تراتيل
ال�ســــــمــاء الثامنة
تراتيل
ال�ســــــمــاء الثامنة خـ ــال ــد البـ ــاتل ــي
دار الفارابي
الكتاب :تراتيل ال�سماء الثامنة امل�ؤلف :خالد الباتلي الغالف :ت�صوير وت�صميم :حممد ا�سحق النا�شر :دار الفارابي ـ بريوت -لبنان ت - )01(301461 :فاك�س)01(307775 : �ص.ب - 11/3181 :الرمز الربيدي1107 2130 : www.dar-alfarabi.com e-mail: info@dar-alfarabi.com الطبعة الأولى2015 :
© جميع احلقوق حمفوظة تباع الن�سخة الكرتوني ًا على موقع: www.arabicebook.com
يف البدء �إن كان لكل غر�س ثمر فالبد �أن يكون لكل حلم حقيقة تنمو وتكرب.. احلموا وانبتو ب�أنف�سكم بذور �صدق لأحالمكم التي البد �أن ت�ستحقكم وت�أكدو �أن يف ظل الأمن وب�سقيا احلب تنمو �أ�شجار القلب..وتثمر خريات احلياة.. هنا يف ال�سماء الـ .. 8 حرف �شجن وفكر.. هنا عقل وال عقل..ترقب واحرتاق ..هنا كل �شيء وال �شيء.. �أردناها �سماء ثامنة لنكون يف حل من كل قيد �أو قانون.. هنا رحلة يف �أجواء حلم ال حد له.. فقط �أنا وهي و�أجمل املعاين.. حتكي هي..و�أحكي �أنا..وي�صبح الكالم كالنا ال�سماء تكتظ بالغيم..والغيم يب�شر بالكثري.. وهنا قطرات من نب�ض ي�سكنها الكثري منها ومني..
خالد 2013
1
امرأة شرقية
أنت � ِ
يا بداية احلكاية �أنت امر�أة الزالت تنهكها
ال�سنون الزالت تراودها اللحظات املن�سية ال زالت تهرب منها الدموع خج ًال ال زالت تراودها رغبة االنعتاق �إذا ماجن الليل تنتظر بريق النهار
امر�أة ال زالت تنتظر احللم ليكتمل تتلذذ الق�سوة على راحتيها تداهمها ذكرى اللحظات امل�شروخة امر�أة ال زالت حتلم �أن تغت�سل بزرقة البحر واحللم يتو�سع ..كمو�سيقى الغيب .. امر�أة حتلم بغيب جديد و�أبواب دون حرا�سة وحلم �أبي�ض يغ�شاها تهزه ..ويت�ساقط ندي ًا
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
2
امر�أة لل�صباح ..للوقت ك�آخر النجوم يف ال�سماء تنتظر ..وتنتظر � ...أن حتدث املعجزة ليبوح ال�صمت بق�صة معراجها �إلى �سماء ثامنة ..
�أتت
الغروب..
بكربياء امللوك.. و�شموخ العظماء.. على كوكب دري يوقد من فتنتها ومن ومي�ض عينيها الآ�سرتني.. حتبو على جناحي طري.. وتهرول على وريد مل يعربه دم �إال ب�صحبتها.. وحترم بالقلب بنية التمتع والهدي �أنا..
هي الفتنة عندما ت�ستيقظ على �سلطنة البالبل يف عر�ش احلب ..
هي قا�سم م�شرتك لكل فرحه.. �سيدة ال�صباح عندما ي�شح ب�شوقه.. وعرابة امل�ساء عندما يخنق بوح�شته..
هي ما ال حب حدث وال عني من �شوق بكت وال �أذن ا�ستفز ن�شوتها حرف ..
هي اللون الثامن ال�ساكن يف �أوعية القو�س املنت�شي بروحها الطاهرة..
شموخ..
هي وحدها بكربياء و�شموخ ومهابة هي الغنج عندما يريد �أن يعرف ح�ضرت.. بنف�سه.. والنعومة حني تك�شف ال�ستار عن حقيقة فلتقم يا�ساعي احلب لتقيم احلب على جناحي الغيم الأنثى الناعمة.. فهي هناك ترق�ص بت�أين..ومرح هي براءة الطفولة عندما ت�سود الأمور املت�شابهات.. هي الغيم وجتلي ال�صباح وكربياء
3
يف
بع�ض احلكي رحمة.. ويف بع�ض الأ�سئلة لذة.. رمشها كنت يف رم�شها �أحتفل.. جمع كبري كان يهتف.. الفتات و�شعارات و�أمور �أخريات.. الرغبة جاحمة وكبحها عا�شر امل�ستحيالت.. مل يهد�أ لل�شيطان روع وال بال.. قاتل من �أجل ق�ضيته.. ولكن كان لل�شعارات والهتاف �أثر بالغ.. � أ�سدلت الرم�ش على �صخب احلفلة وخرجت يف اجلمع �أخطب: يا �أيها احل�شد ما�أنتم منتظرون؟ �سريوا ب�شعاراتكم ،ف�إين مقيم هاهنا ول�ست براحل.. � إين �أعي�ش ماال تعي�شون.. �إنني �أ�شتاق وي�شتاق �إيلَّ.. �إنني بي ظم�أ وهنا عني جاريه.. �إنني بي جوع وهنا فواكه ت�شتهى.. �إنني مغلوب وهي من تنت�صر..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
4
فما بالكم تقفون؟ وفتحت �ستار احلفلة على رم�شها وتعريت و�صرخت لها: ارك�ضي ب�شوقك ذا ج�سدي �إيواء امل�شتاقني.. عند �أول رغبة كان ال�شيطان يبت�سم واجلمع راحلون.. ومل يعد هناك ج�سدان..
حبي
لك عطر فاخر ثوب حرير ،،و�شال �ساحر حبي ياقوت �أخ�ضر زمرد وجواهر و�أملا�س نادر حبي لك �شجرة مباركة حبي �أعجوبة كون ثامنة وتا�سعة وعا�شرة
حبي لعينيك حكاية �شهرزاد و البت�سامتك �سحر قدمي ِ أح�ضانك تعويذة ِ حبي ل قربك متيمة ولرائحة ِ لك بعث و �آية خلود عظيمة حبي ِ
لك: حبى ِ
حب يعرف كيف يبقى بك بهي ًا �شهي ًا �أنيق ًا وفي ًا متوهج ًا بالرغبة مع�سو ًال باللهفة حبي لك قطعة من الفردو�س و�شعلة من �شم�س متقدة ي�ضيء ويروي ي�شعل ويهب كرامات
5
يف
ثوانٍ �صامتة.. و�أنت تعربين بجمال خلف صمت نافذة احلرمان.. �أتبعك بثقل الزمن وانتقائية اجلراح.. �أ�ستل من وح�شية الذاكرة بع�ض �أمنية و�أمل.. � أغرق يف �أخوات كان قبل �أن �أحت�ضر عند الأخت الكربى لهن .. ت�شرق �شم�س وت�أفل.. يطل قمر.. ويكتبك على مهبط النور امر�أة كان لل�سور والباب معها حكاية.. غرقت يف �صباحاتك �أكرث من رق�صي على ناي اجلرح يف امل�ساءات.. ا�ستح�ضرت احلرف يف ك�أ�س �أمام ح�شد من راق�صات.. قر�أت يف بقايا الك�أ�س.. ك�سر املهزوم ورجفة يد النحات على �أكرث مناطق النحت لذة..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
6
ر�أيتك يف �ضفاف ال�سني ي�ستلهم منك الباري�سيون وحي ًا لعطر يحكي عنه العامل ن�شوة التتكرر �إال كل �ألف عام.. ثم ماذا؟ حاجز.. وقالع.. و�أوتار تتدلى م�شكلة �أحرف ا�سمك على �أنغام امل�ستحيل.. �أت�شبث بكل حرف لأجنو.. وما �أزال معلق ًا يف تهجئة ا�سمك بلغة احلب.. لعل الأخت الكربى ( كان) ترمي بي يف نهر الأمنية؛ ف�أكون عطر حفلتك القادمة.. يا�أمنية العمر املتوارية خلف انتقائية اجلرح..
ع�صف
ال�شوق بالذهن و�أربكه.. �أ�سدل �أمنيات اللقاء على �ساحة تعج ب�أغ�صان �أيك.. متردت البالبل ومل تعد تغني .. بلغت �سبع ًا عجاف ًا و�أطال ًال بائ�سة.. رائحة الغياب تنخر ج�سد ال�ساعة املكتظ بجدول مواعيد كلها تعب.. كان ي�ستمع لتمرد فنان العرب وهو يرف�ض امل�سافة وال�سور والباب واحلار�س.. و�سجل مبخيلته �سيناريو لتمرد �سيعلنه برف�ض �أ�سوار �شائكة متنعه عنها.. وقف �أمام نورها وكانت اللحظة التقبل الق�سمة على خطوتني.. مد يده وانحنى ،وقد �أ�سكره ملم�س يدها.. تلك اليد التي �أختل�س يوم ًا النظر �إليها
وغرق بخياله �أن لو حتت�ضن برقتها وجنتيه.. قبل �أن ي�ستن�شق عبقها.. ويرت�شف الفتنة ويدعها تطهر �شفتيه..
قبلة لم تكتمل:
باغته جنون املوقف و�صمود ال�سور يف وجه التمرد و�سقطت خيبته الكربى.. ب�أنني هز �أركان �سور مل يكن له باب �أو حار�س.. بقي الأثر يف يده وانك�سرت �شفة كانت تتوق �إلى �شهد ي�سكن يدها.. �سبحان من جعلها �أنثى التكرب.. و�سبحان من زرع الفتنة يف كفها.. وت�صبحني على حلم جميل مل يكتمل يا�شفتاي..
7
قُبلة واحدة
ا�ستيقظي
يا حلوتي فلك على
�شفتي قهوة �سكرها �أنتِ ا�ستيقظي قبل �أن ي�صحو الغيم قبل �أن تهز ال�سماء �أرجوحتها قبل �أن تلحظنا الأمطار.. قبل �أن تقب�ض علينا الأر�صفة املبتلة ا�ستيقظي وامنحيني قبلة واحدة.. قُبلة �أفتح بها �أبواب ال�شم�س املقفلة قُبلة �أعزف عليها حلن ال�صباح املختب�أ قُبلة واحدة واحدة ..ياحبيبتي
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
8
�أج�سادنا
التي حتمل �أرواحنا لها احلق يف ممار�سة الفرح بطريقتها امنحوها فر�صة للرق�ص طرب ًا للرق�ص حب ًا ولهف ًة و ابتهاج ًا
الرقص المباح:
اتركوها متار�س حياتها بطريقتها ترتفع عن الأر�ض لتالم�س �شغفها تقفز فوق عرثات �أيامها.. ا�سمحوا لها �أن تنف�ض غبار �أوجاعها وترتدي يف كل �صباح لون حياة جديد احلياة لأج�سادنا متنح �أرواحنا خلوداً يف عليني.. باهلل عليكم ارك�ضوا للحب اح�ضنوا� أحالمكم ،،اختاروا اللحن الذي ينا�سبكم وابد�ؤا الرق�ص ...املباح
9
كل
ليلة �أقر�أ ا�سمك �أ�ستعيذ بطيفك ال يحدث لي ً واحتمي ب�صوتك امل�ستيقظ بذاكرتي كل ليلة �أنفث رائحتك يف كفي �أرقي بها ج�سدي ،، و�أعيذين وروحي من غيابك كل ليلة �أحلم بك تنقر نومي كع�صفور �شقي توقظ �شوقي تلم�س خدي ..تقبل عيني ..وتبقى طوي ًال عند �شفتي.. كل ليلة �أنت بطلي العنيد.. ب�أنفا�سك تزيح ردائي.. تعبث بخا�صرة �صربي عنك.. تبعدين وتدنيني منك.. تهز اجل�سر املعلق بني رغبتك وخجلي وتبد�أ معركتك.. تغر�س وتد احلب يف ج�سد الن�شوة.. تهاجم مدن ًا وتفرق قبائل..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
10
جتمع ق�صائد و تعزف �أغنيات.. ويف كل واد ين�سكب ب�سببك ورد وتغرق �آهات يف كل ليلة اتو�سل القمر �أن ي�شاغل ال�شم�س وي�أخذها بعيدا لتبقى �أنت والليل بقربي كل ليله ا�ست�سقي الظلمة لتهطل بك �أكرث و�أكرث..
يا
ياحلم ًا ي�سكن اخليال وينرث العطر يف �أمكنة الكربياء.. تغار منك الأر�ض وم�شا�ؤوها.. يف عني الأمري حتدثني غرية .. وبقلب العامة ت�أتني مهيبة..
صمت النار
يا م�صدر الفواكه املو�سمية.. الكرز ب�شفتيك.. والعنب بوجنتيك.. والتوت والرمان والتفاح وما ال يعلمون.. يا فاتنة قلب القمر و�شارخة كبد ال�سماء.. يامن�سلة من عنق الزهرة �إلى ن�سيج احللم تروي عط�ش ًا يفتك بقلوب ك�صحاري قفار.. يا كاتبة يف جيد امل�ساء رواية من حرف ملتهب .. ياامر�أة ال ت�شبه �سوى وحي الغيم و�صمت النار وبركة املطر وفجر العيد وكل جميل ..
11
بعد مكالمة
عندما
تنتهي مكاملتك ت�سمو روحي وت�شرق
مالحمي .. واحب هذا العامل كله وال �أعود �أرى �أي نوع من ال�شر �أو القبح فيه ،بل �أرى �أن مالمح الكل جميلة وتركيبة الوان وجوههم متنا�سقة.. و�أن ات�ساع املدينة ال يكفي لأر�سم كلمة (�..أحبك) و�أن عدد قطرات �أمطارها ال ي�صل �إلى كم ال�شوق الذي يثريه بعدُك .. وال الى حجم الفرح الذي ي�أتي به �صوتك .. يااهلل كم �أحبك .. ترى ماهي الكيمياءالعجيبة لهذا احلب!.. عديني �أنك �ستحدثيني عنها يف يوم قريب ور�أ�سي على �صدرك !.
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
12
عديني �أنك �ستجيبني عليَّ : كم وكيف و�أين ..وملاذا ومتى! عديني.. �أنك �ستحكني.. أنت! حكاية ال�سندريال � ِ وحكاية القي�صر �أنا !
وقفت
كثري ًا عند عتبة احلرف �إن�سان.. ذي يوميات مملوءة بكل �شيء وبال الأول.. أرهقنى �شيء!.. غري قادر على جتاوز ال�شوق واللهفة! البحث عنك كيف انق�ضت الأهلة..وكربت الثواين و�أنا ومعك �أبدلتها برو�ض وريحان.. غائب عنك وحا�ضرة �أنت معي.. عنك بعيد يا نور اجلبني!.. كل هذا وقلبي ال يعي.. �أفت�ش عن يقيني فال �شيء يجدي بال �أنت.. هل �أخربتك عن ب�ؤ�س �أيامي بدونك..؟! ثمة فراغ بني �سطوري..ال ميلأه �إال ليلي طويل..ذو �صمت طويل .. ح�ضورك وحدك.. لكن الآن �أنت يل �أر�ض وف�ضاء وليل كنت وحدي والنا�س من حويل.. �سامر عليل… ما �أ�صعبها من حلظات!.. بدون معرفتك ..وجه يومي يكون �شاحب ًا ت�سكن بع�ضي وبع�ضي بك.. �أحتاج لك لأ�صل �إلى عمق ذاكرتي.. دوماً.. كلي خط�أ ومعك �س�أ�سبح للطهر.. وبك �أنا على يقني �..أي نار �ستحرق �أريد �أن �أطري معك..لأن الأمر ي�ستحق م�ساءاتي.. كما ذكرت… �أعتذر عن خطاياي.. عن زمني الذي مل مينحني الوقت الكايف يا حب اخلام�سة فجراً.. ياربيبة ال�ضوء.. لأ�صنع قارب ًا نقت�سم فيه الدرب مع ًا لكن العزاء اجلميل..مازال لنا وقت !..يا �شقيقة النهارات..يا �ألق امل�ساءات.. �أرهقني البحث عنك…�.صدق ًا طيلة ال�شهور الواهمة كنت جمرد
13
�أيا
طهر الأر�ض وال�سماء.. ونبع من ع�سل م�صفى.. أمي وبريق نور يك�سر حدة الظالم ..العظيمة يف �شوارع احلب البائ�سة.. و�سيدة الغيم وانبالج الفجر وهم�س الورد ونقاء الثلج.. ب�أو�صاف للو�صف و�آية اجلمال وانبعاث ًا للرحمة من عرف يتفجر �أنهار ًا من دفء ورقة.. بالغة احلب العظمى وتراتيل احلياة و�إن�سانية الأنثى امللهمة.. يا �أم اخلري وواد من حب مل ي�سكنه كره.. كل �صباح و�أنت �أجمل بدعواتك.. ب�صوتك.. بقلقك.. بالآه املتوجلة خلف حتيتك..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
14
كربت.. وما �أزال يف عينيك ذلك الطفل املرمتي يف ح�ضنك متعلق ًا ب�صدرك لأحيا.. كل �صباح و�أنت امللهمة و�أنا �أ�سري حمراب قلبك �أتو�ض�أ بطهرك و�أ�صلي.. �شكر ًا �أيتها العظيمة �أن ت�شرفت بك �أماً.. و�شكر ًا هلل �أين ما زلت �أتنف�سك..
وتغمرين ال يطفئني �سواك,, وك�أمنا �شفتاك جمدايف دون الغرق ويداك تغافل �أطرايف و�أغم�ض عيني علني ال �أدري �أي وقت تبقى يل قبل �أن تغادرين مر عام ,,ومرت �أعوام وينابيع الرغبة �إليك تتفجر .. وتغمرين.. و�أغرق فيك يف جلة مائك .. يف بوح حرفك يف عطر ج�سدك لأطفو ,,كورقة الورد كحلم بنف�سجي اللون يداعب �أزمانك ..
يالعذوبة هطولك ال�سحري على تفا�صيل ج�سدي عانقت ما فا�ض به كلك نرثتها يف ريا�ض القلب «فل وزنبق ًا ونرج�سا» اّ ً
وتغمرني
�أعدت ت�أملك مرار ًا وك�أين مل �أت�أملك �أبد ًا يف كل مرة �أعود من لهثي وراء رواء متعتك� ،أكرث ظم�أ.. ثمة م�شاعر ال تكفيها املرة الألف هنيئ ًا لدنيا واقعي بك.
15
هناك
من بعيد ..رجل �أن�شد قائ ًال : لذة منام.. «الظامئون �إلى الهوى .. �شرقوا بالأمنيات وليتما ظمئوا ».. �صاح عليه جميباً: �إال �أنا ظمئت الهوى وا�ست�شفيت عذبه.. وناديت هل من مزيد.. يا حاجب الظم�أ �سماء غيمتها حتت�ضن وجه امر�أة فاتنة.. تلم�ست حاجتي يف �أفق لذتها املنت�شي ب�سكونها.. حاجة وفق حاجة وفق قلبها حد عينيها.. �أرتقي درجة و�أغفو درجات و�أهطل كمطر بعيد املنت�صف.. مل يكن املنت�صف يوم ًا هو امل�سافة مابني وجهي وغيمتها.. بل كان مابني رم�شيها..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
16
بها ي�ستل القلب لذة منام فينب�ض لوحة ت�شبه روحها النائمة �إلى جوار عيني.. لها كل عرق يرجتف لذتها.. ولها كلي ي�ستوطن كلها..
عند
�أق�صى �أمكنة التعب.. وخلف جمرات العذاب.. وبع�ضي يقبع بح�سرة و�سط الت�أوهات والأمل.. � أذعنت ال�سمع وطوعت الفكر لدر�س ي�سكن �صفحاته مبد�أ جديد تعلمته.. منك ياامر�أة خُ لقتْ لتجرح.. �إن الوفاء كذبة .. فما حل بج�سدي النحيل هو في�ض من غي�ض طعناتك.. �أتعلمني يا�أنت.. �أن �شوكة البلبل يف �أغنية احلب على �صدر املتعبني �أبقت رغباتي منزوعة بعد هذه املرحلة.. �أوتعلمني �أي�ض ًا �أن دعواتي تتمحور يف �أن ال �أجنرف خلف رغباتي.. فيزداد الك�سر هجر ًا من اجلبرية..
ع�شت م�ؤمن ًا بك ومبا�ضيك وحتى م�ستقبلك.. ولكن الك�سر يف مك�سور ذنب ال متحوه توبة.. والراحة �سور له �ألف باب..
كاسر... ومكسور
ماعدت �أعلم �أيهم يفتحه مفتاح �صد�أ يف جبني روحي.. �أحالمي املرتملة يف زهو �شبابها ال تبحث عن معجزات بقدر ماتبحث عن هدوء يجعلها ت�أتي بنور وريحانتني وفج على مدن �ضاحكة عميق.. �شكر ًا لكل التعب وعفو ًا عن كل جتاهل يبد�أ من حب�س الدمعة وينتهي عند لفظ الأحالم يف هذيان ال�سكارى..
17
نبض ..
بك
. .احلب لي�س يوم ًا واحد ًا معك . .احلب نتنف�سه كل
حلظة صادق منك . .تذوقنا كل حب الدنيا فيك . .ن�شاهد �أجمل احلب �إليك . .يرحل كل احلب و ي�ستقر
يف يوم احلب.. طهر قلب يتفجر مب�شاعر جيا�شة.. ال يرتبط �أبد ًا بالنب�ض املنت�شي بلحظة كاذبة.. لكنه ي�سمو بعلو فوق احلرف امل�ستقر برحمة احلرف.. يوم احلب.. عيد وح�شة الع�شق عندما ي�ستفز تلوين احلياة بلوحة بالية �أخفت مالحمها جتاعيد الغياب.. يوم احلب.. نب�ض وابت�سامة وفرح.. الير�سمه عا�شق دون �أن يعرف جيد ًا
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
18
كيف ي�ستقبله القلب ال�ساكن يف الناحية الأخرى من احلب.. يوم احلب.. حديث ال ميكن �أن يتخلله غمو�ض وال ريبة.. هو نب�ض �صادق ينبع من دفق الأوردة يف جبني احلجرات وعلى �أطرافها �ش�آبيب نور تر�سم اجلمال يف ف�ضاء اللحظة ويكون مااليكون.. رب �إنه يومها فا�صرف عنها كيد الكائدين..
يف
ليلة �صقيع باردة.. �سور يرد بع�ض هواء ونافذة يخرتقها زمهرير له نحيب مروع.. الفكر م�سرح تفد �إليه ماليني الزائرين.. الر�ؤية �ضبابية حد الوعكات ال�ست.. اجلالد رفع ال�سوط ،وال�سوط رفع ال�شوق.. و�أنا مازلت يف �سجن النظرة الأولى وازداد �إميان ًا ب�أنها والثانية والثالثة والألف يل ولي�س لل�شيطان دخل فيها..
كتبت يوم ًا على �سور عينها : ع�شقنا مف�ضوح.. كل يوم.. ولكنه �سرب من خطوط حمراء متوعكة يحافظ على ن�سقنا فيها تلك النظرة اليوميه..
هي نظرة تك�سب قلبي �صرب ًا يتحمل �سوط اجلالد.. وتكد�س الزوار بالفكر يف غياهب الليل البئي�س.. نظرة لن يعيقها �أحد مادام �أنها حتمل بيارق من نور و�أمل يرد الروح..
19
�أخذ
يت�أمل وجه الريا�ض ي�سرته قناع الأتربة والكدر خلف اللثام.. يحاول �أن ي�صنع الإجابات لأ�سئلة مهملة يف �أرفف التخاذل العاطفي.. ا�سرتق النظر عند �إ�شارة ال تت�ضح معاملها.. من تداعيات ال�ضباب وال�سحاب الرتابي.. لثام من خلفه �شم�س.. من خلفه فـتنة ..نور على نور عينان لهما �صمت النار.. وحديث ال�صبح للواقفني ب�شرف احلياة جبني ي�شكل م�سرح ًا لرق�ص الباليه على �إيقاع النب�ض املرتد من هدوء الن�ضج. املتلحف بن�سيج قطن مت�شبث بعظم الرتقوة ب�شغف.. يف عينيها حديث ال�صبح.. وم�ساحات من البيا�ض وال �سواد
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
20
ناديت نافذتها قبل �أن تلفظها الإ�شارة �إلى م�سار لي�س وجهتي: بربك ازيحي لثامها لعل هذا ال�ضباب ينق�شع فتبت�سم الريا�ض ....وحتلو كما ر�أيت يف عينيها.. وماخلف نب�ضها..
نام
الطريق يوماً ف�أفلت عناوينه وتعويذتي وبقيت �أنا يف منت�صف الر�شد � أنت ال�سحر والغواية ال�صالة و الغفران والطهارة �أنتظرك ..و�أ�س�أل الأحالم عنك
يل كالنبوءة ..كالب�شارة .. � أتيت �إ ّ كالوحي ال�صادق �أتيت كال�صبح ..كال�سماء الغرقى با�شتهاءتها البي�ضاء منحتني قبلة الهداية ..ونفثت يف قدري حياة �أخرى..
انتصاري..
� أنت حبيبي ..وبع�ضي ..وكلي .. وداليل �أنت جيو�ش الن�صر الأعظم �أنت الفخر لقلبي �أنت غروري وجنوين �أنت .... انت�صاري
جعلت يل يف كل نا�صية دليل �أنقذتني من ليال حمقى كادت �أن تقتلني عمد ًا حملتني حتى مل�ست الفردو�س ربطت النور بالنور وجعلت يل بينهما الفرح � أرجوحة � أنت الرحمات الطيبات وكل مكا�سبي.. �أنت ح�صني وحرزي
21
وت�أتي
متجردة من وهم التهي�ؤات احلمقاء فتنة لبا�سها من �سند�س فتنة وخيوط �إغواء ت�ستقيم يف وقفتها وت�سمح لبع�ضها �أن يطل من ذات اليمني.. حتقق للناظرين �أغنية فنان العرب : (جمدك لقدام و�أجمادك وراك) من يخ�شع يف جمدها يهوي �أربعني خريف ًا يف الن�شوة ومن ين�صت للأجماد يهوي مئة وثمانني خريف ًا يف جهنم احلرمان � سبحان ما�شكله ج�سدها من لوحة �إدمان للج�سد املرمتي يف النظرات البائ�سة املحرومة.. ك�أنها املطر رب �إين ا�ست�سقيتها �صالة بال ركوع وال �سجود وت�سليمة واحده
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
22
يف منت�صف غيمتيها املكتظتني مبزن فارهة املطر..
