بين الورق والذاكرة، نكتب لنحيا

Page 1

1


‫بين الورق والذاكرة‬

‫نكتب لنحيا‪..‬‬ ‫خالد الباتلي ‪٢٠٢٣ -‬‬ ‫‪2‬‬


‫من نحن بال احاسيس مرهفة وذاكرة مرهقة!‬ ‫نكره احيانا مشاعرنا التي تكشف املنا وضعفنا وكلماتنا التي تفلت من قلوبنا‪..‬‬ ‫فنتمنى لو نقتلع الستنا ونصفع احاسيسنا ومنحو حلظة ما من ذاكرتنا‪..‬‬ ‫هل سيكون حالنا أفضل بال ذاكرة!‬ ‫هل سنقدم على القرارات بشجاعة دون ان جترنا الذاكرة للخلف!!‬ ‫هل العيش بال ذاكرة عاطفية أسهل؟!‬ ‫ألن يصبح من السهل ان نعيش التفاصيل بذاكرة مؤقتة!‬ ‫فال يرهقنا تراكمها ونشقى بحملها كل يوم‪..‬‬ ‫هل ستبدو السماء أجمل حني تشرق ذاكرة الصباح ومؤشرات العاطفة للصفر!‬ ‫من نحن بال ذاكرة؟ تكتبنا ونكتبها!‬ ‫ومن نحن من دون الكتابة؟‬ ‫الذاكرة ترصد والكتابة تدون!‬ ‫ان تكتب يعني ان تعيش منتبه جدا‪..‬‬ ‫يف حديثك ويف صمتك يف الزحام ويف خلوتك وحتى يف املنام!‬ ‫ان متسك بيدك ذاكرة تكتب كل شيء امر مرهق‬ ‫وان حتمل يف رأسك ذاكرة ترغمك على الكتابة اشد ارهاقا‪..‬‬ ‫هل ميكن ان تكون الكتابة صديق منام يفشي باألسرار يفضح مواطن الضعف؟!‬ ‫ليس شيئا مريحا ان تكون كاتبا‪..‬‬ ‫تعيش وانت تتأمل ما حولك تلم بأدق التفاصيل‪..‬‬ ‫‪3‬‬


‫ويف وسط حدث ما‪ ..‬تتخيل وحتاول صنع قصة من مشهد‪..‬‬ ‫فال يعنيك ما يعني االخرين!‬ ‫هل تساعد الكتابة أحد؟‬ ‫رمبا هي ال تساعد أحد سوانا!‬ ‫بالكتابة نعيد تشكيل أنفسنا‪..‬‬ ‫امنا بعد ان نتمزق فال نحصل على نسخة صحيحة منا!‬ ‫بالكتابة نخلق شخصيات تشبهنا‪ ..‬تشبه هروبنا!‬ ‫يف الكتابة قد نعثر على هويتنا‪ ..‬وقد نكون ما نريد!‬ ‫يف الواقع‪..‬‬ ‫نحن الذين نكتب نحب وأكثر من حبنا ألنفسنا!‬ ‫امنا يف الكتابة‪ ..‬فرصة ان نحب أنفسنا أكثر‪..‬‬ ‫يف الكتابة قد نتخطى بعض السطور‪..‬‬ ‫ليتخذ من نحب احلرية يف قراءة ما يريد‪..‬‬ ‫ومساحة أخرى ليقرأ بينها ما نريد‪..‬‬ ‫قد نترك وبال خوف صفحات فارغة‪..‬‬ ‫كأبواب مواربة بني فصولنا‪..‬‬ ‫حتى يكون لهم حق الرفض يف املتابعة أو فرصة للرجوع‪..‬‬ ‫رمبا يف الكتابة‪..‬‬ ‫نتشدق بالدفاع عن املسافات‪..‬‬ ‫واحلب الال مشروط أكثر من قدرتنا يف الواقع‪..‬‬ ‫‪4‬‬


‫ففي احلب‪ ..‬يصعب ان ننسى غريزة التملك‪..‬‬ ‫أو احلاجة لاللتصاق والهلع من البعد!‬ ‫متنحنا الكتابة شجاعة املواجهة مع النفس‪..‬‬ ‫والوقوف على العقد التي تشتبك عندها االمور كل مرة‪..‬‬ ‫بالكتابة قد نتوصل للقناعة بفكرة قبول منح االخر احلرية‪..‬‬ ‫امنا قد تظل فكرة هشة!‬ ‫حبرها مملوء برائحة الغيرة وباخلوف‪..‬‬ ‫لكن اخلوف ليس اسوء ما نواجه‪..‬‬ ‫بل العجز على اعتناق الفكرة ‪!...‬‬ ‫نكتب حني نتصور اننا بالكتابة منلك شجاعة ان تكتب‪:‬‬ ‫«انا هنا متى احتجت‪..‬‬ ‫واني سأكون دوما هنا على ايه حال‪..‬‬ ‫لكن انا احررك بكل حب‪»..‬‬ ‫ونهمس س ًرا‪:‬‬

