.)376 :1
183
ِخال َف ٌة على ِم ِ َت»((( . نهاج النُّ ُب َّو ِةُ ..ث َّم َسك َ
ِ ِ عه�د ُع َم َر ِ ف�إن ُأ ِخ َ عبدالعزيز ب�ن �ذت هذه المعان�ي على م�ا َف ِه َم ُه أولئ�ك على ِ �ع عن تلك ال ُع ِ ُ مر الروا َي ِة :قال صور ٌ ه�م ُمن َقط ٌ فلما قام ُع ُ حبي�بّ : حي�ث زاد في ِّ فال َف ُ ِ العزيز وكان يزيدُ بن الن ِ بن بِ ٍ ِ ُّعمان ِ الحديث فكتبت إليه بهذا ش�ر في صحا َبتِ ِه بن عبدُ ُ ُ
ِ عبدالعزيز بعد أمير المؤمنين يعني ُع َم َر بن ُأ َذك ُِّره إ َّيا ُهُ ، فقلت له :إنِّي ألرجو أن يكون ُ دخل كتابي على ُعمر بن ِ العاض والج ِبري ِةَ ،فأ ِ الم ِ ِ وأعج َب ُه. العزيزَ ،ف ُس َّر به عبد لك ِّ َ َ َّ ََ ُ
الخال َف ِة الر ِ �ل المعنِي ِة بعد ِ ِ ِ المراح ِ اش�دَ ِة فخاتِ َم ُة امتداد وإن أخذن�ا المعنى عل�ى َّ َّ نهاج النُّبو ِة ف�ي ُأخر ِ ِ ٍ ِ الز ِ مانَّ ، ولعل هذا هو ما يات َّ ُش�ير إلى خال َفة على م ِ ُ َّ َ الحديث ت ُ يكون ِ ِ وغير ُه عن االثنَي َع َش َر أمير ًا من ُق َر ٍ ُ آخ ُرهم اإلما ُم يش، السيوط ُّي ُ َف َّس َر ُه اإلما ُم ُّ
المهدي في ِ ِ الز ِ مان. آخ ِر َّ ُّ
آخر ّ األخير َة على َم َنه ِج النُّ ُب َّو ِة هي مرح َل ُة الدَّ و َل ُة ال ُعثمانِ َّي ِة فإن الخال َف َة َ وفي معنى َ سبيل ِ الج ِ في ر ِ فعها ِشعار ِ ِ اللهُ ، وخصوص ًا بعد َف ِ تح ال ُقس َطنطِينِ َّي ِة إلى مرح َل ِة هاد في َ َ فمراح ُل لها ما ي ِ ِ ِ ِ خرى. ناس ُبها من الن االنهيار ،وأ ّما بعدَ ها ُ ُّصوص األُ َ وفي (المستدرك) عن ُع َم َر ِ الخ َّط ِ اب ؤ كان ُ يقول ّ بن َ األمر (:إن الله بدأ هذا َ حي�ن ب�دأ بِنُبو ٍة ورحم ٍ ٍ ورحم ٍة ،وثم �لطان �ة ،ثم يعو ُد إلى خال َف ٍة ،ث�م يعو ُد إلى ُس َ ُ َّ َ َ
ِ ورحم ًة ،ثم يعو ُد َج ِبر َّي� ًة فتتكا َدمون تكا ُد َم يع�و ُد ُمل�ك ًا يظه ُر ـ الحمي�ر)((( ،فالذي َ َ
أن الت َ ش�ار إليه فيم�ا رواه الحاكم ّ والل�ه أعلم ـ ّ صر أن النُّ ُب َّ حم َة َع ُ والر َ �و َة َّ الم َ ّفصيل ُ �در الرس�ا َل ِةُ ،ثم الخال َف ُة الر ِ اش�دَ ُة ،ثم ِ األمر من مفهو ِم اجتم�ا ِع ك َِل َمتِها يرج ُ �ع ُ َّ َّ َص ِ ِّ
((( مسند أحمد (.)18903 ((( المستدرك (.)8459
184
هاد وإن كان القرار معلوالً بِ ِع َّل ِة الم ِ الج ِ واستمرار ِ إلى ِح ِ راية ِ ِ لك يض ِة اإلسال ِم فظ َب َ ُ ُ ِ ِ ِ (س�لطان ًا ورحم ًة) �ي ،ففيها مرح َل ٌة تُدعى ُ العضوض خالل ال َعهد األُ َم ِو ِّي وال َع َّباس ِّ هد المرح َل ِة العب ِ آخر المرح َل ِة األُم ِوي ِة وأو َل َع ِ ِ اس َّي ِة ، َ َّ َ َّ َّ تشم ُل َ ثم تعو ُد ُملك ًا ورحم ًة َ ، ِ تتحو ُل بعدُ إلى ث�م يع�و ُد َج ِبر َّي ًة ، ،وفيها ورد قو ُل ُه :ثم تتكا َدمون تكا ُد َم الحمير ،ثم َّ وض ِ ِ مرح َل ِة عف الدَّ و َل ِة. االنهيار َ
س�بيل ِ ِ ِ (الجه�اد وال َغ ِ ِ الله) زو في الحدي�ث وبين وق�د ربط س� ِّيدُ نا ُع َم ُ�ر بين هذا بالج ِ ِ أن منهج النُّبو ِة في ِ قائم ِ ِ س�بيل هاد في َ ش�ير والل ُه أع َل ُم إل�ى َّ َ َ َ ُ َّ أحد معانيه ٌ وكأ َّن ُه ُي ُ يض ِة اإلسال ِم في ك ُِّل ٍ ِ دولة إسالم َّي ٍة ونظا ٍمَّ ، وإن أهم َّي ِة الدِّ فا ِع عن َب َ الله ،وفيه َم َ لح ٌظ ِّ هادها ،أو َض ِ عف ِج ِ �ة بِ َض ِ ع�ف الدَّ و َل ِ الج ِ رارها َّ ِ �رعيَ ،ف ِقيام ِ ع�ف ِر ِ جال َق ِ هاد َض َ ُ الش ِّ ِ َيان ب َ ِ ِ ِ ِ ِك ِش ٍ ِ ِ والمحا َف َظ ِة على علي أمام األعداء واألضداد مع حفظ ك َ يضة اإلسال ِم ُ عار ف ٍّ ِ ِ ّ ِ َ المقبول من ِم ِ نهاج النُّ ُب َّو ِة في المرح َل ِة. الحدَّ قيم َ الشعائ ِر واحترا ِم المشاع ِر ُي ُ
مراح ِل الم ِ بع�ض ِ العض�وض بمعنى من معاني ال َق ِ ِ لك بول النِّس�بِ ِّي أيض ًا وتتق َّي�دُ ُ ُ حديث (األئمة جود ُأم ِ كما هو في النَّص بِو ِ راء ُق َر ٍ أمر ُأ َّمتي صالح ًا حتى بعدي اثناعشر يش من قوله « :mال ُ ِّ ُ يزال ُ َ كلهم من قريش) ٍ ِ يمض َي اثنا َع َش َ�ر خليف ًة ُك ُّلهم من ُق َر ٍ رواية« :ال ُ األمر قائم ًا» ، يش» .وف�ي يزال هذا ُ ٍ عشر خليف ًة ُك ُّلهم من ُق ٍ وحديث« :ال ُ ُ يزال ريش، وفي رواية «عزيز ًا» حتى يكون اثنا َ
ناو َأهم عليه اثنا َع َش َ�ر خليف ًة ُك ُّلهم من ُق َر ٍ يش» نص ُ�رون على من َ األمر عزيز ًا ُي َ ه�ذا ُ متفق عليه(((.
ٍ األمر ماضي� ًا» وأخرى «ال ُ يزال اإلسلا ُم عزي�ز ًا» وفي وف�ي رواي�ة« :ال يزال ه�ذا ُ ٍ رواية «ال ُ الس�يوطِ ُّي األمر صالح ًا إلى اثني َع َش َ�ر خليف ًة» ،وقد َ تناو َل اإلما ُم ُّ يزال هذا ُ
((( البخاري ( )7222ومسلم (.)4815
185
الحديث ِ ِ ِ األمر قائم ًا من ِ عصر ش�رح هذا عياض وغيرهم والقاض�ي ُ َ وغيره واعتب�روا َ ِ ِ ِ المهدي في ِ ِ وأن ِ الر ِاش�دَ ِة وما بعدَ ه�ا(((ّ . آخ ِر األمراء هو اإلم�ا ُم هؤالء آخ َر ُّ الخال َف�ة ّ الز ِ مان.اهـ. ّ
األحاديث معنى األُم ِ أن ِ ِ تحديد األمراء راء االثنَي عشر ّ آخ َرهم قلت ـ والله أعلم :ال ُيستفا ُد من ُ َ االثني عشر واقع النَّص ذاتِ ِ ِ ِ �ه ،فاأل َمرا ُء االثنا َع َش َ�ر ُك ُّلهم لمخا َل َف ِة هذا ومراحلهم اإلم�ا ُم األم�ر َ ِّ ُّ المه�دي ُ ِ ِ ِ ِ م�ن ُق َر ٍ لألحاديث االس�تقراء �ب الحك ِم العضوض و َينتَهي َح َس َ يش خالل مراح ِل ُ ِ ِ ِ ِ جم ِة الت ِ األمر بعد ذلك اس�ي على يد هوالكو ،ويستَم ُّر ُ َّتار وإس�قاط الخلي َفة ال َع َّب ِّ بِ َه َ
ُ و(اله ْر ُج) ال و(الج ِبر َّي ُة) اله ْر ُج .و(ال ُعت ُُّو) وج ِبر َّي ًة كما عبر عنه :mثم َ َ يكون َ ُعت َُّو ًا َ ِ (بقاء ِ أمر اإلسال ِم عزيز ًا ). َقيم مع يست ُ
وين َقطِ�ع األمر عن ُأم ِ ِ �ق الدَّ و َل ِ يش النقطا ِع ن ََس ِ وتحو ِل ِ راء ُق َر ٍ األمر إلى الواحدَ ِة �ة ُّ ُ َ ُ ِ عهد ِ يش م َقس�م ًة على ِ ِ ٍ ُ الخال َف ِة يلات ُم َم َّز َق ٍة، ُد َو فتكون مرحل� ُة الخال َفة ألُ َمراء ُق َر ٍ ُ َّ َ ِ اس ،بِص ِ ِ ِ ِ الر ِ األس�ماء �رف النَّ َظ ِر عن وعه�د بن�ي ُأ َم َّي َة اش�دَ ِة وبع�ض َعهد بن�ي ال َع َّب ِ َ ّ
مرحلة الهرج واالنفصام
ِِ ِ �م ِاة في الحديث، وسلا َمة الت ُّ مس َّ َّوج�ه ال َعا ِّم أو عدم سلا َمته ،ثم مرحل�ة ا َل َه ْر ِج ا ُل َ ِ �ة العثمانِي ِة ِ ِ ِ بعض األخير ِة في اإلسلام َّي ِة راع َي ُة الخال َف ِة مرح َل ُة الدَّ و َل ُ َّ وتأت�ي بعدها َ َ الحميد ال ّثاني((( ،أما ما بعدها فمرح َل ُة ُغ ٍ ِ الخليفة ِ ِ المرحلة إلى ِ ِ َتنَ ُّف ِ عبد عهد سات ثاء
((( قال القاضي عياض :لعل المراد باالثني عش�ر في هذه األحاديث وما ش�ابهها أنهم يكونون في مدة عزة الخالفة وقوة اإلسالم واستقامة أموره واالجتماع على من يقوم بالخالفة.
((( ارتبطت الدولة العثمانية بالخالفة على مراحل:
األولى :مرحلة استعادة شرف الدولة اإلسالمية بالجهاد في سبيل الله من عهد المؤسس
طغرل بك إلى عهد السلطان بايزيد.
الثانية :مرحلة حفظ بيضة اإلسلام وإقامة ش�عيرة الجهاد في س�بيل الل�ه واالنطواء تحت
راية الخالفة العباس�ية وتبدأ بانتصار الس�لطان بايزيد األول في معرك�ة نيكوبولي في بلغاريا
186
قرار الحك ِم ِ والعل ِم. وو َه ٍن َ وضيا ِع أما َنتَي ِ ُ َ وفرنسا ووصول أخبار االنتصار إلى مصر ومنها إلى الخليفة العباسي المتوكل والذي أرسل
جوابا وتشريفا وخلعة وسيفا إلى بايزيد ،ومعناه االعتراف ببايزيد سلطانا تحت إمرة الخليفة،
وبذلك أصبح بايزيد أول عثماني يحمل لقب سلطان في آل عثمان باسم الخالفة.
الثالثة :عندم�ا أمر الس�لطان المملوكي (جقمق) باس�م الخالفة العباس�ية أن يذكر اس�م
الس�لطان مراد الثاني في خطبة الجمعة ويدعى له بعد الخليفة العباس�ي كما يدعى لش�هداء
الجنود العثمانيين بعد انتصارات مراد الثاني على ش�واطئ البحر األس�ود على األوروبيين
عام 848هـ (1444م).
الرابعة :بع�د انتص�ار الس�لطان محم�د الفات�ح ع�ام 874ه�ـ ( 1453م) وفت�ح مدين�ة
الفس�طنطينية وتسميته لها (إسالمبول) أي :مدينة اإلسلام ،وإرساله الرسائل إلى عواصم
بالد اإلسلام باالنتصار ومنها رس�الة إلى ش�ريف مكة وقراءة الرس�الة أمام الكعبة ودعاء المسلمين للفاتح بالنصر والتأييد.
الخامسة :عن�د تولي الس�لطان س�ليم األول مقاليد الدولة في 933ه�ـ ( 1512م) ومد
نفوذ الدولة إلى كثير من البالد األوروبية ودفاعه المستميت عن البالد العربية أمام هجمات
البرتغال ثم مس�اندته للمماليك في ذلك ،واس�تقرت به الش�ام ومصر حتى جرى الخالف
مجراه بين المماليك والس�لطان س�ليم ونش�بت الحرب مع الس�لطان الغوري وانتهت في
رج�ب 922ه�ـ بمعرك�ة م�رج دابق الت�ي قتل فيه�ا الس�لطان المملوكي الغ�وري وانتصر س�ليم األول وتوجه إلى مصر واس�تولى عليها وأنهى حكم المماليك واجتمعت له رايات الجميع وأرس�ل ش�ريف مكة أبونمي ولده إلى القاهرة ومعه مفاتيح مكة والمدينة (الكعبة والحجرات الشريفة) اعترافا بالخالفة العثمانية.
وعاد الس�لطان س�ليم األول إلى إسلامبول ومعه الخليفة المت�وكل وقاضي قضاة مصر
وجمل�ة من الوجه�اء والعلماء ،وأقي�م حفل التنازل م�ن الخليفة المت�وكل وتولية الخليفة
العثمان�ي س�ليم األول ف�ي جامع أب�ي أيوب األنص�اري ،وق�ام الخليفة المت�وكل بإلباس الخليف�ة العثمان�ي الخلعة وقلده الس�يف على مرأى ومس�مع م�ن علماء الدول�ة العثمانية
وعلماء مصر والش�ام وانتقلت الخالفة رسميا من العباس�يين إلى العثمانيين وأصبح سليم األول أول خليف�ة عثماني يحكم دولة الخالفة اإلسلامية ،واس�تمر م�ن بعده الخلفاء بين الق�وة والضعف حتى عه�د الخليفة عبدالحمي�د الثاني وكان آخر خلف�اء الدولة العثمانية،
187
مرحلة المهدي مستقلة بذاتها عن مدلول مرحلة األمراء االثني عشر
بحديث األُم ِ ِ ِ راء المهد ِّي فهي عال َم ٌة ُمس�ت َِق َّل ٌة بِذاتِه�ا ال تَرتَبِ ُط أم�ا مرح َل ُة اإلما ِم َ اله َر ِج اآلتِ َي ِة بين المرحلت ِ االثنا َع َش َ�ر من ُق َر ٍ يش َّ َي�ن قد َف َصلت بين َُهما، ألن مرح َل� َة َ يزال ه�ذا األمر قائم ًا حتى ي ِ حديث «ال ُ ُ مضي اثنا َع َش َ�ر خلي َف ًة ويؤ ِّي�دُ ه�ذا المعنى َ ُ ُك ُّلهم من ُق ٍ «فلما رجع إلى َم ِنزلِه َ mأتَت ُه ُق َر ٌ يش قالوا: ريش» وعند أبي داود زيا َدةُّ : ((( ُ ُ يك�ون ماذا؟ ق�ال :ثم ث�م الس�يوطِ ُّي إل�ى أن مرح َل َة يكون َ اله َر ُج؟» ،وقد أش�ار ُّ ؤذ َن ُة بِقيا ِم الس ِ الف َتن الم ِ الهر ِج هي ِ روج الدَّ َّج ِ اعة من ُخ ِ ال وما بعده. ّ ُ ُ َْ
ٍ ِ ُّصوص والل ُه أع َل ُم ّ ور َّبما اله ْر َج كان س�ابق ًا لذلك واألقر ُب إلى فه ِم الن أن َ بكثير ُ َ مبتدأ مرحلة ِ ِ َ والصليبِ ِّيين وانقس�ا ِم اله ْ�ر ِج بِ َهجمات التَّتار وتيمورلنك َّ الهرج المنصوص َص َّح االس�تقرا ُء أن ُمبتَدَ َأ َ عليه بالهجمات ِ تناز َع ٍ ٍ ِ �ة و ُمت ِ يلات ُم ِ �قوط َحار َب ٍة ،أي :بدأت المرحل ُة بِ ُس اإلسلام ِّي إلى ُد َو العا َل� ِم المغولية والصليبية
تح ال ُقسطنطينِي ِة ،وتبدأ مرح َل ُة ِح ِ الفة العب ِ الخ ِ ِ اس َّي ِة على َي ِد الت ِ َّتار وانتهت بِ َف ِ يض ِة فظ َب َ َّ َّ ِ ِ ِ ِ ِ األو ِل عام السلطان سلي ٍم َّ مر ًة أخرى على َيد ُّ اإلسال ِم و ُع ُل ِّو راية الخال َفة اإلسالم َّية َّ ولة الخال َف ِة العثمانِي ِة بِس ِ نهاية د ِ 923هـ 1517 /م ،واستمرت حتى ِ قوط الس ِ لطان َ ُّ ُ َّ ُ
ٍ ِ ِ ِ المهدي المراحل .أما عهدُ اإلما ِم بعض وو َه ٍن في ِّ عبدالحميد ال َّثاني ،على َضعف َ ِ ِ أعلم. َف ُم َتنَ َّف ٌس ُمست َِق ٌّل بذاتِ ِه له أحادي ُث ُه المناس ُ الخاص ُة وف ُ َّ ب والل ُه ُ قه ُه ُ
ِِ لطو َل الل� ُه ذلك اليو َم حتى ُيب َع َث فيه وم�ن أحاديثه«:ل�و لم َي َبق من الدنيا إال يو ٌم َّ ٍ أهل بيتي يواطِئ اس�مه ِ ِ حديث اسم أبي» زا َد في اسمي ُُ َر ُج ٌل منِّي أو من ِ َ ُ واسم أبيه َ ُ ُ َ ِ ِ آخ َر( :يم ُ َ أل وجور ًا»(((. األرض قسط ًا و َعدالً كما ُمل َئت ُظلم ًا َ وأما بعده فكان ثالثة سالطين تحت إمرة االتحاديين ومن معهم من يهود الدونمة.
((( سنن أبي داود (.)4283
((( سنن أبي داود ( ، )4284وتتلخص حصانة هذه المراحل في ثالثة أنواع:
-1حصانة مرحلة الخالفة الراشدة ،بالنص «ثالثون عاما» وباالجتهاد وبالمواقف.
188
ِ جم ِة الت ِ قوط ِ (ُ )19س ُ َّتار قرار الخالفة بِ َه َ
ِ تاريخ اإلسلا ِمُ ، ِ قرار األُ َّم ِة المراحل في وهذه المرحلة من َأش�دِّ حيث َ تج َّزأ فيها ُ عاصم َة ِ ٍ إلى دو ٍ َّتار ِ وإمارات صغير ٍة ،وكان مبتَدَ ُأ ذلك بِدُ ِ خول الت ِ الخال َف ِة بغدا َد يالت َُ َ ُ َ ِ رق البِ ِ ِ ِ وح ِ ِ الد و َق ِ سنة 565هـ و َق ِ وتدمير والصالحين تل ال ُع َلماء ّ تل الخليفة الع ّباس ِّي َ الع ِ المكتبات ِ ِ ِ ٍ ٍ السيوطِ ُّي في «تاريخ خراب والمساج ِد وما تالها من لم َّي ِة ودمار ،قال ُّ الخ ِ الخ َب ِر الم ِ َ ٌ لف�اء» عن هذا َ ُ األخبار وخبر يطوي األحاديث حديث يأك ُُل فجعِ :هو َ ٌ ُ
ناز َل� ًة ِ وناز َل ٌة ت َُص ِّغ ُر ك َُّل ِ َّواريخ ِ ِ َ ٌ األرض وتم َل ُؤها ما تطوف وفاد َح ٌة وتاريخ ُينس�ي الت ُ بين ال ُّط ِ ول وال َع ِ رض .اهـ .وفي ذلك ُ يقول ّ : m ب ُأ َّمتي «إن بني قنطورا َّأو ُل من َس َل َ ِ حديث ُم ِ ِ عاو َي َة ،قال اب ُن َح َج ٍر في الطبراني من ُملكَهم» أخرجه «الفتح» :وكأنه ُيريدُ ُّ
المحنَ ُة ِ �ب ال ُأم ُة الدَّ عو ِة .اهـ .و َفتَحت ه�ذه ِ يق�ولُ « :أ َّمتي» ُأ َّم ُة الن ََّس ِ أبواب والفتنَ ُة َ َ َ َّ والالح َق ِة ،حتى َع ِ ِ ِ ودة ال َق ِ اإلسالمي بِ َبني ُع َ ثمان سنة 874هـ. رار السابِ َق ِة ِّ الفت َِن َّ
ِ ِ صالح الدِّ ِ المرح َلت ِ وبي�ن هات ِ ِ ين كانتص�ار الوقائ ِع اإليجاب َّي ِة بع�ض َي�ن َين وقعت ُ َ س ،وكاجتما ِع ِ ِ ِ وفتح ب ِ المقد ِ صر ّ والش�ا ِم على ي�ت الصليبِ ِّيي َن ِ َ �ي عل�ى َّ أهل م َ األ ُّيوبِ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ((( ِ قاو َم ِة التَّتار الس كم ِة �لطان ُق َ لم َ طز الذي ُل ِّق َ َ الم َظ َّف ِر ُ بالملك ُ ب َ تعيين ُّ واستطاع بِح َ
ِ ِ ِ ِِ زيم َة الت ِ معرك َِة َع ِ جالوت َّ هير ِة ين َ الش َ َّتار في َ والرعايا َه َ قا َدته واجتما ِع كَل َمة ال ُع َلماء َّ -2حصانة مرحلة الملك العضوض ،بحفظ بيضة اإلسالم وقيام الجهاد في سبيل الله.
-3حصان�ة مراح�ل الدويالت والغثاء ،لي�س حصانة للقرار ،وإنما بحفظ اإلسلام في
الخويصة والخاصة ،وبقاء الخير في األمة.
((( أجم�ع المؤرخون على أن المماليك بقيادة الس�لطان قطز قد انتصروا على المغول انتصارا عالميا في معركة (عين جالوت) حيث عجزت كل من الدولة الخوارزمية والدولة العباسية ع�ن مقاومتهم ،وبهذا اكتس�بت دول�ة المماليك مركز الصدارة بين دويلات العالم العربي واإلسالمي آنذاك.
189
سقوط قرار الخالفة على يد التتار عالمة وسطى
�لطان بيبرس وتس�مى بالم ِل ِك ال َّظ ِ ُ َ اه ِر، الس في 15 ُ َ َّ رمضان س�ن َة 658هـ ،ثم تع َّي َن ُّ قبل من أن ينت َِص َر على ُج ِ بيبرس من ُ الصليبِ ِّيين الذين تحا َلفوا مع وق�د تم َّك َن يوش َّ ُ ِ الت ِ الشا ِم وأقام َدول ًة ِ المدَ ن العديدَ َة في َّ للمماليك حتى وفاتِ ِه قو َّي ًة َّتار واس�تر َّد منهم ُ سنة 676هـ ( 1278م) .
190
معركة عين جالوت ،المصدر أطلس التاريخ الحديث ص8
ِ وهك�ذا ظ َّلت بال ُد المس�لمين ُم َج َّ�زأ َة ال َق ِ االس�تقرار ُ اآلفات تنخ ُرها عديم َة �رار ُ َ والز ِ ِ ِ ِ ِ والف َتن ِ ِ الف ِ رادشتِ َّي ِة كر َّي ُة والمعت َِز َل ِة والباطِنِ َّي ِة َّ ُ القديم ُة والجديد ُة كفتنَة القرام َطة ُ َ والهندوس�ي ِة والقاديانِي ِ ِ �ة والرافِ َض ِ �ة والمانَوي ِ والمودكي ِ ِ �ة والن ِ َّواص ِ �ة والس� َب ِئ َّي ِة َّ َّ َّ َّ �ب َّ ِ والبهائ َّي ِة ِ وغيرها.
ترويه ِ ِ ويص�دُ ُق فيه�ا َق ُ عائ َش� ُة ؤاَّ : �ق عن اله�وى mفيما أن ول َمن ال ينطِ ُ َّهار مشت َِم ً ِ رسول ِ َ حم َّر ٍة عيناه وهو ينادي ذات َيو ٍم نِ َ الله mخرج َ ال بِ َثوبِه ُم َ صف الن ِ ُ الف َتن ِ بأعل�ى صوتِ ِه« :أيه�ا النَّاس ،أظ َّلتكُ�م ِ ِ كق َط ِع ال َّل ِ َّاس ،لو المظل ِم ،أ ُّيه�ا الن ُ ُ ُ ُّ ي�ل ُ وض ِحكتم قليالً»(((. تعلمون ما أع َل ُم ل َبكَيتُم كثير ًا َ
ِ َ وع�ن أب�ي هرير َة ؤ َّ �م ل َبكَيتم أن رس�ول الل�ه mقال« :ل�و تعلمون ما أع َل ُ كثي�ر ًا َ ِ يظه ُر الن ُ َّهم األمي ُن، ولضحكتُم قليالًَ ، حم ُة و ُيت ُ الر َ ِّفاق وتُر َف ُع األما َن ُة وتُق َب ُض َّ ِ َ الج ُ الج ُ األمينُ ، ون) قالوا :وما ُّ أناخ بكم ُّ رسول ون يا غير الش ُ الش ْر ُ رف ُ ف ُ ويؤت ََم ُن ُ
ِ ِ ِ يل الم ِ ظل ِم» رواه ابن حبان(((. الله؟ قال« :ف َت ٌن كَق َط ِع ال َّل ِ ُ
ِ ف وهي النَّا َق ُة ا ُل ِ شار ٍ ِ جمع ِ الش ِ �رف -بِ َض ِّم ِّ ُّ مسنَّ ُة، وبالفاء- الر ِاء والش ُ ُ وسكون َّ ين ُ ِ األثير( :ش�به ِ وامتداد أوقاتِها بالن ِ ِ والج ُ ُّوق الف َت َن في اتِّصالها الس�و ُد ،قال اب ُن َّ َ ُ ون ُّ : بالقاف -يعني ِ ِ ِ ِ الم ِسن َِّة الس ِ ُ الفت َِن التي تجي ُء من ِج َه ِة الحديث روى هذا ود)((( و ُي َ المشرق(((. ُّ ُ ((( مسند أحمد (.)25255
((( صحيح ابن حبان (.)6706
((( النهاية (. )1142 :2
((( إتحاف الجماعة (.)66 :1
191
أحاديث الفتن
بعضكم بعض ًا» وق�د روا ُه اب ُن ِح َّب َ ُ ان في صحيحه وحديث «س�تأتوني أفناد ًا ُيفنِي ُ رسول الله mوهو يوحى إليه فقال« :إنِّي غير البِ ٍ ِ ث ولف ُظ ُه قالُ « :كنَّا ُجلوس ًا عند ُ ُ فيك�م ولس�تُم البِثين بعدي إال قلي ً بعضكم بعض ًا ،وبين ال ،وس�تأتوني أفناد ًا ُيفن�ي ُ
يدي الس ِ ِ الز ِ اعة الز ِل»(((. موتان شديدٌ وبعده َسن ُ َوات َّ ّ
المرحلة ال ُغ ِ ِ ِ ( )20قيام د ِ وفتح ال ُقس َطنطينِ َّي ِة ُق َ ثائ َّي ِة: بيل ولة الخال َف ِة اإلسالم َّي ِة األخيرة ُ ُ َ َ فتح القسطنطينية ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّمزق والدُّ ويالت عو َد ُة القراراإلسلام ِّي الوس�طى في آخ ِ�ر مراح ِل الت ُّ عالمة وسطى ومن العالمات ُ مدينة ال ُقس َطنطينِي ِة التي وعَدَ mالمسلمين بِ َف ِ ِ تحها. وفتح َ َّ العا َلميُ ،
ِ القرار اإلسالمي على ِ ِ األتراك ال ُعثمانِ ِّيين الذين َ آباؤهم يد وكان ُمبتَدَ ُأ عو َد ِة دخل ُ ِّ تال الت ِ ُّرك قال« :وت ِ ذك�ر ِه لِ ِق ِ َّبي mبعد ِ إل�ى اإلسلا ِم ،وفيهم ين َطبِ ُق َق ُ َجدون ول الن ِّ ِ ِ َّاس أش�دَّ هم ِ ِ ِم�ن َخ ِير الن ِ يارهم كراه َي ًة لهذا األم�ر حتى َي َق َع فيه ،والن ُ ّ�اس َمعاد ُن خ ُ
ِِ ِ ِ يارهم في اإلسلا ِم»((( ،وكان من ِخ ِ يارهم بال َش ٍّ ؤس ُس الدَّ و َل ِة في الجاهل َّية خ ُ �ك ُم ِّ ال ُعثمانِ َّية(((. ((( صحيح ابن حبان (. )6646 ((( صحيح البخاري (.)3588
((( عثم�ان بن طغرل ال�ذي وصفته مراجع التاري�خ بالعدل والحكمة والوفاء والصبر والش�جاعة، ولم يؤس�س عثمان دولته حبا في الس�لطة وإنما حبا في نشر اإلسلام ،ويقول أوغلو :لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيمانا عميقا بأن وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في س�بيل الله
إلعلاء كلم�ة الل�ه ،وق�د كان مندفعا بكل حواس�ه وقواه نح�و تحقيق هذا اله�دف .اهـ .وفي التاري�خ العثماني المصور عبارات هامة في وصية عثمان ألبنائه وأصدقائه تبرز مقومات دولته
اإلسلامية الثابتة ،فهاهو يقول :وارعوا علو الدين اإلسلامي الجليل بإدامة الجهاد في س�بيل
الله ،أمس�كوا راية اإلسلام الش�ريفة في األعلى بأكمل جهاد ،اخدموا اإلسلام دائما ،اذهبوا بكلمة التوحيد إلى أقصى البلدان بجهادكم في سبيل الله .وفي كتاب «مأساة بني عثمان» نجد
وصي�ة أخ�رى لولده يقول فيها :ي�ا بني إني أنتقل إل�ى جوار ربي وأنا فخور بك بأنك س�تكون
192
ِ وفيه�ا أي :ف�ي مرح َل ِ َّب�ي mبِ َف ِ ت�ح �ة ال ُعثمانِ ِّيي�ن األت�راك تح َّق َ �ق أيض� ًا وع�دُ الن ِّ لطان العثمانِي الساب ِع في ِس ِ ال ُقس َطنطِينِي ِة على ي ِد محم ٍد الفاتِ ِح ،الس ِ لس َل ِة آل ُع َ ثمان، ُ َّ ِّ َّ ُّ َ ُ َ َّ وواس� ِع ِهمتِ ِه و ُق ِ يوش ِ ِِ وال�ذي تَم َّكن بِ َف ِ ِ وح ِ للج ِ عزيمتِ ِه من َّ س�ن إعداده ُ ضل الله ُ َ َ �وة َ َّ
ب ِ ِ دء َحم َلتِ ِه العس�ك َِر َّي ِة في 13رمضان س�نة 805هـ ُمبت َِدئ ًا بِ ِح ِ واإلعداد صار المدين َِة َ حامه�ا حت�ى تَم َّكن من ذل�ك وتح َّق َق ال َفتح على ي ِ القتِ ِ �د ِه ،وجع َلها ِ عاص َم� َة الدَّ و َل ِة َ ُ َ َ ِ ِ فتح ال ُقسطنطِينِ َّي ِة ب «إسالم بول» أي :مدين َة اإلسال ِم .و ُيع َت َب ُر ُ ال ُعثمان َّية وأط َل َق عليها َل َق َ ِ َ العالمي ُ أحداث الت ِ تاريخ أوروبا وعالقتِها باإلسال ِم. وخصوص ًا ّاريخ من َأ َه ِّم َ
رس�ول ِ ِ ِ ِ ِ الله mفي قولهَ « :لتُفت ََح َّن لس�ان َّصر الموعو ُد على وتح َّق َق على َيده الن ُ ِ ِ ِ ِ الج ُ يش َج ُ ع�م يش�ها» رواه أحمد ((( .وفي ع�م َ أميرها ،و َلن َ األمير ُ ُ ال ُقس� َطنطين َّي ُةَ ،ف َلن َ ِ ِ ِ ِ ٍ ُ الجيش عم عم أميره�ا و َلن َ األمير ُ ُ رواي�ة َ « :لتُفت ََح َّن ال ُقس� َطنطين َّي ُة على َي�د َر ُج ٍلَ ،ف َلن َ ِ ِ الص ِ َ واس�تم َّر بعدها في َف ِ ذل�ك واليون�ان ورومانيا وألبانيا رب الجيش»(((. تح بِالد ِّ َ عادال في الرعية مجاهدا في سبيل الله لنشر دين اإلسالم .يا بني ..أوصيك بعلماء األمة ..أدم
رعايتهم وأكثر من تبجيلهم وانزل على مشورتهم فإنهم ال يأمرون إال بخير .يابني إياك أن تفعل أمرا ال يرضي الله عز وجل ،وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة فإنهم سيدلونك على الخي�ر ،واعل�م يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو نش�ر دين الله ،وأننا لس�نا طالب جاه وال دنيا .اهـ.انظر «الدولة العثمانية ..عوامل النهوض وأسباب السقوط» ص .52وكانت هذه
الوصية منهاجا سار عليه العثمانيون منذ مبتدأ أمرهم حتى عهد االنهيار والضعف.
((( مسند أحمد (.)19471
((( ولع�ل الوقوف عند هذا الحديث الش�ريف وما يحمله من معان عظيمة في ش�رف المعركة والمرحلة والجيش واألمير يعيد لنا ش�يئا من ش�رف هذه الرس�الة العظيمة وما يحمله فيها
فقه التحوالت من بشائر وإشارات يجري تحقيقها على أيدي جنود الله في الوقت المحدد
بأم�ر الله ،ومن ثم يمك�ن متابعة قراءة وقائع المعارك والفتوحات وإس�قاط دالالتها على عظمة النصوص النبوية المعبرة عن سير الحركة التاريخية المرتبطة بشرف الديانة.
193
ِ ِ باألستا َن َة . والبوسنة والهرسك حتى وفاته في ربيع األول عام 886هـ و ُدفِ َن
َّسر الكبير .وأوصى الفاتِ ُح ابنه بايزيدَ بعض األوروب ِّيين عن وفاتهَ : وكتب ُ َ ُ مات الن ُ ٍ بِو ِصي ٍ آس�ف ألني ِ تار ٌك َخ َلف ًا ِمث َل َك. أموت ،ولكني غير عظيم ٍة قال فيها :ها أنذا �ة ُ َ َّ َ عادالً صالِح ًا ر ِحيم ًا ،وابس�ط على الر ِعي ِ كن ِ ٍ واعمل على تمييز، �ة ِحما َيتَك بِدُ ون َّ َّ َ ُ َ
واجب الم ِ ِ فإن هذا هو ِ األرضَ ،قدِّ ِم االهتما َم بِ ِ ِ نشر الدِّ ِ ِ اإلسالم ِّيَّ ، أمر لوك على ين ُ ُ الدِّ ين على ك ُِّل َش ٍ �يء ،وال تَفتُر في الموا َظب ِة عليه ،وال تس�ت ِ األشخاص الذين َخدم َ ُ َ ِ ال يهت َُّمون بِ ِ حش ،وجانِ ِ الكبائ َر وين َغ ِمس�ون في ال ُف ِ ب البِدَ َع أمر الدِّ ين وال َيجتَنِبون
بالج ِ وباع�د الذي�ن يحرضونك عليها ،وس�ع رقع َة البِ ِ فس�دَ ةَِ ، الم ِ لاد ِ واحرس هاد َ ِّ ُ َ ُ ُ َ ِّ ُ أم�وال ب ِ اك أن تَمدَّ َيدَ َك إلى ِ ِ المال من أن تت َبدَّ َد ،إ ّي َ مال َأ َح ٍد من َر ِع َّيتِك إال بِ َح ِّق ي�ت َ َ ُ وابذل إكرام َك للمست ِ للم ِ عوزين ُقوت َُهمُ ، َح ِّقين . اإلسال ِم، ُ َ واضمن ُ َ
المبثوث�ة في ِجس� ِم الدَّ و َل ِ ِ ِ وبم�ا َّ �ةَ ،ف َع ِّظ�م جانِ َبهم �و ِة أن ال ُع َلم�ا َء ه�م بِ َمثا َب�ة ال ُق َّ آخر فاست ِ ٍ ٍ ِ إليك ِ َقدم ُه َ َ وأكرم ُه بالمال. وش ِّجعهم ،وإذا َس ِم َ عت بِ َأ َحد منهم في َب َلد َ َ المال وال الجندُ ،وإياك أن ت ِ ِ ِ يغرن ََّك ُ ُبعدَ أهل َّ الشري َع ِة عن بابِ َك، حذار ُ حذار ،ال ُّ ف�إن الدِّ ي َن غا َيتُنا ِ ، وإ َّي�اك أن ت َ الش�ري َع ِةَّ ، ف أحكا َم َّ والهدا َي َة أي َع َم ٍل ُيخالِ ُ َميل إلى ِّ
َم َنه ُجنا ،وبذلك انت ََصرنا.
ُخذ ِمنِّي هذه ِ صغير ٍة ،فأعطاني الل ُه تعالى هذه رت هذه البال َد َكنَم َل ٍة الع َبرةََ :ح َض ُ َ واحذ َح ِ تعزيز هذا الدِّ ين وت ِ ِ ُ َوقير واعمل على ذوي ، فالزم َمس َلكي، النِّ َع َم الجليل َةَ ، َ أموال الدَّ و َل ِة في تَ�ر ٍ أهل ِ ِ لهو وأك َث َر ِمن َق ِ ف أو ٍ �ه وال ِ َ در ال ُّلزو ِم َفإِ َّن ذلك ِمن تصرف َ ِ ِ الهالك. أسباب أع َظ ِم
194
مخطط توسع الدولة العثمانية ،أطلس التاريخ الحديث ص62
195
ﺳﻼﻃﲔ ﺁﻝ ﻋﺜﲈﻥ »ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ« ﺳﻠﻴﲈﻥ
ﺃﺭﻃﻐﺮﻝ ١ﻋﺜﲈﻥ ﺍﻷﻭﻝ ٧٢٥ - ٦٥٠ ٢ﺃﻭﺭﺧﺎﻥ ٧٦٢ - ٧٢٥ ٣ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ٧٩٢-٧٦٣ ٤ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﻳﻠﺪﺭﻡ -ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ٨٠٠-٧٩٢ ﻓﱰﺓ ﺧﻼﻓﺎﺕ ﺑﲔ ﺃﻭﻻﺩ ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ )ﻣﻐﻮﻝ( ٨٢٥-٨١٦ ٥ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻭﻝ
ﺳﻠﻴﲈﻥ
ﻣﻮﺳﻰ
ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﻐﻮﻝ ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ٨٢٥-٨١٦ ٦ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺜﺎﲏ ٨٥٥-٨٢٥ ٧ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ -ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ٨٨٦-٨٥٥ ٨ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ٩١٨-٨٨٦ ٩ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ٩٢٦-٩١٨ ١٠ﺳﻠﻴﲈﻥ ﺍﻷﻭﻝ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﲏ ٩٧٤-٩٢٦ ١١ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﲏ ٩٨٢-٩٧٤ ١٢ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
المشجر العام آلل عثمان في دور القوة ،المرجع السابق ص26
196
محمد الثاني (الفاتح)
السلطان بايزيد
عثمان األول
سليمان القانوني
محمد السادس أخذت الصور عن المصدر السابق ص65-64
197
ِشعَار الدُّ ْولَةِ العَ ِليَّةِ العثْمَانِيَّةِ ُ ُ ٢٩
٢٨
٢٧
٣٠
١
٢
٣
٢٦
٤
٢٥
٥
٢٤
٦
٢٣
٧
٢٢
٨
٢١
٩ ٢٠
١٠
١٩ ١٨
١١ ١٧
١٦
١٥
١٤
١٣
١٢
شعار الدولة العثمانية ،صمم أصله واعتمده السلطان عبدالحميد الثاني عام 1882م ترجم الشرح عن اللغة التركية ،لالستزادة انظر المادة في موسوعة wikipedia.comباسم Osmanli-nisani
-1نموذج للشمس حول الطغراء (التوقيع) وتعبر عن تشبيه السلطان بالشمس .
-2طغراء الس�لطان عبدالحميد الثاني ،وف�ي الهالل األخضر مكتوب بالتركية عبارة
قريبة من :توفيقات الربانية ملك الدولة العثمانية.
198
-3طربوش له طرة (ريشة) :يعبر عن عثمان الغازي وعرشه. -4علم الخالفة األخضر.
-5بندقية ذات حربة مدببة كانت بمثابة سالح أصيل للجيش العثماني هي والنظم الحديثة. -7طبنجة (مسدس) لها مقبض.
-6فأس مزدوج ،له جهتان.
-8ميزان :في األساس هو الرمح والعصا ،ويمثل العدالة. -9في األعلى :القرآن الكريم ،وفي األسفل :القوانين.
-10وسام االمتياز ،كان يمنح لرجال العلم الذين يقدمون خدمات جليلة للدولة هم
واإلداريين والعسكريين.
-11وس�ام عثماني قرره السلطان عبدالعزيز عام 1862م وكان يمنح لمن يوفق في
خدمة الدولة.
-12الرمح (سالح قديم) والعصا.
-14نفير البركة -15 .وسام االفتخار.
-13المرساة ،شعار البحرية العثمانية. -16قوس.
-18بوق :آلة للعزف من الفرق الموسيقية الحديثة.
-17وسام مجيدي.
-19وس�ام الش�فقة ،أوجده الس�لطان عبدالحمي�د الثاني س�نة 1878م وكان يمنح
للنساء اللواتي يقدمن خدمات للدولة والشعب في المحن والمصائب الكبرى. -20قذائف مدفعية (توجد على بعض الشارات) . -22قذيفة ،تعبر عن فيلق المدفعية.
-21سيف.
-23س�يف بدرع يدوي لالحتفاالت ،لم يكن سيفا تركيا تقليديا ،وكان يستخدم من
قبل الضباط في هذا الوقت .
-25بلط�ة مزدوج�ة ،كان�ت تس�تخدم باعتباره�ا
-24مزراق (رمح).
نموذجا للرفعة من قبل المنتسبين ذوي المراتب العليا من الجيش.
-26فأس (بلطة) لها جانب واحد -27 .البيرق.
-28العل�م العثمان�ي ،الراي�ة الحم�راء ذات الهالل والنجم�ة هي راية بن�ي عثمان،
والراية الخضراء ذات األهلة الثالثة هي الراية اإلسالمية.
-29مزراق (رمح) ،يرمز إلى ألوية المشاة الذين يحملون الرماح في العصور المتأخرة.
-30درع ذهبي يحيط بالطغراء.
199
السلطان عبدالحميد الثاني ،السلطان 34للدولة العثمانية ،تولى الحكم عام 1876م ، حتى تنازله اإلجباري 1909م ،ثم نفي إلى البلقان (اليونان) ومكث تسع سنين في المنفى حتى توفي عام 1918م عن ستة وسبعين عاما رحمه الله ،دامت مدة حكمه 33عاما
طغراء السلطان عبدالحميد الثاني ،وهو نموذج من أختام سالطين آل عثمان وتوقيعاتهم الرسمية ،ونصه :المظفر دائما عبدالحميد بن عبدالحميد خان الغازي ،المصدر :موقع tugra.orgللباحث التركي إركان منسز
200
ِ ِ ِ اإلسلامي القرار اإلسلام َّي ِة واجتما ِع توحات رمز ال ُف وظ َّل�ت الدَّ و َل� ُة ال ُعثمانِ َّي ُة َ ِّ تنامي ِ ِ ِ ِ أرض ِ ِ ِخ َ فار َس بعد �ة ،ففتحت بال َد ال َقر ِم وبالد ال َع َج ِم م�ن الم َ لال مراحله�ا ُ
تمر ِدهم ،وفتحت المجر وغزت الس ِ واح َل اإليطال َّي َة والفرنس َّي َة واإلسبان َّي َة ،وطار َد َّ َ ََ ُّ حيط ِ مياه الم ِ لطان القانوني البرتغالِيين في ِ ِ وبحر ال َع َر ِ الس ُ الهند ِّي ب(((. ِّ ُّ ُ ُ ُّ
((( قام�ت دول�ة البرتغ�ال ع�ام 1415م بغ�زو المغ�رب األقصى ،وكان�ت هذه بداية سلس�لة
الغ�زو البرتغال�ي عل�ى الش�مال اإلفريق�ي ،ث�م إل�ى المحيط األطلس�ي وااللتف�اف حول
العالم اإلسلامي بدوافع صليبية تؤكدها مقوالت بعض زعمائه�م وهو (البوكيرك) القائد البرتغال�ي :نح�ن عل�ى يقين لو انتزعن�ا تجارة (ملق�ا) هذه م�ن أيديهم ـ أي :المس�لمين ـ
ألصبحت كل من القاهرة ومكة أثرا بعد عين .اهـ .وقال :كان هدفنا الوصول إلى األماكن المقدس�ة للمس�لمين واقتحام المسجد النبوي وأخذ رفات النبي محمد رهينة لنساوم عليه
العرب من أجل استرداد القدس .اهـ .
وهذا يظهر للباحث في الغزو البرتغالي أنه عامل مهم من العوامل التي دفعت البرتغاليين
الرتي�اد البح�ار وااللتف�اف ح�ول العالم اإلسلامي مصدرين المراس�م واألوامر ورس�م الصلي�ب والمدفع كش�عار للحمالت ،واس�تعانوا ف�ي حمالتهم باليهود الذين اس�تخدموا
كجواس�يس ،ونجح البرتغاليون في خططهم وتمكنوا من الس�يطرة على معابر التجارة في الساحل اإلفريقي والخليج العربي وبحر العرب ،وشهدت المناطق التي وصلوا إليها كثيرا من المجازر والتدمير واالعتداء على الحرمات ومنع المسلمين من الجمع وهدم المساجد
عليهم ،وقد واجه العثمانيون البرتغاليين بشجاعة نادرة وتمكنوا من استرداد بعض الموانئ اإلسالمية في البحر األحمر والساحل اإلفريقي والخليج العربي وبحر الهند وبحر العرب
وخلي�ج عدن ،وت�م ط�رد البرتغاليين وإيقافه�م بعيدا ع�ن الممالك اإلسلامية والحد من
نش�اطهم وحماية األماكن المقدس�ة .اهـ .بتصرف من «الدولة العثمانية ..عوامل النهوض
وأسباب السقوط» ص.266-260
201
ﺳﻼﻃﲔ ﺁﻝ ﻋﺜﲈﻥ »ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﻌﻒ« ١٣ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ١٠١٢-١٠٠٣ ١٤ﺃﲪﺪ ﺍﻷﻭﻝ ١٠٢٦-١٠١٢
١٥ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻷﻭﻝ ١٠٢٧-١٠٢٦ﻭ ١٠٣٣-١٠٣٢
١٦ﻋﺜﲈﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١٠٣١-١٠٢٧
١٧ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ١٠٤٩-١٠٣٢
١٩ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ١٠٩٩-١٠٥٨
٢٠ﺳﻠﻴﲈﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١١٠٢-١٠٩٩
١٨ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ١٠٥٨-١٠٤٩ ٢١ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١١٠٦-١١٠٢ ٢٣ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ١١٤٣-١١١٥
٢٢ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١١١٥-١١٠٦ ٢٤ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻷﻭﻝ ١١٦٨-١١٤٣
٢٥ﻋﺜﲈﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ١١٧١-١١٦٨
٢٧ﻋﺒﺪﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ١٢٠٣-١١٨٧
٢٦ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ١١٨٧-١١٧١ ٢٨ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ١٢٢٢-١٢٠٣
٣٠ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١٢٥٥-١٢٢٣
٢٩ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ١٢٢٣-١٢٢٢
٣٢ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ١٢٩٣-١٢٧٧
٣١ﻋﺒﺪﺍﳌﺠﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ١٢٧٧-١٢٥٥ -٣٣ﻣﺮﺍﺩ ﺍﳋﺎﻣﺲ ١٢٩٣
٣٣
-٣٤ﻋﺒﺪﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ -٣٥ﳏﻤﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺭﺷﺎﺩ -٣٥ﳏﻤﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺭﺷﺎﺩ ١٣٣٧-١٣٢٨ ١٣٣٧-١٣٢٨ ١٢٩٣
٣٤
٣٦
٣٥
-٣٦ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ١٣٤١-١٣٣٧
٣٧
-٣٧ﻋﺒﺪﺍﳌﺠﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١٣٤٣-١٣٤١ﻫـ ١٩٢٤-١٩٢٢ ٣٨ﻡ )ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﳋﻼﻓﺔ(
المشجر العام آلل عثمان في دور الضعف ،أطلس التاريخ الحديث ص63
202
وهكذا استمرت دو َل ًة إسالمي ًة عزيز ًة لِ ِعدَّ ِة ُق ٍ عف إلى الدَّ و َل ِة الض ُ رون حتى سرى َّ َّ َّ ِ ِ أواخ ِر َع ِ في ِ اكتشاف ِ الصالِ ِح أطماع الدُّ َو ِل األورو ِّب َّي ِة بعد هدها وبدأت الرجاء َّ ُ رأس َّ االنهيار والس ِ خاري ِة ،حتى تهيأت ِ ِ ِ و ُظ ِ ِ باألسباب التَّال ِ َي ِة: قوط عوام ُل َّ هور اآل َلة ال ُب ِ َّ ُّ
عوامل الضعف واالنهيار لبني عثمان
بالش�ه ِ ِ ِ وات والر ِ ِ ( )1تأ ُّث ِ كون إلى عناص ِر الدّ و َل ِة �ر بالحضارة ال َغربِـ َّية والتم ُّت ِع َّ َ ُّ َ سبيل ِ ِ الدَّ َع ِة وت ِ ِ الله. الجهاد في َرك
س�لمين باألوربيي�ن ،وكَثر ِة البع َث ِ ِّصال المفكِّرين والم َث َّقفين الم ِ ( )2ات ِ ات إلى َ َ ِّ ِّ ُ ُ ُ واالنغماس في مفاهي ِم الحري ِ ِ ات األوروبـ َّي ِة. أوربا ُ ِّ ّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ صولهم من وو السياس َّيةُ ، ونمة في الجمع ّيات والتّكتُّالت ِّ ( )3تَغل ُغ ِل يهود الدّ َ رار ،وتش�جي ِع هذه الجمعي ِ الحزبِي ِة إلى ِ خالل ِ ِ ِ مواق ِع ال َق ِ واختراق ات على الن ُُّم ِّو َّ َّ ِ ِ التقليد ِّي. الواق ِع �ة الت ِ كسياس ِ ات التي روج لها اليهودِ ، القومي ِ ِ ( )4التأ ُّث ِر األعمى بِ ِسياس ِ َّتريك �ة ُ َ َّ َ َّ َ َ
ِ عوب الب ِ ِ ِ المسيح َّي ِة. لقان االنفصال، وح َرك َِة والت وخاص ًة في ُش ِ َ َّ َّعريب َ ند بِدَ عو ِة ِ الط العثماني والج ِ طانات الب ِ ِ ِ الحكَّا ِم وبِ العلمانِ َّي ِة َ ُ ُ َ ( )5تأ ُّث ِر العديد من ُ ِّ ين عن الدَّ و َل ِ ص�ل الدِّ ِ « َف ِ �ة» ،وهو ما كانت ت َُر ِّو ُج له الدُّ َو ُل األورو ِّب َّي ُة إِ َّب َ ان مرح َل ِة ناعي ِة من مفاهي ِم الحري ِ ِ ِ رلمان. ات والدِّ يمقراطِ َّي ِة و َدو َل ِة ال َب ُ ِّ َّ الص َّ ال َّثورة ِّ
�ان مرح َل ِ الحمي�د ال ّثان�ي دو َل� َة الخال َف ِ ِ �ة إ ّب َ �ة ِخال َفت َِه ع�ز َز الخليف� ُة عبدُ وق�د َّ ٍ ِ ِ ِ وحز ٍم، العدي�دة باإلصالح�ات ياس� َة األورو ِّب َّي� َة واليهود َّي َة بِ َثب�ات َ َ الس َ وواج� َه ِّ ِ اإلجبار ِّي في السادس من تنازل ِ ِه َّوازن ُمدَّ َة ِخال َفت َِه حتى ُ واستطاع أن ُيعيدَ لها الت ُ َ ربيع اآلخر عام 1327هـ ( 1909 /4/27م) لالتحاديين.
ِ ِ القائ ِم على ِ القس�ري ِ الدونم َّي ِة دخل العا َل ُم اليهود َّي ِة والحبك َِة الخدا ِع وبتنازل ِ ِه ُ َ ِ ِّ الحك ِم و َق ِ ِ القرار ِ رار ين : خطير ًة في مس�توى واإلسلامي مرح َل ًة �ي ق�رار ُ َ َ ُّ ال َع َربِ ُّ 203
بدء ظهور العلمنة :إفراط المسلمين في االنبهار بعلمانية الغرب
بدء ظهور العلمانية وفصل الدين عن الدولة مع سقوط القرار اإلسالمي
ِ ِ ِ آثار المدَ ون ََم ِة(((. ُ وتداعيات ما ُس ِّمي بالخالفة ُ العل ِم ،وظهرت ُ
ِ عبدالحميد ال َّثاني من ع�ا ِم 1879وانتهى عام 1909م ودا َم وكان ُمبتَ�دَ ُأ ُحك� ِم نبذة عن السلطان ِ ِ الس�ل َطنَ ُة ُمث َق َل ًة بالمتاع ِ عبدالحميد الثاني واألزمات ،فقام ب َ حكمه ثالث ًة وثالثي َن عام ًا ،حيث كانت َّ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والس�ك َِّة الحديد َّي ِة بِ ُم ِه َّم�ة الخال َف�ة ف�ي عهده و َعم َ�ل على زيا َدة نَش�اط ال ُعم�ران ِّ ِ ِ وإنش�اء َخ ِّط ِ الح ِ والمرافِ ِ جاز ّ الجام َع َة اإلسلام َّي َة لِ َل ِّم والش�ا ِم وأنش�أ الم َت َعدِّ َد ِة �ئ ُ ِ ث العا َل ِم اإلسالمي ووقوفِ ِه ص ّف ًا واحد ًا أمام المؤام ِ َشع ِ والدسائ ِ س ،وفي عام رات َ ِّ ُ َ ُ َ ِ 1897م َعر َض ِهرتِزل م َؤسس الدَّ و َل ِة الصهيونِي ِة على الس ِ عبدالحميد إنشا َء لطان َّ ُّ ُ ِّ ُ ُّ َ هود في فِ َلسطِين و َتعهدَ له بِت ِ القومي للي ِ ِ َسديد كا َّف ِة د ِ يون الدَّ و َل ِة وتقدي ِم َمب َل ٍغ الو َط ِن ُ َ َّ ِّ َ َ ِ ٍ الس ُ َص الوثيقة. ور َّد عليه ،وهذه صورة عن ن ِّ لطان ال َّط َل َ ب َ للسلطانَ ،فر َف َض ُّ كبير ُّ ((( ويطل�ق ه�ذا التعريف على المرحلة الخطيرة التي تولى فيها االتحاديون سياس�ة األمور ومن ارتبط بهم ونهج منهجهم من يهود الدونمة في تسييس قرار الخالفة اإلسالمية وتمزيق دولته الواسعة وإلهاب نار الفتنة القومية بين األتراك والعرب وما ترتب على ذلك من ثورة الشعوب
العربية ضد األتراك وسياستهم ،والوقوع بسبب ذلك في مخطط االستعمار ووعوده الكاذبة،
مم�ا أدى إل�ى الفصل بين القرار اإلسلامي العالمي وبين العرب الثائري�ن ،وكان بها تمزيق أوصال األمة وبدء استتباعها السياسي واالقتصادي للقرار العالمي الكافر.
وق�د بدأت الخالف�ة المدونمة بعد التن�ازل اإلجباري للس�لطان عبدالحمي�د الثاني عام
1909م ،وانتهت بإلغاء أتاتورك للخالفة عام 1924م ،وفي هذه السنوات الخمسة عشر ظهرت سياسة التتريك ( 1911م) التي كانت أحد مولدات التيار العربي القومي ،ودخلت الدول�ة العثمانية في الحرب العالمية األولى ( 1914م) إلى جانب ألمانيا ،ووقعت مذابح
العثمانيين لألرمن ( 1915م) ،وفي اإلجمال فقد أشرف الدونمة على قرارات 3سالطين
عثمانيين :محمد الخامس ،محمد السادس ،وعبدالمجيد الثاني الذي ألغيت الخالفة في
عهده إلغاء رس�ميا عام 1924م .وعلى وجه التدقيق فيها فقد دا َمت س�يطرة الدونمة على ٍ س�نوات َبي َن عا َم�ي (1909م1919 -م) .ثم 5س�نوات رضخ�ت فيها تركيا القرار عش�ر لحكم عساكر الحلفاء بقيادة بريطانيا (1919م1924 -م).
204
رد السلطان عبدالحميد الثاني على هرتزل مؤسس الصهيونية
205
ِ ِ وكان�ت الدُّ ُ �لطان الس ول األورو ِّب َّي ُة (فرنس�ا ،انكلترا ،روس�يا) غاض َب ًة من َع َم ِل ُّ ِ ِ َ الخ ِّ امتيازات َ لِ َم ِ اس�تانبول وبغ�دا َد أللمانيا ،فدَ َأ َبت الواصل بين الحديدي �ط ن�ح ِّ إلعلان ِ ِ �ر الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ صيان، الع الس ِّ�ر َّي ِة عار َض�ة و َمدِّ ها بالمعونات ِّ عل�ى تحريك العناص ِ ُ
ِ ناوء ٌة للس ِ اليهود الم ِ تظاه ِرين باإلسال ِم على بعض وتأس َست لطان ،وكان ُ ٌ ُ أحزاب ُم ِ َ ُّ َّ ِ ومي ِ ِ ِ ِ ِ ِ �ة لدى ال َع َر ِ ِ الر ِ واألكراد واألر َم ِن ب وح ال َق َّ المفس�دين ،إضا َف ًة إلى تَغذ َية ُّ رأس ُ ٍ ِ راكس ِ َّ ِ ش�عارات إصالح َّي ًة ُم ِ ٍ وأحزاب ات َ غر َض ًة ومنها َّخ َذت لها واألرن�اؤوط �ة والش َ
ِ ِ ِ ستور وخرجوا عو ِة للدُّ (سلانيك) الذي س�عى إلى الدَّ َ ح ُ زب االتِّحاد والت ََّر ِّقي في ُ ستور ،كما كان لإلرسالي ِ ٍ ِ ٍ ِ الس َ ات لطان على إعا َد ِة الدُّ َّ في مظاهرات صاخبة م َّما َح َم َل ُّ الح ِ نار ِ َف�خ في الر ِ نص ِلي ِ ِ ِ ِ وتأجي�ج لِ ِ ِ والم�دار ِ ات ن ٌ قد ماد عث�ات وال َب ٌ س األجنَبِ َّي�ة وال ُق َّ َّ ِ والصرا ِع ِضدَّ الس ِ كالجام َع ِة اإلسالم َّي ِة. لطان وما يدعو إليه ِّ ُّ
ِ ِ ِ ور َف�ع ِح�زب االت ِ ِّحاد والتَّر ِّق�ي بدي ً (الح ِّر َّي ِة – ال عن الجام َعة اإلسلام َّية مب�ادئ ُ ُ َ َ الش ِائ ِ ِ عات ،واخ َت َلقوا األخبار عن ُظل ِم الس ِ ِ ساواة) وأك َثروا حو َلها َّ لطان الم ُّ َ ال َعدل – ُ َ م�ر) ُزور ًا وك َِذب� ًا و َكيدَ ًا، (الس والرعاي�ا و َق ِتله�م حتى الص ُح ُ �لطان َ أس�مت ُه ُّ األح َ ف ُّ َ َّ وتنامت هذه ِ العناصر بِ َخل ِع الس ِ ِ لطان. وتالح َقت حتى طا َل َبت هذه الف َت ُن َ ُّ ُ َ ِ ِ ُ �وى لِ ِكتا َب ِة الت ِ �ي بما �لطان تس�ا َب َقت الس األحزاب وال ُق َ ُ السياس ِّ َّاريخ ِّ وعندما ُخل َع ُّ أن ِح�زب االت ِ وخال َفت ِ �لطان ِ يخ�دم اإلث�ار َة ِ ِ ِ والفتنَ� َة ِضدَّ َع ِ َ�ه ،واع َت َبروا َّ ِّحاد الس َ صر ُّ َ ُ ِ ِ ِ ألم ِ الم ِنق ُ االس�تبداد �ة م�ن الحمي�د ُّي = عهدُ الحمي�د ِّي (العه�دُ �ذ ل ُ َّ والتَّر ِّق�ي ه�و ُ االعتراف بِ ِف َلسطِين كو َط ٍن َق ِ ِ ِ ِ وم ٍّي الكار َثتان بعد ذلك :األولى الحميد) ،وكانت عبد ُ َ س�ين بعد أن و َعدوه ِ الش ِ ِ ريف ُح ٍ ُ إس�قاط َّ بالخال َف ِة ال َع َربِ َّي ِة ودفعوا به لليهود ،والثانية َ ِ ِ ِ ور ِة ِضدَّ هم. حار َبة األتراك وإعالن ال َّث َ إلى ُم َ ِ ِ ِ ُ اليهود َّي ِة في ُسلانيك ف�ي البلقان ص�ور �لطان ُو ِض َع ف�ي َأ َح ِد ال ُق الس ولم�ا ُخل َ �ع ُّ ٍ ٍ ِ ِ الح َّر ِ (اليون�ان)ُ ، اس َأ َحدُ راس� ُة في إقام�ة َج ِبر َّية ،وكان من بي�ن ُ وش�دِّ َدت عليه الح َ 206
ِ ِ يخ الس ِ أتبا ِع َّ الش ِ طريق ِه ت ََّمت المواص َل ُة لطان عبدالحميد ،وعن �يخ أبي الشامات َش ِ ُّ ِ ِ رس�ائ ِل الس ِ ِ مان ل ُ الز ُ �لطان َّ والش ِ لطان المخلو ِع أل َّم ِة إحدى الس وح ِف َظ َّ �يخ َ ُّ س ّ�ر ًا بين ُّ التي أرس�لها إلى َش ِ �يخ ِه .ومكث في منفاه تس�ع س�نين حتى توفي في 28من ربيع اآلخر عام 1336هـ ( 1918/2/10م) عن ٍ ستة وسبعي َن عام ًا رحمه الله. أس�باب ن ِ وه�ذا ي َؤ ِّكدُ عال َق َة الدَّ و َل ِة العثمانِي ِة بالتَّصو ِف ِ ِ وعنا َيتَها بهَّ ، َكث وأن َأ َّو َل َ ُّ ُ َّ ُ ِ الع ِ ِ ِ ُ الخالفة ل ُيصبِ َح الق�رار في إس�قاط َر ُج ِل اإلحس�ان هود لهذه األمان َِة وهي َمر َت َب ُة ُ �ة و ُعم ِ �ة عند الصهيونِي ِ الحميدي ِ ِ ِ ف َأح�دَ تَبِ ِ الئها ،والذي َع ِم َل المرحلة عات َّ ُّ َّ �و ُ َ الت ََّص ُّ َ أوراق ِ ِ وخ ِ �ه لِ َي ِص َل فيما بعدُ إلى ما َ حار َبتِه َ وصل إليه من لط ُ الجمي�ع فيما بعدُ على ُم َ بـ(الش ِ ِ ِّ والضال َل ِة). تعريف ِه رك َّ
207
رسالة السلطان عبدالحميد الثاني في المنفى إلى شيخه عام 1911م (باللغة التركية) �﷽ العالمين وعلى آلِهِ الحمد ِ َ العالمين َ َ ���ليم على َس���يِّدان م َ الصلاةِ وأَتَم ُّ التَّس ِ حمَّدٍ َرس���و ِل َر ِّب هلل َر ِّب وأفضلُ َّ ُ ُ وصح ِبهِ أجمعين والتَّابعين إلى يو ِم ال ِّد ِين. فيض الر ِ َ وح والحياةِ ،وإلى َش ِ عريضتي هذه إلى َش ِ العليَّةِ الش ِ ِ الطيقَةِ ِ َ ���يخ أهل ���ع ���يخ رَّ ���اذليَّةِ ،إل���ى ُم ِ ُّ أرف ُ عَصرِهِ الش ِ َّ���يخ محمود أفندي أبي الش ِ َّامات ،و ُأقَبِّل ي َ َديهِ المبا َر َ الصال ِ َحةِ .بعد ِ تقديم كـتَي ِن ً راجيا َدعَواتِهِ َّ ُ ُ احترامي أعر ُِض أني تلقَّيت ِ السنَةِ الحالية ،و َ كـتَابَكم َّ المؤرخَ في 22مارس من َّ ح ِم ُ ُ دت المولى وشكرتُهُ حة ٍ وسلام َة ٍ دائِمَتَي ِن. أنَّكم بِ ِص َّ ِ هللا تعالى مدا ِوم على قِرا َءةِ ���ق ِ َس���يِّدي ِ :إنَّن���ي بِت َ ِ الأوراد الش ِ وفي ِ لت َّ���اذلِيَّةِ ليلا ً ً ُ ٌ ونهارا ،وأع���ر ُِض أنَّني ما ِز ُ حتاجا ل ِ َدعَواتِكم القل ِبيَّةِ بصو َرة ٍ دائِمَةٍ. ُم ً الس���ما َ ِ الس���ليمَةِ المس���ألَة َ الم ِهمَّة َ َ المق َ ِّدم َةِ أعر ُِض ل ِ َر َش���ا َدتِكم وإلى أمثالِكم والعقو ِل َّ أصحاب َّ حة ُ ُ بعد هذه ُ الآتِيَة َ كأمانَة ٍ في ِذمةِ الت ّ ِ اريخ: َّ ِ ِِ جمعيَّةِ الات ِ َِ َ َ ب الم َضايَقَةِ من ر ِ ؤساء ِ ِ ِ ِّحاد ُ إنَّني لم أتخل َّعن الخلافة الإسلاميَّة ل َسبَبٍ ما ،سوى أنني -ب َسب ِ ُ هؤلاء الات ِ َِ ِ ِ رت على ت َ ِ ِّحاديِّين قد رك ال ِخلاف���ةِ .إنَّ ِرت و ُأج ِب ُ ٱضط ُ المرعوفة باِ س ِ���م (جون ت���ورك) وتهديدهم -رُ ِ أَ َصروا وأَ َصروا عَلَي بأن ُأ ِ ���يس َو َط ٍن ق َ ِ الأرض المقَدَّ َسةِ (فِل َ ِ صاد َق على تأس ِ ِ لليهود في وم ٍّي سطين) ،و َرغم َ ُّ ُّ َّ ُ كليف ،وأخيرا َوعَ���دوا بِت َ ِ َ إصرا ِره���م فلم أقبَ���ل بِصو َرة ٍ ق َ ِ طعيَّة ٍ ه���ذا الت َّ ِ مليون ليرة ٍ قديم 150مائة وخمس���ين ً َ َ ِ َ كليف بِصو َرة ٍ ِ ضت هذا الت َّ َ طعي الآتي( :إنَّكم أيضا ،وأجبتُهم بهذا قطعيَّةِ ً إنجليزيَّة ٍ ذهَ ًبا ،فرف ُ الجواب الق ِّ رض َذهَ ًبا -فَضلا ً عن 150مائة وخمس���ين مليون لي���رة ٍ إنجليزيَّة ٍ َذهَبا -فلن أقبَل َ بِت َ ِ ل���و َدفَعتُم ِمل َء الأَ ِ كليف ُكم ً َ مت الِملَّة َ الإس���لاميَّة َ والم َ ِ َ هذا بوجه ٍ ���ود صحائِ َف يزيد عن ثلاثين َس���نَة ً فلم ُأ َس ِّ قطعي ،لقد خ َد ُ حمَّديَّة ما ُ ُ ٍّ
208
الس���لاطي ِن وال ُخل َ ِ فاء العثمانِيِّين ،لهذا لن أقبَل َ تكليفَ ُكم بوجه ٍ ق َ ِ أيضا). طع ٍّي ً المس���لمين آابئي وأجدادي من َّ ُ َ ِ َ ِ لت بهذا الت َّ ِ ِ َ كليف (سلانيك) فق َ ِب ُ وبعد جوابي القطع ِّي اتَّفقوا على خلعي ،وأبلغوني أنهم َس ُيبعدونَني إلى ُ ِ َ َ ِ َ َ ََ الأخي ِر .هذا و َ ي بهذا العا ِر ح ِم ُ دت المولى وأحم َُده أنَّني لم أقبَل بأن ُأل ِّطخ الدَّولة ُ العثمانيَّة والعالم َ الإسلام َّ َ تكليفهم بإقام َةِ َدولَة ٍ ِ ي الن َّ ِ يهوديَّة ٍ في الأراضي المقَدَّ َس���ةِ فلس َ ِ ���طين… وقد كان بعد ذلك ما ���ئ عن اش ِ الأب َ ِد ِّ ُ حم َد والثَّنا َء عل���ى ِ ِ كان ،ول���ذا فإنَّنِ���ي أُكرَ ُِّر ال َ هللا المتَعا ِل ،وأعت َ ِق ُد أنَّ ما عرضتُ���هُ ٍ الموضوع كاف في هذا ُ الهامِّ ،وبه أختِم ِرسالَتي هذه .أَلثُم ي َ َدي ُكم المبا َركَتَي ِن ،وأرجو وأست َ ِ ضلوا بِقَبو ِل احتِرامي ب ِ َسلامي رح ُم أن تَتَفَ َّ ُ ُ ُ ِ والأصدقاءِ. ج ِ على َ ميع الإخوا ِن َ ِ حيط س���ما َ ���ت عليكم الت َّ ِحيَّةَ ،ولكن َدفَعَني لهذه الإطالَةِ أن ن ُ َ لما، حتَكم ِع ً المعَظَّ ُم لقد أ َطل ُ اي ُأس���تاذي ُ ون ُ َ أيضا. لما ً حيط جماعَتَكم بذلك ِع ً والسلام عليكم ورحمةُ هّٰ ِ للا وبركاتُهُ ُ في 22أيلول 1329 ِ َ المسلمين خاد ُم ِ الحميد بن ِ ِ المجيد عبد عبد ُ ُ
209
ثاء والوهنِ من واقِ ِع فِقهِ الغ ِ التحولات قِراءةُ رمحلةِ ُ ُّ
ِ عاص ِ شار إ َليها هي مرحل ُة حياتِنا الم ِ الم ِ رة ،ولها ارتِ ٌ بِما َّ وثيق باط ٌ ُ أن مرحل َة ال ُغثاء ُ قه التحو ِ الس�اعة الوس�طى والصغرى وما يتفرع عنها من مفاهي ِم فِ ِ ِ ِ الت ، بعالمات ُّ َّ ُ ُّ ُ النبي m وفي شأنِها َ فصل ًة ،فيبقى ع َلينا أما َم ذلِ َك األخبار واآلثار ُمجمل ًة و ُم َّ َ َ بسط ُّ الزمن ال ُغثائي ووضعه في م ِ ِ ِ ِ الحك ِم الصحيح ِم َن الن وق ِعه ترتيب ُّصوص ،سوا ٌء في ُ ُ ُ َ ِّ ِ تاريخ التحو ِ الحياة بِع ِ ِ أو ِ العل ِم ِ ِ ِ الت مومها ؛ لأِ َّن مرحل َة ال ُغثاء مرحل ٌة مفصل َّي ٌة في أو ُّ ُ
ُك ِّلها ،ولها أهمي ٌة عظيم ٌة في كا َّف ِة ُشؤونِها المتحو ِلة والمتحص ِ َ تفصل لة ،وتكا ُد أن ُ ِّ ُ ِّ قرار ِ الحك ِم » أولاً ،و« ِ تما ًما ـ في شأنَي ِ « : ِ األبوي التاريخ العل ِم » ثان ًيا ـ َبي َن ِّ قرار ُ
الش�رعي الم ِ س�ند بِرجالِه ِ ِ الوضعي األنوي التاري�خ وأهله برغ� ِم اختالفِهم ،وبي َن ِّ ِّ ِّ ُ وسد األمر إذا ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ األم�ر بيد ِ ِ غير أهله ،كم�ا ع َّب َر عن ذل َك َم�ن ال ينط ُق ِ إلى غَير أهله عن الهوى وس�د وس�قوط الم َّ ُ ِ ِ ِ وكيف األمان�ة ـ ُمجي ًبا على َمن س�أ َله : الس�اعة وتضيي ِع عالمة mف�ي قولِه ع�ن َ قال « :إذا وسدَ األمر إلى َغ ِير ِ إضاعتُها؟ـ َ أهله »((( . ُ ُ ِّ
ِ َّوس�يد » وبلف�ظ « اإلس�ناد » كم�ا هو ف�ي صحيح البخ�اري برقم ((( الحدي�ث ورد بلف�ظ « الت ( ،)6015ع�ن أب�ي هريرة ؤ قال :قال رس�ول الله « : mإذا ُض ِّي َع�ت األمان ُة فانتظِ ِر الس�اع َة» .قال :كيف إضاعتها يا رس�ول الله ؟ قال « :إذا ُأس�نِدَ األمر إلى َغ ِير ِ أهله فانتظِ ِر ُ الساع َة» .
وف�ي ِ «فتح الباري» البن حجر :قال الكرمان�ي :أجاب عن كيفية اإلضاعة بما يدل على
الجواب ؛ ألنه يل�ز ُم منه ُ المذكور ،وقد بيان أن كيفيتَها هي اإلس�نا ُد يتضمن الزم�ان ؛ ألن�ه َ ُ َّ
تقدّ م هناك بلفظ « ُو ِّس�دَ » مع ش�رحه ،والمراد من «األمر» جنس األمور التي تتعلق بالدين كالخالفة واإلمارة والقضاء واإلفتاء وغير ذلك ،وقوله «:إلى َغ ِير ِ أهله» قال الكرمانِي :أتى
بكلمة «إلى» بدل الالم ؛ ليدل على تضمين معنى اإلسناد.
قوله « :فانتظر الس�اعة » ،الفاء للتفريع ،أو جواب ش�رط محذوف ،أي :إذا كان األمر
210
التعليل خطير وهام ِجدًّ ا ِجدًّ ا ِعن�دَ ِقراءتِنا لِلتحو ِ ِ وأعتق�دُ ِ َ جاز ًم�ا َّ الت في أن هذا ُّ ٌّ ٌ ِ ٍ المرحل�ة ،ويكاد أن ِ ِ ِ تاريخه عر َفها اإلسلا ُم ف�ي �ف ع�ن ه�ذه يكش َ ُ أخطر ُمؤامرة َ األبوي ،كما ِ ٍ ُ ُفر تاريخ�ي غنِ َمه مكس�ب أهم يكش ُ ِّ الش�يطان والدَّ َّج ُال والك ُ ٍّ �ف عن ِّ ِ ِ ُ آالف المخل�وق انتظره تاريخهما ف�ي اإلرهابي َ ِّ ُّ �دار الذي َ األن�وي ،وبد َأ بِه االنح ُ عهد « ِ منذ ِ عهد ِ والشيطان ،إلى ِ ِ الح ِ «الح ِ السنين ُ الحق ُسبحانَه وار األو ِل » َبي َن ِّ وار َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ديني َبي َن ِ وار اللاَّ س�مى « وأهل الحضارات أهل األديان َ تحت ُم َّ ُّ األخير» ،وهو الح ُ ِ ِ ِ الحضارات » . وار ُ تقارب الديانات وح ُ
ِ ِ المرحلة المحاورون ِم�ن كال الطر َفين في ي�س كما يبدو ،وال كم�ا يتناو ُله فاألم�ر َل َ ُ ِ المعاص ِ ِ تحقيقه لرس� ِم السال ِم رة ،س�وا ٌء كانوا ُمخلصين فيما ذه ُبوا إ َليه واجتهدُ وا في ِ ِ أطراف ال ُّل ِ ِ والدولية ، اإلقليمية عبة العالمي ،أو كانوا ُم َس َّيسين و ُمهندسين أساس ِّيين في ِّ
ٌ السمع وهو شهيدٌ . لمن ألقى فالمرحل ُة ُك ُّلها َ َوني َ مفصل ها ٌّم وخ َط ٌير في التاريخِ الك ِّ
ٍ ٍ ٍ نحو « ُج ِ وبديانة إدراك ، بإدراك أو بِ َغ ِير الضب » حر الس ِير ِّ اإلجباري َ ِّ إنها مرحل ٌة َّ ٍ ش�رعية أو ِخ ٍ ٍ ِ ِ األخير ، المصير نح�و وكرها فالجمي�ع ُيح َّفزون َطو ًعا وضعية ، يان�ة ً َ ُ
ٍ إيجابية وتن ُّف ٍ ٍ ِ ِ ِ ُ موعودة . سات المرحلة ِمن مقاطِ َع يكون في عما بصرف النظر َّ
ِ العبارات ِعندَ ِ ِ ِ س�تفتح آفا ًقا جديد ًة اإليجابية فهمها وتت ُّب ِع ثمراتِها وأجز ُم أن هذه ُ ٍ في ِق ِ ِ ِ مسارها وثقافات إلى ُوج ُه أقال ًما اإلنس�اني التاريخ راءة واإلسالمي ،كما س�ت ِّ ِّ ِّ
ٍ التاريخ األبوي الشرعي الم ِ الصحيح في ِ ِ ِ وثقافات وستدفع بأقال ٍم ُأخرى سند ، كتابة ُ ِّ ِّ ُ ِ ِ ِ الش ِ قدر ال َّل ِه في ُّ نقض عوب من رفض هذه المعاني ؛ لين ُف َذ بهذا عقرى إلى الرفض ُ
كذلك فانتظِر .قال ابن ب ّطال :معنى « ُأس�نِدَ األمر إلى َغ ِير ِ أهله » أن األئمة قد ائتمنهم الله ُ ْ
على عباده ،وفرض عليهم النصيحة لهم ؛ فينبغي لهم تولي ُة أهل الدين ،فإذا قلدوا غير أهل
الدين ؛ فقد ضيعوا األمانة التي قلدهم الله تعالى إياها .
211
مرحلة السير اإلجباري نحو الضب ُجحر ِّ فِقه التحو ِ الت ُّ ُ ً يفتح آفاقا جديد ًة ُ ِ في قراءة التاريخِ
ِ ِ ِ اله ِ ِ صحيح النبي mفي األنوي يكل ِّ األمان�ة وبِناء َ س�ماه ُّ وس�د ،كما َّ الم َّ الوضعي ُ ِّ قه التحو ِ األحاديث الخاص ِة ِبف ِ ِ الت . ُّ َّ الف ِ ِغياب ِ قه ُ الشرعي ِّ ِ جرأَ ُّ للتحوالت َّ المترسمين على ِّ ِّ المصلين
الف ِ كان غياب هذا ِ ِ ِ ِ إذ َ أشباههم بالدين على المترس�مين تطاول الش�رعي س�ب ًبا في قه ُ ِّ ِّ ِ ِ ِ كان س�ببا في ُط ِ غيان ِ واإللح�اد والك ِ مدار ِ ِّ ُفر الش�ك س وأمثاله�م م� َن المص ِّلين ،كما َ ً
ِ ِ صفوف ِ ِ والن ِ والمس�تثم ِر ،حتَّى غدا المس�تعم ِر والمس�تهتِ ِر األمة بدف ِع واختراقها ِّفاق َ ِ اس�تقرارا إلاَّ بم�ا ترضاه ُقوى ق�رارا وال ُيح ِّق ُق العرب�ي العال�م ً واإلسلامي ال يمل ُك ً ُّ ُّ ُ ِ يمنة على مجمو ِع ِ العالمية المه ِ ِ ِ الش ِ ستضعفة ،ولِئلاَّ حياة ُّ الم الحركة يفوت على َ َُ عوب ُ المعاص ِ ِ ِ الم ِ الش�أن فقد وض َعنا فات على من س�ب َقهم في هذا س�لمين في مرحلتِنا رة ما َ ُ لمرحلة ال ُغ ِ ِ ثاء وما تالها ، ش�رعي هاهنا اس�تقرا ًء كاملاً لِما وص َفه mمن تقس�ي ٍم ٍّ
رس�ول ال َّل ِه « : mي ِ ُ وفِيها ُ وش ُ مم كما تداعى األكل ُة يقول ُ �ك أن تداعى ع َليكم األُ ُ ٍِ عل�ى قصعتِه�ا » .قالوا ِ :أمن ِق ٍ رس�ول ال َّل ِه ؟ َ َ كثير ، لة نحن يا ق�ال « :ال أنتم يومئذ ٌ ِ ِ الس ِ َ رسول ال َّل ِه؟ يكم الوه ُن » .قالوا :وما الوه ُن يا يل ُيلقى ع َل ُ ولكنَّكم ُغثا ٌء ك ُغثاء َّ ق�ال « :ح�ب الدنيا وكراهي ُة الم ِ ٍ رواي�ة « :وت َُنز ُع المهاب ُة من ُص ِ َ دور وت »((( .وفي ُّ َ ِ أعدائكم »((( . الغثائية من حديث ثوبان
ِ ٍ ُ كيف َ قصعة مم كتداعيكم على بك يا وفي رواية َ « : يكم األُ ُ ثوبان ،إذا تدا َعت ع َل ُ رس�ول ال َّل ِه ِأمن ِق ٍ لة بنا؟ َ َ الطعا ِم يصيبون ِمنه »َ . ُ قال : أنت وأمي يا قال ثوبان :بأبي َ
ِ ٍِ َ كم الوه ُن » َ . رس�ول قال :وما الوه ُن يا كثير ،ولكن ُيلقى في قلوبِ ُ « ال أنتم يومئذ ٌ قال « :حبكم للدُّ نيا وكراهيتُكم لِ ِ لق ِ ال َّل ِه َ ، تال » ((( . ُّ ((( سنن أبي داود (.)4299 ((( مسند أحمد (.)23060 ((( مسند أحمد (.)8947
212
ِ ِ الحديث ِ ِ وغيره يتحدَّ ُد االستقرا ُء بتكا ُل ِ ب األُم ِم على اإلسال ِم النظر إلى هذا وعندَ ثمانية ِ ِ ِ ِ ِ والم ِ ِ ِ س�لمين ِخ َ االس�تعمار ،ولأِ ن مرحلة وبدء الخالفة ال ُع نقض مرحلة الل ُ ِ ِ ٍ ٍ التداعيات معرفة أقس�ا ِم ه�ذه عديدة فال ُبدَّ من بتداعيات م�رت ه�ذه المرحل َة قد َّ ِ النحو التالي : على
213
الغثائيةِ الشرعي للمرحلةِ ُ التقسيم ُّ ُّ
ِ األحالس مرحل ُة والمؤامر ُة على ِ الرج ِل ِتركة ُ ِ المريض
ِ وهرب حرب األحالس ( )1مرحل ُة ٌ ٌ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ حامية ِ َ وكان ُمبتدَ ُأ اإلسلامية ، الخالفة قرار العلي�ة الدولة ضعف وه�ي مرحل� ُة ِ ِ ِ الضع�ف م ِ األوربية وات ِ ِّفاق ُد ِ الداخلي ـ على مع خالفِها للنهض�ة عاص ًرا ول أوربا ـ َ ِّ ُ ِ ِ ِ وأطلق األوربيون على هذا االتِّفاق « المس�أل َة ثمانية ، الدول�ة ال ُع تفكيك وتقس�ي ِم َ الواق ِ ول ِ ِ الش�رقي َة » ،أي :مش�كل َة ال�دُّ ِ ع�ة في الش�رق ِم�ن أوربا .اه�ـ .وع َّب َر عنها الحديث بـ « فِ ِ ِ ُ األحالس » . تنة
ِ ِ ِ ِ ِ والتمويه .وهذه الخفاء الثياب إشار ًة إلى تحت بس ُط َ « والح ْل ُس » في اللغة :ما ُي َ ِ ِ األحداث ـ المرحل ُة الت�ي تحركَت فِيها ُقوى اس�تقراء حس�ب المرحل ُة يبدو أنها ـ َ وإطالق مس�مى « ِتر ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الرجل كة الصناعي�ة الثورة ظه�ور االس�تعمار األورب�ي ُب َعيدَ ُ َّ ِّ ِ الخ ِ المريض » على ِ ِ واإلسلامي ،وبدْ ِء وض ِع ُ والمؤامرات طط العربي بالد العال ِم ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ االس�تراتيجية ،من ومواق ِعه واالس�تيالء عل�ى ثرواتِ�ه السياس�ية لتفكي�ك وحدتِه
لدراسة ِ ِ ِ ِ ِ الواق ِع بلوماس�ي والعمل االستش�راقي ، النش�اط خالل بدْ ِء السياس�ي الدُّ ِّ ِّ ِّ ِ ِ والمؤامرات فيه ،بِ ِ ِ وبذر ِ واإلسالمي ِ ، الف ِ ِ الحرية الدعوة إلى مطلب إثارة تن العربي ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الثقافية الحضارية كالعل�و ِم الحي�اة وإدخال ُعل�و ِم القان�ون ، وس�يادة والمس�اواة ِ ٍ ِ ِ ِ والعسكرية ِ والديانة . كذريعة لهد ِم القي ِم وغيرها والزراعية والصناعية
ِ الغزو بدء ُ ُغالي ت ر ال ُب ِّ
ِ ِ ِ ِ العربية كما البلاد أطراف البرتغالي على الغ�زو المرحلة بد َأ أو ِل ه�ذه ُ وف�ي َّ ُّ ِ َ ِ فق�ال ٌ الحديث ِمن قولِه َ : m ك�ره ،وإلى َ قائل :وما فِتن ُة ش�ير معنى ذلك ُي ُ س�بق ذ ُ ِ والحرب كانا ِ بار َز ِ ِ األحلاس ؟ َ هجمات ين في واله�رب وحرب » . هرب ُ ُ ٌ قال ٌ « : 214
ِ ِ ِ ِ ُ وحديث : الس�يطرة ع َليه�ا ، العربي�ة طم ًع�ا في البلاد س�واحل ال ُبرتُغاليي�ن عل�ى ِ ُ ُ وهرب ُ ،ث َّم بعدها فِ َت ٌن حرب يكون فِيها األحالس) «ستكون بعدي فِ َت ٌن ِمنها (فِتن ُة ٌ ٌ تكون فِتن ٌة ُك َّلما َ ُ بيت إلاَّ دخ َلته ، أش�دُّ ِمنها ُ ،ث َّم قيل انقط َعت عا َدت ،حتَّى ال يبقى ٌ ((( يخرج ٌ رجل ِمن ِعت َْرتي » مسلم إلاَّ سكَّته حتَّى وال َ ٌ
ِ �ت ِ ق�ال الخطاب�ي :إنَّما ُأضي َف ِ ِ ِ َ وط�ول ُلبثِها ُ ،يقال لدوامها األحلاس الفتن ُة إلى ُّ ِ لأِ ِ ِ للرج ِ �ل إذا َ فترش ، كان يل�ز ُم بيتَ�ه ال ُ ُ يبرح منه « :ه�و ح ْل ُس بيت�ه » .ن الح ْل َس ُي َ طول ُلبثِها اس�تمرار ُخ ِ ِ ِ فيبق�ى عل�ى طط المكان ما دا َم ال ُير َف ُع((( .والمقصو ُد من ُ ِ ِ آخر . المؤامرة االستعمارية ،مرحل ًة بعدَ ُأخرى ،وجيلاً بعدَ َ
معنى الحلس
ِ ِ ِ ُ االس�تعمارية الحروب ظه�ور األح�داث المتتالي� ُة :بد ًءا ِمن وه�ذا م�ا أثبتَته حملة نابليون، ِ ِ ِ ِ ((( الش�رقية » ،المسألة الشرقية ، المس�ألة رورا بـ« كحمل�ة نابِلي�ون على م َ صر س�نة 1798م ،و ُم ً سايكس بيكو، كلها تحوالت متتالية ذات طابع تآمري
((( الفتن (. )95
((( معالم السنن (.)337 :4
((( وهي من ظواهر مرحلة األحالس ،فالحملة الفرنس�ية على مصر عام 1213هـ ( 1798م) ج�اءت بعيد تده�ور الدولة العثمانية وبروز مرحلة الضعف فيه�ا ،وكان هذا الهجوم يعتبر
أول هج�وم صليب�ي على والية عربي�ة من واليات الدول�ة العثمانية ف�ي التاريخ الحديث،
وعلى الفور أعلن السلطان سليم الثالث الجهاد ضد الفرنسيين الصليبيين ،وتكونت جبهة حربية إسلامية في مواجهة الفرنسيين ،وقامت العديد من المعارك التي اشترك فيها علماء األزهر والمس�لمون من كافة البالد ؛ لمحاولة إعادة مصر إلى حظيرة الخالفة اإلسلامية، وق�د واجهته�ا الحملة الفرنس�ية باالنتق�ام والقوة والهدم والتنكيل بالش�عب ع�دة مرات ،
حيث دارت رحى الجهاد ضد الفرنس�يين في مصر مرات عديدة ،ولم يتم جالء الفرنسيين ع�ن مصر إال بعد هجوم مش�ترك م�ن العثمانيين واإلنجليز أرغم الفرنس�يين على الخروج
م�ن مص�ر ،إال أن الحملة الفرنس�ية إبان وجوده�ا بمصر قد وضعت ب�ذورا خطيرة ،ومنها االنبه�ار بقوة السلاح األورب�ي وبالصناعة والعل�م واإلدارة ،حتى إن بع�ض قادة الحكم
215
ِ ِ ِ والخروج بات ِ بمفاوض�ات الدُّ ِ َّفاق « س�ايكس بيكو » بِ ول األُ ِ ش�أن وربية ونِهاي� ًة ِ ِ ُ السيطرة صار فيما بعدُ ُمر َتكَز الرج ِل المريض .هذا اقتس�ا ِم ِتركة ُ االتفاق الذي َ ِ االستعمارية .
ِ ذلك األم�ر ِ ، المرحل�ة َ وثائ�ق وق�د أك�دَ ت ُ �ع «الجزي�ر ُة العربي� ُة « نجدُ راج ْ َ وثائق المراحل ِ ِ ((( ِ مرجع بحثي هام ملح ٌ والحج�از » ف�ي ظ ها ٌّم في مجرى ُ الوثائق البريطانية» .وفي ه�ذا التأكيد َ يسبق كش ُفه من وقائع وتحو ٍ ِ ِ نطق بها َمن ال ينطِ ُق ِ عن عالمات الت َ الساعة ،وما ُ ُّ َ ِ ِ ِ البعض س�اهم وربما ومعرفة إدراكها اله�وى mتغ ُف ُل األُم� ُة عن ُ َ خطرها ،بل ُ وإنجاحها بِ ِعل ٍم أو بِ َغ ِير ِعل ٍم ل ِ ِ ِ أمرا َ كان مفعولاً . إنفاذها في يقضي ال َّل ُه ً َ تنة السر ِ ( )2مرحل ُة فِ ِ اء َّ
(((
بمصر كمحمد علي باش�ا ال�ذي حكم مصر ،قام بإدخال أس�اليب الفرنجة وعوائدهم إلى
الجيش والحياة االجتماعية فيما بعد ،وهي األساليب التي وصفت في األحاديث بالغثائية.
((( هذا الكتاب مكون من سبعة مجلدات ضخمة ،ويعد من أغزر المراجع عن الجزيرة العربية من�ذ بداي�ة القرن العش�رين ،ويض�م ترجمة ألهم الوثائ�ق التي تفصح عن سياس�ة بريطانيا
ومواقفه�ا من�ذ ع�ام 1914م ،وه�ي مرحلة نش�وب الح�رب العالمية األولى وم�ا بعدها ، وكانت هذه الوثائق محاطة بس�رية تامة نظ�را ألن القانون البريطاني الخاص بحفظ الوثائق
كان يحت�م بقاءه�ا بعيدة عن أيدي الباحثين لمدة خمس�ين عاما ؛ ولكن هذه المدة خفضت ع�ام 1967إل�ى ثالثي�ن عام�ا ،ولذلك أخ�ذ الباحثون والمؤرخ�ون يتدفق�ون على مركز الوثائ�ق بلندن لالطالع على ذلك .اهـ م�ن صدر مقدمة الكتاب ،الجزء األول ،لمترجمه
د .نجدة فتيحي .
((( والس�راء :قال القاري :المراد بالس�راء النعماء التي تسر الناس من الصحة والرضا والعافية من البالء والوباء ،وأضيفت إلى الس�راء ألن الس�بب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كث�رة النع�م ،أو ألنها ش�ر الع�دو .قلت :وكال المعنيي�ن محتمل في تعلي�ل معاني مرحلة المؤامرة ،وهي اش�تراك بعض أمراء المس�لمين ورؤس�اء القبائل في فت�ن الصراع المؤدية إلى تدخل الكفار وعقد المعاهدات معهم إلس�قاط قرار الخالفة الش�رعية وإقامة األنظمة
216
ِ قه التحو ِ ه�ي المرحل ُة التي تحدَّ د مس�ماها في فِ ِ بمرحلة االس�تِ ِ عمار ،وهي الت ُّ َ ُ َّ ِ ِ ُ وس�ياق األحالس ارتِبا ًطا وثي ًقا ،بل هي ثمر ٌة من ثمراتِها ، بمرحل�ة أيض�ا ُمرتبِط ٌة ً ِ فق�ال ٌ النص قو ُله َ « : قائل :يا الحدي�ث ذاتِ�ه ُيؤ ِّكدُ ُ تلاز َم المرحلتَين فقد ور َد ف�ي ِّ ِ ِ األحالس ؟ َ َ هرب رسول ال َّل ِه وما فِتن ُة السر ِاء »((( . ٌ فقال ٌ « : وحرب ُ ،ث َّم فتن ٌة َّ
رس�ول ال َّل ِ آخ�ر عن ُع َم ِ بن ٍ ي�ر ِ ِ ُ قال َ : هانئ َ ٌ األحالس �ه « : mفِتن ُة قال وحدي�ث ُ القومية والقبلية ،وقد أش�ار الش�يخ التويجري في كتابه «اتحاف الجماعة ص /54األول» إل�ى عالق�ة الس�راء بمرحلة المؤامرة ،ولكنه فس�رها تفس�يرا جزئيا ،وق�ال « :وهذه الفتنة تنطب�ق عل�ى ما وقع بين أهل نجد وبين األتراك والمصريين في الحروب العظيمة في القرن الثال�ث عش�ر للهجرة ،وق�د كانت هذه الفتن م�ن أعظم الفتن التي وقعت ف�ي هذه األمة ، وقد وهن اإلسلام بس�ببها وانطمس�ت أعالمه » ،ثم قال « :حتى رد الله الكرة ألهل نجد بع�د ذلك فعاد اإلسلام عزيزا ولله الحم�د والمنة» .والمفيد من التعليل المش�ار إليه ربط الس�راء بمرحل�ة الحرب القبلي�ة والصراع الذي كان�ت تديره القوى العالمي�ة بين « العرب والمس�لمين» .وأما تفس�يره لـ«عود اإلسلام عزيزا بانتصار أهل نجد» فال عالقة له باألمر المراد في الحديث والمرحلة ،بل كانت الدول االس�تعمارية معينة بالمال والسلاح ألهل نج�د عل�ى حكام الحجاز ،ومعينة لحكام الحجاز ضد األت�راك ،وربما كان الظرف القائم آنذاك أصعب من تفسيرنا له اليوم ؛ ولكن العلماء حين ال يعلمون ما يدور من أمور السياسة والتس�ييس ينزلون األحاديث على األحداث والوقائع على ما يظهر لهم من الفهم أو يوافق أحواله�م م�ن المواق�ف ،لعدم دراس�تهم فقه التح�والت والنعدام إدراكه�م أهمية الركن الرابع من أركان الدين . وق�د عل�ل المؤلف التويجري حديث الفتنة التي تقبل م�ن المغرب بقوله « :فهي ـ والله أعل�م ـ م�ا وقع م�ن األتراك والمصريي�ن من محاربة أه�ل نجد في القرن الثالث عش�ر من الهجرة ،وهي من أعظم الفتن وأنكاها لدين اإلسالم » .اهـ. مع العلم أن هذه المس�ألة برمتها تدخل تحت الفتنة المس�ماة بالس�راء ،وكل ما دار فيها بي�ن «أهل الجزي�رة» وبين األتراك أو المصريين أو غيرهم ين�درج تحت مفهوم «التحريش في جزيرة العرب» ونجاح سياسة االستعمار وتخطيطه .
((( مسند أحمد (. )6312
217
مرحلة فتنة السراء
ِ ِ ِ رج ٍ �ل يز ُع ُم أنَّه الس�راء وهرب ،وفِتن ُة ح�رب فِيه�ا يخرج دخنُها م�ن تحت قد َمي ُ ُ ٌ ٌ ِ ِ ِ ُ تكون رج ٍل ُ ،ث َّم الناس على ُ المتَّقون ُ ،ث َّم يصطل ُح ُ مني ،و َل َ يس مني ،إنَّما َأوليائي ُ ِ العرب إلاَّ دخ َلته ُيقاتِ ُل بيت ِم َن فِتن� ُة الدُّ َه ِم ُك َّلما ِق َيل انقط َعت عا َدت حتَّى ال يبقى ٌ
ح�ق ُيقاتِ ُل أم على باطِ ٍل ،فال يزال�ون كذلِ َك حتَّى يصيروا إلى فِيه�ا ال يدري على ٍّ ِ ِ ٍ س�طاط نِ ٍ َ إيم�ان ال نِ َ إيمان في�ه .فإذا هما ف�اق ال فاق فيه ،و ُف س�طاط ُفس�طا َطين ُ :ف
الدج ُال ال َيو َم ِ أو الغدَ » اجتمعا قارب َّ َ
تفسير السهارنفوري لفتنة السراء
(((
.
�يخ الس�هارنفوري ِ ِ ِ تحديد زمنِها إلاَّ َّ الش َ أن َّ رح َمه ال َّل ُه في اختل�ف ال ُعلما ُء في وق�د َ َّ ِ ِ ِ حاشية ِ أقرب إلى الت ِ المجهود « َ » 5: 89 تحديدها مرحل ًّيا فقد رب َطها َّوفيق في بذل كان َ
بعض ُأ ِ الخ ِ ريطانية ِضدَّ ِ ِ سلمين والح ِ ِ ِ مراء الم ِ كومة البِ ِ ِ الفة شترك َبي َن الم بمرحلة ُ ُ العمل ُ ظواهر التفك ِ ِ ِ اإلسالمية المتم ِّث ِ ِ ِ َ ونخرتها ُّك برزت الدولة ال ُع آنذاك في لة ثمانية ،بعدَ أن َ َ ُ ُ وجمعي�ة االت ِ ِ مؤام�رات الدُّ ونَم ِ العرب والم ِ ِ س�لمين ِّح�اد والتر ِّقي ،ووج�دَ ُزعما ُء �ة ُ ُ َ الع ِ إفس�اد ِ ِ أنفس�هم أمام ِخ ٍ القة بين الرعايا ِمما حدا ِ الفة ُ ببعضهم إلى تبنِّي تعمل على َ َ َّ َ َ ثمانية ِ ، ِ ِ ِ ِ الخ ِ ك�رة ِ فِ ِ واالنف ِ صال عن ِ اس�تثمر الغرب ُّيون وقد الدولة ال ُع ق�رار العربية الف�ة َ ِ َوظيفها لصالحِ سياس�تِ ِهم االس�تِ القلق َة واس�تفادوا ِمن ت ِ هذه الحال َة ِ عمارية ،وأغرقوا ُ ِ العرب والمس�لمين بالو ِ نقض ِ ِ اإلسالمي الحك ِم الكاذبة واستدرجوهم إلى عود قرار ُ ُ َ ِّ ُ ِ ِ ِ س�مى بِ ِ األتراك شترك: الم العربي المجتم ِع ُك ِّله ِّ العدو ُ واإلسلامي ضدَّ ما ُي َّ ِّ ِّ بتحريض ُ ِ ِ ِ ِ واأللم�ان ،بِاعتِ ِ ِ ِ ِ ترتب على ذلِ َك ِم َن بار عالقة الدولة ال ُعثمانية بالدولة األلمانية ،وما َ غالل الح ِ تجاوزنا تفسيرنا ِ األمر ِمن ك ُِّل ٍ ول األُ ِ لفاء والدُّ ِ وربية لهذا ِ وجه . است ِ ُ
الذي قدمناه في ِ ِ ِ ِ «التليد والطارف» ويبدو َّ تفس�ير َّ الش�يخِ وتفسيرها ، للمرحلة البعض فهم أن ِّ الس�هارنفوري لم ُيواف ْق َ َ وربطنا الموضوع كله باألصل ِ ِ أحاديث ِ ِ ِ الف ِ ف ِك ِ التاريخي لمسيرة ((( سنن أبي داو َد (َ ، )4244 الساعة» عن وأشراط تن وسوعة تاب « َم وقال ُمؤ ِّل ُ المرحلة ِ ِ صحيح . الحديث ص : 54إسنا ُده درجة ٌ
218
الحديث ُك ِّله وفي ِ ِ ِ ِ ِ الجارحِ وتخريجه والكال ِم س�نده الطعن في البعض إلى بل ونحى ُ ِ المرحلة وما جا َء فِيها ،ولِهذا فقد تجاوزنا هذا تفسير في َم ِن اعتمدَ ه ونق َله وبنى ع َل ِيه َ ِ ِ والطار ِف» َ َ الش ُ فسر بِه َّ السهارنفوري يخ «التليد التعليل الذي اعتمدنا ع َل ِيه في ُّ حول ما َ ِ ِ ِ وضوع ُك َّله بِ ِ المرحلة َ ، دون لمس�يرة التاريخي األص�ل الم َ ِّ معن�ى الحدي�ث ،وربطن�ا َ الف ي ِ ف ويحو ُل األمر إلى اختِ ٍ ويؤزم الم ِ ِ ِ الهدف ثير َ واق َ فس�دُ ُ ِّ َ َ النفوس ِّ ُ َ التع�رض لم�ا ُي ُ ِ التاريخية لِ ِ الق ِ الشرعية في ِ ِ لمراح ِل . راءة األسمى ِم َن المعاني
جاز و َغ ِيرها ِمن بِ ِ الدائر في ِ الح ِ ِ ِ ِ العرب َ كما يبدو َّ كان الد الش�عبي الحماس أن ُمس�توى ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ((( التأثير العام في ال ُع ِ الش ِ قول وال ُق ِ لوب بِ ُحك ِم ُّ المدَ ونمة أقرب إلى َ عور السائد ضدَّ الخالفة ُ ِ ِّ ِ كان الش�ارع ِ ِ ِِ َ َ المتر ِّد ِية ،بل َ درجات آنذاك في أعلى جازي الح ُّ ُ آنذاك ،ومواقفها السياس�ية ُ ِ ِ ِ ِ الشريف ُح َس ِ ِ جانب ِّحادية إلى السياسة االت ين و َمن معه . وري ِضدَّ غليانه ال َّث ِّ
ِ الحالة نموذجا َع ِن الجوادي في ترجمته للسيد محمد الدباغ حم ِد ً ِّ و ُي ِّ صو ُر لنا د ُ .م َّ ِ ِ ِ ِ َ ُ فيقول ص: 26 عبدالجب�ار (((، مر الس�ائدة آن�ذاك في مك َة وجد َة نقلاً َع ِن األُس�تاذ ُع َ ِ الناش�ئة ِ ِ ورة في ِ فمظاه�ر ال َّث ِ ِ الح ِ ِ التأثير في ن ِ جازية الح ُفوس مظاه َر عميق َة ج�از كانَت ُ عق َ�ل ال َّث ِ ج�از كانَ�ت م ِ ذاك ،لأِ َّن ِ ورة ،وكانَت ُوفو ُد ُث ِ ِ إذ َ العرب تترى ع َل ِيه ِمن �وار الح َ َ لح�رب ِمن ِ جاز ِ أبناء ِ العربية ،وكانَت مواكب المتطوعين لِ ِ ك ُِّل البِ ِ الح ِ ِ تزدح ُم بها لاد ُ ُ وكان الش�باب مدججا بِالسلاحِ يس�ير في ُق ٍ ِ ش�وارع المدُ ِن ِ ٍ َ وحماس ، وة جازية ، الح ُ ُ َّ ً ُ ِ ُ ُ ِ ِ ِ ِ الحرب رف ع َليهم ،وموسيقى العربية باألناشيد ويهزج الوطنية ،وكانَت األعال ُم تُرفِ ُ ُ
((( انظر شرحها ضمن المصطلحات آخر الكتاب .
((( س�ير وتراج�م ص ،285-282وليلح�ظ الق�ارئ أن ه�ذه الفت�رة ه�ي م�ا بي�ن ع�ام 1909ـ حي�ث نح�ي الس�لطان عبدالحمي�د وص�ار الق�رار لالتحاديين وبدؤوا سياس�ات التتريك وأقحموا الجيوش المس�لمة في الح�رب العالمية األولى مع ألمانيا ـ وعام 1916
حيث أعلنت الثورة العربية .انظر التواريخ في المخطط ص.194
219
موقف الشارع الحجازي والحالة السائدة آنذاك في مكة وجدة
وكان خطباء ال َّث ِ الثائرة الم ِ ِ ِ َ ورة ِمن ِحجاز ِّيين وسور ِّيين وعراق ِّيين ثيرة ، ف بألحانِها تعز ُ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ف، ص�ورون ش�ر ُ يقف�ون في الس�احات العا َّمة و ُي ِّ للجماهير ما هم فيه من حاض ٍر ال ُي ِّ ِ ماض ٍ ٍ وينتقلون بأذهانِهم إلى ما َ باألمجاد . عريق ،وتاريخٍ حافِ ٍل كان لهم من
دة ِ :من ال َّث ِ بدائل متعدِّ ٍ يقول ص : 27ولم يك ِ ُث َّم ُ ُن َ ورة على ُظل ِم َ يار سهلاً َبي َن َ ُ الخ ُ الخ ِ دولة ِ مور في ِ األتراك واالتِّحاديين الذين سيطروا على مقدَّ ِ ِ رات األُ ِ الفة ،وساموا ِّ ُ
ِ تدخ ِ لات الدُّ ِ ِ والضيق بِ ُ األوربية الكُبرى في ول الكثير ِم َن ال ُّظل ِم ؛ األقالي�م العربي َة َ َ ِ ِ ِ ِ �ين ِ للش�ريف ُح َس ِ علي الذي قا َد َث�ور ًة عربي ًة على واالنتصار العربية ؛ المس�ألة بن ٍّ
صار لالت ِ الثائر ِ األتراك ؛ ُثم ال َّث ِ ِ نفس�ه ،واالنتِ ِ ورة على هذا ِ المتمثِ ِل ِّجاه ُحك ِم الفتي ُ ِّ َّ ٍ ٍ عود ِ آل س ٍ المل ِك ِ ِ زحف ِ ِ ِ توالية . نجاحات ُم رح َمه ال َّل ُه الذي ح َّق َق عبد في العزيز ُ
الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1901م
مؤلف كتاب «لورنس كما عرفته» وقائد جيش الثوار العرب يصف الوضع القائم
قدمة ِكت�اب «لورنس ..الحقيق� ُة واألكذوب ُة» لصبحي ِ وف�ي م ِ ((( م�ري الع يصف ُ ِّ ُ ُ ((( قائ�د عس�كري عاصر ع�دة مراحل تاريخية ،ولد بدمش�ق وتخرج بمدرس�ة ضباط الصف 1915وحضر معارك غزة وبئر الس�بع في الجيش العثماني على البريطانيين ،لحق بالثورة العربي�ة ع�ام 1917م ،ث�م كان م�ن ق�ادة الجيش ،ش�هد موقعة ميس�لون ،وراف�ق الملك فيص�ل بن الحس�ين في خروجه من دمش�ق .واس�تقر ف�ي ش�رقي األردن 1921وكان من
مؤسسي الجيش العربي األردني .