تت�أمله
حتدث �ضباب ًا على وجنته الفاتنة.. يف زحام املاره.. وجه طفويل بوقار م�سن ..بطرف خميط �أحمر جمعته بني �إبهامها وال�سبابة على جانب �شعره الأمين و كتبت :ياحلوك �إفرازات حلياة مليئة بكل التجاعيد حترك الربواز و�سال الذهب يج�سدها بيا�ض يزيده فتنة.. تابعته وهي تنك�سر على موج يعلو بنب�ضها وهي غارقة يف احلرف الأخري تريده �أن يبل ريق الأر�ض العط�شى.. وال يهبط.. وتعود لتم�سح مبخيط احلزن املرتوي ب�آية ال�سحر.. تريد �أن ترمتي يف ظله وحتكي حكاية ال�سنني يف ثلث اجل�سد الأخري املتعب.. عندما تتمرد على الر�صيف ال�ساخن.. بربك من �أنت!! تقف بتجلي الكبار الواثقني �أنا .. ومت�سك ب�أول احلرف �أنا عابر من مهد احلب وتعلو مع مقام الروح �إلى مهد اجلرح املن�سلة من روح قيتار �إلى مهد التمرد .. بيد عازف جمنون.. عابر بال �سبيل عابر يجيد ال�صمت بربك من �أنت!! على وزن الك�سر وتتوالى تبعات فرحها بقافية م�شروخة وب�ضع خيبات .. وهي تلمح وجهه يف برواز احلب املعتق مباء من �صلب الذهب.. تداعبه ب�أناملها و�أنفا�سها
عابر..
23
ترديني وعود ناعمة
حكايات الغياب قتيلة جتمعني النهايات وتنرثين كحبات الأنني .. مك�سوة بدمع حمروق كخرز الوجع ..يفلق ر�أ�سه حلم يتيم ويخرتقه حبل غا�ضب من العقدة املنتظرة يف �آخر الطريق �صدقني .. ذلك التلويح وكل �إ�شارات الفراق ال تعنيني.. وحده� أنت و النب�ض املت�سارع الذي يقطع كلماتك والدمعة املرتبكة على جفنك و هذا اللحن املخنوق يف يدك ووعدك املن�سي ..وظلك احلائر .. ودفاترك املمزقة .. وكل �أ�شيائك امللتفة حول �ساق قدرك وحدك �أنت … اهتمامي ورغبتي
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
24
وغوايتي �أ�سرار التكوين يف �شم�سك و مغيبك وغيمات �أمطارك جتعلني �أنثى طاغية طفلة لعوب حترق قيد العقل وتوزع رماده على �أركان اجلنون ولأين امر�أتك وا�شتها�ؤك ولأنك �سيدي �أورثتني وعدك وخامت عنادك ولأنك رب �أمنياتي �أق�سم لك �س�أ�سرق قلبك من جديد و�أرت�شف ده�شتك حلظة بلحظة �أ�ستويل عليك كلك .. و�أخفيك عنك �أعبث بكل �شيء فيك ..و�أغالب �شوقك
�أبعث جنود الفتنة �إليك جماعات جماعات �أ�ساقط ورود اللهفة وهي �سكارى على خدك �أراق�ص� شفتيك �أكتبك و�أعزفك وعلى �صدري �أغنيك..
25
انق�ض
م�ضجع احلرف فزعاً.. رمية حب �أ�صابته رمية حب �ساخنة.. ساخنة ان�شرخت هيمنته على �صنع احلرف ف�سالت من مقلته دماء حب يفوح منها رائحة تعب.. تاهت ب�أودية ال�ضياع ابت�سامته.. بكى ..ت�أمل.. تراق�ص �أمام عينيه خنجر يلمع وجهها يف بريقه.. تخبط يف كل �أرجاء التعب وهو ي�شهق احلب واليزفره.. نادى كل �ضجيج الكون وا�ستوح�ش الأمكنة وخذلته بطعنات مل تكن غادرة من خلفه.. بل �أ�شد وط�أة حيث كانت بني عينيه.. تعب من احلب ف�أتعب احلرف قلبه.. تعب ي�شتاق ..تعب جراح..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
26
ليته يلفظ حياته يف ركن ق�صي.. فلم يعد وتره يحتمل املزيد من ال�ضرب بق�سوة ال�شك.. ف�آملته العربة وهي ت�ستوطنه رغم �أنه حاول نفيها خارج حدوده..
�أنا
و�أنت كنا نرك�ض يف متاهة القدر اجلنون ال ينجي.. يا حبيبي ...و�سيد روحي نرقب حلماً ونناجي � أم ًال يا جنيني ولون احلياة يف دمي نلتقي على ر�صيف متعب اذهب ..بعيداً ..اذهب ..هناك نتبادل الذكريات ن�شرب نخب اللقاء بكل �أ�سمائك التي �أحب غادر.. ونرق�ص يف �صمت وافتح ذراعيك حلب جديد وقبل املغادرة نبت�سم و نتقا�سم حب مينح وجودك هيبة امللوك �أغنية حزينة حب يرويك حتى متتلئ بالغرور حتى بات الع�شق حكايتنا القدمية حب �آخر ..يليق بابت�سامتك وبردك فقيدنا ومرياثنا املجيد و�سالمك وخلدك.. نواريه بالورد والعتاب والدموع حب يذيقك الفرح �ألواناً.. ترى هل �أخربتك حينها �أن باقات� أمطارك ..وهدايا الغيم من وي�سقيك خمر القرب �أزماناً.. حب �آخر� ..صنعه قلبي يف غيابك قبالتك يل بربك غادر �إ ّ بللت احلريق ومل تطفئ الأ�شواق! و�أن ال�صرب ذابت مالحمه يف ك�ؤوو�س وتعال يف �أح�ضاين من جديد فالزال لدي حب مل تعرفه بعد االنتظار !.. حب ي�ستعذبك ..ي�سرت�ضيك وعندما طالت بك امل�سافات يثري زوابع الورد فتق ثوبه وكفر باملواعيد!.. وينرث احلرير وال�سكر �أتدري ! حبي اجلديد ..حبي الآخر حق ًا كان القليل منك يف ذاك العمر حبي �أنا وجنتي �أنا ال يكفي.. لك �أنت و�أنت وحدك وبع�ض احلب معك من ذاك
حب آخر
27
لأجل
�أ�سقف انهارت على بقايا لأجل احلاملني ال�سامعني العا�شقني ورق.. امل�ضطربني.. ألجل ماذا..؟ ولأجل ورق كان يهم�س يف ب�ؤرة نور لأجل جدار ر�سم على ج�سده خريطة حملت معها ومي�ض ًا من فرح ي�شبه حلم ًا املوت.. من بنف�سج.. وف�صلت اخلريطة بكل ق�سوة عبارة ولأجل احلرف ومابعد احلرف.. كانت ت�ستوطنه منذ زمن: ولأجل التعب على نوا�صي احلب يف «لأجل ماذا كل ذلك الغ�ضب …؟» طرقات العا�شقني.. ولأجل التهالك على انحناء العافية بظهر احلرمان.. ولأجل كل الب�ؤ�س يف ت�ضاري�س وجه املر�ضى.. ولأجل الرمي عبث ًا يف وجه الريح وارتداد الرمي على الرامي.. لأجل ال�سكون وظل العيون.. لأجل امل�ساء وقيتار من غ�ضب.. لأجل كل امتداد حلزن كان يف وجه �أداره الزمن.. ومل يلتفت لدم نك�أ الآه على �شفة من جرح ..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
28
ت�ستهويني
من كربى روايات
احلب.. تتعرى كحلم ال يعرف ال�شبهات.. ت�سقيني ك�أ�س ًا من غواية وزجنبيل وع�شق..
ن�ضاختني وك�أ�س يكون مزاجها زجنبيالً..
مزاجها زنجبيال
هي خلطة املوت كما حدثتني ذات �صباح بارد.. ويومها كنت �أنتظر ال�شتاء ف�ص ًال يبعث جتلياتها بفو�ضى �أحالمها.. وكنت �أعتكف يف حمراب �صدرها بيدي ك�أ�س من �شتائها وبيدي الأخرى فر�ض ينتظر متام ال�شوق لتكتمل �أركانه.. � أيا حمرابها اجلنة حتتاج عم ًال فلتكن بوابة �إلى جنة من عينني
29
اليوم
ال�سماء �أغلقت �أبوابها رعد ..وريح ونف�ضت الأر�ض �أثوابها الغ�صن بلغ الر�شد .. ونبت على جيده ال�شوك الع�ش �أكلته الغربة وال�سور تعلق يف عنق الظالم
يقول لها يف كل وداع ال�صبح لك وال�شم�س يف انتظارك لأجله ....خ�ضبت لوحها املحفوظ ا�ستعارت من جارتها ف�ستان ًا �أبي�ض لأجله ولأجل ال�سكر من يديه لونت �شفاهها بالتوت وتعطرت باليا�سمني وعلى نا�صية ال�شتاء زجمر ال�صقيع و�أتى مبوكب جليد ال يهاب فارتدى ال�صيف عباءة الرحيل
كانت حمامة بلون الرماد تلقط حلمها حبة حبة ت�شرب �سرابه ر�شفة ر�شفة وتنوح على نوافذ الراحلني ويف قلب �شرفة يتيمة كانت ت�ضع خدها وتعد النجمات اغلق العا�شق نافذته تر�سم يف وجه الغيمة ق�صر ًا ..ثم طارت حمائمه بهدوء ت�سكنه وتنام وغاب اجلميع يف ال�ضباب بقيت هي ذات غفوه �سقطت يف كف عا�شق معلقة ب�أطراف غفوة قريبة ي�سقي حمائمه املاء وال�سكر تنقر الأمل بخجل يغني لها �أغنية الدالل يرعبها ال�شتاء فتختبئ مي�شط جناحاتها بالندى ويلدغها ال�شوق فتطل بعينها ينرثها كجدائل عرائ�س البحر
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
30
ترقب املاء و�صاحب ال�سكر تراق�ص ذكرى �صيفية دافئة تظم�أ وجتوع لأيام خوالٍ
تند�س يف كومة ق�ش �أ�صفر حليقة اجل�سد م�شروخة الأنفا�س مل يبحث عنها �أحد
وكلما ا�شتد بها الوله حزمت خا�صرتها بال�صمت ونزعت من �صربها ري�شة ثم ر�صفتهاعلى عتبة الرجاء حين ًا ي�أخذها الرعد وحين ًا ت�سرقها الريح وبعد �أن اكتمل القدر
مرت على البال يوم ًا فقال �أ�صحابها: كانت حمامة طيبة ف�ؤادها مكتمل والعقل �أن�صاف �أن�صافه منك�سر
هلل الربيع يف وجه ال�شجر دغدغ الثلج و�أذاب الوعد وخرج العا�شق ملالقاة �أ�سراب اجلميالت يحمل ورد ًا وعناقيد عنب يلوح ب�أخ�ضر الرتحاب ي�شرق بابت�سامات وحكايات
كانت حمامة بليدة ال تعرف عد الأيام وال ح�ساب الف�صول جرفتها الأوهام بعيد ًا حيث ال�سكر وال ماء
وظلت هي احلمامة املفقودة ال�ضائعة العارية
31
فوق عشقي
تهادت
فوق ر�أ�سي غيمة غرتها متوجت بلون
البنف�سج .. ب�سطت كفي رجاء مطرها الرنج�سي .. مرت ال�سنون الثماين .. عجاف يفر�شه عجاف .. الليلة طعنت �صمتها بكلمتني .. «�أترجتي املطر و�أنت ال حتيي الليل» �ضممت كفي ..وع�شقت الليل فوق ع�شقي .. ليتها تدري !.. يا عقارب ال�ساعة .. ا�ستمهلي و�أركعي .. وابتدئي من حتت �سوادها ..وارق�صي لها وبها .. واجعليني الثانية .. وهي الدقيقة .. وخيالنا ال�ساعة.. وا�ستوقفيني على دقيقتها عند التا�سعة ..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
32
�س�أتخيل و�ألتحف عباءتها لأجد الدفء يف قدها امليا�س .. �ألهبتني و�أرق�صتني على جمر ال يعرف الرماد .. عذر ًا يا عقارب ال�ساعة .. وجوه العابرين .. كل وجه يحمل �ألف حكاية و�أرى وجهك يف كل الوجوه و�أجد حكايتي معك تفوق �أ�سطورة �شهرزاد وجهك فقط ميل�ؤين .. عيناك فقط حتيطاين.. فال �أخاف بعدهما..
يف
هفوة خيال.. انتابني خوف قيد خا�صرته برد قار�س.. فا�ستوطن مابني رئتي و�أجربين على االنقياد للهفوة مكب ًال بحرف ا�ستع�صى على القلم �أن يرميه.. جاورت �شرفتها ا�ستنطق اجلماد �أن يحكي يل حكاية عنها بد�أ يقول وي�سرت�سل يف قوله والب�صر �شاخ�ص يف قلب ال�سماء ير�سمها حمامة بي�ضاء ال�شية فيها.. يف منت�صفها كان لون رمادي يتمخطر يف بديع �صنعه غيم كبل وجه ال�شم�س فلثم عبث احلرارة ب�أر�صفة النازحني من وح�شة الأمكنة.. كانت تطري وتبدو مالحمها كراق�صة باليه م�ؤمنة خا�شعة..
تال�شت بعيد ًا بعد �أن �شاطرتها �أنا وغيمة رق�صتها ون�شوتها .. عاودت الإن�صات حلكاية عنها وجتلت يف هدب العني خ�شية من حلظة التقاء احلرفني ببع�ضهما.. فحرف يتجرد من كل �شيء.. وحرف يتلب�سه كل �شيء.. ويبقى مابني احلرفني �س�ؤال ال �إلى ه�ؤالء وال �إلى ه�ؤالء..
ويبقى سؤال
كيف �سيتغ�شانا الوله والتيه عند اللقاء؟ هنا تخلى الهدب عن خ�شية تعلقت به وبانت �شم�س النهار وفزع الر�صيف وزجمر.. و�أطلت حمامة ك�سرية جناح عند نا�صية ال�شرفة بعينها دمعة ال تبوح.. ف�أدركت �أن �صباحي يتيم و�أنت ال ت�ستقبليه برق�صة وحمامه..
33
البرواز
ينطلق
يف �شوط الذاكرة العا�شر كل من حوله
ي�سمع نحيب قلبه وقد تاه يف زحمة الكالم ينادي حائط املبكى عندما �أ�سكنه ذات فرح برواز ًا من نور يخاطب البعيد يف تهالك برواز لون الدم �أحد �أ�ضلعه ويناجي ارتكازه ب�آهات من عنف وخزها جترت عواطف نائمة يف �إحدى حجرات قلبه م�سكني فالليل مل يعد بيت الأ�سرار ومالذ العا�شقني ها هو يف�ضحه على مر�أى من برواز لعني.. يحب�س �أنفا�س قلبه منذ زمن ويجلد بقايا عطر �سكنه م�سكني لأنه مل يداهم وكر الذكريات
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
34
وهي تت�أبط ال�شر وترمي ب�شرر م�سكني لأنه حني كان يرك�ض يف ال�شوط ال�سابع تعرث يف قلبها و�سقط فقيده الربواز وا�ستوطنت احلمى مالحمه ونك�أ جرح ما يزال يهطل من خلف الربواز دم ًا قاني ًا م�سكني لأن الن�سيان مل يكن يف قامو�سه الربيء.. وعندما لفظته كان �أ�شبه بخنجر �أوغله كاره يف ج�سده وجعله يلقي حتية ذات اليمني وذات ال�شمال.. والربواز با�سط �إطاراته بقلبه وميلأ رئتيه ب�أنفا�س فحيح ثعبان متمرد م�سكني كان يظن �أن ال�سجن �أرحم وهو الذي عرف كيف يتمخ�ض ال�سجني خما�ض الب�ؤ�ساء
ويف �إطار امل�شهد رق�صة على جرح دمه �شكل م�سرح تزلج تلوكه الأقدام بده�شة ويف ال�سجن كانت له حكاية من بكاء مرير كتب على جداره ذات �شجاعة يا �أيتها ال�ساكنة برواز الأمل هنا لفظ قلب �أنفا�سه على قارعة ج�سد تفوح منه رائحة الغدر وانك�سرت عني ..وان�شرخ عهد وانفجر ال�صمت على عتمة امل�شهد وابتل الليل مباء من نور وانك�شفت الغمة على خيانة اجل�سد ..لل�صورة وتبعرثت بني اجل�سد وال�صورة � ...أ�شال�ؤك
35
الكتابة.. الفعل األجمل
الكتابة
هي ممار�سة نرتجم اجليب ال�صغرية ..وكانت م�شوقة لأتو�سع فيها واقر�أ كل كتب ال�سل�سلة.. بها ما ن�شعر به وما نريد احلديث عنه.. يف تلك ال�سنة قر�أت بائعة اخلبز وحينها البع�ض قد ال يعرف كيف يتحدث ولكنه بد�أت مرحلة جديدة عندي فكرا يعرف جيدا كيف يكتب ..وهذا هو وت�أمال.. املهم. وتبعتها بالب�ؤ�ساء الزداد �شغفا بالأدب الغربي و�أبحر فيه.. يف املرحلة االبتدائية كانت مكتبة يف املرحلة اجلامعية كانت البداية مع املدر�سة هي �أول امل�شوار مع الكتابة من الكتابة ال�صحفية من خالل التحقيق خالل القراءة وبالذات �سل�سلة املكتبة واملقالة واحلوار ,كنت �أحاول �أن �أجعل اخل�ضراء ,التي منحتني ب�ساطة اللغة قلمي قادر على اللغة ال�صحافية �صياغة وروعة اخليال وجمال املعنى.. و�أ�سلوبا. لن ي�ستطيع �أحد الكتابة مامل يقر�أ كثريا ,وي�ستمع �أكرث ويناق�ش هذا وذاك, بعد �صحيفة اجلامعة اجتهت ملجلة من تلك املمار�سات تن�ش�أ اللغة ويبد�أ اليمامة وهناك بد�أت رحلة �أخرى مع القلم يقدم نف�سه.. الكتابة �أكرث مهارة واحرتافية بوجود حتى و�صلت لل�صف الثاين ثانوي ,كنت �أ�سماء ذات �صيت وبيان وا�ضح ..ومن اقر�أ كل ما يقدم يل ,مل �أكن قادرا على خاللهم ا�ستطعت �أن �أكون لنف�سي خطا اختيار الكتب ومعرفة ماللي يفيدين خا�صا بي �ضمنته كل جتاربي ال�سابقة.. �أكرث.. بعد الثانوية بد�أت اقر�أ كتب الروايات واخليال العلمي من خالل الألغاز وكتب
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
36
الكتابة ال�صحفية لون خمتلف يف الكتابة ال يطرقه �أي �أحد وكل مطبوعة تلزمك ب�ستايل معني يف الكتابة..
�شقية ملهمة ومذهلة معا.. بعد عام 2000بد�أت مرحلة منتديات من يريد الكتابة ي�ستطيع ذلك وب�سهولة, االنرتنت عندي وفيها تعلمت الكتابة لكن هل �سيتقنها تلك هي الرحلة ال�سهلة التي ال �ضابط فيها �سوى ما الأ�صعب التي ال يكملها كل �أحد.. تقرره �أنت.. ومن خالل هذه املنتديات بد�أت الكتابة لتنجح ككاتب ..عرب عن نف�سك وال تلتزم ب�إطار حمدد, اخلا�صة التي من النف�س للنف�س بوحا اطرق باب كل فن كتابي ,ال تقل �إين لن ونب�ضا و�سردا ..ومن خالل املعرفات �أجيده وال تقل �إنه ي�صعب علي.. الرمزية كان املجال �أكرث حرية قدرتك على الكتابة املتنوعة �ست�صنع وانطالقا والقيود االجتماعية �أخف.. �شخ�صيتك املميزة.. ال حتزن على كل نقد ي�أتي �إليك ,وال كانت التجربة جد ثرية وعادت علي تنظر �إليه كعامل �إحباط لك ,بل اجعله ب�أبجدية ا�ستطيع من خاللها التعبري والنظم مبا ي�سكنني و�أود احلديث عنه ..مدر�سة تتعلم منها الكثري.. الفي�س بوك مل �أجد نف�سي فيه كثريا ..نوع قراءاتك وت�أمل يف كتابات الغري وا�ستفد من جتاربهم وعلم نف�سك كيف لكن التويرت جاء ليمنحنا دورة يف حتاكيهم وت�سبقهم.. الكتابة جديدة تت�ضمن كيف نكتب يف حدود ال 140حرف وهنا كان التحدي, الكتابة الغربية لون مهم البد من ت�أمله وعندما ا�ستطعنا التكيف معه �صعب واال�ستفادة منه خا�صة يف االختزال علينا الكتابة يف قوالب �أخرى بال �أن والكتابة الق�ص�صية ..ويف عدم نت�أثر بها.. اال�سهاب و االن�شاء الغري مربر.. الكتابة يا �سادة هي الفعل والفاعل ومن الفكرة التي ال ت�ستطيع �أن تقدمها خاللها تكون اجلملة اال�سمية جملة فعل خمت�صره� ..ست�ضيع منك وهي تكرب!..
37
رأيت في ُ إن
غفوت
على �صورتهما.. كانا جمنونني
كعادتهما.. المنام أني �آخر ما نطقت به.. ي�سخر �شياطني الأر�ض أقبلهما كفي ٌل ب�أن ِّ لالعتكاف حول و�سادتي..
�أ�سلمت كل �شيء ملنامي.ٍ . �أ�ضم �أحرفها بني ذراعي الوله.. و�أ�شم عطرها يف ما تبقى من �أغنية حاملة.ٍ . كان الوتر يهدهد قلبي على �أن�ساقِ الع�شق .. ي�أخذين مر ًة �إلى عينها ويرمي بي ّات يف �صدرها .. مر ٍ �أ�شفقت على حوا�سي ال�سبع.. خم�س كما هم لدى الب�شر.. ٌ واثنتان هي �أوجدتهما من عدم.. حتى �إن هلك الليل يف �سواده.. طرَقت باب املنام..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
38
تتزيّنُ بكل ما ميكن لأنثى �أن تفت َِك به قلب رجل.. وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاءت.. و�أ�سندت ركبتيها �إلى ركبتي.. وو�ضعت كفّيها على فخذي.. و�أغم�ضت عينيها.. وكانت امل�سافة حتت�ضر من فرط اللقاء.. �أح�س بريح اجلنة و�أرتع�ش من زمهرير ال�شوق.. تقبل بن�صف رغبة وتخت�صر كل احلب يف ن�شوة.. اقرتبنا ونحن ال ن�شعر من فرط الإعداد لع�شاءٍ فاخر.. يبا�س ممزو ٌج بتنهيد ٍة وتنهيد ٌة مغلف ٌة ٌ ب�شِ بقٍ فاره.. واللحظة �أم العجائب.. يلتم ال�شمل وينخرط ال�شوقُ يف قبل �أن َّ لحُ م ِتهِ..
ارتخت يداها على فخذي.. وا�شتدت يداي حول جيدها.. ال �شيء يحكم �سيطرته على اللحظة �سوى اعرتاف بالغرق.. كنت �أ�سم ُع عن التقا ِء خطوط الرمان.. ولكن مل �أ�سمع يوم ًا بخط يلتهب يف �أعاله.. م�ش ِّك ًال نار ًا لها طعم احلياة.. امتال�ؤهما كان عذاب ًا لهما وهما يحاوالن التنفّ�س بن�شوة.. واليد ترتاخى حولهما كطوق يا�سمني.. ترتاخى �أكرث.. و�أكرث.. وتتمادى.. واللحظة �سيدة امل�شهد ترتنح من ال�ضحك.. ابتل يف منامهما.. على غرق اثنني اّ و�أفاقا على حلمٍ وورق ٍة و�أغني ٍة ماتزال حتت�ضر.
39
وعندما
ح ّل م�سا�ؤها البهي.. حمى عازف انتف�ضت حمام ٌة وابت�سم نوّار.. ت�ساقطت ال�شهب من �سماءٍ عاليةٍ.. ورق�ص ال�شجر على �إيقاع لِثامها.. وملأ ال�ضجيج الأر�ض عازف يرتقي �سلّم ًا �إلى القلب.. وكان ٌ يُبكي الوتر وترجتف يداه.. كان ب�صره �شاخ�ص ًا جتاه عينيها.. �أما عيناها فكانت تتبع �أ�صابعه وهي ُخ�ضع العود لرغبتها.. ت ِ يف زاوية انفراج ال�ضجيج عن �شُ ِّح ال�صمت.. وبن�صف جل�س ٍة ال هي �إلى الأر�ض �أقرب.. وال �إلى ال�سماء �أقرب يقف �شارد ًا مع ح�سنها.. يتكئ مبرفقٍ من نورها اكت�سى.. على و�ساد ٍة من حريرٍ تنف�ض ك�سل ال�سواد..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
40
وت�شم عطر املكان وحتيا.. �أخربها �أن الأر�ض فرح ٌة ك�أنها ب ُِّ�شرت مبطر.. للحب الفاره.. والنا�س هنا �شهو ُد ِّ و�أنها املليكة وحدها.. و�أخربها �أي�ضاً.. للقلب مملكة �شيّدت من ذهب خال�ص جتري حتته الأنهار.. وبه فاكهة ت�شبه عينيها.. وخمر كطعم ريقها.. وعطر يغار من �أنفا�سها.. وتوت ك�شفتيها.. و……….. . �أزاحت ن�صف ال ِلّثام.. حتى �إذا ا�شتد الكربُ عليه.. وت�سارع النب�ض.. والتهبت الأكف.. رمى بن�صف ك� ٍأ�س ووردة.. و�أمال ر�أ�سه نحو اجلنةِ..
