) (6م م م م م م م م م م
الطبعة الثانية
م م م م م م مم
الكتاب
طريق الصديقني إىل رضواى رب العاملني
الطبعت األوىل
21شوال 1115هــ 22 /مارس 1995م
رقن الكتاب
السادس هي املطبوعاث التي تبلغ الثواًني كتاباً
الداخلي
715صفحت *03جن * 52سن * 73سن* 5لوى
إشراف
دار اإلمياى واحلياة 553 ،ش ، 531حدائق املعادى القاهرة ،ج م ع ،تليفوى ،3373-7-71717533 : فاكس3373-7-71755550 :
املؤلف
الطبعت الثاًيت سلسلت الغالف
رقن اإليداع احمللي الرتقين الدوىل طباعت
الشيخ فوزً حمود أبوزيد
72صفر 5341هـ 43 ،ديسورب 7354م اإلمياى واحلياة
كوشيه ملييع 413جن 3 ،لوى ،سلوفاى مليع
7354/
978-977-90-
-
هطابع النوبار بالعبور
م
بلممآماظّٕرينماظّٕحقمم عؼـّٓعــــةماظطؾعةماظـاغقةم اضتمد هلل على واسع عطائو ...والشكر هلل على مزيد نعمائو ... والصبلة والسبلـ على افضل رسلو وخري انبيائو سيدان دمحم وللو االقييا وأصحابو األمنا وكل من اتبعهم على ىذا اعتدى اىل يوـ العرض واصتزا ...وعلينا معهم أرتعني ...لمني وبعد، وجل قلوب عباده األقييا األنييا معلية حبضرقو دوما ... جعل هللا َّ عز َّ قسعى بكل ما قستطيع من اجملاىدات َب عمل الرب واطتري والنوافل واليرابت وجل نفحات قربو و وصالو، لنواؿ قربو ومودقو ،وقفرح وقسر اذا افاض عليها هللا َّ عز َّ وقزيد هبجتها وقزداد نشوهتا كلما الحت عتا ظتعات األنوار أو ظهرت عتا بوارؽ األسرار أو شهدت قبسا من قوفيق هللا وعنايتو لعباده األخيار. وقد وصف ىذا اظتسلك – الذى سلكو ىؤال اليوـ َب قيرهبم اىل هللا، وسعيهم لنواؿ قربو ورضاه ،وقعرضهم لنفحات جوده وعطاايه – ابلطريق إىل هللا. وقد وضحنا ىذا الطريق ...وكيفية سلوكو ...واجملاىدات الىت ييوـ هبا سالكو للوصوؿ اىل حتييق مناه ...ورَّكزان على الصفات واآلداب الىت ينبغى اف يتحلّى هبا السالك عتذا الطريق ... و أحملنا اىل العيبات الىت قعرتض سالك ىذا الطريق ...ولاثرىا ...ونتائجها لتصلها السالك إذا وكيفية اجتيازىا !! ...ووصفنا أيضاً بعض اظتنح والعطا ات الىت ّ صدؽ َب سلوؾ ىذا الطريق ... ! ...
وبيّنا اضتاجة اىل الرفيق َب سلوؾ الطريق ...وأوصاؼ ىذا الرفيق على التحييق
:املقدمة
)2( :
وشتينا ىذا الكتاب: مرّٕؼقماظصّٓؼؼنيماديمرضوانمربماظعاٌنيم وألقتية ىذا الكتاب ،وسبلسة عبارقو ،وقوة حجتو ،وصدؽ ػتجتو نفدت الطبعة األوىل منو سريعا ،وأّبَّ على طلبو دور النشر واظتكتبات بنا اً على كثرة الطلب من األفراد احملبني ...فاستجبنا لطلبهم رغم كثرة اظتشاغل وضيق الوقت فأعدان مراجعتو، وكذا مراجعة ختريج اآلايت واألحاديث ،مع مراعاة التنسيق العصرى الذى يبلئم الوقت؛ فخرجت ىذه الطبعة األنيية َّ لكل من قرا ى، احمليية الىت نرجو اف َّ يعم هبا النفع ِّ وجل العمل بو لكل من طلب وجهو سبحانو. يسهل هللا َّ عز َّ واف ِّ ىذا وقد أًبَّ األخ الصادؽ األستاذ رتاؿ عبد اضتميد قررتتو اىل اللغة األؾتليزية وجل أف يعيننا على حتيييا لرغبة االخوة اظتسلمني الذين ال كتيدوف العربية ،نسأؿ هللا َّ عز َّ طباعتو ،وهلل اضتمد َب األوىل واآلخرة وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم اصتميزة –غربية َ ..ب مسا األحد ٜٔمن صفر ٖ٘ٗٔ ىجرية اظتوافق ٕٕ من ديسمرب ٖٕٔٓ ميبلدية
الربيد :اصتميزة ػ ػتافظة الغربية ،رتهورية مصر العربية
قليفوف ٕٓٓٓ-ٗٓ-ٖٜ٘ٗٓ٘ٔ : موقع اإلنرتنتwww.fawzyabuzeid.com : الربيد اإلليكرتوىنfawzy@fawzyabuzeid.com : fawzyabuzeid@yahoo.com ، fawzyabuzeid@hotmail.com, fawzyabuzeid48@gmail.com
:املقدمة
)3( :
بلممآماظّٕرينماظّٕحقمم عؼـّٓعــــةماظطؾعةماِّوديم اضتمػد هللا الػػذى َّ دؿ عبػػاده بػػو عليػػو ،وأوصػػلهم بػػو إليػػو ،فػػبل يصػػل واصػػل إليػػو إال
بفضلو ،وال يصح لعبد قدـ َب الطريق إليو إال مبنو وكرمو ..
والصػػبلة والس ػػبلـ عل ػػى سػػيدان دمحم ...مص ػػدر الفض ػػل واصتػػود م ػػن كن ػػز حض ػػرة
اظتعبػػود ...وسػػر الفػػتح والشػػهود وابب العنايػػة واإلحتػػاؼ ظتػػن خصػػهم هللا ابإلسػػعاؼ
واأللطاؼ ...وللو أىل الصفا والوفا ...وكل من اقبع ىديو و ألثره اقتفى. وبعد ،
فهذه بعض الدروس الروحانية الىت قناولناىا َب سياحتنا مع اإلحبػاب والصػادقني،
وىػػى وإف كانػػت َب أوقػػات متفرقػػة وأمػػاكن متباينػػة إال أنػػو كتمػػع بينهػػا أ ػا قتحػػدث عػػن السػػري والسػػلوؾ إىل هللا وىػػى خاصػػة ابل ػراغبني َب مزيػػد فضػػل هللا والطػػالبني ظتراقػػب الكماؿ الىت ييوؿ هللا َ ب شأف أىلها:
ممم(م361مآلمسؿّٕانم) م م م م
بعضها يوضح عتم معامل الطريق إىل هللا .. وبعضها يبني عتم كيفية الوصوؿ إىل هللا ... ويشري بعضها إىل اآلداب الىت كتب أف يتجمل هبا السائروف إىل هللا ... ويفصػػح بعضػػها عػػن األحػػواؿ الػػىت يتجمػػل هبػػا الرجػػاؿ أىػػل الكمػػاؿ حفػزاً للهمػػم
:املقدمة
)4( :
وقش ػػويياً للنف ػػوس إىل مراب ػػع األنػ ػ
ومن ػػازؿ الوص ػػاؿ وغ ػػري ذل ػػك م ػػن األم ػػور ال ػػىت هت ػػم
السالك َب حياقو الروحية وغتاىداقو النفسية وفتوحاقو اليلبية.
وقػػد قػػاـ همػػع ىػػذه الػػدروس مػػن علػػى األشػػرطة الػػىت كانػػت مسػػجلة عليهػػا أخػػى
وحبيػػا األسػػتاذ الػػدكتور أزتػػد عبػػد هللا الياضػػى األسػػتاذ بكليػػة اعتندسػػة ببػػور سػػعيد جػزاه هللا عنا خرياً.
وق ػػد راجعناى ػػا وخرجن ػػا اآلايت واألحادي ػػث اظتوج ػػودة هب ػػا وع ػػزوان األحادي ػػث إىل
مصػػادرىا اظتعتمػػدة ،و لثػػران أف نعرض ػها كمػػا ىػػى بػػبل حػػذؼ وال إضػػافات حػػىت قكػػوف
صػػورة صػػادقة للجلسػػات الروحيػػة الػػىت يراتدىػػا الصػػاضتوف فيفػػيض هللا علػػيهم بربكػػة الصػػدؽ ونػػور اإلخػػبلص مػػن عػػوامل الغيػػب مواىػػب رابنيػػة وأسػرار قرلنيػػة ولطػػائف حكميػػة
وأحواالً نبوية قزيد الذين اىتدوا ىدى حتييياً ليولو قعاىل:
مم(م339ماظؿوبةم)م م م م م م م م مم م
أسأؿ هللا أف ينفع هبا من قرأىا ... وأف يرفع هبا من عمل هبا ... إنو نعم اظتوىل ونعم النصري ... وصلى هللا وسلم على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم مسا األربعا اضتادى والعشروف من شواؿ ٘ٔٗٔىػ اظتوافق للثاىن والعشرين من مارس ٘ ٜٜٔـ فوزى دمحم أبوزيد
:املقدمة
)5( :
مععاملماظطّٕؼقمإديمآمم اظؾقثمسنماظشقّْمصىمرّٕؼقمآمم رّٕؼؼةماظؾقثمسنماظشقّْمم صػاتمإٌّذّٓماظّٕباغىم اظطّٕؼقمإديمععّٕصةمآم
جفادماظـػّٗم اظـػّٗماِّعارةموأغواسفام اظـػّٗماظؾواعةم تصػقةماظؼؾبمم ذياالتماظواصؾنيم اظؿقؾىمباىؿالماحملؿّٓىمم
م
م
م م م م م مم م م
م مم م م م م
]مؼودف308[م
مععاملماظطّٕؼقمإديمآمم
م
اظؾقثمسنماظشقّْمصىمرّٕؼقمآم 2م اظلؤالماِّول:مٌاذامؼّٕطّٖماظصوصقةمسؾىمععّٕصةماظشقّْمطأداسمصىمرّٕؼقم
اظؼومموؼطاظؾونمإٌّؼّٓؼنمباظؾقثماظشّٓؼّٓمسـهم؟م م
وؾتيب على ذلك فنيوؿ وابهلل التوفيق: اإلنسػػاف اضتػريى علػػى نفسػػو ،البصػػري علػػى أمػػره ،يريػػد أف يصػػل إىل هللا وىػػو يعرؼ أف الوصوؿ إىل هللا لتتاج إىل شيخ يوصػلو إىل هللا فػذذا عثػر علػى ىػذا الشػيخ، فيد عثر على كنز من كنوز اضتق ،ومن أجل العثور على الشيخ كاف الصػاضتوف َب األزمنػة السابية يطوفوف األرض شرقاً وغػرابً يبحثػوف عػن الشػيخ وينيبػوف عنػو ،فمػثبلً سػيدى أبػو اضتسن الشاذىل وأرضاه سافر من قون إىل مصر إىل العراؽ ليبحػث عنػو وَب العػراؽ قالوا لو إف الذى قبحث عنو عندكم َب ببلد اظتغرب فرجع مرة أخرى لشيخو سيدى عبػد السبلـ بن بشيش وأرضاه.
رّٕؼؼــةماظؾقثمسـنماظشـقّْ م عاماظّٔىمجيبمسؾىماإلغلانمأنمؼػعؾه،موعاماِّدؾوبماظـّٔمىمؼؿؾعـهمصـىم رّٕؼؼةماظؾقثمسنماظشقّْ؟م م
الشيخ ابن عطا هللا السكندرى وأرضاه ،وىو إمػاـ جليػل مػن أئمػة اليػوـ وأان 2ىػػذا حػػوار دار بػػني الشػػيخ وبػػني رجػػل مػػن الصػػاضتني دخػػل علينػػا فجػػأة وأخػػذ يسػػأؿ ىػػذه األسػ لة الراقيػػة فكأفتػػا كػػاف يريػػد أف يوضح ىذه األشيا لئلخواف اصتالسني ،وكاف ذلك َب منزؿ اضتاج دمحم العزاؽ ببنها يوـ ٕٔ ٜٜٖٔ/ٔٔ/قبل اصتمعة.
:معامل الطريق إىل اهلل
)9( :
أطالػػب إخػػواىن أف يي ػرأوا لػػو اضتكػػم العطائيػػة أبى شػػرح مػػن الشػػروح ،ىنػػاؾ شػػرح ابػػن عجيبػػة ،وشػػرح ابػػن عبػػاد ،وشػرح الشػػيخ زروؽ ،وشػػرح الشػػيخ اطتطيػػب ،وشػػرح الشػػيخ الش ػػرقاوى وى ػػو أيس ػػرىا وأس ػػهلها ،ولخ ػػر ش ػػرح عت ػػا ش ػػرحو الش ػػيخ س ػػعيد ح ػػوى زع ػػيم اإلخواف اظتسلمني َب سوراي ،شرح حكم ابن عطػا هللا ،اظتهػم أنػو لعظمهػا شػرحها الشػيخ زروؽ سبعة عشر شرحاً وكل شرح غري اآلخػر ،فػاألوؿ غػري الثػاىن غػري الثالػث ،وقػد طبػع منهػػا الشػػيخ عبػػد اضتلػػيم ػتمػػود رزتػػو هللا عليػػو الشػػرح السػػابع عشػػر ،واإلمػػاـ أبػػو العػزائم أيضا قد شرحها َب السوداف َب جامع أـ درماف؛ إال أف ىذا الشرح قد ضاع ،فحكم بػن عطػػا هللا ال قفػػوت علػػى أحػػد مػػن السػػالكني؛ ألف فيهػػا لداب السػػلوؾ إىل هللا كمػػا ينبغػػى بكلمػػات قليلػػة ومعػػاىن ماشػػا هللا ،حػػىت كػػانوا ييولػػوف فيهػػا( :كأ ػػا التنزيػػل ي يعػ قريبة من أسلوب اليرلف ،فماذا كاف ييوؿ ؟ ييػوؿ وأرضاه : {مإذاماصؿؼــّٓتماظشــقّْماظــّٔىمؼــّٓظكمسؾــىمآمصعؾقــكمبــاِّورمادماىاععــةم
اظواردةمسـنمدـقّٓغامردـولمآممواإلطــارمعـنماظـواصـلمواظطاسـاتم،موتؽــّٕمصـىمم
دفودكمعنمػّٔاماظّٓساء،موتؼولم"ماظؾفممدظـىمسؾىمعنمؼّٓظـىمسؾقكم"م}مم
وىذه ىى الطريية الػىت اقبعتهػا َب بػدايىت ،ونفػذهتا واضتمػد هلل حػىت أكػرم هللا مبعرفة الصاضتني وأرضاىم فهناؾ إذاً ثبلثة أمور: األوؿ :األوراد اصتامعة الواردة عن رسوؿ هللا والىت ىى أوراد الصباح واظتسػا ، وىػػى مػػن السػػور اليرلنيػػة الػػىت كػػاف ييرأىػػا كػػل ليلػػة ،واألوراد الػػواردة ع ػن رسػػوؿ هللا وىى موجودة َب كتب يسمو ا كتب عمػل اليػوـ والليلػة مثػل كتػاب (عمػل اليػوـ والليلػةي البن الس ،وكتاب (عمل اليوـ والليلػةي البػن ماجػو ،وأرتعهػا كتػاب (اإلذكػار اظتنتخػب ٖ من كبلـ سيد األبراري لئلماـ النووى الذى قالوا فيػو{ :مبّٝماظّٓارمواذرتٔماِّذطارم} والثػػاىن :بعػػد ذلػػك فيكثػػر مػػن النوافػػل والطاعػػات كصػػياـ اإلثنػػني واطتمػػي ٖ ولنا َب ذلك أذكار األبرار حبجميو الكبري والصغري وقد طبع عدة مرات.
وقيػػاـ
:معامل الطريق إىل اهلل
)01( :
الليل ،وصبلة الضحى ،والرب ابلفيرا واظتساكني ،وغريىا من أنواع النوافل والطاعات. والثالث :أف يكثر اإلنساف َب دعػا ه مػن الػدعا الػذى ذكػرانه "اللهػم دلػ علػى من يدل عليك " وخاصة َب السجود ليولو : {مأضَّْٕبُمعَامؼَؽُونُماظْعَؾُِّٓم ِعنِمرَ ٓبِهِموَػُوَمدَاجِّْٓمصأَطْـُِّٕواماظُّٓٓسَاءَم}م 4م صـػاتمإٌّذــّٓماظّٕبــاغىم
بعػػد ذلػػك يبػػدأ يػػزور الصػػاضتني الػػذين يسػػمع عػػنهم ومعػػو اظتػػوازين اليرلنيػػة ،مػػا ىػى اظتوازين اليرلنية؟ من ايرب الذى فتشى معو حىت يوصلنا إليك ؟ قاؿ : ممم م م م م م م م
[23مؼّٗ]
م
الشيخ الذى ال ييوؿ لك :أين العادة؟ أو يطلب منك دنيػا مسػتكثر منهػا لنفسػو، ولذلك قالوا{ :مذقككماظّٔىمؼعطقكموظقّٗمذقككماظّٔىمؼأخّٔمعـكم} يعطي ػػك ح ػػاالً ويعطي ػػك ن ػػوراً ويعطي ػػك ىداي ػػة ويعطي ػػك علمػ ػاً ويعطي ػػك م ػػاالً إذا احتجػػت مػػن فضػػل هللا أو يػػدعوا هللا لػػك فييسػػر لػػك أسػػباب الػػرزؽ ،لكػػن ال يطلب األجر من أحد ،ىذا أوؿ شرط من الشروط. أعاماظشّٕطماظـاغى فهو قوؿ هللا قعاىل: م ممم م م م مم م م م م م م
[م308مؼودف]
أى البػػد أف يك ػػوف ذا بص ػػرية انفػػذة ،ألف الش ػػيخ ال ػػذى لػػي سيعطى غريه؟! ففاقد الشئ ال يعطيو!! ٗ سنن أيب داوود ،وصحيح ابن حباف عن أىب ىريرة
م
عن ػػده بص ػػرية م ػػاذا
:معامل الطريق إىل اهلل
)00( :
والبصػػرية كيػػف أعرفهػػا؟ وىػػذه وإف كانػػت مػػن علػػوـ األسػرار فػػذف أحػػواؿ العػػارفني مبجػرد أف كتالسػهم اإلنسػاف هعلػو هبنػ هبػا ألف هللا قػد يكاشػفهم ابلشػئ الػذى كتػػوؿ َب صدرى أو ابلشئ الذى أان مشغوؿ بو َب سرى أو بفريضة مفروضػة علػى وىػى غائبػة عػن ذى فيفكروىن هبا َب غتلسهم. أو إذا كػػاف اإلنسػػاف يريػػد هللا أف ييػػرب عليػػو الطريػػق يػػرى عينيػػة َب اظتنػػاـ بعػػض صػػفات ىػػذا الرجػػل مػػن الصػػاضتني ،أو بعػػض مػػا لػػو عنػػد هللا حػػىت يسػػلم لػػو فرييػػو َب اظتنػػاـ شي اً مػن ميامػات ىػذا الرجػل أو مػن مكانتػو عنػد هللا أو مػن خصوصػياقو الػىت اختصػو هبػا هللا . أعاماظشّٕطماظـاظثم :م
فهو أف يكوف ىذا الشيخ ال يتخلى عن الشػريعة اظتطهػرة طرفػة عػني ،ولنفػرض أنػو رجل من أىل الكشف لكنو غتذوب ،فاجملذوب يكوف َب حالة الغيبة عػن الػدنيا ومػا فيهػا ألنو ال يعرؼ شي اً عن الليل وال النهار وال يعرؼ رمضاف وال شواؿ ألنػو َب عػامل اآلخػرة، ىػػذا اجملػػذوب علينػػا أف ال نعػػرتض عليػػو وال نيتػػدى بػػو ألنػػو ال يصػػلح مرشػػداً َب طريػػق اليوـ ،ىو َّ وىل نعم ،ولكن ظتن؟ لنفسو ،لكنو لػي الػوىل اظترشػد ،فػالوىل اظترشػد ال بػد أف يكػػوف أكمػػل النػػاس قيامػاً ابلشػريعة ،وأكمػػل النػػاس حفظػاً للحيييػػة ،فهػػو أبػػو العينػػني !! ينظػػر بعػػني الش ػريعة وبعػػني اضتيييػػة ،واالثنػػني َب وقػػت واحػػد ال يشػػغلو ىػػذا عػػن ىػػذا وال ذاؾ عن ذاؾ ومن أجل ذلك قاؿ هللا قعاىل: ٔٚ[ الكهف]
فهػم كثػري ،وقػد قػاؿ َب ذلػك بعػض فاظتهم ىنا ىػو الػوىل اظترشػد ،لكػن الػوىل فيػه ُ الصاضتني{ :مظنمدبؾوماِّرضمعنمعائةمأظفمسؾىمضّٓممسقلىم} فاظتائة ألف موجودوف !! فمنهم من نتشى عػرايانً ،ومػنهم مػن نتشػى حافيػاً ،ومػنهم مػن ال يتػزوج ،ومػنهم مػن
:معامل الطريق إىل اهلل
)01( :
ال ينػاـ ،فهػم غتاذيػػب لكػن عنػدىم كشػػف وعنػدىم بصػرية ومػػع ذلػك ال ينفعػوف لئلرشػػاد واإلقتدا ،ولذلك قاؿ الشيخ ابن العرىب وأرضاه: م
المتؼؿّٓىممبنمزاظـتمذـّٕؼعؿهمم
م
وإنمجـــــــاكمباِّغؾــــــــاممســـــــنمآم
فحػػىت لػػو جػػا لػػك ابألخبػػار عػػن هللا ...إال أنػػو ال ينفػػع قػػدوة ،ولكػػن ال نعػػرتض عليو حىت ال يصيبنا عطب أو أذى ،ألف مثل ىػذا نسػلم لػو حالػو ولكننػا َب نفػ الوقػت ال نيتدى بو. ولكػػن اإلمػػاـ الػػذى ييػػود النػػاس َب السػػلوؾ إىل هللا أكمػػل النػػاس قيام ػاً ابلش ػريعة اظتطهرة على قدـ سػيدان ومػوالان رسػوؿ هللا حػىت أنػو ال يفػارؽ الشػريعة طرفػة عػني وال أقػػل مػػن ذلػػك ،ىػػذا يعػ غتمػػل الشػػروط الػػىت كتػػب أف قكػػوف َب الشػػيخ ،وىنػػاؾ شػروط كثرية وكثرية أوردىا العلما ،إال أننا نكتفى هبذا اليدر رغبة َب اإلكتاز. وعندما يكػرـ اظتػر بشػيخ علػى ىػذه الشػاكلة ،فعليػو أف يسػلم لػو وال يعػرتض عليػو حػىت ولػػو بيلبػػو ،وكتعلػػو يتصػػرؼ َب نفسػػو ووقتػػو ،كيػػف يشػػا ألنػػو ال يتصػػرؼ فيػػو وال َب غػػريه إال ابلشػريعة السػػمحا وعلػػى ػػج سػػيد األنبيػػا ،يعػ لتكمػػو َب نفسػػو ويكػػوف داخل َب قوؿ هللا : ٙ٘[ النسا ]
يعػ الزـ لتكمػػو َب كػػل صػػغرية وكبػػرية مػػن أمػػره ،ويستشػػريه َب كػػل أمػر مػػن أمػػوره اظتهمة َب ىذه اضتياة ،قاؿ : {مإدِؿَِّٕذُِّٓواماظعا ِضلَمتَِّٕذُُّٓواموَالمتَعِصُوهُمصَؿَـَِّٓعُوام {م5م
ألف من يسرتشده يرشده إىل أحسن األمور ألنػو علػى بصػرية مػن ربػو وسػر مػن نػور ٘ رواه اطتطيب عن أىب ىريرة
:معامل الطريق إىل اهلل
)02( :
أتييد اضتضرة العلية ،ونتشى على ىديو وال متالفو َب أمر صغري أو كبػري ،إال إذا رأى شػي اً متػالف الشػريعة فعليػػو أف يتوقػػف ويسػػألو ويستفسػره ألننػػا مطػػالبوف أف ال نطيػػع أحػػداً مػػن اطتبلئق أرتعني َب معصية ظاىرة هلل رب العاظتني :ال طاعة ظتخلوؽ َب معصية اطتالق
اظطّٕؼقمإديمععّٕصــةمآم م
اظلؤالماظـاغى:م م طـــامغــودمأنمغؼابــلمدــقادتؽممعــنمصــرتةموغؿشــّٕ مبّٕؤؼــاكم،مغّٕؼــّٓمأنمغع ـّٕ م
اظطّٕؼقماظّٔىمؼوصلمإديماٌعّٕصة،مِّغهمطؿامضالمبعـّٚماظصـاينيم:م{مؼُػـؿّّمسؾـىم
اظعار موػومغائممسؾىمصّٕاذهمعاالمؼُػؿّّمعـؾهمسؾىماظعابّٓموػومضائممصىمصالتهم} .م
اصتػ ػػواب : ... ... أشتعتم ىذه اضتكمة؟ {م ُؼػؿّّمسؾىماظعار موػومغائممسؾىمصّٕاذهمعاالمؼُػؿّّمعـؾهمسؾىماظعابّٓموػومضائممصىمصالتهم}م
ألف أى ػػل اظتعرف ػػة أخ ػػذوا الري ػػق م ػػن ي ػػد رس ػػوؿ هللا عل ػػى التحيي ػػق فعرف ػػوا أف السري إىل هللا يبدأ من النف حىت نسافر إىل هللا ،فمن أين أسافر؟ وأين ىو ربنا؟ لي لو مكاف وال زماف ،وال حتيه بػو أفػبلؾ وال أكػواف ،بػل ىػو ورا كػل شػئ وفوؽ كل شئ ،وػتيه بكل شئ ،ألنو لي كمثلو شئ وىو السميع البصري. إذاً كيف نػذىب إليػو ؟ كػل إنسػاف يفػارؽ حيييػة مػن اضتيػائق الػىت فيػو فيػد اقػرتب خطػػوة أو خطػػوات مػػن معرفػػة خاليػػو وابريػػو ،مػػن معرفتػػو ولػػي مػػن ذاقػػو ألف ذاقػػو ال قػػدرؾ بعيػػل وال لتػػيه هبػػا وصػػف وال قتحمػػل ذرة مػػن شػػعاع نورىػػا بصػػرية ،فهػػى َب عمػػأ العمأ وطم الطم . أوؿ خطػػوة ىػػى قػػوؿ سػػيدى أىب اليزيػػد البسػػطامى وأرضػػاه ،عنػػدما أوقفػػو هللا بػػني يديػػو منام ػاً فيػػاؿ :ايرب أريػػد أف أصػػل إليػػك قػػاؿ :اي أاب يزيػػد { دع نفس ػػك
:معامل الطريق إىل اهلل
)03( :
وادخل علينا }
ومن ىنا قالوا { :مكتوب على حضػرة اليػدوس ال يػدخلها أرابب النفػوس
} طاظتا أف اإلنساف مازالت نفوسو يع ( نفسو الشهوانية – ونفسػو اإلبليسػية – ونفسػو اضتيوانية ي ىى الىت حتركو وىى الىت قسريه ،وىى الىت قذىب بو ،وىػى الػىت أتقػى بػو ،فهػو ؽتنوع من دخوؿ اضتضرة ،إذاً البد أف نبدأ ههاد النف . جفــادماظـػـّٗ م
ويكوف بداية الطريػق إىل هللا اي إخػواىن ىػو جهػاد الػنف وىػذا الػذى قػاؿ فيػو حضرة النا أنػو اصتهػاد األكػػرب ،فهػو لػي الكبػري فيػه بػل األكػرب أى أنػو أكػرب مػن اصتهاد َب سبيل هللا . كيف أجاىػد النف ؟ البػػد أف أعػػرؼ نفسػػى ،أعػػرؼ أف فيػػو نف ػ إشتهػػا أمػػارة ،والػػنف األمػػارة مبػػاذا أتمػػر؟ وكيػػف قوسػػوس لئلنسػػاف وقػزين لػػو اظتعصػػية؟ وىػػذا الكػػبلـ مػػوجز وػتتػػاج لتفصػػيل، لكػن إف شػػا هللا َب نيتنػػا أف نضػػع ىػذا َب كتػػاب إلخواننػا بشػػئ مػن التفصػػيل لينتفعػػوا بػػو (ٙي َب سريىم وسلوكهم اظـػّٗماِّعـارةموأغواسفا م
وأعػػرؼ أنػػواع الػػنف األمػػارة وأصػػنافها فمنهػػا الػػنف الشػػهوانية ،وىػػى الػػىت حتػػض اإلنسػػاف علػػى الشػػهوات ( الطعػػاـ والش ػراب والنػػوـ والنكػػاح ي ،ومنهػػا الػػنف اإلبليسػػية الػػىت حتػػض اإلنسػػاف ع ػػلى الغيبػػة والنميمػػة والوقيع ػة بػػني النػػاس والييػػل واليػػاؿ وغػػريه مػػن أنواع اظتكر اإلبليسى ،ومنها النف اآلدمية الىت قريػد أف قظهػر وقعلػو ويبيػى عتػا شػئ مػن الرايسة وشئ من الفخر وشئ من الفخفخة وشئ من الظهور ،ومن أجل ذلك قالوا: ( ٙي وقد شرحنا ىذا ابلتفصيل َب كتابنا (اجملاىدة للصفا واظتشاىدةي.
:معامل الطريق إىل اهلل
)04( :
م{مإنمآخّٕمذئمخيّٕجمعنمصّٓورماظصّٓؼؼنيمحبماظّٕؼادةم}م اظـػّٗماظؾواعـــةم م
أع ػػرؼ أف ىن ػػاؾ نفػ ػ إشته ػػا ال ػػنف اللوام ػػة وى ػػذه أحت ػػاج أف أوقظه ػػا وأقويه ػػا وأمكنها وأعطيها الييادة حىت قيود ىيكلػى ،فكلمػا أعمػل شػي اً مػن العبػادات والطاعػات أو غريىػا قز ػا مبيػزاف الشػػرع وإذا وجػدهتا ؼتالفػة للشػرع قلػػوم وقػؤنب وقزجػرىن وقعػػاقب إىل أف يكرم الكرمي ابلنف اظتطم نة الىت قطم ن إىل شرع هللا وإىل ىػدى رسػوؿ هللا وجل وكما كاف عليو سيدان وموالان رسوؿ هللا وقيوـ عاملة بو كما لتب هللا َّ عز َّ إذاً أوؿ واجػػب علػػى أف أبػػدأ اصتهػػاد َب ذات هللا ،مبعرفػػة الػػنف وَب ذلك ييوؿ اإلماـ أبو العزائم :
جاػّٓ مغػوداً مصقك مباظشّٕع ماِّعنيم م
فتجاىد نفسك ...
ٍب جهػػاد الػػنف
واحّٔرمضوىماظشقطانمصىماظؼؾبمطؿنيم مم
وقنتبو للشيطاف !!! وقعرؼ حيلو ..وخداعو ...ووساوسو ...ومكائده !!!.. وخاصػػة وأنػػو كتػػثم علػػى صػػدرؾ ،...وقبػػارزه ابلعػػداوة ...وقعلػػن عليػػو اضتػػرب ... وال قزاؿ على ىذا اضتاؿ مع قوة العزنتة !وصدؽ اإلرادة ! ... حىت قسلم من النف
والشيطاف!!!
أو يسلما لك !! تصػقـةماظؼؾـب م
فػػذذا انتهيػػت مػػن ىػػذه اظترحلػػة وىػػى ( مرحلػػة جهػػاد الػػنف
ي وىػػى مرحلػػة طويلػػة
:معامل الطريق إىل اهلل
)05( :
ويطػػوؿ شػػرحها واضتمػػد هللا قػػد شػػرحناىا إلخواننػػا َب مناسػػبات كثػػرية نبػػدأ مرحلػػة اصتهػػاد الثاىن َب التصفية. بعض الناس ينتيل َب ىذه الطور إىل العبادات ،فيكوف قد دخل َب درجػة العبػاد ( سػػلم العبػػاد ي وىػػذا يكػػوف لػػو أجػػره واظتزيػػد عنػػد هللا يػػوـ الييامػػة ولكػػن ىػػذا لػػي لػػو صلة بسكة العارفني ،طريق العارفني يبدأ ابلتصفية ،ماذا قع ىذه التصفية؟ قصفية اليلب ،ؽتن؟ من كل األغيار وكل شئ سوى هللا فهو غري م
طلمذئمدواكمغـارُممريقـةمم
م
وشّٕاعــىمأغــىمأغــالماٌعق ـةمم
كل شئ غري هللا يكوف انر َب ىذه اضتالة وقد قيل َب ذلك { :كػل مػا شػغلك عػن هللا م ػػن أى ػػل أو م ػػاؿ أو ول ػػد فه ػػو علي ػػك مشػ ػ وـ } أى ح ػػىت اظت ػػاؿ والول ػػد ال كت ػػب أف يشغلك عن هللا ،بل كتب أف يعينػوؾ علػى طاعػة هللا وعلػى اإلقبػاؿ علػى حضػرة هللا، وغتاؿ التصفية ىذا ىو اظتيداف األعظم للدخوؿ على حضرة هللا . فأان من أى شئ أصفى اليلب؟ أصفيو مػن األمػراض البشػرية الػىت ىػى اضتيػد واضتسػد والغػل والكػره واضتػرص علػى الدنيا والكرب واإلعجاب ابلنف والغرور واصتهل والشره والطمع ... فآخػػذ ىػػذه األم ػراض واحػػدة واحػػدة ولكػػن علػػى يػػد طبيػػب ،فػػبل بػػد أف أكػػوف َب صحبة طبيب معاِب ألنو ىو الذى يعطى الربشامة الىت فيهػا الشػفا ،فالصػيدلية فيهػا كػل األدوية لكن ال أعػرؼ مػا الػذى عنػدى؟ جػائز الػدوا الػذى أقناولػو بنفسػى يزيػد اظتػرض لكن الطبيب يعطي الدوا اظتناسب واظتفيد إىل أف يصل اإلنساف إىل اضتالة الروحية الػىت ييوؿ عنها اليرلف:
[ ٗٚاضتجر]
وعندما يصري إىل ىذه اضتالة يدخل دائرة األخوة الىت قاؿ فيها سيدان رسوؿ هللا :
:معامل الطريق إىل اهلل
)01( :
{ واشػػوقاه إلخػػواىن ،قػػالوا لػػو :ألسػػنا إخوانػػك ؟ قػػاؿ :أنػػتم أصػػحاىب إخػػواىن قػػوـ ٚ هبقوف من بعدى لمنوا ىب ومل يروىن } مػػىت يصػػل اإلنسػػاف إىل ىػػذه الدرجػػة؟ بعػػدما يػػتخلى َب سػػره مػػن كػػل عػػرض أو غػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرض أو مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرض مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن أم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراض اليلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوب حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػىت يصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل قلبو إىل اضتاؿ الذى ييوؿ هللا فيو: [ الشعرا ]
فذذا فرغ اليلب من الشواغل واألغيار كاف كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم :
صـــّٕلماظؼؾـــبمعـــنمدـــواغامتّٕاغـ ـامم
ؼـــــامعّٕؼـــــّٓاًمذياظــــــاموبفاغـــــام
صفؿــاديمؼـــامعـــنمتّٕؼـــّٓموصـــاديمم
الحمصــّٕصاًمصــاغفّٚمإديمظؼقاغ ـامم
واســـــلُمصــــــوقماظـــــ اقمظــــــقالًم
غؿفؾــــىمظــــقالًمٌــــنمؼفواغــ ـامم
ذياالتماظواصؾني م
فساعة أف نفرغ اليلب ؾتػد هللا أقػرب إلينػا مػن حبػل الوريػد ،فمػا ابؿ اضتجػب الػػىت بيننػػا وبينػػو ،مػػا ىػػى ؟ ىػػى قلػػك اضتجػػب الػػىت ذكرانىػػا اي إخػػواىن ،ىػػذه كلمػػا رفػػع حجاب كلما اقرتب اإلنساف من ىػذا اصتمػاؿ ،فػذذا زالػت اضتجػب كػاف كمػا قػاؿ هللا َب ػتكم التنزيل: [ الييامة]
وعنػػدما يفػػتح اليلػػب يصػػبح اإلنسػػاف َب دائػػرة األخػػوة احملمديػػة ،وينػػتظم َب عيػػد الك ػراـ ،ويواجهػػو اظتصػػطفى ابلتكػػرمي واإلنعػػاـ ،ويبشػػره مبػػا لػػو عنػػد هللا مػػن علػػى اظتيػػاـ ،ويبػػدأ متلػػع عليػػو اطتلػػع الروحانيػػة ،ويفػػتح لػػو أبػػواب التجليػػات الوىبيػػة ،ويبػػدأ ٚرواه مالك َب اظتوطأ عن أن
:معامل الطريق إىل اهلل
)01( :
يشػػاىد سػػيدان رسػػوؿ هللا ويعشػػق ىػػذا اصتمػػاؿ ،فيدفعػػو العشػػق إىل التخلػػق أبخػػبلؽ رسوؿ هللا بني الناس حىت يزيد اليرب. اظؿقؾخملىمباىؿالماحملؿّٓى م
ويبدأ بعد ذلك َب اظترحلة التالية: وىى التخلق ابألخبلؽ احملمدية ،والتخلق ابألخبلؽ اإلعتية ،ويدخل دائرة: [ الفرقاف]
إىل لخػػر ىػػذه اآلايت وغريىػػا مػػن سػػور اليػػرلف ،وهبػػذه اجملاىػػدات يكػػوف قػػد وصػػل إىل العبادة اليلبية ،والعبادة اليلبية عليها اظتعوؿ األكرب اي إخػواىن َب اظتراقػب العليػة ،فيػد قاؿ سيدان أبو داود وأرضاه عندما عاب عليو نفر مػن اطتػوارج ىػو وأصػحاب رسػوؿ هللا أ م ال ييوموف الليل وال يصوموف النهار ،فياؿ: {مؼامحؾّٔامغومماِّطقاسموإصطارػم،مطقفمؼغؾـونمدفّٕمايؿؼىموصقاعفم،م
وٌـؼالمذرةمعنمصاحبمتؼوىموؼؼنيمأسظمموأصضلموأرجّّمعنمأعـالماىؾالم ٛ
سؾادةمعنماٌغرتؼنم}م م
فصػاحب عمػػل اليلػػوب ينالػو شػػئ مػػن إرث سػػيدان رسػوؿ هللا كمثػػل قنػػاـ عيػ وال يناـ قلا ،ويتفضل عليػو اظتتفضػل حبػ مػن السػياحة الروحانيػة ،الػىت قسػوح فيهػا روحو ويسبح فيها قلبو َب عامل اظتلكوت األعلى لييتب منو طرائف العلػم واضتكمػة ،وإىل ٛأخرجو أبو نعيم َب اضتلية عن اىب الػدردا ،وَب الزىػد ألزتػد بػن حنبػل رواه عػونتر بػن مالػك األنصػارى ،ووردَب اتريػخ دمشػق وَب اإلحيا للغزاىل وغريىا مع اختبلؼ ألفاظ.
:معامل الطريق إىل اهلل
)09( :
ذل ػػك اإلش ػػارة بيول ػػو َ ب ش ػػأف اإلم ػػاـ عل ػػى وك ػػرـ هللا وجه ػػو فيم ػػا ورد م ػػن معػ ػ اضتديث: م{مسؾىٓموإنمطانمؼـاممسؾىماظـّٕىمإالمأنمضؾؾهمععؾقمباٌألماِّسؾىم}م
وعن أحواؿ ىؤال اليوـ فحدث وال حرج !!! ففيهم وعنهم ييوؿ أبو العزائم :
إنماظّٕجــــــالمطـــــــوزمظــــــقّٗمؼــــــّٓرؼفامم
إالمعـــّٕادمهؾـــىمعـــنمععاغقفـــامم
صىماِّرضمأجلاعفممواظعّٕشمعؼعـّٓػممم
ضؾــــوبفممصــــػتموآمػادؼفــ ـامم
ػــمماظشــؿوسمظشــّٕعماٌصــطػىموػؿــوم
دػقـة ماظوصلمبلـممآمذبّٕؼمفـامم
وجل أف كتملنا هماؿ ىؤال الرجاؿ ... نسأؿ هللا َّ عز َّ وأف يكملنا أبحواعتم ... وأف يواجهنا أبنوارىم ... ويهذب نفوسنا بعلومهػم ... حىت نكوف منه ػم ومعهػ ػم ... وصلى هللا وسلم على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
:معامل الطريق إىل اهلل
)11( :
ماغػؿاحمسنيماظؾصريةم9م
م
اٌعاغىماظغقؾقةمصىماإلغلانمم دعةماظؼؾبم حؼقؼةماإلغلان اظصػاءمباجملاػّٓة زؼـةماظّٕرينم جواذبماظّٕوحم عشاػّٓاتمسنيماظلّٕؼّٕة اظـظّٕمبـورمآم عوارنماِّدّٕارم
ٜكانػػت ىػػذه الفيوضػػا ت مبنػػزؿ األخ طػػو عػػواد علػػى مبدينػػة بنهػػا مسػػا اطتمػػي نوفمرب ٖ ٜٜٔـ
ٕٙمػػن رتػػادى األوؿ ٗٔٗٔ واظتوافػػق ٔٔ
م م
م م م م م مم م م
م مم م م م م
]مؼودف308[م
ماغػؿاحمسنيماظؾصريةمم
م
اٌعاغىماظغقؾقةمصىماإلغلانمم واظػــــّٕدمععـــــىموظــــقّٗماظػــــّٕدم ععــــاهمشقــبْموعؾــــاهمعشـــاػّٓةم تؽوؼــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام م كػػل إنسػػاف اي إخػػواىن لػػو مع ػ ولػػو مبم ػ ،ولػػو ظػػاىر ولػػو ابطػػن ،ولػػو غيػػب ولػػو
شهادة ،ولو سر ولو جسم ...كل إنساف ..
َب وفيػػك ىػػى األسػرار الػىت حػػريت األولػػني واآلخػرين ومل واظتعػػاىن الغيبيػػة اظتوجػػودة َّ يكشف عنها ِ الستار إال سيد األولني واآلخرين .. َ
والعلما أبجهزهتم ومعاملهم حاولوا أف يعرفوا سر اليلب الذى فيو اضتب والكػره، والػػذى فيػػو الػػبغض والػػود ،والػػذى فيػػو الكػػرـ والبخػػل ،والػػذى فيػػو اإلنتػػاف واليػػرلف ،أو والعيػػاذ ابهلل ( الكفػػر والشػػرؾ ي ..فلػػم يعرفػػوا .وأيػػن ىػػو العيػػل؟ الػػذى فيػػو الػػذاكرة، والذى فيو عامل اطتياؿ ،والذى فيػو عػامل الػوىم ،والػذى فيػو عػامل التصػور ،والػذى فيػو عػامل اإلدراؾ ..أيضا مل يعرفوا أين ىو العيل ألنػو ال يدريػو إال خػالق العيػل واليلػب .وأيػن ىػى الػػنف ؟ وشػػحها ونزعاهتػػا ونزغاهتػػا وميوعتػػا وشػػهواهتا وحظوظهػػا وأىوا ىػػا ..كػػل ىػػذا مػػن أسرار الغيب الذى فيك من خاليك وابريك . ش ػف هللا عتػػم الظػػاىر فعرفػػوه ،...وإف كػػانوا مل يصػػلوا إىل اظتػػدى الػػذى مػػن فهػػم َك َ أجلػػو ركػػب هللا األعضػػا وطورىػػا وصػػاغها ،!! ...لكػػنهم لتػػاولوف علػػى قػػدرىم أف يعرفوا اطتصائى ...أو اظتميزات ...أو اليدرات ...الىت من أجلها أوجػد هللا ىػذه ٓٔ األعضا الظاىرة ٓٔ ملحوظػػة :حػػدث َب ى ػذه األثنػػا أف قػػدـ صػػاحب اظتنػػزؿ بلحػاً إلخوانػػو ،فأشػػار الشػػيخ إىل السػػنة َب ذلػػك فيػػاؿ { :مػػن السػػنة اي إخػػواىن أف ال يضػػع اإلنسػػاف النػػوى َب اإلان الػػذى فيػػو الػػبلح قػػاؿ رسػػوؿ هللا " :ال قضػػعوا النػػوى َب اإلان " (ابػػن شتويو ودمحم بن نصري عن أىب سعيد وأىب ىريرة رضى هللا عنهما ي ىذه من سػنة رسػوؿ هللا َ ب أكػل الػبلح والتمػر أو ماشػبو،
:إنفتاح عني البصرية
)13( :
دــعةماظؼؾـبم فاليلب اطتاص ىب وبك ما مدى سعتو؟ إنو أكرب من السموات السبع ومن األرضني السبع غتتمعة ..ىذا ىو اليلب! أما أين ىو؟ أو ما شكلو؟ أو ما حيييتو؟ ىػػذه األشػػيا ال قكيػػف ابلعبػػارات ،وال قرمػػز إليهػػا اإلشػػارات ،حػػىت أ ػػم ظتػػا سػػألوا الشػػيخ أاب يزيػػد البسػػطامى وأرضػػاه عػػن بعػػض علػػوـ اظتعرفػػة-وىػػذه مػػن علػػوـ اظتعرفػػة اطتاصة الىت قفاض من هللا على قلوب العارفني ،ومػن أيػن لنػا أف نعػرؼ ىػذه األشػيا إال مػػن العػػارفني أل ػػا ليسػػت موج ػودة َب كتػػاب وال يسػػتطيع أحػػد أف يصػػل إليهػػا إال إف كاف من أىل اليلوب أل ا حتتاج النػاس السػياحني الػذين لػديهم أجنحػة مػن ملكػوت رب العاظتني فيطريوا وهبقوف على قدر وصوعتم !!! وىػذه يسػمو ا السػياحة الروحانيػة ،يسػوح بروحػو وىػو جػال نريد أف نعرؼ مدى سعة قلب العارؼ؟ فياؿ عتم:
ىنػا هسػمو-سػػألوه
قلب العارؼ فيو ثبلذتائة وستوف زاويػة ...السػموات السػبع واألراضػوف السػبع َب زاوية من ىذه الزوااي الثبلثة مائة والستني ،إذاً فما ميدار سعتو ىو؟! ىذه حاجػة ال قكيػف اي إخػواىن ولػذلك كػل الػذى يسػتطيع اإلنسػاف أف ييولػو كمػا قاؿ الصاضتوف: م م
ؼامصورةماظّٕرينمواظـورماظعؾىم صقكماظعواملمطؾفامروؼتمصفـلمم
ؼامدّٓرةماِّوصـما مواظغقـبماىؾـىمم مممممممم أدرطتمدّٕاًمصقكمعنمععـىماظودي؟م ممممممممممم
ومػػن السػػنة أيضػػا أف الػػذى يػػوزع يػػوزع وق ػراً واحػػدة أو ثبلثػػة أو ستسػػة ،فيػػد كػػاف رسػػوؿ هللا يػػوقر َب الػػبلح ابلػػذات ،أو َب الفاكهة بصفة عامة وييوؿ " :إف هللا وقرا لتػب الػوقر " وييػوؿ " :أوقػروا اي أىػل اليػرلف فػذف هللا وقػر لتػب الػوقر " ( رواه الطػربىن والبيهيى عن ابن مسعود ي فالذى يوزع يعطى ثبلاثً والذى هبكل كذلك هبكل وقراً
:إنفتاح عني البصرية
)14( :
فػالعوامل كلهػا موجػودة فيػكَ ،ب جػز منػػك وأنػت ال قػدرى ألنػك مشػغوؿ ابلظػػاىر واترؾ اضتييية الىت أنت هبا إنساف. حؼقؼةماإلغلان م
مباذا أنت إنساف؟ ابصتس ػػم؟ أب ػػداً اصتس ػػم ي ػػذىب كم ػػا نع ػػرؼ رتيعػ ػاً ،فاصتس ػػم يتحل ػػل وي ػػذىب إىل عناصر األرض ،إذاً فأنت إنساف مباذا؟ مبعناؾ ...فاظتع ىو حيييػة اإلنسػاف اي إخػواىن، وى ػػذه ى ػػى حييي ػػة اإلنس ػػاف ال ػػىت ييول ػػوف عنه ػػا قل ػػب اإلنس ػػاف ،م ػػرة ييول ػػوف عنه ػػا روح اإلنس ػػاف ،وم ػػرة ييول ػػوف س ػػر اإلنس ػػاف ،وم ػػرة ييول ػػوف عنه ػػا العػ ػوامل اطتفي ػػة اظتوج ػػودة َب اإلنساف ،كل ىذه قعبريات عن حاالت اإلقصاؿ الىت قتم بني اإلنساف وبني العوامل اطتفيػة الىت فيك ،ولذلك لو اسػتطاع اإلنسػاف أف يػربه ظػاىره بباطنػو مثلمػا يفعػل بعػض األفػراد أو الصاضتوف فيحصل لو اضتاجات الىت نراىا ىذه ،ظتاذا ىى حتصل؟ ألنو أصبح كمػا قػاؿ اليائل: م
رقٖماظّٖجــــــاجموراضــــــتماًؿــــــّٕم
م
صؿشــــــــابفامصؿشـــــــــاطلماِّعـــــــــّٕمم
يع أف الطني الذى منو اصتسم ...ىو الذى لتجب عن ىذه العوامل الغيبيػة ،قػاؿ هللا قعاىل: [ ؽ]
اطتلق اصتديد ،أما ذاؾ فما ىو اشتو؟ ٔ٘[ ؽ]
اطتلػػق األوؿ الػػذى ىػػو علػػى صػػورة حضػػرة األوؿ ،صػػورة الػػرزتن عنػػدما ينػػزؿ َب األكػػواف ...ميتضػػى عػػامل أسػػباب هللا فيػػو ال بػػد أف لتصػػل قسػػبب بػػني الرجػػل وبػػني
:إنفتاح عني البصرية
)15( :
اظترأة ،ولتصل اختبلط عوامل األسػباب فيػو اظتػا والػرتاب والطػني واعتػوا وغػريه حػىت ينشػأ اإلنساف ويتعامل مع ىذه األسباب.
اظصـػاءمباجملاػــّٓةم لكن اإلنساف يظل ورا طينة األسباب حىت كتعلها قرقػى مػن عػوامل الطػني إىل عػوامل النور ،وىػل الطني نتكن أف يصبح نوراً؟ نعم ،فربنا أعطػاان اظتثػاؿ ...فالزجػاج مػثبلً أصػلو رمػل ،ولكػن عنػدما يػػدخل اظتعامػل اضتراريػة ويتعػرض للطاقػػة اضتراريػة بنفسػو يشػف ويظهػػر مػػا ورا ه ،كػػذلك اإلنسػػاف ظتػػا يػػدخل فػػرف اليػػرلف متمػػثبلً َب اجملاىػػدات الػػىت فرضػػها علػػى أىل اليرلف سوا كانت اجملاىػدات اطتاصػة أو اجملاىػدات العامػة فهػذا ىػو الفػرف أى فػرف اصتهاد الذى ييوؿ هللا فيو:
بعد ذلك مباشرة مترج من الفرف .. ٚٛ[ اضتج]
فيأخذ وساـ اإلجتبا فوراً. يػػدخل فػػرف اليػػرلف ويوقػػد الن ػرياف ابإلقتػػدا التػػاـ بسػػيد ولػػد عػػدانف ألنػػو ال يستطيع أف يوقد انر اجملاىدة مبفرده بل البد وأف قكوف على ضػو سػيدان رسػوؿ هللا ، فذف اإلنساف ؽتكن أف قتنابو حالة من اليأس أو حالة من الينوط يضيع فيهػا حالػو ،ولكػن الػػذى يػػروح عنػػو أف يكػػوف غتموعػػا علػػى اضتيييػػة احملمديػػة فرياىػػا ماثلػػة أمامػػو وييػػي هبػػا أحػػواؿ نفسػػو ،فكلمػػا يتعػػرض ألمػػر مػػن األمػػور أو ظتضػػيق مػػن اظتضػػايق يػػزف حالػػو حبػػاؿ السػػيد األعظػػم صػػلوات هللا وسػػبلمو عليػػو فيمكػػث علػػى ىػػذه اضتالػػة حػػىت قتبػػدؿ الطينػػة وقصبح زينة ويكوف كما قاؿ هللا :
:إنفتاح عني البصرية
)11( :
[ٖٔ األعراؼ]
يعػ هبػذه الطينػػة لػن قعرفػوا أف قصػػلوا ولػن قعرفػوا أف قيػرأوا اليػرلف أو قيػػدموا أى عمل ميرب هلل إذا دخلتم هبذه الطينة.