220
ِ المؤ ِّل ُ ِ دفع بِ الش�ريف إلى ما ال ُبدَّ منه َ فقال :إذا ح َّللنا �ف حقيق َة الوض ِع القائ ِم الذي َ ُ ِ ِ إلعالن َثورتِه على الس ِ ِ الح َس ِ َ لطان �ين األحداث واألس�باب والعوام َل التي دف َعت ُ َ ُّ يقظة َق ٍ س�بب ش�خصي ،فقد كانَت ال َّثور ُة عربي ًة نتيج ًة لِ ِ ال ِ ِ ومية ِ ٍ ترج ُع أي نجدُ فيها َّ ٍّ
ش�ار م ٍ ٍ ِ ٍ ِ ٍ تزايد جيلاً بع�دَ ٍ َ وكان جيل ، إل�ى ثالث أجي�ال تعاق َبت بِ ُخطوات بطيئة وانت ٍ ُ ِ راف�ق ِ ِ ِ ِ العالمي�ة األولى واعتلى ع�د ٌد من قادتِه الحرب بداية األخي�ر الذي لج ِيله�ا َ ِ إثارة ال َّث ِ أعواد المش�انِ ِق جهدُ ه ورأيه ومش�اركتُه ف�ي ِ ودفعها إل�ى التح ُّق ِق .اهـ ورة ُ َ مقدمة ِ الك ِ تاب . ُ
ورة َقو َله :ووجدَ أمير ِ حول ِقيا ِم ال َّث ِ الح ِ �ف ذاتُه صَ 19 جاز َّ �ريف الش ُ المؤ ِّل ُ َ ُ وكت�ب ُ وق ٍ لوجه أمام م ِ ٍ ف مصيري يتع َّل ُق بِ ِ ِ ِ ستقبلهم العرب و ُم حاض ِر وجها ٍّ نفسه ً َ َ علي َ ُح َسي ُن ب ُن ٍّ ِ األتراك لِ ِ ُ ب ِمنه اًّ تطبيق ُخطتِهم ، يسير ع َليها حل س�ري ًعا يتناس�ب َ ُ يتط َّل ُ السرعة التي ُ مع ُّ ِ وق ِ حول الم ِ ف بِ النسبة لِ ِ لعرب أربع ًة : تدور َ َ مور الرئيس ُة التي ُ وكانَت األُ ُ ِ ُ والعراق . األتراك في الشا ِم -1المظالِ ُم التي يقو ُم بها جاز من جر ِاء ِ -2العزل ُة التي أصبح فِيها ِ الح ِ البحري . صار الح ُ ِّ َ َّ
أخرجه اإلنكليز 1924التصاله بالحركة االس�تقاللية السورية ؛ فرحل إلى العراق .قاد
جيش الجهاد الفلس�طيني 1948عقب استش�هاد عبد القادر الحسيني ،وأحصي ما خاضه
من المعارك فكان 41معركة.
تلق�ى أربعة أح�كام باإلعدام :من األتراك االتحاديين عندما لح�ق بالثورة العربية ،ومن
الفرنس�يين عندم�ا قاتلهم مع العصابات الس�ورية ف�ي البقاع والحولة ،وعندم�ا قاتلهم في
ثورة ، 1925والرابعة 1956بتهمة العمل للوحدة مع العراق .توفي بدمشق 1973م .له «مذكرات عن الحركة العربية» مخطوط عند أس�رته بدمشق في عشرة أجزاء ،وله «لورنس
الحقيق�ة واألكذوب�ة» مطب�وع .اه�ـ « مختصر األعلام» الزركل�ي « . » 166 : 6والكتاب
األخير هو ما نقلنا عنه هنا ،وقد طبع بعدة أسماء منها «لورنس كما عرفته» .
221
ِ ِ ُ ِ ُ االمتيازات التي القضاء عل�ى األتراك في ش�رع فيه علي الذي -3 َ النش�اط الف ُّ ِ ِ يتمتَّع بِها ِ لج ِ جاز ِ ثمانية . الواليات ال ُع عله كباقي الح ُ ُ ين ِ الع ِ طر ِ ُ راق والشا ِم . االحتالل -4 يزح ُ اإلنكليزي الذي َ ُّ ف على أراضي ال ُق َ رفض الشريف حسين إلعالن الجهاد من منبر الحرم كان بداية تأزم العالقة مع االتحاديين
بدء البحث في مسألة الخالفة وموقف العرب منها بدأ بعد عزل السلطان عبدالحميد 1909
واألتراك َ ِ ِ الش ِ ش�ك ِ أن تفجير الم ِ ُ َ ويبدو َّ لة َبي َن َّ إعالن األتراك ق�ر َر �ريف كان عندَ ما َّ َ ُ ِ ِ المقدَّ ِ س فيما سمي فيما بعد بالحرب العالمية األولى (1914م) مع ألمانيا، الجهاد ُ ِ اإلسلامي من ِم ِ ُ المس�ج ِد الحرا ِم في م َّك َة نبر اإلعالن على العال ِم ذاع هذا على أن ُي َ ِّ
ِ داعين الم ِ س�ل ِمين لِ ِق ِ ِ إعالن ذلِ َك َ َ رغبات تحقيق قبل الح َس�ي ُن تال الحلفاء ،ور َف َض ُ ُ أنور باش�ا ِ ، �روط بِ ٍ ٍ برقية إلى ِ ِ �ريف ُ العرب والتي أرس� َلها َّ فلقي ع َليها جوا ًبا كش الش ُ �ين ف�ي ِ ِ ِ الح َس ِ هذ ٍ غي�ر ُم َّ أواخ ِر آب ب ،وبعدَ ها ب�دأ ُ مع ُ اإلنكليز ُمفاوضاتهم َ قاس� ًيا َ وموق ِ ِ ِ الخ ِ مس�ألة ِ ِ ُ ف ثمانية الفة ال ُع البحث في 1915م .اه�ـ ص . 23-20وقد بد َأ ِ لطان ِ العرب ِمنها بعدَ خل ِع الس ِ ِ الحميد الثاني 1909م . عبد ُّ
المواق ِ ِ �ن العواطِ ِ �ريف بعيدً ا َع ِ َّ ُ الحديث َّ ِ ف وإحراج ف قر ُره ولع�ل الش ُ أخطر ما ُي ِّ َ ِ ِ ِ ِ ِ مرحلة السياس�ي َبي َن الفصل نجاح التاريخية التي تَر َّت َبت على جريات الم ِّ خط�ور ُة ُ ِ ِ ِ ِ حام ِ ثمانية ِ ِ الخ ِ ِ لة ِ قرار ِ الم ْج َه َض ِة َ قبل الفة ال ُع اإلسلا ِم و َبي َن مرحلة الخالفة العربية ُ يد ُخ ِ ِ ِ ِوالدتِها على ِ ِ التاريخية َّ ص جريات والم الدجل براء تتلخ ُ المدَ و َن ِم ُ ، السياس�ي ُ ِّ
ِ ِ ِ ِ ف�ي ك ِ ِ لمرحلة الس�ر ِاء ،ومرحل ُة لمرحلة مرحلة َ�ون ُمهدُ ُمهدُ الس�راء ت ِّ األحالس ت ِّ َّ َّ البكماء الصم ِ ِ ِ ِ ِ تنة الرابِ ِ الف ِ لمرحلة ِ ِ اء، العمياء عة ُمهدُ الدُّ َهيماء ،ومرحل ُة الدُّ َهيم�اء ت ِّ َّ ٍ خ ِ تنطل ُق لِ ِ مس�تثم ٍر إبليسي ِ ِ ِ واح ٍد ،و ُك ُّلها ِ دجالي هدف دمة رصيد تصب في و ُك ُّلها ُّ ٍّ ٍّ والعل ِم» ..يصبح الرج ُل فِيها ِ �د في ق�راري «الحك ِم ِ واح ٍ ِ مؤمنًا و ُيمس�ي كافِ ًرا حتَّى ُ ُ ُ َ ِ ٍ الن�اس إل�ى ُفس�طا َط ِ ِ إيم�ان ال نِ َ فاق في�ه ،وهو ت َّي ُار ُّ �عوب الش س�طاط ين ُ :ف يصي�ر ُ َ
ِ س�طاط نِ ٍ ِ ِ ِ َ المرموز ،وعلى األنوي الدجل إيمان فيه ،وهو ت َّي ُار فاق ال المهزوز ،و ُف ِّ 222
المرحلية المتتابِ ِ ِ ِ يقول َمن ال ينطِ ُق ِ عة ُ عن الهوى « : mفإذا َ كان ذاكُم المسيرة هذه ُ واية « :فانتظِ�روا الدج َال ِمن ي ِ الغد» .وفي ِر ٍ أو ِ ِ �ال ِم َن ال َي�و ِم ِ الدج َ ومه أو َ َّ فانتظ�روا َّ ُ
ِمن ِ غده»(((.
الشريف حسين عام 1916م
ِ اإلخالص أكثر صدق� ًا وإخالص ًا في قضيتِ�ه ،وبهذا ور َّبما كان ُ الش�ريف حس�ي ٌن َ ُ ِ ِ ِ لما رآه الزم ًا من الحالة المس�اند وجود والصدق كان البد له من العالمي ولو مؤقت ًا ّ ِّ ِ ِ ِ ِ لألمر العالمية كان�ت أكثر احتوا ًء السياس�ية الحركة الت�ي بلغت إليها ،ولك ّن مس�ير َة ِ ِ وتطبيع ًا للصرا ِع واس�تثمار ًا لهُّ ، االنجليز أسلوب صياغة ويدل على ذلك التمع ُن في
ِ للرسائل فيما بينهم وبين الشريف ،وقد اخترنا منها مجموع ًة منتقاة ِ ِ القارئ إلطالع ٍ مس�ألة أخرى عل�ى الحال�ة الصعبة آن�ذاك((( ،والوضع القل�ق المؤلم ..إضافة إلى
ِ ِ ِ ِ وهي قصور ِ القادة العديد من السياسية لألمور ،فهذه المسأل ُة كانت لدى النظرة بعد ُ ِ ٍ الضع ِ ِ ِ يتعلق ف بمكانة ،وخاص ًة فيما ُ والعلماء ـ وهم َح َم َل ُة َق َر ِار الحك ِم والع ْل ِم ـ م َن َّ ْ ِ ِ ِ ِ المنطقة . الشيطانية في وأبعاد سياستِهم بقراءة أطما ِع المستعمري َن
ِ ِ ِ ِ العربية البلاد والعلماء ف�ي الق�ادة أصابت ع�دد ًا كبي�ر ًا م�ن وه�ذه الحال� ُة ق�د ْ
((( سنن أبي داود (. )4244
((( انظر ملحق وثائق مرحلة السراء آخر الكتاب.
223
السياسة العالمية أكثر استثمارا للصراع من رؤى شيوخ العشائر، ويدل عليه التمعن في صياغتهم للمراسالت، ويضاف لذلك انعدام بعد النظر لدى القادة والعلماء آنذاك
ِ ِ ِ ِ والثقافية اإلدارية الغربي دول َة اإلسال ِم ومؤسساتِها اختراق العال ِم واإلسالمية منذ ِّ ٍ ٍ ِ ِ خطيرة على كظاه�رة واإلسلامي مس�تمر ًة العربي الوطن وظل�ت في والفكري�ة . ْ ِّ ِّ ِ ِ العرب والمسلمين ُح ْس ُن الظ ِّن مراحل التطبي ِع االستعماري ،حتى بلغ لدى مدى ِ ِ ِ السذاجة المطلقة ! بالسياسة الغرب ّي ِة ورموزها إلى حدِّ السذاجة السياسية لحملة قرار الحكم والعلم مكنت األعداء من النجاح
ِ الغربيون من ِ ِ ِ َ العسكري االستعمار سياسة بسط السذاجة تمك َن المهندسون وبهذه ِّ
ترس َ االس�تعمار في الش�عوب و َغ َر َس �خ الثقاف�ي ث�م ُ العلمان�ي ،ثم فيما بعد ذلك َّ ِّ ِّ ِ ترتب عليهما من بالعلمنة ثم العولمة وما ف أفكاره وسياستَه لِ َينْت َُج عن ذلك ما ُع ِر َ َ َ ِ ِ ِ ِ ِ والثقافة. التربية والتعلي ِم اإلسالمية وإفرا ِغ محتواها من الثوابت احتواء
ِ ِ ولي�س َّ المن�دوب الس�امي البريطاني على لكت�اب أدل عل�ى ذل�ك م�ن قراءتِن�ا ِ ِ ِ ِ ِ ُ المش�ار إليها الحالة مطابقة العرب) ،م�ع جزيرة (مل�وك عدن جاكوب المس�مى
ِ ِ ِ ِ ِ المؤكدة حال َة المس�لمي َن الغثائي َة الس�اعة أحاديث عالمات بنصوص الكتاب ف�ي المؤدي� َة إلى ِ صفة (االس�تتباعِ) ،كما هي في حديث « َل َتتَّبِ ُع َّن َس�نَ َن َم� ْن ك َ َان َق ْب َلك ُْم وذراع� ًا بِ ِ ِ ِ ِ زالت ه�ذه الحال ُة المرضي� ُة جاثم ًة على �ذ َرا ٍع »..إلخ .وال ْ ش� ْبر ًا بِش� ْب ٍر َ
ِ ِ وبعض َح َم َل ِة ِ ِ قرار الحك� ِم والعل ِم إلى اليو ِم وإلى ْ يقضي أن األمة بعمومها عق�ول َ ال ّل ُه أمر ًا َ كان مفعوالً.
ِ ِ ِ الش ُ فس َ�ر َّ المرحلة ِم َن السر ِاء بِهذه يخ ُق ُ ُّ الس�هارنفوري رحم ُه ال َّل ُه فتن َة َّ لت :وكما َّ معاهدات ِ ِ ِ ِ ِ الحماية وتَدَ ُّخل العدو ذاتَه قد َ المس�لمين؛ َّ مع فإن فعل َ َّ الس ِّ�رية على قرار اإلسلا ِم وبِالد ُ المؤامرة ِّ ُ الكفر في بِالد ِ ٍ ِ ُ الس ِّر لِنقضِ ِ ِ ِ ِ الحكَّام واألمراء المسلِمين بعض ُ ومشايخ القبائل والسالطين عدَّ َة ُمعاهدات في ِّ ُ ِ ِ ِ ِ م�ا َ كان ُم َبرم� ًا َبينَهم و َبي� َن ُحكومة الدَّ ول�ة ال ُعثمانية ،ومنها ما فع َلت�ه َدولة بِريطانيا
224
ِّفاقات مع و ِ ِ ٍ ٍ ِ ((( َ آنذاك، ومش�ايخه وسلاطينه جهاء جنوب اليمن عاه�دات وات ِمن ُم َ ُ ٍ والخليج والكُو ِ ِ ونج�د ِ وأش�باههم في ُع َ ِ وغيرها ،وتمكنَت يت م�ان وم�ع أمثالِهم َ َ ِ اإلسال ِم العام ِة في ِ الوالء السياس�ي لدَ ِ ِ الس ِّ�ر ِية ِمن ِ ولة ِ أفسد تغيير َّ ِّ المعاهدات ِّ بِهذه ُ السياسية إلى ٍ ِ ِ ِ والء مب َّط ٍن لِدَ ِ ِ ِ ولة الك ِ المؤ ِّد ِية إلى ما ُع ِر َفـ مراحلها ُفر و َقبول حمايتها ُ ُ فيما بعدُ ـ بِاالستِ ِ عمار((( .
ِ آنذاك ليس فِيها أكثر ِمن ِ وربما كان ِ الخ ِ حس�ب الس�ائد يار روف و ُمجرياتُها َت ال ُّظ ُ َ ُ َ َ َ ُ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الحكَّا ِم ُ وش�يوخِ وقع األمر عندَ هذا الحدِّ ،وإنَّما َ وعي ُ العش�ائر العربية ،ولم يقف ُ
عمار بعض الع ِ ِ �ن لِ في ِش ِ المب َّط ِ ِ ِ وأه�ل الفتوى َ دون لماء �باك مصلحة االس�تِ ِ ُ ُ العمل ُ ِ ِ ِ ِ ِ �ظ ِم ُثل ه�ذا ِ ِ الح ُ األم�ر ُ األمر في ط�ورة إدراك ُخ المتآمري�ن ،و ُي َ وخدع�ة األع�داء ُ دة لز ِ ِ ِ الرسائل واختِ ِ ِ ِ ِص ِ وشرف الدِّ ِ ِ ِ ين العرب عماء ياغة مج ِ ُ الم ِّ يار عباراتها المعسولة ُ ِ الهاش ِ الفة ِ الخ ِ منهج ِ ِ ِ ِ ِ �مية وإحياء اإلسلامية الوحدة وحاج�ة األُ َّم ِة إلى اإلسلامي ِّ التي صدَّ َقها بع�ض الز ِ العربية الممج ِ ِ ِ ور ِ عماء ِ دة الردود العربي ،وفي الحك ِم ُ ُّ ُ ِّ جال ُ ِّ ِ الوفاء ِمن د ِ ِ وشرف الع ِ ِ لِ ِد ِ اس�تدرارا لِ ِ ولة بِريطانيا طلب والشهامة روبة ين اإلسلا ِم َ ُ ً ووكالئها . ُ
((( لالس�تزادة انظ�ر كتابنا «الط�رف األحور في تاري�خ مخالف أحور» حيث طبعن�ا منه الجزء األول ،وفي�ه تفصيل واف ووثائق ومعاهدات ش�تى تغطي ه�ذا الجانب ،عرضت تاريخيا
كوثائق عن المرحلة .
((( انظ�ر ملحق الوثائق آخر الكتاب :نماذج من مؤامرة (فتنة الس�راء) المقررة في فقه عالمات الساعة .
225
العبارات المعسولة في المراسالت مع الهدايا وعرابين الصداقة هي شباك الخداع
ِ ِ ِ ِ وثائق بريطاني ٌة « » 637 : 1 اإلنكليز ،الصفحة األولى ،عن « مع نموذج ُ لبعض ُمراسالت الشريف َ ٌ
226
ِ ِ ِ ِ وثائق بريطاني ٌة « » 638 : 1 اإلنكليز ،الصفحة الثانية ،عن « مع نموذج ُ لبعض ُمراسالت الشريف َ ٌ
نص الرسالة :بسم الله الرحمن الرحيم ،إلى صاحب األصالة والرفعة وشرف المحتد ساللة بيت النبوة والحس�ب الطاهر والنس�ب الفاخر دولة الش�ريف المعظم السيد حسين بن علي أمير
227
مكة المكرمة قبلة اإلسالم والمسلمين أدامه الله في رفعة وعالء. وبعد فقد وصلني كتابكم الكريم بتاريخ 24ذي الحجة س�نة 1333وس�رني ما رأيت فيه من قبولكم إخراج واليتي مرسين و َأ َضنَه من حدود البالد العربية. وقد تلقيت أيضا بمزيد من السرور والرضى تأكيداتكم أن العرب عازمون على السير بموجب تعاليم الخليفة عمر بن الخطاب ؤ وغيره من السادة الخلفاء األولين ..التعاليم التي تضمن حقوق كل األديان وامتيازاتها على السواء. ه�ذا وف�ي قولكم :إن الع�رب مس�تعدون أن يحترموا ويعترف�وا بجميع معاهداتنا مع رؤس�اء علم منه طبع ًا أن هذا يشمل جميع البالد الداخلة في حدود المملكة العربية ألن العرب اآلخرين ُي ُ حكومة بريطانيا العظمى ال تستطيع أن تنقض اتفاقات قد أبرمت بينها وبين أولئك الرؤساء. أما ش�أن واليتي حل�ب وبيروت فحكومة بريطاني�ا العظمى قد فهمت كل ما ذكرتم بش�أنهما ودون�ت ذلك عندها بعناية تامة؛ ولكن لما كانت مصالح حليفتها فرنس�ا داخلة فيهما فالمس�ألة ّ تحتاج إلى نظر دقيق ،وسنخابركم بهذا الشأن مرة أخرى في الوقت المناسب. إن حكوم�ة بريطاني�ا العظم�ى كم�ا س�بقت وأخبرتك�م مس�تعدة ألن تعط�ي كل الضمان�ات والمساعدات التي في وسعها إلى المملكة العربية ولكن مصالحها في والية بغداد تتطلب إدارة ودية ثابتة كما رسمتم على أن صيانة هذه المصالح كما يجب تستلزم نظرا أدق وأتم مما تسمح به الحالة الحاضرة والسرعة التي تجري بها هذه المفاوضات. وإننا نس�تصوب تماما رغبتكم في اتخاذ الحذر ولس�نا نريد أن ندفعكم إلى عمل س�ريع ربما يعرق�ل نجاح أغراضكم ولكننا في الوقت نفس�ه نرى من الض�روري جدا أن تبذلوا مجهوداتكم في جمع كلمة الش�عوب العربية إلى غايتنا المش�تركة وأن تحثوهم على نجاح هذه المجهودات وعلى التدابير الفعلية التي يمكن للعرب أن يتخذوها إلسعاف غرضنا عندما يجيء وقت العمل تتوقف قوة االتفاق بيننا وثباته. وفي هذه األحوال فإن حكومة بريطانيا العظمى قد فوضت لي أن أبلغ دولتكم أن تكونوا على ثقة من أن بريطانيا العظمى ال تنوي إبرام أي صلح كان إال إذا كان من ضمن ش�روطه األساس�ية حرية الشعوب العربية وخالصها من سلطة آل عثمان واألتراك. ه�ذا وعربون� ًا على صدق نيتنا وألجل مس�اعدتكم في مجهوداتكم في غايتنا المش�تركة فإني مرسل مع رسولكم مبلغ عشرين ألف جنيه. وأق�دم ف�ي الختام عاط�ر التحي�ات القلبية وخال�ص التس�ليمات الودية مع مراس�م اإلجالل والتعظي�م المش�مولين بروابط األلفة والمحبة الصرفة لمقام دولتكم الس�امي وألفراد أس�رتكم المكرمة مع فائق االحترام. تحريرا في 8صفر 1333 المخلص نائب جاللة الملك بمصر السيد آرثور هنري مكماهون
228
((( بل َّ اغتر ُ إن َش َ ِ اإلصالح التي نادى وخ ِد َع بِدعوى يخ اإلسال ِم ُمصطفى صبري َّ ِ الخليف�ة ِ ِ ِ إق�رار َ الحميد لم�ا كان نائب ًا في عبد عزل به�ا « االتحادي�ون » فش�ارك في
ِ ِ ِ ِ ومجيء «الكماليين» رحيلهم مجل�س «المبعوثان» ُث َّم لما تب َّي َن حقيق َة األم�ر وبعدَ نكري الن ِ َّف كتابا سماه «الرد على م ِ ِ ِ ِّعمة ُّ ُ اجتهدَ في كش�ف مخططات أتاتورك وصن َ ً َّ أتاتورك وأساليب ِخ ِ ِ ِم َن الدِّ ِ َ وكشف داعه ، كشف سياس َة والخالفة واألُ َّم ِة» وفيه ين َ َ َ ِ الفة؛ ِ الخ ِ ول�ة ِ ُحاك ِضدَّ د ِ ِ ِ ؤام�رات التي كانَ�ت ت ُ األوان .كان ف�وات الم ولكن بعدَ َ ُ الش�يخ مصطفى وقت العزل نائب ًا في مجلس المبعوثان ثم عين في عهد الس�لطان عبدالمجيد الثاني آخر الخلفاء العثمانيين((( شيخ ًا لإلسالم.
ِ الخ ِ جانب ِ ِ كان ِ الشريف ُح َس ٍ ِ وفي البداية فقد َ ثمانية ،ويت َِّض ُح الفة ال ُع ين إلى ف موق ُ
((( عي�ن الش�يخ مصطف�ى صبري نائب� ًا عن مدينة توق�اد ع�ام 1908م ،وكان نائب�ا في مجلس
المبعوث�ان ع�ام 1909حين عزل الس�لطان عبدالحميد ،ثم عين ش�يخ ًا لإلسلام في عهد عبدالمجي�د الثاني آخر الخلفاء ،ف�كان آخر من تقلد هذا المنصب قبل إلغاء الخالفة ،وقد
كرس جهوده في فضح مخططات االتحاديين فسجنوه ثم تفرغ لفضح مخططات أتاتورك وأص�در صحيفة تركية لذلك ،ثم تم نفيه واس�تقر به الن�وى في مصر وفيها ألف كتابه «الرد
عل�ى منك�ري النعمة» وطبعه في لبنان قبل إلغاء الخالفة بعام واحد ،ثم لما ألغيت الخالفة
تبين للمخدوعين من المسلمين صدق ما أخبرهم به شيخ اإلسالم ،وبقي في القاهرة حتى
وفاته عام 1954رحمه الله تعالى.
((( كان المفت�ي وق�ت عزل الس�لطان عبدالحميد هو الش�يخ نوري أفندي وق�د رفض التوقيع على فتوى الخلع وأحال األمر إلى ش�يخ اإلسلام ضياء الدين أفندي الذي رفض أيض ًا ثم
وقعها بعد تهديده بقتل الس�لطان عبدالحميد إذا لم يوقعها .وكان االتحاديون قد قاموا من قبل بذبح س�لطان سابق وهو الس�لطان عبدالعزيز عم السلطان عبدالحميد في قصره بقطع ش�رايين زنده ثم أش�اعوا أنه انتحار« .الس�لطان عبدالحميد الثاني ،حياته وأحداث عهده»، ألورخ�ان محم�د علي ص ، 280-279والكت�اب مزود بالمراجع والوثائ�ق التركية ،دار
النيل ،الطبعة األولى .2008
229
شيخ اإلسالم مصطفى صبري وكتابه «الرد على منكري النعمة من الدين والخالفة واألمة»
ِ ِ ِ �لطان لحج ،ففي رس�التِه لإلمام رس�ائله إلى اإلما ِم َيحيى وإلى ُس خالل ذلِ َك ِمن ِ ِ خليفة الم ِ وإن واجب ك ُِّل م ِ سلمين حتَّى بِ ِع ِ قال ٍ َيحيى َّ : بعير .وفي ِكتابِه تقوية س�ل ٍم َ ُ ُ الزعامة الت ِ ِ ِ لطان لحجِ : مكان تقوي ُة س ِ ٍ لس ِ لطان الم ِ األهمية بِ ُّركية تحت وم َن سلمين َ ُ ُ ُ
ِ ِ ِ عمل نسعى إ َليه ينبغي االهتما ُم بِ أي ٍ ثماني َ ، الوحدة وقبل القيا ِم بِ ِّ بِقيادة الخليفة ال ُع ِّ ِ الفة الت ِ الخ ِ اإلسلامية م�ع ِ ِ والخالف ُة» لِنِ ِ ضال «الش�ريف ُح َس�ي ٌن ُّركية .اهـ ص86 ُ َ العرب س�ن َة 1914م لِكَونِه�م أكثر ِ المومن�ي .وس� َعت بِريطانيا لِالت ِ ِّصال بِ ِ عناص ِر َ الناحية الدِّ ِ ِ ِ ِ الدَّ ِ ثمانية عد ًدا ،ويتمتَّعون بِ ٍ ينية. األتراك ِم َن أكبر ِم َن ولة ال ُع تقدير َ
ِ ِ الش�ريف ُح َس ٍ عدلت بريطانيا ين بِ ِ كر الرس�ال ُة ِمن بِريطانيا إلى تاريخ 8آب 1914م ُش َ وتضمنَت ِّ مواقفها تجاه ِ ألماك ِن المقدَّ ِ ِ الحسنة لِ ِ ِ وتقول :إنَّها ال ت ِ ُ إعادة ُعار ُض في سة ، الشريف على ِخدمتِه ُ الحسين والعرب خلق ِخالفةٍ ِ ِ ِ ِ إمكان ِ ِ َ الس�فار ُة البِريطاني ُة بِاآلس�تانة العرب ، عدة مرات الخالف�ة إلى َ واقترحت ِّ
بحسب ما أملته �لطان العثمان�ي إذا ما أعلن ِ ضرب س ِ العربية لِ ِ ِ ٍ ِ ِ َت الدَّ ول ُة الس �لطة الجزيرة في جديدة ُ ِّ ُّ ُ عليها مصالحها العثماني ُة الحرب ِضدَّ الح ِ الخ ِ شأن ِ لفاء ُ ،ثم عدَّ َلت بِريطانيا نظرتَها بِ ِ واعتبرتها الفة ُ َ ُ َ َّ الخ ِ مسألة ِ ِ تخص الم ِ س�لمين ُ ،ث َّم عا َدت بِريطانيا لِ ُّ وأشارت الفة لتدخ ِل في َ مس�أل ًة ُ ُّ ُ
ِ ِ ِ ِ ستش�ار البِ س�الة الت�ي َ ريطاني في الم بعث بها الر ُ ُّ ُ س�تورز ُ إل�ى الخالف�ة العربية في ِّ الش�ريف ِ ِ ِ عبدال َّل ِه بِ ِ تاريخ تِش�رين الثاني 1914م ،وجا َء فِيها :وعس�ى القاهرة إلى تأمل العبارات التي تحمل ٍ والنسب ُ ،ي ِ يم َّن على المؤمنين بِ ِ ِ ِ ف على والحس�ب األصل عربي خليفة شر ُ ِّ ال َّل ُه أن ُ
العاطفة الدينية من سياسي أوروبي
�ك يبدِّ ُل ِ ِ ِ ِ ِ ِ يومئ ٍذ المن ََّورة ،وبذل َ ُ المباركتَي�ن :بي�ت ال َّله الحرا ِم ،والمدين�ة ُ ال ُبقعتَي�ن ُ ِ الشر ٍ والخالف ُة » . الشريف ُح َسي ٌن بخير .اهـ ص« 89 ُ ر ُّب َك َّ
زال مرتبِ ًطا بِالدَّ ِ ِ ِ ِ كان م ِ الش�ريف ُح َس ٍ ولة �ف وق ُ �ين في ذل َك الوقت ُمت�ر ِّد ًدا ،وم�ا َ ُ َ َ ِ ِ ِ َ ثمانية ،فر َّد على َ الش�ريف عبدُ ال َّل ِه وكان والتس�ويف ، ماطلة الم ال ُع ُ الرس�الة بِ ُ تلك ِّ الخ ِ جاز بِ ِ العرب في ِ ٍ الح ِ ِ قد أ َّكدَ َ ِ الفة تمس َك رسالة إلى التاريخ في قبل ذلِ َك ستوزر ُّ َ 230
قبل ِ ِ الخ ِ الش�ريف حس�ينًا ل�م يفكِّر بِ ِ ِ العربية َ وذكر َّ س�نة 1914م الفة أن ثمانية ، ال ُع ُ ْ َ ُ َ َ ِ ِ بالش�ريف ُح َس ٍ ِ عاودة بِريطانيا االت َ َ وف بِريطانيا ِمن ِّصال أس�باب ُم وكان ِمن ، �ين َخ ُ ِ اله ِ ِ الخ ِ تأثي�ر ِ ثماني�ة على الم ِ ِ س�لمين ف�ي ِ ند الذي�ن يدينون ُروح ًّي�ا بِ الوالء الف�ة ال ُع ُ
ِ ِ ِ ِ إبطال ِ ثماني ،فأرا َدت بِريطانيا ِم َن اتِّصالِها بِ َ الدعوة إلى تأثير الشريف لسلطان ال ُع ِّ ل ُّ ِ تخفيف ِ المقدَّ ِ ِ ُ أثرها ، األقل ثماني ،أو عل�ى الس َ �لطان ال ُع ُّ س ،التي أعلنَها ُّ الجه�اد ُ ِ الخ ِ كرة ِ خلق فِ ِ الرأي فساندَ تها في ِ العربية ِخ َ الل الفة وشاركَت فرنسا بِريطانيا هذا َّ
ِ ِ الخ ِ لضرب ِ ِ الش�ريف ُح َس ٍ ِ ِ ثمانية ،و ُيذك َُر َّ ين تنصيب أن فِكر َة الفة ال ُع س�نة 1914م وف الح ِ هاد دفعهم إلى ِز ِ الج ِ ِ إعالن ِ فِكر ٌة فِ ِرنسي ٌة بحت ٌة َّ ، يادة االهتما ِم لفاء ِمن َ وأن َخ َ ُ ِ بِ الشريف ُح َس ٍ ين .اهـ ص. 92 – 90
األس�باب الت�ي أدت إلى قي�ا ِم ال َّث ِ ِ �ورة َ ، فقال : �ف إلى وف�ي ص99 المؤ ِّل ُ َّ أش�ار ُ َ ين على الدَّ ِ ِ ِ العرب بِ الشريف ُح َس ٍ ِ ِ اختلف ال َق ُ أسباب ُخ ِ ولة زعامة روج ول في ومهما َ ٍ ثمانية وإقام� َة ِخ ٍ ِ الخ ِ أن القضاء عل�ى ِ ِ ِ المؤك َِّد َّ عربية الفة الفة ال ُع َ ال ُعثماني�ة فإنَّه م� َن ُ هاش ٍ ِ ِ مية لم ي ُك ْن ِمن َبي َن تِ َ األسباب وإنَّما كانَت ِضدَّ االتِّحاد ِّيين وتس ُّلطِهم على لك
إعالن ال َّث ِ ِ الدَّ ِ ِ ثمانية .اهـ ،وفي صَ 100 وحرص ُح َسي ٌن ُم ُ ورة على نذ قال : ولة ال ُع َ ِ ِ الخ ِ �كه بِ ِ إعالن تمس ِ ِ ِ ِ ِ إخالصه ووالئه وإظهار ثمانية اإلسالمية ال ُع الفة األتراك على ُّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ حمد رشاد السلطان ُم َّ الرسالة التي بع َثها إلى ُّ لسلطان ال ُعثماني ،ويتَّض ُح ذل َك م َن ِّ ل ُّ ِ قالل البِ ِ إعالن اس�تِ ِ بِ َ تاري�خ 12تم�وز عا َم 1916م أ َّكدَ فِيها َّ ِ العربية ال يعني لاد أن
ِ ثمان لِلبِ ِ سلاطين ِ ِ ِ ُ آل ُع َ اإلسلامية ،وإنَّما ج�ا َء هذا الد أعمال إن�كار اإلعالن ِضدَّ َ ِ ِ ِ ِ تقديرنا احترامن�ا وعظي ِم يعلم مدى االتِّحاد ِّيي�ن ،وج�ا َء في نهاية ِرس�الته :وال َّل� ُه ُ ِ ِ شخصكم الهمايوني السامي ولِ لِ ِ ثمانية .اهـ . لسلطنة ال ُع ِّ ِّ
ِ ِ ِ وعندَ م�ا َ الش�ريف اإلمارة وع َّينوا منصب الش�ريف ُح َس�ينًا ِمن عزل االتِّحاديون َ َ 231
فكرة الخالفة العربي فكرة فرنسية ،كان المرجو منها خلق بابوية إسالمية
َ وكان أميرا على م َّك َة في 20شعبان 1334هـ « ُ 21ح َزيران 1916م » ـ علي َحيدر ً ِ العرب بِ الشريف ُح َس ٍ ِ ِ ين كتا ًبا يلو ُم حيدر إلى الشريف كتب ضرب هد ُفهم ُ العرب ـ َ َ ٌ روجهما على الدَّ ِ الش�ريف وولدَ ه عل ًّيا لِ ُخ ِ الش�ريف ُح َسي ٌن بِ ِك ٍ تاب ولة ،فأجا َبه فيه ُ َ
ِ حر ٍم َ 1335 قال في�ه َّ : فرضا على العرب على االتِّحاد ِّيي�ن روج أصبح ً َ إن ُخ َ ف�ي ُم َّ العرب والم ِ ِ ِ ُ وأضاف َّ : أس�باب ُخ ِ أعمال االتِّحاد ِّيين العرب ه�ي روج إن س�لمين ، َ َ ُ العربية بعدَ س ِ ِ قالل البِ ِ هدف ال َّث ِ حفظ استِ ِ ِ ُ والعرب َّ ، قوط الد ورة وإن ِضدَّ اإلسلا ِم َ ُ ِ ِ الدَّ ِ والخالف ُة». «الشريف ُح َسي ٌن أصبح وشيكًا .اهـ ص103 ثمانية ،الذي ولة ال ُع ُ َ
اله ِ عارض الم ِ س�لمون في ِ وفي صَ 104 قال : ند ال َّثور َة العربي َة ،واعتبروها ِضدَّ َ ُ ِ ِ الخ ِ ِ الخليفة ،وأنَّ�ه بِ ُخ ِ الش�ريف ُح َس�ينًا ِ روجه طاع�ة خار ًجا على الف�ة ،واعتبروا َ
األماكن المقدَّ س َة لِ ِ ِ لخطر . عر َض َ ُ َّ علماء الشام وفتواهم ضد ثورة الحسين
ُص�رة الدَّ ِ ِ وأص�در ُعلماء الش�ا ِم فتوى ِض�دَّ َث ِ ورة ُح َس ٍ ولة العل َّي ِة �ين ،ود َعوا إلى ن ُ َ ِ ثماني�ة ،وج�ا َء في الفتوى َّ : أمير م َّك َة الس�ابِ ِق ِم َن وإن ما فع َله ال ُع ُ الش�ريف ُح َس�ي ٌن ُ ف لِ ِ ِ ِ روج على ِ ُ الخ ِ لقرآن ولِ ُّسن َِّة حم ِد رشاد خان ُمخالِ ٌ المسلمين ُم َّ المؤمنين إما ِم ُ أمير ُ
ِ لإلنكليز م ِ النب�ي الكري� ِم ، mكم�ا َّ لس�خط ال َّل ِه تعالى ورس�ولِه ب أن التِجا َءه وج ٌ ِ ُ ِّ ِ ِ ِ ونف�رة ُعمو ِم الم ِ مخدوع بِ الكاذ ِبة المواعي�د س�لمين ،وهو ع َليه الصال ُة والسلا ُم ٌ ُ واألضاليل الباطِ ِ ِ لة فال َح َ ول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه .وو َّق َع الفتوى اثنان وخمسون عالِ ًما ِ ِ العرب في عارضها أنحاء العال ِم ال َّثورة ،كم�ا الس�ن ُّيون في . َ َ ُ المس�لمون ُّ وعارض ُ ِ المغرب العربي ِ . ِ والخالف ُة» . «الشريف ُح َسي ٌن راج ْع ص106-105 ُ ِّ
ِ يخ الكُو ِ بارك ابن س ٍ ِ ِ وش ُ وش ُ يت َ �عود َ المحمرة َثور َة يخ َ وعلى الرغ ِم من ذل َك فقد َ ُ ُ المصدر السابِ ُق ص. 106 ُح َسين في تِشري َن الثاني 1916م .اهـ . ُ 232
ِ الحج س�ن َة 1334هـ ُخطب ًة أ َّيد فِيها ناسبة وخطب الس� ِّيدُ رش�يدُ ِرضا في م َّك َة بِ ُم ِّ َ وقال :أيها ِ ِ ال َّثور َة العربي َة وم ِ الشريف ُح َس ٍ الحجاز ُّيون ،إِ َّن َمن يك ُف ُر لهذا ف وق َ ين ُّ َ ، َ ِِ الناس لِلنِّع ِم ،أيها الم ِ ِ سل َ يجب مون ، أكفر ُ ُّ ِ َ ُ ُ المنقذ هذه النِّعم َة فهو ُ المصل ِح ُ الرج ِل ُ العمل هو أعظم ِخ ٍ ِ َ أن تعلموا َّ الزمن .ص. 108 دمة لِإلسال ِم في هذا أن هذا ُ
الشيخ رشيد رضا يخطب في مكة بتأييد الشريف حسين
ِ إخالص�ه لِ ِ الق ِ جريدة ِ ِ ِ ِ خالل الش�ريف ُح َس�ي ٌن ِمن واس�تمر لخليفة تأكيد بلة ف�ي ُ َّ ِ ِ ِ ِ ِ اإلضافة إلى ِ ثماني بِ النفوذ ازدياد خاص ًة بعدَ إبراز ُسلطة االتِّحاد ِّيين على الدَّ ولة َّ ال ُع ِّ ِ األلمان�ي في الدَّ ِ أصبح االتِّحاد ُّيون ُيجبِرون الخليف َة على توقي ِع ثمانية حتَّى ولة ال ُع َ ِّ ِ المصدر السابِ ِق ص. 111 األوامر التي ُيصدرونها . ُ
وس� ِم الحج لِ ِ الل م ِ الش�ريف حس ٍ ِ ِ ِ س�نة عنوان « تحت وف�ي صَ 113 ِّ �ين ملكًا خ َ ُ ُ ُ َ ٍ ٍ التأسيس لِ ِ 1334هـ » بعدَ ال َّث ِ خمسة ُش ٍ شرع ُح َسي ٌن بِ ورة بِ ِ عربية، مملكة هور تقري ًبا َ ِ الس�بت 1محرم 1335هـ « 28تِش�رين األول 1916م » نفس�ه ِ ملكًا وأعل� َن َيو َم َّ َ ُ َّ ِ الخ ِ مس�ألة ِ ِ ِ ِ ِ ُ اإلسلامية الفة البحث في تأجيل وتم على العرب ومرج ًعا دين ًّيا لهم َّ ، يجتمع العالم اإلسالمي على ات ِ ِ ِّخاذ ٍ قرار بِشأنِها .اهـ حتَّى َ ُّ ُ
طاب موج ٍ ِ ِ واإلسلامي العربي �ه إلى العال ِم كرم�ة في خ ٍ ُ َّ ِّ ِّ الم َّ وأعل� َن ُعلم�ا ُء م َّك َة ُ ِ ِ ِ �ين بِالم ِ ِ ِ ِ ِ �روج االتِّحاد ِّيين لك وبالمرجعية الدينية ُخ َ بِ ُمناس�بة َبيعتهم للش�ريف ُح َس ٍ ُ
عن الدَّ ِ الخ ِ وأس�قط ُعلماء م َّك َة في خطابِهم ِصف َة ِ الفة ِ ِ َ ولة اإلسلامي ، الدين على ُ ِّ أن المملك� َة ـ أي :الدَّ ول� َة العثماني َة ـ ِ ِ ثماني�ة بِقولِه�م :ها نح ُن ن�رى بأع ُينِنا َّ قد ال ُع ُ ْ ِ انسلخت عن ِ سبب م ِ وج ٍ َ ب شكلها اإلسالمي الذي نعهدُ ه ،وص ْرنا ُك َّلما بح ْثنا عن ٍ ُ ِّ
ِ الخ ِ روط ِ شرط من ُش ِ ٍ ِ ِ المصدر الجماعة ال نجدُ ه .اهـ الفة وانتِظا ِم أي للطاعة وعن ِّ ُ السابِ ُق ص. 115 233
الشريف ينصب نفسه ملكا لمملكة عربية ومرجعا دينيا للمسلمين
عل الح ِ ِ ِ لقب ُح َس ِ واحتجت بِريطانيا وفرنس�ا على ِ لفاء �ين الجديد ،وكانَت ر َّد ُة ف ِ ُ َّ أمل في الح ِ االعتراف ،و ُأصيب حس�ين بِ َخ ِ ِ ِ يب�ة ٍ لفاء ُ حيث لم بالتهنئة وعد ِم تتم َّث ُ�ل ُ َ ُ َ ُ ملكًا على ِ يعترفوا بِه إلاَّ ِ الح ِ ِ المصدر السابِ ُق ص. 116 جاز فقط .اهـ ُ
الق ِ وص�در أمر ملكي ف�ي ِ بلة بِ ِ تاريخ 4ربيع الثاني 1337هـ « 17تِش�رين الثاني ٌّ َ ٌ ِ الخ ِ ِ ((( الش�ريفة بِنا ًء على اس�تِ ِ ثماني في ُ مرار طبة الس�لطان ال ُع ِّ 1918م » بِرف ِع اس� ِم ُّ طبة الجم ِ ثمانية ،وأصبح الدُّ عاء في ُخ ِ ِ س�يطرة االتِّحاديين على الدَّ ِ ِ عة بِاس� ِم ولة ال ُع َ ِّ ُ ُ ُ ِ ِ ومل ِك البِ ِ ِ وأميرها ِ ِ العربية ُق َّر َة ك ُِّل َع ٍ الش�ريف ين س� ِّي ِدنا وموالنا الد ش�ريف م َّك َة « ُح َس ٍ المصدر السابِ ُق ص. 119 ين » .اهـ . ُ
أمير المؤمنين » ،وخاط َبه ُ الملك حسين أهل الش�ريف ُح َس�ي ٌن وأصدر ُ منش�ورا ملك ًّيا بِتلقيبِه « ُ ً َ ٍ ِ مل ِ يلقب نفسه بأمير الش�ا ِم بِ ِ ِ المقدَّ ِ س ،وخاط َب�ه ُ برقي�ة بعثوا بها : أهل يافا في �ك العرب والخليف�ة ُ المؤمنين ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بول عبوديتنا الصادقة » .وفيها إش�ار ٌة إلى َبيعتهم الصريحة ل ُح َس ٍ «هذه ال َبيع ُة و َق ُ ين ِ ِ أه�ل ِ الهاش ِ ِ ِ الخ ِ بِ ِ الع ِ راق ُح َس�ينًا بِ وبايع ُ اإلسلامية الخالفة �مية ، اإلسلامية الف�ة َ صراح ًة .
الخ ِ روج عن مبدأِ ِ ولم�ا تو َّلى مصطفى أتاتورك الحكم ِ الفة َ وعم َ�ل على ُ الخ ِ قال ُ ُ ُ َّ المل ُك حسين :يرحم ال َّله ِ الخالف َة ،وأحسن عزاء الم ِ ِ المصدر السابِ ُق سلمين فِيها . ُ ُ ُ َ ٌ ُ َ َ ُ ص 123بِتصر ٍ ف. ُّ بروز مصطفى كمال أتاتورك كبطل قومي في مقاومة الحلفاء الذين احتلوا اسطنبول
كبطل ُأس�طوري في الدِّ فا ِع عن أراضي تُركيا ِضدَّ الح ِ ٍ لفاء، وبرز ُمصطفى أتاتورك َ ُ ٍّ
((( وهي ذاتها س�نة وفاة الس�لطان عبدالحميد الثاني في منفاه بالبلقان! وتجدر اإلشارة إلى أن الس�لطان عبدالحميد هو الذي عينه بإجبار م�ن االتحاديين على إمارة مكة قبيل تنحيته عن
الحكم (عام 1326هـ ـ 1908م) .
234
ِ ِ ِ ف الم ِ ُ ُ َ س�لمون م َعه أتات�ورك وكان يعم�ل على تَوحيد تُركي�ا والحفاظ ع َليها ،وتعا ُط َ ُ الس�ادس الخاض� ِع لِلن ِ ِ َ ِ ِ وأصب�ح بِ ِ األجنبي ، ُّفوذ حم ٍد النس�بة لهم َ ِّ أفضل م َن الخليفة ُم َّ الشعراء ِ ، ِ ِ ورحب الم ِ األتراك لِالحتِ ِ سلمون بِ الل مقاومة ومنهم أحمدُ وآزره ُّ ُ األجنبي َ ، ِّ َّ َ ُ ٍ َ تصر ٍف. قصيدة له . أتاتورك في امتدح َشوقي ،الذي َ المصدر السابِ ُق ص 136بِ ُّ ُ
ِ ِ ِ كثيرا من أهميتِها ُق َب َ الحرب وخال َلها ، ي�ل وكانَ�ت الخالف� ُة ال ُعثماني ُة قد فق�دَ ت ً أتاتورك في أنقرة هو الذي يدير أمر الدَّ ِ ِ الوطني بِ َ َ وترك ولة ، رئاسة المجلس وصار ُ ُ ُ َ ُّ َ ِ ترش�يح ِ الفة ِ ، الخ ِ منصب ِ الدي�ن ِ ِ ُ ُ ِ المجيد عبد أتاتورك على وعم َل الس �لطان وحيدُ َ ُّ
أحمد شوقي يمتدح أتاورك في قصيدة له
بن ِ اعتباره خليف ًة لِلم ِ ِ ِ العزيز ،وو َّق َع وثيق ًة بِ ِ س�لمين وخاد ِم الحر َمين الشري َفين . عبد ُ المصدر السابِ ُق ص 142 ، 137بِتصر ٍ ف. ُّ ُ
ِ ِ المجيد الثاني خليف ًة لِلم ِ س�لمين في 18تِش�رين الثاني ِ 1922م َن �ب عبدُ وانتُخ َ ُ ٍ ِ ِ المجل ِ ُ الوطني « ِخالف ًة َ مع نجح س أتاتورك فيما بعدُ بالتنس�يق َ دون ُس�لطة » حتَّى َ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ مهورية . الج بِريطانيا على إلغاء الخالفة وإعالن ُ
ِ ِ ِ ِ الكثير ِمنه�م ِم َّما َ ُ فعل وتب�ر ِؤ وأدى إعلان ُ المس�لمين ُّ الجمهوري�ة إل�ى س�خط ُ أتاتورك ،وذمه الذين مدحوه سابِ ًقا .المصدر السابِ ُق ص 144بِتصر ٍ ُ ف. ُّ ُ َّ ِ لجأ إل�ى الس ِ ِ �فارة البِ �لطان عبدالمجيد َ ُ وطلب ريطانية ، الس َ ولم�ا ُخل َ ِّ �ع الخليف ُة ُّ َّ �لطان يدعوه لِل ُقدو ِم إلى ِ الح ِ ِ ِ ِ الح ِ َ جاز ،وقبِ َل الس ماية ؛ فأرس�ل المل ُك ُح َس�ي ٌن إلى ُّ
الس ُ لطان الدعو َة . ُّ
ِ ووصل إلى ِجد َة َيو َم اإلثن ِ َ وجرت َين 15كانون الثاني ؛ فاستقب َله المل ُك ُح َسي ٌن َ ، مراس�يم االس�تِ ِ َ الجميع إلى م َّك َة واس�تُقبِ َل بها توج�ه قبال ،وف�ي 20 ُ كانون الثاني َّ ُ المس�ج ِد الحرا ِم بِص ِ حبة ِ ِ اس�تقبالاً المل ِك الج ُمع َة في ُ 2ش�باط في ُ كبيرا ،وصلى ُ ً 235
الخليفة عبدالمجيد الثاني ينتخب بال سلطة حقيقية
الخ ِ ين ،وكذلِ َك في الجمعتَين التاليتَين ،وسمع الدُّ عاء لِ ِ لمل ِك ُح َس ٍ ُح َس ٍ ين في ُ طبة َ َ ُ ُ ِ ِ الخليفة المخلوع ولي�س الدُّ ع�اء لِ ِ َ الطائ�ف في الخميس الدين إلى لخليفة ، وانتق�ل الخليف ُة وحي�دُ َ ُ يغادر إلى مكة ثم 1آذار 1923م ،وأق�ام به�ا أيام�ا ُث�م ع�اد إلى م َّك َة ِ س�افر في ومنه�ا إلى ِجد َة ُ ،ث َّم َ َ َّ َّ ً َ إلى سويسرا ِ ِ ِ ِ ِ 1رمض�ان 1341ه�ـ بِ �لطان وحي�دُ الدِّ ِ ُ ين ُق َب َيل الس اعتب�ار اعتالل صحته ،وأعل َن ُّ
غ�ادرة ِ ِ الح ِ ع�رض وض ِع تُركي�ا ِخ َ ُم الل اإلسلامي ج�ا َء فيه منش�ورا لِلعال� ِم ج�از ُ ِّ ً �يطرة االتِّحاديين عل�ى الدَّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ولة ، وس ِّ الح�رب العالمي�ة ،و ُظ�روف تو ِّليه الخالف�ة َ ، ِ الخ ِ لقضاء على ِ وس�عي مصطفى كمال لِ �لطان عن ِ ِ ِ وضم َن الفة . نفسه ، الس َّ ِ ُ ودفا ِع ُّ الد المقدَّ ِ وأهله في البِ ِ مل ِك ِ جاز على ضيافتِه ِ �كر لِ ِ الح ِ المنش�ور بِ ُش ٍ سة وتوجه نحو ُ َ سويسرا.
الدي�ن ؛ لِ ِ ِ ِ إن ِ يتن�ازل له ِ ِ َ وق َ َ ي�ل َّ : المل َ عن وحيد �لطان الس �ك ُح َس�ينًا ضغ�ط على ُّ رجاعها ِ ِ طالبة باس�تِ رفض ،وأصر على الم ِ الفة ِ الخ ِ ِ المصدر السابِ ُق لنفس�ه . ولكنَّه َ ُ ُ َّ 158 - 153بِتصر ٍ ف. ُّ
يكون معنى « فِ ِ يخ السهارنفوري ِ ُ الش ُ فس َره َّ تنة رح َمه ال َّل ُه ُّ وعلى هذا التفسير الذي َّ ٍ ِ ضعف الدَّ ِ ِ ِ ِ ؤامرات ُمب َّط ٍنة ثمانية وما طر َأ ِمن ُم ول�ة ال ُع مرحلة األحلاس » يعو ُد إلى ِ تمزيقها ،وما جرى في تمر ِ لِ ِ ِ البلقان وال ُب ِ ِ وس�ية الر لغار وثوراتِهما ُ ،ث َّم دات الحرب ُّ ُّ
ِ ِ وس عل�ى ِ الر ِ الر ِ اليات الو ثماني�ة ؛ ال ُع وس ،وامت�دَّ ُهجو ُم ُّ فانضم�ت روماني�ا إلى ُّ َّ ِ ِ األناضول . ثمانية حتَّى ال ُع وتاله�ا مرحل� ُة « فِ ِ بعض ُحكَّا ِم الس�ر ِاء » ،وهي المرحل� ُة التي تنة تجاوب فِيه�ا ُ َ َّ ِ ِ ٍ ٍ ِ ِ قبائ�ل البِ ِ واإلسلامية ـ بِ ِ س�اومات إدراك ـ لِ ُم �إدراك أو بِ َغ ِير العربي�ة الد ورؤس�اء
236
ِ ِ ِ إث�ارة الن ِ ِ ِ ول االس�تِ عمارية و َق ِ الدُّ ِ ب�ول إغراءاتِهم بِ العربية كالقومي�ة القومية ، ُّعرة س�اعدات م ٍ ٍ ِ ِ جس�د الدَّ ِ ِ ِ واالنف ِ َ عينة آنذاك ُمقابِ َل ُم ثماني�ة اإلسلامية ال ُع ولة صال عن ُ ِ فس�اد الدَّ ِ ِ ِ ِ وغيره�ا ،بِاعتِ ِ واألغذية ِ ِ ثمانية سياس� ًّيا ول�ة ال ُع بار والسلاح الم�ال ِم� َن (((
البعض إنقا َذ ما ي ِ ِ ِ ِ �كاس ذلِ َك على البِ ِ ِ ِ ِ مك ُن حاول�ة واإلسلامية ،و ُم العربية الد وانع ُ ِ ِ َ األمر بعدَ ذلِ َك على العربية ، مصلحة اإلسال ِم واألُ َّمة إنقا ُذه ِم َّما ُيعت َقدُ أنَّه ِمن فكان ُ القرار السياس�ي مع ِ ت القضي ُة إلى ِو ِ َغي�ر المتو َّق ِع ،وتحو َل ِ ِ ِ إثارة الغرب على صاية ِّ َ ُ ِ س�اندة ك ُِّل ٍ ِ فريق ِضدَّ َ الحك ِم و ُم الداخلي َبي َن ُحكَّا ِم الصرا ِع اآلخ ِر((( ، العرب على ُ ِّ ِّ
((( كان لليهود وعلى رأس�هم « هرتزل » الدور المباش�ر في إثارة المس�ألة القومية ،حيث كان اليه�ود يطالب�ون بوطن قومي له�م ولكنهم لم يجدوا في البداية قب�وال من الدول العظمى ، حت�ى بدأ العمل المش�ترك بين بريطانيا واليه�ود ،وعقدت المؤتم�رات العديدة حول هذه المسألة ،وبدأت بعض الدول بتبني مشروع القوميات وإثارة النعرات فيها ،وكان أول من
عانى من ذلك دولة الخالفة نفسها ؛ حيث قامت العناصر المحرضة على القومية بالمطالبة الملح�ة بفصل قوميات بلغاريا والمجر والبوس�نة والهرس�ك وغيرها عن دولة اإلسلام ، وتذرعوا بش�تى الحيل والوس�ائل ،وكان هذا تمهيدا سياس�يا إلنجاح مطالبة اليهود بوطن
قومي في قلب البالد اإلسلامية ،ونجحت الفكرة بدعم الدول األروبية وأمريكا ،وتحقق االنهي�ار والتقس�يم في الدولة اإلسلامية ،وتحقق�ت دولة الصهيونية وغيرها من مش�اريع
الدجل والسياسة .
((( ظهرت في مصر بعد سقوط دولة الخالفة دعوة من خالل األزهر لعقد مؤتمر إسالمي عام لمناقشة مسألة « الخالفة اإلسالمية » ،وكان وراء هذه الدعوة الملك فؤاد الذي كان يرغب
في أن يصبح خليفة للمس�لمين ،وعقد المؤتمر في العاش�ر من شعبان سنة 1343هـ ،بعد أي�ام من هدم الخالف�ة ،واتفق المؤتمرون على عقد مؤتمر آخ�ر ،يدعى إليه جميع ممثلي
األمم اإلسلامية للبت في من تس�ند إليه الخالفة اإلسالمية بدال عن عبدالمجيد العثماني، الذي وصفت بيعته بأنها غير شرعية ،ومر عام كامل من التحضير لهذا المؤتمر ،حتى عقد
المؤتم�ر الثان�ي ع�ام 1925هـ ،وفيه طغ�ت الخالفات بين زعماء الع�رب حول الخالفة، وادعى كل من الحضور الخالفة لنفس�ه ،فطالب البعض بأن تكون للملك فؤاد ،والبعض
237
حديث التمايز والتمايل والمعامع
ِ ِ ُ حديث ُح َذيف َة ؤ والمعام ِع في رسول ال َّل ِه mبِالتما ُي ِز والتما ُي ِل سماه وهو ما َّ ُ ِ يظهر ِ ق�ال َ : َ �م التما ُي ُ�ز والتما ُي ُل ق�ال فيه ُ رس�ول ال َّله « : mل�ن تفنى ُأ َّمت�ي حتَّى َ ِ رسول ال َّل ِه ما التما ُي ُز ؟ َ َ الناس لت :يا والمعام ُع » ُ .ق ُ قال « :التما ُي ُز عصبي ٌة ُيحد ُثها ُ ِ ِ قال ُ «: لت فما التما ُي ُل ؟ َ فتس�تح ُّل القبيلة تميل القبيل ُة على بعدي في اإلسلا ِم » ُ .ق ُ ِ بعض ِ ، ِ ٍ المعام ُع ؟ َ ف بعضها إلى �ير لت :ما تختل ُ ُحرمتَه�ا » ُ .ق ُ األمص�ار ُ قال َ « :س ُ
ِ وكان ما َ َ أعنا ُقهم في كان ... الحرب » (((.
ِ ويندرج في هذا المسمى « السر ِاء » معنًى آخر ،وهو « ُظهور الن ِ الفرد ِ أو ِّعمة على ِ ُ ُ ُ َّ ُ َ تداعي األمم ِ ِ ِ ِ ِ أكلة القصعة على الجماعة ِ أو األُ َّمة » بِاعت ِ فش�كر » .فمن س�را ُء َ قر ِر في َقوله « :أصا َبته َّ الم َّ بار المعنى ُ ُ عمة ،وفي هذا الصددِ ثروات األ َّمة معاني السر ِاء التي يشكُر العبدُ ربه ع َليها ما يجريه ع َل ِيه ِمن نِ ٍ ُ َّ ُ َّ حضارية ونِع� ٍم ماد ٍية لِ ٍ لعرب والم ِ ٍ ِ الح ُ س�لمين في أس�باب �ظ ما ق�د ه َّيأه ال َّل ُه ِمن ِّ ُي َ ُ للشريف حسين ،والبعض اآلخر ألمير نجد عبدالعزيز بن سعود .كما دب الخالف حول
ش�كل الخالفة ومضمونها ،وتم تأجيل المؤتمر إلى الس�نة القادمة 1926م ،ثم فشل أيضا في معالجة المشكلة .
ِ ِ ستدركه (َ ،)8597 الذهبي بِ َّ أن فيه سعيدَ ب َن اإلسناد وتع َّق َبه صحيح وقال الحاكم في ُم ((( رواه ٌ ُ ُّ ِ ِ ِ ِس ٍ ب ِك ِ َّهم بِه » َ . نان َ ُ الحديث وإن الجماعة » :وهذا «اتحاف تاب قال صاح ُ قال « :وسعيدٌ ُمت ٌ العصبية في اإلسال ِم ِ ، ِ ِ ِ َ ومن هذه الناس ِم َن كان َ ظهر مصدا ُقه بما أحد َثه ُ ضعيف اإلسناد فقد َ ِ العصبية ما يس�مى ف�ي زمانِنا بـ « ال َق ِ ِ ٍ ِ العربية » ،وكذلِ َك َم ُ بعض بعضها إلى ي�ل ومية القبائل ُ ُ َّ ِ ِ ِ ِ الحديث وقع في هذه األُ َّم ِة ،وهذا ِم َّما يشهدُ لِهذا أعناقهم في واختالف ُ الحرب ،ك ُُّل ذل َك َ ِ ويدُ ُّل على َّ الجماعة (. )51 :1 إتحاف أعلم . ُ أن له أصلاً .وال َّل ُه ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بعض الدُّ ِ ول اإلسلامية والعربية لجاراتها ِ ، ِ الهجو ِم ل�ت :ومن�ه ما تصن ُعه من تهديد ُق ُ أو ُ تحت المس�م ِ ِ ِ ِ ِ يات ع َليه�ا واس�تقطا ِع بع�ض أراضيه�ا ،أو ف�رض سياس�تها الفكرية ع َليه�ا َ ُ َّ ب الم ِ ِ المتنو ِ ِ التمح ُك بِاإلسلا ِم ذاتِ�ه أو بِ ٍ ُ نتمية يكون ِمنها عة ،وقد ُّ ُ ِّ مذهب ُم َع َّي ٍن م َن المذاه ِ ُ ِ ِ َ العرب و َغ ِيرها . جزيرة حصل ِم ُثل هذا في إ َليه .وقد
238
ولكن القرار العالمي المه ِ البترول » ِ ، ِ ِ ِ يم َن واكتشاف هور ُ َّ ُ َ َّ َ هذه المرحلة ،ومنها « ُظ ُ ِ ِ ِ الثروات َ االس�تيراتيجية المصلحة تنصب في جعل المرحل َة و ُمخرجاتِها على هذه ُّ ول المه ِ ِ يم ِنة . للدُّ ِ ُ َ
ِ ِ ِ ِ بعض ش�تر ِك َبي َن المب َّط ِن تنوع َة ِم َن الم ِّ ويجمع هذه ُ ُ الم َ والعمل ُ العمل ُ الجزئيات ُ ِ غي�ره -والعال� ِم االس�تِ ٍ الم ِ �إدراك أو بِ ِ س�لمين – بِ عماري َقو ُله ِ m المرحلة : ع�ن ِّ ُ �ك أن تداع�ى ع َليكم األُمم كما تداعى األكل ُة عل�ى قصعتِها» .قالوا ِأمن ِق ٍ «ي ِ وش ُ لة ُ ُ َ ُ
ِ ِ ٍ الس ِ رس�ول ال َّل ِه َ َ �يل ُيلقى نح� ُن يا كثير ،ولكنَّكم ُغثا ٌء ك ُغثاء َّ ق�ال « :ال ،أنتُم يومئذ ٌ رس�ول ال َّل ِه ؟ َ َ �ب الدُّ نيا وكراهي ُة يك�م الوه� ُن » .قال�وا :وما الوه ُن يا قال ُ « :ح ُّ ع َل ُ ِ الموت ،وت َُنز ُع المهاب ُة ِمن ُص ِ عدوكم »((( . دور ِّ
الت وم�ا تالها بد َأ عه�دُ ال ُغ ِ األح�داث والتحو ِ ِ ِ والوهن ف�ي األُ َّمتَين ثائية وبِه�ذه ُّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ اإلسلامي الحك ِم �م نقض ُ ِّ المد َّبرة ُ ،ث َّ العربي�ة واإلسلامية ،ب�د ًءا م� َن المؤام�رة ُ ِ ِ ِ ِ بِالحك� ِم ِ ِ األو ِل الع لمان�ي فيم�ا بع�دُ ،وإعلان الدَّ ول�ة العلمانية ف�ي 30تش�رين َّ ِّ
ِ بفكرها ِ مرسومات الدَّ ِ ِ وص ِ ِ ولة ِ النحو التالي : الجديد على العلماني دور 1923مُ ، ِ ِ أتاتورك ع�ن ج ِ ُ ومضايقها وس�واح ِلها ملة أراض�ي تُركي�ا •تخ ِّل�ي ُمصطف�ى ُ للح ِ لفاء . ُ ِ ِ ِ ستور الشرعية •إلغا ُء القوانين المدني . وإقامة الدُّ ِّ ِ ومي » . • ُ تعميق مفهو ِم الطورانية « المفهو ِم ال َق ِّ ِ •إلغا ُء ِح ِ المرأة . جاب ِ الرسمية ِمن الجم ِ ِ تحويل الع ِ عة إلى طلة األحد . • ُ ُ َ ُ ُ
((( سنن أبي داود (.)4299
239
أتاتورك
سقوط ِ الخالفة وبدء العهد العلماني
ِ ُّركية بدلاً ِمن ال ُّل ِ باللغة الت ِ ِ ُ العربية . غة األذان • َ ِ ِ بالعربية واستِ ُ اإلنكليزية بها . بدال منع التعا ُم ِل • ُ
ِ إجراءات ُمش�ابِه ٌة ف�ي ُم ِ َ لوزان ع�ا َم 1921م ، ؤتمر اإلجراءات س�بق ه�ذه وقد َ ٌ مؤتمرات ِ األعداء ضد َ اإلنكليزي أربع َة أتاتورك ،وفيه وحض�ره وفدُ تُركيا بِرئاس�ة ُمصطفى وضع الوف�دُ ُّ َ َ روط لِلاِ عتِ ِ القرار اإلسالمي ُش ٍ ِ راف بِ استقالل تُركيا : ِ الخ ِ •إلغاء ِ اإلسالمية . الفة ُ خارج الح ِ ِ دود . •طر ُد الخليفة ِ َ ُ لمانية الدَّ ِ ِ ُ ولة . إعالن ِع •
ِ أمالك بني ُع َ ثمان . • ُمصادر ُة لمانية يح ِّق ُق المقو ِ ِ ولة ِ اللحظة ونظام الدَّ ِ ِ و ُم ُ نذ تِ َ مات االستِعماري َة التالي َة: الع لك ُ ِّ ُ ُ المكاسب العربية واإلسالمية ِ. ِ ِ ِ ِ ِ ُ َ سالونيك ومحافلهم الماسوني ُة في البالد االستعمارية •سياس ُة يهود الدونمة في ِ ختل ِ التبشيرية (التنصيرية) في ُف ِ ِ بسقوط الخالفة •اإلرسالياتِ روعها الم ِ فة ،وما تحتويه ِمن تغييرٍ ُ العرب والم ِ ِ ِ سلمين . شباب في ُ ِ ِ جمعية االت ِ ِ تفعيل َد ِ ُ • ُ األجنبية . األقليات وتسهيل ُم ِه َّماتِها وتعاونِها م َع ِّحاد والتر ِّقي ، ور ِ وطن َقومي لِ ِ زل لِ ٍ إنجاح مشرو ِع ِهرتِ َ لبحث عن ليهود((( . • ُ ٍّ ((( ترجع البدايات األولى لفكرة إنش�اء وطن خاص لليهود ،يجمع ش�تاتهم ،ويكون حارس�ا أمينا على مصالح دول « أوروبا » االستعمارية في الشرق إلى ما قبل الحملة الفرنسية على
مص�ر ،وتجل�ى ذلك بوضوح في خطاب نابليون ،الذي وجهه إلى يهود الش�رق ؛ ليكونوا
عونا له في هذه البالد ،وقد وجدت هذه الدعوة صدى لها لدى كثير من اليهود .
وم�ع نهايات القرن التاس�ع عش�ر انتقل�ت فكرة الصهيوني�ة التي تزعمها تي�ودور هرتزل
مؤس�س الحرك�ة الصهيوني�ة م�ن مرحل�ة التنظير إل�ى حي�ز التنفي�ذ ،وذلك بع�د المؤتمر الصهيون�ي األول ،ال�ذي عقد في بازل بسويس�را ع�ام 1897م ،وتجلى ذلك بوضوح في
سعي الصهيونيين الدائب للحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي
240
�د ِ والثاني�ة على تبا ُع ِ ِ �روب الك ِ •ول�م ِ ِ ُ أزمنتِها إلاَّ َوني�ة األولى الح تنت�ه معارك ُ ٍ عمارية في العال�م ُك ِّلهِ .. ِ تحقي�ق أهدافِها االس�تِ لِ ِ عالمي س�قف ومنها إيجا ُد ٍّ لهم ،وكانت بريطانيا بش�خص وزير خارجيتها صاحبة الفضل في الوعد المش�ؤوم ،الذي
اقترن باسمه في التاريخ .
وبتكلي�ف م�ن الحلفاء أقدم�ت بريطانيا عل�ى تلك الخط�وة الخطي�رة ،فأصدرت وعد
بلفور ،ونشرته الصحف البريطانية صباح 2نوفمبر 1917م ،وكان نصه : وزارة الخارجية 2نوفمبر 1917م
عزي�زي اللورد روتش�يلد ،يس�رني جدا أن أبلغك�م بالنيابة عن حكوم�ة صاحبة الجاللة
التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية ،وقد عرض على
ال�وزارة وأقرت�ه :إن حكوم�ة صاحبة الجاللة تنظ�ر بعين العطف إلى تأس�يس وطن قومي
للش�عب اليهودي في فلس�طين ،وستبذل غاية جهدها لتس�هيل تحقيق هذه الغاية ،على أن يكون مفهوما بش�كل واضح أنه لن يؤتى بعمل من ش�أنه أن ينتقد الحقوق المدنية والدينية
الت�ي تتمت�ع به�ا الطوائف غي�ر اليهودية المقيم�ة اآلن بفلس�طين ،وال الحق�وق أوالوضع السياس�ي ال�ذي يتمتع ب�ه اليهود في البلدان األخرى ،وس�أكون ممتنا إذا م�ا أحطتم اتحاد
الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح .
المخلص .آرثر بلفور
فور هذا الوعد س�ارعت دول الغرب وعلى رأس�ها فرنسا وإيطاليا وأمريكا بتأييده ،بينما
كان ف�ي مناطق العالم العربي له وقع الصاعقة ،واختلفت ردود أفعال العرب بين الدهش�ة واالستنكار والغضب .
ودخل�ت الجيوش البريطاني�ة بقيادة اللورد اللنبي إلى القدس ،وترجل القائد اإلنكليزي
وقال كلمته الشهيرة :اليوم انتهت الحروب الصليبية .
وبعد ذلك بنحو 3أعوام دخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق في عام 1920م ،ووضع
قدمه على قبر صالح الدين األيوبي وهو يقول في تحد وتشف ال يخلو من الحقد :ها نحن قد عدنا ثانية يا صالح الدين .
وف�ي نيس�ان إبري�ل 1920م وافق المجل�س األعلى لق�وات الحلفاء عل�ى أن يعهد إلى
بريطانيا باالنتداب على فلسطين ،وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ ،ثم ما لبث مجلس عصب�ة األم�م المتح�دة أن وافق على مش�روع االنتداب ف�ي 24يولي�و 1923م ،ثم دخل
مرحلة التطبيق الرسمي في 29سبتمبر 1923م .
241
تح ِ صبة األُم ِم ثم األُم ِم الم ِ عمار سمي بِع ِ ِ لِ ِح ِ ِ دة . ماية مكاسب االست ِ ُ ِّ َ ُ َ ُ َ ٍ ٍ وغربية لِ ِ الرأس�مالي ُّ يوعي الصرا ِع ش�رقية تقس�يم العال ِم إلى كُتلتَين • تفعيل ِّ والش ِّ ِّ ُ ِ ِ واإلسالمية ِضم َن هاتَين الكُتلتَين ،لِ ِ الطبقي الصرا ِع العربية وتوزي ِع األُ َم ِم تفعيل ِّ ِّ البار ِ الحرب ِ ُسمى بِ ِ دة . واالجتماعي ياسي المؤ ِّدي إلى ما ت َّ والثقافي ُ ِّ ِّ والس ِّ ِّ راف بِه دوليا ِ •غرس ِ الك ِ وحمايتُه . يان الصهيوني في فِلسطِي َن واالعتِ ُ ًّ ُ ِّ ِ الجزي�رة بِ ِ ِ ِ بلي التحري�ش » في بل�ي « دع�م تفعي�ل ِّ الص�را ِع ال َق ِّ البرنام�ج ال َق ِّ • ُ ِ ِ الش� ْي َط َ الجزيرة ،كما ب َّينَه « : mإِ َّن َّ ان ع�رب المص ِّلين ِمن والمذهب�ي َبي� َن ُ ِّ ِ ِ ون َو َل ِك ْن فِي الت َّْح ِر ِ �س َأ ْن َي ْع ُب�دَ ُه ا ْل ُم َص ُّل َ ذي ي�ش َب ْين َُه ْم » .رواه الترم ُّ َق�دْ َيئ َ امتداد العلمانية باالستعمار
َ ٌ حديث حس ٌن . وقال: ِ السياس�ة ِ ِ ِ عبر الفك�ر الع تثبي�ت • لماني�ة في تُركيا وم�دِّ ُ العلماني ف�ي الحكم َ ِّ عمارية إل�ى بِ ِ ِ السياس�ة االس�تِ ِ لاد اإلسلا ِم والم ِ س�لمين ِم�ن ِخ ِ ِ الغزو لال ُ ِ تدر ِج . والتعليمي واإلعالمي والثقافي العسكري ِّ الم ِّ المسيس ُ ِّ ِّ ِّ
242
ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺝ
* ﺃﻃﲈﻉ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ
* ﺃﻃﲈﻉ ﺍﳌﺤﺎﻓﻞ ﺍﳌﺎﺳﻮﻧﻴﺔ
* ﳞﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻧﻤﺔ
ﻣﺆﲤﺮ ﺳﺎﻳﻜﺲ ﺑﻴﻜﻮ ﻳﻮﻧﻴﻮ ١٩١٦
* ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ
ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻋﺒﺪﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ١٣٢٤ﻫـ )١٩٠٩ﻡ(
* ﲨﻌﻴﺎﺕ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﻭﺍﻟﱰﻗﻲ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ * ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻐﺮﰊ
ﺑﺪﺃﺕ
١٩١٤
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ
ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ ٢ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩١٧
ﺍﻧﺘﻬﺖ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ ٨ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩١٧
١٩١٩
ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ ﺗﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺮﻳﺾ ١٩١٨
ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﳊﲈﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻭﻳﻼﺕ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺪﺃﺕ
١٩٣٧
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺳﻠﻄﻨﺎﺕ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻌـــﻬــــﺪ ﺍﻟﻘــــﺒـــﻠـــﻲ ﻣﺸﻴﺨﺎﺕ ﳏﻤﻴﺎﺕ
ﺍﻧﺘﻬﺖ
١٩٤٥
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ /ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ /ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﱄ ١٩٤٥
ﻣﺮ ﺍﻻ ﺳﺘﻬ ﺘﺎﺭ
ﺛﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﴫﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﺣﻠﺔ
ﴏﺍﻉ ﺍﻟﺮﺃﺳﲈﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ
ﺍﻟﴫﺍﻉ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﴫﺍﻉ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺍﻟﴫﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﱄ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ١٩٧٣ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ١٩٩١
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ
ﻣﺮ ﺣﻠﺔ
243
ﺍﻻ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ /ﻓﻠﺴﻄﲔ /ﻟﺒﻨﺎﻥ /ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﺎ ﺳﻴﻠﺤﻖ
ﲈﺭ ﺳﺘﺜ
ﺍﻻﳖﻴﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﱄ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﻜﲈﺀ ﺍﻟﺼﲈﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﲈﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻔﻮﴇ ﺍﳋﻼﻗﺔ
ﻣﺮ
ﺣﻠﺔ
ﺍﻻ
ﺳﺘﺜ
ﲈﺭ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ
ﻓــﺘـــﻨــــﺔ ﺍﻟــﺪﻫــﻴــﻤــﺎﺀ
ﻣﺮ
ﺣﻠﺔ
ﺍﻻ
ﺍﻟﴫﺍﻉ ﺍﳊﺰﰊ
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ
ﺍﻻﻋﱰﺍﻑ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟـﻴـﻬـﻮﺩ
ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻓــــﺘـــــﻨـــــــﺔ ﺍﻟــــــــــﺴـــــــﺮﺍﺀ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ١٩١٩ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﲈﲏ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ١٩٢٤
ﺳﺘﻬ
ﺍﻟﻔﻮﴇ ﺍﳋﻼﻗﺔ
* ﺑﺪﺀ ﲤﺰﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﲈﻧﻴﺔ ﺍﳌﺪﻭﻧﻤﺔ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﻋﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﲈﻧﻴﺔ ﻭﺇﻗﺤﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﺘﺎﺭ
ﻓــﺘـــﻨــــﺔ ﺍﻟــﺪﻫــﻴــﻤــﺎﺀ
* ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
) ﺗﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺮﻳﺾ +ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﴩﻗﻴﺔ (
* ﺃﻃﲈﻉ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﻓﻠﺴﻄﲔ
ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻮﻟﻴﻮ ١٩١٦
ﻓــــﺘـــــﻨـــــــﺔ ﺍﻟــــــــــﺴـــــــﺮﺍﺀ
ﻭ ﺍﻟــﺒـﺮﺗـــﻐــﺎﱄ ﺛﻢ ﺍﻟــ ـﺒـــﺮﻳـــﻄـ ﻐـــﺰ ـﺎﻧــﻲ ﺍﻟــ ﺗـــــــــــﺪﺍﻋـــــــــﻲ ﺍﻷﻣـــــــــــــــﻢ
ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ
ﻓــــﺘـــــﻨـــــــﺔ ﺍﻷﺣـــــــــــــــــــــــــــــﻼﺱ
ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﲈﻧﻴﺔ
ـــﺜــــــــــﻮﺭﺓ ﺍﻟــــــﺼــــﻨــــﺎﻋـــ ـﻴــــﺔ ﺍﻟــ
ﻓــــﺘـــــﻨـــــــﺔ ﺍﻷﺣـــــــــــــــــــــــــــــﻼﺱ
ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﺜﺎﺋﻴﺔ
فتنة الدُّ َهيماء عالمة صغرى في مرحلة الغثاء
فِتنةُ الدُّهَ ِ يماء ..رمحلةُ الاستِهتا ِر
وتالز ِمهم�ا معا ف�ي ِ ِ س�ب َق ِ ِ تهيئة ك ٍُّل والس�ر ِاء األحالس مرحل�ة ت اإلش�ار ُة إل�ى ُ ً َّ بمرحلة الدُّ ه ِ ِ ِ ألخ�رى فيما ُع ِ ِمنه�ا لِ ُ أحاديث َمن ال يم�اء وهي كما ور َدت ف�ي ف �ر َ َ حديث (فِ ِ عن اله�وى ِ ، ، األحالس وفِ ِ �ق ِ ِ َ ُ وق�ال فيه « : ُث َّم الس�ر ِاء) تن تنة ومنها ينطِ ُ َّ فِتن� ُة الدُّ ه ِ قي�ل انقط َعت تم�ا َدت » ... « ،لاَ َي ْب َقى َب ْي ٌت ِم� ْنا ْل َع َر ِ يم�اء ...ف�إذا َ ب َ ِ ِ ِ ِ الرج ُ�ل فِيها ال يدري إِلاَّ َد َخ َلتْ� ُه ، (((» ...وف�ي الفتن�ة الثالثة (الدُّ َهيم�اء) « :يقات ُل ُ
ت القضايا ُك ُّله�ا إلى قضايا َق ٍ �ل »((( ،وفِيها تحو َل ِ ح�ق ُيقاتِ ُل أم على باطِ ٍ ومية عل�ى ٍّ َّ تحول القضية الفلس�طينيين والصهاينة ِ، حيث ص�ارت قضي َة ِ ِ ِ ِ ٍ اإلسالمية إلى وعصبي�ة ،ومنها «قضي ُة فلس�طي َن» ُ ِّ َ الخ ِ ولة ِ وتجزئة د ِ ِ أطماع قومية ولم تعدْ قضي َة اإلسال ِم ،وذلِ ُ ِ َ الفة رسم ًّيا حتَّى اليو ِم. م تقسي نذ م ك َ ُ ُ إقليمية ِ ِ �غ َل ِ جدي�دة ُش ِ ٍ ٍ ت البِال ُد العربي� َة بِ َ و ُم ُ التجزئة سياس�ات مناطقية خرائ�ط ن�ذ رس� ِم ِ ِ واالنقالبات واإلقليم�ي دودي والح والص�را ِع السياس�ية ،كما ورد في ِّ الداخل�ي ُ ِّ ِّ ِ ٍ ُ ُ إيمان ال س�طاط يزال�ون كذلِ َك حتَّى يصي�روا إلى ُفس�طا َطين ُ :ف الحدي�ث « :فلا
س�طاط نِ ٍ َ ُ نِ َ فارص ِد الدَّ َّج َال اليو َم أو فاق ال ف�اق فيه ،و ُف إيمان فيه ،فإذا هما اجتم َع�ا ُ ِ الف ِ قال في ِ ِ ِ بن م ِ ((( ِ رسول ال َّل ِه mأنَّه َ الثالثة تنة سل ٍم رف َعه إلى غده» ،وحديث الوليد ِ ُ ِ ِ ِ ِ حق ُيقاتِ ُل أم على باطِ ٍل » ((( . الرج ُل فِيها ال يدري على ٍّ فتنة الدُّ َهيماء «:و ُيقات ُل ُ
ِ ِ ِ وتسمية ك ٍُّل ِمنهما لِ ُ ألخرى، وتالز ِمهما ، والسر ِاء األحالس مرحلة وكما هو في ُ َّ
((( مسند أحمد (. )6312 ((( الفتن ()108
((( مسند أحمد (. )6312
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )108
244
ف�إن فِتن� َة الدُّ ه ِ ِ ِ ِ ِ ِ األحالس مرحل�ة ش�ترك في الم ثم�رات يم�اء هي ثم�ر ٌة ِمن َ العمل ُ ِ ِ بمرحل�ة االس�تِ ِ المرحل�ة ُج�زء ًا ِم َّما ُع ِ والس�ر ِاء ُ ، عمار ُثم ف فتدخ ُ�ل ف�ي ه�ذه �ر َ َّ َّ صراع القوتين: ِ أفرزه الوطن العربي والعالم اإلسالمي ِمن التحو ِ االس�تِ ِ المنبثقة الشرق الشيوعي الت هتار ،وهو ما َ ُّ ُّ َ ُ ُ ُّ والغرب ِ اإللحادي ُّ يوعي ،وانقسا ِم العال ِم الرأسمالي والعال ِم عن ِصرا ِع الكُتلتَين العال ِم ِّ الش ِّ ِّ الرأسمالي ِ ِ رأس�مالي ُ الصرا ِع َبينَهما على المدى وش واإلسلامي إلى العربي �يوعي ،وامتداد ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ االجتماعي�ة اقتصاد ًّيا وثقاف ًّيا وتربو ًّيا ُّركيبات الصرا ِع على الت الطوي�ل ، وتأثير هذا ِّ ِ ومن ذلِ َك ما ر ِوي عن ِ وتعليميا وطبقيا ِ ، بن ٍ عبدال َّل ِه ِ عمرو بِ َقولِه َّ « : أشراط إن ِمن ُ َ ًّ ًّ ِ األخيار و ُير َف َع وض َع األشرار ويسو َد القو َم ُمنافِقوهم »(((. الساعة أن ُي َ ُ ُ ِ ِ ِ ِ تحت اله�رج ) ب�روز ( المرحل�ة ه�ذه مظاه�ر وم�ن الجماعي بي� َن المس�لمي َن َ ُ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ مبر ِ والطائفية ،وفيها يقول « : mإِ ّن بي َن والعرقية والحزبية القومية السياس�ة رات ِّ ِ اله ْر ُج؟ قال « :القتل»َ ، الس�اعة َل َه ْرج ًا » َ ، فقال َيدَ ِي قال ُ : قلت :يا رس�ول الله ما َ ِ رسول ِ الله ..إنّا ُ َ الواحد من المشركي َن كذا نقتل اآلن في العا ِم بعض المسلمي َن :يا ُ وكذا ،فقال رسول الله َ « :mل ْي َس بِ َقت ِْل المشركي َن و َل ِك ْن َي ْقت ُُل َب ْع ُضك ُْم َب ْعض ًا َحتّى
ُ َي ْقت َ عم�ه ذا َقرابتِه » ،فقال بعض القوم :يا رس�ول الله ومعنا ُ�ل جاره واب َن ِّ الرج�ل َ ِ عقو ُلنا ذلك اليوم ؟! فقال رسول الله « :mالُ ..تن َْز ُع ُع ُق ُ الزمان ول َأ ْك َث ِر َأ ْه ِل ذلك ف َل ُه هبا ٌء ِم َن الن ِ ّاس ال ُع ُق َ ول َل ُه ْم»(((. و َي ْخ ُل ُ ولع�ل المقص�و َد م ْن قولِ�ه « :ال ُع ُق َ َّ لهم ُي َم ِّي ُ�ز َب ْي َن َم ْع ِر َف ِة �م » أي :ال َو ْع َي ْ ول َل ُه ْ ِ ينطبق على ُأ ْخري ِ ِ ِ ِ ِ ونقض العل ِم العلماء قبض ات والباطل ،وهذا �ق ُ الح ِّ الزمان عندَ ََ َ ِ ِ ِ وعبادة الجهل و ُف ُش ِّو الدنيار والدره ِم.
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )663 ((( سنن ابن ماجه (.)3949
245
ِ المرحلة ،وزاد على وظهورها في هذه بروزها العالمات قد وهذه ْ ُ وقعت وازدا َد ُ ُ ِ ُ رس�ول الله mعن حديث حذيف َة قال ُ :س ِ�ئ َل أخبر عن ُه mفي َ اله ْر ِج ال َّتنَاك ُُر كما َ ِ الس�اعة فقال( « :ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) ولك ْن ُأ ْخبِ ُرك ُْم بِ َم َش ِ اريطِها وما
يكون بين يدَ يها ،إِ ّن بين يدَ يها فتن ًة وهرج ًا » ،قالوا :يا رسول ِ الله الفتن ُة قد عر ْفناها َ َ َْ ُ َ َ َْ َْ �ان الحب َش ِ فالهرج ما هو ؟ قال « :بِ ِلس ِ �ة :ال َقت ُْل ،و ُي ْل َقى َب ْي َن الن ِ التناكر فال يكا ُد َّاس ََ ُ ُ َ ِ ظواهر المرحلة وما َت َف َّر َع عنها بعد ذلك في ف أحد ًا» ،وهذه جمل ٌة من أحدٌ أن َي ْع ِر َ ِ حياة األ ّم ِة.
246
ِ البكماء الصم َّ ُاء’ ‘العمياء الرابعة تنة الف ُ ُ ُ ُ
‘رمحلةُ الاستثما ِر’ ‘ -الألفيَّةُ الثالثةُ’
(((
الفتنة الرابعة التي يؤول أمر األُ َّمة فِيها إلى الكافر
ِ ِ ِ الالحق ُة والمكمل ُة لِ ُ ِ ِ وه�ي ِ ف الفتن� ُة الرابِع ُة ُعر ُ لخطط االس�تعمارية الس�ابقة ،وت َ ُ ِّ بِاالس�تِ ِ جريات التح�و ِ ِ النبو ِ ِ ِ ِ األق�وال ِ الت ،وقد ي�ة و ُم والرب�ط َبي َن والمتابع�ة قراء ُّ تع�دد ِ ُ فص ٌ�ل ،ومن هذه جم ٌ�ل األحادي�ث المع ِّبر ُة عنه�ا ، ت ُ ُ وبعضها ُم َّ َ وبعضها ُم َ ِ األحاديث :
ِ ُ ِ ( )1عن أبي ُه َرير َة ؤِ قالَ : أربع فِت ٍَن، قال رسول ال َّله « : mتأتيكم من بعدي ُ ِ المطبِق ُة تعرك األُ َّمة فِيها بِ البلاء َ عرك األدي ِم ،حتَّى ُينكَر فالرابِع� ُة الصم�ا ُء العميا ُء ُ َّ المعروف ويعر ُ ِ تموت فِيها قلو ُبهم كما نكر ، فِيها تموت أبدانُهم»(((. ُ ُ الم ُ ف فيها ُ ُ ُ َ ((( ربطن�ا ه�ذه المرحل�ة بمس�مى « األلفي�ة الثالث�ة » بع�د االس�تقراء المتأني والمقارنة الموضوعية بين المراحل السابقة والمسماة في األحاديث بالدهيماء والس�راء واألحالس (عدا تصاعديا) ،وهي
المراح�ل الغثائي�ة ،وتبين أن ما عرف بأحداث الحادي عش�ر من أيل�ول س�بتمبر 2001م ،المتس�م بتحطيم برج�ي :مركز التجارة
الدول�ي رمز االقتص�اد ،والبنتاجون الرمز العس�كري .وما ترتب علي�ه م�ن تفاعالت وح�وادث وتغيرات ف�ي العالق�ات الدولية ،
وظهور الهيمنة االستبدادية « للقوى العالمية » ،واجتماعها لتنفيذ إرادته�ا عل�ى العالم بما فيه العالم العربي واإلسلامي ؛ يمثل إلى
ح�د ما ب�دء « مرحل�ة الفتنة الرابعة » المش�ار إليها ف�ي األحاديث
النبوية ،والله أعلم .
((( الفتن لنعيم بن حماد ()126
247
أحداث 11 سبتمبر تمثل إلى حدٍّ ما بدء (مرحلة الفتنة الرابعة)
ِ ُ قال َ : حديث أبي ُه َرير َة َ ُ ينج رسول ال َّل ِه – m قال ()2 وذكر الفتن َة الرابِع َة ،ولم ُ َ ِ ِ ِ ف، تقي عر ْ ظهر لم ُي َ خف�ي إذا َ ٌّ ش�رها إلاَّ َمن دعا كدُ عاء ال َغرق ،وأس�عدُ أهلها ٌّ من ِّ خطيب ِمص َق ٍع أو ِ ب ِ وإن جلس لم يف َقدْ ؛ وأشقى ِ راك ِ أهلها ك ُُّل موض ٍع »((( . ٍ ْ ُ َ
ِ ِ قال َ ( )3وعن أبي ُه َرير َة ؤِ َ ور تمور َم َ :قال : mالفتن ُة الرابِع ُة عميا ُء ُمظلم ٌة ُ ِ ِ العرب والعج ِم إلاَّ م َ ألته ُذ اًّل َ تطيف بالشا ِم وتغشى وخو ًفا ، يت ِم َن ُ البحر ال يبقى َب ٌ راق وتخب ُط الجزير َة بِ ِ ِ ور ِ يدها ِ ُ تعرك فِيها األُ َّم ُة فِيها َ الع َ جلها ، عرك األدي ِم ،ويش�تدُّ ُ يس�تطيع أحدٌ أن َ يقول : المنك َُر ،ال فِيه�ا البال ُء حتَّى ُينك ََر فِيها عر ُ ُ ُ ف ُ المعروف ،و ُي َ ٍ ِ ٍ ِ الرج ُل فِيها مؤمنًا ، �ح ُ َم� ْه َم� ْه .وال يرفعونها من ناحي�ة إلاَّ تف َّت َقت من ناحية ،يصبِ ُ
ِ ِ ِ عشر الغريق في كدعاء كافرا ،وال ينجو ِمنها إلاَّ َمن دعا البحر ،تدو ُم اثنتَي َ و ُيمسي ً ٍ رات عن ٍ ذهب ؛ فيقتتِلون ع َليها ، جبل ِمن عا ًما تنجلي حي َن تنجلي وقد انحسر ال ُف ُ َ حتَّى تُقت ََل من ك ُِّل تِ ٍ سعة سبع ٌة »(((.
جبل الذهب واالقتتال عليه
ِ ُ ِ قال َ : ( )4وعن أبي ُه َرير َة َ عشر عا ًما، قال رسول ال َّله « : mالفتن ُة الرابِع ُة ثماني َة َ جبل ِمن ٍ رات عن ٍ ُب ع َل ِيه األُ َّم ُة ف ُيقت َُل ع َليه ِمن ُث َّم تنجلي وقد انحسر ال ُف ُ ذهب ،تك ُّ َ ك ُِّل تِ ٍ سعة سبع ٌة »(((. ِ عل�ي ؤ أنَّه َ والض�را ُء ،وفِتن ُة كذا - الس�را ُء ، أربع :فِتن ُة وع�ن قال « :الفتَن ٌ َّ َّ ٍّ ِ ِ ِ فذك�ر ِ ِ الذ ِ مع�د َن َّ �ح ال َّل ُه تعالى على �م النبي ُ mيصل ُ يخرج ُ ُ رج ٌل من عترة ِّ هب – ُث َّ َ
أمرهم »((( . يدَ يه َ
((( الفتن لنعيم بن حماد ()367
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )130 ((( الفتن لنعيم بن حماد ()972 ((( الفتن لنعيم بن حماد (.)94
248
تن�ة الرابِ ِ الف ِ عن ِ األحاديث المتنو ِ ِ وخالص� ُة ال َق ِ عة ِ ُ عة َقو ُله :m ول فيما ور َد ِم� َن ُ ِّ ِ الحديث ي�دُ ُّل على ما نح ُن نش�هدُ ه ِم َن «تصي�رون فيه�ا إل�ى الكفر » ((( .ومفه�و ُم ِ ِ ِ ِ ِ ِ الض ِ العربية الحياة واإلعالمية ...إلخ في واالجتماعية واالقتصادية السياسية غوط ُّ
مفهوم الحديث: يؤول أمر األُ َّمة إلى الكافر
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ شتركة الم واالرتباك واإلسلامية ، المجتمعات المذكورة بالسياسات ُ الواضح في ُ
والتدخ ِ ُّ واإلعالمي والس�ياحي واالجتماعي والسياس�ي واالقتصادي الثقافي �ل ، ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِ المرحل�ة ،حتَّى ربم�ا ِ ِ يص ُل في والعربي ف�ي اإلسلامي المف�روض عل�ى العال� ِم ُ َّ ِّ ِّ ِ ِ القرار ِعندَ ُمخالفتِهم ،و َغ ِ ِ ِ زو أراضيهم واس�تبدال حملة تهدي�د بع�ض أحوالِه إلى
ِ ِ وإثارة ِ ِ ِ الفت َِن َ السياس�ات أصناف داخل ُمجتمعاتِهم ورعاياهم بِش�تَّى غيرهم بهم ، ِ الغن�ى الم ِ يص ُ�ل إ َليهم ِمن ِ واألس�باب((( ِ ، ومنه�ا :ما ِ ِ الثروات طغي ،وهو وج�و ُد َ ُ ِ ِ اإلضافة إلى ال ُّط ِ �عوب ،بِ ِ الكثي�رة ،وتبديدُ ها فيما ال يعو ُد بنف ٍع لِ ُّ غيان لش السياس�ي ِّ
التدخل الكافر في سياسة اإلسالم ونقض العرى
والخدْ ِ ِ واالقتصادي والعالمي واالجتماعي والثقافي الموج ِه لِلاِ ستِ ِ مات . هالك ِّ ُ َّ ِّ ِّ ِّ
ِ ِ المنس�ي ،وهو ُ الذات�ي عد ُم االكتف�اء ت�رك وكذل�ك م�ا َي ِص ُ�ل إليهم ِم� َن ِّ الفق�ر ُ ِ ِ ِ ِ الح ِ االعتماد على ِ ِ واالش�تغال بِ ُ الوظائف والن ِ ُّزوح المحلية ، والزراعة اليدوية رف
الرغيد وهروب�ا ِمن م ِ ِ خدْ ِ األرياف إلى الم�دُ ِن طلبا لِ ِ ِ ِ مات ال َع ِ األعمال عاناة يش ِم� َن ُ ً ً ُ ُ ِ ِ الح ِ ِ ِ والزراعة ِ ِ البداوات بعدَ أن ته َّي َأت أجيال هذه وخاص ًة في وغيرها ، والرعي رفية َّ ِ ِ الحديثة ،وذهبوا لِ ِ ِ ِ لبحث ِ والعواص ِم المدُ ِن الدراسة أس�باب لهم ُ عن الوظائف في ُ
ُ ،وف�ي ذلِ َ يق�ولَ « :ل ْن َتنْ َفكُّوا بِ َخ ْي ٍر �ك روى عبدالله بن عمرو cأنه mكان ِ ما اس� َت ْغنَى ُ َات والس�ن ُ أهل َبدْ ِوك ُْم عن َأ ْه ِل َح َض ِرك ُْم» ،قالَ : الس�ني ُن ِّ «و َلت َُس�و َقن َُّه ُم ِّ َحتّى َيكُونُوا َم َعك ُْم في الدِّ َي ِ ار ،وال ت ُْمنَ ُعوا ِمن ُْه ْم لِ َك ْث َر ِة َم ْن َي ْس�ت ُُر َع َل ْيك ُُم ِمن ُْه ْم ،قال:
((( «الفتن» لنعيم بن حماد (. )51
((( وهي ما يطلق عليه اليوم بالفوضى الخالقة من وجهة نظر العولمة .
249
ظاهرة الهجرة إلى العواصم وترك العمل الحرفي الزراعي
ِ ِ « َي ُقو ُل َ اسونَا ال َيو َم » (((. ونَ :طا َل َما ُج ْعنَا َو َشبِ ْعت ُْمَ ،و َطا َل َما َشقينَا َونَع ْمت ُْمَ ،ف َو ُ
تن�ة الرابِ ِ الف ِ المف�روض على األُم ِة في ِ ِ ِ وم� َن ِ ِ األس�عار في عة زياد ُة المنس�ي َّ الفقر ُ الغالء في ِ ِ ِ ِ ِ لق ونِسيانِ زيادة ال َق ِ ِ ِ ِ ِ األسعار ٌ قلق المواد الغذائية والوقود وغيرها َبي َن الحين واآلخر م َّما ُيسهم في مس َّي ٌس من نازعة واالختِ ِ ِ ِ ِ ِ تدخالت الكافر الت�وك ِ الف والم ُّل على ال َّله واالنصراف عن ذكره تعالى إل�ى الصرا ِع ُ اليمن ِ واألفغان والس ِ ِ وش ِ والع ِ والص ِ في األُ َّمة ِ َ حصل ُ وهدَ في الهالِ ِك ،كما قد ودان ومال راق ُّ ُّ ِ وغيرها . تنة الرابِ ِ الف ِ رس�ول ال َّل ِه ( mحال َة األُم ِة في ِ ِ ُ أسباب كشف عن عة) فقد أسباب االنحدار وكما حدَّ َد َ َّ الشرعي في الفتنة ِ ِ ِ االنح ِ الشرعية بِ َقولِه : الناحية دار ِم َن الرابعة كثرة القراء وقلة الفقهاء
ِ ِ ِ ِ •« سيأتي على ُأ َّمتي ٌ الم جردة، زمان َيك ُث ُر فيه ال ُق َّرا ُء » أي :حمل ُة المعرفة القرائية ُ ِ ِ ِ المقبوضة ،وبمعنى ٍ الئق : والمناه ِج الصحافة َب لهم في الم�ر ِّددون ما ُيكت ُ ُ ِ ِ ِ المتناق ِ ِ ِ القائمة فِيها . الحائرة واألنظمة ضة المرحلة العاكسين سياس َة
ِ ِ الف ِ ويق ُّ�ل فِيه�ا الفقهاء » أي :حمل ُة ِ •« ِ الديانة ودقائقه ،والمقصو ُد فِق ُه قه بِمعاني�ه ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وكافة و ِ واإلعالمية. والتعليمية والتربوية والثقافية واالقتصادية الشرعية جوهها ُ ِ لم » ،وسيأتي في الفصل التالي :العالمات الصغرى. •« و ُيق َب ُض الع ُ
كثرة االقتتال والصراع الدموي
ِ القتل واالقتِ ُ اله ْر ُج » وه�و ُ الحديث :قا ُلوا :وما تال ،كما ور َد ف�ي •« ويك ُث ُ�ر َ ق�ال ُ « : رس�ول ال َّل ِه ؟ َ َ �ك ٌ �م يأتي بعدَ ذلِ َ زمان يقر ُأ اله ْ�ر ُج ي�ا َ القتل َبينَكم ُ ،ث َّ زمان ي ِ جال ِم�ن ُأ َّمتي ال ُي ِ �رآن ِر ٌ ال ُق َ ج�او ُز تراق َيهم ُ ،ث َّم يأتي بعدَ ذلِ َ جاد ُل �ك ٌ ُ
((( الفتن لنعيم بن حماد ( ،)657والحاكم في المستدرك (. )8548
250
�ه الم ِ ِ ((( والم ِ الم ِ ؤم� َن ف�ي ِم ِ ُ الكافر ش�ر ُك بِال َّل ِه ه�و ثل ما ُ يق�ول » ُ . ش�ر ُك بِال َّل ُ ُ ِ ِ ِ ِ والمجادلة ،وم�ن معانيه األوث�ان وأه�ل اليه�ود والنص�ارى األصل�ي ِم� َن ُّ ِ ِ ِ «مؤتم�رات ِ الح ِ واإلعالمية واالقتصادية الثقافي�ة الحضاري والمصالِ ِح وار ُ ِّ
مؤتمرات الحوار واالستثمار
ِ ِ ِ العمل تقاس� ِم المش�تركة المخالف�ة لمناه�ج الش�ريعة ،والتي تش�تم ُل على ُ ِ ِ ِ ِ وح ِ ِ اإلنس�ان وما ش�اك َلها ، قوق المش�ترك في المبادئ :المس�اواة والعدالة ُ برامج الع ِ أساس تطوي ِع العالمين العربي واإلسالمي لِ ِ ولمة ،وقد كانَت على ِ َ ِّ ِّ َ
المباد ُئ ُلغ َة اإلسلا ِم فق�ط ،وأما ال ُك َّفار ِ ِ فقد انعد َم�ت بِك ِ ُفرهم معاني ه�ذه ُ وف ِمن ِ والخ ِ ِ ِ الع ِ ِ ِ الثواب َ وبقي لهم طل�ب القائمة على الصحيحة القي� ِم َ قاب َ ولكن ِ الوجه الرس�مي مصالِح سياس�ي ٌة واستِعماري ٌة واس�تِثماري ٌة ؛ ِ ِ الفتن َة في َّ ُ ِّ ِ م�ع ال ُك َّف ِ ار لِما العربي العالم الرابِع� َة تُجبِ ُر تقاس� ِم الرؤية َ واإلسلامي على ُ َّ َّ َ
العدالة من مبادئ اإلسالم وال عالقة للكفر بذلك
ِ ِ وصل إ َليه الم ِ الجهل بِ ِ ِ ِ االعتبارية الدين و ُأ ُس ِسه الغثاء ِم َن مراحل سلمون في ُ بعض ِ ِ بعض الم ِ ِ ِ َ العالقة بِ َ آيات تدريس س�لمين ع�ن اآلخ ِر ،حتَّى ف�ي يتنازل ُ ُ ُحذ ُ ِ ِ ِ �رآن الخاص ِ ال ُق ِ ِ اليهود والنص�ارى ،وت َ بالتعني�ف على �ة ن المناه ِج ظاهرة التخلي ف م� َ َّ ِ عن تفسير اآليات ِ التعليمية إرضا ًء لل ُك َّف ِ ار واس�تِجاب ًة لِ َهيمنتِهم و ُمجادلتِهم وشراكتِ ِه ُم الثقافية ِ ِ القرآنية لما فيها من إدانة للكفار
ِ ِ واإلعالمية . واالقتصادية
ِ ِ الوقت ال�ذي َ ِ ِ ف�ي ِ عالمنا نفس المعادي ُة لإلسلا ِم وثقافته َ غزت الثقاف ُة األجنبي� ُة ُ خطر الثقافات ِ ِ العربي الق�رار المت َِنفذ ُة في واإلسلامي ِم�ن ك ُِّل ِجهاتِه ، العرب�ي ِّ تم�ار ُس ال ُق�وى ُ َّ َّ الغازية على واإلسلامي ُضغو َطها الم ِ ِ التركيب ِ ِ والسن َِّة بما هي فيه ِم َن لترويض ُش ستم َّرة ؛ �عوب ال ُقرآن ُّ ُ ِّ
ال ُغ ِ عجال االرتِ ِ الغازية واس�تِ ِ ِ ِ المس�يس على َق ِ ِ باط بها ،وتبنِّيها الثقافات بول هذه ثاء وغيرها ف�ي ك ُِّل ِ ِ ِ ِ ِ الحديث�ة والتعلي ِم ِ موق ٍع والتربية الثقافة واإلعلا ِم مؤسس�ات ف�ي ((( المعجم األوسط للطبراني (. )3277
251
اإلسالمي الموجه
�رب والب ِ ِ ويناس�ب م ِ ِ عد» المحل�ي وق َعه ق�رارا ُغثائ ًّيا بِما ُيناس� ُبه واإلقليمي م َن «ال ُق ِ ُ َّ َّ ُ َ ً رب والب ِ ِ ِ ِ عد ِ عن اإلسلا ِم ذاتِ�ه» ،وهذا ما ع َّب َر عنه ف�ي السياس�ة الكافرة ،و َبي َن «ال ُق ِ ُ ِ ِ تمس َ الناس بالتي تليها . (((» ...فكم من �ك ُ النبي mبِ َقوله ُ « :ك َّلما نُق َضت ُعرو ٌة َّ ُّ ِ والثقافة ِ ِ السياسة واالقتِ ِ ِ ُع ٍ والف ِ والتربية كر صاد روة ِمن ُعرى اإلسال ِم قد ن ُِق َضت في ِ ِ وح ِ والتعلي ِم واإلعال ِم ،ومس�مى ُح ِ اإلنس�ان ،وما تاله ويتلوه ِمن قوق قوق المرأة ُ ُ َّ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ األوطان وساق في والتش�ويه القائ ِم على قد ٍم والتحريف والقبض النقض سياس�ة
ِ ِ ِ ((( المنكوبة ؟! فال َح َ المغلوبة العلي العظي ِم . ول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه جتمعات والم ِّ ُ ((( مسند أحمد (.)21139
((( وم�ن أخطر ما تعيش�ه األمة اليوم من سياس�ة القبض والنقض والتطبي�ع والتطويع « مؤامرة الخيان�ة ف�ي قضي�ة الق�دس والمقاوم�ة اإلسلامية ف�ي فلس�طين ضد الع�دو المحت�ل » ،
وه�ي إح�دى قضايانا اإلسلامية الملحة ،وقد وصل�ت إلى ما وصلت إليه م�ن (المؤامرة المش�تركة) متدرجة من عصر هرتزل وما جاء بعده من مؤتمرات واختالالت سياس�ية إلى
عصرن�ا الحاض�ر ،وقد صارت في�ه القضية على وش�ك التطبيع محليا وإقليمي�ا وعالميا ، م�ع تظاف�ر القوى العربية وبعض المنظم�ات والحكومات اإلسلامية والعالمية على تنفيذ المخط�ط اليه�ودي بأس�لوب أو بآخر ؛ ولكن�ا إذا تمعنا ف�ي العمل الش�عبي المتنامي نجد
األنفاس اإلسالمية الحقيقية قائمة بدورها الجهادي ونشاطها الريادي وفق مراد الله ومراد رس�وله ،mومن ذلك صمود الش�عب الفلس�طيني وبع�ض منظماته الجهادي�ة ،وصمود بعض الشخصيات المتنفذة سوا ًء في الحكم أو العلم أو المال أو اإلصالح الشعبي إلعطاء
القضية بعدا إسلاميا جهاديا مس�تمرا ،ومن هؤالء جملة من الش�خصيات اإلسالمية وغير
اإلسلامية ـ من واقع التعاطف مع الحق ـ الداعية إلى الوقوف مع الش�عب الفلس�طيني في
قضيته العادلة ،وربما كان من آخر محاوالتهم الجادة التي يحس�ن ذكرها وإثباتها كنموذج
إسالمي واعد عمل « المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين » وشعاره « نحو نصرة دائمة لفلس�طين » ،ومن أهم ما حمله أعضاء هذا المؤتمر في المرحلة الوقوف الش�عبي إليقاف المؤامرة على نماذجها الثالثة :تهويد القدس ،مسألة العودة لالجئين ،يهودية الدولة . كما جعلوا مفهوم النصرة يقوم على معالجة ثالثة أمور :
252
الغثائيةِ ملاحظة ٌ على ِ هام ِش المرحلةِ ُ ِ ِ للر ِ َّ�ب على هذه أركان ك�ن الرابِ ِع ِم�ن الدين ،وما يترت ُ تُؤ ِّكدُ الدراس� ُة الش�رعي ُة ُّ مرحل�ة ال ُغ ِ ِ الق�رار أو الم ِ مس�ألة امتِ ِ ِ ِ ِ ِ طالبة بِ�ه ِخ َ ثاء الل الك النظ�ر في الدراس�ة ِم� َن ُ ِ ِ ِ ِ ِ الش�ريفة ؛ َّ الش�رعي عد ُم ب أن األحادي�ث المنص�وص ع َليها ف�ي والوه�ن الواج َ َّ
أو الم ِ س�بيل امتِ ِ الق بِالم ِ االنز ِ طالبة ِ ِ ِ ِ طالبة بِ ِ ِ زئي لاك الحرب في أو القرار ُ الج ِّ القرار ِ ُ ُ آلل الب ِ اإلقليمي ِ أي ُم ِّبر ٍر َ النبوي يت أو كان ،بل ال ُ المحلي َ ِّ يليق بِ َمن ينتمي ِ َ تحت ِّ ِّ ِّ
كو ٍ أو من ينتمي لِإلسلا ِم بع ِ ِ القرار أو َيرون جدارتِهم له ِ َ راثة يرغبون في مومه ممن ُ �روب ِ ٍ ِ اس�تحقاق أو َغ ِ ٍ وصرا ٍع ِمن ِ أجل ي�ر ذلِ َك أن ُيز ُّج�وا بِاألُ َّم ِة والرعايا في ُح أو ذلِ َك لأِ ٍ سباب ِمنها :
األو ُل :استمرار المقاومة ودعمها بكافة األشكال واإلمكانات الممكنة . َّ
الثان�ي :العمل عل�ى المصالحة الوطنية بين الفصائل لصيان�ة الحق والعمل على نصرته
وليس التضحية به .
