)99(
978-977-90-4469-9
) (
املكسمة بسمميحرلا نمحرلا هللا اغبمد هلل رب العاؼبْب ... علم القرآف وأفاض روح البياف ،على قلوب أىل العرفاف واإليقاف ،وجعلهم يَبصبوف عن مراد الرضبن وىدي النيب العدانف يف نصائحهم ووعظهم وإرشادىم وتوجيههم ألىل اإلسبلـ واإليباف.... والصبلة والسبلـ على كنز كنوز اؽبدى وسر مشاىد العياف ِ ومرِّب الورة األفراد واألعياف يف كل زماف ومكاف سيدان دمحم ،وآلو أىل اإليقاف وصحابتو أىل الصدؽ واإلحساف ...وكل من تبعهم على ىذا اؽبدى والنهج اؼبصاف إىل يوـ اعبمع على حضرة الرضبن ....آمْب اي رب العاؼبْب ..... وبعد ... إف العارفْب الصادقْب الذين سلكوا مقاـ التحقيق بعد أف أتىلوا ابلشرع الدقيق وعملوا بو حٌب ظهرت ؽبم لوامع أنوار التحقيق واجتباىم هللا بعد أف ىداىم بو إليو، جعل ؽبم هللا قدـ صدؽ عنده سبحانو ليقوموا ابصطحاب إخواهنم ودالل أحباهبم على الطريق السوي اؼبوصل إىل رضواف رهبم . والعارفوف الصادقوف يف ىذا اؼبيداف يسّبوف إىل حاؿ( :ال حوؿ وال قوة إال ابهلل العلي العظيم) فبل يكوف ؽبم حاؿ إال ما يبدىم بو هللا ،وال علم إال ما يتنزؿ على قلوهبم من رهبم يف مواجه أحباهبم ،وىو الرزؽ الذي يسوقوه هللا إىل األحباب من العلوـ الوىبي على لساف األولياء والصاغبْب واألقباب واألقطاب. ويف ىذه العلوـ الٌب تتنزؿ من ابب ٕٕٛ( البقرة)..
أو من خزان فضل جود هللا سبحانو وتعاىل ِّ بسر قولو تعاىل :
) (
(٘ٙالكهف)
إذا مل يكن للحاضر قلب صاؼ صادؽ مؤىل للتلقي عن حضرة هللا ! ...فقد تضل الفهوـ ،ألنو يسمع بعقلو وفكره ..وىذه العلوـ الٌب ىي تنزالت من حضرة اغبي القيوـ! يشرهبا اؼبريد بذوقو! ويفقهها بقلبو ..ولذا تسمى علوـ األذواؽ ،أو علوـ القلوب ،أو العلوـ الوىبي ،أو العلوـ اللدني ،أو العلوـ الفيضي ،أو علوـ اإلشارات ...وكلها ذوؽ يف أسرار اآلايت القرآني واألحاديث النبوي ... وقد يكوف القائل ؽبذه العلوـ يرمز ؽبا إبشارات يف عبارات مقتضب حٌب ال تفك معانيها إال ألىلها عمبلً بقولو : ٔ
فمن مل يكن من أىلها وقف عندىا بل ردبا اعَبض عليها وأوؽبا بفكره وعقلو دبا ال يناسب ما يريده قائلها ،ردبا يرجع ؽبذا السبب سر اعَباض عدد كبّب من الفبلسف واؼبتعاؼبْب على عبارات وإشارات الصاغبْب. وقد صبع األحباب كثّباً من ىذه العبارات وعرضوىا علينا إلظهار الوجو الصحيح ؽبا وتربئ قائليها فبا نسبو إليهم اعبهاؿ واؼبدعْب .... وقد سبكنا بفضل هللا وإمداداتو وإؽبامتو العالي واشرقاتو من بياف معانيها لعلنا وتبياف الفحوى الٌب يريد أف يوصلها إلينا قائلوىا وظبيناه بذلك قد أزلنا اللبس والغموض هبذه العبارات وفككنا اؼبضموف الصحيح الذي ربتوى عليو ىذه اإلشارات ،وهلل الفضل واؼبن يف كل حاؿ. فنسأؿ هللا أف يرزقنا أذواقا إؽبي قلبي وفهماً عاليا زاكيا يف اإلشارات القرآني واألحاديث النبوي وأف يرزقنا التسليم للعارفْب السابقْب ويبنحنا الفهم السديد لقوؽبم الرشيد يف كل وقت وحْب. 1الوعجن الكج٘ر للطجراًٖ عي أثٖ إهبهخ .
( )
)آؿ عمرافٛ(
..... وصلى هللا وسلم وابرؾ على إماـ األتقياء وملهم السعداء وكل من تبعو على ىذا.... وأصحابو النجباء... سيدان دمحم وآلو األصفياء .اؽبدي اغبكيم إىل يوـ العرض واعبزاء مساء اثلث أايـ عيد األضحى اؼببارؾ... اعبميزة – غربي ٖٗٔىػٚ األربعاء ٕٔ من ذو اغبج ٕٔٓـٙ اؼبوافق ٗٔ من سبتمر
صبهوري مصر العربي، اعبميزة ػ ؿبافظ الغربي: الربيد ٕٓٓٓ-ٗٓ-ٖٜ٘ٗٓ٘ٔ : تليفوف WWW.Fawzyabuzeid.com :موقع اإلنَبنت fawzy@Fawzyabuzeid.com :الربيد اإلليكَبوٌل fawzyabuzeid@hotmail.com, fwzyabuzeid48@gmail.com, fawzyabuzeid@yahoo.com
) (
قبل أف قبيب على األسئل أود أف أوضح منهجنا يف اآليت: كبن ملتزموف دبنهج الصوفي اؼبعتدلْب واحملافظْب على الشريع اإلؽبي وعلى السن احملمدي ،ويعتمدوف يف أقواؽبم وكتاابهتم على الفتوحات الرابني ،والفتوحات الرابني ألىل اإلستقام -وإف علت يف العبارة ورقت يف اإلشارة -تكوف مفهوم واضح لكل أىل اإلستنارة. لكن ىناؾ بعض الصوفي خلطوا علوـ الصوفي ابلفلسف ؼباذا؟ ....حبج ترميز ىذه العلوـ حٌب ال يتحملها إال من وصل إىل ٍ مقاـ كر ٍَل يف الصفاء والنقاء ،وكانت ىذه حجتهم ،فألغزوىا ،أي أف الفلسف جعلتها كألغاز ،وىؤالء القوـ ال يصلح للمبتدئْب ىي َّ مطالع كتبهم. ولذلك كبن منهجنا ال ُكببِّذ ألحبابنا قراءة كتب الشيخ ابن العرب مع أنو من أكابر الصاغبْب ،وال السهروردي اؼبقتوؿ -لكن عمر السهروردي صاحب (عوارؼ رجل من أىل الوسطي فمن يقرأ كتابو (عوارؼ اؼبعارؼ) فهو من الكتب اؼبعارؼ) فهذا ٌ العظيم -وال الشيخ عبد الكرَل اعبيلي ،وىو غّب الشيخ عبد القادر اعبيبلٍل ،فاعبيلي رجل يبِب ،واعبيبلٍل رجل آخر ،فنقرأ كتب اعبيبلٍل كػ (الغُني يف طريق هللا) و (فتوح ٌ الغيب) لكن اعبيلي لو كتاب (اإلنساف الكامل يف معرف األوائل واألواخر) وغّبه رجل فيلسوؼ يف اؼبغرب إظبو عبد اغبق بن أدخلها يف اإلطار الفلسفي ،ومثلهم أيضاً ٌ سبعْب ،وىذا من الناس الذين توغلوا يف النواحي الفلسفي ،ومثلو أيضاً صاحب كتاب (اؼبواقف) وىو الشيخ النفري رضب هللا عليو. ىذه الكتب وأشباىها وأمثاؽبا خلطت التصوؼ ابلفلسف ،فبل يُستحب قراءهتا ألهنا ستُشتِّت ذىن اؼبريد ،لكن نقرأ كتب الصوفي أىل الفتوحات الوىبي ،ألف قراءهتا ذبعل اإلنساف يستغرؽ فيها ،وذبمع اؽبَّم والقلب على هللا.
) (
أما الكتب الداخل فيها اؼبسائل الفلسفي ال بد أف يتدخل فيها الفكر فيتشتَّت ويتفرؽ القلب ،فيكوف قد أدخل اإلنساف يف حّبة ،ويف أم ٍر آخر ال يصلح لو الذىنَّ ، وحسن إقبالو عليو يف سلوكو وسّبه إىل هللا ،فنحن ال ُكببذ فيو مناجاة ربوُ ، قراءة ىذه الكتب للمبتدئْب. فإذا وصل أح ٌد إىل مقاـ من مقامات اليقْب ،ويريد أف يتعرؼ على كبلـ السابقْب ،فهذا نقوؿ لو ال مانع! ... ولكن ال تضيِّع وقتك كلو يف مثل ىذه الكلمات ،ألنك قد وصلت مقاـ اليقْب، فاقرأ من ألواح رب العاؼبْب الٍب يقوؿ فيها هللا يف القرآف:
(اؼبطففْب).
لست ؿبتاجاً فلماذا ربتاج للتأليف أو للكتب الٍب كتبها فبلف أو عبلف؟! فأنت َ ؼبثل ىذه ،بل أنت ربتاج إىل اؼبنهج الذي أخذوه منو ،ومن الباب الذي دخلوا فيو، ألنك وصلت ؽبذه اؼبقامات العلي . وىذه مقدم ليعرؼ إخواننا ىذا الكبلـ ،وؼباذا أقوؿ ىذا الكبلـ؟ ألف مدعي التصوؼ يف ىذا الزماف كثّبٌ ....
زي اؼبشيخ ،ويريد أف هبمع حولو اؼبريدوف ،وكيف هبذهبم؟ !! منهم يرتدي َّ أبف وبفظ بعض الكبلـ العايل للشيخ ابن العرب ،أو بعض الكبلـ العايل للشيخ اعبيلي ،وعندما وبدةهم بو يقولوف :ىذا الكبلـ عاؿ جداً من أين أتى بو؟! وكيف؟! فهذا الرجل من الصاغبْب ،فيكوف اؽبدؼ دنيوايً ليجمع حولو ىؤالء القوـ. ولذلك كاف سيدان أبو اغبسن الشاذيل عندما يطلب من إخوانو التحدث كاف حصلوه من علوـ اآلخرين: يقوؿ ؽبم عندما يتكلموف دبا َّ
) (
.
أان أريد ما فتح هللا بو عليك ،لكن كبلـ فبلف أستطيع أف آخذه من كتابو!
وىذا الكبلـ أوضحو لكي ال قبادؿ ،وال نضيِّع الوقت ،وال نشتِّت الذىن يف عبارات ىؤالء األقواـ الٍب ىبتلف فيها الناس بْب مؤيد وبْب معارض. ِ ِ غُب عنها ،ألف ومنهم من يُك ّفرىم ،ومنهم من ينّفر منهم ،وىي ٌ أمور كلها كبن يف ً السالك يريد أف هبمع على هللا يف كل أوقاتو. يتفرؽ قلبو عن هللا طرف ع ٍ أمور وأخطر شيء ىباؼ منو أف َّ ْب أو أقل ،وىي ٌ تؤدي إىل الفرق والبعد عن هللا . ونستفتح ابسم الوىاب األسئل ...وقبيب بفضل هللا وبربك رسوؿ هللا عليها، وقد قسم إخواننا ابرؾ هللا فيهم ىذه األسئل بعد أف أجبنا عليها إىل طبس ؾبموعات لتتيسر اإلستفادة منها ويسهل الرجوع إليها ،وىذه األقساـ اػبمس ىى: ٔ-
إشارات العارفْب وتلميحاهتم.
ٕ-
إزال اللبس والغموض.
ٖ-
مصطلحات أىل الطريق.
ٗ-
التصوؼ والصوفي .
٘-
بْب الشيخ واؼبريد.
ومن أراد اإلستزادة ىف ىذا الباب فلّباجع كتابينا : نور اعبواب على أسئل الشباب ،واألجوب الرابني ىف األسئل الصوفي . وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى آلو وصحبو وسلم .....
( )
( )
) (
xqxqGxqxqGxq -1السخول مً باب احلب يقوؿ أحد الصاغبْب
.
نرجو من فضيلتكم بياف إشارة الرجل الصاٌف ىف معُب ابب اغبب ...؟ وكيف يبكننا الدخوؿ منو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
جعل هللا ؼبن يريد أف يتقرب إىل حضرتو أبواابً مذكورة يف كتاب هللا ،وزادىا توصل إىل رضواف هللا، توضيحاً سيدان رسوؿ هللا ،وبعضهم ظبَّاىا طرؽ ،أي طُر ٌؽ ِّ ليس بعدد اػببلئق ،ولكن وفيها يقوؿ القائل: بعدد أنفاس اػببلئق ،وكلها توصل إىل هللا . خصهم هللا هبذه اػبواص ،ورزقهم خالص ويعلمها أىل اإلختصاص الذين َّ اإلخبلص ،وأخذوا من اغببيب اؼبصطفى إذانً صروباً بتوضيح السبيل ليكونوا ىم الدليل ؼبن أراد أف يكوف يف ضبى هللا لو مقيل. سيدي أبو العباس اؼبرسي كاف يريد أف يدخل على شيخو أب اغبسن،
) (
وحدةت مشادة بينو وبْب اػبادـ -اغباجب -الذي يقف على الباب ،وإذا ابلشيخ ينادي على اغباجب ويقوؿ لو :كيف سبنع أبو العباس؟! ووهللا ألبو العباس أعلم بطرؽ السماء منك بطرؽ األسكندري !! وطرؽ السماء ليست كالطرؽ الٍب نعلمها ،ولكنها ِّ السمو الٍب يسمو هبا اؼبرء للقرب من مواله ....وىذه الطرؽ منها طُرؽ العبادات طرؽ كالصوـ والصبلة والصدق واغبج والتسبيح والصبلة على حضرة النيب واإلستغفار وخدم الفقراء واؼبساكْب! ...طر ٌؽ ال تُعد وال ُربد. ذىبت إىل سيدي عبد القادر اعبيبلٍل وىو صاحب ىذه العبارة يعُب بقولو ُ األبواب فوجدهتا كلها مزدضب ...فباب الصبلة مزدحم ،وكذلك ابب العُمرة يف رمضاف ،وكذلك ابب اغبج ،وقد أصبح ابلقرع -وكذلك ابب الصياـ. فقاؿ:
...
وما معُب ابب اغبب؟ وكيف يدخل اإلنساف منو؟ معناه أف يستغرؽ القلب ابلكلي يف معاٍل اغبضرة اإلؽبي ،فينشغل صاحبو ابهلل، وينشغل ابإلقباؿ على هللا ،وال يلتفت عن هللا طرف ع ٍ ْب وال أقل ،وال يتم لو ذلك إال إذا طهَّر قلبو من اؼبشاغل الكوني ،واؼبشاغل الدنيوي ،ألنو ال هبتمع يف القلب حب هللا وحب الدنيا ،قاؿ : { ُسبُّ ايدُّْٝا ٚسُبُّ اهللِ ال َٜذتَُِعإِ يف قًّٔبٍ أبَداّٗ }
2
إذا دخل حب الدنيا القلب فيخرج منو حب هللا ،ومن يُرد هللا ينشغل ابهلل، ويدخل من ابب اغبب ،فينشغل جبسمو يف الدنيا ومصاٌف األىل ومصاٌف نفسو ومصاٌف األحباب ومصاٌف اجملتمع ،لكن قلبو ال ينشغل إال ابهلل ،وىذا كما قالت السيدة رابع اهنع هللا يضر: 2رٌجَ٘ الخْاؽر
) (
ّلقدددددت علزدددددد مدددددٖ ال ددددد ا ه دددددتصٖ مبلجمدددددددن هٌدددددددٖ للخل٘ددددددد هددددددد اً
ّأث ددددذم مددددوٖ هددددي أ ا لْ ددددٖ ّحج٘ددددت لجددددٖ مددددٖ ال دددد ا أً٘مدددددٖ
وكما قاؿ الشيخ اعبنيد هنع هللا يضر:
فهو يكلِّم هللا يف ذبلياتو الٍب ظهرت يف خلق هللا، وىم يظنوف أنو يكلمهم ،فاهلل ذبلى علينا ابلسمع ،فهو يكلم السميع ،ويعلم أنو ىو السميع . وهللا ذبلَّى علينا ابلبصّب ،فهو ال يرى أحداً ينظر إليو إال حضرة البصّب ،وال يلتفت إىل نظر اػبلق النشغالو ابلكلي بنظر اغبق إليو ،وال يريد أف يسمع ةناءاً على حديثو للخلق ألنو يعتقد أنو يكلم اغبق. لكن من يكلم اػبلق يريد أف يسمع استحساانً ،ويريد أف يسمع ةناءاً من اؼبستمعْب ،ويريد أف يسمع مدحاً من اؼبوجودين ،لكن من يتكلم وال يرى ظبيعاً لو إال حضرة السميع ،فما لو وما للخلق؟! فبل ينتظر ةناءاً منهم وال مدحاً وال حٌب كلم شكر : ٜ( اإلنساف) وىذا ما قاؿ فيو اإلماـ أبو العزائم : مخلددددددٖ الخلددددددم ل ددددددد صددددددن عبهدددددد
ثظدددددددددددت ا عاد هدددددددددددْ
العل٘دددددددددددخ
فيكوف إخراج اػبلق من القلب ،وإخراج األكواف والدنيا كلها من الفؤاد ،وال يكوف يف القلب طرف ع ٍ ْب وال أقل إال مقلبو . دددددددت أدددددددبى لدددددددٖ أُدددددددْا ه ر دددددددخ
مب دددزجوعذ مهددد أردددد العددد٘ي أُدددْا ٖ
ررأدددددددذم للٌدددددددبم ً٘دددددددبُن ّ ٗدددددددٌِ من
شدددددداتك ثدددددد ارد ٗددددددب ٌٗددددددٖ ّ ً٘ددددددب ٖ م
فهذا الوصوؿ عن طريق ابب احملب إف شاء هللا.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
) (
-2بني العامل والعاضف ما الفرؽ بْب العامل والعارؼ؟ وىل ىناؾ دليل من القرآف والسن على كلم العارؼ ابهلل؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
العامل ىو الذي درس وتعلم القرآف الكرَل وعلومو ،والسن الشريف وعلومها، والسّبة النبوي وأحداةها ،والفقو اإلسبلمي وأبوابو ،فيُسمى عامل ألنو تعلم ،والعلم ؾبالو واسع ولذلك يقوؿ هللا تعاىل فيو : ٚٙ( يوسف). عرفو هللا بعدما جاىد نفسو ،وفتح هللا لو عْب بصّبتو أما العارؼ فهو الذي َّ ألسرار ذاتو ،وأنوار صفاتو ،وحقائق ذبلياتو ،فيعلم ذلك عن طريق علم اؼبكاشف ،من أين ىذا الكبلـ؟ الرجل الذي سألو حضرة النيب: ؾبَ ِشتُ َُؤِ َِّٓا سَكًّا ،قّٔاٍَ :إَِّٕ يِهٌّّْٕ قّٔ َِ ٍٍٛسكِٝكّٔ ،ّٗ١قّٔاٍَ: ؾبَ ِشتَ َٜا سَازِثَ١؟ قّٔأٍَّ :أ ِ { ّٔن ِٝفَ ّٔأ ِ ؾبَ ِشتُ عَص َّٔفتِ َْفّٖطَِ ٞعِٔ ايدُّ َِْٝا َّٔٚأضَِٗ ِستُ ّٔيَٚ ًِِٞٝأّٔظَُّٖ ّٖأتُ ََْٗازَِٚ ،ٟئّهّٔأّّْْٔ ٞأّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ ٢عَسِؽِ ّٔأ ِ زَبّْ ٞقّٔدِ إّٔبِ ِسشَ يًِّٖشِطَابَِٚ ،ئّهّٔأّّْْٔ ٞأّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ ٢أٌِِّٖٔ ايّٖذَََّٜٓ ِ١تَصَا َٚزُ َٕٚفِ ٞايّٖذَََّٓٚ ،ِ١نّٔأّّّْْٔٔ ٞأضَُِعُ َٛزَ ايّٖ ِإميَإُ فِ ٞقّٔ ًّٖبِِ٘ ،إِذِ عَ َس ّٖفتَ فّٔايّٖ َصِّ } عَُٛا َ٤أٌِِّٖٔ ايَّٓازِ ،فّٔكّٔاٍَ ئَُّ٘ :عبِدْ ْ َّ
3
كيف ذلك؟ ىي علوـ اؼبكاشف ،ومل يقل لو النيب( :علمت) ولكن قاؿ لو: (عرفت) ومن ىذه الكلم استنبط السلف الصاٌف كلم (عارؼ) من قوؿ النيب (عرفت). وفيها يقوؿ هللا : ويف اآلي األخرى : ٔٚ( ىود)
3هظٌف اثي أثٖ ش٘جخ
) (
( اؼبطففْب) مل يقل( :يقرأه اؼبقربوف) ولكن يَ ْش َه ُدهُ فهذا علم اؼبكاشف ،والذي وصل إىل علم اؼبكاشف قاؿ لو حضرة النيب: (عرفت) أي أصبح عارفًا يعرؼ هللا وىذا يتحقق بقوؿ هللا : ٔٛ( آؿ عمراف).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-3إخالص الصازقني والصسيكني يرى الشيخ أبو اغبسن الشاذيل أف اإلخبلص ينقسم إىل قسمْب إخبلص الصادقْب وإخبلص الصديقْب ،نرجوا من فضيلتكم شرح كل مقاـ وما الفرؽ بينهما؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا أمر واضح ال لبس فيو ،أما الصادقْب فإهنم يراعوف يف كل حركاهتم وسكناهتم وأحواؽبم وأفعاؽبم وأنفاسهم أف تكوف خالص هلل ،ليس فيها شائب للدنيا ،وال طلب رايء ،أو اؼبنزل ،أو السمع ،أو أي شيء من اػبلق ،فهم هباىدوف يف اإلخبلص ،وىؤالء يسموف اؼبقربْب أو اػبواص. فإذا جاىدوا يف اإلخبلص ،وأصبحوا فعبلً من عباد هللا اؼبُ ْخ ِل ِ صْب ،نقلهم هللا إىل مقاـ الصديقي ،وأصبحوا يف مقاـ اؼبُ ْخلَ ِ صْب :
(ٓٗاغبجر).
ففي البداي هباىدوف ليخ ِلّصوا األعماؿ من شوب الرايء واغبظ واؽبوى ومراعاة اػبلق ،فإذا وصلوا واتصلوا وأقامهم اغبق يف مقاـ الصديقي ،فإف هللا يتوىل بذاتو حركاهتم وسكناهتم وأقواؽبم وأفعاؽبم ،يتوالىا حبفظو وصيانتو ،ويكوف يف مقاـ اغبفظ اإلؽبي؛ وبفظهم هللا أف سبر على قلوهبم خواطر لغّب إؽبهم يف أي توجو يتوجهوف بو إىل هللا ،ال يستطيع اإلنساف أف وبفظ نفسو إال إذا أعانو ربو بعونو وح ِفظو : َ
) (
ٙٗ( يوسف).
ىذا ىو الفارؽ بْب اإلةنْب ،عبد هباىد نفسو ،وعبد يتواله ربو ،فهذا مقاـ وىذا معا ،ال بد من البداايت حٌب يفوز ابلعطاءات يف مقاـ أعلى ،وال بد من االةنْب ً النهاايت.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-4آخط املكامات يقوؿ أحدىم :أف الرضا آخر اؼبقامات ،مث يقتفي من بعد ذلك أحواؿ أرابب القلوب ،ومطالع الغيوب ،وهتذيب األسرار لصفاء األذكار ،وحقائق األحواؿ ،نرجوا من فضيلتكم التوضيح؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
تفوىوا بو يف بياانهتم على حسب قدر الكبلـ الذي خطَّو الصوفي يف كتبهم ،أو َّ السامعْب احمليطْب هبم ،لكن أيوجد هناي ؼبقامات القرب من هللا ؟! ال. يوجد هناي للعلوـ الٍب يتلقاىا أىل اؼبنهج الذين ىم يف اؼبرحل الثانوي ،لكن ىل ىذه ىي هناي العلوـ؟ ال ،ويوجد هناي للعلوـ الٍب يتلقاىا الطالب يف الكلي ألي قسم من األقساـ ،لكن ىل ىذه ىي هناي العلوـ يف ىذا اجملاؿ؟ ال. فالصوفي عندما يواجهوف الطبلب واؼبريدين واألحباب يكشفوف ؽبم من مكنوف الشراب على قدر ما تتحمل قلوهبم ،وما يستطيعوف شربو إف كانوا من أىل األحواؿ العلي ،أما مقامات القرب من هللا ،فبل هناي ؽبا ،فكما أف هللا ال هناي لكماالتو وصباالتو وجبلالتو ،فكذلك ال هناي للقرب من حضرة ذاتو. وإذا كاف اغببيب اؼبصطفى يف كل نَػ َفس من أنفاسو يعلو من اؼبقامات ما ال تكيِّفو
) (
العبارات ،وال تلحقو اإلشارات ،وال ربيط بو اغبيطات ،وكل من رآه يف مقاـ من ىذه اؼبقامات خلعو عليو ،ألنو يف رقي دائم يف حضرة مواله ،ومع ذلك يقوؿ لو مواله : ٔٔٗ( طو) ألنو ال يوجد هناي وال حدود ...فاغبدود يف عامل اغبدود ،لكن يف عامل الربوبي واإللوىي ال حدود ،وال هناي لعطاءات هللا ،وال هناي إلكرامات هللا جل يف عبله ،ألحبابو من األصفياء واؼبقربْب احملبْب ،نسأؿ هللا أف نكوف منهم أصبعْب. فعندما أييت الشيخ يشرح للمريدين ويقوؿ ؽبم :هناي مقاماتكم لكي ترتقوف إىل رتب اؼبرادين أف تصلوا إىل مقاـ الرضا ،وماذا يعِب مقاـ الرضا؟ ُ
ٙ٘( النساء).
مقاـ التسليم ألقدار حضرة العزيز العليم ،وألوامر سيدان الرءوؼ الرحيم ،أو من ينوب عنو وىو ال بد أف يكوف طبيباً حكيماً حٌب أيذف لو الرءوؼ الرحيم . فإذا ارتقى إىل ُرتب اؼبرادين ،وىي ما تسمي حبضرة اإلطبلؽ ،ال يوجد هبا قيود، فبل تقيده مقامات ،وال وبدده درجات ،وال هناي للهبات والعطاءات واؼبنازالت ،لكن فضل هللا يغمره ببل ٍ حد وال ٍ كيف وال ٍ كم: ددددددددددن ّ أ٘دددددددددددفا ّلكدددددددددددي ثدددددددددددت أد ا
ثدددددددددددددددوًْا رعبلدددددددددددددددذ هعٌْٗدددددددددددددددخ
لكن أىل ىذا اؼبقاـ العلي اؼبرادين ،أحواؽبم ال تباح ابلعبارة ،وال تكتب يف قرطاس ،أو يف كتاب ،وإمبا تؤخذ من قلوهبم أبفواىهم يف صدور أحباهبم الذين أتىلوا ألخذ الشراب من أكواهبم ،وإذا َعلُوا أكثر يكوف الشراب من قلوهبم لقلوب أحباهبم، من الذي يسمعهم؟ ومن الذي يعرفهم؟ وأين ىذا؟ ومن الذي يكتبو؟ طدددددبثٔ
أهددددي القلددددْة إلددددٔ القلددددْة شددددراثٔ
ّهدددددي ال ددددد ا إلدددددٔ ال ددددد ا
ّهدددددددي اللط٘ دددددددخ للط٘ دددددددخ ً رردددددددٖ
رمعطدددددددٔ لوطلدددددددْة هدددددددي الُْدددددددبة
ولذلك الذين اشتغلوا بتسجيل كتاب كبلـ الصوفي ذبدىم اختلفوا ،فهناؾ من
) (
يقوؿ أعلى اؼبقامات مقاـ الرضا ،ومنهم من يقوؿ أعلى اؼبقامات مقاـ احملب ..كل صباع على حسب ما وصلوا لو ،وىؤالء كلهم يف الدائرة األوىل؛ دائرة اؼبريدين ،لكن من يف دائرة اؼبرادين ال يستطيعوف أف يبيحوا ابلسر ،إال لصاحب سر ،أمر بو رب العاؼبْب : أ شدددٔ علدددٔ الدددت أى ٗلقدددٔ ثوةثلدددخ
م٘مددددددة ٓ ّأ ددددددْى ال ددددددم ّالددددددتٗي
وأيضاً: اح ددددددي ددددددرٕ ممددددددرٕ ٗجددددددب
هددددي ٗددددج ثبلمددددر ثعددددت العلددددن ؽددددب
علوٌددددددددب مدددددددددْ العقدددددددددْ هكبًدددددددددخ
أ٘دددف ُّدددْ الؼددد٘ب الا٘دددت الظدددرا
ظددددددددد ٌب ثبل ؼدددددددددد م٘ددددددددددَ ثٌددددددددددب
ددددددددر غددددددددبهغ أ٘ددددددددف ٗجددددددددب
عا
كيف يباح ىذا الكبلـ إال ألىلو؟! وقاؿ اإلماـ على وكرـ هللا وجهو: .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-5عالمة احملبة ما معُب قوؿ اإلماـ أبو اغبسن البصري: ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذه حكم واضح ليس فيها غموض وال لبس ،ما عبلم أىل ؿبب هللا؟ أف يوافق مراد هللا ،وفّبي مراد هللا يف كتاب هللا ويسّب عليو ،أان يل مراد ،وهللا لو مراد، فأترؾ مرادي وأنفذ مراد هللا .
) (
وكل ما طلبو مِب يف قرآنو ،أو شرحو النيب صلى هللا عليو سلم يف بيانو؛ نسارع يف العمل بو طلبًا لرضائو ،وكل من وباوؿ أف يباعد بيِب وبْب ذلك أىرب منو ،أىرب من النفس إذا كانت تثبطِب ،وإذا كانت ُزب ِّمد عزيبٍب ،وإذا كانت ذبمدٍل عن الطاع هلل ،فأىرب حٌب من األصدقاء إذا كانوا ُحجبًا يل عن القرب من حضرة هللا ،سيشغلوف وقٍب ابلقيل والقاؿ ،ويشغلوف وقٍب دبا ال نفع فيو يف الدنيا وال يف اؼبآؿ ،فأىرب منهم للذي يقوؿ للشيء كن فيكوف. متابعا يف ذلك سيدان ابختصار :أف يكن عملو كلو لرضاء هللا ،دبا يف كتاب هللاً ، رسوؿ هللا ،ومن بعده من السلف الصلح إىل يومنا ىذا ،إذا مشى اإلنساف على ىذا اؼبنهاج فإنو وبظى بقوؿ هللا :ويتفضل عليو بقولو٘ٗ( :اؼبائدة). فإذا دخل اإلنساف يف ىذا الباب فتح لو الرحاب ،وصار من أويل األلباب ،ومل يكتب عليو اؼبلكاف كتاب ،ألف هللا حفظو حبفظو ،وسخر لو األسباب ،وجعل كل كنوز حضرة الوىاب مفتوح لو يف الدنيا ،ويف اآلخرة يكوف مع :
ٜٙ( النساء)
نسأؿ هللا أف نكوف منهم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-6حكيكة التونل يقوؿ سهل التسَبي: فضيلتكم التوضيح؟
نرجو من
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
يقصد حسن التوكل على هللا ،وىو أف اإلنساف أيخذ ابألسباب يف عامل األسباب، مث يعتقد سباـ االعتقاد أف األسباب ال تفعل إال دبسبب األسباب ،فّبضي ابلنتيج الٍب وبصل منها من األسباب ،ما داـ قد بذؿ جهده وطاقتو يف ىذا الباب ،ال وبزف ،وال
) (
يهتم ،وال يغتم. فمثبل :طالب يذاكر دروسو ،واؼبادة الصعب أيخذ فيها دروس ،ويبذؿ طاقتو ،وال ً هبعل وقتو إال ؼبذاكرتو ،ويستعْب على ذلك بطاع هللا ،واحملافظ على الصبلة والصياـ وما أمران بو هللا ،وبعد ذلك عند دخولو االمتحاف يُسلِّم األمر هلل ،والذي أييت بعد ذلك فهو مراد هللا ،فإذا سلَّم ؼبراد هللا فيا ىناه. ألف كثّب من الطبلب يف ىذا الزماف يريد كليات القم ،ويف النهاي ما ىي إال شهادات للحصوؿ على األرزاؽ ،وال أحد يعرؼ مصدر رزقو ،عندما تذىب إىل القاىرة ذبد أغُب الناس متواجدين يف األماكن التجاري ،كالسبتي وغّبىا ،وذبد الفرد يبلك سيارة فارى ،ومعو ماؿ من غّب حساب ،وذبده أمياً ال يقرأ وال يكتب ،وتقوؿ لو :ما ىاراب من بلديت وعملت ىنا ،فما الذي حدث؟ الذي أيت بك إىل ىنا؟ فيقوؿ :أان أتيت ً كما قاؿ الرجل: ّلددددْ أى أ اا العجددددب علددددٔ ال جددددٔ
لوبرددددددذ إعكا هددددددي ِلِددددددي الجِددددددب ن
ىناؾ ببلد يف الفيوـ أو طنطا كأهنا ببلد أوربي ،ما الذي حدث؟ أانس ذىبوا إىل ببلد أوربي ،وىذا أخذ معو فبلف ،وىذا أخذ فبلف ،وتنافسوا يف اػبّبات بغّب حساب، وال يوجد معهم إال شهادات بدائي ،وفتح هللا عليهم األرزاؽ اغبسي الدنيوي . لكن االعتماد ابلكلي ابلنسب للمؤمن يكوف على اغبضرة اإلؽبي ،بعد األخذ ابألسباب ،أزرع األرض ،وأبذؿ جهدي فيها ،وأصلحها ،وأحرةها ،وأنتقي ؽبا النوع اعبيد من التقاوي ،وأحافظ على الطريق اعبيدة لكي أتيت دبحصوؿ وفّب ،واحملصوؿ بعد ذلك على هللا . أييت شخص ويقوؿ أان عبدت هللا طواؿ شهر رمضاف ،أو أقمت العشر األواخر من رمضاف ،ومل أشاىد ليل القدر ،فما السبب؟ كبن نعبد هللا هلل ،ال لنرى ليل القدر، وهللا بعد ذلك يعطيِب ليل القدر ،أو هبعل يل عنده قدر ،فما األفضل ،أف ترى ليل القدر ،أو يكوف لك عنده قدر؟ أف يكوف لك عنده قدر.
) (
فنأخذ ابألسباب ،وبعد ذلك نعتمد على مسبب األسباب ،وىذا الذي يقاؿ فيو: ((التوكل االسَبساؿ مع هللا)) أي ننفذ ما أمران بو هللا يف كتاب هللا ،متبعْب يف ذلك غببيبو ومصطفاه ،والنتيج الٍب أتيت من عند هللا نرضى هبا ونعمل فيها بقوؿ هللا: ٕٖ( اغبديد) الرزؽ الذي أييت يل -ولو قليل -إذا رضيت بو تنزؿ معو الربك ،ويكوف أفضل من الكثّب ،والذي أيت لو الرزؽ الكثّب وفرح بو ومل يشكر هللا ،ومل يفرح ابهلل على عطاء هللا ،ينزع منو الربك ، فيكوف أقل من القليل. فاألفضل لئلنساف أف يسَبسل مع هللا ،ويسلم األمور هلل ،مع األخذ ابألسباب، لكن يَبؾ األسباب ويقوؿ أان متوكل على هللا ،فهذا تواكل وىذه سلبي ،ليست يف كتاب هللا ،وال يف ُسنَّ رسوؿ هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-7التػليه والتفويض يقولوف هللا هناي ،نرجو التوضيح؟
إف كاف للثق يف
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أقواؿ الصوفي يف اآلايت القرآني تكوف على حسب ما وصلوا إليو من الرتب يف الَبقيات اإلؽبي ،وعلى حسب األذواؽ ،ولذلك ىبتلف اغبديث من صويف آلخر ،وكبلـ الصوفي صبيعاً آراء ،وؾباؿ اآلراء مفتوح ،كل إنساف يُديل برأيو ،لكن ال ُوب ِّكم رأيو يف غّبه ،ال يقوؿ ىذا الصواب وغّبه خطأ، وأفضل شيء يف ىذا الباب أف اإلنساف وبتكم إىل آايت كتاب هللا ،ويوازف بينها بنور فؤاده ،ويضرع إىل هللا بذلو ومسكنتو ،فيفقهو هللا ويلهمو األحسن يف ىذا
) (
الباب لنفسو وؼبن حولو ،لكن ليس ألحد منهم أف أييت ابألحسن لكل اؼبسلمْب السابقْب والبلحقْب واؼبعاصرين ،فلكل عصر دول ورجاؿ عرب عن سلوكو إىل هللا ،فكانت والكبلـ اؼبوجود ابلسؤاؿ ىو كبلـ أحد العارفْبَّ ، بدايتو مقاـ التوكل على هللا مع األخذ ابألسباب ،مث ارتقى من مقاـ التوكل إىل مقاـ التسليم؛ تسليم األمور كلها هلل : (ٗٗغافر) مث ارتقى من مقاـ التسليم إىل مقاـ التفويض ،وىو بذلك يعرب عن رأيو يف سلوكو إىل ربو ،لكن ىذه ليست قاعدة اثبت لكل اؼبريدين والسالكْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-8اخلنول يف الطاعة ما عبلج اػبموؿ يف الطاع ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أوؿ عبلج للخموؿ يف الطاع صحب الصادقْب اؼبخلصْب اجملدين يف طاع هللا، وقبل صحب ىؤالء البعد عن مصاحب اعباىلْب والغافلْب واؼبثبطْب عن طاع هللا . فأبعد عن صحب األشرار ،وأصحب األخيار واألبرار واألطهار ،ولذلك سيدان رسوؿ هللا وبكي فيقوؿ: ن َْ ّٖفطّلأّ ،فطَل ّٔأ ٍَ عَل ِٔ ّٔأ ِعًّٔل ِِ ّٔأِٖل ٌِ ايّٖل ّٔأ ِز ِ، ّٔه ِِ َز ُد ٌْ ّٔقتَل ٌَ ِِطِل َع ِِّٗ َٚ ١طِل ِع َ { نّٔإَ فِ َُِٔ ٝنّٔا َٕ ّٔق ِبً ّٕ فّٔدٍَُّ عًَّٔ ٢زَا ِٖبٍ فّٔأَِّٔا ،ُٙفّٔكّٔاٍَ :إَُِّْ٘ قّٔتٌََ ِِطِعََِِٚ ّٗ١طِعِنَ َْفّٖطّا ،فَّٔٗ ٌِ ئُّ٘ َِِٔ َِِٛبَ ٍ١؟ ،فّٔكّٔاٍَ: َأٍَ َعِٔ أّٔعًِِِّٔ أٌِِّٖٔ اي ّّٖٔأ ِز ِ ،فّٔدٍَُّ عًَّٔل ٢زَدُلٌٍ عَلائٍِِّ ،فكّٔلاٍَ: ئّأّ ،فكّٔتًَُّٔ٘ ،فّٔهٌََُّّٔ بِِ٘ َِا ،ّٗ١َ٥ثَُِّ ض ّٔ إَُِّْ٘ قّٔتٌََ َِاَْ ّٔ١َ٥فّٖظٍ ،فٌَِّٔٗ ئُّ٘ َِِٔ َِِٛبٍَ١؟ ،فّٔكّٔاٍََْ :عََِِٜ ََِٔٚ ،شَُ ٍُٛب َِ َٚ َُ٘ٓٝب ِ َٔٝايتَِّٛبَ ِ١ا ًِِّّْٓٔلِ ِإئّّٔ ٢أ ِز ِ نّٔرَا َٚنّٔرَا ،فّٔإَِّٕ بَِٗا إَّْٔاضّا ِ َٜعبُدُ َٕٚايًََّ٘ فّٔا ِعبُدِ ايًََّ٘ َعََُِِٗٚ ،ئّا َِسِدِعِ إِئّلّٔ ٢أ ِزِِلؤّ
) (
ّٔل١ ت فِٝل ِ٘ ًَّٔا ِ٥ه ّٕ ايّٓسِٜل َل ّٔأَِلا ُ ٙا ّٖيَُل ِٛتُ ،فّٔا َِ َتؿَل َُ ِ ف َّ ًّّٓٔ َل سَتَّلِ ٢إذَا َْؿَل َ ّٔفإ ََِّْٗا ّٔأ ِز ُ َض ِ ،ٍ٤ٛفّٔا ِْ ّٔ ايس ِسَُل :ِ١دَلا ََِ ٤ا ِ٥بّلا َُ ّٖك ِبًّٗلا ِب ّٔك ًّٖبِل ِ٘ ِإئّل ٢ايًَّلِ٘، ّٔلَّ ١ ت ًَّٔا ِ٥ه ّٕ ايسَّسًََُِّٔ َٚ ِ١اِ٥هّٔ ّٕ١ايّٖعَلرَابِ ّٔ ،فكّٔائّل ِ عّٔ ،ف َذعًَّٕلُٙ ٛ ّٔلو فِل ٞؾُلَ ٛز َِِ،َ ٍّ ٠لٞ ّٔ ١ا ّٖي َعرَابِ :إ َِّْ ُ٘ ّٔي ِِ َِ ٜع َُ ٌِ ََِٝلسّا قّٔلّٔ ،،ف ّٔأَِلا ُٖ ِِ ًَ ّ٘ ت ًَّٔا ِ٥ه ّٕ َٚقّٔا ّٔي ِ ِ ِ ،ِٔٝفّٔ ِإئّ ٢أَّّٜٔتَُِِٗا نّٔإَ أّٔ ٢َِْ،فُّٔٗ َٛئُّّ٘ٔ ،فكّٔاضُ ُٙٛفَّٔٛدَلدُُٙٚ َب ِ ،َُِِٗٓٝفّٔكّٔاٍَ :قِٝطُٛا ََا َب ِ َٔٝايّٖ ّٔأ ِز َ ّٔكبَضَتُِ٘ ًَّٔاِ٥هّٔ ّٕ١ايسَّسَُِ} ِ١ أِّٔ ٢َِْ،إئّ ٢اي ّّٖٔأ ِز ِ ايَّتِّٔ ٞأزَا ،َ،ف ّٔ
4
وقد ورد أنو كاف أقرب للبلد الٍب خرج منها لكن هللا أوحى لؤلرض أف امتدي، ألف هللا وبب التوابْب ووبب اؼبتطهرين. اإللو الكرَل يصفو الغافلوف ابلشدة والقهر واإلنتقاـ وىبوفوف الناس منو!! ،لكن اغبناف اؼبناف صفاتو معنا الرضب والعطف واغبناف والشفق واللطف ،لكن صفات الشدة واإلنتقاـ والقهر على الكافرين الذين ظلوا على كفرىم حٌب خرجوا من الدنيا ،فقد ورد عن عمار بن اي سر قاؿ: { قّٔاٍَ َُٛضََٜ :٢ا زَبّّْٖ ًََّٔ ،كتَ ََ ًّٖكّٗا فّٔذَعًَّٖتَُِِٗ فِ ٞايَّٓازِ ،فّٔأِّٔٚسَ ٢ايًَُّ٘ َِعَائّ ٢إِئّّٔ :ِِ٘ٝإِٔ َٜا َُٛضَ ،٢ا ِش َزعِ شَزِعّا ،فّٔصَزَعََُ٘ َٚ ،ضكّٔاَٚ ،ُٙقّٔاَّ عًَّٔ ِِ٘ٝسَتَّ ٢سَؿَدََ،َٚ ،ُٙاضَُّ٘ٔ ،فكّٔا ٍَ ئََُّ٘ :ا فّٔعٌََ شَزِ ُعؤّ َٜا َُٛضَ٢؟ قّٔاٍََ :زفّٔعِتُُ٘ ،قّٔاٍَ :فَُّٔا َِ َس ّٖنتَ َُِِٓ٘؟ قّٔاٍَََ :ا ال ََِٝسَ فِ ،ِ٘ٝقّٔاٍَ :فّٔإِّْْٞ ال إّٔ ٌَُِِ،ايَّٓازَ إِال َِٔ ال ََِٝسَ فِ} ِ٘ٝ
5
ىل أتخذ الثمار الطيب اعبميلو وتوقد فيها النار؟ ال ،لكن توقد النار يف الثمار الٍب ال فائدة منها ،وىكذا األمر. إذاً أوؿ أمر ؼبن أراد أف يستيقظ من الغفل وأف يتوجو ابلكلي إىل مواله وأف يُقبل بصدؽ على طاع هللا؛ مفارق األشرار ومصاحب األخيار ،فمن أشد على اإلنساف شيطاف اإلنس أـ شيطاف اعبن؟ شيطاف اإلنس ألنو ال يبل من الوسوس يف كل األوقات، 4الجخب ٕ ّهملن عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ 5الةُت ّالر ب م ثي الوجب
) (
ويظل ح ٌب يورط اإلنساف معو ،لكن شيطاف اعبن دبجرد أف تقوؿ لو (أعوذ ابهلل من الشيطاف الرجيم) يفر وينتهي أمره : ٚٙ( النساء) لكن شيطاف اإلنساف شديد وعتيد وال يراتح لو ابؿ إال بعد أف أيخذ اإلنساف معو يف طريقو، إال من َّ شد هللا أزره وأيقظو وجعلو ينتبو ؽبذه األمور. إذاً مفارق األشرار ومصاحب األخيار وأف يكوف لئلنساف أمبلً طيباً ىبتاره من صبل اآلماؿ الٍب كاف أيملها األخيار واألطهار وأصحاب النيب اؼبختار ،الف األمل ىو الذي يبعث على العمل ،فما الذي هبعل اإلنساف يبحث عن عمل ابػبارج ،ويبحث ىنا وىنا؟ األمل ،يريد أف يبِب بيتاً ،أو يتزوج ،أو يريد أف يعمل مشروعاً ،لكن إذا مل يكن عنده أمل لعمل شيء من ىذه األشياء فهل سيفكر يف السفر؟ ال. فاأل مل ىو الذي يدفع للعمل ،ولذلك آف معظم اؼبريدين ،والٍب ذبعلهم يقعوف يف األوحاؿ ويقفوف وال يستمروف يف السّب والسلوؾ إىل رب العاؼبْب أف ىبمد األمل عندىم ويصبح ضعيفاً. يضعف اليقْب ،فتصبح اآلماؿ كلها يف الفاٍل ،وال يوجد أمل يف الباقي عند هللا عز وجل ،فينشغل ابلدنيا ومشاغلها وأىوائها وزخرفها. لكن ال بد لئلنساف أف يكوف لو أمل ابقي عند الباقي ،كأف يريد أف يكوف مع رسوؿ هللا : ٕٜ( الفتح) والذي يريد ذلك عليو أف يعمل وهبتهد مثل الذين وصلوا ؽبذه اؼبنزل حٌب يكوف معهم. أو يريد أف يكوف من أىل العطاءات العالي ،فيفتح هللا عليو ،ويفتح لو كنوز اغبكم ،أو خزف العلم اإلؽبامي ،أو يعطي لو نوراني وشفافي ،أو يعطيو عيوف ُمضي تنظر – وىو يف الدنيا – إىل ملكوت رب العاؼبْب وأنوار اعبن الٍب أعدىا هللا للمتقْب. فاألمل ىو الروح الباعث للصاغبْب على اعبد واالجتهاد واؼبعاانة يف العبادات والصدؽ يف طاع رب العاؼبْب ،ما الذي هبعل الصاغبْب يتلذذوف ابجملاىدات واؼبكابدات؟ األمل ،يريد أف يصل ووبقق مناه ،كيف وبقق مناه؟ ينظر إىل من كاف قبلو
) (
كيف وصل ،فيمشي على وتّبتو وعلى هنجو حٌب يصل كما وصل: مزشددددددجِْا إى لددددددن ركًْددددددْا هددددددضلِن
إى الزشددددددددددددجَ ثبلر ددددددددددددب مددددددددددددت
ولذلك هبب أف وبرص اإلنساف دائماً على أمل عاؿ ،واألمل ىذا عند الباقي عز وجل ،فبل شأف لنا ابآلماؿ الفاني ،فاآلماؿ الفاني لو كانت دليل على رضا هللا ؼبا أعطاىا للكافرين ،فبل يوجد أحد فينا مثل ملياردير يهودي مثبلً؟ ال ،وىذا ماذا تكوف آخرتو؟ جهنم وبئس القرار. ىذه النعم اغبسي واألمواؿ وغّبىا لو كانت من رضا هللا ىل كاف سيعطيها لو؟! ال ،فالدنيا كما قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص: { ئّ ِٛنّٔا َْتِ ايدُّ َِْٝا َِعِ ِدٍُ عِِٓدَ ايًَِّ٘ َدَٓاحَ بَعََُ ٍ١َِٛا َضكّٔ ٢نّٔافِسّا ََِِٓٗا غَسِبَََ ّٔ١ا} ٍ٤
6
وليس معُب ذلك أف نلغي اآلماؿ الدنيوي اغبسي ،لكن أجعل نظّب ؽبا آماؿ يقيني إؽبي مثل آماؿ أىل القرب من اغببيب اؼبصطفى خّب الربي ملسو هيلع هللا ىلص ،ىذه مع ىذه. وحٌب يصل إىل ىذه اآلماؿ ال بد من االطبلع على سّب ىؤالء الرجاؿ، وأحواؽبم ،ليكوف مثلهم ويتشبو هبم يف أخبلقهم وأفعاؽبم وأحواؽبم ،وىذا ىو اؼبنهج الذي قاؿ فيو اإلماـ ابو العزائم وأرضاه يف الروشت البسيط : .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-9االغتخطاض يف التؿَس كيف بكوف حضور اؼبصلى ىف التشهد؟ وما اؼبعاٍل الٍب يستحضرىا اؼبؤمن فيو؟ 6بهع الزره ٕ ّالطجراًٖ عي ِ ثي عت ػٖ هللا عٌَ
) (
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اؼبؤمن يستحضر من البداي كما أخرب حضرة النيب عندما سألو جربيل عن اإلحساف فقاؿ: َهِٔ َِسَا ُٙفّٔإَُِّْ٘ َٜسَاىّٔ } { ايّٖإِسِطَإُ ّٔإِٔ َِ ِعبُدَ ايًََّ٘ نّٔأ َّّْٔؤّ َِسَا ،ُٙفّٔ ِإ ِٕ ئِِّ ِ ّٕ
7
فأستحضر يف الصبلة أنِب يف مناجاة هللا كأنِب يف حضرة هللا ،فإف مل أكن أقوى على استحضار أنِب أراه أستحضر أنو يراٍل ويطلع على كل شأٍل ظاىراً ابطناً ،فأانجي هللا وألقي التحيات هلل وأان يف حال اغبضور ،وأُسلِّم على حضرة النيب وأان أشهد أو على السبلـ: أستحضر على االقل أنِب يف حضرة ىذا النور ،وأنو يسمعِب ويراٍل ويرد َّ ّٔ ٞزُٚسِ ٞسَتَّّٔ ٢أزُ َّ،عًَّٔ} ِِ٘ٝ { ََا َِِٔ َُطًٍِِِ ُٜطًَُِِّ عًَّٔ َّٞإِال زَ َّ،ايًَُّ٘ ِإي َّ
8
وأستحضر عند السبلـ على الصاغبْب كل الصاغبْب السابقْب واؼبعاصرين والبلحقْب يف السماء واألرض ،قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص: ت يًَِِّ٘ َٚايؿًََّّٔٛاتُ َٚايّٓ َّّْٝبَاتُ، { إَِّٕ ايًََّ٘ ُٖ َٛايطًَّّٔاُّ ،فّٔإِذَا ؾًََّ ٢أّٔسَدُنِِّٕ فًّّٖٔٝكٌِّٕ ايتَّشَِّٝا ُ ايٓبَِٚ ُّٞزَسَُِ ّٕ١ايًَِّ٘ َٚبَ َسنّٔاُُِ٘ ،ايطًَّّٔاُّ عًَّٔ َِٓٝا َٚعًَِّٔ ٢عبَا ِ،ايًَِّ٘ ايطًَّّٔاُّ عًَّٔ ِٝؤّ أَُّّٜٔٗا َّ ايؿَّايِشِنَ ،فّٔإَِّْهِِّٕ إِذَا قًّّٕٖتَُُُٖٛا ّٔأؾَا َبتِ نٌَّّٕ َعبِدٍ يًَِِّ٘ ؾَايِحٍ فِ ٞايطََُّاَٚ ِ٤اي ّّٖٔأ ِز ِ }
9
كل عبد صاٌف يف السماء واألرض يذىب إليو السبلـ ،وىذا السبلـ معناه ربي وإكراـ تذىب إليو من هللا ،فالسبلـ ليس بكلم ،فأان أُلقي السبلـ ،لكن يذىب إليو ربي وإكراـ على قدره وعلى قدر مقامو من هللا بطليب لو ،وىذا فضل هللا وإكراـ هللا لعباد هللا الصاغبْب.
7الجخب ٕ ّهملن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ 8هعجن الطجراًٖ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح 9الجخب ٕ ّهملن عي عجت هللا ثي همعْ ػٖ هللا عٌَ
) (
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11اإلىػاٌ الهامل طرح الشيخ ؿبي بن عرب نظري اإلنساف الكامل ،والٍب تقوـ على أف اإلنساف وحده من بْب اؼبخلوقات يبكن أف تتجلى فيو الصفات اإلؽبي إذا تيَّسر لو اإلستغراؽ يف وحداني هللا ،فنرجوا من فضيلتكم توضيح ىذا األمر؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
عندما ننظر يف كتاب هللا قبد أف اإلنساف ىو اؼبخلوؽ األعلى بْب ـبلوقات حضرة الرضبن ،فإف هللا ما خلق السماوات وال األرض وال اعبن وال اؼببلئك وال أعز اعبن وال النار وال كل عواؼبها الظاىرة والباطن إال من أجل اإلنساف ،ألف اإلنساف ُّ وبْب هللا ىذه اغبقيق يف قولو يف آخر سورة األحزاب: ـبلوقات حضرة الرضبن َّ ،
من الذي ضبلها؟ وقبل ضبلها: (ٕٚاألحزاب).
كبلـ كثّب للمفسرين واؼبؤولْب والعلماء ،واإلماـ أبو العزائم وما األمان ؟ فيها ٌ صبعها يف كلم جامع قاؿ فيها: .... أنت فيك اعبسم الذي ُخلق من تراب ،ومشتمبلتو وعناصره ،لكن ىل الَباب يُبصر؟ ال ،إذاً كيف أُبصر هبذه الشحم ؟ بسر ذبلي البصّب ،فهذه أمان ضبَّلها يل هللا ،وىل ىذه العظم الٍب يف أذٍل تسمع بذاهتا؟ ال ،ولكن تسمع إذا ذبلَّى عليها هللا بسر السميع ،ولذلك قاؿ : {َايطَُِّعُ أََّٔاََْٚ ،ّ٘١ا ّٖيبَؿَسُ أََّٔاَْ} ّ٘١
10
10مْا ت روبم الراإ عي اثي عور ػٖ هللا عٌِوب
) (
أمان من أماانت هللا الٍب يف اإلنساف ،وكل اغبقائق الٍب يف اإلنساف والٍب هبا الزلفى من حضرة الرضبن ،فهذه كلها من هللا اإلنساف إنساف ،والٍب يرتقي هبا إىل مراتب ُ ،وىي أمان هللا سبحانو وتعاىل. ىذه األماانت لعُلو شأهنا ،وارتفاع قدرىا عند هللا مل يستطع أح ٌد من يتجمل هبا ....منهم اعبماد ،واعبماد ال يسمع وال اؼبخلوقات العالي أو الداني أف َّ يُبصر مثلنا ،ومنهم اغبيواانت وال تستطيع أف تتفوه دبا تريد مثلنا ،ومنهم ومنهم ،وكلٌ عاجز إال اإلنساف. ٌ من الذي ضبل األظباء اإلؽبي والصفات الرابني كلها؟ اإلنساف ،فمعو السميع، ومعو البصّب ،ومعو اؼبتكلم ،ومعو اغبي ،ومعو اؼبريد ،ومعو القادر ومعو العليم ،ومعو اػببّب ..كل ىذه األوصاؼ تتجلَّى يف اإلنساف.
لكن عرض هللا األماانت على السماوات واألرض ،فالسماء أخذت إظباً واحداً فقط وىو الرافع ،فرفعها إبظبو الرافع : ٚ( الرضبن) واألرض أخذت إظباً واحداً فقط وىو الباسط : ٜٔ( نوح) واعبباؿ أخذت القوي واؼبتْب. لكن األظباء كلها ُصبعت يف اػبليف : وارث للخبلف عن أبينا آدـ ،ألف هللا صبَّل واػبليف ىو وذريتو ،فكل واحد من ذريتو ٌ اإلنساف ابػببلف عن حضرتو. ٖٓ( البقرة)
فهذه ىي األماانت الٍب هبا جعل هللا اإلنساف ىو ؿبط نظر كل الكائنات ،وىو وحده الذي تندرج فيو صبيع الدرجات ،وتلوح لو وتنطوي فيو كل اؼبقامات ألنو خليف هللا ،كما بْب هللا يف كتاب هللا.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11مً إؾاضات أبي اليعيس البػطامي
) (
وردت أقواؿ عن أب اليزيد البسطامي مثل: ِ صح ىذه األقواؿ؟ فما ّ
وقولو:
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الشيخ أبو يزيد البسطامي كاف وبدث لو أحياانً حال َولَوٌ ،والولو يعِب يغيب عن الوعي ُشغبلً ابؼبشاىد العالي الٍب يشهدىا ،فعندما كاف يغيب يف ىذه اؼبشاىد كاف َّ فيتحدث بلساف اغبضرة اإلؽبي ،وليس بلسانو ىو. أحياانً يفُب يف الشاىد األعلى ، وقد كشف هللا عن ذلك لنا يف القرآف ،عندما نقرأ يف القرآف يف سورة طو، عندما يتكلم عن سيدان رسوؿ هللا : ٕٔ( طو) يتكلم مع اؼبريد: ( طو) اخَبتك ؽبذا اؼبقاـ : ٖٔ( طو) وبعدىا يسمع : ٔٗ( طو) عندما يقرأ القارئ ىذه اآلي ،فبلساف من يقرأىا؟ بلساف هللا أـ بلسانو ىو؟ وىل نعبد القاريء؟ ال ،ولكنو يتكلم بلساف هللا : ٔٗ( طو) فهنا يتكلم بلساف اغبضرة اإلؽبي . وعلى ىذا النمط كاف العارفوف عندما يغيبوا عن الوعي ،يتكلموف بلساف اغبضرة اإلؽبي ،وؼبا كاف بعضهم يفيق ويعيبوا عليو ذلك كسيدان إبراىيم الدسوقي وأرضاه ؼبا تكلم كبلماً عالياً: علدددٔ الددد مت ح الج٘ؼدددب أدددبى ا زوبعٌدددب
ّمدددٖ دددبة ْ ددد٘ي ا زودددبأل اةحجدددخ
ّطددرد أًددب المددب ٖ لوددي أددبى حبػددرا ك
أؽددددددْم علددددددِ٘ن أددددددرحك ثعددددددت أددددددر اح
وقاؿ يف ىذه القصيدة كبلماً عالياً ،وبعد أف انتهى من ىذا الكبلـ وأفاؽ ،قالوا لو :أنت قلت كذا ،قاؿ ؽبم :لو قلت ىذا الكبلـ فاضربوٍل ابلسيف. ألنو مل يكن يدري ماذا يقوؿ ،ألنو كاف يتكلم بلساف اغبضرة ،وىم لو ضربوه فلن
) (
يبسوه بسوء ألنو يف ىذا اغباؿ يكوف ؿبفوظاً حبفظ اغبفيظ . تفوه هبا أبو اليزيد البسطامي وغّبه يف فمثل ىذه العبارات ومثل ىذه الكلمات َّ حال الفناء الكلي بلساف اغبضرة اإلؽبي ،أو بلساف اغبضرة احملمدي ،أو كما قالوا: ودددددددددددر ال دددددددددددت طددددددددددددب
ّال زددددٔ الوجدددد ّة ثبل ددددت لددددَ ٗددددخ
إى عا
ُّدددددددْ ه ودددددددْ العٌبٗدددددددخ إى ٗدددددددج
ثبل قددددب م هدددددب علدددددٔ ال دددددبًٖ م ٌدددددب
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-12معطفة اهلل ما معُب معرف هللا؟ أوليس كل مسلم يعرؼ هللا؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىناؾ معرف عقلي ،وىو أف اإلنساف يعرؼ هللا عندما ينظر يف اآلفاؽ ويف نفسو إىل دالئل قدرة هللا ،وإىل غرائب حكمتو . وىناؾ معرف ٌ قلبي وىي أف يكشف هللا الراف عن قلب اإلنساف:
(اؼبطففْب). فإذا ارتفع الراف وشاىد بعْب البصّبة ،يشاىد أنوار اغبناف اؼبناف الئح ٌ يف كل زماف ومكاف : ٔٔ٘( البقرة). فهذه معرف وتلك معرف ،فهذه معرف ابلعقل ،وتلك معرف ابلعْب ،فهل يستوايف؟!. والصاغبوف يدعوف الصادقْب إىل اؼبعرف األعلى ،والٍب يقوؿ فيها رب العاؼبْب: ٔٛ( آؿ عمراف) الذين وصلوا
) (
ؽبذا العلم وىو علم اليقْب ،علم اليقْب وحق اليقْب ،فهؤالء القوـ يشهدوف دبا يُشهدىم هللا ،فتقع العْب على العْب ،وىي اؼبعرف اغبقيقي الٍب تكوف بعْب البصّبة النوراني .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-13واجب الوقت ما معُب اإلشارة ىف قوؿ الشيخ عمرو بن عثماف اؼبكي: ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا تعريف من تعريفات التصوؼ ،فالتصوؼ لو أكثر من تعريف ،وكل ِ عرفو عامل َّ على حسب حالو ،وعلى حسب ما وصل إليو يف فضل هللا وإكراـ هللا. وبعض الصاغبْب لو أكثر من تعريف ،فكلما وصل إىل مرحل يُعطي تعريفاً للتصوؼ ،فيعلوا إىل مرحل أعلى فيُعطي تعريفاً أعلى.
فالشيخ عمرو بن عثماف اؼبكي ،واؼبكي نسب ً إىل مك ،ألف ىؤالء القوـ منهم من كاف يسلك الطريق فيذىب إىل مك ويقيم ىناؾ ،فيسموه اؼبكي نسب ً إىل مك .
ىذا الرجل جعل التصوؼ قرين العلم ،يعِب اإلنساف لكي يتصوؼ فبل بد أف يعلم بواجب الوقت يف كل وقت ،ويقوـ هبذا الواجب يف الوقت كما أمر هللا ،وكما َّبْب رسوؿ هللا .
وهللا جعل لكل ٍ وقت واجبات ،فمثبلً الصبلة قاؿ فيها هللا: ٖٔٓ( النساء) فهذه الفرائض ،فما ابؿ النوافل؟ قاؿ فيها هللا غببيو : ( اإلنشراح).
إذاً فواجب الوقت ىنا قبل النوافل السعي على اؼبعاش ،وقضاء حوائج البيت،
) (
وقضاء حوائج اإلنساف الٍب ال يستطيع أف يُس ِّخر فيها غّبه ليقضيها لو ،وبعد ذلك يبحث عن النوافل ،فمن أقبل على النوافل وترؾ طلبات األوالد وحاجياهتم وضرورات نفسو ،فهل ىذا يبشي على اؼبنهج الصحيح أـ أخطأ؟ أخطأ ألنو مل يبش على حسب واجب الوقت. واجب الوقت ىنا أف يبحث عمن يبوؽبم مث بعد ذلك يُقبل على النوافل الٍب يتزود منها قرابً لرب العباد . إنساف يريد أف يؤدي حج انفل ،وعنده إبنو أو إبنتو مقبل ٌ على الزواج وربتاج إىل اعبهاز ،وىو ليس معو غّب مبلغ من اؼباؿ يكفي اغبج أو اعبهاز ،فمن األ َْوىل ىنا؟ أف يزوج الولد أو يزوج البنت ماداـ حج الفريض ،فهذه اغبال أوىل يف ىذا األمر. ففقو األولوايت وبتاج إىل العلم من العلماء العرفاء الذين كشف هللا ؽبم حقيق وبْب ؽبم الواجب واألوجب واغبسن واألحسن وىؤالء الذين: األشياءَّ ، ٔٛ( الزمر)
األحسن ،مل يقل :فيتبعوف حسنو ،ولكن قاؿ:
اغبسن أـ األحسن؟
ألنو عرؼ ىذا من ذاؾ.
فإذاً على ىذا اؼبنواؿ ال بد للصوفي أف يكونوا على بيِّن كامل ابلعلم اإلؽبي نور يف فؤاده يكشف لو عن واجب الوقت ،ليسارع والعلم النبوي والعلم الشرعي ،ومعو ٌ إىل أداء ىذا الواجب يف وقتو حٌب يناؿ فضل هللا وإكرامو ويناؿ ؿبب حبيبو .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-14التخكل مبكامات الكطب يقوؿ الشيخ أبو النصر السراج عن الصوفي : ،نرجو من فضيلتكم التوضيح؟
) (
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
يعِب عندما يتحقق اإلنساف ٍ دبقاـ من مقامات القرب من هللا ،ربققو يعِب دخوؿ ىذا اؼبقاـ كليِّاً وفعلياً وعملياً ،وليس قولياً فقط ،فلما يدخل يف ىذا اؼبقاـ وبدث لو وجد ،وحال شوؽ ،وحال حب يف األفعاؿ الٍب يتطلبها ىذا اؼبقاـ فيسعى إليها حال ْ ٍ ويقوـ فيها ٍ واصطبلـ وغراـ ليناؿ ؿبب هللا ،فإذا صنع فيها ذلك ،وقام هبا حبب كذلك ،فين عن نفسو ،وظهرت لو مواىب هللا ألىل ىذا املقام ،فتأتيو املواىب اإلهلية ألن البداية صوفية والنهاية مواىب أتيت اإلنسان من احلضرة اإلهلية ألنو مشى على ىذا املنهاج األكمل منهاج سيدان رسول هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-15املوت واحلياة باحلل ما معُب قوؿ الشيخ اعبنيد(( :التصوؼ ىو أف يبيتك اغبق عنك ووبييك بو))؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اإلنساف ةُنائي ،فيو اعبسم الذي فيو ما وبتاج إليو من شهوات ومن مطعومات ومن أىواء ومن حظوظ ومن ملذات ،وفيو نفخ ٌ من هللا ،ىي سر اغبياة الٍب فينا: ٕٜ( اغبجر). وسقياىا من رسوؿ هللا ،وحياهتا ونفخ اغبياة قوهتا ذكر هللا ،وشراهبا كتاب هللاُ ، حياةٌ روحاني أعلى وأكرـ من حياة مبلئك هللا جل يف عبله. فإذا أراد هللا بعبده خّباً أمات يف نفسو طلب الشهوات الفانيات ،والرغب يف اغبظوظ غّب الباقيات ،فبل هبد يف نفسو رغب يف ىذه األشياء ،وهبدىا كلها تستوي مع بعضها ،وهبد رغب ً شديد ًة فيما عند هللا ،وفيما أابحو لو مواله إذا كاف قريباً من حضرتو
) (
جل يف عبله. إذا أمات هللا يف النفس الطلب والرغب ؽبذه الشهوات ،مث للمباحات ،وجعل ىذا اإلنساف ىواه كلو يف مواله ،وبييو هللا حيا ًة َّ حق ً يقوؿ فيها يف اغبديث القدسي: { ّٕن ِٓتُ ضَُِعَُ٘ ايَّرَِٜ ٟطَُِعُ بَِِ٘ٚ ،بَؿَسََّ ُٙايرُِٜ ٟبِؿِسُ بََِِٜ٘ٚ ،دَ ُٙايَّتِِ َٜ ٞبِّٓؼُ بَِٗاَٚ ،زِدًُِّٔ٘ ايَّتَُِِٜ ٞػِ ٞبَِٗا }
11
ويكوف داخبلً يف قوؿ هللا :ميتاً عن حظوظو وشهواتو وأىوائو، فلم تعد تُسيطر عليو ،فهو الذي يسيطر عليها : احتيا ُ ابهلل ،ؼبا وببو هللا ويرضاه : ٕٕٔ( األنعاـ) نوراً يف الدنيا ،وليس يف اآلخرة ،وىذا مقصد اإلماـ اعبنيد .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-16الصوفية واألُىؼ باخلالل وباخللل ما معُب قوؿ اغببلَّج:
؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الصويف اغبقيقي الذي أحسن اإلقباؿ على هللا ،وال هبد أُنساً دبجالس ٍ أحد من البشر إال إذا كاف على منوالو او األُنس ابهلل جل يف عبله. يستوحش من ؾبالس الغافلْب -يعِب يشعر بوحش شديدة -ويستوحش من ؾبالس البلطجي والبطالْب ،ويستوحش من ؾبالس اؼبشغولْب ابلدنيا عن الدين ،فبل أينس إال ابهلل ،أو من كاف على نسقو وحالو من عباد هللا ،وأنتم تعلموف أف أُويس القرٍل الذي قاؿ فيو ألصحابو: 11ط ٘ الجخب ٕ ّاثي حجبى عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
) (
عّ ئُّ٘ قّٔدِ نّٔا َٕ { إَِّٕ زَدُال َٜأِِّٖٝهِِّٕ َِِٔ ا ّٖيُٜ ،ََُِٔٝكّٔاٍُ ئُّ٘ إَِّٜٔٚظْ ،ئّا َ َٜدعُ بِا ّٖئّ َُِٔ َٝغِٝسَ ّٕأ ايدزَِِِٖ فَُِّٔٔ ّٔي ِكَِِٓ َُ٘ٝهِِّٕ بِِ٘ َبَٝا ْ ،فّٔدَعَا ايًََّ٘ فّٔأّٔذِ َٖبَُ٘ َعُِٓ٘ إِيَّا َ ِِِٛعَ ايدَّْٜٓازِ أّّْٔ ِٚ 12 فّٔ ًَّٖٝطِتَ ِػفِسِ ئّهِِّٕ } أُويس القرٍل من اليمن منعو من اجمليء إىل النيب ِّ بره أبمو ،وكاف وحيد أمو، وكلما يقوؿ ؽبا :أذىب لرسوؿ هللا ،تقوؿ لو :وؼبن تَبكِب؟ وىو يريد أف يربىا ،حٌب انتقل الرسوؿ إىل الرفيق األعلى ومل يرى رسوؿ هللا ظاىراً. سيدان عمر كاف كل عاـ يذىب وينادي على أىل اليمن :أفيكم أُويس ،فيقولوف: رجل ال ليس معنا أُويس ،وذات مرة قالوا لو :ليس معنا إال راعي لنا إظبو أُويس ،يعِب ٌ فقّب ومسكْب ،فقاؿ ؽبم :وأين ىو؟ قالوا :يف اؼبكاف الفبلٍل ،وكاف معو سيدان اإلماـ علي ،فذىبا إىل ىناؾ وسألو عمر :أأنت أُويس؟ قاؿ :نعم ،وأخربه دبا قاؿ رسوؿ هللا فيو ،وأف بو عبلم أخربىم عنها سيدان رسوؿ هللا ،وىي أف فيو دبقدار درىم أةر ٍ برص كاف قد أُصيب بو وشفاه هللا منو ،وظلت ىذه العبلم ابقي ليعرفوه ،فقاؿ ؽبم :ىذه العبلم ،وبعد ؿبادة قاؿ لو سيدان عمر :ىبل جئت لتعيش معنا يف اؼبدين أتنس بنا وأننس بك ،فقاؿ أُويس: عجباً اي أمّب اؼبؤمنْب من أنس ابهلل كيف أينس بسواه؟!.