‫«مع اصدق متنياتي ان حتتاج إلي»‬

‫‪5‬‬


‫حني نتذكر نكتب‪..‬‬ ‫ونكتب بحرقة حني نبكي‪..‬‬ ‫وحني نشعر الالشيء ميكن ان ينقذنا من افساد ما نحب‪..‬‬ ‫وأننا يوما ما لن نتمكن من اصالحه ابدا‪..‬‬ ‫فنكتب آملني أننا بالكتابة ننجو!‬ ‫لكننا منضي على أية حال‪..‬‬ ‫ونحن ال نرغب يف التفكير بذلك‪!...‬‬ ‫منضي ونحن نكتب‪..‬‬ ‫نكتب مواساة‪..‬‬ ‫ألولئك الذين يقرؤون‪..‬‬ ‫نتمنى اال يضطروا ان يشعروا مبا شعرنا به!‬ ‫ونكتب ممتنني ملن آذونا‪..‬‬ ‫حني تولت الكتابة االعتناء بالفوضى التي خلفتها جراحهم فينا‪..‬‬ ‫نكتب فراغا‪..‬‬ ‫فور االحساس بالذنب جتاه من نحب‪!...‬‬ ‫اوحني نرتكب هفوة‪..‬‬ ‫وحني نعجز عن شكر‪..‬‬ ‫نكتب فضاءا‪..‬‬ ‫من االمتنان لهم وللحروف التي اوصلت احساسنا‪ ..‬ألنها مصدر التقاءنا بهم‪..‬‬ ‫‪6‬‬


‫نكتب انتماءا‪..‬‬ ‫حني نبحث بالكتابة عن مكان ال نعاني فيه من اخلوف‪..‬‬ ‫او من الوحدة ال نتوقع فيه النبذ او املوت وحيدين‪..‬‬ ‫نكتب ونكتب‪..‬‬ ‫الى ان نصل ملكان ال تشعر فيه املفردات باخلوف من الالفهم!‬ ‫نكتب زمنا‪..‬‬ ‫حني تقع انظارنا على مالمح لقاء بعيد فترسم احلروف تفاصيله بني أيدينا‪..‬‬ ‫ونكتب حني تشدنا الذاكرة فال نستطيع العودة بالعمر للوراء‪..‬‬ ‫نعود بالكتابة نغمس الشعور يف محبرة السنني ونكتب‪..‬‬ ‫نقلــب صفحــات العمــر للــوراء الــى مــذاق الطفولــة‪ ..‬نبحــث عــن الروائــح التــي تشــبهه‬ ‫احساســها‪..‬‬ ‫الذاكــرة تعيــد ســرد االحــداث وتكتبنــا‪ ..‬فتومــض فينــا حلظــة مــا مظلمــة وتعيــد احلنــن‬ ‫لــكل شــيء‪..‬‬ ‫فنبدو واالقالم يف أيدينا وكأننا لن نكبر ابدا‪..‬‬ ‫ثم نبدأ بالكتابة نلهو على جدران املاضي من جديد‪..‬‬ ‫نكتب ونكتب وكأننا لم نكبر اال بقدر ما كتبنا‪ ..‬ولم نعش إال ما محوناه!‬ ‫نكتب استفزازا‪..‬‬ ‫رمبا ال نكتب كثيرا قبل ان نلتقي أحدهم‪..‬‬ ‫رمبا ظلت الكتابة مترسبة واالنامل متجمدة والعقل فارغا‪..‬‬ ‫والهواء مير عبر اذني الصمت‪..‬‬ ‫‪7‬‬


‫دون ان نلحظ الصرير الذي قد يفتك بأصوات الوجود حولنا‪..‬‬ ‫فتدور سواقي احلروف داخلنا بصمت‪..‬‬ ‫دون ان نعترض على حجب االصوات احلاملة‪..‬‬ ‫ومتــر الليالــي وتشــيخ احلكايــا التــي كان ميكــن ان تلهــو حولهــا وميــوت العشــاق الذيــن‬ ‫تســامروا يف قمرتهــا‪!...‬‬ ‫نكتب استرساال‪..‬‬ ‫وكأننا جنري يف مضمار احلياة‪..‬‬ ‫تلتقط عني الكاتب منها ماال تبصره اعني االخرين‪..‬‬ ‫عني يفوق ادراكها لألشياء العني العادية‪..‬‬ ‫وكأن الغمامات التي حتيط ابصارنا متنعنا من ابصار املهالك احمليطة بنا‪..‬‬ ‫نعصب باخلياالت انظارنا امتناعا من رؤية جوانب الطريق‪..‬‬ ‫واالســتمتاع بتفاصيــل عاملنــا الــذي نتجــه اليــه كلمــا امســكنا بالقلــم فننطلــق خلــف‬ ‫الكلمــات بــا هــوادة‪!...‬‬ ‫ال شأن للحقيقة فيما جنري اليه‪..‬‬ ‫ولم تكن يوما مهمة بقدر حصول الروح على سكاكر قلبها يف نهاية احللم ‪!...‬‬ ‫نكتب طمسا‪..‬‬ ‫للحاجات املفقودة‪..‬‬ ‫احلاجة بالرغبة يف احلصول على االمان‪..‬‬ ‫االمان املادي او العاطفي‪..‬‬ ‫او جتربة الشعور بالتملك او احلاجة لالحتياج!‬ ‫‪8‬‬