ُ الثالث :رفض مش�اريع الوس�اطة العربية والدولية الداعية إلى التطبيع المخل بالش�رف
واألرض مع العدو المحتل .
ويتحقق نجاح هذه المطالب :
-1بحشد الطاقات العربية واإلسالمية لترجيح كفة القضية وتحويلها من قضية فلسطينية
إلى قضية عربية إسالمية .
-2شد أزر المقاومة بجمع كلمة الفصائل داخل األرض المحتلة ،وتوحيد استيراتيجيات
العمل الجهادي ،سواء بأسلوب المطالبة الشرعية القائمة على العدل واإلنصاف أو الجهاد والمقاومة القادرين على فرض فكرة الحقوق وعودتها .
-3العم�ل عل�ى توحي�د الكلم�ة وإحي�اء معاني التوحي�د ،وه�و إحياء أس�اس العالقة
اإلسلامية بين األم�ة وبناء وحدته�ا اإليمانية على القواس�م المش�تركة (ﮭ ﮮ
ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) [البقرة]208:
.
253
دراسة الركن الرابع تمنع الزج بالشعوب في سبيل المطالبة بالقرار
أن مرحل َة ال ُغ ِ والوهن ينقطِع فِيها الحكم الشرعي العام القائم على ِح ِ ِ • َّ فظ ثاء ُ ُ ُّ ُّ ُ ُ ٍ ٍ ٍ ِ كم ُهو َّية اإلسلا ِم ف�ي مجمو ِع العال ِم كوحدة سياس�ية واح�دة ،ويبقى ُ الح ُ مير ،أي :األطما ِع والصرا ِع على الس ِ الح ِ لطة ِّ النبي mبِتكا ُد ِم َ ُّ الذي وص َفه ُّ وامتِ ِ الكها .
أن الق�رار العالم�ي ليس بِ ِ يد الم ِ • َّ س�لمين ُحكا ًما ُ وش�عو ًبا ،وإنَّم�ا لِك ٍُّل ِمنهم َّ َ ُ َ ٍ عالمي كافِ ٍر ينطوي فيه ِ ويلتز ُم بِقراراتِه سقف تحت وسلطتُه الخاص ُة َ َّ ٍّ ُحدو ُده ُ ِ ِّزاعات وشكوى االعتِ ِ ِ داءات لفض الن والحرب ،بل الس�ل ِم ويلتجئ إ َليه ِّ ُ في ِّ
ِ تح ِ كاألُم� ِم الم ِ ِ األمن ِ ِ ومجل ِ االقتصاد والنظا ِم وغيرها .و َي ْت َب ُع ُه ُك ِّل َّي ًة في س دة ُ َ
المالي. ّ
عائلي�ة ٍ ، ٍ ٍ ٍ ِ قبلية » أو ِ • َّ غيرها مذهبية ، اعتبارات « تحت الحك� ِم َ المطالبي�ن بِ ُ أن ُ ِ كم ِ الحرب في ِ الحك ِم ِ سبيله » أو ِ ِ ِ بعض ِ ممن أو طالبة « أهل ال َبيت بِ ُ غيرهم ـ َ ُ �لطان لآِ ِ بائهم ـ ع َليه�م أن يعلموا َّ ٌ َ الحك ِم وس أن ال َع�ود َة إلى ُ كان له�م مجدٌ ُ الفة المرتبِ ِ الخ ِ الش�رعي يش�تر ُط فيه «الحكم اإلسلامي العام في مفهو ِم ِ طة ُ ُّ ُّ ُ ُ ِّ ُ َ ٍ ٍ يكون أحدُ هم ِ ِ بِ َ قاطعة مدينة أو ُم حاك ًما على اإلسالمي العا ِّم» .أما أن القرار ِّ ِ ولك�ن قراره االقتِ ول�ة ِ ، أو د ٍ الثقافة واإلعالمي ُج�ز ٌء ِم َن والسياس�ي صادي َّ َ َّ َّ َّ َ ِ ِ ِ هدف اإلسلا ِم أمر ال يخدُ ُم َ ُس�مى ؛ فه�و ٌ العالمي�ة والسياس�ة الدَّ ولية كما ت َّ وقضية االصطِ ِ أهل الب ِ ِ ِ فاء ِ الحك ِم .بل على ِ يت مثل هذا ـ من ِ َ أو األحق َّي َة في ُ ِ أو ِم�ن ِ َ ويحفظ ِدما َء ماحكات السياس�ي َة المش�بوه َة الم غيرهم ـ أن َ يتجنب ُ الرعايا واألُم ِة ،ويعيدَ النظر فيما هو مطلوب منه ش�ر ًعا لِ ِ ِ االس�تقرار تحقيق ٌ ُ َ َّ
ِ ُ الشعوب كما َ إشغال وعلي زي ُن العابدين ء ،وليس فعل الحس ُن في ٌّ وامتالك الحك ِم ،مع أنَّه ال يترتَّب ع َليه أي ن ٍ ِ ِ ُّ ُصرة لِإلسال ِم �عوب بِعودتِه الش ُّ ُ َ ُ 254
ِ ِ لج ِ ِ وال لِ لدعوة وال لِ ِ ِ العالمية السياسة قوف هاد في سبيل ال َّل ِه إلاَّ بما يوافِ ُق ُس َ يم ِنة ،التي تبدَ ُأ بادئ ذي ٍ ِ ش�رط االعتِ ِ ِ المه ِ �راف بِه وبِ بدء بِ وجودهُ ،ث َّم بِ َقبولِه َُ والقوانين الدَّ ِ لز ِ ِ ِ الم ِ مة لِلنِّظا ِم بِ ِ ِ ولية التي اللوائح ُع ً ض�وا في المنظومة الدَّ ولية ُ ال ِعالق َة لها بِاإلسال ِم وال بِالم ِ سل ِم. ُ
مرحلة ال ُغ ِ ِ ول واألنظِ ِ أن كا َّف َة الدُّ ِ • َّ ثاء إنَّما هي قائم ٌة وظهر ْت في برز ْت مة التي َ َ ِ في مش�روعيتِها على اعتِ ِ راف ال�دُّ ِ ِ ق�رار (الفيتو) ،والدُّ ُ ول مالكة ول الكُبرى
الكُب�رى ال ِ َ ٍ تكون إسلاميتُه وفق ما صحي�ح ،إلاَّ أن إسلامي ف بِنظا ٍم تعتر ُ ٍّ ِ ِ ُيرضي الدُّ َ السياسي . القرار المتنفذة في ول ِّ
ِ َ الربوي وحرك َة المالي االقتصاد العالم َّي َة والنظا َم وف�وق ك ُِّل ذلك فإن َح َر َك َة • َّ َّ ِ ِ ِ مش�روعية الس�قف المهيم ُن على العملات لكاف�ة دول العالم ه�ي س�وق ُ الدُّ و ِل ومدَ ى ِ بقائها منذ نشأتِها وحتّى سقوطِها. َ َ
ِ �روط التي ِ ِ ِ ِ وعلى هذه ُّ الدين أركان والرك ُن الرابِ ُع ِمن يكش ُفها فق ُه الش ُّ التحوالت ُّ ِ ِ ت�ال ِمن ِ الموت دونَ�ه أو الدفع بِالرعايا للاِ قتِ ِ الق�رار ِ ِ أو امتالك ُصب�ح مس�أل ُة ت أجله ُ يت أن ُف ِسهم ،وإنَّما ترتبِ ُط بِ ِق ِ آل الب ِ ِ ُصوص راءة ن الحكَّا ِم وال حتَّى بِ ِ َ مس�أل ًة ال ترتبِ ُط بِ ُ فقه التحو ِ ِ الشرعي . الت ُّ ِّ
فالنُّصوص الش�رعي ُة طعنَت في الم ِ ِ وحكَّا ُمه العضوض ـ وهو نِظا ٌم لك إسلامي ُ ُ ٌّ ُ عصر ال ُغ ِ ِ ِ ريش ـ ل ُف ِ ِ ِ ِمن ُق ٍ بعض ُّ ثاء والمراح ِل .وكذلِ َك في الحكَّا ِم قدان الشروط في ُ ِ ِ ٍ ِ أي ٍ ِ نفس ُه أو رعايا ُه ِمن حال ِم َن األحوال أن ُي ْه ِل َك ٌ والوهن كمرحلة ال ُيمك ُن بِ ِّ امرؤ َ ثبت شر ًعا أنَّه ال يعود على اإلسال ِم بِ ٍ أجل ٍ ِ عائد ُيؤ َب ُه له . قرار َ ُ
ِ ِ �ب بِ َّ الوظيفة أن يجع َلها المطال ُ إن اإلسلا َم قضي ٌة ُ ، ك�م وظيف ٌة ،فإن تم َّك َن ُ والح َ 255
ِ خ ِ ف�إن التزامه بِ ِ ِ ف�ي ِخ ِ القضية َ فذاك ،وإلاَّ َّ القضية ِمن حي ُثما وض َعه ال َّل ُه في دمة دمة َ ِ ِ ِ كفيل بِ االجتماعية ٌ ِ الشرعية . إنجاح وظيفتِه الحياة
256
الركن الثاني ِ ِ العلم المطل َ ُق باِ الصرغى لعلامات ُّ ُ ُ ُ
قب�ل ِم ِ العالم�ات التي أخبر ع�ن و ِ ِ قوعها َ m يلاده mإلى قيا ِم جم ُ�ل ُ َ وه�ي ُم َ ِ ِ إثم وال المط َل ُ الس�اعة ،وه�ي كثي�ر ٌة و ُم ِّ �ق » أي :الذي ال َ لم ُ تنوع ٌة ،و َقو ُلن�ا « :الع ُ ِ الل ِق ِ ِ ويمك ُن اإللمام بِها ِمن ِخ ِ راءة ُكت ِ عالمات ُب يعلم تفصي َلها ، ُ تبِع َة على َمن لم ْ الس�اعة ،وقد ذكرنا كثيرا ِمن ِ ِ ِ ف» ،وقد بد ْأنا ُهنا والطار ُ نماذ ِجها ف�ي كتابِنا «التليدُ ً ِ ِ الم ِ بِ ِذ ِ ِ ش�ار عواملها وأس�بابِها في ك ُِّل تكر ِر المراحل ُ تتكر ُر بِ ُّ كر هذه العالمات التي َّ إ َليها سل ًفا ِ ، ومنها :
إمارةُ الصبيا ِن
ِ ِ ومن َعلاَ م ِ الساعة الص ْغرى إِمار ُة الصبي ِ ان ،وهي َت َق ُّلدُ ِص ِ األحداث الس ِّن ات ُّ َ َ َ ِّ ْ َ ْ غار ِّ َ ِ ِ ِ ُ َّب الس� ِّن وجليل المعرفة ،لما يترت ُ َ المناص�ب الكبي�ر َة التي ال يص ُل ُح لها إلاَّ حاذ ُق ِّ �ون للحر ِ ِ وحف�ظ لِ ٍ ٍ ِ ألمانة وص ٍ ِ ور ٍ م�ات ِ فق راقب�ة ل َّل ِه والمعرف�ة ِمن ُم الح�ذق عل�ى َ ُُ ِ ٍ هم الذين ال يرعوون ، والس�فها ُء ُ الس�فهاء » ُّ ، بالرعايا ،وفي ِرواية ُأخرى « :إمار ُة ُّ روي ٍة وضوابِ َط ٍ أل ِ وال ين ُظرون لِ ُ ديانة . مور بِ ِ َّ
العضوض ِمن ِج ٍ مرحل�ة الم ِ ِ وف�ي ِ ِ ه�ة ،كما قد ورد عن أبي لك األمر إش�ار ٌة إلى ُ ِ ب ِمن َش�ر َقدَ ا ْقتَرب :إمار ُة الصبي ِ ُه َرير َة ؤ َ وه ْم ان إِ ْن َأ َطا ُع ُ َ َ َ َ ِّ ْ َ قال َ : «و ْي ٌل ل ْل َع َر ِ ْ ٍّ َأد َخ ُلوه�م النَّ�ار ،وإِ ْن َعصوهم َضربوا َأ ْعنَا َقهم »((( .وفي ِر ِ واية ِ ابن أبي َش�يب َة َع ْن َ ْ ُ ْ َُ َ َ ْ ُ ْ ُ َ الله َ « :mتعو ُذوا بِ ِ �ول ِ الله ِم ْن َر ْأ ِ َأبِي ُه َر ْي َر َة ؤ َق َال َ :ق َال َر ُس ُ الس ْب ِعي َن َو ِم ْن َ َّ س َّ �ان» .وفي ِر ٍ إم�ر ِة الصبي ِ واية ق�ا َم أبو ُه َرير َة ؤِ على ِم ِ نبر رس�ول الله m َ دون ْ َ ِّ ْ َ ((( ابن أبي شيبة (. )39391
257
إمارة الصبيان عالمة صغرى
لعرب ِمن ش�ر ِ ويل لِ رس�ول ال َّل ِه ٍ m ِ ِ اقترب ٌ ، فقال ُ « : بعتبة َ ، ويل لهم ِمن قد مقا ِم َ ٍّ ِ إمارة الص ِ بيان ،يحكُمون فيهم بِالهوى ،ويقتُلون بِ ِ الغضب » ((( . ِّ
ِ المراح ِل التي َ ِ ِ وم�ن ِج ٍ ِ �فهاء الس هة ُأخرى ف�إن المعنى ي ُع ُّم كا َّف َة برزت فيها إمار ُة ُّ ِ ِ ِ ِ ِ تبر ُز سفاهتُهم وحكَّا ٍم ُ الصبيان من ُأمرا َء ُ وتس ُّل ُط ِّ وحدثاء األسنان ُسفهاء األحال ِم ُ ، ِ الحزبي�ة ِ ِ ِ ِ السياس�ية بِكا َّف ِ ِ ِ ِ كومية التي الح نماذجها �ة الحركة ف�ي واق ِع أو الفئوي�ة أو ُ
عر َفها العالم العربي واإلسلامي في ِ هتار واالس�تِ ِ عمار واالس�تِ ِ مراح ِل االس�تِ ِ ثمار ُّ ُّ ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ والحضارة ق�ي الر ِّ المس�لمين بِاس� ِم ُّ ،وعم َل�ت على إضعاف ش�رف اإلسلا ِم في ُ ِ ِ ِ أنس ب ُن مالِ ٍك َ س�اواة ،وفي ذلِ َك ُ قال : والم يقول mفيما رواه ُ والتمدُّ ن ُ والحرية ُ
ِ الم ِ األمر بِ والنهي ِ رس�ول ال َّل ِه . .متى ُ نكر ؟ َ َ ِ قال « :إذا المع�روف قي�ل :يا عن ُ نترك َ َ ِ ظه�ر فيكم م�ا ظهر في األُم ِم ِمن ِ ظهر في األُ َم ِم قبلكم » ُقلنا :يا رس�ول الله ..وما َ َ َ َ ِ ِ والفاحش� ُة في ِك ِ لك في ِص ِ قب َلنا ؟ َ الم ُ لم في رذالتِكم ، غاركم ، باركم ،والع ُ قال ُ « : إذا َ ِ لم في ُرذا َلتِكم» (((. كان الع ُ ِ ِ ِ ِ ِ الحديث وفي ِ �فهاء، والس وفي غيره إش�ار ٌة إلى ُ تالز ِم الفس�اد في إمارة ِّ الصبيان ُّ ِ ِ ِ ِ ِ ُ ُ وحكَّا ُم يش�مل العديدَ ِم�ن حيث ظواهر الحي�اة االجتماعية التي ُي َهنْد ُس�ها أم�را ُء ُ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ تفس ٍ وضعف أخالقي �خ س�ميات الحضارة الما ِّدية َ ٍّ مع ُّ بم َّ المجتم ِع ُ المراخل لربط ُ ِ ِ ومش�اريع ِهم االقتِ ِ ٍ ِ وتقليد واستِتبا ٍع أعمى لل ُك َّف ِ واإلعالمية صادية ار ش�رعي لمي ُ ٍّ ع ٍّ ِ والتعليمية واالجتِ ِ ماعية ...إلخ .
ِ ِ ِ الجماعة بِ للتويجري (. )230 :1 الساعة» أشراط (((«إتحاف ُ ِّ ((( سنن ابن ماجه (. )4151
258
استفاضةُ الما ِل والاستِغناء عنِ الصدقةِ ُ
ال و َك ْثر ُته ،وهذه العالم ُة ِ ِ ِ تحم ُل اس�تِ َف َ الم ِ َ َ ُ وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ اض ُة َ الص ْغ َرى ْ الناس بعدَ ٍ ِ يفيض ُ فقر ُمدق ٍع ،وقد ويكثر في أيدي يضا ، المال َف ً معان�ي ِمنه�ا :أن َ َ َ ِ ِ ث�ل هذا في ُع ِ مر ِ �ق ِم ُ بن توحات ، هود ال ُف تح َّق َ وأكثرها مطابق� ًة ما و قع في عهد ُع َ ُ
استفاضة المال واالستغناء عن الصدقة
توحات ِمن بِ ِ ِ الحاص ِ العزيز لِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الد ال ُف ِ رس أموال ال ُف لة ِم َن اقتس�ا ِم األموال كثرة عبد عدي ِ بن حاتِ ٍم َ ُ النبي mإذا أتاه وال�رو ِم ،و ُيؤ ِّي�دُ هذا قال َ :بينَم�ا أنا ِعندَ حديث ِّ ِّ ُّ ِ الس�بيل َ ، عدي، قطع فقال « :يا ُّ آخر فش�كا إ َليه َ ُ رج ٌل ،فش�كا إ َليه الفاق َة ُ ،ث َّم أتاه ُ رأي�ت ِ نبئت عنها َ ، فقال « :فإن طا َلت بِ َك ه�ل لت :ل�م َأ َر َها ،وقد ُأ ُ الحيرة ؟ » ُق ُ َ ِ الح ِ ترتح ُل ِمن ِ الحي�ا ُة لترين الظعين َة ِ تط�وف بِ تخاف أحدً ا إلاَّ الكعبة ال يرة حتَّى ُ َ َ َّ َّ لت :اب َن ُهر ُم َز ؟! َ ال َّل َه ،ولئن طا َلت َ قال « : ُنوز ِكسرى » ُ .ق ُ ُفتح َّن ك ُ بك الحيا ُة لت َ ِ يخر ُج ِمن ك ِّفه ِمن ٍ ذهب كس�رى ب ُن ُهر ُم ٍز ،ولئن طا َلت بِ َك الحيا ُة لتر َي َّن ُ الرج َل ُ
يطلب من يقب ُله منه فال ِ يجدُ أحدً ا يقب ُله منه» َ . فرأيت الظعين َة عدي : أو فِ َّض ٍة ُ قال ٌّ ُ َ ِ الح ِ ترتح ُل ِمن ِ ِ تطوف بِ ُنوز تخاف إلاَّ ال َّل َه ، الكعبة ال يرة حتَّى ُ َ ُ افتتح ك َ فيم ِن َ َ وكنت َ قال النبي أبو ِ ِكسرى ِ لترون ما َ القاس ِم(((.m ُّ بن ُهر ُم َز ،ولئن طا َلت بِكم حيا ٌة َ
ِ ٍ الصدقة ِ وأما االستغنا ُء ِ معان : فيرج ُع إلى عن
بن ِ ِ ِ مر ِ مر ِ بن الخ َّط ِ األو ُل :ما َ اب ُ ، حيث عبد َّ العزيز ،وقب َله عهدُ ُع َ قيل عن عهد ُع َ ِ ِ الصدقة لِ ِ ِ ِ استغنى ال ُفقرا ُء ِ توزيعه . وعدالة المال كثرة عن
ِ ِ ِ يحص ُل في ِ وعهد عيس�ى كعهد اإلم�ا ِم المنتظِر ، الزم�ان آخ�ر والثان�ي :م�ا ق�د ُ
((( صحيح البخاري (. )3595
259
االستغناء عن الصدقة له عدة معان
ش((( . ِ ِ يكثر ف�ي ِ الصدقات من وهن�اك معنً�ى ثالِ ٌ الزم�ان ِم َن آخر �ث ل�ه ِعالق ٌة ُ ُّ بالتح�والت ،وه�و ما ُ المؤمن ِمن ِ ِ ِ الم�ال الحرا ِم بِكا َّف ِ ِ األموال المشبوهة اس�تِ ِ أخ�ذ صدقتِه ِمن ف �ة فاضة أنواعه ،حتَّ�ى يتأ َّف َ ُ ِ َ المشبوهة . المتصدِّ قين بِأموالِ ِه ُم أولئك ُ
سقوط قيمة العملة
ف ال ُف ِ الصدقة في معنً�ى رابِ ٍع إل�ى تع ُّف ِ ِ ق�راء ِ ه�م االس�تِغنا َء ِ عن ع�ن وفس َ�ر بِ ُ عض ُ َّ ِّجاري�ة ،حتَّ�ى ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ تنعد َم الحرك�ة الت وضعف األس�واق حال�ة الضط�راب األم�وال ؛ ِ س�بب َخ ِ ِ روب ،وإما بِ المش�ترا ُة إما بِ ِ الح ِ ِ ِ القيامة الناس ِم� َن �وف ال�وار ُ س�بب ُ دات ُ ُ وتفيض . األموال فتتكدَّ ُس ُ
ٍ تظهر في ِ أكثر ِمن ٍ ِ التعاليل َّ ومرحلة . زمن فه ُم ِمن هذه و ُي َ أن هذه العالم َة ُ
استتباع سنن األمم الماضية
ُمم الماضيةِ استِتباعُ ُسن ِن الأ ِ
ِ ومن َعلاَ م ِ الس�اعة الص ْغرى استِ ْتباع األُم ِم الم ِ برزت ات اض َي ِة ،وهذه العالم ُة قد َ ْ ُّ َ ْ َ ُ َ َ َ ظواهره�ا بادئ ذي ٍ ِ ِ مرحلة الم ِ ِ ِ عه�د الدَّ ولت ِ ِ األموية َين العضوض على لك بدء ف�ي ُ ُ ِ ِ ِ ِ والقادة بِ أحوال ُحكَّام ال ُف ِ مظاه ِر والرو ِم في الحكَّا ِم والعباس�ية ،وتش� َّب َه ُ بعض ُ رس ُّ والفلس�فات المخالِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ فة األفكار ونقل والتقاليد العادات وبعض �لطان والس ُ ُ الحك ِم ُّ
((( ففي الحديث عن أبي هريرة ؤ قال :قال رس�ول الله « mتلقي األرض أفالذ كبدها أمثال اإلس�طوان من الذهب والفضة ،قال :فيجيء القاتل فيقول :في هذا قتلت .ويجيء القاط�ع فيق�ول :ف�ي هذا قطعت رحم�ي .ويجيء الس�ارق فيقول :في ه�ذا قطعت يدي. ث�م يدعون�ه فلا يأخ�ذون منه ش�يئا » .صحيح مس�لم كتاب ال�زكاة ( /98/15مع ش�رح
النووي).
260
تأخذ ُأمتي بِ ِ منهج اإلسلا ِم((( ،وفي ذلِ َك ُ لِ ِ أخذ يقول « : mال تقو ُم الس�اع ُة حتَّى َ َّ رس�ول ال َّل ِ ِ ِ �برا بِ ِش ٍ ِ َ �بر وذرا ًع�ا بِذرا ٍع » َ . كفارس �ه ، قيل :يا ال ُق�رون األولى فيها ش ً الن�اس إلاَّ وال�رو ِم؟! َ َ وال�رو ُم في تِ َ فق�ال « :و َم�ن لك ُ أولئ�ك »((( .وكانَت ُ ُّ فارس ُّ نماذج االستتباع ِ ِ ِ ِ ِ ِ التسلس ِ �ل عبر ُ المرحل�ة ه�ي حامل ُة ل�واء الحضارة الس�لبية ..ويمتدُّ ه�ذا المعنى َ مرحلة ال ُغ ِ ِ ٍ التاريخ�ي لِ ُ ِ ثاء مرحلة ،ويزدا ُد اتِس�ا ًعا واس�تِتبا ًعا ف�ي أكثر ِمن أل َّم�ة في َ ِّ وأخذ ِ َ ِ ِ ت الدُّ ُ َ ول العالم�ي ، قرار اإلسلا ِم والوه�ن ،وهي المرحل ُة التي ُّ س�قط فيها ُ ستعم ِر والم ِ ِ العربي ُة واإلسلامي ُة بِ َس ِ ُ حديث « : ستثم ِر ،وفي ذلِ َك يأتي الم ُ نن العال ِم ُ ِ كان قب َلكم ِش�برا بِ ٍ ِ لتتبِ ُع َّن َس�نَ َن َمن َ ضب حر ٍّ ش�بر ،وذرا ًعا بِذرا ٍع حتَّى لو دخلوا ُج َ ً رسول ال َّل ِه ،اليهو ُد والنصارى ؟! َ َ لدخ ْلتُموه » .قالوا :يا قال « :و َمن ؟! »((( .
ِ ِ التقليد األعمى لِلعال ِم األُ �ؤون ودب ِمن ُش ويب�ر ُز هذا في هب َّ وروبي في ك ُِّل ما َّ ِّ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ونماذج والرغب�ات والش�هوات والمش�رب واإلعال ِم واألقال ِم والملبس الم�أكل ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ش�يء ِم َن ال ُغ ِ والغفلة �رور مع التج�ارة والس�ياحة والثقاف�ة والرياضة َ جراَ .. وه ُل َّم ّ ِ ِ ِ الرغبات ِ ِ والتحا ُي ِ الغارق َة في �ب �ل على ن ُصوص اإلسلا ِم وتحريف معانيه ؛ ل ُيناس َ ِ ِ ِ ِ وضات ،وهو ما والم االس�تِتبا ِع ؛ حتَّى يصير االس�ت ُ تباع في أغبى نماذ ِج العالقات ُ َ الحدي�ث بـ « ُد ِ خول ُج ِ حره طويلاً ٌ ُ حيوان ُ والضب الض�ب » ، حر يعني�ه ُّ ِّ يدخ ُ�ل ُج َ
ِ ِ ُ عمن ُ فيصعب ع َل ِيه ُ طريقة يدخ ُل َمدخلاً ال ُيفك ُِّر في روج ، الخ ُ ُ والحديث فيه كناي ٌة َّ
ِ ُ ِ الخ ِ والخطر . الحرج قع في روج منه ؛ ف َي ُ
((( األخذ بالعلم والحضارة من الغير ال يدخل في هذا المعنى ،وإنما يدخل ما ال تحتاجه األمة من علل األمم األخرى وفلسفتها النظرية المتعارضة مع غيبيات الديانة .
((( صحيح البخاري (. )7319
((( متفق عليه ،البخاري ( )3456ومسلم (.)6952
261
التقليد األعمى للعالم اآلخر
ِ ِ ِ ِ ِ ِ تقبيل كأس كرة وال�دوران بِه ، الفوز كأس تقبي�ل النم�اذ ِج ما يفع ُل�ه الرياضيون ِم�ن وم�ن ه�ذه القدم ِ أخذه بـ «الإله إلاَّ الله» ،وس ِ تاف ِعند ِ واله ِ الش ِ المالع ِ ِ جود ُّ ملبس ب ،وخل ِع كر في ُ ُ ِ ِ ب عن ِج ِ ِ والتلويح بِ الالع ِ ِ ِ الهواء، الملبس في اله�دف ، س�مه ِعندَ إدخالِه الكُر َة في
ِ الج ِ الع ِ �ة ،كوض ِع ِ أعمال االس�تِتبا ِع الفج ِ قد على ِ ِ كالنس�اء ، يد كثير ِمن َّ وغي�ر هذا ٌ ُ ِ ِ ِ ِ ِ والباروكات ،ولِ ِ مالبس ال ُع ِ كثير بس الش�عر قص وتقليد ِّ وغير هذا ٌ ري الفاضحة ُ ، وكثير . ٌ
ضياع األمانة
ضياع الأمانةِ ُ
ِ ِ ِ ٍ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ور َّبما َ كان تكررة لعدَّ ة مراح َل .وفي عدَّ ة أزمنة ُ ، الم ِّ وهي م َن العالمات الصغرى ُ �دة إل�ى الم ِ الراش ِ الفة ِ الخ ِ األمر ِمن ِ ِ ِ العض ِ عصر وض .في لك ُ تحو َل ِ َ َّأو ُل مظاه ِره�ا ُّ ُ ِ ِ ُنقض َّن ُعرى اإلسلا ِم ُعرو ًة ص�در تاري�خ األُ َّم ِة ،و ُيؤ ِّي�دُ هذا المعنى َقو ُله « : mلت َ
ِ صيغة لِ ٍ ِ نقضا الحكم »((( ،والحك ِ لمؤامرة وأو ُل ُع�رو ًة َّ ،أو ُله� َّن ً ْ�م م َن األمان�ات َّ ، ُ ُ ُ ُ نقض أمانتي أيضا لأِ مانةِ كان بِ ِ ِ ِ كان ُه َ ضوض ،كما َ الحك� ِم َ الحك ِم ال َع الحكم والعلم عل�ى نقض ً ناك ٌ بروز ُ نقض ُ العل ِم ،واس�تمر ذلِ َك مرحل ًة بعدَ ُأخرى ...وهكذا حتَّى جاء أخطر ِ ِ ِ النقض مراح ِل ُ َ َّ
ِ ق�رار ِ اإلسلامية ،ولإِ ِ ِ الخ ِ قرار ِ ِ لِلحك� ِم ولِ ِ ِ إس�قاط ِ لعل� ِم بِ لمانية ،وهي الع قامة الفة ُ ِ النقض بك ُِّل معانيه وأش�كالِه تحقي ًق�ا لِ األعرابي حديث َّب ع َليها ُ المرحل� ُة التي ترت َ ِّ رس�ول ال َّل ِه « : mإذا ُضيع ِ ِ رس�ول ال َّل ِه ِ m ِ ُ َ ت األمان ُة الس�اعة .ور َّد عن الس�ائل ِّ َ
رس�ول ال َّل ِ فانتظِ ِ �ه ؟ َ َ �ر الس�اع َة » َ . األمر ق�ال :وكي�ف إضاعتُها يا قال « :إذا ُو ِّس�دَ ُ ي�ر ِ ِ إل�ى َغ ِ العربي العالمين صوره ف�ي �ق هذا المعنى في أجلى أهله»((( . .وقد تح َّق َ ِّ َ ((( مسند أحمد (. )22817 ((( تقدم .
262
ِ اإلسلامية ،وامتِ ِ ِ الخ ِ ق�رار ِ ِ مرحلة االس�تِ ِ ِ عمار ، �داد الفة �قوط واإلسلامي بعدَ ُس ِّ تشكيل القرارين « الحك ِم ِ ِ ِ ِ ِ والعل ِم » وإعادة المريض ، الرج ِل ُ وتقسي ِم ما ُس ِّمي بِ ِتركة ُ ِ ِ في العالمين العربي واإلسلامي لِما يخدُ م االستِعمار وسياس َة ِ العلمنة لمانية ُث َّم الع َ ُ ِّ ِّ َ ُثم الع ِ ولمة وهكذا . َّ َ
ِ ِ وه�ذا فيما يتع َّل ُق بِق�رار ِي الحك ِم ِ �ق بِ األمانات مجموعة والعل ِم ،وأما فيما يتع َّل ُ ُ َ األحادي�ث األُخرى ِ ، ِ ُ ومنها حديث حذيفة ؤ ُش�ير األُخرى وإضاعتها فإليها ت ُ الذي يقول فيهَ :حدَّ َثنَا َر ُس ُ ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َح ِدي َث ْي ِن َقدْ َر َأ ْي ُت َأ َحدَ ُه َما الرج�ال ُ ،ثم ِ ِ أن األمان� َة نز َلت في ِج ِ �ذر ُق ِ َو َأنَ�ا َأ ْنتَظِ ُ�ر الآْ َخ َ�ر َ ،حدَّ َثنَ�ا َّ علموا لوب َّ
رآنُ ،ثم َع ِلموا ِمن السن َِّة ،وحدَّ َثنا عن ِ رفعها َ الرج ُل النَّوم َة فتُق َب ُض فقال « :ينا ُم ُ َ ُّ ال ُق َ َّ أثرها ِم َثل ِ األمان ُة ِمن قلبِه ُّ أثرها أثر الوكت((( ُ ،ث َّم ينا ُم النوم َة فت ُ فيظل ُ ُقبض ،فيبقى ُ كجمر دحرجتَه عل�ى ِر ِ ِ ((( ٍ ِم َ جل َك فن َِف َ الم ْج�ل �ط فتراه ُمنبتِ ًرا وليس فيه ش�ي ٌء ؛ ْ ث�ل َ ق�ال :إن في بني ُف ٍ الن�اس يتبايعون ،فال ي�كا ُد أحدُ هم يؤ ِّدي األمان َة ف ُي ُ الن �ح ُ ف ُيصبِ ُ رجًل�اً أمينً�ا ،وي ُ ِ لرج ِل :ما أعق َله ! وما أظر َفه ! وما أجلدَ ه ! وما في قلبِه ِم ُ ثقال قال ل ُ ُ ُ
ٍ ِ ِ ٍ كان م ِ علي ٌ س�ل ًما زمان وما ُأبالي أ ُّيكم ُ بايعت لئن َ ُ ح َّبة خردل من إيمان ! ولقد أتى َّ
ر َّده اإلسال ُم ،وإن َ بايع إلاَّ فالنًا علي ساعيه .فأما اليو َم فما ُ كنت ُأ ُ كان نصران ًّيا ر َّده َّ وفالنًا((( ِ . نون َخدَّ اع ٌة ُ :ي َّ ستكون هناك ِس َ ُ كذ ُب أخبر عنه « : mإنَّه وم ُثل هذا ً أيضا َ ِ ِ ِ ِ خو ُن فِيها األمي ُن و ُيؤ َّم ُن فِيها َ الخ ُؤون»((( . فيها الصاد ُق ،و ُيصدَّ ُق فيها الكاذ ُب ،و ُي َّ ِ الشيء ،أو كالن ِ ُّقطة ِمن َغير لونِه . األثر في ((( الوكت : ُ جمع (وكتة ،وهي ُ ِ ِ ِ الكف من ِ ِ الصلبة . أثر ((( وهو ما يبقى من األورا ِم في ِّ العمل باألشياء ُّ
خاري (.)6497 صحيح ال ُب ((( ِّ ُ
((( مسند أحمد ( ، )8131وانظر « أشراط الساعة » يوسف عبدالله الوابل ص. 131
263
حديث «فال يكاد أحدهم يؤدي األمانة »...
قبض العلم وظهور الجهل
قبض ِ وظهو ِر الجهلِ الع ِلم ُ ُ
الساعة الصغرى المتكر ِ ِ ِ رة َزمنًا بعدَ ٍ زمن ،ومرحل ًة بعدَ ُأخرى عالمات وهي أحدُ ُ ِّ ٍ القبض على ٍ حال ُمع َّي ٍن ، على َغ ِير تتا ُب ٍع ،وإنَّما قد ترتبِ ُط بمرحلة ُمع َّي ٍنة ُ ،ث َّم يتو َّق ُ ف ُ ٍ مرحلة ُأخرى وهكذا . مع ُث َّم يتجدَّ ُد ُ مر ًة ُأخرى َ القبض َّ
تاريخ التحو ِ ِ ِ ِ ِ الت يتحدَّ ُد المعنى عبر وعندَ ُّ النظر والتأ ُّم ِل إلى مجمو ِع األحاديث َ نذ ِ مرحلة ِ ِ القبض لِ ِ ِ ِ ويبر ُز جل ًّيا ُم ُ القبض في مرحلة بدء الفت َِن األولى لعل ِم .ويتحدَّ ُد ُ ُ ثمان واإلما ِم عل�ي وما جاء من ِ عهد ِخ ِ عل�ى ِ ِ الفة ُع َ القبض بِك ُِّل معانيه.. بعدها ِم َن َ ٍّ ٍ ولِل َق ِ معان : بض
قبض ِ ِ ِ ُ الحديث العل� ِم « :هذا حديث النووي ِمن َقولِ�ه على ذكر اإلم�ا ُم ُّ معاني قبض العلم ( )1م�ا َ ِ ِ ِ يبين المراد بِ ِ ِ محوه ِمن ُص ِ دور ليس هو َ المطلقة َ ُ ِّ ُ ُ َ قبض العل ِم في األحاديث الس�ابِقة ُ ِ ح َّفاظِ�ه ِ ، الناس ُجه�الاً يحكُمون بِحاالتِهم ولك� َّن معناه أن َ يم�وت حملتُه ويتَّخ َذ ُ ُ
ِ ِ العل ِم هنا ِعلم ِ في ِض ُّلون» ((( ،والمراد بِ ِ وروث ِ الك ِ ُ عن الم ُ ُ ُ ُ لم َ والس�نَّة ،وهو الع ُ تاب ُّ ُ ِ ِ ِ األنبياء ِ عليه ُم السال ُم َّ ، وتموت لم ، األنبياء ،وبِ َذهابِهم فإن ال ُعلما َء ورث ُة ُ ُ يذهب الع َ ُ دع ،وي ُع ُّم السن ُن ، الجهل »((( . وتظهر البِ ُ ُ ُّ
مقبوضة ومسي ٍ ٍ قبض ِ العل ِم تحوي ُله إلى ِ ِ يختاره وفق ما مناه َج (ِ )2من معاني سة َ ، ُ َّ ُ ِ أجيال ال ِ ِ ٌ الش�ريعة ف ِمن ِعل ِم تتخر َج القائم�ون على التعلي ِم تعر ُ والتدريس ؛ حتى َّ شي ًئا ،ال َّلهم إلاَّ ما قر َأته ِِمن ِ ِ منه ِج . العل ِم الم َ َ المقبوض ُ ُ َّ
((( شرح مسلم (. )224 :16 ِ ُ الساعة لِلوابِ ِل ص. 133 أشراط (((
264
ِ ِ وحملة ِ ِ القب�ض ِ : (ِ )3 ِ األزم ِنة يق�ع في العل ِم ،لِما لم�اء باض ال ُع وم�ن معاني انق ُ ُ انقباض /قبض ِ وكراهية لِ ِ ٍ ٍ لم�اء ِ ،مما ُيؤ ِّدي إلى اعتِ ِ وانتهاك للدِّ ِ العلماء زال لعل ِم وال ُع ين وتج�او ٍز ِم�ن ُظل ٍم ُ َّ الع ِ ِ ِ الناس ،ف ُيؤ ِّدي ذلِ َك إلى ُظ ِ لماء ِ ِ ِ ِ الجهل هور مجالسة وانقطاعهم عن الناس عن ُ بِالدِّ ِ ين .
ِ عليه�م ِ قب�ض ِ (ِ )4 القب�ض ِ لم�اء بِ ِ ِ وس�جنِهم إخ�راس ال ُع العل� ِم وم�ن معان�ي ُ ِ ِ ِ ِ ِ الناس ، �ع بِ ِه ُم ُ س�مى باإلقام�ة الجبرية في منازلهم ؛ حتَّى ال ينتف َ وإيداعه�م ،فيما ُي َ مراح َل شتَّى ِ ، س�لمين في ِ (القبض) في بِ ِ ِ الد الم ِ ِ ومنها النماذ ُج ِم َن وقد وق َعت هذه ُ ِ ِ ِ ِ والس ِ والخطف جن لم وال ُعلما ُء إلى اإلبادة ِّ تعر َض فيها الع ُ (المرحل ُة ال ُغثائي ُة) التي َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ماعي جيلاً ُمتخ ِّب ًطا بِ والضالالت الجهاالت والتشريد ..م َّما َّ كون في الواق ِع االجت ِّ ِ ِ المس َّي ِ المقبوض . س والعل ِم ُ ِ الساعة أل َّيا ًما ِ ُ ينز ُل أحاديث كثير ٌة ِ ،منها « :إِ َّن َبي َن يدَ ِي وفي هذا المعنى ور َدت ِ ِ ُ فِيها لم »(((. الجهل ،و ُير َف ُع فيها الع ُ
رس�ول ال َّل ِ وف�ي ِر ٍ واية لِم ِ ُ قال َ : س�ل ٍم ع�ن أبي ُه َرير َة ؤ َ يتقارب �ه « m قال ُ ُ العلم وتظهر ِ الزمان ،ويقب ُض ِ الفتَن ،و ُيلقى ُّ الش ُّح ،ويك ُث ُر الهرج »((( . ُ ُ ُ َ ُ ُ
عبدال َّل ِ وحدي�ث ِ بن ِ عمرو ِ �ه ِ ِ رس�ول ال َّل ِه m ُ العاص ء َ ُ س�معت قال : بن ُ
ِ يقول « :إِ َّن ال َّله ال يقبِ ُض ِ ِ ِ ِ العلم انتِزا ًعا ِ ِ لم بِ ِ ُ قبض َ ينتز ُعه م َن العباد ،ولكن يقبِ ُض الع َ َ الع ِ لماء ،حتَّى إذا لم ُي ِبق عالِ ًما ات َ فس ِئلوا فأفتَوا بِ َغ ِير ِعل ٍم الناس ُ َّخذ ُ ُ وسا ُج َّهالاً ُ ، رؤ ً
((( صحيح البخاري (. )7063
((( صحيح مسلم (. )6964
265
؛ فض ُّلوا وأض ُّلوا »((( .
ِ ِ ِ الظاه�ر ُة ِجيلاً بعدَ ٍ خريات مر إلى ُأش�دِّ ه في ُأ وتس�تم ُّر ه�ذه جيل ،حتَّ�ى يب ُل َغ األَ ُ ٍ ِ رآن ِمن َب ِ قال عبدُ ال َّل ِه ِ الزمان ،كما َ مس�عود « :ل ُينت ََز َع َّن ال ُق ُ أظه ِركم ُ ،يس�رى بن ين ُ ِ ِ أجواف الر ِ ِ جال ؛ فال يبقى في ب ِمن األرض ِمنه َشي ٌء » ((( . ع َليه َليلاً ؛ َ فيذه ُ ِّ
ِ ِ ِ ِ الم ِ ِ ِ ِ الساعة عالمات ش�ار إ َليه في القبض مس�يرة النظر الواعي في وعندَ والنقض ُ ِ مراح َ�ل متدر ٍ المس�يرة قد م�رت بِ ِ ِ ِ ِ جة ـ بِ �ظ َّ نالح ُ المن ِّف ِذ ص�رف أن هذه النظر ع�ن ُ ُ ِّ َّ والم ِ ستثم ِر ـ اشتم َلت على ما يلي : ُ الحك ِم . ُ -1 نقض ُ نقض ِ العل ِم . ُ -2
أشكال من نقض العرى في مسيرة التاريخ
ين والدَّ ِ الفصل َبي َن الدِّ ِ ُ ولة . -3 التاريخ والدِّ ِ ُ ِ يانة . الفصل َبي َن -4 ِ ُ والمتغ ِّي ِر . -5 الفصل َبي َن الثوابِت ُ
ُ الفصل َبي َن العلم والدين . -6 ِ ِ ُ والدعوة . التربية والتعلي ِم الفصل َبي َن -7 ِ ِ وأركان الدِّ ِ ُ ين . اإلحسان الفصل َبي َن ِعل ِم -8 اإلحسان والتصو ِ ِ ُ ف. الفصل َبي َن ِعل ِم -9 ُّ الفصل بين المث َّل ِ والم ِ ِ عامل الرابِ ِع . ث -10 المدموج ُ ُ َ َ ُ ُ الفصل َبي َن التصوف والسنة . -11
((( صحيح البخاري (. )100 ((( المعجم الكبير (. )8719
266
الفصل بين التصو ِ ف واإلسال ِم((( . -12 ُّ ُ َ َ
بوةِ هور ُمدَّعي الن ُّ َّ ُظ ُ
ظواهره�ا ،وتج�دَّ دت ِ ِ ِ ِ ِ نماذ ُجها الس�اعة الصغ�رى التي تع�دَّ َدت عالمات وم�ن َ ُ ُ قريب ِمن ثالثين َّ �روج َّ ثالث كذا ًبا ،وفيهم ُّب�و َة ،وهم ٌ الكذابين الذين يدَّ عون الن َّ ُخ ُ نِ ٍ سوة أو أربع .
ظهور مدعي النبوة
ِ س�الة ِ ، ِ ِ ِ الصحابة ئ وما عصور ومنهم ف�ي الر بعضهم في خرج ُ وق�د َ عصر ِّ ِ ِ األجيال . بعض بعدها ،وال يزالون يظهرون في وفيهم َ دجالون َّ قريب ِمن ثالثين كذابون ، ٌ قال « : mال تقو ُم الساع ُة حتَّى ُيب َع َث َّ ُ ُ ،ك ُّلهم يز َع ُم أنَّه رسول ال َّل ِه » ((( .
ب الر ِ ِ ِ ِ سالة ُم َس ِيلم ُة َّ وأو ُل من ظهر ِم َن َّ أرض اب ِ ،من الكذ ُ َّ الكذابين في عهد صاح ِ ِّ ٍ نجد ،وقد ك ُثر أتبا ُعه ،وع ُظم ش�ره على الم ِ س�لمين ،حتَّى قت َله الصحاب ُة ئ ُ َ ُّ َ ِ ِ ِ ِ األو ِل أبي ٍ الصديق ؤ . بكر في معركة « اليمامة » على عهد الخليفة َّ ((( وم�ن أغ�رب مظاهر هذا الفصل مطالبة بع�ض المتطرفين من دعاة الخ�وارج الجدد علماء المذهبي�ة والصوفية للتوبة وتجديد اإلسلام ،ونش�ر بعضهم في اإلنترن�ت احتفال أولئك بكافر دخل اإلسالم وحسن إسالمه ،وكان ذلك الكافر ـ من وجهة نظرهم ـ مسلما صوفيا
دخل إلى الحظيرة السلفية ،وحسن إسالمه بعد رجوعه عن مذهب الصوفية ،وتوبته على
أيديهم .
ُ وحدي�ث ( « بينما أنا نائم رأيت فى يدي س�وارين من ذهب، خ�اري (. )7121 صحي�ح ال ُب ((( ِّ ُ
فأهمن�ي ش�أنهما ،فأوح�ي إلى فى المن�ام أن انفخهم�ا ،فنفختهما فط�ارا فأولتهما كذابين يخرج�ان بع�دي » ،ف�كان أحدهما العنس�ي واآلخر مس�يلمة الك�ذاب صاح�ب اليمامة) صحيح البخاري (. )3621
267
مسيلمة الكذاب واألسود العنسي
ِ ِ ِ وكذلِ َ ُّب�و َة ؛ وقت َله الصحاب َة �ي في اليم�ن » ،وا َّدعى الن َّ هور « األس�ود ال َعنْس ِّ �ك ُظ ُ ِ النبي . m ئ ً أيضا في حياة ِّ
حديث ِ الز َب ِير ء َّ « : ُ إن َبي َن يدَ ِي والعنسي » ور َد وفي ِك َليهما « ُم َس ِيلم َة ابن ُّ ِّ ِ ِ ِ ِ الساعة ثالثين َّ اليمامة». ب كذا ًبا ِ ،م ُنه ُم :األسو ُد ب صنعا َء ،وصاح ُ العنسي صاح ُ ُّ يعني ُ :م َس ِيلم ُة .
سبعة وعشرون وفيم�ا أخرجه أحمدُ عن ح َذيف َة ؤ بِ ٍ س�يكون في ُأ َّمتي َّ ُ كذابون س�ند ج ِّي ٍد « : ُ َ دجاال منهم أربعة ِ ِ ٍ ِ نبي بعدي »(((. دجالون ،سبع ٌة وعشرون منهم ُ َّ أربع نسوة ،وأنا خات ُم النب ِّيين ؛ ال َّ نسوة والمقصو ُد بالدَّ َّجالين َّ أمرين : الكذابين أحدُ َ
ِ األول :م ِن ادعى النُّبو َة وأنَّه يوحى إ َليه ،كمس ِ وس�ج ِ اح و ُطليح َة واألس�ود �يلم َة َّ ُ َ َّ ُ َ
األسدي(((. ِّ
ِ الناس بما لم ُي ِّنز ِل ال َّل ُه بِه والثاني َ :من قا َمت ش�وكتُه ،وك ُثر أتبا ُعه ،واش�تهر َبي َن آل الب ِ �لطان .كالمختار بن ُعب ٍ ٍ يت والمطالب َة بد ِم يد المختار الثقفي ِمن ُس أظهر محب َة ِ َ ُ ُ ُ َ الثقفي ،الذي َ ُّ الح َس ِ َ َ الز َب ِير في ونزول �ين ،وك ُث َر أتبا ُعه ُث َّم ا َّدعى الن َُّّبو َة جبريل ع َل ِيه .وقد قت َله اب ُن ُّ ُ
المل ِ الفة ِ الكذاب ،خ�رج في ِخ ِ ِ ِ ((( ِ عبد ِ ِ �ك ِ َ الح�ار ُ مروان ، بن �م َ ث َّ ُ الحارث الكذاب خالفت�ه .وم ُنه ُ ف ُقتِل .وخرج في ِخ ِ الفة بني الع َّب ِ اس جماع ٌة ((( . َ
((( مسند أحمد (. )24067 ((( اإلشاعة (ص. )96
((( سير أعالم النبالء ( « ، )543 :3أشراط الساعة » ص 115ليوسف الوابل . ((( فتح الباري (. )617/6
268
ِ ِ ِ وظه�ر الس�اعة (الوابِ�ل)((( : أش�راط �ب ِكت�اب ومنه�م القاديان�ي ،ق�ال صاح ُ َ ِ ِ ِ المس�يح بالهن�د ،وا َّدعى الن َُّّبو َة ،وأنَّه القادياني العص�ر ف�ي الحديث ميرزا أحم�دُ ُ ُّ
أحمد القادياني
ِ المنت َظ ِ �رَّ ، وأنص�ار ،ور َّد ع َل ِيه أتباع الس�ماء ، حي في وصار ل�ه ٌ وأن عيس�ى َ ٌ َ ليس بِ ٍّ ُ ِ ِ الم ِ شار إ َليهم في الحديث . جمل ٌة م َن ال ُعلماء ،واعتبروه أحدَ الدَّ َّجالين ُ
ِ عصرن�ا ا َّدع�ى المهد َّي َة ع�د ٌد ِم� َن َّ وف�ي األكاذيب روج�ون َ الكذابي�ن ،الذي�ن ُي ِّ واألضاليل بِهذا االد ِ ِ ِ عاء ،ولهم ِ َ َ يخدعون بما يقولونه العنكبوتية الشبكة مواق ُع في ِّ
مدعو المهدية المعاصرون
ِ جهل َة المرحلة وضحاياها(((.
ِ يك�ون ِ �روج ِم ِ وال ُ َ آخ ُرهم أخب�ر عنه ، mحتَّى ه�ؤالء ُمتو َّق ًعا ،كما ثل ي�زال ُخ ُ َ ِ مع الدَّ َّج ِ ِ الحديث عن َس ُمر َة ِ بن ُجندُ ٍ ب ؤ َّ أن األعور ،كما ور َد في ال خروجا َ ً ت الشمس على ِ طبة الودا ِع يوم كس َف ِ قال في ُخ ِ رسول ال َّل ِه َ m َ عهده « :وإنَّه وال َّل ِه ُ َ يخرج ثالثون َّ آخر ُه ُم ال تقو ُم الساع ُة حتَّى الدج ُال ((( » . األعور َّ َ ُ كذا ًبا ُ
الدجاج ِ ِ ِ للدج ِ َّ وقد َ ال والكذابين ، لة وظائف النبي َ mبي َن واعتبرها تمهيدً ا َّ َ ربط َّ ِ ِ ِ ٍ ٍ وزم�ن ، ،فقد َروى عصر الصحيح�ة في ك ُِّل الديانة األع�ور وعملاً ُمش�تركًا ِض�دَّ ِ ُ قال َ : اإلما ُم أحمدُ عن أبي َبكر َة ؤ َ قال الرج ِل ش�أن هذا رس�ول ال َّل ِه mفي ُ
اب ِمن ثالثين َّ – يعني ُ :م َس ِيلم َة « : -أما بعدُ فقد أكثرتُم في شأنِه ؛ فإنَّه َّ كذا ًبا، كذ ٌ الدج ِ يخرج�ون َ ِ المس�يح إلاَّ المدين َة ... عب لي�س بلدٌ إلاَّ يدخ ُل�ه ُر ُ �ال ،وإنَّه َ قب�ل َّ ((( ص.115 ِ ((( وممن اشتهر بغلوه في الرفض ال بادعاء النبوة اب ُن الكواء الذي َ علي « :وإن ََّك قال له اإلما ُم ٌّ حديث ِ ِ لت :ما آياتُهم؟ َ ُ َ قال : الرفض ،و ُيؤ ِّيدُ ه وكان يغلو في ِمنهم » . مر ؤ ُ ،ق ُ ابن ُع َ « يأتونكم بِ ُسن ٍَّة لم تكونوا ع َليها » .اإلشاعة ص. 97 ((( مسند أحمد (.)20711
269
ين وظائف الربط َب َ الدجاجلة واألعور الدجال
إلخ»((( . قتال التُّرك والعجم
قِتال الت ِ ِ والعجم ُّرك ُ
ِ ِ ِ ُّ�ر ِك وال َع َج ِم ،والت ُ ُّرك ُهنا َغ ُير العج ِم َ قال وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ الص ْغ َرى قت َُال الت ْ الحديث – أي :حديث ِق ِ ٍ َ جاب بِ َّ تال ال َعج ِم – َغ ُير أن هذا اب� ُن حجر ُ ( :يمك� ُن أن ُي َ ِ تال الت ِ ِ تال الت ِ قتال الطائفتَين)((( ِ ، ويجتم ُع ِمنهما اإلنذار بِ ِ حديث ِق ِ فق ُ ُّرك ، ُّرك يرتبِ ُط ُ بِمرحلتَين :
ِ قات�ل الم ِ ِ س�لمون الت َ الصحابة عص�ر ُّ�رك ِمن المرحل ُة األولى ق�د وق َع�ت ،وق�د َ ُ الفة بني ُأمي َة وفي ِ ئ ،وذلِ َك في أو ِل ِخ ِ عهد ُمعاوي َة . َّ َّ
قتال التتار في أواخر العصر العباسي
ِ ِ ِ س�مى ِ وخ�رج الت ُ اس�ي ود َّمروا ُّ�رك ً َ التتار والمغول ف�ي أواخ ِر العهد الع َّب ِّ أيضا بِ ُم َّ ِ ِ ِ المس�اجدَ ،وعاثوا في الخالف َة ،وقتلوا ال ُعلما َء ،وأحرقوا األرض فس�ا ًدا((( حتَّى
((( مسند أحمد (. )6652
((( فتح الباري (. )607 :6
((( ذكر الدكتور محمد أحمد إس�ماعيل المقدم في كتابه «فقه أش�راط الس�اعة» ص 20تعليقا على الحديث «اتركوا الترك ما تركوكم» :فمتى تم إمس�اك المس�لمين عن اس�تفزاز الترك
واستش�ارتهم ؛ فس�لموا من غائلتهم إل�ى أن خالفوا التوجيه النبوي ،ق�ال الحافظ ابن كثير
رحم�ه الله تعالى « :وق�د قتل جنكيز خان من الخالئق ما ال يعلم عددهم إال الذي خلقهم ،ولكن كانت البداءة من «خوارزم ش�اه» فإنه لما أرس�ل جنكيز خان تجارا من جهته معهم
بضائع كثيرة من بالده ،فانتهوا إلى إيران فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه ،وأخذ جميع
ما كان معهم فأرس�ل جنكيز خان إلى خوارزم ش�اه ؛ يس�تعلمه هل وقع هذا األمر عن رضا منه أو أنه ال يعلم به ،فلما سمع خوارزم شاه ذلك من رسول جنكيز خان لم يكن له جواب
سوى أن أمر بضرب عنقه ؛ فأساء التدبير ،وقد ورد في الحديث «اتركوا الترك ماتركوكم» . فلما بلغ ذلك جنكيز خان تجهز لقتاله ،وأخذ بالده فكان بقدر الله تعالى ما كان من األمور
التي لم يسمع بأغرب منها وال أبشع .اهـ.
270
ِ ِ معركة « َع ِ َ ودخل جالوت » ، ين المظ َّف ُر « ُق ُط ُز » ،وهز َمهم في َ لهم المل ُك ُ تص�دَّ ى ُ ِ ِ ِ ِ ِ ويالت المضطر ِبة ِم�ن المرحلة خريات كثير ِمنهم إلى اإلسلا ِم ،وف�ي ُأ تاريخ الدُ ٌ ثمان ِ ِ ُ األتراك ِمن بني ُع َ اإلسالمية أعا َد الخالف َة اإلسالمي َة إلى مكانِها الصحيح »(((. ِ قرار الم ِ َ واإلسلامي. العربي س�لمين في العال ِم ور ِّ ِّ الكبير في تَوحيد ِ ُ ُ لهم الدَّ ُ وكان ُ ِ َ ِ الحمي�د الثاني ،الذي بإس�قاطِه َ ُ العربي العال�م دخل الس �لطان عبدُ ُّ ُ وكان آخ ُره�م ُّ ِ ِ هن واالستِ ِ والو ِ عمار . واإلسالمي في مرحلة ال ُغثاء َ ُّ
الزمان مع نِ ِ تال الت ِ ِ ُّرك لِلم ِ وأما المرحل ُة الثاني ُة ِمن ِق ِ س�لمين فس�يأتي ف�ي ِ هاية آخر َ ُ َّ س�يكون ِ ِ كن�ز ال ُف ِ الص�را ِع عل�ى ِ القت ُ ُ األحاديث . رات ،كم�ا ور َد في َ�ال على الدُّ نيا قتال التُّرك على ِّ حرب الماء وكنز ِ ِ ِ ِ س�مى « بِ ِ ِ ِ الذهب » ، وكن�ز الماء ح�رب َبي� َن والمس�لمين منه�م .وهو ما ُي َّ الع�رب ُ
ِ حاوالت لِ ٍ المعاصرة هيمن ٌة على منابِ ِع ال ُف ِ ِ صرف ِ ِ مسارها مياهه عن رات و ُم ولتُركيا المألوف إلى ِج ٍ ِ الم ِ ِ ِ ش�ار الصرا ِع في هات ُأخرى ُر َّبما كانَت من أس�باب ِّ المس�تقبل ُ أعلم(((. إ َليه .وال َّل ُه ُ
((( مصداقا لما قاله mفيما رواه أبو هريرة ؤ بعد ذكر لقتال الترك ،قال « :وتجدون من
خير الناس أش�دهم كراهية لهذا األمر ،حتى يقع فيه ،والناس معادن خيارهم في الجاهلية
خياره�م في اإلسلام » .اهـ صحيح البخ�اري ،كتاب المناقب ،ب�اب عالمات النبوة في
اإلسالم ( )604 :6الفتح .
((( وع�ن مفهوم حرب الم�اء ورد عن عبدالله بن عمرو بن الع�اص ؤ في المعجم الكبير
للطبراني ( :)8857عن القاسم قال :مد الفرات على عهد عبد الله فكره ذلك الناس فقال
عب�د الل�ه :ال تكرهوا فإنه يوش�ك أن يأتي على الناس زمان يلتمس فيه طس�ت من ماء وال
يوجد ذلك حين يرجع كل ماء إلى عنصره ويكون بقية الماء والمؤمنون بالشام.
وف�ي نفس المصدر :ش�كي إل�ى ابن مس�عود الفرات فقال�وا :إنا نخ�اف أن ينبثق علينا
فلو أرس�لت إليه من يس�كره فق�ال عبد الله :ال نس�كره فو الله ليأتين عل�ى الناس زمان لو التمس�وا فيه على طس�ت من ماء ما وجدتموه ليرجعن كل ماء إلى عنصره ويكون فيه الماء
271
الذهب
الباب فكثير ٌة ِ ، ِ ُ ومنها : األحاديث في هذا و أ َّما
•« ال تق�وم الس�اع ُة حتَّى يقاتِ َل الم ِ س�لمون الت ُ ِّ كالمجان جوهه�م ُّ�رك َقو ًما ُو ُ ُ ُ ُ الش ِ عر ويمشون في َّ طر َق ِة يل َبسون َّ عر»((( . الش َ الم َ ُ
ِ العرب حتَّى تلح َقها بِ ِ لتظهر َّن الت ُ ُ ِ الشيح والقيصو ِم منابت ُّرك على وحديث « • َ فأنا أكره ِقتا َلهم لِذلِ َك» (((.
راض األَ ِ ِ غار األع ُي ِن َّ ُ جوههم • وحديث « إن ُأ َّمتي يسو ُقها َقو ٌم ِع ُ كأن ُو َ ُ وجه ص ُ ِ (ثالث مر ٍ ات) حتَّى يلحقوهم بِ ِ العرب ،أ َّما السابِق ُة ألولى، جزيرة ف الح َج ُ َ َ َّ بعض ،وأ َّما الثالِث ُة بعض وينجو ٌ هرب ِمنهم ،وأ َّما الثاني ُة ف َيه َل ُك ٌ فينج�و َم�ن َ فيصطلم�ون ُك ُّله�م م�ن ِبقي ِمنهم » .قا ُلوا :يا نبي ال َّل ِ ِ �ه َمن هم ؟ َ هم قال ُ « : َّ َ َ قال « :أما والذي نفسي ِ ِ الت ُ ُّرك » َ . مساج ِد بيده ،ليربِ ُط َّن ُخيو َلهم إلى سواري َ الم ِ سلمين »(((. ُ
وحديث « اتركوا الت َ ُ ُّرك ما تركوكم » ((( . •
رس�ول ال َّل ِه « : mي ِ ُ قال َ : �مر َة ؤ َ وأ َّما ِق ُ ُ وش ُك قال تال العج ِم ففيه ُ حديث َس ُ أن يم َ َّ وج�ل أيد َيكم ِم َن العج ِم ُ ،ث َّم يكونون ُأ ْس�دً ا ال ِيف ُّ�رون ؛ فيقتلون عز لأ ال َّل� ُه َّ
والمسلمون بالشام. ((( صحيح م ِ سل ٍم (. )7497 ُ ُ ٍ ِ ِ ِ العرب» وكأنَّها إِش�ار ٌة إلى مرحلة تنفص ُل ((( مس�ند أبي يعلى ( ، )7376والح ْظ َقو َله« :على ِ عن الدُّ ِ ول العربي ُة ِ ِمنها الدُّ ُ الح ٌظ َ اآلن . ول اإلسالمية كما هو ُم َ ِ َ يوسف الوابل ص. 121-120 ((( مسند أحمد (« ، )22951 أشراط الساعة » ُ ((( سنن أبي داود (. )4304
272
مقاتِلتَكم ويأكلون في َئكم »(((.
رس�ول ال َّل ِه « : mي ِ �ك أن يم َ ُ قال َ : وع�ن أب�ي ُه َري�ر َة ؤ َ وش ُ عز قال أل ال َّل ُه َّ ُ َّ وجل أيد َيكم ِم َن العج ِم ُ ،ث َّم َي ْج َع ُل ُه ْم ُأ ْسدً ا ال ِيف ُّرون ؛ فيقتلون مقاتِلتَكم ويأكلون ((( ِ العج�م ُهنا هم ُد ُ أعلم ـ َّ الغ�رب و َمن حال َفهم . ول أن َ في َئك�م » ،ويب�دو ـ وال َّل� ُه ُ
ِ روب الك ِ الح ِ واإلسالمي ِخ َ والثانية، َونية األولى العربي العالم وقد اس�تعمروا الل ُ َّ َّ َ واقتس�موها فيم�ا َبينَه�م ،ورس�موا خرائ َطه�ا ،واس�تثمروا ثرواتِها إل�ى اليو ِم في ِ والعلمنة والع ِ ِ ِ الثالث ِ ِ مرحلة االستِ ِ ولمة ،أو ما أشرنا إ َليها بِ ِ عمار لمانية الع المراحل َ ِ ِ هتار ُث َّم االس�تِ ِ ُث َّم االس�تِ ِ ِ َ الزمان س�تقبل الغزو بقي ٌة في ُم يك�ون لِهذا ور َّبما أن ثمار ُ . ٍ لِ ٍ أعلم . صور ُأخرى َ ونماذج ُمس َّيسة ،وال َّل ُه ُ
كثرةُ القتلِ
العالم�ات التي تكررت ِ ِ الس�اعة الص ْغرى َك ْثر ُة ال َقت ِْلِ ، ِ وم�ن َعلاَ م ِ أزمن ٌة وم َن ات ْ َّ َ َ ُّ َ َ ِ بعدَ ُأخرى على ِ ِ ُ رسول ال َّل ِه سماه الكثرة والتزا ُي ِد (كثر ُة صفة القتل) ،وهو ً أيضا ما َّ ِ ( mبِ رسول ال َّل ِه َ m َ حديث أبي ُه َرير َة ؤ َّ ِ أن الهرج) ،كما ور َد في قال « :ال
ُ رسول ال َّل ِه َ ، َ قال : الهرج يا الهرج » قا ُلوا :وما تقو ُم الساع ُة حتَّى يك ُث َر «القتل»(((. ُ ُ
ِ وعن أبي ُموسى ؤ ِ النبي َ m قال َّ « : الهرج » قا ُلوا : الساعة إن َبي َن يدَ ِي َ عن ِّ ِ قال ُ « : الهرج ؟ َ الواحد أكثر أكثر ِم َّما نقت ُُل؟ إنّا َلنَقت ُُل في العا ِم وما ُ القتل » .قالوا ُ : ش�ركين ِ ، قتل ِ ِ الم ِ ولك ْن ُ ِمن س�بعين أل ًفا َ ، بعضا » . بعضكم ً قال « :إنَّه َل َ كم ُ يس بِقتل ُ
((( مسند أحمد (. )20656
((( أي :يحصدونه ،رواه الطبراني في الكبير (.)6921 ((( صحيح مسلم (. )7439
273
كثرة القتل
ٍ ِ قول ِ ُنزع ُع ُ يومئذ ؟! َ ف له أهل ذلِ َك قالوا :ومعنا عقو ُلنا الزمان ،ويخ َّل ُ قال « :إنَّه لت ُ ٍ ٍ ((( َهبا ٌء ِم َن الن ِ شيء ،و َليسوا على شيء » أكثرهم أنَّه على ّاس ن ُ يحسب ُ
رسول ال َّل ِه « : mوالذي نفسي بِ ِ ُ قال َ : وعن أبي ُه َرير َة ؤُ َ يده ال تذهب قال كثرة الهرج حتَّى ِ ِ ِ ِ ُ يم َ فيم ُقتل » . قتل ،وال يأتي على المقتول َ الناس يو ٌم ال يدري القات ُل ف َ ال يدري القاتل الدُّ نيا حتَّى َ فيم َقت ََل وال يكون ذلِ َك ؟ َ َ ُ قال « : كيف الهرج »((( . فقيل َ ُ المقتول فيم ُقتِ َل؟ س�لمين ِ ِ الصفة فيما بين الم ِ ُ برز جل ًّيا القت�ل ـ على ه�ذه واله ْ�ر ُج ـ أي : أنفس�هم َ َ َ َ ُ ِ ِم�ن ِ ِ ِ َ مقت�ل ُع َ الر َّد ِة أو كح ثمان ؤ ؛ لأِ َّن بعد وقع قبل ذل َك ُ القت�ل الذي َ �روب ِّ
ِ ِ الصحاب�ة ئ ِضدَّ َمن أبى ال�زكا َة أو َم ِن ارتدَّ حقيق ًة غيره�ا إنَّم�ا وقع بإجما ِع ِ عن اإلسال ِم.
استباحة القرامطة
عة ،التي جرت في ِ تن المتنو ِ سلمين ِخ َ ِ وقد حصدَ الهرج آال ًفا ِمن الم ِ عهد الل الف ِ ُ ِّ ُ َ َ ُ عصر الدُ و ِ الم ِ العضوض في العهدَ ِ ِ يالت وما استُبيح اسي ُ ،ث َّم لك ِ َ ين األُ ِّ موي والع َّب ِّ ُ ِ والقرام ِ ِ روب المتنو ِ ِ ِ فِيه�ا ِم� َن الدماء ِخ َ والز ِ نج الخ�وار ِج كح�رب عة . طة ِّ الح ِ ُ ِّ لال ُ ِ ِ والتواريخ َّ ِ القرام َط َة عا َم 317هـ اس�تباحوا أن الس� َي ِر ذكرت ُكت َ ُب ِّ وغيره�م ،وق�د َ
ِ ِ اإلفاض�ة ،و ُأ ِ ِ صحن حص َي ِم�ن قتالهم في طواف الش�ريف بِم َّك َة ف�ي يو ِم لحجاج الحرم الح�ر َم َ عام 317هـ ٍ ِ ٍ وح ِصدَ في ُح ِ روب الع َّباس� ِّيين الح�ر ِم وم�ا َحو َل�ه ثالثين أل ًفا ف�ي معركة واح�دة ُ ، ِ مع�ار ِك االمتِ ِ داد ِ ِ أو الدف�ا ِع ِ ِ صار الع�رب في ئ�ات واألُمو ِّيي�ن ِم ُ المل�ك ،حتَّى َ عن ُ
العه�د األُموي ِمثالاً لِ ِ ِ ِ ِ الجماعي ِخ َ لقائد الل القتل مالح ِم �ف في وس َ ِّ ُ ِّ الحجاج ب ُن ُي ُ الدموي الس َّف ِ اك . ِّ
((( مسند أحمد (. )20019
((( صحيح مسلم (. )7488
274
كم�ا َّ اآلالف ذهب فيها ُ روب الكَوني� َة األولى والثاني َة وما قب َلها وما بعدَ ها َ الح َ أن ُ ِ ِ ِ مة ِ . سل ِ سل ِ مة و َغ ِير الم ِ عوب الم ِ وخ َ ِم َن ُّ الغربي وتهيئة العال ِم القبلية المرحلة الل ِّ ُ الش ِ ُ ِ العرب والم ِ ِ سلمين لِ َق ِ بول االستِ ِ الح ِ ِ روب وح بِال َد صول ُ عمار والتجزئة والتقسي ِم ُ ، ُ ِ ُ ِ لية بين ال ُقوى الم ِ ِ ِ ِ المئات . لو ذهب كذلِ َك المئات ت َ تنازعة َ ، الداخ َ َ ُ
األتراك ،وحروب الح ِ ِ ِ ِ ومنه�ا حروب ال َّث ِ ِ دود َبي َن ُد ِ ول العربية ورة المزعومة ِضدَّ ُ ُ ُ ُ ُ ِ ِ �وار للتوس� ِع في المنطِ ِ ِ الج ِ ِ َ �روب هم أعدا ُء الح الداع ُم وكان ق�ة ، األساس�ي لهذه ُ ُّ ُّ ستعمرين والم ِ ِ ِ ِ ستثمرين . الم ُ المسلمين م َن ُ ُ
حصاد الحروب العالمية لآلالف من البشر حروب الثورة العربية المزعومة ضد األتراك والحروب القبلية والحزبية
ِ ِ ِ الم ِ ِ تنازعين على روب وحص�دَ ت ُح ُ التحرير فيما َبي َن ال ُّث َّو ِار أن ُفس�هم المئات م َن ُ ِ آن�ذاك ِ ، ِ ِ ِ ِ ِ َ ومث ُلها ما ُح ِصدَ ِم َن ُّ معارك �عوب في الش اليمن جنوب القرار ف�ي أملاك ِ ِ ِ ِ الصرا ِع الباتِ ِر َبي َن اليم�ن و َثورتِه ِض�دَّ النِّظا ِم الملكي ،وماجرى بعدَ ذل َك من فتَ�ن ِّ ِّ ِ الوحدة ِ ِ اليمن َفوجا بعدَ آخر حتَّى ِ ال ُقوى في بِ ِ ِ وخال َلها ،بِ النظر عن صرف عهد الد ِ ً َ ومصير ِ دين و ُل ٍ المبادئ أو ِ ِ ِ عدمها ،فالجميع م ِ ٍ وأهل ٍ سلمون ُ واح ٍد . غة عدالة ُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ والص ِ ِ وم ُ ومال ث�ل هذا نراه في أرض الرافدَ ين وفلس�طي َن والباكس�تان واألفغ�ان ُّ داخ ٍ �روب ِ ِ ِ ِ ٍ والقرار الحك� ِم لية َبي َن ـ إل�ى الي�و ِم ـ ِم�ن ُح والمس�لمين على ُ الع�رب ُ والس ِ ُ ونسأل ال َّل َه السالم َة فيما ِبق َي . لطان ، ُّ
ِ المساج ِد والتباهي بها زخرفةُ
المس�اج ِد والتفنُّ�ن في زينتِها ِ ِ ِ ِ ِ ونقش�ها الس�اعة الصغ�رى زخرف ُة عالمات وم�ن ُ ٍ ِ ِ ِ خاص ًة بِ ُ مرحلة يست َّ والتفاخ ِر والتباهي بها َبي َن األشباه واألقران ،وهذه الظاهر ُة َل َ مراح َل ِ ظاهر ٌة شم َل ْت ِعدَّ َة ِ م ٍ عينة ..وإنَّما هي ِ وأزم ٍنة . ُ 275
الحروب الطائفية
زخرفة المساجد والتباهي بها
ِ مر ب َن الخ َّط ِ ولم يس َلم فِيها إلاَّ الصحابة ، nوقد ُأثِ َر َّ اب عصر أن س ِّيدَ نا ُع َ ُ ِ ِ ِ ِ أم�ر بِ َ النبوي َ وإياك المط�ر ، الناس ِم َن المس�ج ِد تجدي�د قال َ « :أك� َّن َ ِّ لم�ا َ ؤ َّ أن الذين جاءوا بعدَ ذلِ َ ِ الن�اس » ((( ؛ إلاَّ َّ ُحم َ�ر أو تُص ِّف َ�ر فتفتِ� َن الحكَّا ِم َ �ك م َن ُ أن ت ِّ ُ واألُ ِ الزخرف�ة لِ ِ ِ ِ ِ لمس�اج ِد ،وال َ زال فِيها ما هو ش�أن والسلاطين أس�رفوا في م�راء
ومصر وبِ ِ اآلن بِالش�ا ِم ِ ق�ال ال ُب ِ ِ المغر ِ ب واألند ُل ِ س و َغ ِيرهاَ .. قائ�م إلى َ خار ُّي : لاد َ ٌ
اس :لت ِ وقال اب ُن ع َّب ٍ عمرونها إلاَّ قليلاً َ . َ ُزخر َفنَّها كما ق�ال ٌ �م ال ُي ِّ أنس :يتباهون بها ُث َّ زخر َف ِ ت اليهو ُد والنصارى((( .
أن بعض الع ِ ِ المس�اج ِد ِعندَ ما ص�ار ِت الزخرف ُة ِ ِ ظاهر َة زخرفة تس�امح في لماء َ ويبدُ و َّ َ ُ َ ظاهرة تسامح ِ ِ ِ ِ ِ ِ مس�اجدُ م َّك َة تس�لم من ذل َك حتَّى وخاص� ًة ف�ي مراح ِل الترف والب�ذخِ ،ولم بعض العلماء في الزم�ان ، َّ ْ زخرفة المساجد المراح ِل األُخرى إلى ِ ِ صور األولى أو فيما تالها ِ ِ ِ ثماني ع ال العهد ن م ع ال في ء سوا والمدينة ُ َ ُ ِّ ً والزينة ِ وبناء ِ ِ ِ والمنائر ِ ِ كان ِمن مميزاتِه االهتِما ُم بِ الق ِ ،الذي َ وغيرها . باب الزخرفة وع�ذر الع ِ ِ �ك َّ لم�اء الذين تس�امحوا في ذلِ َ ش�عائر ال َّل ِه َأول�ى ِمن تعظي ِم تعظيم أن ُ ُ َ ِ حة في ِ ج�ود الني ِة الصالِ ِ ِ ِ الف ِ َ وذاك َّ فإن ومع هذا مع ُو عل المقصود َ ، َّ المن�از ِل والمباني َ
ِ والتفاخر مذموم بِال ِخ ٍ الف ،كما َّ أكثر مذ َّم ًة .بل التباهي أن تقليدَ اليهود والنصارى ُ ٌ ُ َ َ ِ المساجدُ ،وح ِّلي ِ ِ ِ الدمار إذا ُز ِ جا َء الوعيدُ الشديدُ بِ ف كما جا َء في ت خر َفت المصاح ُ ُ َ ِ ِ ِ ِ مصاح َفكم فالدُّ َب ُار مس�اجدَ كم وح َّليتُ�م زوقتُم حدي�ث أب�ي الدرداء ؤ « :إذا َّ ع َليكم» ((( .
بناء المساجد للزينة في المنتزهات
المزخرفة كج ٍ ِ ِ ِ ُ الجمالية على زء ِم َن المش�اري ِع المس�اج ِد وأفح�ش ِم�ن ذلِ َك بنا ُء ُ
((( صحيح البخاري (. )446 ((( المصدر السابق .
((( مصنف ابن أبي شيبة (. )3166
276
مارية ،بح ِ ِ طات االس�تثِ الش�وار ِع ف�ي المخ َّط ِ ح�ار وال ُطر ِ ِ ِ البِ ِ يث ُّ تظل ومفارق ق�ات َ ُ ُ ِ المس�اج ِد مهجور ًة لب ِ ِ ِ ِ وه َ المساج ِد التي ناك ِم َن حركة عدها عن بعض هذه ُ الناس ُ ، ُ ِ ِ ِ ِ ِ لمخالِفيهم يتباهى سميات على صفة الضد َّية ُ والم َّ ويتفاخر بها أصحا ُبها باألس�ماء ُ َ والتحقير والس ِ ِ ِ خرية لِ َغ ِيرهم . واللعن وجعلها سب ًبا في الشت ِم ِ ُّ
277
والفتنةِ الرابِعةِ ِ الصرغى في رمحلتَي ِ الدُّهَ ِ يماء ِ ِ نماذ ُج ِم َن العلامات ُّ
قِراءة ٌ نبوية ٌ ل ِ والوقائع ومواقِ ِف الأُمَّةِ ِ ِ لأحداث
بيع الحكم عالمة صغرى
الح ِ كم يع ُ بَ ُ
ِ ِ الصراع على الحك ِم ون ُُزو ُل ُه إلى س ِ �وق ال َع ْر ِ ض الص ْغ َرى ُ وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ ُ ِ ِ الترش�يح واالنتِ ِ وال َّط َل ِ ِ ِ البعض عن تناز ُل س�بيل األموال في دفع خاب ،أو ُ ب ،وهو ُ
ِ مدفوعات ٍ ٍ ِ ُ الناس ماعي َبي َن مالية ،وإث�ار ُة الفوضى صوتِ�ه ُمقابِ َل والتحريش االجت ُّ ِ لطان ِ ، ِ الجدارة بِالحك ِم والس ِ ِ وانش ُ َ المجتم ِع بما ال الج حول غال ُ ُ مهور األوس ِع م َن ُ ُّ ِ الضرورة إلى :امتِ ِ ِ ِ األمر ِ ،م َّما ُيؤ ِّدي بِ ُ الم َ نتخبِين نان هذه يخ ُّص�ه في الجماهير على ُ
الثق�ة عنهم أم�ام أي ِ ِ ِ رش ِ والم َ حاد ٍثة أو والضغ�ط ع َليه�م وتحدِّ يه�م ،ونز ِع �حين ، َ ِّ ُ ِ ٍ ِ ِ المرحلة ظواه ِر عاصر ،فهي إحدى الم الح ٌظ في العال ِم قضية ،كما هو ُم َ اإلنساني ُ ِّ ِ عاصرة في الم ِ سلمين . الم ُ ُ
ش َر ِ ط كثرةُ ال ُّ
ِ والش�ر ِ ِ ِ ِ والش ُ طُّ ، العساك ُر هم وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ �رط ُ الص ْغ َرى َك ْث َر ُة ال َع َس�اك ِر ُّ َ ِ جاو ِ ِ ِ ِ ِ مة لِ ِح ِ الخاص� ُة بِاألنظِ ِ الم ِ الداخ ِ األش�باه �ل ماية رة ِضدَّ َّ والخار ِج من ُحدودها ُ ِ ِ ِ والم ِ �رور ِ ِ الداخلي ، الضب�ط مجموعات وغيرها م�ن واألمث�ال ِمن ُش ْ�ر َط ِة ِّ األمن ُ ِ ِ ِ وه�ي ِ الداخ ِل الكثرة في ومع ه�ذه ظاه�ر ٌة معلوم ٌة وص َفها النب�ي « mبِالكثرة » َ ، ُّ
ِ ِ الش ُ ِ ِ ِ أي ٍ األحوال أن تتصدَّ ى هذه ُّ كاليهود شترك « الم حال ِم َن �رط ل ِّ ال ُيمك ُن بِ ِّ لعدو ُ ِ ِ ِ ف�ي فِلس�طِين » ِ ِ ش�تركة ؛ لِع�د ِم ُقدرتِها الم َ وغيرها م َن القضايا العربية واإلسلامية ُ 278
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ اهتمامهم وحصر ش�ترك الم العس�كرية من جه�ة ،ولعد ِم اهتم�ا ِم األنظمة بِالدفا ِع ُ حركة الت ِ ِ األمن الم ِ ٍ الداخ ِل لِ ِ ِ ِ ِّجارة س�اع ِد عل�ى نس�بة ِم َن جتمعات ِم َن الم ِ ُ ف�ي تهيئة ُ والوار ِ لصاد ِ ِ االستقرار لِ ِ ِ ِ ِ ِ دات فيما َبي َن رات وتحقيق وخدمات النِّظا ِم ذاتِه والسياحة رة والمصدِّ ِ المستثم ِ ِ األنظِ ِ مة والدُّ ِ رة . ول ُ
قطيعةُ ِ الرح ِم
ِ ِ الر ِح ِم ،فال تخلو ُبقع ٌة ال َيو َم ِمن مجتمعاتِنا وم ْن َعلاَ َمات الساعة ُّ الص ْغ َرى قطيع ُة َّ وقطيعة ِ ِ ِ ِ ِ الرح ِم و ُع ِ قوق سري العربية واإلسالمية إلاَّ وهي تُعاني من هذا التفكُّك األُ ِّ
قطيعة الرحم عالمة صغرى
اإلسلامية في ِ ِ ِ الوالدَ ين ،وس�ببها ِ والثانوي األساس�ي مواق ِع التعلي ِم التربية انعدا ُم ِّ ُ ِّ ِ ِ ِ بالتركي�ز عل�ى الجانِ ِ وإث�ارة ال ِّطبا ِع والثقافي التعليم�ي ب ع�ي ،واالكتِف�ا ُء ِّ ِّ والجام ِّ ِ األجه�زة ومخرجاتِها في الب ِ ِ الغريزي�ة بِاالختِ ِ ِ ِ س وبِ الم�دار ِ واألندية ي�وت لاط في ُ ُ ِ أخطر ُص ِ ِ ُ ورها . تكون القطيع ُة في المجتم ِع ،وهكذا والمنتزهات وما شاك َلها في ُ
يكون في ِ الق َ رآن مزامي َر نشء آخ ِر الزما ِن يت ِخ ُذ ُ ُ ٌ
الس�اعة الص ْغرى «ن َْشء يت ِ ِ ومن َعلاَ م ِ آن َم َز ِام َير»((( ،أيُ :ي َح ِّسن َ ون ال ُق ْر َ َّخ ُذ َ ُون ات ٌَ ْ ُّ َ َ ِ ُ ُ الحديث ،وهذا األحاديث الش�ريف ُة منها ه�ذا أش�ارت األصوات ،وإل�ى ذلك ب�ه ْ
رة ٍ كظاه ٍ ِ رآن ومجو ِدي�ه بِ ِ الن�شء ِمن ح َّف ِ اظ ال ُق ِ ِ دينية في برز ال َيو َم نغمة األصوات قد َ ُ ِّ ُ ُ واإلسالمية ،والمقصود ِمن ات ِ ِ ِ ِ ِّخاذ ال ُق ِ غالِ ِ مزامير صر ُفه رآن العربية جتمعات الم ُ َ َ ب ُ ٍ ألغراض ٍ ِ ِ ٍ سياسية أو دينية أو االستفادة ِمن تع ُّل ِمه وقراءتِه الش�رعية إلى عن وظيفتِه
ٍ ِ ٍ ِ والفاج ُر . البر ما ِّدية أو إعالمية ُيحسنُها ُّ ((( مسند أحمد (. )24697
279
نشء القرآن بأصوات المزامير عالمة صغرى
ِ رس�ول ال َّل ِه َ m َ ُ يق�ول mفيما رواه أحمدُ ،ولف ُظه َّ : قال : أن الصدد وف�ي ه�ذا ِ واألبيض ،تع َّلم�وه َ يأتي ٌ زمان واألحمر تاب ال َّل ِه يتع َّلمه األس�و ُد ُ « فيك�م ك ُ قبل أن َ ُ ن�اس ،وال ُي ِ أجره الس�هم ؛ قو ُم َّ قومونه كما ُي َّ جاو ُز تراق َيه�م ،و ُي ِّ يتع َّل ُم�ه ٌ فيتعجلون َ ُ يتأجلونه » (((. وال َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ال�درداء ؤ َ يذر منه ألِ ًفا قال « :أقر ُأ وع�ن أبي المناف ُق ال ُ الناس لهذا ال ُق�رآن ُ ف البقر ُة الك َ أل بِ ِلسانِها »(((. واوا ،ي ُل ُّفه بِلسانِه كما ت ُل ُّ وال ً
نحوه عن ح َذيف َة ،وزاد في ِ ِ آخ ِره « :ال ُي ِ ابن أبي َشيب َة بِ ِ رواية ِ جاو ُز تراق َيه » . وفي َ ُ الق ِ ف في ِ ِ األحاديث أنَّه ِ m َ وكان راءة ، فه ُم ِم َن كر َه التك ُّل َ وإسنا ُده ُك ُّلهم ثِ ٌ قات ،و ُي َ ِ ِ ِ وسه َل على تيس َر له ُ ، يح ُّ أمر أصحا َبه أن يقر َأ ك ٌُّل منهم بما َّ ب القراء َة السهل َة ،كما َ ِ ِ ِ مع ُح ِ ِ صول ُ وح ضور وتفه ِم المعاني((( . الخشو ِع ُّ القلب ُ لسانه َ
الجرأة في الفتوى عالمة صغرى
الجرأةُ في الفتوى ُ
ظاهر ُة االجتِ ِ ِ ومن َعلاَ م ِ الساعة الص ْغرى الجرأ ُة في ال َفتْوى ،وهي ِ الشرعي هاد ات ْ ِّ ُّ َ َ ِ ِ ِ ِ ف لِ المخالِ ِ ِ الصحيحة . واألحاديث على َغ ِير معانيها اآليات وحمل لحقيقة ُ ((( مسند أحمد (.)23563
((( مصنف عبدالرزاق (. )5987
((( ق�ال التويج�ري ف�ي « إتحاف الجماع�ة » الثاني ص« : 123إن�ه ـ أي :النبي mـ لم يكن يعلمه�م التجويد ومخارج الحروف ،وكذلك الصحابة nلم ينقل عن أحد أنه كان يعلم التجويد ومخارج الحروف ،ولوكان خيرا لسبقونا إليه» اهـ .ولعل ما أشار إليه الشيخ
هن�ا مرتب�ط بتلك المرحل�ة التي كانت فيه�ا لغة العرب س�ليمة ومعتنى بها اعتن�اء تاما ،أما اليوم فاألمر يقتضي التوسط بين الحالين حتى ال يذهب القرآن بين إفراط المفرط وإضاعة
المفرط ،والله أعلم.
280
رس�ول ال َّل ِه « : mيخرج في ِ ِ الزمان ِر ٌ ُ قال َ : عن أبي ُه َرير َة ؤ َ جال آخر قال ُ ِ يختِل�ون الدُّ نيا بِ الضأن ِم َن ال ِّل ِ ِ الدين يل َبس�ون لِ ِ ين ،ألس�نتُهم أحلى ِم َن لناس ُجلو َد علي ِ الذ ِ ئاب ُ ، وب ِّ يجترئون ؟ فبي الس�ك َِّر ،و ُقلو ُب ُه ُم ُق ُل ُ يقول الل ُه :أبي يغترون أم َّ ُّ
ِ ِ تدع الحليم ِمنهم حيرانًا »((( . ُ حلفت ألبع َث َّن على أولئك منهم فتن ًة ُ َ
والختل :هو ِ داع ُ ،ي ُ ُ قال « :خ َت َله يختِ ُله ويخ ُت ُله :إذا خد َعه وراو َغه» .وهو ـ أي: الخ ُ ظاهرة الفتوى عاص ِ ِ ِ الختل ـ مطابِ ٌق لِ ِ حملة ال ُق ِ والدعوة الم ِ ِ أولئك إلرضاء الساسة َ وخاص ًة رة ، رآن الكثير ِمن واق ِع َّ ُ ُ ُ الساسة ود ِ ِ مواق ِ العلم والفتوى إرضاء لِ ِ الذين جعلوا ِ ِ ِ َ وكان والقبض، النقض عاة ف ُ ً َ ِ تحريف المعاني الم َّنز ِلة في ال ُق ِ رآن على ال ُك َّف ِ والم ِ فحو ُروها ور في شركي َن َّ ار ُ ُ لهم َد ٌ ِ ِ ِ ِ الظاهر ُة ومث ُلها عمت هذه المس�لمين ،وقد َّ المص ِّلين م َن ُ ؛ لتُصبِ َح ُح َّج ًة لهم على ُ ِ ِ وعلما بديلاً عن ِ بِالد العال ِم اإلسلامي والعربي ،وصار ْت فِقها ِ اليهود ش�رك إدانة ً َ ً َ ِّ ِّ
ِ ِ ِ ِ ِ ُ األوثان لدى وأه�ل اليهود والنصارى ش�رك صار والنص�ارى وأه�ل األوثان ،بل َ ِ ِ ِ واالجتراء؛ ظاه�ر ًة مأمون ًة بالخت�ل الموصوفين ف�ي الحديث البع�ض من ه�ؤالء َ الفكرية المتنو ِ ِ ِ وثقاف ًة حضاري ًة متبادل ًة تبر ُز في اإلعال ِم واالقتِ ِ عة راس�ات صاد والدِّ ُ ِّ ُ ُ حميمة ،تب�ر ُز جلي ًة في ِ ٍ ٍ صداق�ات ِ ٍ ٍ ص�ور ٍ ٍ ذكية ِ بِ نماذ ِج القات وع مع َّ وغير مس�بوقة َ ُ ِ العمل االقتِ ِ جرا... والثقافي شترك الم صادي والسياحي َ ، ِّ وه ُل َّم ً ِّ ِّ والرياضي ُ ِّ
ِ ِ اآللي لِ ُ َ دار ُ ألم ِم الثقافي واالس�تِتبا ِع ق�ي والوه ُن ِّ ُّ الخ ُل ُّ وكان به�ا وبِأمثاله�ا االنح ُ ِ األُخرى ؛ وكفى بِ ِ الواق ِع العربي واإلسالمي ِ الحالة . شاهدً ا على هذه ِّ ِّ
َقو ُل�ه « :ي َلبس�ون لِ ِ ِ اللي�ن » كُني ٌة عن تم ُّل ِقه�م لِ ِ ِ لناس في الض�أن ِم َن لن�اس جلو َد ِ ِ الخلق في وج ِ وههم ،وإِ ِ ِ ِ البشاشة لهم ،واللي ُن ظهار وتحسين المناسبات واإلعال ِم ُ ُ
((( سنن الترمذي (. )2584
281
ظاهرة الفتوى في تحريف معاني القرآن
ِ الحقيقة ،وإنَّما منافق ٌة بِال ِّل ِ ِ م َعهم َليس على ِ الظاه ِر، وتكلف وتصن ٌُع في سان وجهه ٌ ُ خ ِ الباطن فهم بِ ِ الف ذلِ َك . وأما في ِ ُ
كر » وفي ِر ٍ ِ الس ِ ِ العسل » .إشار ٌة إلى واية « :أحلى ِم َن َقو ُله « :ألسنتُهم أحلى م َن ُّ ظاهرة التجمل ِ ِ ِ ِ ِ الش ِ باأللسنة في ما يصدُ ُر من ُم ِ المعروض على ُّ عوب و ُمناقشات العل ِم والفتوى جمل الحديث الحديث وإخفاء ِ البحثية الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ الحياة ،ولك َّن ُقلو َبهم �ؤون ظاهر ُش فيدة في والتعليالت والتحليلات ُ الخديعة في القلوب
ِِ الذ ِ لوب ِّ انط�وت ع َل ِيه ِم َن ئ�اب» ـ لِما َ �م ُق ُ وم�ا يخفون�ه في بواطنه�م ـ إنَّما « ُقلو ُب ُه ُ ِ ِ ِ ِ ُ ِ مرارة ما يخفونه فِيها ـ الصبِ ِر » لِش�دَّ ِة أمر م َن َّ الخبث واللؤ ِم والضغينة َ مع كونها « َّ ِ ِ ِ ِ الصبِ ِر » .ونتيج ُة هذا ُك ِّله وأمر م َن َّ وف�ي ِرواي�ة ُح َذيف َة ـ « قلو ُبهم أنت ُن م َن الجيفة ُّ ،
وما هم ع َل ِيه وصائرون إ َليه ِ ، الحق ُسبحانَه « :ألبع َث َّن على أولئك ِمنهم فِتن ًة ف َّ يحل ُ والفتن ُة المشار إ َليها مما ال يحتاج وص ُفه في ِ تدع الحليم ِمنهم حيرانًا » ِ . أمة ال ُق ِ رآن ُ ُ ُ ُ َ الفتنة التي تصاب ِ ِ ِ ِ ِ ِ بها األُ َّمة ثمرة والس�نَّة أما ِم قضاياها المصيرية وقضاياها المحلية واإلقليمية وعجزها ُمجتمع ًة أو ُّ المخادعة أه�داف األُمة ِ ِ ِ ِ تفرق� ًة بِاعتِ ِ وع َّزتِها تحقيق منهجه وديانتِه عن ب�ار َمن يدَّ عي سلام َة َّ ُم ِّ عسكر ًّيا واقتِصاد ًّيا وتربو ًّيا وثقاف ًّيا وإعالم ًّيا واجتِماع ًّيا .
ِ ِ ِ الم ِ تبر ُز بِ ٍ ش�ار تدع وتكا ُد الفتن ُة « التي ُ وضوح في كا َّفة الحاالت ُ الحليم حيرانًا » ُ َ ِ تدخَل�اَ ِ ت المش�ركين األساس� ِّيين ِم�ن ُد ٍ أث�ر ُّ ومجموعات ول ُ إ َليه�ا ،ب�ل وتُؤ ِّك�دُ َ �ة ـ بِ ِرضاه�ا أو بِ َغ ِير ِر َضاه�ا ـ ِ �ؤون األُم ِ ِ ِ ِ ومنها فِتن ُة العالمي�ة في كا َّف ِة ُش الته�وكات َّ عامالت الر ِ ِ بوية . الم ِّ ُ
العودة إلى الشرك عالمة صغرى
الشرك ِ ِ وعبادةِ الأواث ِن ود إلى العَ ُ
العرب إلى ِع ِ األمر َع ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الس�اعة الصغرى ِعندَ ُق ِ األوثان بادة �ودة رب عالمات ومن بادة اللاَّ ِ كع ِ لية ِ الجاه ِ ِ ِ ِ ِ ت وال ُع َّزى وذي الشرك التي كانوا يقيمونها في مظاه ِر وإقامة 282
ا ْل َخ َل َص ِة ِ وغيرها .
س�يكون في األُم ِة بعدَ م ِ الش ُ ُ وهذا ِّ وت ِعيسى ش، المنصوص على َعودتِه �رك ُ َ َّ ظاهرة تهمة ُ ِ وغيرها الشرك على زوار َ أما َ ُ ُ واإلفراط لو شرك في األُ َّم ِة ،وإنَّما قبل ذلِ َك فال يكون فيها ال ُغ ُّ والتفريط ُ القبور ِ وج ِبة لِ قاد الم ِ مظاه ِر االعتِ ِ ِ دال الشرعي ،وكثر ُة المعاصي الم ِ خ َّل ِة بِاالعتِ ِ لخسف ِمن ُ ِّ ُ ِ والقذف((( .
مرحل�ة ال ُغ ِ ِ ِ ِ ِ ِ م�دار ِ القبض س البع�ض ِمن تركيز والوه�ن ثاء ب�رز و َظهر ف�ي ُ وق�د َ
َ فقه التحوالت ال يشير في العالمات إلى ((( ويؤيد هذا القول ما رواه أبو هريرة ؤ أن رس�ول الله mقال « :يمس�خ قوم من أمتي تجديد التوحيد آخ�ر الزم�ان قردة وخنازير» ،قالوا :يا رس�ول الله ،مس�لمون هم ؟ قال « :نعم يش�هدون في مرحلة الغثاء أن ال إل�ه إال الل�ه وأن�ي رس�ول الل�ه ،ويصومون ،ويصل�ون» .قالوا :فما بالهم يا رس�ول
الل�ه ؟ ق�ال « :اتخذوا المع�ازف والقينات والدفوف ،وش�ربوا هذه األش�ربة ؛ فباتوا على
ش�رابهم ولهوهم ؛ فأصبحوا وقد مس�خوا» .كنز العمال ( ، )38735هكذا ذكره صاحب
سبل الهدى والرشاد « . » 664 : 10
وف�ي رواي�ة ع�ن ابن عب�اس ء قال :قال رس�ول الل�ه « : mوالذي نفس�ي بيده
ليبيتن ناس من أمتي على أش�ر وبطر ولعب فيصبحوا قردة وخنازير باس�تحاللهم المحارم
واتخاذهم القينات وش�ربهم الخمر وأكلهم الربا ولبس�هم الحرير» رواه أحمد « » 329 : 5 وأوله :والذي نفس محمد بيده إلخ..
قلت :وهذا الخس�ف والقذف والمس�خ يكون من المصلين المرتكبين للمعاصي ،كما
هو مالحظ اليوم في األمة نس�أل الله السلامة ،ولم تش�ر األحاديث إلى ش�يء من الشرك
ال�ذي ه�و أعظم الذنوب وال لش�يء من العقوبات الت�ي تحل بالقبوريين كما يس�ميها أهل ه�ذا الفهم الغريب ،وإنما يكون الهالك والخس�ف والرجف بم�ا تزينه األنظمة من الفنون والثقافات والمعامالت الربوية التي عمت بالد المسلمين وطمت ،وفيها يقول « : mالبد
من مسخ وخسف ورجف» ،قالوا :يا رسول الله ،في هذه األمة ؟ قال « :نعم ،إذا اتخذوا
القيان واستحلوا الزنا ،وأكلوا الربا ،واستحلوا الصيد في الحرم ،ولبس الحرير ،واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء» سبل الهدى والرشاد « . » 669 : 10
283
ِ المس�ألة وات ِ ِ ِّهامهم لِلم ِ الش�رك ،باعتِ ِ س�لمين بِ ِ َ حصل ِمن ب�ار ما والنقض على هذه ُ ِ ِ ِ وتقديس لل ُق ِ ِ ٍ التقديس َّب على هذا تعظي ٍم بور واألولياء األموات واألحياء ،وما ترت َ س�ن الظن ف�ي الب ِ ِ ِ ِ وح ِ ِ التوس ِ له ِم َن والمجاذيب وش�دِّ ُ ِّ �ل واالس�تغاثة واالستش�فا ِع ُ ُّ ِ ِ الر ِ والحوليات ِ وغير ذلِ َك . الزيارات حال إلى ِّ
ِ ِ ِ التشريك فك َّفروا بها الم ِ ِ سلمين المنهج ُجمل ٌة ِمن تُه ِم حملة هذا اجتمع لدى وقد َ ُ الناق ِ المدرس�ة ِ ِ ضة للعرى بين الم ِ وأناب على ِ س�لمين ِم َن نهج تاب َ جمي ًع�ا إلاَّ َمن َ ُ َ َ ُ ِ الق�رن ِ ِ ِ الثام ِ المحاو ِر حارب�ة وتأس َس�ت على ُم �ن وما تاله ،وهذه المدرس� ُة قا َمت َّ ِ الثالثة : ِ آل الب ِ ِ ِ ِ ِ ِ األو ُل ُ : يت على أنها أصنا ٌم ، تعليل مش�اهد األنبياء واألولي�اء من ِ َ حور َّ الم ُ ِ ِ طواغي�ت تُع َبدُ ِ ، النبي األموات و َم�ن فِيها ِم َن ُ ويج ُ قبر ِّ ب هد ُمها وإزالتُه�ا بما فيها ُ ِ ِ m المدينة . وصاح َبيه في
ِ ِ لم�اء الم ِ س�لمين المرتبِطي�ن بِ ِ اإلسلامي القائ ِم التاريخ حور الثاني :كا َّف� ُة ُع ِّ ُ الم ُ ِ جواز التوس ِل واالستِ ِ ِ ِ والمفتين بِ ِ غاثة واالستِشفا ِع ُّ على احترا ِم األموات واألحياء ُ ، ِ ِ بور) و(كهن ُة معابِدَ ) ِ الشرعية (سدن ُة ُق ٍ بِ ب محاربتهم وقتلهم . الشروط ويج ُ
ِ �ث :رعاي�ا الم ِ ِ ِ ِ ح�ور الثالِ ُ منهج أقط�ار س�ائر س�لمين في الم �ج َ ينه ُ األرض ممن َ ُ ُ ِ ِ ِ ِ الش�رعية الم ِ ِ ِ الم�دار ِ واألموات األحي�اء والحولي�ات واحترا ِم للزي�ارات بيحة س ُ ِ ِ ِ �عوب قبوري� ٌة و ُع َّبا ُد لو ُش ٌ بضوابطه�ا الش�رعية أو بالوق�و ِع في طر َف ِي اإلفراط وال ُغ ِّ ٍ ِ انطل�ق بِه حمل ُة األساس�ي ،الذي التكفي�ر أضرح�ة و ُمش�ركون ..ويش�م ُلهم مبد ُأ َ ِّ ِ ِ ِ تحت الس�ب ِع ال ِّط ِ اإلطلاق » ،بِ صرف ب�اق كافِ ٌر على التوحي�د السياس�ي « ك ُُّل َمن َ ِّ ِ المدرس�ة إلى الم ِ ِ سلمين ُعلما َء ُ وشعو ًبا نظر ُ النظر عمن ينفي هذه المقول َة ،وينفي َ 284
ِ ِ المشاه ِد وال ُق ِ فاألساس الذي انطل َقت منه الرؤي ُة َ كان وال الصورة ، بور بهذه وإلى ُ ِ ينطل ُق لِ ِ األقل ِ بالتدريج ِ ،من ِخ ِ ِ َ ِ الل تحقيقه و َل�و ك�م ،أو على زال يحم ُ�ل هذا ُ الح َ وحملة ِ ِ ِ انتِ ِ الف ِ المتنامي ،س�وا ًء أعلنوا انتما َءهم كر المدرس�ة ش�ار أتبا ِع ِّ التكفي�ري ُ
ِ ِ ِ ِ الف ِ �ن ِ ِ كرة ِ ، لِ َموطِ ِ مو ِلة الم ِّ أو اس�تق ُّلوا عنها ،فالعبر ُة بِالفك�رة ورواجها ال الجهات ُ أس�باب ال ُّظ ِ هور ،فتِ َ مخاطر لك ينطوي كش� ُفها على المه ِّيئ لها لها ،وال َ َ المحض ِن ُ َ ٍ ٍ خطيرة . وتعقيدات جم ٍة َّ
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ش�يء مجموعه إلى ش�ير في م�ع أن فِق� َه ُّ َ التحوالت وقراءة عالمات الس�اعة ال ُي ُ ِ أع�راض ِ بي�ح لِ ِ ِم�ن ت ِ ُهمة ذلِ َك الك ِ َ الم ِ وأموال ودما َء هؤالء أو لِ َغ ِيرهم َ ُفر أو الش�رك ُ ِ يد ٍ َّوحيد عل�ى ِ ِ ٍ ِ مرحلة أحد في تجديد للت مرحلة ُش�ير إلى المص ِّلين ،وال ت ُ وعقائ�دَ ُ ال ُغ ِ ِ والف ِ األفاعيل بِالهر ِج ِ ِ ِ تنة ،وبِ الساعة ت َِص ُم َ ثاء ،بل َّ مشاركة مثل هذه عالمات إن ِ َْ ِ ِ ِ ِ الثروات على ِح ِ المغلوبة ساب األُ َّم ِة والمستثمرين في اقتسا ِم مصالِ ِح ستعمرين الم ُ مرحلة ال ُغ ِ ِ ِ ِ َّب على ِقراءتِها ثاء في النبي mوما ترت َ والوهن وهذا ما َّ نصت ع َليه ُسنَّ ُة ِّ قه التحو ِ في فِ ِ الت((( كما سيأتي . ُّ
((( بل إن الس�نة الش�ريفة أكدت سالمة المصلين في جزيرة العرب من الشرك وعبادة األصنام، وأن الذي يدور في المرحلة إنما هو التحريش بين المصلين بإدراك من فاعليه أو بغير إدراك
لع�دم اطالعه�م على الركن الراب�ع من أركان الدي�ن ،ويؤيد هذا األم�ر حديث ابن عباس ؤ قال :خرجت مع رسول الله mمن المدينة فالتفت إليها ،وقال « :إن الله برأ هذه
الجزيرة من الشرك » .رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ( )228 : 10سبل الهدى والرشاد .
وق�د ب�وب اإلمام محمد بن يوس�ف الصالحي الش�امي المتوفى س�نة 942ه�ـ في كتابه «س�بل الهدى والرش�اد ،الباب الحادي والعش�رون» في إخباره mب�أن جزيرة العرب ال
تعب�د فيه�ا األصنام أب�دا ،وذكر الحديث « :إن الش�يطان ق�د يئس أن يعب�ده المصلون في
جزي�رة الع�رب ،ولك�ن في التحريش بينه�م » .وعلق على ذلك بقوله « :ق�ال ابن مالك «
المصل�ون » المؤمنون عبر عنهم بالمصلين ؛ ألن صالتهم هي الفارقة بين اإليمان والكفر،
285
ِ ِ َ وبِما َّ وخنع لها َمن األمر ، السيطرة ، دائرة خرجت عن َ أن المسأل َة قد َ واستفحل ُ ظاهرتا اإلفراط ِ ِ ِ والتفريط هما المس�لمون ومرت خن�ع ، ُ الس�نوات ت َ واقتن�ع بها َم ِن َ َ َ صار ُ لو األُخرى حتَّى َ اقتنع َّ ،
المسؤولتان عن الصراع العقدي
وأض�اف «العب�ادة» في قول�ه « أن يعبده » إنما نس�بها إلى الش�يطان لكونه داعي�ا إليها .اهـ
«ص 404الجزء العاشر» .
وف�ي ذل�ك روى الب�زار عن علي بن أبي طالب ؤ أنه قال :قال رس�ول الله « : m
إن الش�ياطين قد يئس�ت أن تعبد ببل�دي » ،هذا يعني المدينة والجزي�رة العربية ،ولكن في
التحريش بينهم .ذكره الهيثمي في المجمع (. )302 : 3
ويؤكد هذا المنحى حديث عبادة بن نس�ي قال :دخلت على ش�داد بن أوس ؤ في
مصلاه ،وه�و يبكي فقلت « :يا أبا عبدالرحمن ما الذي أبكاك ؟ قال :حديث س�معته من رس�ول الل�ه ، mفقلت :ما هو ؟ قال :بينما أنا عند رس�ول الل�ه mإذ رأيت بوجهه أمرا
ساءني ؛ فقلت :بأبي وأمي يا رسول الله .ما الذي أرى بوجهك ؟! قال « :أمر أتخوفه على أمتي من بعدي » .قلت :وما هو ؟ قال « :الش�رك وش�هوة خفية » .قال :قلت :يا رس�ول الله ،أتش�رك أمتك من بعدك ؟! قال « :يا ش�داد ،أما إنهم ال يعبدون شمس�ا وال قمرا وال
وثنا وال حجرا ،ولكن يراءون الناس بأعمالهم » .قلت :يا رس�ول الله ،الرياء ش�رك هو ؟
قال « :نعم » .قلت :فما الش�هوة الخفية ؟ قال « :يصبح أحدكم صائما فتعرض له ش�هوة من شهوات الدنيا فيفطر .رواه أحمد والحاكم .
وأما ما يدندن عليه عساكر النقض والقبض ،وينفعلون من أجله فهو على أحد أمرين : • ٍ غيرة على التوحيد يجب االستفادة منها بالنظر في تصحيح كافة اإلفراطات اللفظية والعملي�ة ،وتوجيه عامة المس�لمين إلى السلامة في العقائ�د بالحكمة والموعظة الحسنة دون لجاج أو إحراج .
•اس�تتبا ٍع لسياسة الخوارج في حمل الش�به على المصلين وتكفيرهم بها ،واستثمار ه�ذا الص�راع إلقص�اء آل البي�ت والصوفي�ة والمذهبية ع�ن موقع التأثي�ر الروحي واالجتماع�ي ؛ ليصفو الجو والزمان لمروجي التكفير والتبديع وأكل المال الحرام والمعاملات البنكي�ة الربوية وش�به الربوية ،وغم�ط حقوق الش�عوب من العمال
والمصلين والسخرية بهم ،مقابل خدمة التوحيد السياسي المندرج ضمن عالمات
الساعة .