ال أينس بسلطاف ،وال أينس أبغنياء وال وجهاء ،وال أينس ٍ أبحد من اػبلق إال إذا كاف ىناؾ من على شاكلتو ،ؼباذا؟ ألف ذلك لن وبجبو عما ىو فيو من القرب من حضرة اغبق .... وىذا ىو وحداٍل الصفات ،يعِب ال يُقبل على أحد إال إذا كاف على شاكلتو يف الصفات من اإلقباؿ على هللا ،ويف حب هللا ورسولو ،ويف دواـ ذكر هللا، ويف األُنس ابهلل جل عبله ،ىو على شاكلتو ،فهذا الذي أينس بو وال أينس بغّبه.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
12ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي عور ثي الخطبة
) (
-17اجللوؽ مع اهلل يقوؿ الشيخ أبو بكر الشبلي: فما معُب اعبلوس مع هللا؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أليس هللا القائل يف حديثو القدسي { :أَّْٔا دًَِٝظُ َِٔ َذنّٔسَِْ} ٞ
13
اإلنساف عندما يذكر هللا يكوف جليس هلل ،وقاؿ هللا تعاىل: َّنتِ بَِ ٞغفّٔتَا} ُٙ { أَّْٔا َعَ َعبِدََِ ٟا َذنّٔسَََِِْٚ ،ٞشَس ّٔ
14
ماداـ يذكر هللا أبي ذك ٍر فيكوف معو هللا ،وكيف يكوف معو؟ معو بتأييده ،ومعو دبعونتو ،ومعو بتوفيقو ،ومعو بنصره ،ومعو ابإلجاب ،ومعو بتيسّب األمور ،معو بكل ىذه اؼبعاٍل وغّبىا ،وليس معي جسماني كمعيتنا ىذه حاشا هلل ،ولكن معو بتأييده ونصره وكل ىذه اؼبعاٍل اإلؽبي الٍب تليق بو . إذاً اإلنساف الذاكر هلل ،ويذكر هللا الذكر اغبقيقي الذي ال ينشغل قلبو أةناءه عن هللا ،ىو اعبليس هلل ،لكن أان أذكر هللا وقليب مليء دبشاغل ومشاكل وأحواؿ اػبلق، فهذا قاؿ فيو : ب غّٔافٌٍِ ئّا} ٍٙ { ٚاعًُُِّٔٛا إَّّٔٔ ايًََّ٘ ئّا َٜطِتَذِٝبُ ُ،عَا َِِٔ ّ٤قًّّٖٔ ٍ
15
إذا كاف قلب اله فكيف يذكر هللا؟! لكن من يذكر هللا فعبلً ال يكوف يف قلبو إال هللا ،فهذا كما يقولوف: اعأددددددددددددر هللا إى ًمدددددددددددد٘ذ ددددددددددددْاٍ
ت مدددددددٖ الددددددد أر ٗدددددددب أه ددددددد ثقلددددددد ا
13ث ر ال ْا ت للكتثبعّٕ ،أحب ٗش أثٖ ال م٘ي الكتثٖ عي أثٖ هرّاى اة لوٖ 14همٌت أحوت ّاثي حجبى عي أثٖ ُرٗرح 15بهع الزره ٕ ّال بأن عي أثٖ ُرٗرح
) (
فهذا على الفور جليس هللا ،ويكوف يف حضرة هللا جل يف عُبله.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-18اجلنع على اهلل ما معُب قوؿ الشيخ أضبد الرفاعي.... :
؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا قوؿ اتفق عليو -ليس سيدي أضبد الرفاعي فقط -لكن كل الصادقْب؛ أف اإلنساف لكي يبلغ أعلى مقامات اإليقاف فبل بد أف ال يرى لنفسو حوالً وال طوالً وال علما وال أي شيء من ذلك. قوة وال ً وإمبا ال يرى إال صباالت هللا عز جل الٍب صبَّلو هبا ،ويرى أنو كأصلو الذي ذكره ربو ،إما سبلل من طْب ،وإما من تراب ،وإما من ماء مهْب ،وما زاد عن الطْب فّباه صباؿ من رب العاؼبْب .
ويري أف علمو فضل من هللا تفضَّل بو عليو حضرة العليم ،وقوتو أمده هبا حضرة القوي ،ولطفو يف اؼبعامل بتجلي إسم اللطيف عليو ،ويرى أف كل شيء يفعلو أو يتحركو أو يقوـ بو إمبا إبمداد من ربو ،ولو تركو هللا وشأنو ال يستطيع أف يقوـ بشيء ،وهللا قد طلب منا ذلك ،وأمران بذلك يف قولو الذي نكرره يف كل ركع من ركعات الصبلة : ٘( الفارب ) لو توقفت اؼبعون لن نستطع العبادة أبداً ،فبل قوة لنا على طاعتو إال حبولو وقوتو ،وال حفظ لنا عن معصيتو إال حبفظ وصيانتو. كمل الصاغبْب على الدواـ ... وىذا ىو حاؿ َّ
) (
يتكلم فّبى سر اؼبتكلم ىو الذي أؽبمو ،وىو الذي أنطقو ،وىو الذي حرؾ الشفتْب واللساف ابلنطق ،وىو الذي حرؾ األواتر لتخرج النغمات ،وىو الذي حرؾ ىذه القلوب وفتح آذاهنا لتسمع ىذا الكبلـ وتتلذذ بو ،فاألمر كلو من هللا وابهلل وهلل جل يف عبله.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-19ظٍس املكطبني ما معِب قوؿ اإلماـ اعبنيد ... : ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا األمر أجبنا عنو عندما تكلمنا عن مراتب الزىد ،وقلنا أف أعلى ىذه اؼبراتب أف يزىد اإلنساف بقلبو عما سوى مواله ،فبل يلتفت إليو وال يتجو إليو وال يطلبو ،حٌب لو أشار إليو اؼبوىل من بْب يديو ال يطلب من هللا إال هللا ،ويزىد يف كل ما سوى هللا ، عاؿ ،وىو مقاـ ُك َّمل الورة لسيدان رسوؿ هللا . وىذا مقاـ ً
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21غط الوصول نرجو توضيح قوؿ الشيخ أىب اغبسن الشاذيل : ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
) (
ىذا الكبلـ شرحناه مراراً وتكراراً ،فبعض القوـ ظن أف الوصوؿ إىل هللا ابلزىد، واؼبلبس اػبشن ،واألكل اعباؼ الذي ال يليق ،واإلكثار من العبادات الٍب تضارع وتشابو الرىباني ،فالرىباف الذين يعيشوف يف األديرة ماذا يصنعوف؟ عيش خشن اتم البعد عن كل الشهوات الٍب يتطلبها اؽبيكل اإلنساٍل ،فبنوعْب من الزواج لكي ال يوجد شهوة للنساء ،أو النساء الراىبات ال هبدف شهوة للرجاؿ ،فبل توجد شهوة جنسي ،وال أيكلوف إال من عمل أيديهم ،فبل يشَبوف أي شيء ،ولذلك ؽبم مزرع خاص ال أيكلوف إال من ىذه اؼبزرع فقط ،ما ىذا؟! حال تقشف ،لكن ىذه اغبياة قاؿ فيها سيدان رسوؿ هللا : { إِّْْ ٞبُعِ ِجتُ بِايّٖ َشِٓٝفِ ِ١َّٝايطَُِّشََٚ ،ِ١ئِِّ إّٔبِ َعحِ بِايسَّ ِٖبَاِْ ِ١َّٝا ّٖيبِدِعَ} ِ١
16
فاإلسبلـ ليس بو رىباني ،فما طريقتنا؟ الرجل الذي ذىب لسيدي أب اغبسن الشاذيل وأرضاه وقاؿ لو :أان أريد أف ال ألبس من الثياب إال كذا من الثياب الرة ، وال آكل من الطعاـ إال اعباؼ الشديد ،وال أانـ إال على الَباب ،وال ألتحف إال السماء ،فقاؿ لوِ :ملَ تشدد على نفسك؟! اعرؼ هللا وكن كيف شئت. كل كما شئت لكن ال بد أف تعرؼ هللا ،فمعرف هللا ىي كل شيء ،ذىب رجل لسيدي أبو اغبسن الشاذيل َّ يدعي اعبذب فرأى الشيخ يلبس ةياابً فخم ،والشيخ كاف يف آخر حياتو ،وحياة ال ُك َّمل يكوف اعبهاد فيها يف البداايت ،وال أحد يراه ،والذي يغَب أبحواؿ النهاايت ال يصل للنهاايت ،ألنو مل ير البداايت.
فالشيخ أبو اغبسن الشاذيل كاف يعيش يف جبل شاذل يف ببلد تونس ،وكانت توجد عْب من اؼباء يتوضأ منها ويغتسل منها ويشرب منها ،وكاف أيكل اغبشيش النابت يف ىذا اعببل ؼبدة سبع سنْب! ،فمن الذي يستطيع أف يعيش سبع سنْب على ىذه الكيفي ؟! وبعد ذلك أيت لو األمر( :انزؿ اىدي الناس إلينا) فأخذ الصبغ احملمدي ، يلبس أحسن الثياب ،ويركب أفخر الدواب ،وأيكل أحسن الطعاـ ،ويرى أف كل ىذا يقدـ لو من قِبَل هللا ،أيكل كالضيف ،والضيف أيكل من يد اؼبضيف ،واؼبضيف ىو 16هعجن الطجراًٖ ّهمٌت الرّٗبًٖ عي أثٖ إهبهخ ػٖ هللا عٌَ
) (
هللا . فقاؿ الرجل الذي َّ يدعي الزىد والورع :ما ىذا أيها الشيخ أنت تلبس ىذه الثياب الفخم ؟! فقاؿ لو: األحسن اؼببلبس الٍب تعرب عن الشكر ،قاؿ : {ِإَّٕ ايًََّ٘ ُٜشِبَّ ّٔإِٔ َٜسَ ٣أّٔثَسُ ِْعَُِتِِ٘ عًََّٔ ٢عبِدِ} ِٙ
17
ذىب الشيخ سفياف الثوري وكاف من كبار الفقهاء وصاحب مذىب مشهور يف زمانو لسيدان جعفر الصادؽ فقاؿ لو :كيف تشرب اؼباء البارد؟ وكيف أتكل التفاح؟ قاؿ تستطيع أف لو: تستغِب عن التفاح وال تستطيع أف تستغِب عن اؼباء ،فقاؿ لو :وِملَ تلبس ىذا اؼبلبس الناعم؟ قاؿ لو :أعطِب يدؾ ،فأدخلها ربت مبلبسو ،فوجد أنو يلبس شيء مثل اػبيش اػبشن ،مث قاؿ :جعلنا ىذا هلل ،وجعلنا ىذا ػبلق هللا ،فما كاف هلل أخفيناه وما كاف للخلق أبديناه ،ال بد من أف يُظهر اإلنساف نعم هللا عليو ،فليس الطريق إىل هللا بلبس اػبشن ،وال ابألكل اعباؼ الغليظ ،وال ابلنوـ على الَباب ،ولكن خبلو القلب من التعلق ابألسباب ،وارتباطو حبضرة الكرَل الوىاب ،فما داـ القلب ارتبط ابهلل فإف اإلنساف أبي وضع وأي حاؿ يكوف مع هللا جل يف عبله.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21الطب والعبس نرجو شرح معُب قوؿ الشيخ ؿبي الدين بن عرب: العجدددددددددددت حدددددددددددم ّالدددددددددددرة حدددددددددددم
ٗبل٘ددددددددذ شددددددددعرٕ هددددددددي ال موكلددددددددف
إى لددددددددددذ عجددددددددددت مدددددددددد ا ه٘ددددددددددذ
ّإى لدددددددددددددذ ة أًدددددددددددددٔ ٗكلدددددددددددددف
17همٌت أحوت ّالزره ٕ عي أثٖ ُرٗرح
) (
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذين البيتْب شرحهم الشيخ ؿبي الدين بن عرب يف كتابو (الفتوحات اؼبكي ) وىو مكوف من أربع ؾبلدات ،وكل الفتوحات اؼبكي شرح ؽبذين البيتْب العبد حق طاؼبا فيو حياة ،واغبياة أتيت من أين؟ ٕٜ( اغبجر) فإذا خرجت نفخ الروح فيكوف جيفو قذرة ،فالعبد حق دبا فيو من سر خالقو وابريو ،والرب حق وىذا شيء ال ينكره أحد ،فإف هللا ىو مالك اؼبلك واؼبلكوت ،وصاحب العزة واعبربوت.
التكليف الذي كلفنا بو هللا كالصبلة من اؼبُكلَّف هبا؟ ىل اغبقائق الرابني الٍب بداخلي؟ أـ اغبقائق الطيني الٍب أمشي هبا؟
إف قلت عبد فذاؾ ميت واؼبيت كيف يكلَّف؟ وإف قلت رب أٍل يكلَّف ،وكما وضحها اإلماـ أبوالعزائم هنع هللا يضر ،فقد كاف يُصلِّي هلل ذات مرة ،فأراد أف يفك ىذا الرمز، يف من ىباتك فقاؿ ملت ًفتا والفتاً نظر أصحابو: أي دبا استودعتو َّ الرابني ،وعطاءاتك الصمداني ،أصلي لذاتك اإلؽبي . ما الذي فيك؟ فيك مظهر لؤلظباء والصفات ،السميع صف هللا ذبلَّى بو عليك، البصّب صف هللا ذبلَّى هبا عليك ،اغبي صف هللا ذبلَّى هبا عليك ،القادر صف هللا ذبلَّى هبا عليك ،ألنك خليف هللا فجملك هللا أبظباءه اغبسُب.
فأنت تتحرؾ وتتكلم وتشتغل بسر األظباء اغبسُب الٍب فيك ،فاألظباء اغبسُب الٍب فيك ىي الٍب تتوجو ابلعبادة إىل حضرة الذات اؼبقدس اإلؽبي ،فما أان؟ أان آل وهللا جل الفاعل. يف من صباالت هللا، يف منو فما معي؟! ال شيء ،فأان أعبد هللا دبا َّ لو أخذ هللا ما َّ متوجهاً هبا غبضرة ذات هللا جل يف عبله ،فإذا وصل اإلنساف ؽبذه اؼبرحل فتكوف ىذه الكمل من العبادة ىي اػبالص الصادق الٍب ليس هبا شائب هلل ،وىذه عبادة َّ الصاغبْب ،نسأؿ هللا أف نكوف منهم أصبعْب ،قاؿ يف ذلك اإلماـ أبوالعزائم رضي هللا
) (
عنو: هدددددددددددب غدددددددددددبة عٌدددددددددددٔ حج٘جددددددددددددٖ
لكٌدددددددددددددددددددددددددددددددددَ أل ٌدددددددددددددددددددددددددددددددددٖ
مظدددددددددددددددددرد ثعدددددددددددددددددت ٗقٌ٘دددددددددددددددددٖ
ثبل ؼدددددددددددددددد ددددددددددددددددت عرمٌددددددددددددددددٖ
أًددددددددددددب ثوددددددددددددي مددددددددددددٖ ّ ددددددددددددْ ٕ
هددددددددددددددددي ثبلظدددددددددددددددد ب أر ٌددددددددددددددددٖ َلودددددددددددددددددددب ثِدددددددددددددددددددب شدددددددددددددددددددرمٌٖ
رلدددددددددددددددددد الزكدددددددددددددددددبل٘ف هدددددددددددددددددة
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-22الططائل إىل اهلل نرجوا توضيح قوؿ أحد الصاغبْب:
؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الطرؽ الٍب توصل إىل هللا ال يستطيع أحد من األولْب وال اآلخرين عدىا وال حساهبا ،أنخذ طري ًقا واح ًدا منها ،طريق أىل اعبذب ،من الذي يستطيع أف يعد الكيفيات الٍب ُهبذب هبا أىل اعبذب إىل هللا ،شيء يفوؽ العقل ،ويفوؽ الوىم، ويفوؽ اػبياؿ ،ألف ىذه قدرة القادر . كما أف هللا إلةبات دالئل قدرتو جعل لكل إنساف من بدء الزماف إىل آخر الزماف خصوصي يف بشريتو ،كل فرد لو تقاطيع وجو ،واللوف ،والصوت ،وبصم األيدي ،وبصم األرجل ،وبصم العْب ،وبصم األسناف ،والدـ وتكوينو ،وكل شيء يف قببل وبع ًدا ،وىذا دليل على وحداني الواحد كل إنساف فريد عن صبيع بِب اإلنساف ً ،وكذلك لكل إنساف من رضب الرضبن طرائق ال تعد يصل هبا إىل حضرة هللا ،وىذا من سع كرـ هللا ،فإف مل يصل هبذه الطريق يصل ابلطريق األخرى أو بغّبىا ،فيكوف عنده طرائق ال تعد؛ لكي يقاـ عليو اغبج . عسر على نفسو لتسليمو ما بو لنفسو ألف هللا ّ سهل لو األمر ،وىو الذي ّ
) (
وىواه ،ولذلك عندما يذىب مريد ألحد الصاغبْب؛ يقوؿ لو :ىذه طريقتك فإف مل يسر فيها؛ يقوؿ لو :اذىب إىل الطريق األخرى ،وإف مل يسر فيها فيقوؿ لو :اذىب إىل طريق أخرى ،ؼباذا؟ ألف لكل فرد طرائق ال ربد للوصوؿ إىل هللا . منهم من يصل إىل هللا ابػبدم ،ومنهم من يصل إىل هللا ابحملب ،ومنهم من يكشف هللا عنو الطوؽ فتنهمر عليو أنوار هللا ،ويغيب عن الدنيا وما فيها؛ لتمتعو دبا يشهده من صباؿ هللا وصباؿ أظباء هللا وصفات هللا ،ومنهم من أيخذ بيده سيدان رسوؿ هللا ،ىذه كلها طرؽ وغّبىا موجودة لكل فرد من اؼبؤمنْب؛ رضب من الرضبن . لكي ال يقوؿ أحد منا :كيف أصل إىل هللا وليس يل طريق أصل بو إىل هللا؟ بل لكل فرد منا طرؽ ال تعد وال ربد ،لكن شرطها اترؾ نفسك خلفك وتعاىل ،لكن إذا أتيت ومعك نفسك فتكوف يف لَْبسك: هٌددددٖ أ ددددبمر هددددي أددددًْٖ الددددتاًٖ
أمدددددددر د ثدددددددٖ حدددددددْ ّّلدددددددتاى
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-23اإلؾاضة فى معيى الفطقاٌ ما معُب الفرقاف؟ وما اإلشارة ىف استخداـ ىذا اللفظ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أظباء القرآف اؼبوجودة يف كتاب هللا؛ كل إسم يُعطي زبصص من زبصصات كتاب هللا عز وجل ،فكلم الفرقاف تعِب اآلايت الٍب تتحدث عن الشريع ألهنا فارق بْب اغبق والباطل وبْب اغببلؿ واغبراـ. أما الفرقاف :فبالنسب للعبد فهو النور الذي يُفيضو هللا على ابطنو وبو يبيز بْب حقائق األشياء ،فيعرؼ اغبق من الباطل ،ويعرؼ الطيب من اػببيث ،ويعرؼ اغبسن من األحسن ،وبو يبيز بْب حقائق بِب البشر ،قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص:
) (
{ اَِّكّٕٛا فِسَاضَ ّٔ١ايُُّٖؤِ َِِٔ فّٔإَُِّْ٘ َِٓ ٜعّٕسُ ِبُٓٛزِ ايًَِّ٘ }
18
فيعرؼ الصادؽ من الكاذب بعبلم وظبيا يراىا يف وجهو ،ويعرؼ اؼبنافق من صادؽ اإليباف يف غبن القوؿ ،أو من النظر إىل عينو ،أو من النظر إىل وجهو. فمن إعجاز هللا أف أي إنساف فيو شاشات كثّبة تعرب عما بداخل اإلنساف ظاىراً أو ابطناً ،فمثبلً :عْب اإلنساف إذا نظر إليها الطبيب النُطاسي اغبكيم يعرؼ األمراض الٍب يف ىذا اعبسم ،وإذا نظر إليها العارؼ الرابٍل يعرؼ ما صنعتو وما نظرت إليو ىذه العْب ،كما قاؿ سيدان عثماف: . إذا نظر الطبيب اغبكيم إىل ىذه اللوح الرابني (اعببه ) يعرؼ منها األمراض اعبسماني الٍب يعاٍل منها اإلنساف ،...وإذا نظر إليها العارؼ الرابٍل يعرؼ األمراض الباطني والقبلقل الداخلي الٍب يعاٍل منها ىذا اإلنساف ،فكل شيء يف اإلنساف يدؿ على ما بداخل اإلنساف ظاىراً أو ابطناً. فالذي معو الفرقاف ،أي معو النور الفارؽ الذي يفرؽ بْب ىذه اغبقائق إبمداد لو من هللا ،وبنور اكتحلت بو عْب بصّبتو من سيدان رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
18بهع الزره ٕ ّالطجراًٖ عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ
( )
( )
) (
xqxqGxqxxqGxq -1مصطلخات الصوفية روجوىا بْب الناس ،واستعملوىا فيما يؤخذ على الصوفي بعض اؼبصطلحات الٍب َّ بينهم ،فبل يشك أح ٌد يف كوهنا أجنبي يف اإلسبلـ ،ولغ اإلسبلـ عربي ،وىي مقتبس ٌ ومأخوذة من اؼبسيحي حبروفها وألفاظها ومعانيها ومدلوالهتا مثل :انموس -رضبوت - رىبوت -الىوت -جربوت -رابٍل -روحاٍل -شعشعاٍل -وجداني -فرداني – ربوبي ،فما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذه األلفاظ كلها ىل حروفها عربي أـ غّب عربي ؟ عربي ،ىل فيها كلم إقبليزي أو فارسي أو فرنسي ؟ ال ،إذاً ما دامت حروفها عربي فما الذي يُبعدان وهبعلنا نتبع اؼبستشرقْب الذين يريدوف أف يشككوان يف الدين ويقولوف :ىذه األلفاظ ليست لكم، وقد أخذسبوىا عن اآلخرين. ىذه األلفاظ عربي ،وؽبا معاٍل يف القواميس العربي ،وكبن نستخدمها على حسب معانيها اؼبوجودة يف القواميس العربي ،فما اؼبانع يف ىذا األمر؟!. فمثبلً كلم اعبربوت :فهذا عامل من العوامل اإلؽبي ،والنعموت والعظموت عوامل إؽبي ،ىل ىذه العوامل اإلؽبي موجودة يف اؼبسيحي ؟ أبداً ،فليس عندىم غّب اؼبلكوت، لكن العوامل األخرى ال يعرفوف عنها شيئاً من قريب أو من بعيد.
) (
الناموس :أليست ىذه الكلم قاؽبا ورق بن نوفل غبضرة النيب عندما نزؿ عليو الوحي ،وأخذتو السيدة خدهب إليو ،ألنو كاف يعرؼ األدايف السابق ،فماذا قاؿ لو؟ قاؿَٖ { :رَا ايَّٓاَُٛعُ ايَّرِ ٟأِّْٔ َصٍَ ايًَُّ٘ عًََُّٔٛ ٢ضَ 1} ٢والناموس يعِب سيدان جربيل، فهو الذي كاف ينزؿ على األنبياء السابقْب كعيسى وموسى. فماؿ ىذه العبارة وكبلـ الصوفي ،ىذه العبارة قيلت للحضرة احملمدي عندما نزؿ الوحي األوؿ ،فكل ىذه العبارات ما دامت عبارات عربي ،وؽبا معاٍل يف القواميس العربي ،فبل هبوز أف نقوؿ يف القاموس جزء من ىذه العبارات ال أيخذه الصوفي وال يستفيدوف بو ،وجزء آخر خاص ابلصوفي . فأنت يصلح لك أف تستخدـ أي كلم ما دامت يف قواميس اللغ العربي وىي مباح لنا ،وما داـ ؽبا معُب يفقهو العقل ويوافق النقل ،فكل ىذه العبارات عبارات عربي ،وليست مسيحي وال أجنبي وال شيء من ىذا القبيل.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-2بني تعطيف العؿل واحملبة يقوؿ الدقاؽ( :
) نرجو التوضيح؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أظن أف ىذه العبارة واضح حٌب ابلنسب ألىل الدنيا ،فأحياان شخص وبب أحداً ،فيحب أف هبالسو ويلتقي بو ،ووبب أف يتحدث معو ،ولكن ليس ابستمرار. لكن لو امرأة عشقت رجبلً ،أو رجل عشق امرأة ،وال وبب أحدنبا أف يغيب الطرؼ الثاٍل عنو طرف ع ٍ ْب وال أقل ،فهذا ىو العشق وىو أف هبالسو ويؤانسو ووبادةو. 1الجخب ٕ ّهملن
) (
فالعشق أرقى من احملب ،ألف احملب ميل القلب إىل هللا ،والعشق فناء اإلنساف عن األكواف ،مث اؼبيل ابلكلي جبميع اغبقائق الراقي اإلؽبي ابلروح والسر والقلب ونفخ القدس إىل رب الربي ،فهذا ذباوز اغبد يف ىذا األمر ،وىذا ما نسميو ابلعشق،. وإذا ربدةنا عن كلم العشق يف اجملاؿ الصويف فبل يسبق إىل ذىننا مدلوؽبا اللفظي ابلنسب للناس ،أو ابلنسب ألىل العشق يف الدنيا. لكن العشق اإلؽبي يعِب يعشق صباالت هللا ،وكماالت أخبلؽ هللا ،ويعشق نور ويتهُب برؤايه ،وإذا غاب حبيب هللا ومصطفاه ،ويريد دوماً أف يتجلَّى لو ظاىراً ،ويتملَّى َّ س أب ٍمل ٍ عنو طرف ع ٍ شديد لبعده ،أو لظنو أنو بعيد عن حضرتو. ْب ُوب ُّ ويف ذلك يقوؿ سيدي أبو اغبسن الشاذيل وكذلك يقوؿ سيدي أبو العباس اؼبرسي : ويقوؿ يف ذلك أيضاً سيدي عمر بن الفارض : ّإى طددرد لددٖ مددٖ ددْا إ ا ح
علددٔ ددبؽرٕ ًَ َم دب ك ؼدد٘ذم ثر رددٖ
نفس واح ٌد ،فأان من وبكم على نفسي يعِب لو أف أي خاط ٍر َّ مر على خاطري ٌ رجعت ،والردة ىنا يعِب الرجوع عن طريق الصادقْب الذين يريدوف الود والقرب من أبهنا ُ حضرة رب العاؼبْب .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-3الصنت :زضجاتُ ،ومثطتُ ما الصمت؟ وما درجاتو؟ وما شبرتو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الصمت أنواع:
) (
النوع األوؿ :صمت الظاىر :وىو لظاىر اعبسم اإلمتناع عن حرك اللساف ،وىذا عظيم يدخل منو من أراد أف يفوز ابغبكم من حضرة الرضبن ،قاؿ : ٌ ابب ٌ ّٔكُٔ ّٓلٍ فّٔاقّٖتَسِبُٛا َُِِٓ٘ ،فّٔإَُِّْ٘ َّ ًُٜ { إِذَا زَأِّٜٔتُُِ ايسَّدٌَُ قّٔدِ إّٔ ِعِّٓ َٞشُِٖدّا فِ ٞايدُّ َِْٝا َٚقًَِِّ ِٓ َ ّٔ١ ايّٖشِهَُّٖ} ّٔ١ يفتح لو كنوز اغبكم من اغبكيم :
2
ٕٜٙ( البقرة).
ٌ انشغاؿ عن اغبضرة النوع الثاٍل :صمت العقل :عن اػبواطر الرديِّ الٍب فيها يس ُّده ويصمت إالَّ عن اػبواطر اإلؽبي . اإلؽبي ،فكلما وجد خاطراً يشغلو عن هللا ُ
وصمت النفس عن اؽبواجس والوساوس الٍب النوع الثالث :صمت النفس: ُ توسوس هبا وزبنِّس هبا يف صدور الناس ،وتدفعهم إىل اإلبقاء عن الطاعات ،أو التثاقل عن عمل الصاغبات ،أو والعياذ ابهلل التسابق والتسارع إىل اغبظوظ والشهوات. وكل ىذا سببو خواطر النفس ،فبل بد أف يصمت عن ىذه اػبواطر ،ويفتح ابب اػبواطر اغبقي ،واػبواطر الرضباني ،واػبواطر اؼبلكوتي . النوع الرابع :صمت القلب :وصمت القلب ىي صول إؽبي ،وعطي رابني ، اـ من هللا بربكات يصوؿ اغبق صول فبل يدع للباطل بقي ،وىي عناي من هللا ،وإكر ٌ ونظرات سيدان وموالان رسوؿ هللا . فإذا فاز بذلك ُرزؽ ابؼبشاىدات والتجليات ،وىي للروح ،ولكي تفوز ابغبظ األعم هبب أف تصمت عن ىذه اؼبشاىدات ،وال تلتفت إىل ىذه األعظم وابلكرـ ّ اؼبنازالت ،وتُوجو ابصرة اؼبرء إىل مقلب القلوب ،ويتأسى يف ذلك دبن مدحو هللا ٔٚ( النجم) وىذا ماحدث بعد ذلك : وقاؿ يف شأنو : 2الر بلخ القش٘رٗخ ّحل٘خ اةّل٘ب ةثٖ ًع٘نٌ ّ ،ي اثي هب خ ثرّاٗدخ يٗلقدٔ ال كودخي عدي عجدت الدرحوي ثي اُ٘ر ػٖ هللا عٌَ
) (
ٔٛ( النجم) وليست آايت الكوف.
مبلظدددددوذم هعدددددراط ّ ْعدددددد م ؽِدددددرح
ّالظدددددوذ مدددددرم حؼدددددرح الزدددددْاة
فالصمت يبلزـ كل اؼبقامات حبسبها ،وبدايتو صمت اللساف عن الكبلـ الذي هنى عنو اغبناف اؼبناف حيث قاؿ يف القرآف : ٔٔٗ( النساء) وفيو يقوؿ : { ايؿَّ ُِتُ سُهِّْٖ َٚقًِّٔ ٌْٝفّٔاعًُِّٕ٘ }
3
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-4الػياحة الطوحية ما السياح الروحي ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
السياح أنواع :ىناؾ السياح الدنيوي ،شخص ذىب للسعودي ،أو للكويت ،أو أورواب ،أو ما شابو ذلك ،لطلب اؼبعايش ،أو ؼبشاىدة آاثر السابقْب يف الببلد اؼبختلف ، فهذه تسمي سياح دنيوي . وىناؾ سياح ديني جسماني قاؿ فيها سيدان رسوؿ هللا : { َِٔ ََ َسزَ فِ ٞطًّّٔٔبِ ايّٖعًِِِّٖ فُّٔٗ َٛفَِ ٞضبِ ٌِٝايًَِّ٘ َِبَا َزىّٔ ََِٚعَائّ ٢سَتََّٜ ٢سِدِعَ }
4
أان ذاىب لطلب العلم ،فهذه سياح ،لكنها سياح علمي ديني ،ما حدودىا؟ 5 قاؿ { :اطًّّٕٖبُٛا ايّٖعًَِِّٖ َٚئّ ِٛبِايؿّْنِ } ػٖ هللا عٌَ 3همٌت الشِبة ّالجِ٘قٖ عي أً ػٖ هللا عٌَ 4بهع الزره ٕ ّالجِ٘قٖ عي أً ػٖ هللا عٌَ 5شعت اإلٗوبى للجِ٘قٖ ّهمٌت الجةا عي أً
) (
كلما كاف السفر لطلب العلم أبعد يكوف أجرؾ عند هللا أكرب ،فهي سياح ديني لطلب العلوـ الديني . وىناؾ سياح فكري ،وىي أف هبلس اإلنساف ينظر ويتفكر ،كما قاؿ هللا يف القرآف : ( آؿ عمراف).
والتفكر عبادة األنبياء السابقْب ،وعبادة أويل األلباب من بعدىم إىل يوـ الدين: ٔٓٔ( يونس) ( الغاشي ).
وىناؾ سياح أخرى تسمى سياح قلبي ،إذا أكرـ هللا اإلنساف بعد دواـ الذكر بفتح عْب البصّبة ،انطلقت عْب بصّبتو بنور هللا يف اآلفاؽ ،فبل يرى شيئا إال ويرى فيو نور هللا الذي ذبلى فيو ،وأظهره ؼبن حولو : (ٖ٘النور) وىذه الٍب يقوؿ فيها اإلماـ أبو العزائم هنع هللا يضر: ّإى ً دددددرد عٌ٘دددددٖ إلدددددٔ إٔ أدددددب ي
را٘دددددت الوجدددددبًٖ ّالوعدددددبًٖ دددددْاؽع
ّالكدددد أًجددددن
دددبؽع
ةى الوعددددبًٖ الشددددو
إعا أشدددر ذ مدددبلٌجن ثبلشدددو
وىناؾ سياح روحي ،إذا انطلقت الروح يف عامل الفتوحات اإلؽبي تواجهها ذبليات رابني ،وتنزالت صفاتي ،فيشاىد أسرار الصفات واألظباء الرابني ،يف كل األكواف العالي والداني ،ويرى أف الكوف كلو مسّب بسر األظباء والصفات. فسياح الروح يف التجليات واإلشراقات والتنزالت ،وخاص األظباء اإلؽبي اؼبنبث يف كل الكائنات العلوي والسفلي . وىناؾ سياح تسم ي سياح السر ،وىذه تكوف ابؼبكاشف يف اغبضرات الٍب أقاـ ويقيم فيها حضرة النيب الكرَل ،يشاىد معانيو الروحي ،وأنواره العلي ،وصفاتو
) (
الباطني ،وعطاءات هللا لو اػبصوصي ،كل ىذه يراىا بسياح السر ،ألف السر ىو الذي يكتشف صاحب السر . وىناؾ سياح النفخ القدسي ،وىذه تكوف يف اغبضرات الذاتي للحق . كل ىذه تسمى سياح يف هللا وهلل ،نسأؿ هللا أف هبعلنا من عباده السائحْب.
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxا -5العٍس وزضجاتُ ما الزىد؟ وما درجاتو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
فالزىد بدايتو الزىد ىذا السؤاؿ أجبناه ابستفاض يف كتاب يف اؼبعاصي ،وىو أف يزىد اإلنساف يف اؼبعاصي فبل يبيل إليها ،وال يستشعر يف نفسو اإلقباؿ عليها ،بل وبس ببغض شديد كبوىا. مث الزىد يف متاع الدنيا الفاٍل رغب يف الباقي فيما عند هللا يف الدار اآلخرة، كالزىد يف األمواؿ ،والزىد يف اؼبناصب ،والزىد يف كل متاع الدنيا رغب فيما عند هللا، ومن يفعل ذلك نسميو زاىد وليس بعارؼ. أما الزىد األرقى ىو أف يزىد قلبو يف كل ما سوى مواله ،حٌب ال ىبطر على القلب خاطر لغّب هللا جل يف عبله ،وىذا ىو الزىد األبقى واألرقى ،وىو أف يزىد يف الكونْب رغب يف مكوف الكونْب وىذا ما نسميو زىد العارفْب. ومثل ىذا قد تكوف عنده الدنيا ،ويكوف يف اؼبناصب ،لكنها ال تغريو وال تفتنو، فقد جعل هللا الدنيا يف يده ،فإذا ذىبت مل وبزف عليها ،وإذا جاءت مل يفرح هبا : ٕٖ( اغبديد) فبل يفرح إال ابهلل ،أو ابلقرب من حضرة هللا ،أو ابؼبواصبلت الٍب تصلو من مواله ،لكن ال يفرح ابلدنيا وما
) (
فيها ،ألف هللا نعى على قوـ فقاؿ : ٕٙ( الرعد) فمن فرحوا ابغبياة الدنيا نعى عليهم هللا والمهم ،ألهنم فرحوا بشيء ال يبقى ،لكن اؼبؤمن ال يفرح إال ابلباقي
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-6الوضع وزضجاتُ ما الورع؟ وما درجاتو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الورع أولو الورع يف اغبراـ ،ومعناه اتقاء الشبهات ،أو االبتعاد عن احملرمات، فالورع هبعلو يبتعد عن اغبراـ ابلكلي إف كاف يف اؼبطعم ،أو يف اؼبشرب ،أو يف اؼبلبس، أو يف األقواؿ ،أو يف األفعاؿ ،أو يف األحواؿ ،فيتورع عن كل شيء هنى عنو هللا ،أو حذر منو سيدان رسوؿ هللا ،والورع يف اغبراـ كلنا مطالبوف بو وفيو يقوؿ الرسوؿ ؼبن ربقق هبذا اؼبقاـ: َهِٔ أّٔعِبَدَ ايَّٓاعِ } { ّٕنِٔ َٚزِعّا ِ ّٕ
6
مث يرتقي إىل الورع يف اؼبباحات ،من أنواع الطيبات: ٖٕ( األعراؼ) لكنو يتورع عن بعض ىذه اؼبباحات خوؼ الفتن ،أو خوؼ اغبجاب ،أو خوؼ البعد من حضرة الكرَل الوىاب ،أو خوؼ االنشغاؿ هبا عن هللا ،أو خوؼ أف وبدث لو جفاء يبعده عن سيدان رسوؿ هللا ،فبل يوسع على نفسو يف اؼبباحات ،بل ال يستخدـ إال الضرورايت ،وال يستكثر من اؼبباحات ،مع أف هللا َّ مكنو من ذلك ،وأعطاه ما يستطيع أف وبصل بو ذلك ،لكنو يتورع عن ىذه اؼبباحات رغب يف رفع الدرجات عند رفيع الدرجات .
ٌ 6ي اثي هب خ ّالطجراًٖ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
) (
مث الورع عن الشبهات ،والشبهات ىي األمور الٍب زبتلط على كثّب من الناس، فمن الناس من وبلها ،ومنهم من وبرمها ،فأىل ىذا اؼبقاـ يتورعوف عن كل ىذه الشبهات ،وىم الصديقوف ،وإمامهم الصديق األكرب الذي كاف يقوؿ(( :كنا نَبؾ سبعْب ابابً من اغببلؿ ـباف أف نقع يف ابب واحد من اغبراـ)) دبعُب إذا كاف ىناؾ سبعوف ابابً مفتوحْب ،منهم تسع وستوف ابابً من اغببلؿ وابابً واحداً من اغبراـ ،فالورع اباب كلها ـباف أف يقع يف ىذا الباب من اغبراـ. هبعلو يَبؾ السبعْب ً
مثاؿ ذلك :الشيخ ابن سّبين صاحب تفسّب األحبلـ وأرضاه ،وكاف اتجراً، فجاءتو أربعوف عبوة من العسل ،ووضعهم يف اؼبخزف ،فجاءه اػبادـ وقاؿ لو :رأيت فأرة دخلت يف العسل ،فسألو أتعرؼ يف أي عبوة دخلت؟ قاؿ :ال ،فقاؿ لو ،إ ًذا ال بد أف هنرؽ العسل على األرض وال نبيع منو شيئاً للمسلمْب حٌب ال ندخل يف قوؿ سيد 7 األولْب واآلخرين َِٔ { :غّٔػََّٓا فًِّّٔٔٝظَ ََِّٓا } فعوضو هللا نتيج ىذا الورع ،وجاءه يوسف الصديق يف اؼبناـ وقاؿ لو :افتح َّ فاؾ ،ففتحو ،مث وضع فيو لسانو وأخذ يبصو ،فقاـ من النوـ وقد علَّمو هللا علم أتويل األحبلـ ،وذلك نتيج الورع الذي عمل بو. يسره هللا عليو ،فمثبلً :أان معي تسعوف وىذا ابلطبع طريق صعب ،إال ؼبن َّ جنيها ،وأخذت عشرة جنيهات من أحد الناس ووضعتها وسطهم ،وبعد ذلك تبْب يل أف العشرة جنيهات حصل عليها ىذا الرجل من عمل فيو شبه ،أىل الورع يف ىذه اغبال من من أىل الدنيا يهوف عليو يقولوف :اؼبائ جنيو كلها تذىب للفقراء واؼبساكْب ،لكن ْ عمل ذلك؟! وىذا إظبو ورع الصديقْب ،وىو ورع اتقاء الشبهات. أما ورع اؼبتمكنْب فهو التورع من أف ىبطر على ابلو يف أي نَػ َفس من أنفاسو شيء سوى مواله ،جعل القلب هلل ،وال يسمح ألي خطرة أو وارد أو ماشابو يدخلو إال إذا كاف من هللا ،أو يفتح لو ابابً لقربو ورضاه ،أو يصلو بسيدان رسوؿ هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
7ط ٘ اثي حجبى ّالطجراًٖ عي عجت هللا ثي همعْ
GqGxqxq
ػٖ هللا عٌَ
) (
-7معيى احلال ما معُب قوؿ اعبنيد
؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اغباؿ وارد أييت اإلنساف بغت أو فجأة بدوف استعداد ،يعِب يف غبظ هبد نفسو مبسوط ومسرور بدوف أي دواعي أو مربرات لذلك ،أو هبد نفسو حزين ومهموـ بدوف سابق مربرات لذلك ،أو هبد نفسو يشعر ابألنس ابهلل ،وعنده حاؿ وبس بو َبولَو وعشق ؼبواله ..ىذه كلها نسميها أحواؿ ،وظبي حاؿ ألنو يتحوؿ وال يثبت ،فبل يوجد حاؿ من األحواؿ يثبت لئلنساف. كما قاؿ هللا يف القرآف : ٖٗ( النجم) فتارة يضحك، واترة يبكي ،واترة يشعر ابلغُب أو ابلفقر ،فهذه طبيع اغبياة الدنيا ،حٌب ال يركن يستحيل أف اإلنساف إال إىل مواله هللا ،ولذلك قالوا: يدوـ اإلنساف على حاؿ واحد ،ألف هللا جعل الدنيا ونعيمها إىل نفاد.
لكن اغباؿ الذي يدوـ يف اعبن العالي عندما ندخلها إف شاء هللا ،أو إذا فزان ابؼبقامات العالي من القرب من هللا جل يف عبله ،لكن اإلنساف طاؼبا يف الدنيا فبكلم من أحد الناس قد يسعد سعادة ابلغ ،وبكلم أخرى قد وبزف حزان شديداًِ ،ملَ؟ ألف اإلنساف يتأةر ،وابلتأةر أتيت األحواؿ الٍب يشعر هبا اإلنساف ،إذا جاءه ما يستدعي انبساطو فرح ،وإذا جاءه ما يستدعي انتقاصو أو نبو أو غمو حزف ،فهذا حاؿ جبلؿ، واألوؿ حاؿ صباؿ ،فيتقلب اؼبرء بْب اعببلؿ واعبماؿ ،فإذا ما اختصو هللا وجعلو من أىل الكماؿ فبل يتأةر هبذه األحواؿ ،وىؤالء قل قليل جداً بْب الرجاؿ.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
) (
-8عني اجلوز وبصل اجملَوز نرجوا تفسّب قوؿ أحد الصاغبْب: ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
األحواؿ أتيت عن طريق اإلمدادات اإلؽبي ،حٌب يعرؼ اؼبرء أنو ليس لو يف نفسو شيء ،وإمبا أموره كلها ُهبريها من يقوؿ للشيء كن فيكوف ،ألف األمر لو بيد اإلنساف فمن يريد أف وبزف؟! ال أحد ،بل يريد حياتو كلها فرح وسرور ،لكن يكوف اإلنساف يف قم السعادة وأييت لو خرب يف غبظ ال ىبطر على الباؿ يُغّب األحواؿ مائ وشبانْب درج ، ؼباذا؟ لكي يعرؼ أف األمر كلو بيد هللا ،وأف احملرؾ واؼبسّب لو وللكوف عاليو ودانيو ىو هللا جل يف عبله ،فاغباؿ يتحوؿ. أما اؼبقامات يثبت فيها قدـ اإلنساف ،ويقيمو فيها حضرة الرضبن ،ويثبتو فيها النيب العدانف ،ؼبن ىذه اؼبقامات؟ ؼبن هباىد فيشاىد ،فبل بد أف يسلك سبيل أىل اجملاىدة ،واجملاىدة للمشاىدة موجودة يف كتاب هللا ،يقوؿ فيها هللا : فما أوؿ ىذه السبل؟ (ٜٙالعنكبوت) أوؿ شيء معي احملسنْب ،فيكوف من أىل مقاـ اإلحساف ،ويثبت قدمو يف مقاـ اإلحساف،ويستحضر أف هللا ال يغيب عنو يف أي وقت وآف ،وأف عْب بصّبتو دائما وأب ًدا أنوار حضرة الرضبن . تري ً فإذا أراد مقاما أعلى من ذلك : فيفوز دبقاـ ً االجتباء : وبعد االجتباء يرفع هللا عنو اؼبعاانة ،ومشق التعب والعناء يف العبادات : ٚٛ( اغبج) ال يوجد مشق وال عنت ،بل يتلذذ ابلعبادة ،وهبد فيها اغبسُب وزايدة.
كل ىذا ال بد لو من اجملاىدة ،فاجملاىدة للمشاىدة ،إذا جاىد اإلنساف يف أي
) (
مقاـ من مقامات هللا الٍب ذكرىا يف القرآف أدخلو هللا فيو وأقامو وةبتو فيو: ٜ( العنكبوت) سندخلهم يف الصاغبْب ما داـ آمنوا وعملوا الصاغبات؛ فإذا دخل مع الصاغبْب ،وجالسهم بصدؽ ويقْب ،أصبح يف مقاـ مقعد الصدؽ : ٘ٗ( القمر) أين؟ ٘٘( القمر).
أين مقعد الصدؽ ىذا؟ الذي كبن فيو اآلف ،أف اإلنساف هبلس بْب يدي العارفْب والصاغبْب بصدؽ ني وصفاء طوي ،ال يريد الدنيا وال اغبظوظ وال األىواء وال اؼبطالب وال اؼبكاسب ،ال يريد إال وجو هللا ،فيوجد كثّب من األحب يكوف يف البداي ىكذا ،لكن النفس تغّبه ،والدنيا واألىواء ربّبه ،لكن إذا هنى نفسو عن ذلك ،وصدؽ يف ىذا الطلب ،فأين يكوف؟ يف اغباؿ : ، إذا واظب على ذلك ،وهنى نفسو عن بوادرىا الٍب رباوؿ أف تغّبه عن ذلك ،ومل يلتفت إىل ذلك ،جعل هللا لو قدـ صدؽ عنده : ٕ( يونس) .فينتقل إىل مقاـ قدـ الصدؽ، وأصحاب ىذا اؼبقاـ ىم الذين يضعوف أقدامهم على قدـ اغببيب اؼبصطفى على الدواـ ،ليست ىذه األقداـ ،لكن ال يتحركوف حرك ،وال يسكنوف سكن ،وال يفعلوف فعبل إال إذا استحضروا حضرة اغببيب ،وكيف كاف يقوـ بذلك؟ وكيف كاف يفعل ً ذلك؟ فيقيمهم هللا ،وهبعل ؽبم مقاـ قدـ صدؽ عند رهبم.
وىكذا يرتقي اؼبرء من مقاـ إىل مقاـ ،واؼبقامات يف كتاب هللا ال عد ؽبا وال حد ؽبا ،يوجد منها عشر مقامات يف سورة األحزاب : ٖ٘( األحزاب).
) (
ويوجد مقامات يف سورة التوب :
ٕٔٔ( التوب ).
ويوجد مقامات كثّبة منبث يف القرآف ،ىذه اؼبقامات إذا بلغها اؼبرء ليس ابعبهاد يف العبادات ،ولكن جبهاده لنفسو ،واجتهاده يف اتباع نبيو يف ُخلُقو أقامو هللا يف ىذا اؼبقاـ ،وةبَّتو يف ىذا اؼبقاـ على الدواـ ،فيأمن الفتن ،وأيمن من اإلغراءات ،وأيمن من اغبّبة ،وىبرج من الدنيا وىو يف اؼبقاـ األمْب : (ٔ٘الدخاف) ال حجاب ،وال صد ،وال ىجر ،وال بعد ،وال فًب ..هبعلو هللا يف أماف هللا، ويف حفظ سيدان رسوؿ هللا ،نسأؿ هللا أف نكوف منهم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-9الصويف والعابس والعاٍس ما الفرؽ بْب الصويف والعابد والزاىد؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ابختصار شديد الصويف من َّ صفى نفسو وقلبو هلل ،والعابد من هبتهد يف طاع ربو دبا جاء يف كتابو على هنج حبيبو ،والزاىد من يَبؾ الدنيا ويزىد يف مشتهياهتا رغب فيما عند هللا يف الدار اآلخرة. والصويف يكوف عاب ًدا وزاى ًدا ،لكن العابد والزاىد ال يكوانف إال يف مقاـ واحد خصوا بو ،ألهنم ُشغلوا ابألكواف عن مكوف األكواف .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
) (
- 11السضويـ مقاـ من مقامات الصوفي ؟ من ىو الدرويش؟ ىل ىو ٌ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
التصوؼ كاف لو ؾباؿ كبّب يف ببلد فارس يف بداي ظهوره ،وكلم درويش كلم فارسي ،وتعِب فقّب ،فالدرويش يعِب الفقّب. معُب إشاري ونقوؿ :درويش يعِب (دار وشو) إىل هللا ورسولو ،يعِب وأنخذ منها ً بدالً من أف يدير وجهو للدنيا وللخّبات وللمسرات ،أداره هلل ورسولو. مقاـ ال بد للمريد منو ،ليبتدئ السلوؾ إىل ملك اؼبلوؾ ،فمن يُرد أف يبدأ وىذا ٌ ابلسلوؾ إىل ملك اؼبلوؾ فليخلع الدنيا من قلبو ،وهبعلها وراء ظهره ،وال هبعل يف قلبو وال وجهتو إال هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11لغة األضواح رأيت بعض الطرؽ الصوفي يتحدث الشيخ فيها بكبلـ غّب مفهوـ!! فقاؿ البعض أهنا لغ األرواح!! وقاؿ البعض اآلخر أهنا علوـ سرايني !!! ،فما صح ىذا األمر؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
كبن صبهور الصوفي اؼبعتدلْب وكل اؼبسلمْب نقف عند قوؿ رب العاؼبْب غببيبو صلى هللا علي وسلم يف القرآف الكرَل : ٜٔ٘( الشعراء) وقولو :
) (
{ أّٔسِبُّٛا ايّٖعَ َسبَ يِجَالخٍ :ألّّْْٔ ٞعَسَبَِٚ ،ّّٞا ّٖيكّٕسٍَِّٕ عَسَبَِٚ ،ّّٞنّٔالَّ أٌِِّٖٔ ايّٖذََّٓ ِ١عَسَبِ} ّّٞ ويف رواي أخرى { :نّٔالُّ أٌِِّٖٔ ايّٖذََّٓ ِ١ايّٖعَسَبِ} ّٕ١َّٝ
8
9
أنَبؾ لساف أىل اعبن ،ونتكلم أبلسن أخرى؟! أان يف بعض اؼبواقف البسيط أحاوؿ أف أكلم إخواننا اؼبسلمْب غّب العرب فأقوؿ لو :ما دمت ارتضيت اإلسبلـ، فلكي تفهم القرآف وتفهم كبلـ النيب العدانف فبل بد أف تتعلم اللغ العربي ،فإنك لن تفهم القرآف أو حديث رسوؿ هللا حبقيق الفهم إال إذا أتقنت اللغ العربي . فالذي يتمسك بلغتو كعصبي لقومو ،وال يتعلم اللغ العربي مثل الفرس أو غّبىم ،فهؤالء نعاتبهم على ىذا األمر. فاللساف العرب الذي اختاره لنا هللا ،والذي نتحدث بو مع بعضنا البعض يف ضا مع بعضنا وربادةنا بو اؼببلئك وربنا يف اعبن ،فلماذا الدنيا ،وسوؼ نتحدث بو أي ً نَبؾ اللساف العرب ونقوؿ سرايٍل أو رومي أو غّبه؟!! فهذا الكبلـ يسمى نشاذ، والنشاذ ال كبكم عليو ،فكل قاعدة ؽبا شواذ ،فبل أحكم على القاعدة من خبلؿ ىؤالء صبيعا بلساف عرب مبْب الشواذ ،وأقوؿ أف القاعدة كلها ىكذا ،فنحن ً ىل ذبوز خطب اعبمع ابللغ السرايني ؟! ال ،فالذي يريد أف يتحدث ابلسرايني يتكلم هبا مع من هبيد السرايني ،لكن الذين هبلسوف ال يعرفوف إال اللغ العربي فلماذا تتحدث معهم ابلسرايني ؟!.
فأنت تعلمت السرايني فعليك أف تتحدث هبا مع من هبيدىا ،لكن أان أتكلم مع اؼبسلمْب اؼبؤمنْب العرب فبماذا أربدث؟ ابللغ العربي الٍب ىي لغ القرآف الكرَل. فهؤالء ال نقرىم على أفعاؽبم ،وال نرضى عن أحواؽبم ألهنم خالفوا ىدي نبيهم، فلم يرد عن رسوؿ هللا يف أي رواي -ولو ضعيف -أنو ترؾ اغبديث ابللغ العربي مع اؼبسلمْب وربدث بلغ أخرى ،وكبن قاؿ لنا هللا : 8ال بأن مٖ الومزت ّالطجراًٖ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌَ 9ط خ الجٌخ ةثٖ ًع٘ن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
) (
ٕٔ( األحزاب) ،فما الذي يدفعو لذلك؟ دوافع أخرى ليس لنا شأف بذكرىا ،لكن كبن ال نقر ىذا العمل.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-12املسز ما معُب اؼبدد؟ وما معُب قوؿ :مدد اي رسوؿ هللا؟ وىل يصل اؼبدد من اؼبيت للحي ،مثل :مدد اي حسْب؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
كلم اؼبدد معناىا الُلغوي :اؼبعون ،أمدٍل يعِب ِ أع ِِّب ،واؼبعون حبيث ما يطلبو اؼبرء من صاحب ىذا الشيء الذي يطلبو منو. مثبلًُ :دعينا إىل وليم وأوشك الزاد أف ينتهي ،فنقوؿ :ىات مدد اي فبلف ،فاؼبدد ىنا ىو الطعاـ الذي أنكل منو ،أو الشراب الذي نشرب منو ليكفي اغباضرين. واؼبدد كلو من هللا ،لكن هللا أقاـ الكوف كلو على أسباب ،وجعل لكل شيء سبباً ،فجعل الكل ينتفع من الكل ،والنافع يف الكل ىو رب الكل ،لكن اغبكم اإلؽبي أف البشري دائماً ربتاج إىل من يُعينها ومن يقويها.
فكذلك األمر ،إذا كاف اإلنساف يف ٍ ذنب ،ونفسو تؤنِّبو ،وضمّبه يوخبو ،ووبتاج إىل تفريج ىذا األمر ،ماذا يفعل؟ نسأؿ هللا :يقوؿ هللا : وكاف يكفي استغفار هللا ،وىل كبتاج إىل شيء آخر؟ ..... ال بد وأف يرفع الطلب .... : قاؿ : ٙٗ( النساء). إذاً عند الوقوع يف الذنب أان أحتاج إىل مدد رسوؿ هللا حملو لذنب ،وسَب العيب، والرجوع إىل هللا على النهج القوَل واؽبدي اؼبستقيم.
) (
إما أف أذىب إليو ،وليس الكل يستطيع أف يذىب إليو ويقف أمامو ويناجيو ،كما وقف الرجل الذي َّ ربدث عنو العُتيب اإلماـ رضب هللا عليو ،قاؿ :كنت جالساً يف اؼبدين يف الروض وإذا أبعراب يدخل ويقوؿ :اللهم إنك قلت وقولك اغبق :
جئت رسولك مستغيثاً ،فبحقو عندؾ فاغفر ٙٗ( النساء) اللهم إٍل ظلمت نفسي ،وقد ُ ُ يل ،مث نطق البيتْب اؼبشهورين: ٗدددب ٘دددر هدددي ممٌدددذ ثبلقدددبأل أع ودددَ
مطدددددبة هدددددي ؽ٘دددددجِي القدددددبأل ّاةأدددددن
ددددر أًدددددذ دددددبأٌَ ً مدددددٖ ال دددددتا لقجد ا
م٘ددددَ الع ددددبم ّم٘ددددَ الجددددْ ّالكددددر مم
يصح أف لباطب الصوفي ؽبم أذواؽ أخرى مع رسوؿ هللا ،فقالوا :ىنا ألفا ٌ ظ ال ِّ هبا رسوؿ هللا ،وماذا نقوؿ؟ قالوا: ٗددب ٘ددر هددي مّػددعذ ثددبلرّع أًجوددَ
مطدددبة هدددي ؽ٘دددجِي الدددرّع ّاةأدددن
دددرّع أًددددذ ددددبأٌَ ً مددددٖ ال ددددتا لد ا
م٘ددددَ الع ددددبم ّم٘ددددَ الجددددْ ّالكددددر مم
اي خّب من ُوضعت -وليس من ُدفنت – ابلروض أقبمو -وليست أعظمو - فالقرآف نزؿ قبوماً ،ونزؿ على قلب رسوؿ هللا : (٘ٚالواقع ) وأين مواقع النجوـ؟ يف قلب رسوؿ هللا ،يعِب نزؿ قبوماً : ( الشعراء)
ٍ لروض -وليس قرب -فاإلماـ مالك كاف يقوؿ :ال ينبغي أف تقوؿ: نفسي الفداء رت رسوؿ هللا ،ألف رت قرب رسوؿ هللا ،ولكن تقوؿُ :ز ُ قرب رسوؿ هللا ،وال أف تقوؿُ :ز ُ الشهداء أحياءٌ عند رهبم يُرزقوف ،فماذا عمن ىو سبب يف حياة الشهداء؟!!.
فانظر للصوفي ،فؤلهنم مهذبْب ومؤدبْب ارتقوا ابأللفاظ ،لكي يكونوا مهذبْب ومؤدبْب يف ـباطب حضرة النيب . علي النوـ وأان يف الروض ،وإذ ب أرى رسوؿ هللا الشاىد أف العُتيب قاؿ :فأُلقي َّ
) (
شره ابؼبغفرة. يف اؼبناـ وقاؿ :اغبق األعراب وب ِّ
ما داـ جاء إىل ىنا فاهلل يغفر لو على الفور ،ومن ال يستطع أف يذىب إىل ىنالك ٍ فيسأؿ هللا يف أي ٍ ومكاف جباىو وبقدره عند هللا ،فإف هللا ُهبيبو وال ىبيِّب زماف رجاءه ،ؼبا ورد يف اغبديث عن النيب قاؿ: { ئَُّّا اقّٖتَ َسفَ ٍّ َ ُّ،ايّٖ َخِّٓ ،ّٔ١َ٦ٝقّٔاٍَ َٜا زَبّّْٔ ،أضِأ ّّٕٔيؤّ بِشَلّْ َُشََُّدٍ ئَُّا ّٔغفّٔ ِستَ يِ ،ٞفّٔكّٔاٍَ ايًَُّ٘: َن ِٝفَ عَ َس ّٖفتَ َُشََُّدّا َٚئِِّ إًَِّّٔٔكُّٖ٘؟ قّٔاٍََٜ :ا زَبّْ ،أل َّّْٔؤّ ئَُّّا ًََّٔكّٖ َتِِٓ ٞبِ َٝدىّٔ َْ َٚفّٔخِتَ َٜا ٍّ َّٔ ٚ ،ُّ، فِ َِِٔ َّٞزُِ ٚسؤّ َزفّٔ ِعتُ زَ ّٖأضِ ٞفّٔسَأّٔ ِٜتُ عًَّٔ َ٢قَّٔٛا ِِِ٥ايّٖعَسِؽِ َهّٖتُٛبّا ال ِإئَّ٘ إِال ايًَُّ٘ َُشََُّدْ َزضٍُُٛ ضفِ ِإئّ ٢اضِ ُِؤّ إِال أّٔسَبَّ ايّٖخَ ًّٖلِ ِإئِّٝؤّّٔ ،فكّٔاٍَ ايًَُّ٘ :ؾَدَ ّٖقتَ َٜا ٍّ َ،ُّ، ايًَِّ٘ ،فّٔعًَِ ُِتُ أ َّّْٔؤّ ئِِّ ُِ ِ إَُِّْ٘ ألّٕسِبُّ ايّٖخَ ًّٖلِ ِإئّ َّٞاُ ِ،عِٓ ٞبِشَكِِّّ٘ٔ ،فكّٔدِ ّٔغفّٔ ِستُ ّٔيؤّ َٚئِّٛال َُشََُّدْ ََا ًََّٔكّٖ ُتؤّ }
10
يتوسل بو إىل هللا ،جباىو وبقدره إذاً مدد رسوؿ هللا ؼبن يطلب مغفرة هللا؛ أف َّ ودبنزلتو وبشرفو عند هللا ،فيُ ُّ ووبسن لو األوب . مده هللا دبدد التوب ُ ،
كذاؾ اإلنساف لو وقع يف شدة ،ووبتاج إىل من أيخذ بيده ويُ ِّ فرج عنو ضيقو وشدتو ،فحضرة النيب َّبْب لنا السبيل إىل ذلك ،قاؿ يف اغبديث الصحيح: ِأ ِز ٍ ّٔيِٝظَ بَِٗا أِّْٔٝظْ ،فّٔ ًَّٖٝكٌَِّٕٜ :ا { إِذَا ّٔأٌََِّ أّٔسَدُنِِّٕ َغ ِّ٦ٝا ،أّّٔٔ ِٚأزَا َ،أّٔسَدُنِِّٕ عَِّْٛا ََُٖٛٚب ّٔ ِعبَا َ،ايًَِّ٘ أّٔغِٝجَُٜ ،ِْٞٛا ِعبَا َ،ايًَِّ٘ أّٔغِٝجُ ،ِْٞٛفّٔإَِّٕ يًَِِّ٘ ِعبَاّ،ا ال َْسَاُِِٖ }
11
ويف رواي أخرى: ِأ ِز ِ فًّّٔٔا ٍ٠فّٔ ًّٖ َُٓٝاَٜ :ِ،ا ِعبَا َ،ايًَِّ٘ ا ِسبِطُٛاَٜ ،ا ِعبَا َ،ايًَِّ٘ { إِذَا ا ِْفًّّٔٔ َتتِ َ،ابَّ ّٕ١أّٔسَدِنِِّٕ ب ّٔ ا ِسبِطُٛا ،فّٔإَِّٕ يًَِِّ٘ َِبَا َزىّٔ ََِٚعَائّ ٢فِ ٞاي ّّٖٔأ ِز ِ سَاِِسّا َضَٝشِبِطُُ٘ } 10ال بأن مٖ الومزت ّالطجراًٖ عي عور ثي الخطبة 11هعجن الطجراًٖ عي عزجخ ثي غةّاى ػٖ هللا عٌَ 12الوطبلت العبل٘خ ثي حجر ّالطجراًٖ عي عجت هللا ثي همعْ
12
ػٖ هللا عٌَ
) (
فإذا كاف ىؤالء العباد يُغيث هبم هللا العباد ،فغوث كل العباد يف الدنيا واآلخرة ،ويف اغباضر واؼباضي ىو سيدان رسوؿ هللا . من الذي يستغيث بو اػببلئق دبا فيهم النبيْب واؼبرسلْب لرفع كرب القيام وبدء اغبساب؟ ىو رسوؿ هللا . فإذاً عندما وبتاج اإلنسا ُف إىل ٍ فتح عرفاٍل ،فعليو عطاء رابٍل ،وإىل نوٍر قليب ،وإىل ٍ حبضرة النيب ،ألف هللا قاؿ لو يف كتابو :
ٖٜ( ص) ىذا عطاؤان فخذه كلو ،فقاؿ موضحاً لنا ىذه اآلي : { َٚايًَُّ٘ ايُُّٖ ِعَِّٓٚ ٞأَّْٔا ا ّٖيكّٔاضُِِ }
13
صاحب العطاء ىو هللا ،لكن سر العطاء سيدان رسوؿ هللا ،وىذا -كما َّ شرؾ مع حضرة األلوىي ،وال منازع ٌ للربوبي ،ألننا يدعي بعض اعبُهَّاؿ -ليس فيو ٌ نعرؼ أف الكل من هللا ،ولكن ىناؾ أسباابً جعلها هللا. فكما جعل هللا سبباً لكل اغبوائج الدنيوي ،جعل سبباً كذلك للهداي ، وللعناي ،ولئليباف ،ولفضل حضرة الرضبن ،ولكل بضاع القرآف ،ومن السبب ىنا؟ ىو حضرة النيب ،فعندما نطلب اؼبدد منو ،يعِب نطلب منو ما َّ أمده بو مواله أف يوالينا بو بشيء من العطاء الذي أفاضو عليو مواله. لكن ال نعلم أف ىذا العطاء من خاصتو ،أو من عنده: (ٚٛالنساء) وىذا يتفق مع العقل ،ومع النقل ،ومع الفطرة السليم النقي الٍب عليها خاص اؼبؤمنْب الذين نرجوا أف نكوف منهم أصبعْب إف شاء هللا رب العاؼبْب.
والبعض يعَبض على قوؿ( :مدد اي حسْب) فهي نفس األمر ،فعندما يقوؿ : { سُ َط َِٚ َِّْٞٓ ْٔٝأَّْٔا َِِٔ سُطَ ِ} ٍٔٝ
14
13الجخب ٕ ّهملن عي هعبّٗخ ثي أثٖ ٘بى ػٖ هللا عٌَ 14بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي ٗعلٖ ثي هرح ػٖ هللا عٌَ
) (
واضح ألنو ابن إبنتو التقي النقي السيدة فاطم ،وقد قاؿ : ُحسْب منو شيء ٌ ع فِ ٞؾُ ًّٖبَِِ٘ٚ ،إَِّٕ ايًََّ٘ َِعَائّ ٢دَعٌََ ذُزَّّْٜتِ ٞفِ ٞؾُ ًّٖبِ عًَِِ ّْٞبِٔ { إَِّٕ ايًََّ٘ دَعٌََ ذُزّْ ّٔ١َّٜنٌّّْٕ َْبِٞ أّٔبِ ٞطّٔا ِيبٍ }
15
أي يف أبناء فاطم ،لكن كيف يكوف ىو من ُحسْب؟ ألف اغبُسْب كاف أشبو الناس برسوؿ هللا يف ظاىره وابطنو ،ففاز ابلعطاء ،وُكشف لو الغطاء ،ويكفي أنو سيد الشهداء ،فعندما يقوؿ النيب يف اغبسن واغبسْب {:ايّٖشَ َطَُٔٚ ،ايّٖشُ َط ِ ُٔٝضَّْٝدَا َغبَابِ أٌِِّٖٔ ايّٖذََّٓ ،16} ِ١وىل يف اعبن شيوخ؟ ال ،فأىل اعبن عندما يدخلوىا كما قاؿ : { أٌُِّٖٔ ايّٖذََّٓ ِ١دُسِ َُْ ،سِ ْ،نّٕشٌِْ ئّا َّٖ ٜفََٓ ٢غبَابُُِِٗ َٚئّا َِبًِِّٔ ٢ثَٝابُُِِٗ }
17
وقاؿ يف حديث آخر { :إَِّٕ أٌَِّٖٔ ايّٖذََّّٖٓ َٜ ِ١أنًّّٕٕ َٕٛفَِٗٝا ََٜٚػِسَبَُٚ ،َٕٛئّا ِ َٜتفًَّّٕٕٚ ،َٕٛئّا 18 َٜبُٛيَّٕٚ ،َٕٛئّا َٜتَػََّٛطَّٕٚ ،َٕٛئّا َُِٜتَخِّّٕٓ} َٕٛ فلما يكوف اغبُسْب سيد فسيدا شباب أىل اعبن ،يعِب سيدا أىل اعبن كلهمَّ ، أىل اعبن ،فيكوف قد أعطاه هللا من الوراة احملمدي الٍب يقوؿ فيها { :إَِّٕ 19 ع َٚافِسٍ } ايّٖأّٔ ِْ ِبَٝا َ٤ئِِّ َُٜٛزّْثُٛا َِٜٓ،ازّا َٚئّا ِ،زَُِّٖا إََُِّْا َٚزَّثُٛا ايّٖعًَِِّٖ فّٔ َُِٔ أََّٔرَ بِِ٘ أََّٔرَ بِشَغ أعطاه من ىذه الوراة العلمي اإلؽبي والنوراني ما جعلو يقوـ ابلنياب عن اغبضرة احملمدي من اإلمداد واإلستمداد والنظرات والرعاي لكل من يطلب منو ذلك من اؼبؤمنْب إىل يوـ الدين ،وراة ً لرسوؿ هلل ،والوارث لو حكم مورةو. ولذلك أذكر يف ىذا األمر الشيخ دمحم متويل الشعراوي رضب هللا عليو ،وكاف من ُك َّمل الصاغبْب ،فقد كاف ُمعاراً يف اؼبملك العربي السعودي ،وعمل أوالً يف مك يف جامع أُـ ال ُقرى ،مث بعد فَبة انتقل إىل جامع اؼبدين اؼبنورة بعد أف أتسست ،والشيخ 15هعجن الطجراًٖ عي بثر ثي عجت هللا ػٖ هللا عٌَ 16بهع الزره ٕ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ 17بهع الزره ٕ ّ ٌي التا هٖ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ 18ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي بثر ثي عجت هللا ػٖ هللا عٌَ 19بهع الزره ٕ ّأثٖ اّ عي أثٖ الت ا ػٖ هللا عٌَ
) (
وذكي. أؼبعي ٌّ الشعراوي كاف من أىل الفيض اإلؽبي ،وكاف يف نفس الوقت ٌّ فقدـ يف ٍ َّ يوـ ؼبدير اعبامع دبك طلباً أبجازة لزايرة رسوؿ هللا ،وكاف مدير اعبامع ظ شدا ٌد ،فالرجل أحب يف مك من آؿ البيت ولكنهم متخفيْب ىناؾ ألف اآلخرين غبل ٌ أف َّ يتفكو مع الشيخ الشعراوي ،فاستدعاه وقاؿ لو :اي شيخ شعراوي تعرؼ أف ىذا عندان فبنوع ،كاف هبب أف تكتب لزايرة مسجد الرسوؿ ،فقاؿ لو :إذاً فأان ُم َّ غفل ،فقاؿ لو :ؼباذا؟ قاؿ :كيف أترؾ ةواب اؼبائ ألف ىنا وأذىب لثواب األلف ىناؾ؟!! يعِب الصبلة يف اؼبسجد اغبراـ دبائ ألف ،ويف اؼبسجد النبوي أبلف ،فقاؿ :أان ذاىب لزايرة حضرة النيب وليس للمسجد ،فاؼبوضوع ليس للثواب ولكن اؼبوضوع للجماؿ وللكماؿ. خبلؼ بْب عبد الناصر واؼبلك سعود ،استدعى عبد الناصر البعث وؼبا حدث ٌ أيت رسوؿ هللا يف اؼبصري كلها الٍب كانت ىناؾ ،فيقوؿ الشعراوي :احَبت ،فر ُ أردت أف تزوران فقلت :اي سيدي اي رسوؿ هللا ال أريد فراقك ،فقاؿ لو :إذا اؼبناـ، َ ُ ذىبت إىل اغبُسْب فكأنك مفتوح لنا يف مصر ،اذىب إىل اغبُسْب ،فإذا ابب َ فعندان ٌ ٌ ُزرتنا.
ىذه رواي الشيخ الشعراوي وموجودة ومسجل ،فيقوؿ :رجعت ومن تيسّب هللا ومدد رسوؿ هللا ،دبجرد ما رجعت وكنت أعمل يف طنطا يف اؼبعهد الديِب ،قالوا يل :كبن نريدؾ مديراً ؼبكتب شيخ األزىر ،وشيخ األزىر كاف لو مبُب أماـ سيدان اغبسْب وال يزاؿ كما ىو ،وماذا يفعل؟ فإذا هبم يوفِّروف لو ُشق تُطل على سيدان اغبسْب ،ينظر من النافذة فّبى سيدان اغبُسْب ،وكانت ىي الشق العزيزة عنده حٌب ؼبا ذىب إىل اؽبرـ، وىذا يبْب لنا مكان اإلماـ اغبُسْب وأرضاه. فالصاغبوف أصبعوف أحياءٌ عند رهبم يُرزقوف ،قاؿ يف شأهنم { :إَِّٕ ّٔأنّٖجَسَ غَُٗدَاِ٤ 20 َّف ،ِِٔٝايًَُّ٘ أّٔعًُِِّٔ ِب َِّٓٝتِِ٘ } إََّّٔتِّٔ ٞأؾِشَابُ ا ّٖيفّٕسُؽَِٚ ،زُبَّ قّٔتَِ ٌٍٝب ِ َٔٝايؿ َّ ىناؾ من قُتل ابلسيف يف اؼبعرك ،وىناؾ من قُتل بسيف احملب وصار من األحب ، 20همٌت أحوت عي عجت هللا ثي همعْ
ػٖ هللا عٌَ
) (
وىؤالء ؽبم قدرىم ومكانتهم عند هللا عز جل.
ِ غسلو كاف رجل من الصاغبْب يزور رجبلً صاغباً آخر ،وكاف مريضاً فأوصاه أف يُ ّ بعد موتو ويك ِّفنو ويدفنو ،فبعد أف مات - ،والصاغبوف يعرفوف ميعاد لقاء هللا مسبقاً السن أف يكشف وجهو ويضع ربت وىو يضعو يف القرب ،وكاف من عادة الناس ومن ُوضعت اللبن ، رأسو لبن -طوب -ربت الوجو ،ؾبرداً من الكفن تذلبلً هلل ،فيقوؿ: ُ وكشفت الكفن ،ووضعت رأسو ،فإذا ابلرجل يقوؿ :أتُذللُِّب بْب يدي من دللِب؟! حيِّ ، وعزةُ رب ُ ؿبب هلل بعد موتو ٌّ فقلت :أحياةٌ بعد اؼبوت؟ قاؿ :أان ٌّ حي ،وكل ٌ وجبللو ألنفعنَّك جباىي يوـ القيام إف شاء هللا. فكل أحباب هللا أحياء عند رهبم يرزقوف ،وىم يف حياةٍ نوراني اتم :ههلُم َّما يه هشاءُو هن ُ ٌ ٖٗ( الزمر) وأان أطلب منهم من ىذه ،وليس شيئاً من عندىم ،ولكن أطلب منهم شيئاً كنز إؽبي رابٍل ال عد لو وال حد لو. فبا يشاءوف ،وىو ٌ
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-13احلال وتعنية اليفؼ ما معُب اغباؿ؟ وما معُب قوؿ أحد الصاغبْب: ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اغباؿ ىو عطاءٌ رابٍل يتجلَّى على العبد فيدفعو إىل السّب يف طريق هللا يف ٍ طريق حدده ورظبو كتاب هللا ،ما دافعو؟ ٘ٗ( اؼبائدة) مثل خاطر أاته ويُػلِّ ُح عليو أف يؤدي العمرة ،مل يُفكر من أييت يف سكرة اغبياة الدنيا ُ ووبس أف ٌ قبل ذلك ،ومل وبسب حساابتو اؼبالي ،لكنها عطي إؽبي ىيأىا لو رب الربي . مواىب إؽبي يتفضَّل هللا هبا على الصادقْب يف اتباع خّب الربي ، فاألحواؿ ٌ
) (
ٌ مشغوؿ ابلكلي ابهلل، فمنا من ُهب ِّملو هللا حباؿ احملب ،فبل يكوف يف قلبو لغّب احملبوب حبَّ ، والقلب دائم اإلنشغاؿ حببيب هللا ومصطفاه.