زؼـةماظّٕريــنم إذاً ما الذى ندخل بو؟ ندخل ابلزينة ،وىذه الزينة من الذى زينها لك؟ حضرة الرزتن َب البدايػة َب اطتلػق األوؿ!! فما الذى حصل؟ الغواش الىت أقت ىى الىت ضيعت ىذه الزينة ،فمثبلً أان ابىن بيت ،والبيت ما شػا هللا م ػػدىوف ابلزي ػػت ومػ ػزين بس ػػتائر وؾت ػػف ولك ػػن علي ػػو قػ ػراب وعلي ػػو عنكب ػػوت ،أأقرك ػػو إىل ىكذا أـ أنظفو أوالً؟! للضيف هبقى َّ وىػذا اظتثػل ينطبػػق عليػك ،فالبيػت الػػذى فيػك ىػػو اضتيييػة اإلعتيػة الػػىت فيػك مزينػػة بزينة هللا أى بنور هللا ورتاؿ هللا وصفات هللا واإلنتاف ابهلل كما قاؿ هللا : ٚ[ اضتجرات]
من الذى زينو؟ هللا !! فاليلػػب موضػػع زينػػة الػػرزتن َب ب ػ اإلنسػػاف ..وقػػد زينػػو هللا مػػن البػػد حبيػػائق اإلنتاف ومعاىن اإلحساف وأسرار اإليياف ،ولكن ما الذى حدث؟ ظتػػا جػػا اإلنسػػاف ومشػػى َب عػػامل الػػدنيا حصػػل أف الغواشػػى ابلشػػهوات واضتظػػوظ واألىوا لطخػت ىػذه الزينػة ،لكػن الزينػة موجػودة واضتمػد هللا ،واضتػارس واضتػاف حضػرة
:إنفتاح عني البصرية
)11( :
هللا ،ألف الشػػيطاف ال يسػػتطيع أف نتسػػها ،يسػػتطيع أف يضػػحك عليػػك ولكػػن ال يسػػتطيع أف يسػػرؽ مػػن بي ػػت الػػرزتن ال ػػذى فيػػك ،يسػػرؽ م ػػن خزينتػػك أن ػػت لكػػن خزين ػػة هللا ال يستطيع أف ييرهبا:
[الناس]
الصدور ىى األمور الىت صدرت من اليلب قطلع َب عامل الصدر لكى قنفذ! لكنو ال يستطيع أف ييرتب من اليلب!! عنػػدما ختػػرج ىػػذه التجليػػات أو اإلعتامػػات أو الػػواردات مػػن اليلػػب للصػػدر حػػىت يعطى األوامر للجوارح لتنفذ يدخل الشيطاف ،لكن ىل يستطيع أف ييرتب من اليلب؟ ال ...ألنو بيت هللا وقد زينو هللا ! فاليلب بيت حضرة هللا الكرمي اضتناف ... زينو ابإليياف وغرسو آبايت اليرلف ولزره بسنة النػا العػدانف وحفظػو مػن الشػيطاف وجعل أىلو يوـ الييامة إف شا هللا َب أماف. أتقى ىذه الغواشى فتشغل اإلنساف قليبلً ،ولذلك قاؿ واحفظوا اضتديث: {مظـوالمأنماظشقارنيمحيوعونمحولمضؾوبمبـىمآدممظـظّٕوامصىم ٔٔ
عؾؽوتماظلؿواتم}م م
ما الذى نتنعهم من النظر؟ ...ىى قلك األمور !! الطفل أوؿ ما يولد هده يرى ىذه اضتيائق ،وسأعطيك مثاالً: عنػػدما كتتهػػد اإلنسػػاف َب طاعػػة هللا فذنػػو يبشػػر َب منامػػو فػػأين كتػػد نفسػػو؟ ألػػي مياـ من ميامات اعتنا العلى؟ ٔٔ رواه أزتد من حديث أىب ىريرة
َب
:إنفتاح عني البصرية
)19( :
إما مع أحد الصاضتني ،أو مع سيدان رسػوؿ هللا ،أو حػوؿ بيػت هللا ،أو َب ملكػوت هللا ،ألي ىذا صحيحاً اي إخواىن؟ وعندما يكوف اإلنساف مشغوالً طواؿ النهار ابلشهوات واضتظوظ!! فعندما يناـ كتد نفسو مع ما ىو مشغوؿ بو!! فالػػذى أنػػت مشػػغوؿ بػػو ىػػو الػػذى قػراه َب منامػػك ،كيػػف يكػػوف ذلػػك؟ فحيييتػػك قظهر عندما قناـ ،وطاظتا أنت َب الييظة فهى ػتبوسة ،أما عندما قناـ فينفػك العيػاؿ عنهػا وقبدأ قظهر اضتييية الىت ىى أنت هبا إنساف ،الىت ىى قلب اإلنساف. فلػػو أف ىػػذه اضتيييػػة قػػوفر عتػػا َب عػػامل األكػػواف التمػػوين النػػوراىن مػػن الػػذكر والفكػػر واإلقباؿ على حضرة هللا ،ستُهنيك َب اظتناـ ،فذذا اجتهدت أكثر قصري الييظػة كاظتنػاـ وال يوجد فرؽ ،لكن إذا كنت طواؿ النهار مشغوؿ ،فعندما قناـ الذى كنػت فيػو هبقػى إليػك، وىذه اضتالة ىى الىت حذران منها سػيدان رسػوؿ هللا إذا وااتان الػنف األخػري ،وقػاؿ َب ذلك: ٕٔ
مؼؾعثمإٌّءمسؾىمعامعاتمسؾقهممم م
أى فالػػذى ىػػو مشػػغوؿ بػػو َب الػػن َف األخػػري ىػػو الػػذى ييػػوـ عليػػو ،كيػػف ىػػذا؟ مثلما لتدث َب النوـ ،فالذى يناـ بو ىو الذى يراه َب اظتناـ ،كذلك الذى ىو مشغوؿ بػو ىنا ىو الذى يطلع بو يوـ الزحاـ. فشواغل اليلب اي إخواىن ىػى الػىت قيطػع اطتطػوط النورانيػة ،أو قضػعف الػرتددات اإلنتانية والنورانية بني حيييتك النورانية وىيكلك الظاىر !! ىذا طاظتا اإلنساف موجو وجهتو إىل األكواف! لكػن اإلنسػػاف إذا اسػػتطاع أف هبخػػذ نفسػو برفػػق إىل هللا سػػيجد أف العػػوامل الػػىت ٕٔ رواه مسلم وابن ماجو وابن حباف واضتاكم عن جابر رضى هللا عنهما
:إنفتاح عني البصرية
)21( :
فيو ،والىت ىى ؽتلو ة ببضاعة هللا هذبو ...هذبو جذابً قوايً.
جواذبماظّٕوحم وــــّٔبماظــــّٕوحما قاطــــلمم
صـــىماظصـــمػامأسؾـــىماٌــــازلمم
إنمأدارواماظـــــــّٕاحمصـــــــّٕصام
أدــــــؽّٕتمســــــالمودــــــاصلمم
قبػػدأ الػػروح هػػذب اإلنسػػاف ؿتػػو هللا ،وظتػػا قبػػدأ هػػذب اإلنسػػاف يبلح ػ أمػػوراً غريبة كتلك الىت يسمعها من العارفني ،قبدأ الروح أوالً قعطػى شػعاع مػن عنػدىا ينػور ىػذه األرجػػا ...وىػػذا مػػا يسػػمونو شػػعاع البصػػرية ،فلػػو شػػعاع واحػػد مػػن البصػػرية أشػػرؽ علػػى اإلنسػػاف ،لتػػا اإلنسػػاف َب طاعػػة اضتنػػاف اظتنػػاف ،فتجػد اإلنسػػاف بعػػد ذلػػك يتجػػو إىل هللا ،وييبػػل علػػى حضػػرة هللا ،ويعػػرض عػػن الػػدنيا وعػػن اضتػ وعػػن األىػػوا ،حػػىت أنػػو بعػػد ذلك ظتا كتتهد أكثر قنفتح لو عني البصرية نفسها.
عشاػّٓاتمسنيماظلّٕؼّٕةم وعني البصرية يع عني اليلب .. ظتا قفتح عني البصرية يرى الكوف على ما ىو عليو ... يرى اضتيائق على ما ىى عليو ... يع يرى حييية الدنيا .. ويرى حييية اظتعاصى ... ويرى حييية الطاع ػات ... فيكش ػػف ى ػػذه اضتي ػػائق لن ػػا كمث ػػل م ػػا كش ػػفها س ػػيدان رس ػػوؿ هللا َ ب اإلسػ ػرا واظتعراج ،وإف كاف دوف ذلك َب ىذا اظتياـ لعلو منزلتو وقدره .
:إنفتاح عني البصرية
)20( :
فينظػػر إىل ال ػزاىن ويػػرى حيييتػػو ،وينظػػر إىل شػػارب اطتمػػر ويػػرى ىي تػػو ،وينظػػر إىل لكػػل الػػراب وي ػدرؾ حالتػػو ،وينظػػر إىل لكػػل مػػاؿ اليتػػيم ويػػرى بشػػاعة فعلتػػو ،ىػػذه كلهػػا حيػػائق يراىػػا السػػالك َب طريػػق هللا إذا انبلجػػت عػػني البصػػرية ،وأصػػبح ينظػػر بعػػني السريرة ،فيكوف كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم وأرضاه : م
بعـــنيماظـــّٕوحمالمســـنيماظعؼـــولمم
ذفّٓتماظغقبمصىمحـالماظوصـولمم
يشػػاىد غيػػب اضتيػػائق الػػىت أمامػػو َب ىػػذه األحػػواؿ فعػػني البصػػرية ظتػػا قنفػػتح يػػرى اإلنساف ،وكيف يرى اإلنساف َب ىذه اضتالة؟ يكػوف َب طػور اصتهػاد وطػور اإلصػطفا مػن اظتنعم اصتواد ... اإلثناف معاً!! فبل ينفع اصتهاد مبفرده! ،وال ينفع االصطفا مبفرده! أنت عليك البداية وىو عليو النهاية!! أنت عليك اصتهاد وىو عليو اإلمداد والتوجيو واإلرشاد!! وعندما يصبح ىيكل اإلنسػاف شػفافاً ولطيفػاً يبػدأ يشػعر ابألحاسػي ييوؿ فيها سيدان رسوؿ هللا :
اإلنتانيػة الػىت
ٖٔ
مأتؼوامصّٕادةماٌؤعنمصإغهمؼـظّٕمبـورمآم م
اظـظّٕمبـورمآم ىل ينظر هبذه العني؟ ال!! فيد قذىب إليو وقيوؿ لو اي فبلف أان حصل عندى موضوع كذا ،فما ىو رأيك؟ ومع أنو مل لتضر ومل ير أو يسمع ،ألنك َب بلدة اثنية ،فذنو ييوؿ لػك :الصػح كػذا وافعل كذا أو ال قفعل كذا. ٖٔ رواه البخارى والرتمزى وابن الس وأبو نعيم عن أىب سعيد رضى هللا عنهما
:إنفتاح عني البصرية
)21( :
فبػػأى كيفيػػة رأى؟ ليػػد رأى بنػػور هللا ،والػػذى يػػرى بنػػور هللا ال لتػػده مسػػافات وال جهات وال شئ من عوامل اظتادة الىت حتجب نظر اضت الظاىر!! وقد قذىب إليو أحياانً فييوؿ لك :اي فبلف ارجع عن ذاؾ اظتوضوع ،فكيف عػرؼ ىذا اظتوضوع؟ عرفو بنور هللا ،ألف الذى يرى بنور هللا ال يرى هبذه العني وإفتػا يػرى بكلػو، ينظر بنور هللا بكل حييية من حيائيو. فلما ينظر بعني البصرية ،وعػني البصػرية قػرى بنػور هللا ولػي بنػور الشػم وال نػور اليمر وال نور الكهراب ،فنور الشم ال نستطيع أف نرى علػى ضػو ه اآلف ألننػا ابلليػل، ونػػور اليمػػر ال نسػػتطيع أف نػػرى علػػى ضػػو ه إال َب لياليػػو ،ونػػور الكهػػراب ال نسػػتطيع أف نػػرى بػػو إال إذا كػػاف مضػػا اً ،أمػػا نػػور هللا فيكشػػف خفػػااي اليلػػوب ،ويكشػػف سػػرائر الغيوب ،ويكشف كل شئ ػتجوب ،ويراه اإلنساف كما يرى كل شئ بعينو مكتوب !! ألف نور هللا ال يغيب عن شئ وال متفى عن نور هللا شئ:
صقـــّٓقمأســـنيماإلنـــانمواغظـــّٕم
ت ـّٕىماِّطــوانمتــؤذنمباظـػــادم
صؿــــنمســــّٓممإديمســــّٓممعصــ ـريمم
وأغ ـتمإديماظػـــامالمذــكمشــادم
فينظػػر اإلنسػػاف بنػػور هللا ،فػػبل قلتػػب قوؿ هللا :
عليػػو حاجػػة َب ظلمػػات ىػػذه اضتيػػاة ...سػػر
ٕٜ[ األنفاؿ]
فالفرقاف يع النور!! أى كتعػػل هللا لكػػم نػػوراً منػػو سػػبحانو ،فينظػػر العبػػد بنػػور هللا إىل كػػل شػػئ ،فػػبل متفػػى عنو شئ ألنو يرى بنور من ييوؿ للشئ كن فيكوف .
عوارنماِّدّٕارم
:إنفتاح عني البصرية
)22( :
فمثل ىؤال الناس اي إخػواىن قػد هػاوزا مراحػل اصتهػاد اليلبيػة ،ووصػلوا إىل مػواطن األسرار ،وىػى ال قكػوف إال بعػد ثبػات اليلػب علػى حالػة واحػدة وىػى الصػفا األوؿ ... ألف مرحلػػة اليلػػب ىػػى الػػىت يكػػوف فيهػػا اإلنسػػاف متيلػػب-وقػػد شتػػى اليلػػب قلب ػاً ألنػػو يتيلب-فذذا ثبت قيلبو على رتاالت الدار اآلخػرة ،وعلػى رتػاالت هللا البػاىرة ،ثبتػو هللا، وإذا ثبتو هللا يفتح لو عني البصرية. من أجل ذلك ال يطمع أحد أف قفتح لػو عػني بصػريقو وىػو مػازاؿ يتيلػب َب أىػوا الػػدنيا ،ومػػا دامػػت عينػػو قتطلػػع إىل أىػػوا الػػدنيا ،ومػػا دامػػت نفسػػو ق ػراوده َب شػػهوات وحظوظ الدنيا ،سر قولو :
[ٖٔٔ طو]
يعػ إايؾ أف دتػػد عينيػػك ،فػػذذا قصػػرت طرفػػك علػػى هللا وأصػػبحت مشػػغوالً شػػغبلً كلياً حبضرة هللا ،ينطبق عليك قوؿ سيدان رسوؿ هللا : ٗٔ
{معنمجعلمػؿوعهمػؿٖاًمواحّٓاًمطػاهمآمسّٖٖموجلٖمدائّٕمػؿوعهم}م م
َب ىذه اللحظة يفتح هللا لك عني اليلب. إذاً عػػني البصػػرية ال قفػػتح إال بعػػد ثبػػات اليلػػب علػػى الػػود واضتػػب هلل ،وعلػػى الصفا والوفا مع أىل هللا ،وعلى اإلقباؿ بل العكوؼ علػى سػيد األولػني واآلخػرين ،وعلػػى الزىػػد والػػورع َب الػػدنيا وشػػهوهتا وحظوظهػػا وأىوا ىػػا ،وَب سػػبيل ذلػػك ال بػػد لك من إختبارات كتريها عليػك هللا لانً بعػد لف ،واترة بعػد اترة ،حػىت يػرى مػاذا أنػت فاعػػل؟ فػػذذا ثبػ َّ ػت بعػػد ىػػذه اإلختبػػارات وؾتحػػت ،قكػػوف اظتكأفػػاة لػػك مػػن هللا علػػى يػػد سيدان وموالان رسوؿ هللا من ابب قوؿ هللا : ٗٔ الزىػػد أزتػػد بػػن حنبػػل عػػن األسػػود بػػن يزيػػد عػػن عبػػدهللا ،ودتػػا ـ اضتػػديث ظتناسػػبتو للفائػػدة { :ومػػن قشػػعبت بػػو اعتمػػوـ دوف أحواؿ الدنيا ،مل يباؿ هللا عز وجل ُب أي أوديتو ىلك }.
:إنفتاح عني البصرية
)23( :
[ ٜٔٚالصافات]
فمث ػػل ى ػػذا يف ػػتح ل ػػو ع ػػني البص ػػرية س ػػيدان رس ػػوؿ هللا ،لك ػػن َب اضتال ػػة األوىل يتيلب ،ولذلك يسع الكػل ...يسػع العػوامل الدنيويػة والعػوامل األخرويػة ،والعػوامل الكونيػة، والعوامل الروحانية ،والعوامل اصتنانية ،والعوامل النريانيػة ،والعػوامل العرشػية ...كػل ىػذه العػوامل يسػػعها اليلػػب ،ولكػػن اظتهػػم علػػى أى منهػػا يثبػػت؟ ىػػذا ىػػو اظتهػػم ،ومػػن أجػػل ذلػػك كػػاف سيدان رسوؿ هللا ييوؿ لو: {ماظؾفممؼامعؼؾبماظؼؾوبمواِّبصارمثؾتمضؾؾىمسؾىمدؼـكم}م
و (دينػػكي ىنػػا يع ػ -وذلػػك َب اظتع ػ اطتػػاص هبػػا-أى أف الػػدين ىنػػا يع ػ اضتػػب اطتالى من سيدان رسوؿ هللا ضتضرة هللا. فذذا ثبت اليلب قبدأ عني البصرية بعد ذلك !.. وبعد فتح عني البصرية قظهر َب أفق اليلب لوامع أنوار وبروؽ أسرار وشػعاع أنػوار وسػػحب علػػوـ ومواىػػب ولطػػائف وأسػرار يفيضػػها هللا مػػن صػػاحب ىػػذا اليلػػب علػػى اظتي ػربني واألحبػػاب واألطهػػار واألب ػرار ،وك ػل واحػػد مػػنهم هبخػػذ مبيػػدار ،والػػذى ق ػ ّدر ىػػو ميػػدر األقػػدار ،ويبيػػى ىنػػاؾ بعػػد ذلػػك عػػامل عجيػػب وغريػػب ال يعلمػػو إال حبيػػب، ولترـ من ىذا اصتماؿ كل إنساف معيب. ػل أف يواجهن ػػا همال ػػو ،وأف يكش ػػف لن ػػا ع ػػن حضػ ػرات أن ػػواره نس ػػأؿ هللا ع ػ َّػز وج ػ َّ وأسراره ،وأف كتمعنا َب الدنيا واآلخرة على الصاضتني من عباده وأخياره وص ػػلى هللا عل ػػى س ػػيدان دمحم س ػػر قبض ػػة أن ػػواره ومع ػػدف لوام ػػع أسػ ػراره وعل ػػى لل ػػو وصحبو وسلم.
:إنفتاح عني البصرية
)24( :
مددائّٗماظـػّٗم
م
ددائّٗماظـػّٗم حؽمماظوضتموواجبماظوضتم بّٓواتماظـػّٗ عوازؼنماظشّٕؼعةموضاؼةمعنمخوارّٕماظـػّٗ بوادرماظـػّٗمصىمععاعؾةماِّػلم اظؿفّٕدمعنما وى سّٓاظةماإلدالممم هؼققماًالصةمسنمآم
صضقؾةماإلسرتا مبايقممم
م م م م
ضالماظصادقماٌصّٓوقمصؾىمآمسؾقهمودؾم :م
ّٓوُٓكَماظَٓــــــِّٔيم مظَــــــقَِّٗمسَــــــ ُ خؾَكَماظؾَٓـــهُمبِـــهِم َؼ ْؼ ُؿؾُـــكَم َصقُـــِّٓ ِ نم َضَؿ ْؾؿَـــــهُمطَـــــانَم فـَٓـــــةَ،م َوإٔ ِ اظْ َ ظَــكَمغُـــوراً،موَظؽِــنِمأَسِــَّٓىٰم اَِّسِــَّٓاءِمظَــكَمَغػْلُــكَمآظَؿِـــيم
ج ِـ َؾقِكَمم َب ِقنَم َ
35
٘ٔ الْعسكري ُب األَمثاؿ عن سعيد بن أَيب ىبلؿ ُم ْر َسبلً
م
مددائّٗماظـػّٗم ددائّٗماظـػّٗم
ٔٙ
مأسّٓىماِّسّٓاءمظكمغػلكماظؿىمبنيمجـؾقكم م
الػػنف ابلنسػػبة للنػػاس الػػذين ىػػم علػػى شػػاكلتنا ،والػػذين سػػاروا َب طريػػق الطاعػػة، وحفظهم هللا من دواعى اظتعصية ،ولي من اظتعصػية نفسػها فيػه وإفتػا مػن دواعيهػا أيضػا ألنػو مػػن حػاـ حػػوؿ اضتمػى يوشػػك أف ييػع فيػػو ،فكػوف اإلنسػػاف يتعػرض لػػدواعى اظتعصػػية فػذف ىػػذا كتعػػل مػػن اظتمكػػن أف ييػػع فيهػػا ،ولػػذا فػػنحن خػػذ البػػاب مػػن أولػػو فنبتعػػد عػػن دواعيها ،ودواعيها ىى أسػباهبا اظتهيجػة إليهػا أو الباعثػة عتػا أو اظتوصػلة إليهػا ،فنبتعػد عػن ىذه األسباب كلها. وأقامنػػا هللا َ ب ميػػادين الطاعػػة وَب أبػػواب العب ػادة وَب أسػػباب اليػػرب مػػن هللا وَب طرؽ اطتري اظتوصلة إىل مراضى هللا َ ب الدار اآلخرة ،فتعجػز الػنف عػن فتنػة اإلنسػػاف وإغوائػػو ع ػن طريػػق ق ػزيني اظتعاصػػى واظتخالفػػات ،فتػػدخل للواحػػد منػػا مػػن ابب الطاعة ،كيف يكوف ذلك؟ قد أتقى اإلنساف من جهة أمر من األمور الواجبة عليو .. مثػػل أمػػر السػػعى علػػى اظتعػػاش وىػػو ضػػرورى ليكػػف اإلنسػػاف نفسػػو وأوالده عػػن سؤاؿ الناس ،أو إذا كاف عنػده فػائض فسػيعود بػو علػى الفيػرا مػن اظتسػلمني فيكػوف ىػو كنز الغ عتؤال الفيرا واظتساكني .. واظتفروض علػى اظتسػلم اليػادر أف يكػوف كنػزاً عتػؤال النػاس فيلج ػوف إليػو َب وقػت الشدة أو وقت اضتاجة فيمدىم مبا أمره هللا بو ،فتأقى إليو النف وقيوؿ لو: ٔٙالْعسكري ُب األَمثاؿ عن سعيد بن أَيب ىبلؿ ُم ْر َسبلً
:دسائس النفس
)29( :
(( إىل مػػىت سػػتظل مشػػغوالً هبػذه الػػدنيا؟ أقػػرؾ ىػػذه اظتصػػاّب ومػػا كػػاف لػػك فسػػوؼ هبقيػػك يي وأتقػػى لػػو ابآلايت واألحاديػػث الػػىت قؤيػػد ذلػػك ،فيػػرتؾ العمػػل وكتل ػ متفرغ ػاً لعبادة هللا وىى عبادة صحيحة ولكنها ىل ىى الواجبة َب ىذا الوقت؟ ىناؾ عبادة واجبة وىناؾ عبادة أوجب.
حؽـمماظوضتم..موواجبماظوضت.
ابلنسبة عتذه النيطة فالعارفوف قالوا: ىنا مسألة َب فيو اليلوب ال بد للسالك أف يعرفها ،ما ىى؟ قالوا ىناؾ شػئ اشتػو حكػم الوقػت ،وشػئ اشتػو واجػب الوقػت ،والبػد للسػالك أف يعػرؼ حكػػم الوقػػت وواجػػب الوقػػت حػػىت يسػتطيع أف يفػػرؽ بػػني ىػػذا وذاؾ ،وقػػد ضػربوا لذلك أمثلة ظاىرة شرعية كثرية. عـــــالًم :م -حؽممغشوبمحّٕؼقمأثـاءمصالةماىؿعةم م
حاف وقت أذاف اصتمعة ،فما ىو حكم الوقت؟ أدا ف ػػرض اصتمع ػػة ،دخلن ػػا اظتس ػػجد ح ػػىت ن ػػؤدى حك ػػم الوق ػػت وس ػػاعة الص ػػبلة ابلضبه ( ال َّ قدر هللا ي حدث حريق فما واجب الوقت؟ إطفا اضتريق ىل نيدـ واجب الوقت ىنا أـ حكم الوقت؟ واجب الوقت ،ىل ؾتل
نصلى َب اظتسجد ونيوؿ أى أحد يطف ها؟
أو نيوؿ كيػف لنػا أف نػرتؾ صػبلة اصتمعػة؟ ال ،ألنػو ىنػا قكػوف الفطنػة ،وىنػا يكػوف الفيو ،ألف واجب الوقت األوىل أف نطفئ النػار وبعػد ذلػك نصػلى ظهػراً وَب األمػر سػعة، وهللا قد وسع لنا َب ىذه األمور ،ألف شػريعة هللا صػاضتة لكػل األحػداث وكػل األزمنػة وكل األمكنة وكل اظتتغريات الىت يتعرض عتا اإلنساف َب حياقو أو غريىا.
:دسائس النفس
)31( :
عـــالمثان:م م -حؽممإٌّضماٌػاجئمأثـاءماظصالةمم
وأان أؤدى صبلة اصتمعة ،وبعػد مػا َكػ َّرب اإلمػاـ وك َّػربت سػيه أحػد اظتصػلني هػوارى، ىل أكمل الصبلة أـ أسلم ألنيذ الرجل الذى هوارى؟ حكم الوقت ىو الصبلة ،أمػا واجػب الوقػت اظتفػروض علػى أف أنيػذ الرجػل الػذى هػػوارى ٍب أصػػليها ظهػراً بعػػد ذلػػك ،وسػػتكتب ىل رتعػػة أبعلػػى أجػػر حصػػل عليػػو فػػرد مػػن األفراد على ظهر األرض ألف نيىت ىنا ىى إنياذ أخى اظتسلم. وىذه األمػور مػن احملكػات الػىت قػدخل الػنف اإلنساف ىذه اظتزالق.
منهػا لئلنسػاف ،ولػذا البػد أف يعػرؼ
عـــالمثاظث:م م -حؽممزؼارتىمظؾغريمصىمصومماظـاصؾةمم
وأان رجل أصوـ اإلثنني واطتمي وأصبح شبو إلتزاـ عنػدى صػوـ مثػل ىػذه األايـ، فأص ػػبح حك ػػم ى ػػذه األوق ػػات ابلنس ػػبة ىل ى ػػو الص ػػياـ ،لكنػ ػ ذاى ػػب ل ػػزايرة أخ َب هللا وصادؼ يوـ إثنني أو ستي !! حكػػم الوقػػت ابلنسػػبة ىل ىػػو الصػػياـ ،لكػػن واجػػب الوقػػت عنػػدى أف أشتػػح ألخػػى أف يكرم ،وأف يسع مبا لاته هللا من الفضل! إذاً الواجب على ىنا أف أفطر ،ظتاذا؟ حىت أَ ُسر أخى اظتؤمن ..
وإال كم ػػا ق ػػاؿ العلم ػػا إف ال ػػذى ال يري ػػد أف يفط ػػر فعلي ػػو أال ي ػػزور أح ػػدا َب ي ػػوـ صيامو حىت ال يغنب مسلماً ،فذذا قدـ ىل شي اً من الطعػاـ أو الشػراب وقلػت لػو أان صػائم فجائز أف ىػذا الػرد يكسػر خػاطره وييػوؿ َب نفسػو ألجػل أىن رجػل فيػري فهػو يستضػعف
:دسائس النفس
)30( :
ويرى أن ال أسته-يع اليياـ ابلواجب ،فنحن ال نعلم ما َب صدور النػاس وال نعػرؼ مػا الذى َب نفوسهم ،فأان ىروابً من ىذه اإلشكاالت كلها أفطر إذا كنت انوايً أف أزور أحػد من إخواىن اظتسلمني َب ىذا اليوـ ،أو أجل َب بيىت وال أزوره إال بعد اظتغرب ! أى بعد اإلفطار ،إال إذا كاف وىذه حاالت اندرة مل يعد بي وبني أخى كلفة وىػو يعػرؼ نظػػامى وأنػػو لػػن كتػػد حرجػاً َب صػػدره كمػػا أف نفسػػو لػػن قتغػػري ،وىػػذه حالػػة اسػػتثنا للياعدة وىذا موضوع لخر ال يوجد َب كل اضتاالت. حؽممادؿؼؾاديمظؾضقػانمأثـاءمصوعىمغاصؾةمممم دؤالم:مإذامطـتمصائؿاًموجاءمأخىمؼّٖورغىمصؿاماظعؿل؟م ماىواب :م
ىذا األمر لتتاج إىل الفطنػة ،فػذذا وجدقػو أخػاً ال يتػأثر مػن صػومى فػبل مػانع ،وإذا وجػػدت أنػػو سػػيتأثر مػػن صػػومى ولػػن هبكػػل إال إذا كنػػت سػػآكل معػػو وأشػػاركو ف ػأفطر مػػن أجلو ولكل معو وىل أجرى عند هللا . وىػػذا الفعػػل ىػػو الػػذى يفعلػػو الصػػاضتوف إذا زاره أحػػد مػػن إخوانػػو فيطلػػب الطعػػاـ، فييولػػوف لػػو ألسػػت صػػائما؟ فييػػوؿ ليػػا األحبػػة عيػػد ،والعيػػد لتػػرـ فيػػو الصػػياـ ،أى أف اإلنسػػاف ظتػػا ييابػػل إخوانػػو وأحبػػا ه فهػػذا عنػػده عيػػد ،والعيػػد ال يصػػح فيػػو الصػػياـ حػػىت يطيب الوقت ،وقت السبلمات والتحيػات كمػا كػاف يفعػل أصػحاب رسػوؿ هللا ،كمػا ييولوف عنهم: قم37مم موَالَمؼَػْؿَّٕٔضُونَمإٔالَٓم َسنِمذُوَا ٕ
ذواؽ يع ػ شػػئ يذوقونػػو وهبكلونػػو ،وىػػى الػػىت نسػػميها نفحػػة ،فعن ػدما ؾتتمػػع َب غت ػػال ال ػػرب واطت ػػري فبلب ػػد أف يك ػػوف َب لخ ػػر اجمللػ ػ نفح ػػة ،فه ػػذه س ػػنة أخ ػػذانىا ع ػػن أصػحاب رسػػوؿ هللا ،فيػػد كػػانوا يوزعػػوف علػػى بعضػػهم لخػػر كػػل غتلػ كتلسػػونو شػػي اً ٔٚرواه الرتمزى َب الشمائل وَب جامع اظتسانيد عن ىند
:دسائس النفس
)31( :
من الطعاـ أو الشراب !! بلحة أو دترة أو برقيالة أو أى شػئ ،أل ػم كػانوا ال يفرتقػوف إال عػن ذواؽ أى البػد أف يذوقوا شي اً مع بعض يلتمسوف فيو الربكة ( بركة ىذا اجملل ي، ألف غتػػال اطتػػري ىػػذه كػػل شػػئ موجػػود فيهػػا حتفػو الربكػػة النازلػػة مػػن السػػما علػػى أىل ىذا اجملل ،فاظتا الػذى َب اجمللػ يكػوف مباركػاً ،والشػاى الػذى فيػو يكػوف مباركػاً، والطعاـ الذى فيو يكوف مباركاً سر قولو : مؼغشاطممآمصقهم،مصقـّٖلماظّٕريةممم38م
فتنزؿ الرزتة على كل شئ موجود َب ىذا اجملل . عـالمراب:ّٝمم -حؽممغّٓاءماظواظّٓؼنمسؾىماظوظّٓمأثـاءماظصالةم
أصلى َب البيت ،وأىب أو أمى اندوا عل َّػى ،حكػم الوقػت ىػو الصػبلة ولكػن واجػب الوقت أف ألا ندا الوالدين ،ماذا أفعل؟ أنوى مفارقة الصبلة فوراً ،وأسلم وأرد علػى الوالػدين إذا كنػت أصػلى ُسػنة ،وأرفػع صوقى ليسمعونو ويعلموف أىن أصلى إذا كنت َب فريضة! وحدث ىذا مع سيد األولني واآلخرين : عندما دخػل اظتسػجد واندى علػى أحػد أصػحابو ،فأكمػل الصػحاىبٍ ،ب اندى عليػو اثنية ،فاستمر َب الصػبلةٍ ،ب اندى عليػو اثلثػة كػذلك ،وبعػد الصػبلة أاته فيػاؿ :مػا منعػك أف هيب إذ انديتك؟ قاؿ :كنت َب الصبلة ،قاؿ :أمل قسمع قوؿ هللا َ ب (ٕاألنفاؿي:: ٔٛي رواه ابن حباف عن أىب ىريرة رضى هللا عنهما
:دسائس النفس
)32( :
فػػبل بػػد أف قػػرتؾ الصػػبلة وهيػػب مػػن فػػورؾ ألف إجابػػة رسػػوؿ هللا فػػرض أوىل مػػن الفرض الذى أنت فيو. عـالمخاعّٗ:م -حؽمماالذؿغالمباِّذطارمواظـواصلمأثـاءمخطؾةماىؿعةم
أرى بعض الناس الذين لي لديهم انتباه ،يكوف اإلمػاـ علػى اظتنػرب ويػؤدى اطتطبػة وىػػو نتسػػك ابظتسػػبحة ويسػػبح ،أو يصػػلى علػػى حضػػرة النػػا ،أو يشػػتغل بػػذكر هللا ، وىو على ييني أف ذلك عني الطاعة مػع أف الػذى ىػو فيػو عػني اظتعصػية ،مػع أنػو ذكػر هللا !! ما اظتفروض عليو أف يفعلو ىنا؟ يستمع إىل اظتواع والعلم واضتكمة. فاظتبلئكة أنفسهم عندما يروف اطتطيب وقد طلع اظتنرب قطوى مػا معهػا مػن صػحف وقرفع ما معها مػن أقػبلـ وهلػ ،ظتػاذا؟ لسػماع اطتطبػة ،فكيػف قشػغل نفسػك عػن شتػاع اطتطبة؟ مع أف هللا بني اضتكمة من السعى إىل اصتمعة َب قولو : ٜ[ اصتمعة]
فالسعى ىنػا لػي للصػبلة ،ألف صػبلة اصتمعػة ركعتػاف وىػى بديلػة للظهػر ،والظهػر أربع ركعات ،وإفتا السعى لذكر هللا ،واظتيصػود بػو ىنػا التػذكري ابضتكمػة وابظتوعظػة اضتسػنة من اإلماـ على اظتنرب إلخوانو اظتسلمني. فأنت ىنا قد خالفت النهج اليومي واعتدى اظتستييم وىو شتاع درس العلػم ،مػع أف درس العلم فرض واألذكار الىت قرددىا انفلة.
:دسائس النفس
)33( :
ك ػػذلك أرى كث ػػري م ػػن الن ػػاس ي ػػدخلوف اظتس ػػجد فيج ػػدوف ب ػػو درس عل ػػم قائمػ ػاً، فيرتكػػوف درس العلػػم وينشػػغلوف أبد بعػػض النوافػػل ،ولػػو أبف يػػؤدوف حتيػػة اظتسػػجد مػػثبلً، فنيوؿ عتم :ال ،ألف حتية اظتسجد ُسنة ،وشتاع درس العلػم فػرض ،فالواجػب علػى اإلنسػاف أف كتل فوراً َب درس العلم ويستمع إىل العلم.
بّٓواتماظـػّٗم فهذه األمور اي إخواىن وغريىا كثري حتتػاج إىل الفطنػة مػن السػالك لبػدوات الػنف ، ونوزاع النف ،وخواطر النف ،أل ا حتاوؿ كما قاؿ اإلماـ البوصريى وأرضاه: م
طـــممحلــــتمظـــّٔةمظؾؿـــّٕءمضاتؾـــةمم
عنمحقثمالمؼّٓرىمأنماظلممصـىماظّٓدـممم
كم مرة ُحتسن لئلنساف ىذا العمل على أنو طاعة ،لكن ىناؾ طاعة أوجب منو. إىل ويشتكوف ،وييػوؿ :أريػد أف أقػزوج ،فػأقوؿ :ومػا اظتػانع كم هبقى بعض األخواف َّ مادمػػت مسػػتطيعاً؟ فييػػوؿ :أىب ميسػػور اضتػػاؿ ،وىػػو ُمصػػر علػػى أف لتػػج كػػل سػػنة ،فنيػػوؿ ظتثل ىذا :طاظتا أنك أديت الفريضة فعليك أف قػزوج أوالدؾ ،وابلطبػع فػذف الػنف قصػور ظتثل ىذا أنو ييوـ أبعظم العبػادات وأنفػ الطاعػات ،مػع أف عػني الطاعػة ىنػا مػا داـ قػد أدى الفريضة ىو قزويج األبنا ،إال إذا كاف ال يوجد أحػد مػن األوالد متعرضػاً للػزواج أو مستعد للزواج ،فاألمر ىنا يكوف مباحاً.
عوازؼنماظشّٕؼعةموضاؼةمعنمخوارّٕماظـػّٗم فالسػػبلمة مػػن ال ػنف اي إخػػواىن َب مثػػل ىػػذه األمػػور ،قتطلػػب أف يكػػوف اإلنسػػاف واعي ػاً لكػػل خطػػرة قوردىػػا عليػػو ،ومنتبه ػاً لكػػل ظتػػة قيػػذفها َب صػػدره ألف الػػنف دعيػػت للسػػكوف ،وىػػى قريػػد اضتركػػة ،فحػػىت قتحػػرؾ فهػػى قريػػد أف قرسػػم لػػك أف ىػػذه اضتركػػة مػػن عني الشػريعة ،وأتقػى لػك َب ابطنػك بػدليل مػن اليػرلف ودليػل مػن السػنة َّ أف مػا قفعلػو ىػو
:دسائس النفس
)34( :
الصحيح ،بينما رمبا يكوف ىناؾ شي اً أصح!! كيف يتأقى ىل أف أزف مثل ىذه األمور؟ أعػػرض كػػل خػػاطر كت ػيش َب صػػدرى علػػى الش ػريعة اظتطهػػرة وأزنػػو هبػػا ،فمػػا وافػػق الشريعة أسارع إىل قنفيذه وما خالف الشريعة أسارع إىل اطتبلص منو. أم ػػا اظتتش ػػاهبات وال ػػىت ال أس ػػتطيع أف أقب ػػني فيه ػػا اطتط ػػأ والص ػػواب كاألمثل ػػة ال ػػىت ذكرانىا فأعرضها على أحد العارفني احملييني َب درس علم كالذى ؿتن فيو اآلف. أين أجل ؟ اظتػػوازين كلهػػا حػػدثت َب عهػػد سػػيدان رسػػوؿ هللا ،النػػا وىػػو جػػال َب اجمللػ دخ ػػل ثبلث ػػة ...األوؿ ظ ػػل يػ ػزاحم ح ػػىت جلػ ػ ه ػػواره ،والث ػػاىن جلػ ػ َب لخ ػػر اضتلي ػػة، والثالث نظر قليبلً ٍب رجع من حيث أقى ،فياؿ عتم :سػأنب كم عػن ثبلثػتهم ...أمػا األوؿ فأقبػػل علػػى هللا فأقبػػل هللا عليػػو ،وىػػو الػػذى ظػػل يػزاحم حػػىت وصػػل إىل األوؿ ،ألف ىػػذه السنة أف يزاحم اإلنساف َب غتال العلػم ،وكػانوا كمػا ييولػوف :كػاف أصػحاب السنةُ ، ىى ُ رسػػوؿ هللا يزازتػػوف َب غتػػال العلػػم ابظتناكػػب والركػػب حػػىت يكونػػوا َب اظتواجهػػة علػػى الدواـ ،أما الثاىن فاستحى ،فاستحى هللا منو ،وأمػا الثالػث فػأعرض ،فػأعرض هللا ٜٔ عنو ،ألنو نظر إليهم ٍب رجع ومل كتل معهم. ففػػى كػػل األم ػػور فأنػػت قيػػي أم ػػورؾ مبػػوازين الش ػريعة وال قك ػػوف جامػػداً ،وى ػػذا يتطلػػب أف يكػػوف عنػػدؾ فيػػو َب ديػػن هللا ،وفهػػم ألحكػػاـ هللا ،وذوؽ ظتعػػاىن كلمػػات هللا ألنك َب عبادة ،ولكػن جػائز أف العبػادة الػىت أنػت فيهػا فوقػت عليػك عبػادة قػوازى عمػل الثيلني رتيعاً لو كنت قمت هبا َب ىذا الوقت هلل ،فأنت قد قركت اضت األعلػى مػن العبادة للح األدىن. وؿ هللا ،بػ ْيػنَما ُىو جػالِ ُِب اظتَس ِػج ِد والنَّػاس معػوُ إِ ْذ أَقػْبػل نَػ َفػر ثَبلَثَػةٌ .فَأَقػْبػل اثْػنَ ِ ػاف َإىل ر ُس ِ ٜٔإشارة إىل اضتديث :أ َّ ػوؿ هللا ُ ََ ََ ٌ ْ َ ِ ََ َف َر ُس َ ِ َ َ َ َ ٌ ِ ِ َّ ِ ِ ػ ل ج ف ػر ػ اآلخ ػا ػ َم أ و ػا. ػ يه ف ػ ل ج ف ػة ػ ي ل اضت ُب ة ػ ج ر ػ ف َى أ ػر ػ ف ا قت د ػ َح أ ػا ػ َم أ ف ا. م ل ػ س هللا ػوؿ ػ س ر ػ ل غت ػى ػ ل ع ْ ػب َواحػ ٌد .فَ َّ َ َ َ َّ َ ُ َُ َ َ ُ ْ َ ً لمػػا َوقَػ َفػػا َ َ َْ َ ُ و َذ َىػ َ َِ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ ُ َ َ َ َ ِ ِ ِ ِ َّ َّ ػآواهُ هللا. ف هللا إىل ى َو أ ػ ف م ى د ػ َح أ ػا َم أ ؟ ػة ث بل ث ال ر ػ ف ػ ن ال ػن ع م ك رب خ ُ أ ال أ « : اؿ ق هللا وؿ س ر غ ر ػ ف ا م ل ػ ف . ا ب اى ذ ر ػ ب د أ ف ث َّال ث ال ا َم أ و . م َ ُ َ ْ َ َ َ ً َ َ َّ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ََ َّ َ ُ ُ ْ َ َ َ َخلْ َف ُه ْ َ َّ َ ْ ُُ ْ َ ْ َ ََ ِ ض هللا َع ْنوُ ،موطأ مالك ر ع أ ف ض ر ع أ ف ر اآلخ ا َم أ و . و ن م هللا ى ح ت اس ف ى ح ت اس ف َ َوأ ََّما َ ْ ُ َ َّ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ اآلخ ُر َ ْ َ َ َ ْ َ َ
:دسائس النفس
)35( :
بوادرماظـػّٗمصىمععاعؾةماِّػلم
ىذه ىى بعض البوادر اي إخػواىن الػىت قػد قػدخل الػنف عػن طرييهػا ،وخاصػة كمػا قلػػت إلخواننػػا َب اظتعػػامبلت مػػع زوجػػىت ومػػع أوالدى ومػػع ج ػرياىن وم ػع أىلػػى ففػػى ىػػذه األمور قكوف أكثر. اظطّٕؼؼةماٌـؾىمظـصققةماظّٖوجةم
مثبلً :زوجىت أخطأت معػى أو َب حيػى ،وأان أريػد أف أؤدهبػا جيػداً فػأنتظر ظتػا هبقػى رتاعػػة مػػن أقارهبػػا وأقػػوؿ :ىػػل يصػػح أف فبلنػػة قعمػػل كػػذا وكػػذا؟ ألىن أريػػد أف أخزيهػػا أمامهم ،ىل ىذه ىى الطريية اإلسػبلمية َب النصػيحة؟ ال ،فالنصػيحة علػى اظتػؤل فضػيحة، إذاً ماذا أفعل؟ كما ورد َب األثر عن أـ الدردا رضى هللا عنها: ٕٓ
معنمغصّّمأخاهمدّٕاًمصؼّٓمزاغه،موعنمغصقهمجفّٕاًمصؼّٓمذاغهم م
أى فضػحو علػػى رؤوس النػاس ،إذاً كيػػف أنصػحها؟ بيػ وبينهػا ،وعتػػذا فػذف رسػػوؿ هللا حػػذران أف نسػػأؿ الرجػػل ملَ اختلػػف مػػع زوجتػػو؟ أى ال يسػػأؿ أحػػد منػػا اآلخػػر ىػػذا السؤاؿ ،فذف ىو حكى لك فبل أبس بذلك ،وإذا مل متربؾ فبل قسألو عنو ،ألنو قػد يكػوف أمراً ال يستطيع اإلفصاح عنو فتحرجو بسؤالك ذلك وقعرضو للعنػت ،وىػذه أمػور جعلهػا هللا َ ب طى الكتماف ،فبل يطلع عليها إال حضرة اضتناف اظتناف ،وأان كتب عل ّػى أف أعينو على كتماف مثل ىذه األمور. ععاعؾةماِّبمالبـهماظّٕاذّٓم
وكػػذلك اب ػ الكبػػري الػػذى بلػػش سػػن الرشػػد ،أقػػوؿ ال ينفػػع معػػو التيػػومي إال أن ػ أحرجػػو ،كيػػف أحرجػػو؟ هبقػػى رتاعػػة مػػن أىلػػى وأقػػارىب ،وأقػػوؿ عتػػم :قعػػالوا ،ىػػل ينفػػع أف فبلف يعمل كذا وكذا وقد أصبح رجبلً اآلف؟ وىل اإلسبلـ يوافق علػى ىػذه الطرييػة؟ ال، بػػل قػػاؿ :العبػػو سػػبعاً وأدبػػو سػػبعاً وصػػاحبو سػػبعاً وبعػػد الواحػػد والعشػرين أقػػرؾ لػػو اضتبػػل ٕٓ شعب اإلنتاف واألمر ابظتعروؼ والنهى عن اظتنكر.
:دسائس النفس
)31( :
على الغارب ،وىذا ما جا فيما ورد من األثر: مالمسؾهمدؾعاًموأدبهمدؾعاًموصاحؾهمدؾعاًمثممأظقممظهمايؾلمسؾىماظغاربمم
23
أى ق ػػل ل ػػو ليػ ػد أص ػػبحت مسػ ػ والً ع ػػن نفس ػػك م ػػن اآلف ،ول ػػك مطل ػػق اضتري ػػة َب قصرفاقك مادمت ال قتعارض مع شريعة هللا ! وابلطبع نفسى قيوؿ ىل إنك قفعػل خػرياً ،فعل ّػى أف أجيبهػا قػائبل لكػن ليسػت ىػذه ىى الطريية الىت حض عليها رب اطتري .
اظؿفّٕدمعنما وىم ما الذى كاف يسلم أصحاب رسوؿ هللا َ ب مثل ىذه األمور؟ أ ػػم ك ػػانوا يهػ ػاجروف م ػػن ى ػػواىم ،ويهجػػروف نفوس ػػهم ،فل ػػم يك ػػن لل ػػنف سلطاف ،ومل يكن للهوى عندىم موضعاً !!
عل ػػيهم
فهػػذا سػػيدان عمػػر وقػػد قابػػل الرجػػل الػػذى قتػػل أابه اطتطػػاب-وىػػو أمػػري اظتػػؤمنني- فياؿ لو :إىن أبغضػك-ألنػو قاقػل أابه-فيػاؿ الرجػل :وىػل دتنعػ حيػاً ىػو ىل؟ قػاؿ :ال، قاؿ :إذاً اضتب والبغض من شػأف النسػا ،فهو يبغضػو لكنػو ال نتنعػو حيػاً ىػو لػو ،ألف ىذا ما رابىم عليو منهج اإلسبلـ ،وأكده َب نفوسهم سلوؾ نا اإلسبلـ .
ســّٓاظةماإلدــالمم فلػػو حػػدثت بيػ وبػػني أخػػى أمػػور وصػػلت إىل درجػػة البغضػػا ،ىػػل ىػػذا يسػػتوجب أف أمنعو حياً شرعياً ىػو لػو؟ ال ،ألف اضتػق شػئ ،والػبغض والكػره شػئ لخػر ،ولنفػرض أف ىناؾ إبناً عاقاً ىل وقد كرىتو أشد الكره ،ىل ىذا يعطي اضتق أف أحرمػو مػن اظتػرياث مػن أجػػل أىن أكرىػػو؟ أيضػػا ال ،ظتػػاذا؟ كمػػا ييولػػوف :فػػابق للصػػلح موضػػعاً ،نتكػػن َب يػػوـ مػػن ٕٔ ورد من كبلـ على بن أىب طالب وود عن عبد اظتلك بن مرواف.
:دسائس النفس
)31( :
األايـ يرجع ،فبل قندـ على الذى حصل ،فبلبد أف يكوف ىناؾ موضعاً للصلح. حػػدث بيػ وبػػني زوجػػىت خػػبلؼ ىػػل يسػػتوجب ىػػذا أنػ أمنعهػا حيوقهػػا الشػػرعية كزوجة؟ ال ،ظتاذا؟ ألف ىذه اضتيوؽ الشرعية اي إخواىن سوا ابلنسبة للزوجػة أو للوالػدين أو لؤلبنػػا أو لؤلخػػوة ورا ىػػا مطالبػػة يػػوـ الػدين إال إذا سػػاػتوان ،.فيػػد ورد َب األثػػر كمػػا جا ابإلحيا لئلماـ الغزاىل: مإذامطانمؼومماظؼقاعةمؼشؽومأػلماظّٕجلماظّٕجلمإديمآمؼؼوظون:مؼامربـام
خّٔمظـامحبؼـامعنمػّٔا،مؼؼول:مٌاذا؟مصقؼوظون:مطانمؼطعؿـامعنمحّٕامموملمؼعؾؿـام أحؽامماإلدالمممم
أنت قظن أنػك قوسػع علػيهم َب اظتعيشػة أبف أتقػى عتػم مػن ىنػا ومػن ىنػاؾ ،وىػم ال يػػدروف مصػػدره اآلف ،لكػػنهم هبقػػوف يػػوـ الػػدين يشػػكونك إىل هللا عنػػدما كتػػدوف أف عملهػػم مل ينفػػع ....ألف الػػذى هبكػػل اضت ػراـ عمل ػو ابطػػل وحػػابه !! ...فريفعػػوف عليػػك قضية ىناؾ إىل هللا . مثلها أيضا اإلنساف الذى نتنع إبنو من اظترياث ،أو الذى نتنػع إبنػو مػن حػق أعطػاه صتميع األخوة ،أو نتنع زوجتو من حق اظتتعة كما قاؿ هللا قعاىل:
[ ٕٜٔالنسا ]
فذذا كاف يريد أف يؤدهبا فليؤدهبا على حسب اظتنهج الذى وضعتو الشريعة لػذلك، كم ىجر النا أزواجو؟ شهراً ،فػبل كتب علػى اظتسػلم ،مهمػا كػاف وضػعو أف يزيػد عػن شػػهر وإال فيػػد خػػالف ىػػدى رسػػوؿ هللا .. إذا كػػاف ىػػو نفسػػو يعلمنػػا عنػػدما يريػػد أف يتعبػػد ،لكنػػو نفػػل ولػػي فرض ػاً ...فينػػاـ معهػػا أوالً ويتغطيػػا بغطػػا واحػػدٍ ،ب يسػػتأذ ا للعبادة ،واشتعوا ضتديث عائشة قيوؿ: { مأتاغيمظقؾةمصّٓخلمععيميفمصّٕاذيم -مأومضاظتميفميايفم -محؿىمعّٖٗم
جؾّٓي مجؾّٓه مثم مضال مؼا مابـة مأبي مبؽّٕ مذرؼين مأتعؾّٓ مظّٕبي" مصؼاظت :مضؾت مإغيم
:دسائس النفس
)39( :
أحبمضّٕبكمظؽينمأوثّٕمػواكمصأذغتمظـهم}22م
أى أقسػػمحى ىل-ألف ىػػذا حيهػػا أف ينػػاـ معهػػا الليلػػة ألف ىػػذه ليلتهػػا ،فلػػو قركهػػا بدوف إذ ا نتكن قشتكيو إىل هللا . فػػأان متػػزوج واحػػدة ،فحيهػػا ليلػػة كػػل أربػػع ( ك ػل أربعػػة أايـ ي كأنػػك متػػزوج أربعػػة، فكل واحدة حيها ليلػة إال إذا كػاف ىنػاؾ قسػامح ،لكػن َب حالػة الشػياؽ ال يكػوف ىنػاؾ قسػػامح بػػل قشػػاحن ،فلػػو كانػػت مشػػحونة مػػن ىنػػا فتشػػتكيك إىل هللا ،وهللا وعػػد وىو أصدؽ اليائلني وأحكم اضتاكمني إبحياؽ اضتق [ فصلت]
ألنو الزـ يعطى لكل ذى حق حيو قاؿ : مظَؿُؤَدُٓنَماظْقُؼُوقُمإٔظَىمأَػِؾِفَامؼَوِمَماظْؼِقَا َعةِ.محَؿَٓىمؼُؼَادَمظِؾشَٓاةِماظْفَؾْقَاءِم ِعنَم اظشَٓاةِماظْؼَِّٕغَاءِمم21م
أى النعجػػة الػػىت لػػي حيها يوـ الييامة.