286
ي ِ بعضا ؛ َّ هل ُ فإن الحقيق َة التي ال زا َلت في َم َظا ِّنِها بعضهم ً بعضا ،و ُيك ِّف ُر ُ بعضهم ً �ك ُ ُ ِ ِ ُ المخدوعة الجماعات ومنافيخ ُس�مو ِم تكاثرت ضبابي ُة الباطِ ِل ، هي الحقيق ُة مهما َ ِ الشجاعة ِ ِ ِ ِ صداقية وأ َّما والم وترشيدها إلى تحتاج في ُمواجهتِها والفصائل ،ولكنَّها ُ ِ ِ اإلفراط في االعتِ ِ ِ االنح ِ ِ ِ راف ِ والعبادات وس� ِّي ِئ قادات صول وح مس�أل ُة عن الجا َّدة ُ تصحيحها والو ِ ِ العادات ؛ فمسأل ٌة يسه ُل ِعالجها ،بل هي ِ ِ قوف الع َّل ُة التي ال ُبدَّ ِمن ُ ُ ُ ِ قوف أمام فِ ِ مثل الو ِ ِ ِ ِ ِ والتكفير، التشريك تنة أما َم أوراقها وعللها لدى الجمي ِع .ومث ُلها ُ ُ َ ِ ف�كال الحالت ِ ش�ك َّ ٌ ٌ وتفريط مهي ٌن ،وال َّ يتم أن إفراط َمش�ي ٌن َين َ التصحي�ح واإلعاد َة ُّ بِ ُأ ٍ مور :
ِ ِ ِ أو ُلها رد ُش ِ ِ الشرك المؤ ِّد ِية وخاص ًة ُشبه ُة حم ٍد ، m الش�رك �بهة َّ ُّ األكبر عن ُأ َّمة ُم َّ حالل الدِّ ِ إلى اس�تِ ِ ِ لصاق ت ِ واألعراض ،وإِ ِ ِ ِ ِ وإثارة ال َفوضى األكبر ، الش�رك ُهمة ماء الدينية بها في ُعمو ِم بِ ِ ِ الد الم ِ َ حصل . سلمين كما قد ُ
تصحيح فتنة التشريك للمسلمين وجوب رد تهمة الشرك عن األمة
ِ ِ ثانيها َّ ُّصوص التي اس�تد َّل ْت بها هذه المدرس� ُة ال تنطبِ ُق على اآليات والن أن كا َّف َة ِ ِ ِ يح مرحلت ِ َين : المص ِّلي َن وإنَّما موق ُعها الصح ُ المسلمين ُ ُ
ُ ِ األُولى :مرحل ُة ِّ ِ ِ وانتهت بِ ِ فتح م َّك َة لي التي حار َبها رسول ال َّله َ ، m الشرك الجاه ِّ ِ ِ الكعبة ِ ِ ِ وإِ ِ جزيرة المواق ِع األُخرى في ومن كا َّف ِة خراج األصنا ِم ِم َن العرب فيما بعدَ ِ ِ العرب ومن ير ُف ُض اإلسال َم ِم َن فيمن ِبق َي ِمن ُمشركي ذلِ َك ، وانحصرت بعدَ ذل َك َ َ اليهود والنصارى واألُم ِم الكافِ ِ ِ رة . الصريح�ة فيم�ا بع�دَ م ِ ِ الجاه ِ الثاني ُة :مرحل� ُة الع ِ ِ �وت عيس�ى ع َل ِيه لي�ة �ودة إل�ى َ َ
السال ُم.
ِ ُ آثاره�ا الصنمي ُة فأ َّم�ا المرحل ُة األولى فق�د حار َبه�ا رس�ول ال َّل�ه ، mواج ُت َثت ُ 287
مرحلة الشرك األول الجاهلي َّ
مرحلة العودة إلى الجاهلية
ِ ِ ِ ِ والعقدي ُة بِهد ِم د ِ ِ ِ أشرنا ُ ور العبادة وإزالة األصنا ِم م َن الكعبة وما حو َلها .وبق َيت كما ْ ِ ِ ِ الظواه ِر والمفاهي ِم التي ق�ا َم الصحاب ُة والتابِ َ عون بعض األعراب ل�دى وأش�باههم ُ ِ يبق ِمنها في األُم ِة ش�يء يذكَر ما عدا ما ش�اب ِ بإزالتِها وتت ُّب ِع ِ بادات الع آثارها ،ولم َ َ ٌُ َّ
ِ األحوال نتيج� َة تراك ِ ِ ِ ِ ِ ِ المراح ِل ُمات بعض والتفريط في اإلف�راط عتق�دات ِم َن والم ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ االحتكاك بِ ُّ ُ �عوب الش بع�ض المفاهي� ِم الخاطِ ِئة ِم� َن خ�ول الجه�ل ،و ُد �مول وش
ِ الغازية((( .
الش ِ وأم�ا مرحل ُة الع ِ ِ المنصوص ع َل ِيه في ِ ِ ِ ودة إلى ِّ الزمان فمحدَّ ٌد آخ�ر األكبر �رك َ َّ المرحلة الثانية ِ ِ ِ ِ يذهب المنصوص ع َليها في الحديث « :ال بعد موت عيسى بما بعدَ َموت عيسى ش ،وبصفته ُ ع َل ِيه السالم ِ َّ َ َ ُ َّ ُ لاَّ الليل ُنت والنهار حتَّى تُع َبدَ ال ُت وال ُعزى » .فقالت عائش�ة :يا رس�ول الله إني ك ُ ُ
ألظ� ُّن حي َن َ أنزل ال َّل ُه ( :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ أن ذلِ َك تا ًّما َ ، سيكون ما شاء ال َّل ُه ُ ،ث َّم ُ ُ ﮝ ) [الصفَّ ]9: يحا قال « :إنَّه يبعث ال َّل ُه ِر ً ٍ ِ ٍ ٍ ط ِّيب� ًة فتُو ِّف�ي ك َُّل َمن في قلبِ�ه ِم َ خير فيه ثقال ح َّبة من خردل من إيم�ان فيبقى َمن ال َ ِ فيرجعون إلى ِ دين آبائهم » ((( .
ِ ِ ِ ُ َ ِ عالمات أرواح المؤمنين ،وه�ذا من وقب�ض الش�رك الحدي�ث يربِ ُط َبي َن وه�ذا ِ الساعة بعدَ عيسى ش .
ُ قال َ : ثوبان ؤ َ َ ُ قال حديث وقب َله رس�ول ال َّل ِه « : mال تقو ُم الس�اع ُة حتَّى
((( كما هو في إفراطات بعض الشعوب التركمانية والمغولية خالل فتوحات الدولة العثمانية ، أو في تفريطات ومعتقدات الشعوب الغازية كالدول االستعمارية ودورها في إضعاف العلم ودور العلماء وتش�جيع الخرافات والعادات الشعبية ،ونفث سموم التسييس االستعماري
في المجتمعات المسلمة ،وال زال هذا األمر سائدا إلى اليوم .
((( مسلم (. )7483
288
يلحق ُ َ األوثان » ((( . قبائل ِمن ُأ َّمتي المشركين ،وحتى يع ُبدوا َ
أم�ا ما بي�ن ِ بعثة النبي محم ٍد mإلى ن ِ ُ األكبر فالش�رك ُزول عيس�ى بِل إلى موتِه َ َ ُ َّ ُ ِّ ين بعثة النبي ما َب َ ِ ِ ِ حمد mوإلى ِ اليهود والنصارى محص�ور في مم التي ُم َّ وأه�ل األوثان م َن األُم ِم األُخرى .هذه األُ ُ ٌ نزول عيسى ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وجب علينا إدخا ُلها إلى اإلسلا ِم ونش�ر الدع�وة إلى ال َّله فيها إلنقاذه�ا م َ َ ن الكُفر ش ينحصر والنار ،وهذا ما ِ ِ فإن هذه الشرك األكبر في اإلنس�اني ،أ َّما ال َيو َم َّ األسلاف وح َّققوه في العال ِم عم َله ُ ِّ
ِ ِ الوس�ائل المتنو ِ إفس�اد الم ِ تعمل ِمن ِخ ِ مم الكافِر َة ُ وتفكيك س�لمين عة على الل ِ ُ ِّ ُ األُ َ ِ ِ ِ سياسة ِ ِ ِ ِ الديانة ِمن ِخ ِ ِعالقتِهم بِ تعليما وتربي ًة والعولمة والعلمنة لمانية الع الل ثوابت ً وسياس� ًة واقتِصادا واعتِقادا كج ٍ المرحلة ال ُغ ِ ِ ِ ِ المنصوص ع َليها ، ثائية سياس�ة زء ِمن ً ُ ً
ِ ِ الشرك ِ أوالك ِ المس�لم بِ اليهود والنصارى ، ُفر اس�تِتبا ًعا لِ َس�ن َِن المس�لم حتَّى يرمي َ ُ الذين فعلوا ذلِ َك ِمن ُ حديث « َلتتبِ ُع َّن َس�نَ َن َمن َ ُ كان قب َلكم . » ... ش�ير قبل ،وإليه ُي ُ ِ ِ ِ الحديث ُح ُ صول هذه الساعة في األُ َّم ِة ،ومفا ُد عالمات الحديث .وهذه عالم ٌة ِمن الظاه ِ ِ رة في الم ِ سلمين على ِصفتَين : ُ
اليهود والنصارى وأهل األوثان
ِ بإش�اعة ت ِ ِ بعض الم ِ ِ ِ والتكفير التش�ريك ُهمة التحريش س�لمين سياس� َة ( )1تبنِّ�ي ِ ُ ظاهرة االستتباع الموعود بِ�ه في ِ ِ بِ ُش�ب ِه االعتِ ِ ِ آخ ِ ِ ِ الزمان ،للمشركين في ِ �ر والقب�ض النق�ض وس�ائل ق�اد كإِح�دى َ آخر الزمان ِ ِ ِ ِ العقدي لدى فِ ِ كالصرا ِع َبي َن الصرا ِع رق اليهو ُد والنصارى ِّ ، ِّ وذل َك بِاس�تتبا ِع فكرة ِّ ِ نجاح هذا الصرا ِع بِدع ِم ال ُقوى االستِ يك ِ روتستانت والكا ُثولِ َ وغيرهم ،وإِ ِ عمارية ال ُب َ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ نجحت هذه مع بداية مرحلة ال ُغثاء إلى ال َيو ِم داخ َل حظيرة األُ َّمة اإلسلامية ،وقد َ َ ِ يمنة االقتِ هات مقابِ َل حصولِها عل�ى اله ِ الش�ب ِ ِ صادية َ ُ وفر َقت ُأ َّم َة التَّوحيد بِ ُّ ُ ُ السياس� ُة َّ ِ الغ ِ ِ أس�باب ِ والسياس�ية ،وم�ا تالها ِمن ِ ِ ِ ِ التضحية واألم�ن ُمقابِ َل والدواء �ذاء تهيئة
((( سنن الترمذي (. )2380
289
ِ بِ ِ وركائ ِزه . التقليدي األبوي المنهج ِّ ِّ
ِ عناصرها المسيس� ُة و َغير المسي ِ وال زا َل ْت ِ ِ س�ة ُ والتحريش ِمن اإلثارة تعمل على ُ ُ َ َّ ُ َ َّ ُ ِ ِ ِ ِخ ِ ِ ناسبات . والم الل الوسائل اإلعالمية والشعبية ُ
سل ِ وفصل ِ عوب الم ِ مة بعدَ استِ ِ ِ ٍ ُ حجز ُّ ونقض بعض ، بعضها عن عمارها ، ()2 ُ الش ِ ُ ِ ِ التاريخ االس�تِ ِ ِ ٍ ِ �عوب اري إلى ُش عبر قرارها عماري واالس�تهت ِّ ِّ اإلسلامي ؛ ل َّ تتحو َل َ ِّ ِ ِ ٍ لمانية ِ ٍ تغيير ِ لمانية بِ ِ والثقافة واإلعال ِم و َغ ِيرها . التربية والتعلي ِم مناه ِج وش ِبه ِع ِع
ِ ِ ِ ِ كالروس �عوب ش�رق أوروبا إلحاق ُش ومث َلما جرى بعدَ الحر َبين العالميتَين ِمن ِ ِ والهرسك ِ ِ ِ ِ ِ والص ِ اإلسالمية قاطعات الم والبوسنة رب والمجر و ُبلغاريا ِّ وغيرها م َن ُ ك�ر ِ ُّركي�ة بِ ِ ِ لح�اق البِ ِ س�اب ًقا بِ ِ ِ �يوعي وإِ الف ِ الف ِ االش�تراكي ُّ لمان�ي الع لاد الت الش ك�ر ِّ ِّ ِّ
تحتضن الرؤى الكافِر َة وشبه الكافِ ِ ِ ِ الرأسمالي ِ ،مما أظهر أجيالاً ِمن الم ِ رة، سلمين َ ُ َ ُ َ ِّ َّ ِ ومث�ل هذا ما يجري إلى ِ ِ ُ عبر التجوي ِع والتطبي ِع التنصير سياس�ة اآلن ِمن ِّ اإلجباري َ ِ وم�ال ِ ِ ِ الح ِ المجاع�ات ،وما تب ُثه روب وضحايا والص وغيرها لضحاي�ا ُ ف�ي إفريقيا ُّ
ِ األوطان الم َ ِ ِ التبش�ير ِ ِ ِ ِ س بِ الم َس� َّي ِ النصرانية داخ َ�ل �ات جمع َّي ُ س�تذ َّلة م� َن اإللح�اق ُ ُ ِ ِ نحر ِ ِ الم ِ ِ والجماعات المضطرين إلى األفراد بعض و َغ ِيرها ؛ ف ُ لينخر َط في سلكها ُ ِ ِ واإليواء . والشراب الطعا ِم
ِ والتفريط ِ ، ِ ِ وأم�ا حقيق ُة ُأم ِة محم ٍد ِ m اإلفراط وم َن اإلفراط فع َّلتُها الحقيقي ُة في َّ ُ َّ علة األُ َّمة : ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الشرك وال يث ُب ُت بِه ،وم َن التفريط ما ُيؤ ِّدي إلى م ِ اإلفراط والتفريط ما ُيؤ ِّدي إلى ُشبهة ِّ ثل ذل َك ،وم َن ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الصنمية واآلثار األم�وات تقديس البعض من يقع فيه ُ اإلف�راط في االعتقادات م�ا ُ دون ال َّل ِه بِما يخرج الم ِ ِ ِ ِ الضر والنف ِع في أربابِها ِمن ِ عتقدَ عن حدِّ ُ ُ ُ القديم�ة ،واعتق�اد ُّ ِّ
االعتِ ِ الحك ِم على َمن ُي ِ ِ ُ مار ُس مثل أيضا في دال المش�رو ِع ،ومث ُله اإلفراط ً إصدار ُ 290
ِ هذه االعتِ قادات((( .
ِ ِ جوب تعلي ِم الم ِ سلمين بِ ِ الحك ِم إلى ُو ِ ومآل ِم ِ ُ الدعوة إلى نشر ثل هذا اإلفراط في ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يس بِ وإصدار األحكا ِم والتش�ريك التكفير ال َّله بِالحكمة والموعظة والحس�نة ..و َل َ الم ِ سبقة على ُعمو ِم األُ َّم ِة . ُ
الش�ك وس ِ والنظر إلى األُ َّم ِة بِ َع ِ والتفري�ط ه�و التجافي ِ ُ �وء الظ ِّن ، ين الحق ، عن ِّ ِّ ُ ُ
((( كم�ن فس�ر حدي�ث (ذي َ الخ َل َص�ة) المذكور في عالمات الس�اعة بقوله :ف�إن قبيلة دوس وم�ا حولها م�ن العرب قد افتتنوا بذي الخلص�ة عندما عاد الجهل إلى تل�ك البالد فأعادوا سيرتهما األولى ،وعبدوها من دون الله ...إلخ ما ذكره من تخريبها على يد دعاة التوحيد
«أشراط الساعة » ص/162يوسف عبدالله الوابل .
أو كذلك ما فسره صاحب « إتحاف الجماعة » ص 225جزء ، 3فقال « :وقد وقع األمر طب�ق م�ا أخبر به رس�ول الله mفي هذا الحدي�ث ـ أي :حدي�ث « ذي الخلصة » ـ وعظم
افتت�ان أه�ل تب�ال ومن حولهم م�ن القبائل بذي الخلص�ة وأعادوا س�يرتها األولى في زمن
الجاهلية ...إلخ » .إلى أن قال « :وزال االفتتان بها في زمن والية النجديين على الحجاز ولم�ا زال�ت واليتهم عن الحجاز عاد الجهال إل�ى ما كانوا عليه من االفتتان بها ،حتى ولي المل�ك عبدالعزيز على الحج�از وما حوله ،فبعث عامله على تلك النواحي فهدموا ما بقي
من بنائها ،ورموا بأنقاضها في الوادي ؛ فعفى بعد ذلك رسمها وانقطع أثرها » .
قل�ت :وه�م قد فعل�وا خيرا بما هدموه من مظه�ر الجاهلية إال أن ه�ذا ال يرتبط بمفهوم
بعض المس�لمين ،وقد عممت الش�رك ،وإنم�ا هو اإلفراط ف�ي االعتقاد ،وال�ذي يصيب َ
تهم�ة الش�رك في الجزيرة على كثير من مواقع قب�ور الصحابة وآل البيت ئ واألولياء واعتبروه�ا عبادة لمظاهر الش�رك األكبر ،ولكن عند النظر الصحي�ح في النصوص وقراءة فقه التحوالت وعالمات الس�اعة كما تحدث عنها من ال ينطق عن الهوى mفس�نجد أن ما س�موه ش�ركا أكبر ـ وطه�روا منه الجزيرة ـ إنما ه�و اإلفراط مقابل ما وقع�وا هم فيه من
التفريط ،أما الشرك األكبر وظهور عبادة األوثان ـ ومنها ذو الخلصة والالت والعزى ومناة
وغيرها ـ فستعود مرة أخرى إلى الجاهلية بعد مرحلة عيسى ش ،كما نص عليها رسول الله .m
291
تحولت محبة األولياء إلى حرب عقدية حتى المفرط في وقع ِّ اإلعجاب باليهود والنصارى ِ والمفرط بالطعن فيهم واالستصغار
وآل الب ِ ِ ِ ِ وإفساد ِع ِ عوب الم ِ ُ القة ُّ يت سل َم ِة فيما َبينَها ، وتحويل مح َّبة األولياء فيها ِ َ ُ الش ِ ُ س�بب رد ِة ِ ٍ ٍ ٍ فر ُط بِ ٍ الف ِ عل ـ ع�داوة النب�وي إلى ِ َّ وحرب عقدية ُم َس َّيس�ة ،حتَّى َ ِّ الم ِّ يقع ُ ِ ِ ِ ِ قائ�م َ أفكارهم والنظر إل�ى اليه�ود والنصارى تقدي�س وتعظي ِم اآلن ـ في كم�ا هو ٌ ِ ونفض ِ ين التعظي ِم ،ويقابِ ُله النقدُ والطعن واالس�تِ و ُع ِ لومهم بِ َع ِ اليد صغار لِألولياء ُ ُ ُ ِ ِ ومظاه ِ االعتقاد في ك ُِّل ُم ٍ تما ًم�ا ِ ِ �ره بِالمصالِ ِح الصالح ووصف ؤم�ن صالِ ٍح ، ع�ن ُ ِ ِ والشعوذة ِ وغير ذلِ َك . والح َي ِل
ح�ق ِ نتوب إل�ى ال َّل ِه ِ ِ ٍ بعض بعضنا على والخي�ر ك ُُّل ف َّ ونعر َ الخي�ر لن�ا جمي ًعا أن َ ُ ِ ُ ُ والتفريط ،وكفى بِال َّل ِه ول ًّيا اإلفراط صح ُح في الجمي ِع أحي�ا ًء وأمواتًا ...وم�ن َث َّم ُي َّ وكفى بِال َّل ِه شهيدً ا.. ٍ ستجيب ؟ فهل ِمن ُم
( ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ) [األنفال . ]24 : وسائل الفحش عالمة صغرى
الف ِ ِ حش الأجهزةُ الإعلاميةُ ووسائلُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ظهور الش�ريفة األحادي�ث المش�ار إليه�ا في الص ْغ َرى وم� ْن َعلاَ َم�ات الس�اعة ُّ ُ ِ ٍ عن ِ الحديث ِ والتفح ِ ِ ُ وسوء ُ مسعود ؤ ابن الخ ُلق ،وإلى ذلك ُي ِش ُير ش الفحش ُّ
ِ ِ َ ق�ال َّ : وس�و ُء ُ يظه�ر ال ُف ُ وس�و ُء حش الس�اعة أن أش�راط «إن ِمن ُّ الخ ُل ِق ُ والتفح ُش ُ َ ِ الج ِ وار»(((. دور األجهزة اإلعالمية في إظهار الفحش والتفحش
ِ ِ ِ اإلعالمية ِم َن األفال ِم األجه�زة الحديث إش�ار ٌة إلى م�ا تب ُّثه العديدُ ِم َن وف�ي هذا ِ ِ ح�ش ال َق ِ والص ِ ٍ ِ الصرا ِع يحص ُ�ل ِمن ُف الخليع�ة ِم�ن �ور ول في وص�ف ِّ جانب ،وما ُ ُّ ((( مصنف ابن أبي شيبة (. )38703
292
البعض ِمن ٍ ِ ِ ِ ِ ِ جهة ُأخرى((( ، هم كومات والح الم َ ُ فتع�ل َبي َن الجماعات ُ وتناول بعض ُ ُ ِ ِ ِ ِ البرامج االنتِ خابية واستِ ِ ِ للتشويه، نوحات والج إ َّما في اإلعال ِم أو في غالل األخطاء ُ ِ ِ ِ الص ِ ِ ور واألفال ِم العنكبوتية ِمن الش�بكة أجهزة وم�ن ذلك ما ُيس�تخدَ ُم في ع�رض ُّ وفتح المواق ِع الخاص ِة لِذلِ َك ،وح ِ ِ َ الماج ِنة ِ أولئك القائمين ع َليها، مع رية التواص ِل َ ُ ُ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والمال . الشرف وإضاعة الجدل وإثارة األجيال إلفساد
ِ ِ ِ ِ والتفح ِ ظواه ِر ال ُف ِ وأقراص األسواق ِم َن األفال ِم شاع في باع و ُي ش :ما ُي حش ومن ُ ُ ُّ من ظواهر عب والدِّ ِ ماء والع ِ الحام ِ ِ ِ ِ ِ لة لِ ُص ِ ِ الماج ِ ِ الر ِ ن الفحش ما يباع والرقص والسحر نف الحديثة األجهزة ُ ور ُّ ٍ ويشاع في األفالم ٍ ِ ٍ سر وس ٍ ِ ِ ُ هولة َ أي ِجهة وحصول ، دون َخوف أو ُمراقبة من ِّ الشباب والناشئة ع َليها ب ُي ٍ ُ رسمية في ِ ٍ رسمية أو ِ ٍ ِ المرذول . الواق ِع شبه
ِ ِ والبن�ات عل�ى ُد ِ أن ِم�ن ُص ِ والتفح ِ ِ كم�ا َّ خول األوالد تش�جيع �ش ح�ش �ور ال ُف ُ ُّ أن هذا جزء ِمن ِ ومواق ِع االختِ ِ ِ ِ ِ ِ الماج ِن ،والتع ُّل َ�ل بِ َّ حياة الط الرق�ص الخلي ِع أندي�ة ُ ٌ ِ ِ ِ ِ ِ ِ جيل الم ِ ِ ُّ س�لمين إلى هذه الش �عوب وثقافته�ا ،م َّم�ا َ دفع بِالعش�رات والمئ�ات من ِ ُ ِ بعض بِ ِ واألندية .وغدَ ِ ِ ِ الد الم ِ ِ الثقافة يتجز ُأ ِمن ت ال َيو َم في المعاه ِد سلمين جز ًءا ال َّ ُ ِ عاص ِ الم ِ ِ والتفح ِ ِ �رة ،ب�ل َّ البلاد إلى َأ ْق َصى بعض ش ا ْمتَ�دَّ ْت في ح�ش إن ثقاف َة ال ُف ُّ ُ ِ كظاه ٍ ِ اإلعالمية واالجتِ ِ ِ ِ ِ َ المرحلة َّ . العدل ولعل ظواه ِر رة ِمن ماعية درجاتِها الشاهدَ
ِ �ت ِ ـ إذا صح ِ حقائق ما ُيذك َُر هؤالء الرافضين العبار ُة ـ والرائدَ الذي ال َ يكذب ِعندَ ُ َّ
((( أو م�ا يفعل�ه بع�ض المنس�وبين لم�دارس القب�ض والنقض من ص�ور إعالمي�ة وتعليقات انتقائية ،هدفها تش�ويه عقائد المس�لمين ورميهم بالش�رك والكفر ،وإثب�ات ذلك فيهم مع
إس�قاط وتنزيل اآلي�ات واألحاديث على ما ينتق�ى من الصور والمظاه�ر المفرطة ،والتي
ترسخت غالبا في مراحل التحوالت السياسية واالجتماعية القبلية ذات االرتباط بالتسييس
االستعماري وما تاله .
293
والمالبس
من ظواهر الفحش مشاركة الجيل في األندية المختلطة
ِ ِ ِ ِ ِ إعالمهم .هذا أجهزة المعروضة في ومس�ار ِحهم وأفالمهم عن حالِهم وأحوالِهم ِ ِ وبصر اآلمرين بِ والناهين ِ ِ ِ عن المع�روف المس�موح بِه أما َم س�م ِع في الحدِّ األدنى ِ ِ ِ ِ نكر .أما بقي ُة الم ِ الطموحة فالمسأل ُة والمؤسسات المفتوحة األنظمة سلمين في ُ الم ِ َّ ُ ِ ِ والتعليل . الوصف أكبر ِمن حج ِم ُ
داخ َ�ل ِ الكبائ�ر ِ بعض الم ِ ِ والمعاص�ي واس�تِ َ ب�ل َّ إن ال ُف َ س�لمين أقبية حالل ح�ش ِ ُ َ ِ الش�خصية ِ ِ للديانة واإلسلا ِم ِم َّما يعك ُس حال ًة ِم َن التر ِّدي وبيوتِهم واس�تراحاتِ ِه ُم ِ ِ ِ ِ ِ ِ المجتم ِع ُيؤ ِّدي إلى ُحصول الخس�ف والق�ذف والرجف والزالزل المؤ ِّث�رة على ُ المعتقد وو ِ ِ ِ ِ ِ ُك ِّل�ه بِ سلامة النظر عن صرف جود الصالحين ،وها نحن ال َيو َم نش�هدُ ُ
القريبة ِم�ن األراضي المقدَّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ س�ة وفي بعض البِق�ا ِع وال�زالز ِل في الرج�ف مظاه َ�ر َ ُ واستحالل الحر ِ غيرها ِمن البِ ِ ِ ِ ِ مات ،سوا ٌء الربا الد ؛ نتيج َة المعاصي وال ُّظل ِم َ ُُ وأكل ِّ ِ ِ ِ ِ ِ بِ الثقافية مظاه ِرها الخاصة ،أو تش�جي ِع الحياة بوجودها ِضم َن التجاه ِر بها علنًا أو ُ
وثمرات األقال ِم ،وس ِ ِ ِ واإلعالمية المرو ِ ِ كوت ِ أهل المعروضات ِم َن األفال ِم جة في ُ ِّ ُ نكر عن ذلِ َك ،س�واء ً ِ ِ الم ِ ِ األمر بِ والنهي ِ ِ الرضى المعروف برضى منهم أو بعد ِم ِّ ٌ عن ُ ِمنهم عن ذلِ َك ،وإلى ِم ِ ِ رس�ول ال َّل ِه m َ حديث أبي ُه َرير َة ؤ َّ ُ أن ش�ير ثل ذل َك ُي ُ ق�ال « :إذا ات ِ �ذ ال َف�ي ُء ُدولاً ،واألمان ُة مغر ًما ،و ُت ُع ِّل َم لِ َغ ِ ِ َ ُّخ َ الرج ُل الدين ، ي�ر وأطاع ُ َ وعق أم�ه ،وأدنى صدي َقه وأقص�ى أباه ،وظهر ِ ِ المس�اج ِد األصوات في ت ُ َ امرأتَ�ه َّ َّ وس�اد القبيل� َة ِ َ ش�ره ، وكان فاس� ُقهم ، زعي�م القو ِم أرذ َله�م ،و ُأك ِْر َم ُ َ الرج ُل مخاف َة ِّ ُ آخر هذه األُم ِ ِ �رب ِ وظه�ر ِ ِ ت ُ فُ ، �ة َّأو َلها ؛ ين�ات والمعاز ُ ت ال َق ُ وش ِ َ َّ مور ،ولع� َن ُ الخ ُ َ ٍ ِ ِ ِ تتتابع كنِظا ٍم ٍ ً بال ُقطِ َع وآيات ومسخا وقذ ًفا ريحا حمرا َء وزلزل ًة ُ فليرتقبوا عندَ ذل َك ً
سلكُه فتتابع»((( . َ
((( سبل الهدى والرشاد (. )671 : 10
294
الظواه ِر في بِ ِ ِ واإلسلامي ، العربي لاد العال ِم الكثير ِمن ه�ذه وه�ا نحن نش�هدُ ِّ ِّ َ ومنها ما اجتمع ْت فيه ُك ُّلها ِ ، ِ بعضها ،والعيا ُذ بِال َّل ِه . ومنها ُ َ
الت ِ إن فِقه التحو ِ ِ ٍ تشخيصها ،وقد ف ُب يكش ُ وضوح الحال َة المرضي َة في األُ َّم ِة بعدَ ُّ َّ َ ِ ِ َ ِ الغازية الثقافة إلنج�اح تغل ُغ ِل تنوع َة المن ِّفذون ف�ي األُ َّم ِة يلعبون الم ِّ األدوار ُ َ ع�اش ُ كظاه ٍ ِ مرحل� ًة بع�دَ ُأخ�رى ـ وال زالوا ـ ولِ ِ ول َم�ن ال ينطِ ُق ِ �رة تُؤ ِّكدُ َق َ عن ألس�ف ،
الهوى . m
شرب الخم ِر واستِحلالِها ُ
ِ ِ وش�ربِها لِما روى اإلمام م ِ ِ سل ٌم في �و الص ْغ َرى ُف ُش ُّ وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ ُ ُ َ الخمر ُ ْ يقول ِ : رس�ول ال َّل ِ قال ِ « : ِ أنس ِ صحيح�ه عن ِ �ه ُ m َ بن مالِ ٍك ؤ َ «من عت س�م ُ
شرب الخمر واستحاللها عالمة صغرى
ِ ِ ِ شر َب الساعة » ... أشراط الخمر .((( »... ُ وذكر منها «و ُي َ َ
ِ ٍ لتستح َل َّن طائف ٌة ِمن ُأ َّمتي آخر « : يسمونها إياه »((( . الخمر باس ٍم ُ َ وفي حديث َ
والخم�ر ف�ي ال ُّل ِ َ �ق ع َليه�ا ف�ي خام�ر اس�م لِم�ا غ�ة : العق�ل وخال َط�ه ،و ُيط َل ُ َ ٌ ُ ظاهرة تغيير اسم ٍ المش�روبات الر ِ وحية ،وقد كانَت في ُع ٍ صور س�ل َفت الخمر وشربها أس�ماء منها زمانِن�ا هذا عد ُة ُ ُّ ِ المسلمين َب َ ين ُ لال ِ مراح ِ اإلسلامي ،ولكنَّها ِخ َ �ل التطبي ِع ش�ي ًئا غري ًب�ا وفعًل�اً ُمري ًبا ف�ي العال� ِم ِّ ِ االس�تِعماري واالستِ ِ القادة بعض صار ْت ُسلوكًا ُمعتا ًدا لدى هتاري ِّ ِّ ِّ واالس�تثماري َ الغ ِ صاة ،والفنَّانين ونُجو ِم ِ والفس�قة والع ِ ِ ِ الحائ ِ ِ والتمثيل ،إلاَّ ن�اء رين ، والمثقفي� َن ُ من ِ رح َم ال َّل ُه . َ
((( مسلم (. )6956
((( مسند أحمد (. )23377
295
ِ ِ ِ النبي َّ m اعتبارها مش�رو ًبا الس�اعة اس�تِحال َلها ـ أي: عالمات أن ِمن أخبر ُّ وقد َ حاللاً ال إِثم ع َل ِيه ،وال حرم َة في تعاطيه ـ ِمما يترتَّب ع َل ِيه المجاهر ُة بِشربِها وات ِ ِّخاذ ُ ُ ُ َّ َ والحوانيت لِب ِ ِ ِ يعها المصان ِع وترويجها((( . َ ترويج المخدرات
ِ ويليه�ا في االنتِ ِ رات) ،وهي ُ ِ خامرة تحت معنى ُم ش�ار تدخ ُ�ل َ (المخدِّ ُ والترويج ُ ِ ِ ِ الخمر ِمن ُ حيث كم العقل التحريم وال ُعقوب ُة وإقام ُة الحدِّ واإلس�كار ُ ، ُ كمها ُح ُ وح ُ ِ ِ ِ ِ ِ الشرعي على ِ صارت إحدى شاربها ،وقد ابتُل َيت بِال ُد ُ ِّ المسلمين بهذه الع َّلة ،حتَّى َ ِ ِ ِ ِ ِِ بع�ض القائمين على ُمحاربتِه�ا هم ُر َّوا ُد صار ُ مش�اكلها االجتماعي�ة الخطرة ،بِل َ ِ ِ ِ ِ ِ وتصديرها في األَ المغلوبة . وطان استيرادها وحما ُة تسويقها ُ
ِ إس�قاط ح ِ انحدارا في بِ ِ وكفى ِ وش ِ كالسرقة ُ رب دود المعاصي الد اإلسلا ِم ُك ِّلها ُ ُ ً إسقاط الحدود ِ ِ ِ ِ حقوق اإلنس�انِ ِ ِ ب بِ المطال ِ الشرعية تبعا الزنا ...إلخ ، والتخو ُ الخم�ر وحدِّ ِّ ُّ ف من هيمنة الكاف ِر ُ لرغبة جمعيات ِ الس�ار ِق والزان�ي ـ واعتبار الح ِ ِ الش�رعية ُحري ًة ش�خصي ًة ِ ِ ـ أي :بِ ب دود حماي�ة يج ُ ُ ُ حقوق اإلنسان
دون ِ عاملة م�ع م ِ ِ ِ الواج ِ رتكبيه�ا َ ، الش�رعي الم ب ِعندَ إقامة الحدِّ تنظيمه�ا ُ ِّ َ ُ وحس� ُن ُ ُ ِ ُث ِ الجريمة . بوت
الخلل التربوي والثقافي واالقتِ أسباب االستِ ِ َ ويبدو َّ غراق صادي و َغ َيره قد ه َّي َأ أن َ َّ َّ َّ ِ ِ ِ ِ المقارف�ة لها بين الم ِ تحت �ع دائر َة س�لمين َ ووس َ َ َ ُ ف�ي هذه االنحراف�ات الخطيرة َّ ، ٍ ٍ �يطانية ِ ٍ ٍ ِ ِ ِ وح َي ٍ واالكتئاب ُ كالقل�ق نفس�انية ... إبليس�ية �ل تبري�رات َش الهم وش�مول ِّ ض�ات ِ ِ ِ ِ ِ الواق� ِع ِ ِ المعاذير التي وغيرها ِم� َن المش�اك ِل وتنا ُق �روب ِم َن واله والضي�ق ُ صارت ذرائع لدى ِض ِ ِ ُّفوس لِ ُشربِها . عاف الن َ َ
((( وق�د ظه�رت ه�ذه الحالة بش�كلها المتميز والمنتش�ر من�ذ بداي�ات عهد االس�تعمار وتأثر المس�لمين بالحض�ارة األروبية واختالط المس�لمين به�م من خالل البعثات والدراس�ات والثقافات واالرتباطات السياسية واالقتصادية .
296
ِ ِ رب الما ِل تعظيم ِّ ظاهرةُ
شار إ َليها في ِ ِ ِ ِ الزمان بين الم ِ الم ِ رب سلمين آخ ِر تعظيم ِّ ُ َ َ ُ وم َن العالمات الصغرى ُ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ُصاب بها األُ َّم ُة، الم�ال ،وور َدت هذه الظاهر ُة ضم َن مجموعة م� َن الظواه ِر التي ت ُ
الطيالسة ،وك ُثر ِ ِ ِ ت التِّجار ُة وك ُث َر ُ ُ ُ المال، بس اقترب حديث « :إذا ومنها الزمان ك ُث َر ُل ُ َ َ ِ رب المال بِمالِه ...إلخ »((( . و ُع ِّظ َم ُّ
ِ ِ أخذ بِحلقتَي ِ الكعبة ُث َّم َ النبي ِ mحج َة الودا ِع َ ُ أقبل على باب وحديث « :لما َّ حج ُّ ِ ِ ِ ِ الناس أال ُأخبِ ُركم بِ ِ الن�اس َ ، القيامة أش�راط القيامة ؟ إِ َّن ِمن أش�راط فق�ال :يا أ ُّيها ُ ِ ِ ِ المال... رب م�ع الهوى ، وتعظي�م ِّ والم ُيل َ إماتَ� ُة الصل�وات ،وات ُ ُ ِّباع الش�هوات َ ، ِ ِ ٍ آخ َر ـ رواه اب ُن مردويه وفيه َّ « : ٌ طريق َ الساعة أشراط إن ِمن وحديث ـ ِمن إلخ»((( . ِ ِ المال » . رب والم ُيل إلى الهوى ، وتعظيم ِّ ُ إضاع ُة الصالة َ ،
وشدَّ تَها ،ومع و ِ ت اليوم أوجها ِ الظاهر ُة قد بل َغ ِ ِ ِ الناس فقد ح َّلت جودها َبي َن وهذه َ ُ َ َ َ عل�ى ما يبدو ُمقابِ َل ضيا ِع ٍ كان ِمن ُ آخ َ�ر ،وهو ما َ أمر َ قبل ِمن تعظي ِم الصالِحين ِم َن ِ تأخرين الذين اشتغلوا باستِ ِ األولياء ِ ِ ِ الم ِّ نقاص ورجال األحوال ،ولع َّلها ُعقوب ٌة على ُ
ِ ِ أولي�اء ال َّل ِ ِ ُ َ وأطم ،وهو البديل له�ا أنكى فكان عقائدهم وأحوالِهم ؛ والطعن ف�ي �ه َّ ِ ِ ِ ِ المتو ِّلي ُة صارت مدرس ُة تعظي ِم ِّ تعظيم ِّ رب المال هي ـ ذاتُها ـ ُ رب المال لماله .بل َ ُ هات المتنو ِ الش�ب ِ ِ ِ ور ِ تحقي�ر الصالِحي�ن ِ عة ، ج�ال ُ ِّ األح�وال بِما تتناول�ه عنهم م� َن ُّ ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ وفروعها ِ رتاب فيما ُ األولياء عن المدرسة كتابات هذه خرجات نقول ُم الم ُ وسيجدُ ُ ((( المستدرك للحاكم (. )5465
((( ع�ن اب�ن عب�اس ؤ ،رواه القاضي أب�و الفرج المعافي ب�ن زكريا في كتاب�ه « الجليس واألنيس » ،وهو ضعيف ،ولبعضه شواهد .
297
تعظيم أرباب األعمال ورجال المال عالمة صغرى
تداخل العالمات المؤدية إلى تعظيم رب المال
ِ والصالِحين م ِ ِ نتش�ر ًة في المكاتِ ِ األولياء و َمن الكبير تشوي ُه وهمها ُ ب واألس�واقُ .. ُ الظاه ِ ِ وزارهم ،بل زا َد تفنُّنُه�م في ِ �رة حتَّى جعلوها ثلب هذه أح َّبه�م وتع َّل َ �ق به�م َ ِ الت واالس�تِ س�لمين ِمن التوس ِ ِ بعض الم ِ غاثات واالستِشفا ِع أكبر بِما يفع ُله ُ َ ُّ ُ ش�ركًا َ
ِ ُ صار األوليا ُء الصالحون اعتبرتها هذه المدرس ُة عملاً شرك ًّيا خال ًصا ،وبهذا َ حيث َ ِ طواغي�ت وأصنا ًم�ا ،والزائرون ُم ِ ِ ِ ِ ش�ركين والقبض النق�ض مدرس�ة قام�وس ف�ي َ ِ ُ َ البديل َ تعظيم اآلخ ِر ،وهو ص�ول وكان بهذا ُح وكفر ًة((( ،وال ُعلما ُء س�دن ٌة وكهن ٌة . ُ ِ ِ ِ الم�ال ،ممن ُيس�مون في زمانِنا بِ ِر ِ ِ مقامات وتعظيم واألعم�ال» «المال ج�ال رب ِّ ُ َّ َّ رفض تعظيم ِ ِ ِ ِ ِ ِ أن َ مع َّ الربا ُّ والش�بهة ، المال األولياء وأهل و ُبن�وك ومواق ِع حركة ٌ األموال وال ُبورصات َ مش�وب بِ ِّ ِ ِ ورة الر ِ دم�ة للدَّ ِ الخ ِ خرجات ِ ِ األحوال أدى إلى ومخ�رج ِ مجاالت وخاص� ًة في ، العالمية بوي�ة م �ن م َّ ٌ ِّ ُ البديل المناسبُ : �رة ِ عاص ِ ِ ِ ظاهرة تعظيم االس�تِ �ل الم ِ ِ يعتمدون ثمارات الكُب�رى ،بل المس�لمون في المراح ِ ُ ص�ار ُ َ رجال المال ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ تنوعة ولو الم ِّ اعتم�ا ًدا كُل ًّي�ا على رج�ال المال واألعمال في مج�ال االس�تثمارات ُ واألعمال ِ ِ األس�باب لِترغيبِهم في االس�تِ ِ ِ ثمار ،وكفى س�هلون لهم كا َّف َة المس�لمينُ ،ي ِّ من َغير ُ ِ واإلسالمي ُح َّج ًة. العربي الحظة الواق ِع بِ ُم ِّ ِّ ومصارفِه ِ لق�د ص�ار ِ ِ ِ ُ وخدْ ماتِه واس�تِثماراتِه كالمال الح�را ِم البدائل األُخ�رى ت َ المدرس�ة الر ِ ِ ُ بوية و ُعلمائها وقادتِها ويتعامل بها كا َّف ُة أتبا ِع ُصور ًة حضاري ًة يتناو ُلها ِّ وال حرج في ذلِ َك وال ريب ،بل ال يستطيع أكثرهم ِحرصا على ِك ِ ِ وسن َِّة نب ِّيه ً َ َ تاب ال َّله ُ ُ ُ
ِ ِ المدرسة الر ِ ِ ِ س�اكنًا أمام ُط ِ ِ والشراكة األسه ِم عامالت وترويج ُم بوية غيان حر َك ُ ِّ َ أن ُي ِّ ((( مع أن مسألة التوسل واالستشفاع واالستغاثة في منهج اإلسالم على ثالثة أقسام : . 1واجبة بالله وأسمائه وصفاته .
. 2جائزة باألعمال الصالحة والذوات الحية . . 3مختلف عليها بالذوات الميتة .
298
المشبوهة (يسمونها بِ َغ ِير ِ ِ ِ ِ االقتِ اسمها) وكأنما هي قد كانَت على والتأمينات صادية ُ ُّ ِ ِ رسول ال َّل ِه mوأصحابِه ! عهد
هور المعا ِز ِف واستِحلالُها ُظ ُ
از ِ ِ ِ ِ الم َع ِ آالت المالهي ف، والمعاز ُ ف هي ُ وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ ور َ الص ْغ َرى ُظ ُه ُ والطنبور ِ كالع ِ والم ِ ِ زمار ِ وغيرها . ود ُ
ظهور المعازف واستحاللها عالمة صغرى
ِ ٍ ِ ٍ أكثر ظهرت ف�ي أزمان ُمتع�دِّ دة ولكنَّها ف�ي ُأخريات الزم�ان َ وه�ذه العالم ُة ق�د َ ٍ انتِشارا وأثرا وتأثيرا ِمن حيثي ٍ كثيرة ِمنها : ات َّ ً ً ً ينات والفنَّانين والفن ِ الثقافية بِال َق ِ ِ األنظمة والمؤس ِ ِ َّانات تب ًعا للتأ ُّث ِر سات •اعتِنا ُء َّ بِالعال ِم االس�تِ وهو ِمن ِج ِ نس االستِتبا ِع لِ ُ ألم ِم الذي عماري واالس�تثماري ُ ، ِّ ِّ ِ حم ٍد . m يظهر في ُأ َّمة ُم َّ ُ
ِ ِ ِ والمث َّقفين ، س�مون لدى الع�وا ِّم ُ •ازديا ُد ش�عبية وجماهيرية نُجو ِم الف ِّن كما ُي َّ الش�عوب ،واس�تِ ِ ِ ِ والنظر إ َليهم بِ َع ِ ِ تباعها عرائك والتقدير بعدَ لين ين التعظي ِم ُ عاص ِ ِ ِ بِ ِ ِ ِ والثقافة الم ِ رة و َمن ُي َس� ِّي ُس س�ات التعلي� ِم ؤس ُ المر ِّبين و ُم َّ لي�ن عرائك ُ لها.
بناء المؤسسات الثقافية المخصصة للفنون
ِ طائف�ة النُّج�و ِم والفنَّاني�ن والفن ِ ِ ِ أنواعها الكبائ�ر بِ�ك ُِّل َّان�ات ف�ي • ُول�و ُغ بعدَ تشجيع الفن س�ل ِ ِ ِ جتمع�ات الفن َغ ِير الم ِ وتأث�ر المجتم ِع الفن ِِّّي وتكريم الفنانين مة ، �م الدائ� ِم بِ ُم ِّ ُ ُ احتكاك ِه ُ المفاس ِ ِ العرب�ي بِ �د والمعاص�ي ،كم�ا ه�ي معروف ٌة بهذا االس� ِم ف�ي الدين ِّ هنة الف�ن) فحري ٌة ِ (أصحاب ِم ِ اإلسلامي ،أما في ُع ِ ِ ق�ول و ُق ِ القات وع لوب ٌ ِّ ُ ِّ َّ ٍ ٍ وعمل . زمالة وصداقات ُو ِّدي ٌة ُ 299
ِ ِ ِ ِ اإلسفاف درجات عصرنا أعلى وقد بل َغت هذه المس�أل ُة في والخالعة ،وشاهدُ مظاهر الفن ِ ِ ِ ِ ِ ِ ومخرجات ذل َ المتداول�ة عنهم وع�ن س�هراتهم وحفالتهم �ك العدي�دُ م� َن األفلا ِم ُّ والص�ور ُ ِ ِ ِ ِ نعق ِ األفالم والمسارح الم ِ ِ رافات ل�م ت ُعدْ في االنح العربي�ة ،وك ُُّل ه�ذه العواص ِم العدي�د ِم� َن �دة ف�ي ُ ِ ِ ٍ عصرن�ا ِ وجهة ِ ِ راف�ات ِعندَ هم ِ ، نظره�م ـ تعلي ُلنا وحدي ُثنا راف ـ ِم�ن ب�ل انح االنح ُ عنهم بهذه الص ِ ورة . ُّ
ِ �دار الثقافي ِم�ن ِو ِ ِ االنح ِ جهة ِ ولأِ َّن ِم َ عالمات نظر اإلسلا ِم عالم� ٌة ِمن ث�ل ه�ذا ِّ والمستس�ل ِ �ل ِ ف�إن غالِ�ب أجيالِنا الم ِ ِ ِ تأس ِ الس�اعة ؛ َّ عادات تحكم�ت فيهم مة قد مة ُ َ َ ُ ِ ِ ِ ِ األعداء خِل�اِ َل ِ وسيس�تمرون على والعولمة، والعلمنة العلمانية مراح ِل وثقاف�ات ُ ُّ العالم�اتِ ، ِ ذلِ َ ومنها َقو ُله « : mليكونَ� َّن ِمن ُأ َّمتي أقوا ٌم تظهر فيهم بقي ُة �ك حتَّ�ى َ ون ِ ِ ِ ف ،ولينز َل َّن أقوا ٌم إلى ِ يس�تح ُّل َ يروح جنب علم والخمر والحرير الح َّر والمعاز َ ُ َ َ
ٍ يأتيهم الفقير لِ ٍ حاجة فيقولون ِ : ارج ْع إ َلينا غدً ا .فيبهت ُُم ال َّل ُه، ُ ع َليهم بِس�ارحة لهم ُ ِ ، ِ ِ ُ خاري صحيح ال ُب القيام�ة » وخنازير إلى َيو ِم ويمس�خ آخري�ن ِقرد ًة لم ، ِّ ُ ُ َ ويضع الع َ حديث المسخ في األُ َّمة ِ الفتح. مع َ 15/1
الستحالل الحر
المعاز ِ ِ ِ ُ ِ والحرير والخمر وي ِ �ة الم ِ ِ س�لمين َّ ف مس�ألة أن ال ُعلما َء ُيش�دِّ دون في عتق�دُ َ البع�ض من كا َّف ُ والمعازف الفت َِن ِ الراغبين في ِ ِ الناس ؛ ولِهذا ِ ِ ِ يستد ُّلون ويحجرون بِفتاويهم على والطرب تجدُ ّ بعض الع ِ ِ أقوال تُنس�ب لِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بِ لعالمة ِ ابن جواز لماء عن أقوال المعازف والغناء ،ومنها ٌ َ ُ ِ ُ حز ٍم ِ وغيره .
لمعاز ِ تتناول الوعيدَ الشديدَ لِ واألمر الذي نحن بِ ِ ِ ُ َ صدده َّ ف األحاديث الشريف َة أن ُ ُ الفنون الشعبية وبعض الهواةِ ِ ِ المنظمة ال تدخل المفضي إلى اإلث ِم وف ِ عل الحرا ِم ،ولي�س ما يفع ُله األفرا ُد ُ ُ والط�رب ُ الغ ِ أس�اليب ِ ِ في المحظور أو ما ُيس�مى بِ ِ ِ ِ ِ المق َّي ِد الشعبي والش�رح ناء ب م تقو التي ، الش�عبية الفرق ِّ ُ ُ َّ 300
ِ ِ واآلالت َغ ِير المحر ِ ِ الخاص ِة ِ بِ ِ ِ أو ناسبات الم إحياء مة في األدب واالحتِش�ا ِم َّ بعض ُ ُ َّ الزواج ِ ِ ِ يسه ُل تقييدُ ها أفراح ترويحا وتسلي ًة و ُمشارك ًة في العا َّم ِة مور ُ ً وغيرها ؛ فهذه ُأ ٌ دال في ِ ِ دائرة االعتِ ِ ِ حياة ُّ المصيب ُة الش خرجت عن و ُمحاصرتُها إذا ما َ �عوب ،وإنَّما ُ
�يطرة ؛ لِيصبِح اتِّجاها ثقافيا وصور ًة ِ ِ ِ عاكس� ًة لدى الس ً ًّ ُ َ الكُبرى ما قد َ خرج عن دائرة َّ االنف ِ �ر عن مدى ِ لات والتح ُّل ِل األخالقي في الم ِ اآلخ ِ العال� ِم َ س�لمين ،لِتتح َّق َق بِه ُ ِّ ِ ِ ِ ِ والمسخ. والرجف والقذف الخسف النبي mفي األُ َّم ِة ِم َن ُ موعودات ِّ
التطاولُ في البُنيا ِن
�يوعها في ِ كشف عن ُش ِ ِ ِ ِ الزمان أواخر الس�اعة الصغرى عالمات وهو عالم ٌة ِمن َ األرزاق في ِ ِ س�يدُ األُم ِة م ٍ ِ ِ ِ حياة وس�عة األموال صول ُش�ير إلى ُح ِّ حمد ، mوهي ت ُ َّ ُ َّ ِ ِ ِ الناس ،وتوس ِع الع ِ ِ ِ الحضري ،ويبدو َّ الظاهر َة أن التخطيط وزيادة مران العديد ِم َن ِّ ُ ُّ ِ وزمان .إلاَّ أنَّه�ا في ِ ٍ ٍ األخي�رة قد وص َلت إلى مراح ِلنا عصر أكثر ِم�ن تك�ر َرت ف�ي َ َّ ِ النبي m وخاص ًة على أيدي التطاو ِل ِذروتِه�ا في مفهو ِم َّ ُ الع�رب ،الذين وص َف ُه ُم ُّ
ِ ِ ِ فتح ال َّل ُه ع َليهم في االس�تِ ِ المادي فارتف َعت ثمار ِّ بالحفاة ال ُعراة رعا َء الش�اء ،الذين َ ُ ِ الصحراء واألنع�ا ِم إلى ِ ِ ِ حياة حي�اة أرصدتُه�م ارتفا ًع�ا خيال ًّي�ا ،وانتقل�وا فجأ ًة ِمن ِ ِ ِ ِ مما حدا بِ الكثي�ر ِمنهم أن ير ُموا الت�رف والحضارة وارتف�اع مدخوالت األرق�ا ِم َّ ، ِ األبراج العظم�ى وناطِ ِ ِ ِ بحر ِم�ن االس�تِ ِ حات وبن�اء الخيالية ثمارات ِ ُ بِأمواله�م ف�ي ٍ َ ِ تفاخ ًرا ُ السحاب ُ وخيال َء.
بل�غ األمر أقصاه في ِ ُ ِ ب�ل َ رجا ِمن س�بعين طابِ ًقا ، حياة يبني ُ بعضهم ُب ً ُ التط�اول أن َ ٍ س�تثمر آخ�ر ؛ فيبني برج�ا ِمن ِ ِ مائة طابِ ٍ وتط�او ٍل َ ، دون زيادة �ق وهكذا في فيغ�ار ُم ُ ُ ً ُ ٌ ُ ٍ ٍ ٍ ِ ٍ وطاقات ال ُعم ِ ِ ِ ال فيما ال يعو ُد بِ ِ الوطن بعيدة على قريبة أو منفعة المال له�در إدراك َّ 301
التطاول في البنيان عالمة صغرى
االستثمارات العربية الخيالية وصرفها في أبنية األبراج
للشر ِ ِ كان العائدُ والفائد ُة ِ الفرد ذاتِه فيما أنف َقه .بل ُر َّبما َ كات وال على األُ َّم ِة وال على ِ ِ ِ الم ِ ِ البنيان بِ ِ العرب مسأل ٌة النسبة ل َغ ِير والتطاو ُل في والتنفيذ . االستشارة تعاقد ُة على ُ ُ ِ ِ عواصمهم ُم ُ نذ القدي ِم ال العرب فغاي ُة ما هم ع َل ِيه في الزمان .أ َّما معلوم ٌة ِمن قدي ِم ُ الحديث يخص ب تبعا لتقليدِ ِ ِ ِ ِ ُ العرب في ذم يتعدَّ ى البنا َء للحاجة وإذا ما زا َد أحدٌ َشي ًئا من ذل َك إنَّما يكون في الغال ِ ً التطاول الح ِ حاض�رة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ العراق والش�ا ِم ،ولم ال�رو ِم كما هو في أو �رس ف ال وقصور يرة آنذاك ُّ ِ اإلسلامية واالختِ ِ ِ ِ ِ بحضارات الط توحات العرب األبني َة العالي َة إلاَّ بعدَ ال ُف ف يع�ر ْ ُ الرو ِم وال ُف ِ رس و َغ ِيرهم . ُّ
ِ ِ البناء لِ ِ ِ خاصا بِ ُ لحاج�ة ..وإنَّما الذ ُّم كما مس�ألة وق�د ال يكون الذ ُّم ف�ي الحديث ًّ يظهر لِ ِ ِ هذ َبها اإلسال ُم بِ لتطاو ِل ،وفيه إشار ٌة إلى تغ ُّي ٍر في الطبا ِع التي َّ واإليثار الزهد ُ ُ غاية ِم�ن ِ س�بيل ال َّل ِه ؛ لِتُصبِ�ح على ٍ ِ ِ ِ الح ِ ِ األم�وال في َغ ِير وبذل رص واإلنف�اق ف�ي َ َ
الظاه ِ الصحي�ح .وقد ذم ال َّل�ه ُأم ًة ِمن األُم ِم لِ ُش�يو ِع ِ ِ ِ �رة فِيهم َ ، ِ فقال : هذه وجهه�ا َّ ُ َّ َ
( ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ
ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ) ُّ [الشعراء . ]131 - 128:
وف�ي ِر ِ ُ ِ أن المعن ِّيي�ن بِ عن ِ واي�ة اإلما ِم أحم�دَ ِ ابن ع َّب ٍ اس إش�ار ٌة ب ِّين ٌة َّ هم « التطاول ُ
العرب » . ُ
ِ والحفا ُة ِ عن ِ ِ ابن ع َّب ٍ َ اس َ c قال :يا ياع رسول ال َّل ِه ،و َمن الج ُ أصحاب الشاء ُ ُ
العال ُة ؟ َ قال « : العرب »((( . ُ
التفاؤل بِ ِ ِ ِ بناء عصرنا ما آ َل ْت إ َليه هذه الحال ُة الغريب ُة ِم َن وال يخفى على ُمتأ ِّم ٍل في ِ ِ ِ األس�واق والمجم ِ ِ ِ ِ نافس�ة ، الم ِّجارية الكُبرى في عات الت بعض العواص ِم على صفة ُ ُ َّ
((( مسندُ أحمدَ ( ، )2981وانظر أشراط الساعة الوابل ص .149
302
يعكس الفن ِ وتركها بنيانًا حضاريا ِ ِ هجر ِ ِم َّما أ َّدى إلى ِ َ الحديث ، عماري الم بعضها َّ َّ ُ ًّ ُ ِ ِ ِ ِ وأشباهه . نافسة بِأمثالِه الم وال ُيستفا ُد منه لكثرة ُ
كثرةُ التِّجارةِ
ِ الس�اعة الص ْغ�رى ُظهور ِ ِ ومن َعلاَ م ِ اال ْهتِ َم�ا ِم بِالت َِّج َار ِة ،والمقص�و ُد بِ الكثرة ات ْ ُ ُ ُّ َ َ ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ وجماعات كأفراد الناس جمي ًعا كظاهرة من عالمات الساعة وأشراطها كونُها ت ُع ُّم َ ِ ٍ ِ كما تعم السياس� َة التِّجاري َة واس�تِ س�تلزمات بما والم َ جالب ك َُّل ش�يء م َن البضائ ِع ُ ُ ُّ ِ العبث واالس�تِ ِ ِ يس�بق له ٌ خفاف أقرب إلى مثيل ؛ حتَّى تُصبِ َح التِّجار ُة َبي َن لم ْ الناس َ
كثرة التجارة
ِ ِ ِ ِ بِال ُع ِ واإلس�راف ف�ي زخرفتِه�ا األس�واق كث�رة واألم�وال ،إضاف� ًة إل�ى ق�ول وتصميماتِها.
ِ ب�رزت جل َّي ًة ف�ي أوس� ِع ُص ِ صار ونح�ن ال َي�و َم ن�رى ه�ذه الظاهر َة َ ورها ؛ حتَّ�ى َ تسولون ـ ِ ُ يشتركون الم ِّ األطفال والعجز ُة وال ُفقرا ُء و ُعمو ُم المو َّظفين ،بل ـ وحتَّى ُ
الترويج لِلبي ِع ِّ ِ ضاربات الت ِ ِ األس�ه ِم ِ ِّجارة بِ ِ عبر وغيرها ،وبِاس�تخدا ِم في ُم ُ والش�راء َ ِ ِ ِ األجه�زة المتنو ِ ِ عة ؛ ِ فيجدُ الفر ُد مالاً تس�و ِق البضائ ِع والسمس�رة رابحا من تجارة ُّ ً ُ ِّ
شابهها . وما َ
ِ بار عن و ِ ِ وإجالء ال ُغ ِ ِ ِ وقد َ قوعها في المظاه ِر تصوير هذه الناس في أسبق كان َ m ُ مشاركة المرأة ِ الحاكم وأحمدُ عن ِ ِ الن�اس ِ ، عبد الله ِ ِ لزوجها في مس�عود ؤ بن ومنه�ا قوله mفيما رواه ُ التجارة الساعة تسليم الخاص ِة و ُف ُشو الت ِ ِ ِ النبي mأنَّه َ ِّجارة حتَّى تعين قال َ « :بي َن يدَ ِي ُّ َّ ُ عن ِّ زوجها » (((. المرأة َ
((( مسند أحمد (. )3947
303
ِ بن ِ النس�ائي عن ِ عمرو ِ تغل ٍ ُ قال َ : ب َ رس�ول ال َّل ِه َّ « : m أشراط إن ِمن قال وروى ُّ ِ يفش َو ُ المال ويك ُث َر ُ ، الساعة أن ُ وتفش َو التِّجار ُة »((( .
التنافس على الدنيا
وكما أخبر النبي mعن ُف ُش�و الت ِ ِّجارة وانتِ ِ أخبر ِ ِ ِ العلل عن شارها َبي َن ِّ الناس فقد َ ُّ َ ِ ِ ِ ِ واألمراض ،ففي األدواء ُصاب بِه األُ َّم ُة ِم َن المترتِّبة على هذا ال ُف ُش ِّو والكثرة ،وما ت ُ ُ قال «:وال َّل ِه ،ما الفقر أخش�ى ع َليكم ِ ، ِ الحديث عنه mأنَّه َ ولكنِّي أخش�ى ع َليكم َ
ُبس�ط على َمن َ َ َ كان قبلكم فتنافس�وها كما تنافس�وها، ُبس�ط الدُّ نيا ع َليكم كما ت أن ت كان قبلك�م »((( .وما يروي�ه م ِ وتهلكُك�م كم�ا أهلكَت م�ن َ س�ل ٌم « :وتلهيكم كما ُ ألهتهم »((( . َ
حذر النبي ِ mم�ن ِ ِ داء التنا ُف ِ الصحابة والتابعين َ س َ فقال « :إذا ُفتِ َحت أوائل ُّ ب�ل َّ َ ٍ الرحمن ِ ِ ع�وف ُ : أي َقو ٍم أنت�م ؟ » َ . نقول كما بن ع َليك�م قال عبدُ والرو ُم ُّ ، ُ ف�ارس ُّ ُ أمرنا الله َ . رسول ال َّل ِه « mأو َغ َير ذلِ َك؟ تتنافسون ُث َّم تتحاسدون ُث َّم تتدابرون قال ُث َّم تتباغضون أو نحو ذلِ َك»(((. أس�اليب الت ِ ِ ِ عالم الك ِ ِ ِّجارة ُف�ر في المس�لمين َ وف�ي ك ُِّل ه�ذا إش�ار ٌة إلى اس�تتبا ِع ُ ِ ونماذ ِجها على َغ ِير ُز ٍ ِ ِ راعاة ٍ دين أو ِقي ٍم . هد وال ور ٍع وال ُم ومظاه ِرها
ظهور الربا عالمة صغرى
والشراكات الاقتِصاديةِ المشبوهةِ ِ هور فِتنةِ الرِّاب ُظ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ش�ارها بين الم ِ س�لمين ، وم� َن العالمات ُّ الربوية وانت ِ َ َ ُ هور المعامالت ِّ الصغرى ُظ ُ
((( سنن النسائي (. )4473
خاري (. )6425 صحيح ال ُب ((( ِّ ُ
((( مسلم (. )7615 ((( مسلم (. )7616
304
ِ ِ أس�باب الربوي ُة ُجز ًءا ِمن حياة األُ َّم ِة وس�ب ًبا ِمن الم ُ عامالت االقتصادي ُة ِّ حتَّى تُصبِ َح ُ التداو ِل التِّجاري في كا َّف ِة بِ ِ سلمين ،ال تخلو ِمنها ِ الد الم ِ عاصم ٌة وال قري ٌة . ِّ ُ ُ
ِ يمنة العال ِم الربوي الكافِ ِر على مقدَّ ِ األحاديث إشار ٌة إلى ه ِ ِ العربية رات األُ َّم ِة وفي َ ِّ ِّ ُ ِ المؤسسات االقتِ ِ ِ الربوي ُة ِضم َن َس ِ صادية �ير الم ُ عامالت ِّ ُفر َض ُ واإلسلامية ؛ حتَّى ت َ ِ ِ ِ وتنش ِ ِ ِ َ مع َّ س�قط الربا قد �ئة األجي�ال ع َليها في الدراس�ات األكاديمي�ة والعالية َ ، أن ِّ ِ ن�ذ أن وضعه النبي ِ َ m وانَّه�ار ُم ُ والربا تح�ت قدمي »((( في َ َ تحت قدم�ه بِقوله ِّ « : ُّ
وص�ار التعا ُم ُل بِه ِخفي ًة اإلسلامي ، وانقطع بعدَ ذلِ َك في العالمين ِح َّج�ة الودا ِع ، َ َ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ الربا ويتعاملون لدى بعض الفسقة وال ُعصاة و ُعمالء اليهود ،الذين كانوا ُي ِّ روجون ِّ بِه .
ِ ِ سقط القرار اإلسالمي في البِ ِ َ واإلسالمية ،وبد َأ عهدُ االستِعمار العربية الد ولما ُّ ُ َّ ِ عاملات االقتِ ِ ِ ُ صادية ،ولم الم ب�د َأ الربا الحرا ِم ف�ي ُ الم َس� َّي ُس على إدخ�ال ِّ العمل ُ مرحلة ال ُغ ِ ِ ث�اء على ِ ِ االنش ِ ِ بإدانة �غال اإلدخ�ال األنظِم ُة القائم ُة ف�ي تس�لم ِمن ه�ذا ْ ِ البيت ِ ،مما يشير إلى امتِ ِ ِ ِ قادات الص ِ ِ رافات اعتِ ِ ِ والمذهبية ِ المدرسة الك وآل وفية انح ُّ َّ ُ ُ ِ ِ ِ الر ِ ِ ِ بوي على اإلنس�اني ُك ِّله األمر في العال ِم العالمية ِزما َم بوية الر ِّ وفرض االقتصاد ِّ ِّ ِّ
هيمنة المدرسة الربوية على االقتصاد العربي واإلسالمي دراسة وتجارة
بدأ عهد االستعمار بترويض الشعوب المسلمة على قبول المعامالت الربوية
الجميعِ.
ِ ِ ِ ِ ِ الربوي� َة في كا َّف ِة ب�ل بد َأ ال ُغثائي�ون من ِرجال الم�ال واألعمال يضع�ون قواعدَ ه ِّ ِ ِ ِ الثقافي�ة االقتِ ِ ِ ِ يتط�ور في ال�دُّ ِ َ العربية ول وأخ�ذ الجدي�دة ، صادي�ة الحرك�ة مواق� ِع َّ ُ دور الغثائيين من ِ ِ ِ ِ عامالت تمهيدً ا لِ َق ِ المسلِمين في ِ ِ البديل سياسة بول الم الوعي إقصاء مع ُ واإلسلامية َ الشرعي في ُ ِّ
وضع قواعد الربا البنكي
((( صحي�ح مس�لم ( ، )3009بلفظ «كل ش�يء من أم�ر الجاهلية تحت قدم�ي موضوع ،وربا الجاهلية موضوع» .
305
ِ ب�وي الكافِ ِ ِ �ر ،وف�ي ذلِ َك ُ الناس المخدوعة « :ليأت َي� َّن على يقول mعن أمتِ�ه الر ِّ ِّ ٍ أخذ َ زم�ان ال ُيبالي الم�ر ُء بِما َ ٌ ُ المالِ :أمن وحديث « :ال حالل أم ِمن حرا ٍم؟ »((( . ٍ ِ ِ ِ ِ لما ُمس�تفا ًدا ً ، وأخا في رهما من حالل ،وع ً تقو ُم الس�اع ُة حتَّى ُيع َّز ال َّل ُه فيه ثالث ًة :د ً يدخ ُل الربا ك َُّل ب ٍ ِ الناس ٌ ُ زمان ُ يت ،ومن لم يدخ ْله وحديث « :سيأتي على ال َّل ِه»((( . َ ِّ الربا َ باره » (((. دخل إ َليه ُغ ُ ِّ
ِ ِ األحاديث تنطبِ ُق على ٍ ُ أش�راط ف «فقه كثير الساعة»((( « :وهذه كتب الوابِ ُل ُمؤ ِّل ُ َ انتشار المصارف ِ ِ ِ ِ ِ الحالل في المكاس ِ َ �ب ،بل يتحرون المس�لمين في ه�ذا الزمن ؛ فتجدُ ه�م ال ُّ المتعاملة بالربا م� َن ُ ِ ِ ِ ِ َ َ عامالت الرب�ا في ُم الحلال والحرا ِم ، الم�ال ِم َن يجمع�ون ُ وأغل�ب ذل َك بِدخول ِّ
ِ فقد انتش�ر ِ الن�اس ِ ، ِ ِ ِ الناس في هذا كثير ِم� َن الربا ، ت المصار ُ َ ووقع ٌ المتعامل� ُة بِ ِّ ف ُ َ ِ ِ ُ الساعة) . أشراط البالء العظي ِم .اهـ ص( 140
ِ لت :ومع أنَّنا ِ الربا بِ البالء العظي ِم في األُ َّم ِة لكنَّا ال نُحدِّ ُد ُهوي َة المسئولين نص ُ ُق ُ َ ف ِّ س�لمين بِ ِ ف الم ِ ع�ن انتِ ِ ِ وقوعهم في�ه وتعا ُم ِلهم بِ�ه ،وكأنَّهم هم ش�اره ،وإنَّم�ا ن ِّ ُخو ُ ُ ِ واألصل ف�ي التعا ُم ِ ُ الحك ِم موق�ع الربا المس�ؤولون عن�ه مباش�ر ًة ، القرار ف�ي ُ ُ �ل بِ ِّ عهد ال ُغ ِ القرار في ِ ِ ِ ِ ِ والتس�اه ُل بِ ثاء حملة واسطة س�م ُح بِه ،واإلباح ُة ُ والعل ِم ،الذي ُي َ ِ والوهن. خطر الربا على الحياة اإلسالمية ووصف القرآن آلكل الربا
وفيهم جمي ًعا ُ يقول تعالى ( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ) [البق�رة .. ]275:اآلي�ة . ((( صحيح البخاري ()2083
((( رواه الديلمي (.)7533
((( سنن ابن ماجه (. )2364 (( ( ص. 140
306
ِ وال ُق ُ وصف اآلكلي َن لِ ِّلرب�ا ( ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) اآلي�ة �رآن في هذه َ ٍ سياس�ة وال جلس�وا وحي ُثما َع َّل ُم�وا أو َت َع َّل ُموا ال يقومون في حي ُثم�ا قا ُم�وا وحي ُثما ُ ثقاف�ة وال ِع ٍ ٍ ٍ ٍ تِ الق�ة ( ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ عقي�دة وال ج�ارة وال ِعل� ٍم وال تعلي� ٍم وال
ﭚﭛﭜﭝ ) .
�رة ِ ظاه ِ ِ عالية ِم�ن ِ االنف ِ والدع�وات ِ ِ تعلي�ل ال ُق ِ رآن لِ ِ االنف ِ ُ ع�ال وه�ذا هو لمانية الع َ عالقة التطرف ف السياسي والديني في ِ اإلرهاب والتطر ِ ِ واالنتِ ِ والتوليفية ،وما ُس ِّم َي بِ ِ عالمنا واإلرهاب بالربا قائية ِّ ِّ ُّ والمعامالت والنقض ؛ َع َّل َلها بِأنها ِ الم ِ هور ِ نذ ُظ ِ ِ ِ مدار ِ عاص ِر ُم ُ ظاهر ٌة َش�يطاني ٌة مقرون ٌة القبض س ُ ي�ره ؛ لأِ َّن ِ ِ ِ لهم القي�ا ُم بِ َغ ِ بِ ِ الحكم� َة والموعظ َة �أكل الح�را ِم وترويج�ه ،وال يمك� ُن ُ الحس�ن َة إنَّم�ا ه�ي عط�اء ِم�ن ال َّل ِ �ه ألوليائ�ه ( ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ٌ َ َ َ َ وإلصاق واإلفك والرفض والتش ِّف َي الجدل ﯯ) [البقرة ، ]269:وأ َّما الذين ُأوتوا َ
المشبوهة
نبات الحرا ِم الم ِ ثمرات ِ ِ نتش ِر والتصو ِر ،فما هم فيه ما هو إلاَّ ثمر ٌة ِمن التُّه ِم بالظ ِّن ُّ ُ ت إِالَّ كَان ِ قال « :mإِ َّنه الَ يربو َلحم َنب َت ِمن سح ٍ كما َ َت الن َُّار َأ ْو َلى بِ ِه »((( . ْ ُ ْ ُ َُْ ْ ٌ َ ِ والرب�ا ُج�ز ٌء ِم َن الك ِ �ك ،وال ُق ُ اقتصاده ،وال ه�واد َة في ذلِ َ رآن ُف�ر ،وهو سياس� ُة ِّ ِ المؤمني� َن ( :ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ُيخاط ُ �ب ُ ﮱ )[البقرة. ]278:
الربا جزء من الكفر
ِ ِ ِ ُ ف بالعكس . والعكس الرب�ا ، نتعر َ ُّ ُ والحق أن َّ بقي م َن ِّ فاإليم�ان ُمتح ِّق ٌق بِترك ما َ ِ ِ ِ ِ األمر ِمن ش�ترك حتَّى نُعالِ َج الم َ أمراضنا جمي ًعا ،ولله ُ حجم ما بل ْغنا إ َليه م َن ال ُغثاء ُ َ قبل ِ ُ ومن بعدُ .
عامل م ِ الس�اعة ِ ِ ِ وقراءتَه�ا على ِ ِ س�اعدٌ لِوض ِع ك ُِّل وجهها عالم�ات إن الصحي�ح ٌ ُ
((( سنن الترمذي (. )617
307
فقه التحوالت ووضعه الدواء موضع الداء
ِ ِ ِ ِ ِ س�ل ٍم وك ُِّل نِظ�ا ٍم م ِ م ِ عاص ٍ التطاو ُل �ع ُ �ر في َموقعه م� َن الحال�ة الحقيقية ؛ حتَّى ينقط َ ُ ُ ِ ِ ِ النبي m والتباه�ي ، ونرج َ الم َّرة التي رفضناها ،وهي ُس�نَّ ُة ِّ �ع جمي ًعا إلى الحقيقة ُ والفساد فينا وفي َغ ِيرنا ..فهل ِمن م ِ ِ ِ دك ٍر ؟! موقع الع َّل ِة تقريره في َ ُ
س�لمين ِمن ِ ِ وق�د انتق َلت هذه التُّهم ُة الخطير ُة بين الم ِ الرس�مي إلى الواق ِع الواق ِع َ ِّ َ َ ُ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ الم وص�ارت ُجز ًءا ال الش�عبي ، جتمعات ِضدَّ وس�لوك وعالق�ة ُ يتج�ز ُأ من عقيدة ُ َ ِّ ِ ِ ِ ِ البعض ،بل واألنك�ى واألدهى َّ ألتباعها تنكرت بعضه�ا أن محاض َن هذه التُّه ِم قد َ
ش�ارها في ِ ِ عوب ؛ لِتتنص َل عن تبِ ِ ِ ضمان انتِ ِ الش ِ دماء ُّ الجريرة عة روجي فتنتِها بعدَ َّ و ُم ِّ ِ ِ الت�ي صنعته�ا ف�ي المجتم� ِع الم ِ البق�اء واالس�تِ ِ تناق ِ والعبث مرار �ض ؛ رغب� ًة ف�ي َ ُ المستثم ِر األصلي ورضائه ِمن ٍ ِ ِ ٍ الش ِ ِ ِ بِ ُّ جهة ُأخرى مصلحة ضمان مع عوب من جهة َ ، ِّ
عبة ؛ لِيتوب وينيب ويخشى ال َّله ويتقيه ؟! أم إنَّها ِ در ٍك سر ال ُّل ِ ،فهل ِمن ُم ِ الفتن ُة التي َ َ ُ َ َّ
الحليم َحيرانًا؟! تدع ُ َ فتن المشرق عالمة صغرى
ُظهور ِ الفت ِن ِم َن المش ِر ِق ُ
ِ ِ ِ المشر ِق :فمنهم من اختلف ال ُعلما ُء في شأنِها فِت ُن العالمات الصغرى التي وم َن َ المش�ر َق مكانًا محدَّ دا ِ كالع ِ َ ِ الم ِ ِ راق ،ومنهم من َ َ ش�ر ِق ، جعل جعل ُ ً المش�رق جه َة َ الج ِ ويدخ ُل فيه ك ُُّل ِ لك ِ الف ِ ُ ُ تن التي جا َءت ِمن تِ َ أيضا هة ، ويدخ ُل في المعنى الثاني ً ِ ُب ٌ ِ اإلسالمي فِت ٌن عظيم ٌة ِ ،منها : التاريخ مر ِّ ظهرت منها على ِّ لدان عديد ٌة َ
الجهات التي ظهرت ِمنها الفتن عبر التاريخ
ِ رس ِ ِ ( )1بِال ُد ال ُف ِ وغيرها . واله ظهرت البهائي ُة والقادياني ُة ُ ندوس ،ومنه َ
ومنها ظه�ر ِ �راق ِ ، (ِ )2 ِ الع ُ الخوار ُج والروافِ ُض والباطني� ُة والقدري ُة والجهني ُة ت َ ِ والم ِ وغيرها . عتزل ُة ُ والقرامط ُة ُ 308
ِ ِ ُ ُ القرن السابِ ِع والتتار في المغول ظهر ِمنها ()3 ُ بلدان الشرق التي َ ِ ظهرت ِمنها فِتن ُة ُّ يوعية . الش ( )4روسيا والصي ُن ،وقد َ
�يلم َة ،وقد ظهرت ِمنها فِتن ُة مس ِ ( )5نجدُ مس ِ الكذ ِ �يلم َة َّ والنقض القبض ُ اب ُ ،ث َّم ُ ُ َ َ ْ ُ َ األحاديث عن ِ ِ ِ الزمان . آخ ِر الموعو ُد بِه في كجه�ة مص�در ِ ٍ وس�يكون ُظه�ور الدَّ َّج ِ والش ِ الفت ِ وال ُ ُ ُ َ�ن ُّ ال �رور ، المش�رق ي�زال ُ َ نسأل ال َّله السالم َة ِمن ِ ويأجوج ومأجوج ِمن ِ ِ الف ِ تن . جهة َ المشر ِق ُ ُ ، َ َ
ابن ُعمر ء أنَّه ِ المش�رق فكثير ٌة ِ ، ِ ِ يث ِ ُ األحاد ُ س�م َع ومنها عن وأ َّما حديث ِ َ الفتن َة هاهنا ،أال إِ َّن ِ إن ِ ِ المش�ر ِق ُ ، َ يقول « :أال َّ الفتن َة رس�ول ال َّل ِه mوهو ُمس�تقبِ ُل ُ
ِ يطلع ُ هاهنا من ُ قرن حيث الشيطان »((( . ُ ُ
((( صحي�ح البخاري ( ، )3279وكلمة (قرن) تأتي بمعنى (جيل من الناس) ،ففي تفس�ير ابن
كثي�ر (( : )241 : 3ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ) [المؤمن�ون . ]31:أي :جيلا آخ�ر لنختبرهم . وفي تفس�ير البحر المحيط ( : )70 : 5وقيل :القرن القوم المجتمعون .قلت :الس�نون لو
كثرت ؛ لقوله :خير القرون قرني .يعني :أصحابه .وقال قس : بـصـائـر ف�ي الـذاهــبِــيـ�ن األَ َّولِــي�ـ ـ َن من الـقـ�رون لـنا ْ أي :ق�د تطل�ق على األش�خاص ،وليس عل�ى المدة الزمنية ،ولو كان�ت أعمارهم فوق 100مث�ل جي�ل النبي ن�وح ش ،كان الجيل منهم بنحو ألف ع�ام .وربما أقل من ذلك ( 70-60عاما) مثال ،وهو الجيل الذي جاء ببداية عهد الغثاء مع س�قوط الخالفة « أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين » ،ولذلك جاءت الرواية « قرنا الشيطان » ،مما يقودنا إلى
أنهم جيالن على هذه الرواية .
وعل�ى ذل�ك ينبني أن تفس�ير بعضهم لحديث « خير القرون قرن�ي » ال يعني به 300عام
بالضبط ،بل يعني به ثالثة أجيال :الصحابة ،التابعون ،تابعو التابعين .
وتأت�ي بمعنى قوم أو ش�عب ،فف�ي الوجيز للواح�دي ( ( : )567/1ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ )
أحدثن�ا ( ﭶ ﭷ ) يعن�ي :عادا .اه�ـ .أي :قد يكون المقصود من كلمة (قرن) القبيلة
309
أحاديث فتن المشرق
سل ٍم أنَّه َق َال « :رأس الك ِ ِ وفي ِر ِ الش ِ واية م ِ حيث يط ُل ُع ُ هاهنا ِمن ُ قرن َّ يطان»، ُفر من ُ ُ ُ
ِ يعني المشر َق (((.
ٍ الحديث بِ ِ ِ ٍ ِ لفظة « ِ قرن َّ وايات «قرنا �يطان » ،وفي ِر الش نص وفي ِروايات ور َد في ِّ رواية فتن ِ المشرق بالمفرد َّ الشيطان » . والمثنى «:قرن/ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ قرنا الشيطان » مر ،وفي ورواي ُة « قرنا » بألف التثنية ور َدت في ُمسل ٍم بروايات منها رواي ُة ابن ُع َ الفتن َة هاهنا ! َّ ِ إن ِ ِ الش ِ هاهنا ! ثال ًثا ُ آخ ِره َّ « : يطلع قرنا َّ حيث يطان »((( . إن الفتن َة ُ ُ َ الفتن َة تجيء ِمن هاهنا و َأ َ ِ ابن ُعمر « :إِ َّن ِ ِ وف�ي ُأخ�رى ِ المش�ر ِق نحو ُ ومأ بيده َ ُ عن ِ َ الش ِ ٍ حيث يط ُل ُع ُ من ُ قرن َّ قاب يطان ،وأنتم بعض ...إلخ » ((( . يضرب ُ بعضكم ِر َ ُ
ِ ٍ ِ ِ حديث ِ اليمن َ مس�عود َ فق�ال « :أال إِ َّن نحو قال : ابن وف�ي النبي mبي�ده َ أش�ار ُّ َ لوب ف�ي ال َفدَّ ِ وإن القس�و َة ِ َ ِ ِ ِ ِ وغ َل َظ ال ُق ِ هاهنا َّ ، أذناب صول ادين ِعن�دَ ُأ اإل يم�ان م�ن ُ ِ ِ اإلبل ُ حيث يط ُل ُع قرنَا َّ ضر» (((. الشيطان في ربيع َة و ُم َ تحديد األحاديث جهة المشرق بربيعة ومضر
وف�ي ِر ِ ِ رأس الك ِ رس�ول ال َّل ِه َ m َ واي�ة أبي ُه َري�ر َة َّ المش�ر ِق ، نحو أن ُفر َ ق�ال ُ « : والشعب ،وليس المدة الزمنية أو الجيل .
وتأتي بمعنى المدة الزمنية ( 100عام) ،ففي تفسير البحر المحيط إلمام اللغة أبي حيان
( )70/5ق�ال عند اس�تعراضه لعدة أقوال ... :أو مائة س�نة ،قال�ه الجمهور ،وقد احتجوا لذلك بقول النبي mلعبد الله بن بشر « :تعيش قرنا » .فعاش مائة ،وقال :أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة ال يبقى ممن هو اليوم على ظهر األرض أحد » .قال ابن عمر :يؤيد
أنها انخرام ذلك القرن .
((( صحيح مسلم (. )7479 ((( صحيح مسلم (. )7480
((( صحيح مسلم (. )7481 ((( صحيح مسلم (. )190
310
واإلبل ال َفدَّ ِ أهل ِ الوبر ،والس�كين ُة في ِ ادين ِ ِ ِ ِ والفخ�ر ُ أهل الخيل أه�ل والخيال ُء في ُ الغن ِم » ((( .
ٍ ِ ُ قال َ : رواي�ة ُأخرى َ ُ المش�رق ، ُفر ِق َبل رس�ول ال َّل ِه : m قال وف�ي «اإليمان والك ُ
ِ الخ ِ والخيال ُء في الفدَّ ادين ِ والسكين ُة في ِ أهل َ والفخر ُ يل أهل الغن ِم ، والوبر » ((( . ُ
أيض�ا في ِر ٍ ِ واية « :أتاكم ُ ُ اليمن ،هم ألي ُن ُقلو ًبا ُّ ، اإليمان وأرق أفئد ًة ، أهل وعن�ه ً ِ رأس الك ِ ُفر ِمن ِق ِ ُ بل المشر ِق » (((. يمان ،والحكم ُة يماني ُةُ ..
رس�ول ال َّل ِ جابر ب�ن ِ ٍ رواي�ة عن ِ لظ ال ُق ِ ُ يقول َ : عبدال َّل ِه ُ �ه ِ « : mغ ُ لوب قال وف�ي ِ أهل ِ الح ِ ِ واإليمان في ِ والجفاء في ِ ُ المشر ِق ، أهل جاز »((( .
الش�يطان فجانبا ِ ِ ِ رأس�ه َ ، َ وقيل :هما جمعاه ، ش�رحه :وأ َّما قرنا النووي في قال ُّ تحليل « قرنا ار .والمراد بِذلِ َك اختِ ِ الناس :وقيل :شيعتاه ِم َن ال ُك َّف ِ ِ بإضالل اللذان ُيغريهما صاص الشيطان » بألف ُ ُ التثنية ِ �يطان ِ بمزيد ِمن تس� ُّل ِ ٍ ِ ِ وم َن الك ِ ِ ُفر ،كما َ ط َّ اآلخر « : الحديث قال ف�ي الش المش�ر ِق وكان ذلِ َك في ِ ِ رأس الك ِ حيث َ ُ عهده ُ m َ ويكون ق�ال ذلِ َك ، المش�ر ِق » . نح�و ُف�ر َ ُ ِ منشأ ِ ِ ُ الف ِ تن المشر ِق ،وهو فيما َبي َن ذلِ َك يخر ُج الدَّ َّج ُال ِم َن العظيمة(((. حي َن ُ
ِ ِ ِ أعلم َ :قو ُله «قرنا َّ أكثر ِمن ُق ُ الش�يطان» بِالتثنية هو إش�ار ٌة إل�ى ُوجود َ ل�ت ـ وال َّل ُه ُ ِ ِ ِ ٍ ِ ُ ُ القرنية َّ باإلفراد ـ قد المش�ر ِق ـ أحاديث �يطانية ،فإذا كانَت الش يحمل ِصف َة مكان
خصصها جمل ٌة ِمن الع ِ ِ لماء بِ ِ ِ الع ِ ِ المش�ر ِق ُعمو ًما ؛ َّ فإن «قرنا َّ �يطان» الش وجهة راق َ ُ َّ َ ُ
((( صحيح مسلم (. )194 ((( صحيح مسلم (. )195 ((( صحيح مسلم (. )199
((( صحيح مسلم (. )202
((( شرح النووي على مسلم (.)34 :2
311
ٍ ِ ِ ِ ِ الم ِ ناحية ُأخرى ، ش�ار إ َليه�ا ِمن بِالتثني�ة ُيدخ ُل نجدَ ُم َس�يلم َة وما حو َلها في الجهة ُ ِ ِ الش ِ صوصا ِعندَ ِذ ِ ُ والبالد وفي قولِه « :يط ُل ُع قرنا َّ يطان فاضلة َبي َن المناطِ ِق الم وخ ً كر ُ الخ ِ ِ ِ ِ ووصفهم بِ ُ والفخر . والكبر يالء ضر » في ربيع َة و ُم َ رس�ول ال َّل ِ التحديد ِخدم� ٌة واعي ٌة لِم ِ ِ ِ ِ الش�رعي في البيان �ه mفي راد وف�ي ه�ذا ِّ ُ ِ ِ ِ الج ِ ِ ِ ِ ورغب�ة ِ النظر عن مقا ِم ِ ِ الس�اعة (بِ الحديث صرف أهلها في هة صرف عالم�ات
جتمع ًة بعيد ًة ِ ِ ِ ِ إبراز المعاني م ِ ياري، ع�ن جهتِهم) فاألمان ُة تقتضي َ عن االنتقاء االخت ِّ ُ ِ ِ ِ ِ ِ تعس� ًفا ـ ِخال ًف�ا لِما َ أجمع ع َلي�ه غالبي ُة ُعلماء المرحلة ال ُغثائية في صرف المعنى ـ ُّ صوص ِ ، هة ِ �يلم َة » إلى ِج ِ ع�ن « ِ نجد مس ِ الع ِ ِ ِ والع ُ �راق ـ بِ ُ �راق بِ ُ صوص ـ ال الخ الخ ُ َ
المشر ِق بِع ِ تس َلم ِمن المعنى ؛ لأِ َّن النُّصوص تذكُرها بِ ِ مومها، اسمها كما تذك ُُر ِجه َة ِ ُ َ ُ َ ُ ِ ِ ِ ِ ِ وايات الر عر ُ ُشير إ َليها ِّ ف موق ُعه م َن المس�ألة بِالدَّ الالت التي ت ُ وأما نجدُ ُم َس�يلم َة ف ُي َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والوبر اإلب�ل أذناب واإلش�ارة إلى ضر ، الناحي�ة ، ش�ارة إل�ى كاإل وذكر ربيع� َة و ُم َ والخ ِ ِ ُ والفخر ...إلخ . يالء ِ ِ رأس الك ِ ِ والخيال ُء في ِ ُ والفخ�ر ُ الخيل أهل المش�ر ِق ، نحو ُفر َ الحدي�ث بِرواية « ُ ُ
أهل ِ واإلبل الفدَّ ادين ِ ِ الوبر » (((.
أن المعنى ال ينطبِ ُق على الرعايا و ُعمو ِم الم ِ مع َّ س�لمين في تِ َ لك النواحي ،س�وا ٌء َ ُ المعنى ال ينطبق ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الخاص ـ كالعراق ـ أو بالمفهو ِم العا ِّم « الناحية والجهة » ،وإنَّما على الرعايا بمفهو ِم المشرق ِّ المسلِمين وعموم ُ ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ ؤوس ُمعينة تحم ُل الفتن َة وتقو ُدها َّ ، الكثير منهم ال ولعل ودالالت ل ُر عالمات هي ٌ ٌ َ ِ حتف ُأنوفِهم . لم ؛ فوقعوا فِيها َ هم الع ُ األمر ،ولم يب ُل ْغ ُ يعلمون َ أحاديث متنوعة عن قرن المشرق
بار ْك لنا في ِ النبي « : mال َّل ُه َّم ِ وع�ن ِ ِ اب�ن ع َّب ٍ اس ؤ َ صاعنا و ُمدِّ نا قال :دعا ُّ
((( صحيح مسلم (. )194
312
فقال رج ٌل ِمن القو ِم :يا نبي ال َّل ِه ،وفي ِع ِ ِ ِ ِ راقنا َ ، قال َ وبار ْك لنا في ش�امنا ويمننا » ُ َ . َّ �يطان وتَهيج ِ ِ وإن ِ ِ الجفا َء بِ الفتَ� َن َّ ، إن به�ا َ َّ « : قرن َّ ِ الش صحيح المش�ر ِق » ((( ،وفي َ ُّ َ ب�دل ِع ِ البخ�اري « وف�ي ِ نجدنا » َ راقنا ،وهي الرواي ُة بعض ذهب ُ ُّ ِّ ُ األص�ح((( .وقد َ ِ ِ ِ الكذ ِ «نجد ُم َس ِيلم َة َّ اب». شير إلى ال ُعلماء إلى أن َقو َله « :نجدنا » ُي ُ
صور المتتابِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ عة، المتالحقة في ال ُع ِ ُ وقد اعتنى ال ُعلما ُء بِس�رد العديد من هذه الفت َِن ُ العالم�ات الوس�طى والصغ�رى ِ ، ِ ِ ومنها فِتَ� ٌن ُأخرى لم ومنه�ا م�ا قد تناولن�اه في ُّ ُ اعتناء العلماء ِ ِ ِ ِ القرام ِ ِ كف ِ تُذكَ�ر ِ والمزدكية ،بفتن المشرق ِ والمانوي�ة ، والزرادش�ية ، والفاطمية ، والزنج ط�ة تن�ة ْ العامة والخاصة ِ والس�بئية ،وفِ ِ ِ ِ وفِ ِ واجتياحهم بِالد الم ِ ِ ِ والنواصب ، الرافض�ة تنة س�لمين ، التتار تن�ة َ ُ ِ ِ ندوسية ،والب ِ ِ ِ والبهائية ِ ، الصليبية ِ ، والح ِ وغيرها . والقاديانية ، وذية ، واله روب ُ ُ
ِ ِ بع�ض هذه ِ التم�ز ِق و ُظ ِ ِ الفت َِن ِخ َ َ تمز ِق مرحلة لال �روز هور الدُّ ويلات بِ ُّ ُّ وكان ُب ُ كف ِ �روز ِ �اس ِ ، ِخ ِ الظهور وال ُب ِ ِ الف�ة بن�ي الع َّب ِ كان ِمن ُ ومنها م�ا َ تنة واس�تمر في قبل ، َّ �ه « : mيخرج في ِ رس�ول ال َّل ِ ِ ُ المتنامي ُة التي َ ِ آخ ِر قال فِيها ُ ُ الخ�وارج ،وهي الفتن� ُة ُ ِ ِ رآن ال ُي ِ يمرقون ِم َن اإلسال ِم ُم َ الزمان َقو ٌم يقرؤون ال ُق َ روق السه ِم جاو ُز حناج َرهم ُ ، ِ يخر َج الرمية ،ال يرجعون إ َليه ،س�يماهم ِم� َن ُ التحليق ،ال يزال�ون يخرجون حتَّى ُ ِ المسيخ الدَّ َّج ِ ِ مع ال . »...الحديث((( . آخ ُرهم َ
الكبي�ر والبيهقي « :يخرج ق�وم ِ أحدَّ ا ُء والطبران�ي في خ�اري وروى أحم�دُ وال ُب ُ ُّ ٌ ِ َ ُّ ُّ ِ ِ ِ الدقل ،ال ُي ِ ِ نثر جاو ُز تراق َيهم» .وفي أش�دَّ ا ُء زلق ٌة ألس�نتُهم بِال ُقرآن يقرؤونه ين ُثرونه َ لف�ظ آخ�ر « يأت�ي ِ ٍ ِ ِ ُ األس�نان ُ ،س�فها ُء األحال ِم ، أحداث الزم�ان » ...إل�خ « . آخ ُر َ
((( الطبراني في المعجم الكبير ()12583 ((( صحيح البخاري (. )1037 ((( سنن النسائي (. )4120
313
فتنة الخوارج
خير ِ �رآن ال ُي ِ جاو ُز تراق َيه�م ،يقولون ِمن ِ ِ يق�رؤون ال ُق َ الن�اس » ...إلخ .اهـ . قول
رواه الشيخان وأحمدُ .
ِ عل�ي ؤ « :يق�رؤون ال ُق َ يس وغيره�م ع�ن �رآن َل َ ٍّ وروى ُمس�ل ٌم وأب�و داو َد ُ ش�يء ،وال صالتُكم إلى صالتِهم بِ ٍ ٍ ِقراءتُكم إلى ِقراءتِهم بِ شيء ،وال صيا ُمكم إلى
ٍ ِ ش�يء ،يحس�بون أنَّه له�م ،وهو ع َليه�م ! ال ت ِ صيامه�م بِ ُجاو ُز صالتُه�م تراق َيهم ، ِ ِ الرمية » ...إلخ . السهم ِم َن يمر ُق يمرقون ِم َن ُ الدين كما ُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ودراس�ة الظواه ِر المتأنِّ�ي في ه�ذه أح�وال أصحابِه�ا نجدُ ها كما وعن�دَ النظ�ر ُ انتشار الفتنة في ِ وأس�اس ُظ ِ البالد العربية هورها عمت البِال َد العربي َة واإلسلامي َة ُك َّلها ، ُ النبي mقد َّ أخب�ر عنها ُّ َ واإلسالمية ثائية ما قد سب َق ِ المرحلة ال ُغ ِ ِ ِ الكتاب عن ت اإلشار ُة إ َليه في هذا وتوسي ِع حلقتِها في
وتغلغلها في دماء الشعوب
فِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ رس�ول ال َّل ِه mـ إلاَّ أنها ال َيو َم قد سماها تنة المش�رق وفتنة قرن الش�يطان ـ كما َّ ِ خرج�ت عن مكمنِها األصلي فيما س�مي بِ ِ الش�يطان ؛ لتُصبِ َح ُج�ز ًءا ِمن لح ِم قرن َ ُ ِّ َ ِّ ِ ِ المخدوع�ة ِ ِ مص�اد ِر ِ ِ ُ واإلرج�اف والتحدِّ ي القلق ومصدرا ِمن ودمه�ا ، �عوب الش ً
وقرية ِ ٍ ٍ ِ والتطر ِ الش ِ وش ٍ عب ِم َن ِّ عاب ،وتحو َلت إلى خاليا مدينة واالندفا ِع في كُل ف ُّ ٍ ٍ بعض ،وال َ ُ العلي العظي ِم . حول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه بعضها عن وجماعات ينفصل ُ ِّ
القها ِمن ِ المرحلة ،ومصدر انطِ ِ ِ الفتن ُة الم ِ وتليها ِ ِ أيضا، جهة عادل ُة لها في المشر ِق ً ُ ُ ظاهرة انتشار َّخ ِذ ِش�عار النُّصرةِ الفكر المت ِ ِ ِ ِ ِ ُ الفتنة المعادلة وتبر ُز فيما ُ تعيش�ه األ َّم ُة اإلسلامي ُة والعربي ُة من خطر َ ُ ُ للخوارج تحت ِ ِ ِ ِ ِ وكثرة المرحلة ِمن زوابِ ِع اإلعال ِم ، َّب على الدف ِع بِه في البيت آلل األطهار وما ترت َ مسمى حب آل البيت
ِ البيت بِن ِ ِ التناو ِل لِ ُح ِ ِ المس�ألة ِ ُصرة اإلسلا ِم ُ ، وخ ِ روج قوق آل النظر الواعي في عن ُ ش�وائية األحكا ِم وتهو ِ ِ آل الب ِ ِ ِ نبي األُ َّم ِة m كات يت وأئمتِهم إلى َع ُّ ونقول ِ َ مقوالت ِّ ِ ِ ِ ِ ي�دع مجالاً لِلجز ِم بِ َّ واإلسلامي العربي العالم أن الث�أر والحق�د واالنتقا ِم ،بما ال ُ َّ َّ َ 314
التحريش اإلبليسي المت ِ أتون فِ ِ سيقع في ِ َّخ ِذ ِصف َة االنتِ ِ ِ صار لأِ ِ ب تنة هل ِّ الحق ؛ ل َي ْذ َه َ ُ ِّ ُ الماح ِ ِ الس�اح ِ ِ الح�ق وأه ُله في هذه ِ ِ قة التي َ قة الفت َِن الراغبة في قال عنه�ا mلأِ ُ َّمتِه ُّ
ِ كان ح ًّق�ا ع َل ِيه أن يدُ َّل ُأ َّمتَه على ِ نبي قبلي إلاَّ َ خير ما يع َل ُمه السلامة « :إنَّ�ه لم ي ُك ْن ٌّ ِ وإن ُأ َّمتَكم هذه َ شر ما يع َل ُمه لهم َّ ، ويصير جعل عافيتَها في َّأولِها ، ُ لهم ،و ُينذ َرهم َّ بعضا ،وتجيء ِ آخرها بالء و ُأمور ت ِ ِ ُنكرونه ،وتجيء فِتن ٌة فير َّق ُق ِ ُ فيقول الفتن ُة بعضها ً ُ ُ ٌ ٌ ُ ِ �ف وتجيء ِ هلكَتي ُ ،ثم ِ ِ المؤم�ن :ه�ذه م ِ ُ المؤم ُن :هذه هذه ، فيق�ول الفتن ُة ؛ تنكش ُ ُ ُ َّ ُ مؤمن بِ ِ ويدخ َل الجن َة فلتأتِه منيتُ�ه وهو ِ عن ِ زحز َح ِ ُ الله وال َيو ِم النار فم�ن أح�ب أن ُي َ ٌ َّ
ِ َ اآلخ ِر ،وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه» ... الحديث((( .
يق�ول ِ « : m وف�ي هذه ِ ي�ل ا ُل ِ ِ باألعمال فتنًا كقط ِع ال َّل ِ ُ مظل ِمُ ،يصبِ ُح بادروا الفت َِن ِ ِ ِ ِ يبيع دينَه بِ ٍ عرض �ح مؤمنًا ُ ، الرج َل فيها مؤمنًا و ُيمس�ي كاف ًرا ،و ُيمس�ي كاف ًرا و ُيصبِ ُ ُ
ِم َن الدُّ نيا » ((( .
وجوب المبادرة باألعمال ِعند ظهور الفتن
ِ وعن النُّعمان بن َب ٍ َّبي َ mوسم ْعنَا ُه ُ يقول َّ : السا َع ِة «إن بي َن َيدَ ِي َّ شير قال َصح ْبنا الن َّ ِ ِ ِ الر ُج ُل فِ َيها ُم ْؤ ِمنًا ُث َّم ُي ْم ِسي كَافِ ًرا َو ُي ْم ِسي ُم ْؤ ِمنًا ف َتنًا كأن ََّها ق َط ُع ال َّل ْي ِل ا ْل ُم ْظل ِم ُ ،ي ْصبِ ُح َّ ِ ض ِم ْن الدُّ ْن َيا َي ِس ٍ �ير َأ ْو بِ َع َر ِ يع َأ ْق َوا ٌم َخلاَ َق ُه ْم بِ َع َر ٍ ض الدُّ ْن َيا» ،قال ُث َّم ُي ْصبِ ُح كَاف ًرا َ ،يبِ ُ
ِ عقول َ ،أ ْج َسا ًما َولاَ أحلاَ َم َ ،ف َر َاش ن ٍ َ َار َو َ ذبان صورا وال َاه ْم الح َس ُن :والله ل َقدْ رأين ُ َ ً ون بِ ِدرهمي ِن ويروح َ ِ يع َأ َحدُ ُه ْم َد ْينَ ُه بِ َث َم ِن ا ْل َعن ِْز(((. ون بِد ْر َه َم ْي ِن َ ،يبِ ُ َط َم ٍع َ ،ي ْغدُ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ
ِ ِ ِ َ أن رجلاً والحاك ُم َّ : سأل الكبير والطبراني في يهقي وأحمدُ ُّ سي وال َب ُّ وروى الطيال ُّ رس�ول ال َّل ِ رس�ول ال َّل ِ ُ �ه « : mهل لِإلسلا ِم ُمنتهى ؟ » َ ، ُ �ه « : mنعم ،أيما فقال
((( صحيح مسلم (. )4882 ((( صحيح مسلم ()328
((( مسند أحمد (.)18404
315
أفضل الناس في الفتن من يعتزل الناس
ب ٍ ِ أدخل ع َل ِيه ُم اإلسال َم » َ . خيرا َ قال ُ :ث َّم ماذا يت ِم َن َ العرب أو العج ِم أرا َد ال َّل ُه بِهم ً قال ُ « :ثم تقع ِ الف َت ُن كال ُّظ ِ َ لل » َ . رس�ول ال َّل ِه ؟ َ َ رس�ول ال َّل ِه . الرج ُل :كلاَّ يا يا فقال ُ َّ ُ فقال النبي « : mكلاَّ والذي نفس�ي ِ بيده ،ليعو ُد َّن فِيها أس�او َدِ .. َ بعضكم يضر ُب ُ
يومئذ ِ ٍ مؤم ٌن ِ ٍ الش ِ يعتز ُل في ِش ٍ ِ ُ �عب ِم َن ِّ �عاب ،يتَّقي ر َّبه، الناس أفضل بعض ، قاب ِر َ ِ شره »((( . ويدع من ِّ قال « ِ قال ِ : تكس ُ�ر ي�دَ َك » َ . رس�ول ال َّل ِه ؟ َ َ فإن نصنع يا كيف وف�ي رواي�ة :قال�وا َ ُ قال ِ « : قال :حتَّى متى ؟ َ تكسر األُخرى » َ . انجبرت ؟ َ قال « :حتَّى تأت َيك يدٌ خاطئ ٌة َ
أو مني ٌة قاضي ٌة » (((.
ٍ ٍ ِ وال ُ العدو مقاومة يدور ِمن تحت هذا المعنى صحيحة ِضدَّ يدخ ُ�ل َ ِّ والتفصيل ما ُ العزلة عن الناس ِ ِ ِ ُ أو الجهاد ال ُ الم ِّ المدلول في ما ُ تعيش�ه األ َّم ُة حتل في فلس�طي َن أو ف�ي غيره ،وإنَّما ينحص ُر هذا ُ يشمل نماذج ِ ِ ِ ِ حيث َّ الداخلية ُ ، سبيل ال َّل ِه على إن الجها َد في والمؤامرة والوهن ُك ُّلها ِم َن التخا ُذ ِل فلسطين وما شابهها
ِ قائما ـ بِ ِ ُّ أمرا َ كان مفعولاً ، أمر ال َّل ِه تعالى ـ إلى أن الشرعي الوجه يقضي ال َّل ُه ً َ سيظل ً ِّ تناق ِ حدودة والم ِ ِ ِ ِ ِ الفصائل الح ُظ ِمن صرا ٍع َبي َن الم ضة ً أيضا بما ُي َ ُ ولكنَّه ف�ي صورته ُ يد ِ أمر ال َّل ِه على ِ ِ ذاتِه�ا ،ولكنَّه ـ أي :الجهاد ـ ٍ واألرض بِ ِ ِ عباده الس�موات باق بقا َء ِ المقاتِلين لأِ ِ سبيل ال َّل ِه . جل ال َّل ِه وفي الصالحين ُ
ِ ِ ِ ِ َ مر((( َ : ُ الشيخ وقال قال ُّ التويجري ـ رح َمه ال َّل ُه ـ تعلي ًقا على حديث عبدال َّله بن ُع َ الفتن َة هنا ،ها َّ ِ إن ِ بيده يؤم ِ رس�ول ال َّل ِه mيش�ير ِ َ راق « ها َّ الع َ هاهنا ، رأيت ُ إن الفتنة ُ ُ ُ ُ ُ ثالث مر ٍ ها َّ ِ الش ِ حيث يط ُل ُع ُ ات ـ ِمن ُ قرن َّ يطان » . هاهنا ـ إن الفتنة ُ َ َّ ((( صحيح ابن حبان ( )5956والطبراني في الكبير (. )444
((( الطبراني في األوسط (. )4583 ((( (. )142 :1
316
الفت َِن ِمن ِج ِ منشأ ِ قال :وفي هذه الر ِ ِ ُ َ البيان بِ َّ ُ العراق هة أن واية فائد ٌة جليل ٌة ،وهي ِّ الزناد ِ ِ ِ ِ ٍ ال ِم�ن ِج ِ قة َّ أن زعم ِم َن أرض هة نج�د ،التي هي ُ العرب ،ففيها ر ٌّد على َم�ن َ ِ العرب ! أرض المرا َد بِذلِ َك ُ ُ
وشرحها غني ٌة ِ ِ ِ السمع وكفاي ٌة لمن ألقى األحاديث س�بق بيانُه في لت :وفيما قد َ ُق ُ َ ِ ِ س�امحه ال َّل ُه لفظ َة « الزنادقة » على إطالقه العجب في والعجب ك ُُّل وهو ش�هيدٌ ، َ ُ
ِ ِ ِ ش�ار إ َلي�ه بِ ِ ِ ِ الم ِ قرن مفس�ري أحادي�ث رس�ول ال َّل�ه mفي تحدي�د المكان ُ بع�ض ِّ ِ ثبت في ِ قول م�ن ال ينطِ ُق ِ َّ بعض الش �يطان ،كم�ا هو ُم ٌ عن الهوى . mب�ل واعتبر ُ بعض الع ِ بناحية ٍ ِ ِ ِ هؤالء َّ لماء لِ ُحكَّا ِم نجد إنَّما هو العدا ُء ِمن المشر ِق تحديد سبب ِ ُ أن َ راء أو س ِ محض االفتِ ِ ِ ِ أل ِ ِ ِ التفس�ير لِ ُ تِ َ الش�رعية وربطِها مور �وء الناحية ،وهذا من لك ُ ِ القات ولِ ِ بِالمصالِ ِح ِ ألسف . والع
الفقرة السابِ ِ ِ ِ ِ ِ الشرعية إلى ِ ُ عة النظر في المسألة على ُأ ُس ِسها ب في فه ِم ونحيل الراغ َ ِمن ُم ِ ِ المالكي على ِك ِ يس نب ًّيا» ص. 169 حسن لحق تاب «داعي ٌة و َل َ ِّ
هور ال ِّزان ُظ ُ
ِ ِ ِ ِ األحاديث الساعة الصغرى وأشراطِها ،وهناك ُجمل ٌة ِم َن عالمات أخطر وهو ِمن اإلسلامية ِ ِ ِ الن ِ ِ ِ االنح ِ الزمان ؛ حتَّى يؤدي آخ َر األخالقي في األُ َّم ِة دار ُش�ير إلى ِّ َّبو َّية ت ُ ِ ذلِ َك إلى ال ُف ِ صو ٍر شتَّى والعيا ُذ بِال َّل ِه . جور والدعارة بِ َ
األخلاق كم�ا عر َفت�ه في ِ ِ ِ ِ �ل االس�تِ ِ مراح ِ عمار �دارا ف�ي ول�م تع�رف األُ َّم� ُة انح ً هتار واالستِ ِ واالستِ ِ ثمار .