ليفيق من غيبوبته.. بعد الإفاقة.. كانت ال�شم�س تلف املكان.. يحت�ضر.. وكان الورد ِ �أما هو فكان ثمِ ًال ال يعرف �أي �سماءٍ تُظِ لّه.. �أم�سكت بيده وهي تقول بتمتم ٍة ال تخلو من الغنج.. م�س من ال�شيطان؟ أبك ُّ � َ م�سه �أرحم.. قال ُّ م�س من قلبك.. بي ُّ فتعايل انفثي ثالث ًا .. �إحداهن يف قلبي.. واثنتان على �شفتي.. �ضحكت و�أعادت لِثامها.. وخفت كل نو ٍر كان يعم املكان.. عازف العود.. وهد�أ رو ُع ِ رب �أ�سكنها م�سكن ًا مبملكته و�أنت خري ِّ املنزلني
41
يا
رائحتها امل�ستلقية بذاكرتي.. يا ج�سدها امل�ستوطن بخياالتي.. فقط ليله يا ك َلّها �أو بع�ضها.. فقط ..ليلة لأرتوي دعيني �أفر�ش احلرير الأحمر.. و�أوقد ال�شموع ب�أنفا�سي.. دعيني �أنرث ال�شوق يف جنبات املكان.. ليظل متوقد ًا بحمم من ال�شوق متلهفة.. �ستكون هناك طاولة.. وك�أ�سان.. وكثري من حنني رجل.. و�ضعت قمي�ص ًا مينح ج�سدك حرية التعبري.. قمي�ص ال ميار�س الكبت والعبودية.. ي�سمح لذراعيك بالتنف�س.. ولتفّاحتيك بالبوح.. لونه ي�شبه دم الغزال..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
42
يبد�أ من حيث ال يبد�أ.. وينتهي حيث تكون البدايات.. يحاول عبثًا �أن يالم�س حرف �ساقيك فال يقوى.. يختنق يف اخل�صر.. ويئن يف الردفني.. ويتال�شى عند النحر.. ين�سل على ج�سدك بعفوية كيفما تريدين.. هو يجعل منك �سيدة املكان وملهمة �صاحب املكان.. ليلة لأرتوي.. جل ما �أريده.. �أتعرفني �أمراً.. كم �أع�شق تالقح احل�ضارات.. ما دمت ح�ضارة جمالية غام�ضة امل�صدر.. وذلك الغمو�ض هو ما يدفعني ل�سرب �أغوار كهفك احل�صني.. والتعرف على نقو�ش وخمطوطات..
وتذوق الرمان عن اليمني وعن ال�شمال.. ياه يا ليلتك احلمراء.. فقط جتردي من خميط احلرف واركعي.. فقط جتردي من �سبات ال�سواد وارق�صي.. �أود رق�صة �ساخنة.. تتداخل فيها الأج�ساد.. حتى نكاد نكون واحداً..
فقط ليلة.. و�ستزول الغمة وينك�شف �ساق احلرف على بيا�ض الورقة.. ويبد�أ ميالد الفتح ..و�أهذي: وت�سكن الأ�صوات للحب فال تهم�س �إال �أنيناً..
تخيلتك بالقمي�ص الأحمر وثمة ِ منذ جموع ترك�ض.. تبحث عن �إخوة لها يف ترائب الغيب.. هم كالأيتام يبحثون عن ملج�أ يقيهم �شر االحتبا�س احلراري.. فقط ليلة.. ولن �أزيد كال.. فقط ليلة.. و�س�آتي من كونك بنب�أ يقني..
43
تتابع
�سفرها.. �أرهق احلرف كثرياً.. عند الساحل ليتني كنت كرت �صعودٍ �أ�سكن حقيبتها.. و�أنام �إلى جوارها.. ذات رحل ٍة �أوحت يل بر�سال ٍة عابرة.. �ساعات قليل ٍة �س�أكون �إلى جوا ِر البحر.. ٍ «بعد اليم يف و�س�أرمي ورق ًة يف اليم يلقيها ُّ ال�ساحلِ .. علّك ت�أتي يوم ًا وجتدها».. ومنذ ذلك اليوم.. أم�شط ال�ساحلَ بحثًا عن عطرها.. و�أنا � ِّ عند ال�ساحل .. ر�سمت لوحة الغيم على عناق ال�شم�س.. و�صنعت زورق ًا من �أحرف.. ودعوتها: يا �أنتِ ا�صعدي معي وال تكوين مع القوم الهالكني..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
44
ا�شتد امل ُد واجلزرُ.. وتناثرتِ الأحرف مين ًة وي�سرةً.. وفقدتُ البو�صل َة �إلى ورقتها.. ويبقى حرفان من ا�سمها.. قيد البحث الآن..
تتعدد
لل�شم�س وامل�ستفزة للقمر.. �أن�ساق الوله.. وتتوه الأمنية يف دهاليز كانت تت�سيد النب�ض.. فكانت قِبل ًة �أوليّ وجهي �شطرها.. العتمة.. هو احلب قِبلة الع�شّ اق �إن هم بحثوا.. تنفجر �أغنية يف قلب �سامعها.. وتنخر كلماتها ج�سد ًا متهالكًا.. وجيف قلبي ي�شي بحكاية عذبة.. حكاية مربكة..
مسني الحب
يرمل يف ثالث احلب ويهلك يف �سابعه.. م�سكني �أنا .. حكيتُ يل يوم ًا �أين كنت حول احلمى فرتعت.. ومن يومها و�أنا رات ٌع يف جلج احلب وال �أقوى .. �أحببت قبل �أن ي�ستيقظ طفل بداخلي.. و�أحببت بعد �أن فزّع الطفل مناماتي.. �أحبها من فجّ ة ال�ضوء �إلى �أن يتغ�شى الليل� شغب النهار.. ولأنها الأنثى املُلهِ مة
45
تدور
حول فلك اال�شتباه.. تنظم بيتًا من غنجٍ .. أحتاجها وتك�سر �شطر ًا من حياء.. ت�ستفز امل�ساء عندما تريد .. وتخر بال�سقف على وتد القلب.. حتاول �أن تربك الر�صيف.. لتهتز �أعمدة ال�ضوء.. ت�سرتق نظر العابرين عنوة.. ويبتل جدار و�سور.. يارب امل�شّ ائني يف الظلم �إلى قلبها.. كن بي �أرحم.. اليوم قر�أت لها بيتًا به ك�سر على قارعة ج�سدها.. وما �أزال �أرجتف.. دثريني يا �أبياتها.. مل �أعد قادر ًا على ا�ستيعاب امل�سافة.. ومل يعد ذهني �صافياً..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
46
�أحتاج لك� ٍأ�س من وله عينيها.. �أحتاجها اليوم �أكرث.. يف كل حني �أرقب طيفها.. �أفن�ش عنها يف الزوايا.. وما �أزال �ألتم�س النور يف عتمة النهار الذي يفتقدها.. ليتها تعلم �أن الكون منارتها.. لبا�س من حريرٍ و�أن قلبي ٌ يتمنى ج�سدها.. �إين �أقف عند حرف ا�سمها الأول وال �أجتاوزه.. بني يدي �سمّوها.. يغار الورد من عينيها.. فال يقوى مواجهة الإبهار.. ذات م�ساء حبّ �..أدركت ! مل تذبل الوردة قبل ثوان من معانقة يدها..
�سبحان ماهي عليه.. تناديني من ت ّل ِة الع�شق.. تريدين طوق جنا ٍة و�أكرث.. وتخنقني امل�سافات.. �أتقدم خطو ًة و�أتراجع.. يارب امل�سافات البعيدة ارحمنا.. و�أعن قلوب ًا باحت بالع�شق ومل ي�سمعها �أحد!..
47
تمام الشوق
ال�ساعة
ت�شري �إلى �آخر ال�صرب
هي متام ال�شوق هي كل اللهفة واملكان ي�شري �إلى طيفه
تتح�س�س و�سادتها «نام ذات ليلة هنا؟» قالتها وهي تلتهب ببقايا عطره املنثور على ج�سدها رغم مرور �أعوام �إال �أنه الزال يبعرثها بتلك الرائحة املجنونة كلما ا�شتاقت �إلى �صاحب العطر جمعت نف�سها واختب�أت حتت املاء املاء �سكناها املاء مالذها وحده يعرف كيف يوا�سيها وحده يح�ضنها ، ي�شرب دمعها ويذيب ارتعا�شاتها
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
48
فله �صوت حنون يحدثها ي�ستمع �إليها و يذكرها بكل التفا�صيل كيف كان امل�ساء ليلتها يتمتم ب�آيات ال�سكينة كيف كان الطريق �إلى بيتها ملون ًا بالرغبة واحللم كيف �أن احلكاية جمرد وعد امتته قلوب �صدقت نب�ضها ماوعدته ويف ليلة بنف�سج كان امليعاد يف م�سج هم�ست له ( تعال ) حمل لهفته بيده ونقر �أرقامها بحنان ثم قال: حلوتي �أنتِ هناك رجل تعبث بها كلماتك هناك قلب يريد ح�سنة من عينيك
و بع�ض ع�سل من �شفتيك! اجابته : �أحبك ياعطري فقط «تعال» �أنهت املكاملة رمت بج�سدها على فرا�شها وهربت حتت و�سادة مليئة بالرجاء واحللم واالبتهال غفت وهي تهم�س يارب يارب اخلروج من املاء بالن�سبة لها كال�صحو متام ًا حني جتفف نف�سها تبدو وك�أنها تفرك عينيها فينتهي احللم وت�شرق كل حقيقة لب�ست رداءها الوردي ثم جل�ست �أمام مر�آتها
مترر نظراتها على مالحمها فرتى عينيه تبت�سم لها وت�سمع �صوته يف ذاكرتها �صوته ال�صباحي الهادئ (�آه منك ياجمنونة) ت�ضحكها دوم ًا هذه اجلملة كل لذة الكون جتتمع بني �شفتيه كلما قالها انتظارات وم�سافات �شمو�س تتوالى و�أقمار والليلة املوعودة يف حقيبة القدر حتى �أتى رنني هاتفها باخلرب ح�سن ًا افتحي الباب الآن افتحي يل وللوعد ولكل �أحالمنا !.. وهي يف ارجتافات وابت�سامات.. وقفت خلف الباب املوارب ال�شارع �ساكت واحلارة نائمة حوا�سها وحدها يف �صخب �أنفا�سها جتادل �صدرها
49
نب�ضها و ارتعا�ش �أطرافها يف �سباق بداخلها مهرجان فرح طبول حرب وثرثرة خوف بداخلها �إميان ومترد �صلوات وغناء يف عقلها تدور �أفكار وترق�ص هواج�س على �شفتيها تعويذة ويف ريقها ت�سكن خمرة عتيقة تنتظره بجنون ينهي كل تلك الفو�ضى برائحة �أنفا�سه التي ت�سبقه بثوان يجمع كل �ضجيجها ويقفل عليه ب�صندوق ويدفنه يف حفرةعميقة
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
50
مبجرد �أن ابت�سم وقال: م�ساء اخلري فتنبت حتت قدميها �أمنيات اوركيد يت�سلق جدار بيتها كناري �صفراء تكبل �أبوابها ويباركهما قمر قريب يرقب الكون لأجلهما متد يدها لت�صافحه ي�أخذها كلها �إليه يح�ضنها ويغرقان
القلق
من موت ذكريات الأم�س التوج�س من �ضياع اليوم الرعب من مفاج�آت الغد الرهبة من املواجهة ..من حجم اجلزاء ..ومن �سوء العقاب الرهبة من وجود مر�ض �أ�سود باجلوار االرجتاف من غلبة الدنيا واختالف الب�شر وتبدل الأحوال االرجتاف من امل�ستحيل و من فكرة الغياب وال�سفر البعيد
كم �صورة ظهر اخلوف هنا ..؟ وكم حيلة اتخذها ال�شيطان ليغرقنا يف خماوفنا؟ اخلوف باب ال ميكن �إغالقه .. لكن ميكننا ردمه اخلوف طبيعة ب�شرية � ،إذا ماكانت يف حدود �أمنلة الطفل الر�ضيع
وهناك رب رحيم من امل�ستحيل �أن يكون دائرة كبرية مركزها نحن وهناك رب رحيم
لماذا نخاف..؟
لن يكون اخلوف قدرنا وم�صري حياتنا وهناك رب رحيم لو تركنا التفكري والتدبري لأمر اهلل لو �سلمنا قلوبنا واقدارنا هلل لعرفنا يقيناً � أن ال حياة ب�ؤ�س وال حزن وال تعب وال خوف وهناك رب رحيم
ال ميكن �أن يكون اخلوف كون ًا يحيط بنا
51
�ساقها
قدر باذخ التهلكة.. و�ألقى بها يف �سجيل.. المزهرية و�سجيل تلك كانت يوم ًا جنة عاليها من �سند�س وا�ستربق.. بد�أت رحلتها مبجداف �صغري جداً.. وانت�صفت مبوج يالطف �صغر جمدافها.. وانتهت ب�سوط من يحموم يجوب خا�صرتها ي�شرخ ذاكرتها وينخر جدار قلبها م�سا�ؤها تعب.. و�صباحها ريح حتملها للرحيل وتق�سو يف ت�أبني ذكراها.. �صيفها �شم�س ت�أتي بلهيب تذوق به يبا�س ال�سنني.. و�شتا�ؤهار�صيف �أنهكه املتهالكون من ع�شاق ال�صدف..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
52
«ال�صدف» ..يالهذه الكلمه.. تتذكر كيف بد�أ ارجتاف قلبها �صدفة.. وتدرك كيف بد�أ نحيب قلبها �صدفة.. وتعلم كيف كانت الرحلة وال�سفينة وموت ال�شراع �صدفة.. وكيف ميكن �أن تتهاوى الدمعة �صدفة.. ياه ياه .. ياقلبها املليء بطعنات ال�صدف و�آخرها �أن عطره جاء �صدفة .. وجتاهل ك�سر خاطرها واعتذر .. حتى �إذا ارتد �إليها طرفها مل جتد العطر واكتفت بت�أمل الرذاذ ي�سكن مزهرية من خزف يت�ساقط منها دم �أحمر تفوح منه رائحة ملعونة كرائحة ال�شراع الذي هلك �صدفة
ي�ستفزين
�صوت اجلمال عندما يتجلى
من لبا�سها.. �أغرق فيه و�أثمل.. �أبتل ببينته و�أعط�ش.. يف ح�ضرته �أتال�شى بني الإقامة والت�شرد..
باهلل ياج�سدها املم�شوق رفقاً.. باهلل ياتفا�صيلها رفقاً.. باهلل ياكلها رفقاً.. رب التذر على الأر�ض من القطن لبا�ساً..
ذات الرداء القطني
يف الأولى فار�س يحمي اجلمال.. ويف الثانية هارب ين�شد النجاة.. ومابينهما ن�صف من تلك وتلك.. �أقدم بن�صف رع�شة و�أدبر ب�شهقة و�أكرث.. ياذات القطن بالرداء.. �أهلكني اجل�سد املت�شبث بن�سيج القطن.. �أعياين� ..أرهقني.. �أوغل يف جرح ب�صري..
53
أشباح
تت�سارع
الدقائق ومت�ضي عقارب
ال�شوق.. تت�أرجح الأمنيات وت�ضطرب امل�سافات.. تهز الأغ�صان غ�سق الوجع الأخري من ثلث اجل�سد.. وتنبت وردة من عينيها.. امل�شهد يعج بالتناق�ض ولكنه حقيقة ولدت من ثلث �آخر من اجل�سد كان م�ستم�سك ًا بالعروة الوثقى من القلب ويقاوم.. كان ي�ؤمن ب�أن احلب هو حقل فيه مناطق �ألغام حمظوره.. وكان ي�ؤمن �أي�ض ًا ب�أن ا�ستنطاق الأ�شباح ال�ساكنني يف فجواته �أمر لي�س مبقدوره �أن يرمي ب�آخر �أوراق الوجع
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
54
يف غياهبه.. وينت�صر.. لذا كان يجب �أن ينتظر غيمة ت�أتي �سريعة وتغ�سل حوبة الفكر املحدود.. كان �أب�سط �أمر ي�سكن امل�شهد هو التناغم اخلارق يف عزف قرار الوجع باليد اليمنى و�ضبط اجلواب باليد الي�سرى .. اليوم رمبا يخاجله �شعور بالر�ضا على �أوجاعه ال�سابقة لأنها ع�سفت بذاكرته ومتخ�ضت جرح ًا تداعى له �سائر الزمن بال�سهر واحلمى ..
�أم
العرو�س �أنت.. و�إن كنت م�ؤمن ب�أنك �أقرب �إلى �أن تكوين العرو�س..
�شكر ًا �أم العرو�س فلم ت�ستطع عيناي �أن تتجاوز �شبابك و�أنت كفر�س يف م�ضمار �سباق..
أم العروس
ففي مالحمك تختبيء �أنثى �شقية �صاخبة.. ويف مالحمك ر�سالة لكل الن�ساء ب�أن بقية اجلمال الذي تفقدنه هاهنا.. ياه ياعرو�س القلب.. رغم �أنني املرايا وتعب اجل�سد.. رغم تناهيد الزمن املكتظة يف بع�ض �صباحاتك.. ورغم كل ال�سهد يف �أر�صفة الأمنيات.. �إال �أنك ت�صنعني الفارق وتكتبني التاريخ احللم.. هنيئ ًا للعر�س بك و�أدام اهلل نب�ض ال�سعادة يف جفنك ..
55
يا عمري ...
�أتى
مبلالً � أغرقه ال�شوق وماء
ال�سماء.. صباح النور انت�شى ب�صورتها ..فهي �أمطاره .. وهذا املطر رائحتها ا�شتها�ؤه لعبق �أنفا�سها حول الطريق �إلى مطارات �سفر مزدحمة.. ينتظر بلذة �ساعة املغادرة الى �أوطانها.. لعلها تلقاه باكر ًا ....هي ...و �شفتاها ..عيناها ..ونحرها.. وطعم ال�شهد يف ريقها �أح�ضانها و بلدان من نب�ضها و� شم�سها الدافئة لتذيب جليده لتنبت� أوركيده فهو القادم من بعيد ي�سبقة قلب يرجتف ورغبة تلتهب وج�سد �أرهقه احللم..و�أ�ضناه العط�ش وقبل �أن يقرع الطري نافذتها
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
56
تلم�س بابها.. �سبق النور � إلى عينيها و على ج�سدها� أ�شرق �صباحه الذي تنتظر..
�صباح
�صباح النور الأمنية اخلجلى.. �صباح الطهر والنقاء ..ورق�صة خمنوقة يف �شفة يتيم.. �صباح العطر املن�سدل �صباح العيد.. من �شرفة ج�سدك �إلى رئتي.. �صباح جديد.. اليوم تزاحمت النجوم قبل ال�ضياء بحث ًا عن جفنيك لتتدثر بهما.. اليوم تراق�صت �أعمدة الإ�ضاءة واغت�سلت الأر�صفة وانت�شر العطر يف كل مكان.. اليوم ر�أيتك قبل ال�صبح ت�ستقرين يف ال�سماء الب�سة من �سند�س وا�ستربق..
اليوم ر�أيتك مع �أولى �ساعات ال�صباح يحت�ضنك العيد والفرحة المتنحه �إح�سا�س ًا بجرم االلت�صاق بك..
صباح العيد
�صباح الغنج الأكرث متعة و�صخباً.. �صباح العيد ياكل العيد.. �صباح فجر العيد يابدء ال�ضياء.. �صباح فجة النور وحمامة وع�صفور و�شيء مني.. �صباح اخلري والربكة واحلمد وال�شكر و�أنت العيد..
اليوم �أ�شهدت اهلل ومالئكته �أنك جائزة العيد �أجازى بها بعد ال�صالة..
57
بينك ...
بينك
و بين ـ ــها �أجل � ..أحبك و �أحبها..
كما ت�سمعني وبينها مل تخطئ �أذنك ما ت�سلل بها �أقولها لك و �أقولها لها..
لك مكانتك و لها مكانتها.. �أ�ستيقظ يف عينيك و �أنام يف عينيها �أتنف�س هواءك و يدخل رئتي هوا�ؤها قد يبدو لك �أين من�شطر بينك و بينها.. �أبد ًا �سيدتي.. بداياتي تكتبينها ب�شفتيك و م�ساراتي التي تعرفينها تعرفها بحد�سها
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
58
�أنبت يف فراغاتك و ت�سقيني بدموعها.. منف�صل بني القلب والقلب بني ح�ضنك و ح�ضنها.. رغبتي فيك تقتلني و تقتل يف رغبتها �أتخيلك �آتية �إيل فت�أتي �إيل كلها.. ظرفك ظرفها غنجك غنجها عبقك ي�أخذين لل�شمال و يف اجلنوب يرميني عبقها �أنت يف الن�صف احلنون و �أنا بكل حناين ن�صفها ل�ست حمتار ًا بينكما و ل�ست م�ضطر ًا �أن �أختار بينك و بينها �أنت هي ..و هي �أنت وجهك ..وجهها
و �أناملك الندية �أناملها..
فمن له مثلك ....يعي�ش حياتني حياة لك ..و حياة لها
�أنت حتملينني على قر�ض ال�شعر و هي ترتكني �أم�شط �شعرها و بني �شعرها و �شعرك تنبت �سنابلي.. ت�سري زنابقي ت�سقيني �أمطارها.. بينكما �أنا واقف ..جال�س ..نائم �أحت�سيك حتى النخاع و �أحت�سي من نخاعها �شرابها.. لن يتبادر لذهنك �سيدتي �أين قد �أ�ستغني عنك لأجلها.. �أنت نائمة بقلبي و هي لها قلب بذاتي مفاتيحه ملك لها.. فال تتعجبي �سيدتي. �أين �أملك قلبني
59
من
حيث بد�أ ال�صبح تهج�أت نوره و�أنه ال � أ�شهى من احت�ساء ك�أ�س رتل من منرب الروح مبتهل خممورة بالعطاء السرقة و نادى يف حنايا القلب مناد.. و�أخرى حمالة بالأمل .. الحالل هل هناك ما يجب �أن ت�سرقه اليوم ! ويف اختال�س الن�شوة ،خري لو تعلم عميم.. حتتال عليه برفق..ت�سلبه عقله �أال� إن يف كل عني رجاء ،ويف كل �أذن �صوت تخبئه بني احلنايا و ت�ستمتع به كما مالك يجب �أن تكون املتعة!! ويف كل ح�ضن وطن ،ولكل �شوق �سماء من �أال �أعلم رحمك الرب.. لهب.. �أنه حني تفي�ض اخلزائن ،و ينام و�أعلم بارك اجلنون عملك.. حرا�س اخلوف ، �أن هناك كنوز ًا ال حتتاج حتينّ للفر�ص ويكون يف اليد مفتاح لكل باب… حتى ن�سرقها، يطيب ارتكاب الع�شق وحتلو ذنوبه هي من حقنا ،هي قريبة بطبعها ،ع�صية فلي�س �أجمل من �سرقة قلب �أحدهم .على التوفر بهيئتها . وغواية �أقفاله . تبدو حماطة ب�ألف جندي ،ومئات اختطافه من وحدته �سنة اخلريين يف الأ�سوار.. الأر�ض وما �إن ننوي الدنو منها ،حتى تفتح و�أعلم زادك اهلل حنيناً.. ذراعيها �أنه لي�س هناك �أكرث �ألق ًا من �سرقة وك�أنها يف ت�أهب دائم لنحملها معنا� ..أينما اللحظات ! نريد. حلظة فرح ،حلظة انت�صار .وحلظة هذا واحلمد للحب والدة ده�شة يف منت�صف عمر وال�سالم على العا�شقني احلكايات... و�أقم احلياة ..بارك اهلل يف حياتك..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
60
لو
�أخربتك ب�أنك ت�ستطيع الو�صول �إلى كل �شيء تريده وبب�س ـ ـ ـ ـ ـ ــاطة هل �ست�صدقني؟ لو �أق�سمت لك �أنك بعمل �صغري جد ًا ت�ستطيع �أن تنجح مهني ًا �أن تك�سب مادي ًا ت�ستطيع �أن تدخل بيوتاً ,ومتتلك قلوب ًا ت�ستطيع بكل� سهولة � أن تكون املف�ضل وتكون الأقرب والأجمل.. هل �ستفرح مبا لديك وت�ستخدمه كما يجب؟ هل تدري بل �أنك ت�ستطيع� أن تكون من �أهل النعيم يف الدنيا ومن �أ�صحاب اجلنة يف الآخرة فقط … ابت�سم وابت�سم مع كل عمل تقوم به ابت�سم يف كل وجه تقابله ابت�سم لك �أنت حني تبد�أ احلياة ابت�سم لل�شم�س ،للمطر للم�ساء والنجم والقمر
ابت�سم للأقدار حتى و�إن كانت م�صابة بوعكة ويبدو عليها الهم والكدر
ابتسم..