عتػػا قػػروف قشػػتكى الػػىت نطحتهػػا والػػىت عتػػا قػػروف فيعطيهػػا هللا
هؼققماًالصةمسنمآممم فاإلنساف اظتؤمن إذا أحب عبداً من عباد هللا ...إبنو أو زوجتػو أو جػاره أو رفييػو أو أخاه َب هللا ،ال يؤديو ىذا اضتب إىل أف يعطيو فػوؽ مػا يسػتحق ،وإذا أبغػض عبػداً مػن عبػاد هللا أاي كػاف ...زوجتػو أو إبنػو أو جػػاره أو أخػاه َب هللا أو رفييػو َب العمػل ،ال يؤديػػو ىذا البغض إىل أنو نتنعو حياً لو من حيػوؽ هللا ،ظتػاذا؟ ألف اظتػؤمن مثػاؿ إسػم هللا العدؿ ،فأنت قنفذ إسم هللا العدؿ َب األرض: ٕٕ ختريج أحاديث اإلحيا للعراقي أخرجو أبو الشيخ ابن حباف ُب كتاب أخبلؽ رسوؿ اللػو ،ومػن طرييػو ابػن اصتػوزي ُب الوفػا، وَب الرتغيب والرتىيب قريب من ذلك. ٖٕ رواه مسلم عن أىب ىريرة رضى هللا عنو
:دسائس النفس
)41( :
[ٖٓ البيرة]
فأنت خليفتو ،إذاً ماذا قعمل؟
[ٕٙص]
كيف ذلك؟ على وفق الشريعة! يع ال قشرؾ ما بداخلك من أىوا ...وما بداخلك من نػوازع ...ومػا بػداخلك مػن فطػػر َ ....ب الواجبػػات واضتيػػوؽ الشػػرعية والدينيػة واإلسػػبلمية الواجبػػة صتميػػع النػػاس سوا بسوا !! حىت أف النا حذران من ظلم أىل الذمػة وىػم الػذين يسػكنوف معنػا َب الػػوطن وليسػػوا معنػػا َب الػػدين ألف الػػنف قػػد دتيػػل إىل ظلمهػػم فيػػاؿ :م ن ظل ن
ذمي ن أو مع هننً ا سحي ن يي و سيه ن ) أو نتقصننح اق ن ه ن سننح ن ن اجيجننح 24 وخصيحح ي م سقي مة
ألف ىذا غري مسلم ،وقد قيوؿ لك النف :ال أبس أف أضػحك عليػو أو أغشػو أو أخدعو َب ىذه البيعة أو قلك ،واإلسبلـ ال ُكتَػ ِّوز لػك ذلػك ،بػل إنػو كتعلػك قائمػاً ابلنيابػة عػػن هللا ابطتبلفػػة بتحييػػق العػػدؿ َب دنيػػا هللا ،فأنػػت قػػائم ابلعػػدؿ حػػىت علػػى نفسػػك ٕ٘ قاؿ َ ب اضتديث الشريفُ :ق ِل س َ َّق َوَس ْ َك َن ُمًّر
صضقؾةماالسـرتا مبايـقم كيف ىذا؟ اإلعرتاؼ ابضتق فضيلة! ىب أنك أخطػأت ...مػاذا عليػك لػو قعػرتؼ وقيػوؿ أان أخطػأت؟ ولكػن كثػري مػن النػػاس واقػػع َب ىػػذا األمػػر َب أايمنػػا ىػػذه فييػػوؿ :كيػػف أقػػوؿ إن ػ أخطػػأت؟! ....ومػػا الذى عليك َب ىذا؟! ٕٗ رواه أبو داود عن عدة من أصحاب رسوؿ هللا ٕ٘ أخرجو أزتد وابن حبا ف عن أىب ذر ، وأشتهر بني الناس بلف ( ولو على نفسك ي كما ابظتياصد اضتسة للسخاوى.
:دسائس النفس
)40( :
إ ا فضيلة من الفضائل!! فالذى يعرتؼ أبخطائو ىنا أحسن من الذى يير هبا ويعػرتؼ هبػا َب اظتوقػف العظػيم ىناؾ !! أل ا ىنا مبنية على السماح ... أمػػا ىنػػاؾ فهػػى مبني ػة علػػى الفضػػائح واألرابح واضتسػػنات والسػػي ات واظتػػداوالت، ألف ىذا ىو نظاـ اطتصومات ىناؾ !! حىت أف اإلنساف منا من ابب العدؿ-وكلنا بشر وكلنا خطاؤوف.. - مػػا اظتػػانع أن ػ إذا أخطػػأت مػػع زوجػػىت أف أقػػوؿ عت ػا بعػػد فػػرتة اي فبلنػػو سػػاػتي أان أخطأت َب حيك كذا وكذا؟ حىت قساػت .. ؿتن قد نستكرب !! ..لكن ُكمل الرجاؿ ال يستكربوف عن ىذا .. بل أكمل األولني واآلخرين جا على اظتؤل وقاؿ: م م مصَ َؿنِمطُـِتُمجَؾَِّٓتُمَظهُمزَفَِّٕاًمصَفَّٔامزَفِّٕٔيمصَؾْقَلِؿَؼِِّٓمعِين ،مأَالَم
ضاً مصَفَّٔا مسِِّٕضِي مصَؾْقَلِؿَؼِِّٓ معِين ،موَ َعنِ مطُـِتُم وَ َعنِ مطُـِتُ مذَؿَؿِتُ مَظهُ مسِِّٕ َ جلْ مإٔغي مأَخِشىم أَخَِّٔتُ مَظهُ معَاالً،مػَّٔا معَاظِي مظِقَلِؿَؼِِّٓ معِين ،مالَ مؼَؼُوظَنَٓ مرَ ُ
اظشَٓقِـَاءَم ِعنِمضِؾَلٔمرَدُولٔماظ ٓؾَهِ،مأَالَموَ ٔإنَٓماظشَٓقِـَاءَمظَقِلَتِمعِنِمرَؾِقعَؿِيموَالَم ذأْغِي،مأَالَموَإٔنَٓمأَحَؾَٓؽُمِمإٔظَيَٓمعَنِمأَخََّٔمحَؼًٓام ٔإنِمطَانَمَظهُ،مأَوِمأَحِؾَؾَـِيم ِعنِم َ
صَؾَؼِقتُماظ ٓؾَهَموَأَغَامرَقبُماظـَٓػّْٗٔ،مأَالَموَإٔغيمالَمأَرٰىمعُغِـَِقاًمسَينمحَؿىٰم
أَضُولَ معَِّٕارَاً ،مؼَا مأَؼُٓفَا ماظـَٓاسُ معَنِ مطَانَ مسِـَِّٓهُ مذَيِءْ مصَؾْقَُّٕدَٓهُ ،موَالَ مؼَؼُلِم ٕٙ
ّٓٓغِقَامأَؼِلَُّٕم ِعنِمصُضُوحٔماآلْخَِّٕةِمم م صُضُوحُماظُّٓٓغِقَا،مأَالَموَإٔنَٓمصُضوحَماظ ُ
أى كػػل واحػػد أان ظلمتػػو َب كلمػػة ،أو ظلمتػػو َب مػػاؿ ...وىػػو مل يظلػػم أحػػداً ٕٙالط ػرباىن الكبػػري واألَوسػػه بنح ػ ِوهِ ،وأَبػػو يعلػػى بنَ ْح ػ ِوهِ َع ػ ِن الْفضػػل بػػن عبَّػػاس ر ِ ضػ َػي َّ اُُ َع ْنػ ُه َمػػا ،جػػامع اظتسػػانيد واظتراسػػيل َ ْ َُ َ أخرجو مسلم من حديث أن
:دسائس النفس
)41( :
ولكنو يعلمنا أنو ال يكرب على اضتق إال اضتق وىذا َب مصلحىت أان!! فالنف
قد قيطع اإلنساف بتكربىا!
فكو ا قوقع َب ىذا اطتطأ فهى قريد أف حترج يوـ الييامة !!!
لكػػن ىػػذا اآلف سػػهل! والبشػػر مػػن طبيعػػتهم حػػب اإلحسػػاف ...فلِ ػ َم ال أذىػػب ألخى أو ألخىت أو إلب وأقوؿ لو ساػت فأان أخطأت هبذا التصرؼ َب حيك !! فذنو سييوؿ بكل رضا :ساػتتك .. وأكػػوف بػػذلك قػػد علمتػػو األدب َب مثػػل ىػػذه اظتواقػػف عنػػدما يتعػػرض عتػػا ألف ىػػذا رىب عليو رسوؿ هللا أصحابو الكراـ. األدب َ فالنف
اي إخواىن ....
ىذا نظامها!! ولتجبها عن اضتق دائمػا إعجاهبػا ابلػرأى مػع أف رأيهػا قػد يكػوف خطػأ أو أف يكػوف رأيها غري مصيب !!!... وىذا من عبلمات يوـ الييامة ...إعجاب كل ذى رأى برأيو. لكنا ؿتن رتيعاً كتب أف نتفق على اإلعجاب برأى واحد فيه: وىو رأى رب العاظتني ورأى سيد األولني واآلخرين. وؿتن بعد ذلك لراؤان كلها قبع ،ـتطئ ونصيب ،لكن الكبلـ الذى ال متطئ والبػد أف يصيب ىو قوؿ هللا وقوؿ النا اضتبيب . فنحن اي إخواىن َب أم
اضتاجة إىل معرفة مثل ىذه النوازع:
لكػػن األسػػاس َب ىػػذا ىػػو الصػػدؽ مػػن أنفسػػنا َب ىػػذه األمػػور ألنػػك األمػػني علػػى نفسك ،فتصػدؽ َب نفسػك مػع نفسػك َب اظتعػامبلت حػىت قنػاؿ ميػاـ الصػدييية العظمػى
:دسائس النفس
)42( :
عند هللا . ولذا فذف الصديق وأرضاه كاف ال يكرب عنده شئ مثل اضتق ،وييوؿ عتم: {ماظصّٓقمأعاغة،مواظؽّٔبمخقاغة،م
اظضعقفمصقؽمماظؼويمسـّٓيم...مم
حؿىمأزؼّّمسؾقهمحؼهمإنمذــــاءمآ،م واظؼويمصقؽمماظضعقفمسـّٓيم..م
حؿىمآخّٔمعـهمايقمإنمذاءمآم}27م
أى ال ضعيف و ال قوى إال ابضتق! فبل صغري وال كبري إال ابضتق. نسأؿ هللا أف كتملنا هماؿ أىل اضتق! وأف يرزقنا َب سريان وسلوكنا إليو كماؿ الصدؽ! وأف كتعلنا من عباده اظتخلصني! وأف يرزقنا مياـ اإلخبلص اطتاص الذى ذكره قى قرلنو اجمليد! وأف كتعلنا من عباده اظتخلصني! وأف كتعلنا روحانيني َب حركاقنا وسكناقنا! وقرلنيني َب قصرفاقنا ومعامبلقنا! ودمحميني َب أخبلقنا وقوجهاقنا وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم ٕٚجامع معمر بن راشد عن معمر وَب مصنف عبد الرزاؽ الصنعاىن
:دسائس النفس
)43( :
م
مصوائّٓمصقؾةماظعارصنيمم عنماظؾّٓعماٌصّٕؼةماظؼّٓنةم(موصاءماظـقل،مذمماظـلقممم)م غلقممايؾقبم
اِّحؾةمريؾةمسطّٕماحملؾةم سالجمأعّٕاضماظؼؾوب اغػؿاحمسريماظؾصريةم مساعمايؼائقم اظؿقّٓثمعّٝماٌالئؽة اٌؽاٌةمواحملادثةم عؼامماظؿصّٕ م دّٕمصقؾةماظصايني
نم ضؾوبُماظعارصنيم امسقو ْ تّٕىمعاالمؼّٕاهماظـازّٕونم وأجـقةٌمتطريمبغريمرؼّٕ٘م إديمعؾؽوتمربِّماظعاٌنيم
مصوائّٓمصقؾةماظعارصنيم
ٕٛ
عنماظؾّٓعماٌصّٕؼةماظؼّٓنةمم -غّٕؼّٓمتوضقّّمطقػقةمذمماظـلقممباظـلؾةمظؾؿؤعـنيمم
أوالً :ىػ ػػذا لػ ػػي عيػ ػػداً لنػ ػػا اي إخػ ػػواىن ،ألنػ ػػو عي ػ ػ ٌد وارد عػ ػػن قػ ػػدما اظتصػ ػػريني، فكاف اظتفروض أف ينتهى بعد غتئ اإلسبلـ. وكل األعياد الىت كانت خاصة ابليدما ظتا جا اإلسبلـ أ اىا وأبطلها.
بّٓسةموصاءماظـقلم وقد ضرب لنا مثبلً أعظم َب ذلك فيد كاف ىناؾ عيػ ٌد إشتػو عيػد وفػا النيػل وحػىت اآلف يكتب َب نتائج التيومي ،وإف كاف ال يوجد أحد لتتفل بو اآلف .. ماذا كاف لتدث فيو؟ ييولػػوف :أف ػػر الني ػػل ك ػػاف كت ػػف-يعػ ػ َب ف ػػرتة اصتف ػػاؼ-وال أتق ػػى اظتي ػػاه إال إذا اختػػاروا بنت ػاً قكػػوف ملكػػة رتػػاؿ ،وقكػػوف مازالػػت بك ػراً ،ويلبسػػو ا أحسػػن زينػػة ،ولتلو ػػا ابلذىب ،ويرقبوف احتفاالً عظيماً جداً عند الروضة َب مصر ،ويليو ا َب خضم النهر!! فياؿ أحد اضتاضرين :ودتوت؟ نعم دتوت !،وبعد ذلػك أتقػى اظتيػاه ،وهبقػى الفيضػاف أيضاً كما كانوا يعتيدوف؟! نعم ..ىكذا الشيطاف!!. وظتػػا فػػتح سػػيدان عمػػرو بػػن العػػاص مصػػر وجػػد ىػػذا األمػػر وقػػالوا لػػو النيػػل ووفػػا النيل ،قاؿ عتم :ىذا الكػبلـ ال كتػوز ،فلمػا أكثػروا عليػو الكػبلـ احتػار ،فأرسػل إىل سػيدان عمر فياؿ :نِعم ما فعلت! ٕٛكاف ىذا الدرس ابجملل
ابصتميزة – مركز السنطة – غربية بعد صبلة العشا مبناسبة شم النسيم َب مارس ٗ.ٜٜٔ
:فوائد صخبة العارفني
)41( :
وكت ػػب ل ػػو ورق ػػة ص ػػغرية-ح ػػىت قعرف ػػوا أف الكرام ػػات موج ػػودة م ػػن ق ػػدمي وم ػػن أايـ الصػػحابة ،وال قسػػمعوا للجماعػػة اظتنك ػرين الػػذين ينكػػروف الكرامػػات-قػػاؿ لػػو خػػذ ىػػذه الورقة ووقت اإلحتفاؿ قعمل إحتفاالً وبدؿ أف يليوا ابلعروس! إلق ىذه الورقة! وىذه الورقة عبارة عن رسالة بسيطة مكتوب فيها: { معنمسؾّٓمآمسؿّٕمبنماًطابمإديمغقلمعصّٕ :مإذامطـتموّٕىمعنمسـّٓكم
صالمحاجةمظـامبك-ظلـامغّٕؼّٓك-وإذامطـتموّٕىمبأعّٕمآمصلّٕمسؾىمبّٕطةمآم}مم
فأقاـ سيدان عمرو بن العاص اإلحتفاؿ ورتع الناس .. واجتمع ػ ػػت خبلئ ػ ػػق ال حص ػ ػػر عت ػ ػػا يري ػ ػػدوف أف يتفرج ػ ػػوا ،والن ػ ػػاس دائمػ ػ ػاً حت ػ ػػب اإلستطبلع ،والنيل كاف َب الياع ولي فيو مياه إال قليبلً !! فألق عمرو بن العاص الورقة َب النيل! ،ومن عجب أنو َب نف اليػوـ ارقفػع النيػل حىت غطى اظتيياس أى ميياس النيل العاىل الذى يييسوف بو إرقفاع اظتياه َب النيل! ظتاذا؟ حىت قبطل ىذه العادة اصتاىلية.
بّٓسةمذمماظـلقمم ومن ضمن ىذه العادات قلك العادة الىت ؿتن بصددىا :عادة شم النسيم. وىذا الشئ ما أنزؿ هللا بو من سلطاف ،وما لتصل فيو ال يرضى عنو الرزتن . طبعاً أان ال أقكلم عما لتدث عندان َب اليرى فذنو ال لتدث عندان شئ واضتمػد هلل، إف كػػاف النػػاس أتكػػل أو قشػػرتى حاجػػة فهػػو أكػػل ،ولكػ أقكلػػم عمػػا لتػػدث َب اظتػػدف َب ىذا اليوـ من اظتهازؿ واظتساخر واظتساقه الىت حتصل ،ىذه كلها قستوجب غضب اصتبػار سبحانو وقعاىل ،ولوال بيية من الصاضتني يرحم هللا هبم العباد!!
:فوائد صخبة العارفني
)49( :
ولػػذلك كػػاف اإلمػػاـ أبػػو الع ػزائم وكػػاف َب اليػػاىرة ال مت ػرج مػػن اظتنػػزؿ َب ىػػذا اليػػوـ وييػػوؿ :ىػػذا يػػوـ الشػػيطاف ،وذلػػك لكثػػرة اظتنك ػرات الػػىت حتػػدث َب ىػػذا اليػػوـ مػػن اصتاىلني واظتنحلني ،وىى أشيا فتتنع عن ذكرىا لظهور فسادىا.
غلقممايؾقبمم مم إذاً ما شم النسيم ابلنسبة للمؤمنني؟ النسػػيم ابلنسػػبة للمػػؤمنني ىػػو الػػروائح الزكيػػة الػػىت هتػػب علػػى اليلػػوب مػػن اضتبيػػب احملبػػوب فتحػػرؾ اليلػػب إىل حضػػرة عػػبلـ الغيػػوب سػػبحانو وقعػػاىل ،وىػػذا ىػػو نسػػيمنا، وىذا الذى كاف ييوؿ فيو اإلماـ أبو العزائم وأرضاه: ؼــامغلــقؿاًمعــنمرؼــاضماٌصــطػىم
باظؿفــــــاغىمعــــ ـّٕٖمؼـؾــــــىمباظوصــــــام
نسيم هبقى من الرايض واضتدائق !!! حػػدائق مػػن؟ حػػدائق ورايض رسػػوؿ هللا ،ولػػي إنو لت من حدائق رسوؿ هللا !!
مػػن حػػدائينا الػػىت عملناىػػا ،بػػل
وىػذا النسػػيم أو رائحػػة رسػػوؿ هللا ىػػذه لومشهػػا إنسػػاف !! نتكػػن يتػػوه عػػن العػامل كلو !!! ...ألف رائحة رسوؿ هللا كانت قشمها اظتبلئكة َب اظتلكوت األعلى! فعندما كاف نتشى َب شارع من شوارع اظتدينة كاف الشارع الػذى نتػر بػو قنبعػث منػو رائحة عطره وذكية! حىت أنو عندما هبقػى أحػد يبحػث عػن رسػوؿ هللا يعػرؼ أنػو م َّػر َب ىػذا الشػارع مػن رائحتػو الذكيػػة ،والرائحػة قفػػوح َب الشػارع كلػػو فيظػل ماشػػياً متتبعػاً قلػػك الرائحػة حػػىت يصل إىل زىرة النبوة . وإذا سلم على أحد قظل رائحة كفو َ ب كف ىذا اإلنساف ظتدة أسبوع!
:فوائد صخبة العارفني
)51( :
وكذلك إذا وضع يده الشريفة على رأس طفل صػغري يظلػوف يشػموف رائحػة رسػوؿ هللا َب ىذا الطفل ظتدة أسبوع !! فكانت رائحة رسوؿ هللا وال زالت ىى الرائحة الىت قنعش اليلوب. فنحن اآلف إذا أغمى على إنساف ،ماذا نفعل؟ نشممو رائحة حىت يفيق. ك ػػذلك إذا أغم ػػى عل ػػى إنس ػػاف ،مبعػ ػ أف ال ػػدنيا قغم ػػى علي ػػو األم ػػور ف ػػبل يع ػػرؼ اإلنتاف ،وال طريق اإلنتاف ،وال طريق اإلستيامة ،ما الذى كتعلو يفيق من ىذه اضتالة؟ ال قوجػػد إال رائحػػة رسػػوؿ هللا ،فػػذذا شػػم رائحتػػو فيفيػػق ،ويعػػرؼ الطريػػق اظتستييم ،ويهتدى إىل ج الصاضتني ،ويسري إىل هللا .
اِّحؾةمريؾةمسطّٕماحملؾةم رائحة رسوؿ هللا أين نشمها اآلف اي إخواىن؟ الرائحة العامة ىذه نشمها َب الورد ،فأين نشم رائحة رسوؿ هللا ؟ عند الصاضتني .. ففػػى اضتيييػػة ىػػم األزىػػار والػػورود والػػرايحني الػػذين أقػػامهم هللا َب الوجػػود والػػىت قشمها اليلوب فتهيم حباً وقيهاً َب حضرة عبلـ الغيوب . ولذلك فأحد الصاضتني أحب أف يػُ َع َّرؼ أوالده األوليا وأحواعتم ،وأنػو لػي بيػنهم خػػبلؼ ،فأخػػذىم َب يػػوـ ونػػزؿ هبػم إىل اضتدييػػة ،وجلسػػوا سػػاعة يراقبػػوف األزىػػار والػػورود الػىت َب اضتدييػةٍ ،ب سػػأعتم :ىػل قػروف ىػػذه األزىػار؟ قػالوا :نػػعم ،فيػاؿ :ىكػذا الصػػاضتوف كلهم أزىار وكلهم ورود وكل واحد لو رائحة خاصة ولػو طعػم خػاص ،ولكنهػا كلهػا رتيلػة اظتنظر عطرة الرائحة َب مشاـ اضتاضرين. ىذا ىو نظاـ الصاضتني وأرضاىم.
:فوائد صخبة العارفني
)50( :
فهم الذين نشم منهم رائحة رسوؿ هللا -يع رائحة اليرب من رسوؿ هللا!! فنشم فيهم رائحة أخبلقو ...ونشم هبم رائحة أعمالو ... ونشم منهم رائحة صفاقو ...ونشم هبم رائحة مياماقو ... ونشم عليهم رائحة مكاانقو ... فنشتاؽ إىل مثل ىذه األمور. ما الذى كتعل اإلنساف يطلب ىذه األمور؟ ..عندما يسمع عنها. لكن ما الذى كتعلو يشتاؽ أكثر؟ عندما يسمع عنها من أىلها .. فهذا كتعلو يشتاؽ إىل أحواؿ سػيدان رسػوؿ هللا فيبحػث عنهػا ولتػاوؿ الوصػوؿ إليها وىذا ما قالو أحد الصاضتني: رحياغـــةماظـــّٕرينمسُؾٓـــادهم
ومشُّفــــامتؼؾقــــلممأؼــــّٓؼفؿوم
رايحني ربنا الىت زرعها للناس قشمها اليلوب ،ما ىى؟ ىم اصتماعة الصاضتوف. ولذلك ظتا كتل اإلنساف معهم و يشم رائحتهم اظتعنوية ويلمػ أحػواعتم العليػة ال يتذكر الدنيا وال يفتكر اظتشاكل وال يفتكر حىت أىل وال ولػد !!! ،بػل ينسػى ىػذا الكػبلـ كلو وىو جال معهم !!..ألف ىذه الرائحة قسكره !!..
سالجمأعّٕاضماظؼؾوبمم ىذا ابإلضافة إىل أف هللا يعاصتو ابصتلوس معهم من األمراض الىت دتنػع اإلنسػاف من اإلقباؿ على حضرة هللا. م ػػا ال ػػذى كتع ػػل بع ػػض الن ػػاس عن ػػدما يس ػػتمعوف إلذاع ػػة ػتط ػػة الي ػػرلف يتض ػػاييوف غري اي أخى موجة اظتذايع ىػل سػتجعلها َْػتزنػة؟ ىػات لنػا أغنيػة أو أى شػئ لخػر وييولوف ِّ ...ىذا ظترض أصيبت بو أذنو !!
:فوائد صخبة العارفني
)51( :
ولكنهػػا أذنػػو الداخليػػة -الباطنيػػة -أذف اليلػػب الداخليػػة ،فػػبل يريػػد أف يسػػمع شي اً يفكره ابظتصائب واظتشاكل والذنوب الػىت ىػو فيهػا ،وال يريػد أف يعػيش َب ىػذا الغػم َب نظره على الدواـ !! مػػا الػػذى كتعػػل اإلنسػػاف ينظػػر َب الصػػحيفة وَب اجمللػػة وال نتػػل؟ وإذا نظػػر َب كتػػاب هللا ولو َب صفحة واحدة أو لية واحدة يضيق صدره ونتل ويرتكو وينصرؼ ماشياً؟ ػرض َب العػني الداخليػة ،كتعلهػا قظػل قنظػر وقتمتػع مبػا قػراه َب الشػارع، ىذا أيضا م ٌ فتنظػػر إىل الذاىبػػة واآلقيػػة سػػاعات طػػواؿ وال دتػػل ،أل ػػا معاصػػى فهػػى قتمتػػع ابلنظػػر إىل اظتعاصى ،ولكنها قنفر من النظر إىل الطاعات. ىذه كلها اي إخواىن أمراض دتنع اإلنساف من اليرب من هللا سبحانو وقعاىل. كيف يعاِب اإلنساف منها؟ هلوسو مع الصاضتني ،أل م أطبا اليلػوب الػذين أقػامهم هللا َ ب الكػوف لعػبلج الناس من ىذه األمراض ومن ىذه األخطار ،وكتعلوف اإلنساف عينو صحيحة. وماذا ييصد ابلعني الصحيحة َب نظر هللا ؟ عني صحيحة َب نظر الناس يع قنظر بدرجة سػتة علػى سػتة ،ألػي كػذلك؟ لكػن العني الصحيحة َب نظػر هللا لػي ىػذا شػرط عتػا ،ولكنهػا ال قنظػر إال إىل مػا أحلػو هللا ... ىذه ىى العني الصحيحة!! لكن اصتماعػة الػذين عيػو م سػتة علػى سػتة ،ولكػنهم ينظػروف إىل اظتعاصى ،ماذا قاؿ فيهم هللا:
[ األعراؼ]
فهؤال الكفار لتدقوف فيك ولكنهم ال يبصرونك ،ىل كانوا ال يرونو؟ كانوا يروف اصتسػ ػم!! لك ػػنهم ال ي ػػروف اظتع ػػاىن ال ػػىت وض ػػعها ربن ػػا َ ب ى ػػذا اصتس ػػم ،ول ػػذلك ك ػػانوا ييولوف ما الفرؽ الذى بيننا وبينو؟
:فوائد صخبة العارفني
)52( :
ٚ[ الفرقاف]
إنو مثلنا هبكل الطعاـ ونتشى َب األسواؽ وال فرؽ بيننا وبينو. أما العني الداخلية فيد قاؿ هللا فيها:
[ ٗٚاضتج]
إغػؿاحمسنيماظؾصريةم إذاً عني اليلب من الذى يعاصتها اي إخواىن؟ أين ىى اظتستشفىَ -ب العامل كلو -الىت قعاِب ىذه العني؟ أرونيها ،وأين ىى؟ والذى يريد أف قنفتح لو عني اليلب ..ظتاذا يطلب ذلك؟ ألف عني اليلب إذا انفتحت قرى الغيوب! ف ػػأوؿ م ػػا ق ػػرى ق ػػرى الك ػػوف كل ػػو ،وبع ػػد ذل ػػك ق ػػرى اظتلك ػػوت ...الس ػػما األوىل والسما الثانية ،بعد ذلك قرى العرش ،وقرى الكرسى ،وقرى كل شئ أل ا عػني ال ائيػة صارت قبصر ابهلل: مطـتممسعهماظّٔىمؼلؿّٝمبه،موبصّٕهماظّٔىمؼؾصّٕمبهممم29م
أيػن اظتستشػػفى الػػىت قعػػاِب ىػػذا اظتػػرض؟ و أيػػن الطبيػػب اظتوجػػود حاليػاً ويعػػاِب ىػػذه العني؟ ال يوجد !! ،فأطبا العامل ال يعرفوف حىت أين ىى من اصتسم؟ فعني البصرية ىذه ..ىل عتا مكاف ظاىر َب اصتسم؟ ..ال !!..أل ػا شػئ معنػوى، مػػن الػػذى يعرفػػو؟ الػػذى يعرفػػو ىػػم أطبػػا اليلػػوب الػػذين خترجػػوا مػػن جامعػػة سػػيدان رسػػوؿ هللا وصػدر عتػم شػهادة دكتػوراه معتمػدة مػن رسػوؿ هللا ،وغػريىم ال يوجػد َب الوجػود ٕٜمتفق عليو من حديث أىب ىريرة
:فوائد صخبة العارفني
)53( :
أبسره أحد يعرؼ عن البصرية شي اً غريىم! ىل من طبيب لخر يستطيع أف يعاِب عني البصرية إال ىم؟! وىذا ىو التصريح الذى قاؿ فيو هللا لرسولو:
[ ٗٙاضتج]
أى افتح عتم أعينهم حىت يروا .. ألنك أنت الذى معك اظترىم واليطرة الىت قفتح ىذه العيوف وال يوجد أحد سػواؾ !!..فرسػػوؿ هللا علَّػم صػػفوة َب كػػل زم ػاف ومكػػاف ليعػػاصتوا النػػاس مػػن ىػػذه األم ػراض ...وىذا العبلج اي إخواىن لي من أدوية وعبلجات ظاىرة لكنو يتطلب أشفية ابطنة. فسيدان موسى عليو السبلـ أوؿ ما انجى هللا َ ب مياـ اظتكاظتة ...رجع بعػد مػا شاىد أنوار هللا لريى النملة السودا َب الليلة الظلما على الصخرة الصما علػى مسػافة إثػ عشػػر كيلػػو مػػرتاً ،فلػػو فتلػػة سػػودا َب ليلػػة مظلمػػة جػػداً علػػى مسػػافة إثػ عشػػر كيلػػو مرتاً يراىا !!!! أين ىذه اليطرة الىت قعطى ىذا النظر اضتاد جداً؟ ال يوجد إال قطرة األنوار اإلعتية !! الىت إذا جا ؤان ومرروىا على العني قنفتح َب اضتاؿ ... ،أو األشعة النورانيػة ولػي أشعة الليزر ...فيعاصتونو ىكذا ابنتظاـ مبا لاتىم هللا من األشعة النورانيػة ،فيػأقوف للمريػد كػػل حػػني بلمسػػة نورانيػػة خفيفػة علػػى عػػني الفػػؤاد ...حػػىت قنفػػتح عػػني الفػػؤاد ...فيصػػري كما قالوا: ضؾـــــوبماظعـــــارصنيم ـــــامسقـــــونمم
تــــّٕىمعـــــاالمؼــــّٕاهماظــــــازّٕونمم
وأجـقـــــةمتطـــــريمبغـــــريمرؼـــ ـّ٘مم
إديمعؾؽـــــــوتمربِّماظعـــــــاٌنيم
:فوائد صخبة العارفني
)54( :
فتكػػوف مثػػل عػػني سػػيدان عمػػر ظتػػا وقػػف َب اظتدينػػة ورأى قائػػده علػػى مسػػافة أربعػػة لالؼ كيل ػػو م ػػرت ...فعين ػػو كان ػػت س ػػليمة وأيضػ ػاً اعت ػػاقف عن ػػده ك ػػاف س ػػليماً ،ق ػػاؿ ل ػػو: اي سارية فأجاب لبيك اي أمري اظتؤمنني ،قاؿ :اصتبل ،كيف ىذا؟! استخدـ ىذه العني الداخلية-العني اليلبيػة-والػىت أعطاىػا هللا لنػا رتيعػاً ،فهػى موجودة معنا لكنها حتتاج العبلج حىت قستنري ىذه العني واضتمد هللا موجودة فينا كلنا. ولػػذلك ف ػذف الطفػػل الصػػغري قبػػل النطػػق يػػرى مػػن عػػوامل هللا ومػػن غيػػوب هللا ومػػن مبلئكة هللا ما لو رله مثلنا لصعق ألنو ال يزاؿ سػليماً معػاَب ،فهػو يػرى اظتبلئكػة الصػاعدة واظتبلئكػػة النازلػػة واضتفظػػة الػػذين معنػػا ،يػػرى كػػل ىػػذا ،وسػػاعة مػػا يػػتعلم النطػػق قبػػدأ ىػػذه العني قيفل مرة أخرى ،وال قفتح بعد ذلك إال بعد أف يتعاِب اإلنساف. وأثنا العبلج البد وأف نتشى فيو ابلتدريج مع التمكػني ...ألنػو لػو فتحػت العػني مرة واحدة يتجنن !! ...كما نرى بعض الناس وىو ماشػى َب الطريػق ييولػوف أنػو جػذب مرة واحدة. وجذب يع ىنا أف عني اليلب فتحت مرة واحدة َب عامل اظتلكػوت ،وعنػدما يػرى غرائػػب اظتلػػك وعجائػػب اظتلكػػوت يتػػوه ،فينسػػى الػػدنيا وينسػػى النػػاس ،وقػػد نتشػػى حافيػاً أو نتشى عرايانً ،وال يباىل بطعاـ أو شراب وال حر أو برد وال ليل أو ار ،ظتاذا؟ ألنػػو خػػرج فجػػاة مػػن اضتالػػة البشػرية إىل اضتالػػة اظتلكوقيػػة وبػػدوف ميػػدمات ،فغطػػت عني البصرية على عينو اضتسية لشغلو ابلكلية بعامل اظتلكوت. لكػػن رسػػوؿ هللا يعػػاِب أوالده ال ُكمػػل ابلتػػدريج حػػىت ال قطغػػى نػػورانيتهم علػػى بش ػ ػريتهم وال حتجػ ػػب بش ػ ػريتهم نػ ػػورانيتهم ،فينظػ ػػروف ابلعينػ ػػني ،ويتمتعػ ػػوف ابظتشػ ػػهدين، ويتمكنوف َب اظتيامني . فهذه العني ...العني النورنية ىى اي إخواىن اعتدؼ الرئيسى من صػحبتنا للصػوفية، لكػى يعطينػا ربنػا ىػذه العػني ،ويفػتح لنػا ىػػذه العػني ،الػىت هبػا ننظػر إىل مػاال يػراه النػػاظروف
:فوائد صخبة العارفني
)55( :
من أنوار ومن عوامل ومن أسرار ومن أحواؿ ومن أفعاؿ !!.. وضتظػػة واحػػدة مػػن ىػػذه اظتكاشػػفات ....هعػػل اإلنسػػاف منػػا يغيػػب عػػن الػػدنيا ومػػا فيها شوقاً إىل هللا .
مساعمايؼائقمم أيضا األذف الثانية ( الداخلية ي: وؿتن فينا األذف الظاىرة حىت نتكلم مع بعض ونسمع بعض. فأيضا مػن ضػمن اضتيػائق الػىت ركبهػا هللا بػداخلنا قلػك األذف الداخليػة الػىت قسػمع رتيػ ػػع اللغػ ػػات وقفهمه ػ ػا ،لغػ ػػة الطيػ ػػور أبصػ ػػنافها وأشػ ػػكاعتا ،ولغػ ػػة اضتيػ ػػواانت أبصػ ػػنافها وأشػػكاعتا ،ولغػػة اظتبلئكػػة ،ولغػػة اصتػػن ،ولغػػة اصتمػػادات ،ولغػػة السػػموات ،ولغػػة الشػػم ، ولغة اليمر ...كل ىذه اللغات قستطيع أف قسػمعها َب وقػت واحػد وال قشػغلها لغػة عػن لغة ،كيف يكوف ذلك؟! ىذا أمر غريب !!!!! ىػػذه األذف ربنػػا ركبهػػا فينػا ،وكػػاف سػػيدان رسػػوؿ هللا يػػدرب أصػػحابو عليهػػا أحي ػػاانً ،ف ػػذات م ػػرة أمس ػػك حبص ػػيات رم ػػل فس ػػبحن َب ي ػػده وشت ػػع م ػػن حول ػػو ى ػػذا التسػػبيح ،فوضػػعهن َب يػػد سػػيدان أبػػو بكػػر فسػػبحن وشتعػػوا التسػػبيحٍ ،ب وضػػعهن َب يػػد سػػيدان عمػػر فظلل ػن يسػػبحن كػػذلك وشتعػػوا التسػػبيحٍ ،ب وضػػعهن َب يػػد سػػيدان عثمػػاف فكاف كذلك ،فوضػعهن َب يػد إنسػاف لخػر ،فلػم يسػمعوا شػي اً مػع أف الرمػل يسػبح علػى الدواـ ،وىل حصل َب وقت من األوقات أف قوقف عن التسبيح؟ ال! إف أى شئ َب الكوف كما ييوؿ رسوؿ هللا : معامعنمرائّٕمؼّٔبّّ،مأومذفّٕةمتؼطّٝمإالمظغػؾؿفممسنمذطّٕمآمصىم تؾكماظلاسةممم10م
ٖٓ رواه السيوطى َب اصتامع الكبري
:فوائد صخبة العارفني
)51( :
ما عياب الطائر الذى يغفل عن قسبيح ربنا؟ يذبح ،ىذا من أجل أف قعرفوا رزتة هللا بنا ،فما الذى نستحيو ؿتن؟ إذا كاف الطائر الذى يغفل ضتظة يذبح ،فكيف بنػا وؿتػن نغفػل أايمػاً وليػاىل وشػهور ودىور ،لكنو سبحانو رحيم بنا وشفوؽ علينا. والشجرة الىت قغفل عن ذكر هللا ضتظة ،ما عياهبا؟ قيطع ،لذلك كل شئ كما قاؿ هللا: ٗٗ[ اإلسرا ]
إذاً ما معجزة سيدان رسوؿ هللا ىنا؟ اظتعجزة أنو أشتعهم ىذا التسبيح مػع أ ػم مػازالوا علػى مثػل حالتنػا ىػذه ،فهػذه اآلذاف الداخلي ػػة يظ ػػل الع ػػارؼ كتليه ػػا لئلنس ػػاف ويص ػػلحها ويص ػػيلها ويزينه ػػا ح ػػىت قفي ػػو قسبيح الكائنات ،وأبى شئ كتليها؟ بذكر هللا ،قاؿ : مإنماظؼؾوبمظؿصّٓأمطؿامؼصّٓأمايّٓؼّٓم،مضقلموعامجالؤػامؼامردولم آ؟مضالم:مذطّٕمآمتعاديممم
13
م
ومبا يزيتها ؟ ابلص ػػبلة عل ػػى رس ػػوؿ هللا ،ابلزي ػػت ال ػػذى يزي ػػت اليل ػػوب ،فيظ ػػل كتل ػػى فيه ػػا ويزيت حىت قلني ،فتبدأ قسمع أصػوات الكائنػات الػىت حولػو ،وَب ىػذه اضتالػة إذا مل يكػن اإلنساف َب حالة التمكني ،أو مبع أصح إذا مل يكن َب معية أحػد الصػاضتني ،نتكػن أيضػاً أف يتشتت !!! ٖٔ رواه الرتمذى عن أىب ىريرة
:فوائد صخبة العارفني
)51( :
فالشيخ ابن عطا هللا السكندرى لتكى عن حالتو َب ذلك الوضع فييوؿ: { ظتػػا فػػتح ىل ابب شتػػاع التسػػبيح ،شتعػػت ك ػل شػػئ حػػوىل يسػػبح بنغمػػات شػػجية جداً ،ال أستطيع أف أصفها } موسييى لي عتا شبيو هعػل اإلنسػاف يػرقى فػبل قتعجػب، إذا رأيت ىذه اضتركات على أحد من السالكني َب ىػذه اضتالػة أل ػا قكػوف موسػييى لػي عتػػا مثػػاؿ ،إذا كنػػت عنػػدما قسػػمع موسػػييى الشػػيطاف ىػػذه هعلػػك هتتػػز ،فكيػػف بػػك إذا شتعت موسييى الرزتن؟!!! فياؿ :شتعت اصتدار يسبح ،وشتعت الشباؾ يسبح ،وشتعت الباب يسبح ،وشتعػت العروؽ قسبح ،شتعت كل شئ يسبح ،وشتع مباذا َب ىذه اضتالة؟ قػاؿ :شتعػت بكػل شػئ، شعرى يسمع ،وعي قسمع ،وأنفى يسمع ،وأذىن قسمع ،وأيدى قسمع. كيف يكوف ىذا؟! ىذا الكبلـ قد يكوف غريباً علينا ،لكنها ىى اضتيػائق الػىت نريػد أف نصػل إليهػا ... كيػػف قػػرى هبػػذه العػػني؟ أل ػػا شػػفافة بعػػض الشػػئ ،فػػذذا ظللػػت هاىػػد ىػػذا اصتسػػم حػػىت يشف ،فيصري الكل شفافاً ،فكما قرى ابلعني قرى ابلرأس من اطتلف ،وقرى ابألذف ،كمػا كاف رسوؿ هللا ييوؿ: مإغىمأرىمعنمخؾػىمطؿامأرىمعنمأعاعىم 12م
قرى بكل شئ ،ىذا الزجاج عبارة عن ماذا؟ رمل!! ،وىل ىذا الرمل يكشف شػي اً من ورا ه؟ ال !! لكن إذا أدخل النار يصري شفافاً!! وكػػذلك اصتسػػم ىػػو مػػن طػػني لكنػػو إذا أدخػػل انر اصتهػػاد والطاعػػة والعبػػادة يشػػف، وكل مدى يشف ،وكل مدى يصف ،وكػل مػدى يػرؽ إىل أف يصػري شػفافاً فػريى كػل شػئ، فريى الذى أمامو والذى ورا ه !! ويسػػمع كمػػا قلنػػا ...يسػػمع قسػػبيح الكائنػػات ،قسػػبيح الكائنػػات مبػػاذا؟ بلغاهتػػا ٕٖ رواه البخارى عن أن
:فوائد صخبة العارفني
)59( :
اظتختلفة ،حىت يكوف شتاع التسبيح ألذ عنده من اطتمر!! ولي
قسبيح الكائنات فيه !!...
وإفتػػا يسػػمع قس ػبيح أعضػػائو ىػػو فيجػػد األظػػافر قسػػبح ،والشػػعر يسػػبح ،والعينػػاف قسبحاف ،والرجبلف قسبحاف ،والبطن قسبح ،وكل جز َب اصتسم يسمعو يسبح !!! أظن أف ىذا األمر يذىل اي إخواىن !! من منا يتحمل مثل ىذا مرة واحدة؟! إنو يصاب ابصتنوف فوراً. وقد قاؿ اإلماـ أبو العزائم وأرضاه َب ىذا الشأف :
غغؿـــاتمتلـــؾقّّماظؽقـــانمعـــّٓاعىم
ؼصـــغىم ـــامضؾؾـــىمؼّٖؼـــّٓمػقـــاعىمم
ضؾؾــــىمظــــّٓىماظؿلــــؾقّّمؼصــــغىم واجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــّٓاًم
وجــّٓماٌؤظــهمعــنمصصــقّّمطالعــىمم
ىذه ىى سترقو ،والكياف ىو اصتسم! قتكلم بكبلـ فصيح ولي كما ييوؿ بعض العلما أ ا قتكلم بلساف اضتاؿ.
ولكن اإلمػاـ أاب العػزائم ييػوؿ إ ػا قػتكلم بلسػاف فصػيح وعتػا لغػة واضػحة ألنػو إذا كان ػػت ى ػػذه األش ػػيا س ػػتأقى ي ػػوـ الييام ػػة وقش ػػهد ،فس ػػيدان رس ػػوؿ هللا يي ػػوؿ َب اضتديث الشريف : معامعنمذئمؼؾؾغهمصوتماٌؤذنمإالموؼشفّٓمظهمؼومماظؼقاعةمحؿىمايفّٕم11م م
فػػاضتجر الػػذى يسػػمع صػػوت اظتػػؤذف هبقػػى يػػوـ الييامػػة ويشػػهد للمػػؤمن أبنػػو كػػاف يػػؤذف ،ويشػػهد يع ػ ينطػػق ويػػتكلم !! وىػػل الشػػهادة قنفػػع مػػن أخػػرص؟ ال! ،البػػد وأف ينطق ويتكلم ،كيف يتكلم؟ ابللغة الفصحى ،كيف؟ ..إ ا قدرة هللا ،وال عجب على قدرة هللا جل و عبل. ٖٖ رواه البخارى من حديث أىب سعيد
:فوائد صخبة العارفني
)11( :
اظؿقّٓثمعّٝماٌالئؽةمم فيبػ ػػدأ اإلنسػ ػػاف يسػ ػػمع قسػ ػػبيح الكائنػ ػػاتٍ ،ب بع ػ ػد فػ ػػرتة يسػ ػػمع كػ ػػبلـ مبلئكػ ػػة السموات ،يكلمهم ويكلمونو. رجػػل مػػن اصتماعػػة الصػػوفية ،وكػػاف حصػػل فتنػػة َب بغػػداد ..ودائمػػا بعػػض العلمػػا يَغاروف مػن الصػوفية ،ظتػاذا؟ مػن أجػل ىػذه األحػواؿ فييولػوف :ظتػاذا أخػذوا ىػذه األحػواؿ دوننا؟ إ م أانس جاىدوا ،وأنتم جعلتم اضتكاية كلها َب الكتب ،والكتب لي فيهػا ىػذه األمػػور ،وكيػػف أتقػػى الكتػػب هبػػذه األحػػواؿ؟! ىػػذه ىػػى الكتػػب أمامػػك كيػػف قوصػػل إىل ىذه األحواؿ؟ أجل وأمكث أقرأ ليل ار ،ال ينفع إال بصحبة األخيار وإال برضػا النػا اظتختار !! ... فلمػػا اعرتضػػوا علػػيهم ،اهتمػػوا ثبلثػػة مػػنهم وأخػػذوىم أب ػػم خػػارجوف عػػن اإلسػػبلـ، وحكمػػوا علػػيهم ابليتػػل ،فلمػػا وقفػػوا لينفػذوا حكػػم اإلعػػداـ قيػػدـ أحػػدىم وقػػاؿ :ابػػدأ ىب األوؿ ،قاؿ لو :ظتاذا؟ ىذا شئ غريب !!! ىل ىناؾ أحد لتػب أف ييتػل قبػل غػريه؟ قػاؿ: نعػػم-انظػػر إىل أحػػواؿ الصػػاضتني الغريبػػة-قػػاؿ :أريػػد أف أوثػػر إخػػواىن حبيػػاة سػػاعة ،ؿت ػن قعلمنا اإليثػار وأحػب أف أوثػرىم ،أفضػلهم علػى نفسػى ويعيشػوا سػاعة بعػدى ليػذكروا هللا فيهػػا ،ويعبػػدوا هللا فيهػػا-طبعػاً ىػػذه حػػاالت فػػوؽ العيػػل-فلمػػا رأوا ىػػذا مػػنهم قػػالوا: ىػػؤال ليس ػوا انس ػاً عػػاديني ،فاسػػتأذف الياضػػى اطتليفػػة وقػػاؿ لػػو :دع ػ أسػػأؿ ،وامػػتحن ىؤال الناس. فلمػػا سػػأؿ الرجػػل وكػػاف إشتػػو أبػػو اضتسػػني النػػورى ...ألنػػو كػػاف إذا جل ػ يػػذكر ويطيل الذكر كاف وجهو ينري كأنو مصباح ضخم ...ينري ظتسافة كبرية مػن حولػو مػن شػدة ذكر هللا ..فهذه من أين أتقى هبا الكتب؟! فسموه النورى ألنو ظتا يػذكر هللا وهبخػذه اضتػاؿ َب الػذكر يسػتنري اظتكػاف الػذى فيػو كلو من وجهو من ذكر هللا ،وذلك على الدواـ وىذا ىو حاؿ الصاضتني.
:فوائد صخبة العارفني
)10( :
ول ػػذلك فالص ػػاضتوف ييػ ػرأوف َب الظ ػػبلـ ،فل ػػي ييرأوف بنور هللا ،ونور هللا ال لتجبو ظبلـ.
عن ػػدىم ظ ػػبلـ وال ػػار ..أل ػػم
فيػػاؿ لػػو :أريػػد منػػك أف هيػػب عػػن ىػػذه األس ػ لة ...فػػانتظر قلػػيبلً ٍب التفػػت عػػن نتينػػوٍ ،ب التفػػت عػػن يسػػارهٍ ،ب أجابػػو عػػن األسػ لة كلهػػا إجابػػة عظيمػػة فػػوؽ العيػػل ،فيػػاؿ لػػو :أريػػد أف أعػػرؼ ظتػػاذا التفػػت عػػن نتينػػك وعػػن مشالػػك قبػػل أف هيػػب؟ فيػػاؿ :سػػألت اضتاف الذى عن نتي فوجدقػو ال يعػرؼ اإلجابػة ،فسػألت الػذى عػن يسػارى فوجدقػو ال يعرؼ اإلجابة ،فسألت قلا فأجاب عن رىب مبا شتعت! فالرجل سأؿ اظتبلئكػة الػذين معػو ،فهػم معػو علػى الػدواـ ،فسػأؿ األوؿ ىػل قعػرؼ اإلجابة؟ قاؿ :ال ،والثاىن ىل قعرؼ اإلجابػة؟ قػاؿ :ال ،قػاؿ أمػرى إىل هللا أجيػب عػن هللا مباشرة،فيص ػل إىل درجػػة أف يػػتكلم مػػع اظتبلئكػػةٍ ،ب بعػػد ذلػػك يتػػدرج ويػػتكلم مػػع عمػػار اظتلكوت األعلىٍ ،ب بعد ذلك يبدأ خطاب اضتق قبارؾ وقعاىل.
اٌؽاٌةمواحملادثةم وخطػػاب اضتػػق ظتػػا سػػألوا سػػيدان موسػػى عليػػو السػػبلـ كيػػف شتع ػت كػػبلـ هللا؟ أى شتعتو أبى كيفية؟ !!..اي قرى مثل كبلمنا؟
ٖٗ
ال ،ألف كػبلـ ربنػػا لػي لػػو صػوت وال حػػرؼ !! ،قػاؿ :شتعتػػو وكأنػو قصػػف الرعػػود أى صوت الرعد -مع الربوؽ اطتاطفة ،مع أرتل لػذة مل أشتعهػا َب حيػاقى قػه ،قػالوا:ى ػل ربنػػا كلمػػك بكػػل كبلمػػو مػػرة واحػػدة ،قػػاؿ :دعػػوىن أسػػألو ،فيػػاؿ :ايرب ىػػل كلمت ػ بكل كبلمك؟ قاؿ :ال ،ليػد كلمتػك بعشػرة لالؼ لسػاف يعػ عشػرة لالؼ لغػة َب وقػت واحد وكلهن فهمهن سيدان موسى عليو السبلـ ولو كلمتك بكل كبلمػى مػا اسػتطعت أف ٖٗ قاؿ {:ل ََّما َكلَّ َم َّ ك الَّ ِػذي وسى يَػ ْوَـ الطُّوِر َكلَّ َموُ بِغَ ِْري الْ َكبلَِـ الَّ ِذي َكلَّ َموُ بِِو يَػ ْوَـ َان َداهُ ،فَػ َي َ اؿ ُم ٰ اُُ ُم ٰ وسىَ :اي َرب ٰى َذا َكبلَ ُم َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ َّ َّ ِ ٰ ِ ِ َ وسػى إِ ٰىل م ػع ج ر ػا م ل ػ ف ، ػك ل ذ ػن م ى ْػو ػ ق َ أ و ػا له ك ن ْس ل أل ا ة و ػ ق ِل و ، اف س ل ؼ ال ل ة ر ش ع ة و ي ب ك ت م ل ك ا فت إ ى َكلَّ ْمتَِِن بِِو ؟ قَ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ُ ٰ اؿَ :اي ُم ٰ وس َ َ ْ ُ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ َ ُ َّ ُ ُ ُ َ َ ٰ ِ صل َُِب أَج ٰلى حػبلَوةٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ٰ ِ ِ ِ ق ِت ل ا ق اع َّو الص ات و َص أ ىل إ ا و ر ػ ق مل َ أ ، و ن و يع ط ت س ق ال : اؿ ق ِ، ن زت ٰ الر ـ بل ك ا َن ل ف ص ى وس م اي ُوا: يل قَال َ ُ ٰ ْ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ َْ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َْ بَِِِن إ ْس َرائ َ ِ ك قَ ِريب ِم ْنوُ ول َْي بِِو } .البزار ،عن جاب ٍر ر ِ ٰ ض َي َّ اُُ َع ْنوُ ،جامع اظتسانيد واظتراسيل ل ذ ف َ َشت ْعتُ ُموهُ َ َ ٌ َ َ
:فوائد صخبة العارفني
)11( :
قتحمل اي موسى. فيصل اإلنساف إىل الدرجة الىت ييوؿ عنها سيدان رسوؿ هللا : ٖ٘
مإٔذَامأَحَبَٓمأَحَُّٓطُمِمأَنِمؼُقَّٓثَمرَ ٓبَهُمصَؾْقَؼَّْٕإٔماظْؼُِّٕآنَمم م
فبل لتتاج ظترتجم بينو وبني هللا ، فيكوف الكبلـ ػتاداثت شفوية مباشػرة ،وىػذه يسمو ا حالة الكفاح واظتكاظتة واظتشافهة !!..فيكوف الكبلـ كفاحاً. وصاحب قلك اظتنزلة َب ىػذه اضتالػة يػتكلم مػع ربػو كفاحػاً أو مشػافهة ،وقػد يكػوف مشاىدة ،وىذه اضتالة الىت يتمناىا اظتصطفوف من عباد هللا ! ...أف يبػدأ اإلنسػاف يسػمع كبلـ هللا من هللا ،ويبدأ يتكلم أيضاً مع هللا ،ىذه ىى اضتالة الػىت ؿتػن مػن أجلهػا نصػحب الصاضتني ... ،ظتاذا ؟ ليفتحوا لنا عني البصرية فرتى لايت هللا اظتنػرية ،ويفتحػوا لنػا لذاف السػريرة فتسػمع قسبيح الكائنات وقسمع كبلـ مبلئكػة السػموات وقسػمع كػبلـ هللا اظتنػزه عػن اضتػرؼ والصوت واصتهات ،ويفتحوا لنا لساف اليلب ليبدأ اللساف يتكلم ،فيتكلم مػع اصتمػادات ويتكلم مع اضتيواانت ٍب مع اظتبلئكة ومع اصتن ،ويفهمونو ويفهمهم.