نذ سيطرتِه على مقدَّ ِ ِ ِ ِ ستعم ُر ُم ُ الغزو يوس ُع دائر َة رات األُ َّم ِة الم ُّ وقرارها بد َأ ِّ ُ فالعدو ُ 317
ظاهرة الزنا عالمة صغرى
انحدار األخالق في مرحلة االستعمار
بروز جيل الكاسيات العاريات
ارتباط المخرجات الثقافية في العالم العربي واإلسالمي بالعالم اآلخر
ٍ وره وألوانِه ،وفي ِ الثقافي الكافِ ِر ،بِش�تَّى ُص ِ وكيفيات ؛ حتَّى تمكن ِمن نماذج عدة َ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ والسن َِّة ِجيلاً بعدَ ِج ٍ يل ،وحتَّى الس�فلى في داخ ِل ُمجتمعات ال ُقرآن ُّ تحقيق أهدافه ُّ ِ ِ ِ ِ ِ وبرز ُ برز ُ التهار ِج جيل الم ميالت ِم َن النساء َ ، َ ُ جيل الكاس�يات العاريات المائالت ُ ِ ِ ِ الذي َ رار الح ُم ِر » (((. تهار َج ُ الناس يتهارجون فيها ُ قال فيه « : mويبقى ش ُ
ِ ِ ِ ِ ِ والمتم ِّع ُن في والم َّطل ُ المجتمع�ات العربية واإلسلامية ال َي�و َم ُ ، �ع عل�ى أحوال ُ ُ ِ ِ ِ ِ يتجز ُأ ِمن صارت ه�ذه الثقاف ُة ُجز ًءا ال َّ ُمخرج�ات ثقافتها وإعالمها وتربيتها ـ وقد َ اآلخر واالنطِ ِ ِ ِ القات االجتِ ِ �واء فيه ،وخاص ًة ف�ي ِ ِ ِ والفكرية ماعي�ة الع ثقاف�ة العال� ِم
ُّب�وءات المحم ِ ِ صادي�ة والعاطِ ِ ِ واالقتِ يقين مدى ِص ِ في�ة ـ يتأ َّكدُ بِ ٍ دية في األُ َّم ِة، دق الن ُ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ حرمة بِك ُِّل أشكالِها الم فظاهر ُة العالقات َغ ِير الش�رعية وظاهر ُة العالقات الجنسية ُ ِ ِ ِ العواص ِم ُ ال ُّ حيث وخاص ًة في الحضارية ، جتمعات الم تنفك عن ممارستِها َّ ُ أغلب ُ ِ ِ الشعوب واألُمم ،وتزداد حرك ُة االقتِ ِ ِ ِ تختل ُط ُّ واللهو الترف وأسباب والسياحة صاد ُ ُ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ختلطة الم و ُف ُ رص التم ُّت ِع بالحريات الش�خصية والوظائف الرسمية وشبه الرسمية ُ َبي َن ِ الج ِ نسين .
ِ صاص تتبنى إدرا َة ِ هات اختِ ِ ِ األمراض االجتِ ٍ ِ كما َّ القات الع ماعية أن لِهذه السيئة ِج ُ منظمات الوقاية ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وجهة ضم َن التحصين وتنظيمها من األمراض الجنس�ية وتضع لها قواعدَ الم َّ ُ والممارس�ة ُ الطبي ُ ِّ َ الجنسية ودورها ِ ِ ِ ِ ِ س�مونها بِ األعمال الكازينوهات والفندقة الس�ياحية والمس�ار ِح والمالهي ،وما ُي ُّ في نشر الفساد ِ ِ ِ وغيره�ا م�ن ال ُب ِ ِ وليال�ي الس�هرات ِ ، الغربي والمواخي�ر التي نُق َل�ت م َن العال� ِم ؤر ِّ واإلسالمية جهود لمؤس ٍ ِ ِ بعض البِ ِ ِ ِ سات العربية الد ُالح ُظ في والش�رقي الكاف ِر ،وت َ ُ ٌ ُ َّ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ تحم ُل ِصف َة ِ غربية ِ ٍ ٍ البيئية . والوقاية والنفسية الطبية دمات الخ وجمعيات ((( صحيح مسلم (. )7560
318
ِ ِ ِ ِ والق�ارئ لِ ِ ومراك ِ ِ ِ التحصين �ز ستش�فيات الم المنش�ورة ف�ي إلحصائيات تقارير ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ األمراض ِ المصابين بِ ِ قدار الن ِ نس�ية عا ًما الج المتكاث�رة م َن ُ ِّس�ب ُ م� َن األوبئة يرى م َ جال والن ِ �ل بِ ِ ِّس�اء في ِ ِ بع�دَ عا ٍم َبي َن الر ِ ِ داخ ِ صاب الد والمس�لمين ،أ َّما َمن ُي ُ العرب ُ ِّ
ِ خار َجها فحدِّ ْ حرج . ث وال َ
ِ ِ ِ ولأِ َّن هذه ِ ِ ِ سلاح َّ ِ واإلثارة والتزيين االحتناك معركة �يطان في الش الع َلل ُجز ٌء ِمن عاص ِ ِ الج ِ الحياة الم ِ لك ِ ش�ك َّ أن االهتِما َم بها من تِ َ فال َّ س�يبر ُز وس�يزدا ُد رة هات في ُ ُ ِ ِ تطو ِر ما ِّد ًّي�ا وثقاف ًّيا وإعالم ًّيا حتَّى َ نماذجه يبلغ إل�ى أقصاه في الم ِّ جل ًّي�ا ف�ي الواق ِع ُ �م عنها َم�ن ال ينطِ ُق ِ عن اله�وى mفي ِم ِ ث�ل َقولِه « :والذي نفس�ي الت�ي ق�د تك َّل َ
ِ ِ ِ المرأة ِ ُ فيكون الطريق ، فيفتر ُشها في الرج ُل إلى بيده ،ال تفنى هذه األُ َّم ُة حتَّى يقو َم ُ الحائ ِ ِ ِخيارهم ِ يومئ ٍذ َمن ُ يقولَ :لو واريتُها ورا َء هذا ط .(((» ... ُ مستقبل االنحدار
كثير ِمن بِ ِ ِ رس�ول ال َّل ِ ش�اهدَ في ٍ ِ ُ حي�ث َّ ُ َ العرب لاد �ه m؛ وص�دق الم َ إن الواق َع ُ والم ِ أقذر ق�ارب هذه الحال َة ،إن لم ي ُك ْن ق�د س�لمين ال َي�و َم قد َ َ تجاوزها إلى ما هو ُ ُ
الخلقي في العالم اإلسالمي
ُ وأوسخ وأفسدُ .
ِ ِ ِ وم َن المعلو ِم َّ المحلي تظهر مكش�وف ًة على اإلعال ِم ِّ الممارس�ات ال ُ كثيرا م َن ُ أن ً عاش ن ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ٍ الم ِ ُالح ُظ َبي َن والرس�مي إلاَّ في ُحدود ُمعينة ،ولكنَّها عن�دَ تت ُّبعها في الواق ِع ُ ِّ ِ ِ ِ ٍ األندية و ُد ِ ِ واآلخر بِ ِ نتزهات والم وخاص ًة في طريقة و ُأخ�رى ، الحي�ن َّ ور الس�ياحة ُ
ِ ِ ِ اعات في ُظ ِ والفن�ادق ِ وغيرها .وقد وص َفها m الم ِّ تفش�ي بالس�نوات الخدَّ هورها ُ ِ الفاحش ُة »((( َ . وتشيع فِيها وذكر فِيها « : بي في ِكتابِه «المفهم» ُ تدر ِج َ ، والم ِّ ُ قال ال ُقر ُط ُّ ((( مسند أبي يعلى (. )6183
((( المستدرك للحاكم (. )8564
319
خطورة ما يدور خلف الكواليس في المسارح واألندية وغيرها
ِ ِ ِ حديث ِ الحديث ع َل ٌم ِم َن أعال ِم الزنا » :في هذا الوارد فيه « أنس تعلي ًقا على ويظهر ِّ ُ الن َُّّبو ِة إذ خ َّب َر عن ُأ ٍ ستقع ،فوق َعت ُخ مور ((( . صوصا في هذه األزمان ِ ً ُ ِ ِ ِ ب�ي فماذا ُي ُ وإذا َ المنقوض وحاضرن�ا ق�ال ع�ن زمانِنا كان ه�ذا ف�ي زم�ان ال ُقر ُط ِّ ِ المقبوض ؟! وال َ العلي العظي ِم . حول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه ِّ
ِ ُظهور الأرم ِ الأسلاف اض التي لم ت ُك ْن في ُ
أحاد ِ المنصوص ع َليه�ا في ِ ِ ِ يث َمن ال ينطِ ُق ِ ِ عن الهوى الصغرى وم� َن العالمات ُّ الوبائية على َغ ِير س�ابِ ِق ِ ِ ِ انتِ ِ ِ والش ِ عهدها في األُم ِم ُّ عوب ، األمراض العديد ِم َن ش�ار ِ وتفش ْت وخاص ًة في ِ ِ الظاهر ُة َّ األمراض فظهرت األخيرة ، مراح ِلنا برزت هذه ُ وقد َ َّ َ ِ ِ والخنازي�ر ِ ِ ِ األمراض وغيره�ا ِم� َن الطي�ور كاإلي�دز وإنفلون�زا الوبائي� ُة الخطي�ر ُة
ِ ِ وس�ائل ِع ِ ِ ِ س�تعصية الت�ي ال َ أس�باب ومعرفة الجها زال ال ُعلم�ا ُء يبحث�ون ع�ن الم ُ انتِ ِ الش ِ شارها في ُّ عوب إلى ال َيو ِم .
نقض عرى اإلسالم واإليمان عروة عروة
نقض ُعرى الإسلا ِم والإيما ِن ُ
ِ ِ ِ ِ الحاك ُم واإليمان ،لِ َما َر َوى الص ْغ َرى َن ْق ُض ُع َرى اإلسال ِم وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ رس�ول ال َّل ِ ِ ُ قال َ : ع�ن ُحذيف� َة ؤ َ ُنقض َّن ُعرى ق�ال اإليم�ان ُعرو ًة �ه « : mلت َ ُعروةً ،وليكو َن َّن أئم ٌة ُم ِض ُّلون ، وليخر َج َّن على إِ ِثر ذلِ َك الدَّ َّجالون الثالث ُة » ((( . ُ
ِ ِ تاريخه ،وأبو يعلى واب ُن ِح َّب َ الكبير، والطبراني في ان خاري في وروى أحمدُ وال ُب ُّ ُّ ِ ِ الس ِ والش ِ ُ قال َ : والضياء عن أبي ُأمام َة ؤ َ �نن ُ رسول ال َّل ِه قال �عب والحاك ُم في ُّ
((( فتح الباري (.)179 :1 ((( المستدرك (. )8611
320
ِ الناس بالتي « : mلت َ ُنقض َّن ُعرى اإلسال ِم ُعرو ًة ُعرو ًة ُ ،ك َّلما نُق َضت ُعرو ٌة تش َّب َث ُ نقضا الحكم ِ ، وآخ ُر ُه َّن الصال ُة » (((. تليها ،أو ُل ُه َّن ً ُ ُ برزت جلي ًة في ِ العربي واق ِعنا واإلسلامي مرحل ًة بعدَ وهذه العالم ُة الخطير ُة قد َ َّ ِّ ِّ ِ ِ سمين : ُأخرى وتنقس ُم إلى ق َ
ِ الخ ِ الكائن ِ ِ ِ 1 . داخ َل َ النقض يمة النقض اإلسالمية ،وقد َبد َأ هذا ُ الق ْس ُم َاأل َّو ُل ُ : ُ بادئ ذي ٍ دولة الم ِ بدء بِ ِ ِ نقض ُعرى لك العضوض في عهد بني ُأمي َة ُ ،ث َّم تاله ُ َ ُ عه�د الم ِ ِ ِ ِ العضوض ف�ي ُحك ِم بني لك �م م�ا تال عهدَ بن�ي ُأمي َة ِمن ُ العل� ِم ُ ،ث َّ عصر الدُّ و ِ �اس ُ ،ثم في الصرا ِع الداخلي بين الم ِ س�لمين ِخ َ يالت ، لال ِ َ ِّ ِّ َ َ ُ الع َّب ِ َّ
بداية النقض في العهد األموي وما تاله
تناق ٍ فكرية م ِ ٍ الحك ِم وم�ا ترتَّب على ذلِ َك ِم�ن ُرؤى ضة ِ ،منها م�ا َ قرار ُ نقض َ ُ نقض قرار ِ واستبدَّ بِه ِ ، العل ِم وس َّي َسه ودن ََّسه . ومنها ما َ َ
واإلسلامي العربي العالم ع�م القس�م الثان�ي ـ وهو األنك�ى 2 . َّ َّ َ واألخطر :ما َّ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وربط القرارين بِالك ِ َ �لطان الس لما ، ُفر والكاف ِر بعدَ إس�قاط خالفة ُّ كما وع ً ُح ً آخ ِر ُخ ِ ِ الحميد الثاني ِ ، ِ ِ مرحلة االستِ ِ عمار. لفاء اإلسال ِم ُق َب َيل عبد
نقض الحكم والعلم في مرحلة االستعمار
ِ النق�ض المش�ار إ َليه في ج ِ األحاديث ِم�ن قولِ�ه « : mلتُنقض َّن مل�ة وه�ذا ه�و ُ ُ ُ ُ ِ إش�راف تحت النقض مرحل ًة بعدَ ُأخرى َ تم هذا ُ ُعرى اإلسلا ِم ُعرو ًة ُعرو ًة » .وقد َّ وهندسة ُ ِ ِ ِ نموذجين واإلسالمي إلى العربي العالم ستشرقي َن حتَّى َآل الم َ ُّ ُّ ُ الخبراء من ُ ُم ِ تعار َضين :
ِ ِ علمن�ي يرتبِ ُط بِ العلمية والش�رقي و ُمخرجاتِه الغربي الفكر لماني نم�وذج ِع • ٌ ِّ ِّ ٌّ ٌّ نماذج النقض ِ ِ ِ والثقافية واالجتِ ِ في العالم العربي والسياسية ...إلخ . والحزبية ماعية واإلسالمي
((( مسند أحمد (.)22817
321
ِ ِ يعمل على هد ِم ثوابِ ِ فم ِ تناق ٌض ُ اإلسلامية المذهبية ت • ٌ تط�ر ٌ ُ ديني ُم ِّ نم�وذج ٌّ هد الش�رعي في األُم ِة بِمس�م ٍ والز ِ �لوك التص�و ِ البيت وس ِ ِ �ب ِ يات آل ف ُّ ُّ وح ِّ ُ َّ ُ َّ ِّ ُ سياسة متطر ٍ ٍ سياسية ِ ٍ ٍ فة . وش ِبه حجيات و ُأ ُ ِّ ِ ِ ِ َ ِ ِ ِ ِ القرار هيمنة عل�ى الم يعملان النموذجي�ن وكال َ تح�ت ظ ِّل السياس�ة العالمي�ة ُ
اإلنساني ُك ِّله . ِّ
ِ الفكر َة تِلو األُخرى لاِ تناقض ُة تُن ِّف ُذ ِ النم�اذج الم ِ ِ ِ سياس�ة س�تمرار �ت ه�ذه وال زا َل ْ َ ُ ُ استمرار نماذج ٍ ٍ ِ ِ ِ ٍ ِ النقض في اللعبة اإلفصاح ب ُ تلونة ،يص ُع ُ تنوع�ة و ُم ِّ النق�ض الموعود في عالمات الس�اعة وبِ ُصور ُم ِّ المشتركة إلى ِ ٍ ِ إح�راج واصطِدا ٍم مع ِ عناص ِ َّب على ذلِ َ ٍ الحركة �ر �ك ِمن عنه�ا بِ ُو َ ض�وح ؛ لم�ا يترت ُ اليوم
الم ِ مز ِق ،وإنا ل َّل ِه وإنا إ َليه ِ راجعون ،وال العربي تنفذة في الواق َعين الم َّ واإلسالمي ُ ِّ ِّ ُ َ العلي العظي ِم . حول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه ِّ
والق�ادة وز ِ ِ ِ ِ ِ والجماعات التي األح�زاب عماء الساس�ة لق�د اعتق�دَ الكثيرون ِم َن ِ ُ تتصور الرموز ِ ِ ِ ِ ِ ورجاالت العلم تتح�ر ُك الي�و َم في الس�احة العربي�ة واإلسلامية أنهم يحم َ �ج إيجابي ًة في ل�ون برام َ َّ والثقافة « النخبة ِ إل ِ ِ ِ المرحلة الم ِ النماذ ِج ِ الش ِ ُ والديانة في ُّ عوب، عادة اإلسلا ِم أفضل عاص َر ِة ،وأنَّهم ُ » قدرتها على
ِ ٍ ٍ ِ تطوير األُ َّمة من وخاص ًة أنهم م ِ ِ رافات ُ وضالالت زعبالت وخ شترك ِضدَّ ُخ الم جمعون على َّ العمل ُ ُ غَير إسالم ِ ِ جمعون عل�ى ِ جه�ة ،وم ِ ٍ التقليدي�ة ِ ِ ِ الحض�ارة الما ِّدي�ة بِ ِ الحياة ربط �ن م س الم�دار ُ تأسل ِ ورها الم ِ وإبرازها في أنص ِع ُص ِ ِ مة . ُ
ِ ِ لكنَّهم ـ ولِ ألس�ف ـ ال ُي ِ غامرة التي يتداولونها بِ ِ ِ القبض ترس�يخ الم دركون حجم ُ َ الساعة ،لأِ َّن فِقه التحو ِ ِ ِ قه التحو ِ المنصوص ع َل ِيه في فِ ِ ِ ِ الت وعالمات الت والنقض ُّ َ ُّ ِ المراج ِع والمؤ َّل ِ ِ ِ ِ الشرعية ،ولم فات الس�اعة « ماد ٌة خا ٌم » في مظانِّها في وعالمات ِ ِ ِ كف ٍ تُفع ْ�ل ِ مقوالت َم�ن ال ينطِ ُق ِ عن األحداث و َبي َن جري�ات ش�رعي يربِ ُط َبي َن ُم قه َّ ٍّ 322
ِ المرك ِ ِ �عوب آالف الضحايا من ُش ذه�ب ضحي َة هذا اله�وى ، mوقد َّب ُ َ الجه�ل ُ واء وااللتِ ِ برامج االحتِ ِ الم ِ ِ واء ،التي س�لمين ووقعوا ـ بِاس� ِم اإلسلا ِم ونُصرتِه ـ في ُ ي ِ ِ ِ ومصيرها المحتو ِم . وقرارها هيم ُن الكافِ ُر على ُمقدَّ راتِها ُ والنقض كمبدأٍ َش�يطاني ِ ناج ٍح ،كما ُيؤ ِّيدُ ِ راع القبض فالكافِ ُر يؤ ِّيدُ َ َ والص َ التفرق َة ِّ ٍّ ِ ِ ِ سياس�ي أو ماعي أو كري أو َبي َن البش�رية َ س�مى ف ٍّ تحت ِّ ٍّ ديني أو اجت ٍّ ثقافي أو ٍّ ٍّ أي ُم ًّ اقتِ صادي . ٍّ
ِ والمعل�و ُم َّ والوهن أن مرحل� َة ال ُغثائي َة التي ع َّب َر عنها mبِأنه�ا « مرحل ُة التداعي ِ وكراهية الم ِ ِ المهابة ِمن ُص ِ العدو » ،إنَّما هي المرحل ُة دور وت ون�ز ِع �ب الدُّ نيا ِّ وح ِّ ُ َ ِ ِ ِ الخ ِ ق�رار ِ ِ مرحلة االس�تِ ِ ِ الحديث� ُة التي بد َأت بِ مرحلة �م وبدء الف�ة س�قوط عمار ُ ،ث َّ
الضحايا من الشعوب المشاركين في برامج االحتواء وااللتواء
مرحلة التداعي والوهن ودورها في النقض
ِ ِ ِ مرحلة االستِ ِ االستِ ِ وأوارها.. ضم َأتونِها هتار ُ ،ث َّم ثمار ،التي نحن ال َيو َم في خ ِّ
زئي�ة ديني ًة وغير ٍ البرام ِج الج ِ ِ ٍ ون�رى اليوم ك َُّل ِح ٍ ِ تلوح بِ دينية ُ زب أو نظ�ا ٍم أو َدولة ُ َ َ َ ِ ِ ِ حم ٍد ، mبينم�ا هي ِ غارق ٌة وكأنه�ا اإلسلا ُم ذاتُه ،أو هي ك ُ وس�نَّة نب ِّيه ُم َّ ت�اب ال َّله ُ ولية مس�تعمر ٌة مس�تثمر ٌة بِ ِ المال الدَّ ِ َّعة لِب ِ ِ ِ يد ِر ِ ِ جال يوت إلى النُّخا ِع في العمالة المقن ُ َ َ ُ ُ ِ ِ ِ الحين واألح�زاب ُمضطر ًة َبي َن والجماعات األجنبي�ة ،وها هي األنظم ُة األعم�ال ُ ُ الت تِلو ُ ِ التناز ِ ِ َ «نقض ال ُعرى» النبي mبـ واآلخ ِر لِتقدي ِم ُ َ سماه ُّ التنازالت ،وهو ما َّ ِ ِ رض�اء الم ِ ِ ِ لهم والعرب�ي المحلي القرار تنفذي�ن عل�ى إل والعالمي « وآخ ُ�ر ما يبقى ُ ِّ ِّ ِّ ُ ور َّب ُم ٍّ صل ال أمان َة له » . الصال ُة ُ ،
ِ ِ الصالة فقط ،بينما ِ خالفة ال ُك َّف ِ ار َغ ُير فِ ِ تجدُ كا َّف َة عل ومعناه :أنَّه ال يبقى لهم ِمن ُم ِ ِ ِ ِ ِ ُش ِ صارت ؤون اإلمارة واالقتصاد والتربية والتعلي ِم والثقافة واإلعال ِم ـ َ جرا ـ َ وه ُل َّم ً ِ العولمة » . وح ِد « ُجز ًءا ِمن مشرو ِع النِّظا ِم الم َّ العالمي ُ ِّ 323
شعارات الكتاب والسنة كظاهرة من ظواهر النقض
ِ ِ ِ ِ ِ الس�احة ُم ُ َّ البرام ِ العالمي اإلسلامي القرار �قوط نذ ُس المطروحة في �ج إن كا َّف� َة ِّ ِّ ِ ِ ِ الرج ِ سياس�ة كرها ـ تحت « �ل المري�ض » ق�د دخ َلت ـ طو ًع�ا أو ً بِتقس�ي ِم « ِترك�ة ُ ِ ِ المنصوص ع َليها في فِ ِ ِ ِ ِ الساعة . عالمات قه والنقض » القبض
ِ ِ ِ ِ وال َ والعربي�ة ـ كُل ًّيا اإلسلامية ترتي�ب األُ َّم ِة إع�ادة أم�ل ف�ي كونِها ق�ادر ًة على ال أمل في ِ ِ ِ ِ ِ الموجه ُة عالم ًيا المتكاملة إطال ًق�ا ؛ وإنَّما وظيفتُه�ا َّ نجاح البرامج ـ إل�ى حقيق�ة الديانة الش�رعية ُ المطروحة حاليا قرار واالستِ ِ رص االستِ ِ ِ تحس�ين ُف ِ المجتم ِع ثمار ،وهو محصور ٌة في ٌ ُ مطلب ها ٌّم في ُ إلنقاذ األ َّمة
فناء بعض الشعوب عالمة صغرى
تناق ِ جتمعات الم ِ ِ ِ ِ ِ ضة الم زبي الصرا ِع مع تفعيل ِّ ولك�ن َ ُ السياس�ي داخ َل ُ ِّ الديني والح ِّ ِّ ِ ِ ِ تعار ِ الم ِ ُ أكثر ِمن الم ليس�تثم َرها ضة؛ ُّ ش�ترك س�اع َة الحصاد لمصلحت�ه ،وال َ العدو ُ ُ ذلِ َك ...فهل ِمن ُمتأ ِّم ٍل ؟!
فناء ِ ش ِ عوب والقبائلِ بعض ال ُّ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ُ القبائل بع�ض الهالك في الس�اعة الصغرى إلى إس�را ِع عالمات أحاديث ُش�ير ت ُ قب�ل ِ َ األحاديث ُمجملاً ُ ُ ش�رحته الس�بب في ذلِ َك ما ويكون غيرها ِمن ُمعاصريها ، َ ُ األحاديث المتنو ِ ِ ِ ِ أو الحمي ِ كالم ِ �ة ِ ل�ك ِ ع�ة َّ أن ِصف َة تابع�ة نافس�ة ،و ُف ِه َم ِمن ُم الم ُ ِّ َّ أو ُ ُ الحبش�ة في ِ ِ الكعبة على ِ ِ ِ ِ ِ ِ آخ ِ ُ الزمان ، �ر يد مرحلة هد ِم الش�ام ِل الهلاك تكون بع�دَ طلب الملك يستح ُّل هذا البيتِ ِ ِ ِ الر ِ ُ وأو ُل َمن والحمية سبب و ُيؤ ِّيدُ ذل َك كن والمقا ِم َّ ، حديث « ُي ُ بايع ل َر ُج ٍل َبي َن ُّ في فناء بعض ِ أه ُله ـ أي ِ : ِ ْ العرب ُ ،ث َّم تجي ُء هلكة تس�أل عن ينتهكوا ُح ُرماتِه ـ فإذا اس�تح ُّلوه فال الشعوب
ِ يستخر َ وهم الذين كنزه » ((( . جون َ يعم ُر بعدَ ه أبدً ا ُ ، خربونه خرا ًبا ال ُ الحبش ُة ،ف ُي ِّ
وع�ن طلح� َة ِ ُ ق�ال َ : بن مالِ ٍك ؤ َ رس�ول ال َّل ِه صلى ع َل ِيه وس�لم ِ « :م َن قال
((( مسند أحمد (. )8129
324
ِ ِ اقتِ ِ ُ العرب . ((( » ... هالك الساعة راب وع�ن ِ ِ ِ اب�ن ع َّب ٍ �اس ء َ العرب هلاكًا ُق ٌ ريش وربيع� ُة ،قالوا : ق�ال َّ « :أو ُل لك ،وأما ربيع ُة فت ِ ِ وكيف؟ َ قال :أ َّما ُق َر ٌ الم ُ ُهلكُها الحم َّي ُة » (((. َ َّ يش ف ُيهلكُها ُ
وعن ِ عمرو ِ ِ ِ رسول ال َّل ِه َ m َ العاص ؤ َ قال َّ : الناس هالكًا قال َّ « :أو ُل إن بن
وأو ُل ُق َر ٍ يش هالكًا ُ ُق َر ٌ أهل بيتي » ((( . يش َّ ،
رس�ول ال َّل ِ ِ ُ قال َ : ذر ؤ َ الناس هلاكًا ُق َر ٌ يش ، �ه َّ « : mأو ُل قال وع�ن أب�ي ٍّ
وأو ُل ُق َر ٍ يش هالكًا ُ أهل بيتي » ((( . َّ
وعن ِ رسول ال َّل ِه mوهو ُ ُ عائش َة bقا َلت َ : يقول « :أ َيا عائش ُة، علي دخل َّ ِ ِ َ رسول ال َّل ِه ،جعلني ال َّل ُه لت :يا َقو ُم ِك جلس ُق ُ فلما َ ُ أسرع ُأ َّمتي بي لحا ًقا » .قا َلت َّ :
تقول كال ًما ذعرني َ ف�دا َءك ،لق�د دخ ْل َت وأنت ُ فق�ال « :وما هو ؟ » قا َل ْت تز ُع ُم َّ أن َق ِ قال « :نعم » .قا َلت :وبِ َم ذاك ؟ َ أسرع ُأ َّمتِ َك بِك لِحا ًقا ؟ َ «تستحليهم قال : ومي ُ ُ الناس بعدَ ذلِ َك أو ِعندَ ذلِ َك؟ لت َ المناي�ا وتنفس ع َليهم ُأ َّمتَهم » قا َل�ت :ف ُق ُ فكيف ُ
ِ َ الجناد ُب قال « :دبى يأك ُُل ِش�دا ُده ِضعا َفه حتَّى تقو َم ع َل ِيه ُم الس�اع ُة »((( ،والدبى : التي لم تن ُب ْت أجنِحتُها .
((( سنن الترمذي (.)4308
((( مصنف ابن أبي شيبة (.)37020 ((( مصنف ابن أبي شيبة (.)37020
((( الجامع الصغير (. )2805 ((( مسند أحمد (. )25254
325
الج ِ ِ ظاهرةُ ِ ترك ِ هاد في سبيلِ للاهَّ ِ ‘رسميًا’ وبقائه ‘شعبيًا’
س�بيل ال َّل ِ الج ِ ِ ِ ِ ِ ترك ِ ظواه ِ ِ الصغرى ُ �ه على صفتِه هاد في وم�ن �ر عالمات الس�اعة ُّ ِ ِ ِ الش�رعية رس�م ًّيا ،فال تس�تقيم له َدول ٌة ِم َن الدُّ ِ العربية ِ جز ِأة ، ول الم َّ أو اإلسلامية ُ ُ
ِ أمره ،و ُيس�تص َغ ُر ُ وتش�تغ ُل ُّ عوب بما هو أدنى ِمن شأن الداعي له ، الش ُ بل ُيس�تق َب ُح ُ الع ِ ذلِ َك ،تحقي ًقا لِما أخبر بِه ِ mمن َقولِه « :إذا تبايعتُم بِ ِ أذناب ِ البقر، ينة ،وأخذتُم َ َ ِ ينز ُعه حتَّى ِ ورضيتُم بالزر ِع ،وتركتُم ِ الجها َد ؛ س َّل َط ال َّل ُه ع َليكم ُذ اًّل ال ِ ترج ُعوا إلى دينِكم» ((( .
ِ الج ِ ِ فريضة ِ ويعو ُد ُ المراح ِل لسب َبين : هاد في هذه ترك
هاد رس�ميا بِس ُق ِ الج ِ قرار ِ وط ِ العمل بِ ِ ِ الذاتي اإلسالمي الحك ِم األو ُل :انتِها ُء قرار ُ ًّ َّ ِّ ِّ لحملة ُشروطِه المدَ ِ ِ ِ القرار واستِتبا ِع ونمة . ُ
الخ ِ ولة ِ �قوط د ِ ِ ِ الفة على ِ الثاني :همين� ُة ال ُك َّف ِ ِ الس�ل ِم الحرب قرار ار بعدَ ُس َ وقرار ِّ ِ ِ ِ ِ صرف األنظِ ِ ِ واإلسالمية ِ ِ سياسة االستِسال ِم الجهاد إلى عن العربية مة والعمل على
ِ ش الم ِذ ِّل لِلم ِ ِ هتار ُث َّم االستِ ِ سياسة االس�تِعمار ُث َّم االستِ ِ س�لمين بِ ثمار. ُ و َقبول التَّعا ُي ِ ُ مراح ِل التدر ِج السياس�ي الذي مر بِاألنظِ ِ واضحا وجليا في ِ برز هذا األم�ر ِ مة وق�د َ ًّ ً َّ ِّ ُّ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ واإلسلامية ِخ َ الصهيوني في الكي�ان غرس ومرحل�ة مرحل�ة التطبي ِع الل العربي�ة ِّ
الج ِ ِ ِ بعض األنظِ ِ واإلسالمية تدعو إلى ِ ِ هاد في العربية مة أرض فِلسطي َن ،وقد كانَت ُ ِ سبيل ال َّل ِه ِضدَّ االحتِ ِ ِ ِ الصهيوني ،بل وشاركَت ُج ُ الل العسكرية، المعار ِك يوشها في ِّ ِ ِ ِ والخيانة ؛ نتيج َة اختِ ِ واالنك ِ العدو الكافِ ِر راق سار الهزيمة ولكنَّها آ َلت فيما بعدُ إلى ِّ
((( سنن أبي داود (. )3464
326
يس االستِ ِ ِ ِ ِ ِ والتسي ِ المبر َم ِج . البسات الم مواق َع ِّ عماري ُ القرار فيها ،ونتيج َة ُ
ِ ِ الجهاد الش�عبي القائم على ِص ِ ِ السياس�ية ِضدَّ ُقوى االس�تِ ِ عمار الحزبية فة وبق َي ِ ُ ُ ُّ ِ ِ بع�ض البِ ِ ِ العربي�ة ِم َن االحتِ ِ ِ ِ الل َ مرحلة إب�ان الد تحرير والصهيوني�ة ،كم�ا هو في ِ ِ ِ ِ المحت ِّلي�ن ،أو كما هو الدُّ َهيم�اء ،أو كم�ا ه�و في فلس�طي َن إلى ال َيو ِم ض�دَّ اليهود ُ ٍ َّخ ًذا ِصف َة الصرا ِع مع األنظِ ِ س�لمين مت ِ غيرها ِمن بِ ِ الد الم ِ في ِ �عارات وتحت ِش مة ، َ َ ِّ ُ ُ
ٍ ٍ ٍ ٍ بغة َق ٍ سة ،أو ِص ٍ دينية مسي ٍ بغة ٍ ذات ِص ٍ عة ِ متنو ٍ قائمة تحريشية حزبية فئوية أو ومية أو ُ َ َّ ُ ِّ ِ تسدْ » . على سياسة « ِّفر ْق ُ
ٍ خلصين وم ِ أفراد م ِ ِ َ سبيل جاهدين في الدعوات ِمن وذاك فال تخلو هذه ومع هذا ُ َ ُ ُ ِ ِ ِ ال َّل ِ َ المت َ التنفيذ المتبع َة في الهي�كل �ه ،ولك َّن َّ َّخ َذ واأليديولوجيات ُ زبي ُ اإلداري الح َّ الحام ِل ِص ِ ِ الج ِ ِ فة « ِ الربط َبينَها و َبي َن مفهو ِم ِ ت ِ الجها ُد لِ َ تكون الش�رعي هاد حرج ُب�ر ُز َ ِّ كلم ُة ال َّل ِه هي العليا » ،وال َّله أعلم بِ ِ عباده ون َّياتِهم . ُ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ أما ِ مع تجن ِ الدموي الصرا ِع الجها ُد في ِّ ُّب ِّ سبيل ال َّله بِالحكمة والموعظة الحسنة َ َّ زال هذا النموذج م ِ ِ ِ ِ اإلسلامية ،وال َ التحريش�ي فهو َد ُ نتش ً�را الجماعات بعض يدن ُ ُ ِّ إلنقاذ ما ِ ِ الخ ِ هود ِ نذ ُع ِ ِ الفة إلى اليو ِم ،وال َ ُم ُ يمك ُن ب الشرعي دوره الواج َ َّ زال يؤ ِّدي َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ إنقا ُذه بِ والمدُ ِن الحكمة ونش�ر العل ِم في المس�اجد واألربِطة والزواي�ا والخلوات ُ ِ ِ إدخال ِ وال ُقرى ،ولها الدَّ ور ِ ِ ِ اآلالف ِم َن ال ُك َّف ِ األوثان إلى وعبدة ار مئات الفاع ُل في ُ َ ِ ومثا ُلها في أندونس�يا وج ُز ِر ِ اإلسلا ِم في العال ِم ُك ِّله ِ . ِ الف ِ والهند وشرق إفريقيا لبين ُ ِ وغيرها ِمن البِ ِ وسيالن ِ ِ َ ِ القريب التاريخ وواضح على مدى بارز والبعيد . الد ٌ ٌ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ عارا عمل ًّيا: وهذا ُ النموذج م َن الجهاد بِالكلمة يتَّخ ُذ من حديث رسول ال َّله mش ً
327
نموذج آخر للجهاد ..الجهاد بالكلمة ،وهو الذي دخلت به شعوب كاندنوسيا وسيالن وغيرها في اإلسالم
شعار هذا الجهاد «كلمة حق عند سلطان جائر»
الج ِ ٍ أفضل ِ �لطان ٍ ِ ُ ُ الجائر والس�لطان جائر» (((، حق ِعندَ ُس هاد في « س�بيل ال َّل ِه كلم ُة ٍّ ُ ِ ف�ي ِ الحديث هو المرحل ُة الجائر ُة ،التي يتع َّط ُل فِيها ِ ِ س�بيل الجها ُد في أحد معان�ي ِ الكل ِ الج ِ ِ ال َّل ِ ه�اد بِ ِ حين بِ ِ س�تعاض عنه ولو إل�ى ٍ ِ الطيبة ، مة الش�رعي ف ُي الوجه �ه على ُ الج ِ «أقل ما تُغل َبون ع َل ِيه ِم َن ِ قال ُّ : حديث أبي ُج َحيف َة ؤ َ ُ هاد أيضا شير ً وإليه ُي ُ ِ الجهاد ِ بألس�نتِكم ُ ،ث�م ِ ِ فأي ٍ يعرف قلب لم الجها ُد بِ ُق ُلوبِكم ُّ ، الجها ُد بِأيديكم ُ ،ث َّم ِ ُ َّ ِ نكر ؛ َ جعل أعاله أسف َله» ((( . َ الم َ المعروف ،ولم ُينك ِر ُ
ِ ِ الكل ِ الج ِ س�بيل ال َّل ِه بِ ِ النموذج ِم َن ِ ِ والحكمة إلى الطيبة مة هاد في تعر َض هذا ُ وقد َّ عاص ِ مرحلة ال ُغ ِ ِ ثائية الم ِ ِ بعض �رة ؛ نتيج َة صوصا ف�ي الق�ذ ِع والتقري� ِع والتبدي ِع ُ ،خ ً ُ ِ بادات واالعتِ ِ والعادات ِ ِ ِ ِ ِ مظاه ِ بعض والع والتفريط اإلف�راط �ر قادات ،التي ش�ا َبت ُ
ِ ِ َ ِ ِ ِ ِ ِ أن َّ م�ع َّ عالجة لم الحل المجموع�ات ف�ي عالقته�ا بِاألحياء واألم�وات َ ، األمث�ل ل ُ ِ والح ِ السلامة ِ ِ اإلفراط لدى د ِ ِ الكل ِ ور ِ وإبق�اء َد ِ كمة ، عاة م�ة الط ِّي ِبة يقتضي ُمعالج َة ُ ِ ِ ِ والم ِ نازعين لهم ؛ لِ ُي ِ الجميع س�ه َم ُ المنتقدين ُ و ُمعالج� َة ما يقابِ ُله م َن التفري�ط لدى ُ
وع ِ القة األُم ِة بِاإلسلا ِم ِ ، مكن إنقا ُذه ِمن ِع ِ ِ ِ القة اإلسلا ِم بِاألُ َّم ِة ؛ حتَّى في إنقاذ ما ُي ُ َّ ِ الج ِ تستعيدَ األُم ُة فرضي َة ِ ِ ِ المطلوب . الشرعي الوجه سبيل ال َّل ِه على هاد في ِّ َّ
الطائفة المنصورة عالمة صغرى
الج ِ القيامةِ ح ْص ِري» إلى يو ِم ِ هاد في سبيلِ للاهَّ ِ « َ بقاء ِ الطائفةُ المنصورةُُ ..
ِ ِ ِ ِ الخاص ُة واي�ات الر ُ َّ وم� ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ الص ْغ َ�رى بقا ُء الجهاد ،وق�د تعدَّ َدت ِّ بِمفهو ِم ِ هاد بِالم ِ الج ِ الج ِ حمل مفهوم ِ بقاء ِ ِ سبيل ال َّل ِه حصر ًّيا ،فمنها ما َ قاتلة، هاد في ُ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ واألخ�ذ بِ ومنه�ا م�ا َ الديانة على والثب�ات وااللتِزا ِم رابطة الم حمل معنى الجه�اد بِ ُ ((( سنن النسائي (.)4209
(((مصنف ابن أبي شيبة (. )38733
328
عة لِمفهو ِم ِ سبيل ال َّل ِه ِ الج ِ الجام ِ ِ ِ بقاء ِ ِ ِ ،ومنها : هاد في األحاديث مدلول « ال ُ الحق منصورين »((( . تزال طائف ٌة ِمن ُأ َّمتِي على ِّ وفي ٍ الحق ِ لفظ ُ « :يقاتِ َ ظاهري َن »((( . لون على ِّ أحاديث الطائفة آخر « :حتَّى يقاتِ َل ِ ٍ المنصورة َ آخ ُرهم المسيخ الدَّ َّج َال »((( . ُ وفي لفظ َ َ ٍ آخر « :لن يبرح هذا الدين يقات َُل ع َل ِيه ِعصاب ٌة ِمن الم ِ سلمين حتَّى تقو َم ُ ُ َ َ ُ وفي لفظ َ َ
الساع ُة »((( .
ِ ٍ آخر ِ « :عصاب� ٌة ِمن ُأمت�ي يقاتِلون على ِ ِ ِ عدوهم ال أم�ر ال َّله قاهري�ن ل ِّ َّ ُ وف�ي لف�ظ َ َ تأتي الساع ُة وهم على ذلِ َك »((( . يضرهم َمن خال َفهم حتَّى َ ُّ ِ ٍ لفظ ِ « : وفي ٍ مقذف ؛ حتَّى ُيقاتِلوا ُف َ يضرهم ف ال َّل ُه بِهم ك َُّل يقذ ُ صول الضاللة ال ُّ اإلشارة إلى اإلسالم ووجود أكثر ِ َمن خال َفهم ،حتَّى ُيقاتِلوا أهل الشا ِم »(((. األعور الدَّ َّج َال ،وك ُّلهم ُ َ الطائفة المنصورة وفي ٍ لفظ « :ال ُ أمر ال َّل ِه وهم مش�ق ُعصاب ٌة يقاتِلون على ِّ تزال بِ ِد َ يأتي ُ الحق حتَّى َ ِ ظاهرون » ((( . ِ قال « :بِب ِ وفي ٍ المقد ِ يارسول ال َّل ِه ،فأنَّى ُهم ؟ َ َ لفظ َ : يت قيل : س »((( . َ
بن ُن َف ٍ ِ ِ وعن س�لم َة ِ رس�ول ال َّل ِه َ m ندي َ رج ٌل ُنت جالِ ًس�ا ِعندَ قال :ك ُ فقال ُ يل الك ِّ
((( سنن ابن ماجه (.)12
((( صحيح مسلم (.)412
((( سنن أبي داود (. )2486 ((( صحيح مسلم (.)5062 ((( صحيح مسلم (.)5066
((( تاريخ دمشق (.)267 :1 ((( تاريخ دمشق (.)256 :1
((( الطبراني في الكبير (.)7643
329
بها
الخ َيل ووضعوا السلاح ،وقالوا ال ِجه�اد قدْ وضع ِ رس�ول ال َّل ِ �ه َ َ الناس َ ت ي�ا َ َ ِّ َ أذال ُ اآلن جاء ِ رسول ال َّل ِه mبِ ِ الق ُ وجهه َ ، ُ وزارها َ ، وقال كذ ُبوا َ تال، فأقبل ُ اآلن َ َ الحرب َأ َ وال ُ الحق ،و ُي ِز ُ وب أقوا ٍم ،ويرز ُقهم ي�زال ِم�ن ُأ َّمتي ُأ َّم ٌة ُيقاتِلون على ِّ يغ ال َّل ُه لهم ُق ُل َ
ِمنه�م حتَّى َت ُقوم الس�اع ُة ،وحتَّى يأتي وعدُ ال َّل ِ والخ ُيل معقو ٌد في نواصيها َ �ه َ الخ ُير َ َ مقبوض غي�ر ملب ٍ ِ ِ ث ،وأنت�م تتبِعوني أفنا ًدا إلي أنِّي ٌ َ ُ َّ إل�ى َي�و ِم القيامة ،وه�و ُي َ وحى َّ ِ قر ِ ِ قاب َب ٍ دار صحيح ، المؤمنين الش�ا ُم »((( .إس�نا ُده يض�ر ُب ُ بعضك�م ِر َ ٌ عض ،و ُع ُ
الج ِ ِ األحاديث وك ُّلها ُيفيدُ بقاء ِ ِ ِ س�بيل ال َّل ِه ، الش�رعي في هاد الباب ُجمل ٌة ِم َن وف�ي ِّ َ بن ِ ِ ِ س ،ومنه حديث ِ عمرو ِ المقد ِ الحضرمي عن عبد ال َّل ِه وبيت وخاص ًة في الش�ا ِم َّ ِّ الحق ِ رس�ول ال َّل ِه « : mال ُ ُ قال َ : أبي ُأمام َة َ ظاهري َن قال تزال طائف ٌة ِمن ُأ َّمتي على ِّ
ِ ِ لعدوه�م ِ أمر قاهري�ن ال ُ ِّ يض ُّرهم َمن خال َفهم إال ما أصا َبهم من لأَ ْوا َء ،حتَّى يأت َيهم ُ وأكناف ب ِ ِ ِ قال بِب ِ َ ِ ال َّل ِ المق�د ِ يت س يت �ه وه�م كذلِ َك قالوا يا َ رس�ول ال َّله ،وأي َن ه�م َ َ ِ المقد ِ س »(((.
الج ِ يث ِ ِ البقاء على الح ِّق َ دون ذركِ ِ هاد الجامعةُ لمفهو ِم الأحاد ُ
« ال ُ يض ُّرهم َمن خال َفهم ،حتَّى ت�زال طائف� ٌة ِمن ُأ َّمتي على ِّ الحق منصوري�ن ،ال ُ عز َّ وجل » ((( . أمر ال َّل ِه َّ يأتي ُ َ ِ ِ وفي ٍ ِ يزال ِ لفظ « :ال ُ أهل السا َع ُة»((( . المغرب من ُأ َّمتي ظاهرين إلى أن َت ُقو َم َّ ((( رواه النسائي (. )3576
((( مسند أحمد (. )22980 ((( سنن ابن ماجه (.)12
((( مسند أبي عوانة (.)7510
330
وفي ٍ يض ُّرهم ُخ ُ ذالن َمن خذ َلهم حتَّى تقو َم الساع ُة » (((. لفظ « :منصورين ال ُ وف�ي ٍ لفظ « :ال تقوم الس�اع ُة إال وطائف ٌة ِم�ن ُأمتي ِ ِ الناس ال ُيبالون ظاهرين على َّ ُ
نصرهم » (((. من خذ َلهم ،وال من َ وفي ٍ قوام ًة على ِ لفظ « :ال ُ أمر ال َّل ِه » (((. تزال ُأ َّمتي َّ ِ وفي ٍ ِ الدين إلى يو ِم لفظ « :عزيز ًة على القيامة »((( .
وفي ٍ ِ لفظ « :ال ُ الف َمن خال َفهم يزال لِهذه يض ُّرهم ِخ ُ األمر ِعصاب ٌة على ِّ الحق ال ُ أمر ال َّل ِه وهم كذلِ َك »((( . يأتي ُ حتَّى َ الج ِ جملها تشير إلى و ِ األحاديث بم ِ جود ِ ِ سبيل ال َّل ِه في ُأ َّم ِة اإلسال ِم هاد في وهذه ُ ُ ُ ُ أحاديث الطائفة على ِ المنصورة تشير ِ الصحيح ،وأنَّه ال ينقطِ ُع أبدً ا . وجهه إلى بقاء الجهاد إلى يوم القيامة
ِ المنصورة منهج الدِّ ِ ِ ِ اإلسالمية ال تحيدُ عنه أبدً ا، يانة الطائفة ُش�ير إلى التِزا ِم َ كما ت ُ األحادي�ث لِ ِ ِ ِ الم ِ عاش َّ فإن الطائف� َة المنصور َة ـ كما لواق ِع اإلش�ارة بهذه ولكنَّ�ا ِعندَ ُ الطائفة حزبي�ة أو فِ ٍ ٍ عاص ٍ ٍ سياس�ة م ِ ئوية المنصورة ال رة وال نظ�ا ٍم قائ ٍم وال تح�ت ظِ ِّل يظه ُ�ر ـ ال تنط�وي َ َ ُ تنتمي إلى َدولة أو مسي ٍ ٍ موطن و ُأ َّم ٍة :ال تجم ُعهم سة ،وإنَّما هم ِعبا ُد ال َّل ِه الصابِرون الصالِحون في ك ُِّل ُ َ َّ
خاص ،أتقيا ُء س�مى سياس� ٌة ُمحدَّ د ٌة ،وال ٌّ ٌ إطار ُمس� َّي ٌس ،وال ُم ًّ مذهب ُمع َّي ٌن ،وال ٌ أمرا َ َ ُ كان ميراث الن َُّّبو ِة حتَّى ويصون بهم أخفي�ا ُء يح َف ُظ ال َّل ُه بهم ِعبا َده ، يقضي ال َّل ُه ً َ مفعولاً .
((( صحيح ابن حبان (.)61
((( سنن ابن ماجه (.)9 ((( سنن ابن ماجه (.)7
((( جامع األحاديث للسيوطي ( ، )16375وذكره الذهبي في السير (. )553 :15 ((( مسند أحمد (.)8497
331
جماعة أو حزب
الج ِ الج ِ هاد فعالمتُهم إِقام ُة ِ ب�رز أحدٌ ِمنهم أو جماع ٌة بِمس�مى ِ الش�رعي هاد وإن َ ِّ ُ َّ ِ ِ ِ ِ الصحيح بعيدً ا عن ِ على ِ تس�ي ِ ِ نظمات الم يس وجهه ُّ التحوالت والتكتُّالت وسياسة ُ المشبوهة الم ِ ِ ِ ِ أعلم . والجماعات خترقة ..وال َّل ُه ُ ُ
ِ التعاملِ ابلنق َدين فاء اخت ُ ُ
ِ ِ ِ ِ الصغ�رى الت�ي تحدَّ َ يقع ِم َن ث ع�ن ُوقوعها mف�ي األُ َّمة م�ا ُ وم� َن العالم�ات ُّ (العب�ث االقتِ ِ وتداولِهم�ا ،وهم�ا ـ أي :النق�دان ـ ممثلان في ص�ادي) بالنقدَ ي�ن ُ ِّ ِ ِ ِ ِ (الذهب ِ ِ ِ اإلنساني ُك ِّله . التاريخ عبر والف َّض ِة) ُ ِّ المتداولة َ المال َّية ُ أساس التنمية َ
األحادي�ث على أهميتِهما وو ِ وق�د َنبه ِ ِ ُ (الدينار جودهم�ا ،وكانَا ُمتم ِّث َلي�ن في ت ُ َّ َ الشرعية ،وشر َع ِ ِ ِ ِ ِ ِ ت التعا ُم َل بهما ،كما عامالت الم َّ والدِّ ره ِم) وضرورتهما في فقه ُ الثمن منهما وأهميتِه في ِص ِ ِ ِ ِ ِ حة قبض ش�رط الثمنية » ،ون َّب َهت إلى ش�ر َعت مبد َأ « َّ
قود ،فقد روى أحمدُ في م ِ الع ِ س�نده ( : )16569حدَّ َثنا أبو ِ مريم َ قال: ُ بكر ب ُن أبي َ ُ كرب جاري ٌة تبيع اللب�ن ،ويقبِ ُض ِ ِ كانَ�ت ِ لمق�دا ِم ِ المق�دا ُم الثم َن َ ، فقيل َ ُ بن مع�دي ِ َ فقال :نعم وما بأس بِذلِ َك ِ ، َ ِ أتبيع اللب َن وتقبِ ُض الثم َن ؟ َ س�م ْع ُت لهُ :س ٌ �بحان ال َّله! ُ ِ رسول ال َّل ِه ُ m َ ٌ ينفع فيه إال الناس يقول :ليأتِي َّن على رهم(((. زمان ال ُ الدينار والدِّ ُ ُ يت ِ بن ُع ٍ كر َب في الس ِ المقدا َم ب َن معدي ِ ِ حبيب ِ ِ بيد َ وق الكبير » عن وفي « قال :ر َأ ُ ُّ فقال ِ ِ فقيل له في ذلِ َك َ ، الدراه َم َ ، عت تبيع لبنًا وهو جالِ ٌس يقبِ ُض س�م ُ وجاري� ٌة ل�ه ُ كان ِ ِ ِ ِ الزمان ال ُبدَّ لِلن ِ رسول ال َّل ِه ُ m َ يقول « :إذا َ والدنانير الدراه ِم َّاس فِيها ِم َن آخ ُر
الرج َل بِها دينَه و ُدنياه » (((. قيم ُ ُي ُ ((( مسند أحمد (. )17664 ((( الطبراني (. )17416
332
األهمي�ة المترت ِ ِ ِ ِ حديث ِ ِ الذهب ِّبة على مريم إِش�ار ٌة إلى هذه س�ياق وف�ي ُ ابن أبي َ ِ راس�ات في االقتِ ِ ِ والف َّض ِ ِ �ة ،ولذا فإننا ِ ضرورة اإلسلامي تُش�دِّ ُد على صاد نجدُ الدِّ ِّ ٍّ ِ ِ وإع�ادة ِ ِ ٍ إيج�اد ُع ٍ ِ هائي في عامالت للم النقد ذهبي�ة وفِ ِّض ٍية ، مل�ة كح�ل ن ٍّ األصل�ي ُ ِّ ِ تأصيل مبدأِ ض ،ولِ التقا ُب ِ ِ الثمنية في اإلسال ِم .
ُثم نبه ِ ٍ ِ ُ األصل نقض لهذا يقع ِمن ت اإلنساني العظي ِم(((، األحاديث الكريم ُة إلى ما ُ َّ َّ َ ِّ الش ِ ِ ِ ِ ِ اليهود والنصارى كا َّف َة ُّ المنع في األمر ،وهذا صول إلى هذا الو ومن ِع ُ عوب م َن ُ
نقض لِ ِ النقدي في التعا ُم ِ ِ نقض ُعرى اإلسلا ِم ،وإلى �ل ،فهو ِمن ألص�ل حقيقتِ�ه ٌ ِّ حديث م ِ ِم ِ ِ ِ ُ إس�حاق النضر حدَّ َثنا س�ند أحم�دَ ( : )8036حدَّ َثنا أبو ش�ير ُ ُ ث�ل ذل َك ُي ُ ِ ٍ كان ُ س�عيد عن أبيه عن أبي ُه َرير َة أنَّه َ ينارا وال ب� ُن يقولَ : كيف أنت�م إذا لم تجتبوا د ً ِ فقيل له :وهل ترى ذلِ َك كائنًا يا أبا ُه َرير َة ؟ َ رهما ؟ َ نفس أبي ُه َرير َة فقال :والذي ُ د ً قال :تُنته ُك ِذم ُة ال َّل ِه ِ بِ ِ ِ ول َّ ِ يده ،عن َق ِ وعم َ ذاك ؟ َ وذ َّم ُة َ َّ الصادق المصدوق .قا ُلوا َّ :
وب ِ أهل ِّ رس�ولِه؛ ُ الذ َّم ِة ؛ فيمنعون ما َبأ ْيديهم)((( .وفي رواية زيادة: فيش�دُّ ال َّل ُه ُق ُل َ ِ ِ مرت ِ َين((( . (والذي ُ نفس أبي ُه َرير َة بِيده َل َيكُو َن َّن) َّ ((( ولِ ِ ِ الكبير (ِ )17415 النبي « : mيأتي على الناس زمان من لم الطبراني في لمقدا ِم ِعندَ عن ِّ ِّ
يكن معه أصفر وال أبيض لم يتهن بالعيش» . جرير ، وع�ن جري�ر قال لما رآني رس�ول الله mال أمس�ك ش�يئا إنما أنفقه ؛ ق�ال « :يا ُ يك أن ت ِ ِ ُمس َك ما َل َك ؛ َّ ع َل َ األمر ُمد ًة » .رواه الطبراني في الكبير (.)2370 فإن لهذا وف�ي المطال�ب العالي�ة للحاف�ظ اب�ن حج�ر العس�قالني ( )440 :4قال مس�دد :حدثنا
خال�د ب�ن عبدالله ،ثنا مالك ،عن يحيى بن س�عيد ،عن س�عيد بن المس�يب ،ق�ال َ « :ق ْط ُع ِ ِ ِ األرض » . الفساد في الدينار والدِّ ره ِم ِم َن
((( صحيح البخاري ()3180 ((( مسند أحمد (. )8609
333
ِ ِ ومن ِ أعاج ِ َ (فيمنعون ما بِأيديهم) ،والمقصو ُد الحديث قو ُله : m يب ما في هذا ِ ئون االقتِ ِ أن كا َّف َة ُش ِ ِ أعلم ـ َّ ِّ قوانين مالت وتشري ِع وصك ال ُع صاد يظهر ـ وال َّل ُه ُ بِه كما ُ
ِ ِ يكون بأيديهم ،وهذا ما هو كائ ٌن َ ُ ونحو ذلِ َك النقد اآلن(((.
ٍ حديث ِ ضوح ،وجا َء ُ ٍ ابن شيب َة: تعليل ذلِ َك في النبوي بِ ُو النص ُّ أشار إ َليه ُّ وهذا ما َ ِ حدَّ َثن�ا خالدُ بن م ٍ س�عيد بن ٍ خل�د َ عمرو عن علي ب ُن صالِ ٍح عن أبيه عن قال حدَّ َثنا ُّ ُ حم ِد بن ُأسام َة ِ النبي َ m جب لكم قال « :كيف أنتم إذا لم ُي ْ عن ِّ أبي حكي ٍم مولى ُم َّ ِ يكون ذلِ َك ؟ َ ُ قال « :إذا نقضتُم العهدَ ش�دَّ َد ال َّل ُه ره�م ؟ » قال�وا :ومتى دين�ار وال د ٌ ٌ
((( ولع�ل في التكرار لقول أبي هريرة vمع القس�م المغلظ( :والذي نفس أبي هريرة بيده ليكون�ن) مرتين إش�ارة لطيف�ة إلى ما حصل للفس�اد في األرض بتغييب مقياس�ي (الذهب والفضة) من خالل التآمر على البشرية ،فإن رجال المال المتنفذين في العالم أبعدوا مقياس
الفضة في 1860م ،وعمموه على العالم ،وكانت ضربة قوية لالقتصاد اإلنساني ،ثم ألغوا
الغط�اء الذهب�ي في 1973م بقرار م�ن البنك وصندوق النقد الدوليين فتالش�ت بقايا آثار المعي�ار النقدي تماما ،وفقهاؤنا يبحثون اآلن عن مخارج ،وبعضهم يش�رع الموجود رأفة بالن�اس واجته�ادا منه ،ولذلك فقد انحصرت جهود كافة مؤسس�ات االقتصاد اإلسلامي اليوم فيما يس�مى باالقتصاد الجزئي ،وأما االقتصاد الكلي ونظام العمالت فتعتذر عنه بأنه
شأن الحكومات وأنه ال ناقة لها فيه وال جمل.
وبقينا اآلن نعيش مرحلة النقد الورقي ،ولعلها المرة األولى ،والمرة الثانية تعد لها العدة
اآلن (النق�د اإللكترون�ي) عندما تس�حب األوراق كلها ،وتتحول المعاملات النقدية إلى
اآللة (العملة العالمية الموحدة ،البنك العالمي) .
وفيم�ا يخ�ص العرب ف�ي مجريات التح�ول النقدي نج�د أن العملة الفضي�ة أو الذهبية
العربي�ة ق�د ألغيت من�ذ منتصف القرن « الخمس�ينات » م�ن أغلب ال�دول ،وكانت اليمن م�ن آخ�ر الدول العربية التي أبقت التعامل في كافة ش�ؤونها بنقدي الذهب والفضة ،حيث
س�كت ورقتها مع مطلع الثورة في الستينات ،ووضعت للجميع العملة الورقية ،وفرضت عليهم فرضا ،وسار التعامل بها إلى اليوم ،وربما تأتي في المرحلة الالحقة العملة العالمية
الموحدة التي ستكون إلكترونية غير مرئية .
334
العدو ع َليكم فامتنعوا ِمنكم» (((. وب ِّ ُق ُل َ
ون االقتِ ِ ِ العهد مخالفتِهم لِ ِ �ؤ ِ ِ َّ صاد بنقض ولع�ل المقصو َد هنا لش�ريعة في كا َّف ِة ُش ُ ُ بعجلة االقتِ ِ ِ واالرتِ ِ العالمي كما َ ق�ال تعالى ( :ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ صاد ب�اط ِّ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ
ﯛ ) [البقرة. ]27:
توقف الجزية والخراج /سقوط دولة الخلافة
ِ للدولة اإلسلامية) ،ويدل عليه حديث االقتص�ادي (الضعف و ُي ْم ِك� ُن تس�ميتُه َ َّ ِ ُ العراق »..وفي آخ�ره« :وعدتُم من حيث بدأتُم» كررها «منعت أب�ي هريرة v ِ س�قوط الخالفة اإلسلامية وتش�تُّتها إلى ثالث�ا((( ،ويحتم�ل أن تكون إش�ار ًة إلى ِ ِ دويالت وانعدا ِم ِ ِ الخالفة لدولة الخراج كانت تُؤ ِّدي بيت المال ،ومن ِع البلدان التي ْ َ خراجها. َ
ِ (يوش�ك ُ ُ أهل (إكم�ال المعلم) ( : )457 :8ق�ال القاضي عياض :وقو ُله: وف�ي �ت ِ مثل قولِه« :منَع ِ ِ إليه�م َق ِف ٌيز َولاَ ِد ْر َه ٌم) هو ُ الع�راق ألاّ ُيجبى الع َر ُاق ِد ْر َه َمها... َ َ ْ ِ فس�ره في الحديث ّ لغلبة الرو ِم والخ�راج، أن معن�اه َمنْ َعها الجزي َة َ الحدي�ث» ،وقد َّ
والعج ِم على البالد.
((( مصنف ابن أبي شيبة (.)38426 ِ ((( الحدي�ث رواه أب�وداود في س�ننه (َ )3037أبِى ُه َر ْي َر َة َق َال َ :ق َال َر ُس ُ �ول ال َّل�ه َ « : mمنَ َعت ُ مص�ر إِ ْر َد َّب َها ودينارها ،ثم ومنعت الع�راق َق ِف َيزها ودرهمها ومنعت الش�ام ُمدْ َي َها ودينارها ْ ُ زهير (وهو أحد رواة الحديث) ثالث مرات :شهد على ذلك ُعدتُم من حيث بدأتُم» قالها ٌ
لحم أبي هريرة ودمه.
335
جابر( :ي ِ ش�رح مس�ل ٍم ( )53 :18عن�د ِ �ك ُ وش ُ ِ أهل النووي في وق�ال اإلم�ا ُم أثر ٍ ُ ُّ ِ شرحه قبل هذا بأوراق .اهـ .يريد بذلك كالمه العراق أال ُيجبى إليهم)((( :قد َ سبق ُ ِ الذي تقدم عنه (ِ ، )28 :18 وفيه :إن معناهّ : البالد العجم والرو َم يستولون على أن َ
َ حصول ذلك للمسلمين ،ثم قال فيه أيضاَ :و َذك ََر في منع في آخر الزمان ،فيمنعون الرو ِم ذلك بالشا ِم ِم ْث َل ُه ،وهذا قد وجد في زمانِنا في العراق ،واآلن موجو ٌد. العثماني في (تكملة فتح المله ِم بش�رح صحيح مسلم): قال الش�يخ محمد تقي ُّ
( )292 :6شارح ًا حديث أبي هريرة ( vمنعت العراق) :إنه إخبار بأن الكفار َ يس�يطرون ف�ي آخر الزم�ان على معظ� ِم البالد ،فيمنعون مس�لمي ه�ذه البالد من ِ َ األموال ،ويؤيده ما س�يأتي في باب ( ال تقوم يحتاجون إليه من الحص�ول عل�ى ما أهل العراق ألاّ وشك ُ الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل) من حديث جابر قالُ :ي ُ درهم. قفيز وال ُيجبى إليهم ٌ ٌ
اآلخ�ر القيام ُة األش�قر في كتاب�ه «الي�و ُم عم�ر الدكتور وم�ن المعاصري�ن ق�ال ُ ُ ُ ُ الصغ�رى» تحت عنوان (تو ُّقف الجزي�ة والخراج) صِ :155-154 كانت الجزي ُة
ُّ الت�ي َيد َف ُعه�ا ُ يس�تغل والخ�راج الذي يدف ُعه من أه�ل الذمة في الدولة اإلسلامية ُ ِ ِ مصادر بيت مال المس�لمين، أهم األراضي التي ُفت َح ْت في الدولة اإلسلامية من ِّ
ُ س�يتوقف ،وس�يفقدُ المس�لمون بذلك مورد ًا رس�ول الله mبأن ذلك أخبر ُ وقد َ ((( تمام األثر في صحيح مسلم ( : )2912عن أبي نضرة قال :كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوش�ك أه�ل العراق أن ال يجب�ى إليهم قفيز وال دره�م ،قلنا :من أي�ن ذاك ؟ قال :من قبل
العجم ،يمنعون ذاك ،ثم قال :يوش�ك أهل الش�ام أن ال يجبى إليهم دينار وال مدي ،قلنا: من أين ذاك؟ قال :من قبل الروم ،ثم سكت هنيهة ،ثم قال :قال رسول الله : mيكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ال يعده عددا.
336
إسلامي ًا هام� ًا ،فف�ي صحيح مس�لم عن أب�ي هريرة vق�ال :قال رس�ول الله ت الش�ام مدَّ ها ِ الع�راق ِدرهمه�ا و َق ِف َيزها ،ومنَع ِ « :mمنَع ِ ودين ََار َه�ا ،و َمنَ َع ْت �ت َ َ َ ُ ْ َ ََ َ َ ُ ُ ِ ِ التتار على م ْص ُر إِ ْر َد َّب َها ودين ََار َها ..الحديث» .اهـ .ثم قال :فقد اس�تولى الرو ُم ثم ُ
ِ ٍ عصرنا َّ ديار اإلسلام ،وأذهبوا دول َة احتل كثي�ر من البالد اإلسلامية ،وفي الكفار َ ُ ِ َ حديث الخالفة اإلسلامية ،وأبعدوا الشريع َة اإلسلامي َة عن الحك ِم .اهـ .ثم ذكر
ِ ِ ِ النووي له وقالُّ : اإليرادات لس�بب من ِع تل�ك التعليالت وكل هذه وش�رح مس�ل ٍم ِّ َ ِ ِ ِ اإلسالمية ،فإلى الشريعة تقيم اقتصا َدها على لخزينة الدولة اإلسلامية التي كانت ُ الله المشتكى(((.
وهلاك بعض ال ِب ِ ِ ِ لاد والخسف حصولُ الزلا ِز ِل ُ
ِ الل ِ ِ ِ ِ مراح ِ بعضه�ا ِخ َ العالمات �ل الصغرى ،الت�ي يأتي ُ وم�ن عالم�ات الس�اعة ُّ ِ ِ ِ ِ ِ ُ الم َّنورةُ، هالك األخيرة ،التي ِمنها الكُبرى المدُ ن والعواص ِم ،ومنها المدين ُة ُ بعض ُ ٍ ٍ ِ وهالكُها كما يظهر ِمن ِ األحاديث ُح ُ ُسمى ـ أو ِعدَّ ِة ظاه ِر صول كارثة طبيعية ـ كما ت َّ ُ
كالزالز ِل التي ت ِ ِ ِ كوار َ ُفاج ُئ أه َلها ؛ فيضطرون إلى ُ الخ ِ روج ِمنها ،وهي أحس� ُن ث ِ ُ األحاديث ِمنها : تكون ،وفِيها ور َدت ُجمل ٌة ِم َن ما ٍ ِ س�ارية من الكلب على أحس�ن ما كانَت ،حتَّى يجي َء •« لتُتر َك َّن المدين َة على ُ أعواد ِ ِ المسج ِد أو على ُع ٍ ِ الم ِ َ رسول ال َّل ِه ،لمن نبر ،فقالوا :يا ود من سواري ِ ٍ يومئذ ؟ َ ُ مار والسبا ِع »((( . قال « :لل َّط ِير ِّ تكون ال ِّث ُ
ِ ِ ِ حج ِن ِ رس�ول ال َّل ِه مع بن األذر ِع ؤ إنَّه صعدَ َ •وروى اإلما ُم أحمدُ عن م َ ((( العراق في أحاديث وآثار الفتن ( ، )254: 1تأليف مشهور حسن سلمان. ((( الموطأ (.)3310
337
ِ فقال ُ : المدينة َ ُ mأحدً ا َ ، «ويل ُأ ِّمها ،قري ٌة يدعها أه ُلها كأين ِع ما فأقبل على ِ ِ ِ تك�ون»((( .وفي ٍ لفظ ُ : ُ خير ما تكونين»((( . «ويل ُأ ِّمك ،يد ُعك أه ُلك وأنت ُ ِ َ ِ مارها ؟ َ َ لت :يا باع»((( . قال ُ :ق ُ والس ُ قال « :ال َّط ُير ِّ رسول ال َّله َمن يأك ُُل ث ُ
•وروى أحمدُ بِ ٍ حس�ن عن ِ عمر ِ ٍ بن الخ َّط ِ رسول ال َّل ِه m َ اب ؤ َّ أن س�ند ِ ِ ب في ِ َ المدينة فيقو َل َّن :لقد َ مرة جنب وادي قال : «ليس�ير َّن راك ٌ كان في هذه َّ َ ِ كثير»((( . حاضر ٌة من المؤمنين ٌ
ِ الظواه ِر مربوط ٌة في ج ِ ل�ت وال َّله أعلم ِ : ِ وم ُ األحاديث بما يقع فيه مل�ة ث�ل هذه ُق ُ ُ ُ ُ والقتل ِ ِ ِ ِ ِ الكبائر وفِ ِ وغيره، الربا ح�ش عل المعاصي ِم َن ال ُظل ِم وال ُف الن�اس ِم َن ُ وأكل ِّ تالح ِ األزم ِنة الم ِ ِ قة ِمن عبر العربي والعالم اإلنس�اني العالم عرف وقد َ ُ واإلسلامي َ ُّ ُّ ُ ُّ ُ والزالزل الش�يء الكثي�ر ِ ، ِ ومنها البراكي� ُن التي ِ ِ ِ الحين تنفج ُ�ر َبي َن الرجفات ه�ذه َ َ
الساعة مقرون ٌة في ِ ِ ِ واإلسالمي بِ ُظ ِ َ هور العربي عالمنا عالمات واآلخ ِر ،ولكنَّها في ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ المعاص�ي واس�تِ ِ َ خفاف ُّ األحاديث ُش�ير الش �عوب بِالديانة واألمان�ة ،وإلى ذل َك ت ُ ِ ك َقولِ�ه mفي ِر ِ ِ ويتقارب الزالز ُل ، لم ،وتك ُث َر واية ال ُب خاري « :وحتى ُيق َب َ َ ِّ �ض الع ُ ِ اله ْر ُج ،وهو ُ ُ الزمان ، القتل » (((. وتظهر الف َت ُن ،ويك ُث َر َ َ ِ ِ ِ ِ َ إيراده االختراعات طابقة الغماري في « ُم قال الحافِ ُظ العصرية » (ص )111بعدَ ُّ الحديث :وقد ورد أن سبب ِ ِ ِ ِ المعامل ُة الزالز ِل في كثرة هذا َ َ الربا وكثر ُة ُ األرض هو ِّ
((( مسند أحمد (. )20883
((( الطبراني في الكبير (.)17463
((( مسند أحمد (. )20883 ((( مسند أحمد (.)15055
((( صحيح البخاري (.)1036
338
بِه ،وأك ُله» .
ِ ِ ِ ِ س�ج َلت ِ ِ الزالز ِل سلسلة العرب ُعمو ًما ُجز ًءا ِمن جزيرة األرصاد في أجهز ُة وقد َّ ِ كان من ِ ِ ِ تاريخنا الم ِ عاص ِ آخ ِرها ِز ٌ �ر ُ ،ر َّبما َ منطقة الزل حص َلت في عبر ُ والرجف�ات َ المدينة المنو ِ ِ الل ِ ِ رة ِخ َ األو ِل 1430هـ ،ويبدو وال َّل ُه العيس قري ًبا ِم َن شهر ُجمادى َّ ُ َّ ِ ِ أجهزة اإلعال ِم هو ُ المتحدَّ َ أعلم َّ تتأثر ث بِه في التفسير أن َّ كون هذه المناط ِق ُ النظري ُ َ ُ ٍ األرض والم ِ تحت ِق ِ ِ ِ ِ ِ مس�افات متدة على ش�رة الجيولوجية داع�ات باالنص الكائنة َ ِ ُ ِ ٍ ِ ِ ِ األحمر البحر فجوات تكونَت منه سلس�لة الصد ِع كبيرة ِمن الكبير ،الذي َ ُ سبق أن َّ الظاه ِ ِ ِ َ الزمان َّ ، رة . طبيعي لِهذه استمرار الزالزل وأن هذه وما حو َلها في سابِق ٌّ ٌ
ِ أن الذي أشار إ َليه ِ mمن ِ المدينة وهي يانع ُة ال ِّث ِ مار ُح ُ إذن فال ُيستب َعدُ َّ صول ترك َ ٍ داعات في ِ ِ ِ ِ روج ِ الزمان بما ُيؤ ِّدي إلى ُخ ِ أهلها ِمنها ،وال َّل ُه آخ ِر االنص شيء من هذه
أعلم . ُ
ٍ فت�ح الباري » (َ )104 : 16 ذك�ره الحافِ ُظ في « ِ أنكر ق�ال ( :تنبيه) َ وف�ي حديث َ ِ ِ خير ما كانَت » َ وقال : تعبيره في هذا الحديث بِ َقول�ه ُ « : م�ر على أب�ي ُه َرير َة َ اب� ُن ُع َ
ِ ِ ِ المدينة » ِمن أخبار مر ب ُن َش� َّب َة في « أعمر ما كانَت » ، إِ َّن َ َ أخرج ذل َك ُع ُ الصواب « ُ ِ ِ بن ٍ كان جالِ ًس�ا ِعندَ ِ مس�ادق ِ مر فجا َء أب�و ُه َرير َة َ عمرو أنَّه َ فقال له :لم طريق ابن ُع َ وأنت في ب ٍ يت حتَّى َ يخر ُج ُنت أنا َ علي حديثي ؟ فوال َّل ِه لقد ك ُ َ النبي ُ « : m قال ُّ ُتر َّد َّ
ِ خير ما كانَت » َ خير ما كانَت»، مر :أجل ،ولكن لم ي ُق ْل ُ « : فقال اب ُن ُع َ منه�ا أه ُله�ا ُ َ ِ أعمر ما كانً�ت» .ولو َ إنَّم�ا َ «خير ما كانَت» حي هو ل�كان ذل َك وهو ٌّ قال ُ : ق�ال ُ « : �ت ،والذي نفس�ي ِ بيده .اهـ .وروى م ِ وأصحا ُب�ه َ ، س�ل ٌم فق�ال أب�و ُه َرير َة :صد ْق َ ُ ِ ِ ِ يخر ُج ُ لما َ المدينة ، المدين�ة ِم َن أهل س�أل عمن ُ النب�ي َّ m َّ ف�ي حديث ُح َذيف َة أنَّه َّ 339
ِ ِ حديث أبي ُه َرير َة قيل :يا أبا ُه َرير َة َ ،من ُي ِ مر ِ خر ُجهم ؟ َ قال ُ :أمرا ُء بن ش َّب َة ِمن ول ُع َ الس ِ وء(((. ُّ
ول ح َذيف َة ؤ ـ وهو فقيه التحو ِ ِ وأعجب ما في ِ رسول الت وأمي ُن ِس ِّر ُّ ُ األمر َق ُ ُ ُ سنده عن ِ العل ِم ـ فيما رواه أحمدُ في م ِ ال َّل ِه mفي هذا ِ عبدال َّل ِه ِ بن يزيدَ عن ُحذيف َة ُ ٍ ُ أنَّه َ ش�يء رس�ول ال َّل ِه mبِما هو كائ ٌن إلى أن تقو َم الس�اع ُة ،فما ِمن قال :أخبرني ِ ِ إلاَّ قد سألتُه ،إلاَّ أني لم أسا ْله ما ُي ِ خر ُج َ المدينة ِم َن أهل المدينة ِ(((.
ِ َ النووي في ِ قال اإلما ُم المدينة « َل َيت ُْر ُكن ََّها َأ ْه ُلها شرح مسل ٍم((( عند قولِه mعن ُّ َت ُم َذ َّل َل ًة لِ ْل َعوافِي » :يعني الس�باع والطي�ر ،وفي الرواية الثانية« : َع َل�ى َخ ْي ِر َما كَان ْ ِ َيت ُْرك َ �اها إِلاّ ال َع َوافِ�ي » ،يريدُ َ :ع َوافِي الم ِدينَ� َة َع َل�ى َخ ْي ِر َما كَان ْ َت َع َل ْيه ال َي ْغ َش َ ُ�ون َ
ِ ان المدين َة ين ِْع َق ِ ان ِمن م َزينَ َة ي ِريدَ ِ اعي ِ ان ب ُعنُ َق ْي ِهما ف َي ِجدَ انِها َ ْ ُ ْ ُ السبا ِع وال َّط ْي ِر ،ثم َي ْخ ُر ُج َر َ ِّ وحش ًا ،حتّى إذا ب َل َغا َثنِي َة الودا ِع َخرا على وج ِ وه ِهما ) . ُ ُ َّ َ َ َ َ َ ْ َّ
الحديث بالس�با ِع وال َّطي ِر ،وهو صحيح في ِ ِ اللغة ، أما (العوافي) فقد َف َّس َ�رها في ٌ ْ ِّ ِ مأخ�و ٌذ من َع ِ المختار: الظاهر الحديث �ب معرو َفه ،وأما معنى فوتُه :إذا َأ َت ْي ُت ُه َت ْط ُل ُ َ ُ ُ ِ يكون ف�ي ِ َ ُ ّ آخر الزمان ،عن�د قيا ِم الس�اعة ،وت َُو ِّض ُح ُه ِق َّص ُة للمدينة الت�رك أن ه�ذا
ِ خر ِ ان على وج ِ ِ وه ِهما ِحي َن تُدْ ِرك ُُهما الس�اع ُة ،وهما ُ ُ الراعيي�ن من ُم َز ْينَ َة ،فإِن َُّهم�ا َي ّ ِ ِ المختار . الظاهر البخاري ،فهذا هو صحيح آخ ُر َمن ُي ْح َش ُر كما َث َب َت في ِّ ُ ُ َ ياض :هذا ما َج َرى في ال َع ْص ِر األَ َّو ِل َوا ْن َق َضى ،وقالَ :و َهذا ِم ْن وق�ال القاضي ِع ٌ
((( فتح الباري (. )91 :4
((( صحيح مسلم (.)7447 ((( (. )159 :9
340
َ�ت َع َلي ِه ِحين ا ْن َت َق َل ِ ِ ِ ِ الم ِدينَ ُة على َأ ْح َس ِ ت َ �ن َما كَان ْ ْ ُم ْعج َ�زات النَّبِ ِّي َ ، mف َقدْ ت ُِركَت َ ِ ِ كان�ت الدي ُن والدنيا ، الوقت َأ ْح َس� ُن ما والعراق ،وذلك الخالف� ُة منها إلى الش�ا ِم ُ ِ وغر ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ اس�ها واتِّس�ا ِع ِ حال َ أ ّم�ا الدي ُن فل َك ْثرة العلماء وك ََمال ِهم ،و َأ ّما الدنيا فلع َم َارتها َ
ِ ِ ِ ِ ِ وخاف أه ُلها بالمدينة الفتن التي َج َ�ر ْت بعض األخبار ُّيون في أهله�ا ،ق�ال :و َذك ََر َ
ِ اج َع الناس أكثر ْ أكثرها للعوافي َ ،و َخ َل ْت ُمدَّ ًة ُث ّم ت ََر َ ثمارها أو ُ وبقيت ُ أنّه َر َح َل عنها ُ الن�اس إليها َ ، �ت َأ ْط َرا ُفها ..هذا كال ُم ق�ال :وحا ُلها اليو َم قريب ِمن هذا ،و َقدْ َخ ِر َب ْ ٌ ُ
القاضي والله أعلم((( .
ِ ِ ِ والص ِ وال َ ور ور َّبما ال الصغرى ُ عش�رات النم�اذ ِج ُّ زال ف�ي مدلوالت العالمات ُّ ِ بيان عام لِ التفصيل ،ولِهذا فقد جمعناها على ِص ِ فة ٍ المجال لِ ِ ذكرها بِ ِ ُ تعدادها يت َِّس ُع ٍّ ِ ِ ِ ِ الزمنية ،فهي تبد ُأ ِمن ِ البعثة قبل واألطراف واسع ُة المدى وخاص ًة أنَّها وأسمائها ، َّ
المحم ِ ِ الص ِ ِ دية وتنتهي بِ ِ الالحق إجمالاً ،وقد الفصل ور ،كما سيأتي في النفخ في ُّ ُ َّ ِ ُب والمؤ َّل ِ ِ بعض الباحثين بِ تفصيلها في ثنايا ال ُكت ِ «اإلشاعة» كالبرزنجي في فات قا َم ُ ِّ ِ ِ ،وبوبه�ا ِ ُ الباح ُ مع �ف الوابِ ُل في ِكتابِه « يوس ُ أش�راط الس�اعة » تبوي ًب�ا ُمتداخلاً َ َّ َ �ث ُ
ِ الوسطى . العالمات ُ
اب هّٰ ِ َ َ كـتُتِبَ ِم ْن ِسوَى ِكت َ ِ قِ َرا َءةُ م َا ا ْ ٱلل ع َّز َوجل َّ
ِ ِ ال َع ِن ال ُقر ِ ٍ (الم ْثنَ�اةَ) َب ِدي ً آن، الس�اعة الصغرى تِلاَ َو ُة عالمات ومن ْ �مى َ كتاب ُي َس َّ ِ ب�ن ِ عبدالله ِ ِ كان ُي َح�دِّ ُ العاص ِحينَم�ا َ �ار َح ِد ُ وإل�ى َ ث في عمرو ب�ن ي�ث ذل�ك َأ َش َ ِ ِ ِ القول و ُي ْخ َز َن ُ ُ ُ الساعة أن ُي ْب َس َ الفعل ،وإِ ّن من �ط أش�راط ويقول( :إِ َّن ِم ْن المس�جد
ِ ِ األخيار ،وإن من أشراط الساعة أن ُت ْق َر َأ ُوض َع الساعة أن ت ُْر َف َع أش�راط األش�رار وت َ ُ ُ
((( شرح النووي على مسلم (. )159 :9
341
ِ ِ الم ْثنَ�ا ُة عل�ى ُر ُؤ ِ ب من اس� ُتكْت َ المَل�أَ ال ُت َغ َّي ُر » .قيل :وما المثناة ؟ فقال « :ما ْ وس َ َ كتاب ِ ِ ِ الله) .قيل :يا أبا عبد الرحمن ،وكيف بما جاء من حديث رس�ول الله غير . mفقال ( :ما َأ َخ ْذتُموه عمن ت َْأمنُو َنه على ِ ِ بالقرآن وعليكم نفسه ودينِه فا ْع ِق ُلو ُه ، َ ُ ْ َّ ُ
ُج َز ْو َن ،وكفى به واعظ ًا لمن ف َت َع َّل ُم�و ُه و َع ِّل ُم�و ُه َأ ْبنَا َءك ُْم ،فإِ َّنك ُْم عنه تُس�ألون ،وبه ت ْ كان َي ْع ِق ُل). س�ألت رج ً ال من أهل وفي (ش�عب اإليمان) للبيهق�ي ( : )4981قال أبوعبيد : ُ العل� ِم بالكت�ب األولى قد َعر َفها و َقر َأها َع ِن الم ْث ِ َ والرهبان من األحبار ناة فقال :إِ َّن َ َ َ َ َ بني إسرائيل بعدَ موسى وضعوا كتاب ًا فيما بينهم على ما َأ َرا ُدوا َب ْين َُه ْم ِمن ِ ِ كتاب غير
ِ عز َّ وح َّر ُفوا فيه الم ْثنَاةَ ،كأنَّهم يعني أن َُّه ْم َأ ْد َخ ُلوا فيه ما ُ الله َّ ش�اؤواَ ، �م ْو ُه َ فس َّ وجل َ ، ٍ كتاب ِ ش�اؤوا على خالف ِ َ عرفت أبوعبي�د :فبهذا تب�ارك وتعالى .اهـ .قال الله ُ م�ا ُ
عبد ِ حديث ِ ِ بن ٍ الله ِ ِ األخذ عن ِ َ َ الكتاب لذلك المعنى ، أهل عمرو أنَّه إنما ك َِر َه تأويل ِ اليرموك فأظنُّه َ وقد َ وقعت يو َم ُب قال هذا لمعرفتِه بما فيها .اهـ(((. ْ كان عندَ ُه ُكت ٌ ((( وانظر (غريب الحديث) ألبي عبيد (ج / 4ص . )282
والجدي�ر بالذكر أن في بعض المذاهب نصوص غالية ش�اذة تطعن في ترتيب كتاب الله
الذي يقرؤه المس�لمون اليوم ،وأنه س�يحصل في آخر الزمان إعادة ترتيب ـ والعياذ بالله ـ
له�ذا المصحف ،وأن هذا س�يكون على يد غير الع�رب! ألن (المصحف الموجود) ليس
مرتب�ا عل�ى (مصحف) اإلمام عل�ي ؤ ،وجاء في بعضه�ا لفظة (المثان�ي) و(المثال)
و(المس�تأنف) .وم�ن ذل�ك :كأن�ي بش�يعة عل�ي ف�ي أيديه�م (المثان�ي) يعلم�ون الناس (المستأنف) ،وفي رواية أخرى عنهم ( :كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم ( عليه السالم
) الفس�اطيط في مسجد كوفان ،ثم يخرج إليهم (المثال المستأنف) أمر جديد على العرب ش�ديد ) .وفي رواية ( :كأني بالعجم فس�اطيطهم في مس�جد الكوفة يعلمون الناس القرآن
كم�ا أن�زل ،فقل�ت :يا أمير المؤمني�ن أو ليس هو كما أن�زل ؟ فقال :ال ،محي منه س�بعون من قريش بأس�مائهم وأس�ماء آبائهم ،وما ترك أبو لهب إال إزراء على رس�ول الله mألنه
342
ِ ِ ِ ال�دور اليهودي ف�ي العال ِم ف�ي ِ ِ الزائغة لعقائ�ده فرضه خطورة يش�ير إل�ى وهذا ِّ ُ التوراة الذي اختل ُقوه وو َضعوه من ِ ِ على اإلنس�انيةُ ، عند تفس�ير سمى اليهو ُد ُ َ ُ ُ َ حيث ّ ِ وشرحه (جمارا) ،وهم ُي َقدِّ ُسونَها غاي َة وس َّموا َم ْتنَه (المشناة) َ أنفسهم (التلمود) َ ، التقديس ،تقول (الموس�وعة الميس�رة في األديان والمذاهب والملل المعاصرة):
الحاخام�ات ،حتى َج َم َعها الحاخا ُم يوضاس روايات ش�فوي ٌة تناقلها التلمو ُد :هو ُ ٌ سنة 150م في كتاب أسما ُه (المشناة) ،أي :الشريعة المكررة لها في توراة موسى
كاإليضاح والتفس�ير ،وقد أتم الراباي يهوذا س�نة 216م تدوين زيادات وروايات ش�فوية .وق�د تم ش�رح هذه المش�ناة ف�ي كتاب س�مي (جم�ارا) ،ومن (المش�نا)
و(الجم�ارا) يتكون التلمود ،ويحتل التلمود عند اليهود منزلة مهمة جدًّ ا تزيد على منزلة التوراة (((.
�م َي ( بالفرقان الح�ق ) َو َّز َع ْت ُه جماع ٌة وق�د َب َل َغنَ�ا ـ وت ََأ َّكدْ نا من ذلك ـ أن قرآن ًا ُس ِّ لكتاب ِ ٍ بعض ِ ِ ِ ِ ُ عبارات وجم ً عز ال مخالف ًة يحمل العرب وهو بالد مجهول� ٌة في الله َّ
ٍ ٍ ِ َّ مضي التضارب مع واضحة ُيقصدُ بها إِيجا ُد بطريقة وضع ّي ٍة وج�ل وت ََّم ْت صياغتُه ِّ ِ ِ ِ ِ حق أي الحائ�رة ،فيأتي زم ٌن ال يدري األجيال الزم�ن بين المصحفين على ٍّ ُ القارئ ُّ القرآن لشكِّهم ِ ُ َ فيه. الناس فيترك ُ
عمه).
((( «الموسوعة الميسرة» ص. 59
343
ِ عرض عام ٌّ لِبقيَّةِ العَ الصرغى ٌ لامات ُّ
هاب الصالِحين • َذ ُ ِ األسافل ارتفاع • ُ
• ُظهور الرويبِ ِ ضة ُ ُّ َ ِ •التِماس ِ األصاغ ِر العل ِم ِعندَ ُ ِ • ُ المؤم ِن صدق رؤيا ِ الك ِ •كثر ُة ِ تابة وانتِ ِ ِ النشر » الصحافة و ُدور شارها « السن َِن • ُ التهاو ُن بِ ُّ
فاخ ِ •انتِ ُ األه َّل ِة ِ •كثر ُة ِ الكذ ِ ِ َ اإلعالمية الوسائل عبر ب و ُبلو ُغه اآلفاق َ •ارتِفاع األُ ِ ِ الناس لفة ِم َن ُ
جليسه الرج ُل •إذا لم يأ َم ْن ُ َ عر ِ ِ لم ِ فة •التحي ُة ل َ •انتِشار َش ِ الز ِ ور هادة ُّ ُ •كثر ُة الن ِ ِّساء
ِ ظاهر ُة م ِ • ِ الفجأة وت َ
ِ والجفاء قوع التناك ُِر • ُو ُ ِ وأنهارا روجا • َعو َد ُة الجزيرة ُم ً ً ِ المطر ِ ِ النبات وق َّل ُة •كثر ُة ِ والجمادات السبا ِع •كال ُم ِّ 344
وت ِمن ِشدَّ ِة البِ ِ المؤم ِن لِلم ِ ِ الء •تمنِّي َ •كثر ُة الرو ِم ِ وقتالِهم الم ِ سلمين . ُ ُّ
ِ ِ ِ ِ حديث َّ « : ُ الساعة أن أشراط إن ِمن المساج ِد ،وفيه اإلمامة في •التدا ُف ُع على المسج ِد ال ِ ِ يتدا َف َع ُ يج َ أهل دون إما ًما ُيص ِّلي بهم »).(1
• ُغرب ُة اإلسال ِم .
ِ هاب ُ الناس . الخشو ِع ِم َن • َذ ُ
ِ •كثر ُة الذين ال ِ نكرا . يعرفون معرو ًفا وال ُينكرون ُم ً والخ ِ وقل ُة ال ُف ِ طباء ِ •كثر ُة ال ُق َّر ِاء ُ قهاء . •تع ُّلم ِ ِ الدين . العل ِم لِ َغ ِير ُ
•ال ُقضا ُة الخون ُة وال ُفقها ُء َّ الكذابون (الك ََذب ُة) وال ُق َّرا ُء الفسق ُة . نار ِ الح ِ هور ِ جاز • ُظ ُ المرأة لِلرج ِل في الت ِ ِ ِّجارة • ُمشارك ُة ُ •استِبدال التال ُع ِن بالسال ِم .
ِ جال بِالن ِ والنساء بِالر ِ •تش ُّب ُه الر ِ جال . ِّساء ِّ ِّ غيان الن ِ ِ • ُط ُ الشباب . سق ِّساء وفِ ُ •التغاير على ِ الغ ِ لمان . ُُ ِ المساج ِد وتعلي ُة المنابِ ِر . •زخرف ُة
• َذهاب ِ ماء ال ُف ِ رات و ُظ ِ هور ِ ِ الذهب . كنز ُ ((( مسند أحمد ( ،)27898قلت :وقد حصل مثل هذا في بعض بالد اليمن ـ إبان فترة الحكم
الشيوعي ـ حيث انعدم في بعض القرى من يؤم الناس للصلوات وكذلك لصالة الجنازة . وصدق رسول الله . m
345
•كثر ُة ُّ الش ِح
•ظهور الن ِ ِ ِ العاريات الكاسيات ِّساء ُ
ِ ِ ِ والمس�انيد ِ الس ِ وغيرها ِمن ُكت ِ الخاص ِة األحاديث عش�رات الحديث ُب �نن ُ َّ وفي ُّ ِ المجال لِ ِ بِ ُ ذكرها . العالمات األُخرى التي لم يت َِّس ُع
346
التسلسل الزمني الشرعي ِ ِ العلامات الجام ُع ل ِ َسي ِر ُّ ُّ ُ ُ والأمارات إلى قِيا ِم الساعةِ ِ •المرحل ُة الن ِ َّبو َّي ُة .
ِ هور الر ِ ِ •ب ِ شارات ال ُكت ِ السماوية لِ ُ الخاتمة . سالة ُب ُ ألم ِم بِ ُظ ِ ِّ ِ العالمات . برز فيه ِم َن •ميال ُده mوما َ اآليات البي ِ ِ نات . •نشأتُه mوما راف َقها ِم َن ِّ •بعثتُه . m
•وفاتُه . m الراش ِ الفة ِ الخ ِ •مرحل ُة ِ دة ثالثون عا ًما . األموية – العب ِ ِ •مرحل ُة الم ِ ِ العضوض ( لك اسية)((( . َّ ُ •مرحل ُة الدو ِ يالت ..التداعي . َ •مرحل ُة ال ُغ ِ ِ ِ المهابة . ونزع والوهن ثاء ُ
•مرحل ُة االستِتبا ِع . ِ ِ ِ هتار . ثمار – االست ُ عمار – االست ُ •االست ُ • ِ العلماني ُة – العلمن ُة – ال َعولم ُة . ِ ِ الف ِ هاية ِ �عوب » ِم�ن نِ ِ •مرحل� ُة االس�تِ ِ ِ نفار « يقظ� ُة ُّ أواس�ط الرابعة إلى تن�ة الش
المرحلة الس ِ ِ فيانية . ُّ •مرحل ُة االستِ ِ قرار « المهد َّي ُة » .
((( وتنقس�م المرحلة بعمومها إلى أقس�ام كما ج�اء الحديث « :بدأ هذا األمر بِنُب ٍ حم ٍة ُث َّم ُ ُ َّ ور َ �وة َ خال َف ٍة ور ٍ وج ِبر َّي ًة» .اهـ ص 364اإلشاعة . حمة ،ثم ُملك ًا َعضوض ًا ،ثم ُعت ُّو ًا َ َ َ
347
•مرحل ُة الدَّ َّج ِ ال « الدَّ َّجالي ُة » .
ِ ِ ِ •مرحل ُة عيس�ى ِ ِ ِّهائي�ة َبي َن ُّ األديان ووحدة �عوب ، الش مري�م « المرحل ُة الن بن َ تحت ه ِ يمنة اإلسال ِم » « المرحل ُة العيسوي ُة » . َ َ ِ •مرحل ُة االجتِ ِ االنهيار » « اليأجوجي ُة » . ياح « بد ُء ِ الش ِ •مرحل ُة ِّ وعبادة األصنا ِم « الالديان ُة » . رك
بول الت ِ ِ ِ اليأس من َق ِ ِ َّوبة » « الداب ُة ،الدُ ُ خان، والعالمات « مرحل ُة اآليات •تتا ُب ُع الشمس ِمن ِ ِ لوع مغربِها »((( . الريح القابِض ُة ُ ،ط ُ ُ ِ ِ ُ الصور » . النفخ في اإلنساني « الكون •نِهاي ُة ِّ
((( رواه الطبران�ي ف�ي األوس�ط عن أب�ي هريرة ؤ عن النبي mق�ال « « خروج اآليات بعضها على أثر بعض ،يتابعن كما تتابع الخرز في النظام .وروى اإلمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال :قال رسول الله « mاآليات خرزات منظومات في سلك فان يقطع السلك يتبع بعضها البعض.
348
ما بع َد ِ الفتنةِ الرابِعةِ ..رمحلةُ الاستِنفا ِر ِ تحدي�د الم ِ ِ اختل َف ِ اإلش�ارات الن ِ الزمنية الت�ي تمتدُّ فِيه�ا مرحل ُة �دة َّبو َّي� ُة ف�ي �ت ُ ُ ِ لأِ ِ أش�رنا س�ل ًفا بِع�د ِم انش�غالِنا بِ ِ وتحدي�ده ،وال الزم�ن الفتن� ُة الرابع� ُة ،و نَّن�ا ق�د ْ الل االس�تِ ِ كره�م ؛ فإنَّنا ن ِ �خوص ِ ِ المراحل ِمن ِخ ِ وذ ِ بِ ِ َ األفراد ُّ قراء العا ِّم ُالح ُق والش
ومن االس�تِ ِ ِ ِ ِ ِ قراء العام في ِ ِ المرحلة اس�تِ ُ المس�ألة فحال طول هذه ع�ن التحوالت َ ، ُّ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والموارد، مالت واضط�راب ال ُع األس�عار ، فاع ُ االقتصادي�ة ،وزياد ُة الغالء ،وارت ُ فشل االقتصاد ِ واتِّس�اع مب�دأِ « الفوض�ى الخلاَّ ِ إلعادة وامتداد سياسة الش�ر في العال� ِم تدف�ع بها ُقوى ق�ة » التي ُ ُ ِّ التجويع والتطبيع ِ ِ ِ ِ ِ َّب ع َل ِيه ُد ُ خ�ول األُ َّم ِة إلى الس�يطرة السياس�ية واالقتصادية عل�ى العال ِم ،م َّم�ا يترت ُ
ِ نفار ،وهي المرحل ُة التي ِ ِ مرحل�ة االس�تِ ِ ِ ُ والدجاجلة، الدج�ل أوراق �ف فِيها تنكش ُ ِ ِ ِ س�لمة ِ ِ المؤام�رات التي ت ُ ُحاك ِضدَّ ُّ اإلنس�انية الم الش ف حقيق� ُة ُع�ر ُ وضدَّ �عوب ُ وت َ �ر لِ ِ ُّهوض الم ِ دون ُق ِ بِع ِ التغيي�ر ِ باش ِ ِ ِ مومه�ا .ولك�ن َ درة ُّ ضعفها أو الن �عوب على الش ُ ِ ُ
وضعفه�ا االقتِص�ادي واختِالفِه�ا السياس�ي واالجتِماع�ي ،واختِ ِ ِ لاف الدين�ي ِّ ِّ ِّ ِّ ِ ِ الم ِ ِ س�لمين المعن ِّيي�ن بِ ِ المذاه ِ واألحزاب والجماع�ات ب األم�ر فيم�ا َبينَهم عل�ى ُ الفشل والح ِ ِ ِ المؤدية إلى والرؤى يرة((( . َ
((( ويليق بنا هنا ونحن نقرر هذه المرحلة استنادا على ما فهم من استقراء األحاديث فإننا نشير إلى ضرورة المراجعة الملحة في داخل الخيمة اإلسلامية ،وخصوصا بين عناصر الديانة المتخذة صفة الصراع والتحريش حول المعتقدات والعادات وبعض وس�ائل العبادات أو
التحريش السياس�ي بين األنظمة واألحزاب المختلفة أن تعي األمر وتنظر للمس�ألة بحسن
تبصر وتؤدة وخصوصا أن الفشل المشترك قد صار مظهر الجميع .
فالجمي�ع ـ بش�هادة م�ن ال ينطق عن الهوى ـ غث�اء في غثاء ،وال يخرج م�ن هذا المعنى
إال العب�اد الزه�اد المنقطعون لله بعيدا عن طرف�ي اإلفراط والتفريط المحت�دم ،وأما ركام
349
والتشريك والتبديع
�عوب وبين الم ِ وفِيها يبد ُأ نوع ِمن االصطدا ِم الم ِ باش ِ �ر َبي َن ُّ ستثم ِر الكافِ ِر على الش ٌ َ ِ َ َ ُ ُ االصطدام ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ المباشر َب َ مكاس�ب الحياة ومواردها وثرواتها ، الصرا ِع على قضاياها المصيرية وعلى ين صفة ِّ الشعوب ورواد ذهب يقتتِ ُل ع َل ِيه ِمن ك ُِّل ٍ جبل ِمن ٍ رات عن ٍ فئة تس�ع ٌة وتس�عون ... وفِيها ُي حس�ر ال ُف ُ ُ
الفوضى الخالقة
رات عن ٍ َ كنز فإن أدركتَه فال ُ تأخ ْذ منه َشي ًئا » ((( . حسر ال ُف ُ قال ُ « : mي ُ
ِ ِ ِ بعض السفياني ُة األولى ُث َّم الثاني ُة ،وفي وفي ُأخريات هذه المرحلة تبد ُأ المرحل ُة ُّ ِ ِ أعلم . الروايات مرحل ٌة ثالث ٌة .وال َّل ُه ُ ِّ
المرحلة السفيانية حروب وفتن ودماء
السفيانيةُ المرحلةُ ُّ
روب ِ ِ التعريف به�ا أنَّها مرحل ٌة ُم ِ والف ِ الح ِ ُ العربي تن ف�ي العال ِم جم�ل ُم ضطرب� ٌة بِ ُ ِّ ِ ِ تاريخه عن أبي ُه َرير َة ؤ : عساك َر في أخرجه اب ُن شير إ َليها ما َ واإلسالمي ،و ُي ُ ِّ ِ باب ِ ِ تزال طائف ٌة ِمن ُأ َّمتي ُيقاتِلون على ِ المقد ِ « ال ُ أبواب س وما حو َلها ،وعلى بيت
ِ ِ أبواب الطالقان وما مش�ق وما حو َله�ا ،وعلى إنطاكي� َة وما حو َلها ،وعلى أبواب ِد َ حو َله�ا ِ ، نصرهم ؛ حتَّى ُي ِ خر َج ظاهري َن على ِّ الحق ال يس�ألون َمن خذ َله�م وال من َ كنزه ِم َن الطالقان ف ُيحيي بهم دينَه كما أميت ِمن ِ قبل (((. ال َّل ُه َ
ِ والس�فياني ِ صراح ِ ب�ن أرطأ َة َ حاك ٌم ب ط ٌ ِ قال :يقت ُُل الحديث عن ّ�اش كما ور َد في ُّ ُّ األنظمة والمؤسسات واألكاديميات فلست أفشي سرا إذا قلت :إن الجميع يسيرون ضمن
االتجاه اإلجباري على طريق الضب على غير ضابط شرعي وال رادع طبعي .
وألننا جميعا أمام مرحلة االستنفار فال بد لنا من فهم «المعنى والمقصد» ؛ لتجتمع قلوبنا
وعقولنا على كلمة سواء ـ ولو من بعض الوجوه على القواسم المشتركة ـ ونرص صفوفنا
أمام العدو المشترك ...فلعل وعسى .
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)1351
((( تاريخ دمشق (.)257 :1
350
ِ ِ المناشير ،ويط ُب ُخهم بِ وينش ُرهم بِ أشه ٍر َ . فياني ك َُّل َمن عصاه ُ ، وقال القدور ست َة ُ الس ُّ ُّ يلتقي بِالمش�رقين والمغربين((( ،وفي ِر ٍ واية « :الس�فياني ش�ر ِ مل ٍك ،يقت ُُل ال ُعلماء ُّ ُّ ُّ َ السفياني يقتل العلماء أو يستفيد ِ َ وأهل الفضل ،و ُيفنيهم ويستعي ُن بهم فمن أبى ع َل ِيه قت َله »((( . ِمنهم في تنفيذ سياسته
ٍ حدي�ث خالِ ِد ِ ُ ُ بن ش�ير صف�ر ، تك�ون عالم� ٌة في ُ َجم ل�ه ٌ ذناب ،وإ َليه ُي ُ ويبتدئ ن ٌ ٍ ِ مكان ٍ ِ ِ نار يط ُل ُع ِمن ِق ِ المش�ر ِق ،يراه ُ َ األرض أهل بل عمود معدان « :إنَّه س�تبدو آي ُة هله طعام ٍ أدرك ذلِ َك فلي ِعدَّ لأِ ِ َ ُك ُّلهم ،فمن أيضا « :إذا رأيتُم عمو ًدا سنة »((( .وعنه ً ُ َ عالمات كونية ِ ِ ِ ِمن ٍ ِ ِ َ ش�هر المش�ر ِق في نار ِق َبل رمضان في الس�ماء فأعدُّ وا م َ ن الطعا ِم ما اس�تطعتُم وظواهر مناخية
فإنها سن ُة جو ٍع . ((( » ...
ِ ِ ِ جار في ك ٍ ُ َوكب عمود الن َِّار » في يكون المقصو ُد ِمن « ور َّبما بعض المعاني أنَّه انف ٌ ُ لك الص ِ ِ أو نَج ٍم ُّ ِ ِ نارا ُمدَّ ًة طويل ًة فيراه ُ فة ،وهي بِال َّ شك أهل األرض على ت َ ِّ يظل ُمش ًّعا ً ف بِ ٍ صاحب ذكر ذلِ َك قرية في الشا ِم ِمن ُقرى ِد َ خس ُ ُ مشق ،ولع َّلها ـ كما َ عالم ٌة كوني ٌة .و ُي َ
((( الفتن لنعيم بن حماد ( ، )219اختلف العلماء في مس�مى الس�فياني :هل هو فرد من أس�رة بني أمية ؟ أم ما قيل من أنه س�فياني السياس�ة ؟ أي :يتبع سياس�ة الملك العضوض ،أم غير ذلك .وقد رد بعضهم أحاديث السفياني ،وأنه لم يصح في خبره شيء ،ومن ذلك ما ذكره
مؤلف «فقه أش�راط الس�اعة» نقال عن العالمة ابن قدامة رحمه الله قال :اعلم رحمك الله تعالى أنه لم يصح ش�يء في أحاديث الس�فياني ،س�واء منها ما كان مرفوعا أو موقوفا .قال ابن قدامة رحمه الله تحت عنوان « السفياني والمهدي » :قال محمد بن جعفر :وهي هذه األحاديث التي نهى أحمد بن إسحاق بن داود عن التحديث بها ...وساق األحاديث .اهـ
ص « 65-64فقه أشراط الساعة» ليوسف الوابل .
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )790 ((( الفتن لنعيم بن حماد (. )633 ((( الفتن لنعيم بن حماد (. )649
351
ِ ِ ِ مسج ِدها ((( . الغربي ِمن ب اإلشاعة ـ قري ُة « حرستا » ويس ُق ُط الجان ُ ُّ
ِ و واألعرج » .وتقو ُم واألصه�ب ، األبقع ، �فياني ك ٌُّل ِم�ن « : الس ُ ُ ُ ُّ يظه�ر في عهد ُّ ُ شخصيات قيادية الرايات الثالثِ ِ ِ ِ ِ متنازعة �فياني على الس الس ُّ َهم المالح ُم القتالي ُة حتَّى ينتص َر ُّ �فياني و َبين ُ ِّ َبي َن ُّ حديث أرطأ َة المروي في ِكتاب ِ ِ ٍ ِ ٍ ِخ َ ُ الفت َِن لنُ َعي ِم بن شير ُّ الل سنة كاملة ،وإلى ذل َك ُي ُ
اد ِمن قولِه « :الس�فياني الذي يموت ،الذي يقاتِ ُل أو َل َش ٍ الرايات الس ِ ِ حم ٍ �ود �يء ُ َّ ُ ُّ ُّ ُّ َّ ِ ِ الص ِ ٍ َ جمل بيسان على شرقي مخرجه ِم َن « المنذروز » صرة الشا ِم فر في ُ الرايات السود والرايات ُّ ِّ ِ يقبل ِ تاج ِ مرت ِ والصفر رموز يهلك ُ ، الجزي َة ،ويس�بي ُّ َي�ن ُ ،ث َّم ُ الذري َة ، أحم�ر ع َلي�ه ٌ يهز ُم الجماع َة َّ َ لقوى محلية واعدة
ويبقر ُب َ طون الحبالى .((( » ... ُ
المرحلة لبني ِ ِ هاش� ٍم لِما ُيرى ِمن تع ُّل ِ الناس بِ ِ المهدي �ق وي�زدا ُد األذى ف�ي هذه ِّ ازدياد األذى آلل ِ ِ ِ ِ ِ شردون في أنحاء األرض .وفي اإلشاعة تحديدٌ البيت بعمومهم وأحفاده ُق َب َيل ُظهوره ،و ُيقتَّلون و ُي َّ ِ الهالك لِبني ِ ألسماء البِ ِ ِ ِ ِ حسب االنتماء ِ ُ ُ هاش ٍم . يكون فِيها الد التي كر لألعداد م َن القتلى وذ ٌ لبني هاشم
ِ والمدين�ة ،وال ِ �ف بِ ِ يفل ُت ِمنه�م أحدٌ إلاَّ �فياني فيما َبي� َن م َّك َة الس خس ُ ِّ جي�ش ُّ و ُي َ الجيش الذي المه�دي في مخبئه لِ ُيخبِ َرهم البش�ير فيأتي إلى اإلما ِم ونذير » ،أ َّما بش�ير رج َلي�ن « ِّ ُ ُ ٌ ٌ ين يخسف بِه َب َ لأِ ِ ِ ِ ِ َّ َ ش�ير إلى الس مكَّة والمدينة بما حصل ، �فياني ل ُيخب َره ً أيضا بما حل صحابه ،و ُي ُ ِّ ونذير يأتي إلى ُّ ٌ
ذلِ َك ما ورد في ِكتاب ِ ِ (الخامس ص /229بِر ْق ِم « : )903ال ينجو أحدٌ إلاَّ الفت َِن َ واحدٌ يحو ُل ال َّله وجهه إلى قفاه ؛ فيمشي ِ رج ٌل ِ كمشيتِه َ كان مستو ًيا َبي َن يدَ يه » ((( ، ُ َ ُ ِّ ُ ويؤيدُ هذا ما روتْه ِ عائش ُة « : bيغزو ٌ جيش الكعب َة ،حتَّى إذا كانوا بِ َبيدا َء ِم َن َ ُ ِّ ف بِأولِهم ِ َ ِ ِ ِ وآخ ِرهم وآخرهم » قا َلت :يا أولِهم خس ُ خس ُ َّ �ف بِ َّ رس�ول ال َّله ُي َ الطريق ُي َ
((( اإلشاعة ص.202
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )775
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )903
352
�ف بِأولِهم ِ يس ِمنهم ؟! َ وآخ ِرهم ،و ُيبعثون على خس ُ َّ وفيهم أس�وا ُقهم و َمن َل َ قال ُي َ ن َّياتِهم » ((( .