‫نكتب دمعا‪..‬‬ ‫حني يزاح قناع ما او نتعثر بإحساس ما‪..‬‬ ‫لنكتشف كم فات من احلياة الكثير‪..‬‬ ‫فتتوقف لترفع رأسك عن أناملك‪..‬‬ ‫فترى أنك تقف على مسافة اميال بعيدة عن موضع قدمك احلقيقي‬ ‫فندرك كم نحن متأخرين جدا‪..‬‬ ‫وكم باعدتنا احلياة عن ركب احلياة‬ ‫نكتب غربة‪..‬‬ ‫حني تشعر وكأنك سقطت من فوهة زمن اخر‪..‬‬ ‫على ارض ال تشبهك‪ ..‬فتشتد حاجتك لالنتماء‪..‬‬ ‫فيخجلــك ان حتضــر احليــاة متأخــرا‪ ..‬وقــد فاتــك االحتفــال! فتقــف مبشــاعر رثــة يف‬ ‫حفلــة تتويــج منتصــف العمــر‪..‬‬ ‫وكم يبدو سخيفا ان حتضرها حني ان يبدأ من معك االنصراف‪!...‬‬ ‫نكتب ادعاءا‪..‬‬ ‫حني تتصور انه ميكنك ان تعيش دون حاجة لألخرين!‬ ‫تستلهم من اخلارج حياتك اليومية‪ ..‬تكتب ابوابا تلج بها الى داخلك‪..‬‬ ‫الكتابة حتتكرك رمبا جتعلك تعيش متأخرا على مسافة بعيدة جدا من االخرين‪..‬‬ ‫كاتبا وحيدا‪ ..‬وال آخر تقاسمه مسراتك او تصب فيه آالمك‪..‬‬ ‫تسير بصحبة هذيانك دون ان تبالي الرفض من اخلارج!‬ ‫ومنهمكا فقط بتصارع رفضك الداخلي لذاتك الكاتبة‪..‬‬ ‫‪9‬‬


‫كارهــا ان تعــود اليــك الذاكــرة حاملــة بــن يديهــا اللحظــة الطفلــة‪ ..‬التــي حتــدث طنــن يف‬ ‫رأســك وال تدعــك تكتبهــا!‬ ‫نكتب أرقا‪..‬‬ ‫حني تؤذينا الكتابة ليال حني تقرع رؤوسنا‪..‬‬ ‫امنا تتمنى ان يغفر لك وجعها أنك مختلف‪..‬‬ ‫بينما اجلميع يغط يف نوم هانئ‪ ..‬وانت تغط وجعك يف عني سهرك وتكتب‪..‬‬ ‫نكتب عفوية‪..‬‬ ‫فيؤملنا جدا‪ ..‬حني نكتب عن جرح من نحب بال قصد منا يف االذية‪..‬‬ ‫نكتب جرحا‪..‬‬ ‫حني منرر القلم على االلم‪..‬‬ ‫مرورا سهال وحاد يفتق االحساس وينكأ اجلرح‪..‬‬ ‫بخالف االحساس باملتعة‪ ..‬متعة!‬ ‫وقد ال توجد كلمات تصفها‪..‬‬ ‫نكتب صراخا‪..‬‬ ‫لتعيد الكتابة تأجج فورة الذاكرة‪..‬‬ ‫لتصحو اللحظات من سباتها بعد ان تصبح احلياة مغمورة‪..‬‬

‫‪10‬‬


‫نكتب جلوءا‪..‬‬ ‫فالكتابة حصانه اللحظات ضد النسيان‪!...‬‬ ‫نكتب أسرا‪..‬‬ ‫ألننا نعتقد ان تدوين االخرين يحررنا‪..‬‬ ‫بينما نحن نغرق فيهم بالكتابة أكثر‪!...‬‬ ‫نكتب حيرة‪..‬‬ ‫هل نحن نكتب ألننا نفتقد أنفسنا؟‬ ‫ام نعثرها عليها؟‬ ‫هل ميكن ان يستعيدها لنا االخرون من خاللنا؟!‬ ‫نكتب صراعا‪..‬‬ ‫يف حلظة ما تكون حياتنا ليست ملك لنا وحدنا‪..‬‬ ‫وجند اننا نعيش حيوات متعددة بني العقل والقلب والروح واجلسد‪..‬‬ ‫فتراودنا فكرة االنفصال عنا‪..‬‬ ‫واخذ اجازة من الذاكرة من أنفسنا من كل ما حولنا‪..‬‬ ‫نكتب قيدا‪..‬‬ ‫ونحن يف دوامة احلب حني يتنازعك حجرا ومضغة‪..‬‬ ‫فيختصــم الطــن داخلــك تشــدك لألســفل حفنــة مــن التــراب‪ ..‬فتنســيك كيــف يجــب ان‬ ‫تســيل ضــوءا منســابا نافــذا ألقاصــي الــروح‪ ..‬وشــعورا متفانيــا متســاميا ممتنــا‪ ..‬فقــط‬ ‫‪11‬‬