عؼامماظؿصّٕؼفم وىذا ما ييولوف فيو ماوردت بو اآلاثر: {مسؾّٓىمأرعـىمأجعؾكمسؾّٓاًمرباغقاًمتؼولمظؾشئمطنمصقؽون}م
وىو ال ييوؿ لو كن فيكوف إال إذا كػاف عارفػاً لغتػو ،فأنػت ال قسػتطيع أف أتمػر أى حيواف من اضتيواانت أبمر إال إذا فهم ما قريد ،فحىت ينفذ البػد أف يعػرؼ مػاذا قيػوؿ لػو؟ ويفهم ،ولكى يفهم البد أف ختاطبو بلغتو !.. رضي َّ اُُ عنوُ ،جامع اظتسانيد واظتراسيل ٖ٘ (خه فري عن أَنَ ٍ َ
:فوائد صخبة العارفني
)12( :
وكما قعرفوف ىذا الكبلـ كاف حاداثً مع سيدان سػليماف عليػو السػبلـ ،فكػاف يكلػم رتيع الطيور ورتيع اضتيواانت وذلك بكل لغاهتا َب وقت واحد ،وىذا الكػبلـ كػاف حػاداثً مع سيدان رسوؿ هللا . ظتا جا سيدان رسوؿ هللا واختار ستة من أصػحابو ليبعػثهم للملػوؾ والرؤسػا الػذين حولو ،فكل واحد يػذىب إىل دولػة ،وكػل دولػة عتػا لغػة ،قػالوا :وكيػف نتحػدث مػع ىػؤال اي رسػػوؿ هللا؟ قػػاؿ :مػػا دمػػتم عػػزمتم ،فػػذذا عزمػػت فتوكػػل علػػى هللا ،وأمػػرىم أف هبقػػوا َب الصباح ألخذ الكتب ويتجهػوف حيػث أمػرىم ،فػذىبوا وانمػوا قلػك الليلػة ،وكػاف َب ذلػك الوقت قد جهز عتم صلوات هللا وسبلمو عليو حلية دراسية سريعة جػداً ،ومكثفػة جػداً َب اظتلكوت األعلى ابألرواح ،فكل واحد انـ صعدت روحو بسػرعة إىل مركػز اللغػات اإلعتيػة قػػتعلم ىػػذه اللغػػات ،فأصػػبحوا َب الصػػباح وكػػل واحػػد يػػتكلم لغػػة الدولػػة الػػىت ىػػو ذاىػػب إليها مع أنو مل كتل أمػاـ مػرتجم ،وال جلػ أمػاـ إسػطوانة ،وال جلػ أمػاـ أسػتاذ مػادة، وال حضر َب مركز لتدري اللغات ،وال شئ من ىذا اليبيل. وىػػذه اضتكايػػة ليسػػت غريبػػة ،فالشػػيخ أبػػو خليػػل وأرضػػاه كػػاف أميػاً ال ييػرأ وال يكتب ،وكاف يتكلم هميع اللغات اضتية أفضل من أىلها ،كيف؟! ىذا فضل هللا ،كيف يكوف ذلك؟ يكوف ىنا قعليم هللا من ابب:
[ٕ ٕٛالبيرة]
دّٕمصقؾةماظصاينيمم وىذا ىػو السػبب الػذى جعلنػا نصػحب الصػاضتني ،فلػم نصػحبهم لشػئ لخػر وإفتػا نصػػحبهم ليكرمنػػا ربنػػا هبػػذه األشػػيا ،ونصػػحبهم أيض ػاً إىل جانػػب ذلػػك حػػىت يكرمنػػا هللا أبننا ؿتشر معهم ،وأننا ؿتظى بشفاعتهم ،وأبننا نكوف َب الدنيا مكرمني هبم ،ومرفوعػاً عنػا األذى بسببهم قاؿ :
:فوائد صخبة العارفني
)13( :
مإنمآمؼّٕصّٝماظؾالءمسنمأػلمعائةمبقتمعنمجريانماظّٕجلم
اظصاحلمإطّٕاعاًمظهم
16
م
فالرجػػل الصػػاّب ربنػػا هبقػػى لػػو مبائػػة بيػػت حولػػو مػػن جريانػػو ،ويرفػػع عػػنهم الػػببل مػػن أجػػل خػػاطره ،وىػػذا إذا كػػاف قػػدره متواضػػعاً ،وكلمػػا يزيػػد َب الصػػبلح والتيػػوى يكػػوف العػدد أكثػر حػػىت أنػو أحيػػاانً الواحػد مػػنهم ربنػا يرفػػع الػببل عػػن شػعب كامػػل أو عػن دولػػة كاملة بسببو ،ظتاذا؟ كما جا َب اضتديث الشريف عن رسوؿ هللا : ػلٔماَِّرِضٔمسََّٔاَباً،مصَإذَامغَظَِّٕتُمإٔظَىمسُؿَٓارٔم مإٔنَٓماظ ٓؾَهَمتَعَاظَىٰمؼَؼُولُ:مإٔغيمَِّػُمُٓم ِبأَ ِ بُقُوتِي،موَاظْؿُؿَقَابنيَمصِيَٓ،موَاظْؿُلِؿَغِػِّٕٔؼنَمبِاَِّدِقَارٔمصََّٕصْتُمسََّٔابِيمسَـِفُمِمم
17
م
أى ييػػوؿ مػػن أجػػل ىػػؤال أعفػػو عػػن ىػػؤال ،ولػػذلك قػػاؿ سػػيدان رسػػوؿ هللا لسيدان أسامة وسيدان أىب ىريرة رضى هللا عنهم أرتعني: مؼامأداعةمإذامرأؼؿفمميفمبؾّٓةمصاسؾممأغفممأعانمِّػلمتؾكماظؾؾّٓةموالمؼعّٔبم آمضوعامػممصقفم،ماِّرضمبفممصّٕحةمواىؾارمسـفممراض.مادبّٔػممظـػلكم إخواغامسلىمأنمتـفومبفممم
18
م
اجعل ىػؤال ىػم إخوانػك ،ينفعونػك َب الشػدة ،وينفعونػك َب الرخػا ،وىػؤال ىػم الذين قاؿ فيهم سيدان عمر وأرضاه: {سؾقكمبإخوانماظصّٓقمتعّ٘مصىمأطـاصفم،مصإغفممسّٓةمسـّٓماظؾالءموزؼـةم سـّٓماظّٕخاءم} م
فوقػػت الشػػدة هػػده جػػارؾ ألنػػو ال يفػػر منػػك ،وسػػاعة الرخػػا فهػػو زينػػة لػػك وفخػػر لك أنك ماشى مع رجل من الصاضتني ،وفخر لك أنػك بصػحبة مػن يطيعػوف هللا ومػع مػن متشوف هللا ومع من ىم على منهاج رسوؿ هللا . ٖٙرواه الطرباىن عن ابن عمر رضي َّ اُُ عنوُ ،.جامع اظتسانيد واظتراسيل ٖٚعن أَنَ ٍ َ ٖٛرواه اطتطيب َب الزىد عن أسامو وأىب ىريرة
:فوائد صخبة العارفني
)14( :
وقد قاؿ اإلماـ أبو العزائم ملمعاً إىل قلك األحواؿ ،وواصفاً بعض ىذه األسرار: أثؾؿوغىمصىماظؽـّٖمسـّٓمذـــــــــّٕابىم
وأروغىمحلـــــــــــــىمصؿاهمصوابىم
سؾؿوغىمسؾــــــــــؿاًمخػقاًمصالحتم
مشّٗمضّٕبىمظّٓىمحؾولماضرتابىم
تّٕذيوامديمسـىممبعـىمذفودىم
رصعوامديمسـفممذـــــــّٕؼفمغؼابىم
رصعوغىمصوقماظعواظـــــــــممحؿىم
ساؼـتمعؼؾؿىمصّٕؼـــــــــّّمإؼابىم
ثممالحتمبوارقماظـورمصـــــّٕصام
صانؾىمسـّٓػامسظقممحفابىم
ورأؼتمأغىمأغامػـــــــــــــــومٌــام
أنموّٕدتمسنمدـىماظطالبم
ومسعتماًطابمعـىمجفـاراًم
أغتمعـىمصالممتلمسنمرحابىم
سـّٓػامغؾتمباظشـــــفودمؼؼقـىم
وهؾتمسواٌـــــىمىـابىم
وادؿوؼتمسؾىمأرائكمسّٕذىم
ورأؼتماِّعالكمروعمجـابىم
عامأغامسـّٓػاموحؼـــــــــــكمإالم
واحّٓمسـّٓمشقؾؿىمواضرتابىم
صورةمايلنمصىماظعواملمعـىم
وعؾوكماظلــــــؿامسؾىمأسؿابىم
:فوائد صخبة العارفني
)15( :
دفّٓتمديمووحّٓتمسنيمذاتىم
سـّٓعامضّٓمدؼقؿفامعنمذــــــــّٕابىم
ضطّٕةمعـهموعلماظرتبمتـــــــــ اًم
وضؾقلمبهمدـــــــــعادةماِّحؾابم
عنمؼّٔقمبعضهمؼرتجــــــممسـىم
بعؾوعىموؼفؿّٓىمخبطــــــــابىم
ػامأغامضّٓمطشػتمحلـىمصفقٓـــــام
صؿقؾوامجبواػّٕماِّصقـــــــــابم
واحّٕضوامايفبمواصعّٓوامظرتوغىم
ص اضىمدــــــــــفلمسؾىمأسؿابىم
بادروامبادروامظؿعقنيمدـــــــــّٕىم
ؼامأوديماظعّٖممواحػظوامآدابىم
ضّٓمطشػتماظـؼابمسنمحلنموجفىم
صاذّٕبواماظّٕاحمعنمرحققمجــــابىم
وأذفّٓوغىمبايلنمواظّٔوقمإغىم
ظؾّٔىمؼّٕوىمطشػتمحفابــــــــىم
وأحبتماظشــــــــــــــفودمسقـاًمووصػاًم
صارؾؾوامايلنمواصؿقوامأبوابىم
وادخؾوػامبّٕريةمودــــــــــــــــالمم
ضّٓمحػظؿممعنمجػوتىموسؿابىم
وصالةمتّٓوممعامداممربـــــــــــــــىم
اللمأضاءمظألحؾــــــــــــــــــــــابم
وصلى هللا وسلم على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
:فوائد صخبة العارفني
)11( :
معّٕضمضلوةماظؼؾبمم أسّٕاضـــهم أدــــؾابــــــهم ســـــــــالجــــــــــهم م أسّٕاضمعّٕضمضلوةماظؼؾبم صؼّٓمانمحالوةماظطاسةمم اإلسّٕاضمسنمذطّٕمآم م سالعاتمإضؾالمآمسؾىماظعؾّٓم اِّوضاتماظػاضؾةم
أدؾابمضلوةماظؼؾب طـّٕةماظؽالممصىمشريمذطّٕمآمم اظؽالممعّٝماظـلاء اظشؾّٝم صضولماظـظّٕ أطلمايّٕامم طـّٕةماٌـامم م سالجمضلوةماظؼؾب إًّوجمعنمساداتماظـػّٗم واجبماإلخوانمسبومبعضفمم
أسّٕاضمضلوةماظؼؾبم19م م ػػن األمػ ػراض ال ػػىت انتش ػػرت َب عص ػػران ى ػػذا م ػػن األمػ ػراض اليلبي ػػة م ػػرض اشت ػػو : قسوة اليلب !! ،وقسوة اليلب ىذا والعياذ ابهلل مػن ألعػن األمػراض الػىت قػد قصػيب كػل مؤمن ومؤمنة ...ما أعراضو؟ ...وما أسبابو؟
صؼّٓانمحالوةماظطامســـةم من أعراض اظترض :
أال كتد اإلنساف عنده قابلية للطاعة. وال يشعر حببلوهتا وال لذهتا. -بل لت
أب ا عب ثييل يريد أف يتخلى منو.
كمػػا لتػػدث أحيػػاانً لػػبعض إخواننػػا أبنػػو لػػي لػػو رغبػػة لي ػرا ة الص ػلوات ،فيظػػل يتلكػػأ ىنػػا وىنػػاؾ إىل أف قنتهػػى قػرا ة الصػػلوات وهبقػػى ألنػػو لػػي لػػو رغبػػة ليرا هتػػا ،ىػػذه الصلوات على َمن ؟ إ ا على سيدان وموالان رسوؿ هللا ،لكن ىناؾ قسػاوة َب اليلػب هعل صػاحبو ال لتػب ىػذا العمػل !! بينمػا إذا أجلسػتو َب غتلػ غيبػة وفتيمػة إىل مػا شػا هللا ال نتل ،وإذا قلت لو قم اي فبلف ،ييػوؿ لػك انتظػر قلػيبلً ،ظتػاذا ؟ ألف الغيبػة والنميمػة صفات ػتبوبة لليلب الياسى !! والبعد عن هللا ،قيوؿ لو اقرأ َب اظتصحف ،يفتح اظتصػحف وييػوؿ لػك :ليػد أصػػاب الصػػداع ،سػػاعة مػػا نتسػػك اظتصػػحف ال أعػػرؼ ظتػػاذا يصػػاب ابلصػػداع؟! قيػػوؿ لػػو امسػػك كتػػاب دي ػ واق ػرأ فيػػو ،ييػػوؿ ل ػك عنػػدما أمسػػك الكتػػاب ال أعػػرؼ ظتػػاذا ينتػػاب النوـ؟ وأحاوؿ أف أقغلب عليو دوف فائدة !! ٖٜىذا الدرس ابجملل
األسبوعى الذى ينعيد كل يوـ اثنني بعد صبلة العشا ابصتميزة – مركز السنطة – غربية
:مرض قسوة القلب
)11( :
ىذا الكبلـ موجود َب زماننا ىذا ،وىذه أعراض اظترض والعياذ ابهلل. اظّٔػابمعؿأخّٕاًمظصالةماىؿعةم
هد الواحد منهم هبقى يوـ اصتمعة ويزوغ نتيناً ومشاالً إىل أف يسمع اظتؤذف ييػوؿ قػد قام ػت الصػػبلة ،ويػػدخل اظتسػػجد ،ظتػػاذا أتخػػرت اي فػػبلف؟ هبقػػى إليػػك حبجػػة ،والزـ هبقػػى حبجة كأف ييوؿ اطتطيب ال ينفػع ،أو أنػو ال يعػرؼ الكػبلـ ،وىػذه كلهػا حجػج واىيػة ألف اظتؤمن ييصد بعملو وجو هللا أو الثواب. وكشػػوؼ العػػبلوات قظػػل إىل أف يصػػعد اطتطيػػب اظتنػػرب ،وسػػاعة مػػا يصػػعد اطتطيػػب اظتنػػرب ف ػذف كشػػوؼ العػػبلوت قطػػوى ،والػػذى يػػدخل بعػػد ذلػػك لػػي لػػو َب ىػػذه العػػبلوة التش ػجيعية اطتاصػػة بيػػوـ اصتمعػػة نصػػيب!! وىػػذه العػػبلوة ذكرانىػػا م ػراراً وقك ػراراً فالػػذى يػػروح َب السػػاعة األوىل كأنػػو ذبػػح رتػػل ،والػػذى يػػروح َب السػػاعة الثانيػػة كأنػػو ذبػػح بي ػرة ووزعهػػا علػػى الفيػرا واظتسػػاكني ولػػو أجرىػػا ،والثالثػػة كأنػػو ذبػػح كػػبش ،والرابعػػة كأنػػو ذبػػح دجاجػة ،واطتامسػة كأنػو قصػدؽ ببيضػػة ،والػذى هبقػى بعػد أف يصػػعد اإلمػاـ اظتنػرب لػي لػػو شئ وال يكتب َب ىذه الكشوؼ!! ولذا فأان ال نتنعػ مػن التبكػري عػدـ إجػادة اطتطيػب، أو كونػػو متطػػب مػػن ورقػػة ،فكػػل ىػػذا ال يلػػزم ألف أىػػم شػػئ عنػػدى أف أحصػػل علػػى الثواب ،لكن كل ىذه علل نفسية قتعلل هبػا الػنف لتبعػد اإلنسػاف عػن الػزاد الػذى أمػران أف نتزود بو رب العباد .
اإلسّٕاضمسنمذطّٕمآم أيضاً من أعراض قسوة اليلب أف اإلنساف لي
لو نف
أو رغبة أف يذكر هللا!
فالواحد منا عنػدما يكػوف ماشػياً أو قاعػداً أو راكبػاً قطػاراً أو سػيارة ،مػا الػذى نتنػع لسػػانو عػػن ذكػػر هللا َب ذلػػك الوقػػت إال اطتيبػػة -عفػػواً الػػىت حطػػت عليػػو وهعلػػو يضػػيع عمره ىدراً وسيندـ عليو يوـ ليا هللا !!!
:مرض قسوة القلب
)10( :
بدالً من السكوت أذكر هللا أبى ذكر ...أسػتغفر هللا ،أو صػل علػى سػيدان رسػوؿ هللا ،أو قل ال إلو إال هللا ،فأى ذكر منها ينفعك يوـ ليا هللا ! لكػػن كػػوف اظتػػر حػػني نتشػػى أو ييعػػد أو يركػػب أو ينػػاـ ال يوفػػق َب قلػػك األوقػػات لذكر هللا فهذا دليل علػى أنػو مػن أىػل اطتػذالف الػذين خػذعتم هللا عػن طاعتػو والعيػاذ ابهلل ،وىػػذا أكػػرب خػػذالف يعػػرض هللا لػػو اإلنسػػاف ،أف متذلػػو عػػن طاعتػػو وعػػن عبادقػػو، ألف األمر كما قاؿ : موإٔنَٓمآمسََّٖٓموجلَٓمؼُعِطِيماظُّٓٓغِقام َعنِمؼُقِبُٓمو َعنِمالمؼُقِبُٓ،موالمؼُعِطِيم
اظِّٓٓؼنَمإٔالَٓم َعنِمأَحَبَٓ،مصؿنِمأَسطاهُماظِّٓٓؼنَمصَؼَِّٓمأَح ٓؾَهُ،مواظّٔيمغَػْلِيمبقِّٓهمالمؼُلِؾِمُم سَؾِّْٓمحؿىمؼُلِؾِمَمضَؾْ ُؾهُموَظِلَا ُغهُم40مم
مسالعاتمإضؾالمآمسؾىماظعؾّٓمم ما عبلمة حب هللا للعبد؟ٔٗ ورد َب األثر واشتهر على ألسنة الناس: مإذامأطّٕممآمسؾّٓامأ ؿهمذطّٕهم42م
النػػاس يظنػػوف أف الػػذى ربنػػا لتبػػو هبقػػى لػػو ابظتػػاؿ الكثػػري أو كتعلػػو يشػػرتى أرض أو كتعلػػو يكثػػر رصػػيده ،بينمػػا ىػػذه األشػػيا ليسػػت عبلمػػة اضت ػب ،فلػػو كانػػت ىػػذه األشػػيا عبلمػػة حػػب هللا كػػاف هللا منػػع اظتػػاؿ وىػػذه األشػػيا عػػن الكػػافرين الػػذين ؿتػػن ؿتتػػاج إلػػيهم وفتد عتم أيدينا َب كل وقت وحني. لكن ما عبلمة حب هللا؟ أف يلهم اإلنساف أف يذكر هللا ،...ولذلك كيف قعرؼ أف ىػذا الرجػل موفػق وربنػا راض عنو؟ ٓٗ رواه اإلماـ أزتد عن بن مسعود ،ومثلو رواه اضتاكم وصحح إسناده والبييهى َب الشعب من حديث ابن مسعود ٔٗ نتكنكم الرجوع لكتابنا { كيف لتبك هللا} وقد طبع عدة طبعات. ٕٗ الزىد الكبري للبيهيي مروى عن ذى النوف اظتصرى
:مرض قسوة القلب
)11( :
إذا وجدقػو مشػغوالً بػذكر هللا ،ميػببلً علػى هللا ،وميػببلً علػى كتػاب هللا ،وميػػببلً عل ػػى الص ػػبلة ،ومي ػػببلً عل ػػى الص ػػياـ ،ومي ػػببلً عل ػػى دروس العل ػػم الن ػػافع ،ومي ػػببلً عل ػػى الصاضتني يسمع كبلمهػم ويتػأدب معهػم ابآلداب الػىت أمػر هللا هبػا اظتػؤمنني واظتسػلمني َب كل وقت وحني ،ىذه اي إخواىن عبلمات إقباؿ هللا على العبد وحب هللا للعبػد َب كل وقت وحني.
اِّوضاتماظػاضؾةمم من عبلمات قسوة اليلب أيضاً :
عدـ قوفيق اإلنساف لطاعة هللا َ ب خري األزماف.فهناؾ أوقات فاضلة اختارىا هللا لطاعتو:
فاختار لنا َب كل ليلة الساعة الىت قبل الفجر. -واختار لنا للصياـ يومى االثنني واطتمي .
واختار لنا ليلة النصف من شعباف وليلة السابع والعشرين من رجب وليلػة اليػدروليلة السابع عشر من رمضاف وليلة عاشورا ،ويوـ عرفة. والذى ال يوفق إلحيا ىذه اللياىل ،فهذا دليل على قسوة اليلب وإعراض اليلػب وغفلة اليلب عن هللا ،وقد ورد َب األثر: مإذامأحبمآمسؾّٓاًمدكّٕهمِّصضلماِّسؿالمصىمأصضلماِّوضاتمم41م
فيجعلػػو لت ػا ىػػذه األوقػػات الفاضػػلة ابلطاعػػة ،ومػػن ضػػمنها أيض ػاً ليلػػة اصتمعػػة، فالصاضتوف عتم ليلة اصتمعة ويوـ اصتمعة ميدار ؼتصػوص َب طاعػة هللا ،فيحيػوف الليلػة ابلطاعة ويصبحوف يوـ اصتمعة ولي عتم بضاعة إالً طاعة هللا . ٖٗ أخرجو الرتمذى اضتكيم َب نوادر األصوؿ
:مرض قسوة القلب
)12( :
أدؾابمضلوةماظؼؾبم أعراض اليسوة كثرية ،وقد ذكران بعضاً منها ،فما أسباهبا؟ سنذكر أيضاً بعض ىذه األسباب ...أوؿ ىذه األسباب:
طـّٕةماظؽالممصىمشريمذطّٕمآمم فالناس َب زماننا ىذا عندىم شهوة الكبلـ (عماؿ على بطاؿي ويريد الواحػد مػنهم أف يػػتكلم َب أى حاج ػة ،حػػىت أن ػ فؤج ػػت مػػن بعػػض إخواننػػا الػػذين يػػذىبوف معنػػا َب السػػياحات الروحانيػػة لكػػى يسػػتفيدوا أ ػم يشػػغلوف أوقػػاهتم حػػىت َب ىػػذه السػػياحات َب الكبلـ َب السياسة أو الدنيا أو الذكرايت أو َب الكورة !!!! إذاً ظتاذا أنت ذاىب؟ إف الذى يػذىب َب ىػذه السػياحات الفاضػلة ذاىػب ليتػزود مػن طاعػة هللا ،فييػوؿ خ ػرياً أو يصػػمت ،فالػػذى ذىػػب ليشػػرتى بضػػاعة اإلنتػػاف ال يشػػغل نفسػػو ببضػػاعة أىػػل اطتسراف والعياذ ابهلل ،فيد قاؿ َ ب اضتديث الشريف ،واحفظوه جيداً: مالَمتُؽْـُِّٕواماظْؽَالَمَمبِغَقِّٕٔمذِطّْٕٔماظ ٓؾَهِم،م َصإٔنَٓمطَـَِّٕةَماظْؽَالَمَمبِغَقِّٕٔم ِذطّْٕٔماظ ٓؾَهِمضَلِوَةُم اظْؼَؾْبِ،موَإٔنَٓمأَبِعََّٓماظـَٓاسٔم ِعنَماظ ٓؾَهِماظْؼَؾْبُماظْؼَادِيمم44م
فصػ ػػاحب اليلػ ػػب الياسػ ػػى بعيػ ػػداً جػ ػػداً عػ ػػن هللا ،وكثػ ػػرة الكػ ػػبلـ ىػ ػػى دليػ ػػل اإلفبلسَ ،م ْن اإلنساف اظتفل ؟
الػ ػ ػػذى مل يوفيػ ػ ػػو هللا صت ػ ػ ػ األرابح َب الػ ػ ػػدنيا ،واألرابح َب الطاعػ ػ ػػات واألذكػ ػ ػػار واالستغفار ،فالذى ال يستطيع أف يستغل وقتو َب ىػذه الطاعػات ويشػغلو ابلكػبلـ اآلخػر الفارغ واعتابه واعتازؿ ،ىذا ىو اإلنساف اظتفل . ٗٗ الرتمذى ،عن ابن عمر رضى هللا عنهما
:مرض قسوة القلب
)13( :
وىذا الذى هبقى يوـ الييامة والنا ييوؿ َب شأنو: ٘ٗ
{مأَتَِّٓرُونَم َعنٔماٌُػْؾُِّٗم}م م
ىػػو مفل ػ مػػن أى شػػئ؟ مػػن الطاعػػة ،ألنػػو حػػىت إذا عمػػل الطاعػػة َب يػػوـ فكلمػػة غيبة واحدة قضيع ىذه الطاعة ،ألنو إذا اغتاب إنسػاانً يتحػوؿ رصػيده إىل ىػذا اإلنسػاف، وإذا انتهػى رصػيده فيحمػل مػن سػي ات الػذين قكلػم َب حيهػم ولػذلك قػاؿ وقػد كػػاف جالساً ذات يوـ مع أصحابو الكراـ: ّٔهِماظّٕٔٓؼُّّ؟م {مصَارِتَػَعَتِمرٔؼّّْمعُـِؿَِـةٌ،مصَؼَالَمرَدُولُماظ ٓؾَهِم:أَتَِّٓرُونَمعَامػ ِ ٗٙ
ػِّٔهِمرٔؼُّّماظَِّٓٔؼنَمؼَغِؿَابُونَماٌُؤِعِـِنيَم} م
مشَّمهم رسوؿ هللا ىذه الرائحة ،رائحة منتنو !!! ٕٔ[ اضتجرات]
وكاف َ ب سفره ،وَب السفر كاف يكلف كػل فيػري مػن اظتسػلمني دمػة اثنػني مػن األغنيا لكى يكفلوه وهبكلوه ويشربوه ولتملوه معهما. فكلػػف سػػيدان سػػلماف الفارسػػى دمػػة رجلػػني مػػن األغنيػػا ،وكػػاف الفيػػري يسػػبق ليمهد اظتكاف الذى ينزالف فيو فسبق سػيدان سػلماف ومهػد عتمػا اظتكػاف ،ولكنػو كػاف متعبػاً فناـ ومل كتهز عتما الفطور (األكلي فوصبل فيػاال :احبػث لنػا عػن طعػاـ عنػد النػا ،فػذىب إىل رسػ ػػوؿ هللا فيػ ػػاؿ لػ ػػو :اذىػ ػػب إىل أسػ ػػامو فيػ ػػاؿ لػ ػػو :لػ ػػي عنػ ػػدى شػ ػػئ ،فيػ ػػاال ألنفسػػهما :إنػػو عنػػده ولكنػػو ػػل بػػو علينػػا ،وقػػاال لسػلماف :اطلػػب مػػن أحػػد لخػػر فكلمػػا ذىب يسػأؿ عػن طعػاـ ال كتػد ،فيػاؿ أحػدقتا :دعػو فػوهللا لػو أرسػلتو إىل ب ػر شتيحػة لغػار ماؤى ػػا ،وبع ػػد قلي ػػل إذا برس ػػوؿ هللا خارجػ ػاً ،فس ػػأعتم :م ػػاذا قري ػػدوف؟ ق ػػاال :طعامػ ػاً، فياؿِ َّ « : ػوـ الييام ِػة اعَ ، ٘ٗ متفق عليو عن أىب ىريرة ،ودتامو { قالُوا :اظتُْف ِل ُ فِ ْيػنَا من ال ِد ْرَى َم لَوُ وال َمتَ َ إف اظتُْفل َ من أ َُّم ِِت َهبٌِْب ي َ ٍ ٍ بصبلةٍ سػنَاقِِو َو َىػ َذا ح ػن م ا ذ ػ ى ػى ط ع ػ ي ػ ف ا، ذ ػ ى ب ر وض ؼ َى َذا وأَ َك َل َ دـ َى َذا َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ وهبٌِْب قد َشتَ َم َى َذا َوقَ َذ َ ماؿ َى َذا َو َس َف َ ك َ وصياـ وزكاة َ ََ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِح ُب النا ِر } ر ط ٍب عليو ت ح ر ط ف م ى ااي ط خ ن م ذ ُخ أ عليو ما عنو ى ض ي ػ ي ف َ أ قبل و ق ا ن س ح ت ي ن ف ف فذ ، و اق ن س َ َ ََُْ َُ َ ْ ِم ْن َح َ َ ْ ُْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ ُُ ُ َ الدنياَ َ،عن َجابِ ِر ب ِن َعب ِد َِّ اُ ر ِ ض َي َّ اُُ َع ْنػ ُه َما أيب وابن أزتد رواه ٗٙ ْ َ ْ ْ َ
:مرض قسوة القلب
)14( :
{مصؼالم ؿا:معاظيمأرىمخضّٕةماظؾقمميفمأصواػؽؿا،ممضاال:موآمؼامردـولمآمعـام
تـاوظـامؼوعـامػّٔاميؿاً،ضال:مبلمزؾؾؿممتأطؾونميممدؾؿانموأداعةم}
:
وىذا مثل عملى حى على الفور!! فمجال
ٗٚ
الكبلـ بغري ذكػر هللا كلهػا ييػوؿ فيهػا
معامجؾّٗمضوممثممضاعوامسؾىمشريمذطّٕمآم،مإالموضاعوامسؾىمأغنتمعنم جقػةمريارم48مم
ولذلك من السنة أف نعطر غتالسنا:
-بذكر هللا.
-أو بتبلوة من كتاب هللا.
أو قبلوة حديث عن رسوؿ هللا. -وَب لخر اجملل
نيوؿ كما علمنا رسوؿ هللا وؿتن قائموف:
مدؾقاغكماظؾفمموحبؿّٓك،موغشفّٓمأنمالمإظهمإالمأغت،مغلؿغػّٕكموغؿوبمإظقكمم49م
فيد قاؿ :من قاؿ ىذه الكلمات لخػر اجمللػ كانػت كفػارة ظتػا ارقكبػو َب ىػذه اجملل فمثل ىذه اجملال قيسى اليلب.
اظلؾبماظـاغى ماظؽالممعّٝماظـلاءمم فذذا كاف الكبلـ مع الرجاؿ ييسى اليلب ،فالكبلـ مع النسا أكثر أثػراً َب قسػوة اليل ػػب ،ودائم ػ ػاً اإلنسػ ػػاف نتيػ ػػل للحػ ػػديث م ػػع النسػ ػػا ،وخاصػ ػػة أف أعمالنػ ػػا كلهػ ػػا اآلف أصبحت من الببل الذى ؿتن فيػو ؽتلػو ة ابلنسػا ،وطبيعػة اإلنسػاف دتيػل للحػديث معهػن ٗٚرواه السيوطى َب اصتامع الصغري عن أن ،وَب قفسري روح البياف وقفسري البغوى. ٗٛرواه أزتد وابن حباف عن أ[ى ىريرة رضى هللا عنهما ٜٗرواه أبو داود والرتمذى واضتاكم من حديث عائشة رضى هللا عنها
:مرض قسوة القلب
)15( :
فالكبلـ مع النسا اي إخواىن ييسى اليلب.
اظلؾبماظـاظث:ماظشؾّٝمم فكثرة األكل واإلمتبل نتنع رقة اليلب ولينو وخشوعو هلل . ولذلك سألوا أحد الصاضتني :ظتاذا ال ؾتد اطتشوع َب الصبلة؟ فياؿ عتم: {مؼضّٝمأحّٓطممبقـهموبنيمآمزبالهمعنماظطعامموؼّٕؼّٓمأنمجيّٓمأثّٕاًماًشوعم!!}م
ؿتن كلنا اليوـ الذى نصوـ فيو نكوف أخشع هلل اي إخواىن ظتاذا؟ ألف اطتشوع دائما هبقى مع عدـ اإلفراط َب الطعاـ.
اظلؾبماظّٕاب :ّٝصضولماظـظّٕمم السبب الرئيسػى والػذى ييسػى اليلػب ،كثػرة النظػر للػرائحني والغػادين والرائحػات والغادايت ،فذف من مؤل عينو من النظر مؤل هللا قلبػو حسػرات ،ظتػاذا؟ ألف اظتػؤمن مطالػب بيوؿ هللا :
[ٖٓ النور]
ال بػػد أف نغػػض البصػػر ،والػػذى ال يغػػض بصػػره سػػيندـ بعػػد ذلػػك أشػػد النػػدـ ،ولػػن ينفع ػػو الن ػػدـ ألف كث ػػرة اإللتف ػػات دت ػػؤل أف ػػق اليل ػػب ابضتج ػػب الياطع ػػات ،وقعيبه ػػا الغفل ػػة واضتسرات ،ولذلك قاؿ ابن عطا هللا السكندرى وأرضاه َب ِح َك ِمو: طقفمؼشّٕقمضؾبمصورماِّطوانمعـطؾعةمصىمعّٕآته؟!م أممطقفمؼّٕحلمإديمآموػومعؽؾلمبشفواته؟!
:مرض قسوة القلب
)11( :
أممطقفمؼطؿّٝمأنمؼّٓخلمحضّٕةمآموػومملمؼؿطفّٕمعنمجـابةمشػالته؟!م -أممطقفمؼّٕجومأنمؼػفممدضائقماِّدّٕارموػومملمؼؿبمعنمػػواته؟!م
فاليلب اظتلئ ابلصور الىت حولنا ... وال يزاؿ ينظر إليها نتيناً ومشاالً!!! فمىت يصفو لريى صورة روحانية ،أو صورة ملكوقية ،أو رؤاي حسنة منامية؟ أين يرى ىذه األمور؟ فالذى يعيش فيو ىو الذى ينػاـ فيػو وىػو الػذى سػرياه ،وىػذا مػا لتػدث ومػا يتبػع، فبلبػػد أف نفػػرغ اليلػػب شػػي اً فشػػي اً حػػىت يتفضػػل هللا عليػػو مبػػا قفضػػل بػػو علػػى عبػػاده الصاضتني ،فاألسباب اي إخواىن ىى: كثرة الكبلـ بغري ذكر هللا . الكبلـ مع النسا . الشبع. النظرات احملرمة.
اظلؾبماًاعّٗ:مأطلمايّٕاممم بعد ذلك الطامة الكربى ،والدا األعظم: و ىػو أكػػل اضتػراـ والعيػػاذ ابهلل ،فػذف مػػن أكػػل حرامػاً مل يتلػػذذ بطاعػة أبػػداً ولػػو عبػػد هللا علػػى الػػدواـ إىل ايػػة األايـ ،ف ػذف هللا يعاقبػػو فيحرمػػو مػػن لػػذة الطاعػػة ،والليمػػة الواحدة يعاقب صاحبها ابضترماف من لذة الطاعة أربعني يوماً ،فػذف اتب وأانب ردت إليػو حبلوة اإلنتاف ،وإف مل يتب إىل هللا وينيب بيى َب ىذا اضترماف على مدى األايـ.
:مرض قسوة القلب
)11( :
اظلؾبماظلادس:مطـّٕةماٌـاممم ىذه بعض األسباب الرئيسية ،ويضاؼ إليها كثرة اظتناـ ولذلك قالوا:
سالجمضلوةماظؼؾبم {معنمأرادمأنمحيقىمآممضؾؾه،مصؾقشغلمبّٔطّٕمآموضؿه،موظقغّٚمبصّٕهموأسضاءهم سنمايّٕام،موظقؿؼوتمعنمايالل،موالمنألمبطـهمعنماظطعام،موالمؼشؾّٝمسقـقهمعنم صضولماظـظّٕ،موالمنؽنمجلؿهمعنمطـّٕةماٌـامم}م
ىذه اي إخواىن األشيا الىت إذا استطعنا أف نعمل هبا فسنشفى إف شا هللا مػن دا اليسوة ...وؿت ابلرقة ...واللني ...واطتشوع ...واطتضػوع ...وحػبلوة اإلنتػاف ... وطعم اإلنتاف ...قاؿ : مذاقمرعمماإلنانمعنمرضىمبآمتعاديمرباً،موباإلدالممدؼـاً،مومبقؿّٓم م غؾقاًموردوالًم50م م
إًّوجمعنمساداتماظـػّٗمم بيى كلمة واحدة: ؿتن رتاعة صوفية والذى هبقى معنػا يريػد أف يتنػاوؿ مػن اظتائػدة الروحانيػة الػىت ؿتػن جالسوف عليها وهبكل منها وعلى رأسها سيدان وموالان رسوؿ هللا . وال ػػذى يري ػػد أف يك ػػوف معن ػػا وهبك ػػل معن ػػا ال ب ػ َّػد أف يغ ػػري م ػػن نفس ػػو ليكػ ػوف مث ػػل إخوانو ،لكن الذى يريد أف يظل على ما ىو عليو من أخبلقو ومػن طباعػو ومػن عاداقػو ال ينفع اي إخواىن !!! ٓ٘ رواه أزتد والرتمذى وابن حباف عن العباس بن عبد اظتطلب
:مرض قسوة القلب
)19( :
فػأى إنسػاف ينضػم صتماعػة البػد وأف هبخػذ خلػق ىػذه اصتماعػة ،ألنػو أصػبح واحػػداً مػػنهم ،وأصػػبح عنػػواانً علػػيهم ،والنػاس ينظػػروف إليػػو علػػى أنػػو فػػرد مػػنهم ،فبلبػػد أف نتشػى على نظاـ اصتماعة الىت ىو منها. واآلفة اظتوجودة َب ىذا الزماف ىى الىت قاؿ فيها رسوؿ هللا : ٔ٘
مإسفابمطلمذىمرأىمبّٕأؼهمم م
فكل واحد معجب برأيو ،وكل فرد معتيد أنو ىو الذى علػى الصػواب ،وأنػو يفكػر قفكرياً ال نتاثلو قفكري أحد ،وأنو َب العيل وَب النباىة وَب الذكا لي لو مثيل!! كل ىذا صحيح إذا مل يكن ىناؾ حكم وارد من شرع هللا ،لكػن مػا داـ ىنػاؾ حكم وارد من شرع هللا فالواجب على العبد مهما كاف ذكاؤه ومهما كانػت نباىتػو ومهمػا كاف اجتهاده عليو أف متضع ضتكم هللا . فػػنحن مػػا رتعن ػا إال لتنفيػػذ الش ػريعة ،ولػػي اظتطهرة ،والشريعة ىى اضتاكم فيما بيننا.
ىنػػاؾ أحػػد كبػػري علػػى أوامػػر الش ػريعة
واجبمإخواغـاموأحؾابـامسبومبعضفممم ظتا هبقى أحد من إخواىن وييػوؿ ىل :ىػذا اظتوضػوع الػذى قعملػو لػي يصح أف أقوؿ لو لي لك دخل هبذا؟ كيف أقوؿ لو لي
صػحيحاً فػبل
لك دخل وؿتن رتيعاً رجل واحد ؟!!!
إف الذى ال ييبل النصيحة من إخوانو لي
أبخ ألي كذلك اي إخواىن؟
ألف ىذا الكبلـ قد لتصػل مػن بعػض إحبابنػا ،فيػد هبقػى أخ ييػدـ النصػيحة ألخيػو ف ػػريد علي ػػو بيول ػػو ل ػػي ل ػػك ش ػػأف ىب ،كيػ ػف قي ػػوؿ ل ػػو ل ػػي ل ػػك ش ػػأف ىب وؿت ػػن إخ ػػواف ٔ٘ رواه الرباز والطربى وأبو نعيم والبيهيى َب الشعب من حديث أن
:مرض قسوة القلب
)91( :
وأحباب؟ وإذا كنا ال ينصح بعضنا بعضاً ،فيد خنا األمانة ألف النا قاؿ لنا رتيعاً:
ماظّٓؼنماظـصققة،مضؾـامٌنمؼامردولمآم؟مضال:مٓموظّٕدوظهموِّئؿةماٌلؾؿنيم ٕ٘
وساعؿفممم م
فبلبد من النصيحة ،حىت أنو قاؿ ال َّ َّ بد أف قتشاوروا ،من نشاور؟ قاؿ: مادرتذّٓواماظعاضلمتّٕذّٓواموالمتعصوهمصؿـّٓعوام
ٖ٘
م
ومن اإلنساف العاقل ؟ قد يظن البعض أنو شديد الذكا ،ولكن النػا وضػح صػفاقو وبػني نعوقػو فيػاؿ عػن العاقل ..الكي الفطن .... ماظؽَقُِّٓٗمعنمدَانَمغَػْ َلهُموَسَ ِؿلَمظِؿَامبَعَِّٓماٌوتِ،مواظعاجُِّٖمعنمأَتِؾََّٝمغَػْ َلهُم ػَوَاػَاموتَؿَـَٓىمسؾىمآمم54م
فهو اإلنساف الذى يراقب هللا ومتشى هللا ،ولذلك فاهلل كترى اطتري على لسانو. فمن أجل ذلػك ؿتػن نشػاوره ألننػا متأكػدوف أف اطتػري الػذى جػا ان علػى لسػانو إفتػا ىو من عند هللا ،وقولو : مإٔدِؿَِّٕذُِّٓواماظْعَا ِضلَمتَِّٕذُُّٓوا،موَالَمتَعِضُوهُمصَؿَـَِّٓعُوام55م
فال ػػذى يعص ػػى س ػػوؼ ين ػػدـ ،وى ػػذا ك ػػاف نظ ػػاـ الص ػػاضتني َب ك ػػل وق ػػت وح ػػني اي إخواىن ،فالناس ظتاذا يشاوروف إخوا م ويشاورف الصاضتني؟ أل ػم كتػػدوف َب ىػػذه اظتشػػورة فضػػل هللا ،وىدايػػة هللا ،وقيسػػري هللا ،ومػػن أجػػل ٕ٘ رواه أزتد عن ابن عباس ،ومسلم وأبو داود والنسائى عن نعيم الدارى ،والرتمذى والنسائى عن أىب ىريرة ٖ٘ رواه اطتطيب عن أىب ىريرة ٗ٘ سنن الكربى للبيهيي عن شداد بن أوس ٘٘ جامع اظتسانيد واظتراسيل عن أىب ىريرة
:مرض قسوة القلب
)90( :
ذلك ال يوجد أحد يعصيهم َب أمر من األمور إال ويندـ بعد ذلك!. ىػ ػذا أيضػ ػاً م ػػن اظتواض ػػيع ال ػػىت كت ػػب علين ػػا أف نراعيه ػػا فيم ػػا بينن ػػا ....أال وى ػػى النصيحة وقد قاؿ : ماٌؤعنمعّٕآةماٌؤعنمم56م
فبل بد أف يكوف كل منا مرلة ألخيو ،يبني ألخيو عيوبو ويبني ألخيو الصػفات الغػري وجيهة فيو ،واظتؤمن الكي الفطن يكوف مثل سيدان عمر الذى كاف ييوؿ: مرحممآماعّٕاًمأػّٓىمإديمسقوبىمم
فهػو الػذى يطلػب مػن النػاس أف قوجػو إليػو عيوبػو ،حػىت يكػوف ماشػياً علػى الػنهج اظتستييم ،ومن انحية أخرى قاؿ قعاىل: ٚٛ[ اضتج]
حرج.
فبل كتوز أبداً أف واحداً منا لترج أخاه َب أى أمر من األمػور ،ألف الػدين لػي
فيػو
وكيف لترجو؟
مػػثبلً يػػذىب إليػػو وييػػوؿ لػػو :اي فػػبلف سػػأقناوؿ طعػػاـ الغػػدا معػػك اليػػوـ ،وىػػويعرؼ أنو غري مستعد لذلك ،فهذا إحراج!
أو اي ف ػػبلف أري ػػد من ػػك أف قنج ػػز ىل اظتوض ػػوع الف ػػبلىن والفل ػػوس ظت ػػا لت ػػني موع ػػدصرؼ الراقب ،وىو يعرؼ أف أخاه لي معو اظتاؿ البلزـ.. أو اي ف ػػبلف أي ػػن أن ػػت ذاى ػػب؟ ذاى ػػب ظتك ػػاف ك ػػذا ،طي ػػب أان لت مع ػػك ،أان الأريدؾ ،البد أف أذىب معك!! ٘ٙرواه الطرباىن َب األوسه والضيا عن أن
والبخارى َب األدب وأبو داود عن أىب ىريرة
:مرض قسوة القلب
)91( :
ال ينفع ىذا ،فهذا إحراج َب الدين! .. الدين اإلسبلمى اي إخواىن لي
فيو إحراج ،٘ٚألف هللا قاؿ:
واألمور َب اإلسبلـ مبنيو على الرتاضى ،وعلى الرضػا ،وَب الرضػا خػري كثػري ،قػاؿ َ ب اضتديث الطويل الشهري إلبن عباس: {م َصإٔنٔمادِؿَطَعِتَمأَنِمتَعِ َؿلَمبِاظصَٓؾِّٕٔمعََّٝماظْقَؼنئمصَاصْ َعلِم َصٔإنِمظَمِمتَلِؿَطِِّٝمصَاصِؾِِّٕم
ػهُمخَقِّٕاًمطَـرياًموَاسِؾَمِمأَنَٓمعََّٝماظصَٓؾِّٕٔماظـَٓصَِّٕموَاسِؾَمِمأَنَٓمعََّٝم َصإٔنَٓميفماظصَٓؾِّٕٔمسؾىمعامتؽَّْٕ ُ اظْؽَِّٕبِماظْػَ َّٕجَموَاسِؾَمِمأَنَٓمعََّٝماظْعُلِّٕٔماظْقُلَِّٕم}58.م
نسأؿ هللا أف كتملنا ابآلداب ... وأف ينظمنا َب عيد األحباب ... وأف كتعلنا من اظتهتدين للصواب ... وأف كتعلنا من الذين قفتح عتم الرحاب ... ويتحلوف حبلل األحباب ... وكتعلنا من الذين لتبوف الطاعات واليرابت... وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
٘ٚوَب فتاوى ابن حجر اعتيثمي فيما أخذ ابضتيا { أال قرى إىل حكاية ا ِإلرتاع على أف مػن أخػذ منػو شػي علػى سػبيل اضتيػا من غري رضا منو بذلك ال نتلكو اآلخػذ وعللػوه أبف فيػو إكراىػاً بسػيف اضتيػا فهػو كػا ِإلكراه ابلسػيف اضتسػي بػل كثػريوف ييػابلوف ى ػػذا الس ػػيف ويتحمل ػػوف مػ ػرار جرح ػػو وال يي ػػابلوف األوؿ خوفػ ػاً عل ػػى م ػػرو هتم ووج ػػاىتهم ال ػػِت يؤثرى ػػا العي ػػبل ومت ػػافوف عليه ػػا أًب اطتوؼ }. ٘ٛاظتستدرؾ على الصحيحني ،عن ابن عباس
:مرض قسوة القلب
)92( :
م م
معـفاجماظلاظؽنيمم عـفاجماظلاظؽنيمم أوالً:ماظؿقصنمحبصونماظشّٕؼعةماٌطفّٕةمم ثاغقاً:مععّٕصةماِّذطارماظـؾوؼةمصىماِّحّٓاثمايقاتقةم ثاظـاً:ماٌطعممايالل رابعاً:محلنماظؼقاممبػّٕائّٚمآم خاعلاً:ماظؿؼّٕبمإديمآمبـواصلماظ م دادداً:مادؿقضارمصورةمإٌّذّٓم دابعاً:ماِّخالقماظػاضؾةمم
وصـقــــــــــة
م م
م م م م م مم ] مريم01 [
معـفاجماظلاظؽنيم م
*
عـفاجماظلاظؽنيم مم
ؼـــامعّٕؼـــّٓاًمعـــامضـــّٓمذـــفّٓغامم
مم
صاخؾّٝماظـعلموادـؿؿّٝمٌؼـاديمم
ؿت ػػن واضتم ػػد هللا رتيعػ ػاً نري ػػد أف نتحل ػػى حبل ػػل الع ػػارفني ،ون ػػذوؽ بع ػػض رت ػػاالت اظتيػػربني ،ونشػػم أريػػح ونسػػيم اجملتبػػني واظتصػػطفني ،وؾتل ػ علػػى مائػػدة مػػن موائػػد سػػيد األولػػني واآلخ ػرين قػػدار علينػػا مػػن أصػػناؼ اظتعػػارؼ اإلعتيػػة ،والعلػػوـ الوىبيػػة ،واألحػػواؿ الرابنية ما بو نكوف رتيعاً إف شا هللا من أىل اظتعية احملمدية ،فما الباب اي إخواىن؟ ىػػذا الكػػبلـ رمب ػا قلتػػو قبػػل ذلػػك م ػراراً وقك ػراراً ،لكػػن نعيػػد ألف الػػبعض كػػاف غػػري حاضػػر ،والػػبعض اآلخػػر رمبػا كػػاف غػػري قػػادر علػػى أف ينفػػذ فرمبػػا مل يكػػن كػػل مػػا قيػػل جػػا أوانو ،رمبا يكوف جا أواف التنفيذ. فالبداية ألىل البداية ،شرطها حىت قشرؽ عليهم أنوار النهايػة ...البػد وأف قكػوف البداية فيهػا قػوة عزنتػة ،وشػدة َب أخػذ األوامػر اإلعتيػة والسػنن احملمديػة ،ومػن أجػل ذلػك قاؿ الشيخ ابن عطا هللا وأرضاه َب ِحكمو: {معنمطاغتمبّٓاؼؿهمربّٕضةمطاغتمغفاؼؿهمعشّٕضةم} م
ولذلك فنحن نعرؼ صحة قصد اظتريد من البداية: فاظتريػػد الػػذى هبقػػى مػػن البدايػػة وعنػػده فتػػور ،وعنػػده كسػػل ،وبػػدأ سػػلوكو مػػع هللا ابإلعتذارات ،نيوؿ :لي فيو فائدة كبرية ،وحىت َب الوظػائف اضتكوميػة ،اظتوظػف اصتديػد احملػػاف علػػى اظتواعيػػد وقػػائم بعملػػو ،نيػػوؿ ىػػذا نتكػػن اإلعتمػػاد عليػػو ،واظتوظػػف الػػذى يبحث عن الثغرات الىت هبا يهرب من العمل ،فذف مستيبلو ال يبشر ابطتري إذا كاف مصػراً على ىذه البداية ،كذلك اظتريد َب طريق هللا :
:منهاج السالكني
)95( :
ٕٔ[ مرمي]
( لتا ي يعػ اي مػن قريػد اضتيػاة ،فكػل الػذى يريػد اضتيػاة اإلنتانيػة ويرغػب أف لتػا َب اضتي ػػاة الرض ػػوانية النوراني ػػة الب ػػد وأف هبخ ػػذ الكت ػػاب ،والكت ػػاب يعػ ػ قع ػػاليم الكت ػػاب وقشريعات الكتاب وأخبلؽ الكتاب ،هبخذىا بيوة عزنتػة ،فهػذه ىػى البدايػة ...البػد أف قكوف العزائم ماضوية.
أوالً:ماظؿقصنيمحبصونماظشّٕؼعةماٌطفّٕةم فػذذا كانػػت العزنتػػة قويػػة ،ويريػػد الػػدخوؿ إىل روض اظتعيػػة ،فػػأوؿ شػػئ يعملػػو لتصػػن نفسو ابضتصوف الشرعية ،وىذا ما ييوؿ فيو اإلماـ أبو العزائم : إ ــــىموأؼــــّٓغىمبشــــّٕسكمزــــاػّٕاًمم
ِّذفّٓمغورماظوجهمصىمطـلموجفـةمم
إ ىمبكماذغؾـىمسـنماظغـريمأصـــىمم
إ ــىموحصـــىمحبصــنماظشــّٕؼعةمم
فيعرؼ ما البد لو منو من أمور الشػريعة حػىت ال يفعػل شػي اً عػن جهػل ،ألف اصتهػل أبحكاـ الشػريعة ال يعفػى مػن الػوزر ،ظتػاذا؟ ألف هللا أشػار علػى اصتاىػل الػذى ال يعلػم اضتكم أف يسأؿ العامل ،وذلك بيولو : ٖٗ[ النحل]
فبلبد أف أعرؼ ما البد ىل منو ،لي مع ذلك أف أقعلػم الشػريعة ألجػادؿ هبػا أو أفتخر هبا ،ال ،ولكن كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم : حصــلماظعؾــممبعــّٖممصــادقمم
المتؽنمصـىماظعؾـممطلـالغاًمعؾـولمم
حصــلماظعؾــممباظؼــّٓرمماظــّٔىم
ؼؼؿضـــقهماظوضـــتمالمضـــالمؼؼـــولمم
فالعلم الذى حتتاجو اآلف وَب ىذا الوقت الطهارة ،والصبلة ،والصػياـ ،والزكػاة إذا كاف عندؾ شئ هب فيو الزكاة ،وكػذلك حتتػاج إىل معرفػة أحكػاـ البيػع والشػرا ،ولداب
:منهاج السالكني
)91( :
معاملػػة الزوجػػة ،ولداب قربيػػة األوالد ،ومعرفػػة حيػػوؽ اصت ػرياف ،وحيػػوؽ األقػػارب ،وصػػلة األرحاـ ،ومعرفة لداب العمل َب اإلسبلـ ،فأنت حتتاج إىل كل ىذه األمور ،وال غػ لػك عن معرفتها.