ومنا من ُهب ِّملو هللا حباؿ التوكل على هللا ،فيتوَّكل يف كل أموره على مواله، ووباوؿ من حولو أف يضغطوا عليو ؽبذا أو لذاؾ ،فبل يستطيعوف الفكاؾ من ىذا األمر، ألف من صبَّلو هبذا اغباؿ ىو هللا جل يف عُبله.
ثبت ؽبم األايـ صدؽ ذلك ،ألف هللا ينجيو من اؼبهالك ،ألنو أحسن التوكل وتُ ُ على هللا . ومنا من ُهب ِّملو هللا حباؿ الرجاء ،فتجده دائماً ُوبسن الظن ابهلل ،وإف وقع يف خطيئ ٍ يُدرؾ سباـ اإلدراؾ أف عفو هللا ومغفرة هللا ستشملو. تقرب ،ومهما َّ قدـ من صاغبات، ومنا من ُهب ِّملو هللا حباؿ اػبوؼ ،فتجده مهما َّ إال أنو شديد اػبوؼ من هللا . وىذه األحواؿ كانت موجودة بْب أصحاب رسوؿ هللا ،وال زالت موجودة بْب الصاغبْب إىل أف يرث هللا األرض ومن عليها. سيدان أبو بك ٍر الصديق هنع هللا يضر ،صبَّلو هللا حباؿ احملب لرسوؿ هللا ،فكاف ال يُطيق السنح فراقو ،وكاف عندما كاانً َّ سوايً يف اؼبدين هبالسو ،وكاف يسكن يف منطق تسمى ُ اشتقت إىل خارج اؼبدين ،ويستأذف منو ليَبكو لراحتو ،ودبجرد أف يصل إىل بيتو يقوؿ: ُ تعمل وال ربايل وإمبا ىب وفضل من هللا ،قاؿ فيها هللا: رسوؿ هللا !!وىذا ليس ُّ ٌ ٘ٗ( اؼبائدة) بسر حبو السابق أييت حبهم البلحق. سيدان عمر كاف ؾبمبلً حباؿ الرجاء يف هللا ،ومعو اػبوؼ من مكر هللا جل يف عُبله ،فكاف يقوؿ: خوفو مل يؤ ِّد ب ػو
) (
إىل القنوط واليأس من رضب هللا ،والرجاء َح َّجمو حٌب ال يتقاعس عن طاع هللا ،ألف الرجاء إذا زاد سيتِّكل اإلنساف عليو ولن يعمل ،واػبوؼ إذا زاد فيجعلو يقنط ،لكن . كما قيل: فكاف أصحاب رسوؿ هللا كلهم على ىذه األحواؿ ،لكن الصاغبْب قالوا لنا: حاؿ ٍ فيستحيل أف يبقى اإلنساف على ٍ واحد ،فكما يقلب هللا الليل والنهار ،فكذلك يقلب هللا األحواؿ ،حٌب ال يسكن اإلنساف إال إىل ربو ،وال يضع قدمو إال على قدـ صدؽ خلف نبينا ورسولنا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-14احللول واإلحتاز ما اؼبقصود ابغبلوؿ واإلرباد؟ وؼباذا يتهم بعض ُمنكري التصوؼ الصوفي ابغبلوؿ واإلرباد؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
قد أجبنا على ىذا السؤاؿ من قبل ،وقلنا أف اغبلوؿ عقيدة أف هللا - حاشا حل يف اؼبسيح عيسى بن مرَل، حل يف شيء ،وىذا ربييز وذبسيم هلل ،فقالواَّ : هلل َّ - حل يف اؼبسيح والسيدة مرَل معاً، حل يف السيدة مرَل ،ومنهم من قاؿَّ : ومنهم من قاؿَّ : ويقولوف :بسم األب واإلبن وروح ال ُقدس الثبلة إؽباً واحداً،وىذا كبلـ ما أنزؿ هللا بو من سلطاف. وىي مأخوذة أصبلً من العقائد البوذي ،فعندىم شيء إظبو تناسخ األوراح ،وىو أف الروح ال تبلى وال تفُب ،وعندما أييت اؼبوت وبرقوف اعبسد ،ألف الروح ال تبلى، وربل يف مولود جديد وتنزؿ لؤلرض مرًة اثني ،فيكوف اؼبولود واؼبيت ؽبما فتخرج الروح ُّ نفس الروح.
) (
وىذا يناقضو الواقع الذي نراه ،فهل عدد الذين كانوا موجودوف على األرض أايـ آدـ ىل ىم أنفسهم اؼبوجودوف حالياً؟ اؼبوجود اآلف أضعاؼ أضعاؼ أضعاؼ مضاعف ، إذاًوىل ِ ستح ُّل الروح الواحدة يف كذا جسد؟! فهذا دليل على أف ىذا الكبلـ ليس لو مصداقي ،فاؼبسيحيْب أخذوا ىذه العقيدة من عند ىؤالء القوـ. وبعض اغباقدين واغباسدين للسادة الصوفي ا ِّدعُوا أف بعض الصوفي الفبلسف الذين أخذوا علوـ الفلسف والبرطوا يف التصوؼ ،فكاف كبلمهم فلسفي مع أنو عن حل فيو التصوؼ ،فادَّعوا أف ىؤالء يقولوف هبذه العقيدة وىي ابغبلوؿ وابإلرباد وأنو َّ اإللو ،حاشا هلل .
ويف سبيل ذلك يؤلفوف أقواالً وال ذبد ؽبا دليبلً أكيداً أو سديداً يف كتب ىؤالء دليل على أهنا مؤلف ،فيقولوف مثبلً :يقوؿ اغببلج( :ما يف اعبُب غّب هللا) القوـ ،وىذا ٌ وىذه الكلم ليست موجودة يف كبلـ اغببلج ،ويقولوف :أبو اليزيد البسطامي قاؿ: (سبحاٍل ما أعظم شاٍل) وىي ليست موجودة يف كبلـ أبو اليزيد البسطامي. فهم من أوجدوا ىذا الكبلـ ليُ ِسيئوا ؽبؤالء القوـ ،وىؤالء القوـ ليس عندىم دين وال ضمّب وال أخبلؽ ،فيعملوف ما يشاءوف يف سبيل النكاي ابػبصم ،وتقبيحو وتشويو صورتو ،لكن الصوفي بُرءاء من ىذا القوؿ. بعضهم تكلم عن الصوفي وأيضاً بطريق ٍ أُخرى ،فالصوفي يصل فيهم اؼبرء إىل
مقاـ : وسفبلً إال أةر ٔٔ٘( البقرة) ال يرى من الوجود عُلواً ُ مواله يف ىذا الوجود ،يعِب ينظر لئلنساف ولكن بعْب القلب فّبى أةر السميع يف اغبي السمع ،والسميع ىو هللا ،ويرى أةر البصّب يف البصر ،والبصّب ىو هللا ،ويرى أةر ِّ يف حياة ىذا اإلنساف ،ولكنو مل ي ُقل أف ىذا اإلنساف إلوٌ ،ولكنو ينظر إىل اآلاثر كما قاؿ هللا يف القرآف : ٘ٓ( الروـ).
وىذه يسميها الصاغبْب وحدة الشهود ،يعِب ال يشاىد إال ما ي ُد ُّؿ على قدرة وعظم الواحد األحد .
) (
فاآلخروف حولوىا أيضاً بطريقتهم وقالوا :وحدة الوجود ،فليس يف الوجود إال هللا والباقي كلو فاٍل ،وىذا ما سيحدث ابلفعل ،ولكن مٌب؟ يف يوـ : ( الرضبن) صحيح الكل سيفُب ىنا. لكن يف اغبياة الدنيا الٍب كبن فيها ال بد وأف نُثبت اؼبشهدينِّ ، ونفرؽ بْب تنزؿ. رب وإف َّ الطرفْب ،فالعبد عب ٌد وإف عبل ،والرب ٌ ٍ حل فيو الرب ،أو أنو -حاشا هلل لكن لن نقوؿ على العبد يف يوـ من األايـ أنو َّ رب ،لكن ىذه أقاويل أُهتم هبا الصوفي من اغباقدين واغباسدين كما شرحتووضحت ،ابرؾ هللا فيكم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-15تصفية اليفؼ من تعريفات التصوؼ :أنو تصفي النفوس فما معُب تصفي النفس؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىي تصفي النفس ،أو تطهّب النفس ،أو تزكي للنفس ،فكل ىذا دبعُب واحد، وخلقت عليها ،وأمران هللا أف قبتثَّها ويعِب زبليصها من األشياء الٍب ُجبلت عليهاُ ، ونقتلعها. كيف؟ خلق هللا اإلنساف كما قاؿ يف القرآف: (ٜٔاؼبعارج) فدائماً عنده سرع يف الفزع واعبزع والنرفزة ،فبل بد أف أُخلِّص النفس من ىذه الصفات كلها ِّ وأعودىا على التؤدة واغبلم والرزان واؽبدوء وتزكي الغضب ،لكي أطهرىا من قلوهبم.
ِ كذلك : متعجل يف كل أموره ،حٌب ٔٔ( اإلسراء) دائماً ّ عندما يدعو هللا يريد أف هبيبو هللا سبحانو وتعاىل يف اغباؿ ،ووبزف إذا مل هببو يف
) (
دع َوا هللا على فرعوف فاستجاب ،والدعوة اغباؿ ،مع أف سيدان موسى وسيدان ىاروف َ موجودة يف القرآف : ( يونس) وانتظرا ربقيق الدعوة، فتمت بعد أربعْب سن !!. فهذا يعلمنا أف ىذا كليم هللا ،والثاٍل وزيره ،والدعوة استجيبت بعد أربعْب سن ، علي أو ال وببِب ويكرىِب ،ألف لكن أان أريد أف يستجب يل يف ِسنَ ٍ ،وإال فإنو غضباف َّ النفس عجول !!. ابراً أبمو، وقد قيل أف هللا أخَّر إجاب دعاء موسى وىاروف على فرعوف ألنو كاف َّ فلما ماتت أجاب هللا الدعاء ،حٌب نعرؼ قدر بر الوالدين ،فطاؼبا تعيش فهو ؿبفوظ، ولكن عندما سبوت يقولوف( :قد ماتت الٍب كنا نكرمك من أجلها). فاإلنساف عجوؿ ويريد كل شيء أف يتم يف ؼبح البصر!!! ولذلك أيتيِب البعض ويقوؿ :أان أريد كذا ،فأقوؿ لو :سأدعُ هللا لك ،وينتظر الدعوة أف ذباب ،وأي دعوة ندعوا هبا – واغبمد هلل – تُستجاب ،ولكنو يريد أف تكوف اإلجاب على حسب ما وبدد ىو ،ويف الوقت الذي يريده ،ولكن هللا يستجيب لك كما يريد ال كما تريد ،ويف الوقت الذي يريد ال يف الوقت الذي تريد ،فهل ربكم على هللا ؟!! حاشا هلل. إذا كنت ال أستطيع أف أحكم على والدي ،فأقوؿ لو :أريد كذا فيقوؿ يل :انتظر حٌب أرى حايل وأعطيك ،فهل أحكم على ملك اؼبلوؾ ؟!! فأان أدعو وىو يستجيب ،ولكن مٌب؟ كما يشاء : ٕٖ( األنبياء). فإذا مل هبد اإلجاب وبزف من الصاغبْب وبعضهم أيخذ موقفاً ،وبعضهم يهجران، وبعضهم ىباصمنا ،ؼباذا؟ ألنو طلب شيئاً ومل يتحقق ،فهل مبلك إال الدعاء؟! لكن من بيده األمر كلو ىو هللا . وكبن كما قاؿ هللا غبضرة النيب:
) (
ٔٛٛ( األعراؼ) فكيف مبلك لغّبان؟! ال مبلك إال الدعاء ،وعلى اإلنساف أف يداوي نفسو ويطهرىا من العجل ،وطبيع اإلنساف الٍب فطره هللا عليها : ٕٚ( األحزاب) دائماً ظامل ،ولذلك دائماً عنده سوء ظ ٍن ابآلخرين ،وىذه غاي الظلم ،ويتلذذ أحياانً بظلم اآلخرين.
وجهوؿ ألنو ال يعرؼ ما ينفعو وما يضره ،فبل بد أف أ َُرِّب النفس على العدؿ، وأطهرىا من الظلم ،وأقوؿ ؽبا إف اغببيب وىو ال يزاؿ يرضع كاف هللا ِّ يدربو على العدؿ، حٌب يف رضع الثدي ،فكاف يرضع من ةدي فتعطيو مرضعتو الثدي اآلخر فبل يرضي أف خ يف الرضاع ،فيأخذ واحداً ويَبؾ الثاٍل ،ؼباذا؟ ألنو يقربو ،ألف هللا أعلمو أف لو أ ٌ يتوخَّى العدال فبل أيخذ حق أخيو ،وال بد أف أستزيد من العلم ،قاؿ : { إِذَا أَِّٔ ٢عًَّٔ ِّْٛ َٜ َّٞال ّٔأشَِ،ا ُ،فِ ِ٘ٝعًُِّّٖا ،فّٔال بُِ ٛزىّٔ فِ ٞطًّّٕٕٛعِ غَُِظِ َذ ِيؤّ ا ّٖي} ِِّٛ َٝ
21
فبل بد لئلنساف أف يتزود من العلم كل يوـ ليطهر النفس ....فباختصار تطهّب وخلقت هبا لكي النفس :ىو زبليصها من الصفات اعببليِّ الطبيعي الٍب ُخلقت هباُ ، هباىد اإلنساف ،ويظهر آاثر ىذا اعبهاد فيستحق اؼبكافأة من رب العباد ،وإال يستوي الكل يوـ التناد ،وإال فما الفرؽ بْب ىذا وذاؾ؟ وقد قاؿ : ٜ٘( النساء).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-16اإلهلاو ما اإلؽباـ؟ وما عبلماتو؟ وما السبيل للوصوؿ إليو؟ وكيف أعرؼ أنِب من أىل اإلؽباـ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq 21هعجن الطجراًٖ عي عب شخ ػٖ هللا عٌِب
) (
وتطهر نفسو ،يُلقي هللا اإلؽباـ ىو أف هللا بعد أف يصفو قلب اإلنسافُ ، عليو إما يف قلبو مباشرة من حضرة هللا إف كاف قد وصل إىل ىذه اؼبنزل الكريب ،أو عن ملك يُلهمو، طريق ملك إظبو ملك اإلؽباـ ،فلكل مؤمن ٌ ىذا اؼبَلَك يُ َذ ّكِر اإلنساف مثبلً أبف ىذا اليوـ يوـ صبع وصبلة اعبمع على وشك، أو يذ ّكِرؾ أبف عليك هلل عمل كذا ،وأنت نسيت ىذا العمل ،أو يذ ّكِرؾ أةناء النوـ أف الفجر قد اقَبب وىيا قُم من النوـ وذبهَّز لصبلة الفجر ...فعمل اػبّب الذي تعملو كلو الذي يذ ّكِرؾ بو ملك اإلؽباـ الذي جعلو هللا سبحانو وتعاىل معك على قلبك.
هللا:
فكلنا واغبمد هلل معنا اإلؽباـ الذي يُلهمنا بو هللا ،وىذا ما يقوؿ فيو هللا يف كتاب
ٕٓٔ( األعراؼ) من الذي يُذ ّكِره؟ ملك اإلؽباـ الذي معو.
إذا ارتقى قليبلً يف عامل اإلؽباـ عندما يقرأ يف كتاب هللا ،أو يسمع آايت من كتاب هللا فيُلهمو هللا يف صدره ويف قلبو ويف فؤاده معاٍل طيب يف ىذه الكلمات ،كيف أعرؼ أف ىذا إؽباـ؟ أعرض ىذه اؼبعاٍل على الشريع ،فإذا كانت ىذه اؼبعاٍل ال زبالف الشريع فهذا إؽباـ من هللا. وإذا كانت ىذه اؼبعاٍل ـبالف للشريع أعرؼ أهنا وسوس من الشيطاف ،فأضرب هبا عرض اغبائط وأستعيذ ابهلل من الشيطاف الرجيم. إذاً اإلؽباـ يف ابب العمل واألوامر شرطو أف يؤدي إىل خّب أو ٍّ بر أو طاع هلل، فإذا كاف يؤدي إىل معصي أو إىل فعل قبيح ،فيكوف من النفس ،أو من الشيطاف، فأبتعد عنو واستعذ ابهلل من الشيطاف الرجيم. اإلؽباـ يف عامل اؼبعاٍل ،إذا كاف آايت من القرآف ،أو أحاديث للنيب العدانف، فشرطو أف يوافق شرع هللا عز وجل ،وال يعارض الشريع ال يف قليل وال يف كثّب ،قاؿ سيدي أبو اغبسن الشاذيل هنع هللا يضر:
) (
. واإلؽباـ الذي كبتاجو كلنا صباع اؼبؤمنْب أف يُلهمِب هللا حبل مشكل بْب إةنْب أو بْب صباعتْب ،وأف يُلهمِب هللا بعمل انفع لنفسي أو ؼبن حويل ،وأف يُلهمِب بعمل خّب للمسلمْب أصبعْب ..فهذا كلو عبارة عن إؽباـ من هللا ماداـ يف عمل اػبّب. أما إذا كاف يف ٍّ شر فإما أف يكوف من وسوس الشيطاف ،وإما أف يكوف نزغ من النفس ،فيستعيذ اؼبرء من الشيطاف الرجيم ،ويَبؾ وساوس النفس ،نسأؿ هللا اإلؽباـ النافع يف كل األحواؿ.
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxq
-17حاجع اليفؼ
ما اغباجز الذي يعيق اؼبريد عن هللا؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اغباجز الذي وبجز اؼبريد عن هللا ىي النفس: بينك وبْب هللا نفسك! فاخلع نفسك تكن أنت وربك ،فهذا ىو اغباجز األساسي: هٌددددٖ أ ددددبمر هددددي أددددًْٖ الددددتاًٖ
أمدددددددر د ثدددددددٖ حدددددددْ ّّلدددددددتاى
إذا سافر اإلنساف من نفسو ،وجد نفسو بْب يدي ربو ،فالنفس ىي اغباجز األكرب الذي وبجز اؼبريدين عن رب العاؼبْب .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
) (
-18العله اللسىي ٙ٘( الكهف) ما العلم اللدٍل؟ وكيف نصل إليو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
العلم اللدٍل الذي يفاض من هللا مباشرة على قلب العبد الذي ربقق دبقاـ العبودي ،ألنو وصل إىل مقاـ عظيم يف تقوى هللا : حرا فبا سواه. (٘ٙالكهف) ذبمل دبقاـ العبودي وأصبح عب ًدا هللً ، دوما أبنو فقّب إىل مواله ،جاىل وبتاج أف فما مقاـ العبودي ؟ أف يشعر اإلنساف ً يُعلِّمو العليم ،ذليل وبتاج أف يعزه العزيز ،ضعيف وبتاج إىل أف ِّ يقوه القوي ،ال حوؿ لو وال طوؿ لو وبتاج إىل مدد من حوؿ هللا وطوؿ هللا ،وبدوف مدد هللا ال يستطيع أف يطيع هللا ،وبدوف حفظو وصيانتو ال يستطيع أف يبنع نفسو عن معصي هللا. فّبي نفسو بغّب مواله ال يستطيع أف يفعل قليبلً وال كثّباً ،وال أف يبنع نفسو حٌب عن أقل سفاسف األمور ،ألف األمور بيد من يقوؿ للشيء كن فيكوف. إذا ربقق دبقاـ العبودي ،جاءتو العلوـ الوىبي مباشرة من اغبضرة اإلؽبي ؛ من حضرة اللدني ،ألف ىناؾ أانس يصل إليها علوـ من اؼبلكوت ،تلهمهم اؼببلئك ببعض العلوـ اؼبلكوتي ..وىناؾ أانس يفاض عليهم علوـ من أسرار الصفات اإلؽبي عندما ينظروف بعْب القلب اؼبضي إىل آايت هللا الكوني ،فكلما ينظر آلي من آايت هللا توضح لو ما فيها من أسرار هللا جل يف عبله. وىناؾ أانس يستقوا العلوـ من اللوح احملفوظ ،وىناؾ أانس يستقوا العلوـ من العرش ،وىناؾ أانس يستقوا العلوـ من أرواح النبيْب واؼبرسلْب السابقْب؛ أتيت لو أرواح قدرا الذي أتتيو األنبياء وتلهمو ابغبكم العلي ،والعلوـ اإلؽبي ،لكن أعبلىم وأجلهم ً مباشرةٙ٘( :الكهف) من حضرة اللدني ،ومن اغبضرة العلوـ ً الذاتي الٍب ال تباح إال للواحد بعد الواحد من أىل اػبصوصي ،ألهنا خاص ابغبضرة
) (
احملمدي : ٙ( النمل) وكذلك ال يناؽبا إال الوارث بعد الوارث ،وكمل الورة ىم الذين وبصلوف على ىذه العلوـ الوىبي ...وىذه العلوـ ال عد ؽبا وال حد ؽبا ،لكن ما كبتاجو معشر السالكْب توضيح السبيل الذي نريد أف نسلكو لنصل إىل بر األماف ،وشاطئ اعبودي عند رب العاؼبْب ،فهم يلهمهم هللا دبا يبلئم أىل عصرىم من علوـ اؼبكاشف ،الٍب هبا ينطوي اؼبريد ،ويناؿ بغيتو من اغبميد اجمليد .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-19مكاو التجطيس ما مقاـ التجريد؟ وىل من دليل من القرآف والسن يؤكد ىذا اؼبقاـ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
وحسن مقاـ التجريد ىو اؼبقاـ الذي يصل اإلنساف فيو إىل سباـ الثق دبوالهُ ، التوكل على هللا ،فبل يرى األشياء إال ابهلل ،وال يرى األفعاؿ إال من هللا ،وال يرى األحواؿ إال إبمداد من هللا جل يف عبله. واضح جداً عندما طلب رسوؿ هللا من أصحابو الربرة الكراـ أف وىذا اؼبقاـ ٌ كل منهم دبا ذبود بو نفسو ،فسيدان عمر يف ىذا اليوـ يقوؿ :وافق عندي ماالً، َّ يتربع ٌ فجئت بنصفو ،فقاؿ يل : ُ ِك ِٝتَ يِأًِِّٖٔؤّ؟ قّٕ ًّٖتَُِ :جًَُِّٔ٘ٚ ،أَِّٔ ٢أّٔبُ ٛبَهّٖسٍ بِهٌّّْٕ ََا ِعِٓدَّٔ ،ُٙفكّٔاٍََٜ :ا أّٔبَا بَهّٖسٍ ََا { ََا أّٔب ّٔ ِك ِٝتَ يِأًِِّٖٔؤّ؟ قّٔاٍَ :أّٔ ِبكّٔ ِٝتُ ئُُِّٗ ايًََّ٘ ََ ٚزضُٛئُّ٘ } أّٔب ّٔ
22
فلم يُنكر عليو ومل يعَبض عليو ،كما قاؿ قبل ذلك عندما كاف سعد بن أب وقاص يف ٍ مرض شديد وليس لو إال إبن واحدة ،فقاؿَٜ { :ا َزضُ ٍَٛايًَِّ٘ ،بًَّٔ َػََِٓ ٞا َِسَ٣ 22بهع الزره ٕ ّ ٌي أثٖ اّ
) (
ََِٔ ايَّٖٛدَعِ َٚأَّْٔا ذََُ ٚاٍٍ َٚئّا َٜسِ ُثِٓ ٞإِيَّا ا ِبَٓ ّ٘١يَِٚ ٞاسِدَّٔ ،ّ٘٠أفّٔأَِّٔؿَدَّمُ بِجًُّٕجَََ ِٞايِ ،ٞقّٔاٍَ :ئّا، قّٔاٍَ :قّٕ ًّٖتُّٔ :أفّٔأَِّٔؿَدَّمُ بِػَّّٖٓسِ ،ِٙقّٔاٍَ :ئّا ،ايجًُّّٕحَُٚ ،ايجًُّّٕحُ نّٔجِريْ ،إ َِّْؤّ ّٔإِٔ َِ َرزَ َٚزَثَ َتؤّ 23 أّٔ ّٖغ َِٓٝاََِٝ َ٤سْ َِِٔ ّٔإِٔ َِ َرزَُِِٖ عَائَّٜ ّٗ١تَهّٔفَّفّٕ َٕٛايَّٓاعَ } فكاف يف إجاب النيب أمراف ،األمر األوؿ :أنو سيُشفى من ىذا اؼبرض وسيكوف لو ورة غّب ىذه البنت الوحيدة ،وقد حدث ،فالنيب قاؿ( :ورةتك) والنيب ما ينطق عن اؽبوى ،واألمر الثاٍل :أنو كلَّفو أبالَّ يتصدؽ إال ابلثُلث ،لكن عندما جاء أبو بكر ،ورأى النيب فيو ُحسن توكلو على هللا ،وتفويضو األمور ؼبواله ،وأنو لن تتغّب شعرةً منو ظاىرةً أو أقره على ذلك. ابطن ً دبا أعطاهَّ ، وىذا مقاـ التجريد الذي كاف فيو سيدان أبو بكر وأرضاه ،وىو أف يتجرد اإلنساف من كل ما لو ،وهبعلو يف أبواب اػبّب الٍب يفتحها هللا لو ،وىذا ما يقوؿ هللا فيو يف كتابو : (ٕٔٙاألنعاـ) وماذا مبلك؟ ال شيء ،إان وما مبلك وما حولنا وأزواجنا وأوالدان وأموالنا هلل: ٔ٘ٙ( البقرة).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21احلجب جب بصري مثل ما اغبُجب؟ وكيف ترتفع اغبُجب عن القلب؟ وىل ىناؾ ُح ٌ اغبُجب القلبي ؟ دبعِب :ىل البصر يشهد مشاىد مثلما يشهد القلب مشاىد؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اغبُجب ىي اؼبوانع الٍب سبنع اإلنساف عن رؤي حقيق اعبماؿ اإلؽبي يف األكواف، أو الستائر الٍب تنزؿ على عْب البصّبة فبل تستطيع رؤي ذات اغببيب مع أهنا منّبة ...أو الراف -يعِب الغطاء -الذي ينزؿ على نفخ ال ُق ُدس ،فيجعلها ُرب َجب عن 23الجخب ٕ ّهملن
) (
صباالت حضرة القدوس . فكل ما وبجب عن أنوار هللا ،أو صباؿ رسوؿ هللا ،أو صباؿ أظباء هللا وصفات هللا ،أو اعبماؿ الذايت غبضرة هللا ،فهذه نسميها ُحجب.
وىذه غيوب ال تُرى ؼبن يف قلبو عيوب ،وال تُرى بعْب البصر ،ألف عْب البصر ال ترى إال احملسوسات اؼبلموسات ،والغيوب ال يطلع عليها إال القلوب ،وال يراىا عب ٌد ؿبجوب. ألهنا لو كانت تُرى ابألبصار لرآىا كل اؼببصرين ،لكن ال يطلع عليها إال من انفتحت لو أنوار البصّبة بربك وإذف من سيد األولْب واآلخرين .
سيدان عبد هللا بن أـ مكتوـ عندما نزؿ قوؿ هللا : ٕٚ( اإلسراء) ذىب إىل رسوؿ هللا ين كاسف الباؿ وقاؿ :أان يف الدنيا أعمى أفأكوف يف اآلخرة أعمى اي رسوؿ هللا؟ وىو حز ٌ فنزؿ قوؿ هللا : (ٗٙاغبج) ففرح واستبشر بفضل هللا وإكراـ هللا وعطاء هللا جل يف عبله.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21املالمتية من ىم اؼببلمتي أو أىل اؼببلمتي ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
قوـ من السادة الصوفي ال يريدوف أف يطلع على عملهم إال رب الربي اؼبُبلمتي ٌ نفر من خلق هللا حاولوا أف يتملصوا ،فإذا عملوا عمبلً هلل وصادؼ أف اطلع عليو ٌ منو ،ويتخلصوا منو أمامهم.
) (
وىذه اغبال إظبها حال الفتوة ،فهؤالء أىل الفتوة ،وىم اؼببلمتي . تربع دببلغ من اؼباؿ لعمل خّبي ،فأراد قوـ أف وبُثوا اآلخرين فقالوا: واحد منهم َّ أخذت ىذا اؼببلغ من أمي ،وأُمي إف فبلف تربَّع بكذا ،فجاء مسرعاً وقاؿ :أان كنت قد ُ قالت يل :أعده يل مرًة اثني ،ألنو ال يريد أف يعرؼ الناس ماذا فعل ،ألف ىذا بينو وبْب سلوؾ شديد. هللا ،وىذا ٌ واحد منهم كاف ذاىباً لليبيا يف أايـ رمضاف وابلنهار ،ففوجئ آبالؼ من الناس فأحس أبف نفسو ربركت ،فطلب من أحدىم قليل من ؿبتشدة حولو جاءوا الستقبالو، َّ اؼباء – و-ىو صائم لكن يُباح لو الفطر من أجل السفر -وقاؿ أمامهم: بسمميحرلا نمحرلا هللا ورفع الوعاء على فمو ،ففوجئ ابؼبوكب كلو وقد انفض ،وىو يريد ذلك ،ألنو ال يريد أف يعرؼ أحد ما بداخلو أو ما يريد أف يعملو إال مواله ،وىذا ىو اؼبشهد العاىل ل ُك َّمل الصاغبْب ،الذين نتعشم أف نكوف منهم أصبعْب. فكل إنساف يعمل شيء ويريد أف يُعلن ذلك ،ويقاؿ :أف فبلف عمل كذا وكذا، وىذا ال ينفع بْب الصاغبْب أبداً ،ألف ىؤالء أىل اؼببلمتي وأىل الفتوة الذين يريدوف أف يكوف عملهم خالصاً هلل. غسلوه ومثلهم أيضاً سيدان على زين العابدين بن اإلماـ اغبسْب مهنع هللا يضر أصبعْب ،ؼبا َّ ِ وبمل على بعد موتو يف اؼبدين وجدوا يف ظهره عبلم كبّبة كمن كاف يشتغل عتاالً ،أي ّ مرفهاً ،وعنده خدـ وعنده أوال ٌد ،وبعد مدة من الزمن ظهره ،فتعجبوا ،ألنو كاف رجبلً َّ َّ تكشفوا ،ومل يستطيعوا اؼبعيش ،فذىبوا إليهم وسألوىم وجدوا أف ةبلةْب عائل يف اؼبدين كيف كنتم تعيشوف؟ فقالوا صبيعاً :كاف أيتينا رجبلً كل شهر بعد منتصف الليل ،ويطرؽ وص َّرة هبا نقود الباب ،وعندما نقوؿ :من؟ فبل قبده ،وقبد جواؿ دقيق وقدر بو ظبن ُ تكفينا الشهر ،وال أيتينا إال بعد شهر ،فعلموا أف ىذا ىو سيدان علي زين العابدين. مٌب عرفوا ما حدث؟ بعد أف مات ،وحٌب أوالده مل يعرفوا ،وال زوجتو ،وال حٌب خدمو ،ؼباذا؟ ألنو ال يريد أف يعرؼ ذلك غّب مواله :
) (
ٙٔ( الصافات).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-22الػُّهط واخلنط السكر واػبمر عند الصوفي ؟ السكر واػبمر ،نرجوا تعريف ُ من عبارات الصوفي ُ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
فالسكر يف اػبمر اغبسي ىذه ألفاظ تتشابو يف اؼبعُب ،لكن زبتلف يف الشكلُ ، هبعل اإلنساف يفقد وعيو ،أو على األقل يغيب عقلو. كذلك إذا انشغل اإلنساف أبي أم ٍر دنيوي زائد عن اغبد ،فهذا يكوف كحال السكر ،ولذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم وأرضاه: ُ اإلنساف الذي استعبدتو الدنيا فاشتغل هبا فقط ،فكأنو فاقد عقلو. السكر إىل بعض األفراد الذين زادت عندىم ؿبب هللا، وأشار الصوفي يف كلمات ُ أو ؿبب حبيب هللا ومصطفاه ،حٌب أنو لشدة ؿببتو وكثرة صبابتو غاب عما حولو ،فبل يعيش إال يف نطاؽ ؿببوبو وىو هللا ،أو رسوؿ هللا . فيكوف قد غاب عن الدنيا ليعيش يف اآلخرة ،أو ليعيش يف رحاب اغببيب ،أو ليعيش يف القدس األعلى وىذا يكوف بروحو أو بقلبو ،لكن اعبسم قائم دبا ينبغي عليو يف الدنيا كما ينبغي. وأضرب لذلك مثبلً دنيوايً :امرأة العزيز ُزليخ عندما خاض أىل البلدة من الوجهاء يف سّبهتا مع يوسف ،ويوسف كاف يُعترب ابلنسب ؽبا عبداً عندىا ،فماذا فعلت؟ ٍ واحدة منهن طبقاً فيو تفاح وسكْب ،وقالت لو : دعتهم وأعطت كل فماذا حدث؟
) (
ٖٔ( يوسف) وماذا تكوف ىذه اغبال ؟ أليست حال ُسكر؟ فقد ِ اغبسي ،حٌب أهنن قطَّعن أيديهن ونزؿ منها الدـ ومل سكروا من رؤي صباؿ يوسف ّ ِ حسي. يشعُرف ،فهذا ُس ٌ كر ّ
السكر؟! وىذا ما حدث فما ابؿ دبن يتمتع ابعبماؿ احملمدي؟! فماذا يكوف ىذا ً مع سيدان أبو بكر وأرضاه ،فقد كاف ماشياً مع رسوؿ هللا يف اؽبجرة ،فَ َج َع َل َم َّرةً ِ ِِ ِ َّيب : سا ِرهِ ،فَػ َق َ اؿ لَوُ النِ ُّ يبَْشي أ ََم َاموَُ ،وَم َّرًة َخ ْل َفوَُ ،وَم َّرةً َع ْن َيبينوَ ،وَم َّرًة َع ْن يَ َ {ََا َٖرَا َٜا أّٔبَا بَهّٖسٍ؟ ََا أّٔعِ ِسفُ َٖرَا َِِٔ فِعِايِؤّّٔ ،فكّٔاٍََٜ :ا َزضُ ٍَٛايًَّ٘ ،أّٔ ِذنّٕسُ ايسَّؾِدَ، فّٔأّٔنّٕ ُٕٛأََّٔا َؤَّٚ ،أّٔ ِذنّٕسُ ايًَّّّٓٔبَ ،فّٔأّٔنًّّٕٖ ََ ُٕٛفّٔؤَّ َٚ ،سََّ ّٗ٠عِٔ ِٓ َُِٜٝؤَّ َٚ ،سََّ ّٗ٠عِٔ َٜطَا ِزىّٔ ال ٍَُّٔ 24 حساف بن اثبت وعن حب ِ الص ِّديق فقاؿ فيو: عًَّٔ ِٝؤّ } َّ ، وعرب عن ىذا َّ
أحجدددد حجدددب ك لدددْ ٗم دددبع ٗمددد٘رٍ علدددٔ
الٌدددبم هدددبد الٌدددبم هدددي شدددتح ال دددت
ّهددددب أًددددب هددددْما ثبلدددد ٕ أًددددذ أُلددددَ
ةًدددد مدددٖ أعلدددٔ الوراردددت هدددي لجدددٖ
حب معنوي -إذا وصل لسيدان رسوؿ هللا أو غبضرة هللا ؽبذه فاغبب -وىو ٌ الدرج نسميها حال ُسكر ،كمن غاب عن وعيو ،وكمن غاب عن فكره ،النشغاؿ قلبو ابلكلي لصاحب اغبضرة البهي ،أو ابغبضرة اإلؽبي . أما اػبمر فالصاغبْب ؼبا َّ عربوا عن عشقهم وحبهم لرهبم ولنبيهم مل هبدوا ألفاظاً ِ اغبسي الٍب تبلئم ذلك يستطيع أف يفهمها اػبلق إال ألفاظ احملبْب العاديْب ،واأللفاظ ّ فقربوا اغبقيق وأعطوىا نفس يعرفها الناس ،ألف األلفاظ اؼبعنوي ال يدركها اػبلقَّ ، اؼبصطلحات اغبسي ،لكن مقصودىم معنوي وعايل وقليب. فاػبمر ما يُسكر اإلنساف ،وما الذي يُسكر اإلنساف اؼبقبل على حضرة الرضبن؟ ىناؾ أُانس إذا رأى أحدىم نور رسوؿ هللا يغيب عن الوجود كأنو شرب طبراً معتقاً ،وال يشعر دبن حولو ،كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم: 24رب ٗخ هشم ثي عمبأر ّ
الٌجْح للجِ٘قٖ
) (
وبلدددددددددددد
ّهدددددددددددددددي ح٘دددددددددددددددم ّطددددددددددددددددبلد
هدددددددددددي ودددددددددددر ًدددددددددددْ
شدددددددددددددددرثذم طدددددددددددددددرمب ك مِودددددددددددددددذم
ُّددددددددددددددددددبم أُدددددددددددددددددد أوبلددددددددددددددددددد
عندما يرى نور رسوؿ هللا يهيم وينسى الدنيا ومن عليها ،كمن شرب اػبمرة احملسوس ،وىذا تشبيو بليغ أو كناي عن اغباؿ الذي ىم فيو. ومنهم من يُسقيو اغببيب من يده كأساً يقوؿ فيو هللا: ٕٔ( اإلنساف) من يشرب ىذا الكأس يغيب:
دددددْ هللا أو دددددب ك هةهةهدددددب ك
ّطدددددددد٘رًٖ ؽددددددددَ إهبهددددددددب ك هقددددددددتهب ك
مقجلدددددددددذم لودددددددددب ّطدددددددددلذم ٗوٌ٘دددددددددَ
ّثشدددددددرًٖ ثعددددددددت الشددددددددِْ ثكلوددددددددب
دددددقبًٖ
والكأس اؼبزمزـ ىذا رحيق من حضرة هللا ،إذا ُسقي منو اؼبريد الف قلبو ،وىاـ لبُّو ،وأصبح يرى بعْب اليقْب ما غاب عن عامل الطْب الذي كبن فيو أصبعْب ،وىذا أظبوه طبراً.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-23الصوم يقوؿ البعض من ذاؽ عرؼ ،ما الذوؽ؟ وىل يتذوؽ اإلنساف اؼبعاٍل الراقي ابلعقل ،أـ ابلقلب؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الذوؽ ىو اإلحساس ابؼبعاٍل الراقي ابلقلب اؼبملوء بنور اإليباف ،والذوؽ فوؽ صل عن طريق األذف ابلسماع ،أو عن طريق العْب ابلقراءة ،لكن العلم؛ ألف العلم ُوب َّ صل عن طريق القلب. الذوؽ ُوب َّ دائما وأب ًدا فيوضات والقلب إذا صفا ووىف واستنار بنور اغببيب اؼبصطفى أيتيو ً
) (
وإؽبامات من عامل الغيب اإلؽبي ذبعلو عندما يستمع إىل الكبلـ -أي كبلـ -أيتيو تفسّبه اؼبناسب لو من حضرة العليم العبلـ . فالذوؽ ابلقلوب ،ولذلك قيل( :قد يكوف على ذوؽ رجل أ ُِّمي ،وقد ُوبرـ من الذوؽ عامل كبّب أزىري) معو علوـ الشريع وعلوـ التفسّب ولكن ال يتذوؽ معانيها، واآلخر رجل أمي ولكنو يتذوؽ اؼبعاٍل ،ألف الذوؽ منح من هللا تفاض على قلوب أحبابو .. ويروي يف ىذا اجملاؿ أف اإلماـ أاب العزائم وأرضاه كاف أحد تبلميذه يغِب قصائده يف األزىر ،وذكر قصيدة أوؽبا: أًب ت ح الوٌزِدٔ ّالعدرو ّالكر دٖ
أًددب القلددن ّاللددْ الوعلددٔ علددٔ ً مددٖ
فسمع ىذا الكبلـ عامل من علماء األزىر ،فقاؿ لو من أين أتيت هبذا الكبلـ؟! الذي قاؿ ىذا الكبلـ رجل كافر ،فهم يسارعوف يف القذؼ ،فقاؿ لو :أان ال أعرؼ شيئًا ،اذىب لشيخي؛ فذىب لزايرة اإلماـ أب العزائم وأرضاه ،لكنو كاف ذاىبًا إليو معَبضا ،والرجل كاف أني ًقا ،أي مبلبسو نظيف ،وحذاؤه المع ،ويهتم دبظهره ،فعندما رآه ً اإلماـ أبو العزائم داخبلً عليو قاؿ يف قصيدة( :إف قلت إٍل عرش فالعرش مِب صبيل) وقاؿ يف قصيدة أخرى( :فالعرش موطئ قدمي) فاستغرب الرجل وقاؿ لو :ما ىذا الذي تقولو؟! فقاؿ لو :اقرأ معي قوؿ هللا تعاىل : ٖٔ( اعباةي ) فهل قاؿ هللا تعاىل :سخر لكم ما يف السموات وما يف األرض صبيعا صبيعا إال العرش؟ ال ،ىل قاؿ هللا تعاىل سخر لكم ما يف السموات وما يف األرض ً ً إال الكرسي؟ ال ،إ ًذا كل ما يف األكواف غّب ِّ مكوف األكواف مسخر لئلنساف ،فخضع الرجل ،فقاؿ لو اإلماـ أبوالعزائم :لو نظفت قلبك كما نظفت حذاءؾ لفقهت ىذا الكبلـ. فبلبد من نظاف القلب؛ لكي يتذوؽ اإلنساف اؼبعاٍل الرابني يف اآلايت القرآني ويف األحاديث النبوي ،فبل بد من القلب السليم فهو الذي يتذوؽ اؼبعاٍل العلي من هللا يف ىذه اجملاالت.
) (
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-24بساوة اليفؼ ما بداوة النفس؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
بداوة النفس تعِب اإلوباءات الباطني الداخلي الٍب توعز هبا النفس لئلنساف وتظهر يف صدر اإلنساف. فصدر اإلنساف يتلقي من ةبلث جهات: توجيها ابػبّب أو فعل الرب وعمل الصاغبات، إما من الرضبن ،وىذا يكوفً وىو خاطر إؽبي. أو وسوس للتفريق بْب اةنْب ؿببْب ،أو لغيب بْب اؼبسلمْب ،أو مبيم إليقاعالفرق بْب جّباف أو غّبىم ،وىذه تكوف من الشيطاف. أو بداوة النفس أي ىواجس النفس ،وىذه تكوف شيئًا شهوانيًا ،كشهوة أكلوشهوة شرب وشهوة لبس وشهوة جنس ،فهذه كلها من النفس. فاإلنساف الذي يكرمو هللا وهبعلو من عباد هللا الصاغبْب ،وبفظو من ؼبم النفس وبداوهتا ،ومن وساوس الشيطاف ،وهبعلو ال يتلقى إال من حضرة الرضبن ، ويسارع لتنفيذ ما يرد على قلبو من إؽبامات من حضرة هللا جل يف عبله.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-25البث ٛٙ( يوسف) ما البث؟
) (
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
البث علم روحاٍل ،أو شأف روحاٍل ،وىو أف الرجل الرابٍل يعطيو هللا من القدرة اإلؽبي ما بو يبث -أي يقذؼ -يف قلوب أحبائو والصاغبْب من أحبابو اػبطرات الطيب ،الٍب تُطيّب حياهتم ،وذبعلهم يقبلوف على رهبم . الذي بث ألبنائو ،ومع ذلك جاء اغبسد ألخيهم ،فغطى على ىذا البث ومل يسعفهم من ىذا اػبلق الذميم ،وحسدوا يوسف ،ونبوا بقتلو، وعندما فشلوا بقتلو ابعوه بثمن خبس ،لكن الذي أكرمو هللا فقط هبذا البث ىو يوسف الصديق عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت السبلـ.
فالبث ىو العطاء النوراٍل الروحاٍل من اؼبرشد الرابٍل للمريد السعيد ،الذي أصبح إؽباما ،يف أي مناما ،وقد يكوف يقظ ً عنده استعداد لتلقي ىذه الروحانيات ،قد يكوف ً إؽباما موقف من اؼبواقف كأف يكوف على اؼبنرب أو يتحدث مع شخص يف صباع ؛ فيجد ً أيت لو على الفور ينقذه من ىذا اؼبوقف الذي ىو فيو ،ويوضح لو اغبج ،وهبعل لو اغبج على ؿبدةو ومن حولو ،ما ىذا؟! ىذا ىو البث الروحاٍل اإلؽبامي من العبد القائم ابهلل هلل إىل أحبابو بربك رسوؿ هللا. ،
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-26اجلنع والفطم ما اعبمع؟ وما الفرؽ؟ وما صبع اعبمع؟ وما فرؽ الفرؽ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا السؤاؿ ال هبوز فيو التفصيل إال ألىلو ،لكن سنجيب عنو على قدر اؼبستطاع.
) (
يف على اذباه واحد كبو اعبمع أف هبمع هللا دبعونتو وتوفيقو اغبقائق اإلؽبي الٍب َّ اغبضرة احملمدي ،وال هبعل إحداىا تتفرؽ ،ال يف الدنيا الدني ،وال يف أشياء مرضيّ ،وال يف أىواء كوني ؛ هبمعها على رسوؿ هللا . مث بعد ذلك يفُب العبد يف حبيب هللا ومصطفاه عن نفسو وذاتو ،فيُجمع على حضرة هللا جل يف عبله ،وىذا ما يسمي جبمع اعبمع ،ألنو ُِ صب َع على حضرة هللا بعد أف ؾبموعا على حضرة رسوؿ هللا. كاف ً ؾبذواب على الدواـ ،فلن ينتفع بو أحد من فإذا ُصبع على حضرة هللا وظل ً اػبلق ،ألنو يف حال صبع واستغراؽ ،لكن إذا أراد هللا نفع اػبلق بو؛ يرده إىل بشريتو ؾبموعا على هللا ويف نفس الوقت مع مع االحتفاظ ابعبمعي اإلؽبي يف روحانيتو ،فيكوف ً خلق هللا ،يتعامل معهم كأنو واحد منهم أو أحدىم ،وال يعرفو إال خاص اػباص من عباد هللا ،ىذا ما يسمي ابلفرؽ أو فرؽ الفرؽ. وىذا ما يسمي أبب العينْب ،وصاحب اؼبشهدين ،يشهد حضرة هللا ،ويشهد حضرة رسوؿ هللا ،ويف نفس الوقت ال يغيب عنو مشهد اػبلق؛ ألنو طبيب رابٍل ال بد أف يعطي لكل إنساف ما يبلئمو من العطاء القرآٍل ومن الشراب الصمداٍل ،ولو أعطي أحد ما ال يبلئمو يعاتب ووباسب ويبلـ ،فيعطي لكل واحد ما يبلئمو ؼباذا؟ ألنو أعطاه هللا ذاؾ وذاؾ ،وىذا الذي كاف فيو سيدان رسوؿ هللا ،وعلى أةره الورة واؼبتقوف والصاغبوف إىل يوـ الدين. فكاف سيدان رسوؿ هللا يكوف مع أصحابو ،ويف غبظ ينزؿ الوحي وال أحد منهم يرى شيئًا ،أو يسمع شيئًا ،وعندما ينفصل الوحي يقوؿ ؽبم أنو نزؿ الوحي وأمرٍل بكذا وكذا ،فيكوف يف حال اعبمع عند نزوؿ الوحي وعندما يذىب الوحي يكوف يف حال الفرؽ. ويكوف يف صبع اعبمع عند نزوؿ الوحي ،وىو يتحدث معهم ال ىذا يلهيو عن ذاؾ وال ىذا يبنعو عن ذاؾ ،فيكوف االةناف يف وقت واحد ،كيف ذلك؟! اعبهازاف
) (
يعمبلف يف وقت واحد ،اعبهاز الباطِب واعبهاز الظاىري يعمبلف مع بعضهما ال ىذا يبنع كمل ورة ىذا ،وال ىذا وبجب ىذا ،وىذا اؼبطلب األعظم الذي يقيم فيو هللا ّ اغببيب اؼبصطفي ،ورضي هللا تبارؾ وتعايل عنهم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-27اإلصطالو ما اإلصطبلـ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اإلصطبلـ ىو الشوؽ الشديد الذي هبعل صاحبو ال ينشغل بغّب ؿببوبو طرف عْب وال أقل ،فلو انـ يفكر فيو ،ولو مشى يكوف مشغوؿ بو ،يف كل أحوالو مشغوؿ دبحبوبو، فاحملبوب ىو هللا ،أو رسوؿ هللا ،واإلصطبلـ ىو الشوؽ الشديد ،واغبب الذي ال ينتهي ،وليس لو أمل وال وقت.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-28العؿل واحملبة ما العشق؟ وما الفرؽ بْب العشق واحملب ؟ ويقوؿ البعض :أنو ال هبوز القوؿ بعشق هللا أو عشق رسوؿ هللا ،فهل ىناؾ دليل من القرآف السن على العشق؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذه األسئل ال بد ؽبا من كتاب من كتب مصطلحات الصوفي ،فيوجد كتب مصطلحات الصوفي مثل ابن عرب ،أو القيشاٍل ،أو اإلماـ أبوالعزائم ،ويوجد كتاب مصطلحات الصوفي للدكتور حسن الشرقاوي ،فهناؾ كتب كثّبة فيها مصطلحات
) (
الصوفي يبكن الرجوع إليها. ومصطلحات الصوفي : ليس ؽبا عبارة واحدة يسطرىا كل من يتحدث عن الصوفي ،ألف ىذه أذواؽ وأشواؽ ومواجيد ،والوجد ىبتلف من إنساف إلنساف ،واغباؿ ىبتلف من إنساف إلنساف، فكلها حاالت فردي وليست ؽبا تعميم صباعي ،ليس قانوف مثل القوانْب العلمي يطبقها اعبميع بل ىي حاالت إنساني فردي . فالعشق أف اإلنساف يبيل ابلكلي إلنساف مثلو ،وىذا إذا كاف عشق إنساٍل ،أو إىل اغببيب األعظم ؼبا يرى فيو من أوصاؼ خالقو وابريو ،فليس وببو للحم والشحم والدـ ،بل ألوصاؼ هللا الٍب ظهرت يف حبيب هللا ،أو عشق لذات هللا لنعم هللا الٍب ال تعد وال ربصى الٍب أحاطها بنا هللا ،قاؿ يف ذلك: { أّٔسِبُّٛا ايًََّ٘ يَُِا َٜػِرُٚنِِّٕ َِِٔ ِْعََُِِ٘ٚ ،أّٔسِبُّ ِْٞٛبِشُبّْ ايًََِّ٘ٚ ،أّٔسِبُّٛا أٌَِّٖٔ بَِٝتِ ٞيِشُبّْ} ٞ
25
فهذا دليل على حب هللا ورسولو ،فاغبديث أيمران بذلك ،واألدل ال تعد وال ربد بْب أصحاب رسوؿ هللا وحبهم الشديد لرسوؿ هللا ،وحبهم الزائد غبضرة هللا جل يف عبله الفرؽ بْب العشق واحملب ..اؼبيل القليب ،والعشق اؼبيل القليب إذا ربوؿ إىل جذوة يف الفؤاد ،أو دافع أكثر يدفعو لتحقيق اؼبراد ،ألف احملب تكوف يف البداي ،فإذا زادت احملب يريد أف يعرب عن شعوره كبو ؿببوبو إف كاف بعبادة ،أو كاف دبواجيد يتحدث هبا ،أو كاف بصبلة وتسليم على اغببيب ،أو أبي عمل يناسب ىذا اؼبقاـ
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-29مكاو الفياء 25بهع الزره ٕ ّال بأن عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب
) (
ما معِب قوؿ اغببلج
؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اغببلج كاف من أئم الصاغبْب ،وقد دخل يف مقاـ الفناء ،ومقاـ الفناء أف يفِب اإلنساف عن شهواتو الدنيوي ،وحظوظو الكوني ،وال يبقى لو إال شهوتو يف اإلتصاؿ ابغببيب ،وحبو هلل ،ألف هللا من كل عبد وببو ويل وقريب ،وىذه مذكورة يف اآلايت القرآني : ٕٕٔ( األنعاـ) أي مات عن حظوظو وأىوائو وشهواتو ،فأصبحت النفس ال سبيل ؽبذا وال لذاؾ من لذات الدنيا الفاني الٍب يتلذذ هبا األقواـ. يوجد أانس عندما يشموف رائح طعاـ معْب ،فإف النفس تشتهيو ،أما ىؤالء يضع أمامهم ىذا الطعاـ فيستوي عندىم مثل غّبه ،ألهنم ال ينظروف إال للذي يقوؿ للشيء ابلسنَّ ،وكما يقوؿ الطب {:سَ ِطبُ كن فيكوف ،فماذا أيكلوف؟ ً تشبها ابغببيب ،وعمبلً ُ 26 ّٕكَُِٝاتْ ُٜكِ َُِٔ ؾُ ًّٖبَُ٘ } ا ِبِٔ ٍّ َ َّ،ي ّٔ األكل ابلنسب ؽبم كالدواء ،فاعبوع مرض ويداوي ىذا اؼبرض بلقيمات يقمن صلبو ،وىذه اللقيمات ربتوي على القيم الغذائي الٍب وبتاجها كل جسم اإلنساف ،ال مرغما ألخذ الدواء غبياة األجساـ ،ألف أيكل تلذذاً ولكن كالذي أيخذ الدواء ،فيأكل ً رغبتو كلها يف القرب من هللا ويف حبيب هللا ومصطفاه ،وىو عندما أيكل يكوف مشتغبل يف اؼبشاىد اإلؽبي : ٕٗ( عبس) ينظر بعْب القلب ً إىل دورة الطعاـ الٍب دارىا حٌب وصل إليو :
( عبس).
العواـ هبلسوف على اؼبائدة فينظروف ما ىذا الصنف؟ وما ىذا؟ أما اػباص ٌ 26ي الٌمب ٖ ّاثي هب خ عي الوقتام ثي هعتٕ
) (
كونو هللا حٌب وصل إىل فينظروف كيف وصل إليو ىذا الطعاـ؟ وكم مرحل مر هبا منذ أف َّ يده؟ كيف وضعت ىذه اغبب يف األرض ،وكيف جاءىا اؼباء من السماء؟ وىيأ هللا ؽبا من يزرعها ،ومن وبصدىا ،ومن يطحنها ،ومن يعجنها ،ومن ىببزىا ،ومن يوصلها إىل ماضغيها ،فهذه نظرات الصاغبْب للطعاـ ،ليس لشهوة الطعاـ وإمبا يروا فيو عطاء هللا ؽبم يف ىذا الطعاـ ،فإذا ذىبت ىذه الشهوات من عنده ،فأصبح لو شهوة واحدة 27 يقوؿ فيها {:ال ُٜؤِ َُِٔ أّٔسَدُنِِّٕ سَتََّٜ ٢هََّٕٖٛ َٕٛاَِ ُٙبَعّا يَُِا ِد ِ٦تُ بِِ٘ } تبعا لرسوؿ هللا ،وىنا يب ِّدؿ هللا هللا ظاىره وابطنو ،يُ ِّ نور هللا فيكوف ىواه ً وينور هللا بنور اتباع شرع اغببيب ظاىره ،فيكوف ظاىره نور ،وابطنو نور : ابطنوِّ ، ٖ٘( النور). إذا مل يكرـ هللا ىذا العبد فّبده إىل مقاـ الفرؽ الذي ربدةنا عنو سابقاً ،ردبا يغيب يف حضرة الربوبي ،ويهيم يف حضرة اإللوىي ،وينطق أبلفاظ عمي على اغباضرين، وتغيب حٌب عن أويل األلباب من الذاكرين ،وىذه األلفاظ يتهيأ ؽبم أنو َّ يدعي أنو ىو هللا ،لكنها ألفاظ ذبري على لسانو أبمر هللا ،ؼبن أراد هللا ؽبم القرب منو ورضاه، لكن اإلنساف إنساف وإف عبل ،والرب رب وإف تنزؿ. ومهما عبل اإلنساف يف اؼبراتب العلي فبل يَبؾ مرتب اإلنساني ،ومهما تنزؿ هللا يف رتبو اإلؽبي ال وبل يف البشري ،فاهلل رب والعبد عبد ،فليس ىذا ذاؾ ،وال ذاؾ ىذا ،فالعبد الذي مل وبصل لو مقاـ الفرؽ يكوف فتن ؼبن حولو ،ألف األلفاظ الغريب الٍب ينطق هبا ال يفقهها إال من كاف يف مثل حالو ،والذي يفسرىا بعقلو يضل ،والذي يفسرىا بفكره يذؿ ،والذي يَبكها على ىواه ردبا وبدث لو خلل ،كالكبلـ الذي ظبعناه للحبلج رضب هللا تبارؾ وتعايل عليو.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
27هعجن المقر ّشر المٌخ عي عجت هللا ثي عورّ ػٖ هللا عٌِوب
) (
-31اخللوة مع اهلل ما اػبلوة؟ وما شروطها؟ وما أرقي مقاماهتا؟ وىل يبكن لئلنساف أف يكوف يف خلوة وىو يف جلوه؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
كاف السابقوف يصنعوف ألنفسهم خلوة إما يف بيتو أو يف اعببل ،وكانوا هبهزوهنا على ىيئ خلوة حضرة النيب يف غار حراء ،فبل تسع إال فرداً واحداً فقط ،سواء كاف سباما ،يدخل فيها بعد واقفاً أوجالساً أو انئماً ،وال يوجد هبا فتحات لكي تكوف مظلم ً أف يعطي لو شيخو ورد ،ويسّب عليو إىل أف أييت لو مرة أخرى فيعطي لو ورد آخر. فلما أتى اإلماـ أبو العزائم َّ جدد أحواؿ الصوفي ،ورجعها إىل األحواؿ النبوي ، فقاؿ :نفَبض أٍل جلست يف ىذه الغرف ومعي شرائط من الفكر والنفس ،وجلست والنفس ظلت تعيد الشرائط ،فيكوف بذلك خلوة أـ جلوة؟ ستكوف جلوة ،أو جلست والفكر ظل أييت يل ابؼبواضيع الٍب أان مشغوؿ هبا ،ماذا أعمل فيها؟ وماذا أصنع هبا؟ أتكوف بذلك خلوة؟! ال. فما اػبلوة؟ قاؿ :اػبلوة خلو القلب فبا سوى هللا ،ذباىد حٌب ىبلو القلب فبا سوى هللا ،فإذا خلى القلب فبا سوى هللا كاف: إعا طددد ب القلدددت هدددي ُّدددن ّشدددجِبد ًَ َددددد ثقلدددددت دددددل٘ن معدددددخ ّ ػدددددب
ٗشدددددددبُت الا٘دددددددت همدددددددرّ ا ك ث ٗدددددددبد ّألددددددف عددددددبم ثددددددت لددددددت أل
ددددددبد
فيخلو القلب فبا سوى هللا ،وال يعينو على ذلك إال استحضار صورة اؼبرشد الرابٍل ،فقد قيل: فإذا وصل إىل ىذا اغباؿ فيكوف بذلك وىو معنا يف خلوة ،وىو يسّب يف الطريق ،أو وىو انئم يكوف يف خلوة ،يف كل أحوالو يف خلوة ،ألنو أخلى قلبو لربو ،وأصبح الساكن فيو ىو جبلؿ هللا وكربايئو ،وىذا ال
) (
يغيب عن ذكر هللا طرف عْب. ىذه ىي اػبلوة الٍب أمران هبا اإلماـ أبوالعزائم ،فإذا مكثت يف بيٍب يف غرف منفرداً وال أريد أف أربدث مع أحد ،فهذه ال تسمى خلوة بل تسمى عزل عن الناس لكي أبتعد عنهم ،أو أكتفي شرىم ،أو لكي ال أغّب من خّبىم ،لكن ليست خبلوة ،بل اػبلوة أف القلب ال يكوف فيو إال هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-31الفياء واحللول واإلحتاز ما الفناء؟ وما الفرؽ بينو وبْب اغبلوؿ واالرباد؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
التناسخ اؼبوجود يف اؽبند الذي يقولوف فيو أف اإلنساف عندما يبوت روحو عندىا تنتقل إىل جسم آخر ،وبعد ىذا اعبسم تنتقل إىل جسم آخر ،فهذا ال هبوز ،وىذه ليس بصورة فريدة بل ىي صور متعددة. تفصيبل ،أنو أما االرباد فهذا أمر داخل يف وحدة الوجود الٍب فسرانىا وبيناىا ً أصبح -حاشا هلل -ىو وهللا شيء واحد. يوجد ما يُسمى بوحدة الشهود ،لكن ال يوجد ما يسمى بوحدة الوجود ،فوحدة الشهود أف ال يشهد إال هللا مسيّػ ًرا لؤلشياء ،وقائم لكل شيء ،لكن ىل يشهد أف هللا نزؿ فيو واربد بو؟ ال ،حاشا هلل ،وكما قاؿ الشيخ ابن عرب: فهذا كبلـ ابن العرب الذي يتهمونو هبذه التهم الذي ىو منها بريء .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
( )
( )
) (
xqxqGxqxxqGxq -1أقوال ملفكة للبػطامي عبادا لو بصقوا على حكى ابن اعبوزي عن أب يزيد البسطامي أنو قاؿ :إف هلل ً جهنم ألطفئوىا ،لقد وددت لو قامت القيام حٌب أنصب خيمٍب على جهنم ،فسألو رجل :مل ذلك اي أاب يزيد؟ فقاؿ :إٍل أعلم أف جهنم إذا رأتِب زبنوا فأكوف رضب للخلق، مث قاؿ اللهم إف كاف يف سابق علمك أف تعذب أحدا من خلقك ابلنار فعظم خلقي حٌب ال تسع مع غّبي ،وقاؿ :وما النار وهللا إف رأيتها ألطفأهنا بطرؼ مقعديت ،نرجوا من فضيلتكم التوضيح؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أما اؼبقول األوىل (لو رأيت النار لبصقت عليها) فهذه مدسوس على البسطامي ألنو كاف من أىل األدب العايل مع هللا ،وال بد أف تزف الكبلـ ،ال يليق برجل حبيب هلل، قوال يتناىف مع األدب مع حضرة هللا وحضرة رسوؿ هللا . وويل هلل أف يقوؿ ً أما قولو( :لو رأتِب جهنم النطفأت) فهذه لكل مؤمن ،وىذا حديث رسوؿ هللا الذي قاؿ فيو: طفّٔأّٔ ُُْ ٛزىّٔ ئّ َٗبِ} ٞ { َِكّٕ ٍُٛايَّٓازُ يًُُِّٖؤِ َِِٔ َِّٛ َٜايّٖ ِكَٝا َ ِ١دُصِ َٜا َُؤِ َُِٔ ّٔفكّٔدِ أّٔ ّٖ
1
وانر اآلخرة تتكلم ،وعندىا غيظ : ٛ( اؼبلك) فنار اآلخرة 1هعجن الطجراًٖ ّالجِ٘قٖ
) (
ليست كنار الدنيا ،انر الدنيا ربرؽ اؼبؤمن و الكافر ،أما انر اآلخرة فبل ربرؽ إال الكافر ،ولوال أف هللا خاطب انر الدنيا عندما أُلقي فيها سيدان إبراىيم ألحرقتو ،فقاؿ ؽبا : ٜٙ( األنبياء) ،فهذا ليس ألب يزيد فقط ،بل لكل مؤمن ،فكل مؤمن يدخل النار لكي ينظر أو يشفع ،فعندما يدخل النار تنطفئ من نور اؼبؤمن الذي يدخلها. األولياء والصاغبوف درجاهتم عند هللا بقدر ما انلوا قسطًا من رضب الرضب اؼبهداة سيدان رسوؿ هللا ،لذلك عبلم الوالي كيف تعرفها عند اإلنساف؟ ىاراب من طاع هللا ،يرده إذا رأيت عنده رضب وشفق ػبلق هللا ،فلو وجد ً شخصا ً شخصا أذنب يُرغبو وال يُرىبو وأيخذ بيده إىل هللا بطريق إسبلمي رداً صبيبلً ،أو لو وجد ً 2 يقوؿ فيها َٚ {:بَػّْسُٚا َٚال َُِٓفِّسُٚا } . فيكوف عندىم رضب ابػبلق أصبعْب ،حٌب ابلعصاة واؼبذنبْب من شدة حناهنم ورضبتهم ،وىذا القوؿ ال ينفرد بو أبو يزيد فقط ،بل كاف ألكثر من رجل من الصاغبْب، أف يسمن جسمو يوـ القيام حٌب يبؤل بو جهنم وال يدخلها أحد من خلق هللا ،وىذا من فرط الرضب والشفق لعباد هللا ،ألف النار مع أهنا انر إال أف هبا رضب : ٖٓ( ؽ) يعِب ىل ستأيت آبخرين؟! كفى ىؤالء ،فهي ال تريد آخرين غّب ىؤالء ،وىذا من شفق النار!! فهذا ما فهمو الصاغبوف من ىذه اآلي بسر العناي اإلؽبي . فكونو أنو نطق هبذا الكبلـ من فرط رضبتو وشفقتو وحنانتو ورؤيتو لفرط رضب هللا ، ألف أبو يزيد البسطامي بذاتو عندما عاين سع رضب هللا قاؿ (( :اي رب لو عاين اػبلق سع رضبتك ما عبدوؾ ،قاؿ :اي أاب يزيد ولو عاينوا حيب لك لقتلوؾ فبل تقوؿ وال نقوؿ)) ألف ىذا سر بينك وبْب الذي يقوؿ للشيء كن فيكوف.
GxqxqGxqxqGxqx 2الجخب ٕ ّهملن عي أً
GqGxqxq
ػٖ هللا عٌَ
) (
-2اخلواطط ىناؾ من العلماء اؼبقربْب قالوا: فكيف ىذا؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
خاطر من النفس اؼبلكوتي وىي اػبواطر الٍب تنزؿ على الصاغبْب أنواع :فهناؾ ٌ خاطر من اؼبلك الذي يقوؿ فيو فيما معناه: بداخل اإلنساف ،وىناؾ ٌ { يهٌ إْطإٍ ًَوّ٘ ُٜطدّْٚ ،ٙ،غّٓٝإْ ٜٛضٛع ي٘ } خواطر أتتيو من ملك اؼبلوؾ مباشرًة ،فالذي رقى وارتقى حٌب وصل وىناؾ ٌ إىل تل ِّقي اػبواطر من ملك اؼبلوؾ عندما أيتيو بو اؼبلك يكوف قد سبق ىذا اؼبلك وعرؼ ىذا اػباطر قبل أف أييت بو اؼبلك ،ألف اؼبلك ال بد أف يبلغو هبذه اػبواطر : ٖٗ( فاطر). ولكنو قبل أف أييت بو اؼبلك قد عرفو من ملك اؼبلوؾ ،وإىل ذلك يقوؿ هللا يف حبيبو ومصطفاه : ٙ( النمل) وأين جربيل ىنا؟ جربيل ليس ىنا ،ولكن وال تعجل ابلقرآف الذي عرفتو: تعجل إال إذا جاء ٔٔٗ( طو) فبل َّ جربيل ابإلذف ،ولذلك روى اإلماـ القشّبي يف تفسّبه (لطائف اإلشارات) يف تفسّب أوؿ سورة مرَل :أف جربيل ؼبا نزؿ قاؿ لرسوؿ هللا :بسمميحرلا نمحرلا هللا : علمت ،قاؿ: علمت ،قاؿ :عْب قاؿ: علمت ،قاؿ :ىي قاؿ: ؾ قاؿ: ُ ُ ُ لت بو، علمت ،قاؿ :عجباُ لك اي رسوؿ هللا ص قاؿ: علمت ومل أعلم وأان الذي نز ُ َ ُ فقاؿ :اي أخي اي جربيل :أمل تنزؿ بقوؿ اعبليل : ٙ( النمل)؟ فكاف يتلقاه من هللا ،لكن ال يؤذف ابإلخبار عنو ونطقو إال بعد
)
(
نزوؿ أمْب الوحي جربيل ٍ إبذف من هللا .
إذاً النزوؿ األوؿ لو خصوصي ،والنزوؿ الذي أييت بو جربيل عبميع األم احملمدي ، فكأف ىذا اػبطاب فيو خصوصي وىو أييت من اغبضرة اإلؽبي ،وفيو عمومي وىذا ال بد أ ف أييت برسال من رب الربي إىل اغبضرة احملمدي ،وىو نفس الكبلـ ،ولكن فيو معاٍل خاص للحبيب اؼبصطفى من ربو ،ومعاٍل عام ألم حبيبو ومصطفاه صلوات رب وتسليماتو عليو. وكذلك األمر ،فهناؾ ٌ رجاؿ من رجاالت هللا يقوؿ بعضهم: وإف كاف ىذا الكبلـ خاص ،فهؤالء ينزؿ عليهم العطاءات اإلؽبي مباشرة ،لكن ال يؤمر ابلتحدث هبا حٌب أيتيو ملك اإلؽباـ ،وىنا اإلذف أبف يُبلِّغ ،لكن ما أيتيو قبل اإلؽباـ فهذا ػباص نفسو ،ال يُبلغ بو غّبه ،وال يفتح خاص بو ،وإذا أراد هللا أف يعم ىذا اػبّب بو فاه ،وإمبا يعمل بو يف نفسو ،ألنو شيء ٌ فيأمر ملك اإلؽباـ أف يذكره بو ليبيح بو ؼبن حولو ،نسأؿ هللا أف يعلمنا ذلك أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-3نتاب الطبكات الهربى للؿعطاىي ما رأي فضيلتكم يف كتاب (الطبقات الكربى) للشيخ عبد الوىاب الشعراٍل ،ألف البعض يرى أف بو الكثّب من الضبلالت؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اؼبعتاد أف أتباع الصاغبْب كثّب منهم يبالغ يف كرامات شيخو ،ويظن أف ىذا واجب نوعا من اؼبسانب يف نشر دعوة هللا ورسولو على يد شيخو ،والشيخ عليو ،ويظن أنو ً عبد الوىاب الشعراٍل صاحب كتاب (الطبقات الكربى) يذكر فيو مقتطفات من
)
(
أحوؿ الصاغبْب وأقواؽبم الٍب نتعلم منها ،من أوؿ سيدان أبوبكر الصديق إىل عصره ،فيها معظم الصاغبْب الذين تواجدوا خبلؿ ىذه األزمن . وكانت الكتب يف أايمو تكتب خبط اليد فبل يوجد مطابع ،وكاف ىناؾ أانس يدسوف كبلـ غّب كبلمو يف كتبو ،وبكي بنفسو فيقوؿ :أخرجت كتاب عن ؿبي الدين بن حكيما ،فعندما يكتب النسخ األوىل خبطو يطوؼ العرب أبرؤه فبا نسب إليو ،وكاف ً على علماء األزىر لكي ينظروف إىل النسخ ،وهبعلهم يوقعوف عليها. وبعد فَبة من الزمن قالوا لو :الكتاب الذي أخرجتو وكاف إظبو (الكربيت األضبر يف عقائد الشيخ األكرب ؿبي الدين بن عرب) فيو كذا وكذا ،فقاؿ ؽبم :ىذه النسخ األصلي ،وىذه توقيعاتكم عليها ،انظروا؛ أيوجد شيء فيها فبا ىو منسوب يف النسخ علي يف حيايت أفبل يدسوف علي الشيخ ؿبي األخرى؟ فقالوا :ال ،فقاؿ :طاؼبا دسوا َّ الدين وىو منتقل وغّبه؟!! فكاف الدس موجود ،ألف الكتب كانت تكتب ابليد. واآلف بعض اؼبغرضْب الذين يعيدوف طباع الكتب وبذفوف ما ال يرغبوف فيو، ويطبعوه طباعو راقي لكي يوزعوه وبذفوف اعبزء الذي ينغصهم ويضايقهم وال يتقبلونو، لكن كما يقولوف :أف اغبرامي دائماً يَبؾ بصم تدؿ على أنو حرامي. أان ذات يوـ أتيت بكتب ألوالدي تتناسب معهم ،كتب علميو ترتبط ابألحاديث النبوي واآلايت القرآني ،كتاب عن السمع يف القرآف والسن والطب ،وكتاب عن حاس الشم ،وىكذا ،ومن ضمن ىذه الكتب كتاب (الكبائر) للشيخ الذىيب لكي يعرفوه، فإحدى بنايت بعدما قرأت الكتاب قالت يل :يوجد اببْب موجودين يف الفهرس وغّب موجودين يف نص الكتاب ،ونبا ابب اغبب يف هللا ،وابب معاداة أولياء هللا ،حذفوىا من اؼبًب ونسوا أف وبذفوىا من الفهرس فأصبحت كاشف عليهم. س فيو ما ال فكتاب الشيخ عبد الوىاب الشعراٍل (الطبقات الكربى) قد يكوف ُد َّ يكتبو من أحباب الصاغبْب ،لكي يرفعوا يف نظرىم قدر مشاىبهم ،على سبيل اؼبثاؿ أتباع سيدي أضبد البدي يضيفوف لو أشياءأو أحباب سيدي إبراىيم الدسوقي كذلك.
