انتفاضة الأيام السود

Page 1

‫ف‬ ‫يوميات حزينة ي� الغربة‪...‬‬ ‫مجلة طائر‬ ‫!!!‬ ‫انتفاضة األيام السود‬ ‫الفينيق‬

‫د‪.‬حسن فرحات‬


‫انتفاضة األيام السود !!!‬

‫‪06/1/2020‬‬


‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫‪...‬‬ ‫السود ألننا جياع كأن بياضها كان سائدا‬ ‫ننتفض قهرا عىل األيام‬ ‫ِ‬ ‫آنذاك!‬ ‫أننتفض عىل ِّ‬ ‫كل األيام ؟‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫يقلق َ‬ ‫نهار لي ِلنا ؟‬ ‫أم نختار منها ما‬ ‫ف‬ ‫يخت� السواد من قلوبنا!‬ ‫لك‬ ‫كم‬ ‫ٍ‬ ‫بياض نحتاجه اليوم ي‬ ‫ي‬ ‫وه نائمة !‬ ‫وكم‬ ‫ٍ‬ ‫سواد يجتاح النفوس ي‬ ‫وه ِيقظة!‬ ‫وكم‬ ‫ٍ‬ ‫بياض يعتليها ي‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ُّ‬ ‫لماذا يحدث كل هذا ي� بلدي ‪...‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫ولم ْ‬ ‫السواد ً‬ ‫يوما سائدا ف ي� دوائر القرار‪...‬‬ ‫يكن‬ ‫ً‬ ‫ً َّ ً‬ ‫ُت ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫مغط ًيا سماءَ‬ ‫َ‬ ‫ضباب‬ ‫لم ن�ك يوما أن نعيش رخاء حرا بعيدا عن‬ ‫ٍ‬ ‫التفاؤل‬


‫َّ ف‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫المنافع‬ ‫عديم‬ ‫اع‬ ‫رص‬ ‫ذروة‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫كن‬ ‫عندما‬ ‫إلينا‬ ‫قادم‬ ‫ضباب‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫ُ‬ ‫لماذا يحدث هذا؟!‬

‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ز ُ ف‬ ‫وكلنا نبات صالح خصب بي�غ ي�‬ ‫َّ ً‬ ‫األرض محمال بكرامة االنتماءِ‬


‫ِ‬

‫ً ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫سواد‬ ‫عىل‬ ‫االنتصار‬ ‫ة‬ ‫بحتمي‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫يقين‬ ‫باهظا‬ ‫الثمن‬ ‫ندفع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫القلوب‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫دماء روت أرضنا‬ ‫خ�ِة‬ ‫عىل‬ ‫نقبض‬ ‫الجمر دهرا من ي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫السمراء‪...‬‬

‫ً ف‬ ‫ك ق‬ ‫ُ‬ ‫وجدان األجيال‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫ساري‬ ‫القلوب‬ ‫بياض‬ ‫يب�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫لماذا نلوم ثائرا جائعا عىل ألم مسط ٍح تشيب له ضمائر‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫األجداث‬ ‫�‬ ‫هم‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ئ‬ ‫ببط عىل‬ ‫تموت‬ ‫األحداث‬ ‫تتآكلها‬ ‫معنا‬ ‫ساكنة‬ ‫ضمائر‬ ‫ٍ‬ ‫الفقر‬ ‫صوت هدير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رغيف ب ز‬ ‫قمح بالدنا مستوردا ؟!‬ ‫الخ� إذا كان‬ ‫كيف يحيا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ئ‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫مؤامرت‬ ‫وجع‬ ‫ِ‬ ‫وجارتنا الشقيقة لحدودنا ال�قي ِة ِت� من ِ‬ ‫وقيرص الحصار‬ ‫الحرب‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫َّ ف‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫مستوردة‬ ‫عقول‬ ‫أرض لم تكن يوما أولية ي�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زراعة ٍ‬ ‫ّ َ ف‬ ‫الخصبة المعطاءة‬ ‫أهانت الفلح ي� أرضه‬ ‫ِ‬


‫‪3‬‬

‫ِّ ً‬ ‫ت‬ ‫البوادر ‪ِ ...‬‬ ‫غامض‬ ‫مستقبل‬ ‫ح� غدا متمردا عىل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫يحيط بنا بما فعلت أيدي الفاسدين والمتآمرين‪...‬‬ ‫فقر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األعصاب‬ ‫حنجرة أصابها شلل‬ ‫واصوات‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الناس ف ي� بلدي؟!‬ ‫كيف ال يموت‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫إذا كان ُ‬ ‫الموت حافظا لهم كرامة العيش‬ ‫خيار‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ف‬ ‫ُ‬ ‫نقطف َ‬ ‫عقود أذلت المحتل ي�‬ ‫مدى‬ ‫عىل‬ ‫بنا‬ ‫الناس‬ ‫ثقة‬ ‫ثمار‬ ‫لماذا ال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أرضنا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ندفع َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وطن رسمته الدماء الحمر عىل‬ ‫انهيار‬ ‫عىل‬ ‫اليوم‬ ‫نا‬ ‫صمت‬ ‫ثمن‬ ‫لماذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫نهري الليطا�ن‬ ‫ِّ‬ ‫نهر الكلب جالءا اىل‬ ‫شفاه العاشقات لروافد‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫األنهر من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫والزهر ن‬ ‫ً‬ ‫ش‬ ‫االنكسار‬ ‫عىل‬ ‫العاص‬ ‫الحياة‬ ‫يان‬ ‫ب�‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫مرو‬ ‫ا‬ ‫انتصار‬ ‫ا�‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪َّ ..‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أسئلة أوجعت القلب‪ ..‬وحملها العقل وخطها القلم‪..‬‬