تاب ِ ِ حديث « في ِ وفي ِك ِ ُ الخلق شوه الفت َِن لنعيم بن حماد الم َّ فياني الثاني ُ الس ِّ زمن ُّ
هد ٌة بِالشا ِم حتَّى ي ُظ َّن ك ُُّل َقو ٍم أنَّه خراب ما يليهم » (((. ُ
المهدي ..وهل ي َ ْس ِب ُقهَا قِيام ِخلافة ٍ ِ راشدة ٍ ؟ رمحلةُ ما قبل َ الإما ِم ِّ ُ
حد ِمن ع ِ ِ ِ يس�بق لأِ ٍ ِ عالمات الكتابة عن تاري�خ لماء اإلسلا ِم ـ المعروفين في لم ْ ُ راش ٍ الفة ِ الساعة ـ أن ذكر ِقيام ِخ ٍ ِ قبل ُظ ِ واإلسالمي َ هور اإلما ِم العربي دة في العال ِم ِّ ِّ َ َ أن الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ بعض للنظ�ر تبنِّي لف َت ِّ الس�فيانية أو خال َله�ا ،إلاَّ َّ ُ المه�دي وبع�دَ المرحل�ة ُّ
مرحلة ما قبل اإلمام المهدي
الخ ِ النفي لِهذا ِمن ِ قبيل ُ الم ِّ رافة تأخري�ن هذه الفكر َة واإلصرار ع َليها ،بل واعتبروا َ َ ُ ٍ ِ وب ٍ ِ ِ يطان في ُق ُل ِ الش ُ والضاللة ،التي ألقاها َّ الصوفي ُة ِمنهم، خاصة ُّ كثير م َن العا َّمة وبِ َّ حسب قولِهم »((( . َ
الخالف َة ِ ولأِ َّن ِ الراش�د َة على ِ يس�ت إسلامي مطلب الش�رعي وجهها ٌ عظيم ،و َل َ ٌ ٌّ ِّ ِ ٍ ٍ وأراجي�ف ؛ فالجز ُم بها َ المهدي مرحلة اإلم�ا ِم قب�ل وتمني�ات ص�ات تخر َ ِّ ج�ر َد ُّ ُم َّ ِ ٍ ٍ وح ِ وخاص ًة َّ الم ِ أن حتج به�ا ، َّ تحت�اج إل�ى تأكُّد ُ ُ س�ن بحث في معان�ي األحادي�ث ُ تحقي َقه�ا ـ أيِ : الخالف� َة ـ ف�ي العال� ِم س�ي ِ َ َ يكون ش�أن الجمي� ِع ،ولن صل ُح ال َّل ُه بِه ُ ُ ِ ِ يس الص�را ِع بين الم ِ س�لمين ِ ِ ِ «تس�ي ِ العقدي التحريش أو يدور ِمن ِّ َ َ ُ الفض�ل فيها لما ُ ِ ِ ِ ِ ُ ش�تركة» الم المص ِّلين» وإنَّما والف ِّ س�يكون حقيق ًة على «قواس� ِم الديانة ُ ك�ري َبي� َن ُ ((( صحيح البخاري (. )2118
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)626
((( راجع كتاب « فقه أشراط الساعة » د .محمد أحمد إسماعيل المقدم ص (. )232-225
353
ِ الخالفة الراشدة بشروطها ال تكون إلاَّ بالمهدي
ِ ِ ِ ِ ِ لِ الم ِ األحاديث ،والمعنى ش�ار إ َليه في لطائفة ُ المنصورة عندَ ُوجودها على المعنى ُ ِ الم ِ ٌ األحاديث َّ مكان ُمع َّي ٌن ،وال يحدُّ ها ش�ار إ َليه في أن الطائف َة المنصور َة ـ التي ال ُ ُ ٍ ٍ مذه�ب بِعينِ�ه ،وال تنط�وي َ ِ ِ أرض ال َّل ِه تعم ُل ف�ي ٌ َ تحت ظ ِّل َدولة وال سياس�ة ـ فئ ٌة َ
سبيل ال َّل ِه ِ ، الج ِ تهيئة ُظ ِ على ِ روف ِ ِ ولكن َ ُقيم هذه الطائف َة شكلاً ِمن هاد في دون أن ت َ ِ الخ ِ تحت مسمى ِ ِ ِ ِ ِ الفة السياسية لِإلسال ِم((( . أشكال اإلدارة السياسية العا َّمة َ ُ َّ
ِ ِ ِ تاب فِ ِ والخالف ُة لن تس� ُق َط على الم ِ ف ِك ِ َ س�لمين الس�اعة « : عالمات قه قال ُمؤ ِّل ُ ُ ِ الس�ماء ِ ، ولك ْن لِلن ِ ٍ المتعدِّ د ُة ،وقد َّ النبي mبِ ِ فتح رطاس ِم َن في ِق بش َر ُّ َّصر أس�با ُبه ُ بالج ِ ِ ِ ِ ِ الفتح لن يتِ َّم إلاَّ عز َّ وبذل والصبر ع َل ِيه وجل ، هاد في سبيل ال َّل ِه َّ ُرومي َة ،وهذا ُ الجهاد ِخالف ٌة ِ ِ ِ األم�وال واألن ُف ِ راش�د ٌة على ِم ِ نهاج يقيمها هذا ِ ُ �س .والخالف ُة الت�ي ُ ِ النبي ((( . mاهـ . أخبر ُّ الن َُّّبوة كما َ
راش ٍ الفة ِ أحادي�ث يفهم ِمنه�ا قيام ِخ ٍ �دة َ َ قب�ل ُخ ِ روج أيض�ا :وق�د ور َدت وق�ال ً ُ ُ ُ َ ُ بعض التحريف ِ في معاني المهدي ،منها : ِّ األحاديث سببه
ُ األزدي ؤ َ عدم دراسة فقه وضع قال : ما رواه اب ُن حوال َة رس�ول ال َّل ِه mيدَ ه على رأس�ي َ ِّ التحوالت الخالف َة قد نز َل ِ يت ِ إلى هامتي ُ ،ث َّم َ المقدَّ س َة ت قال « :يا اب َن حوال َة ،إذا ر َأ َ َ األرض ُ ٍ ال�زالز ُل والبالبِ ُل واألُمور ِ فق�د دن ِ ِ ِ الناس ِمن أق�رب ِم َن يومئذ العظا ُم والس�اع ُة َت ُ ُ
((( ألن الخالف�ة نظ�ام يوح�د األقاليم ،ويوح�د قرار الس�لم والحرب فيها عموم�ا ،بعيدا عن المناطقي�ة واإلقليمي�ة والح�دود الذاتي�ة ،وه�ذا غير ممكن ف�ي ظل ما وصفت�ه النصوص النبوية من الهرج والمرج والجور واالقتتال ؛ ولكن المتابعة والمالحظة لما يقال مكس�ب
معرفي.
((( فقه أشراط الساعة (ص. )229/
354
يدي هذه ِمن ِ رأس َك » (((.
م�ران ب ِ ِ ٍ ُ قال َ : جب�ل ؤ َ يت رس�ول ال َّل ِه ُ « mع قال ومنه�ا م�ا رواه ُمع�ا ُذ ب ُن ُ َ ِ ِ ِ المق�د ِ الملحم�ة ُ ، فتح روج يثرب ، س روج الملحمة ُ وخ ُ يثرب ُخ ُ وخراب َ ُ خ�راب َ ُ بيده على ِ ال » ُثم ضرب ِ ِ ِ روج الدَّ َّج ِ سطنطينية ُخ ِ فخ ِذ الذي وفتح ال ُق َ ال ُقس�طنطينية ُ ، َّ ِ ح�دث أو منكبِ�ه ُث َّم َ قال َّ « : َ وفتح إن هذا َّ الحق كما أن ََّك هنا أو كما أن ََّك قاعدٌ »((( ُ . ِ المهدي ،الذي هو في ِ سطنطينية سيتِ ُّم في ِ زمن ال ُق زمن عيسى ع َل ِيه السال ُم(((. ِّ
ِ مران ب ِ ِ ِ ((( الخالفة ِ ِ سيكون بِ ُ المقدس يت تحرير يستلز ُم الناز ِلة فيه وهذا قالوا :و ُع ُ َ َ ِ الج ِ سيستلزم قيام ِ ال ُق ِ اليهود ُه َ ناك . الشرعي هاد وتحريرها دس ، اإلسالمي ِضدَّ ِّ ِّ ِ ُ َ ُ قال ِ : ِ ومنها ما رواه ِ ِ رس�ول ال َّل ِه ُ m َ األس�ود ؤ َ يقول عت المقدا ُد ب ُن س�م ُ
يت ُم ٍ �در وال ٍ ِ ِ عز ظه�ر « :ال يبق�ى عل�ى األرض َب ُ وب�ر إلاَّ أدخ َله ال َّل ُه ُك َّله اإلسلا َم بِ ِّ أهلها ،أو ِ وجل فيجع ُلهم ِمن ِ ٍ عزيز أو ُذ ِّل ٍ عز َّ يذ ُّلهم فيدينون هم ال َّل ُه َّ ذليل ،إما ُي ُّ عز ُ الج ِ َلها»((( ،قالوا :و َقو ُله « mفيدينون َلها» فيه إش�ار ٌة إلى ِ زية وإش�ار ٌة ُأخرى إلى الجزي َة ِمن ٍ يقبل ِ قبل ن ِ المسيح ش لأِ نَّه ال ُ يكون َ ُ َّ ِ أحد . ُزول أن هذا إنَّما ((( مسند أحمد (.)23150
((( مسند أحمد (.)22774 ِ ِ ((( وفي ِ كالمه ُ المهدي س�ابِق ٌة لعهد عيس�ى ع َليه السال ُم ،وليست كما غريب ؛ فمرحل ٌة تداخ ٌل ِّ ٌ المهدي هو زم ُن عيس�ى ع َليه السلا ُم » وإنَّما يأتي عيس�ى ع َليه السلا ُم في ع َّب َر عنه « زم ُن ِّ ِ وصر اإلمام المهدي بِب ِ ِ ِ المقد ِ س. يت ِّ َ ُ ُأخرياتها ،وقد ُح َ
((( عل�ى م�ا ذك�ره الناق�ل :عمران بيت المقدس س�يكون بالخالف�ة ،فماذا يعني م�ا يقابله من خ�راب يث�رب فالجهاد في بيت المقدس يقام بأهلها ،وم�ن ذا الذي يخرب يثرب ؛ ليكون بعدها خروج الملحمة .فقه أشراط الساعة ص.228
((( مسند أحمد (. )24543
355
استمرار الجهاد في سبيل الله في عصر المهدي
وقبل ن ِ لت َ : ِ المهدي المهدي ،و ُق َب َيل اإلما ِم هور اإلما ِم ُزول ُق ُ ِّ ِّ المسيح إنَّما هو ُظ ُ لخ ِ دون ِقيا ِم حك ٍم عام لِ ِ ِ ِ يل الم ِ يكون تمهيدٌ لِ ُظ ِ هوره َ ُ الفة ظل ِم ،وفِيها ُ ٍّ فتَ� ٌن كقط� ِع ال َّل ِ ُ يس َغ َير ذلِ َك . و َل َ
األحاديث المس�تدَ ِّل بها َليس فِيها َش�يء يدُ ُّل على ِقي�ا ِم ِخ ٍ ِ الفة َ قبل ب�ل إِ َّن كا َّف� َة َ ٌ ُ اإلما ِم المهدي ،وال إشار ٌة ِ ظاهر ٌة أو خفي ٌة فيا ُس َ بحان ال َّل ِه ((( ! ِّ أسباب ُخروج الدجال
ِ تال بين الم ِ ِ ِ ٍ ِ ُ وانتصارهم واليهود س�لمين وأ َّم�ا األحاديث التي تدُ ُّل على ُحدوث ق َ َ ُ
((( كتب صاحب كتاب أشراط الساعة ص « 258وعن جابر بن عبدالله ء قال سمعت رس�ول الله mيقول « ال تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة « ق�ال » فين�زل عيس�ى بن مريم ش ،فيقول أميرهم تعال ص�ل بنا ،فيقول ال إن بعضكم عل�ى بع�ض أمراء تكرمة الل�ه هذه األمة » رواه مس�لم كتاب اإليمان .ق�ال المؤلف :فهذه األحادي�ث الت�ي وردت في الصحيحين تدل عل�ى أمرين أحدهما أنه عند نزول عيس�ى بن
مري�م ش من الس�ماء يك�ون المتولي ألمر المس�لمين رجال منه�م ،والثاني أن حضور أميره�م للصالة وصالته بالمس�لمين وطلبه من عيس�ى ش عند نزول�ه أن يتقدم ليصلي
به�م ي�دل على صالح ف�ي هذا األمير ،وه�ي وإن لم تكن فيها التصري�ح بلفظ المهدي إال
أنها تدل على صفات رجل صالح يؤم المس�لمين في ذلك الوقت ،وقد جاءت األحاديث في الس�نن والمس�انيد وغيرها مفس�رة له�ذه األحاديث التي في الصحيحي�ن ودالة على أن ذلك الرجل الصالح يس�مى محمد بن عبدالله ،ويقال له « المهدي » والس�نة تفسر بعضها
بعضا.
وقال وقد أورد الشيخ صديق حسن في كتابه « اإلذاعة » جملة كبيرة من أحاديث المهدي
جع�ل آخره�ا حديث جابر المذكور عند مس�لم ،ثم ق�ال عقبه « وليس في�ه ذكر المهدي ، ولك�ن ال محل له وألمثاله في األحاديث إال المه�دي المنتظر كما دلت على ذلك األخبار المتقدمة واآلثار الكثيرة .اهـ (ص )59أشراط الساعة يوسف الوابل .
قل�ت :وعل�ى هذا القول يبطل ق�ول من قال « :إن رفض الخالفة الراش�دة قبل المهدي
ه�ي م�ن قبيل الخرافة والضاللة التي ألقاها الش�يطان في قلوب كثير م�ن العامة ،وبخاصة
الصوفية منهم » .راجع (ص )225فقه أشراط الساعة .
356
ِ ِ زمن الدَّ َّج ِ قيمها ِ قبل ِ اليهود َ وأتباعه المهدي اإلما ُم على ُّ الح ُ ال فإنَّما هي ُ روب التي ُي ُ ِ ُنوزها إلى ب ِ ِ و ُي َّتو ُجه�ا بعدَ ذلِ َك بِ ِ وأخ�ذ ك ِ المقد ِ ُ فيكون ذلِ َك ِمن س، يت غزو ُرومي َة َ روج الدَّ َّج ِ ِ أسباب ُخ ِ ال وغضبِه .
ِ كثير ِمن الر ِ لت :ويبدو َّ واة ُ وش َّر ِ الحديث، اح ُق ُ التبس�ت على ٍ َ ُّ أن هذه المس�أل َة قد َ ن�اك مدينتين وليس�ت مدين ًة ِ أن ُه َ والمعت َق�دُ َّ واح�د ًة ،فمدين ٌة هي « ال ُقس�طنطيني ُة » َ ُ واي�ات ُأخرى ،فال ُقس�طنطيني ُة ُفتِحت على ِ ٍ عهد و ُأخ�رى « ُرومي� ُة » كما ور َد في ِر َ
الفاتح ،والثاني ُة « رومي ُة » ستُفتَح في ِ ِ ِ الزمان ،و ُيؤ ِّيدُ هذا المعنى ما في آخر حم ِد ُ ُم َّ م ِ َ وب حدَّ َثني أبو س�ند أحمدَ ( )6358حدَّ َثنا يحيى ب ُن إس�حاق َحدَّ ثنا يحيى ب ُن أ ُّي َ ُ ق�ال ُ :كنَّا ِعندَ ِ بن ِ عمرو ِ عبد ال َّل ِه ِ ِ َقبِ ٍ أي المدينتَين تُفت َُح َّأولاً وس َ ي�ل َ بن �ئل ُّ العاص ُ ، ِ بص ٍ فأخرج ِمن ُه كتا ًبا َ قال حلق ق�ال : ندوق له ٌ َ ال ُقس�طنطيني ُة أو رومي� ُة فد َعا عبدُ ال َّله ُ ُ ِ ِ ِ ُب إذ ُس َ فقال عبدُ ال َّل ِه َبينَما نح ُن َ َ أي �ئل حول رس�ول ال َّله ُّ m رس�ول ال َّله mنكت ُ رسول ال َّل ِه mمدين ُة ِه َ ُ المدينتَين تُفت َُح َّأولاً ُقس�طنطيني ُة أو رومي ُة ؟ َ رقل تُفت َُح فقال َّأولاً يعني ُ :قسطنطيني َة((( .
ِ تابعة لِ والواضح ِمن الم ِ رقل » هي « ال ُقسطنطيني ُة » ِ ِ أن مدين َة « ِه َ ألحاديث َّ عاصم ُة ُ َ ُ ِ ُ الس ُ «إسالمبول» وسماها ال ُعثمانيون تُركيا اليو َم ،والتي َ حمدُ الفات ُح َّ ، لطان ُم َّ فتحها ُّ ِ وس ِّم َيت بِ ُ إستانبول َ اآلن ،وهي المعني ُة اآلستانة فيما بعدُ ُ ،ث َّم أي :مدين ُة اإلسال ِم ُ ،
ِ ِ بِ ِ األحاديث « بعض سما ُة في األو ِل ،وأ َّما الفتح الثاني :فهو ُ ُ الفتح َّ الم َّ فتح ُرومي َة ُ ، ُفر » كما هو في مصن ِ ُفر » ،وقد َّبو َب لها الداني بهذا االس ِم « مدين ُة الك ِ مدين ُة الك ِ َّف إدريس عن ُم ٍ سعر عن أبي ُح َص ٍ ِ الشعبي ين عن ابن أبي َشيب َة ( : )365/8حدَّ َثنا اب ُن َ ِّ ((( مسند أحمد (. )6804
357
غزونا بلنجر فلم يفتحوها ،فقالوا ِ : ٍ صحار َ نرج ُع قابِلاً نفتحها، عن مالِ ِك بن قال َ : ُ َ أهل ِ فقال ُحذيف ُة :ال تُفت َُح هذه وال مدين ُة الك ِ الرج ِل ِمن ِ َ بيت يلم إلاَّ على ُ ُفر وال الدَّ ُ حم ٍد .((( m ُم َّ
أن فت�ح رومي َة س�يأتي في ِ واي�ات يتبي�ن كما َ ِ ِ ِ آخ ِر الر َّ ُ ك�ره َّ َ ُ س�بق ذ ُ وبِ ُمتابع�ة ه�ذه ِّ ِ ِ الزم�ان عل�ى ِ ِ حم ٍد ي�د اإلما ِم المه�دي ،وأ َّما ُ ِّ تم على ي�د ُم َّ فت�ح ال ُقس�طنطينية فقد َّ ٍ ِ ِ ِ َ ثماني ِمن ُ حصل ٌ واحد سمى خلط َبي َن قبل ،وإنَّما االس�مين و ُذك َرا في ُم ًّ الفات ِح ال ُع ِّ َ «ال ُقسطنطيني ُة» ،وبهذا أعلم((( . حصل ال َّل ُ بس في فه ِم المعنى ،وال َّل ُه ُ
جود ِخ ٍ دالل بِو ِ ِ ِ ِ األحاديث الصريح ُة َ ُ الفة وه�ذا ما ت�دُ ُّل ع َل ِيه دون الحاجة لالس�ت ِ ُ ظاه ٍ ٍ ِ بإش�ارة ِ ٍ َ رة وال المهدي ال اليهود ِمن َغ ِير أتب�ا ِع اإلما ِم مع قب�ل اإلما ِم ِّ وح�رب َ خف َّي ٍة ،فل ُينظر .
المستدرك (.)8560 ((( مصنف ابن أبي شيبة ( .)34497وفي َ
((( قال األس�تاذ س�عيد ح�وى في مع�رض حديثه عن عالمات الس�اعة :وبع�ض الناس تغلب عليه�م أغلاط في فهم بعض ه�ذه العالمات أو ف�ي تقدير وقتها إذ إن منه�ا ما يكون قرب
الس�اعة بقلي�ل ج�دا قبل المس�يح بس�نوات أو مع�ه ومنها م�ا يكون قب�ل ذل�ك بكثير جدا فيغلط�ون بالجمع بينهم�ا ومنها ما ال تدل علي�ه المقدمات الحاضرة فيغلط�ون في تأويلها ومنه�ا ما جعلهم عصرنا الحاض�ر ومخترعاته يفهمونها فهما عاديا وه�ي خوارق ومنها ما ه�و دليل على الخيرية يظنونه مذموما فمثال يظن الناس أن الدين إلى انحس�ار حتى خروج
المه�دي ،م�ع أن المه�دي قبل عيس�ى بقليل وقبل ذلك يعم اإلسلام العال�م وتفتح روما والقس�طنطينية اليوم مس�لمة وكانت كافرة ففتحت وقد أخبر النبي mبالفتح األول ولكن يبدو أن القس�طنطينية س�ترجع كاف�رة مرة ثانية وتفتح م�ن جديد وفتحها الثان�ي يكون قبل المس�يح بقليل والناس ال يفرقون بين فتحها األول والثاني ..إلى أن قال :ولن تقوم الساعة حتى تس�تنفد عالماتها وأشراطها التي وردت في الكتاب والسنة .اهـ ص 196فقه أشراط
الساعة .
358
ِ ِ ِ ِ ِ تزال ِ والطائفة التي ال ُ هؤالء َّ ظاهر ًة المنصورة الطائفة أن مفهو َم بعض لقد اعتقدَ َ ٍ وتش�ير إ َليها تِ َ مجموعة لك األفها ُم ِ ،من الحق؛ أنَّهم َمن تعنيهم هذه األقال ُم ، على ِّ ُ المنصورة لِ ِ ِ ِ ِ ِ نفسها » . والطائفة الناجية الفرقة احتكر ْت مفهو َم « َ
واألمر ِ تكون الطائف ُة المنصور ُة والم ِ بيد ال َّل ِه ،وال ِ ُ جاهدون يس لِلمفاهي ِم ُفر َّبما تسي َ ُ ُ س َليس�وا ِمن الص ِ ِ أكناف ب ِ ِ المقد ِ وفية وال ِم�ن معارضيهم بِل ُر َّبما كانوا ممن يت ف�ي َ ُّ َ واس ِ غيرهم ـ بِ ِ أولئك ِ ِ ومن ِ َ زوال طة اإلما ِم تهم ال ُقدر ُة اإلله َّي ُة ِمن المهدي ـ بعدَ ِّ جم َع ُ
األمر بيد الله.. وال تسييس للطائفة المنصورة
ِ فِ ِ التحريش ِمن المص ِّلين ،إذ ال حاج َة لِلم ِ الفتح ِ بتصنيف ُج ِ ِ يوش ِ هادي سلمين تنة الج ِّ ُ ُ ٍ ِ ِ ِ في ِ مجموعة كانوا ،فهذا استِ ٌ نفعي معلو ٌم، عجال مذمو ٌم أي وتسي ٌ آخر الزمان من ِّ يس ٌّ
�ف ِ ِ ت�اب (ص )236قال ِ « : الك ِ َ الملحظ ما ويؤ ِّك�دُ ه�ذا األدلة وم� َن أش�ار إ َليه ُمؤ ِّل ُ َ ِ ِ أن ِ ِ أن الم ِ ِ الخالف َة ِ ترج ُع َ الدامغة على َّ يس�ترجعون س�لمين قبل هذا الخليفة الصال ِح َّ ُ ِ هوره في ب ِ ِ ِ يكون ِعندَ ُظ ِ المقد ِ المقد ِ ُ يت المهدي اليهود َ ،بينَما س ِم َن يت س((( ،أي َب َ َ ُّ ِ ِ تحت نِ ِ يكون في أيدي الم ِ المقد ِ المقد ِ س َ ُ َّ يران يت س يت يرزح َ سلمين ،و َب ُ إن َب َ اآلن ُ ُ الخ ِ البغيض فال بدَّ ِمن ِقي�ا ِم ِ االحتِ ِ الفة َ المهدي ! لأِ نَّها قبل اليهودي هيوني الص ِّ ِ ُ ِّ لال َّ ِّ
((( عل�ق مؤلف كتاب أش�راط الس�اعة عند هذا الموقع في الحاش�ية وق�ال :ولعل هذا مأخوذ م�ن قول�ه mف�ي حديث أبي أمامة الطويل ف�ي الدجال « وكلهم ـ أي :المس�لمين ـ ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح قد تقدم ليصلي بهم إذ نزل عيسى ..الحديث » .
ولربم�ا فه�م الق�وم من هذا أن الرج�ل غير اإلمام المه�دي وعللوا ه�ذه اللفظة بأن بيت
المقدس فيه خالفة س�ابقة ،وهذا فهم ال يتناس�ب مع سياق الحديث وال مع ما ذكره شراح
الحدي�ث فالرجل الصالح هو اإلمام المنتظر ـ على أصح الروايات ـ وينزل عيس�ى ليصلي
خلف�ه وم�ا قبل ذلك كان�ت مرحلة تحت إدارة وإم�رة اإلمام المهدي ذات�ه ،وأما قبل ذلك فتهيئ�ة واس�تعدادات غير مجتمعة وال تح�ت قرار حكم خالفة بحال م�ن األحوال ..والله
أعلم .
359
تعليالت غَير صحيحة البد من اإلجابة ع َليها
ِ السبيل الوحيدُ السترجا ِع ِ ُ التليد » . مجد اإلسال ِم ِ االفتراض الذي ال َد َ ليل ع َل ِيه . وهذا ِم َن
ِ ِ صاحب ِ ِ ت�اب هذه العب�ار َة ِمن ِك ِ الك ِ وق�د َ اإلسلامية في «الجماعات ت�اب نق�ل ُ ِ الخ ِ تأكيد ِ ِ ِ ضوء ِ الك ِ الفة َ مع َّ المتأ ِّم َل في قبل كح َّج ٍة على المهدي َ ، ِّ والسنة» ُ أن ُ تاب ُّ ِ شار إ َليه ال يشير إلى ِخ ٍ ِ ِ الم ِ الفة َ فذلكة فه ُم من قبل اإلما ِم وال ُي َ ُ ُ العبارات والحديث ُ
ِ وخبره�ا ؛ ولك َّن إثباتَها صح دلي ُلها ُنكره�ا لو َّ المعان�ي م�ا يؤ ِّك�دُ ذل َك َ ، ُ مع أنَّنا ال ن ُ ِ ِ لِم ِ الحقيقة وال يخدُ ُم معانيها الشرعي َة . مع أمر ال يتناسب َ ُ جرد الظنية ٌ ُ َّ
أحاديث ِ ِ ِ ِ الف ِ ب ِك ِ وإلى ِ تن وأش�راط الساعة» «موس�وعة تاب مثل هذا أش�ار صاح ُ َ ِ ِ ِ القراءة الكتاب فق�ال عند حديثِه عن ل�واز ِم مقدمة د.هم�ام عبدالرحيم س�عيد في َّ ِ ِ ِ ألحاديث عالمات الساعة ّ وايات الموضو ِع الواحدفي جمع ِر وأن منها الصحيحة ُ
ِ واح�د ص :10فق�د كان يتبادر إلى ِ ٍ ٍ ال َ :أ ّن َ فهمن�ا مث ً لليهود قتال المس�لمين س�ياق ُ
يه�ودي ورائي َ عندما ُ تعال فاق ُت ْل ُه؛ مس�لم يا عبدَ الله هذا والحج ُر :يا الش�ج ُر يقول ٌّ َ َ ُ ِ ِ َ ّ عصرنا هذا في يكون في أن الم�را َد به يمك ُن أن القتال مع اليهود ،ومع أن أحاديث
ِ ِ ِ َ اليهود ف�ي هذا العصر؛ إال ّ الفتن ِّ القتال إنما أن ذل�ك بنصر المس�لمين على تبش ُ�ر ِ ِ ِ ُ الروايات بعض روايات يك�ون مع الدّ ّجال ،وذلك أنّنا َل ّم�ا َج َم ْعنا الحديث َو َجدْ نا َ ِ تك�ون عندم�ا ُ ُ �ت على ّ يقاتل أن ه�ذه المعج�ز َة إنّما المطول�ة له�ذا الحدي�ث ن ََّص ْ َ الدجال ومعه اليهو ُد. مريم ش والمسلمون عيسى ب ُن َ
360
موقف المسلم المستبصر من الفتن وأئمتها المضلين ِ ِ ِ ِ ِ بما ّ والفتن األشراط الساعة وما يجري من عالمات علم ُي َف ِّص ُل أن فق َه التحوالت ٌ وم ِضلاّ تِها ؛ فإِ ّن مسـأل َة ِ ِ َ ستبصار من المسل ِم واجب ٌة وضروري ٌة ،خاص ًة ّ رسول أن اال ُ نستعيذ ِ ِ ِ ِ َ بالله المشاركة فيها ،و َع َّل َمنا أن الفتنة و جملة أحاديثه من الله َ mح َّذ َر في
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ عصور اإلسلا ِم عصر من ظهر منها وما َب َط َن ،وما من م�ن الفت َِن وم ْن ُمضلاّ تها ما َ األولى وما َتلاَ ها إال ِ ِ ُ ُ والهالك والمحفوظ َمن َح ِف َظ الل ُه وبأهله ، والف َت ُن محيط ٌة به كل ٍ ِم�ن ِّ وجه َم ْن كان َوقود ًا ألُ َو ِاره�ا( .ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ) [المائدة. ]41:
ِ ومواقفه العم ِ ِ ِ أحاديث رسول الله m ومواقف لية والواجب منّا فيما ُع ِّلمنا من ُ َ الفتن ور ُؤوسها ،ونُح ِّذر ِمن الو ُقو ِع في ِض ِ أصحابِه ِ رامها مواقع وآل بيته أن َن َت َف َّهم ُ َ َ َ ِ ُ َ ِ وفتن الاِ ِ وتَح ِر ِ بالسياسة والحك ِم ِ ختالف يك َأ ْس َبابِها ،وخاص ًة تلك الفت ُن المرتبط ُة ْ
ِ ِ ِ وحب المنافسات يترتب بسبِبها من والمناصب ،وما على العل ِم الرياسات. ِّ ُ
وقد ورد في ذلك قوله ِ : m «الف ْتنَ ُة ن َِائ َم ٌة َل َع َن ال َّل ُه َم ْن َأ ْي َق َظ َها» ،وفيه إِ َشار ٌة نبوي ٌة ودوافعها بين الن ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّب على َ ذلك اإلثارة أس�باب ابتعاد المس�ل ِم عن إلى ّاس ،ل َما َيت ََرت ُ َ ِ ِ ِ وصرف ِ ِ ِ ِ والمعايب وإش�غالِها المثالب نظرها عن األمة لقلوب �كون من جم ٍع الس ُّ
هم ِ ٍ يقول m ألمر دينها ودنياها .وفي هذا ُ ألنس « :vيا ُبن ََّي بم�ا ه�و َأ ُ نفع و َأ ُّ ٍ ألحد َف ْ لي�س في قلبِك ٌّ افع�ل» ،ثم قال« : غش ُصبح وت ُمس�ي َ إِ ْن َق�دَ ْر َت على أن ت َ َ َ وذلك ِم ْن ُس�نَّتِي ..و َمن َأ ْح َيى ُس�نَّتِي فقد َأ َح َّبنِي ،و َمن َأ َح َّبنِي كان َم ِعي في يا ُبن ََّي الترمذي في ُسنَنِه . الجنَّة» روا ُه ُّ َ
361
ِ ٍ ِ ِ ٍ ُ بإحسان الصحابة والتابعي َن وتابعيهم جملة من المفيد هو فق ُه الموقف ومثل هذا ِ ِ ِ ِ البيت وصحاب�ة النبي m األوس�ط م�ن آل النمط أتباع إل�ى ي�وم الدي�ن ،ومنه�م ُ الفتن رغم ِ ِ ِ بيان أس�باب الخوض في الس�كون وتركُوا وأتباعه�م الذي َن َخ َلدُ وا إلى َ ِ َ
ِ ِ ِ �ن ِ الح َس ِ ِ علي vوتضحيتِه ووضوح أمره�ا صور أصحابِها كموقف اإلما ِم َ بن ٍّ ِ ِ ِ ِ ِ الماحقة ،ومثله موقف ِ علي الساحقة الفتنة ومركز القرار خوف ًا من بالسلطان اإلما ِم ٍّ ِ ِ َ َ َ والقال ،ومث ُله َمن والقيل المال الجدال وإضاع َة الثأر و زين العابدي َن الذي َ تجاوز َ
كثر لهم ف�ي األحاديث النبوية ج�اء م�ن بعده من أئمة الدي�ن المعتبرين ،وهم قو ٌم ٌ ِ وبش�ارات ،ولهم من ِ تمنع عنهم جانح َة التحوالت فقه إشارات ُ مواقف و َدلاَ ٌ ٌ ٌ الت ُ ِ ِ ِ سياس�ة الدَّ ْج ِل والت َّْس ِ�ي ِ يس ،وأطما ِع الخالف ،وتُبعدهم عن االختلاف وظاهر َة ِ األم�ة بالتعليم والدعوة إلى ِ ِ والتحريش ،مع بقاء ِ ِ ِ الله نفعهم العا ِّم في الفت�ن فقه�اء وصون ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الهلاك الش�عوب من دماء الحس�نة والموعظة بالحكم�ة والدمار ،ويؤيدُ
المواقف ما رواه أبو داود والنَّسائي عن عبد ِ الله بن ِ عمرو ِ بن العاص c هذه َ ي�ت فِي ُح َثا َل ٍة ِم َن الن ِ ّ�اس َم َر َج ْت ُع ُهو ُد ُه ْم ق�ال :ق�ال النبي : m َ «كيف بِ َك إذا َب ِق َ �م َو ْ اخ َت َل ُفوا وكانُوا هكذا؟» َ وش� َّب َك بي َن َأ َصابِ ِع ِه ،ق�ال :بِ َم ت َْأ ُم ُرنِي؟ قال : و َأ َمانَات ُُه ْ
وخ ْذ َما َت ْع ِ «اِ ْل َ�ز ْم َب ْيت ََك و َأ ْه َل َك َو َأ ْم ِل ْك َع َل ْي َك لِ َس�ان ََك ُ ، ف َو َد ْع ما ُتن ِْك ُرَ ،و َع َل ْي َك �ر ُ اص ِة َن ْف ِس َك و َد ْع َعن َْك َأ ْم َر ال َعا َّم ِة» «اإلشاعة» ص .189 بِ َأ ْم ِر َخ َّ
ِ ِ وصار استقرارها وس ِّي َس والمش�اهدُ اليو َم في حياة األمة وقد ُس�ل َ َ ُ قرارها ُ ب منها ُ ِ ِ ِ ِ ِ أمرها آي ً والثقافة واالقتصاد واإلعلا ِم والتعلي ِم السياس�ة الكفار في هندس�ة ال إلى ُ بنفس ِ العبد المس�ل ِم َألاّ ي ُزج ِ الموق�ف الس�ليم من ِ ِ �ه ف�ي َأت ِ والمواق�ف؛ ّ ُون هذه أن َ َ َّ َ المؤام�رات المسيس ِ ِ ِ الش�أن على َق َ�ر َار ِي الحك ِم �ة وخاص� ًة عن�دَ التناز ِع بين ُأولي َ َّ َ والعل ِم .
362
ِ ِ ِ ِ وشرها، الشرعية ..وال بالنصوص فهذه مسأل ٌة محسوم ٌة َ اختالف على خطورتها ّ ِ ظهور إِش�اراتِها واحت�دا ِم مفتونِيها مصانع� ُة الجمي� ِع ومداراتُهم مع ويكف�ي عن�د
ِ ِ ِ َجن ِ ذر vق�ال :قال له ُّ�ب ت َ الخ�وض ف�ي فتنتهم أو المش�اركة فيها ،فع�ن أبي ٍّ ِ أنت إذا ُكن َْت في ُحثا َل ٍة؟» َ أصابعه ،قال: وش َّب َك بي َن رسول الله « :mيا َأبا َذ ٍّر َ كيف َ ِ ِ ِ ِ الناس َبأ ْخلاَ ِق ِه ْم ما تأمرني يا رس�ول الل�ه ؟ قال« :ا ْصبِ ْر ..ا ْصبِ ْر ..ا ْصبِ ْ�رَ ..خال ُقوا َ َ ِ والبيهقي في «الزهد» ،وفي الحديث إشار ٌة الحاكم وه ْم في َأ ْع َمالِ ِه ْم» رواه وخال ُف ُ ُّ ُ
ِ ِ ٍ َب ِّينَ ٌة وواضح ٌة ِّ ّاس بما يناس� ُبهم في لكل راغب في النجاة والسلامةَ ..أ ْن ُيخا َل َق الن ُ ِ لكرامة ِ ِ المفتون مدارا ًة لهم ِ ِ ِ ض والدِّ ِ الع ْ�ر ِ المخالفة لهم في ين مع وح ْفظ ًا ه�م واقع ُ ِ ومواقفهم. أعمالِهم
ِ ِ ٍ وآخر موقف ًا سديد ًا بسبب الفتنة نحو بل إِ ّن فق َه التحوالت َي َض ُع للمسل ِم المندف ِع َ َ
غيره ،ف َع ْن أبي الدرداء ِ vقال :قال رس�ول الله « :mال حتى َي ْس� َل َم و ُي َس� ِّل َم َ َت ْقرب�وا ِ واض ِر ُب�وا َأ ْه َلها إذا َأ ْق َب َل ْت» الف ْتنَ� َة إذا َح ِم َي ْت وال َت ْع ِر ُضوا لها إِ َذا َع َر َض ْت ْ ، َُ ِ ِ ِ ٍ التح�والت لمن َأ ْو َق َع ْت ُه التعامل في نماذج نموذج م�ن .وف�ي الحديث إش�ار ٌة إلى ِ ِ ِ الموافقة أو االستتبا ِع لحاك ٍم أو عال ٍم أو صاحب ِ المشاركة أو بعض األس�باب في ُ ٍ ٍ الشرعي فالموقف التأخر عنها ، ص منها وال ُ إدارة أو ملتز ٍم لوظيفة ال ُيمك ُن له التخ ُّل ُ ُّ ُ ِ ِ ِ ِ الفتن وراياتِها ،بل القتل تحت ه�ذه الموت أو اختيار يدف�ع بنفس�ه َدفع ًا إلى أن ال َ
وغيرهم من حديث يتفهم ما قاله mفي ما رواه أحمدُ واب ُن أبي ش�يب َة والطبراني ُ ُّ ُ س�تكون بع ِ ٌ خال�د ب�ن عرفطة ّ v أحداث �دي النب�ي mقال« :يا خالدُ إنَّها أن ُ َْ َّ ُون عبدَ ِ كان َ ِ َ اس� َت َط ْع َت َأ ْن َتك َ واختالف ،فإذا َ المقتول ال الله وفِتَ� ٌن و ُف ْر َق ٌة ٌ ذلك فإِن ْ َ القاتل َفا ْف َع ْل» .
ِ يجب على المس�ل ِم المد ِّق ِق في عل ِم الس�اعة ِ وفقهها المشرو ِع ومن كافة الوجوه ُ 363
ِ باالبتعاد ع�ن مكانها ومواقعها ؛ لحديث يتجن�ب الفت� َن عموم ًا وخصوص ًا ولو أن َ ُ س�تكون فِ َت ٌن البخاري ( )3334وأحمدُ (« :)7464 أب�ي هري�رة َ vفيما رواه ُّ
خير من خير من القائ ِم، خير من الماش�ي ،والماش�ي فيها ٌ والقائم فيها ٌ ُ القاعدُ فيها ٌ ً ملجأ أو معاذ ًا َف ْل َي ُع ْذ بِ ِه» .قال في فمن وجد منها الساعيَ ،م ْن ت ََش َّر َ ف لها ت َْست َْش ِر ْف ُهَ ،
ْ�ر َة ولف ُظه« :فإذا «الفت�ح» ( :)14 :13ووقع تفس�يره عندَ مس�ل ٍم في حديث أبي َبك َ ُ َ واألرض ،قال ٌ رسول رجل :يا الغنم وذكر فمن كان له إِبِ ٌل َف ْل َي ْل َح ْق بِإِبِ ِل ِه» ، َ َ َ ن ََز َل ْت َ أرأيت إِ ْن لم ي ُكن َله ؟ قال :يعمدُ إلى ِ ِ ٍ بحجر ثم لِ َين ُْج إِ ِن س�يفه ف َيدُ َّق على حدِّ ِه الله َ َ ْ ُ ََْ
ِ بالفتنة :ما ُ ينشأ عن اع» .قال في «اإلشاعة» تعليقا على هذا الحديث :والمرا ُء اس َت َط َ ْ ِ ِ ِ االختالف في َط َل ِ الم ْل ِك ُ الم ْبطِ ِل . المح ُّق م َن ُ حيث ال ُي ْع َل ُم ُ ب ُ
كل من دعا إلى ِ ِ المس�ألة و َظنُّ�وا ّ َ فتن�ة ُح ْك ٍم تهاون المس�لمون ف�ي هذه وق�د أن َّ َ ِ ٍ ِ ُ َ دراس�ة بالنابل ،لعد ِم الحابل فاختلط بذلك وبصي�رة، أو ِع ْل� ٍم إنم�ا هو على ُهدً ى ِ ِ ِ الس�اعة من ٍ ِ ِ ِ الش�رعية المواقف األمة في َت َف ُّه ِم ولتهاون جهة، عالمات الجمي ِع فق َه �اج ِ جهة أخرى ،بل و َقع�وا أيض ًا في ِ الفت�ن من ٍ ِ ِ فتنة ال َل َج ِ حتجاج على من واال عن�د َ ُ
ٍ ت وراياتِها ،ونظروا ِ لنفسه السالم َة من الم ِضلاّ ِ اختار العزل َة ور ِضي ِ كمخالف إليه َ ُ َ َ َ ِ ِ ِ ِ ِ س�بيل الله ،مع ّ الجهاد القائ ِم أن ظاهر َة الجهاد في لدعوة الغر ِاء ومع ّط ٍل للش�ريعة ّ ِ ِ ِ أعداء اإلسلا ِم في بعض مكتملة الش�روط ومخترق ٌة ِمن غي�ر ف�ي بالد المس�لمي َن ُ ِ ِ ِ المرحلة وقادتِها ،ولم ت َْس� َل ْم من لمصلح�ة ومهندس وبعضه�ا ُم َم َّو ٌل الجه�ات، ُ ٌ ِ ِ ِ ِ ِ ُ القليل، المعاص�ر إال الجهادي العم�ل مجموعات كثير م�ن ِّ التس�ييس والهندس�ة ٌ
ِ المش�ار إليهم في أحاديث النبي m ُ الحق ومقاتلتِهم دونه والقليل ببقائهم على ِّ ُ ِ ِ ِ ِ المشتبكة التي سماها النبي المرتبكة المرحلة الش�رعية في يصعب تحديدُ ُه ِو َّيتِ ِه ُم ُ ٍ ِ حديث ِ َ رس�ول قلت :يا ابن اله ْ�ر ِج» كم�ا ه�و في مس�عود vقالُ : َ « mأ ّي�ا َم َ 364
ِ ِ اله ْر ِج» ،قلت :ومتى الل�ه ..ومت�ى ذلك ؟ ـ أي :المقاتل ُة على الملك ـ ق�ال« :أيا َم َ ِ ِ يس ُه» «فتح الباري» كتاب الفتن (. )35-34 :13 الر ُج ُل َجل َ ؟ قال« :حي َن ال َي ْأ َم ُن َّ
سبيل ِ ِ ِ ِ ُ تكون واإليجابي عندما الشرعي وجهها الله على الجهاد في ُحدَّ ُد ُه ِّو َّي ُة وت َ ِّ ِّ
ِ كانت ه�ذه الصف ُة قائم ًة في المجابه� ُة المباش�ر ُة بي َن ( المس�ل ِم والكافر ) ،فحيثما ْ كلم�ة ِ ِ أرض ِ ِ معهم الله ) فالجها ُد الش�رعي وهو ( إِعال ُء الله على ضابطها نواح�ي ْ ِّ
والمس�اند ُة لهم واجب ٌة والزم� ٌة على ِّ كل َمن َت َع َّي َن عليه ذل�ك في أرضهم ومكانهم ِ ِ المحتل�ة وفي بعض فصائله�ا الجهادية وس�احة معركته�م ،كما هو في فلس�طي َن ِ التحري�ش الداخلي والت ّْس ِ�ي ِ ِ فالخير ُّ كل غير ه�ذا الخالي�ة ع�ن ُ يس الخارج�ي .أ ّما ُ
لألمور حتى يأتي أمر الله في ِ ِ ِ ِ ِ وتنجلي عباده وحس�ن المعالجة السلامة الخير في َ َ ُ ِ ِ ِ الحتمي ،وف�ي ذلك ُ يقول :m واس�تقرارها العالمي ش�أن قرارها األمة في كرب� ُة ِّ ِّ
ِ ُ الرجل فيها ُم ْؤ ِمن ًا و ُي ْم ِس�ي الليل المظل ِم ُ ،ي ْصبِ ُح الس�ا َع ِة فِتَن ًا ك َِق َط ِع « إِ َّن َب ْي َن َيدَ ِي َّ ِ خير من ال َق ِائ ِم ،والماشي فيها َخ ْي ٌر كافر ًا و ُي ْمسي مؤمن ًا و ُي ْصبِ ُح كافر ًا ،القاعدُ فيها ٌ اض ِربوا سيو َفكُم بِ ِ ِِ ِ الح َج َار ِةَ ،فإِ َذا َارك ُْم َو ْ ُ ُ ُ ْ م َن الس�اعي ،فك َِّس ُروا قس� َّيك ُْم َو َق ِّط ُعوا َأ ْوت َ د ِخ َ�ل ـ يعنِ�ي على ٍ َخ ْي ِ أحد منك�م ـ َف ْل َي ُك ْن ك َ �ر ا ْبن َْي آ َد َم )..رواه أبو داود في س�ننه َْ ُ األشعري. ( )3715عن أبي موسى ّ
365
الركنـ الثال ِ ث ِ ِ الواجب باِ العلم ِ الكـبرى لعلامات ُ ُّ ُ ُ ُ
ٍ ِ ِ نص ِ ُ عالمات عش�ر اليقينية ،وهي العالمات الكبرى األحاديث الش�ريف ُة على ت َّ ُ ٍ األحاديث لم تذكرها جمل ًة ِ آيات متتابِ ِ أو عش�ر ٍ َ عة الوقو ِع إلاَّ َّ حديث واحد ًة في أن ْ ُ ُ ُ األحاديث في الت ِ ِ بل اختل َف ِ ٍ واحد ِ ، ُ َ الحديث الذي يكون ِّعداد ،ويكا ُد أن وايات ت ِر ُ ِ األحاديث ِذكر ًا ِ ِ أخرجه م ِ ِ َ العشر وفيه: اآليات لهذه أشمل سل ٌم عن ُح َذيف َة ؤ َ ُ ٍ ِ َ الش�مس ِمن مغربِها ،والدَّ َّج ُال، لوع تكون « ال تقو ُم الس�اع ُة حتَّى عش�ر آيات ُ :ط ُ ُ
وخ�روج عيس�ى ِ ُ مري�م ،وثالث� ُة ب�ن ومأج�وج ، ويأج�وج خ�ان ،والداب� ُة ، والدُ ُ ُ ُ َ حديث العالمات ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الكبرى ونار وخسف بالمغرب ، خسف بالمش�رق ُخس�وفات: ٌ ٌ ٌ وخس�ف بجزيرة العرب ٌ . قعر ٍ ِ تخرج ِمن ِ ُ تبيت م َعهم ُ ُ وتقيل حيث باتُوا ، الناس إلى عدن أبين المحشر ُ تسوق َ ُ م َعهم ُ حيث قالوا » (((.
وال�ذي يظه�ر ِمن اس�تِ ِ ِ األحاديث وما تاب َع�ه ال ُعلما ُء َ حول ذلِ َ الترتيب �ك أن قراء َ ُ َ ٍ ِ األحاديث لِ ِ آليات م ِ ش�ير إلى تقدي ٍم، ف ِمن الزمني في ختل ٌ حديث لآِ َخ َر ُ ، بعضها ُي ُ ُ َّ ِ تأخير ،وخالص ُة األمر ِ ٍ ٍ أحوال : ثالثة يرج ُع إلى شير إلى ُ ُ وبعضها ُي ُ
ِ ِ ِ ُ الشمس لوع ومأجوج ، يأجوج العشر الدَّ َّج ُال ُ ،ث َّم عيسى ُ ،ث َّم اآليات َّأو ُل ويكون ُط ُ ُ ُ ترتيب اآليات نتظر آي ٌة بين العالماتِ ِ ِ ِ ِ والظواهر مع بقية اآليات ،وتكون عالم ُة الم ِ َ َ ِّ من مغربِها بعدَ ذل َك َ المهدي ُ ِ الالح ِ ِ ِ الوس�طى الس�ابِ ِ وخاص� ًة َّ الخاص ِة واي�ات الر قة ، والعالمات الكُب�رى قة َّ َّ ُ أن كا َّف َة ِّ ِ بِ َ المهدي أحاديث ذكرت العالمات الكُبرى لم تذك ُْر اإلما َم ِّ َّ المهدي في ترتيبِها ،وإنَّما َ م ِ ستقل ًة . ُ
((( مسند أحمد (.)16574
366
ِ ِ يأجوج �م الدَّ َّج ُال ُ ،ث َّم عيس�ى ش ُ ،ث َّم العش�ر اآلي�ات إِن َّأو َل ُ ُّ نتظ�ر ُ ،ث َّ الم ُ المه�دي ُ ِ ُ الش�مس ِمن مغربِها وما تالها ِم َن لوع الدخان ومأجوج ُ ،ث َّم ُ والخس�وفات الثالث ُة ُ ،ث َّم ُط ُ ُ ِ ٍ ِ العش�ر بِ حديث وائل َة ِ ِ بن األس�ق ِع ُ ُ يقول : التفصيل اآليات حديث جم َع اآليات .وأوس� ُع َ
تكون عش�ر ٍ َ رس�ول ال َّل ِه ُ m َ س�معت خس�ف آيات )1( : يقول « :ال تقو ُم الس�اع ُة حتَّى ٌ ُ ُ ِ ِ ِ وخس�ف بِ بِ ِ الع�رب ( )4والدَّ َّج ُال ()5 جزي�رة وخس�ف في المغ�ر ِب ()3 المش�ر ِق ()2 ٌ ٌ ِ ُ والدُ ُ الش�مس وطلوع ومأج�وج ( )8والداب ُة ()9 ويأجوج ون�زول عيس�ى ()7 خ�ان ()6 ُ ُ ُ ِ ٍ ِ تخ�رج من ِ ُ المحش�ر ُ ، الذر الناس إلى ع�دن قعر ون�ار تس�وق َ ُ تحش ُ�ر َّ م�ن مغربِه�ا (ٌ )10
َ والنمل»(((.
بول الت ِ ِ العالمات الكُبرى ِقس�مان ِ :قس�م فيه اس�تِمرار َق ِ َّ والقس�م الثاني َّوبة ، إن ُ ُ ٌ العالمات فاألول يجري ِ ِ اآليات الكبرى قسمان ُ ُ الف في ترتيبِه وأ َّما اإليمان وينعد ُم فيه تُغ َل ُق فيه التَّوب ُة ، الخ ُ ُ حديث ِ ِ غلق الت ِ الت�ي نص ِ األحاديث فِيها بِ ِ بن ٍ عبدال َّل ِه ِ ُ عمرو َّوبة فهي مجموع ٌة في ت َّ
ِ رس�ول ال َّل ِ ِ الش�مس ِم�ن ِ ِ �ه َ m ق�ال َّ : مغربِها لوع ع�ن روجا ُط ُ «إن َّأو َل اآلي�ات ُخ ً ِ ِ ِ الناس ُض ًح�ى ،وأيتُها كانَ�ت َ ُ صاحبتِه�ا فاألُخرى على قبل الداب�ة عل�ى �روج وخ ُ إِ ِثرها قري ًبا»(((.
ِ ِ اآليات الكُب�رى ،كم�ا اعتبرنا نتظ�ر َّأو َل الم َ وف�ي ه�ذا البح�ث وضعن�ا اإلم�ا َم ُ س�وفات الثالث َة ِ ِ واحد ًة بِمس�ماها على َق ِ ِ ُ الترتيب ،وال َّل ُه أش�ار إلى ذلِ َك ول َمن الخ َ ُ َّ
أعلم . ُ
ِ ِ ومم�ن أ َّك�دَ َّ الش ُ الس�اعة الكُب�رى َّ البرزنج�ي في �يخ عالم�ات المه�دي َّأو ُل أن َّ ُّ َّ
((( المستدرك (.)8317
((( صحيح مسلم (.)7570
367
اإلمام المهدي أول العالمات الكبرى
ِ ِ األش�راط ِ ِ ِ ِ ِ الغريبة التي تع ُق ُبها الساع ُة واألمارات العظا ِم الثالث في الباب اإلش�اعة وهي كثيرةٌِ ، فمنها المهدي وهو َّأو ُلها (((. ُّ
ِ ِ ِ ِ القول الثاني ،وهو ما العش�ر» على «اليقينيات العالمات الكُبرى تسلس ُ�ل ويأتي ُ العرض في كتابِنا هذا كالتالي : رت ْبنا ع َل ِيه َ نتظر . ()1 ُّ الم ُ المهدي ُ ( )2الدَّ َّج ُال .
( )3عيسى ش .
ومأجوج . يأجوج ()4 ُ ُ
(ُ )5 سوفات الثالث ُة . الخ ُ ( )6الدُ ُ خان .
ِ الشمس ِمن مغربِها . لوع (ُ )7ط ُ ( )8الدا َّب ُة .
قعر ٍ تخر ُج ِمن ِ عدن . النار التي ُ (ُ )9
الص ِ ُ ور . ()10 النفخ في ُّ وسيأتي تفصي ُلها .
((( اإلشاعة ص.112
368
ش ِر بِه ’ المرحلةُ المهديةُ ‘ المب َّ ُّ المهدي ُ
أهل ِ ِ والمذاه ِ الف َبي� َن ِ ُ ب، العل� ِم وه�ي المرحل� ُة التي ك ُث�ر فِيها اللغ�ط واالختِ ُ مثل هذه األُ ِ ِ ِ الف في ِ الناس ،ولكنَّها كثير ِم َن واالختِ ُ يعلمها ٌ مور حكم ٌة ضروري ٌة ال ُ ِ ِ قه التحو ِ دقائق عل ِم فِ ِ ِ ِ ِ وإلشغال والس�تر للتمويه ش�رعي ًة ال ُبدَّ ِمنها الت ضرور ًة فِي ُّ
ِ ِ األقلا ِم وذوي األحال ِم واإلسلا ِم بِ اإلفصاح واألقوال فيما ال يل�ز ُم فيه الروايات ُ ُ ِ طلق في ِم ِ إن االت َ حي�ث َّ ُ ثل يعلمه الخالِ ُق ُس�بحانَه وتعالى ، وال الم َ ِّفاق ُ س�ر ُ البيان ل ٍّ ِ ِ ِ ِ أمرا ِمن ُأ ِ هذه األُ ِ ِ س�تقبل ُر َّبما َبنَى ع َل ِيه الم مور ُ مور المصيرية ُي ِبر ُز للكاف ِر واألعداء ً
ِ ٍ ٍ الخص�م ِ ِ الش�رعي َّ فإن التمويه وم�ع هذا الناس ، خطي�رة على أبعاد ذات مواق َ �ف َ َ ِّ ُ آل الب ِ ِ والقت�ل والتش�ريدَ ِ َ َ ِ ارتبط بِهم ي�ت ،ومن العديد ِمن يص ُل إلى األذى ش�رائح ِ َ ِ ِ ِ ِ ِ وآثار لمالحقتِه�م حملة ويس�تفح ُل البال ُء َبي� َن الزمان ، خريات ف�ي ُأ أخبار َ َ القرار ُ
ِ نتظر ،والك ُُّل ال يعلمون وال ِ الم ِ يدر َ المس�ألة ،وما أرا َد ال َّل ُه كون حقيق َة ه�ذا اإلما ِم ُ بِها ِمن ٍ والش ِ خير لِ ُ ألم ِم ُّ عوب .
ِ ِ ِ تناو َلها بِ ِ بالتفصيل ،ون ُ ولأِ نها كذلِ َك ؛ َّ ب تناولِها فإن ُ ُحيل الراغ َ اإلجمال أولى من ُ ِ اإلش�اعة لِ ِ ِ التليد لبرزنجي وم�ا نقلناه في كتب عنه اإلما ُم في ف�ي التفصي�ل على ما َ ِّ ملة ِم�ن الع ِ ِّف في ه�ذا الموضو ِع لِج ٍ ِ لماء وال ُكت ِ َّ�اب ِمن كا َّف ِة والط�ارف ،وم�ا ُصن َ َ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ الالحقة ِ ، اإلسلامية ،س�وا ٌء ِم َن القائلين بِ المذاه ِ أو المرحلة ميالده ونشأتِه في ب
الفات ال ت ِ القائلين بِ َغيبتِه ُثم رجعتِه ،وهذه االختِ ِ تقرير ُسم ُن وال تُغني ِمن ُجو ٍع في ُ َّ ِ قه التح�و ِ واق� ِع فِ ِ األم�ر ِمن ِ ِ ِ ِ إش�غال الرحمن في حكمة الت ...وإنَّما هي ُجز ٌء ِمن ُّ
369
المرحلة المهدية.. استقرار ،سالم ، تنمية.. وحكمة ين االختالف َب َ العلماء حول شخصية المهدي وظهوره
سلمين بِذلِ َك لِيأتي الوعدُ في حينِه على م ِ وغير الم ِ ِ راد ال َّل ِه((( . ... ُ َ المسلمين ِ ُ ُ ِ ِ عالمات ُظ ِ هوره : ومن
تغير األحوال قبيل مرحلة المهدي
روب ِ ِ ِ ِ والف ِ طاع ال ُّط ُر ِق ِ الح ِ وخاص ًة تن ، َّ المعتادة .وكثر ُة ُ •انق ُ عن المواصالت ُ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ُ حديث شير إلى ذلِ َك جزيرة في العرب كثمرة من ثمرات المراح ِل السابِقة ُ ،ي ُ ت ِ ِّجارات وال ُّطر ُق وك ُثر ِ مسعود « إذا انقطع ِ ٍ ِ َ الف َت ُن ... ت الت ابن الحديث» (((، ُ َ َ ُ
اإلحباط النفسي لدى الصالحين قبل المهدي
ِ اإلحباط النفس�ي لدى الم ِ عور بِ ُ والضعف ال ُك ِّل ُّي ُّ الهزيمة أما َم سلمين ، • ُ والش ُ ُ ُّ ِ ِ ِ ُ يبص َق يخر ُج ش�ير إلى ذلِ َك المهدي حتَّى ُ ُّ حديث « ال ُ المتعاقبة ُ .ي ُ األحداث ُ بعضكم في ِ ٍ وجه بعض » (((. ُ
وحديث « ال يخرج المهدي حتَّى يقت َُل ِمن ك ُِّل تِ ٍ ُ سعة سبع ًة » (((. ُّ ُ ُ
صيحة في رمضان عالمة كونية قبل ظهور اإلمام
رسول ال َّل ِه ؟ َ َ ُ َ قال الصيح ُة يا شير • َصيح ُة الحديث « ُقلنا وما َّ رمضان ..وإ َليها ُي ُ ((( وهناك من ادعى المهدية في زماننا هذا وفي األزمان الس�ابقة ،وكل هذه االدعاءات تدخل تح�ت مدل�ول أحادي�ث « المدعين للنب�وة » وظهور الدجالي�ن الكذابي�ن ،الذين يوهمون
الحذر من هؤالء الناس بأنهم من األنبياء ،أو أنهم المهدي الموعود به آخر الزمان ،ويجب ُ
وأكاذيبه�م ؛ فوع�د الله ح�ق وآياته كائنة ال محال�ة ؛ ولكنها تعرف بالنصوص الش�رعية ال باالدعاءات والتخيالت النفسية والتوهمات الشيطانية .
وق�د رأي�ت ف�ي بعض البالد من يش�ير إلى فلان أو فالن من أه�ل البي�ت أو غيرهم بأنه
المهدي ،ويلتف عليه المتعصبون والمتعلقون والواهمون ،وكأنما هو الوعد الحق ،وهو
ال يع�دو كون�ه جهال بالنصوص ،واندفاعا عاطفيا يش�وه س�معة العت�رة الطاهرة ويجعلهم
عرضة ألهل التسييس والتدنيس ...ولألسف !
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)1000 ((( الفتن لنعيم بن حماد (.)912 ((( الفتن لنعيم بن حماد (.)960
370
ِ ٍ ِ ((( َ جوع إلى النصف ِمن ه�دَّ ٌة في الر ُ رمض�ان ليل َة ُج ُمعة ...إل�خ » .ويمك ُن ُّ ِ ِ الصيح َة ِ ال ُكت ِ أو الهدَّ َة . المختلف ُة التي وص َفت َّ ُب ُ
ِ الرايات الس ِ ِ ُ َ حديث المه�دي ،وفِيها ُص�رة اإلما ِم راس�ان لِن �ود ِمن ُخ ه�ور ِّ ُّ • ُظ ُ ِ ِ ِ َ حبوا على �وداء قد أقب َل ْت ِمن ُخ الس رس�ان فأتُوها و َلو ً «إذا س�معتُم بِالرايات َّ الثل�ج»((( ،وع�ن ِ علي ِ ب�ن أبي طالِ ٍ ِ كنت في �ب ؤ « :لو َ المؤمني َن ِّ أمي�ر ُ
الرايات السود من خراسان
قفل ِ ُص ٍ ندوق ُم ٍ فاكس ْر ذلِ َك َ القفل وا ْل َح ْق بها » (((.
س�ل ِم على ن ِ ِ حث الم ِ ُصرة اإلم�ا ِم و ُلزو ِم دعوتِه في حينِها، ومفا ُد هذه األحاديث ُّ ُ يقي�ن ،وفي هذا ِ يجب على ك ُِّل م ِ ِ ِ ه�ور عالماتِه�ا بِ ٍ س�ل ٍم ألاَّ يس�تعج َل الم ضمار ِ ُ ُ و ُظ ُ ُّصرة من َغير تح�ر وانتِ ٍ الظواه�ر ،ويذه�ب مندفِع�ا نحو مفه�و ِم الن ِ ِ باه ؛ َّ فإن تش�ا ُب َه َ َ ُ ً ٍّ َ آل الب ِ ِ ِ ِ ِ يت أو س�تعج َل في الخطأِ ؛ الم وخاص� ًة في المظلومين من ِ َ َّ الظواه ِر قد ُيوق ُع ُ ِ المرحلة م ِ ِ حيث يندفِعون ويتبِعون ك َُّل ِ عتقدين ِص َ ُم ِح ِّبيهم ُ ، اإلشاعات دق ناع ٍق في ُ
وجوب التحري في نصرة الرايات لتشابه الظواهر
ِ ِ العالمات ،و َبي َن األمرين َب ٌ وأكبر أعظم وأمر ال َّل ِه وتشا ُب َه ُ ُ كبير ومساف ٌة شاسع ٌة ُ ، ون ٌ ِ ٍ ٍ ِ تبحث ِ ُ ُعم ُق وسياسات ؤسسات تحت ُم ِمن أن ينطوي َ َ السلطان والسيطرة ،وت ِّ عن ُّ
عل ورد ِ ِ ِ ِ ِ الف ِ الدجل عل ه�ي رائد ُة المص ِّلين في المرحلة ،فقاع�د ُة الف ِ ِّ الص َ ِّ �راع َبي� َن ُ الت ،وأما ما نحن بِ ِ تاريخ التح�و ِ ِ ِ ِ صدده فسلام ٌة ومح َّب ٌة ورحم ٌة عب�ر ُّ والدجاجل�ة َ قبل ِ ووراث ٌة ِ ِ واألمر ل َّل ِه ِمن ُ ومن بعدُ . وخالف ٌة ، ُ
ِ ِ وقد وص َف ِ ِ يث َخ ْل َق ُه وس�يرتَه ،ون ُ األحاد ُ تفاصيل ما ب في ذلِ َك إلى ت ُحيل الراغ َ وغيره�ا ِمن المؤ َّل ِ والطار ِ ِ ِ ِ ف» ِ ونقتص ُ�ر هاهنا على ما نح ُن فات ، التليد ُذ ِك َ�ر ف�ي « َ ُ ((( الفتن لنعيم بن حماد (.)638
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )896 ((( كنز العمال (.)31514
371
مهمات المهدي وسياسته العلمية والعملية
ِ ِ بِ ِ العالمات ،ومنها أنَّه: جوام ِع صدده ِمن
ِ ِ ِ ِ يعمل على ِ • ُ ريق د ًما ُ ،يقاتِ ُل نائما ،وال ُي ُ الس�نَّة وإماتة البدعة « ال يوق ُظ ً نش�ر ُّ ِ ِ ِ السن َِّة ،يقو ُم بِ النبي . m الدين آخ َر الزمان كما قام بِه ُّ على ُّ ِ ُ ليمان ش . وس • يمل ُك الدُّ نيا ُك َّلها كما ملكَها ذو القرنَين ُ
ِ ِ ِ ِ • ُ ِ التثليث فيما يب ُل ُغ إ َليه ِم َن عقيدة مع قط ِع ينش ُر دي َن اإلسال ِم في األُم ِم الكافرة َ فيكون على ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ يد عيس�ى ش رافات االنح الكام ُل لِهذه طاع البِلاد ،أ َّما االنق ُ فيما بعدَ ذلِ َك .
ِ ِ �عوب االقتِ ِ الم�ال ،ويفي بِ ِ َ حاج�ات ُّ الثروة توزي�ع صادي�ة ،أي : الش •يحث�و ُ ِ ِ بِ واإلنصاف . العدل انقطاع الربا واالقتصاد الرأسمالي
عامالت الربوي َة وسياس� َة االقتِ ِ ِ يوعي ِ الرأس�مالي ُّ وغيرها صاد الم • ُ والش ِّ ِّ ِّ يقطع ُ ِ نظريات االقتِ ِ ِ الوضعية صاد ِمن
الف�ة وإن ِ الح ِ بدعة ِ ِ الخ ِ ود إلى نِظا ِم ِ �عوب بِالع ِ وحدُ آرا َء ُّ زبية وال َّت َكت ُِّل َّهاء الش ِ َ • ُي ِّ ِ والسياسي ...إلخ . والطائفي قادي والصرا ِع الطبقي واالعت ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ِ ِ ِ ِ ِ ش�تركة بعي�دً ا ِ عن الم المس�لمين إلى ُأص�ول الديانة في ُأسس�ها ُ •ب�ل و ُيعي�دُ ُ ِ أيضا ِ ِ المذهبي الصرا ِع التش�ريك والتبدي� ِع والتظليل ِعندَ َق�و ٍم ،وبعيدً ا ً ع�ن ِّ ِّ اإلفراط وال ُغ ُلو في االعتِ ِ ِ ِ صوره وأشكالِه ،وبعيدً ا ِ الم َس َّي ِ عن س بِك ُِّل قاد ِعندَ ِّ ُ
شك بعض العلماء المذهبيين في حقيقة اإلمام
ِ قال ِ ط�او َس َ اآلخري�ن ،وفيه َ َ يكون المهدي أن قال « :عالم ُة ِّ عن الليث عن ُ ِ المساكين » ِ ِ شديدً ا على ال ُعم ِ رحيما بِ ال َجوا ًدا بِ ِ الخام ُس /ص (الف َت ُن المال ً َّ ِ ، 650بر ْق�م َ )978 وقال :إس�نا ُده حس� ٌن ،حتَّ�ى َّ بعض ُع لم�اء مرحلتِه إن َ ِ خالفة ِ يش ُّ ُ ظاه ِر الفتوى الم َب َّش َر به ؛ لِما يراه فيه ِمن ُم �ك في كَونِه هو َّ المهدي ُ 372
ِ ِ ِ اإلشاعة . البرزنجي في أشار اإلما ُم في ُّ المذهب ،وإلى ذل َك َ
اإلنس�ان ،ويعيدُ ها إلى ِ ِ ِ وح ِ ِ الصحيح موق ِعها قوق الحريات ُ �ح مفهو َم ُ صح ُ • ُي ِّ ِ مبادئ اإلسلا ِم الس�م ِ ِ الم ِ ُّ نحرف َة بِكا َّف ِة ويقطع حة ، ِمن ُ التدخلات الثقافي� َة ُ َّ ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والثقافية . واإلعالمية والتربوية التعليمية وصورها نماذ ِجها
إقامة ودع ِم مبدأِ االكتِ ِ واإلنتاج الزراعي والحيواني بِ ِ ِ ِ فاء البركة في الطعا ِم هور ِّ ِّ • ُظ ُ ِ وتصحيح ِ ِ ِ الناس ؛ لِتس�و َد الرحم ُة والمح َّب ُة والوئا ُم ، القات َبي َن الع الذات�ي ، ِّ ِ السياسية واالقتِ ِ ِ ِ صادية . استقرار حياتِه المرحلة األولى ِم َن صوصا في ُخ ً
ظهور البركة في المنتجات المحلية
ِ ِ العسكرية ِضدَّ ُج ِ • ُد ُ فياني المعار ِك المهدي بعدَ ذلِ َك في خول اإلما ِم ِّ الس ِّ يوش ُّ الثاني حتَّى ِ يأس َره ويق ُت َله بِالشا ِم .
ٍ األرض لِ •مهادن� ُة الرو ِم وطاع ُة م ِ ِ س�نوات .وهي المرحل ُة لمهدي ِعد َة ل�وك ِّ ُ التي تتقوى فِيها َش�وك ُة اإلسال ِم والم ِ سلمين ،وتُط َّب ُق الشريع ُة اإلسالمي ُة في ُ ِ �ة البِ ِ كا َّف ِ اإلسلامية ،وتعو ُد لِألم ِة هيبتُها أم�ام ُد ِ ول العال ِم ،وتُقا ُم الهدن ُة الد َ َّ ِ ِ ِ ِ ِ العديد ِمن ُد ِ ول الك ِ اليهود المرحلة ،بما فِيه�ا « َدول ُة ُف�ر في م�ع الهدنة َ ل�و ُ ت َ حرب ِضدَّ ِ ِ ٍ قرار اإلسال ِم المحت َّل ِة » ؛ إذ تج ُب ُن عن ش ِّن المعروف ُة في األرض ُ ِ ِ ٍ ِِ ِ ِ العدل واالس�تِ ِ أم�ر ال َّل ِه بِ ِ والبركة في واألم�ن قرار يبر ُز فيها ُ لع�دة س�نوات ُ ، ِ ِ ِ واإلنبات . والنيات األرزاق
373
مع معارك اإلمام َ السيفاني ومهادنة الروم
انتقاض العرى وبدء الحروب
المرحلةُ الثانيةُ ِم َن المهديةِ ٍ هادن ًة لِ ق�اض العرى مع الرو ِم التي كانَت م ِ جديد ، الحرب ِمن لمهدي ،وتبد ُأ انتِ ُ ُ ِّ ُ ُ َ ُّ حيث ِ ِ المعار ُك ُ المهدي ينتص ُر اإلما ُم وتغزو الرو ُم الشا َم ،وتستولي ع َليها ،وتقو ُم ُّ ِ ويأخذ غنائمه�م إلى ب ِ قر ِ ال�رو ِم ،ويغزوهم في ُع ِ المقد ِ ُ س ،جا َء يت دارهم ، َ َ عل�ى ُّ
ِ ِ ِ روج الدَّ َّج ِ س�طنطينية ُ س�بعة ال في وفت�ح ال ُق اإلش�اعة « الملحم� ُة ال ُعظمى ف�ي وخ ُ ُ أشه ٍر ،وفي ِر ٍ واية :سب ِع سنين » . ُ
ِ َ المس�يخ الدَّ َّج َال » في المه�دي « تس�تثير انتِص�اراتُ اإلما ِم المرحلة وف�ي هذه ِّ ُ انتصار اإلمام ِ ِ ِ ِ أش�ارت ُجمل ٌة م َن اآلثار َّ أن هذه على َدولة الكفر مكمنه فيبد ُأ بِالحركة وال ُّظهور كما س�يأتي .وقد َ والصليب وأخذ ٍ ٍ ِ ِ روب ويعو ُد ِ ِ كثيرة ،حتَّى َّ إن أنحاء سبيل ال َّل ِه في الجها ُد في الح ُ المرحلة تمتدُّ فيها ُ كنوزهم ِ ِ المس�لمين يغزون ِ ِ الباب ضعيف ٌة إلاَّ وأغلب األحادي�ث في هذا الهندَ ويفتحونها ، ُ ُ تاب ِ ِ ب ِك ِ ٌ َّ الفت َِن (ص290 بعضها ،وفِيها بعضها ُيقوي َ أن َ ذكره صاح ُ حديث حس ٌن َ ِ قال :على ِ ِ جراح ِ بن أرطأ َة َ ِ اليماني الخليفة ي�د ذلِ َك الخام�س /بر ْق�م )1152عن ِّ
�ال وفي زمانِ�ه ِ يخ�ر ُج الدَّ َّج ُ ينز ُل ال�ذي ُ يفت�ح ال ُقس�طنطيني َة ورومي� َة ،عل�ى يديه ُ اله ِ تكون غزو ُة ِ ُ ند ، مري�م ش ،وعلى يدَ يه ـ أي :الخليفة اليمان�ي ـ عيس�ى ب� ُن َ وهو ِمن بني ِ اله ِ هاش ٍم((( ،وغزو ُة ِ ُ ند التي َ رسول قال فِيها أبو ُه َرير َة ؤ «وعدَ نا اله ِ أنفقت فِيها نفس�ي ومالي ِ ، ال َّل ِه mغزو َة ِ كنت فإن ند ،فإن أدركتُها استشهدت ُ ُ ُ ِ ِ رجعت فأنا أبو ُه َرير َة الش�هداء ،وإن أفضل ِمن المحر ُر » ((( ،وفي ذات الموضع ُ ّ ان م ْو َلى رس ِ ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َق َالَ :ق َال َر ُس ُ ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َ ُ أثر َع ْن َث ْو َب َ َ ((( الفتن لنعيم بن حماد (. )1152 ((( سنن النسائي (. )3187
374
ِ �ه وس� َّلم ِعصابت ِ َان ِم ْن ُأ َّمتِي َأ ْح َر َز ُه َما ال َّل ُه ِم ْن الن ِ َّ�ار ِع َصا َب ٌة َت ْغ ُزو ا ْل ِهنْدَ َو ِع َصا َب ٌة َع َل ْي َ َ َ َ َ ِ َتك ُ السلاَ م .وأثر آخر وهو :عن جراح بن أرطأة قال: يسى ا ْب ِن َم ْر َي َم َع َل ْي ِه َما َّ ُون َم َع ع َ على يدي ذلك الخليفة اليماني الذي يفتح القس�طنطينية ورومية ،على يديه يخرج الدجال وفي زمانه ينزل عيس�ى بن مريم عليه السلام ،على يديه تكون غزوة الهند
،وهو من بني هاشم .
375
ِ جا ِل هور المسيخ الدَّ َّ المرحلةُ الدَّ َّ جاليةُ ُ :ظ ُ
(((
المرحلة الدجالية وموقع الدجال من عالمات ((( تعتب�ر قضي�ة الدجال األعور قضي ًة عالمي َة الفتنة والخطورة ،وليس�ت خاصة بمرحلة ظهور الساعة الدج�ال في آخر الزمان ،وإنما يكون ظهوره على ركام سلس�لة م�ن التحوالت المتالحقة
التي تمهد لظهور جذوره األخيرة .
حيث إن ظهور المسيخ الدجال في آخر الزمان ومسحه للعالم اإلنساني في أربعين يوما
إنم�ا هو آخر فصول نش�اطه الدجالي في العالم ونهايته الحتمية م�ع دولة اليهود الدجالية ،
وس�نتناول هذا الموضوع في كتابنا « السياس�ة الدجالية ومولودها المنتظر» ،ولهذا فإن من
العالم�ات الت�ي تتنامى من�ذ أن خلق الل�ه األرض إلى ظهورها في المرحل�ة األخيرة كأول ِ ِ الدجال » وفي هذا الصدد أتت أحاديث رس�ول الله المس�يخ العالم�ات الكبرى هي فتن ُة « mمفصلة ومبينة لهذا التنامي الخطير في تاريخ التحوالت العالمية ومنها :
•ما رواه أحمد عن هش�ام بن عامر األنصاري قال :س�معت رس�ول الله mيقول : «ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال » .
•وقال « :ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال » .رواه مسلم
•وق�ال « :إن�ه لم تكن فتنة ف�ي األرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة المس�يخ الدجال ،وإن الله لم يبعث نبيا إال حذر أمته الدجال ،وأنا آخر األنبياء ،وأنتم آخر
األمم ،وهو خارج فيكم ال محالة » .رواه ابن ماجه . •وعن أنس ؤ قال :قال رس�ول الله « mما من نبي إال وقد أنذر أمته األعور الكذاب ،أال إنه أعور ،وإن ربكم ليس بأعور » .رواه مسلم .
وم�ن ه�ذه األحاديث نفه�م خطورة االمتداد الدجال�ي ـ للدجل والدجاجلة ـ وأنه أش�د
خطرا على األمة في تحوالتها بدءا من مرحلة قتل عثمان ؤ إلى مرحلة خروج المسيخ الدجال في آخر الزمان ،ومن هذه العالمات :
( )1ما ورد في مجموع العالمات الوسطى والصغرى جملة وتفصيال .
( )2ظهور األئمة المضلين الذين يروضون الشعوب حكما وعلما لفتنة الدجال ،وفيهم يق�ول mفيم�ا رواه أبو ذر ،قال :كنت أمش�ي مع رس�ول الل�ه mفقال َ « :ل َغ ْي�ر الدَّ َّج ِ ال ُ َأ ْخ َو ُفنِي على أمتي» (ثالثا) قال :قلت يا رسول الله ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمت�ك ؟ ق�ال « :أئم ًة مضلين » .رواه أحمد وفي إس�ناده راو مختلف فيه« ،إتحاف الس�ادة
376
ِ ِ ِ موق ُع الدَّ َّج ِ الساعة عالمات ال ِمن
ِ ِ ِ المس�يخ الدَّ َّج ِ ِ ِ المعروفة َ ،ي ْخدُ ُم والعالم�ات األش�راط ال َبي َن تندر ُج فِتن ُة أفاض ِ ِ عه�د آدم إل�ى نِ ِ ِ مرحلة الدَّ َّج ِ ت هاي�ة البع�ض ،م�ن بعضه�ا �ال ،وق�د َ َ ُ َ ع�ن فِ ِ ِ تن�ة الدَّ َّج ِ تف�ر َع عنه « ِ ِ األحاد ُ ال » ي�ث الش�ريف ُة ف�ي الرك�ن الرابِ ِع وما َّ
ِ ِ األمر تبع�ا لِالختِ ِ ِ األحاديث الوارد في الف تفس�ير هذا واختلف ال ُعلما ُء في َ ِ ً األهمية في فِ ِ ِ ِ نضع فصًل�اً قه خاصا بِه لِما له ِم� َن ًّ ع�ن ش�خصيته ،ونحن هنا ُ ِ التح�و ِ الت ،بل َّ ِ التاريخ وانحرافاتِ�ه له ِعالق ٌة وطيد ٌة جريات كثي�را ِمن ُم ُّ إن ً أن النبي ِ m ِ فس ِ المخلوق الم ِ ِ الصحيح َّ ِ قد الحدي�ث ثبت في بِهذا �د ،ولقد َ َّ ُ ِ لذ ِ ِ موضوع الدَّ َّج ِ احتار في ِ أمره َّ ، ش�اغلاً لِ َّ النبوية ،حتَّى تب َّي َن له ات ال وظل َ َ ِ ِ ف»، والطار ُ أش�رنا إلى ذلِ َك في ِكتابِنا « التليدُ األمر الب ِّي ُن في ش�أنه كما قد ْ ُ ِ ولك َّن األهمي َة التي نطر ُقها هنا ِ ثالثة ُأ ٍ مور : ترج ُع إلى ُ
أو ُلها ِ : اإلنسانية بِع ِ ِ موق ُع الدَّ َّج ِ ِ مومها . تاريخ ال ِمن ُ ثانيها ِ : ِ تاريخ الر ِ موق ُع الدَّ َّج ِ الخاتمة . سالة ال ِمن ِ ِّ المتقين» للزبيدي (. )1 :351
( )3خفة الدين وإدبار العلم وغفلة المنابر عن ذكره .وخف ُة الدين وضعف اليقين واإليمان
وكثرة اإلرجاف واإلس�فاف في مواقع الديانة ذاتها ،ومنها الوزارات والمؤسسات القائمة بأم�ر الديان�ة ف�ي المجتمعات ،وأم�ا إدبار العلم فه�و ذهابه وإهماله من قب�ل عموم الناس
واش�تغالهم بالبدائ�ل ومناهج التعلي�م وتعليم الخدمات ،إضافة إل�ى غياب العلم الخاص
بالتحوالت لغياب العلم بالركن الرابع من أركان الدين . وعن علي ؤ قال :كنا جلوس�ا عند النبي mوهو نائم فذكرنا الدجال ؛ فاس�تيقظ محم�را وجه�ه ،فق�ال « :غي�ر الدجال أخوف عل�ى أمتي ..أئم� ًة ُم ِض ِّلي�ن » .رواه أحمد، وإسناده صحيح على شرط مسلم .
377
قال ابن ماجه ِ : ِ ِ ِ ِ الحسن عت أبا سم ُ كرا وذاتًا ،وقد َ ُ ثال ُثها :أهمي ُة دراسة الدَّ َّجال ف ً يق�ول ِ « : يق�ول ِ الم ِ ِ ُ ُ ينبغ�ي أن ُيد َف َع هذا بي الطنافس�ي عت عب�دَ س�م ُ حار َّ الرحم�ن ُ َّ الصبيان في ال ُكت ِ الحديث إلى المؤ ِّد ِ َ ُ ب ؛ حتَّى ُيع ِّل َمه َّاب (((.
فق�ال « :ألنا ِلف ِ ِ رس�ول ال َّل ِه َ m وع�ن ُح َذيف� َة ؤ َ تنة ق�ال ُذ ِك َر الدَّ َّج ُال ِعندَ أخوف عندي ِمن فِ ِ ِ تنة الدَّ َّج ِ ينجو أحدٌ ِم َّما قب َلها إلاَّ نجا ِمنها ،وما بعضكم ُ ال ،ولن َ َت الدُّ نيا ـ صغير ٌة وال كبير ٌة إلاَّ ِلف ِ نذ كان ِ تنة الدَّ َّج ِ ُصنِ َعت فِتن ٌة ـ ُم ُ ال »((( . فإن األمر الم ِهم فيما نحن بِ ِ ِ جود االختِ ِ ومع و ِ ش�خصية الدَّ َّج ِ الف َ ال َّ صدده حول ُ َ ُ َ ُ َّ
ما يلي :
( )1لِ ِ لدجال مرحلتان :مرحل ُة فتنتِه التي َبي َن يدَ يه ،ومرحل ُة ُظ ِ هور ذاتِه .
انح ٍ إن ك َُّل ِ وكال المرحلتَين خطيرتان جدًّ ا في ِ ِ الش ِ عوب .بل َّ حياة ُّ ِ منهج راف عن تحت مسمى «فِ ِ ِ نذ ِ ِ ِ ِ عهد آد َم إلى ُظ ِ الديانات ُم ُ تنة هور الدَّ َّجال في آخ ِر الزمان ينطوي َ ُ َّ ِ ِ ِ لسياس�ة الدَّ ج ِ ِ ال» ،ويمهدُ لِ الدَّ َّج ِ ِ مرحلة الخفاء وحتى مرحلة األرض ِم�ن الية في َّ ُ ِّ
ِ الزم�ان مع نِ ِ هوره س�تأتي في ِ ِ األخي�ر ،ومرحل ُة ُظ ِ ُظ ِ ِ مرحلة اإلما ِم هاي�ة آخ ِر ه�وره َ ِ وبداية ِ ِ روج الدَّ َّج ِ عهد عيس�ى ش إلاَّ َّ ال المهدي أن َ ذكرت ُخ َ ِّ بعض األحاديث َ ِ ِ ٍ ٍ ِ اإلنسانية، الحياة عملية لِدولتِه في نِظا ِم بصمات ووجو َد وس�يره في األرض سابِ ًقا ُ َ ِ ومنها :
الح َص ِ مران ِ ُ قال « :لقد َ رسول ال َّل ِه َ m َ ين ء َّ حديث ِع َ ُ الدجال أكل أن بن ُ
((( سنن ابن ماجه (.)4215 ((( مسند أحمد (.)24005
378
ِ األسواق » ((( . الطعام ومشى في
ٍ رس�ول ال َّل ِه mعن الدجال َ َ س�عيد ُ فقال « : دري ؤ أنه س�أل وعن أبي الخ ِّ
هو َيو َم ُه َه َذا قد َ أكل الطعا َم » (((.
�ن عن ِ عبدال ّل ِه ِ الح َس ِ ب�ن ُم َغ َّف ٍل َأ ّن َر ُس َ �ول ال ل ِّه mقالَ « :ل َق�دْ َأك ََل ال ّط َعا َم َو َع�ن َ َو َم َشى في األَ ْس َو ِاق» يعني الدّ َّج َال (((. ِ مجموعها تؤ ِّيدُ مس�ير َة الدَّ َّج ِ األحاديث بِ ِ ُ األرض ِمن ال االس�تِطالعي َة في وه�ذه ِ ِ ِ ُ لحياة ُّ �عوب وأوضا ِع األُم� ِم ،وال َّل ُه الش �ؤون العال ِم ،ودراس�تَه قب�ل ،ومعرفتَه بِ ُش أعلم((( . ُ
ِ ٍ ِ ِ ِ هتمين بِ دراس�ة التليد أش�رنا ف�ي « ذكرها ُ الم ِّ بع�ض ُ والط�ارف » إل�ى قصة َ وق�د ْ جوده في ِ ال ،وفِيها ما يش�ير إلى و ِ الدَّ َّج ِ يجوب عهد موس�ى وعيسى ي ،وهو ُ ُ ُ ُ ف على أكنافِها وأطرافِها َّ ، حبس�ه ووثا َقه في إحدى ويمس�حها األرض ويتعر ُ َ ُ َّ وأن َ ِ ُ الج ُز ِر َ حديث تمي ٍم النبي ، mويؤ ِّيدُ هذا المعنى اس ِة، الداري َ ِّ كان َ ُ والج َّس َ مع ميالد ِّ
ِ ِ ِ ِ الي في العال ِم . النبي mل ُيكم َل مش�رو َعه الدَّ َّج ِّ إلاَّ أنَّ�ه ع�ا َد إلى الحركة بع�دَ وفاة ِّ ِ ِ ِ الرواي َة إش�فا ًقا س�تقبلية ؛ ولكنَّنا في ِكتابِنا هذا الم ْ تجاوزنا هذه ِّ ويبن�ي قاعد َة دولته ُ الصحيح والم ِ ِ ِ ِ فيد متى ما وجدوا َش�ي ًئا ِم َن َوهي�ن بعض ال ُق َّ�ر ِاء الراغبين في ت عل�ى ُ بحيث ي ِ ِ الخب�ر ِ �ن ِ ِ الواه ِ ٍ الموضوع المنهج فس�دون جان�ب ُمع َّي ٍن ، الضعيف في أو َ َ ُ ُ شون ِ شو َ الفكر َة على المخدو ِع . و ُي ِّ
((( المعجم الكبير (.)339
((( جامع األصول في أحاديث الرسول البن األثير (.)7852
((( المعجم األوسط (.)8154 ِ ((( لالستزادة ِ والرشاد » ()166 : 10 الهدى راج ْع « ُس ُب َل ُ
379
يبدأ ِمن ِ وموق�ع الدَّ َّج ِ ِ �عوب ُ ِ �ال في ُّ فالقرار السياس�ي » : القرار موق� ِع « الش ()2 ُ ُ ِّ الدجاج ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ لة، وموق ُع المتن ِّفذين ِم َن للدجل، التأثير حور السياسي في ك ُِّل مرحلة هو م ُ ُّ ِ النقض المدم ِر لِ الش ِ لديانات في ُّ عوب . وسبب ُ ِ ُ ِّ
ِ العالمي» الدجل س�مى بِالـ « أيديوليجيات » هو «ماد ُة والفكر ()3 ِّ الم َّ اإلنس�اني ُ ُّ ُ ِ ِ ِ �يطان ،وم ِهم� ُة الدَّ َّج ِ ُف�ر عقيد ُة َّ ال الش البش�رية ، الحياة ف�ي ُ َّ ُفر ،والك ُ وأساس�ه الك ُ ُ ِ راف�ات المتنو ِ ِ ِ والترهيب لِ َق ِ �عوب بِ ِ ِ ِ ترويض ُّ المؤدية إلى عة االنح بول الترغي�ب الش ُ ُ ِّ
قراري الحك ِم ِ الهيمنة المسي ِ ِ ِ «الك ِ والعل ِم » . سة على « طريق ُفر» عن ِ ُ ُ َ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ٌ وليس البش�ر ، مخلوق ِم َن ( )4أنَّ�ه �ير إلى أنَّه م� َن اليهود َ ، ُ الروايات تُش ُ وأرجح ِّ ِ دجاج ِ عهد الن ِ صياد الذي في ِ ٍ ِ ُّبوة ،وإنَّما َ ٌ مخلوق المرحلة .فالدَّ َّج ُال لة ذاك ِمن اب َن
إلهية في الو ِ كمة ٍ مر لِ ِح ٍ وعملية وامتِ ٍ ٍ ٍ منحه ال َّله ُقدُ ٍ داد في ال ُع ِ جود ،وهذا علمية رات ُ ُ َ ُ ِ الصحيح . الداري في حديث تمي ٍم ما ُيؤ ِّكدُ ُه ِّ
ِ ِ (ِ َّ )5 ِ وإضفاء سمى بالدَّ ْج ِل ،وهو تموي ُه الباطِ ِل كرا ،وهو ما ُي َّ أن للدجال عقيد ًة وف ً مور « س�لط ُة الع ِ ِ ِ ِ نف » س�لوب الحقائ�ق ع َليه ،وله ُأ ص�ورة ُ ٌ إرهابي ف�ي معالجة األُ ِ ُ ٌّ ِ ِ ِ وأيضا المنْت َِش َر ِة ال َي ْو َمً ، والمسلسلات والكارتون ُ كثير م َن األفال ِم ُ تفس ُ�ره ٌ وهذا ما ِّ دة لِ الثقافية الممه ِ ِ ِ سياس ُة د ِ ِ لمسيخ الدَّ َّج ِ ِ ال . الظواه ِر اليهود كإحدى ولة ُ ِّ َ
والدجاج ِ ي�ن الدَّ َّج ِ ِ ِ ( )6هن�اك ارتِ ٌ الدي�ن والدُّ نيا ل�ة وهم ُعلم�ا ُء �ال ب�اط وطي�دٌ َب َ ِ مواض ِعه لِ الذين ي ِ ِ فون ِ ِ حر َ َ َ رادات تحقيق ُم الكل َم عن س�ون القضايا هند ُ واألديان ،و ُي ِّ الش ِ يطان والدَّ َّج ِ َّ ال في العال ِم .
ِ قه التحو ِ العل ِم « فِ ِ ( )7أهم ما يمكِن في هذا ِ سياس�ة الدَّ َّج ِ الت » وعالقتِه بِ ال تت ُّب ِع ُّ ُ ُ ٍ ِ ِ ِ ِ الباب َّ ، المخلوق حديث ُي ِبر ُز لنا ُخطور َة هذا أهم الواردة في هذا األحاديث ولعل َّ 380
ِ ِ وجهلة الم ِ االس�تعاذة س�لمين ما ع َّلمنا إ َّياه ِ mم َن وخاص ًة لدى عوا ِّم األُ َّم ِة وفِتنتِه َّ ُ ِ الصالة « ِمن فِ ِ ِ الم ِ ال » ،وهذه إشار ٌة ِ المسيخ الدَّ َّج ِ ِ أهمية واضح ٌة إلى تنة ستم َّر ِة في ُ وضرورة ِ ِ ِ العل ِم بِه . األمر
إنس�انية ليس خطرا إل�ى حدٍّ ٍ ٍ ٍ بعيد ،وإنَّما كذات أن الدَّ َّج َال ()8 النبي َّ m َ ً أخب�ر ُّ َ المراح ِل التي تُص�اب فِيها األُم� ُة بِ ِ ِ ِ الف ِ المعرفي ُة المش�اريع تن ،وهي الخُ ط�ور ُة ف�ي ُ ُ َّ ِ مسيرة نجاح وقرارا سياس ًّيا ،تُح ِّق ُق وتعليما ودعو ًة وإعال ًما وثقاف ًة واقتِصا ًدا تربي ًة َ ً ً �ال ِ ، المس�يخ الدَّ َّج ِ يكم الدَّ َّج َ �ال وف�ي ذلِ َك ُ ِ ولكن يقول « : m ُ لس�ت أخش�ى ع َل ُ ِ الف ِ أخش�ى ع َليك�م ُعلماء ِ اآلخ�ر َ « :غير الدَّ َّج ِ ِ ال أخو َفني على الحديث تنة » .وفي ُ َ ِ ِ ِ ِ الصغير. الجام ِع يوطي في والس الم ِض ُّلون » . َ ُّ أخرجه أحمدُ ُّ ُأ َّمتي م َن الدَّ َّجال األئم ُة ُ ِ وعن شدَّ ِ اد ِ ٍ ُ قال َ : أوس ؤ َ أخاف على أخوف ما رسول ال َّل ِه ِ « : mمن قال بن ُ ِ ِ يف لم ُير َف ْع إلى يو ِم القيامة »((( . الس ُ ُأ َّمتي أئم ٌة ُمض ُّلون .وإذا َ وقع َّ
بن َأ ٍ ق�ال « :أنا لِ ِ يل عن أبي َس�ريح َة ُح َذيف َة ِ وع�ن أب�ي ال ُّط َف ِ س�يد ؤ أنَّه َ غير الدَّ َّج ِ قال ف ُقلن�ا ما هو يا أبا َس�ريح َة َ . عل�ي وع َليكم » َ ق�ال :فِ َت ٌن كأنَّها أخ�وف �ال ُ َّ ِ ِ ِ يل الم ِ ٍ شر ؟ َ ظل ِم َ . خطيب ِمصق ٍع وك ُُّل قال :ك ُُّل أي قال :ف ُقلنا ُّ ق ُ الناس فيها ٌّ طع ال َّل ِ ُ ِ ِ ِ �ب ِ راك ِ خفي َ . ي�ر ؟ َ موض� ٍع َ لت: أي قال ُ :ق ُ قال :ف ُقلنا ُّ غني ٍّ قال :ك ُُّل ٍّ الناس فيها َخ ٌ ِ الغن�ي وال بِ م�ا أن�ا بِ قال :فكُ� ْن ِ الخف�ي َ . ضرع َ�ب ،وال َ ظهر ف ُيرك ُ كابن اللب�ون ال َ ِّ ِّ
ِ ِ َ األس�اس َّ َّب والدجاجل� َة ف�إن الدَّ َّج َال ب» (((.وعلى هذا ف ُيح َل ُ المرك ُ والدجل هم ُ ِ ِ خاف منه البش�رية في العال� ِم ،وهو ما الحركة س�يطر على مجمو ِع الثي الذي ُي َ ُ ال ُّث ُّ الس�ابقة أو في ُأم ِة اإلسلا ِم ُخصوصا ِ ، ِ َّ m ومن ذلِ َك وحذ َر منه س�وا ًء في األُم ِم ً َّ ((( األحاديث الواردة في الفتن للداني (.)51 :1 ِ ِ ِ ِ ستدركه َ ، الجماعة (. )49 :1 إتحاف اإلسناد . صحيح وقال : الحاك ُم في ُم ((( رواه َ ُ
381
الس ِ ِ األرض ُ منذ َذ َر َأ ال ّل ُه ُذ ِّر َّي َة نن « :إِ ّن ُه لم َت ُك ْن فٍ ْتنَ ٌة في َقو ُله mفيما رواه ُ أصحاب ُّ آدم أعظم ِمن فِ ْتن َِة الدّ ّج ِ ال »((( . َ َ
ْ�ذ َر الدَّ َّج َ ُ�وح إِالَّ َو َق�دْ َأن َ ُ �ي َب ْع�دَ ن ٍ �ال َق ْو َم� ُه َوإِنِّ�ي �م َيكُ� ْن نَبِ ٌّ وحدي�ث :إِنَّ� ُه َل ْ ُأن ِْذ ُرك ُُمو ُه»(((.
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ؤامرة َّ ، ُ وإن كم وه�ذه األحاديث ُمجتمع� ٌة فيها دالل ٌة خطير ٌة على موق� ِع الدَّ َّجال ُ ِ السياس�ي ٌ َ دجالي عمل الصرا ِع المب َّط َن ؤام�رات الم ُأ القائ�م على ِّ َ ٌّ ِّ َ والعمل ُ س�لوب ُ ال ،وق�د ُل ِ الفتن� َة المنتظ�ر َة لِ يخ�دُ م ِ المس�يخ الدَّ َّج ِ ِ وح َظ هذا في م�ا بعدَ ِ ِ قتل ظهور ُ ُ
ِ ُ َ أيضا س� ِّيدُ نا ثم�ان ؤ ُع المص ِّلي َن ،و ُقتِ َل فِيها ً حي�ث اتَّس� َع ْت دائر ُة الفت َِن َبي� َن ُ المص ِّلين . علي ؤ فيما بعدُ على أيدي ُ ٍّ
ثيرة لِ ِ �ر الم ِ واتس�عت هذه الدائ�ر ُة الدَّ جالي ُة بعدَ ذلِ َك لِ ِ لف ِ َ تن ، َّ َ تش�مل كاف َة العناص ِ ُ أو ِ الحك ِم ِ ِ الش ِ تحريض ُّ عوب ،كما هو في العل ِم أو في ُمس�توى س�وا ٌء في مس�توى ُ
الفتن َة الدَّ جالي َة ِم�ن جهتَين ِ :من ِج ِ حيث عاصر ِ ِ ِ ُ هة الحس�ن ؤ مرحل�ة اإلما ِم َّ َ ِ العضوض من جه ة ،ود ِ ع�اة الم ِ د ِ ِ ِ المجموعات التي الح�رب واالنتِقا ِم ِم َن عاة لك ُ ُ ُ ثم�ان ؤ ُثم في ِ ِ َت ف�ي ِ َ علي ؤ من جهة مقتل ُع ش�ارك ْ مقتل والده اإلم�ا ِم ٍّ َّ الف ِ أخ�رى .ث�م كيف تفادى اإلمام الحس�ن ؤ ف�ي مرحلتِه هيمن� َة ِ تنة فاجتهدَ َ ُ ُ ِِ فعل ُ ِ ِ ب�ول الص ِ ِ إجبارا له كم�ا َ علي ي�ارا ِمنه ،ال أهل الفتنة َ رأ َي�ه بِ َق ِ ُّ م�ع والده ٍّ ً لح اخت ً
س�بيل ِح ِ ؤ في ِص ِّفين وما تالها ،فكان ِ ِ َت التضحي ُة بِ ِ فظ القرار ِعندَ ه َأولى في َ ِ ت ِ واتخذ ِ األُ َّم ِة ودوا ِم االستِ ِ َ المؤامرة فيما بعدَ ذلِ َك الخطير في الفتن ُة شك َلها قرار . َ
((( سنن ابن ماجه (.)4077 ((( سنن أبي داود (.)4758
382
ِ ِ ِ الح َس ِ التسييس الغدر بِه ِم َن َّب على ين ؤ ،وما ترت َ على شهيد اإلسال ِم اإلما ِم ُ العضوض أو لدى الم ِ قرار الم ِ ِ ِ ِ تخاذلين عن نُصرتِه لك ُ الي ،س�وا ٌء عندَ حملة ِ ُ الدَّ َّج ِّ ِمن شيعتِه الدافعين له إلى ُ الخ ِ روج((( .
انح ٍ ن�ذر ٌة بِ ِ المراح ُل م ِ ِ خطير ف�ي ِ ٍ الحك� ِم وما تاله ِمن راف لق�د كانَ�ت ه�ذه قرار ُ ُ الدجل واالختِ ِ ِ نق�ض ف�ي قضايا ِ النواق ِ ٍ ِ أمر ض العل� ِم ،وبهذه لاف فيما بعدُ َ اتس�ع ُ رحم ال َّله ،والذين ِ ِ ِ ف�ي دائرت ِ رح َم ال َّل� ُه هم أولئك األئم ُة الحك ِم والعل ِم إلاَّ َم�ن َ ُ َ�ي ُ ِ ِ ِ الحق اجتِها ًدا بِ األوس�ط ،ودافعوا ِ الس�يف النمط منهج عن ِّ واألتباع ،الذين لز ُموا َ َ ٍ ِ ٍ كض�رورة ،وحينً�ا بِ ُ النبي وه�م الذين ينطبِ ُق ع َليه�م كهدف ، الدعوة حينً�ا حديث ِّ ُ
mال�ذي رواه ِ رب�اض ِ أش�رنا إ َليه س�ل ًفا ،وفيه ُ يقول الع ُ ب�ن س�اري َة ؤ ،وقد ْ « :mاسمعوا وأطيعوا ! ولو تأ َّم َر ع َليكم عبدٌ فإنَّه َمن ْ يعش منكم فسيرى اختِال ًفا كثي�را فع َليكم بِس�نَّتي وس�ن َِّة ُ ِ عضوا ع َليها الخلفاء الراش�دين المهديين من بع�دي ُّ ُ ُ ً النواج ِ ِ ِ بِ القرار وس�يل ًة ال غاي ًة ، �ذ . (((» ...فكانَ�ت سلام ُة ُاأل َّم ِة هد َفهم ،ومس�أل ُة ٍ نازعة عدل�وا فيه ،ومتى م�ا ِ نوزعوا فيه عدل�وا عنه لِما هو فمت�ى م�ا امتلكُوه بِلا ُم ِ �يطان والدَّ َّج ِ ال في استِ ِ ِ ِ ُ وأس�لم ،وأفشلوا سياس َة َّ وضرب التحريش ثمار الش أفضل ُ سل ِم بالم ِ الم ِ سل ِم . ُ ُ
بن َأ ٍ قال «:أنا ِ يل عن أبي َس�ريح َة عن ُح َذيف َة ِ وعن أبي ال ُط َف ِ س�يد ؤ أنَّه َ لغير الدَّ َّج ِ قال :فقلنا :ما هو يا أبا َس�ريح َة ؟ َ أخ�وف على ُأ َّمتي » َ . قال « :فِت ٌن كأنها �ال ُ ِ ِ ِ يل الم ِ ٍ شر ؟ َ ظل ِم » َ . خطيب ِمص َق ٌع، قال « :ك ُُّل أي قال :ف ُقلنا ُّ : ق ُ الناس فيها ٌّ طع ال َّل ِ ُ
((( كتبن�ا ف�ي هذا الباب كتابنا « إحياء منهجية النمط األوس�ط من س�ادة الصلح وبقية الس�يف وبراءتهما من طرفي اإلفراط والتفريط » وتوسعنا فيه ،وقد طبع فليراجع لالستزادة.
((( سنن أبي داود (. )4609
383
ِ �ب م ِ ِ الناس فِيها َخ ٌير ؟ َ وض� ٍع » َ . خفي ». أي قال :فقلنا ُّ : غني ٍّ قال « :ك ُُّل ٍّ وك ُُّل راك ِ َ ِ الغني وال بِ ق�ال « :ف ُك ْن ِ الخفي َ . َ َب، ق�ال ُ :ق ُ ظهر ف ُيرك ُ كابن اللبون ال َ ِّ ل�ت :ما أنا بِ ِّ والط�ار ِ ِ ((( ف » إلى َّأو ِل ُظ ِ ِ وال هور التليد أش�رنا ف�ي ِكتابِنا « ض�رع ف ُيح َل ُ َ ب » ،وقد ْ
ِ ِ مراح ِل فِ ِ ِ ِ ِ الش�رعي ، َّص تنة حمدية كما ور َدت في الن ِّ ِّ الم َّ المس�يخ الدَّ َّجال في األُ َّمة ُ الخليف�ة الثالِ ِ ِ ثمان ِ وه�ي مرحل� ُة ِ بن ع َّف َ ث ُع َ �ان ؤ ،وهي المرحل ُة التي مقتل
ِ ِ ِ ُ ماعي، السياس�ي ،حتَّى تم َّك َن أتبا ُعه ِم َن الدجل ظهر فِيها التأثير على الواق ِع االجت ِّ ُّ َ البسات ِ ِ الح َيل والتُّه ِم والقضايا على ِ قتل س ِّي ِدنا ُع َ ثمان نس�جوه ِمن ُم وتجرؤوا بِما ُ إصالح ِ ِ ِ ِ طالب�ة بِ السياس�ي إلى ِ ِ قتل الواق ِع الم ِّ ؤ ،وكي�ف انتق َل�ت القضي ُة م َن ُ
ِ ِ ِ حام ِ ٌ ِ الش�رعي مربو ًطا التاريخ دراس�ة مفص�ل ها ٌّم ف�ي ق�راره ،وه�ذه المرحل ُة �ل ِّ قه التحو ِ النبوية في فِ ِ ِ ِ بِ الت . األحاديث ُّ
اليمان ؤ قال « :أو ُل ِ ِ الفت َِن ُ قتل ُع َ ثمان، النبي ِ mم َّما رواه ُح َذيف ُة ب ُن َّ بل إن َّ ِ ِ ِ روج الدَّ َّج ِ رج ٍ �ل في قلبِه ِم ُ ثقال ح َّب ٍة ِمن ال ،والذي نفس�ي بيده ،ما من ُ وآخ ُره�ا ُخ ُ ثمان إلاَّ تبِ َع الدَّ َّج َال إن أدركَه ،وإن لم ُيدركْه آمن بِه في ِ ِ قتل ُع َ قبره»(((.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن سالم رضي الله عنه قال( :ال َت ْق ُت ُلوا ُع ْث َم َ ان َفإِ ّنكُم إِ ْن َف َع ْلت ُْم َل ْم ت َُص ُّلوا َج ِميع ًا أبد ًا )(((.
ٍ كان في ِح ٍ سمر َة َ إن اإلسال َم َ قال َّ « : ثلموا في اإلسال ِم صن حصين ،وإنَّهم ُ وعن ُ ِ ثلم� ًة بِ ِ حمدُ ب ُن س�يري َن َ قتله�م ُع َ ثمان ال تُس�دُّ إلى يو ِم قال : القيام�ة»((( . َ وأخرج ُم َّ ِ ِ مستدركه ( ،)8612وانظر إتحاف الجماعة (.)49 :1 الحاك ُم في ((( رواه ((( جامع األحاديث للسيوطي (. )37324 ((( فضائل الصحابة (.)796
((( تاريخ دمشق (. )483 :39
384
« ل�م ُت ْف َق ِ ِ ُ �د َ ثم�ان »((( .وفي هذه ي�وش حتَّى ُقتِ َل ُع والج الخ ُيل ُ البل�ق في المغازي ُ ِ راج ِ والمرويات إش�ار ٌة ِخطير ٌة إلى ِ ِ ِ اند ِ السياسية، الفت َِن في أوضا ِع األُ َّم ِة األحاديث ِ َّ ِ اللحظ�ة ِ �ع الدَّ َّج ِ والعرب�ي ُم ُ نذ تِ َ ينطل ُق ِم َن ل�ك اإلسلامي �ال ف�ي العال ِم وإن موق َ ِّ ِّ ِ االختِ ِ ِ الف َ القرار . مسألة حول
�ال » ومع�ه ِمن ِ المس�يخ الدَّ َّج ُ ُ أصبهان س�بعون أل ًف�ا ،وذلِ َ يهود يتح�رك « ()9 ك ُ َ َ بع�دَ انتِ ِ َ ويخر ُج ِمن ثير الدَّ َّج َال ، المهدي عل�ى الرو ِم . صار اإلما ِم ِّ ُ األمر ُي ُ وكان هذا ُ ٍ ِ ِ غضبة يغض ُبها »((( إلاَّ َّ يخر ُج في أن الدَّ َّج َال يبد ُأ مكمن�ه كما ور َد في الحديث « إنَّه ُ ب�ادئ ذي ٍ ِ ِ ِ والصلاة والتقوى حتَّى ُي َ الناس والديانة اإليمان بدء بدع�وى َ مي�ل إ َليه َ ظهر ادعاءه بِالن ِ ويحبون�ه ،ولم يزل يظهر حتَّى يقدُ م الكوف َة على ِ الع ِ ُّبوة ؛ راق ُ ،ث َّم ُي ِ ُ ِّ ُ ُّ َ ُ
ِ ِ ِ الواضح َة بِك ِ ُ ودجله . ُفره العالمات وتظه ُر الناس ُ ،ث َّم يدعي األُلوهي َة َ فيتف�رق عنه ُ وي ِ عل ُن عن ُهويتِه . ُ
ِ والفقر حتَّى الج�وع الناس مرحل� ًة ويك ُث ُر ( )10تش�تدُّ الحال� ُة االقتِصادي� ُة على ُ ُ ِ ُ قال َ : حديث ُح َذيف� َة ؤ َ رس�ول ال َّل ِه : m قال روج�ه .ففي يتمنَّ�ى الن�اس ُخ َ ُ ِ َ الناس ٌ رس�ول ال َّل ِه ِم َّم لت :بِأبي وأ ِّمي يا «يأت�ي على زمان يتمنَّ�ون فيه الدَّ َّجال»َ ُ ،ق ُ ِ ِ الضناء والعناء»ِ ((( ،ولع َّله ِ :من ال ُغ ِ قالِ : ذاك ؟ َ «م َّما يلقونه ِم َن ثاء والعناء((( . َ ٍ ِ ِ ِ ((( ألف امرأة((( . عشر َ ( )11يتب ُعه سبعون أل ًفا من يهود أصبهان وثالث َة َ ((( تاريخ دمشق (. )493 :39 ((( صحيح مسلم (.)7543
((( الطبراني في األوسط (.)26427
((( انظر عالمات الساعة ليوسف الوابل ص.209 ((( صحيح مسلم (.)7579
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)1518
385
ِ األرض أربعين يو ًما (((. يسيح في ()12 ُ وإدب�ار ِمن ِ ِ ِ األرض من العل� ِم وال يبقى عل�ى الدين يخ�ر ُج ف�ي ِخ َّف ٍة ف�ي ٍ َ (ُ )13 الناس عن ِ ُ يحاجه ، ذكره((( . ويذهل ُ ُّ
ِ ِ األعراب َ السحاب واألطراف ،و ُيحيي أمواتَهم ،ويأ ُم ُر السواد وأهل ( )14يفتِ ُن َ َ واألرض فت ِ ِ العين . رأي ف ُيمطِ َر ُخر َج ك َ َ ُنوزها َ األرض مهلاً مهًل�اً طي ِ ِ ِ فروة األرض له « ،تُطوى ل�ه وط�ي الوق�ت ط�ي ُ َّ ُّ (ُّ )15
ِ الكبش » (((.