ثاغقا:مععّٕصةماِّذطارماظـؾوؼةمصىماِّحّٓاثمايقاتقةم يكمػػل ىػػذه اظتبػػادئ التش ػريعية أف اإلنس ػػاف يعػػرؼ الكلمػػات اظتيدسػػة الػػىت ك ػػاف يرددىا سيدان رسوؿ هللا عند األحداث والنوازؿ مثل: مػػا الػػذى كػػاف ييولػػو وىػػو خػػارج مػػن البيػػت؟ ومػػا الػػذى كػػاف ييولػػو وىػػو داخػػل اظتنػػزؿ؟ ومػػا الػػذى كػػاف ييولػػو قبػػل األكػػل؟ ومػػاذا كػػاف ييػػوؿ بعػػد األكػػل؟ ومػػا الػػذى كػػاف ييولػػو عنػػد دخولػػو اظتسػػجد؟ ومػػا الػػذى كػػاف ييولػػو أثنػػا خروجػػو مػػن اظتسػػجد؟ ومػػا الػػذى كػػاف ييولػػو قبػػل دخولػػو للمرحػػاض؟ وأيضػػا بعػػد خروجػػو مػػن اظترحػػاض؟ ومػػاذا كػػاف ييولػػو عند النوـ ،وكذلك عند إقياف زوجاقو؟ وىػػذا الكػػبلـ ال لتتػػاج إىل معرفػػة ،ولكنػػو لتتػػاج إىل قطبيػػق ،فػػأعرؼ وأطبػػق علػػى الفور ،وأعلم أوالدى معى على ىػذا الػنهج حػىت أحصػنهم ،وأفضػل كتػاب َب ىػذا البػاب كتاب األذكار لئلماـ النووى حىت قالوا: {مبّٝماظّٓارمواذرتىماِّذطارم}( )59)2م
كثري من إخواننا اشرتوه ،ولكنهم ركنػوه ،فمػا الفائػدة الػىت عػادت علػيهم غػري أ ػم أقاموا اضتجة على أنفسهم؟ إفتا اظتطلوب أف يشػرتوه وينفػذوه ،حػىت قكػوف أنػت األذكػار، أنت نفسك األذكار ،ألنك عندما خترج من البيت وقيوؿ:
مبلممآمتوطؾتمسؾىمآ،موالمحولموالمضوةمإالمبآماظعؾىماظعظقممم
م
يياؿ لك: (ٕي وقد رتعنا ىذه األذكار َب كتابنا (أذكار األبراري
:منهاج السالكني
)91( :
موضقتموطػقتموػّٓؼتمم( )1م
وعند الذىاب إىل اظتسجد قيوؿ: ماظؾفممحبقماظلائؾنيمسؾقك،موحبقماظّٕاشؾنيمإظقك،موحبقمممشاىمػّٔامإظقك،م صإغىمملمأخّٕجمأذّٕاًموالمبطّٕاًموالمرؼاءّموالممسعة،مإمنامخّٕجتماتؼاءمدكطكم
وابؿغاءمعّٕضاتك،مصاشػّٕمديمذغوبىمصإغهمالمؼغػّٕماظّٔغوبمإالمأغت،ماظؾفممأجّٕغىم ()4
عنماظـار،موأدخؾـىماىـةمم
م
فأان اآلف ظتاذا أحف ىذه الكلمػات وأسػتطيع قردادىػا؟ ىػذا كلػو مػن التطبيػق ،لػو مكثت َب يوـ ال أقوعتا سوؼ أنساىا ،والذى يثبتها التطبيق. إذاً يصػػري كتػػاب األذكػػار صػػفحات َب صػػدور األب ػرار ظتػػاذا؟ أل ػػم يطبيونػػو علػػى الدواـ َب كل ضتظة من اللحظات ،وعندما ألب أقوؿ: ()5
مايؿّٓمآماظّٔىمطلاغىمعامأوارىمبهمسورتىم،موأوؿلمبهمصىماظـاسمم
وألػػب النا قاؿ:
ابليمػػني وأخلػػع ابليسػػار ،وعنػػدما ألػػب
م
اضتػػذا البػػد وأف أنفضػػو أوالً ،ألف ()6
معنمطانمؼؤعنمبآمواظقومماآلخّٕمصالمؼؾؾّٗمخػقهمحؿىمؼـػضفؿا م
م
والسبب َب ذلك أنو جػا َب مػرة مػن اظتػرات يلػب نعلػو فجػا غػراب مػن السػما فػػاختطف النعػػل وطػػار هبػػا َب اعتػػوا فسػػيطت مػػن داخلهػػا حيػػة ،فبعػػدىا قػػاؿ ىػػذا اضتػػديث اظتشػػار إليػػو لنف ػاً ،ومػػرة نسػػيت ىػػذه السػػنة س ػهواً ،ولبسػػت اضتػػذا ومل أنفضػػو فأحسست بشئ َب داخلػو يػؤظت بوخػذة ،فخلعػت اضتػذا وإذا ىب أجػد بداخلػو خنفسػا فعزوت ىذا لعدـ قيامى بتنفيذ السنة. (ٖي أخرجو ابن ماجو من حديث أىب ىريرة (ٗي رواه مسلم عن أىب سعيد اطتدرى (٘ي رواه أبو داود والنسائى َب اليوـ والليلة والرتمذى من حديث أىب سعيد اطتدرى (ٙي مسند الشاميني عن أىب أمامة
:منهاج السالكني
)99( :
إذاً اظتطلػػوب مػػع العمػػل ابألحكػػاـ الشػػرعية ،أف أنفػػذ األذكػػار النبويػػة َب حركػػاقى وسكناقى: وىى دتؤل علينا كل شػ وف اضتيػاة ،فهنػاؾ أذكػار عنػد الػريح ،وأذكػار عنػد الزلزلػة، وأذكػػار عنػػد نػػزوؿ اظتطػػر ،وأذكػػار عنػػد اطتسػػوؼ ،وأذكػػار عنػػد الكسػػوؼ ،وىكػػذا، وكل ىذا موجود َب كتاب األذكار ،واظتطلوب أف نتصفحو حىت نكوف مػن األبػرار إف شا هللا.
ثاظـاً:ماٌطعممايـاللم فبع ػػد الشػ ػريعة واألذك ػػار الب ػػد أف أحك ػػم األص ػػل األوؿ ،وإال ض ػػاع عمل ػػى ىب ػػا منثوراً ،وما األصل األوؿ؟ الليمة اضتبلؿ ،فيد قاؿ : مظؽلمذئمأداس،موأداسمػّٔاماظّٓؼنماٌطعمماياللموربمظؼؿةمحّٕامم
ؼأخّٔػاماإلغلانمالمؼؾؼىم امباالًمالمؼؿؼؾلمعـهمسؿلمٌّٓةمأربعنيمؼوعاًم( )7م
فالذى يتعبد أو يذىب جملال
اطتري فبل قيمة لعملو ما داـ مل يراع ىذا األصل.
وؿتن ال نبتعد عن اضتراـ فيه ولكننا من أىل إقيا الشبهات. ومن أراد معرفة اظتزيد من أصناؼ الشبهات فعليو ابلتوضػيح الشػاَب الػذى وضػحو فضيلة الشيخ /دمحم على سػبلمة َب كتابػو ( مصػابيح علػى طريػق اإلنتػاف ي ومػن أراد اظتزيػد َب رتاع ىذا البػاب كمعرفػة اضتػبلؿ واضتػراـ والػورع وأصػنافو فعليػو بكتابنػا (مائػدة اظتسػلم بني الدين والعلمي. فاظتسلم يتيى الشبهات ،قاؿ : المؼؽونماظّٕجلمعنماٌؿؼنيمحؿىمؼّٓعمعامالمبأسمبهمحّٔراًمممامبهمبأسمم( )8م (ٚي أخرجو الطربىن عن ابن عباس رضى هللا عنهما (ٛي رواه ابن ماجة
:منهاج السالكني
)011( :
والػػذى ال يس ػتطيع أف لتػػاف علػػى اظتطعػػم اضتػػبلؿ فعليػػو أف يػػرح نفسػػو مػػن اآلف ألنػو لػي لػو نصػػيب َب طريػق الصػاضتني وال طريػق اظتتيػػني وال حػىت طريػق اظتسػلمني ،قػػاؿ :إف هللا أمر اظتؤمنني مبا أمر بو اظترسلني فياؿ للمرسلني َب (ٔ٘اظتؤمنوفي: وقاؿ للمؤمنني :
ٕٔٚ[البيرة]
وما الطيبات؟ ىى اضتبلؿ ...أى البد وأف قكوف من طريق حبلؿ. فبل قكوف من سرقة وال من غش وال من نصب وال عن طريق سػيف اضتيػا ،وىػذه قكوف كثرية َب الصناع!! مثبلً رجل يعمل عندى فأسألو عن أجػره :كػم اي فػبلف؟ فييػوؿ الػذى قدفعػو ،الػذى قدفعو يع طمعاف ،الشغلو قساوى ستسة جنيهات ،أعطيو عشػرة وأقػوؿ لػو خػذ مػا قريػد فيأخػػذىا ونتشػػى وينتهػػى األمػػر علػػى ذلػػك ...ىػػذا حػراـ ألنػػو اسػػتحل الػػزايدة عػػن أجػػره بغػػري حػػق وبغػػري رضػػى نفػ مػ وأخػػذ رزقػاً حرامػاً ألنػػو مل يشػػرتط ،وعليػػو أف هبخػػذ أجػػر اظتثل ،أى مثل ما هبخذ غريه وال هبخذ زايدة. وىػذا اظتػػاؿ ال حرمػػة فيػػو إذا قػػاؿ ىل :ىػػات ستسػػة وأان أعطيتػػو عشػػرة ،ولكنػػو قػػاؿ أعطيػ ماشػ ت فأعطيتػػو عشػػرة وقلػػت لػػو خػػذ مػػا يكفيػػك فأخػػذ العشػػرة مسػػتغبل طيبػػىت ودتسكى إبنتاىن وشدة حيػائى ،فعليػو أف يستوضػح النػاس كػم هبخػذوف وهبخػذ مثػل النػاس َب ىذه الصنعة أو ىذه العملية ،وهبخذ مثل غريه. ىذه الصفة انتشرت َب اجملتمع ،فالصناع يريدوف أف هبخذوا من الناس أبى طريػق، فهذا حراـ اي إخواىن ال يرضى عنو هللا وال يرضى عنو رسوؿ هللا .
:منهاج السالكني
)010( :
رابعاًم:محلنماظؼقاممبػّٕائّٚمآممم فػػذذا أحكمنػػا األسػػاس وىػػو اظتطعػػم اضتػػبلؿ ،فنتجػػو بعػػد ذلػػك إىل إدتػػاـ الف ػرائض، اضتديث الذى يرويو سيدان عبد هللا بن مسعود : مؼامردولمآمعامأحبماِّسؿالمإديمآ؟مضالماظػّٕائّٚمظوضؿفامم()33م م
فعلى السالك الراغب َب فضل هللا ،والطالب ظتعية رسػوؿ هللا ،واظتيتفػى أثػػر رجػػاؿ هللا الصػػاضتني أف لتػػاف علػػى الصػػلوات اظتكتػػوابت َب رتاعػػة وَب بيػػت هللا عنػد أوؿ الوقػت ،أى ال يػؤذف اظتػؤذف عليػو إال وىػػو َب اظتسػجد متهػئ للصػبلة وىػذا ىػػو اظتياـ األعلى ،أو يبادر عند شتاع األذاف إىل اظتسجد وىذا ىو اظتياـ األدىن. وعلػػى ىػػذا الػػنهج كػػاف وال ي ػزاؿ الصػػاضتوف َب كػػل زمػػاف ومكػػاف ،فلػػم نسػػمع عػػن أحػد مػن الصػػاضتني السػابيني أو البلحيػني اضتييييػػني أنػو رضػى لنفسػػو أف يتنػزؿ عػن اظتيػػاـ العلػػى وعػػن الصػػف األوؿ َب مواجهػػة األوؿ ،بػػل البػػد أف يكػػوف َب الصػػف األوؿ على الدواـ بني يدى هللا مهما كانت الظروؼ ومهما كػاف السػهر ،وقػالوا َب ذلػك ( :كػل سهر نتنع عن صبلة الفجر حاضراً فهو سهر َب معصية هللا ي وذــغؾفنمبغــريمذطــّٕكمضــارّٝمم
م
دفّٕماظعقونمظغـريموجفـكمبارـلمم
أى فػالعني الػىت قشػتغل بغػري ذكػر هللا َب سػهرىا ،أو بغػري اظتسػارعة إىل قنفيػذ أوامػر هللا َب ليلها يكوف سهرىا ىذا ابطبلً اي إخػواىن ،إذاً البػد مػن الفػرائض َب وقتهػا َب رتاعػة وَب بيت هللا حىت أضمن اليبوؿ إف شا هللا ألن لو صػليت مبفػردى ال أعػرؼ ىػل قيبػل أـ ال؟ وحػػىت لػػو قبلػػت فلػػن أسػػتطيع أف أًب خشػػوعها اظتطلػػوب هلل ،لكػػن َب اصتماعػػة فالصػػبلة مضػػمونة وميبولػػة ،فلػػو كػػاف فيهػػا رجػػل صػػاّب يتيبػػل هللا صػػبلقو وييبػػل صػػبلة اصتميع من أجلو ،قاؿ : (ٔٔي متفق عليو
:منهاج السالكني
)011( :
ما اجتمع أربعوف رجبلً من أمىت إالً كاف فيهم رجل صاّب
(ٕٔي
مػن أجػل ذلػك نبحػث عػػن اظتسػاجد الكبػرية الػىت فيهػػا األربعػوف ولػي عػن الػػزوااي الصغرية الىت فيها عشرة أو ستسة ،بل اظتسجد الذى فيػو أربعػوف حػىت نضػمن أف الصػبلة ميبولة إف شا هللا.
خاعلاً:ماظؿؼّٕبمإديمآمبـواصلماظ م فيلنا اي إخواىن: إف األساس األوؿ ىو الشريعة :فبلبد أف نتحصن حبصن الشريعة. األساس الثاىن :األذكار. األساس الثالث :اظتطعم اضتبلؿ. األساس الرابع :الفرائض َب مواقيتها. واظتطع ػػم اضت ػػبلؿ ،أو ق ػػرؾ اضتػ ػراـ ابلكلي ػػة يعػ ػ اظتطع ػػم اضت ػػبلؿ م ػػع ق ػػرؾ ال ػػذنوب واآلاثـ ،ىػػذا شػػئ طبيعػػى ألف الػػذى ييػػوـ ابلف ػرائض وَب نف ػ الوقػػت ييػػع َب الػػذنوب واآلاثـ يكوف ما يفسده أكثر ؽتا يصلحو: ٖٔ[ النساء]
فذذا حافظت على الفرائض وىذه ىى األساس ،وأريػد أف أدخػل َب رايض اظتيػربني أبف أدخل َب اضتديث اليدسى الذى ييوؿ: معامتؼّٕبمإديمسؾّٓىمبشئمأحبمإديممماماصرتضؿهمسؾقه،موالمؼّٖالمسؾّٓىم (ٕٔي رواه اطتليلى عن ابن مسعود والسيوطى َب اصتامع الصغري
:منهاج السالكني
)012( :
ؼؿؼّٕبمإديمباظـواصلم( الىت سيأقى ذكرىا يمحؿىمأحؾهمم()34مم
فذن أدخل َب دائرة النوافل ،وما النوافل اظتطلوبة ىنا؟ ختاـ الصبلة والبػد مػن احملافظػة عليػو ،والسػنن البلحيػة ابلصػبلة اليبليػة والبعديػة، وأحػػاف علػػى سػػنة الضػػحى وسػػنة الػػوقر ،وإف اسػػتطعت أف أصػػلى ولػػو ركعتػػني َب جػػوؼ الليػػل اآلخػػر حػػىت أكتػػب َب ديػػواف اليػػائمني هلل ،فلكػػى أحصػػل علػػى غتمػػوع النوافػػل كلهػػا قيريب ػاً ...فالضػػحى ال أقركهػػا ،والػػوقر ال أقركػػو ،وإف اسػػتطعت أال يفػػوق صػػبلة الليل ولو بركعتني ال أقرؾ ذلك أبداً فيد قالوا: {مرطعؿانمباظؾقلمخريمعنمأظفمرطعةمباظـفارم}،موضاظوامأؼضاً :م {مرطعؿانمباظؾقلمخريمعنماظّٓغقاموعامصقفام}،موضقل :م {موعنمصؾىمباظؾقلمواظـاسمغقاممرصعتمظهمؼومماظؼقاعةماِّسالممم} م
و قاؿ : مبشّٕماٌشاءؼنمصىماظظالممباظـورماظؿاممؼومماظؼقاعةممم( )35م
وبعد ىذه النوافل ـتتم ختاـ الصبلة الطويل لئلماـ أىب العزائم بعد الفجر ،فاإلمػاـ أبػػو الع ػزائم وأرضػػاه كػػاف ىػػذا جػػو علػػى الػػدواـ يصػػلى الفجػػر َب رتاعػػة ومتػػتم ىػػو (*ي وأحبابو َب رتاعة وبعد اطتتاـ مباشرة ييرأ الصلوات والفتوحات الىت أوردىا عن النا ،ولكن كيف ييرأىا؟ وكيف متتم؟ ىناؾ قرا ة للعادة ،وىػى أف قيػرأ كعػادة وختػتم كعػادة أى قريػد أف قػؤدى مػا عليػك فيه وىذه اليرا ة ال قعود على صاحبها ابلفتح ،وىناؾ قبلوة للفتح وفيهػا البػد أف قػرت وختشع وقتأىن وقرقل حىت حت ابضتبلوة وقنػزؿ علػى قلبػك ىطػوؿ الغيػوث الرابنيػة وأنػواع (ٗٔي متفق عليو عن حديث أىب ىريرة (٘ٔي رواه أبو داود ،والرتمذى ،وأبو يعلى ،والدار قط ،والبيهيى عن بريدة (*ي ختاـ صبلة الفجر واألوراد والفتوحات والصلوات موجودة َب كتب أوراد األخيار ،وجاكع األذكار واألوراد
:منهاج السالكني
)013( :
الرزتػػات اليدسػػية فتجػػدىا انزلػػة علػػى قلبػػك وحتػ بػػربد قنزالهتػا َب صػػدرؾ أثنػػا قيامػػك بتبلوهتا وقتذوؽ من حبلوة اإلنتػاف ومػن رحيػق اإلحسػاف ومػن صػفا اإلييػاف مػا ال يشػعر بو األولوف وال اآلخروف. فػػذذا كنػػت متعب ػاً فػػبل يفوقػػك أف قػػؤدى قبػػل النػػوـ اصتػػز اطتػػاص أبدعيػػة الصػػباح الواردة عن سيدان رسوؿ هللا ٍ ب قناـ. وبعػػد أف قسػػتيي فأمامػػك متسػػع مػػن الوقػػت حػػىت صػػبلة الظهػػر قكمػػل فيػػو خػػتم الصبلة الطويل والصلوات شوع وبرتقيل وبتأىن وبرت . وىناؾ أيضاً انفلة أخرى أال وىى الصياـ: البػػد أف يكػػوف ىل نصػػيب مػػن الصػػياـ ولػػو علػػى األقػػل ثبلثػػة أايـ كػػل شػػهر ،وىػػذا ىو اضتد األدىن للسالكني اي إخواىن مهما كانت الظروؼ. والثبلثػػة أايـ إف ش ػ ت غتتمعػػني أو متفػػرقني يػػوـ َب أوؿ الشػػهر أو َب وسػػطو أو َب لخره كما يػروؽ لػك ،اإلثنػني مػن كػل أسػبوع جػائز ،كػل يػوـ ستػي جػائز اظتهػم أف نرعػى لداب السياحة أثنا الصياـ ،فمن لداب السياحة أال أحضر عند أخػى وأان صػائم فػنحن قى إىل اظتسجد على اظتغرب وبعد اظتغرب الدرس ،فػذذا كنػت صػائماً لخػذه وأطلػب منػو كتهز ىل إفطاراً وأعطلو وىو يرغب أف يسمع الػدرس ،فهػذا األمػر لػي لػو داعػى َب مثػل ىذا اليوـ .فذذا كاف األخ ذاىباً لزايرة أخيو فمن السنة أف أذىػب إليػو مفطػراً حػىت يعطيػو الفرصػة لئلكػراـ ،بػل مػن السػنة أال أذىػػب ألزور أحػد َب اليػوـ الػذى أان صػائم فيػو ػػاراً، ظتاذا؟ حىت أعطيو الفرصة ليكرم وليظهر كػرـ هللا عل ّػى ،فالػذى متػرج لسػياحة مثػل ىػذه فػػبل داعػػى لصػػيامو َب ذلػػك اليػػوـ ،إفتػػا يصػػوـ َب يػػوـ لخػػر غػػري ىػػذا اليػػوـ لكػػن ال متلػػى نفسو من صياـ ثبلثة أايـ من كل شهر ،وقاؿ : مأَالَمأُخِؾُِّٕطُمِمبِؿَامؼُِّٔػِبُموَحََّٕماظصَِّٓٓرٔ؟مصَوِمُمثَالََثةِمأَؼَٓامٕم ِعنِم ُطلٔٓمذَفِّٕٕمم()36م م (ٔٙي سنن النسائي الصغرى عن عمرو بن شرحبيل
:منهاج السالكني
)014( :
يذىب اإلحن واألضغاف اظتوجودة َب الصدر ،وقاؿ : ()77
ممصوممذفّٕماظص م(أى رمضافيموثالثةمأؼاممعنمطلمذفّٕمصومماظّٓػّٕمطؾهمم
م م
يعترب كصياـ السنة كلها ،إذاً ال متلى نفسو من ىذا اليدر. وأيض ػاً البػػد أف يكػػوف لػػو َب كػػل يػػوـ وقفػػة مػػع كت ػاب هللا ،واضتػػد األدىن كمػػا قػػاؿ الصػػاضتوف أف ييػرأ اليػػرلف مػػرة كػػل ثبلثػػني يومػاً ،أى كػػل يػػوـ جػػز اً مػػن اليػػرلف ...قػرا ة بتدبر وبتأىن وبتفهم ،وإذا مل ييرأه ىنا مىت سييرأه؟ عندما نتوت !!!!! وكػذلك ال بػػد أف يكػػوف لػو نصػػيب مػػن علػػم هللا ،فييػرأ ولػػو صػػفحة َب كتػػاب، ولو ابب ليولػو :م طلمؼوممملمأزددمصقـهمسؾؿـاًمبّٕبـىمصـالمبـوركمديمصـىمرؾـوعم
مشّٗمذظكماظقومممم
(ٔٛي
و قاؿ :مِّنمتغّٓوم( يع قصػبح يمصؿؼّٕأمباباًمعنمأبوابماظعؾـممخـريمظـكم
عنمأنمتصؾىمعائةمرطعةم
(ٜٔي
عـّٖظةماظعؿلمسـّٓماظلاظؽنيم فمػػع أىن أخػػتم الصػػبلة ،وأقػرأ الصػػلوات ،فػػذن أهػػو إىل عملػػى ويػػرف َب أذىن قػػوؿ هللا : ٔٓ٘[ التوبة]
ألىن لػو قصػرت َب عملػػى فػذف رزقػى سيصػػبح حرامػاً ،فػأان أؤدى عملػػى كمػا ينبغػػى حىت يبارؾ هللا فيو على قدر مػا كلفػ هللا بػو ،وعلػى قػدر التكليػف الػذى كلفػ اظتس وؿ َب العمل بو. (ٔٚي رواه أزتد وابن جرير ،والبيهيى عن أىب ىريرة (ٔٛي رواه الطرباىن َب األوسه ،وأبو نعيم َب اضتلية ،وابن عبد الرب َب العلم من حديث عائشة (ٜٔي رواه أزتد وابن جرير ،والبيهيى عن أىب ىريرة
:منهاج السالكني
)015( :
دادداً:مادؿقضارمصورةمإٌّذّٓممم وىناؾ شئ لخر مهم وىو أساس الفتح للصاضتني: وىػػو أنػو ال بػػد عنػػد كػػل عمػػل مػػن األعمػػاؿ الصػػاضتة مػػن اإلستحض ػار علػػى لوحػػة اطتياؿ لصورة اظترشد ألف ىػذه ىػى ابب الفػتح األعظػم ،فاظترشػد ىػو البػاب الػذى هبقيػك منو الوارد من سيدان رسوؿ هللا ،وكونػك استحضػرقو يعػ فتحػت ابب الفضػل اإلعتػى لك ،وقد قاؿ اإلماـ أبو العزائم َ ب ىذا الشأف: ((مادؿقضارمصورةمإٌّذّٓمنـّٝموارداتمايّٗمسنماظؼؾبم)) م
أى كتعػػل اضتػػواس مشػػغولة ال أتقػػى بشػػئ مػػن اطتػػارج قػػورده لليلػػب فيكػػوف اضت ػ حتػػت سػػلطاف اليل ػػب ،واليلػػب يتلي ػػى مػػن ال ػػرب ،وأسػػرع بػ ػراؽ لئللتحػػاؽ ابلرف ػػاؽ وللتليػػى مػػن حضػػرة اطتػػبلؽ ىػػو صػػورة اظترشػػد الػػداؿ علػػى هللا ،وإف كػػاف اظترشػػد َب نظرؾ رجل فيري أو مسكني لكنها حكمة هللا . فاإلمػػاـ أبػػو الع ػزائم عنػػدما ذىػػب ليػػزور سػػيدى ايقػػوت العػػرش ،وكػػاف رج ػبلً حبشياً وسيدى أبو العباس أقى بو من ببلد اضتبشة بريح ،ألف هللا قيده عنده أبنو سػيكوف خليفة الزماف ،حىت أف سيدى أبو العباس ساعة ما ولػد َب اضتبشػة أمػر أوالده أف يصػنعوا ثريداً وضتماً ،وظتا سألوه قاؿ :اليوـ ولػد ايقػوت العػرش بػببلد اضتبشػة ،قػالوا :ومػن ايقػوت العػػرش؟ قػػاؿ خليفػػىت ،وكػػاف ىنػػاؾ ه ػار هبخػػذوف األوالد الصػػغار مػػن اضتبش ػة ويبيعػػو م عبيػػداً فأخػػذوه ضػػمنهم ،وكػػاف قػػوى البنيػػة ،فهاجػػت ال ػريح والسػػفينة َب البحػػر األزتػػر، فيػػاؿ التػػاجر :إذا أؾتػػاان هللا سػػأعطى ىػػذا العبػػد لسػػيدى أىب العبػػاس اظترسػػى ،وَب اضتػػاؿ سكنت الريح وسارت السفينة ،وبعد قليػل جػا ليػاقوت مػرض َب رأسػو ،فيػاؿ التػاجر َب نفسػػو سػػأعطى للشػػيخ ىػػذا العبػػد اظتػريض؟! ال ،سػػأختار واحػػداً أحسػػن وأقػػوى وىػػذا ىػػو الذى ينفع ،وقد وصلت السفينة قرب العصر إىل اإلسػكندرية ،فيػاؿ الشػيخ ألقباعػو ىيػا بنػػا ن ػرتيض علػػى البحػػر ،وعنػػدىا وصػػلت السػػفينة قػػاـ التػػاجر وقػػاؿ للشػػيخ اي سػػيدى
:منهاج السالكني
)011( :
بربكتك أؾتاان هللا وىذا العبد ىدية لك ،فياؿ الشػيخ :ال! ؿتػن نريػد الػذى نذرقػو لنػا، فجػػا بػػو ،فخلػػع عنػػو عمامتػػو ووضػػعها علػػى رأسػػو فطابػػت رأسػػو َب اضتػػاؿ ،فأخػػذه وقػػواله ورابه وزوجو ابنتو ،وصار واراثً ضتالو ،ولذلك ظتا ذىب اإلماـ أبو العػزائم ليػزوره َب ضػرلتو اظتبارؾ قاؿ َب شأنو: تواضعتمربماظعّٕشمأسؾقتمباظػعلم
جعؾتمتـّٕبماِّرضمظؾعـاملماظؼطؾـامم م
فهػ ػػو ق ػ ػراب صػ ػػحيح ولكنػ ػػك جعلتػ ػػو اليطػ ػػب ،أنػ ػػت لػ ػػك مطلػ ػػق التص ػ ػريف َب اظتوجودات فتفعل فيها ما قشا وقصنع هبا ما قريد: ٕٔٗ[ األنعاـ] ٕٗ[ األنبيا ]
ظتػػاذا طػػرد إبلػػي ؟ ىػػل كفػػر ابهلل؟ ال ،بػػل ألن ػو مل يسػػجد للعبػػد الػػذى أقامػػو هللا، وىذه قاؿ فيها اإلماـ أبو العزائم : ((مسفؾتمٌنمدفّٓمظواحّٓمصأذّٕك،موٌنمدفّٓمإلثـنيمصوحّٓم!!!م))مم
قالوا كيف؟ قاؿ :إبلي أىب أف يسػجد إال هلل ،وظتػا قػاؿ لػو اسػجد للعبػد أىب فأشػرؾ وبعػد عػن رزتة هللا ،واظتبلئكة يسجدوف هلل وأمرىم هللا أف يسجدوا للعبد فسجدوا فوحدوا. وىكػػذا ىػػو األمػػر اي إخػػواىن ...فبعػػد النفػػوس عػػن حضػػرة اليػػدوس معظمػػو لعػػدـ قسػليمهم ألمػر هللا َب اختيػار هللا وَب اصػطفا هللا للرجػاؿ الػذين ييػيمهم هللا لتجديػد دين هللا ،وهللا قطع األمر فياؿ:
فهذه إرادقو وقلك مشي تو وأنػت لػي
لػك مػن األمػر شػئ ،ىػذا ىػو اختيػاره وىػذا
:منهاج السالكني
)011( :
ىو انتياؤه وىذا ىو اصطفا ه . فصورة اظترشد ىى اظتفتاح الذى يفتح للسالك كل خزائن عامل األرواح. وؿتػػن قػػد جربناىػػا اي إخػػواىن واضتمػػد هلل ،ومػػا ؿتػػن فيػػو فهػػو مػػن ىػػذا البػػاب ال مػػن عمػػل وال أمػػل ،فػػأان رجػػل فيػػري ال أسػػتطيع أف أعمػػل وال أف أقعبػػد وال غػػريه ،وكػػل مػػا َب األمر أف يستحضر السالك صورة اظترشػد فيجػد أف كنػوز السػموات واألرض العليػة كلهػا مفتحة. وإذا استحض ػػر الس ػػالك ص ػػورة اظترش ػػد َب أى مهم ػػة أو أى ملم ػػة فذ ػػا قف ػػرج َب اضتاؿ وكأنو كلمة السر الىت كتيب هبػا هللا اظتضػطر ،ولػذلك كػاف الصػاضتوف السػابيوف يبينوف ذلك فييولوف: {مإنمادؿقضارمصورةمإٌّذّٓمػوممبـابةمادممآماِّسظمماظّٔىمإذام دسىمبهمأجابموإذامدؽلمبهمأسطىم}م
فيػػد سػػأؿ خاصػػة اظتريػػدين شػػيخهم الشػػيخ دمحم البكػػرى -وكػػاف قطػػب وقتػػو – فيػػالوا :مػػا اسػػم هللا األعظػػم؟ فيػػاؿ عتػػم أان ،فاسػػألوا هللا ىب فذنػػو كتيػػبكم َب الوقػػت واضتاؿ. وكاف الشيخ أبػو اضتسػن الشػاذىل وأيضػا سػيدى أبػو العبػاس اظترسػى ييػوؿ كػل منهم لتبلميذه: {متوجفوامإديمآممبـامصىمحاجاتؽممؼؼضقفامظؽمم}م
ؿتن طبعا مل نصل إىل ىذا اظتياـ ولك أبني مكاانت العارفني وأرضػاىم ،فبلبػد لئلنساف يستحضر صورة اظترشد: عنػػد قػػبلوة اليػػرلف وعنػػد الػػذكر وعنػػد ق ػرا ة الصػػلوات وعنػػد العلػػم عنػػدما يػػدرس العلم وَب أى أمر من األمور حىت يتمثلو ولتتذى حذوه ويتأسى بو.
:منهاج السالكني
)019( :
فهذه ىى الصورة اظتعتمدة َب حضرة هللا . فمػػثبلً ...فاصتنيػػو الػػذى عليػػو صػػورة اظتلػػك فػػاروؽ كػػاف معمػػوالً بػػو َب عصػػره أمػػا اآلف ىل ينفع َب زماننا؟! وإذا ذىب بو أحد إىل البنك ليتعامل بو ما الذى لتدث لو؟ ييبضوا عليػو فػوراً ألنػو رجػل مػزور ،فالعملػة اظتسػموح بتػداوعتا َب اظتلػك واظتلكػوت ىػػى الصػػورة اظتعتمػػدة أى العبػػد اظتيػػاـ مػػن لػػدف سػػيدان رسػػوؿ هللا ،فاإلقامػػة للعبػػد مػػن هللا على يد سيدان وموالان رسوؿ هللا . ىػػذه النيطػػة مهمػػة وقػػد أطلػػت فيهػػا بعػػض الشػػئ أل ػػا ىػػى األسػػاس وال أحػػب أف أقكلػػم فيهػػا كث ػرياً ألف بعػػض النفػػوس الضػػعيفة يتوقتػػوف أننػػا عنػػدما نػػتكلم َب ىػػذا األمػػر فػػنحن نػػدعو ألنفسػػنا ،أبػػداً ؿتػػن ؿتػػق اضتػػق واضتػػق أحػػق أف يتبػع وؿتػػن مػػأموروف أال نغػػش والدين النصيحة فهل نغش إخواننا؟ أـ البد أف نبني عتم الطريق الذى سلكناه؟ ىذا ىو مبدؤان ،ولو كتمت شي اً فذن أكػوف غاشػاً إلخػواىن !! ....وىػذا علػم ال كتػػب كتمػػو! ...وإف كػػاف مػػن علػػوـ اضتيييػػة !!! ...ألنػػو ىػػو األسػػاس َب طريػػق هللا كمػػا وضػػح وبػػني ذلػػك كػػل السػػابيني والبلحيػػني ...وكلهػػم اقفيػػوا علػػى ىػػذا األصػػل وال يوجد بينهم اختبلؼ.
دابعاً:ماِّخالقماظػاضؾةم وبعد ذلك: عباد الرزتن.
يلتزـ ابلنهج احملمدى مع زوجتو. وابطتلق النبوى مع أوالده. واألخبلؽ احملمديػة َب قعاملػو مػع جريانػو وأقاربػو حػىت يػدخل َب
:منهاج السالكني
)001( :
وظتا يسري علػى ىػذا اظتنهػاج ويػنجح فيػو ... ،وىػذا ىػو اظتنهػاج األوؿ ينتيػػل قليائي ػاً إىل اظتػػنهج الثػػاىن وىػػو منهػػاج الواصػػلني ... ،وفيػػو يتوقػػف العمػػل ابللسػػاف!! ..ويصػػبح العمػػل ابليلػػب واصتنػػاف ،!!! ..وىػػذا لػػي وقتػػو اآلف ولي شأنو اآلف.
نسأؿ هللا أف يصلح أحوالنا ،وأف ييوـ أخبلقنا ،وأف يهذب نفوسنا وطباعنا وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
وصــــــقٖة ػالك علػػى ى ػػذا أخ جديػػد ،فػػاظتفروض أف األخ ال ػػذى هبقػػى بػػو سػ ٌ إذا أقبػػل علينػػا ُ اظتنهج فعليو أف يتوىل قليينو ىذا اظتنهج من نفسو وىذا إذ ٌف منا بذلك صتميع اإلخواف. ويتبيػػى بعػػد ذلػػك أنػػك إذا كنػػت ملتزم ػاً هبػػذا اظتػػنهج فسػػتمنحو عنػػد التليػػني روح العمل ابظتنهج ،وأنت رمبا ال قشعر فيعمل بو ويعينو هللا على أدا ىذه األحكاـ. وىذا ىو منهاجنا رتيعاً اي إخواىن َب الدعوة إف شا هللا رب العاظتني .. ويكوف لك بعد ذلك الثواب الذى أشار إليو رسوؿ هللا َ ب قولو: ()22
((مِّنمؼفّٓىمآمبكمرجالًمواحّٓاًمخريمظكمعنماظّٓغقاموعامصقفام))م
م
وفينا هللا وإايكم للعمل ظتا لتبو ويرضاه . وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
(ٕٕي رواه أزتد من حديث معاذ وَب الصحيحني مػن حػديث سػهل بػن سػعد بلفػ " ألف يهػدى هللا بػك رجػبلً واحػداً خػري لػك من زتر النعم "
:منهاج السالكني
)000( :
م
مجفادماٌؼّٕبنيم م *
جفادماٌؼّٕبنيمم غــــارماٌــفاػـــــــّٓةمم تـــّٖطقــــةماظـػـــّٗم عقّٖانمضؾولماِّسؿالم ذفواتماظـػّٗماًػقةم اظشــــــّٕكماًـــػىم تفــــّٔؼـــبماظــــػّٗم اظؾاسثمسؾىماىفادم ععــّٕصـــةماظـػــّٗم صػاتمأػـــلماظؼّٕبم م
صورْمعنمجفادماظعارصنيم وضــــــتماظلقـــــــــّٕم اإلدؿغػارمسؼبماظعؾادةمم
ضالماإلعاممأبوماظعّٖائممرضىمآمسـه :م م
سؾؿتمغػلىمأغىمطـتمالمذئم صصّٕتمالمذئمصىمغػلىموصىمطؾىم بهمتـّٖٖهمصّٕتُماآلنمعوجـــــوداًم
م
بهموجودىموإعّٓادىمبهمحوديم وعنمأغامســــــّٓمْمآمذيَّؾـىم
م
صصــــــّٕتمصورتهماظعؾقامبالمغقلم م
مجفادماٌؼّٕبنيم م
*
جفادماٌؼّٕبنيم مم
صـإنمرعـتماظوصـولمإديمجـــابىمم
مم
صفّٔىماظـػّٗمصاحـّٔرػامموسـادىمم
سػػيدان أبػػو اليزيػػد البسػػطامى وأرضػػاه ،وقػػد صػػار مػػن كبػػار العػػارفني ابهلل حػػىت صار بينو وبني هللا دالؿ ووداد ،وصل بو إىل أف قاؿ لو العلى اليدير: اي أاب يزيد لو أنبأان اطتلق مبحبتنا لك ليتلوؾ. فياؿ وأرضاه :ولو أنبأهتم بسعة رزتتك ما عبػدوؾ ،فيػاؿ :اي أاب يزيػد ال نيػوؿ وال قيوؿ . أنظر إىل الدالؿ والػوداد وصػل إىل أى مػدى !! حبيػب متاطػب حبيبػو علػى بسػاط اليرب واظتناجاة وال رقيب وال واشى وال غواشى بل وال خؤل وال مؤل !!! ىذا الرجل الذى وصل إىل ىذا اضتاؿ َب بدايتو كاف مثلنا وقاؿ: {مرؾؾــــتماظوصــــولمإديمآمموأخــــّٔتمصــــىماظعؾــــاداتمواجملاػــــّٓاتم
واٌؽابّٓاتموزــتمأغفاماظطّٕؼقماٌوصلمإديمآم ...م
مثػػل معظػػم النػػاس الػػذين يظنػػوف أف الطريػػق الػػذى يوصػػل إىل هللا ىػػو العبػػاداتواإلكثار منها واجملاىدات – مضالموصىمظقؾةمعنماظؾقاديمرأؼتماٌوديممصؼؾت:مؼاربمأرؼّٓماظؼّٕبمعنم
حضّٕتك،مصؼال:ممؼامأبامؼّٖؼّٓمأتّٕكمغػلكموتعالَ }.م
فذان ال ُؾتل
على ىذا البساط إال من قرؾ نفسو وجا بروحو وقلبو.
:جهاد املقربني
)003( :
غــــــارماٌــفاػــــّٓةم فعرؼ أف اظتػدار كلػو علػى جهػاد الػنف فأخػذ كتاىػد نفسػو وظػل كتاىػد نفسػو كػم من الوقت؟ قاؿ :جاىدت نفسى عشرين عاماً ،كيػف كنػت هاىػدىا؟ قػاؿ :كنػت حػداداً على نفسى ( حداد يع وضعها َب النار !! ويظػل يػنفخ عليهػا ابلكػري لكػى يسػويهاي ... !!! {مطـتمحّٓاداًمسؾىمغػلىمسشّٕونمساعاًمثممتـعؿتمبفامبعّٓمذظكم} م
لكػػن النػػاس يريػػدوف أف يتنعمػػوا مبػػا قػػنعم بػػو العػػارفوف وحديػػدىم ابرد مل يػػدخل َب النار ،ىل ىذا ينفع؟ ال ،فاضتديد لكى أشكلو ماذا أفعل فيو؟ الزـ أدخلػػو النػػار وأصػػهره إىل درجػػة اإلنصػػهار ،فػػالنف حديػػدة الطبػػع ،حدي ػدة اطتلػػق ،حديػػدة العػػادات ،ولكػػى ألػػني طباعهػػا وألػػني عاداهتػػا وألػػني أخبلقهػػا حػػىت أطبعهػػا ابلطبعػػة احملمديػػة وأخليهػػا ابألخػػبلؽ الرابنيػػة وأىػػذهبا ابلكمػػاالت اإلعتيػػة الزـ أدخلهػػا انر اجملاىدة . وغارماجملاػّٓةمبعّٓػامغورماٌشاػّٓةم .م
انر ونػػور ...واالثن ػاف نف ػ الكلمػػات ،فالنػػار للمجاىػػدة ...ولتػػدث منهػػا النػػور للمشاىدة ....ما الفرؽ بني النار والنور؟ النار َب البداية وبعدىا قصفو ،ماذا يكوف؟ نػػور ،حينما نوقد النار َب األوؿ يكػوف فيهػػا دخػػاف وغػػريه ،لكػػن بعػػدما قصػػفو مػػاذا قكػػوف؟ نػػور خػػالى ،فػالنف اي إخػػواىن كمػػا قاؿ اضتكما : أدبماظـػّٗموادـؿؽؿلمصضـائؾفامم
صأغتمباظـػّٗمالمباىلـممإغلـانمم
فأنت إنساف عند هللا مباذا؟ بنفسك الزكية.
:جهاد املقربني
)004( :
ولذلك فذف أصحاب رسوؿ هللا صلوات هللا عليو ورضػى هللا عػنهم أرتعػني صػعدوا على درج الكماالت اإلعتية وعلى رفرؼ العناايت الصمدانية مباذا؟ ههادىم ألنفسهم. سػػيدان رسػػوؿ هللا مكػػث معهػػم َب مكػػة ثػػبلث عشػػرة سػػنة ،مكػػث معهػػم اثن ػىت عشرة سنة وبعدىا فرضت الصبلة ،وبعدما ىاجر بسنتني فرض الصياـ ،وفرضػت الزكػاة، وبعد اعتجرة بثماىن سنني فرض اضتج ،إذاً ماذا كاف يفعل معهم َب ىذه االث عشر سنة؟
تـــّٖطقــــةماظـػّٗم كػػاف فاحت ػاً عتػػم مدرسػػة اشتهػػا مدرسػػة قزكيػػة النفػػوس وقطهريىػػا مػػن ليس ػها لتطيػػب فتدخل رحاب حضرة اليدوس ،ألف العبػادات الػىت يكلػف هبػا اإلنسػاف بعػد ذلػك عنػدما نبحث َب قانوف اليبوؿ عتذه األعماؿ ،ماذا قاؿ هللا فيو؟ م ػػن ال ػػذى ي ػػنجح عن ػػدؾ َب العب ػػادات؟ م ػػن ال ػػذى يفل ػػح؟ النج ػػاح عن ػػد هللا اشت ػػو الفبلح ،قاؿ :ىل قريدوف أف قعرفوا؟ قلنا :نعم .قاؿ: [ األعلى]
فالذى يريد أف يفلح َب العبادات ...ويناؿ هبا رفعة الػدرجات ...ويصػعد هبػا إىل منتهى الكماالت ...ويرقى هبا إىل حضرة الذات :... البد أف نتشى على ىذا اظتنهج: -
يزكى نفسو أوالً . وبعد ما يزكى نفسو يتعبد!!
فه ػػذه ى ػػى العب ػػادة اطتالص ػػة ،أل ػ ػا بع ػػدما يزك ػػى ال ػػنف ،والتزكي ػػة قعػ ػ التطهػػري فتزكيػػة الػػنف يع ػ قطهريىػػا ،ومػػم أطهرىػػا؟ مػػن صػػفاهتا السػػي ة ،مػػن األحياد ومن األحساد ومن الغضب ومػن الشػهوة ومػن الشػره ومػن اصتشػع ومػن
:جهاد املقربني
)005( :
الغػش ومػن اطتػػداع ومػن الػراي ومػػن حػب الشػػهرة ومػن طلػب الظهػػور ،كػل ىػػذه الصفات ىى الىت قيطع اإلنساف. عقّٖانمضؾولماِّسؿالم م
فعنػػدما نػػزف أعمػػاؿ العبػػاد ابظتػػوازين اضتييػػة ،كالصػػدؽ واإلخػػبلص وغريىػا ؾتػػدىا ال قرقػػى إىل درجػػة اليبػػوؿ! ظتػػاذا؟ أل ػػم مل كتاىػػدوا قػػببلً َب قزكيػػة نفوسػػهم مػػن الصػػفات الػػىت حت ػػبه األعم ػػاؿ ،فم ػػثبلً ال ػػذى مت ػػرج للح ػػج كي ػػف يتحي ػػق ل ػػو اليب ػػوؿ؟ إذا عل ػػم اظت ػػوازين احملمديػػة الػػىت هبػػا لتػػبه العمػػل وهنبهػػا وعػػرؼ عبلمػػات اليبػػوؿ فاىتػػدى هبػػا وحػرص علػػى العمل هبا ،فمن موجبات عدـ اليبوؿ قولو : مخيّٕجماظـاسمإديمايجمصىمآخّٕماظّٖعانمأربعةمأصـا مدالرقـفممظؾـّٖػةم
وأشـقاؤػممظؾؿفارةموضّٕاؤػممظؾلؿعةموصؼّٕاؤػممظؾؿلأظةم
(ٕ ي
وىؤال كلهم خارج اظتيزاف !!.. فذن ال أخرج للحج لكى ييولوا ىل عنػدما أرجػع اضتػاج فػبلف وإال فػذذا كػاف اضتػج ليب فذننا كتب أف نيوؿ اضتاج أبو بكر واضتاج عمػر ،ىػل حجػوا أـ ال؟ ليػد حجػوا مػراراً وقكػراراً ،وكػػذلك ىػػل اضتػػج أىػػم مػػن الصػػبلة ؟ الصػػبلة ،إذاً فػػاظتفروض أف نيػػوؿ اظتصػػلى فبلف واظتزكى فبلف !! ... إذاً ظتاذا أان خارج للحج؟ هلل !!. ٜٔٙ[ البيرة]
هلل أى لرضػػا هللا ولنيػػل اليبػػوؿ عنػػد هللا ولطلػػب الوصػػوؿ حبضػػرة هللا ولئلقصػػاؿ والوصوؿ أبىل ميامات الكماؿ َب حضرة الكبري اظتتعاؿ ،فاألعماؿ عنػدما قريػد أف قز ػا ز ا بصنجة اإلخبلص: (ٕي رواه اطتطيب والدنتلى عن أن
.
:جهاد املقربني
)001( :
ٖ[ الزمر] ٘[ البينة]
ولكى أصل إىل مياـ األخبلص فعلى هولة كبرية مع النف
ألطهرىا من شهواهتا.
ذفواتماظـػّٗماًػقةم النف
ماذا حتب؟
قالوا :حتب أشيا كثرية: أوؿ شى حتب الظهور والشهرة: قريد أف قُعػرؼ ،قريػد مػن النػاس أف يعرفػوا أف فػبلان ىػذا رجػل ييػوـ الليػل أو رجػل متتم اليرلف كل أسبوع مرة أو رجػل ينفػق علػى الفيػرا واظتسػاكني ،وحػىت لػو أنػك عملػت عمبلً َب السر قظػل ورا ؾ حػىت قػذكره إلنسػاف وال قسػرتيح ىػى أبػداً إال إذا ذكرقػو ألحػد ..وقد ذكر ذلك ىذا اضتديث الشريف الذى قاؿ فيو : مإذامسؿلمأحّٓطممسؿالًمبقـهموبنيمآمصالمؼّٖالماظشقطانمبهمحؿىمؼّٔطّٕهم صإذامذطّٕهمحؾّٛمسؿؾهمم( )6م
ألف الشيطاف يريد أف يفسد عليك األمر. فالنػػاس مػػاذا حتػػب؟ حتػػب الظهػػور ،فواحػػد مثلػػى إذا خطػػب خطبػػة يريػػد بعػػد أف ينتهى منها أف ييوؿ لو الناس :اي سبلـ ،اليوـ أنت أبػدعت ،أنػت اليػوـ وال الشػيخ فػبلف وال العامل فبلف وال الػواع فػبلف ،ىػذا الكػبلـ يطػرب الػنف جػداً وحتػب أف قسػمع مثػل ىذا الكبلـ وقريد أف قستزيد منو ، !! ..حىت إذا مل ييلو أحػد فػذف الػنف قطلبػو فتيػوؿ: َب اليوـ؟ كيف كانت اطتطبة اليوـ؟ ما رأيك اي فبلف َّ (ٙي رواه صاحب كشف اطتفا .
:جهاد املقربني
)001( :
قريد أف قتلذذ هبذا اضتديث ...فهذه لذة النف
ألف النف
:
ولذهتا فيها حتفها وىبلكها والعياذ ابهلل. وفيه ػػا بع ػػدىا ع ػػن حض ػػرة اليػ ػرب واظتناج ػػاة ضتض ػػرة رب الع ػػاظتني وحض ػػرة خ ػػرياظترسلني . وىى قتطلب من اإلنساف أف يكوف واعيا عتا وحريصاً منها.وكػذلك قريػػد أف قظهػر َب اظتيدمػػة فػػتجل َب مكػاف ظػػاىر وواضػح َب غتلػ مثػػل ػاؿ ىنػػا أو ىنػػا اي فػػبلف لتصػػل عنػػدىا شػػئ مػػن غتلسػػنا ىػػذا وإذا مل ييػػدمها أحػػد وقػػاؿ قعػ َ الضيق أل ا قريد أف قظهر أبى بطريية. وحب الظهور قاؿ فيو اإلماـ أبو العزائم وأرضاه: {محبماظظفورمؼؼلمماظظفورم} م
ما الذى يكسر ظهر اإلنساف وال كتعلو يصل إىل هللا؟ حب الظهور ألنو ماداـ عشق الظهور فيكوف عملو من أجل الظهور!! -
يريد أف ييرأ من أجل أف ييوؿ ويظهر !! ويريد أف يعمل ليظهر أنو يعمل !! ويريد أف يتحرؾ لكى يظهر أنو يتحرؾ !!!
وىذا العمل يصبح هلل أـ لغري هللا اي إخواىن؟ يصػػبح لغػػري هللا ألنػػو لشػػهوة خفيػػة وىػػذه ىػى الػػىت ييػػوؿ فيهػػا هللا واشتعػػوا اآليػػة آبذاف صاغية وواعية ماذا ييوؿ فيها: ٔٓٙ[ يوسف]
اظشّٕكماًػىممم
:جهاد املقربني
)009( :
ٔٓٙ[ يوسف]
أكثر اظتؤمنني مشركوف ،كيف يكونوا مشركني وىم مؤمنوف؟ عند نزوؿ ىػذه اآليػة ذىػب أصػحاب رسػوؿ هللا مسػرعني إىل مػوالان رسػوؿ هللا وقالوا كيف يكوف ىذا؟ قػػاؿ عتػػم{ :مإؼــاطممواظشــّٕكماًػــىمم} ،فهنػػاؾ دا خبيػػث اشتػػو الشػػرؾ اطتف ػى ولي الشرؾ الظاىر فالشرؾ الظػاىر واضػح وىػو أف يعبػد غػري هللا لكػن ىنػاؾ شػئ اشتػو الشرؾ اطتفى. ومن مظاىر الشرؾ اطتفى الراي والعجب. فالعجػب يعػ إعجػػاب اإلنسػاف بعملػو ألنػػو مسػرور مػن نفسػػو وعنػدما ييػوـ بعمػػل لتػ بزىػػو وخػػيبل ُب نفسػػو وىػػذا اشتػػو العجػػب ألنػػو معجػػب بنفسػػو وىػػو يػػورث الغػػرور واظتيل إىل اظتباىاة والكرباي . والراي يع العمل لغري هللا أى ألجل اطتلق أو ألجل الظهػور أو ألجػل الشػهرة أو ألجػل اضتصػػوؿ علػػى غػػرض مػػن األغػراض كاضتصػػوؿ علػػى مػػاؿ أو اضتصػػوؿ علػػى منصػػب أو اضتصوؿ على غريه وىذا ىو الراي . وىذا الشرؾ ما شكلو؟ وما نظامو؟ قاؿ َ ب وصفو: ماظشّٕكمأخػىمعنمدبقبماظـؿؾةماظلوداءمسؾىماظصكّٕةماظصؿاءمصىماظؾقؾةم اظظؾؿاءمم( )8م
ىذا ىو الشرؾ اطتفى.
