إشارات العارفين

Page 1

)99(




978-977-90-4469-9




‫) (‬ ‫‪‬‬

‫املكسمة‬ ‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬ ‫اغبمد هلل رب العاؼبْب ‪...‬‬ ‫علم القرآف وأفاض روح البياف‪ ،‬على قلوب أىل العرفاف واإليقاف‪ ،‬وجعلهم‬ ‫يَبصبوف عن مراد الرضبن وىدي النيب العدانف يف نصائحهم ووعظهم وإرشادىم‬ ‫وتوجيههم ألىل اإلسبلـ واإليباف‪....‬‬ ‫والصبلة والسبلـ على كنز كنوز اؽبدى وسر مشاىد العياف ِ‬ ‫ومرِّب الورة األفراد‬ ‫واألعياف يف كل زماف ومكاف سيدان دمحم‪ ،‬وآلو أىل اإليقاف وصحابتو أىل الصدؽ‬ ‫واإلحساف ‪ ...‬وكل من تبعهم على ىذا اؽبدى والنهج اؼبصاف إىل يوـ اعبمع على حضرة‬ ‫الرضبن ‪ ....‬آمْب اي رب العاؼبْب ‪.....‬‬ ‫وبعد ‪...‬‬ ‫إف العارفْب الصادقْب الذين سلكوا مقاـ التحقيق بعد أف أتىلوا ابلشرع الدقيق‬ ‫وعملوا بو حٌب ظهرت ؽبم لوامع أنوار التحقيق واجتباىم هللا ‪ ‬بعد أف ىداىم بو إليو‪،‬‬ ‫جعل ؽبم هللا قدـ صدؽ عنده سبحانو ليقوموا ابصطحاب إخواهنم ودالل أحباهبم على‬ ‫الطريق السوي اؼبوصل إىل رضواف رهبم ‪.‬‬ ‫والعارفوف الصادقوف يف ىذا اؼبيداف يسّبوف إىل حاؿ‪( :‬ال حوؿ وال قوة إال ابهلل‬ ‫العلي العظيم) فبل يكوف ؽبم حاؿ إال ما يبدىم بو هللا ‪ ،‬وال علم إال ما يتنزؿ على‬ ‫قلوهبم من رهبم يف مواجه أحباهبم ‪ ،‬وىو الرزؽ الذي يسوقوه هللا ‪ ‬إىل األحباب من‬ ‫العلوـ الوىبي على لساف األولياء والصاغبْب واألقباب واألقطاب‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫ويف ىذه العلوـ الٌب تتنزؿ من ابب ‪    ‬‬ ‫‪ٕٕٛ(  ‬البقرة)‪..‬‬

‫أو من خزان فضل جود هللا سبحانو وتعاىل ِّ‬ ‫بسر قولو تعاىل ‪:‬‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪         ‬‬

‫(٘‪ٙ‬الكهف)‬

‫إذا مل يكن للحاضر قلب صاؼ صادؽ مؤىل للتلقي عن حضرة هللا !‪ ...‬فقد‬ ‫تضل الفهوـ‪ ،‬ألنو يسمع بعقلو وفكره ‪ ..‬وىذه العلوـ الٌب ىي تنزالت من حضرة اغبي‬ ‫القيوـ! يشرهبا اؼبريد بذوقو! ويفقهها بقلبو ‪ ..‬ولذا تسمى علوـ األذواؽ‪ ،‬أو علوـ‬ ‫القلوب‪ ،‬أو العلوـ الوىبي ‪ ،‬أو العلوـ اللدني ‪ ،‬أو العلوـ الفيضي ‪ ،‬أو علوـ اإلشارات‬ ‫‪ ...‬وكلها ذوؽ يف أسرار اآلايت القرآني واألحاديث النبوي ‪...‬‬ ‫وقد يكوف القائل ؽبذه العلوـ يرمز ؽبا إبشارات يف عبارات مقتضب حٌب ال تفك‬ ‫معانيها إال ألىلها عمبلً بقولو ‪: ‬‬ ‫ٔ‬

‫فمن مل يكن من أىلها وقف عندىا بل ردبا اعَبض عليها وأوؽبا بفكره وعقلو دبا‬ ‫ال يناسب ما يريده قائلها ‪ ،‬ردبا يرجع ؽبذا السبب سر اعَباض عدد كبّب من الفبلسف‬ ‫واؼبتعاؼبْب على عبارات وإشارات الصاغبْب‪.‬‬ ‫وقد صبع األحباب كثّباً من ىذه العبارات وعرضوىا علينا إلظهار الوجو‬ ‫الصحيح ؽبا وتربئ قائليها فبا نسبو إليهم اعبهاؿ واؼبدعْب ‪....‬‬ ‫وقد سبكنا بفضل هللا ‪ ‬وإمداداتو وإؽبامتو العالي واشرقاتو من بياف معانيها‬ ‫لعلنا‬ ‫وتبياف الفحوى الٌب يريد أف يوصلها إلينا قائلوىا وظبيناه‬ ‫بذلك قد أزلنا اللبس والغموض هبذه العبارات وفككنا اؼبضموف الصحيح الذي ربتوى‬ ‫عليو ىذه اإلشارات‪ ،‬وهلل ‪ ‬الفضل واؼبن يف كل حاؿ‪.‬‬ ‫فنسأؿ هللا ‪ ‬أف يرزقنا أذواقا إؽبي قلبي وفهماً عاليا زاكيا يف اإلشارات القرآني‬ ‫واألحاديث النبوي وأف يرزقنا التسليم للعارفْب السابقْب ويبنحنا الفهم السديد لقوؽبم‬ ‫الرشيد يف كل وقت وحْب‪.‬‬ ‫‪ 1‬الوعجن الكج٘ر للطجراًٖ عي أثٖ إهبهخ ‪.‬‬ ‫‪‬‬


( ) 

                                      )‫آؿ عمراف‬ٛ(

                    

..... ‫وصلى هللا وسلم وابرؾ على إماـ األتقياء وملهم السعداء‬ ‫ وكل من تبعو على ىذا‬.... ‫ وأصحابو النجباء‬... ‫سيدان دمحم وآلو األصفياء‬ .‫اؽبدي اغبكيم إىل يوـ العرض واعبزاء‬ ‫ مساء اثلث أايـ عيد األضحى اؼببارؾ‬... ‫اعبميزة – غربي‬ ‫ٖٗٔىػ‬ٚ ‫األربعاء ٕٔ من ذو اغبج‬ ‫ٕٔٓـ‬ٙ ‫اؼبوافق ٗٔ من سبتمر‬

‫صبهوري مصر العربي‬، ‫ اعبميزة ػ ؿبافظ الغربي‬: ‫الربيد‬ ٓ​ٕٓٓ-ٗٓ-ٖٜ٘ٗٓ٘ٔ : ‫تليفوف‬ WWW.Fawzyabuzeid.com :‫موقع اإلنَبنت‬ fawzy@Fawzyabuzeid.com :‫الربيد اإلليكَبوٌل‬ fawzyabuzeid@hotmail.com, fwzyabuzeid48@gmail.com, fawzyabuzeid@yahoo.com




‫) (‬ ‫‪‬‬

‫قبل أف قبيب على األسئل أود أف أوضح منهجنا يف اآليت‪:‬‬ ‫كبن ملتزموف دبنهج الصوفي اؼبعتدلْب واحملافظْب على الشريع اإلؽبي وعلى السن‬ ‫احملمدي ‪ ،‬ويعتمدوف يف أقواؽبم وكتاابهتم على الفتوحات الرابني ‪ ،‬والفتوحات الرابني‬ ‫ألىل اإلستقام ‪ -‬وإف علت يف العبارة ورقت يف اإلشارة ‪ -‬تكوف مفهوم واضح لكل‬ ‫أىل اإلستنارة‪.‬‬ ‫لكن ىناؾ بعض الصوفي خلطوا علوـ الصوفي ابلفلسف ؼباذا؟ ‪ ....‬حبج ترميز‬ ‫ىذه العلوـ حٌب ال يتحملها إال من وصل إىل ٍ‬ ‫مقاـ كر ٍَل يف الصفاء والنقاء‪ ،‬وكانت ىذه‬ ‫حجتهم‪ ،‬فألغزوىا‪ ،‬أي أف الفلسف جعلتها كألغاز‪ ،‬وىؤالء القوـ ال يصلح للمبتدئْب‬ ‫ىي َّ‬ ‫مطالع كتبهم‪.‬‬ ‫ولذلك كبن منهجنا ال ُكببِّذ ألحبابنا قراءة كتب الشيخ ابن العرب مع أنو من‬ ‫أكابر الصاغبْب‪ ،‬وال السهروردي اؼبقتوؿ ‪ -‬لكن عمر السهروردي صاحب (عوارؼ‬ ‫رجل من أىل الوسطي فمن يقرأ كتابو (عوارؼ اؼبعارؼ) فهو من الكتب‬ ‫اؼبعارؼ) فهذا ٌ‬ ‫العظيم ‪ -‬وال الشيخ عبد الكرَل اعبيلي‪ ،‬وىو غّب الشيخ عبد القادر اعبيبلٍل‪ ،‬فاعبيلي‬ ‫رجل يبِب‪ ،‬واعبيبلٍل رجل آخر‪ ،‬فنقرأ كتب اعبيبلٍل كػ (الغُني يف طريق هللا) و (فتوح‬ ‫ٌ‬ ‫الغيب) لكن اعبيلي لو كتاب (اإلنساف الكامل يف معرف األوائل واألواخر) وغّبه‬ ‫رجل فيلسوؼ يف اؼبغرب إظبو عبد اغبق بن‬ ‫أدخلها يف اإلطار الفلسفي‪ ،‬ومثلهم أيضاً ٌ‬ ‫سبعْب‪ ،‬وىذا من الناس الذين توغلوا يف النواحي الفلسفي ‪ ،‬ومثلو أيضاً صاحب كتاب‬ ‫(اؼبواقف) وىو الشيخ النفري رضب هللا عليو‪.‬‬ ‫ىذه الكتب وأشباىها وأمثاؽبا خلطت التصوؼ ابلفلسف ‪ ،‬فبل يُستحب قراءهتا‬ ‫ألهنا ستُشتِّت ذىن اؼبريد‪ ،‬لكن نقرأ كتب الصوفي أىل الفتوحات الوىبي ‪ ،‬ألف قراءهتا‬ ‫ذبعل اإلنساف يستغرؽ فيها‪ ،‬وذبمع اؽبَّم والقلب على هللا‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫أما الكتب الداخل فيها اؼبسائل الفلسفي ال بد أف يتدخل فيها الفكر فيتشتَّت‬ ‫ويتفرؽ القلب‪ ،‬فيكوف قد أدخل اإلنساف يف حّبة‪ ،‬ويف أم ٍر آخر ال يصلح لو‬ ‫الذىن‪َّ ،‬‬ ‫وحسن إقبالو عليو ‪ ‬يف سلوكو وسّبه إىل هللا ‪ ،‬فنحن ال ُكببذ‬ ‫فيو مناجاة ربو‪ُ ،‬‬ ‫قراءة ىذه الكتب للمبتدئْب‪.‬‬ ‫فإذا وصل أح ٌد إىل مقاـ من مقامات اليقْب‪ ،‬ويريد أف يتعرؼ على كبلـ‬ ‫السابقْب‪ ،‬فهذا نقوؿ لو ال مانع! ‪...‬‬ ‫ولكن ال تضيِّع وقتك كلو يف مثل ىذه الكلمات‪ ،‬ألنك قد وصلت مقاـ اليقْب‪،‬‬ ‫فاقرأ من ألواح رب العاؼبْب الٍب يقوؿ فيها هللا ‪ ‬يف القرآف‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫(اؼبطففْب)‪.‬‬

‫لست ؿبتاجاً‬ ‫فلماذا ربتاج للتأليف أو للكتب الٍب كتبها فبلف أو عبلف؟! فأنت َ‬ ‫ؼبثل ىذه‪ ،‬بل أنت ربتاج إىل اؼبنهج الذي أخذوه منو‪ ،‬ومن الباب الذي دخلوا فيو‪،‬‬ ‫ألنك وصلت ؽبذه اؼبقامات العلي ‪.‬‬ ‫وىذه مقدم ليعرؼ إخواننا ىذا الكبلـ‪ ،‬وؼباذا أقوؿ ىذا الكبلـ؟‬ ‫ألف مدعي التصوؼ يف ىذا الزماف كثّبٌ ‪....‬‬

‫زي اؼبشيخ ‪ ،‬ويريد أف هبمع حولو اؼبريدوف‪ ،‬وكيف هبذهبم؟ !!‬ ‫منهم يرتدي َّ‬ ‫أبف وبفظ بعض الكبلـ العايل للشيخ ابن العرب‪ ،‬أو بعض الكبلـ العايل للشيخ‬ ‫اعبيلي‪ ،‬وعندما وبدةهم بو يقولوف‪ :‬ىذا الكبلـ عاؿ جداً من أين أتى بو؟! وكيف؟!‬ ‫فهذا الرجل من الصاغبْب‪ ،‬فيكوف اؽبدؼ دنيوايً ليجمع حولو ىؤالء القوـ‪.‬‬ ‫ولذلك كاف سيدان أبو اغبسن الشاذيل ‪ ‬عندما يطلب من إخوانو التحدث كاف‬ ‫حصلوه من علوـ اآلخرين‪:‬‬ ‫يقوؿ ؽبم عندما يتكلموف دبا َّ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪.‬‬

‫أان أريد ما فتح هللا بو عليك‪ ،‬لكن كبلـ فبلف أستطيع أف آخذه من كتابو!‬

‫وىذا الكبلـ أوضحو لكي ال قبادؿ‪ ،‬وال نضيِّع الوقت‪ ،‬وال نشتِّت الذىن يف‬ ‫عبارات ىؤالء األقواـ الٍب ىبتلف فيها الناس بْب مؤيد وبْب معارض‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غُب عنها‪ ،‬ألف‬ ‫ومنهم من يُك ّفرىم‪ ،‬ومنهم من ينّفر منهم‪ ،‬وىي ٌ‬ ‫أمور كلها كبن يف ً‬ ‫السالك يريد أف هبمع على هللا يف كل أوقاتو‪.‬‬ ‫يتفرؽ قلبو عن هللا طرف ع ٍ‬ ‫أمور‬ ‫وأخطر شيء ىباؼ منو أف َّ‬ ‫ْب أو أقل‪ ،‬وىي ٌ‬ ‫تؤدي إىل الفرق والبعد عن هللا ‪.‬‬ ‫ونستفتح ابسم الوىاب األسئل ‪ ...‬وقبيب بفضل هللا وبربك رسوؿ هللا عليها‪،‬‬ ‫وقد قسم إخواننا ابرؾ هللا فيهم ىذه األسئل بعد أف أجبنا عليها إىل طبس ؾبموعات‬ ‫لتتيسر اإلستفادة منها ويسهل الرجوع إليها‪ ،‬وىذه األقساـ اػبمس ىى‪:‬‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫إشارات العارفْب وتلميحاهتم‪.‬‬

‫ٕ‪-‬‬

‫إزال اللبس والغموض‪.‬‬

‫ٖ‪-‬‬

‫مصطلحات أىل الطريق‪.‬‬

‫ٗ‪-‬‬

‫التصوؼ والصوفي ‪.‬‬

‫٘‪-‬‬

‫بْب الشيخ واؼبريد‪.‬‬

‫ومن أراد اإلستزادة ىف ىذا الباب فلّباجع كتابينا ‪:‬‬ ‫نور اعبواب على أسئل الشباب‪ ،‬واألجوب الرابني ىف األسئل الصوفي ‪.‬‬ ‫وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى آلو وصحبو وسلم ‪.....‬‬

‫‪‬‬


( ) 




( ) 




‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪xqxqGxqxqGxq‬‬ ‫‪ -1‬السخول مً باب احلب‬ ‫يقوؿ أحد الصاغبْب‬

‫‪.‬‬

‫نرجو من فضيلتكم بياف إشارة الرجل الصاٌف ىف معُب ابب اغبب ‪ ...‬؟‬ ‫وكيف يبكننا الدخوؿ منو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫جعل هللا ‪ ‬ؼبن يريد أف يتقرب إىل حضرتو أبواابً مذكورة يف كتاب هللا‪ ،‬وزادىا‬ ‫توصل إىل رضواف هللا‪،‬‬ ‫توضيحاً سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬وبعضهم ظبَّاىا طرؽ‪ ،‬أي طُر ٌؽ ِّ‬ ‫ليس بعدد اػببلئق‪ ،‬ولكن‬ ‫وفيها يقوؿ القائل‪:‬‬ ‫بعدد أنفاس اػببلئق‪ ،‬وكلها توصل إىل هللا ‪.‬‬ ‫خصهم هللا ‪ ‬هبذه اػبواص‪ ،‬ورزقهم خالص‬ ‫ويعلمها أىل اإلختصاص الذين َّ‬ ‫اإلخبلص‪ ،‬وأخذوا من اغببيب اؼبصطفى ‪ ‬إذانً صروباً بتوضيح السبيل ليكونوا ىم‬ ‫الدليل ؼبن أراد أف يكوف يف ضبى هللا ‪ ‬لو مقيل‪.‬‬ ‫سيدي أبو العباس اؼبرسي ‪ ‬كاف يريد أف يدخل على شيخو أب اغبسن‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وحدةت مشادة بينو وبْب اػبادـ ‪ -‬اغباجب ‪ -‬الذي يقف على الباب‪ ،‬وإذا ابلشيخ‬ ‫ينادي على اغباجب ويقوؿ لو‪ :‬كيف سبنع أبو العباس؟! ووهللا ألبو العباس أعلم بطرؽ‬ ‫السماء منك بطرؽ األسكندري !! وطرؽ السماء ليست كالطرؽ الٍب نعلمها‪ ،‬ولكنها‬ ‫ِّ‬ ‫السمو الٍب يسمو هبا اؼبرء للقرب من مواله ‪ ....‬وىذه الطرؽ منها طُرؽ العبادات‬ ‫طرؽ‬ ‫كالصوـ والصبلة والصدق واغبج والتسبيح والصبلة على حضرة النيب واإلستغفار‬ ‫وخدم الفقراء واؼبساكْب! ‪ ...‬طر ٌؽ ال تُعد وال ُربد‪.‬‬ ‫ذىبت إىل‬ ‫سيدي عبد القادر اعبيبلٍل ‪ ‬وىو صاحب ىذه العبارة يعُب بقولو‬ ‫ُ‬ ‫األبواب فوجدهتا كلها مزدضب ‪ ...‬فباب الصبلة مزدحم‪ ،‬وكذلك ابب العُمرة يف‬ ‫رمضاف‪ ،‬وكذلك ابب اغبج‪ ،‬وقد أصبح ابلقرع ‪ -‬وكذلك ابب الصياـ‪.‬‬ ‫فقاؿ‪:‬‬

‫‪...‬‬

‫وما معُب ابب اغبب؟ وكيف يدخل اإلنساف منو؟‬ ‫معناه أف يستغرؽ القلب ابلكلي يف معاٍل اغبضرة اإلؽبي ‪ ،‬فينشغل صاحبو ابهلل‪،‬‬ ‫وينشغل ابإلقباؿ على هللا‪ ،‬وال يلتفت عن هللا ‪ ‬طرف ع ٍ‬ ‫ْب وال أقل‪ ،‬وال يتم لو ذلك‬ ‫إال إذا طهَّر قلبو من اؼبشاغل الكوني ‪ ،‬واؼبشاغل الدنيوي ‪ ،‬ألنو ال هبتمع يف القلب حب‬ ‫هللا وحب الدنيا‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ ُسبُّ ايدُّْ‪ٝ‬ا ‪ٚ‬سُبُّ اهللِ ال ‪َٜ‬ذتَُِعإِ يف قًّٔبٍ أبَداّٗ }‬

‫‪2‬‬

‫إذا دخل حب الدنيا القلب فيخرج منو حب هللا ‪ ،‬ومن يُرد هللا ينشغل ابهلل‪،‬‬ ‫ويدخل من ابب اغبب‪ ،‬فينشغل جبسمو يف الدنيا ومصاٌف األىل ومصاٌف نفسو ومصاٌف‬ ‫األحباب ومصاٌف اجملتمع‪ ،‬لكن قلبو ال ينشغل إال ابهلل ‪ ،‬وىذا كما قالت السيدة‬ ‫رابع اهنع هللا يضر‪:‬‬ ‫‪ 2‬رٌجَ٘ الخْاؽر‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ّلقدددددت علزدددددد مدددددٖ ال ددددد ا ه دددددتصٖ‬ ‫مبلجمدددددددن هٌدددددددٖ للخل٘ددددددد هددددددد اً‬

‫ّأث ددددذم مددددوٖ هددددي أ ا لْ ددددٖ‬ ‫ّحج٘ددددت لجددددٖ مددددٖ ال دددد ا أً٘مدددددٖ‬

‫وكما قاؿ الشيخ اعبنيد هنع هللا يضر‪:‬‬

‫فهو يكلِّم هللا يف ذبلياتو الٍب ظهرت يف خلق هللا‪،‬‬ ‫وىم يظنوف أنو يكلمهم‪ ،‬فاهلل ‪ ‬ذبلى علينا ابلسمع‪ ،‬فهو يكلم السميع‪ ،‬ويعلم أنو ىو‬ ‫السميع ‪.‬‬ ‫وهللا ذبلَّى علينا ابلبصّب‪ ،‬فهو ال يرى أحداً ينظر إليو إال حضرة البصّب ‪ ،‬وال‬ ‫يلتفت إىل نظر اػبلق النشغالو ابلكلي بنظر اغبق ‪ ‬إليو‪ ،‬وال يريد أف يسمع ةناءاً على‬ ‫حديثو للخلق ألنو يعتقد أنو يكلم اغبق‪.‬‬ ‫لكن من يكلم اػبلق يريد أف يسمع استحساانً‪ ،‬ويريد أف يسمع ةناءاً من‬ ‫اؼبستمعْب‪ ،‬ويريد أف يسمع مدحاً من اؼبوجودين‪ ،‬لكن من يتكلم وال يرى ظبيعاً لو إال‬ ‫حضرة السميع‪ ،‬فما لو وما للخلق؟! فبل ينتظر ةناءاً منهم وال مدحاً وال حٌب كلم‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫شكر‪      :‬‬ ‫‪ٜ(    ‬اإلنساف) وىذا ما‬ ‫قاؿ فيو اإلماـ أبو العزائم ‪:‬‬ ‫مخلددددددٖ الخلددددددم ل ددددددد صددددددن عبهدددددد‬

‫ثظدددددددددددت ا عاد هدددددددددددْ‬

‫العل٘دددددددددددخ‬

‫فيكوف إخراج اػبلق من القلب‪ ،‬وإخراج األكواف والدنيا كلها من الفؤاد‪ ،‬وال‬ ‫يكوف يف القلب طرف ع ٍ‬ ‫ْب وال أقل إال مقلبو ‪.‬‬ ‫دددددددت أدددددددبى لدددددددٖ أُدددددددْا ه ر دددددددخ‬

‫مب دددزجوعذ مهددد أردددد العددد٘ي أُدددْا ٖ‬

‫ررأدددددددذم للٌدددددددبم ً٘دددددددبُن ّ ٗدددددددٌِ من‬

‫شدددددداتك ثدددددد ارد ٗددددددب ٌٗددددددٖ ّ ً٘ددددددب ٖ‬ ‫م‬

‫فهذا الوصوؿ عن طريق ابب احملب إف شاء هللا‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬بني العامل والعاضف‬ ‫ما الفرؽ بْب العامل والعارؼ؟‬ ‫وىل ىناؾ دليل من القرآف والسن على كلم العارؼ ابهلل؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫العامل ىو الذي درس وتعلم القرآف الكرَل وعلومو‪ ،‬والسن الشريف وعلومها‪،‬‬ ‫والسّبة النبوي وأحداةها‪ ،‬والفقو اإلسبلمي وأبوابو‪ ،‬فيُسمى عامل ألنو تعلم‪ ،‬والعلم ؾبالو‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫واسع ولذلك يقوؿ هللا تعاىل فيو‪     :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٚٙ(         ‬يوسف)‪.‬‬ ‫عرفو هللا بعدما جاىد نفسو‪ ،‬وفتح هللا لو عْب بصّبتو‬ ‫أما العارؼ فهو الذي َّ‬ ‫ألسرار ذاتو‪ ،‬وأنوار صفاتو‪ ،‬وحقائق ذبلياتو‪ ،‬فيعلم ذلك عن طريق علم اؼبكاشف ‪ ،‬من‬ ‫أين ىذا الكبلـ؟ الرجل الذي سألو حضرة النيب‪:‬‬ ‫ؾبَ ِشتُ َُؤِ َِّٓا سَكًّا‪ ،‬قّٔاٍَ‪ :‬إَِّٕ يِهٌّّْٕ قّٔ ِ‪َ ٍ​ٍٛ‬سكِ‪ٝ‬كّٔ‪ ،ّٗ١‬قّٔاٍَ‪:‬‬ ‫ؾبَ ِشتَ ‪َٜ‬ا سَازِثَ‪١‬؟ قّٔاٍَ‪ّٔ :‬أ ِ‬ ‫{ ّٔن ِ‪ٝ‬فَ ّٔأ ِ‬ ‫ؾبَ ِشتُ عَص َّٔفتِ َْفّٖطِ‪َ ٞ‬عِٔ ايدُّ ِْ‪َٝ‬ا ‪َّٔٚ‬أضَِٗ ِستُ ّٔي‪َٚ ًِِٞٝ‬أّٔظَُّٖ ّٖأتُ ََْٗازِ‪َٚ ،ٟ‬ئّهّٔأّْٔ​ّْ‪ ٞ‬أّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ‪ ٢‬عَسِؽِ‬ ‫ّٔأ ِ‬ ‫زَبّْ‪ ٞ‬قّٔدِ إّٔبِ ِسشَ يًِّٖشِطَابِ‪َٚ ،‬ئّهّٔأّْٔ​ّْ‪ ٞ‬أّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ‪ ٢‬أٌِِّٖٔ ايّٖذََّٓ‪َٜ ِ١‬تَصَا َ‪ٚ‬زُ‪ َٕٚ‬فِ‪ ٞ‬ايّٖذََّٓ‪َٚ ،ِ١‬نّٔأّْٔ​ّْ‪ّٔ ٞ‬أضَُِعُ‬ ‫َ‪ٛ‬زَ ايّٖ ِإميَإُ فِ‪ ٞ‬قّٔ ًّٖبِِ٘‪ ،‬إِذِ عَ َس ّٖفتَ فّٔايّٖ َصِّ }‬ ‫عُ‪َٛ‬ا‪ َ٤‬أٌِِّٖٔ ايَّٓازِ‪ ،‬فّٔكّٔاٍَ ئُّ٘‪َ :‬عبِدْ ْ َّ‬

‫‪3‬‬

‫كيف ذلك؟ ىي علوـ اؼبكاشف ‪ ،‬ومل يقل لو النيب‪( :‬علمت) ولكن قاؿ لو‪:‬‬ ‫(عرفت) ومن ىذه الكلم استنبط السلف الصاٌف كلم (عارؼ) من قوؿ النيب‬ ‫(عرفت)‪.‬‬ ‫وفيها يقوؿ هللا ‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ويف اآلي األخرى‪   :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٔٚ(     ‬ىود)‬

‫‪ 3‬هظٌف اثي أثٖ ش٘جخ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪(             ‬اؼبطففْب) مل يقل‪( :‬يقرأه اؼبقربوف) ولكن‬ ‫‪‬يَ ْش َه ُدهُ‪ ‬فهذا علم اؼبكاشف ‪ ،‬والذي وصل إىل علم اؼبكاشف قاؿ لو حضرة النيب‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫(عرفت) أي أصبح عارفًا يعرؼ هللا وىذا يتحقق بقوؿ هللا‪  :‬‬ ‫‪ٔٛ(                      ‬آؿ عمراف)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -3‬إخالص الصازقني والصسيكني‬ ‫يرى الشيخ أبو اغبسن الشاذيل أف اإلخبلص ينقسم إىل قسمْب إخبلص‬ ‫الصادقْب وإخبلص الصديقْب‪ ،‬نرجوا من فضيلتكم شرح كل مقاـ وما الفرؽ بينهما؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا أمر واضح ال لبس فيو‪ ،‬أما الصادقْب فإهنم يراعوف يف كل حركاهتم وسكناهتم‬ ‫وأحواؽبم وأفعاؽبم وأنفاسهم أف تكوف خالص هلل‪ ،‬ليس فيها شائب للدنيا‪ ،‬وال طلب‬ ‫رايء‪ ،‬أو اؼبنزل ‪ ،‬أو السمع ‪ ،‬أو أي شيء من اػبلق‪ ،‬فهم هباىدوف يف اإلخبلص‪ ،‬وىؤالء‬ ‫يسموف اؼبقربْب أو اػبواص‪.‬‬ ‫فإذا جاىدوا يف اإلخبلص‪ ،‬وأصبحوا فعبلً من عباد هللا اؼبُ ْخ ِل ِ‬ ‫صْب‪ ،‬نقلهم هللا ‪‬‬ ‫إىل مقاـ الصديقي ‪ ،‬وأصبحوا يف مقاـ اؼبُ ْخلَ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫صْب‪   :‬‬

‫(ٓٗاغبجر)‪.‬‬

‫ففي البداي هباىدوف ليخ ِلّصوا األعماؿ من شوب الرايء واغبظ واؽبوى ومراعاة‬ ‫اػبلق‪ ،‬فإذا وصلوا واتصلوا وأقامهم اغبق يف مقاـ الصديقي ‪ ،‬فإف هللا ‪ ‬يتوىل بذاتو‬ ‫حركاهتم وسكناهتم وأقواؽبم وأفعاؽبم‪ ،‬يتوالىا حبفظو وصيانتو‪ ،‬ويكوف يف مقاـ اغبفظ‬ ‫اإلؽبي؛ وبفظهم هللا ‪ ‬أف سبر على قلوهبم خواطر لغّب إؽبهم يف أي توجو يتوجهوف بو‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫إىل هللا‪ ،‬ال يستطيع اإلنساف أف وبفظ نفسو إال إذا أعانو ربو بعونو وح ِفظو‪    :‬‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٙٗ(        ‬يوسف)‪.‬‬

‫ىذا ىو الفارؽ بْب اإلةنْب‪ ،‬عبد هباىد نفسو‪ ،‬وعبد يتواله ربو‪ ،‬فهذا مقاـ وىذا‬ ‫معا‪ ،‬ال بد من البداايت حٌب يفوز ابلعطاءات يف‬ ‫مقاـ أعلى‪ ،‬وال بد من االةنْب ً‬ ‫النهاايت‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -4‬آخط املكامات‬ ‫يقوؿ أحدىم‪ :‬أف الرضا آخر اؼبقامات‪ ،‬مث يقتفي من بعد ذلك أحواؿ أرابب‬ ‫القلوب‪ ،‬ومطالع الغيوب‪ ،‬وهتذيب األسرار لصفاء األذكار‪ ،‬وحقائق األحواؿ‪ ،‬نرجوا‬ ‫من فضيلتكم التوضيح؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫تفوىوا بو يف بياانهتم على حسب قدر‬ ‫الكبلـ الذي خطَّو الصوفي يف كتبهم‪ ،‬أو َّ‬ ‫السامعْب احمليطْب هبم‪ ،‬لكن أيوجد هناي ؼبقامات القرب من هللا ‪‬؟! ال‪.‬‬ ‫يوجد هناي للعلوـ الٍب يتلقاىا أىل اؼبنهج الذين ىم يف اؼبرحل الثانوي ‪ ،‬لكن ىل‬ ‫ىذه ىي هناي العلوـ؟ ال‪ ،‬ويوجد هناي للعلوـ الٍب يتلقاىا الطالب يف الكلي ألي قسم‬ ‫من األقساـ‪ ،‬لكن ىل ىذه ىي هناي العلوـ يف ىذا اجملاؿ؟ ال‪.‬‬ ‫فالصوفي عندما يواجهوف الطبلب واؼبريدين واألحباب يكشفوف ؽبم من مكنوف‬ ‫الشراب على قدر ما تتحمل قلوهبم‪ ،‬وما يستطيعوف شربو إف كانوا من أىل األحواؿ‬ ‫العلي ‪ ،‬أما مقامات القرب من هللا‪ ،‬فبل هناي ؽبا‪ ،‬فكما أف هللا ‪ ‬ال هناي لكماالتو‬ ‫وصباالتو وجبلالتو‪ ،‬فكذلك ال هناي للقرب من حضرة ذاتو‪.‬‬ ‫وإذا كاف اغببيب اؼبصطفى يف كل نَػ َفس من أنفاسو يعلو من اؼبقامات ما ال تكيِّفو‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫العبارات‪ ،‬وال تلحقو اإلشارات‪ ،‬وال ربيط بو اغبيطات‪ ،‬وكل من رآه يف مقاـ من ىذه‬ ‫اؼبقامات خلعو عليو‪ ،‬ألنو يف رقي دائم يف حضرة مواله‪ ،‬ومع ذلك يقوؿ لو مواله‪ :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٔ​ٔٗ(        ‬طو) ألنو ال يوجد هناي وال حدود ‪ ...‬فاغبدود يف عامل‬ ‫اغبدود‪ ،‬لكن يف عامل الربوبي واإللوىي ال حدود‪ ،‬وال هناي لعطاءات هللا‪ ،‬وال هناي‬ ‫إلكرامات هللا جل يف عبله‪ ،‬ألحبابو من األصفياء واؼبقربْب احملبْب‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف‬ ‫نكوف منهم أصبعْب‪.‬‬ ‫فعندما أييت الشيخ يشرح للمريدين ويقوؿ ؽبم‪ :‬هناي مقاماتكم لكي ترتقوف إىل‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫رتب اؼبرادين أف تصلوا إىل مقاـ الرضا‪ ،‬وماذا يعِب مقاـ الرضا؟ ‪  ‬‬ ‫ُ‬

‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٙ٘(    ‬النساء)‪.‬‬

‫مقاـ التسليم ألقدار حضرة العزيز العليم‪ ،‬وألوامر سيدان الرءوؼ الرحيم ‪ ،‬أو‬ ‫من ينوب عنو وىو ال بد أف يكوف طبيباً حكيماً حٌب أيذف لو الرءوؼ الرحيم ‪.‬‬ ‫فإذا ارتقى إىل ُرتب اؼبرادين‪ ،‬وىي ما تسمي حبضرة اإلطبلؽ‪ ،‬ال يوجد هبا قيود‪،‬‬ ‫فبل تقيده مقامات‪ ،‬وال وبدده درجات‪ ،‬وال هناي للهبات والعطاءات واؼبنازالت‪ ،‬لكن‬ ‫فضل هللا ‪ ‬يغمره ببل ٍ‬ ‫حد وال ٍ‬ ‫كيف وال ٍ‬ ‫كم‪:‬‬ ‫ددددددددددن ّ أ٘دددددددددددفا ّلكدددددددددددي‬ ‫ثدددددددددددت أد ا‬

‫ثدددددددددددددددوًْا رعبلدددددددددددددددذ هعٌْٗدددددددددددددددخ‬

‫لكن أىل ىذا اؼبقاـ العلي اؼبرادين‪ ،‬أحواؽبم ال تباح ابلعبارة‪ ،‬وال تكتب يف‬ ‫قرطاس‪ ،‬أو يف كتاب‪ ،‬وإمبا تؤخذ من قلوهبم أبفواىهم يف صدور أحباهبم الذين أتىلوا‬ ‫ألخذ الشراب من أكواهبم‪ ،‬وإذا َعلُوا أكثر يكوف الشراب من قلوهبم لقلوب أحباهبم‪،‬‬ ‫من الذي يسمعهم؟ ومن الذي يعرفهم؟ وأين ىذا؟ ومن الذي يكتبو؟‬ ‫طدددددبثٔ‬

‫أهددددي القلددددْة إلددددٔ القلددددْة شددددراثٔ‬

‫ّهدددددي ال ددددد ا إلدددددٔ ال ددددد ا‬

‫ّهدددددددي اللط٘ دددددددخ للط٘ دددددددخ ً رردددددددٖ‬

‫رمعطدددددددٔ لوطلدددددددْة هدددددددي الُْدددددددبة‬

‫ولذلك الذين اشتغلوا بتسجيل كتاب كبلـ الصوفي ذبدىم اختلفوا‪ ،‬فهناؾ من‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫يقوؿ أعلى اؼبقامات مقاـ الرضا‪ ،‬ومنهم من يقوؿ أعلى اؼبقامات مقاـ احملب ‪ ..‬كل‬ ‫صباع على حسب ما وصلوا لو‪ ،‬وىؤالء كلهم يف الدائرة األوىل؛ دائرة اؼبريدين‪ ،‬لكن‬ ‫من يف دائرة اؼبرادين ال يستطيعوف أف يبيحوا ابلسر‪ ،‬إال لصاحب سر‪ ،‬أمر بو رب‬ ‫العاؼبْب ‪:‬‬ ‫أ شدددٔ علدددٔ الدددت أى ٗلقدددٔ ثوةثلدددخ‬

‫م٘مددددددة ٓ ّأ ددددددْى ال ددددددم ّالددددددتٗي‬

‫وأيضاً‪:‬‬ ‫اح ددددددي ددددددرٕ ممددددددرٕ ٗجددددددب‬

‫هددددي ٗددددج ثبلمددددر ثعددددت العلددددن ؽددددب‬

‫علوٌددددددددب مدددددددددْ العقدددددددددْ هكبًدددددددددخ‬

‫أ٘دددف ُّدددْ الؼددد٘ب الا٘دددت الظدددرا‬

‫ظددددددددد ٌب ثبل ؼدددددددددد م٘ددددددددددَ ثٌددددددددددب‬

‫ددددددددر غددددددددبهغ أ٘ددددددددف ٗجددددددددب‬

‫عا‬

‫كيف يباح ىذا الكبلـ إال ألىلو؟! وقاؿ اإلماـ على ‪ ‬وكرـ هللا وجهو‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪-5‬عالمة احملبة‬ ‫ما معُب قوؿ اإلماـ أبو اغبسن البصري‪:‬‬ ‫؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذه حكم واضح ليس فيها غموض وال لبس‪ ،‬ما عبلم أىل ؿبب هللا؟ أف‬ ‫يوافق مراد هللا‪ ،‬وفّبي مراد هللا يف كتاب هللا ويسّب عليو‪ ،‬أان يل مراد‪ ،‬وهللا ‪ ‬لو مراد‪،‬‬ ‫فأترؾ مرادي وأنفذ مراد هللا ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وكل ما طلبو مِب يف قرآنو‪ ،‬أو شرحو النيب صلى هللا عليو سلم يف بيانو؛ نسارع يف‬ ‫العمل بو طلبًا لرضائو ‪ ،‬وكل من وباوؿ أف يباعد بيِب وبْب ذلك أىرب منو‪ ،‬أىرب‬ ‫من النفس إذا كانت تثبطِب‪ ،‬وإذا كانت ُزب ِّمد عزيبٍب‪ ،‬وإذا كانت ذبمدٍل عن الطاع هلل‬ ‫‪ ،‬فأىرب حٌب من األصدقاء إذا كانوا ُحجبًا يل عن القرب من حضرة هللا‪ ،‬سيشغلوف‬ ‫وقٍب ابلقيل والقاؿ‪ ،‬ويشغلوف وقٍب دبا ال نفع فيو يف الدنيا وال يف اؼبآؿ‪ ،‬فأىرب منهم‬ ‫للذي يقوؿ للشيء كن فيكوف‪.‬‬ ‫متابعا يف ذلك سيدان‬ ‫ابختصار‪ :‬أف يكن عملو كلو لرضاء هللا‪ ،‬دبا يف كتاب هللا‪ً ،‬‬ ‫رسوؿ هللا ‪ ،‬ومن بعده من السلف الصلح إىل يومنا ىذا‪ ،‬إذا مشى اإلنساف على ىذا‬ ‫اؼبنهاج فإنو وبظى بقوؿ هللا‪        :‬ويتفضل عليو بقولو‪٘ٗ(         :‬اؼبائدة)‪.‬‬ ‫فإذا دخل اإلنساف يف ىذا الباب فتح لو الرحاب‪ ،‬وصار من أويل األلباب‪ ،‬ومل‬ ‫يكتب عليو اؼبلكاف كتاب‪ ،‬ألف هللا ‪ ‬حفظو حبفظو‪ ،‬وسخر لو األسباب‪ ،‬وجعل كل‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫كنوز حضرة الوىاب مفتوح لو يف الدنيا‪ ،‬ويف اآلخرة يكوف مع‪    :‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٜٙ(  ‬النساء)‬

‫نسأؿ هللا ‪ ‬أف نكوف منهم أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -6‬حكيكة التونل‬ ‫يقوؿ سهل التسَبي‪:‬‬ ‫فضيلتكم التوضيح؟‬

‫نرجو من‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫يقصد حسن التوكل على هللا‪ ،‬وىو أف اإلنساف أيخذ ابألسباب يف عامل األسباب‪،‬‬ ‫مث يعتقد سباـ االعتقاد أف األسباب ال تفعل إال دبسبب األسباب‪ ،‬فّبضي ابلنتيج الٍب‬ ‫وبصل منها من األسباب‪ ،‬ما داـ قد بذؿ جهده وطاقتو يف ىذا الباب‪ ،‬ال وبزف‪ ،‬وال‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫يهتم‪ ،‬وال يغتم‪.‬‬ ‫فمثبل‪ :‬طالب يذاكر دروسو‪ ،‬واؼبادة الصعب أيخذ فيها دروس‪ ،‬ويبذؿ طاقتو‪ ،‬وال‬ ‫ً‬ ‫هبعل وقتو إال ؼبذاكرتو‪ ،‬ويستعْب على ذلك بطاع هللا‪ ،‬واحملافظ على الصبلة والصياـ‬ ‫وما أمران بو هللا‪ ،‬وبعد ذلك عند دخولو االمتحاف يُسلِّم األمر هلل‪ ،‬والذي أييت بعد ذلك‬ ‫فهو مراد هللا‪ ،‬فإذا سلَّم ؼبراد هللا فيا ىناه‪.‬‬ ‫ألف كثّب من الطبلب يف ىذا الزماف يريد كليات القم ‪ ،‬ويف النهاي ما ىي إال‬ ‫شهادات للحصوؿ على األرزاؽ‪ ،‬وال أحد يعرؼ مصدر رزقو‪ ،‬عندما تذىب إىل القاىرة‬ ‫ذبد أغُب الناس متواجدين يف األماكن التجاري ‪ ،‬كالسبتي وغّبىا‪ ،‬وذبد الفرد يبلك‬ ‫سيارة فارى ‪ ،‬ومعو ماؿ من غّب حساب‪ ،‬وذبده أمياً ال يقرأ وال يكتب‪ ،‬وتقوؿ لو‪ :‬ما‬ ‫ىاراب من بلديت وعملت ىنا‪ ،‬فما الذي حدث؟‬ ‫الذي أيت بك إىل ىنا؟ فيقوؿ‪ :‬أان أتيت ً‬ ‫كما قاؿ الرجل‪:‬‬ ‫ّلددددْ أى أ اا العجددددب علددددٔ ال جددددٔ‬

‫لوبرددددددذ إعكا هددددددي ِلِددددددي الجِددددددب ن‬

‫ىناؾ ببلد يف الفيوـ أو طنطا كأهنا ببلد أوربي ‪ ،‬ما الذي حدث؟ أانس ذىبوا إىل‬ ‫ببلد أوربي ‪ ،‬وىذا أخذ معو فبلف‪ ،‬وىذا أخذ فبلف‪ ،‬وتنافسوا يف اػبّبات بغّب حساب‪،‬‬ ‫وال يوجد معهم إال شهادات بدائي ‪ ،‬وفتح هللا عليهم األرزاؽ اغبسي الدنيوي ‪.‬‬ ‫لكن االعتماد ابلكلي ابلنسب للمؤمن يكوف على اغبضرة اإلؽبي ‪ ،‬بعد األخذ‬ ‫ابألسباب‪ ،‬أزرع األرض‪ ،‬وأبذؿ جهدي فيها‪ ،‬وأصلحها‪ ،‬وأحرةها‪ ،‬وأنتقي ؽبا النوع اعبيد‬ ‫من التقاوي‪ ،‬وأحافظ على الطريق اعبيدة لكي أتيت دبحصوؿ وفّب‪ ،‬واحملصوؿ بعد ذلك‬ ‫على هللا ‪.‬‬ ‫أييت شخص ويقوؿ أان عبدت هللا طواؿ شهر رمضاف‪ ،‬أو أقمت العشر األواخر‬ ‫من رمضاف‪ ،‬ومل أشاىد ليل القدر‪ ،‬فما السبب؟ كبن نعبد هللا هلل‪ ،‬ال لنرى ليل القدر‪،‬‬ ‫وهللا بعد ذلك يعطيِب ليل القدر‪ ،‬أو هبعل يل عنده قدر‪ ،‬فما األفضل‪ ،‬أف ترى ليل‬ ‫القدر‪ ،‬أو يكوف لك عنده قدر؟ أف يكوف لك عنده قدر‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫فنأخذ ابألسباب‪ ،‬وبعد ذلك نعتمد على مسبب األسباب‪ ،‬وىذا الذي يقاؿ فيو‪:‬‬ ‫((التوكل االسَبساؿ مع هللا)) أي ننفذ ما أمران بو هللا يف كتاب هللا‪ ،‬متبعْب يف ذلك‬ ‫غببيبو ومصطفاه‪ ،‬والنتيج الٍب أتيت من عند هللا نرضى هبا ونعمل فيها بقوؿ هللا‪:‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٕٖ(   ‬اغبديد) الرزؽ الذي أييت‬ ‫يل ‪ -‬ولو قليل ‪ -‬إذا رضيت بو تنزؿ معو الربك ‪ ،‬ويكوف أفضل من الكثّب‪ ،‬والذي أيت‬ ‫لو الرزؽ الكثّب وفرح بو ومل يشكر هللا‪ ،‬ومل يفرح ابهلل على عطاء هللا‪ ،‬ينزع منو الربك ‪،‬‬ ‫فيكوف أقل من القليل‪.‬‬ ‫فاألفضل لئلنساف أف يسَبسل مع هللا‪ ،‬ويسلم األمور هلل‪ ،‬مع األخذ ابألسباب‪،‬‬ ‫لكن يَبؾ األسباب ويقوؿ أان متوكل على هللا‪ ،‬فهذا تواكل وىذه سلبي ‪ ،‬ليست يف‬ ‫كتاب هللا‪ ،‬وال يف ُسنَّ رسوؿ هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -7‬التػليه والتفويض‬ ‫يقولوف‬ ‫هللا هناي ‪ ،‬نرجو التوضيح؟‬

‫إف كاف للثق يف‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أقواؿ الصوفي يف اآلايت القرآني تكوف على حسب ما وصلوا إليو من الرتب يف‬ ‫الَبقيات اإلؽبي ‪ ،‬وعلى حسب األذواؽ‪ ،‬ولذلك ىبتلف اغبديث من صويف آلخر‪ ،‬وكبلـ‬ ‫الصوفي صبيعاً آراء‪ ،‬وؾباؿ اآلراء مفتوح‪ ،‬كل إنساف يُديل برأيو‪ ،‬لكن ال ُوب ِّكم رأيو يف‬ ‫غّبه‪ ،‬ال يقوؿ ىذا الصواب وغّبه خطأ‪،‬‬ ‫وأفضل شيء يف ىذا الباب أف اإلنساف وبتكم إىل آايت كتاب هللا ‪ ،‬ويوازف‬ ‫بينها بنور فؤاده‪ ،‬ويضرع إىل هللا بذلو ومسكنتو‪ ،‬فيفقهو هللا ‪ ‬ويلهمو األحسن يف ىذا‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫الباب لنفسو وؼبن حولو‪ ،‬لكن ليس ألحد منهم أف أييت ابألحسن لكل اؼبسلمْب‬ ‫السابقْب والبلحقْب واؼبعاصرين‪ ،‬فلكل عصر دول ورجاؿ‬ ‫عرب عن سلوكو إىل هللا‪ ،‬فكانت‬ ‫والكبلـ اؼبوجود ابلسؤاؿ ىو كبلـ أحد العارفْب‪َّ ،‬‬ ‫بدايتو مقاـ التوكل على هللا مع األخذ ابألسباب‪ ،‬مث ارتقى من مقاـ التوكل إىل مقاـ‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫التسليم؛ تسليم األمور كلها هلل‪      :‬‬ ‫(ٗ​ٗغافر) مث ارتقى من مقاـ التسليم إىل مقاـ التفويض‪ ،‬وىو بذلك يعرب عن رأيو يف‬ ‫سلوكو إىل ربو‪ ،‬لكن ىذه ليست قاعدة اثبت لكل اؼبريدين والسالكْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -8‬اخلنول يف الطاعة‬ ‫ما عبلج اػبموؿ يف الطاع ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أوؿ عبلج للخموؿ يف الطاع صحب الصادقْب اؼبخلصْب اجملدين يف طاع هللا‪،‬‬ ‫وقبل صحب ىؤالء البعد عن مصاحب اعباىلْب والغافلْب واؼبثبطْب عن طاع هللا ‪.‬‬ ‫فأبعد عن صحب األشرار‪ ،‬وأصحب األخيار واألبرار واألطهار‪ ،‬ولذلك سيدان‬ ‫رسوؿ هللا ‪ ‬وبكي فيقوؿ‪:‬‬ ‫ن َْ ّٖفطّلا‪ّٔ ،‬فطَل ّٔأ ٍَ عَل ِٔ ّٔأ ِعًّٔل ِ​ِ ّٔأِٖل ٌِ ايّٖل ّٔأ ِز ِ‪،‬‬ ‫ّٔه ِ​ِ َز ُد ٌْ ّٔقتَل ٌَ ِ​ِطِل َع ّٗ‪ِ​ِ َٚ ١‬طِل ِع َ‬ ‫{ نّٔإَ فِ‪ َُِٔ ٝ‬نّٔا َٕ ّٔق ِبً ّٕ‬ ‫فّٔدٍَُّ عًَّٔ‪ ٢‬زَا ِٖبٍ فّٔأَِّٔا‪ ،ُٙ‬فّٔكّٔاٍَ‪ :‬إَُِّْ٘ قّٔتٌََ ِ​ِطِعَ‪ِ​َِٚ ّٗ١‬طِعِنَ َْفّٖطّا‪ ،‬فَّٔٗ ٌِ ئُّ٘ َِِٔ َِ‪ِٛ‬بَ‪ ٍ١‬؟‪ ،‬فّٔكّٔاٍَ‪:‬‬ ‫َأٍَ َعِٔ أّٔعًِِّٔ​ِ أٌِِّٖٔ اي ّّٖٔأ ِز ِ‪ ،‬فّٔدٍَُّ عًَّٔل‪ ٢‬زَدُلٌٍ عَلايِ​ٍِ‪ّٔ ،‬فكّٔلاٍَ‪:‬‬ ‫ئّا‪ّٔ ،‬فكّٔتًَُّٔ٘‪ ،‬فّٔهٌََُّّٔ بِِ٘ َِا‪ ،ّٗ١َ٥‬ثَُِّ ض ّٔ‬ ‫إَُِّْ٘ قّٔتٌََ َِا‪َْ ّٔ١َ٥‬فّٖظٍ‪ ،‬فٌَِّٔٗ ئُّ٘ َِِٔ َِ‪ِٛ‬بَ‪ٍ١‬؟‪ ،‬فّٔكّٔاٍَ‪َْ :‬عَِ​ِ‪َٜ َِٔ​َٚ ،‬شُ‪َ ٍُٛ‬ب ِ‪َ َٚ َُ٘ٓٝ‬ب ِ‪ َٔٝ‬ايتَّ‪ِٛ‬بَ‪ ِ١‬ا ًِِّّْٓٔلِ‬ ‫ِإئّ‪ّٔ ٢‬أ ِز ِ نّٔرَا َ‪ٚ‬نّٔرَا‪ ،‬فّٔإَِّٕ بَِٗا إَّْٔاضّا ‪ِ َٜ‬عبُدُ‪ َٕٚ‬ايًََّ٘ فّٔا ِعبُدِ ايًََّ٘ َعَُِٗ​ِ‪َٚ ،‬ئّا َِسِدِعِ إِئّل‪ّٔ ٢‬أ ِزِ​ِلؤّ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ّٔل‪١‬‬ ‫ت فِ‪ٝ‬ل ِ٘ ًَّٔا ِ‪٥‬ه ّٕ‬ ‫ايّٓسِ‪ٜ‬ل َل ّٔأَِلا ُ‪ ٙ‬ا ّٖيَُل ِ‪ٛ‬تُ‪ ،‬فّٔا َِ َتؿَل َُ ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫ًّّٓٔ َل سَتَّل‪ِ ٢‬إذَا َْؿَل َ‬ ‫ّٔفإ ََِّْٗا ّٔأ ِز ُ َض ِ‪ ،ٍ٤ٛ‬فّٔا ِْ ّٔ‬ ‫ايس ِسَُل‪ :ِ١‬دَلا َ‪َِ ٤‬ا ِ‪٥‬بّلا َُ ّٖك ِبًّٗلا ِب ّٔك ًّٖبِل ِ٘ ِإئّل‪ ٢‬ايًَّلِ٘‪،‬‬ ‫ّٔل‪َّ ١‬‬ ‫ت ًَّٔا ِ‪٥‬ه ّٕ‬ ‫ايسَّسَُِ‪ًَّٔ َٚ ِ١‬ا‪ِ٥‬هّٔ‪ ّٕ١‬ايّٖعَلرَابِ ‪ّٔ ،‬فكّٔائّل ِ‬ ‫ع‪ّٔ ،‬ف َذعًَّٕل‪ُٙ ٛ‬‬ ‫ّٔلو فِل‪ ٞ‬ؾُل‪َ ٛ‬ز ِ‪َِ،َ ٍّ ٠‬ل‪ٞ‬‬ ‫ّٔ‪ ١‬ا ّٖي َعرَابِ‪ :‬إ َِّْ ُ٘ ّٔي ِ​ِ َ‪ِ ٜ‬ع َُ ٌِ َ​َ‪ِٝ‬لسّا قّٔل‪ّٔ ،،‬ف ّٔأَِلا ُٖ ِ​ِ ًَ ّ٘‬ ‫ت ًَّٔا ِ‪٥‬ه ّٕ‬ ‫َ‪ٚ‬قّٔا ّٔي ِ‬ ‫ِ ِ‪ ،ِٔٝ‬فّٔ ِإئّ‪ ٢‬أّٔ‪َّٜ‬تَُِِٗا نّٔإَ أّٔ‪ ٢َِْ،‬فُّٔٗ‪ َٛ‬ئُّ٘‪ّٔ ،‬فكّٔاضُ‪ ُٙٛ‬فّٔ‪َٛ‬دَلدُ‪ُٙٚ‬‬ ‫َب ِ‪ ،ِ​َُِٗٓٝ‬فّٔكّٔاٍَ‪ :‬قِ‪ٝ‬طُ‪ٛ‬ا َ​َا َب ِ‪ َٔٝ‬ايّٖ ّٔأ ِز َ‬ ‫ّٔكبَضَتُِ٘ ًَّٔا‪ِ٥‬هّٔ‪ ّٕ١‬ايسَّسَُِ‪} ِ١‬‬ ‫أّٔ‪ِ ٢َِْ،‬إئّ‪ ٢‬اي ّّٖٔأ ِز ِ ايَّتِ‪ّٔ ٞ‬أزَا‪ ،َ،‬ف ّٔ‬

‫‪4‬‬

‫وقد ورد أنو كاف أقرب للبلد الٍب خرج منها لكن هللا أوحى لؤلرض أف امتدي‪،‬‬ ‫ألف هللا وبب التوابْب ووبب اؼبتطهرين‪.‬‬ ‫اإللو الكرَل يصفو الغافلوف ابلشدة والقهر واإلنتقاـ وىبوفوف الناس منو!!‪ ،‬لكن‬ ‫اغبناف اؼبناف صفاتو معنا الرضب والعطف واغبناف والشفق واللطف‪ ،‬لكن صفات الشدة‬ ‫واإلنتقاـ والقهر على الكافرين الذين ظلوا على كفرىم حٌب خرجوا من الدنيا‪ ،‬فقد ورد‬ ‫عن عمار بن اي سر ‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫{ قّٔاٍَ َُ‪ٛ‬ضَ‪َٜ :٢‬ا زَبّْ‪ّٖ ًَّٔ​َ ،‬كتَ َ​َ ًّٖكّٗا فّٔذَعًَّٖتَُِٗ​ِ فِ‪ ٞ‬ايَّٓازِ‪ ،‬فّٔأّٔ‪ِٚ‬سَ‪ ٢‬ايًَُّ٘ َِعَائّ‪ ٢‬إِئّ‪ّٔ :ِِ٘ٝ‬إِٔ ‪َٜ‬ا‬ ‫َُ‪ٛ‬ضَ‪ ،٢‬ا ِش َزعِ شَزِعّا‪ ،‬فّٔصَزَعَُ٘‪َ َٚ ،‬ضكّٔا‪َٚ ،ُٙ‬قّٔاَّ عًَّٔ‪ ِِ٘ٝ‬سَتَّ‪ ٢‬سَؿَدَ‪َ،َٚ ،ُٙ‬اضَُ٘‪ّٔ ،‬فكّٔا ٍَ ئُّ٘‪َ​َ :‬ا فّٔعٌََ‬ ‫شَزِ ُعؤّ ‪َٜ‬ا َُ‪ٛ‬ضَ‪٢‬؟ قّٔاٍَ‪َ :‬زفّٔعِتُُ٘‪ ،‬قّٔاٍَ‪ :‬فَُّٔا َِ َس ّٖنتَ َُِِٓ٘؟ قّٔاٍَ‪َ​َ :‬ا ال َ​َ‪ِٝ‬سَ فِ‪ ،ِ٘ٝ‬قّٔاٍَ‪ :‬فّٔإِْ​ّْ‪ٞ‬‬ ‫ال إّٔ‪ ٌَُِِ،‬ايَّٓازَ إِال َِٔ ال َ​َ‪ِٝ‬سَ فِ‪} ِ٘ٝ‬‬

‫‪5‬‬

‫ىل أتخذ الثمار الطيب اعبميلو وتوقد فيها النار؟ ال‪ ،‬لكن توقد النار يف الثمار‬ ‫الٍب ال فائدة منها‪ ،‬وىكذا األمر‪.‬‬ ‫إذاً أوؿ أمر ؼبن أراد أف يستيقظ من الغفل وأف يتوجو ابلكلي إىل مواله وأف يُقبل‬ ‫بصدؽ على طاع هللا؛ مفارق األشرار ومصاحب األخيار‪ ،‬فمن أشد على اإلنساف‬ ‫شيطاف اإلنس أـ شيطاف اعبن؟ شيطاف اإلنس ألنو ال يبل من الوسوس يف كل األوقات‪،‬‬ ‫‪ 4‬الجخب ٕ ّهملن عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ‪‬‬ ‫‪ 5‬الةُت ّالر ب م ثي الوجب‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ويظل ح ٌب يورط اإلنساف معو‪ ،‬لكن شيطاف اعبن دبجرد أف تقوؿ لو (أعوذ ابهلل من‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫الشيطاف الرجيم) يفر وينتهي أمره‪   :‬‬ ‫‪ٚٙ(    ‬النساء) لكن‬ ‫شيطاف اإلنساف شديد وعتيد وال يراتح لو ابؿ إال بعد أف أيخذ اإلنساف معو يف طريقو‪،‬‬ ‫إال من َّ‬ ‫شد هللا أزره وأيقظو وجعلو ينتبو ؽبذه األمور‪.‬‬ ‫إذاً مفارق األشرار ومصاحب األخيار وأف يكوف لئلنساف أمبلً طيباً ىبتاره من‬ ‫صبل اآلماؿ الٍب كاف أيملها األخيار واألطهار وأصحاب النيب اؼبختار‪ ،‬الف األمل ىو‬ ‫الذي يبعث على العمل‪ ،‬فما الذي هبعل اإلنساف يبحث عن عمل ابػبارج‪ ،‬ويبحث ىنا‬ ‫وىنا؟ األمل‪ ،‬يريد أف يبِب بيتاً‪ ،‬أو يتزوج‪ ،‬أو يريد أف يعمل مشروعاً‪ ،‬لكن إذا مل يكن‬ ‫عنده أمل لعمل شيء من ىذه األشياء فهل سيفكر يف السفر؟ ال‪.‬‬ ‫فاأل مل ىو الذي يدفع للعمل‪ ،‬ولذلك آف معظم اؼبريدين‪ ،‬والٍب ذبعلهم يقعوف‬ ‫يف األوحاؿ ويقفوف وال يستمروف يف السّب والسلوؾ إىل رب العاؼبْب أف ىبمد األمل‬ ‫عندىم ويصبح ضعيفاً‪.‬‬ ‫يضعف اليقْب‪ ،‬فتصبح اآلماؿ كلها يف الفاٍل‪ ،‬وال يوجد أمل يف الباقي عند هللا‬ ‫عز وجل‪ ،‬فينشغل ابلدنيا ومشاغلها وأىوائها وزخرفها‪.‬‬ ‫لكن ال بد لئلنساف أف يكوف لو أمل ابقي عند الباقي‪ ،‬كأف يريد أف يكوف مع‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫رسوؿ هللا‪    :‬‬ ‫‪ٕٜ(            ‬الفتح) والذي يريد ذلك عليو أف يعمل‬ ‫وهبتهد مثل الذين وصلوا ؽبذه اؼبنزل حٌب يكوف معهم‪.‬‬ ‫أو يريد أف يكوف من أىل العطاءات العالي ‪ ،‬فيفتح هللا عليو‪ ،‬ويفتح لو كنوز‬ ‫اغبكم ‪ ،‬أو خزف العلم اإلؽبامي‪ ،‬أو يعطي لو نوراني وشفافي ‪ ،‬أو يعطيو عيوف ُمضي‬ ‫تنظر – وىو يف الدنيا – إىل ملكوت رب العاؼبْب وأنوار اعبن الٍب أعدىا هللا للمتقْب‪.‬‬ ‫فاألمل ىو الروح الباعث للصاغبْب على اعبد واالجتهاد واؼبعاانة يف العبادات‬ ‫والصدؽ يف طاع رب العاؼبْب‪ ،‬ما الذي هبعل الصاغبْب يتلذذوف ابجملاىدات‬ ‫واؼبكابدات؟ األمل‪ ،‬يريد أف يصل ووبقق مناه‪ ،‬كيف وبقق مناه؟ ينظر إىل من كاف قبلو‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫كيف وصل‪ ،‬فيمشي على وتّبتو وعلى هنجو حٌب يصل كما وصل‪:‬‬ ‫مزشددددددجِْا إى لددددددن ركًْددددددْا هددددددضلِن‬

‫إى الزشددددددددددددجَ ثبلر ددددددددددددب مددددددددددددت‬

‫ولذلك هبب أف وبرص اإلنساف دائماً على أمل عاؿ‪ ،‬واألمل ىذا عند الباقي عز‬ ‫وجل‪ ،‬فبل شأف لنا ابآلماؿ الفاني ‪ ،‬فاآلماؿ الفاني لو كانت دليل على رضا هللا ؼبا‬ ‫أعطاىا للكافرين‪ ،‬فبل يوجد أحد فينا مثل ملياردير يهودي مثبلً؟ ال‪ ،‬وىذا ماذا تكوف‬ ‫آخرتو؟ جهنم وبئس القرار‪.‬‬ ‫ىذه النعم اغبسي واألمواؿ وغّبىا لو كانت من رضا هللا ىل كاف سيعطيها لو؟!‬ ‫ال‪ ،‬فالدنيا كما قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬ ‫{ ئّ‪ ِٛ‬نّٔا َْتِ ايدُّ ِْ‪َٝ‬ا َِعِ ِدٍُ عِِٓدَ ايًَِّ٘ َدَٓاحَ بَعُ‪َ​َ ٍ١َِٛ‬ا َضكّٔ‪ ٢‬نّٔافِسّا ََِِٓٗا غَسِبَ‪َ​َ ّٔ١‬ا‪} ٍ٤‬‬

‫‪6‬‬

‫وليس معُب ذلك أف نلغي اآلماؿ الدنيوي اغبسي ‪ ،‬لكن أجعل نظّب ؽبا آماؿ‬ ‫يقيني إؽبي مثل آماؿ أىل القرب من اغببيب اؼبصطفى خّب الربي ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ىذه مع ىذه‪.‬‬ ‫وحٌب يصل إىل ىذه اآلماؿ ال بد من االطبلع على سّب ىؤالء الرجاؿ‪،‬‬ ‫وأحواؽبم‪ ،‬ليكوف مثلهم ويتشبو هبم يف أخبلقهم وأفعاؽبم وأحواؽبم‪ ،‬وىذا ىو اؼبنهج‬ ‫الذي قاؿ فيو اإلماـ ابو العزائم ‪ ‬وأرضاه يف الروشت البسيط ‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -9‬االغتخطاض يف التؿَس‬ ‫كيف بكوف حضور اؼبصلى ىف التشهد؟ وما اؼبعاٍل الٍب يستحضرىا اؼبؤمن فيو؟‬ ‫‪ 6‬بهع الزره ٕ ّالطجراًٖ عي ِ ثي عت ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اؼبؤمن يستحضر من البداي كما أخرب حضرة النيب عندما سألو جربيل عن‬ ‫اإلحساف فقاؿ‪:‬‬ ‫َهِٔ َِسَا‪ ُٙ‬فّٔإَُِّْ٘ ‪َٜ‬سَاىّٔ }‬ ‫{ ايّٖإِسِطَإُ ّٔإِٔ َِ ِعبُدَ ايًََّ٘ نّٔأ َّّْٔؤّ َِسَا‪ ،ُٙ‬فّٔ ِإ ِٕ ئِّ​ِ ِ ّٕ‬

‫‪7‬‬

‫فأستحضر يف الصبلة أنِب يف مناجاة هللا كأنِب يف حضرة هللا‪ ،‬فإف مل أكن أقوى‬ ‫على استحضار أنِب أراه أستحضر أنو يراٍل ويطلع على كل شأٍل ظاىراً ابطناً‪ ،‬فأانجي‬ ‫هللا وألقي التحيات هلل وأان يف حال اغبضور‪ ،‬وأُسلِّم على حضرة النيب وأان أشهد أو‬ ‫على السبلـ‪:‬‬ ‫أستحضر على االقل أنِب يف حضرة ىذا النور‪ ،‬وأنو يسمعِب ويراٍل ويرد َّ‬ ‫ّٔ‪ ٞ‬زُ‪ٚ‬سِ‪ ٞ‬سَتَّ‪ّٔ ٢‬أزُ‪ َّ،‬عًَّٔ‪} ِِ٘ٝ‬‬ ‫{ َ​َا َِِٔ َُطًِِ​ٍِ ‪ُٜ‬طًَُِِّ عًَّٔ‪ َّٞ‬إِال زَ‪ َّ،‬ايًَُّ٘ ِإي َّ‬

‫‪8‬‬

‫وأستحضر عند السبلـ على الصاغبْب كل الصاغبْب السابقْب واؼبعاصرين‬ ‫والبلحقْب يف السماء واألرض‪ ،‬قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬ ‫ت يًَِِّ٘ ‪َٚ‬ايؿًَّّٔ‪َٛ‬اتُ ‪َٚ‬ايّٓ َّّْ‪ٝ‬بَاتُ‪،‬‬ ‫{ إَِّٕ ايًََّ٘ ُٖ‪ َٛ‬ايطًَّّٔاُّ‪ ،‬فّٔإِذَا ؾًََّ‪ ٢‬أّٔسَدُنِّٕ​ِ فًّّٖٔ‪ٝ‬كٌِّٕ ايتَّشِ‪َّٝ‬ا ُ‬ ‫ايٓبِ‪َٚ ُّٞ‬زَسَُِ‪ ّٕ١‬ايًَِّ٘ ‪َٚ‬بَ َسنّٔاُُِ٘‪ ،‬ايطًَّّٔاُّ عًَّٔ ِ‪َٓٝ‬ا ‪َٚ‬عًَّٔ‪ِ ٢‬عبَا‪ ِ،‬ايًَِّ٘‬ ‫ايطًَّّٔاُّ عًَّٔ ِ‪ٝ‬ؤّ أّٔ‪َُّٜٗ‬ا َّ‬ ‫ايؿَّايِشِنَ‪ ،‬فّٔإَِّْهِّٕ​ِ إِذَا قًّّٕٖتُ​ُ​ُ‪َٖٛ‬ا ّٔأؾَا َبتِ نٌَّّٕ َعبِدٍ يًَِِّ٘ ؾَايِحٍ فِ‪ ٞ‬ايطََُّا‪َٚ ِ٤‬اي ّّٖٔأ ِز ِ }‬

‫‪9‬‬

‫كل عبد صاٌف يف السماء واألرض يذىب إليو السبلـ‪ ،‬وىذا السبلـ معناه ربي‬ ‫وإكراـ تذىب إليو من هللا‪ ،‬فالسبلـ ليس بكلم ‪ ،‬فأان أُلقي السبلـ‪ ،‬لكن يذىب إليو‬ ‫ربي وإكراـ على قدره وعلى قدر مقامو من هللا بطليب لو‪ ،‬وىذا فضل هللا وإكراـ هللا ‪‬‬ ‫لعباد هللا الصاغبْب‪.‬‬

‫‪ 7‬الجخب ٕ ّهملن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 8‬هعجن الطجراًٖ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ‪‬‬ ‫‪ 9‬الجخب ٕ ّهملن عي عجت هللا ثي همعْ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬اإلىػاٌ الهامل‬ ‫طرح الشيخ ؿبي بن عرب نظري اإلنساف الكامل‪ ،‬والٍب تقوـ على أف اإلنساف‬ ‫وحده من بْب اؼبخلوقات يبكن أف تتجلى فيو الصفات اإلؽبي إذا تيَّسر لو اإلستغراؽ يف‬ ‫وحداني هللا‪ ،‬فنرجوا من فضيلتكم توضيح ىذا األمر؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫عندما ننظر يف كتاب هللا ‪ ‬قبد أف اإلنساف ىو اؼبخلوؽ األعلى بْب ـبلوقات‬ ‫حضرة الرضبن ‪ ،‬فإف هللا ما خلق السماوات وال األرض وال اعبن وال اؼببلئك وال‬ ‫أعز‬ ‫اعبن وال النار وال كل عواؼبها الظاىرة والباطن إال من أجل اإلنساف‪ ،‬ألف اإلنساف ُّ‬ ‫وبْب هللا ‪ ‬ىذه اغبقيق يف قولو يف آخر سورة األحزاب‪:‬‬ ‫ـبلوقات حضرة الرضبن ‪َّ ،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬من الذي ضبلها؟ ‪  ‬‬ ‫‪   ‬وقبل ضبلها‪:‬‬ ‫(ٕ‪ٚ‬األحزاب)‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫كبلـ كثّب للمفسرين واؼبؤولْب والعلماء‪ ،‬واإلماـ أبو العزائم‬ ‫وما األمان ؟ فيها ٌ‬ ‫صبعها يف كلم جامع قاؿ فيها‪:‬‬ ‫‪....‬‬ ‫أنت فيك اعبسم الذي ُخلق من تراب‪ ،‬ومشتمبلتو وعناصره‪ ،‬لكن ىل الَباب‬ ‫يُبصر؟ ال‪ ،‬إذاً كيف أُبصر هبذه الشحم ؟ بسر ذبلي البصّب ‪ ،‬فهذه أمان ضبَّلها يل‬ ‫هللا‪ ،‬وىل ىذه العظم الٍب يف أذٍل تسمع بذاهتا؟ ال‪ ،‬ولكن تسمع إذا ذبلَّى عليها هللا‬ ‫بسر السميع‪ ،‬ولذلك قاؿ ‪:‬‬ ‫{َايطَُِّعُ أَّٔ​َاَْ‪َٚ ،ّ٘١‬ا ّٖيبَؿَسُ أَّٔ​َاَْ‪} ّ٘١‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ 10‬مْا ت روبم الراإ عي اثي عور ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫أمان من أماانت هللا ‪ ‬الٍب يف اإلنساف‪ ،‬وكل اغبقائق الٍب يف اإلنساف والٍب هبا‬ ‫الزلفى من حضرة الرضبن‪ ،‬فهذه كلها من هللا‬ ‫اإلنساف إنساف‪ ،‬والٍب يرتقي هبا إىل مراتب ُ‬ ‫‪ ،‬وىي أمان هللا سبحانو وتعاىل‪.‬‬ ‫ىذه األماانت لعُلو شأهنا‪ ،‬وارتفاع قدرىا عند هللا ‪ ‬مل يستطع أح ٌد من‬ ‫يتجمل هبا ‪ ....‬منهم اعبماد‪ ،‬واعبماد ال يسمع وال‬ ‫اؼبخلوقات العالي أو الداني أف َّ‬ ‫يُبصر مثلنا‪ ،‬ومنهم اغبيواانت وال تستطيع أف تتفوه دبا تريد مثلنا‪ ،‬ومنهم ومنهم‪ ،‬وكلٌ‬ ‫عاجز إال اإلنساف‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫من الذي ضبل األظباء اإلؽبي والصفات الرابني كلها؟ اإلنساف‪ ،‬فمعو السميع‪،‬‬ ‫ومعو البصّب‪ ،‬ومعو اؼبتكلم‪ ،‬ومعو اغبي‪ ،‬ومعو اؼبريد‪ ،‬ومعو القادر ومعو العليم‪ ،‬ومعو‬ ‫اػببّب ‪ ..‬كل ىذه األوصاؼ تتجلَّى يف اإلنساف‪.‬‬

‫لكن عرض هللا األماانت على السماوات واألرض ‪ ،‬فالسماء أخذت إظباً واحداً‬ ‫فقط وىو الرافع‪ ،‬فرفعها إبظبو الرافع‪    :‬‬ ‫‪ٚ(         ‬الرضبن) واألرض أخذت‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫إظباً واحداً فقط وىو الباسط‪    :‬‬ ‫‪ٜٔ(   ‬نوح) واعبباؿ‬ ‫أخذت القوي واؼبتْب‪.‬‬ ‫لكن األظباء كلها ُصبعت يف اػبليف ‪:‬‬ ‫وارث للخبلف عن أبينا آدـ‪ ،‬ألف هللا صبَّل‬ ‫واػبليف ىو وذريتو‪ ،‬فكل واحد من ذريتو ٌ‬ ‫اإلنساف ابػببلف عن حضرتو‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٖٓ(   ‬البقرة)‬

‫فهذه ىي األماانت الٍب هبا جعل هللا اإلنساف ىو ؿبط نظر كل الكائنات‪ ،‬وىو‬ ‫وحده الذي تندرج فيو صبيع الدرجات‪ ،‬وتلوح لو وتنطوي فيو كل اؼبقامات ألنو خليف‬ ‫هللا‪ ،‬كما بْب هللا ‪ ‬يف كتاب هللا‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬مً إؾاضات أبي اليعيس البػطامي‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وردت أقواؿ عن أب اليزيد البسطامي مثل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫صح ىذه األقواؿ؟‬ ‫فما ّ‬

‫وقولو‪:‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الشيخ أبو يزيد البسطامي كاف وبدث لو أحياانً حال َولَوٌ‪ ،‬والولو يعِب يغيب عن‬ ‫الوعي ُشغبلً ابؼبشاىد العالي الٍب يشهدىا‪ ،‬فعندما كاف يغيب يف ىذه اؼبشاىد كاف‬ ‫َّ‬ ‫فيتحدث بلساف اغبضرة اإلؽبي ‪ ،‬وليس بلسانو ىو‪.‬‬ ‫أحياانً يفُب يف الشاىد األعلى ‪،‬‬ ‫وقد كشف هللا ‪ ‬عن ذلك لنا يف القرآف‪ ،‬عندما نقرأ يف القرآف يف سورة طو‪،‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫عندما يتكلم عن سيدان رسوؿ هللا ‪    :‬‬ ‫‪ٕٔ(  ‬طو) يتكلم مع اؼبريد‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪(  ‬طو) اخَبتك ؽبذا اؼبقاـ‪    :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٖٔ(  ‬طو) وبعدىا يسمع‪     :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔٗ(   ‬طو)‬ ‫عندما يقرأ القارئ ىذه اآلي ‪ ،‬فبلساف من يقرأىا؟ بلساف هللا أـ بلسانو ىو؟ وىل نعبد‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫القاريء؟ ال‪ ،‬ولكنو يتكلم بلساف هللا‪     :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔٗ(  ‬طو) فهنا يتكلم بلساف اغبضرة اإلؽبي ‪.‬‬ ‫وعلى ىذا النمط كاف العارفوف عندما يغيبوا عن الوعي‪ ،‬يتكلموف بلساف اغبضرة‬ ‫اإلؽبي ‪ ،‬وؼبا كاف بعضهم يفيق ويعيبوا عليو ذلك كسيدان إبراىيم الدسوقي ‪ ‬وأرضاه ؼبا‬ ‫تكلم كبلماً عالياً‪:‬‬ ‫علدددٔ الددد مت ح الج٘ؼدددب أدددبى ا زوبعٌدددب‬

‫ّمدددٖ دددبة ْ ددد٘ي ا زودددبأل اةحجدددخ‬

‫ّطددرد أًددب المددب ٖ لوددي أددبى حبػددرا ك‬

‫أؽددددددْم علددددددِ٘ن أددددددرحك ثعددددددت أددددددر اح‬

‫وقاؿ يف ىذه القصيدة كبلماً عالياً‪ ،‬وبعد أف انتهى من ىذا الكبلـ وأفاؽ‪ ،‬قالوا‬ ‫لو‪ :‬أنت قلت كذا‪ ،‬قاؿ ؽبم‪ :‬لو قلت ىذا الكبلـ فاضربوٍل ابلسيف‪.‬‬ ‫ألنو مل يكن يدري ماذا يقوؿ‪ ،‬ألنو كاف يتكلم بلساف اغبضرة‪ ،‬وىم لو ضربوه فلن‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫يبسوه بسوء ألنو يف ىذا اغباؿ يكوف ؿبفوظاً حبفظ اغبفيظ ‪.‬‬ ‫تفوه هبا أبو اليزيد البسطامي وغّبه يف‬ ‫فمثل ىذه العبارات ومثل ىذه الكلمات َّ‬ ‫حال الفناء الكلي بلساف اغبضرة اإلؽبي ‪ ،‬أو بلساف اغبضرة احملمدي ‪ ،‬أو كما قالوا‪:‬‬ ‫ودددددددددددر ال دددددددددددت طددددددددددددب‬

‫ّال زددددٔ الوجدددد ّة ثبل ددددت لددددَ ٗددددخ‬

‫إى عا‬

‫ُّدددددددْ ه ودددددددْ العٌبٗدددددددخ إى ٗدددددددج‬

‫ثبل قددددب م هدددددب علدددددٔ ال دددددبًٖ م ٌدددددب‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -12‬معطفة اهلل‬ ‫ما معُب معرف هللا؟ أوليس كل مسلم يعرؼ هللا؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىناؾ معرف عقلي ‪ ،‬وىو أف اإلنساف يعرؼ هللا ‪ ‬عندما ينظر يف اآلفاؽ ويف‬ ‫نفسو إىل دالئل قدرة هللا‪ ،‬وإىل غرائب حكمتو ‪.‬‬ ‫وىناؾ معرف ٌ قلبي وىي أف يكشف هللا ‪ ‬الراف عن قلب اإلنساف‪:‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(اؼبطففْب)‪.‬‬ ‫فإذا ارتفع الراف وشاىد بعْب البصّبة‪ ،‬يشاىد أنوار اغبناف اؼبناف الئح ٌ يف كل‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫زماف ومكاف‪      :‬‬ ‫‪ٔ​ٔ٘(  ‬البقرة)‪.‬‬ ‫فهذه معرف وتلك معرف ‪ ،‬فهذه معرف ابلعقل‪ ،‬وتلك معرف ابلعْب‪ ،‬فهل‬ ‫يستوايف؟!‪.‬‬ ‫والصاغبوف يدعوف الصادقْب إىل اؼبعرف األعلى‪ ،‬والٍب يقوؿ فيها رب العاؼبْب‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔٛ(                       ‬آؿ عمراف) الذين وصلوا‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ؽبذا العلم وىو علم اليقْب‪ ،‬علم اليقْب وحق اليقْب‪ ،‬فهؤالء القوـ يشهدوف دبا يُشهدىم‬ ‫هللا ‪ ،‬فتقع العْب على العْب‪ ،‬وىي اؼبعرف اغبقيقي الٍب تكوف بعْب البصّبة النوراني ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -13‬واجب الوقت‬ ‫ما معُب اإلشارة ىف قوؿ الشيخ عمرو بن عثماف اؼبكي‪:‬‬ ‫؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا تعريف من تعريفات التصوؼ‪ ،‬فالتصوؼ لو أكثر من تعريف‪ ،‬وكل ِ‬ ‫عرفو‬ ‫عامل َّ‬ ‫على حسب حالو‪ ،‬وعلى حسب ما وصل إليو يف فضل هللا وإكراـ هللا‪.‬‬ ‫وبعض الصاغبْب لو أكثر من تعريف‪ ،‬فكلما وصل إىل مرحل يُعطي تعريفاً‬ ‫للتصوؼ‪ ،‬فيعلوا إىل مرحل أعلى فيُعطي تعريفاً أعلى‪.‬‬

‫فالشيخ عمرو بن عثماف اؼبكي‪ ،‬واؼبكي نسب ً إىل مك ‪ ،‬ألف ىؤالء القوـ منهم‬ ‫من كاف يسلك الطريق فيذىب إىل مك ويقيم ىناؾ‪ ،‬فيسموه اؼبكي نسب ً إىل مك ‪.‬‬

‫ىذا الرجل جعل التصوؼ قرين العلم‪ ،‬يعِب اإلنساف لكي يتصوؼ فبل بد أف‬ ‫يعلم بواجب الوقت يف كل وقت‪ ،‬ويقوـ هبذا الواجب يف الوقت كما أمر هللا‪ ،‬وكما َّبْب‬ ‫رسوؿ هللا ‪.‬‬

‫وهللا ‪ ‬جعل لكل ٍ‬ ‫وقت واجبات‪ ،‬فمثبلً الصبلة قاؿ فيها هللا‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٖٔٓ(         ‬النساء) فهذه الفرائض‪ ،‬فما ابؿ النوافل؟‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫قاؿ فيها هللا غببيو ‪       :‬‬ ‫‪(       ‬اإلنشراح)‪.‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫إذاً فواجب الوقت ىنا قبل النوافل السعي على اؼبعاش‪ ،‬وقضاء حوائج البيت‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وقضاء حوائج اإلنساف الٍب ال يستطيع أف يُس ِّخر فيها غّبه ليقضيها لو‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫يبحث عن النوافل‪ ،‬فمن أقبل على النوافل وترؾ طلبات األوالد وحاجياهتم وضرورات‬ ‫نفسو‪ ،‬فهل ىذا يبشي على اؼبنهج الصحيح أـ أخطأ؟ أخطأ ألنو مل يبش على حسب‬ ‫واجب الوقت‪.‬‬ ‫واجب الوقت ىنا أف يبحث عمن يبوؽبم مث بعد ذلك يُقبل على النوافل الٍب‬ ‫يتزود منها قرابً لرب العباد ‪.‬‬ ‫إنساف يريد أف يؤدي حج انفل ‪ ،‬وعنده إبنو أو إبنتو مقبل ٌ على الزواج وربتاج إىل‬ ‫اعبهاز‪ ،‬وىو ليس معو غّب مبلغ من اؼباؿ يكفي اغبج أو اعبهاز‪ ،‬فمن األ َْوىل ىنا؟ أف‬ ‫يزوج الولد أو يزوج البنت ماداـ حج الفريض ‪ ،‬فهذه اغبال أوىل يف ىذا األمر‪.‬‬ ‫ففقو األولوايت وبتاج إىل العلم من العلماء العرفاء الذين كشف هللا ؽبم حقيق‬ ‫وبْب ؽبم الواجب واألوجب واغبسن واألحسن وىؤالء الذين‪:‬‬ ‫األشياء‪َّ ،‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٔٛ(     ‬الزمر)‬

‫األحسن‪ ،‬مل يقل‪ :‬فيتبعوف حسنو‪ ،‬ولكن قاؿ‪:‬‬

‫اغبسن أـ األحسن؟‬

‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬ألنو عرؼ ىذا من ذاؾ‪.‬‬

‫فإذاً على ىذا اؼبنواؿ ال بد للصوفي أف يكونوا على بيِّن كامل ابلعلم اإلؽبي‬ ‫نور يف فؤاده يكشف لو عن واجب الوقت‪ ،‬ليسارع‬ ‫والعلم النبوي والعلم الشرعي‪ ،‬ومعو ٌ‬ ‫إىل أداء ىذا الواجب يف وقتو حٌب يناؿ فضل هللا ‪ ‬وإكرامو ويناؿ ؿبب حبيبو ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -14‬التخكل مبكامات الكطب‬ ‫يقوؿ الشيخ أبو النصر السراج عن الصوفي ‪:‬‬ ‫‪ ،‬نرجو من فضيلتكم التوضيح؟‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫يعِب عندما يتحقق اإلنساف ٍ‬ ‫دبقاـ من مقامات القرب من هللا‪ ،‬ربققو يعِب دخوؿ‬ ‫ىذا اؼبقاـ كليِّاً وفعلياً وعملياً‪ ،‬وليس قولياً فقط‪ ،‬فلما يدخل يف ىذا اؼبقاـ وبدث لو‬ ‫وجد‪ ،‬وحال شوؽ‪ ،‬وحال حب يف األفعاؿ الٍب يتطلبها ىذا اؼبقاـ فيسعى إليها‬ ‫حال ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ويقوـ فيها ٍ‬ ‫واصطبلـ وغراـ ليناؿ ؿبب هللا ‪ ،‬فإذا صنع فيها ذلك‪ ،‬وقام هبا‬ ‫حبب‬ ‫كذلك‪ ،‬فين عن نفسو‪ ،‬وظهرت لو مواىب هللا ‪ ‬ألىل ىذا املقام‪ ،‬فتأتيو املواىب اإلهلية‬ ‫ألن البداية صوفية والنهاية مواىب أتيت اإلنسان من احلضرة اإلهلية ألنو مشى على ىذا‬ ‫املنهاج األكمل منهاج سيدان رسول هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -15‬املوت واحلياة باحلل‬ ‫ما معُب قوؿ الشيخ اعبنيد‪(( :‬التصوؼ ىو أف يبيتك اغبق عنك ووبييك بو))؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اإلنساف ةُنائي‪ ،‬فيو اعبسم الذي فيو ما وبتاج إليو من شهوات ومن مطعومات‬ ‫ومن أىواء ومن حظوظ ومن ملذات‪ ،‬وفيو نفخ ٌ من هللا‪ ،‬ىي سر اغبياة الٍب فينا‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٕٜ(  ‬اغبجر)‪.‬‬ ‫وسقياىا من رسوؿ هللا‪ ،‬وحياهتا‬ ‫ونفخ اغبياة قوهتا ذكر هللا‪ ،‬وشراهبا كتاب هللا‪ُ ،‬‬ ‫حياةٌ روحاني أعلى وأكرـ من حياة مبلئك هللا جل يف عبله‪.‬‬ ‫فإذا أراد هللا ‪ ‬بعبده خّباً أمات يف نفسو طلب الشهوات الفانيات‪ ،‬والرغب يف‬ ‫اغبظوظ غّب الباقيات‪ ،‬فبل هبد يف نفسو رغب يف ىذه األشياء‪ ،‬وهبدىا كلها تستوي مع‬ ‫بعضها‪ ،‬وهبد رغب ً شديد ًة فيما عند هللا‪ ،‬وفيما أابحو لو مواله إذا كاف قريباً من حضرتو‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫جل يف عبله‪.‬‬ ‫إذا أمات هللا يف النفس الطلب والرغب ؽبذه الشهوات‪ ،‬مث للمباحات‪ ،‬وجعل ىذا‬ ‫اإلنساف ىواه كلو يف مواله‪ ،‬وبييو هللا ‪ ‬حيا ًة َّ‬ ‫حق ً يقوؿ فيها يف اغبديث القدسي‪:‬‬ ‫{ ّٕن ِٓتُ ضَُِعَُ٘ ايَّرِ‪َٜ ٟ‬طَُِعُ بِِ٘‪َٚ ،‬بَؿَسَ‪َّ ُٙ‬ايرِ‪ُٜ ٟ‬بِؿِسُ بِِ٘‪ََٜٚ ،‬دَ‪ ُٙ‬ايَّتِ‪ِ َٜ ٞ‬بِّٓؼُ بَِٗا‪َٚ ،‬زِدًُِّٔ٘‬ ‫ايَّتِ‪َُِٜ ٞ‬ػِ‪ ٞ‬بَِٗا }‬

‫‪11‬‬

‫ويكوف داخبلً يف قوؿ هللا‪           :‬ميتاً عن حظوظو وشهواتو وأىوائو‪،‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫فلم تعد تُسيطر عليو‪ ،‬فهو الذي يسيطر عليها‪      :‬‬ ‫‪      ‬احتيا‬ ‫ُ‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫ابهلل‪ ،‬ؼبا وببو هللا ويرضاه‪   :‬‬ ‫‪ٕٔ​ٕ(  ‬األنعاـ) نوراً‬ ‫يف الدنيا‪ ،‬وليس يف اآلخرة‪ ،‬وىذا مقصد اإلماـ اعبنيد ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -16‬الصوفية واألُىؼ باخلالل وباخللل‬ ‫ما معُب قوؿ اغببلَّج‪:‬‬

‫؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الصويف اغبقيقي الذي أحسن اإلقباؿ على هللا‪ ،‬وال هبد أُنساً دبجالس ٍ‬ ‫أحد من‬ ‫البشر إال إذا كاف على منوالو او األُنس ابهلل جل يف عبله‪.‬‬ ‫يستوحش من ؾبالس الغافلْب ‪ -‬يعِب يشعر بوحش شديدة ‪ -‬ويستوحش من‬ ‫ؾبالس البلطجي والبطالْب‪ ،‬ويستوحش من ؾبالس اؼبشغولْب ابلدنيا عن الدين‪ ،‬فبل‬ ‫أينس إال ابهلل‪ ،‬أو من كاف على نسقو وحالو من عباد هللا‪ ،‬وأنتم تعلموف أف أُويس القرٍل‬ ‫‪ ‬الذي قاؿ فيو ‪ ‬ألصحابو‪:‬‬ ‫‪ 11‬ط ٘ الجخب ٕ ّاثي حجبى عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫عّ ئُّ٘ قّٔدِ نّٔا َٕ‬ ‫{ إَِّٕ زَدُال ‪َٜ‬أِّٖ​ِ‪ٝ‬هِّٕ​ِ َِِٔ ا ّٖي‪ُٜ ،ََُِٔٝ‬كّٔاٍُ ئُّ٘ إّٔ‪َِٜٚ‬ظْ‪ ،‬ئّا ‪َ َٜ‬دعُ بِا ّٖي‪ّٔ َُِٔ َٝ‬غ‪ِٝ‬سَ ّٕأ‬ ‫ايدزَِِٖ​ِ فَُِّٔٔ ّٔي ِك‪َِِٓ َُ٘ٝ‬هِّٕ​ِ‬ ‫بِِ٘ َب‪َٝ‬ا ْ‪ ،‬فّٔدَعَا ايًََّ٘ فّٔأّٔذِ َٖبَُ٘ َعُِٓ٘ إِيَّا َ ِ‪ِ​ِٛ‬عَ ايدّْ‪َٜٓ‬ازِ أّٔ‪ّْ ِٚ‬‬ ‫‪12‬‬ ‫فّٔ ًّٖ‪َٝ‬طِتَ ِػفِسِ ئّهِّٕ​ِ }‬ ‫أُويس القرٍل من اليمن منعو من اجمليء إىل النيب ‪ِّ ‬‬ ‫بره أبمو‪ ،‬وكاف وحيد أمو‪،‬‬ ‫وكلما يقوؿ ؽبا‪ :‬أذىب لرسوؿ هللا‪ ،‬تقوؿ لو‪ :‬وؼبن تَبكِب؟ وىو يريد أف يربىا‪ ،‬حٌب انتقل‬ ‫الرسوؿ ‪ ‬إىل الرفيق األعلى ومل يرى رسوؿ هللا ظاىراً‪.‬‬ ‫سيدان عمر كاف كل عاـ يذىب وينادي على أىل اليمن‪ :‬أفيكم أُويس‪ ،‬فيقولوف‪:‬‬ ‫رجل‬ ‫ال ليس معنا أُويس‪ ،‬وذات مرة قالوا لو‪ :‬ليس معنا إال راعي لنا إظبو أُويس‪ ،‬يعِب ٌ‬ ‫فقّب ومسكْب‪ ،‬فقاؿ ؽبم‪ :‬وأين ىو؟ قالوا‪ :‬يف اؼبكاف الفبلٍل‪ ،‬وكاف معو سيدان اإلماـ‬ ‫علي‪ ،‬فذىبا إىل ىناؾ وسألو عمر‪ :‬أأنت أُويس؟ قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬وأخربه دبا قاؿ رسوؿ هللا‬ ‫فيو‪ ،‬وأف بو عبلم أخربىم عنها سيدان رسوؿ هللا‪ ،‬وىي أف فيو دبقدار درىم أةر ٍ‬ ‫برص‬ ‫كاف قد أُصيب بو وشفاه هللا منو‪ ،‬وظلت ىذه العبلم ابقي ليعرفوه‪ ،‬فقاؿ ؽبم‪ :‬ىذه‬ ‫العبلم ‪ ،‬وبعد ؿبادة قاؿ لو سيدان عمر‪ :‬ىبل جئت لتعيش معنا يف اؼبدين أتنس بنا‬ ‫وأننس بك‪ ،‬فقاؿ أُويس‪:‬‬ ‫عجباً اي أمّب اؼبؤمنْب من أنس ابهلل كيف أينس بسواه؟!‪.‬‬

‫ال أينس بسلطاف‪ ،‬وال أينس أبغنياء وال وجهاء‪ ،‬وال أينس ٍ‬ ‫أبحد من اػبلق إال إذا‬ ‫كاف ىناؾ من على شاكلتو‪ ،‬ؼباذا؟ ألف ذلك لن وبجبو عما ىو فيو من القرب من‬ ‫حضرة اغبق ‪ .... ‬وىذا ىو وحداٍل الصفات‪ ،‬يعِب ال يُقبل على أحد إال إذا كاف‬ ‫على شاكلتو يف الصفات من اإلقباؿ على هللا‪ ،‬ويف حب هللا ورسولو‪ ،‬ويف دواـ ذكر هللا‪،‬‬ ‫ويف األُنس ابهلل جل عبله‪ ،‬ىو على شاكلتو‪ ،‬فهذا الذي أينس بو وال أينس بغّبه‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 12‬ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي عور ثي الخطبة ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ -17‬اجللوؽ مع اهلل‬ ‫يقوؿ الشيخ أبو بكر الشبلي‪:‬‬ ‫فما معُب اعبلوس مع هللا؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أليس هللا ‪ ‬القائل يف حديثو القدسي‪ { :‬أَّْٔا دًَِ‪ٝ‬ظُ َِٔ َذنّٔسَِْ‪} ٞ‬‬