ابت�سم ..للموت حني ي�أتي لي�ؤدي عمله وقابله بر�ضا ..واحت�سب ر�ضاك عند اهلل ابت�سم للف�شل حني يحاول االنت�صار عليك وتوعده بنجاح كبري ابت�سم يف وجه الطرقات ال�صعبة ، واقتحم قلبها بعزمك ابت�سم يف وجه �أحبتك و�أعدائك ومن يجانبون حياتك باحلياد وابت�سم حني يقول لك الر�سول الكرمي «تب�سمك يف وجه �أخيك �صدقة» وابت�سم �أكرث كلما �سمعت املثل ال�صيني يقول : (�إن الذي ال يح�سن االبت�سامة ال ينبغي له �أن يفتح متجراً) وكل يوم و�أنتم ابت�سامة ال�سماء لنا
61
كان
بني الأر�ض وال�سماء .. يغفو وي�ستيقظ.. قيثارة الجرح: وبني الغفوة و�أختها يت�أمل م�شهد اللقاء.. له جرح كان قبل مغيب �شم�س.. وخرجت ال�شم�س وتتابعت رحالتها واجلرح يتجدد.. ا�ستيقظ على الواقع.. ت�صدمه زوايا �أمكنة �شهدت يوم ًا �ضحكاته .. هي الآن خاوية على عجافها.. ال �صوت وال رائحة وهج.. فقط بع�ض �أ�شياء جتري اجلرح ململكة من تعب جتلد ال�سكان ب�سوط من جمر �أحمر.. غياب عن كل �شيء.. و�أحالم بكل �شيء.. وقلب �أم�سى قيتارا والأع�صاب �أوتاره.. وبد�أ يعزف.. و..غفا
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
62
مهما
تبدو املوانئ مهجورة والطرقات �إليك خميفة يظل قلبي ..مفتون ًا بك وب�آخر الك�أ�س الذي يف يدك احلكاية بد�أت حينما التقيتني يف �شارع مزدحم باملارة حينها كنت ترتدي روح ًا م�شاغبة تنتعل بيا�ض ًا وت�سري ببهاء عظيم
وبعد �أن رحلت الأيام بنا ..وب�أحالمنا وتعرقلنا يف �أقدارنا
اخر الكأس
ن�سيت كل �شيء �إال �أنت � أزور مدينة ال�شوق البعيدة �أر�سم وجهك على حائطها القدمي وا�ست�سقي الذكرى و�أظــل �أحلم ب�آخر الك�أ�س وبك..
�أذكر جيد ًا �أنه كان يف يدك ك�أ�س ًا مملوءة بالع�شق ..يقطر من جوانبها� إح�سا�س لذيذ كنت تقف بني الأنفا�س تلتقط حنجرة عط�شى وت�سكب بها حياة رطبة جميلة متتد لك �شفاه و�أيد وقلوب وتقف لك خطى.. كنت متل�ؤها كلها ويفي�ض وت�ستبقي الكثري كان يل يومها � ..أمنية واحدة �أقفلت عليها كفي ..وم�ضيت
63
كم
�ستكون احلياة مملة لوعرفنا م�سبق ًا ماذا �سيحدث! أول الخير كم �ستكون احلياة مزعجة لو �أفنينا العمر يف ترقب مانعرف �أنه �سيكون.. لذا منحنا اهلل برحمته �أقدار ًا حفظها يف الغيب عنده.. ومنحنا قدرة عجيبة ال�ستجالب كل خري نريده.. ترك لنا ف�سحة كبرية لتغيري �أقدارانا بكلمة ال تكلفنا �سوى �إميان كبري يـ ـ ـ ـ ــارب ... يـ ـ ـ ـ ــارب وحدها قادرة على كل �شيء فهل من� أكف نرفعها الآن مللك ال يغلق بابه!..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
64
�أال
حتبون ..؟ �أن يغفر اهلل لكم ؟ هل هذا �س�ؤال �أم معجزة!! ما ر�أيكم �أن تقر�أوا الآية ثالث ًا الأولى ..لتعلموا �أي �إله نعبد الثانية ..لتزدادوا مباهاة برحمة ربكم وتزدادوا حب ًا لكونكم عباد ًا له الثالثة ..لتبحثوا عن �إجابة عظيمة تليق ب�س�ؤال العظيم. �أال حتبون..؟ �صاحب العفو واملغفرة ي�س�ألنا برفق.. يتودد �إلينا لن�ستغفره ونتوب �إليه .. لي�س لأجل �شيء �آخر.. � سوى الغفران لنا ولذنوبنا ف�سبحان من قال: ما غ�ضبت على �أحد كغ�ضبى على عبد �أتى مع�صية فتعاظمت عليه يف جنب عفوي
عفو
65
أنت.. � ِ
ال�شراع املبتل باملطر انت وأنا ِ و�أنا ..يختك الغارق يف البحر،، �أنتِ ..هالة ال�شم�س حني يغازلنا ال�صبح و�أنا ..هجريها كلما ا�شتد بنا البوح ،، �أنتِ ..و�أنا .. ق�صة �سماء ..وريح .. رو�ض وزهر وعناقيد ع�شق �أنتِ حبيبتي �أنا
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
66
�إلى
من يحاولن تقم�ص �شخ�صية الطاعة.. يرون ماال �أرى .. الأطفال وي�صنعن من خيباتهن و�سائد يف حب التملك لكل مايعجبهن… يتدثرن فيها بكذبة مع كثري من ال�شفقة!.. �أحدثت �شرخ ًا يف ن�ضجهن يف م�ساحاتهن املكتظة بكل �شيء.. حتى �أم�سني مراهقات بال هوية.. ويف تفا�صيلهن امل�ضطربة من كل م�شكلتهن عدم الإميان بالقناعة �شيء.. والبحث يف �أر�صفة الع�شق يف حكاياتهن ..نب�ضهن ..مزاجيتهن ..عن ذاك الغارق يف حياته ليكون فار�س ًا لأوهامهن ..وم�شكلتهن يف كل �أنقا�ض الوهم الكربى الذي يعجبهن ال�سكنى حتته رغم �أنات الأمل التي يفر�ضها �أنهن كلما ارتفعت م�ساحة البناء عبث ًا احلطام.. �أردوها �صريعة على الأر�ض.. هن وقلوبهن م�شتتة.. � أيا � ..أننت . .احفظوا مناطقكم ذات هن ومزاجيتهن و�أوهامهن الدفء الذي الترغنب التنعم به ودعن التخبط ملن يليق به.. �أعاين من وجعهن العاطفي �أننت �أجمل بواقعيتكن بقناعاتكن.. وت�سكنني رغبة كربى بو�أد غبائهن �أما �أنا فب�أعلى ال�صوت �أ�صيح: ولب�س عباءة ال�شيطان الأكرب ( رب �إين م�سني ال�ضر و�أنت �أرحم والرق�ص على جراحهن ..مللت الراحمني ) �ضجيجهن ومللت حروفهن ال�شاقة لع�صا
ما بال النسوة الالتي
67
ال تحلم
معاقرة
الأحالم تُذهب اليقينيات وتف�سد
الوقائع جتعل من الكون لعبة تنتهي برفة جفن لذا توقف عن الأحالم و�أبد�أ �شيئ ًا �آخر الآن.. ابد�أ ب�صناعة حلمك وفر له املناخ والإمكانيات وهيئ له الفر�ص خذ من نف�سك الكثري ،من قدراتك ، ومن خفايا روحك وقليل من فكرة جمنونة �..أنت وحدك متلك مفاتيحها.. الفكرة االعتيادية من املمكن جد ًا �أن تكون حلم ًا ناجح ًا ب�شرط �أن تنجز ب�شكل غري اعتيادي يف وقت غري متوقع ..و�أن نفرح بها بطريقة خا�صة من اجلنون انتظار �أن ي�أتي احللم على جناح �صدفة ومن اجلنون �أكرث �أن ن�أمل انتظار حلم
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
68
ما لنا الأولى � ..أن نبد�أ بتعلم الطريان للو�صول �إلى �أحالمنا ال تكون كل �أحالمنا التي ن�صنعها ملك ًا لنا رمبا هي من حق �آخرين ي�أتون بعدنا ال حتزن حينها ..وتذكر �أنك كنت �سبب ًا يف حياة جديدة لهم.. و�أنك منحتهم فر�صة كبرية للتفكري يف �صناعة �أحالم �أكرب ..
حني
ت�أفل ال�شم�س انهزم �أمام حمراب
عينيك رامي ًا ب�آخر �أوراق التوت على �شفا قلبك.. حني ير�سم الظالم �أول خطوطه على حميط يومي ي�شعل رغباتي املتقدة واملتوك�أة على من�س�أة �أ�ضلعك.. حني تتعلق قرطا�سة احلب من عبث رياح ال�شوق يف خا�صرتي �أبحث عن وجيف قلبك لأ�سكن يف ظله يوم الظل �إال ظله.. حني �أت�أمل �أنفا�س الأر�صفة وخ�شوع �أنوارها
يا �أوفى اخللق و�آية النهار الكربى.. يا �أعظم احلب و�آية الليل املثلى.. يا «مذهلة» جتاوزت زخم احلديث عن احلب وجتاوزت حرفية الو�صف وجتاوزت رع�شاتي وابتهاالتي لتظل �أعلى �شجرة التوت والت�سقط كباقي الأوراق..
أوفى الخلق
رغم �أين قبل �أ�سطر قليلة �أوهمت نف�سي �أن �آخر ورقة ل�شجرة التوت قد رميتها على �شفا قلبك و�سقطت.. �أمل ت�سمعي يوم ًا بالرمي �إلى العلو؟!
�أهيم يف تداعيات وجهك التي تك�سب امل�شهد �أنوثة طاغية ف�أنهار من �أ�ضعف نقاطي و�أخر من �أكربها �ش�أنا..
69
�ضمن
اهلل تعالى لنا اخلري يف كل �أمورنا تراويح منحنا الالفتات ..و�سخر لنا اخليارات. جعل لنا من رحمته ن�صيب ًا كبري ًا لكننا ن�صر على تعذيب �ضمائرنا وعلى �إف�ساد حياتنا وحياة من نحبهم ب�أيدينا.. نحزن حني ال يكون �أحبتنا على منهجنا الذي ن�ؤمن به.. ونكابد لأجل �أن يروا احلياة ب�أعيننا وحين ًا نتعاظم على كونهم ب�شر ًا مثلنا ون�ستنكر عليهم �أن يجربوا ويخطئوا، ون�أبى �أن يخو�ضوا ما خ�ضنا لي�س لأننا نكرههم ،ولكن لأن حبنا لهم يغ�ض �أب�صارنا عن منهج رباين عظيم فحرية االختيار … من �أجمل ما يتعامل به اهلل تعالى مع عباده �أخرب �آدم وزوجه عن ال�شجرة …
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
70
وتركهما ومل مينعهما عن اخلط�أ.. ثم منحهما خيارهما … الذي به هبطا �إلى الأر�ض.. �إننا لن منلك القدرة على ر�سم حياة �أحبتنا كما نحب لهم لكننا ن�ستطيع ممار�سة حياة جيدة ..معهم و�أمامهم.. فالتعليم باملمار�سة �أكرث و�أجدى نفع ًا من التلقني والتنظري اململ كن �أجمل معهم ،وبهم وال تق�سو على نف�سك حني يخفقون وال تظنه ف�ش ًال لك امنحهم الأعذار ..وقدم لهم البدائل بطريقة االختيار من املمكنات واملحبوبات من الأمور.. وتذكر �أن :اهلل يهدي من ي�شاء تذكر ذلك جيد ًا لي�ستقيم الأمر لك ولهم..
امل�س�ؤولية
تكليف وت�شريف مع ًا جميل �أن متنحك احلياة م�س�ؤولية احدهم لتمنحه كل احلب وكل الرعاية وجتعل منه �إن�سان ًا وال �أجمل ويف نف�س الوقت هي اختبار لك ولقدرتك على �صنع �إجناز � أهم �شيء يف م�س�ؤوليتنا جتاه �أحد �أن ال منار�سها لوحدنا بل جنعله يت�شارك معنا بل وينفرد مب�س�ؤوليته لنف�سه �أحيان ًا لي�س من امل�ستح�سن �أن منار�س الو�صاية بحجة امل�س�ؤولية وجنعل منهم ن�سخ ًا مكررة منا الزوج م�س�ؤول عن زوجته لكنه البد لها من حياة خارج �شرنقته لي�س �شرط ًا �أن حتاط بكل �صغرية
وكبرية.. هناك جهات عدة و�شرفات �أكرث البد للحياة �أن تتجدد من خاللها م�س�ؤولية الأب جتاه �أبنائه تتمثل يف منح اخليارات وتعدد الفر�ص والقرار الأخري ل�صاحب ال�ش�أن..
المسؤولية
�أ�سو�أ �شيء �أن نكره من هو م�س�ؤول عنا و�أن نرى يف م�س�ؤوليته قيد ًا و�سجن ًا م�ؤبد ًا اجعل من م�س�ؤوليتك فرحة للآخرين وموطن ًا يلج�ؤون �إليه بخيارهم هم امل�س�ؤولية و�سام البد من �صون كرامته فع ًال وقوالً..
71
لطاملا
كانت تعرف �أنها �أخذت منت�صف الليل ب�ساعة .. هناك بد�أ التداعي فقال � :أنا (�أغلقت) من اجلمال كثرياً، لقاء مع و�أن اهلل �أودع فيها �أي�ضا من الأنوثة كثري ًا على روحي لأحبك.. الجنة و من امللح كما يقولون بالعامية كثرياً. مل تكن تتوقع �أن ي�أتي يوم من تقف مع �أما هي فكانت تعتقد �أنها قوية فلم حتتج �إلى �إقفال جمالها على ر�أ�س �إبرة ب�سببه .. والنهاية من �أقفل ومن مل يقفل ان�صهر �أتراها تعجبه �أم ال .. يف الآخر حتى �أتاها هو هارب من الكل �إلى جنة فكان �أن احلب والع�شق والكتب واملجالت واملدونات قد امتلأت اهلل يف �أر�ضه ..يع�شق اجلمال .. بهما . ويرى ما خلف النربات .. ويعرف كل خمب�أ فيها ، ..فرغم كل �أملها حيث هناك فخامة م�شاعر وترف ع�شق وقرب يلغي كل بعد للزمان واملكان.. الذي حملتها به الدنيا.. ورغم كل ان�شغاله بداخله وخارجه هنا �أيام و�أ�شهر واقرتاب من العامني و�أوقات بعد وو�صال ولكنه مل يعرف وهناك وهذه وذاك .. �إال �أنهما اقرتبا يف حلظة خوف ..عجيب مالحمها!!.. حتى كانت الغرفة «رنديفو» لهما.. هذا اخلوف الذي يولد حياة .. مل ي�صدق �أنها فعال �ست�صل كان يعرف �أنها كما كل مرة تخاف من عادت �إلى البيت وعاد هو �إلى بيته كل الكون ولكن يف بيت كل منهما رقيب عتيد وتعتذر بالكلمة امل�شهورة «مبوت من مل يفلحا �أن يفلتا منه حتى ما قبل
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
72
اخلوف» وتعود �إدراج خطواتها فال ت�صل �إليه.. �أما هذه املرة بكل ان�سيابية املياه من ك�أ�س �إلى �شفاه كان لقا�ؤهما.. �صافحته ثم قبلت يده ..ك�أنها متنت لوجوده ..ك�أنه الوالد احلنون .. ك�أنه والء العجائز لأزواجهن .. ك�أنه كل �شيء ي�شي بكثري من كل ما هو عز و�إجالل قد تكنه امر�أة لرجل .. فلما ارتفع ر�أ�سها �إلى وجهه .. ر�أت ابت�سامة التعرف �إلى الآن معناها ولكنها ابت�سامة وكفى .. هي كانت يافعة يف �أول جتربة مراهقة.. امل يقل لها �أن ال�سنون لطاملا �أرهقتها .. وهاهي تعي�ش ما عا�شه �صويحبات
الأم�س البعيد .. احلب واللقاء الأول و خلجات قلب يكاد لفرط الرهبة يقف و كان العامل تعطلت كل ق�ضاياه ليرتقبها!!.. اقرتب �أكرث من خطوة وبقي من قلبها قيد �شعرة لي�سقط كما تقول يف قدميها.. التعلم من تو�سل للآخر �أهو تو�سل لريى مالحمها �أم هي التي تو�سلت ليبتعد ويرتكها ومالحمها.. ويف الأخري �أدار ظهره لتزيل ما يداري فتنتها.. ويف االلتفاتة الأولى منه ..وااااو .. �أما هي فقد �أح�ست �أن كلها تعرت ولي�س فقط وجهها خلجلها.. ولبعرثته �أمام مالحمها ..واااو الزال يرددها ..
73
كلمات مرت ودقائق تلتها وال تذكر من كل احلوار �إال �أنها �س�ألته: كيف طلعت حلوة ؟؟ ف�أجابها :و�ش قريتي يف وجهي ؟؟ فردت :مرة حلوة !! بقدر ما ذاب فيها وتال�شى .. بقدر ما كانت ت�سجل روحها احتفا ًال بقربه منها.. واطمئنان ًا بكينونتها يف داخله .. حتى ختم امل�شهد بفتح الباب واخلروج.. ذهبت و�أخذت معها كل �صور اجلمال يف العامل و�أحرقتها وجعلت خميلته متحف �صورها ونحت متاثيلها.. ذهب و�ألغت كل �شم�س يف كونه .. وم�سحت كل قمر �أ�ضاء �أو ي�ضيء �أو قد ي�ضيء يوم ًا ما يف ف�ضاءاته ..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
74
�أما هي فقد نزلت من ر�أ�س الإبرة ذاك وانت�صر جمالها يف �أول مرة تت�ساءل عن قوته و �سعدت �إذ قر�أ �أنوثتها ..كما حتب هي وكما ي�شتهي هو .. والأهم �أنها �أ�صبحت له جنة اهلل يف �أر�ضه.
يف
�آخر ال�سهر عندما بد�أ يحت�ضر ال�سحر .. �أتى من داخل العتمة وك�أنه ابن الليل يجر �أذيال بذلته الثمينة.. وك�أنها �أ�صبحت �أغالل ال�سجون .. �أثقل من اجلبال . �شبح يتحرك يف الظالم مل يتحدد منه �سوى �شعره الالمع يف �ضوء القمر و�أزرار بذلته وك�أنه خطط الر�سام بالقلم الأ�سود. جل�س بجوار النهر �أح�س ب�أن�سه رمبا لأنه كالنهر تيار يختبئ يف الظالم ي�سمع ال�صوت دون �أن يراه .. وهو ي�سمع �صوتها دون �أن يراها !! كان ثم ًال غاب ب�سكره عن العامل ب�أ�سره حتى ن�سي من هو لكنه مل ين�سها.. �أحبها حتى الع�شق ....وع�شقها حتى املوت
ومات بروحها حتى فقدها وافتقدها لدرجة عجز فيها عن الن�سيان حتى بالك�أ�س وال�شراب !!
نهر وهي
كان يتجرع الك�أ�س تلو الآخر بنهم ك�أنه العط�ش ي�ستجدي فيه الن�سيان.. والن�سيان ميلأه العناد !! ليذكره بها حتى وهو ثمل .. الزال يتناول الك�أ�س تلو الآخر حتى تولد ال�شم�س عندها يكون قد غفا على حافة النهر ال يوقظه �إزعاج ال�صيادين وال �سباحة الأطفال وك�أنه يهرب من �ضجيج النا�س حتى ال ي�س�أله عنها احد ويف الليل ي�ستيقظ لي�صاحب الك�أ�س ويجال�س النهر ...ويتمنى من الليل ... وال�سهر ...والنهر �أن ين�سيه الك�أ�س وجهها
75
اخلطوة
التي ال تذهب بنا هناك حلظات فائتة ،و�صور م�شو�شة ، وكلمات خمب�أة �إلى حيث نريد أركض الأف�ضل لنا �أن نتخطاها � ..أو نحملها هناك خطوات للخلف ت�ستحق العناء للخلف … وت�ستحق ما �سنخ�سره من جهد معنا هناك خطوات .. وننتعل خطوات �أخرى �أجمل متنحنا� أجنحــة للتحليق بعيد ًا نحو و�أكرثجر�أة حتملنا �إلى كل ما ن�ستحق عوامل نحلم بها ب�شرط� :أن ال ن�سمح للخلف �أن ي�سرقنا الرك�ض للأمام� سنــة الناجحني من جناحات امل�ستقبل والرك�ض للخلف عوز املثابرين هناك حواجز الميكن الوثب فوقها �إال وال نف�سد بعودتنا طريقنا نحو الأمام.. فالهدف هو التقدم دوم ًا ولي�س الت�أخر باالبتعاد قلي ًال للخلف ومبا � أن الرك�ض للأمام دوم ًا ينق�ص ك�أن يكون خيار العودة ل�صالح� أخذ �أنفا�سنا و�إعادة ترتيب وقراءة �أجنداتنا الكثري من الوزن فمن الغباء �أن نظن �أن الرك�ض للخلف امل�ستقبلية يزيده …!!. ومن الإجحاف �أن نظن �أن كل عودة ف�شل وكل تراجع خذالن هناك تراجع لأجل �إعادة احل�سابات و �آخر اللتقاط ما �سقط منا على �سهو وعجالة
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
76
قرر
�أن يكتفي بالنظر �إليها حتى ال�صباح ثم حتى امل�ساء . �سيحبها بهدوء و�سكينة �سريت�شفها ارت�شاف ًا ويتذوقها كل يوم بجرعة �إ�ضافية وي�سمح لها بتذوقه حتى ت�ست�سيغ طعم مقاربته لها. يعلم �أن التذوق �سيزيد عط�شه لها ويعلم �أي�ض ًا �أن هذا العط�ش لي�س مما يفتك ب�صاحبه و�إمنا يزيده نهماً. �ستمر الأيام وبقدر ما �سينهل منها
كانت �سخي ًة على ا�ستحياءٍ ،مقبلة مدبرة ،ال تبادر لكنها ال تتوانى. وعندما ي�شتعل الفتيل ال متنحه فر�صة ليلتقط �أنفا�سه �إال حلظة االنفجار.
تفاصيل
ما �أجمل العبث ب�أدق التفا�صيل.. ال �أحد مينع ..وال �أحد يتمنع.. وال �أنا ..هو �أنا تذكر فقط �أن هذه هي حبيبته.. هي ذاته وملهمته هي من دفعت به قدماً.. وهي الآن معه وله وحده..
�سيظل عط�ش ًا مولع ًا بها. هي ..لي�ست من النوع الذي مينح ارتوا ًء . عذبة هي حد �إ�شعال رغبة تلو رغبة . كل لقاء يغري ب�آخر..
77
ك�أمنا
والطريق م�سار ًا �أعور النهار يتعمد الك�شف عن وكل املارقني جمرد دخان الرحيـــــل مالمح ال�شم�س وك�أنه يفتق الثوب عن ج�سد حمرتق ك�أمنا الليل حني يجفو ك�أمنا البحث عن ابت�سامة يف تفا�صيلها وحظي وغيابها �شيء ي�ضاهي البحث عن معجزه وجه عاب�س ك�أمنا ال�صحراء بق�سوتها تنام على و�سادة جتاورين يتملقني تعبها كل م�ساء تزيد لظاها وحدتي وي�صطاد �صمتها كل احالمي ك�أمنا هي تركل قفا الن�سيان كلما ح�ضرت �أمنياتها العاجزة التي ال تغادر �سور اجلنون �إال حلافةالقهر ك�أمنا جيدها جمرة يف كف �شيطان يقلبها بني الغياب والأوهام ك�أمنا خطوتها تعويذة �ساحر جتعل احلياة لون ًا واحد ًا
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
78
يتناول �صباحاتي كقهوة مرة كخبزة ياب�سة متام ًا كم�أوى للم�شردين
ال ي�ألفني ..ال يطيق وجودي وي�أبى علي الرحيل
كلي
يتحدث عنك حني �أ�شتاقك.. �أحب فيك هذه الأ�صالة التي ال�أجدها لدى �أحد.. ف�أحبك �أكرث وبال حتفظات.. حتى فيما يغ�ضبني منك..
هل أستحقك
�أحبك.. حني �أجدك حتتويني كلي حتى �أطراف �أ�صابعي.. فتجدد جنوين الغايف �إليك.. رمبا �أكون رج ًال ككل الرجال.. ولكني معك �أ�صبح رج ًال خمتلف ًا المر�أة خمتلفة �أي�ضاً.. وك�أمنا كتبت لنا ال�سماء �أن نكون هكذا.. فاتن ــتي حني جتدين حويل بع�ض الن�ساء.. �أود �أن تقويل لهن.. �أنني امر�أته وحده.. وهو خملوق لأجلي فقط..
79
ليلة حالمة
�أر�صفة
ال�شوارع باب يفتح اجلنون على
م�صراعيه.. تثريها �أقدام امل�شائني يف النور �..إلى �صدف.. قد جتعل من الر�صيف متثا ًال ي�سكن زاوية من جنبات الذاكرة بهو�س..
يف �صيف يحتاج �أن يراعى ليحبه النا�س.. الهاربون كرث والباقون �أكرث وبينهما جراح تهفو �إلى بيت ال�ضياع ملبية..
يف �إحدى ا�سرتاحات الر�صيف اململ �أخذت ماء بارد ًا يبلل وجهي امل�صفر من ( زخات الثلج) املت�ساقطة بخجل! كنت على ر�صيف ملتهب �أت�أمل الريا�ض مرت �أنثى مل �أر ج�سدها وال �أعرف تفا�صيله.. عندما حتاول �أن تتنف�س احلب من فقد �أ�صابتني احلمى يف �ضفاف �أج�ساد الأوفياء لها �أو املغلوب على عينيها.. �أمرهم.. عينان ك�أمنا ر�سما ليكونا �آية الإعجاز مل يكن يعني يل ال�سواد املت�أزم الرباين يف الأر�ض.. من الن�سمات الباردة جد ًا يف ر�صيف عينان ترميان ال�سهام دون رحمة الرحمة ال�ساخن.. ومل تكن الأنثى �أي �أنثى هي مزاري ليلة كانت ملطخة باكتئاب مرهق.. كنت �أحاول �أن �أ�ستن�شق ال�ضياع والقهر من جنبات الطريق لأعاقب الزمن على تخبطه
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
80
ك�أنها الريا�ض وهي ت�ستفزنا مع املغيب حني نهم باخلروج .. عينان �أدخالين عناية الر�صيف املركزة
حمرم ًا مبيقات الفتنة ومتمتم ًا بهذيان م�سن ا�ستفزته رائحة املوت يف �صباح �ساكن من كل �شيء� ..سوى من وخزات ج�سد متهالك.. عينان �أوقدتا جمر ًا كان قد رمد.. و�أيقظتا طف ًال يحاول ان يعود �إلى لهوه واليقدر..
كثرية هي الأعني وكثريات هن احل�سناوات �إال �أنها تفوق كل �شيء وتتجاوزه.. �أظنها امر�أة �أتت ب�شق الأنف�س بليلة حتم ًا مل تكن ليلة حلم بالريا�ض..