‫بــا قيــد وال شــرط ملــن تشــعر معــه احليــاة بالــروح!‬ ‫نكتب استسالما‪..‬‬ ‫حــن تتســلط علينــا الكتابــة تعاقبنــا تعيدنــا ألول الســطر‪ ..‬وتذكرنــا ان نحــاول العــودة‬ ‫بالذاكــرة ونقــف بعيــدا‪..‬‬ ‫نكتب امتنانا‪..‬‬ ‫ونصلي كثيرا ملا بني ايدينا من نعم‪ ..‬حتى ننعم باملزيد واملزيد من احلياة‪..‬‬ ‫نكتب تساميا‪..‬‬ ‫حتــى نوســع بالكتابــة حــدود احليــاة حولنــا دون االســراف باحلــب‪ ..‬دون االغــراق يف‬ ‫الشــكوى!‬ ‫نكتب حتى مننح أنفسنا ماال منلك حتى ال نكون متطلبني!‬ ‫نكتب شموخا‪..‬‬ ‫حني نخذل فال نطيل الوقوف امام غير املتاح ودون ان نغضب على غير املمكن‪..‬‬ ‫ونستمتع باالستسالم‪ ..‬ونلوح للرحيل‪!...‬‬ ‫نكتب خيالءا‪..‬‬ ‫حني نحب نكتب وحني نكتب نحب‪..‬‬ ‫فنتحرك ويف رؤوسنا فكرة عظيمة بأننا من قلة كم هم محظوظون بالكتابة‪..‬‬ ‫ويف قلوبنا مسرة أعظم بأننا محظوظون مبن نحب‪!...‬‬ ‫‪12‬‬


‫نكتب شتاتا‪..‬‬ ‫حني نتجول فينا دون ان نحدد مباذا سنبدأ او اين سنقف‪..‬‬ ‫على حدود الذاكرة فال ندري ما نختار ان نحتفظ به منا‪..‬‬ ‫اي املشاهد سنقتطع وايها سيطرأ الحقا وايها سيرحل وأيها يخلد‪!...‬‬ ‫نكتب كرا وفرا‪..‬‬ ‫يف احلياة نحن ال نختار اي املعارك سنواجه ومن هم اعداؤنا‪..‬‬ ‫لكن قد نختار االنهزام او االستسالم او النصر‪..‬‬ ‫وقــد نبقــى يف هدنــة ابديــة‪ ..‬يف صمــت فيفزعنــا صريــر االبــواب كلمــا تصورنــا اننــا نحيــا‬ ‫بســام واصــوات احلــرب‪ ..‬تقــرع طبولهــا داخلنــا يف كل حلظــة فــرح‪..‬‬ ‫نخشى ان نرفع اقالمنا فتشهر علينا السيوف‪ ..‬فنتراجع‪!..‬‬ ‫حني نكتب قد نكون حقا نقف يف اخر الصف‪ ..‬لنصف االشياء وهي متضي عنا‪..‬‬ ‫فنســير ونقــع دون ان تتعلــم ان نبــدي االهتمــام بالعوائــق اخلارجيــة‪ ..‬نتركهــا حتــدث‬ ‫خدوشــها دون مبــاالة وكأننــا فقدنــا االحســاس بأقدامنــا‪ ..‬ال نــدرك ايــن املســير وال الــى‬ ‫ايــن تأخذنــا خطواتنــا‪ ..‬وكأن كل غايتنــا االنتهــاء فقــط‪..‬‬ ‫االنتهاء من تدوين مشهد لالرحتال آلخر!‬ ‫نكتب للعدم‪ ..‬للوهم‪..‬‬ ‫فتجف روحك‪ ..‬وتتهاوى حروفك وتنأى ذاكرتك‪..‬‬ ‫متــد يــدك جلوفــك ترغــب ان تســحب احساســك لتلقــي بــه علــى الســطر فتخذلــك‬ ‫قريحتــك‪..‬‬ ‫ويف حلظــة مــا متتــد يــد مــن الســماء‪ ..‬تــرمم ارواحنــا وتــرد نظرتنــا للداخــل وتذكرنــا‬ ‫‪13‬‬