واظشــّٕكمأخػــىمعــنمدبقــبماظـؿ ـلمم
)ٛي أخرجو أزتد ،والطرباىن من حديث أىب موسى
أدـــّٕعمصـــّٕاراًمعــــكمظؾؿوحقـــّٓمم
:جهاد املقربني
)011( :
فحىت نكوف موحدين قوحيداً صحيحاً البد أف نتخلى من ىذا الشرؾ كلو. وكاف أصحاب رسوؿ هللا يبلحظوف ىذه اظتواطن بصورة غريبة: فسػػيدان عمػػر َ ب يػػوـ مػػن األايـ وىػػو أمػػري اظتػػؤمنني دع ػا النػػاس وصػػعد اظتنػػرب، وبعدما صعد اظتنرب خطب خطبة قصرية جداً ،ماذا قاؿ فيها؟ قػاؿ عتػم :كنػت أشتػى عمػرياً وكنػػت أرعػػى الغػػنم علػػى بضػػع قػراريه لكػػل هبػػا -يعػ نيػػود قليلػػة ألف اليػرياط نػػوع مػػن العملة الصغرية -واليوـ صػرت عمػر اظتػدعو أمػري اظتػؤمنني ،فلمػا نػزؿ سػألوه :ظتػاذا قلػت ىػػذا الكبلـ؟فيػػاؿ :إف نفسػػى انزعت ػ الظهػػور فأحببػػت أف أبػػني عتػػا حيييتهػػا أمػػاـ النػػاس لتتضرع إىل خاليها وابريها !! ىل أحد منا يسػتطيع أف يفعػل مثػل ذلػك اآلف؟ !! ...مػن منػا يسػتطيع أف يفعػل مثل ىذا اآلف؟
تفّٔؼبماظـػّٗممم وىػػذا اي إخػػواىن مبػػدأ السػػلوؾ عنػػد العػػارفني فعنػػدما هبقػػى إلػػيهم أحػػد مػػن اظتريػػدين ويريػػد أف يصػػل إىل رب العػػاظتني ،فػػأوؿ خطػػوة يتخػػذو ا معػػو ييولػػوف لػػو :ؿتػػن نريػػد أف نراتح من نفسك أل ا طاظتا ىى معك فهى شريك متعب ،ؿتن نريدؾ لوحدؾ: ٕٜ[ الزمر]
فييولػػوف لػػو :ؿتػػن نريػػد رج ػبلً لرجػػل ال نريػػد فيػػو شػػركا ،ال نريػػد أف يشػػاركنا فيػػك النف وغريىا ،ؿتن نريدؾ مبفردؾ. ولذلك فذف اإلماـ الغزاىل وأرضػاه ،وكػاف عػامل بغػداد وكػاف لتضػر غتلػ علمػو كما ذكرت الكتب ما يزيد عن عشرة األؼ نف لشدة أتثري وعظػو وسػحره َب النفػوس،
:جهاد املقربني
)010( :
وطبيت شهرقو اظتشارؽ واظتغارب ،ظتا جا يسلك طريق اليوـ دلو هللا على رجل فيػري مػن فيرا الصوفية فذىب إليو وقػاؿ لػو :أريػد أف أسػلك الطريػق ،فيػاؿ لػو :ظتػاذا؟ وىػل أنػت ػتتاج للطريق؟ إنك رجل عامل ،عامل كبري جداً.
اظؾاسثمسؾىماىفادممم ما حاجتنا للطريق اي إخواىن؟ وما حاجة ىذا العالِػم للطري ػق؟ العلوـ الىت ؿتصلها عتا ثبلث وسائل:
إما أف ؿتصلها عن طريق السماع من العلما . أو ع ػػن طري ػػق النظ ػػر ابالط ػػبلع َب الكت ػػب أو النظ ػػر إىل اظتب ػػدعات والكائن ػػاتحملاولة استكناه أسرارىا ومعرفة خواصها. وىن ػػاؾ ن ػػوع م ػػن العل ػػوـ ال نس ػػتطيع حتص ػػيلو أبح ػػد الوس ػػيلتني الس ػػابيتني – أىالسمع أو البصر واشتها علوـ اظتكاشفة. فمثبلً َم ْن ِم َن العلما يستطيع أف يصف اظتبلئكة؟ ومن ييدر من العلما أف يصف اصتنة وما فيها؟ ومن ييدر من العلما أف يصف ملكوت هللا األعلى؟ ومن يستطيع من العلما أف لتكى ما َب اللوح احملفوظ؟ ومن يستطيع من العلما أف يطلػع علػى أحػواؿ أىػل الػربزخ وعلػى سػؤاؿ اظتلكػني وعلى ما يدور َب اليبور؟ ومن يسػتطيع مػن العلمػا أىػل السػماع أو أىػل االطػبلع أف ينكشػف علػى أسػرار اظتخلوقات وعلى عجائب الكائنات وعلى غرائب اظتبدعات الىت أبدعها هللا َب كائناقو؟
:جهاد املقربني
)011( :
مػػن يسػتطيع مػػن العلمػػا أف يصػػل إىل شػػئ ولػػو قليػػل جػػداً جػػداً جػداً يشػػري بػػو إىل ذات هللا العلية؟ ىذه األمور كيف قعرؼ؟ قعرؼ عن طريق علم اشتو الذوؽ ،أو علم الكشف ،أو علػم الشػهود وىػذا لتصػل ابليلب ،ولذلك ظتا حدد هللا وسائل اظتعرفة َب كتابو قاؿ: ٖٙ[ اإلسرا ]
فالذى يسلك طريق اليوـ ظتاذا يسلك؟ لكػػى لتصػػل عػػن طريػػق الفػػؤاد مػػا ال يسػػتطيع أف لتصػػلو عػػن طريػػق السػػمع أو عػػن طريق البصر. لػػذلك ىػػذه اظتشػػكبلت الػػىت ذكرانىػػا مػػن الػػذى يسػػتطيع أف يتحػػدث بشػػأ ا إال العارفوف؟ فغريىم قد يتحدث عنها ظناً أو حدساً أو ختميناً لكن لي الذى يتحدث عنها يييناً ( أى رؤية وشهوداً ي ؟
عن علم ييػني ،إذاً مػن
العارفوف الذين قاؿ فيهم سيد اظترسلني: ()77
متعؾؿواماظقؼنيموأغامععؽممم
م
والذين قاؿ فيهم هللا موضحاً طرييهم الذى يوصلهم إىل علم الييني: ٚ٘[ األنعاـ]
فاظتوقنوف من ىم؟ (ٔٔي رواه أبو نعيم ثور بن يزيد مرسبلً ،ورواه بن أىب الدنيا َب الييني من قوؿ خالد بن معداف .
:جهاد املقربني
)012( :
ال ػػذين اطلع ػػوا عل ػػى ملك ػػوات الس ػػموات واألرض ،ولك ػػن كي ػػف يطلع ػػوف عل ػػى ملكوت السموات واألرض ؟ ىل ابظتناظري؟ ال ،ال ييدروف ،ىل ابلعيوف؟ ال ،ال يستطيعوف ،إذاً مباذا؟
بعنيماظّٕوحمالمسنيماظعؼولم
ذفّٓتماظغقبمصىمحالماظوصول؟م
أبى عني اي إخواىن؟ عني الروح وعني اليلب وعني الفؤاد وىذا مػا كتعلنػا نسػلك سػبيل العػارفني ،ظتػاذا؟ لنرى ما ال يراه الناظروف ،ونعلم ما ال يعلمو العػاظتوف ،ونعػرؼ مػا ال يعرفػو العػارفوف ،بعػد قطهػػري قلوبنػػا وقزكيػػة نفوسػػنا وىيػػاـ أرواحنػػا ووقوعنػػا علػػى عػػني حيييتنػػا الػػىت قكشػػف لنػػا حيائق الكائنات الىت أودعها هللا َب السموات واألرض.
ععّٕصةماظـػّٗمم فهذا السبيل أراد أف يعرفو اإلماـ الغزاىل ألنو اطلع على كػل العلػوـ الػىت كانػت َب عصره لكنو بيى عنده أس لة ال كتػد عليهػا أجوبػة وىػى الػىت ذكرانىػا يريػد أف يعػرؼ ىػذه اضتيائق فكيف لو أف يعرفها؟ قػػالوا لػػو :عليػػك ابلصػػوفية ،فالكتػػب لػػي فيهػػا منهػػا شػػئ والعلمػػا لػػي عنػػدىم عنها خرب ... ،من الذين عندىم ىذه العلوـ؟ قالوا :ال يوجد إال الصوفية فاذىب إلػيهم وىم يعرفونك !! فذىب إىل الرجل الصوَب فيػاؿ لػو :أقريػد أف قعػرؼ ىػذه العلػوـ؟ قػاؿ :بلػى ،قػاؿ لو :اخلع عمامتك وثيابػك -ثيػاب العلمػا اصتبػة وغريىػا -وختػرج مػن اظتدينػة الػىت أنػت مشهور ومعروؼ فيها وقطلب بدؿ الشػهرة اطتمػوؿ وقلػب مبلبػ سػيا وحتمػل السػيا ( اليربة ي وقطوؼ هبا َب األسواؽ قسيى الناس لوجو هللا وال أتخػذ مػنهم أجػراً وال قطلػب منهم شكراً على ذلك وال أتكػل إال عنػدما أتقػى عنػدى فػأان الػذى أقػدـ لػك األكػل وكػل
:جهاد املقربني
)013( :
يوـ خترج إىل سوؽ من األسواؽ بعػدد أايـ األسػبوع ،ظتػاذا كػل ىػذا؟ ألنػو يريػد أف يهػذب النف : ػّٔبماظـػّٗمإنمرعتماظوصـولمم
شريمػـّٔامســّٓغامسؾـمماظػضـولمم
ػـــّٔبماظــــػّٗمبؿوحقـــّٓماظعؾـــىم م
سنمبقانماآلىمعنمصـّٕدمضؽـولمم
ىذا ىو هتذيب النف .
فمكػػث اإلمػػاـ الغ ػزاىل علػػى ىػػذا اضتػػاؿ سػػنتني حػػىت اقضػػعت نفسػػو وقواضػػعت هلل وعرف ػػت حيييته ػػا وعرف ػػت قيمته ػػا ،فم ػػىت عرف ػػت ال ػػنف حيييته ػػا وقيمته ػػا اىت ػػدت إىل خاليها وابرئها {معنمسّٕ مغػلهمصؼّٓمسّٕ مربهم} م
فبػػدأت بع ػد ذلػػك الفتوحػػات واعتبػػات واإلعتامػػات قتػػواىل علػػي اإلمػػاـ الغ ػزاىل وأرضػػاه ،ولػػذلك سػػجل مس ػريقو ىػػذه َب كتػػاب شتػػاه اظتنيػػذ مػػن الضػػبلؿ ،والعجػػب أنػػو بعػػدما وصػػل إىل ىػػذا العلػػم كلػػو وىػػذه الشػػهرة كلهػػا قػػاؿ إف ىنػػاؾ حيييػػة أنيػػذق مػػن الضػػبلؿ ،كػػأف كػػل شػػئ لتصػػلو اإلنسػػاف أو يعملػػو اظتػػر قبػػل معرفػػة نفسػػو يتبػػني لػػو بعػػد معرفة نفسو أنو كاف ضبلؿ. ولػػي الغ ػزاىل فيػػه اي إخػػواىن ،..فلػػو قتبعنػػا ِس ػ َري الصػػاضتني لوجػػدان ىػػذا جهػػم وسيظل إىل يوـ الدين جهم ىكذا ...ألنو البد من هتذيب النف حىت قعػرؼ حيييتهػا !! وقعرؼ فطرهتا الِت خليها هللا منها !! فتعػرؼ أف بـّٓماؼؿفامغطػـةمعـّٔرةموغفاؼؿفـام جقػةمضّٔرةموػىمصقؿامبنيمذظكمهؿـلماظعـّٔرةم ،فمػىت عرفػت ىػذه اضتيييػة ووقفػت عنػػدىا عرفػػت حػػدودىا فػػبل قطغػػى وال قتجػػرب وال قسػػتكرب أل ػػا قعػػرؼ أف اضتػػوؿ والطػػوؿ واليوة واإلرادة والعلم كلها من هللا وبتوفيق هللا وإبمداد هللا كمػا قػاؿ أصػحاب رسػوؿ هللا : اظؾــــفممظــــوالمآمعــــاماػؿــــّٓؼـامم
والمتصــــــــــــّٓضـاموالمصــــــــــــؾقـام
:جهاد املقربني
)014( :
قعبرياً عن ىذه اضتييية ،وكما قاؿ اإلماـ أبو العزائم وأرضاه: سؾؿــتمغػلــىمأغــىمطـــتمالمذ ـئمم
صصّٕتمالمذئمصىمغػلىموصىمطؾـىمم
بــــهمتـــــّٖهمصــــّٕتماآلنمعوجــــوداًمم
بــهموجــودىموإعــّٓادىمبــهمحــوديمم
وعـــــنمأغـــــامســـــّٓممآمذيؾــــ ـىمم
صصــــّٕتمصــــورتهماظعؾقــــامبــــالمغقــــلم
فمعرفة النف
ىي الطريق إىل اليدس.
لػػذلك مػػن الػػذي لتصػػل علػػى أتشػػرية دخػػوؿ إىل حضػػرة ملػػك اظتلػػوؾ؟ الػػذى ييػػدـ شهادة إىل اضتضرة احملمدية موقعة من رائد من رواد قزكية النفوس أبنو قد زكػى نفسػو وقػد صػارت نفسػاً زاكيػػة ،ىػذا ىػو الػػذى يفػتح لػػو البػاب ويػدخل ُب الرحػػاب ويصػري مػػن ذوى األلباب. أم ػػا ل ػػو مك ػػث اإلنس ػػاف مبلي ػػني الس ػػنني ومل يطه ػػر نفس ػػو ومل مت ػػرج م ػػن وىدق ػػو ومل يتحوؿ عن طرييتو ومتمسك بعاداقو مثل معظمنا ،ىكذا ال يريػد أف يغػري عاداقػو وال يغػري طباعو وال يغري سلوكو ويريد ُب نف الوقت أف يناؿ ما انلو اظتيربوف. كيف يكوف ىذا؟ وىل ىذا يصح؟
صػاتمأػلماظؼّٕبم فػػبل يػػدخل أحػػد ىػػذه اضتضػػرة إال إذا كػػاف مرقػػدايً حلػػة رسػػوؿ هللا ،أمػػا مػػن ىػػو واقف عند حسو مشغوؿ بشهوات نفسو فبل يتمكن من دخوعتا أبداً ،فيد قيػل َب ذلػك: {معؽؿوبمسؾىمحضّٕةماظؼّٓوسمالمؼّٓخؾفامأربابماظـػوسم} وحلة رسوؿ هللا ىذه ما صفتها؟ ( التواضع واظتسكنة والذؿ واالنكسار واالفتيار إىل الواحد اليهار ي فالػػذى يلػػب
ىػػذه اضتلػػة يسػػمح لػػو ابلػػدخوؿ لكػػن الػػذى يتمسػػك بصػػفات نفسػػو
:جهاد املقربني
)015( :
فػػريى نفسػػو أنػػو رجػػل كػػرمي وأنػػو رجػػل عزيػػز وأنػػو رجػػل منيػػع وأف لػػو صػػوصتاف ولػػو سػػلطاف نيوؿ عتذا وألمثالو :ماذا قريد من هللا؟ أنت معجب بنفسك ،ومدؿ بعملك على ربك ،فكيف يتم وصلك؟ فمعرفػػة الػػنف ى ػى اظتع ػراج إىل حضػػرة اليػػدوس وىػػى الػػِت مػػن أجلهػػا نصػػحب العارفني ونسري َب ركب األوليا واظتتيني.
صورمعنمجفادماظعارصنيمم وسنذكر بعض صور جهاد العارفني لنتأس هبديهم ونسري على درهبم فمن ذلك: أ م يواظبػوف علػى إحيػا الليػل َب طاعػة هللا ٍب يصػلوف الفجػر َب رتاعػة ويشػغلوف الوقت بعده َب ذكر هللا أتسياً بسيدان رسوؿ هللا وعمبلً بيولو :
{معنمأخؾّٙمٓمأربعنيمصؾاحاًمتػفّٕتمؼـابقّٝمايؽؿةمعنمضؾؾهمسؾـىمظلـاغهم}
وإف كانوا لتددوف غايتهم ويصححوف وجهتهم حىت ال يكوف الرجل منهم متلى األربعػني يوماً من أجل أف ينطق ابضتكمة بل إفتا ىو متلى فيهم هلل . فمن اظتمكن أف ييعد ومتلى األربعػني يومػاً مػن أجػل اضتكمػة ،وىػذه قكػوف عبػادة لعلػػة وليسػػت هلل ،لكػػن الزـ متلػػى هلل ...جػػا ت اضتكمػػة أـ مل أتت فهػػذا لػػي ميصػػده بل مطلوبو رضا هللا بتحييق حديث رسوؿ هللا : {م َعنِمأَخِؾََّٙمٓمأَرِبَعِنيَمؼَوِعاًمتَػَفََّٕٓتِمؼـابـقُّٝمايِؽْ َؿةِم ِعنِمضَؾْ ِؾهِمسَؾَىمظِلَا ِغهِم}
(ٖٔي
فمن منا اي إخواىن ال يريد أف قتفجر ينابيع اضتكمة َب قلبو ؟ من منا ال يريد أف حبار األنوار اإلعتية قتفجر ُب أفق فؤاده ؟ من منا ال يريد عيوف األسرار اللدنية قظهر ُب لوح معارفو وُب ػتيه لطائفو ؟ )ٖٔي أخرجو أزتد َب الزىد عن مكحوؿ مرفوعاً مرسبلً ،وابو نعيم َب اضتلية من طريق مكحوؿ عن أىب أيوب األنصار
:جهاد املقربني
)011( :
مػػن منػػا ال يريػػد سػػحب الفضػػل اإلعت ػى وسػػحب اطتػػري الػػرابم قصػػطدـ هبػػاؿ قلبػػو فتهػبه التجليػات واإلشػراقات والتنػزالت فيفيضػها مػػن قلبػو علػى لسػػانو ألىػل اإلشػػارات وأىل العناايت الذين جعل هللا عتم نصيباً َب ىذه العلوـ الذوقية؟ من منا ال يريد ىذه األمور؟ والطريق واضحة قتطلب أف اظتر متلى هلل مىت؟ ُب ىذا الوقت اي إخواىن وقت الفجر .
وضتماظلقّٕم مم
بــــاظؿفؾىمصــــىمدــــاسةماِّدــــقارمم
مم
إذامأضــاءتممشودــهمظؾلــارىم
سػاعة األسػػحار اي إخػواىن ....ىػػى سػاعة التجلػػى ...وسػاعة التملػػى ...وسػػاعة التحلى ...وساعة اليرب والتػداىن ...وسػاعة األنػ والتهػاىن َ ...ب غيبػة أىػػل األرواح واليلوب عن اعتياكل واظتباىن. فالذي يريد ىذه اضتيائق ىاىى سفينة أىل الوصػاؿ قتحػرؾ َب حبػر األنػوار مسػافرة إىل ذى اصتبلؿ واإلكراـ براكبيها َب وقت السحر ،فمن ختلف عن ىذا الوقت ختلف عػن الركوب َب سفينة العػارفني والواصػلني ،ألف ىػذا وقػت السػفر والػذى يصػل بعػدما سػارت السفينة ماذا يركب؟ !! ...خبلص انتهت. سػػفينة العشػػاؽ الػػىت همعهػػم للػػتبلؽ وللتمتػػع حبضػػرة اظتػػنعم اطتػػبلؽ قطػػري أبجنحػػة األشواؽ على رفارؼ العناية إىل حضرة اطتبلؽ َب وقت السحر !!... فالذى يتخلف عن ىذا الوقت ماذا يرى؟ ال يرى إال األكواف وأىل األكواف وما أدراؾ ما أىل األكواف؟ فهػذه يػا إخواىن حالة العارفػني وحػالة الواصلني وحالػة األنبيػػا واظترسػػلني مػن قبػل، ىى ىكذا.
:جهاد املقربني
)011( :
اإلدؿغػارمسؼبماظعؾادةمم ىم انئموف؟ كبل بػل ٍب ماذا يعملوف؟ انئموف؟ ال [ الذارايت]
وم ػػا اظتػ ػراد هب ػػذا االس ػػتغفار؟ بع ػػِن انته ػػى م ػػن العب ػػادة ويس ػػتغفر هللا م ػػن رؤي ػػة التيصري َب العبادة ،ىل يبدأ الواحد مػنهم عملػو ابإلسػتغفار؟ ال ،لكػنهم كػانوا يسػتغفروف بعد العمل ،ظتاذا؟ من رؤية التيصري َب ىذا العمل !! يع ييولوف :اي رب ؿتػن قصػران َب ىػذا العمػل فاقبلػو مػع قصػوران فيػو ،واقبلػو مػع غفلتنا فيو ،واقبلو مع شغلنا عن حضرقك فيو. ى ػػذا ى ػػو اإلس ػػتغفار ،فاإلس ػػتغفار ك ػػاف بع ػػد العم ػػل ،فك ػػانوا اللي ػػل َب طاع ػػة رهب ػػم والسػػحر َب اإلسػػتغفار مػػن رؤيػػة قيصػػريىم ومػػن رؤيػػة األشػػيا الػػىت قنتػػاب اإلنسػػاف وهعػػل العبادة غري خالصة للحناف اظتناف : علمدقرياًموادخـلمحبـانماظؽـّٕاممم
تؿفـــىمعــنمبعــّٓمرذــفماٌــّٓاممم
فالذى يريد أف يدخل حناف الكراـ أين يذىب؟ ىا ىو الباب. نسػػأؿ هللا أف يعرفنػػا نفوسػػنا ،وأف يلهمنػػا رشػػدان ،وأف يبػػني لنػػا مػػا نصػػلح بػػو شػػأننا ،إنػػو رب اطتػػري علػػى كػػل شػػئ قػػدير وابإلجابػػة جػػدير ،وصػػلى هللا علػػى سػػيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم ،ونستغفر هللا من كل قوؿ وعمل
:جهاد املقربني
)019( :
م م
مآدابماظلقاحةماظّٕوحاغقةم م ()
م أغواعماظلـــــقاحةم آدابماظلـــــــــــــقاحةم أوالً:م تصققّّماظـقةمم حؼقؼةماإلخوان ثاغقاً:م اإلدؿؽّٔانمعنماِّػلم ثاظـاً:م وفقّٖمغػؼاتماظلػّٕم م أليى ىذا الدرس صباح اصتمعة مبسجد األنوار اليدسية ابظتهندسػني ابليػاىرة َب اإلحتفاؿ ابظتولد النبوى الشريف ٓٔ ربيع أوؿ ٗٔٗٔ ىػ
*
م رابعاً:م اإلدؿؽّٔانمعنمغائبمإٌّذّٓمصىماظؾؾّٓةم خاعلاً:م وفقّٖماظؼؾبم دادداً:م حؼقؾةماظلائّّم دابعاً:م مسؾومػؿةماظلاظكم ثاعـاً:م آدابماظلاظؽنيمصىماجؿؿاساتفمم تادعاً:م آدابمايّٓؼثمسـّٓماظلاظؽنيم
مآدابماظلقاحةماظّٕوحاغقٖةم م ()
*
أجػ ػل العب ػػادات وم ػػن أفض ػػل اليػ ػرابت َب غت ػػاؿ العب ػػادة ال ػػىت ني ػػوـ هب ػػا اآلف م ػػن َّ الصاضتني واظتيربني .... ما اسم ىذه العبادة الىت ؿتن فيها اآلف؟ ٘[ التحرمي] ٕٔٔ[ التوبة] و
أغــواعماظلقاحةم اشتها السياحة ..السياحة الروحانية. وىػػى غػػري السػػياحة الدنيويػػة ،فالسػػياحة الدنيويػػة َب اآلاثر ،أمػػا سػياحتنا ىػػذه فهػػى سياحة َب األنوار ،السياحة الدنيوية سياحة َب عامل اظتباىن أما السياحة الىت نتحػدث عنهػا فهػى َب عػػامل اظتعػػاىن أو َب عػػامل التهػػاىن أو َب عػػامل اليػػرب والتػػداىن أو َب عػػامل النػػور الػػرابىن أو السر الفرداىن على حسب سياحة كل فرد من األفراد. ىذه السياحة من أجل العبادات الىت أمر هللا هبا اظتؤمنني واظتؤمنات:
حىت يكتسبوا اظتبادئ العالية والػدرجات الراقيػة َب غتػاالت اليػرب عنػد اليريػب. وحىت يػتم لنػا اظتػراد ...نريػد أف نعػرؼ مػع بعضػنا بعػض النػوااي والطػوااي واآلداب الىت كتب أف يلتػزـ هبػا األفػراد َب السػياحة الروحانيػة وأنػتم شػهود علػى مػن ورا كػم ،يعػ كل واحد منكم مطالب أف يبلش من ورا ه.
أليى ىذا الدرس صباح اصتمعة مبسجد األنوار اليدسية ابظتهندسني ابلياىرة َب اإلحتفاؿ ابظتولد النبوى الشريف ٓٔ من ربيع أوؿ ٗٔٗٔ ىػ
:آداب السياحة الروحانية
)021( :
اإلذنمباظلقاحةم اظتفػػروض أف كػػل واحػػد ُميػػاـ َب بلػػد ال يسػػمح ألحػػد ابلسػػياحة حػػىت متتػػربه وينظػػر ىل ىو عارؼ لداب السياحة وأحكاـ السياحة أـ ال؟ فذذا كاف ال يعرفها فبل إيذف لو ابلسياحة ،ظتاذا؟ ألف مػػا يبطل ػو وم ػػا يفسػػده يكػػوف أكث ػػر ؽتػػا لتسػػنو ..فبلبػ ػد لػػو أف يع ػػرؼ لداب السياحة أوالً. وىذه ىى مهمة اليائمني َب كل بلد ،البد أف يعملوا األفراد الػذين يتبعػو م لداب السياحة وال متجلوف َب ذلك ألف ىذه أمانة َب أعناقهم ... ،وال يصح أف ييوؿ لػي ىل دخل هبذا ألىن لو وجهت فبلانً فسوؼ يغضب م !! نيػوؿ لػو :ال ألنػو لػو غضػب منػك ىنػا سػوؼ يرضػى بعػد قليػل ... ،أمػا لػو قركتػػو على عماه فسوؼ يشتكيك يوـ الييامة ضتضرة هللا ... ،عندما يراجع ملفػو وكتػد أنػو قػد خػػاب عملػػو وخػػاب سػػعيو !! ييػػوؿ لػػك :أيػػن كنػػت م ػ ؟ ايرب خػػذ ىل حبيػػى مػػن فػػبلف، فييػػوؿ لػػو :مػػا حيػػك؟ فييػػوؿ :إنػػو مل ينصػػح وقػػرك َب العمػػى ومل يفػػتح ىل عيػػ ومل يػػوجه ومل يبصػػرىن ،فػػاضتق ثييػػل لكػػن مػػع ثيلػػو مػػرئ ،والباطػػل خفيػػف ولكػػن مػػع خفتػػو والعياذ ابهلل وبئ ومهلك. وؿتن أخذ العهد علينا رسوؿ هللا كما ييوؿ أصحابو ابلنصيحة لكل مسلم: أى البػػد أف ننصػػح للمسػػلمني ومػػن مل ينصػػحهم فيػػد خػػاف العهػػد وحنػػث َب العهػػد مع رسوؿ هللا . ومن ال لتب النصيحة ال يصلح َب طريق اليػوـ :ألف أىػل الطريػق كػل واحػد مػنهم حريى على نفسو ويطلب من الناس أف ينصحوه وييوؿ: (مرحممآماعّٕءاًمأػّٓىمإديمسقوبمغػلىم)م
:آداب السياحة الروحانية
)022( :
آدابماظلقاحةممم لداب السياحة سنتناوعتا إبختصار شديد جداً حيث أننا ال نستطيع أف نطيل فيهػا أل ا حتتاج إىل سفر كبري ولكننا سنذكر ما البد منػو والوسػعة بعػد ذلػك أتقػى بعػد التطبيػق وكل واحد سريزقو هللا من ابب التوفيق ما فيو اطتري لو وللطريق. وىى كما يلى:
أوالً:متصققّّماظـقةمم البد من قصحيح نيتو قبل أف يتحرؾ من البيت ،أى قبل أف مترج مػن البيػت البػد أف لتضر نيتو فيحدث نفسو قائبلً ظتاذا أان خارج؟ ومن أجل ماذا ىذا اطتروج؟ فػػذذا كػػاف لنيػػة دنيويػػة فلػػريح نفسػػو وإذا كػػاف لشػػهوة أو ح ػ نفسػػاىن فلػػريح نفسػػو كذلك ،إذاً ظتاذا مترج؟ إذا كاف من أجل ليا اإلخواف يكوف ىػذا ىػو اظتػراد األكػرـ واظتيصػد األعظػم ألف ليا اإلخواف يذىب األحزاف ،والنظػر َب وجػو أخ َب هللا علػى شػوؽ خػري مػن اإلعتكػاؼ َب مسجد رسوؿ هللا عاماً بنى اضتديث الشريف. فنحن ىنا مثبل من أجل ماذا؟ من أجل أف نتملى ابلنظرات َب وجوه إخواننا. أى أنو ال كتعل أحدكم السياحة من أجل العلم فيه: أل ا إذا كانت من أجل العلم فرمبا ال كتد الشػيخ العػامل ،أو كػاف عنػده قريبػاً فػيظن أنو لي َب حاجة إىل ىذه الزايرة ،فالسياحة ىنػا مػن أجػل أف نتملػى َب نظػرات اإلخػواف ومن أجل أف نتمتع ونته ابلروح العالية الىت لدى اإلخواف.
:آداب السياحة الروحانية
)023( :
حؼقؼةماإلخوانم اإلخواف ىػم ىيكػل الشػيخ ألف كػل واحػد مػنهم خصػو هللا بسػر وكػل واحػد مػنهم خصو هللا بفضػل وكػل واحػد مػنهم خصػو هللا مبزيػة ،فعنػدما كتتمعػوف قكػوف حيييػة الشػيخ َب غتموعهم ،كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم : صؽأمنامصـىمذيعفـممرجـلمظـهمم
كامل،
ضؾــبمتوجــهموجفــةمامظــّٕرينم
أى عندما كتتمعوف فكأ م رجل واحػد متوجػو إىل هللا ،ظتػاذا؟ أل ػم حػاؿ رجػل
فمنهم من أخذ حبو ومنهم من أخذ عشيو ومنهم مػن أخػذ صػمتو ومػنهم مػن أخػذ لسانو ومنهم من أخذ أذنو ومنهم من أخذ قلبو ومنهم من أخذ عينو ومنهم مػن أخػذ سػره ومنهم من أخذ روحو ،فلمػا يتجمعػوف يكونػوف الصػورة اظتعنويػة أو الصػورة اضتييييػة لسػيد األولني واآلخرين . إذاً ظتػػاذا أحػػرص علػػى مثػػل ىػػذه الليػػا ات؟ مػػن أجػػل التمتػػع ابلنظػػر إىل اإلخػػواف وأخذ نصيا من كل روحاىن من اإلخواف ،ففى ىػذا اإلجتمػاع وؿتػن ال نشػعر ،كػل واحػد هبخذ نصيبو من السر اظتوجػود عنػد اآلخػرين وإف كػاف ال يشػعر ،وبعضػنا لتػ بػو ،كيػف يكػػوف ذلػػك؟ إنػػو لتػ ابضتػػاؿ الػػذى ؿتػػن فيػػو والصػػفا الػػذى نعػػيش فيػػو ،ومػػن أيػػن ىػػذا اضتاؿ؟ إنو من اإلخواف اصتالسني واضتاضرين والذين فيهم سر سػيد األولػني واآلخػرين وظهرت فيهم اآلية الكرنتة: 010[ آل عمران]
أى فيكم كلكم ولي َب واحد منكم ،فكل واحد منا فيو سػر مػن رسػوؿ هللا ، والػػذى عنػػد ىػػذا غػػري الػػذى عنػػد ذلػػك ،والػػذى عنػػد األوؿ غػػري الػػذى عنػػد اآلخػػر فلمػػا ؾتتمػػع كلنػػا يكػػوف قػػد اجتمػػع فينػػا سػػر رسػػوؿ هللا كلػػو الظػػاىر والبػػاطن ،فاصتػػال َب
:آداب السياحة الروحانية
)024( :
ىذه اجملال -
لتظى مبدد رسوؿ هللا الظاىر والباطن.
أما النوااي األخرى قكوف بعد ذلك: فمن أجل حتصيل العلم أو اضتكمة. أو قضا اظتصاّب أو غري ذلك. وكلها قكوف بعد اظتبدأ األوؿ وىو ليا اإلخواف َب هللا . إذاً أوؿ خاطرة أنفذىا حىت قصح السياحة ىى إدتاـ النوااي هلل .
ثاغقاً:ماإلدؿؽّٔانمعنماِّػـلم فػػذذا أدتمػػت النيػػة فعلػ َّػى بعػػد ذلػػك أف أسػػتذذاً ولكػػن ؽتػػن؟ مػػن زوجػػىت الػػىت معػػى َب البيػػت إذا كنػػت متزوجػاً أو مػػن والػػدى إذا كنػػت أعػػزابً ألف اإلسػػبلـ علمنػا أف اظتسػػلم ال مترج رغمػاً عػنهم ،فػالنا ظتػا كػاف يتعبػد َب الليػل كػاف ينػاـ أوالً مػع السػيدة عائشػة - وذلك َب ليلتها – ٍب بعد ذلك ييوؿ عتا كماؿ قروى السيدة عائشة رضى هللا عنها: {مأتاغيمظقؾةمصّٓخلمععيميفمصّٕاذيم-مأومضاظتميفميايفم-محؿىمعّٖٗمجؾّٓيم جؾّٓهمثممضالمؼامابـةمأبيمبؽّٕمذرؼينمأتعؾّٓمظّٕبي،مصؼاظت:مضؾتمإغيمأحبم (ٗي
ضّٕبك،مظؽينمأوثّٕمػواكمصأذغتمظـهم}،
م
يع ػ ى ػل قسػػمحني ىل أف أقعبػػد ىػػذه الليلػػة؟ فتيػػوؿ لػػو :اي رسػػوؿ هللا وهللا إىن ال أريد فراقك وأحب قربػك ،وال أوثػر علػى قربػك شػي ا قػه ولكػ أوثػر مػا حتػب ..أى إذ كنت قريد ذلك فسمعا وطاعة ،فيكوف ذلك ابلرضػا ألنػو ال ينفػع اإلكػراه َب ذلػك وىػذا ما نتبينو َب قوؿ هللا : ٕ٘ٙ[ البيرة] (ٗي ختريج أحاديث اإلحيا للعراقي أخرجو أبو الشيخ ابن حباف ُب كتاب أخبلؽ رسوؿ اللػو ،ومن طرييػو ابػن اصتػوزي ُب الوفػا، وَب الرتغيب والرتىيب قريب من ذلك
:آداب السياحة الروحانية
)025( :
أي ال ينفػػع اإلكػراه ،إذاً فبلبػد أف نسػػتذذاً ونعلمهػػن األدب العػػاىل ونُعػػرؼ الزوجػػة أو األىل أف اظتيصػد ىػو ليػا اإلخػواف أل ػم رمبػا يػدعوف لنػا دعػوة صػاضتة يصػلح هللا هبػا حالنا أو يرفع النكبات النازلة علينا أو يصلح هبا حاؿ أوالدان. وىكذا ؿتببهم حىت يكونوا ىم الػذين يػدفعوننا ظتثػل ىػذه الليػا ات فنعطػى للزوجػة أو األىػػل علػػى قػػدر مفهػػومهم شػػي اً مػػن الثمػػرة الػػىت ؾتنيهػػا مػػن ىػػذه الليػػا ات وال نػػرتكهم على جهػل ،فتيػوؿ الزوجػة مػثبلً :ىػو بػريوح ينػزه نفسػو هبكػل ويشػرب وينػاـ مػع اإلخػواف واتركػ ىنػػا مػػع األوالد َب ىػػذا السػجن وقيصػػد اظتنػػزؿ ،وىػػذا قػد يكػػوف اظتفهػػوـ ابلنسػػبة لبعض الزوجات أو بعض األىل بل رمبا يؤدى إىل سو قفاىم . وعت ػػذا ف ػػذذا ح ػػدثت جف ػػوة بس ػػبب س ػػفرى إىل ىن ػػا أو ىن ػػاؾ فالعي ػػب مػ ػ ألىن مل أعرفهم شي اً مػن ىػذه الثمػرة وأف ىػذه الثمػرة قعػود علػى اصتميػع ابطتػري َب الػدنيا واآلخػرة أل م لو عرفوا ذلك سيكونوف ىم الذين يدفعون إىل حضور مثل ىذه الليا ات ولسػاف حاعتم ييوؿ إف حضورؾ ىذه الليا ات ىو الذى هبقى لنا ابطتري ونتنع عنػا الػببلاي ويصػلح لنا األحواؿ.
ثاظـاً:موفقّٖمغػؼاتماظلػّٕم أستأذف من زوجىت. والبػػد أف يكػػوف معػى كسػػفر اضتػػج نفيػػاقى الػػىت سأصػػرفها َب ىػػذه السػػفرة وقكػػوف زائدة عن نفيات أىلى وأوالدى كسفر اضتج دتاماً بتماـ. فػػبل يصػػح أف أسػػتدين ألسػػافر وأزور اإلخػػواف َب هللا ،وال يصػػح أف أقػػرؾ أوالدى بغري زاد من أجل أف أزور اإلخواف َب هللا. ابلنسبة ىل شخصياً عندما أسافر سفراً طويبلً اظتنيا أو أرمنت أو غػري ذلػك أو ىنػا، فيبل أف أخرج من البيت أأتكد أ م غػري ػتتػاجني لشػئ حػىت رجػوعى مػن السػفر ،أى أف
:آداب السياحة الروحانية
)021( :
كل شئ يكوف متوفراً واألمواؿ الىت أقركها عتم فذن أقركها من ابب اإلحتياط فيه أل ػم لن يشرتوا شي اً وىذا ىو األدب العاىل الذى علمو لنا رسوؿ هللا . أمػػا أف أقػػوؿ لػػزوجِت كػػم بيػى معػػك مػػن مصػػروؼ البيػػت؟ قيػػوؿ ىل :ابقػػي ستسػوف جنيه ػاً ،أقػػوؿ عتػػا ىػػاقيهم ألىن مسػػافر إىل اليػػاىرة اليػػوـ ،اإلخػػواف ىنػػاؾ والشػػيخ ىنػػاؾ، قيوؿ ىل :و كل من أين؟ أقوؿ عتا :قصرَب ،أما أان فبل أقدر أف أختلف عن ليا اإلخػواف ...فهذا كبلـ ال ينفع أل ا لذلك ستكره اإلخواف وقد قلعن اإلخواف وكل شئ مػن جهػة اإلخػػواف وسػػاعة مػػا ييػػوؿ عتػػا أحػػد اإلخػػواف سػػيزوران قيػػوؿ لػػو ال قدخلػػو علػػى البيػػت ،مػػن السبب؟ أان من قصرفاقى ومن سو سلوكياقى مع زوجىت َب مثل ىذا الوضع. أرجػػو أف قسػػتوعبوا ىػػذا الػػدرس ،أريػػد أف يصػػل ىػػذا الكػػبلـ صتميػػع اإلخػػواف فػػرداً فرداً ،وكل انئب عن إخوانو الػذين ُب بلػده ،والػذى لػن يوصػل فاألمانػة ُب عنيػو ،وأان قػد بلغت اللهم فاشهد.
رابعاً:ماالدؿؽّٔانمعنمغائبمإٌّذّٓميفماظؾؾّٓةم فذذا كنت ذاىبػاً لػزايرة أخ ُب هللا أو ذاىبػاً لػزايرة صػديق أو ذاىبػاً لػزايرة مثػل ىػذه البػػد أف أرقػػب مػػع األخ الكبػػري الػػذى كػػربانه ُب البلػػد الػػىت ؿتػػن فيهػػا ،ألف ىػػذه ىػى سػػنة اإلسبلـ. الأخرج أان َب انحيػة وىػذا َب انحيػة وىػذا َب انحيػة ألف يػد هللا مػع اصتماعػة فتشػي مع بعض رتاعة وال نكوف متفرقني ،قاؿ : مإذامطـؿممثالثةمصأعّٕوامأحّٓطممم( )6م
فذذا مشينا وأصبحنا ثبلثة فبلبد أف يكوف أحدان أمري وىػو يسػري وؿتػن نسػري معػو، وكل واحد ينفق من مالو اطتاص حىت يناؿ األجر من عند هللا . )ٙي متفق عليو من حديث أىب ىريرة
:آداب السياحة الروحانية
)021( :
وال يتواكػػل فػػبل نػػرتؾ واحػػداً يػػدفع ونغرمػػو ونيػػوؿ لػػو سػػتأخذ الثػػواب كلػػو وحػػدؾ فيػػه ألف ىػػذا قػػد يُكرىػػو َب الػػدين ألنػػو نفػػرض أنػػو لػػي معػػو إال ىػػذين اصتنيهػػني وقتػػا نفيات أوالده حىت لخر الشهر أنعريو ونيوؿ لو ىذا كى أتخذ الثواب!! ليد علمنا اإلسبلـ أف كل واحػد يتحمػل نفسػو كنفيػة اضتػج ،واحػد سػوؼ لتاسػب ال مػػانع ٍب لتاسػػب اآلخ ػرين وكػػل واحػػد يػػدفع مػػا عليػػو ،ولػػو وجػػد بيننػػا فيػػري ونريػػد أف نتحملو فهذا جائز ويكوف قعاوانً بيننا وبني بعض. وإف كػػاف ىػػذا الفيػػري مسػػتعداً ألف يػػدفع ومل هبت عالػػة علػػى إخوانػػو مػػن البدايػػة .. ألف مثل ىذا ال يصح فاظتسػافر ال يصػح أف يكػوف عالػة البػد أف يتحمػل عػن نفسػو حػىت يؤجر ولتصل على األجر والثواب من هللا . فذذا نويت الػذىاب لػزايرة أحػد إخػواىن َب غػري ىػذه الليػا ات الشػهرية فيجػب أف أبلش األخ الكبري وأعرفو أبن أريد أف أذىب ألزور أخى فبلف ظتاذا؟ رمبا يعرؼ أف فبلانً ىذا غري موجود فيعرف ويرلت . أو يريد أف يبلش فبلانً ىذا رسالة ففرصة أنو يعطيها ىل وأوصلها لو. أو فػػبلف ىػػذا عنػػده ظػػروؼ معينػػة فيعرفهػػا ىل فأذىػػب إليػػو وأان مسػػتعد ظتواجهػػةىذه الظروؼ.
فبلبػػد أف يسػػتذذف اظتػػر األخ اظتيػػاـ َب البلػػدة إذا كػػاف ذاىػػب يػػزور الشػػيخ أو يػػزور أخاه َب هللا أو يزور ىذا أو ذاؾ حىت قكوف األمور واضػحة وجليػة أمامػو وحػىت ال يفػاجئ أبف األمور أتقى على غري مراده. والذى يسافر ويتعػب وكتػد أخػاه غػري موجػود ال يغضػب ،وييػوؿ إنػ قػادـ مػن سػفر طويػػل ومل أجػػده ...نيػػوؿ لػػو :ظت ػاذا مل قسػػتذذاً وقػػذىب إىل أخيػػك حػػىت يُعرفػػك إف كػػاف أخوؾ الذى قريده موجوداً أـ ال؟
:آداب السياحة الروحانية
)029( :
خاعلاً:موفقّٖماظؼؾبمم وأيضاً عندما يريد السفر البد من أف كتهز قلبو وذلك يكوف مبا يلى: ٔ قزكية النف : وُب ذلك ييوؿ اإلماـ أبو العزائم وأرضاه: {مزكمغػلكمضؾلماظلؿاعمتشّٕقمسؾقكمأغوارماظؽالمم}م م
أى قبػل أف لتضػر اظتػر ىػػذه الليػا ات كتهػػز قلبػػو ،فػأان عنػػدما كنػت َب حالػػة طيبػػة كنت أجهز نفسى ههيزاً غريباً ابلصياـ واليياـ وقػبلوة اليػرلف والبعػد عػن اظتعاصػى ،حػىت إذا حضػػرت كنػػت جػػاىزاً لتليػى اضتكمػػة العاليػػة وكػػاف ىػػذا مػػا يػػتم واضتمػػد هلل فػػذذا شتعػػت درساً وعدت أكرر الدرس كما شتعتػو كجهػاز التسػجيل دتامػاً ابضتػرؼ الواحػد ظتػاذا؟ ألنػ زكيت نفسى قبل الذىاب إىل السفر. ٕ -اضتفاظ من اظتعاصي الظاىرة والباطنة : وذلػػك أف مػػن ابب أوىل وأان ماش ػى َب الطريػػق وذاىػػب لليػػا اإلخػػواف ال ألتفػػت عت ػػذه أو قل ػػك وال أش ػػغل نفسػ ػى بغيب ػػة وال فتيم ػػة وال لغ ػػو وال معص ػػية ب ػػل أش ػػغل نفسػ ػى ابلصػػبلة علػػى النػ أو اإلسػػتغفار أو ذكػػر هللا أو أى عمػػل صػػاّب ييػػرب إىل هللا حىت إذا حضرت أحصل العلم كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم : خّٔمعامصػامظـكمعـنمغـورماإلذـارةم طــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنم
حالماظلـؿاعمضـوىماظعـّٖممواظـّٓؼنمم
ٖ -التطهر من أمراض اليلوب :
أى وكػػذا وأان سػػائر َب الطريػػق ال أظػػن َب نفس ػى أبػػداً ً أن ػ أفضػػل اظتوجػػودين َب اصتماعة الىت معى حػىت لػو كنػت صػائماً وىػم مفطػروف ،فذنػو ال يصػح أف أحضػر ليػا مػن ىػػذه الليػػا ات وأان صػػائم إال َب رمضػػاف كمػػا ال كتػػوز أف أزور أخػاً َب هللا وأان صػػائم نفػػل ظتػػاذا؟ حػػىت أعطيػػو الفرصػػة لك ػى يكػػرم ،ولػػذا كتػػب أف أجعػػل زايرقػػو وأان مفطػػر واليػػوـ
:آداب السياحة الروحانية
)031( :
الذى نويت فيو الصياـ ال أذىب فيو لزايرة أحد إال إذا كاف ال يتأثر من ىذا األمػر ،وقػد كره رسوؿ هللا الصياـ َب السفر وقاؿ: {مظقّٗمعنماظ ماظصقاممصىماظلػّٕم} م
أى لي
من بر اإلنساف بنفسو أف يصوـ وىو مسافر.
ورغػػم ذلػػك فػػذذا قمػػت هبػػذه األعمػػاؿ فصػػمت وصػػليت وزكيػػت ال أعتيػػد أنػػ أحسػػن مػػن َب اصتماعػػة بػػل أعتيػػد أنػ أقلهػػم علمػاً وأقلهػػم حػػاالً وأقلهػػم ميامػاً ألنػػو مػػن قواضع هلل رفعو هللا وأان ذاىب ظتياـ بني يدى هللا فبلبد أف أقطامن وأخضػع وأقواضػع هلل وأان مسافر إىل ىذا اظتياـ .
دادداً:محؼقؾةماظلائّّممم ما الذى لخذه معى وأان مسافر؟ أو الذى أزتلو َب حييبىت؟ الب ػػد أف لخ ػػذ معػ ػى جلب ػػاابً ح ػػىت أانـ في ػػو ،ف ػػبعض إخوانن ػػا اظتت ػػواكلني ال أق ػػوؿ اظتتوكلني يسافر من غري اصتلباب فيحمل أخػاه اظتشػية ألنػو رمبػا سػبعة أو ذتانيػة يزورونػو َب وقت واحػد وسػيناموف عنػده فيػأقى هلبػاب ظتػن ويػرتؾ مػن؟ واظتياسػات أحيػاانً ختتلػف ىػو طويل وزواره قصريوف أو ىو قصري وىم طواؿ ،فمن أين هبقى عتم مببلب للنػوـ؟ أييػرتض مػػن اصت ػرياف؟ أـ ييػػوؿ ألخيػػو ابلبدلػػة؟ فييوعتػػا لػػو وىػػو يتػػأذى ،مػػاذا يكلف ػ أف لخػػذ جلباىب معى؟! ىػل ىػى زتػل ثييػل؟! ولنفػرض أ ػا زتػل ثييػل فسػيكوف عتػا أجرىػا واألجػر على قدر اظتشية ،إذاً البد أف أزتل جلباىب معى. حىت من الناحية الصحية لو أف ىذا اصتلباب الذى سألبسو فيو مػرض جلػدى فذنػو س ػيعدي ،فاإلسػػبلـ ييػػوؿ ىل ىنػػا البػػد أف يكػػوف لػػك مبلبسػػك الداخليػػة اطتاصػػة بػػك وجلبابػػك اطتػػاص بػػك ومشػػطك اطتػػاص بػػك وال دتشػػه بغػػري مشػػطك وفوطتػػك اطتاصػػة بك ،ألي ىذا نظاـ اإلسبلـ اي إخواىن؟
:آداب السياحة الروحانية
)030( :
إذاً يكوف معى جلباىب ومشطى ومرلقػى ،اظتػرلة أزتلهػا أيضػاً؟ نعػم ،فػالن كػاف لتمل كل ىذا َب السفر: ممطانمالمؼرتكمصىماظلػّٕمإٌّآةمواٌشّٛمواٌؽقؾةم(مأوماظؼطـّٕةم)موضـارورةم
اظّٖؼــتمٙ( ي ( زجاجػػة الفػػازلني أو زيػت الشػػعر ي حػػىت يضػػع علػػى شػػعره أيضػاً وىػػو َب الس ػػفر ،ف ػػذذا ك ػػاف ى ػػذا س ػػفر رس ػػوؿ هللا فه ػػو األدب الع ػػاىل ألم ػػري األنبي ػػا وس ػػيد األصفيا فكيف بنا؟! فعلػ َّػى أف أزتػػل مع ػى جلبػػاىب وفوطػػة صػػغرية ومشػػه وقلػػم حػػىت أسػػجل بػػو ونوقػػة صػػغرية أسػػجل فيهػػا اسػػم أخ أو عنػػواف أخ ،والبػػد أف أعػػرؼ اإلخ ػواف أبشتػػائهم وأليػػاهبم فعندما نيدمهم لآلخرين نيدمهم أبنو فبلف الفبلىن ويعمل كذا وكذا ليولو :
{مإذامآخقتمأخاًمصىمآمصادأظهمسنمامسهموادممأبقهموسنمسؿؾهموسنمبؾّٓهم}م( )7م
أى معرفػػة كاملػػة ،فعنػػدما أقدمػػو لآلخ ػرين سػػوا َب غتتمػػع عػػاـ أو غتتمػػع خػػاص، أقوؿ األخ فبلف الفبلىن يعمل كذا ووظيفتو كذا ومػن بلػدة كػذا أو مػن ػتافظػة كػذا ،لكػن أق ػػوؿ ل ػػو األخ دمحم ...دمحم إي ػػو؟ سينس ػػى ى ػػذا األس ػػم ،الزـ ف ػػبلف الف ػػبلىن واشت ػػو كام ػػل واحفظو وأعرؼ وظيفتو ،وىذا الكبلـ كيف أحفظو؟ البػػد أف يكػػوف معػػى نوقػػو صػػغرية أسػػجل فيهػػا ىػػذه العنػػاوين ومعػػى قلػػم ومعػػى نوقػػة قصائد حىت أقرأ فيها ما قيسر من اليصػائد ومعػى كتػاب صػغري مػن كتػب الصػاضتني سػوا من كتب اإلماـ أبو العزائم أو موالان الشيخ دمحم علػى سػبلمة أو أى كتػاب ألى رجػل مػن الصاضتني ،وعندما أركب وسائل اظتواصبلت أفتح كتاىب وأقوؿ لنفسى: [ اإلسرا ]
أى يكفيك ىذا الكتاب ،فبل قشغل نفسك ابلذى يتكلم حولك ىنا وىناؾ ،وكػن )ٙي رواه الرتمذى َب الشمائل ،والبخارى ،ومسلم عن أن (ٚي رواه الرتمذى ،والرائطى ،والبيهيى َب الشعب عن ابن عمر رضى هللا عنهما
:آداب السياحة الروحانية
)031( :
مع هللا على الدواـ. وؾتملهم مرة أخػرى اي إخػواىن ...معػدات اضتييبػة اطتاصػة بنػا { :جلبػاب – فوطػة صغرية – اظتشه – اظترلة – اليلم – نوقة صغرية – الكتاب – نوقة قصائد } وإذا كاف اظتر ػتتاجاً ألدوية معينة هبخذ معو ما يستعملو من األدوية ،فػبل كتػوز أف ييػػوؿ ألخيػػو أان أقعػػاطى الػػدوا الفػػبلىن ونسػػيتو ،وقكػػوف السػػاعة الواحػػدة أو الثانيػػة بعػػد منتصف الليل ،ماذا يفعل؟ ييوؿ لو أحبث عػن صػيدلية قكػوف مفتوحػة ،متػرج الرجػل ويػرتؾ البيػت ويػدور علػى الصػيدليات ليحضػػر الػػدوا الػذى أريػػده ،ىػػل ىػذا كػػبلـ أمػػر بػو اإلسػػبلـ؟! ظتػػاذا ال أزتػػل معى ما أحتاج إليو من الدوا حىت أريح الناس؟!