‫‪13‬‬

‫اإلنساف عندما يذكر هللا يكوف جليس هلل ‪ ،‬وقاؿ هللا تعاىل‪:‬‬ ‫َّنتِ بِ‪َ ٞ‬غفّٔتَا‪} ُٙ‬‬ ‫{ أَّْٔا َعَ َعبِدِ‪َ​َ ٟ‬ا َذنّٔسَِْ‪ََِٚ ،ٞ‬شَس ّٔ‬

‫‪14‬‬

‫ماداـ يذكر هللا أبي ذك ٍر فيكوف معو هللا‪ ،‬وكيف يكوف معو؟ معو بتأييده‪ ،‬ومعو‬ ‫دبعونتو‪ ،‬ومعو بتوفيقو‪ ،‬ومعو بنصره‪ ،‬ومعو ابإلجاب ‪ ،‬ومعو بتيسّب األمور‪ ،‬معو بكل ىذه‬ ‫اؼبعاٍل وغّبىا‪ ،‬وليس معي جسماني كمعيتنا ىذه حاشا هلل ‪ ،‬ولكن معو بتأييده‬ ‫ونصره وكل ىذه اؼبعاٍل اإلؽبي الٍب تليق بو ‪.‬‬ ‫إذاً اإلنساف الذاكر هلل‪ ،‬ويذكر هللا الذكر اغبقيقي الذي ال ينشغل قلبو أةناءه عن‬ ‫هللا‪ ،‬ىو اعبليس هلل ‪ ،‬لكن أان أذكر هللا وقليب مليء دبشاغل ومشاكل وأحواؿ اػبلق‪،‬‬ ‫فهذا قاؿ فيو ‪:‬‬ ‫ب غّٔافٌٍِ ئّا‪} ٍٙ‬‬ ‫{ ‪ٚ‬اعًُِّٔ​ُ‪ٛ‬ا إَّّٔٔ ايًََّ٘ ئّا ‪َٜ‬طِتَذِ‪ٝ‬بُ ‪ُ،‬عَا‪ َِِٔ ّ٤‬قًّّٖٔ ٍ‬

‫‪15‬‬

‫إذا كاف قلب اله فكيف يذكر هللا؟! لكن من يذكر هللا فعبلً ال يكوف يف قلبو إال‬ ‫هللا‪ ،‬فهذا كما يقولوف‪:‬‬ ‫اعأددددددددددددر هللا إى ًمدددددددددددد٘ذ ددددددددددددْاٍ‬

‫ت مدددددددٖ الددددددد أر ٗدددددددب أه‬ ‫ددددددد ثقلددددددد ا‬

‫‪ 13‬ث ر ال ْا ت للكتثبعٕ‪ّ ،‬أحب ٗش أثٖ ال م٘ي الكتثٖ عي أثٖ هرّاى اة لوٖ ‪‬‬ ‫‪ 14‬همٌت أحوت ّاثي حجبى عي أثٖ ُرٗرح ‪‬‬ ‫‪ 15‬بهع الزره ٕ ّال بأن عي أثٖ ُرٗرح ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫فهذا على الفور جليس هللا‪ ،‬ويكوف يف حضرة هللا جل يف عُبله‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -18‬اجلنع على اهلل‬ ‫ما معُب قوؿ الشيخ أضبد الرفاعي‪.... :‬‬

‫؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا قوؿ اتفق عليو ‪ -‬ليس سيدي أضبد الرفاعي فقط ‪ -‬لكن كل الصادقْب؛ أف‬ ‫اإلنساف لكي يبلغ أعلى مقامات اإليقاف فبل بد أف ال يرى لنفسو حوالً وال طوالً وال‬ ‫علما وال أي شيء من ذلك‪.‬‬ ‫قوة وال ً‬ ‫وإمبا ال يرى إال صباالت هللا عز جل الٍب صبَّلو هبا‪ ،‬ويرى أنو كأصلو الذي ذكره‬ ‫ربو‪ ،‬إما سبلل من طْب‪ ،‬وإما من تراب‪ ،‬وإما من ماء مهْب‪ ،‬وما زاد عن الطْب فّباه‬ ‫صباؿ من رب العاؼبْب ‪.‬‬

‫ويري أف علمو فضل من هللا تفضَّل بو عليو حضرة العليم‪ ،‬وقوتو أمده هبا حضرة‬ ‫القوي‪ ،‬ولطفو يف اؼبعامل بتجلي إسم اللطيف عليو‪ ،‬ويرى أف كل شيء يفعلو أو يتحركو‬ ‫أو يقوـ بو إمبا إبمداد من ربو‪ ،‬ولو تركو هللا ‪ ‬وشأنو ال يستطيع أف يقوـ بشيء‪ ،‬وهللا‬ ‫‪ ‬قد طلب منا ذلك‪ ،‬وأمران بذلك يف قولو الذي نكرره يف كل ركع من ركعات‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫الصبلة‪    :‬‬ ‫‪٘(  ‬الفارب ) لو توقفت اؼبعون لن نستطع‬ ‫العبادة أبداً‪ ،‬فبل قوة لنا على طاعتو إال حبولو وقوتو‪ ،‬وال حفظ لنا عن معصيتو إال حبفظ‬ ‫وصيانتو‪.‬‬ ‫كمل الصاغبْب على الدواـ ‪...‬‬ ‫وىذا ىو حاؿ َّ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫يتكلم فّبى سر اؼبتكلم ىو الذي أؽبمو‪ ،‬وىو الذي أنطقو‪ ،‬وىو الذي حرؾ‬ ‫الشفتْب واللساف ابلنطق‪ ،‬وىو الذي حرؾ األواتر لتخرج النغمات‪ ،‬وىو الذي حرؾ‬ ‫ىذه القلوب وفتح آذاهنا لتسمع ىذا الكبلـ وتتلذذ بو‪ ،‬فاألمر كلو من هللا وابهلل وهلل‬ ‫جل يف عبله‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -19‬ظٍس املكطبني‬ ‫ما معِب قوؿ اإلماـ اعبنيد ‪... : ‬‬ ‫؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا األمر أجبنا عنو عندما تكلمنا عن مراتب الزىد‪ ،‬وقلنا أف أعلى ىذه اؼبراتب‬ ‫أف يزىد اإلنساف بقلبو عما سوى مواله‪ ،‬فبل يلتفت إليو وال يتجو إليو وال يطلبو‪ ،‬حٌب‬ ‫لو أشار إليو اؼبوىل من بْب يديو ال يطلب من هللا إال هللا‪ ،‬ويزىد يف كل ما سوى هللا ‪،‬‬ ‫عاؿ‪ ،‬وىو مقاـ ُك َّمل الورة لسيدان رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫وىذا مقاـ ً‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬غط الوصول‬ ‫نرجو توضيح قوؿ الشيخ أىب اغبسن الشاذيل ‪:‬‬ ‫؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ىذا الكبلـ شرحناه مراراً وتكراراً‪ ،‬فبعض القوـ ظن أف الوصوؿ إىل هللا ابلزىد‪،‬‬ ‫واؼبلبس اػبشن‪ ،‬واألكل اعباؼ الذي ال يليق‪ ،‬واإلكثار من العبادات الٍب تضارع‬ ‫وتشابو الرىباني ‪ ،‬فالرىباف الذين يعيشوف يف األديرة ماذا يصنعوف؟ عيش خشن اتم‬ ‫البعد عن كل الشهوات الٍب يتطلبها اؽبيكل اإلنساٍل‪ ،‬فبنوعْب من الزواج لكي ال يوجد‬ ‫شهوة للنساء‪ ،‬أو النساء الراىبات ال هبدف شهوة للرجاؿ‪ ،‬فبل توجد شهوة جنسي ‪ ،‬وال‬ ‫أيكلوف إال من عمل أيديهم‪ ،‬فبل يشَبوف أي شيء‪ ،‬ولذلك ؽبم مزرع خاص ال أيكلوف‬ ‫إال من ىذه اؼبزرع فقط‪ ،‬ما ىذا؟! حال تقشف‪ ،‬لكن ىذه اغبياة قاؿ فيها سيدان‬ ‫رسوؿ هللا ‪:‬‬ ‫{ إِْ​ّْ‪ ٞ‬بُعِ ِجتُ بِايّٖ َشِٓ‪ٝ‬فِ‪ ِ١َّٝ‬ايطَُِّشَ‪َٚ ،ِ١‬ئِّ​ِ إّٔبِ َعحِ بِايسَّ ِٖبَاِْ‪ ِ١َّٝ‬ا ّٖيبِدِعَ‪} ِ١‬‬

‫‪16‬‬

‫فاإلسبلـ ليس بو رىباني ‪ ،‬فما طريقتنا؟ الرجل الذي ذىب لسيدي أب اغبسن‬ ‫الشاذيل ‪ ‬وأرضاه وقاؿ لو‪ :‬أان أريد أف ال ألبس من الثياب إال كذا من الثياب الرة ‪،‬‬ ‫وال آكل من الطعاـ إال اعباؼ الشديد‪ ،‬وال أانـ إال على الَباب‪ ،‬وال ألتحف إال‬ ‫السماء‪ ،‬فقاؿ لو‪ِ :‬ملَ تشدد على نفسك؟! اعرؼ هللا وكن كيف شئت‪.‬‬ ‫كل كما شئت لكن ال بد أف تعرؼ هللا‪ ،‬فمعرف هللا ىي كل شيء‪ ،‬ذىب رجل‬ ‫لسيدي أبو اغبسن الشاذيل َّ‬ ‫يدعي اعبذب فرأى الشيخ يلبس ةياابً فخم ‪ ،‬والشيخ كاف‬ ‫يف آخر حياتو‪ ،‬وحياة ال ُك َّمل يكوف اعبهاد فيها يف البداايت‪ ،‬وال أحد يراه‪ ،‬والذي يغَب‬ ‫أبحواؿ النهاايت ال يصل للنهاايت‪ ،‬ألنو مل ير البداايت‪.‬‬

‫فالشيخ أبو اغبسن الشاذيل كاف يعيش يف جبل شاذل يف ببلد تونس‪ ،‬وكانت‬ ‫توجد عْب من اؼباء يتوضأ منها ويغتسل منها ويشرب منها‪ ،‬وكاف أيكل اغبشيش النابت‬ ‫يف ىذا اعببل ؼبدة سبع سنْب!‪ ،‬فمن الذي يستطيع أف يعيش سبع سنْب على ىذه‬ ‫الكيفي ؟! وبعد ذلك أيت لو األمر‪( :‬انزؿ اىدي الناس إلينا) فأخذ الصبغ احملمدي ‪،‬‬ ‫يلبس أحسن الثياب‪ ،‬ويركب أفخر الدواب‪ ،‬وأيكل أحسن الطعاـ‪ ،‬ويرى أف كل ىذا‬ ‫يقدـ لو من قِبَل هللا ‪ ،‬أيكل كالضيف‪ ،‬والضيف أيكل من يد اؼبضيف‪ ،‬واؼبضيف ىو‬ ‫‪ 16‬هعجن الطجراًٖ ّهمٌت الرّٗبًٖ عي أثٖ إهبهخ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫هللا ‪.‬‬ ‫فقاؿ الرجل الذي َّ‬ ‫يدعي الزىد والورع‪ :‬ما ىذا أيها الشيخ أنت تلبس ىذه‬ ‫الثياب الفخم ؟! فقاؿ لو‪:‬‬ ‫األحسن اؼببلبس الٍب تعرب عن الشكر‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ِإَّٕ ايًََّ٘ ‪ُٜ‬شِبَّ ّٔإِٔ ‪َٜ‬سَ‪ ٣‬أّٔثَسُ ِْعَُِتِِ٘ عًَّٔ‪َ ٢‬عبِدِ‪} ِٙ‬‬

‫‪17‬‬

‫ذىب الشيخ سفياف الثوري وكاف من كبار الفقهاء وصاحب مذىب مشهور يف‬ ‫زمانو لسيدان جعفر الصادؽ فقاؿ لو‪ :‬كيف تشرب اؼباء البارد؟ وكيف أتكل التفاح؟ قاؿ‬ ‫تستطيع أف‬ ‫لو‪:‬‬ ‫تستغِب عن التفاح وال تستطيع أف تستغِب عن اؼباء‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬وِملَ تلبس ىذا اؼبلبس‬ ‫الناعم؟ قاؿ لو‪ :‬أعطِب يدؾ‪ ،‬فأدخلها ربت مبلبسو‪ ،‬فوجد أنو يلبس شيء مثل اػبيش‬ ‫اػبشن‪ ،‬مث قاؿ‪ :‬جعلنا ىذا هلل‪ ،‬وجعلنا ىذا ػبلق هللا‪ ،‬فما كاف هلل أخفيناه وما كاف‬ ‫للخلق أبديناه‪ ،‬ال بد من أف يُظهر اإلنساف نعم هللا عليو‪ ،‬فليس الطريق إىل هللا بلبس‬ ‫اػبشن‪ ،‬وال ابألكل اعباؼ الغليظ‪ ،‬وال ابلنوـ على الَباب‪ ،‬ولكن خبلو القلب من التعلق‬ ‫ابألسباب‪ ،‬وارتباطو حبضرة الكرَل الوىاب ‪ ،‬فما داـ القلب ارتبط ابهلل فإف اإلنساف‬ ‫أبي وضع وأي حاؿ يكوف مع هللا جل يف عبله‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬الطب والعبس‬ ‫نرجو شرح معُب قوؿ الشيخ ؿبي الدين بن عرب‪:‬‬ ‫العجدددددددددددت حدددددددددددم ّالدددددددددددرة حدددددددددددم‬

‫ٗبل٘ددددددددذ شددددددددعرٕ هددددددددي ال موكلددددددددف‬

‫إى لددددددددددذ عجددددددددددت مدددددددددد ا ه٘ددددددددددذ‬

‫ّإى لدددددددددددددذ ة أًدددددددددددددٔ ٗكلدددددددددددددف‬

‫‪ 17‬همٌت أحوت ّالزره ٕ عي أثٖ ُرٗرح ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذين البيتْب شرحهم الشيخ ؿبي الدين بن عرب يف كتابو (الفتوحات اؼبكي ) وىو‬ ‫مكوف من أربع ؾبلدات‪ ،‬وكل الفتوحات اؼبكي شرح ؽبذين البيتْب‬ ‫العبد حق طاؼبا فيو حياة‪ ،‬واغبياة أتيت من أين؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٕٜ(  ‬اغبجر) فإذا خرجت نفخ الروح فيكوف جيفو قذرة‪ ،‬فالعبد حق دبا فيو من‬ ‫سر خالقو وابريو‪ ،‬والرب حق وىذا شيء ال ينكره أحد‪ ،‬فإف هللا ‪ ‬ىو مالك اؼبلك‬ ‫واؼبلكوت‪ ،‬وصاحب العزة واعبربوت‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫التكليف الذي كلفنا بو هللا كالصبلة من اؼبُكلَّف‬ ‫هبا؟ ىل اغبقائق الرابني الٍب بداخلي؟ أـ اغبقائق الطيني الٍب أمشي هبا؟‬

‫إف قلت عبد فذاؾ ميت واؼبيت كيف يكلَّف؟ وإف قلت رب أٍل يكلَّف‪ ،‬وكما‬ ‫وضحها اإلماـ أبوالعزائم هنع هللا يضر‪ ،‬فقد كاف يُصلِّي هلل ذات مرة‪ ،‬فأراد أف يفك ىذا الرمز‪،‬‬ ‫يف من ىباتك‬ ‫فقاؿ ملت ًفتا والفتاً نظر أصحابو‪:‬‬ ‫أي دبا استودعتو َّ‬ ‫الرابني ‪ ،‬وعطاءاتك الصمداني ‪ ،‬أصلي لذاتك اإلؽبي ‪.‬‬ ‫ما الذي فيك؟ فيك مظهر لؤلظباء والصفات‪ ،‬السميع صف هللا ذبلَّى بو عليك‪،‬‬ ‫البصّب صف هللا ذبلَّى هبا عليك‪ ،‬اغبي صف هللا ذبلَّى هبا عليك‪ ،‬القادر صف هللا ذبلَّى هبا‬ ‫عليك‪ ،‬ألنك خليف هللا فجملك هللا أبظباءه اغبسُب‪.‬‬

‫فأنت تتحرؾ وتتكلم وتشتغل بسر األظباء اغبسُب الٍب فيك‪ ،‬فاألظباء اغبسُب‬ ‫الٍب فيك ىي الٍب تتوجو ابلعبادة إىل حضرة الذات اؼبقدس اإلؽبي ‪ ،‬فما أان؟ أان آل وهللا‬ ‫جل الفاعل‪.‬‬ ‫يف من صباالت هللا‪،‬‬ ‫يف منو فما معي؟! ال شيء‪ ،‬فأان أعبد هللا دبا َّ‬ ‫لو أخذ هللا ما َّ‬ ‫متوجهاً هبا غبضرة ذات هللا جل يف عبله‪ ،‬فإذا وصل اإلنساف ؽبذه اؼبرحل فتكوف ىذه‬ ‫الكمل من‬ ‫العبادة ىي اػبالص الصادق الٍب ليس هبا شائب هلل ‪ ،‬وىذه عبادة َّ‬ ‫الصاغبْب‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف نكوف منهم أصبعْب‪ ،‬قاؿ يف ذلك اإلماـ أبوالعزائم رضي هللا‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫عنو‪:‬‬ ‫هدددددددددددب غدددددددددددبة عٌدددددددددددٔ حج٘جددددددددددددٖ‬

‫لكٌدددددددددددددددددددددددددددددددددَ أل ٌدددددددددددددددددددددددددددددددددٖ‬

‫مظدددددددددددددددددرد ثعدددددددددددددددددت ٗقٌ٘دددددددددددددددددٖ‬

‫ثبل ؼدددددددددددددددد ددددددددددددددددت عرمٌددددددددددددددددٖ‬

‫أًددددددددددددب ثوددددددددددددي مددددددددددددٖ ّ ددددددددددددْ ٕ‬

‫هددددددددددددددددي ثبلظدددددددددددددددد ب أر ٌددددددددددددددددٖ‬ ‫َلودددددددددددددددددددب ثِدددددددددددددددددددب شدددددددددددددددددددرمٌٖ‬

‫رلدددددددددددددددددد الزكدددددددددددددددددبل٘ف هدددددددددددددددددة‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -22‬الططائل إىل اهلل‬ ‫نرجوا توضيح قوؿ أحد الصاغبْب‪:‬‬

‫؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الطرؽ الٍب توصل إىل هللا ‪ ‬ال يستطيع أحد من األولْب وال اآلخرين عدىا وال‬ ‫حساهبا‪ ،‬أنخذ طري ًقا واح ًدا منها‪ ،‬طريق أىل اعبذب‪ ،‬من الذي يستطيع أف يعد‬ ‫الكيفيات الٍب ُهبذب هبا أىل اعبذب إىل هللا ‪ ،‬شيء يفوؽ العقل‪ ،‬ويفوؽ الوىم‪،‬‬ ‫ويفوؽ اػبياؿ‪ ،‬ألف ىذه قدرة القادر ‪.‬‬ ‫كما أف هللا ‪ ‬إلةبات دالئل قدرتو جعل لكل إنساف من بدء الزماف إىل آخر‬ ‫الزماف خصوصي يف بشريتو‪ ،‬كل فرد لو تقاطيع وجو‪ ،‬واللوف‪ ،‬والصوت‪ ،‬وبصم‬ ‫األيدي‪ ،‬وبصم األرجل‪ ،‬وبصم العْب‪ ،‬وبصم األسناف‪ ،‬والدـ وتكوينو‪ ،‬وكل شيء يف‬ ‫قببل وبع ًدا‪ ،‬وىذا دليل على وحداني الواحد‬ ‫كل إنساف فريد عن صبيع بِب اإلنساف ً‬ ‫‪ ،‬وكذلك لكل إنساف من رضب الرضبن طرائق ال تعد يصل هبا إىل حضرة هللا‪ ،‬وىذا‬ ‫من سع كرـ هللا‪ ،‬فإف مل يصل هبذه الطريق يصل ابلطريق األخرى أو بغّبىا‪ ،‬فيكوف‬ ‫عنده طرائق ال تعد؛ لكي يقاـ عليو اغبج ‪.‬‬ ‫عسر على نفسو لتسليمو ما بو لنفسو‬ ‫ألف هللا ‪ّ ‬‬ ‫سهل لو األمر‪ ،‬وىو الذي ّ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وىواه‪ ،‬ولذلك عندما يذىب مريد ألحد الصاغبْب؛ يقوؿ لو‪ :‬ىذه طريقتك فإف مل يسر‬ ‫فيها؛ يقوؿ لو‪ :‬اذىب إىل الطريق األخرى‪ ،‬وإف مل يسر فيها فيقوؿ لو‪ :‬اذىب إىل طريق‬ ‫أخرى‪ ،‬ؼباذا؟ ألف لكل فرد طرائق ال ربد للوصوؿ إىل هللا ‪.‬‬ ‫منهم من يصل إىل هللا ابػبدم ‪ ،‬ومنهم من يصل إىل هللا ابحملب ‪ ،‬ومنهم من يكشف‬ ‫هللا عنو الطوؽ فتنهمر عليو أنوار هللا‪ ،‬ويغيب عن الدنيا وما فيها؛ لتمتعو دبا يشهده من‬ ‫صباؿ هللا وصباؿ أظباء هللا وصفات هللا‪ ،‬ومنهم من أيخذ بيده سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬ىذه‬ ‫كلها طرؽ وغّبىا موجودة لكل فرد من اؼبؤمنْب؛ رضب من الرضبن ‪.‬‬ ‫لكي ال يقوؿ أحد منا‪ :‬كيف أصل إىل هللا وليس يل طريق أصل بو إىل هللا؟ بل‬ ‫لكل فرد منا طرؽ ال تعد وال ربد‪ ،‬لكن شرطها اترؾ نفسك خلفك وتعاىل‪ ،‬لكن إذا‬ ‫أتيت ومعك نفسك فتكوف يف لَْبسك‪:‬‬ ‫هٌددددٖ أ ددددبمر هددددي أددددًْٖ الددددتاًٖ‬

‫أمدددددددر د ثدددددددٖ حدددددددْ ّ​ّلدددددددتاى‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -23‬اإلؾاضة فى معيى الفطقاٌ‬ ‫ما معُب الفرقاف؟ وما اإلشارة ىف استخداـ ىذا اللفظ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أظباء القرآف اؼبوجودة يف كتاب هللا؛ كل إسم يُعطي زبصص من زبصصات كتاب‬ ‫هللا عز وجل‪ ،‬فكلم الفرقاف تعِب اآلايت الٍب تتحدث عن الشريع ألهنا فارق بْب اغبق‬ ‫والباطل وبْب اغببلؿ واغبراـ‪.‬‬ ‫أما الفرقاف ‪ :‬فبالنسب للعبد فهو النور الذي يُفيضو هللا ‪ ‬على ابطنو وبو يبيز‬ ‫بْب حقائق األشياء‪ ،‬فيعرؼ اغبق من الباطل‪ ،‬ويعرؼ الطيب من اػببيث‪ ،‬ويعرؼ اغبسن‬ ‫من األحسن‪ ،‬وبو يبيز بْب حقائق بِب البشر‪ ،‬قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫{ اَِّكّٕ‪ٛ‬ا فِسَاضَ‪ ّٔ١‬ايُّٖ​ُؤِ َِِٔ فّٔإَُِّْ٘ َ‪ِٓ ٜ‬عّٕسُ ِبُٓ‪ٛ‬زِ ايًَِّ٘ }‬

‫‪18‬‬

‫فيعرؼ الصادؽ من الكاذب بعبلم وظبيا يراىا يف وجهو‪ ،‬ويعرؼ اؼبنافق من‬ ‫صادؽ اإليباف يف غبن القوؿ‪ ،‬أو من النظر إىل عينو‪ ،‬أو من النظر إىل وجهو‪.‬‬ ‫فمن إعجاز هللا ‪ ‬أف أي إنساف فيو شاشات كثّبة تعرب عما بداخل اإلنساف‬ ‫ظاىراً أو ابطناً‪ ،‬فمثبلً‪ :‬عْب اإلنساف إذا نظر إليها الطبيب النُطاسي اغبكيم يعرؼ‬ ‫األمراض الٍب يف ىذا اعبسم‪ ،‬وإذا نظر إليها العارؼ الرابٍل يعرؼ ما صنعتو وما نظرت‬ ‫إليو ىذه العْب‪ ،‬كما قاؿ سيدان عثماف‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إذا نظر الطبيب اغبكيم إىل ىذه اللوح الرابني (اعببه ) يعرؼ منها األمراض‬ ‫اعبسماني الٍب يعاٍل منها اإلنساف‪ ،...‬وإذا نظر إليها العارؼ الرابٍل يعرؼ األمراض‬ ‫الباطني والقبلقل الداخلي الٍب يعاٍل منها ىذا اإلنساف‪ ،‬فكل شيء يف اإلنساف يدؿ‬ ‫على ما بداخل اإلنساف ظاىراً أو ابطناً‪.‬‬ ‫فالذي معو الفرقاف‪ ،‬أي معو النور الفارؽ الذي يفرؽ بْب ىذه اغبقائق إبمداد لو‬ ‫من هللا‪ ،‬وبنور اكتحلت بو عْب بصّبتو من سيدان رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 18‬بهع الزره ٕ ّالطجراًٖ عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


( ) 




( ) 




‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪xqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪ -1‬مصطلخات الصوفية‬ ‫روجوىا بْب الناس‪ ،‬واستعملوىا فيما‬ ‫يؤخذ على الصوفي بعض اؼبصطلحات الٍب َّ‬ ‫بينهم‪ ،‬فبل يشك أح ٌد يف كوهنا أجنبي يف اإلسبلـ‪ ،‬ولغ اإلسبلـ عربي ‪ ،‬وىي مقتبس ٌ‬ ‫ومأخوذة من اؼبسيحي حبروفها وألفاظها ومعانيها ومدلوالهتا مثل‪ :‬انموس ‪ -‬رضبوت ‪-‬‬ ‫رىبوت ‪ -‬الىوت ‪ -‬جربوت ‪ -‬رابٍل ‪ -‬روحاٍل ‪ -‬شعشعاٍل ‪ -‬وجداني ‪ -‬فرداني –‬ ‫ربوبي ‪ ،‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذه األلفاظ كلها ىل حروفها عربي أـ غّب عربي ؟ عربي ‪ ،‬ىل فيها كلم إقبليزي‬ ‫أو فارسي أو فرنسي ؟ ال‪ ،‬إذاً ما دامت حروفها عربي فما الذي يُبعدان وهبعلنا نتبع‬ ‫اؼبستشرقْب الذين يريدوف أف يشككوان يف الدين ويقولوف‪ :‬ىذه األلفاظ ليست لكم‪،‬‬ ‫وقد أخذسبوىا عن اآلخرين‪.‬‬ ‫ىذه األلفاظ عربي ‪ ،‬وؽبا معاٍل يف القواميس العربي ‪ ،‬وكبن نستخدمها على حسب‬ ‫معانيها اؼبوجودة يف القواميس العربي ‪ ،‬فما اؼبانع يف ىذا األمر؟!‪.‬‬ ‫فمثبلً كلم اعبربوت‪ :‬فهذا عامل من العوامل اإلؽبي ‪ ،‬والنعموت والعظموت عوامل‬ ‫إؽبي ‪ ،‬ىل ىذه العوامل اإلؽبي موجودة يف اؼبسيحي ؟ أبداً‪ ،‬فليس عندىم غّب اؼبلكوت‪،‬‬ ‫لكن العوامل األخرى ال يعرفوف عنها شيئاً من قريب أو من بعيد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫الناموس‪ :‬أليست ىذه الكلم قاؽبا ورق بن نوفل غبضرة النيب ‪ ‬عندما نزؿ‬ ‫عليو الوحي‪ ،‬وأخذتو السيدة خدهب إليو‪ ،‬ألنو كاف يعرؼ األدايف السابق ‪ ،‬فماذا قاؿ‬ ‫لو؟ قاؿ‪َٖ { :‬رَا ايَّٓاَُ‪ٛ‬عُ ايَّرِ‪ ٟ‬أِّْٔ َصٍَ ايًَُّ٘ عًَّٔ‪َُٛ ٢‬ضَ‪ 1} ٢‬والناموس يعِب سيدان جربيل‪،‬‬ ‫فهو الذي كاف ينزؿ على األنبياء السابقْب كعيسى وموسى‪.‬‬ ‫فماؿ ىذه العبارة وكبلـ الصوفي ‪ ،‬ىذه العبارة قيلت للحضرة احملمدي عندما نزؿ‬ ‫الوحي األوؿ‪ ،‬فكل ىذه العبارات ما دامت عبارات عربي ‪ ،‬وؽبا معاٍل يف القواميس‬ ‫العربي ‪ ،‬فبل هبوز أف نقوؿ يف القاموس جزء من ىذه العبارات ال أيخذه الصوفي وال‬ ‫يستفيدوف بو‪ ،‬وجزء آخر خاص ابلصوفي ‪.‬‬ ‫فأنت يصلح لك أف تستخدـ أي كلم ما دامت يف قواميس اللغ العربي وىي‬ ‫مباح لنا‪ ،‬وما داـ ؽبا معُب يفقهو العقل ويوافق النقل‪ ،‬فكل ىذه العبارات عبارات‬ ‫عربي ‪ ،‬وليست مسيحي وال أجنبي وال شيء من ىذا القبيل‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪-2‬بني تعطيف العؿل واحملبة‬ ‫يقوؿ الدقاؽ‪( :‬‬

‫) نرجو التوضيح؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أظن أف ىذه العبارة واضح حٌب ابلنسب ألىل الدنيا‪ ،‬فأحياان شخص وبب‬ ‫أحداً‪ ،‬فيحب أف هبالسو ويلتقي بو‪ ،‬ووبب أف يتحدث معو‪ ،‬ولكن ليس ابستمرار‪.‬‬ ‫لكن لو امرأة عشقت رجبلً‪ ،‬أو رجل عشق امرأة‪ ،‬وال وبب أحدنبا أف يغيب‬ ‫الطرؼ الثاٍل عنو طرف ع ٍ‬ ‫ْب وال أقل‪ ،‬فهذا ىو العشق وىو أف هبالسو ويؤانسو ووبادةو‪.‬‬ ‫‪ 1‬الجخب ٕ ّهملن‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫فالعشق أرقى من احملب ‪ ،‬ألف احملب ميل القلب إىل هللا ‪ ،‬والعشق فناء اإلنساف‬ ‫عن األكواف‪ ،‬مث اؼبيل ابلكلي جبميع اغبقائق الراقي اإلؽبي ابلروح والسر والقلب ونفخ‬ ‫القدس إىل رب الربي ‪ ،‬فهذا ذباوز اغبد يف ىذا األمر‪ ،‬وىذا ما نسميو ابلعشق‪،.‬‬ ‫وإذا ربدةنا عن كلم العشق يف اجملاؿ الصويف فبل يسبق إىل ذىننا مدلوؽبا اللفظي‬ ‫ابلنسب للناس‪ ،‬أو ابلنسب ألىل العشق يف الدنيا‪.‬‬ ‫لكن العشق اإلؽبي يعِب يعشق صباالت هللا‪ ،‬وكماالت أخبلؽ هللا‪ ،‬ويعشق نور‬ ‫ويتهُب برؤايه‪ ،‬وإذا غاب‬ ‫حبيب هللا ومصطفاه‪ ،‬ويريد دوماً أف يتجلَّى لو ظاىراً‪ ،‬ويتملَّى َّ‬ ‫س أب ٍمل ٍ‬ ‫عنو طرف ع ٍ‬ ‫شديد لبعده‪ ،‬أو لظنو أنو بعيد عن حضرتو‪.‬‬ ‫ْب ُوب ُّ‬ ‫ويف ذلك يقوؿ سيدي أبو اغبسن الشاذيل وكذلك يقوؿ سيدي أبو العباس‬ ‫‪‬‬ ‫اؼبرسي ‪:‬‬ ‫ويقوؿ يف ذلك أيضاً سيدي عمر بن الفارض ‪:‬‬ ‫ّإى طددرد لددٖ مددٖ ددْا إ ا ح‬

‫علددٔ ددبؽرٕ ًَ َم دب ك ؼدد٘ذم ثر رددٖ‬

‫نفس واح ٌد‪ ،‬فأان من وبكم على نفسي‬ ‫يعِب لو أف أي خاط ٍر َّ‬ ‫مر على خاطري ٌ‬ ‫رجعت‪ ،‬والردة ىنا يعِب الرجوع عن طريق الصادقْب الذين يريدوف الود والقرب من‬ ‫أبهنا‬ ‫ُ‬ ‫حضرة رب العاؼبْب ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -3‬الصنت‪ :‬زضجاتُ‪ ،‬ومثطتُ‬ ‫ما الصمت؟ وما درجاتو؟ وما شبرتو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الصمت أنواع‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫النوع األوؿ‪ :‬صمت الظاىر‪ :‬وىو لظاىر اعبسم اإلمتناع عن حرك اللساف‪ ،‬وىذا‬ ‫عظيم يدخل منو من أراد أف يفوز ابغبكم من حضرة الرضبن‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ابب ٌ‬ ‫ّٔكُٔ‬ ‫ّٓلٍ فّٔاقّٖتَسِبُ‪ٛ‬ا َُِِٓ٘‪ ،‬فّٔإَُِّْ٘ ‪َّ ًُٜ‬‬ ‫{ إِذَا زَأّٔ‪ِٜ‬تُُِ ايسَّدٌَُ قّٔدِ إّٔ ِعِّٓ‪ َٞ‬شُِٖدّا فِ‪ ٞ‬ايدُّ ِْ‪َٝ‬ا َ‪ٚ‬قًَِّ‪ِ ِٓ َ ّٔ١‬‬ ‫ايّٖشِهَُّٖ‪} ّٔ١‬‬ ‫يفتح لو كنوز اغبكم من اغبكيم ‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٕٜٙ(    ‬البقرة)‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫انشغاؿ عن اغبضرة‬ ‫النوع الثاٍل‪ :‬صمت العقل‪ :‬عن اػبواطر الرديِّ الٍب فيها‬ ‫يس ُّده ويصمت إالَّ عن اػبواطر اإلؽبي ‪.‬‬ ‫اإلؽبي ‪ ،‬فكلما وجد خاطراً يشغلو عن هللا ُ‬

‫وصمت النفس عن اؽبواجس والوساوس الٍب‬ ‫النوع الثالث‪ :‬صمت النفس‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫توسوس هبا وزبنِّس هبا يف صدور الناس‪ ،‬وتدفعهم إىل اإلبقاء عن الطاعات‪ ،‬أو التثاقل‬ ‫عن عمل الصاغبات‪ ،‬أو والعياذ ابهلل ‪ ‬التسابق والتسارع إىل اغبظوظ والشهوات‪.‬‬ ‫وكل ىذا سببو خواطر النفس‪ ،‬فبل بد أف يصمت عن ىذه اػبواطر‪ ،‬ويفتح ابب‬ ‫اػبواطر اغبقي ‪ ،‬واػبواطر الرضباني ‪ ،‬واػبواطر اؼبلكوتي ‪.‬‬ ‫النوع الرابع‪ :‬صمت القلب‪ :‬وصمت القلب ىي صول إؽبي ‪ ،‬وعطي رابني ‪،‬‬ ‫اـ من هللا بربكات‬ ‫يصوؿ اغبق ‪ ‬صول فبل يدع للباطل بقي ‪ ،‬وىي عناي من هللا‪ ،‬وإكر ٌ‬ ‫ونظرات سيدان وموالان رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫فإذا فاز بذلك ُرزؽ ابؼبشاىدات والتجليات‪ ،‬وىي للروح‪ ،‬ولكي تفوز ابغبظ‬ ‫األعم هبب أف تصمت عن ىذه اؼبشاىدات‪ ،‬وال تلتفت إىل ىذه‬ ‫األعظم وابلكرـ‬ ‫ّ‬ ‫اؼبنازالت‪ ،‬وتُوجو ابصرة اؼبرء إىل مقلب القلوب ‪ ،‬ويتأسى يف ذلك دبن مدحو هللا‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٔٚ(  ‬النجم) وىذا ماحدث بعد ذلك‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫وقاؿ يف شأنو‪    :‬‬ ‫‪ 2‬الر بلخ القش٘رٗخ ّحل٘خ اةّل٘ب ةثٖ ًع٘ن‪ٌ ّ ،‬ي اثي هب خ ثرّاٗدخ يٗلقدٔ ال كودخي عدي عجدت الدرحوي‬ ‫ثي اُ٘ر ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٔٛ(  ‬النجم) وليست آايت الكوف‪.‬‬

‫مبلظدددددوذم هعدددددراط ّ ْعدددددد م‬ ‫ؽِدددددرح‬

‫ّالظدددددوذ مدددددرم حؼدددددرح الزدددددْاة‬

‫فالصمت يبلزـ كل اؼبقامات حبسبها‪ ،‬وبدايتو صمت اللساف عن الكبلـ الذي‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫هنى عنو اغبناف اؼبناف حيث قاؿ يف القرآف‪  :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔ​ٔٗ(  ‬النساء) وفيو يقوؿ ‪:‬‬ ‫{ ايؿَّ ُِتُ سُهِّْٖ َ‪ٚ‬قًِّٔ‪ ٌْٝ‬فّٔاعًُِّٕ٘ }‬

‫‪3‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪-4‬الػياحة الطوحية‬ ‫ما السياح الروحي ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫السياح أنواع‪ :‬ىناؾ السياح الدنيوي ‪ ،‬شخص ذىب للسعودي ‪ ،‬أو للكويت‪ ،‬أو‬ ‫أورواب ‪ ،‬أو ما شابو ذلك‪ ،‬لطلب اؼبعايش‪ ،‬أو ؼبشاىدة آاثر السابقْب يف الببلد اؼبختلف ‪،‬‬ ‫فهذه تسمي سياح دنيوي ‪.‬‬ ‫وىناؾ سياح ديني جسماني قاؿ فيها سيدان رسوؿ هللا ‪:‬‬ ‫{ َِٔ َ​َ َسزَ فِ‪ ٞ‬طًّّٔٔبِ ايّٖعًِِّٖ​ِ فُّٔٗ‪ َٛ‬فِ‪َ ٞ‬ضبِ‪ ٌِٝ‬ايًَِّ٘ َِبَا َزىّٔ ‪ََِٚ‬عَائّ‪ ٢‬سَتَّ‪َٜ ٢‬سِدِعَ }‬

‫‪4‬‬

‫أان ذاىب لطلب العلم‪ ،‬فهذه سياح ‪ ،‬لكنها سياح علمي ديني ‪ ،‬ما حدودىا؟‬ ‫‪5‬‬ ‫قاؿ ‪ { :‬اطًّّٕٖبُ‪ٛ‬ا ايّٖعًَِِّٖ َ‪ٚ‬ئّ‪ ِٛ‬بِايؿّْنِ }‬ ‫ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 3‬همٌت الشِبة ّالجِ٘قٖ عي أً‬ ‫ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 4‬بهع الزره ٕ ّالجِ٘قٖ عي أً‬ ‫ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 5‬شعت اإلٗوبى للجِ٘قٖ ّهمٌت الجةا عي أً‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫كلما كاف السفر لطلب العلم أبعد يكوف أجرؾ عند هللا أكرب‪ ،‬فهي سياح ديني‬ ‫لطلب العلوـ الديني ‪.‬‬ ‫وىناؾ سياح فكري ‪ ،‬وىي أف هبلس اإلنساف ينظر ويتفكر‪ ،‬كما قاؿ هللا يف‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫القرآف‪  :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪(  ‬آؿ عمراف)‪.‬‬

‫والتفكر عبادة األنبياء السابقْب‪ ،‬وعبادة أويل األلباب من بعدىم إىل يوـ الدين‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٔٓٔ(  ‬يونس) ‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪(   ‬الغاشي )‪.‬‬

‫وىناؾ سياح أخرى تسمى سياح قلبي ‪ ،‬إذا أكرـ هللا اإلنساف بعد دواـ الذكر‬ ‫بفتح عْب البصّبة‪ ،‬انطلقت عْب بصّبتو بنور هللا يف اآلفاؽ‪ ،‬فبل يرى شيئا إال ويرى فيو‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫نور هللا ‪ ‬الذي ذبلى فيو‪ ،‬وأظهره ؼبن حولو‪   :‬‬ ‫(ٖ٘النور) وىذه الٍب يقوؿ فيها اإلماـ أبو العزائم هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫ّإى ً دددددرد عٌ٘دددددٖ إلدددددٔ إٔ أدددددب ي‬

‫را٘دددددت الوجدددددبًٖ ّالوعدددددبًٖ دددددْاؽع‬

‫ّالكدددد أًجددددن‬

‫دددبؽع‬

‫ةى الوعددددبًٖ الشددددو‬

‫إعا أشدددر ذ مدددبلٌجن ثبلشدددو‬

‫وىناؾ سياح روحي ‪ ،‬إذا انطلقت الروح يف عامل الفتوحات اإلؽبي تواجهها‬ ‫ذبليات رابني ‪ ،‬وتنزالت صفاتي ‪ ،‬فيشاىد أسرار الصفات واألظباء الرابني ‪ ،‬يف كل‬ ‫األكواف العالي والداني ‪ ،‬ويرى أف الكوف كلو مسّب بسر األظباء والصفات‪.‬‬ ‫فسياح الروح يف التجليات واإلشراقات والتنزالت‪ ،‬وخاص األظباء اإلؽبي اؼبنبث‬ ‫يف كل الكائنات العلوي والسفلي ‪.‬‬ ‫وىناؾ سياح تسم ي سياح السر‪ ،‬وىذه تكوف ابؼبكاشف يف اغبضرات الٍب أقاـ‬ ‫ويقيم فيها حضرة النيب الكرَل ‪ ،‬يشاىد معانيو الروحي ‪ ،‬وأنواره العلي ‪ ،‬وصفاتو‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫الباطني ‪ ،‬وعطاءات هللا ‪ ‬لو اػبصوصي ‪ ،‬كل ىذه يراىا بسياح السر‪ ،‬ألف السر ىو‬ ‫الذي يكتشف صاحب السر ‪.‬‬ ‫وىناؾ سياح النفخ القدسي ‪ ،‬وىذه تكوف يف اغبضرات الذاتي للحق ‪.‬‬ ‫كل ىذه تسمى سياح يف هللا وهلل‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف هبعلنا من عباده السائحْب‪.‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqx‬ا‬ ‫‪ -5‬العٍس وزضجاتُ‬ ‫ما الزىد؟ وما درجاتو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫فالزىد بدايتو الزىد‬ ‫ىذا السؤاؿ أجبناه ابستفاض يف كتاب‬ ‫يف اؼبعاصي‪ ،‬وىو أف يزىد اإلنساف يف اؼبعاصي فبل يبيل إليها‪ ،‬وال يستشعر يف نفسو‬ ‫اإلقباؿ عليها‪ ،‬بل وبس ببغض شديد كبوىا‪.‬‬ ‫مث الزىد يف متاع الدنيا الفاٍل رغب يف الباقي فيما عند هللا ‪ ‬يف الدار اآلخرة‪،‬‬ ‫كالزىد يف األمواؿ‪ ،‬والزىد يف اؼبناصب‪ ،‬والزىد يف كل متاع الدنيا رغب فيما عند هللا‪،‬‬ ‫ومن يفعل ذلك نسميو زاىد وليس بعارؼ‪.‬‬ ‫أما الزىد األرقى ىو أف يزىد قلبو يف كل ما سوى مواله‪ ،‬حٌب ال ىبطر على‬ ‫القلب خاطر لغّب هللا جل يف عبله‪ ،‬وىذا ىو الزىد األبقى واألرقى‪ ،‬وىو أف يزىد يف‬ ‫الكونْب رغب يف مكوف الكونْب ‪ ‬وىذا ما نسميو زىد العارفْب‪.‬‬ ‫ومثل ىذا قد تكوف عنده الدنيا‪ ،‬ويكوف يف اؼبناصب‪ ،‬لكنها ال تغريو وال تفتنو‪،‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫فقد جعل هللا الدنيا يف يده‪ ،‬فإذا ذىبت مل وبزف عليها‪ ،‬وإذا جاءت مل يفرح هبا‪   :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٕٖ(   ‬اغبديد) فبل يفرح إال ابهلل‪ ،‬أو‬ ‫ابلقرب من حضرة هللا‪ ،‬أو ابؼبواصبلت الٍب تصلو من مواله‪ ،‬لكن ال يفرح ابلدنيا وما‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪     ‬‬ ‫فيها‪ ،‬ألف هللا نعى على قوـ فقاؿ‪     :‬‬ ‫‪ٕٙ(         ‬الرعد) فمن فرحوا‬ ‫ابغبياة الدنيا نعى عليهم هللا ‪ ‬والمهم‪ ،‬ألهنم فرحوا بشيء ال يبقى‪ ،‬لكن اؼبؤمن ال‬ ‫يفرح إال ابلباقي ‪‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -6‬الوضع وزضجاتُ‬ ‫ما الورع؟ وما درجاتو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الورع أولو الورع يف اغبراـ‪ ،‬ومعناه اتقاء الشبهات‪ ،‬أو االبتعاد عن احملرمات‪،‬‬ ‫فالورع هبعلو يبتعد عن اغبراـ ابلكلي إف كاف يف اؼبطعم‪ ،‬أو يف اؼبشرب‪ ،‬أو يف اؼبلبس‪،‬‬ ‫أو يف األقواؿ‪ ،‬أو يف األفعاؿ‪ ،‬أو يف األحواؿ‪ ،‬فيتورع عن كل شيء هنى عنو هللا‪ ،‬أو‬ ‫حذر منو سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬والورع يف اغبراـ كلنا مطالبوف بو وفيو يقوؿ الرسوؿ ‪‬‬ ‫ؼبن ربقق هبذا اؼبقاـ‪:‬‬ ‫َهِٔ أّٔعِبَدَ ايَّٓاعِ }‬ ‫{ ّٕنِٔ ‪َٚ‬زِعّا ِ ّٕ‬

‫‪6‬‬

‫مث يرتقي إىل الورع يف اؼبباحات‪ ،‬من أنواع الطيبات‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖٕ(        ‬األعراؼ) لكنو يتورع عن بعض ىذه اؼبباحات‬ ‫خوؼ الفتن ‪ ،‬أو خوؼ اغبجاب‪ ،‬أو خوؼ البعد من حضرة الكرَل الوىاب‪ ،‬أو خوؼ‬ ‫االنشغاؿ هبا عن هللا‪ ،‬أو خوؼ أف وبدث لو جفاء يبعده عن سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬فبل‬ ‫يوسع على نفسو يف اؼبباحات‪ ،‬بل ال يستخدـ إال الضرورايت‪ ،‬وال يستكثر من‬ ‫اؼبباحات‪ ،‬مع أف هللا ‪َّ ‬‬ ‫مكنو من ذلك‪ ،‬وأعطاه ما يستطيع أف وبصل بو ذلك‪ ،‬لكنو‬ ‫يتورع عن ىذه اؼبباحات رغب يف رفع الدرجات عند رفيع الدرجات ‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ٌ 6‬ي اثي هب خ ّالطجراًٖ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫مث الورع عن الشبهات‪ ،‬والشبهات ىي األمور الٍب زبتلط على كثّب من الناس‪،‬‬ ‫فمن الناس من وبلها‪ ،‬ومنهم من وبرمها‪ ،‬فأىل ىذا اؼبقاـ يتورعوف عن كل ىذه‬ ‫الشبهات‪ ،‬وىم الصديقوف‪ ،‬وإمامهم الصديق األكرب ‪ ‬الذي كاف يقوؿ‪(( :‬كنا نَبؾ‬ ‫سبعْب ابابً من اغببلؿ ـباف أف نقع يف ابب واحد من اغبراـ)) دبعُب إذا كاف ىناؾ‬ ‫سبعوف ابابً مفتوحْب‪ ،‬منهم تسع وستوف ابابً من اغببلؿ وابابً واحداً من اغبراـ‪ ،‬فالورع‬ ‫اباب كلها ـباف أف يقع يف ىذا الباب من اغبراـ‪.‬‬ ‫هبعلو يَبؾ السبعْب ً‬

‫مثاؿ ذلك‪ :‬الشيخ ابن سّبين صاحب تفسّب األحبلـ ‪ ‬وأرضاه‪ ،‬وكاف اتجراً‪،‬‬ ‫فجاءتو أربعوف عبوة من العسل‪ ،‬ووضعهم يف اؼبخزف‪ ،‬فجاءه اػبادـ وقاؿ لو‪ :‬رأيت فأرة‬ ‫دخلت يف العسل‪ ،‬فسألو أتعرؼ يف أي عبوة دخلت؟ قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬فقاؿ لو‪ ،‬إ ًذا ال بد أف‬ ‫هنرؽ العسل على األرض وال نبيع منو شيئاً للمسلمْب حٌب ال ندخل يف قوؿ سيد‬ ‫‪7‬‬ ‫األولْب واآلخرين‪ َِٔ { :‬غّٔػََّٓا فًّّٔٔ‪ِٝ‬ظَ ََِّٓا }‬ ‫فعوضو هللا ‪ ‬نتيج ىذا الورع‪ ،‬وجاءه يوسف الصديق يف اؼبناـ وقاؿ لو‪ :‬افتح‬ ‫َّ‬ ‫فاؾ‪ ،‬ففتحو‪ ،‬مث وضع فيو لسانو وأخذ يبصو‪ ،‬فقاـ من النوـ وقد علَّمو هللا ‪ ‬علم‬ ‫أتويل األحبلـ‪ ،‬وذلك نتيج الورع الذي عمل بو‪.‬‬ ‫يسره هللا ‪ ‬عليو‪ ،‬فمثبلً‪ :‬أان معي تسعوف‬ ‫وىذا ابلطبع طريق صعب‪ ،‬إال ؼبن َّ‬ ‫جنيها‪ ،‬وأخذت عشرة جنيهات من أحد الناس ووضعتها وسطهم‪ ،‬وبعد ذلك تبْب يل أف‬ ‫العشرة جنيهات حصل عليها ىذا الرجل من عمل فيو شبه ‪ ،‬أىل الورع يف ىذه اغبال‬ ‫من من أىل الدنيا يهوف عليو‬ ‫يقولوف‪ :‬اؼبائ جنيو كلها تذىب للفقراء واؼبساكْب‪ ،‬لكن ْ‬ ‫عمل ذلك؟! وىذا إظبو ورع الصديقْب‪ ،‬وىو ورع اتقاء الشبهات‪.‬‬ ‫أما ورع اؼبتمكنْب فهو التورع من أف ىبطر على ابلو يف أي نَػ َفس من أنفاسو شيء‬ ‫سوى مواله‪ ،‬جعل القلب هلل‪ ،‬وال يسمح ألي خطرة أو وارد أو ماشابو يدخلو إال إذا‬ ‫كاف من هللا‪ ،‬أو يفتح لو ابابً لقربو ورضاه‪ ،‬أو يصلو بسيدان رسوؿ هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪ 7‬ط ٘ اثي حجبى ّالطجراًٖ عي عجت هللا ثي همعْ‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ -7‬معيى احلال‬ ‫ما معُب قوؿ اعبنيد‬

‫؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اغباؿ وارد أييت اإلنساف بغت أو فجأة بدوف استعداد‪ ،‬يعِب يف غبظ هبد نفسو‬ ‫مبسوط ومسرور بدوف أي دواعي أو مربرات لذلك‪ ،‬أو هبد نفسو حزين ومهموـ بدوف‬ ‫سابق مربرات لذلك‪ ،‬أو هبد نفسو يشعر ابألنس ابهلل‪ ،‬وعنده حاؿ وبس بو َبولَو وعشق‬ ‫ؼبواله ‪ ..‬ىذه كلها نسميها أحواؿ‪ ،‬وظبي حاؿ ألنو يتحوؿ وال يثبت‪ ،‬فبل يوجد حاؿ‬ ‫من األحواؿ يثبت لئلنساف‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫كما قاؿ هللا يف القرآف‪      :‬‬ ‫‪ٖٗ(       ‬النجم) فتارة يضحك‪،‬‬ ‫واترة يبكي‪ ،‬واترة يشعر ابلغُب أو ابلفقر‪ ،‬فهذه طبيع اغبياة الدنيا‪ ،‬حٌب ال يركن‬ ‫يستحيل أف‬ ‫اإلنساف إال إىل مواله هللا ‪ ،‬ولذلك قالوا‪:‬‬ ‫يدوـ اإلنساف على حاؿ واحد‪ ،‬ألف هللا جعل الدنيا ونعيمها إىل نفاد‪.‬‬

‫لكن اغباؿ الذي يدوـ يف اعبن العالي عندما ندخلها إف شاء هللا‪ ،‬أو إذا فزان‬ ‫ابؼبقامات العالي من القرب من هللا جل يف عبله‪ ،‬لكن اإلنساف طاؼبا يف الدنيا فبكلم‬ ‫من أحد الناس قد يسعد سعادة ابلغ ‪ ،‬وبكلم أخرى قد وبزف حزان شديداً‪ِ ،‬ملَ؟ ألف‬ ‫اإلنساف يتأةر‪ ،‬وابلتأةر أتيت األحواؿ الٍب يشعر هبا اإلنساف‪ ،‬إذا جاءه ما يستدعي‬ ‫انبساطو فرح‪ ،‬وإذا جاءه ما يستدعي انتقاصو أو نبو أو غمو حزف‪ ،‬فهذا حاؿ جبلؿ‪،‬‬ ‫واألوؿ حاؿ صباؿ‪ ،‬فيتقلب اؼبرء بْب اعببلؿ واعبماؿ‪ ،‬فإذا ما اختصو هللا ‪ ‬وجعلو من‬ ‫أىل الكماؿ فبل يتأةر هبذه األحواؿ‪ ،‬وىؤالء قل قليل جداً بْب الرجاؿ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ -8‬عني اجلوز وبصل اجملَوز‬ ‫نرجوا تفسّب قوؿ أحد الصاغبْب‪:‬‬ ‫؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫األحواؿ أتيت عن طريق اإلمدادات اإلؽبي ‪ ،‬حٌب يعرؼ اؼبرء أنو ليس لو يف نفسو‬ ‫شيء‪ ،‬وإمبا أموره كلها ُهبريها من يقوؿ للشيء كن فيكوف‪ ،‬ألف األمر لو بيد اإلنساف‬ ‫فمن يريد أف وبزف؟! ال أحد‪ ،‬بل يريد حياتو كلها فرح وسرور‪ ،‬لكن يكوف اإلنساف يف‬ ‫قم السعادة وأييت لو خرب يف غبظ ال ىبطر على الباؿ يُغّب األحواؿ مائ وشبانْب درج ‪،‬‬ ‫ؼباذا؟ لكي يعرؼ أف األمر كلو بيد هللا‪ ،‬وأف احملرؾ واؼبسّب لو وللكوف عاليو ودانيو ىو‬ ‫هللا جل يف عبله‪ ،‬فاغباؿ يتحوؿ‪.‬‬ ‫أما اؼبقامات يثبت فيها قدـ اإلنساف‪ ،‬ويقيمو فيها حضرة الرضبن‪ ،‬ويثبتو فيها‬ ‫النيب العدانف ‪ ،‬ؼبن ىذه اؼبقامات؟ ؼبن هباىد فيشاىد‪ ،‬فبل بد أف يسلك سبيل أىل‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫اجملاىدة‪ ،‬واجملاىدة للمشاىدة موجودة يف كتاب هللا‪ ،‬يقوؿ فيها هللا ‪     :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬فما أوؿ ىذه السبل؟ ‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫(‪ٜٙ‬العنكبوت) أوؿ شيء معي احملسنْب‪ ،‬فيكوف من أىل مقاـ اإلحساف‪ ،‬ويثبت قدمو يف‬ ‫مقاـ اإلحساف‪،‬ويستحضر أف هللا ‪ ‬ال يغيب عنو يف أي وقت وآف‪ ،‬وأف عْب بصّبتو‬ ‫دائما وأب ًدا أنوار حضرة الرضبن ‪.‬‬ ‫تري ً‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فإذا أراد مقاما أعلى من ذلك‪   :‬‬ ‫‪     ‬فيفوز دبقاـ‬ ‫ً‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫االجتباء‪  :‬‬ ‫وبعد االجتباء يرفع هللا عنو اؼبعاانة‪ ،‬ومشق التعب والعناء‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يف العبادات‪    :‬‬ ‫‪ٚٛ(  ‬اغبج) ال يوجد مشق وال‬ ‫عنت‪ ،‬بل يتلذذ ابلعبادة‪ ،‬وهبد فيها اغبسُب وزايدة‪.‬‬

‫كل ىذا ال بد لو من اجملاىدة‪ ،‬فاجملاىدة للمشاىدة‪ ،‬إذا جاىد اإلنساف يف أي‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫مقاـ من مقامات هللا الٍب ذكرىا يف القرآف أدخلو هللا ‪ ‬فيو وأقامو وةبتو فيو‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ٜ(   ‬العنكبوت) سندخلهم يف‬ ‫الصاغبْب ما داـ آمنوا وعملوا الصاغبات؛ فإذا دخل مع الصاغبْب‪ ،‬وجالسهم بصدؽ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫ويقْب‪ ،‬أصبح يف مقاـ مقعد الصدؽ‪   :‬‬ ‫‪٘ٗ(      ‬القمر) أين؟‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪٘​٘(       ‬القمر)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬

‫أين مقعد الصدؽ ىذا؟ الذي كبن فيو اآلف‪ ،‬أف اإلنساف هبلس بْب يدي العارفْب‬ ‫والصاغبْب بصدؽ ني وصفاء طوي ‪ ،‬ال يريد الدنيا وال اغبظوظ وال األىواء وال اؼبطالب‬ ‫وال اؼبكاسب‪ ،‬ال يريد إال وجو هللا‪ ،‬فيوجد كثّب من األحب يكوف يف البداي ىكذا‪ ،‬لكن‬ ‫النفس تغّبه‪ ،‬والدنيا واألىواء ربّبه‪ ،‬لكن إذا هنى نفسو عن ذلك‪ ،‬وصدؽ يف ىذا‬ ‫الطلب‪ ،‬فأين يكوف؟‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يف اغباؿ‪    :‬‬ ‫‪ ،      ‬إذا واظب على ذلك‪ ،‬وهنى‬ ‫نفسو عن بوادرىا الٍب رباوؿ أف تغّبه عن ذلك‪ ،‬ومل يلتفت إىل ذلك‪ ،‬جعل هللا لو قدـ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫صدؽ عنده‪   :‬‬ ‫‪ٕ(          ‬يونس)‪ .‬فينتقل إىل مقاـ قدـ الصدؽ‪،‬‬ ‫وأصحاب ىذا اؼبقاـ ىم الذين يضعوف أقدامهم على قدـ اغببيب اؼبصطفى على‬ ‫الدواـ‪ ،‬ليست ىذه األقداـ‪ ،‬لكن ال يتحركوف حرك ‪ ،‬وال يسكنوف سكن ‪ ،‬وال يفعلوف‬ ‫فعبل إال إذا استحضروا حضرة اغببيب ‪ ،‬وكيف كاف يقوـ بذلك؟ وكيف كاف يفعل‬ ‫ً‬ ‫ذلك؟ فيقيمهم هللا ‪ ،‬وهبعل ؽبم مقاـ قدـ صدؽ عند رهبم‪.‬‬

‫وىكذا يرتقي اؼبرء من مقاـ إىل مقاـ‪ ،‬واؼبقامات يف كتاب هللا ال عد ؽبا وال حد‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫ؽبا‪ ،‬يوجد منها عشر مقامات يف سورة األحزاب‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖ٘(      ‬األحزاب)‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ويوجد مقامات يف سورة التوب ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٔ​ٕٔ(  ‬التوب )‪.‬‬

‫ويوجد مقامات كثّبة منبث يف القرآف‪ ،‬ىذه اؼبقامات إذا بلغها اؼبرء ليس ابعبهاد‬ ‫يف العبادات‪ ،‬ولكن جبهاده لنفسو‪ ،‬واجتهاده يف اتباع نبيو يف ُخلُقو أقامو هللا ‪ ‬يف‬ ‫ىذا اؼبقاـ‪ ،‬وةبَّتو يف ىذا اؼبقاـ على الدواـ‪ ،‬فيأمن الفتن ‪ ،‬وأيمن من اإلغراءات‪ ،‬وأيمن‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫من اغبّبة‪ ،‬وىبرج من الدنيا وىو يف اؼبقاـ األمْب‪   :‬‬ ‫(ٔ٘الدخاف) ال حجاب‪ ،‬وال صد‪ ،‬وال ىجر‪ ،‬وال بعد‪ ،‬وال فًب ‪ ..‬هبعلو هللا يف أماف هللا‪،‬‬ ‫ويف حفظ سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف نكوف منهم أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -9‬الصويف والعابس والعاٍس‬ ‫ما الفرؽ بْب الصويف والعابد والزاىد؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ابختصار شديد الصويف من َّ‬ ‫صفى نفسو وقلبو هلل ‪ ،‬والعابد من هبتهد يف طاع‬ ‫ربو دبا جاء يف كتابو على هنج حبيبو ‪ ،‬والزاىد من يَبؾ الدنيا ويزىد يف مشتهياهتا‬ ‫رغب فيما عند هللا ‪ ‬يف الدار اآلخرة‪.‬‬ ‫والصويف يكوف عاب ًدا وزاى ًدا‪ ،‬لكن العابد والزاىد ال يكوانف إال يف مقاـ واحد‬ ‫خصوا بو‪ ،‬ألهنم ُشغلوا ابألكواف عن مكوف األكواف ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 11‬السضويـ‬ ‫مقاـ من مقامات الصوفي ؟‬ ‫من ىو الدرويش؟ ىل ىو ٌ‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫التصوؼ كاف لو ؾباؿ كبّب يف ببلد فارس يف بداي ظهوره‪ ،‬وكلم درويش كلم‬ ‫فارسي ‪ ،‬وتعِب فقّب‪ ،‬فالدرويش يعِب الفقّب‪.‬‬ ‫معُب إشاري ونقوؿ‪ :‬درويش يعِب (دار وشو) إىل هللا ورسولو‪ ،‬يعِب‬ ‫وأنخذ منها ً‬ ‫بدالً من أف يدير وجهو للدنيا وللخّبات وللمسرات‪ ،‬أداره هلل ورسولو‪.‬‬ ‫مقاـ ال بد للمريد منو‪ ،‬ليبتدئ السلوؾ إىل ملك اؼبلوؾ‪ ،‬فمن يُرد أف يبدأ‬ ‫وىذا ٌ‬ ‫ابلسلوؾ إىل ملك اؼبلوؾ فليخلع الدنيا من قلبو‪ ،‬وهبعلها وراء ظهره‪ ،‬وال هبعل يف قلبو‬ ‫وال وجهتو إال هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬لغة األضواح‬ ‫رأيت بعض الطرؽ الصوفي يتحدث الشيخ فيها بكبلـ غّب مفهوـ!!‬ ‫فقاؿ البعض أهنا لغ األرواح!!‬ ‫وقاؿ البعض اآلخر أهنا علوـ سرايني !!!‪ ،‬فما صح ىذا األمر؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫كبن صبهور الصوفي اؼبعتدلْب وكل اؼبسلمْب نقف عند قوؿ رب العاؼبْب غببيبو‬ ‫صلى هللا علي وسلم يف القرآف الكرَل‪    :‬‬ ‫‪ٜٔ٘(          ‬الشعراء) وقولو ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫{ أّٔسِبُّ‪ٛ‬ا ايّٖعَ َسبَ يِجَالخٍ‪ :‬ألّْٔ​ّْ‪ ٞ‬عَسَبِ‪َٚ ،ّ​ّٞ‬ا ّٖيكّٕسٍَِّٕ عَسَبِ‪َٚ ،ّ​ّٞ‬نّٔالَّ أٌِِّٖٔ ايّٖذََّٓ‪ ِ١‬عَسَبِ‪} ّ​ّٞ‬‬ ‫ويف رواي أخرى‪ { :‬نّٔالُّ أٌِِّٖٔ ايّٖذََّٓ‪ ِ١‬ايّٖعَسَبِ‪} ّٕ١َّٝ‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫أنَبؾ لساف أىل اعبن ‪ ،‬ونتكلم أبلسن أخرى؟! أان يف بعض اؼبواقف البسيط‬ ‫أحاوؿ أف أكلم إخواننا اؼبسلمْب غّب العرب فأقوؿ لو‪ :‬ما دمت ارتضيت اإلسبلـ‪،‬‬ ‫فلكي تفهم القرآف وتفهم كبلـ النيب العدانف فبل بد أف تتعلم اللغ العربي ‪ ،‬فإنك لن‬ ‫تفهم القرآف أو حديث رسوؿ هللا حبقيق الفهم إال إذا أتقنت اللغ العربي ‪.‬‬ ‫فالذي يتمسك بلغتو كعصبي لقومو‪ ،‬وال يتعلم اللغ العربي مثل الفرس أو‬ ‫غّبىم‪ ،‬فهؤالء نعاتبهم على ىذا األمر‪.‬‬ ‫فاللساف العرب الذي اختاره لنا هللا‪ ،‬والذي نتحدث بو مع بعضنا البعض يف‬ ‫ضا مع بعضنا وربادةنا بو اؼببلئك وربنا يف اعبن ‪ ،‬فلماذا‬ ‫الدنيا‪ ،‬وسوؼ نتحدث بو أي ً‬ ‫نَبؾ اللساف العرب ونقوؿ سرايٍل أو رومي أو غّبه؟!! فهذا الكبلـ يسمى نشاذ‪،‬‬ ‫والنشاذ ال كبكم عليو‪ ،‬فكل قاعدة ؽبا شواذ‪ ،‬فبل أحكم على القاعدة من خبلؿ ىؤالء‬ ‫صبيعا بلساف عرب مبْب‬ ‫الشواذ‪ ،‬وأقوؿ أف القاعدة كلها ىكذا‪ ،‬فنحن ً‬ ‫ىل ذبوز خطب اعبمع ابللغ السرايني ؟! ال‪ ،‬فالذي يريد أف يتحدث ابلسرايني‬ ‫يتكلم هبا مع من هبيد السرايني ‪ ،‬لكن الذين هبلسوف ال يعرفوف إال اللغ العربي فلماذا‬ ‫تتحدث معهم ابلسرايني ؟!‪.‬‬

‫فأنت تعلمت السرايني فعليك أف تتحدث هبا مع من هبيدىا‪ ،‬لكن أان أتكلم مع‬ ‫اؼبسلمْب اؼبؤمنْب العرب فبماذا أربدث؟ ابللغ العربي الٍب ىي لغ القرآف الكرَل‪.‬‬ ‫فهؤالء ال نقرىم على أفعاؽبم‪ ،‬وال نرضى عن أحواؽبم ألهنم خالفوا ىدي نبيهم‪،‬‬ ‫فلم يرد عن رسوؿ هللا ‪ ‬يف أي رواي ‪ -‬ولو ضعيف ‪ -‬أنو ترؾ اغبديث ابللغ العربي‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫مع اؼبسلمْب وربدث بلغ أخرى‪ ،‬وكبن قاؿ لنا هللا‪   :‬‬ ‫‪ 8‬ال بأن مٖ الومزت ّالطجراًٖ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 9‬ط خ الجٌخ ةثٖ ًع٘ن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٕٔ(    ‬األحزاب)‪ ،‬فما الذي يدفعو لذلك؟ دوافع أخرى ليس لنا شأف بذكرىا‪ ،‬لكن‬ ‫كبن ال نقر ىذا العمل‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -12‬املسز‬ ‫ما معُب اؼبدد؟ وما معُب قوؿ‪ :‬مدد اي رسوؿ هللا؟ وىل يصل اؼبدد من اؼبيت‬ ‫للحي‪ ،‬مثل‪ :‬مدد اي حسْب؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫كلم اؼبدد معناىا الُلغوي‪ :‬اؼبعون ‪ ،‬أمدٍل يعِب ِ‬ ‫أع ِِّب‪ ،‬واؼبعون حبيث ما يطلبو اؼبرء‬ ‫من صاحب ىذا الشيء الذي يطلبو منو‪.‬‬ ‫مثبلً‪ُ :‬دعينا إىل وليم وأوشك الزاد أف ينتهي‪ ،‬فنقوؿ‪ :‬ىات مدد اي فبلف‪ ،‬فاؼبدد‬ ‫ىنا ىو الطعاـ الذي أنكل منو‪ ،‬أو الشراب الذي نشرب منو ليكفي اغباضرين‪.‬‬ ‫واؼبدد كلو من هللا‪ ،‬لكن هللا أقاـ الكوف كلو على أسباب‪ ،‬وجعل لكل شيء‬ ‫سبباً‪ ،‬فجعل الكل ينتفع من الكل‪ ،‬والنافع يف الكل ىو رب الكل ‪ ،‬لكن اغبكم‬ ‫اإلؽبي أف البشري دائماً ربتاج إىل من يُعينها ومن يقويها‪.‬‬

‫فكذلك األمر‪ ،‬إذا كاف اإلنساف يف ٍ‬ ‫ذنب‪ ،‬ونفسو تؤنِّبو‪ ،‬وضمّبه يوخبو‪ ،‬ووبتاج‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫إىل تفريج ىذا األمر‪ ،‬ماذا يفعل؟ نسأؿ هللا‪ :‬يقوؿ هللا‪       :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬وكاف يكفي استغفار هللا‪ ،‬وىل كبتاج إىل شيء آخر؟‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ .....  ‬ال بد وأف يرفع الطلب‪    .... :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫قاؿ‪   :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٙٗ(   ‬النساء)‪.‬‬ ‫إذاً عند الوقوع يف الذنب أان أحتاج إىل مدد رسوؿ هللا حملو لذنب‪ ،‬وسَب العيب‪،‬‬ ‫والرجوع إىل هللا ‪ ‬على النهج القوَل واؽبدي اؼبستقيم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫إما أف أذىب إليو‪ ،‬وليس الكل يستطيع أف يذىب إليو ويقف أمامو ويناجيو‪ ،‬كما‬ ‫وقف الرجل الذي َّ‬ ‫ربدث عنو العُتيب اإلماـ رضب هللا عليو‪ ،‬قاؿ‪ :‬كنت جالساً يف اؼبدين‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫يف الروض وإذا أبعراب يدخل ويقوؿ‪ :‬اللهم إنك قلت وقولك اغبق‪       :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬

‫جئت رسولك مستغيثاً‪ ،‬فبحقو عندؾ فاغفر‬ ‫‪ٙٗ( ‬النساء) اللهم إٍل‬ ‫ظلمت نفسي‪ ،‬وقد ُ‬ ‫ُ‬ ‫يل‪ ،‬مث نطق البيتْب اؼبشهورين‪:‬‬ ‫ٗدددب ٘دددر هدددي ممٌدددذ ثبلقدددبأل أع ودددَ‬

‫مطدددددبة هدددددي ؽ٘دددددجِي القدددددبأل ّاةأدددددن‬

‫ددددر أًدددددذ دددددبأٌَ‬ ‫ً مدددددٖ ال دددددتا لقجد ا‬

‫م٘ددددَ الع ددددبم ّم٘ددددَ الجددددْ ّالكددددر مم‬

‫يصح أف لباطب‬ ‫الصوفي ؽبم أذواؽ أخرى مع رسوؿ هللا‪ ،‬فقالوا‪ :‬ىنا ألفا ٌ‬ ‫ظ ال ِّ‬ ‫هبا رسوؿ هللا‪ ،‬وماذا نقوؿ؟ قالوا‪:‬‬ ‫ٗددب ٘ددر هددي مّػددعذ ثددبلرّع أًجوددَ‬

‫مطدددبة هدددي ؽ٘دددجِي الدددرّع ّاةأدددن‬

‫دددرّع أًددددذ ددددبأٌَ‬ ‫ً مددددٖ ال ددددتا لد‬ ‫ا‬

‫م٘ددددَ الع ددددبم ّم٘ددددَ الجددددْ ّالكددددر مم‬

‫اي خّب من ُوضعت ‪ -‬وليس من ُدفنت – ابلروض أقبمو ‪ -‬وليست أعظمو ‪-‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫فالقرآف نزؿ قبوماً‪ ،‬ونزؿ على قلب رسوؿ هللا‪   :‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫(٘‪ٚ‬الواقع ) وأين مواقع النجوـ؟ يف قلب رسوؿ هللا ‪ ،‬يعِب نزؿ قبوماً‪    :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪(  ‬الشعراء)‬

‫ٍ‬ ‫لروض ‪ -‬وليس قرب ‪ -‬فاإلماـ مالك كاف يقوؿ‪ :‬ال ينبغي أف تقوؿ‪:‬‬ ‫نفسي الفداء‬ ‫رت رسوؿ هللا‪ ،‬ألف‬ ‫رت قرب رسوؿ هللا‪ ،‬ولكن تقوؿ‪ُ :‬ز ُ‬ ‫قرب رسوؿ هللا‪ ،‬وال أف تقوؿ‪ُ :‬ز ُ‬ ‫الشهداء أحياءٌ عند رهبم يُرزقوف‪ ،‬فماذا عمن ىو سبب يف حياة الشهداء؟!!‪.‬‬

‫فانظر للصوفي ‪ ،‬فؤلهنم مهذبْب ومؤدبْب ارتقوا ابأللفاظ‪ ،‬لكي يكونوا مهذبْب‬ ‫ومؤدبْب يف ـباطب حضرة النيب ‪.‬‬ ‫علي النوـ وأان يف الروض ‪ ،‬وإذ ب أرى رسوؿ هللا‬ ‫الشاىد أف العُتيب قاؿ‪ :‬فأُلقي َّ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫شره ابؼبغفرة‪.‬‬ ‫‪ ‬يف اؼبناـ وقاؿ‪ :‬اغبق األعراب وب ِّ‬

‫ما داـ جاء إىل ىنا فاهلل يغفر لو على الفور‪ ،‬ومن ال يستطع أف يذىب إىل ىنالك‬ ‫ٍ‬ ‫فيسأؿ هللا يف أي ٍ‬ ‫ومكاف جباىو وبقدره عند هللا ‪ ،‬فإف هللا ُهبيبو وال ىبيِّب‬ ‫زماف‬ ‫رجاءه‪ ،‬ؼبا ورد يف اغبديث عن النيب ‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫{ ئَُّّا اقّٖتَ َسفَ ٍّ َ‪ ُّ،‬ايّٖ َخِّٓ‪ ،ّٔ١َ٦ٝ‬قّٔاٍَ ‪َٜ‬ا زَبّْ‪ّٔ ،‬أضِأ ّّٕٔيؤّ بِشَلّْ َُشََُّدٍ ئَُّا ّٔغفّٔ ِستَ يِ‪ ،ٞ‬فّٔكّٔاٍَ ايًَُّ٘‪:‬‬ ‫َن ِ‪ٝ‬فَ عَ َس ّٖفتَ َُشََُّدّا َ‪ٚ‬ئِّ​ِ إًَِّّٔٔكُّٖ٘؟ قّٔاٍَ‪َٜ :‬ا زَبّْ‪ ،‬أل َّّْٔؤّ ئَُّّا ًََّٔكّٖ َتِٓ‪ِ ٞ‬ب‪ِ َٝ‬دىّٔ ‪َْ َٚ‬فّٔخِتَ‬ ‫‪َٜ‬ا ٍّ َ‪ّٔ ٚ ،ُّ،‬‬ ‫فِ‪ َِِٔ َّٞ‬زُ‪ِ ٚ‬سؤّ َزفّٔ ِعتُ زَ ّٖأضِ‪ ٞ‬فّٔسَأّٔ ِ‪ٜ‬تُ عًَّٔ‪ َ٢‬قّٔ‪َٛ‬ا‪ ِ​ِ​ِ٥‬ايّٖعَسِؽِ َهّٖتُ‪ٛ‬بّا ال ِإئَّ٘ إِال ايًَُّ٘ َُشََُّدْ َزضُ‪ٍُٛ‬‬ ‫ضفِ ِإئّ‪ ٢‬اضِ ُِؤّ إِال أّٔسَبَّ ايّٖخَ ًّٖلِ ِإئّ‪ِٝ‬ؤّ‪ّٔ ،‬فكّٔاٍَ ايًَُّ٘‪ :‬ؾَدَ ّٖقتَ ‪َٜ‬ا ٍّ َ‪،ُّ،‬‬ ‫ايًَِّ٘‪ ،‬فّٔعًَِ ُِتُ أ َّّْٔؤّ ئِّ​ِ ُِ ِ‬ ‫إَُِّْ٘ ألّٕسِبُّ ايّٖخَ ًّٖلِ ِإئّ‪ َّٞ‬ا‪ُ ِ،‬عِٓ‪ ٞ‬بِشَكِِّ٘‪ّٔ ،‬فكّٔدِ ّٔغفّٔ ِستُ ّٔيؤّ َ‪ٚ‬ئّ‪ِٛ‬ال َُشََُّدْ َ​َا ًََّٔكّٖ ُتؤّ }‬

‫‪10‬‬

‫يتوسل بو إىل هللا‪ ،‬جباىو وبقدره‬ ‫إذاً مدد رسوؿ هللا ؼبن يطلب مغفرة هللا؛ أف َّ‬ ‫ودبنزلتو وبشرفو عند هللا ‪ ،‬فيُ ُّ‬ ‫ووبسن لو األوب ‪.‬‬ ‫مده هللا ‪ ‬دبدد التوب ‪ُ ،‬‬

‫كذاؾ اإلنساف لو وقع يف شدة‪ ،‬ووبتاج إىل من أيخذ بيده ويُ ِّ‬ ‫فرج عنو ضيقو‬ ‫وشدتو‪ ،‬فحضرة النيب َّبْب لنا السبيل إىل ذلك‪ ،‬قاؿ ‪ ‬يف اغبديث الصحيح‪:‬‬ ‫ِأ ِز ٍ ّٔي‪ِٝ‬ظَ بَِٗا أِّْٔ‪ٝ‬ظْ‪ ،‬فّٔ ًّٖ‪َٝ‬كٌِّٕ‪َٜ :‬ا‬ ‫{ إِذَا ّٔأٌََِّ أّٔسَدُنِّٕ​ِ َغ ِ‪ّ٦ٝ‬ا‪ ،‬أّٔ‪ّٔ ِٚ‬أزَا‪ َ،‬أّٔسَدُنِّٕ​ِ عَ‪ِّْٛ‬ا ‪ ََُٖٛٚ‬ب ّٔ‬ ‫ِعبَا‪ َ،‬ايًَِّ٘ أّٔغِ‪ٝ‬جُ‪َٜ ،ِْٞٛ‬ا ِعبَا‪ َ،‬ايًَِّ٘ أّٔغِ‪ٝ‬جُ‪ ،ِْٞٛ‬فّٔإَِّٕ يًَِِّ٘ ِعبَا‪ّ،‬ا ال َْسَاُِٖ​ِ }‬

‫‪11‬‬

‫ويف رواي أخرى‪:‬‬ ‫ِأ ِز ِ فًّّٔٔا‪ ٍ٠‬فّٔ ًّٖ ُ‪َٓٝ‬ا‪َٜ :ِ،‬ا ِعبَا‪ َ،‬ايًَِّ٘ ا ِسبِطُ‪ٛ‬ا‪َٜ ،‬ا ِعبَا‪ َ،‬ايًَِّ٘‬ ‫{ إِذَا ا ِْفًّّٔٔ َتتِ ‪َ،‬ابَّ‪ ّٕ١‬أّٔسَدِنِّٕ​ِ ب ّٔ‬ ‫ا ِسبِطُ‪ٛ‬ا‪ ،‬فّٔإَِّٕ يًَِِّ٘ َِبَا َزىّٔ ‪ََِٚ‬عَائّ‪ ٢‬فِ‪ ٞ‬اي ّّٖٔأ ِز ِ سَاِ​ِسّا َض‪َٝ‬شِبِطُُ٘ }‬ ‫‪ 10‬ال بأن مٖ الومزت ّالطجراًٖ عي عور ثي الخطبة ‪‬‬ ‫‪ 11‬هعجن الطجراًٖ عي عزجخ ثي غةّاى ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 12‬الوطبلت العبل٘خ ثي حجر ّالطجراًٖ عي عجت هللا ثي همعْ‬

‫‪12‬‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫فإذا كاف ىؤالء العباد يُغيث هبم هللا ‪ ‬العباد‪ ،‬فغوث كل العباد يف الدنيا‬ ‫واآلخرة‪ ،‬ويف اغباضر واؼباضي ىو سيدان رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫من الذي يستغيث بو اػببلئق دبا فيهم النبيْب واؼبرسلْب لرفع كرب القيام وبدء‬ ‫اغبساب؟ ىو رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫فإذاً عندما وبتاج اإلنسا ُف إىل ٍ‬ ‫فتح عرفاٍل‪ ،‬فعليو‬ ‫عطاء رابٍل‪ ،‬وإىل نوٍر قليب‪ ،‬وإىل ٍ‬ ‫حبضرة النيب‪ ،‬ألف هللا قاؿ لو يف كتابو‪       :‬‬

‫‪ٖٜ(  ‬ص) ىذا عطاؤان فخذه كلو‪ ،‬فقاؿ ‪ ‬موضحاً لنا ىذه اآلي ‪:‬‬ ‫{ ‪َٚ‬ايًَُّ٘ ايُّٖ​ُ ِعِّٓ‪َٚ ٞ‬أَّْٔا ا ّٖيكّٔاضِ​ُِ }‬

‫‪13‬‬

‫صاحب العطاء ىو هللا‪ ،‬لكن سر العطاء سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬وىذا ‪ -‬كما‬ ‫َّ‬ ‫شرؾ مع حضرة األلوىي ‪ ،‬وال منازع ٌ للربوبي ‪ ،‬ألننا‬ ‫يدعي بعض اعبُهَّاؿ ‪ -‬ليس فيو ٌ‬ ‫نعرؼ أف الكل من هللا‪ ،‬ولكن ىناؾ أسباابً جعلها هللا‪.‬‬ ‫فكما جعل هللا ‪ ‬سبباً لكل اغبوائج الدنيوي ‪ ،‬جعل سبباً كذلك للهداي ‪،‬‬ ‫وللعناي ‪ ،‬ولئليباف‪ ،‬ولفضل حضرة الرضبن‪ ،‬ولكل بضاع القرآف‪ ،‬ومن السبب ىنا؟ ىو‬ ‫حضرة النيب ‪ ،‬فعندما نطلب اؼبدد منو‪ ،‬يعِب نطلب منو ما َّ‬ ‫أمده بو مواله أف يوالينا بو‬ ‫‪ ‬بشيء من العطاء الذي أفاضو عليو مواله‪.‬‬ ‫لكن ال نعلم أف ىذا العطاء من خاصتو‪ ،‬أو من عنده‪:‬‬ ‫(‪ٚٛ‬النساء) وىذا يتفق مع العقل‪ ،‬ومع النقل‪ ،‬ومع الفطرة السليم النقي الٍب عليها‬ ‫خاص اؼبؤمنْب الذين نرجوا أف نكوف منهم أصبعْب إف شاء هللا رب العاؼبْب‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫والبعض يعَبض على قوؿ‪( :‬مدد اي حسْب) فهي نفس األمر‪ ،‬فعندما يقوؿ ‪:‬‬ ‫{ سُ َط ِ‪َٚ َِّْٞٓ ْٔٝ‬أَّْٔا َِِٔ سُطَ ِ‪} ٍٔٝ‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ 13‬الجخب ٕ ّهملن عي هعبّٗخ ثي أثٖ ٘بى ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 14‬بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي ٗعلٖ ثي هرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫واضح ألنو ابن إبنتو التقي النقي السيدة فاطم ‪ ،‬وقد قاؿ ‪:‬‬ ‫ُحسْب منو شيء‬ ‫ٌ‬ ‫ع فِ‪ ٞ‬ؾُ ًّٖبِِ٘‪َٚ ،‬إَِّٕ ايًََّ٘ َِعَائّ‪ ٢‬دَعٌََ ذُزّْ‪َّٜ‬تِ‪ ٞ‬فِ‪ ٞ‬ؾُ ًّٖبِ عًَِ‪ِ ّْٞ‬بِٔ‬ ‫{ إَِّٕ ايًََّ٘ ‪ ‬دَعٌََ ذُزّْ‪ ّٔ١َّٜ‬نٌّّْٕ َْبِ‪ٞ‬‬ ‫أّٔبِ‪ ٞ‬طّٔا ِيبٍ }‬

‫‪15‬‬

‫أي يف أبناء فاطم ‪ ،‬لكن كيف يكوف ىو من ُحسْب؟ ألف اغبُسْب كاف أشبو الناس‬ ‫برسوؿ هللا ‪ ‬يف ظاىره وابطنو‪ ،‬ففاز ابلعطاء‪ ،‬وُكشف لو الغطاء‪ ،‬ويكفي أنو سيد‬ ‫الشهداء‪ ،‬فعندما يقوؿ النيب يف اغبسن واغبسْب‪ {:‬ايّٖشَ َطُٔ‪َٚ ،‬ايّٖشُ َط ِ‪ ُٔٝ‬ضَ‪ّْٝ‬دَا َغبَابِ أٌِِّٖٔ‬ ‫ايّٖذََّٓ‪ ،16} ِ١‬وىل يف اعبن شيوخ؟ ال‪ ،‬فأىل اعبن عندما يدخلوىا كما قاؿ ‪:‬‬ ‫{ أٌُِّٖٔ ايّٖذََّٓ‪ ِ١‬دُسِ ْ‪َُ ،‬سِ‪ ْ،‬نّٕشٌِْ ئّا َ‪ّٖ ٜ‬فَٓ‪َ ٢‬غبَابُُِٗ​ِ َ‪ٚ‬ئّا َِبًِّٔ‪ِ ٢‬ث‪َٝ‬ابُُِٗ​ِ }‬

‫‪17‬‬

‫وقاؿ يف حديث آخر‪ { :‬إَِّٕ أٌَِّٖٔ ايّٖذََّٓ‪ّٖ َٜ ِ١‬أنًّّٕٕ‪ َٕٛ‬فِ‪َٗٝ‬ا ‪ََٜٚ‬ػِسَبُ‪َٚ ،َٕٛ‬ئّا ‪ِ َٜ‬تفًّّٕٕ‪َٚ ،َٕٛ‬ئّا‬ ‫‪18‬‬ ‫َ‪ٜ‬بُ‪ٛ‬يّٕ‪َٚ ،َٕٛ‬ئّا ‪َٜ‬تَػَ‪َّٛ‬طّٕ‪َٚ ،َٕٛ‬ئّا ‪َُِٜ‬تَخِّّٕٓ‪} َٕٛ‬‬ ‫فلما يكوف اغبُسْب سيد‬ ‫فسيدا شباب أىل اعبن ‪ ،‬يعِب سيدا أىل اعبن كلهم‪َّ ،‬‬ ‫أىل اعبن ‪ ،‬فيكوف قد أعطاه هللا ‪ ‬من الوراة احملمدي الٍب يقوؿ فيها ‪ { :‬إَِّٕ‬ ‫‪19‬‬ ‫ع ‪َٚ‬افِسٍ }‬ ‫ايّٖأّٔ ِْ ِب‪َٝ‬ا‪ َ٤‬ئِّ​ِ ‪َُٜٛ‬زّْثُ‪ٛ‬ا ‪َِٜٓ،‬ازّا َ‪ٚ‬ئّا ِ‪،‬زَُِّٖا إََُِّْا ‪َٚ‬زَّثُ‪ٛ‬ا ايّٖعًَِِّٖ فّٔ َُِٔ أَّٔ​َرَ بِِ٘ أَّٔ​َرَ بِشَغ‬ ‫أعطاه من ىذه الوراة العلمي اإلؽبي والنوراني ما جعلو يقوـ ابلنياب عن اغبضرة‬ ‫احملمدي من اإلمداد واإلستمداد والنظرات والرعاي لكل من يطلب منو ذلك من‬ ‫اؼبؤمنْب إىل يوـ الدين‪ ،‬وراة ً لرسوؿ هلل‪ ،‬والوارث لو حكم مورةو‪.‬‬ ‫ولذلك أذكر يف ىذا األمر الشيخ دمحم متويل الشعراوي رضب هللا عليو‪ ،‬وكاف من‬ ‫ُك َّمل الصاغبْب‪ ،‬فقد كاف ُمعاراً يف اؼبملك العربي السعودي ‪ ،‬وعمل أوالً يف مك يف‬ ‫جامع أُـ ال ُقرى‪ ،‬مث بعد فَبة انتقل إىل جامع اؼبدين اؼبنورة بعد أف أتسست‪ ،‬والشيخ‬ ‫‪ 15‬هعجن الطجراًٖ عي بثر ثي عجت هللا ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 16‬بهع الزره ٕ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 17‬بهع الزره ٕ ّ ٌي التا هٖ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 18‬ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي بثر ثي عجت هللا ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 19‬بهع الزره ٕ ّأثٖ اّ عي أثٖ الت ا ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وذكي‪.‬‬ ‫أؼبعي ٌّ‬ ‫الشعراوي كاف من أىل الفيض اإلؽبي‪ ،‬وكاف يف نفس الوقت ٌّ‬ ‫فقدـ يف ٍ‬ ‫َّ‬ ‫يوـ ؼبدير اعبامع دبك طلباً أبجازة لزايرة رسوؿ هللا‪ ،‬وكاف مدير اعبامع‬ ‫ظ شدا ٌد‪ ،‬فالرجل أحب‬ ‫يف مك من آؿ البيت ولكنهم متخفيْب ىناؾ ألف اآلخرين غبل ٌ‬ ‫أف َّ‬ ‫يتفكو مع الشيخ الشعراوي‪ ،‬فاستدعاه وقاؿ لو‪ :‬اي شيخ شعراوي تعرؼ أف ىذا‬ ‫عندان فبنوع‪ ،‬كاف هبب أف تكتب لزايرة مسجد الرسوؿ‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬إذاً فأان ُم َّ‬ ‫غفل‪ ،‬فقاؿ‬ ‫لو‪ :‬ؼباذا؟ قاؿ‪ :‬كيف أترؾ ةواب اؼبائ ألف ىنا وأذىب لثواب األلف ىناؾ؟!! يعِب‬ ‫الصبلة يف اؼبسجد اغبراـ دبائ ألف‪ ،‬ويف اؼبسجد النبوي أبلف‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أان ذاىب لزايرة‬ ‫حضرة النيب وليس للمسجد‪ ،‬فاؼبوضوع ليس للثواب ولكن اؼبوضوع للجماؿ وللكماؿ‪.‬‬ ‫خبلؼ بْب عبد الناصر واؼبلك سعود‪ ،‬استدعى عبد الناصر البعث‬ ‫وؼبا حدث‬ ‫ٌ‬ ‫أيت رسوؿ هللا ‪ ‬يف‬ ‫اؼبصري كلها الٍب كانت ىناؾ‪ ،‬فيقوؿ الشعراوي‪ :‬احَبت‪ ،‬فر ُ‬ ‫أردت أف تزوران‬ ‫فقلت‪ :‬اي سيدي اي رسوؿ هللا ال أريد فراقك‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬إذا‬ ‫اؼبناـ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذىبت إىل اغبُسْب فكأنك‬ ‫مفتوح لنا يف مصر‪ ،‬اذىب إىل اغبُسْب‪ ،‬فإذا‬ ‫ابب‬ ‫َ‬ ‫فعندان ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُزرتنا‪.‬‬

‫ىذه رواي الشيخ الشعراوي وموجودة ومسجل ‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬رجعت ومن تيسّب هللا‬ ‫ومدد رسوؿ هللا‪ ،‬دبجرد ما رجعت وكنت أعمل يف طنطا يف اؼبعهد الديِب‪ ،‬قالوا يل‪ :‬كبن‬ ‫نريدؾ مديراً ؼبكتب شيخ األزىر‪ ،‬وشيخ األزىر كاف لو مبُب أماـ سيدان اغبسْب وال يزاؿ‬ ‫كما ىو‪ ،‬وماذا يفعل؟ فإذا هبم يوفِّروف لو ُشق تُطل على سيدان اغبسْب‪ ،‬ينظر من‬ ‫النافذة فّبى سيدان اغبُسْب‪ ،‬وكانت ىي الشق العزيزة عنده حٌب ؼبا ذىب إىل اؽبرـ‪،‬‬ ‫وىذا يبْب لنا مكان اإلماـ اغبُسْب ‪ ‬وأرضاه‪.‬‬ ‫فالصاغبوف أصبعوف أحياءٌ عند رهبم يُرزقوف‪ ،‬قاؿ ‪ ‬يف شأهنم‪ { :‬إَِّٕ ّٔأنّٖجَسَ غَُٗدَا‪ِ٤‬‬ ‫‪20‬‬ ‫َّف‪ ،ِِٔٝ‬ايًَُّ٘ أّٔعًُِِّٔ ِب ِٓ‪َّٝ‬تِِ٘ }‬ ‫إَّٔ​َّتِ‪ّٔ ٞ‬أؾِشَابُ ا ّٖيفّٕسُؽِ‪َٚ ،‬زُبَّ قّٔتِ‪َ ٌٍٝ‬ب ِ‪ َٔٝ‬ايؿ َّ‬ ‫ىناؾ من قُتل ابلسيف يف اؼبعرك ‪ ،‬وىناؾ من قُتل بسيف احملب وصار من األحب ‪،‬‬ ‫‪ 20‬همٌت أحوت عي عجت هللا ثي همعْ‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وىؤالء ؽبم قدرىم ومكانتهم عند هللا عز جل‪.‬‬

‫ِ‬ ‫غسلو‬ ‫كاف رجل من الصاغبْب يزور رجبلً صاغباً آخر‪ ،‬وكاف مريضاً فأوصاه أف يُ ّ‬ ‫بعد موتو ويك ِّفنو ويدفنو‪ ،‬فبعد أف مات‪ - ،‬والصاغبوف يعرفوف ميعاد لقاء هللا ‪ ‬مسبقاً‬ ‫السن أف يكشف وجهو ويضع ربت‬ ‫ وىو يضعو يف القرب‪ ،‬وكاف من عادة الناس ومن ُ‬‫وضعت اللبن ‪،‬‬ ‫رأسو لبن ‪ -‬طوب ‪ -‬ربت الوجو‪ ،‬ؾبرداً من الكفن تذلبلً هلل ‪ ،‬فيقوؿ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وكشفت الكفن‪ ،‬ووضعت رأسو‪ ،‬فإذا ابلرجل يقوؿ‪ :‬أتُذللُِّب بْب يدي من دللِب؟!‬ ‫حي‪ِّ ،‬‬ ‫وعزةُ رب‬ ‫ُ‬ ‫ؿبب هلل ‪ ‬بعد موتو ٌّ‬ ‫فقلت‪ :‬أحياةٌ بعد اؼبوت؟ قاؿ‪ :‬أان ٌّ‬ ‫حي‪ ،‬وكل ٌ‬ ‫وجبللو ألنفعنَّك جباىي يوـ القيام إف شاء هللا‪.‬‬ ‫فكل أحباب هللا أحياء عند رهبم يرزقوف‪ ،‬وىم يف حياةٍ نوراني اتم ‪  :‬ههلُم َّما يه هشاءُو هن‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ٖٗ( ‬الزمر) وأان أطلب منهم من ىذه‪ ،‬وليس شيئاً من عندىم‪ ،‬ولكن أطلب منهم شيئاً‬ ‫كنز إؽبي رابٍل ال عد لو وال حد لو‪.‬‬ ‫فبا يشاءوف‪ ،‬وىو ٌ‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -13‬احلال وتعنية اليفؼ‬ ‫ما معُب اغباؿ؟ وما معُب قوؿ أحد الصاغبْب‪:‬‬ ‫؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اغباؿ ىو عطاءٌ رابٍل يتجلَّى على العبد فيدفعو إىل السّب يف طريق هللا يف ٍ‬ ‫طريق‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫حدده ورظبو كتاب هللا ‪ ،‬ما دافعو؟ ‪   ‬‬ ‫‪٘ٗ(    ‬اؼبائدة) مثل‬ ‫خاطر أاته ويُػلِّ ُح عليو أف يؤدي العمرة‪ ،‬مل يُفكر‬ ‫من أييت يف سكرة اغبياة الدنيا ُ‬ ‫ووبس أف ٌ‬ ‫قبل ذلك‪ ،‬ومل وبسب حساابتو اؼبالي ‪ ،‬لكنها عطي إؽبي ىيأىا لو رب الربي ‪.‬‬ ‫مواىب إؽبي يتفضَّل هللا ‪ ‬هبا على الصادقْب يف اتباع خّب الربي ‪،‬‬ ‫فاألحواؿ‬ ‫ٌ‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ٌ‬ ‫مشغوؿ ابلكلي ابهلل‪،‬‬ ‫فمنا من ُهب ِّملو هللا حباؿ احملب ‪ ،‬فبل يكوف يف قلبو لغّب احملبوب حبَّ ‪،‬‬ ‫والقلب دائم اإلنشغاؿ حببيب هللا ومصطفاه‪.‬‬