عينان �أطلقتا �سرب الغرام ليعم الر�صيف بفتنة ويتحرر من قيوده.. عينان يالهما ..وويل ملن وقع بهما.. ن�صف ملحة وكثري من ماء بارد �أح�س�سته بعد �أن ابتل به عنقي.. كان يريد �أن يوقظني من غفوة يف �سكرات عينيها..
81
يف
يف مكان تفوح منه رائحة عطرك زمن لي�س ك�أزمنتي املبتلة وت�سكن زواياه �أطيافك ال�سبعة.. ب�أوجاع وتناهيد.. �أنا اليوم �أراك املليكة ببياض يف مكان لي�س ك�أمكنتي املتدثرة وحدها لأقبلها والبعدها.. بال�سواد.. �أنا بك متيم غارق يف مي امل�سافات البعيدة يف بيا�ض كنت والقمر.. عندما �أجه�ضتنا ال�سنني عنوة يقال ب�أن املرء ير�سم لوحة الفناء كلما اقتادته ال�سنني ب�سال�سل العذابات لرتمي بنا يف تيارات الاللقاء.. ت�ضربه ب�سوط عليه �صبغة بي�ضاء تختار �أنا اليوم يف ح�ضرة عظمة احلب رجل بجرحٍ عظيم بعناية �أين ت�سكن.. ويقال �أي�ضاً ..ب�أن احلب يجعل القلب ينزف حمما بركانيه تزفر يف وجه زمن �صد بال رحمة عن يطوف �سبعة �أ�شواط حول نف�سه قلبينا.. ويخطئ العد فيبد�أ من جديد حتى �أنا يف رحم الع�شق تتهالك �أوردته ،ثم يرمل يف �شوط ذلك الرحم الذي ي�شبه مدينة عذابات ويقف اليتجاوز طيفها.. ويقال كذلك .....ب�أن العا�شق �إن هو مل و�صراعات من ا�ستوطنها �شقي بها.. يحظ بقلب امر�أة َ �أنا الهالك بك املنتظر رحمة امليناء مب�شر ًا ر�آها يوم ًا يف املنام بر�سو �سفينتك.. ك�شم�س تغازل ثلوج ًا يف �سفح اجلبل �سيتحول �إلى مزار يقف عليه العرابون �أنا ال�شقي بك املنت�شي بك .. �أنا من �أحبك ببيا�ض م�ؤبنون.. حتى �ساد البيا�ض كل �شيء .. ولكني رغم تلك الأقاويل كل �شيء ..كل �شيء.. �ضيف ال �أجدين اليوم �سوى ٍ
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
82
يف
ثنايا زمن منحني بع�ض ًا من �أ�ضلعه لأعزف عليها حلن ال�شوق.. ويف بع�ض �أطالل مكان كان يوم ًا مالذ ًا �آمن ًا يحت�ضن وجعي.. وقفت �أت�سابق والذاكرة �أينا ير�سم مالمح الزمان واملكان.. ولأين فا�شل حد ال�سخرية يف الر�سم قاي�ضت الذاكرة ب�أن ال �أجرح خمرجاتها يف مقابل العفو عن ف�شلي و�إبداله ب�أن �أكتب بدل �أن �أر�سم.. جل�ست �إلى �أحد حواجز املكان معي ورقة �صغريه وقلم به بع�ض روح.. كتبت� :إلى هذا املكان وذلك اجلرح مع كثري من الأمل.. �إليه يوم �أن �شهد ميالد الأمل يف ثنايا الزمن الباكر جد ًا على رجل اليحتمل وخز الأمل ل�صغر �سنه..
�إليه وهو يوقد ال�شموع ابتهاج ًا بزياراتي.. �إليه وهو يعيد قلبي �إلى دوامة التجاعيد املتكد�سة يف �أعناق الزمن املتهاوي بي �إلى قاع الأر�ض..
ذاكرة الجرح
�إليه وهو ي�ستلذ بوقفتي املك�سورة وعيني املبتلة.. �إليه مع كثري من ح�شرجة ال�صوت املتهالك وهو ينادي الفرح من بعيد.. �إليه و�أنا اعتدت احل�ضور مع طرق �أبواب احلزن وجرح الأحباب.. �س�ألته :لمِ َ اجلرح يح�ضر من احلبيب؟ �ضحك وقال لأنه يحبك!!.. مللمت �أ�شيائي ون�صف دمعة هطلت وقلم فا�ضت روحه وذاكرة و�ضعت حد ًا ملعاناتها..
83
كلما
غادر ال�شتاء مدينتها.. ك�سرت �أواين الورد .. بكاء الورد و�أخفت مزهرياتها العتيقة �أغلقت الأبواب يف وجه ال�صيف .. و�أ�صمت �أذنيها عن طائراتها املغادرة ال�صيف مو�سم التلويح ف�صل االنتظارات ..و�ساعات الذبول الطويلة.. ال�صيف �شمو�س ال يهمها قلب ملقى على الر�صيف وال تبايل ب�أ�شواق متوت عط�ش ًا على املوانئ املهجورة ال�صيف رحلة بن�صف ابت�سامة بعني واحدة .. وب�شق من قلب يتلهف للعودة ال�صيف كون يتقا�سمه نهار يثور بال�ضجيج.. وليل �ساكن يكاد يفقده ال�صمت ما تبقى من روحه ال�صيف يجعل الورود تبكي ..وهي حتب ورودها جد ًا
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
84
احلياة
م�شارب و�ألوان وم�سالك ودروب ولكي تكون حركتنا فيها �سهلة جميل �أن يكون هناك هادي دليل وذلك الهادي �إما فكرة نتتبع �أثرها ون�ؤمن بها �أو ًال ثم نعمل على تطبيقها بروحنا نحن وقدراتنا نحن
لن�سج �أجمل حياة ال حدود لها وال اجتاه ن�صنع فيه امل�سارات ون�سن فيها القوانني
مع الهادي
الرحلة مع الهادي ثالثة اجتاهات فانظر �أيها ينا�سبك والتحق به ولكن كن حذر ًا ما �إن تكون �أنت وال�شيء و�إما يكون ذلك الهادي �شخ�ص ًا ن�ستلهم �إال �أنت لأنه من الأ�سو�أ �أن ن�سلك طريق ًا منه القدوة وعندما ن�صل نكت�شف �أنه من و�صل هو فيكون مبثابة الوحي لنا ولي�س �أنا نت�صفح �سريته يف خطواتنا ونحر�ص على �أن ال نكون ن�سخ ًا مكررة و�أن �أنا تاهت يف ثنايا الطريق منه فما الفائدة عندما نكون ن�شبه بع�ض! ونقتفي �أثر بع�ض! حينها ال مذاق للحياة وال نكهة وقد يكون الهادي ال �شيء وحينها يكون املجال مفتوح ًا �أكرث
85
يت�سلل
�صوتك مثل احللم صوتك كاللحن امل�سكون بالده�شة الحلم �صوتك … يباغتني .. وبجنون ي�ضحك وهو يالحقني يغلق عليَّ �أبواب الرحيل يفتح �شبابيك احلنني و يجذبني من ردائي
وعندما �أبد�أ ال�صعود �إلى ال�سماء يعيدين �إلى �أر�ض باردة � ..صوتك يرفعني عالي ًا .. يقطع �أنفا�سي ..يغازلني ..وميلأين غرور ًا ثم ي�سقطني يف احلب قطعة قطعة يقول للع�شق هي ملكك فالتهمها..
�صوتك.. يكاد يهوي بي من �شرفة ال�شوق العظيم يحتال عليَّ ..يرخي حباله ويقول برجاءٍ .....ارق�صي ثم ي�أخذين بقوة �إليه �صوتك يقر�ص خا�صرتي ي�سدل �شعري ..يفتق قمي�صي هيا ارق�صي ....ي�شعل �شموع ًا وينفث ويتنف�س ب�صدري..يقول للأ�شياء مو�سيقى غادري فت�شهق اجلدران ..وتغم�ض امل�صابيح ويخادعني« ب�أنتِ جميلتي» يقف جانب ًا ..ويعلن �شارة البدء عينيها ويبت�سم يل ..ال تتوقفي وارق�صي.. ي�ضمني �إلى رغبته بكلتا يديه حتى �أكاد �أغيب كال�شم�س يف �أح�ضانه �صوتك كاالرتباكات التي ت�ؤخرين .. وت�صبح الدنيا لي ًال تهم�س به جنوم وكاخلطوات اخلجلى التي متيلني هنا كثرية وهناك كلها تقول اقرتبي �أكرث
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
86
�صوتك يجعلني يف حلظة !.. ا�ستبيح دم الن�شوة يف ج�سدك اقرر �أن �أكون �أنثى ثائرة �أنزع كل �شيء �إال روحي �أبلل تفا�صيلي بعطر فاتن �أقرع الأر�ض بقدمي مرتني مرة لرتاين ..ومرة لتجن بي و�أفرد ذراعي ..فيبد�أ مو�سم املعجزات.. �صوتك حني يريد ي�أتي ..وحني يرغب.. يغادر.. يدخل من �شقوق ال�صمت ويخرج من ثقب ال�ضجيج �صوتك امللون باحلب والقوة واال�شتهاء �صوتك اخلالد� ..صوتك احلياة� ..صوتك اجلنة بربك قل له �أن يرفق بي.. وي�أتي كل يوم ولكن الجتعله يباغتني..
87
احلزن
يطرق نوافذ ال�صباحات.. يا مدينة تلك ال�صباحات التي المالئكة كانت تعج بها وب�ضحكاتها وحكاية م�سائها.. احلزن �أي�ض ًا يكتب رواية الفراق على �أر�صفة الريا�ض املك�سورة.. ولأن احلزن كان عنوان ًا لها قبل ال�سفر فلم يربح �أمكنتها وظل يعطر م�ساحات الأمكنة وك�أنه هو الآخر ي�شتاقها.. عندما تغيب يغيب كل �شيء.. وعندما حت�ضر يح�ضر كل �شيء.. معادلتها ال�صعبة يف احل�ضور والغياب �إعجاز وحدها متتلكه.. ليتها تقر�أ الغياب يف مر�آتنا لتعلم كم �أخاف عليها .. ليتها تدلف �إلى �أ�سوار احلرمان لتكت�شف �أن بعدها ين�سج ف�ضاء ملوث ًا ببكترييا امل�سافات البعيدة..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
88
�أيا مدينة املالئكة ار�سمي لها قو�س قزح و�أ�سكنيه عينها.. ليتك تفتحي لها �أبوابك الفرائحية لتغ�سل بها �أوجاع عام كامل وت�سلخ جلدها امللطخ بدماء مل ترحم طهرها.. ليتك تكتبينها رواية حاملة يف �صباح من �صباحاتك النرية وحتتوينها.. ليتك متطرين على قلبها �سي ًال من قطرات �شوق الأمكنة امللتاعة.. ليتك تفعلي كل ماي�سعدها ويظهر ابت�سامتها.. ليت ياليت يامدينة املالئكة..
احلياة
�سطور.. يف �أحد �أ�سطرها ت�سكن هي بعيد ًا عن وهج ال�شم�س..
كنت �أبحث يوم ًا يف �أ�سطر رواية باذخة الو�صف لأنثى جترعت غياب حبيبها ومن ثم �ألقت به خلف ال�شم�س.. كنت �أبحث لأين م�ؤمن �أن يل امر�أة �أوجدتها يف �سطر من عبث �أحريف ومل ت�ؤمن هي ب�أن هذا ال�سطر هو بيتها.. كانت جملة ثم عبث بها �شوقي و�أ�صبحت كلمات ثم ق�سا عليها نب�ضي فكانت كلمة.. اليوم يتخا�صم عليها حنني رجل مك�سور وكربياء عا�شق موجوع
حتى باتت يف ال�سطر نقطة.. ومن تلك النقطة يفوح عبري لها وحدها هي ... يحاول �أن يبحث يف ف�ضاءاتها املتغيبة والشمس �إلى ماوراء �شم�س �صيفها احلارقة ليقول لها �إنني �أ�شيد بيت ًا خلف ال�شم�س �إن هي �أرادت ال�سكنى.. نقطة ال�سطر احلاملة �ستظل نقطة حتى يعرث على عطر يفيقه من غيبوبة الع�شق التائه بك و�إليك.. نقطة ال�سطر جمرد نقطة ولكن هو احلب عندما يجن يبد�أ من نقطة.. برب نقاط الكون كلها وروايات الأ�سى كلها اهجري ال�شم�س ..وعودي ل�سطر يفقد وهجه يف غيابك.. حبيبتي ..ال�سطر ...و�أنا ...والنقطة �أيتامك املكلومني..
89
امل�شهد
�ضرب من خيال جمنون.. هي ...وحدها ووجهها يحدث �شرخ ًا يف علو البلورة ي�صل �إلى املئتي قدم عن �سطح الأر�ض.. �أما �أنا فلم �أكن �أحتمل حديث عينيها الفاتنتني يف الأر�ض فكيف �أحتملهما قرب ال�سماء؟
�س�ألتها وهي تت�أمل بعنف وجه الريا�ض الغارق يف فتنة الغروب: �أيهما �أجمل �أنا �أم الريا�ض حلظة الغروب؟ �سكتت!!.. ثم �أماطت اخلمار عن وجهها وقالت بعد ارت�شاف �شيء من قهوتها: ال تقحم نف�سك يف املقارنات ف�أنت فوق اجلمال .. مل �أكن لأرى هذا اجلمال لو مل تكن �إلى جواري اليوم..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
90
ابت�سمت بن�شوة وبد�أت �أخاطب عقلها من وتر احللم بامل�شهد امل�ؤجج مل�شاعرها.. وا�سرت�سلت.. �أنا رجل ي�سكنه طفل مدلل يبحث عن �أ�سئلة ي�صنع من خاللها كعكة فرح ويلتهم منها ماي�شبع غرائزه الطفولية لريى كل �شيء يجيء كاحللم واليغادر.. �أتدرين .. �أنا هنا اليوم لأقول �إنك الأنثى التي ت�ستحق �أن �أ�صنع من �أجلها احلدث و�أترك لها قراءة التفا�صيل �أثناء وبعد.. �أتدرين �أي�ضاً.. �أنا هنا اليوم �أ�سجل اعرتافاتي
بكثري من اخلطايا يف حماولة ال�ستدراج قلبك لأن ي�صفح وير�ضى.. ال�شيء ميلأ الدنيا كابت�سامتك.. وال �شيء يعيد توازين كلمحة فرح �أقر�أها بعينيك.. وال �شيء ي�شبهك وي�صل �إلى حدودك.. �أنت ا�ستثناء رغم كل �أوجه الإعراب املتناثرة بني يديك.. و�أنت احلقيقة التي ت�سكن هذا العلو لتمنحه كل هذا اجلمال.. ولأن ذلك كله ي�شبه الغروب وهو ير�سم مالمح البهجة لأفق منهك من �أخطائنا رغم الأمل ف�أنت ت�شبهني الغروب كثرياً..
ذكرانا.. �شكر ًا حللم جاء حقيقه ورف�ض �أن يغادر رغم انق�ضاء زمنه.. والآن قبل �أن نغادر املكان �س�أعيد ال�س�ؤال بوجه �آخر: �أيهما �أجمل �أنا �أم فجر العيد؟ �ضحكت و�أجابت بكلمة واحده: «�أنا» وا�ستغرق الطفل بداخلي يف البكاء..
�شكر ًا لأنك هنا ولأنك هناك.. �شكر ًا �أفق يجمعنا وبلورة حتت�ضن
91
يف
�أروقة ال�سهد و�أنني املرايا.. يف غياهب احلنني وجلة الصوت الأ�شواق.. الجريح يف بع�ض �أ�سطر وكل الزوايا.. يف اليم وحول ال�شط وقرب ال�شم�س وو�سط القمر.. يف املدن البالية والقرى املعدمة.. يف قلوب الب�شر ويف حناجر ال�ضجر.. يف الثلث الأخري من النزف ويف فجة التعب املرمتي يف �أح�ضان الأرامل.. �أجر ال�صوت متهالك ًا متح�شرج ًا ت�سكنه العربة املت�أججة بكربياء راف�ضة الولوج يف مدن النور.. ياوجهك الغائب بني زحام الغث وال�سمني.. يانورك امل�ست�سلم لرحمة �شمعة ترق�ص بومي�ضها �إلى رحلة املوت.. ياعينيك وقلبك وج�سدك.. يا جرحي العابث بتفا�صيل اللقاء وبي.. ياه ياذاك اللقاء� ..أتذكرين؟ يومها كنت �أتو�سل ل�ساعتك �أن تغفو وال
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
92
ت�سابق الزمن لأنك �أعرتها اهتمام ًا يفوق جمال اللحظة.. ويومها �أي�ض ًا كانت كفي ترتع�ش وهي تناجي �شريان احلب .. بربك من �أين �أبد�أ؟ من ذلك اللقاء؟ �أم من وخزة احلب التي بهت بريقها؟ من رق�صات احلب ال�ساخنة �أم من عذابات ال�شوق املتالحقة؟ من �سورك املحفوف بكل موانع ال�شوق �أم من خ�صرك املرمتي يف �إجاباتك املبهمة؟ من ر�سالة الرحيل �أم من احت�ضار املحاوالت القتحام نافذتك؟ من احلظ الذي مل ي�سمح لنف�سه �أن مينحني ابت�سامة الر�ضا �أم من بع�ضي حني ق�سا على كلي؟ ال �أعرف �شيئ ًا وكل ما �أعرفه �أين �أجر ال�صوت يف كل الدروب بحث ًا عن وطنك .. عن قلبك ..عن عينيك.. عن فنجان قهوة يجمعنا و�شريان حب مينح كفي رع�شة تليق..
يا
كل هذا ال�ضجيج بر�أ�سي.. و�أ�ضعافه حويل.. يامنتهى النظر وحدته.. يا �شغبه اللذيذ واملمتع.. ياخ�صرها وعينيها.. وبع�ض ًا من نحرها.. كنت حول احلمى ورتعت.. كن ك�سقر.. وكنت املحتفي بجحيم �سقر.. �أوم�أت لها فلم تدرك.. فعانقت فهمها و�أوحيت له �أن تخ�صني عيناها بنظرة.. فقط نظرة.. دورة �أخرى ويف «باري�س غالريي» ا�ستوعبت رجائي.. زاحمها �شغبي على عطر تتو�سل له �أن يقنعها ب�شذاه..
لي�س بعد.. انقاد كل �شيء َّيف يتبعها وي�صر على عناق ج�سدها..
فقط لمحه
قبل البوابة وقفت كما تقف عار�ضة �أزياء ت�شتهي الأقم�شة ج�سدها.. يل فقد مل تكن عيناها وحدها تنظر �إ َّ كان خلف �ساعدها �صدرها ميعن النظر.. وفخذ مت�أمل من حب�س انفرادي يطل من �شرفة العباءة.. و�سهم مايزال حتى الرمق الأخري من احلرف يعبث بخا�صرتي.. وتاهت يف الزحام مع موكب ال�سيارات..
بقربها هم�ست لها الآن.. ودون �أن تعري احتمايل لها اهتمام ًا �أجابتني دون نظر..
93
�أتذكر
قارئة الفنجان
�أين ر�سمت حورية وا�ست�شفيت مالحمها من �أفق تتزاحم فيه الغيوم كا�سرة بذلك ح�ضور ال�شم�س.. �أم�ضيت وقت ًا طوي ًال عند �شرفة وجهها �أت�أمل حماولة ال�شط الختطافها.. داهمني اخلوف على خ�صلة �شعرها القريبة من عبث ال�شط ف�أقمت جدار ًا من الطني.. ور�سمت بذات العود جي�ش ًا من الأفذاذ ليحر�سوها.. على جانبي الأمين ا�ستلقيت متكئ ًا على راحة يدي اليمنى وا�ستغرقت يف متابعة حماوالت االخرتاق البائ�سة.. يف زحف ال�ساد�سة لعناق وهج ال�سابعة وانتعا�شة الذاكرة امل�ستلقية رغم ًا عنها �إلى م�ستقر �أجدت ر�سمه باحرتافية متناهية �أ�سفل �شفتها ال�سفلى
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
94
ذلك املكان الذي هم�ست لها يوم ًا ب�أن اهلل ي�سكن يف الب�شر رموز ًا يجعلها �سبب ًا يف التميز.. وهذا هو رمزك و�أ�شرت �إليه بقبلة �ساخنة.. كل ما �أتذكره حول تلك اللحظة �أنها انقب�ضت وا�سرتخت يف ذات الوقت وكل ماتتذكره هي �أنها قبلتها الأولى.. عندما بد�أت ال�سابعة تخرتق حواجز الزمن جاء �صوتها املتعب من خلف نافذة احللم : «هاه ياقلبي قريت امل�سج»؟ حفظته� ...سمعني �أدرت لها «قارئة الفنجان» من امل�سجل وو�ضعت الهاتف وا�ستلقيت �أت�أملها يف خيايل تداعب بزهو خ�صالت �شعرها ومترر �أناملها املوزونة على وجنتيها
حين ًا و�صدرها حين ًا �آخر.. انتهت الأغنية وعدت لها و�إذ هي يف �سكرات احلب غارقة بلذة.. بن�صف �ضحكة قالت :كلماتك هي �إح�سا�سي ولكن عد �إلى امل�سج واقر�أه جيد ًا هي �إح�سا�سي و�أنت كل حوا�سي بربك �أل�ست فنجان قهوتي وقارئته.. لو تعلمني كيف �إذا جن الليل ر�أيتك تن�سلني من غ�صن �شجرة �أ�صلها ثابت وفرعها يف قلبي متطرين علي ب�سنابل من نور وترمتني على ج�سدي كقطرات مطر وتلتهميني وتثملني..
عندما يخرتقه �صوتك الهادئ املختبئ خلف ن�شوه.. ليتك ت�ؤمنني �أن القلب خارج اخلدمة لأنك خارج �سوره العظيم.. ليتك هنا بني رم�شني وو�سط عينني ويحت�ضنك قلب واحد.. ليتك فقط ترين انك�ساري عندما ينتهي الليل و�أنت غائبه.. غ�ضب غيمتني كان كفيال لأن يربك ا�ستلقائي و�أجدين مبتال باملطر وجي�ش احلرا�سة قد غرقوا يف اليم واحلورية اختطفت عنوه.. �أما �أنا فراق�صت املطر وحليم و�سيدة تقر�أ الفنجان وتكذب..