‫بذاتنــا احلقيقــة‪..‬‬ ‫نظراتها تهدينا مرآة ننظر كم هي احلياة حولنا باهية!!‬ ‫دائما هناك أحدهم يقبل نحوك من محض صدفة‬ ‫يأتيك بتوقيته املختلف‪..‬‬ ‫التوقيت املناسب متاما للشعور‪..‬‬ ‫تدركه فتدرك به احلياة!‬ ‫فتقع متأخرا‪ ..‬امنا تقع معه يف أول احلياة من جديد ‪!...‬‬ ‫فتتجدد به حاجتك للكتابة وتشتد حاجتك للعمر‪!...‬‬ ‫حاجتك للبحث عن االصوات التي تالشت يف ازيز الزحام‪..‬‬ ‫فتبدأ معه التساؤالت اللذيذة‪ ..‬واخلياالت الشيقة‪..‬‬ ‫دون ان حتتاج ان متلك اجابة ملاذا االن؟ أو الى اين؟!‬ ‫نكتب رجاءا‪..‬‬ ‫لعلنا جنعل احلياة ممكنة أكثر بال ألم بال زلل‪..‬‬ ‫لعلنا نعرف حني نقرأ ما كتبناه ما الذي نريد‪ ..‬ونعمل عليه‪..‬‬ ‫نكتب أمال‪..‬‬ ‫ان االخر يقرأ فيكون اسعد‪..‬‬ ‫نكتب آسفا‪..‬‬ ‫حني نعلم كم كنا جنهل‪..‬‬

‫‪14‬‬


‫نكتب اعترافا‪..‬‬ ‫اننا سيئون يف قراءة أكثر مسارات احلياة حياة‪..‬‬ ‫نكتبهم فنعلق داخل قوقعة التركيز حول ما يحدث خارجنا‪..‬‬ ‫بينما كل االشياء كانت حتدث داخلنا دون ان نلتفت لها!‬ ‫نكتب افتقادا‪..‬‬ ‫ألنفســنا القدميــة وحلاجاتنــا البســيطة‪ ..‬لعــل الكتابــة متنحها مســاحة ضئيلة من نســختنا‬ ‫احلديثة‪..‬‬ ‫نكتب ندما‪..‬‬ ‫اننــا قضينــا العمــر وقــد فوتنــا االســتمتاع الروحــي وقلصنــا مســاحته‪ ..‬ولــم منــد اخلطــأ‬ ‫الكافيــة للوصــول الينــا‪..‬‬ ‫وبقينا بعيدا متأخرين جدا عنا‪..‬‬ ‫نكتب حسرة‪..‬‬ ‫اننا مضينا ونحن ال نعترف بوجود الروح‪..‬‬ ‫امضينــا احليــاة نخفــي ارواحنــا الفتيــة يف الكتابــة‪ ..‬لكيــا تظهــر كهولتهــا علــى وجــه‬ ‫الواقــع‪ ..‬وال تغيرهــا مالمــح حياتنــا‪..‬‬ ‫نكتب تناقضا‪..‬‬ ‫فلم نستطع التخلي عنا يف الكتابة ولم نستطع االعتراف بنا!‬ ‫فأخفقتا يف حل معادلة حتقيق الذات بالكتابة‪..‬‬ ‫‪15‬‬


‫فتأخرنا عنا واتسعت املساحة بيننا ولهذا نبدو دوما بعيدا‪..‬‬ ‫نكتب هربا‪..‬‬ ‫حني نكتب نحن ال نفقد ارواحنا بل نهرب منها‪..‬‬ ‫ألننا نخاف االمعان يف حقيقتنا‪..‬‬ ‫نكتب ترددا‪..‬‬ ‫نخاف الندم على التفويت واالعتياد على احملو‪..‬‬ ‫فهو العقاب األسواء على االطالق!‬ ‫نكتب جتاوزا‪..‬‬ ‫ألننا ال نعلم كيف جنتاز مرارة األيام‪ ..‬لكنها متضي بالكتابة على اية حال!‬ ‫نكتب احتياجا‪..‬‬ ‫للعناية بأرواحنا من خالل التأمالت وعيش اللحظة على حدة‪..‬‬ ‫واالستمتاع مبذاقها ان نحافظ على من مينحنا االشياء التي نحتاج اليها‪..‬‬ ‫لنحيا ويبقي جذوة احلماس متقدة فينا‪..‬‬ ‫نكتب لنخلق ارواح جديدة تقهر موت االشياء فينا‪..‬‬ ‫نحتاج ان جنعل احلاجات فينا تستمر بالنمو داخلنا وال تخبو شعلتها‪..‬‬ ‫نكتب أمانا‪..‬‬ ‫حتى ال نخاف من ان متس حاجتنا‪ ..‬فيكشف ضعفنا‪..‬‬ ‫وحتى يظل احتياج االخرين لنا وارد‪..‬‬ ‫‪16‬‬