‫ومنا من ُهب ِّملو هللا ‪ ‬حباؿ التوكل على هللا‪ ،‬فيتوَّكل يف كل أموره على مواله‪،‬‬ ‫ووباوؿ من حولو أف يضغطوا عليو ؽبذا أو لذاؾ‪ ،‬فبل يستطيعوف الفكاؾ من ىذا األمر‪،‬‬ ‫ألف من صبَّلو هبذا اغباؿ ىو هللا جل يف عُبله‪.‬‬

‫ثبت ؽبم األايـ صدؽ ذلك‪ ،‬ألف هللا ينجيو من اؼبهالك‪ ،‬ألنو أحسن التوكل‬ ‫وتُ ُ‬ ‫على هللا ‪.‬‬ ‫ومنا من ُهب ِّملو هللا حباؿ الرجاء‪ ،‬فتجده دائماً ُوبسن الظن ابهلل‪ ،‬وإف وقع يف‬ ‫خطيئ ٍ يُدرؾ سباـ اإلدراؾ أف عفو هللا ومغفرة هللا ستشملو‪.‬‬ ‫تقرب‪ ،‬ومهما َّ‬ ‫قدـ من صاغبات‪،‬‬ ‫ومنا من ُهب ِّملو هللا حباؿ اػبوؼ‪ ،‬فتجده مهما َّ‬ ‫إال أنو شديد اػبوؼ من هللا ‪.‬‬ ‫وىذه األحواؿ كانت موجودة بْب أصحاب رسوؿ هللا‪ ،‬وال زالت موجودة بْب‬ ‫الصاغبْب إىل أف يرث هللا األرض ومن عليها‪.‬‬ ‫سيدان أبو بك ٍر الصديق هنع هللا يضر‪ ،‬صبَّلو هللا حباؿ احملب لرسوؿ هللا‪ ،‬فكاف ال يُطيق‬ ‫السنح‬ ‫فراقو‪ ،‬وكاف عندما كاانً َّ‬ ‫سوايً يف اؼبدين هبالسو‪ ،‬وكاف يسكن يف منطق تسمى ُ‬ ‫اشتقت إىل‬ ‫خارج اؼبدين ‪ ،‬ويستأذف منو ليَبكو لراحتو‪ ،‬ودبجرد أف يصل إىل بيتو يقوؿ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫تعمل وال ربايل وإمبا ىب وفضل من هللا‪ ،‬قاؿ فيها هللا‪:‬‬ ‫رسوؿ هللا ‪ !!‬وىذا ليس ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫‪٘ٗ(             ‬اؼبائدة) بسر حبو السابق أييت حبهم البلحق‪.‬‬ ‫سيدان عمر كاف ؾبمبلً حباؿ الرجاء يف هللا‪ ،‬ومعو اػبوؼ من مكر هللا جل يف‬ ‫عُبله‪ ،‬فكاف يقوؿ‪:‬‬ ‫خوفو مل يؤ ِّد ب ػو‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫إىل القنوط واليأس من رضب هللا‪ ،‬والرجاء َح َّجمو حٌب ال يتقاعس عن طاع هللا‪ ،‬ألف‬ ‫الرجاء إذا زاد سيتِّكل اإلنساف عليو ولن يعمل‪ ،‬واػبوؼ إذا زاد فيجعلو يقنط‪ ،‬لكن‬ ‫‪.‬‬ ‫كما قيل‪:‬‬ ‫فكاف أصحاب رسوؿ هللا ‪ ‬كلهم على ىذه األحواؿ‪ ،‬لكن الصاغبْب قالوا لنا‪:‬‬ ‫حاؿ ٍ‬ ‫فيستحيل أف يبقى اإلنساف على ٍ‬ ‫واحد‪ ،‬فكما يقلب‬ ‫هللا الليل والنهار‪ ،‬فكذلك يقلب هللا األحواؿ‪ ،‬حٌب ال يسكن اإلنساف إال إىل ربو‪ ،‬وال‬ ‫يضع قدمو إال على قدـ صدؽ خلف نبينا ورسولنا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -14‬احللول واإلحتاز‬ ‫ما اؼبقصود ابغبلوؿ واإلرباد؟ وؼباذا يتهم بعض ُمنكري التصوؼ الصوفي ابغبلوؿ‬ ‫واإلرباد؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫قد أجبنا على ىذا السؤاؿ من قبل‪ ،‬وقلنا أف اغبلوؿ عقيدة أف هللا ‪ - ‬حاشا‬ ‫حل يف اؼبسيح عيسى بن مرَل‪،‬‬ ‫حل يف شيء‪ ،‬وىذا ربييز وذبسيم هلل‪ ،‬فقالوا‪َّ :‬‬ ‫هلل ‪َّ -‬‬ ‫حل يف اؼبسيح والسيدة مرَل معاً‪،‬‬ ‫حل يف السيدة مرَل‪ ،‬ومنهم من قاؿ‪َّ :‬‬ ‫ومنهم من قاؿ‪َّ :‬‬ ‫ويقولوف‪ :‬بسم األب واإلبن وروح ال ُقدس الثبلة إؽباً واحداً‪،‬وىذا كبلـ ما أنزؿ هللا بو‬ ‫من سلطاف‪.‬‬ ‫وىي مأخوذة أصبلً من العقائد البوذي ‪ ،‬فعندىم شيء إظبو تناسخ األوراح‪ ،‬وىو‬ ‫أف الروح ال تبلى وال تفُب‪ ،‬وعندما أييت اؼبوت وبرقوف اعبسد‪ ،‬ألف الروح ال تبلى‪،‬‬ ‫وربل يف مولود جديد وتنزؿ لؤلرض مرًة اثني ‪ ،‬فيكوف اؼبولود واؼبيت ؽبما‬ ‫فتخرج الروح ُّ‬ ‫نفس الروح‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وىذا يناقضو الواقع الذي نراه‪ ،‬فهل عدد الذين كانوا موجودوف على األرض أايـ‬ ‫آدـ ىل ىم أنفسهم اؼبوجودوف حالياً؟ اؼبوجود اآلف أضعاؼ أضعاؼ أضعاؼ مضاعف ‪،‬‬ ‫إذاًوىل ِ‬ ‫ستح ُّل الروح الواحدة يف كذا جسد؟! فهذا دليل على أف ىذا الكبلـ ليس لو‬ ‫مصداقي ‪ ،‬فاؼبسيحيْب أخذوا ىذه العقيدة من عند ىؤالء القوـ‪.‬‬ ‫وبعض اغباقدين واغباسدين للسادة الصوفي ا ِّدعُوا أف بعض الصوفي الفبلسف‬ ‫الذين أخذوا علوـ الفلسف والبرطوا يف التصوؼ‪ ،‬فكاف كبلمهم فلسفي مع أنو عن‬ ‫حل فيو‬ ‫التصوؼ‪ ،‬فادَّعوا أف ىؤالء يقولوف هبذه العقيدة وىي ابغبلوؿ وابإلرباد وأنو َّ‬ ‫اإللو‪ ،‬حاشا هلل ‪.‬‬

‫ويف سبيل ذلك يؤلفوف أقواالً وال ذبد ؽبا دليبلً أكيداً أو سديداً يف كتب ىؤالء‬ ‫دليل على أهنا مؤلف ‪ ،‬فيقولوف مثبلً‪ :‬يقوؿ اغببلج‪( :‬ما يف اعبُب غّب هللا)‬ ‫القوـ‪ ،‬وىذا ٌ‬ ‫وىذه الكلم ليست موجودة يف كبلـ اغببلج‪ ،‬ويقولوف‪ :‬أبو اليزيد البسطامي قاؿ‪:‬‬ ‫(سبحاٍل ما أعظم شاٍل) وىي ليست موجودة يف كبلـ أبو اليزيد البسطامي‪.‬‬ ‫فهم من أوجدوا ىذا الكبلـ ليُ ِسيئوا ؽبؤالء القوـ‪ ،‬وىؤالء القوـ ليس عندىم دين‬ ‫وال ضمّب وال أخبلؽ‪ ،‬فيعملوف ما يشاءوف يف سبيل النكاي ابػبصم‪ ،‬وتقبيحو وتشويو‬ ‫صورتو‪ ،‬لكن الصوفي بُرءاء من ىذا القوؿ‪.‬‬ ‫بعضهم تكلم عن الصوفي وأيضاً بطريق ٍ أُخرى‪ ،‬فالصوفي يصل فيهم اؼبرء إىل‬

‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫مقاـ‪      :‬‬ ‫وسفبلً إال أةر‬ ‫‪ٔ​ٔ٘(  ‬البقرة) ال يرى من الوجود عُلواً ُ‬ ‫مواله يف ىذا الوجود‪ ،‬يعِب ينظر لئلنساف ولكن بعْب القلب فّبى أةر السميع يف‬ ‫اغبي‬ ‫السمع‪ ،‬والسميع ىو هللا‪ ،‬ويرى أةر البصّب يف البصر‪ ،‬والبصّب ىو هللا‪ ،‬ويرى أةر ِّ‬ ‫يف حياة ىذا اإلنساف‪ ،‬ولكنو مل ي ُقل أف ىذا اإلنساف إلوٌ‪ ،‬ولكنو ينظر إىل اآلاثر كما قاؿ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫هللا يف القرآف‪    :‬‬ ‫‪٘ٓ(  ‬الروـ)‪.‬‬

‫وىذه يسميها الصاغبْب وحدة الشهود‪ ،‬يعِب ال يشاىد إال ما ي ُد ُّؿ على قدرة‬ ‫وعظم الواحد األحد ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫فاآلخروف حولوىا أيضاً بطريقتهم وقالوا‪ :‬وحدة الوجود‪ ،‬فليس يف الوجود إال هللا‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫والباقي كلو فاٍل‪ ،‬وىذا ما سيحدث ابلفعل‪ ،‬ولكن مٌب؟ يف يوـ‪   :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪(     ‬الرضبن) صحيح الكل سيفُب ىنا‪.‬‬ ‫لكن يف اغبياة الدنيا الٍب كبن فيها ال بد وأف نُثبت اؼبشهدين‪ِّ ،‬‬ ‫ونفرؽ بْب‬ ‫تنزؿ‪.‬‬ ‫رب وإف َّ‬ ‫الطرفْب‪ ،‬فالعبد عب ٌد وإف عبل‪ ،‬والرب ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫حل فيو الرب‪ ،‬أو أنو ‪ -‬حاشا هلل‬ ‫لكن لن نقوؿ على العبد يف يوـ من األايـ أنو َّ‬ ‫ رب‪ ،‬لكن ىذه أقاويل أُهتم هبا الصوفي من اغباقدين واغباسدين كما شرحت‬‫ووضحت‪ ،‬ابرؾ هللا فيكم أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -15‬تصفية اليفؼ‬ ‫من تعريفات التصوؼ‪ :‬أنو تصفي النفوس فما معُب تصفي النفس؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىي تصفي النفس‪ ،‬أو تطهّب النفس‪ ،‬أو تزكي للنفس‪ ،‬فكل ىذا دبعُب واحد‪،‬‬ ‫وخلقت عليها‪ ،‬وأمران هللا ‪ ‬أف قبتثَّها‬ ‫ويعِب زبليصها من األشياء الٍب ُجبلت عليها‪ُ ،‬‬ ‫ونقتلعها‪.‬‬ ‫كيف؟ خلق هللا اإلنساف كما قاؿ يف القرآف‪:‬‬ ‫(‪ٜٔ‬اؼبعارج) فدائماً عنده سرع يف الفزع واعبزع والنرفزة‪ ،‬فبل بد أف أُخلِّص النفس من‬ ‫ىذه الصفات كلها ِّ‬ ‫وأعودىا على التؤدة واغبلم والرزان واؽبدوء وتزكي الغضب‪ ،‬لكي‬ ‫أطهرىا من قلوهبم‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ِ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كذلك‪    :‬‬ ‫متعجل يف كل أموره‪ ،‬حٌب‬ ‫‪ٔ​ٔ(  ‬اإلسراء) دائماً ّ‬ ‫عندما يدعو هللا ‪ ‬يريد أف هبيبو هللا سبحانو وتعاىل يف اغباؿ‪ ،‬ووبزف إذا مل هببو يف‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫دع َوا هللا على فرعوف فاستجاب‪ ،‬والدعوة‬ ‫اغباؿ‪ ،‬مع أف سيدان موسى وسيدان ىاروف َ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫موجودة يف القرآف‪      :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪(   ‬يونس) وانتظرا ربقيق الدعوة‪،‬‬ ‫فتمت بعد أربعْب سن !!‪.‬‬ ‫فهذا يعلمنا أف ىذا كليم هللا‪ ،‬والثاٍل وزيره‪ ،‬والدعوة استجيبت بعد أربعْب سن ‪،‬‬ ‫علي أو ال وببِب ويكرىِب‪ ،‬ألف‬ ‫لكن أان أريد أف يستجب يل يف ِسنَ ٍ‪ ،‬وإال فإنو غضباف َّ‬ ‫النفس عجول !!‪.‬‬ ‫ابراً أبمو‪،‬‬ ‫وقد قيل أف هللا أخَّر إجاب دعاء موسى وىاروف على فرعوف ألنو كاف َّ‬ ‫فلما ماتت أجاب هللا الدعاء‪ ،‬حٌب نعرؼ قدر بر الوالدين‪ ،‬فطاؼبا تعيش فهو ؿبفوظ‪،‬‬ ‫ولكن عندما سبوت يقولوف‪( :‬قد ماتت الٍب كنا نكرمك من أجلها)‪.‬‬ ‫فاإلنساف عجوؿ ويريد كل شيء أف يتم يف ؼبح البصر!!!‬ ‫ولذلك أيتيِب البعض ويقوؿ‪ :‬أان أريد كذا‪ ،‬فأقوؿ لو‪ :‬سأدعُ هللا لك‪ ،‬وينتظر‬ ‫الدعوة أف ذباب‪ ،‬وأي دعوة ندعوا هبا – واغبمد هلل – تُستجاب‪ ،‬ولكنو يريد أف تكوف‬ ‫اإلجاب على حسب ما وبدد ىو‪ ،‬ويف الوقت الذي يريده‪ ،‬ولكن هللا يستجيب لك كما‬ ‫يريد ال كما تريد‪ ،‬ويف الوقت الذي يريد ال يف الوقت الذي تريد‪ ،‬فهل ربكم على هللا‬ ‫‪‬؟!! حاشا هلل‪.‬‬ ‫إذا كنت ال أستطيع أف أحكم على والدي‪ ،‬فأقوؿ لو‪ :‬أريد كذا فيقوؿ يل‪ :‬انتظر‬ ‫حٌب أرى حايل وأعطيك‪ ،‬فهل أحكم على ملك اؼبلوؾ ‪‬؟!! فأان أدعو وىو‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يستجيب‪ ،‬ولكن مٌب؟ كما يشاء‪  :‬‬ ‫‪ٕٖ(  ‬األنبياء)‪.‬‬ ‫فإذا مل هبد اإلجاب وبزف من الصاغبْب وبعضهم أيخذ موقفاً‪ ،‬وبعضهم يهجران‪،‬‬ ‫وبعضهم ىباصمنا‪ ،‬ؼباذا؟ ألنو طلب شيئاً ومل يتحقق‪ ،‬فهل مبلك إال الدعاء؟! لكن من‬ ‫بيده األمر كلو ىو هللا ‪.‬‬ ‫وكبن كما قاؿ هللا غبضرة النيب‪:‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ٔٛ​ٛ(  ‬األعراؼ) فكيف مبلك لغّبان؟! ال مبلك إال الدعاء‪ ،‬وعلى اإلنساف أف يداوي‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫نفسو ويطهرىا من العجل ‪ ،‬وطبيع اإلنساف الٍب فطره هللا عليها‪      :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٕٚ(  ‬األحزاب) دائماً ظامل‪ ،‬ولذلك دائماً عنده سوء ظ ٍن ابآلخرين‪ ،‬وىذه غاي‬ ‫الظلم‪ ،‬ويتلذذ أحياانً بظلم اآلخرين‪.‬‬

‫وجهوؿ ألنو ال يعرؼ ما ينفعو وما يضره‪ ،‬فبل بد أف أ َُرِّب النفس على العدؿ‪،‬‬ ‫وأطهرىا من الظلم‪ ،‬وأقوؿ ؽبا إف اغببيب وىو ال يزاؿ يرضع كاف هللا ِّ‬ ‫يدربو على العدؿ‪،‬‬ ‫حٌب يف رضع الثدي‪ ،‬فكاف يرضع من ةدي فتعطيو مرضعتو الثدي اآلخر فبل يرضي أف‬ ‫خ يف الرضاع ‪ ،‬فيأخذ واحداً ويَبؾ الثاٍل‪ ،‬ؼباذا؟ ألنو‬ ‫يقربو‪ ،‬ألف هللا أعلمو أف لو أ ٌ‬ ‫يتوخَّى العدال فبل أيخذ حق أخيو‪ ،‬وال بد أف أستزيد من العلم‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ إِذَا أَِّٔ‪ ٢‬عًَّٔ‪ ِّْٛ َٜ َّٞ‬ال ّٔأشِ‪َ،‬ا‪ ُ،‬فِ‪ ِ٘ٝ‬عًُِّّٖا‪ ،‬فّٔال بُ‪ِ ٛ‬زىّٔ فِ‪ ٞ‬طًّّٕٕ‪ٛ‬عِ غَُِظِ َذ ِيؤّ ا ّٖي‪} ِِّٛ َٝ‬‬

‫‪21‬‬

‫فبل بد لئلنساف أف يتزود من العلم كل يوـ ليطهر النفس ‪ ....‬فباختصار تطهّب‬ ‫وخلقت هبا لكي‬ ‫النفس‪ :‬ىو زبليصها من الصفات اعببليِّ الطبيعي الٍب ُخلقت هبا‪ُ ،‬‬ ‫هباىد اإلنساف‪ ،‬ويظهر آاثر ىذا اعبهاد فيستحق اؼبكافأة من رب العباد‪ ،‬وإال يستوي‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫الكل يوـ التناد‪ ،‬وإال فما الفرؽ بْب ىذا وذاؾ؟ وقد قاؿ ‪ :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٜ٘(  ‬النساء)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -16‬اإلهلاو‬ ‫ما اإلؽباـ؟ وما عبلماتو؟‬ ‫وما السبيل للوصوؿ إليو؟ وكيف أعرؼ أنِب من أىل اإلؽباـ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪ 21‬هعجن الطجراًٖ عي عب شخ ػٖ هللا عٌِب‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وتطهر نفسو‪ ،‬يُلقي هللا ‪‬‬ ‫اإلؽباـ ىو أف هللا ‪ ‬بعد أف يصفو قلب اإلنساف‪ُ ،‬‬ ‫عليو إما يف قلبو مباشرة من حضرة هللا إف كاف قد وصل إىل ىذه اؼبنزل الكريب ‪ ،‬أو عن‬ ‫ملك يُلهمو‪،‬‬ ‫طريق ملك إظبو ملك اإلؽباـ‪ ،‬فلكل مؤمن ٌ‬ ‫ىذا اؼبَلَك يُ َذ ّكِر اإلنساف مثبلً أبف ىذا اليوـ يوـ صبع وصبلة اعبمع على وشك‪،‬‬ ‫أو يذ ّكِرؾ أبف عليك هلل عمل كذا‪ ،‬وأنت نسيت ىذا العمل‪ ،‬أو يذ ّكِرؾ أةناء النوـ أف‬ ‫الفجر قد اقَبب وىيا قُم من النوـ وذبهَّز لصبلة الفجر ‪ ...‬فعمل اػبّب الذي تعملو كلو‬ ‫الذي يذ ّكِرؾ بو ملك اإلؽباـ الذي جعلو هللا سبحانو وتعاىل معك على قلبك‪.‬‬

‫هللا‪:‬‬

‫فكلنا واغبمد هلل معنا اإلؽباـ الذي يُلهمنا بو هللا‪ ،‬وىذا ما يقوؿ فيو هللا يف كتاب‬

‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ٕٓٔ( ‬األعراؼ) من الذي يُذ ّكِره؟ ملك اإلؽباـ الذي معو‪.‬‬

‫إذا ارتقى قليبلً يف عامل اإلؽباـ عندما يقرأ يف كتاب هللا‪ ،‬أو يسمع آايت من كتاب‬ ‫هللا فيُلهمو هللا ‪ ‬يف صدره ويف قلبو ويف فؤاده معاٍل طيب يف ىذه الكلمات‪ ،‬كيف‬ ‫أعرؼ أف ىذا إؽباـ؟ أعرض ىذه اؼبعاٍل على الشريع ‪ ،‬فإذا كانت ىذه اؼبعاٍل ال زبالف‬ ‫الشريع فهذا إؽباـ من هللا‪.‬‬ ‫وإذا كانت ىذه اؼبعاٍل ـبالف للشريع أعرؼ أهنا وسوس من الشيطاف‪ ،‬فأضرب‬ ‫هبا عرض اغبائط وأستعيذ ابهلل من الشيطاف الرجيم‪.‬‬ ‫إذاً اإلؽباـ يف ابب العمل واألوامر شرطو أف يؤدي إىل خّب أو ٍّ‬ ‫بر أو طاع هلل‪،‬‬ ‫فإذا كاف يؤدي إىل معصي أو إىل فعل قبيح‪ ،‬فيكوف من النفس‪ ،‬أو من الشيطاف‪،‬‬ ‫فأبتعد عنو واستعذ ابهلل من الشيطاف الرجيم‪.‬‬ ‫اإلؽباـ يف عامل اؼبعاٍل‪ ،‬إذا كاف آايت من القرآف‪ ،‬أو أحاديث للنيب العدانف‪،‬‬ ‫فشرطو أف يوافق شرع هللا عز وجل‪ ،‬وال يعارض الشريع ال يف قليل وال يف كثّب‪ ،‬قاؿ‬ ‫سيدي أبو اغبسن الشاذيل هنع هللا يضر‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫واإلؽباـ الذي كبتاجو كلنا صباع اؼبؤمنْب أف يُلهمِب هللا ‪ ‬حبل مشكل بْب إةنْب‬ ‫أو بْب صباعتْب‪ ،‬وأف يُلهمِب هللا ‪ ‬بعمل انفع لنفسي أو ؼبن حويل‪ ،‬وأف يُلهمِب بعمل‬ ‫خّب للمسلمْب أصبعْب ‪ ..‬فهذا كلو عبارة عن إؽباـ من هللا ماداـ يف عمل اػبّب‪.‬‬ ‫أما إذا كاف يف ٍّ‬ ‫شر فإما أف يكوف من وسوس الشيطاف‪ ،‬وإما أف يكوف نزغ من‬ ‫النفس‪ ،‬فيستعيذ اؼبرء من الشيطاف الرجيم‪ ،‬ويَبؾ وساوس النفس‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬اإلؽباـ‬ ‫النافع يف كل األحواؿ‪.‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxq‬‬

‫‪ -17‬حاجع اليفؼ‬

‫ما اغباجز الذي يعيق اؼبريد عن هللا؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اغباجز الذي وبجز اؼبريد عن هللا ىي النفس‪:‬‬ ‫بينك وبْب هللا نفسك!‬ ‫فاخلع نفسك تكن أنت وربك‪ ،‬فهذا ىو اغباجز األساسي‪:‬‬ ‫هٌددددٖ أ ددددبمر هددددي أددددًْٖ الددددتاًٖ‬

‫أمدددددددر د ثدددددددٖ حدددددددْ ّ​ّلدددددددتاى‬

‫إذا سافر اإلنساف من نفسو‪ ،‬وجد نفسو بْب يدي ربو‪ ،‬فالنفس ىي اغباجز األكرب‬ ‫الذي وبجز اؼبريدين عن رب العاؼبْب ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ -18‬العله اللسىي‬ ‫‪ٙ٘(               ‬الكهف) ما العلم اللدٍل؟ وكيف نصل إليو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫العلم اللدٍل الذي يفاض من هللا ‪ ‬مباشرة على قلب العبد الذي ربقق دبقاـ‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫العبودي ‪ ،‬ألنو وصل إىل مقاـ عظيم يف تقوى هللا ‪    :‬‬ ‫حرا فبا سواه‪.‬‬ ‫(٘‪ٙ‬الكهف) ذبمل دبقاـ العبودي وأصبح عب ًدا هلل‪ً ،‬‬ ‫دوما أبنو فقّب إىل مواله‪ ،‬جاىل وبتاج أف‬ ‫فما مقاـ العبودي ؟ أف يشعر اإلنساف ً‬ ‫يُعلِّمو العليم‪ ،‬ذليل وبتاج أف يعزه العزيز‪ ،‬ضعيف وبتاج إىل أف ِّ‬ ‫يقوه القوي‪ ،‬ال حوؿ لو‬ ‫وال طوؿ لو وبتاج إىل مدد من حوؿ هللا وطوؿ هللا‪ ،‬وبدوف مدد هللا ال يستطيع أف يطيع‬ ‫هللا‪ ،‬وبدوف حفظو وصيانتو ال يستطيع أف يبنع نفسو عن معصي هللا‪.‬‬ ‫فّبي نفسو بغّب مواله ال يستطيع أف يفعل قليبلً وال كثّباً‪ ،‬وال أف يبنع نفسو حٌب‬ ‫عن أقل سفاسف األمور‪ ،‬ألف األمور بيد من يقوؿ للشيء كن فيكوف‪.‬‬ ‫إذا ربقق دبقاـ العبودي ‪ ،‬جاءتو العلوـ الوىبي مباشرة من اغبضرة اإلؽبي ؛ من‬ ‫حضرة اللدني ‪ ،‬ألف ىناؾ أانس يصل إليها علوـ من اؼبلكوت‪ ،‬تلهمهم اؼببلئك ببعض‬ ‫العلوـ اؼبلكوتي ‪ ..‬وىناؾ أانس يفاض عليهم علوـ من أسرار الصفات اإلؽبي عندما‬ ‫ينظروف بعْب القلب اؼبضي إىل آايت هللا الكوني ‪ ،‬فكلما ينظر آلي من آايت هللا توضح‬ ‫لو ما فيها من أسرار هللا جل يف عبله‪.‬‬ ‫وىناؾ أانس يستقوا العلوـ من اللوح احملفوظ‪ ،‬وىناؾ أانس يستقوا العلوـ من‬ ‫العرش‪ ،‬وىناؾ أانس يستقوا العلوـ من أرواح النبيْب واؼبرسلْب السابقْب؛ أتيت لو أرواح‬ ‫قدرا الذي أتتيو‬ ‫األنبياء وتلهمو ابغبكم العلي ‪ ،‬والعلوـ اإلؽبي ‪ ،‬لكن أعبلىم وأجلهم ً‬ ‫مباشرة‪ٙ٘(                :‬الكهف) من حضرة اللدني ‪ ،‬ومن اغبضرة‬ ‫العلوـ‬ ‫ً‬ ‫الذاتي الٍب ال تباح إال للواحد بعد الواحد من أىل اػبصوصي ‪ ،‬ألهنا خاص ابغبضرة‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫احملمدي ‪     :‬‬ ‫‪ٙ(       ‬النمل) وكذلك ال يناؽبا إال‬ ‫الوارث بعد الوارث‪ ،‬وكمل الورة ىم الذين وبصلوف على ىذه العلوـ الوىبي ‪ ...‬وىذه‬ ‫العلوـ ال عد ؽبا وال حد ؽبا‪ ،‬لكن ما كبتاجو معشر السالكْب توضيح السبيل الذي نريد‬ ‫أف نسلكو لنصل إىل بر األماف‪ ،‬وشاطئ اعبودي عند رب العاؼبْب‪ ،‬فهم يلهمهم هللا دبا‬ ‫يبلئم أىل عصرىم من علوـ اؼبكاشف ‪ ،‬الٍب هبا ينطوي اؼبريد‪ ،‬ويناؿ بغيتو من اغبميد‬ ‫اجمليد ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪-19‬مكاو التجطيس‬ ‫ما مقاـ التجريد؟ وىل من دليل من القرآف والسن يؤكد ىذا اؼبقاـ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫وحسن‬ ‫مقاـ التجريد ىو اؼبقاـ الذي يصل اإلنساف فيو إىل سباـ الثق دبواله‪ُ ،‬‬ ‫التوكل على هللا‪ ،‬فبل يرى األشياء إال ابهلل‪ ،‬وال يرى األفعاؿ إال من هللا‪ ،‬وال يرى‬ ‫األحواؿ إال إبمداد من هللا جل يف عبله‪.‬‬ ‫واضح جداً عندما طلب رسوؿ هللا ‪ ‬من أصحابو الربرة الكراـ أف‬ ‫وىذا اؼبقاـ‬ ‫ٌ‬ ‫كل منهم دبا ذبود بو نفسو‪ ،‬فسيدان عمر يف ىذا اليوـ يقوؿ‪ :‬وافق عندي ماالً‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يتربع ٌ‬ ‫فجئت بنصفو‪ ،‬فقاؿ يل ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ِك ِ‪ٝ‬تَ يِأِّٖٔ​ًِؤّ؟ قّٕ ًّٖتُ‪َِ :‬جًُِّٔ٘‪َٚ ،‬أَِّٔ‪ ٢‬أّٔبُ‪ ٛ‬بَهّٖسٍ بِهٌّّْٕ َ​َا ِعِٓدَ‪ّٔ ،ُٙ‬فكّٔاٍَ‪َٜ :‬ا أّٔبَا بَهّٖسٍ َ​َا‬ ‫{ َ​َا أّٔب ّٔ‬ ‫ِك ِ‪ٝ‬تَ يِأِّٖٔ​ًِؤّ؟ قّٔاٍَ‪ :‬أّٔ ِبكّٔ ِ‪ٝ‬تُ ئُُِّٗ ايًََّ٘ َ‪َ ٚ‬زضُ‪ٛ‬ئُّ٘ }‬ ‫أّٔب ّٔ‬

‫‪22‬‬

‫فلم يُنكر عليو ومل يعَبض عليو‪ ،‬كما قاؿ قبل ذلك عندما كاف سعد بن أب‬ ‫وقاص يف ٍ‬ ‫مرض شديد وليس لو إال إبن واحدة‪ ،‬فقاؿ‪َٜ { :‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘‪ ،‬بًَّٔ َػِٓ‪َ​َ ٞ‬ا َِسَ‪٣‬‬ ‫‪ 22‬بهع الزره ٕ ّ ٌي أثٖ اّ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ََِٔ ايّٖ‪َٛ‬دَعِ ‪َٚ‬أَّْٔا ذُ‪َ​َ ٚ‬اٍ​ٍ َ‪ٚ‬ئّا ‪َٜ‬سِ ُثِٓ‪ ٞ‬إِيَّا ا ِبَٓ‪ ّ٘١‬يِ‪َٚ ٞ‬اسِدَ‪ّٔ ،ّ٘٠‬أفّٔأَِّٔؿَدَّمُ بِجًُّٕجَ‪َ​َ ِٞ‬ايِ‪ ،ٞ‬قّٔاٍَ‪ :‬ئّا‪،‬‬ ‫قّٔاٍَ‪ :‬قّٕ ًّٖتُ‪ّٔ :‬أفّٔأَِّٔؿَدَّمُ بِػَّّٖٓسِ‪ ،ِٙ‬قّٔاٍَ‪ :‬ئّا‪ ،‬ايجًُّّٕحُ‪َٚ ،‬ايجًُّّٕحُ نّٔجِريْ‪ ،‬إ َِّْؤّ ّٔإِٔ َِ َرزَ َ‪ٚ‬زَثَ َتؤّ‬ ‫‪23‬‬ ‫أّٔ ّٖغ ِٓ‪َٝ‬ا‪َِٝ​َ َ٤‬سْ َِِٔ ّٔإِٔ َِ َرزَُِٖ​ِ عَائّ‪َٜ ّٗ١‬تَهّٔفَّفّٕ‪ َٕٛ‬ايَّٓاعَ }‬ ‫فكاف يف إجاب النيب أمراف‪ ،‬األمر األوؿ‪ :‬أنو سيُشفى من ىذا اؼبرض وسيكوف لو‬ ‫ورة غّب ىذه البنت الوحيدة‪ ،‬وقد حدث‪ ،‬فالنيب قاؿ‪( :‬ورةتك) والنيب ‪ ‬ما ينطق عن‬ ‫اؽبوى‪ ،‬واألمر الثاٍل‪ :‬أنو كلَّفو أبالَّ يتصدؽ إال ابلثُلث‪ ،‬لكن عندما جاء أبو بكر‪ ،‬ورأى‬ ‫النيب فيو ُحسن توكلو على هللا‪ ،‬وتفويضو األمور ؼبواله‪ ،‬وأنو لن تتغّب شعرةً منو ظاىرةً أو‬ ‫أقره على ذلك‪.‬‬ ‫ابطن ً دبا أعطاه‪َّ ،‬‬ ‫وىذا مقاـ التجريد الذي كاف فيو سيدان أبو بكر ‪ ‬وأرضاه‪ ،‬وىو أف يتجرد‬ ‫اإلنساف من كل ما لو‪ ،‬وهبعلو يف أبواب اػبّب الٍب يفتحها هللا ‪ ‬لو‪ ،‬وىذا ما يقوؿ هللا‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬فيو يف كتابو‪   :‬‬ ‫(ٕ‪ٔٙ‬األنعاـ) وماذا مبلك؟ ال شيء‪ ،‬إان وما مبلك وما حولنا وأزواجنا وأوالدان وأموالنا هلل‪:‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٔ٘ٙ(    ‬البقرة)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬احلجب‬ ‫جب بصري مثل‬ ‫ما اغبُجب؟ وكيف ترتفع اغبُجب عن القلب؟ وىل ىناؾ ُح ٌ‬ ‫اغبُجب القلبي ؟ دبعِب‪ :‬ىل البصر يشهد مشاىد مثلما يشهد القلب مشاىد؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اغبُجب ىي اؼبوانع الٍب سبنع اإلنساف عن رؤي حقيق اعبماؿ اإلؽبي يف األكواف‪،‬‬ ‫أو الستائر الٍب تنزؿ على عْب البصّبة فبل تستطيع رؤي ذات اغببيب ‪ ‬مع أهنا منّبة‬ ‫‪ ...‬أو الراف ‪ -‬يعِب الغطاء ‪ -‬الذي ينزؿ على نفخ ال ُق ُدس‪ ،‬فيجعلها ُرب َجب عن‬ ‫‪ 23‬الجخب ٕ ّهملن‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫صباالت حضرة القدوس ‪.‬‬ ‫فكل ما وبجب عن أنوار هللا‪ ،‬أو صباؿ رسوؿ هللا‪ ،‬أو صباؿ أظباء هللا وصفات‬ ‫هللا‪ ،‬أو اعبماؿ الذايت غبضرة هللا‪ ،‬فهذه نسميها ُحجب‪.‬‬

‫وىذه غيوب ال تُرى ؼبن يف قلبو عيوب‪ ،‬وال تُرى بعْب البصر‪ ،‬ألف عْب البصر ال‬ ‫ترى إال احملسوسات اؼبلموسات‪ ،‬والغيوب ال يطلع عليها إال القلوب‪ ،‬وال يراىا عب ٌد‬ ‫ؿبجوب‪.‬‬ ‫ألهنا لو كانت تُرى ابألبصار لرآىا كل اؼببصرين‪ ،‬لكن ال يطلع عليها إال من‬ ‫انفتحت لو أنوار البصّبة بربك وإذف من سيد األولْب واآلخرين ‪.‬‬

‫سيدان عبد هللا بن أـ مكتوـ ‪ ‬عندما نزؿ قوؿ هللا ‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٕٚ(  ‬اإلسراء) ذىب إىل رسوؿ هللا‬ ‫ين كاسف الباؿ وقاؿ‪ :‬أان يف الدنيا أعمى أفأكوف يف اآلخرة أعمى اي رسوؿ هللا؟‬ ‫وىو حز ٌ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫فنزؿ قوؿ هللا ‪      :‬‬ ‫(‪ٗٙ‬اغبج) ففرح واستبشر بفضل هللا وإكراـ هللا وعطاء هللا جل يف عبله‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬املالمتية‬ ‫من ىم اؼببلمتي أو أىل اؼببلمتي ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫قوـ من السادة الصوفي ال يريدوف أف يطلع على عملهم إال رب الربي‬ ‫اؼبُبلمتي ٌ‬ ‫نفر من خلق هللا حاولوا أف يتملصوا‬ ‫‪ ،‬فإذا عملوا عمبلً هلل وصادؼ أف اطلع عليو ٌ‬ ‫منو‪ ،‬ويتخلصوا منو أمامهم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وىذه اغبال إظبها حال الفتوة‪ ،‬فهؤالء أىل الفتوة‪ ،‬وىم اؼببلمتي ‪.‬‬ ‫تربع دببلغ من اؼباؿ لعمل خّبي‪ ،‬فأراد قوـ أف وبُثوا اآلخرين فقالوا‪:‬‬ ‫واحد منهم َّ‬ ‫أخذت ىذا اؼببلغ من أمي‪ ،‬وأُمي‬ ‫إف فبلف تربَّع بكذا‪ ،‬فجاء مسرعاً وقاؿ‪ :‬أان كنت قد‬ ‫ُ‬ ‫قالت يل‪ :‬أعده يل مرًة اثني ‪ ،‬ألنو ال يريد أف يعرؼ الناس ماذا فعل‪ ،‬ألف ىذا بينو وبْب‬ ‫سلوؾ شديد‪.‬‬ ‫هللا‪ ،‬وىذا ٌ‬ ‫واحد منهم كاف ذاىباً لليبيا يف أايـ رمضاف وابلنهار‪ ،‬ففوجئ آبالؼ من الناس‬ ‫فأحس أبف نفسو ربركت‪ ،‬فطلب من أحدىم قليل من‬ ‫ؿبتشدة حولو جاءوا الستقبالو‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫اؼباء – و‪-‬ىو صائم لكن يُباح لو الفطر من أجل السفر ‪ -‬وقاؿ أمامهم‪:‬‬ ‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ورفع الوعاء على فمو‪ ،‬ففوجئ ابؼبوكب كلو وقد انفض‪ ،‬وىو يريد‬ ‫ذلك‪ ،‬ألنو ال يريد أف يعرؼ أحد ما بداخلو أو ما يريد أف يعملو إال مواله ‪ ،‬وىذا‬ ‫ىو اؼبشهد العاىل ل ُك َّمل الصاغبْب‪ ،‬الذين نتعشم أف نكوف منهم أصبعْب‪.‬‬ ‫فكل إنساف يعمل شيء ويريد أف يُعلن ذلك‪ ،‬ويقاؿ‪ :‬أف فبلف عمل كذا وكذا‪،‬‬ ‫وىذا ال ينفع بْب الصاغبْب أبداً‪ ،‬ألف ىؤالء أىل اؼببلمتي وأىل الفتوة الذين يريدوف أف‬ ‫يكوف عملهم خالصاً هلل‪.‬‬ ‫غسلوه‬ ‫ومثلهم أيضاً سيدان على زين العابدين بن اإلماـ اغبسْب مهنع هللا يضر أصبعْب‪ ،‬ؼبا َّ‬ ‫ِ‬ ‫وبمل على‬ ‫بعد موتو يف اؼبدين وجدوا يف ظهره عبلم كبّبة كمن كاف يشتغل عتاالً‪ ،‬أي ّ‬ ‫مرفهاً‪ ،‬وعنده خدـ وعنده أوال ٌد‪ ،‬وبعد مدة من الزمن‬ ‫ظهره‪ ،‬فتعجبوا‪ ،‬ألنو كاف رجبلً َّ‬ ‫َّ‬ ‫تكشفوا‪ ،‬ومل يستطيعوا اؼبعيش ‪ ،‬فذىبوا إليهم وسألوىم‬ ‫وجدوا أف ةبلةْب عائل يف اؼبدين‬ ‫كيف كنتم تعيشوف؟ فقالوا صبيعاً‪ :‬كاف أيتينا رجبلً كل شهر بعد منتصف الليل‪ ،‬ويطرؽ‬ ‫وص َّرة هبا نقود‬ ‫الباب‪ ،‬وعندما نقوؿ‪ :‬من؟ فبل قبده‪ ،‬وقبد جواؿ دقيق وقدر بو ظبن ُ‬ ‫تكفينا الشهر‪ ،‬وال أيتينا إال بعد شهر‪ ،‬فعلموا أف ىذا ىو سيدان علي زين العابدين‪.‬‬ ‫مٌب عرفوا ما حدث؟ بعد أف مات‪ ،‬وحٌب أوالده مل يعرفوا‪ ،‬وال زوجتو‪ ،‬وال حٌب‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫خدمو‪ ،‬ؼباذا؟ ألنو ال يريد أف يعرؼ ذلك غّب مواله ‪   :‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ٙٔ(       ‬الصافات)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -22‬الػُّهط واخلنط‬ ‫السكر واػبمر عند الصوفي ؟‬ ‫السكر واػبمر‪ ،‬نرجوا تعريف ُ‬ ‫من عبارات الصوفي ُ‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫فالسكر يف اػبمر اغبسي‬ ‫ىذه ألفاظ تتشابو يف اؼبعُب‪ ،‬لكن زبتلف يف الشكل‪ُ ،‬‬ ‫هبعل اإلنساف يفقد وعيو‪ ،‬أو على األقل يغيب عقلو‪.‬‬ ‫كذلك إذا انشغل اإلنساف أبي أم ٍر دنيوي زائد عن اغبد‪ ،‬فهذا يكوف كحال‬ ‫السكر‪ ،‬ولذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬وأرضاه‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫اإلنساف الذي استعبدتو الدنيا فاشتغل‬ ‫هبا فقط‪ ،‬فكأنو فاقد عقلو‪.‬‬ ‫السكر إىل بعض األفراد الذين زادت عندىم ؿبب هللا‪،‬‬ ‫وأشار الصوفي يف كلمات ُ‬ ‫أو ؿبب حبيب هللا ومصطفاه‪ ،‬حٌب أنو لشدة ؿببتو وكثرة صبابتو غاب عما حولو‪ ،‬فبل‬ ‫يعيش إال يف نطاؽ ؿببوبو وىو هللا ‪ ،‬أو رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫فيكوف قد غاب عن الدنيا ليعيش يف اآلخرة‪ ،‬أو ليعيش يف رحاب اغببيب‪ ،‬أو‬ ‫ليعيش يف القدس األعلى وىذا يكوف بروحو أو بقلبو‪ ،‬لكن اعبسم قائم دبا ينبغي عليو‬ ‫يف الدنيا كما ينبغي‪.‬‬ ‫وأضرب لذلك مثبلً دنيوايً‪ :‬امرأة العزيز ُزليخ عندما خاض أىل البلدة من‬ ‫الوجهاء يف سّبهتا مع يوسف‪ ،‬ويوسف كاف يُعترب ابلنسب ؽبا عبداً عندىا‪ ،‬فماذا فعلت؟‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫واحدة منهن طبقاً فيو تفاح وسكْب‪ ،‬وقالت لو‪   :‬‬ ‫دعتهم وأعطت كل‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫فماذا حدث؟ ‪                  ‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٖٔ(     ‬يوسف) وماذا تكوف ىذه اغبال ؟ أليست حال ُسكر؟ فقد‬ ‫ِ‬ ‫اغبسي‪ ،‬حٌب أهنن قطَّعن أيديهن ونزؿ منها الدـ ومل‬ ‫سكروا من رؤي صباؿ يوسف ّ‬ ‫ِ‬ ‫حسي‪.‬‬ ‫يشعُرف‪ ،‬فهذا ُس ٌ‬ ‫كر ّ‬

‫السكر؟! وىذا ما حدث‬ ‫فما ابؿ دبن يتمتع ابعبماؿ احملمدي؟! فماذا يكوف ىذا ً‬ ‫مع سيدان أبو بكر ‪ ‬وأرضاه‪ ،‬فقد كاف ماشياً مع رسوؿ هللا ‪ ‬يف اؽبجرة‪ ،‬فَ َج َع َل َم َّرةً‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّيب ‪:‬‬ ‫سا ِرهِ‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫اؿ لَوُ النِ ُّ‬ ‫يبَْشي أ َ​َم َاموُ‪َ ،‬وَم َّرًة َخ ْل َفوُ‪َ ،‬وَم َّرةً َع ْن َيبينو‪َ ،‬وَم َّرًة َع ْن يَ َ‬ ‫{َ​َا َٖرَا ‪َٜ‬ا أّٔبَا بَهّٖسٍ؟ َ​َا أّٔعِ ِسفُ َٖرَا َِِٔ فِعِايِؤّ‪ّٔ ،‬فكّٔاٍَ‪َٜ :‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَّ٘‪ ،‬أّٔ ِذنّٕسُ ايسَّؾِدَ‪،‬‬ ‫فّٔأّٔنّٕ‪ ُٕٛ‬أَّٔ​َا َؤّ‪َٚ ،‬أّٔ ِذنّٕسُ ايًَّّّٓٔبَ‪ ،‬فّٔأّٔنّٕ‪ًّٖ َ​َ ُٕٛ‬فّٔؤّ‪َ َٚ ،‬سَّ‪َ ّٗ٠‬عِٔ ‪ِٓ َُِٜٝ‬ؤّ‪َ َٚ ،‬سَّ‪َ ّٗ٠‬عِٔ ‪َٜ‬طَا ِزىّٔ ال ٍَُّٔ‬ ‫‪24‬‬ ‫حساف بن اثبت وعن حب ِ‬ ‫الص ِّديق فقاؿ فيو‪:‬‬ ‫عًَّٔ ِ‪ٝ‬ؤّ } ‪َّ ،‬‬ ‫وعرب عن ىذا َّ‬

‫أحجدددد حجدددب ك لدددْ ٗم دددبع ٗمددد٘رٍ علدددٔ‬

‫الٌدددبم هدددبد الٌدددبم هدددي شدددتح ال دددت‬

‫ّهددددب أًددددب هددددْما ثبلدددد ٕ أًددددذ أُلددددَ‬

‫ةًدددد مدددٖ أعلدددٔ الوراردددت هدددي لجدددٖ‬

‫حب معنوي ‪ -‬إذا وصل لسيدان رسوؿ هللا أو غبضرة هللا ؽبذه‬ ‫فاغبب ‪ -‬وىو ٌ‬ ‫الدرج نسميها حال ُسكر‪ ،‬كمن غاب عن وعيو‪ ،‬وكمن غاب عن فكره‪ ،‬النشغاؿ قلبو‬ ‫ابلكلي لصاحب اغبضرة البهي ‪ ،‬أو ابغبضرة اإلؽبي ‪.‬‬ ‫أما اػبمر فالصاغبْب ؼبا َّ‬ ‫عربوا عن عشقهم وحبهم لرهبم ولنبيهم مل هبدوا ألفاظاً‬ ‫ِ‬ ‫اغبسي الٍب‬ ‫تبلئم ذلك يستطيع أف يفهمها اػبلق إال ألفاظ احملبْب العاديْب‪ ،‬واأللفاظ ّ‬ ‫فقربوا اغبقيق وأعطوىا نفس‬ ‫يعرفها الناس‪ ،‬ألف األلفاظ اؼبعنوي ال يدركها اػبلق‪َّ ،‬‬ ‫اؼبصطلحات اغبسي ‪ ،‬لكن مقصودىم معنوي وعايل وقليب‪.‬‬ ‫فاػبمر ما يُسكر اإلنساف‪ ،‬وما الذي يُسكر اإلنساف اؼبقبل على حضرة الرضبن؟‬ ‫ىناؾ أُانس إذا رأى أحدىم نور رسوؿ هللا يغيب عن الوجود كأنو شرب طبراً معتقاً‪ ،‬وال‬ ‫يشعر دبن حولو‪ ،‬كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم‪:‬‬ ‫‪ 24‬رب ٗخ هشم ثي عمبأر ّ‬

‫الٌجْح للجِ٘قٖ‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وبلدددددددددددد‬

‫ّهدددددددددددددددي ح٘دددددددددددددددم ّطددددددددددددددددبلد‬

‫هدددددددددددي ودددددددددددر ًدددددددددددْ‬

‫شدددددددددددددددرثذم طدددددددددددددددرمب ك مِودددددددددددددددذم‬

‫ُّددددددددددددددددددبم أُدددددددددددددددددد أوبلددددددددددددددددددد‬

‫عندما يرى نور رسوؿ هللا يهيم وينسى الدنيا ومن عليها‪ ،‬كمن شرب اػبمرة‬ ‫احملسوس ‪ ،‬وىذا تشبيو بليغ أو كناي عن اغباؿ الذي ىم فيو‪.‬‬ ‫ومنهم من يُسقيو اغببيب ‪ ‬من يده كأساً يقوؿ فيو هللا‪:‬‬ ‫‪ٕٔ(    ‬اإلنساف) من يشرب ىذا الكأس يغيب‪:‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫دددددْ هللا أو دددددب ك هةهةهدددددب ك‬

‫ّطدددددددد٘رًٖ ؽددددددددَ إهبهددددددددب ك هقددددددددتهب ك‬

‫مقجلدددددددددذم لودددددددددب ّطدددددددددلذم ٗوٌ٘دددددددددَ‬

‫ّثشدددددددرًٖ ثعددددددددت الشددددددددِْ ثكلوددددددددب‬

‫دددددقبًٖ‬

‫والكأس اؼبزمزـ ىذا رحيق من حضرة هللا ‪ ،‬إذا ُسقي منو اؼبريد الف قلبو‪ ،‬وىاـ‬ ‫لبُّو‪ ،‬وأصبح يرى بعْب اليقْب ما غاب عن عامل الطْب الذي كبن فيو أصبعْب‪ ،‬وىذا أظبوه‬ ‫طبراً‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -23‬الصوم‬ ‫يقوؿ البعض من ذاؽ عرؼ‪ ،‬ما الذوؽ؟ وىل يتذوؽ اإلنساف اؼبعاٍل الراقي‬ ‫ابلعقل‪ ،‬أـ ابلقلب؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الذوؽ ىو اإلحساس ابؼبعاٍل الراقي ابلقلب اؼبملوء بنور اإليباف‪ ،‬والذوؽ فوؽ‬ ‫صل عن طريق األذف ابلسماع‪ ،‬أو عن طريق العْب ابلقراءة‪ ،‬لكن‬ ‫العلم؛ ألف العلم ُوب َّ‬ ‫صل عن طريق القلب‪.‬‬ ‫الذوؽ ُوب َّ‬ ‫دائما وأب ًدا فيوضات‬ ‫والقلب إذا صفا ووىف واستنار بنور اغببيب اؼبصطفى أيتيو ً‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫وإؽبامات من عامل الغيب اإلؽبي ذبعلو عندما يستمع إىل الكبلـ ‪ -‬أي كبلـ ‪ -‬أيتيو‬ ‫تفسّبه اؼبناسب لو من حضرة العليم العبلـ ‪.‬‬ ‫فالذوؽ ابلقلوب‪ ،‬ولذلك قيل‪( :‬قد يكوف على ذوؽ رجل أ ُِّمي‪ ،‬وقد ُوبرـ من‬ ‫الذوؽ عامل كبّب أزىري) معو علوـ الشريع وعلوـ التفسّب ولكن ال يتذوؽ معانيها‪،‬‬ ‫واآلخر رجل أمي ولكنو يتذوؽ اؼبعاٍل‪ ،‬ألف الذوؽ منح من هللا تفاض على قلوب‬ ‫أحبابو ‪ .. ‬ويروي يف ىذا اجملاؿ أف اإلماـ أاب العزائم ‪ ‬وأرضاه كاف أحد تبلميذه‬ ‫يغِب قصائده يف األزىر‪ ،‬وذكر قصيدة أوؽبا‪:‬‬ ‫أًب ت ح الوٌزِدٔ ّالعدرو ّالكر دٖ‬

‫أًددب القلددن ّاللددْ الوعلددٔ علددٔ ً مددٖ‬

‫فسمع ىذا الكبلـ عامل من علماء األزىر‪ ،‬فقاؿ لو من أين أتيت هبذا الكبلـ؟!‬ ‫الذي قاؿ ىذا الكبلـ رجل كافر‪ ،‬فهم يسارعوف يف القذؼ‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬أان ال أعرؼ‬ ‫شيئًا‪ ،‬اذىب لشيخي؛ فذىب لزايرة اإلماـ أب العزائم ‪ ‬وأرضاه‪ ،‬لكنو كاف ذاىبًا إليو‬ ‫معَبضا‪ ،‬والرجل كاف أني ًقا‪ ،‬أي مبلبسو نظيف ‪ ،‬وحذاؤه المع‪ ،‬ويهتم دبظهره‪ ،‬فعندما رآه‬ ‫ً‬ ‫اإلماـ أبو العزائم داخبلً عليو قاؿ يف قصيدة‪( :‬إف قلت إٍل عرش فالعرش مِب صبيل)‬ ‫وقاؿ يف قصيدة أخرى‪( :‬فالعرش موطئ قدمي) فاستغرب الرجل وقاؿ لو‪ :‬ما ىذا الذي‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫تقولو؟! فقاؿ لو‪ :‬اقرأ معي قوؿ هللا تعاىل‪   :‬‬ ‫‪ٖٔ(       ‬اعباةي ) فهل قاؿ هللا تعاىل‪ :‬سخر لكم ما يف السموات وما يف األرض‬ ‫صبيعا‬ ‫صبيعا إال العرش؟ ال‪ ،‬ىل قاؿ هللا تعاىل سخر لكم ما يف السموات وما يف األرض ً‬ ‫ً‬ ‫إال الكرسي؟ ال‪ ،‬إ ًذا كل ما يف األكواف غّب ِّ‬ ‫مكوف األكواف مسخر لئلنساف‪ ،‬فخضع‬ ‫الرجل‪ ،‬فقاؿ لو اإلماـ أبوالعزائم ‪ :‬لو نظفت قلبك كما نظفت حذاءؾ لفقهت ىذا‬ ‫الكبلـ‪.‬‬ ‫فبلبد من نظاف القلب؛ لكي يتذوؽ اإلنساف اؼبعاٍل الرابني يف اآلايت القرآني‬ ‫ويف األحاديث النبوي ‪ ،‬فبل بد من القلب السليم فهو الذي يتذوؽ اؼبعاٍل العلي من هللا‬ ‫‪ ‬يف ىذه اجملاالت‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -24‬بساوة اليفؼ‬ ‫ما بداوة النفس؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫بداوة النفس تعِب اإلوباءات الباطني الداخلي الٍب توعز هبا النفس لئلنساف‬ ‫وتظهر يف صدر اإلنساف‪.‬‬ ‫فصدر اإلنساف يتلقي من ةبلث جهات‪:‬‬ ‫توجيها ابػبّب أو فعل الرب وعمل الصاغبات‪،‬‬ ‫ إما من الرضبن‪ ،‬وىذا يكوف‬‫ً‬ ‫وىو خاطر إؽبي‪.‬‬ ‫ أو وسوس للتفريق بْب اةنْب ؿببْب‪ ،‬أو لغيب بْب اؼبسلمْب‪ ،‬أو مبيم إليقاع‬‫الفرق بْب جّباف أو غّبىم‪ ،‬وىذه تكوف من الشيطاف‪.‬‬ ‫ أو بداوة النفس أي ىواجس النفس‪ ،‬وىذه تكوف شيئًا شهوانيًا‪ ،‬كشهوة أكل‬‫وشهوة شرب وشهوة لبس وشهوة جنس‪ ،‬فهذه كلها من النفس‪.‬‬ ‫فاإلنساف الذي يكرمو هللا ‪ ‬وهبعلو من عباد هللا الصاغبْب‪ ،‬وبفظو من ؼبم‬ ‫النفس وبداوهتا‪ ،‬ومن وساوس الشيطاف‪ ،‬وهبعلو ال يتلقى إال من حضرة الرضبن ‪،‬‬ ‫ويسارع لتنفيذ ما يرد على قلبو من إؽبامات من حضرة هللا جل يف عبله‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -25‬البث‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٛٙ(  ‬يوسف) ما البث؟‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫البث علم روحاٍل‪ ،‬أو شأف روحاٍل‪ ،‬وىو أف الرجل الرابٍل يعطيو هللا ‪ ‬من‬ ‫القدرة اإلؽبي ما بو يبث ‪ -‬أي يقذؼ ‪ -‬يف قلوب أحبائو والصاغبْب من أحبابو‬ ‫اػبطرات الطيب ‪ ،‬الٍب تُطيّب حياهتم‪ ،‬وذبعلهم يقبلوف على رهبم ‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬الذي بث ألبنائو‪ ،‬ومع ذلك جاء اغبسد ألخيهم‪ ،‬فغطى‬ ‫على ىذا البث ومل يسعفهم من ىذا اػبلق الذميم‪ ،‬وحسدوا يوسف‪ ،‬ونبوا بقتلو‪،‬‬ ‫وعندما فشلوا بقتلو ابعوه بثمن خبس‪ ،‬لكن الذي أكرمو هللا فقط هبذا البث ىو يوسف‬ ‫الصديق عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت السبلـ‪.‬‬

‫فالبث ىو العطاء النوراٍل الروحاٍل من اؼبرشد الرابٍل للمريد السعيد‪ ،‬الذي أصبح‬ ‫إؽباما‪ ،‬يف أي‬ ‫مناما‪ ،‬وقد يكوف يقظ ً‬ ‫عنده استعداد لتلقي ىذه الروحانيات‪ ،‬قد يكوف ً‬ ‫إؽباما‬ ‫موقف من اؼبواقف كأف يكوف على اؼبنرب أو يتحدث مع شخص يف صباع ؛ فيجد ً‬ ‫أيت لو على الفور ينقذه من ىذا اؼبوقف الذي ىو فيو‪ ،‬ويوضح لو اغبج ‪ ،‬وهبعل لو‬ ‫اغبج على ؿبدةو ومن حولو‪ ،‬ما ىذا؟! ىذا ىو البث الروحاٍل اإلؽبامي من العبد القائم‬ ‫ابهلل هلل إىل أحبابو بربك رسوؿ هللا‪. ،‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -26‬اجلنع والفطم‬ ‫ما اعبمع؟ وما الفرؽ؟ وما صبع اعبمع؟ وما فرؽ الفرؽ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا السؤاؿ ال هبوز فيو التفصيل إال ألىلو‪ ،‬لكن سنجيب عنو على قدر‬ ‫اؼبستطاع‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫يف على اذباه واحد كبو‬ ‫اعبمع أف هبمع هللا ‪ ‬دبعونتو وتوفيقو اغبقائق اإلؽبي الٍب َّ‬ ‫اغبضرة احملمدي ‪ ،‬وال هبعل إحداىا تتفرؽ‪ ،‬ال يف الدنيا الدني ‪ ،‬وال يف أشياء مرضيّ ‪ ،‬وال‬ ‫يف أىواء كوني ؛ هبمعها على رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫مث بعد ذلك يفُب العبد يف حبيب هللا ومصطفاه عن نفسو وذاتو‪ ،‬فيُجمع على‬ ‫حضرة هللا جل يف عبله‪ ،‬وىذا ما يسمي جبمع اعبمع‪ ،‬ألنو ُِ‬ ‫صب َع على حضرة هللا بعد أف‬ ‫ؾبموعا على حضرة رسوؿ هللا‪.‬‬ ‫كاف‬ ‫ً‬ ‫ؾبذواب على الدواـ‪ ،‬فلن ينتفع بو أحد من‬ ‫فإذا ُصبع على حضرة هللا ‪ ‬وظل‬ ‫ً‬ ‫اػبلق‪ ،‬ألنو يف حال صبع واستغراؽ‪ ،‬لكن إذا أراد هللا ‪ ‬نفع اػبلق بو؛ يرده إىل بشريتو‬ ‫ؾبموعا على هللا ويف نفس الوقت مع‬ ‫مع االحتفاظ ابعبمعي اإلؽبي يف روحانيتو‪ ،‬فيكوف‬ ‫ً‬ ‫خلق هللا‪ ،‬يتعامل معهم كأنو واحد منهم أو أحدىم‪ ،‬وال يعرفو إال خاص اػباص من‬ ‫عباد هللا‪ ،‬ىذا ما يسمي ابلفرؽ أو فرؽ الفرؽ‪.‬‬ ‫وىذا ما يسمي أبب العينْب‪ ،‬وصاحب اؼبشهدين‪ ،‬يشهد حضرة هللا‪ ،‬ويشهد‬ ‫حضرة رسوؿ هللا‪ ،‬ويف نفس الوقت ال يغيب عنو مشهد اػبلق؛ ألنو طبيب رابٍل ال بد‬ ‫أف يعطي لكل إنساف ما يبلئمو من العطاء القرآٍل ومن الشراب الصمداٍل‪ ،‬ولو أعطي‬ ‫أحد ما ال يبلئمو يعاتب ووباسب ويبلـ‪ ،‬فيعطي لكل واحد ما يبلئمو ؼباذا؟ ألنو أعطاه‬ ‫هللا ‪ ‬ذاؾ وذاؾ‪ ،‬وىذا الذي كاف فيو سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬وعلى أةره الورة واؼبتقوف‬ ‫والصاغبوف إىل يوـ الدين‪.‬‬ ‫فكاف سيدان رسوؿ هللا يكوف مع أصحابو‪ ،‬ويف غبظ ينزؿ الوحي وال أحد منهم‬ ‫يرى شيئًا‪ ،‬أو يسمع شيئًا‪ ،‬وعندما ينفصل الوحي يقوؿ ؽبم أنو نزؿ الوحي وأمرٍل بكذا‬ ‫وكذا‪ ،‬فيكوف يف حال اعبمع عند نزوؿ الوحي وعندما يذىب الوحي يكوف يف حال‬ ‫الفرؽ‪.‬‬ ‫ويكوف يف صبع اعبمع عند نزوؿ الوحي‪ ،‬وىو يتحدث معهم ال ىذا يلهيو عن‬ ‫ذاؾ وال ىذا يبنعو عن ذاؾ‪ ،‬فيكوف االةناف يف وقت واحد‪ ،‬كيف ذلك؟! اعبهازاف‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫يعمبلف يف وقت واحد‪ ،‬اعبهاز الباطِب واعبهاز الظاىري يعمبلف مع بعضهما ال ىذا يبنع‬ ‫كمل ورة‬ ‫ىذا‪ ،‬وال ىذا وبجب ىذا‪ ،‬وىذا اؼبطلب األعظم الذي يقيم فيو هللا ‪ّ ‬‬ ‫اغببيب اؼبصطفي ‪ ،‬ورضي هللا تبارؾ وتعايل عنهم أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -27‬اإلصطالو‬ ‫ما اإلصطبلـ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اإلصطبلـ ىو الشوؽ الشديد الذي هبعل صاحبو ال ينشغل بغّب ؿببوبو طرف عْب‬ ‫وال أقل‪ ،‬فلو انـ يفكر فيو‪ ،‬ولو مشى يكوف مشغوؿ بو‪ ،‬يف كل أحوالو مشغوؿ دبحبوبو‪،‬‬ ‫فاحملبوب ىو هللا ‪ ،‬أو رسوؿ هللا ‪ ،‬واإلصطبلـ ىو الشوؽ الشديد‪ ،‬واغبب الذي‬ ‫ال ينتهي‪ ،‬وليس لو أمل وال وقت‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -28‬العؿل واحملبة‬ ‫ما العشق؟ وما الفرؽ بْب العشق واحملب ؟ ويقوؿ البعض‪ :‬أنو ال هبوز القوؿ بعشق‬ ‫هللا أو عشق رسوؿ هللا‪ ،‬فهل ىناؾ دليل من القرآف السن على العشق؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذه األسئل ال بد ؽبا من كتاب من كتب مصطلحات الصوفي ‪ ،‬فيوجد كتب‬ ‫مصطلحات الصوفي مثل ابن عرب‪ ،‬أو القيشاٍل‪ ،‬أو اإلماـ أبوالعزائم‪ ،‬ويوجد كتاب‬ ‫مصطلحات الصوفي للدكتور حسن الشرقاوي‪ ،‬فهناؾ كتب كثّبة فيها مصطلحات‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫الصوفي يبكن الرجوع إليها‪.‬‬ ‫ومصطلحات الصوفي ‪:‬‬ ‫ليس ؽبا عبارة واحدة يسطرىا كل من يتحدث عن الصوفي ‪ ،‬ألف ىذه أذواؽ‬ ‫وأشواؽ ومواجيد‪ ،‬والوجد ىبتلف من إنساف إلنساف‪ ،‬واغباؿ ىبتلف من إنساف إلنساف‪،‬‬ ‫فكلها حاالت فردي وليست ؽبا تعميم صباعي‪ ،‬ليس قانوف مثل القوانْب العلمي يطبقها‬ ‫اعبميع بل ىي حاالت إنساني فردي ‪.‬‬ ‫فالعشق أف اإلنساف يبيل ابلكلي إلنساف مثلو‪ ،‬وىذا إذا كاف عشق إنساٍل‪ ،‬أو‬ ‫إىل اغببيب األعظم ‪ ‬ؼبا يرى فيو من أوصاؼ خالقو وابريو‪ ،‬فليس وببو للحم والشحم‬ ‫والدـ‪ ،‬بل ألوصاؼ هللا الٍب ظهرت يف حبيب هللا‪ ،‬أو عشق لذات هللا لنعم هللا الٍب ال‬ ‫تعد وال ربصى الٍب أحاطها بنا هللا ‪ ،‬قاؿ ‪ ‬يف ذلك‪:‬‬ ‫{ أّٔسِبُّ‪ٛ‬ا ايًََّ٘ يَُِا ‪َٜ‬ػِرُ‪ٚ‬نِّٕ​ِ َِِٔ ِْعَُِِ٘‪َٚ ،‬أّٔسِبُّ‪ ِْٞٛ‬بِشُبّْ ايًَِّ٘‪َٚ ،‬أّٔسِبُّ‪ٛ‬ا أٌَِّٖٔ بَ‪ِٝ‬تِ‪ ٞ‬يِشُبّْ‪} ٞ‬‬

‫‪25‬‬

‫فهذا دليل على حب هللا ورسولو‪ ،‬فاغبديث أيمران بذلك‪ ،‬واألدل ال تعد وال ربد‬ ‫بْب أصحاب رسوؿ هللا ‪ ‬وحبهم الشديد لرسوؿ هللا‪ ،‬وحبهم الزائد غبضرة هللا جل يف‬ ‫عبله‬ ‫الفرؽ بْب العشق واحملب ‪..‬اؼبيل القليب‪ ،‬والعشق اؼبيل القليب إذا ربوؿ إىل جذوة‬ ‫يف الفؤاد‪ ،‬أو دافع أكثر يدفعو لتحقيق اؼبراد‪ ،‬ألف احملب تكوف يف البداي ‪ ،‬فإذا زادت‬ ‫احملب يريد أف يعرب عن شعوره كبو ؿببوبو إف كاف بعبادة‪ ،‬أو كاف دبواجيد يتحدث هبا‪ ،‬أو‬ ‫كاف بصبلة وتسليم على اغببيب ‪ ،‬أو أبي عمل يناسب ىذا اؼبقاـ‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -29‬مكاو الفياء‬ ‫‪ 25‬بهع الزره ٕ ّال بأن عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ما معِب قوؿ اغببلج‬

‫؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اغببلج كاف من أئم الصاغبْب‪ ،‬وقد دخل يف مقاـ الفناء‪ ،‬ومقاـ الفناء أف يفِب‬ ‫اإلنساف عن شهواتو الدنيوي ‪ ،‬وحظوظو الكوني ‪ ،‬وال يبقى لو إال شهوتو يف اإلتصاؿ‬ ‫ابغببيب‪ ،‬وحبو هلل ‪ ،‬ألف هللا ‪ ‬من كل عبد وببو ويل وقريب‪ ،‬وىذه مذكورة يف‬ ‫‪      ‬‬ ‫اآلايت القرآني ‪      :‬‬ ‫‪ٕٔ​ٕ(      ‬األنعاـ) أي مات عن حظوظو وأىوائو‬ ‫وشهواتو‪ ،‬فأصبحت النفس ال سبيل ؽبذا وال لذاؾ من لذات الدنيا الفاني الٍب يتلذذ هبا‬ ‫األقواـ‪.‬‬ ‫يوجد أانس عندما يشموف رائح طعاـ معْب‪ ،‬فإف النفس تشتهيو‪ ،‬أما ىؤالء يضع‬ ‫أمامهم ىذا الطعاـ فيستوي عندىم مثل غّبه‪ ،‬ألهنم ال ينظروف إال للذي يقوؿ للشيء‬ ‫ابلسنَّ ‪ ،‬وكما يقوؿ الطب‪ {:‬سَ ِطبُ‬ ‫كن فيكوف‪ ،‬فماذا أيكلوف؟ ً‬ ‫تشبها ابغببيب‪ ،‬وعمبلً ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫ّٕك‪َُِٝ‬اتْ ُ‪ٜ‬كِ َُِٔ ؾُ ًّٖبَُ٘ }‬ ‫ا ِبِٔ ٍّ َ‪ َّ،‬ي ّٔ‬ ‫األكل ابلنسب ؽبم كالدواء‪ ،‬فاعبوع مرض ويداوي ىذا اؼبرض بلقيمات يقمن‬ ‫صلبو‪ ،‬وىذه اللقيمات ربتوي على القيم الغذائي الٍب وبتاجها كل جسم اإلنساف‪ ،‬ال‬ ‫مرغما ألخذ الدواء غبياة األجساـ‪ ،‬ألف‬ ‫أيكل تلذذاً ولكن كالذي أيخذ الدواء‪ ،‬فيأكل ً‬ ‫رغبتو كلها يف القرب من هللا ويف حبيب هللا ومصطفاه ‪ ،‬وىو عندما أيكل يكوف‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫مشتغبل يف اؼبشاىد اإلؽبي ‪     :‬‬ ‫‪ٕٗ(           ‬عبس) ينظر بعْب القلب‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫إىل دورة الطعاـ الٍب دارىا حٌب وصل إليو‪    :‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪(        ‬عبس)‪.‬‬

‫العواـ هبلسوف على اؼبائدة فينظروف ما ىذا الصنف؟ وما ىذا؟ أما اػباص‬ ‫‪ٌ 26‬ي الٌمب ٖ ّاثي هب خ عي الوقتام ثي هعتٕ ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫كونو هللا حٌب وصل إىل‬ ‫فينظروف كيف وصل إليو ىذا الطعاـ؟ وكم مرحل مر هبا منذ أف َّ‬ ‫يده؟ كيف وضعت ىذه اغبب يف األرض‪ ،‬وكيف جاءىا اؼباء من السماء؟ وىيأ هللا ؽبا من‬ ‫يزرعها‪ ،‬ومن وبصدىا‪ ،‬ومن يطحنها‪ ،‬ومن يعجنها‪ ،‬ومن ىببزىا‪ ،‬ومن يوصلها إىل‬ ‫ماضغيها‪ ،‬فهذه نظرات الصاغبْب للطعاـ‪ ،‬ليس لشهوة الطعاـ وإمبا يروا فيو عطاء هللا‬ ‫‪ ‬ؽبم يف ىذا الطعاـ‪ ،‬فإذا ذىبت ىذه الشهوات من عنده‪ ،‬فأصبح لو شهوة واحدة‬ ‫‪27‬‬ ‫يقوؿ فيها ‪ {:‬ال ‪ُٜ‬ؤِ َُِٔ أّٔسَدُنِّٕ​ِ سَتَّ‪َٜ ٢‬هّٕ‪ََٖٛ َٕٛ‬ا‪َِ ُٙ‬بَعّا يَُِا ِد ِ‪٦‬تُ بِِ٘ }‬ ‫تبعا لرسوؿ هللا‪ ،‬وىنا يب ِّدؿ هللا ‪ ‬هللا ظاىره وابطنو‪ ،‬يُ ِّ‬ ‫نور هللا ‪‬‬ ‫فيكوف ىواه ً‬ ‫وينور هللا بنور اتباع شرع اغببيب ظاىره‪ ،‬فيكوف ظاىره نور‪ ،‬وابطنو نور‪   :‬‬ ‫ابطنو‪ِّ ،‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٖ٘(    ‬النور)‪.‬‬ ‫إذا مل يكرـ هللا ‪ ‬ىذا العبد فّبده إىل مقاـ الفرؽ الذي ربدةنا عنو سابقاً‪ ،‬ردبا‬ ‫يغيب يف حضرة الربوبي ‪ ،‬ويهيم يف حضرة اإللوىي ‪ ،‬وينطق أبلفاظ عمي على اغباضرين‪،‬‬ ‫وتغيب حٌب عن أويل األلباب من الذاكرين‪ ،‬وىذه األلفاظ يتهيأ ؽبم أنو َّ‬ ‫يدعي أنو ىو‬ ‫هللا‪ ،‬لكنها ألفاظ ذبري على لسانو أبمر هللا‪ ،‬ؼبن أراد هللا ‪ ‬ؽبم القرب منو ورضاه‪،‬‬ ‫لكن اإلنساف إنساف وإف عبل‪ ،‬والرب رب وإف تنزؿ‪.‬‬ ‫ومهما عبل اإلنساف يف اؼبراتب العلي فبل يَبؾ مرتب اإلنساني ‪ ،‬ومهما تنزؿ هللا‬ ‫‪ ‬يف رتبو اإلؽبي ال وبل يف البشري ‪ ،‬فاهلل ‪ ‬رب والعبد عبد‪ ،‬فليس ىذا ذاؾ‪ ،‬وال‬ ‫ذاؾ ىذا‪ ،‬فالعبد الذي مل وبصل لو مقاـ الفرؽ يكوف فتن ؼبن حولو‪ ،‬ألف األلفاظ الغريب‬ ‫الٍب ينطق هبا ال يفقهها إال من كاف يف مثل حالو‪ ،‬والذي يفسرىا بعقلو يضل‪ ،‬والذي‬ ‫يفسرىا بفكره يذؿ‪ ،‬والذي يَبكها على ىواه ردبا وبدث لو خلل‪ ،‬كالكبلـ الذي ظبعناه‬ ‫للحبلج رضب هللا تبارؾ وتعايل عليو‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 27‬هعجن المقر ّشر المٌخ عي عجت هللا ثي عورّ ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ -31‬اخللوة مع اهلل‬ ‫ما اػبلوة؟ وما شروطها؟ وما أرقي مقاماهتا؟ وىل يبكن لئلنساف أف يكوف يف‬ ‫خلوة وىو يف جلوه؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫كاف السابقوف يصنعوف ألنفسهم خلوة إما يف بيتو أو يف اعببل‪ ،‬وكانوا هبهزوهنا‬ ‫على ىيئ خلوة حضرة النيب يف غار حراء‪ ،‬فبل تسع إال فرداً واحداً فقط‪ ،‬سواء كاف‬ ‫سباما‪ ،‬يدخل فيها بعد‬ ‫واقفاً أوجالساً أو انئماً‪ ،‬وال يوجد هبا فتحات لكي تكوف مظلم ً‬ ‫أف يعطي لو شيخو ورد‪ ،‬ويسّب عليو إىل أف أييت لو مرة أخرى فيعطي لو ورد آخر‪.‬‬ ‫فلما أتى اإلماـ أبو العزائم َّ‬ ‫جدد أحواؿ الصوفي ‪ ،‬ورجعها إىل األحواؿ النبوي ‪،‬‬ ‫فقاؿ‪ :‬نفَبض أٍل جلست يف ىذه الغرف ومعي شرائط من الفكر والنفس‪ ،‬وجلست‬ ‫والنفس ظلت تعيد الشرائط‪ ،‬فيكوف بذلك خلوة أـ جلوة؟ ستكوف جلوة‪ ،‬أو جلست‬ ‫والفكر ظل أييت يل ابؼبواضيع الٍب أان مشغوؿ هبا‪ ،‬ماذا أعمل فيها؟ وماذا أصنع هبا؟‬ ‫أتكوف بذلك خلوة؟! ال‪.‬‬ ‫فما اػبلوة؟ قاؿ‪ :‬اػبلوة خلو القلب فبا سوى هللا ‪ ،‬ذباىد حٌب ىبلو القلب فبا‬ ‫سوى هللا‪ ،‬فإذا خلى القلب فبا سوى هللا كاف‪:‬‬ ‫إعا طددد ب القلدددت هدددي ُّدددن ّشدددجِبد‬ ‫ًَ َددددد ثقلدددددت دددددل٘ن معدددددخ ّ ػدددددب‬

‫ٗشدددددددبُت الا٘دددددددت همدددددددرّ ا ك ث ٗدددددددبد‬ ‫ّألددددددف عددددددبم ثددددددت لددددددت أل‬

‫ددددددبد‬

‫فيخلو القلب فبا سوى هللا ‪ ،‬وال يعينو على ذلك إال استحضار صورة اؼبرشد‬ ‫الرابٍل‪ ،‬فقد قيل‪:‬‬ ‫‪ ‬فإذا وصل إىل ىذا اغباؿ فيكوف بذلك‬ ‫وىو معنا يف خلوة‪ ،‬وىو يسّب يف الطريق‪ ،‬أو وىو انئم يكوف يف خلوة‪ ،‬يف كل أحوالو يف‬ ‫خلوة‪ ،‬ألنو أخلى قلبو لربو‪ ،‬وأصبح الساكن فيو ىو جبلؿ هللا وكربايئو ‪ ،‬وىذا ال‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫يغيب عن ذكر هللا طرف عْب‪.‬‬ ‫ىذه ىي اػبلوة الٍب أمران هبا اإلماـ أبوالعزائم‪ ،‬فإذا مكثت يف بيٍب يف غرف منفرداً‬ ‫وال أريد أف أربدث مع أحد‪ ،‬فهذه ال تسمى خلوة بل تسمى عزل عن الناس لكي أبتعد‬ ‫عنهم‪ ،‬أو أكتفي شرىم‪ ،‬أو لكي ال أغّب من خّبىم‪ ،‬لكن ليست خبلوة‪ ،‬بل اػبلوة أف‬ ‫القلب ال يكوف فيو إال هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -31‬الفياء واحللول واإلحتاز‬ ‫ما الفناء؟ وما الفرؽ بينو وبْب اغبلوؿ واالرباد؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫التناسخ اؼبوجود يف اؽبند الذي يقولوف فيو أف اإلنساف عندما يبوت روحو عندىا‬ ‫تنتقل إىل جسم آخر‪ ،‬وبعد ىذا اعبسم تنتقل إىل جسم آخر‪ ،‬فهذا ال هبوز‪ ،‬وىذه ليس‬ ‫بصورة فريدة بل ىي صور متعددة‪.‬‬ ‫تفصيبل‪ ،‬أنو‬ ‫أما االرباد فهذا أمر داخل يف وحدة الوجود الٍب فسرانىا وبيناىا‬ ‫ً‬ ‫أصبح ‪ -‬حاشا هلل ‪ -‬ىو وهللا شيء واحد‪.‬‬ ‫يوجد ما يُسمى بوحدة الشهود‪ ،‬لكن ال يوجد ما يسمى بوحدة الوجود‪ ،‬فوحدة‬ ‫الشهود أف ال يشهد إال هللا مسيّػ ًرا لؤلشياء‪ ،‬وقائم لكل شيء‪ ،‬لكن ىل يشهد أف هللا‬ ‫نزؿ فيو واربد بو؟ ال‪ ،‬حاشا هلل ‪ ،‬وكما قاؿ الشيخ ابن عرب‪:‬‬ ‫فهذا كبلـ ابن العرب الذي يتهمونو هبذه التهم الذي ىو منها بريء ‪. ‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


( ) 




( ) 




‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪xqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪ -1‬أقوال ملفكة للبػطامي‬ ‫عبادا لو بصقوا على‬ ‫حكى ابن اعبوزي عن أب يزيد البسطامي أنو قاؿ‪ :‬إف هلل ً‬ ‫جهنم ألطفئوىا‪ ،‬لقد وددت لو قامت القيام حٌب أنصب خيمٍب على جهنم‪ ،‬فسألو‬ ‫رجل‪ :‬مل ذلك اي أاب يزيد؟ فقاؿ‪ :‬إٍل أعلم أف جهنم إذا رأتِب زبنوا فأكوف رضب للخلق‪،‬‬ ‫مث قاؿ اللهم إف كاف يف سابق علمك أف تعذب أحدا من خلقك ابلنار فعظم خلقي‬ ‫حٌب ال تسع مع غّبي‪ ،‬وقاؿ‪ :‬وما النار وهللا إف رأيتها ألطفأهنا بطرؼ مقعديت‪ ،‬نرجوا‬ ‫من فضيلتكم التوضيح؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أما اؼبقول األوىل (لو رأيت النار لبصقت عليها) فهذه مدسوس على البسطامي‬ ‫ألنو كاف من أىل األدب العايل مع هللا‪ ،‬وال بد أف تزف الكبلـ‪ ،‬ال يليق برجل حبيب هلل‪،‬‬ ‫قوال يتناىف مع األدب مع حضرة هللا وحضرة رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫وويل هلل أف يقوؿ ً‬ ‫أما قولو‪( :‬لو رأتِب جهنم النطفأت) فهذه لكل مؤمن‪ ،‬وىذا حديث رسوؿ هللا‬ ‫‪ ‬الذي قاؿ فيو‪:‬‬ ‫طفّٔأّٔ ُْ‪ُ ٛ‬زىّٔ ئّ َٗبِ‪} ٞ‬‬ ‫{ َِكّٕ‪ ٍُٛ‬ايَّٓازُ يًُِّٖ​ُؤِ َِِٔ ‪ َِّٛ َٜ‬ايّٖ ِك‪َٝ‬ا َ‪ ِ١‬دُصِ ‪َٜ‬ا َُؤِ َُِٔ ّٔفكّٔدِ أّٔ ّٖ‬

‫‪1‬‬

‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫وانر اآلخرة تتكلم‪ ،‬وعندىا غيظ‪   :‬‬ ‫‪ٛ(  ‬اؼبلك) فنار اآلخرة‬ ‫‪ 1‬هعجن الطجراًٖ ّالجِ٘قٖ‬ ‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫ليست كنار الدنيا‪ ،‬انر الدنيا ربرؽ اؼبؤمن و الكافر‪ ،‬أما انر اآلخرة فبل ربرؽ إال‬ ‫الكافر‪ ،‬ولوال أف هللا خاطب انر الدنيا عندما أُلقي فيها سيدان إبراىيم ألحرقتو‪ ،‬فقاؿ‬ ‫ؽبا‪           :‬‬ ‫‪ٜٙ(            ‬األنبياء)‪ ،‬فهذا ليس ألب يزيد فقط‪ ،‬بل‬ ‫لكل مؤمن‪ ،‬فكل مؤمن يدخل النار لكي ينظر أو يشفع‪ ،‬فعندما يدخل النار تنطفئ من‬ ‫نور اؼبؤمن الذي يدخلها‪.‬‬ ‫األولياء والصاغبوف درجاهتم عند هللا بقدر ما انلوا قسطًا من رضب الرضب اؼبهداة‬ ‫سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬لذلك عبلم الوالي كيف تعرفها عند اإلنساف؟‬ ‫ىاراب من طاع هللا‪ ،‬يرده‬ ‫إذا رأيت عنده رضب وشفق ػبلق هللا‪ ،‬فلو وجد‬ ‫ً‬ ‫شخصا ً‬ ‫شخصا أذنب يُرغبو وال يُرىبو وأيخذ بيده إىل هللا بطريق إسبلمي‬ ‫رداً صبيبلً‪ ،‬أو لو وجد‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬ ‫يقوؿ فيها ‪َٚ {:‬بَػّْسُ‪ٚ‬ا ‪َٚ‬ال َُِٓفِّسُ‪ٚ‬ا } ‪.‬‬ ‫فيكوف عندىم رضب ابػبلق أصبعْب‪ ،‬حٌب ابلعصاة واؼبذنبْب من شدة حناهنم‬ ‫ورضبتهم‪ ،‬وىذا القوؿ ال ينفرد بو أبو يزيد فقط‪ ،‬بل كاف ألكثر من رجل من الصاغبْب‪،‬‬ ‫أف يسمن جسمو يوـ القيام حٌب يبؤل بو جهنم وال يدخلها أحد من خلق هللا‪ ،‬وىذا من‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫فرط الرضب والشفق لعباد هللا ‪ ،‬ألف النار مع أهنا انر إال أف هبا رضب ‪      :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖٓ(      ‬ؽ) يعِب ىل ستأيت آبخرين؟! كفى‬ ‫ىؤالء‪ ،‬فهي ال تريد آخرين غّب ىؤالء‪ ،‬وىذا من شفق النار!!‬ ‫فهذا ما فهمو الصاغبوف من ىذه اآلي بسر العناي اإلؽبي ‪.‬‬ ‫فكونو أنو نطق هبذا الكبلـ من فرط رضبتو وشفقتو وحنانتو ورؤيتو لفرط رضب هللا‬ ‫‪ ، ‬ألف أبو يزيد البسطامي بذاتو عندما عاين سع رضب هللا ‪ ‬قاؿ‪ (( :‬اي رب لو‬ ‫عاين اػبلق سع رضبتك ما عبدوؾ‪ ،‬قاؿ‪ :‬اي أاب يزيد ولو عاينوا حيب لك لقتلوؾ فبل‬ ‫تقوؿ وال نقوؿ)) ألف ىذا سر بينك وبْب الذي يقوؿ للشيء كن فيكوف‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬ ‫‪ 2‬الجخب ٕ ّهملن عي أً‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫) (‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬اخلواطط‬ ‫ىناؾ من العلماء اؼبقربْب قالوا‪:‬‬ ‫فكيف ىذا؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫خاطر من النفس اؼبلكوتي وىي‬ ‫اػبواطر الٍب تنزؿ على الصاغبْب أنواع‪ :‬فهناؾ ٌ‬ ‫خاطر من اؼبلك الذي يقوؿ فيو ‪ ‬فيما معناه‪:‬‬ ‫بداخل اإلنساف‪ ،‬وىناؾ ٌ‬ ‫{ يهٌ إْطإٍ ًَوّ٘ ‪ُٜ‬طدّْ‪ٚ ،ٙ،‬غ‪ّٓٝ‬إْ ‪ٜٛ‬ض‪ٛ‬ع ي٘ }‬ ‫خواطر أتتيو من ملك اؼبلوؾ ‪ ‬مباشرًة‪ ،‬فالذي رقى وارتقى حٌب وصل‬ ‫وىناؾ‬ ‫ٌ‬ ‫إىل تل ِّقي اػبواطر من ملك اؼبلوؾ ‪ ‬عندما أيتيو بو اؼبلك يكوف قد سبق ىذا اؼبلك‬ ‫وعرؼ ىذا اػباطر قبل أف أييت بو اؼبلك‪ ،‬ألف اؼبلك ال بد أف يبلغو هبذه اػبواطر‪   :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٖٗ(  ‬فاطر)‪.‬‬ ‫ولكنو قبل أف أييت بو اؼبلك قد عرفو من ملك اؼبلوؾ ‪ ،‬وإىل ذلك يقوؿ هللا‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬يف حبيبو ومصطفاه‪     :‬‬ ‫‪ٙ(  ‬النمل)‬ ‫وأين جربيل ىنا؟ جربيل ليس ىنا‪ ،‬ولكن وال تعجل ابلقرآف الذي عرفتو‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫تعجل إال إذا جاء‬ ‫‪ٔ​ٔٗ(    ‬طو) فبل َّ‬ ‫جربيل ابإلذف‪ ،‬ولذلك روى اإلماـ القشّبي ‪ ‬يف تفسّبه (لطائف اإلشارات) يف‬ ‫تفسّب أوؿ سورة مرَل‪ :‬أف جربيل ؼبا نزؿ قاؿ لرسوؿ هللا ‪ :‬بسمميحرلا نمحرلا هللا ‪:‬‬ ‫علمت‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫علمت‪ ،‬قاؿ‪ :‬عْب‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫علمت‪ ،‬قاؿ‪ :‬ىي‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫‪‬ؾ‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لت بو‪،‬‬ ‫علمت‪ ،‬قاؿ‪ :‬عجباُ لك اي رسوؿ هللا‬ ‫‪‬ص‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫علمت ومل أعلم وأان الذي نز ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫فقاؿ‪ :‬اي أخي اي جربيل‪ :‬أمل تنزؿ بقوؿ اعبليل‪     :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٙ(       ‬النمل)؟ فكاف يتلقاه من هللا‪ ،‬لكن ال يؤذف ابإلخبار عنو ونطقو إال بعد‬ ‫‪ ‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫نزوؿ أمْب الوحي جربيل ٍ‬ ‫إبذف من هللا ‪.‬‬