ِ ِ س ُ ،ثم يم�ر إلى ِ الع ِ أه�ل ِ �ب عل�ى ِ العربية ، الجزي�رة �راق ،وإلى ( )16يغ ُل ُ ف�ار ٍ َّ ُ ُّ
ُ ُ حي�ث ُجندُ اإلما ِم أط�راف مكَّ� َة والمدين َة ُ ،ث َّم ُيتابِ ُع مس�يرتَه إلى الش�ا ِم ، ويدخ ُ�ل َ ِ خان بب ِ تحت ِ جبل الدُ ِ الح ِ المقد ِ صار في ِ س. يت المنت َظ ِر َ َ ُ ِ ِ المهدي و َمن معه ،و ُي ِ جهدُ هم صار على اإلما ِم ِّ (ُ )17يشد ُد الدَّ َّج ُال وجنو ُده الح َ جهدً ا شديدً ا .
الناس على الدَّ َّج ِ ِ البزار عن أبي ُه َرير َة ال « بنو تمي ٍم » ،وفي هذا روى ( )18أشدُّ ُ رس�ول ال َّل ِه « mبني تَمي�م» َ ُ ؤ َ ثبت ذك�ر فقال ُ « :هم ِضخ�ا ُم الها ِم ُ ، ق�ال َ :
((( الطبراني في األوسط (.)9199 ((( مسند أحمد (. )16667
وفي مس�تدرك الحاكم ( « : )8612وال يسخر له من المطايا إال الحمار فهو رجس على
رجس » ،وانظر إتحاف الجماعة (.)15 :3
((( وف�ي حدي�ث حذيفة ب�ن أس�يد ؤ « الدجال يخرج ف�ي بغض من الن�اس ،وخفة من الدين ،وسوء ذات البين ،فيرد كل منهل فتطوى له األرض طي فروة الكبش ...الحديث» المستدرك (.)8612
386
الحق في ِ ِ الزمان ،أشدُّ َقوما على الدَّ َّج ِ آخر األقدا ِم ، ال »((( . أنصار ِّ ً ُ
((( بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (.)1039
387
ِ جا ِل ودولةِ اليهود نِهايةُ الدَّ َّ ِ حول ِ ِ ِ ِ المق�د ِ وجيوش�ه َ ُ أرض فِلس�طي َن حاصر و َبي َن الم بيت عس�ك ُر الدَّ َّج ُال ُي س ُ س�لمين ،حتَّ�ى إذا َ ِ بِ ِ الس�بيل على من ِبقي ِمن الم ِ َ صار كام ِله�ا ،ويقطعون طال الح ُ َ َ ُ َ ِ ِ مش�ق »((( ِ ، « ِ َ البيضاء المنارة يتوج ُه ش�رق ِد َ ومن ِد َ مريم ِعندَ مشق َّ ينز ُل عيس�ى ب ُن َ ِ ِ ِ إل�ى ِ ِ ِ المقد ِ ِ الفجر، صالة وقت الم المهدي في ُص�رة اإلما ِم س لِن بيت حاصر َ ِّ الجبل ُ ِ ِ ِ الج ِ انص�رف دعاهم إل�ى ِ �عارهم في هاد في ف ُيص ِّل�ي مأمو ًم�ا ،فإذا َ س�بيل ال َّله وش ُ ِ ِ ويهر ُب الدَّ َّج ُال إلى ُع ِ مق فِلس�طي َن فيتب ُعه عيسى إلى ِ «باب ُلدٍّ » معركتهم « ا ْفت َْح» ُ ، فيق ُت ُله ِ ويهز ُم ال َّل ُه اليهو َد .
وتقول هذا يهودي ِ ِ المعركة تُخاطِب الش�جر والحجر الم ِ ُ خلفي سل َم ، وفي هذه ٌّ ُ ُ ُ ُ رس�ول ِ والحديث رواه م ِ َ ُ الله قال« :ال تقو ُم س�ل ٌم عن أبي ُه َرير َة ؤ أن فاق ُت ْله . ُ مون اليهود فيق ُت ُلهم الم ِ الس�اع ُة حتَّى يقاتِ ُل الم ِ س�ل َ اليهودي يختبئ س�لمون ،حتَّى ُّ َ ُ َ ُ ُ ِ ِ ُ يهودي خلفي فاق ُت ْله، والشجر يا عبدَ ال َّل ِه هذا الحجر فيقول والشجر ؛ الحجر ورا َء ٌّ ُ ُ
ِ ِ شجر إلاَّ الغرقدُ ،فإنَّه ِمن اليهود(((» .
((( سنن أبي داود (.)4323 ((( صحيح مسلم (.)7523
388
جا ِل اب ِبن صيَّادٍ اشتباهُ الدَّ َّ
ٍ طلق لِلدَّ ِ الم ِ ِ بعضهم بِ َّ أن «اب َن صياد» أمر جال وش�خصيتِه ،وجز َم ُ َ التعيين ُ اضطرب ُ ِ ِ ِ ِ ه�و الدَّ َّج ُ الصحابة الذي�ن اعتقدوا بع�ض الرواي�ات عن بعض �ال تب ًع�ا لِما ور َد ف�ي بن ُعمر ء وجابِر بن ِ ِ ِ ِ ِ عبدال َّل ِه مر وعبدالله ِ َ ذل َك ،ومنهم من جز َم بِه كس� ِّيدنا ُع َ
ِ وغيرهم(((.
واس�تقر األمر بعدَ ذلِ َك لدى الع ِ ٍ صياد ،وإنَّما َ لماء بِ َّ كان اب ُن أن الدَّ َّج َال ليس اب َن ُ ُ َّ الدجاج ِ ٍ ِ لة . صياد أحدَ
إن الدَّ ج َال األكبر الذي يخرج ف�ي ِ ِ الزمان َغ ُير ِ الس ِ َ ابن آخ ِر ُ ُ �نن َّ َّ : َ يهقي في ُّ ق�ال ال َب ُّ ٍ ٍ الكذابين الذين أخبر mبِ ُخ ِ صياد أحدَ الدَّ َّجالين َّ َ وكان اب ُن صياد ، روجهم(((. َ
((( مما يستفاد في أمور العالمات اختالف القول لدى الصحابة ئ في أمر الدجال . ف الوابِل ص 300بِتصر ٍ ِ ِ ِ ف. وس َ ُّ ((( عن أشراط الساعة ل ُي ُ
389
وسائل ِ الح ِ جا ِل فظ ِم َن الدَّ َّ ُ
ِ •التعو ُذ بِال َّل ِه ِمن فِ ِ تنة الدَّ َّج ِ الصالة . ال وخاص ًة في َ ُّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الواج ِبة الطاعة أعمال والمحافظ ُة على •التزا ُم األذكار واألوراد وقراء ُة ال ُقرآن ُ ِ والمندوبة .
رواية ِمن ِ ٍ ِ ِ العش�ر ِ ِ الكهف ِمن َّأولِها((( وف�ي س�ورة آيات ِمن •قراء ُة آخ ِرها (((. الروايتَين أولى . ُ والجمع َبي َن ِّ
سباب فِتنتِه ومالبساتِها ،فمن ُع ِصم ِمن فِ ٍ •الدراس ُة الش�رعي ُة لأِ ِ تنة قب َله ُع ِص َم َ وس�يره ،لِ َقولِه « : mمن ِ ه�وره ،ولِيتجنَّب ِ ِمن� ُه ِعن�دَ ُظ ِ ِ س�م َع مواق َع حركتِه َ َ
ليأتيه وهو يحسب أنَّه ِ ِ بالدَّ َّج ِ ال ف ْل ْ ينأ عنه ؛ فو ال َّل ِه َّ مؤم ٌن فيتبِ ُعه ِم َّما الرج َل ُ إن ُ الشب ِ هات ،أو لِما ُ ِ الشب ِ ِ هات »((( . يبعث بِه م َن ُّ ُ يب َع ُث م َن ُّ ُ
((( صحيح مسلم (.)1919 ((( صحيح مسلم (.)1919
((( س�نن أبي داود ( ، )4321وفي الحديث ملحظ لخطورة الش�بهات ،وهي المتناقضات في
السلوك والعبادة والعقيدة ،وقد برزت هذه األساليب فيما بين يدي الدجال بين المسلمين، فتهم�ة الش�رك في المصلي�ن واحدة من ه�ذه النقائض القائم�ة على تحجيم الش�بهات في
االعتق�اد والعبادات والوالء فليتأمل ..حتى يبلغ األمر إلى اإلصرار في األحكام والفتوى، وم�ع ه�ذا ل�م يت ِ النب�ي mفي األمر قوال فصال ،ولم يش�نع على أح�د منهم في خالفه َّخ ِذ َ ُّ
للحق المعلوم لدى رسول الله . m
390
المرحلةُ العيسويةُ ِ ِ ِ ِ ِ الخاصة بِ أن ن َ الساعة َّ ُزول عيسى ش ِم َن عالمات الشريفة األحاديث ثبت في َ ِ ِ ِ ِ العالمات الكُبرى ،وعلى هذا َّ الش�رعية الضرورات المرحلة ِم َن فإن ِدراس� َة هذه الر ِ كن الرابِ ِع . في ُّ
واص ًفا نُزول عيسى ش في ِ ِ قال تعالى ِ َ الزمان ( :ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ آخ ِر ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [الزُّ خ�رف ... ]57:إل�ى قولِ�ه تعالى ( :ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ُ
ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﰄ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ) [الزُّ ُخرف. ]61-59:
وفي هذه ِ اآلية إشار ٌة ِ واضح ٌة في َقولِه ( :ﭑ ﭒ ﭓ ) أي :ن ُ ُزول عيسى ٍ الس�اعة ،وفي ِق ٍ ِ ِ عن ِ مروية ِ عالمات ُق ِ ٍ عباس ابن �راءة ُأخرى رب ش عالم� ٌة ِمن
وغيرهما ِمن ِ وم ِ ِ جاه ٍد ِ التفسير (ﭑ ﭒ ﭓ) أي :عالم ٌة وأمارةٌ. أئمة ُ
تفس�ير هذه ِ وروى اإلمام أحمدُ بِ ِ ِ عن ِ س�نده ِ ابن ع َّب ٍ اآلية َ قال :هو اس ؤ في ُ ِ روج عيسى ِ مريم ش َ قبل َيو ِم القيامة (((. ُخ ُ بن َ
الش ِ ِ حول ِ �به التي افتع َلها اليهو ُد َ وألهمية هذا الموضو ِع فقد تو َّلى ال ُق ُ رآن ر َّد ُ قتل
عيس�ى ش وصلبِه َ قال تعالى ( :ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ )[النِّس�اء ]157:إل�ى َقولِ�ه تعال�ى ُمب ِّينً�ا ن َ ُزول عيس�ى في ِ ِ آخ ِ الزم�ان ( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ �ر
ﮬ ﮭ ﮮ ) [النِّساء .]159: ((( مسند أحمد (.)2975
391
ُزول عيسى ش في ِ ِ الصحيح ِ النبي mما يؤ ِّكدُ ن َ ِ الزمان آخ ِر ثبت في وقد َ عن ِّ ال ِ ، ِ واتخاذه م ِ ِ اليهود والنصارى والدَّ َّج ِ ومن ذلِ َك قو ُله ِ « : m ينز ُل وق ًفا عمل ًّيا ِم َن َ ِ قس� ًطا ؛ ِ فيك�م اب�ن مريم حكما عدلاً وإماما م ِ نزير ، فيكس ُ�ر َ ُ الصليب ،ويقتُ�ل الخ َ ً ُ ً َ
ويضع الجزي َة » (((. ُ
ِ ِ الصحيح أنَّه ِ ِ مش�ق ،كما ور َد في البيضاء المنارة وثب�ت ف�ي ش�رقي ِد َ ينز ُل ِعن�دَ َ َّ ِ ِ رس�ول ال َّل ِه ِ « : الطبراني ِ ُ عس�اك َر عن أبي ُه َرير َة َ ينز ُل عيس�ى اب ُن قال وابن حديث ِّ الناس أربعين س�ن ًة إمام�ا »((( .وفي ِ ِ مري�م فيمك ُ ُ�ث ف�ي يخر ُج لف�ظ ً َ الطبران�ي ُ « : ِّ الدَّ َّج ُال ِ ، ِ مريم ش فيق ُت ُله ُ ،ث َّم يمك ُ األرض أربعين س�ن ًة ُث في فينز ُل عيس�ى ب ُن َ إماما عادلاً وحكما م ِ قس ًطا »((( . ً ُ ً
ِ وف�ي ِر ِ ب�اب ُل�دٍّ ـ أي : واي�ة أب�ي داو َد « :حتَّ�ى يأت�ي الش�ا َم مدين� َة فلس�طي َن َ َ الدَّ َّجال ـ ِ فينز ُل عيسى ش ،فيقت ُله ُ ،ث َّم يمك ُ ُث عيسى ش أربعي َن سن ًة إما ًما
عدلاً وحكما م ِ قس ًطا » ً ُ
(((
.
وفي ِر ٍ واية ِ « : تذوب الش�حم ُة ، ذاب كما ُ مريم فإذا رآه الدَّ َّج ُال َ ينز ُل عيس�ى ب ُن َ ِ َ ُ اليهود ف ُي ويفرق عن فيقت ُُل الدَّ َّج َال ، قتلون »((( .
قال ِ « : وروى م ِ يقول :ال ُ النبي ُ m سل ٌم عن جابِ ٍر ؤ َ ، تزال طائف ًة سم ُ عت َّ ُ ِ الحق ِ قال ِ ِم�ن ُأ َّمت�ي ُيقاتِلون ِ القيامة َ ، مريم ، ظاه ِرين إلى َيو ِم عن ِّ فينز ُل عيس�ى ب ُن َ
((( صحيح البخاري (.)2476
((( مسند أحمد (.)25201
((( مصنف ابن أبي شيبة (.)38629
((( سنن أبي داود ( ،)4323وراجع التليد والطارف ص.435 ((( مصنف ابن أبي شيبة (.)38649
392
ٍ ُ أميره�م ِّ : ُ فيق�ول ال َّ تكرم َة ال َّل ِه هذه بعضكم على صل لنا . إن َ بعض ُأم�را ُء ُ فيق�ول ُ الج ِ ِ الحديث إش�ار ٌة إلى استِمرار ِ ِ هاد في األُ َّم ِة »((( ،وفي هذا سبيل ال َّل ِه بِالشا ِم ِضدَّ ِ ُ يكون نتظر وبعدَ ه الدَّ َّج ُال ُ ،ث َّم عيس�ى ش ،الذي الم ُ يأتي اإلم�ا ُم ُ اليه�ود حتَّ�ى َ ال على ِ قتل الدَّ َّج ِ ُ يده .
ونزول عيس�ى ُك َّلها متواتِر ٌة ؛ ِ ِ أحادي�ث الدَّ َّج ِ ُ َ والمعل�و ُم َّ اإليمان بها �ب ال أن يج ُ ُ ِ ِ الدين . أركان وتصدي ُقها ؛ لأِ نَّها ُجز ٌء ِمن
النب�ي mبِعالقتِه بِعيس�ى ش ُ ، وق�د َّ حيث روى اإلم�ا ُم أحمدُ عن أبي بش َ�ر َّ ت ،أمهاتُهم ش�تَّى ودينُهم ِ قال « :األنبي�اء إخو ٌة لِعلاَّ ٍ النب�ي َ m ُه َري�ر َة َّ واحدٌ ، أن َّ ُ َّ لأِ نبي ،وإنَّ�ه ِ الناس بِعيس�ى ِ ِ ناز ٌل فإذا وإن�ي أولى مريم ،نَّه لم يكُ� ْن بيني وبينه ٌّ ب�ن َ
رأيتُموه ِ فاعر ُفوه »((( .
الحديث إشار ٌة م ِهم ٌة لاِ رتِ ِ ِ باط عيسى ِ تثبيت وفي هذا مريم بِنزولِه ،وفي ِرسالِته ُ بن َ ُ َّ ِ الصاد ِ ِ ِ ِ اليهود والنصارى بِانحرافِهم ،وقد ور َد في قة على والشهادة منهج اإلسلا ِم ِ ِ ِ َ حم ٍد mـ فيما س َب َق ـ َّ رسول ال َّل ِه وأن النبي ُم َّ ال ُقرآن إشار ُة عيسى ش لرسالة ِّ ِ أخص الناس بِه وأقر ُبهم إ َليه ( ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ) [الصف.]6: ُّ
رس�ول ال َّل ِه أخبرني عن ِ ِ �ك َ َ نفس َ قال « :نع�م ،أنا دعو ُة الحدي�ث قالوا :يا وف�ي ِ قال اب ُن ٍ السيرة َ ، َ كثير : إس�حاق في أبي ُموس�ى و ُبش�رى أخي عيسى »((( ،رواه ابن ِ شواهدُ . إسنا ُده ج ِّيدٌ ،وله ((( صحيح مسلم (.)412 ((( مسند أحمد (.)9882
((( رواه ابن هشام عن ابن إسحاق ،سيرة ابن هشام (.)166 :1
393
ِ َ كما َّ فضل تاب عيسى ش قد أشارَ إلى أن اإلنجيل ـ وهو ك ُ ِ أُم�� ِة محمد mبِع ِ مومها وع َّب َ�ر ال ُق ُ رآن عن ذلِ َك بِ َقولِ�ه ( :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ َّ ُ َّ ٍ ُ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ) [الفتح . ]29 :
ِ َ فاس�تجاب ال َّل ُه التفس�ير :فدعى عيس�ى ال َّل� َه أن يجع َله ِمنهم ؛ ق�ال ابن كثير في َ دعاءه وأبقاه ،حتَّى ِ ِ ِ أمر اإلسال ِم . ينز َل آخ َر الزمان ُمجدِّ ًدا َ َ ِ ِ ِ الصحابة » أس�ماء تجريد الذهبي لِعيس�ى ش ف�ي ِكتابِه « ترج�م اإلما ُم وق�د ُّ َ ِ َ اإلس�راء النبي َ mليل َة مريم ش ونبي ،فإنَّ�ه رأى َّ صحاب�ي ٌّ ٌّ فق�ال :عيس�ى ب� ُن َ ِ وس َّلم ع َل ِيه ،فهو ِ آخ ُر الصحابة ئ َموتًا (((. َ
الش�ريعة المحم ِ ِ أهل ِ أن عيس�ى ش يحكُم بِ ذك�ر ُ ُ العل ِم َّ ويكون ِمن دية ، ُ َّ وق�د َ ِ ِ لأِ أتبا ِع م ٍ ِ ٍ نس ُخ حمد َّ mن دي َن اإلسلا ِم خاتم ُة األديان ،وباق إلى قيا ِم الس�اعة ال ُي َ ُ َّ ِ حاك ٌم ِمن ُحكَّا ِم هذه األُ َّم ِة و ُمجدِّ ًدا لأِ ِ ُ نبي فيكون عيس�ى ش مر اإلسلا ِم إذ ال َّ حم ٍد . m بعدَ ُم َّ
روى اإلمام م ِ كيف إذا َ رسول ال َّل ِه َ m َ سل ٌم عن أبي ُه َرير َة ؤ َّ نزل أن قال َ « : ُ ُ ِ ((( بعضهم في َقولِه « وإما ُمكم ِمنكم» فسرها ُ مريم وإما ُمكم منكم » .وقد َّ فيكم اب ُن َ بعضهم في َقولِ�ه « وإما ُمكم ِمنكم » أي :ما أ َّمك�م ِمنكم وأ َّمكم أي : فس�رها ُ وق�د َّ قا َدكم بِ ِك ِ وس ِنة نب ِّيكم . تاب ر ِّبكم ُ ِ ِ مع األرض ؛ حتَّى ترعى عصر عيسى ش ُي ِنز ُل ال َّل ُه األم َن على وفي ُ الكائنات َ ِ بعض .وروى اإلمام م ِ ٍ س�ل ٌم عن أبي ُه َرير َة بعضها ِمن البعض ،وال بعضها ُ يخاف ُ ُ ُ ُ ((( تجريد أسماء الصحابة للذهبي (.)432 :1 ((( صحيح مسلم ()409
394
ِ ُ ِ قال َ : ؤ أنَّه َ حكما مريم قال ً رس�ول ال َّله « : mوال َّله ،ل ُي ِنز َل َّن ال َّل ُه عيس�ى ب َن َ ِ ع�دلاً ،وليض َع َّن ِ الص فال ُيس� َعى ع َليها ،ولتذه َب َّن الش�حنا ُء الجزي َة ،ولت َُتر َك َّن الق ُ ِ ِ والتحاس�دُ ،ول ُيدْ َع ُو َّن إلى والتبا ُغ ُض الحديث المال فال يقب ُله أحدٌ »((( ،وفي هذا ُ ِ ِ التحري�ش التي كانَ�ت تتبناها اليه�و ُد والنصارى سياس�ة إش�ار ٌة ها َّم ٌة إل�ى انقطِا ِع
ِ ِ ِ ِ ِ ممن ظ ُّلوا َ فرقون مرحل�ة طوال والدجاجل� ُة ،وم�ن َّ الدجل والدجاجلة ُي ِّ لف ل َّفهم َّ ِ لش ِ يطان مبد َأ « فر ْق تسدْ » ،وبِ ِ ِ الش ِ الثروات ،و ُيح ِّققون لِ َّ َبي َن ُّ نزول ويسرقون عوب ، ِّ ُ ِ ومقتل الدَّ َّج ِ اليهود وال ُك َّف ِ ِ ِ ار ل�ف ل َّفه ِم َن المهدي عيس�ى ونُصرتِ�ه لِإلما ِم ال ـ و َمن َّ ِ ِ ماعية واالقتِ ِ المش�اك ِل االجتِ ِ اليهود والنصارى صادية ،ويعو ُد البقي ُة ِم َن تنتهي كا َّف ُة ٍ ِ ِ حديث رواه َّ �يخان الش فس َ�ره أبو ُه َرير َة ؤ ِمن إلى اإلسلا ِم ،ويؤ ِّكدُ ذل َك ما َّ يده ِ ، رس�ول ال َّل ِه « mوالذي نفس�ي بِ ِ ِ ليوش� َك َّن أن َ مريم عن�ه عن ينزل فيك�م اب ُن َ ِ ِ حكم�ا عدلاً ويفيض ُ المال الح�رب ، ويضع نزي�ر ، فيكس ُ�ر ُ َ ُ َ الصلي�ب ،ويقت ُُل الخ َ ً ِ ُ خيرا ِم� َن الدُّ نيا وم�ا فِيها » ُث َّم حتَّ�ى ال يقب ُل�ه أحدٌ ،حتَّ�ى تكون الس�جد ُة الواحد ُة ً
ُ أبوه َري�ر َة :واقرؤوا إن ش�ئتُم ( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ يق�ول ُ
ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [النساء.((( ]159:
وف�ي م ِ رس�ول ال َّل ِه ِ : m ُ س�ند أحمدَ (َ )9871 مريم إما ًما قال «ينز ُل عيس�ى ب� ُن َ ُ ِ ُ�ل ِ قس� ًطا ِ ع�ادلاً وحكما م ِ ِ الخنزير و ُي ِ الصليب ،ويقت ُ ويتخ ُذ الس�لم ، رج ُع فيكس ُ�ر َ َ َ ً ُ ذات ح ٍ مناج َ�ل ،وتذهب حم� ُة ك ُِّل ِ وف ِ ُنز ُل الس�ما ُء ِرز َقه�ا ،وت ِ مة ،وت ِ ُخر ُج الس� ُي َ ُ ُ ُ ُّ يضره ،وي ِ ِ الذئب فال الغنم راعي يلعب األرض بركتَه�ا ،حتَّى ُ ُ ُ َ َ الصبي بِال ُّثعبان فلا ُ ُّ ُّ
((( صحيح مسلم (.)408 ((( صحيح مسلم (.)407
395
ِ يض ُّرها » (((. البقر فال ُ ُ يض ُّرها ،و ُيراعي األسدُ َ
يوف ِ ُ وقو ُله « :و ُتت َ ُ الحشائش. المنجل :هو اآلل ُة التي تُق َط ُع بها مناج َل » : الس ُ َّخ ُذ ُّ ِ ِ ِ الج ِ الن�اس ال يحتاج�ون إل�ى ِ ويش�تغلون بِ والمقص�و ُد َّ والزراعة ، الح�رث هاد أن َ ِ ِ الس ُّم ،أي ِ : ينز ُع ومعنى قولِه « : وتذهب ُحم ُة ك ُِّل ذات ُحم ُة » ُ : ُ الحم ُة بِالتخفيف ُّ ٍ ِ ِ سمها . ال َّل ُه عن ك ُِّل دابة ذات سمية َّ
ق�ال ِ « : m ِ َ مريم فيمك ُ الناس أربعين س�ن ًة إما ًما » .رواه ُث ف�ي ين�ز ُل عيس�ى ب ُن َ ِ عس�اك َر عن أبي ُه َرير َة َ ، ُ فيكون عيس�ى ش في وقال ؤ « : الطبراني واب ُن ُّ ُأمتي حكما وعدلاً وإماما م ِ قس ًطا »((( . ً ُ ً َّ
أهم ظواهر مرحلة عيسى ش
ِ ِ ِ مرحلة عيسى ش : ظواه ِر أهم ومن ِّ ِ ِ ِ ب إل�ى ال ُق ِ ُص�رة اإلما ِم دس لن البيض�اء ، المن�ارة •نزو ُل�ه بِ ِد َ مش�ق ِعن�دَ َ ويذه ُ حاص ِر . الم َ ِّ المهدي ُ
المسيخ الدَّ َّج ِ ِ ال على يدَ يه بِ ِ ُ ِ باب ُلدٍّ ِمن هالك أرض فِلسطي َن . • الشريعة المحم ِ ِ دية في العالم ُك ِّله . أمر ُ َّ قيم َ • ُي ُ ويكسر الصليب ،وي ِ ِ ِ دخ ُل النصارى إلى ِ دين اإلسال ِم . نزير ، َ ُ ُ •يقت ُُل الخ َ ِ •ت ُ وتظهر عص�ره -أي :الزكا ُة -لِع�د ِم َمن يقب ُلها اكتف�ا ًء ، ُت�رك الصدق� ُة في ُ عه�ده وال يرغب أحدٌ ف�ي اقتِ ِ ِ ِ ِ الم�ال لِ ُق ِ الس�اعة ،وتُر َف ُع رب ناء ُن�وز ف�ي الك ُ ُ الشحناء والبغضاء لِ ِ زوال أسبابِها . ُ ُ
ِ ٍ ِ األمن . مظاه ِر كمظهر ِمن الذئب مع الغن ِم • َيرعى ُ ((( مسند أحمد (.)10532 ((( تقدم .
396
ُ والحرب تنتهي . ُزر ُع ور لأِ َّن َرخص َ َ •ت ُ األرض ُك َّلها ت َ الخيل ويغلو ال َّث ُ ِ ِ وتس�تمر ِ األرض بِ ِ والموار ُد الزراع ُة األرض الخي�ر في األمان ويزدا ُد تنع�م ُ ُّ ُ • ُ الف مدى حياتِه الم ِ دون ِصرا ٍع وال اختِ ٍ تنوع ُة َ باركة . الم ِّ ُ ُ
397
اليأجوجيَّةُ المرحلةُ ُ
مول د ِ ِ ِ ِ مرحلة عيسى ش ُ واألمن في ُربو ِع العال ِم . ولة السال ِم خريات في ُأ وش ِ َ
َ ومأجوج الذين وصفهم يأجوج يظهر قو ُم ُ ُ وقبل أن َ يرح َل عيسى إلى م َّك َة والمدين َة ُ ال َّل ُه في كتابِه ( ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ) [الكهف. ]94:
يأجوج ومأجوج وقو ُله «(ﮃ ﮄﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ) أذهان الع ِ ِ لغز من الغاز [األنبي�اء ]96:وق�د َّ لماء والم ُف ِّس�رين ُ حيث غزا في يأج�وج ظل أمرُ ومأجوج ُل ً ُ َ َ القرآن �ك في حقيقتهِ ِ ِ ٍ ِ ٍ المص�ادر األصلي ُة عنهما بخبر َب ِّي�ن ،وال َ األمر كذل َ ل�م تُفص ِ �ح زال ُ ُ ِ المجهولة((( . ((( وهذا أصح ما يعتمد عليه في أمر يأجوج ومأجوج ؛ حيث إن اكتشاف السد على الصفة التي وردت في كتاب الله أمر لم يتحقق إطالقا ،قال الش�يخ محمد بن يوس�ف الكافي التونسي
ف�ي كتابه « المس�ائل الكافي�ة في بيان وجوب صدق خبر رب البرية » ما نصه « :الس�د حق
ثابت ،وال ينفتح ليأجوج ومأجوج إال قرب الس�اعة ،فمن قال بعدم وجود س�د على وجه
األرض ـ ومس�تنده في ذلك قول الكش�افين من النصارى ،وأنهم لم يعثروا عليه ـ يكفر..
اهـ.
وق�ال الش�يخ حم�ود التويج�ري ف�ي إتح�اف الجماع�ة (ص /170الثال�ث) :وبعض
العصريي�ن يزعمون أن يأج�وج ومأجوج هم جمي�ع دول الكفر المتفوقي�ن في الصناعات
الحديث�ة ،وق�د رأيت هذا القول الباطل في بعض مؤلفات المتكلفين من العصريين ،وهذا الق�ول قريب من القول األول ...إلى أن ق�ال :وقد قال تعالى (:ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ) [األنبياء ]96:إلى قوله تعالى ( :ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ) [األنبياء . ]97:وفي هاتين اآليتين أبلغ رد على
م�ن زع�م إن يأج�وج ومأجوج ه�م دول اإلفرنج أو غيره�م من دول المش�رق والمغرب ، الذي�ن ل�م يزالوا مختلطين بغيرهم من الناس ولم يجعل بينهم وبين الناس س�د منيع يحول
بينهم وبين الخروج على الناس .
398
ِ ِ حول تتب ِع واس�تِ ِ الدراس�ة ِم َن قصاء وأ َّم�ا م�ا قا َم بِه ُ المعاصرين َ ُّ بع�ض الباحثي�ن ُ شرطنا في قبول ِ ِ ِ ِ ِ َ ودراس�ات ِعل ِم الميدانية ش�اهدة الم وأرضخ التاريخي�ة ، الناحي�ة َ الموض�وع إلى ُ البحوث العلمية ِ ُّصوص عن العالمات ِ َ حصل ش�ي ٌء ِم َن التطا ُب ِق َبي َن الن خاص ًة إذا اآلثار ؛ فهو مس�أل ٌة ُيس�تأن َُس بها َّ ِ والدراسات .
ِ أجمع ع َل ِيه ُ وأم�ا إذا َ أهل ُّصوص أو ُمغاي�ر ًا لِما األم�ر ُمخالِف ًا لِما ور َد في الن كان َ ُ ي�ه ِ . دليل ع َل ِ ِ ِ نظ�ري ال َ أن َ ش�ك َّ العل� ِم فلا َّ ومن تص�و ٍر ح�وث ُمجر ُد مث�ل هذه ال ُب ٍّ ُّ وصل إ َلي�ه ِ ج�رد االس�تِ ِ ِ فادة العا َّم ِة ما َ ِ الباح ُث النم�اذج الت�ي وضعناها هنا لِ ُم ه�ذه ٍ ٍ ٍ جديدة ال بأس ِمن ِ عرضها لال ِّطال ِع معلومات ش�ير فيه إلى َ حمدي حمزة أبو َزيد ُي ُ ِ ِ الم ِ مع يقينِنا أنَّها ال تُعدُّ بديلاً ِ قر ِر في ِك ِ تاب ال َّل ِه أو ما عن ِّ واالس�تفادة َ الم َّ بين ُ الحق ُ ِ صح ِ األمر في ُسن َِّة رسولِه .يقول حمدي أبوزيد: عن َّ
ِ ِ رآنية في س ِ اآلي�ات ال ُق ِ ِ طابقة ومأجوج ِعن�دَ ُم يأجوج الكهف ع�ن �ورة •كا َّف� ُة َ َ ُ ٍ ترجم�ة ِ ِ وضوعه�ا بِ ُل ِ ِ ِ وأحداث وقائع تتف ُق وما في ُكتُبِهم ِم�ن الم غ�ة َم َ الصين ُ الصين في ِ ٍ فترة ُد ِ ِ خول ذي القرنَين إ َليها . تاريخية وق َعت في بِالد
ِ مضمون ِ ِ األصل بعدَ ترجمتِها ومأجوج » الصينيت َِي يأجوج كلمتَي « •إن معرف َة ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َ العديد ِم َن تفس�ير الوصول إلى يس ُ�ر األحداث الها َّم ِة ،ويؤ ِّكدُ ل ُّلغة العربية ُي ِّ قل�ت ـ والل�ه أعلم :إن أغل�ب الباحثين في هذه المس�ألة إنما يفس�رون األخبار واآلثار
مس�لم مؤم ٌن لي�س على س�بيل اإلن�كار لما في القرآن والس�نة ـ ونع�وذ بالله أن يفعل ذلك ٌ بالله ورس�وله ،أو أن يفعله لمجرد االس�تتباع لكالم المستكش�فين من النصارى وغيرهم ـ فقولهم ال يعتبر حجة أمام كتاب الله وس�نة رس�وله ،وإنما هو عرض لفهم قد يصيب قائله أو يخطئ ،وال يعد بديال عما ذكره العلماء من األمر المجمع عليه في هذا الش�أن ،كما هو
ف�ي بحث حول الموضوع يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ جمعه الباحث « حمدي حمزة
أبو زيد».
399
متابعة مختصرة للدراسة الميدانية الجديدة
ومأجوج . يأجوج الحقائق ال ُقرآني َة عن َ َ َ
•إن ترجم� َة « يأج�وج ومأج�وج » ه�ي « :م ِ فس�دون ف�ي األرض » تعني َّ أن ُ ُ ُ يل م ِ كان ِ س َ ِ ِ األرض ،ومعنى ُس َ وس َ قارة َ كان فس�دون في الخ ِ ُ �كان قارة آس�يا ُ ُ يل وش�عب الر ِ ِ الخ ِ الخ ِ ُ ش�عب َ ق�ارة َ الدول ماة ،وه�م ي�ل أيَ :من ُيس�مون َ َ ُّ الح ِ لك ِ المحيط� ُة بِ ِ ِ ِ الصي�ن ف�ي تِ َ للصين م َعها الزم�ن ،والتي كانَ�ت قب�ة ِم َن حدود ِ ُ اليابان وكوريا ،ومنش�وريا ،وس�يبيريا ،ومنغوليا، القات ،وهي وع ٌ ُ ٌ ودول آس�يا الوس�طى ،وهم الذين ِ يص ُفهم الصينيون ف�ي ُلغتِهم بِ ُ يأجوج أو َ ُ ُ ِ الح ِ الصين حتَّى قديما عل�ى بن�ي يأج�وج ،وهؤالء اعتا ُدوا على ش� ِّن ُ َ روب ً
الثالث عشر الميالدي على ِ وكان ِ ٍ ِ ُق ٍ َ َ َ يد القرن حدث في آخ ُرها ما قريبة ، رون ِّ َ ِ جنكيز خان وهوالكو َّ األرض فسا ًدا. الذين عاثوا في َ
ِ ِ ِ ُ البحث توص َ�ل إ َليها •وبِن�ا ًء عل�ى المعلومات والحفري�ات والتعليالت التي َّ ِ يكون « ما َبي َن الس�دَّ ِ َ ين » مكانًا محدو ًدا أو معرو ًفا في المتو َّق ِع أن ص�ار م� َن ُ َ ِ ِ أنحاء بِ ِ ِ َ األكبر هو ِج ٌ وأن االحتِ َ الصين َّ ، مدينة « جنج شمال بال معين ٌة مال الد َ
ِ ِ عظيم» وحاج ٌز حك�م قاطع�ة « هينان » ،وقد ُو ِج�دَ فِيها «رد ٌم ُم ج�و » ف�ي ُم ٌ ٌ ِ �رآن ،وفص َ�ل ِ كم�ا وص َفه ال ُق ُ وارتفاعه وم�ا تب َّقى منه . الباح ُث ِصف َة ال�رد ِم َّ ِ ِ ِ وأنواعها س�تخدمة فيه الم ووضع بح ًثا َميدان ًّيا لِكا َّف ِة ُجزئياتِه َ ونماذج الموا ِّد ُ ِ ِ ِ والوقود ِ ِ ِ ِ وغيرها . والخشب الطين » والقطر « المعدنية كالعناص ِر
ِ التاريخ قائم ٌة على ِ •يشير ِ َ الباح ُث إلى َّ ِ الديانة انعدا ِم عبر أن أحوال هذه األُم ِم َ ُ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ غرافية الج مع قس�وة ال ُّظروف ُ الصحيح�ة ووقوعهم في انحرافات الجاهلية َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والخ ِ والمعيش�ية ،وتو ُّف ِ كالمه�ارات ُ يول تالي أدوات �ر والبيئي�ة ُّ التف�وق الق ِّ 400
ٍ ِ ِ ِ ِ والش ِ وح ال ُغ ِ ِ رور ُّ ور ِ معيش�ة باكتس�اب والولو ِع �عور بِال ُقوة ُ وأدوات القت�ال ُ ِ ِ ِ والوحش�ية ِ ِ بِ ِ األع�داء ُ والخصو ِم .وقد عاملة الرحمة ف�ي ُم وانع�دا ِم البط�ش النب�ي mبمعنًى ُمتطابِ ٍ ع�دو لكم ،إنَّكم ال �ق « :إنَّكم تقولون ال وص َفه�م َّ ُّ
ِ ِ ِ غار يأجوج عدوا حتَّى يخ�ر َج ومأجوج ِع َ ُ ُ تزال�ون تُقاتل�ون ًّ �راض الوجه ص َ حدب ِ ٍ ُّ لون َّ ينس َ جوههم األع ُي ِن صهب ِمن ك ُِّل المجان المطرق ُة.(((»... كأن ُو َ
ِ ِ ِ ِ • ّ ماهية يضع س�ؤالاً ها ًّما ع�ن إن مفه�و َم التفس�ير م�ن قول�ه ( ﮄ ﮅ ) ُ ِ ُ ِ ِ الفت�ح ،وما هي يكون زم� ُن ه�م الفاتِحون ،ومت�ى وطبيع�ة الفت�ح أو َم�ن ُ دول قارة الخيل ودول ِ دول ِ ِ جمي�ع ِ وعالقتها الخ ِ مع َّ قارة َ وآثار ذلِ َ ِ يل قارة آس�يا أن �ك ُ َ الفتح َ عالم�ات ُ بالمرحلة دول العال ِم لِو ِ ِ �ف بِالع ِ واالنغ ِ الق عن جمي� ِع ِ ٌ قوعها في أقصى زلة ُ ُوص ُ ُ دول ت َ اليأجوجية القارات األُخرى بِحار ِ ِ الط�رف الش�مالي لِ ِ ِ س�احات وم ألرض و َبينَها و َبي� َن ٌ ٌ ِّ ِ ِ ِ الوصول إ َليها بِ ِ ُ الفتح القديم�ة ،ويأتي الموصالت وس�ائل ب ُ واس�ع ٌة يص ُع ُ معان ِ ، ٍ المشار إ َليه في ال ُق ِ ومنها : رآن على ُ ُ
عوب في ِ الش ِ الفتح بِاإلسال ِم ،و ُد ُ دين اإلسال ِم ،فهل يعني َّ خول هذه ُّ أن ُ 1.1 هذه الدُّ ِ ول ستدي ُن ُمستقبلاً بِاإلسال ِم ؟!
ِ ِ ب�ل ٍ ِ القارة ِمن ِق ِ اآلي�ة يعني احتِ َ دول ُأخرى الل ه�ذه ال�وار ُد في الفت�ح 2.2 ُ اليأجوجية في أجنبية بِ ِ ٍ ِ كتب غَير إسالمية ِ َ عش�ر التاس�ع القرن تعرضت هذه القار ُة في السلاح وقد قوة َ َ َ ((( مسند أحمد ( .)22991المجان :جمع المجن وهو الترس الحدب :الغليظ من األرض فى ارتفاع الشعاف :جمع شعفة وهى أعلى شعر الرأس يقصد صهب الشعور الصهب :جمع األصهب وهو األشقر أى الذى بشعره حمرة يعلوها سواد
401
مرحلة عدوانية يتحكم فِيها الشيطان
ِ ِ روب واالحتِ ِ لح ِ األجنبي((( . الل والقرن العشرين ل ُ ِّ
ودول ِ دول ِ ِ ِ ِ تاح ِ قارة قارة آس�يا 3.3 الفت�ح الوار ُد ف�ي هذه اآليات يعن�ي انف َ ُ ِ الخ ِ ُ َ العصر الحال في هذا ومأج�وج » على العال ِم كما هو يأجوج ي�ل « ُ ُ ِ ِ ِ ِ وصعود ِ تطو ِر ومأجوج» «يأجوج دول والمتت ِّب ُع ل ُّ َ َ المعروف بِالعولمة ُ ، بعضها ك ُقو ٍة مؤ ِّث ٍ ِ بروز ِ ِ ِ واليابان كالصين الدولي المس�رح رة على َي ِج�دُ َ ِّ َّ ُ
ذات ُق ٍ ُتلة ِ دولية وك ٍ ٍ الفتح إشار ًة إلى تكو ِن ٍ وكوريا َّ ، ِ وة قوة وأن في هذا ُّ عس�كرية ِ ٍ ٍ نم�اذج عديد ًة ِ ِ س�تقبل ،وقد َ عن ف الم المؤ ِّل ُ َ نقل ُ ضاربة في ُ ِ ِ ُشير بِ َّ أن َ عتبر عند « جوج » قو ٌة ُعدواني ٌة الخ َيل ُي ُ الموس�وعة البريطانية ت ُ َ
المرحلة اليأجوجية في اإلنجيل
وأن هذه القو َة ستظهر في ِ ِ يطان َّ ، الش ُ يتحك َُّم فِيها َّ الزمان ،كما جا َء آخ ِر ُ ِ ِ ِ ِ واليهودي�ة بأن « جوج » المس�يحية واألس�فار اإلنجيل في مقاطِ َع ِم َن ٍ معبر بِ ٍ ِ مواض َع ُأخرى ماجوج » ،بينما جا َء في دوانية ُأخرى هي « قوة ُع ُ ُ ِ ٌ بِ َّ أعلم . منشأ مكان ،وهو ماجوج أن أصل َ َ جوج » وال َّل ُه ُ
ِ ص�ح بِ َّ اإلنجي�ل ؛ فهي في ومأجوج » ق�د جا َءت ِضم َن يأجوج �أن ِعب�ار َة « وإن ُ ُ َّ ِ ِ ِ منز ِلة ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ غوي وحي من عند ال َّله ،لك َّن عد َم إمكانية الكش�ف عن أساس�ها وأصلها ال ُّل ِّ اإلنجي�ل ِ ، ِ األصل�ي ،وأنَّها لم ِ ِ ولكنَّها تن�ز ْل في تحريفها ع�ن مدلولِها س�بب ه�و ُ ِّ األلسنة المتنو ِ ِ ِ ِ اقتُبِست ِمن ال ُق ِ عة . طبيعة مع رآن الكري ِم ُث َّم ُص ِر َ ُ ِّ ف نُط ُقها ليتالء َم َ َ َ
والتفصي�ل ِكتاب « ِ ِ ِ ِ ِ ِ أس�رار ذو بيان والبيان َّوضي�ح �ع في ه�ذا الموضو ِع لِلت َ راج ْ الباح ِ القرني�ن ويأجوج ومأجوج » طبع�ة 1425هـ 2004م تأليف ِ ث « حمدي بن َ َ آخر من معاني ردة الفعل ونهوض هذه الدول عاليا معنى ُ ((( فهل في هذا االحتالل والحروب ً حتى تتقوى وتمتلك القوة الكافية لالكتس�اح العسكري ،فيكون ذلك في صورة المستقبل
كما ذكره القرآن ؟!
402
حمزة أبو زيد » .
ول عن « ِ بع�ض الباحثين إلى َغ ِير ه�ذا ال َق ِ ومأجوج » كما يأج�وج موق ِع وذه�ب ُ َ َ َ ِ هو فيما ذكره المؤر ُخ س�امي بن ِ ِ األنبياء تاريخ أطلس عبدال َّل ِه المغلوث في ِكتابِه « ُ ُ َ ُ ِّ لدكتور ِ تاب «مفاهيم جغرافي ٌة» لِ ِ �ل » ص 126نقلاً عن ِك ِ والر ُس ِ عبدالعلي ِم خضر ، ٌ ُ ُّ ِ إن الس�دَّ الذي بناه ذوالقرنين موجو ٌد حتَّى َ وفيه َّ : مهورية ُجورجيا اآلن فعلاً في ُج الش�اه ِ ِ ِ ِ ِ فتحة « داريال » بِ ِ وجبال ال ُق ِ جبال ال ُق ِ ُ الش�اهق ُة وقاز قة . وقاز الس�وفييتية في
رأي آخر: ٌ السدّ موجو ٌد ّ في القوقاز (جورجيا)
ِ األس�ود ش�ر ًقا حتَّى ِ ِ بحر قزوي� َن غر ًبا ،ويب ُل ُ �غ ُطو ُلها 1200كم ، البحر تمت�دُّ ِم َن ِ ٍ بال التِوائي ٌة ِ ِ ُّركيب ِمن ك ٍ وهي ِج ٌ الحديد الصافي هائل�ة ِم َن ُتل ش�امخ ٌة ُمتجانِس� ُة الت ِ ِ ُّحاس الصافي في سدِّ « داريال » . المخلوط بِالن
ِ لك الثغر ُة المسدود ُة بِ ِ تِ َ ُّحاس َبي َن فتحتَيها ِ 5630م ًترا ـ أي 5 :كيلو الحديد والن ومن ِ وِ 630مترا ـ ِ رات الطبيعي ُة فلم ْ ُ خلفها تِ َ تنل لك المتغ ِّي ُ الم ِّ توحش� ُة .أ َّما ُ القبائل ُ ً أن ِجسم ِ الج ِ الصخري ـ أي ِ :جبال ال ُق ِ ِم َن السدِّ َشي ًئا َغ َير َّ بال وقاز ـ ِمن جان َب ِي السدِّ َّ َ ِ فعل ِ ِ ِ تآكل بِ ِ وصار ُه َ قد َ ناك فرا ٌغ فيما الطويل ، الزمن التعرية على مدى هذا عوام ِل َ ظل ِ ِ الجبلية ِ الص ِ ُّحاسي الذي َ شام ًخا إلى َ اآلن، الحديدي الن خور وجس ِم السدِّ ِّ َبي َن ُّ ِّ ُ اإلنسان أن ين ُق َبه أو يع ُلوه . يستطيع وال ُ
الف الباحثين َ ونع�و ُد إلى ما ذكرنا س�ل ًفا ِمن َّ حول ه�ذا الموضو ِع ال ُيغ ِّي ُر أن اختِ َ ئناس واالس�تِ ِ َ ِ ِ ِم�ن ِ جر ِد االس�تِ ِ فادة الحقيقة َش�ي ًئا ،وإنَّم�ا ذكرنا هذه أمر األقوال ل ُم َّ العام ِ ُّ ُ يقضي ال َّل ُه واألحاديث إل�ى أن اآليات أش�ارت إ َلي�ه األمر على ما �ة ، ُ َّ َ َ ويظل ُ أمرا َ كان مفعولاً . ً
ِ ِ ِ ومأجوج يأجوج تتحر ُك ُقوى َ َ أشرنا إ َليها سل ًفا َّ وفي آخ ِر المرحلة العيس�وية التي ْ 403
ذكرنا هنا اختالف الباحثين لمجرد االستئناس يأجوج ومأجوج يكتسحون العالم العربي
س�اح العال ِم حتَّى تب ُل َغ إلى الش�ا ِم ُ لاِ كتِ ِ حيث ِعيس�ى ش و َمن م َعه ،وإلى ذلِ َك ِ ِ ُ يسى :إِنِّي َقدْ َأ ْخ َر ْج ُت ِع َبا ًدا شير الحديث َ « :ف َب ْين ََما ُه َو ك ََذل َك إِ ْذ َأ ْو َحى ال َّل ُه إِ َلى ع َ ُي ُ ان ألَح ٍد بِ ِقتَالِ ِهم َفح�ر ْز ِعب ِ لِ�ى الَ يدَ ِ ادى إِ َلى ال ُّط ِ وج وج َو َم ْأ ُج َ ورَ ،و َي ْب َع ُث ال َّل� ُه َي ْأ ُج َ ْ َ ِّ َ َ َ
ِ �م ِم ْن ك ُِّل َحدَ ٍ �م َع َلى ُب َح ْي َر ِة َط َب ِر َّي َة َف َي ْش َ�ر ُب َ ب َين ِْس� ُل َ ون َما فِ َيها ، ون َ ،ف َي ُم ُّر َأ َوائ ُل ُه ْ َو ُه ْ ِ ون َل َقدْ ك َ ِ ِ ِ �م َف َي ُقو ُل َ يس�ى َو َأ ْص َحا ُب ُه َان بِ َهذه َم َّ�ر ًة َما ٌءَ .و ُي ْح َص ُر نَبِ ُّى ال َّل ُه ع َ َو َي ُم ُّ�ر آخ ُر ُه ْ َحتَّى َيك َ ُون َر ْأ ُس ال َّث ْو ِر ألَ َح ِد ِه ْم َخ ْي ًرا ِم ْن ِمائ َِة ِدين ٍَار ألَ َح ِدك ُُم ا ْل َي ْو َم»(((.
الحر ِ ِ المرحلة ِ يرغب عيس�ى ش و َمن معه إل�ى ال َّل ِه ويجأرون جة وف�ي ه�ذه ُ بِالدُّ ِ الش�ديدة ،فبينَما هم كذلك ي ِ ِ ِ رس ُ�ل ال َّل ُه على المحنة ع�اء لِيخ ِّل َصه�م ِمن ه�ذه ُ َ ِ َ فيضطر ُب الجيش ُك َّله . صيب ومأجوج وبا ًء عا ًّما يأجوج وفيروسا مرض ًّيا ُمعد ًيا ُ ،ي ُ َ َ ً
ِ ِ ِ الج ُ والوعك الحمى يش ، وتخور ُقواهم ،ويض ُعفون ضع ًفا شديدً ا لما يعتريهم م َن ُ َ ُ ِ ِ ِ والمناز ِل ِمن حي ُثما كانوا ِمن واألودية والمدُ ِن واألل ِم ،ويتس�اقطون في ال ُط ُرقات ُ بِ ِ الد ال َّل ِه صرعى أمواتًا ال ِ يملكون ُقدر ًة وال ُق َّو ًة وال جبروتًا .
ِ ِ َ الش�ريف بما معن�اه َّ وق�د ور َد ذلِ َ يفرحون �وج وج الحديث �ك في ومأج َ ُ يأج َ أن ُ بانتِ ِ ِ ِ صارهم على ِ األرض َ ،ه ُل َّم ف ْلنقت ُْل َمن األرض .فيقولون « لقد قت ْلنا َمن في أهل الطغيان ِ ِ فيرغب اليأجوجي قبل في الس�ماء فيرمون بِنشابِهم إلى الس�ماء ،فير ُّدها ال َّل ُه ع َليهم مخضوب ًة د ًما ُ نهايتهم الحتمية ِ ف في ِرقابِهم »((( ،وفي ِر ٍ واية « :رو ًدا رس ُل ع َليهم النَّ َغ ُ نبي ال َّله عيسى وأصحا ُبه ف ُي َ ُّ ِ ِ ٍ أعناقهم »((( .فيصبِحون موتَى كم ِ وت ٍ كالنغف في سم ُع لهم ِح ٌّس، ُ نفس واحدة ال ُي َ َ فيقول الم ِ نفسه فين ُظ ُر ما َ س�لمون أال ٌ رج ٌل العدو فعل هذا فيتجر ُد ُ ُّ َّ رجل يش�تري لنا َ ُ ُ
((( صحيح مسلم (.)7560 ((( صحيح مسلم (.)7560 ((( صحيح مسلم (.)7560
404
ِ ِ فينز ُل ِ مقتول ِ ، ٌ بعضهم على نفس�ه قد و َّطنَها على أنَّه فيجدُ هم موتى ُ منهم محتس� ًبا َ بعض فينادي يا معش�ر الم ِ عز َّ سلمين ..أال أبش�روا َّ عدوكم إن ال َّل َه َّ وجل قد كفاكم َّ ٍ ُ َ ُ ِ ِ ِ سرحون مواشيهم .إلى أن َ نبي فيخرجون من مدائنهم ُ قال – ويهبِ ُط ُّ وحصونهم و ُي ِّ ُ
ِ ِ ِ زهمهم ـ أي : ال َّل ِه عيس�ى وأصحا ُبه إلى ش�برا إلاَّ مأله ُ األرض فال يجدون موض َع ً ِ ِ ُ فيبعث الناس بِنتنِهم أشدَّ ِمن حياتِهم فيستغيثون بِال َّل ِه ، نتنُهم م َن الجيف ـ فيؤذون َ ِ ِ ف يهم الزكم ُة ، غما و ُدخانًا ، غبرا فتصير على ويكش ُ ُ ً وتقع ع َل ُ الناس ًّ ريحا صماني ًة ً ٍ ِ البحر » . ثالث ،وقد قذف ِجي َفهم في ال َّل ُه ما بهم بعدَ
واية فيرغب نبي ال َّل ِه عيسى ش وأصحابه إلى ال َّل ِه في ِ وفي ِر ٍ ِ كأعناق رس ُل َط ًيرا ُ ُ ُ ُّ ِ خت ِ الب ِ فتطرحهم ُ مطرا ال يمك ّن منه تحم ُلهم ُ ُ حيث شا َء ال َّل ُه تعالى ُ ،ث َّم ُيرس ُل ال َّل ُه ً قال لِ ِ األرض حتَّى يتركَها كالزلِ ِ بيت ُم ٍ در وال ٍ ِ المرآة ـ ُث َّم ُي ُ وبر ،فت ُ ألرض قة ـ ُغس�ل ُ ُ
تأكل العصاب ُة ِمن الر ِ ٍ ِ ِ مانة ،ويس�تظِلون بِقحفتِها ور ِّدي بركتَك فيومئذ ُ ُ َ ُّ ثمرك ُ ، أنبتي َ ِ ِ ، ويوقدُ الم ِ يأجوج سلمون ِمن قسى سبع ُس ُف ٍن »(((. ومأجوج ونشابِهم وأتراسهم َ َ َ ُ
عيسى ش والمؤمنون يرغبون إلى الله في إهالك قوم يأجوج ومأجوج
ِ ِ ِ وم� َن المعلو ِم َّ تنعم وموت عيس�ى ش مرحل ًة ومأجوج يأجوج هالك أن َبي َن َ َ ُ ين هالك ما َب َ ٍ ِ ِ ِ قال :يأجوج ومأجوج �دري ؤ َ س�عيد ُ الخ والطاعة ،فقد روى أبو واألمن بالخي�ر فِيه�ا األُ َّم� ُة ِّ ٍ وموت عيسى عتمر َّن بعدَ ُخ ِ يأجوج روج ومأج�وج» ((( ،ورواه عبدُ ب ُن ُح َميد حج� َّن ُ َ َ «ل ُي َّ البيت ول ُي َ ش ِ ٍ بِ َ زي�ادة ،ولف ُظ�ه َّ « : النخل بع�دَ ُخ ِ روج ويعتمرون ويغرس�ون يحج�ون إن الن�اس ُّ َ
يأجوج ومأجوج »((( . َ َ
((( اإلشاعة ص.324
((( صحيح البخاري (.)1593
((( مسند عبد بن حميد (.)941
405
ِ المناس ِ ك ِرحلةُ عيسى ِم َن الشا ِم إلى ِ ِ ِ أرض الحر َمين الش�ريفين ،ويستقي يتوج ُه عيس�ى ش إلى بعدَ هذه المرحلة َّ األحاديث ِ ، ِ ِ ِ ِ أخرجه ومنها ما ُش�ير ُجمل ُة ُ َ ويموت في المدينة المنورة ،وإلى ذل َك ت ُ ِ ِ حكما عدلاً وإما ًما مريم الحاك ُم َّ ً وصح َحه ،ورواه اب ُن عس�اك َر عنه « :ليهبِ َط َّن اب ُن َ
ِ ِ وألر َّد َّن فجا ًّ ُمقس� ًطا ،ويس� ُل َك َّن ًّ حاجا أو ُمعتم ًّرا ،وليأت َي َّن قبري حتَّى ُيس ِّل َم علي ُ ، أي َبنِي أخي ،إن رأيتُموه فقول�وا :أبو هرير َة ُي ِ قرئ َ ُك ش » .يق�ول أب�و هري�رة ْ :
السال َم(((. َّ
عساكر عن ِ ِ ِ عبد ال َّل ِه ِ بن سال ٍم َ مكتوب في قال « : وحسنه ،واب ُن ٌ وأخرج الترم ُّ َ َ ذي َّ موت عيسى ٍ ِ ِ ((( حمد mوعيسى ُيد َف ُن معه » . ش بالمدينة التوراة صف ُة ُم َّ المنورة ودفنه
وأخرج الطبراني « ُيدْ َف ُن ِعيسى َع َل ْي ِه السالم م َع رس ِ بالحجرة الشريفة ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َ َّ ُ َ َ ُ َ ُّ وص ِ اح َب ْي ِهَ ،ف َيك ُ ُون َق ْب ُر ُه ألَ ْر َب ٍع »((( . َ َ
ِ حكما مريم َ ً وأخرج الحاك ُم ووافقه الذهبي عن أبي ُه َرير َة ؤ « :لهبِ َط َّن اب ُن َ قس� ًطا ،ويس� ُل َكن فجا حاج�ا أو م ِ عدلاً وإماما م ِ عتم ًرا ،وليأت َي َّن قبري حتَّى ُيس� ِّل َم ًّ َّ ًّ ُ ً ُ
وألر َّد َّن ع َليه » (((. علي ُ َّ
ِ ِ رسول ال َّل ِه m وأقول اقتِدا ًء بِ ِف ِ ُ وقف على كتابي عل لت : وقول أبي ُه َرير َة َ :من َ ُق ُ
((( المستدرك ()4162
((( سنن الترمذي (.)3977
((( الطبراني في الكبير (.)150
((( المستدرك مع تعليقات الذهبي (.)4162
406
َ َ ب المه�دي وأدرك اإلم�ا َم وأدرك عيس�ى ش فل ُيقرئهم�ا منِّ�ي السلا َم ،وليط ُل َ َّ ِ غفار . الدعا َء واالست َ
407
ين رمحلةِ ِ الصرغى ما ب َ َ ِ وعلامات هامَّة ٌ ِم َن ظواه ُر ٌ العلامات ُّ نتظ حتَّى نِهايةِ رمحلةِ عيسى علَيهِ السلام الم رَ ِ ُ الإما ِم ُ
ٍ ٍ ِ الصغرى إلى ِر ٍ جال يبرزون بِ األحاديث في ِ َ وأسماء صفات ُشير باب العالمات ُّ ت ُ واإلمارة ما بين ِ ِ ِ م ٍ عاد ٍل ِ ُ وفاج ٍر ، الحك ِم المرحلة يكون لهم في ه�ذه عين�ة َ َ أدوار في ُ ٌ ُ
القحطاني والج ْهجاه َ والم ْق َعد ُ
أخرج َّ رج ٌل القحطاني » ،فقد ومنهم « يخر َج ُ َ الشيخان عنه « :التقو ُم الساع ُة حتَّى ُ ُّ ه�ور لِ ويكون َّأو َل ُظ ٍ ُ َ ُ يس�وق قحطان ِمن المهدي مع الن�اس بِعصاه »((( ، َ ِّ لقحطاني َ ِّ ِ الس�رية التي ي ِ ِ ُ الرو ِم رس� ُلها أميرا على في َّأو ِل زمانِه ،كما ُّ ُ المهدي إلى مدينة ُّ يكون ً ِ ِ ِ حال تابعيتِ�ه لِ فيفتتِ ُحه�ا في ِ رج ٌل ف �م يخ ُل ُ المهدي ُ َّ ِّ لمهدي ال في حال خالفته ُ ،ث َّ ِ ِ رج ٌل ِمن ُق َر ٍ ِمن ِ سمى أهل َبيتِه يس�ير بِس�يرته حتَّى وفاة عيسى ش ،فيتو َّلى ُ يش ُي َّ ُ ِ آخر ِمن ُق َر ٍ فيخر َج ع َل ِيه « المقع�د » ف�إذا َ م�ات تو َّلى ُ يش ال ُيحس� ُن الس�ير َة ؛ ُ رج ٌل ُ رقة ؛ فيخرج ع َل ِيه القحطاني بِ ِ المخزومي ولع َّله « الجهجاه » ،ويدعو إلى ال ُف ِ سيرة ُ َ ُّ ُّ ُث إحدى وعشرين سن ًة ُثم ِ ِ ب بِ المنصور ،ويمك ُ يمل ُك الموالي المل َّق ُ ِّ َّ المهدي ،وهو ُ
ِ ويغلب الش�ر ِمن ِ حديث م ِ ِ س�ل ٍم قال : m بعده .وفي الجهجاه عن أبي ُه َرير َة ِمن ُ ُ َّ ِ رج ٌل ُي ُ «ال قال له الجهجاه »((( . تذهب األيا ُم والليالي حتَّى يمل َك ُ ُ
ِ َ ونق�ل القحطاني والجهجاه األحاديث التي جا َءت ف�ي التويجري ((( جمل� ًة ِم َن ُّ ِّ مكن العود إ َليها لِالستِ ِ ِ فادة . ُ ُي ُ
((( البخاري ( )7117مسلم (. )7492 ((( صحيح مسلم (.)7493
((( إتحاف الجماعة (.)314 : 2
408
ِ والعود إلى الجاهليةِ رمحلةُ الانهيا ِر
(((
((( يشار إلى هذه المرحلة بصفة االنهيار والعود إلى الجاهلية لما يطرأ فيها من تحول تام وتغير كام�ل ع�ن مراد الل�ه في خلقه .ومن أعظم التح�ول والتغير حلول الش�رك في األمة ،وهو
عودة الكفر وعبادة األصنام وعبادة األوثان كالالت والعزى وذي الخلصة وغيرها على ما كانت عليه في مرحلة الجاهلية األولى .
َ أما َ األكبر الش�رك قبل هذه المرحلة ما بين عيس�ى ش تصاعديا إلى عهد الرس�الة فإن َ الموج�ب للخل�ود في النار منع�د ٌم من األمة المحمدي�ة خصوصا وإنما يصيبه�ا داء األمم
ويصيبها اإلفراط والتفريط ،وداء األمم ،وهو البغضاء والحسد ،وهي ـ كما سماها رسول وعكسه . الله mـ حالقة الدين ،واإلفراط والتفريط هو الغلو في االعتقاد والوالءات ُ ويكون فيها المس�خ والق�ذف التخاذهم المعازف والقينات والدفوف وش�رب الخمر ، وه�ذه ظواهر منتش�رة ف�ي األمة والعياذ بالل�ه ،فعن أبي هريرة ؤ أن رس�ول الله m
قال« :يمسخ قوم من أمتي آخر الزمان قردة وخنازير» .قالوا :يا رسول الله ،مسلمون هم؟ قال « :نعم ،يش�هدون أن ال إله إال الله ،وأن محمدا رس�ول الله ،ويصومون ويصلون» .
قالوا :فما بالهم يا رسول الله ؟ قال « :اتخذوا المعازف والقينات والدفوف ،وشربوا هذه
األش�ربة ،فباتوا على ش�رابهم ولهوهم فأصبحوا وقد مس�خوا » كما ورد في «كنز العمال»
( )3873و«الدر المنثور» للسيوطي ( )324 : 2و«حلية األولياء» (. )119 : 3 ِ ِ ِ ُ المذكورة، المرحلة ه�ذه أحاديث ظهور الش�رك في المس�لمين على وال يج�وز أن ُتن ََّز َل
وإنما يكون الشرك األكبر محصورا فيما بعد عيسى ش .وفيها حديث «ال تقوم الساعة حت�ى يرج�ع ناس من أمتي إلى عب�ادة األوثان يعبدونها» أخرجه الطيالس�ي عن أبي هريرة.
وحديث ثوبان ؤ « وال تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ،وحتى تعبد
قبائل من أمتي األوثان » .وحديث « :ال يذهب الليل والنهار حتى تعبد الالت والعزى » . فقلت يا رسول الله ،إن كنت ال أظن حين أنزل الله ( :ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ) [التوب�ة ]33:أن ذل�ك تام قال : « إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ،ثم يبعث الله ريحا طيبة تتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ،فيبقى من ال خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم » .أخرجه مسلم في صحيحه
(. )2231-2230 /4
409
ٍ االنهيار بعيدَ م ِ وت عيس�ى ش بِ س�نوات ،وه�ي مرحل ٌة طويل ٌة و تب�د ُأ مرحل َة ِ َُ َ ِ نِسبيا ،تبد ُأ بِم ِ ِ اآليات الشمس تأتي ُجمل ٌة ِم َن وت عيسى ش ،و َبي َن موتِه و ُطلو ِع ً َ ِ ِ يموت عيسى «اإلشاعة» بِ َقولِه ُ :ث َّم ب ُ والصغرى وقد وص َفها كات ُ والوسطى ُّ الكُبرى ُ
القحطاني
رج ٌل ِمن ُق َر ٍ مات تو َّلى ِمن سمى المقعدَ فإذا َ ش ،ويتو َّلى بعدَ عيسى ش ُ يش ُي َّ ِ ُقر ٍ ِ المخزومي ـ ولع َّله «الجهجاه»ـ ويدعو فيخر َج ع َل ِيه ُّ يش من ال ُيحس� ُن س�يرتَه ؛ ُ َ ِ إل�ى ال ُف ِ ِ �ب بِ القحطاني بِ المنصور، س�يرة فيخ�ر ُج ع َل ِيه رقة ؛ المل َّق ُ ِّ المه�دي ،وهو ُ ُّ ُ
ُث إحدى ِ ِ ويمك ُ ُ الشر تنتقص الدُّ نيا ، وعش�رين س�ن ًة ُ ،ث َّم ويملك الموالي ،ويغل ُ ُ ب ُّ الشمس ِمن مغربِها .اهـِ . والطارف» ص .451 -450 إلى أن تط ُل َع َ راج ِع «التليدَ ُ
قال « ُثم ي ِ ِ مر أبي ٍ عمرو ء َ رس ُ�ل ال َّل ُه ـ يعني َّ ُ َ وأخرج أحمدُ و ُمس�ل ٌم عن ُع َ قبل الشا ِم فال يبقى على ِ ِ يحا ِ ِ بارد ًة ِمن ِ وجه األرض أحدٌ ظهور إبليس في بعدَ َموت عيسى ش ـ ِر ً جيل االنهيار والدعوة إلى عبادة األصنام كما كانَت في الجاهلية
وهذا الشرك الجماعي ال يكون بعد موت عيسى ش ،ويؤيد انصراف معنى «الشرك»
من أمة محمد ما بين الرس�الة ونزول عيس�ى ش حديث « :لست أخشى عليكم الشرك من بعدي ،ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها فتهلككم كما أهلكت من كان قبلكم ». وعلى هذا األس�اس يفس�ر علم فقه التحوالت ظاهرة التش�ريك التي تبنتها مدارس القبض
والنق�ض في مرحلة الغثاء بأنها تهم�ة ال دليل لها ،بل هي تهمة بدعية بحتة تبنت التحريف للنص�وص القرآني�ة والحديثي�ة وغاي�ة ما يمك�ن قبوله في تصحي�ح االنحراف الس�ائد بين المس�لمين في االعتقادات والعادات والعبادات ،يقال في المسلمين بعمومهم أنهم وقعوا
ف�ي الغل�و واإلفراط أو الجف�اء والتفريط ،وعل�ى هذين الطرفين المتضادي�ن تبنت أحكام التشريك والتكفير الجائرة مدارس القبض والنقض من جهة ،وتبنت التفريط وثقافة الكفر
مدارس العلمانية والتوليفية المعاصرة من جهة أخرى .
وكال المدرس�تين خدمت�ا « المنه�ج المس�يس » بعل�م أو بغي�ر علم وش�ددتا النكير على
مدارس اإلسلام األبوية المسندة مع أنهما في الجانب المقابل فتحتا الباب على مصراعيه
لمدارس العلمانية والعلمنة والعولمة كي « تعيد هندسة الحياة المعاصرة بكل أنماطها » .
410
ِ ٍ ِ قبضه – إلى أن َ ف�ي قلبِ�ه ِم َ الناس في ِخ َّف ِة �رار ذر ٍة ِمن إيمان إلاَّ َ قال :فيبقى ش ُ ثقال َّ يعرفون معرو ًفا ،وال ي ِ السبا ِع ال ِ ُ نك َ الشيطان ، لهم ُ نكرا فيتم َّث ُل ُ رون ُم ً ال َط ِير وأحال ِم ِّ تستحيون ؟ فيقولون ما تأمرنا ؟ فيأمرهم بِ ِع ِ ِ ُ َ األوثان فيع ُبدونها ،وهم بادة فيقول أال ُُ ُُ
ِ ِ في ذلِ َك َد ٌّار ِرز ُقهم َح َس� ٌن َع ُ يش�هم حتَّى ُين َف َخ في المرحلة وتمتاز هذه الصور (((. ُ ِ ِ ِ والصغرى . والوسطى ُّ األخيرة بما يلي م َن العالمات الكُبرى ُ
((( صحيح مسلم ( ، )7568وراجع التليد والطارف .457
411
ُخروج الدابة من مكَّة
الدابَّةُ ِ ِ ِ ِ ترتيب وقتِها بِ ِ النس�بة ُلف في هور الدا َّب ِة ،واخت َ ومن عالمات الس�اعة الكُب�رى ُظ ُ عبدال َّل ِ حديث ِ ِ ِ ِ بن ٍ �ه ِ ُ عمرو ش�ير إل�ى هذا المعن�ى للعالم�ات الكُب�رى األخيرة ،و ُي ُ قال ِ : رس�ول ال َّل ِه mحدي ًثا لم أنس�ه بعدُ ِ ، ِ َ ء َ حف ْظ ُت ِمن رس�ول عت س�م ُ َ ِ الشمس ِمن ِ ِ ال َّل ِه ُ m يقول « َّ مغربِها ُ ، روج الدا َّب ِة لوع وخ ُ روجا ُط ُ إن َّأو َل اآليات ُخ ً
ِ صاحبتِها ،فاألُخرى على ِ ِ الناس ُض ًحى ،وأيهما كانَت َ قب�ل عل�ى أثرها قري ًبا» (((. رواه م ِ سل ٌم . ُ
َ ق�ال تعال�ى (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ِ ِ ﮓ ﮔ ﮕ) [النملَ . ]82: كر ُخ ِ روج الم ِّ قال ُ فسرون :هذه اآلي َة الكريم َة جا َء فيها ذ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ُ الداب�ة َّ ، الحق، وتركهم الن�اس فس�اد وإن ذلِ َك وتبريهم ِم َن ِّ يكون ِعندَ أوامر ال َّل�ه ِّ َ (ﮆ ﮇ ﮈ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ﮉ) هو موت َ ُ يكون ب َموت ال ُعلماء و َذهاب العل ِم قال عبدُ ال َّله ب ُن مسعود ؤ َ « :و ْق ُع القول قال :أكثِروا تِالو َة ال ُق ِ العلماء ورفع ورف� ِع ال ُق ِ رآن َ �رآن ُ ،ث َّم َ المصاحف قب�ل أن ُير َف َع ،قالوا :هذه ُ القرآن ِ ِ فكي�ف بما في ُص ِ دور ِ قفرا ، �ع، َ تُر َف ُ الرجال! قالُ :يس�رى ع َليه َليًل�اً ف ُيصبِحون منه ً
ِ الجاه ِ ِ وينس�ون ال إل�ه إلاَّ ال َّل ُه ،ويقعون ف�ي َق ِ ِ يقع لية ول وأش�عارهم ،وذل َك حي َن ُ ِ ((( ِ ال َق ُ َ ول ع َليهم» أشراط ،وراج ْع « الساعة» للوابِ ِل((( . ِ ِ الش�مس ِمن ِ ِ ُ وطول زمانِها مغربِه�ا ص . 404 أخبار ُطلو ِع الحال في وكم�ا هو
((( صحيح مسلم (.)7570
بي (.)234/13 ((( تفسير ال ُقر ُط ِّ ُ
((( وج�اء ف�ي س�بل الهدى والرش�اد ( )656 : 10في الباب الس�ابع « س�بب خروجها » قال : «ذلك حين ال يأمرون بمعروف ،وال ينهون عن منكر» .
412
ِ وآثار ُخ ِ ِ ِ ُ ُ وكذلِ َ الحال في ُخ ِ فيطول الزم ُن بعدَ ها.. الناس روجها على الدابة روج �ك
النبي َ m تخر ُج الدا َّب ُة قال ُ « : كما روى اإلما ُم أحمدُ عن أبي ُأمام َة ؤ يرف ُعه إلى ِّ ِ خراطيمهم ـ أي ُ :أنوفِهم ـ ُث َّم ُيغمرون ـ أي :يك ُثرون ـ فيكم الناس على ُس�مي َ فت ِّ ِ ُ ِ البعير ،ف ُي ُ اشتريتَه ؟ الرج ُل المخ َّطمين(((. حتَّى يشتري ُ فيقول :من أحد ُ قال ممن َ َ
ِ �ذي ع�ن أبي ُه َري�ر َة ِ n النب�ي َ m قال: عن وروى اإلم�ا ُم أحم�دُ والترم ُّ ِّ ِ وخاتم ُس� َل َ أنف تخ�ر ُج الداب� ُة وم َعه�ا عصا ُموس�ى �م الكافِ َر ـ َ يمان ش فتخت ُ ُ « ُ ِ ِ الكافِ ِ المؤم�ن بِ ِ إن َ العصاء حتَّى َّ أه�ل �ر ـ بِالخات� ِم ،وتجلو وج َه الخوان((( – أي : الم ِ ِ ِ ُ جتمع�ون على الطعا ِم َ األكل والخوان ما الخوان ـ فوق يوضع ع َل ِيه الطعا ُم ِعندَ ُ ُ فيقول هذا :يا ِ ِ ُ يجتم َ عون على خوانِهم ، ـ مؤم ُن .ويقول هذا :يا كافِ ُر » (((. ِ ِ ِ ِ وي في ذلِ َك تخر ُج ِمن مكَّ� َة ور َ المكرمة من أعظ ِم المس�اجد ُ ، َّ وق�د ذك�روا أنها ُ ُ أحاديث ِمنها : بن َأ ٍ ِ األوس�ط عن ُح َذيف َة ِ س�يد َ الطبراني في ما رواه تخر ُج الداب ُة ِمن أعظ ِم قال « ُ ُّ المساج ِد :فبينَما هم إذ دب ِ ِ ت األرض ،فبينما هم كذلِ َك تصدَّ َعت » (((. ُ َّ َ
ِ بن َأ ٍ ِ ٍ حديث ُح َذيف َة ِ َ وقيل َّ : الحاكم، سيد ِعند روجات .كما جا َء في إن لها ثالث َة ُخ ٍ ((( َ الحديث بِطولِه ُ ،ث َّم َ ُ ٌ َ وقال « :لها صحيح حديث قال هذا وذكر ٌ ثالث خرجات » َ . ِ شرط َّ الشيخين ولم ُيخرجاه . على ((( مسند أحمد (.)22968 ٍ ِ ِ ((( وفي ِر ٍ ِ الناس على ماء . يوت ُمجتمع ٌة م َن واية (الحواء) ،وهي ُب ٌ ((( سنن الترمذي (.)3490
((( الطبراني في األوسط (. )1635 ((( المستدرك (.)8490
413
بقاء الناس بعد الدابة مددا طويلة
ما بعد مرحلة ُخروج الدابة
ِ ِ َ وأكرمها المس�اج ِد ـ عل�ى ال َّل ِه ـ ُحرم� ًة الن�اس في أعظ ِم �م بـَينَم�ا ُ ق�ال ُ « :mث َّ كن والمقا ِم تن ُف ُض عن ِ ِ ِ الر ِ رأس�ها المس�جد الحرا ِم ،ل�م تر ْعهم إلاَّ وهي ترغو َبي َن ُّ
الناس عنها شتَّى » ((( . ُّراب َف ْار َف َّض ُ الت َ
ٍ تخرج الدّ ا َّب ُة بِ وعن أبي ُه َرير َة ِ مر وعائش َة « : n أجياد » (((. ُ وابن ُع َ
وجز َم البيضاوي في تفس�يره بأنها «الجساس� ُة صاحبة الدجال» ((( .كما ورد في ُّ ِ الحياة وقد َف َر َغ من إبليس بعد انقطا ِع َد ْو ِر ِه في رواية ابن حماد والحاكم أنها تقتل َ
ُ الحديث« :خروج الدابة بعد طلوع الشمس من مغربها فإذا خرجت َص العمل ،ون ُّ لطمت إبليس وهو ساجد»((( .
العاص cقال « :إذا َط َلع ِ ِ عم�رو ِ ِ ت بن الطبراني وا ْب ُن َم ْر َد ِو ِيه عن وأخ�رج َ َ ُّ إبليس ساجد ًا ُينادي و َي ْج َه ُرِ : إلهي ُم ْرنِي َأ ْس ُجدُ لِ َم ْن ِش ْئ َت، الشمس ِمن مغربِها َخ َّر ُ ُ فتجتمع ِ َ س�ألت َربِي َأ ْن فيقولون :يا َس� ِّيدَ نا ما هذا الت ََّض ُّر ُع ؟ فيقول :إِنّما إليه َزباني ٌة ُ ُ
ِ ِ ِ وه َذا الوقت المعلو ُم»(((. ُ ُينْظ َرني إلى الوقت المعلو ِم َ ،
((( مسند الطيالسي (.)1165
((( مصنف ابن أبي شيبة (.)38762
((( تفسير البيضاوي ( ، )278 :1وانظر اإلشاعة ص.360 ((( المستدرك (. )8590
((( الطبراني في األوسط (.)94
414
الريح القابِضةُ لِلمؤمنين ُ
ِ ِ ِ ِ االنهيار الذي مع ه�ذا المرحلة ، الصغرى في ه�ذه وتظهر َ وه�ي م� َن العالمات ُّ ُ ِ ِ صي�ب البش�ري َة ِمن ِ أم�ر دينِه�ا وعقيدتِها ُ ريحا ُي بقي م� َن المؤمنين ً ُ يبعث ال َّل� ُه ل َمن َ ينط�ق ِ ثل َقولِه m عن الهوى ِمن ِم ِ َ أحاديث َمن ال أرواحه�م ،كما ور َد في �ض ُ تقبِ ُ َ
الريح القابضة لمن بقي من المؤمنين
ٍ عز َّ مسعود ؤ َ قال ُ « : زمهرير يحا فِيها فيما رواه عبدُ ال َّل ِه ب ُن يبعث ال َّل ُه َّ وجل ِر ً ٌ األرض م ِ ِ ِ ؤمنًا إلاَّ م�ات بِتِ َ ِ الريح ُث َّم تقو ُم الس�اع ُة على لك وج�ه ت�دع على َ ب�ار ٌد ال ُ ِ ُ
ِش ِ ِ رار الناس » ((( .
ِ إن ِمن ِ عبدال َّل ِ وع�ن ِ آخ ِر ِ �ه ِ مر ؤ َ الكعبة َّ قال َّ « : أن الحبش� َة يغزون أمر بن ُع َ ِ ُ يدع نحوهم يت ، ال َب َ أثرها ش�رقي ٌة ؛ فال ُ فيبعث ال َّل ُه ع َليهم ً المس�لمون َ ُّ ريحا ُ فيتوجه ُ قبضته ،حتَّى إذا فرغوا ِمن ِ ال َّل� ُه عب�دً ا في قلبِه ِم َ خيارهم ،يقي ذر ٍة ِمن تُقى إلاَّ َ ثقال َّ
ٍ ِ معروف وال ينهون عن ُم ٍ الناس ال يأمرون بِ ِ جاجا ِم َن حي إلى ما ع ً نكر ،وعمدَ ك َُّل ٍّ ِ َ البهائم، كان يع ُبدُ آباؤهم ِم َن األوثان ،فيع ُبدُ ه حتَّى يتسافدوا في ال ُّط ُر ِق كما تتسافدُ ُ ٍ ِ يهم الساع ُة ،فمن َ لم له » (((. نبأك عن شيء بعدَ هذا فال ع َ فتقو ُم ع َل ُ
وما رواه م ِ النواس ِ سل ٌم ِ ِ سمعان « فبينما هم كذلِ َك إذ َ َ ريحا ط ِّيب ًة بن عن بعث ال َّل ُه ً ُ ِ ِ ِ ٍ ِ ُ الناس �رار وح ك ُِّل فتأخ ُذه�م َ تحت آباطهم فتقبِ ُض ُر َ مؤمن وك ُِّل ُمس�ل ٍم ،ويبقى ش ُ تهارج يتهارجون فِيها ـ أي :يتسافدون ـ كما الحمر فع َليهم تقو ُم الساع ُة (((. َ ُ
((( المستدرك (.)8666
((( المستدرك ( ،)8410وانظر إتحاف الجماعة (.)34 :3
((( صحيح مسلم (.)7560
415
ارتباط هدم الكعبة بموت المؤمنين وبقاء عجاج من الناس
ِ (فيكون على ِم ِ َ ُ ثل ذلِ َك حتَّى ال ُيو َلدُ أحدٌ ِمن ٍ نكاح ُث َّم ُيع ِّق ُم ال َّل ُه اإلشاعة : قال في ِ ِ رار الناس ع َليهم تقو ُم الساع ُة)(((. النِّسا َء ثالثين سن ًة ،ويكونون ك ُّلهم أوال َد ِزنا ش َ
(( ( ص.326
416
هدم الكعبةِ ُ
ِ ِ الس�اعة الصغرى ق�رب نِ ِ ِ ِ ِ أم�ر الك ِ هاية ِ الكعبة والحياة ه�د ُم َ�ون عالم�ات وم�ن َ ُّ ِ ِ تعم ُر بع�دَ ه ،وقد ور َد حج�را ، حج�را وزوال ُبنيانِه�ا ش�رفة الم فتخ�ر ُب خرا ًب�ا ال ُ ُ ً ً ُ ِ �ك ف�ي ج ٍ الرس�ول ِ m ِ حديث أب�ي ُه َرير َة وهو يحدِّ ُ ُ ذلِ َ أحاديث ملة ِمن ث ومنها : ُ رس�ول ال َّل ِ يطوف بِ ِ �ه ِ « : m ُ قال َ : البيت َ يباي ُع لِ َر ُج ٍل قال وه�و ُ أب�ا َقت�اد َة ؤ ُ ،
يستح ُّل هذا الب ِ ِ الر ِ يت أه ُله ،فإذا استح ُّلوه فال تسأل عن وأو ُل َمن َ كن والمقا ِمَّ ، َبي َن ُّ ِ ِ وهم الذي َن هلك�ة يعم ُر بعدَ ه أب�دً ا ُ ، خربونه خرا ًبا ال ُ الع�رب ُ ،ث َّم تجي ُء الحبش� ُة ف ُي ِّ ِ يستخرج َ كنزه»(((. ون َ
رس�ول ال َّل ِه َ m َ وعن أبي ُه َرير َة ؤ َّ الس�ويقتَين خر ُب الكعب َة ذو أن َ قال ُ « :ي ِّ ِ ِم َن الحبشة » (((. وف�ي ِر ِ واي�ة ِ ابن ع َّب ٍ حجرا » حجرا أفح�ج يقل ُعها اس ء « :كأني بِه أس�و ُد ُ ً ً
يعني :الكعب َة ((( .
ِ البي�ت الحرا ِم وال ُق ِ حدي�ث ِ الر ِ ِ ُ مر األرض �رآن ِم َن ك�ن ِم َن ابن ُع َ وور َد ف�ي رف� ِع ُّ ِ ُ ق�ال َ : ء َ البيت ؛ فإنَّ�ه قد ُه ِد َم رس�ول ال َّل ِه « : mاس�تمتِعوا ِمن ه�ذا ق�ال ِ مرتَين ،و ُير َف ُع في الثالثة » (((.
((( مسند أحمد (. )8129
((( متفق عليه ،صحيح البخاري ( ، )1591صحيح مسلم (. )7489 ((( صحيح البخاري (. )1595 ((( صحيح ابن حبان (.)6753
417
انهيار أهل مكَّة في مرحلة الخراب األخير وانفتاح أبواب الشر والدمار
أهم ظواهر هذه المرحلة
قال :بلغني ِ ثمان ِ النبي m س�اج َ وذك�ر الفاكه�ي في « أخبار م َّك َة » عن ُع َ ٍ بن عن ِّ َ
ِ البيت َ أنَّ�ه َ َّاس َمكَانَ� ُه َ ،و َأكْثِ ُروا ي�ار َة هذا قبل َأ ْن ُي ْر َف َع ،و َين َْس�ى الن ُ ق�ال « :أكثروا ِز َ رس�ول ال َّل ِ ِ الق�رآن َ �ه َ m َ �ع »((( ،وعن ُح َذيف َة ؤ َّ تلاو َة قال : أن قب�ل َأ ْن ُي ْر َف َ وجل في َل ٍ ِ «يسري على ِك ِ عز َّ يلة فال يبقى في األرض منه آي ٌة»((( . تاب ال َّل ِه َّ ِ ِ ِ الخطيرة ما يلي : المرحلة ظواهر هذه ومن ِ الكعبة على ِ ِ وسلب حليتِها . الحبشة يد ذي السويقتَين ِم َن •هد ُم ُ ِ ِ ُ ِ والص ِ دور . • ُير َف ُع القرآن م َن المصاحف ُّ الرك ُن وال ُق ُ النبي . m رآن ورؤيا ِّ • ُير َف ُع ُّ
((( أخبار مكة للفاكهي (.)289 ((( المستدرك (.)8460
418
الدخان ُ ِ ُ ُ يق�ول تعالى (ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ الدخان » وفيه العالم�ات الكُب�رى « ِم� َن
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ [الدخان. ]1011:
ٍ رون في الدُّ ِ أن «الدَّ َ وغيره بِ َّ فس َ خان» مسعود ؤ فذهب اب ُن خان َ َ ُ الم ِّ واختلف ُ ِ ِ ِ ِ أصاب ُق َر ً يستجيبوا النبي mحي َن لم هو ما يش�ا في ش�دَّ ة ُ َ يهم ُّ الجو ِع عندَ ما دعا ع َل ُ ِ ٍ كهيئة « الدُ ِ خان » وفي هذا ُ السماء له فأصبحوا ُيرون في مضي َن: يقول « : خمس قد َ ٌ
والقمر ،والدُ ُ والرو ُم ،والبطش ُة ، خان »((( . ُ ال ِّلزا ُمُّ ،
نتظرة التي لم ِ ِ ِ ول آخر :هذا الدُّ ُ ِ قول ِ تأت بعدُ ،وهو ُ ابن الم خان م َن اآليات ُ وفي َق ُ ُ ٍ ِ ِ ع َّب ٍ مس�عود كان ُ يقولُ :هما بي أن اب َن الصحاب�ة ئ ، وبعض �اس وذكر ال ُقر ُط ُّ َ ِ ِ واألرض ،وال ِ ِ بقي يم ُ الس�ماء أل ما َبي َن يجدُ ُدخان�ان ،ق�د مضى أحدُ هما ،والذي َ ِ ِ ِ ُثقب مسام ُعه (((. المؤم ُن منه إلاَّ الزكم َة ،وأما الكاف ُر فت ُ ٍ ِ عن ِ وكال الخبرين ِ رس�ول ال َّل ِه ، mوعلى هذا مس�عود صحيحان ُر ِويا عن ابن األحاديث يدُ ُّل على أنَّه س�يأتي في ِ ِ ِ آخ ِ ُ الزمان .ولع َّلها �ر المش�ار إ َليه في خ�ان فالدُّ ُ ِ المراح ِل التي بعدَ ه ،وروى م ِ قريب ِم َن الدَّ َّج ِ سل ٌم عن أبي ُه َرير َة ؤ ال ،أي :في ٌ ُ قال ِ « : ِ بادروا بِ رسول ال َّل ِه َ m َ األعمال ِستًّا ...والدَّ َّج َال والدُّ َ َّ أن خان » (((.
((( صحيح البخاري (. )4825
((( التذكرة للقرطبي (.)655 ((( تقدم .
419
ظهور الدخان كعالمة
الخسوفات الثالثة ظواهر كونية كبرى وفِيها تهيئة لظهور الشمس من مغربها
الخ ُ سوفات الثلاثةُ ُ ِ ِ ِ ُ الس�اعة الكُبرى ُ الشريف الحديث شير الخ أشراط ومن ُ ُ سوفات الثالث ُة ،وإ َليها ُي ُ بن َأ ٍ عن ُح َذيف َة ِ رس�ول ال َّل ِه َ m َ قال َّ « : س�يد ؤ َّ إن الس�اع َة لن تقو َم حتَّى أن ٍ ون عش�ر ٍ ِ س�وفات « :خس�ف ًا بِ ً َتر َ وخسفأ المش�ر ِق ، وذكر ِمنها ثالث َة ُخ آيات . » ... َ َ ِ ِ ب ،وخسف ًا بِ بِ ِ المغر ِ جزيرة العرب » ((( .
رس�ول ال َّل ِه ُ m َ ُ س�يكون بعدي يقول « : وعن ُأ ِّم س�لم َة bقا َل ْت :س�م ْع ُت ِ ِ ِ وخسف بِ خس�ف بِ ِ المغر ِ َ رسول لت يا جزيرة وخس�ف في ب المشر ِق ٌ ٌ ٌ العرب » ُ .ق ُ
ُ ِ خسف بِ ِ األرض وفِيها الصالِحون ؟ َ أكثر أه ُلها قال لها ال َّل ِه أ ُي ُ رسول ال َّله « : mإذا َ
َ الخبث »((( .
ِ ث إل�ى ِ س�وفات لم تحدُ ْ أش�ار العدي�دُ ِم� َن ال ُعلماء إلى َّ أن ه�ذه ُ اآلن ، الخ وق�د َ ِ ِ ظواهر كَوني� ٌة عظيم ٌة ِ ، ِ بعض الخس�ف في عما قد جرى ِم َن وخاص� ًة أنها تختل ُ َّ ف َّ ُ ِ سوفات بِ ِ ِ البِ ِ ِ َ حديث ُأ ِّم سلم َة َر َب َط هذه ُ الناس؛ الخبث في كثرة الخ وخاص ًة أن الد . َّ ِ ِ ِ ِ والعود إلى االنهيار ومرحل�ة مرحلة عيس�ى ش صح أنَّها فيما َبي َن وله�ذا ُر َّبما َّ ِ الجاه ِ ِ شأن الدُّ ُ األخيرة ،شأنُها ُ أعلم . لية خان ،وال َّل ُه ُ
الواج ِ ِ ِ دخ َل ِ وايات ُأ ِ ِ ِ ِ ِ ت ُ لم العشر اآليات سوفات الثالث ُة في الخ الر وفي ُ ب الع ُ بعض ِّ ِ ِ ِ وائلة ِ َ بن األسق ِع َ رسول سمعت قال : حديث العالمات الكُبرى ،كما هو في بها ِم َن ُ تكون عشر ٍ ال َّل ِه ُ m آيات : يقول « :ال تقو ُم الساع ُة حتَّى َ ُ ((( صحيح مسلم (. )7467
((( الطبراني في الكبير (.)19532
420
ِ خسف بِ المشر ِق ()1 ٌ
ِ بالمغر ِب وخسف ()2 ٌ
ِ ِ العرب جزيرة وخسف في ()3 ٌ ( )4والدَّ َّج ُال ( )5والدُّ ُ خان
( )6ون ُ ُزول عيسى
ومأجوج ويأجوج ()7 ُ ُ ( )8والداب ُة
ِ الشمس ِمن مغربِها لوع ( )9و ُط ُ قعر ٍ ِ تخر ُج ِمن ِ َ تحش ُر َّ ُ المحشر ُ ، الذ َّر الناس إلى عدن والنمل » ((( . تسوق َ ونار ُ (ٌ )10
((( المستدرك (.)8317
421
وانقطاع التوبةِ ِ الشمس ِمن م ِ رغبِها ِ ُ ُطلوعُ
العالمات الكُبرى التي أخبر عن و ِ ِ قوعها نب ُّينا mفيما رواه الش�يخان وه�ي ِم َن ُ َ رسول ال َّل ِه َ m َ عن أبي ُه َرير َة ؤ َّ الشمس قال « ال تقو ُم الساع ُة حتَّى تط ُل َع أن ُ ِ الناس آمن�وا أجمعون ،ف�ذاك حي َن (ﭥ ﭦ ﭧ م�ن مغربِه�ا ،فإذا طل َع�ت فرآها ُ ((( ِ قر ِر كما الم َّ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) [األنع�ام . ]158:وم� َن ُ اآلية السابِ ِ ثبت في معنى ِ ُ قة َّ ممن الشمس إذا طل َعت ِمن مغربِها ال ُيق َب ُل أن َ َ اإليمان َّ
ل�م ِ الش�مس ِمن ِ ِ يؤم� ْن قب َلها كما ال ت ُ ُقبل توب ُة العاصي ؛ ذلِ َك َّ مغربِها آي ٌة لوع ألن ُط َ ِ ِ الحقائق وي ِ ش�اه َ عظيم ٌة يراها ك ُُّل َمن َ دون ِم َن لهم الزمان ، كان في ذلِ َك فتنكش ُ ُ ُ �ف ُ انقطاع التوبة ِ ِ ِ ِ ِ ِ واستمرار ظاهرة األهوال ما يلوي أعنا َقهم إلى اإلقرار والتصديق بال َّله وآياته .
طلوع الشمس من المغرب
بن ُح ٍ م�ران ِ صين أنَّه َ َ َ تكون وقت ال ُّطلو ِع حتَّى وي ع�ن ِع قال « :إنَّما لم تُق َب ُ�ل َ ور َ ُ ِ ُ ِ ِ الوقت ُث َّم ه َل َك لم وتاب في ذلِ َك أس�لم الناس ،فمن كثير ِم َن َصيح ًة َ َ فيهلك فيها ٌ تاب بعدَ ذلِ َك ُقبِ َلت توبتُه »((( . تُق َب ْل توبتُه ومن َ
والذي ُيؤ ِّيدُ هذا ما رواه ابن أبي شيبة عن عائش َة bقا َلت ( :إِ َذا َخ َر َج ْت َأ َّو ُل الم و َش ِهدَ ِ ِ ِ ت األَ ْجسا ُد َع َلى األَ ْعم ِ ال)(((. اآل َيات ُحبِ َست ا ْل َح َف َظ ُة َو ُط ِر َحت األَ ْق َ ُ َ َ َ
قبل ُط ِ ِ الش�مس ِمن ِ ِ كان َ مغربِها ،أ َّما ما َ لوعها لوع أو ِل اآليات ُهنا هو ُط ُ والمرا ُد بِ َّ ُ ِ ِ ِ األحاديث تدُ ُّل على ِ َ ِم َن اآليات َّ اإليمان . ويقاء التوبة قبول فإن ((( صحيح البخاري (. )4636 ((( فتح الباري (.)354 :11
((( المصنف (.)38754
422
ٍ وروى جرير الطبري عن ِ عبدال َّل ِه ِ مسعود ؤ َ قال « :التوب ُة مبسوط ٌة ما لم بن ُّ ٌ الشمس ِمن ِ تطل ِع مغربِها » ((( . ُ
ُّ ِ ِ ِ ُّص�وص َّ َون�ي ف�ي ُطل�و ِع أن مرحل� َة بع�ض الن يظه�ر ِم�ن وال�ذي التح�ول الك ِّ ُ يس�تغر ُق م�د ًة زمني ًة طويل ًة ،ورد ِ الش�مس ِم�ن ِ ِ ت اإلش�ار ُة إ َليه�ا فيما رواه مغربِها َ ِ ُ عب�دُ ال َّل ِ بن ٍ عمرو ء ِ �ه ِ ِ الش�مس ِمن الناس بعدَ ُطلو ِع النبي « : mيبقى ُ عن ِّ
مغربِها عشرين ومائ َة ٍ ِ سنة » اهـ((( .
ويؤ ِّي�دُ ذلِ َ خرج �ك ً أيضا ما رواه ابن أبي ش�يبة عن عائش� َة bقا َل�ت « :إذا َ �هدَ ِ �ت األقلام ،وحبِس ِ اآلي�ات ُ ،ط ِرح ِ ِ وش ِ �ت الحفظ� ُة َ ، ت األجس�ا ُم عل�ى َّأو ُل َ ُ ُ َ ِ األعمال»(((.
ِ ِ ُ اآليات ُطلو ِع أو ِل وإنَّم�ا قو ُله : الم�را ُد بِ َّ حديث عائش� َة « إذا َ خرج َّأو ُل اآليات » ُ ِ ِ الشمس ِمن ِ مغربِها بِ ِ النسبة لِما بعدَ ها ،أما ما َ اآليات قب َلها فالتوب ُة مقبول ٌة ، كان ِم َن ِ ِ ُ القيامة . األمر إلى يو ِم واإليمان ُمتح ِّق ٌق َبي َن ال َقبول والر ِّد ،ويمتدُّ هذا ُ
الهجر ُة ما ُت ُقب َل ِ وحديث م ِ س�ند اإلما ِم أحمدَ ِمن قولِه « : mال تنقطِ ُع ِ ت التوب ُة ، ِّ ُ ُ وال ُ الش�مس ِمن مغربِه�ا ،فإذا طل َعت ُطبِ َع على ك ُِّل ت�زال التوب ُة مقبول ًة حتَّى تط ُل َع ُ ٍ َ الناس العمل »((( . ُفي ُ قلب بما فيه ،وك َ
الطبري ()103/8 تفسير ((( ِّ ُ
((( عمدة القاري (.)218 :27 ((( المصنف (.)38754
((( مسند أحمد ( ،)1693وانظر أشراط الساعة ليوسف الوابل (.)398
423
انقطاع الهجرة والطبع على القلوب ونهاية العمل الصالح في األمم
النار الحاشرة إحدى الظواهر الكونية األخيرة
النار ِ الحاشرةُ ُ
ِ ِ ِ ِ النار التي ُ اآليات بعدَ ما الناس ،بل هي َّأو ُل تحش ُر َ ومن عالمات الساعة الكُبرى ُ ِ ِ ُ فيكون مبع ُثها ِم َن « الساعة سب َقها مؤذن ًة بِقيا ِم اليمن »((( . بحر حضر ٍ وتخر ُج ِمن ِ وبعضها « : موت »((( . ُ َ ُ ِ ٍ ((( أعلم . ُ وبعضها « :من َق ْع ِر عَدَ ن » .وال َّل ُه ُ
ِ ِ بن َأ ٍ ِ س�يد في ِ حديث ُح َذيف َة ِ الس�اعة الكُب�رى َ قال « : m أش�راط ذكر وج�ا َء في ِ ِ ِ ِ الناس إلى تخر ُج ِمن فِ ْي محشرهم » ((( . تطر ُد َ اليمن ُ نار ُ وآخ ُر ذل َك ٌ ِ ٍ ِ ٍ وفي الناس » (((. رواية عن ُح َذيف َة ً ُرح ُل َ ُخر ُج من قعرة عدن ت ِّ ونار ت ُ أيضا ٌ « :
اليمن وعدن وحضرموت مواقع ُخروج النار
ِ �ذي ع�ن ِ ُ قال َ : م�ر ء َ رس�ول ال َّل ِه :m ق�ال وروى أحم�دُ والترم ُّ اب�ن ُع َ ِ حضرم�وت أو ِم�ن ِ حضرموت َ القيامة ُ تحش ُ�ر قب�ل َي�و ِم بح�ر ن�ار ِم�ن َ َ «س�تخر ُج ٌ ُ
الناس»(((. َ
ِ خاري عن ٍ أسلم َ أنس ؤ َّ النبي لما وروى اإلما ُم ال ُّب ُّ سأل َّ َ أن عبدَ ال َّله ب َن سال ٍم َّ ِ ِ ِ الساعة؟ َ َ أشراط النبي « : mأ َّما َّأو ُل أشراط مسائل ،وفِيها :ما َّأو ُل mعن فقال ُّ ((( الطبراني في الكبير (.)3030 ((( مسند أبي يعلى (.)5551
((( الطبراني في الكبير (.)2961 ((( صحيح مسلم (.)7467 ((( صحيح مسلم (.)7468 ((( مسند أحمد (.)5146
424
ِ ِ ِ المغر ِ فنار ُ ب » ((( . المشر ِق إلى الناس ِم َن تحش ُر َ الساعة ٌ
ِ الس�اعة » أي ُ :قربا ِمن نِ ِ ِ ِ النهاية ،فال ش�ي َء بعدَ ها ِمن هاية أش�راط وقو ُله َّ « :أو ُل ً آية إلى ٍ جريات التحو ِل ِمن ٍ ِ ُأ ِ ُ آية . الناس ِمن ُم مور الدُّ نيا أصلاً إلاَّ ما ُّ يشغل َ
ِ ِ ِ ِ المغر ِ ش�ك َّ وال َّ ستستغر ُق وقتًا زمن ًّيا مساف ًة ب المشر ِق إلى الحاشر َة ِم َن النار أن َ
وزمنًا ِ نارا ُم ِ مما ناري ًة، فس َر ُ بعضهم ،أو براكين ُ وح ً لتهب ًة كما َّ ورحل ًة ...سوا ٌء كانَت ً سائلة ،أو ِ ٍ معاد َن مصهور ًة ،أو َغير ذلِ َك . أو موا َّد
ماهي النار الحاشرة؟
الحاش ِ ِ ِ المعرفة لِمفهو ِم ِ ِ �رة فقد ور َد النار وقد ور َد في هذا �ع مش�هدَ وس ُ األمر ما ُي ِّ س�ل ٍم عن أبي هرير َة أنَّه�م على ِ ِ حدي�ث البخاري وم ِ ٍ األو ُل َفوج ثالثة ف�ي أف�واج َّ : ُ َُ ِّ ُ ٌ األفواج المتعاقبة ِ ِ ِ وج يمش�ون ت�ار ًة ويركبون بالخروج خوفا �وج طاعمون كاس�ون راكبون ،والثاني َف ٌ راغب�ون ،و َف ٌ من النار ِ ِ النار فت ُ ُحيط بِهم والفوج الثالِ ُث الواح ِد ، البعير ُأخ�رى ،يتعاقب�ون على ُ تحش�رهم ُ ُ ِ ِ ٍ المحش�ر ،و َم ْن ت َ النار، أرض جانب إلى ِمن ورائهم وتس�و ُقهم ِمن ك ُِّل َخ َّل َ ف َأ َك َل ْت ُه ُ
ِ المحش�ر عل�ى ما ور َد أنها الش�ا ُم ،فق�د روى اإلما ُم أحمدُ ع�ن حكي ِم ِ بن وأرض ُ
َ هاهنا تُحشرون فذكر هاهنا تُحشرون ُ الحديث وفيه قو ُله ُ « : زني عن أبيه َ الم ِّ ُمعاوي َة ُ قال ابن أبي بكر َة :فأش�ار ِ ِ بيده ُ هاهنا تُحش�رون ُركبانًا و ُمش�ا ًة وعلى ُوجوهكم » ُ َ . َ إلى الشا ِم َ هاهنا تُحشرون » (((. فقال « :إلى ُ
قال ِ : عبدال َّل ِ وروى اإلم�ام أحم�دُ وأب�و داود عن ِ بن ٍ �ه ِ عمرو َ c عت س�م ُ َ ُ س�تكون ِهجر ًة بعدَ ِه ٍ ِ رس�ول ال َّل ِه m َ ُ إبراهيم ،وال يبقى في مهجر ُجاز إلى جرة ت ُ َ الق ِ تحشرهم النار مع ِ ِ األرض إلاَّ ِشرار ِ ِ ردة أهلها تلف ُظهم ُ أرضهم تُنذ ُرهم نفس الله َ ُ ُ ُ ُ ، ُ
((( صحيح البخاري (. )3329
((( مسند أحمد (.)20546
425
الهجرة األخيرة إلى الشام
ِ ُ ف»((( . تبيت م َعهم إذا باتُوا ،وت َِم ُيل م َعهم إذا مالوا ، وتأكل َمن تخ َّل َ والخنازير ُ
ِ المحش�ر بِ ِ َ دلي�ل قولِه تعالى ( :ﮡ ﮢ أرض بعضهم أن تكون الش�ا ُم َ وأنكر ُ َ ِ عالمات ﮣ ﮤ ﮥ) [إبراهيم . ]48 :فأين الشا ُم إذن؟ واإلجاب ُة أن اآلي َة ال تعني ِ الص ِ ِ ِ ِ ِ ور ثاني ًة المحشر أرض الساعة ،وإنَّما تعني ما بعدَ ها ِمن األخير ِعندَ النفخ في ُّ
ُ ُشير اآلي ُة (ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ) حيث ت ُ [إبراهيم. ]48:
ِ ِ الناس في ِ ِ ِ اآليات المحشر في األرض ،وأ َّما ظاه ِر ماع شار إ َليه اجت ُ ُ الم ُ فالمحشر ُ ُ ِ أعلم . فما بعدَ حياة البرزخِ ،وال َّل ُه ُ
((( مسند أحمد (.)7050
426
اندراس كلمةِ ِ اندراس الإسلا ِم ثُم ِ ِ التوحيد َّ ُ ُ
ِ ِ ِ أخ�رج اب ُن ماجه ع�ن ُح َذيف َة ِ بن المرحلة كما الصغرى في ه�ذه َ م� َن العالم�ات ُّ ِ ِ اليم�ان ؤ َ يخلق وش�ي يدر ُس الث�وب – أيُ : ُ ي�در ُس اإلسلا ُم كم�ا ُ ق�ال ُ « : طوائف ِم َن ويبلى – حتَّى ال ُيدرى ما صيا ٌم وال صال ٌة وال ن ُُس ٌك وال صدق ٌة ،وتبقى ُ الكل ِ والعجوز الكبير ُة يقولون :أدركْنا آباءنا على هذه ِ ِ ُ مة ( ال الكبير الشيخ الناس : ُ َ ُ
فقال رج ٌل لِح َذيف َة :فما تُغني عنهم ِ فأعرض الكلم ُة ؟ َ ُ إل َه إلاَّ ال َّل ُه) فنحن نقو ُلها » ُ َ . ُ ِ الثالثة « :تُنجيهم ِم َن ِ السؤال ثان ًيا وثال ًثا ؛ َ َ فقال في ُح َذيف ُة ؛ فأعا َد ع َل ِيه النار »(((.
ٍ ب�ادات ِ ٍ ِ ومن ش�يء يتع َّل ُق بِاإلسلا ِم ِمن ِع إهمال ك ُِّل ش�ير إلى ُ واالن�دراس ُهن�ا ُي ُ ٍ ُ ُ األجيال وتتناس�ل ع�ادات بد ًءا بِالتعلي� ِم واإلعال ِم ،ونِهاي� ًة بِالقوانين واألحكا ِم ، وجاه ٍ ِ ٍ ُ الحدي�ث « :ويبقى أش�ار إليه لية حتَّى يتح َّق َق ما جه�ل آخر على َ جيًل�اً بع�دَ َ ِ ُ والعجوز الكبير ُة يقولون :أدركْنا آبا َءنا على هذه الكبير الشيخ الناس ، طوائف ِم َن ُ ُ ُ الكل ِ ِ مة « ال إل َه إلاَّ ال َّل ُه » فنح ُن نقو ُلها » .
ِ ِ أيضا ِ الحالة ُمد ٌة زمني ٌة حتَّى ِ التوحيد ذاتُها ،وينساها كلم ُة وتمر على هذه تندر َس ً ُّ ٍ قوي عن ٍ أنس ؤ َ قال « :ال تقو ُم الساع ُة حتَّى الناس ،فقد أخرج أحمدُ بِسند ٍّ َ ُ سل ٍم بِ ِ لفظ « ال َّله الله »((( فد َّل ِ األرض :ال إله إلاَّ ال َّله »((( .وهو ِعند م ِ ِ ال ُي َ قال في ت ُ ُ ُ
ِ المرا َد بِ األحاديث على َّ ُ الش�رار في َقولِه « :ويبقى فيها شرارها تلفظهم األرض أن ُ
((( سنن ابن ماجه (.)4185 ((( مسند أحمد (.)14186 ((( صحيح مسلم (. )392
427
اندراس اإلسالم هو اندراس العمل بأوامره واجتناب نواهيه
ِ ِ ِ ٍ ((( ِ الس�با ِع » �رار الناس في خ َّفة ال َط ِير وأحال ِم ِّ وتقذرهم » وفي ِرواية « :ويبقى ش ُ ؛ َأن َُّه ُم ا ّل ِذي َن ال يقولون « :ال إله إلاَّ ال َّل ُه » أو « ال َّل ُه ال َّل ُه » .