‫نكتب عزاءا‪..‬‬ ‫فموت الرغبات هو املوت احلقيقي‪..‬‬ ‫وأعظم خساراتنا‪ ..‬موت الكتابة‪..‬‬ ‫نكتب غفلة‪..‬‬ ‫حني نسير يف اخر الركب وعلى مسافة بعيدة وال ننتبه اال ونحن نتساءل‪:‬‬ ‫كيف ابتعد االخرون ومتى بلغنا هذا العمر فجأة كيف أصبحنا مسنني بهذا القدر!‬ ‫نكتب وهما‪..‬‬ ‫ألننــا كنــا نقــف بعيــدا يف اخللــف ونظــن اننــا تســتطيع ان نســعد بصحبــة أنفســنا دون‬ ‫الشــعور بحاجــة لوجــود شــريك‪ ..‬دون حاجــة لتضامــن االيــدي وأمــان الكتــف‪..‬‬ ‫دون حاجة للحاجة للحب من اجل احلب‪..‬‬ ‫نكتب سخرية‪..‬‬ ‫حتى يومض فجأة يف قلبك شعور‪ ..‬لكنك حينها بعيد‪..‬‬ ‫نكتب تداويا‪..‬‬ ‫الكتابة قد ال تغيرنا لكن احلب يفعل‪ ..‬احلب يغيرك!‬ ‫قد متنحنا الكتابة التشايف‪..‬‬ ‫وان تتعلــم منهــا القبــول واالكتفــاء بالــذات فنحــاول بالكتابــة اال نقاســي فقــد االشــياء او‬ ‫االخريــن‪..‬‬

‫‪17‬‬


‫نكتب معجزة‪..‬‬ ‫تظل تكتب بحبر اسود حتى تعثر على ملهمك‬ ‫فيمنحك ذاكرة ال تنسى! ومينح قلمك حبرا بألوان الطيف‪..‬‬ ‫فيلتصــق بهــا كل مــا مينحــك احليــاة بــل يهبــك معنــى احليــاة والتمتــع بحيويــة اللحظــة‪..‬‬ ‫مينحــك تفاصيــل ال تغيــب بعــد ان تكــون اوشــكت علــى االستســام‪..‬‬ ‫فجــأة تشــعر ان حياتــك بــدأت تخصــك وحــدك وأنــك وحــدك اشــد اهميــة لــك مــن‬ ‫االخريــن!‬ ‫نكتب حياة‪..‬‬ ‫واحد فقط يعمل على حتقيق هويتنا يعيدنا الى اول ممرات احلياة‪..‬‬ ‫نعود معه الى صفوف الدراسة ونلهو معه يف الطرقات‪..‬‬ ‫نعيش فيه حياتنا من جديد طفولة مراهقة شباب‪..‬‬ ‫يف كل ممر يترك يف الذاكرة احساس مختلف يهتم بصنع اللذات‪..‬‬ ‫نكتب مرارة‪..‬‬ ‫حني تصب جام املك على من حتب‪ ..‬فتود ان تقتلع قلبك قبل ان متس قلبه بكدر‪..‬‬ ‫نكتب سفها‪..‬‬ ‫كيف ميكن ان يدمر الغضب جمال حلظة مع من يزيد االمور جماال يف حياتك!‬ ‫نكتب امتنانا‪..‬‬ ‫حــن حتولــت كل اللحظــات الهالكــة بــن يديــه الــى طــوق جنــاة تعبرهــا معــه بيقــن حتــى‬ ‫‪18‬‬


‫تصــل لألمــان وتنجــو بهــذه القــوة التــي انــت عليهــا االن والتــي مــا كنــت لتكونهــا لــواله‪..‬‬ ‫بالكتابــة نعتــرف اننــا تعيــش حيــوات متعــددة لآلخريــن وحســب‪ ..‬ويف اوقــات متعــددة دون‬ ‫ان نأبــه بــكل شــيء خســرناه ومــا كنــا ميكــن ان نربحــه‪..‬‬ ‫نكتب زهدا‪..‬‬ ‫ثم بذاك الواحد تصبح حياتنا ثمينة وحروفنا ذات قيمة نحرص عليها‪..‬‬ ‫جنملها بكل ما اكتسبناه بحبه بقربه او بعده مبا حققناه معا من اجنازات روحية‪..‬‬ ‫نسد بها فجوات احلياة الصغيرة ونقيم عليها جسور جديدة متتد إليهم بثقة‪..‬‬ ‫فتشعرنا اننا حصلنا على بدايات آمنة وميالد قلب جديد‪..‬‬ ‫نكتب نزاعا‪..‬‬ ‫حــن نركــض علــى صفحــات احليــاة‪ ..‬واقــدام الذاكــرة تســرع اخلطــأ ثــم تقــف وتلهــث‬ ‫علــى عتبــات فقــد جديــد!‬ ‫نكتب تسليما‪..‬‬ ‫بعد كل جتربة فقد نتيقن منها اننا فانون ثم مند ساقنا بكل ألم للريح‪..‬‬ ‫وكأننــا نشــعر بالذنــب لبقائنــا علــى قيــد احليــاة‪ ..‬ولكــن هــي وقفــة مؤقتــه ننفــض بعدهــا‬ ‫احلــزن ونتابــع ألننــا نخــاف النســيان بقــدر مــا نحتاجــه لنعيــش‪..‬‬ ‫نكتب خلسة‪..‬‬ ‫كلما خشينا ان يقتل النسيان ذاكرتنا ويجعل امواتنا يغيبون ثانية!‬ ‫‪19‬‬