‫إذاً النزوؿ األوؿ لو خصوصي ‪ ،‬والنزوؿ الذي أييت بو جربيل عبميع األم احملمدي ‪،‬‬ ‫فكأف ىذا اػبطاب فيو خصوصي وىو أييت من اغبضرة اإلؽبي ‪ ،‬وفيو عمومي وىذا ال بد‬ ‫أ ف أييت برسال من رب الربي إىل اغبضرة احملمدي ‪ ،‬وىو نفس الكبلـ‪ ،‬ولكن فيو معاٍل‬ ‫خاص للحبيب اؼبصطفى من ربو‪ ،‬ومعاٍل عام ألم حبيبو ومصطفاه صلوات رب‬ ‫وتسليماتو عليو‪.‬‬ ‫وكذلك األمر‪ ،‬فهناؾ ٌ‬ ‫رجاؿ من رجاالت هللا يقوؿ بعضهم‪:‬‬ ‫وإف كاف ىذا الكبلـ خاص‪ ،‬فهؤالء ينزؿ‬ ‫عليهم العطاءات اإلؽبي مباشرة‪ ،‬لكن ال يؤمر ابلتحدث هبا حٌب أيتيو ملك اإلؽباـ‪ ،‬وىنا‬ ‫اإلذف أبف يُبلِّغ‪ ،‬لكن ما أيتيو قبل اإلؽباـ فهذا ػباص نفسو‪ ،‬ال يُبلغ بو غّبه‪ ،‬وال يفتح‬ ‫خاص بو‪ ،‬وإذا أراد هللا أف يعم ىذا اػبّب‬ ‫بو فاه‪ ،‬وإمبا يعمل بو يف نفسو‪ ،‬ألنو شيء‬ ‫ٌ‬ ‫فيأمر ملك اإلؽباـ أف يذكره بو ليبيح بو ؼبن حولو‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف يعلمنا ذلك‬ ‫أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪-3‬نتاب الطبكات الهربى للؿعطاىي‬ ‫ما رأي فضيلتكم يف كتاب (الطبقات الكربى) للشيخ عبد الوىاب الشعراٍل‪ ،‬ألف‬ ‫البعض يرى أف بو الكثّب من الضبلالت؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اؼبعتاد أف أتباع الصاغبْب كثّب منهم يبالغ يف كرامات شيخو‪ ،‬ويظن أف ىذا واجب‬ ‫نوعا من اؼبسانب يف نشر دعوة هللا ورسولو على يد شيخو‪ ،‬والشيخ‬ ‫عليو‪ ،‬ويظن أنو ً‬ ‫عبد الوىاب الشعراٍل ‪ ‬صاحب كتاب (الطبقات الكربى) يذكر فيو مقتطفات من‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أحوؿ الصاغبْب وأقواؽبم الٍب نتعلم منها‪ ،‬من أوؿ سيدان أبوبكر الصديق إىل عصره‪ ،‬فيها‬ ‫معظم الصاغبْب الذين تواجدوا خبلؿ ىذه األزمن ‪.‬‬ ‫وكانت الكتب يف أايمو تكتب خبط اليد فبل يوجد مطابع‪ ،‬وكاف ىناؾ أانس‬ ‫يدسوف كبلـ غّب كبلمو يف كتبو‪ ،‬وبكي بنفسو فيقوؿ‪ :‬أخرجت كتاب عن ؿبي الدين بن‬ ‫حكيما‪ ،‬فعندما يكتب النسخ األوىل خبطو يطوؼ‬ ‫العرب أبرؤه فبا نسب إليو‪ ،‬وكاف‬ ‫ً‬ ‫على علماء األزىر لكي ينظروف إىل النسخ ‪ ،‬وهبعلهم يوقعوف عليها‪.‬‬ ‫وبعد فَبة من الزمن قالوا لو‪ :‬الكتاب الذي أخرجتو وكاف إظبو (الكربيت األضبر‬ ‫يف عقائد الشيخ األكرب ؿبي الدين بن عرب) فيو كذا وكذا‪ ،‬فقاؿ ؽبم‪ :‬ىذه النسخ‬ ‫األصلي ‪ ،‬وىذه توقيعاتكم عليها‪ ،‬انظروا؛ أيوجد شيء فيها فبا ىو منسوب يف النسخ‬ ‫علي يف حيايت أفبل يدسوف علي الشيخ ؿبي‬ ‫األخرى؟ فقالوا‪ :‬ال‪ ،‬فقاؿ‪ :‬طاؼبا دسوا َّ‬ ‫الدين وىو منتقل وغّبه؟!! فكاف الدس موجود‪ ،‬ألف الكتب كانت تكتب ابليد‪.‬‬ ‫واآلف بعض اؼبغرضْب الذين يعيدوف طباع الكتب وبذفوف ما ال يرغبوف فيو‪،‬‬ ‫ويطبعوه طباعو راقي لكي يوزعوه وبذفوف اعبزء الذي ينغصهم ويضايقهم وال يتقبلونو‪،‬‬ ‫لكن كما يقولوف‪ :‬أف اغبرامي دائماً يَبؾ بصم تدؿ على أنو حرامي‪.‬‬ ‫أان ذات يوـ أتيت بكتب ألوالدي تتناسب معهم‪ ،‬كتب علميو ترتبط ابألحاديث‬ ‫النبوي واآلايت القرآني ‪ ،‬كتاب عن السمع يف القرآف والسن والطب‪ ،‬وكتاب عن حاس‬ ‫الشم‪ ،‬وىكذا‪ ،‬ومن ضمن ىذه الكتب كتاب (الكبائر) للشيخ الذىيب لكي يعرفوه‪،‬‬ ‫فإحدى بنايت بعدما قرأت الكتاب قالت يل‪ :‬يوجد اببْب موجودين يف الفهرس وغّب‬ ‫موجودين يف نص الكتاب‪ ،‬ونبا ابب اغبب يف هللا‪ ،‬وابب معاداة أولياء هللا‪ ،‬حذفوىا من‬ ‫اؼبًب ونسوا أف وبذفوىا من الفهرس فأصبحت كاشف عليهم‪.‬‬ ‫س فيو ما ال‬ ‫فكتاب الشيخ عبد الوىاب الشعراٍل (الطبقات الكربى) قد يكوف ُد َّ‬ ‫يكتبو من أحباب الصاغبْب‪ ،‬لكي يرفعوا يف نظرىم قدر مشاىبهم‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ أتباع‬ ‫سيدي أضبد البدي يضيفوف لو أشياءأو أحباب سيدي إبراىيم الدسوقي كذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫رجبل من الصاغبْب إظبو الشيخ عبد الرضبن حسن ؿبمود‪،‬‬ ‫قيض هللا يف عصران ً‬ ‫وىو من رجاؿ األزىر الشريف اؼبعاصرين‪ ،‬وقد تويف منذ فَبة قصّبة‪ ،‬ىذا الرجل نقى‬ ‫الكتاب ونقحو وطبعو طبع ليس هبا ىذه العثرات الٍب يشنع هبا أعداء الصاغبْب‪.‬‬ ‫ولذلك الذي يريد أف يشَبى كتاب (الطبقات الكربى) يشَبي الطبع اؼبكتوب‬ ‫عليها ربقيق الشيخ عبد الرضبن حسن ؿبمود‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -4‬نتاب تلبيؼ إبليؼ البً اجلوظي‬ ‫ما رأي فضيلتكم يف كتاب (تلبيس إبليس) البن اعبوزي؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الشيخ ابن اعبوزي كاف واعظًا لو أتةّبه العظيم يف ؾباؿ الوعظ ‪...‬‬ ‫لكنو كاف تلميذ الشيخ ابن تيمي ‪ ،‬فهو من البداي ال يتقبل الصوفي ‪ ،‬وال أحواؿ‬ ‫الصوفي ‪ ،‬وعندما ألف كتابو (تلبيس إبليس) ركز فيو على قصص ونبي قد يكوف ظبعها‬ ‫من بعض األدعياء‪ ،‬ليشنع هبا على أحواؿ الصادقْب من الصوفي ‪...‬‬ ‫فهذه الكتاابت مغرض ليست علمي ‪ ،‬وال تتبع اؼبنهج العلمي الذي ينبغي أف‬ ‫يؤسس عليو أي عامل تقي نقي زكي‪ ،‬ألف اإلنساف إذا أراد أف يدرس قضي ال بد أف يتربأ‬ ‫من اؽبوى‪ ،‬ومن اؼبيل‪ ،‬وهبرد أدوات حبثو‪ ،‬ويبحث القضي على أنو ال سابق علم لو هبا‪،‬‬ ‫وال وباوؿ أف يثبت صح رأي مسبق عنده يف دراستها‪.‬‬ ‫فإذا كنت أريد أف أةبت أف رأي ىو الصواب فتكوف بذلك ليست دراس علمي ‪،‬‬ ‫فالدراس العلمي دراس للموضوع‪ ،‬وال يوجد عندي رأي مسبق لو‪ ،‬وال ميل لرأي‪،‬‬ ‫ودحض أي رأي آخر‪،‬‬ ‫ىذا النهج العلمي مل يطبقو ابن اعبوزي‪ ،‬فهو أخذ موقف من الصوفي ‪ ،‬فانسحب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ىذا اؼبوقف على كل ما أخذه يف (تلبيس إبليس) ألنو يريد أف يناؿ منهم‪ ،‬وأف يشنع‬ ‫دائما ننصح الشباب‬ ‫عليهم‪ ،‬وأف يشوه صورهتم لكل من يقرأ ىذا الكتاب‪ ،‬ولذلك كبن ً‬ ‫أف ال تقرأ مثل ىذه الكتب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -5‬التفاغري الصوفية‬ ‫يؤخذ على التفاسّب الصوفي أهنا أحاسيس شخصي ‪ ،‬فإهنا زبتلف حسب‬ ‫اؼبذاقات‪ ،‬ومعطيات األشخاص‪ ،‬وال تتفق مع معيار عاـ شامل؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫كل التفاسّب الصوفي وغّب الصوفي تعرب عن الرأي الشخصي ؽبذا اإلنساف‬ ‫اؼبفسر يف اآلايت الرابني ‪ ،‬فهل رأيو يف اآلايت ‪ -‬حاشا هلل ‪ -‬ىو رأي هللا؟! ىل تفسّبه‬ ‫ما كاف يريده أف يقولو رسوؿ هللا؟! ال ‪ ...‬فكل فرد يقوؿ رأيو‪ ،‬ولذلك الشيخ الشعراوي‬ ‫عندما قالوا لو‪ :‬تفسّبؾ‪ ،‬فقاؿ ؽبم‪ ،‬ليس بتفسّب بل ىي خواطر أتتيِب‪ ،‬وغّبي يقوؿ‬ ‫خواطر‪ ،‬فهذه تسمى خواطري كبو القرآف الكرَل‪.‬‬ ‫لذلك قبد تفاسّب ليس ؽبا عدد‪ ،‬وتغلب عليها ةقاف اإلنساف اؼبفسر السابق ‪ ،‬إذا‬ ‫كاف مهتماً ابلنحو فنجده يف تفسّبه مهتماً ابلنحو‪ ،‬ىذه الكلم مبتدأ‪ ،‬وىذه الكلم‬ ‫خرب وىكذا‪ ،‬أما إف كاف يغلب عليو الببلغ فنجده يركز يف تفسّبه على الببلغ ‪ ،‬ىذه‬ ‫صورة تشبيهيو‪ ،‬وىذه كنايو‪ ،‬وىذه استعارة وىكذا‪ ،‬وإف كاف يبيل للقصص واغبكاايت‬ ‫فنجد تفسّبه كلو حكاايت‪.‬‬ ‫فمثبل كتاب الزـبشري قبده كلو ببلغ ألنو كاف وبب‬ ‫وىذه الكتب موجودة‪ً ،‬‬ ‫الببلغ ‪ ،‬أو تفسّب اػبازف قبده كلو حكاايت ورواايت ألنو كاف وبب القصص واغبكاايت‬ ‫والرواايت‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫إذا كاف اؼبفسر لو رأي خاص فيما يسمونو علم الكبلـ أو العقائد فتجد ذلك‬ ‫يسيطر عليو‪ ،‬ولذلك ذبد أف الزـبشري يبيل إىل اؼبعتزل ‪ ،‬فكل تفسّبه يتبُب آراء اؼبعتزل ‪،‬‬ ‫وىكذا‪.‬‬ ‫فكل آراء اؼبفسرين عبارة عن خاطرة نفسي أو قلبي أو فكري ‪ ،‬إذا كاف دارساً‬ ‫مقتنعا‬ ‫ويسيطر عليو الدراسات الٍب قرأىا فهذه اػبواطر أتت نتيج الفكر‪ ،‬وإذا كاف ً‬ ‫بفكر ويريد إةباتو يف تفسّبه فهذه تكوف خواطر نفسي ‪.‬‬ ‫وإذا كاف رجبلً تقياً نقساً وال يطلب إال تفسّب القرآف دبا يرضي هللا على حسب‬ ‫مستوى اغباضرين بْب يديو‪ ،‬فهذه تسمي خواطر قلبي ‪ ،‬يتلقاىا مباشرة من الذات‬ ‫العلي ‪.‬‬ ‫فكل فرد لو منهجو ورأيو يف التفسّب‪ ،‬وال يوجد أحد يقوؿ رأيي ىذا ىو الصواب‬ ‫وغّبه خطأ‪ ،‬فنقوؿ لو‪ :‬أنت اػبطأ‪ ،‬فأنت قل رأيك وكل شخص يقوؿ رأيو‪ ،‬ولو كاف‬ ‫األمر وبتاج إىل تفسّب واحد ليجمع عليو اؼبفسروف لكاف فسره رسوؿ هللا‪ ،‬وال أحد‬ ‫يفسر بعد ذلك‪ ،‬ولذلك تركو‪ ،‬ألن كل عصر حيتاج لتفسري‪ ،‬وكل فئة حيتاجون لتفسري‪.‬‬ ‫فالعصر الذي حنن فيو اآلن عصر علم‪ ،‬فنجد كتب تفسري مصور لألطفال‪ ،‬وىو‬ ‫أييت ابآلايت الكونية‪ ،‬ويعرض فيلمها‪ ،‬ويضع اآلية القرآنية والتفسري البسيط هلا‪..‬‬ ‫فمثالً‪:‬‬ ‫فيأيت بفيلم للشمس وىي جتري‪ ،‬يعرضو على األطفال‪ ،‬ومعو تفسري بسيط‪ ،‬وىذا ما حيتاجو‬ ‫أطفالنا يف ىذا الزمان‪ ،‬وىل السابقني كان يوجد عندىم ىذه األشياء؟‬ ‫‪           ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٖٛ(  ‬يس)‬

‫ال‪ ،‬ولذلك قال هللا حلضرة النيب ‪19(               :‬القيامة)‪.‬كيف ذلك؟‬ ‫‪ ......‬يلهم هللا أىل كل عصر‪ ،‬وأىل كل مصر ابلتفسري الذي يالئم من يعيشون معهم مبا‬ ‫يالئم أحواهلم وعلومهم وأفهامهم‪...‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -6‬مؿاٍس اخلاصة‬ ‫ىل ىناؾ صل بْب اغبقيق احملمدي واؼبشاىد الذاتي ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىناؾ مشاىد للحقيق احملمدي وىي مشاىد خاص ‪ ،‬وىناؾ مشاىد لؤلظباء اإلؽبي‬ ‫وىي مشاىد خاص ‪ ،‬وىناؾ مشاىد اإلسم الذايت وىي مشاىد خاص ‪ ،‬وىناؾ مشاىد‬ ‫اؽبُوي وىي مشاىد خاص ‪ ،‬وىناؾ مشاىد حضرة كنز العماء وىي مشاىد أخص‪،‬‬ ‫عد ؽبا وال َّ‬ ‫وىناؾ مشاىد حضرة الذات ‪ ..‬مشاىد ال َّ‬ ‫حد ؽبا يرتقي فيها العارفوف‪،‬‬ ‫ولكنهم ال يعرفوف كيفي التعبّب عما شاىدوه للمريدين‪ ،‬فكيف يفسروف ما شاىدوه؟!‬ ‫وكيف يوصلوه ؽبم حٌب برموز وليس أبلفاظ للمريدين؟!‪.‬‬ ‫فالعارفوف يصلوف إىل حاؿ يصف شيئاً يراه‪ ،‬وكبن مل نصل إىل مثل ىذا اغباؿ‪،‬‬ ‫والناس تقف عند العبارات‪ ،‬فأان مل أصل إىل ىذه اؼبشاىدات فمايل وما ؽبذه العبارات؟!‬ ‫ِ‬ ‫فسر أحواؿ ىؤالء‬ ‫ىذا وبتاج ؼبن ذاؽ ىذه العبارات بعد أف سبتع هبذه اؼبشاىدات لكي يُ ّ‬ ‫عربوا عن ىذه العبارات‪.‬‬ ‫األكابر عندما َّ‬ ‫عرب على قدره دبا أشهده هللا ‪ ‬من نور صبالو وكماؿ وصلو‪ ،‬لكن ىذه‬ ‫كل يُ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫األشياء ال يستطيع أح ٌد أف يعُدىا وال وبدىا ألهنا ليس ؽبا هناي ‪.‬‬ ‫كل اؼبشكل واؼبعضل يف ىذا األمر أف كثّباً فبن َّ‬ ‫يدعوف الصبلح وباولوا أف‬ ‫شدوا الناس ليظنوا أهنم صاغبْب ويتكلموف يف ىذه اؼبصطلحات بعبارات‪ ،‬وىم مل‬ ‫يُ‬ ‫يتوصلوا إىل حقيق ىذه اؼبشاىدات‪ ،‬فهذا ما ىبلط على الناس‪.‬‬

‫لكن لو أنو َّ‬ ‫قدـ نفسو غبضرة هللا‪ ،‬وذبح نفسو على مذبح القدرة‪ ،‬ومل يعد لو‬ ‫ىوى وال حظ وال رغب يف مشيخ وال ُظبع وال ظهور‪ ،‬فعلى الفور يتواله مواله‪ ،‬فبل‬ ‫ىبرج من فمو إال ما يليق ابغباضرين حولو من عباد هللا‪ ،‬فهذا الطعاـ الذي ينزؿ ؽبم‬ ‫جل يف عُبله‪ ،‬وىو ليس لو شأ ٌف بو‪ ،‬فهو ؾبرد سفرجي يُق ِّدـ الطعاـ‬ ‫طازج من حضرة هللا َّ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ولست أان صانعو‪ ،‬وال أان طاىيو‪ ،‬فأان ؾبرد سفرجي‪ ،‬فاؼبطبخ‬ ‫الذي يُقدمو لو اؼبطبخ ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫هبهز اؼبائدة‪ ،‬وأان آخذ من ىذه اؼبائدة وأقدمو ؽبؤالء فقط‪ ،‬وال أُقدمو ٍ‬ ‫ألحد آخر‪،‬‬ ‫اإلؽبي ِّ‬ ‫وال أستطيع أف آيت ٍ‬ ‫بطعاـ آخر ألقدمو ؽبؤالء‪ ،‬فأان ملتزـ‪.‬‬ ‫فهذا ىو الفارؽ بْب العارفْب واعباىلْب الظاىرين على أهنم عارفْب‪ ،‬ولذلك‬ ‫يسموهنم قُطَّاع طريق هللا على عباد هللا أصبعْب‪ ،‬فهذه ىي اغبقيق أهنم يضللوف الناس‪،‬‬ ‫والناس وبسنوف الظن فيهم وىم مساكْب ليس معهم شيء وال يعرفوف شيء‪.‬‬ ‫فلماذا تقطع الطريق على عباد هللا؟! إما أف تعرؼ‪ ،‬أو تَبكهم ؼبن يعرؼ‪ ،‬وأنت‬ ‫ال تعرؼ فقل ؽبم‪ :‬احبثوا عن غّبي فتكوف بذلك رجبلً أميناً‪ ،‬وبسر ىذه األمان‬ ‫سيكرمك رب العاؼبْب ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -7‬مساع املسائح اليبوية والتغين بَا‬ ‫ما حكم ظباع القصائد‪ ،‬واؼبدائح النبوي ‪ ،‬أو التغِب هبا؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫يكفي أف نساء األنصار بنات بِب النجار استقبلن حضرة النيب وكن ينشدف (طلع‬ ‫البدر علينا من ةنيات الوداع) فقاؿ ؽبن حضرة النيب‪:‬‬ ‫{ ايًَُّ٘ ‪َٜ‬عًُِِّٔ إَّّٔٔ قّٔ ًّٖبِ‪ُٜ ٞ‬شِبُّهَّّٕٔ }‬

‫‪3‬‬

‫أةُب على ىذا األمر‪ ،‬وكاف ‪ ‬أيمر بوضع منرب يف مسجده غبساف بن اثبت يقف‬ ‫عليو ليقوؿ قصائده‪ ،‬ويقوؿ لو‪:‬‬ ‫{ اِٖرُ ايُّٖ​ُػِ ِسنِنَ‪ ،‬فّٔإَِّٕ زُ‪ٚ‬حَ ايّٖكّٕدُعِ َ َعؤّ }‬

‫‪4‬‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬ ‫الٌجْح للجِ٘قٖ ّاثي هب خ عي أً‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 4‬همٌت أحوت ّاثي حجبى عي الجرا ثي عباة ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫والنيب ‪ ‬كاف عندما يعمل مع أصحابو يف بناء مسجده‪ ،‬أو يف حفر اػبندؽ كاف‬ ‫يتغُب ويردد حولو اؼبهاجروف واألنصار‪ ،‬وكاف يقوؿ ‪:‬‬ ‫{ ايًََُِّّٗ إَِّٕ ايّٖ َع‪ِٝ‬ؼَ َع‪ِٝ‬ؼُ اآلَِسَ‪ ِٙ‬فّٔا ّٖغفِسِ يِألِّْٔؿَازِ ‪َٚ‬ايُّٖ​َُٗادِسَ‪} ِٙ‬‬

‫‪5‬‬

‫وىم كانوا يردوف ويقولوف‪ (( :‬ألف قعدان والنيب يعمل لذاؾ منا العمل اؼبضلل))‬

‫وكاف ‪ ‬إذا سافر ومعو النساء يركنب اعبِماؿ‪ ،‬واعبماؿ ربب ظباع األانشيد من‬ ‫صوت شجي‪ ،‬فكاف من بْب أصحاب رسوؿ هللا ‪ ‬أقبش ‪ ،‬وكاف ذا صوت عذب‪،‬‬ ‫عندما يتغُب تسرع اعبماؿ‪ ،‬حٌب كاف رسوؿ هللا ‪ ‬ىباؼ على النساء أف يقعن‪ ،‬وكانت‬ ‫النساء لكل واحدة ىودج فيقوؿ لو‪:‬‬ ‫{ ‪َ َِٜٚ‬شؤّ ‪َٜ‬ا أِّْٔذَػَ‪ ّٕ١‬از ِّٕفلِ بِا ّٖيكّٔ‪َٛ‬ازِ‪ٜ‬سِ }‬

‫‪6‬‬

‫فكانت اعبماؿ ذبري عند ظباع صوتو‪ ،‬وىو ما يسمى اغبداء‪ ،‬وكاف ‪ ‬يف معاركو‬ ‫اغبربي يذىبوف ومعهم طبوؿ اغبرب ويتغنوف ابألانشيد اغبماسي ‪ ،‬فكل ىذه أدل اثبت و‬ ‫معتمدة قديبًا وحديثًا‪ ،‬وكل من هنى عن ذلك فإنو ال يعلم حقيق ذلك‪.‬‬ ‫اؼبنهي عنو يف الغناء إذا كاف أبلفاظ فاحش ‪ ،‬أو أبلفاظ ماجن ‪،‬أو أبلفاظ ذبعل‬ ‫اإلنساف عندما يسمعها يصاب ابمشئزاز أو حبياء شديد‪ ،‬أو كاف الغناء يف وقت فريض‬ ‫من فرائض هللا‪ ،‬ويبنع اؼبغِب واؼبستمعْب من أداء الصبلة يف وقتها‪ ،‬أو يصحب الغناء‬ ‫أمور ال يرضاىا الدين كرقص ٍ‬ ‫نساء مع رجاؿ‪ ،‬أو نساء بْب رجاؿ ‪ ..‬ىذه ىي األمور‬ ‫احملرم ‪.‬‬ ‫لكن الغناء الديِب الذي فيو أتسي بسيد األولْب واآلخرين ‪ ‬فإف الدين وببذه‪،‬‬ ‫ألف القلوب تتحرؾ إذا ظبعت ىذه الكلمات من رجل موىوب ابلصوت اغبسن‪.‬‬ ‫سيدان داود عندما كاف يَبًل دبناجاتو هلل ‪ ‬وىي ما تسمي اؼبزامّب‪ ،‬فمن شدة‬ ‫‪ 5‬الجخب ٕ ّهملن عي أً‬ ‫‪ 6‬الجخب ٕ ّهملن عي أً‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬ ‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫تواجده كانت اعبباؿ والطيور واغبيواانت كلها تلتف حولو ويعملوف حلق ذكر معو‬ ‫‪  ‬‬ ‫ويرددوا معو‪   :‬‬ ‫‪ ٔٓ(                         ‬سبأ)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -8‬الصنط بالعسز‬ ‫ما فائدة الذكر أبظباء هللا ألف مرة أو مائ ألف مرة أو أكثر؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الذكر ابلعدد ال يستوجب اؼبدد‪ ،‬وإمبا يستوجب حسنات تُكتب لئلنساف‪ ،‬ويرى‬ ‫أةرىا يف اعبنات‪ ،‬لكن ذكر هللا الذي يصل بو العبد إىل القرب من مواله الذي يستغرؽ‬ ‫فيو يف حضرة هللا‪ ،‬حٌب أنو ردبا ال يدري بنفسو‪ ،‬فكيف يعد؟! الذي ال يدري بنفسو وال‬ ‫يرى نفسو ىل يعد؟!!‪.‬ويري الصديقوف وُك َّمل اؼبقربْب أف هللا ‪ ‬وبيطنا بنعمو‪ ،‬وال‬ ‫يعدىا علينا‪ ،‬أفينبغي أف نعد ذكره الذي أعاننا عليو على حضرتو؟! ونطلب األجر يف‬ ‫مقاـ عظمتو؟! ىل ىو َّ‬ ‫عد علينا النعم لكي نعد عليو الذكر؟!!‬ ‫والذكر الذي يناؿ القبوؿ‪ ،‬ووبوز الرضا من هللا‪ ،‬ىل علمناه حٌب نعده؟!! فالذي‬ ‫يذكر يذكر هللا‪ ،‬والذي يذكر هللا يقوؿ فيو حبيب هللا ومصطفاه ‪ٚ {:‬اعًُِّٔ​ُ‪ٛ‬ا إَّّٔٔ ايًََّ٘ ئّا‬ ‫‪7‬‬ ‫‪َٜ‬طِتَذِ‪ٝ‬بُ ‪ُ،‬عَا‪ َِِٔ ّ٤‬قّٔ ًّٖبٍ غّٔافٌٍِ ئّا‪} ٍٙ‬‬ ‫فإذا كاف القلب منغمس يف الدنيا‪،‬أو يف الشهوات‪ ،‬أو يف اغبظوظ‪ ،‬ومشغوؿ‪ ،‬فبل‬ ‫يقبل هللا منو ىذا الذكر! ألف هللا يريد الذكر يف حاؿ اغبضور مع من يقوؿ للشيء كن‬ ‫فيكوف‪:‬‬ ‫اعأددددددددددددر هللا إى ًمدددددددددددد٘ذ ددددددددددددْاٍ‬

‫ددددددد ثقلدددددددت مدددددددٖ الددددددد أر ٗدددددددب هللا‬

‫‪ 7‬بهع الزره ٕ ّال بأن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫إذا نسيت كل شيء وذكرت‪ ،‬فهذا ىو الذكر‪:‬‬ ‫(ٕٗالكهف)‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫قبل عصر اإلماـ أب العزائم ‪ ‬كاف ىناؾ من الصاغبْب اجملدين يف العبادات‪،‬‬ ‫ىؤالء اجملدين كانوا هبعلوف ؽبم أوراداً من األظباء والصفات‪ ،‬فيوجد منهم من يذكر هللا‬ ‫بسبع أظباء‪ ،‬فينتقل من إسم إىل إسم وىم السادة اػبلوتي ‪ ،‬وىناؾ الذين يذكروف بثبلة‬ ‫عشرة إسم‪ ،‬فينتقل من إسم إىل إسم إبذف شيخو‪ ،‬وىم السادة البيومي واػبليلي ‪ ،‬فأيت‬ ‫اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬أرضاه وقاؿ كل األظباء اغبسُب للتخلق‪ ،‬وذكره أف يتخلق هبذا‬ ‫االسم‪ ،‬فلو ذكر إسم (الكرَل) مائ ألف مرة‪ ،‬وىو رجل خبيل‪ ،‬أيكوف بذلك ذكر ىذا‬ ‫االسم؟! ال‪ ،‬فما ذكر إسم (الكرَل)؟ أف ينفق ما يبلك هلل ‪.‬‬ ‫إذا كاف ىو غليظ يف اؼبعامبلت‪ ،‬إف كاف مع زوجتو‪ ،‬أو مع أبنائو‪ ،‬أو مع جّبانو‪،‬‬ ‫أو غّبىم‪ ،‬وىو يذكر إسم (الرحيم) مبليْب اؼبرات‪ ،‬فماذا أخذ من إسم (الرحيم)؟ مل‬ ‫أيخذ شيء‪ ،‬فذكر إسم (الرحيم) فعل‪ ،‬أرحم إبِب‪ ،‬وأرحم بنٍب‪ ،‬وأرحم زوجٍب‪ ،‬وأرحم‬ ‫الذين حويل‪ ،‬وأرحم نفسي‪ ،‬فالذكر ىو التخلق هبذا االسم‪.‬‬ ‫رجل شديد يف اػبصوم ‪ ،‬ووباولوف أف يصلحوه على شخص فبل يوافق ويرفض‪،‬‬ ‫فما ذكرؾ يف ىذا اؼبوقف؟ إسم هللا (العفو)‪ ،‬فهل ذكر اسم (العفو)؟ ال‪ ،‬فالذكر ليس‬ ‫ابلقوؿ‪ ،‬بل الذكر ابغباؿ‪ ،‬فأنت عفو تعفو عن من ظلمك‪ ،‬وتصل من قطعك‪ ،‬وتعطي‬ ‫من حرمك‪.‬‬ ‫هللا ‪ ‬إظبو (اللطيف) فإذا أردت أف تذكر إسم (اللطيف) فبل بد أنت تكوف‬ ‫أنت لطيف يف كل أحوالك‪ ،‬حٌب مع اعبمادات تكوف لطيف‪ ،‬حٌب مع فتح وغلق الباب‬ ‫تكوف لطيف ‪ ...‬يف كل أمر من األمور لطيف وىذا ىو ذكر إسم هللا اللطيف‪.‬‬ ‫فما اإلسم الذي نتعلق بو لكي نصل بو إىل القرب من هللا؟ ىو إسم (هللا) فهو‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫اإلسم الوحيد للتعلق‪ ،‬وىذا الذي قاؿ فيو هللا غببيبو ومصطفاه‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٜٔ(         ‬األنعاـ)‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وإذا أردان أف ندعوا‪ ،‬فندعوا أبي إسم من أظباء هللا اغبسُب‪:‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٔ​ٔٓ(    ‬اإلسراء) فعندما أدعو أقوؿ‪ :‬اي‬ ‫رزاؽ ارزقِب‪ ،‬اي شايف اشفِب‪ ،‬اي معايف عافِب ‪ ..‬فأذىب لؤلظباء اغبسُب اؼبوافق للدعاء‪،‬‬ ‫لكن الذي يريد هللا فقط‪ ،‬وال يريد مصاٌف دنيوي وال أخروي وال كوني ‪ ،‬فعليو دبا قاؿ هللا‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫لرسوؿ هللا‪   :‬‬ ‫‪ٜٔ(         ‬األنعاـ)‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وقاؿ لنا يف أكثر من آي ‪:‬‬ ‫(ٔٗاألحزاب) فهو اإلسم اػباص ابلذكر‪ ،‬وىذا ىو اإلسم الوحيد الذي لو حذفت أي‬ ‫حرؼ من حروفو ال ينتقص من ىذا اإلسم شيء‪ ،‬فلو حذفت األلف أصبح (هلل)‪  :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٕٛٗ(  ‬البقرة) ولو حذفت البلـ األويل أصبح (لو)‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖٔ(       ‬األنعاـ) ولو حذفت البلـ الثاني أصبح (ىػ)‪  :‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖ(       ‬اغبديد) لو حذفت أي حرؼ‬ ‫فيكوف الباقي اتـ‪ ،‬وال يوجد أحد من األولْب وال اآلخرين ظبي هبذا االسم‪ ،‬حٌب فرعوف‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫قاؿ‪       :‬‬ ‫‪ٕٗ(     ‬النازعات) ومل يقل (هللا) ألف ىذا اإلسم خاص حبضرة‬ ‫اإللوىي ‪.‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪           ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬

‫وىذا ىو اإلسم الذي نذكره‪ ،‬كيف نذكره؟ نذكره يف حال استغراؽ‪ ،‬إىل أف‬ ‫تنكشف اغبجب‪ ،‬ويتحقق القرب من حضرة الكرَل اػببلؽ ‪ ،‬ال يوجد مائ ألف‪ ،‬أو‬ ‫سبعْب ألف‪ ،‬أو مليوف‪ ،‬وال شيء من ىذا القبيل الذي كاف يف األايـ السوالف‪ ،‬لكن‬ ‫لكل عصر دول ورجاؿ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -9‬الصنط بـ (ٍو)‬ ‫يؤخذ على الصوفي الذكر أبظباء هلل غّب اؼبفهوم مثل (ىو)؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫(ىو) إسم مفهوـ‪ ،‬وىو ضمّب غائب‪ ،‬لكن إذا كاف ضمّب متعلق ابلعلي الكبّب‬ ‫فبل يكوف غائب‪.‬‬ ‫لكن البعض يذكر ببعض األظباء غّب اغبقيقي ‪ ،‬كبعض أدعياء التصوؼ الذين‬ ‫ينتقصوف ذكر األظباء بسبب حركاهتم الٍب تصاحب ذكرىا‪ ،‬كبن نشَبط للذكر وحركات‬ ‫الذكر أف يكوف القوؿ بلفظ صريح بلساف عرب فصيح (هللا)‪.‬‬ ‫لكن بعض اؼبنتسبْب للصوفي ‪ ،‬وخاص الذين يذكروف على آالت موسيقي ‪ ،‬حٌب‬ ‫ال توجد حلقات بينهم‪ ،‬فكل فرد يذكر على حده‪ ،‬ومنهم الذي يظن أنو حدث لو حاؿ‬ ‫وجد‪ ،‬فبعض ىذه اغباالت يظن أنو غاب عن الوعي‪ ،‬أو أنو يبثل أنو غاب عن الوعي‬ ‫على حسب حالتو‪،‬وبعضهم يصنع بفمو مثل فم اعبمل وىبرج رغوة ليبْب أنو رجل‬ ‫ؾبذوب‪ ،‬وىبرج األلفاظ بعبارات غّب واضحات‪ ،‬مع أهنا أظباء هللا ‪ !!‬وىذه ال ينبغي‬ ‫أف تكوف بْب الصوفي الص ادقْب‪ ،‬ألف أحرص ما كبرص عليو أف يكوف اللفظ صريح‬ ‫صبيعا‬ ‫وفصيح‪ ،‬كما ورد يف القرآف‪ ،‬وكما ورد عن النيب العدانف ‪ ‬ولذلك كبن نقوؿ ً‬ ‫(هللا‪ ،‬هللا)‪ ،‬فمثل ىؤالء أقواؽبم ىذه تتنايف مع الصوفي الصحيح ‪ ،‬الٍب ىي على اؼبنهج‬ ‫الكرَل‪ ،‬منهج الرءوؼ الرحيم ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬شنط احلطوض‬ ‫قاؿ‬

‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫تعاىل‪        :‬‬

‫‪ٕٗ( ‬الكهف)‪..‬‬

‫فمٌب نسي رسوؿ هللا ربو حٌب يذكره؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا السؤاؿ أجبناه قبل ذلك‪ ،‬واإلماـ إبو العزائم ‪ ‬وأرضاه أجاب عن ىذا‬ ‫السؤاؿ يف ٍ‬ ‫بيت من اغبكم ‪ ،‬قاؿ فيو هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫اعأددددددددددددر هللا إى ًمدددددددددددد٘ذ ددددددددددددْاٍ‬

‫ت مدددددددٖ الددددددد أر ٗدددددددب أه‬ ‫ددددددد ثقلددددددد ا‬

‫ٌ‬ ‫مشغوؿ‪ ،‬والقلب سارح‪ ،‬فهذا‬ ‫ما معِب ىذا الكبلـ؟ إذا ذكر اإلنساف هللا والباؿ‬ ‫الذكر غّب مقبوؿ‪ ،‬قاؿ فيو ‪:‬‬ ‫{ ‪َٚ‬اعًُِّٔ​ُ‪ٛ‬ا إَّّٔٔ ايًَّ َ٘ ئّا ‪َٜ‬طِتَذِ‪ٝ‬بُ ‪ُ،‬عَا‪ َِِٔ ّ٤‬قّٔ ًّٖبٍ غّٔافِ ٌٍ ئّا‪} ٍٙ‬‬

‫‪8‬‬

‫يعِب قلب مشغوؿ‪ ،‬ومٌب يقبل هللا ذكره؟ إذا كاف القلب حاضراً‪ ،‬وال يغيب عن‬ ‫حضرتو‪ ،‬وال ينشغل ابلدنيا واألىواء والشهوات أةناء الذكر هلل ‪.‬‬ ‫حاضر‬ ‫فإذا نسي اإلنساف األكواف‪ ،‬وغاب يف ؿبب الرضبن‪ ،‬وذَ َك َر هللا ‪ ‬وىو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مشغوؿ‬ ‫بْب يدي حضرتو‪ ،‬فبل يتأجج يف قلبو إال عظموت حضرتو وقاؿ‪( :‬هللا) والقلب‬ ‫ابهلل‪ ،‬فهذا ىو الذكر‪.‬‬ ‫فالذكر اغبقيقي الذي فيو القبوؿ‪ ،‬وفيو الرفع ‪ ،‬وفيو اؼبقامات العالي ‪ ،‬إذا نسيت‬ ‫كل شيء غّب هللا عند ذكرؾ هلل ‪ ،‬ىذا الذكر الذي ذكره العارفوف‪ ،‬وىذا الذي قاؿ‬ ‫فيو اإلماـ اعبنيد هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫عأرردددددددد أًَدددددددٖ ًمددددددد٘زد ل‬

‫دددددددخك‬

‫ّأُدددددددددْى الددددددددد أر عأدددددددددر لمدددددددددبًٖ‬

‫فذكر اللساف ىو البداي ‪ ،‬لكن ذكر القلب ىو الذي فيو العناي ‪ ،‬وفيو الرعاي ‪،‬‬ ‫السر فيو اإلكراـ‪ ،‬وفيو‬ ‫وفيو الوالي ‪ ،‬وأما ذكر الروح ففيو التجليات وفيو الفتوح‪ ،‬وذكر ُّ‬ ‫الرب‪ ،‬وفيو اؼبودة الٍب ال تنقطع من هللا ‪ ‬ؼبن يذكر هللا على ىذه اغباالت الطيب ‪.‬‬ ‫فالذكر األكرب ىو أف اإلنساف يذكر هللا يف حضوٍر مع مواله‪ ،‬فهناؾ ذكر يف حال‬ ‫الغيب ‪ ،‬يعِب أان أذكر هللا ولكن ال أرى شيئاً وال أشعر أبي بشيء‪ ،‬لكن ىناؾ من ال‬ ‫يذكر هللا إال ووبضر قلبو‪ ،‬ويتمتع ابلنظر ‪ -‬على قدره ‪ -‬إىل وجو مواله‪ ،‬وىذا شيء‬ ‫آخر‪ ،‬فالذكر ذكراف ذكر القلب وذكر اللساف‪:‬‬ ‫الددد أر عأدددراى‪ ،‬عأدددر القلدددت ّلمدددبًٖ‬

‫ُودددددب هقدددددبم شدددددِْ ٕ ا‬

‫ػدددددْاًٖ‬

‫‪ 8‬بهع الزره ٕ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫مدددد أر مدددد ا ٕ هٗددددخ الْ ددددَ ددددبُرا‬

‫ّثب دددددن الددددد ٕ أُدددددْاٍ عأدددددر لمدددددبًٖ‬

‫اللساف يذكر ويردد اللفظ‪ ،‬ولكن القلب يرى ما اليراه الناظروف من أنوار أو‬ ‫أسرار أو صباؿ رب العاؼبْب على حسب مقامو وقدره‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫فمنهم من يشاىد األنوار‪   :‬‬ ‫‪ٖ٘(  ‬النور) ومنهم من‬ ‫يشاىد نور األظباء والصفات‪ ،‬ومنهم من يشاىد ملكوت رب العاؼبْب‪ ،‬ومنهم من‬ ‫يشاىد أنوار حضرة ِّ‬ ‫العزة‪ ،‬ومنهم من يشاىد األنوار الذاتي ‪ ،‬وكل واحد على حسب‬ ‫ذكر مع مشاىدات‪.‬‬ ‫قربو من ربو‪ ،‬وىذا اظبو ذكر اغبضور‪ ،‬وىو ٌ‬

‫علي الذكر يوماً‪ ،‬فرأيت كل شيء‬ ‫الشيخ أبو اغبسن الشاذيل ‪ ‬يقوؿ‪ :‬قَ ِوي َّ‬ ‫فوجدت ذرات الرماؿ‬ ‫حويل نوراً‪ ،‬قاؿ‪ :‬فأخذٍل حصر البوؿ‪ ،‬وكاف يف صحراء‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أتبو ُؿ عليها؟! فدعوت هللا ‪ ‬أف وبجبِب عن ىذا اؼبشهد‪،‬‬ ‫كلها نوراً تذكر هللا‪ ،‬فكيف َّ‬ ‫ورسلنا ما حجبناؾ‪ ،‬ولكن ادعنا أف نقويك‪،‬‬ ‫فقيل يل‪ :‬لو دعوتنا بكل أظبائنا وأنبيائنا ُ‬ ‫ونظرت ابلعينْب‪.‬‬ ‫قاؿ‪ :‬فدعوت هللا أف يقويِب‪ ،‬فأشهدٍل اؼبشهدين‬ ‫ُ‬

‫فأصبح ىذا اؼبقاـ األكمل يف ىذا اؼبقاـ‪ ،‬فعْب الرأس ترى الرمل‪ ،‬وعْب القلب‬ ‫ترى النور الذي يف ىذا الرمل‪ ،‬وأُذف الرأس ال تسمع شيئاً من الرمل‪ ،‬ولكن أُذف القلب‬ ‫تسمع ذكر الرمل ػبالق الرمل عز وجل‪ ،‬وىذا مقاـ ٍ‬ ‫عاؿ نسأؿ هللا ‪ ‬أف يبلغنا إايه‬ ‫أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬غلطاٌ احلكيكة‬ ‫يقوؿ القشّبي‪:‬‬

‫‪...‬نرجو التوضيح؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫نضرب مثاؿ لتوضيح اغبقيق ‪ :‬قيس ليلى اؼبشهور‪ ،‬عندما اشتغل حبب ليلى‬ ‫وسيطرت عليو‪ ،‬أصبح ال يرى إال ليلى‪ ،‬وال يسمع إال صوت ليلى‪ ،‬حٌب عندما ذىب‬ ‫إىل دايرىا قاؿ‪:‬‬ ‫أهدددددددر علدددددددٔ الدددددددتٗب ٗدددددددب ل٘لدددددددٔ‬

‫أ جددددددددددد عا الجدددددددددددتا ّعا الجدددددددددددتا‬

‫فهو ال يرى اعبدار‪ ،‬ولكن ال يرى إال ليلى‪:‬‬ ‫ّهددددددب حددددددت الددددددتٗب شددددددا ي لجددددددٖ‬

‫ّلكددددددي حددددددت هددددددي ددددددكي الددددددتٗب‬

‫ومل تكن ليلى صبيل ‪ ،‬فقالوا لو أف ليلى الٍب أنت مشغوؿ هبا ليست جبميل ‪ ،‬فقاؿ‬ ‫ؽبم‪ :‬أنتم رأيتموىا بعينكم أـ بعيِب أان؟ قالوا لو‪ :‬بل بعيننا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬لو رأيتموىا بعيِب‬ ‫لَبوف ما أان فيو‪.‬‬ ‫إ ًذا لو انشغل احملب ابغببيب ابلكلي أو كما نقوؿ يف العامي ‪ :‬ذاب يف اغبب‪،‬‬ ‫فإذا ذاب يف اغبب فلن يسمع إال صوت حبيبو‪ ،‬وال يتمتع إال ابلنظر إىل حبيبو‪ ،‬وىذا‬ ‫مقاـ العشق اإلؽبي‪.‬‬ ‫غُب اؼبطرب وقاؿ‪:‬‬ ‫حٌب يف األغاٍل الشعبي يقربوف لنا ىذه اغبقيق ‪ ،‬فعندما َّ‬ ‫(كامل األوصاؼ فتِب) أحد العارفْب ىاج عندما ظبع ىذه العبارة ألف كامل األوصاؼ‬ ‫يف نظره سيدان رسوؿ هللا ‪.... ‬‬ ‫فالصاغبوف أخذوا ىذه األبيات على أنفسهم‪ ،‬وقاؿ‪( :‬بتلوموٍل ليو‪ ،‬لو شفتم‬ ‫عينيو‪ ،‬حلوين أد إيو‪ ،‬ىتقولوا انشغايل‪ ،‬وسهر الليايل‪ ،‬مش كتّب عليو) فهو يعرب على‬ ‫قدره‪ ،‬والناس أخذوىا معاٍل حسي ‪ ،‬لكن الصاغبْب أيخذوىا معاٍل معنوي ‪ ،‬عشق يف‬ ‫الذات العلي ‪ ،‬ويف اغبقيق احملمدي ‪.‬‬ ‫فالذي يعشق اغبقيق احملمدي ‪،‬ويعشق الذات احملمدي عشق كامل‪ ،‬ال يرى إال‬ ‫صباؿ حبيبو‪ ،‬وال يسمع إال حبيبو‪ ،‬وال يتملى إال حببيبو‪ ،‬وىذا ما يسمى دبقاـ اإلصطبلـ‪،‬‬ ‫اصطلم أي زاد عن اغبد يف العشق غببيبو‪ ،‬إف كاف سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬أو حضرة هللا‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫تبارؾ وتعاىل‪ ،‬وىذا ىو اغباؿ الذي يوصل الصاغبْب الكمل إىل مقاـ الوراة الكلي‬ ‫للحضرة احملمدي ‪.‬‬ ‫ما اؼبقصود بوارث لو؟ أي ىو ىو‪ ،‬مات يف ىواه‪ ،‬ومات يف غرامو‪ ،‬ونسى نفسو‪،‬‬ ‫وانسلخ من نفسو‪ ،‬وانسلخ من حسو‪ ،‬ومل ير غّب حبيبو‪ ،‬وىذه يقوؿ فيها اإلماـ‬ ‫أبوالعزائم ‪:‬‬ ‫مزدددددددب ح أًدددددددب عجدددددددت عاردددددددَ ه قدددددددذ‬

‫ّرددددددددب ح أًددددددددب هخوددددددددْ أ ا أًددددددددب‬

‫سباما‪ ،‬فأصبح ال يرى إال حبيب هللا ومصطفاه‬ ‫ـبمور خبمر احملب ‪ ،‬أي نسي نفسو ً‬ ‫واراث كليًا‬ ‫صلوات رب وتسليماتو عليو‪ ،‬وىذا مقاـ عاؿ ال بد منو ؼبن أراد أف يكوف ً‬ ‫للحضرة احملمدي ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -12‬حػني مين‬ ‫‪9‬‬ ‫ْب ِم ِِّب َوأ َ​َان ِم ْن ُحس ْ ٍ‬ ‫ْب } ‪...‬‬ ‫س ٌْ‬ ‫َ‬ ‫قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ { :‬ح َ‬

‫فهل كل العارفْب من ذري اغبسْب؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ملتزـ بقوؿ هللا‪:‬‬ ‫سيدان رسوؿ هللا ‪ ‬من البداي‬ ‫ٌ‬ ‫‪ٖٔ( ‬اغبجرات) ىل قاؿ‪ :‬أتقاكم أـ قاؿ‪ :‬ذريٍب؟‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫كرمهم‪ ،‬وكبن ِّ‬ ‫قاؿ‪ :‬أتقاكم‪ ،‬ولكننا ِّ‬ ‫كرمو هللا‪.‬‬ ‫نكرـ من َّ‬ ‫نكرمهم ألف هللا َّ‬

‫ليس كل العارفْب والصاغبْب قديباً أو حديثاً فبن ينتسبوف إىل آؿ بيت النيب‪.‬‬

‫‪ 9‬بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي ٗعلٖ ثي هرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫صحيح أف آؿ بيت النيب منهم العارفوف ومنهم الصاغبوف‪ ،‬ولكن أحياانً يكوف‬ ‫ِ‬ ‫نكرمو مع ما ىو فيو؟! ىذا نُكرمو أبف هنديو ونوصيو وأنخذ‬ ‫منهم من اآلخرين‪ ،‬فهل ّ‬ ‫بيده إىل اغبق وإىل الطريق اؼبستقيم‪ ،‬فنكوف بذلك قد أحسنا إىل حضرة النيب فيو‪...‬‬ ‫فاإلحساف لذري النيب أف نقربو إىل االستقام إذا كاف بعيداً عن االستقام ‪ ،‬لكن‬ ‫ال أُعظمو مع ما ىو فيو‪ ،‬لكن على مدى الزماف‪ ،‬مثبلً سيدي أبو اغبسن الشاذيل ‪‬‬ ‫وكاف حسنياً من ذري اغبسن‪ ،‬أعطى اػببلف لتلميذه أبو العباس اؼبرسي‪ ،‬وأبو العباس‬ ‫اؼبرسي كاف من األنصار من قبيل اػبزرج‪ ،‬فليس حسنياً وال ُحسينياً‪ ،‬وقاؿ‪ :‬خليفٍب‬ ‫عليكم أبو العباس اؼبرسي‪ ،‬وغّبه وغّبه والتاريخ مليء هبذه النماذج وىذه األمثل ‪،‬‬ ‫لكنها كلها عبارات معنوي ‪ ،‬فحديث‪:‬‬ ‫{ سُ َط ِ‪َٚ َِّْٞٓ ْٔٝ‬أَّْٔا َِِٔ سُطَ ِ‪} ٍٔٝ‬‬

‫‪10‬‬

‫فحسْب منو ‪ ‬ألنو‬ ‫فحسْب ىنا معناىا مقاـ! ُ‬ ‫الناس تقف عند اؼبعاٍل اغبسيِّ ‪ُ ،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫قاؿ‪ { :‬إَّٕ ايًََّ٘ َِعَائّ‪ ٢‬دَعٌََ ذُزّْ‪َّٜ‬تِ‪ ٞ‬فِ‪ ٞ‬ؾُ ًّٖبِ عًَِ‪ِ ّْٞ‬بِٔ أّٔبِ‪ ٞ‬طّٔا ِيبٍ }‬ ‫ومعُب قولو‪( :‬وأان من ُحسْب)‪:‬‬

‫وخلقاً وىدايً وكماالً‬ ‫ألف سيدان اغبُسْب كاف أشبو الناس برسوؿ هللا ‪ِ ‬خلق ً ُ‬ ‫وظباح ً يف كل األمور‪ ،‬فكاف أكمل الناس يف ىديو برسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫فسيدان رسوؿ هللا ىو اؼبيزاف‪:‬‬ ‫فكل من على ىذه األخبلؽ الكريب وىذه األوصاؼ العظيم ‪ ،‬نذىب عنده‬ ‫لنتعلم منو أخبلؽ رسوؿ هللا ‪ ‬إىل يوـ القيام ‪ ،‬ألف اغبسْب انتهى‪ ،‬وكل من أييت بعده‬ ‫وفيو ىذه األخبلؽ الكريب وىذه األوصاؼ العظيم وىذه اؽبم العالي فنذىب لو‬ ‫ونتعلم منو‪.‬‬ ‫‪ 10‬بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي ٗعلٖ ثي هرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 11‬هعجن الطجراًٖ عي بثر ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫(أان من ُحسْب)‪ ... :‬يعِب نتعلم فبن يتشبَّو ابغبُسْب‪ ،‬واغبُسْب خّب من تشبو‬ ‫ِ‬ ‫بقي لنا ىو اؼبعِب‬ ‫ابلنيب ‪ ،‬طبعاً اػبلْق ال يستطيع أح ٌد أف يتشبَّو هبا‪ ،‬فأصبح ما َ‬ ‫كاػبُلق الكرَل‪ ،‬والوصف الطيب‪ ،‬واألعماؿ الصاغب ‪ ،‬واؽبم العظيم يف طاع هللا ‪‬‬ ‫وعبادتو‪ ،‬واؼبنافح الشديدة يف إظهار ما ُوببو هللا‪ ،‬ويف التمسك ابؼببادئ والقيم الٍب جاء‬ ‫هبا رسوؿ هللا‪ ،‬ألنو مات يف سبيل مبدأ من مباديء اإلسبلـ‪.‬‬ ‫فمن وجدان فيو ىذه اؼبعاٍل نذىب إليو ونتعلم عنده‪ ،‬ألنو سيُظهر لنا علوـ النيب‪،‬‬ ‫وأخبلؽ النيب‪ ،‬وأنوار النيب‪ ،‬وأحواؿ حضرة النيب‪ ،‬ألنو تشبَّو التشبُّو الذي أمران أف نتشبَّو‬ ‫بو حضرة النيب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ونستمد‬ ‫شف منهم‬ ‫فأصبح اغبُسْب ىنا ميزاف للرجاؿ الذين نذىب إليهم لنست ِّ‬ ‫ّ‬ ‫منهم أحواؿ حضرة النيب ‪ ‬يف كل ٍ‬ ‫زماف ومكاف‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫ػيَّة واجلناعة‬ ‫‪ -13‬أٍل ال ُ‬ ‫السنَّ واعبماع ‪ ،‬كيف نوةِّق صح اؼبفاىيم‬ ‫ىناؾ صراع بْب الناس يف معرف أىل ُ‬ ‫عند للناس؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫كبن علينا دبا عليو أىل السن واعبماع قديباً وحديثاً‪.‬‬ ‫الذي ضبل لواء اإلسبلـ والفقو يف الدين يف الفَبة القديب كلها اؼبذاىب األربع ‪،‬‬ ‫اؼبذىب اؼبالكي واؼبذىب اغبنفي واؼبذىب الشافعي واؼبذىب اغبنبلي‪ ،‬وىؤالء الذين‬ ‫احتفظ ابلتدريس فيهم األزىر الشريف‪ ،‬وىم أصبحوا مرجع الفتوى ألىل الوسطي‬ ‫وأىل السن واعبماع ‪.‬‬ ‫فكر آخر مناوئ ؽبؤالء األربع ‪ ،‬فهذا ال يُ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫عتد بو‬ ‫جد يف ىذا العصر وقبلو بقليل ٌ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫دخل بو لقولو ‪:‬‬ ‫وليس لنا ٌ‬

‫{ عًَّٔ‪ِٝ‬هِّٕ​ِ بايّٖذََُاعَ‪ ،12} ِ١‬وروى‪َٜ {:‬دُ ايًَِّ٘ َعَ ايّٖذََُاعَ‪ َِٔ​َٚ ،ِ١‬غَرَّ غَرَّ ِإئّ‪ ٢‬ايَّٓازِ }‬ ‫من يشذ عن ىذه اعبماع يكوف يف النار‪ ،‬فمثبلً‪ :‬األئم األربع كلهم يُػ ِّقروف‬ ‫ابلصبلة يف اؼبساجد الٍب فيها أضرح ‪ ،‬ودليلهم على ذلك أف مسجد رسوؿ هللا ‪ ‬فيو‬ ‫غّبه أبو بكر وعمر‪ ،‬ومل يُنو عن الصبلة فيو‪ ،‬وأف الكعب اؼبشرف فيها يف اغبجر قرب‬ ‫سيدان إظباعيل وقرب السيدة ىاجر‪ ،‬وفيها كما ورد ما بْب اغبجر وزمزـ واؼبقاـ قرب أكثر‬ ‫من سبعْب نبياً‪ ،‬ومل يبنعنا هللا عن الطواؼ أو الصبلة يف ىذه األماكن اؼببارك ‪ ،‬ابإلضاف‬ ‫أقر ذلك‪.‬‬ ‫شرع فعل ذلك‪ ،‬والنيب ‪َّ ‬‬ ‫إىل أف هللا ‪ ‬ىو الذي َّ‬ ‫‪13‬‬

‫فأىل الكهف عندما خرجوا من مدينتهم وذىبوا إىل كهفهم‪ ،‬وعاشوا فيو ةبلة‬ ‫مائ سن مشسي ‪ ،‬وةبلة مائ وتسع سن قمري ‪ ،‬وىذا إعجاز هللا حبسب رابني قرآني ‪،‬‬ ‫وأىل الكهف اكتُشفوا حالياً يف بلد إظبها الرقيم‪ ،‬وبينها وبْب عماف عاصم األردف‬ ‫حوايل سبع كيلومَبات‪.‬‬ ‫وكاف هللا ‪ ‬يُقلِّبهم يبيناً ومشاالً‪ ،‬وىذه آي رابني حٌب ال تُصيبهم قرح الفراش‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫أحياء‪ ،‬فلو‬ ‫‪ٔٛ(  ‬الكهف) وىذا يعِب أهنم كانوا‬ ‫ً‬ ‫كانوا أموااتً ؼبا احتاجوا إىل تقليب‪ ،‬ولكن يقلبهم ليتعرضوا للشمس‪ ،‬وقد اكتشفوا أف‬ ‫الشمس تدخل على ىذا الكهف‬ ‫ومشى وراءىم كلبهم‪ ،‬فوقف على ابب الكهف وىم دخلوا‪:‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٔٛ(   ‬الكهف) سبحاف هللا‪ ،‬وألنو مشى وراءىم أخذ ُحكمهم‪ ،‬انموا فناـ‬ ‫مثلهم‪ ،‬قاموا فقاـ مثلهم‪ ،‬وسيدخلوف اعبن وسيدخل معهم‪ ،‬ولذلك قاؿ الرجل الصاٌف‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫لقددددددت مددددددبا ألددددددت ث ددددددت‬

‫أِددددددفا‬

‫مك٘ددددددف أمددددددْا ث ددددددت‬

‫الٌجددددددٖ‬

‫بعد ىذه السنوات أحياىم هللا‪ ،‬وكاف معهم داننّب‪ ،‬فقالوا ألحدىم‪ :‬انزؿ إىل‬ ‫‪ 12‬بهع الزره ٕ ّاثي هب خ عي عورثي الخطبة ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 13‬بهع الزره ٕ عي اثي عور ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫السوؽ لتشَبي لنا طعاماً أنكلو‪ ،‬فذىب إىل السوؽ وأعطى البائع ىذه الداننّب‪ ،‬فنظر‬ ‫مر عليو ةبلث مائ سن ‪،‬‬ ‫البائع ؽبا وقاؿ‪ :‬ما ىذه الداننّب‪ ،‬إف صورة اؼبلك الٍب عليها َّ‬ ‫وكبن يف عصر ملك آخر‪ ،‬واؼبلك الذي كاف يف عصرىم كاف ملكاً ظاؼباً‪ ،‬واؼبلك‬ ‫ملك عادؿ‪.‬‬ ‫اؼبوجود اآلف ٌ‬ ‫فعرؼ الناس وأىل السوؽ فوصل اػبرب للملك‪ ،‬وىم كانوا يبحثوف عنهم ومل‬ ‫َّ‬ ‫هبدوىم مع أهنم كانوا جبوارىم يف ىذا الكهف‪ ،‬وانظر إىل عناي هللا حيث كاف اؼبلك‬ ‫الظامل يبحث عنهم يف كل مكاف جبنوده ومل هبدىم‪ ،‬وكانوا يف فبلكتو ومل يذىبوا بعيداً‬ ‫ؼبكاف آخر!!‪.‬‬ ‫راحوا واطلعوا عليهم ورآىم اؼبلك‪ ،‬فقبض هللا أرواحهم إليو وماتوا‪ ،‬ألف ملكهم‬ ‫الظامل الذي كاف يف عصرىم كاف يُنكر البعث بعد اؼبوت‪ ،‬فكانت إماتتهم وإحياؤىم‬ ‫ليعرؼ الناس بكيفي البعث‪ٕٜ(              :‬األعراؼ)‪.‬‬ ‫قالوا ألنفسهم‪ :‬ماذا نفعل هبؤالء الذين ماتوا؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٕٔ(   ‬الكهف) ومل يعَبض عليهم هللا على ذلك‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫صلح اغبديبي اتفق مع أىل مك أف من أيتيو من‬ ‫وسيدان رسوؿ هللا ‪ ‬ؼبا وقَّع ُ‬ ‫مك مسلم يعيده ؽبم‪ ،‬ومن أييت الكفار من اؼبدين وقد ترؾ اإلسبلـ فبل يعيدوه‪ ،‬وىذه‬ ‫اإلتفاقي أغضبت سيدان عمر‪ ،‬ولكن سيدان رسوؿ هللا كاف نظره راقي‪ ،‬فمن يَبؾ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫اإلسبلـ ماذا نفعل بو؟! ومن أييت لئلسبلـ ال بد أف هبعل هللا لو ـبرجاً‪      :‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٕ(  ‬الطبلؽ)‪.‬‬ ‫ولذلك وىم ال يزالوف يف اغبديبي ‪ ،‬وكاف من يوقِّع من قريش على اؼبعاىدة ُسهيل‬ ‫إبن إظبو أبو ُجندؿ فجاء فأسلم‪ ،‬وكاف ال يزاؿ مقيداً ابلقيود‪ ،‬فقاؿ‬ ‫بن عمرو‪ ،‬ولو ٌ‬ ‫سهيل‪ :‬ىذا أوؿ رجل تعيده لنا‪ ،‬فقاؿ النيب‪ :‬مل نكتب العقد بعد!‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬أعده يل‪،‬‬ ‫فاستعطفو النيب فرفض‪ ،‬ألنو كاف كافراً‪ ،‬فقاؿ النيب ألب جندؿ‪:‬‬ ‫ؾبِسِ ‪َٚ‬اسِتَ ِطبِ‪ ،‬فّٔإَِّٕ ايًََّ٘ ‪ ‬دَاعٌِْ ّٔيؤّ َ‪ٚ‬يِ َُِٔ َ َعؤّ ََِٔ ايُّٖ​ُطِتَضِ َعفِنَ‬ ‫{ ‪َٜ‬ا أّٔبَا َدِٓ َدٍ​ٍ‪ ،‬ا ِ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فّٔسَدّا ‪َ َٚ‬خِسَدّا }‬

‫‪14‬‬

‫بعد فَبة أسلم رجل إظبو أبو بصّب‪ ،‬وذىب إىل اؼبدين ‪ ،‬فأرسلوا خلفو من يُعيده‬ ‫من اؼبدين ‪ ،‬وكاان رجلْب‪ ،‬فسلَّمو ؽبما سيدان رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وضببل الرجل على صبل‪،‬‬ ‫ونزلوا يسَبوبوف يف الطريق‪ ،‬وكاف مع أحدىم سيف‪ ،‬فقاؿ لو أبو بصّب‪ :‬أان أرى سيفك‬ ‫ىذا سيف جيد ف أريد أف أراه‪ ،‬فناولو الرجل السيف فضربو بو وقتلو‪ ،‬وىرب اآلخر‪،‬‬ ‫وذىب أبو بصّب إىل مكاف على ساحل البحر األضبر وبُب لنفسو سكناً ىناؾ‪ ،‬وغبق بو‬ ‫أبو جندؿ‪ ،‬وكاف كل من أييت من اؼبدين يذىب إليو ويعيش معو حٌب صاروا ةبلشبائ‬ ‫رجل‪.‬‬ ‫فكانت كل ذبارة قادم من مك للشاـ أيخذوىا‪ ،‬والتجارة الواردة من الشاـ إىل‬ ‫مك أيخذوىا‪ ،‬إىل أف أرسل أىل مك إىل رسوؿ هللا وقالوا لو‪ :‬اي دمحم تنازلنا عن ىذا‬ ‫الشرط وخذ ىؤالء القوـ يعيشوا معك يف اؼبدين !!‪.‬‬ ‫َّيب ‪ِ ‬يف أمرىم كتب إىل أب بصّب وأب جندؿ ليقدما‬ ‫فلما أرسلت قريش إىل النِ ّ‬ ‫َعلَْي ِو فيمن معهما فقرأ أبو جندؿ كتاب رسوؿ هللا ‪َ ‬وأَبُو بصّب مريض‪ ،‬فمات‪ ،‬فدفنو‬ ‫٘ٔ‬ ‫أَبُو جندؿ وصلى َعلَْي ِو‪ ،‬وبُب َعلَي قربه مسجداً ‪.‬‬

‫ووصل اػبرب إىل رسوؿ هللا ومل يعَبض على ذلك‪ ،‬فلم أيمرىم إبخراجو من‬ ‫اؼبسجد‪ ،‬ومل أيمرىم بعدـ الصبلة يف اؼبسجد‪ ،‬فكاف ذلك إقراراً من حضرتو ‪ ‬إبجازة‬ ‫ذلك‪ ،‬أما حديث شد الرحاؿ الذي يتمسك بو البعض‪ ،‬فهم يتمسكوف جبزئي معين ‪،‬‬ ‫فاغبديث يقوؿ‪ { :‬ال ُِػَدُّ ايسّْسَاٍُ إِال ِإئّ‪ ٢‬ثَالثَ‪َ ِ١‬طَادِدَ‪َ ،‬طِذِدِ ا ّٖيشَسَاِّ‪َ َٚ ،‬طِذِدِ‪ٟ‬‬ ‫‪16‬‬ ‫َٖرَا‪َ َٚ ،‬طِذِدِ األقؿَ‪} ٢‬‬ ‫يعِب ال تشد الرحاؿ للمساجد إال لثبلة ‪ ،‬وىناؾ رواي أخرى‪ { :‬ال َ‪ِٓ ٜ‬بَػِ‪ ٞ‬يًِّٖ َُّٓ ّْ‬ ‫ِ‪ٞ‬‬ ‫األقّٖؿَ‪،٢‬‬ ‫ّٔإِٔ ُِػَدَّ زِسَايُّٕ٘ إئّ‪َ ٢‬طِذِدٍ ‪ِٓ َٜ‬بَػِ‪ ٞ‬فِ‪ ِ٘ٝ‬ايؿَّال‪ّٔ ،ّٕ٠‬غ‪ِٝ‬سَ ايَُّٖطِذِدِ ايّٖشَسَاِّ‪َٚ ،‬ايَُّٖطِذِدِ ّٔ‬ ‫‪ 14‬همٌت احوت عي الومْ ثي هخرهخ ‪‬‬ ‫‪ 15‬أ ت الابثخ عي الومْ ثي هخرهخ ‪‬‬ ‫‪ 16‬بهع الزره ٕ ّاثي حجبى عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪َ َٚ‬طِذِدِ‪َٖ ٟ‬رَا }‬

‫‪17‬‬

‫لكن ُّ‬ ‫شد الرحاؿ غّب فبنوع أبداً‪ ،‬فبل مانع أف أشد الرحاؿ لطلب العلم يف أي‬ ‫بلد‪ ،‬وال مانع أف أشد الرحاؿ لزايرة أىلي وأقارب‪ ،‬أو أشد الرحاؿ لزايرة مريض‪ ،‬أو‬ ‫أشد الرحاؿ لعمل خّب يف أي زماف أو مكاف‪ ،‬وال مانع أف أشد الرحاؿ لزايرة اإلماـ‬ ‫اغبُسْب‪ ،‬ألٍل مل أذىب للمسجد للصبلة فيو‪ ،‬فأان أعرؼ أف ىذا اؼبسجد مثل غّبه‪،‬‬ ‫فهم مل يفهموا القضي ولن يفهموىا هبذه الكيفي ‪ ،‬وبعضهم يتمسك حبديث‪:‬‬ ‫{ ئّ َعَٔ ايًَُّ٘ ا ّٖي‪َٚ ،َ،َُٛٗٝ‬ايَّٓؿَازَ‪ ٣‬اَِّخَرُ‪ٚ‬ا ّٕقبُ‪ٛ‬زَ أّٔ ِْ ِب‪َٝ‬ا‪َ ِ​ِ​ِِٗ٥‬طِذِدّا }‬

‫‪18‬‬

‫ىؤالء كانوا يعبدوهنا ويسجدوف ؽبا‪ ،‬فهل منا أح ٌد يسجد لقرب؟ ال‪ ،‬الشيخ دمحم‬ ‫عبده رضب هللا عليو كاف ىو والشيخ عبد العزيز البشري شيخ األزىر يف زايرة ؼبقاـ‬ ‫السيد البدوي‪ ،‬وكاف الشيخ دمحم عبده أايمها يلبس جبَّ ظبراء‪ ،‬وعمام ظبراء‪ ،‬وأةناء‬ ‫جلوسهم يف الضريح جاءت امرأة توِّزع طعاـ‪ ،‬فأعطتهم من ضمن من أخذوا‪ ،‬فالشيخ‬ ‫دمحم عبده قاؿ ؽبا وأشار لضريح السيد البدوي‪ :‬أىذا إؽبك؟ فصرخت وقالت لو‪ :‬إؽبي‬ ‫وإؽبك وإلو السيد البدوي هللا ‪ ،‬وإذا كنت قسيس ما الذي جاء بك إىل ىنا؟!‬ ‫كف ْرهتا َّ‬ ‫والشيخ عبد العزيز البشري كاف وبب اؼبداعب ‪ ،‬فقاؿ لو‪َّ :‬‬ ‫فكف َرتك‪.‬‬ ‫نويت أُصلي ركعتْب‬ ‫فهل يوجد أح ٌد من العواـ يف األم اإلسبلمي كلها يقوؿ‪ُ :‬‬ ‫لئلماـ اغبُسْب؟! ال‪ ،‬ىل يتجو للقبل أـ للضريح؟ للقبل ‪:‬‬ ‫ت يِ‪ ٞ‬األّٔ ِز ُ َطِذِدّا ‪َٚ‬طُّٔٗ‪ٛ‬زّا }‬ ‫{ ‪َٚ‬دُعًِّٔ ِ‬

‫‪19‬‬

‫منهي فيو عن الصبلة؟ ال‪ ،‬إال اؼبواضع الٍب‬ ‫مت أُصلي هلل فهل يوجد‬ ‫ما ُد ُ‬ ‫ٌ‬ ‫موضع ٌ‬ ‫فيها قباس ‪ ،‬أو الٍب هنى عنها رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫وتوجهت للقبل والني هلل‪ ،‬فهل ىناؾ شيء؟! ال‪ ،‬فهذه أمور‬ ‫لكن إذا صليت هلل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 17‬ؽر الزضرٗت للعرا ٖ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 18‬الجخب ٕ ّهملن عي عب شخ ػٖ هللا عٌِب‬ ‫‪ 19‬الجخب ٕ ّهملن عي بثر ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وضعها اؼبتشددوف لعدـ فقههم يف الدين‪ ،‬وىذه قضي أصلها سياسي‪ ،‬قاتل هللا السياس‬ ‫إذا دخلت يف الدين‪ ،‬ولكنهم يعرفوف وكبن نعرؼ والعامل اإلسبلمي كلو يعرؼ أف الدين‬ ‫أنخذه من اؼبنهج الوسطي الذي يُ َّد ِرسو األزىر الذي أُخذ عن األئم األربع الفقهاء يف‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫ىل كاف دمحم بن عبد الوىاب معهم؟ ال‪ ،‬فلماذا أنخذ عنو؟! وىل نَبؾ األئم‬ ‫األربع وأنخذ من دمحم بن عبد الوىاب؟!‬ ‫البعض يقوؿ إف سيدان عمر قطع الشجرة الٍب كانت عليها البيع حٌب ال يعبدىا‬ ‫الناس‪ ،‬وما اؼبانع‪ ،‬ألف الناس كانوا حديثي ٍ‬ ‫عهد ابعباىلي ‪ ،‬وكانوا ال يزالوف قريبْب من‬ ‫عبادة األصناـ‪ ،‬وإف كانت رواي قطع الشجرة مشكوؾ فيها‪ ،‬فالرواي الصحيح ؽبا أف‬ ‫ِّ‬ ‫عاصف شديدة أقلعتها‪ ،‬لكن أمور الدين اآلف‬ ‫استقرت‪ ،‬فأين اؼبسلم الذي يعبد قرباً‬ ‫اآلف؟! حٌب أجهل اعبُهَّاؿ ال يوجد منهم أحد‪ ،‬فالكل واغبمد هلل عندىم علم يقْب‬ ‫وخاص يف توحيد رب العاؼبْب ‪.‬‬ ‫ويقوؿ البعض‪ :‬وإذا دعا وطلب من الويل أليس ىذا شرؾ؟ ىذا ليس شرؾ‪،‬‬ ‫ولكن ىذا خطأ يف اللفظ‪ ،‬فالشرؾ ال يدخل اإلنساف فيو إال إذا خرج من الذي دخل‬ ‫فيو ابإليباف وىو‪( :‬ال إلو إال هللا ؿب ٌد رسوؿ هللا)‪.‬‬ ‫لكن لو أخطأ اإلنساف يف كلم أو يف عبارة فبل يكوف مشركاً‪ ،‬ألف هللا أعلم‬ ‫ابلنوااي‪ ،‬وأقوؿ لو من األفضل أف تطلب من هللا‪ ،‬األفضل أف تسأؿ هللا وإذا أحببت أف‬ ‫تتوسل ابإلماـ اغبُسْب يف طلبك من هللا فبل مانع‪ ،‬وإذا أحببت أف تتوسل حبضرة النيب‬ ‫فبل مانع‪ ،‬أو تتوسل بكتاب هللا فبل مانع‪ ،‬لكن تسأؿ هللا ‪ ،‬ولكن ال أك ِّفره‪ ،‬فالعواـ‬ ‫الذين ينطقوف هبذا الكبلـ ينطقونو عفوايً ألف إيباهنم نراه يف الصبلة‪ ،‬ألنو يصلي هلل‪ ،‬فبل‬ ‫يصح ذلك شرعاً وال عقبلً وال ُعرفاً‪.‬‬ ‫أقوؿ لو‪ :‬أنت مشرؾ‪ ،‬فهذه مصيب ‪ ،‬فبل ِّ‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -14‬األقطاب األضبعة‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ما حقيق قوؿ بعض الصوفي أف الكوف َّ‬ ‫يداركو األقطاب األربع ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا الكبلـ أجبناه من قبل‪ ،‬وقلنا أنو كبلـ ظاىر البطبلف‪ ،‬ألف كبلمنا كلو كبتاج‬ ‫للربىن على صدقو أف يسبقو قاؿ هللا‪ ،‬أو قاؿ رسوؿ هللا‪ ،‬فهل ىناؾ يف كتاب هللا ما‬ ‫يدؿ على ذلك؟! أو ىل ىناؾ يف سن رسوؿ هللا ما يشّب على ذلك؟! ال‪.‬‬ ‫يف عصور الدول العثماني ‪ ،‬والدول العثماني احتلت العامل العرب حوايل طبسمائ‬ ‫سن تقريباً‪ ،‬وانتشر فيها اعبهل يف كل ربوع األم اإلسبلمي ‪ ،‬وكاف الذي يُعلِّم الناس‬ ‫قليبلً ىم السادة الصوفي ‪ ،‬ولكن اعبهل كاف منتشراً‪ ،‬ويف ىذه األايـ الصوفي كاف ؽبم‬ ‫شأ ٌف‪ ،‬فاتفق بعضهم وقالوا‪ :‬إف ما يبسك الكوف اؼبَُّد َارؾ ابلكوف األربع األقطاب سيدي‬ ‫عبد القادر اعبيبلٍل‪ ،‬وسيدي أضبد البدوي‪ ،‬وسيدي إبراىيم الدسوقي‪ ،‬وسيدي أضبد‬ ‫الرفاعي‪ ،‬وكل واحد منهم يبسك الكوف مائ سن ‪ ،‬ويتبادلوف مع بعضهم!!‪.‬‬ ‫من أين أتوا بذلك؟!! ليست موجودة يف التاريخ‪ ،‬وليست موجودة يف القرآف‪ ،‬وال‬ ‫السنَّ ‪ ،‬وال يهضمها العقل‪ ،‬وأىم شيء يف ديننا أف يوافق العقل‪.‬‬ ‫يف ُ‬ ‫وىؤالء نسأؽبم‪ :‬قبل أف يظهر ىؤالء األقطاب‪ ،‬من الذي كاف مدارؾ ابلكوف‬ ‫قبلهم؟! وىل هللا سبحانو وتعاىل ليس عنده أح ٌد غّب ىؤالء األربع حٌب هبعلو مدرؾ‬ ‫ابلكوف بعدىم؟!! فكل زماف فيو أولياء‪ ،‬وفيو أتقياء‪ ،‬وفيو أنقياء‪.‬‬

‫اؼبدرؾ ابلكوف؟ يعِب ىم ابلنياب عن إسرافيل وميكائيل وجربائيل‬ ‫وماذا يعِب َّ‬ ‫وعزرائيل واؼببلئك ‪ ،‬حاشا هلل ‪.‬‬ ‫للجهَّاؿ ليزيد اعتقاد الناس يف ىؤالء‪ ،‬وينضموا ؽبذه الطُرؽ‬ ‫فهذا كبلـ بسطوه ُ‬ ‫الصوفي ‪ ،‬لكن ىذا ال هبوز هبذه اعبهال العمياء الٍب تنايف شريع السماء‪ ،‬وتنايف السن‬ ‫السمحاء الٍب أتى هبا سيد األنبياء‪ ،‬وتنايف طريق الصاغبْب الصادقْب الذين ينشروف‬ ‫اؽبُدى والنور عن رب العالْب ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ِ‬ ‫فسر القرآف يف‬ ‫وأذكر يف ىذا اجملاؿ‪ :‬أف اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬وأرضاه كاف يُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫فسر آي من كتاب هللا‪ ،‬قاؿ لو أحد‬ ‫اؼبسجد الكبّب يف اػبرطوـ‪ ،‬وذات مرة وىو يُ ّ‬ ‫كبلـ من اي موالان؟ ىل ىو كبلـ سيدي عبد القادر اعبيبلٍل؟‬ ‫اغباضرين‪ :‬ىذا الكبلـ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫فقاؿ لو اإلماـ‪ :‬انتظر اي بِب‪ ،‬مث أكمل وجاء ٍ‬ ‫وعلوـ أرقى‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬كبلـ من‬ ‫ببياف أعلى‬ ‫ىذا اي موالان؟ ىل ىو كبلـ سيدي ؿبي الدين بن عرب؟ قاؿ لو‪ :‬انتظر ايبِب‪ ،‬مث جاء‬ ‫ببياف آخر لآلي أيضاً أرقى وأعلى من ذي قبل‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬كبلـ من ىذا اي موالان؟ ىل‬ ‫بِب من الذي أعطى اعبيبلٍل؟‬ ‫ىو كبلـ سيدي أبو اغبسن الشاذيل؟ فقاؿ لو اإلماـ‪ :‬اي َّ‬ ‫قاؿ‪ :‬هللا‪ ،‬قاؿ‪ :‬ومن الذي أعطى ابن عرب؟ قاؿ‪ :‬هللا‪ ،‬قاؿ‪ :‬ومن الذي أعطى الشاذيل؟‬ ‫قاؿ‪ :‬هللا‪ ،‬قاؿ اإلماـ‪ :‬إف الذي أعطى اعبيبلٍل والذي أعطى ابن عرب والذي أعطى‬ ‫الشاذيل ىو الذي أعطاٍل‪.‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫وىل عطاء هللا حكر أو ِحجر على أحد؟ ال‪ ،‬لكن‪    :‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٕٔ(       ‬اغبديد) فكما أعطى األولْب أعطى اآلخرين‪ ،‬وىو‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫الذي قاؿ ىذا‪      :‬‬ ‫‪(    ‬الواقع ) صحيح أهنم قليل‪،‬‬ ‫ولكن ؼباذا قليل؟ للنسب ‪ ،‬ألف األولْب مع حضرة النيب كاف عددىم مائ ألف فكانت‬ ‫نسبتهم كبّبة يف وسطهم‪ ،‬لكن اؼبوجودوف حالياً عددىم حواؿ اةنْب مليار‪ ،‬فنسبتهم‬ ‫قليل يف وسطهم‪ ،‬لكنهم موجودوف‪.‬‬

‫إذاً فتح هللا وعطاء هللا وإكراـ هللا ألىل كل زماف وأىل كل مكاف فضبلً من‬ ‫حضرة الرضبن عز وجل‪ ،‬فبل يوجد زماف إال ويُوجد فيو عطاء وأتقياء‪ ،‬وال توجد دول‬ ‫مسلم إف كانت انطق ابلعربي أو غّب العربي إال وفيها ص ِّديقْب وأولياء‪ ،‬وىذه ُسنَّ هللا‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫ولن ذبد لسن هللا تبديبلً‪       :‬‬ ‫‪ٗ(       ‬إبراىيم) ال بد أف‬ ‫يكوف يف كل بلد أُانس ص ِّديقْب وأولياء أبلسن أىل البلد‪ ،‬وعندىم الكشف وعندىم‬ ‫الوالي وعندىم العناي ‪ ،‬وذلك فضل هللا‪ ،‬والفضل مستمر إىل أف يرث هللا ‪ ‬األرض‬ ‫كبلـ ال يبُّت‬ ‫السن ‪ ،‬بل ىو ٌ‬ ‫وما عليها‪ ،‬إذاً ىذه اؼبقول ال دليل عليها من القرآف وال من ُ‬ ‫كبلـ عفا عليو الزمن وينبغي أف نُلقي بو‬ ‫حٌب للصاغبْب وال للصوفي الصادقْب بصل ‪ ،‬و ٌ‬ ‫يف سلَّ اؼبهمبلت‪ ،‬أو قبعلو مع األموات وال كبييو ابلنطق بو على ألستنا أبداً‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -15‬تأثري اليجوو والهوانب على اليباتات‬ ‫ىل للنجوـ والكواكب أتةّب على اللوف والطعم ابلنسب للنبااتت؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا األمر وبتاج إىل دراس واسع يف علم النبات مل يصل إليها اؼبختصوف يف كل‬ ‫اعبامعات العاؼبي إىل اآلف إىل خرب يقْب‪ ،‬لكن اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬وأرضاه لو كتاب‬ ‫اظبو (النور اؼببْب يف علوـ اليقْب ونيل السعادتْب) كاف يتكلم فيو عن سياح اؼبريد‪،‬‬ ‫فاؼبريد ال بد أف يكوف لو سياح يف نفسو‪ ،‬وسياح يف اآلفاؽ‪ ،‬وسياح يف ـبلوقات‬ ‫حضرة اػببلؽ ‪.‬‬ ‫سياح بروحو إذا صفت ووفت‪ ،‬وبقلبو إذا أانر واستنار‪ ،‬إف كاف يف عامل النبات‪،‬‬ ‫أو يف عامل اغبيواف‪ ،‬أو يف عامل األفبلؾ‪ ،‬أو يف عامل اإلنساف ظاىره وخافيو‪.‬‬ ‫فاإلماـ أبو العزائم عندما ربدث عن سياحتو يف عامل النبات أابح شذرة من علوـ‬ ‫اؼبكاشف الٍب كاشفو هللا هبا‪ ،‬وىذا الكبلـ يقاؿ ألىل اليقْب‪ ،‬لكن أىل الدنيا يريدوف‬ ‫الرباىْب واألدل اغبسي الٍب تثبتها األجهزة اؼبوجودة عندىم‪.‬‬ ‫النبات يتغذى من األرض‪ ،‬وعناصر الغذاء واحدة‪ ،‬ويتنسم اؽبواء‪ ،‬واؽبواء واحد‪،‬‬ ‫ويشرب اؼباء‪ ،‬واؼباء لو طبيع واحدة‪ ،‬واؽبواء واؼباء ليس ؽبما طعم وال لوف وال رائح ‪،‬‬ ‫واألرض كذلك‪ ،‬لكن مثبلً‪ :‬أين عرؽ السكر يف األرض الذي يُغذي القصب ابلسكر؟!‬ ‫وىل يوجد يف مكاف وال يوجد يف آخر؟! ما الذي يُعطي اؼباقبو طعمها؟! وما الذي‬ ‫يعطي التفاح طعمو؟! وما الذي يعطي التْب حبلوتو؟! وما الذي يعطي البلح حبلوتو؟!‬ ‫‪....‬األرض واحدة لكن ؼباذا يكوف ىذا لو طعم‪ ،‬وىذا لو شكل‪ ،‬وىذا لو لوف‪ ،‬وىذا لو‬ ‫رائح ‪ ،‬وىذا لو غبلؼ وبميو؟! أين مصنع األغلف الذي يغلف ىذه األشياء‪ ،‬ىل يوجد‬ ‫مصنع أغلف يف الوجود يستطيع أف يصنع للماقبو مثبلً أغلف كاألغلف الرابني اؼبوجودة‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فيها؟! ال يوجد‪ ،‬ال يف الياابف وال يف أمريكا وال غّبىا‪ ،‬ال يوجد إال مصانع حضرة‬ ‫الرضبن ‪.‬‬ ‫فكما أخرب هللا يف القرآف‪ ،‬فالنبات ىو النبات‪ ،‬وأحياانً يكوف صنفاً واحداً‪ ،‬فهذه‬ ‫لبل وجبوارىا لبل أخرى‪ ،‬ولكن ىذه ؽبا طعم وىذه ؽبا طعم آخر‪ ،‬فالطعم لو كاف من‬ ‫األرض لكاف الطعم واحداً‪ ،‬ولو كاف من اؽبواء لكاف الطعم واحد‪ ،‬ولو كاف من اؼباء‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫لكاف الطعم واحد‪ ،‬لكن ىذا شيء وىذا شيء‪  :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٗ(  ‬الرعد)‪.‬‬ ‫شجرة العنب شجرة واحدة‪ ،‬ولكن القطف قد يكوف غّب القطف اآلخر‪ ،‬فتجد‬ ‫ىذا لو طعمو ولونو وىذا غّب ىذا‪ ،‬كيف ذلك؟!!‪.‬‬ ‫فقاؿ اإلماـ أبو العزائم رضي هللا وأرضاه‪ :‬إف النجوـ ؽبا عبلق بتغذي النبااتت‬ ‫والفواكو واػبضروات واؼبزروعات بطعومها وألواهنا ورائحتها ولكن ىذا أمر حٌب نكتشفو‬ ‫علمياً كبتاج إىل أجهزة استكشاؼ عن بعد‪ ،‬ونظرايت علمي ‪ ،‬ولكنو أخرب عن ذلك عن‬ ‫طريق علم اؼبكاشف ‪ ،‬وىذا أمر ال يروى إال ألىل اليقْب‪ ،‬أما اؼبتشككْب فبل كبكي ؽبم‬ ‫ذلك‪ ،‬ألهنم وبتاجوف إىل أدل عقلي ‪ ،‬وبراىْب حسي ‪.‬‬ ‫وطبعا كبن ننبو إىل أف ما قلناه ال ينفى مطلقاُ ما وضعو هللا من الصفات الوراةي‬ ‫وعلم اعبينات ىف البذرة والنبات فبا يؤةر جذرايً ىف الصفات واػبصائص ولكن أتةّب‬ ‫النجوـ واألفبلؾ كاف من وراء اإلدراؾ وإف كانت أحدث النظرايت العلمي ىف السنوات‬ ‫الثبلث أو األربع األخّبة بدأت تظهر أف كم اآلشع الٌب اكتشفت أخّبا أبجهزة القياس‬ ‫اغبديث جدا جدا والٌب تؤةر على األرض بكل ما فيها قادم من الفضاء السحيق‬ ‫والنجوـ والكواكب ؽبى فوؽ كل ما كاف يتخيلو العلماء منذ سنوات قليل ‪ ،‬بل وكل يوـ‬ ‫تتطور النظرايت العلمي مع ما يصل تباعا من قياسات السفن الفضائي الٌب بلغت‬ ‫اعماقا سحيق على أطراؼ اجملموع الشمسي ومازات تنطلق‪...‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -16‬التوبة ومطاتب الوالية‬ ‫ما من ٍ‬ ‫أحد إال وتتداخل فيو مداخل النفس البشري الٍب أتمره ابؼبعصي ‪ ،‬أو حبائل‬ ‫الشيطاف وكيده لو‪ ،‬ىل اقَباؼ الذنب واؼبعصي وبوؿ بْب العاصي وبْب بلوغ مراتب‬ ‫الوالي ؟ أو أف يكوف مراداً‪ ،‬أو مطلوابً؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫بشر‪ ،‬وأننا ُرّكِب فينا أصبلً النفس‪ ،‬والنفس داعي ٌ‬ ‫هللا ‪ ‬يعلم بعلمو الرابٍل أننا ٌ‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫للمعاصي‪   :‬‬ ‫(أمارة) يعِب‬ ‫‪ٖ٘(    ‬يوسف) مل يقل آمرة‪ ،‬ولكن َّ‬ ‫ابؼبضارع اؼبستمر‪ ،‬وبصيغ اؼببالغ ‪ ،‬فبل تَبؾ اإلنساف‪ ،‬وتُلح يف سبيل اؼبعاصي‪ ،‬ألهنا‬ ‫أمارة ابلسوء‪ ،‬ولذلك فتح هللا ابب التوب للتائبْب‪ ،‬وكل ما يرجوه هللا ‪ ‬من العبد أنو‬ ‫عند ارتكابو للذنب يسارع فوراً للتوب ‪.‬‬ ‫وىبطط لفعل ذنب‪،‬‬ ‫وبداي اؼبؤمن ال ىبطط للذنب‪ ،‬فكونو هبلس مع نفسو‪ُ ،‬‬ ‫ويدبره‪ ،‬ويستمر يف تدبّب ىذا األمر شهراً أو شهوراً أو أكثر أو أقل‪ ،‬فهذا يتناىف مع‬ ‫صريح اإليباف‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ ال ‪َٜ‬صِِْ‪ ٞ‬ايصَّاِْ‪ ٞ‬سِنَ ‪َٜ‬صِِْ‪َُ ََُٖٛٚ ٞ‬ؤِ َِْٔ‪َٚ ،‬ئّا ‪َٜ‬ػِ َسبُ ايّٖخَُِسَ سِنَ ‪َٜ‬ػِ َسبُ ‪َُ ََُٖٛٚ‬ؤِ َِ ْٔ ‪َٚ ،‬ئّا‬ ‫‪َٜ‬طِسِمُ سِنَ ‪َٜ‬طِسِمُ ‪َُ ََُٖٛٚ‬ؤِ َِْٔ ‪َٚ ،‬ئّا َ‪ِٜٓ‬تَ ِٗبُ ُْ ِٗبَ‪ِ َٜ ّٗ١‬سفّٔعُ ايَّٓاعُ إ ِّٔي‪ ِِ٘ٝ‬فِ‪َٗٝ‬ا أّٔبِؿَازَُِٖ​ِ سِنَ‬ ‫َ‪ِٜٓ‬تَ ِٗبَُٗا ‪َُ ََُٖٛٚ‬ؤَِِٔ }‬

‫‪20‬‬

‫وأين اإليباف ىنا؟ أخذ أجازة يف ىذه الفَبة‪ ،‬ألف اإليباف لو كاف موجوداً سيمنعو‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬ما الذي َّ‬ ‫يذكرىم؟‬ ‫‪   ‬‬ ‫اإليباف‪     :‬‬ ‫‪ٕٓٔ(    ‬األعراؼ)‪.‬‬

‫كونو سيخطط فَبة طويل ‪ ،‬وضمّبه ال يؤنبو‪ ،‬ونفسو ال تو ِخبّو‪ ،‬وال نفسو اؼبطمئن‬

‫‪ 20‬الجخب ٕ ّهملن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ستمنعو‪ ،‬فيكوف اإليباف يف ىذه الفَبة قد أخذ أجازة طويل ‪.‬‬ ‫إذاً اؼبؤمن ال ُىبطط زبطيطاً طويبلً للوقوع يف الذنب‪ ،‬وإمبا يقع يف الذنب فجأة‪،‬‬ ‫فتتحوؿ النفس وتُ ِّ‬ ‫سوؿ لو‬ ‫وىيئت األسباب‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يعِب فجاة هبد نفسو مع فتاة يف موق ٍع ما‪ُ ،‬‬ ‫الوقوع يف اؼبعصي ‪ ،‬لكنو مل يُهيئ لنفسو‪ ،‬ومل ُىبطط لنفسو كيفي جلب ىذه الفتاة‪ ،‬أو‬ ‫اإلتفاؽ على اإللتقاء معها يف موضع كذا ومكاف كذا‪ ،‬إمبا اؼبؤمن عنده من اإليباف ما‬ ‫يبنعو عن ذلك‪.‬‬ ‫وقد يكوف يف موضع وفجأة هبد نفسو يف مكاف فيو ٌ‬ ‫ماؿ‪ ،‬وال رقيب وال حارس‪،‬‬ ‫فتُ ِّ‬ ‫سوؿ لو نفسو األخذ من ىذا اؼباؿ‪ ،‬فيقع يف ىذا الذنب فجأة‪.‬‬

‫وأةناء الذنب يشعر ابلندـ‪ ،‬وابألسف‪ ،‬وابػبجل فبن يطلع عليو ويراه ‪....‬‬ ‫ألنو يعلم علم اليقْب أف هللا ‪ ‬يطلع عليو ويراه يف كل األحواؿ‪ ،‬فبل يغيب عنو طرف‬ ‫عٍ‬ ‫ْب وال أٌقل‪.‬‬ ‫ورجعت إىل‬ ‫تبت إىل هللا‬ ‫ُ‬ ‫فيسارع فوراً عند ارتكاب الذنب إىل اؼبتاب‪ ،‬فيقوؿ‪ُ :‬‬ ‫هللا‪ ،‬ويرجع إىل هللا ويعزـ على اإلقبلع عن ىذا الذنب‪ ،‬ويعاىد هللا على أف ال يرجع إىل‬ ‫ىذا الذنب مرًة أُخرى‪ ،‬وىذا حاؿ اؼبؤمن مع الذنب‪.‬‬ ‫فإذا كاف اؼبؤمن على ىذه اغبال فيكوف فبن قاؿ فيو ابن عطاء هللا السكندري‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ىذه اؼبعصي ‪:...‬‬ ‫جعلتو وبس ابلذؿ‪ ،‬ووبس ابلتطامن‪ ،‬ووبس ابلغُنب‪ ،‬ووبس بعدـ رضاء هللا عنو‪،‬‬ ‫وانكسرت نفسو‪ ،‬وانكسار النفس ىو اؼبطلوب‪ ،‬لقوؿ هللا ‪ ‬ؼبوسى عندما قاؿ‪:‬‬ ‫اي رب أين أجدؾ؟ قاؿ‪:‬‬ ‫{ أَّْٔا ِعِٓدَ ايّٖ ُ​ُِٓهّٔطِسَ‪ ِ٠‬قًّّٕٕ‪ٛ‬بُُِٗ​ِ َِِٔ أّٔدًِِ‪} ٞ‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ 21‬عأرٍ الاةالٖ مٖ الجتاٗخ‬ ‫‪‬‬


‫(‬

‫)‬

‫‪‬‬

‫فهذا ىو الذي هبربه هللا ‪ ‬إبنكساره‪ ،‬ويقوؿ اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬يف ذلك‪:‬‬ ‫ا ددددددوعْا مبلدددددد ًت ددددددر اإل زدددددددراة‬

‫هدددي ُدددْ الوعلدددْم مدددٖ حددد الا٘دددبة‬

‫ثْ عددددددددَ‬ ‫ٗكمددددددددر الدددددددد ًت القلددددددددْة َ‬

‫مددددددرٍ ددددددرة إلددددددٔ ًددددددْ الكزددددددبة‬ ‫َأ ْ‬

‫ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬

‫يعِب كسر الذنب ىو الذي يُ ِّ‬ ‫قرب اإلنساف إىل حضرة هللا ‪ ،‬ولذلك يقوؿ‬

‫{ ‪َٚ‬ايَّرِ‪َْ ٟ‬فّٖطِ‪ِ ٞ‬ب‪َٝ‬دِ ِ‪ ٙ‬ئّ ِ‪ ٛ‬ئِّ​ِ ُِرِ ِْبُ‪ٛ‬ا ئّرَ َٖبَ ايًَُّ٘ بِهِّٕ​ِ‪َٚ ،‬ئّذَا‪ِ َ٤‬بكّٔ ِ‪ُٜ ٍّٛ‬رِ ِْبُ‪ّٔ َٕٛ‬ف‪َٝ‬طِتَ ِػفِسُ‪َٕٚ‬‬ ‫ايًََّ٘ ّٔف‪ِ َٝ‬ػفِ ُس ئُِّٗ​ِ }‬

‫‪22‬‬

‫ىو يريد أُانساً يضرعوف لو على الدواـ‪ ،‬ويشعروف دائماً يف حضرتو ابإلنكسار‬ ‫والفتور والضعف والذل والقصور والتقصّب‪.‬‬ ‫علم أصحاب النيب ىذه اغبال ‪ ،‬فكانوا مع إقباؽبم الشديد على الطاعات إال أهنم‬ ‫وباسبوف أنفسهم على القصور الذي يعتورىم يف ىذه الطاعات‪ ،‬فيسارعوف إىل التوب‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫بعد الطاع ‪       :‬‬ ‫‪(  ‬الذارايت)‬ ‫مم يستغفروف؟ ىل كانوا يسرقوف أو يقتلوف أو يغتابوف؟! ال‪ ،‬كانوا يستغفروف من‬ ‫التقصّب الذي رأوه يف عبادة هللا‪ ،‬أي أهنم مل يعبدوا هللا العبادة الٍب يستحقها سبحانو‬ ‫وتعاىل من اإلخبلص والصدؽ واػبشوع واغبضور‪ ،‬فيقولوف‪ :‬مهما عبدانؾ فنحن‬ ‫مقصرين‪ ،‬فهذا حاؿ اؼبؤمن دوماً بْب يدي هللا ‪ ،‬ولذلك اؼبؤمن دائماً يتوب إىل‬ ‫مواله‪ ،‬فإف مل يتُب من اؼبعصي ‪ ،‬يتوب من التقصّب يف الطاعات‪ ،‬حٌب الطائع يتوب من‬ ‫مقصر‪.‬‬ ‫التقصّب ألنو يرى أنو ِّ‬

‫الغيًْ‬ ‫مرت عليو وىو يف‬ ‫فإف مل يتُب من التقصّب يف الطاعات فيتوب من اللحظ الٍب َّ‬ ‫‪ 22‬ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ذنب يتوب منو إىل هللا ‪ ،‬دائماً‬ ‫غفل ‪ ،‬فكل غبظ مرت عليو يف غّب ذكر هللا يعتربىا ٌ‬ ‫اؼبؤمن يف توب ‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ إَِّْ ُ٘ ّٔي‪ُٝ‬ػَإُ عًَّٔ‪ ٢‬قّٔ ًّٖبِ‪َٚ ٞ‬إِْ​ّْ‪ّٔ ٞ‬ألضِتَ ِػفِسُ ايًََّ٘ فِ‪ ٞ‬ا ّٖي‪َِ ِِّٛ َٝ‬ا‪َ ّٔ١َ٥‬سَّ‪} ٍ٠‬‬