ليتك تعلمني �أن كل الن�ساء بك وكلك بهن.. ليتك تدركني �أين �أحببت الليل لأنه نافذتي الوحيدة �إليك
95
هي
خلف الباب
متوقف ن�صفها الأمين عن احلياة هو �سيدخل غرفة العمليات غد ًا الورم الذي يحتجز ر�أ�سه رهينة يهدد ويتوعد ومل يبق �أمام �سلطته �أي حيلة تطلب الكر�سي املتحرك لت�صل �إلى غرفته مل يكن �أحد بالقرب ال �أحد يرى اخلوف الذي يبعرث نب�ضها ال يهتم �أحد بارتعا�ش الظالم يف عينيها ال�شم�س رحلت والغد قريب وال �أحد بالقرب تثق بن�صفها الآخر ،وتعتمد عليه ت�سقط يدها بعيد ًا عنها مت�سك بتالبيب قلبها ..و مت�ضي بن�صف خطوة تن�سى �أن لها ج�سد ًا يزحف وتذكر �أن روح ًا تخ�صها
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
96
ت�سكن غرفة جماورة.. الطبيبة ت�أتي كب�شارة ،ت�سندها تقدم لها يد ًا من حلم ،و جناحي �أمل تهم�س لها ..ماذا الآن؟! «فقط خذيني �إليه ال �أريد �أن �أنتظر حتى ي�سلبه الهذيان ال �أريد �أن �أبقى حتى ي�سرقه الغياب يل بعد الغد لن �أحتمل لو مل يتعرف �إ َّ فقد وعدته بليلة ع�شق وارتواء خذيني �إليه فالغد يطرق النافذة والقدر على الأبواب» جتل�س على كر�سيها ..تزينها الطبيبة ، ت�سدل لها �شعرها حت�ضرها لتكون �أكرث ن�ساء احلب فتنة ت�ضع وردة حمراء يف يدها وت�س�ألها ..هل �أنتِ واثقة؟ الطبيب هنا يف زاوية قريبة ينتظر ت�س�ألهما هل فعلتماها قبالً؟ فرتد الطبيبة :وهل فعلتماها �أنتما
قبالً؟ تهز ر�أ�سها بالنفي ..وتقول كان وعد ًا و الوعد ي�ستحق الوفاء تعاود وت�س�أل ..كيف هو ال�شعور ؟ يجيبها الطبيب �أنه �ساحر مع ج�سد يفهمك. يف غرفة بامل�ست�شفى يكون للمذاق الأول تاريخه الطبيبان حار�سان ...وخلف الباب �آهات وويالت ....قلب يخفق .. و�أطراف ترجتف خلف الباب ...حفيف ريح ومتتمة �أغ�صان خلف الباب� ...شمعة توقد و�أخرى تنطفئ حتى تو�سد الليلُ ال�صمتَ ...ونام يف الغد يذهب هو لل�سماء وتذوب هي يف �أر�ض بال ماء
97
ا�ستفز
عشني فقط
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
98
حبها يف يومه امللكي ..ونادت با�سمه كما الهيبة يف بالط �سلطان.. فهب فزع ًا كما الغزال حتى �إذا ما ح�ضر لها يف �أر�ض مل تر نورهما بعد ..وقفت ..تقدمت له.. ال�شارد .. انحنت بف�ستانها الأ�سود قلي ًال فغدت �أطرافه لب�سها كل الده�شة .. مع الأر�ض يف قبلة ع�شق تبتلع الأفواه .. و�س�ألت نف�سها �أتراها ق�صرت يف حق ت�أملته لأول مرة بطريقة خمتلفة ..كانت غرور حبهما فلم ت�شبعه ؟؟ توبخ نف�سها .. �أخذت من الدنيا كل اجلمال .. وجمعت طيب الندى من على جدر بيوت وت�ضرب �أنوثتها بكل الأ�سواط .. ت�سرتجع حبه فتدلل رمو�ش عينيها يف الطني القدمية فكان الأثري.. �إغما�ضة تزيد الع�شق ال �شك .. و�أ�شعلت يف كل الأرجاء �شموع ًا .. �أخذت يديه كما �أنه عهد الزمان وقالت له : و�ألب�ست الكون من «الدانتيل» حل ًال .. �ألغت احلر ونفت الربد وم�سحت الربيع و مل �أع�شق �أنوثتي �إال لرجولتك .. ومل �أبحث يف عينيَّ �إال لأنها ر�أتك .. حذفت اخلريف ومل �أكرتث لهما �إال لأنك ر�أيت فيهما عامل ًا ور�سمت ف�ص ًال خام�س ًا يليق باال�ستعداد �آخر.. له.. �أتراها نف�سي فقط ..بل هو الكون والع�شق ارتدت كل اجلمال ..وجتملت بكل والزمان .. الفخامة ..وتعطرت با�سمه .. ف�أ�صبحت فتنة تغفو على حافتها كل ن�ساء مل يكونا يف هذه الدنيا ومع ه�ؤالء الب�شر �إال لأنك كنت من الع�شق معلمه.. الأر�ض.. قر�أته للحرف فات�سق على �سطور �أ�سكرت عندما ر�أت �أنها غدت مع املكان بدون ك�أ�س و�أججت بدون �شرار .. الأ�سطورة.. �شيئ ًا يليق با�ستقباله ..فتحت م�صراعني ..ور�سمته للطري فتلونت ب�أوراق الهدايا يف
�أعياد احلب .. بل ت�سامى لي�صبح على �أوراق التقاومي.. يقلبها الع�شاق يف انتظار املواعيد �أو ا�سرتجاع الذكريات .. و�أنا بني �أويل معك و�آخري �أراين كلمة مل تقر�أ �إال بني �شفتيك .. وطل�سم عتيق مل يفك �شفرته �إال �أنت.. �أرجوحة ال�صباح ذو الغيم ..ولوحات ال�سهر يف م�ساء فاخر .. ووردة اكت�سبت ذهبية ال�ضوء من �شمعة �أ�شعلها حبك.. لذا كن متبخرتاً� ..أ�سكن الزهو.. فهناك روح ل�شوقها �صوتك ..وقلب لنب�ضه حبك.. وريحانة عمر لأجلك �شذاها ..يف �إ�شراقتك يكتب على �أوراق ال�شجر الفرح.. حيث ت�سعد دودة القز وين�سج احلرير .. ويطيب �شدو البالبل كالغزل بني الأحباب.. وتتالمع على �شوارع املدينة الأمطار.. حيث طفل وطفلة يلهوان حتت املطر عند مفارق الطريق وحتت �سور الب�ستان.. يجهالن �أنهما ير�سمان حب العمر �إذ ابتد�أ
منذ ال�صبا.. و�أنا معك مل ابتدئ منذ ال�صبا ولكني �أحببتك حب ال�صبا وع�شقتك ع�شق ال�شباب .. ثم بعد ال�شباب .. �أن�ضجت قلمي وقلبي و�أنوثتي و�أ�صبحت �أر�شف احلب معك ك�أ�س ًا على مائدة احلرف .. �أتذوق احلياة معك ثمرة من �أروع جنى املوا�سم.. واحب�س ن�شوة ج�سد ت�أبى �إال �أنت .. تثور ثم تتذكر الذنب فتنك�سر �أل�سنة لهبها ويبقى منها متقد اجلمر ي�صطلي به حرمان ج�سدي و�أتلذذ.. و�أرنو ل�شعر �أبي�ض وكهولة ي�شيخ فيها العمر ويبقى حبك يف قلبي �شباب.. �سكتت ثم رفعت �إليه ر�أ�سها تقر�ؤه وك�أن الكالم كله ال يكفيها لتحكي عنه .. تابعت بقوة :ا�سكت �أنانيتك ..اركبني قارب ًا � ..أنزلني من �أرجوحة .. �أجل�سني على تل ..ا�سحبني بهذا الغجري من العامل.. �أوقف كل �شيء متى تريد .. فقط ا�سمعني .. ف�أنا لك �أكرث من نف�سك لك و�أكرث من نف�سي يل.. فقط ع�شني ..ع�شني فقط
99
ثورة الحواس
ماذا
لو �صحوت يوم ًا ووجدت ثورة يف اع�ضائك
عليك!.. فالعني ال تريدك �أن ترى و�أذناك ت�أبى عليك �أن ت�سمع و�أنفك يرف�ض �أن ت�ستن�شق �شيئ ًا ويدك ت�ستع�صي �أن تلم�س �أي كائن ورجالك ال تريدان خلطواتك احلركة وقلبك يغلق عليه حجراته فال نب�ض وال خفقان دائماً ..تكون الثورة واالنقالبات من اخلارج وحينها ي�ستنفر الداخل كل قواته ومينح الوطن واجل�سد الأمن والأمان لكن عندما يثور الداخل حينها �سنفقد كل �شيءٍ لذا لنتفقد حوا�سنا جيد ًا ولنمنحها ما يليق بها وال نركن �أنها لن تثور يوم ًا البد من داللها وحفاوة بها
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
100
وفرح م�ستدام لأجلها البد �أن ت�شعر انها املف�ضلة لديك وانها فخرك وافتخارك ج�سدنا وتفا�صيلنا �أمانة البد �أن ن�صونها حب ًا وعرفان ًا ليبارك اهلل فيها طول العمر
متى
ما �ضاقت عليك الدنيا واختلطت جهاتها الأربع ابحث عن �ضحكة طفل.. واجعله ي�سرقك من اجتاهاتك وم�ساراتك وحدهم الأطفال ت�سريهم الفطرة ومن ي�سلك فطرة الأطفال حتما �سي�صل اغم�ض عينيك لفرتة وا�سال نف�سك كم متنح يف يومك من وقت لأجل طفل لي�س �شرط ًا �أن يكون هذا الطفل ابن ًا لك �أو ابنة بل اجعله جمرد ًا من كل التزام فقط ..طفل للطفولة والرباءة لو مينح العامل الفر�صة للأطفال النتهت جل م�شاكله و�أزماته جربها مرة عندما متر ب�أزمة ا�ستفتِ طفلك يف حلها وانظر مباذا ي�شري عليك.. الطفل رحمة وهدية فال نحرم �أنف�سنا منها كثرياً..
استفت طفلك
101
آخر قراري
ي�أتي
مت�أخر ًا كالعادة.. يحاول �أن ي�صنع فرقا يف حياة كانت هي ذات احلياة التي �أهملها.. قبل �أيام �أخفق يف ترجمة ماي�سميه ع�شقاً.. عندما اقتحم �صندوق الربيد الوارد يف �إمييلي لي�ضع فيه ر�سالة مل �أعرف �إلى هذا الوقت ما الفرق بني �أولها و�آخرها.. قر�أتها مئة مرة لعلي �أجد فيها ما يجعلني �أ�ؤمن بعودته.. و�أغفر له ..ويف كل مرة �أدمع كراهية و�أبتل �أملاً.. كنت �أحدث نف�سي برد �أقول فيه كل �شيء.. فكتبت :لن �أبد�أ بديباجة الع�شاق و�أنت مل تعد كذلك اليوم.. لن �أتكرم ب�ألقاب ك�شف الزمن زيف
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
102
�شعاراتك وخطاك فلم تعد ت�ستحقها.. �س�أبد�أ اليوم بكلمة الرحيل لتكون هذه الأحرف جماز ًا هي م�سمار نع�شك الأخري و�أنا �أ�شيعه �إلى مثواه الأخري بعيد ًا عن مدين البي�ضاء التي كدت متل�ؤها �سواداً.. كنت لك بكل �شيء ..وب�أي �شيء.. ومل ترد �أن تكون كذلك.. اليوم حتاول بهمجية �أن نعود.. يا�سوادك املمتد من �سفح اجلبل �إلى عروق ال�شجر.. العابث بحلم الطري و�أنفا�س الزهر.. القاتل لطموح الأر�ض يف �أن تتقبل العي�ش.. املكرث من الظلمة وال�شحيح بال�ضياء.. وداع ًا حيث ال �أراك وال �أذكرك.. وداع ًا حيث متوت اليوم هاهنا.. وداع ًا ب�آخر قرار نطقت به حمكمة قلبي العادله �أو رمبا الرحيمة..
وداع ًا و�إن مل تفهمها ..وداع ًا و�إن مل تتقبلها.. �آخر قراري ي�شبه كثري ًا نع�شك الأ�سود املليء بعبثك طوال �سنني .. خذه ومن فيه بني جراحك املهداة يل قد تفيق من رائحة الدماء يف �أركانه وتدرك كم �أنت ظامل.. و�إن �أدركت التفكر بالعودة فال جمال لنق�ض احلكم وال اال�ستئناف..
103
هل
فكرنا �أن نت�ساءل مما نريد �أن ن�أخذ �إجازة!.. االجازة عندما من وجوه و�أماكن تأتي �أم .....من التزام وم�س�ؤولية هل ن�أخذها لرنتاح �أم ...ن�أخذها لنفت�ش عن ذواتنا الإجازة البد �أن تكون �إجازة من كل �شيء العقل اجل�سد االلتزام النا�س املكان الزمان ال �أحد يقر�أ الإجازة كما يجب لذا جند كثريين ي�ضيعونها يف نوم فقط وك�أن االجازة ما �أتت �إال لهذا من ي�شقى يف �إجازته ..م�سكني من تزداد م�س�ؤولياته يف �إجازته.. م�سكني من اليعود بعد الإجازة �شخ�ص ًا �آخر.. م�سكني
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
104
هل فكر الأب �أن ي�سلم م�س�ؤولية البيت �إلى ابنه الأكرب وي�أخذ هو �إجازة من الأبويَّة لفرتة..؟ هل فكرت الأم� ..أن تعود �صبية لتعبث وتن�سى �أنها �أم..؟ نحن ال نقر�أ الإجازة جيد ًا وال نخطط لها لذا تروح وجتيء دون �أن متنحنا �إك�سريها القوي من هذا املنرب اجعلوا ..الإجازة �إجازة من كل �شيء ..كل �شيء �إال ..اهلل!
احلياة
لي�ست جمرد لونني � أ�سود و �أبي�ض بل تتعداها لكل الألوان بل انك مبهارتك وتذوقك ت�صنع اللون الذي حتب..
ال�سعيد من يعرف كيف يختار اللون ومتى و�أين وقبل كل �شيء ملاذا..
الألوان متنح ر�ؤى جديدة للم�سارات واالجتاهات ال تنظر �إليها كجمادات اللون الأبي�ض لي�س نا�صع ًا للحياة دائم ًا بل �إلى �أنها حيوات لناظريها وبالألوان �أ�صبح البيا�ض تهمة و�سلب ًا للحقوق عند ..الدنيا حلوة البع�ض.. واللون الأ�سود يجعل منظارنا للحياة �أ�شد �أملا و�أقل تفا�ؤ ًال اللون الرمادي جماله يف �أنه مينحك فر�صة للتغيري للمنطقة الأف�ضل �أو يجعلك تتقهقر للمنطقة ال�سوداء
الحياة .. ألوان
الرمادي لي�س هرب ًا �أو تخاذ ًال بل هو م�ساحة لقرار جديد والتقاط الأنفا�س لرك�ض �آخر وت�أتي بقية الألوان يف مواكب خمتلفة
105
دمها... حكاية كُ برى
ماهي
ف�صيلته؟! و�أي درجات الأحمر هو
لونه؟! مل تكن تلك الأ�سئلة تعني �شيئ ًا بالن�سبة �إلى حمتوى اهتماماتي بقدر ما كان الغ�ضب يتملكني على �إجبار دمها كراهية مغادرة ج�سدها.. ياج�سدها املر�سوم بري�شة باهظة الفن.. ياج�سدها الذي يحوي تفا�صيل الع�شق من �ألف احلب �إلى ياء الفتنة.. يادمها ال�سابح بي يف �أفياء وطنها.. يابع�ض خاليا حمراء وبي�ضاء ورق�صات بينهما ت�أ�سرين و�أنا �أ�سري بني دفاع وهجوم.. ياقطراتها التي �أجربت على النزوح والإجالء من ج�سدها �إلى غيبيات املحاليل.. من يدل قلبي على قطرات تئن من
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
106
الفقد؟! �أود �أن �أحت�سيها قهوة تعانق «تويك�سا» ليجتمعا مع ًا يف �ضيافتي.. �أ�شتاق حلمرته هكذا �أتخيله و�إن مل �أره �شوق اخلاليا لبع�ضها حني يلتئم اجلرح.. �أ�شتاق لكلها ولإبرة جارت على عروقها.. يادمها ال�ساكن يف ذاكرتي من �أول ال�شريان لهاوية اجل�سد.
كنا
معاً ...ننام على و�سادة الن�سيان ون�صحو على دنيا بال �أحالم كان يفوتنا الإ�شراق ومير علينا الغروب دون وداع
سواها
وفج�أة ...دون �أدنى �إ�شارة فتح �أوردته ...خرج كا�شف ًا �أمنيته ارجتافاته تلك �أعرفها ثم �ألقى يف �صدري اعرتافه الكبري و�أغرقني بـ ـ «�أحببتهُ» يا اهلل ..لي�س الآن لي�س بعد ماكان بربك ياقلب …�ألي�س من حيلة!.. قب�ض على نب�ضه احت�سى ك�أ�سه … ودندن ق�صيدته عرفت من رع�شة الفرح يف عينيه وابت�سامته اخلجولة تلك �أنه�« ... سواها ..وما طاعني»
107
اتحداك
تُرى
كيف تقر�أ التحدي ..؟ و ما ال�صدى ل ـ « احتداك» يف حياتك!.. هل تعده اثبات ًا لقدراتك!.. �أم ت�أكيد ًا ل�ضعف غريك!.. � أم �أنك به تفتح �أبواب ًا مل تفتح قبل.. ومتار�س التجربة املولعة بالده�شة وتُفاجئ الآخرين بك ..و ب�أنف�سهم !..
يهزموك ..والآخرون التي كل هزائمك معهم انت�صارات وقل لنف�سك ..من �س�أحتدى اليوم ..؟! من� سيكون املتناف�س �ضدي!.. ومن ذاك الذي �س�أنت�صر عليه !..ومن هو الذي �سيجعلني �أطري فرح ًا بغلبته عليَّ !..
ما ر�أيك يف �أن حتاول اليوم � أن حت�صي هل �س�أحتدى الأم�س و�أرتقي فوق ج�سده لأ�صل �إلى غدٍ �أنا �أريده!.. التحديات بحياتك �أم هل �س�أحتدى ظنوين وهواج�سي .. الأجمل منها و�أخو�ض جتربة جديدة ولن يعنيني الأقوى الفوز.. الأ�شقى بقدر ما تعنيني حالوة التجربة ..ولذة الأكرث فتنة املغامرة!.. الأكرث غرور ًا الأ�شد خيبة !!.. عني �أنا رمبا � أفكر اليوم بتحدي عينيها !.. وما ر�أيك �أن تتحدث و�س�أهتم ب�أن �أغرقها �شوق ًا وحنين ًا عن كل خ�صومك� ، أولئك الذين ثم �أبللها بالو�صل ..و�أطبق اجلفنني تغتاظ منهم والذين حتبهم … والذين ال ميكن �أن على قلبي و�أك�سر �سواد الغياب فوق
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
108
رم�شيها ورمبا � أذهب للتناف�س على ر�سم ابت�سامة يف طريقها� ..أو �أفوز بر�ضا من� شفتيها!! ال ال � ..أظنه �سيكفيني �أن � أجعلها تردد وبطريقتي ال�شقية جملتها التي �أع�شقها.. «�أحتداك تلقى �أحد ًا مثلي»!..
109
انت هل تعرف أنت
هل
�صحوت ال�صبح يوم ًا ونظرت يف املر�آة وقلت من �أنا..؟ هل نظرت �إليها ..وتعرفت عليك �أنت..؟ هل ت�شعر �أنك �أنت..؟ من �أكرث �شيء ي�صدقك �أنت!!.. لن جتد �أف�ضل من قلبك وعقلك يخربانك من �أنت البد كل حني ن�س�أل �أنف�سنا هذه الأ�سئلة..؟ من �أنا..؟ هل �أنا�..أنا..؟ ملاذا �أنا ل�ست �أنا..؟ كيف اكون �أنا �أنا..؟ متى �س�أ�صبح �أنا..؟ فهذه الأ�سئلة كفيلة بتجديد مناهجك وم�شارقك ومغاربك ما يجب �أن تعرفه �إن قلة يعرفون من هم
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
110
لذا لي�س عيب ًا ان نبحث عن �إجابة..؟ دائم ًا احلياة تبد�أ ب�س�ؤال ..وعندما جند �إجابة فحينها نحن يف حاجة ل�س�ؤال جديد وقبل اخلتام ت�أكد �أنك اذا عرفت من �أنت ب�سرعة حينها ..تكون �أنت ل�ست �أنت فال تتاخر وابحث عنك �أنت !..الآن..
�ضمن
اهلل تعالى لنا اخلري يف كل �أمورنا منحنا الالفتات ..و�سخر لنا اخليارات جعل لنا من رحمته ن�صيب كبري لكننا ن�صر على تعذيب �ضمائرنا وعلى اف�ساد حياتنا وحياة من نحبهم ب�أيدينا نحزن حني ال يكون �أحبتنا على منهجنا الذي ن�ؤمن به ونكابد لأجل �أن يروا احلياة ب�أعيننا وحين ًا نتعاظم على كونهم ب�ش ٌر مثلنا ون�ستنكر عليهم ان يجربوا ويخطئوا ون�أبى �أن يخو�ضوا ما خ�ضنا لي�س لأننا نكرههم ولكن لأن حبنا لهم يغ�ض اب�صارنا عن منهج رباين عظيم فحرية االختيار … من �أجمل ما يتعامل به اهلل تعالى مع عباده �أخرب �آدم وزوجه عن ال�شجرة …
وتركهما ومل مينعهما عن اخلط�أ.. ثم منحهما خيارهما … الذي به هبطا �إلى الأر�ض.. �إننا لن منلك القدرة على ر�سم حياة �أحبتنا كما نحب لهم لكننا ن�ستطيع ممار�سة حياة جيدة معهم و�أمامهم فالتعليم باملمار�سة �أكرث واجدى نفع ًا من التلقني والتنظري اململ
تراويح
كن �أجمل معهم ،وبهم وال تق�سو على نف�سك حني يخفقون وال تظنه ف�ش ًال لك امنحهم االعذار وقدم لهم البدائل بطريقة االختيار من املمكنات واملحبوبات من الأمور وتذكر �أن: اهلل يهدي من ي�شاء تذكر ذلك جيد ًا لي�ستقيم الأمر لك ولهم ..
111
هذا
امل�ساء �أتى على غري العادة.. ال تبكي.. أرجوك كنت معها ومل تكن هي معي.. كنت �أت�أمل مطرها .. وال �أرق�ص مع حباته.. حاولت �أن �أتو�سل �إلى �سماء عينيها ليتوقف املطر.. ف�أر�ض قلبي بد�أت تغرق.. مل تبكني ومن املت�سبب؟! ال �إجابة.. مل هذا احلزن وهل �أنا �أحد �أطرافه؟! �أي�ضا ال �إجابة..
ثم وا�صلت.. يا طهرك ال�ساكن يف حمراب العجائز حني يقهرون انحناء �أج�سادهم ليعبدوا اهلل.. يا نقاءك الذي يهزم وجوه الزيف على �أر�صفة العابثني.. يا فرحك الكا�سر �أفئدة احلاقدين.. يا ابت�سامتك املر�سومة بنور وجهك الذي �أوقد ظلمة العا�شقني.. يا بكا ًء بد�أ من قلبك وانتهى بقلبي ومابينهما امتدادات جلروح تنام على بقية من متتمه وت�ستيقظ على �شهقة الفزع.. ياحلمك التائه يف حميط فرا�شك واملختبئ حتت و�سادتك والعابث ببع�ض �آمالك..
تركتها تبكي ب�صمت و�أت�أمل وجهها اجلميل حتى وهو يتجرع الأحزان البائ�سة.. «لن يغفر اهلل لرجل ا�ستفز عيني �أنثى ب�أمل» يا �أيتها الإن�سانة ال�شفافة الربيئة هد�أ روعها بعدما �أقحمت وجهها يف املظلومة.. حميط �صدري.. وبقرب �أذنها هم�ست لها بتلك العباره ..يا �أنت بربك من �أبكاك؟
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
112
�أدارت وجهها وماتزال على حميط �صدري وبالكاد �أملح عينيها من فو�ضى خ�صالت �شعرها واملطر يحت�ضر ب�صمت يف عينيها.. عربة حتب�سها �شفتاها النا�ضجتان بدت منفعلة من �إرادة اخلروج وكبت املالمح.. كانت �أ�ضعف من �أن جتيب ف�أغم�ضت عينيها و�شهقت جرحها وزفرته على �صدري و ..غفت
113
هو:
ي�ؤمن ب�أنها بد�أت تقتحم حياته .. ذات منام ب�أنها ا�ستحدثت تاريخ ًا يقر�أه بجنون ملتهب.. ب�أن بع�ضها حني يح�ضر ي�أتي كله م�صحوب ًا بوله ..
الأقل عن �شبيهها.. هي :تناجي طيفه الذي ملحته ذات لقاء عابر.. تت�أجج يف جوفها ناره التي �أوقدتها
هجرته �إلى مدن الالح�ضور.. غريت له معامل حياته وتفا�صيل يومه ..ت�ستيقظ على طيفه وتنام على حرفه.. يف �سجادتها يح�ضر ك�أجمل �شيطان و�صفه بها ال�شفاء هكذا كانت .. �أي�ض ًا هي م�ساحة جن جنون القيا�سات ي�أخذها من فري�ضتها.. ت�ستغفر اهلل على ذنبها وتعود بغنجها لتمار�س الذنب بال وعي.. فلم تعد معايري قيود مع�صمه ت�أبه بقوانني املجتمع.. �أحدث فجوة كبرية بني قلبها وعقلها .. قلبها يبحث عنه يف �أفواج الدماء �إح�سا�سه هي من ت�صنعه.. احلا�ضرة �إليه.. نب�ضه هي من تر�سمه
قراءة من وحي وجهها يف ا�ضطراباته ..عقلها يحاول و�أده من خاليا التفكري ولفظه خارج �أ�سوار اخليال.. �سفر ..غياب� ..شوق ..و�آهات.. بع�ض �ألآمه ر�سمت يف حميط غيابها ك�صورة �أ�ضناه البحث عنها �أو على
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
114
م�شكلتها �أنها ت�ؤمن ب�أنه فر�ض قدا�سته يجعلها تالحقه يف رك�ض الثواين
ورحلة ال�شم�س املتكررة.. هما :يتفقان على ا�ست�ضافة اجلرح و�إكرامه وقدر لهما �أن التقيا ذات حلم كل منهما مي�سك يد الآخر والعني بالعني والنب�ضان يت�سابقان ولكنه قدر جمعهما يف حلم ذات منام.. وما يزال…
115
درجة
احلرارة ت�شري �إلى ما بعد حماولة لفر�ض حظر جتوال يف حميط قلبها الأربعني لظى.. المقعد ولكنها تف�شل.. وعند �إ�شارة جترب على اال�ستحمام الخلفي ف�شلها يقودها لأن ت�سلم �أمرها بزخات اللهب.. لق�صيدة وجدت فيها رحلة ا�ستجمام كانت هناك تت�أمل وجه ال�صيف حولها ..لعامله ال�ساكن بغربة يف ذاتها.. وجهها املمتلئ فتنة تعرتف غيابي ًا با�شتياقها و�أمنياتها.. وهو م�سرتخٍ يف مقعدها اخللفي الوثري تن�سج من خيوط ال�شم�س حلم ًا فاره ًا يحكي ....حكاية ا�ضطهاد ال�شم�س كمقعدها الأنيق ...وت�ستجمع ملالمح �أنثى ترف�ض �أن تلمحها حرارة �أ�شواقها.. �أجواء ال �أن مت�سها..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
116
�صوت خافت بالكاد ا�سمعه يردد : «عمري ما متنيت �شي».. �سافرت �إلى عينيها �أحمل حقيبة ا�ستق�صاء بداخلها بع�ض رو�شتات لقراءة ما ميكن �أن تفكر فيه �أنثى وهي ت�ستمع لتلك الكلمات..
يف داخلها �أي�ضاً ..يق�سو الوجد على اجلزء امل�سرتخي من جهازها الع�صبي ليثري حفيظة اجلزء املتوتر.. ت�ضغط ب�إبهامها وال�سبابة على ن�صفها امل�ست�سلم ل�ضرب نوبات ال�صداع دون رحمة..
�أح�ست لوهلة �أن �سكونها وهي تائهة وحيدة يف �سيارتها
تنتهي الأغنية ..فتنتبه لعدم �إن�صاتها للكلمات حيث كانت تائهة
بالبحث عن بع�ضه و�سط �ضو�ضاء ذاكرتها.. تعيد الأغنية ومبجرد البدء تقتحم حالة البحث �إح�سا�سها فتت�ضامن حوا�سها وعملية البحث فرتحل تائهة.. ت�صادفه ببع�ض ذكريات جمعتها فتبت�سم ..وحت�س باالنت�صار.. يرحل �سريع ًا فتتوجع من الهزمية.. تزداد ال�شم�س �سخونة وتزداد هي ا�شتياقاً.. ولأنها عط�شى وكل العطا�شى ي�ستفزهم ال�سراب فقد ر�أته �سراب ًا ي�سكن اجلانب الفارغ مبقعدها اخللفي متد يدها ب�ضعة �سنتيمرتات وت�سحبها �شرباً.. قلق ...و�شوق ...هذا يغلب ذاك.. حتى ترمتي عليه فتجده �سراباً…
117
يف
�أول �صفحة: «الكتابة �إليك عمل حمفوف أول باحلب ...واخلوف ..والأمل ال �أدري كم �سيكفلني الأمر لكني �س�أكتب ..و�أكتبني وبقلمي الر�صا�ص الذي �أحب وبعد �أن تقر�أ ..ال ت�س�ألني �شيئ ًا فقط� ..أغلق �أبواب الدنيا من حولك واطفىء �أ�ضواء الزحام و�أبقى يل وحدي .. ثم انظر حلريف و �إلى م�ساحة املحو بني ال�سطور و�ستعرف حينها كم �أحبك وكم �أخاف عليك وكم �أت�أمل بدونك» يف �أول فرحة: «�أحبك اليوم بقدر ما �أحببتك العمر الذي م�ضى �أحبك..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
118
كهدية عيد �سقطت يف كف قلبي تتقافز بها الفرحة من نب�ضي �أتناول «�أحبك» كل حني فرتتع�ش الهمزة يف �أولها .. وت�سقط مغ�شي ًا عليها يف �آخرها.. و�أظل بينهما يف هيام بحرف ينتظر قبلة منك ليكون �أول حروف ا�سمك �أحبك اليوم و�أعي�ش الق�صة كاملة و�أعي�ش اللهفة كاملة وال�شوق كام ًال �أحبك و�أن�سى كل يوم مل يكن اليوم.. يف �أول لهفة: �أين �أنت الآن ! ماذا تفعل ال�شم�س بوجنتيك! �أي ماء ت�شربه من جبينك ! �أي �ضياء تقبل به عينيك !