‫نكتب خلدا‪..‬‬ ‫حني نتمسك بأبدية من نحب حني ترهقنا وتورثنا الشعور باليأس!‬ ‫نكتب مكابرة‪..‬‬ ‫حني نتصالح وتتعايش مع فكرة فناءهم كفكرة أخف وطأة‪..‬‬ ‫من رحيلهم حتى ال نشعر باخليبة‪ ..‬كلما تصورنا غيابهم!‬ ‫نكتب سرا‪..‬‬ ‫لنتجاوز ضعفنا‪ ..‬ونكابد صمتا صراعاتنا‬ ‫يف الذاكرة يكمن اخلوف من احلب أكثر من الرغبة فيه!‬ ‫فنخاف من أنفسنا أكثر ممن نحب‪..‬‬ ‫يف حلظات احلب‪ ..‬نحن نقول اشياء فنكتب اشياء احلب حتى ال نفقدها!‬ ‫نكتب عجزا‪..‬‬ ‫ألننا قد نفقد قدرتنا ان نقول ما نريد!‬ ‫نكتب رغبة‪..‬‬ ‫ان تكون الصداقة بيننا بالدرجة األولى‪..‬‬ ‫ان نتفق على عدم متلك ما نحب‪..‬‬ ‫ان يكون كل منا مسؤول عن سعادة االخر‪..‬‬ ‫ان يحترمه ويصدق معه‪..‬‬

‫‪20‬‬


‫نكتب ترسيخا‪..‬‬ ‫فنكتــب ونكتــب ألنــك تريــد ان ترســخ فكــرة ان تتغيــر مــن الداخــل‪ ..‬لتتوافــق مــع كونــه اخــر‬ ‫وليــس انــت‪ ..‬وانــت تتمنــى ان ال تخونــك الذاكــرة ثانيــة وتنقــاد النانيتــك فيــه!‬ ‫نكتب احتكارا‪..‬‬ ‫حتى ال تنسى اال تبوح االمك ومخاوفك اال للكتابة‪..‬‬ ‫نكتب حذرا‪..‬‬ ‫حتى تترك يف الذاكرة الفتة حتذرك اال تنكر االختالف‪..‬‬ ‫اختالف االخر عنك عبر القبول ال الرفض‪..‬‬ ‫والقبول بأنك مهما اقتربت التزال تقف على مسافة بعيدة‪..‬‬ ‫نكتب مشقة‪..‬‬ ‫رحلة وصول الروح لتوأمها!‬ ‫فنكتبــه درب ثابتــة جنمــل خطاهــا بالصبــر‪ ..‬فبقــدر ثباتنــا علــى املســافات بيننــا يتوقــف‬ ‫احساســنا مبــدى وعــورة الــدرب وقدرتنــا علــى اجتيــاز عقباتهــا‪..‬‬ ‫وانــت تكتــب هــذه الرحلــة‪ ..‬عليــك اال تشــعر أنــك العابــر‪ ..‬بــل عليــك ان تشــعر وكأنــك‬ ‫الــدرب‪..‬‬ ‫حني تعجز ان تكون الرفيق‪ ..‬اختر ان تكون الدرب اآلمن للرفيق‪..‬‬ ‫نكتب احيانا‪..‬‬ ‫الن اجلرح ممن يشبهك اشد املا من يد غريبة عنك‪..‬‬ ‫‪21‬‬


‫نكتب حتررا‪..‬‬ ‫من مشاعرنا ونتخلص من ممارسة الرقابة عليها‪..‬‬ ‫نكتب ذعرا‪..‬‬ ‫حني يتملكنا اخلوف اال منلك ملن نحب اال نوع واحد من احلب ‪!...‬‬ ‫نكتب اجتهادا‪..‬‬ ‫لنتعلم ان حتب االخر بكل وجه ممكن للحب‪..‬‬ ‫نكتب حلما‪..‬‬ ‫تترائ فيه جنمة نسرق بها من حياتنا حلظات لن يأتي أحد ليقدمها لنا‪..‬‬ ‫نكتب رضا‪..‬‬ ‫حني جند ان ما بني ايدينا خير مما على الشجرة‪..‬‬ ‫نكتب محاولة‪..‬‬ ‫لالتزان بني انانية وتضحية‪ ..‬مغفرة وكبرياء!‬ ‫ان تسمح له ان يحبك كما انت‪ ..‬فيغفر انانيتك ويضحي من اجل الفوز بها وحده!‬ ‫نكتب حالة‪..‬‬ ‫فيها كل كلمات احلب والفرح من اجله‪ ..‬دون ان يكون ضمنها كلمة مقابل!‬