‫‪23‬‬

‫والغْب يعِب الغطاء أو الستارة‪ ،‬فما الغْب الذي أييت على قلب رسوؿ هللا؟! أو‬ ‫احَبت يف ىذا‬ ‫الستارة الٍب أتيت عليو؟! الشيخ أبو اغبسن الشاذيل ‪ ‬وأرضاه يقوؿ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أيت النيب ‪ ‬يف اؼبناـ فقاؿ يل‪ :‬غْب األنوار ال غْب األغيار اي مبارؾ‪.‬‬ ‫اغبديث‪ ،‬فر ُ‬ ‫ألف الغْب الذي أييت على قلوبنا ىو غْب الدنيا والشهوات واغبظوظ واألىواء‪،‬‬ ‫لكن ما الغْب الذي كاف أييت على قلب رسوؿ هللا؟ سيدان رسوؿ هللا كاف يف كل نَػ َف ٍ‬ ‫س‬ ‫حجاب عن‬ ‫يرتقى مع هللا‪ ،‬فكلما ارتقى إىل مقاـ يرى أف اؼبقاـ الذي كاف فيو كاف فيو‬ ‫ٌ‬ ‫حضرة هللا‪ ،‬فيتوب إىل هللا ‪ ‬من ىذا اؼبقاـ‪ ،‬لكن ال يتوب من ذنوب ألنو ال يوجد لو‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫ذنوب أصبلً‪     :‬‬ ‫‪ٕ(   ‬الفتح) فبل يوجد لو‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫ذنوب‪ ،‬ألنو مل يقع يف ذنوب‪ ،‬ولكنو قاؿ ذلك ليستغفر لنا‪    :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٜٔ(  ‬دمحم)‪.‬‬ ‫إذاً اؼبؤمن يتوب إىل هللا دائماً‪ ،‬إما من الذنوب‪ ،‬وإما من التقصّب يف الطاعات‪،‬‬ ‫وإما من الغفل عن ذكر هللا طرف ع ٍ‬ ‫ْب أو أقل‪ ،‬وإما من التقصّب يف متابع اغببيب يف أي‬ ‫نَػ َف ٍ‬ ‫س من أنفاسو‪ ،‬ويف أي ٍ‬ ‫عمل من أعمالو‪ ،‬ويف أي غبظ من غبظاتو‪ ،‬فدائماً اؼبؤمن‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يقف عند قوؿ هللا‪   :‬‬ ‫‪ٕ​ٕ​ٕ(       ‬البقرة) وليس التائبْب ولكن التوابْب‪،‬‬ ‫يعِب ابستمرار يتوب إىل هللا ‪ ‬على حسب حالو ومقالو مع هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -17‬مصطلح الططيل‬ ‫‪ 23‬ط ٘ هملن ّأثٖ اّ عي اةغر الوةًٖ ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ما معُب كلم طريق أو طرؽ؟‬ ‫وىل هبب أف يكوف للمسلم طريق يصل هبا إىل هللا ‪‬؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ال يوجد يف اإلسبلـ ما يسمى ابلطرؽ بل ىو طريق واحد يقوؿ فيو هللا ‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٖٔ٘(        ‬األنعاـ)‬

‫فالطريق الذي أتى بو رسوؿ هللا ىو شرع هللا الذي من يعمل بو يصل إىل رضواف‬ ‫هللا‪ ،‬ويناؿ ؿبب هللا واصطفاء هللا جل يف عبله‪.‬‬ ‫فإىل ماذا يشّب تنوع الطرؽ؟‬ ‫ال يوجد أحد من اؼبسلمْب السابقْب أو اؼبعاصرين يستطيع أف يعمل بكل ما أتى‬ ‫بو سيد األولْب واآلخرين‪ ،‬فكل شخص يريد أف يناؿ رضا هللا فيبحث لو على قدره عن‬ ‫ابب واحد هبتهد فيو لكي يرضي بو هللا جل يف عبله‪ ،‬لكن من الذي يستطيع أف أيخذ‬ ‫كل األبواب؟!! ال يوجد‪.‬‬ ‫فهناؾ الذي ىبتار ابب الصياـ وهبتهد فيو‪:‬‬ ‫لكنو ابب واسع‪ ،‬فيوجد من يصوـ يومي اإلةنْب واػبميس‪ ،‬ويوجد من يصوـ‬ ‫ةبلة أايـ من كل شهر ويوجد من يصوـ يوـ ويفطر يوـ ‪...‬‬ ‫وكل ىذا وارد عن رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫وىناؾ من ىبتار قياـ الليل‪:‬‬ ‫ضا ىبتلف‬ ‫ألف هللا وصى بو يف كتابو‪ ،‬والرسوؿ حرص عليو يف سنتو وىديو‪ ،‬وأي ً‬ ‫القياـ‪ ،‬فيوجد من يقوـ الليل بتبلوة القرآف‪ ،‬ويوجد من يقوـ الليل ابلصبلة هلل ‪،‬‬ ‫ويوجد من يقوـ الليل دبدارس العلم ويشرح للمسلمْب العلم ‪...‬‬ ‫وأنتم تعلموف أف اإلماـ الشافعي ‪ ‬عندما زار اإلماـ أضبد أبن حنبل‪ ،‬وكاف‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫اإلماـ أضبد يرب أوالده بنْب وبنات ويفقههم يف الدين‪ ،‬فقاؿ إلبنتو‪ :‬ما رأيك يف‬ ‫الشافعي؟ فقالت لو‪ :‬يوجد فيو ةبلث صفات ال توجد يف الصاغبْب‪ ،‬فقاؿ ؽبا‪ :‬ما ىذه‬ ‫الصفات؟ وكاف الضيف كعادهتم هبهزوف لو أبريق وطست لكي يقوـ يف الليل ويتوضأ‬ ‫ويتهجد هلل ‪ ، ‬فقالت لو‪ :‬كبن أتينا لو إببريق وطست فلم يتوضأ لقياـ الليل‪ ،‬وصلى‬ ‫الفجر بدوف وضوء‪ ،‬وعندما أحضران لو الطعاـ أكل وشبع والصاغبوف أكلهم قليل‪.‬‬ ‫والعلماء اإلجبلء كانوا متثبتْب‪ ،‬أي البد أف يتثبت يف األمر‪ ،‬فالذي ضيع‬ ‫فمثبل أييت شخص يقوؿ لشخص آخر فبلف يقوؿ‬ ‫اؼبسلمْب يف ىذا العصر عدـ التثبت‪ً ،‬‬ ‫عليك كذا‪ ،‬فيسرع يف األمر وأيخذ موقف من الشخص األخر وىباصمو ويهجره!!‬ ‫لكن ىل ربققت؟! ىل تثبت يف ىذا الكبلـ؟! كما قاؿ هللا يف كتابو‪:‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫أوال‪ ،‬فالصاغبْب‬ ‫‪ٙ(          ‬اغبجرات) ويف قراءة أخرى‪  :‬فتثبتوا ‪ ‬ال بد أف تتثبت ً‬ ‫كانوا يسّبوف على ىذا اؽبدي‪.‬‬ ‫فقاؿ ؽبا نسألو بنفسو!‬ ‫فقاؿ لو‪ :‬إبنٍب تقوؿ كذا‪ ،‬فما ردؾ؟ فقاؿ‪ :‬أما األوىل فإٍل مل أًل وبقيت على‬ ‫وضوء من العشاء حٌب صليت الفجر‪ ،‬وأما قيامي فقد حللت يف ىذه الليل مائ مسأل‬ ‫كلها هتم اؼبسلمْب‪ ،‬أما الثالث فقاؿ أكلت وشبعت ألف اغببلؿ يف ىذه الدنيا قليل‪،‬‬ ‫فإذا وجد اؼبرء ىذا الطعاـ فتكوف فرص لكي يبؤل بطنو من اغببلؿ‪ ،‬فقد قيل‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فبماذا قاـ الليل؟ حبل اؼبسائل الفقهي الٍب وبتاجها اؼبسلمْب‪ ،‬فهذه أنفع‬ ‫ل لمسلمْب أـ صبلة ألف ركع ؟ صبلة ألف ركع لو وحده‪ ،‬لكن حل اؼبسائل أنفع‬ ‫ودائما العمل اؼبتعدي للغّب يكوف أنفع عند هللا وأقوـ يف تقرير اؼبرء عند‬ ‫للمسلمْب‪ً ،‬‬ ‫مواله جل يف عبله‪.‬‬ ‫فيوجد من يقوـ الليل يف حل اؼبسائل الفقهي ‪ ،‬ويوجد من يقوـ الليل يف السهر‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫غبراس اغبدود‪ ،‬أو غبراس األفراد واجملتمعات‪ ،‬وىذه الليل فيها أفضل من عبادة ألف‬ ‫سن يف طاع هللا ‪ ،‬فالقياـ أنواع‪ ،‬ومن الذي يستطيع أف يقوـ هبذه األنواع كلها؟! ال‬ ‫يوجد أحد‪.‬‬ ‫وىناؾ الذي يريد أف يُرضي هللا بذكر هللا‪ ،‬ظبع قوؿ هللا‪:‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ٗٔ(        ‬األحزاب) فقاؿ أان أذكر هللا‪ ،‬فاشتغل ابلليل والنهار يف ذكر‬ ‫مواله‪ ،‬والذكر أنواع‪ ،‬فيوجد من يشتغل ابالستغفار‪ ،‬ويوجد من يشتغل بػ (ال إلو إال هللا)‬ ‫ويوجد من يشتغل بػ (سبحاف هللا واغبمد هلل وال إلو إال هللا وهللا أكرب) ويوجد من يشتغل‬ ‫بػ (ال حوؿ وال قوة إال ابهلل العلي العظيم) ويوجد من يشتغل بقراءة القرآف وىو أعلى‬ ‫ذكر‪ ،‬ويوجد من يشتغل ابلصبلة على حضرة النيب ‪ ،‬والتاريخ فبلوء برجاؿ وصلوا‬ ‫لرضا هللا يف كل ابب من ىذه األبواب‪ ،‬ىل يستطيع اإلنساف أف هبمع ىذه األبواب‬ ‫ويقوـ هبا كلها مرة واحدة؟ ال‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬

‫وىناؾ من يصل إىل هللا ابلصلح بْب اؼبتخاصمْب من عباد هللا‪ ،‬فكلما يرى إةنْب‬ ‫متخاصمْب ال يسَبيح إال إذا أصلح بينهم‪ ،‬وىذا يقوؿ فيو حضرة النيب ‪:‬‬ ‫ايؿ‪َٝ‬اِّ ‪َٚ‬ايؿًَّّٔا‪َٚ ِ٠‬ايؿَّ َدقّٔ‪ِ١‬؟‪ ،‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪ :‬بًَّٔ‪َٜ ٢‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘‪،‬‬ ‫ِأفّٖضٌََ َِِٔ َ‪،‬زَدَ‪ّْ ِ١‬‬ ‫{ ّٔأئّا إّٔ َِبِسُنِّٕ​ِ ب ّٔ‬ ‫قّٔاٍَ‪ِ :‬إؾًِّٔاحُ ذَاتِ ا ّٖيبَ ِ‪} ِٔٝ‬‬

‫‪24‬‬

‫فالذي يستطيع أف يصلح بْب إةنْب متخاصمْب يف ليل ‪ ،‬ولو يف ربع ساع أفضل‬ ‫من صبلة ألف ركع هلل ‪ ،‬ألف ىذا عمل ينفع اؼبسلمْب واؼبسلمات‪.‬‬ ‫وىناؾ من يصل إىل هللا ويُرضي هللا خبدم اؼبؤمنْب‪ ،‬فيبحث عن الفقراء‬ ‫ليخدمهم‪ ،‬أو يرى العاجزين ويقضي ؽبم حاجاهتم‪ ،‬أو يبحث عن الذين ال يستطيعوف أف‬ ‫يصلوا إىل اؼبسئولْب فيشفع ؽبم ويوصلهم‪ ،‬وىذه عبادة يقوؿ فيها سيدان رسوؿ هللا ‪:‬‬ ‫ّٔدَّ َِِٔ‬ ‫ض َ‪ٝ‬تِ ئُّ٘‪ ،‬أّٔ‪ ِٚ‬ئِّ​ِ ُِكّٖضَ ّٔغفّٔسَ ايًَّ ُ٘ ئُّ٘ َ​َا َِك َّ‬ ‫{ َِٔ ضَعَ‪ ٢‬ألَِّٔ‪ ِ٘ٝ‬ايُّٖ​ُطًِِ​ِ​ِ فِ‪ ٞ‬سَادَ‪ ٍ١‬قّٕ ِ‬ ‫‪24‬‬

‫ٌي أثٖ اّ ّهمٌت أحوت عي أثٖ الت ا‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ايٓفّٔامِ }‬ ‫ذَ ِْبِِ٘ ‪َ​َ​َٚ‬ا َِأَّٔ​َّسَ‪َٚ ،‬نّٕ ِتبَ ئُّ٘ بَسَا‪ََِ٤‬إِ‪ :‬بَسَا‪ ََِٔ ّ٘٠َ٤‬ايَّٓازِ‪َٚ ،‬بَسَا‪ّْ ََِٔ ّ٘٠َ٤‬‬

‫‪25‬‬

‫ويف رواي أخرى‪:‬‬ ‫{ َِٔ قّٔضَ‪ ٢‬ألَِّٔ‪ ِ٘ٝ‬سَادَ‪ ّٗ١‬نّٕ ِٓتُ ‪َٚ‬ا ِقفّٗا عِِٓدَ َِ‪ٝ‬صَاِِْ٘‪ ،‬فّٔ ِإِٕ زَدَحَ ‪َٚ‬إِال َغفّٔ ِعتُ ئُّ٘ }‬

‫‪26‬‬

‫وقاؿ يف رواي أخرى صلوات رب وتسليماتو عليو‪:‬‬ ‫{ َِٔ َػَ‪ ٢‬فِ‪ ٞ‬سَادَ‪ ِ١‬أَِّٔ‪ ِ٘ٝ‬نّٔإَ َ​َ‪ِٝ‬سّا ئُّ٘ ََِٔ اعِتِهّٔافِ عَػِسِ ِضِٓنَ }‬

‫‪27‬‬

‫فمثبل ىناؾ جار يل وىو ال يستطيع التحرؾ ويريد شيء من الصيدلي أو غّبىا‬ ‫ً‬ ‫فذىبت لقضاء حاجتو‪ ،‬فهذه تكوف أفضل من اعتكاؼ عشرة سنْب!! فانظروا كم نضيع‬ ‫من عبادات أبعماؿ سهل ؟!‪.‬‬ ‫وانظروا للعبادات الٍب كاف يقوـ هبا سيدان أبوبكر وسيدان عمر رضواف هللا تبارؾ‬ ‫وتعاىل عنهما‪:‬‬ ‫فسيدان أبوبكر كاف قيامو يتحسس يف اؼبدين يبحث عن اؼبنقطعْب الذين ال زائر‬ ‫ؽبم وال أنيس فيزورىم وأينس هبم ويقضي حاجاهتم‪ ،‬فهذا ىو قياـ ليلو‪ ،‬وسار بعد ذلك‬ ‫على أةره سيدان عمر رضي هللا تعاىل عنو وأرضاه‪.‬‬ ‫فما أكثر الطرؽ هلل ‪ ،‬وكلها من شريع هللا‪ ،‬ومن كتاب هللا ومن ُسن رسوؿ هللا‬ ‫‪ ...‬فالذي سار يف طريق من ىذه الطرؽ وأخلص وصدؽ أتيت لو عطاءات إؽبي ‪،‬‬ ‫وفتوحات رابني ‪ ،‬ونرى أةرىا ىنا يف دار الدنيا الدني ‪ ،‬فنرى أف هللا وسع عليو مع أف‬ ‫رزقو ؿبدود ألنو معو الربك من هللا‪ ،‬أو نرى أوالده وقد أصبحوا يف الدنيا وجهاء وبررة‬ ‫وأتقياء‪ ،‬وىذا بفضل هللا ليس بشطارة وال مهارة‪ ،‬أو نرى أنو أصبح لو ىيب عندما‬ ‫يدخل على الرؤساء ليقضي مصاٌف الفقراء وال أحد يعَبض عليو وال يطرده ألنو ذاىب‬ ‫إىل وجو هللا‪ ،‬وأمثاؿ ذلك كثّبة‪ ،‬نرى أف هللا قد فتح عليو بعلم من عنده إؽبامي‪ ،‬أو‬ ‫‪ 25‬مْا ت ثي شجبأل عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪ 26‬حل٘خ اةّل٘ب ةثٖ ًع٘ن عي اثي عور ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪ 27‬هعجن الطجراًٖ ّالجِ٘قٖ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أعطاه كشاؼ نوراٍل رابٍل يف قلبو يعرؼ بو كما قاؿ اغببيب يف شأنو وشأف أمثالو‪:‬‬ ‫ّٓلُ بِتَ ِ‪ٛ‬فِ‪ٝ‬لِ ايًَِّ٘ }‬ ‫{ اسِ َرزُ‪ٚ‬ا فِسَاضَ ّٔ‪ ١‬ايُّٖ​ُؤِ َِِٔ; فّٔإَُِّْ٘ َ‪ِٓ ٜ‬عّٕسُ ِبُٓ‪ٛ‬زِ ايًَِّ٘‪ِ ِٓ َٜ َٚ ،‬‬

‫‪28‬‬

‫رأيت ىذا الرجل‪ ،‬ورأيت اؼبواىب الٍب عليو‪ ،‬فأريد أف أكوف مثلو‪ ،‬فأسألو كيف‬ ‫وصلت إىل ىذا الفضل اإلؽبي؟ فيقوؿ يل‪ :‬طريقي كذا‪ ،‬وىي طريق واحدة أخذىا من‬ ‫رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫ىذا ىو أساس الطرؽ‪ ،‬واحد من عباد هللا سار يف طريق رظبو شرع هللا‪ ،‬وأتسى‬ ‫فيو برسوؿ هللا‪ ،‬ففتح عليو هللا‪ ،‬وأُعجب بو قوـ أرادوا أف يفتح هللا عليهم كما فتح‬ ‫عليو‪ ،‬فذىبوا إليو‪ ،‬فقالوا لو‪ :‬ما الطريق الذي سرت عليو حٌب فتح هللا بو عليك؟ فقاؿ‪:‬‬ ‫ىذا ىو الطريق الذي سرت عليو‪.‬‬ ‫وكل فرد لو مشرب كما قاؿ هللا‪:‬‬ ‫فالذي وصل إىل فضل هللا ابلذكر فيقوؿ ؽبم‪ :‬ىذا طريقي‪ ،‬فنجد أتباعو يسّبوف ابلذكر‪،‬‬ ‫والذي وصل إىل هللا ابلصياـ‪ ،‬فيقوؿ ؽبم‪ :‬ىذا طريقي ابلصياـ‪ ،‬والذي وصل إىل هللا‬ ‫بقياـ الليل‪ ،‬فيقوؿ ؽبم‪ ،‬طريقي بقياـ الليل‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٙٓ(  ‬البقرة)‬

‫فاالختبلؼ ليس يف اؼبقصد‪ ،‬ولكن االختبلؼ يف الوسيل الٍب توصل إىل اؼبقصد‪،‬‬ ‫وىذه الوسائل كلها موجودة يف شرع هللا‪ ،‬وال يوجد أحد من األولْب وال اآلخرين‬ ‫يستطيع أف هبمعها إال واحد فقط وىو سيدان رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫فبذلك ىل يكوف ىناؾ خبلؼ جوىري بْب الطرؽ؟‬ ‫ال‪ ،‬بل ىو طريق واحد ألف هنايتو‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٛ(  ‬العلق)‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٕٗ(  ‬النجم) هنايتو هللا ‪.‬‬

‫‪ 28‬بهع الج٘بى للطجرٕ عي صْثبى ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫والوسيل زبتلف‪ ،‬فمثبلً كبن صباع ونريد أف نذىب إىل القاىرة‪ ،‬فتجد شخص‬ ‫يقوؿ سأسافر يف القطار‪ ،‬وشخص آخر يريد أف يذىب يف األتوبيس‪ ،‬وشخص آخر‬ ‫يريد أف يذىب يف ميكروابص‪ ،‬وشخص يريد أف أيخذ سيارة خاص ‪ ،‬فهل اختبلؼ‬ ‫الوسائل ىذا لو دخل يف الوجه الذاىبْب إليها؟ ال‪ ،‬فكلنا ذاىبْب إىل وجه واحدة‪.‬‬ ‫فالذي يفرؽ بْب الطرؽ ليس مدرؾ ؽبذه األمور‪ ،‬ألنو ليس ىناؾ فرؽ يف الوجه ‪،‬‬ ‫لكن اػببلؼ يف الوسيل ‪ ،‬والوسيل الباب فيها واسع‪:‬‬ ‫ّألِددددددن هددددددي‬

‫ددددددْ هللا هلددددددزو‬

‫شدد ب ك هددي الج ددر أّ غرمددب ك هددي الددتٗن‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -18‬توقري األؾيار‬ ‫بعض الصوفي يقدسوف مشاىبهم ويرفعوهنم ؼبكان عالي ‪ ،‬ويروف أهنم ال ُىبطئوف‪،‬‬ ‫وأهنم فوؽ اغبال البشري ‪ ،‬فما رد فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا األمر أان أراه ملتبساً عند بعض الناس نتيج بعض الشكوؾ يف صدره‪.‬‬ ‫اقتضت إرادة هللا ‪ ‬أف اإلنساف يف أي ؾباؿ إف كاف يف ٍ‬ ‫عمل دنيوي‪ ،‬أو إف‬ ‫كاف يف ؽبو‪ ،‬أو إف كاف يف لعب‪ ،‬أو يف أي عمل مهم؛ ال بد لو من إنساف صاحب خربه‬ ‫سابقو يف ىذا اجملاؿ يتعلم منو وأيخذ خربتو ليمشي يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬ ‫وإال أخربوٍل ىل فينا أو يف األولْب واآلخرين أح ٌد يستطيع أف يقرأ القرآف من‬ ‫نفسو بدوف معلم؟! ال بد وأف ُىبطئ‪ ،‬لذلك ال بد لو من معلم للقرآف‪ ،‬وىل يوجد منا‬ ‫من يفهم أحكاـ شرع هللا كالصبلة والصياـ والزكاة واغبج بدوف عا ٍمل يوضحها لو؟ ال‪،‬‬ ‫وإال سيخطئ ألنو هبتهد فيها بفكره‪ ،‬وىذا اإلجتهاد ال ينفع يف شرع هللا الذي ورد عن‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أحكم اغباكمْب عز وجل‪ ،‬فبل بد من عامل ابلدين‪.‬‬ ‫أان أريد أف أتعلم أي صنع كالنجارة‪ ،‬إف كانت قبارة أاثث‪ ،‬أو قبارة ابب وشباؾ‬ ‫أو قبارة أعماؿ مسلح ‪ ،‬أو أي قبارة‪ ،‬ىل ينفع أف أتعلمها من نفسي بدوف معلم؟! ال‪،‬‬ ‫فأي مهن ال بد يل فيها من معلم‪ ،‬حٌب لعب الكرة‪ ،‬ال تنفع بدوف مدرب‪ ،‬وىكذا ُسنَّ‬ ‫هللا ال بد من معلم يعلم اإلنساف‪.‬‬ ‫فأان أريد أف أصل إىل الفتح الذي وصفو هللا يف كتاب هللا ؼبن يعمل دبا عمل بو‬ ‫الصاغبوف والصحاب اؼبباركوف متابع لسيد األولْب واآلخرين‪ ،‬فهؤالء القوـ عندما تقرأ‬ ‫عنهم ذبد أف هللا فتح عليهم‪ ،‬فبعضهم كاف لو إكرامات‪ ،‬وبعضهم كاف لو دراس نوراني ‪،‬‬ ‫علم يُلهمو بو هللا‪ ،‬وأريد أف‬ ‫وبعضهم كاف لو رؤايت منامي صادق ‪ ،‬وبعضهم كاف لو ٌ‬ ‫أصل إىل ىذه اغبال ‪.‬‬ ‫إذاً ال بد من معلم تعلَّم ِ‬ ‫وعمل وجاءه الفتح فأقوؿ لو‪ :‬علمِب كما تعلمت لكي‬ ‫علي كما فتح عليك‪.‬‬ ‫يفتح هللا َّ‬

‫والسنَ موجودة‪ ،‬وىذانقوؿ لو‪ :‬أيضاً الصيدلي‬ ‫يقوؿ البعض القرآف موجود ُ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫موجودة‪ ،‬فالقرآف الصيدلي ‪      :‬‬ ‫والسنَّ أيضاً صيدلي ‪ ،‬لكن ىل يصح أف أكشف على نفسي‬ ‫(ٕ‪ٛ‬اإلسراء) فهو صيدلي ‪ُ ،‬‬ ‫وأشَبي العبلج من الصيدلي بدوف طبيب؟! ال‪ ،‬فكذلك األمر ال بد يل من طبيب عامل‬ ‫عامل‪ ،‬فتح هللا عليو‪ ،‬ورأيت عليو عبلمات الفتح‪ ،‬فأذىب إليو ليُعلمِب السر الذي‬ ‫أوصلو ؽبذا الفتح من كتاب هللا ومن ُسنَّ رسوؿ هللا ‪.‬‬

‫من الذي علمنا ذلك؟ هللا‪ ،‬ألنو ىو الذي طلب من موسى الكليم أف يذىب إىل‬ ‫عبد يُعلِّمو فبا علمو هللا‪ ،‬وموسى نيب هللا وكليم هللا لكن هللا أمره إذا كاف يريد العلم‬ ‫اللدٍل أف يذىب إىل ىذا الرجل ليتعلم منو‪ ،‬وكانت اؼبساف بينهما بعيدة‪ ،‬فذىب إليو‬ ‫ماشياً ليتعلم منو كما أمره هللا‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فذىب إليو وعلَّمنا األدب‪  :‬‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أخذت‬ ‫(‪ٙ​ٙ‬الكهف) فما األدب الذي أتعامل بو مع العامل؟ أدب موسى مع العبد‪ ،‬فلو‬ ‫ُ‬ ‫خرجت عن شرع هللا؟‬ ‫خالفت كتاب هللا؟ ال‪ ،‬أو‬ ‫أبدب موسى مع العبد فهل أكوف قد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حاشا هلل‪ ،‬وىذا ىو األدب الذي نريده‪.‬‬ ‫إذا كاف ىناؾ البعض ىبرج عن ىذا النهج فهذه ليست ُح َّج ‪ ،‬وليس بعامل‪ ،‬وليس‬ ‫يصح أف أقتدي بو‪ ،‬لكن ماداـ عندي اغبُج يف كتاب هللا‬ ‫رجبلً يعرؼ أين الصواب‪ ،‬وال ِّ‬ ‫فأان أتعلم من ىذا العامل‪.‬‬ ‫وكيف يكوف األدب معو؟ أدب موسى مع العبد‪ ،‬وأدب الصحاب مع حضرة‬ ‫النيب‪ ،‬وأدب التبلميذ اجمليدين مع األشياخ العلماء العاملْب‪ ،‬وكاف يف عصر حضرة النيب‬ ‫علي بن أب طالب كاف لو‬ ‫وما بعده أيضاً مشايخ من أصحابو وؽبم تبلميذىم‪ ،‬فسيدان ٍّ‬ ‫تبلميذ يعلمهم‪ ،‬وسيدان عبد هللا بن مسعود كاف لو تبلميذ يعلمهم‪ ،‬وسيدان عبد هللا بن‬ ‫عباس كاف لو تبلميذ يعلمهم‪ ،‬كل واحد منهم كاف لو تبلميذ يعلمهم دبا فتح هللا ‪ ‬بو‬ ‫عليو‪.‬‬ ‫وما األدب الواجب ىنا؟ أنِب أأتدب معهم كما كاف الصحاب يتأدبوف مع‬ ‫الصحاب ‪ ،‬وكما كاف موسى يتأدب مع العبد‪ ،‬وإذا كاف ىناؾ أح ٌد يزيد عن ذلك فبل وبق‬ ‫لو ذلك‪ ،‬ونعاتبو على ذلك‪ ،‬وال نقتدي بو يف ذلك‪ ،‬ألف ىذا ىو اؼبيزاف الذي أنزلو لنا‬ ‫رب ِّ‬ ‫العزة ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxq‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -19‬الهطو اإلهلي‬ ‫ما الفرؽ بْب الوصوؿ هلل‪ ،‬والفرؽ بْب الوصوؿ عبن هللا؟‬ ‫وىل العبادات تكفي للوصوؿ هلل؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ال يوجد شيء اظبو الوصوؿ إىل هللا‪ ،‬ألف هللا ال وبُده زماف‪ ،‬وال وبيطو مكاف‪،‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ولكن الوصوؿ إىل فضل هللا‪ ،‬والوصوؿ إىل إكرامات هللا‪ ،‬وإىل عطاءات هللا‪ ،‬وإىل منح‬ ‫هللا‪ ،‬ىذا الوصوؿ الذي ربدث عنو الصاغبوف من عباد هللا‪.‬‬ ‫والوصوؿ إىل عطاءات هللا وإكرامات هللا غّب الوصوؿ إىل اعبن الٍب جهَّز هللا ‪‬‬ ‫فيها النعيم‪ ،‬ؼباذا؟ ألف اعبن نعيمها ِ‬ ‫لو اؼبقاـ واؼبقدار‪،‬‬ ‫حس ٌّي مثل النعيم الدنيوي مع ُع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫حسي‪.‬‬ ‫حور وقصور وجنات وأهنار وشبار ‪ ..‬كلها ٌ‬ ‫نعيم ّ‬ ‫نعيم معنوي‪ ،‬فتوحات ومكاشفات ومواجهات ومؤانسات‬ ‫لكن النعيم اإلؽبي ٌ‬ ‫ومبلطفات‪ ،‬فهذا ىو الفرؽ بْب اإلةنْب‪.‬‬ ‫ونعيم اعبن ‪ ،‬ونعيم ال ُقرب من حضرة هللا ال يُناؿ ابلعمل‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ ّٔئِ ‪َٜ‬دٌََُِ ايّٖذََّٓ‪ ّٔ١‬أّٔسَدْ َِِٓهِّٕ​ِ بِعٌٍََُ‪ ،‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪َٚ :‬ال أِّْٔتَ ‪َٜ‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘؟ قّٔاٍَ‪َٚ :‬ال أَّْٔا‪ ،‬إِال إِّٔٔ‬ ‫‪َٜ‬تَػََُّدَِْ‪ ٞ‬ايًَُّ٘ َُِِٓ٘ بِسَسَُِ‪َٚ ٍ١‬فّٔضٌٍِ }‬

‫‪29‬‬

‫فدخوؿ اعبن برضب هللا‪ ،‬ودخوؿ معي القرب من حضرة هللا بفضل هللا‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬ابختيار من عنده‪    :‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٗ(       ‬اعبمع )‪.‬‬

‫‪  ‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬اإلىتفاع باألولياء امليتكلني‬ ‫ما حاج اؼبسلم لؤلولياء اؼبنتقلْب؟ وىل يرب الشيخ اؼبنتقل من برزخو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫حاج اؼبسلم لؤلولياء اؼبنتقلْب أف يطالع سّبىم‪ ،‬وطريق تربيتهم ألنفسهم‬ ‫وترويضهم ؽبا حٌب وصلوا إىل فتح هللا‪ ،‬وطرؽ تربيتهم ؼبريديهم وأحباهبم حٌب وصلوا إىل‬ ‫فتح هللا‪ ،‬ىذا الذي كبتاجو‪ ،‬والذي يقوؿ فيو اإلماـ اعبنيد هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫‪ 29‬هعجن الطجراًٖ عي ؽب‬

‫ثي شرٗد ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فالذي يطالع سّبهتم؛ تقوى عزيبتو‪ ،‬قالوا ىل عندؾ من دليل؟ قاؿ نعم‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٕٔٓ(         ‬ىود)‪.‬‬

‫فنقرأ سّبىم على قدران‪...‬‬ ‫فهي الٍب تقوي العزيب وتدفع اإلنساف أف يسّب يف طريق هللا ‪ ،‬ولذلك ال غُب‬ ‫ألي مريد عن مطالع أحواؿ الصاغبْب‪.‬‬ ‫البعض يهتم ابلكرامات فقط‪ ،‬لكن الكرامات اؼبكتوب يف الكتب معظمها فيها‬ ‫تعبّبا غبب شيخو‪.‬‬ ‫زايدات وضعها اؼبريدوف اؼبغالوف يف احملب لشيخهم‪ ،‬ويظن ذلك ً‬ ‫لكن كما قمنا بعمل كتب كنماذج للصاغبْب‪ ،‬رّكزان فيها على أمرين‪ ،‬تربي الرجل‬ ‫الصاٌف لنفسو وهتذيبها حٌب بلغ اؼبراد‪ ،‬وتربيتو ألبنائو والطرؽ الٍب اتبعها معهم حٌب‬ ‫يوصلهم للمراد‪ ،‬ىذا ابلنسب للصاغبْب السابقْب‪.‬‬

‫أما زايرهتم واستحضار سّبهتم والتأسي هبم‪ ،‬فنحن نعلم أف اؼبوضع الذي فيو‬ ‫جسد الرجل الصاٌف روض من رايض اعبن ‪ ،‬لقولو ‪:‬‬ ‫ّٖكبِسُ زَ ِ‪ َِِٔ ّ٘١َِٚ‬زِ‪َٜ‬ا ِ ايّٖذََّٓ‪ ،ِ١‬أّٔ‪ُ ِٚ‬سفّٖسَ‪ُ َِِٔ ّ٘٠‬سفّٔسِ ايَّٓازِ }‬ ‫{ اي ّٔ‬

‫‪30‬‬

‫وقرب الرجل الصاٌف روض من رايض اعبن ‪ ،‬فيكوف ؾباب فيها الدعاء‪ ،‬فعندما‬ ‫يذىب اإلنساف إىل ىذه األماكن فلحكم عالي جعلها هللا زبفف اؽبموـ‪ ،‬وتزيل األحزاف‬ ‫عن اإلنساف‪ ،‬وقد يدعو ىناؾ فيستجيب هللا لو الدعاء ووبقق لو الرجاء؛ إكر ًاما ؽبؤالء‬ ‫الصاغبْب‪ ،‬رضواف هللا تبارؾ تعايل عليهم أصبعْب‪.‬‬ ‫ىل اؼبكاف يكوف لو إكراـ؟ نعم ودليل ذلك ما حدث مع سيدان زكراي والسيدة‬ ‫‪ 30‬هعجن الطجراًٖ عي أثٖ ُرٗرح ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫مرَل عليهما السبلـ‪.‬‬ ‫فسيدان زكراي كاف ىو الذي يكفل مرَل‪ ،‬وصنع ؽبا خلوة يف اؼبسجد األقصى عالي‬ ‫ال يصل إىل ىذه اػبلوة إال بسلم‪ ،‬وىذا السلم كاف من خشب‪ ،‬وكاف ىو الذي معو‬ ‫مفتاح اػبلوة‪ ،‬فكاف يضع السلم ويفتح لكي يعطي ؽبا ما تريده ألنو ىو اؼبتكفل هبا‬ ‫ويغلق الباب‪ ،‬ويغّب مكاف السلم‪ ،‬وال أحد يستطيع أف يصل ؽبا‪ ،‬فدخل عليها عددا من‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫اؼبرات فيجد فاكه الشتاء يف الصيف وفاكه الصيف يف الشتاء‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ٖٚ(         ‬آؿ عمراف) قاؿ ؽبا‪ :‬ىل أتى أحد إىل ىنا؟‬ ‫قالت‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪ :‬فمن أين ِ‬ ‫أتيت هبذا؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫(‪37‬آل عمران)‬

‫فعلم أف ىذا اؼبكاف مكاف مبارؾ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫وبعد ذلك‪         :‬‬ ‫(‪ٖٜ‬آؿ عمراف) أجاب هللا لو ىذا الدعاء‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖٛ(       ‬آؿ عمراف)‬

‫حي قائم‬ ‫لكن الَببي الروحاني ربتاج إىل جليس وأنيس هبالسو اإلنساف‪ّ ،‬‬ ‫حي موجود أقامو هللا‬ ‫ويكاشفهم‪ ،‬أو أشكوا إليو ما يف نفسي فيوجهِب‪ ،‬فبل بد أف يكوف ّ‬ ‫وأذف لو سيدان رسوؿ هللا ‪،‬‬ ‫فمن الذي يستطيع أف يَبب علي أيدي الصاغبْب الذين يف الربزخ؟ من وصل إىل‬ ‫درج الكشف‪ ،‬وعندما يدخل إىل الضريح يرى روح الرجل الصاٌف وىباطبو‪.‬‬ ‫لكن إذا مل يصل أحد منا إىل ىذه الدرج فكيف نتعلم منو؟! أان ال أرى إال‬ ‫اغبديد الذي حوؿ الضريح‪ ،‬فما الذي أتعلمو منو؟ حٌب لو أيت يل يف اؼبناـ مرة أو مرتْب‪،‬‬ ‫أىذه تكفي للتعليم؟! ال‪ ،‬فالتعليم ال بد لو من االستمراري ‪ ،‬والَببي الروحاني كما قاؿ‬ ‫‪.‬‬ ‫اإلماـ أبوالعزائم‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فالصاغبوف أبنفسهم‪ ،‬لو درسنا سّبىم أصبعْب مل يصلوا إىل هللا إال بشيخ‪ ،‬سيدي‬ ‫أبواغبسن الشاذيل كاف شيخو سيدي عبد السبلـ بن مشيش‪ ،‬وسيدي عبدالقادر‬ ‫اعبيبلٍل كاف شيخو سيدي ضباد الدابس‪ ،‬وسيدي أضبد البدوي كاف شيخو سيدي نعيم‬ ‫بن بري‪ ،‬وسيدي أضبد الرفاعي كاف شيخو سيدي منصور الباز البطائحي‪ ،‬واإلماـ‬ ‫الغزايل كاف شيخو الشيخ يوسف النساج ‪ ..‬كل واحد منهم كاف لو شيخ أخذ بيده إىل‬ ‫أف أوصلو إىل هللا‪ ،‬فلم يصل أحد منهم بغّب شيخ‪.‬‬ ‫كل رجل من الصاغبْب السابقْب والبلحقْب ال بد لو من شيخ أيخذ بيده ويوصلو‬ ‫إىل اؼبنح اإلؽبي والعطاءات الرابني ؛ ألف ىذه حكم هللا وسن هللا‪ ،‬ولن ذبد لسن هللا‬ ‫تبديبلً‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬علوو األىبياء وعلوو األولياء‬ ‫ما الفرؽ بْب علوـ األنبياء وعلوـ األولياء؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫علوـ األنبياء تكوف وحى من هللا ‪ ،‬أي ال بد أف يوحى إليو إما من هللا مباشرة‪،‬‬ ‫أو عن طرؽ الوحي‪ ،‬وأمْب الوحي سيدان جربيل عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت‬ ‫السبلـ‪ ،‬ولذلك علومو ليس هبا شك وليس فيها تردد‪ ،‬ومن يردىا فيكوف بذلك كافر‬ ‫عند هللا ‪.‬‬ ‫دبعُب يف‬ ‫أما علوـ الصاغبْب واألولياء تكوف إما عن طريق ملك اإلؽباـ‪ ،‬يلهمو ً‬ ‫علي‪ :‬ىل‬ ‫معُب يف اغبديث‪ ،‬وإما فهم يرزقو بو مواله ‪ ،‬فقد قيل لئلماـ ّ‬ ‫اآلي ‪ ،‬أو ً‬ ‫اختصكم سيدان رسوؿ هللا ‪ ‬بشيء أىل البيت؟ قاؿ‪( :‬ال‪ ،‬إال فهم هبده العبد يف‬ ‫كتاب هللا) ىذا الفهم لنا األخذ بو والعمل بو‪ ،‬ولنا تركو وأف ال نعمل بو‪ ،‬ألنو ليس‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫بوحي‪ ،‬فنحن ـبّبوف فيو؛ ألف ىذا ليس فيو إلزاـ‪.‬‬ ‫أتباع األنبياء‪ ،‬ألهنا وحي من السماء‪ ،‬أما علوـ األولياء‬ ‫لزـ هبا ُ‬ ‫إذاً علوـ األنبياء يُ َ‬ ‫فهي إؽبامي أو فهم يف آايت هللا القرآني واألحاديث النبوي ‪.‬‬ ‫وأصل ىذا الفهم شيئْب إما أف يُرزؽ فهم خاص لنفسو يف اآلايت واألحاديث‪،‬‬ ‫قليبل منو فتكوف خصوصي لو‪ ،‬وكبن لسنا دبطالبْب‬ ‫وىذا ال يبيحو لغّبه‪ ،‬وإذا أابح شيئًا ً‬ ‫هبا‪.‬‬ ‫وإما فهم يرزقو لو هللا حبسب اعبالسْب والسامعْب‪ ،‬فتكوف قضي ىم مشغولوف‬ ‫هبا‪ ،‬وأتتيهم اإلجاب من رب العاؼبْب على لسانو‪ ،‬وىذه العلوـ ال بد أف توزف ابلشريع ‪،‬‬ ‫وكل علم ىبالف الشريع نضرب بو عرض اغبائط‪ ،‬وبعد ذلك لنا أف أنخذ بو‪ ،‬ولنا أف ال‬ ‫صبيعا بو‪ ،‬حٌب لو ألزمنا ال نلزـ إال أنفسنا فقط‪.‬‬ ‫أنخذ بو‪ ،‬ولذلك ال نلزـ األم ً‬

‫صحيحا‬ ‫لكن علوـ األنبياء يلزـ األم كلها العمل هبا واتّباعها‪ ،‬فمن رد حديثًا‬ ‫ً‬ ‫لرسوؿ هللا ‪ ‬يكوف قد كفر‪ ،‬لكنو لو رد حكم قاؽبا أحد الصاغبْب؛ فليس يف ذلك‬ ‫شيء‪ ،‬ردبا مل يتحملها عقلو‪ ،‬فلم يعقلها‪ ،‬ومل يفهمها ألنو كما قاؿ اإلماـ مالك ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫وأرضاه‪:‬‬ ‫أي أنخذ بو أو ال أنخذ بو‪ ،‬فهناؾ فارؽ كبّب بْب‬ ‫علوـ األنبياء وعلوـ األولياء‪.‬‬ ‫مثاال لطي ًفا‪ ،‬عندما سئل عن الفارؽ بْب‬ ‫والشيخ أبو اليزيد البسطامي ‪ ‬ضرب ً‬ ‫علوـ األنبياء وعلوـ األولياء‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫فعلوـ األنبياء ليس ؽبا حد وال عد ؽبا؛ ألهنا من هللا‬ ‫‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -22‬بني األىبياء والصاحلني يف الكطب مً اهلل ‪‬‬ ‫يقوؿ أحد الصاغبْب‪:‬‬

‫نرجواالتوضيح؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫بعض اؼبعَبضْب أيخذ ىذه العبارة أهنا سوء أدب مع األنبياء واؼبرسلْب‪ ،‬لكنو لو‬ ‫أتٌل انؿ ما سبُب‪ ،‬كما قيل يف اغبكم ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أعواما يف البحر‪ ،‬وتعبت إىل أف وصلت الشاطئ اآلخر‪ ،‬وعندما‬ ‫قاؿ‪ :‬أان ظللت ً‬ ‫وصلت وجدت األنبياء واؼبرسلْب‪ ،‬مع أٍل تركتهم على الشاطئ األوؿ‪ ،‬فكيف ومٌب‬ ‫عربوا؟! أي أف ما قطعو جبهاده ىم أخذوه بفضل هللا ‪.‬‬ ‫فهذا ىو الفارؽ بْب بذؿ اجملهود‪ ،‬وعْب اعبود‪ ،‬فهو بذؿ اجملهود‪ ،‬ورأى أف من‬ ‫أخذوا من عْب اعبود سبقوه دبا آاتىم هللا ‪ ‬من ىذا الفضل و الكرـ واعبود‪.‬‬ ‫فعلى كل شخص أف يسأؿ اػبرباء يف ميداهنم‪ ،‬كلنا نتفق‪ ،‬لكن اؼبشكل أف كل‬ ‫شخص يريد أف يفٍب يف كل شيء‪ ،‬البد أف يسأؿ اػببّب يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬ ‫الشيخ دمحم عبده‪ ،‬رضب هللا عليو‪ ،‬عندما ذىب إىل فرنسا وقالوا ىل القرآف فيو‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫كل شيء؟ قاؿ ؽبم‪ :‬نعم‪  :‬‬ ‫‪ٜٗ(   ‬الكهف) فقالوا‬ ‫لو‪ :‬كبن نريد أف نعرؼ جواؿ الدقيق‪ ،‬كم رغي ًفا ُىببز منو؟ فأخذىم وذىب هبم إىل ـببز‪،‬‬ ‫فقاؿ أين العجاف الذي يصنع اػببز؟ فأتوا بو‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬كبن نريد أف نعرؼ جواؿ‬ ‫الدقيق ىببز منو كم رغيف؟ فقاؿ ؽبم‪ :‬كذا‪ ،‬فقالوا‪ :‬كبن نريد من القرآف‪ ،‬فقاؿ ؽبم‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫القرآف قاؿ‪   :‬‬ ‫‪ٚ(  ‬األنبياء) وىذا أىل الذكر‬ ‫يف ىذا الفن!!‪.‬ىذا ىو العلم اإلؽبي‪ ،‬أف أسأؿ كل صاحب شأف يف شأنو‪ ،‬ىل ىناؾ عامل‬ ‫مهما كاف شأنو يف علم الفقو‪ ،‬يستطيع أف يفٍب يف اغباالت اؼبرضي دوف الرجوع إىل‬ ‫األطباء؟ ال‪ ،‬فبل بد من رأي األطباء‪ ،‬فإذا أيت رجل مريض يقوؿ‪ :‬أان أفطر أـ أصوـ؟‬ ‫فأقوؿ لو‪ :‬ىذا يقرره طبيبك ليس أان‪ ،‬فأان أقوؿ لك اغببلؿ واغبراـ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فلو رجعنا للتخصصات‪ ،‬وكل من ال يعرؼ شيئًا‪ ،‬ما داـ يف غّب زبصصو‪ ،‬يرجعو‬ ‫سباما بتماـ‪.‬‬ ‫ألىل التخصص ويسأؽبم‪ ،‬فبذلك تكوف األمور مستقرة ً‬

‫ابإلضاف إىل ذلك اؼبشكل الٍب َّ‬ ‫جدت يف عصران‪ ،‬أف جعلوا التصوؼ مادة من‬ ‫مواد الدراس الفلسفي يف الكليات اعبامعي ‪ ،‬وأصبح يدرس دراس شكلي وليست‬ ‫دراس عملي ‪ ،‬والتصوؼ مبِب على األذواؽ فالدكتور الذي يقرأ الكتب ويتكلم عن‬ ‫التصوؼ‪ ،‬ماذا يدري عن ىذه األحواؿ؟! وما الذي ذاقو منها؟! فيُح ِّكم فيها عقلو‪،‬‬ ‫لكن األحواؿ الصوفي وب ِّكم اإلنساف فيها قلبو وذوقو‪.‬‬ ‫فهذا الذي زاد اؼبشاكل يف ىذا الزماف‪ ،‬أهنم حكموا العقل فيما ال وبكم فيو‬ ‫العقل‪ ،‬بل الذوؽ الرفيع واغباؿ الصحيح واؼبتابع لسيدان رسوؿ هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -23‬إغطاءات الصاحلني‬ ‫يُؤخذ على الصوفي اإلسراءات واؼبعاريج‪ ،‬ويقصدوف هبا حضور روح الويل إىل‬ ‫بشٌب العلوـ واألسرار‪ ،‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫العامل العُلوي وجوالهتا ىناؾ‪ ،‬واإلتياف منها َّ‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ٍ‬ ‫إنساف صفت نفسو‪ ،‬وارتقى قلبو‪ ،‬وساحت‬ ‫ما الذي يُنكره أي إنساف على أي‬ ‫انئم يف األكواف‪ ،‬أو يف ملكوت حضرة الرضبن ‪‬؟! ىل يوجد من يُنكر‬ ‫روحو وىو ٌ‬ ‫مثل ىذه األحواؿ؟! فإسراء ومعراج العارفْب يكوف مناماً‪:‬‬ ‫رجدددددددددددددد ة الددددددددددددددرّ الِ٘بأدددددددددددددد‬

‫مدددددددددٖ الظددددددددد ب أعلدددددددددٔ الوٌدددددددددبا‬

‫إى أ ا ّا الددددددددددددددددددددرا طددددددددددددددددددددرمب ك‬

‫أ دددددددددددددددكرد عدددددددددددددددب ا ّ دددددددددددددددبم‬

‫والذي وبدث للعارفْب مناماً قد وبدث لل ُك َّمل يقظ ً‪ ،‬فتنسلخ الروح من اعبسم‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وىو بيننا‪ ،‬وتذىب إىل عوامل اؼبلكوت األعلى لتشاىد من صباالت هللا وكماالت هللا‬ ‫ربملو من نور حضرة هللا ‪ ‬وهباه‪.‬‬ ‫وقدرة هللا ما يستطيع ُ‬ ‫لكن ما يفرؽ بْب رؤي كل من األولياء واألنبياء أف إسراء األولياء ومعراجهم قد‬ ‫يكوف مناماً‪ ،‬أو قد يكوف يقظ ً أبرواحهم‪ ،‬أما اغببيب ‪ ‬فكاف ابلروح واعبسم‪ ،‬وىذه‬ ‫ىي اػبصوصي الٍب سبيَّز هبا خّب الربي ‪.‬‬

‫أمل ير عمر وىو على منربه يف اؼبدين جيشو يف ببلد فارس؟! وبينو وبْب اؼبعرك‬ ‫أربع آالؼ كيلومَباً‪ ،‬ىل رأى بعْب البصر أـ بعْب البصّبة؟ رأى بعْب البصّبة‪ ،‬ألف‬ ‫البصر لو حدود‪ ،‬ىذه اغبدود واضح يف الوجود فبل يستطيع أف يرى خلف اعبدار‪ ،‬وال‬ ‫يستطيع أف يرى ما وراء اعبباؿ‪ ،‬وال يستطيع أف يرى ما يف السماء إذا كانت مغطاةً‬ ‫ابلسحب‪ ،‬لكن عْب البصّبة ال شأف ؽبا بذلك‪.‬‬ ‫ُ‬

‫فاإلسراء واؼبعراج ابلروح مناماً أو يقظ ً بدوف اعبسم ال حرج فيو‪ ،‬وىذا اؼبعراج‬ ‫واإلسراء ىو الذي أشار إليو حضرة النيب ‪ ‬عندما سأؿ حارة ‪:‬‬ ‫ؾبَ ِشتُ‬ ‫ؾبَ ِشتُ َُؤِ َِّٓا سَكًّا‪ ،‬قّٔاٍَ‪ :‬إَِّٕ يِهٌّّْٕ قّٔ ِ‪َ ٍ​ٍٛ‬سكِ‪ٝ‬كّٔ‪ ،ّٗ١‬قّٔاٍَ‪ّٔ :‬أ ِ‬ ‫ؾبَ ِشتَ؟ قّٔاٍَ‪ّٔ :‬أ ِ‬ ‫{ ّٔن ِ‪ٝ‬فَ ّٔأ ِ‬ ‫عَص َّٔفتِ َْفّٖطِ‪َ ٞ‬عِٔ ايدُّ ِْ‪َٝ‬ا ‪َّٔٚ‬أضَِٗ ِستُ ّٔي‪َٚ ًِِٞٝ‬أّٔظَُّٖ ّٖأتُ ََْٗازِ‪َٚ ،ٟ‬ئّهّٔأّْٔ​ّْ‪ ٞ‬أّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ‪ ٢‬عَسِؽِ زَبّْ‪ ٞ‬قّٔدِ‬ ‫إّٔبِ ِسشَ يًِّٖشِطَابِ‪َٚ ،‬ئّهّٔأّْٔ​ّْ‪ ٞ‬أّٔ ِْعّٕسُ ِإئّ‪ ٢‬أٌِِّٖٔ ايّٖذََّٓ‪َٜ ِ١‬تَصَا َ‪ٚ‬زُ‪ َٕٚ‬فِ‪ ٞ‬ايّٖذََّٓ‪َٚ ،ِ١‬نّٔأّْٔ​ّْ‪ّٔ ٞ‬أضَُِعُ عُ‪َٛ‬ا‪ َ٤‬أٌِِّٖٔ‬ ‫َ‪ٛ‬زَ ايّٖ ِإميَإُ فِ‪ ٞ‬قّٔ ًّٖبِِ٘‪ ،‬إِذِ عَسَ ّٖفتَ فّٔايّٖ َصِّ }‬ ‫ايَّٓازِ‪ ،‬فّٔكّٔاٍَ ئُّ٘‪َ :‬عبِدْ ْ َّ‬

‫‪31‬‬

‫وىذا ىو اؼبعراج‪ ،‬رأى أىل اعبن وىم يتزاوروف فيها‪ ،‬ورأى أىل النار وىم‬ ‫يتعاووف ويصطرخوف فيها‪ ،‬فهل رأى ابلعْب اغبسي أـ ابلعْب الباطني ؟ رأى ابلعْب‬ ‫اج بْب أصحاب اغببيب ‪.‬‬ ‫دليل على أنو معر ٌ‬ ‫الباطني ‪ ،‬وىذا ٌ‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 31‬هظٌف اثي أثٖ ش٘جخ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -24‬اهلواتف‬ ‫يُؤخذ على الصوفي أهنم أتتيهم ىواتف ُعلوي مثل ظباع اػبطاب من هللا تعاىل‪ ،‬أو‬ ‫من اؼببلئك ‪ ،‬أو من اعبن الصاٌف‪ ،‬أو من أحد األولياء‪ ،‬أو اػبضر‪ ،‬أو إبليس‪ ،‬سواءٌ كاف‬ ‫مناماً أو يقظ ً أو يف حال بينهما بواسط األُذف‪ ،‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا الكبلـ أو ىذا السؤاؿ وبتاج إىل دليل‪ ،‬ألف اؼبتعارؼ عليو أف النداءات الٍب‬ ‫أتيت للصوفي تكوف إؽباماً عن طريق اؼبلك اؼبوكل إبؽباـ اإلنساف‪ ،‬فيقذؼ يف روعو‬ ‫ويشعر كأنو ظبع صواتً يقوؿ لو كذا‪ ،‬من أين ىذا الصوت؟ ترصب لكلمات ملك اإلؽباـ‬ ‫الذي يقوؿ فيو اغببيب اؼبصطفى عليو أفضل الصبلة وأمت السبلـ‪:‬‬ ‫{ َ​َا َِِٓهِّٕ​ِ َِِٔ أّٔسَدٍ إِيَّا ‪َ َٚ‬عَُ٘ قّٔسِ‪ ََِٔ ُُٜ٘ٓ‬ايّٖذِّْٔ‪َٚ ،‬قّٔسِ‪ ََِٔ ُُٜ٘ٓ‬ائًَُّّٖا ِ‪٥‬هّٔ‪} ِ١‬‬

‫‪32‬‬

‫ٍ‬ ‫لك يُسدده‪ ،‬وشيطا ٌف يوسوس لو‪ ،‬اؼبَلَك الذي يُسدده يلهمو‪ ،‬أي‬ ‫لكل‬ ‫إنساف َم ٌ‬ ‫يكوف اإلنساف ليس على ابلو ىذا النوع من اػبّب‪ ،‬وإذا هبذا اؼبَلَك يقذؼ يف روعو ىذا‬ ‫فيحس لشدة حضوره أو استحضاره كأف شخصاً يناديو ليفعل ذلك‪ ،‬ومن ىذا‬ ‫اػبّب‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الشخص؟ اؼبَلَك اؼبوكل إبؽباـ ىذا اإلنساف‪.‬‬ ‫يف ىذه الزضب الٍب استمعنا إليها تتدخل الشياطْب لتُغوي السالكْب‪ ،‬وتُ ِّ‬ ‫غرر‬ ‫ابلصادقْب‪ ،‬لتبعدىم عن رب العاؼبْب ‪.‬‬ ‫فبعضهم َّ‬ ‫يدعي أنو يسمع كبلماً يف أُذنو‪ ،‬ومن الذي يوشوش يف األُذف؟ الشيطاف‪،‬‬ ‫لكن الرضبن ال يوشوش يف ىذه األُذف‪ ،‬الرضبن ‪ ‬يُلهم أُذف القلب‪ ،‬وليست األُذف‬ ‫ىاتف يقوؿ كذا‪ ،‬فاعلم أف الشيطاف‬ ‫ظبعت أبذٍل ىذه‬ ‫الظاىرة‪ ،‬فمن يقوؿ لك‪ :‬أان‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يضحك عليو‪.‬‬ ‫‪ٌ 32‬ي التا هٖ ّهمٌت أحوت عي عجت هللا ثي همعْ‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فإذا مل يستطع الشيطاف أف يُغريو عن طريق اؼبعاصي والسيئات‪ ،‬يدخل لو عن‬ ‫وىبضعو لو‪ ،‬وُيبلي عليو ما يريد أف يفعلو بو يف إبعاده‬ ‫ذِّل لو‪ُ ،‬‬ ‫طريق الصاغبات أوالً لُيُ َِّ‬ ‫عن حضرة هللا ‪.‬‬ ‫ولذلك ىذه األمور كلها ال بد أف تُعرض على ٍ‬ ‫عارؼ خبّب‪ ،‬ال يستمع اإلنساف‬ ‫منها بنفسو‪ ،‬وينكفأ على نفسو‪ ،‬وردبا يتباىى على من حولو أنو أتتيو اؽبواتف اؼبنامي ‪ ،‬أو‬ ‫اؽبواتف يف عامل اليقظ ‪ ،‬لكن هبب أوالً أف تُعرض ىذه األمور‪.‬‬

‫الشيخ عبد القادر اعبيبلٍل ‪ ‬وأرضاه عندما كاف يف اػبلوة ورأى نوراً يبتد من‬ ‫العرش إىل األرض‪ ،‬وظبع‪ :‬عبدي عبد القادر‪ ،‬قاؿ‪ :‬لبيك سيدي – ظبع أبذنو ‪ -‬قاؿ‪:‬‬ ‫ربوؿ إىل دخاف‪ ،‬مث قاؿ‪:‬‬ ‫أحبت لك احملرمات‪ ،‬قاؿ‪ :‬اخسأ اي ملعوف‪ ،‬فوجد النور وقد َّ‬ ‫إٍل ُ‬ ‫كيف عرفتِب؟ قاؿ‪ :‬إف هللا مل ُوب ِّرـ شيئاً على لساف نيب مث يُبيحو لويل‪ ،‬قاؿ‪ :‬لقد قبوت‬ ‫جت قبلك سبعْب رجبلً من أىل الطريق‬ ‫مِب اي عبد القادر بعلمك وفقهك‪ ،‬ولقد َخ َّر ُ‬ ‫هبذه الكيفي ‪.‬‬ ‫أحبت لك احملرمات‪ ،‬فيظن أنو قد أخذ‬ ‫أعرفتم ماذا يفعل الشيطاف؟ يقوؿ‪ُ :‬‬ ‫تفويضاً أف احملرمات كلها مباح لو‪ ،‬أو يقوؿ لو‪ُ :‬رفع عنك التكليف‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬أان مل أعد‬ ‫ٍ‬ ‫بصوـ وال بشيء‪ ،‬فيقوؿ لكم حولو‪ :‬أنتم اؼبكلفوف وأان ُرفع عِب‬ ‫ُمكلفاً بصبلة وال‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫التكليف!!‪ ،‬لكن كل ىذه األمور ربتاج إىل‪    :‬‬ ‫‪ٜ٘(    ‬الفرقاف)‪.‬‬ ‫فهبلوس النفس‪ ،‬وىواجس الشيطاف ىي الٍب ربوـ حوؿ الصادقْب حٌب تقطعهم‬ ‫عن حضرة الرضبن‪ ،‬وعن النيب العدانف‪ ،‬ال يستطيع اإلنساف بنفسو أف يتغلب عليها‪،‬‬ ‫فيحتاج إىل ٍ‬ ‫رجل من أىل اإليقاف وصل واتصل وأُذف‪ ،‬حٌب يكشف هللا لو بو عن ذلك‪.‬‬ ‫الشيخ أبو عساكر‪ ،‬وكاف رجبلً معاصراً‪ ،‬كاف داخبلً ذات اليوـ القبل فوجد يف‬ ‫القبل مكتوب ابلنور‪( :‬ال إلو إال هللا أبو عسكر ويل هللا) فقاؿ‪ :‬اي ملعوف وىل ىذه تُرى‬ ‫ابلعْب؟!‬ ‫ألنو يعرؼ أف من يراىا هبذه العْب ليست حقيق ‪ ،‬ودباذا تكوف اغبقيق ؟ تكوف‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أيت كذا‪ ،‬فنقوؿ لو‪ :‬كيف ذلك؟ أغمض‬ ‫بعْب البصّبة‪ ،‬ولذلك عندما يقوؿ أحد‪ :‬أان ر ُ‬ ‫عينيك فهل ترى ما رأيت أـ ال؟ فإذا كنت ترى وأنت ُمغمض فيكوف ىذا بعْب البصّبة‪،‬‬ ‫وإذا كنت ترى وأنت تفتح عينيك فيكوف ىذا شراؾ وضعو لك الشيطاف‪ ،‬وأنت اآلف‬ ‫يف خطر‪.‬‬ ‫ال بد أف ينتبو اإلنساف لكل ىذه األمور‪ ،‬ويعرضها على إماـ من أئم الطريق‬ ‫حٌب وبدث لو التوفيق‪.‬‬ ‫أحد تبلميذ الشيخ اعبنيد ‪ ‬انقطع فَبة‪ ،‬فقاؿ إلخوانو‪ :‬اذىبوا ألخيكم لتعرفوا‬ ‫ؼباذا مل يعد أييت؟ فذىبوا إليو وسألوه‪ :‬ؼباذا مل تعد أتتينا؟ فقاؿ ؽبم‪ :‬أان يف غّب حاج‬ ‫للشيخ‪ ،‬فكل ليل أانـ يف اعبن ‪ ،‬فماذا أفعل ابلشيخ بعد ذلك؟ فقالوا ذلك للشيخ‪،‬‬ ‫فقاؿ ؽبم الشيخ‪ :‬اسألوه وكيف تكوف ىذه اعبن ؟ فقاؿ‪ :‬صباع أتتيِب كل ليل أيخذوٍل‬ ‫فأحضر حلق ذكر‪ ،‬فأشعر وكأٍل يف اعبن على الفور‪ ،‬فقاؿ ؽبم‪ :‬قولوا لو‪ :‬عندما تدخل‬ ‫حلق الذكر ىذه فقل‪( :‬ال حوؿ وال قوة إال ابهلل العلي العظيم)‪ ،‬فجاءوه وأخذوه‬ ‫وضبلوه وأقاموا الذكر‪ ،‬فقاؿ‪( :‬ال حوؿ وال قوة إال ابهلل العلي العظيم) ففوجئ ابلضرب‬ ‫عليو من كل مكاف‪ ،‬حٌب أنو فقد الوعي‪ ،‬ومل يستيقظ حٌب لسعتو حرارة الشمس‪ ،‬فنظر‬ ‫فوجد نفسو يف مزبل بغداد فعرؼ أف من كاف وبملو ىم جن‪ ،‬وىم يريدوف بذلك وأبي‬ ‫كيفي أف يسيطروا على اؼبريد‪.‬‬ ‫الصادقْب كاإلماـ اعبنيد رأى إبليس قادماً ولونو أصفر ومريض‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬مالذي‬ ‫شنػزي كاف لئلماـ اعبنيد‬ ‫شنػزي ‪ ،‬ومسجد ال ُ‬ ‫أتعبك؟ فقاؿ لو‪ :‬القوـ اعبالسْب يف مسجد ال ُ‬ ‫واؼبريدين وكاف جبوار اؼبقابر‪ ،‬فذىب الشيخ قبل الفجر بساع ودخل فوجد يف اؼبسجد‬ ‫أربع ‪ ،‬وليس عد ٌد كبّبٌ‪ ،‬أحدىم جالس وواضع رقبتو بْب ركبتيو‪ ،‬واآلخرين هبلسوف كل‬ ‫على حدة‪ ،‬وكل واحد منهم سابح يف ملكوت هللا‪ ،‬فرفع أحدىم رأسو فقاؿ لئلماـ‬ ‫اعبنيد‪ :‬ال يغرنَّك كبلـ اػببيث‪ ،‬ألنو يريد أف يُغوينا‪.‬‬ ‫فالتهريج والتمريج الذي وبدث يف مثل ىذه اجملاالت وبتاج من اإلنساف أف‬

‫‪‬‬


‫(‬

‫)‬

‫‪‬‬

‫ٍ‬ ‫نسق أحوالو على يد خبّب رابٍل‪:‬‬ ‫يضبط أحوالو‪ ،‬ويُ ّ‬ ‫(‪ٜ٘‬الفرقاف)‪.‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -25‬التنايل يف الصنط‬ ‫يؤخذ على الصوفي التمايل يف الذكر‪ ،‬فهو أشبو ابلرقص‪ ،‬ومل يرد عن رسوؿ هللا‬ ‫وال صحابتو أف سبايلوا أو تراقصوا عند ذكر هللا‪ ،‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫من سأؿ السؤاؿ َح َكم ِحبُ ٍ‬ ‫كم ليس يف ُمكنتو‪ ،‬ألنو مل يطلع على كل ما ورد عن‬ ‫أصحاب رسوؿ هللا‪ ،‬ومن سن رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫فقد ُروي عن سيدان معاوي ‪ ‬أنو دخل على الرسوؿ ‪ ‬وىو يف حلق ذك ٍر مع‬ ‫وؿ َِّ‬ ‫اؿ ‪:‬‬ ‫اِّل‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫س َن لَ ِعبَ ُك ْم َاي َر ُس َ‬ ‫أحبابو اػباص ‪ ،‬وبعد أف انتهوا قاؿ‪َ :‬ما أ ْ‬ ‫َح َ‬ ‫{ َِ٘ ‪َٜ‬ا َُعَا‪ّٔ ،ّٕ١َِٜٚ‬ي‪ِٝ‬ظَ بِهّٔسِ‪ َِٔ ٍِٜ‬ئِّ​ِ ‪َِٜٗ‬تَصَّ ِعِٓدَ ِذنّٖسِ ضََُاعِ ايّٖ َشبِ‪ٝ‬بِ }‬

‫‪33‬‬

‫وكبن كبفظ اغبديث الصحيح الذي يروي أف النيب ‪َ ‬د َخ َل ال َْم ْس ِج َد َوقَػ ْوٌـ‬ ‫ِ‬ ‫يَ ْذ ُك ُرو َف َّ‬ ‫َّيب ‪:‬‬ ‫لم‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫اؿ النِ ُّ‬ ‫اِّلَ تَػبَ َار َؾ َوتَػ َع َاىل‪َ ،‬وقَػ ْوٌـ يَػتَ َذا َك ُرو َف الْع ْ‬ ‫{ نِال ايَُّٖذًِِطَ ِ‪ ِٔٝ‬عًَّٔ‪َِٝ​َ ٢‬سٍ‪ ،‬أَّٔ​َّا ايَّرِ‪ِ َٜ َٜٔ‬رنّٕسُ‪ َٕٚ‬ايًََّ٘ َِعَائّ‪ََٜٚ ،٢‬طِأّٔيّٕ‪ َٕٛ‬زَبَُِّٗ​ِ فّٔ ِإِٕ غَا‪َ٤‬‬ ‫أّٔ ِعّّٓٔاُِٖ​ِ ‪َِٚ‬إِٕ غَا‪ََٓ َ٤‬عَُِٗ​ِ‪ََٖٚ ،‬ؤُال‪ُٜ ِ٤‬عًَُِّ​ُ‪ َٕٛ‬ايَّٓاعَ ‪ََٜٚ‬تَعًََُّ​ُ‪َٚ ،َٕٛ‬إََُِّْا بُعِ ِجتُ َُعًَُِّّا }‬ ‫فالذكر كاف موجوداً‪ ،‬والنيب ‪ ‬أةُب عليو‪ ،‬وسيدان اإلماـ علي ‪ ‬وكرـ هللا وجهو‬ ‫كاف يصف أصحاب رسوؿ هللا ‪ ‬فقاؿ‪:‬‬ ‫أي يتمايلوف كما سبيِّل الرايح ورؽ الشجر‬ ‫‪ 33‬ط ْح الزظْم ةثْ ا عخ ؽبُرالوقت ٖ عي أً‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ ....‬والقرآف واضح‪ ،‬أمل يقل هللا ‪:‬‬ ‫‪ٜٔٔ( ‬آؿ عمراف) إذاً الذكر أوالً من قياـ‪ ،‬ومن عجز فمن قعود‪ ،‬ومن عجز فعلى جنبو‪،‬‬ ‫وىذا الذكر الوارد عن أصحاب رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫فإذا كاف الصوفي يصنعوف حلقات الذكر ففيها من األسانيد ما ال يُعد وال ُوبد‪،‬‬ ‫وفبلوء بو كتب السن الصحيح الواردة عن رسوؿ هللا ‪ ،‬واغبركات الٍب يتحركوهنا‬ ‫كحرك الركوع والقياـ من الركوع‪ ،‬وال لبرج عن ذلك ‪.....‬‬ ‫ألف النيب ‪ ‬قاؿ لنا‪:‬‬ ‫ايرنّٖسِ }‬ ‫{ إِذَا َ َسزِ​ُِِ​ِ بِسِ‪َٜ‬ا ِ ايّٖذََّٓ‪ ِ١‬فّٔازِ​َِعُ‪ٛ‬ا‪ ،‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪َ​َ​َٚ :‬ا زِ‪َٜ‬ا ُ ايّٖذََّٓ‪ِ١‬؟ قّٔاٍَ‪ :‬سًِّٔلُ ّْ‬

‫‪34‬‬

‫فبلبد أف تكوف حلق ابلكيفي الٍب على ىيئ الركوع والقياـ من الركوع‪ ،‬وكبن‬ ‫عندان أصل يف علم األصوؿ‪ِ :‬‬ ‫كبك ِّمو يف كل النقوؿ‪ ،‬وىذا األصل يقوؿ‪:‬‬ ‫السنَّ يبنع‬ ‫وىل ىناؾ ٌّ‬ ‫نص يف القرآف أو يف ُ‬ ‫نصاً يف القرآف أو‬ ‫من ىذا الذكر؟ ال‪ ... .‬إذا كاف رأايً فليس لنا شأ ٌف ابآلراء‪ ،‬ولكن نريد َّ‬ ‫يف ُسنَّ من اختاره هللا وجعلو صاحب الشريع اؼبطهرة وأنزؿ عليو القرآف‪ ،‬فما داـ ال‬ ‫يوجد أصل للمنع‪ ،‬فاألصل اإلابح ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -26‬تربئة احلالج‬ ‫ىل اغببلج كافر كما َّ‬ ‫يدعي بعض اؼبتشددين؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أظن أننا أجبنا على ىذا السؤاؿ قبل ذلك‪ ،‬وقلنا‪ :‬ال نستطيع وال يستطيع أح ٌد‬ ‫‪ 34‬بهع الزره ٕ ّهمٌت أحوت عي أً‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أف وبكم على ٍ‬ ‫رجل نطق ابلشهادتْب أنو خرج عن دين هللا‪.‬‬ ‫فأي مسلم نطق ابلشهادتْب ولو مرةً واحدة فهو مسلم‪ ،‬واإليباف ؿبلو القلب‪ ،‬وال‬ ‫يطلع عليو إال من يقوؿ للشيء كن فيكوف‪.‬‬ ‫وقلنا أف فتن اغببلج فتن سياسي ‪ ،‬والدكتور عبد اغبليم ؿبمود وضَّح ىذا األمر‬ ‫بعد أف حبث ذلك يف رسال كبّبة شرحها ووضحها‪ ،‬وقاؿ‪ :‬أف اغببلج عندما ظهرت‬ ‫عليو معامل اإلشراقات اإلؽبي ‪ ،‬فاجتمع الناس من حولو‪ ،‬ودائماً والة األمور ىبافوف من‬ ‫أي إنساف هبتمع الناس حولو حٌب ال ينافسهم يف الكرسي‪ ،‬أو يعمل انقبلب عليهم‪،‬‬ ‫وقولوه ما مل ي ُقلو ليقتلوه‪ ،‬لكنها مؤامرة سياسي وكبلمو يدؿ على‬ ‫فدبروا مؤامرةً للحبلج َّ‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وما نُسب إليو فهذا تزوير‪ ،‬كما وبدث يف أي زماف ومكاف‪ ،‬سياسيْب يريدف أف‬ ‫هبلدوا واحداً أو يسجنوه في ِلّفقوف لو أي كبلـ‪ ،‬فلفقوا لو مثبلً (ما يف اعبُبَّ إال هللا) وىذا‬ ‫كبلـ ألصقوه لو‪ ،‬لكنو مل ي ُقل ىذا الكبلـ‪ ،‬ومل يرد يف ٍ‬ ‫صحيح من كتب القوـ‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫ٍ‬ ‫والذين ينشروف ىذا الكبلـ ىم القوـ الذين يشنعوف على الصوفي ويتلمسوف ىذه‬ ‫األمور‪.‬‬ ‫رجل مؤمن ‪،‬وإال ابهلل عليكم كيف تظهر على يديو الكرامات وىو غّب‬ ‫لكنو ٌ‬ ‫مؤمن ابهلل ‪ ‬كما َّ‬ ‫يدعوف؟! فكرامات اغببلج ال تُعد وال ُربد‪ ،‬والذي صبع اػبلق عليو‬ ‫الكرامات الكثّبة اؼبوجودة‪.‬‬ ‫لكن ىذا موضوع سياسي‪ ،‬ووبدث يف كل زماف ومكاف‪ُّ ،‬‬ ‫فلفقوا لو التُهم ليقتلوه‬ ‫ولينفض الناس من حولو خوفاً على الصوعباف واؼبلك‪ ،‬وكاف ذاؾ يف عصر الدول‬ ‫العباسي ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -27‬الهطامة واإلغتسضاج‬ ‫ما الكرامات؟‬ ‫وما الفرؽ بينها وبْب اإلستدراج؟ وؼباذا يُظهر هللا على يد الويل كرامات؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الكرام للويل كاؼبعجزة للنيب‪،‬‬ ‫وكل كرام لويل معجزةٌ للنيب الذي يتبعو ىذا الويل‪.‬‬ ‫لو انتفت الكرامات َّ‬ ‫لتشكك الناس يف ديننا اإلسبلمي‪ ،‬لكن يف كل عصر يروف‬ ‫رجاالً صادقْب يف اتباع سيد األولْب واآلخرين‪ ،‬ومع أهنم يف ىذه العصور اؼبظلم تظهر‬ ‫عليهم أسرار إؽبي نسميها إكرامات‪.‬‬ ‫وكبن كلنا ‪ -‬كل اؼبؤمنْب ‪ -‬ؽبم كرامات‪ ،‬ولكن ال نذكرىا‪ ،‬من منا حدث لو يف‬ ‫ٍ‬ ‫يتعرض لشدة‬ ‫يوـ من األايـ ضرورة ودعا هللا فاستجاب لو مواله ولبَّاه؟ كلنا‪ ،‬ومن منا مل َّ‬ ‫واستغاث ابهلل فأغاةو مواله وذىبت الشدة يف اغباؿ؟ كلنا‪ ،‬من منا أراد أف يذىب إىل‬ ‫مكاف واؼبواصبلت غّب ُمهيأة‪ ،‬فأرسل هللا لو مواصل لو ال يعلم كيف جاءت وال كيف‬ ‫أتت توصلو إىل مكانو؟ عندان كلنا مثل ىذه الكرامات اغبسي ‪.‬‬ ‫لكن الكرامات الٍب نقف عندىا للصاغبْب ىي الكرامات اؼبعنوي ‪ ،‬كاإلستقام ‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ولذلك قالوا‪:‬‬ ‫سألوا أحد الصاغبْب‪:‬‬ ‫رأينا صباع يطّبوف يف اؽبواء؟‬ ‫فقاؿ ؽبم‪ :‬ما زادوا عن طّب‪ ،‬فالطيور تطّب يف اؽبواء!!‬ ‫فقالوا‪ :‬ورأينا صباع يبشوف على البحر!‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫قاؿ‪ :‬مازادوا عن ظبك ‪ ،‬فالسمك سبشي على البحر!!‬ ‫قالوا‪ :‬رأينا صباع يذىبوف إىل الكعب يف غبظ ‪ ،‬أو يقطعوا بْب اؼبشرؽ واؼبغرب يف‬ ‫غبظ ‪ ،‬فقاؿ ؽبم‪ :‬الشيطاف يفعل ذلك!‬ ‫قالوا‪ :‬فما الكرام ؟‬ ‫قاؿ‪ :‬الكرام االستقام ‪.‬‬ ‫اإلستقام ‪:‬‬ ‫ ىي أف يستقيم اإلنساف على منهج هللا‪.‬‬‫ وأتتيو دائرة اغبفظ‪ ،‬فاألنبياء ؽبم العصم ‪ ،‬والويل أتتيو دائرة اغبفظ اإلؽبي‪،‬‬‫ىم دبعصي فبل هبد الدواعي الٍب تُعينو على فعلها‪ ،‬فهذه عناي من‬ ‫حٌب ولو َّ‬ ‫هللا‪ ،‬وىذه كرام ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫هيئ لو‬ ‫ فإذا فكر يف اؼبعصي وخطط ؽبا‪ ،‬ويف اللحظ األخّبة رب العزة يُ ُ‬‫األسباب الٍب تُبعده عن ىذه اؼبصيب ‪ ،‬فهذه عناي هللا‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(ٕٔٓاألعراؼ)‪.‬‬ ‫الكرام الثاني التوفيق‪.‬‬ ‫وىي أف يوفقو اؼبوفق يف كل حركاتو وسكناتو‪ ،‬فبل يفعل إال ما يُرضي هللا‪ ،‬وال‬ ‫يبشي يف طر ٍيق إال برضاء هللا‪ ،‬وال هبمع اؼباؿ إال من ٍ‬ ‫حبلؿ أحلَّو هللا‪ ،‬وال يُنفقو إال يف‬ ‫موض ٍع ٍ‬ ‫مبارؾ يستثمره لو هللا‪ ،‬فهذا التوفيق‪ ،‬ولقل التوفيق ولرفع شأنو مل يذكره هللا يف‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫القرآف إال مرًة واحدة وعلى لساف نيب‪        :‬‬ ‫‪ٛ​ٛ(  ‬ىود) فالتوفيق أعلى‬ ‫درجات الكرامات‪.‬‬ ‫وأعلى الكرامات شأانً أف ىبتم هللا للعبد ابإليباف‪ ،‬فيخرج من الدنيا من أىل (ال‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫إلو إال هللا ؿبم ٌد رسوؿ هللا) وعبلم ذلك أف يُبعده هللا عن الكبائر والفًب ما ظهر منها‬ ‫وما بطن‪.‬‬ ‫ما الذي هبعل اإلنساف عُرض لعدـ اػبتاـ ابإليباف؟ إذا وقع يف كبّبة ومل يتُب‬ ‫يغش يف كيل‬ ‫منها‪ ،‬وجاء األجل‪ ،‬كعاؽ لوالديو وجاء األجل فيُختم لو بسوء اػباسب ‪ ،‬أو ُّ‬ ‫أو يف بيع ومات ومل يتب فهي نفس األمر‪ ،‬أو يشرب اػبمر ومل يتب ومل يرجع إىل هللا ‪..‬‬ ‫أي كبّبة من ىذه الكبائر نفس األمر‪.‬‬ ‫فكوف هللا وبفظو من الكبائر‪ ،‬ويوفقو للفرائض فقد ضمن هللا لو ُحسن اػباسب ‪.‬‬

‫والكرام األعلى من ذلك أف يؤيد هللا لو دعوتو إىل هللا‪ ،‬وهبعلو بربك رسوؿ هللا‪،‬‬ ‫وبسر رضاء هللا هبمع أىل اػبّب على هللا ‪ ،‬ؼباذا؟ قاؿ ‪:‬‬ ‫ّٔإِٔ ‪َِٜٗ‬دِ‪ َٟ‬ايًَُّ٘ بُِٗدَاىّٔ زَدًُّٗا ‪َٚ‬اسِدّا َ​َ‪ِٝ‬سْ ّٔيؤّ َِِٔ سُ​ُِسِ ايَّٓعَِ​ِ }‬ ‫{ ‪َٚ‬ايًَِّ٘ ي ّٔ‬

‫‪35‬‬

‫فهذه كرامات الصاغبْب وإكراماهتم الٍب يبحثوف عنها وىذه ىي اؼبهم ‪.‬‬ ‫أما الكرامات الظاىري ‪:‬فقد يتشبَّو هبا السحرة‪ ،‬وقد يصطنعها البوذيوف يف اؽبند‬ ‫ابليوجا!!!وقد يتظاىر هبا من ىباوي اعبن ‪ ....‬وينبئ اإلنساف دبا حدث ابألمس أو دبا‬ ‫قالو اليو !!ـ‪ ،‬لكن الكرامات الٍب يهتم هبا الصاغبوف‪ :‬ىي الكرامات اؼبعنوي الٍب‬ ‫ذكرانىا‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف نكوف من أىلها أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -28‬الطؤيات امليامية للػالهني‬ ‫بعض الصوفي يعيشوف على الرؤايت اؼبنامي ‪ ،‬وىبططوف حياهتم عليها‪ ،‬فبل‬ ‫يفعلوف شيء أو يَبكوف شيء إال برؤاي‪ ،‬فما حقيق ذلك؟‬ ‫‪ٌ 35‬ي أثٖ اّ عي ِ ثي عت ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫شر بو من استقاـ على منهج هللا‪ ،‬ألف‬ ‫الرؤاي اؼبنامي ىي أوؿ عطاء من هللا ‪ ‬يُب ِّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫بشر أىل اإلستقام ‪   :‬‬ ‫هللا َّ‬ ‫‪ٙٗ(    ‬يونس)‪.‬‬ ‫وأوؿ بشرى ؽبم يف الدنيا قاؿ فيها ‪:‬‬ ‫ايٓبُ‪ ِ٠َّٛ‬غَ‪ ،ْ٤ِٞ‬إِيَّا ايّٖ ُ​ُبَػّْسَاتُ‪ ،‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪َٜ :‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘‪َ​َ​َٚ ،‬ا ايُّٖ​ُبَػّْسَاتُ؟‬ ‫{ ئّا َ‪ِ ٜ‬بكّٔ‪ ٢‬بَعِدِ‪ُّ ََِٔ ٟ‬‬ ‫ايسؤِ‪َٜ‬ا ايؿَّايِشَ‪َٜ ّٕ١‬سَاَٖا ايسَّدٌُُ أّٔ‪ُِ ِٚ‬سَ‪ ٣‬ئُّ٘ }‬ ‫قّٔاٍَ‪ُّ :‬‬

‫‪36‬‬

‫لكن ىذه الرؤاي ربتاج أوالً ؼبئُػ ِّوؿ علَّمو هللا ‪ ‬علم أتويل الرؤاي لكي يفسرىا يل‪،‬‬ ‫واثنياً ال أقف عندىا‪ ،‬ألهنا ستكوف حجاابً للمقاـ الذي بعدىا‪.‬‬ ‫سيدان رسوؿ هللا ‪ ‬يُعرفنا قدر الرؤاي من علوـ النبوة‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬ ‫ايٓبُ‪} ِ٠َّٛ‬‬ ‫ايسؤِ‪َٜ‬ا ايؿَّايِشَ‪ ّٕ١‬دُصِ‪ َِِٔ ْ٤‬ضِتَّ‪َّٔٚ ٍ١‬أزِبَعِنَ دُصِ‪ّ٤‬ا ََِٔ ُّ‬ ‫{ ُّ‬

‫‪37‬‬

‫والسيدة عائش ربكي عن الرسوؿ ‪ ‬يف أوؿ ما بُدئ بو من الوحي فقالت‪:‬‬ ‫ايسؤِ‪َٜ‬ا ايؿَّايِشَ‪ ّٕ١‬فِ‪ ٞ‬ايَّٓ ِ‪ ،ِّٛ‬فّٔهّٔإَ ئّا ‪َٜ‬سَ‪ُ ٣‬زؤِ‪َٜ‬ا‬ ‫ّٔ‪َ​َ ٍُٚ‬ا بُدِئَ بِ ِ٘ َزضُ‪ ٍُٛ‬ايًَِّ٘ ‪ ََِٔ ‬ايّٖ‪َٛ‬سِ‪ُّ ِٞ‬‬ ‫{ أ َّ‬ ‫ايؿبِحِ }‬ ‫إِيَّا دَا َ‪٤‬تِ َِجٌَِ فًّّٔٔلِ ُّ‬

‫‪38‬‬

‫أشهر‪ ،‬وبعد ذلك انتقل إىل شيء أرقى يف‬ ‫كم‬ ‫َّ‬ ‫استمرت ىذه اغبال ؟ قيل‪ :‬ست ُ‬ ‫علوـ األصفياء‪ ،‬ويف علوـ األتقياء واألولياء‪،‬ويف علوـ الرسل واألنبياء‪.‬‬ ‫فسيدان رسوؿ هللا مكثت معو ىذه الرؤايت ست أشهر‪ ،‬ومدة النبوة كلها ةبلة‬ ‫وعشرين سن ‪ ،‬ةبلث عشرة يف مك وعشرة يف اؼبدين ‪ ،‬وست أشهر من ةبلة وعشرين‬ ‫سن تكوف ست وأربعْب‪ ،‬كما أخرب النيب ‪:‬‬ ‫‪ 36‬همٌت أحوت ّالجِ٘قٖ عي عب شخ ػٖ هللا عٌِب‬ ‫‪ 37‬ط ٘ الجخب ٕ عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 38‬ط ٘ الجخب ٕ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪39‬‬

‫ايٓبُ‪} ِ٠َّٛ‬‬ ‫ايسؤِ‪َٜ‬ا ايؿَّايِشَ‪ ّٕ١‬دُصِ‪ َِِٔ ْ٤‬ضِتَّ‪َّٔٚ ٍ١‬أزِبَعِنَ دُصِ‪ّ٤‬ا ََِٔ ُّ‬ ‫{ ُّ‬ ‫فهل أستمر على ىذا اعبزء يف حيايت كلها؟!‬

‫أخطأت‪ ،‬من ىذا الذي هبعل نبُّو كلو لّبى‬ ‫طعت أو‬ ‫ُ‬ ‫جبت أو قُ ُ‬ ‫ىنا أكوف قد ُح ُ‬ ‫رؤاي؟!! تسألو‪ :‬ؼباذا تقوـ الليل؟ يقوؿ لك‪ :‬لكي أرى رؤاي صاغب عندما أانـ‪ ،‬فهنا‬ ‫العبادة ليست هلل ولكنها للرؤاي الصاغب ‪.‬‬ ‫وعلى سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬ ‫يُصلِّي على حضرة النيب ‪ ‬بعد أف يصلي الفجر كل يوـ ألف مرَة‬ ‫وتسألو‪ :‬ؼباذا تصلي على النيب ‪ ‬ألف مرة؟‬ ‫يقوؿ لك‪ :‬لكي أرى يف اؼبناـ رؤاي صاغب ‪ ،‬فهذه العبادة لعل وليست خالص هلل‪.‬‬ ‫وأتصدؽ وأذكر‪،‬‬ ‫لكن لو أان‬ ‫عبدت هللا‪ ،‬فأُصلي وأصوـ وأُصلي على حضرة النيب َّ‬ ‫ُ‬ ‫أىل للعبادة ‪....‬‬ ‫فهذه العبادة هلل ألنو ٌ‬ ‫علي ابلرؤاي فخّب‪ ،‬وإذا مل يُرٍل رؤاي فالعبادة ليست للرؤاي‪ ،‬ولكن‬ ‫فإذا تفضَّل َّ‬ ‫العبادة هلل ‪.‬‬

‫فالذي ُحجب ابلرؤاي ىو الذي وقف ومل هبد رجبلً عاؼباً عامبلً ُىبرجو من ىذه‬ ‫الورط فأصبحت عبادتو معلول ‪ ،‬وما علتها؟ الرؤاي‪ ،‬وىذه عبادة غّب خالص هلل ‪،‬‬ ‫ولكن ال بد أف يعبد هللا لذاتو‪ ،‬وال يبغي من وراء العبادة إال رضاء اػبالق البارئ ‪،‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫فإذا تفضَّل هللا بعد ذلك عليو‪    :‬‬ ‫‪ٕٔ(      ‬اغبديد)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 39‬ط ٘ الجخب ٕ عي أثٖ ع٘ت الخت ٕ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -29‬ضئيػة السيواٌ‬ ‫ما حقيق قوؿ بعض الصوفي عن السيدة زينب أهنا رئيس الديواف؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫السيدة زينب عندما نزلت إىل مصر أنزؽبا وايل مصر ضيف ً عنده يف بيتو‪ ،‬وكاف‬ ‫بيتو يُعقد فيو الديواف‪ ،‬والديواف كاف ؾبتمع الوايل ومن حولو من األكابر لبحث األمور‬ ‫اؼبهم الٍب هتم والي مصر يف ىذا الوقت‪ ،‬فكاف اظبو الديواف‪.‬‬ ‫فطلب منها الوايل تربكاً هبا أف ربضر معهم من خلف ستار وتسمع حوارىم‪،‬‬ ‫وتُديل برأيها ليستنّبوا بو يف ىذا األمر‪.‬‬ ‫فجاء بعد ذلك اؼبتصوف اؼبتعجلوف قالوا‪ :‬إذاً ىي رئيس الديواف!‬

‫وجاء من بعدىم فاختلط اغبابل ابلنابل!!‬ ‫وأدخلوا التصوؼ يف اػبرافات!!‬ ‫جبل (قاؼ) أو يُعقد‬ ‫وقالوا‪ :‬أف ىناؾ ديواانً للصاغبْب‪ ،‬وأف ىذا الديواف يُعقد يف ٌ‬ ‫يف غار ِحراء مرًة كل أسبوع! وهبتمع فيو ال ُقطب اؼبوجود‪ ،‬واألفراد األبداؿ‪ ،‬ومعهم‬ ‫حضرة النيب‪ ،‬ومعهم أكابر الصحاب ‪ ،‬ورئيس ىذا الديواف ىي السيدة زينب!!‬ ‫فهل ىذا الكبلـ يُعقل؟!‬ ‫وىل يوجد من يقبل ىذا الكبلـ؟!‬ ‫نفرض أف ىذا الديواف يُعقد‪ ،‬فكيف يكوف حضرة النيب موجوداً وتكوف الرئيس‬ ‫السيدة زينب؟!‬ ‫وقالوا‪ :‬إف سيدان اغبسْب يكوف موجوداً أيضاً‪ ،‬فهل يقبل أف يكوف اغبسْب‬ ‫موجوداً وتكوف السيدة زينب ىي رئيس الديواف؟‬ ‫قلت ‪ -‬أف الديواف كاف ديواانً ِحسياً‪ ،‬يبحثوف فيو أمور الرعي ‪ ،‬وأراد‬ ‫لكن ‪ -‬كما ُ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫الوايل منها أف ربضر معهم من وراء ستار‪ ،‬ألنو كاف أيتنس هبا ويعتقد أهنا من الصاغبات‬ ‫ألهنا من آؿ بيت النيب‪ ،‬وىي فعبلً كانت من الصاغبات‪ ،‬لتُديل برأيها وىذا كل ما يف‬ ‫األمر!‬ ‫لكن الديواف يُعقد كل أسبوع‪ ،‬والديواف يف غار حراء‪ ،‬وىو الذي ُىبرج األحكاـ‬ ‫الٍب ربكم الدنيا كلها‪ ،‬وأف األحكاـ الٍب زبرج من ىناؾ ىي الٍب تُ َّنفذ‪ ،‬فهذه زايدات ما‬ ‫أنزؿ هللا هبا من سلطاف‪ ،‬وخرافات ليست يف دين هللا عز وجل‪ ،‬وال يف شريع هللا‪ ،‬وال‬ ‫عند الصوفي الصادقْب‪ ،‬فهي خرافات هبب أف نطهر منها التصوؼ يف كل ٍ‬ ‫زماف‬ ‫ومكاف‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -31‬ضؤية الػيسة ظييب مهؿوفة الطأؽ‬ ‫َّ‬ ‫يدعي البعض أف رؤي السيدة زينب يف اؼبناـ بشعرىا أو دببلبسها العادي دالل‬ ‫على أنو من أىل البيت‪ ،‬وليس غريباً عليها‪ ،‬فمارأي فضيلتكم يف ىذا األمر؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا تعميم!‬ ‫الذي ورد يف ىذا األمر رواي وبكيها الشيخ دمحم متويل الشعراوي رضب هللا عليو‬ ‫عندما كاف طالبا جبامع األزىر‪:‬‬ ‫أنو كاف يسكن جبوار السيدة زينب وقتها ‪...‬‬ ‫وكاف أبوه وبب آؿ بيت النيب‪ ،‬وقد رأى الشيخ الشعرواي السيدة زينب يف اؼبناـ‬ ‫وىي غّب ؿبجب ‪ ،‬وكاف أبوه عنده يف زايرة‪ ،‬فحكى ألبيو ىذه الرؤاي‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬ايبِب ألننا‬ ‫من آؿ البيت‪ ،‬ولذلك أنت رأيتها بشعرىا!‬ ‫فسرىا لو بذلك‪.‬‬ ‫لكن ىذه قص أو حادة ال تُ َّ‬ ‫عمم‪ ،‬وال قبعلها قانوانً‪ ،‬ألف أبوه َّ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ِ‬ ‫فسرىا بذلك؟‬ ‫فهل كل إنساف يرى السيدة زينب يُ ّ‬

‫ال‪ ،‬فالرؤاي كما قاؿ ‪:‬‬

‫ّٔ‪ ٍِٚ‬عَابِسٍ }‬ ‫ايسؤِ‪َٜ‬ا أل َّ‬ ‫{ ُّ‬

‫‪40‬‬

‫وكل رؤاي ؽبا تعبّبىا‪.‬‬ ‫فبل أنخذ تعبّب شخص واحد على كل الرؤايت‪.‬‬ ‫وىبرج منشورات‬ ‫لكن كثّب من أدعياء الصوفي يتوقف عند مثل ىذه الكلمات‪ُ ،‬‬ ‫ويُعممها‪ ،‬يف حْب أنو مسكْب!‬ ‫والصوفي أغنياء عن مثل ىذا‪ ،‬فعندىم من العطاء اإلؽبي ما يغنيهم ويكفيهم‪،‬‬ ‫وأيخذ أييدي ؿببيهم‪ ،‬وال وبتاج إىل مثل ىذه األشياء‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪ٌ 40‬ي اثي هب خ ّهظٌف ثي أثٖ ش٘جخ عي أً‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


(

)






(

)






‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪xqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪-1‬نيفية عطض التصوف الصخيح‬ ‫مدارس التصوؼ كانت دائماً تصنع الرجاؿ الذين ينهضوف ابألم ‪ ،‬لكن لكثرة‬ ‫الدخبلء واألدعياء يف التصوؼ أصبح ُّ‬ ‫الغث فيو أكثر فيو من الثمْب‪ ،‬فكيف يبكن‬ ‫للصادقْب عرض التصوؼ الصحيح؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫عرض التصوؼ الصحيح ال وبتاج يف ىذا العصر إىل ذبمعات‪ ،‬وال إىل كتب‪ ،‬وال‬ ‫إىل ؿباضرات‪ ،‬وال إىل إذاعات‪ ،‬وإمبا وبتاج إىل رجاؿ يتجملوف هبذه األحواؿ‪ ،‬فقد قاؿ‬ ‫ابن عطاء هللا السكندري ‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫ولذلك يقوؿ اغبكماء للمقبلْب يف يزمنا على ع ِّد ختمات القرآف الٍب يقرأوف‪:‬‬ ‫يعِب ِ‬ ‫صبّل نفسك بصف آي من آايت القرآف‪ ،‬عندما يراىا اػبلق يروف فيك‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫أوصاؼ القرآف ‪ ،‬فعلى سبيل اؼبثاؿ‪   :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٖٙ(    ‬الفرقاف) ىذه اآلي ربتاج إىل ٍ‬ ‫رجل فيو‬ ‫خص بو أىلها من‬ ‫ىذه األوصاؼ‪ ،‬وذبلَّت فيو ىذه الصفات‪ ،‬فيُعطيو هللا ‪ ‬ما َّ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫خصوصيات وىبات ‪...‬‬ ‫فكل من يراه يشعر أبف ىذا الرجل لو شيء عند حضرة هللا‪ ،‬فينجذب قلبو إليو‪،‬‬ ‫وإف مل وبدةو بشفتيو‪ ،‬لكن وبس أبنو ينجذب إليو من غّب كبلـ وال غّبه‪ ،‬فنشر التصوؼ‬ ‫يف ىذا الزماف وبتاج إىل ٍ‬ ‫رجاؿ أجبلء يعملوف دبا علموا حٌب يُورةِّهم هللا علم ما مل يكونوا‬ ‫يعلموا‪ ،‬فيجذبوف الناس بصدقهم‪ ،‬وإخبلصهم‪ ،‬وإخباهتم‪ ،‬وخشوعهم إىل رهبم‪،‬‬ ‫وحضورىم القليب الدائم مع حضرة حبيبهم‪.‬‬ ‫فهؤالء األقواـ يكونوف دبثاب مغناطيس نوراٍل رابٍل هبذب حديد القلوب الٍب‬ ‫تكوف كاغبديد‪ ،‬فيليِّنها ويُه ِّذهبا ويُصفيها ويرقيها ويدخلها على حضرة عبلـ الغيوب‬ ‫‪ ،‬ولذلك أنت ذبد ىذا يف الكوف‪:‬‬ ‫فهناؾ أُانس يبؤلوف الدنيا ؿباضرات وعظات وعلى اؼبنابر ويف اؼبساجد وال يوجد‬ ‫من يبشي معو‪ ،‬ؼباذا؟‬ ‫ألنو أصبح كاؼبغناطيس الذي فقد القوة اؼبغناطيسيو الٍب فيو‪ ،‬فتضعو يف وسط‬ ‫اؼبسامّب فبل يبسك أي مسمار‪.‬‬ ‫رجل آخر عندما ينزؿ إىل أي مكاف يلتف الناس حولو‪ ،‬وأنت نفسك‬ ‫وىناؾ ٌ‬ ‫تتعجب كيف أيت إليو ىؤالء الناس؟! ومن الذي أتى هبم؟! وؼباذا أتوا؟! وال تدرؾ أف‬ ‫الرضبن ‪ ‬إبظبو اعبامع صبَّل ىذا الرجل فصار إظبو اعبامع‪ ،‬هبمع لو األخيار‪ ،‬وينتقي لو‬ ‫مغناطيس هبذب األخيار‪ ،‬ويقرب األبرار‪ ،‬ويُدخلهم انر اجملاىدة‪:‬‬ ‫قلت‬ ‫األبرار‪ ،‬فهو كما ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٚٛ(     ‬اغبج) ليُصفي نفوسهم‪ ،‬ويُطهر قلوهبم‪ ،‬مث يُدخلهم‬ ‫على حضرة هللا ‪.‬‬ ‫فنحن يف ِّأمس اغباج إىل ىؤالء الرجاؿ وإف شاء هللا سيحدث ىذا األمر يف ىذا‬ ‫الزماف بربك رسوؿ هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -2‬التصوف وىَطة األمة‬ ‫كيف يبكن أف يساىم التصوؼ يف هنض األم وبعث اؽبم ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫التصوؼ هبعل الصادؽ يف اتباعو دائماً عنده نب عالي ‪ ،‬ألنو ال يرضى ابلدوف من‬ ‫اؼبقامات‪ ،‬وال ابلدٍل من الدرجات‪ ،‬حٌب ولو كاف يف اعبنات‪ ،‬لكن نبتو تدعوه إىل أف‬ ‫يبلغ أعلى الدرجات وأرقى اؼبقامات‪ ،‬وال يرضى بغّب ذلك من هللا ‪.‬‬ ‫سيدي عمر بن الفارض ‪ ‬عندما كاف يف النزع األخّب ورأى مكانتو يف اعبن ‪-‬‬ ‫وىي مكان ٌ عالي ‪ -‬بكى وقاؿ‪:‬‬ ‫مدددتى رددددم هٌةلزدددٖ مدددٖ ال دددت عٌدددتأ من‬ ‫أمهٌ٘دددددخ دددددرد ّحدددددٖ ثِدددددب اهٌدددددب ك‬

‫هددددب ددددت أٗددددذم مقددددت ػدددد٘عذ أٗددددبهٖ‬ ‫ّال٘ددددددْم أحمددددددجِب أػددددددابس أحددددددتم‬

‫أان أمنيٍب ليست ىذه ولكن أمنيٍب أنت‪ ،‬ال يريد إال وجو هللا‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٕ٘(    ‬الكهف)‪.‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وىؤالء القوـ لعُلو شأهنم وعزائمهم‪ ،‬ال يرضوف ابلدوف من الدنيا‪ ،‬وال يرضوف يف‬ ‫أعزة‪ ،‬ألف هللا ‪ ‬ألبسم ةوب العزة‪ ،‬فإف العزة كما قاؿ هللا‪:‬‬ ‫الدنيا إال أف يكونوا َّ‬

‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٛ(  ‬اؼبنافقوف‪.....‬‬

‫فلذلك طلبوا من هللا أف يُعزىم فبل ُّ‬ ‫يبدوا يدىم إىل سواه‪ ،‬أو هبعلهم وبتاجوف‬ ‫طرفاً إىل عداه‪ ،‬بل إهنم ال يرجوف من هللا إال الغُب الكامل يف الدنيا‪ ،‬والسعادة الراقي‬ ‫يوـ لقياه جل يف عبله‪.‬‬ ‫سيدان موسى عندما أمره هللا أف يبلِّغ رساالت هللا‪ ،‬قاؿ‪ :‬اي رب تَبكِب إىل خلقك‬ ‫ىذا يطعمِب يوماً‪ ،‬وىذا ال يطعمِب؟ والنيب إذا ُكلِّف ابلرسال فوراً يَبؾ السعي يف الدنيا‬ ‫ويتفرغ لرسال هللا‪ ،‬فقاؿ هللا تعاىل‪( :‬اي موسى أما ترضى أف ندخل كل ٍ‬ ‫يوـ رجبلً اعبن من‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أجلك؟) يعِب من يطعمك اليوـ طعاماً ندخلو اعبن ‪ ،‬مع أف ىذا الطعاـ الذي أرسلو ىو‬ ‫هللا أحكم اغباكمْب ‪.‬‬ ‫سيدي أبو اغبسن الشاذيل ‪ ‬عندما جاءه النداء يف شاذل يف تونس‪ :‬اي علي‬ ‫إنزؿ ِ‬ ‫إىد الناس إلينا‪ ،‬قاؿ‪ :‬اي رب ُربوجِب إىل عبادؾ ىذا يُعطيِب وىذا ال يُعطيِب!!‬ ‫اؼبلي‪ ،‬إف شئت من اعبيب‪ ،‬وإف شئت من الغيب‪.‬‬ ‫فقاؿ‪ :‬اي علي أنفق وأان ُّ‬

‫وىكذا أولياء هللا ال ُك َّمل إىل يوـ الدين ال يرضوف إال ِّ‬ ‫يطهروف‬ ‫ابلعزة‪ ،‬فهؤالء ِّ‬ ‫اجملتمع من اؽبمم الدني ‪ ،‬واألفكار الدنيوي ‪ ،‬والعزائم الطيني ‪ ،‬وهبعلوف الناس يستعلوف‪،‬‬ ‫فيُعلي ‪ ‬شأهنم‪ ،‬ويرفع هللا ‪ ‬قدرىم‪.‬‬ ‫كما حدث مع أصحاب اغببيب ‪:‬‬

‫فقد كانوا ُحفاةً عُراة وبعضهم كانوا عبيداً‪ ،‬لكنهم عندما سلَّموا أنفسهم هلل‬ ‫ورسولو وتربوا على يد النيب الَببي الصحيح ‪ ،‬مل سبضي عدة أعواـ حٌب صاروا كلهم‬ ‫أُمراء‪ ،‬وقادة للجند‪ ،‬مشهو ٌد ؽبم حبُسن القيادة‪ ،‬وعدال الوالي إىل أف يرث هللا ‪‬‬ ‫األرض ومن عليها‪ ،‬وىذا وعد هللا يف كل زماف ومكاف‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫(٘​٘النور)‪.‬‬

‫وع ٌد من هللا أف كل من سيمشي يف ىذه الَببي ال بد أف ُيب ِّكنو هللا يف أرض نفسو‪،‬‬ ‫وُيب ِّكنو هللا يف أرض القلوب غّب اؼبعيب ‪ ،‬وغّب احملجوب عن عبلـ الغيوب‪ ،‬وُيب ِّكنو هللا ‪‬‬ ‫لو اؽبم‬ ‫((ع ُّ‬ ‫من نشر الفضائل اإلؽبي والتعاليم الرابني الٍب يقوؿ فيها اإلماـ علي هنع هللا يضر‪ُ :‬‬ ‫من اإليباف)) وكبن كبتاج إىل ىذا األمر يف زماننا ىذا‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -3‬الصوفية والؿطيعة‬ ‫يؤخذ على الصوفي أهنم يَبكوف التكاليف الشرعي حبج أف هللا أسقط عنهم‬ ‫التكاليف‪ ،‬ما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذه حج ٌ داحض ال يقع فيها إال األدعياء‪ ،‬الذين ال ينتسبوف للصوفي من‬ ‫قريب وال من بعيد‪ ،‬ألف الصوفي الصادقْب ُّ‬ ‫أشد الناس سبسكاً ابلشريع اإلؽبي ‪ ،‬فهم‬ ‫أوىل الناس ابإلتباع لسيدان رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫ولذلك عندما ظبع اإلماـ اعبنيد ‪ ‬ىذه الفري وقالوا لو‪ :‬إف قوماً َّ‬ ‫يدعوف إسقاط‬ ‫األعماؿ ويقولوف‪ :‬إهنم سقط عنهم التكليف‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪.‬‬

‫ويقوؿ اإلماـ أبو العزائم هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ألف ىؤالء أىل سقر‪   :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪(     ‬اؼبدةر)‪.‬‬ ‫أما قضي إسقاط التكليف كما قاؽبا البعض ىي إسقاط اؼبعاانة‪ ،‬وإسقاط التعب‬ ‫والعناء يف أداء التكاليف‪ ،‬ألنو يؤديها ٍ‬ ‫بتلذذ وؿبب ٍ وأ ٍ‬ ‫ُنس ابهلل ‪.‬‬ ‫فمثبلً بعضنا وىو يؤدي الصلوات هبد فيها مشق ابلغ ‪ ،‬ولكن قبد بعض القوـ‬ ‫يظل منتصباً بْب يدي هللا من بعد صبلة العشاء إىل صبلة الفجر يُصلي هلل‪ ،‬وعند‬ ‫ُّ‬ ‫مرت ىذه الليل سريعا؟! أان مل آخذ حظي بعد من عبادة هللا‬ ‫اقَباب الفجر يقوؿ‪ :‬ؼباذا َّ‬ ‫‪ !!‬ؼباذا؟ لتلذذه واستلذاذه وذوقو غببلوة ىذه الطاع هلل ‪.‬‬ ‫وىذا إف قالو بعض الصاغبْب على لسانو‪ ،‬فإمبا يقصد بذلك أنو يف تلذذه‬ ‫ابلعبادة‪ ،‬وذوقو غببلوة العبادة‪ ،‬فبل يشعر بكلف ‪ ،‬يعِب مشق وال تعب وال عناء يف ىذه‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫العبادة‪ ،‬ولذلك كاف منهم اإلماـ اعبنيد‪ ،‬فقد كاف يصلي كل ليل ةبلشبائ ركع ‪ ،‬فما‬ ‫حدودىا؟! كبن لو صلينا صبلة الَباويح عشرين ركع ستجد الناس متضررة‪ ،‬ويقولوف‪:‬‬ ‫ؼباذا ال ذبعلوىا شباني ؟! لكنو كاف يصلي ةبلشبائ ركع وليست كصبلتنا ىذه‪ ،‬بل يطيل‬ ‫يف القراءة‪ ،‬ويطيل يف الركوع‪ ،‬ويطيل يف السجود‪ ،‬ؼباذا؟ تلذذاً وتفكهاً بطاع هللا كأىل‬ ‫اعبن إف شاء هللا رب العاؼبْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -4‬الصوفية والععلة عيس الياؽ‬ ‫يؤخذ على الصوفي اعتزاؿ الناس واجملتمعات‪ ،‬واإلنغبلؽ على أنفسهم‪ ،‬ولذا يرى‬ ‫البعض أف ىذا أشبو ابلرىباني ‪ ،‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الناس الذين ينغلقوف على أنفسهم ويبتعدوف عن الناس‪ ،‬فهؤالء ليسوا صوفي ‪،‬‬ ‫فهم إما ُزىَّاد أو ُعبَّاد‪ ،‬ومنهم من يبحث عن مكاف ىبتلي فيو ويتعبَّد هلل ‪.‬‬ ‫لكن أفضل نوافل للعبد الٍب تتعلق خبلق هللا‪ ،‬والصوفي يعرفوف ىذا اؼبقاـ‪،‬‬ ‫ويعرفوف ىذا القدر‪.‬‬ ‫ولذلك الصوفي كانوا قبل اغبياة العصري ىم القائموف مقاـ وزارة األوقاؼ‪ ،‬ومقاـ‬ ‫وزارة الشئوف اإلجتماعي ‪ ،‬ومقاـ وزارة الصح ‪ ،‬قبل وجود ىذه اإلدارات‪.‬‬ ‫يعْب نفسو هلل‪ ،‬فهذا مؤذف مسجد كذا‪ ،‬وىؤالء يتنافسوف‬ ‫فكاف كل واحد منهم ِّ‬ ‫خرجت ىذه الوظيف من أولياء هلل‬ ‫على نظاف مراحيض اؼبساجد لوجو هللا‪ ،‬ولذلك كم َّ‬ ‫‪ ، ‬ألنو تطامن على نفسو‪ ،‬وخدع نفسو‪ ،‬وكاف ينظف اؼبراحيض‪ ،‬ومل تكن اؼبراحيض‬ ‫ابؽبيئ الٍب نراىا حالياً‪ ،‬ولكنها كانت هبيئ أُخرى ال تصلح هنائياً‪ ،‬لكنهم كانت ىذه‬ ‫وظيفتهم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ويُروى يف ىذا اجملاؿ أف الشيخ عبد الوىاب اعبوىري وىو من بلدة ؿبل مرحوـ‬ ‫جبوار طنطا‪ ،‬وكاف اتجر ذىب‪ ،‬ذىب ليتبع سيدي أضبد البدوي ‪ ‬وأرضاه‪ ،‬واتجر‬ ‫رجل ُمرفَّو يعيش حياة اؼبَبفْب‪ ،‬ولكي يدخل يف دائرة وأحباب الصاغبْب ال‬ ‫الذىب يعِب ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ويتخشن‪ ،‬فكما قيل‪:‬‬ ‫بد أف يَبؾ ىذا الَبؼ‬ ‫‪.‬‬ ‫فقاؿ لو الشيخ‪ :‬أتريد أف سبشي معنا‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬نعم‪ ،‬وكاف ىناؾ ساقي ُزبرج اؼباء‬ ‫ِ‬ ‫ةور يدور هبا‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬إف كنت‬ ‫من البئر ليتوضأ الناس منها‪ ،‬والذي يُشغّل ىذه الساقي ٌ‬ ‫تريد أف سبشي معنا‪ ،‬فعليك بتشغيل ىذه الساقي مناوب مع الثور‪.‬‬ ‫الشيخ يريد أف ينزلو من العلياء الٍب يعيش فيها وىبشوشن‪ ،‬وىبتربه إف كاف صادقاً‬ ‫أـ ُم َّدعياً‪ ،‬ألنو لو كاف مدعياً فلن يقبل ىذا األمر‪ ،‬وإف كاف صادقاً سيقبل ىذا األمر‪،‬‬ ‫فمشى على ىذا اؼبنواؿ‪ ،‬وذات مرةٍ َّ‬ ‫حدةتو نفسو أبنو ترؾ العز والَبؼ‪ ،‬وجاء ليعمل‬ ‫هبذا!!‪ ،‬ودبجرد أف خطر يف ابلو ىذا الكبلـ وإذا ابلشيخ أمامو‪ ،‬وقاؿ لو‪ :‬ماذا تقوؿ يف‬ ‫بت‬ ‫نفسك؟! إذا كنت تريد أف ترجع ؼبا كنت فيو فاذىب وكبن ال نريدؾ‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬أان تُ ُ‬ ‫بْب يديك عن ىذه اػبواطر النفسي ‪ ،‬وبعد فَبة قاؿ لو‪ :‬نريد أف نرقيك‪ ،‬نريد منك أف‬ ‫تغسل اؼبراحيض‪.‬‬ ‫فكاف ىذا نظاـ الصاغبْب‪ ،‬فالكنَّاس الذي كاف يكنس بيت سيدان أضبد البدوي‬ ‫أصبح وليِّاً من األولياء ولو طريق إظبها الطريق ال ُكنَّاسي ‪ ،‬ؼباذا؟ ألنو تواضع وكاف‬ ‫يكنس مكاف اؼبريدين‪.‬‬ ‫والراعي الذي كاف يرعى اغبيواانت الٍب كاف أييت هبا لؤلحباب عنده أصبح من‬ ‫الصاغبْب ولو طريق وىي طريق الشيخ الراعي‪ ،‬وىي موجودة إىل وقتنا ىذا‪.‬‬ ‫فالصوفي يتبلضبوف يف اجملتمع‪ ،‬ويشتغلوف يف اجملتمع‪ ،‬من الذي كاف يقوـ‬ ‫ابؼبساجد كلها يف العامل اإلسبلمي قبل وزارة األوقاؼ؟ الصاغبوف‪ ،‬أحدىم يهب نفسو‬ ‫لئلمام أو إةنْب أو ةبلة ينظموف أنفسهم مع بعض‪ ،‬وإةنْب ينظموف أنفسهما لآلذاف‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وةبلة أو أربع ينظموف أنفسهم للخدم ‪ ،‬واليريدوف من ٍ‬ ‫أحد شيئاً ألهنم يعملوف ذلك‬ ‫هلل ‪ ،.‬من الذي كاف يبحث عن اؼبساعدات اإلجتماعي والعطف على الفقراء‬ ‫واؼبساكْب واؼبرضى وذوي اإلحتياجات؟ الصاغبْب‪ ،‬كانوا يتعرفوف على أحواؽبم‪ ،‬وإذا‬ ‫استطاعوا أف يُعطوىم فبا معهم‪ ،‬وإال كانوا يذىبوف ألىل اػبّب الذين يتوظبوف فيهم اػبّب‬ ‫وأيخذوف منهم اؼبساعدات ويُعطوىا ؽبؤالء الفقراء واؼبساكْب‪.‬‬

‫رأينا عندان يف طنطا رجبلً ؾبذوابً‪ ،‬وكاف يف األصل من كبار األغنياء‪ ،‬وأصابتو‬ ‫جذب إؽبي فَبؾ غناه ومشى سائحاً يف هللا‪ ،‬ورأيناه يف عصران‪ ،‬ولو حالياً ضريح يف كفر‬ ‫الزايت يف بلدة اتبع لطنطا‪ ،‬ماذا كاف يفعل ىذا الرجل؟ كاف يذىب للتجار حوؿ السيد‬ ‫البدوي ويقوؿ‪ :‬ىات طبس جنيهات أو إةنْب أو ةبلة جنيهات‪ ،‬فبل يستطيع أح ٌد أف‬ ‫يردَّه‪.‬‬

‫ذات مرة تتبعو أحدىم‪ ،‬ففوجئ أنو أخذ ىذه النقود واشَبى طلبات إلمرأة تلد‬ ‫وأجر حنطوراً وذىب بو إىل بيت‪ ،‬وطرؽ الباب‪ ،‬وكاف بداخل البيت امرأةٌ‬ ‫وؼبولودىا‪َّ ،‬‬ ‫تلد وال سبلك شيئاً من الدنيا ال ىي وال زوجها!!‪.‬‬ ‫يتحسس أحواؿ ىذه الناس ويتجسسها؟ ىؤالء الصاغبْب‪ ،‬من‬ ‫من الذي كاف‬ ‫َّ‬ ‫اؼبمكن أف يكوف يف وزارة الشئوف اإلجتماعي حالياً بعض اجملامبلت‪ ،‬وأحياانً ؿباابة‪،‬‬ ‫وأحياانً تدليس‪ ،‬لكن ىؤالء ليس عندىم ىذا‪ ،‬ولكن عندىم أحاسيس أتيت من عند هللا‪،‬‬ ‫ويضعوف الشيء يف موضعو تقرابً من هللا‪ ،‬وال يرجوف من اػبلق مدحاً وال ةناءاً‪    :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٜ(    ‬اإلنساف)‪.‬‬ ‫فكاف من يقوـ ابألعماؿ اػبّبي كلها لؤلم اإلسبلمي ىم الصوفي ‪ ،‬وىم من‬ ‫يبحثوف اؼبنافع الٍب وبتاجها الناس‪ ،‬فإذا إحتاج الناس إىل سبيل ماء‪ ،‬فيعملوف ؽبم سبيل‬ ‫ماء‪ ،‬وإذا احتاج الناس مكاانً للعبلج‪ ،‬يُهيئوف ؽبم مكاانً للعبلج‪.‬‬ ‫ولذلك عندما ننظر للمساجد الٍب عندان يف أغلب الببلد‪ ،‬من الذي بناىا؟ ىل‬ ‫الدول بنت مساجد؟ ال‪ ،‬لكن الذي بناىا أىل اػبّب‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فأىل اػبّب ىم القائموف برعاي أحواؿ احملتاجْب والفقراء واؼبساكْب وذوي‬ ‫تكليف يف‬ ‫اإلحتياجات اػباص لؤلم احملمدي من عند أنفسهم‪ ،‬ويروف أف ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫أعماقهم من هللا ومن رسوؿ هللا ‪ ،‬وال يبغوف من وراء ذلك جزاءاً وال شكوراً‪.‬‬ ‫سيدي أضبد الرفاعي ‪ ‬وأرضاه‪ ،‬ما العمل الرئيسي يف طريقتو؟ خدم الفقراء‬ ‫واؼبساكْب‪ ،‬ولذلك كنت ذبد اعبماع الرفاعي يف اؼبساجد الكربى كل واحد منهم وبمل‬ ‫قرب على ظهره ويدور على اؼبصلْب ويسقيهم لوجو هللا‪ ،‬فيأيت الواحد منهم بثلج‪ ،‬وأييت‬ ‫دباء زىري لكي يكوف اؼباء معطَّراً ومثلَّجاً‪ ،‬وؼباذا ىذا كلو؟ هلل ‪ ،‬ألف طريقتهم بُنيت‬ ‫على اػبدم ‪ ،‬وألف سيدي أضبد الرفاعي قاؿ‪:‬‬ ‫‪ ‬فهذه أحواؿ الصوفي الصادقْب‪ ،‬وليس لنا شأ ٌف‬ ‫ابألدعياء واؼبنتحلْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -5‬التصوف والفلػفة‬ ‫يؤخذ على الصوفي اختبلط التصوؼ ابلفلسف اليوانني ‪ ،‬وظهرت أفكار اغبلوؿ‬ ‫صور زائف وأوىاـٌ‬ ‫واإلرباد ووحدة الوجود على أف اؼبوجود اغبق ىو هللا‪ ،‬وما عداه فإهنا ٌ‬ ‫وخياالت‪ ،‬ما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫خّب‬ ‫الصوفي نبعها من اغبضرة احملمدي ‪ ،‬والشريع اإلؽبي الٍب جاء هبا اؼبصطفى ُ‬ ‫الربي ‪ ،،‬ومن ينسب التصوؼ إىل اغبكم اؽبندي ‪ ،‬أو الفارسي ‪ ،‬أو الفلسف اليوانني ‪،‬‬ ‫يب عن اإلسبلـ‪ ،‬لنبعد عنو‪ ،‬وللرد على‬ ‫فهؤالء ٌ‬ ‫قوـ يتجنوا على التصوؼ ليقولوا أنو غر ٌ‬ ‫ىؤالء بردود فاضب كبتاج إىل وقت آخر‪ ،‬وىذه الردود موجودة يف كتبنا‪.‬‬ ‫فهؤالء الذين ذبنوا على الصوفي نسبوا إليهم أهنم أخذوا من اليوجا اؽبندي ما‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫سمى ابغبلوؿ واإلرباد ووحدة الوجود‪ ،‬مع أف ىذه األشياء أنكرىا ُك َّمل الصوفي‬ ‫يُ َّ‬ ‫ابلكلي ‪ ،‬وكبن وضعنا فصبلً كامبلً ؽبا يف كتاب (اؼبنهج الصويف واغبياة العصري ) بيَػنَّا فيو‬ ‫كيف أف ابن عرب نفسو تكلم عن ىذه اآلراء‪ ،‬ومن صبل كبلمو‪( :‬من قاؿ ابغبلوؿ‬ ‫فحالو معلوؿ) وكبلـ كثّب ذكرانه‪ ،‬واستشهدان بو على ىؤالء القوـ‪.‬‬ ‫ربل يف إنساف‬ ‫فما معُب اغبلوؿ؟ اؽبنود يعتقدوف أنو إذا مات منهم أح ٌد فإف روحو ُّ‬ ‫وبل يف واحد آخر‪ ،‬ويسموف ذلك عقيدة تناسخ األرواح أو‬ ‫آخر‪ ،‬واآلخر عندما يبوت ُّ‬ ‫يصح ىذا الكبلـ؟!‪.‬‬ ‫اغبلوؿ‪ ،‬وىل ِّ‬

‫حل يف اؼبسيح‪،‬‬ ‫وىم أخذوىا من النصارى الذين حرفُّوا أفكارىم‪ ،‬وقالوا‪ :‬أف هللا َّ‬ ‫فحل يف األب واإلبن‪ ،‬ولذلك يقولوف بسم األب واإلبن وروح‬ ‫حل يف السيدة مرَل‪َّ ،‬‬ ‫أو َّ‬ ‫القدس إؽباً واحداً‪ ،‬يعِب الثبلة إلوٌ واحد‪ ،‬فهل ىذا الكبلـ عندان؟! ال‪ ،‬حٌب ُجهَّاؿ‬ ‫ذبُب هبا أعداء الصوفي ‪ ،‬واؼبتلمسْب األخطاء‪،‬‬ ‫الصوفي ال يقولوف بذلك‪ ،‬فهذه أشياء َّ‬ ‫والذين وباولوا أف ينكروا عليهم ويشنعوا عليهم‪.‬‬

‫العمل هبا‬ ‫لكن الصوفي ابختصا ٍر شديد ىي معرف للشريع اإلسبلمي ‪ ،‬مث‬ ‫ٌ‬ ‫إبخبلص طلباً لرضاء الذات العلي ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -6‬مصازض التلكي عيس الصوفية‬ ‫يُؤخذ على الصوفي أف مصادر التلقي عندىم تعتمد على الكشف‪ ،‬ويدخل ربت‬ ‫الكشف تلقيهم من رسوؿ هللا ‪ ‬يقظ ً ومناماً‪ ،‬أو من اػبضر‪ ،‬أو الفراس أو اإلؽباـ‪،‬‬ ‫فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫القواعد اإلؽبي القرآني لتلقي العلوـ ذكرىا اغبي القيوـ يف قولو‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٖٙ(  ‬اإلسراء) فاإلنساف يتلقى من السماع‪،‬‬ ‫ومن العلماء العاملْب‪ ،‬أو من النظر يف كتب الصادقْب‪ ،‬أو من النظر يف آايت هللا يف‬ ‫الكوف‪ ،.‬أو يُلهمو هللا ‪ ‬يف قلبو علماً إؽبياً لدنياً‪ ،‬ىذا العلم جعل لو السادة الصاغبوف‬ ‫شروطاً‪ ،‬وأوؿ شرط من شروط ىذا العلم أف ال ىبالف الشريع ‪ ،‬ألنو ليس شيء‬ ‫والشريع شيء آخر‪ ،‬فهو ليس مصدر والشريع مصدر آخر‪ ،‬فالشريع كاللنب‪ ،‬عندما‬ ‫لبُضَّو ىبرج منو الزبد‪.‬‬

‫فالشريع إذا خضَّها اإلنساف ابلعمل خالصاً هلل‪ ،‬يقطف شبارىا وىي علوـ اغبقيق ‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قاؿ ‪ َِٔ { :‬عٌََُِ بَُِا عًَِ​َِ ‪َٚ‬زَّثَُ٘ ايًَُّ٘ َِعَائّ‪ ٢‬عًَِِّٖ َ​َا ئِّ​ِ ‪َٜ‬عًِِّٔ​ِ }‬ ‫نفرض أنو جاءه شيئاً من اإلؽباـ ىبالف الشرع‪ ،‬ولنفرض أنو رجبلً من أىل‬ ‫الكشف‪ ،‬وكشفو خالف الشرع‪ ،‬فاألساس الذي اتفق عليو الصاغبْب‪ ،‬وقوانْب الصادقْب‬ ‫ىو الذي يقوؿ فيو سيدي أبو اغبسن الشاذيل هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فأىم شيء ىو الشريع ‪ ،‬وحقيق الكشف كثّب من الناس ال يفقهها جيداً‪ ،‬فالناس‬ ‫تفهم أف الكشف ىو اإلطبلع يف البيوت‪ ،‬ويرى ما خفي‪ ،‬ويعلم الكبلـ الذي دار مع‬ ‫فبلف وفبلف ابألمس‪ ،‬ويعرؼ استباؽ السمع كالشياطْب‪ ،‬ويعرؼ مٌب ينزؿ اؼبطر وأين‬ ‫ينزؿ‪.‬‬ ‫فهذا كلو قد يكوف كشفاً شيطانياً‪ ،‬ألف الشيطاف يستطيع أف يفعل ذلك كلو‬ ‫ويوسوس لئلنساف يف أُذنو بذلك‪ ،‬وكثّب من الذين يسخروف اعبن يقوؿ لو‪ :‬إف فبلف‬ ‫قادـٌ لك‪ ،‬ويقوؿ للخادـ‪ :‬أوؿ ما يصل فبلف الفبلٍل أدخلو على الفور‪ ،‬فاآلخر يقوؿ‪:‬‬ ‫وكيف عرؼ أنِب قادـ؟ من الذي بلَّغو؟ شيطانو الذي ىباويو‪ ،‬والذي يوسوس يف أُذنو‪.‬‬ ‫أو يقوؿ لو‪ :‬اي فبلف نريد منك كذا من اؼباؿ‪ ،‬فيقوؿ لو‪ :‬ليس معي شيء‪ ،‬فيقوؿ‬ ‫‪ 1‬أشف الخ ب للعجلًْٖ ّث ر ال ْا ت للكتثبعٕ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫علي ويعرؼ عِب كل‬ ‫لو‪ :‬معك ماؿ زببئو يف مكاف كذا‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬إف الشيخ يطلع َّ‬ ‫شيء!!‪ ،‬وىل ىناؾ شيخ ينشغل هبذا الكبلـ؟! ىذا عمل إبليس ‪ ....‬إذا كاف شيخاً‬ ‫حقيقياً فسيكوف مشغوالً ابهلل‪ ،‬وال ينشغل طرف ع ٍ‬ ‫ْب بسواه جل يف عبله‪.‬‬ ‫إذاً فما الكشف؟ ىو كشف اؼبعاٍل يف اآلايت القرآني ‪ ،‬وكشف اؼبعاٍل يف‬ ‫األحاديث النبوي الٍب تُبلئم اؼبريدين الصادقْب والسالكْب احملققْب يف ىذا العصر ويف‬ ‫ىذا الزماف ويف ىذا األواف‪ ،‬وكشف اؼبعاٍل ىو الكشف اغبقيقي الذي يبحث عنو‬ ‫الصاغبوف‪ ،‬والذي يبحث عنو الصادقوف من عباد هللا ‪،‬‬ ‫وحٌب ىذا الكشف إذا خالف الشريع فيعرؼ أف ىذا وارد من النفس‪ ،‬أو خاطر‬ ‫ويتمسك بسن البنيب العدانف وشريع حضرة‬ ‫من الشيطاف‪ ،‬فيضرب بو عرض اغبائط‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الرضبن سبحانو وتعاىل‪.‬‬ ‫والكشف ليس معتمداً عندان يف شيء‪ ،‬وإمبا ىو زايدة فوائد أتيت عوائد من هللا‬ ‫نتيج اإلخبلص ونقاء السريرة‪ ،‬وشرطو أف يكوف موافقاً لشريع هللا‪ ،‬ال يتخلى عنها‬ ‫طرف ع ٍ‬ ‫ْب وال أقل‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪-7‬جَاز اليفؼ عيس الصوفية‬ ‫يؤخذ على الصوفي التشديد على النفس مثل اإلمتناع عن الطعاـ والكبلـ‬ ‫لو يف الدين‪ ،‬ألف رسوؿ هللا ‪ ‬قاؿ‪ { :‬أَما و َِّ‬ ‫اِّل إِ​ٍِّل‬ ‫واؼبناـ‪ ،‬ويرى البعض أف ىذا غُ ٌّ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َألَ ْخ َ ِ ِ‬ ‫ِّل وأَتْػ َقا ُكم لَوُ لَ ِك ِِّب أَصوـ وأُفْ ِطر‪ ،‬وأُصلِّي وأَرقُ ُد‪ ،‬وأَتَػزَّو ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ َُ ُ َ َ َْ َ َ ُ‬ ‫شا ُك ْم َّ َ ْ‬ ‫اء‪ ،‬فَ َم ْن َرغ َ‬ ‫سَ‬ ‫ج النّ َ‬ ‫س ِم ِِّب }‪ 2‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫َع ْن ُسن ٍَِّب فَػلَْي َ‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫‪ 2‬الجخب ٕ ّهملن عي أً‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫الصوفي ال يبتنعوف عن شيء من ُمتع اغبياة الدنيا‪ ،‬ولكن يعملوف بقوؿ هللا‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٖٔ(     ‬األعراؼ) كيف نفعل ذلك؟‬ ‫ّٕك‪َُِٝ‬اتْ ُ‪ٜ‬كِ َُِٔ ؾُ ًّٖبَُ٘‪ ،‬فّٔ ِإِٕ غًّّٔٔبَتُِ٘ َْفّٖطُُ٘‪ ،‬فّٔجًُّٕحْ طّٔعَاّْ‪،‬‬ ‫قاؿ ‪ ‬يف ذلك‪ { :‬سَ ِطبُ ا ِبِٔ ٍّ َ‪ َّ،‬ي ّٔ‬ ‫‪3‬‬ ‫ًِٓفّٔظِ }‬ ‫‪َٚ‬ثًُّٕحْ غَسَابْ‪َٚ ،‬ثًُّٕحْ ي َّ‬ ‫ىل من يبشي على ىذا اؼبنهاج يكوف قد حاد عن الشريع اؼبطهرة؟ أـ أهنم أقرب‬ ‫الناس إتباعاً للحبيب ‪‬؟ ىم يبشوف على ىذا اؼبنهاج‪ ،‬وقاؿ ‪ ‬يف حديث آخر‪{:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نًّّٕٕ‪ٛ‬ا‪َٚ ،‬اغِسَبُ‪ٛ‬ا‪ََِٚ ،‬ؿَدَّقّٕ‪ٛ‬ا فِ‪ّٔ ٞ‬غ‪ِٝ‬سِ ضَ َسفٍ ‪َٚ‬ال َخِ‪} ٍ١ًّٔٝ‬‬ ‫أف ال يُسرؼ اإلنساف يف األكل‪ ،‬وأف ال يُسرؼ اإلنساف يف الطعاـ‪ ،‬وأف ال‬ ‫ب لطاع هللا وعبادة هللا‪،‬‬ ‫فيه ُّ‬ ‫يُسرؼ اإلنساف يف اؼبناـ‪ ،‬يعِب ما داـ اإلنساف قد استيقظ ُ‬ ‫وحٌب إف مل يستطع أف يقوـ فيذكر هللا وىو انئم‪ ،‬فينشغل بذكر هللا‪ ،‬لكن ال يوجد أح ٌد‬ ‫من الصوفي يتقلب يبيناً ومشاالً وال أيتيو النوـ‪ ،‬ووبتاج لشيء أييت لو ابلنوـ‪ ،‬لكن نومهم‬ ‫غلب ‪ ،‬فإذا غلبو النوـ انـ‪ ،‬وإذا أخذ حظاً من النوـ قاـ لطاع هللا ‪ ‬كاغببيب اؼبصطفى‬ ‫عليو أفضل الصبلة وأمت السبلـ‪.‬‬ ‫فالصوفي ال وبرموف شيئاً‪ ،‬وإمبا يتبعوف اغببيب ‪ ‬يف منهجو الذي كاف عليو يف‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫حياتو‪ ،‬والذي أمران هللا ‪ ‬أف نقتدي بو يف قولو‪   :‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٕٔ(     ‬األحزاب)‪.‬‬ ‫فبل قبد يف الصوفي من يواصل الصياـ‪ ،‬ألف النيب هنى عن اؼبواصل يف الصياـ‪،‬‬ ‫فعندما أرادوا أف يواصلوا قاؿ ؽبم‪ { :‬إِ‪َّٜ‬انِّٕ​ِ ‪َٚ‬ايّٖ ِ‪ٛ‬ؾَاٍَ‪ ،‬ثَالخَ َ​َسَّاتٍ‪ ،‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪ :‬فّٔإ َِّْؤّ‬ ‫ُِ‪َٛ‬اؾٌُِ ‪َٜ‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘؟ قّٔاٍَ‪ :‬ئّطِتُِ​ِ فِ‪َ ٞ‬ذ ِيؤّ َِجًِِ‪ ،ٞ‬إِْ​ّْ‪ ٞ‬أّٔبِ‪ٝ‬تُ ِعِٓدَ زَبّْ‪ُّّٖٜٓ ٞ‬عِ ُ​ُِٓ‪ ٞ‬زَبّْ‪ٞ‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ِ ََٜٚ‬طكِ‪ ،ِٞٓٝ‬فّٔتَهًَّّٔفّٕ‪ٛ‬ا ََِٔ ايّٖعٌََُِ َ​َا ُِِّٓ‪ٝ‬كّٕ‪} َٕٛ‬‬ ‫والصوفي وبفظوف ما فعلو الثبلث شباب عندما ذىبوا غبضرة النيب‪ ،‬وقالوا‪َ :‬وأَيْ َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ُد ُى ْم‪ :‬أ ََّما أ َ​َان‪ ،‬فَِإٍِّل‬ ‫َّر؟ قَ َ‬ ‫اؿ أ َ‬ ‫َّيب ‪ ‬قَ ْد غُف َر لَوُ َما تَػ َق َّد َـ م ْن ذَنْبو َوَما َأتَخ َ‬ ‫َْكب ُن م َن النِ ِّ‬ ‫‪ٌ 3‬ي الٌمب ٖ ّاثي هب خ عي الوقتام ثي هعتٕ ‪‬‬ ‫‪ 4‬ال بأن مٖ الومزت ّهمٌت أحوت عي عجت هللا ثي عورّ ‪‬‬ ‫‪ 5‬ث ر ال ْا ت للكتثبعٕ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ِ‬ ‫وـ َّ‬ ‫الد ْى َر َوَال أُفْ ِط ُر‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ُصلِّي اللَّْي َل أَبَ ًدا‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫اؿ َ‬ ‫اؿ َ‬ ‫َص ُ‬ ‫آخ ُر‪ :‬أ َ​َان أ ُ‬ ‫أَ‬ ‫ساءَ‬ ‫آخ ُر‪ :‬أ َ​َان أَ ْعتَ ِز ُؿ النّ َ‬ ‫وؿ َِّ‬ ‫اؿ‪:‬‬ ‫اِّل ‪ ‬إِلَْي ِه ْم‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫اء َر ُس ُ‬ ‫فَ َبل أَتَػ َزَّو ُ‬ ‫ج أَبَ ًدا‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫{ أِّْٔتُُِ ايَّرِ‪ َٜٔ‬قًّّٕٖتُِ​ِ نّٔرَا َ‪ٚ‬نّٔرَا‪ ،‬أَّٔ​َا ‪َٚ‬ايًَِّ٘ إِْ​ّْ‪ ٞ‬ئّأَِّٔػَانِّٕ​ِ يًَِِّ٘ ‪َٚ‬أّٔ ِ​ِكّٔانِّٕ​ِ ئُّ٘ ئّهِّْٓ‪ّٔ ٞ‬أؾُ‪ُّٛ‬‬ ‫َ‪ٚ‬زُ ايّْٓطَا‪ ،َ٤‬فّٔ َُِٔ زَ ِغبَ َعِٔ ضَُّٓتِ‪ ٞ‬فًّّٔٔ‪ِٝ‬ظَ َِّْٓ‪} ٞ‬‬ ‫‪َّٕٚ‬أ ّٖفِّٓسُ‪َّٕٚ ،‬أؾًَِّ‪َّٔٚ ٞ‬أزِقّٕدُ‪َٚ ،‬أَِّٔص َّ‬

‫‪6‬‬

‫حضرة النيب ‪ ‬هناىم عن ذلك‪ ،‬فاستوعب الصاغبوف واؼبتقوف والصادقوف ىذا‬ ‫الدرس إىل يوـ الدين‪ ،‬فهم يصلوف ويناموف‪ ،‬ويصوموف ويفطروف‪ ،‬وأيكلوف وال يسرفوف‪،‬‬ ‫ويلبسوف بغّب خيبلء وال كربايء‪ ،‬وإمبا ىم دائماً وأبداً حبضرة النيب ‪ ‬متشبهوف‪،‬‬ ‫وللصحاب الكراـ األجبلء متبعوف‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -8‬عالمات معطفة اهلل تعاىل‬ ‫ما معِب قوؿ ذو النوف اؼبصري‪:‬‬ ‫؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫عظيم جداً‪ ،‬فهي مقاييس وضعها الشيخ ذو النوف اؼبصري ؼبن‬ ‫ىذا الكبلـ ٌ‬ ‫كبلـ ٌ‬ ‫واتصل وظهرت لو اغبقائق اإلؽبي ‪.‬‬ ‫ادَّعى أنو وصل َّ‬

‫الوضع‬ ‫األمر األوؿ‪( ........ :‬ال يُطفئ نور معرف هللا نور ورعو)‬

‫ما داـ أصبح من أىل اؼبعرف والبصّبة فينبغي عليو أف يزيد يف الورع‪ ،‬ألف الورع‬

‫‪ 6‬الجخب ٕ ّهملن عي أً‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫اإلحتياط من الوقوع يف ؿبارـ هللا ‪.‬‬ ‫دبعِب أنو إذا ظهرت عليو اؼبعرف ‪ ،‬والح ؼبن حولو أنوار اؼبعرف ‪ ،‬قد يذىب إليو‬ ‫الناس وبعضهم هبود دبالو‪ ،‬فهو ال بد أف يكوف عنده ورع‪ ،‬فبل يقبل فبا قُ ِّدـ لو إال الذي‬ ‫يكشف بنور بصّبتو ويتحقق أنو حبلؿ‪.‬‬ ‫فلو جاءه أحدىم ٍ‬ ‫دباؿ فيو ُشبه فّبدُّه‪ ،‬أو ماؿ جاء عن طريق سرق فّبدُّه‪ ،‬أو‬ ‫ماؿ عن طريق غزو فّبده ‪ ...‬وىذا الذي نراه يف بعض الصاغبْب الصادقْب‪ ،‬فليس كل‬ ‫شيء أيخذه‪ ،‬لكن أيخذ ما يتأكد بنور بصّبتو أنو من ٍ‬ ‫طريق حبلؿ‪ ،‬فبل يُطفئ نور ورعو‬ ‫نور معرفتو ‪ ....‬وأيمنو الناس على بناهتم ونسائهم‪ ،‬فبل يسمح لنفسو خبلوة شرعي مع‬ ‫أي منهن‪ ،‬وإف كاف يعلم علم اليقْب أنو أصبح ؿبفوظاً حبفظ رب العاؼبْب ‪ ،‬ألنو لو‬ ‫أتكد من حفظ نفسو فهل أتكد من حفظ غّبه الٍب ذبالسو؟!! فعليو ىنا إتباع الشرع‬ ‫الشريف‪ ،‬فيقوؿ ؽبا‪ :‬أين ؿبرمك؟ فإف أتت بو فأىبلً وسهبلً‪ ،‬أو ذبلس معو يف مكاف عاـ‬ ‫مفتوح‪ ،‬فهنا ال يطفئ نور معرفتو نور ورعو الذي وبجزه عن الشبهات‪ ،‬فينتبو ؽبذه‬ ‫الشبهات جيداً‪.‬‬

‫الطؾس‬ ‫األمر الثاٍل‪( :‬ال يتكلم بباط ٍن يف ٍ‬ ‫علم ينقضو ظاىر الكتاب والسن )‪.‬‬ ‫إذا فتح هللا عليو علماً من علوـ الباطن‪ ،‬وشرط ىذا العلم اإلؽبامي أف ال ىبالف‬ ‫شريع هللا طرف ع ٍ‬ ‫ْب وال أقل‪ ،‬فما جاء عن طريق الشريع فهذا ىو اغبق واغبقيق ‪.‬‬ ‫فّب ُّد عليو‪ ،‬ألنو يفعل‬ ‫فإذا تكلم بعلم ظاىره ابطن‪ ،‬لكنو يناقض شرع هللا ‪ُ ،‬‬ ‫فتناً ال ينبغي أف ربدث يف األم احملمدي ‪ ،‬فقد قيل‪:‬‬ ‫كرـ هللا وجهو‪:‬‬ ‫علي ‪ ‬و َّ‬ ‫وقاؿ اإلماـ ٌّ‬ ‫‪.‬‬ ‫ما يعرفو الناس تكلم فيو‪ ،‬ولكن ما ال يعرفو الناس فبل هبب الكبلـ فيو‪ ،‬على‬ ‫‪‬‬


‫(‬

‫)‬

‫‪‬‬

‫فوجدت رجبلً –‬ ‫نظرت يف الفيس بوؾ يف بداي العشراألواخر من رمضاف‪،‬‬ ‫سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كبسبو على خّب ‪ -‬كتب لنفسو ولتبلميذه ولغّبه أف ليل القدر ىذه السن ليل الثالث‬ ‫يصح ىذا الكبلـ؟! فأنت بذلك سبنع الناس من‬ ‫والعشرين‪ ،‬فبل يبحث عنها أح ٌد‪ ،‬وىل ِّ‬ ‫العمل بعد ذلك‪ ،‬ألهنم سيحيوف ليل الثالث والعشرين مث يناموف بعدىا‪.‬‬ ‫إذا كاف اغببيب نفسو ‪ ‬مل ُىبرب هبا الناس ليحيوا الليايل العشر‪ ،‬فأنت حٌب لو‬ ‫عرفت حقيق أهنا ليل ةبلث وعشرين فبل ينبغي أف تقوؿ ذلك‪ ،‬حٌب ال ُرببط الناس يف‬ ‫بقي األايـ العشر‪ ،‬ألهنا حكم رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت عاؿ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬ ‫فقد خرج ‪ ‬ليقوؿ للناس عليها‪ ،‬لكن إةناف ربداث‬

‫{ إِْ​ّْ‪َ​َ ٞ‬سَ ِدتُ يِإّٔ َِبِسَنِّٕ​ِ بًِّٔ‪ ِ١ًِّٔٝ‬ا ّٖيكّٔ ِدزِ‪َٚ ،‬إَُِّْ٘ ًَِّٔاسَ‪ ٢‬فًّّٕٔإْ ‪َٚ‬فًّّٕٔإْ‪ ،‬فّٔ ُسفِ َعتِ ‪َٚ‬عَطَ‪ّٔ ٢‬إِٔ ‪َٜ‬هّٕ‪َٕٛ‬‬ ‫َ​َ‪ِٝ‬سّا ئّهُِّٕ }‬

‫‪7‬‬

‫لكنو من البداي مل يكن يريد أف يقوؿ للناس عن موعدىا‪ ،‬حٌب ال يتكاسل الناس‬ ‫عن إحياء الليايل العشر األخّبة من رمضاف‪.‬‬ ‫ال يقوؿ علماً ابطنياً يناقض الظاىر الذي جاء بو اغببيب‪ ،‬إف كاف يف كتاب هللا‪،‬‬ ‫أو يف سنتو صلوات رب وتسليماتو عليو‪.‬‬

‫أزب أٍل املهاؾفات‬ ‫األمر الثالث‪( ..... :‬ال ربملو الكرامات على ىتك أستار ؿبارـ هللا)‬ ‫نفرض أف إنساف رزقو هللا بعْب الكشف‪ ،‬فهل يفضح الناس؟! ويقوؿ ألحدىم‬ ‫أماـ الناس‪ :‬اي فبلف‪ :‬ؼباذا فعلت اعبريب الفبلني ابألمس؟ ؼباذا فعلت كذا ابألمس؟ لكن‬ ‫عليو أف يعمل بقوؿ رسوؿ هللا ‪:‬‬

‫‪ 7‬ط ٘ الجخب ٕ ّاثي حجبى عي عجب ح ثي الظبهذ ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫{ َِٔ ضَتَسَ َُطًُِِّا ضَتَسَ‪ ُٙ‬ايًَُّ٘ فِ‪ ٞ‬ايدُّ ِْ‪َٝ‬ا ‪َٚ‬ايّٖآَِسَ‪} ِ٠‬‬

‫‪8‬‬

‫صحيح أحياانً بعض اجملاذيب يفعلوا ىذا الكبلـ غبكم إؽبي ‪ ،‬لكن ىؤالء ؾباذيب‬ ‫الينبغي أف نقتدي هبم‪.‬‬ ‫لكنِب أتكلم عن العلماء العاملْب الوارةْب لسيد األولْب واآلخرين ‪ ،‬حٌب لو‬ ‫أحب أف ينصح واحداً فيكوف ذلك فيما بينو وبينو‪ ،‬ألف النصيح على اؼبؤل فضيح ‪.‬‬ ‫لكن فعل شخص فيما بينو وبْب هللا شيئاً‪ ،‬وأان عرفتو فبل ينبغي أف أذكره إال إذا‬ ‫ذكره يل‪ ،‬وىذا منهج الصاغبْب الوارةْب لرسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫كثّب من األحباب يقوؿ‪ :‬أف الشكوى لصاحب البصّبة عيب فهو يعرؼ‪ ،‬نعم‬ ‫قلت‪ ،‬ألننا متبعْب للشريع‬ ‫يعرؼ ولكن الشرع يقوؿ يل‪ :‬أف ال أقوؿ إال إذا أنت َ‬ ‫احملمدي ‪ ،‬ومأمورين ابلسَب على صبيع خلق هللا ‪.‬‬ ‫أنت تريد العبلج فأنت الذي تكشف‪ ،‬عندؾ جزءٌ يف جسمك تشكو منو‬ ‫ومغطى‪ ،‬فلمن تكشفو؟ للطبيب ليكتب لك العبلج‪ ،،،،، .‬لكن فبلف عمل كذا‬ ‫ابألمس‪ ،‬وفبلف عمل كذا أوؿ أمس‪ ،‬فليس ىذا منهج الصاغبْب‪ ،‬فهذا شغل الشياطْب‪،‬‬ ‫ولذلك من يفعل ذلك نقوؿ عنو أنو ـباوي اعبن‪ ،‬ودائماً يذكر األشياء اؼباضي ‪ ،‬ألف‬ ‫رجل من الصاغبْب‪.‬‬ ‫اعبن يوشوشوا لو يف أذنيو ليقاؿ عنو أنو ٌ‬

‫فالصاٌف حٌب لو رأى رجبلً على ٍ‬ ‫ذنب وشاىده بعينو دبفرده يتغافل ويتصنع أنو ال‬ ‫يراه‪ ،‬ألنو لكي يقيم عليو اغبد وبتاج إىل شهود معو‪ ،‬لكنو رآه دبفرده‪ ،‬فاألحسن أف‬ ‫يتغافلن ‪ ....‬فحٌب لو رزقو هللا ‪ ‬وفتح لو نور البصّبة‪ ،‬وكشف لو الستائر‪ ،‬فهل ىو‬ ‫متفرغ ليطلع على عورات اػبلق‪ ،‬أـ يتمتع جبماؿ اغبق؟! فهذا شيء غريب‪ ،‬فمن يتمتع‬ ‫جبماؿ هللا‪ ،‬وجبماؿ وهباء حبيب هللا ومصطفاه‪ ،‬ىل عنده وقت لّبى ما يف البيوت وماذا‬ ‫يفعلوف؟!‪.....‬فسيدان سليماف عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت السبلـ سخَّر لو هللا‬ ‫كل شيء‪ ،‬لكنو كاف مشغوالً ابهلل ابلكلي ‪ ،‬وعندما جاء عرش بلقيس ‪ -‬وكاف يستطيع‬ ‫‪ٌ 8‬ي اثي هب خ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أف أييت بو يف طرف عْب ‪ -‬لكنو ليس عنده وقت ؽبذا‪ ،‬لشغلو ابهلل‪ ،‬فقاؿ ؼبن حولو‪:‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫ٌ‬ ‫مشغوؿ حبضرة هللا جل يف عبله‪ ،‬والتمتع بنوره‬ ‫‪ٖٛ(   ‬النمل) ىو‬ ‫وصبالو وهباه‪ ،‬لذلك كلَّف أحد رجالو ليأيت بو‪.‬‬ ‫ولذلك الكرامات تظهر لصغار الصاغبْب والعارفْب‪ ،‬ألهنم ال تزاؿ نفوسهم حي‬ ‫وربب الظهور‪ ،‬لكن ال ُك َّمل من عبي ٌد هلل ليسوا مشغولْب هبذه األشياء كلها‪ ،‬وليسوا‬ ‫مشغولْب إال بوجو هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -9‬الصوفية واجملتنع‬ ‫كيف قبعل من التصوؼ مذىباً إجتماعياً؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا السؤاؿ أجبنا عليو من قبل‪ ،‬وقلنا أف الصوفي ىم اؼبسئولوف‪ ،‬أو من وبملوا‬ ‫أنفسهم اؼبسئولي للفقراء واؼبساكْب واؼبنقطعْب والعجزة من األم احملمدي ‪ ،‬ويروف أف‬ ‫ىذا تكليف من هللا ورسولو ؽبم‪ ،‬وال أح ٌد يكلفهم من أىل الدنيا‪ ،‬لكنهم يروف أف ىذا‬ ‫تكليف من هللا ‪ ‬ورسولو‪ ،‬وال يبغوف من وراء ذلك إال رضاء هللا‪ ،‬ومودة سيدان وموالان‬ ‫ٌ‬ ‫رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫ما الذي جعل الصوفي يقطعوف القيايف والصحاري اإلفريقي الشاسع ويذىبوف‬ ‫للسنغاؿ ونيجّباي وغاان وتنزانيا لكي ينشروا اإلسبلـ؟ ىل كاف ىناؾ واح ٌد منهم يبحث‬ ‫عن إع ارة؟ أو عن عقد؟ وكم أيخذ فيو عندما ذىب إىل ىذه الببلد؟ وؼباذا ذىب إىل‬ ‫ىناؾ؟ ذىبوا لوجو هللا ‪ ،‬ولذلك ىم من أنشأوا اإلسبلـ يف ىذه األماكن‪ ،‬ألهنم‬ ‫متطوعْب حسب ً لوجو هللا ‪.‬‬ ‫وأيضاً ىم من ضبل األمان ابلنسب للفقراء واؼبساكْب‪ ،‬ولوالىم يف ىذا الزماف‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫لعجزت الدول ‪ ،‬ألف الدول مواردىا ؿبدودة‪ ،‬وميزانيتها معدودة‪ ،‬لكن القائم ابعبانب‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫األكرب ىؤالء القوـ‪      :‬‬ ‫‪ٜ(   ‬اغبشر)‪.‬‬ ‫اعبانب اإلجتماعي الذي يقوـ بو األحباب يف اعبمعيات الٍب عملناىا يف الببلد‪،‬‬ ‫والٍب تتجلى ابؼبساعدات واؼبعوانت وأنواع اػبّبات الٍب ال عد ؽبا وال حد ؽبا‪ ،‬وكلها‬ ‫ابتغاء وجو هللا ‪ .... ‬من منا سيتقدـ لئلنتخاابت ألنو فعل ذلك؟ ىل ىناؾ من يعمل‬ ‫ذلك ألخذ األصوات يف اإلنتخاابت؟ ال أحد هنائياً‪ ،‬وؼباذا تعملوا ىذا اػبّب؟ هلل‪ ،‬فبل‬ ‫َّ‬ ‫سيَبشح عند رفيع الدرجات ‪،‬‬ ‫سّب ِّشح يف اإلنتخاابت وال احملليات ولكن‬ ‫أح ٌد منا ُ‬ ‫وعند سيد السادات ‪ ... ‬فالعمل اإلجتماعي ىو أكرب النوافل وأعظم القرابت الٍب‬ ‫يتقرب هبا الصوفي يف كل زماف ومكاف‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬الصوفية يف حجط احلل‬ ‫ما معُب قوؿ الشيخ البسطامي‪:‬‬

‫؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫سن تقطع‪ ،‬وليس لو‬ ‫الطفل الصغّب يف حجر أمو ليس لو ي ٌد تدفع‪ ،‬وليس لو ٌ‬ ‫سعي‪ ،‬وكل شيء متوكل فيو على أمو‪ ،‬وكذلك أىل الصوفي اغبقيقيوف‬ ‫إرادة‪ ،‬وليس لو ٌ‬ ‫يصلوف إىل مقاـ ُوبسنوف فيو التوكل على رب العاؼبْب‪ ،‬فبل يدفع اإلنساف منهم عن‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫نفسو‪ ،‬ويدخل يف قوؿ هللا‪  :‬‬ ‫‪ٖٛ(                 ‬اغبج) أو يف‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين آ َ​َمنُوا ‪ ‬ألنو ال يدافع عن نفسو‪ ،‬وال يبحث‬ ‫القراءة األُخرى‪  :‬إ َّف هللاَ يَ ْدفَ ُع َع ِن الذ َ‬ ‫عن شئوف رزقو لكماؿ ةقتو يف ربو ‪ ،‬فيسعى سعياً حسيساً‪ ،‬فإذا جاءه القليل ابرؾ‬ ‫يتعجب َم ْن حولو من حياتو‪.‬‬ ‫هللا ‪ ‬يف القليل وجعلو أكثر من الكثّب حٌب َّ‬ ‫مكتوب عليو‪:‬‬ ‫سيدان إبراىيم وىو وبفر البيت وجد حجراً‬ ‫ٌ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ىذا الرجل كيف يعيش؟! فأان دخلي يف‬ ‫الشهر كذا وكذا وال يكفيِب‪ ،‬وىذا كيف يعيش؟! نسي أف الربك الٍب تنزؿ من هللا ‪‬‬ ‫للناس الذين وبسنوف التوكل على هللا‪ ،‬وعملوا بقوؿ هللا جل يف عبله‪        :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٖ(     ‬الطبلؽ) وحسبو يعِب كافيو‪ ،‬يعِب ال يهتم إال أبمر هللا الذي‬ ‫طلبو منو يف كتاب هللا‪ ،‬أو الذي أمره بو حبيب هللا ومصطفاه‪ ،‬وهللا يتوىل كل أموره‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫وشئونو‪ ،‬سر قولو‪   :‬‬ ‫‪ٜٔٙ(   ‬األعراؼ)‪.‬‬ ‫ال يدبر لنفسو أمراً‪ ،‬بل يعرض أموره كلها على هللا‪ ،‬ومن أحسن تدبّباً لو من‬ ‫حضرة هللا جل يف عبله؟!‪.‬فهؤالء القوم وضعوا ابلكلية كل حوهلم وطوهلم واعتمدوا يف كل‬ ‫حركاهتم وسكناهتم على رهبم ‪ ،‬وهلم أُسوةٌ يف ذلك بنبينا ‪ ‬وصحبو الكرام والصاحلني‬ ‫من بعدىم إىل يومنا ىذا‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬املوالس‬ ‫ما رأي فضيلتكم يف اؼبوالد؟ وما اغبكم من عمل مولد َلوِيل مع ما وبدث من‬ ‫اختبلط يف اؼبوالد وبدع ومنكرات‪ ،‬فكيف يكوف االحتفاؿ الشرعي دبولد الويل؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫مولد وذكرى الويل أف أذكر الصاغبْب‪ ،‬وأحواؿ الصاغبْب السابقْب واؼبعاصرين‪،‬‬ ‫ونوضح ألنفسنا وللحاضرين كيف وصل ىؤالء إىل فتح هللا وإىل رضواف هللا ‪ ،‬وىذه‬ ‫ىي الغاي األساسي من اؼبوالد‪.‬‬ ‫أين تكوف؟ يف بيت هللا‪ ،‬بشرط أف ال يوجد فيها شيء يغضب هللا‪ ،‬وال مانع من‬ ‫وجود النساء بشرط أف يكوف ىناؾ مكاف ـبصص ؽبم‪ ،‬فبل وبدث اختبلط بْب الرجاؿ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫والنساء‪ ،‬فالكل يسمع‪ ،‬ألهنن مطالبْب كما كبن مطالبْب‪ ،‬من أوؿ ‪  ‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬إىل ‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٖ٘(  ‬األحزاب) فبل هبوز لنا‬ ‫أف نَبكهم يف أي مقاـ من ىذه اؼبقامات‪ ،‬ألف هللا فرض ؽبم كل ىذه اؼبقامات‪ ،‬فمن‬ ‫حقهم أف وبضروا لكن يف مكاف خاص هبم‪.‬‬

‫ال يدار يف بيت من بيوت هللا موسيقى‪ ،‬ألنو مكاف لو حرم ووقار‪ ،‬لكن هبوز فيو‬ ‫اإلنشاد الذي ورد عن الصحاب األؾباد عندما كانوا ينشدوف لرسوؿ هللا‪ ،‬لكن ال تكوف‬ ‫معو أدوات موسيقي لكي ال نرتكب حرم يف بيت هللا‪ ،‬لكن لو أردت أدوات موسيقي‬ ‫فتكوف خارج اؼبسجد‪.‬‬ ‫ذكرا شرعيًا‪ ،‬عبارة عن ركوع وقياـ من‬ ‫فإذا ذكران هللا يف اؼبسجد فبل بد أف يكوف ً‬ ‫ركوع‪ ،‬فبل يصل إىل ما يشبو الرقص‪.‬‬ ‫ومن اؼبمكن أف تكوف ىذه اجملالس تبلوة قرآف‪ ،‬أو شرح ما تيسر من كتاب‬ ‫الرضبن‪ ،‬أو صبلة على رسوؿ هللا‪ ،‬أو ذكر هلل‪ ،‬أو نصائح ووصااي مع بعضنا يف هللا وهلل‪،‬‬ ‫أو حل مشاكل بيننا لكي يظل التواد والَباحم بيننا يف هللا‪ ،‬فهذه ىي أساس موالد‬ ‫الصاغبْب‪.‬‬ ‫أما الذي استجد يف ىذا الزماف فهو عمل ذباري‪ ،‬فالتجار وأصحاب األلعاب‬ ‫كاؼبراجيح وغّبىا عرفوا أنو يوجد ميبلد ألحد من الصاغبْب يف مكاف ما‪ ،‬فيذىبوف‬ ‫مسرعْب لكي أيخذوا اؼبكاسب الدنيوي ‪ ،‬فما دخل اؼبولد هبذه اؼبواقف؟! وصاحب‬ ‫مكاان‬ ‫الليل ما دخلو هبذا الشأف؟! ىذه ربتاج إىل اعبهات األمني واؼبدني فتجعل ؽبم ً‬ ‫خاص بعيداً عن ساح اؼبولد‪.‬‬ ‫والبائعْب عندىم بضاع يريدوف عرضها لكي يكسبوا فيها‪ ،‬والتجارة حبلؿ‪ ،‬فبل‬ ‫شيء فيها‪ ،‬وىو ال يفرض على أحد أف يشَبي‪.‬‬ ‫فما احملرـ يف ىذا األمر؟ لو كاف ىناؾ مبلىي يدار فيها ما يُغضب هللا‪ ،‬وينايف‬ ‫شرع هللا‪ ،‬وىذه الٍب هبب أف يقف الكل أمامها‪ ،‬وينهى عن حدوةها‪.،‬‬ ‫لكن التجارة‪ ،‬كأف يبيع طعاـ‪ ،‬أو يبيع شاي‪ ،‬أو يبيع ضبص‪ ،‬أو يبيع حلوايت‪،‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فما دخل ىذا ابؼبولد؟! ىو ذاىب لكي يتكسب وينتفع‪ ،‬والشرع ال وبرمو وال هبرمو ما‬ ‫داـ ىو يبيع بضاع حبلؿ‪ ،‬ويرجو الرزؽ اغببلؿ‪.‬‬ ‫اختلط األمر على بعض الناس لذين يعَبضوف على ىذه األمور‪ ،‬وجعلوا اؼبوالد‬ ‫عبارة عن مبلىي وبضاع وذبارة‪ ،‬ونسوا األساس الذي تكلمنا عنو والذي كبتفل بو‪.‬‬ ‫لكن اغبمد هللا أان أرى يف السنوات األخّبة ىناؾ صحوة عظيم ‪ ،‬فكثّب من‬ ‫فمثبل اإلحتفاؿ دبولد اإلماـ الدكتور‬ ‫موالد الصاغبْب ربدث ابلصورة الٍب تكلمنا عنها‪ً ،‬‬ ‫عبد اغبليم ؿبمود يف بلبيس يف شهر يونيو وبدث هبذه الكيفي ‪ ،‬ومولد الشيخ دمحم ذكي‬ ‫إبراىيم يف الدراس ابلقاىرة وبدث بنفس الكيفي ‪ ،‬ومولد الشيخ عبد الفتاح القاضي يف‬ ‫شبلنج ببنها وبدث هبذه الكيفي ‪ ،‬وموالد الصعيد العظمى مثل الشيخ أضبد رضواف‪،‬‬ ‫والشيخ علي النوب‪ ،‬والسادة األدارس وغّبىم كلها بنفس الكيفي ‪.‬‬ ‫فأصبحت األمور ‪ -‬واغبمد هلل ‪ -‬ترجع إىل مسارىا وصواهبا وىي األصل الذي‬ ‫من أجلها فعلت‪ ،‬عبمع الناس على طاع هللا‪ ،‬وتعريفهم أبحواؿ الصاغبْب والصادقْب من‬ ‫عباد هللا‪ ،‬وؿباول األخذ أبيديهم لتقريبهم إىل هللا ‪.‬‬ ‫كانت اؼبوالد يف الزمن الفاضل ‪ -‬وسّبجع إف شاء هللا ىي اؼبوسم األكرب لتوب‬ ‫البطَّالْب والبلطجي واؼبغتصبْب وغّبىم‪ ،‬فكاف يؤنبو ضمّبه فيقوؿ‪ :‬أان أريد أف أتوب‪،‬‬ ‫فيقولوف لو‪ :‬اذىب إىل اؼبولد الفبلٍل وبو الشيخ فبلف والشيخ فبلف فتب على أيديهم‪،‬‬ ‫فكانت أكرب شبرة زبرج يف اؼبوالد التوب على العصاة واؼبذنبيْب والبلطجي وغّبىم يف‬ ‫ىذه اؼبوالد‪ ،‬وينتظم بعد ذلك يف طاع هللا وذكر هللا على الدواـ‪ ،‬أال تكفي ىذه‬ ‫الفائدة؟!‪.‬‬ ‫ففوائد اؼبوالد الشرعي الٍب نتحدث عنها ال نستطيع عدىا وال حصرىا‪ ،‬أما‬ ‫األمور األخرى فهي ربتاج إىل تعاوف من صبيع اعبهات‪ ،‬الطرؽ الصوفي مع وزارة‬ ‫األوقاؼ مع اعبهات األمني ومع ؾبلس اؼبدين إلبعاد اؼبناىي الٍب فيها ما يغضب هللا‪،‬‬ ‫وتنسيق األسواؽ التجاري وجعلها ذبارة رائج حبلؿ ترضي هللا جل يف عبله‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -12‬الؿافعي والصوفية‬ ‫ورد عن اإلماـ الشافعي ‪ ‬وأرضاه أنو قاؿ‪:‬‬ ‫فيحتج بعض منكري الصوفي هبذه العبارة‪ ،‬أبف اإلماـ‬ ‫الشافعي مل هبد إال ىاتْب الكلمتْب يف التصوؼ‪ ،‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫كبن ال نريد أف ندخل يف اعبداؿ‪ ،‬فأىل اعبداؿ وباوؿ أحدىم أف ًوبَ ِّرؼ ولو كلم‬ ‫واحدة لكي يؤيد حجتو‪ ،‬فالكلم الٍب وردت عن اإلماـ الشافعي يف الرواايت‬ ‫الصحيح يف الكتب اؼبعتمدة ليست ىكذا‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫ىم حرفوىا إىل‪( :‬فما تعلمت منهم إال كلمتْب) أي مل يستطع أف يتعلم‬ ‫شيء آخر‪.‬‬ ‫معَبضا على ىؤالء‬ ‫كلم (ما) غّبت اؼبعُب‪ ،‬فالذي وضعها يريد أف يؤيد رأيو‬ ‫ً‬ ‫القوـ وىم الصوفي ‪.‬‬ ‫ومن ىم الصوفي ؟ ىم اؼبسلموف‪ ،‬فكل مسلم ال بد أف يكوف صويف كيف؟ أان يل‬ ‫عمل بظاىر اعبسم يف أي عبادة هلل‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬ركوع سجود‪ ،‬تبلوة‪ ،‬تسبيح‪ ،‬ربميد ‪...‬‬ ‫فكل ىذا ابلظاىر‪ ،‬ويوجد عمل ابطن ال تصح الصبلة إال بو‪ ،‬خشوع‪ ،‬حضور‪ ،‬خشي ‪،‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫خوؼ من هللا ‪ ...‬أليس ىذا أساس قبوؿ الصبلة؟ ‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪(    ‬اؼبؤمنوف) وىذا اؼبعُب الباطِب ىو نتيج التصوؼ‪ ،‬ونتيج‬ ‫الصفاء‪ ،‬واؼبعُب الظاىر شريع ‪.‬‬ ‫فكل مسلم ظاىره شرع‪ ،‬وابطنو صفاء وحق وحقيق ‪ ،‬وكل مسلم هبذه الكيفي ‪،‬‬ ‫فلماذا نعَبض على بعضنا؟! فهناؾ من يتغلب عليو عمل الظاىر فيكوف كل نبو‪ ،‬لكن‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ال يصلح بدوف الباطن‪ ،‬وىناؾ من يتغلب عليو عمل الباطن فيكوف كل نبو خشي هللا‪،‬‬ ‫ومراقب هللا‪ ،‬لكن ال يتم صبلحو إال ابلعمل الظاىر‪ ،‬لكي يكوف قائماً بشرع هللا‪ ،‬فبل بد‬ ‫من اإلةنْب مع بعض‪ ،‬فاإلماـ الشافعي قاؿ‪:‬‬

‫أي اجعل الوقت كلو يف طاع‬ ‫ومعُب‪:‬‬ ‫دائما لؤلحباب‪ :‬ال بد أف يكوف وقتك‬ ‫من يقوؿ للشيء كن فيكوف‪ ،‬وؽبذا فإننا نقوؿ ً‬ ‫دائما يف شيء من إةنْب إما يف عمل انفع لك وألىلك يف دنياؾ‪ ،‬وإما يف عمل رافع لك‬ ‫ً‬ ‫عند هللا يف أخراؾ‪ ،‬وال يوجد طريق آخر غّب ىذا‪ ،‬فطريق اللهو واللعب ليس طريقنا‪.‬‬ ‫فوقتك إما يف عمل لك وألوالدؾ انفع ؽبم يف الدنيا‪ ،‬لكي ال سبد يدؾ إىل الناس‪،‬‬ ‫وتغنيهم عن سؤاؿ اللئيم‪ ،‬وإما عمل رافع لك‪ ،‬إف كاف شكر‪ ،‬تبلوة قرآف‪ ،‬صبلة‪ ،‬تواد‪،‬‬ ‫تراحم‪ ،‬صل أرحاـ‪ ،‬وغّبىا من األعماؿ الٍب قررىا اغببيب العدانف ‪ ،‬فهذا ىو كبلـ‬ ‫اإلماـ الشافعي‪.‬‬ ‫فلو‬ ‫األمر اؽباـ الثاٍل قاؿ‪:‬‬ ‫فورا يكوف من الصاغبْب‪ ،‬أي ال بد أف أتخذ‬ ‫عمل اإلنساف هبذه اغبكم ‪ ،‬واستقاـ عليها ً‬ ‫ابلك من نفسك‪ ،‬وأىم شيء تبحث عنو نفسك‪ ،‬وىذا الذي قالو النيب ‪:‬‬ ‫ُ‪ٚ‬ىّٔ َْفّٖ ُطؤّ ايَّتِ‪َ ٞ‬ب ِ‪َ َٔٝ‬د ِٓبَ ِ‪ٝ‬ؤّ }‬ ‫{ أّٔعِدَ‪ ٣‬عَد َّ‬

‫‪9‬‬

‫فهي الٍب توسوس‪ ،‬وىي الٍب أتيت لك ابؽبواجس والوساوس‪ ،‬فماذا أفعل؟‬ ‫تعرضها على شرع هللا فبل تتبعها وتسّب على ىواؾ‪ ،‬لكن سر على ما يريد نبيك وموالؾ‬ ‫‪ ... ‬فهذه النفس الٍب ربتاج للجهاد‪ ،‬ولذلك عندما كاف حضرة النيب راجع من غزو‬ ‫الروـ يف تبوؾ قاؿ‪:‬‬ ‫‪ 9‬الةُت الكج٘ر للجِ٘قٖ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫األ ّٖنبَسِ‪ ،‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪َ​َ​َٚ :‬ا‬ ‫األؾِػَسِ ِإئّ‪ ٢‬ايّٖذَِٗا‪ّٔ ِ،‬‬ ‫{ قّٔدَِِتُِ​ِ َ​َ‪ِٝ‬سَ َكّٖ َدٍّ‪َٚ ،‬قّٔدَِِتُِ​ِ ََِٔ ايّٖذَِٗا‪ّٔ ِ،‬‬ ‫األ ّٖنبَسُ ‪َٜ‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘؟ قّٔاٍَ‪َُ :‬ذَاَٖدَ‪ ّٕ٠‬ايّٖ َعبِدِ َٖ‪َٛ‬ا‪} ُٙ‬‬ ‫ايّٖذَِٗا‪ّٔ ُ،‬‬

‫‪10‬‬

‫حكيما‪،‬‬ ‫فهذا ىو اعبهاد األكرب الذي وبتاجو اإلنساف‪ ،‬فاإلماـ الشافعي كاف‬ ‫ً‬ ‫ولذلك كاف شعره كلو حكم ‪ ،‬فلخَّص الذي رآه كلو يف كلمتْب حكيمتْب جامعتْب‬ ‫مانعتْب‪ ،‬لو سران على ىداىم سنصل إىل اؼبُب إف شاء هللا‪ ،.‬لكن العبارة الٍب ذُكرت‬ ‫ُح ِّورت لتبلئم غرض يف نفس كاتبها ىداه هللا جل يف عبله‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -13‬احلطب مً اهلل على أعساء أوليائُ‬ ‫يقوؿ هللا جل يف عبله يف حديثو القدسي‪ َِٔ { :‬عَا‪ ٣َ،‬يِ‪َٚ ٞ‬يِ‪ِّٝ‬ا فّٔكّٔدِ ٍّذَِْتُُ٘‬ ‫بِايّٖشَ ِسبِ }‪ 11‬فكيف وبارب هللا أعداء أوليائو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫أوال‪ :‬اؼبعاداة ليست معناىا اػببلؼ وال‬ ‫ىذا أمر واضح يف كتاب هللا ‪ً ،‬‬ ‫االختبلؼ‪ ،‬لكن معناىا أنو يعلن اغبرب على ىذا الويل‪ ،‬ومن ىو الويل؟ كل مسلم من‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫اؼبسلمْب ويل هلل ‪        :‬‬ ‫‪٘​٘(             ‬اؼبائدة) كل مسلم‬ ‫ويل هلل‪ ،‬ونقصد بذلك الوالي العام وليست الوالي اػباص ‪.‬‬ ‫فكل مسلم أو مؤمن يعلن عليو غّبه اغبرب‪ ،‬أي يكيد لو‪ ،‬أو يدبر لو الشرور‪ ،‬أو‬ ‫يصنع لو ؿباضر كيدي ‪ ،‬أو أف وبرض الناس عليو ويشنع عليو دبا ليس فيو‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ َِٔ ّٔأغَاعَ عًَّٔ‪ ٢‬اَِسِئٍ َُطًِِ​ٍِ نًَُِّٔ‪ ّٔ١‬بَاطٌٍِ ِي‪ُٝ‬ػِ‪ َُ٘ٓٝ‬بَِٗا فِ‪ ٞ‬ايدُّ ِْ‪َٝ‬ا‪ ،‬نّٔإَ سَكًّا عًَّٔ‪ ٢‬ايًَِّ٘ إِّٔٔ‬ ‫‪ 10‬رب ٗخ ثاتا للخط٘ت الجاتا ٕ ّالةُت الكج٘ر للجِ٘قٖ عي بثر ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 11‬ط ٘ الجخب ٕ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عي‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ُٜ‬رِ‪ٜ‬بَُ٘ بَِٗا ََِٔ ايَّٓازِ سَتَّ‪َٜ ٢‬أِّٖ​ِ‪ِ َٞ‬ب َٓفّٔاذَِٖا }‬

‫‪12‬‬

‫ألنو كيف يشنع على أخيو دبا ليس فيو؟!‬ ‫حٌب لو رأى فيو عيب هبب أف يسَبه‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ َِٔ ضَتَسَ َُطًُِِّا ضَتَسَ‪ ُٙ‬ايًَُّ٘ فِ‪ ٞ‬ايدُّ ِْ‪َٝ‬ا ‪َٚ‬ايّٖآَِسَ‪} ِ٠‬‬

‫‪13‬‬

‫ولو استمر فيو ينصحو سراً فيما بينو وبينو‪ ،‬فبل يفضحو على رؤوس األشهاد‪.‬‬ ‫فالذي يعلن اغبرب ويتجرأ على ذلك‪ ،‬فإف هللا ‪ ‬يعلن عليو اغبرب‪ ،‬وىذه مثل‬ ‫اغبرب الٍب أعلنها هللا على اؼبنافقْب يف كتاب هللا الذين عادوا سيدان رسوؿ هللا‪ ،‬فهؤالء‬ ‫ظاىرا يصلوف معو ووباربوف معو وهبلسوف معو‪ ،‬لكنهم‬ ‫أعلنوا اغبرب عليو وإف كانوا ً‬ ‫كانوا وباربوه‪ ،‬فمرة يشنعوا على زوجتو الفاضل ‪ ،‬وىم يعلموف أهنم كاذبْب‪ ،‬فهل ىؤالء‬ ‫يَُبكوا؟! ال بد من حرهبم‪ ،‬ومرة وبرضوا اليهود عليو‪ ،‬وىي خيان عظمى‪ ،‬فما عقاب‬ ‫ىؤالء؟ انظر إىل عقاب هللا‪ٚ​ٚ(                               :‬التوب )‪.‬‬ ‫الناس البسطاء والسذج يعتقدوف أف الذي وبارب أولياء هللا وبدث لو شيء مثل‬ ‫أف تنكسر رجلو‪ ،‬أو وبدث حريق يف منزلو‪ ،‬أو وبدث لو شيء ما‪ ،‬لكن ىذه ابتبلءات‬ ‫ؼبن وببو هللا‪ ،‬فّبيد أف ىبلصو من الذنوب‪ ،‬لكن العقاب الصعب الذي ذكره هللا عقاب‬ ‫قليب‪ٚ​ٚ(                   :‬التوب ) ليس عنده صدؽ يف اإليباف‪ ،‬ويصاب‬ ‫دبرض البعد عن هللا‪ ،‬يصاب بداء القسوة على خلق هللا‪ ،‬ويصاب بداء الصدود عن‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫طاع هللا وعن ذكر هللا‪ ،‬ولذلك قاؿ فيهم هللا‪            :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪( ‬النساء) يوجد صدود عنده عن ذكر هللا ‪.‬‬

‫ىذا عقاب هللا ألعداء أولياء هللا‪ ،‬الذين يعلن عليهم اغبرب دبثل ما ذكرانه‪،‬‬ ‫‪ 12‬الجبهع مٖ ال تٗش ثي ُّت عي أثٖ الت ا ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ٌ 13‬ي اثي هب خ ّهمٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فنسأؿ هللا اغبفظ والسبلم أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -14‬أضطحة الصاحلني‬ ‫ما اغبكم من عمل األضرح لؤلولياء والصاغبْب؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫األضرح ىي يف األصل عبلمات ُوضعت لتدؿ على من يف ىذه القبور‪ ،‬وأصلها‬ ‫أف سيدان رسوؿ هللا ‪ ‬عندما حضر دفن سيدان عثماف بن مظعوف هنع هللا يضر‪ ،‬وكاف النيب ُوببو‬ ‫فقاؿ‪:‬‬ ‫ايٓبِ‪  ُّٞ‬زَدًُّٗا ّٔإِٔ ‪َٜ‬أّٖ ِ​ِ‪ َُ٘ٝ‬بِشَذَسٍ‪ ،‬فًِّّٔٔ​ِ ‪َٜ‬طِ َتِّٓعِ سًَُُِّٔ٘‪ ،‬فّٔكّٔاَّ إ ِّٔي‪َِٗٝ‬ا َزضُ‪ ٍُٛ‬ايًَِّ٘ ‪‬‬ ‫{ فأّٔ َسَ َّ‬ ‫‪َٚ‬سَطَسَ َعِٔ ِذزَا َع‪ ،ِِ٘ٝ‬ثَُِّ سًَََُّٔٗا فّٔ َ‪َِٛ‬عََٗا ِعِٓدَ زَ ّٖأضِِ٘‪َٚ ،‬قّٔاٍَ‪ :‬أَِّٔعًََُِّ بَِٗا ّٔقبِسَ أَِّٔ‪} ٞ‬‬

‫‪14‬‬

‫تطورت األمور وتشاهبت القبور‪ ،‬فبدأ الناس‬ ‫ألعرؼ قرب أخي عندما أزوره‪ ،‬مث َّ‬ ‫بدالً من وضع اغبجر يكتبوف على اغبجر‪ ،‬حٌب ال يتوه‪ ،‬فهذا قرب فبلف وىذا قرب فبلف‪.‬‬ ‫ُانس رأوا أف ىؤالء الصاغبْب حياهتم فيها أُسوة‪ ،‬وينبغي ؼبن بعدىم أف‬ ‫وىناؾ أ ٌ‬ ‫يدرس حياهتم ويتأسى هبم ليصل إىل ما وصلوا إليو‪ ،‬مثل أىل الكهف‪ ،‬الذين خرجوا‬ ‫ملك ظامل‪ ،‬فكاف يقتل كل من آمن ابهلل‪،‬‬ ‫وكانوا مؤمنْب وكاف يف عصرىم اؼبلك اؼبوجود ٌ‬ ‫فخرجوا‪ ،‬وكم كاف عددىم؟ القرآف وضَّح ذلك ولكن بطريق لطيف ال يُدركها إال ذو‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫عقل وذواؽ‪  :‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٕ​ٕ(  ‬الكهف) ىذا وذاؾ رصباً ابلغيب‪ ،‬فكل ىذا زبمْب‪    :‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬ىذه أةبتها القرآف‪     :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٌ 14‬ي أثٖ اّ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫(ٕ​ٕالكهف)‪.‬‬ ‫ولذلك سيدان عبد هللا بن عباس قاؿ‪ :‬أان من القليل‪ ،‬فهم سبع وأظباؤىم فبلف‬ ‫وفبلف وفبلف وذكر أظباء السبع ‪ ،‬فاآلي فيها وضوح‪ ،‬فاألوليْب رصباً ابلغيب‪ ،‬فلماذا‬ ‫تقف عندىم؟! والتاليْب أةبتهم عامل الغيب والشهادة ‪.‬‬ ‫خرج السبع ومشى خلفهم كلب‪ ،‬والكلب ألنو مشى خلفهم أخذ حكمهم‪،‬‬ ‫ودخلوا الغار والكلب وقف على ابب الغار‪ ،‬أماهتم هللا وأمات الكلب معهم‪ ،‬ومكثوا يف‬ ‫الغار ةبلشبائ سن مشسي ‪ ،‬تعادؿ ةبلث مائ سن وتسع قمري ‪ ،‬وأيضاً ىذه وضحها هللا‪:‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ٕ٘(   ‬الكهف) مث أحياىم هللا وأحيا‬ ‫الكلب معهم‪ ،‬ولذلك قاؿ الرجل الصاٌف‪:‬‬ ‫لقددددددت مددددددبا ألددددددت ث ددددددت‬

‫أِددددددفا‬

‫مك٘دددددددف أمدددددددْا ث دددددددت‬

‫الٌجدددددددٖ‬

‫الكلب ؼبا مشى خلف أىل الكهف أخذ حكمهم‪ ،‬وؼبا انموا أانمو هللا معهم‪ ،‬وؼبا‬ ‫أحياىم أحياه معهم‪ ،‬فمن يبشي خلف آؿ بيت النيب فماذا يكوف حالو؟ أيخذ أيضاً‬ ‫نفس اغبكم‪.‬‬ ‫وطواؿ ىذه السنوات ‪ -‬وألهنم أحياء – حٌب ال أتتيهم قُرح الفراش من طواؿ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫النوـ‪ ،‬فكاف يهيئ اؼببلئك لتقلبهم‪    :‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪ٔٛ‬الكهف) ألهنم لو انموا على الظهر أو على اعبنب مدة طويل فسيصابوا بقرح‬ ‫الفراش‪ ،‬فانظر إىل اغبكم اإلؽبي ‪.‬‬ ‫بعد ىذه السنْب استيقظوا‪ ،‬وال يعرفوف أف اؼبلك مات‪ ،‬أو أهنم انموا ةبلشبائ سن ‪،‬‬ ‫وظنوا أهنم انموا نوم طويل يوماً أو بعض يوـ‪ ،‬أو أطوؿ من اليوـ‪ ،‬وجاعوا فقالوا‪ :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ٜٔ(                    ‬الكهف) والورؽ ىي الفض ‪ ،‬وكانت‬ ‫العُمل عمل فضي ‪ ،‬فأرسلوا أحدىم إىل اؼبدين ليجلب ؽبم طعامهم‪ ،‬والعل ىنا‬ ‫لينكشف أمرىم‪ ،‬فنظر أىل اؼبدين للعمل فوجدوىا للملك فبلف الفبلٍل‪ ،‬وكاف اؼبلك‬ ‫اؼبوجود ملكاً صاغباً‪ ،‬غّب اؼبلك الظامل الذي كاف يف عصرىم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فضرب هللا ‪ ‬اؼبثل ألىل زماهنم‪ ،‬أبف هللا سيُحي اؼبوتى‪ ،‬كما أحياىم بعد ةبلشبائ‬ ‫وفروا‬ ‫سن ‪ ،‬فعندما رأوا العمل القديب قالوا‪ :‬ىؤالء السبع الذين ظبعنا عنهم أهنم ىاجروا ُّ‬ ‫من اؼبلك الظامل‪ ،‬ومل يعرؼ أح ٌد مكاهنم‪ ،‬مع أهنم يف فبلكتو‪ ،‬لكن إرادة هللا أعمت ُجنده‬ ‫عن اؼبكاف الذي ىم فيو‪ ،‬فبحثوا ىنا وىناؾ ويبروف على اؼبوقع ولكن ال أح ٌد منهم َّ‬ ‫فكر‬ ‫أف يدخل ىذا الكهف‪ ،‬ألهنا عناي هللا‪:‬‬ ‫ّإعا العٌبٗدددددددددخ ح زدددددددددد عًِْ٘دددددددددب‬

‫ًدددددددددن مبلوخدددددددددبّم ألِدددددددددي أهدددددددددبى‬

‫فذىبوا إىل ىناؾ‪ ،‬ودبجرد أف وصلوا وتعرفوا على اؼبلك أماهتم هللا ‪ ‬اؼبوت‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫اغبقيقي ‪ ،‬وانتهت حياهتم‪ ،‬فاحتاروا ماذا نفعل ؽبؤالء؟ ‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬وىم اؼبلك واألكابر‪ ،‬فقالوا‪     :‬‬ ‫‪ٕٔ(   ‬الكهف) ؼباذا؟‬ ‫ليكونوا عبلم ابقي على قدرة هللا‪ ،‬وؼبن أراد أف يتمسك ابلعقيدة رغم ظلم الظاؼبْب‬ ‫واضطهاد اؼبضطهدين‪ ،‬وأف هللا وبميهم من ظلمهم واضطهادىم‪.‬‬ ‫رجل َّ‬ ‫قدـ للمسلمْب يف‬ ‫فأخذ القوـ من ىذه اآلي القرآني أنو إف كاف ىناؾ ٌ‬ ‫عصره وزمانو منافع ال تُعد وأشياءٌ ال ُربصى من فضل هللا وإكراـ هللا‪ ،‬ولتعضيد دين هللا‬ ‫ونشر السن السمحاء الٍب أتى هبا رسوؿ هللا‪ ،‬وكبن نريد أف قبعل الذكرى لنذكره‬ ‫ونتأسى بو لنا وؼبن بعدان‪ ،‬فماذا نفعل لو؟ نعمل لو ضروباً‪ ،‬يعِب مكاانً على ىيئ مسجد‬ ‫صغّب وىي عبلم فوؽ قربه ليعرؼ الناس أف فبلف مدفوف يف ىذا اؼبكاف‪.‬‬ ‫رجل كاف لو وضعو‪ ،‬وكاف لو شأنو‪ ،‬وكاف لو‬ ‫من ىو؟ ليس العواـ‪ ،‬ولكن إلنو ٌ‬ ‫رجل هبب على الناس أف يبحثوا عن أفعالو وعن أحوالو‬ ‫جهاده‪ ،‬وكاف لو فتحو‪ ،‬فهذا ٌ‬ ‫ليتأسوا بو ووبتذوا ُحذوه‪ ،‬وينالوا الفتح كما انلو‪ ،‬وىذا سر ىذا األمر ابلنسب للمؤمنْب‬ ‫واؼبؤمنات‪.‬‬ ‫ىل ؽبذا شاى ٌد يف عصر النبوة؟ ألنو قد يقوؿ قائل أف ىذا كاف قبل حضرة النيب‪،‬‬ ‫صلح اغبديبي مع أىل مك واتفق معهم أف من أسلم‬ ‫لكن سيدان رسوؿ هللا ‪ ‬ؼبا وقَّع ُ‬ ‫وجاءه يردُّه إليهم‪ ،‬ومن كفر من عنده وذىب إليهم ال يردُّه إليهم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وبعض الصحاب ومنهم سيدان عمر وجد أف ىذا الشرط ظاملٌ‪ ،‬لكن حضرة النيب‬ ‫كاف هبد فيو مغاًل‪ ،‬ؼباذا؟ ألف من ترؾ اإلسبلـ وذىب إليهم ال نريده‪ ،‬ألنو لو بقي‬ ‫فسيكوف منافقاً‪ ،‬وكبن نريد أف نُبعد اؼبنافقْب كلهم‪ ،‬ومن كاف يريد اإلسبلـ وأعدانه‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫إليهم فسيجعل هللا لو ـبرجا‪      :‬‬ ‫‪ٕ(  ‬الطبلؽ)‪.‬‬ ‫الصلح وكاف النائب عن أىل مك يف كتاب الصلح ُسهيل بن‬ ‫وىم أةناء كتاب ُ‬ ‫عمر‪ ،‬فجاء إبنو وكاف ال يزاؿ مقيداً ومسلماً‪ ،‬فقاؿ ُسهيل‪ :‬ىذا أوؿ رجل‪ ،‬فقالوا لو‪ :‬مل‬ ‫نكتب الشرط بعد‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال‪َّ ،‬‬ ‫ورد إبنو‪ ،‬وكاف اظبو أبو ُجندؿ بن ُسهيل وقاؿ‪ :‬اي رسوؿ‬ ‫ؾبِسِ‬ ‫هللا أتَبكوٍل أذىب للكفار بعد أف فعلوا ب كذا وكذا؟ قاؿ‪َٜ { :‬ا أّٔبَا َدِٓ َدٍ​ٍ‪ ،‬ا ِ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪َٚ‬اسِتَ ِطبِ‪ ،‬فّٔإَِّٕ ايًََّ٘ ‪ ‬دَاعٌِْ ّٔيؤّ َ‪ٚ‬يِ َُِٔ َ َعؤّ ََِٔ ايُّٖ​ُطِتَضِ َعفِنَ فّٔسَدّا ‪َ َٚ‬خِسَدّا }‬ ‫بعد فَبة أسلم رجل إظبو أبو بصّب‪ ،‬وذىب إىل اؼبدين ‪ ،‬فأرسلوا خلفو من يُعيده‬ ‫من اؼبدين ‪ ،‬وكاان رجلْب‪ ،‬فسيدان رسوؿ هللا سلَّمو ؽبم‪ ،‬وضببل الرجل على صبل‪ ،‬ونزلوا‬ ‫يسَبوبوف يف الطريق‪ ،‬وكاف مع أحدىم سيف‪ ،‬فقاؿ لو أبو بصّب‪ :‬أان أرى سيفك ىذا‬ ‫سيف جيد فأريد أف أراه‪ ،‬فناولو الرجل السيف فضربو بو وقتلو‪ ،‬وىرب اآلخر‪ ،‬وذىب‬ ‫أبو بصّب إىل مكاف على ساحل البحر األضبر وبُب لنفسو سكناً ىناؾ‪ ،‬وكاف كل من أييت‬ ‫من اؼبدين يذىب إليو ويعيش معو حٌب صاروا ةبلشبائ رجل‪.‬‬ ‫فكانت كل ذبارة قادم من مك للشاـ أيخذوىا‪ ،‬والتجارة الواردة من الشاـ إىل‬ ‫مك أيخذوىا‪ ،‬إىل أف أرسل أىل مك إىل رسوؿ هللا وقالوا لو‪ :‬اي دمحم تنازلنا عن ىذا‬ ‫الشرط وخذ ىؤالء القوـ يعيشوا معك يف اؼبدين !! فانظروا إىل بصّبة النبوة‪.‬‬ ‫يف ىذه الفَبة كاف أبو بصّب قد مات‪ ،‬وىذا الكبلـ موجود يف كتب السّبة‬ ‫اؼبعتمدة‪ ،‬فماذا يفعلوف؟ بنوا لو مسجداً ودفنوه فيو‪ ،‬وجعلوا جزءاً منو للصبلة فيو‪ ،‬فلم‬ ‫يُنكر عليهم النيب ذلك‪ ،‬ومل أيمر هبدـ ىذا اؼبسجد‪ ،‬ومل أيمر هبدـ ىذا القرب وال هبدـ‬ ‫ىذا الضريح‪ ،‬فكاف ىذا إقراراً من رسوؿ هللا ‪ ‬هبذا الصنيع‪ ،‬وىي اغبج الٍب أخذىا‬ ‫السلف الصاٌف يف ىذا األمر‪ ،.‬بعد ذلك جاء اػبوارج بوجوب ىدـ ىذه األضرح ‪،‬‬ ‫‪ 15‬همٌت احوت عي الومْ ثي هخرهخ ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وقالوا ىذا تشبُّ ٍو ابؼبشركْب‪ ،‬لكن اػبوارج مشكلتهم أف آايت القرآف الٍب نزلت يف‬ ‫الكفار واؼبشركْب ‪ -‬والعياذ ابهلل ‪ -‬يطبقوىا على اؼبسلمْب‪ ،‬وىي مصيب اؼبصائب!!‬ ‫لكن ىؤالء شيء وىؤالء شيء آخر‪.‬‬ ‫فهذه األدل السديدة على أضرح الصاغبْب‪ ،‬وعلى اؼبساجد الٍب هبا أضرح‬ ‫للصاغبْب‪ ،‬ولذلك اتفق أىل اؼبذاىب الفقهي اؼبعتمدة أصبعْب ما عدا اػبوارج وجزء من‬ ‫الوىابي على أنو ال ُحرم للصبلة يف أضرح ‪ ،‬وال اؼبساجد الٍب فيها أضرح ‪ ،‬وال زايرة‬ ‫األضرح ألهنا قبور‪ ،‬وكل ما عليها عبلم ‪ ،‬بدالً من اغبجر صنعوىا من اػبشب‪ ،‬أو‬ ‫جعلوىا قُب ‪ ،‬وكلها عبلم على أف ىنا فبلف العبد مقبور‪ ،‬ونعتقد ألف عملو كاف صاغباً‬ ‫فمكانو روض من رايض اعبن ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -15‬آزاب ظياضة األضطحة‬ ‫ما أدب اؼبؤمن عند زايرة الويل يف ضروبو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫آداب اؼبؤمن عد زايرة األضرح ىي نفس اآلداب عند زايرة القبور‪ ،‬يُلقي السبلـ‬ ‫للقبور كلها‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬ ‫ّٖكبُ‪ٛ‬زِ‪ ،‬فّٔصُ‪ٚ‬زُ‪َٖٚ‬ا‪ ،‬فّٔإَِّٕ فِ‪ ٞ‬شِ‪َٜ‬ازَِ​َِٗا َِ ِرنِسَ‪} ّٗ٠‬‬ ‫{ َْ َٗ‪ِٝ‬تُهِّٕ​ِ َعِٔ شِ‪َٜ‬ازَ‪ ِ٠‬اي ّٕ‬