�أي ظلم هذا ! و�أي قهر متنحني �إياه النهارات حني ت�أكل الغرية كلي من �شم�س جريئة تقرتب منك… تلت�صق بك وتذيب �أنفا�سك تلفك كلك ..وتقب�ض على كفك وال �أحد يلومها..
نار بربك..تعال لأقت�ص منها ..ومن الأ�شواق ومن كل دقائق االنتظار»..
�أين �أنت الآن!.. �أخربين �أنك �آت لتكون يف الظل معي وامنحني مرة واحدة غرور ًا ا�ستحقه �أريد �أن �أكيد هذا النهار و�أجعل �شم�سه تنتظرك .. خارج ًا تتقلب غرية و�شوق ًا �أعدك �..أين �س�أجعلها ت�شتعل �س�أكون دفئُك .. �س�أكون نورك.. �س�أكون �أنفا�سك.. ولن �أحرمها النظر �إلينا من نافذتي لرتى كيف يكون امل�ستحيل �ضياء من
119
غادرتها
بعد ا�ستيفاء ال�شوق .. عالمات وبعد �أن ا�ستكنت يف الع�شق .. الحب و�أ�سكنت.. غادرتها بعد �أن حفرت يف جدار ذاكرتي تفا�صيلها.. ومنحتني نب�ضات ا�ستوطنت عروقي وعلت مب�ؤ�شر حرارتي كثري ًا .. تلك اللحظات القا�سية املجهدة الرقيقة.. كانت �أجمل حلظة متطرفة يف حمطات احلياة الكثرية الرتابة والت�صنع .. بل �إين منذ خرجت و�أطرايف ترتعد من �سكرة دقائق ي�سكنها اجلنون ال�سخي.. توقفت لربهة عند نا�صية يف �شارع ال�ضجيج لأحت�سي م�شروب ًا بارد ًا عله يحدث توازن ًا يف معايري حرارتي
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
120
الداخلية.. مل �أ�ش�أ �أن �أتناول م�شروبي �أمام مر�أى اجلميع فبداخلي �شعور يجعلني �أح�س ب�أن كل النظرات تقول يل: «مني قدك !» لذا ف�ضلت العزلة واالحتفاظ بكل �شيء يل.. ريثما ي�أتي امل�شروب .. �أخذتُ �أت�أمل يف مر�آتي بع�ض ًا من ليلتها ر�سمتها بدقة متناهية يف حميط الرقبة و�أقرب ماتكون �إلى الأذن.. و�أخذت �أ�س�أل نف�سي … ترى ما الذي يجعلها ترتك تواقيع احلب فو�ضوية هكذا!! دون �سرتها!..
متعنت لونها املتمرد على خارطة الألوان ووجدتُ �أنه �شاهد �إثبات لواقعة خارج نطاق ال�صدفة م�ؤقتاً.. متعنت �أكرث فا�شتقت لها �ضعف مترد اللون و�أ�ضعاف �أ�ضعاف �أماكن �إقامته.. ك�أن �صفعة قوية اجتاحت كلي عندما قدم يل الرجل م�شروبي وهو يت�أمل م�ساحة التمرد يفَّ.. �سريع ًا هربت وك�أن الدنيا التريد �أن يتعرف �أحد على حر�صك الكبري ب�أن ت�سكني ج�سدي لبع�ض الوقت.. قبل �أن �أنام.. ك�شفتك لكل �شيء كي ال تفقدك الظلمة وهج احلقيقة التي �أفرغت.. حباً ..ع�شقاً ..وبع�ض عالمات..
121
�أما ال تغرك
قبل …! ففي م�ساء رقيق بكل تفا�صيله املتداعية ال�سريعة التتابع .. اقتحم هدوء الليل �صوته املتعرث من رداءة االت�صال حني �أ�سمع كلمة ، وتعم الفو�ضى باقي الكلمات.. خرجت من م�أزق عبث التقنية الناجحة على حد كذبهم ب�أن اقرتحتُ عليه ذات املكان الذي كان يجمعنا ..ب�شكل يومي قبل �أن نغرق يف امل�س�ؤوليات .. التقيته وبعد ا�سرتجاع لبع�ض الذكريات الفو�ضوية واملغامرات.. بادرته … ماتزال �أنت �..أنت مل تتغري. �ضحك !..وخلف �ضحكته كانت هناك م�سرية حافلة ب�شتى تقلبات الأجواء كماهي الريا�ض الكرمية دوم ًا مبزاجيتها .. مل �أكن �أعلم �أن مبادرتي �ستكون رحلة �سفر بجواز يحمل كثري ًا من ت�أ�شريات احلزن !.. فانطلق باحلديث م�سرت�س ًال دون �أن ي�أبه
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
122
باملعابر واحلدود .. �أما بعد…! �أنا ياخالد.. كما الناي ي�أتيه رجل �أو امر�أة بهما من الوجع مامينحهما حق ال�شكوى من خالله ليعي�شا الأمل من خالل وقعه املربك للذاكرة امل�شروخة.. �أنا و�إن كنت �أ�ضحك �إال �أن بداخلي م�سافة حزن ت�ستع�صي معها كل م�سليات الطريق.. فتزداد امل�سافة وتكربالق�صة.. وي�ضمحل الأمل .. �أعي�ش فو�ضى اجلراح املرتاكمة بني �إقبال على مدينة نقية الهواء.. و�إدبار عن مدن اخلوف .. �أنا كتاب كتب يف �صفحته الأولى : الإهداء : �إلى �ضحكة ت�أتي متع�سرة ..
�إلى بع�ضك حني يلجم بع�ضك الآخر .. �إليك و�أنت ت�صارع من �أجل البقاء.. �إليك كل هذا الوجع مع كثري من الالرحمة.. ثم تبد�أ ف�صول الكتاب با�ستعرا�ض الوجع وو�أد الأفراح.. �أتعلم يا خالد ! �أن ال�ضحكة مل تعد مطمع ًا بقدر ماهي واجب �أبوح به كل يوم لئال تقل حظوظي يف احلياة فقط.. �أوقفته هنا رغم ًا عنه وا�ستجمعتُ قواي وناجيت منطقته الأبعد ،الأ�صعب ومل يكتب يل النجاح فالداء �أكرب بكثري من الدواء .. عدنا �إلى الفو�ضوية التي كنا عليها حين ًا من الدهر وغادرته بعد �أن �أوجع ذاكرت ب�أمل!.. و�أزاح بع�ض ًا من التكد�س املت�أجج نار ًا يف داخله.. خامتة« :ال تغرك ال�ضحكة»
123
قبل نومك
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
124
قبل
نومك .. �أطوق عنقك واهتف لك كما كل ليلة وكما كل حلظة � أحبك �أكرث من �أي وقت لأنك ت�أتني كب�شارة كف�أل ح�سن الطالع كميالد الق�صائد والأغنيات كحريف الذي �أهوى و�أهوي الى ح�ضنه الأدف�أ ع�ساي �أقرب من دفء �صدرك
ففيه من احلنو ما يخجل �أبجدية متبجحة وفيه من الهيبة ما يحمل فتاك الى اخل�شوع يف ظل هواك وفيه خلود املعاين و�أ�صل التمكن واخللق من �أول الأزمنة وحتى الفناء و�أين حني �أخلو ايل�..إليك �أراين �أحادثك� ..أكرر نب�ض حرفك �أ�صطفي جم ًال و�أبدل �أحرف ًا و�أ�ستطعم يف الروح هم�سك با�سمي.. ف�أ�شتاق �أكرث
ولأنك ذاك املالذ القريب..الأقرب من ر�شفة هوائي لرئتي �أتنف�س فرحتك بفرحي و�أ�سعى لأنال اكتمايل بك ولو يف غيمة عابرة حلم ال يطول �ضحكة �أو بع�ض لهو
و�أعرف �أن الذي �أتى بي �إليك �أكرب من الأمنيات � ..أقوى من الغيابات � أجل و�أعلى من حم�ض �صدفة تن�سف �إمياين القدري ب�أن الوالدة الأولى جلدي �آدم� إمنا كانت لآتيك كما �أنا..
و�أحبك لأن احلروف الذي تالها علينا الأولون مل تت�سع ملعنى اجلمال يف لفظ ا�سمك
و�إن البداية الأولى جلدتي حواء �إمنا �صارت لت�أتيني �أنت..كما �أنت.. ع�صية و�أب�سط من �أحجياتي..كرمية
و�أبخل من �أن تغيب حمبة و�أجمل من �أن تبوح ..لأن يف الآه منك حديث طويل.. ولأن حروف الكالم حتمل �أكرث من معنى حني جتيء بها �أو ت�أتي بك فبني يديك ال �شيء يبقى على حاله.. ي�ضج املكان ..يهيم الزمان تتغلغل الروح يف عر�ش المي وترق�ص دايل برفقة حرفك فاذا ح�ضر اخلاء ا�ستقام الرثاء لهدير الدم يف عروق احلب.. ورحت يف الألف �أتيه لأين ال �أملك فيك �إال الهوى.. �إال التماهي واحرتاق بولع املغيب.. �إال انتظاري لطيفك يدق بلطف على باب قلبي ف�أ�صرخ � أنت فيه ملاذا تنادين و�أنت النداء و�أنت التي يف القلب تبقى و�أنت امللبى .. و�أنت..حبيتبي.. و�أنا هذا امل�ساء �أحبك �أكرث…و�أكرث
125
أنت حلوة ِ
�أنا
�أجمل من �أن يرمقني �أحدهم بنظرات عك�س ذلك.. كل �شيء بي يحدثني �أين الأجمل والأحلى.. ال ..ال ..ال �أنا ل�ست �أجمل � ..أنا جمرد �أنثى بدون مالمح جمال» كان حديثها املعتاد واملتكرر �إلى مر�آتها التي بدت منذ �أيام تئن من �شكواها املغايرة للحقيقة.. اليوم ارمتت مر�آتها يف ح�ضني طلب ًا يف انت�شالها من جحيم فتنتها عندما تت�سمر وتهذي لتتعب قلب املر�آة.. مللمتُ �شتاتي املرهق من يوم حافل بكل �شيء �إال من ابت�سامتها.. جل�ستُ �إلى حيث ت�سكن �سهام عينيها ..و�إ�شعاع جبينها.. يف بع�ض ورقة كتبتُ : وفتنتك ِ آتك ت�شتكي جورك عليها (مر� ِ
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
126
ولك حق الدفاع عن نف�سك).. مررتها ت�صحبها ابت�سامة معجب ي�ضيق �صدره فال يجد من ي�سمع احت�ضاره يف حميط �أ�ضلع حتكم عليه القب�ضة.. قر�أت..و�أظنها مل تُكمل فامل�سافة بني عينيها والورقة كانت �أقل بكثري من م�سافة بني احلرف الأول ومر�آتها.. بن�صف متعب بادرتني.. �أنا �شينة …� .صـ ــح ..؟! �أتعبتُ املر�آة و�أنا �أجربها على النظر كل �صباح يف وجهي لذا هي ا�شتكت !!.. بن�صفها الآخر واملو�صد بحبل من م�سد �أدارت وجهها .. ا�شفقتُ كثري ًا على �صربها .. ومل �أبغ �إلى حمادثتها �سبي ًالً… ذلك مما علمني قلبي جتاههن.. وانت فاكتفيت بهم�سة لها «يا�شينك ِ حلوة»..
بعد ا�ستيعاب حلظة اعرتافها العارية من احلقيقة �أخذت ا�ستدعي طيفها من ذاكرة مليئة بالغث وال�سمني لأجد فيها الأنثى التي جتربك على االعرتاف ب�أنها �أجمل فكتبتُ لها : “يا ن�س ًال من اجلنة ,,يا �أنت .. ر�أيتك اليوم جنم ـ ــة.. وزهرة جاثية على غ�صنها� ..أمام القمر ر�أيت فيك وهج ًا من �شم�س.. و�سحر ًا من قمر.. ر�أيت فيك مطراً.. وقيثارة ت�سلطن .. ر�أيت فيك احلور.. وتل ي�ستن�شق عبري الزهور.. ر�أيت فيك اجلمال حني يكون مدعاة للح�سد..
والهذيان مع وجنتيك … والذهول حني ابت�سامتك.. برب ذلك كله.. �أنت �أحلى� ..أنت �أجمل.. فاعقدي �صلح ًا ومر�آتك فهي تردد كل �صباح (�إنتِ حلوة … �إنتِ حلوة)
برب هذا ال�سحر يف عينيك والن�ضج يف �شفتيك ..وهذا الوهج يف جبينك واملوت يف �ضحكتك
127
لمسة يدك
يف
بك.. متاهات ال�ضياع ِ و�إرهاق البحث عن وم�ضة
ر�ضا.. �أجدين غارق ًا يف التخبط بني من ي�سعف قلبي ويقلب يومي.. ويف متاهات احلنني لكلك.. �أجدين حماط ًا بخيوط رفيعة جد ًا ال �أ�ستطيع القرب منها .. ويف دهاليز العبور �إلى نب�ضك .. �أجدين مكبل القدمني بقيود �أحرقت وماتزال تعبث ب�أقدامي.. إليك.. يا لوح�شة الوله � ِ �أي�ستطيع ظلك �أن يفر�ض القيود ويلفظنا بعيد ًا عن مدارتك.. كم ي�ستفزين �إجحاف يومي حني يغادر �أزمنة قلبي دون بع�ضك.. �أو ك ــلك.. يا يدك التي تفر�ض �إيقاع ًا مل حتط به مدارك بتهوفن املو�سيقية.. ياذات ال�شعور امل�ستوطن ب�أع�صاب
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
128
تتلهف كثري ًا ل�شيء من روحك.. عطـ ــرك ..وجهـ ــك� ..أنفا�س ــك.. �أفي�ضي علينا كي ننعم .. جودي لأر�ض جرداء كي تنبت ع�شب ًا من واحتك.. �أكتبيني ع�شق ًا خالد ًا يف كينونتك .. ف�أنا و�أيامي بدونك �أيتام ..جمرد �أيتام.. يا يدك ال�ساكنة يف ذاكرتي .. �أيامي ت�ست�سقي ..فهل من �إغاثة…؟!
بعد
غيبة ق�صرية املدى طويلة اال�شتياق.. بعد رياح الترحم م�ساحة الغياب.. بعد التئام الدقائق من جراح ال�سفر.. عادت ..حيث تدب احلياة يف �أرجاء الدقائق.. وم�ساحات الوجود حولها..
وعادت
عادت ..كي تر�سم وجه الفرح مبحيط ال�صباحات املكتئبة يف غيابها .. عادت لأعود ..عادت ليبت�سم الليل ويرق�ص امل�ساء.. عادت ليعاودنا الأمل يف �أن نعي�ش �صباح ًا مفعم ًا بالربكة.. عادت ..والعـ ـ ـ ــود �أجم ــل.. و�أنا بها �أجم ـ ــل ..
129
يف
ي�ست�سلم لل�ضعف ويرمتي بكل خيباته املدينة التي التنام .. يف �شرفة الإطاللة النازحة من بحث ًا عنها وياله يف ورقة من بيا�ض �..أو رمبا بع�ض بيا�ض كل �ضجيج.. الباحثة عن وتر حامل ي�ضبط الإيقاع ..وثلة من �أحرف لها.. اليعجبه البقاء امل�ستلهمة من نافذة ال�ضوء الأحمر فهو �إن مكث ب�ضع ًا من الدقائق �إلى حمراب الغ�سق روحانيتها.. ت�ضطرب دورته الدموية التائهة يف فو�ضى الت�أويالت .. لي�س ل�شيء فقط املرمتية يف �أوجاع الأر�صفة وروائح لأنها �صفائح دمه.. الأمل.. يف حانات احليارى�..أو رمبا ال�سكارى« ..يا رباه… يارب القدر» بهذه العبارة كان ين�سج بيت ًا من طينها.. البالية كعطر تاه يف �أدخنة العوادم.. على قارعة ر�صيف ج�سده من تلك ال�شرفة امل�ستهرتة ب�آماله.. ويعلق ..عنده �شمعة من رائحتها .. وطموحاته ..يقف وحيد ًا �أم ًال يف �أن تبعث من الطني روحها.. يت�أمل لون الأ�شواق .. يلملم بقايا الهذيان من �شرفته.. وهي تت�ساقط �أمام وجهه ال�شاحب تلك ال�شرفة املمتدة القلق.. من فجة ال�ضياء �إلى �سواد عينيها.. «ي�ضيق �صدره» فال يطيل النظر.. املطلعة على بع�ض نزف يعاود النظر في�ضيق ال�صدر.. وقليل من دمع وكثري من عربات يرمتي هنا حين ًا م�ضطهده ..ال�ضائعة احليلة .. ويجوع من ال�شوق هناك.. كما هو �صدره.. يت�أمل ..ي�أمل ..يحلم ..يناجي.. الباكية ال�شاكية.. ي�صرخ..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
130
ن�سمات
كانت مالحمنا
تركل الغيمات ت�شاغب ال�شم�س بالبل مبللة بالفرح كانت �ضحكاتنا تعايل..و�أعدك بحب يجعل القمر ي�شهق ن�شو ًة عينيك ِ تعايل..و�أعدك ب�صبح ي�شبه قدميك.. ِ تعايل..فقلبي فرادي�س ملوط�أ بربك تعايل .. ِ
تعالي
131
رقصة الذبيح
�أفاقت
للمرة الثالثة من �إغماء متكرر.. ويف كل مرة مل تكن ت�ستوعب احلدث.. وال �أن تتخيله ملجرد التخيل.. هد�أت لب�ضع دقائق لرتى «الكرت» وقد جارت عليه عوامل تعرية باهظة الوجع..
يف �إ�شارة �إلى �أن كل �شيء �سيكون على �أكمل حزن..
ولأنها امر�أة عا�شت �أولى نب�ضات احلب معه مل ت�ستطع �أن تكيل مبكيالني فكل نب�ضاتها الالحقة لن ترحمها.. يف قاعة الزواج ومن على من�صة العرو�س �ألقت بكل �أحمال الوجع ا�ستقرت عيناها وقد بدت �أف�ضل حا ًال املمتد ل�سنوات وا�سرتخت على طيفه وبع�ض �أمنية.. و�أخذت تت�أمل ا�سمه وا�سم �شريكته ق�صد ًا طلبت �أغنية وفج�أة ..ك�أنها ركبت ب�ساط الريح وخ�صالت �شعرها حتاول اللحاق بها «�سمي» وناجته من خاللها متجولة ب�سرعة الربق يف �أرجاء لأنه ومن خالل تلك الأغنية قد ما�ضيها معه.. منحها �أفق ًا ت�سكنه وحدها.. حتاول �أن تفر�ض من هدوءٍ على بد�أت الأغنية مدينتها الغا�ضبة دون جدوى.. وبد�أ قلبها يدق م�سامري نع�شها مع كل ترتبك ..تنفعل ..تق�سم ...تلعن حركة.. ثم تزفر كل �شيء على حميط �صديقتها ابت�سام حتاول �أن ورقة… وتبكي. ب�صوت خمنوق ب�إطاللته تُ�سلي نف�سها ت�ستنطق �صمت عينيها اللتني
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
132
ي�سكنهما موج مالح .. باجتاه «الكو�شة» وحتديد ًا مب�ستوى النظر للكر�سي الفاره الذي �سيح�ضن حبيبها هطلت �أولى قطرات الأمل..
و�أحببتك بعد �أن متكنت من لغته و�أحببتك بعد اجلرح ...و�أحببتك اليوم �أكرث
عندما رق�صت لأجلك.. باجتاه ممر العرو�سني هطلت القطرة لن �أطيل هنا لأن عرق احلياة ال يحتمل وخز الوجع مرات متتابعة الثانية.. انتهت الأغنية وانتهى معها كل �شيء لذا.. «�س�أرحل» وعادت لكر�سيها.. يف هاتفها ..ومن خيار «ر�سالة تظلم القاعة وتبد�أ الزفة ويح�ضر جديدة» ومن خيار الإر�سال يف هاتفها كتبت« :..ياجرحي املمتد من �أول بعثت ب�أنفا�سها املتعبة ورحلت من نب�ضة �إلى �آخر رق�صة.. القاعة.. يا �سيد حريف ووجعي وفرحي و�أملي و�أخري ًا موتي.. قبل �أن ي�ستقر �إلى جوار �شريكته.. يا بع�ض الفرح وامتداد احلزن.. يف �سيارتها تتابعت القطرات وهطل املطر.. اليوم �أنا هنا لأرق�ص على فرحك وم�أمتي ..ال تتعجب ح�ضوري.. فهو حماولة للقفز على �أ�سوار احلرمان والرق�ص على �أنغام الوجع.. �أحببتك قبل �أن �أتعلم احلب
133
يف
م�ساء التجلي حديث من القلب مساء الي�سمعه �سواي ..و�أنت التجلي �أنا ممتد على غ�صن توت و�أحت�ضن طفولتي ..و�أمرح يت�ساقط الورق حويل.. وال �آبه به.. التفا�صيل هي كل ما مينح حياتنا مذاق ًا �آخر فال تفرطوا يف نهارات ت�شرق لأجلكم وال ت�سمحوا ل�شيء �أن ي�سرق منكم م�ساءات من املفرت�ض �أنها لكم وحدكم احلياة ال حتتاج �إلى جهد كبري لتكون ما حتبونه.. حتتاج �إلى ابت�سامات ،وذكريات �إلى تفا�صيل ،ومالمح ،و�أطراف �أنتم وحدكم من يخلقها ،و ينفث الروح فيها.. رب اجعلها �شجرة مباركة ذات غ�صن رفيف..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
134
مدر�سة
يف �أزمنة احلب مرافئ من تعب احلـ ــب أقحمتك يف جترين �إليها حكاية عابرة.. ِ منذ �أن � يف فيلم ..يف رواية..ويف خاطرة طرقات ج�سدي ياااه ياق�صيدة نزار.. تت�شاركني ودمي احلياة.. منذ تلك اللحظة املت�أطرة ب�ألوان �أراك يف البداية ف�أُجن.. الطيف.. بك يف املنت�صف ف�أغرق.. �أ�شعر ِ منذ تلك االبت�سامة الباذخة .. �أحت�ضنك يف �آخرها والنظرة البالغة ال�شجن.. منذ تلك احلياة املانحة ..واجلاحمة ..و�أرمل يف �شوط من �أ�شواط البحث عن قلبك.. ملدر�ستك ِ و�أنا تلميذ وهب روحه مل تعد املدينة مطمع ًا خارق ًا بذلك عنجهية القانون.. تلميذ ال يبايل ب�أي در�س ال تطلني منه ومل تعد ال�شم�س هي ال�شم�س.. حتى �أنا ..مل �أعد �أنا.. وب�أي كتاب ال ت�سكنني بيا�ضه.. ياااه يا مدر�ستي..
أنا لم أعد أنا
يف كل دقائق احلياة ي�سوقني دمي �إلى �أروقتك ويقول: هنا انك�سرت وهنا �ضحكت وهناك رق�صت ويف ذاك البعيد هم�ست لك.. ياااه يا كلي..
135
يقال
يا �أنت.. �إن النوم ي�ستع�صي على لحظات لها �ضائق احليلة.. و�أنا ال�ضيق كله ..الوجع كله ..الذبول كله.. �أنا بقايا �إن�سان كانت له مرحلة عا�شها بكل عنفوانها.. مترد ..تعالى ..ق�سا.. �أنا بكل اخت�صار من انتهك جدار اال�شتياق �ضارب ًا بكل معاين الوجدان والوله.. �أتدرين يا قلبي.. اليوم ا�ستيقظتُ على بحة �صوتك.. تخرتق �ضمريي .. لت�شعرين ب�أين افتقدك .. اليوم �أح�س�ستُ مع قطرات املاء �أن كلي تغري فعقدتُ العزم على ا�ستعطاف كل �شيء ليح�ضر �إلى عر�شك.. احلب ..بقايا �أحالم ..وباقة ورد
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
136
�أحبك بجنون اجلنون بحب التملك للأطفال بحب امل�سن لأحفاده.. �أحبك بجنون ال�شجر �إن هبت �أن�سام الهواء.. �أحبك بحجم الر�ضا.. وم�ساحة العتب.. �أحبك بخجل الورد ..وروحانية الغيم وطُ هر العيد.. �أحبك من قبل ومن بعد.. �أحبك ما �أزهرت نبتة و�شدى بلبل.. يا �أنت ..يا �أنت هل يف الأفق مالمح لقاء يطفئ هذا النزف امل�ستعر..؟
تغيب
يف حلظات الزمن.. ت�صنع لنف�سها من خلوتها �سلوة.. حتاول �أن تتنا�سى �آالف اخلناجر .. متتد لها يدي فتح�س بالأمان.. تدعوها عيناي ..فريق�ص طفل بداخلها .. يجثو قلبي على وريده .. فتورق �أغ�صانها..