)
(
رجبل من الصاغبْب إظبو الشيخ عبد الرضبن حسن ؿبمود، قيض هللا يف عصران ً وىو من رجاؿ األزىر الشريف اؼبعاصرين ،وقد تويف منذ فَبة قصّبة ،ىذا الرجل نقى الكتاب ونقحو وطبعو طبع ليس هبا ىذه العثرات الٍب يشنع هبا أعداء الصاغبْب. ولذلك الذي يريد أف يشَبى كتاب (الطبقات الكربى) يشَبي الطبع اؼبكتوب عليها ربقيق الشيخ عبد الرضبن حسن ؿبمود.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-4نتاب تلبيؼ إبليؼ البً اجلوظي ما رأي فضيلتكم يف كتاب (تلبيس إبليس) البن اعبوزي؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الشيخ ابن اعبوزي كاف واعظًا لو أتةّبه العظيم يف ؾباؿ الوعظ ... لكنو كاف تلميذ الشيخ ابن تيمي ،فهو من البداي ال يتقبل الصوفي ،وال أحواؿ الصوفي ،وعندما ألف كتابو (تلبيس إبليس) ركز فيو على قصص ونبي قد يكوف ظبعها من بعض األدعياء ،ليشنع هبا على أحواؿ الصادقْب من الصوفي ... فهذه الكتاابت مغرض ليست علمي ،وال تتبع اؼبنهج العلمي الذي ينبغي أف يؤسس عليو أي عامل تقي نقي زكي ،ألف اإلنساف إذا أراد أف يدرس قضي ال بد أف يتربأ من اؽبوى ،ومن اؼبيل ،وهبرد أدوات حبثو ،ويبحث القضي على أنو ال سابق علم لو هبا، وال وباوؿ أف يثبت صح رأي مسبق عنده يف دراستها. فإذا كنت أريد أف أةبت أف رأي ىو الصواب فتكوف بذلك ليست دراس علمي ، فالدراس العلمي دراس للموضوع ،وال يوجد عندي رأي مسبق لو ،وال ميل لرأي، ودحض أي رأي آخر، ىذا النهج العلمي مل يطبقو ابن اعبوزي ،فهو أخذ موقف من الصوفي ،فانسحب
)
(
ىذا اؼبوقف على كل ما أخذه يف (تلبيس إبليس) ألنو يريد أف يناؿ منهم ،وأف يشنع دائما ننصح الشباب عليهم ،وأف يشوه صورهتم لكل من يقرأ ىذا الكتاب ،ولذلك كبن ً أف ال تقرأ مثل ىذه الكتب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-5التفاغري الصوفية يؤخذ على التفاسّب الصوفي أهنا أحاسيس شخصي ،فإهنا زبتلف حسب اؼبذاقات ،ومعطيات األشخاص ،وال تتفق مع معيار عاـ شامل؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
كل التفاسّب الصوفي وغّب الصوفي تعرب عن الرأي الشخصي ؽبذا اإلنساف اؼبفسر يف اآلايت الرابني ،فهل رأيو يف اآلايت -حاشا هلل -ىو رأي هللا؟! ىل تفسّبه ما كاف يريده أف يقولو رسوؿ هللا؟! ال ...فكل فرد يقوؿ رأيو ،ولذلك الشيخ الشعراوي عندما قالوا لو :تفسّبؾ ،فقاؿ ؽبم ،ليس بتفسّب بل ىي خواطر أتتيِب ،وغّبي يقوؿ خواطر ،فهذه تسمى خواطري كبو القرآف الكرَل. لذلك قبد تفاسّب ليس ؽبا عدد ،وتغلب عليها ةقاف اإلنساف اؼبفسر السابق ،إذا كاف مهتماً ابلنحو فنجده يف تفسّبه مهتماً ابلنحو ،ىذه الكلم مبتدأ ،وىذه الكلم خرب وىكذا ،أما إف كاف يغلب عليو الببلغ فنجده يركز يف تفسّبه على الببلغ ،ىذه صورة تشبيهيو ،وىذه كنايو ،وىذه استعارة وىكذا ،وإف كاف يبيل للقصص واغبكاايت فنجد تفسّبه كلو حكاايت. فمثبل كتاب الزـبشري قبده كلو ببلغ ألنو كاف وبب وىذه الكتب موجودةً ، الببلغ ،أو تفسّب اػبازف قبده كلو حكاايت ورواايت ألنو كاف وبب القصص واغبكاايت والرواايت.
)
(
إذا كاف اؼبفسر لو رأي خاص فيما يسمونو علم الكبلـ أو العقائد فتجد ذلك يسيطر عليو ،ولذلك ذبد أف الزـبشري يبيل إىل اؼبعتزل ،فكل تفسّبه يتبُب آراء اؼبعتزل ، وىكذا. فكل آراء اؼبفسرين عبارة عن خاطرة نفسي أو قلبي أو فكري ،إذا كاف دارساً مقتنعا ويسيطر عليو الدراسات الٍب قرأىا فهذه اػبواطر أتت نتيج الفكر ،وإذا كاف ً بفكر ويريد إةباتو يف تفسّبه فهذه تكوف خواطر نفسي . وإذا كاف رجبلً تقياً نقساً وال يطلب إال تفسّب القرآف دبا يرضي هللا على حسب مستوى اغباضرين بْب يديو ،فهذه تسمي خواطر قلبي ،يتلقاىا مباشرة من الذات العلي . فكل فرد لو منهجو ورأيو يف التفسّب ،وال يوجد أحد يقوؿ رأيي ىذا ىو الصواب وغّبه خطأ ،فنقوؿ لو :أنت اػبطأ ،فأنت قل رأيك وكل شخص يقوؿ رأيو ،ولو كاف األمر وبتاج إىل تفسّب واحد ليجمع عليو اؼبفسروف لكاف فسره رسوؿ هللا ،وال أحد يفسر بعد ذلك ،ولذلك تركو ،ألن كل عصر حيتاج لتفسري ،وكل فئة حيتاجون لتفسري. فالعصر الذي حنن فيو اآلن عصر علم ،فنجد كتب تفسري مصور لألطفال ،وىو أييت ابآلايت الكونية ،ويعرض فيلمها ،ويضع اآلية القرآنية والتفسري البسيط هلا.. فمثالً: فيأيت بفيلم للشمس وىي جتري ،يعرضو على األطفال ،ومعو تفسري بسيط ،وىذا ما حيتاجو أطفالنا يف ىذا الزمان ،وىل السابقني كان يوجد عندىم ىذه األشياء؟ ٖٛ( يس)
ال ،ولذلك قال هللا حلضرة النيب 19( :القيامة).كيف ذلك؟ ......يلهم هللا أىل كل عصر ،وأىل كل مصر ابلتفسري الذي يالئم من يعيشون معهم مبا يالئم أحواهلم وعلومهم وأفهامهم...
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
)
(
-6مؿاٍس اخلاصة ىل ىناؾ صل بْب اغبقيق احملمدي واؼبشاىد الذاتي ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىناؾ مشاىد للحقيق احملمدي وىي مشاىد خاص ،وىناؾ مشاىد لؤلظباء اإلؽبي وىي مشاىد خاص ،وىناؾ مشاىد اإلسم الذايت وىي مشاىد خاص ،وىناؾ مشاىد اؽبُوي وىي مشاىد خاص ،وىناؾ مشاىد حضرة كنز العماء وىي مشاىد أخص، عد ؽبا وال َّ وىناؾ مشاىد حضرة الذات ..مشاىد ال َّ حد ؽبا يرتقي فيها العارفوف، ولكنهم ال يعرفوف كيفي التعبّب عما شاىدوه للمريدين ،فكيف يفسروف ما شاىدوه؟! وكيف يوصلوه ؽبم حٌب برموز وليس أبلفاظ للمريدين؟!. فالعارفوف يصلوف إىل حاؿ يصف شيئاً يراه ،وكبن مل نصل إىل مثل ىذا اغباؿ، والناس تقف عند العبارات ،فأان مل أصل إىل ىذه اؼبشاىدات فمايل وما ؽبذه العبارات؟! ِ فسر أحواؿ ىؤالء ىذا وبتاج ؼبن ذاؽ ىذه العبارات بعد أف سبتع هبذه اؼبشاىدات لكي يُ ّ عربوا عن ىذه العبارات. األكابر عندما َّ عرب على قدره دبا أشهده هللا من نور صبالو وكماؿ وصلو ،لكن ىذه كل يُ ِّ ٌ األشياء ال يستطيع أح ٌد أف يعُدىا وال وبدىا ألهنا ليس ؽبا هناي . كل اؼبشكل واؼبعضل يف ىذا األمر أف كثّباً فبن َّ يدعوف الصبلح وباولوا أف شدوا الناس ليظنوا أهنم صاغبْب ويتكلموف يف ىذه اؼبصطلحات بعبارات ،وىم مل يُ يتوصلوا إىل حقيق ىذه اؼبشاىدات ،فهذا ما ىبلط على الناس.
لكن لو أنو َّ قدـ نفسو غبضرة هللا ،وذبح نفسو على مذبح القدرة ،ومل يعد لو ىوى وال حظ وال رغب يف مشيخ وال ُظبع وال ظهور ،فعلى الفور يتواله مواله ،فبل ىبرج من فمو إال ما يليق ابغباضرين حولو من عباد هللا ،فهذا الطعاـ الذي ينزؿ ؽبم جل يف عُبله ،وىو ليس لو شأ ٌف بو ،فهو ؾبرد سفرجي يُق ِّدـ الطعاـ طازج من حضرة هللا َّ
)
(
ولست أان صانعو ،وال أان طاىيو ،فأان ؾبرد سفرجي ،فاؼبطبخ الذي يُقدمو لو اؼبطبخ ... ُ هبهز اؼبائدة ،وأان آخذ من ىذه اؼبائدة وأقدمو ؽبؤالء فقط ،وال أُقدمو ٍ ألحد آخر، اإلؽبي ِّ وال أستطيع أف آيت ٍ بطعاـ آخر ألقدمو ؽبؤالء ،فأان ملتزـ. فهذا ىو الفارؽ بْب العارفْب واعباىلْب الظاىرين على أهنم عارفْب ،ولذلك يسموهنم قُطَّاع طريق هللا على عباد هللا أصبعْب ،فهذه ىي اغبقيق أهنم يضللوف الناس، والناس وبسنوف الظن فيهم وىم مساكْب ليس معهم شيء وال يعرفوف شيء. فلماذا تقطع الطريق على عباد هللا؟! إما أف تعرؼ ،أو تَبكهم ؼبن يعرؼ ،وأنت ال تعرؼ فقل ؽبم :احبثوا عن غّبي فتكوف بذلك رجبلً أميناً ،وبسر ىذه األمان سيكرمك رب العاؼبْب .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-7مساع املسائح اليبوية والتغين بَا ما حكم ظباع القصائد ،واؼبدائح النبوي ،أو التغِب هبا؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
يكفي أف نساء األنصار بنات بِب النجار استقبلن حضرة النيب وكن ينشدف (طلع البدر علينا من ةنيات الوداع) فقاؿ ؽبن حضرة النيب: { ايًَُّ٘ َٜعًُِِّٔ إَّّٔٔ قّٔ ًّٖبُِٜ ٞشِبُّهَّّٕٔ }
3
أةُب على ىذا األمر ،وكاف أيمر بوضع منرب يف مسجده غبساف بن اثبت يقف عليو ليقوؿ قصائده ،ويقوؿ لو: { اِٖرُ ايُُّٖػِ ِسنِنَ ،فّٔإَِّٕ زُٚحَ ايّٖكّٕدُعِ َ َعؤّ }
4
ػٖ هللا عٌَ الٌجْح للجِ٘قٖ ّاثي هب خ عي أً 3 4همٌت أحوت ّاثي حجبى عي الجرا ثي عباة ػٖ هللا عٌَ
)
(
والنيب كاف عندما يعمل مع أصحابو يف بناء مسجده ،أو يف حفر اػبندؽ كاف يتغُب ويردد حولو اؼبهاجروف واألنصار ،وكاف يقوؿ : { ايًََُِّّٗ إَِّٕ ايّٖ َعِٝؼَ َعِٝؼُ اآلَِسَ ِٙفّٔا ّٖغفِسِ يِألِّْٔؿَازِ َٚايَُُّٖٗادِسَ} ِٙ
5
وىم كانوا يردوف ويقولوف (( :ألف قعدان والنيب يعمل لذاؾ منا العمل اؼبضلل))
وكاف إذا سافر ومعو النساء يركنب اعبِماؿ ،واعبماؿ ربب ظباع األانشيد من صوت شجي ،فكاف من بْب أصحاب رسوؿ هللا أقبش ،وكاف ذا صوت عذب، عندما يتغُب تسرع اعبماؿ ،حٌب كاف رسوؿ هللا ىباؼ على النساء أف يقعن ،وكانت النساء لكل واحدة ىودج فيقوؿ لو: { َ َِٜٚشؤّ َٜا أِّْٔذَػَ ّٕ١از ِّٕفلِ بِا ّٖيكَّٔٛازِٜسِ }
6
فكانت اعبماؿ ذبري عند ظباع صوتو ،وىو ما يسمى اغبداء ،وكاف يف معاركو اغبربي يذىبوف ومعهم طبوؿ اغبرب ويتغنوف ابألانشيد اغبماسي ،فكل ىذه أدل اثبت و معتمدة قديبًا وحديثًا ،وكل من هنى عن ذلك فإنو ال يعلم حقيق ذلك. اؼبنهي عنو يف الغناء إذا كاف أبلفاظ فاحش ،أو أبلفاظ ماجن ،أو أبلفاظ ذبعل اإلنساف عندما يسمعها يصاب ابمشئزاز أو حبياء شديد ،أو كاف الغناء يف وقت فريض من فرائض هللا ،ويبنع اؼبغِب واؼبستمعْب من أداء الصبلة يف وقتها ،أو يصحب الغناء أمور ال يرضاىا الدين كرقص ٍ نساء مع رجاؿ ،أو نساء بْب رجاؿ ..ىذه ىي األمور احملرم . لكن الغناء الديِب الذي فيو أتسي بسيد األولْب واآلخرين فإف الدين وببذه، ألف القلوب تتحرؾ إذا ظبعت ىذه الكلمات من رجل موىوب ابلصوت اغبسن. سيدان داود عندما كاف يَبًل دبناجاتو هلل وىي ما تسمي اؼبزامّب ،فمن شدة 5الجخب ٕ ّهملن عي أً 6الجخب ٕ ّهملن عي أً
ػٖ هللا عٌَ ػٖ هللا عٌَ
)
(
تواجده كانت اعبباؿ والطيور واغبيواانت كلها تلتف حولو ويعملوف حلق ذكر معو ويرددوا معو : ٔٓ( سبأ).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-8الصنط بالعسز ما فائدة الذكر أبظباء هللا ألف مرة أو مائ ألف مرة أو أكثر؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الذكر ابلعدد ال يستوجب اؼبدد ،وإمبا يستوجب حسنات تُكتب لئلنساف ،ويرى أةرىا يف اعبنات ،لكن ذكر هللا الذي يصل بو العبد إىل القرب من مواله الذي يستغرؽ فيو يف حضرة هللا ،حٌب أنو ردبا ال يدري بنفسو ،فكيف يعد؟! الذي ال يدري بنفسو وال يرى نفسو ىل يعد؟!!.ويري الصديقوف وُك َّمل اؼبقربْب أف هللا وبيطنا بنعمو ،وال يعدىا علينا ،أفينبغي أف نعد ذكره الذي أعاننا عليو على حضرتو؟! ونطلب األجر يف مقاـ عظمتو؟! ىل ىو َّ عد علينا النعم لكي نعد عليو الذكر؟!! والذكر الذي يناؿ القبوؿ ،ووبوز الرضا من هللا ،ىل علمناه حٌب نعده؟!! فالذي يذكر يذكر هللا ،والذي يذكر هللا يقوؿ فيو حبيب هللا ومصطفاه ٚ {:اعًُُِّٔٛا إَّّٔٔ ايًََّ٘ ئّا 7 َٜطِتَذِٝبُ ُ،عَا َِِٔ ّ٤قّٔ ًّٖبٍ غّٔافٌٍِ ئّا} ٍٙ فإذا كاف القلب منغمس يف الدنيا،أو يف الشهوات ،أو يف اغبظوظ ،ومشغوؿ ،فبل يقبل هللا منو ىذا الذكر! ألف هللا يريد الذكر يف حاؿ اغبضور مع من يقوؿ للشيء كن فيكوف: اعأددددددددددددر هللا إى ًمدددددددددددد٘ذ ددددددددددددْاٍ
ددددددد ثقلدددددددت مدددددددٖ الددددددد أر ٗدددددددب هللا
7بهع الزره ٕ ّال بأن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
إذا نسيت كل شيء وذكرت ،فهذا ىو الذكر: (ٕٗالكهف).
قبل عصر اإلماـ أب العزائم كاف ىناؾ من الصاغبْب اجملدين يف العبادات، ىؤالء اجملدين كانوا هبعلوف ؽبم أوراداً من األظباء والصفات ،فيوجد منهم من يذكر هللا بسبع أظباء ،فينتقل من إسم إىل إسم وىم السادة اػبلوتي ،وىناؾ الذين يذكروف بثبلة عشرة إسم ،فينتقل من إسم إىل إسم إبذف شيخو ،وىم السادة البيومي واػبليلي ،فأيت اإلماـ أبو العزائم أرضاه وقاؿ كل األظباء اغبسُب للتخلق ،وذكره أف يتخلق هبذا االسم ،فلو ذكر إسم (الكرَل) مائ ألف مرة ،وىو رجل خبيل ،أيكوف بذلك ذكر ىذا االسم؟! ال ،فما ذكر إسم (الكرَل)؟ أف ينفق ما يبلك هلل . إذا كاف ىو غليظ يف اؼبعامبلت ،إف كاف مع زوجتو ،أو مع أبنائو ،أو مع جّبانو، أو غّبىم ،وىو يذكر إسم (الرحيم) مبليْب اؼبرات ،فماذا أخذ من إسم (الرحيم)؟ مل أيخذ شيء ،فذكر إسم (الرحيم) فعل ،أرحم إبِب ،وأرحم بنٍب ،وأرحم زوجٍب ،وأرحم الذين حويل ،وأرحم نفسي ،فالذكر ىو التخلق هبذا االسم. رجل شديد يف اػبصوم ،ووباولوف أف يصلحوه على شخص فبل يوافق ويرفض، فما ذكرؾ يف ىذا اؼبوقف؟ إسم هللا (العفو) ،فهل ذكر اسم (العفو)؟ ال ،فالذكر ليس ابلقوؿ ،بل الذكر ابغباؿ ،فأنت عفو تعفو عن من ظلمك ،وتصل من قطعك ،وتعطي من حرمك. هللا إظبو (اللطيف) فإذا أردت أف تذكر إسم (اللطيف) فبل بد أنت تكوف أنت لطيف يف كل أحوالك ،حٌب مع اعبمادات تكوف لطيف ،حٌب مع فتح وغلق الباب تكوف لطيف ...يف كل أمر من األمور لطيف وىذا ىو ذكر إسم هللا اللطيف. فما اإلسم الذي نتعلق بو لكي نصل بو إىل القرب من هللا؟ ىو إسم (هللا) فهو اإلسم الوحيد للتعلق ،وىذا الذي قاؿ فيو هللا غببيبو ومصطفاه : ٜٔ( األنعاـ).
)
(
وإذا أردان أف ندعوا ،فندعوا أبي إسم من أظباء هللا اغبسُب: ٔٔٓ( اإلسراء) فعندما أدعو أقوؿ :اي رزاؽ ارزقِب ،اي شايف اشفِب ،اي معايف عافِب ..فأذىب لؤلظباء اغبسُب اؼبوافق للدعاء، لكن الذي يريد هللا فقط ،وال يريد مصاٌف دنيوي وال أخروي وال كوني ،فعليو دبا قاؿ هللا لرسوؿ هللا : ٜٔ( األنعاـ).
وقاؿ لنا يف أكثر من آي : (ٔٗاألحزاب) فهو اإلسم اػباص ابلذكر ،وىذا ىو اإلسم الوحيد الذي لو حذفت أي حرؼ من حروفو ال ينتقص من ىذا اإلسم شيء ،فلو حذفت األلف أصبح (هلل) : ٕٛٗ( البقرة) ولو حذفت البلـ األويل أصبح (لو): ٖٔ( األنعاـ) ولو حذفت البلـ الثاني أصبح (ىػ) : ُ ٖ( اغبديد) لو حذفت أي حرؼ فيكوف الباقي اتـ ،وال يوجد أحد من األولْب وال اآلخرين ظبي هبذا االسم ،حٌب فرعوف قاؿ : ٕٗ( النازعات) ومل يقل (هللا) ألف ىذا اإلسم خاص حبضرة اإللوىي .
وىذا ىو اإلسم الذي نذكره ،كيف نذكره؟ نذكره يف حال استغراؽ ،إىل أف تنكشف اغبجب ،ويتحقق القرب من حضرة الكرَل اػببلؽ ،ال يوجد مائ ألف ،أو سبعْب ألف ،أو مليوف ،وال شيء من ىذا القبيل الذي كاف يف األايـ السوالف ،لكن لكل عصر دول ورجاؿ.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-9الصنط بـ (ٍو) يؤخذ على الصوفي الذكر أبظباء هلل غّب اؼبفهوم مثل (ىو)؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
)
(
(ىو) إسم مفهوـ ،وىو ضمّب غائب ،لكن إذا كاف ضمّب متعلق ابلعلي الكبّب فبل يكوف غائب. لكن البعض يذكر ببعض األظباء غّب اغبقيقي ،كبعض أدعياء التصوؼ الذين ينتقصوف ذكر األظباء بسبب حركاهتم الٍب تصاحب ذكرىا ،كبن نشَبط للذكر وحركات الذكر أف يكوف القوؿ بلفظ صريح بلساف عرب فصيح (هللا). لكن بعض اؼبنتسبْب للصوفي ،وخاص الذين يذكروف على آالت موسيقي ،حٌب ال توجد حلقات بينهم ،فكل فرد يذكر على حده ،ومنهم الذي يظن أنو حدث لو حاؿ وجد ،فبعض ىذه اغباالت يظن أنو غاب عن الوعي ،أو أنو يبثل أنو غاب عن الوعي على حسب حالتو،وبعضهم يصنع بفمو مثل فم اعبمل وىبرج رغوة ليبْب أنو رجل ؾبذوب ،وىبرج األلفاظ بعبارات غّب واضحات ،مع أهنا أظباء هللا !!وىذه ال ينبغي أف تكوف بْب الصوفي الص ادقْب ،ألف أحرص ما كبرص عليو أف يكوف اللفظ صريح صبيعا وفصيح ،كما ورد يف القرآف ،وكما ورد عن النيب العدانف ولذلك كبن نقوؿ ً (هللا ،هللا) ،فمثل ىؤالء أقواؽبم ىذه تتنايف مع الصوفي الصحيح ،الٍب ىي على اؼبنهج الكرَل ،منهج الرءوؼ الرحيم .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11شنط احلطوض قاؿ
تعاىل :
ٕٗ( الكهف)..
فمٌب نسي رسوؿ هللا ربو حٌب يذكره؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا السؤاؿ أجبناه قبل ذلك ،واإلماـ إبو العزائم وأرضاه أجاب عن ىذا السؤاؿ يف ٍ بيت من اغبكم ،قاؿ فيو هنع هللا يضر:
)
(
اعأددددددددددددر هللا إى ًمدددددددددددد٘ذ ددددددددددددْاٍ
ت مدددددددٖ الددددددد أر ٗدددددددب أه ددددددد ثقلددددددد ا
ٌ مشغوؿ ،والقلب سارح ،فهذا ما معِب ىذا الكبلـ؟ إذا ذكر اإلنساف هللا والباؿ الذكر غّب مقبوؿ ،قاؿ فيو : { َٚاعًُُِّٔٛا إَّّٔٔ ايًَّ َ٘ ئّا َٜطِتَذِٝبُ ُ،عَا َِِٔ ّ٤قّٔ ًّٖبٍ غّٔافِ ٌٍ ئّا} ٍٙ
8
يعِب قلب مشغوؿ ،ومٌب يقبل هللا ذكره؟ إذا كاف القلب حاضراً ،وال يغيب عن حضرتو ،وال ينشغل ابلدنيا واألىواء والشهوات أةناء الذكر هلل . حاضر فإذا نسي اإلنساف األكواف ،وغاب يف ؿبب الرضبن ،وذَ َك َر هللا وىو ٌ ٌ مشغوؿ بْب يدي حضرتو ،فبل يتأجج يف قلبو إال عظموت حضرتو وقاؿ( :هللا) والقلب ابهلل ،فهذا ىو الذكر. فالذكر اغبقيقي الذي فيو القبوؿ ،وفيو الرفع ،وفيو اؼبقامات العالي ،إذا نسيت كل شيء غّب هللا عند ذكرؾ هلل ،ىذا الذكر الذي ذكره العارفوف ،وىذا الذي قاؿ فيو اإلماـ اعبنيد هنع هللا يضر: عأرردددددددد أًَدددددددٖ ًمددددددد٘زد ل
دددددددخك
ّأُدددددددددْى الددددددددد أر عأدددددددددر لمدددددددددبًٖ
فذكر اللساف ىو البداي ،لكن ذكر القلب ىو الذي فيو العناي ،وفيو الرعاي ، السر فيو اإلكراـ ،وفيو وفيو الوالي ،وأما ذكر الروح ففيو التجليات وفيو الفتوح ،وذكر ُّ الرب ،وفيو اؼبودة الٍب ال تنقطع من هللا ؼبن يذكر هللا على ىذه اغباالت الطيب . فالذكر األكرب ىو أف اإلنساف يذكر هللا يف حضوٍر مع مواله ،فهناؾ ذكر يف حال الغيب ،يعِب أان أذكر هللا ولكن ال أرى شيئاً وال أشعر أبي بشيء ،لكن ىناؾ من ال يذكر هللا إال ووبضر قلبو ،ويتمتع ابلنظر -على قدره -إىل وجو مواله ،وىذا شيء آخر ،فالذكر ذكراف ذكر القلب وذكر اللساف: الددد أر عأدددراى ،عأدددر القلدددت ّلمدددبًٖ
ُودددددب هقدددددبم شدددددِْ ٕ ا
ػدددددْاًٖ
8بهع الزره ٕ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح
)
(
مدددد أر مدددد ا ٕ هٗددددخ الْ ددددَ ددددبُرا
ّثب دددددن الددددد ٕ أُدددددْاٍ عأدددددر لمدددددبًٖ
اللساف يذكر ويردد اللفظ ،ولكن القلب يرى ما اليراه الناظروف من أنوار أو أسرار أو صباؿ رب العاؼبْب على حسب مقامو وقدره. فمنهم من يشاىد األنوار : ٖ٘( النور) ومنهم من يشاىد نور األظباء والصفات ،ومنهم من يشاىد ملكوت رب العاؼبْب ،ومنهم من يشاىد أنوار حضرة ِّ العزة ،ومنهم من يشاىد األنوار الذاتي ،وكل واحد على حسب ذكر مع مشاىدات. قربو من ربو ،وىذا اظبو ذكر اغبضور ،وىو ٌ
علي الذكر يوماً ،فرأيت كل شيء الشيخ أبو اغبسن الشاذيل يقوؿ :قَ ِوي َّ فوجدت ذرات الرماؿ حويل نوراً ،قاؿ :فأخذٍل حصر البوؿ ،وكاف يف صحراء ،قاؿ: ُ أتبو ُؿ عليها؟! فدعوت هللا أف وبجبِب عن ىذا اؼبشهد، كلها نوراً تذكر هللا ،فكيف َّ ورسلنا ما حجبناؾ ،ولكن ادعنا أف نقويك، فقيل يل :لو دعوتنا بكل أظبائنا وأنبيائنا ُ ونظرت ابلعينْب. قاؿ :فدعوت هللا أف يقويِب ،فأشهدٍل اؼبشهدين ُ
فأصبح ىذا اؼبقاـ األكمل يف ىذا اؼبقاـ ،فعْب الرأس ترى الرمل ،وعْب القلب ترى النور الذي يف ىذا الرمل ،وأُذف الرأس ال تسمع شيئاً من الرمل ،ولكن أُذف القلب تسمع ذكر الرمل ػبالق الرمل عز وجل ،وىذا مقاـ ٍ عاؿ نسأؿ هللا أف يبلغنا إايه أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11غلطاٌ احلكيكة يقوؿ القشّبي:
...نرجو التوضيح؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
)
(
نضرب مثاؿ لتوضيح اغبقيق :قيس ليلى اؼبشهور ،عندما اشتغل حبب ليلى وسيطرت عليو ،أصبح ال يرى إال ليلى ،وال يسمع إال صوت ليلى ،حٌب عندما ذىب إىل دايرىا قاؿ: أهدددددددر علدددددددٔ الدددددددتٗب ٗدددددددب ل٘لدددددددٔ
أ جددددددددددد عا الجدددددددددددتا ّعا الجدددددددددددتا
فهو ال يرى اعبدار ،ولكن ال يرى إال ليلى: ّهددددددب حددددددت الددددددتٗب شددددددا ي لجددددددٖ
ّلكددددددي حددددددت هددددددي ددددددكي الددددددتٗب
ومل تكن ليلى صبيل ،فقالوا لو أف ليلى الٍب أنت مشغوؿ هبا ليست جبميل ،فقاؿ ؽبم :أنتم رأيتموىا بعينكم أـ بعيِب أان؟ قالوا لو :بل بعيننا ،فقاؿ :لو رأيتموىا بعيِب لَبوف ما أان فيو. إ ًذا لو انشغل احملب ابغببيب ابلكلي أو كما نقوؿ يف العامي :ذاب يف اغبب، فإذا ذاب يف اغبب فلن يسمع إال صوت حبيبو ،وال يتمتع إال ابلنظر إىل حبيبو ،وىذا مقاـ العشق اإلؽبي. غُب اؼبطرب وقاؿ: حٌب يف األغاٍل الشعبي يقربوف لنا ىذه اغبقيق ،فعندما َّ (كامل األوصاؼ فتِب) أحد العارفْب ىاج عندما ظبع ىذه العبارة ألف كامل األوصاؼ يف نظره سيدان رسوؿ هللا .... فالصاغبوف أخذوا ىذه األبيات على أنفسهم ،وقاؿ( :بتلوموٍل ليو ،لو شفتم عينيو ،حلوين أد إيو ،ىتقولوا انشغايل ،وسهر الليايل ،مش كتّب عليو) فهو يعرب على قدره ،والناس أخذوىا معاٍل حسي ،لكن الصاغبْب أيخذوىا معاٍل معنوي ،عشق يف الذات العلي ،ويف اغبقيق احملمدي . فالذي يعشق اغبقيق احملمدي ،ويعشق الذات احملمدي عشق كامل ،ال يرى إال صباؿ حبيبو ،وال يسمع إال حبيبو ،وال يتملى إال حببيبو ،وىذا ما يسمى دبقاـ اإلصطبلـ، اصطلم أي زاد عن اغبد يف العشق غببيبو ،إف كاف سيدان رسوؿ هللا ،أو حضرة هللا
)
(
تبارؾ وتعاىل ،وىذا ىو اغباؿ الذي يوصل الصاغبْب الكمل إىل مقاـ الوراة الكلي للحضرة احملمدي . ما اؼبقصود بوارث لو؟ أي ىو ىو ،مات يف ىواه ،ومات يف غرامو ،ونسى نفسو، وانسلخ من نفسو ،وانسلخ من حسو ،ومل ير غّب حبيبو ،وىذه يقوؿ فيها اإلماـ أبوالعزائم : مزدددددددب ح أًدددددددب عجدددددددت عاردددددددَ ه قدددددددذ
ّرددددددددب ح أًددددددددب هخوددددددددْ أ ا أًددددددددب
سباما ،فأصبح ال يرى إال حبيب هللا ومصطفاه ـبمور خبمر احملب ،أي نسي نفسو ً واراث كليًا صلوات رب وتسليماتو عليو ،وىذا مقاـ عاؿ ال بد منو ؼبن أراد أف يكوف ً للحضرة احملمدي .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-12حػني مين 9 ْب ِم ِِّب َوأ ََان ِم ْن ُحس ْ ٍ ْب } ... س ٌْ َ قاؿ ملسو هيلع هللا ىلصُ { :ح َ
فهل كل العارفْب من ذري اغبسْب؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ملتزـ بقوؿ هللا: سيدان رسوؿ هللا من البداي ٌ ٖٔ( اغبجرات) ىل قاؿ :أتقاكم أـ قاؿ :ذريٍب؟
كرمهم ،وكبن ِّ قاؿ :أتقاكم ،ولكننا ِّ كرمو هللا. نكرـ من َّ نكرمهم ألف هللا َّ
ليس كل العارفْب والصاغبْب قديباً أو حديثاً فبن ينتسبوف إىل آؿ بيت النيب.
9بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي ٗعلٖ ثي هرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
صحيح أف آؿ بيت النيب منهم العارفوف ومنهم الصاغبوف ،ولكن أحياانً يكوف ِ نكرمو مع ما ىو فيو؟! ىذا نُكرمو أبف هنديو ونوصيو وأنخذ منهم من اآلخرين ،فهل ّ بيده إىل اغبق وإىل الطريق اؼبستقيم ،فنكوف بذلك قد أحسنا إىل حضرة النيب فيو... فاإلحساف لذري النيب أف نقربو إىل االستقام إذا كاف بعيداً عن االستقام ،لكن ال أُعظمو مع ما ىو فيو ،لكن على مدى الزماف ،مثبلً سيدي أبو اغبسن الشاذيل وكاف حسنياً من ذري اغبسن ،أعطى اػببلف لتلميذه أبو العباس اؼبرسي ،وأبو العباس اؼبرسي كاف من األنصار من قبيل اػبزرج ،فليس حسنياً وال ُحسينياً ،وقاؿ :خليفٍب عليكم أبو العباس اؼبرسي ،وغّبه وغّبه والتاريخ مليء هبذه النماذج وىذه األمثل ، لكنها كلها عبارات معنوي ،فحديث: { سُ َط َِٚ َِّْٞٓ ْٔٝأَّْٔا َِِٔ سُطَ ِ} ٍٔٝ
10
فحسْب منو ألنو فحسْب ىنا معناىا مقاـ! ُ الناس تقف عند اؼبعاٍل اغبسيِّ ُ ، 11 قاؿ { :إَّٕ ايًََّ٘ َِعَائّ ٢دَعٌََ ذُزَّّْٜتِ ٞفِ ٞؾُ ًّٖبِ عًَِِ ّْٞبِٔ أّٔبِ ٞطّٔا ِيبٍ } ومعُب قولو( :وأان من ُحسْب):
وخلقاً وىدايً وكماالً ألف سيدان اغبُسْب كاف أشبو الناس برسوؿ هللا ِ خلق ً ُ وظباح ً يف كل األمور ،فكاف أكمل الناس يف ىديو برسوؿ هللا . فسيدان رسوؿ هللا ىو اؼبيزاف: فكل من على ىذه األخبلؽ الكريب وىذه األوصاؼ العظيم ،نذىب عنده لنتعلم منو أخبلؽ رسوؿ هللا إىل يوـ القيام ،ألف اغبسْب انتهى ،وكل من أييت بعده وفيو ىذه األخبلؽ الكريب وىذه األوصاؼ العظيم وىذه اؽبم العالي فنذىب لو ونتعلم منو. 10بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي ٗعلٖ ثي هرح ػٖ هللا عٌَ 11هعجن الطجراًٖ عي بثر ػٖ هللا عٌَ
)
(
(أان من ُحسْب) ... :يعِب نتعلم فبن يتشبَّو ابغبُسْب ،واغبُسْب خّب من تشبو ِ بقي لنا ىو اؼبعِب ابلنيب ،طبعاً اػبلْق ال يستطيع أح ٌد أف يتشبَّو هبا ،فأصبح ما َ كاػبُلق الكرَل ،والوصف الطيب ،واألعماؿ الصاغب ،واؽبم العظيم يف طاع هللا وعبادتو ،واؼبنافح الشديدة يف إظهار ما ُوببو هللا ،ويف التمسك ابؼببادئ والقيم الٍب جاء هبا رسوؿ هللا ،ألنو مات يف سبيل مبدأ من مباديء اإلسبلـ. فمن وجدان فيو ىذه اؼبعاٍل نذىب إليو ونتعلم عنده ،ألنو سيُظهر لنا علوـ النيب، وأخبلؽ النيب ،وأنوار النيب ،وأحواؿ حضرة النيب ،ألنو تشبَّو التشبُّو الذي أمران أف نتشبَّو بو حضرة النيب . ِ ونستمد شف منهم فأصبح اغبُسْب ىنا ميزاف للرجاؿ الذين نذىب إليهم لنست ِّ ّ منهم أحواؿ حضرة النيب يف كل ٍ زماف ومكاف.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
ػيَّة واجلناعة -13أٍل ال ُ السنَّ واعبماع ،كيف نوةِّق صح اؼبفاىيم ىناؾ صراع بْب الناس يف معرف أىل ُ عند للناس؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
كبن علينا دبا عليو أىل السن واعبماع قديباً وحديثاً. الذي ضبل لواء اإلسبلـ والفقو يف الدين يف الفَبة القديب كلها اؼبذاىب األربع ، اؼبذىب اؼبالكي واؼبذىب اغبنفي واؼبذىب الشافعي واؼبذىب اغبنبلي ،وىؤالء الذين احتفظ ابلتدريس فيهم األزىر الشريف ،وىم أصبحوا مرجع الفتوى ألىل الوسطي وأىل السن واعبماع . فكر آخر مناوئ ؽبؤالء األربع ،فهذا ال يُ ُّ َّ عتد بو جد يف ىذا العصر وقبلو بقليل ٌ
)
(
دخل بو لقولو : وليس لنا ٌ
{ عًَِّٔٝهِِّٕ بايّٖذََُاعَ ،12} ِ١وروىَٜ {:دُ ايًَِّ٘ َعَ ايّٖذََُاعَ ََِٔٚ ،ِ١غَرَّ غَرَّ ِإئّ ٢ايَّٓازِ } من يشذ عن ىذه اعبماع يكوف يف النار ،فمثبلً :األئم األربع كلهم يُػ ِّقروف ابلصبلة يف اؼبساجد الٍب فيها أضرح ،ودليلهم على ذلك أف مسجد رسوؿ هللا فيو غّبه أبو بكر وعمر ،ومل يُنو عن الصبلة فيو ،وأف الكعب اؼبشرف فيها يف اغبجر قرب سيدان إظباعيل وقرب السيدة ىاجر ،وفيها كما ورد ما بْب اغبجر وزمزـ واؼبقاـ قرب أكثر من سبعْب نبياً ،ومل يبنعنا هللا عن الطواؼ أو الصبلة يف ىذه األماكن اؼببارك ،ابإلضاف أقر ذلك. شرع فعل ذلك ،والنيب َّ إىل أف هللا ىو الذي َّ 13
فأىل الكهف عندما خرجوا من مدينتهم وذىبوا إىل كهفهم ،وعاشوا فيو ةبلة مائ سن مشسي ،وةبلة مائ وتسع سن قمري ،وىذا إعجاز هللا حبسب رابني قرآني ، وأىل الكهف اكتُشفوا حالياً يف بلد إظبها الرقيم ،وبينها وبْب عماف عاصم األردف حوايل سبع كيلومَبات. وكاف هللا يُقلِّبهم يبيناً ومشاالً ،وىذه آي رابني حٌب ال تُصيبهم قرح الفراش: أحياء ،فلو ٔٛ( الكهف) وىذا يعِب أهنم كانوا ً كانوا أموااتً ؼبا احتاجوا إىل تقليب ،ولكن يقلبهم ليتعرضوا للشمس ،وقد اكتشفوا أف الشمس تدخل على ىذا الكهف ومشى وراءىم كلبهم ،فوقف على ابب الكهف وىم دخلوا: ٔٛ( الكهف) سبحاف هللا ،وألنو مشى وراءىم أخذ ُحكمهم ،انموا فناـ مثلهم ،قاموا فقاـ مثلهم ،وسيدخلوف اعبن وسيدخل معهم ،ولذلك قاؿ الرجل الصاٌف:
لقددددددت مددددددبا ألددددددت ث ددددددت
أِددددددفا
مك٘ددددددف أمددددددْا ث ددددددت
الٌجددددددٖ
بعد ىذه السنوات أحياىم هللا ،وكاف معهم داننّب ،فقالوا ألحدىم :انزؿ إىل 12بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي عورثي الخطبة ػٖ هللا عٌَ 13بهع الزره ٕ عي اثي عور ػٖ هللا عٌِوب
)
(
السوؽ لتشَبي لنا طعاماً أنكلو ،فذىب إىل السوؽ وأعطى البائع ىذه الداننّب ،فنظر مر عليو ةبلث مائ سن ، البائع ؽبا وقاؿ :ما ىذه الداننّب ،إف صورة اؼبلك الٍب عليها َّ وكبن يف عصر ملك آخر ،واؼبلك الذي كاف يف عصرىم كاف ملكاً ظاؼباً ،واؼبلك ملك عادؿ. اؼبوجود اآلف ٌ فعرؼ الناس وأىل السوؽ فوصل اػبرب للملك ،وىم كانوا يبحثوف عنهم ومل َّ هبدوىم مع أهنم كانوا جبوارىم يف ىذا الكهف ،وانظر إىل عناي هللا حيث كاف اؼبلك الظامل يبحث عنهم يف كل مكاف جبنوده ومل هبدىم ،وكانوا يف فبلكتو ومل يذىبوا بعيداً ؼبكاف آخر!!. راحوا واطلعوا عليهم ورآىم اؼبلك ،فقبض هللا أرواحهم إليو وماتوا ،ألف ملكهم الظامل الذي كاف يف عصرىم كاف يُنكر البعث بعد اؼبوت ،فكانت إماتتهم وإحياؤىم ليعرؼ الناس بكيفي البعثٕٜ( :األعراؼ). قالوا ألنفسهم :ماذا نفعل هبؤالء الذين ماتوا؟ ٕٔ( الكهف) ومل يعَبض عليهم هللا على ذلك.
صلح اغبديبي اتفق مع أىل مك أف من أيتيو من وسيدان رسوؿ هللا ؼبا وقَّع ُ مك مسلم يعيده ؽبم ،ومن أييت الكفار من اؼبدين وقد ترؾ اإلسبلـ فبل يعيدوه ،وىذه اإلتفاقي أغضبت سيدان عمر ،ولكن سيدان رسوؿ هللا كاف نظره راقي ،فمن يَبؾ اإلسبلـ ماذا نفعل بو؟! ومن أييت لئلسبلـ ال بد أف هبعل هللا لو ـبرجاً : ٕ( الطبلؽ). ولذلك وىم ال يزالوف يف اغبديبي ،وكاف من يوقِّع من قريش على اؼبعاىدة ُسهيل إبن إظبو أبو ُجندؿ فجاء فأسلم ،وكاف ال يزاؿ مقيداً ابلقيود ،فقاؿ بن عمرو ،ولو ٌ سهيل :ىذا أوؿ رجل تعيده لنا ،فقاؿ النيب :مل نكتب العقد بعد! ،قاؿ :ال ،أعده يل، فاستعطفو النيب فرفض ،ألنو كاف كافراً ،فقاؿ النيب ألب جندؿ: ؾبِسِ َٚاسِتَ ِطبِ ،فّٔإَِّٕ ايًََّ٘ دَاعٌِْ ّٔيؤّ َٚيِ َُِٔ َ َعؤّ ََِٔ ايُُّٖطِتَضِ َعفِنَ { َٜا أّٔبَا َدِٓ َدٍٍ ،ا ِ
)
(
فّٔسَدّا َ َٚخِسَدّا }
14
بعد فَبة أسلم رجل إظبو أبو بصّب ،وذىب إىل اؼبدين ،فأرسلوا خلفو من يُعيده من اؼبدين ،وكاان رجلْب ،فسلَّمو ؽبما سيدان رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ،وضببل الرجل على صبل، ونزلوا يسَبوبوف يف الطريق ،وكاف مع أحدىم سيف ،فقاؿ لو أبو بصّب :أان أرى سيفك ىذا سيف جيد ف أريد أف أراه ،فناولو الرجل السيف فضربو بو وقتلو ،وىرب اآلخر، وذىب أبو بصّب إىل مكاف على ساحل البحر األضبر وبُب لنفسو سكناً ىناؾ ،وغبق بو أبو جندؿ ،وكاف كل من أييت من اؼبدين يذىب إليو ويعيش معو حٌب صاروا ةبلشبائ رجل. فكانت كل ذبارة قادم من مك للشاـ أيخذوىا ،والتجارة الواردة من الشاـ إىل مك أيخذوىا ،إىل أف أرسل أىل مك إىل رسوؿ هللا وقالوا لو :اي دمحم تنازلنا عن ىذا الشرط وخذ ىؤالء القوـ يعيشوا معك يف اؼبدين !!. َّيب ِ يف أمرىم كتب إىل أب بصّب وأب جندؿ ليقدما فلما أرسلت قريش إىل النِ ّ َعلَْي ِو فيمن معهما فقرأ أبو جندؿ كتاب رسوؿ هللا َ وأَبُو بصّب مريض ،فمات ،فدفنو ٘ٔ أَبُو جندؿ وصلى َعلَْي ِو ،وبُب َعلَي قربه مسجداً .
ووصل اػبرب إىل رسوؿ هللا ومل يعَبض على ذلك ،فلم أيمرىم إبخراجو من اؼبسجد ،ومل أيمرىم بعدـ الصبلة يف اؼبسجد ،فكاف ذلك إقراراً من حضرتو إبجازة ذلك ،أما حديث شد الرحاؿ الذي يتمسك بو البعض ،فهم يتمسكوف جبزئي معين ، فاغبديث يقوؿ { :ال ُِػَدُّ ايسّْسَاٍُ إِال ِإئّ ٢ثَالثََ ِ١طَادِدََ ،طِذِدِ ا ّٖيشَسَاَِّ َٚ ،طِذِدِٟ 16 َٖرَاَ َٚ ،طِذِدِ األقؿَ} ٢ يعِب ال تشد الرحاؿ للمساجد إال لثبلة ،وىناؾ رواي أخرى { :ال َِٓ ٜبَػِ ٞيًِّٖ َُّٓ ّْ ِٞ األقّٖؿَ،٢ ّٔإِٔ ُِػَدَّ زِسَايُّٕ٘ إئَّ ٢طِذِدٍ ِٓ َٜبَػِ ٞفِ ِ٘ٝايؿَّالّٔ ،ّٕ٠غِٝسَ ايَُّٖطِذِدِ ايّٖشَسَاَِّٚ ،ايَُّٖطِذِدِ ّٔ 14همٌت احوت عي الومْ ثي هخرهخ 15أ ت الابثخ عي الومْ ثي هخرهخ 16بهع الزره ٕ ّاثي حجبى عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ
)
(
َ َٚطِذِدَِٖ ٟرَا }
17
لكن ُّ شد الرحاؿ غّب فبنوع أبداً ،فبل مانع أف أشد الرحاؿ لطلب العلم يف أي بلد ،وال مانع أف أشد الرحاؿ لزايرة أىلي وأقارب ،أو أشد الرحاؿ لزايرة مريض ،أو أشد الرحاؿ لعمل خّب يف أي زماف أو مكاف ،وال مانع أف أشد الرحاؿ لزايرة اإلماـ اغبُسْب ،ألٍل مل أذىب للمسجد للصبلة فيو ،فأان أعرؼ أف ىذا اؼبسجد مثل غّبه، فهم مل يفهموا القضي ولن يفهموىا هبذه الكيفي ،وبعضهم يتمسك حبديث: { ئّ َعَٔ ايًَُّ٘ ا ّٖيَٚ ،َ،َُٛٗٝايَّٓؿَازَ ٣اَِّخَرُٚا ّٕقبُٛزَ أّٔ ِْ ِبَٝاَ ِِِِٗ٥طِذِدّا }
18
ىؤالء كانوا يعبدوهنا ويسجدوف ؽبا ،فهل منا أح ٌد يسجد لقرب؟ ال ،الشيخ دمحم عبده رضب هللا عليو كاف ىو والشيخ عبد العزيز البشري شيخ األزىر يف زايرة ؼبقاـ السيد البدوي ،وكاف الشيخ دمحم عبده أايمها يلبس جبَّ ظبراء ،وعمام ظبراء ،وأةناء جلوسهم يف الضريح جاءت امرأة توِّزع طعاـ ،فأعطتهم من ضمن من أخذوا ،فالشيخ دمحم عبده قاؿ ؽبا وأشار لضريح السيد البدوي :أىذا إؽبك؟ فصرخت وقالت لو :إؽبي وإؽبك وإلو السيد البدوي هللا ،وإذا كنت قسيس ما الذي جاء بك إىل ىنا؟! كف ْرهتا َّ والشيخ عبد العزيز البشري كاف وبب اؼبداعب ،فقاؿ لوَّ : فكف َرتك. نويت أُصلي ركعتْب فهل يوجد أح ٌد من العواـ يف األم اإلسبلمي كلها يقوؿُ : لئلماـ اغبُسْب؟! ال ،ىل يتجو للقبل أـ للضريح؟ للقبل : ت يِ ٞاألّٔ ِز ُ َطِذِدّا َٚطُّٔٗٛزّا } { َٚدُعًِّٔ ِ
19
منهي فيو عن الصبلة؟ ال ،إال اؼبواضع الٍب مت أُصلي هلل فهل يوجد ما ُد ُ ٌ موضع ٌ فيها قباس ،أو الٍب هنى عنها رسوؿ هللا . وتوجهت للقبل والني هلل ،فهل ىناؾ شيء؟! ال ،فهذه أمور لكن إذا صليت هلل، ُ 17ؽر الزضرٗت للعرا ٖ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ 18الجخب ٕ ّهملن عي عب شخ ػٖ هللا عٌِب 19الجخب ٕ ّهملن عي بثر ػٖ هللا عٌَ
)
(
وضعها اؼبتشددوف لعدـ فقههم يف الدين ،وىذه قضي أصلها سياسي ،قاتل هللا السياس إذا دخلت يف الدين ،ولكنهم يعرفوف وكبن نعرؼ والعامل اإلسبلمي كلو يعرؼ أف الدين أنخذه من اؼبنهج الوسطي الذي يُ َّد ِرسو األزىر الذي أُخذ عن األئم األربع الفقهاء يف الدين. ىل كاف دمحم بن عبد الوىاب معهم؟ ال ،فلماذا أنخذ عنو؟! وىل نَبؾ األئم األربع وأنخذ من دمحم بن عبد الوىاب؟! البعض يقوؿ إف سيدان عمر قطع الشجرة الٍب كانت عليها البيع حٌب ال يعبدىا الناس ،وما اؼبانع ،ألف الناس كانوا حديثي ٍ عهد ابعباىلي ،وكانوا ال يزالوف قريبْب من عبادة األصناـ ،وإف كانت رواي قطع الشجرة مشكوؾ فيها ،فالرواي الصحيح ؽبا أف ِّ عاصف شديدة أقلعتها ،لكن أمور الدين اآلف استقرت ،فأين اؼبسلم الذي يعبد قرباً اآلف؟! حٌب أجهل اعبُهَّاؿ ال يوجد منهم أحد ،فالكل واغبمد هلل عندىم علم يقْب وخاص يف توحيد رب العاؼبْب . ويقوؿ البعض :وإذا دعا وطلب من الويل أليس ىذا شرؾ؟ ىذا ليس شرؾ، ولكن ىذا خطأ يف اللفظ ،فالشرؾ ال يدخل اإلنساف فيو إال إذا خرج من الذي دخل فيو ابإليباف وىو( :ال إلو إال هللا ؿب ٌد رسوؿ هللا). لكن لو أخطأ اإلنساف يف كلم أو يف عبارة فبل يكوف مشركاً ،ألف هللا أعلم ابلنوااي ،وأقوؿ لو من األفضل أف تطلب من هللا ،األفضل أف تسأؿ هللا وإذا أحببت أف تتوسل ابإلماـ اغبُسْب يف طلبك من هللا فبل مانع ،وإذا أحببت أف تتوسل حبضرة النيب فبل مانع ،أو تتوسل بكتاب هللا فبل مانع ،لكن تسأؿ هللا ،ولكن ال أك ِّفره ،فالعواـ الذين ينطقوف هبذا الكبلـ ينطقونو عفوايً ألف إيباهنم نراه يف الصبلة ،ألنو يصلي هلل ،فبل يصح ذلك شرعاً وال عقبلً وال ُعرفاً. أقوؿ لو :أنت مشرؾ ،فهذه مصيب ،فبل ِّ
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-14األقطاب األضبعة
)
(
ما حقيق قوؿ بعض الصوفي أف الكوف َّ يداركو األقطاب األربع ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا الكبلـ أجبناه من قبل ،وقلنا أنو كبلـ ظاىر البطبلف ،ألف كبلمنا كلو كبتاج للربىن على صدقو أف يسبقو قاؿ هللا ،أو قاؿ رسوؿ هللا ،فهل ىناؾ يف كتاب هللا ما يدؿ على ذلك؟! أو ىل ىناؾ يف سن رسوؿ هللا ما يشّب على ذلك؟! ال. يف عصور الدول العثماني ،والدول العثماني احتلت العامل العرب حوايل طبسمائ سن تقريباً ،وانتشر فيها اعبهل يف كل ربوع األم اإلسبلمي ،وكاف الذي يُعلِّم الناس قليبلً ىم السادة الصوفي ،ولكن اعبهل كاف منتشراً ،ويف ىذه األايـ الصوفي كاف ؽبم شأ ٌف ،فاتفق بعضهم وقالوا :إف ما يبسك الكوف اؼبَُّد َارؾ ابلكوف األربع األقطاب سيدي عبد القادر اعبيبلٍل ،وسيدي أضبد البدوي ،وسيدي إبراىيم الدسوقي ،وسيدي أضبد الرفاعي ،وكل واحد منهم يبسك الكوف مائ سن ،ويتبادلوف مع بعضهم!!. من أين أتوا بذلك؟!! ليست موجودة يف التاريخ ،وليست موجودة يف القرآف ،وال السنَّ ،وال يهضمها العقل ،وأىم شيء يف ديننا أف يوافق العقل. يف ُ وىؤالء نسأؽبم :قبل أف يظهر ىؤالء األقطاب ،من الذي كاف مدارؾ ابلكوف قبلهم؟! وىل هللا سبحانو وتعاىل ليس عنده أح ٌد غّب ىؤالء األربع حٌب هبعلو مدرؾ ابلكوف بعدىم؟!! فكل زماف فيو أولياء ،وفيو أتقياء ،وفيو أنقياء.
اؼبدرؾ ابلكوف؟ يعِب ىم ابلنياب عن إسرافيل وميكائيل وجربائيل وماذا يعِب َّ وعزرائيل واؼببلئك ،حاشا هلل . للجهَّاؿ ليزيد اعتقاد الناس يف ىؤالء ،وينضموا ؽبذه الطُرؽ فهذا كبلـ بسطوه ُ الصوفي ،لكن ىذا ال هبوز هبذه اعبهال العمياء الٍب تنايف شريع السماء ،وتنايف السن السمحاء الٍب أتى هبا سيد األنبياء ،وتنايف طريق الصاغبْب الصادقْب الذين ينشروف اؽبُدى والنور عن رب العالْب .
)
(
ِ فسر القرآف يف وأذكر يف ىذا اجملاؿ :أف اإلماـ أبو العزائم وأرضاه كاف يُ ّ ِ فسر آي من كتاب هللا ،قاؿ لو أحد اؼبسجد الكبّب يف اػبرطوـ ،وذات مرة وىو يُ ّ كبلـ من اي موالان؟ ىل ىو كبلـ سيدي عبد القادر اعبيبلٍل؟ اغباضرين :ىذا الكبلـ ُ ٍ فقاؿ لو اإلماـ :انتظر اي بِب ،مث أكمل وجاء ٍ وعلوـ أرقى ،فقاؿ لو :كبلـ من ببياف أعلى ىذا اي موالان؟ ىل ىو كبلـ سيدي ؿبي الدين بن عرب؟ قاؿ لو :انتظر ايبِب ،مث جاء ببياف آخر لآلي أيضاً أرقى وأعلى من ذي قبل ،فقاؿ لو :كبلـ من ىذا اي موالان؟ ىل بِب من الذي أعطى اعبيبلٍل؟ ىو كبلـ سيدي أبو اغبسن الشاذيل؟ فقاؿ لو اإلماـ :اي َّ قاؿ :هللا ،قاؿ :ومن الذي أعطى ابن عرب؟ قاؿ :هللا ،قاؿ :ومن الذي أعطى الشاذيل؟ قاؿ :هللا ،قاؿ اإلماـ :إف الذي أعطى اعبيبلٍل والذي أعطى ابن عرب والذي أعطى الشاذيل ىو الذي أعطاٍل. وىل عطاء هللا حكر أو ِحجر على أحد؟ ال ،لكن :
ٕٔ( اغبديد) فكما أعطى األولْب أعطى اآلخرين ،وىو الذي قاؿ ىذا : ( الواقع ) صحيح أهنم قليل، ولكن ؼباذا قليل؟ للنسب ،ألف األولْب مع حضرة النيب كاف عددىم مائ ألف فكانت نسبتهم كبّبة يف وسطهم ،لكن اؼبوجودوف حالياً عددىم حواؿ اةنْب مليار ،فنسبتهم قليل يف وسطهم ،لكنهم موجودوف.
إذاً فتح هللا وعطاء هللا وإكراـ هللا ألىل كل زماف وأىل كل مكاف فضبلً من حضرة الرضبن عز وجل ،فبل يوجد زماف إال ويُوجد فيو عطاء وأتقياء ،وال توجد دول مسلم إف كانت انطق ابلعربي أو غّب العربي إال وفيها ص ِّديقْب وأولياء ،وىذه ُسنَّ هللا ولن ذبد لسن هللا تبديبلً : ٗ( إبراىيم) ال بد أف يكوف يف كل بلد أُانس ص ِّديقْب وأولياء أبلسن أىل البلد ،وعندىم الكشف وعندىم الوالي وعندىم العناي ،وذلك فضل هللا ،والفضل مستمر إىل أف يرث هللا األرض كبلـ ال يبُّت السن ،بل ىو ٌ وما عليها ،إذاً ىذه اؼبقول ال دليل عليها من القرآف وال من ُ كبلـ عفا عليو الزمن وينبغي أف نُلقي بو حٌب للصاغبْب وال للصوفي الصادقْب بصل ،و ٌ يف سلَّ اؼبهمبلت ،أو قبعلو مع األموات وال كبييو ابلنطق بو على ألستنا أبداً.
)
(
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-15تأثري اليجوو والهوانب على اليباتات ىل للنجوـ والكواكب أتةّب على اللوف والطعم ابلنسب للنبااتت؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا األمر وبتاج إىل دراس واسع يف علم النبات مل يصل إليها اؼبختصوف يف كل اعبامعات العاؼبي إىل اآلف إىل خرب يقْب ،لكن اإلماـ أبو العزائم وأرضاه لو كتاب اظبو (النور اؼببْب يف علوـ اليقْب ونيل السعادتْب) كاف يتكلم فيو عن سياح اؼبريد، فاؼبريد ال بد أف يكوف لو سياح يف نفسو ،وسياح يف اآلفاؽ ،وسياح يف ـبلوقات حضرة اػببلؽ . سياح بروحو إذا صفت ووفت ،وبقلبو إذا أانر واستنار ،إف كاف يف عامل النبات، أو يف عامل اغبيواف ،أو يف عامل األفبلؾ ،أو يف عامل اإلنساف ظاىره وخافيو. فاإلماـ أبو العزائم عندما ربدث عن سياحتو يف عامل النبات أابح شذرة من علوـ اؼبكاشف الٍب كاشفو هللا هبا ،وىذا الكبلـ يقاؿ ألىل اليقْب ،لكن أىل الدنيا يريدوف الرباىْب واألدل اغبسي الٍب تثبتها األجهزة اؼبوجودة عندىم. النبات يتغذى من األرض ،وعناصر الغذاء واحدة ،ويتنسم اؽبواء ،واؽبواء واحد، ويشرب اؼباء ،واؼباء لو طبيع واحدة ،واؽبواء واؼباء ليس ؽبما طعم وال لوف وال رائح ، واألرض كذلك ،لكن مثبلً :أين عرؽ السكر يف األرض الذي يُغذي القصب ابلسكر؟! وىل يوجد يف مكاف وال يوجد يف آخر؟! ما الذي يُعطي اؼباقبو طعمها؟! وما الذي يعطي التفاح طعمو؟! وما الذي يعطي التْب حبلوتو؟! وما الذي يعطي البلح حبلوتو؟! ....األرض واحدة لكن ؼباذا يكوف ىذا لو طعم ،وىذا لو شكل ،وىذا لو لوف ،وىذا لو رائح ،وىذا لو غبلؼ وبميو؟! أين مصنع األغلف الذي يغلف ىذه األشياء ،ىل يوجد مصنع أغلف يف الوجود يستطيع أف يصنع للماقبو مثبلً أغلف كاألغلف الرابني اؼبوجودة
)
(
فيها؟! ال يوجد ،ال يف الياابف وال يف أمريكا وال غّبىا ،ال يوجد إال مصانع حضرة الرضبن . فكما أخرب هللا يف القرآف ،فالنبات ىو النبات ،وأحياانً يكوف صنفاً واحداً ،فهذه لبل وجبوارىا لبل أخرى ،ولكن ىذه ؽبا طعم وىذه ؽبا طعم آخر ،فالطعم لو كاف من األرض لكاف الطعم واحداً ،ولو كاف من اؽبواء لكاف الطعم واحد ،ولو كاف من اؼباء لكاف الطعم واحد ،لكن ىذا شيء وىذا شيء : ٗ( الرعد). شجرة العنب شجرة واحدة ،ولكن القطف قد يكوف غّب القطف اآلخر ،فتجد ىذا لو طعمو ولونو وىذا غّب ىذا ،كيف ذلك؟!!. فقاؿ اإلماـ أبو العزائم رضي هللا وأرضاه :إف النجوـ ؽبا عبلق بتغذي النبااتت والفواكو واػبضروات واؼبزروعات بطعومها وألواهنا ورائحتها ولكن ىذا أمر حٌب نكتشفو علمياً كبتاج إىل أجهزة استكشاؼ عن بعد ،ونظرايت علمي ،ولكنو أخرب عن ذلك عن طريق علم اؼبكاشف ،وىذا أمر ال يروى إال ألىل اليقْب ،أما اؼبتشككْب فبل كبكي ؽبم ذلك ،ألهنم وبتاجوف إىل أدل عقلي ،وبراىْب حسي . وطبعا كبن ننبو إىل أف ما قلناه ال ينفى مطلقاُ ما وضعو هللا من الصفات الوراةي وعلم اعبينات ىف البذرة والنبات فبا يؤةر جذرايً ىف الصفات واػبصائص ولكن أتةّب النجوـ واألفبلؾ كاف من وراء اإلدراؾ وإف كانت أحدث النظرايت العلمي ىف السنوات الثبلث أو األربع األخّبة بدأت تظهر أف كم اآلشع الٌب اكتشفت أخّبا أبجهزة القياس اغبديث جدا جدا والٌب تؤةر على األرض بكل ما فيها قادم من الفضاء السحيق والنجوـ والكواكب ؽبى فوؽ كل ما كاف يتخيلو العلماء منذ سنوات قليل ،بل وكل يوـ تتطور النظرايت العلمي مع ما يصل تباعا من قياسات السفن الفضائي الٌب بلغت اعماقا سحيق على أطراؼ اجملموع الشمسي ومازات تنطلق...
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
)
(
-16التوبة ومطاتب الوالية ما من ٍ أحد إال وتتداخل فيو مداخل النفس البشري الٍب أتمره ابؼبعصي ،أو حبائل الشيطاف وكيده لو ،ىل اقَباؼ الذنب واؼبعصي وبوؿ بْب العاصي وبْب بلوغ مراتب الوالي ؟ أو أف يكوف مراداً ،أو مطلوابً؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
بشر ،وأننا ُرّكِب فينا أصبلً النفس ،والنفس داعي ٌ هللا يعلم بعلمو الرابٍل أننا ٌ للمعاصي : (أمارة) يعِب ٖ٘( يوسف) مل يقل آمرة ،ولكن َّ ابؼبضارع اؼبستمر ،وبصيغ اؼببالغ ،فبل تَبؾ اإلنساف ،وتُلح يف سبيل اؼبعاصي ،ألهنا أمارة ابلسوء ،ولذلك فتح هللا ابب التوب للتائبْب ،وكل ما يرجوه هللا من العبد أنو عند ارتكابو للذنب يسارع فوراً للتوب . وىبطط لفعل ذنب، وبداي اؼبؤمن ال ىبطط للذنب ،فكونو هبلس مع نفسوُ ، ويدبره ،ويستمر يف تدبّب ىذا األمر شهراً أو شهوراً أو أكثر أو أقل ،فهذا يتناىف مع صريح اإليباف ،قاؿ : { ال َٜصِِْ ٞايصَّاِْ ٞسِنَ َٜصَُِِْ ََُٖٛٚ ٞؤِ ََِْٔٚ ،ئّا َٜػِ َسبُ ايّٖخَُِسَ سِنَ َٜػِ َسبُ َُ ََُٖٛٚؤِ َِ ْٔ َٚ ،ئّا َٜطِسِمُ سِنَ َٜطِسِمُ َُ ََُٖٛٚؤِ َِْٔ َٚ ،ئّا َِٜٓتَ ِٗبُ ُْ ِٗبَِ َٜ ّٗ١سفّٔعُ ايَّٓاعُ إ ِّٔي ِِ٘ٝفَِٗٝا أّٔبِؿَازَُِِٖ سِنَ َِٜٓتَ ِٗبَُٗا َُ ََُٖٛٚؤَِِٔ }
20
وأين اإليباف ىنا؟ أخذ أجازة يف ىذه الفَبة ،ألف اإليباف لو كاف موجوداً سيمنعو: ما الذي َّ يذكرىم؟ اإليباف : ٕٓٔ( األعراؼ).
كونو سيخطط فَبة طويل ،وضمّبه ال يؤنبو ،ونفسو ال تو ِخبّو ،وال نفسو اؼبطمئن
20الجخب ٕ ّهملن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
ستمنعو ،فيكوف اإليباف يف ىذه الفَبة قد أخذ أجازة طويل . إذاً اؼبؤمن ال ُىبطط زبطيطاً طويبلً للوقوع يف الذنب ،وإمبا يقع يف الذنب فجأة، فتتحوؿ النفس وتُ ِّ سوؿ لو وىيئت األسباب، َّ يعِب فجاة هبد نفسو مع فتاة يف موق ٍع ماُ ، الوقوع يف اؼبعصي ،لكنو مل يُهيئ لنفسو ،ومل ُىبطط لنفسو كيفي جلب ىذه الفتاة ،أو اإلتفاؽ على اإللتقاء معها يف موضع كذا ومكاف كذا ،إمبا اؼبؤمن عنده من اإليباف ما يبنعو عن ذلك. وقد يكوف يف موضع وفجأة هبد نفسو يف مكاف فيو ٌ ماؿ ،وال رقيب وال حارس، فتُ ِّ سوؿ لو نفسو األخذ من ىذا اؼباؿ ،فيقع يف ىذا الذنب فجأة.