‫‪16‬‬

‫ماذا نقوؿ؟ كما قاؿ ‪ ‬عندما أتى اؼبقربة‪:‬‬ ‫{ ايطًَّّٔاُّ عًَّٔ‪ِٝ‬هِّٕ​ِ ‪َ،‬ازَ قّٔ ِ‪َُ ٍّٛ‬ؤِ َِِٓنَ‪َٚ ،‬إَِّْا ِإِٕ غَا‪ َ٤‬ايًَُّ٘ بِهِّٕ​ِ ئّاسِكّٕ‪} َٕٛ‬‬

‫‪17‬‬

‫واألدعي اؼبتواترة كثّبة يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬فنلقي عليهم السبلـ‪ ،‬مث ندعوا هللا ‪،‬‬ ‫‪ٌ 16‬ي أثٖ اّ ّهملن عي ثرٗتح ثي ال ظ٘ت ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 17‬ط ٘ هملن ّأثٖ اّ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫اب ومستجاب‪.‬‬ ‫والدعاء يف ىذه اؼبواضع إذا كاف أىلها من اؼبباركْب دعاءٌ ُؾب ٌ‬

‫وإذا شئنا قرأان ما تيسر من القرآف‪ ،‬لقوؿ النيب ‪ ‬يف اغبديث الذي يرويو اإلماـ‬ ‫كرـ هللا وجهو‪:‬‬ ‫علي ‪ ‬و َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫{ َِٔ َ​َسَّ عًَّٔ‪ ٢‬ايّٖ َُكّٔابِسِ َ‪ٚ‬قّٔسَأّٔ قٌِّٕ ُٖ‪ َٛ‬ايًَُّ٘ أّٔسَدْ إِسِدَ‪ ٣‬عَػِسَ‪َ ّٔ٠‬سَّ‪ ،ّٗ٠‬ثَُِّ ‪ِٖ َٚ‬بَ أّٔدِسَ‪ ُٙ‬يِألَِّٔ‪َٛ‬اتِ‬ ‫إّٔ ِعِّٓ‪ ََِٔ َٞ‬األّٔدِسِ بِعَدَ‪ ِ،‬األَِّٔ‪َٛ‬اتِ }‬

‫‪18‬‬

‫ولذلك عندما ندخل ضريح أي ويل من األولياء‪ ،‬أو نزور حٌب اؼبقابر العام نقرأ‪:‬‬ ‫(قل ىو هللا أحد) إحدى عشرة مرة كما ورد يف اغبديث‪ ،‬وهنب ةواهبا ؽبذا الويل‪ ،‬وكل‬ ‫حساب خاص‬ ‫ويل‪ ،‬وكل من يتَّبع أم النيب‪ ،‬ويذىب ةواهبا للكل‪ ،‬وكل واحد منهم لو‬ ‫ٌ‬ ‫قسم عليهم‪ ،‬وكل أيخذ من فضل هللا حبساب خاص بو‪.‬‬ ‫بو‪ ،‬فبل تُ َّ‬ ‫وندعوا هللا ‪ ،‬ونقرأ الفارب على أي شيء نريد ربقيقو من هللا‪ ،‬والفارب ؼباذا؟‬ ‫ألف هللا قاؿ ذلك يف اغبديث القدسي‪:‬‬ ‫{ فّٔإِذَا قّٔاٍَ ايّٖ َعبِدُ‪  :‬ايّٖشَُِدُ يًَِِّ٘ زَبّْ ايّٖعَائُِّنَ ‪ ،‬قّٔاٍَ ايًَُّ٘ َِعَائّ‪ :٢‬سَُِدَِْ‪َ ٞ‬عبِدِ‪َٚ ،ٟ‬إِذَا‬ ‫قّٔاٍَ‪  :‬ايسَّسِ َُِٔ ايسَّسِ‪ ، ِ​ِٝ‬قّٔاٍَ ايًَُّ٘ َِعَائّ‪ :٢‬أّٔ ِثَٓ‪ ٢‬عًَّٔ‪َ َّٞ‬عبِدِ‪َٚ ،ٟ‬إِذَا قّٔاٍَ‪َ​َ  :‬ا ِيوِ ‪ِِّٛ َٜ‬‬ ‫ّٔ‪ِ َ ٛ‬إئّ‪َ َّٞ‬عبِدِ‪ ،ٟ‬فّٔإِذَا قّٔاٍَ‪  :‬إِ‪َّٜ‬اىّٔ َْ ِعبُدُ‬ ‫ايدّْ‪ ، ِٜٔ‬قّٔاٍَ‪َ​َ :‬ذَّدَِْ‪ ٞ‬عَبِدِ‪َٚ ،ٟ‬قّٔاٍَ‪َ :‬سَّ‪ ّٗ٠‬ف َّ‬ ‫َأٍَ‪ ،‬فّٔإِذَا قّٔاٍَ‪  :‬اِٖدَِْا‬ ‫‪َٚ‬إِ‪َّٜ‬اىّٔ َْطِتَعِنُ ‪ ،‬قّٔاٍَ‪َٖ :‬رَا َب ِ‪َ َٚ ِٞٓٝ‬ب ِ‪َ َٔٝ‬عبِدِ‪َٚ ،ٟ‬يِ َعبِدِ‪َ​َ ٟ‬ا ض ّٔ‬ ‫ايؿّْسَاطّٔ ايُّٖ​ُطِ َتكِ‪ َِٝ‬ؾِسَاطّٔ ايَّرِ‪ َٜٔ‬أِّْٔعَ ُِتَ عًَّٔ‪ّٔ ِ​ِ​ِِٗٝ‬غ‪ِٝ‬سِ ايَُّٖػِضُ‪ٛ‬بِ عًَّٔ‪َٚ ِ​ِ​ِِٗٝ‬ال ايضَّايِّنَ ‪،‬‬ ‫َأٍَ }‬ ‫قّٔاٍَ‪َٖ :‬رَا يِ َعبِدِ‪َٚ ٟ‬يِ َعبِدِ‪َ​َ ٟ‬ا ض ّٔ‬

‫‪19‬‬

‫فعندما أقرأ الفارب فإف هللا يليب كل ما يطلبو العبد‪ ،‬وىذا سبب قراءة الفارب ‪،‬‬ ‫وىذا يرجع إىل الني ‪ ،‬فأقرأ الفارب إف كاف لزوجٍب أو ألوالدي أو ألحباب أو ٍ‬ ‫ألحد من‬ ‫(ى َذا لِ َع ْب ِدي َولِ َع ْب ِدي َما َسأ َ​َؿ) فكل ما يطلبو اعطوه لو‪ ،‬وىذا‬ ‫اؼبؤمنْب‪ ،‬ألف هللا يقوؿ‪َ :‬‬ ‫ْ ح اإل تص للخت‬ ‫‪ 18‬الزتّٗي مٖ أ جب ةّٗي للرامعٖ ّمؼب‬ ‫‪ 19‬ط ٘ هملن ّالزره ٕ عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫الكبلـ للمبلئك اؼبوكلْب بقضاء مصاٌف اػبلق أبمر رب العاؼبْب ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -16‬مسات امليَج الصويف املعتسل‬ ‫ما ظبات اؼبنهج الصويف اؼبعتدؿ الذي هبب على اؼبسلم أف نبحث عنو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫يوصل اإلنساف إىل أف يعيش يف حال صفاء بينو‬ ‫اؼبنهج الصويف ىو اؼبنهج الذي ِّ‬ ‫وبْب من حولو من خلق هللا‪ ،‬وبينو وبْب مواله‪.‬‬ ‫بينو وبْب خلق هللا؛ أف هباىد نفسو إىل أف ينزع من نفسو اغبقد واغبسد والبُغض‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫كره واألةرة واألانني والشر عبميع خلق هللا‪     :‬‬ ‫وال ُ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٗٚ(          ‬اغبجر) فإذا ربرؾ فيو شيء من ىذا يبارس اعبهاد‬ ‫األصح يف ىذا الواد‪.‬‬ ‫ويواصل اعبهاد ألنو عرؼ أنو مل يصل بعد إىل اؼبنهج َّ‬ ‫وبينو وبْب هللا؛ أف ينفذ التعليمات الٍب طالبنا هبا هللا يف كتاب هللا على ىدي سن‬ ‫رسوؿ هللا‪ ،‬فعندما يؤديها يشعر ابرتياح الباؿ‪ ،‬وراح يف النفس‪ ،‬وسرور يف الصدر‪ ،‬ألنو‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫أرضى هللا‪ ،‬وعمل دبا طالبو بو مواله‪ ،‬ويطمع أف يدخل يف قوؿ هللا‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٕ​ٕ(      ‬اجملادل )‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫صفاء فيما بينو وبْب اػبلق‪،‬‬ ‫فهذا ابختصار اؼبنهج الصويف‪ ،‬فيكوف اإلنساف يف‬ ‫ٍ‬ ‫أعماؿ كلَّفو هبا هللا ‪ ‬على منهج اغببيب اؼبختار‪ ،‬وبذلك‬ ‫ويف سباـ الرضا دبا أداه من‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يدخل يف قوؿ هللا‪   :‬‬ ‫‪ٜٛ(    ‬الشعراء)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -17‬مصطلح التصوف‬ ‫ؼباذا مل نسمع عن كلم التصوؼ يف عصر رسوؿ هللا وصحابتو؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫كل العلوـ اإلسبلمي أخذت أظبائها بعد عصر اػبلفاء الراشدين بفَبة‪ ،‬ألف أايـ‬ ‫والسن ‪ ،‬وبعد ذلك جاءت العلوـ الٍب زبدـ القرآف‬ ‫حضرة النيب مل يكن ىناؾ إال القرآف ُ‬ ‫والسن ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سيدان علي وجد الناس يف عصره بدأوا وبرفوف يف نسخ القرآف‪ ،‬فجاء ٍ‬ ‫برجل اظبو‬ ‫أبو األسود الدؤيل وقاؿ لو‪ :‬أان أريد أف رباوؿ أف تضع نػّ ْقطاً للقرآف‪ ،‬ألف القرآف كاف‬ ‫فنقط القرآف‪ ،‬ومل يزؿ الناس وبرفوف‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬ش ِّكل القرآف‪َّ ،‬‬ ‫بغّب نقط‪َّ ،‬‬ ‫فشكل القرآف‪،‬‬ ‫وال زاؿ الناس وبرفوف‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬اعمل يل مبادئ غبفظ القرآف حٌب يتعلم الناس القرآف‬ ‫على الوجو الصحيح‪ ،‬فعمل علم أظباه‪( :‬علم النحو) فهل علم النحو كاف موجوداً أايـ‬ ‫حضرة النيب؟ ال‪ ،‬لكن مت عملو خدم ً لكتاب هللا ‪.‬‬ ‫وبدأ الصحاب وبكوف ما حضروه مع حضرة النيب‪ ،‬وما رأوه من حضرة النيب‪ ،‬وبدأ‬ ‫بعض العلماء جبمع ىذا‪ ،‬وأظبوه (علم اغبديث) ومل يكن يف أايـ حضرة النيب‪.‬‬ ‫علم أُستحدث‬ ‫وبعضهم صبع حياتو وسّبتو وظبُّوىا‪( :‬السّبة النبوي ‪ ،‬وىذا أيضاً ٌ‬ ‫بعد حضرة النيب‪.‬‬ ‫وأراد بعض العلماء أف يُظهروا اعبماؿ الذي يف القرآف‪ ،‬فقالوا‪ :‬إف فيو ماشاء هللا‬ ‫سوا‬ ‫تشبيهات عظيم ‪ ،‬وفيو كناايت قديرة‪ ،‬وفيو استعارات ربتاج إىل وقف عندىا‪َّ ،‬‬ ‫فأس ُ‬ ‫علم جديد إظبو‪( :‬علم الببلغ ) ومل يكن موجوداً أايـ حضرة النيب‪ ،‬ولكن اؽبدؼ منو‬ ‫خدم القرآف‪.‬‬ ‫وبدأ بعض ال ُق َّراء الذين وبف ِظّوف القرآف الكرَل‪ ،‬وظبعوا من حضرة النيب أف القرآف‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أحرؼ أي سبع قراءات‪ ،‬فبدأوا يتعلموف ويعلموف ىذه القراءات‬ ‫نزؿ على سبع ُ‬ ‫وأوصلوىا لسبع قراءات‪ ،‬مث أوصلوىا ألربع عشر قراءة‪ ،‬لكن اؼبعتمد منهم السبع‬ ‫فأظبوىا‪( :‬القراءات السبع ) فهل كانت موجودة أايـ حضرة النيب؟ كانت موجودة‬ ‫كقراءة‪ ،‬ولكن كعلم مل تكن موجودة‪.‬‬ ‫فكل العلوـ الٍب زبدـ كتاب هللا‪ ،‬والٍب زبدـ ُسن رسوؿ هللا ظهرت يف القرف الثاٍل‬ ‫والثالث اؽبجري بعد انتقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وبعد انتهاء دول اػبلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫وىكذا مشى على ذلك علم التصوؼ‪ ،‬فالصوفي الذين مشوا على منهج رسوؿ‬ ‫(الزىد) أي الناس الزاىدين يف الدنيا وعدـ التطاوؿ فيها‪،‬‬ ‫هللا اختاروا أوالً إظباً نبوايً وىو ُ‬ ‫والتكالب عليها‪.‬‬ ‫بعد ذلك قالوا‪ :‬نريد أف نكوف يف حال الصفاء‪ ،‬واإلنساف عندما يعاشر غّب‬ ‫األتقياء يكوف عنده شيء من اعبفاء‪ ،‬وشيء من الغلظ من فبلف‪ ،‬وشيء من اغبقد على‬ ‫فبلف‪ ،‬وشيء من اغبسد على فبلف‪ ،‬فنحن نريد الصفاء فوضعوا‪ :‬علماً ظبوه‪( :‬علم‬ ‫التصوؼ) فأصبح شأنو شأف علم النحو‪ ،‬شأنو شأف علم الببلغ ‪ ،‬وعلم السّبة‪ ،‬وكلها‬ ‫وتبْب ُسن رسوؿ هللا‪ ،‬وكلها ظهرت بعد العصر األوؿ بعد‬ ‫علوـ زبدـ كتاب هللا‪ِّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الصحاب والتابعْب‪.‬‬ ‫فمن يسأؿ‪ :‬ؼباذا مل يكن التصوؼ موجوداً أايـ حضرة النيب؟ نقوؿ لو‪ :‬وؼباذا‬ ‫النحو مل يكن أايـ حضرة النيب؟! وؼباذا اغبديث مل يكن أايـ حضرة النيب؟! وؼباذا علم‬ ‫علم من‬ ‫التفسّب مل يكن أايـ حضرة النيب؟! وؼباذا علم الببلغ كذلك؟! ىل كاف ىناؾ ٌ‬ ‫وسن‬ ‫ىذه العلوـ أايـ حضرة النيب؟ ال ؼباذا؟ ألهنا ُوجدت بعد ذلك ػبدم كتاب هللا ُ‬ ‫رسوؿ هللا ودين هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -18‬الصويف والسَّعي‬ ‫‪‬‬


‫(‬

‫)‬

‫‪‬‬

‫كيف ِّ‬ ‫نفرؽ بْب الصويف اغبق َّ‬ ‫ومدعي التصوؼ؟‬

‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الصويف اغبق ىو السائر على قوؿ هللا‪:‬‬ ‫ويتجمل‬ ‫(ٖٔآؿ عمراف) يتابع رسوؿ هللا ‪ ‬يف ظاىره ويف ابطنو على حسب استطاعتو‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ويتكمل دبقاـ العبودي الذي فتحو عليو رب الربي ‪:‬‬ ‫أبخبلقو‬ ‫َّ‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔ(   ‬اإلسراء)‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٔ(   ‬الفرقاف)‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪ٔ( ‬الكهف)‪.‬‬

‫والعبد ال يرى لنفسو حاالً وال قاالً وال عمبلً وال أمبلً إال بفضل من اؼبتفضل‬ ‫‪ ،‬والعبد ال ُوبب الظهور‪ ،‬وال ُوبب أف تكوف لو منزل ً عند اػبلق‪ ،‬ألف كل ما يطلبو‬ ‫أف تكوف لو منزل ً كريب عند اغبق ‪ ،‬يقوؿ فيو ‪:‬‬ ‫ايتكِ‪ َّٞ‬ايّٖ َػِٓ‪ َّٞ‬ايّٖ َخفِ‪} َّٞ‬‬ ‫{ إَِّٕ ايًََّ٘ ‪ِ ُٜ‬شبُّ ايّٖ َع ِبدَ َّ‬

‫‪20‬‬

‫إذاً عبلم الصويف الصادؽ‪:‬‬ ‫‪ -‬أنو ال يريد ُشهرة وال منزل بْب الناس‪.‬‬

‫ويتجمل ابلعبودي تشبهاً بسيد الناس ‪ ‬يف التواضع ويف اؼبسكن ويف‬ ‫‬‫َّ‬ ‫اإلنكسار والذؿ هلل وليس ػبلق هللا‪ ،.‬والتطامن بْب عباد هللا‪ ،‬واإلخبات‬ ‫الدائم ؼبواله‪.‬‬ ‫ووبسن متابع رسوؿ هللا ‪ ‬يف كل أحوالو؛ يف منامو ويف يقظتو ويف سره ويف‬ ‫ ُ‬‫علنو ويف أكلو ويف ُشربو ويف نومو‪ ،‬كأنو صورةٌ مصغَّرةٌ لسيدان رسوؿ هللا ‪‬‬ ‫على قدره‪.‬‬ ‫‪ 20‬ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي عت ثي أثٖ ّ بص ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أما َّ‬ ‫اؼبدعي فيُحب الظهور‪ ،‬ويريد أف هبتمع حولو اػبلق‪ ،‬ويظهر بينهم أنو شي ٌخ‪،‬‬ ‫ووبب أف هبتمع اػبلق‬ ‫وأف لو عندىم وجاى ‪ ،‬وأف لو منزل ٌ‪ ،‬ولذلك ُوبب الثناء عليو‪ُ ،‬‬ ‫ووبب أف يبدحو اػبلق ويطلبوا منو الدعاء‪ ،‬وقد يريد منهم شيئاً دنيوايً فيعينوه دبا‬ ‫عليو‪ُ ،‬‬ ‫معهم من ماؿ‪ ،‬أو طيبات اغبياة الدنيا وماشابو ذلك‪ ،‬وقد وبفظ أقواؿ الصاغبْب ويريد‬ ‫اؼبكان لو عند اآلخرين‪ ،‬بينما ىو ال يطبقها على نفسو‪ ،‬وال يف حياتو‪ ... ،‬فهناؾ فر ٌؽ‬ ‫بْب من يريد اغبق‪ ،‬ومن يريد اػبلق‪ ،‬فالصويف يريد اغبق َّ‬ ‫واؼبدعي يريد اؼبنزل عند اػبلق‪،‬‬ ‫نسأؿ هللا اغبفظ والسبلم ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -19‬حال التصوف اآلٌ‬ ‫ؼباذا وصل التصوؼ ؽبذه اغبال ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫من يسأؿ ىذا السؤاؿ يلبس نظارةً سوداء‪ ،‬فبل يرى أمامو إال اغبال السوداء‬ ‫فقط‪ ،‬لكننا نرى التصوؼ يف ىذا الزماف يف أهبى أحوالو ويف أرقى ازدىاره‪.‬‬ ‫بزي معْب‪ ،‬أو بعمام معين ‪ ،‬أو براي‬ ‫فالصوفي يف الزمن اؼباضي كانت مظهري ‪ٍّ ،‬‬ ‫معين ‪ ،‬أو بطقوس معين ‪ ،‬أو بشكليات معين ‪ ،‬فالناس كانوا يظنوف أف التصوؼ من أجل‬ ‫ىذه الشكليات!!! ولكن أصبح التصوؼ يف ىذا الزماف جوىراً وـبرباً وليس مظهر‪،‬‬ ‫فكم من ٍ‬ ‫زايً مدنياً شيكاً كأي‬ ‫رجاؿ هلل إذا سأؿ الرجل منهم مواله لبَّاه‪ ،‬وىو يلبس َّ‬ ‫جنتلماف يف ىذا الوجود‪ ،‬وال يعرؼ ظاىره من ابطنو إال من أعطاه هللا نوراً يف ابطنو‬ ‫ينظر بنور هللا‪ ،‬وىؤالء أغلبي يف ىذا الزماف‪.‬‬ ‫يتزاي ظاىرايً هبيئ اغببيب‪ ،‬ويضع العدب خلف‬ ‫فليس التصوؼ قاصراً على من َّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫رأسو‪ ،‬ويلتحي فقط‪ ،‬ألف هللا قاؿ‪   :‬‬ ‫‪ٖٔ(  ‬اغبجرات)‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫والتقوى ؿبلها القلوب‪.‬‬ ‫فأصبح الصوفي يف ىذا الزماف ىم األسوايء األتقياء األنقياء األصفياء الذين ال‬ ‫ُانس عادين‪ ،‬مع أف هللا يرفع العذاب عنهم وعمن حوؽبم إذا‬ ‫يرى اػبلق منهم إال أهنم أ ٌ‬ ‫نظر إىل قلوهبم‪ ،‬فبل هبد فيها إال الصدؽ واإلخبلص والنقاء لرب العاؼبْب ‪.‬‬ ‫فارتقى الصوفي يف ىذا الزماف إىل ماكاف عليو يف عصر النيب‪ ،‬فأصبح الشاىد‬ ‫ليس عليهم ظواىر أحواؽبم‪ ،‬وال ىيئات مبلبسهم‪ ،‬وإمبا الذي يريد أف يعرفهم ال بد أف‬ ‫يتعرؼ بو على أىل القلوب‪ ،‬والبد أف يؤتيو هللا نوراً لّبى هبذا النور‬ ‫قلب َّ‬ ‫يكوف لو ٌ‬ ‫اؼبوىوب الذي وىبو ؽبم عبلـ الغيوب‪.‬‬ ‫وبذلك انكشف َّ‬ ‫اؼبدعْب يف عصران ىذا‪ ،‬فسبيل اؼبدعْب ينهار ألف الناس‬ ‫أصبحت تنظر إىل اعبواىر وتنظر إىل العطاءات اإلؽبي ‪ ،‬وىي عطاءات كلها قلبي ‪.‬‬ ‫فاغبمد هلل اغباؿ العظيم الذي أصبحنا فيو يف ىذا الزماف‪ ،‬وأىلو ىم الذين يقوؿ‬ ‫فيهم اإلماـ علي هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ىؤالء القوـ ما أكثرىم يف ىذا الزماف ولكن ال يطلع عليهم إال من أكرمو بكرمو‬ ‫حضرة الرضبن ‪ ،‬يقوؿ فيهم اإلماـ أبو العزائم هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫الكددددددددد هطلدددددددددْة لِددددددددد ا‬

‫ّلكدددددي م دددددض لدددددجعغ أمدددددرا ا ل٘لدددددخ‬

‫مددددددتا ٕ أُدددددد عظددددددر ّا زٌددددددجِن‬

‫ّ​ّاطددددددلِن علددددددٔ ددددددت الؼددددددرّ ح‬

‫موٌكددددددددرُن ٗممدددددددد٘ ّهددددددددي ٗممددددددددلن‬

‫مقرثدددددددددددددَ ّ ردددددددددددددوهي شدددددددددددددرّ ٍ‬

‫ّهددددددددي ؽلجددددددددزِن عدددددددد٘ي العٌبٗددددددددخ‬

‫ٗددددددددرّ ثعدددددددد٘ي أًددددددددْا المددددددددرٗرح‬

‫ّلددددددددد٘‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬غط اهلجوو على التصوف والصوفية‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ؼباذا يكثر دائماً اؽبجوـ على التصوؼ والصوفي ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذه ُسنَّ هللا ولن ذبد لسن هللا تبديبلً‪ ،‬فإف هللا ‪ ‬دائماً وأبداً جعل اإليباف وأىل‬ ‫ٍ‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫ابتبلء طواؿ حياهتم‪ ،‬قاؿ تعاىل‪    :‬‬ ‫اإليباف يف‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬ؼباذا اي رب؟ ‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫َي الن ِ‬ ‫َّاس أَ َش ُّد‬ ‫َّيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أ ُّ‬ ‫‪ٖ(                  ‬العنكبوت) ُسئِ َل النِ ُّ‬ ‫‪21‬‬ ‫اؿ‪ { :‬ايّٖأّٔ ِْ ِب‪َٝ‬ا‪ ،ُ٤‬ثَُِّ ايّٖأَِّٔجٌَُ فّٔايّٖأَِّٔجٌَُ }‬ ‫بَ​َبل َء؟‪ ،‬قَ َ‬ ‫فكوف ىؤالء القوـ ىم أشد الناس ببلءاً دليل على أهنم ُّ‬ ‫أشد الناس قرابً من‬ ‫الصديقْب واألنبياء كما أخرب سيد األنبياء ‪.‬‬

‫فالصوفي ال يرجوف إال هللا‪ ،‬وال يطلبوف إال رضاه‪ ،‬وال يطلبوف من اػبلق قليبلً وال‬ ‫كثّباً ألهنم مبتغاىم وجو هللا ‪ ...‬لكن ىناؾ يف كل زماف ومكاف من يطلبوف اؼبنزل عند‬ ‫اػبلق‪ ،‬ويطلبوف الظهور بْب الناس‪ ،‬وىؤالء وبسدوف الصوفي على حب الناس ؽبم‪،‬‬ ‫وإقباؿ الناس عليهم‪ ،‬ومن ىنا يقعوف فيهم‪ ،‬ووباولوف تشويو صورهتم ألهنم يظنوف أهنم‬ ‫ينافسوهنم‪.‬‬ ‫يعِب الواحد منهم يذىب ليعمل درساً يف اؼبسجد فبل هبد أحداً‪ ،‬فيقوؿ يف نفسو‬ ‫ؼباذا ىؤالء القوـ عندما أيتوف إىل اؼبسجد يبتلئ عن آخره؟! ىو يظن أف معو علوـ‬ ‫األولْب واآلخرين‪ ،‬وىو ال يوجد معو غّب العلم الظاىر‪ ،‬وال يعرؼ أف من هبمعهم ىو‬ ‫اعبامع ‪ ،‬فهل أح ٌد منا هبمع أحداً؟ فليس الذي هبمع العلم‪ ،‬ولكن الذي هبمع ىو‬ ‫اعبامع عز وجل‪ ،‬وىو الذي هبمع ىذه القلوب ووبببها يف ظباع ىذه العلوـ‪ ،‬لكن ىل‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫يوجد من يستطيع أف هبمع اػبلق عليو؟ ال‪     :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖٙ(       ‬األنفاؿ)‪.‬‬ ‫‪ٌ 21‬ي اثي هب خ ّالتا هٖ عي عت ثي أثٖ ّ بص ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫صداـ وال ٌ‬ ‫جداؿ وال مناظرةٌ وال شيء من‬ ‫فلو عرفوا ىذه اغبقيق ما حدث بينهم‬ ‫ٌ‬ ‫ىذا القبيل‪ ،‬فّبوا ؿبب الناس ؽبؤالء القوـ‪ ،‬فمن يقبِّل أيديهم‪ ،‬ومن يسأؽبم الدعاء‪،‬ومن‬ ‫يسارع إىل خدمتهم‪.‬‬ ‫لكن ىم يظنوف أف معهم العلم الظاىر‪ ،‬وىم الورة اغبقيقيوف يف نظر أنفسهم‬ ‫لؤلنبياء‪ ،‬وىم يريدوف أف يكونوا أوىل هبذه اؼبنزل ‪ ،‬فتقبِّل الناس أيديهم‪ ،‬وتطلب منهم‬ ‫صدى ؽبذا فيحدث يف القلوب شيء‬ ‫الدعاء‪ ،‬ويسارعوف إىل خدمتهم‪ ،‬وألهنم ال هبدوف‬ ‫ً‬ ‫من اغبقد واغبسد‪ ،‬واغبسد داء العلماء يف كل ٍ‬ ‫زماف ومكاف‪ ،‬وقاؿ فيو هللا عز شأنو‪ :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬فهؤالء ىم الناس يف نظر هللا‪  :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫(ٗ٘النساء) فلم يقل من ماؿ وال جاه وال منصب‪ ،‬ولكن من الفضل الذي أعطاه ؽبم هللا‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٕٔ(       ‬اغبديد)‪.‬‬ ‫فهم وبسدوف الناس على فضل هللا ؽبم‪ ،‬ويزيدىم حقداً عندما يروف زىدىم يف‬ ‫الدنيا وما فيها‪ ،‬ورغبتهم عن اؼبلوؾ والزعماء‪ ،‬مع تسخّب هللا ؽبم اؼبلوؾ والزعماء‪ ،‬فيزيد‬ ‫عندىم اغبقد واغبسد لتنافسهم معهم‪ ،‬مع أف الصادقْب والصاغبْب ال مكاف ؽبذا األمر‬ ‫يف قلوهبم أبداً‪ ،‬ألهنم مشغولوف عنهم ابهلل‪ ،‬وليسوا مشغولْب ابػبلق ال من قليل وال من‬ ‫كثّبف فهذا ىو السبب الرئيسي بْب أىل الظاىر وأىل الباطن‪ ،‬وىو اجتماع اػبلق أبمر‬ ‫اغبق على أىل اغبق‪ ،‬هبعل طبلب اػبلق وطبلب اؼبنزل عند اػبلق وبدث بينهم حس ٌد‬ ‫ؽبم‪ ،‬ووباولوف أف ِّ‬ ‫يشوىوا صورهتم ليسقطوا منزلتهم‪ ،‬ووباولوا أف يشوىوا أفكارىم‬ ‫وآراءىم ليبعدوا الناس عنهم‪ ،‬وهبعلوهنم ال يبشوف معهم أو حوؽبم‪.‬‬ ‫فهذه كل القضي يف أمر الصوفي ‪ ،‬واألدل يف ىذا اؼبوضوع لو استعرضنا‬ ‫صفحات الصاغبْب ربتاج إىل دوواين من حكاايت الصاغبْب يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -21‬الصوفية واحلياة الػياغية‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ىل للتصوؼ دور يف اغبياة السياسي اؼبعاصرة؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫دور التصوؼ يف اغبياة السياسي أنو يدعو صبيع األحزاب وصبيع الطوائف وصبيع‬ ‫الفئات أبف يكونوا صبيعا ؽبم وجه واحدة ىي إرضاء هللا‪ ،‬وصاٌف ىذا البلد‪ ،‬وىذا‬ ‫الوطن الذي يعيشوف فيو‪.‬‬ ‫ىذه الوجه إذا توحدت ىل سيكوف ىناؾ خبلؼ بْب حزب وحزب؟! أو بْب‬ ‫طائ ًف وطائف ؟! مث ىو يدرب أوالده وأحبابو على الرغب يف العمل هلل‪ ،‬والزىد يف‬ ‫اؼبناصب الفاني الدنيوي ‪ ،‬وىذا ىو اؼبنهج الذي اتَّبعو اغببيب‪ ،‬وقاؿ يف شأنو ‪ {:‬إَِّْا‬ ‫‪22‬‬ ‫َأئُّ٘ }‬ ‫ئّا ُْ‪َٛ‬يِّ‪َٖ ٞ‬رَا َِٔ ض ّٔ‬ ‫وأىل األحزاب يطلبوف اؼبناصب أو اؼبكاسب كما نرى‪ ،‬أو يريدوف أف يبسكوف‬ ‫اغبكم‪ ،‬وىذه اػببلفات ىي الٍب ضيعت الببلد والعباد‪ ،‬لكن لو مشى الناس على ىذا‬ ‫اؼبنهج القوَل‪ ،‬واستطعنا أف نرب فيهم ىذه اؼببادئ اإلؽبي ‪ ،‬وأف نسعى إلرضاء هللا‪،‬‬ ‫ونسعى إلسعاد من نعيش بينهم من خلق هللا‪ ،‬وال نرجوا من ذلك منصبًا وال مكسبا إال‬ ‫وجو هللا ‪ ..‬إذا فعلنا ذلك ربققت كل اآلماؿ عبميع أىل اإلسبلـ يف أي زماف ومكاف‬ ‫‪ ....‬وما اػببلفات بْب اؼبسلمْب يف أي دول حولنا إال بسبب الرايس ‪ ،‬فاػببلفات يف‬ ‫فلسطْب بْب غزة وبْب الضف سببها الرايس ‪ ،‬واػببلفات الٍب يف الصوماؿ سببها الرايس ‪،‬‬ ‫واػببلفات الٍب يف ليبيا سببها الرايس ‪ ،‬لكن لو صاروا على اؼبنهج الصويف اإلسبلمي‬ ‫سيزىدوف يف الرايس ‪ ،‬ويزىدوف يف اؼبناصب‪ ،‬ويزىدوف يف اؼبكاسب‪ ،‬ويريدوف اؼبكاسب‬ ‫الٍب تعم على الكل وليس ؽبم فقط‪ ،‬وىذا ىو أساس اغبياة السياسي السليم يف أي‬ ‫زماف ومكاف‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -22‬الصوفية ولبؼ الصوف‬ ‫‪ 22‬الجخب ٕ ّهملن عي عجت هللا ثي ٘‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫من معاٍل التصوؼ لبس الصوؼ أو اػبشن ىل هبوز ذلك يف ىذا العصر؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ما اؼبانع أف ألبس صوؼ ىيلد من اقبلَبا؟! أليس بصوؼ؟! كبن أنيت ابلصوؼ من‬ ‫الغنم‪ ،‬ونغزلو ونلبسو‪ ،‬واإلقبليز يعاعبوه دبواد كيماوي ويصنعوا منو مبلبس نظيف‬ ‫وعظيم ونلبسو‪ ،‬أيوجد يف ذلك شيء؟! ال ‪ ...‬كلنا نلبس يف الشتاء صوؼ‪ ،‬فالذي‬ ‫يلبس بروفل صوؼ‪ ،‬والذي يلبس جلباابً من الصوؼ‪ ،‬والذي يلبس بدل من الصوؼ‬ ‫‪ ..‬كلنا نلبس الصوؼ ليدفئنا‪ ،‬فهل ذلك يتنايف مع دين أو مع تصوؼ؟!‪.‬‬ ‫لكن ما الذي يتناىف مع الدين؟ لبس مبلبس ملفت للنظر‪ ،‬فهذا الشيء الذي‬ ‫كباربو‪ ،‬كأف ذبد شخصاً أتى جبواؿ وخاطو ولبسو‪ ،‬لكى يلتفت لو كل من يراه يف الطريق‪،‬‬ ‫أو ذبد شخصاً يبسك بسيف خشب‪ ،‬أو يلبس زعبوط‪ ،‬أو يلبس طربوش ‪ ..‬ما ىذا؟‬ ‫يريد أف يفعل أي شيء ملفت للنظر‪ ،‬وىذا الذي نلغيو‪ ،‬فنحن ال نفعل ىذا لكي ال‬ ‫يكوف ىناؾ لفت للنظر‪ ،‬وال نتشبو هبؤالء الذين كبارهبم‪ ،‬أىم شيء ما بينك وبْب موالؾ‪،‬‬ ‫ما الذي يريده هللا؟ قاؿ ‪:‬‬ ‫{ ا ّٖيبَطُ‪ٛ‬ا َِِٔ ِث‪َٝ‬ابِهُِّٕ ا ّٖي َب‪َٝ‬ا َ‪ ،‬فّٔإََِّْٗا َِِٔ َ​َ‪ِٝ‬سِ ِث‪َٝ‬ابِهِّٕ​ِ }‬

‫‪23‬‬

‫بعض الناس فهموا أهنا الثياب الظاىرة‪ ،‬بينما ىي للخلق‪ ،‬لكن هللا ال ينظر إىل‬ ‫صوركم‪ ،‬فما الثياب الٍب ينظر ؽبا هللا؟ الٍب يف القلب‪ ،‬ألبس القلب ةوب البياض والنقاء‬ ‫والصفاء‪ ،‬فبل يوجد بو غل وال غش وال حقد وال حسد وال رايء وال ظبعو وال أانني وال‬ ‫حب ذات ‪ ..‬ال يوجد بو إال صباالت هللا‪ ،‬وصباالت حبيب هللا مصطفاه‪.‬‬ ‫وىذه الٍب هنتم هبا‪ ،‬أما الصوؼ كبن كنا نلبسو‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٖٕ(        ‬األعراؼ)‪.‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫إذاً الذي كباربو اؼببلبس اػباص الٍب هبهزىا بعض انقصي العقوؿ‪ ،‬أو اؼبرضي‬ ‫‪ 23‬بهع الزره ٕ ّأثٖ اّ عي اثي عجبم ػٖ هللا عٌِوب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫النفسيْب للفت نظر اؼبارين هبم أو اغباضرين‪ ،‬لكن ليس ىذا طريق القوـ‪ ،‬بل طريق‬ ‫‪24‬‬ ‫ايتكِ‪ َّٞ‬ايّٖ َػِٓ‪ َّٞ‬ايّٖ َخفِ‪} َّٞ‬‬ ‫القوـ قاؿ فيو ‪ {:‬إَِّٕ ايًََّ٘ ‪ُٜ‬شِبُّ ايّٖ َعبِدَ َّ‬ ‫ال أحد يعرفو‪ ،‬ذبهلهم بقاع األرض‪ ،‬وتعرفهم طرؽ السماء‪ ،‬تعرفهم اؼببلئك ‪،‬‬ ‫وأىل السماء العلى‪ ،‬وأىل السمو يف اؼبعاٍل‪ ،‬وأىل السمو يف الفكر‪ ،‬وأىل السمو يف‬ ‫اؼبقاصد‪ ،‬وأىل السمو يف اؼبنزل واؼبكان والدرج عند هللا‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -23‬التصوف احلكيكي‬ ‫كيف ننشر التصوؼ اغبقيقي؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫نشر التصوؼ اغبقيقي ال وبتاج لعبارات‪ ،‬وال كلمات‪ ،‬وال إذاعات‪ ،‬وال كتاابت‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وإمبا كما ورد يف األةر‪:‬‬ ‫يبدأ اإلنساف بنفسو‪ ،‬وال ينشغل إال بنفسو‪ ،‬فإذا خلَّص نفسو واستجابت النفس‬ ‫فعليو أف يدخل يف القوؿ اآلخر‪:‬‬ ‫إذا خلَّص نفسو فبل بد أف أييت أبىلو‪ ،‬ألف ىذا ىو مرآة أماـ الناس‪ ،‬كيف يكلم‬ ‫الناس عن اغبجاب وابنتو أو امرأتو تكشف شعرىا وزبرج هبذه الكيفي ؟! ىل ىذا‬ ‫سيسمع منو أحد؟! ‪ ...‬كيف يكلم الشباب عن الصبلة وىم يعرفوف أف ابنو الكبّب‬ ‫البالغ ال يصلى أبداً‪ ،‬وال يدخل اؼبسجد؟! ىل ذلك هبوز؟! فبل بد أف أكوف قدوة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سيجملو هللا ابألحواؿ‪ ،‬فمن يراه يكوف‬ ‫فإذا اإلنساف بدأ بنفسو‪ ،‬وةُب أبىل بيتو؛‬ ‫ّ‬ ‫ىناؾ أتةّب روحاٍل من هللا فيمن يراه‪ ،‬فيدعوه إىل هللا ‪ ‬بغّب كبلـ وال حديث‪ ،‬يروف‬

‫‪ 24‬ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي عت ثي أثٖ ّ بص ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫طبلب ىذه‬ ‫وسامتو‪ ،‬ويروف زىده‪ ،‬ويروف ورعو‪ ،‬ويروف تقواه‪ ،‬ويقبل على ىذا اؼبنواؿ‬ ‫ُ‬ ‫اؼبعاٍل العلي وىذه اؼبقامات الرفيع الرضواني ‪ ،‬ولذلك يقوؿ لنا أبو العزائم ‪:‬‬ ‫الكددددددددد هطلْثكدددددددددب لِددددددددد ا‬

‫ّلكدددددي م دددددض لدددددجعغ أمدددددرا ل٘لدددددخ‬

‫مدددددددتا أُددددددد عظدددددددر ّا زٌدددددددجِن‬

‫ّ​ّاطددددددلِن علددددددٔ ددددددت الؼددددددرّ ح‬

‫ّلددددددددد٘‬

‫ماذا يقصد أبىل العصر؟ ىم اؼبشغولوف ابلدنيا واؼبظاىر والشكليات‪ ،‬فليس لك‬ ‫شأف هبؤالء ألهنم سيعطلونك ووبجبونك‪:‬‬ ‫موٌكدددددددرُن ٗمدددددددٖ ّهدددددددي ٗممدددددددلن‬

‫مقرثددددددددددددَ ّ رددددددددددددوهي شددددددددددددرّ ٍ‬

‫فمن اعبائز أف نفسو ترجعو مرة أخرى فبل تعطي لو كل شيء‪:‬‬ ‫ّهدددددددددي ؽلجزدددددددددَ أًدددددددددْا العٌبٗدددددددددخ‬

‫ٗددددددددرا ثعدددددددد٘ي أًددددددددْا المددددددددرٗرح‬

‫فالذي عنده عناي ينساؽ ؽبذا األمر بداعي العناي الذي يقوؿ فيو اإلماـ أبو‬ ‫العزائم ‪:‬‬ ‫اعددددددٖ العٌبٗددددددخ هددددددي أا ٌٗب ٌٗددددددب‬

‫ّالوظددددددددط ٔ لظددددددددراؽ هللا ِٗددددددددتٌٗب‬

‫فالناس يف ىذا الزماف ملُّوا من اػبطباء والوعاظ وكثرة اؼبتحدةْب ‪...‬‬ ‫رجل يقوؿ ما يفعل ويفعل ما يقوؿ‪ ،‬ليس‬ ‫فماذا يريدوف؟ يريدوف قدوة يقتدوا هبا‪ٌ ،‬‬ ‫ىناؾ تناقض بْب قولو وفعلو‪ ،‬مثلما يقوؿ الرجل اغبكيم‪(( :‬ال تقرأ القرآف فحسب ولكن‬ ‫اجعل نفسك آي من القرآف)) فتقرأ الناس فيك القرآف العظيم كبلـ رب العزة ‪‬ف‬ ‫ىذه الطريق الوحيدة الٍب اتبعها سيدان رسوؿ هللا‪ ،‬ومن وليو من السلف الصاٌف إىل‬ ‫يومنا ىذا وإىل يوـ الدين‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -24‬تعسز الططم الصوفية‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫يرى البعض أف كثرة الطرؽ الصوفي تؤدي إىل التشتت‪ ،‬فهل يبكن صبع الطرؽ‬ ‫كلها يف طريق واحدة؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ليس ىناؾ طرؽ صوفي ألهنا كلها هنايتها الوصوؿ إىل فضل هللا وإىل إكراـ هللا‪،‬‬ ‫ىو طريق واحد‪ ،‬لكن االختبلؼ يف تعدد الوسائل‪.‬‬ ‫كبن نريد أف نذىب إىل القاىرة‪ ،‬فتجد شخص يريد أف يسافر يف القطار‪،‬‬ ‫وشخص يريد أف يذىب يف األتوبيس‪ ،‬وشخص يريد أف يركب ميكروابص‪ ،‬وشخص‬ ‫يريد أف أيخذ سيارة خاص ‪ ،‬فأين االختبلؼ ىنا؟ االختبلؼ يف الوسيل لكن الغاي‬ ‫صبيعا واحدة ىي الوصوؿ إىل رضواف هللا جل يف عبله‪،‬‬ ‫واحدة‪ ،‬فغاي الطرؽ الصوفي‬ ‫ً‬ ‫لكن الوسائل اإلؽبي الٍب بيَّنها هللا للحضرة احملمدي ىي وسائل كثّبة ال تعد وال ربد‪،‬‬ ‫ؼباذا؟ ألف ما يبلئم ىذا غّب ما يبلئم ذاؾ‪ ،‬فهناؾ من يصل ابلذكر الكثّب وىذه وسيل ‪،‬‬ ‫وىناؾ من يصل بتبلوة القرآف والعمل بو وىذه وسيل أخرى‪ ،‬وىناؾ من يصل ابإلكثار‬ ‫من الصبلة على حضرة النيب ‪ ‬وىذه وسيل أخرى‪ ،‬وىناؾ من يصل ابإلكثار من‬ ‫االستغفار‪ ،‬وىناؾ من يصل خبدم الفقراء واؼبساكْب والسعي يف قضاء مصاغبهم‪ ،‬وىناؾ‬ ‫من يصل ابلسعي بْب اؼبتخاصمْب من اؼبسلمْب‪ ،‬وىناؾ من يصل بنشر العلم بْب‬ ‫اؼبسلمْب‪ ،‬وىناؾ من يصل بصبلة الليل كالتهجد‪ ،‬وىناؾ من يصل بكثرة التودد‬ ‫اباب من‬ ‫للمؤمنْب وصبعهم على الصاغبْب لكي يوجههم للمنهاج القوَل ‪ ..‬كل فرد ىبتار لو ً‬ ‫األبواب‪.‬‬ ‫ىذه الوسائل‪ ،‬ىل يستطيع أحد أف يقوـ هبا كلها؟ ال‪ ،‬فكيف تكوف طريق‬ ‫واحدة؟! فلو كانت طريق واحدة فلن يكوف ؽبا إال وسيل واحدة‪.‬‬ ‫فهل هبوز أف نقوؿ ال أحد يسافر إىل القاىرة إال عن طريق السك اغبديد؟ ال‪،‬‬ ‫ألف الوسائل متعددة‪ ،‬فنقوؿ خذ القطار‪ ،‬فإف مل ذبد خذ األتوبيس‪ ،‬وإف مل ذبد خذ‬ ‫اؼبيكروابص‪ ،‬وإف مل ذبد خذ عرب خاص ‪ ،‬وكل فرد ىبتار الوسيل الٍب تناسبو‪ ،‬والٍب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫تبلئمو‪ ،‬فالتعدد ىنا يف الوسائل لكن الغاي كلها واحدة وىي وجو هللا ‪.‬‬ ‫فلماذا ظهرت الطرؽ؟ كل فرد من مشايخ الصاغبْب وصل إىل هللا ‪ ‬بوسيل ‪،‬‬ ‫وأان أغرمت هبذه الوسيل وأعجبتِب‪ ،‬فأذىب إىل ىذا الرجل لكي يعلمِب ىذه الوسيل ‪،‬‬ ‫علي لكي أسّب حبق على ىذه الوسيل ‪ ،‬إىل إف أصل إىل هللا‪ ،‬فهل أستطيع أف‬ ‫ويشرؼ ّ‬ ‫أصبع الكوف كلو على ىذه الوسيل ؟ ال‪.‬‬ ‫شخص آخر أعجبتو وسيل أخرى‪ ،‬فيذىب إىل الشيخ الذي مشى على ىذه‬ ‫الوسيل ‪ ،‬لكي يعلمو الوسيل الٍب وصل هبا إىل هللا‪ ،‬كيف أعرفو؟ أان أرى أف ىذا الرجل‬ ‫علما إؽباميًا‪ ،‬أو أعطاه فراس ‪ ،‬أو رزقو هللا بنور يف قلبو‪ ،‬أو رزقو‬ ‫فتح هللا عليو‪ ،‬ورزقو هللا ً‬ ‫هللا علم اغبكم ‪ ،‬أو ظهر عليو بعض اإلكرامات ‪ ..‬كل ىذا يدؿ على أف هللا فتح عليو‪،‬‬ ‫فعلمت أف ىذه الوسيل الٍب سار عليها صحيح ‪ ،‬فإذا أعجبتِب ىذه الوسيل أذىب إىل‬ ‫ىذا الرجل لكي أسّب على الوسيل الٍب وصل هبا إىل هللا ‪.‬‬ ‫إذًا ال يبكن أب ًدا صبع الوسائل يف طريق واحد‪ ،‬ألنو ال أحد يستطيع أف هبمع‬ ‫بينهم إال سيدان رسوؿ هللا ‪ ،‬وهللا جل وعبل قاؿ لو وألنبياء هللا السابقْب غبضرتو‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٗٛ(  ‬اؼبائدة) لكي يعلم الغافلوف الذين يقولوف أنخذ‬ ‫الشريع فقط أنو يوجد شرع ويوجد منهاج‪ ،‬فالشريع للكل‪ ،‬واؼبنهاج للخاص ‪.‬‬ ‫فما داـ القصد واحد‪ ،‬والغاي واحدة‪ ،‬فبل بد من تعدد الوسائل‪ ،‬وىذا الذي‬ ‫نتعلمو من الطرؽ الٍب نسميها الطرؽ الصوفي اؼبوصل إىل فضل هللا ‪.‬‬ ‫لكن ىناؾ نقط نبلحظها جبدي ‪ ،‬حيث توجد طرؽ‪ ،‬وشيخها األكرب كاف من أىل‬ ‫الفتح‪ ،‬لكن الذين من بعده أخذوىا وراة فقط‪ ،‬فالذي يهمِب أف يكوف الذي أسّب معو‬ ‫مثبل الشيخ عبد القادر اعبيبلٍل بيِب وبينو‬ ‫علي مثلو‪ ،‬لكن ً‬ ‫من أىل الفتح لكي يفتح هللا َّ‬ ‫طبسمائ عاـ‪ ،‬وىو كاف من أىل الفتح األعظم‪ ،‬فهل لو سرت اآلف على هنجو أييت يل‬ ‫الفتح؟ ال‪ ،‬فإف كاف واحد من أتباعو معو الفتح أسّب معو‪ ،‬فالذي يهمِب يف ىذا األمر‬ ‫أف الرجل الذي أسّب معو يكوف مفتوح عليو‪ ،‬يوجد شيخ مفتوح عليو لكن من طبسمائ‬ ‫عاـ‪ ،‬وأتباعو ليس مفتوح عليهم‪ ،‬فماذا أصنع هبم؟! وىذا ىو الشيء الذي يسقط فيو‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫كثّب من الناس‪ ،‬ينظروف إىل شخصي األكابر‪ ،‬ويقولوف ما دامت طريق الشيخ فبلف فبل‬ ‫يوجد مثلها‪ ،‬فهذا لو احَبامو‪ ،‬لكن ال بد أف يكوف ىناؾ شخص اآلف قائم ومقاـ من‬ ‫حي‬ ‫الطريق من أىل الفتح‪ ،‬فهذا الذي أريده‪ ،‬وىو الذي أحتاجو‪ ،‬رجل من أىل الفتح ّ‬ ‫حبي قائم‪ ،.‬فهذا كاف صاحب فتح يف‬ ‫حي قيوـ‪ ،‬وال يصل إليو واصل إال ّ‬ ‫قائم‪ ،‬فاهلل ّ‬ ‫زمانو ويدؿ أىل زمانو‪ ،‬ولكل زماف دول ورجاؿ‪ ،‬وىذا ىو الشيء الذي ينبغي أف‬ ‫صبيعا يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬ ‫نبلحظو ً‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪-25‬زوض التصوف يف إصالح األفطاز واجملتنعات‬ ‫ما دور التصوؼ يف إصبلح األفراد واجملتمعات؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫التصوؼ يُويل أنبي ابلغ إلصبلح القلوب‪ ،‬والرسوؿ ‪ ‬يقوؿ يف ذلك‪ {:‬أّٔئّا‬ ‫‪َٚ‬إَِّٕ فِ‪ ٞ‬ايّٖذَطَدِ َُضِػَ‪ ،ّٗ١‬إِذَا ؾًَّٕ َشتِ ؾًَّٕحَ ايّٖذَطَدُ نًُّٕ٘‪َٚ ،‬إِذَا فّٔطَ َدتِ فّٔطَدَ ايّٖذَطَدُ نًُّٕ٘‪ ،‬أّٔال‬ ‫‪ ََِٖٞٚ‬ا ّٖيكّٔ ًّٖبُ }‪ ،25‬فإصبلح الفرد يعتمد على إصبلح القلب‪ ،‬وإصبلح القلب يعِب‬ ‫شح واغبرص وال ُكره واألانني وما شابو ذلك‪،‬‬ ‫تطهّبه من األحقاد واألحساد والغل وال ُ‬ ‫وملؤه ابلشفق والعطف واؼبودة واحملب واغبناف والرضب وما شابو ذلك‪.‬‬ ‫طهر القلب فبا ذكرانه وامتؤل فبا قلناه صلُح الفرد وأصبح إنساانً وبب عبميع‬ ‫فلو ُ‬ ‫خلق هللا ما وبب لنفسو‪ ،‬وىذا ىو اؼبؤمن‪:‬‬ ‫{ ئّا ‪ُٜ‬ؤِ َُِٔ أّٔسَدُنِّٕ​ِ سَتَّ‪ُٜ ٢‬شِبَّ يِأَِّٔ‪َ​َ ِ٘ٝ‬ا ‪ُٜ‬شِبُّ ِي َٓفّٖطِِ٘ }‬

‫‪26‬‬

‫ومثل ىذا ىو الذي يُصلح اجملتمع‪ ،‬ألف ما أفسد اجملتمع يف زماننا وغّب زماننا‬ ‫األمراض الٍب أشران إليها‪ ،‬فاألمراض اعبسماني سهل العبلج‪ ،‬لكن األمراض القلبي ىي‬ ‫‪ 25‬الجخب ٕ ّهملن عي الٌعوبى ثي ثش٘ر ‪‬‬ ‫‪ 26‬الجخب ٕ ّهملن عي أً ‪‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫الٍب تورث الشقاؽ والنفاؽ واػببلفات واؼبشاكل بْب الناس‪ ،‬وال ذبد ؽبا عبلجاً البتَّ ‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فكما قيل‪: :‬‬ ‫إنساف وبسد آخر فلن يسَبيح إال إذا أُزيلت النعم الٍب عند اآلخر‪ ،‬وأين ىذا‬ ‫اؼبرض اللعْب؟ يف القلب‪ ،‬وأين عبلجو؟ من القلب‪ ،‬ومن الذي يعاًف ىذه األمراض؟‬ ‫الصوفي ‪ ،‬ألف الصويف لكي يبشي يف طريق هللا فبل بد أف يصفو وينقى من كل ما‬ ‫‪.‬‬ ‫ذكرانه‪:‬‬ ‫إذاً الصوفي ىي الٍب يتوقف عليها صبلح األفراد‪ ،‬وصبلح اجملتمعات‪ ،‬ألهنا تُرّكِز‬ ‫على صبلح القلوب‪ ،‬وطهارة النفوس‪ ،‬وىذا ىو األساس الذي بُب عليو النيب ‪ ‬دولتو‬ ‫وأكمل تعاليم رسالتو‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -26‬الصوفية وىؿط اإلغالو يف العصط احلسيث‬ ‫ما دور التصوؼ يف نشر اإلسبلـ يف العصر اغبديث؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫وشوه صورتو إال ِ‬ ‫الفرؽ الضال‬ ‫أظن أنو ما أساء إىل اإلسبلـ يف العصر اغبديث َّ‬ ‫وتشن اغبرب على غّب اؼبسلمْب يف كل‬ ‫اؼبتشددة الٍب تُقتِّل اؼبسلمْب وتَبؾ الكافرين‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫شوىوا صورة اإلسبلـ‪.‬‬ ‫زماف ومكاف‪ ،‬فهؤالء َّ‬ ‫وال يدخل يف اإلسبلـ حالياً من غّب اؼبسلمْب إف كانوا أوروبيْب أو أمريكاف أو‬ ‫غّبىم إال من اختلط ابلصوفي ‪ ،‬فأُعجب بصفاهتم اؼبرضي ‪ ،‬وطباعهم السويِّ ‪ ،‬وعبلقاهتم‬ ‫اؼببني على احملب واؼبودة والعبلقات اإلنساني ‪.‬‬ ‫ىؤالء ىم الذين يرتضوف ابإلسبلـ ؼبا يروف يف حاؿ الصوفي من التسامح والعطاء‬ ‫واألدب واألخبلؽ اغبميدة‪ ،‬أما الفظاظ والغلظ واػبشون يف اؼبعامل الٍب توجد عند‬ ‫دمرت ظبع اإلسبلـ لدى كل غّب اؼبسلمْب‪ ،‬وجعلتهم يهاصبوف‬ ‫اآلخرين فهي الٍب َّ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫اإلسبلـ‪ ،‬وإف مل يهاصبوه يقفوا موقفاً عدائياً ال يتقبلوا شيئاً من اؼبسلمْب‪ ،‬ألنو أصبحت‬ ‫الفكرة عندىم عن اإلسبلـ أنو دين اإلرىاب‪ ،‬ودين سفك الدماء‪ ،‬ودين اػبشون ‪ ،‬ودين‬ ‫الفظاظ ‪ ،‬ودين الغلظ ودين القسوة‪ ،‬ؼبا رأوه من صفات ىؤالء‪.‬‬ ‫وأضرب لذلك مثاالً واحداً‪ :‬ىل اإلسبلـ أابح للمسلمْب التمثيل جبُثث األعداء؟‬ ‫ال‪ ،‬وكيف أابح ىؤالء التمثيل جبثث األعداء؟! فكل مرة يتفننوا يف طريق للقتل ـبالف‬ ‫ؼبا أتى بو السابقوف‪ ،‬فمرة ابلذبح‪ ،‬ومرة ابغبرؽ‪ ،‬وكل مرة ىبَبعوا طريق أُخرى جديدة‬ ‫لسفك الدماء‪ ،‬أبطل اإلسبلـ عادة ِّ‬ ‫الرؽ‪ ،‬فجددوا الرؽ‪ ،‬ونسبوه زوراً وهبتاانً لئلسبلـ‪،‬‬ ‫وىذا تشويو لصورة اإلسبلـ واؼبسلمْب‪.‬‬ ‫األحداث الٍب يعملوىا دوماً ما ىي إال مسلسل فظائع لتشويو اإلسبلـ‪ ،‬لكن‬ ‫الصوفي يف رعايتهم لآلخرين‪ ،‬ويف ُحسن تعاملهم‪ ،‬ويف توادىم‪ ،‬ويف تعاطفهم مع اؼبسلم‬ ‫وغّب اؼبسلم ىم الذين هبعلوف الناس يدخلوف يف دين هللا ‪ ‬أفواجاً‪ ،‬إلعجاهبم حبُسن‬ ‫أخبلؽ وأوصاؼ اؼبسلمْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -27‬التصوف والػلبية‬ ‫يقوؿ البعض‪ :‬أف السلبي شبرة من شبرات التصوؼ‪ ،‬فما قوؿ فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫من يقوؿ ذلك وبكم على الصوفي ابلنظر إىل طائف تنتسب إىل التصوؼ‪،‬‬ ‫وليست من الصوفي يف شيء‪ ،‬فبعض اؼبتعطلْب واؼبتبطلْب واؼبتسولْب والشحاذين‬ ‫وخاص الذين يلتفوف حوؿ أضرح الصاغبْب بُغي اؼبكاسب‪ ،‬وحٌب ىبدعوا الناس َّ‬ ‫يدعوف‬ ‫أهنم صوفي بثياهبم وبعماماهتم وحبركاهتم‪ ،‬لكن التصوؼ بريء من ىؤالء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نحي كل‬ ‫فالذي وبكم على الصوفي ال بد أف يدرس كل الطوائف الصوفي ‪ ،‬ويُ ّ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫الطوائف السلبي ‪ ،‬ووبكم على الطوائف اإلهبابي الٍب سبؤل اغبياة عمبلً وحياة وإسعاداً‬ ‫للبشري صبعاء ‪ ....‬فهؤالء ليسوا صوفي ‪ ،‬وإمبا ىم ُحثال تنتسب إىل الصوفي ‪ ،‬والصوفي‬ ‫أنفسهم يربأوف من كل ىؤالء‪.‬‬ ‫ُروي أف شقيق البلخي ‪ ‬تقابل مع إبراىيم بن أدىم ‪ ،‬وكاف شقيق قد توَّكل‬ ‫ِ‬ ‫أيت طائراً أعمى فوؽ شجرة‬ ‫على هللا‪ ،‬فقاؿ لو إبراىيم‪ :‬ملَ توكلت على هللا؟ فقاؿ‪ :‬ر ُ‬ ‫ونسراً أييت لو ٍ‬ ‫بطعاـ ويضعو يف فمو‪ ،‬مث يذىب فيمؤل فمو ابؼباء ويضع فمو يف فم الطائر‬ ‫ِ‬ ‫ويسقيو‪ُ ،‬‬ ‫فقلت ىل أان أعجز عند هللا ‪ ‬من ىذا الطائر؟! فقاؿ إبراىيم بن أدىم‪ :‬وملَ‬ ‫ال تكوف أنت النسر الذي يُطعمو؟!ؼباذا ترضى لنفسك أف تكوف الطائر األعمى؟! ؼباذا‬ ‫ال تكوف أنت األعلى؟ وىذا حاؿ الصوفي ‪ ،‬كما قاؿ ‪ { :‬ا ّٖي‪َٝ‬دُ ايّٖعُ ًّٖ‪َٝ‬ا َ​َ‪ِٝ‬سْ ََِٔ ا ّٖي‪َٝ‬دِ‬ ‫‪27‬‬ ‫ايطفًّّٖٔ‪} ٢‬‬ ‫ُّ‬ ‫سيدان عثماف بن عفاف ‪ ‬كاف يتاجر وينفق‪ ،‬وسيدان عبد الرضبن بن عوؼ ‪‬‬ ‫كاف يتاجر وينفق‪ ،‬وقالوا يف أمثاؿ ىؤالء‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ألف الغِب الشاكر ينفع نفسو وينفع غّبه‪ ،‬والثاٍل يريد أف ُوب ِّمل نفسو عال على‬ ‫غّبه‪ ،‬وليس ذلك من أمر التصوؼ الصحيح‪ ،‬ولكن ىذا من عدـ فهم يف الصوفي ‪،‬‬ ‫فالسلبي ىم طائف ال يريدوف مواجه اغبياة‪ ،‬وال االعتماد على األسباب الٍب خلقها‬ ‫هللا‪ ،‬ويريدوف أف يظلوا عال على خلق هللا‪ ،‬ولذلك يَبكوف العمل‪ ،‬ولذلك ال وبقق هللا‬ ‫‪ ‬ؽبم أمل‪ ،‬ألف هللا سنتو يف عباده ال بد من األخذ ابألسباب الٍب أمر هبا مسبب‬ ‫األسباب‪ ،‬مع اإلعتماد على هللا ‪ ‬يف كل أم ٍر ويف كل شأف‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 27‬الجخب ٕ ّهملن عي اثي عور ‪‬‬ ‫‪‬‬


(

)






(

)






‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪xqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪-1‬بيعة املطيسيً ألؾياخَه‬ ‫ما حكم البيع الٍب يبايعها اؼبريدين لشيخهم؟‬ ‫وىل ىناؾ دليل من الكتاب والسن يؤيد ىذه البيع ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫البيع معناىا أٍل أريد أف ألتزـ‪ ،‬وأريد أف تلتزـ نفسي معهم‪ ،‬فأسوقها إىل حضرة‬ ‫النيب ‪ ، ‬أو إىل وارث غبضرة النيب لكي أعاىده أبف تستقيم‪ ،‬وأف سبتنع عن اؼبعاصي‬ ‫طمعا يف رضواف هللا ‪ ،‬فهذا يكوف ألزـ‬ ‫ابلكلي ‪ ،‬وأف تقبل على الطاعات والقرابت ً‬ ‫للنفس‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫والبيع أخذىا سيدان رسوؿ هللا على أصحابو‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔٓ(  ‬الفتح) أين ىذه البيع ؟ ‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬والشجرة ليست الشجرة الٍب قطعها سيدان عمر‪ ،‬لكنها‬ ‫شجرة األظباء والصفات اإلؽبي الظاىرة يف الذات احملمدي ‪.              :‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫فما نتيج البيع ؟ وما فائدهتا؟ ‪    ‬‬ ‫(‪ٔٛ‬الفتح) فتحاً قريباً من القريب ‪ ،‬غّب الفتح اآلخر إف كاف عسكري أو غّبه‪ ،‬لكنو‬ ‫فتح قريب من حضرة القريب ‪.‬‬ ‫فالذي يريد الفتح الرابٍل‪ ،‬والذي يريد السكين من هللا‪ ،‬والذي يريد أف يلتزـ مع‬ ‫مواله‪ ،‬ووبشر مع الصاغبْب يف الدنيا واآلخرة من عباد هللا‪ ،‬البد أف يلزـ نفسو ابعبهاد‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فيأخذىا لرجل من ورة رسوؿ هللا‪ ،‬وأيخذ العهد عليو‪ ،‬فكلما أرادت نفسو أف سبيل بو‬ ‫يقوؿ ؽبا إٍل أخذت العهد‪ ،‬فهذه سبنع النفس وربجبها عن اؼبعاصي واؼبخالفات‪ ،‬ألنو‬ ‫يُذ ّكِرىا أبهنا أخذت العهد‪ ،‬وخيان العهد ليست من اإليباف‪.‬‬ ‫َعن أُم ْيم َ بِْن ِ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ت ُرقَػ ْيػ َق َ التػ َّْي ِميَّ ِ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫{ أّٔ َِ‪ِٝ‬لتُ َزضُل‪ ٍَٛ‬ايًَّلِ٘ ‪ِ ‬فلل‪ِْ ٞ‬طِل‪َِ ٍ٠َٛ‬لَٔ ايُّٖ​ُ ِطلًُِِنَ ِي ُٓبَا‪ِٜ‬عَلُ٘‪ّٔ ،‬فكّٕ ًَّٖٓلا‪َٜ :‬للا َزضُل‪ ٍَٛ‬ايًَّلِ٘‪ِ ،‬د ِ‪َٓ ٦‬للا‬ ‫ِي ُٓبَا‪َ ِٜ‬عؤّ عًَّٔ‪ّٔ ٢‬إِٔ ئّا ُْػِ ِسىّٔ بِايًَِّ٘ َغ ِ‪ّ٦ٝ‬ا‪َٚ ،‬ئّا َْطِسِمَ‪َٚ ،‬ئّلا َْصِِْل‪َٚ ،َٞ‬ئّلا َْكّٖتُلٌَ أّٔ ِ‪ٚ‬ئّا‪ََْ،‬لا‪َٚ ،‬ئّلا‬ ‫َْأِّٖ​ِ‪ِ َٞ‬ببُِٗتَإٍ َْفّٖتَسِ‪َ ِٜ٘‬ب ِ‪ َٔٝ‬أّٔ‪ِٜ‬لدِ‪َٜٓ‬ا ‪َّٔٚ‬أزِدًَُِٓلا‪َٚ ،‬ئّلا َْعِؿِل َ‪ٝ‬ؤّ فِل‪َ ٞ‬عِلسُ‪ٚ‬فٍ‪ّٔ ،‬فكّٔلاٍَ َزضُل‪ ٍُٛ‬ايًَّلِ٘‬ ‫ّٔايتِ‪ :‬قّٕ ًَّٖٓا‪ :‬ايًَُّ٘ َ‪َ ٚ‬زضُ‪ٛ‬يُّٕ٘ ّٔأزِسَلُِ ِبَٓلا َِلِٔ أّٔ ِْفّٕطِلَٓا‪ ،‬بَا‪ِ ِٜ‬عَٓلا‬ ‫‪ :‬فِ‪َُٝ‬ا اضِ َتّّٓٔعِتَُّٔ ‪َٚ‬أّٔطّٔعِتَُّٔ‪ ،‬ق ّٔ‬ ‫‪َٜ‬ا َزضُل‪ ٍَٛ‬ايًَّلِ٘‪ ،‬قّٔلاٍَ‪ :‬اذَِٖل ِبَٔ‪ّٔ ،‬فكّٔلدِ بَلا‪َٜ‬عِتُهَّّٕٔ‪ ،‬إََُِّْلا قّٔل ِ‪ٛ‬يِ‪ ٞ‬يُِِا‪َ٥‬ل‪ ِ١‬اَِلسَأّٔ‪ ،ٍ٠‬نّٔكّٔل ِ‪ٛ‬يِ‪ ٞ‬يِلاَِسَأّٔ‪ٍ٠‬‬ ‫‪َٚ‬اسِدَ‪1} ٍ٠‬‬ ‫الص ِام ِ‬ ‫اؿ‪:‬‬ ‫ت‪ ،‬ر‪ ،‬قَ َ‬ ‫ادةَ بْ ِن َّ‬ ‫وع ْن عُبَ َ‬ ‫َ‬

‫{ أَّٔ​َرَ عًَّٔ ِ‪َٓٝ‬ا َزضُ‪ ٍُٛ‬ايًَِّ٘ ‪َ ‬غ ِ‪ّ٦ٝ‬ا نَُّٔا أَّٔ​َرَ عًَّٔ‪ ٢‬ايّْٓطَا‪ ِ٤‬فِ‪ ٞ‬ا ّٖيكّٕسٍِِّٕ‪ ،‬فكاٍ‪:‬‬ ‫ايٓبِ‪ ُّٞ‬إِذَا دَا‪٤‬ىّٔ ايُّٖ​ُؤِ ََِٓاتُ ُ‪ٜ‬بَا‪ِ ِٜ‬ع َٓؤّ عًَّٔ‪ ٢‬إّٔٔ يَّا ‪ُٜ‬ػِ ِس ّٖنَٔ بِايًَِّ٘ َغ‪٦ِٝ‬اّٗ َ‪ٚ‬ئّا ‪َٜ‬طِسِ ّٖقَٔ‬ ‫‪َٜ ‬ا أّٔ‪َُّٜٗ‬ا َّ‬ ‫َ‪ٚ‬ئّا ‪َٜ‬صِِْنَ َ‪ٚ‬ئّا َ‪ٜ‬كّٖتُ ًَّٖٔ أّٔ ِ‪ٚ‬ئّا‪َٚ ََُّٖٔ،‬ئّا ‪َٜ‬أِّٖ​ِنَ ِببُِٗتَإٍ َ‪ٜ‬فّٖتَسِ‪َ َُٜ٘ٓ‬ب ِ‪ َٔٝ‬أّٔ‪ِٜ‬دِ‪َّٔٚ َِّٜٔٗ‬أزِدًَُِِّٗٔ َ‪ٚ‬ئّا‬ ‫‪َٜ‬عِؿِ‪َٓ ٝ‬ؤّ فِ‪َ ٞ‬عِسُ‪ٚ‬فٍ ّٔفبَا‪ِٜ‬عَُِّٗٔ ‪َٚ‬اضِتَ ِػفِسِ ئَُّّٗٔ ايًََّ٘ إَِّٕ ايًََّ٘ غّٔفّٕ‪ٛ‬زْ زَّسِ‪ ِْٝ‬‬ ‫فّٔ َُِٔ ّٔأؾَابَ َِِٓهِّٕ​ِ سَدِّا‪ ،‬فّٔعُذًّّْٔتِ ئُّ٘ عُكّٕ‪ٛ‬بَتُُ٘‪ ،‬فُّٔٗ‪ َٛ‬نّٔفَّازَُُِ٘‪ َِٔ َٚ ،‬إَّّْٔسَ َعُِٓ٘‪ ،‬فّٔأَِّٔسُ‪ِ ُٙ‬إئّ‪ ٢‬ايًَِّ٘‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ِ ‬إِٕ غَا‪ّٔ َ٤‬غفّٔسَ ئُّ٘‪َِٚ ،‬إِٕ غَا‪ َ٤‬عَرَّبَُ٘ }‬ ‫ىناؾ بيع للنساء‪ ،‬وىناؾ بيع للرجاؿ‪ ،‬والفرؽ بينهما أف بيع الرجاؿ فيها اعبهاد‬ ‫يف سبيل هللا والقتاؿ‪ ،‬لكن بيع النساء ليس فيها ىذا الشيء فهن ليس عليهن قتاؿ‪.‬‬ ‫لكن كل التعليمات األخرى ىم فيها سواء‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ 1‬همٌت أحوت‬ ‫‪ 2‬هشك ا‪ٙ‬صب للط بّٕ‪ّ ،‬الجخب ٕ ّهملن ثرّاٗبد هخزل خ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ٖ٘( ‬األحزاب)‪.‬‬ ‫فالبيع مذكورة يف القرآف ومذكورة يف السن أف أصحاب رسوؿ هللا ‪ ‬كانوا‬ ‫أيتونو ويبايعونو‪ ،‬وكاف ‪ ‬وىذه يف صيغ البيع والٍب ينفذىا الصاغبْب يسأؽبم فيقوؿ‪:‬‬ ‫{ ٌَِٖ فِ‪ٝ‬هِّٕ​ِ غّٔسِ‪ٜ‬بْ؟ ّٔفكّٕ ًَّٖٓا‪َٜ :‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘ ال‪ ،‬فّٔأّٔ َسَ بِػَ ًّٖلِ ايّٖبَابِ‪ّٔ ،‬فكّٔاٍَ‪ :‬ا ِزفّٔعُ‪ٛ‬ا أّٔ‪ِٜ‬دِ‪َٜ‬هِّٕ​ِ‬ ‫‪َٚ‬قّٕ‪ٛ‬يّٕ‪ٛ‬ا‪ :‬ال ِإئَّ٘ إِال ايًَُّ٘‪ ،‬قّٔاٍَ‪ :‬فّٔ َسفّٔ ِعَٓا أّٔ‪ِٜ‬دِ َ‪َٜٓ‬ا ضَاعَ‪ ّٗ١‬ثَُِّ َ‪َِٚ‬عَ َْبِ‪ ُّٞ‬ايًَِّ٘ عًَّٔ‪ ِِ٘ٝ‬ايطَّالُّ ‪َٜ‬دَ‪} ُٙ‬‬

‫‪3‬‬

‫والبيع قد يكوف فيها ؼبس أو مسك الكف‪ ،‬وىذا لكي يسرى النور الذي أييت‬ ‫من حضرة النور يف كل ىيكل اؼبريد‪ ،‬فعندما تكوف البيع واإلنساف قلبو صحيح وسليم‬ ‫يشعر بسرايف النور يف كل جوارحو يف اغباؿ‪ ،‬فكلم (ال إلو إال هللا) من الوارث هتز كل‬ ‫كيانو‪ ،‬وتؤةر على كل ذراتو الداخلي واػبارجي ‪ ،‬ألهنا سن من سنن رسوؿ هللا ‪.‬‬ ‫والذي نفعلو ما ىو إال ذبديد البيع ‪ ،‬فنحن يف األصل ابيعنا قبل القبل هللا‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ورسولو‪      :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ٕٔٚ( ‬األعراؼ)‪ ،‬فالذين عاشوا مع حضرة النيب جدد ؽبم البيع حضرة النيب‪ ،‬والذين مل‬ ‫يعيشوا يف زمن حضرة النيب فهناؾ وراث النيب‪ ،‬لذلك قاؿ ‪:‬‬ ‫{ طّٕ‪ٛ‬بَ‪ ٢‬يِ َُِٔ زٍَِّْ‪َٚ ،ٞ‬طّٕ‪ٛ‬بَ‪ ٢‬يِ َُِٔ زَأّٔ‪ ِٔ َ ٣‬زٍَِّْ‪َٚ ،ٞ‬يِ َُِٔ زَأّٔ‪ َِٔ ٣‬زَأّٔ‪ َِٔ ٣‬زٍَِّْ‪ ٍَََّٔٚ ،ٞ‬بِ‪} ٞ‬‬

‫‪4‬‬

‫وكما ورد يف بعض اآلاثر عن حضرتو ‪:‬‬ ‫فهم الذين هبددوف ابلنياب عن حضرتو العهد على اؼبؤمنْب الذي أخذوه يف حضرة‬ ‫رب العاؼبْب ‪ ، ‬لذلك لو أردت أف أجدد العهد مرة اثني أو اثلث أو رابع فليس ىناؾ‬ ‫‪ 3‬همٌت أحوت ّالطجراًٖ شتا ثي أّم ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 4‬ال بأن ّاثي حجر عي عجت هللا ثي ثمر ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أي مانع‪ ،‬قاؿ ‪ ‬يف ذلك‪:‬‬ ‫{ دَدّْ‪ُٚ،‬ا ِإميَاَْهِّٕ }‬

‫‪5‬‬

‫جددوا إيبانكم دائماً لكي تكوف النفس يف ذكرى وعربة‪ ،‬وتسّب ابستمرار على‬ ‫الطريق القوَل واؼبنهج اؼبستقيم‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -2‬طاعة املطيسيً للؿيذ‬ ‫يؤخذ على الصوفي طاع اؼبشايخ واػبضوع ؽبم واالعَباؼ بذنوهبم بْب أيديهم‬ ‫والتمسح أبضرحتهم بعد فباهتم‪ ،‬ما رد فضيلتكم؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا السؤاؿ منقسم إىل جزئْب‪ ،‬اعبزء األوؿ مقبوؿ ومعقوؿ‪ ،‬أما اعبزء الثاٍل ال‬ ‫يفعلو إال جهوؿ‪ ،‬والصوفي اغبق ليس فيهم جهوؿ‪.‬‬ ‫أما طاع اؼبشايخ فؤلهنم يعلموف أف مشاىبهم ال أيمروهنم إال دبا فيو مصلحتهم‬ ‫ومنفعتهم‪ ،‬ال يرجوف منهم دنيا دني ‪ ،‬وال أشياء شخصي ‪ ،‬وال أي شيء من األشياء الٍب‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫تشغل اإلنساف يف حياتو الكوني ‪ ،‬بل شعارىم‪      :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٜ(    ‬اإلنساف)‪.‬‬ ‫رزقهم هللا ‪ ‬نور البصائر‪ ،‬وفرغ هللا ‪ ‬من سواه لديهم السرائر‪ ،‬فأصبحوا‬ ‫ينظروف بنور هللا‪ ،‬ويكاشفوف خبواطر القلوب بفضل هللا وإبكراـ هللا جل يف عبله‪،‬‬ ‫وىؤالء يدلوف اإلنساف على عيوب نفسو ليتجنبها‪ ،‬ويفتحوف لو ابب اؼبكارـ الٍب إذا‬ ‫قاـ هبا يُكرـ من عند هللا‪ ،‬ويكوف لو منازؿ عالي يف القرب من مواله‪ ،‬أمثاؿ ىؤالء أمل‬ ‫‪ 5‬همٌت أحوت ّال بأن عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ينبغي طاعتهم؟! ال بد من طاعتهم‪.‬‬ ‫ولقد ضرب هللا لنا اؼبثل يف ذلك ابلنيب الكرَل الكليم الذي ىو من أويل العزـ من‬ ‫الرسل‪ ،‬عندما أرسلو هللا إىل ويل حكيم‪ ،‬والنيب أعلى يف اؼبقاـ درجات ال عد ؽبا وال‬ ‫حصر ؽبا من الويل‪ ،‬لكنو عندما أرسل إليو يف مقاـ التعليم علمنا أف كل من يدخل يف‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫مقاـ التعليم البد أف يكوف أدبو كأدب موسى الكليم‪  :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٙ​ٙ(   ‬الكهف) مل يفرض نفسو عليو بل طلب منو األذف للدخوؿ عليو‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫(الكهف) فما النتيج ؟ وما أدب اؼبريد؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٜٙ(     ‬الكهف) ىذا كبلـ رب العزة ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ولذا تروي لنا كتب الصاغبْب حكاايت عظمى يف ىذا اؼبقاـ‪ ،‬فهذا الشيخ‬ ‫سليماف الداراٍل ‪ ‬وكاف من أكابر أولياء هللا يف الشاـ‪ ،‬وكاف لو تلميذ قبيب إظبو أضبد‬ ‫بن اغبواري ‪ ، ‬فذىب إليو التلميذ‪ ،‬وصادؼ عندما ذىب إليو أف كاف الشيخ يف حال‬ ‫ولو‪ ،‬أي يف حال فناء عن األكواف‪ ،‬وصبع على الواحد الدايف‪ ،‬وال يشعر دبن حولو من‬ ‫بِب اإلنساف‪ ،‬وىذه حال ربدث مع األولياء الصادقْب قبل بلوغهم رتب التمكْب‪ ،‬فسلم‬ ‫عليو‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬من أنت؟ قاؿ أضبد‪ ،‬قاؿ اذىب وضع نفسك يف الفرف‪ ،‬والفرف أماـ‬ ‫منزؿ الشيخ وموقدة‪ ،‬فدخل التلميذ يف الفرف‪ ،‬وؼبا ُر َّد الشيخ إىل حالتو قاؿ ؼبن حولو‪:‬‬ ‫اغبقوا أضبد‪ ،‬لقد واةقِب وعاىدٍل على أف ال يعصى يل أمراً‪ ،‬وقد أمرتو أف يضع نفسو يف‬ ‫الفرف‪ ،‬فذىبوا إىل الفرف ووجدوا النار حولو وىو يف وسطها ولكنها مل تؤذه حٌب حبرارهتا‪،‬‬ ‫وىذا بربك طاعتو لشيخو هنع هللا يضر!!‪.‬‬ ‫علددٔ الجوددر ددف أى أّ ددْ رْاػددعكب‬

‫ٗكددددي لددددد ثددددر ا ك ثدددد‬

‫ددددتهب ك ّ حوددددخ‬

‫شخص آخر ذىب إىل شيخو‪ ،‬وقبل أف يذىب إىل شيخو ذبح ذكر بط ووضعو‬ ‫على النار ليستوي‪ ،‬وقاؿ أذىب إىل الشيخ حٌب ينضج مث أرجع آلكلو‪ ،‬فذىب إىل‬ ‫الشيخ‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬اجلس معنا اليوـ‪ ،‬فأخذ يتعلل ويعتذر لكي يذىب وأيكل البط‪ ،‬ويف‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫النهاي قاؿ لو‪ :‬اذىب‪ ،‬فذىب‪ ،‬وقبل وصولو إىل منزلو فوجئ بكلب وبمل البط يف فمو‬ ‫فحرـ من الذي قالت لو نفسو‪ ،‬فرجع مرة أخرى إىل شيخو‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬الذي ال‬ ‫وهبري‪ُ ،‬‬ ‫يسمع كبلـ اؼبشايخ الكبلب أتكل أكلو!!‪.‬‬ ‫نفعا وال شرفًا وال‬ ‫لكي نعرؼ أف طاع ىؤالء واجب ‪ ،‬ألهنم ال يبغوف ألنفسهم ً‬ ‫تكريبًا‪ ،‬وإمبا يبغوف مصلح اؼبريد‪ ،‬فاؼبريد إذا كاف مثل الطفل البليد‪ ،‬أخاؼ عليو‪،‬‬ ‫وأعطيو الذي بو مصلحتو‪ ،‬ولكنو ليس بو فائدة ألنو يبشي على حسب ىواه‪ ،‬فهذا‬ ‫اؼبريد يكوف كالطفل البليد‪ ،‬وىذا الذي يقوؿ ظبعنا وعصينا‪ ،‬أما من قوؿ ظبعنا وأطعنا‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫فهذا يقولو هللا فيو‪        :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪(      ‬النساء)‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -3‬بني املطيس وؾيدُ‬ ‫ما واجب اؼبريد كبو شيخو؟ أو أدبو كبو شيخو؟ وما واجب الشيخ مع مريده؟‬ ‫كيف تكوف العبلق بينهما؟ وكيف ُّ‬ ‫نرد على من يتهموف ىذه العبلق من الذين يدعوف‬ ‫اإللتزاـ والتَّسلُّف؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫سبق أف وضحنا ىذه العبلق يف كتبنا وقلنا ابختصا ٍر شديد أف واجب اؼبريد كبو‬ ‫ومرب الروح إف مل‬ ‫شيخو كواجب اإلبن كبو أبيو‪ ،‬فاألب يُرب اعبسم ولو عليو حقوؽ‪ِّ ،‬‬ ‫يكن لو ح ٌق أعلى فليكن لو نفس اغبقوؽ‪ ،‬ألف ىذا مرب وىذا مرب‪ ،‬وىي نفس‬ ‫الواجبات من اإلبن ألبيو‪.‬‬ ‫أو نستطيع أف نقوؿ‪ :‬كأدب أصحاب رسوؿ هللا مع حبيب هللا ومصطفاه‪ ،‬وىذا‬ ‫األدب مل يَبكو هللا ‪ ‬للنفوس‪ ،‬ولكن جاء بو يف كتابو الكرَل‪ ،‬ووضَّح كل ما ينبغي أف‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫يلتزـ بو الصحاب واألتباع واؼبريدين واحملبْب من عصره إىل يوـ الدين يف كل صغّبة وكبّبة‬ ‫مع سيد األنبياء واؼبرسلْب‪.‬‬

‫والرسوؿ ‪ ‬جعل العلماء العاملْب ورة ً عن حضرتو يف كل ٍ‬ ‫زماف ومكاف‪،‬‬ ‫سر‬ ‫والوارث لو حكم مورةو مع االحتفاظ دبكان اغببيب ‪ ،‬فإنو صاحب الرسال وىو ُّ‬ ‫ىذه الشريع اؼبطهرة صلوات رب وتسليماتو عليو‪.‬‬ ‫وؿ َِّ‬ ‫ت َاي‬ ‫ت امرأة إىل َر ُس َ‬ ‫اِّل ‪ ‬فَ َكلَّ َم ْتوُ ِيف َش ْي ٍء‪ ،‬فَأ َ​َم َرَىا ِأب َْم ٍر‪ ،‬فَػ َقالَ ْ‬ ‫{ أَتَ ْ‬ ‫ت‪ :‬أ َ​َرأَيْ َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫وؿ َِّ‬ ‫اِّل‪ ،‬إِ ْف َمل أ ِ‬ ‫اؿ‪ :‬إِ ْف َملْ َِذب ِد ِيِب فَأِْيت أ َ​َاب بَ ْك ٍر }‬ ‫َج ْد َؾ ؟‪ ،‬قَ َ‬ ‫َر ُس َ‬ ‫ْ‬ ‫فكأمبا أشار إىل الوارث‪ ،‬والوارث لو حكم مورةو من حيث األدب‪ ،‬ومن حيث‬ ‫اإللتزاـ‪ ،‬ومن حيث الطاع ‪ ،‬ومن حيث احملب ‪ ،‬ومن حيث السمع‪ ،‬كما ذكر هللا ‪ ‬يف‬ ‫آايت كتاب هللا سبحانو وتعاىل الواسع اعبامع ‪.‬‬ ‫وواجب اؼبرشد أو اؼبرب أو الشيخ كبو مريديو كواجب األب كبو أبنائو سباماً‬ ‫بتماـ‪ ،‬أو كواجب الرسوؿ ‪ ‬كبو أتباعو‪ ،‬يوجههم ويعلمهم ٍ‬ ‫جناح‬ ‫برفق ورضب ٍ وخفض ٍ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ْب‪    :‬‬ ‫ول ٍ‬ ‫‪ٛ​ٛ(         ‬اغبجر) ال بشدة‪ ،‬وال بغلظ ‪ ،‬وال بقسوة‪ ،‬وال‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫بزجر‪ ،‬وال بوعيد‪ ،‬وال بتهديد‪      :‬‬ ‫(‪ٜٔ٘‬آؿ عمراف)‪.‬‬ ‫إذاً علينا ابستقراء كتاب هللا‪ ،‬واستنباط اآلداب الواجب فيو‪ ،‬وأظن أننا صبعنا‬ ‫اآلايت القرآني الٍب تتحدث عن األدب الواجب كبو رسوؿ هللا وشرحناىا وفصلناىا‬ ‫وجعلناىا يف كتاب ٍ‬ ‫خاص هبا وظبيناه‪ ( :‬اآلداب القرآني مع خّب الربي ) أخذان اآلايت‬ ‫الٍب تتكلم عن ىذا يف القرآف‪ ،‬واستعرضنا أقواؿ اؼبفسرين السابقْب‪ ،‬وأضفنا ما أؽبمنا بو‬ ‫رب العاؼبْب كبو ىذه اآلداب مع رسوؿ هللا اؼبوجودة كلها يف كتاب هللا ‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 6‬الجخب ٕ ّهملن عي ج٘ر ثي هطعن ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ -4‬بني املطيس واملطاز‬ ‫ما الفرؽ بْب اؼبريد واؼبراد‪ ،‬والطالب واؼبطلوب؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الفرؽ بينهما يكوف يف بداي األمر‪ ،‬وإذا حدث لئلنساف الفضل من اؼبتفضل عز‬ ‫وجل‪ ،‬فإف اإلنساف يف بدايتو يكوف لو رغب يف مودة هللا عن طريق عمل الطاعات‪،‬‬ ‫والتنافس يف الصاغبات‪ ،‬واؼبسارع يف اػبّبات‪ ،‬واإلقباؿ على الصاغبْب والصادقْب‬ ‫ومصاحبتهم واعبلوس معهم وظباع أحاديثهم‪.‬‬ ‫فإذا صدقت رغبتو وطابت ؿببتو‪ ،‬أحبو هللا ‪ ،‬مع أف اغبب يف البداي من هللا‪:‬‬ ‫‪٘ٗ(              ‬اؼبائدة) فإنو مل يتوجو من البداي إىل هللا إال ألف لو ؿبب سابق عند‬ ‫حضرة هللا ‪ ،‬وإال ما وجهو هللا ‪ ‬إليو‪.‬‬ ‫فإذا أحبو هللا ‪ ‬لِما ىو عليو من األخبلؽ الكريب ‪ ،‬والعبادات اػبالص ‪ ،‬والنوااي‬ ‫الطيب ‪ ،‬واألعماؿ العظيم انتقل من مريد إىل مراد‪ ،‬يعِب بعد أف كاف لو رغب ‪ ،‬أصبح هللا‬ ‫‪ ‬ىو الذي يرغب يف مودتو ‪ -‬مع الفارؽ بْب اإلةنْب ‪ -‬وىو الذي يريد أف ِّ‬ ‫يقربو من‬ ‫حضرتو‪ ،‬وىو الذي يريد أف وبادةو‪.‬‬ ‫كرـ هللا وجهو‪ :‬كيف حالك مع هللا؟ قاؿ‪:‬‬ ‫علي ‪ ‬و َّ‬ ‫ويف ىذا قيل لئلماـ ٍّ‬ ‫يعِب عندما أسكت ىو الذي‬ ‫يفتتحِب ابلكبلـ حملبتو ‪.‬‬ ‫وىذا األمر موجود يف كتاب هللا‪ ،‬عندما قاؿ هللا ‪ ‬لسيدان موسى‪:‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫فلما‬ ‫‪ٖٜ(           ‬طو) من الذي ألقى عليو احملب ؟ هللا‪َّ ،:‬‬ ‫ألقى عليو ؿببتو كاف هللا ‪ ‬دائماً وأبداً يريد أف يستمر يف مواصلتو‪ ،‬فقاؿ لو يف حال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫اؼبناجاة‪      :‬‬ ‫‪ٔٚ(   ‬طو) وىل هللا ‪ ‬ال يعلم ما يف يبينو؟! أو‬ ‫ال يرى ما يف يبينو؟! ولكنها ؿبادة اؼبؤانس ‪ ،‬وعلم موسى ذلك‪ ،‬فكاف ينبغي أف يقوؿ‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فرع وقاؿ‪:‬‬ ‫ىي عصاي‪ ،‬ولكنو َّ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٔٛ(  ‬طو) وىل هللا ‪ ‬ال يعلم بذلك؟! ولكن موسى‬ ‫استمر يف اعبواب‪ ،‬ألنو كاف يتلذذ خبطاب العزيز الوىاب ‪.‬‬ ‫للذيذ اػبطاب‬ ‫َّ‬

‫فيكوف يف بساط اعبماؿ على بساط الدالؿ‪ ،‬ويكوف بينهما ذو ٌؽ يف مقاـ‬ ‫الوصاؿ‪ ،‬فينتقل إىل مقاـ احملبوبي هلل ‪ ‬من مريد إىل مراد‪ ،‬من ُؿبب إىل ؿببوب‪،‬‬ ‫واحملبوب قاؿ فيو ‪ ‬ليُعلِّمنا فضل ىذه اؼبكان ‪:‬‬ ‫{ إِذَا أّٔسَبَّ ايًَُّ٘ َعبِدّا ئِّ​ِ ‪َٜ‬ضُسَّ‪ ُٙ‬ذَ ِْبْ }‬

‫‪7‬‬

‫ارتفع عنو ىذا األمر‪ ،‬ألف هللا يتواله حبفظو‪ ،‬فيحفظو من خطور الذنب على قلبو‪،‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫أو الوقوع يف الذنب بعضو من أعضائو‪    :‬‬ ‫‪ٙٗ(    ‬يوسف) وبفظو هللا ‪.‬‬ ‫ُ‬

‫وىذا ما رأيناه يف قص يوسف عليو وعلى نبينا أفضل الصبلة وأمت السبلـ‪ ،‬فقد‬ ‫كانت ُزليخ شديدة اعبماؿ‪ ،‬هبيِّ الطلع ‪ ،‬رائع الوجو‪ ،‬وكاف يوسف شاابً يف ريعاف‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫الشباب‪ ،‬وغلَّقت األبواب‪ ،‬وصرفت اػبداـ وهتيأت لو‪ ،‬وقالت‪  :‬‬ ‫(ٖٕيوسف) ويف بعض القراءات ‪ ‬ىيِْئت لَك ‪ ‬أي أان جهَّزت نفسي لك‪ ،‬لكنو قاؿ‪ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ َ‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬فما الذي حفظو؟ مواله ‪.‬‬ ‫ىل يستطيع إنساف يف حال البشري بدوف اغبفظ اإلؽبي أف وبفظ نفسو مع ىذه‬ ‫الدواعي من اؼبعصي ؟ ال وهللا‪ ،‬ال يتم اغبفظ إال إذا توىل اؼبرء حضرة اغبفيظ ‪:‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٙٗ(        ‬يوسف) فحفظو هللا ‪ ‬ألنو كاف من عباد‬ ‫هللا احملبوبْب‪.‬‬ ‫فيحفظو هللا ‪ ‬من الوقوع يف الذنب‪ ،‬أو خطور الذنب على قلبو على حسب‬ ‫اؼبقاـ‪ ،‬فمن األولياء من يبلغ مقاماً وبفظو هللا ‪ ‬من أف ىبطر حٌب بقلبو أي ٍ‬ ‫ذنب‬ ‫لشغلو ابهلل عما سواه‪.‬‬ ‫‪ 7‬الر بلخ القش٘رٗخ ّرب ٗخ ثاتا عي أً‬