‫ً‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫السائل� عن‬ ‫غليل‬ ‫تش�‬ ‫أجوبة‬ ‫اآلن‬ ‫ح�‬ ‫تلق‬ ‫ولكن لم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫موعد يحدده‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اغب� بالمغادرة َ‬ ‫ن‬ ‫البحث عن‬ ‫نحو‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫مع‬ ‫الطوائف‬ ‫وطن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اللون‬ ‫وطن‬ ‫لهم‬ ‫عيد‬ ‫ي‬ ‫كريم‬ ‫ِ‬ ‫عيش ٍ‬ ‫ٍ‬

‫الواحدِ‬


‫ِ‬

‫‪4‬‬

‫ٌ‬

‫ّ‬ ‫نعيش ف� ض‬ ‫ُ‬ ‫يُ‬ ‫ومسلكيات األفرادِ‬ ‫األفكار‬ ‫فو�‬ ‫أعاص� آتية إلينا ونحن ال زلنا‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي ن‬ ‫المعطل� للقرارات‪.‬‬ ‫المنفردين‬

‫َ‬ ‫من ُ‬ ‫جنون ِّ‬ ‫الكرس ؟!‬ ‫حب‬ ‫وقف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يدفع أثمان الفشل؟!‬ ‫ومن‬

‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جائع يطلب منه العون!‬ ‫طفل‬ ‫رؤية‬ ‫عند‬ ‫األك�‬ ‫الخارس‬ ‫هو‬ ‫الوطن‬ ‫أوليس‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الشعب ُمطالبا باإلعتكاف ف ي� البيوت؟!‬ ‫أوليس‬ ‫ُ‬ ‫إظهار شاهدة حسن سلوك َ‬ ‫قبل ش‬ ‫سالح‬ ‫بحمل‬ ‫وع‬ ‫ال�‬ ‫أوليس عليه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجوع؟!‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫أوليس علينا أن نصمت ما تب� من سنة كوفيد ‪ ( 19‬كورونا) كما صمتنا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫نهايتها سعيدة‪.‬‬ ‫مضض عىس‬ ‫ثالث� سنة عىل‬ ‫ٍ‬ ‫نِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِّ‬ ‫وجوه‬ ‫صناديق االق� ِاع مع‬ ‫موعد عىل‬ ‫إ� أراهم يهرولون إليكم عند كل‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫جديدة بثياب ننِّ‬ ‫العذاب‬ ‫س�‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫منهم صادقو العهد ومنهم ُ‬ ‫وتجزئة يبعونكم ي� األسواق‬ ‫جملة‬ ‫تجار‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫زّ‬ ‫ُ‬ ‫ل� ِار األرباح‪.‬‬ ‫ثياب خاضعون ب‬ ‫كأنكم سلع ٍ‬ ‫ِ‬


‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫والص� مفتاحنا‪...‬‬ ‫أعناقنا‪..‬‬ ‫الفساد سيف عىل‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ف‬ ‫يُ‬ ‫اكتشاف‬ ‫رحلة‬ ‫والضم� غائب ي�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪5‬‬

‫ُ‬ ‫رجاالت تعيد رسم بسمة الوطن عىل وجوه‬ ‫ٍ‬

‫الصغار‬ ‫والكبار‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫إننا نحلم ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫جميل‪..‬‬ ‫ولكن غدا هو‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫القلب‪...‬‬ ‫نظيف ال يتكلم أبناؤه إال لغة‬ ‫وطن‬ ‫موعد مع والدة‬ ‫ألننا عىل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫االستقامة نز‬ ‫اهة والشهداء‪...‬‬ ‫والعقل وال يتكلم هو إال لغة‬ ‫وال� ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ر� ‪..‬‬ ‫بي‬

‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫م� تطأ المالئكة تراب الوطن وم� يقلع لصوص الشعب عن أم صالة‬ ‫الغفران‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫الشعب غافرا لخطاياهم‬ ‫أن�‬ ‫فال غفران مستجاب إذا لم يكن ي‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حتما‪ ..‬بل جزما‪...‬‬


‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فساد‬ ‫ستنترص يوما عىل‬ ‫أن إرادة الحياة‬ ‫ِ‬ ‫عقول رعناء‪// .‬‬ ‫ٍ‬


‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الخلق ي�‬ ‫معالم‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫الشجاعة‬ ‫أين‬ ‫تسل‬ ‫« ال‬ ‫ِ‬ ‫األرحام َّ‬ ‫خالية منها»‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.