وأةناء الذنب يشعر ابلندـ ،وابألسف ،وابػبجل فبن يطلع عليو ويراه .... ألنو يعلم علم اليقْب أف هللا يطلع عليو ويراه يف كل األحواؿ ،فبل يغيب عنو طرف عٍ ْب وال أٌقل. ورجعت إىل تبت إىل هللا ُ فيسارع فوراً عند ارتكاب الذنب إىل اؼبتاب ،فيقوؿُ : هللا ،ويرجع إىل هللا ويعزـ على اإلقبلع عن ىذا الذنب ،ويعاىد هللا على أف ال يرجع إىل ىذا الذنب مرًة أُخرى ،وىذا حاؿ اؼبؤمن مع الذنب. فإذا كاف اؼبؤمن على ىذه اغبال فيكوف فبن قاؿ فيو ابن عطاء هللا السكندري . : ىذه اؼبعصي :... جعلتو وبس ابلذؿ ،ووبس ابلتطامن ،ووبس ابلغُنب ،ووبس بعدـ رضاء هللا عنو، وانكسرت نفسو ،وانكسار النفس ىو اؼبطلوب ،لقوؿ هللا ؼبوسى عندما قاؿ: اي رب أين أجدؾ؟ قاؿ: { أَّْٔا ِعِٓدَ ايّٖ ُُِٓهّٔطِسَ ِ٠قًّّٕٕٛبُُِِٗ َِِٔ أّٔدًِِ} ٞ
21
21عأرٍ الاةالٖ مٖ الجتاٗخ
(
)
فهذا ىو الذي هبربه هللا إبنكساره ،ويقوؿ اإلماـ أبو العزائم يف ذلك: ا ددددددوعْا مبلدددددد ًت ددددددر اإل زدددددددراة
هدددي ُدددْ الوعلدددْم مدددٖ حددد الا٘دددبة
ثْ عددددددددَ ٗكمددددددددر الدددددددد ًت القلددددددددْة َ
مددددددرٍ ددددددرة إلددددددٔ ًددددددْ الكزددددددبة َأ ْ
ملسو هيلع هللا ىلص:
يعِب كسر الذنب ىو الذي يُ ِّ قرب اإلنساف إىل حضرة هللا ،ولذلك يقوؿ
{ َٚايَّرَِْ ٟفّٖطِِ ٞبَٝدِ ِ ٙئّ ِ ٛئِِّ ُِرِ ِْبُٛا ئّرَ َٖبَ ايًَُّ٘ بِهَِِّٕٚ ،ئّذَاِ َ٤بكّٔ ُِٜ ٍّٛرِ ِْبُّٔ َٕٛفَٝطِتَ ِػفِسَُٕٚ ايًََّ٘ ّٔفِ َٝػفِ ُس ئُِِّٗ }
22
ىو يريد أُانساً يضرعوف لو على الدواـ ،ويشعروف دائماً يف حضرتو ابإلنكسار والفتور والضعف والذل والقصور والتقصّب. علم أصحاب النيب ىذه اغبال ،فكانوا مع إقباؽبم الشديد على الطاعات إال أهنم وباسبوف أنفسهم على القصور الذي يعتورىم يف ىذه الطاعات ،فيسارعوف إىل التوب بعد الطاع : ( الذارايت) مم يستغفروف؟ ىل كانوا يسرقوف أو يقتلوف أو يغتابوف؟! ال ،كانوا يستغفروف من التقصّب الذي رأوه يف عبادة هللا ،أي أهنم مل يعبدوا هللا العبادة الٍب يستحقها سبحانو وتعاىل من اإلخبلص والصدؽ واػبشوع واغبضور ،فيقولوف :مهما عبدانؾ فنحن مقصرين ،فهذا حاؿ اؼبؤمن دوماً بْب يدي هللا ،ولذلك اؼبؤمن دائماً يتوب إىل مواله ،فإف مل يتُب من اؼبعصي ،يتوب من التقصّب يف الطاعات ،حٌب الطائع يتوب من مقصر. التقصّب ألنو يرى أنو ِّ
الغيًْ مرت عليو وىو يف فإف مل يتُب من التقصّب يف الطاعات فيتوب من اللحظ الٍب َّ 22ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
ذنب يتوب منو إىل هللا ،دائماً غفل ،فكل غبظ مرت عليو يف غّب ذكر هللا يعتربىا ٌ اؼبؤمن يف توب ،قاؿ : { إَِّْ ُ٘ ّٔيُٝػَإُ عًَّٔ ٢قّٔ ًّٖبَِٚ ٞإِّّْْٔ ٞألضِتَ ِػفِسُ ايًََّ٘ فِ ٞا ّٖيَِ ِِّٛ َٝاَ ّٔ١َ٥سَّ} ٍ٠
23
والغْب يعِب الغطاء أو الستارة ،فما الغْب الذي أييت على قلب رسوؿ هللا؟! أو احَبت يف ىذا الستارة الٍب أتيت عليو؟! الشيخ أبو اغبسن الشاذيل وأرضاه يقوؿ: ُ أيت النيب يف اؼبناـ فقاؿ يل :غْب األنوار ال غْب األغيار اي مبارؾ. اغبديث ،فر ُ ألف الغْب الذي أييت على قلوبنا ىو غْب الدنيا والشهوات واغبظوظ واألىواء، لكن ما الغْب الذي كاف أييت على قلب رسوؿ هللا؟ سيدان رسوؿ هللا كاف يف كل نَػ َف ٍ س حجاب عن يرتقى مع هللا ،فكلما ارتقى إىل مقاـ يرى أف اؼبقاـ الذي كاف فيو كاف فيو ٌ حضرة هللا ،فيتوب إىل هللا من ىذا اؼبقاـ ،لكن ال يتوب من ذنوب ألنو ال يوجد لو ذنوب أصبلً : ٕ( الفتح) فبل يوجد لو ذنوب ،ألنو مل يقع يف ذنوب ،ولكنو قاؿ ذلك ليستغفر لنا : ٜٔ( دمحم). إذاً اؼبؤمن يتوب إىل هللا دائماً ،إما من الذنوب ،وإما من التقصّب يف الطاعات، وإما من الغفل عن ذكر هللا طرف ع ٍ ْب أو أقل ،وإما من التقصّب يف متابع اغببيب يف أي نَػ َف ٍ س من أنفاسو ،ويف أي ٍ عمل من أعمالو ،ويف أي غبظ من غبظاتو ،فدائماً اؼبؤمن يقف عند قوؿ هللا : ٕٕٕ( البقرة) وليس التائبْب ولكن التوابْب، يعِب ابستمرار يتوب إىل هللا على حسب حالو ومقالو مع هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-17مصطلح الططيل 23ط ٘ هملن ّأثٖ اّ عي اةغر الوةًٖ
)
(
ما معُب كلم طريق أو طرؽ؟ وىل هبب أف يكوف للمسلم طريق يصل هبا إىل هللا ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ال يوجد يف اإلسبلـ ما يسمى ابلطرؽ بل ىو طريق واحد يقوؿ فيو هللا : ٖٔ٘( األنعاـ)
فالطريق الذي أتى بو رسوؿ هللا ىو شرع هللا الذي من يعمل بو يصل إىل رضواف هللا ،ويناؿ ؿبب هللا واصطفاء هللا جل يف عبله. فإىل ماذا يشّب تنوع الطرؽ؟ ال يوجد أحد من اؼبسلمْب السابقْب أو اؼبعاصرين يستطيع أف يعمل بكل ما أتى بو سيد األولْب واآلخرين ،فكل شخص يريد أف يناؿ رضا هللا فيبحث لو على قدره عن ابب واحد هبتهد فيو لكي يرضي بو هللا جل يف عبله ،لكن من الذي يستطيع أف أيخذ كل األبواب؟!! ال يوجد. فهناؾ الذي ىبتار ابب الصياـ وهبتهد فيو: لكنو ابب واسع ،فيوجد من يصوـ يومي اإلةنْب واػبميس ،ويوجد من يصوـ ةبلة أايـ من كل شهر ويوجد من يصوـ يوـ ويفطر يوـ ... وكل ىذا وارد عن رسوؿ هللا . وىناؾ من ىبتار قياـ الليل: ضا ىبتلف ألف هللا وصى بو يف كتابو ،والرسوؿ حرص عليو يف سنتو وىديو ،وأي ً القياـ ،فيوجد من يقوـ الليل بتبلوة القرآف ،ويوجد من يقوـ الليل ابلصبلة هلل ، ويوجد من يقوـ الليل دبدارس العلم ويشرح للمسلمْب العلم ... وأنتم تعلموف أف اإلماـ الشافعي عندما زار اإلماـ أضبد أبن حنبل ،وكاف
)
(
اإلماـ أضبد يرب أوالده بنْب وبنات ويفقههم يف الدين ،فقاؿ إلبنتو :ما رأيك يف الشافعي؟ فقالت لو :يوجد فيو ةبلث صفات ال توجد يف الصاغبْب ،فقاؿ ؽبا :ما ىذه الصفات؟ وكاف الضيف كعادهتم هبهزوف لو أبريق وطست لكي يقوـ يف الليل ويتوضأ ويتهجد هلل ، فقالت لو :كبن أتينا لو إببريق وطست فلم يتوضأ لقياـ الليل ،وصلى الفجر بدوف وضوء ،وعندما أحضران لو الطعاـ أكل وشبع والصاغبوف أكلهم قليل. والعلماء اإلجبلء كانوا متثبتْب ،أي البد أف يتثبت يف األمر ،فالذي ضيع فمثبل أييت شخص يقوؿ لشخص آخر فبلف يقوؿ اؼبسلمْب يف ىذا العصر عدـ التثبتً ، عليك كذا ،فيسرع يف األمر وأيخذ موقف من الشخص األخر وىباصمو ويهجره!! لكن ىل ربققت؟! ىل تثبت يف ىذا الكبلـ؟! كما قاؿ هللا يف كتابو:
أوال ،فالصاغبْب ٙ( اغبجرات) ويف قراءة أخرى :فتثبتوا ال بد أف تتثبت ً كانوا يسّبوف على ىذا اؽبدي. فقاؿ ؽبا نسألو بنفسو! فقاؿ لو :إبنٍب تقوؿ كذا ،فما ردؾ؟ فقاؿ :أما األوىل فإٍل مل أًل وبقيت على وضوء من العشاء حٌب صليت الفجر ،وأما قيامي فقد حللت يف ىذه الليل مائ مسأل كلها هتم اؼبسلمْب ،أما الثالث فقاؿ أكلت وشبعت ألف اغببلؿ يف ىذه الدنيا قليل، فإذا وجد اؼبرء ىذا الطعاـ فتكوف فرص لكي يبؤل بطنو من اغببلؿ ،فقد قيل: . فبماذا قاـ الليل؟ حبل اؼبسائل الفقهي الٍب وبتاجها اؼبسلمْب ،فهذه أنفع ل لمسلمْب أـ صبلة ألف ركع ؟ صبلة ألف ركع لو وحده ،لكن حل اؼبسائل أنفع ودائما العمل اؼبتعدي للغّب يكوف أنفع عند هللا وأقوـ يف تقرير اؼبرء عند للمسلمْبً ، مواله جل يف عبله. فيوجد من يقوـ الليل يف حل اؼبسائل الفقهي ،ويوجد من يقوـ الليل يف السهر
)
(
غبراس اغبدود ،أو غبراس األفراد واجملتمعات ،وىذه الليل فيها أفضل من عبادة ألف سن يف طاع هللا ،فالقياـ أنواع ،ومن الذي يستطيع أف يقوـ هبذه األنواع كلها؟! ال يوجد أحد. وىناؾ الذي يريد أف يُرضي هللا بذكر هللا ،ظبع قوؿ هللا: ٗٔ( األحزاب) فقاؿ أان أذكر هللا ،فاشتغل ابلليل والنهار يف ذكر مواله ،والذكر أنواع ،فيوجد من يشتغل ابالستغفار ،ويوجد من يشتغل بػ (ال إلو إال هللا) ويوجد من يشتغل بػ (سبحاف هللا واغبمد هلل وال إلو إال هللا وهللا أكرب) ويوجد من يشتغل بػ (ال حوؿ وال قوة إال ابهلل العلي العظيم) ويوجد من يشتغل بقراءة القرآف وىو أعلى ذكر ،ويوجد من يشتغل ابلصبلة على حضرة النيب ،والتاريخ فبلوء برجاؿ وصلوا لرضا هللا يف كل ابب من ىذه األبواب ،ىل يستطيع اإلنساف أف هبمع ىذه األبواب ويقوـ هبا كلها مرة واحدة؟ ال.
وىناؾ من يصل إىل هللا ابلصلح بْب اؼبتخاصمْب من عباد هللا ،فكلما يرى إةنْب متخاصمْب ال يسَبيح إال إذا أصلح بينهم ،وىذا يقوؿ فيو حضرة النيب : ايؿَٝاِّ َٚايؿًَّّٔاَٚ ِ٠ايؿَّ َدقِّٔ١؟ ،قّٔايّٕٛا :بًََّٜٔ ٢ا َزضُ ٍَٛايًَِّ٘، ِأفّٖضٌََ َِِٔ َ،زَدَّْ ِ١ { ّٔأئّا إّٔ َِبِسُنِِّٕ ب ّٔ قّٔاٍَِ :إؾًِّٔاحُ ذَاتِ ا ّٖيبَ ِ} ِٔٝ
24
فالذي يستطيع أف يصلح بْب إةنْب متخاصمْب يف ليل ،ولو يف ربع ساع أفضل من صبلة ألف ركع هلل ،ألف ىذا عمل ينفع اؼبسلمْب واؼبسلمات. وىناؾ من يصل إىل هللا ويُرضي هللا خبدم اؼبؤمنْب ،فيبحث عن الفقراء ليخدمهم ،أو يرى العاجزين ويقضي ؽبم حاجاهتم ،أو يبحث عن الذين ال يستطيعوف أف يصلوا إىل اؼبسئولْب فيشفع ؽبم ويوصلهم ،وىذه عبادة يقوؿ فيها سيدان رسوؿ هللا : ّٔدَّ َِِٔ ض َٝتِ ئُّ٘ ،أّٔ ِٚئِِّ ُِكّٖضَ ّٔغفّٔسَ ايًَّ ُ٘ ئُّ٘ ََا َِك َّ { َِٔ ضَعَ ٢ألَِّٔ ِ٘ٝايُُّٖطًِِِِ فِ ٞسَادَ ٍ١قّٕ ِ 24
ٌي أثٖ اّ ّهمٌت أحوت عي أثٖ الت ا
ػٖ هللا عٌَ
)
(
ايٓفّٔامِ } ذَ ِْبِِ٘ َََٚا َِأََّّٔسََٚ ،نّٕ ِتبَ ئُّ٘ بَسَاََِ٤إِ :بَسَا ََِٔ ّ٘٠َ٤ايَّٓازَِٚ ،بَسَاّْ ََِٔ ّ٘٠َ٤
25
ويف رواي أخرى: { َِٔ قّٔضَ ٢ألَِّٔ ِ٘ٝسَادَ ّٗ١نّٕ ِٓتُ َٚا ِقفّٗا عِِٓدَ َِٝصَاِِْ٘ ،فّٔ ِإِٕ زَدَحَ َٚإِال َغفّٔ ِعتُ ئُّ٘ }
26
وقاؿ يف رواي أخرى صلوات رب وتسليماتو عليو: { َِٔ َػَ ٢فِ ٞسَادَ ِ١أَِّٔ ِ٘ٝنّٔإَ ََِٝسّا ئُّ٘ ََِٔ اعِتِهّٔافِ عَػِسِ ِضِٓنَ }
27
فمثبل ىناؾ جار يل وىو ال يستطيع التحرؾ ويريد شيء من الصيدلي أو غّبىا ً فذىبت لقضاء حاجتو ،فهذه تكوف أفضل من اعتكاؼ عشرة سنْب!! فانظروا كم نضيع من عبادات أبعماؿ سهل ؟!. وانظروا للعبادات الٍب كاف يقوـ هبا سيدان أبوبكر وسيدان عمر رضواف هللا تبارؾ وتعاىل عنهما: فسيدان أبوبكر كاف قيامو يتحسس يف اؼبدين يبحث عن اؼبنقطعْب الذين ال زائر ؽبم وال أنيس فيزورىم وأينس هبم ويقضي حاجاهتم ،فهذا ىو قياـ ليلو ،وسار بعد ذلك على أةره سيدان عمر رضي هللا تعاىل عنو وأرضاه. فما أكثر الطرؽ هلل ،وكلها من شريع هللا ،ومن كتاب هللا ومن ُسن رسوؿ هللا ...فالذي سار يف طريق من ىذه الطرؽ وأخلص وصدؽ أتيت لو عطاءات إؽبي ، وفتوحات رابني ،ونرى أةرىا ىنا يف دار الدنيا الدني ،فنرى أف هللا وسع عليو مع أف رزقو ؿبدود ألنو معو الربك من هللا ،أو نرى أوالده وقد أصبحوا يف الدنيا وجهاء وبررة وأتقياء ،وىذا بفضل هللا ليس بشطارة وال مهارة ،أو نرى أنو أصبح لو ىيب عندما يدخل على الرؤساء ليقضي مصاٌف الفقراء وال أحد يعَبض عليو وال يطرده ألنو ذاىب إىل وجو هللا ،وأمثاؿ ذلك كثّبة ،نرى أف هللا قد فتح عليو بعلم من عنده إؽبامي ،أو 25مْا ت ثي شجبأل عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب 26حل٘خ اةّل٘ب ةثٖ ًع٘ن عي اثي عور ػٖ هللا عٌِوب 27هعجن الطجراًٖ ّالجِ٘قٖ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب
)
(
أعطاه كشاؼ نوراٍل رابٍل يف قلبو يعرؼ بو كما قاؿ اغببيب يف شأنو وشأف أمثالو: ّٓلُ بِتَ ِٛفِٝلِ ايًَِّ٘ } { اسِ َرزُٚا فِسَاضَ ّٔ ١ايُُّٖؤِ َِِٔ; فّٔإَُِّْ٘ َِٓ ٜعّٕسُ ِبُٓٛزِ ايًَِِّ٘ ِٓ َٜ َٚ ،
28
رأيت ىذا الرجل ،ورأيت اؼبواىب الٍب عليو ،فأريد أف أكوف مثلو ،فأسألو كيف وصلت إىل ىذا الفضل اإلؽبي؟ فيقوؿ يل :طريقي كذا ،وىي طريق واحدة أخذىا من رسوؿ هللا . ىذا ىو أساس الطرؽ ،واحد من عباد هللا سار يف طريق رظبو شرع هللا ،وأتسى فيو برسوؿ هللا ،ففتح عليو هللا ،وأُعجب بو قوـ أرادوا أف يفتح هللا عليهم كما فتح عليو ،فذىبوا إليو ،فقالوا لو :ما الطريق الذي سرت عليو حٌب فتح هللا بو عليك؟ فقاؿ: ىذا ىو الطريق الذي سرت عليو. وكل فرد لو مشرب كما قاؿ هللا: فالذي وصل إىل فضل هللا ابلذكر فيقوؿ ؽبم :ىذا طريقي ،فنجد أتباعو يسّبوف ابلذكر، والذي وصل إىل هللا ابلصياـ ،فيقوؿ ؽبم :ىذا طريقي ابلصياـ ،والذي وصل إىل هللا بقياـ الليل ،فيقوؿ ؽبم ،طريقي بقياـ الليل. ٙٓ( البقرة)
فاالختبلؼ ليس يف اؼبقصد ،ولكن االختبلؼ يف الوسيل الٍب توصل إىل اؼبقصد، وىذه الوسائل كلها موجودة يف شرع هللا ،وال يوجد أحد من األولْب وال اآلخرين يستطيع أف هبمعها إال واحد فقط وىو سيدان رسوؿ هللا . فبذلك ىل يكوف ىناؾ خبلؼ جوىري بْب الطرؽ؟ ال ،بل ىو طريق واحد ألف هنايتو: ٛ( العلق) ٕٗ( النجم) هنايتو هللا .
28بهع الج٘بى للطجرٕ عي صْثبى ػٖ هللا عٌَ
)
(
والوسيل زبتلف ،فمثبلً كبن صباع ونريد أف نذىب إىل القاىرة ،فتجد شخص يقوؿ سأسافر يف القطار ،وشخص آخر يريد أف يذىب يف األتوبيس ،وشخص آخر يريد أف يذىب يف ميكروابص ،وشخص يريد أف أيخذ سيارة خاص ،فهل اختبلؼ الوسائل ىذا لو دخل يف الوجه الذاىبْب إليها؟ ال ،فكلنا ذاىبْب إىل وجه واحدة. فالذي يفرؽ بْب الطرؽ ليس مدرؾ ؽبذه األمور ،ألنو ليس ىناؾ فرؽ يف الوجه ، لكن اػببلؼ يف الوسيل ،والوسيل الباب فيها واسع: ّألِددددددن هددددددي
ددددددْ هللا هلددددددزو
شدد ب ك هددي الج ددر أّ غرمددب ك هددي الددتٗن
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-18توقري األؾيار بعض الصوفي يقدسوف مشاىبهم ويرفعوهنم ؼبكان عالي ،ويروف أهنم ال ُىبطئوف، وأهنم فوؽ اغبال البشري ،فما رد فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا األمر أان أراه ملتبساً عند بعض الناس نتيج بعض الشكوؾ يف صدره. اقتضت إرادة هللا أف اإلنساف يف أي ؾباؿ إف كاف يف ٍ عمل دنيوي ،أو إف كاف يف ؽبو ،أو إف كاف يف لعب ،أو يف أي عمل مهم؛ ال بد لو من إنساف صاحب خربه سابقو يف ىذا اجملاؿ يتعلم منو وأيخذ خربتو ليمشي يف ىذا اجملاؿ. وإال أخربوٍل ىل فينا أو يف األولْب واآلخرين أح ٌد يستطيع أف يقرأ القرآف من نفسو بدوف معلم؟! ال بد وأف ُىبطئ ،لذلك ال بد لو من معلم للقرآف ،وىل يوجد منا من يفهم أحكاـ شرع هللا كالصبلة والصياـ والزكاة واغبج بدوف عا ٍمل يوضحها لو؟ ال، وإال سيخطئ ألنو هبتهد فيها بفكره ،وىذا اإلجتهاد ال ينفع يف شرع هللا الذي ورد عن
)
(
أحكم اغباكمْب عز وجل ،فبل بد من عامل ابلدين. أان أريد أف أتعلم أي صنع كالنجارة ،إف كانت قبارة أاثث ،أو قبارة ابب وشباؾ أو قبارة أعماؿ مسلح ،أو أي قبارة ،ىل ينفع أف أتعلمها من نفسي بدوف معلم؟! ال، فأي مهن ال بد يل فيها من معلم ،حٌب لعب الكرة ،ال تنفع بدوف مدرب ،وىكذا ُسنَّ هللا ال بد من معلم يعلم اإلنساف. فأان أريد أف أصل إىل الفتح الذي وصفو هللا يف كتاب هللا ؼبن يعمل دبا عمل بو الصاغبوف والصحاب اؼبباركوف متابع لسيد األولْب واآلخرين ،فهؤالء القوـ عندما تقرأ عنهم ذبد أف هللا فتح عليهم ،فبعضهم كاف لو إكرامات ،وبعضهم كاف لو دراس نوراني ، علم يُلهمو بو هللا ،وأريد أف وبعضهم كاف لو رؤايت منامي صادق ،وبعضهم كاف لو ٌ أصل إىل ىذه اغبال . إذاً ال بد من معلم تعلَّم ِ وعمل وجاءه الفتح فأقوؿ لو :علمِب كما تعلمت لكي علي كما فتح عليك. يفتح هللا َّ
والسنَ موجودة ،وىذانقوؿ لو :أيضاً الصيدلي يقوؿ البعض القرآف موجود ُ موجودة ،فالقرآف الصيدلي : والسنَّ أيضاً صيدلي ،لكن ىل يصح أف أكشف على نفسي (ٕٛاإلسراء) فهو صيدلي ُ ، وأشَبي العبلج من الصيدلي بدوف طبيب؟! ال ،فكذلك األمر ال بد يل من طبيب عامل عامل ،فتح هللا عليو ،ورأيت عليو عبلمات الفتح ،فأذىب إليو ليُعلمِب السر الذي أوصلو ؽبذا الفتح من كتاب هللا ومن ُسنَّ رسوؿ هللا .
من الذي علمنا ذلك؟ هللا ،ألنو ىو الذي طلب من موسى الكليم أف يذىب إىل عبد يُعلِّمو فبا علمو هللا ،وموسى نيب هللا وكليم هللا لكن هللا أمره إذا كاف يريد العلم اللدٍل أف يذىب إىل ىذا الرجل ليتعلم منو ،وكانت اؼبساف بينهما بعيدة ،فذىب إليو ماشياً ليتعلم منو كما أمره هللا. فذىب إليو وعلَّمنا األدب : َ
)
(
أخذت (ٙٙالكهف) فما األدب الذي أتعامل بو مع العامل؟ أدب موسى مع العبد ،فلو ُ خرجت عن شرع هللا؟ خالفت كتاب هللا؟ ال ،أو أبدب موسى مع العبد فهل أكوف قد ُ ُ حاشا هلل ،وىذا ىو األدب الذي نريده. إذا كاف ىناؾ البعض ىبرج عن ىذا النهج فهذه ليست ُح َّج ،وليس بعامل ،وليس يصح أف أقتدي بو ،لكن ماداـ عندي اغبُج يف كتاب هللا رجبلً يعرؼ أين الصواب ،وال ِّ فأان أتعلم من ىذا العامل. وكيف يكوف األدب معو؟ أدب موسى مع العبد ،وأدب الصحاب مع حضرة النيب ،وأدب التبلميذ اجمليدين مع األشياخ العلماء العاملْب ،وكاف يف عصر حضرة النيب علي بن أب طالب كاف لو وما بعده أيضاً مشايخ من أصحابو وؽبم تبلميذىم ،فسيدان ٍّ تبلميذ يعلمهم ،وسيدان عبد هللا بن مسعود كاف لو تبلميذ يعلمهم ،وسيدان عبد هللا بن عباس كاف لو تبلميذ يعلمهم ،كل واحد منهم كاف لو تبلميذ يعلمهم دبا فتح هللا بو عليو. وما األدب الواجب ىنا؟ أنِب أأتدب معهم كما كاف الصحاب يتأدبوف مع الصحاب ،وكما كاف موسى يتأدب مع العبد ،وإذا كاف ىناؾ أح ٌد يزيد عن ذلك فبل وبق لو ذلك ،ونعاتبو على ذلك ،وال نقتدي بو يف ذلك ،ألف ىذا ىو اؼبيزاف الذي أنزلو لنا رب ِّ العزة .
GxqxqGxqxqGxq
GqGxqxq
-19الهطو اإلهلي ما الفرؽ بْب الوصوؿ هلل ،والفرؽ بْب الوصوؿ عبن هللا؟ وىل العبادات تكفي للوصوؿ هلل؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ال يوجد شيء اظبو الوصوؿ إىل هللا ،ألف هللا ال وبُده زماف ،وال وبيطو مكاف،
)
(
ولكن الوصوؿ إىل فضل هللا ،والوصوؿ إىل إكرامات هللا ،وإىل عطاءات هللا ،وإىل منح هللا ،ىذا الوصوؿ الذي ربدث عنو الصاغبوف من عباد هللا. والوصوؿ إىل عطاءات هللا وإكرامات هللا غّب الوصوؿ إىل اعبن الٍب جهَّز هللا فيها النعيم ،ؼباذا؟ ألف اعبن نعيمها ِ لو اؼبقاـ واؼبقدار، حس ٌّي مثل النعيم الدنيوي مع ُع ُّ ِ حسي. حور وقصور وجنات وأهنار وشبار ..كلها ٌ نعيم ّ نعيم معنوي ،فتوحات ومكاشفات ومواجهات ومؤانسات لكن النعيم اإلؽبي ٌ ومبلطفات ،فهذا ىو الفرؽ بْب اإلةنْب. ونعيم اعبن ،ونعيم ال ُقرب من حضرة هللا ال يُناؿ ابلعمل ،قاؿ : { ّٔئِ َٜدٌََُِ ايّٖذََّٓ ّٔ١أّٔسَدْ َِِٓهِِّٕ بِعٌٍََُ ،قّٔايّٕٛاَٚ :ال أِّْٔتَ َٜا َزضُ ٍَٛايًَِّ٘؟ قّٔاٍََٚ :ال أَّْٔا ،إِال إِّٔٔ َٜتَػََُّدَِْ ٞايًَُّ٘ َُِِٓ٘ بِسَسََُِٚ ٍ١فّٔضٌٍِ }
29
فدخوؿ اعبن برضب هللا ،ودخوؿ معي القرب من حضرة هللا بفضل هللا: ابختيار من عنده : ٗ( اعبمع ).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21اإلىتفاع باألولياء امليتكلني ما حاج اؼبسلم لؤلولياء اؼبنتقلْب؟ وىل يرب الشيخ اؼبنتقل من برزخو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
حاج اؼبسلم لؤلولياء اؼبنتقلْب أف يطالع سّبىم ،وطريق تربيتهم ألنفسهم وترويضهم ؽبا حٌب وصلوا إىل فتح هللا ،وطرؽ تربيتهم ؼبريديهم وأحباهبم حٌب وصلوا إىل فتح هللا ،ىذا الذي كبتاجو ،والذي يقوؿ فيو اإلماـ اعبنيد هنع هللا يضر: 29هعجن الطجراًٖ عي ؽب
ثي شرٗد ػٖ هللا عٌَ
)
(
فالذي يطالع سّبهتم؛ تقوى عزيبتو ،قالوا ىل عندؾ من دليل؟ قاؿ نعم: ٕٔٓ( ىود).
فنقرأ سّبىم على قدران... فهي الٍب تقوي العزيب وتدفع اإلنساف أف يسّب يف طريق هللا ،ولذلك ال غُب ألي مريد عن مطالع أحواؿ الصاغبْب. البعض يهتم ابلكرامات فقط ،لكن الكرامات اؼبكتوب يف الكتب معظمها فيها تعبّبا غبب شيخو. زايدات وضعها اؼبريدوف اؼبغالوف يف احملب لشيخهم ،ويظن ذلك ً لكن كما قمنا بعمل كتب كنماذج للصاغبْب ،رّكزان فيها على أمرين ،تربي الرجل الصاٌف لنفسو وهتذيبها حٌب بلغ اؼبراد ،وتربيتو ألبنائو والطرؽ الٍب اتبعها معهم حٌب يوصلهم للمراد ،ىذا ابلنسب للصاغبْب السابقْب.
أما زايرهتم واستحضار سّبهتم والتأسي هبم ،فنحن نعلم أف اؼبوضع الذي فيو جسد الرجل الصاٌف روض من رايض اعبن ،لقولو : ّٖكبِسُ زَ ِ َِِٔ ّ٘١َِٚزَِٜا ِ ايّٖذََّٓ ،ِ١أُّٔ ِٚسفّٖسَُ َِِٔ ّ٘٠سفّٔسِ ايَّٓازِ } { اي ّٔ
30
وقرب الرجل الصاٌف روض من رايض اعبن ،فيكوف ؾباب فيها الدعاء ،فعندما يذىب اإلنساف إىل ىذه األماكن فلحكم عالي جعلها هللا زبفف اؽبموـ ،وتزيل األحزاف عن اإلنساف ،وقد يدعو ىناؾ فيستجيب هللا لو الدعاء ووبقق لو الرجاء؛ إكر ًاما ؽبؤالء الصاغبْب ،رضواف هللا تبارؾ تعايل عليهم أصبعْب. ىل اؼبكاف يكوف لو إكراـ؟ نعم ودليل ذلك ما حدث مع سيدان زكراي والسيدة 30هعجن الطجراًٖ عي أثٖ ُرٗرح
)
(
مرَل عليهما السبلـ. فسيدان زكراي كاف ىو الذي يكفل مرَل ،وصنع ؽبا خلوة يف اؼبسجد األقصى عالي ال يصل إىل ىذه اػبلوة إال بسلم ،وىذا السلم كاف من خشب ،وكاف ىو الذي معو مفتاح اػبلوة ،فكاف يضع السلم ويفتح لكي يعطي ؽبا ما تريده ألنو ىو اؼبتكفل هبا ويغلق الباب ،ويغّب مكاف السلم ،وال أحد يستطيع أف يصل ؽبا ،فدخل عليها عددا من اؼبرات فيجد فاكه الشتاء يف الصيف وفاكه الصيف يف الشتاء : ٖٚ( آؿ عمراف) قاؿ ؽبا :ىل أتى أحد إىل ىنا؟ قالت :ال ،قاؿ :فمن أين ِ أتيت هبذا؟
(37آل عمران)
فعلم أف ىذا اؼبكاف مكاف مبارؾ: وبعد ذلك : (ٖٜآؿ عمراف) أجاب هللا لو ىذا الدعاء. ٖٛ( آؿ عمراف)
حي قائم لكن الَببي الروحاني ربتاج إىل جليس وأنيس هبالسو اإلنسافّ ، حي موجود أقامو هللا ويكاشفهم ،أو أشكوا إليو ما يف نفسي فيوجهِب ،فبل بد أف يكوف ّ وأذف لو سيدان رسوؿ هللا ، فمن الذي يستطيع أف يَبب علي أيدي الصاغبْب الذين يف الربزخ؟ من وصل إىل درج الكشف ،وعندما يدخل إىل الضريح يرى روح الرجل الصاٌف وىباطبو. لكن إذا مل يصل أحد منا إىل ىذه الدرج فكيف نتعلم منو؟! أان ال أرى إال اغبديد الذي حوؿ الضريح ،فما الذي أتعلمو منو؟ حٌب لو أيت يل يف اؼبناـ مرة أو مرتْب، أىذه تكفي للتعليم؟! ال ،فالتعليم ال بد لو من االستمراري ،والَببي الروحاني كما قاؿ . اإلماـ أبوالعزائم
)
(
فالصاغبوف أبنفسهم ،لو درسنا سّبىم أصبعْب مل يصلوا إىل هللا إال بشيخ ،سيدي أبواغبسن الشاذيل كاف شيخو سيدي عبد السبلـ بن مشيش ،وسيدي عبدالقادر اعبيبلٍل كاف شيخو سيدي ضباد الدابس ،وسيدي أضبد البدوي كاف شيخو سيدي نعيم بن بري ،وسيدي أضبد الرفاعي كاف شيخو سيدي منصور الباز البطائحي ،واإلماـ الغزايل كاف شيخو الشيخ يوسف النساج ..كل واحد منهم كاف لو شيخ أخذ بيده إىل أف أوصلو إىل هللا ،فلم يصل أحد منهم بغّب شيخ. كل رجل من الصاغبْب السابقْب والبلحقْب ال بد لو من شيخ أيخذ بيده ويوصلو إىل اؼبنح اإلؽبي والعطاءات الرابني ؛ ألف ىذه حكم هللا وسن هللا ،ولن ذبد لسن هللا تبديبلً.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21علوو األىبياء وعلوو األولياء ما الفرؽ بْب علوـ األنبياء وعلوـ األولياء؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
علوـ األنبياء تكوف وحى من هللا ،أي ال بد أف يوحى إليو إما من هللا مباشرة، أو عن طرؽ الوحي ،وأمْب الوحي سيدان جربيل عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت السبلـ ،ولذلك علومو ليس هبا شك وليس فيها تردد ،ومن يردىا فيكوف بذلك كافر عند هللا . دبعُب يف أما علوـ الصاغبْب واألولياء تكوف إما عن طريق ملك اإلؽباـ ،يلهمو ً علي :ىل معُب يف اغبديث ،وإما فهم يرزقو بو مواله ،فقد قيل لئلماـ ّ اآلي ،أو ً اختصكم سيدان رسوؿ هللا بشيء أىل البيت؟ قاؿ( :ال ،إال فهم هبده العبد يف كتاب هللا) ىذا الفهم لنا األخذ بو والعمل بو ،ولنا تركو وأف ال نعمل بو ،ألنو ليس
)
(
بوحي ،فنحن ـبّبوف فيو؛ ألف ىذا ليس فيو إلزاـ. أتباع األنبياء ،ألهنا وحي من السماء ،أما علوـ األولياء لزـ هبا ُ إذاً علوـ األنبياء يُ َ فهي إؽبامي أو فهم يف آايت هللا القرآني واألحاديث النبوي . وأصل ىذا الفهم شيئْب إما أف يُرزؽ فهم خاص لنفسو يف اآلايت واألحاديث، قليبل منو فتكوف خصوصي لو ،وكبن لسنا دبطالبْب وىذا ال يبيحو لغّبه ،وإذا أابح شيئًا ً هبا. وإما فهم يرزقو لو هللا حبسب اعبالسْب والسامعْب ،فتكوف قضي ىم مشغولوف هبا ،وأتتيهم اإلجاب من رب العاؼبْب على لسانو ،وىذه العلوـ ال بد أف توزف ابلشريع ، وكل علم ىبالف الشريع نضرب بو عرض اغبائط ،وبعد ذلك لنا أف أنخذ بو ،ولنا أف ال صبيعا بو ،حٌب لو ألزمنا ال نلزـ إال أنفسنا فقط. أنخذ بو ،ولذلك ال نلزـ األم ً
صحيحا لكن علوـ األنبياء يلزـ األم كلها العمل هبا واتّباعها ،فمن رد حديثًا ً لرسوؿ هللا يكوف قد كفر ،لكنو لو رد حكم قاؽبا أحد الصاغبْب؛ فليس يف ذلك شيء ،ردبا مل يتحملها عقلو ،فلم يعقلها ،ومل يفهمها ألنو كما قاؿ اإلماـ مالك وأرضاه: أي أنخذ بو أو ال أنخذ بو ،فهناؾ فارؽ كبّب بْب علوـ األنبياء وعلوـ األولياء. مثاال لطي ًفا ،عندما سئل عن الفارؽ بْب والشيخ أبو اليزيد البسطامي ضرب ً علوـ األنبياء وعلوـ األولياء ،قاؿ: فعلوـ األنبياء ليس ؽبا حد وال عد ؽبا؛ ألهنا من هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
)
(
-22بني األىبياء والصاحلني يف الكطب مً اهلل يقوؿ أحد الصاغبْب:
نرجواالتوضيح؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
بعض اؼبعَبضْب أيخذ ىذه العبارة أهنا سوء أدب مع األنبياء واؼبرسلْب ،لكنو لو أتٌل انؿ ما سبُب ،كما قيل يف اغبكم . َّ أعواما يف البحر ،وتعبت إىل أف وصلت الشاطئ اآلخر ،وعندما قاؿ :أان ظللت ً وصلت وجدت األنبياء واؼبرسلْب ،مع أٍل تركتهم على الشاطئ األوؿ ،فكيف ومٌب عربوا؟! أي أف ما قطعو جبهاده ىم أخذوه بفضل هللا . فهذا ىو الفارؽ بْب بذؿ اجملهود ،وعْب اعبود ،فهو بذؿ اجملهود ،ورأى أف من أخذوا من عْب اعبود سبقوه دبا آاتىم هللا من ىذا الفضل و الكرـ واعبود. فعلى كل شخص أف يسأؿ اػبرباء يف ميداهنم ،كلنا نتفق ،لكن اؼبشكل أف كل شخص يريد أف يفٍب يف كل شيء ،البد أف يسأؿ اػببّب يف ىذا اجملاؿ. الشيخ دمحم عبده ،رضب هللا عليو ،عندما ذىب إىل فرنسا وقالوا ىل القرآف فيو كل شيء؟ قاؿ ؽبم :نعم : ٜٗ( الكهف) فقالوا لو :كبن نريد أف نعرؼ جواؿ الدقيق ،كم رغي ًفا ُىببز منو؟ فأخذىم وذىب هبم إىل ـببز، فقاؿ أين العجاف الذي يصنع اػببز؟ فأتوا بو ،فقاؿ لو :كبن نريد أف نعرؼ جواؿ الدقيق ىببز منو كم رغيف؟ فقاؿ ؽبم :كذا ،فقالوا :كبن نريد من القرآف ،فقاؿ ؽبم: القرآف قاؿ : ٚ( األنبياء) وىذا أىل الذكر يف ىذا الفن!!.ىذا ىو العلم اإلؽبي ،أف أسأؿ كل صاحب شأف يف شأنو ،ىل ىناؾ عامل مهما كاف شأنو يف علم الفقو ،يستطيع أف يفٍب يف اغباالت اؼبرضي دوف الرجوع إىل األطباء؟ ال ،فبل بد من رأي األطباء ،فإذا أيت رجل مريض يقوؿ :أان أفطر أـ أصوـ؟ فأقوؿ لو :ىذا يقرره طبيبك ليس أان ،فأان أقوؿ لك اغببلؿ واغبراـ
)
(
فلو رجعنا للتخصصات ،وكل من ال يعرؼ شيئًا ،ما داـ يف غّب زبصصو ،يرجعو سباما بتماـ. ألىل التخصص ويسأؽبم ،فبذلك تكوف األمور مستقرة ً
ابإلضاف إىل ذلك اؼبشكل الٍب َّ جدت يف عصران ،أف جعلوا التصوؼ مادة من مواد الدراس الفلسفي يف الكليات اعبامعي ،وأصبح يدرس دراس شكلي وليست دراس عملي ،والتصوؼ مبِب على األذواؽ فالدكتور الذي يقرأ الكتب ويتكلم عن التصوؼ ،ماذا يدري عن ىذه األحواؿ؟! وما الذي ذاقو منها؟! فيُح ِّكم فيها عقلو، لكن األحواؿ الصوفي وب ِّكم اإلنساف فيها قلبو وذوقو. فهذا الذي زاد اؼبشاكل يف ىذا الزماف ،أهنم حكموا العقل فيما ال وبكم فيو العقل ،بل الذوؽ الرفيع واغباؿ الصحيح واؼبتابع لسيدان رسوؿ هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-23إغطاءات الصاحلني يُؤخذ على الصوفي اإلسراءات واؼبعاريج ،ويقصدوف هبا حضور روح الويل إىل بشٌب العلوـ واألسرار ،فما قوؿ فضيلتكم؟ العامل العُلوي وجوالهتا ىناؾ ،واإلتياف منها َّ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ٍ إنساف صفت نفسو ،وارتقى قلبو ،وساحت ما الذي يُنكره أي إنساف على أي انئم يف األكواف ،أو يف ملكوت حضرة الرضبن ؟! ىل يوجد من يُنكر روحو وىو ٌ مثل ىذه األحواؿ؟! فإسراء ومعراج العارفْب يكوف مناماً: رجدددددددددددددد ة الددددددددددددددرّ الِ٘بأدددددددددددددد
مدددددددددٖ الظددددددددد ب أعلدددددددددٔ الوٌدددددددددبا
إى أ ا ّا الددددددددددددددددددددرا طددددددددددددددددددددرمب ك
أ دددددددددددددددكرد عدددددددددددددددب ا ّ دددددددددددددددبم
والذي وبدث للعارفْب مناماً قد وبدث لل ُك َّمل يقظ ً ،فتنسلخ الروح من اعبسم،
)
(
وىو بيننا ،وتذىب إىل عوامل اؼبلكوت األعلى لتشاىد من صباالت هللا وكماالت هللا ربملو من نور حضرة هللا وهباه. وقدرة هللا ما يستطيع ُ لكن ما يفرؽ بْب رؤي كل من األولياء واألنبياء أف إسراء األولياء ومعراجهم قد يكوف مناماً ،أو قد يكوف يقظ ً أبرواحهم ،أما اغببيب فكاف ابلروح واعبسم ،وىذه ىي اػبصوصي الٍب سبيَّز هبا خّب الربي .
أمل ير عمر وىو على منربه يف اؼبدين جيشو يف ببلد فارس؟! وبينو وبْب اؼبعرك أربع آالؼ كيلومَباً ،ىل رأى بعْب البصر أـ بعْب البصّبة؟ رأى بعْب البصّبة ،ألف البصر لو حدود ،ىذه اغبدود واضح يف الوجود فبل يستطيع أف يرى خلف اعبدار ،وال يستطيع أف يرى ما وراء اعبباؿ ،وال يستطيع أف يرى ما يف السماء إذا كانت مغطاةً ابلسحب ،لكن عْب البصّبة ال شأف ؽبا بذلك. ُ
فاإلسراء واؼبعراج ابلروح مناماً أو يقظ ً بدوف اعبسم ال حرج فيو ،وىذا اؼبعراج واإلسراء ىو الذي أشار إليو حضرة النيب عندما سأؿ حارة : ؾبَ ِشتُ ؾبَ ِشتُ َُؤِ َِّٓا سَكًّا ،قّٔاٍَ :إَِّٕ يِهٌّّْٕ قّٔ َِ ٍٍٛسكِٝكّٔ ،ّٗ١قّٔأٍَّ :أ ِ ؾبَ ِشتَ؟ قّٔأٍَّ :أ ِ { ّٔن ِٝفَ ّٔأ ِ عَص َّٔفتِ َْفّٖطَِ ٞعِٔ ايدُّ َِْٝا َّٔٚأضَِٗ ِستُ ّٔيَٚ ًِِٞٝأّٔظَُّٖ ّٖأتُ ََْٗازَِٚ ،ٟئّهّٔأّّْْٔ ٞأّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ ٢عَسِؽِ زَبّْ ٞقّٔدِ إّٔبِ ِسشَ يًِّٖشِطَابَِٚ ،ئّهّٔأّّْْٔ ٞأّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ ٢أٌِِّٖٔ ايّٖذَََّٜٓ ِ١تَصَا َٚزُ َٕٚفِ ٞايّٖذَََّٓٚ ،ِ١نّٔأّّّْْٔٔ ٞأضَُِعُ عَُٛا َ٤أٌِِّٖٔ َٛزَ ايّٖ ِإميَإُ فِ ٞقّٔ ًّٖبِِ٘ ،إِذِ عَسَ ّٖفتَ فّٔايّٖ َصِّ } ايَّٓازِ ،فّٔكّٔاٍَ ئَُّ٘ :عبِدْ ْ َّ
31
وىذا ىو اؼبعراج ،رأى أىل اعبن وىم يتزاوروف فيها ،ورأى أىل النار وىم يتعاووف ويصطرخوف فيها ،فهل رأى ابلعْب اغبسي أـ ابلعْب الباطني ؟ رأى ابلعْب اج بْب أصحاب اغببيب . دليل على أنو معر ٌ الباطني ،وىذا ٌ
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
31هظٌف اثي أثٖ ش٘جخ
)
(
-24اهلواتف يُؤخذ على الصوفي أهنم أتتيهم ىواتف ُعلوي مثل ظباع اػبطاب من هللا تعاىل ،أو من اؼببلئك ،أو من اعبن الصاٌف ،أو من أحد األولياء ،أو اػبضر ،أو إبليس ،سواءٌ كاف مناماً أو يقظ ً أو يف حال بينهما بواسط األُذف ،فما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا الكبلـ أو ىذا السؤاؿ وبتاج إىل دليل ،ألف اؼبتعارؼ عليو أف النداءات الٍب أتيت للصوفي تكوف إؽباماً عن طريق اؼبلك اؼبوكل إبؽباـ اإلنساف ،فيقذؼ يف روعو ويشعر كأنو ظبع صواتً يقوؿ لو كذا ،من أين ىذا الصوت؟ ترصب لكلمات ملك اإلؽباـ الذي يقوؿ فيو اغببيب اؼبصطفى عليو أفضل الصبلة وأمت السبلـ: { ََا َِِٓهِِّٕ َِِٔ أّٔسَدٍ إِيَّا َ َٚعَُ٘ قّٔسِ ََِٔ ُُٜ٘ٓايّٖذَِّْٔٚ ،قّٔسِ ََِٔ ُُٜ٘ٓائًَُّّٖا ِ٥هّٔ} ِ١
32
ٍ لك يُسدده ،وشيطا ٌف يوسوس لو ،اؼبَلَك الذي يُسدده يلهمو ،أي لكل إنساف َم ٌ يكوف اإلنساف ليس على ابلو ىذا النوع من اػبّب ،وإذا هبذا اؼبَلَك يقذؼ يف روعو ىذا فيحس لشدة حضوره أو استحضاره كأف شخصاً يناديو ليفعل ذلك ،ومن ىذا اػبّب، ُّ الشخص؟ اؼبَلَك اؼبوكل إبؽباـ ىذا اإلنساف. يف ىذه الزضب الٍب استمعنا إليها تتدخل الشياطْب لتُغوي السالكْب ،وتُ ِّ غرر ابلصادقْب ،لتبعدىم عن رب العاؼبْب . فبعضهم َّ يدعي أنو يسمع كبلماً يف أُذنو ،ومن الذي يوشوش يف األُذف؟ الشيطاف، لكن الرضبن ال يوشوش يف ىذه األُذف ،الرضبن يُلهم أُذف القلب ،وليست األُذف ىاتف يقوؿ كذا ،فاعلم أف الشيطاف ظبعت أبذٍل ىذه الظاىرة ،فمن يقوؿ لك :أان ٌ ُ يضحك عليو. ٌ 32ي التا هٖ ّهمٌت أحوت عي عجت هللا ثي همعْ
ػٖ هللا عٌَ
)
(
فإذا مل يستطع الشيطاف أف يُغريو عن طريق اؼبعاصي والسيئات ،يدخل لو عن وىبضعو لو ،وُيبلي عليو ما يريد أف يفعلو بو يف إبعاده ذِّل لوُ ، طريق الصاغبات أوالً لُيُ َِّ عن حضرة هللا . ولذلك ىذه األمور كلها ال بد أف تُعرض على ٍ عارؼ خبّب ،ال يستمع اإلنساف منها بنفسو ،وينكفأ على نفسو ،وردبا يتباىى على من حولو أنو أتتيو اؽبواتف اؼبنامي ،أو اؽبواتف يف عامل اليقظ ،لكن هبب أوالً أف تُعرض ىذه األمور.
الشيخ عبد القادر اعبيبلٍل وأرضاه عندما كاف يف اػبلوة ورأى نوراً يبتد من العرش إىل األرض ،وظبع :عبدي عبد القادر ،قاؿ :لبيك سيدي – ظبع أبذنو -قاؿ: ربوؿ إىل دخاف ،مث قاؿ: أحبت لك احملرمات ،قاؿ :اخسأ اي ملعوف ،فوجد النور وقد َّ إٍل ُ كيف عرفتِب؟ قاؿ :إف هللا مل ُوب ِّرـ شيئاً على لساف نيب مث يُبيحو لويل ،قاؿ :لقد قبوت جت قبلك سبعْب رجبلً من أىل الطريق مِب اي عبد القادر بعلمك وفقهك ،ولقد َخ َّر ُ هبذه الكيفي . أحبت لك احملرمات ،فيظن أنو قد أخذ أعرفتم ماذا يفعل الشيطاف؟ يقوؿُ : تفويضاً أف احملرمات كلها مباح لو ،أو يقوؿ لوُ :رفع عنك التكليف ،فيقوؿ :أان مل أعد ٍ بصوـ وال بشيء ،فيقوؿ لكم حولو :أنتم اؼبكلفوف وأان ُرفع عِب ُمكلفاً بصبلة وال التكليف!! ،لكن كل ىذه األمور ربتاج إىل : ٜ٘( الفرقاف). فهبلوس النفس ،وىواجس الشيطاف ىي الٍب ربوـ حوؿ الصادقْب حٌب تقطعهم عن حضرة الرضبن ،وعن النيب العدانف ،ال يستطيع اإلنساف بنفسو أف يتغلب عليها، فيحتاج إىل ٍ رجل من أىل اإليقاف وصل واتصل وأُذف ،حٌب يكشف هللا لو بو عن ذلك. الشيخ أبو عساكر ،وكاف رجبلً معاصراً ،كاف داخبلً ذات اليوـ القبل فوجد يف القبل مكتوب ابلنور( :ال إلو إال هللا أبو عسكر ويل هللا) فقاؿ :اي ملعوف وىل ىذه تُرى ابلعْب؟! ألنو يعرؼ أف من يراىا هبذه العْب ليست حقيق ،ودباذا تكوف اغبقيق ؟ تكوف
)
(
أيت كذا ،فنقوؿ لو :كيف ذلك؟ أغمض بعْب البصّبة ،ولذلك عندما يقوؿ أحد :أان ر ُ عينيك فهل ترى ما رأيت أـ ال؟ فإذا كنت ترى وأنت ُمغمض فيكوف ىذا بعْب البصّبة، وإذا كنت ترى وأنت تفتح عينيك فيكوف ىذا شراؾ وضعو لك الشيطاف ،وأنت اآلف يف خطر. ال بد أف ينتبو اإلنساف لكل ىذه األمور ،ويعرضها على إماـ من أئم الطريق حٌب وبدث لو التوفيق. أحد تبلميذ الشيخ اعبنيد انقطع فَبة ،فقاؿ إلخوانو :اذىبوا ألخيكم لتعرفوا ؼباذا مل يعد أييت؟ فذىبوا إليو وسألوه :ؼباذا مل تعد أتتينا؟ فقاؿ ؽبم :أان يف غّب حاج للشيخ ،فكل ليل أانـ يف اعبن ،فماذا أفعل ابلشيخ بعد ذلك؟ فقالوا ذلك للشيخ، فقاؿ ؽبم الشيخ :اسألوه وكيف تكوف ىذه اعبن ؟ فقاؿ :صباع أتتيِب كل ليل أيخذوٍل فأحضر حلق ذكر ،فأشعر وكأٍل يف اعبن على الفور ،فقاؿ ؽبم :قولوا لو :عندما تدخل حلق الذكر ىذه فقل( :ال حوؿ وال قوة إال ابهلل العلي العظيم) ،فجاءوه وأخذوه وضبلوه وأقاموا الذكر ،فقاؿ( :ال حوؿ وال قوة إال ابهلل العلي العظيم) ففوجئ ابلضرب عليو من كل مكاف ،حٌب أنو فقد الوعي ،ومل يستيقظ حٌب لسعتو حرارة الشمس ،فنظر فوجد نفسو يف مزبل بغداد فعرؼ أف من كاف وبملو ىم جن ،وىم يريدوف بذلك وأبي كيفي أف يسيطروا على اؼبريد. الصادقْب كاإلماـ اعبنيد رأى إبليس قادماً ولونو أصفر ومريض ،فقاؿ لو :مالذي شنػزي كاف لئلماـ اعبنيد شنػزي ،ومسجد ال ُ أتعبك؟ فقاؿ لو :القوـ اعبالسْب يف مسجد ال ُ واؼبريدين وكاف جبوار اؼبقابر ،فذىب الشيخ قبل الفجر بساع ودخل فوجد يف اؼبسجد أربع ،وليس عد ٌد كبّبٌ ،أحدىم جالس وواضع رقبتو بْب ركبتيو ،واآلخرين هبلسوف كل على حدة ،وكل واحد منهم سابح يف ملكوت هللا ،فرفع أحدىم رأسو فقاؿ لئلماـ اعبنيد :ال يغرنَّك كبلـ اػببيث ،ألنو يريد أف يُغوينا. فالتهريج والتمريج الذي وبدث يف مثل ىذه اجملاالت وبتاج من اإلنساف أف
(
)
ٍ نسق أحوالو على يد خبّب رابٍل: يضبط أحوالو ،ويُ ّ (ٜ٘الفرقاف).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-25التنايل يف الصنط يؤخذ على الصوفي التمايل يف الذكر ،فهو أشبو ابلرقص ،ومل يرد عن رسوؿ هللا وال صحابتو أف سبايلوا أو تراقصوا عند ذكر هللا ،فما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
من سأؿ السؤاؿ َح َكم ِحبُ ٍ كم ليس يف ُمكنتو ،ألنو مل يطلع على كل ما ورد عن أصحاب رسوؿ هللا ،ومن سن رسوؿ هللا . فقد ُروي عن سيدان معاوي أنو دخل على الرسوؿ وىو يف حلق ذك ٍر مع وؿ َِّ اؿ : اِّل ،فَػ َق َ س َن لَ ِعبَ ُك ْم َاي َر ُس َ أحبابو اػباص ،وبعد أف انتهوا قاؿَ :ما أ ْ َح َ { َِ٘ َٜا َُعَأّ ،ّٕ١َِٜٚيِٝظَ بِهّٔسِ َِٔ ٍِٜئِِّ َِٜٗتَصَّ ِعِٓدَ ِذنّٖسِ ضََُاعِ ايّٖ َشبِٝبِ }
33
وكبن كبفظ اغبديث الصحيح الذي يروي أف النيب َ د َخ َل ال َْم ْس ِج َد َوقَػ ْوٌـ ِ يَ ْذ ُك ُرو َف َّ َّيب : لم ،فَػ َق َ اؿ النِ ُّ اِّلَ تَػبَ َار َؾ َوتَػ َع َاىلَ ،وقَػ ْوٌـ يَػتَ َذا َك ُرو َف الْع ْ { نِال ايَُّٖذًِِطَ ِ ِٔٝعًَََِّٔٝ ٢سٍ ،أََّّٔا ايَّرِِ َٜ َٜٔرنّٕسُ َٕٚايًََّ٘ َِعَائََّٜٚ ،٢طِأّٔيّٕ َٕٛزَبَُِِّٗ فّٔ ِإِٕ غَاَ٤ أّٔ ِعّّٓٔاُِِٖ َِٚإِٕ غَآََ َ٤عَََُِِٖٗٚ ،ؤُالُٜ ِ٤عًَُُِّ َٕٛايَّٓاعَ ََٜٚتَعًَََُُّٚ ،َٕٛإََُِّْا بُعِ ِجتُ َُعًَُِّّا } فالذكر كاف موجوداً ،والنيب أةُب عليو ،وسيدان اإلماـ علي وكرـ هللا وجهو كاف يصف أصحاب رسوؿ هللا فقاؿ: أي يتمايلوف كما سبيِّل الرايح ورؽ الشجر 33ط ْح الزظْم ةثْ ا عخ ؽبُرالوقت ٖ عي أً
)
(
....والقرآف واضح ،أمل يقل هللا : ٜٔٔ( آؿ عمراف) إذاً الذكر أوالً من قياـ ،ومن عجز فمن قعود ،ومن عجز فعلى جنبو، وىذا الذكر الوارد عن أصحاب رسوؿ هللا .
فإذا كاف الصوفي يصنعوف حلقات الذكر ففيها من األسانيد ما ال يُعد وال ُوبد، وفبلوء بو كتب السن الصحيح الواردة عن رسوؿ هللا ،واغبركات الٍب يتحركوهنا كحرك الركوع والقياـ من الركوع ،وال لبرج عن ذلك ..... ألف النيب قاؿ لنا: ايرنّٖسِ } { إِذَا َ َسزُِِِِ بِسَِٜا ِ ايّٖذََّٓ ِ١فّٔازَِِعُٛا ،قّٔايّٕٛاَََٚ :ا زَِٜا ُ ايّٖذََِّٓ١؟ قّٔاٍَ :سًِّٔلُ ّْ
34
فبلبد أف تكوف حلق ابلكيفي الٍب على ىيئ الركوع والقياـ من الركوع ،وكبن عندان أصل يف علم األصوؿِ : كبك ِّمو يف كل النقوؿ ،وىذا األصل يقوؿ: السنَّ يبنع وىل ىناؾ ٌّ نص يف القرآف أو يف ُ نصاً يف القرآف أو من ىذا الذكر؟ ال ... .إذا كاف رأايً فليس لنا شأ ٌف ابآلراء ،ولكن نريد َّ يف ُسنَّ من اختاره هللا وجعلو صاحب الشريع اؼبطهرة وأنزؿ عليو القرآف ،فما داـ ال يوجد أصل للمنع ،فاألصل اإلابح .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-26تربئة احلالج ىل اغببلج كافر كما َّ يدعي بعض اؼبتشددين؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أظن أننا أجبنا على ىذا السؤاؿ قبل ذلك ،وقلنا :ال نستطيع وال يستطيع أح ٌد 34بهع الزره ٕ ّهمٌت أحوت عي أً
ػٖ هللا عٌَ
)
(
أف وبكم على ٍ رجل نطق ابلشهادتْب أنو خرج عن دين هللا. فأي مسلم نطق ابلشهادتْب ولو مرةً واحدة فهو مسلم ،واإليباف ؿبلو القلب ،وال يطلع عليو إال من يقوؿ للشيء كن فيكوف. وقلنا أف فتن اغببلج فتن سياسي ،والدكتور عبد اغبليم ؿبمود وضَّح ىذا األمر بعد أف حبث ذلك يف رسال كبّبة شرحها ووضحها ،وقاؿ :أف اغببلج عندما ظهرت عليو معامل اإلشراقات اإلؽبي ،فاجتمع الناس من حولو ،ودائماً والة األمور ىبافوف من أي إنساف هبتمع الناس حولو حٌب ال ينافسهم يف الكرسي ،أو يعمل انقبلب عليهم، وقولوه ما مل ي ُقلو ليقتلوه ،لكنها مؤامرة سياسي وكبلمو يدؿ على فدبروا مؤامرةً للحبلج َّ ذلك. وما نُسب إليو فهذا تزوير ،كما وبدث يف أي زماف ومكاف ،سياسيْب يريدف أف هبلدوا واحداً أو يسجنوه في ِلّفقوف لو أي كبلـ ،فلفقوا لو مثبلً (ما يف اعبُبَّ إال هللا) وىذا كبلـ ألصقوه لو ،لكنو مل ي ُقل ىذا الكبلـ ،ومل يرد يف ٍ صحيح من كتب القوـ، كتاب ٍ والذين ينشروف ىذا الكبلـ ىم القوـ الذين يشنعوف على الصوفي ويتلمسوف ىذه األمور. رجل مؤمن ،وإال ابهلل عليكم كيف تظهر على يديو الكرامات وىو غّب لكنو ٌ مؤمن ابهلل كما َّ يدعوف؟! فكرامات اغببلج ال تُعد وال ُربد ،والذي صبع اػبلق عليو الكرامات الكثّبة اؼبوجودة. لكن ىذا موضوع سياسي ،ووبدث يف كل زماف ومكافُّ ، فلفقوا لو التُهم ليقتلوه ولينفض الناس من حولو خوفاً على الصوعباف واؼبلك ،وكاف ذاؾ يف عصر الدول العباسي .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
)
(
-27الهطامة واإلغتسضاج ما الكرامات؟ وما الفرؽ بينها وبْب اإلستدراج؟ وؼباذا يُظهر هللا على يد الويل كرامات؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الكرام للويل كاؼبعجزة للنيب، وكل كرام لويل معجزةٌ للنيب الذي يتبعو ىذا الويل. لو انتفت الكرامات َّ لتشكك الناس يف ديننا اإلسبلمي ،لكن يف كل عصر يروف رجاالً صادقْب يف اتباع سيد األولْب واآلخرين ،ومع أهنم يف ىذه العصور اؼبظلم تظهر عليهم أسرار إؽبي نسميها إكرامات. وكبن كلنا -كل اؼبؤمنْب -ؽبم كرامات ،ولكن ال نذكرىا ،من منا حدث لو يف ٍ يتعرض لشدة يوـ من األايـ ضرورة ودعا هللا فاستجاب لو مواله ولبَّاه؟ كلنا ،ومن منا مل َّ واستغاث ابهلل فأغاةو مواله وذىبت الشدة يف اغباؿ؟ كلنا ،من منا أراد أف يذىب إىل مكاف واؼبواصبلت غّب ُمهيأة ،فأرسل هللا لو مواصل لو ال يعلم كيف جاءت وال كيف أتت توصلو إىل مكانو؟ عندان كلنا مثل ىذه الكرامات اغبسي . لكن الكرامات الٍب نقف عندىا للصاغبْب ىي الكرامات اؼبعنوي ،كاإلستقام ، . ولذلك قالوا: سألوا أحد الصاغبْب: رأينا صباع يطّبوف يف اؽبواء؟ فقاؿ ؽبم :ما زادوا عن طّب ،فالطيور تطّب يف اؽبواء!! فقالوا :ورأينا صباع يبشوف على البحر!
)
(
قاؿ :مازادوا عن ظبك ،فالسمك سبشي على البحر!! قالوا :رأينا صباع يذىبوف إىل الكعب يف غبظ ،أو يقطعوا بْب اؼبشرؽ واؼبغرب يف غبظ ،فقاؿ ؽبم :الشيطاف يفعل ذلك! قالوا :فما الكرام ؟ قاؿ :الكرام االستقام . اإلستقام : ىي أف يستقيم اإلنساف على منهج هللا. وأتتيو دائرة اغبفظ ،فاألنبياء ؽبم العصم ،والويل أتتيو دائرة اغبفظ اإلؽبي،ىم دبعصي فبل هبد الدواعي الٍب تُعينو على فعلها ،فهذه عناي من حٌب ولو َّ هللا ،وىذه كرام . َّ َّ هيئ لو فإذا فكر يف اؼبعصي وخطط ؽبا ،ويف اللحظ األخّبة رب العزة يُ ُاألسباب الٍب تُبعده عن ىذه اؼبصيب ،فهذه عناي هللا:
(ٕٔٓاألعراؼ). الكرام الثاني التوفيق. وىي أف يوفقو اؼبوفق يف كل حركاتو وسكناتو ،فبل يفعل إال ما يُرضي هللا ،وال يبشي يف طر ٍيق إال برضاء هللا ،وال هبمع اؼباؿ إال من ٍ حبلؿ أحلَّو هللا ،وال يُنفقو إال يف موض ٍع ٍ مبارؾ يستثمره لو هللا ،فهذا التوفيق ،ولقل التوفيق ولرفع شأنو مل يذكره هللا يف القرآف إال مرًة واحدة وعلى لساف نيب : ٛٛ( ىود) فالتوفيق أعلى درجات الكرامات. وأعلى الكرامات شأانً أف ىبتم هللا للعبد ابإليباف ،فيخرج من الدنيا من أىل (ال
)
(
إلو إال هللا ؿبم ٌد رسوؿ هللا) وعبلم ذلك أف يُبعده هللا عن الكبائر والفًب ما ظهر منها وما بطن. ما الذي هبعل اإلنساف عُرض لعدـ اػبتاـ ابإليباف؟ إذا وقع يف كبّبة ومل يتُب يغش يف كيل منها ،وجاء األجل ،كعاؽ لوالديو وجاء األجل فيُختم لو بسوء اػباسب ،أو ُّ أو يف بيع ومات ومل يتب فهي نفس األمر ،أو يشرب اػبمر ومل يتب ومل يرجع إىل هللا .. أي كبّبة من ىذه الكبائر نفس األمر. فكوف هللا وبفظو من الكبائر ،ويوفقو للفرائض فقد ضمن هللا لو ُحسن اػباسب .
والكرام األعلى من ذلك أف يؤيد هللا لو دعوتو إىل هللا ،وهبعلو بربك رسوؿ هللا، وبسر رضاء هللا هبمع أىل اػبّب على هللا ،ؼباذا؟ قاؿ : ّٔإِٔ َِٜٗدِ َٟايًَُّ٘ بُِٗدَاىّٔ زَدًُّٗا َٚاسِدّا ََِٝسْ ّٔيؤّ َِِٔ سُُِسِ ايَّٓعَِِ } { َٚايًَِّ٘ ي ّٔ
35
فهذه كرامات الصاغبْب وإكراماهتم الٍب يبحثوف عنها وىذه ىي اؼبهم . أما الكرامات الظاىري :فقد يتشبَّو هبا السحرة ،وقد يصطنعها البوذيوف يف اؽبند ابليوجا!!!وقد يتظاىر هبا من ىباوي اعبن ....وينبئ اإلنساف دبا حدث ابألمس أو دبا قالو اليو !!ـ ،لكن الكرامات الٍب يهتم هبا الصاغبوف :ىي الكرامات اؼبعنوي الٍب ذكرانىا ،نسأؿ هللا أف نكوف من أىلها أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-28الطؤيات امليامية للػالهني بعض الصوفي يعيشوف على الرؤايت اؼبنامي ،وىبططوف حياهتم عليها ،فبل يفعلوف شيء أو يَبكوف شيء إال برؤاي ،فما حقيق ذلك؟ ٌ 35ي أثٖ اّ عي ِ ثي عت
)
(
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
شر بو من استقاـ على منهج هللا ،ألف الرؤاي اؼبنامي ىي أوؿ عطاء من هللا يُب ِّ بشر أىل اإلستقام : هللا َّ ٙٗ( يونس). وأوؿ بشرى ؽبم يف الدنيا قاؿ فيها : ايٓبُ ِ٠َّٛغَ ،ْ٤ِٞإِيَّا ايّٖ ُُبَػّْسَاتُ ،قّٔايّٕٛاَٜ :ا َزضُ ٍَٛايًََََِّ٘ٚ ،ا ايُُّٖبَػّْسَاتُ؟ { ئّا َِ ٜبكّٔ ٢بَعِدُِّ ََِٔ ٟ ايسؤَِٜا ايؿَّايِشََٜ ّٕ١سَاَٖا ايسَّدٌُُ أُِّٔ ِٚسَ ٣ئُّ٘ } قّٔاٍَُّ :
36
لكن ىذه الرؤاي ربتاج أوالً ؼبئُػ ِّوؿ علَّمو هللا علم أتويل الرؤاي لكي يفسرىا يل، واثنياً ال أقف عندىا ،ألهنا ستكوف حجاابً للمقاـ الذي بعدىا. سيدان رسوؿ هللا يُعرفنا قدر الرؤاي من علوـ النبوة ،فقاؿ : ايٓبُ} ِ٠َّٛ ايسؤَِٜا ايؿَّايِشَ ّٕ١دُصِ َِِٔ ْ٤ضِتََّّٔٚ ٍ١أزِبَعِنَ دُصِّ٤ا ََِٔ ُّ { ُّ
37
والسيدة عائش ربكي عن الرسوؿ يف أوؿ ما بُدئ بو من الوحي فقالت: ايسؤَِٜا ايؿَّايِشَ ّٕ١فِ ٞايَّٓ ِ ،ِّٛفّٔهّٔإَ ئّا َٜسَُ ٣زؤَِٜا ََّٔ ٍُٚا بُدِئَ بِ ِ٘ َزضُ ٍُٛايًَِّ٘ ََِٔ ايَّٖٛسُِّ ِٞ { أ َّ ايؿبِحِ } إِيَّا دَا َ٤تِ َِجٌَِ فًّّٔٔلِ ُّ
38
أشهر ،وبعد ذلك انتقل إىل شيء أرقى يف كم َّ استمرت ىذه اغبال ؟ قيل :ست ُ علوـ األصفياء ،ويف علوـ األتقياء واألولياء،ويف علوـ الرسل واألنبياء. فسيدان رسوؿ هللا مكثت معو ىذه الرؤايت ست أشهر ،ومدة النبوة كلها ةبلة وعشرين سن ،ةبلث عشرة يف مك وعشرة يف اؼبدين ،وست أشهر من ةبلة وعشرين سن تكوف ست وأربعْب ،كما أخرب النيب : 36همٌت أحوت ّالجِ٘قٖ عي عب شخ ػٖ هللا عٌِب 37ط ٘ الجخب ٕ عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ 38ط ٘ الجخب ٕ
)
(
39
ايٓبُ} ِ٠َّٛ ايسؤَِٜا ايؿَّايِشَ ّٕ١دُصِ َِِٔ ْ٤ضِتََّّٔٚ ٍ١أزِبَعِنَ دُصِّ٤ا ََِٔ ُّ { ُّ فهل أستمر على ىذا اعبزء يف حيايت كلها؟!
أخطأت ،من ىذا الذي هبعل نبُّو كلو لّبى طعت أو ُ جبت أو قُ ُ ىنا أكوف قد ُح ُ رؤاي؟!! تسألو :ؼباذا تقوـ الليل؟ يقوؿ لك :لكي أرى رؤاي صاغب عندما أانـ ،فهنا العبادة ليست هلل ولكنها للرؤاي الصاغب . وعلى سبيل اؼبثاؿ: يُصلِّي على حضرة النيب بعد أف يصلي الفجر كل يوـ ألف مرَة وتسألو :ؼباذا تصلي على النيب ألف مرة؟ يقوؿ لك :لكي أرى يف اؼبناـ رؤاي صاغب ،فهذه العبادة لعل وليست خالص هلل. وأتصدؽ وأذكر، لكن لو أان عبدت هللا ،فأُصلي وأصوـ وأُصلي على حضرة النيب َّ ُ أىل للعبادة .... فهذه العبادة هلل ألنو ٌ علي ابلرؤاي فخّب ،وإذا مل يُرٍل رؤاي فالعبادة ليست للرؤاي ،ولكن فإذا تفضَّل َّ العبادة هلل .
فالذي ُحجب ابلرؤاي ىو الذي وقف ومل هبد رجبلً عاؼباً عامبلً ُىبرجو من ىذه الورط فأصبحت عبادتو معلول ،وما علتها؟ الرؤاي ،وىذه عبادة غّب خالص هلل ، ولكن ال بد أف يعبد هللا لذاتو ،وال يبغي من وراء العبادة إال رضاء اػبالق البارئ ، فإذا تفضَّل هللا بعد ذلك عليو : ٕٔ( اغبديد).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
39ط ٘ الجخب ٕ عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ
)
(
-29ضئيػة السيواٌ ما حقيق قوؿ بعض الصوفي عن السيدة زينب أهنا رئيس الديواف؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
السيدة زينب عندما نزلت إىل مصر أنزؽبا وايل مصر ضيف ً عنده يف بيتو ،وكاف بيتو يُعقد فيو الديواف ،والديواف كاف ؾبتمع الوايل ومن حولو من األكابر لبحث األمور اؼبهم الٍب هتم والي مصر يف ىذا الوقت ،فكاف اظبو الديواف. فطلب منها الوايل تربكاً هبا أف ربضر معهم من خلف ستار وتسمع حوارىم، وتُديل برأيها ليستنّبوا بو يف ىذا األمر. فجاء بعد ذلك اؼبتصوف اؼبتعجلوف قالوا :إذاً ىي رئيس الديواف!
وجاء من بعدىم فاختلط اغبابل ابلنابل!! وأدخلوا التصوؼ يف اػبرافات!! جبل (قاؼ) أو يُعقد وقالوا :أف ىناؾ ديواانً للصاغبْب ،وأف ىذا الديواف يُعقد يف ٌ يف غار ِحراء مرًة كل أسبوع! وهبتمع فيو ال ُقطب اؼبوجود ،واألفراد األبداؿ ،ومعهم حضرة النيب ،ومعهم أكابر الصحاب ،ورئيس ىذا الديواف ىي السيدة زينب!! فهل ىذا الكبلـ يُعقل؟! وىل يوجد من يقبل ىذا الكبلـ؟! نفرض أف ىذا الديواف يُعقد ،فكيف يكوف حضرة النيب موجوداً وتكوف الرئيس السيدة زينب؟! وقالوا :إف سيدان اغبسْب يكوف موجوداً أيضاً ،فهل يقبل أف يكوف اغبسْب موجوداً وتكوف السيدة زينب ىي رئيس الديواف؟ قلت -أف الديواف كاف ديواانً ِحسياً ،يبحثوف فيو أمور الرعي ،وأراد لكن -كما ُ
)
(
الوايل منها أف ربضر معهم من وراء ستار ،ألنو كاف أيتنس هبا ويعتقد أهنا من الصاغبات ألهنا من آؿ بيت النيب ،وىي فعبلً كانت من الصاغبات ،لتُديل برأيها وىذا كل ما يف األمر! لكن الديواف يُعقد كل أسبوع ،والديواف يف غار حراء ،وىو الذي ُىبرج األحكاـ الٍب ربكم الدنيا كلها ،وأف األحكاـ الٍب زبرج من ىناؾ ىي الٍب تُ َّنفذ ،فهذه زايدات ما أنزؿ هللا هبا من سلطاف ،وخرافات ليست يف دين هللا عز وجل ،وال يف شريع هللا ،وال عند الصوفي الصادقْب ،فهي خرافات هبب أف نطهر منها التصوؼ يف كل ٍ زماف ومكاف.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-31ضؤية الػيسة ظييب مهؿوفة الطأؽ َّ يدعي البعض أف رؤي السيدة زينب يف اؼبناـ بشعرىا أو دببلبسها العادي دالل على أنو من أىل البيت ،وليس غريباً عليها ،فمارأي فضيلتكم يف ىذا األمر؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا تعميم! الذي ورد يف ىذا األمر رواي وبكيها الشيخ دمحم متويل الشعراوي رضب هللا عليو عندما كاف طالبا جبامع األزىر: أنو كاف يسكن جبوار السيدة زينب وقتها ... وكاف أبوه وبب آؿ بيت النيب ،وقد رأى الشيخ الشعرواي السيدة زينب يف اؼبناـ وىي غّب ؿبجب ،وكاف أبوه عنده يف زايرة ،فحكى ألبيو ىذه الرؤاي ،فقاؿ لو :ايبِب ألننا من آؿ البيت ،ولذلك أنت رأيتها بشعرىا! فسرىا لو بذلك. لكن ىذه قص أو حادة ال تُ َّ عمم ،وال قبعلها قانوانً ،ألف أبوه َّ
)
(
ِ فسرىا بذلك؟ فهل كل إنساف يرى السيدة زينب يُ ّ
ال ،فالرؤاي كما قاؿ :
ّٔ ٍِٚعَابِسٍ } ايسؤَِٜا أل َّ { ُّ
40
وكل رؤاي ؽبا تعبّبىا. فبل أنخذ تعبّب شخص واحد على كل الرؤايت. وىبرج منشورات لكن كثّب من أدعياء الصوفي يتوقف عند مثل ىذه الكلماتُ ، ويُعممها ،يف حْب أنو مسكْب! والصوفي أغنياء عن مثل ىذا ،فعندىم من العطاء اإلؽبي ما يغنيهم ويكفيهم، وأيخذ أييدي ؿببيهم ،وال وبتاج إىل مثل ىذه األشياء.
GxqxqGxqxqGxqx
ٌ 40ي اثي هب خ ّهظٌف ثي أثٖ ش٘جخ عي أً
GqGxqxq
ػٖ هللا عٌَ
(
)
(
)
)
(
xqxqGxqxxqGxq -1نيفية عطض التصوف الصخيح مدارس التصوؼ كانت دائماً تصنع الرجاؿ الذين ينهضوف ابألم ،لكن لكثرة الدخبلء واألدعياء يف التصوؼ أصبح ُّ الغث فيو أكثر فيو من الثمْب ،فكيف يبكن للصادقْب عرض التصوؼ الصحيح؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
عرض التصوؼ الصحيح ال وبتاج يف ىذا العصر إىل ذبمعات ،وال إىل كتب ،وال إىل ؿباضرات ،وال إىل إذاعات ،وإمبا وبتاج إىل رجاؿ يتجملوف هبذه األحواؿ ،فقد قاؿ ابن عطاء هللا السكندري : .