دابعاً:مسؾومػؿةماظلاظكمم السػػالك َب طريػػق هللا ال ينػػاـ إال عػػن غلبػػة وال هبكػػل إال عػػن حاجػػة وفاقػػة ،مل ي ػػذىب ألخي ػػو للراح ػػة فه ػػو م ػػراتح َب بيت ػػو ،وال ليأك ػػل م ػػا قش ػػتهيو نفس ػػو ألن ػػو يس ػػتطيع إحضاره َب بيتو ،إذاً ظتاذا ىو ذاىب لزايرة أخيو؟ إنو ذاىب ليتػزود مػن الػزاد الػذى ييػوؿ فيو هللا: ٜٔٚ[ البيرة]
ذاىػػب ليحصػػل مػػن زاد التيػػوى ولػػي مػػن الػزاد اضتسػػى ،فكفػػاه مػػن الػزاد اضتسػػى الذى عنده َب بيتو وَب بلده وَب مكانو وَب زمانو ،لكن إذا عرض عليو هبكػل ويشػكر هللا عليو فبل نتتنع من األكل لكن هبكل ما وجد ولتلى األكل ولتسنو ألىل اظتكػاف ولػو كػاف شي اً قليبلً حىت كترب ػاطرىم وحػىت يرفػع شػأ م وحػىت يشػعرىم ابلثيػة َب فضػل هللا ،فػذذا أطعمػػوه ولػػو كسػػرة خبػػز وحبػػة ملػػح يشػػكر هللا عليهػػا ويشػػكرىم عليهػػا ويرفػػع مػن شػػأ م ويث عليهم شديد الثنا ،أل م قدموا ما وجدوا ..
:آداب السياحة الروحانية
)032( :
كما كاف يفعل سيدان وموالان رسوؿ هللا .
ثاعـا:مآدابماظلاظؽنيمصىمإجؿؿاساتفمممم وَب البيػػت الػػذى أنػػزؿ فيػػو ال كتػػوز أبػػداً أف يفػػتح حجػػرة مغليػػة لينظػػر مػػا فيهػػا أو هبخذ شػي اً منهػا بغػري إذاً أو يتنػاوؿ شػي اً ولتػرج أخػاه ليجعلػو يوافػق علػى أخػذه وإف كػاف بغري رضا نفسى حىت ال يدخل َب قوؿ اظتصطفى :
مطلمعامأخّٔمبلقفمايقاءمصفومحّٕامم
(ٓٔي
ومثل ىذا ما لتدث من بعض اإلخواف الذين هبخذوف أشيا من منػزؿ أخػيهم بغػري إذاً ككتػػاب أو نوقػػة ،كػػأف كتػػد أحػػدىم نوقػػة قصػػائد قيمػة َب بيػػت أخيػػو فيأخػػذىا ومتفيهػػا فبل ينتفػع هبػا ،أو كتػد كتػاابً غػري موجػود عنػده فيأخػذه ومتفيػو ،وىػذا عنػدما لتػدث يعتيػد فاعلو أنو خري ...ال ،كيف يكوف خري؟! فكل شئ أتخػذه مػن أخيػك بغػري إذاً ال ينفعػك هللا بو وال يبارؾ لك فيو ،إذاً ما نفعل؟ علينا أف نستأذف. وحاجػة أعجبتػػو َب البيػػت كصػػورة حػػىت للشػػيخ أو كتػػاب ال ييػػوؿ لػػو ألنػػو إف قػػاؿ أخوه سيؤثره على نفسػو ويعطيهػا لػو و رمبػا لػي لديػو غريىػا ولتتػاج عتػا ،فػبل يصػح لػؤلخ أف يبدى ىذه النظرة أو ييوؿ مثبلً أف ىذا التسجيل ما شػا هللا لػي لػو مثيػل ،فسػييوؿ لو أخوه خذه ونتكن يكوف ػتتاج لو ولػي لػو إال ىػو أو ىػذا الشػريه الػذى عنػدؾ لػي لو مثيل ما شا هللا. عؾّٓأماظؼوممسؾىماظعػةم
على عفة النفوس حػىت أف النػاس إذا أعطيػتهم يتعففػوف ،ولػي ىذا وعايز ذاؾ ابلبجاحة كده ،ماؿ ىذا وطريق الصوفية؟! )ٓٔي أخرجو السيوطى َب اصتامع الكبري عن أن
يطلبػوف !!! وعػايز
:آداب السياحة الروحانية
)033( :
حىت لو طلب من أخيو وأعطاه أخوه حيا منو أصبحت حراماً ،قاؿ : مطلمعامأخّٔمبلقفمايقاءمصفومحّٕاممم
فمػػثبلً قل ػػت للح ػػاج /دمحم أعط ػ ى ػػذا الكت ػػاب فاسػػتحى مػ ػ وأعطاني ػػو ،ولكن ػػو ػتتاج ػاً لػػو ولػػي معػػو مػػاؿ ليشػػرتى غػػريه ،أصػػبح ىػػذا الكتػػاب الػػذى أخذقػػو رزق ػاً حرام ػاً سيحاسب هللا عليو دتاماً كالذى سرؽ ،أل ا سرقة فعبلً ،سرقة بسيف حيا . أجلس ػ َب بيتػػو وأجػػد حاجػػة جيػػدة وأطلبهػػا فسػػيعطيها ىل ولكنػػو غػػري راض مػػن داخلػػو ،فاألسػػاس عنػػد هللا رضػػا اليلػػوب ،ومػػا داـ غػػري راض مػػن داخلػػو أصػػبحت حرامػاً على والعياذ ابهلل على طوؿ. وقػ ػػد لتصػ ػػل أحيػ ػػاانً مػ ػػن بعػ ػػض إخواننػ ػػا ،يكػ ػػوف أخػ ػػوه َب الع ػ ػراؽ أو األردف أو السػػعودية ويرسػػل إليػػو يطلػػب منػػو شػػي اً معينػاً فيحضػػره لػػو حيػػا اً منػػو ،أنػػت الػػذى طلبػػت منػػو ،فالواجػػب عليػػك أف قعطيػػو ذتنػػو ،لكػػن اضتيييػػة أنػػو طمعػػاف َب أخيػػو ،أصػػبحت ىػػذه كاألخرى :كل ما أخذ بسيف اضتيا فهو حراـ أيضاً أخوؾ ذاىب إىل اضتج ،أان عايز كذا !!! ... وىػذا الكػبلـ لتػدث مػع النػاس العػػواـ ،كػذلك أان عػايز جبلبيػة قطيفػة ،عػايز شػػاؿ صػػوؼ ،ال ...أان ال أفػػرض عليػػو ،كتيػػب زى مػػا كتيػػب أو ال هبقػػى بشػػئ ... ،األفضػػل مػػن ىػػذا وذاؾ أطلػػب منػػو ق ػرا ة الفاحتػػة ىنػػاؾ ...أو يػػدعو ىل دعػػوة صػػاضتة ىنػػاؾ ... أفضل من الدنيا واآلخرة. لكن ىذه التكليفات ما دمت أان مل أعطيػو اظتػاؿ وال أريػد أف أعطيػو شػئ أصػبحت داخلة َب قوؿ رسوؿ هللا :كل ما أخذ بسيف اضتيا فهو حراـ . إال إذا كاف صاحب الشئ قطيب نفسو ولتضر ما طلبت برضا نف . يعػ أنػػت أحيػػاانً عنػػدما يكلفػػك أخػػوؾ بشػػئ قفػػرح أنػػو كلفػػك وحتػػاوؿ أف حتضػػرىا
:آداب السياحة الروحانية
)034( :
أبى طرييػة ،فهذا ال شئ عليو ،إذا أنت أتكدت مػن ىػػذا فػبل شػئ عليػك دتامػاً كمػا ذكػر الشػػيخ َب كت ػػاب اإلس ػرا ،مػػن مػػنكم ق ػرأ كتػػاب اإلس ػرا للشػػيخ دمحم علػػى سػػبلمة ؟ أقرأدتوه؟ ذكػر فيػػو الشػيخ قصػػة الشػػيخ أبػو عسػػكر عنػدما وجػػد رجػبلً اتركػاً جاموسػػتو أتكػػل من غيه اصترياف ،قاؿ لو :حوش الفوؿ بيأكل َب اصتاموسة ٍب مشى وقركو. وعلى بعد خطوات اصتاموسة ماقت ،فجػرى صػاحب اصتاموسػة ورا الشػيخ ،فيػاؿ لػػو الشػػيخ :أان قلػػت لػػك حػػوش الفػػوؿ بيأكػػل َب اصتاموسػػة ،فيػػاؿ لػػو :وظتػػاذا أنػػت قػػرتؾ زتارؾ هبكل َب الغيه؟ قاؿ لو :زتارقى نعػم أتكػل ولكنػو راض ،صػاحب اضتيػل لػو عػرؼ فسيكوف راضياً ،لكنك قؤكل جاموستك غصباً. واألمور قياس على ىذا اظتنواؿ اي إخواىن: لي
فػػأان عرفػػت أف األسػػتاذ ػتمػػود لػػو طلبػػت منػػو حاجػػة سػػيفرح ويسػػر ،وطلبػػت منػػو َب ذلك شئ ألنو سيفعلها برضا نف ...
لكػن لػػو طلبػػت منػػو حاجػػة وسػػيؤديها وىػػو متػربـ أو وىػػو متضػػايق فهػػذه الػػىت فيهػػا اضترج وقدخل َب قوؿ رسوؿ هللا :كل ما أخذ بسيف اضتيا فهو حراـ أيضاً لي بيت أخيو:
من أدب اإلسػبلـ أف يكثػر اإلنسػاف مػن التطلػع إىل الػرايش واألاثث َب
فيجل كاضترامى يتطلع مرة إىل ىذا السيف ومرة إىل ىذا اصتدار ،ما اضتكاية؟ أنت ذاىب لزايرة أخيك أـ للبيت؟ ذاىب ألخيك: إذاً فنظرؾ ال يعدو أخاؾ طرفة عني حىت قناؿ رضا هللا َ ب اظتشػهدين ،فأنػت مل قػػذىب حػػىت قتفػػرج علػػى بعػػض األاثث الػػذى لديػػو أو بعػػض اظتوبيليػػا الػػىت طرفػػو ،مالػػك
:آداب السياحة الروحانية
)035( :
وماؿ ىذا الكبلـ؟ ىذه األشيا ال قشغل إال الفارغني والبلىني ابلدنيا عن الدين ،أما اإلنسػاف فػأكثر شئ يهتم بو عند أخيػو ىػو أخػوه ،ألنػو ذاىػب مػن أجلػو ال مػن أجػل البيػت وال مػن أجػل أاثث البيت وال مػن أجػل ميتنيػات البيػت وال مػن أجػل رايش البيػت بػل ذاىػب مػن أجػل أخيو الذى يعمر ىذا البيت وىو األساس الذى عنده كلو.
تادعاً:مأدبمايّٓؼثمسـّٓماظلاظؽنيم فذذا دار حديث بينو وبني أخيو فيلتزـ أبدب اضتديث. -
وأدب اضتديث الذى يوضحو رسوؿ هللا لنا: إذا قكلم أحدان يستمع لو األخروف. وال يياطعونو. وإفتا يرتكوه حىت يفضى مبا عنده. ٍب يناقشونو. أو يردوف عليو. وال يتكلموف َب اضترمات وال َب الغيبة وال َب النميمة وال َب لغو الكبلـ. وإفتا كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم َب غتالسنا:
م مم
م
ذباظلــــفممذطــــّٕموغــــورموحؽؿــــةم
ِّغفممتـابعواماٌكؿـارمصـىماظلـريمم
م وصحبو وسلم وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو مم
:آداب السياحة الروحانية
)031( :
م م م
مطقػقةمايؿّٓمواظشؽّٕم م (*ي
م
طقػقةمايؿّٓمواظشؽّٕم غعممآمصىماإلغلان طقػقةمايؿّٓم وصفماياعّٓؼن حؼقؼةماظشؽّٕم حؽؿةماظصالةمم طقػقةماظشؽّٕم أبوابماظشؽّٕم صضلماظشؽّٕموماظشاطّٕؼنم )*ي كػػاف ىػػذا الػػدرس يػػوـ اطتمػػي ٘ ٜٜٔٗ / ٘ /بعػػد صػػبلة اظتغػػرب مبسجد عزبة أبو إشتاعيل ،مركز مطاى ،ػتافظة اظتنيا
*
م
م
مطقػقةمايؿّٓمواظشؽّٕم م *
طقػقةمايؿّٓمواظشؽّٕم استمعنا اليوـ إىل لايت كرنتة وؿتن نيرأىا َب كل صبلة ! ليست مرة واحدة بل َب كل ركعة مػن ركعػات الصػبلة نيرأىػا! علػى مػذىب اإلمػاـ مالػك اظتػػأموـ ال ييػرأ الفاحتػػة ظتػػاذا؟ ألنػػو يعتػػرب قػرا ة اإلمػػاـ قػرا ة لػػو ألف اإلمػػاـ قػرأ عػػن اصتميع ،لكن اإلماـ الشافعى وأرضاه يطلب مػن اإلمػاـ واظتػأموـ قػرا ة الفاحتػة َب كػل ركعة من ركعات الصػبلة حػىت الركعػات الػىت ييػرأ فيهػا اإلمػاـ قػرا ة جهريػة يطلػب منػو أف يسكت سكتو حىت ييرأ من خلفو الفاحتة ظتاذا؟ ألنو أخذ ابضتديث الذى ييوؿ فيو رسػوؿ هللا : (ٔي
طلمصالةمبغريمصاهةماظؽؿابمصفىمخّٓاجم
وكلمة خداج يع انقصة ! انقصػػة مػػن اطتػػري ومػػن الػػرب ومػػن الربكػػة وكبلقتػػا علػػى خػػري ،واإلمػػاـ أبػػو حنيفػػة وأرضاه أخذ بيوؿ هللا : ٕٓ[ اظتزمل]
وقػػاؿ الػػذى يي ػرأه اإلمػػاـ فهػػو ق ػرا ة للمػػأموـ ،واإلمػػاـ الشػػافعى قػػاؿ اإلمػػاـ يي ػرأ الفاحتة واظتأموـ واعتربىا ركناً من أركػاف الصػبلة لكػن ىػذا صػحيح وىػذا صػحيح واالثنػاف مػن جػوىر النبػػوة أخػذوا ومػػن األسػوة الطيبػة اقتبسػػوا ،ال نسػتطيع أف نيػػوؿ ىػذا خطػػأ أو ىذا صحيح أل ما غتتهداف ،الشػاىد أننػا البػد َب كػل ركعػة إمػا أف نسػمع أو نيػرأ الفاحتػة )ٔي رواه أزتد والستة عن عبادة بن الصامت
:كيفية احلند والشكر
)041( :
أو نسمعها ونيرأىا ،وما أوؿ لية َب الفاحتة؟
إذا قدـ ىل أخى رتيبلً ماذا أفعل؟ ..أشكره ومىت أشكره؟ بعػػد أف يصػػنع اصتميػػل ٍب أعػػرؼ قيمػػة ىػػذا اصتميػػل ،فمػػن أجػػل أف قكػػوف قرا قػػى صحيحة البػد أف أستحضػر قبػل الصػبلة وعنػد افتتػاح الصػبلة قػدر الػنعم الػىت قفضػل هبػا على هللا ،البد أف أستحضر ىذه النعم رتيعها لكى أشكره عليهػا ،ظتػاذا قيػف أمامػو؟ َّ نيػف لنيػوؿ لػػو إننػا شػاكروف علػػى رتيػل عطػاايؾ ،ؿتػػن شػاكروف ضتسػن قػػدبريؾ لنػا َب كػػل أمر من أموران ،ؿتن شاكروف إلصبلحك لنا ىذه األعضا . كػػاف اإلمػػاـ أبػػو اليزيػػد البسػػطامي وأرضػػاه عنػػدما يسػػتيي مػػن نومػػو وقػػد كػاف من كبار العارفني ابهلل ينظر َب اظترلة فيالوا لو ظتاذا قفعل ىذا؟ قاؿ حىت أنظر إىل وجهى ىل أكرم هللا وعفا عن ذنوىب وأبياه علػى ىي تػو أـ أخذىن بذنوىب وغري خليىت ،فلو لخػذان بػذنوبنا نصػبح َب الصػباح ال نػرى شػي اً مػن الػذى معنا من ىذه النعم الدائمة الىت قفضل هبا علينا هللا وىو الذى أبدعها وىو الػذى يكفلهػا وىو الذى يدبرىا وىو الذى يسريىا بيدرقو وإرادقػو وحكمتػو ،وىػذه الػنعم اي إخػواىن ليست ىينة.
غعممآمصىماإلغلان.مم فعندما ذىب رجل إىل أحد العلما العاملني يشتكى سػو الزمػاف وأف الزمػاف جػ عليػػو وأنػػو لػػي بػػو خػػري ..وال بػػر ...وال شػػئ !! فيػػاؿ لػػو :اي أخػػى أقرضػػى أف هبخػػذوا عينيك ويعطوؾ عشرة لالؼ دينار؟ ...قاؿ :ال... ،فياؿ لو :أقرضى أف هبخػذوا أذنيػك ويعطػ ػػوؾ عشػ ػػرة لالؼ دينػ ػػار؟ ....قػ ػػاؿ :ال ،فيػ ػػاؿ لػ ػػو :أقرضػ ػػى أف هبخػ ػػذوا لسػ ػػانك ويعطوؾ عشرة لالؼ دينار؟ ...قاؿ :ال ،فياؿ لو :أقرضػى أف قكػف رجػبلؾ عػن اظتشػى
:كيفية احلند والشكر
)040( :
وأتخ ػػذ عش ػػرة لالؼ دين ػػار؟ ق ػػاؿ :ال ،في ػػاؿ ل ػػو :أقرض ػػى أف نتس ػػك ي ػػديك عػ ػن اضترك ػػة وأتخذ عشرة لالؼ دينار؟ قاؿ :ال ،فياؿ لو اي أخى معك ستسني ألػف دينػار مػن ىػؤال فيػػه وقيػػوؿ إنػ فيػػري وػتتػػاج وال أحػػد يعطػػف علػػى ويعطيػ ،فمػػا ابلػػك لػػو أقػػى ابلػػنعم األخرى ومنها العيل وما الذى يساويو َب الدنيا واآلخرة؟ فهذه النعم من الذى لتفظها؟ ومن الذى يؤمن عليها؟ هللا ،فلو أنو أخذ نعمة من ىذه النعم: ٕٖ[ األنبيا ]
من الذى ييػوؿ لػو مل فعلػت ىػذا؟ إذا أصػبحت َب الصػباح ووجػدت العػني ال قػرى ىل أقوؿ لو ظتاذا أخذهتا أبداً:
[٘ٗ فاطر]
لو يؤاخذان ببعض ذنوبنا ال نساوى شػي اً لكنهػا نعػم ال عػد عتػا وال حصػر عتػا سػوا بداخلى أو من حوىل أو َب منزىل أو بعيلى وكل ىذه النعم من أجلى صنعت ظتاذا؟ قاؿ :ألنك مطلوب هلل قػعاىل وقد زتلك األمانة الىت مػن أجلهػا صػرت خليفػة عػػن هللا َ ب ىذا الكوف !!! من أجل ىذا كل شئ غتهز لك. فػػأان مطالػػب عنػػدما ألقػػف بػػني يػػدى هللا َ ب الصػبلة أف أستحضػػر أوالً نعػػم هللا على ،من الػذى أقػى ىب إىل ىنػا؟ ومػن الػذى حػرؾ األعضػا وسػارت إىل ىنػا؟ ومػن الػذى ّ فكر العيل وجعلو يتذكر الكلمات الىت قيوعتا َب الصبلة؟ لو ضغه هللا على مفتاح اإليياؼ ىل أقذكر شي اً وأان َب الصبلة اي إخوام؟ ال ،فكمػػا أدخػػل أخػػرج لكػػن مػػن الػػذى يشػػغل ومػػن الػػذى يعطػػل؟ أان ..العيػػل .. لكن ىل يستطيع احد أف يشغلو أو يعطلو اي إخواىن؟
:كيفية احلند والشكر
)041( :
يع ىل قستطيع أف قيوؿ للعيل انتظر نصف ساعة بدوف قفكري حىت أسػرتيح ،ال قسػػتطيع ألف الػػذى يشػػغلو هللا رب العػػاظتني ،حػػىت األعضػػا العاديػػة فاصتهػػاز الػػذى هبكػػل ولتضر األنزنتات ويهضم الطعاـ من منا يستطيع قشغيلو أو إييافو؟ ومن يستطيع أف ييوؿ للمعدة انتظرى نصف ساعة وبعد ذلك اىضمى! األجهزة بداخلى لكن من الذى يشغلها اي إخواىن؟ هللا رب العاظتني ،وإف كانت معى فلكى أشكر أان وأنت هللا الشكر اظتطلػوب فػذن َب والػىت مػن حػوىل والػىت ىل ىنػا والػىت ىل عنػد هللا مطالب أف أعرؼ رتيع ىذه النعم الىت ّ والػػىت ىل َب اصتنػػة حػػىت أشػػكر هللا عليهػػا ىػػل يسػػتطيع أحػػد منػػا أف لتػػيه هبػػذه الػػنعم اي إخوام؟ أبداً !! ٔٛ[ النحل]
نعمػػة واحػػدة وليسػػت نعػػم ،هللا ييػػوؿ نعمػػة واحػػدة مػػن نعػػم هللا ال نسػػتطيع أف نعػػد الفضل الذى لنا فيها من هللا !!!!!! الفضػػل الػػذى لنػػا َب نعمػػة البصػػر ال نسػػتطيع أف نعػػده والفضػػل الػػذى لنػػا َب نعمػػة السمع ال نستطيع أف نعده ،من اصتائز أف بعض األطبا األجانب اظتهرة حاولوا أف يعدوا بعض ىذه الوظػائف فػأقوا ابلكبػد وعػدوا لػو حػواىل ثبلذتائػة وستسػني وظيفػة وقػالوا رمبػا َب اظتستيبل نكتشف وظائف أخرى لو ال نعرفها اآلف ،ىػذا َب الكبػد فيػه فمػا ابلػك ببػاقى األعضا أين نذىب ال نستطيع ،ماذا نفعل ايرب؟ قػاؿ سػبحانو إىن أعلػػم أنكػم عػاجزوف فػػأان أشػكر نفسػى وأنػػتم قيولػوف مثلمػا أقػػوؿ كيف؟ يع أحدان يعد ويستحضر ىػذه الػنعم وبعػد ذلػك ييػوؿ إىن ال أعػرؼ أف أشػكرؾ ولك أقوؿ ما كلفت بيولو َب الصبلة وأعرؼ أن عاجز:
:كيفية احلند والشكر
)042( :
ىكذا يشكر هللا وىو شاعر أنو ميصر!! وىػػو يشػػعر أنػػو مل ييػػم ابلػػذى عليػػو وىػػو يشػػعر أنػػو ال يسػػتطيع أف يػػنهض بشػػكر نعمة واحدة من النعم الىت غمره هبا هللا. لكن الذى دخل الصبلة وىو يظػن أف ربنػا غبنػو وكيػف أنػو أعطػى فػبلانً كػذا وكػذا ومل يعطػػو فهػػذا ييػػوؿ بلسػػانو :وقلبػػو غػػري راض عػػن هللا شاكرا هلل اي إخوام؟ ال !! ألنو غاضب منو ،ىل ىذا يصبح ً أو الػػذى يػػرى نفسػػو أنػػو قػػدـ شػػي اً كب ػرياً هلل حيػػث ييػػوؿ َب نفسػػو اسػػتييظت مػػن نػػومى وقوضػػأت وخرجػػت مػػن بيػػىت ووقفػػت أمامػػك وهبػػذا فيػػد فعلػػت شػػي اً عظيمػاً ،وىػػذا قػػد قباعػػد صػػبلقو بينػػو وبػػني هللا ألنػػو لػػب ردا الكػػرباي أمػػاـ اظتتكػػرب وىػػذا ال يصح أبداً فالذى ييف بني هللا يكوف كما قاؿ :
ؽنْموَتَوَاضُّْٝموَتَضَُّٕٓعْموََتأَوُٓهْموَتَـَادُمْموَتَضَّٝمؼََّٓؼِكَمصَؿَؼُولُ:م مإٔغَٓؿَاماظصَٓالةُمتَؿَلِ ُ ( ٙي
اظؾَٓفُمَٓماظؾَٓفُمَٓمصَ َؿنِمظَمِمؼَػْ َعلِمصَفٔيَمخَِّٓاجْمم
فحاؿ اإلنساف اظتؤمن أثنا الصبلة ىو ىذا اضتاؿ.
طقػقـــةمايؿّٓمم فه ػػل عن ػػدما أق ػػوؿ :أك ػػوف ق ػػد ش ػػكرت هللا اي إخواىن؟ ال ،ىناؾ شئ اشتو اضتمد وشئ اشتو الشكر ،فاضتمد شئ والشكر شئ لخر عمػػل مػػن أعمػػاؿ اليلػػوب واللسػػاف يػػرتجم عمػػا َب اصتناف فالذى لتمد هللا ويعرتؼ ابلفضل هلل ويير أبف كل النعم الػىت فيػو مػن هللا واصػلة وابهلل حاصػػلة وبفضػػل هللا قشػػملو وحتوطػػو وقيػػوـ لػػو بكػػل مػػا لتتاجػػو فضػ ػبلً م ػػن هللا ونعمػػة ،ىػػذا ىػػو اضتمػػد يع ػ اإلع ػرتاؼ اليلػػا أبف كػػل الػػنعم مػػن هللا ... سنوضػػح )ٙي أخرجو الرتمذي والنسائي بنحوه من حديث الفضل بن عباس ،ختريج أحاديث اإلحيا العراقي
:كيفية احلند والشكر
)043( :
أكثر، أان رجل حامد هلل وأريد أف أزتده فبلبػد أف أكػوف َب قػراره نفسػي معػرتؼ أبف كػػل شػػى لتػػدث ىل مػػن هللا مػػن اطتػػري والػػرب والفضػػل ،وكػػل شػػئ لتػػدث ىل مػػن الشػػر فمن نفسى ومن لؤمى ومن خبث طبعى ومن سفهى ومن جهلى. فعندما هبقى أحدىم وييوؿ ألخيو إف حيلك ىػذا العػاـ أقػى مبحصػوؿ مػا شػا هللا، اضتامد ييوؿ لو ىذا بفضل هللا وقوفييو ومبعونتو ،واآلخػر الغػري حامػد ييػوؿ نعػم بشػطارقى ومهػػارقى وخربقػػى فػػأان فعلػػت وسػػويت ويعػػد األعمػػاؿ ال ػىت عملهػػا وينسػػب ىػػذا الفضػػل لنفسو فبهذا خرج من دائرة اضتامدين. إبلػػي َعبَػد هللا سػػبعني ألػػف سػػنة لكنػػو رأى أف ىػػذا العمػػل الػػذى عملػػو بيوقػػو وفتوقو وشطارقو ومهارقو ،من أجل ىذا قاؿ: ٚٙ[ ص]
فكانت النتيجة أف طرده هللا ،ظتػاذا؟ ألنػو مل يػر فضػل هللا عليػو َب ىػذا العمػل، من الذى وفيك؟ ومن الذى أكرمك؟ ومن الذى أعتمك؟ ومن الػذى ىيػأ لػك األسػباب؟ لو رأى ىذه األشيا لنسب الفضل هلل . وألجػػل ىػػذا فالرجػػل الػػذى يػػرى الفضػػل مػػن هللا يي ػوؿ :اي أوالدى قبػػل أف يػػدخل احملصوؿ اظتنزؿ أخرجوا حق هللا فلوال معونتو لنا وبركتو علينػا ولػوال قوفييػو لنػا مػا أقػى ىذا احملصوؿ فأخرجوا حق هللا لكى يزيدان بعد ذلك. واآلخر ييولوف لو الزكاة فييوؿ وما الزكاة؟ أان طواؿ العاـ أقعب وأشيى وأكػد وَب النهاية أعطيها لفبلف وفبلنة جاىزة ألنو يرى نفسو فمثلو كمثل الرجل الذى قالوا لػو :إف الفضل الذى أنت فيو من هللا ،قاؿ :ال: ٚٛ[ اليصى]
:كيفية احلند والشكر
)044( :
فكػػل ىػػذه األشػػيا مػػن علمػػى وخربقػػى ومهػػارقى وشػػطارقى ىػػى الػػىت أقػػت هب ػػذه األشيا فكانت النتيجة: ٛٔ[ اليصى]
وصفماياعّٓؼنمم اإلنسػػاف اضتامػػد هلل ىػػو اظتيػػر واظتعػػرتؼ لػػي بلسػػانو بػػل بيلبػػو وجنانػػو أبف الفض ػل كلػػو مػػن هللا وإىل هللا ،ييولػػوف لػػو أوالدؾ مػػا شػػا هللا ربنػػا ابرؾ فػػيهم وبػػرره ومطيعػػني ومتفوقني ،ييوؿ اضتامػد :ىػذا مػن فضػل هللا ىػو الػذى ىػداىم ووفيهػم ومػاذا كنػت فػاعبلً عتم لوال قوفيق هللا ومعونتو ،فهذا الرجل أصبح إنسػاانً حامػداً ألنػو نسػب الفضػل هلل ، أمػػا اآلخػػر فييػػوؿ :إنػػِن أقػػوـ بتػػأديبهم وأحضػػر عتػػم العصػػا وأراقػػبهم ليػػل ػار وأاتبعهػػم وينسػب الفضػػل لنفسػػو ،فمثػػل ىػػذا خػػرج مػػن دائػػرة اضتامػػدين ألف اضتامػػد ينسػػب الفضػػل كلو والنعمة كلها هلل رب العاظتني. وىكذا اي إخواىن َب أى أمر فذف كاف طبيباً ييولوف لو أنت السبب َب عػبلج فػبلف ييػػوؿ ال الفضػػل هلل ومػػن هللا وإىل هللا ،لكػػن النسػػا الواحػػدة مػػنهن قيػػوؿ لصػػاحبتها انظػػرى مػػا أؾتبػػت؟ وكيػػف شػػكلو وصػػورقو؟ واضتيييػػة أ ػػا مل أتت بػػو أو بشػػكلو أو صػػورقو فالذى أعطي ىو هللا الذى ييوؿ: ٙ[ لؿ عمراف] من فيهن صورت؟ ومن فيهن قصرت أو أطالت أو لونت؟ ىذا أبيض وىػذا أسػود وىذا أزتر ،ومن فيهن كونت؟ لكػن اي إخػواىن ظتػن الفضػل؟ هلل ىػو الػذى صػور وىػو الذى كوف وىو الذى لوف وىو الذى دبػر وىػو الػذى ىيػأ ىػذا اإلنسػاف فالفضػل مػن هللا وإىل هللا ،فاإلنسػػاف اضتامػػد ىػػو الػػذى ينسػػب كػػل شػػئ إىل هللا وىػػذا مثلػػو واضػػح
:كيفية احلند والشكر
)045( :
َب قوؿ سيدان إبراىيم عليو السبلـ: [ الشعرا ]
مػػع أف اظتػػرض لػػي منػػو لكنػػو أدب اضتضػػرة نسػػب اظتػػرض ألنػػو عيػػب لنفسػػو عليػػو السػػبلـ ،فينسػػب اضتامػػد كػػل كمػػاؿ إىل هللا وكػػل نيػػى وكػػل قيصػػري وكػػل سػػهو وكػػل غفلػػة إىل نفسػػو ،وىػػذا اي إخػػواىن َب كػػل حػػاؿ ،الكػػبلـ سػػهل لكنػػو َب حػػاؿ الفعػػاؿ صػػعب وال هبقى بو إال كمل الصاضتني وكمل اظتيربني والذين إحساسػهم دائمػاً َب كػل وقػت وحػني انػو معهم وأنو سبحانو لو ختلى عنهم طرفة عني ال يستطيع الواحػد أف يطػرؼ أو لتػرؾ أصػبع أو لساف أو أى عضو ويعلم أف هللا ىو الفعاؿ ظتا يريد ...ىذا اي إخواىن اضتمد. فاضتمد اي إخواىن أرتلو سيدان أبو بكر َب رتلة واحدة قاؿ فيها: م{مايؿّٓمٓماظّٔىمملمؼصلمأحّٓمإديمععّٕصؿهمإالمباظعفّٖمسنمععّٕصؿهم}م
وىذه خطبة كاملة خطبها سيدان أبو بكر ونزؿ!! ومع ىذه اطتطبة أف أىػل اضتمػد األعظػم ىػم الػذين وصػلوا ووقفػوا علػى ال حػوؿ وال قػػوة إال ابهلل فػػريى الواحػػد مػػنهم َب نفسػػو أنػػو لػػي لػػو حػػوؿ وال طػػوؿ وال قػػوة وال فضل إال إذا أمده بذلك هللا . فعنػدما يطلػػب مػن أحػػدىم مصػلحة ييػػوؿ إذا وفيػ ربنػػا سػأفعلها ،وعنػػدما يطلػػب منو علماً ييوؿ إذا أعتم ربنا سأعلمك فهو دائم واقػف علػى أعتػاب فضػل هللا يسػتمطر اطتري والنعم كلها من هللا ألنو يرى الفضل كلو من هللا وإىل هللا . ولػذلك ظتػا حػدثت للسػػيدة عائشػة رضػى هللا عنهػا وأرضػػاىا حادثػة اإلفػك واهتمهػػا اظتنافيوف ابلزور والبهتاف ونزلت برا هتا من هللا وكاف سيدان رسػوؿ هللا جالسػاً مػع سيدان أىب بكر وزوجتو ومعهم السيدة عائشة فياؿ عتا سيدان رسوؿ هللا {:مأَعَٓامبَعُِّٓ.مؼَـام
:كيفية احلند والشكر
)041( :
سَائِ َشةُ!م َصإٔ ٓغَهُمضَِّٓمبَؾَغَـِيمسَـِكِمطََّٔاموَطََّٔا.م َصإٔنِمطُـِتِمبَّٕٔؼَؽةًمصَلَـقُؾَّٕٔٓئُكِماظؾّـهُمم..مصؼاظـت:م إٔنِمضُؾْتُمظَؽُمِمإٔغِٓيمبَّٕٔؼَؽةٌ،موَاظؾّـهُمؼَعِؾَـمُمأَغِٓـيمبَّٕٔؼؽَـةٌ،مالَمتُصَـِّٓٓضُوغِيمبِـّٔظِكَمم..موَاظؾّـهِمعَـام أَجُِّٓمظِيموَظَؽُمِمعَـَالًمإٔالَٓمطَؿَامضَالَمأَبُومؼُودُفَ:م{صَصَؾِّْٕمجَؿِقلْموَاظ ّؾهُماظْؿُلِؿَعَانُمسَؾَىمعَام
تَصِػُونَ}م....موَأَغَا،موَاظ ّؾهِمحِقـَؽٍِّٔمأَسِؾَمُمأَغِٓـيمبَّٕٔؼؽَـةٌ.موَأَنَٓماظؾّـهَمعُؾَّٕٔٓئِـيمبِؾََّٕاءَتِـيمم}مثـ م م وىم جالسوف أخػذه الػوحى ونزلػت الػربا ة ،لايت قتلػى َب كتػاب هللا إىل أف يػرث هللا األرض ومػػن عليهػػا وقعطػػى درسػاً عظيمػاً للمػػؤمنني واظتؤمنػػات إىل يػػوـ الييامػػة ،أدب رابىن َب درس قػػرلىن وكانػػت نتيجػػة اضتادثػػة الػػِت قعرضػػت عتػػا السػػيدة عائشػػة رضػػى هللا عنهػػا وأرضاىا. ودائمػاً دروس اليػػرلف الكػػرمي فتاذجهػػا قكػػوف أبطػػاؿ هللا وأوليػػا هللا وأنبيػػا هللا ورسل هللا أل م ىم الذين يستطيعوف حتمل ىذه الدروس.
فبعػػدما ق ػرأ سػػيدان رسػػوؿ هللا العشػػر لايت مػػن سػػورة النػػور والػػِت فيهػػا الػػربا ة فيالت عتا أمها زوجة سيدان أىب بكر{ :مضُوعِيمإٔظَ ِقهِم–مإديمردـولمآم-ممضَاظَـتِ:موَاظؾّـهِم الَمأَضُومُمإٔظَ ِقهِ،مالَمأَحِؿَُّٓمإٔالَٓماظ ّؾهَ.مػُوَماظَِّٓٔيمأَغِ َّٖلَمبََّٕاءَتِـيمم} { خرجػة البخػارى ومسػلم والطرباىن وأبو داود عن عائشة رضى هللا عنها }. انتبهوا اي إخواىن فهذا خالى التوحيد. إذاً ظتن التوحيد؟ مل ييل سبحانو { :زتداً هلل } إفتا قاؿ:
فاضتمد كلو َب الدنيا واآلخرة هلل على كل نعمة ظػاىرة وابطنػة ،فػبل أحػد مػن خليػو لو نصيب َب اضتمد. فما الوصف اظتشرتؾ بني هللا وبني خليو؟ ..ىو الشكر. إذاً ظتن اضتمد؟ ..هلل! فكيف ؿتمد هللا؟
:كيفية احلند والشكر
)041( :
كما علمنا رسوؿ هللا : َب وقت اطتري نيوؿ اضتمد هلل الذى بنعمتػو قػتم الصػاضتات ،وَب وقػت الضػر نيػوؿ اضتمد هلل على كل حاؿ. ىكػػذا ؿتمػػد هللا َ ب السػرا وؿتمػػده َب الضػرا ألننػػا حامػػدوف هلل علػػى كػػل نعمة ظاىرة أو ابطنة.
حؼقؼةماظشؽّٕم لكن الشكر شئ لخر فما ىو؟ الشكر بينَّو هللا فياؿ: ٖٔ[ سبأ]
فالشكر عمل وؿتن نعلم ىذا اي إخواىن.
فاضتمد عييدة ومعاىن قلبية وأسرار روحانية يعيشها اإلنساف بيلبػو وهللا مطلػععلى اليلوب ويعلم ما فيها من الغيوب. -لكن الشكر حالة فعلية قفعلها اصتوارح شكراً هلل .
وكػػل جارحػػة عتػػا شػػكر وكػػل نعمػػة واردة علػ َػى عتػػا شػػكر يناسػػبها َب كتػػاب هللا وَب حديث وسنة رسوؿ هللا . ؿتػػن اآلف َب موسػػم اضتصػػاد ...ىػػل إذا جلسػػنا علػػى رأس اضتيػػل ونيػػوؿ اضتمػػد هلل رب العاظتني ربنا أكرمنػا وأعطػاان وؾتلػ علػى رأس اضتيػوؿ أسػبوعيا نكػرر ىػذه الكلمػات ىل نصبح شاكرين هلل اي إخواىن؟ ال !! مىت يكوف الرجل منا شاكراً هلل؟
:كيفية احلند والشكر
)049( :
عندما هبقى ويرى احملصوؿ ومترج منو حق هللا وىو الزكاة! ىذا ىو الشكر العملى! فاضتم ػػد أن ػػو ينس ػػب ى ػػذه النعم ػػة وى ػػذا الفض ػػل هلل لك ػػن ى ػػذا ال ينف ػػع إال ومع ػػو الشػػكر ،والشػػكر معنػػاه إخػراج حيػػوؽ هللا الواجبػػة عليػػو َب ىػػذا احملصػػوؿ هلل سػػبحانو وقعاىل إذا كانت العشر أو نصف العشر أو غريه على حسب ما حػددت وبينػت الشػريعة الغرا ووضح سيد األنبيا . وىػػذا رجػػل يصػػلى ويصػػلى الفجػػر َب موعػػده وقبػػل الفجػػر أيضػاً يصػػلى التهجػػد هلل ويي ػرأ ختمػػو قػػرلف كػػل يػػوـ ...لكػػن مل متػػرج حػػق هللا !!! ىػػل قصػػبح ىػػذه عبػػادة اي إخػػواىن؟ أبػػداً !! ....إنػػو يعتيػػد أنػػو يضػػحك علػػى هللا ...ويعتيػػد ىػػذا َب نفسػػو ... وىو هبذا داخل َب قولو قعاىل: ٜ[ البيرة]
فالشكر َب ىذا اظتوضع ىو العمل كما قلنا ،عب ٌد أفا هللا عليو وأخرج الزكاة لكػن عنده ماؿ زائد ما شكره َب ىذه اضتالة؟ أف يذىب ألدا فريضة اضتج هلل . لكػػن عنػػده مػػاؿ زائػػد وحػػىت لػػو أقػػاـ مستشػػفى أو مسػػجداً أو غػػريه لكنػػو مل يػػذىب ألدا الفريضة اظتدين هبا هلل ،ىل قصلح ىذه األعماؿ اطتريية اي إخواىن؟ ال !..ؿتن علينا األصوؿ أوالً وبعد األصوؿ الفروع. فأان معى ماؿ زائد بعد إخػراج حػق هللا { الزكػاة } فػأان علػى الناحيػة األخػرى وىػى شكرى هلل على ىذا اظتاؿ أبدا الفريضة هلل .
:كيفية احلند والشكر
)051( :
حؽؿةماظصالةممم أعط ػػاىن ربن ػػا الص ػػحة وأص ػػبحت َب الص ػػباح معافػ ػاً َب ب ػػدىن وعيػ ػ س ػػليمة وأذىن سليمة ولساىن مستييم وجوارحى قتحرؾ إبرادة من ييوؿ للشئ كن فيكوف .. فلػػي شػػكرى علػػى ىػػذه الػػنعم أف أقػػوؿ اضتمػػد هلل فيػػه ...مثلمػػا ييػػوؿ بعػػض الناس .. :ماداـ قلا نظيفاً غري مهػم أى شػئ لخػر !! -مػا لنػا وليلبػك -والػذى صػنع اليلب ويعلم بباطن اليلب ىو الذى أمر هبذا األمر !! على ابلنسبة عتذه اصتوارح ماذا؟ شكرى هلل الذى َّ أف أعفرىػا ابلػرتاب أمػاـ رب األرابب ،أسػجد هبػػا هلل وأركػع هبػا هلل وأخضػع هبػا بػػني يػدى هللا مػن أجػل أف أشػكره أنػو جعػل ىػػذه األعضػا قتحػرؾ طػوع أمػرى وأسػتعني هبػػا َب ىذه اضتياة على طاعتو وقربو ... ىذه ىى اضتكمة األوىل من الصبلة: أن أشكر هللا على ىذه النعم ،وىذه النعم متجددة ألن كػل يػوـ أسػتيي وعيػ قرى فواجا أف أشكر هللا على ىذه النعمة ىذا اليوـ ،فهى ليست نعمة طواؿ العمػر إفتػا ىى نعمة متجددة دوماً َب كل نف وأان ػتتاج أف أشكر هللا عليها. وهللا مل ي ػػرض أف يش ػػق علين ػػا في ػػاؿ يكف ػػى أف قي ػػف ب ػػني ي ػػدى هللا ستػ ػ م ػرات قشػػكره علػػى نعػػم اصتػػوارح ،نعػػم األعضػػا الظػػاىرة والباطنػػة الػػىت خليهػػا وصػػورىا وشغلها وىي ها وكو ا وغذاىا فاشكره عليها.
طقػقةماظشؽّٕم فشكرى هلل على نعمة األعضا ابلصبلة. -وأشكر هللا على نعمة اظتاؿ ابلزكاة.
:كيفية احلند والشكر
)050( :
وأش ػػكر هللا عل ػػى نعم ػػة اللس ػػاف أنػ ػ أذك ػػر هللا ب ػػو س ػػوا ابإلس ػػتغفار أو ب ػػتبلوةاليػػرلف أو ابلصػػبلة علػػى حضػػرة الن ػ أو بتسػػبيح أو بتحميػػد أو بتهليػػل أو بتكبري هلل . -وأشكر هللا على نعمة العني أبف أنظر هبا َب كتاب هللا .
وأش ػػكر هللا عل ػػى نعم ػػة األذف ف ػػأشتع هب ػػا ك ػػبلـ هللا أو ح ػػديث رس ػػوؿ هللا أوغتال العلم النافعة الِت قيرب إىل هللا .
وأشػػكر هللا علػػى نعمػػة العيػػل أن ػ أفكػػر بػػو َب اطتػػري لنفس ػى وأوالدى وإلخػػواىناظتس ػػلمني أو أفك ػػر بػ ػػو َب مص ػػلحة قنفػ ػػع اظتس ػػلمني أو َب حػ ػػل معض ػػلة قشػ ػػغل اظتسلمني أو َب فك كرب جار ىل من اظتؤمنني فالتفكري َب اطتػري ىػو شػكر هلل على نعمة العيل. إذاً كل نعمة عتا ما يبلئمها من أنواع الشكر والشكر كلو عمل:
ٖٔ[ سبأ]
ولػػذلك كمػػا قعملػػوف عنػػدما وقػػف سػػيدان رسػػوؿ هللا طػػواؿ الليػػل علػػى قػػدـ واحدة حىت قورمت قدماه والسيدة عائشة قيوؿ لو: {مؼَامرَدُولَماظ ّؾهِمأَتَصِـَُّٝمػَّٔا،موَضَِّٓمشُػَِّٕمظَكَمعَامتَؼََّٓٓمَم ِعنِمذَغِؾِكَموَعَامَتأَخََّٕٓ؟م
صَؼَالَ:مؼَامسَائِ َشةُمأَصَالَمأَطُونُمسَؾِّٓاًمذَؽُوراً؟م} متفق عليه مه حديث عائشة م
فأان أريد أف أشكر هللا على ىذه النعم ،وكيف أشكره؟ أقػػوؿ اضتمػػد هلل فيػػه؟ ال! بػػل أشػػكره ابلفعػػل وابلصػػنيع ،وكػػل نعمػػة مػػن نعػػم هللا أعطاىػػا لػػك عتػػا شػػكرىا وعتػػا طرييػػة الشػػكر الػػىت بينه ػا سػػيد الشػػاكرين حػػىت نكػػوف شاكرين ابلطريية الصحيحة اظترضية هلل . أحد األغنيا وكاف جالسػاً معػى والػذين معػو يثنػوف عليػو وييولػوف إف فػبلانً ىػذا مػا
:كيفية احلند والشكر
)051( :
شا هللا عنده حػواىل مائػة فػداف وقصػر وخػدـ وحشػم ومػع ذلػك البػد أف ييػوـ الليػل بػني يدى هللا يتهجد ويصوـ يومى اإلثنني واطتمي دائماً ويثنوف عليو فيلت عتم: ليست ىذه عبادقو وال ىذا شكره فهذا شكر الفيػري لكػن مػا عبادقػو؟ عبادقػو قػاؿ فيها النا : ماِّطـّٕونمػمماِّدػؾونمؼومماظؼقاعة،مإالمعنمضال:مباٌالمػؽّٔام وػؽّٔاموػؽّٔاموػؽّٔا،موضؾقلمعامػممم
(٘ٔي
عبادقػػو أنػػو يتفضػػل ابلنعمػػة الػػىت قفضػػل هبػػا هللا عليػػو علػػى الفي ػرا واظتسػػاكني وعلى احملتاجني ،ىذه ىى العبادة الىت يرضاىا وييبلها منو هللا ،قاؿ قعاىل: ٗٓ[ النمل]
من ىذا؟ الذى أخذ اظتاؿ وأخذ اظتلك.
أبوابمماظشؽّٕم فالذى أخذ اظتلك كيف يكوف شكره؟ ابلعدؿ بني عباد هللا. فالذى أخذ اظتلك أى الذى جعلو هللا مػديراً أو وزيػراً أو حاكمػاً فشػكره علػى ىػذه النعمػػة الييػػاـ ابلعػػدؿ بػػني خلػػق هللا ورعايػػة حيػػوؽ مػػن كلفػػو هبػػم هللا والسػػهر علػػى مصاضتهم. ى ػػل ك ػػاف س ػػيدان عم ػػر يس ػػهر َب اظتس ػػجد أـ ك ػػاف يس ػػهر َب الطرقػ ػات؟ ك ػػاف وأرضاه يتسمع على ىذا اظتنزؿ أو ذاؾ ويرى مصاّب الناس ىنا وىنػاؾ ،ىػذه ىػى عبادقػو وليست عبادقو أف كتل َب اظتسجد ويرتؾ ىؤال الناس. (٘ٔي رواه مسلم والبخارى من حديث أىب ذر
:كيفية احلند والشكر
)052( :
فكػػل فػػرد لػػو شػػكر علػػى قػػدر الػػنعم الػػىت وىبهػػا لػػو هللا وكػػل نعمػػة قفضػػل هبػػا عليك هللا فهذا ىو الباب الذى فتحػو هللا لػك لشػكره ،فػذذا دخلػت مػن ىػذا البػاب ستصل إىل اطتري الذى قدره هللا لك. ولو قركت ىذا الباب الذى فتح لك وقريد أف قذىب إىل ابب لخر لػن قػدخل إىل رحاب هللا وال إىل فضل هللا وال إىل كرـ هللا . ما الذى أفلح بو أصحاب رسوؿ هللا ؟ ..أ م عرفوا ىذه اضتييية: فسيدان عثماف أعطاه هللا اظتاؿ فكيف كاف يشكر هللا على ىذه النعمة؟ عنػػدما حتتػػاج الدولػػة إىل مػػاؿ هلل فػػوراً يسػػتجيب ويػػؤدى مػا عليػػو مػن واجػػب ،نريػػد ههيز اصتيش ييوؿ ههيز اصتيش كلو على نفيىت فكاف كتهز اصتيش وحده. اظتسلموف لي لديهم ب ر ما والب ر ملػك رجػل يهػودى وىػو يػتحكم َب اظتسػلمني فياؿ :من يشرت ىذا الب ر وأضمن لو اصتنة ،قاؿ :أان اي رسوؿ هللا! وذىب واشرتى الب ر وقاؿ ىذا الب ر وقْف للمسلمني ومل يبع اظتا عتم .. واظتسلموف ظتا أصاهبم قحه وجا ه دقيػق َب هػارة وجػا ه التجػار ليكسػبوه أضػعافاً مضاعفة ،ييوؿ :ال! ىذا يعطى لفيرا اظتسلمني ...ىذه ىى عبادقو. ما عبادة خالد بن الوليد؟ وما شكره هلل؟ عبادقػو وشػكره متطػه ويػػدبر ويضػع اطتطػه الػػىت يكيػد هبػا األعػػدا والػىت لتيػق هبػػا النصر صتند السما . ىػػذا اي إخػػواىن الشػػكر اظتطلػػوب ولػػي مػػا لتػػدث اآلف ،ييػػوؿ اطتطيػػب اضتمػػد هلل فنيبل أيدينا ونعترب أنو شكر هلل على النعمة !!! ال لي
ىذا ىو الشكر.
:كيفية احلند والشكر
)053( :
صضلماظشؽّٕمواظشاطّٕؼنم فشكر هللا على النعمة أن أنفق ؽتا رزق هللا ،قاؿ قعاىل: ٖ[ البيرة]
-أعطاىن ماؿ أنفيو على احملتاجني.
أعطاىن جاه أقضى بو مصاّب السائلني ..ىذه ىى عبادقى ...وىذا ىو شػكرىهلل . أعطػاىن حسػػن قػدبري األمػػور وحسػػن إخػراج اظتسػػلمني مػن معضػػبلهتم ومشػػاكلهمفيصبح شكرى هلل وعبػادقى هلل أنػ أصػلح بػني عبػاد هللا اظتتخاصػمني واظتتفػارقني وقصػػبح ىػػذه عبػػادقى هلل وهتجػػدى هلل وطػػاعىت هلل ، .. فعنػػدما ييض ػى أحػػدان ليلة يصلح بني متخاصمني أفضل؟ ..أـ أف ييضى ليلة مع كتاب هللا ؟ أيهمػا أفضل اي إخواىن؟ الصلح قاؿ : مأالمأدظؽممسؾىمعامػومأصضلمعنمدرجةماظصالةمواظصقاممواظّٖطاةموايج؟م
النوافل وليست الفرائض ،قالوا بلى اي رسوؿ هللا
مضالمإصالحمذاتماظؾنيم
(ٔٛي
فالشكر اي إخواىن هلل عمل: والشكر يشمل الشكر هلل ويشمل الشكر طتلق هللا ،قاؿ قعاىل: ٔٗ[ ليماف]
قشكر هللا وقشكر والديك على الػنعم الػىت أعطاىػا لػك ،وشػكر الوالػدين ىنػا الػرب هبما وطاعتهما وقضا حاجاهتما طاظتا ال ختالف الشرع. (ٔٛي رواه أبو داود والرتمذى من حديث أىب الدردا
:كيفية احلند والشكر
)054( :
وأيضاً أى شخى أجرى هللا نعمة علػى يديػو ىل كػأف علمػ مهنػة أو حرفػة أو علمػ كلمػػة علػػم أو صػػنع ىل معروفػاً فربنػػا علمنػػا ليػػدوـ اظتعػػروؼ أف نشػػكر النػػاس وقػػد قاؿ :م َعنِمملمؼَشِؽُّٕٔماظـَٓاسَمظَمِمؼَشؽُّٕٔمآ سنن الرتمذي عن أىب سعيد وقاؿ رسوؿ هللا : م{مأخ غيمج ؼلمسؾقهماظلالممأغهمإذامطانمؼومماظؼقاعةمذيّٝماظؾـهماِّوظنيم
واآلخّٕؼن مؼؼول ماظؾـه مظعؾّٓه مسؾّٓي مػل مذؽّٕت مصالغا مسؾى معا مطان معـه مإظقكم صقؼولمالمؼامربمذؽّٕتكمِّنماظـعؿةمطاغتمعـكمضالمصقؼولماظؾـهمعامذؽّٕتينمإذم
ملمتشؽّٕمعنمأدؼتمظكماظـعؿةمسؾىمؼّٓؼهم}مشعب اإلنتاف للبيهيى. ما الذى قلل صنع اظتعروؼ َب اجملتمع اآلف اي إخواىن؟
أف النػػاس ال قعػػرتؼ ابصتميػػل ،يػػذىب إىل الرجػػل ويبلطفػػو ويداىنػػو ويبلينػػو إىل أف ييضػػى مصػػلحتو وبعػػد ذلػػك حػػىت كلمػػة السػػبلـ علػػيكم يبخػػل هبػػا عليػػو فتنكسػػر نفسػػو وييوؿ ليد صػنعت لػو اصتميػل ومل ييػل حػىت السػبلـ علػيكم وؿتػن بشػر والبشػرية موجػودة فتيتل َب نفسو الرغبة َب عمل اطتري!! لكن عندما كاف الناس يعرتفوف ابطتري وال ينكروف اصتميػل كػانوا يتنافسػوف َب عمػل اطتري ويريد كل واحد منهم أف يصنع اطتري حىت يرضى هللا ويرضى خلق هللا! فاهلل ىو الػذى أمػرىن أف أشػكر النػاس علػى اصتميػل وعلػى اطتػري الػذى صػنعوه معى وكل واحد يكفر هبذه النعم يكوف لو عياب شديد يوـ ليا هللا . أضرب مثبلً بسيطاً حىت أ ى حديثى اآلف: لو أحدان احتاج مائة جنية من يعطيو اآلف؟ ال أحد ،ظتاذا؟ ألنو إذا أعطاه اظتبلش ييوؿ لو سأردىا بعد شهر وبعػد الشػهر ييػوؿ لػو بعػد شػهرين
:كيفية احلند والشكر
)055( :
وبعد الشهرين ييوؿ لو بعد سنة وبعد ىذا يهرب منو وبعدىا ييػوؿ لػو اذىػب إىل اليضػا واطلب ويسمع ما يكره!! فالذى يعمل ىذا العمل مرة ىل سيفعلها مرة أخرى؟ ال !! لكن اإلسبلـ مل ييل ىذا إفتا قاؿ البد أف أَب ابلعهد: ٖٗ[ اإلسرا ]
العهد نفسو سيُسأؿ!!