(((
يقول هذه ِ اإلنساني َمن ُ الكلم َة فلن تقو َم الساع ُة ،وإنَّما تقو ُم وأنَّه ما دا َم في النو ِع ِّ يعر َ ِ عل�ى ال ُك َّف ِ ص الذين ال ِ الخ َّل ِ ار ُ كاحا ش�رع ًّيا ،وال ُيو َلدون ِمن ٍ نكاح ،وال فون ن ً
ِ ِ يعرفون في الحياة ِدينًا وال ر ًّبا ( ،ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ) [ األعراف . ]179 :
((( مسند الشاميين للطبراني (.)2761 ((( صحيح مسلم (. )392
428
النفخ في الصو ِر العلامةُ الأخيرةُ.. ُ ق�ال تعال�ى ( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ)
[الزم�ر]68:
وقال تعالى(:ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ
ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ) ِ ِ النفخة األول�ى ،وهي التي تقو ُم بها الس�اع ُة ،وهي ما تس�مى �ير إل�ى وغيره�ا تُش ُ ُ ِ (بالراجفة) ،كما ور َد في ِ قول ِ ٍ عباس ،و(الرادف ُة) هي النفخ ُة الثاني ُة. ابن [الح�ج]2:
اآليات ،وهذه ُ
يكون ف�ي يو ِم الجمع ِ ِ ِ ِ ُ الحديث ّ �ة ،ومنها الس�اعة أن قيا َم مجم�ل وق�د ورد َ ف�ي ُ ُ َ ُ حديث أبي هرير َة vقال :قال رسول الله َ : m «خ ْي ُر َي ْو ٍم َط َل َع ْت َع َل ْي ِه َّ الش ْم ُس يوم الجم ِ عة ،فيه ُخ ِل َق آد ُم ،وفيه ُأ ْد ِخ َل الجن َة ،وفيه َخ َر َج منها ،وال َت ُقو ُم الساع ُة إال ُ ُ يوم الجم ِ ومسلم والترمذي((( . عة» روا ُه اإلما ُم أحمدُ ُّ ٌ ُ َ
ِ ِ ٍ الجمع�ة ـ تقو ُم الس�اع ُة ،وما ِم� ْن َدا َّب ٍة إلاّ وفي�ه ـ أي :يو َم رواي�ة أخ�رى « وف�ي ِ ِ ِ الج ُم َع ِة ِم ْن ِحي َن ت ُْصبِ ُح َحتّى َت ْط ُل َع َّ الس�اعة �م ُس َش� َفق ًا ِم َن وه�ي ُم ْصخ َي ٌة َي ْو َم ُ الش ْ ِ ِ ٍ ِ إِلاّ ِ الس�ا َع ُة ،و َما ِم ْن َم َل ٍك ُم َق َّر ٍ ب اإل ُ ن�س والج� ُّن» ،وفي رواية أخرىَ « :وفيه َت ُقو ُم ّ
وال سم ٍ ِ ِ ٍ ٍ أرض وال اء وال الج ُم َع ِة» ((( .وعن جبال وال َح َج ٍر إِلاّ ه ّن ُي ْشف ْق َن م ْن َي ْو ِم ُ َ َ ِ كهيئة ِ والصور كم�ا ورد في الحديثَ « :ق ْر ٌن البوق، الصور ش�ي ٌء مجاه�د أنه قال: ُ ُ ُينْ َف ُخ فِ ِيه » (((.
((( صحيح مسلم (.)354
((( مسند أحمد ( ،)15548وانظر إتحاف الجماعة (. )261 :3 ((( مسند أحمد (.)6507
429
النفخ في الصور نِهاية الحياة الكونية
نش�ر وروى الش�يخان ع�ن أب�ي ُه َري�ر َة ؤ مرفو ًعا « :لتقو َم َّن الس�اع ُة وقد َ
الرجلان ثو َبهم�ا َبينَهم�ا فلا يتبايعان�ه وال يطويان�ه ،ولتقو َم َّن الس�اع ُة وهو ُ يليط ُ حوضه أي ُيل ِّط ُخه بِ ِ رفع ُأكلتَه – أي: َ الطين – فال يسقي فيه ،ولتقو َم َّن الساع ُة وقد َ
ُلقمتَه – إلى فيه فال يطعمها»(((. ُ
الناس في ِ ِ ٍ ِ ِ الس�با ِع » إلى أن َ قال « : خفة �رار الطير وأحال ِم ِّ وفي رواية « :ويبقى ش ُ ِ يسم ُع أحدٌ َّإلؤ « :أصغى لِيتًا ُث َّم ُين َف ُخ في يت: ورفع لِيتًا »((( .وال ِّل ُ َ الصور َفال َ أمال ُعنُ َقه كمن ِ فوق َ صفح ُة العن ُُق – أي َ : يستم ُع النِّدا َء ِمن ُ «وأو ُل َمن يسم ُعه قال َّ : ِ ُ رج ٌل الناس» ((( . يلوط َح َ وض إبله ف ُيص َع ُق و ُيص َع ُق َ ُ
((( صحيح البخاري (. )6506
((( صحيح مسلم (. )7568 ((( صحيح مسلم (. )7568
430
ِ ِ نطلقات والم خاتمةُ الأُسس ُ
نطلق�ات بِ ِ ِ ِ تاب األُ ُس ِ بذل�ت ُقصارى جهدي حمد الله تعالى ..وقد والم ُ ت�م ك ُ �س ُ ِ الف ِ في وض ِع ِ كرة التي جمعتُها َ الش�ائك المتشابِ ِك حسبما ته َّيأ حول هذا الموضو ِع أهل ِ ِ ِ الش�ريفة ،وم�ا كت َبه ُ أتجنب ما وحاول�ت أن العل ِم ، األحاديث ل�ي جم ُعه ِم َن ُ َ ِ ول االستِ ِ الضعف((( رغب ًة في ُش�م ِ اس�تطعت ما َ فادة كان حدي ًثا موضو ًعا أو ش�ديدَ ُ ُ عن االستِ ِ الكتاب ،وم ِ ِ ينصرفون ِ ِ ِ فادة ِم َن المواضي ِع لبعض ال ُق َّر ِاء الذين س�اعدً ا ِم َن ُ
ِ ِ ِ ِ ِ الناس ب مواق َفهم الذاتي َة ،فيشغلون َ الجزئيات ،التي تُناس ُ المطروحة إلى ُمناقش�ة ُ ِ ضات ليفس�دَ أثر ِ تناق ِ بِالم ِ الك ِ ور َّبما َ الحق في االهتِما ِم له�م ُّ كان ُ ت�اب وموضوعه ُ . َ ُ ُ ِ الصحيح ِمن ُق ِ وة االس�تِ ِ بِ الصحيح وتجن ِ ُّب ما َ ِ ِ دون ذلِ َك لِما في يس دالل ،ولكن َل َ
االعتماد على النصوص الصحيحة والموثقة حسب االستطاعة
ِ ِ ِ ِ فائدة الموضو ِع ِ الحياة . في في وأثره صرف ال ُق َّر ِاء عن الحق في لهم ُّ المعر ِّ ُ
وخ ِ الفائ�دة ِ ِ ِ ِ الحظ�ات البن�اء َة التي تعو ُد عل�ى الجمي ِع بِ دمة الم وأتمن�ى أن أج�دَ ُ كرة وتوس�ي ِع دراس�تِها ،وخاص ًة أنها بنيت على اس�تِ ِ ٍ الف ِ ِ صحيح ،وهو المالحظات ٍ حديث قراء ُ َ َّ ِ البناءة ودورها في ِ ِ َ ِ ِ حدي�ث ِج َ ُ لجزئيات الموضوعية ،وال بري�ل في ِوحدتِه مجال لص�رف الموضو ِع ل ُ ِ ِ ِ ِ العالم�ات وارتِباطِها بِ البعض َ اآلخر َّ ، وأن اإليمان واليو ِم أركان حول التي تش� َغ ُل َ ِ أركان له�ا في عل ِم األُ ِ َ َ أركان الكتاب لت في هذا الس�اع َة ال فص ُ صول ،وهاأنذا ق�د َّ ِ ِ ِ ِ ِ العل ِم بِ الحياتية حس�بما ته َّيأ لي الحركة وربطت َبينَها و َبي َن واق ِع الس�اعة ، عالمات ُ قه التحو ِ ف « بِ ِف ِ الت » . تحت ما ُع ِر َ معرف ُة ذلِ َكَ .. ُّ
ِ ف�إن َ الص�واب فأحمدُ ال َّل َه على ذلِ َك ،وأس�أ ُله أن أقرب إلى كان م�ا وضعتُه هنا ُ
ٍ ٍ ف على غيره. كشاهد ((( إال ما اض ُط ِر ْر ُت إليه معلول لم َأ ِق ْ
431
إغناء الموضوع
الف ِ العل ِم من يعتني بِ ِ أهل ِ �ع ِخدمتَها رج�ا َء ِ �ض ِمن ِ ثواب ال َّل ِه وخدمة كرة يق ِّي َ ويوس ُ ِّ
لعالمية القرآن والسنة.
فأس�أل ال َّله أن ِ َزوة ٍ الفكر ُة مجرد ن ٍ َت ِ وإن كان ِ وتجاوزي ، يغف َر لي خطأي ذاتية ؛ ُ ُ َ ُ َّ َ دمة الع ِ لماء لِ ِ سبق ِمن ِخ ِ لعل ِم . وأن ينفعني بما َ ُ
أُ �ا ٌ ُ نَ � ��ل تُ ��ُ �ل � �أ َ� �دًا �� ا ُق���لتُ ه � � ا �ّ ن��تُ ه � �� زا �ًا � نَّ�� ا �ه �أ �ف ��س��د�ٌة � ��ل� � �ص� ��لَه�ا � � م � � ك ر إ ى وِ � و ��س� بِم� زِ�ٍم ح� بِم� �� و م� د و�� إ ل� م� ،إ م� ��ي ٱ َْ أ ن ٱ ��ست � ّش َّ ة ��ف ن ٱ ���ست�� نَ َ ا �ف ا � �ف ا ئ ُة ��ل�� ل � �نَ�َه�ا �ف��ل ّ�ت �� � َّللهَ �� � ،ل�� ْ ���قْ ���ف ا ��ل�� �م �م ن ه � � � � � � �م م ا �ل���ر�عي��ِ� � ،م� � ح��س��ه� � � �ل � ���د� ِج ي� رِ ِ � ع ،و ِ� � ج � ي قِ� وير فِ� �ي ِ ِ َ ُ��ّ َ � �ه�ه � ،ف��ع َ��س ٰ � �ع َ��س ٰ �ك� � � ى. � �ى و � �ِل و ج وِ �ُ ا َّ هُ �م ن ا ء ا �� �ق ن � � �ص�د � �ه� َ� ح � � ��س��ي �و���ع� َم ا �ل�وكي���ل� �و لل ِ � �ور ِ ل ِ و و �بِ
432
والترعيفات المستجدَّةِ في فِقهِ ِ التحو ِ ِ لات الألفاظ قاموس ُّ ُ ُ
ِ ِ ِ ِ فِقه التحو ِ الت ما يجري ِمن ُس ِ المتق ِّل ِبة في ُّ ُ نن التغيرات والحوادث في المراح ِل ُ ِ األزمنة .
ِ ِ ِ اث الش�رعيون لِ الو َّر ُ تطبيقها الثوابت ،والقائمون على لثالثة لفاء الراشدون ُ الخُ ُ ِ ِ ِ الزمان ، عبر وأداء أماناته�ا ( ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ) [األنع�ام َ . ]89 : الراش ِ الخالفة ِ ِ ختصا بِ دة . وليس ُم ً ِ فعل أو ٍ ِ ِ ترك لم ِ تفسير لِ ِ تحت األُ النصي في ٍ الشرعية صول لرمز الداللة ُسن ُة يندر ْج َ ِّ ٌ ِ والف ِ ولية ِ نن ال َق ِ ِ ِ ِ ِ ِ الس ِ والتقريرية . علية المقررة لدى ال ُعلماء م َن استنباط ُّ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الم ِ خر ِج ِ ُ ُ ُ إلصاق تُهمة ِّ وتنزيل اآليات التي المس�ل ِم ، التشريك عن الملة بِ ُ الش�رك ُ ُأ ِنز َلت في المشركين على الم ِ سلمين . ُ ُ ِ ِ ِ ُ الس ِنة . الم ِض َّل ِة على َمن له وج ٌه التبديع ُ شرعي م َن ُّ ٌّ إلصاق تُهمة البدعة ُ ِ ِ االستِ ُ الش�رق المش�تغلون بِ ُعلو ِم الغربي ومدارس العال ِم شراق ُعلما ُء ُ والش�رقي ُ ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ ووظائفه سل ًبا وإيجا ًبا . أفكاره وتحليل وتعليل اإلسالمي ِّ حديث « ي ِ ِ الوه�ن والتداع�ي ِ ِ وش ُ يكم الوارد ُة ف�ي ُثاء مرحل� ُة ُ �ك أن تداعى ع َل ُ الغ ُ
األمم » ...إلخ . ُ الخالف�ةِ ضع�ف ِ ِ ِ اإلسلامي ف�ي أي�ا ِم المريض خريط� ُة العال� ِم الرج ِل ِترك ُة ُ ِّ ِ ثمانية. ال ُع الوهن حب الدُّ نيا وكراهي ُة الم ِ وت . ُ ُّ َ ِ ِ األولياء أو ِ ُ البيت . آل ب ُ اإلفراط الشديدُ الممقوت في ُح ِّ ِ وإن�كار ِ ِ ِ التفريط الم ِ ِ ِ األخ�ذ بِ حقائ�ق ُ ع�االت االنف صوصي�ات الخ تساه ُل ف�ي ُ ُ الم ِ ثبتة. ُ ف�ات المتبو ِع األعظ� ِم mفيما ي ِ المواق ِ ِ ف ُس ُ عام ُ�ل بِه الموافِ َق �لوك نن وتصر ُ ُ ُس ُ ُّ 433
ِ عار َض ِمن ِ ِ والم ِ ِ األخذ بِ الجراير . األخالق وعد ِم سعة ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ �نن ِ ِ الس ِ الواردة بِما سن ُة الخُ لفاء ما اجتهدوا فيه م َن اتِّخاذ المواقف بعدَ النظر في ُّ ٍ ٍ ألحد . غمط تقتضيه المصلح ُة العا َّم ُة ِمن َغ ِير تح ُّي ٍز وال ِ الرشدُ تسلس ُل فِ ِ الدعوة بِشرطِه . قه ُ ُّ الف ِ سند ِ تسلسل ِ ِ ُ قه الداعي بِ ُشروطِه . داء االهت ُ معصوم�ة ِ ٍ ٍ �ف دعوي� ٌة لِ ٍ الشريع ُة ِ كاس�ات ش�رعي ٌة لِ ٍ وحي وانع طه�رة �ذات ُم مواق ُ ٌ رباني. ٍّ ِ ِ ِ سن ُة الدَّ ِ ِ شرعي ُيحدِّ ُد فِ َ نبوي اللة ضابِ ٌط رآني أو ٍّ عل الشيء أو تركَه استقرا ًء ل ٍّ نص ُق ٍّ ٌّ ُ تحت ضوابِ ِ ِ لم ِ ط ِعل ِم األُ صول . يندر ْج َ األخالق واألسانيدُ الم ِ ُ تصل ُة . النبو ُة ُ ِ والسن ُة . الدعوة فِق ُه ُ الكتاب ُّ ِ ِ النبوية . األخالق فِق ُه الداعي هو النُّبوةُ ،أي: ِ ِ ِ ِ وسن ُة نب ِّيه m واألخالق . ومعادلهما ك ُ تاب ال َّله ُ األصلاَ ِن ُ ِ ِ الم ِ تفق ع َليها إجما ًعا . المشترك ُة ُأ ُسس الدِّ يانة ُ القواس ُم ُ لتفر ِ الخ ِ التحريش تسيس ِ الف لِ ِ ُ قة . الف ،واالختِ ُ ُ الش ِ عقيد ُة َّ ُفر . يطان الك ُ ٍ ِ المنصوص ع َليها بِ ِ ِ يومئذ ُغثا ٌء حدي�ث « :أنتم والوه�ن الغُثائي ُة مرحل� ُة التداعي ِ الس ِ يل » . ك ُغثاء َّ ِ ِ آخ�ر ِ ِ ِ ِ ِ الحياة مراح ِل عبر عنها بِالقيام�ة ألنَّها ُ الساع ُة ُج�ز ٌء م�ن أج�زاء الزم�ان ،و ُي ُ ِ ِ ِ المراح ِل األُ خروية . وأو ُل الدُّ نيوية َّ ِ ِ ُ الظواه ُر الكوني ُة المنصوص ُة في األشراط األحاديث . ٍ ٍ ٍ لوك لِ لنماذج الس ِ أفراد . مرحلة أو جماعة أو المميز ُة ُ الس ُ ِ ُّ مات ُ العالمات ِّ ِ ُ أخبر عنه . m األمارات ُ المطابِ ُق لما َ الحديث ُ 434
سات المرحلي ُة التي يجري فِيها ال َّله النُّصر َة والتأييدَ لِ ِ البِ ألخيار . ُ شارات التن ُّف ُ ُ ُ الفتن االبتِ ِ ُصيب الفر َد ِ أو األُ َّم َة . ُ الءات العا َّم ُة التي ت ُ ُ
ِ الفت َِن االبتِ الت ِ ِ الم ِ خالف�ة الم خرج� ُة ع�ن ج�ا َّد ِة ُم ِض ُ ُ الطري�ق إل�ى ُ لاءات ُ واالنح ِ ِ راف.
ت هي األُسس التي يقوم ع َليها الدين ِ القات الشرعي ُة . والع الثوابِ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ِ تنوع ُة بِ ِ ُ المنصوصة . األسباب رات هي المتغ ِّي ُ الم ِّ األحوال ُ ُ ِ ٍ ِ و(الر َّب ُة) هي س�يدتُها ومالك ُة اس�م ُيط َل ُق على ك ُِّل امرأة ، أن تلدَ األم ُة ر َّبتَها األم ُة َّ ٌ ِ قرارها . ِ كر األجنبي المخالِ ِ الثقاف ُة الغازي ُة ماد ُة ِ الف ِ الدينية . ف لِلمشروع َّي ِة ِّ ُ ِ ك�ر ِ خلي�ط ِ قول الم ِ الداخ ِل على ُع ِ الف ِ ُ س�لمين األجنبي والعل� ِم تحول ُة الم ِّ ُ ِّ الثقاف ُة ُ ِ مفاهيمهم . وتحو ِل بِرغبتِهم ُّ �رة في ِ ِ �دة والكافِ ِ لح ِ �عوب الم ِ الحضار ُة الما ِّدي ُة ِ الحي�اة بعيدً ا ِ تجرب� ُة ُّ عن بناء الش ِ ُ ِ الدين . الحفا ُة الذي َن ال نِ َ عال لهم . ُ ِ الثياب إلاَّ ما يست ُُر العور َة . ال ُعرا ُة الذين ال يل َبسون ِم َن ِ ِ يشتغلون بِ ِ رعي األغنا ِم . الشاء رعاء ُ يتطاولون يتنافسون . ِ ِ في ال ُب ِ ِ واألبراج . المناز ِل إعمار نيان في مراح ِل ال ُغ ِ الدُّ هيماء مرحل ٌة ِمن ِ ثاء صار فِيها العوا ُّم هم األسياد ،والتحوت ِخ َ الل َ ُ البار ِ الرأس ِ مرحلة الصرا ِع ما بين ِ ِ الحرب ِ والشيوعي ُة فيما ُس ِّم َي بِ ِ مالية ُّ دة . َ َ ِّ مراح ِل ال ُغ ِ ثاء ِ السراء مرحل� ٌة ِمن ِ ُ ش�ترك َبي َن ال ُك َّف ُار وسلاطين الم يتم فيها التآ ُم ُر ُ ُّ َّ َّ ُ ِ ِ ِ ِ قبائل البِالد العربية . ورؤساء �ل ال ُغ ِ �يطرة على بِ ِ ِ ِ األحالس مرحل� ٌة ِمن ِ مراح ِ ُ الد لس ثاء يبد ُأ فِيها ُ المب َّط ُن ل َ العمل ُ 435
الم ِ سلمين . ُ
ُ التعليم +الدعو ُة إلى ال َّل ِه المدموج التربي ُة + المثلث ُ ُ عاد ُل الرابِع مبد ُأ االكتِ ِ الم ِ ِ الرزق . الذاتي في فاء ُ ِّ ُ ول االستِعماري ُة الم ِ ِ القصعة الدُّ ُ تآمر ُة . أكل ُة ُ راسات الحديث ُة ُ ِ ِ الخدْ ِ ِعلم ِ جر ِد . التطو ِر مات الدِّ ُ ذات العالقة بِ ُّ الم َّ الحياتي ُ ِّ ُ منهجه�م ِم�ن علماءِ ِ ِ والرس ِ س�ار عل�ى منه�ج األنبي�اء األبوي ُة الشرعي ُة ُ ُ �ل و َم�ن َ ُ ِ الديانة. ِ الوضعي . العقالنية الما ِّد ِّي منهج األنوي ُة الوضعي ُة ُ ِّ ِ ِ المسند ُة بِ الشرعي . األبوي السند ِّ ِّ المدرس ُة األبوي ُة مدرس ُة النُّبوة ُ ِ ِ المدرس ُة األنوي ُة مدرس ُة َّ خير منه » . الشيطان اإلبليسي ُة القائم ُة على مبدأ « أنا ٌ ِ سيظهر في ِ ُ الزمان . آخر األعور الذي المسيخ الدَّ َّج ُال ُ ُ ِ ُ ِ ِ التس�ي ِ والعقدي الفكري يس تفر َع عنها ِم َن ِّ ِّ الدجل الفك�ر ُة والثقاف� ُة الكافر ُة وم�ا َّ والسياسي واالقتِ واإلعالمي . صادي ِّ ِّ ِّ سياس�ة مرحلةِ ِ والسماس�ر ُة الذين يمهدون العالم لِ ِ ِ ال�وكال ُء وال ُعمال ُء ُ ِّ الدجاجل ُة ُ َ الدَّ َّجال .
ِ ِ العادات ِ ِ ِ ِ ُ األبوية. بادات والع المبر ِم في والتشريك النقض سياس ُة التبدي ِع ونقض ُ ِ حركة ِ ِ قبض ِ العل ِم بِ المس� َّي ِ ُ ِ الواق ِع لم�اء بعزلِهم عن وقبض ال ُع س ُ القبض ُ المنهج ُ
ِ والتأثير فيه . الخ ِ سقوط ِ ِ ِ ِ اإلسالمي بِ الفة . القرار العلماني ُة مرحل ُة نز ِع ِّ ِ العلمن ُة تأ ُّث�ر الم ِ العرب�ي الغربي�ة ،وتبنيه�ا ف�ي المجتم� ِع س�لمين بِاألح�كا ِم ِّ ُ ُ واإلسالمي. ِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ تحت نظا ِم ال ُق ِ طب الواحد . السياسي واالقت ال َعولم ُة مرحل ُة االحتواء صادي َ ِّ ِّ ِ ِ ِ ِ التاريخ . عبر العالمي ُة الدعو ُة اإلسالمي ُة ُ المستقرة َ ذات الثوابِت ُ 436
ك�ة باالقتِ ِ جتمعات الهالِ ِ ِ تفعي�ل الص�را ِع االقتِ صاد الم المنسي ِّ ُ ِّ ص�ادي ف�ي ُ الفقر ُ ُ
بوي . الر ِّ ِّ
ِ ِ �روب ،وطغي�ان رأس الح �ع الث�روات، نه�ب المطغي السياس�ي بِ ُ والتوس ُ ُ ُّ ُّ الغنى ُ ذات الطابِ ِع االستِهالكي الم ِ ثمارات ِ ِ الطائلة في الاِ ستِ ِ ِ ِ جرد األموال وصرف المال، ِّ ُ الذي ال يخد ُم اإلنساني َة. ِ ِ علاج ل�ه ،س�وا ٌء َ ُ الحس�ية أو األم�راض كان ِم� َن المفسدُ ال�ذي ال َ المرض ُ ِ المعنوية. ِ الم ِ الح ِ والتفجيرات . روب الموت جه ُز ُ ُ الجماعي في ُ ُّ الموت ُ ِ بن ُز ٍ حرقوص ِ ِ هير» . «أتباع الخوار ِج المدرس ُة الحرقوصي ُة مدرس ُة ُ المدرس ُة السلولي ُة مدرس ُة الن ِ ِّفاق .
الكذ ِ الم َسيلِمي ُة مدرس ُة ُم َس ِيلم َة َّ اب . المدرس ُة ُ ِ ِ العرب . الجاهلي ُة ِم َن المدرس ُة الوثني ُة مدرس ُة ِ ِ الم ِ نحرف ُة . المدرس ُة العبري ُة مدرس ُة اليهود ُ الم ِ نحرف ُة المدرس ُة الصليبي ُة مدرس ُة النصارى ُ الجامع ُة بين الدِّ ِ ِ ِقراء ُة التاريخِ الشرعي ِ ِ والتاريخ . يانة القراء ُة َ َ ِّ ِ ِ األديان ِ جرد ُة ِ أو المحرق ُة له . عن ِقراء ُة التاريخِ الم َّ الوضعي القراء ُة التاريخي ُة ُ ِّ ورفض ال َغ ِ ِ يبيات . العقل والقوانين العقالني ُة تأكيدُ ُ
ٍ مرحلة أو ٍ ٍ التوثيق ال ُقرآني أو النبوي لِ جماعة . ذات أو الحصان ُة الشرعي ُة ُ ُّ ُّ ِ الخُ لفاء مسمى لِكا َّف ِة الوارثين قرار ِ والسند الم ِ ِ العل ِم بِ تص ِل . األخالق ُ َ ُ ُ َّ ذات االرتِ ِ واألف�راد ِ ِ الحلفاء مس�مى لِكا َّف ِ ِ ب�اط بِ التس�ي ِ ِ الي الم�دارس �ة يس الدَّ َّج ِّ َّ ُ ُ والمن ِّف ِذين له . ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الور ُ اث الوسطي ُة الشرعي ُة الدعو ُة إلى ال َّله بِالحكمة والموعظة الحسنة على ُسنَّة َّ النمط األَ ِ ِ ِ وسط . الحاملين صف َة 437
االعتِ ُ الفكري واالجتِماعي َبي َن الرعايا . التواز ِن دال الواعي ا َّل ِذين يقيمون ُسنَّ َة ُ ِّ ِ ِ ِ ُ ُ ُ ُ لم واإليمان ، األربعة :اإلسال ُم ، الديانة أصول األصول النصي ُة واإلحسان ،والع ُ ِ ِ بِ الساعة . عالمات ِ ِ ِ ِ ُ ُ ِ األبوية . واألسانيد النبوية األخالق منهج األوسط حمل ُة النمط ِ ِ الشريعة الم ِ رسول ال َّل ِه . m نزل بها على التكليفات الشرعي ُة أحكا ُم ُ ُ ط الع ِ العلم الشرعي المقيدُ بِضوابِ ِ األصول ِ ِ ِ ِ عصر التدوين . لماء في لم ُ ُّ ُ ُ ع ُ ِ ِ ِ التسلس ُل الشرعي هو انتِ ُ ِ وح ِ سن التلقي . قال العل ِم والدعوة إلى ال َّله بِاإلجازة ُ ُّ ُ ِ ُ اإلجابة ك ُُّل َمن َ رسول ال َّل ِه . أم ُة حمدٌ قال :ال إل َه إلاَّ ال َّل ُه ُ ،م َّ ِ أدرك مرحل َة اإلسال ِم ِ َ وعل َم بها ِمن األُم ِم . الدعوة ك ُُّل َمن أم ُة ِ الص ِ الكون بِ ِ ور . الساع ُة نِهاي ُة النفخ في ُّ ِ مرحلة الر ِ ِ ِ ِ الساعة ُم ُ الساعة . سالة إلى قيا ِم األشراط ِمن جمل عالمات ُ ِّ ِ ِ ٍ ِ ِ جريات النبوي بِ ُم الخبر طابقة الظاهر ُة الدال ُة على ُم عالمة ،وهي جمع العالمات ُ ِّ ُ ِ الحياة .
ِ ِ أمر معي ٍن س�ب َق ِ جم�ع ٍ ُ أحاديث اإلش�ارة إ َليه ف�ي ت أم�ر ،وه�ي األمار ُة حص�ول ٍ ُ َّ ُ المصطفى . m ُ ِ الظاهر ُة الكوني ُة المخالِف ُة لِ ٍ ِ ُ أش�ارت لمألوف ،كما ش�رط ،وهي جمع األشراط ُ َ ُ ِ ِ ُ الساعة . أشراط أحاديث إ َليه االنح ِ ِ ِ ِ ِ والحواد ُ راف . الموقع ُة في الفواج ُع الم ِضل ُة وهي الف ُ ث ُ تن ُ القتل خاص ًة بين الم ِ ِ سلمين . الهرج كثر ُة ُ َّ َ َ ُ ِ المرج ُف ُ وسائله . ضول الكال ِم وكثر ُة ُ المالحم ِ ِ تال الشديدُ والحروب بين الم ِ سلمين والك ِ الق ُ ُفار . ُ ُ َ َ ُ ُ اإلشارات المالحظ� ُة الم ِهم� ُة الت�ي أخب�ر النب�ي mع�ن و ِ ِ س�تقبل قوعها في ُم ُ ُّ َ ُ َّ ُ ُ ِ الزمان. 438
ِ ِ الدَّ ول ُة العلي ُة اسم آخر يط َل ُق على د ِ ِ ُسمى القرار ولة َ ٌ ُ ُ اإلسالمي الدَّ ولة ال ُعثمانية ،وت َّ ِّ َّ ِ ِ ِ الباب العالي . التاريخ بِدولة ُب ً أيضا في ُكت َ ِ ِ يهود تُركيا دخلوا اإلسلا َم لِلن ِ َّيل من�ه ،وارت َقوا في الدونمة مجموع� ٌة ِم�ن يهو ُد ِ ِ الفتاة ،حتَّى وصلوا ِ ِ ِ ِ الجيش قيادة المطاف إلى آخ َر جمعية تُركيا عبر َ مناصب شتَّى َ ِ ِ الخليفة ِ ِ َ َ اإلش�راف ور الحمي�د الثاني ، عبد إس�قاط والحك� ِم ،ودبروا ُ وكان لهم َد ُ والديون والصرا ِع المعروفِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الحرب على تحطي ِم قوة الدَّ ولة ال ُعثمانية وإغراقها في ِّ ِ التتريك ؛ ِمما أدى إلى قيا ِم ال َّث ِ ِ بِ العربية الكُبرى . ورة َّ ِ ِ روبي�ة في البِ ِ ِ االستِعمار مرحل� ُة امتِ ِ ِ ال�دول األُ واإلسلامية أثنا َء العربية لاد �داد ُ ِ والثانية وما بعدَ هما . الحربين العالميتَين األولى ِ ِ ِ هيمنة الدُّ ِ ول ُّ وش�طر واإلسلامي ، العربي �يوعية في العا َلمين الش هتار بد ُء ُ ِّ ِّ االست ُ العال ِم إلى ُقوتَين ِ : رأسمالي ٌة وشيوعي ٌة . ِ ِ الرأس ِ الباردة بين ِ ِ ِ ِ ِ ُ مالية ُّ مرحلة يوعية ،وبد ُء والش الحرب مرحلة سقوط ثمار َ َ االست ُ الع ِ وح ِد . ولمة ،وسياد ُة النِّظا ِم الم َّ َ العالمي ُ ِّ ِ ِ ِ ِ ِ الخالف ُة المدونم ُة هي مرحل ُة ُس�قوط الخليفة عبدالحميد الثاني ُث َّم تُس� َّل ُط يهو ُد ِ قرار الدَّ ِ ِ س�ار في ركبِهم سياس� ًّيا على ِ اإلسلامية ف�ي تُركيا حتَّى ولة الدونمة ومن َ ِ ولة ِ إعالن الدَّ ِ الخ ِ هاي�ة ِ نِ ِ ِ الفة بِ لمانية ،وتولى فيها الحكم الظاهري ثالثة خلفاء. الع ٍ سنوات َبي َن عا َمي (1909م1919 -م) .ثم 5سنوات رضخت فيها ودا َمت عشر
تركيا لحكم عساكر الحلفاء بقيادة بريطانيا (1919م1924 -م). ِ لطان ِ العهدُ الحميدي عهدُ الس ِ الحميد الثاني . عبد ُّ ُّ الفوضى الخلاَّ ق ُة اصطِلاح م ِ ِ الصرا ِع عاص ٌ�ر اس�تخد َمته ال ُقوى العالمي� ُة لتفعيل ِّ ٌ ُ والصيد في الماءِ ِ الداخل�ي بي�ن األنظِ ِ ِ مة والدُّ ِ ِ ُّ باش�ر الم يس�مح لها ول بما ُ ِّ َ َ بالتدخ ِل ُ ِ الش ِ العك ِر ضمن ُّ عوب . السنة الرحمانية
439
ِ رم ِ البحث اج ُع
•القرآن الكريم وأمهات كتب السنة
•سبل الهدى والرشاد ،اإلمام الصالحي •اإلشاعة ،البرزنجي
•أشراط الساعة ،يوسف بن عبدالله الوابل
•إتح�اف الجماع�ة بما ج�اء في الفت�ن والمالحم بي�ن يدي الس�اعة ،حمود ب�ن عبدالله التويجري
•فقه أشراط الساعة ،د .محمد أحمد إسماعيل المقدم
•كتاب السنن الواردة في الفتن ،أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري الداني •الفتن ،نعيم بن حماد
•تحقيق مواقف الصحابة « مجلدان » ،د /محمد أمحزون •التليد والطارف ،أبو بكر المشهور
•أركان الدين األربعة ،أبو بكر المشهور
•كشف األقنعة عن الوجوه الغثائية المقنعة ،أبو بكر المشهور •المؤامرة الكبرى على اإلسالم ،عالء الدين المدرس
•الجزيرة العربية « نجد والحجاز » في الوثائق البريطانية ،نجدة فتحي صفوة •األطلس التاريخي للعالم اإلسالمي ،ماليز روثفن
•أطلس تاريخ العرب واإلسالم ،سيف الدين الكاتب •أطلس الفتوحات اإلسالمية ،أحمد عادل كمال
•الدولة العثمانية ،عوامل النهوض وأسباب السقوط
علي محمد الهالبي
•منهجية النمط األوس�ط من س�ادة الصلح وبقية الس�يف وبراءتهما من اإلفراط والتفريط المسيس ،أبو بكر علي المشهور
•الشريف حسين بن علي والخالفة نضال داود المومني •لورنس ..الحقيقة واألكذوبة ،صبحي العمري •السيد محمد طاهر الدباغ ،د .محمد الجوادي
•العراق في أحاديث الفتن والمالحم ،مشهور حسن سلمان
440
الفهرس
441
ت َْوطِ َئ ٌة ُم ِفيدَ ٌة َن ْظم المب ِ اد ِئ ال َع َش َر ِ ة ُ ََ
الفهرس 6
9
22
اعتناء اإلسالم بفقه المراحل
22
أهمية الدراسة الجذرية
ا ْل ُم َقدِّ ِم ُة
22
ضياع الحق بين ركام األقالم
23
عوامل التجني على التاريخ :الخلط المتعمد واألحكام العمومية
23
القراءة الشرعية الموجهة
24
القراءة المادية العقالنية
24
القراءة ال تكون إال باسم الرب
25
مرحلة الرسالة المحمدية
26
25
أهمية القراءة النصية
مرحلة ما بعد الرسالة إلى قيام الساعة
26
الدراسة النصية أساس حوار الحضارات وتقارب األديان
27
مع المؤلف في مسيرة المعاناة
27
مرحلة ما قبل البعث
الدراسة الجديدة للركن الرابع وأهميتها
26 27
االعتراضات واالحتجاجات بين األمة ..
28
بداية االنطالق في فقه التحوالت
29
المدخل إلى معرفة الركنية الرابعة
30
لماذا ؟ ..
تقرير الحالة
28 30 30
مقدمات هامة لقراءة عالمات الساعة
31
تبقى األشراط في دائرة التوقع المظنون
442
31
مراعاة الترتيب الزمني لألشراط
عدم تأثير الترقب على واجب الوقت
31
النصوص وعالقتها بما يطرقه االحتمال
32
ال نعطل السنن واألسباب
32
هدي السلف أمام فقه التحوالت حصر مصادرالتلقي
رأي المؤلف فيما سبق من الضوابط
32 32 33
متابعة الحاديث أيسر وأولى من متابعة تعقيدات العلماء
33
ظاهرة االحتناك واالحتكار للسالمة
34
التلميح خير من التصريح في المعاتبة
34
األشراط المجهولة وموقعنا من معارضتها لماذا تناول النبي mالعالمات؟ لم لم يسكت عنها أو يخف من إشهارها؟
35
فقه التحوالت اليوم من أهم أركان الدين
35
مرحلة الرسول mتأصيل
فقه التحوالت يعرفنا باألوعية الحاملة للعلم ومكانتها العلمية
34 35 36
نصوص فقه التحوالت تُعنى بمسيرة الحكم والعلم حياة النبي mقراءة واعية لألحداث حاضرا ومستقبال
37
حاجتنا لهذا العلم أكثر من حاجتنا للماء والغذاء
39
فقه التحوالت علم ضابط لمواقف الرجولة
المنط َل ُق ُ
العودة إلى األساسيات من أهم المهمات
قراءة العلماء ألصول الديانة كانت على ضوء الثوابت الثالثة
36
39
41 41 42
قراءتنا لعالمات الساعة تأتي على أنها ركن خاص بالتحوالت
42
إظهار العلم بالعالمات مهمة شرعية
44
عقائد الشيطان في البشرية
قوله « :mبعثت أنا والساعة كهاتين»
43 44
46
تعريف الساعة
443
َت ْع ِر ُ السا َع ِة َو َما َي َت َع َّل ُق بِ َها يف َّ
46
انقسام األمارات إلى ثالثة أقسام
48
معنى مضالت الفتن
48
معنى العالمات
49
معنى البشارات
50
47
أقسام القيامة
48
معنى الفتن
49
معنى األشراط
49
معنى األمارات
ِم ْح َو ُر ا ْل َم ْو ُضو ِع َح ِد ْي ُ السن َِّة ’ ث ِج ْب ِر ْي َل ُ‘أ ُّم ُّ دراسة حديث جبريل
51 51
الوحدة الموضوعية بين األركان األربعة
56
األصول الثالثة وتدرج المكلف فيها
56
الثوابت والمتغير
بالر ِ أركان الدِّ ِ الراب ِع ُ كن َّ ين ال َّثال َث ُة وعال َقتُها ُّ الركن الرابع هو كشف مجريات التحوالت
الركن الرابع وأهمية دراسته
رؤوس األقالم المبينة مهمات الركن الرابع
عالمات الس ِ ِ أركان ِ العل ِم بِ اعة ُ ّ
56
56 57 58 59
61 61
أركان العلم بعالمات الساعة
61
العلم الواجب
61
العلم الالزم
61
العلم المطلق
62
الفرق بين الساعة وعالماتها
62
إذا ولدت األمة ربتها /ربها األَ َمة في فقه التحوالت
62
444
رق بين الس ِ ال َف ُ اعة وعالماتِها ّ
62
تطابق جزئية العالمات مع حديث بني إسرائيل
63
وقوع الظاهرة حقيقة في مرحلتنا المعاصرة
64
معنى «وأن ترى الحفاة ..الحديث»
بعالمات الس ِ ِ اعة ِ الفرق بين الس ِ ُ اعة والعل ِم ّ ّ مشكلة الخلط بين الساعة وبين العلم بعالماتها
األشراط في حديث مكحول
قه التَّحو ِ مفهوم فِ ِ الت ُّ ُ
63
65 65 66
67 67
مفهوم فقه التحوالت
67
اشتقاق اللفظة
67
مادة فقه التحوالت
الفقه في اللغة واالصطالح
67
العلم بعالمات الساعة علم شرعي موثق الكتاب والسنة
68
«بادروا باألعمال» وما يترتب على مفهوم المبادرة
69
اإلسالم في معناه العام
األساس في النجاة هو العمل
68 69
اإلشارة النبوية إلى ما يحل باألمة عند انقطاع األعمال
70
معنى «الغنى المطغي»
71
معنى «الفقر المنسي»
71
تركنا للصناعات اإلنتاجية والثروات جعلنا (سوقا استهالكيا)
72
معنى (الهرم المفند)
73
معنى (المرض المفسد) معنى (الموت المجهز)
73 75
الدجال شر غائب ينتظر
قه التَّحو ِ تأصيل فِ ِ ِ والسن َِّة الت من ُّ الكتاب ُّ تأصيل فقه التحوالت في الكتاب والسنة
445
75
77 77
اآليات القرآنية المعبرة عن أهمية علم الساعة
78
التحوالت البشرية والغايات المصيرية في القرآن من فقه التحوالت
78
سورة الكهف وما تشتمل عليه من دروس فقه التحوالت
83
عالقة القرآن العظيم بفقه التحوالت
معاناة األنبياء والرسل مع أقوامهم جزء من فقه التحوالت
المنافقون ومفهوم الحصار االقتصادي
معنى (الصدور) في تفسير صورة الناس
78 80 84 84
قه التَّحو ِ أقسام فِ ِ الت ُّ ُ
85
الحضارة الوضعية
85
85
الحضارة الشرعية
الحضارة الكنعانية والكلدانية
85
حضارة قوم عاد والريح العقيم
86
شهوانية قوم لوط والحجارة
86
86
مادية قوم نوح والطوفان
86
إبداعات قوم ثمود والصيحة
86
تجارة قوم شعيب والرجفة
86
عمران قوم سبأ والسيل العرم
الحضارة الفرعونية وتعدد العقوبات
87
السنة الشريفة واعتناؤها بفقه التحوالت
88
الحضارة العبرية وتنوع اآليات
87
أساس هذا العلم هو الربط الواعي بعموم الزمان أو المكان دون تحديد
88
ثمرة هذا العلم
89
ثمرة الدراسة لفقه التحوالت
89
عالقة فقه التحوالت بالدعوة إلى الله
90
جلسة بين األنبياء والرسل ناقشوا فيها فقه التحوالت
90
الثوابت الثالثة في فقه الدعوة إلى الله
ِ ِ ِ عو ِة إلى ال ّٰل ِه َّحوالت بالدَّ َ عال َق ُة فقه الت ُّ
446
90
90
ترتكز الدعوة إلى الله على عاملين اساسيين
92
دليل فقه الداعي
92
دليل فقه الدعوة
شرط الداعي الحق
92 92
حديث العرباض ابن سارية وموقعه من فقه التحوالت
93
إقامة الدعوة وأمة اإلجابة حصانات النبي mلبعض أصحابه وتجريحه آخرين وأهمية ذلك في فقه الدعوة
94
تأصيل فهم فقه التحوالت لألحاديث السابقة
بعض البدع المدموغة من عهد الرسالة
قه التَّحو ِ وموقعها من فِ ِ ِ ف وسنَّ ُة الدِّ ِ المواق ِ ِ الت اللة ُسنَّ ُة ُّ ُ ُ التعريف بلفظ «السنة» لغة واصطالحا
سنة المواقف وسنة الداللة
مفهوم السنة كموقف في حديث «عليكم بسنتي»
سنة المواقف هي التطبيق األخالقي في فقه الدعوة
94 94
95
97 97 98
103 104
سنة الداللة ضابط شرعي لم يندرج تحت ضوابط علم األصول
104
االستدالل بسنة الداللة على ما لم يكن له سابق مثال
105
سنة الداللة في فقه التحوالت
105
البدعة الدينية والبدعة الدنيوية كالهما مذمومان إذا انعدمت ضوابطهما الشرعية
106
ظاهرة التشريك ليست ديانة
108
االستدالل بسنة الداللة على مسنجدات العلوم
107 108
مدارس القبض والنقض وظاهرة تحريف النصوص الش ِ الذ ِ ِ وسالم ُة َّ وات :بالحصان َِة َّ 108 رع َّي ِ ة قاعدَ ةٌ :سالم ُة المرح َل ِة :بالن َِّّص َ ث 108 الشهادات الشرعية من لسان رسول الله mلصحابته حصانة ال تنقضها األحدا مدرسة االعتدال والوسطية وموقعها من فقه التحوالت
109
الذي ينازع ما نحن بصدده إما لجهله بالركن الرابع أو لرفضه ال َّط ْبعي له
109
موقف الجماعات الجديدة من فقه التحوالت
110
موقع عالمات الساعة من علماء الفقه التقليدي
447
110
إعادة القراءة لرباعية األركان ضرورة ملحة
110
الصراع التاريخي بين المذاهب يحتاج إلى إعادة نظر
111
ِ ِ ِ ِ ِ َّب َع َل ْي ِه وما تَرت َ ياب العلـ ِم بفقه الت ُّ غ ُ َّحوالت َ
112
ماذا حصل من الخطأ بغياب فقه التحوالت
عالقة فقه التحوالت بقراءة المرحلة المعاصرة ضياع األمانات وموقع ذلك من فقه التحوالت
كشف فقه التحوالت الشرعي لمرحلة التوسيد
112 113 114 114
ضياع مبدأ االكتفاء الذاتي في مرحلتنا المعاصرة
115
دور فقه التحوالت في تصحيح الفهوم الخاطئة عن الخالفة
116
ثمرات (تداعي األمم)
116
أهمية فقه التحوالت في ربط الجميع بمرحلتي مكة والمدينة
116
المدرسة األنوية الوضعية
117
المدرسة النبوية األبوية الشرعية
هذا الفقه يجيب على األسئلة ولكن ال يصنع اإلجابات
قه التَّحو ِ فاء في فِ ِ مفهوم الخُ ـ َل ِ الت ُّ ُ مفهوم الخلفاء في فقه التحوالت
من هم الخلفاء؟ وكم عددهم؟
117 117
119 119 119
العدالة في فقه التحوالت مقيدة وليست مطلقة
119
موقف اإلمام الحسن vمن الحكم
120
موقف اإلمام علي vمن الخالفة
اإلمام الحسين vفي خروجه ال يعاب
األوس ُط ؟ َمن هم الن ََّم ُط َ
120 121
123
من هم النمط األوسط؟
123
مقولة اإلمام علي vعن النمط األوسط
123
رجال النمط األوسط
124
أهمية معرفة علماء النمط األوسط
448
123
المذاهب اإلسالمية
124
أهل اإلفراط والتفريط ال يدخلون في مسمى النمط األوسط
124
المذاهب اإلسالمية لم تول أهل النمط األوسط أهمية
125
المدارس الخارجة عن النمط األوسط
اإلفراط والت ِ ِ ط األوس ِ ف النَّم ِ ِ َّفريط ط ِمن َط َر َف ِي َ مواق ُ َ القدوة واألسوة في سلوك أهل النمط األوسط
ملخص مواقف أهل منهج السالمة
125
127 127 127
اإلمام علي vفي عهد الخالفة
128
اإلمام الحسين إمام البيعة
128
128
اإلمام الحسن vإمام القرار
ال يحق لمن بعدهم أن يتخذوا اجتهادهم قدوة إلثارة الصراع إال بشروط
129
أحاديث العلم بالساعة
130
علماء فقه التحوالت
قه التَّحو ِ ع َلماء فِ ِ السا َع ِة الت ُ ُّ وعالمات ّ ُ ُ
130
130
الصمت المطبق عن عالمات الساعة وما ترتب على ذلك
131
مقدمة الداني صاحب كتاب «السنن الواردة في الفتن»
132
سبب سكوت العلماء عن اإلفصاح بالعالمات
136
ركنية فقه التحوالت مقولة عمن ال ينطق عن الهوى mوليس اجتهاد العلماء
137
بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ
مقدمة البرزنجي لكتابه «اإلشاعة»
مقولة لإلمام الشاطبي حول جديد العلم
والش ِ ِ ِ ِ ِ والر ِ عارات ّ موز ِّ ارات والش موق ُع األمث َلة ُّ ِ ِ ِ َّحو ِ الت واأللوان في فقه الت ُّ
الرموز واإلشارات سلبية وإيجابية فال تختص بالمسلم وحده
السحر والتنجيم والطالسم وقراءة الكف واألبراج علوم سلبية
الرمز باألفعى والشمس
449
131 132 137
139
139
139 139 140
رموز العمالت وأعالم الدول والمنظمات
140
المدرستان األنوية واألبوية لكل منهما لغته ورموزه
140
رمزية القردة والخنازير على المنبر النبوي
141
دراسة هذه الرموز من فروع فقه التحوالت
رمزية النصر والفتح
رمزية الرجل الذي خير بين الدنيا واآلخرة في خطبة النبي m
141 141 142
فقه التحوالت يدرس العالمات واإلشارات في نصوص المعصوم m
142
علم اإلحسان يزيد الفهم الذوقي والوعي اإلشاري
143
رمزية طول اليد
142
علم اإلشارة والرمز معركة أبدية بين األخيار واألشرار
145
وعندنا :الغاية تقرر الوسيلة
145
عندهم :الغاية تبرر الوسيلة
145
عندهم :العقل السليم في الجسم السليم
145
صليب النصارى ونجمة اليهود شعاران دينيان وسياسيان
146
وعندنا :العقل السليم في القلب السليم
بعالمات الس ِ ِ ألركان ِ ِ ِ ُ اعة العل ِم الجام ُع َّفصيل الت ّ أركان عالمات الساعة
االستقراء الزمني هو الذي حدد توسط العالمات بعثة النبي محمد mعالمة وسطى
145
153 153 154 154
ِ ِ الوسطى لم اللاّ ِز ُم بالعالمات ُ كن َّ الر ُ األو ُل الع ُ ُّ
154
أهمية التحصين الشرعي للصحابة وما يترتب عليه
155
َب ْع َث ُة النَّبِ ِّي m
َم ْو ُت النَّبِ ِّي m
154 157
القدح في معنى الصحبة إما أن يحصل بقول لفظي أو موقف ذاتي موت النبي mعالمة وسطى
المواقف المطلوبة بعد موت النبي m
450
157 157 157
الخالفة الر ِ ِ اشدَ ُة َّ
159
الخالفة الراشدة عالمة وسطى
نصوص عدالة مرحلة الخالفة الراشدة ورد شبه القدح في سالمتها فتح بين المقدس عالمة وسطى
ِ َفتح ب ِ المقد ِ س يت ُ َ طاعون ِع َ مواس ُ
159 160 160
160
161
مقت َُل ُع َم َر بـن الخَ َّط ِ اب ؤ
161
طاعون عمواس عالمة وسطى
161
مقتل الخليفة عمر بن الخطاب vعالمة وسطى
161
تكون أول قرن من الخوارج وهو اختراق لموقع القرار وبه َّ
162
مقتل الخليفة عثمان vعالمة وسطى
موقعة الجمل وصون أم المؤمنين bعالمة وسطى
ان ؤ ثمان بن َع َّف َ َمقت َُل ُع َ ِ الج َم ِ ل موق َع ُة َ
162 162
162 162
خروج عائشة bوموقف اإلمام علي vوأهميته في فقه التحوالت
163
موقعة صفين عالمة وسطى
164
خروج عائشة bال يقدح في عدالتها
ِ ِ ين موق َع ُة ص ِّف َ
164
164
ِ ِ َّهروان ووق َع ُة الن هور الخوارجِ َ ُظ ُ
165
ظهور الخوارج ومقتلة النهروان عالمة وسطى
165
المدرسة الحرقوصية التميمية
166
فتنة الخوارج تجاوزت الزمان والمكان بدء ظهور مدرسة الخوارج
االمتداد الطبيعي للمدارس الخارجية حتى يظهر في أعراضهم الدجال
موقف اإلمام vمن الخوارج في النهروان
451
165 166 166 169
مسمى الحرورية نسبة إلى حروراء
تحديد هوية الخوارج على لسان اإلمام علي v
علي ؤ مقت َُل اإلما ِم ٍّ
169 170
171
مقتل اإلمام علي vعالمة وسطى
صلح اإلمام الحسن vعالمة وسطى
علي c لح اإلما ِم َ ُص ُ الح َس ِن بن ٍّ
ملك بني أمية عالمة وسطى رؤيا النبي mللقردة والخنازير تتنزى على منبره
ُم ُ لك بني ُأ َم َّي َة
ين ِ الح َس ِ لي c َمقت َُل اإلما ِم ُ بن َع ٍّ مقتل اإلمام الحسين بن علي ؤ وقعة الحرة عالمة وسطى
171 172
172
174 174
174 175 175
176
الح َّر ِة َوق َع ُة َ فِتنَ ُة ِ ابن ال ُّز َب ِ ير
176
177
فتنة ابن الزبير ومقتله عالمة وسطى
خالفة عمر بن عبدالعزيز vعالمة وسطى
ِخال َف ُة عمر بن ِ ِ العزيز عبد ُ ََ
ُم ُ لك بني ال َع َّباس
177 178
178
179
179
ملك بني العباس عالمة وسطى
182
مناقشة لمعاني (الملك العضوض)
ِ ِ ضوض الملكِـ ال َع أقسا ُم مرحلة ُ
182
حديث (األئمة بعدي اثناعشر كلهم من قريش)
185
مرحلة الهرج واالنفصام
186
تحديد األمراء االثني عشر ومراحلهم
452
186
مرحلة المهدي مستقلة بذاتها عن مدلول مرحلة األمراء االثني عشر
188
سقوط قرار الخالفة على يد التتار عالمة وسطى
189
مبتدأ مرحلة الهرج المنصوص عليه بالهجمات المغولية والصليبية أحاديث الفتن
فتح القسطنطينية عالمة وسطى
188 191 192
ِش َع ُار الدُّ ْو َل ِة ال َعلِ َّي ِة ال ُع ْث َمانِ َّي ِة
198
عوامل الضعف واالنهيار لبني عثمان
بدء ظهور العلمنة :إفراط المسلمين في االنبهار بعلمانية الغرب
203 203
بدء ظهور العلمانية وفصل الدين عن الدولة مع سقوط القرار اإلسالمي
203
وسد األمر إلى غَير أهله إذا ِّ
210
نبذة عن السلطان عبدالحميد الثاني
واق ِع فِ ِ والوهن من ِ مرحلة الغ ِ ِ ِ التحوالت قه ُثاء ِقراء ُة ُّ
الضب مرحلة السير اإلجباري نحو ُجحر ِّ ِ ِ يفتح آفا ًقا جديد ًة في قراءة التاريخِ فِق ُه التحوالت ُ ُّ ِ الف ِ ِغياب ِ المترسمين على المص ِّلين جر َأ الشرعي قه ُّ ُ ِّ للتحوالت َّ ِّ الغثائية من حديث ثوبان ِ ِ ِ المريض الرج ِل مرحل ُة األحالس والمؤامر ُة على ِتركة ُ ِ ُغالي بدء الغزو ال ُبرت ِّ ُ
للمرحلة الغ ِ ِ ُثائية الشرعي التقسيم ُّ ُّ معنى الحلس
204
210 211
211
212
212 214
214
214 215
حملة نابليون ،المسألة الشرقية ،سايكس بيكو،كلها تحوالت ذات طابع تآمري
215
مرحلة فتنة السراء
217
وثائق المراحل مرجع بحثي هام
تفسير السهارنفوري لفتنة السراء
تجاوزنا تفسيرنا الذي قدمناه في «التليد والطارف»
موقف الشارع الحجازي والحالة السائدة آنذاك في مكة وجدة
453
216 218 218
219
مؤلف كتاب «لورنس كما عرفته» وقائد جيش الثوار العرب يصف الوضع القائم
220
بدء البحث في مسألة الخالفة بدأ بعد عزل السلطان عبدالحميد 1909
222
ويضاف لذلك انعدام بعد النظر لدى القادة والعلماء آنذاك
223
رفض الشريف إلعالن الجهاد من منبر الحرم كان بداية تأزم العالقة مع االتحاديين 222
السياسة العالمية أكثر استثمارا للصراع من رؤى شيوخ العشائر
223 224
السذاجة السياسية لحملة قرار الحكم والعلم مكنت األعداء من النجاح المسلِمين معاهدات الحماية وتَدَ ُّخل الكفر في بِالد ُ
224
شيخ اإلسالم مصطفى صبري وكتابه «الرد على منكري النعمة»
229
العبارات المعسولة في المراسالت مع الهدايا وعرابين الصداقة هي شباك الخداع 225 عدلت بريطانيا مواقفها تجاه الحسين والعرب عدة مرات بحسب مصالحها
230
فكرة الخالفة العربي فكرة فرنسية ،كان المرجو منها خلق بابوية إسالمية
231
الشيخ رشيد رضا يخطب في مكة بتأييد الشريف حسين
233
تأمل العبارات التي تحمل العاطفة الدينية من سياسي أوروبي علماء الشام وفتواهم ضد ثورة الحسين
الشريف ينصب نفسه ملكا لمملكة عربية ومرجعا دينيا للمسلمين الملك حسين يلقب نفسه بأمير المؤمنين
230 232 233 234
بروز مصطفى كمال أتاتورك كبطل قومي في مقاومة الحلفاء الذين احتلوا اسطنبول 234
أحمد شوقي يمتدح أتاورك في قصيدة له
235
الخليفة عبدالمجيد الثاني ينتخب بال سلطة حقيقية
235
حديث التمايز والتمايل والمعامع
237
الخليفة المخلوع يغادر إلى مكة ثم إلى سويسرا تداعي األمم أكلة القصعة على ثروات األُ َّمة سقوط ِ الخالفة وبدء العهد العلماني
236 238
239
مؤتمرات األعداء ضد القرار اإلسالمي المكاسب االستعمارية بسقوط ِ الخالفة
240
فتنة الدُّ َهيماء عالمة صغرى في مرحلة الغثاء
244
امتداد العلمانية باالستعمار
تحول القضية اإلسالمية إلى أطماع قومية إقليمية
454
240 242
244
فِتن ُة الدُّ ه ِ يماء ..مرحل ُة االستِ ِ هتار َ
صراع القوتين :الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي
ِ اء ’ البكماء ‘العمياء الفتن ُة الرابع ُة َّ الصم ُ ُ ُ ِ االستثمار’ ‘ -األلف َّي ُة الثالث ُة’ ‘مرحل ُة
الفتنة الرابعة التي يؤول أمر األُ َّمة فِيها إلى الكافر
244 245
247
247
247
أحداث 11سبتمبر تمثل إلى حدٍّ ما بدء (مرحلة الفتنة الرابعة)
247
مفهوم الحديث :يؤول أمر األُ َّمة إلى الكافر
249
جبل الذهب واالقتتال عليه
التدخل الكافر في سياسة اإلسالم ونقض العرى
248 249
ظاهرة الهجرة إلى العواصم وترك العمل الحرفي الزراعي قلق مس َّي ٌس من تدخالت الكافر في األُ َّمة الغالء في األسعار ٌ
250
كثرة القراء وقلة الفقهاء
250
أسباب االنحدار الشرعي في الفتنة الرابعة
249 250
كثرة االقتتال والصراع الدموي
250
العدالة من مبادئ اإلسالم وال عالقة للكفر بذلك ظاهرة التخلي عن تفسير اآليات القرآنية لِما فِيها من إدانة للكفار
251
مؤتمرات الحوار واالستثمار
خطر الثقافات الغازية على التركيب اإلسالمي الموجه
المرحلة الغ ِ ِ مالحظ ٌة على ِ هام ِ ُثائية ش
دراسة الركن الرابع تمنع الزج بالشعوب في سبيل المطالبة بالقرار
ِ ِ الصغرى المط َل ُق بِالعالمات ُّ ُ لم ُ الركن الثاني الع ُ ِ الصبيان إمار ُة إمارة الصبيان
251 251 251
253 253
257 257 257
عالمة صغرى
ِ ِ ِ غناء ِ الصدقة عن استفاض ُة المال واالست ُ 455
257
259
استفاضة المال واالستغناء عن الصدقة
259
الصدقات من األموال المشبوهة
260
259
االستغناء عن الصدقة له عدة معان
260
سقوط قيمة العملة
260
استتباع سنن األمم الماضية
ِ ِ تباع ُس ِ الماضية نن األُم ِم است ُ
260
التقليد األعمى للعالم اآلخر
261
ضياع األمانة
262
261
نماذج االستتباع
262
تقبيل كأس كرة القدم
نقض أمانتي الحكم والعلم
262
حديث «فال يكاد أحدهم يؤدي األمانة »...
263
معاني قبض العلم
264
ِ األمانة ضياع ُ
قبض العلم وظهور الجهل
قبض ِ العل ِم و ُظ ِ ِ ُ الجهل هور
262 264
264
انقباض /قبض العلماء
265
أشكال من نقض العرى في مسيرة التاريخ
266
ظهور مدعي النبوة
267
هور ُمدَّ عي الن َُّّبو ِة ُظ ُ
مسيلمة الكذاب واألسود العنسي
267 267
سبعة وعشرون دجاال منهم أربعة نسوة
268
الحارث الكذاب
268
مدعو المهدية المعاصرون
269
268
المختار الثقفي
269
أحمد القادياني
456
ين وظائف الدجاجلة واألعور الدجال الربط َب َ
269
قتال التتار في أواخر العصر العباسي
270
قتال التُّرك والعجم
270
قتال التُّرك على حرب الماء وكنز الذهب
271
كثرة القتل ِ كثرة الهرج حتَّى ال يدري القاتل فيم َقت ََل وال المقتول فيم ُقت َل؟
273
ِ القتل كثر ُة
استباحة القرامطة لحجاج الحرم عام 317هـ
ِ المساج ِد والتباهي بها زخرف ُة
حصاد الحروب العالمية لآلالف من البشر
273 274
274
275 275
حروب الثورة العربية المزعومة ضد األتراك والحروب القبلية والحزبية
275
زخرفة المساجد والتباهي بها
275
الحروب الطائفية
275
ظاهرة تسامح بعض العلماء في زخرفة المساجد
276
بيع الحكم
278
بناء المساجد للزينة في المنتزهات عالمة صغرى
276 278
والف ِ يماء ِ العالمات الصغرى في مرحلت َِي الدُّ ه ِ ِ ِ عة 278 تنة الرابِ ِ نماذ ُج ِم َن َ ُّ الحك ِم يع ُ َب ُ
278
الشر ِ ط كثر ُة ُّ َ قطيع ُة ِ الرح ِ م
278
الزمان ِ يكون في ِ ِ مزامير رآن آخ ِر نشء يتخ ُذ ال ُق َ ُ َ ٌ قطيعة الرحم
عالمة صغرى
279 279 279 279 279
نشء القرآن بأصوات المزامير
457
279
عالمة صغرى
الجرأة في الفتوى
280
الجرأ ُة في الفتوى ُ
280
280
عالمة صغرى
281
ظاهرة الفتوى إلرضاء الساسة
ظاهرة الفتوى في تحريف معاني القرآن
281
ظاهرة التجمل باأللسنة في الحديث وإخفاء الخديعة في القلوب الفتنة التي تصاب بها األُ َّمة ثمرة المخادعة
282
عالمة صغرى
282
العودة إلى الشرك
وع ِ الشرك ِ ِ ِ األوثان بادة ال َعو ُد إلى
282 282
282
ظاهرة تهمة الشرك على زوار القبور
283
فقه التحوالت ال يشير في العالمات إلى تجديد التوحيد في مرحلة الغثاء
283
تصحيح فتنة التشريك للمسلمين
287
ظاهرتا اإلفراط والتفريط هما المسؤولتان عن الصراع العقدي وجوب رد تهمة الشرك عن األمة
286 287
األول مرحلة الشرك الجاهلي َّ
مرحلة العودة إلى الجاهلية ِ المرحلة الثانية بعد موت عيسى ع َليه السالم
287
287 288
ظاهرة االستتباع للمشركين في آخر الزمان علة األُ َّمة :اإلفراط والتفريط
290
وسائل الفحش عالمة صغرى
292
تحولت محبة األولياء إلى حرب عقدية
289 291
دور األجهزة اإلعالمية في إظهار الفحش والتفحش
292
من ظواهر الفحش ما يباع ويشاع في األفالم والمالبس
293
ِ ووسائل ال ُف ِ ُ حش األجهز ُة اإلعالمي ُة
من ظواهر الفحش مشاركة الجيل في األندية المختلطة
458
292 293
ِ الخمر واستِحاللِها شرب ُ
295
شرب الخمر واستحاللها عالمة صغرى ِ المسلمين ظاهرة تغيير اسم الخمر وشربها َب َ ين ُ
295
إسقاط الحدود الشرعية تبعا لرغبة جمعيات حقوق اإلنسان
296
تعظيم أرباب األعمال ورجال المال عالمة صغرى
297
رفض تعظيم األولياء وأهل األحوال أدى إلى تعظيم رجال المال واألعمال
298
ظهور المعازف واستحاللها عالمة صغرى
299
ترويج المخدرات
ِ ِ المال رب ظاهر ُة تعظي ِم ِّ
تداخل العالمات المؤدية إلى تعظيم رب المال
المعاز ِ ِ ف واستِحال ُلها هور ُظ ُ
295
296
297 297
299
بناء المؤسسات الثقافية المخصصة للفنون
299
مظاهر الفن ومخرجات األفالم والمسارح حديث المسخ في األُ َّمة الستحالل الحر والحرير والخمر والمعاز ف
300
تشجيع الفن وتكريم الفنانين
الفنون الشعبية المنظمة ال تدخل في المحظور
التطاول في ال ُب ِ ُ نيان
التطاول في البنيان عالمة صغرى
االستثمارات العربية الخيالية وصرفها في أبنية األبراج
الحديث يخص العرب في ذم التطاول
كثر ُة الت ِ ِّجارة
299 300 300
301 301 301 302
303 303
كثرة التجارة
مشاركة المرأة لزوجها في التجارة
303
ظهور الربا عالمة صغرى
304
304
التنافس على الدنيا
ِ ِ والشراكات االقتِ ِ ِ ِ المشبوهة صادية الربا هور فتنة ِّ ُظ ُ 459
304
هيمنة المدرسة الربوية على االقتصاد العربي واإلسالمي دراسة وتجارة
305
بدأ عهد االستعمار بترويض الشعوب المسلمة على قبول المعامالت الربوية المسلِمين في وضع قواعد الربا البنكي دور الغثائيين من ُ انتشار المصارف المتعاملة بالربا
306
عالقة التطرف واإلرهاب بالربا والمعامالت المشبوهة
307
خطر الربا على الحياة اإلسالمية ووصف القرآن آلكل الربا الربا جزء من الكفر
فقه التحوالت ووضعه الدواء موضع الداء
305 305 306 307 307
فتن المشرق عالمة صغرى الجهات التي ظهرت ِمنها الفتن عبر التاري خ
308
أحاديث فتن المشرق
309
ُظهور ِ ِ الف ِ المشر ِق تن ِم َن ُ
308
308
رواية فتن المشرق بالمفرد والمثنى «:قرن/قرنا الشيطان »
310
تحليل « قرنا الشيطان » بألف التثنية ِ المسلمين المعنى ال ينطبق على الرعايا وعموم ُ
311
312
اعتناء العلماء بفتن المشرق العامة والخاصة
313
انتشار الفتنة في البالد العربية واإلسالمية وتغلغلها في دماء الشعوب
314
تحديد األحاديث جهة المشرق بربيعة ومضر
أحاديث متنوعة عن قرن المشرق فتنة الخوارج
310
312 313
ظاهرة انتشار الفتنة المعادلة للخوارج تحت مسمى حب آل البيت وجوب المبادرة باألعمال ِعند ظهور الفتن
315
العزلة عن الناس أو الجهاد ال يشمل نماذج فلسطين وما شابهها
316
ظاهرة الزنا عالمة صغرى
317
أفضل الناس في الفتن من يعتزل الناس
هور الزِّنا ُظ ُ
انحدار األخالق في مرحلة االستعمار
314 315
317 317
460
بروز جيل الكاسيات العاريات
318
ارتباط المخرجات الثقافية في العالم العربي واإلسالمي بالعالم اآلخر
318
مستقبل االنحدار الخلقي في العالم اإلسالمي
319
منظمات الوقاية من األمراض الجنسية ودورها في نشر الفساد
خطورة ما يدور خلف الكواليس في المسارح واألندية وغيرها نقض عرى اإلسالم واإليمان عروة عروة
ِ ِ األسالف األمراض التي لم تك ُْن في هور ُظ ُ
ِ ُ واإليمان نقض ُعرى اإلسال ِم
بداية النقض في العهد األموي وما تاله
نقض الحكم والعلم في مرحلة االستعمار
نماذج النقض في العالم العربي واإلسالمي
استمرار نماذج النقض في اللعبة المشتركة إلى اليوم
318 319 320
320 320 321 321 321 322
تتصور الرموز ورجاالت العلم والثقافة « النخبة » قدرتها على تطوير األُ َّمة
322
مرحلة التداعي والوهن ودورها في النقض
323
الضحايا من الشعوب المشاركين في برامج االحتواء وااللتواء
323
شعارات الكتاب والسنة كظاهرة من ظواهر النقض ال أمل في نجاح البرامج المطروحة حاليا إلنقاذ األُ َّمة
324
طلب الملك والحمية سبب في فناء بعض الشعوب
324
فناء بعض الشعوب عالمة صغرى
الش ِ ِ ِ بعض ُّ والقبائل عوب فناء ُ الج ِ ظاهر ُة ِ ِ ترك ِ ِ سبيل ال َّل ِه ‘رسم ًيا’ وبقائه ‘شعب ًيا’ هاد في نموذج آخر للجهاد ..الجهاد بالكلمة
شعار هذا الجهاد «كلمة حق عند سلطان جائر»
الطائفة المنصورة عالمة صغرى
323 324
324
326 327 327 328
سبيل ال َّل ِه «حص ِريا» إلى يو ِم ِ الج ِ بقاء ِ ِ يامة 328 الق ِ هاد في َ ْ ًّ الطائف ُة المنصورةُُ .. 329
أحاديث الطائفة المنصورة
461
اإلشارة إلى اإلسالم ووجود الطائفة المنصورة بها
الج ِ ِ ِ ذكر ِ دون ِ ُ هاد الجامع ُة لمفهو ِم األحاديث البقاء على ِّ الحق َ أحاديث الطائفة المنصورة تشير إلى بقاء الجهاد إلى يوم القيامة
الطائفة المنصورة ال تنتمي إلى َدولة أو جماعة أو حزب
ِ التعام ِل بالنقدَ ين فاء ُ اخت ُ
توقف الجزية والخراج /سقوط دولة الخالفة ِ ِ ِ ُح ُ وهالك بعض البِ ِ الد والخسف الزالز ِل صول
ِ ِ ب ِم ْن ِس َوى كِت ِ َاب ال ّٰل ِه َع َّز َو َج َّل ق َر َاء ُة َما اكْـتُت َ
329
330 331 331
332
335 337 341
ِ ِ ِ ٌ الصغرى عرض عا ٌّم لبق َّية ال َعالمات ُّ ِ ِ الساعة 347 ِ العالمات إلى ِقيا ِم الجام ُع لِ َس ِير الشرعي الزمني التسلس ُل ُّ ُّ ُ تنة الرابِ ِ الف ِ ما بعدَ ِ عة ..مرحل ُة االستِ ِ 349 نفار 344
فشل االقتصاد وامتداد سياسة التجويع والتطبيع والتشريك والتبديع
349
المرحلة السفيانية حروب وفتن ودماء
350
ين الشعوب ورواد الفوضى الخالقة االصطدام المباشر َب َ
السفياني ُة المرحل ُة ُّ
350
350
السفياني يقتل العلماء أو يستفيد ِمنهم في تنفيذ سياسته
351
شخصيات قيادية متنازعة
352
عالمات كونية وظواهر مناخية
الرايات السود والصفر رموز لقوى محلية واعدة
ازدياد األذى آلل البيت بعمومهم حسب االنتماء لبني هاشم ين مكَّة والمدينة الجيش الذي يخسف بِه َب َ
راش ٍ الفة ِ قبل اإلما ِم المهدي ..وهل يسبِ ُقها ِقيام ِخ ٍ مرحل ُة ما َ دة ؟ َْ َ ِّ ُ مرحلة ما قبل اإلمام المهدي ِ الخالفة الراشدة بشروطها ال تكون إلاَّ بالمهد ي
462
351
352 352 352
353 353 353
بعض التحريف في معاني األحاديث سببه عدم دراسة فقه التحوالت
354
أسباب ُخروج الدجال
356
استمرار الجهاد في سبيل الله في عصر المهدي األمر بيد الله ..وال تسييس للطائفة المنصورة تعليالت غَير صحيحة البد من اإلجابة ع َليها
موقف المسلم المستبصر من الفتن وأئمتها المضلين حديث العالمات الكبرى ترتيب اآليات والظواهر
ِ الركـن الثالِ ُ ِ ِ ب بِ العالمات الكُـبرى لم الواج ُ ث الع ُ ُّ العالمات الكبرى قسمان
اإلمام المهدي أول العالمات الكبرى
الم َّ بش ِر بِه ’ المرحل ُة المهدي ُة ‘ ُّ المهدي ُ المرحلة المهدية ..استقرار ،سالم ،تنمية ..
355 359 359
361 366 366
366 367 367
369 369
ين العلماء حول شخصية المهدي وظهوره وحكمة االختالف َب َ
369
اإلحباط النفسي لدى الصالحين قبل المهدي
370
تغير األحوال قبيل مرحلة المهدي
370
صيحة في رمضان عالمة كونية قبل ظهور اإلمام
370
وجوب التحري في نصرة الرايات لتشابه الظواهر
371
انقطاع الربا واالقتصاد الرأسمالي
372
الرايات السود من خراسان
مهمات المهدي وسياسته العلمية والعملية
371 371
شك بعض العلماء المذهبيين في حقيقة اإلمام
372
مع السيفاني ومهادنة الروم معارك اإلمام َ
373
انتصار اإلمام على َدولة الكفر والصليب وأخذ كنوزهم
374
ظهور البركة في المنتجات المحلية انتقاض العرى وبدء الحروب
463
373 374
ِ المهدية المرحل ُة الثاني ُة ِم َن
المرحلة الدجالية وموقع الدجال من عالمات الساعة
المرحل ُة الدَّ َّجالي ُة ُ :ظهور المسيخِ الدَّ َّج ِ ال ُ ِ ِ نِهاي ُة الدَّ َّج ِ اليهود ودولة ال بابن صي ٍ ِ اد اشتبا ُه الدَّ َّجال ِ َّ الح ِ وسائل ِ ُ فظ ِم َن الدَّ َّج ِ ال
المرحل ُة العيسوي ُة
أهم ظواهر مرحلة عيسى ش
374 376
376
388
389
390
391
396
398
يأجوج ومأجوج لغز من الغاز القرآن
اليأجوج َّي ُة المرحل ُة ُ
398
شرطنا في قبول البحوث العلمية عن العالمات
399
دول قارة الخيل وعالقتها بالمرحلة اليأجوجية
401
متابعة مختصرة للدراسة الميدانية الجديدة
399
كتب غَير إسالمية مرحلة عدوانية يتحكم فِيها الشيطان اليأجوجية في َ
401
السدّ موجو ٌد في القوقاز (جورجيا) ٌ رأي آخرّ :
403
المرحلة اليأجوجية في اإلنجيل
402
ذكرنا هنا اختالف الباحثين لمجرد االستئناس
403
الطغيان اليأجوجي قبل نهايتهم الحتمية
404
يأجوج ومأجوج يكتسحون العالم العربي
403
عيسى ش والمؤمنون يرغبون إلى الله في إهالك قوم يأجوج ومأجوج
405
موت عيسى ش بالمدينة المنورة ودفنه بالحجرة الشريفة
406
ين هالك يأجوج ومأجوج وموت عيسى ش ما َب َ
المناس ِ ِ ك ِرحل ُة عيسى ِم َن الشا ِم إلى والم ْق َعد القحطاني َ والج ْهجاه ُ
464
405
406 408
ِ مرحلة المنت َظ ِر حتَّى نِ ِ ِ مرحلة عيسى ش هاية ين ٌ عالمات ما َب َ ُ ِ ِ ِ الجاهلية والعود إلى االنهيار مرحل ُة القحطاني
408
409 410
ظهور إبليس في جيل االنهيار والدعوة إلى عبادة األصنام كما كانَت في الجاهلية 410 ُخروج الدابة من مكَّة
(ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ) هو موت العلماء ورفع القرآن
الدا َّب ُة
بقاء الناس بعد الدابة مددا طويلة
412
412
412 413 413
ما بعد مرحلة ُخروج الدابة
الريح القابِض ُة لِلمؤمنين ُ
415
الريح القابضة لمن بقي من المؤمنين
ارتباط هدم الكعبة بموت المؤمنين وبقاء عجاج من الناس
ِ الكعبة هد ُم
انهيار أهل مكَّة في مرحلة الخراب األخير وانفتاح أبواب الشر والدمار أهم ظواهر هذه المرحلة
الدخان ُ
ظهور الدخان كعالمة ِ الخسوفات الثالثة ظواهر كونية كبرى وفيها تهيئة لظهور الشمس من مغربها
سوفات الثالث ُة ُ الخُ
انقطاع التوبة واستمرار ظاهرة طلوع الشمس من المغرب
ِ ِ الشمس ِمن ِ ِ التوبة طاع لوع مغربِها وانق ُ ُط ُ
415 415
417 417
418
419 419 420
420 422
422
انقطاع الهجرة والطبع على القلوب ونهاية العمل الصالح في األمم
423
اليمن وعدن وحضرموت مواقع ُخروج النار
424
النار الحاشرة إحدى الظواهر الكونية األخيرة
465
424
النار ِ الحاشر ُة ُ
424
ماهي النار الحاشرة؟
األفواج المتعاقبة بالخروج خوفا من النار
الهجرة األخيرة إلى الشام
ِ ِ ِ ِ التوحيد كلمة راس راس اإلسال ِم ُث َّم اند ُ اند ُ
اندراس اإلسالم هو اندراس العمل بأوامره واجتناب نواهيه
425 425 425
427 427
ِ الصور النفخ في العالم ُة األخيرةُ.. ُ
429
ِ خاتم ُة األُ ِ نطلقات والم سس ُ
431
النفخ في الصور نِهاية الحياة الكونية
االعتماد على النصوص الصحيحة والموثقة حسب االستطاعة المالحظات البناءة ودورها في إغناء الموضوع
429 431 431
قه التحو ِ والتعريفات المستجدَّ ِة في فِ ِ ِ ِ الت األلفاظ قاموس ُّ ُ ُ ِ ِ البحث مراج ُع
440
ِ لح ٌق بِ ِ الوثائق بعض ُم َ
444
الفهرس
466
433
441
ح ٌق ب ِ ِ مل َ ِ الواثئق بعض ُ
نماذج من مؤامرة (فتنة السراء) المقررة في فقه عالمات الساعة
نص ِر ٍ سالة : 523/1
القاه ِ ِ ِ المندوب السامي في ِ ِ رة الخارجية إلى وزارة برقي ٌة ِمن ِّ 25آب/أغسطس 1915م ِ المرقم ُة 450 الرقم / 598عاجل /برقيتُكم ُ
ِ ِ س�تصو ًبا ؛ َّ فإن إقراره .وإذا ما وجدتُم ذل َك ُم َ الم ُ تم ُ قترح على ش�ريف مكَّة َّ الر ُّد ُ ٍ خاص ٍة بِالمعنى التالي : لكم إضاف َة ِرسالة َّ
ِّفاق َأول�ي لِ ِ عداد لِ الجالل�ة على اس�تِ ٍ ِ ِ ِ لبحث ف�ي ات ٍ صاح ِ َّ ضمان �ب «إن ُحكوم� َة ٍّ نجل�ه ِ الش�ريف وح ِ ِ الش�ريف بِ ِ اس�تِ ِ َ عبدال َّل ِه أو بع�ث قوق�ه وامتيازاتِ�ه إذا م�ا قالل ُ ُ الخ ِ الغرض .وفيما يتع َّل ُق بِ ِ ِ ِ بِ ِ ٍ الفة َّ ، الشريف فإن صر لِهذا مبعوث َ آخر إلى م َ مفوض َ
ِّفاق مع ِ ِ ِ صاح ِ أبناء دينه ،فله أن يطمئ َّن إلى َّ ب أن ُحكوم َة إذا ما نُود َي بِه خليف ًة بِاالت ِ َ الخ ِ عودة ِ الجاللة س�تُرحب بِ ِ ِ ِ ِ النس�ب ،وكما جرى بيانُه من صحيح عربي الفة إلى ِّ ُ ٍّ ِ ِ ِ ُ لشهر تِشرين الثاني/نوفمبر الماضي» . كتشنر اللورد راسالت قبل في ُم َ ِ الشريف ُح َس ٍ َ ين مكماهون إلى ِرسال ٌة ِمن
ش�وال 1333هـ /أغسطس 1915م بِتصر ٍ ِ ف (َّ : )525 : 1 العرب وإن مصالِ َح ُّ ِ ِ والعكس بِ ِ نفس مصالِ ِ النس�بة فنحن نؤ ِّكدُ لكم العك�س ،ولِهذه اإلنكليز ، �ح ُ ه�ي ُ ِ ِ فخامة ال ُّل ِ ِ َ علي أفندي ،وهي ورد أقوال كتش�نر التي وص َلت إلى س�يادتكم عن ي�د ٍّ َ ِ قالل بِ ِ وضح�ا به�ا رغبتَنا في اس�تِ ِ ِ الت�ي َ مع اس�تصوابِنا الد كان ُم وس�كانها َ ً العرب ُ 467
ِ لخ ِ لِ ِ العربية ِعند إعالنِها . الفة
ِ ِ ِ ب بِ م�ر ًة ُأخرى َّ اس�ترداد رح ُ أن جالل� َة ملك بِريطاني�ا ال ُعظمى ُي ِّ ُص�ر ُح ُهنا َّ وإنَّ�ا ن ِّ َّبوي ِة الم ِ ِ الفة إلى ِ الخ ِ ِ عربي صمي ٍم ِمن ُفروع تِ َ باركة . يد لك الدَّ وحة الن ِ َّ ُ ٍّ
ُرس َ�ل إلى س�احة د ِ عداد لأِ ن ن ِ كام ِل االس�تِ ِ ومع ذلِ َك فإنَّنا على ِ ِ الجليل ولة الس ِّي ِد َ َ والصدق�ات المقر ِ ِ ِ ِ ِ العربية المقدَّ ِ ِ ولِلبِ ِ الح ِ رة ِم َن بوب س�ة لاد والع�رب الكرا ِم م� َن ُ ُ َّ ُ ٍ ِ ِ ِ ِ المكان الذي تُع ِّينونه إش�ارة ِمن س�يادتِكم وفي جر ِد البِالد المصرية ،وس�تص ُل بِ ُم َّ
ِ الالز ِ ِ .وقد ِ الترتيبات ِ س�اعدة رس�ولِكم في جمي ِع س�فراتِه إ َلينا ،ونحن مة لِ ُم عملنا على الدوا ِم معكم قلبا وقالِبا م ِ ستنش�قين رائح َة مو َّدتِكم الزكي َّة ،ومستوثِقين بِ ُعرى ً َ ً ُ محبتِكم الخالِ ِ ِ صة ،سائلين ال َّل َه ُسبحانَه وتعالى دوا َم ُح ِ العالئق َبينَنا . سن َّ ُ ِ َ مكماهون ()529 : 1 الشريف إلى ِرسال ٌة ِم َن
ِ والخالص ُة يا حضر َة الشه ِم المبج ِل أنَّا على ِ اإلخالص ِ ، ِ بأرجحية معترفين أكيد ُ َّ َ نجعل في إشارتِكم في رقيمكم والئكم رضيتُم عنَّا كما ُأشير أم سخطتُم .نأبى أن
درجات االستِ ِ ِ ِ ِ الذ ِ ك�ر بِأنَّه ال ُ ب�ادئ ِّ ِ أقوامنا ـ في أقصى بعض ترويج رس�ال في يزال ُ آث�ار ال ُف ِ ثمان�ي ـ ُح َّج� ًة على ِ ِ تور والتر ُّد ِد ف�ي رغائبِنا ،التي أنزه ش�هامة الطل�ب ال ُع ِّ َ يس�ت ِمن ق�وا ِم حياتِن�ا .ال بل هي حياتُن�ا الما ِّدي ُة أصالتِك�م عل�ى أن تق�ول بِأنها َل َ
الساعة قائم بِذاتي وبِجمي ِع حواسي في إِ ِ ِ نفاذ ما والمعنوي ُة واألدبي ُة .ألنِّي إلى هذه ٌ ِ َ األوام ِر ،وفي كا َّف ِة ما له تع ُّل ٌق بِه ِم َّما اإلسلامي في بِالدي ِم َن كان ُموافِ ًقا لِلش�ر ِع ِّ ِ يأتي ال َّل ُه بِ ٍ ُ أمر َغ ِير ذلِ َك . يكون عائدً ا إلى باقي المملكة إلى أن َ
ِ ماكسويل إلى ال ُّل ِ ِرسال ٌة ِم َن ِ الج ِ َ األول / ورد نرال كتشنر ص 559في 16تشرين َّ َ
أكتوبر : 1915
468
س�تقبل اإلسلا ِم ،وإذا اس�تطعنا أن ِ ٍ ٍ ِ ِ نحم َل كبيرة تتع َّل ُق بِ ُم قضية واجهة إنَّنا في ُم ِ ِ ِ الموافقة على أكثر َميلاً إلى الفرنسيين على إدراك هذه الحقيقة ،فإنهم قد يكونون َ لش ِ ِ ِ ِ التس�وية .وأش� ُع ُر بِ التأكيد َّ الوقت بالِغ ٌة ِجدًّ ا ،وأنَّنا ما لم نُقدِّ ْم لِ َّ �ريف أن أهمي َة ٍ قترحات محدَّ د ًة ومقبول ًة ،فإنَّنا قد ِ قائما ِضدَّ نا . حالاً ُم نجدُ عالما إسالم ًّيا ً ً ِ ومن ِر ِ ِ سالة ِ السفير البِريطاني بارسي ص: 575 الخارجية إلى وزير
ِ ٍ اتصال بِ الفرنسي بِ ِ سمعت َّ العرب ،ع َليكم أن تط ُلبوا ِم َن القاهرة على المم ِّث َل ُ َّ أن ُ ِ ِ ِ ِ الفرنس�ي في المم ِّث َل ُ َّ الس�رية ،وأن تثنوا ُ األمر في غاية ِّ ُبقي َ الحكومة الفرنس�ية أن ت َ ٍ ِ ِ ِ القاهرة ِ الدقيق ِجدًّ ا ،وقد يحدُ ُ كبير األمر نشاط يتع َّل ُق بِهذا بأي عن القيا ِم ِّ ضرر ٌ ث ٌ
ٍ ِ ِ أي ٍ حال ويق�ع ، تس�ر ٍع ،وعلى ِّ الع�رب في أيدي األت�راك ُك ِّل ًّيا ،بِنتيجة ِّ ُ ُ أي إجراء ُم ِّ سيستنكر أي َة م ٍ ِ الخ ِ إشارة إلى ِ ٍ بادرة أو اإلسالمي ُك َّله العالم الفة لأِ َّن يجوز إبدا ُء فال ُ ُ ُ َّ َ سل ٍ جانب د ٍ ولة َغ ِير م ِ ِ ُّ األمر . مة في هذا تدخ ٍل ِمن ِ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ص�ر ص601 الخارجي�ة إل�ى وزارة برقي�ة ن�ص وم�ن ِّ المن�دوب الس�امي في م َ وفِيها: ِ الش�ريف ش�خص ال قيم َة ل�ه ،وال ُقو َة له لِ لك�ن معلوماتي َّ تنفي�ذ ُمقترحاتِه ، أن َ ٌ ِ حقيقة ال َّث ِ ِ ِّحادهم ،وال ِ مال الت ِ أعتقدُ بِ العرب ال وحد َة لهم وال احتِ َ َّ العربية ورة وأن َ ِ الج ِ يش و َغ ِيره ،وال بِجدواها . المقترحة في َ ُ
ِ ِ تحت الِ إن الفقر َة التي تضع ك َُّل بِ ِ حماية البِ ِ أضاف َّ : س�وف ريطانية الد ُث َّم َ َ العرب َ ُ مال ِ واض ٍ مس�ئوليات مربِ ٍ ٍ كة و َغ ِير ِ ت ِ عقد ات ٍ ُره ُقنا بِ حة ،وتُد ِّم ُر احتِ َ مع فرنس�ا لِما ِّفاق َ ُ نريدُ عقدَ ه ،لكن ِ ِ العراق ِ المحافظ ُة ع َليها على الخاص ومصالِ ُحنا في موق ُعنا تج ُ ُّ ْ ب ُ اإلمكان بعدَ تعه ِ ِ ِ َ مكماهون .ص206 دات قدر ُّ 469
ِ ِ الش�ريف ُح َس ٍ زعيم �ين ص ، 605وهو الميرغني إلى عل�ي س�الة الس� ِّي ِد نص ِر ُّ ٌ ِّ ٍّ ِ ِ ِ ِ اإلنكليز ِ معرفتَه بِ الشريف َ َّ قبل واستغل �ودان ، الس سياس�ي ُ كبير من أشراف ُّ وديني ٌ ٌّ ٌّ ٍ ِ ِ ِ َ وإيحاء اإلنكلي�ز الش�ريف بِا ِّطال ِع ُ�ب رس�ائ َله إلى وكان الح�رب ، الميرغن�ي يكت ُ ُّ ِمنهم:
ِ تاب » «ك ٌ
ِ ِ ِ الشريف ُح َس ٍ ين الميرغني إلى علي ِّ م َن الس ِّيد ٍّ
الخرطوم 1915/11/17م
ِ ِ ِ ت العزم أن ت ِ بِريطانيا العظمى عقدَ ِ ِ غتصب الم ُساعدَ َ ُ هم ُ العرب على استعادة ُحكم ُ َ ِ وس�لطانِهم وعلى اس�تِ ِ العرب ه�ذا ُم ُ نذ ِعدَّ ِة أضاع المفق�ود ،لقد رداد اس�تِقاللِهم ُ َ ُ كمهم ،وها ق�د س�نح ِ ومس�اوئ ح ِ ِ ِ ُق ٍ رون بِ ِ ت ال ُفرص ُة َ اآلن األت�راك عس�ف س�بب َ ِ ُ
ِ ِ حقائق ِ العرب أن ُف َس�هم أكثر منِّي . يعر ُفها ق�ر ُر َ ُ الس�تعادة ك ُِّل م�ا َ ضاع ،إنَّني فقط ُأ ِّ ِ األوقات لِ ِ والوق�ت ِ ِ َ الثقيل أعناقهم الن ََّير يطرحوا ع�ن لعرب كي أنس�ب الراه ُن هو ُ ُ ُ ِ ِ هم االس�تقاللي َة ،و ُيجدِّ دوا ُّركي ،وكي ُيح ِّق ُقوا ل ُ أمانيهم القومي َة ومطام َح ُ ُ لحك ِم الت ِّ ِ ِ يهم َ اآلن إلاَّ أن يغتنِموا ال ُفرص َة الس�انِح َة في هم العظم�اء .و َل َ يس ع َل ُ أمجا َد أسلاف ُ ِ ِ العربي ح ًّق�ا ،ويهتبلوا ال ُفرص َة التي يثور ُّ المالئ ِم ج�دًّ ا ،ويثوروا كما ُ ه�ذا الظرف ُ مكن لِ ِ ِ تُت�اح لهم بعدَ مضي ه�ذه ال ُق ِ ِ لع�رب أن يثوروا إذا لم العديدة ، رون َ وكيف ُي ُ ُ ُ ِّ
وأنس�ب س ٍ ِ ِ لالة أش�رف المتحدِّ ُر ِمن المناس ُ َهم ُ ِ ُ �ب ُ ، الرج ُّل ُ يحركْهم ويتو َّلى قيادت ُ يجتمعوا َ ِ ِ ٍ قدس�ة ِمن ُق َر ٍ يش ،الذي يس�تطيعون أن ُم هم تحت رايته ويس�تر ُّدوا ُحقو َق ُ
المغصوب َة .
470
أن بِريطانيا العظمى بِالتعاو ِن مع حلفائها ِ الك ِ صحيح َّ ترغب في قيا ِم بار ، ألمر ُ َ ُ ُ ُ ٌ إنَّه ٌ ٍ ٍ ٍ ِ تحل َ رش�ية ،وأن َّ طفح محل هذا عربية ُق كوم�ة ُح المتداعي الذي َ ُّرك�ي ُ العرش الت ِّ ِ ُ وتؤس ُس ِمثلما الحكوم ُة ال ُقرشي ُة كيل مظالِ ِمه وعسفه ،وهم يرغبون أن َ تنهض هذه ُ َّ ِ ِ ٍ قبل ِع ِ دة ُق ٍ وتنهض بِ ِ كانَ�ت َ العرب الحديثة ، الحض�ارة مع رون ،وأن ُ تس�ير يدً ا بيد َ َ
ِ وإن بِريطاني�ا العظمى على اس�تِ ٍ ِ ِ ِ َ والرخاء َّ . تكون عداد لأِ ن ق�ي ُ الر ِّ الك�را ِم إل�ى قمة ُّ ِ األصدقاء لِ لع�رب ،ولأِ ن ت ِ ِ ِ ِ َ العرب األح�وال .وعلى ُعاضدَ ه�م في جمي ِع أص�دق
ِ العربي أجمع أن الد َّم فيبرهنوا بِذلِ َك لِلعال� ِم المبادر َة ً َ َّ أيضا أن يس�تفيقوا ويأخ�ذوا ُ تزال تجري في ُع ِ ِ ب االستِ ِ قالل ما ُ روقهم . َ وح َّ الحرية ُ وح ُ ور َ الشريف ُ
ف�إن بِريطاني�ا العظم�ى على اس�تِ ٍ أكثر بِ ٍ عداد لأِ ْن َ واآلن َّ َ كثير ِم�ن هذا .إنَّها ُ تفعل َ ِ ُح�او ُل أن تم�دَّ يدَ الع ِ ِ ت ِ عرب�ي ِ ،من ِ صول الح والمس�اعدة إلى أعظ ِم زعي ٍم ون أجل ُ َ ٍّ ُ ِ ِ عل�ى االس�تِ ِ ثمان�ي ،حتَّى ت َ ُنقذ بِذلِ َك األُ َّم ُة لحك ِم ال ُع قالل التا ِّم ولِنز ِع الن َِّير الثقيل ل ُ ِّ وأني�اب ال ِّلص األلماني المتس� ِّل ِ ِ العربي� ُة الكريم� ُة ِمن مخالِ ِ ط .وكما �ب الظالمين ِّ ِّ ُ دقيقة ومع َّق ٍ ٍ ٍ دة إلى أقصى حدٍّ ،خاص ًة لِ ِ تعلمون َّ ، كون طبيعة المشروع ُك َّله ُذو فإن َّ َ ُ ِ بِريطانيا العظمى على الرغ ِم ِمن أنها تُريدُ الخير لِلم ِ س�لمين ولِ ُ العربية حريص ًة أل َّم ِة ُ َ ُ
ِ ِ ِ الس�بب الذي حدا بها إلى والدينية .وهذا هو القبلية مش�اعرهم ِج�دًّ ا على احتِرا ِم ُ ِ أنفس�هم من ُع ِ مطام ِحهم في تحر ِر ِ تحقي�ق ِ ِ الس ِ �تار من ِ ِ بودية أجل ُّ العم�ل من وراء ِّ قالل بِ ِ ِ الش�ريف هو في ِ األت�راك ول ُي ِ ح�رزوا اس�تِ َ الده�م التا َّم .وبم�ا َّ نظر األمير أن َ َ
ِ ٍ ٍ فإن بِريطانيا م ِ ِ األمراء َّ ، ممكنة له ساعدة ستعد ٌة لِتقدي ِم ك ُِّل ُم وأش�رف العرب أقوى ُ ُ ِ ِ ِ ِ أستوض َح ِمنكم راس�لة م َعكم ،ولكي الم .وهذا هو ُ الس�بب الذي دفعني ل ُمحاولة ُ تأمين ما تُريدون ،وال حاج َة بي لِل َق ِ عن أسل ِم ال ُّط ُر ِق لِ ِ ول َّ إن الغاي َة األولى ِمن هذه ِ ِ ِ ِ ِ حافظة لم ح�اوالت الم تس�تهد ُ المس�لمين وحمايتَهم ،وترم�ي ثان ًيا ل ُ ف أولاً راح َة ُ ُ 471
ِ ِ ِ الخ ِ شرف ِ ِ ِ العرب ِمن ِ حافظة الم عاضدة اإلسالمية و ُقوتِها ،وثال ًثا لِ ُم الفة على أجل ُ ِ وحدة ِ ِ وصفائها .وانطِال ًقا ِمن ثقتِنا بِأن ََّك الرج ُل الوحيدُ الذي ِ تمتل ُك بالدهم على ُ ِ ِ ِ ُّهوض بِ ِ أوضحنا تما ًما لِلمس�ئولِين وإنجاحها ،فإنَّنا العربية القضية ال ُق�در َة على الن ْ ُهنا ك َُّل ما ِ نعر ُفه .
ِ سلمين كثيرين ال نستطيع أن نرى رجلاً آخر ِ عرب وم ِ المواصفات يمتل ُك ُ ُ إنَّنا َ َ مع ٍ ُ ِ المعر ِ ِ ِ ِ ِ ِ والمزايا الالزم َة لِن ِ والخبرة فة الشريف :في كم أكثر من شخص ُ َيل هذا الشرف َ رة .وال يستطيع رج ٌل ِ والمقد ِ ِ ِ َ َ العمل يم ِّث ُل عصيانًا القول إِ َّن عاق ٌل وش�رف المحتدِّ ُ ُ فإن الم ِ يضر بِمصالِ ِح الم ِ ٍ ِ واجب أقدس سلمين سيعتبرونه س�لمين ،على َ العكس ُ َّ ، ُ ُ ُّ
ِ دافعة عن ح ِ ِ الدين .إنَّك لن َ ِ لِ ِ ِ المشروعة التي قوق َك الم خدمة مصالِ ِح ُ تعمل س�وى ُ ِ قوق ُأمتِ َك وجمي ِع الم ِ وح ِ سلمين . اغتُص َبت ُ ُ َّ
ِ الش ِ التأكي�دات بِ َّ أن بِريطاني�ا ال ُعظمى لن ُ تتدخ َل في ُّ �ئون لق�د ُأعطِ َيت ل�ي أقوى س�تبذ ُل ك َُّل ما في و ِ العربية ِ ، ِ الخ ِ العربية أو ِ ِ الداخلية لِلبِ ِ ِ ُ س�عها كما ولكنَّها الفة الد ُ ِ ساعدة الدَّ ِ ِ تنهض ُ الالئق وتأخ َذ مكانَها ولة أس�ل َف ُت لِ ُم َ العربية معنو ًّيا وما ِّد ًّيا ،حتَّى َ واح ٍد ،وأن يت ِ ال�دول األُخرى .ولم يبق إلاَّ أن تقوم األُم ُة ُك ُّلها قوم َة رج ٍل ِ ِ َبي� َن َّحدَ ُ َ َّ ِ واح ٍد ِمنه�م بِ ِ يث يضح�ي ك ُُّل ِ الش�خصية ِمن مطام ِعه الزعم�ا ُء ُ الع�رب جمي ًع�ا بِ َح ُ ُ ِّ َ النس�بة لِ ِ ِ ِ األو ِل في األُ َّم ِة بِ ِ شرف محتدِّ ه ...إلخ َّ . وأن بِريطانيا الرج ِل َّ أجل ُمعاضدة ُ ِ ِ ولة مع ح ِ ستكون أو َل د ٍ ِ لفائها ِ ف بِ وسوف العربية ، كومة الح ال ُعظمى َ تعتر ُ استقالل ُ َ ُ ُ َّ َ ِ قالل ِض�دَّ أي ُع ٍ �ع ع�ن هذا االس�تِ ِ ِ ُّهوض أجنب�ي ،حتَّ�ى تتم َّك َن ِم� َن الن دوان ِّ تُداف ُ ٍّ ِ الصحيح َبي َن الدُّ ِ وتُصبِ َح عزيز َة الجانِ ِ ب ُ وتأخ َذ مكانَها ب احترا َمها .ك ُُّل َ ول وتكس ُ الحقائق أكدَّ ها لي المس�ئولون ،وتبادر ِ ِ لذهن�ي أن ُأب ِّل َغكم بِمضمونِها ،حتَّى ه�ذه َ َ تس�تطيعوا تقدير الم ِ ف ُك َّله تقديرا ِ واض ًحا ،ولكي ِ الم ِه َّم َة التي تعر ُفوا وق َ َ ُ األسباب ُ ً َ َ 472
ِ المسألة ِ ِ شأن ِ لك ِ دفعتْني لِ ِ تابة إ َليكم بِ ِ األهمية الكُبرى . ذات هذه َ الحكوم ُة العربي ُة ، �س في�ه ُ ُؤس ُ يأتي اليو َم الذي ت َّ لق�د أرا ُدوا أن يقو ُل�وا :إنَّه حتَّى َ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ َّ الحكوم ُة ُؤس ُس ُ فإن أي َة مسألة ُأخرى تُعت َبر في الدرجة الثانية م َن األهمية .وعندَ ما ت َّ ِّصال بِ ِ والتوص ِل إلى ات ٍ ِ السهل ِعندَ ذلِ َك االت ُ ُ ِّفاق يضم ُن رئيسها فيكون ِم َن العربي ُة ، ُّ ِ مصالِح الفريقين .هذا معنى ما قا ُلوه لكم سابِ ًقا بِ ِ ِ ِ المسائل . بحث هذه تأجيل شأن َ ٍ ٍ ٍ لقد أوضحوا ك َُّل هذا لي ْ . صحيح ِجدًّ ا َّ أمر أجل ،إنَّه َل ٌ أن إنشا َء َدولة عربية جديدة ٌ يكون صعبا أكثر ِمن الالز ِم لِرج ٍل حكي ٍم وم ِ صعب في ِ ِ َ قتد ٍر األمر ،ولكنَّه لن بادئ ُ ً َ َ ٌ ُ عم�اء واألُ ِ ِ مراء ِ مث ُلك�م أن ِ وك ِ ِ الع�رب ،مثل اإلما ِم بار الش�يوخِ َبي َن الز يوح�دَ كلم َة ُّ يحيى واإلدريسي و ُأ ِ مراء ٍ نجد وتُهام َة والمناطِ ِق األُخرى . ِّ
القاد ِ الوحي�دة ِ ِ التأكي�دات الم ِهم ِة ِم�ن الدَّ ِ ِ رة ولة وبع�دَ أن حص ْلنا عل�ى ك ُِّل هذه َ ُ َّ ِ ِ ِ ِ شك َّ ستقبل ،تعلمون وال َّ أن الضرور َة الم على ُمساعدتنا في الوقت الحاض ِر وفي ُ ٍ ٍ ِ ِ تقضي بِ ِ ِ عظيمة و ُم ِه َّم ٍة كهذه .اهـ . قضية سبيل العرب في الوحدة َبي َن تحقيق ِ مكماهون إلى ِو ِ ومن ِر ٍ ِ الخارجية بِ َ َ لندن ص: 624 زارة سالة ِمن
�س َق ٍ ِ الحاضر َة قائم ًة على ُأ ُس ٍ مر ًة ُأخرى َّ ومية أن الحرك َة العربي َة وع َلينا أن نتذك ََّر َّ ِ ِ ِ ِ ِ أكثر ِم َن األُ ُس ِ تأنف الجامعة حركة كثيرا عن الدينية ، �س اإلسلامية التي ُ وتختل ُ ف ً ِ العطف ع َليها . الجماع ُة العربي ُة ِم َن ِ ِ ِ ِ إخباره بِأنَّنا ،لأِ ِ ُث َّم ُ الم جل يقول :وع َلينا شتركة ،نقو ُم تس�هيل ُجهوده في قضيتنا ُ ُ ِ ثمانية لِ ِ ِ ِ ِ ِ بِ ِ بعض المبالِ ِغ إ َل ِيه « ُم ُ لش�ريف كومة ال ُع الح إرس�ال أصبح نذ َوقف إعانات ُ َ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ حافظ�ة على ُقواتِ�ه .إنَّه ِم َن لم لمحافظة على مكَّ� َة والمدينة ول ُ ماس�ة ل ُ ف�ي حاج�ة َّ 473
ٍ ِ ٍ ِ المرغوب فيه ِجدًّ ا أن نس�اعدَ ه بِ ِ قدرها 000. 50 وأقتر ُح س�خاء ، َ تخصيص منحة ُ ٍ ٍ فعال فإنَّه ِ مور .ولأِ ِ المبل�غ اًّ َ ُ ب أن يكون جل أن يج ُ ُجنيه بِأقس�اط حس�بما تتقدَّ ُم األُ ُ يك�ون كبيرا ،والقس�م األَكبر ِم�ن ِ ِ ٍ ِ موانئ س�يجدُ طري َق�ه إلى أموال نُعطيه إياها أية ُ ُ َ ً
تِجارتِنا ِ نفسها » .
الش ِ ِ ومن ر ِّد مكماهون على َّ ريف ص: 650
ِ جاللة ِ يس ُّ�رني أن ُأخبِ َركم بِ َّ المل ِك صاد َقت على جميع مطالِبِكم أن ُحكوم َة وقد ُ ٍ رسل مع رسولِكم ِ ِ ش�يء ِ َّ حام ِل هذا رغبتُم وإن ك َُّل اإلسراع فيه وفي إرس�اله فهو ُم ٌ َ َ رعة م ِ ستحضر بِك ُِّل س ٍ تحت ِ مك ٍنة ،وتبقى في ُبور ُس َ أمركم .واألشيا ُء الباقي ُة ودان َ ُ ُ ُ ُ
ِ ِ ِ ِ ٍ ٍ ِ ذكرتُ�م » وبِ المواقع ا َّلتي لحي�ن ابتداء الحرك�ة وإالغنا إياها بِصورة رس�مية « كما ْ ِ يكونون ِ ِ ِ الوثائق بِ َ تسليمها إ َّياهم . حاملي َن والوسائط التي يقتضي َسو ُقها إ َليها
ِ َ َّ س�ودان ، أعلمنا بها ُمحافِ َظ ُبور حر ِركم قد َ إن ك َُّل التعليم�ات الت�ي ور َد ْت في ُم ِّ الالز ِ ِ ِ التس�هيالت ِ مة جميع حس�ب رغبتِكم ،وقد عم ْل ُت وهو س�يجريها إلرس�ال َ َ
ِ ِ جيزان حتَّى ُيؤ ِّد َي مأمور َّيتَه التي ُ َ نسأل ال َّل َه أن األخير إلى حامل ِخطابِك ُُم رسولِكم يص ُلكم بِ ِح ِ سودان وبعدَ ها ِ ُيك ِّل َلها بِ وح ِ َ ِ ِ راسة النتائج ،وسيعو ُد إلى ُبور س�ن النجاح ُ ِ ِ ِ مسام ِع دولتِكم نتيج َة ِ عمله . ص على َ ال َّله لي ُق َّ
ِ واضحا لديكم �ح لدَّ ولتِكم في ِخطابِنا هذا ما ُر َّبما لم ي ُك ْن وننته ُ�ز الفرص َة لِ ِّ ً نوض َ �ز أو الن ِ ِ المراك ِ ُقط بعض وج�دُ ُ ُ�ج عنه س�و ُء ُ تفاه ٍم ،أال وه�و أنَّه ُي َ ،أو م�ا عس�اه ينت ُ س�واحل بِ ِ العس�اك ِر الت ِ ِ ِ ِ ِ العرب ُ ،ي ُ ق�ال :إنَّهم لاد ُّركية على بعض الم عس�كر ُة فِيه�ا ُ ُ ِ ِ ِ ي ِ الع�داء لنا ،والذين ه�م يعملون على ِ جاه�رون بِ البحرية الحربية ضرر مصالِ ِحن�ا ُ 474
ِ ِ الضروري أن َ األحمر .وعلي�ه نرى َّ التدابير الفعال َة ِضدَّ هم. نأخذ أن ِم َن البحر ف�ي ِّ َ ِ ولكنَّنا قد أصدرنا ِ ِ ب على جمي ِع ِ ِ أوامرنا القطعي َة أنَّه ِ عساك ِر ُفر َق َبي َن يج ُ بوارجنا أن ت ِّ َ ْ ِ ِ الج ِ ِ لك ِ األتراك الذين يبدؤون بِ ِ األبرياء الذين يسكُنون تِ َ هات ، العرب العداء و َبي َن
لعرب أجمع إلاَّ ك َُّل عاطِ ٍ لأِ نَّنا ال نُقدِّ م لِ ِ فة ُو ِّد ٍية . َ ُ
ِ ِ ِ إش�اعات مؤ َّداها َّ وقد بل َغتنا الس� ُف ِن ٌ أن أعدا َءنا األلدا َء باذلون ُجهدَ هم في أعمال ُّ األحم�ر ولإِ ِ ِ ِ ِ األضرار بِمصالِ ِحنا ،وإنَّا نرجوكم لحاق البحر ؛ ليبث�وا بها األلغا َم في ِ إخبارنا إذا تح َّق َق ذلِ َك لديكم . ُسرع َة ِ رش�يد قد ب�اع لِ ٍ ألتراك عد ًدا عظيما ِم َن ِ الج ِ وق�د بل َغنا َّ أن اب َن مال ،وقد ُأرس� َلت َ ً ِ إلى ِد ِ ِ ُف عن تستعملوا ك َُّل ما لكم ِم َن مشق الشا ِم ،ونُؤ ِّم ُل أن التأثير ع َل ِيه ؛ حتَّى يك َّ الترتيب مع الع ِ صم َم على ما هو ع َل ِيه أمكنَكم َ ذلِ َ ربان الس�اكنين عمل ِ َ ُ �ك ،وإذا م�ا َّ بينَه و َبي َن سور َّيا أن يقبِضوا على ِ الج ِ مال َ حال َس ِيرها ،وال َّ شك أن في ذلِ َك صالِ ًحا ُ ِ ِ ِ تبادلة . الم لمصلحتنا ُ
475
476