ولذلك يقوؿ اغبكماء للمقبلْب يف يزمنا على ع ِّد ختمات القرآف الٍب يقرأوف: يعِب ِ صبّل نفسك بصف آي من آايت القرآف ،عندما يراىا اػبلق يروف فيك أوصاؼ القرآف ،فعلى سبيل اؼبثاؿ : ٖٙ( الفرقاف) ىذه اآلي ربتاج إىل ٍ رجل فيو خص بو أىلها من ىذه األوصاؼ ،وذبلَّت فيو ىذه الصفات ،فيُعطيو هللا ما َّ
)
(
خصوصيات وىبات ... فكل من يراه يشعر أبف ىذا الرجل لو شيء عند حضرة هللا ،فينجذب قلبو إليو، وإف مل وبدةو بشفتيو ،لكن وبس أبنو ينجذب إليو من غّب كبلـ وال غّبه ،فنشر التصوؼ يف ىذا الزماف وبتاج إىل ٍ رجاؿ أجبلء يعملوف دبا علموا حٌب يُورةِّهم هللا علم ما مل يكونوا يعلموا ،فيجذبوف الناس بصدقهم ،وإخبلصهم ،وإخباهتم ،وخشوعهم إىل رهبم، وحضورىم القليب الدائم مع حضرة حبيبهم. فهؤالء األقواـ يكونوف دبثاب مغناطيس نوراٍل رابٍل هبذب حديد القلوب الٍب تكوف كاغبديد ،فيليِّنها ويُه ِّذهبا ويُصفيها ويرقيها ويدخلها على حضرة عبلـ الغيوب ،ولذلك أنت ذبد ىذا يف الكوف: فهناؾ أُانس يبؤلوف الدنيا ؿباضرات وعظات وعلى اؼبنابر ويف اؼبساجد وال يوجد من يبشي معو ،ؼباذا؟ ألنو أصبح كاؼبغناطيس الذي فقد القوة اؼبغناطيسيو الٍب فيو ،فتضعو يف وسط اؼبسامّب فبل يبسك أي مسمار. رجل آخر عندما ينزؿ إىل أي مكاف يلتف الناس حولو ،وأنت نفسك وىناؾ ٌ تتعجب كيف أيت إليو ىؤالء الناس؟! ومن الذي أتى هبم؟! وؼباذا أتوا؟! وال تدرؾ أف الرضبن إبظبو اعبامع صبَّل ىذا الرجل فصار إظبو اعبامع ،هبمع لو األخيار ،وينتقي لو مغناطيس هبذب األخيار ،ويقرب األبرار ،ويُدخلهم انر اجملاىدة: قلت األبرار ،فهو كما ُ ٌ ٚٛ( اغبج) ليُصفي نفوسهم ،ويُطهر قلوهبم ،مث يُدخلهم على حضرة هللا . فنحن يف ِّأمس اغباج إىل ىؤالء الرجاؿ وإف شاء هللا سيحدث ىذا األمر يف ىذا الزماف بربك رسوؿ هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
)
(
-2التصوف وىَطة األمة كيف يبكن أف يساىم التصوؼ يف هنض األم وبعث اؽبم ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
التصوؼ هبعل الصادؽ يف اتباعو دائماً عنده نب عالي ،ألنو ال يرضى ابلدوف من اؼبقامات ،وال ابلدٍل من الدرجات ،حٌب ولو كاف يف اعبنات ،لكن نبتو تدعوه إىل أف يبلغ أعلى الدرجات وأرقى اؼبقامات ،وال يرضى بغّب ذلك من هللا . سيدي عمر بن الفارض عندما كاف يف النزع األخّب ورأى مكانتو يف اعبن - وىي مكان ٌ عالي -بكى وقاؿ: مدددتى رددددم هٌةلزدددٖ مدددٖ ال دددت عٌدددتأ من أمهٌ٘دددددخ دددددرد ّحدددددٖ ثِدددددب اهٌدددددب ك
هددددب ددددت أٗددددذم مقددددت ػدددد٘عذ أٗددددبهٖ ّال٘ددددددْم أحمددددددجِب أػددددددابس أحددددددتم
أان أمنيٍب ليست ىذه ولكن أمنيٍب أنت ،ال يريد إال وجو هللا: ٕ٘( الكهف).
وىؤالء القوـ لعُلو شأهنم وعزائمهم ،ال يرضوف ابلدوف من الدنيا ،وال يرضوف يف أعزة ،ألف هللا ألبسم ةوب العزة ،فإف العزة كما قاؿ هللا: الدنيا إال أف يكونوا َّ
ٛ( اؼبنافقوف.....
فلذلك طلبوا من هللا أف يُعزىم فبل ُّ يبدوا يدىم إىل سواه ،أو هبعلهم وبتاجوف طرفاً إىل عداه ،بل إهنم ال يرجوف من هللا إال الغُب الكامل يف الدنيا ،والسعادة الراقي يوـ لقياه جل يف عبله. سيدان موسى عندما أمره هللا أف يبلِّغ رساالت هللا ،قاؿ :اي رب تَبكِب إىل خلقك ىذا يطعمِب يوماً ،وىذا ال يطعمِب؟ والنيب إذا ُكلِّف ابلرسال فوراً يَبؾ السعي يف الدنيا ويتفرغ لرسال هللا ،فقاؿ هللا تعاىل( :اي موسى أما ترضى أف ندخل كل ٍ يوـ رجبلً اعبن من ُ
)
(
أجلك؟) يعِب من يطعمك اليوـ طعاماً ندخلو اعبن ،مع أف ىذا الطعاـ الذي أرسلو ىو هللا أحكم اغباكمْب . سيدي أبو اغبسن الشاذيل عندما جاءه النداء يف شاذل يف تونس :اي علي إنزؿ ِ إىد الناس إلينا ،قاؿ :اي رب ُربوجِب إىل عبادؾ ىذا يُعطيِب وىذا ال يُعطيِب!! اؼبلي ،إف شئت من اعبيب ،وإف شئت من الغيب. فقاؿ :اي علي أنفق وأان ُّ
وىكذا أولياء هللا ال ُك َّمل إىل يوـ الدين ال يرضوف إال ِّ يطهروف ابلعزة ،فهؤالء ِّ اجملتمع من اؽبمم الدني ،واألفكار الدنيوي ،والعزائم الطيني ،وهبعلوف الناس يستعلوف، فيُعلي شأهنم ،ويرفع هللا قدرىم. كما حدث مع أصحاب اغببيب :
فقد كانوا ُحفاةً عُراة وبعضهم كانوا عبيداً ،لكنهم عندما سلَّموا أنفسهم هلل ورسولو وتربوا على يد النيب الَببي الصحيح ،مل سبضي عدة أعواـ حٌب صاروا كلهم أُمراء ،وقادة للجند ،مشهو ٌد ؽبم حبُسن القيادة ،وعدال الوالي إىل أف يرث هللا األرض ومن عليها ،وىذا وعد هللا يف كل زماف ومكاف:
(٘٘النور).
وع ٌد من هللا أف كل من سيمشي يف ىذه الَببي ال بد أف ُيب ِّكنو هللا يف أرض نفسو، وُيب ِّكنو هللا يف أرض القلوب غّب اؼبعيب ،وغّب احملجوب عن عبلـ الغيوب ،وُيب ِّكنو هللا لو اؽبم ((ع ُّ من نشر الفضائل اإلؽبي والتعاليم الرابني الٍب يقوؿ فيها اإلماـ علي هنع هللا يضرُ : من اإليباف)) وكبن كبتاج إىل ىذا األمر يف زماننا ىذا.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
)
(
-3الصوفية والؿطيعة يؤخذ على الصوفي أهنم يَبكوف التكاليف الشرعي حبج أف هللا أسقط عنهم التكاليف ،ما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذه حج ٌ داحض ال يقع فيها إال األدعياء ،الذين ال ينتسبوف للصوفي من قريب وال من بعيد ،ألف الصوفي الصادقْب ُّ أشد الناس سبسكاً ابلشريع اإلؽبي ،فهم أوىل الناس ابإلتباع لسيدان رسوؿ هللا . ولذلك عندما ظبع اإلماـ اعبنيد ىذه الفري وقالوا لو :إف قوماً َّ يدعوف إسقاط األعماؿ ويقولوف :إهنم سقط عنهم التكليف ،فقاؿ :
.
ويقوؿ اإلماـ أبو العزائم هنع هللا يضر: ألف ىؤالء أىل سقر : ( اؼبدةر). أما قضي إسقاط التكليف كما قاؽبا البعض ىي إسقاط اؼبعاانة ،وإسقاط التعب والعناء يف أداء التكاليف ،ألنو يؤديها ٍ بتلذذ وؿبب ٍ وأ ٍ ُنس ابهلل . فمثبلً بعضنا وىو يؤدي الصلوات هبد فيها مشق ابلغ ،ولكن قبد بعض القوـ يظل منتصباً بْب يدي هللا من بعد صبلة العشاء إىل صبلة الفجر يُصلي هلل ،وعند ُّ مرت ىذه الليل سريعا؟! أان مل آخذ حظي بعد من عبادة هللا اقَباب الفجر يقوؿ :ؼباذا َّ !!ؼباذا؟ لتلذذه واستلذاذه وذوقو غببلوة ىذه الطاع هلل . وىذا إف قالو بعض الصاغبْب على لسانو ،فإمبا يقصد بذلك أنو يف تلذذه ابلعبادة ،وذوقو غببلوة العبادة ،فبل يشعر بكلف ،يعِب مشق وال تعب وال عناء يف ىذه
)
(
العبادة ،ولذلك كاف منهم اإلماـ اعبنيد ،فقد كاف يصلي كل ليل ةبلشبائ ركع ،فما حدودىا؟! كبن لو صلينا صبلة الَباويح عشرين ركع ستجد الناس متضررة ،ويقولوف: ؼباذا ال ذبعلوىا شباني ؟! لكنو كاف يصلي ةبلشبائ ركع وليست كصبلتنا ىذه ،بل يطيل يف القراءة ،ويطيل يف الركوع ،ويطيل يف السجود ،ؼباذا؟ تلذذاً وتفكهاً بطاع هللا كأىل اعبن إف شاء هللا رب العاؼبْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-4الصوفية والععلة عيس الياؽ يؤخذ على الصوفي اعتزاؿ الناس واجملتمعات ،واإلنغبلؽ على أنفسهم ،ولذا يرى البعض أف ىذا أشبو ابلرىباني ،فما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الناس الذين ينغلقوف على أنفسهم ويبتعدوف عن الناس ،فهؤالء ليسوا صوفي ، فهم إما ُزىَّاد أو ُعبَّاد ،ومنهم من يبحث عن مكاف ىبتلي فيو ويتعبَّد هلل . لكن أفضل نوافل للعبد الٍب تتعلق خبلق هللا ،والصوفي يعرفوف ىذا اؼبقاـ، ويعرفوف ىذا القدر. ولذلك الصوفي كانوا قبل اغبياة العصري ىم القائموف مقاـ وزارة األوقاؼ ،ومقاـ وزارة الشئوف اإلجتماعي ،ومقاـ وزارة الصح ،قبل وجود ىذه اإلدارات. يعْب نفسو هلل ،فهذا مؤذف مسجد كذا ،وىؤالء يتنافسوف فكاف كل واحد منهم ِّ خرجت ىذه الوظيف من أولياء هلل على نظاف مراحيض اؼبساجد لوجو هللا ،ولذلك كم َّ ، ألنو تطامن على نفسو ،وخدع نفسو ،وكاف ينظف اؼبراحيض ،ومل تكن اؼبراحيض ابؽبيئ الٍب نراىا حالياً ،ولكنها كانت هبيئ أُخرى ال تصلح هنائياً ،لكنهم كانت ىذه وظيفتهم.
)
(
ويُروى يف ىذا اجملاؿ أف الشيخ عبد الوىاب اعبوىري وىو من بلدة ؿبل مرحوـ جبوار طنطا ،وكاف اتجر ذىب ،ذىب ليتبع سيدي أضبد البدوي وأرضاه ،واتجر رجل ُمرفَّو يعيش حياة اؼبَبفْب ،ولكي يدخل يف دائرة وأحباب الصاغبْب ال الذىب يعِب ٌ َّ ويتخشن ،فكما قيل: بد أف يَبؾ ىذا الَبؼ . فقاؿ لو الشيخ :أتريد أف سبشي معنا ،فقاؿ لو :نعم ،وكاف ىناؾ ساقي ُزبرج اؼباء ِ ةور يدور هبا ،فقاؿ لو :إف كنت من البئر ليتوضأ الناس منها ،والذي يُشغّل ىذه الساقي ٌ تريد أف سبشي معنا ،فعليك بتشغيل ىذه الساقي مناوب مع الثور. الشيخ يريد أف ينزلو من العلياء الٍب يعيش فيها وىبشوشن ،وىبتربه إف كاف صادقاً أـ ُم َّدعياً ،ألنو لو كاف مدعياً فلن يقبل ىذا األمر ،وإف كاف صادقاً سيقبل ىذا األمر، فمشى على ىذا اؼبنواؿ ،وذات مرةٍ َّ حدةتو نفسو أبنو ترؾ العز والَبؼ ،وجاء ليعمل هبذا!! ،ودبجرد أف خطر يف ابلو ىذا الكبلـ وإذا ابلشيخ أمامو ،وقاؿ لو :ماذا تقوؿ يف بت نفسك؟! إذا كنت تريد أف ترجع ؼبا كنت فيو فاذىب وكبن ال نريدؾ ،فقاؿ لو :أان تُ ُ بْب يديك عن ىذه اػبواطر النفسي ،وبعد فَبة قاؿ لو :نريد أف نرقيك ،نريد منك أف تغسل اؼبراحيض. فكاف ىذا نظاـ الصاغبْب ،فالكنَّاس الذي كاف يكنس بيت سيدان أضبد البدوي أصبح وليِّاً من األولياء ولو طريق إظبها الطريق ال ُكنَّاسي ،ؼباذا؟ ألنو تواضع وكاف يكنس مكاف اؼبريدين. والراعي الذي كاف يرعى اغبيواانت الٍب كاف أييت هبا لؤلحباب عنده أصبح من الصاغبْب ولو طريق وىي طريق الشيخ الراعي ،وىي موجودة إىل وقتنا ىذا. فالصوفي يتبلضبوف يف اجملتمع ،ويشتغلوف يف اجملتمع ،من الذي كاف يقوـ ابؼبساجد كلها يف العامل اإلسبلمي قبل وزارة األوقاؼ؟ الصاغبوف ،أحدىم يهب نفسو لئلمام أو إةنْب أو ةبلة ينظموف أنفسهم مع بعض ،وإةنْب ينظموف أنفسهما لآلذاف،
)
(
وةبلة أو أربع ينظموف أنفسهم للخدم ،واليريدوف من ٍ أحد شيئاً ألهنم يعملوف ذلك هلل ،.من الذي كاف يبحث عن اؼبساعدات اإلجتماعي والعطف على الفقراء واؼبساكْب واؼبرضى وذوي اإلحتياجات؟ الصاغبْب ،كانوا يتعرفوف على أحواؽبم ،وإذا استطاعوا أف يُعطوىم فبا معهم ،وإال كانوا يذىبوف ألىل اػبّب الذين يتوظبوف فيهم اػبّب وأيخذوف منهم اؼبساعدات ويُعطوىا ؽبؤالء الفقراء واؼبساكْب.
رأينا عندان يف طنطا رجبلً ؾبذوابً ،وكاف يف األصل من كبار األغنياء ،وأصابتو جذب إؽبي فَبؾ غناه ومشى سائحاً يف هللا ،ورأيناه يف عصران ،ولو حالياً ضريح يف كفر الزايت يف بلدة اتبع لطنطا ،ماذا كاف يفعل ىذا الرجل؟ كاف يذىب للتجار حوؿ السيد البدوي ويقوؿ :ىات طبس جنيهات أو إةنْب أو ةبلة جنيهات ،فبل يستطيع أح ٌد أف يردَّه.
ذات مرة تتبعو أحدىم ،ففوجئ أنو أخذ ىذه النقود واشَبى طلبات إلمرأة تلد وأجر حنطوراً وذىب بو إىل بيت ،وطرؽ الباب ،وكاف بداخل البيت امرأةٌ وؼبولودىاَّ ، تلد وال سبلك شيئاً من الدنيا ال ىي وال زوجها!!. يتحسس أحواؿ ىذه الناس ويتجسسها؟ ىؤالء الصاغبْب ،من من الذي كاف َّ اؼبمكن أف يكوف يف وزارة الشئوف اإلجتماعي حالياً بعض اجملامبلت ،وأحياانً ؿباابة، وأحياانً تدليس ،لكن ىؤالء ليس عندىم ىذا ،ولكن عندىم أحاسيس أتيت من عند هللا، ويضعوف الشيء يف موضعو تقرابً من هللا ،وال يرجوف من اػبلق مدحاً وال ةناءاً : ٜ( اإلنساف). فكاف من يقوـ ابألعماؿ اػبّبي كلها لؤلم اإلسبلمي ىم الصوفي ،وىم من يبحثوف اؼبنافع الٍب وبتاجها الناس ،فإذا إحتاج الناس إىل سبيل ماء ،فيعملوف ؽبم سبيل ماء ،وإذا احتاج الناس مكاانً للعبلج ،يُهيئوف ؽبم مكاانً للعبلج. ولذلك عندما ننظر للمساجد الٍب عندان يف أغلب الببلد ،من الذي بناىا؟ ىل الدول بنت مساجد؟ ال ،لكن الذي بناىا أىل اػبّب.
)
(
فأىل اػبّب ىم القائموف برعاي أحواؿ احملتاجْب والفقراء واؼبساكْب وذوي تكليف يف اإلحتياجات اػباص لؤلم احملمدي من عند أنفسهم ،ويروف أف ذلك ٌ أعماقهم من هللا ومن رسوؿ هللا ،وال يبغوف من وراء ذلك جزاءاً وال شكوراً. سيدي أضبد الرفاعي وأرضاه ،ما العمل الرئيسي يف طريقتو؟ خدم الفقراء واؼبساكْب ،ولذلك كنت ذبد اعبماع الرفاعي يف اؼبساجد الكربى كل واحد منهم وبمل قرب على ظهره ويدور على اؼبصلْب ويسقيهم لوجو هللا ،فيأيت الواحد منهم بثلج ،وأييت دباء زىري لكي يكوف اؼباء معطَّراً ومثلَّجاً ،وؼباذا ىذا كلو؟ هلل ،ألف طريقتهم بُنيت على اػبدم ،وألف سيدي أضبد الرفاعي قاؿ: فهذه أحواؿ الصوفي الصادقْب ،وليس لنا شأ ٌف ابألدعياء واؼبنتحلْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-5التصوف والفلػفة يؤخذ على الصوفي اختبلط التصوؼ ابلفلسف اليوانني ،وظهرت أفكار اغبلوؿ صور زائف وأوىاـٌ واإلرباد ووحدة الوجود على أف اؼبوجود اغبق ىو هللا ،وما عداه فإهنا ٌ وخياالت ،ما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
خّب الصوفي نبعها من اغبضرة احملمدي ،والشريع اإلؽبي الٍب جاء هبا اؼبصطفى ُ الربي ،،ومن ينسب التصوؼ إىل اغبكم اؽبندي ،أو الفارسي ،أو الفلسف اليوانني ، يب عن اإلسبلـ ،لنبعد عنو ،وللرد على فهؤالء ٌ قوـ يتجنوا على التصوؼ ليقولوا أنو غر ٌ ىؤالء بردود فاضب كبتاج إىل وقت آخر ،وىذه الردود موجودة يف كتبنا. فهؤالء الذين ذبنوا على الصوفي نسبوا إليهم أهنم أخذوا من اليوجا اؽبندي ما
)
(
سمى ابغبلوؿ واإلرباد ووحدة الوجود ،مع أف ىذه األشياء أنكرىا ُك َّمل الصوفي يُ َّ ابلكلي ،وكبن وضعنا فصبلً كامبلً ؽبا يف كتاب (اؼبنهج الصويف واغبياة العصري ) بيَػنَّا فيو كيف أف ابن عرب نفسو تكلم عن ىذه اآلراء ،ومن صبل كبلمو( :من قاؿ ابغبلوؿ فحالو معلوؿ) وكبلـ كثّب ذكرانه ،واستشهدان بو على ىؤالء القوـ. ربل يف إنساف فما معُب اغبلوؿ؟ اؽبنود يعتقدوف أنو إذا مات منهم أح ٌد فإف روحو ُّ وبل يف واحد آخر ،ويسموف ذلك عقيدة تناسخ األرواح أو آخر ،واآلخر عندما يبوت ُّ يصح ىذا الكبلـ؟!. اغبلوؿ ،وىل ِّ
حل يف اؼبسيح، وىم أخذوىا من النصارى الذين حرفُّوا أفكارىم ،وقالوا :أف هللا َّ فحل يف األب واإلبن ،ولذلك يقولوف بسم األب واإلبن وروح حل يف السيدة مرَلَّ ، أو َّ القدس إؽباً واحداً ،يعِب الثبلة إلوٌ واحد ،فهل ىذا الكبلـ عندان؟! ال ،حٌب ُجهَّاؿ ذبُب هبا أعداء الصوفي ،واؼبتلمسْب األخطاء، الصوفي ال يقولوف بذلك ،فهذه أشياء َّ والذين وباولوا أف ينكروا عليهم ويشنعوا عليهم.
العمل هبا لكن الصوفي ابختصا ٍر شديد ىي معرف للشريع اإلسبلمي ،مث ٌ إبخبلص طلباً لرضاء الذات العلي .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-6مصازض التلكي عيس الصوفية يُؤخذ على الصوفي أف مصادر التلقي عندىم تعتمد على الكشف ،ويدخل ربت الكشف تلقيهم من رسوؿ هللا يقظ ً ومناماً ،أو من اػبضر ،أو الفراس أو اإلؽباـ، فما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
القواعد اإلؽبي القرآني لتلقي العلوـ ذكرىا اغبي القيوـ يف قولو:
)
(
ٖٙ( اإلسراء) فاإلنساف يتلقى من السماع، ومن العلماء العاملْب ،أو من النظر يف كتب الصادقْب ،أو من النظر يف آايت هللا يف الكوف ،.أو يُلهمو هللا يف قلبو علماً إؽبياً لدنياً ،ىذا العلم جعل لو السادة الصاغبوف شروطاً ،وأوؿ شرط من شروط ىذا العلم أف ال ىبالف الشريع ،ألنو ليس شيء والشريع شيء آخر ،فهو ليس مصدر والشريع مصدر آخر ،فالشريع كاللنب ،عندما لبُضَّو ىبرج منو الزبد.
فالشريع إذا خضَّها اإلنساف ابلعمل خالصاً هلل ،يقطف شبارىا وىي علوـ اغبقيق ، 1 قاؿ َِٔ { :عٌََُِ بَُِا عًََِِ َٚزَّثَُ٘ ايًَُّ٘ َِعَائّ ٢عًَِِّٖ ََا ئِِّ َٜعًِِِّٔ } نفرض أنو جاءه شيئاً من اإلؽباـ ىبالف الشرع ،ولنفرض أنو رجبلً من أىل الكشف ،وكشفو خالف الشرع ،فاألساس الذي اتفق عليو الصاغبْب ،وقوانْب الصادقْب ىو الذي يقوؿ فيو سيدي أبو اغبسن الشاذيل هنع هللا يضر: . فأىم شيء ىو الشريع ،وحقيق الكشف كثّب من الناس ال يفقهها جيداً ،فالناس تفهم أف الكشف ىو اإلطبلع يف البيوت ،ويرى ما خفي ،ويعلم الكبلـ الذي دار مع فبلف وفبلف ابألمس ،ويعرؼ استباؽ السمع كالشياطْب ،ويعرؼ مٌب ينزؿ اؼبطر وأين ينزؿ. فهذا كلو قد يكوف كشفاً شيطانياً ،ألف الشيطاف يستطيع أف يفعل ذلك كلو ويوسوس لئلنساف يف أُذنو بذلك ،وكثّب من الذين يسخروف اعبن يقوؿ لو :إف فبلف قادـٌ لك ،ويقوؿ للخادـ :أوؿ ما يصل فبلف الفبلٍل أدخلو على الفور ،فاآلخر يقوؿ: وكيف عرؼ أنِب قادـ؟ من الذي بلَّغو؟ شيطانو الذي ىباويو ،والذي يوسوس يف أُذنو. أو يقوؿ لو :اي فبلف نريد منك كذا من اؼباؿ ،فيقوؿ لو :ليس معي شيء ،فيقوؿ 1أشف الخ ب للعجلًْٖ ّث ر ال ْا ت للكتثبعٕ
)
(
علي ويعرؼ عِب كل لو :معك ماؿ زببئو يف مكاف كذا ،فيقوؿ :إف الشيخ يطلع َّ شيء!! ،وىل ىناؾ شيخ ينشغل هبذا الكبلـ؟! ىذا عمل إبليس ....إذا كاف شيخاً حقيقياً فسيكوف مشغوالً ابهلل ،وال ينشغل طرف ع ٍ ْب بسواه جل يف عبله. إذاً فما الكشف؟ ىو كشف اؼبعاٍل يف اآلايت القرآني ،وكشف اؼبعاٍل يف األحاديث النبوي الٍب تُبلئم اؼبريدين الصادقْب والسالكْب احملققْب يف ىذا العصر ويف ىذا الزماف ويف ىذا األواف ،وكشف اؼبعاٍل ىو الكشف اغبقيقي الذي يبحث عنو الصاغبوف ،والذي يبحث عنو الصادقوف من عباد هللا ، وحٌب ىذا الكشف إذا خالف الشريع فيعرؼ أف ىذا وارد من النفس ،أو خاطر ويتمسك بسن البنيب العدانف وشريع حضرة من الشيطاف ،فيضرب بو عرض اغبائط، َّ الرضبن سبحانو وتعاىل. والكشف ليس معتمداً عندان يف شيء ،وإمبا ىو زايدة فوائد أتيت عوائد من هللا نتيج اإلخبلص ونقاء السريرة ،وشرطو أف يكوف موافقاً لشريع هللا ،ال يتخلى عنها طرف ع ٍ ْب وال أقل.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-7جَاز اليفؼ عيس الصوفية يؤخذ على الصوفي التشديد على النفس مثل اإلمتناع عن الطعاـ والكبلـ لو يف الدين ،ألف رسوؿ هللا قاؿ { :أَما و َِّ اِّل إٍِِّل واؼبناـ ،ويرى البعض أف ىذا غُ ٌّ َ َ ِ َألَ ْخ َ ِ ِ ِّل وأَتْػ َقا ُكم لَوُ لَ ِك ِِّب أَصوـ وأُفْ ِطر ،وأُصلِّي وأَرقُ ُد ،وأَتَػزَّو ِ ب ُ َُ ُ َ َ َْ َ َ ُ شا ُك ْم َّ َ ْ اء ،فَ َم ْن َرغ َ سَ ج النّ َ س ِم ِِّب } 2فما قوؿ فضيلتكم؟ َع ْن ُسن ٍَِّب فَػلَْي َ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
2الجخب ٕ ّهملن عي أً
ػٖ هللا عٌَ
)
(
الصوفي ال يبتنعوف عن شيء من ُمتع اغبياة الدنيا ،ولكن يعملوف بقوؿ هللا: ٖٔ( األعراؼ) كيف نفعل ذلك؟ ّٕكَُِٝاتْ ُٜكِ َُِٔ ؾُ ًّٖبَُ٘ ،فّٔ ِإِٕ غًّّٔٔبَتُِ٘ َْفّٖطُُ٘ ،فّٔجًُّٕحْ طّٔعَاّْ، قاؿ يف ذلك { :سَ ِطبُ ا ِبِٔ ٍّ َ َّ،ي ّٔ 3 ًِٓفّٔظِ } َٚثًُّٕحْ غَسَابَْٚ ،ثًُّٕحْ ي َّ ىل من يبشي على ىذا اؼبنهاج يكوف قد حاد عن الشريع اؼبطهرة؟ أـ أهنم أقرب الناس إتباعاً للحبيب ؟ ىم يبشوف على ىذا اؼبنهاج ،وقاؿ يف حديث آخر{: 4 نًّّٕٕٛاَٚ ،اغِسَبُٛاََِٚ ،ؿَدَّقّٕٛا فِّٔ ٞغِٝسِ ضَ َسفٍ َٚال َخِ} ٍ١ًّٔٝ أف ال يُسرؼ اإلنساف يف األكل ،وأف ال يُسرؼ اإلنساف يف الطعاـ ،وأف ال ب لطاع هللا وعبادة هللا، فيه ُّ يُسرؼ اإلنساف يف اؼبناـ ،يعِب ما داـ اإلنساف قد استيقظ ُ وحٌب إف مل يستطع أف يقوـ فيذكر هللا وىو انئم ،فينشغل بذكر هللا ،لكن ال يوجد أح ٌد من الصوفي يتقلب يبيناً ومشاالً وال أيتيو النوـ ،ووبتاج لشيء أييت لو ابلنوـ ،لكن نومهم غلب ،فإذا غلبو النوـ انـ ،وإذا أخذ حظاً من النوـ قاـ لطاع هللا كاغببيب اؼبصطفى عليو أفضل الصبلة وأمت السبلـ. فالصوفي ال وبرموف شيئاً ،وإمبا يتبعوف اغببيب يف منهجو الذي كاف عليو يف حياتو ،والذي أمران هللا أف نقتدي بو يف قولو : ٕٔ( األحزاب). فبل قبد يف الصوفي من يواصل الصياـ ،ألف النيب هنى عن اؼبواصل يف الصياـ، فعندما أرادوا أف يواصلوا قاؿ ؽبم { :إَِّٜانِِّٕ َٚايّٖ ِٛؾَاٍَ ،ثَالخَ ََسَّاتٍ ،قّٔايّٕٛا :فّٔإ َِّْؤّ َُِٛاؾٌُِ َٜا َزضُ ٍَٛايًَِّ٘؟ قّٔاٍَ :ئّطِتُِِ فَِ ٞذ ِيؤّ َِجًِِ ،ٞإِّْْ ٞأّٔبِٝتُ ِعِٓدَ زَبُّّّْٖٜٓ ٞعِ ُُِٓ ٞزَبّْٞ 5 ِ ََٜٚطكِ ،ِٞٓٝفّٔتَهًَّّٔفّٕٛا ََِٔ ايّٖعٌََُِ ََا ُِِّٓٝكّٕ} َٕٛ والصوفي وبفظوف ما فعلو الثبلث شباب عندما ذىبوا غبضرة النيب ،وقالواَ :وأَيْ َن ِ ِ ِِ ِ َح ُد ُى ْم :أ ََّما أ ََان ،فَِإٍِّل َّر؟ قَ َ اؿ أ َ َّيب قَ ْد غُف َر لَوُ َما تَػ َق َّد َـ م ْن ذَنْبو َوَما َأتَخ َ َْكب ُن م َن النِ ِّ ٌ 3ي الٌمب ٖ ّاثي هب خ عي الوقتام ثي هعتٕ 4ال بأن مٖ الومزت ّهمٌت أحوت عي عجت هللا ثي عورّ 5ث ر ال ْا ت للكتثبعٕ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
ِ وـ َّ الد ْى َر َوَال أُفْ ِط ُرَ ،وقَ َ ُصلِّي اللَّْي َل أَبَ ًداَ ،وقَ َ اؿ َ اؿ َ َص ُ آخ ُر :أ ََان أ ُ أَ ساءَ آخ ُر :أ ََان أَ ْعتَ ِز ُؿ النّ َ وؿ َِّ اؿ: اِّل إِلَْي ِه ْم ،فَػ َق َ اء َر ُس ُ فَ َبل أَتَػ َزَّو ُ ج أَبَ ًدا ،فَ َج َ { أِّْٔتُُِ ايَّرِ َٜٔقًّّٕٖتُِِ نّٔرَا َٚنّٔرَا ،أََّٔا َٚايًَِّ٘ إِّْْ ٞئّأَِّٔػَانِِّٕ يًَِِّ٘ َٚأّٔ ِِكّٔانِِّٕ ئُّ٘ ئّهِّّْٓٔ ٞأؾُُّٛ َٚزُ ايّْٓطَا ،َ٤فّٔ َُِٔ زَ ِغبَ َعِٔ ضَُّٓتِ ٞفًِّّٔٔٝظَ َِّْٓ} ٞ َّٕٚأ ّٖفِّٓسَُّٕٚ ،أؾًََِّّٔٚ ٞأزِقّٕدَُٚ ،أَِّٔص َّ
6
حضرة النيب هناىم عن ذلك ،فاستوعب الصاغبوف واؼبتقوف والصادقوف ىذا الدرس إىل يوـ الدين ،فهم يصلوف ويناموف ،ويصوموف ويفطروف ،وأيكلوف وال يسرفوف، ويلبسوف بغّب خيبلء وال كربايء ،وإمبا ىم دائماً وأبداً حبضرة النيب متشبهوف، وللصحاب الكراـ األجبلء متبعوف.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-8عالمات معطفة اهلل تعاىل ما معِب قوؿ ذو النوف اؼبصري: ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
عظيم جداً ،فهي مقاييس وضعها الشيخ ذو النوف اؼبصري ؼبن ىذا الكبلـ ٌ كبلـ ٌ واتصل وظهرت لو اغبقائق اإلؽبي . ادَّعى أنو وصل َّ
الوضع األمر األوؿ( ........ :ال يُطفئ نور معرف هللا نور ورعو)
ما داـ أصبح من أىل اؼبعرف والبصّبة فينبغي عليو أف يزيد يف الورع ،ألف الورع
6الجخب ٕ ّهملن عي أً
ػٖ هللا عٌَ
)
(
اإلحتياط من الوقوع يف ؿبارـ هللا . دبعِب أنو إذا ظهرت عليو اؼبعرف ،والح ؼبن حولو أنوار اؼبعرف ،قد يذىب إليو الناس وبعضهم هبود دبالو ،فهو ال بد أف يكوف عنده ورع ،فبل يقبل فبا قُ ِّدـ لو إال الذي يكشف بنور بصّبتو ويتحقق أنو حبلؿ. فلو جاءه أحدىم ٍ دباؿ فيو ُشبه فّبدُّه ،أو ماؿ جاء عن طريق سرق فّبدُّه ،أو ماؿ عن طريق غزو فّبده ...وىذا الذي نراه يف بعض الصاغبْب الصادقْب ،فليس كل شيء أيخذه ،لكن أيخذ ما يتأكد بنور بصّبتو أنو من ٍ طريق حبلؿ ،فبل يُطفئ نور ورعو نور معرفتو ....وأيمنو الناس على بناهتم ونسائهم ،فبل يسمح لنفسو خبلوة شرعي مع أي منهن ،وإف كاف يعلم علم اليقْب أنو أصبح ؿبفوظاً حبفظ رب العاؼبْب ،ألنو لو أتكد من حفظ نفسو فهل أتكد من حفظ غّبه الٍب ذبالسو؟!! فعليو ىنا إتباع الشرع الشريف ،فيقوؿ ؽبا :أين ؿبرمك؟ فإف أتت بو فأىبلً وسهبلً ،أو ذبلس معو يف مكاف عاـ مفتوح ،فهنا ال يطفئ نور معرفتو نور ورعو الذي وبجزه عن الشبهات ،فينتبو ؽبذه الشبهات جيداً.
الطؾس األمر الثاٍل( :ال يتكلم بباط ٍن يف ٍ علم ينقضو ظاىر الكتاب والسن ). إذا فتح هللا عليو علماً من علوـ الباطن ،وشرط ىذا العلم اإلؽبامي أف ال ىبالف شريع هللا طرف ع ٍ ْب وال أقل ،فما جاء عن طريق الشريع فهذا ىو اغبق واغبقيق . فّب ُّد عليو ،ألنو يفعل فإذا تكلم بعلم ظاىره ابطن ،لكنو يناقض شرع هللا ُ ، فتناً ال ينبغي أف ربدث يف األم احملمدي ،فقد قيل: كرـ هللا وجهو: علي و َّ وقاؿ اإلماـ ٌّ . ما يعرفو الناس تكلم فيو ،ولكن ما ال يعرفو الناس فبل هبب الكبلـ فيو ،على
(
)
فوجدت رجبلً – نظرت يف الفيس بوؾ يف بداي العشراألواخر من رمضاف، سبيل اؼبثاؿ: ُ ُ كبسبو على خّب -كتب لنفسو ولتبلميذه ولغّبه أف ليل القدر ىذه السن ليل الثالث يصح ىذا الكبلـ؟! فأنت بذلك سبنع الناس من والعشرين ،فبل يبحث عنها أح ٌد ،وىل ِّ العمل بعد ذلك ،ألهنم سيحيوف ليل الثالث والعشرين مث يناموف بعدىا. إذا كاف اغببيب نفسو مل ُىبرب هبا الناس ليحيوا الليايل العشر ،فأنت حٌب لو عرفت حقيق أهنا ليل ةبلث وعشرين فبل ينبغي أف تقوؿ ذلك ،حٌب ال ُرببط الناس يف بقي األايـ العشر ،ألهنا حكم رسوؿ هللا . ٍ بصوت عاؿ ،فقاؿ : فقد خرج ليقوؿ للناس عليها ،لكن إةناف ربداث
{ إََِّْْ ٞسَ ِدتُ يِإّٔ َِبِسَنِِّٕ بًِّٔ ِ١ًِّٔٝا ّٖيكّٔ ِدزَِٚ ،إَُِّْ٘ ًَِّٔاسَ ٢فًّّٕٔإْ َٚفًّّٕٔإْ ،فّٔ ُسفِ َعتِ َٚعَطَّٔ ٢إِٔ َٜهَّٕٕٛ ََِٝسّا ئّهُِّٕ }
7
لكنو من البداي مل يكن يريد أف يقوؿ للناس عن موعدىا ،حٌب ال يتكاسل الناس عن إحياء الليايل العشر األخّبة من رمضاف. ال يقوؿ علماً ابطنياً يناقض الظاىر الذي جاء بو اغببيب ،إف كاف يف كتاب هللا، أو يف سنتو صلوات رب وتسليماتو عليو.
أزب أٍل املهاؾفات األمر الثالث( ..... :ال ربملو الكرامات على ىتك أستار ؿبارـ هللا) نفرض أف إنساف رزقو هللا بعْب الكشف ،فهل يفضح الناس؟! ويقوؿ ألحدىم أماـ الناس :اي فبلف :ؼباذا فعلت اعبريب الفبلني ابألمس؟ ؼباذا فعلت كذا ابألمس؟ لكن عليو أف يعمل بقوؿ رسوؿ هللا :
7ط ٘ الجخب ٕ ّاثي حجبى عي عجب ح ثي الظبهذ
)
(
{ َِٔ ضَتَسَ َُطًُِِّا ضَتَسَ ُٙايًَُّ٘ فِ ٞايدُّ َِْٝا َٚايّٖآَِسَ} ِ٠
8
صحيح أحياانً بعض اجملاذيب يفعلوا ىذا الكبلـ غبكم إؽبي ،لكن ىؤالء ؾباذيب الينبغي أف نقتدي هبم. لكنِب أتكلم عن العلماء العاملْب الوارةْب لسيد األولْب واآلخرين ،حٌب لو أحب أف ينصح واحداً فيكوف ذلك فيما بينو وبينو ،ألف النصيح على اؼبؤل فضيح . لكن فعل شخص فيما بينو وبْب هللا شيئاً ،وأان عرفتو فبل ينبغي أف أذكره إال إذا ذكره يل ،وىذا منهج الصاغبْب الوارةْب لرسوؿ هللا . كثّب من األحباب يقوؿ :أف الشكوى لصاحب البصّبة عيب فهو يعرؼ ،نعم قلت ،ألننا متبعْب للشريع يعرؼ ولكن الشرع يقوؿ يل :أف ال أقوؿ إال إذا أنت َ احملمدي ،ومأمورين ابلسَب على صبيع خلق هللا . أنت تريد العبلج فأنت الذي تكشف ،عندؾ جزءٌ يف جسمك تشكو منو ومغطى ،فلمن تكشفو؟ للطبيب ليكتب لك العبلج ،،،،، .لكن فبلف عمل كذا ابألمس ،وفبلف عمل كذا أوؿ أمس ،فليس ىذا منهج الصاغبْب ،فهذا شغل الشياطْب، ولذلك من يفعل ذلك نقوؿ عنو أنو ـباوي اعبن ،ودائماً يذكر األشياء اؼباضي ،ألف رجل من الصاغبْب. اعبن يوشوشوا لو يف أذنيو ليقاؿ عنو أنو ٌ
فالصاٌف حٌب لو رأى رجبلً على ٍ ذنب وشاىده بعينو دبفرده يتغافل ويتصنع أنو ال يراه ،ألنو لكي يقيم عليو اغبد وبتاج إىل شهود معو ،لكنو رآه دبفرده ،فاألحسن أف يتغافلن ....فحٌب لو رزقو هللا وفتح لو نور البصّبة ،وكشف لو الستائر ،فهل ىو متفرغ ليطلع على عورات اػبلق ،أـ يتمتع جبماؿ اغبق؟! فهذا شيء غريب ،فمن يتمتع جبماؿ هللا ،وجبماؿ وهباء حبيب هللا ومصطفاه ،ىل عنده وقت لّبى ما يف البيوت وماذا يفعلوف؟!.....فسيدان سليماف عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت السبلـ سخَّر لو هللا كل شيء ،لكنو كاف مشغوالً ابهلل ابلكلي ،وعندما جاء عرش بلقيس -وكاف يستطيع ٌ 8ي اثي هب خ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
أف أييت بو يف طرف عْب -لكنو ليس عنده وقت ؽبذا ،لشغلو ابهلل ،فقاؿ ؼبن حولو: ٌ مشغوؿ حبضرة هللا جل يف عبله ،والتمتع بنوره ٖٛ( النمل) ىو وصبالو وهباه ،لذلك كلَّف أحد رجالو ليأيت بو. ولذلك الكرامات تظهر لصغار الصاغبْب والعارفْب ،ألهنم ال تزاؿ نفوسهم حي وربب الظهور ،لكن ال ُك َّمل من عبي ٌد هلل ليسوا مشغولْب هبذه األشياء كلها ،وليسوا مشغولْب إال بوجو هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-9الصوفية واجملتنع كيف قبعل من التصوؼ مذىباً إجتماعياً؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا السؤاؿ أجبنا عليو من قبل ،وقلنا أف الصوفي ىم اؼبسئولوف ،أو من وبملوا أنفسهم اؼبسئولي للفقراء واؼبساكْب واؼبنقطعْب والعجزة من األم احملمدي ،ويروف أف ىذا تكليف من هللا ورسولو ؽبم ،وال أح ٌد يكلفهم من أىل الدنيا ،لكنهم يروف أف ىذا تكليف من هللا ورسولو ،وال يبغوف من وراء ذلك إال رضاء هللا ،ومودة سيدان وموالان ٌ رسوؿ هللا . ما الذي جعل الصوفي يقطعوف القيايف والصحاري اإلفريقي الشاسع ويذىبوف للسنغاؿ ونيجّباي وغاان وتنزانيا لكي ينشروا اإلسبلـ؟ ىل كاف ىناؾ واح ٌد منهم يبحث عن إع ارة؟ أو عن عقد؟ وكم أيخذ فيو عندما ذىب إىل ىذه الببلد؟ وؼباذا ذىب إىل ىناؾ؟ ذىبوا لوجو هللا ،ولذلك ىم من أنشأوا اإلسبلـ يف ىذه األماكن ،ألهنم متطوعْب حسب ً لوجو هللا . وأيضاً ىم من ضبل األمان ابلنسب للفقراء واؼبساكْب ،ولوالىم يف ىذا الزماف
)
(
لعجزت الدول ،ألف الدول مواردىا ؿبدودة ،وميزانيتها معدودة ،لكن القائم ابعبانب األكرب ىؤالء القوـ : ٜ( اغبشر). اعبانب اإلجتماعي الذي يقوـ بو األحباب يف اعبمعيات الٍب عملناىا يف الببلد، والٍب تتجلى ابؼبساعدات واؼبعوانت وأنواع اػبّبات الٍب ال عد ؽبا وال حد ؽبا ،وكلها ابتغاء وجو هللا .... من منا سيتقدـ لئلنتخاابت ألنو فعل ذلك؟ ىل ىناؾ من يعمل ذلك ألخذ األصوات يف اإلنتخاابت؟ ال أحد هنائياً ،وؼباذا تعملوا ىذا اػبّب؟ هلل ،فبل َّ سيَبشح عند رفيع الدرجات ، سّب ِّشح يف اإلنتخاابت وال احملليات ولكن أح ٌد منا ُ وعند سيد السادات ... فالعمل اإلجتماعي ىو أكرب النوافل وأعظم القرابت الٍب يتقرب هبا الصوفي يف كل زماف ومكاف.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11الصوفية يف حجط احلل ما معُب قوؿ الشيخ البسطامي:
؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
سن تقطع ،وليس لو الطفل الصغّب يف حجر أمو ليس لو ي ٌد تدفع ،وليس لو ٌ سعي ،وكل شيء متوكل فيو على أمو ،وكذلك أىل الصوفي اغبقيقيوف إرادة ،وليس لو ٌ يصلوف إىل مقاـ ُوبسنوف فيو التوكل على رب العاؼبْب ،فبل يدفع اإلنساف منهم عن نفسو ،ويدخل يف قوؿ هللا : ٖٛ( اغبج) أو يف َّ ِ ِ ين آ ََمنُوا ألنو ال يدافع عن نفسو ،وال يبحث القراءة األُخرى :إ َّف هللاَ يَ ْدفَ ُع َع ِن الذ َ عن شئوف رزقو لكماؿ ةقتو يف ربو ،فيسعى سعياً حسيساً ،فإذا جاءه القليل ابرؾ يتعجب َم ْن حولو من حياتو. هللا يف القليل وجعلو أكثر من الكثّب حٌب َّ مكتوب عليو: سيدان إبراىيم وىو وبفر البيت وجد حجراً ٌ
)
(
ىذا الرجل كيف يعيش؟! فأان دخلي يف الشهر كذا وكذا وال يكفيِب ،وىذا كيف يعيش؟! نسي أف الربك الٍب تنزؿ من هللا للناس الذين وبسنوف التوكل على هللا ،وعملوا بقوؿ هللا جل يف عبله : ٖ( الطبلؽ) وحسبو يعِب كافيو ،يعِب ال يهتم إال أبمر هللا الذي طلبو منو يف كتاب هللا ،أو الذي أمره بو حبيب هللا ومصطفاه ،وهللا يتوىل كل أموره وشئونو ،سر قولو : ٜٔٙ( األعراؼ). ال يدبر لنفسو أمراً ،بل يعرض أموره كلها على هللا ،ومن أحسن تدبّباً لو من حضرة هللا جل يف عبله؟!.فهؤالء القوم وضعوا ابلكلية كل حوهلم وطوهلم واعتمدوا يف كل حركاهتم وسكناهتم على رهبم ،وهلم أُسوةٌ يف ذلك بنبينا وصحبو الكرام والصاحلني من بعدىم إىل يومنا ىذا.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11املوالس ما رأي فضيلتكم يف اؼبوالد؟ وما اغبكم من عمل مولد َلوِيل مع ما وبدث من اختبلط يف اؼبوالد وبدع ومنكرات ،فكيف يكوف االحتفاؿ الشرعي دبولد الويل؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
مولد وذكرى الويل أف أذكر الصاغبْب ،وأحواؿ الصاغبْب السابقْب واؼبعاصرين، ونوضح ألنفسنا وللحاضرين كيف وصل ىؤالء إىل فتح هللا وإىل رضواف هللا ،وىذه ىي الغاي األساسي من اؼبوالد. أين تكوف؟ يف بيت هللا ،بشرط أف ال يوجد فيها شيء يغضب هللا ،وال مانع من وجود النساء بشرط أف يكوف ىناؾ مكاف ـبصص ؽبم ،فبل وبدث اختبلط بْب الرجاؿ والنساء ،فالكل يسمع ،ألهنن مطالبْب كما كبن مطالبْب ،من أوؿ
)
(
إىل ٖ٘( األحزاب) فبل هبوز لنا أف نَبكهم يف أي مقاـ من ىذه اؼبقامات ،ألف هللا فرض ؽبم كل ىذه اؼبقامات ،فمن حقهم أف وبضروا لكن يف مكاف خاص هبم.
ال يدار يف بيت من بيوت هللا موسيقى ،ألنو مكاف لو حرم ووقار ،لكن هبوز فيو اإلنشاد الذي ورد عن الصحاب األؾباد عندما كانوا ينشدوف لرسوؿ هللا ،لكن ال تكوف معو أدوات موسيقي لكي ال نرتكب حرم يف بيت هللا ،لكن لو أردت أدوات موسيقي فتكوف خارج اؼبسجد. ذكرا شرعيًا ،عبارة عن ركوع وقياـ من فإذا ذكران هللا يف اؼبسجد فبل بد أف يكوف ً ركوع ،فبل يصل إىل ما يشبو الرقص. ومن اؼبمكن أف تكوف ىذه اجملالس تبلوة قرآف ،أو شرح ما تيسر من كتاب الرضبن ،أو صبلة على رسوؿ هللا ،أو ذكر هلل ،أو نصائح ووصااي مع بعضنا يف هللا وهلل، أو حل مشاكل بيننا لكي يظل التواد والَباحم بيننا يف هللا ،فهذه ىي أساس موالد الصاغبْب. أما الذي استجد يف ىذا الزماف فهو عمل ذباري ،فالتجار وأصحاب األلعاب كاؼبراجيح وغّبىا عرفوا أنو يوجد ميبلد ألحد من الصاغبْب يف مكاف ما ،فيذىبوف مسرعْب لكي أيخذوا اؼبكاسب الدنيوي ،فما دخل اؼبولد هبذه اؼبواقف؟! وصاحب مكاان الليل ما دخلو هبذا الشأف؟! ىذه ربتاج إىل اعبهات األمني واؼبدني فتجعل ؽبم ً خاص بعيداً عن ساح اؼبولد. والبائعْب عندىم بضاع يريدوف عرضها لكي يكسبوا فيها ،والتجارة حبلؿ ،فبل شيء فيها ،وىو ال يفرض على أحد أف يشَبي. فما احملرـ يف ىذا األمر؟ لو كاف ىناؾ مبلىي يدار فيها ما يُغضب هللا ،وينايف شرع هللا ،وىذه الٍب هبب أف يقف الكل أمامها ،وينهى عن حدوةها.، لكن التجارة ،كأف يبيع طعاـ ،أو يبيع شاي ،أو يبيع ضبص ،أو يبيع حلوايت،
)
(
فما دخل ىذا ابؼبولد؟! ىو ذاىب لكي يتكسب وينتفع ،والشرع ال وبرمو وال هبرمو ما داـ ىو يبيع بضاع حبلؿ ،ويرجو الرزؽ اغببلؿ. اختلط األمر على بعض الناس لذين يعَبضوف على ىذه األمور ،وجعلوا اؼبوالد عبارة عن مبلىي وبضاع وذبارة ،ونسوا األساس الذي تكلمنا عنو والذي كبتفل بو. لكن اغبمد هللا أان أرى يف السنوات األخّبة ىناؾ صحوة عظيم ،فكثّب من فمثبل اإلحتفاؿ دبولد اإلماـ الدكتور موالد الصاغبْب ربدث ابلصورة الٍب تكلمنا عنهاً ، عبد اغبليم ؿبمود يف بلبيس يف شهر يونيو وبدث هبذه الكيفي ،ومولد الشيخ دمحم ذكي إبراىيم يف الدراس ابلقاىرة وبدث بنفس الكيفي ،ومولد الشيخ عبد الفتاح القاضي يف شبلنج ببنها وبدث هبذه الكيفي ،وموالد الصعيد العظمى مثل الشيخ أضبد رضواف، والشيخ علي النوب ،والسادة األدارس وغّبىم كلها بنفس الكيفي . فأصبحت األمور -واغبمد هلل -ترجع إىل مسارىا وصواهبا وىي األصل الذي من أجلها فعلت ،عبمع الناس على طاع هللا ،وتعريفهم أبحواؿ الصاغبْب والصادقْب من عباد هللا ،وؿباول األخذ أبيديهم لتقريبهم إىل هللا . كانت اؼبوالد يف الزمن الفاضل -وسّبجع إف شاء هللا ىي اؼبوسم األكرب لتوب البطَّالْب والبلطجي واؼبغتصبْب وغّبىم ،فكاف يؤنبو ضمّبه فيقوؿ :أان أريد أف أتوب، فيقولوف لو :اذىب إىل اؼبولد الفبلٍل وبو الشيخ فبلف والشيخ فبلف فتب على أيديهم، فكانت أكرب شبرة زبرج يف اؼبوالد التوب على العصاة واؼبذنبيْب والبلطجي وغّبىم يف ىذه اؼبوالد ،وينتظم بعد ذلك يف طاع هللا وذكر هللا على الدواـ ،أال تكفي ىذه الفائدة؟!. ففوائد اؼبوالد الشرعي الٍب نتحدث عنها ال نستطيع عدىا وال حصرىا ،أما األمور األخرى فهي ربتاج إىل تعاوف من صبيع اعبهات ،الطرؽ الصوفي مع وزارة األوقاؼ مع اعبهات األمني ومع ؾبلس اؼبدين إلبعاد اؼبناىي الٍب فيها ما يغضب هللا، وتنسيق األسواؽ التجاري وجعلها ذبارة رائج حبلؿ ترضي هللا جل يف عبله.
)
(
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-12الؿافعي والصوفية ورد عن اإلماـ الشافعي وأرضاه أنو قاؿ: فيحتج بعض منكري الصوفي هبذه العبارة ،أبف اإلماـ الشافعي مل هبد إال ىاتْب الكلمتْب يف التصوؼ ،فما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
كبن ال نريد أف ندخل يف اعبداؿ ،فأىل اعبداؿ وباوؿ أحدىم أف ًوبَ ِّرؼ ولو كلم واحدة لكي يؤيد حجتو ،فالكلم الٍب وردت عن اإلماـ الشافعي يف الرواايت الصحيح يف الكتب اؼبعتمدة ليست ىكذا ،قاؿ: ىم حرفوىا إىل( :فما تعلمت منهم إال كلمتْب) أي مل يستطع أف يتعلم شيء آخر. معَبضا على ىؤالء كلم (ما) غّبت اؼبعُب ،فالذي وضعها يريد أف يؤيد رأيو ً القوـ وىم الصوفي . ومن ىم الصوفي ؟ ىم اؼبسلموف ،فكل مسلم ال بد أف يكوف صويف كيف؟ أان يل عمل بظاىر اعبسم يف أي عبادة هلل ،كالصبلة ،ركوع سجود ،تبلوة ،تسبيح ،ربميد ... فكل ىذا ابلظاىر ،ويوجد عمل ابطن ال تصح الصبلة إال بو ،خشوع ،حضور ،خشي ، خوؼ من هللا ...أليس ىذا أساس قبوؿ الصبلة؟ ( اؼبؤمنوف) وىذا اؼبعُب الباطِب ىو نتيج التصوؼ ،ونتيج الصفاء ،واؼبعُب الظاىر شريع . فكل مسلم ظاىره شرع ،وابطنو صفاء وحق وحقيق ،وكل مسلم هبذه الكيفي ، فلماذا نعَبض على بعضنا؟! فهناؾ من يتغلب عليو عمل الظاىر فيكوف كل نبو ،لكن
)
(
ال يصلح بدوف الباطن ،وىناؾ من يتغلب عليو عمل الباطن فيكوف كل نبو خشي هللا، ومراقب هللا ،لكن ال يتم صبلحو إال ابلعمل الظاىر ،لكي يكوف قائماً بشرع هللا ،فبل بد من اإلةنْب مع بعض ،فاإلماـ الشافعي قاؿ:
أي اجعل الوقت كلو يف طاع ومعُب: دائما لؤلحباب :ال بد أف يكوف وقتك من يقوؿ للشيء كن فيكوف ،وؽبذا فإننا نقوؿ ً دائما يف شيء من إةنْب إما يف عمل انفع لك وألىلك يف دنياؾ ،وإما يف عمل رافع لك ً عند هللا يف أخراؾ ،وال يوجد طريق آخر غّب ىذا ،فطريق اللهو واللعب ليس طريقنا. فوقتك إما يف عمل لك وألوالدؾ انفع ؽبم يف الدنيا ،لكي ال سبد يدؾ إىل الناس، وتغنيهم عن سؤاؿ اللئيم ،وإما عمل رافع لك ،إف كاف شكر ،تبلوة قرآف ،صبلة ،تواد، تراحم ،صل أرحاـ ،وغّبىا من األعماؿ الٍب قررىا اغببيب العدانف ،فهذا ىو كبلـ اإلماـ الشافعي. فلو األمر اؽباـ الثاٍل قاؿ: فورا يكوف من الصاغبْب ،أي ال بد أف أتخذ عمل اإلنساف هبذه اغبكم ،واستقاـ عليها ً ابلك من نفسك ،وأىم شيء تبحث عنو نفسك ،وىذا الذي قالو النيب : ُٚىّٔ َْفّٖ ُطؤّ ايَّتَِ ٞب َِ َٔٝد ِٓبَ ِٝؤّ } { أّٔعِدَ ٣عَد َّ
9
فهي الٍب توسوس ،وىي الٍب أتيت لك ابؽبواجس والوساوس ،فماذا أفعل؟ تعرضها على شرع هللا فبل تتبعها وتسّب على ىواؾ ،لكن سر على ما يريد نبيك وموالؾ ... فهذه النفس الٍب ربتاج للجهاد ،ولذلك عندما كاف حضرة النيب راجع من غزو الروـ يف تبوؾ قاؿ: 9الةُت الكج٘ر للجِ٘قٖ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب
)
(
األ ّٖنبَسِ ،قّٔايّٕٛاَََٚ :ا األؾِػَسِ ِإئّ ٢ايّٖذَِٗأّ ِ، { قّٔدَِِتُِِ ََِٝسَ َكّٖ َدٍَّٚ ،قّٔدَِِتُِِ ََِٔ ايّٖذَِٗأّ ِ، األ ّٖنبَسُ َٜا َزضُ ٍَٛايًَِّ٘؟ قّٔاٍََُ :ذَاَٖدَ ّٕ٠ايّٖ َعبِدِ ََٖٛا} ُٙ ايّٖذَِٗأّ ُ،
10
حكيما، فهذا ىو اعبهاد األكرب الذي وبتاجو اإلنساف ،فاإلماـ الشافعي كاف ً ولذلك كاف شعره كلو حكم ،فلخَّص الذي رآه كلو يف كلمتْب حكيمتْب جامعتْب مانعتْب ،لو سران على ىداىم سنصل إىل اؼبُب إف شاء هللا ،.لكن العبارة الٍب ذُكرت ُح ِّورت لتبلئم غرض يف نفس كاتبها ىداه هللا جل يف عبله.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-13احلطب مً اهلل على أعساء أوليائُ يقوؿ هللا جل يف عبله يف حديثو القدسي َِٔ { :عَا ٣َ،يَِٚ ٞيِِّٝا فّٔكّٔدِ ٍّذَِْتُُ٘ بِايّٖشَ ِسبِ } 11فكيف وبارب هللا أعداء أوليائو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
أوال :اؼبعاداة ليست معناىا اػببلؼ وال ىذا أمر واضح يف كتاب هللا ً ، االختبلؼ ،لكن معناىا أنو يعلن اغبرب على ىذا الويل ،ومن ىو الويل؟ كل مسلم من اؼبسلمْب ويل هلل : ٘٘( اؼبائدة) كل مسلم ويل هلل ،ونقصد بذلك الوالي العام وليست الوالي اػباص . فكل مسلم أو مؤمن يعلن عليو غّبه اغبرب ،أي يكيد لو ،أو يدبر لو الشرور ،أو يصنع لو ؿباضر كيدي ،أو أف وبرض الناس عليو ويشنع عليو دبا ليس فيو ،قاؿ : { َِٔ ّٔأغَاعَ عًَّٔ ٢اَِسِئٍ َُطًٍِِِ نًَُِّٔ ّٔ١بَاطٌٍِ ِيُٝػِ َُ٘ٓٝبَِٗا فِ ٞايدُّ َِْٝا ،نّٔإَ سَكًّا عًَّٔ ٢ايًَِّ٘ إِّٔٔ 10رب ٗخ ثاتا للخط٘ت الجاتا ٕ ّالةُت الكج٘ر للجِ٘قٖ عي بثر ػٖ هللا عٌَ 11ط ٘ الجخب ٕ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عي
)
(
ُٜرِٜبَُ٘ بَِٗا ََِٔ ايَّٓازِ سَتََّٜ ٢أِِِّٖ َٞب َٓفّٔاذَِٖا }
12
ألنو كيف يشنع على أخيو دبا ليس فيو؟! حٌب لو رأى فيو عيب هبب أف يسَبه ،قاؿ : { َِٔ ضَتَسَ َُطًُِِّا ضَتَسَ ُٙايًَُّ٘ فِ ٞايدُّ َِْٝا َٚايّٖآَِسَ} ِ٠
13
ولو استمر فيو ينصحو سراً فيما بينو وبينو ،فبل يفضحو على رؤوس األشهاد. فالذي يعلن اغبرب ويتجرأ على ذلك ،فإف هللا يعلن عليو اغبرب ،وىذه مثل اغبرب الٍب أعلنها هللا على اؼبنافقْب يف كتاب هللا الذين عادوا سيدان رسوؿ هللا ،فهؤالء ظاىرا يصلوف معو ووباربوف معو وهبلسوف معو ،لكنهم أعلنوا اغبرب عليو وإف كانوا ً كانوا وباربوه ،فمرة يشنعوا على زوجتو الفاضل ،وىم يعلموف أهنم كاذبْب ،فهل ىؤالء يَُبكوا؟! ال بد من حرهبم ،ومرة وبرضوا اليهود عليو ،وىي خيان عظمى ،فما عقاب ىؤالء؟ انظر إىل عقاب هللاٚٚ( :التوب ). الناس البسطاء والسذج يعتقدوف أف الذي وبارب أولياء هللا وبدث لو شيء مثل أف تنكسر رجلو ،أو وبدث حريق يف منزلو ،أو وبدث لو شيء ما ،لكن ىذه ابتبلءات ؼبن وببو هللا ،فّبيد أف ىبلصو من الذنوب ،لكن العقاب الصعب الذي ذكره هللا عقاب قليبٚٚ( :التوب ) ليس عنده صدؽ يف اإليباف ،ويصاب دبرض البعد عن هللا ،يصاب بداء القسوة على خلق هللا ،ويصاب بداء الصدود عن طاع هللا وعن ذكر هللا ،ولذلك قاؿ فيهم هللا :
( النساء) يوجد صدود عنده عن ذكر هللا .
ىذا عقاب هللا ألعداء أولياء هللا ،الذين يعلن عليهم اغبرب دبثل ما ذكرانه، 12الجبهع مٖ ال تٗش ثي ُّت عي أثٖ الت ا ػٖ هللا عٌَ ٌ 13ي اثي هب خ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
فنسأؿ هللا اغبفظ والسبلم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-14أضطحة الصاحلني ما اغبكم من عمل األضرح لؤلولياء والصاغبْب؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
األضرح ىي يف األصل عبلمات ُوضعت لتدؿ على من يف ىذه القبور ،وأصلها أف سيدان رسوؿ هللا عندما حضر دفن سيدان عثماف بن مظعوف هنع هللا يضر ،وكاف النيب ُوببو فقاؿ: ايٓبِ ُّٞزَدًُّٗا ّٔإِٔ َٜأّٖ ِِ َُ٘ٝبِشَذَسٍ ،فًِِّّٔٔ َٜطِ َتِّٓعِ سًَُُِّٔ٘ ،فّٔكّٔاَّ إ ِّٔيَِٗٝا َزضُ ٍُٛايًَِّ٘ { فأّٔ َسَ َّ َٚسَطَسَ َعِٔ ِذزَا َع ،ِِ٘ٝثَُِّ سًَََُّٔٗا فّٔ ََِٛعََٗا ِعِٓدَ زَ ّٖأضَِِ٘ٚ ،قّٔاٍَ :أَِّٔعًََُِّ بَِٗا ّٔقبِسَ أَِّٔ} ٞ
14
تطورت األمور وتشاهبت القبور ،فبدأ الناس ألعرؼ قرب أخي عندما أزوره ،مث َّ بدالً من وضع اغبجر يكتبوف على اغبجر ،حٌب ال يتوه ،فهذا قرب فبلف وىذا قرب فبلف. ُانس رأوا أف ىؤالء الصاغبْب حياهتم فيها أُسوة ،وينبغي ؼبن بعدىم أف وىناؾ أ ٌ يدرس حياهتم ويتأسى هبم ليصل إىل ما وصلوا إليو ،مثل أىل الكهف ،الذين خرجوا ملك ظامل ،فكاف يقتل كل من آمن ابهلل، وكانوا مؤمنْب وكاف يف عصرىم اؼبلك اؼبوجود ٌ فخرجوا ،وكم كاف عددىم؟ القرآف وضَّح ذلك ولكن بطريق لطيف ال يُدركها إال ذو عقل وذواؽ : ٍ ٕٕ( الكهف) ىذا وذاؾ رصباً ابلغيب ،فكل ىذا زبمْب : ىذه أةبتها القرآف : ٌ 14ي أثٖ اّ
)
(
(ٕٕالكهف). ولذلك سيدان عبد هللا بن عباس قاؿ :أان من القليل ،فهم سبع وأظباؤىم فبلف وفبلف وفبلف وذكر أظباء السبع ،فاآلي فيها وضوح ،فاألوليْب رصباً ابلغيب ،فلماذا تقف عندىم؟! والتاليْب أةبتهم عامل الغيب والشهادة . خرج السبع ومشى خلفهم كلب ،والكلب ألنو مشى خلفهم أخذ حكمهم، ودخلوا الغار والكلب وقف على ابب الغار ،أماهتم هللا وأمات الكلب معهم ،ومكثوا يف الغار ةبلشبائ سن مشسي ،تعادؿ ةبلث مائ سن وتسع قمري ،وأيضاً ىذه وضحها هللا: ٕ٘( الكهف) مث أحياىم هللا وأحيا الكلب معهم ،ولذلك قاؿ الرجل الصاٌف: لقددددددت مددددددبا ألددددددت ث ددددددت
أِددددددفا
مك٘دددددددف أمدددددددْا ث دددددددت
الٌجدددددددٖ
الكلب ؼبا مشى خلف أىل الكهف أخذ حكمهم ،وؼبا انموا أانمو هللا معهم ،وؼبا أحياىم أحياه معهم ،فمن يبشي خلف آؿ بيت النيب فماذا يكوف حالو؟ أيخذ أيضاً نفس اغبكم. وطواؿ ىذه السنوات -وألهنم أحياء – حٌب ال أتتيهم قُرح الفراش من طواؿ النوـ ،فكاف يهيئ اؼببلئك لتقلبهم : ُ (ٔٛالكهف) ألهنم لو انموا على الظهر أو على اعبنب مدة طويل فسيصابوا بقرح الفراش ،فانظر إىل اغبكم اإلؽبي . بعد ىذه السنْب استيقظوا ،وال يعرفوف أف اؼبلك مات ،أو أهنم انموا ةبلشبائ سن ، وظنوا أهنم انموا نوم طويل يوماً أو بعض يوـ ،أو أطوؿ من اليوـ ،وجاعوا فقالوا : ٜٔ( الكهف) والورؽ ىي الفض ،وكانت العُمل عمل فضي ،فأرسلوا أحدىم إىل اؼبدين ليجلب ؽبم طعامهم ،والعل ىنا لينكشف أمرىم ،فنظر أىل اؼبدين للعمل فوجدوىا للملك فبلف الفبلٍل ،وكاف اؼبلك اؼبوجود ملكاً صاغباً ،غّب اؼبلك الظامل الذي كاف يف عصرىم.
)
(
فضرب هللا اؼبثل ألىل زماهنم ،أبف هللا سيُحي اؼبوتى ،كما أحياىم بعد ةبلشبائ وفروا سن ،فعندما رأوا العمل القديب قالوا :ىؤالء السبع الذين ظبعنا عنهم أهنم ىاجروا ُّ من اؼبلك الظامل ،ومل يعرؼ أح ٌد مكاهنم ،مع أهنم يف فبلكتو ،لكن إرادة هللا أعمت ُجنده عن اؼبكاف الذي ىم فيو ،فبحثوا ىنا وىناؾ ويبروف على اؼبوقع ولكن ال أح ٌد منهم َّ فكر أف يدخل ىذا الكهف ،ألهنا عناي هللا: ّإعا العٌبٗدددددددددخ ح زدددددددددد عًِْ٘دددددددددب
ًدددددددددن مبلوخدددددددددبّم ألِدددددددددي أهدددددددددبى
فذىبوا إىل ىناؾ ،ودبجرد أف وصلوا وتعرفوا على اؼبلك أماهتم هللا اؼبوت اغبقيقي ،وانتهت حياهتم ،فاحتاروا ماذا نفعل ؽبؤالء؟ وىم اؼبلك واألكابر ،فقالوا : ٕٔ( الكهف) ؼباذا؟ ليكونوا عبلم ابقي على قدرة هللا ،وؼبن أراد أف يتمسك ابلعقيدة رغم ظلم الظاؼبْب واضطهاد اؼبضطهدين ،وأف هللا وبميهم من ظلمهم واضطهادىم. رجل َّ قدـ للمسلمْب يف فأخذ القوـ من ىذه اآلي القرآني أنو إف كاف ىناؾ ٌ عصره وزمانو منافع ال تُعد وأشياءٌ ال ُربصى من فضل هللا وإكراـ هللا ،ولتعضيد دين هللا ونشر السن السمحاء الٍب أتى هبا رسوؿ هللا ،وكبن نريد أف قبعل الذكرى لنذكره ونتأسى بو لنا وؼبن بعدان ،فماذا نفعل لو؟ نعمل لو ضروباً ،يعِب مكاانً على ىيئ مسجد صغّب وىي عبلم فوؽ قربه ليعرؼ الناس أف فبلف مدفوف يف ىذا اؼبكاف. رجل كاف لو وضعو ،وكاف لو شأنو ،وكاف لو من ىو؟ ليس العواـ ،ولكن إلنو ٌ رجل هبب على الناس أف يبحثوا عن أفعالو وعن أحوالو جهاده ،وكاف لو فتحو ،فهذا ٌ ليتأسوا بو ووبتذوا ُحذوه ،وينالوا الفتح كما انلو ،وىذا سر ىذا األمر ابلنسب للمؤمنْب واؼبؤمنات. ىل ؽبذا شاى ٌد يف عصر النبوة؟ ألنو قد يقوؿ قائل أف ىذا كاف قبل حضرة النيب، صلح اغبديبي مع أىل مك واتفق معهم أف من أسلم لكن سيدان رسوؿ هللا ؼبا وقَّع ُ وجاءه يردُّه إليهم ،ومن كفر من عنده وذىب إليهم ال يردُّه إليهم.