‫ػٖ هللا عٌَ‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أةر للبشري فقد ىبطر الذنب على قلبو‪ ،‬ورباوؿ‬ ‫ومنهم من يكوف ما زاؿ فيو ٌ‬ ‫األعضاء أف تن ِّفذ‪ ،‬فيتدخَّل اغبفيظ ووبفظو من التنفيذ‪ ،‬ويدخل يف قولو ‪ ‬عن حضرة‬ ‫‪8‬‬ ‫هللا‪ ََِّٖ َِٔ { :‬بِط َّْ‪ ٍ١َ٦ٝ‬فًِّّٔٔ​ِ ‪َٜ‬عًََُِّٖٗا ئِّ​ِ ُِهّٖ َتبِ }‬ ‫ألف هللا ‪ ‬حفظو‪ ،‬وىذا ابختصار الفارؽ بْب اإلةنْب‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف يبلغنا‬ ‫اؼبقاـ األكمل فيهما‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ 5‬حال املطيس مع ؾيدُ‬ ‫نرجوا توضيح ىذا القوؿ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ىذا القوؿ يوجد فيو شيء من اجملاز‪ ،‬وىو ما يسمى ابلكناي ‪ ،‬كناي على أف‬ ‫اإلنساف إذا سلَّم لشيخو ينبغي عليو أف ال يكوف يف نفسو امشئزاز أو اعَباض على أي‬ ‫أمر أيمره بو شيخو‪ ،‬ماداـ ىذا األمر ال ىبالف شرع هللا‪ ،‬وماداـ ىذا األمر يوافق سن‬ ‫رسوؿ هللا ‪ ،‬أما ما ىبالف الشرع فبل طاع ؼبخلوؽ يف معصي اػبالق ‪ ،‬وىذا كما‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫تقوؿ اآلي القرآني ‪   :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٙ٘(    ‬النساء)‪.‬‬ ‫والشجار من اعبائز أف يكوف بْب اإلنساف واعبار‪ ،‬أو اإلنساف وشخص آخر يف‬ ‫ىذه الدار‪ ،‬ومن اعبائز أف يكوف الشجار يف نفس اإلنساف‪ ،‬فتوجد النفس اإلبليسي‬ ‫الٍب ؽبا طلباهتا‪ ،‬والنفس اغبيواني الٍب ؽبا طلباهتا‪ ،‬والنفس اؼبلكوتي الٍب ؽبا طلباهتا‪،‬‬ ‫فيحدث بينهم شجار على اإلنساف‪ ،‬فكل واحدة تريد أف هتيمن وتسيطر‪ ،‬فبل بد من‬ ‫ربكيم اغبكيم اػببّب اؼبأذوف من العلي الكبّب‪ ،‬فهو الذي يفض ىذا الشجار وهبعلهم‬ ‫‪ 8‬ط ٘ هملن ّهمٌتأحوتعي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كما قاؿ هللا‪    :‬‬ ‫اتما‪.‬‬ ‫‪ٙ٘(    ‬النساء) يسلموا‬ ‫تسليما ً‬ ‫ً‬

‫وقبل التسليم مباح لئلنساف الطالب أف يسأؿ ما يريد‪ ،‬لكن ما داـ سلَّم‬ ‫فالسؤاؿ معناه أنو متشكك‪ ،‬واؼبتشكك ال ينفع يف طريق هللا ‪ ،‬ولذلك قاؿ سيدان‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫موسى لشيخو‪  :‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪(      ‬الكهف) فما أوؿ شيء ينبغي أف يؤىل اؼبريد‬ ‫عليو نفسو؟ الصرب الطويل مع شيخو‪.‬‬

‫فبل يقوؿ أان يل طبس سنوات ومل أر شيئًا‪ ،‬لكن حاسب نفسك‪ ،‬الشيخ مل وبجز‬ ‫عنك شيئًا‪ ،‬فإف كاف ىناؾ أتخّب فمن عندؾ‪ ،‬وليس منو‪ ،‬ولو كاف يوجد بطء فمنك‪،‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ولو كاف يوجد بػعد أو غلظ أو قسوة فكل ىذا منك‪     :‬‬ ‫ُْ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫(‪ٜٚ‬النساء)‪.‬‬ ‫ارجع األمر على نفسك‪ ،‬وال ترجعو على شيخك‪ ،‬حٌب ال تضحك عليك نفسك‬ ‫وتقوؿ أف الشيخ ال وببِب وال يريدٍل‪ ،‬وال يريد أف يرقّيِب‪ ،‬فهذه مصيب كربى‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٜٙ(      ‬الكهف) سلِّم‬

‫ابلكلي ‪:‬‬

‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫(ٓ‪ٚ‬الكهف) فإذا سلَّم ال يسأؿ‪.‬‬ ‫لكنو أتيت لو أشياء يف صدره‪ ،‬فإذا سلَّم فاألسئل الٍب يف صدره أتيت لو اإلجاب‬ ‫أوال أبوؿ بغّب طلب وال سؤاؿ يف كبلـ شيخو يف أي مكاف ويف أي زماف‪ ،‬وىذا‬ ‫عنها ً‬ ‫الذي تعلمناه مع مشاىبنا رضواف هللا تبارؾ وتعاىل عليهم أصبعْب‪.‬‬ ‫فبلوءا ابألسئل فعندما أجلس مع الشيخ ويتكلم ‪ -‬حٌب يف‬ ‫فأان صدري يكوف ً‬ ‫صبيعا من‬ ‫أحاديث عادي ‪ -‬أجد األسئل يتم اإلجاب عليها واح ًدا بواحد إىل أف تنتهي ً‬ ‫غّب أف أسأؿ‪ ،‬ما ىذا؟ ىذه معامل الصاغبْب كلهم‪ ،‬أييت يف درس مثل ىذا فيجيب على‬ ‫السؤاؿ الذي تريده‪ ،‬أو حٌب يف دردش مع شخص‪ ،‬لكن اؼبقصود هبا أنت‪ ،‬وهبيب دبا‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫يف صدرؾ وىو يتحدث مع اآلخر‪.‬‬

‫منتبها‪ ،‬فعندما يس ِلّم اإلنساف لشيخو فبل يسمح‬ ‫ولذلك البد أف يكوف الشخص ً‬ ‫لنف سو أو قوى نفسو أف تنازعو‪ ،‬ألنو لو انزعتو نفسو خرج من دائرة القوـ‪ ،‬ومل يفلح يف‬ ‫ىذا السبيل‪ ،‬وىذا ىو معِب العبارة الٍب أتوا هبا بتشبيو بليغ أو كناي ‪ ،‬أو على ىذا‬ ‫النسق‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -6‬تعنية الؿيذ للنطيس‬ ‫كيف يزكي الشيخ مريده؟وىل التزكي ابلعبادات؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫التزكي ابألحواؿ‪ ،‬فقد قالوا‪:‬‬ ‫فالعبادات أجرىا حسنات أيخذىا العبد يوـ القيام ويدخل هبا اعبنات‪ ،‬لكن الذي يريد‬ ‫اإلشراقات ‪ ،‬والذي يريد األنوار البينات‪ ،‬والذي يريد الفتوحات الساطعات فبل بد أف‬ ‫يبحث عن عارؼ تقي نقي‪ ،‬لكن اؼبهم أف يُسلِّم‪ ،‬فإذا سلَّم والتزـ دبا يبليو عليو شيخو؛‬ ‫أتتيو الواردات الروحاني من اؼبصطفى خّب الربي على يدي شيخو‪.‬‬ ‫فالشيخ ليس معو شيء‪ ،‬لكن معو توكيل من البشّب النذير ‪ ،‬فهذه البضاع ال‬ ‫تذىب إال لوكيل معتمد‪ ،‬فبل هبد منها بضاع مغشوش يف السوؽ‪ ،‬وال بضاع مزورة‪ ،‬ال‬ ‫تسليما كليًا‪ ،‬وال يريد‬ ‫بد أف يكوف معو توكيل‪ ،‬لكن ؼبن يعطيو؟ يعطيو إلنساف نبيل سلَّم‬ ‫ً‬ ‫أف أيخذ ىذه العلوـ لكي يكوف هبا شي ًخا يف الدنيا‪ ،‬وال يريد أف أيخذ ىذه العلوـ غبب‬ ‫الظهور‪ ،‬ال بد أف يطهره من كل ىذه األوصاؼ الدني الدنيوي حٌب يتأكد أنو ليس لو‬ ‫يف القلب بقي إال للحضرة اإلؽبي واغبضرة احملمدي ‪.‬‬ ‫بعد ذلك يفيض عليو العطااي اإلؽبي ‪ ،‬والنظرات النبوي بربك سيدان رسوؿ هللا ‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وفيها يقوؿ اإلماـ أبوالعزائم هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫دددددددددددددددددددددددددرد ثعٌ٘دددددددددددددددددددددددددٖ‬ ‫ّإى ً‬ ‫ْ‬

‫للعجددددددددددددت ددددددددددددت طددددددددددددب هددددددددددددْلٔ‬

‫إى مز ددددددددددددددددددددددددددذ أٌددددددددددددددددددددددددددْإ‬

‫أغٌ٘دددددددددددددددددذ دددددددددددددددددْ ك ّمعدددددددددددددددددتك‬

‫ًب ٗددددددددددددددددددذ إًددددددددددددددددددٖ رٗددددددددددددددددددت‬

‫ُدددددددددددددددددددت رقرثدددددددددددددددددددذ ُدددددددددددددددددددت‬

‫فهذه األمور واضح ‪ ،‬ليس هبا شك وال لبس بل ال بد أف يكوف‪:‬‬ ‫ممددددلن ةُدددد ال ددددب‬

‫ّحددددد ّاعزقددددت‬

‫ر دددددة ثٌدددددْا الدددددرا عٌدددددت شدددددِْ ٍ‬

‫عند شهوده ‪ ،‬فمن يسلّم؛ يصل إىل ىذه اغبال ‪ ،‬لكن األزم الكربى الٍب نعاٍل‬ ‫منها التسليم‪ ،‬وخاص يف ىذا الزماف‪ ،‬فهو شيء صعب‪.‬‬ ‫ال يوجد أحد يسلِّم!!!!؟؟؟‬ ‫فالكل مسلِّم لنفسو !!!!؟؟؟؟؟‬

‫ونفسو ربركو وترسلو كما تريد‪ ،‬وىو يتبع ىواىا‪ ،‬وأييت الشيخ فيقوؿ لو شيء‪،‬‬ ‫تسّبه على ىواىا‪ ،‬واؽبوى ليس لو دواء‪.‬‬ ‫فتؤولو نفسو لكي ّ‬

‫فمرض اؽبوى ىو الذي يبنع كل العطاءات اإلؽبي ‪ ،‬وكل اؼبنح الرابني ‪ ،‬وكل‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫اإلكرامات النبوي ‪      :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪(   ‬النازعات) اعبن العاجل ىي جن الرؤاي وجن الشهود وجن اؼبعرف هلل‬ ‫‪ ،‬وىذه غّب جن الزخارؼ الٍب يف الدار اآلخرة إف شاء هللا‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -7‬البخث عً املطبي‬ ‫كيف أحبث عن اؼبرب؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫األمر ال وبتاج إىل البحث فقط‪ ،‬وأىم ما وبتاج إليو اإلنساف للحصوؿ على اؼبرب‬ ‫اإلستعان ابهلل‪ ،‬ولذلك يقوؿ سيدي أضبد بن عطاء هللا السكندري ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فتبدأ أوالً ابلدعاء‪ ،‬مث تشتغل دبا ورد عن رسوؿ هللا من أذكار‪ ،‬وتُكثر من الصبلة‬ ‫والسبلـ عليو ليل هنار‪ ،‬وبعد ذلك تبحث عمن َّ‬ ‫تصدى للصبلح يف عصرؾ‪ ،‬وتزنو‬ ‫دبوازين القرآف‪.‬‬ ‫فإف هللا ‪ ‬جعل أئم صاغبْب‪ ،‬وىناؾ أئم مرشدين‪ ،‬فالصاٌف لنفسو‪ ،‬يعِب قد‬ ‫تكوف دعوتو صاغب لكن ال يُطالب إبرشاد غّبه‪ ،‬يعِب يقوؿ‪ :‬ليس يل شأف أبحد‪ ،‬أما‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫أئم اإلرشاد فيقوؿ فيهم هللا‪     :‬‬ ‫‪ٔٚ(  ‬الكهف)‬ ‫فليس ويل فقط‪ ،‬ألف األولياء ُكثُر‪ ،‬لكن ويل مرشد‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -8‬أوصاف الولي املطؾس‬ ‫وما أوصاؼ الويل اؼبرشد؟‪.‬‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الوصف األوؿ‪ :‬ال بد أف يكوف عاؼباً ابلشريع الٍب جاء هبا سيد األنبياء واؼبرسلْب‬ ‫‪ ،‬ويقوؿ يف ذلك سيدي ؿبي الدين بن عرب هنع هللا يضر‪:‬‬ ‫رقزدددددددتٕ ثودددددددي االدددددددذ شدددددددرٗعزَ‬

‫ّلدددددددددْ دددددددددب ثبةًجدددددددددب عدددددددددي هللا‬

‫حٌب لو أاتؾ ابألخبار عن هللا إايؾ أف تتخذه قدوة‪ ،‬فقد يكوف ؾبذوابً‪ ،‬واجملذوب‬ ‫ليس قدوة‪ ،‬فبل نعَبض عليو وال نقتدي بو‪ ،‬لكن من أقتدي بو ال بد أف يكوف عاؼباً‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ابلشريع ‪.‬‬ ‫الوصف الثاٍل‪ :‬البد أف يكوف على بصّبة لقوؿ هللا‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫صحب‬ ‫‪ٔٓٛ(               ‬يوسف) وىذه البصّبة نلحظها يف ُ‬ ‫اؼبرشد الكامل‪ ،‬فنجد أف هللا يطلعو على أموٍر نعلم يقيناً أنو ال يعلمها إال هللا ‪ ‬إؽباماً‬ ‫لو‪ ،‬أو أتييداً لو‪ ،‬أو تسديداً لو‪ ،‬حٌب نعلم أنو مقاـٌ من لدف هللا ‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الوصف الثالث‪ :‬أف يكوف ىذا الرجل من الذين يقوؿ هللا فيهم‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٖٜ(  ‬األحزاب) ُؾب َّمل دبراقب هللا‪،‬‬ ‫واػبوؼ من هللا‪ ،‬واػبشي من هللا ‪ ،‬ألنو قد يكوف عاؼباً ابلشريع لكنو غّب ؾبمل‬ ‫ابػبشي ‪ ،‬وىؤالء يفتحوف على أنفسهم أبواب الشبهات‪ ،‬ويبحث ؽبا عن حل يف‬ ‫ليحل ؽبم‬ ‫الشريع ‪ ،‬فإذا كاف ال ىبشى هللا أييت ابغبِيَل للناس‪ ،‬لذلك الناس يذىبوف إليو ُّ‬ ‫اؼبشاكل وىبرجهم منها‪ ،‬لكن بطريق تنايف ما ورد عن صحيح الدين عن سيد األولْب‬ ‫واآلخرين ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬

‫فكما قاؿ اإلماـ الغزايل ‪ ‬يف كتابو إحياء علوـ الدين‪(( :‬علم الشريع وىو‬ ‫أشرؼ العلوـ إذا مل يصحبو عمل مل يزدد العامل بو إال قسوة)) قسوة يف القلب‪.،‬فبلبد أف‬ ‫يكوف عامل عامل‪ ،‬ومعو عبلم العمل وىي اػبشي واػبوؼ والورع ومراقب هللا ‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫الوصف الرابع‪        :‬‬ ‫‪ٕٔ(   ‬يس) ال يطلب مِب حبالو وال‬ ‫بقالو شيئاً من الدنيا الدني ‪ ،‬فمن يطلب بلسانو‪ ،‬أو بلساف من حولو‪ ،‬أو حبالو‪ ،‬يعِب‬ ‫وبكي حالو‪ ،‬ليجمعوا لو شيئاً‪ ،‬فهذا ال يصلح لقيادة طريق هلل ‪ ،‬ألف من اعتمد على‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫هللا أغناه وكفاه‪        :‬‬ ‫‪ٖ(     ‬الطبلؽ) وقالوا‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫الوصف اػبامس‪ :‬أف يكوف معو إذ ٌف صريح من سيدان رسوؿ هللا ‪ ‬إبرشاد‬ ‫‪     ‬‬ ‫اػبلق إىل اػبالق ‪    :‬‬ ‫‪ٗٙ(       ‬األحزاب)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واؼبخلصْب‬ ‫وعبلم اإلذف تكوف واضح جداً يف أف هبمعهم على الصادقْب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫واؼبخلَصْب‪ ،‬أما غّبه فيتبعو اؼبنافقْب والطالبْب للدنيا واؼبصاٌف والعلل النفسي والدنيوي ‪،‬‬ ‫وىذا ال يصلح إماماً للدين‪.‬‬ ‫إذا وجدت ىذا الرجل الذي فيو ىذه األوصاؼ الٍب ذكرانىا أعُض عليو‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫قل أف هبود الزماف أبمثاؿ ىؤالء إال الواحد بعد الواحد‪   :‬‬ ‫ابلنواجذ‪ ،‬ألنو َّ‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ٕٗ(     ‬ص) وىذا الذي أمران هللا أف نداوـ عليو‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫وكبرص عليو‪ ،‬وقاؿ لنا يف شأنو‪         :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔ​ٜٔ(  ‬التوب ) وىؤالء الذين يرفعوف شأنكم إىل مقعد صدؽ عند مليك‬ ‫وقتدر‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -9‬الولي والؿيذ املطبي‬ ‫ما الفرؽ بْب الويل والشيخ اؼبرب؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫الويل الذي واىل حدود هللا‪ ،‬وقاـ دبا عليو من الواجبات والتشريعات كبو مواله‪،‬‬ ‫فحقق هللا ‪ ‬لو مناه‪ ،‬وجعلو مستجاب الدعاء‪ ،‬وحقق هللا لو الرجاء‪ ،‬لكن مل يُؤذف لو‬ ‫يف إرشاد غّبه من خلق هللا إىل طريق هللا ‪ ،‬فإف ىذه مسئولي تقتضي أتىيل من هللا‬ ‫ومن اغبضرة احملمدي ‪.‬‬ ‫وأان عن نفسي عندما كنت أحبث عن الويل اؼبرشد الذي أمشي خلفو‪ ،‬فذىبت‬ ‫لسيدان الشيخ أضبد حجاب ‪ ‬وأرضاه وكاف ىو الذي يصلي بنا يف مسجد السيد‬ ‫البدوي يف الضريح يف كل الصلوات‪ ،‬وكاف يصلي بنا الَباويح يف رمضاف عشرين ركع‬ ‫جبزء كل يوـ‪ ،‬وكاف ماشاء هللا صوتو عظيم يف قراءة القرآف‪ ،‬وكاف لو حجرة يف اؼبسجد‪،‬‬ ‫تفرغ فيها للعبادة‪ ،‬ألنو بعد أف حصل على شهادة كلي الشريع ‪ ،‬وكاف لو شي ٌخ إظبو‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ؿبمود بن الشريف‪ ،‬فقاؿ لشيخو‪ :‬أريد الزواج‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬اقرأ يف القرآف‪ ،‬فمكث يقرأ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫إىل أف وصل إىل‪   :‬‬ ‫‪ٜٚ(  ‬طو) قاؿ لو‪ :‬توقف‪،‬‬ ‫فعرؼ أنو ليس لو يف الزواج‪ ،‬وعاش إىل مائ وطبس سن ‪ ،‬وتفرغ للعبادة‪.‬‬ ‫وأان ُزرتُو فقاؿ يل كلم مل أدركها وقتها ولكن عرفتها فيما بعد‪ ،‬فقاؿ يل‪:‬‬ ‫فاحبث لك عن أحد اؼبشايخ اآلخرين‪ ،‬وىذا معناه أنو‬ ‫ال يستطيع أف وبمل غّبه‪.‬‬ ‫واإلشارة اإلؽبي واضح إذا كاف مل يستطع أف وبمل زوج وال أوالد يف اغبياة‬ ‫الدنيا‪ ،‬فبل يستطيع أف وبمل أوالداً أيضاً يف اغبياة الروحاني ‪ ،‬فليس لو يف ىذا األمر ‪،‬مع‬ ‫رجل صاٌف ودعاؤه مستجاب‪ ،‬لكن ىذا إظبو ويل لنفسو‪ ،‬وىذا ال نعَبض عليو‪ ،‬وال‬ ‫أنو ٌ‬ ‫نقلده‪ ،‬ألف أمره خاص‪ ،‬فليس لنا شأ ٌف بو‪.،‬‬

‫ومن كبتاج؟ كبتاج الويل الذي أُذف ابإلرشاد‪ ،‬مثل النيب والرسوؿ‪ ،‬النيب ُمبلَّ ٌغ‬ ‫بشرع يقوـ بو يف نفسو‪ ،‬ولكنو ليس مكلفاً بتبيلغ األم ‪ ،‬لكن األم تتبع الرسوؿ ألنو‬ ‫ٍ‬ ‫بشرع لو‪ ،‬وأيمر بو غّبه‪.‬‬ ‫مكلف ٍ‬

‫فالويل اؼبرشد الذي أقامو هللا‪ ،‬وأذف لو سيدان رسوؿ هللا‪ ،‬وىذا يُعطيو هللا ‪ ‬من‬ ‫اإلمكاانت الروحاني والعطاءات اإلؽبي ما يُرب غّبه‪ ،‬وال ينشغل عن هللا يف نفسو طرف‬ ‫عٍ‬ ‫ْب وال أقل‪ ،‬وىي خصوصي شديدة‪.‬‬ ‫لكن اآلخر لو أرشد غّبه قد ينسى نفسو‪ ،‬لذلك كل ويل لو مقامو‪ ،‬كما قاؿ هللا‪:‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ٔٙٗ(           ‬الصافات)‪.‬‬ ‫فالويل اؼبرشد الذي أُذف إبرشاد غّبه‪ ،‬وأعطاه هللا من القوى الباطني والقوى‬ ‫الظاىري ما يُعينو على ذلك‪ ،‬ويبلغو ذلك أبمر من يقوؿ للشيء كن فيكوف‪.‬‬

‫ولذلك كلهم كانوا على ىذه الشاكل ‪ ،‬سيدي أبو اغبسن الشاذيل ‪ ،‬عندما‬ ‫كاف يف شاذُل فقاؿ هللا تعاىل لو‪ :‬اي علي انزؿ ِ‬ ‫اىد الناس إلينا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اي رب تَبكِب‬ ‫شئت من اعبيب‬ ‫ػبلقك ىذا يُطعمِب وىذا ال يُطعمِب؟ قاؿ‪ :‬اي علي أنفق وأان اؼبلي‪ ،‬إف َ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫شئت من الغيب‪.‬‬ ‫وإف َ‬ ‫بعدىا جاءه سيدان رسوؿ هللا وقاؿ لو‪ :‬اي علي اذىب إىل اإلسكندري فإف لك هبا‬ ‫وسَبب هبا رجاالً‪ ،‬أربعْب صديقاً‪ :‬فبلف وفبلف وفبلف وفبلف‪ ،‬وأعطاه الكشف‪،‬‬ ‫حاالً ُ‬ ‫فقاؿ لو‪ :‬ايسيدي الطريق طويل وكبن يف زمن الصيف واألرض ليس فيها ماء‪ ،‬قاؿ لو‪:‬‬ ‫إذا أقمناؾ أعنَّاؾ‪.‬‬ ‫فمشى من تونس إىل األسكندري وسحاب تظلو‪ ،‬وكلما نفد اؼباء الذي معهم‬ ‫أمطرت السحاب ماءاً‪ ،‬يشربوف ويبؤلوف أسقيتهم حٌب وصلوا إىل األسكندري ‪ ،‬كيف‬ ‫ىذا؟! إذا أقامك أعانك‪.‬‬ ‫سيدي أضبد البدوي ‪ ‬وأرضاه كاف يتعبَّد يف غار حراء يف مك إىل أف جاءه‬ ‫حضرة النيب وقاؿ لو‪ :‬اذىب إىل طنتدا (طنطا) فإنك سَبب هبا أربعْب رجبلً‪ :‬عبد العاؿ‬ ‫وعبد اجمليد وفبلف وفبلف‪ ،‬وأعطاه كشفاً أبظبائهم‪ ،‬وطنتدا مل يكن يعرفها‪ ،‬ويف الصباح‬ ‫وىو جالس يف اغبرـ إذا ٍ‬ ‫يتعرؼ عليو فسألو‪ :‬من أنت؟ فقاؿ‪ :‬أان فبلف وبلدي‬ ‫برجل َّ‬ ‫إظبها طنتدا وأسبُب أف أتيت ضيفاً عندي!‪ ،‬إذا أقامك أعانك‪ ،‬فأرسل لو من أيخذه وهبعلو‬ ‫ضيفاً عنده‪.‬‬ ‫فذىب معو إىل بلده طنطا فسألو أين بيتك؟ فقاؿ‪ :‬ىا ىو‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬ليس يل‬ ‫شأ ٌف ببيتك وأوالدؾ‪ ،‬واصنع يل ُسلماً من اػبارج وأان سأسكن يف السطح‪ ،‬ألٍل يل‬ ‫ضيوؼ أيتوٍل من خارج الدار‪ ،‬وليس لنا عبلق ببيتك من الداخل‪ ،‬فانظر إىل األدب‬ ‫العايل للصاغبْب مهنع هللا يضر وأرضاىم‪.‬‬ ‫فوسع هللا عليو‪ ،‬وترؾ الرجل لو البيت‪ ،‬ألنو كاف عنده أكثر من بيت‪ ،‬وحدث أف‬ ‫َّ‬ ‫كل من ساعده بشيء أصبح ولياً ولو كرامات يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬فمن اختار أف يكنس بيت‬ ‫سيدي أضبد البدوي أصبح شيخاً للطريق ال ُكنَّاسي ‪ ،‬أخذ ىذه اؼبرتب يف الوالي وأصبح‬ ‫شيخ طريق ‪ ،‬ؼباذا؟ ألنو ارتضى أف يكنس بيت الشيخ‪.‬‬ ‫والرجل الذي كاف يرعى غنم الشيخ‪ ،‬وىو الشيخ الراعي أصبح شيخ طريق‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫الشيخ الراعي وموجودة إىل وقتنا ىذا‪.‬‬ ‫والرجل الذي كاف ُهب ِّهز السطح أصبح شيخ الطريق السطوحي ‪ ،‬وكل واحد كاف‬ ‫يقوـ دبهم أصبح ولياً يف ىذه اؼبهم ‪ ،‬وشيخ طريق يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬ألهنم كانوا يعينوه هلل‬ ‫‪ ،‬وال يبغوف إال رضاء هللا سبحانو وتعاىل‪.‬‬ ‫فحٌب من كانوا يعينوه أصبحوا أولياء هلل يُشار إليهم ابلبناف‪ ،‬ألهنم أعانوه طلباً‬ ‫ؼبرضاة الرضبن ‪ ،‬وىكذا كل الصاغبْب السابقْب والبلحقْب رضواف هللا عليهم أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬صفات املطبي‬ ‫ما الصفات والشروط الواجب توافرىا يف اؼبرب؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫اإلنساف وبتار كثّباً عندما يعرؼ أنو ال بد لو من مرب حٌب يصل إىل كماؿ معرف‬ ‫هللا ‪ ، ‬فما أوصاؼ ىذا اؼبرب‪ ،‬وخاص أف اجملاؿ اختلط فيو اغبابل ابلنابل؟ لو نرجع‬ ‫إىل القرآف سنجد فيو كل ما وبتاجو اإلنساف وهبعلو يف ٍ‬ ‫أماف وإطمئناف‪ ،‬فللمرب شروط‬ ‫ال بد من توافرىا فيو‪:‬‬ ‫الشرط األوؿ‪ :‬أف يكوف عاؼباً ابلشريع قائماً هبا‪ ،‬وظهرت عليو لوامع اغبقيق‬ ‫وعلومها نتيج عملو ابلشريع ‪ ،‬ومن ىنا فكل من خالف الشرع الشريف طرف أو أقل‬ ‫ال يصلح لَببي الرجاؿ‪ ،‬وال هبب أف يُسلِّم أح ٌد لو يف أي ٍ‬ ‫حاؿ من األحواؿ‪ ،‬ألف‬ ‫الشريع ىي الواردة عن هللا‪ ،‬والٍب كاف عليها حبيب هللا ومصطفاه ‪.‬‬ ‫فيكوف عاؼباً ابلشريع ‪ ،‬وأعطاه هللا ‪ ‬الفهم الدقيق ألحكاـ الشريع حبسب‬ ‫الزماف واؼبكاف‪ ،‬ألف الشريع تدور مع الزماف واؼبكاف إىل أف يرث هللا الزماف واؼبكاف‪،‬‬ ‫حاؿ إىل حاؿ‪ ،‬ومن ؾب ٍ‬ ‫فليس ؽبا حكم اثبت يف كل األحواؿ‪ ،‬لكن زبتلف من ٍ‬ ‫اؿ إىل‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ؾباؿ‪ ،‬ومن ٍ‬ ‫رجاؿ إىل رجاؿ‪.‬‬

‫وىذا ىو الوارد عن رسوؿ هللا ‪ ‬يف فتاواه اؼبنصوص عليها فيما ورد يف سنتو‬ ‫ٍ‬ ‫إنساف دبا يليق حبالو‪ ،‬ودبا يتبلءـ مع‬ ‫صلوات رب وتسليماتو عليو‪ ،‬فكاف يُفٍب لكل‬ ‫أحوالو‪ ،‬ويُفٍب ىذا بغّب ىذا‪ ،‬ومثاؿ لذلك‪ :‬سألو شاب وسألو شيخ سؤاالً واحداً عن‬ ‫وحرـ ذلك على الشاب‪ ،‬مع أنو ىو‬ ‫حكم ال ُقبل يف هنار رمضاف‪َّ ،‬‬ ‫فجوز ذلك للشيخ‪َّ ،‬‬ ‫نفس السؤاؿ‪.‬‬ ‫فلو أف إنساانً ال يفقو ىذه اغبقيق وأعطى إجاب الشيخ للشاب يف زماننا فيكوف‬ ‫قد أخطأ‪ ،‬ولو أعطى إجاب الشاب للشيخ فكذلك يكوف قد أخطأ‪.‬‬ ‫شاب يف عواطفو‪،‬‬ ‫وليس كل الشيوخ يف ىذه اؼبنزل ‪ ،‬فقد يكوف شيخاً ولكنو ٌ‬ ‫فيحتاج إىل اإلستئناس والسريرة ليُعطي لو اإلجاب اؼبنّبة‪ ،‬فلكل ٍ‬ ‫مقاـ مقاؿ‪.‬‬

‫الشرط الثاٍل‪ :‬ومع علم الشريع ال بد أف يكوف معو البصّبة‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٔٓٛ(               ‬يوسف) فبل بد أف تكوف معو‬ ‫البصّبة النوراني القرآني ‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫والبصّبة يفهم البعض‪ ،‬أو الكث ٍّب من الناس أف بصّبة العارؼ ىي أف يكشف‬ ‫ٍ‬ ‫ألحد ما فعلو ابألمس‪ ،‬أو ما ىببأه يف بيتو يف موضع من اؼبواضع‪ ،‬أو ما دار على لسانو‬ ‫ألحد من الناس قبل اجمليء إليو‪ ،‬وليست ىذه البصّبة‪ ،‬فهذه قد يطلع عليها الشيطاف‬ ‫ؼبن ىباوي اعباف ويهمس يف أُذف اإلنساف ليُظهر أنو شي ٌخ علَّمو الرضبن‪ ،‬وىو شي ٌخ‬ ‫للشيطاف‪.‬‬ ‫لكن ما البصّبة؟ الكشف عن األحكاـ اإلؽبي يف اآلايت القرآني ‪ ،‬واألحاديث‬ ‫النبوي ألىلها سر قوؿ هللا ‪ٜٔ(               :‬القيام ) يُنزؿ هللا ‪ ‬على‬ ‫قلبو البياف الذي وبتاجو ىذا اإلنساف‪ ،‬وىذا اإلنساف‪ ،‬ولكل إنسا ٌف بياف‪ ،‬ولذلك‬ ‫العارفوف ‪ -‬وال يزالوف ‪ -‬إذا ُسئل أحدىم نفس السؤاؿ من أكثر من شخص‪ ،‬فيُعطي‬ ‫لكل ٍ‬ ‫واحد منهم إجاب غّب اإلجاب الٍب أعطاىا لآلخر‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫كثّب من اؼبريدين‪ ،‬قد يسمع من أخيو أنو سأؿ شيخو عن‬ ‫وىنا خطأ يقع فيو ٌ‬ ‫سؤاؿ كذا فأجابو بكذا فيأخذ بو‪ ،‬وىذا خطأ ألنو ردبا الذي احتاجو ىذا غّب الذي‬ ‫ربتاجو أنت‪ ،‬إذاً ما داـ معك اؼبصدر‪ ،‬فبل بد أف ترجع إىل اؼبصدر وأتخذ منو اػبرب‬ ‫اليقْب‪ٕ​ٕ(          :‬النمل)‪.‬‬ ‫الشرط الثالث‪:‬‬ ‫أف تكوف فيو وراة الرضب ‪ ،‬فوراة العلم والكبلـ أيخذىا كل األانـ‪ ،‬لكن وراة الرضب‬ ‫خصوصي للحبيب اؼبصطفى عليو أفضل الصبلة وأمت السبلـ‪.‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ٙ٘(  ‬الكهف)‬

‫فيكوف عنده يف قلبو شفق لكل اػبلق‪ ،‬ورضب جبميع األانـ‪ ،‬وىذه الرضب تظهر‬ ‫لنا يف التيسّب‪ ،‬والتبشّب‪ ،‬والبعد عن الزجر والتنفّب‪ ،‬فإذا رأيت رجبلً يُن ِّفر يف كلماتو‪،‬‬ ‫ودائم التحذير واإلنذار‪ ،‬ويَبؾ التبشّب يف بياانتو‪ ،‬فهذا ليس لو يف الوراة الكامل عن‬ ‫رضب هللا العُظمى عبميع العاؼبْب‪ ،‬ألف اغببيب ‪ ‬كاف منهجو‪:‬‬ ‫{ إَِّٕ ايًََّ٘ ئِّ​ِ َ‪ٜ‬بِعَ ِجِٓ‪َ َُ ٞ‬عِٓتّا ‪َٚ‬ئّا َُتَ َعِٓتّا‪َٚ ،‬ئّ ِهِٔ بَعَ َجِٓ‪َُ ٞ‬عًَُِّّا َُ‪َٝ‬طّْسّا }‬

‫‪9‬‬

‫وكاف يقوؿ ألحبابو‪:‬‬ ‫{ ‪َٜ‬طّْسُ‪ٚ‬ا َ‪ٚ‬ئّا ُِعَطّْسُ‪ٚ‬ا‪َٚ ،‬بَػّْسُ‪ٚ‬ا َ‪ٚ‬ئّا َُِٓفِّسُ‪ٚ‬ا }‬

‫‪10‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫الشرط الرابع‪        :‬‬ ‫‪ٕٔ(          ‬يس) ال يريد من‬ ‫أحد شيء‪ ،‬حٌب الدعاء‪ ،‬وال يريد تعظيم وال تكرَل‪ ،‬فضبلً عن حوائج الدنيا الدني ‪ ،‬وال‬ ‫رغباهتا الشهواني ‪ ،‬ألنو ال يريد بعملو إال وجو مواله‪ ،‬أتسياً بقوؿ هللا عن اإلماـ علي‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٜ(    ‬اإلنساف)‪.‬‬

‫آاته هللا ‪ ‬بعد ذلك اغبكم وفصل اػبطاب‪ ،‬ألنو موضع استشارة األحباب‪،‬‬ ‫وإذا أُستشّب يُشّب دبا أؽبمو بو العلي الوىاب‪ ،‬فإذا فعل اؼبريد دبا أشار بو عليو هبد يف‬ ‫‪ 9‬ط ٘ هملن ّهمٌت أحوت عي بثر ثي عجت هللا ػٖ هللا عٌَ‬ ‫ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 10‬الجخب ٕ ّهملن عي أً‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫ذلك األُنس والصواب يف دنياه‪ ،‬وهبد لذلك السعادة الكامل يف أُخراه‪.‬‬ ‫انىيك عن أنو يكوف شبيهاً حبضرة النيب على قدره ال على قدر النيب‪ ،‬من حيث‬ ‫تواضعو للخلق‪ ،‬ومن حيث رضبتو ابلفقراء واؼبساكْب‪ ،‬ومن حيث إنتهائو ابلكلي من‬ ‫شفي من كل ىذه األمراض والعلل‬ ‫مرض الكرب وداؤه والعُجب واإلعجاب ابلنفس‪ ،‬ف ُ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫النفسي والقلبي وأصبح داخبلً يف قوؿ هللا‪   :‬‬ ‫‪ٜٛ(    ‬الشعراء)‪.‬‬ ‫لكن من َّ‬ ‫يتصدر للمشيخ ‪ ،‬ويظهر عليو ظبيا الكرب على اؼبريدين وعلى احملبْب‪،‬‬ ‫فماؿ ىذا والتصدر يف طريق رب العاؼبْب؟!!‬ ‫اظبع لسيدي أبو العباس اؼبرسي ‪ ‬وِزف أبحواؿ اؼبعاصرين‪ ،‬فقد كاف أيتيو اؼبريد‬ ‫يف أي غبظ ٍ يف الليل أو يف النهار‪ ،‬فيقوؿ ألصحابو وخدامو‪:‬‬

‫يصد من جاء هلل ‪‬؟!‬ ‫ما داـ جاء هلل‪ ،‬فمن الذي يستطيع أف يبنع أو ُ‬

‫اعبم كهيئ اغببيب ‪ ،‬وصفات اؼبرشد الرابٍل كثّبة‪ ،‬ونكتفي‬ ‫فبلبد من التواضع ُّ‬ ‫التوسع فعليو بكتابنا‬ ‫هبذا القدر الذي ذكرانه‪ ،‬ومن أراد ُّ‬ ‫ففيو صفات اؼبرشد الرابٍل مستوفاة‪ ،‬نسأؿ هللا أف يُعلمنا ما مل نكن نعلم‬ ‫أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -11‬أزلة البخث عً الؿيذ‬ ‫ما الدليل من القرآف والسن عن البحث عن الشيخ؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫خص هللا موسى بعنايتو‪،‬‬ ‫خاص‪،‬‬ ‫دليل‬ ‫ودليل عاـ‪ ،‬فالدليل اػباص عندما َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ىناؾ ٌ‬ ‫وقاؿ يف شأنو‪     :‬‬ ‫‪ٖٜ(           ‬طو) فجلس يف بِب اسرائيل يوماً فسألوه‪ :‬من‬ ‫أعلم الناس اي موسى؟ قاؿ‪ :‬أان‪ ،‬فأغضب ربو ‪ ،‬ألنو مل ينسب العلم إىل هللا‪ ،‬فأمره‬ ‫يتوجو إىل ؾبمع البحرين‪ ،‬وؾبمع البحرين الذي َّ‬ ‫حققو العارفوف يف دمياط يف رأس‬ ‫أبف َّ‬ ‫الرب‪ ،‬وىذا ىو الكبلـ الصادؽ وليس لنا شأ ٌف دبا يف بطوف التاريخ الذي ال يقبلو العقل‪،‬‬ ‫واليوافق عليو النقل‪.‬‬ ‫فمجمع البحرين الذي عندان ىنا يف دمياط يف رأس الرب‪ ،‬والذي ىو التقاء النيل‬ ‫مع البحر األبيض اؼبتوسط‪ ،‬ألف موسى كاف يف مصر‪ ،‬فمن ي ُقل أف ؾبمع البحرين يف‬ ‫اػبليج العرب‪ ،‬وىل ةبت أف موسى ذىب إىل اػبليج العرب؟ مل يثبت ذلك أبداً‪.‬‬ ‫ومن ي ُقل إنو خليج السويس‪ ،‬وخليج السويس ليس بو ؾبمع حبرين‪ ،‬بل بو البحر‬ ‫األضبر فقط‪ ،‬وقناة السويس مستحدة ومل تكن موجودة أايـ موسى‪.‬‬ ‫لكن ؾبمع البحرين أايـ موسى كاف التقاء النيل مع البحر األبيض اؼبتوسط‪ ،‬وقد‬ ‫رأينا كيف ىبتلط اإلةناف ببعضهما بعد أف يسّبا مساف كبّبة وكل ماء منفرد أبوصافو ال‬ ‫ىبتلط ابلثاٍل إال بعد دخوؽبما معاً‪.‬‬ ‫والسفين الٍب ركبها موسى مع اػبضر كانت يف دمياط‪ ،‬تنقل من شاطيء إىل‬ ‫الشاطيء اآلخر‪.‬‬ ‫فأمر هللا موسى أف يذىب إىل ٍ‬ ‫عبد‪ ،‬ولكي تعرفوا صفات الصاغبْب ال ُك َّمل‪،‬‬

‫فبعض األولياء يكونوف أىل جذب‪ ،‬ويكونوف ظاىرين‪ ،‬والناس تذىب لتشاىدىم‪،‬‬ ‫لكنهم غّب مأمورين ابإلرشاد‪ ،‬لكن اؼبرشد الكامل يكوف عبداً‪ ،‬وقد ال يعرفو أحد إال‬ ‫الذي يػُ َع ِّرفو بو مواله ألنو مشغوؿ دبواله‪.‬‬

‫ىل كاف أح ُد يعرؼ اػبضر؟ أو يعرؼ إظبو؟ أو يعرؼ عنوانو؟ ال يوجد‪ ،‬وىو مل‬ ‫يعلن عن نفسو ألنو عبداً هلل ‪.‬‬

‫فسيدان موسى أخذ تلميذه يوشع بن نوف وقاؿ لو‪ :‬ىيا نبحث عن ىذا الرجل‪،‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وسنمشي ولو حٌب شبانْب سن حٌب أصل إىل ىذا الرجل‪.‬‬ ‫سيدان موسى عنده استعداد أف يبشي شبانْب سن ليلقى ىذا العبد الرابٍل الذي‬ ‫يتكمل على يديو‪ ،‬مع أنو معو الشريع ‪ ،‬ولكنو وبتاج إىل أنوار اغبقيق ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ما العبلم الٍب أعطاىا لو هللا؟ قاؿ لو‪ :‬خذ معك ظبك مشوي ‪ ،‬وعندما تشعر‬ ‫ابعبوع والتعب تعرؼ أف ىذا الرجل موجو ٌد يف ىذا اؼبكاف‪ ،‬فحمل يوشع بن نوف‬ ‫مقطف وفيو السمك اؼبشوي ‪ ،‬وعند دمياط كاف اػبضر انئماً جبوار ساحل البحر‪ ،‬ومل‬ ‫ينتبهوا لو‪.‬‬ ‫وأحس ابعبوع‪ ،‬فقاؿ لتلميذه‪:‬‬ ‫أحس موسى ابلتعب‬ ‫َّ‬ ‫وبعد مدة َّ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٕٙ(   ‬الكهف) قاؿ‪ :‬أان نسيت‪ ،‬فاغبوت احتيا ونزؿ يف‬ ‫رجل يتوضأ‪ ،‬وعندما مرران‬ ‫البحر!! ػ إنو ٌ‬ ‫حوت مشوي فكيف احتيا؟! قاؿ‪ :‬كاف ىناؾ ٌ‬ ‫جبواره تناةرت قطرات من الوضوء على اغبوت‪ ،‬فاحتيا ودخل البحر‪ ،‬فقاؿ لو موسى‪:‬‬ ‫ىذا ما نبحث عنو‪ ،‬ورجعا مرة اثني ‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫فرجع إىل أف وصل إىل العبد الرابٍل‪ ،‬وقاؿ لو‪ :‬السبلـ عليكم‪ ،‬قاؿ‪ :‬السبلـ‬ ‫إيل‪.‬‬ ‫عليك اي موسى بن عمراف‪ ،‬قاؿ لو‪ :‬وكيف عرفتِب؟ قاؿ‪َّ :‬‬ ‫عرفِب بك الذي أرسلك َّ‬ ‫وأحب أف يعرفو من البداي فقاؿ لو‪ :‬اي موسى أنت على ٍ‬ ‫علم علَّمكو هللا ال‬ ‫أعلمو أان‪ ،‬وأان على ٍ‬ ‫علم علَّمنيو هللا ال تعلمو أنت‪.‬‬

‫وىؤالء األقواـ هبعل هللا األكواف مسخَّرةٌ ؽبم يضربوف هبا األمثل ‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٙٗ(  ‬النساء) وىو يريد أف يضرب لو مثبلً‪ ،‬فجاء‬ ‫صفور وشرب من البحر لنعرؼ أف البحر حبر دمياط‪ ،‬ألف العصفور لن يشرب من‬ ‫عُ ٌ‬ ‫البحر اؼباٌف‪ ،‬أو من اػبليج العرب‪ ،‬أو من خليج السويس‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬

‫البحر‪.‬‬

‫فقاؿ لو‪ :‬وما علمي وعلمك يف علم هللا إال كما أخذ ىذا العصفور من ىذا‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫وأنيت لبيت القصيد وىو أدب الطالب‪ ،‬فقد علَّمو لنا هللا ومل يَبؾ أحداً يع ِلّمو‬ ‫ألحد‪ ،‬فشرط الطالب الذل واؼبسكن ؼبن يتعلم منو‪ ،‬قاؿ سيدان عمر‪:‬‬ ‫وكما قيل‪:‬‬ ‫ال أتكرب عليو‪ ،‬وال أتعاىل عليو‪ ،‬ولكن هبب أف‬ ‫أكوف متواضعاً لو‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فقاؿ موسى‪  :‬‬ ‫‪ٙ​ٙ(   ‬الكهف) ليس‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫علماً‪ ،‬ولكن رشداً‪ ،‬والرشد ىو علم اغبقائق‪    :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪٘ٔ(          ‬األنبياء) ليس علمو‪ ،‬فالرشد علم اغبقائق اإلؽبي ‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫قاؿ لو‪    :‬‬ ‫‪ٙٚ(    ‬الكهف) فالشرط الثاٍل للمريد الصرب‬ ‫الطويل‪ ،‬فقد يبشي مع الشيخ سنتْب أو ةبلة ومل يتم التطهّب‪ ،‬وىو يريد أف يلمس أةر‬ ‫التغيّب ويرى كرام لنفسو ككرامات األولياء الكبار‪ ،‬لكن أنت ال زلت يف البداي ‪ ،‬فبل‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫بد وأف تصرب‪   :‬‬ ‫‪ٕٗ(     ‬السجدة)‪.‬‬

‫يتجمل ابلصرب فبل يصلح إال للجمر‪ ،‬فبل يصلح لطريق‬ ‫ال بد من الصرب‪ ،‬ومن ال َّ‬ ‫هللا ألنو وبتاج للصرب اعبميل‪ ،‬وما الصرب اعبميل؟ الذي ىبلو من الشكوى‪ ،‬وال يكوف‬ ‫صرب على مضض‪ ،‬ألف من يصرب رغماً عنو‪ ،‬أو من يصرب ويشتكي ؽبذا ويشتكي لذاؾ‪،‬‬ ‫فلن يصلح‪.‬‬ ‫ال يوجد أح ٌد من الصاغبْب أقامو رب العاؼبْب ويبخل على ٍ‬ ‫أحد من اؼبريدين‬ ‫ٍ‬ ‫بفضل َكتبو لو رب العاؼبْب‪ ،‬إال إذا كاف مل يبلغ األجل الذي َّ‬ ‫قدره لو أكرـ األكرمْب‪،‬‬ ‫وأنت تريد أف أتخذ قبل أف تبلغ األجل فهذا ال يصح‪ ،‬فبل بد من الصرب‪.‬‬

‫وأان أصرب على أي شيء؟ قاؿ لو‪:‬‬ ‫‪    ‬وبعد ذلك‪  :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫(‪ٙٛ‬الكهف) وافق على الشروط‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٜٙ(     ‬الكهف) وىذه ىي اؼبهم ‪ ،‬فلو عصيت األمر يف ابطِب واعَبضت‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫عليو‪،‬فهذا ينطرد‪   :‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٙ٘(    ‬النساء)‪.‬‬

‫فلو الشيخ قاؿ يل افعل كذا‪ ،‬فبل هبب أف أقوؿ لو‪ :‬ال‪ ،‬وإال فعلى الفور العقد‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الذي بيِب وبينو ينفرط‪ ،‬ألف شرط العقد‪    :‬‬ ‫‪ٜٙ(     ‬الكهف)‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٚٓ(         ‬الكهف)‬

‫يف البداي الشيخ قبل كتاب العقد يعطي فرص للمريد‪ ،‬اسأؿ يف كل ما تريد‪ ،‬فإذا كتبنا‬ ‫العقد فبل سؤاؿ بعد ذلك‪ ،‬ألنك قد سلَّمت‪ ،‬ولكن قبل التسليم وكتاب العقد اسأؿ‬ ‫كما تريد‪.‬‬ ‫وىذا ما وبدث حٌب يف البيع العادي‪ ،‬مثبلً تشَبي سيارة فتسأؿ كما تشاء‪ ،‬تسأؿ‬ ‫عن شبن السيارة‪ ،‬وتسأؿ عنها يف اؼبرور‪ ،‬ويف كل مكاف‪ ،‬لكن لو كتبت العقد فليس لك‬ ‫أف تسأؿ بعد ذلك‪.‬‬ ‫فلو سلَّمت للرجل‪ ،‬فبل تسأؿ‪ ،‬ولو جاؿ يف صدرؾ شيء فستأتيك اإلجاب عنو‬ ‫بغّب سؤاؿ‪ ،‬وىكذا أحواؿ الصاغبْب مع ُك َّمل الرجاؿ‪ ،‬فبل يسأؿ أح ٌد فيهم أبداً‪.‬‬ ‫فقد كنت أذىب لشيخي الشيخ دمحم على سبلم ‪ ‬ويف صدري أسئل كثّبة‪،‬‬ ‫فأجد معو واح ٌد أجنيب ويتكلم معو يف حديث عاـ‪ ،‬فأجد إجاب األسئل كما وضعتها‬ ‫ابلَبتيب واحداً تلو اآلخر حٌب تنتهي األسئل ‪ ،‬أو أتيت اإلجاب يف درس من الدروس‬ ‫كالٍب كبن فيها اآلف‪.‬‬ ‫وىذا الدليل األوؿ‪:‬‬ ‫اػبضر مع موسى‪ ،‬نيب ورسوؿ ومن أويل العزـ يتعلم على يد ٍ‬ ‫رجل عادي؟! نعم‬ ‫ألف ىذا كبلـ هللا‪.‬‬ ‫فكلنا كبتاج إىل ىذا األمر‪ ،‬ألنو إذا كاف موسى احتاج إليو فهل ال كبتاجو‬ ‫كبن؟!!‪.‬‬ ‫الدليل الثاٍل‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫قاؿ لنا فيو هللا‪      :‬‬ ‫‪ٔ٘(     ‬لقماف) احبث عن رجل أانب‬ ‫إيل‪ ،‬وظهرت عليو اؼبواىب اإلؽبي ‪ ،‬فاذىب إليو ليأخذؾ يف طريقو‪ ،‬لتسّب فيو‬ ‫إيل‪ ،‬ورجع َّ‬ ‫َّ‬ ‫حٌب تظهر عليك كذلك لوائح اؼبواىب اإلؽبي والعناي الرابني ‪.‬‬

‫فإف مل ذبد الرجل فاحبث عن الصادقْب واجلس معهم إىل أف ذبد ىذا الرجل‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ٔ​ٜٔ(  ‬التوب ) إىل أف تعثر‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫على الرجل الذي قاؿ فيو رب العاؼبْب‪      :‬‬ ‫‪ٔ٘(     ‬لقماف)‪.‬‬ ‫إذاً فكبلـ القرآف كلو دعوةٌ ألىل القرآف إىل البحث عن اؼبرب الذي يرب الروح‪،‬‬ ‫ويطهر القلب‪ ،‬ويُزّكِي النفس‪ ،‬ويوصل اإلنساف إىل أعلى درجات القرب من الرضبن‬ ‫ِّ‬ ‫‪ ،‬ويُكتبوف يف كشوؼ معي النيب العدانف‪ ،‬نسأؿ هللا أف نكوف منهم أصبعْب‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫‪ -12‬اجلَاز والفطل‬ ‫ىل يصل الشيخ إىل مقامات القرب من هللا ابعبهاد أـ ابلفضل؟‬ ‫‪GqGxqxqGxqxqGxqxqGxqxxqGxq‬‬

‫ من قاؿ‪ :‬ابعبهاد فقط فقد أخطأ!‬‫ ومن قاؿ‪ :‬ابلفضل فقط فقد أخطأ‪ ،‬لكن البد لئل ةنْب معاً‪.‬‬‫ ال بد من اعبهاد لتزكي النفس وتصفي القلب‪.‬‬‫ ولكن ال يستطيع اإلنساف أف يقوـ فيها دبفرده‪ ،‬ولذلك قاؿ لنا رب العزة‪:‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٖٕ(    ‬النجم) ‪...‬‬ ‫وإىل من نذىب؟ ؼبن قاؿ فيو ربو‪      :‬‬ ‫‪ٔ٘ٔ(   ‬البقرة) إف مل يكن موجوداً‪،‬‬ ‫فالوارث موجود‪ ،‬والوارث لو ُحكم ِّ‬ ‫مورةو‪ ،‬وىو اؼبوكل بتزكي النفوس‪ ،‬وماذا يعِب‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫تزكيتها؟ يعِب طهرهتا وتطهّبىا وىذا ىو األساس األوؿ‪ ،‬فبل بد من أزكي نفسي‪ ،‬وأُص ِّفي‬ ‫قليب‪.‬‬ ‫أتعرض لفضل هللا‪ ،‬فمراحل القرب اإلؽبي ‪ ،‬وأضواء األنوار الرابني ‪،‬‬ ‫وبعد ذلك َّ‬ ‫ومشاىد التجليات األظبائي ‪ ،‬وتنزالت األنوار القدسي ‪ ،‬ىذه كلها ال يوجد عمل يؤدي‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫إليها‪ ،‬ولكنها كلها داخل يف قوؿ هللا‪    :‬‬ ‫‪٘ٗ(    ‬اؼبائدة)‪.‬‬ ‫أتعرض لفضل‬ ‫أتعرض لفضل هللا‪ ،‬وكيف َّ‬ ‫ُجهز نفسي‪ ،‬وبعدىا َّ‬ ‫كل ما َّ‬ ‫علي أف أ ِّ‬ ‫عرفنا الصاغبوف‪ ،‬وكما قاؿ الشيخ أبو اليزيد البسطامي ‪ ‬قاؿ‪:‬‬ ‫هللا؟ كما َّ‬ ‫يتجمل هبا‬ ‫فهذه األوصاؼ الٍب َّ‬ ‫فيتجمل أبوصاؼ العبودي‬ ‫العبيد لكي يفيض عليهم اغبميد اجمليد من عنده دبا يريد‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وىذا ىو التعرض‪:‬‬ ‫إعا رعددددددددددددددددددددددددددرع عجددددددددددددددددددددددددددتٕ‬

‫لٌ٘دددددددددددددددددد مؼددددددددددددددددددلٖ ر لددددددددددددددددددٔ‬

‫ث لددددددددددددددددخ ال م مددددددددددددددددٌٔ هٌددددددددددددددددٖ‬

‫ّثبلشددددددددددددددددددددددددددددِْ رولددددددددددددددددددددددددددددٔ‬

‫لقدددددددددددددددددددٖ‬

‫ّال ددددددددددددددددددت هٌددددددددددددددددددٖ ددددددددددددددددددجت‬

‫ٗدددددددددددددددددددددددددددراٍ أُددددددددددددددددددددددددددد ّ ا ٕ‬

‫ًددددددددددددددددددْ الِددددددددددددددددددتٓ ٗزددددددددددددددددددتلٔ‬

‫ت‬ ‫ٗ جددددددددددددددددددددَ أدددددددددددددددددددد لددددددددددددددددددددد ا‬ ‫لددددددددددددددددددَ الوت ددددددددددددددددددد رمددددددددددددددددددجت‬

‫ّال ددددددددددددددددددت هٌددددددددددددددددددٖ ددددددددددددددددددجت‬ ‫ددددددددددددددددددجْ ُب لددددددددددددددددددٖ ددددددددددددددددددجت‬

‫ّإى ً دددددددددددددددددددددددددردم ثعٌ٘دددددددددددددددددددددددددٖ‬

‫للعجددددددددددددت ددددددددددددت طددددددددددددب هددددددددددددْلٔ‬

‫ّإى ً خددددددددددددددددددددددددذم ثرّحددددددددددددددددددددددددٖ‬

‫للطدددددددددددددددد٘ي ٗمعلددددددددددددددددٔ ّٗمجلددددددددددددددددٔ‬

‫ّإى مز ددددددددددددددددددددددددذم أٌددددددددددددددددددددددددْإ‬

‫أغٌ٘دددددددددددددددددذم دددددددددددددددددْ ك ّمعدددددددددددددددددت‬

‫حكودددددددددددددددددذم أًدددددددددددددددددٖ رٗدددددددددددددددددت‬

‫ُدددددددددددددددددددت رقرثدددددددددددددددددددذَ ُدددددددددددددددددددت‬

‫إل٘دددددددددددددددددددد أ دددددددددددددددددددرة هٌدددددددددددددددددددد‬

‫ثو كدددددددددددددددددن الددددددددددددددددد أر ٗمزلدددددددددددددددددٔ‬

‫ُددددددددددددددد ا عطدددددددددددددددب ٖ ّمؼدددددددددددددددلٖ‬

‫ّأدددددددددددددددددن هٌ زمدددددددددددددددددد مؼدددددددددددددددددت‬

‫ٗ جدددددددددددددددددددَ أددددددددددددددددددد‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫فبل بد من‪:‬‬ ‫ التخلي للتحلي‪.‬‬‫ مث التجلي‪.‬‬‫ مث التملي‪.‬‬‫وىذه ىي اؼبراتب‪.‬‬ ‫فهل ينفع أف نُزيِّن مسجداً بزين حديث عصري بدوف أف نزيل الزين القديب ؟! ال‪،‬‬ ‫وىل ينفع أف يلبس إنساف بدل جديدة على بدل القديب ؟! ال‪.‬‬ ‫كذلك ال بد لئلنساف أف يتخلَّى أوالً عن أوصافو البشري ‪ ،‬وعن صفاتو النفسي ‪،‬‬ ‫ليتحلَّى أبوصاؼ خّب الربي ‪ ،‬وصباالت العبودي اؼبذكورة يف اآلايت القرآني ‪.‬‬ ‫إذا زبلَّى وربلَّى يُصبح عُرض لفضل هللا‪ ،‬فقد يتجلَّى عليو مواله أبظبائو اغبُسُب‪،‬‬ ‫تس ُّر خاطره وابلو‪ ،‬ودبا ال يستطيع حصره وال عده من‬ ‫ودبشاىد قربو‪ ،‬ودبُؤانسات ُ‬ ‫اؼبشاىد العلي ‪.‬‬ ‫مث بعد ذلك إذا مل ُىبرجو ذلك من رؽ العبودي ‪ ،‬ألنو عندما يرى ىذه اؼبشاىد قد‬ ‫َّ‬ ‫يغَب فينضر‪ ،‬فّبفعو هللا إىل مقاـ التملي لشهود اغبضرة احملمدي ‪ ،‬وشهود اعبماالت‬ ‫األظبائي ‪ ،‬مث بعد ذلك التملي دبا ُيبنَحو من اغبضرة العلي ‪ -‬على قدره ‪ -‬من األسرار‬ ‫الذاتي ‪.‬‬

‫وبصلو ذلك‪ ،‬ما‬ ‫فبل بد لئلةنْب معاً؛ اجملاىدة والتعُرض لفضل هللا‪ ،‬فكل الذي ِّ‬ ‫يوصل لو من أبواب العبادات؟ وىل العبادات تُ ِدخل واحد منا اعبن ؟ ولو كانت‬ ‫الذي ِّ‬ ‫عبادة الواحد منا طواؿ عمره كعبادة اؼببلئك فهل يدخل اعبن ؟ النيب قاؿ ال‪:‬‬ ‫{ َ​َا َِِٓهِّٕ​ِ َِِٔ أّٔسَدٍ ‪ُٜ‬دًَُِِّٕ٘ عًََُُّٕ٘ ايّٖذََّٓ‪ ،ّٔ١‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪َٚ :‬ئّا أّٔ ِْتَ ‪َٜ‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَّ٘؟ قّٔاٍَ‪َٚ :‬ئّا أَّْٔا‪،‬‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫إِيَّا ّٔإِٔ ‪َٜ‬تَػََُّدَِْ‪ ٞ‬ايًَُّ٘ بِسَسَُِ‪} َُِِ٘ٓ ٍ١‬‬

‫‪11‬‬

‫ويف رواي اخرى‪:‬‬ ‫{ ّٔئِ ‪َٜ‬دٌََُِ ايّٖذََّٓ‪ ّٔ١‬أّٔسَدْ َِِٓهِّٕ​ِ بِعٌٍََُ‪ ،‬قّٔايّٕ‪ٛ‬ا‪َٚ :‬ال أّٔ ِْتَ ‪َٜ‬ا َزضُ‪ ٍَٛ‬ايًَِّ٘؟ قّٔاٍَ‪َٚ :‬ال أَّْٔا‪ ،‬إِال ّٔإِٔ‬ ‫‪َٜ‬تَػََُّدَِْ‪ ٞ‬ايًَُّ٘ َُِِٓ٘ بِسَسَُِ‪َٚ ٍ١‬فّٔضٌٍِ }‬

‫‪12‬‬

‫ىذه اعبن ‪ ،‬فما ابؿ الذي يريد اؼبنن اإلؽبي والعطااي الرابني ؟! ىذه فضل من هللا‬ ‫ؼبن أتىلوا وذبهزوا واستمطروا فضل هللا‪ ،‬فأصبحوا موضعاً يُظهر هللا ‪ ‬فيو عطاؤه‬ ‫وخباؤه ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحباؤه ألىلو وأوليائو وأنصاره‪ ،‬نسأؿ هللا ‪ ‬أف نكوف منهم أصبعْب‪.‬‬ ‫ظهر يف الزمن الذي كبن فيو كثّب من ال ُكساىل‪ ،‬يقولوف‪ :‬األمر كلو بفضل هللا‪،‬‬ ‫إيل!!‬ ‫وطاؼبا كذلك فلن أعمل وسأسَبيح والفضل سيأيت َّ‬ ‫كيف سيأيت الفضل؟!!‬ ‫ال بد لكي وبصل اإلنساف على الفضل أف يكوف عنده جهاد!‬

‫توصل ؽبذا الفضل ىو التعرض للقائمْب بدعوة هللا‪،‬‬ ‫وأعلى أنواع اعبهاد الٍب ِّ‬ ‫ومعاونتهم ومساعدهتم على إببلغ رساالت هللا‪ ،‬كما حدث مع أصحاب رسوؿ هللا‪.‬‬ ‫ذىب أحدىم للشيخ أبو اليزيد وقاؿ لو‪ :‬أان أريد أف وببِب هللا‪ ،‬فقاؿ لو‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫بت للرجل الصاٌف فهل يريد مِب شيئاً؟ ال يريد منك شيئاً‪ ،‬إال أف تعاونو‬ ‫فإذا تقر ُ‬ ‫على نشر دين هللا‪ ،‬وعلى العمل على إعبلء كلم هللا‪:‬‬ ‫‪ 11‬همٌت أحوت عي أثٖ ُرٗرح ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪ 12‬هعجن الطجراًٖ عي ؽب ثي شرٗد ػٖ هللا عٌَ‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫(٘‪ٜ‬النساء)‪.‬‬

‫َمن ىم أصحاب رسوؿ هللا الذين ؽبم اؼبنن العلي ؟‬

‫الذين كانوا معو يف اؼبواقف العصيب يف نُصرة الشريع اإلسبلمي ‪ ،‬وىكذا‪.‬‬ ‫الصاغبوف يف كل زماف ومكاف ِملَ أكرمهم الرضبن؟ ألهنم نذروا حياهتم هلل‪ ،‬وجعلوىا‬ ‫كلها يف خدم شرع هللا‪ ،‬وإقام ُسنَّ حبيبو ومصطفاه‪ ،‬وىداي اػبلق إىل هللا‪ ،‬وال يرجوف‬ ‫من وراء ذلك إال رضاه ‪ ،‬فمن أراد الفضل فليشارؾ أىل الفضل فيما ىم فيو‪.‬‬ ‫لكن أنت جالس يف مدرجات‪ ،‬والنادي أعلن أف من يفوز اليوـ يف اؼبباراة سّببح‬ ‫مليوف دوالر‪ ،‬فهل وبصل أح ٌد فبن ىم يف اؼبدرجات على شيء من ىذا اؼببلغ؟ ال‪ ،‬مع‬ ‫أنك دفعت التذكرة لتدخل‪ ،‬لكن الذي يفوز هبذه اؼبكافأة الذي عرؽ وتعب وبذؿ‬ ‫ؾبهوداً لكي يؤدي إىل ىذا النصر‪ ،‬وىذه ىي ُسنَّ هللا ولن ذبد لسن هللا تبديبلً‪.‬‬

‫‪GxqxqGxqxqGxqx‬‬

‫‪GqGxqxq‬‬

‫مت بفطل اهلل وبطنة حبيبُ صلى اهلل عليُ وغله‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬نبذة‪ :‬ولد فضيلتو يف ‪ ٔٛ‬أكتوبر‪ٜٔٗٛ‬ـ‪،‬‬ ‫اؼبوافق ٘ٔ من ذى اغبج ‪ٖٔٙٚ‬ىػ ابعبميزة‪ ،‬مركز‬ ‫السنط ‪ ،‬غربي ‪ ،‬ج ـ ع‪ ،‬وحصل على ليسانس كلي‬ ‫دار العلوـ من جامع القاىرة ٓ‪ٜٔٚ‬ـ‪ ،‬مث عمل‬ ‫ابلَببي والتعليم حٌب وصل إىل منصب مدير عاـ‬ ‫دبديري طنطا التعليمي ‪ ،‬وتقاعد سن ‪ٕٓ​ٜٓ‬ـ‪.‬‬ ‫‪ ‬النشاط‪ :‬يعمل رئيسا للجمعي العام‬ ‫للدعوة إىل هللا دبصر‪ ،‬واؼبشهرة برقم ٕٗ​ٕ ومقرىا‬ ‫الرئيسى ٗٔ​ٔ شارع ٘ٓٔ اؼبعادى ابلقاىرة‪ ،‬وؽبا فروع يف صبيع أكباء اعبمهوري ‪،.‬‬ ‫كما يتجوؿ دبصر والدوؿ العربي واإلسبلمي لنشر الدعوة اإلسبلمي ‪ ،‬وإحياء اؼبُثل‬ ‫وا ألخبلؽ اإليباني ؛ ابغبكم واؼبوعظ اغبسن ‪ .‬ىذا ابإلضاف إىل الكتاابت اؽبادف‬ ‫إلعادة ؾبد اإلسبلـ‪ ،‬من التسجيبلت الصوتي الكثّبة والوسائط اؼبتعددة‬ ‫للمحاضرات والدروس واللقاءات على الشرائط واألقراص اؼبدؾب ‪ ،‬وأيضا من خبلؿ‬ ‫موقعو على شبك اإلنَبنت ‪ www.Fawzyabuzeid.com‬وىو أحد‬ ‫أكرب اؼبواقع اإلسبلمي ىف اببو وجارى إضاف تراث الشيخ العلمى الكامل على مدى‬ ‫طبس وةبلةْب عاـ مضت‪ ،‬وقد مت إفتتاح واجه للموقع ابللغ اإلقبليزي ‪.‬‬ ‫‪‬دعػوتو‪ -ٔ :‬يدعو إىل نبذ التعصب واػببلفات‪ ،‬والعمل على صبع الصف‬ ‫اإلسبلمى‪ ،‬وإحياء روح اإلخوة اإلسبلمي ‪ ،‬والتخلص من األحقاد واألحساد واألةرة‬ ‫واألانني وغّبىا من أمراض النفس‪ -ٕ ،‬وبرص على تربي أحبابو ابلَببي الروحي‬ ‫الصافي بعد هتذيب نفوسهم وتصفي قلوهبم‪ -ٖ ،.‬يعمل على تنقي التصوؼ فبا‬ ‫شابو من مظاىر بعيدة عن روح الدين‪ ،‬وإحياء التصوؼ السلوكى اؼببُب على القرآف‬ ‫والسن وعمل الصحاب الكراـ‪.‬‬ ‫‪ ‬ىدفو ‪ :‬إعادة اجملد اإلسبلمى ببعث الروح اإليباني ‪ ،‬ونشر األخبلؽ‬ ‫اإلسبلمي ‪ ،‬وبَبسيخ اؼببادئ القرآني ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬ب وخ الو ل بد ‪ 99:‬أزبثب مٖ أ ثع عشرح لملخ‬

‫أّ ك ‪ :‬مٔ ر م٘ر القر ى الكرٗن (‪)5‬‬

‫(ٗ) نفحػ ػ ػ ػ ػػات مػ ػ ػ ػ ػػن نػ ػ ػ ػ ػػور القػ ػ ػ ػ ػػرآف (جٔ)‪ )ٔٚ( ،‬نفحػ ػ ػ ػ ػػات مػ ػ ػ ػ ػػن نػ ػ ػ ػ ػػور القػ ػ ػ ػ ػػرآف (جٕ)‪،‬‬ ‫(‪ )ٗٛ‬أسػ ػرار العب ػػد الص ػػاٌف وموسػ ػػى‪ٕ(‬ط)‪ )ٜٔ( ،‬اآلداب القرآنيػ ػ م ػػع خ ػػّب الربي ػ ػ ‪،‬‬ ‫(ٖ‪ )ٜ‬أسرار خل إبراىيم ‪ )ٜٙ( ،‬تفسّب آايت اؼبقربْب (جزء ٔ)‪.‬‬

‫صبً٘وك‪ :‬ال قَ (‪)7‬‬

‫(ٕ) زاد اغبػػاج واؼبعتمػػر (ٕط)‪ )٘(، ،‬مائػػدة اؼبسػػلم بػػْب الػػدين و العلػػم (ٕط) (تػػرجم إقبليػػزى‬ ‫وإندونيسػػى*) (ٕ٘) كيػػف تكػػوف داعي ػاً علػػى بصػػّبة (ٗ٘) ـبتصػػر زاد اغبػػاج واؼبعتمػػر (ٕط)‪،‬‬ ‫(ٔ‪ )ٚ‬الصياـ شريع وحقيق (ٕ‪ )ٚ‬إكراـ هللا لؤلموات (٘‪ )ٜ‬صياـ األتقياء‪.‬‬

‫صبلضب ‪ :‬ال ق٘قخ الو وتٗخ‪)11( :‬‬

‫(‪ )ٚ‬حػ ػػديث اغبقػ ػػائق عػ ػػن قػ ػػدر سػ ػػيد اػببلئػ ػػق (ٖط)‪ )ٖٔ( ،‬إش ػ ػراقات اإلس ػ ػراء جٔ(ٕط)‪،‬‬ ‫(ٕ​ٕ) الكماالت احملمدي (ٕط)‪ )ٕٖ( ،‬الرضب اؼبهداة‪ )ٖ​ٖ( ،‬واجػب اؼبسػلمْب اؼبعاصػرين كبػو‬ ‫رسػػوؿ هللا ‪ٕ( ‬ط) (تػػرجم لئلقبليزي ػ )‪ )ٖ٘( ،‬إش ػراقات اإلس ػراء جٕ‪ )ٙٔ( ،‬الس ػراج اؼبنػػّب‪،‬‬ ‫(ٓ‪ )ٚ‬اثٌل اةنػ ػ ػ ػ ػػْب‪ )ٛ٘( ،‬اعبمػػ ػ ػ ػػاؿ احملمػ ػ ػ ػ ػػدى ظػ ػ ػ ػ ػػاىره وابطن ػ ػ ػ ػػو‪ )ٛٚ( ،‬ذبليػػ ػ ػ ػػات اؼبع ػ ػ ػ ػ ػراج‪،‬‬ ‫(ٓ‪ )ٜ‬شرؼ شهر شعباف‪.‬‬

‫اثعبك‪ :‬هي أعتم الظْم٘خ‪)6( :‬‬

‫(ٔ) اإلمػ ػػاـ أبػ ػػو الع ػ ػزائم اجملػ ػػدد الصػ ػػوىف(ٕط)‪ )ٖ( ،‬الشػ ػػيخ دمحم علػ ػػى سػ ػػبلمو سػ ػػّبة وسػ ػػريرة‪،‬‬ ‫(ٔٗ) اؼبرىب الرابٌل السيد أضبػد البػدوى‪ )ٗ٘( ،‬شػيخ اإلسػبلـ السػيد إبػراىيم الدسػوقى (ٕط)‪،‬‬ ‫(‪ )ٜ٘‬الشيخ الكامل السيد أبو اغبسن الشاذىل‪ )ٜٚ(.‬اإلماـ أبو العزائم سّبة حياة‪.‬‬

‫بهمبك‪ :‬التٗي ّال ٘بح‪)7( :‬‬

‫(‪ )ٕٙ‬إص ػػبلح األفػ ػراد واجملتمع ػػات ىف اإلس ػػبلـ (ٕط) (ٖٗ) كي ػػف وببُّ ػػك هللا (ٖط) (م ػػَبجم‬ ‫إقبليػػزى)‪ )ٖٜ(،‬كونػػوا قػػرآان يبشػػى بػػْب النػػاس (ٕط)(مػػَبجم إقبليػػزى)‪ )٘ٓ( ،‬قضػػااي الشػػباب‬ ‫اؼبعاصر‪ )ٙٚ( ،‬بنو إسرائيل ووعد اآلخرة‪ )ٚ٘( ،‬أمراض األم وبصّبة النبوة (مت تنزيل أكثر من‬ ‫ٓ​ٓ​ٓ‪ ٕٛ‬نسػ ػ ػ ػػخ إليكَبوني ػ ػ ػ ػ م ػ ػ ػ ػػن ىػ ػ ػ ػػذا الكتػ ػ ػ ػػاب م ػ ػ ػ ػػن اؼبوقػ ػ ػ ػػع)‪ )ٜٕ( ،‬فقػ ػ ػ ػػو اعب ػ ػ ػ ػػواب‬ ‫(إجاب أسئل اؼبوقع جٔ)‪.‬‬

‫ب بك‪ :‬الخطت اإللِبه٘خ للوٌب جبد‪)7( :‬‬

‫(‪ )ٔٙ‬اؼبولػػد النبػػوى‪ )ٔٚ( ،‬شػػهر رجػػب واإلسػراء واؼبعػراج‪ )ٔٛ(،‬شػػهر شػػعباف و ليلػ الغفػراف‪،‬‬ ‫(‪ )ٜٔ‬شػػهر رمضػػاف و عيػػد الفطػػر‪ )ٕٓ(،‬اغبػػج و عيػػد األضػػحى‪ )ٕٔ( ،‬اؽبجػػرة ويػػوـ عاشػػوراء‪،‬‬ ‫(٘​٘) اػبطب اإلؽبامي ؾبلد‪ :‬اؼبناسبات الديني (ٖط)‪.‬‬

‫بثعبك‪ :‬الخطت اإللِبه٘خ العظرٗخ ‪)1( :‬‬

‫(‪ )ٚٛ‬األشفي النبوي للعصر‪.‬‬

‫صبهٌب ك كً‪ :‬الورأح الوملوخ (‪)4‬‬

‫(‪ )ٜ‬تربي القرآف عبيل اإليباف (ٕط) (ترجم إقبليزى)‪ )ٖٗ( ،‬اؼبؤمنات القانتات (ترجم إقبليزى)‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫(ٗ​ٗ) فتاوى جامع للنساء(ٕط)‪ )ٚٗ( ،‬اغبب واعبنس ىف اإلسبلـ‪،‬‬

‫صبهٌبك‪ :‬الطرٗم إلٔ هللا‪)12( :‬‬

‫(‪ )ٙ‬طري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديقْب إىل رض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػواف رب الع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؼبْب (ٕط)( ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرجم لؤلندونس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي )‪،‬‬ ‫(ٕ٘) طري ػ ػ ػ ػ ػ ػػق احملب ػ ػ ػ ػ ػ ػػوبْب وأذواقه ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‪ )ٕٛ( ،‬اجملاى ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة للص ػ ػ ػ ػ ػ ػػفاء و اؼبش ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىدة (ٕط)‪،‬‬ ‫(ٖٓ) عبلم ػ ػػات التوفي ػ ػػق ألى ػ ػػل التحقي ػ ػػق‪ )ٖٔ(،‬رس ػ ػػال الص ػ ػػاغبْب‪ )ٖٕ( ،‬مراق ػ ػػى الص ػ ػػاغبْب‪،‬‬ ‫(‪ )٘ٚ‬ربف ػ ػ احملبػ ػػْب ومنح ػ ػ اؼبسَبشػ ػػدين فيمػ ػػا يطلػ ػػب ىف يػ ػػوـ عاشػ ػػوراء للقػ ػػاوقجى (ربقيػ ػػق)‪،‬‬ ‫(ٓ‪ )ٙ‬نواف ػ ػ ػػل اؼبقػ ػ ػ ػربْب‪ )ٙٗ(،‬أحس ػ ػ ػػن الق ػ ػ ػػوؿ‪ )ٜٚ(،‬دع ػ ػ ػػوة الش ػ ػ ػػباب العص ػ ػ ػػري لئلس ػ ػ ػػبلـ‬ ‫(‪ )ٛ​ٛ‬ؾبالس تزكي النفوس جٔ‪ )ٜٛ(،‬ؾبالس تزكي النفوس جٕ‪.‬‬

‫رب عبك‪ :‬اةعأب ّاةّ ا (‪)7‬‬

‫(‪ )ٛ‬مفػ ػ ػ ػ ػػاتح الفػ ػ ػ ػ ػػرج (ٕٔط) (ت ػ ػ ػ ػ ػػرجم إقبليػ ػ ػ ػ ػػزى وأندونيس ػ ػ ػ ػ ػػى)‪ )ٔ٘( ،‬أذكػ ػ ػ ػ ػػار األبػػ ػ ػ ػ ػرار‪،‬‬ ‫(‪ )ٖٚ‬ـبتص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر مف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاتح الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرج (٘ط) (‪ )ٖٛ‬أذك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار األب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار (ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػغّب)(ٖط)‪،‬‬ ‫(ٓٗ) أوراد األخي ػ ػ ػ ػ ػػار (زب ػ ػ ػ ػ ػػريج وش ػ ػ ػ ػ ػػرح)(ٕط)‪ )٘ٙ( ،‬ني ػ ػ ػ ػ ػػل الته ػ ػ ػ ػ ػػاٌل ابل ػ ػ ػ ػ ػػورد الق ػ ػ ػ ػ ػػرآٌل‪،‬‬ ‫(ٖ‪ )ٚ‬جامع األذكار واألوراد‪.‬‬

‫عبشراك‪ :‬ا بد طْم٘خ هعبطرح‪)16( :‬‬

‫(ٓٔ) الصػ ػػوفي و اغبيػ ػػاة اؼبعاصػ ػػرة‪ )ٔ​ٔ( ،‬الصػ ػػفاء واألصػ ػػفياء‪ )ٕٔ(،‬أبػ ػػواب القػ ػػرب ومنػ ػػازؿ‬ ‫التقري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب‪ )ٕٜ( ،‬الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوفي ىف الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرآف والس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن (ٖط) (ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرجم لئلقبليزيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ) ‪،‬‬ ‫(‪ )ٖٙ‬اؼب ػ ػػنهج الص ػ ػػوىف واغبي ػ ػػاة العص ػ ػػري ‪ )ٕٗ(،‬الواليػ ػ ػ واألولي ػ ػػاء‪ )ٜٗ(،‬م ػ ػػوازين الص ػ ػػادقْب‪،‬‬ ‫(ٔ٘) الف ػ ػ ػ ػ ػػتح العرف ػ ػ ػ ػ ػػاٌل‪ )ٖ٘(،‬ال ػ ػ ػ ػ ػػنفس وص ػ ػ ػ ػ ػػفها وتزكيته ػ ػ ػ ػ ػػا‪ )٘ٛ( ،‬س ػ ػ ػ ػ ػػياح الع ػ ػ ػ ػ ػػارفْب‪،‬‬ ‫(ٖ‪ )ٙ‬منه ػ ػ ػػاج الواص ػ ػ ػػلْب‪ )ٙ٘(،‬نس ػ ػ ػػمات الق ػ ػ ػػرب‪ )ٙٛ( ،‬العط ػ ػ ػػااي الص ػ ػ ػػمداني لؤلص ػ ػ ػػفياء‪،‬‬ ‫(‪ )ٚ​ٚ‬شراب أىل الوصل‪ )ٖٛ(،‬مقامات اؼبقربْب‪ )ٜٛ( ،‬آداب احملبْب هلل‪.‬‬

‫حب ٓ عشر‪ :‬ال زبّٓ (‪)5‬‬

‫(ٕٗ) فت ػ ػ ػ ػػاوى جامعػ ػ ػ ػ ػ للش ػ ػ ػ ػػباب‪ )ٚٙ(،‬فت ػ ػ ػ ػػاوى فوريػ ػ ػ ػ ػ جٔ‪ )ٛٓ(،‬فت ػ ػ ػ ػػاوى فوريػ ػ ػ ػ ػ جٕ‪،‬‬ ‫(ٗ‪ )ٛ‬فتاوى فوري جٖ‪ )ٛٙ( ،‬فتاوى فوري جٗ‬

‫صبًٔ عشر‪ :‬أ ئلخ طْم٘خ (‪)3‬‬

‫(‪ )ٕٚ‬نػ ػ ػ ػ ػ ػػور اعبػ ػ ػ ػ ػ ػػواب علػ ػ ػ ػ ػ ػػى أسػ ػ ػ ػ ػ ػػئل الشػ ػ ػ ػ ػ ػػباب (تػ ػ ػ ػ ػ ػػرجم أيض ػ ػ ػ ػ ػ ػاً للغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ اإلقبليزي ػ ػ ػ ػ ػ ػ )‪،‬‬ ‫(‪ )ٜٙ‬األجوب الرابني يف األسئل الصوفي ‪ )ٜ​ٜ(،‬إشارات العارفْب‪.‬‬

‫صبلش عشر‪ :‬حْا اد هع ا‪ ٙ‬ر (‪)3‬‬

‫(ٔ‪ )ٛ‬سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤاالت غػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب اؼبسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلمْب‪ )ٕٛ( ،‬حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوارات اإلنسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف اؼبعاصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‪،‬‬ ‫(ٗ‪ )ٜ‬أسئل حرة عن اإلسبلـ واؼبسلمْب‪.‬‬

‫اثع عشر‪ :‬شـ ب الظتّ ‪)4( :‬‬

‫(‪ )ٗٙ‬ع ػ ػ ػػبلج ال ػ ػ ػػرزاؽ لعل ػ ػ ػػل األرزاؽ‪ٕ( .‬ط)‪ )ٗٚ( ،‬بش ػ ػ ػػائر اؼب ػ ػ ػػؤمن عن ػ ػ ػػد اؼب ػ ػ ػػوت (ٖط)‪،‬‬ ‫(ٖ‪ )ٙ‬بشرايت اؼبؤمن يف اآلخرة‪ )ٙ​ٙ(.‬بشائر الفضل اإلؽبي‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫أين جتد مؤلفات فضيلة الشيخ فوزى حممد أبوزيد‬ ‫إسم اؼبكتب‬ ‫مكتب اجمللد العرب‬ ‫مكتب اعبندي‬ ‫دار اؼبقطم‬ ‫مكتب جوامع الكلم‬ ‫مكتب التوفيقي‬ ‫ابزار أنوار اغبسْب‬ ‫مكتب العزيزي‬ ‫الفنوف اعبميل‬ ‫مكتب اغبسيني‬ ‫مكتب القلع‬ ‫مكتب نفيس العلم‬ ‫اؼبكتب اؼبصري اغبديث‬ ‫األديب كامل كيبلٌل‬ ‫مكتب دار اإلنساف‬ ‫مكتب مدبوىل‬ ‫مدبوىل مدين نصر‬ ‫النهض اؼبصري‬ ‫ىبل للنشر والتوزيع‬ ‫اؼبكتب األزىري للَباث‬ ‫مكتب أـ القرى‬ ‫اؼبكتب األدبي اغبديث‬ ‫مكتب الروض الشريف‬

‫رقم اؽباتف‬ ‫ٕٕٗ٘ٔ‪ٕٜ٘‬‬ ‫‪ٕٜ٘ٓٔ٘ٔٛ‬‬ ‫ٕ٘ٔ‪ٕٜٚ٘ٛ‬‬ ‫‪ٕٜٕٜ٘ٛٛٓ‬‬ ‫٘‪ٕٜ٘ٓٗٔٚ‬‬ ‫ٖٔ‪ٕٓٔ​ٕٜٚٗٚ٘‬‬ ‫ٕٗ​ٕ٘ٔ‪ٕٜ٘‬‬ ‫‪ٕٜ٘ٓ​ٓٚٛٙ‬‬ ‫ٕٔٗ٘ٓ‪ٕٜ٘‬‬ ‫‪ٕٜ٘ٔٓٛٔٓ‬‬ ‫ٔٗ​ٗ​ٕٗٓٔ٘‬ ‫‪ٕٖٜٖٕٗٔٚ‬‬ ‫‪ٕٖٜٜٙٔٗ٘‬‬ ‫ٖ​ٖٓ​ٖٓ٘​ٖ​ٖ‬ ‫ٕٔٗ‪ٕ٘ٚ٘ٙ‬‬ ‫ٕٓ‪ٕٗٓٔ٘ٙ‬‬ ‫ٗ‪ٕٖٜٜٔٓ​ٜ‬‬ ‫‪ٖ​ٖٗ​ٜٖٜٗٔ‬‬ ‫‪ٓٔٓ​ٕٜٓ٘ٓٗٚٚ‬‬ ‫ٖٕ٘‪ٕٜ٘ٛٛ‬‬ ‫ٕ‪ٕٜٖ٘ٗٛ​ٛ‬‬ ‫‪ٕٙٗ​ٗ​ٜٗٙ​ٜ‬‬

‫ٕ‪ٕٓٔ​ٕٜٗٙٓٓٛ‬‬ ‫كشك سوان‬ ‫الكتاب اإلسبلمى الثقاىف ‪ٓٔٓ​ٕٖٕٜٓٔٙٛ‬‬ ‫كشك دمحم سعيد موسى ٓ​ٖٓٗٔ​ٔٗٔ​ٔ​ٔٓ‬ ‫‪ٖٓ-ٖٜٕٜٛ٘ٗ‬‬ ‫مكتب الصياد‬ ‫‪ٖٓ-ٕٖٜ٘ٗٙ٘‬‬ ‫مكتب سيبويو‬ ‫الكشك األبيض ٘​٘​ٖٖ٘ٗ‪ٕٓٔٛ​ٛ‬‬

‫القاى ػ ػػرة‬ ‫‪ ٔ​ٔٙ‬شارع جوىر القائد األزىر‬ ‫سوؽ أـ الغبلـ ميداف اغبسْب‬ ‫ٕ٘ شارع الشيخ روباف‪،‬عابدين‬ ‫‪ ٔٚ‬الشيخ صاٌف اعبعفرى الدراس‬ ‫ٔ عمارة األوقاؼ ابغبسْب‬ ‫ٕ زقاؽ السويلم خلف مسجد اغبسْب‬ ‫ٔ​ٔ ميداف حسن العدوى ابغبسْب‬ ‫ٖٓٔ شارع جوىر القائد ابلدراس‬ ‫ٕ​ٕ شارع اؼبشهد اغبسيُب ابغبسْب‬ ‫ٔ شارع دمحم عبو خلف األزىر‬ ‫‪ ٜ‬ميداف السيدة نفيس ‪.‬‬ ‫عمارة اللواء ٕ شارع شريف‬ ‫‪ ٕٛ‬شارع البستاف بباب اللوؽ‬ ‫‪ ٜٔٓ‬شارع التحرير‪ ،‬ميداف الدقي‬ ‫‪ ٙ‬ميداف طلعت حرب‬ ‫طيب ٓ​ٓ​ٕٓ‪ ،‬شارع النصر مدين نصر‬ ‫‪ ٜ‬شارع عدىل جوار السنَباؿ‬ ‫‪ ٙ‬ش د‪ .‬حجازي‪ ،‬خلف اندي الَبسان‬ ‫درب األتراؾ‪ ،‬خلف اعبامع األزىر‬ ‫‪ ٕٔٛ‬شارع جوىر القائد األزىر‬ ‫‪ ٜ‬شارع الصنادقي ابألزىر‬ ‫ٕٔشارع د‪.‬أضبد أمْب‪ ،‬مصر اعبديدة‬ ‫اإلسػ ػػكندري‬ ‫ؿبط الرمل‪ ،‬أماـ مطعم جاد‬ ‫ؿبط الرمل‪ ،‬صفي زغلوؿ‬ ‫‪ ٙ​ٙ‬شارع النىب دانياؿ‪ ،‬ؿبطػ مصر‬ ‫ٗ ش النىب دانياؿ‪ ،‬ؿبط مصر‬ ‫ٖٕ اؼبشّبأضبد إظباعيل‪ ،‬سيدى جابر‬ ‫ؿبط الرمل‪ -‬أ‪ /‬أضبد األبيض‬

‫‪‬‬


‫)‬

‫(‬

‫‪‬‬

‫األق ػ ػ ػػاليم‬

‫كشك عبد اغبافظ‬ ‫مكتب عبادة‬ ‫مكتب اتج‬ ‫مكتب قرب‬ ‫كشك التحرير‬ ‫مكتب صحاف اعبامع‬

‫دمحم ‪-------‬‬ ‫ٕٓٓ‪ٓ٘​٘-ٕٖٕٙ‬‬ ‫ٔ٘‪ٓٗٓ-ٖ​ٖ​ٖٗٙ‬‬ ‫٘‪ٓٗٓ-ٖ​ٖٕٖٜٗ‬‬ ‫ٕ‪ٓٔٓ​ٜٖٓٛ٘ٔٛ‬‬

‫كفر الشيخ ‪ -‬شارع السوداف أماـ السنَباؿ‪ ،‬أ‪/‬سامى أضبد عبد السبلـ‬

‫اؼبنصورة ‪ -‬شارع جيهاف جبوار مستشفى الطوارىء‬ ‫ٖٕ٘٘‪ٓٔٓ​ٕٓ​ٕٛ‬‬ ‫أ‪/‬عماد سليماف‬

‫مكتب الرضب اؼبهداة ‪ٓٔٓ​ٕٜٓٔٗٔٗٙ‬‬ ‫مكتب صحاف الثانوي‬

‫الزقازيق‪ -‬جبوار مدرس عبد العزيز على‬ ‫الزقازيق – شارع نور الدين‬ ‫طنطا‪ -‬أماـ مسجد السيد البدوى‬ ‫طنطا‪ٜ -‬ش سعيد واؼبعتصم أماـ كلي التجارة‬

‫اؼبنصورة‪ ،‬عزب عقل‪ ،‬ش اؽبادى‪ ،‬أ‪/‬عاطف وفدى‬

‫اؼبنصورة‪ -‬ش الثانوي جبوار مدرس ابن لقماف‪ ،‬ح‬ ‫ٓ٘​ٖ٘ٔ‪ٓٔٓ​ٓ٘ٚ‬‬ ‫كماؿ الدين أضبد‬

‫طلخا – اؼبنصورة‪ -‬جبوار مدرس صبلح سامل التجاري ‪،‬‬ ‫صحاف أخبار اليوـ ح‬ ‫ٗ​ٗ‪ٕٓٔ​ٕٜٗٔٚ​ٚ‬‬ ‫أماـ كوبرى طلخا‬ ‫دمحم األترىب‬ ‫ٓ‪ٕٓٔ​ٕٜٙٗٙٛٓ‬‬ ‫مكتب اإليباف‬ ‫‪ٕٓٔ​ٕٜٜٚٙٓٗٓ‬‬ ‫كشك الصحاف‬ ‫أوالد عبدالفتاح السماف ‪ٜٖٓ-ٕٖٕٜٚ٘​ٜ‬‬ ‫كشك أبو اغبسن ‪ٜٓٔٓٙ٘ٔٛٙٔٙ‬‬ ‫كشك القرااي‪ -‬إسنا ٗ‪ٓٔٓ​ٜٓٛٙٛٙ​ٙ‬‬ ‫كشك حسُب إبسنا‬

‫فايد‪ -‬أ ضباده غزاىل بربرى‬ ‫السويس‪،‬ش الشهداء‪ ،‬ح حسن دمحم خّبى‬ ‫سوىاج‪ -‬شارع اضبد عراب أماـ التكوين اؼبهُب‬ ‫قنا‪ -‬أماـ مسجد سيدي عبد الرحيم القناوى‬ ‫القرااي‪ -‬إسنا ‪ -‬ش السيدة زينب‪ -‬اغباج دمحم الريس‬ ‫واألستاذ دمحم رمضاف دمحم النوىب‬

‫ٖٕ‪ ٓٔ​ٔ​ٔ​ٜٔٗٔٛ‬كشك حسُب دمحم عبد العاطى اؼبنسى أماـ مستشفى الرمد إبسنا‬ ‫‪ -‬األقصر‬

‫أٗؼب ك ثتّ اةُرام ّالجوِْ ٗخ ّاة جب ّالوكزجبد الكجرٓ ثوً ب‬ ‫الجوِْ ٗخ‪ّٗ .‬وكي أٗؼب ك را ح الكزت ّرٌةٗ ًمخخ الطجبعخ هجبًب هي‬ ‫هْ ع الش٘خ ‪ّ www.fawzyabuzeid.com‬علٔ هْ ع‬ ‫‪ www.askzad.com‬هْ ع الكزبة العرثٔ ‪ ،‬أّؽلجِب هي الٌبشر‪ :‬ا‬ ‫اإلٗوبى ّال ٘بح‪ 114،‬و‪ 105‬حتا م الوعب ٕ ثبلقبُرح‪ ،‬د‪:‬‬ ‫‪ ،02-25252140‬م‪02-25261618 :‬‬

‫‪‬‬


(

)



‫الفَطغت‬




(

)






(

)






(

)






(

)






(

)



------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ----------------------------------------------------------------------------


(

)






Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.