‫‪22‬‬


‫تكتب تخمة‪..‬‬ ‫لتشــعر وانــت يف احضانــه أنــك مقيــم يف احضــان النعيــم‪ ..‬وتتــذوق يف قبالتــه مــذاق‬ ‫الفــردوس‪..‬‬ ‫بالكتابة جنري خلف الذكريات نفتش اين تذهب؟!‬ ‫لنقبض على اللحظات كفرص ثمينة للنجاة ونعيد صنعها من جديد‪..‬‬ ‫نكتب لنمسك بخيط ذاكرتنا وننسج منه خياالت ال يعاقبنا عليها أحد‪..‬‬ ‫نكتب لنحيا‪..‬‬ ‫حياتنا بصورة مختلفة لنصغي ألصوات احلب أكثر‬ ‫لننفس عن ابتهاجنا‪..‬‬ ‫ويف كل مرة النكتب‪..‬‬ ‫ننفصل عن ذواتنا‪..‬‬ ‫منوت فتعيد الكتابة احياءنا من جديد‪..‬‬ ‫نكتب تأمال‪..‬‬ ‫حتى ال نفقد متعة تأمل الطريق ونحن منضي نحو النهايات‪..‬‬ ‫نكتب اهتماما‪..‬‬ ‫لنجمــع مــن تفاصيــل الــدرب صــورة نتذكرهــا قبــل ان نخلــد للنــوم‪ ..‬لنعيــد يف الصبــاح‬ ‫التالــي استنشــاق عبيرهــا‪..‬‬ ‫حتى نغادر الركن البعيد ونحث املسير ونطوي املسافات‪..‬‬ ‫لنرتب الكلمات يف ايدينا ملسة وفاء‪..‬‬ ‫‪23‬‬


‫ونغرس يف كفوف الذاكرة براعم امتنان جديد‪..‬‬ ‫ونكتب حتما‪..‬‬ ‫حني نحب‪ ..‬فنحب أكثر‪..‬‬ ‫الكتابة رمبا تغير حياتنا نحو االفضل!‬ ‫امنا ان يهبك اهلل من يلهمك الكتابة‪..‬‬ ‫فهو أفضل ما قد يحصل لك على االطالق‪!...‬‬ ‫يلهمك انه مهما امتدت عالقاتنا ومهما تعددت جتاربنا او ضحلت امكانياتنا‪..‬‬ ‫نحن ال منضي بسالم اال حني نصبو لهدف واحد‪..‬‬ ‫قبــول ذواتنــا ليحســن اســتقبالها االخ‪ ..‬يشــعرك حبــه لــك كــم حتــب نفســك ويدعــوك حبــه‬ ‫للتصالــح معها!‬ ‫يف الكتابة نتنقل بني منعطفات احلياة ممسكا بيده‪..‬‬ ‫نقفز تارة لقمة احللم مع شخصياتنا املأمولة ونلوذ تارة يف كهوف احملال‪..‬‬ ‫وبــن احللــم والواقــع نعيــش حياتــن بــن الوهــم واحلقيقــة‪ ..‬بــن العقــل والقلــب بــن‬ ‫الــروح واجلســد‪..‬‬ ‫تنشب معارك حب ال تنتهي‪ ..‬ونكتب انتصارات حب ال يهزم‪!...‬‬ ‫يلهمون حياتنا مبا ال جنده اال معهم‪..‬‬ ‫نعيشهم رواية يف كل فصل من فصولها تتمحور اال منا‪..‬‬ ‫ومنارس يف احلياة أدوارنا البعيدة عنا‪..‬‬ ‫فنصبح اثنني مختلفني ومتشابهني معا!‬ ‫‪24‬‬


‫نلتقي يف عالم موازي لعاملنا فيه مسراتنا أحلى مذاقا وآالمنا أكثر حدة‪..‬‬ ‫نفرغ قلقنا يف الكتابة‪..‬‬ ‫قلقنا علينا على ما نحتاج اليه فنغمس متعنا يف الشعور باألمان تارة وباجلنون تارة‪..‬‬ ‫فننسى أنفسنا ونقتسمها بيننا‪..‬‬ ‫ونحلم ان نقف امام بعضنا ونحن كال كامال‪..‬‬ ‫نحلم ان نقف قبالة احالمنا نكتب وعدا‪..‬‬ ‫بأن مننح يف املقام االول العناية بنا‪..‬‬ ‫العناية بسعادتنا من خالل سعادة االخر بنا وفينا‪!...‬‬

‫‪25‬‬


‫بين الورق والذاكرة‬

‫نكتب لنحيا‪..‬‬ ‫خالد الباتلي ‪٢٠٢٣ -‬‬ ‫‪26‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.