)
(
وبعض الصحاب ومنهم سيدان عمر وجد أف ىذا الشرط ظاملٌ ،لكن حضرة النيب كاف هبد فيو مغاًل ،ؼباذا؟ ألف من ترؾ اإلسبلـ وذىب إليهم ال نريده ،ألنو لو بقي فسيكوف منافقاً ،وكبن نريد أف نُبعد اؼبنافقْب كلهم ،ومن كاف يريد اإلسبلـ وأعدانه إليهم فسيجعل هللا لو ـبرجا : ٕ( الطبلؽ). الصلح وكاف النائب عن أىل مك يف كتاب الصلح ُسهيل بن وىم أةناء كتاب ُ عمر ،فجاء إبنو وكاف ال يزاؿ مقيداً ومسلماً ،فقاؿ ُسهيل :ىذا أوؿ رجل ،فقالوا لو :مل نكتب الشرط بعد ،قاؿ :الَّ ، ورد إبنو ،وكاف اظبو أبو ُجندؿ بن ُسهيل وقاؿ :اي رسوؿ ؾبِسِ هللا أتَبكوٍل أذىب للكفار بعد أف فعلوا ب كذا وكذا؟ قاؿَٜ { :ا أّٔبَا َدِٓ َدٍٍ ،ا ِ 15 َٚاسِتَ ِطبِ ،فّٔإَِّٕ ايًََّ٘ دَاعٌِْ ّٔيؤّ َٚيِ َُِٔ َ َعؤّ ََِٔ ايُُّٖطِتَضِ َعفِنَ فّٔسَدّا َ َٚخِسَدّا } بعد فَبة أسلم رجل إظبو أبو بصّب ،وذىب إىل اؼبدين ،فأرسلوا خلفو من يُعيده من اؼبدين ،وكاان رجلْب ،فسيدان رسوؿ هللا سلَّمو ؽبم ،وضببل الرجل على صبل ،ونزلوا يسَبوبوف يف الطريق ،وكاف مع أحدىم سيف ،فقاؿ لو أبو بصّب :أان أرى سيفك ىذا سيف جيد فأريد أف أراه ،فناولو الرجل السيف فضربو بو وقتلو ،وىرب اآلخر ،وذىب أبو بصّب إىل مكاف على ساحل البحر األضبر وبُب لنفسو سكناً ىناؾ ،وكاف كل من أييت من اؼبدين يذىب إليو ويعيش معو حٌب صاروا ةبلشبائ رجل. فكانت كل ذبارة قادم من مك للشاـ أيخذوىا ،والتجارة الواردة من الشاـ إىل مك أيخذوىا ،إىل أف أرسل أىل مك إىل رسوؿ هللا وقالوا لو :اي دمحم تنازلنا عن ىذا الشرط وخذ ىؤالء القوـ يعيشوا معك يف اؼبدين !! فانظروا إىل بصّبة النبوة. يف ىذه الفَبة كاف أبو بصّب قد مات ،وىذا الكبلـ موجود يف كتب السّبة اؼبعتمدة ،فماذا يفعلوف؟ بنوا لو مسجداً ودفنوه فيو ،وجعلوا جزءاً منو للصبلة فيو ،فلم يُنكر عليهم النيب ذلك ،ومل أيمر هبدـ ىذا اؼبسجد ،ومل أيمر هبدـ ىذا القرب وال هبدـ ىذا الضريح ،فكاف ىذا إقراراً من رسوؿ هللا هبذا الصنيع ،وىي اغبج الٍب أخذىا السلف الصاٌف يف ىذا األمر ،.بعد ذلك جاء اػبوارج بوجوب ىدـ ىذه األضرح ، 15همٌت احوت عي الومْ ثي هخرهخ ػٖ هللا عٌَ
)
(
وقالوا ىذا تشبُّ ٍو ابؼبشركْب ،لكن اػبوارج مشكلتهم أف آايت القرآف الٍب نزلت يف الكفار واؼبشركْب -والعياذ ابهلل -يطبقوىا على اؼبسلمْب ،وىي مصيب اؼبصائب!! لكن ىؤالء شيء وىؤالء شيء آخر. فهذه األدل السديدة على أضرح الصاغبْب ،وعلى اؼبساجد الٍب هبا أضرح للصاغبْب ،ولذلك اتفق أىل اؼبذاىب الفقهي اؼبعتمدة أصبعْب ما عدا اػبوارج وجزء من الوىابي على أنو ال ُحرم للصبلة يف أضرح ،وال اؼبساجد الٍب فيها أضرح ،وال زايرة األضرح ألهنا قبور ،وكل ما عليها عبلم ،بدالً من اغبجر صنعوىا من اػبشب ،أو جعلوىا قُب ،وكلها عبلم على أف ىنا فبلف العبد مقبور ،ونعتقد ألف عملو كاف صاغباً فمكانو روض من رايض اعبن .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-15آزاب ظياضة األضطحة ما أدب اؼبؤمن عند زايرة الويل يف ضروبو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
آداب اؼبؤمن عد زايرة األضرح ىي نفس اآلداب عند زايرة القبور ،يُلقي السبلـ للقبور كلها ،قاؿ : ّٖكبُٛزِ ،فّٔصُٚزَُٖٚا ،فّٔإَِّٕ فِ ٞشَِٜازََِِٗا َِ ِرنِسَ} ّٗ٠ { َْ َِٗٝتُهِِّٕ َعِٔ شَِٜازَ ِ٠اي ّٕ
16
ماذا نقوؿ؟ كما قاؿ عندما أتى اؼبقربة: { ايطًَّّٔاُّ عًَِّٔٝهِِّٕ َ،ازَ قّٔ َُِ ٍّٛؤِ َِِٓنََٚ ،إَِّْا ِإِٕ غَا َ٤ايًَُّ٘ بِهِِّٕ ئّاسِكّٕ} َٕٛ
17
واألدعي اؼبتواترة كثّبة يف ىذا اجملاؿ ،فنلقي عليهم السبلـ ،مث ندعوا هللا ، ٌ 16ي أثٖ اّ ّهملن عي ثرٗتح ثي ال ظ٘ت ػٖ هللا عٌَ 17ط ٘ هملن ّأثٖ اّ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
اب ومستجاب. والدعاء يف ىذه اؼبواضع إذا كاف أىلها من اؼبباركْب دعاءٌ ُؾب ٌ
وإذا شئنا قرأان ما تيسر من القرآف ،لقوؿ النيب يف اغبديث الذي يرويو اإلماـ كرـ هللا وجهو: علي و َّ ٌّ { َِٔ ََسَّ عًَّٔ ٢ايّٖ َُكّٔابِسِ َٚقّٔسَأّٔ قٌِّٕ ُٖ َٛايًَُّ٘ أّٔسَدْ إِسِدَ ٣عَػِسََ ّٔ٠سَّ ،ّٗ٠ثَُِّ ِٖ َٚبَ أّٔدِسَ ُٙيِألََِّٔٛاتِ إّٔ ِعِّٓ ََِٔ َٞاألّٔدِسِ بِعَدَ ِ،األََِّٔٛاتِ }
18
ولذلك عندما ندخل ضريح أي ويل من األولياء ،أو نزور حٌب اؼبقابر العام نقرأ: (قل ىو هللا أحد) إحدى عشرة مرة كما ورد يف اغبديث ،وهنب ةواهبا ؽبذا الويل ،وكل حساب خاص ويل ،وكل من يتَّبع أم النيب ،ويذىب ةواهبا للكل ،وكل واحد منهم لو ٌ قسم عليهم ،وكل أيخذ من فضل هللا حبساب خاص بو. بو ،فبل تُ َّ وندعوا هللا ،ونقرأ الفارب على أي شيء نريد ربقيقو من هللا ،والفارب ؼباذا؟ ألف هللا قاؿ ذلك يف اغبديث القدسي: { فّٔإِذَا قّٔاٍَ ايّٖ َعبِدُ :ايّٖشَُِدُ يًَِِّ٘ زَبّْ ايّٖعَائُِّنَ ،قّٔاٍَ ايًَُّ٘ َِعَائّ :٢سَُِدََِْ ٞعبِدَِٚ ،ٟإِذَا قّٔاٍَ :ايسَّسِ َُِٔ ايسَّسِ ، ِِٝقّٔاٍَ ايًَُّ٘ َِعَائّ :٢أّٔ ِثَٓ ٢عًََّٔ َّٞعبِدَِٚ ،ٟإِذَا قّٔاٍَََ :ا ِيوِ ِِّٛ َٜ ِّٔ َ ٛإئَّ َّٞعبِدِ ،ٟفّٔإِذَا قّٔاٍَ :إَِّٜاىّٔ َْ ِعبُدُ ايدّْ ، ِٜٔقّٔاٍَََ :ذَّدَِْ ٞعَبِدَِٚ ،ٟقّٔاٍََ :سَّ ّٗ٠ف َّ َأٍَ ،فّٔإِذَا قّٔاٍَ :اِٖدَِْا َٚإَِّٜاىّٔ َْطِتَعِنُ ،قّٔاٍََٖ :رَا َب َِ َٚ ِٞٓٝب َِ َٔٝعبِدَِٚ ،ٟيِ َعبِدََِ ٟا ض ّٔ ايؿّْسَاطّٔ ايُُّٖطِ َتكِ َِٝؾِسَاطّٔ ايَّرِ َٜٔأِّْٔعَ ُِتَ عًَّّٔٔ ِِِِٗٝغِٝسِ ايَُّٖػِضُٛبِ عًََّٔٚ ِِِِٗٝال ايضَّايِّنَ ، َأٍَ } قّٔاٍََٖ :رَا يِ َعبِدَِٚ ٟيِ َعبِدََِ ٟا ض ّٔ
19
فعندما أقرأ الفارب فإف هللا يليب كل ما يطلبو العبد ،وىذا سبب قراءة الفارب ، وىذا يرجع إىل الني ،فأقرأ الفارب إف كاف لزوجٍب أو ألوالدي أو ألحباب أو ٍ ألحد من (ى َذا لِ َع ْب ِدي َولِ َع ْب ِدي َما َسأ ََؿ) فكل ما يطلبو اعطوه لو ،وىذا اؼبؤمنْب ،ألف هللا يقوؿَ : ْ ح اإل تص للخت 18الزتّٗي مٖ أ جب ةّٗي للرامعٖ ّمؼب 19ط ٘ هملن ّالزره ٕ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
الكبلـ للمبلئك اؼبوكلْب بقضاء مصاٌف اػبلق أبمر رب العاؼبْب .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-16مسات امليَج الصويف املعتسل ما ظبات اؼبنهج الصويف اؼبعتدؿ الذي هبب على اؼبسلم أف نبحث عنو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
يوصل اإلنساف إىل أف يعيش يف حال صفاء بينو اؼبنهج الصويف ىو اؼبنهج الذي ِّ وبْب من حولو من خلق هللا ،وبينو وبْب مواله. بينو وبْب خلق هللا؛ أف هباىد نفسو إىل أف ينزع من نفسو اغبقد واغبسد والبُغض كره واألةرة واألانني والشر عبميع خلق هللا : وال ُ ٗٚ( اغبجر) فإذا ربرؾ فيو شيء من ىذا يبارس اعبهاد األصح يف ىذا الواد. ويواصل اعبهاد ألنو عرؼ أنو مل يصل بعد إىل اؼبنهج َّ وبينو وبْب هللا؛ أف ينفذ التعليمات الٍب طالبنا هبا هللا يف كتاب هللا على ىدي سن رسوؿ هللا ،فعندما يؤديها يشعر ابرتياح الباؿ ،وراح يف النفس ،وسرور يف الصدر ،ألنو أرضى هللا ،وعمل دبا طالبو بو مواله ،ويطمع أف يدخل يف قوؿ هللا : ٕٕ( اجملادل ). ٍ صفاء فيما بينو وبْب اػبلق، فهذا ابختصار اؼبنهج الصويف ،فيكوف اإلنساف يف ٍ أعماؿ كلَّفو هبا هللا على منهج اغببيب اؼبختار ،وبذلك ويف سباـ الرضا دبا أداه من يدخل يف قوؿ هللا : ٜٛ( الشعراء).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
)
(
-17مصطلح التصوف ؼباذا مل نسمع عن كلم التصوؼ يف عصر رسوؿ هللا وصحابتو؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
كل العلوـ اإلسبلمي أخذت أظبائها بعد عصر اػبلفاء الراشدين بفَبة ،ألف أايـ والسن ،وبعد ذلك جاءت العلوـ الٍب زبدـ القرآف حضرة النيب مل يكن ىناؾ إال القرآف ُ والسن . ُ سيدان علي وجد الناس يف عصره بدأوا وبرفوف يف نسخ القرآف ،فجاء ٍ برجل اظبو أبو األسود الدؤيل وقاؿ لو :أان أريد أف رباوؿ أف تضع نػّ ْقطاً للقرآف ،ألف القرآف كاف فنقط القرآف ،ومل يزؿ الناس وبرفوف ،فقاؿ لو :ش ِّكل القرآفَّ ، بغّب نقطَّ ، فشكل القرآف، وال زاؿ الناس وبرفوف ،فقاؿ لو :اعمل يل مبادئ غبفظ القرآف حٌب يتعلم الناس القرآف على الوجو الصحيح ،فعمل علم أظباه( :علم النحو) فهل علم النحو كاف موجوداً أايـ حضرة النيب؟ ال ،لكن مت عملو خدم ً لكتاب هللا . وبدأ الصحاب وبكوف ما حضروه مع حضرة النيب ،وما رأوه من حضرة النيب ،وبدأ بعض العلماء جبمع ىذا ،وأظبوه (علم اغبديث) ومل يكن يف أايـ حضرة النيب. علم أُستحدث وبعضهم صبع حياتو وسّبتو وظبُّوىا( :السّبة النبوي ،وىذا أيضاً ٌ بعد حضرة النيب. وأراد بعض العلماء أف يُظهروا اعبماؿ الذي يف القرآف ،فقالوا :إف فيو ماشاء هللا سوا تشبيهات عظيم ،وفيو كناايت قديرة ،وفيو استعارات ربتاج إىل وقف عندىاَّ ، فأس ُ علم جديد إظبو( :علم الببلغ ) ومل يكن موجوداً أايـ حضرة النيب ،ولكن اؽبدؼ منو خدم القرآف. وبدأ بعض ال ُق َّراء الذين وبف ِظّوف القرآف الكرَل ،وظبعوا من حضرة النيب أف القرآف
)
(
أحرؼ أي سبع قراءات ،فبدأوا يتعلموف ويعلموف ىذه القراءات نزؿ على سبع ُ وأوصلوىا لسبع قراءات ،مث أوصلوىا ألربع عشر قراءة ،لكن اؼبعتمد منهم السبع فأظبوىا( :القراءات السبع ) فهل كانت موجودة أايـ حضرة النيب؟ كانت موجودة كقراءة ،ولكن كعلم مل تكن موجودة. فكل العلوـ الٍب زبدـ كتاب هللا ،والٍب زبدـ ُسن رسوؿ هللا ظهرت يف القرف الثاٍل والثالث اؽبجري بعد انتقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ،وبعد انتهاء دول اػبلفاء الراشدين. وىكذا مشى على ذلك علم التصوؼ ،فالصوفي الذين مشوا على منهج رسوؿ (الزىد) أي الناس الزاىدين يف الدنيا وعدـ التطاوؿ فيها، هللا اختاروا أوالً إظباً نبوايً وىو ُ والتكالب عليها. بعد ذلك قالوا :نريد أف نكوف يف حال الصفاء ،واإلنساف عندما يعاشر غّب األتقياء يكوف عنده شيء من اعبفاء ،وشيء من الغلظ من فبلف ،وشيء من اغبقد على فبلف ،وشيء من اغبسد على فبلف ،فنحن نريد الصفاء فوضعوا :علماً ظبوه( :علم التصوؼ) فأصبح شأنو شأف علم النحو ،شأنو شأف علم الببلغ ،وعلم السّبة ،وكلها وتبْب ُسن رسوؿ هللا ،وكلها ظهرت بعد العصر األوؿ بعد علوـ زبدـ كتاب هللاِّ ، ٌ الصحاب والتابعْب. فمن يسأؿ :ؼباذا مل يكن التصوؼ موجوداً أايـ حضرة النيب؟ نقوؿ لو :وؼباذا النحو مل يكن أايـ حضرة النيب؟! وؼباذا اغبديث مل يكن أايـ حضرة النيب؟! وؼباذا علم علم من التفسّب مل يكن أايـ حضرة النيب؟! وؼباذا علم الببلغ كذلك؟! ىل كاف ىناؾ ٌ وسن ىذه العلوـ أايـ حضرة النيب؟ ال ؼباذا؟ ألهنا ُوجدت بعد ذلك ػبدم كتاب هللا ُ رسوؿ هللا ودين هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-18الصويف والسَّعي
(
)
كيف ِّ نفرؽ بْب الصويف اغبق َّ ومدعي التصوؼ؟
GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الصويف اغبق ىو السائر على قوؿ هللا: ويتجمل (ٖٔآؿ عمراف) يتابع رسوؿ هللا يف ظاىره ويف ابطنو على حسب استطاعتو، َّ ويتكمل دبقاـ العبودي الذي فتحو عليو رب الربي : أبخبلقو َّ
ٔ( اإلسراء) ٔ( الفرقاف)
ٔ( الكهف).
والعبد ال يرى لنفسو حاالً وال قاالً وال عمبلً وال أمبلً إال بفضل من اؼبتفضل ،والعبد ال ُوبب الظهور ،وال ُوبب أف تكوف لو منزل ً عند اػبلق ،ألف كل ما يطلبو أف تكوف لو منزل ً كريب عند اغبق ،يقوؿ فيو : ايتكِ َّٞايّٖ َػِٓ َّٞايّٖ َخفِ} َّٞ { إَِّٕ ايًََّ٘ ِ ُٜشبُّ ايّٖ َع ِبدَ َّ
20
إذاً عبلم الصويف الصادؽ: -أنو ال يريد ُشهرة وال منزل بْب الناس.
ويتجمل ابلعبودي تشبهاً بسيد الناس يف التواضع ويف اؼبسكن ويف َّ اإلنكسار والذؿ هلل وليس ػبلق هللا ،.والتطامن بْب عباد هللا ،واإلخبات الدائم ؼبواله. ووبسن متابع رسوؿ هللا يف كل أحوالو؛ يف منامو ويف يقظتو ويف سره ويف ُعلنو ويف أكلو ويف ُشربو ويف نومو ،كأنو صورةٌ مصغَّرةٌ لسيدان رسوؿ هللا على قدره. 20ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي عت ثي أثٖ ّ بص
)
(
أما َّ اؼبدعي فيُحب الظهور ،ويريد أف هبتمع حولو اػبلق ،ويظهر بينهم أنو شي ٌخ، ووبب أف هبتمع اػبلق وأف لو عندىم وجاى ،وأف لو منزل ٌ ،ولذلك ُوبب الثناء عليوُ ، ووبب أف يبدحو اػبلق ويطلبوا منو الدعاء ،وقد يريد منهم شيئاً دنيوايً فيعينوه دبا عليوُ ، معهم من ماؿ ،أو طيبات اغبياة الدنيا وماشابو ذلك ،وقد وبفظ أقواؿ الصاغبْب ويريد اؼبكان لو عند اآلخرين ،بينما ىو ال يطبقها على نفسو ،وال يف حياتو ... ،فهناؾ فر ٌؽ بْب من يريد اغبق ،ومن يريد اػبلق ،فالصويف يريد اغبق َّ واؼبدعي يريد اؼبنزل عند اػبلق، نسأؿ هللا اغبفظ والسبلم .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-19حال التصوف اآلٌ ؼباذا وصل التصوؼ ؽبذه اغبال ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
من يسأؿ ىذا السؤاؿ يلبس نظارةً سوداء ،فبل يرى أمامو إال اغبال السوداء فقط ،لكننا نرى التصوؼ يف ىذا الزماف يف أهبى أحوالو ويف أرقى ازدىاره. بزي معْب ،أو بعمام معين ،أو براي فالصوفي يف الزمن اؼباضي كانت مظهري ٍّ ، معين ،أو بطقوس معين ،أو بشكليات معين ،فالناس كانوا يظنوف أف التصوؼ من أجل ىذه الشكليات!!! ولكن أصبح التصوؼ يف ىذا الزماف جوىراً وـبرباً وليس مظهر، فكم من ٍ زايً مدنياً شيكاً كأي رجاؿ هلل إذا سأؿ الرجل منهم مواله لبَّاه ،وىو يلبس َّ جنتلماف يف ىذا الوجود ،وال يعرؼ ظاىره من ابطنو إال من أعطاه هللا نوراً يف ابطنو ينظر بنور هللا ،وىؤالء أغلبي يف ىذا الزماف. يتزاي ظاىرايً هبيئ اغببيب ،ويضع العدب خلف فليس التصوؼ قاصراً على من َّ رأسو ،ويلتحي فقط ،ألف هللا قاؿ : ٖٔ( اغبجرات)
)
(
والتقوى ؿبلها القلوب. فأصبح الصوفي يف ىذا الزماف ىم األسوايء األتقياء األنقياء األصفياء الذين ال ُانس عادين ،مع أف هللا يرفع العذاب عنهم وعمن حوؽبم إذا يرى اػبلق منهم إال أهنم أ ٌ نظر إىل قلوهبم ،فبل هبد فيها إال الصدؽ واإلخبلص والنقاء لرب العاؼبْب . فارتقى الصوفي يف ىذا الزماف إىل ماكاف عليو يف عصر النيب ،فأصبح الشاىد ليس عليهم ظواىر أحواؽبم ،وال ىيئات مبلبسهم ،وإمبا الذي يريد أف يعرفهم ال بد أف يتعرؼ بو على أىل القلوب ،والبد أف يؤتيو هللا نوراً لّبى هبذا النور قلب َّ يكوف لو ٌ اؼبوىوب الذي وىبو ؽبم عبلـ الغيوب. وبذلك انكشف َّ اؼبدعْب يف عصران ىذا ،فسبيل اؼبدعْب ينهار ألف الناس أصبحت تنظر إىل اعبواىر وتنظر إىل العطاءات اإلؽبي ،وىي عطاءات كلها قلبي . فاغبمد هلل اغباؿ العظيم الذي أصبحنا فيو يف ىذا الزماف ،وأىلو ىم الذين يقوؿ فيهم اإلماـ علي هنع هللا يضر: . ىؤالء القوـ ما أكثرىم يف ىذا الزماف ولكن ال يطلع عليهم إال من أكرمو بكرمو حضرة الرضبن ،يقوؿ فيهم اإلماـ أبو العزائم هنع هللا يضر: الكددددددددد هطلدددددددددْة لِددددددددد ا
ّلكدددددي م دددددض لدددددجعغ أمدددددرا ا ل٘لدددددخ
مددددددتا ٕ أُدددددد عظددددددر ّا زٌددددددجِن
ّّاطددددددلِن علددددددٔ ددددددت الؼددددددرّ ح
موٌكددددددددرُن ٗممدددددددد٘ ّهددددددددي ٗممددددددددلن
مقرثدددددددددددددَ ّ ردددددددددددددوهي شدددددددددددددرّ ٍ
ّهددددددددي ؽلجددددددددزِن عدددددددد٘ي العٌبٗددددددددخ
ٗددددددددرّ ثعدددددددد٘ي أًددددددددْا المددددددددرٗرح
ّلددددددددد٘
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21غط اهلجوو على التصوف والصوفية
)
(
ؼباذا يكثر دائماً اؽبجوـ على التصوؼ والصوفي ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذه ُسنَّ هللا ولن ذبد لسن هللا تبديبلً ،فإف هللا دائماً وأبداً جعل اإليباف وأىل ٍ ابتبلء طواؿ حياهتم ،قاؿ تعاىل : اإليباف يف ؼباذا اي رب؟ َي الن ِ َّاس أَ َش ُّد َّيب ملسو هيلع هللا ىلص :أ ُّ ٖ( العنكبوت) ُسئِ َل النِ ُّ 21 اؿ { :ايّٖأّٔ ِْ ِبَٝا ،ُ٤ثَُِّ ايّٖأَِّٔجٌَُ فّٔايّٖأَِّٔجٌَُ } بََبل َء؟ ،قَ َ فكوف ىؤالء القوـ ىم أشد الناس ببلءاً دليل على أهنم ُّ أشد الناس قرابً من الصديقْب واألنبياء كما أخرب سيد األنبياء .
فالصوفي ال يرجوف إال هللا ،وال يطلبوف إال رضاه ،وال يطلبوف من اػبلق قليبلً وال كثّباً ألهنم مبتغاىم وجو هللا ...لكن ىناؾ يف كل زماف ومكاف من يطلبوف اؼبنزل عند اػبلق ،ويطلبوف الظهور بْب الناس ،وىؤالء وبسدوف الصوفي على حب الناس ؽبم، وإقباؿ الناس عليهم ،ومن ىنا يقعوف فيهم ،ووباولوف تشويو صورهتم ألهنم يظنوف أهنم ينافسوهنم. يعِب الواحد منهم يذىب ليعمل درساً يف اؼبسجد فبل هبد أحداً ،فيقوؿ يف نفسو ؼباذا ىؤالء القوـ عندما أيتوف إىل اؼبسجد يبتلئ عن آخره؟! ىو يظن أف معو علوـ األولْب واآلخرين ،وىو ال يوجد معو غّب العلم الظاىر ،وال يعرؼ أف من هبمعهم ىو اعبامع ،فهل أح ٌد منا هبمع أحداً؟ فليس الذي هبمع العلم ،ولكن الذي هبمع ىو اعبامع عز وجل ،وىو الذي هبمع ىذه القلوب ووبببها يف ظباع ىذه العلوـ ،لكن ىل يوجد من يستطيع أف هبمع اػبلق عليو؟ ال : ٖٙ( األنفاؿ). ٌ 21ي اثي هب خ ّالتا هٖ عي عت ثي أثٖ ّ بص ػٖ هللا عٌَ
)
(
صداـ وال ٌ جداؿ وال مناظرةٌ وال شيء من فلو عرفوا ىذه اغبقيق ما حدث بينهم ٌ ىذا القبيل ،فّبوا ؿبب الناس ؽبؤالء القوـ ،فمن يقبِّل أيديهم ،ومن يسأؽبم الدعاء،ومن يسارع إىل خدمتهم. لكن ىم يظنوف أف معهم العلم الظاىر ،وىم الورة اغبقيقيوف يف نظر أنفسهم لؤلنبياء ،وىم يريدوف أف يكونوا أوىل هبذه اؼبنزل ،فتقبِّل الناس أيديهم ،وتطلب منهم صدى ؽبذا فيحدث يف القلوب شيء الدعاء ،ويسارعوف إىل خدمتهم ،وألهنم ال هبدوف ً من اغبقد واغبسد ،واغبسد داء العلماء يف كل ٍ زماف ومكاف ،وقاؿ فيو هللا عز شأنو : فهؤالء ىم الناس يف نظر هللا : (ٗ٘النساء) فلم يقل من ماؿ وال جاه وال منصب ،ولكن من الفضل الذي أعطاه ؽبم هللا: ٕٔ( اغبديد). فهم وبسدوف الناس على فضل هللا ؽبم ،ويزيدىم حقداً عندما يروف زىدىم يف الدنيا وما فيها ،ورغبتهم عن اؼبلوؾ والزعماء ،مع تسخّب هللا ؽبم اؼبلوؾ والزعماء ،فيزيد عندىم اغبقد واغبسد لتنافسهم معهم ،مع أف الصادقْب والصاغبْب ال مكاف ؽبذا األمر يف قلوهبم أبداً ،ألهنم مشغولوف عنهم ابهلل ،وليسوا مشغولْب ابػبلق ال من قليل وال من كثّبف فهذا ىو السبب الرئيسي بْب أىل الظاىر وأىل الباطن ،وىو اجتماع اػبلق أبمر اغبق على أىل اغبق ،هبعل طبلب اػبلق وطبلب اؼبنزل عند اػبلق وبدث بينهم حس ٌد ؽبم ،ووباولوف أف ِّ يشوىوا صورهتم ليسقطوا منزلتهم ،ووباولوا أف يشوىوا أفكارىم وآراءىم ليبعدوا الناس عنهم ،وهبعلوهنم ال يبشوف معهم أو حوؽبم. فهذه كل القضي يف أمر الصوفي ،واألدل يف ىذا اؼبوضوع لو استعرضنا صفحات الصاغبْب ربتاج إىل دوواين من حكاايت الصاغبْب يف ىذا اجملاؿ.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-21الصوفية واحلياة الػياغية
)
(
ىل للتصوؼ دور يف اغبياة السياسي اؼبعاصرة؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
دور التصوؼ يف اغبياة السياسي أنو يدعو صبيع األحزاب وصبيع الطوائف وصبيع الفئات أبف يكونوا صبيعا ؽبم وجه واحدة ىي إرضاء هللا ،وصاٌف ىذا البلد ،وىذا الوطن الذي يعيشوف فيو. ىذه الوجه إذا توحدت ىل سيكوف ىناؾ خبلؼ بْب حزب وحزب؟! أو بْب طائ ًف وطائف ؟! مث ىو يدرب أوالده وأحبابو على الرغب يف العمل هلل ،والزىد يف اؼبناصب الفاني الدنيوي ،وىذا ىو اؼبنهج الذي اتَّبعو اغببيب ،وقاؿ يف شأنو {:إَِّْا 22 َأئُّ٘ } ئّا َُْٛيَِّٖ ٞرَا َِٔ ض ّٔ وأىل األحزاب يطلبوف اؼبناصب أو اؼبكاسب كما نرى ،أو يريدوف أف يبسكوف اغبكم ،وىذه اػببلفات ىي الٍب ضيعت الببلد والعباد ،لكن لو مشى الناس على ىذا اؼبنهج القوَل ،واستطعنا أف نرب فيهم ىذه اؼببادئ اإلؽبي ،وأف نسعى إلرضاء هللا، ونسعى إلسعاد من نعيش بينهم من خلق هللا ،وال نرجوا من ذلك منصبًا وال مكسبا إال وجو هللا ..إذا فعلنا ذلك ربققت كل اآلماؿ عبميع أىل اإلسبلـ يف أي زماف ومكاف ....وما اػببلفات بْب اؼبسلمْب يف أي دول حولنا إال بسبب الرايس ،فاػببلفات يف فلسطْب بْب غزة وبْب الضف سببها الرايس ،واػببلفات الٍب يف الصوماؿ سببها الرايس ، واػببلفات الٍب يف ليبيا سببها الرايس ،لكن لو صاروا على اؼبنهج الصويف اإلسبلمي سيزىدوف يف الرايس ،ويزىدوف يف اؼبناصب ،ويزىدوف يف اؼبكاسب ،ويريدوف اؼبكاسب الٍب تعم على الكل وليس ؽبم فقط ،وىذا ىو أساس اغبياة السياسي السليم يف أي زماف ومكاف.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-22الصوفية ولبؼ الصوف 22الجخب ٕ ّهملن عي عجت هللا ثي ٘
)
(
من معاٍل التصوؼ لبس الصوؼ أو اػبشن ىل هبوز ذلك يف ىذا العصر؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ما اؼبانع أف ألبس صوؼ ىيلد من اقبلَبا؟! أليس بصوؼ؟! كبن أنيت ابلصوؼ من الغنم ،ونغزلو ونلبسو ،واإلقبليز يعاعبوه دبواد كيماوي ويصنعوا منو مبلبس نظيف وعظيم ونلبسو ،أيوجد يف ذلك شيء؟! ال ...كلنا نلبس يف الشتاء صوؼ ،فالذي يلبس بروفل صوؼ ،والذي يلبس جلباابً من الصوؼ ،والذي يلبس بدل من الصوؼ ..كلنا نلبس الصوؼ ليدفئنا ،فهل ذلك يتنايف مع دين أو مع تصوؼ؟!. لكن ما الذي يتناىف مع الدين؟ لبس مبلبس ملفت للنظر ،فهذا الشيء الذي كباربو ،كأف ذبد شخصاً أتى جبواؿ وخاطو ولبسو ،لكى يلتفت لو كل من يراه يف الطريق، أو ذبد شخصاً يبسك بسيف خشب ،أو يلبس زعبوط ،أو يلبس طربوش ..ما ىذا؟ يريد أف يفعل أي شيء ملفت للنظر ،وىذا الذي نلغيو ،فنحن ال نفعل ىذا لكي ال يكوف ىناؾ لفت للنظر ،وال نتشبو هبؤالء الذين كبارهبم ،أىم شيء ما بينك وبْب موالؾ، ما الذي يريده هللا؟ قاؿ : { ا ّٖيبَطُٛا َِِٔ ِثَٝابِهُِّٕ ا ّٖي َبَٝا َ ،فّٔإََِّْٗا َِِٔ ََِٝسِ ِثَٝابِهِِّٕ }
23
بعض الناس فهموا أهنا الثياب الظاىرة ،بينما ىي للخلق ،لكن هللا ال ينظر إىل صوركم ،فما الثياب الٍب ينظر ؽبا هللا؟ الٍب يف القلب ،ألبس القلب ةوب البياض والنقاء والصفاء ،فبل يوجد بو غل وال غش وال حقد وال حسد وال رايء وال ظبعو وال أانني وال حب ذات ..ال يوجد بو إال صباالت هللا ،وصباالت حبيب هللا مصطفاه. وىذه الٍب هنتم هبا ،أما الصوؼ كبن كنا نلبسو: ٖٕ( األعراؼ).
إذاً الذي كباربو اؼببلبس اػباص الٍب هبهزىا بعض انقصي العقوؿ ،أو اؼبرضي 23بهع الزره ٕ ّأثٖ اّ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب
)
(
النفسيْب للفت نظر اؼبارين هبم أو اغباضرين ،لكن ليس ىذا طريق القوـ ،بل طريق 24 ايتكِ َّٞايّٖ َػِٓ َّٞايّٖ َخفِ} َّٞ القوـ قاؿ فيو {:إَِّٕ ايًََّ٘ ُٜشِبُّ ايّٖ َعبِدَ َّ ال أحد يعرفو ،ذبهلهم بقاع األرض ،وتعرفهم طرؽ السماء ،تعرفهم اؼببلئك ، وأىل السماء العلى ،وأىل السمو يف اؼبعاٍل ،وأىل السمو يف الفكر ،وأىل السمو يف اؼبقاصد ،وأىل السمو يف اؼبنزل واؼبكان والدرج عند هللا.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-23التصوف احلكيكي كيف ننشر التصوؼ اغبقيقي؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
نشر التصوؼ اغبقيقي ال وبتاج لعبارات ،وال كلمات ،وال إذاعات ،وال كتاابت، . وإمبا كما ورد يف األةر: يبدأ اإلنساف بنفسو ،وال ينشغل إال بنفسو ،فإذا خلَّص نفسو واستجابت النفس فعليو أف يدخل يف القوؿ اآلخر: إذا خلَّص نفسو فبل بد أف أييت أبىلو ،ألف ىذا ىو مرآة أماـ الناس ،كيف يكلم الناس عن اغبجاب وابنتو أو امرأتو تكشف شعرىا وزبرج هبذه الكيفي ؟! ىل ىذا سيسمع منو أحد؟! ...كيف يكلم الشباب عن الصبلة وىم يعرفوف أف ابنو الكبّب البالغ ال يصلى أبداً ،وال يدخل اؼبسجد؟! ىل ذلك هبوز؟! فبل بد أف أكوف قدوة. ِ سيجملو هللا ابألحواؿ ،فمن يراه يكوف فإذا اإلنساف بدأ بنفسو ،وةُب أبىل بيتو؛ ّ ىناؾ أتةّب روحاٍل من هللا فيمن يراه ،فيدعوه إىل هللا بغّب كبلـ وال حديث ،يروف
24ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي عت ثي أثٖ ّ بص
)
(
طبلب ىذه وسامتو ،ويروف زىده ،ويروف ورعو ،ويروف تقواه ،ويقبل على ىذا اؼبنواؿ ُ اؼبعاٍل العلي وىذه اؼبقامات الرفيع الرضواني ،ولذلك يقوؿ لنا أبو العزائم : الكددددددددد هطلْثكدددددددددب لِددددددددد ا
ّلكدددددي م دددددض لدددددجعغ أمدددددرا ل٘لدددددخ
مدددددددتا أُددددددد عظدددددددر ّا زٌدددددددجِن
ّّاطددددددلِن علددددددٔ ددددددت الؼددددددرّ ح
ّلددددددددد٘
ماذا يقصد أبىل العصر؟ ىم اؼبشغولوف ابلدنيا واؼبظاىر والشكليات ،فليس لك شأف هبؤالء ألهنم سيعطلونك ووبجبونك: موٌكدددددددرُن ٗمدددددددٖ ّهدددددددي ٗممدددددددلن
مقرثددددددددددددَ ّ رددددددددددددوهي شددددددددددددرّ ٍ
فمن اعبائز أف نفسو ترجعو مرة أخرى فبل تعطي لو كل شيء: ّهدددددددددي ؽلجزدددددددددَ أًدددددددددْا العٌبٗدددددددددخ
ٗددددددددرا ثعدددددددد٘ي أًددددددددْا المددددددددرٗرح
فالذي عنده عناي ينساؽ ؽبذا األمر بداعي العناي الذي يقوؿ فيو اإلماـ أبو العزائم : اعددددددٖ العٌبٗددددددخ هددددددي أا ٌٗب ٌٗددددددب
ّالوظددددددددط ٔ لظددددددددراؽ هللا ِٗددددددددتٌٗب
فالناس يف ىذا الزماف ملُّوا من اػبطباء والوعاظ وكثرة اؼبتحدةْب ... رجل يقوؿ ما يفعل ويفعل ما يقوؿ ،ليس فماذا يريدوف؟ يريدوف قدوة يقتدوا هباٌ ، ىناؾ تناقض بْب قولو وفعلو ،مثلما يقوؿ الرجل اغبكيم(( :ال تقرأ القرآف فحسب ولكن اجعل نفسك آي من القرآف)) فتقرأ الناس فيك القرآف العظيم كبلـ رب العزة ف ىذه الطريق الوحيدة الٍب اتبعها سيدان رسوؿ هللا ،ومن وليو من السلف الصاٌف إىل يومنا ىذا وإىل يوـ الدين.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-24تعسز الططم الصوفية
)
(
يرى البعض أف كثرة الطرؽ الصوفي تؤدي إىل التشتت ،فهل يبكن صبع الطرؽ كلها يف طريق واحدة؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ليس ىناؾ طرؽ صوفي ألهنا كلها هنايتها الوصوؿ إىل فضل هللا وإىل إكراـ هللا، ىو طريق واحد ،لكن االختبلؼ يف تعدد الوسائل. كبن نريد أف نذىب إىل القاىرة ،فتجد شخص يريد أف يسافر يف القطار، وشخص يريد أف يذىب يف األتوبيس ،وشخص يريد أف يركب ميكروابص ،وشخص يريد أف أيخذ سيارة خاص ،فأين االختبلؼ ىنا؟ االختبلؼ يف الوسيل لكن الغاي صبيعا واحدة ىي الوصوؿ إىل رضواف هللا جل يف عبله، واحدة ،فغاي الطرؽ الصوفي ً لكن الوسائل اإلؽبي الٍب بيَّنها هللا للحضرة احملمدي ىي وسائل كثّبة ال تعد وال ربد، ؼباذا؟ ألف ما يبلئم ىذا غّب ما يبلئم ذاؾ ،فهناؾ من يصل ابلذكر الكثّب وىذه وسيل ، وىناؾ من يصل بتبلوة القرآف والعمل بو وىذه وسيل أخرى ،وىناؾ من يصل ابإلكثار من الصبلة على حضرة النيب وىذه وسيل أخرى ،وىناؾ من يصل ابإلكثار من االستغفار ،وىناؾ من يصل خبدم الفقراء واؼبساكْب والسعي يف قضاء مصاغبهم ،وىناؾ من يصل ابلسعي بْب اؼبتخاصمْب من اؼبسلمْب ،وىناؾ من يصل بنشر العلم بْب اؼبسلمْب ،وىناؾ من يصل بصبلة الليل كالتهجد ،وىناؾ من يصل بكثرة التودد اباب من للمؤمنْب وصبعهم على الصاغبْب لكي يوجههم للمنهاج القوَل ..كل فرد ىبتار لو ً األبواب. ىذه الوسائل ،ىل يستطيع أحد أف يقوـ هبا كلها؟ ال ،فكيف تكوف طريق واحدة؟! فلو كانت طريق واحدة فلن يكوف ؽبا إال وسيل واحدة. فهل هبوز أف نقوؿ ال أحد يسافر إىل القاىرة إال عن طريق السك اغبديد؟ ال، ألف الوسائل متعددة ،فنقوؿ خذ القطار ،فإف مل ذبد خذ األتوبيس ،وإف مل ذبد خذ اؼبيكروابص ،وإف مل ذبد خذ عرب خاص ،وكل فرد ىبتار الوسيل الٍب تناسبو ،والٍب
)
(
تبلئمو ،فالتعدد ىنا يف الوسائل لكن الغاي كلها واحدة وىي وجو هللا . فلماذا ظهرت الطرؽ؟ كل فرد من مشايخ الصاغبْب وصل إىل هللا بوسيل ، وأان أغرمت هبذه الوسيل وأعجبتِب ،فأذىب إىل ىذا الرجل لكي يعلمِب ىذه الوسيل ، علي لكي أسّب حبق على ىذه الوسيل ،إىل إف أصل إىل هللا ،فهل أستطيع أف ويشرؼ ّ أصبع الكوف كلو على ىذه الوسيل ؟ ال. شخص آخر أعجبتو وسيل أخرى ،فيذىب إىل الشيخ الذي مشى على ىذه الوسيل ،لكي يعلمو الوسيل الٍب وصل هبا إىل هللا ،كيف أعرفو؟ أان أرى أف ىذا الرجل علما إؽباميًا ،أو أعطاه فراس ،أو رزقو هللا بنور يف قلبو ،أو رزقو فتح هللا عليو ،ورزقو هللا ً هللا علم اغبكم ،أو ظهر عليو بعض اإلكرامات ..كل ىذا يدؿ على أف هللا فتح عليو، فعلمت أف ىذه الوسيل الٍب سار عليها صحيح ،فإذا أعجبتِب ىذه الوسيل أذىب إىل ىذا الرجل لكي أسّب على الوسيل الٍب وصل هبا إىل هللا . إذًا ال يبكن أب ًدا صبع الوسائل يف طريق واحد ،ألنو ال أحد يستطيع أف هبمع بينهم إال سيدان رسوؿ هللا ،وهللا جل وعبل قاؿ لو وألنبياء هللا السابقْب غبضرتو: ٗٛ( اؼبائدة) لكي يعلم الغافلوف الذين يقولوف أنخذ الشريع فقط أنو يوجد شرع ويوجد منهاج ،فالشريع للكل ،واؼبنهاج للخاص . فما داـ القصد واحد ،والغاي واحدة ،فبل بد من تعدد الوسائل ،وىذا الذي نتعلمو من الطرؽ الٍب نسميها الطرؽ الصوفي اؼبوصل إىل فضل هللا . لكن ىناؾ نقط نبلحظها جبدي ،حيث توجد طرؽ ،وشيخها األكرب كاف من أىل الفتح ،لكن الذين من بعده أخذوىا وراة فقط ،فالذي يهمِب أف يكوف الذي أسّب معو مثبل الشيخ عبد القادر اعبيبلٍل بيِب وبينو علي مثلو ،لكن ً من أىل الفتح لكي يفتح هللا َّ طبسمائ عاـ ،وىو كاف من أىل الفتح األعظم ،فهل لو سرت اآلف على هنجو أييت يل الفتح؟ ال ،فإف كاف واحد من أتباعو معو الفتح أسّب معو ،فالذي يهمِب يف ىذا األمر أف الرجل الذي أسّب معو يكوف مفتوح عليو ،يوجد شيخ مفتوح عليو لكن من طبسمائ عاـ ،وأتباعو ليس مفتوح عليهم ،فماذا أصنع هبم؟! وىذا ىو الشيء الذي يسقط فيو
)
(
كثّب من الناس ،ينظروف إىل شخصي األكابر ،ويقولوف ما دامت طريق الشيخ فبلف فبل يوجد مثلها ،فهذا لو احَبامو ،لكن ال بد أف يكوف ىناؾ شخص اآلف قائم ومقاـ من حي الطريق من أىل الفتح ،فهذا الذي أريده ،وىو الذي أحتاجو ،رجل من أىل الفتح ّ حبي قائم ،.فهذا كاف صاحب فتح يف حي قيوـ ،وال يصل إليو واصل إال ّ قائم ،فاهلل ّ زمانو ويدؿ أىل زمانو ،ولكل زماف دول ورجاؿ ،وىذا ىو الشيء الذي ينبغي أف صبيعا يف ىذا اجملاؿ. نبلحظو ً
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-25زوض التصوف يف إصالح األفطاز واجملتنعات ما دور التصوؼ يف إصبلح األفراد واجملتمعات؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
التصوؼ يُويل أنبي ابلغ إلصبلح القلوب ،والرسوؿ يقوؿ يف ذلك {:أّٔئّا َٚإَِّٕ فِ ٞايّٖذَطَدِ َُضِػَ ،ّٗ١إِذَا ؾًَّٕ َشتِ ؾًَّٕحَ ايّٖذَطَدُ نًَُّٕ٘ٚ ،إِذَا فّٔطَ َدتِ فّٔطَدَ ايّٖذَطَدُ نًُّٕ٘ ،أّٔال ََِٖٞٚا ّٖيكّٔ ًّٖبُ } ،25فإصبلح الفرد يعتمد على إصبلح القلب ،وإصبلح القلب يعِب شح واغبرص وال ُكره واألانني وما شابو ذلك، تطهّبه من األحقاد واألحساد والغل وال ُ وملؤه ابلشفق والعطف واؼبودة واحملب واغبناف والرضب وما شابو ذلك. طهر القلب فبا ذكرانه وامتؤل فبا قلناه صلُح الفرد وأصبح إنساانً وبب عبميع فلو ُ خلق هللا ما وبب لنفسو ،وىذا ىو اؼبؤمن: { ئّا ُٜؤِ َُِٔ أّٔسَدُنِِّٕ سَتَُّٜ ٢شِبَّ يِأَََِّٔ ِ٘ٝا ُٜشِبُّ ِي َٓفّٖطِِ٘ }
26
ومثل ىذا ىو الذي يُصلح اجملتمع ،ألف ما أفسد اجملتمع يف زماننا وغّب زماننا األمراض الٍب أشران إليها ،فاألمراض اعبسماني سهل العبلج ،لكن األمراض القلبي ىي 25الجخب ٕ ّهملن عي الٌعوبى ثي ثش٘ر 26الجخب ٕ ّهملن عي أً
)
(
الٍب تورث الشقاؽ والنفاؽ واػببلفات واؼبشاكل بْب الناس ،وال ذبد ؽبا عبلجاً البتَّ ، . فكما قيل: : إنساف وبسد آخر فلن يسَبيح إال إذا أُزيلت النعم الٍب عند اآلخر ،وأين ىذا اؼبرض اللعْب؟ يف القلب ،وأين عبلجو؟ من القلب ،ومن الذي يعاًف ىذه األمراض؟ الصوفي ،ألف الصويف لكي يبشي يف طريق هللا فبل بد أف يصفو وينقى من كل ما . ذكرانه: إذاً الصوفي ىي الٍب يتوقف عليها صبلح األفراد ،وصبلح اجملتمعات ،ألهنا تُرّكِز على صبلح القلوب ،وطهارة النفوس ،وىذا ىو األساس الذي بُب عليو النيب دولتو وأكمل تعاليم رسالتو.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-26الصوفية وىؿط اإلغالو يف العصط احلسيث ما دور التصوؼ يف نشر اإلسبلـ يف العصر اغبديث؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
وشوه صورتو إال ِ الفرؽ الضال أظن أنو ما أساء إىل اإلسبلـ يف العصر اغبديث َّ وتشن اغبرب على غّب اؼبسلمْب يف كل اؼبتشددة الٍب تُقتِّل اؼبسلمْب وتَبؾ الكافرين، ُّ ٍ شوىوا صورة اإلسبلـ. زماف ومكاف ،فهؤالء َّ وال يدخل يف اإلسبلـ حالياً من غّب اؼبسلمْب إف كانوا أوروبيْب أو أمريكاف أو غّبىم إال من اختلط ابلصوفي ،فأُعجب بصفاهتم اؼبرضي ،وطباعهم السويِّ ،وعبلقاهتم اؼببني على احملب واؼبودة والعبلقات اإلنساني . ىؤالء ىم الذين يرتضوف ابإلسبلـ ؼبا يروف يف حاؿ الصوفي من التسامح والعطاء واألدب واألخبلؽ اغبميدة ،أما الفظاظ والغلظ واػبشون يف اؼبعامل الٍب توجد عند دمرت ظبع اإلسبلـ لدى كل غّب اؼبسلمْب ،وجعلتهم يهاصبوف اآلخرين فهي الٍب َّ
)
(
اإلسبلـ ،وإف مل يهاصبوه يقفوا موقفاً عدائياً ال يتقبلوا شيئاً من اؼبسلمْب ،ألنو أصبحت الفكرة عندىم عن اإلسبلـ أنو دين اإلرىاب ،ودين سفك الدماء ،ودين اػبشون ،ودين الفظاظ ،ودين الغلظ ودين القسوة ،ؼبا رأوه من صفات ىؤالء. وأضرب لذلك مثاالً واحداً :ىل اإلسبلـ أابح للمسلمْب التمثيل جبُثث األعداء؟ ال ،وكيف أابح ىؤالء التمثيل جبثث األعداء؟! فكل مرة يتفننوا يف طريق للقتل ـبالف ؼبا أتى بو السابقوف ،فمرة ابلذبح ،ومرة ابغبرؽ ،وكل مرة ىبَبعوا طريق أُخرى جديدة لسفك الدماء ،أبطل اإلسبلـ عادة ِّ الرؽ ،فجددوا الرؽ ،ونسبوه زوراً وهبتاانً لئلسبلـ، وىذا تشويو لصورة اإلسبلـ واؼبسلمْب. األحداث الٍب يعملوىا دوماً ما ىي إال مسلسل فظائع لتشويو اإلسبلـ ،لكن الصوفي يف رعايتهم لآلخرين ،ويف ُحسن تعاملهم ،ويف توادىم ،ويف تعاطفهم مع اؼبسلم وغّب اؼبسلم ىم الذين هبعلوف الناس يدخلوف يف دين هللا أفواجاً ،إلعجاهبم حبُسن أخبلؽ وأوصاؼ اؼبسلمْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-27التصوف والػلبية يقوؿ البعض :أف السلبي شبرة من شبرات التصوؼ ،فما قوؿ فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
من يقوؿ ذلك وبكم على الصوفي ابلنظر إىل طائف تنتسب إىل التصوؼ، وليست من الصوفي يف شيء ،فبعض اؼبتعطلْب واؼبتبطلْب واؼبتسولْب والشحاذين وخاص الذين يلتفوف حوؿ أضرح الصاغبْب بُغي اؼبكاسب ،وحٌب ىبدعوا الناس َّ يدعوف أهنم صوفي بثياهبم وبعماماهتم وحبركاهتم ،لكن التصوؼ بريء من ىؤالء. ِ نحي كل فالذي وبكم على الصوفي ال بد أف يدرس كل الطوائف الصوفي ،ويُ ّ
)
(
الطوائف السلبي ،ووبكم على الطوائف اإلهبابي الٍب سبؤل اغبياة عمبلً وحياة وإسعاداً للبشري صبعاء ....فهؤالء ليسوا صوفي ،وإمبا ىم ُحثال تنتسب إىل الصوفي ،والصوفي أنفسهم يربأوف من كل ىؤالء. ُروي أف شقيق البلخي تقابل مع إبراىيم بن أدىم ،وكاف شقيق قد توَّكل ِ أيت طائراً أعمى فوؽ شجرة على هللا ،فقاؿ لو إبراىيم :ملَ توكلت على هللا؟ فقاؿ :ر ُ ونسراً أييت لو ٍ بطعاـ ويضعو يف فمو ،مث يذىب فيمؤل فمو ابؼباء ويضع فمو يف فم الطائر ِ ويسقيوُ ، فقلت ىل أان أعجز عند هللا من ىذا الطائر؟! فقاؿ إبراىيم بن أدىم :وملَ ال تكوف أنت النسر الذي يُطعمو؟!ؼباذا ترضى لنفسك أف تكوف الطائر األعمى؟! ؼباذا ال تكوف أنت األعلى؟ وىذا حاؿ الصوفي ،كما قاؿ { :ا ّٖيَٝدُ ايّٖعُ ًَّٖٝا ََِٝسْ ََِٔ ا ّٖيَٝدِ 27 ايطفًّّٖٔ} ٢ ُّ سيدان عثماف بن عفاف كاف يتاجر وينفق ،وسيدان عبد الرضبن بن عوؼ كاف يتاجر وينفق ،وقالوا يف أمثاؿ ىؤالء: . ألف الغِب الشاكر ينفع نفسو وينفع غّبه ،والثاٍل يريد أف ُوب ِّمل نفسو عال على غّبه ،وليس ذلك من أمر التصوؼ الصحيح ،ولكن ىذا من عدـ فهم يف الصوفي ، فالسلبي ىم طائف ال يريدوف مواجه اغبياة ،وال االعتماد على األسباب الٍب خلقها هللا ،ويريدوف أف يظلوا عال على خلق هللا ،ولذلك يَبكوف العمل ،ولذلك ال وبقق هللا ؽبم أمل ،ألف هللا سنتو يف عباده ال بد من األخذ ابألسباب الٍب أمر هبا مسبب األسباب ،مع اإلعتماد على هللا يف كل أم ٍر ويف كل شأف.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
27الجخب ٕ ّهملن عي اثي عور
(
)
(
)
)
(
xqxqGxqxxqGxq -1بيعة املطيسيً ألؾياخَه ما حكم البيع الٍب يبايعها اؼبريدين لشيخهم؟ وىل ىناؾ دليل من الكتاب والسن يؤيد ىذه البيع ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
البيع معناىا أٍل أريد أف ألتزـ ،وأريد أف تلتزـ نفسي معهم ،فأسوقها إىل حضرة النيب ، أو إىل وارث غبضرة النيب لكي أعاىده أبف تستقيم ،وأف سبتنع عن اؼبعاصي طمعا يف رضواف هللا ،فهذا يكوف ألزـ ابلكلي ،وأف تقبل على الطاعات والقرابت ً للنفس. والبيع أخذىا سيدان رسوؿ هللا على أصحابو : ٔٓ( الفتح) أين ىذه البيع ؟ والشجرة ليست الشجرة الٍب قطعها سيدان عمر ،لكنها شجرة األظباء والصفات اإلؽبي الظاىرة يف الذات احملمدي . : فما نتيج البيع ؟ وما فائدهتا؟ (ٔٛالفتح) فتحاً قريباً من القريب ،غّب الفتح اآلخر إف كاف عسكري أو غّبه ،لكنو فتح قريب من حضرة القريب . فالذي يريد الفتح الرابٍل ،والذي يريد السكين من هللا ،والذي يريد أف يلتزـ مع مواله ،ووبشر مع الصاغبْب يف الدنيا واآلخرة من عباد هللا ،البد أف يلزـ نفسو ابعبهاد،
)
(
فيأخذىا لرجل من ورة رسوؿ هللا ،وأيخذ العهد عليو ،فكلما أرادت نفسو أف سبيل بو يقوؿ ؽبا إٍل أخذت العهد ،فهذه سبنع النفس وربجبها عن اؼبعاصي واؼبخالفات ،ألنو يُذ ّكِرىا أبهنا أخذت العهد ،وخيان العهد ليست من اإليباف. َعن أُم ْيم َ بِْن ِ ت: ت ُرقَػ ْيػ َق َ التػ َّْي ِميَّ ِ ،قَالَ ْ ْ ََ { أّٔ َِِٝلتُ َزضُل ٍَٛايًَّلِ٘ ِ فللِْ ٞطِلَِ ٍ٠َٛلَٔ ايُُّٖ ِطلًُِِنَ ِي ُٓبَاِٜعَلُّ٘ٔ ،فكّٕ ًَّٖٓلاَٜ :للا َزضُل ٍَٛايًَّلِِ٘ ،د َِٓ ٦للا ِي ُٓبَاَ ِٜعؤّ عًَّّٔٔ ٢إِٔ ئّا ُْػِ ِسىّٔ بِايًَِّ٘ َغ ِّ٦ٝاَٚ ،ئّا َْطِسِمََٚ ،ئّلا َْصِِْلَٚ ،َٞئّلا َْكّٖتُلٌَ أّٔ ِٚئّاََْ،لاَٚ ،ئّلا َْأِِِّٖ َٞببُِٗتَإٍ َْفّٖتَسَِ ِٜ٘ب ِ َٔٝأِّٜٔلدَِٜٓا َّٔٚأزِدًَُِٓلاَٚ ،ئّلا َْعِؿِل َٝؤّ فِلَ ٞعِلسُٚفٍّٔ ،فكّٔلاٍَ َزضُل ٍُٛايًَّلِ٘ ّٔايتِ :قّٕ ًَّٖٓا :ايًَُّ٘ ََ ٚزضُٛيُّٕ٘ ّٔأزِسَلُِ ِبَٓلا َِلِٔ أّٔ ِْفّٕطِلَٓا ،بَاِ ِٜعَٓلا :فَُِٝا اضِ َتّّٓٔعِتَُّٔ َٚأّٔطّٔعِتَُّٔ ،ق ّٔ َٜا َزضُل ٍَٛايًَّلِ٘ ،قّٔلاٍَ :اذَِٖل ِبَّٔٔ ،فكّٔلدِ بَلاَٜعِتُهَّّٕٔ ،إََُِّْلا قّٔل ِٛيِ ٞيُِِاَ٥ل ِ١اَِلسَأّٔ ،ٍ٠نّٔكّٔل ِٛيِ ٞيِلاَِسَأٍّٔ٠ َٚاسِدَ1} ٍ٠ الص ِام ِ اؿ: ت ،ر ،قَ َ ادةَ بْ ِن َّ وع ْن عُبَ َ َ
{ أََّٔرَ عًَّٔ َِٓٝا َزضُ ٍُٛايًَِّ٘ َ غ ِّ٦ٝا نَُّٔا أََّٔرَ عًَّٔ ٢ايّْٓطَا ِ٤فِ ٞا ّٖيكّٕسٍِِّٕ ،فكاٍ: ايٓبِ ُّٞإِذَا دَا٤ىّٔ ايُُّٖؤِ ََِٓاتُ ُٜبَاِ ِٜع َٓؤّ عًَّٔ ٢إّٔٔ يَّا ُٜػِ ِس ّٖنَٔ بِايًَِّ٘ َغ٦ِٝاّٗ َٚئّا َٜطِسِ ّٖقَٔ َٜ ا أَُّّٜٔٗا َّ َٚئّا َٜصِِْنَ َٚئّا َٜكّٖتُ ًَّٖٔ أّٔ ِٚئّاَٚ ََُّٖٔ،ئّا َٜأِِّٖنَ ِببُِٗتَإٍ َٜفّٖتَسَِ َُٜ٘ٓب ِ َٔٝأِّٜٔدَِّٔٚ َِّٜٔٗأزِدًَُِِّٗٔ َٚئّا َٜعِؿَِٓ ٝؤّ فَِ ٞعِسُٚفٍ ّٔفبَاِٜعَُِّٗٔ َٚاضِتَ ِػفِسِ ئَُّّٗٔ ايًََّ٘ إَِّٕ ايًََّ٘ غّٔفّٕٛزْ زَّسِ ِْٝ فّٔ َُِٔ ّٔأؾَابَ َِِٓهِِّٕ سَدِّا ،فّٔعُذًّّْٔتِ ئُّ٘ عُكّٕٛبَتُُ٘ ،فُّٔٗ َٛنّٔفَّازَُُِ٘ َِٔ َٚ ،إَّّْٔسَ َعُِٓ٘ ،فّٔأَِّٔسُِ ُٙإئّ ٢ايًَِّ٘ 2 ِ إِٕ غَأّ َ٤غفّٔسَ ئَُِّ٘ٚ ،إِٕ غَا َ٤عَرَّبَُ٘ } ىناؾ بيع للنساء ،وىناؾ بيع للرجاؿ ،والفرؽ بينهما أف بيع الرجاؿ فيها اعبهاد يف سبيل هللا والقتاؿ ،لكن بيع النساء ليس فيها ىذا الشيء فهن ليس عليهن قتاؿ. لكن كل التعليمات األخرى ىم فيها سواء:
1همٌت أحوت 2هشك اٙصب للط بّّٕ ،الجخب ٕ ّهملن ثرّاٗبد هخزل خ
)
(
ٖ٘( األحزاب). فالبيع مذكورة يف القرآف ومذكورة يف السن أف أصحاب رسوؿ هللا كانوا أيتونو ويبايعونو ،وكاف وىذه يف صيغ البيع والٍب ينفذىا الصاغبْب يسأؽبم فيقوؿ: { ٌَِٖ فِٝهِِّٕ غّٔسِٜبْ؟ ّٔفكّٕ ًَّٖٓاَٜ :ا َزضُ ٍَٛايًَِّ٘ ال ،فّٔأّٔ َسَ بِػَ ًّٖلِ ايّٖبَابِّٔ ،فكّٔاٍَ :ا ِزفّٔعُٛا أِّٜٔدَِٜهِِّٕ َٚقّٕٛيّٕٛا :ال ِإئَّ٘ إِال ايًَُّ٘ ،قّٔاٍَ :فّٔ َسفّٔ ِعَٓا أِّٜٔدِ ََٜٓا ضَاعَ ّٗ١ثَُِّ ََِٚعَ َْبِ ُّٞايًَِّ٘ عًَّٔ ِِ٘ٝايطَّالُّ َٜدَ} ُٙ
3
والبيع قد يكوف فيها ؼبس أو مسك الكف ،وىذا لكي يسرى النور الذي أييت من حضرة النور يف كل ىيكل اؼبريد ،فعندما تكوف البيع واإلنساف قلبو صحيح وسليم يشعر بسرايف النور يف كل جوارحو يف اغباؿ ،فكلم (ال إلو إال هللا) من الوارث هتز كل كيانو ،وتؤةر على كل ذراتو الداخلي واػبارجي ،ألهنا سن من سنن رسوؿ هللا . والذي نفعلو ما ىو إال ذبديد البيع ،فنحن يف األصل ابيعنا قبل القبل هللا ورسولو :
ٕٔٚ( األعراؼ) ،فالذين عاشوا مع حضرة النيب جدد ؽبم البيع حضرة النيب ،والذين مل يعيشوا يف زمن حضرة النيب فهناؾ وراث النيب ،لذلك قاؿ : { طّٕٛبَ ٢يِ َُِٔ زٍََِّْٚ ،ٞطّٕٛبَ ٢يِ َُِٔ زَأّٔ ِٔ َ ٣زٍََِّْٚ ،ٞيِ َُِٔ زَأّٔ َِٔ ٣زَأّٔ َِٔ ٣زٍَِّْ ٍَََّٔٚ ،ٞبِ} ٞ
4
وكما ورد يف بعض اآلاثر عن حضرتو : فهم الذين هبددوف ابلنياب عن حضرتو العهد على اؼبؤمنْب الذي أخذوه يف حضرة رب العاؼبْب ، لذلك لو أردت أف أجدد العهد مرة اثني أو اثلث أو رابع فليس ىناؾ 3همٌت أحوت ّالطجراًٖ شتا ثي أّم ػٖ هللا عٌَ 4ال بأن ّاثي حجر عي عجت هللا ثي ثمر ػٖ هللا عٌَ
)
(
أي مانع ،قاؿ يف ذلك: { دَدُّْٚ،ا ِإميَاَْهِّٕ }
5
جددوا إيبانكم دائماً لكي تكوف النفس يف ذكرى وعربة ،وتسّب ابستمرار على الطريق القوَل واؼبنهج اؼبستقيم.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-2طاعة املطيسيً للؿيذ يؤخذ على الصوفي طاع اؼبشايخ واػبضوع ؽبم واالعَباؼ بذنوهبم بْب أيديهم والتمسح أبضرحتهم بعد فباهتم ،ما رد فضيلتكم؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا السؤاؿ منقسم إىل جزئْب ،اعبزء األوؿ مقبوؿ ومعقوؿ ،أما اعبزء الثاٍل ال يفعلو إال جهوؿ ،والصوفي اغبق ليس فيهم جهوؿ. أما طاع اؼبشايخ فؤلهنم يعلموف أف مشاىبهم ال أيمروهنم إال دبا فيو مصلحتهم ومنفعتهم ،ال يرجوف منهم دنيا دني ،وال أشياء شخصي ،وال أي شيء من األشياء الٍب تشغل اإلنساف يف حياتو الكوني ،بل شعارىم : ٜ( اإلنساف). رزقهم هللا نور البصائر ،وفرغ هللا من سواه لديهم السرائر ،فأصبحوا ينظروف بنور هللا ،ويكاشفوف خبواطر القلوب بفضل هللا وإبكراـ هللا جل يف عبله، وىؤالء يدلوف اإلنساف على عيوب نفسو ليتجنبها ،ويفتحوف لو ابب اؼبكارـ الٍب إذا قاـ هبا يُكرـ من عند هللا ،ويكوف لو منازؿ عالي يف القرب من مواله ،أمثاؿ ىؤالء أمل 5همٌت أحوت ّال بأن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
ينبغي طاعتهم؟! ال بد من طاعتهم. ولقد ضرب هللا لنا اؼبثل يف ذلك ابلنيب الكرَل الكليم الذي ىو من أويل العزـ من الرسل ،عندما أرسلو هللا إىل ويل حكيم ،والنيب أعلى يف اؼبقاـ درجات ال عد ؽبا وال حصر ؽبا من الويل ،لكنو عندما أرسل إليو يف مقاـ التعليم علمنا أف كل من يدخل يف مقاـ التعليم البد أف يكوف أدبو كأدب موسى الكليم : ٙٙ( الكهف) مل يفرض نفسو عليو بل طلب منو األذف للدخوؿ عليو.
(الكهف) فما النتيج ؟ وما أدب اؼبريد؟ ٜٙ( الكهف) ىذا كبلـ رب العزة .
ولذا تروي لنا كتب الصاغبْب حكاايت عظمى يف ىذا اؼبقاـ ،فهذا الشيخ سليماف الداراٍل وكاف من أكابر أولياء هللا يف الشاـ ،وكاف لو تلميذ قبيب إظبو أضبد بن اغبواري ، فذىب إليو التلميذ ،وصادؼ عندما ذىب إليو أف كاف الشيخ يف حال ولو ،أي يف حال فناء عن األكواف ،وصبع على الواحد الدايف ،وال يشعر دبن حولو من بِب اإلنساف ،وىذه حال ربدث مع األولياء الصادقْب قبل بلوغهم رتب التمكْب ،فسلم عليو ،فقاؿ لو :من أنت؟ قاؿ أضبد ،قاؿ اذىب وضع نفسك يف الفرف ،والفرف أماـ منزؿ الشيخ وموقدة ،فدخل التلميذ يف الفرف ،وؼبا ُر َّد الشيخ إىل حالتو قاؿ ؼبن حولو: اغبقوا أضبد ،لقد واةقِب وعاىدٍل على أف ال يعصى يل أمراً ،وقد أمرتو أف يضع نفسو يف الفرف ،فذىبوا إىل الفرف ووجدوا النار حولو وىو يف وسطها ولكنها مل تؤذه حٌب حبرارهتا، وىذا بربك طاعتو لشيخو هنع هللا يضر!!. علددٔ الجوددر ددف أى أّ ددْ رْاػددعكب
ٗكددددي لددددد ثددددر ا ك ثدددد
ددددتهب ك ّ حوددددخ
شخص آخر ذىب إىل شيخو ،وقبل أف يذىب إىل شيخو ذبح ذكر بط ووضعو على النار ليستوي ،وقاؿ أذىب إىل الشيخ حٌب ينضج مث أرجع آلكلو ،فذىب إىل الشيخ ،فقاؿ لو :اجلس معنا اليوـ ،فأخذ يتعلل ويعتذر لكي يذىب وأيكل البط ،ويف
)
(
النهاي قاؿ لو :اذىب ،فذىب ،وقبل وصولو إىل منزلو فوجئ بكلب وبمل البط يف فمو فحرـ من الذي قالت لو نفسو ،فرجع مرة أخرى إىل شيخو ،فقاؿ لو :الذي ال وهبريُ ، يسمع كبلـ اؼبشايخ الكبلب أتكل أكلو!!. نفعا وال شرفًا وال لكي نعرؼ أف طاع ىؤالء واجب ،ألهنم ال يبغوف ألنفسهم ً تكريبًا ،وإمبا يبغوف مصلح اؼبريد ،فاؼبريد إذا كاف مثل الطفل البليد ،أخاؼ عليو، وأعطيو الذي بو مصلحتو ،ولكنو ليس بو فائدة ألنو يبشي على حسب ىواه ،فهذا اؼبريد يكوف كالطفل البليد ،وىذا الذي يقوؿ ظبعنا وعصينا ،أما من قوؿ ظبعنا وأطعنا فهذا يقولو هللا فيو : ( النساء).
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-3بني املطيس وؾيدُ ما واجب اؼبريد كبو شيخو؟ أو أدبو كبو شيخو؟ وما واجب الشيخ مع مريده؟ كيف تكوف العبلق بينهما؟ وكيف ُّ نرد على من يتهموف ىذه العبلق من الذين يدعوف اإللتزاـ والتَّسلُّف؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
سبق أف وضحنا ىذه العبلق يف كتبنا وقلنا ابختصا ٍر شديد أف واجب اؼبريد كبو ومرب الروح إف مل شيخو كواجب اإلبن كبو أبيو ،فاألب يُرب اعبسم ولو عليو حقوؽِّ ، يكن لو ح ٌق أعلى فليكن لو نفس اغبقوؽ ،ألف ىذا مرب وىذا مرب ،وىي نفس الواجبات من اإلبن ألبيو. أو نستطيع أف نقوؿ :كأدب أصحاب رسوؿ هللا مع حبيب هللا ومصطفاه ،وىذا األدب مل يَبكو هللا للنفوس ،ولكن جاء بو يف كتابو الكرَل ،ووضَّح كل ما ينبغي أف
)
(
يلتزـ بو الصحاب واألتباع واؼبريدين واحملبْب من عصره إىل يوـ الدين يف كل صغّبة وكبّبة مع سيد األنبياء واؼبرسلْب.
والرسوؿ جعل العلماء العاملْب ورة ً عن حضرتو يف كل ٍ زماف ومكاف، سر والوارث لو حكم مورةو مع االحتفاظ دبكان اغببيب ،فإنو صاحب الرسال وىو ُّ ىذه الشريع اؼبطهرة صلوات رب وتسليماتو عليو. وؿ َِّ ت َاي ت امرأة إىل َر ُس َ اِّل فَ َكلَّ َم ْتوُ ِيف َش ْي ٍء ،فَأ ََم َرَىا ِأب َْم ٍر ،فَػ َقالَ ْ { أَتَ ْ ت :أ ََرأَيْ َ ٙ وؿ َِّ اِّل ،إِ ْف َمل أ ِ اؿ :إِ ْف َملْ َِذب ِد ِيِب فَأِْيت أ ََاب بَ ْك ٍر } َج ْد َؾ ؟ ،قَ َ َر ُس َ ْ فكأمبا أشار إىل الوارث ،والوارث لو حكم مورةو من حيث األدب ،ومن حيث اإللتزاـ ،ومن حيث الطاع ،ومن حيث احملب ،ومن حيث السمع ،كما ذكر هللا يف آايت كتاب هللا سبحانو وتعاىل الواسع اعبامع . وواجب اؼبرشد أو اؼبرب أو الشيخ كبو مريديو كواجب األب كبو أبنائو سباماً بتماـ ،أو كواجب الرسوؿ كبو أتباعو ،يوجههم ويعلمهم ٍ جناح برفق ورضب ٍ وخفض ٍ ْب : ول ٍ ٛٛ( اغبجر) ال بشدة ،وال بغلظ ،وال بقسوة ،وال بزجر ،وال بوعيد ،وال بتهديد : (ٜٔ٘آؿ عمراف). إذاً علينا ابستقراء كتاب هللا ،واستنباط اآلداب الواجب فيو ،وأظن أننا صبعنا اآلايت القرآني الٍب تتحدث عن األدب الواجب كبو رسوؿ هللا وشرحناىا وفصلناىا وجعلناىا يف كتاب ٍ خاص هبا وظبيناه ( :اآلداب القرآني مع خّب الربي ) أخذان اآلايت الٍب تتكلم عن ىذا يف القرآف ،واستعرضنا أقواؿ اؼبفسرين السابقْب ،وأضفنا ما أؽبمنا بو رب العاؼبْب كبو ىذه اآلداب مع رسوؿ هللا اؼبوجودة كلها يف كتاب هللا .