�أهم�س لها فتجيء ثملة باتزان.. وماتزال تت�أمل.. عاملها ت�ضاد وت�شابه ..جتاذب وتنافر.. حياتها مزيج من ت�ضحية خالدة وب�ساطة مفرطة.. كثري ًا ما تبحث يف �أروقة الزمن عن طوق جناة.. وتعود لتكتب حكايتها ب�آهات موغلة يف الأمل..
رغم كل ذلك التوا�صل الروحي �إال �أنهما ال جتمعهما �شمعة وطاولة ونغم.. �سنوات عديدة هي عمر ا�شتياقها..ونك�أ جراحهما.. تلك ال�سنوات التي كانت كفيلة مب�سح وجه الكون الفاتر ليكت�سي جلد اجلمال والزهو
إنها ...عمل صالح
هي ذات ال�سنني التي عجزت �أن تر�سم لنا قلب ًا يح�ضن �شقاوتنا.. رب� إنها عمل �صالح ..رب �إنها عمل �صالح..
يومياتها جرح ينه�ش ج�سد الفرح وال يجود بالكثري
137
يف
غرفة القيا�س كانت هناك أقل من تلوكها احلرية دقيقة يف قطعة ت�شتهي ج�سدها.. �شيء ما �ساقني �إلى هناك .. توقعتها يف ذات الغرفة و�أخط�أ توقعي. ف�إذا بها تت�أمل يف املر�آة فتنتها وكيف ازدادت فتنة يف دقائق.. وقعت العني على العني و�أ�صبتُ بزهامير وقتي.. �أتذكر جيد ًا �أين �شخ�صت بالب�صر نحو عنفوانها املت�شبث بها واملليء جربوت ًا ابت�سمت وك�أنها تقول لي�س بعد ياهذا ف�أنت مل تقع يف املحظور �أقل من دقيقة كانت كفيلة ب�أن ترمي بي
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
138
يف عا�صفة من عطرها وابت�سامتها �أقل من دقيقة كانت عنوان ًا لرجل �ساقه القدر �إلى نبتة يا�سمني وحاول الو�صول ومنعته اللحظة �أقل من دقيقة كانت برق ًا جاد يف ظلمة لعا�شق مل ي�سعفه هو�سه باجلمال �أن يت�أمل.. �أقل من دقيقة كانت بدقائق الزمن عندما ت�أخذك دون موعد �إلى �أنثى �صاخبة التفا�صيل مدينتها.. �أقل من دقيقة ون�صف ارتباكه وربع ده�شه وجزء من �سبعني جزء ًا من اجلمال…
�إنه
حكاية جنون تعلقت به زهرة يخنقها العط�ش وماتزال �صامدة
يومي الذي دقت به �أجرا�س قلبي .. هذا ماتبادر �إلى ذهنها وهي تقلب �أوراق التقومي على مكتبها.. اخلمي�س فل�سفة العني كانت البداية يوم �أن انت�شل �صوتها املبحوح من �أروقة حني ترف لكل جميل ي�سبغ عليها ع�شق ًا مدرار ًا اخليبات عند نا�صية امل�ست�شفى اجلامعي حيث قدم لها مامل ي�شفع لتو�سلها �أمام املوظف �أن يقدمه و�أرادت �أن تثمن له مبادرته ب�أن ت�شكره على طريقته متر الأيام تباع ًا حتى �أم�سى هذا املكان معلم ًا يجي�ش عواطفها كل ما�ساقها القدر �إليه
مرتاح
اخلمي�س حديث القلب عندما يفتح نافذة ال�صباح على وجنتيه اخلمي�س �سالم عليه يوم ولد ويوم كرب ويوم مير طيفاً..
اخلمي�س ي�أتي وهي تهرول �إلى قلبه بحث ًا عن نا�صية مكان يكتب لها ميالد ًا يفرح قلبها املنفطر اخلمي�س ولدت به من رحم ال�صدفة
139
هل
ن�ستطيع �أن نتحدث عنه دون �أن ن�ستعيذ منه!.. مع الشيطان دون �أن نرجمه بوابل من الويالت!.. �إن مل تفعلوا من قبل فاجعلوها املرة الأولى لأننا نحتاج �إلى ف�سحة من النوايا اخلالية من كل �ضغينة فحديث جمعتنا اليوم!.. “جل�سة ُ�صلح مع ال�شيطان” ذلك املوبوء بالطرد والنفي ،الذي ال ميكن �أن نرى �سواد ًا يف احلياة �إال ور�سمنا داخلها ا�سمه و�صفاته.. ذلك الظل الذي ن�شكل هيئته كل حني بطريقة مريعة.. تارة جنعل له ر�أ�س ًا مفلوج ًا من منت�صفه �أحد جانبيه مليء بخُ بث اخلبايا.. والآخر ت�سكنه خفافي�ش جمنونة.. وتارة جنعل له قرنني غواية
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
140
و�أطراف ًا ملعونة تبحث يف الطرقات عن كب�ش تفتدي به نف�سها!! ال�شيطان ..ذلك الناري اخلارج من ح�سابات الأن�صاف عندنا ما ر�أيكم �أن ن�ستو�ضح ما بيننا وبينه من فتح وا�ستهالل !.. فال�شيطان هو من يجعلنا نتذوق طعم التجربة !! ونتلذذ باكت�شاف الطريق بعد التيه !! ون�ست�سيغ طعم الكبوة ..و نر�ضى مبا بعدها!! هو من مينحنا هويتنا الب�شرية ..من خالله نكون ب�شر ًا حقيقيني نخطئ ..ونخطئ ..ونعاود اخلط�أ … ثم نرمتي يف �أح�ضان ال�صواب.. ال�شيطان ال ي�ستحق منا كل هذه العداوة.. وال يجب �أن نف�سح للغواية التي نربطها
بتحري�ضاته كل تلك امل�ساحة من الرتويع واخلوف! ال يجب �أن نتوج�س من الفتنة ، وجنانبها حتى نكاد نقتلها قبل �أن نعرفها! ال يجب �أن نقلق من اخلط�أ فهو من مينح التجربة كمالها ،ومينح اال�ستغفار لذته وهو ذاته من ي�ستجلب احللول .ويفتح الأبواب للبدائل.. ال�شيطان يا �أحبه ..يرطب حياتنا.. يجعلها �أكرث �شغباً ..و�أكرث تلوناً.. ال�شيطان يجعل احلياة ..حياة فهل لكم �أن تهد�أوا ..وتكفوا عن طرده من طرقاتكم.. والتوج�س من كونه يقف خلف كل باب للمتعة والفرح.. تعاي�شوا معه ..واجعلوه �شيطان ًا حمرتف ًا كما يفعل هو بكم ..ف�أنتم ب�سببه ب�شر ت�ستحقون اجلنان الآن وما بعد الآن..
141
قطعتُ
م�سافة طويلة كي �أرى عينيك.. في الطريق.. كان وجهك �أمامي .. إليك على �أوراق الأ�شجار على �صفحات الن�سيم على �أجنحة الطيور على وجوه املاره.. كانت يدك فوق �صدري تنتزع بردي .. ور�أ�سك على كتفي .. يا طفلتي.. وحبيبتي و ملهمتي وو�سادتي.. و�صوتي وغنائي ودمعي وفرحتي.. وددت لو �أخلق لغة ثانية ينبت يل ل�سان خمتلف �أن �أعجن كل ما كتب ال�شعراء من ق�صائد هيام و�أ�صوغ لك كلمة واحدة ، واحدة تليق بك .. ِ
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
142
قالت
لــه ..وهي بني يديه «�إنها ال�ساعة املت�أخرة
من احللم» تع�ض على �شفتيها خج ًال يت�أرجح �صوتها .. فتنقطع �أنفا�س الكلمات ترى ابت�سامة معلقة يف طرف عينه والزالت حروفها تبلع ريقها .. ال �إنها تفرك كفيها .. بل �أظنها تد�س نف�سها بني ركبتيها تهم�س له :بربك ..ال تبت�سم الآن ح�سن ًا
�س�أقطع عليك �ضحكتك التي �أُجن بها و�أ�س�أل ..هل الريا�ض مثلجة اليوم ليت�ساقط عليَّ كل هذا االرجتاف!.. يرد بل�ؤم مع�سول هي ارجتافات البدايات يا حلوتي.. توقف �إلى �أين!.. «�إنها ال�ساعة املت�أخرة من العمر» يالعبها ك�أجمل فاتنة يف ال�سماء
ميرر �أنفا�سه على عنقها يلثمها مرار ًا ويك�سر �شهقاتها تكرار ًا يعبث باخل�صر املائل.. يحري تفا�صيلها..ي�صيبها بدوار ال تدري �أيها يتبعه ،و�أيها يت�أمله و�أي منها يظل يف انتظار غزوته! يقتحم باب خوفها ويقول: مت�سكي بي ف�إنها الدقائق الأولى من فرحتي.. توقف حتى متى!.. «�إنها ال�ساعة املت�أخرة من الليل» ال ميلك �صرب ًا مع ارتباكاتها يلتقطها من كل �شيء وي�صرخ «�إنها ال�ساعة الأولى من الفجر» تعايل معي وانتظري ال�صبح كوين بحجم نب�ضي .. كوين على قدر حبي .. كوين الفوز والنجاة و هدايا ال�صابرين كوين يل ..وحدي وغني .. «احتدى العامل كله ..و�أنا وياك»
فى ساعة متأخرة
143
�ساد
الهدوء مدينتها مل يعد هناك حراك.. المسافات حاولت �أن تفتعل �ضجيج ًا البعيدة يبقي م�سامعها يف مدار اال�شتياق تقلب دفرت يومياتها بحث ًا عن �أحرف ت�صنع كعكة م�سائها.. بني طيات دفرتها العتيق ورقة وقعت بكل �أوجاعها على متنها.. �أخذت تت�أملها وت�سري ب�إ�صبعها على اجتاه الأحرف و�أغم�ضت عينيها.. ك�أنها تراه يف زاوية الزمن يحمل حقائبه ملوح ًا بيده �إذان ًا بالوداع.. يف �صفحة �أخرى �إمييل طبعته وق�صته ليالئم يومياتها وكان �أول نف�س له خارج مدارها.. «عندما كنت يف املطار بكيت بحرقة �صامتة..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
144
�أتدرين كنت كمن ترك �إرث ك�سرى خلفه و�أدار ظهره دون �أن يقوى �إطالة النظر.. برب امل�سافات البعيدة بيننا �أبقي خيط ًا رفيع ًا مينح قلبي خفقة جتر �أقدامي لعر�شك.. �أحاول �أن �أعود لأجلك».. احت�ضرت عند حرف الكاف وما تزال ت�شهقه وال تزفره..
تن�سج
من خيال ال�صبح حكاية.. وتعيد القراءة.. حتاول � أن تطوع احلرف لعينيه.. وحتاول �أن ت�سخر املعنى لروحه.. حتاول وتف�شل وتف�شل ثم حتاول.. ولكنها بعد �أن ت�ستن�شق وجه قهوتها ..
قهوة.. وصباح.. وجنون
تراه يف بقايا الفنجان يت�شبث مبحيطه رجاء �أن يبقى.. فتكاد جتن من مترده يف احلكاية وعنفه داخل الفنجان.. تغ�سل الفنجان في�صمد.. ما �إن يح�س بيدها حتى ينهار.. تبت�سم له وهو على �شا�شة هاتفها كالعادة قهوته مرة يريد �أن تتنف�س هي يف مدارها لي�ست�سيغ مذاقها.. يا جلنونهما… معاً..
145
�إين..
�أملحها يف �أر�صفة ال�شوارع ألمحها و�أ�ضواء ال�سيارات.. �إين �أملحها يف �أعينهم يف حديث املرايا.. �إين �أملحها يف �أنفا�سي.. يف �شغب الأوتار.. �إين �أملحها يف بع�ض ال�سهر.. يف �آهات الليل �إين �أملحها يف احلرف.. يف �سطور التمرد.. �إين �أملحها يف هدوء ال�شط.. يف رق�صات املوج.. �إين �أملحها حتت �أهدابي.. حتاول �أن ت�ستيقظ من نعا�سها.. �إين لها ..وبها ..ومنها �إين� ...إين� ...أُحبها..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
146
كل
املالمح تقول �إنك امتياز امتياز يف كل �شيء.. صاحبة � أيا �صاحبة االمتياز .. االمتياز �أنا هنا �أحلم بقيدك يحرق مع�صمي �أنا هنا �أنتظر وحي ًا يقودين �إلى �شرفتك �أتوق �إلى م�شاركة طريك حتية ال�صباح �أيا �صاحبة االمتياز.. لي�س كل �شيء �سراب ًا ف�أنا فوق ال�سراب �أنتظر ل�ست �أعبثُ ،فاحلبُ ال يجتمع والعبث يف قلب م�ؤمن أحببتك.. و�أنا م�ؤمن و� ٍ عينيك ٍ � إق�شعي تلك الغمامة عن الغارقتني يف حلمي وان�سجي مدينة حب �أت�سكع يف طرقاتها ثمٍ ًال بحكاياتك أنت ..الزلت �..أنا � أياٍ � ..
147
حني
يفتح قلب الأنثى مطاراته و بحب يقول « :تعال» انسى تكون الرحلة الأحلى معها و�إليها قالت :ان�سى وقالت :ابق بني ذراعي وان�شغل بحلم قدميك تابع حديث النمل لل�سكر ا�ضحك من خيبة الزهرة حتب نح ًال بال�شهد هو �أكرث فتنة العب مع �صورة الغيمة ارمي للنهر قبلة ودع يل مراقبة ال�شروق فهناك وع ٌد قادم من بعيد. قلتُ يف زحام املدينة.. كانت كل الوجوه وجهها.. يف دهاليز املدينة.. رائحة عطر.. و�أثر فتنة.. وبع�ض منها هنا..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
148
وبقية منها هناك.. حتى ف�ضاء املدينة.. ت�سكنه تفا�صيل �أنثى.. جتربك �أن تفتح ذراعيك.. بع�ضا من طمعًا يف �أن حتت�ضن ً ف�ضائها.. بني �أفواج من الب�شر.. ابحث عن عينيها.. وعن بقية عطر.. تتزاحم ال�صور يف ذاكرتي.. �أتوه بني احل�شد الكبري.. و�أنادي ب�صوت بائ�س.. �أيها العطر: من �أي الأج�ساد �أتيت؟! و على م�ساحات اجلليد كان ا�سمها.. �إفرازات �شوق جتمعت ها هنا.. طال انتظارها.. والربد قار�س.. وحده قلبي يحاول.. �إ�شعال نا ٍر تذيب اجلليد..
وتعلن ميالدها اجلديد.. تُرى من يذيب من ؟! يابحر ًا يحتوي الغمو�ض.. ويجمع ال ِنّد وال�شبيه.. يف �أعماقك تنك�أ جراح.. وعلى �ضفافك يذوب الوجع.. مدّك واجلزر.. بني ِ ثمة تناهيد ..لأفئدة مكلومة.. وحدك ت�أخذ دون �أن متنح.. يا لت�ضحياتك يا �أنت.. الآن �أنا انتهيت و�شوقي ب�صدري بدت له همهمة جمر انتظاري �سَ مدت ناره و�أنا �صرت احلطب.. حتى ثمر قلبي تدلى قبل �أن ي�أتي مو�سمه هزي طرف جذعه.. ت�ساقط لك من عذوقه عتب!
149
�س�أعلمك
اليوم كيف تر�سميني
ألجلها ب�أطراف الأنامل.. تلوين وجه احلياة بذهب ال�شم�س بف�ضة القمر اخلجول.. بقلب �أنثى.. تزعزع من مكان النب�ض.. �صار �شفاف ًا ومائالً.. ماذا �ستفعل..لو �أخذت يديك للعدو البعيد.. نقطع الطرقات نحتال على وقت عنيد.. نقف قلي ًال يف الزوايا.. نختل�س اللم�سة /البغتة/ال�شهقة ننهال ننادي بع�ضنا دهر ًا وال ن�س�أم نوا�صل العبث اخلطري لنطري من حول القمم.. رعايا يف بالط الع�شق.. نعلو..ن�ستهيم..
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
150
�أنا ال �أملّك �سيدتي.. �أن �أفارق نب�ضك �أنت ت�سكنني مهجتي�..أو عيوين�..أو �أنا �صدقيني ال فرق كبري �أن كنت عندي �أو بعيد.. �أنا �أ�شتهي الدرب الذي يف�ضي �إليك و�أتنف�س اللحظات التي ننتظرها بيننا �أعيد �صياغة الأحالم كي ت�أتي.. كما نريد.. ارتباكتك.. تلك التي تعيد ترتيبي . عندما ت�أتني كرثثر ٍة على كتف الليل .. فتتعمدين �أن ت�ضعي بني �شفاهي بذرة الن�شوة الكربى .. موا�صل ًة �سقياها حتى الطالئع الأولى كل حلظاته !.. لفجرٍ تت�سيّدين َّ هن ق ّل ٌة َّ كل فجرٍ �سيادة .. الالتي يفر�ضن على ِّ لكنّها ا�ستثنائيتك .. التي ال ت�ؤمنني بها ..
لك !.. كل فجرٍ جديدٍ ت�ؤكدينها ِ ومع ِّ قالت :موعدنابعد النعا�س الأول عند �ساعة احللم الأكيد نلتقي يف اللوبي الرئي�سي للروح نحت�سي اخلمرمن ك�أ�س ع�شقنا �أت�أبط ذراع �شوقك نرق�ص حتى الفجر تلحفني معطفك املجنون حتملني ل�سرير �أمنياتنا ونغيب يف �سهاد اللذة قال :ويف ذات ال�سهاد يبعث احللم من جديد يف �أروقة عينيها ينام احلب يف �أوردة قلبها يختبئ الطيف طيفه �أن�شودة فرح كافرة بكل حلن �سوى حلن منامها وهناك يف بقايا اللوبي وك�أ�ساهما ترانيم قدا�س �صبيحة عيدهم تنتظر..
151
�أنت
ال�شط ..وجلة البحر مر�ساها�..أمان أنت والكثير ِ والغرق فيها..حياة ِ : منك ما الأجمل يف ح�ضرة الأنثى� ,أن ت�سند حرفك على جمال تفا�صيلها، �أم �أن حتملها بني يدي افتتانك وتفرح بها معها!.. وما الأعذب يف غيابها �أن تكتب عنها �أم تكتب لها !.. �أم تكون هي الكتابة و�أنت احلرف التائه يف كونها !.. لعل الإجابة ال تكون الفتة ،وال مقنعة �إال حني يجمعها الإله يف نب�ض حرف ال يهد�أ ، لتكون احلكاية املغدقة بالده�شة كما �سردها يف كتابه املحفوظ.. هل تكفيك الكلمات.. كي تدور الأر�ض �أكرث ف�أكرث .. � أنا بك �أنظم نرث ًا ي�صعد جب ًال ،و �شعر ًا يقطع وادي ًا ،
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
152
�أبحث عن كل ما ي�شبه تلك التفا�صيل التي �أناجيها وت�شي بك، �ألتقط لون ًا من هنا ،وعطر ًا من هناك، �أقطف �شجن ًا من تلة ال�شوق تارة.. وتارة يكون الفرح هو الزرع واحل�صاد والثمر. على �شريعتك «�أنت عيد كل يوم» و «�أنت كون نختال فيه» تكون الأيام مزهرية.. والأنثى فيك م�ساحة ت�ستحق الكلمات �أن ترك�ض بها �إميان ًا ورجا ًء وقد �أغرت كلي.. فرملت بك �أ�شواط ًا مباركة ذهاب ًا و�إياب ًا منك و�إليك.. فكتبت ب�صيغة الغياب ،وبياء اخلطاب ،بداللة الت�أنيث الفاتنة. كتبت باملفردة املت�صاحلة مع امل�سافات ،والأخرى املتكهنة ب�صالح �أمر امل�ستحيالت.. كتبت ب ـ «ال» الغاوية ،وبــ«نعم» املع�سولة باملراوغة .
ومن ل�سانك �سكبت �أجمل الأمنيات بك: «هاك دمعي ..تطهر به من يدري قد ترب�أ من �أوجاعك !»
للرب. وك�أن مابني ج�سدك وروحك بطاقات تنتظر �ساعي بريد ،وابت�سامة ، واحتفال..
بني �سطورك �أجد فراغات ،ونقاط ًا � ..أنثى حلمي تطل من خلف الذهول و�أقوا�س ًا امتلأت ب�شواهد لأجمل ماقيل مبفردة ر�شيقة ،ي�شاغلك حريف ووجدي يف احلب ،وماتغنت به م�ساءات الع�شاق حلظات بكثري من الغزل الرهيف، وحلظات �أخرى ان�شغل مبا حولك.. و�صباحاتهم .. ال ترتكيني !.. لأجلك.. و�أطعمي روحي طهرك !.. �أ�ستخدم يف ذلك لغة حب تخ�صني ال ينفك �أنا �أن �أكون هارب ًا مبقطوعاتي ومن �صنعي لك ،متنحني قراءتك يل مت�سع ًا من الرغبة يف معرفة هل �أنا �إليك� ،أحملها بعيد ًا عن الت�صنيف، معك �أقر�أ حكاية من ف�صول ق�صرية ! و�أخرج بها عن نطاق التقليدية، و�أجعلك ال تدرين هل املتحدث «�أنا» �أم �أم �أقلب يف �ألبوم ع�شقك �صور ًا لع�شاق من الزمن الأ�صيل ! «�أنت» �أم «الكثري منا».. حلوتي.. ح�ضورك �صنع الفلك ب�أيدي العا�شقني وتركنا نركبه �آمنني ، يف مي الع�شق نبحث عن منارة تهدينا
الفكرة التي �أ�صافحها يف �إطاللتك ال تقل جما ًال ولباقة وجتديد ًا عن لغتك، فج�سدك يتحدث بل�سان طليق ال تلعثمه اخليبات والعتاب والأقدار احلمقى ،
153
يبدو احلرف وهو ي�صفك وك�أنه نبي له �صفة �إبراء احلب من �أ�سقامه التي �أ�صابه بها ع�شاق كثريون.. يلب�س الب�شارة ،ومي�سح على ر�ؤو�س الكلمات فتكون ورود ًا وب�ساتني.. يف �سطوري عنك الكلمة تنتهي بهائك ،و املعنى يبد�أ بكل ن�ساء الأر�ض ،ليكون الكتاب �شاهد ًا على وجود حب �شهي ،لذيذ يف عذبه وعذاباته.. وعلى �إمكانية تغيري بو�صلة املحبني جتاه اال�ستمتاع بكل تفا�صيل ال�شوق واللقاء والعطاء واملغفرة ، وليكون لالبتهال مذاق �آخر ي�شبه ما�شدوت به ذات غفوة.. يارب ال ت�أخذها مني…. وال تخنقها بي… وال حترمنا املوت حب ًا يارب �إين �أحبها…. فهي خالدة بروحي ..و�أنا بها ..خالد
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
154
املنرب
ماذا لو كنت ال تزال يف الطريق �إلى ت�سوية اليوم ال يت�سع للكثري من �أمورك ،وتهذيب عالقتك با�صدقائك! الرثثرة.. روح عالقة �سوف يكون مليئ ًا بفكرة واحدة جمنونة ...ماذا لو كنت يف انتظار حُ لم خملوق فكرة حتر�ض على �أ�سئلة من نوع خا�ص .لأجلك رمبا يكون لقاء..رمبا يكون بداية ،رمبا وت�ستجلب �إجابات ال نهاية لها. يكون �صحوة حظ بعد �إغفاءة طويلة.. فكرة ..ت�س�أل وتقول: ماذا لو �أن هناك« روح ال تود املغادرة مع �أو رمبا يكون احت�ضان �شخ�ص ما ملرة املوت ،تعلق مبا حتبه يف الأر�ض وترف�ض واحدة يف العمر!.. ..ماذا لو كان كل ذلك ينتظرك و�أنت ال�صعود �إلى ال�سماء»!! ذاهب �إليه ،لكن املوت قطع عليك ترف�ض اجلنة..ترف�ض املالئكة وعليهم!!.. وت�ستبقي الأحياء املن�شغلني عنها ..و تُرى �أين �ستعلق روحك!.. ت�ستجدي الظل ..وتبحث عن خمرج!! ولنقل مث ًال …ماذا لو مل تخرب والدتك عند �أي باب �ستظل واقفة تت�أمل ما فوتته عليها من خري!.. �أنك �آ�سف على تخييبها �أملها ،و�أجلته يف �أي الأمكنة �ستظل حتوم كالأ�شباح حلني �شجاعة! �أو �أن زوجتك كانت تنتظر من وقت طويل ،تلعن اخلوف ،وال�صمت ،وال�صرب، .. اعرتاف ًا منك بحبها!..ون�سيت االعرتاف تظل تراوغ ميين ًا و�شماالً ويديها فارغة من حتقيق �أي �شيء!.. خمب�أ يف جيب ان�شغاالتك اليومية� !..أو والآن �أخربين.. �أنك مل ت�ستكمل بعد حديثك مع �أبنائك ما الذي يجب �أال ينتظر ك بعد !! ..ويجب عن تقديرك لنعمة �أن يتم اليوم وحاالً!.. وجودهم بحياتك ،وعن مدى فرحك ال تفكر ..اذهب �إليه وح�سب. بر�ؤيتهم يكربون !..
155
أكثر ...أكثر
هل
يجب ان نخاف اهلل �أكرث!! �أم ...نرجوه �أكرث!!
و�أقول ... يجب �أن نحب اهلل �أكرث ونح�سن الظن فيه �أكرث ن�شكره وال نكفره نفرح بعذاباته لأنها منه ونفرح بخرياته لأنها منه
نذكره فنن�سى كل �ضيق ون�ستغفره لن�شعر ب�ألوهيته ورحمته اهلل هو كل احلب ولن ن�ؤمن حتى نحبه �أكرث من كل حب حتى ونحن نقرتف مع�صيته فلنحبه �أكرث
السماء الثامنة لـ خالد الباتلي
156
لنجدد عالقتنا باهلل نتحاور معه نبت�سم له نطلبه نرجوه ...هو اهلل ال �إله �إال هو
للتواصل مع المؤلف : kh.albatli@gmail.com k_batli
النهاية
إخراج وتصميم :
157