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
6الجخب ٕ ّهملن عي ج٘ر ثي هطعن ػٖ هللا عٌَ
)
(
-4بني املطيس واملطاز ما الفرؽ بْب اؼبريد واؼبراد ،والطالب واؼبطلوب؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الفرؽ بينهما يكوف يف بداي األمر ،وإذا حدث لئلنساف الفضل من اؼبتفضل عز وجل ،فإف اإلنساف يف بدايتو يكوف لو رغب يف مودة هللا عن طريق عمل الطاعات، والتنافس يف الصاغبات ،واؼبسارع يف اػبّبات ،واإلقباؿ على الصاغبْب والصادقْب ومصاحبتهم واعبلوس معهم وظباع أحاديثهم. فإذا صدقت رغبتو وطابت ؿببتو ،أحبو هللا ،مع أف اغبب يف البداي من هللا: ٘ٗ( اؼبائدة) فإنو مل يتوجو من البداي إىل هللا إال ألف لو ؿبب سابق عند حضرة هللا ،وإال ما وجهو هللا إليو. فإذا أحبو هللا لِما ىو عليو من األخبلؽ الكريب ،والعبادات اػبالص ،والنوااي الطيب ،واألعماؿ العظيم انتقل من مريد إىل مراد ،يعِب بعد أف كاف لو رغب ،أصبح هللا ىو الذي يرغب يف مودتو -مع الفارؽ بْب اإلةنْب -وىو الذي يريد أف ِّ يقربو من حضرتو ،وىو الذي يريد أف وبادةو. كرـ هللا وجهو :كيف حالك مع هللا؟ قاؿ: علي و َّ ويف ىذا قيل لئلماـ ٍّ يعِب عندما أسكت ىو الذي يفتتحِب ابلكبلـ حملبتو . وىذا األمر موجود يف كتاب هللا ،عندما قاؿ هللا لسيدان موسى: فلما ٖٜ( طو) من الذي ألقى عليو احملب ؟ هللاَّ ،: ألقى عليو ؿببتو كاف هللا دائماً وأبداً يريد أف يستمر يف مواصلتو ،فقاؿ لو يف حال اؼبناجاة : ٔٚ( طو) وىل هللا ال يعلم ما يف يبينو؟! أو ال يرى ما يف يبينو؟! ولكنها ؿبادة اؼبؤانس ،وعلم موسى ذلك ،فكاف ينبغي أف يقوؿ:
)
(
فرع وقاؿ: ىي عصاي ،ولكنو َّ
ٔٛ( طو) وىل هللا ال يعلم بذلك؟! ولكن موسى استمر يف اعبواب ،ألنو كاف يتلذذ خبطاب العزيز الوىاب . للذيذ اػبطاب َّ
فيكوف يف بساط اعبماؿ على بساط الدالؿ ،ويكوف بينهما ذو ٌؽ يف مقاـ الوصاؿ ،فينتقل إىل مقاـ احملبوبي هلل من مريد إىل مراد ،من ُؿبب إىل ؿببوب، واحملبوب قاؿ فيو ليُعلِّمنا فضل ىذه اؼبكان : { إِذَا أّٔسَبَّ ايًَُّ٘ َعبِدّا ئِِّ َٜضُسَّ ُٙذَ ِْبْ }
7
ارتفع عنو ىذا األمر ،ألف هللا يتواله حبفظو ،فيحفظو من خطور الذنب على قلبو، أو الوقوع يف الذنب بعضو من أعضائو : ٙٗ( يوسف) وبفظو هللا . ُ
وىذا ما رأيناه يف قص يوسف عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت السبلـ ،فقد كانت ُزليخ شديدة اعبماؿ ،هبيِّ الطلع ،رائع الوجو ،وكاف يوسف شاابً يف ريعاف الشباب ،وغلَّقت األبواب ،وصرفت اػبداـ وهتيأت لو ،وقالت : (ٖٕيوسف) ويف بعض القراءات ىيِْئت لَك أي أان جهَّزت نفسي لك ،لكنو قاؿ : ُ ُّ ُ َ فما الذي حفظو؟ مواله . ىل يستطيع إنساف يف حال البشري بدوف اغبفظ اإلؽبي أف وبفظ نفسو مع ىذه الدواعي من اؼبعصي ؟ ال وهللا ،ال يتم اغبفظ إال إذا توىل اؼبرء حضرة اغبفيظ : ٙٗ( يوسف) فحفظو هللا ألنو كاف من عباد هللا احملبوبْب. فيحفظو هللا من الوقوع يف الذنب ،أو خطور الذنب على قلبو على حسب اؼبقاـ ،فمن األولياء من يبلغ مقاماً وبفظو هللا من أف ىبطر حٌب بقلبو أي ٍ ذنب لشغلو ابهلل عما سواه. 7الر بلخ القش٘رٗخ ّرب ٗخ ثاتا عي أً
ػٖ هللا عٌَ
)
(
أةر للبشري فقد ىبطر الذنب على قلبو ،ورباوؿ ومنهم من يكوف ما زاؿ فيو ٌ األعضاء أف تن ِّفذ ،فيتدخَّل اغبفيظ ووبفظو من التنفيذ ،ويدخل يف قولو عن حضرة 8 هللا ََِّٖ َِٔ { :بِط َّْ ٍ١َ٦ٝفًِِّّٔٔ َٜعًََُِّٖٗا ئِِّ ُِهّٖ َتبِ } ألف هللا حفظو ،وىذا ابختصار الفارؽ بْب اإلةنْب ،نسأؿ هللا أف يبلغنا اؼبقاـ األكمل فيهما.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
5حال املطيس مع ؾيدُ نرجوا توضيح ىذا القوؿ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
ىذا القوؿ يوجد فيو شيء من اجملاز ،وىو ما يسمى ابلكناي ،كناي على أف اإلنساف إذا سلَّم لشيخو ينبغي عليو أف ال يكوف يف نفسو امشئزاز أو اعَباض على أي أمر أيمره بو شيخو ،ماداـ ىذا األمر ال ىبالف شرع هللا ،وماداـ ىذا األمر يوافق سن رسوؿ هللا ،أما ما ىبالف الشرع فبل طاع ؼبخلوؽ يف معصي اػبالق ،وىذا كما تقوؿ اآلي القرآني : ٙ٘( النساء). والشجار من اعبائز أف يكوف بْب اإلنساف واعبار ،أو اإلنساف وشخص آخر يف ىذه الدار ،ومن اعبائز أف يكوف الشجار يف نفس اإلنساف ،فتوجد النفس اإلبليسي الٍب ؽبا طلباهتا ،والنفس اغبيواني الٍب ؽبا طلباهتا ،والنفس اؼبلكوتي الٍب ؽبا طلباهتا، فيحدث بينهم شجار على اإلنساف ،فكل واحدة تريد أف هتيمن وتسيطر ،فبل بد من ربكيم اغبكيم اػببّب اؼبأذوف من العلي الكبّب ،فهو الذي يفض ىذا الشجار وهبعلهم 8ط ٘ هملن ّهمٌتأحوتعي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ
)
(
كما قاؿ هللا : اتما. ٙ٘( النساء) يسلموا تسليما ً ً
وقبل التسليم مباح لئلنساف الطالب أف يسأؿ ما يريد ،لكن ما داـ سلَّم فالسؤاؿ معناه أنو متشكك ،واؼبتشكك ال ينفع يف طريق هللا ،ولذلك قاؿ سيدان موسى لشيخو :
( الكهف) فما أوؿ شيء ينبغي أف يؤىل اؼبريد عليو نفسو؟ الصرب الطويل مع شيخو.
فبل يقوؿ أان يل طبس سنوات ومل أر شيئًا ،لكن حاسب نفسك ،الشيخ مل وبجز عنك شيئًا ،فإف كاف ىناؾ أتخّب فمن عندؾ ،وليس منو ،ولو كاف يوجد بطء فمنك، ولو كاف يوجد بػعد أو غلظ أو قسوة فكل ىذا منك : ُْ (ٜٚالنساء). ارجع األمر على نفسك ،وال ترجعو على شيخك ،حٌب ال تضحك عليك نفسك وتقوؿ أف الشيخ ال وببِب وال يريدٍل ،وال يريد أف يرقّيِب ،فهذه مصيب كربى ٜٙ( الكهف) سلِّم
ابلكلي :
(ٓٚالكهف) فإذا سلَّم ال يسأؿ. لكنو أتيت لو أشياء يف صدره ،فإذا سلَّم فاألسئل الٍب يف صدره أتيت لو اإلجاب أوال أبوؿ بغّب طلب وال سؤاؿ يف كبلـ شيخو يف أي مكاف ويف أي زماف ،وىذا عنها ً الذي تعلمناه مع مشاىبنا رضواف هللا تبارؾ وتعاىل عليهم أصبعْب. فبلوءا ابألسئل فعندما أجلس مع الشيخ ويتكلم -حٌب يف فأان صدري يكوف ً صبيعا من أحاديث عادي -أجد األسئل يتم اإلجاب عليها واح ًدا بواحد إىل أف تنتهي ً غّب أف أسأؿ ،ما ىذا؟ ىذه معامل الصاغبْب كلهم ،أييت يف درس مثل ىذا فيجيب على السؤاؿ الذي تريده ،أو حٌب يف دردش مع شخص ،لكن اؼبقصود هبا أنت ،وهبيب دبا
)
(
يف صدرؾ وىو يتحدث مع اآلخر.
منتبها ،فعندما يس ِلّم اإلنساف لشيخو فبل يسمح ولذلك البد أف يكوف الشخص ً لنف سو أو قوى نفسو أف تنازعو ،ألنو لو انزعتو نفسو خرج من دائرة القوـ ،ومل يفلح يف ىذا السبيل ،وىذا ىو معِب العبارة الٍب أتوا هبا بتشبيو بليغ أو كناي ،أو على ىذا النسق.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-6تعنية الؿيذ للنطيس كيف يزكي الشيخ مريده؟وىل التزكي ابلعبادات؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
التزكي ابألحواؿ ،فقد قالوا: فالعبادات أجرىا حسنات أيخذىا العبد يوـ القيام ويدخل هبا اعبنات ،لكن الذي يريد اإلشراقات ،والذي يريد األنوار البينات ،والذي يريد الفتوحات الساطعات فبل بد أف يبحث عن عارؼ تقي نقي ،لكن اؼبهم أف يُسلِّم ،فإذا سلَّم والتزـ دبا يبليو عليو شيخو؛ أتتيو الواردات الروحاني من اؼبصطفى خّب الربي على يدي شيخو. فالشيخ ليس معو شيء ،لكن معو توكيل من البشّب النذير ،فهذه البضاع ال تذىب إال لوكيل معتمد ،فبل هبد منها بضاع مغشوش يف السوؽ ،وال بضاع مزورة ،ال تسليما كليًا ،وال يريد بد أف يكوف معو توكيل ،لكن ؼبن يعطيو؟ يعطيو إلنساف نبيل سلَّم ً أف أيخذ ىذه العلوـ لكي يكوف هبا شي ًخا يف الدنيا ،وال يريد أف أيخذ ىذه العلوـ غبب الظهور ،ال بد أف يطهره من كل ىذه األوصاؼ الدني الدنيوي حٌب يتأكد أنو ليس لو يف القلب بقي إال للحضرة اإلؽبي واغبضرة احملمدي . بعد ذلك يفيض عليو العطااي اإلؽبي ،والنظرات النبوي بربك سيدان رسوؿ هللا ،
)
(
وفيها يقوؿ اإلماـ أبوالعزائم هنع هللا يضر: دددددددددددددددددددددددددرد ثعٌ٘دددددددددددددددددددددددددٖ ّإى ً ْ
للعجددددددددددددت ددددددددددددت طددددددددددددب هددددددددددددْلٔ
إى مز ددددددددددددددددددددددددددذ أٌددددددددددددددددددددددددددْإ
أغٌ٘دددددددددددددددددذ دددددددددددددددددْ ك ّمعدددددددددددددددددتك
ًب ٗددددددددددددددددددذ إًددددددددددددددددددٖ رٗددددددددددددددددددت
ُدددددددددددددددددددت رقرثدددددددددددددددددددذ ُدددددددددددددددددددت
فهذه األمور واضح ،ليس هبا شك وال لبس بل ال بد أف يكوف: ممددددلن ةُدددد ال ددددب
ّحددددد ّاعزقددددت
ر دددددة ثٌدددددْا الدددددرا عٌدددددت شدددددِْ ٍ
عند شهوده ،فمن يسلّم؛ يصل إىل ىذه اغبال ،لكن األزم الكربى الٍب نعاٍل منها التسليم ،وخاص يف ىذا الزماف ،فهو شيء صعب. ال يوجد أحد يسلِّم!!!!؟؟؟ فالكل مسلِّم لنفسو !!!!؟؟؟؟؟
ونفسو ربركو وترسلو كما تريد ،وىو يتبع ىواىا ،وأييت الشيخ فيقوؿ لو شيء، تسّبه على ىواىا ،واؽبوى ليس لو دواء. فتؤولو نفسو لكي ّ
فمرض اؽبوى ىو الذي يبنع كل العطاءات اإلؽبي ،وكل اؼبنح الرابني ،وكل اإلكرامات النبوي : ( النازعات) اعبن العاجل ىي جن الرؤاي وجن الشهود وجن اؼبعرف هلل ،وىذه غّب جن الزخارؼ الٍب يف الدار اآلخرة إف شاء هللا.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-7البخث عً املطبي كيف أحبث عن اؼبرب؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
)
(
األمر ال وبتاج إىل البحث فقط ،وأىم ما وبتاج إليو اإلنساف للحصوؿ على اؼبرب اإلستعان ابهلل ،ولذلك يقوؿ سيدي أضبد بن عطاء هللا السكندري : . فتبدأ أوالً ابلدعاء ،مث تشتغل دبا ورد عن رسوؿ هللا من أذكار ،وتُكثر من الصبلة والسبلـ عليو ليل هنار ،وبعد ذلك تبحث عمن َّ تصدى للصبلح يف عصرؾ ،وتزنو دبوازين القرآف. فإف هللا جعل أئم صاغبْب ،وىناؾ أئم مرشدين ،فالصاٌف لنفسو ،يعِب قد تكوف دعوتو صاغب لكن ال يُطالب إبرشاد غّبه ،يعِب يقوؿ :ليس يل شأف أبحد ،أما أئم اإلرشاد فيقوؿ فيهم هللا : ٔٚ( الكهف) فليس ويل فقط ،ألف األولياء ُكثُر ،لكن ويل مرشد
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-8أوصاف الولي املطؾس وما أوصاؼ الويل اؼبرشد؟. GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الوصف األوؿ :ال بد أف يكوف عاؼباً ابلشريع الٍب جاء هبا سيد األنبياء واؼبرسلْب ،ويقوؿ يف ذلك سيدي ؿبي الدين بن عرب هنع هللا يضر: رقزدددددددتٕ ثودددددددي االدددددددذ شدددددددرٗعزَ
ّلدددددددددْ دددددددددب ثبةًجدددددددددب عدددددددددي هللا
حٌب لو أاتؾ ابألخبار عن هللا إايؾ أف تتخذه قدوة ،فقد يكوف ؾبذوابً ،واجملذوب ليس قدوة ،فبل نعَبض عليو وال نقتدي بو ،لكن من أقتدي بو ال بد أف يكوف عاؼباً
)
(
ابلشريع . الوصف الثاٍل :البد أف يكوف على بصّبة لقوؿ هللا: صحب ٔٓٛ( يوسف) وىذه البصّبة نلحظها يف ُ اؼبرشد الكامل ،فنجد أف هللا يطلعو على أموٍر نعلم يقيناً أنو ال يعلمها إال هللا إؽباماً لو ،أو أتييداً لو ،أو تسديداً لو ،حٌب نعلم أنو مقاـٌ من لدف هللا .
الوصف الثالث :أف يكوف ىذا الرجل من الذين يقوؿ هللا فيهم: ٖٜ( األحزاب) ُؾب َّمل دبراقب هللا، واػبوؼ من هللا ،واػبشي من هللا ،ألنو قد يكوف عاؼباً ابلشريع لكنو غّب ؾبمل ابػبشي ،وىؤالء يفتحوف على أنفسهم أبواب الشبهات ،ويبحث ؽبا عن حل يف ليحل ؽبم الشريع ،فإذا كاف ال ىبشى هللا أييت ابغبِيَل للناس ،لذلك الناس يذىبوف إليو ُّ اؼبشاكل وىبرجهم منها ،لكن بطريق تنايف ما ورد عن صحيح الدين عن سيد األولْب واآلخرين .
فكما قاؿ اإلماـ الغزايل يف كتابو إحياء علوـ الدين(( :علم الشريع وىو أشرؼ العلوـ إذا مل يصحبو عمل مل يزدد العامل بو إال قسوة)) قسوة يف القلب.،فبلبد أف يكوف عامل عامل ،ومعو عبلم العمل وىي اػبشي واػبوؼ والورع ومراقب هللا . الوصف الرابع : ٕٔ( يس) ال يطلب مِب حبالو وال بقالو شيئاً من الدنيا الدني ،فمن يطلب بلسانو ،أو بلساف من حولو ،أو حبالو ،يعِب وبكي حالو ،ليجمعوا لو شيئاً ،فهذا ال يصلح لقيادة طريق هلل ،ألف من اعتمد على هللا أغناه وكفاه : ٖ( الطبلؽ) وقالوا: .
الوصف اػبامس :أف يكوف معو إذ ٌف صريح من سيدان رسوؿ هللا إبرشاد اػبلق إىل اػبالق : ٗٙ( األحزاب). ِ واؼبخلصْب وعبلم اإلذف تكوف واضح جداً يف أف هبمعهم على الصادقْب
)
(
واؼبخلَصْب ،أما غّبه فيتبعو اؼبنافقْب والطالبْب للدنيا واؼبصاٌف والعلل النفسي والدنيوي ، وىذا ال يصلح إماماً للدين. إذا وجدت ىذا الرجل الذي فيو ىذه األوصاؼ الٍب ذكرانىا أعُض عليو قل أف هبود الزماف أبمثاؿ ىؤالء إال الواحد بعد الواحد : ابلنواجذ ،ألنو َّ ٕٗ( ص) وىذا الذي أمران هللا أف نداوـ عليو وكبرص عليو ،وقاؿ لنا يف شأنو : ٜٔٔ( التوب ) وىؤالء الذين يرفعوف شأنكم إىل مقعد صدؽ عند مليك وقتدر.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-9الولي والؿيذ املطبي ما الفرؽ بْب الويل والشيخ اؼبرب؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
الويل الذي واىل حدود هللا ،وقاـ دبا عليو من الواجبات والتشريعات كبو مواله، فحقق هللا لو مناه ،وجعلو مستجاب الدعاء ،وحقق هللا لو الرجاء ،لكن مل يُؤذف لو يف إرشاد غّبه من خلق هللا إىل طريق هللا ،فإف ىذه مسئولي تقتضي أتىيل من هللا ومن اغبضرة احملمدي . وأان عن نفسي عندما كنت أحبث عن الويل اؼبرشد الذي أمشي خلفو ،فذىبت لسيدان الشيخ أضبد حجاب وأرضاه وكاف ىو الذي يصلي بنا يف مسجد السيد البدوي يف الضريح يف كل الصلوات ،وكاف يصلي بنا الَباويح يف رمضاف عشرين ركع جبزء كل يوـ ،وكاف ماشاء هللا صوتو عظيم يف قراءة القرآف ،وكاف لو حجرة يف اؼبسجد، تفرغ فيها للعبادة ،ألنو بعد أف حصل على شهادة كلي الشريع ،وكاف لو شي ٌخ إظبو
)
(
ؿبمود بن الشريف ،فقاؿ لشيخو :أريد الزواج ،فقاؿ لو :اقرأ يف القرآف ،فمكث يقرأ إىل أف وصل إىل : ٜٚ( طو) قاؿ لو :توقف، فعرؼ أنو ليس لو يف الزواج ،وعاش إىل مائ وطبس سن ،وتفرغ للعبادة. وأان ُزرتُو فقاؿ يل كلم مل أدركها وقتها ولكن عرفتها فيما بعد ،فقاؿ يل: فاحبث لك عن أحد اؼبشايخ اآلخرين ،وىذا معناه أنو ال يستطيع أف وبمل غّبه. واإلشارة اإلؽبي واضح إذا كاف مل يستطع أف وبمل زوج وال أوالد يف اغبياة الدنيا ،فبل يستطيع أف وبمل أوالداً أيضاً يف اغبياة الروحاني ،فليس لو يف ىذا األمر ،مع رجل صاٌف ودعاؤه مستجاب ،لكن ىذا إظبو ويل لنفسو ،وىذا ال نعَبض عليو ،وال أنو ٌ نقلده ،ألف أمره خاص ،فليس لنا شأ ٌف بو.،
ومن كبتاج؟ كبتاج الويل الذي أُذف ابإلرشاد ،مثل النيب والرسوؿ ،النيب ُمبلَّ ٌغ بشرع يقوـ بو يف نفسو ،ولكنو ليس مكلفاً بتبيلغ األم ،لكن األم تتبع الرسوؿ ألنو ٍ بشرع لو ،وأيمر بو غّبه. مكلف ٍ
فالويل اؼبرشد الذي أقامو هللا ،وأذف لو سيدان رسوؿ هللا ،وىذا يُعطيو هللا من اإلمكاانت الروحاني والعطاءات اإلؽبي ما يُرب غّبه ،وال ينشغل عن هللا يف نفسو طرف عٍ ْب وال أقل ،وىي خصوصي شديدة. لكن اآلخر لو أرشد غّبه قد ينسى نفسو ،لذلك كل ويل لو مقامو ،كما قاؿ هللا: ٔٙٗ( الصافات). فالويل اؼبرشد الذي أُذف إبرشاد غّبه ،وأعطاه هللا من القوى الباطني والقوى الظاىري ما يُعينو على ذلك ،ويبلغو ذلك أبمر من يقوؿ للشيء كن فيكوف.
ولذلك كلهم كانوا على ىذه الشاكل ،سيدي أبو اغبسن الشاذيل ،عندما كاف يف شاذُل فقاؿ هللا تعاىل لو :اي علي انزؿ ِ اىد الناس إلينا ،فقاؿ :اي رب تَبكِب شئت من اعبيب ػبلقك ىذا يُطعمِب وىذا ال يُطعمِب؟ قاؿ :اي علي أنفق وأان اؼبلي ،إف َ
)
(
شئت من الغيب. وإف َ بعدىا جاءه سيدان رسوؿ هللا وقاؿ لو :اي علي اذىب إىل اإلسكندري فإف لك هبا وسَبب هبا رجاالً ،أربعْب صديقاً :فبلف وفبلف وفبلف وفبلف ،وأعطاه الكشف، حاالً ُ فقاؿ لو :ايسيدي الطريق طويل وكبن يف زمن الصيف واألرض ليس فيها ماء ،قاؿ لو: إذا أقمناؾ أعنَّاؾ. فمشى من تونس إىل األسكندري وسحاب تظلو ،وكلما نفد اؼباء الذي معهم أمطرت السحاب ماءاً ،يشربوف ويبؤلوف أسقيتهم حٌب وصلوا إىل األسكندري ،كيف ىذا؟! إذا أقامك أعانك. سيدي أضبد البدوي وأرضاه كاف يتعبَّد يف غار حراء يف مك إىل أف جاءه حضرة النيب وقاؿ لو :اذىب إىل طنتدا (طنطا) فإنك سَبب هبا أربعْب رجبلً :عبد العاؿ وعبد اجمليد وفبلف وفبلف ،وأعطاه كشفاً أبظبائهم ،وطنتدا مل يكن يعرفها ،ويف الصباح وىو جالس يف اغبرـ إذا ٍ يتعرؼ عليو فسألو :من أنت؟ فقاؿ :أان فبلف وبلدي برجل َّ إظبها طنتدا وأسبُب أف أتيت ضيفاً عندي! ،إذا أقامك أعانك ،فأرسل لو من أيخذه وهبعلو ضيفاً عنده. فذىب معو إىل بلده طنطا فسألو أين بيتك؟ فقاؿ :ىا ىو ،فقاؿ لو :ليس يل شأ ٌف ببيتك وأوالدؾ ،واصنع يل ُسلماً من اػبارج وأان سأسكن يف السطح ،ألٍل يل ضيوؼ أيتوٍل من خارج الدار ،وليس لنا عبلق ببيتك من الداخل ،فانظر إىل األدب العايل للصاغبْب مهنع هللا يضر وأرضاىم. فوسع هللا عليو ،وترؾ الرجل لو البيت ،ألنو كاف عنده أكثر من بيت ،وحدث أف َّ كل من ساعده بشيء أصبح ولياً ولو كرامات يف ىذا اجملاؿ ،فمن اختار أف يكنس بيت سيدي أضبد البدوي أصبح شيخاً للطريق ال ُكنَّاسي ،أخذ ىذه اؼبرتب يف الوالي وأصبح شيخ طريق ،ؼباذا؟ ألنو ارتضى أف يكنس بيت الشيخ. والرجل الذي كاف يرعى غنم الشيخ ،وىو الشيخ الراعي أصبح شيخ طريق
)
(
الشيخ الراعي وموجودة إىل وقتنا ىذا. والرجل الذي كاف ُهب ِّهز السطح أصبح شيخ الطريق السطوحي ،وكل واحد كاف يقوـ دبهم أصبح ولياً يف ىذه اؼبهم ،وشيخ طريق يف ىذا اجملاؿ ،ألهنم كانوا يعينوه هلل ،وال يبغوف إال رضاء هللا سبحانو وتعاىل. فحٌب من كانوا يعينوه أصبحوا أولياء هلل يُشار إليهم ابلبناف ،ألهنم أعانوه طلباً ؼبرضاة الرضبن ،وىكذا كل الصاغبْب السابقْب والبلحقْب رضواف هللا عليهم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11صفات املطبي ما الصفات والشروط الواجب توافرىا يف اؼبرب؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
اإلنساف وبتار كثّباً عندما يعرؼ أنو ال بد لو من مرب حٌب يصل إىل كماؿ معرف هللا ، فما أوصاؼ ىذا اؼبرب ،وخاص أف اجملاؿ اختلط فيو اغبابل ابلنابل؟ لو نرجع إىل القرآف سنجد فيو كل ما وبتاجو اإلنساف وهبعلو يف ٍ أماف وإطمئناف ،فللمرب شروط ال بد من توافرىا فيو: الشرط األوؿ :أف يكوف عاؼباً ابلشريع قائماً هبا ،وظهرت عليو لوامع اغبقيق وعلومها نتيج عملو ابلشريع ،ومن ىنا فكل من خالف الشرع الشريف طرف أو أقل ال يصلح لَببي الرجاؿ ،وال هبب أف يُسلِّم أح ٌد لو يف أي ٍ حاؿ من األحواؿ ،ألف الشريع ىي الواردة عن هللا ،والٍب كاف عليها حبيب هللا ومصطفاه . فيكوف عاؼباً ابلشريع ،وأعطاه هللا الفهم الدقيق ألحكاـ الشريع حبسب الزماف واؼبكاف ،ألف الشريع تدور مع الزماف واؼبكاف إىل أف يرث هللا الزماف واؼبكاف، حاؿ إىل حاؿ ،ومن ؾب ٍ فليس ؽبا حكم اثبت يف كل األحواؿ ،لكن زبتلف من ٍ اؿ إىل ٌ
)
(
ؾباؿ ،ومن ٍ رجاؿ إىل رجاؿ.
وىذا ىو الوارد عن رسوؿ هللا يف فتاواه اؼبنصوص عليها فيما ورد يف سنتو ٍ إنساف دبا يليق حبالو ،ودبا يتبلءـ مع صلوات رب وتسليماتو عليو ،فكاف يُفٍب لكل أحوالو ،ويُفٍب ىذا بغّب ىذا ،ومثاؿ لذلك :سألو شاب وسألو شيخ سؤاالً واحداً عن وحرـ ذلك على الشاب ،مع أنو ىو حكم ال ُقبل يف هنار رمضافَّ ، فجوز ذلك للشيخَّ ، نفس السؤاؿ. فلو أف إنساانً ال يفقو ىذه اغبقيق وأعطى إجاب الشيخ للشاب يف زماننا فيكوف قد أخطأ ،ولو أعطى إجاب الشاب للشيخ فكذلك يكوف قد أخطأ. شاب يف عواطفو، وليس كل الشيوخ يف ىذه اؼبنزل ،فقد يكوف شيخاً ولكنو ٌ فيحتاج إىل اإلستئناس والسريرة ليُعطي لو اإلجاب اؼبنّبة ،فلكل ٍ مقاـ مقاؿ.
الشرط الثاٍل :ومع علم الشريع ال بد أف يكوف معو البصّبة: ٔٓٛ( يوسف) فبل بد أف تكوف معو البصّبة النوراني القرآني .
والبصّبة يفهم البعض ،أو الكث ٍّب من الناس أف بصّبة العارؼ ىي أف يكشف ٍ ألحد ما فعلو ابألمس ،أو ما ىببأه يف بيتو يف موضع من اؼبواضع ،أو ما دار على لسانو ألحد من الناس قبل اجمليء إليو ،وليست ىذه البصّبة ،فهذه قد يطلع عليها الشيطاف ؼبن ىباوي اعباف ويهمس يف أُذف اإلنساف ليُظهر أنو شي ٌخ علَّمو الرضبن ،وىو شي ٌخ للشيطاف. لكن ما البصّبة؟ الكشف عن األحكاـ اإلؽبي يف اآلايت القرآني ،واألحاديث النبوي ألىلها سر قوؿ هللا ٜٔ( :القيام ) يُنزؿ هللا على قلبو البياف الذي وبتاجو ىذا اإلنساف ،وىذا اإلنساف ،ولكل إنسا ٌف بياف ،ولذلك العارفوف -وال يزالوف -إذا ُسئل أحدىم نفس السؤاؿ من أكثر من شخص ،فيُعطي لكل ٍ واحد منهم إجاب غّب اإلجاب الٍب أعطاىا لآلخر.
)
(
كثّب من اؼبريدين ،قد يسمع من أخيو أنو سأؿ شيخو عن وىنا خطأ يقع فيو ٌ سؤاؿ كذا فأجابو بكذا فيأخذ بو ،وىذا خطأ ألنو ردبا الذي احتاجو ىذا غّب الذي ربتاجو أنت ،إذاً ما داـ معك اؼبصدر ،فبل بد أف ترجع إىل اؼبصدر وأتخذ منو اػبرب اليقْبٕٕ( :النمل). الشرط الثالث: أف تكوف فيو وراة الرضب ،فوراة العلم والكبلـ أيخذىا كل األانـ ،لكن وراة الرضب خصوصي للحبيب اؼبصطفى عليو أفضل الصبلة وأمت السبلـ.
ٙ٘( الكهف)
فيكوف عنده يف قلبو شفق لكل اػبلق ،ورضب جبميع األانـ ،وىذه الرضب تظهر لنا يف التيسّب ،والتبشّب ،والبعد عن الزجر والتنفّب ،فإذا رأيت رجبلً يُن ِّفر يف كلماتو، ودائم التحذير واإلنذار ،ويَبؾ التبشّب يف بياانتو ،فهذا ليس لو يف الوراة الكامل عن رضب هللا العُظمى عبميع العاؼبْب ،ألف اغببيب كاف منهجو: { إَِّٕ ايًََّ٘ ئِِّ َٜبِعَ ِجَِٓ َُ ٞعِٓتّا َٚئّا َُتَ َعِٓتّاَٚ ،ئّ ِهِٔ بَعَ َجَُِٓ ٞعًَُِّّا ََُٝطّْسّا }
9
وكاف يقوؿ ألحبابو: { َٜطّْسُٚا َٚئّا ُِعَطّْسُٚاَٚ ،بَػّْسُٚا َٚئّا َُِٓفِّسُٚا }
10
الشرط الرابع : ٕٔ( يس) ال يريد من أحد شيء ،حٌب الدعاء ،وال يريد تعظيم وال تكرَل ،فضبلً عن حوائج الدنيا الدني ،وال رغباهتا الشهواني ،ألنو ال يريد بعملو إال وجو مواله ،أتسياً بقوؿ هللا عن اإلماـ علي: ٜ( اإلنساف).
آاته هللا بعد ذلك اغبكم وفصل اػبطاب ،ألنو موضع استشارة األحباب، وإذا أُستشّب يُشّب دبا أؽبمو بو العلي الوىاب ،فإذا فعل اؼبريد دبا أشار بو عليو هبد يف 9ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي بثر ثي عجت هللا ػٖ هللا عٌَ ػٖ هللا عٌَ 10الجخب ٕ ّهملن عي أً
)
(
ذلك األُنس والصواب يف دنياه ،وهبد لذلك السعادة الكامل يف أُخراه. انىيك عن أنو يكوف شبيهاً حبضرة النيب على قدره ال على قدر النيب ،من حيث تواضعو للخلق ،ومن حيث رضبتو ابلفقراء واؼبساكْب ،ومن حيث إنتهائو ابلكلي من شفي من كل ىذه األمراض والعلل مرض الكرب وداؤه والعُجب واإلعجاب ابلنفس ،ف ُ النفسي والقلبي وأصبح داخبلً يف قوؿ هللا : ٜٛ( الشعراء). لكن من َّ يتصدر للمشيخ ،ويظهر عليو ظبيا الكرب على اؼبريدين وعلى احملبْب، فماؿ ىذا والتصدر يف طريق رب العاؼبْب؟!! اظبع لسيدي أبو العباس اؼبرسي وِزف أبحواؿ اؼبعاصرين ،فقد كاف أيتيو اؼبريد يف أي غبظ ٍ يف الليل أو يف النهار ،فيقوؿ ألصحابو وخدامو:
يصد من جاء هلل ؟! ما داـ جاء هلل ،فمن الذي يستطيع أف يبنع أو ُ
اعبم كهيئ اغببيب ،وصفات اؼبرشد الرابٍل كثّبة ،ونكتفي فبلبد من التواضع ُّ التوسع فعليو بكتابنا هبذا القدر الذي ذكرانه ،ومن أراد ُّ ففيو صفات اؼبرشد الرابٍل مستوفاة ،نسأؿ هللا أف يُعلمنا ما مل نكن نعلم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-11أزلة البخث عً الؿيذ ما الدليل من القرآف والسن عن البحث عن الشيخ؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
)
(
خص هللا موسى بعنايتو، خاص، دليل ودليل عاـ ،فالدليل اػباص عندما َّ ٌ ٌ ىناؾ ٌ وقاؿ يف شأنو : ٖٜ( طو) فجلس يف بِب اسرائيل يوماً فسألوه :من أعلم الناس اي موسى؟ قاؿ :أان ،فأغضب ربو ،ألنو مل ينسب العلم إىل هللا ،فأمره يتوجو إىل ؾبمع البحرين ،وؾبمع البحرين الذي َّ حققو العارفوف يف دمياط يف رأس أبف َّ الرب ،وىذا ىو الكبلـ الصادؽ وليس لنا شأ ٌف دبا يف بطوف التاريخ الذي ال يقبلو العقل، واليوافق عليو النقل. فمجمع البحرين الذي عندان ىنا يف دمياط يف رأس الرب ،والذي ىو التقاء النيل مع البحر األبيض اؼبتوسط ،ألف موسى كاف يف مصر ،فمن ي ُقل أف ؾبمع البحرين يف اػبليج العرب ،وىل ةبت أف موسى ذىب إىل اػبليج العرب؟ مل يثبت ذلك أبداً. ومن ي ُقل إنو خليج السويس ،وخليج السويس ليس بو ؾبمع حبرين ،بل بو البحر األضبر فقط ،وقناة السويس مستحدة ومل تكن موجودة أايـ موسى. لكن ؾبمع البحرين أايـ موسى كاف التقاء النيل مع البحر األبيض اؼبتوسط ،وقد رأينا كيف ىبتلط اإلةناف ببعضهما بعد أف يسّبا مساف كبّبة وكل ماء منفرد أبوصافو ال ىبتلط ابلثاٍل إال بعد دخوؽبما معاً. والسفين الٍب ركبها موسى مع اػبضر كانت يف دمياط ،تنقل من شاطيء إىل الشاطيء اآلخر. فأمر هللا موسى أف يذىب إىل ٍ عبد ،ولكي تعرفوا صفات الصاغبْب ال ُك َّمل،
فبعض األولياء يكونوف أىل جذب ،ويكونوف ظاىرين ،والناس تذىب لتشاىدىم، لكنهم غّب مأمورين ابإلرشاد ،لكن اؼبرشد الكامل يكوف عبداً ،وقد ال يعرفو أحد إال الذي يػُ َع ِّرفو بو مواله ألنو مشغوؿ دبواله.
ىل كاف أح ُد يعرؼ اػبضر؟ أو يعرؼ إظبو؟ أو يعرؼ عنوانو؟ ال يوجد ،وىو مل يعلن عن نفسو ألنو عبداً هلل .
فسيدان موسى أخذ تلميذه يوشع بن نوف وقاؿ لو :ىيا نبحث عن ىذا الرجل،
)
(
وسنمشي ولو حٌب شبانْب سن حٌب أصل إىل ىذا الرجل. سيدان موسى عنده استعداد أف يبشي شبانْب سن ليلقى ىذا العبد الرابٍل الذي يتكمل على يديو ،مع أنو معو الشريع ،ولكنو وبتاج إىل أنوار اغبقيق . َّ ما العبلم الٍب أعطاىا لو هللا؟ قاؿ لو :خذ معك ظبك مشوي ،وعندما تشعر ابعبوع والتعب تعرؼ أف ىذا الرجل موجو ٌد يف ىذا اؼبكاف ،فحمل يوشع بن نوف مقطف وفيو السمك اؼبشوي ،وعند دمياط كاف اػبضر انئماً جبوار ساحل البحر ،ومل ينتبهوا لو. وأحس ابعبوع ،فقاؿ لتلميذه: أحس موسى ابلتعب َّ وبعد مدة َّ ٕٙ( الكهف) قاؿ :أان نسيت ،فاغبوت احتيا ونزؿ يف رجل يتوضأ ،وعندما مرران البحر!! ػ إنو ٌ حوت مشوي فكيف احتيا؟! قاؿ :كاف ىناؾ ٌ جبواره تناةرت قطرات من الوضوء على اغبوت ،فاحتيا ودخل البحر ،فقاؿ لو موسى: ىذا ما نبحث عنو ،ورجعا مرة اثني .
فرجع إىل أف وصل إىل العبد الرابٍل ،وقاؿ لو :السبلـ عليكم ،قاؿ :السبلـ إيل. عليك اي موسى بن عمراف ،قاؿ لو :وكيف عرفتِب؟ قاؿَّ : عرفِب بك الذي أرسلك َّ وأحب أف يعرفو من البداي فقاؿ لو :اي موسى أنت على ٍ علم علَّمكو هللا ال أعلمو أان ،وأان على ٍ علم علَّمنيو هللا ال تعلمو أنت.
وىؤالء األقواـ هبعل هللا األكواف مسخَّرةٌ ؽبم يضربوف هبا األمثل : ٙٗ( النساء) وىو يريد أف يضرب لو مثبلً ،فجاء صفور وشرب من البحر لنعرؼ أف البحر حبر دمياط ،ألف العصفور لن يشرب من عُ ٌ البحر اؼباٌف ،أو من اػبليج العرب ،أو من خليج السويس.
البحر.
فقاؿ لو :وما علمي وعلمك يف علم هللا إال كما أخذ ىذا العصفور من ىذا
)
(
وأنيت لبيت القصيد وىو أدب الطالب ،فقد علَّمو لنا هللا ومل يَبؾ أحداً يع ِلّمو ألحد ،فشرط الطالب الذل واؼبسكن ؼبن يتعلم منو ،قاؿ سيدان عمر: وكما قيل: ال أتكرب عليو ،وال أتعاىل عليو ،ولكن هبب أف أكوف متواضعاً لو. فقاؿ موسى : ٙٙ( الكهف) ليس علماً ،ولكن رشداً ،والرشد ىو علم اغبقائق : ُ ٘ٔ( األنبياء) ليس علمو ،فالرشد علم اغبقائق اإلؽبي . قاؿ لو : ٙٚ( الكهف) فالشرط الثاٍل للمريد الصرب الطويل ،فقد يبشي مع الشيخ سنتْب أو ةبلة ومل يتم التطهّب ،وىو يريد أف يلمس أةر التغيّب ويرى كرام لنفسو ككرامات األولياء الكبار ،لكن أنت ال زلت يف البداي ،فبل بد وأف تصرب : ٕٗ( السجدة).
يتجمل ابلصرب فبل يصلح إال للجمر ،فبل يصلح لطريق ال بد من الصرب ،ومن ال َّ هللا ألنو وبتاج للصرب اعبميل ،وما الصرب اعبميل؟ الذي ىبلو من الشكوى ،وال يكوف صرب على مضض ،ألف من يصرب رغماً عنو ،أو من يصرب ويشتكي ؽبذا ويشتكي لذاؾ، فلن يصلح. ال يوجد أح ٌد من الصاغبْب أقامو رب العاؼبْب ويبخل على ٍ أحد من اؼبريدين ٍ بفضل َكتبو لو رب العاؼبْب ،إال إذا كاف مل يبلغ األجل الذي َّ قدره لو أكرـ األكرمْب، وأنت تريد أف أتخذ قبل أف تبلغ األجل فهذا ال يصح ،فبل بد من الصرب.
وأان أصرب على أي شيء؟ قاؿ لو: وبعد ذلك : (ٙٛالكهف) وافق على الشروط : ٜٙ( الكهف) وىذه ىي اؼبهم ،فلو عصيت األمر يف ابطِب واعَبضت عليو،فهذا ينطرد :
)
(
ٙ٘( النساء).
فلو الشيخ قاؿ يل افعل كذا ،فبل هبب أف أقوؿ لو :ال ،وإال فعلى الفور العقد الذي بيِب وبينو ينفرط ،ألف شرط العقد : ٜٙ( الكهف). ٚٓ( الكهف)
يف البداي الشيخ قبل كتاب العقد يعطي فرص للمريد ،اسأؿ يف كل ما تريد ،فإذا كتبنا العقد فبل سؤاؿ بعد ذلك ،ألنك قد سلَّمت ،ولكن قبل التسليم وكتاب العقد اسأؿ كما تريد. وىذا ما وبدث حٌب يف البيع العادي ،مثبلً تشَبي سيارة فتسأؿ كما تشاء ،تسأؿ عن شبن السيارة ،وتسأؿ عنها يف اؼبرور ،ويف كل مكاف ،لكن لو كتبت العقد فليس لك أف تسأؿ بعد ذلك. فلو سلَّمت للرجل ،فبل تسأؿ ،ولو جاؿ يف صدرؾ شيء فستأتيك اإلجاب عنو بغّب سؤاؿ ،وىكذا أحواؿ الصاغبْب مع ُك َّمل الرجاؿ ،فبل يسأؿ أح ٌد فيهم أبداً. فقد كنت أذىب لشيخي الشيخ دمحم على سبلم ويف صدري أسئل كثّبة، فأجد معو واح ٌد أجنيب ويتكلم معو يف حديث عاـ ،فأجد إجاب األسئل كما وضعتها ابلَبتيب واحداً تلو اآلخر حٌب تنتهي األسئل ،أو أتيت اإلجاب يف درس من الدروس كالٍب كبن فيها اآلف. وىذا الدليل األوؿ: اػبضر مع موسى ،نيب ورسوؿ ومن أويل العزـ يتعلم على يد ٍ رجل عادي؟! نعم ألف ىذا كبلـ هللا. فكلنا كبتاج إىل ىذا األمر ،ألنو إذا كاف موسى احتاج إليو فهل ال كبتاجو كبن؟!!. الدليل الثاٍل:
)
(
قاؿ لنا فيو هللا : ٔ٘( لقماف) احبث عن رجل أانب إيل ،وظهرت عليو اؼبواىب اإلؽبي ،فاذىب إليو ليأخذؾ يف طريقو ،لتسّب فيو إيل ،ورجع َّ َّ حٌب تظهر عليك كذلك لوائح اؼبواىب اإلؽبي والعناي الرابني .
فإف مل ذبد الرجل فاحبث عن الصادقْب واجلس معهم إىل أف ذبد ىذا الرجل: ٜٔٔ( التوب ) إىل أف تعثر على الرجل الذي قاؿ فيو رب العاؼبْب : ٔ٘( لقماف). إذاً فكبلـ القرآف كلو دعوةٌ ألىل القرآف إىل البحث عن اؼبرب الذي يرب الروح، ويطهر القلب ،ويُزّكِي النفس ،ويوصل اإلنساف إىل أعلى درجات القرب من الرضبن ِّ ،ويُكتبوف يف كشوؼ معي النيب العدانف ،نسأؿ هللا أف نكوف منهم أصبعْب.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
-12اجلَاز والفطل ىل يصل الشيخ إىل مقامات القرب من هللا ابعبهاد أـ ابلفضل؟ GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq
من قاؿ :ابعبهاد فقط فقد أخطأ! ومن قاؿ :ابلفضل فقط فقد أخطأ ،لكن البد لئل ةنْب معاً. ال بد من اعبهاد لتزكي النفس وتصفي القلب. ولكن ال يستطيع اإلنساف أف يقوـ فيها دبفرده ،ولذلك قاؿ لنا رب العزة: ٖٕ( النجم) ... وإىل من نذىب؟ ؼبن قاؿ فيو ربو : ٔ٘ٔ( البقرة) إف مل يكن موجوداً، فالوارث موجود ،والوارث لو ُحكم ِّ مورةو ،وىو اؼبوكل بتزكي النفوس ،وماذا يعِب
)
(
تزكيتها؟ يعِب طهرهتا وتطهّبىا وىذا ىو األساس األوؿ ،فبل بد من أزكي نفسي ،وأُص ِّفي قليب. أتعرض لفضل هللا ،فمراحل القرب اإلؽبي ،وأضواء األنوار الرابني ، وبعد ذلك َّ ومشاىد التجليات األظبائي ،وتنزالت األنوار القدسي ،ىذه كلها ال يوجد عمل يؤدي إليها ،ولكنها كلها داخل يف قوؿ هللا : ٘ٗ( اؼبائدة). أتعرض لفضل أتعرض لفضل هللا ،وكيف َّ ُجهز نفسي ،وبعدىا َّ كل ما َّ علي أف أ ِّ عرفنا الصاغبوف ،وكما قاؿ الشيخ أبو اليزيد البسطامي قاؿ: هللا؟ كما َّ يتجمل هبا فهذه األوصاؼ الٍب َّ فيتجمل أبوصاؼ العبودي العبيد لكي يفيض عليهم اغبميد اجمليد من عنده دبا يريد، َّ وىذا ىو التعرض: إعا رعددددددددددددددددددددددددددرع عجددددددددددددددددددددددددددتٕ
لٌ٘دددددددددددددددددد مؼددددددددددددددددددلٖ ر لددددددددددددددددددٔ
ث لددددددددددددددددخ ال م مددددددددددددددددٌٔ هٌددددددددددددددددٖ
ّثبلشددددددددددددددددددددددددددددِْ رولددددددددددددددددددددددددددددٔ
لقدددددددددددددددددددٖ
ّال ددددددددددددددددددت هٌددددددددددددددددددٖ ددددددددددددددددددجت
ٗدددددددددددددددددددددددددددراٍ أُددددددددددددددددددددددددددد ّ ا ٕ
ًددددددددددددددددددْ الِددددددددددددددددددتٓ ٗزددددددددددددددددددتلٔ
ت ٗ جددددددددددددددددددددَ أدددددددددددددددددددد لددددددددددددددددددددد ا لددددددددددددددددددَ الوت ددددددددددددددددددد رمددددددددددددددددددجت
ّال ددددددددددددددددددت هٌددددددددددددددددددٖ ددددددددددددددددددجت ددددددددددددددددددجْ ُب لددددددددددددددددددٖ ددددددددددددددددددجت
ّإى ً دددددددددددددددددددددددددردم ثعٌ٘دددددددددددددددددددددددددٖ
للعجددددددددددددت ددددددددددددت طددددددددددددب هددددددددددددْلٔ
ّإى ً خددددددددددددددددددددددددذم ثرّحددددددددددددددددددددددددٖ
للطدددددددددددددددد٘ي ٗمعلددددددددددددددددٔ ّٗمجلددددددددددددددددٔ
ّإى مز ددددددددددددددددددددددددذم أٌددددددددددددددددددددددددْإ
أغٌ٘دددددددددددددددددذم دددددددددددددددددْ ك ّمعدددددددددددددددددت
حكودددددددددددددددددذم أًدددددددددددددددددٖ رٗدددددددددددددددددت
ُدددددددددددددددددددت رقرثدددددددددددددددددددذَ ُدددددددددددددددددددت
إل٘دددددددددددددددددددد أ دددددددددددددددددددرة هٌدددددددددددددددددددد
ثو كدددددددددددددددددن الددددددددددددددددد أر ٗمزلدددددددددددددددددٔ
ُددددددددددددددد ا عطدددددددددددددددب ٖ ّمؼدددددددددددددددلٖ
ّأدددددددددددددددددن هٌ زمدددددددددددددددددد مؼدددددددددددددددددت
ٗ جدددددددددددددددددددَ أددددددددددددددددددد
)
(
فبل بد من: التخلي للتحلي. مث التجلي. مث التملي.وىذه ىي اؼبراتب. فهل ينفع أف نُزيِّن مسجداً بزين حديث عصري بدوف أف نزيل الزين القديب ؟! ال، وىل ينفع أف يلبس إنساف بدل جديدة على بدل القديب ؟! ال. كذلك ال بد لئلنساف أف يتخلَّى أوالً عن أوصافو البشري ،وعن صفاتو النفسي ، ليتحلَّى أبوصاؼ خّب الربي ،وصباالت العبودي اؼبذكورة يف اآلايت القرآني . إذا زبلَّى وربلَّى يُصبح عُرض لفضل هللا ،فقد يتجلَّى عليو مواله أبظبائو اغبُسُب، تس ُّر خاطره وابلو ،ودبا ال يستطيع حصره وال عده من ودبشاىد قربو ،ودبُؤانسات ُ اؼبشاىد العلي . مث بعد ذلك إذا مل ُىبرجو ذلك من رؽ العبودي ،ألنو عندما يرى ىذه اؼبشاىد قد َّ يغَب فينضر ،فّبفعو هللا إىل مقاـ التملي لشهود اغبضرة احملمدي ،وشهود اعبماالت األظبائي ،مث بعد ذلك التملي دبا ُيبنَحو من اغبضرة العلي -على قدره -من األسرار الذاتي .
وبصلو ذلك ،ما فبل بد لئلةنْب معاً؛ اجملاىدة والتعُرض لفضل هللا ،فكل الذي ِّ يوصل لو من أبواب العبادات؟ وىل العبادات تُ ِدخل واحد منا اعبن ؟ ولو كانت الذي ِّ عبادة الواحد منا طواؿ عمره كعبادة اؼببلئك فهل يدخل اعبن ؟ النيب قاؿ ال: { ََا َِِٓهِِّٕ َِِٔ أّٔسَدٍ ُٜدًَُِِّٕ٘ عًََُُّٕ٘ ايّٖذََّٓ ،ّٔ١قّٔايّٕٛاَٚ :ئّا أّٔ ِْتَ َٜا َزضُ ٍَٛايًَّ٘؟ قّٔاٍََٚ :ئّا أَّْٔا،
)
(
إِيَّا ّٔإِٔ َٜتَػََُّدَِْ ٞايًَُّ٘ بِسَسَُِ} َُِِ٘ٓ ٍ١
11
ويف رواي اخرى: { ّٔئِ َٜدٌََُِ ايّٖذََّٓ ّٔ١أّٔسَدْ َِِٓهِِّٕ بِعٌٍََُ ،قّٔايّٕٛاَٚ :ال أّٔ ِْتَ َٜا َزضُ ٍَٛايًَِّ٘؟ قّٔاٍََٚ :ال أَّْٔا ،إِال ّٔإِٔ َٜتَػََُّدَِْ ٞايًَُّ٘ َُِِٓ٘ بِسَسََُِٚ ٍ١فّٔضٌٍِ }
12
ىذه اعبن ،فما ابؿ الذي يريد اؼبنن اإلؽبي والعطااي الرابني ؟! ىذه فضل من هللا ؼبن أتىلوا وذبهزوا واستمطروا فضل هللا ،فأصبحوا موضعاً يُظهر هللا فيو عطاؤه وخباؤه ِ ِ وحباؤه ألىلو وأوليائو وأنصاره ،نسأؿ هللا أف نكوف منهم أصبعْب. ظهر يف الزمن الذي كبن فيو كثّب من ال ُكساىل ،يقولوف :األمر كلو بفضل هللا، إيل!! وطاؼبا كذلك فلن أعمل وسأسَبيح والفضل سيأيت َّ كيف سيأيت الفضل؟!! ال بد لكي وبصل اإلنساف على الفضل أف يكوف عنده جهاد!
توصل ؽبذا الفضل ىو التعرض للقائمْب بدعوة هللا، وأعلى أنواع اعبهاد الٍب ِّ ومعاونتهم ومساعدهتم على إببلغ رساالت هللا ،كما حدث مع أصحاب رسوؿ هللا. ذىب أحدىم للشيخ أبو اليزيد وقاؿ لو :أان أريد أف وببِب هللا ،فقاؿ لو:
بت للرجل الصاٌف فهل يريد مِب شيئاً؟ ال يريد منك شيئاً ،إال أف تعاونو فإذا تقر ُ على نشر دين هللا ،وعلى العمل على إعبلء كلم هللا: 11همٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ 12هعجن الطجراًٖ عي ؽب ثي شرٗد ػٖ هللا عٌَ
)
(
(ٜ٘النساء).
َمن ىم أصحاب رسوؿ هللا الذين ؽبم اؼبنن العلي ؟
الذين كانوا معو يف اؼبواقف العصيب يف نُصرة الشريع اإلسبلمي ،وىكذا. الصاغبوف يف كل زماف ومكاف ِملَ أكرمهم الرضبن؟ ألهنم نذروا حياهتم هلل ،وجعلوىا كلها يف خدم شرع هللا ،وإقام ُسنَّ حبيبو ومصطفاه ،وىداي اػبلق إىل هللا ،وال يرجوف من وراء ذلك إال رضاه ،فمن أراد الفضل فليشارؾ أىل الفضل فيما ىم فيو. لكن أنت جالس يف مدرجات ،والنادي أعلن أف من يفوز اليوـ يف اؼبباراة سّببح مليوف دوالر ،فهل وبصل أح ٌد فبن ىم يف اؼبدرجات على شيء من ىذا اؼببلغ؟ ال ،مع أنك دفعت التذكرة لتدخل ،لكن الذي يفوز هبذه اؼبكافأة الذي عرؽ وتعب وبذؿ ؾبهوداً لكي يؤدي إىل ىذا النصر ،وىذه ىي ُسنَّ هللا ولن ذبد لسن هللا تبديبلً.
GxqxqGxqxqGxqx
GqGxqxq
مت بفطل اهلل وبطنة حبيبُ صلى اهلل عليُ وغله
)
(
نبذة :ولد فضيلتو يف ٔٛأكتوبرٜٔٗٛـ، اؼبوافق ٘ٔ من ذى اغبج ٖٔٙٚىػ ابعبميزة ،مركز السنط ،غربي ،ج ـ ع ،وحصل على ليسانس كلي دار العلوـ من جامع القاىرة ٜٓٔٚـ ،مث عمل ابلَببي والتعليم حٌب وصل إىل منصب مدير عاـ دبديري طنطا التعليمي ،وتقاعد سن ٕٜٓٓـ. النشاط :يعمل رئيسا للجمعي العام للدعوة إىل هللا دبصر ،واؼبشهرة برقم ٕٕٗ ومقرىا الرئيسى ٗٔٔ شارع ٘ٓٔ اؼبعادى ابلقاىرة ،وؽبا فروع يف صبيع أكباء اعبمهوري ،. كما يتجوؿ دبصر والدوؿ العربي واإلسبلمي لنشر الدعوة اإلسبلمي ،وإحياء اؼبُثل وا ألخبلؽ اإليباني ؛ ابغبكم واؼبوعظ اغبسن .ىذا ابإلضاف إىل الكتاابت اؽبادف إلعادة ؾبد اإلسبلـ ،من التسجيبلت الصوتي الكثّبة والوسائط اؼبتعددة للمحاضرات والدروس واللقاءات على الشرائط واألقراص اؼبدؾب ،وأيضا من خبلؿ موقعو على شبك اإلنَبنت www.Fawzyabuzeid.comوىو أحد أكرب اؼبواقع اإلسبلمي ىف اببو وجارى إضاف تراث الشيخ العلمى الكامل على مدى طبس وةبلةْب عاـ مضت ،وقد مت إفتتاح واجه للموقع ابللغ اإلقبليزي . دعػوتو -ٔ :يدعو إىل نبذ التعصب واػببلفات ،والعمل على صبع الصف اإلسبلمى ،وإحياء روح اإلخوة اإلسبلمي ،والتخلص من األحقاد واألحساد واألةرة واألانني وغّبىا من أمراض النفس -ٕ ،وبرص على تربي أحبابو ابلَببي الروحي الصافي بعد هتذيب نفوسهم وتصفي قلوهبم -ٖ ،.يعمل على تنقي التصوؼ فبا شابو من مظاىر بعيدة عن روح الدين ،وإحياء التصوؼ السلوكى اؼببُب على القرآف والسن وعمل الصحاب الكراـ. ىدفو :إعادة اجملد اإلسبلمى ببعث الروح اإليباني ،ونشر األخبلؽ اإلسبلمي ،وبَبسيخ اؼببادئ القرآني .
)
(
ب وخ الو ل بد 99:أزبثب مٖ أ ثع عشرح لملخ
أّ ك :مٔ ر م٘ر القر ى الكرٗن ()5
(ٗ) نفحػ ػ ػ ػ ػػات مػ ػ ػ ػ ػػن نػ ػ ػ ػ ػػور القػ ػ ػ ػ ػػرآف (جٔ) )ٔٚ( ،نفحػ ػ ػ ػ ػػات مػ ػ ػ ػ ػػن نػ ػ ػ ػ ػػور القػ ػ ػ ػ ػػرآف (جٕ)، ( )ٗٛأسػ ػرار العب ػػد الص ػػاٌف وموسػ ػػىٕ(ط) )ٜٔ( ،اآلداب القرآنيػ ػ م ػػع خ ػػّب الربي ػ ػ ، (ٖ )ٜأسرار خل إبراىيم )ٜٙ( ،تفسّب آايت اؼبقربْب (جزء ٔ).
صبً٘وك :ال قَ ()7
(ٕ) زاد اغبػػاج واؼبعتمػػر (ٕط) )٘(، ،مائػػدة اؼبسػػلم بػػْب الػػدين و العلػػم (ٕط) (تػػرجم إقبليػػزى وإندونيسػػى*) (ٕ٘) كيػػف تكػػوف داعي ػاً علػػى بصػػّبة (ٗ٘) ـبتصػػر زاد اغبػػاج واؼبعتمػػر (ٕط)، (ٔ )ٚالصياـ شريع وحقيق (ٕ )ٚإكراـ هللا لؤلموات (٘ )ٜصياـ األتقياء.
صبلضب :ال ق٘قخ الو وتٗخ)11( :
( )ٚحػ ػػديث اغبقػ ػػائق عػ ػػن قػ ػػدر سػ ػػيد اػببلئػ ػػق (ٖط) )ٖٔ( ،إش ػ ػراقات اإلس ػ ػراء جٔ(ٕط)، (ٕٕ) الكماالت احملمدي (ٕط) )ٕٖ( ،الرضب اؼبهداة )ٖٖ( ،واجػب اؼبسػلمْب اؼبعاصػرين كبػو رسػػوؿ هللا ٕ( ط) (تػػرجم لئلقبليزي ػ ) )ٖ٘( ،إش ػراقات اإلس ػراء جٕ )ٙٔ( ،الس ػراج اؼبنػػّب، (ٓ )ٚاثٌل اةنػ ػ ػ ػ ػػْب )ٛ٘( ،اعبمػػ ػ ػ ػػاؿ احملمػ ػ ػ ػ ػػدى ظػ ػ ػ ػ ػػاىره وابطن ػ ػ ػ ػػو )ٛٚ( ،ذبليػػ ػ ػ ػػات اؼبع ػ ػ ػ ػ ػراج، (ٓ )ٜشرؼ شهر شعباف.
اثعبك :هي أعتم الظْم٘خ)6( :
(ٔ) اإلمػ ػػاـ أبػ ػػو الع ػ ػزائم اجملػ ػػدد الصػ ػػوىف(ٕط) )ٖ( ،الشػ ػػيخ دمحم علػ ػػى سػ ػػبلمو سػ ػػّبة وسػ ػػريرة، (ٔٗ) اؼبرىب الرابٌل السيد أضبػد البػدوى )ٗ٘( ،شػيخ اإلسػبلـ السػيد إبػراىيم الدسػوقى (ٕط)، ( )ٜ٘الشيخ الكامل السيد أبو اغبسن الشاذىل )ٜٚ(.اإلماـ أبو العزائم سّبة حياة.
بهمبك :التٗي ّال ٘بح)7( :
( )ٕٙإص ػػبلح األفػ ػراد واجملتمع ػػات ىف اإلس ػػبلـ (ٕط) (ٖٗ) كي ػػف وببُّ ػػك هللا (ٖط) (م ػػَبجم إقبليػػزى) )ٖٜ(،كونػػوا قػػرآان يبشػػى بػػْب النػػاس (ٕط)(مػػَبجم إقبليػػزى) )٘ٓ( ،قضػػااي الشػػباب اؼبعاصر )ٙٚ( ،بنو إسرائيل ووعد اآلخرة )ٚ٘( ،أمراض األم وبصّبة النبوة (مت تنزيل أكثر من ٓٓٓ ٕٛنسػ ػ ػ ػػخ إليكَبوني ػ ػ ػ ػ م ػ ػ ػ ػػن ىػ ػ ػ ػػذا الكتػ ػ ػ ػػاب م ػ ػ ػ ػػن اؼبوقػ ػ ػ ػػع) )ٜٕ( ،فقػ ػ ػ ػػو اعب ػ ػ ػ ػػواب (إجاب أسئل اؼبوقع جٔ).
ب بك :الخطت اإللِبه٘خ للوٌب جبد)7( :
( )ٔٙاؼبولػػد النبػػوى )ٔٚ( ،شػػهر رجػػب واإلسػراء واؼبعػراج )ٔٛ(،شػػهر شػػعباف و ليلػ الغفػراف، ( )ٜٔشػػهر رمضػػاف و عيػػد الفطػػر )ٕٓ(،اغبػػج و عيػػد األضػػحى )ٕٔ( ،اؽبجػػرة ويػػوـ عاشػػوراء، (٘٘) اػبطب اإلؽبامي ؾبلد :اؼبناسبات الديني (ٖط).
بثعبك :الخطت اإللِبه٘خ العظرٗخ )1( :
( )ٚٛاألشفي النبوي للعصر.
صبهٌب ك كً :الورأح الوملوخ ()4
( )ٜتربي القرآف عبيل اإليباف (ٕط) (ترجم إقبليزى) )ٖٗ( ،اؼبؤمنات القانتات (ترجم إقبليزى)،
)
(
(ٗٗ) فتاوى جامع للنساء(ٕط) )ٚٗ( ،اغبب واعبنس ىف اإلسبلـ،
صبهٌبك :الطرٗم إلٔ هللا)12( :
( )ٙطري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديقْب إىل رض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػواف رب الع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؼبْب (ٕط)( ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرجم لؤلندونس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي )، (ٕ٘) طري ػ ػ ػ ػ ػ ػػق احملب ػ ػ ػ ػ ػ ػػوبْب وأذواقه ػ ػ ػ ػ ػ ػػم )ٕٛ( ،اجملاى ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة للص ػ ػ ػ ػ ػ ػػفاء و اؼبش ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىدة (ٕط)، (ٖٓ) عبلم ػ ػػات التوفي ػ ػػق ألى ػ ػػل التحقي ػ ػػق )ٖٔ(،رس ػ ػػال الص ػ ػػاغبْب )ٖٕ( ،مراق ػ ػػى الص ػ ػػاغبْب، ( )٘ٚربف ػ ػ احملبػ ػػْب ومنح ػ ػ اؼبسَبشػ ػػدين فيمػ ػػا يطلػ ػػب ىف يػ ػػوـ عاشػ ػػوراء للقػ ػػاوقجى (ربقيػ ػػق)، (ٓ )ٙنواف ػ ػ ػػل اؼبقػ ػ ػ ػربْب )ٙٗ(،أحس ػ ػ ػػن الق ػ ػ ػػوؿ )ٜٚ(،دع ػ ػ ػػوة الش ػ ػ ػػباب العص ػ ػ ػػري لئلس ػ ػ ػػبلـ ( )ٛٛؾبالس تزكي النفوس جٔ )ٜٛ(،ؾبالس تزكي النفوس جٕ.
رب عبك :اةعأب ّاةّ ا ()7
( )ٛمفػ ػ ػ ػ ػػاتح الفػ ػ ػ ػ ػػرج (ٕٔط) (ت ػ ػ ػ ػ ػػرجم إقبليػ ػ ػ ػ ػػزى وأندونيس ػ ػ ػ ػ ػػى) )ٔ٘( ،أذكػ ػ ػ ػ ػػار األبػػ ػ ػ ػ ػرار، ( )ٖٚـبتص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر مف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاتح الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرج (٘ط) ( )ٖٛأذك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار األب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار (ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػغّب)(ٖط)، (ٓٗ) أوراد األخي ػ ػ ػ ػ ػػار (زب ػ ػ ػ ػ ػػريج وش ػ ػ ػ ػ ػػرح)(ٕط) )٘ٙ( ،ني ػ ػ ػ ػ ػػل الته ػ ػ ػ ػ ػػاٌل ابل ػ ػ ػ ػ ػػورد الق ػ ػ ػ ػ ػػرآٌل، (ٖ )ٚجامع األذكار واألوراد.
عبشراك :ا بد طْم٘خ هعبطرح)16( :
(ٓٔ) الصػ ػػوفي و اغبيػ ػػاة اؼبعاصػ ػػرة )ٔٔ( ،الصػ ػػفاء واألصػ ػػفياء )ٕٔ(،أبػ ػػواب القػ ػػرب ومنػ ػػازؿ التقري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب )ٕٜ( ،الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوفي ىف الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرآف والس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن (ٖط) (ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرجم لئلقبليزيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ) ، ( )ٖٙاؼب ػ ػػنهج الص ػ ػػوىف واغبي ػ ػػاة العص ػ ػػري )ٕٗ(،الواليػ ػ ػ واألولي ػ ػػاء )ٜٗ(،م ػ ػػوازين الص ػ ػػادقْب، (ٔ٘) الف ػ ػ ػ ػ ػػتح العرف ػ ػ ػ ػ ػػاٌل )ٖ٘(،ال ػ ػ ػ ػ ػػنفس وص ػ ػ ػ ػ ػػفها وتزكيته ػ ػ ػ ػ ػػا )٘ٛ( ،س ػ ػ ػ ػ ػػياح الع ػ ػ ػ ػ ػػارفْب، (ٖ )ٙمنه ػ ػ ػػاج الواص ػ ػ ػػلْب )ٙ٘(،نس ػ ػ ػػمات الق ػ ػ ػػرب )ٙٛ( ،العط ػ ػ ػػااي الص ػ ػ ػػمداني لؤلص ػ ػ ػػفياء، ( )ٚٚشراب أىل الوصل )ٖٛ(،مقامات اؼبقربْب )ٜٛ( ،آداب احملبْب هلل.
حب ٓ عشر :ال زبّٓ ()5
(ٕٗ) فت ػ ػ ػ ػػاوى جامعػ ػ ػ ػ ػ للش ػ ػ ػ ػػباب )ٚٙ(،فت ػ ػ ػ ػػاوى فوريػ ػ ػ ػ ػ جٔ )ٛٓ(،فت ػ ػ ػ ػػاوى فوريػ ػ ػ ػ ػ جٕ، (ٗ )ٛفتاوى فوري جٖ )ٛٙ( ،فتاوى فوري جٗ
صبًٔ عشر :أ ئلخ طْم٘خ ()3
( )ٕٚنػ ػ ػ ػ ػ ػػور اعبػ ػ ػ ػ ػ ػػواب علػ ػ ػ ػ ػ ػػى أسػ ػ ػ ػ ػ ػػئل الشػ ػ ػ ػ ػ ػػباب (تػ ػ ػ ػ ػ ػػرجم أيض ػ ػ ػ ػ ػ ػاً للغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ اإلقبليزي ػ ػ ػ ػ ػ ػ )، ( )ٜٙاألجوب الرابني يف األسئل الصوفي )ٜٜ(،إشارات العارفْب.
صبلش عشر :حْا اد هع ا ٙر ()3
(ٔ )ٛسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤاالت غػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب اؼبسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلمْب )ٕٛ( ،حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوارات اإلنسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف اؼبعاصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر، (ٗ )ٜأسئل حرة عن اإلسبلـ واؼبسلمْب.
اثع عشر :شـ ب الظتّ )4( :
( )ٗٙع ػ ػ ػػبلج ال ػ ػ ػػرزاؽ لعل ػ ػ ػػل األرزاؽٕ( .ط) )ٗٚ( ،بش ػ ػ ػػائر اؼب ػ ػ ػػؤمن عن ػ ػ ػػد اؼب ػ ػ ػػوت (ٖط)، (ٖ )ٙبشرايت اؼبؤمن يف اآلخرة )ٙٙ(.بشائر الفضل اإلؽبي،
)
(
أين جتد مؤلفات فضيلة الشيخ فوزى حممد أبوزيد إسم اؼبكتب مكتب اجمللد العرب مكتب اعبندي دار اؼبقطم مكتب جوامع الكلم مكتب التوفيقي ابزار أنوار اغبسْب مكتب العزيزي الفنوف اعبميل مكتب اغبسيني مكتب القلع مكتب نفيس العلم اؼبكتب اؼبصري اغبديث األديب كامل كيبلٌل مكتب دار اإلنساف مكتب مدبوىل مدبوىل مدين نصر النهض اؼبصري ىبل للنشر والتوزيع اؼبكتب األزىري للَباث مكتب أـ القرى اؼبكتب األدبي اغبديث مكتب الروض الشريف
رقم اؽباتف ٕٕٕٜٗ٘ٔ٘ ٕٜ٘ٓٔ٘ٔٛ ٕٕٜ٘ٔٚ٘ٛ ٕٜٕٜ٘ٛٛٓ ٕٜ٘٘ٓٗٔٚ ٖٕٕٜٔٓٔٚٗٚ٘ ٕٕٕٜٗ٘ٔ٘ ٕٜ٘ٓٓٚٛٙ ٕٕٜٔٗ٘ٓ٘ ٕٜ٘ٔٓٛٔٓ ٕٔٗٗٗٓٔ٘ ٕٖٜٖٕٗٔٚ ٕٖٜٜٙٔٗ٘ ٖٖٖٖٖٓٓ٘ ٕٕٔٗ٘ٚ٘ٙ ٕٕٓٗٓٔ٘ٙ ٕٖٜٜٜٗٔٓ ٖٖٜٖٜٗٗٔ ٕٜٓٔٓٓ٘ٓٗٚٚ ٖٕٕٜ٘٘ٛٛ ٕٕٜٖ٘ٗٛٛ ٕٜٜٙٗٗٗٙ
ٕٕٕٜٓٔٗٙٓٓٛ كشك سوان الكتاب اإلسبلمى الثقاىف ٕٖٕٜٓٔٓٓٔٙٛ كشك دمحم سعيد موسى ٖٓٓٗٔٔٗٔٔٔٓ ٖٓ-ٖٜٕٜٛ٘ٗ مكتب الصياد ٖٓ-ٕٖٜ٘ٗٙ٘ مكتب سيبويو الكشك األبيض ٖٖٕ٘٘٘ٗٓٔٛٛ
القاى ػ ػػرة ٔٔٙشارع جوىر القائد األزىر سوؽ أـ الغبلـ ميداف اغبسْب ٕ٘ شارع الشيخ روباف،عابدين ٔٚالشيخ صاٌف اعبعفرى الدراس ٔ عمارة األوقاؼ ابغبسْب ٕ زقاؽ السويلم خلف مسجد اغبسْب ٔٔ ميداف حسن العدوى ابغبسْب ٖٓٔ شارع جوىر القائد ابلدراس ٕٕ شارع اؼبشهد اغبسيُب ابغبسْب ٔ شارع دمحم عبو خلف األزىر ٜميداف السيدة نفيس . عمارة اللواء ٕ شارع شريف ٕٛشارع البستاف بباب اللوؽ ٜٔٓشارع التحرير ،ميداف الدقي ٙميداف طلعت حرب طيب ٕٓٓٓ ،شارع النصر مدين نصر ٜشارع عدىل جوار السنَباؿ ٙش د .حجازي ،خلف اندي الَبسان درب األتراؾ ،خلف اعبامع األزىر ٕٔٛشارع جوىر القائد األزىر ٜشارع الصنادقي ابألزىر ٕٔشارع د.أضبد أمْب ،مصر اعبديدة اإلسػ ػػكندري ؿبط الرمل ،أماـ مطعم جاد ؿبط الرمل ،صفي زغلوؿ ٙٙشارع النىب دانياؿ ،ؿبطػ مصر ٗ ش النىب دانياؿ ،ؿبط مصر ٖٕ اؼبشّبأضبد إظباعيل ،سيدى جابر ؿبط الرمل -أ /أضبد األبيض
)
(
األق ػ ػ ػػاليم
كشك عبد اغبافظ مكتب عبادة مكتب اتج مكتب قرب كشك التحرير مكتب صحاف اعبامع
دمحم ------- ٕٓٓٓ٘٘-ٕٖٕٙ ٔ٘ٓٗٓ-ٖٖٖٗٙ ٘ٓٗٓ-ٖٖٕٖٜٗ ٕٜٖٓٔٓٓٛ٘ٔٛ
كفر الشيخ -شارع السوداف أماـ السنَباؿ ،أ/سامى أضبد عبد السبلـ
اؼبنصورة -شارع جيهاف جبوار مستشفى الطوارىء ٖٕٕٕ٘٘ٓٔٓٓٛ أ/عماد سليماف
مكتب الرضب اؼبهداة ٕٜٓٔٓٓٔٗٔٗٙ مكتب صحاف الثانوي
الزقازيق -جبوار مدرس عبد العزيز على الزقازيق – شارع نور الدين طنطا -أماـ مسجد السيد البدوى طنطاٜ -ش سعيد واؼبعتصم أماـ كلي التجارة
اؼبنصورة ،عزب عقل ،ش اؽبادى ،أ/عاطف وفدى
اؼبنصورة -ش الثانوي جبوار مدرس ابن لقماف ،ح ٖٓ٘٘ٔٓٔٓٓ٘ٚ كماؿ الدين أضبد
طلخا – اؼبنصورة -جبوار مدرس صبلح سامل التجاري ، صحاف أخبار اليوـ ح ٕٕٜٗٗٓٔٗٔٚٚ أماـ كوبرى طلخا دمحم األترىب ٕٕٜٓٓٔٙٗٙٛٓ مكتب اإليباف ٕٕٜٜٓٔٚٙٓٗٓ كشك الصحاف أوالد عبدالفتاح السماف ٜٖٓ-ٕٖٕٜٜٚ٘ كشك أبو اغبسن ٜٓٔٓٙ٘ٔٛٙٔٙ كشك القرااي -إسنا ٜٗٓٔٓٓٛٙٛٙٙ كشك حسُب إبسنا
فايد -أ ضباده غزاىل بربرى السويس،ش الشهداء ،ح حسن دمحم خّبى سوىاج -شارع اضبد عراب أماـ التكوين اؼبهُب قنا -أماـ مسجد سيدي عبد الرحيم القناوى القرااي -إسنا -ش السيدة زينب -اغباج دمحم الريس واألستاذ دمحم رمضاف دمحم النوىب
ٖٕ ٜٓٔٔٔٔٗٔٛكشك حسُب دمحم عبد العاطى اؼبنسى أماـ مستشفى الرمد إبسنا -األقصر
أٗؼب ك ثتّ اةُرام ّالجوِْ ٗخ ّاة جب ّالوكزجبد الكجرٓ ثوً ب الجوِْ ٗخّٗ .وكي أٗؼب ك را ح الكزت ّرٌةٗ ًمخخ الطجبعخ هجبًب هي هْ ع الش٘خ ّ www.fawzyabuzeid.comعلٔ هْ ع www.askzad.comهْ ع الكزبة العرثٔ ،أّؽلجِب هي الٌبشر :ا اإلٗوبى ّال ٘بح 114،و 105حتا م الوعب ٕ ثبلقبُرح ،د: ،02-25252140م02-25261618 :
(
)
الفَطغت
(
)
(
)
(
)
(
)
(
)
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ----------------------------------------------------------------------------
(
)