العهد الذى أنت أخذقو سوؼ يُسأؿ !!
أان قصػػرت ىب األمػػور أذىػػب إليػػو وأستسػػمحو وأقػػوؿ لػػو اصػػرب علػ َّػى ىػػذا الشػػهر، الشهر التاىل لي معى أقوؿ لو أيضاً .. بل إف هللا كمػا أمػر حبيػب هللا ومصػطفاه ،أوصػى حضػرة النػ عنػدما أسدد الدين الذى على؛ قػاؿ البػد أف أزيػد شػي اً عليػو مػن عنػدى بػدوف شػرط عليػو حػىت ال يكػػوف راب ،أزيػػد شػػي اً مػػن عنػػدى حػػىت يكػػوف دلػػيبلً علػػى شػػكرى عتػػذا الرجػػل واعرتاف ػاً ابصتميل أقوؿ لو ىذه ىدية م لك ،ولذلك أخذ النا من الرجل اليهودى سػبعة أوسػق، وعنػػدما جػػا ليطالبػػو قػػاؿ اي عمػػر أعطػػو ثبلثػػني ! ،انتبهػػوا أخػػذىم سػػبعة ..وأعطػػاىم لػػو ثبلثػػني ليجذبػػو إىل هللا وليعرفنػػا كيفيػػة رد اصتميػػل فلػػم يػػردىم انقصػػني أو علػػى مراحػػل بل قاؿ ردىم وزدىم. لذلك لو ىػذا الفعػل موجػوداً اآلف سػيظل اطتػري موجػوداً َب اجملتمػع وابلتػاىل اظتػؤمن َب الوقت الػذى لتتػاج فيػو سػوؼ كتػد ألػف يػد دتتػد ابطتػري إليػو ألنػو سيشػكر هللا ويشػكر عبيد هللا على فضل هللا . وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
:كيفية احلند والشكر
)051( :
م
مأحوالماًؾقلمعّٝماىؾقلم م (*)
بنيماٌؿوطؾنيمواٌؿواطؾنيمم دورماِّدؾابمصىمايقاةم أدؾابما ّٓاؼهم حؽؿةمدساءماِّغؾقاءم تعؾقمماًؾقلمظؾؿالئؽةم عالزعةمبابماظّٓساء دّٕمإجابةمآمظؾصاينيم حؼقؼةمرصّٝماظؿؽؾقفمسنماظصاينيم اظوظيمإٌّبىم (*ي كػػاف ىػػذا الػػدرس يػػوـ اطتمػػي ٘ َ ٜٜٔٗ / ٘ /ب السػػهرة بعزبة أىب إشتاعيل – مركز مطاى – ػتافظة اظتنيا.
م م م أػلماإلرالقموأػلماظؿؼقّٓم عنمعشاػّٓمايؾقبم
عؼاعاتماظصايني وراثةماظصايني رّٕؼؼةماإلظؿقاقمباظصاينيم خصوصقاتمايفّٕماِّدعّٓم سؿّٕمإعامماحملّٓثنيم حّٓؼثمايؼائق طؿابماِّبّٕارم
مأحوالماًؾقلمعّٝماىؾقلم م
اسػػتمعنا رتيع ػاً إىل دعػػا سػػيدان إب ػراىيم الطويػػل ،فسػػبحاف هللا ال يوجػػد نػػا مػػن أنبيػػا هللا أكثػػر هللا مػػن ذكػػر أدعيتػػو َب اليػػرلف مثػػل سػػيدان إب ػراىيم مػػرة َب سورقو الىت شتعناىا اآلف واظتسماه { سورة إبراىيم } ومرة َب سورة الشعرا : ٖٛ[ الشعرا ]
ظتػػاذا أكثػػر هللا مػػن ذكػػر أدعيػػة سػػيدان إبػراىيم ابلػػذات؟ حػػىت ال يظػػن كثػػري مػػن الناس أف اظتياـ األكرـ أو اظتياـ األفضل ىو قرؾ الدعا .
بنيماٌؿوطؾنيمواٌؿواطؾنيمم بعض اصتماعة الغػري مبلحظػني عتػذا األمػر مػن قػدرج األنبيػا َب اظتيامػات الروحانيػة هبقى لو أمػر مػن األمػور الشػديدة كػاظترض حفظنػا هللا وإايكػم مػن األمػراض ،أو ينػزؿ عليػو بػ ػػبل وكلنػ ػػا معرضػ ػػوف لبلبػ ػػتبل ألف الػ ػػدنيا كلهػ ػػا دار بػ ػػبل حػ ػػىت يعػ ػػرؼ اجملاىػ ػػدين مػ ػػن الصػػابرين ،فػػبعض النػػاس الػػذين يسػػموف اظتتػػواكلني وليسػػوا اظتتػػوكلني ...فجماعػػة اشتهػػم اظتتواكلني وأخرى اشتهم اظتتوكلني: اظتتوكل يزرع األرض وكتد فيها ويرويها وينييها ويسمدىا وبعد ىذا يتوكػل علػى هللا ،أمػػا اظتتواكػػل فيػػرتؾ األرض وييػػوؿ :اظتكتػػوب علػػى اصتبػػني سػرتاه العػػني ،كيػػف قػراه؟! وأنػػت مل قػػزرع ومل قػػرو ومل قسػػمد فكيػػف هبقػػى اظتكتػػوب؟ اظتتواكػػل نتػػرض ييػػاؿ لػػو :اذىػػب إىل الطبيػب ،ييػوؿ ال لػػو كتػب ربنػا ىل الشػػفا سػوؼ أشػفى بػػدوف طبيػب فالطبيػب لػػي بيػده شػئ والشػفا كلػو مػن عنػد هللا ،وىػذا صػحيح لكنهػا كلمػة حػق أريػد هبػا ابطػل ،نعػم الشفا من عند هللا لكن رسوؿ هللا :قاؿ: متّٓاووامسؾادمآمصإنمآمطؿامخؾقماظّٓاءمخؾقماظّٓواءمم( )3م ( ٔيرواه أزتد واألربعة وابن حباف واضتاكم عن أشتا بنت شريك ورواه اليضاعى عن أىب ىريرة .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
وقاؿ : ممعامعنمداءمإالموأغّٖلمآممظهمدواءمسؾؿهمعنمسؾؿهموجفؾهمعنمجفؾهم()2م م
فاظتتوكل يذىب إىل الطبيب ويعلم أنو سبب َب يد مسػبب األسػباب ،والشػفا مػن هللا لكن الطبيب جعلو هللا لنا سبباً من األسباب. وأان أقوؿ إلخواننا اظتتػواكلني مػاداـ األمػر كلػو مػن عنػد هللا فلمػاذا أتكلػوف؟! لػي ىنػاؾ داع للطعػاـ فػذف اليػوة مػن عنػد هللا وىػى مكتوبػة وسػتأقيك مػن عنػد هللا ،لكػن ىػذا سبب وضعو لنا مسبب األسباب وىذا إلخواننا اظتتواكلني!! فالػػذى ال يري ػػد أف يع ػػاِب ويي ػػوؿ الش ػػفا مػػن عن ػػد هللا وال يري ػػد أف ِكتّػ ػد َب ال ػػزرع وييػػوؿ اطتػػري قػػدره هللا نيػػوؿ لػػو ال أتكػػل ،مػػن أيػػن اليػوة؟ مػػن عنػػد هللا ،فالطعػػاـ ال يعطػػى قػػوة وال عافيػػة ،فالعافيػػة واليػػوة والصػػحة مػػن هللا لكػػن ىػػذه كلهػػا أسػػباب جعلهػػا هللا ،ولذلك كونو ربه األسباب ببعضها. مػػن الػػذى متلػػق اصتنػػني؟ هللا !! ،لػػو امػرأة زتلػػت مػػن غػػري اقصػػاؿ برجػػل عػػن طريػػق الشريعة اظتطهرة ما موقفنا منها اي إخواىن؟ ألسنا رتيعاً نتخذ منهػا موقفػاً شػديداً؟ وأتنيػب وقػوبيخ إف مل يكػن قتػل أو غػريه ظتػاذا؟ مػن الػذى خلػق؟ ىػو هللا لكػن ؿتػن نعػرؼ أنػو البػد من سبب ،وطاظتا أنو ال يوجد سبب من حبلؿ يصبح سبباً من حراـ ألف ىذه ىػى قاعػدة هللا.
دورماِّدؾابمصىمايقاةمم إف هللا جعل كل شئ َب كونو متوقف على األسباب:
وعــنمؼشــفّٓماِّدــؾابمتػعــلمصفــومم
صىمضاللمعؾنيمضاظهماظؼـّٕآنمم
فالػػذى يػػرى األسػػباب قفعػػل مػػن نفسػػها مػػن غػػري قوفيػػق أو إذاً مػػن رهبػػا يكػػوف َب (ٕي رواه ابن الس وأبو نعيم َب الطب واضتاكم عن أىب سعيد .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)010( :
ضػػبلؿ مثػػل مػػن ييػػوؿ :ال أفضػػل مػن ىػػذا الطبيػػب فيػػده فيهػػا الشػػفا ويثػ عليػػو كثػرياً، لكن الطبيب ىذا سبب والشفا من مسبب األسباب . فنحن اي إخػواىن نلػتم األسػباب الػىت فيهػا قػدرة وقصػريف مسػبب األسػباب وال نيف على األسػباب طػالبني قػدرة هللا ألف ىػذا يعتػرب امتحػاف هلل فالػذى كتلػ َب إىل ،فمثػل ىػذا متتػرب هللا ،ومل ييػل هللا الشارع وييوؿ لو أنو كتػب ىل ليمػة عػيش ألقػى هبػا َّ ىذا بل قاؿ سبحانو: ٔ٘[ اظتلك]
لن أتكلوا من قعبكم أو شطارقكم ولكن البد من السعى ،حىت اصتاىل الذى لتػتج ابلطيور أخرجنا الن من ىذا اظتطب فياؿ: ()3
ممظومتوطؾؿممسؾىمآمحقمتوطؾهمظّٕزضؽممطؿامؼّٕزقماظطريم}م .م
انتبهػػوا للحػػديث مػػاذا قفعػػل الطػػري؟ أهلػ َب العػػش؟ قػػاؿ :ال قغػػدو َب الصػػباح دتشى { قغدو ستاصاً وقعود بطاانً } أما الطػري الػذى كتلػ َب العػش وييػوؿ ايرب ارزقػ فػػبل ينفػػع ىػػذا الكػػبلـ ألف ىػػذا متتػػرب هللا وهللا قػػد جعػػل لكػػل شػػئ سػػببا ودبػػر الكوف كلػو علػى األسػباب ألف عاظتنػا الػذى ؿتػن فيػو اشتػو عػامل األسػباب ولػذا ربػه الػدين كل شئ ابألسباب.
أدؾابما ّٓاؼةم وقػػد كػػاف سػػبحانو وقعػػاىل قػػادراً أف يعلمنػػا مػػن غػػري معلػػم ولكػػن ظتػػاذا أرسػػل اظتعلػػم األعظم ؟ من أجل األسباب! ،وبعد ذلك أرسل العلما ،ظتاذا؟ من أجل األسباب!! (ٖي رواه أزتد والطيالسى َب مسنديهما والرتمذى وابن ماجة عن عمر مرفوعاً .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
ألف الك ػوف كلػػو م ػرقبه ابألسػػباب فالػػذى يلغ ػى السػػبب سػػوا َب ديػػن أو َب دنيػػا فذنو ضل عن الطريق اظتستييم الذى وضحو رب العاظتني . ومن قرؾ السبب َب الدنيا كمن قرؾ السبب َب الدين. وذلك مثل الذين ييولوف مالنا والنا فػنحن مػع هللا مباشػرة ،فلمػاذا أقػى هللا ابلنػا ،فهو سبحانو وقعاىل كاف قادراً على أف كتعل اعتدايػة منػو لنػا مباشػرة مػن البدايػة لكنػة أقى بو وارقضاه وأمره بتبليش رسػالتو ودعوقػو وأمػران أف خػذ مػا أمػران بػو وننتهػى عمػا ػاان عنػو ،فهػػذا دليػػل علػى أنػو يريػػد منػػا التمسػك هبػػذا السػػبب مػػع اإلعتيػاد أبنػػو الفعػػاؿ وىػػو ميلب اليلوب واألبصار ،لكن البد من السبب فهو سبب اعتداية. كمػا أف الػرزؽ ىػو سػبب اليػوت وسػبب العافيػة فهػو سػبب عافيػة األرواح وسػػبب شفا اليلوب وسبب نور أبصػار الغيػوب وسػبب إنكشػاؼ عػوامل هللا لكػل قلػب نيػى منيب وسبب الوصوؿ إىل حضرة هللا وىو سيدان وموالان رسوؿ هللا . والػػذى يبطػػل السػػبب فيػػد ضػػل طريػػق اظتسػػبب َ ب اضتػػالتني وىػػذه مثػػل قلػػك، فالش ػػم ك ػػاف نتك ػػن هلل أف نتنحن ػػا حػ ػرارة ب ػػدو ا ونتكن ػػو أف ين ػػري الك ػػوف ب ػػدوف س ػػطوع أنوارىا ولكن ظتاذا أٌب هللا هبا. كذلك مش اليلوب ومش األرواح ىػو السػبب الػذى هبخػذ أبىػل اليلػوب وأىػل الصبلح ليوصلهم إىل معية الكرمي الفتاح : ضّٓمتـؽّٕماظعنيمضوءماظشؿّٗمعنمرعّٓ فمن ينكر الشم
وؼـؽّٕماظػممرعمماٌاءمعنمدؼمم
فهذا عنده رمد أو أعمى !!
كػػذلك مػػن ينكػػر الشػػم الكليػػة وإكسػػاهبا للحيػػاة الروحانيػػة واإلنتانيػػة مػػن أىػػل النف ػػوس الذكي ػػة فذم ػػا أف يك ػػوف أعم ػػى البص ػػرية أو عن ػػده رم ػػد م ػػن ال ػػذنوب والعي ػػوب، والعجب واصتهل والظلم لنفسو ولعباد هللا . لكػػن ال قوجػػد عػػني بصػػرية مضػػي ة إال وقشػػهد أنػػوار اضتضػػرة احملمديػػة الػػىت هػػذب
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)012( :
النفوس من أسػفل سػافلني البعػد إىل قػاب قوسػني التػداىن مػن حضػرة اليػرب لليريػب وال قوجد غريىا. وــــّٔبماظــــّٕوحما قاطــــلمم
صــــىماظصــــػامأسؾــــىماٌـــــازلمم
إنمأدارواماظـــــــّٕاحمصـــــــّٕصاًم
أدــــــــؽّٕتمســــــــالمودــــــــاصلمم
حؽؿةمدساءماِّغؾقاءم فػػاظتتواكلوف لتتجػػوف حبجػػة ظػػانني أ ػػا قويػػة ييولػػوف أف سػػيدان إبػراىيم عنػػدما أُليى َب النار ولاته سيدان جربيل عليو السبلـ وقاؿ لو :ألك حاجة؟ قػاؿ :أمػا إليػك فػبل، قاؿ :فللو ؟ قاؿ{ :علمو حباىل يغ عن سؤاىل } وييولػػوف إف ىػػذا ىػػو اظتيػػاـ العػػاىل ،لكػػن اظتيػػاـ العػػاىل ىػػو الػػذى ذكػػره هللا َ ب كتاب هللا من دعا سيدان إبراىيم مرات وكرات لنفسو ولبنيػو ولذريتػو وَب الػدنيا واآلخػرة وللبلد اضتراـ وصتميع األانـ ،واظتياـ العاىل الذى كػاف فيػو أيضػاً سػيدان رسػوؿ هللا فذنػو يشاىد ما جرى لو َب الطائف وشاىدىم وىم يرمونو وأصابوه لكنو ييوؿ:
ماظؾفممإغىمأذؽومإظقكمضعفمضوتىموضؾةمحقؾؿىموػواغىمسؾىماظــاسمم
إىل لخر الدعا ،فهو يراه ،وكذلك يوـ بدر عندما ظل يدعو حىت سػيه الػردا مػن علػى كتفو الشريف وسيدان أبو بكر ييوؿ: {مؼامردولمآمطػاكمعـاذّٓتكمربكمصإغهمعـفّٖمظكمعاموسّٓكم} فييوؿ{ :ماظؾفممإنمتفؾكمػّٔهماظعصابةمصؾنمتعؾّٓمصىماِّرضمبعّٓماظقومم}
ما جلية ىذا األمر؟ إف النا قاؿ :ماظّٓساءمعّْماظعؾادةم
(ٗي
ظتػاذا الػدعا مػػخ العبػادة؟ ألنػو إقػرار منػك ابلعبوديػػة وكونػك عبػد يعػ أنػك ػتتػػاج (ٗي رواه الرتمذى عن أن
.
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)013( :
ولكن لي
ػتتاجاً طتلق هللا بل ػتتاج لسيدؾ وموالؾ ،وىذا ىو الفارؽ!
واحملتاج لسيده ماذا يفعل؟ ييبل يده ويتذلل بني يديو ونترغ خديػو علػى الػرتاب بػني يديػو ويشػتكى إليػو ويتػأوه ويتوجػػع حػػىت لتػػن عليػػو ويعطيػػو هللا مػػا يريػػده منػػو ،وىػػذا ىػػو اضتػػاؿ الػػذى كػػاف يفعلػػو األنبيا واظترسلوف والذى يسري على جهم األوليا والصاضتوف وأرضاىم: ٙٓ[ غافر]
فأنت قعرؼ ماذا قيوؿ لو؟ الذى قيولو أنػت يعلمػو ،لكنػو يريػد أف ؿتػ أننػا عبيػد وىػػو رب زتيػػد غتيػػد ،وصػػفة العبػػد اضتاجػػة والتػػذلل والتض ػرع والتػػأوه والشػػكاية والتبتػػل واإلبتهاؿ لكن ظتن؟ هلل ،وىذا ىو الفرؽ ،اصتهبل كتعلوف ىذه الصفة طتلق هللا وىػذا ىو اطتطأ الذى اان عنو هللا وحذران منو سيدان رسوؿ هللا . إن كما لتدث اآلف أذىب للرجل الذى ىل حاجة عنده وأقذلل بػني يديػو وأقضػرع لو وكمػا نػرى النػاس بعضػهم يردتػى علػى قدميػو وييبلهػا ويبكػى بػني يديػو ويتػذلل لػو ،ظتػاذا كل ذلك؟ ال ،ىذا اظتوقف قاؿ فيو حضرة النا : ()5
ارؾؾوامايوائجمبعّٖةماِّغػّٗمم م
فهنا موقف العزة لكن موقف التذلل هلل. فالنػػاس قػػد بػػدلوا ىػػذا األمػػر فهػػم يتػػذللوف بػػني يػػدى خلػػق هللا وبػػني يػػدى هللا هدىم عندىم عزة وشاعرين أبنفسهم ولي لػديهم مسػكنة وال قضػرع بػني يػدى هللا ، وقد يبطأ هللا عنا اإلجابة لفرتة قد قطوؿ أو قيصر ،وىػو سػبحانو عنػدما يبطػئ َب اإلجابػة فذفتػا يريػػد منػػا اإلكثػار مػػن اضتنػػني والنجػوى إليػػو ،وىػػذا ىػو كػػل األمػػر فمػن لتبػػو هللا ييػػوؿ للمبلئكة أخروا عنو حاجتو فذىن أحب أف أشتع صوقو. (٘ي رواه دتاـ وابن عساكر عن عبد هللا بن بسر .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)014( :
مثاؿ :وهلل اظتثل األعلى: عنػػدما أرفػػع الس ػماعة وأقػػوؿ اي أسػػتاذ فػػبلف أريػػد حاجػػة ييػػوؿ حاضػػر وال ييضػػى حػػاجىت ،وَب اليػػوـ التػػاىل أقصػػل ييػػوؿ حاضػػر فػػأان أريػػد أف أشتػػع صػػوقك طاظتػػا أنػػك ال قتذكرىن إال َب اضتاجات فذىن أؤخرىا ،كػذلك ؿتػن ال نتػذكره إال عنػد اضتاجػات وعنػدما ال قكػػوف لنػػا طلبػػات فذننػػا ننسػػى ونسػػهو ،ولػػذا فعنػػدما ؿتتاجػػو عنػػد اضتاجػػات فذنػػو ي ػؤخر الطلػػب بعػػض الشػػئ لكػػى نلػػح ونكثػػر مػػن السػػؤاؿ ألنػػو يريػػد أف يسػػمع كبلمنػػا ويسػػمع حنيننا وأوجاعنا ولىاقنا بني يديو فذنو ييوؿ: ممؼامداودمأغنيمأٌّغؾنيمأحبمإديمعنمصّٕاخماظعابّٓؼنمم( )6م
ظتاذا؟ ألف اظتذنب عندما ي ن فذنو يكوف شاعراً ابلندـ والػذنب واالنكسػار ،وىػذا ىػػو مي ػاـ العبوديػػة اظتطلػػوب بػػني يػػدى هللا الواحػػد اليهػػار ،لكػػن العابػػد رمبػػا يتػػدلل بعبادقو على ربػو فييػوؿ لػو إنػ فعلػت مػا ال يفعلػو أحػد وإنػ قػدمت كػذا وعملػت كػذا، ولكنو ال يريد إال أىل الذؿ واظتسكنة بني يديو. فميػاـ الػدعا ميػػاـ األنبيػا ،ولػػذلك عنػدما ننظػر إىل قصػػى األنبيػا َب كتػػاب هللا ؾتد فيها العجب العجاب من أحباب هللا وأصفيا هللا فهو يبتليهم ويطيػل َب الػببل ، ظتاذا؟ لكى يزيدوا َب الػدعا ويزيػدوا َب الرجػا حػىت كتيػبهم هللا َ ب النهايػة كمػا ييػوؿ سبحانو َب الياعدة اليرلنية َب (ٓٔٔيوسفي:
حػػىت يكػػادوا أف يصػػلوا إىل اليػػأس ويهيػػأ عتػػم أ ػػم ال مكانػػة عتػػم عنػػده وال منزلػػة عتػػم وييولػػوف لػػو كانػػت لنػػا مكانػػة كػػاف أعطػػاان ولػػو كػػاف لنػػا منزلػػة ألعطػػاان لكنػػو قركنػػا ؿتػػارب الكفار ونيوؿ ونيوؿ وال يسأؿ فينا ظتاذا؟! ألنو يريد أف يسمع صوهتم!! وىذه قاعدة سػارية مػع الكػل ...فسػيدان موسػى عليػو السػبلـ دعػا واسػتجاب هللا (ٙي ورد َب كشف اطتفا للعجلوىن وقاؿ َب شأنو ( لينظر ي .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)015( :
لػػو ،لكنػػو سػػبحانو قػػاؿ :مػػع أنػ اسػػتجبت لػػك فػػبل قيػػف عنػػد ىػػذا ولكػػن أّب َب الػػدعا فذف هللا لتػب العبػد اظتلػح َب الػدعا ألنػو يريػد أف يسػمع إضتػاح عبػاده ،وقركػو أربعػني سػنة حػػىت أجػػاب ،مػػع أنػػو سػػبحانو اسػػتجاب مػػن البدايػػة لكػػن لكػػى يلػػح َب الػػدعا ،وسػػيدان أيوب كاف مػن البدايػة يسػتطيع أف يشػفيو لكػن ظتػاذا قركػو ىػذه الفػرتة الطويلػة ذتانيػة عشر سنة أو أكثر؟ لكي يدعو ويلح َب الدعا ،وسيدان رسػوؿ هللا يعلػم أنػو سػبحانو وقعاىل سينصره ويعلم أنو سيبلش ملكو ىنا وىناؾ فيد قاؿ : {مزُؤؼَتِمظِيَماَِّرِضُمحَؿَٓىمرَأَؼِتُمعَشَارٔضَفَاموَعَغَارٔبَفَا.موَأُسِطِقتُم
ضَةَموَضِقلَم اظْؽَـَِّٖ ِؼنٔ:ماَِّصِػََّٕمأَؤماَِّحِؿََّٕموَاَِّبِقََّٚمؼَعِـِيماظَّٔٓػَبَموَاظْػِ ٓ (ٚي
ظِي:مإٔنَٓمعُؾْؽَكَمإٔظَىمحَقِثُمزُؤيَمظَكَم}م
إنو يعلم ىذه األرض ومن فيها ،ولكن ظتاذا قدعو؟ قاؿ ىكذا أمر هللا .
تعؾقمماًؾقلمظؾؿالئؽةم فاظتيػاـ العػػاىل اي إخػػواىن ىػػو ميػػاـ الػػدعا ولػػي اظتيػػاـ ىػػو { علمػػو حبػػاىل يغػ عػػن سؤاىل } إفتا موضوع علمو حبػاىل ىػذه كانػت قربيػة إعتيػة بػني اطتليػل واضتضػرة العليػة ،وىػو درس يلينو هللا للمبلئكة على يد سيدان إبراىيم. ورسػػل هللا ىػػم اظتعلمػػوف ظتبلئكػػة هللا ،فلمػػا حػػدث مػػا حػػدث وأليػػوا بػػو َب النػػار، وكانت كما ييولوف عتيبهػا علػى مسػافة شػهرين سػرياً وحػىت أ ػم احتػاروا كيػف يليونػو فيهػا لوال أف نزؿ إبلػي عليػو اللعنػة وعلمهػم وقػاؿ عتػم :أحضػروا شػجرقني وشػجرة َب الوسػه وض ػػعوا فيه ػػا اضتب ػػاؿ عل ػػى رأس اصتب ػػل فوض ػػعوه وحركوى ػػا وألي ػػوه كم ػػا يفعل ػػوف َب نظ ػػاـ اظتػػدافع حػػىت ينػػزؿ مػػن بعيػػد َب قلػػب النػػار ،وىػػذا كػػاف اشتػػو اظتنجنيػػق وىػػو أوؿ منجنيػػق صنع وىو اظتدفع األوؿ َب البداية ،وعندما أليى سػيدان إبػراىيم َب النػار ضػجت اظتبلئكػة وقالت ايرب خليلك وصػفيك يليػى بػو َب النػار ،فيػاؿ هللا { :إف كػاف اسػتغاث بكػم (ٚي سنن إبن ماجو ،ورواه رواه أزتد ومسلم و أبو داود والرتمذى عن ثوابف أبلفاظ ؼتتلفة.
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
ف ػػأغيثوه } ى ػػل اندى عل ػػى أح ػػد م ػػنكم؟ إف ك ػػاف اندى ف ػػأجيبوهٍ ،ب ع ػػادوا م ػػرة أخ ػػرى وقػػالوا :ايرب عبػػدؾ إب ػراىيم ،فيػػاؿ هللا :اختػػاروا واحػػداً مػػنكم وأرسػػلوه إليػػو يسػػألو مػػاذا يريػػد؟ فػػاهلل يريػػد أف يعطػػيهم درس ػاً َب كمػػاؿ قوحيػػد العبيػػد الػػذى وصػػل فيػػو للدرجػػة األوىل سيدان إبراىيم عليو السبلـ: ٜٚ[ األنعاـ]
كبلـ من ىذا اي إخواىن؟ كبلـ سيدان إبراىيم !فيعطيهم الػدرس َ ب منػازؿ التوحيد ومراقب التفريد الىت وصل إليها أنبيا هللا والىت كتب على مبلئكة هللا أف لتصػلوا عليها من رسل هللا عليهم السبلـ ،فاظتبلئكة قعلموا العبػادة ولػي عتػم فيهػا قرقيػات فكػل واحػػد مػػنهم علػػى ابب مػػن أبػػواب العبػػادة ،فمػػنهم اليػػائم أبػػداً ومػػنهم الراكػػع أبػػداً ومػػنهم السػػاجد أبػػداً ومػػنهم اظتسػػبح أبػػداً ،فيػػد قعلمػػوا العبػػادة رتيعهػػا ،وىػػل عتػػم حاجػػة للرسػػل لكى يعلموىم الطهارة؟ ال ،أل م لي عندىم ىذه العبػادة وال الوضػو وال الغسػل أل ػم ليسوا َب حاجة إىل ذلك ،ما الذى لتتاجونو من األنبيا ؟ لتتاجوف مػنهم أف يعلمػو م دروس التوحيػد العاليػة ،فمػن أيػن يتعلمو ػا؟ مػن رسػل هللا وأنبيا هللا عليهم السبلـ أرتعػني ،فكػاف ىػذا درسػاً مػن دروس التوحيػد علمػو هللا للمبلئكة الكراـ الكبار منهم على يد سيدان إبراىيم عليو السبلـ خليل هللا. وأيضاً درس لنػا نػتعلم منػو أف مػن كػاف ظهػره علػى هللا وأمػره إىل هللا ومفوضػاً أمػوره إىل حضػػرة هللا فػػبل يلج ػػة هللا إىل أحػػد سػػواه ولػػو كػػانوا اظتبلئكػػة فلػػي عتػػم دخػػل بػػو، فػػاهلل بنفسػػو َب عػػزة قدسػػو ييػػوـ برعايػػة مصػػاّب عبػػده ويتػػوىل سياسػػة أمػػور عبػػده ألنػػو مل يتوكل على أحد سواه: ٖ[ الطبلؽ]
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
مػاذا قعػ (هللا حسػػبوي؟ قعػ كافيػػو فػػبل لتتػػاج حػىت للمبلئكػػة وال اصتػػن وال اإلنػ وال مش ػ وال قمػػر وال أى شػػئ مػػن األسػػباب ينفعػػو ألف مسػػبب األسػػباب قػػواله َب رتيع أحوالو وَب رتيع أطواره.
عالزعةمبابماظّٓسـاءمم فاظتيػػاـ العػػاىل الػػذى ختتػػاره ىػػو الػػذى اختػػاره لنػػا رسػػوؿ هللا وىػػو أف نػػدعوا هللا ولكن فيم ندعوه؟ أَب األمور اعتامة فيه؟ أبػداً ،ولنأخػذ العظػة مػن كلػيم هللا ...سػأؿ هللا َب أكرب شئ يطلبو العبد من هللا وقاؿ لو: ٖٔٗ[ األعراؼ]
وسأؿ هللا حىت َب رغيف العيش: ٕٗ[ اليصى]
وهللا قاؿ لو: مؼامعودىمدؾـىمصىمطلمذئمحؿىمصىمعؾّّمرعاعكموحؿىمصىم ()8
ذلّٝمغعؾكمم م
فكلما حتتاج شي اً من اظتلح للطعاـ قبل أف قيوؿ لزوجتك قػل ايرب اجعلهػا حتضػر اظتلحٍ ،ب قل عتػا احضػرى شػي اً مػن اظتلػح فسػتأقى بػو فػوراً ،لكػن قيػوؿ عتػا احضػرى اظتلػح ومل قيػػل ايرب فتيػػوؿ لػػك أان مشػػغولة قػػم وأحضػػر لنفسػػك أل ػػا أتخػػذ التوجيػػو كمػػا ييػػوؿ النا ()9
مماظؼؾوبمبنيمأصؾعنيمعنمأصابّٝماظّٕرينمؼؼؾؾفامطقفمؼشاءمم م (ٛي رواه اطتليلى َب الضعفا . (ٜي رواه الطرباىن َب األوسه عن أىب الدردا .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)019( :
فأنت حتتاج أى شئ من اليلوب اطلب من عبلـ الغيوب فهو الذى لترؾ اليلػوب حىت قاؿ لنا َب اضتديث اليدسى عن رب العزة: { مإٔنَٓمآمؼَؼُولُ:مأَغامآمالمإٔظهَمإٔالَٓمأَغَا،معَاظِكُماٌُؾُوكِ،موَعَؾِكُماٌُؾُوكِ،مضُؾُوبُم
اٌُؾُوكِ مبِقَِّٓي ،موَإٔنَٓ ماظعِؾَادَ مإٔذَا مأَرَاسُوِغِي محَوَٓظْتُ مضُؾُوبَ معُؾُوِطِفٔمِ مسَؾَقِفٔمِ مباظَّٕٓأْ َصةِم
واظَّٕٓحِ َؿةِ ،موإٔنَٓ ماظعِؾَادَ مإٔذَا مسَصَوِغِي محَوَٓظْتُ مضُؾُوِبَفُمِ مسَؾَقِفٔمِ مباظلُٓكِ ِّٛمواظـَٓؼْ َؿةِ،م
ؽنٔماذِغَؾُوام صَلَاعُوِػُمِمدُوِءَماظعََّٔابِ،مصَالمتَشِغَؾُوِامأَغِػُلَؽُمِمباظُّٓٓسَاءِمسَؾىماٌُؾُوكِ،موَظ ِ ()71
أَغِػُلَؽُمِمباظِّٔٓطّْٕٔموَاظؿَٓضَُّٕٓعٔ،مأَطْػِؽُمِمعُؾُوِطَؽُمِم}م
مم
أنذىب للملوؾ والسبلطني؟ ال !! نذىب إىل هللا فهو بيده كل قصاريف اليلػوب ،فيػاؿ لػو أنػت قطلػب كػل شػئ م ػ اي موسػػى حػػىت وأنػػت ذاىػػب إىل اإلسػػكاَب لتصػػلح نعلػػك قيػػوؿ لػػو ايرب أريػػد أف أص ػػلحو فت ػػذىب إىل اإلس ػػكاَب فتج ػػد اظتاكين ػػة ج ػػاىزة وال يي ػػل ل ػػك إ ػػا معطل ػػة أو أىن مش ػػغوؿ ى ػػذا الي ػػوـ أو عن ػػده ازدح ػػاـ ،لكن ػػو س ػػبحانو يهي ػػئ لػ ػك األس ػػباب ويهي ػػئ ل ػػك األحواؿ وقيضى مصاضتك َب اضتاؿ.
دـــّٕمإجابةمآمظؾصاينيم وىذه اصتزئية الىت يتعجب منها الناس َب الصاضتني ... ظتاذا حاجاهتم قيضى َب اضتاؿ؟ ..ىذا ىو السر ؿتن كشفناه لكم!! أل ػػم قبػػل أف يطلبػػوا مػػن خلػػق هللا يطلبػػوف مػػن هللا ابليلػػوب ،ويطلبػػوف مػػن اطتلػػق ابأللسنة الىت ىى ػتل للذنوب والعيوب!! فعن ػػدما يطلب ػػوف م ػػن هللا يهي ػػئ عت ػػم األس ػػباب ولتي ػػق عت ػػم الرج ػػا وكتي ػػب ال ػػدعا وييضػػي حػػوائجهم َ ب اضتػػاؿ وىػػذا ػػج الصػػاضتني و ػػج اظتيػػربني َب كػػل وقػػت وحػػني (ٓٔي رواه اطتطيب عن أن
.
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
أتسياً أبنبيا هللا ورسل هللا عليهم الصبلة والسبلـ أرتعني. ىذا ىو اظتياـ األعلى ،واظتياـ األدىن منو الذى ييوؿ: {مسؾؿهمحباديمؼغـىمسنمدؤاديم}م
لو:
وىذا أيضاً ال يصح إال للذين أصبح عتم وجهة واحدة ،ال يوجد غريه يع ييولػوف
{ مفيش غريؾ على الباؿ وأنت وبػ اللػى حبيػا } ىػل ىنػاؾ مػن يصػل إىل ىػذا اظتي ػػاـ؟ ؽتك ػػن لك ػػن الب ػػاؿ مل ػػئ ...ج ػػز ل ػػؤلوالد وج ػػز للزوج ػػة وج ػػز للمص ػػاّب وج ػػز للعمػػل ،فالبػػاؿ غػػري خػػاىل ،ومػػاداـ البػاؿ غػػري خػػاىل كيػػف ييػػوؿ علمػػو حبػػاىل؟ فالػػذى قػػاؿ ىذا ال يوجد غريه َب قلبو ،ييوؿ لو: {مإغكمٌامدؾَٓؿتمعاظكمظؾضقػانمووظّٓكمظؾؼّٕبانموغػلكمظؾـريانموضؾؾكمظؾّٕرينم
ادبّٔغاكمخؾقالم}م(حديث قدسى رواه أبو اضتسن اظتسعودى َب أخبار الزمافي ماذا يبيى بعد ذلك؟ األمر كلو ظتن؟
ٖٔٙ[ األنعاـ]
إذاً من يستطيع أف ييوؿ:
{مسؾؿهمحباديمؼغـىمسنمدؤاديم} م
الذي يصل بيلبو إىل ىذا اظتياـ ىو الذى يستطيع أف ييوؿ ىذا الكػبلـ ،وإف كػاف ىذا لي ىو اظتياـ العاىل بل اظتياـ األعلى منو ظتن ىو مشػغوؿ بػو سػبحانو ابلكليػة ،ومػع ذلػػك يطلػػب مػػن الواحػػد اظتتعػػاؿ ألنػػو أمػػر بػػذلك َب كتابػػو الكػػرمي ،ظتػػاذا يطلػػب؟ قنفيػػذاً لؤلمر وقنفيذاً للتكليف. مثلمػػا جػػا اإلمػػاـ أبػػو الع ػزائم وأرضػػاه ييػػوؿ :ظتػػاذا فػػرض هللا علينػػا الصػػبلة؟ فالذين مل ينتبهوا وىم اظتنافيوف ييولوف :إف الصبلة ليصػل هبػا اإلنسػاف إىل هللا ومػاداـ قػد
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)010( :
وصػػل يصػػبح لػػي عليػػو صػػبلة ،أل ػا ثييلػػة علػػى الػػنف والػػنف قطلػػب دائم ػاً العمػػل اطتفيػػف ،قريػػد أف هلػ مػػع النػػاس حتكػػى وقػػتكلم وقريػػد أف قشػػرب وأتكػػل لكػػن الصػػبلة ثييلػػة ،فتيػػوؿ لػػو :أنػػت وصػػلت ...إىل أيػػن وصػػلت؟ وصػػل وصػػوؿ إبلػػي ،مػػن قػػاؿ إىن وصلت وقرؾ الصبلة فيل لو وصلت ولكن إىل سير.
حؼقؼةمرصّٝماظؿؽؾقفمسنماظصاينيم فمػػا ابؿ الػػذين ييولػػوف قػػد رفػػع عنػػا التكليػػف وىػػذا كػػبلـ الصػػاضتني ،ويعػ أان قػػد وصػػلنا إىل حالػػة أصػػبحنا نتتلػػذذ هبػػا َب الصػػبلة وابلصػػبلة فػػبل ؿتػ فيهػػا مبشػػية وال بعنػػا وال قعب ،وىذه اضتالة الىت قػاؿ فيهػا رسػوؿ هللا :مأرحــامبفـامؼـامبـاللمٔٔ( ي أى ظتاذا أطلت علينا؟ إذاً فذىن أشتاؽ ظتيابلة اضتبيب ،وأرحنػا لػي فيهػا أو منهػا ولكنػو قػاؿ: أرحنا هبا ألف الراحة َب الصبلة ،ظتاذا قشعر ابلراحة َب الصبلة اي رسوؿ هللا؟
قاؿ :مجعؾتمضّٕةمسقينمصىماظصالةمم ومن قرة عينو؟ هللا ،فلي
(ٕٔي
لو قرة عني غري هللا .
فاإلماـ أبو العزائم قالوا لػو ظتػاذا قصػلى؟ ىػؤال اليػوـ ييولػوف الػذى وصػل واقصػل لي عليو صبلة قاؿ كيف؟! ييولوف الذى وصػل إىل ميػاـ اظتشػاىدة ،والػذى يشػاىد مػع هللا دائماً ظتاذا يصلى؟ قاؿ :ال عــــامشــــابمســـــىمحؾقؾــــىمم
ظؽــــــــــــــــــهمطؾػــــــــــــــــــىم
صصـــــــّٕتمبعـــــــّٓمؼؼقــــــــىمم
باظػضـــــــلمضـــــــّٓمسّٕصــــــ ـىمم
أغــــاممبــــنمصــــىموجــــودىمم
عـــــــنمباظصـــــــػامأهػــــــــىم
تؾـــــــكماظؿؽـــــــاظقفمرعـــــــّٖم
ٌــــــــــامبفــــــــــامذــــــــــّٕصـىمم
(ٔٔي رواه أبو دواد والدار قط من حديث ببلؿ . (ٕٔي أخرجو النسائى واضتاكم من حديث أن .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
فأان قائم بو وسائر بو ومتحرؾ بو وسػاكن بػو ومػتكلم بػو وال حػوؿ وال قػوة إال ابهلل فلماذا أصلى؟ ألنػو كلفػ مػن أجػل التكليػف ،والتكليػف مػن هللا قشػريف ،مػا الػذى جع ػػل اظترس ػػلني يب ػػذلوف اظته ػػج واألرواح َب س ػػبيل دع ػػوة هللا؟ ألف هللا ى ػػو ال ػػذى كلفه ػػم فييولوف ؿتن نكلف من هللا ،ما ىذا التشريف؟ قشريف ما بعده قشريف عندما ييوؿ لو: ٛ[ الفتح]
ييػػوؿَ :ب سػػبيل ىػػذا األرواح واظتهػػج وهتػػوف النفػػوس َب سػػبيل قش ػريف وقكليػػف العزيػػز اليػػدوس .ىػػذه ػتطػػات نضػػع أيػػدينا عليهػػا حػػىت نعػػرؼ اضتػػق ألنػػو التػػب علػػى الناس كثري من ىذه األمور ،ويوجد أانس كثريوف هبخذوف على الصوفية ىذه األمػور لكػن مػػن يعمػػل ىػػذه األمػػور؟ ىػػم متنطعػػى الصػػوفية ،لكػػن الصػػوفية الػػذين نتحػػدث عػػنهم ىنػػا فالصػػوفية حػػاعتم حػػاؿ سػػيد األولػػني واآلخػرين الػػذى اسػػتير عليػػو والػػذى ليػػى هللا عليػػو ،حػػاؿ الكمػػاؿ احملمػػدى َب النهايػػة ألنػػو كػػاف َب أطػػوار الرتقػى ابسػػتمرار صػػلوات هللا وسبلمة عليو.
اظــوديمإٌّبىممم دؤال:مضّٕأتمصىمطؿابمظإلعاممأبىماظعّٖائممموأرضاهمحؽؿةمتؼول :م {مآمحىمضقوممصالمؼصلمإظقهمواصلمإالمحبىمضائمم} م وػـّٔاماظــّٕأىمخيؿؾــفمسؿـامؼشــاعمصــىماظصــوصقةمصفـلماظــوديمصــىماظـ زخمالم
ؼلؿطقّٝمأنمؼوصؾـى؟مممممممماإلجابة:
نتكن اإلنتفاع ابلوىل َب الربزخ إذا استطعت أان أف أصل إىل ىذه اظترحلػة ،لكػن أان اآلف أحتاج إىل طبيب أجل أمامو ليكشف عل َّػى ويشػخى الػدا الػذى ىب ويعطيػ مػن الصػػيدلية اليرلنيػػة الػػدوا الصػػاّب ىل ،فعنػػدما نػػذىب إىل روضػػات العػػارفني وأرضػػاىم وىػى أمػػاكن اسػتجابة الػػدعا ويكشػف هللا بسػػبب أصػحاهبا الكػػرابت ويعطػى الزائػرين عتػػا
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)012( :
الكثري من اظتكرمات. لكن الرتبية الروحية عتا وضع لخر وختتلف فهو ييوؿ ِل ظتاذا فعلت ىذا؟ وظتػاذا مل قفعػػل ىػػذا؟ فهػػى حتتػػاج إىل رجػػل أجالسػػو وكتالسػ لتػػدث وأحادثػػو ىػػذه انحيػػة ،الناحيػػة األخػػرى البػػد أف ي ػربي ابضتػػاؿ قبػػل الي ػاؿ فػػبل ييػػوى علػػى قربيػػة العػػارفني الػػذين ىػػم َب الػػربزخ إال الػػذى اسػػتطاع أف ي ػراىم ومتػػاطبهم ويكلمهػػم ،فالػػذى مل يصػػل إىل ىػػذه اضتال ػة كيف يرتىب على أيديهم؟!
أػلماإلرالقموأػلماظؿؼققّٓم فاان أذىب ىناؾ مثل العواـ أدعو هللا فيستجيب ىل ،وقػد أشػعر بػبعض الروحانيػة، لكن لي ىذا ىو اظتطلوب ألف أىل البداايت اشتهم أىػل التيييػد وال يتػأقى الوصػوؿ إال إذا خرجنا من دائرة التيييد إىل دائرة اإلطبلؽ. مػػاذا قع ػ دائػػرة التيييػػد؟ يع ػ قزايػػد الناحيػػة الروحانيػػة عنػػدى َب زمػػاف معػػني أو مكاف معني ،فتجد أىل التيييد َب شهر رمضاف لتسوف أف الروحانيػة والشػفافية َب ازدايد وكػػذلك َب يػػوـ عرفػػو وكػػذلك َب اظتولػػد النبػػوى الشػريف وعنػػدما يػػذىب إىل الكعبػػة لتػ بروحاني ػػة عالي ػػة ج ػػداً ك ػػذلك َب زايرة س ػػيدان اضتس ػػني أم ػػا مػ ػع زوجت ػػو ف ػػبل قوج ػػد ى ػػذه الروحانية ،أما أىل اإلطبلؽ فرمضاف مثل غريه والكعبػة مثػل ىنػا ألنػو َب الظػاىر انئػم مػع أىػػل منزلػػو لكنػػو َب أحضػػاف رسػػوؿ هللا َ ب كػػل األوقػػات ،فػػنحن نػراه مػػع زوجتػػو لكػػن قلبو ىناؾ مع اضتبيب ويكلمها كبلماً قظن أنو ثنا عليها لكنو يثػ علػى حبيبػو األوؿ وييوؿ: غؼــلمصــؤادكمحقــثمذــؽتمع ـنمم
عـــامايـــبمإالمظؾقؾقـــبماِّولم
حػػىت عنػػدما يسػػمع األغػػاىن العاديػػة هبخػػذىا علػػى الػػذات احملمديػػة { أروح ظتػػني } وغريه كل ىذا ال يرى أمامو إال ىو ألنو َ ب الفؤاد:
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)013( :
وظؼّٓمجعؾؿكمصىماظػـؤادمربـّٓثىمم
وأحبـــــتمجلـــــؿىمعـــــنمأرادم جؾودـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــىم
فهػػؤال اليػػوـ ال يوجػػد عنػػدىم فػػرؽ أل ػػم أصػػبحوا َب دائػػرة اإلطػػبلؽ أى َب معيػػة الكػػرمي اطتػػبلؽ ،ال لتجػػبهم عػػن هللا زمػػاف وال مكػػاف وال طعػػاـ وال شػػراب حػػىت قػػاؿ اإلماـ أزتد بن حنبل وأرضاه:م{مظوالمأنمردـولمآمماشؿلـلمعـنماىـابـةمعـام
اشؿلؾتمعـفام}
لكماؿ حضوره مع هللا ،حىت َب ىذه الشهوة والىت نغتسل منها ألننا غبنػا عػن هللا فيها بعض الشئ ،فالواجب أف قغسل نفسك بعد ىذه الغيبة عن هللا. إذاً كيػػف قغيػػب عنػػو ضتظ ػة؟ البػػد أف قغسػػل نفسػػك جيػػداً وقطهػػر نفسػػك ،فييػػوؿ حىت َب ىذه اضتالة مل أغب عن هللا .
عنمعشاػّٓمايؾقبمم ولذلك حضرة الن قاؿ فيها: ممحُؾـــبمإديم -ولػػي أان الػػذى أحببػػت !!..ألنػػو لػػي – عــنمدغقــاطمم – دنيػػاكم أنػػتم ألنػػو لػػي لػػو فيهػػا شػػئ – ثــالثم..ماظطقــبمواظـلــاءم ػب واحػػد!! لػػو إال حػ ٌ
وجعؾتمضّٕةمسقـىمصىماظصالةم
(ٖٔي
وإايك ػػم أف قفهموى ػػا عل ػػى الفه ػػم الظ ػػاىر فتص ػػبحوف مل حتس ػػنوا الظ ػػن حببي ػػب هللا ومصطفاه فهى عتا مع ؼتتلف دتامػاً غػري اظتعػ الظػاىر ..فاظتعػاىن الػىت كػاف يراىػا رسػوؿ هللا معاىن أخرى: ِ فالطيب حبب إليػو ألف الطيػب يكػوف ىػو اإلذف ابليػرب مػن اضتبيػب ،فالػذي يريػػد أف يتيػػرب مػػن رسػػوؿ هللا ويػراه ويصػػلى عليػػو ويظػػل يصػػلى عليػػو حػػىت يشػػم الرائحػػة (ٖٔي رواه النسائى وابن شيبو واإلماـ أزتد وابن سعد والرباز واضتاكم وأبو يعلى والبيهيى والطربى والضيا وابن عدى عن أن
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)014( :
اطتاصػػة بػػو ،أحيػػاانً يشػػمها مػػرة َب النهػػار وأحيػػاانً مػرقني وأحيػػاانً ال قفارقػػو الرائحػػة لػػيبلً أو ار ...ىذا َب البداية ،فما ىذه الرائحة؟ ىى رائحة خاصة ...وىى رائحة اضتبيب ،ما شكلها وما عينتها؟ ال قعػػرؼ فهػػى حتتػػاج أف قػػدخل أنػػت اظتعمػػل وقشػػمها بنفسػػك ،وال قُشػػم ابألنػػف ولكنها قُشم ابليلب ،قاؿ قعاىل: ٜٗ[ يوسف]
فهػػم كػػذبوه أل ػػم مل يشػػموىا لكنػػو شػػم رائحػػة يوسػػف وبعػػد مػػا يشػػم رائحػػة اضتبيب هبقى لو اإلذف { ..مادؿعّٓمدقأتىمظكمايؾقبم} . فيأقى لو َب اظتناـ أو غري ذلك!! ، وأطيػػب الطيػػب ىػػي نسػػمات اضتبيػػب ،وىػػذه نسػػمات اي إخػػواىن هتػػب علػػى اليلػػوب ال يػػدرى كنههػػا وال يستنشػػق عبريىػػا وال يسػػتطعم رلتهػػا إال مػػن طهػػر قلبػػو مػػن العيوب ونفسو من الذنوب وأصبح ميرابً من حضرة عبلـ الغيوب. والنسا فيها معاىن كثرية جداً جداً ولكنها على سبيل اإلظتاح ييوؿ فيها هللا : ٕٔ[ الروـ]
يعػػيش أىػػل الشػػهود َب وصػػل الفػػرع أبصػػلو َب حالػػة اإلقصػػاؿ مػػع الواحػػد اظتتعػػاؿ مثلما لتن الرجل إىل زوجتو أل ا منو ...فكذلك حنني الصػاضتني واألنبيػا واظترسػلني ظتػػا فػػيهم مػػن اظتعػػاىن اليدسػػية ...واألنػػوار الرابنيػػة ...واألسػرار الصػػفاقية ...مػػن حضػػرة رب العاظتني . والكبلـ َب ىذا اجملاؿ صعب ال نستطيع أف نكيفػو أو ؿتيػزه َب عبػارات أو كلمػات
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)015( :
لكن ىذه حضرات مشاىدات قاؿ قعاىل: ٜ٘-٘ٛ[ الواقعة]
يشػػاىد َب ىػػذه اضتالػػة فػػيلم اطتػػالق وكيػػف متلػػق النطفػػة إىل عليػػة ،إىل مضػػغة ،إىل عظػػاـ ،إىل ضتػػم ،إىل غػػريه ...يسػػمى ىػػذا الفػػيلم َب ىػػذه اضتالػػة فػػيلم اطتػػالق وفػػيلم اظتصػػور وفػػيلم البػػديع ،يشػػاىد أشتػػا هللا وصػػفاقو وهلياقػػو وىباقػػو وأعطياقػػو ومكرماقػػو َب ىػػذه األحػػواؿ ،لكػػن ؿتػػن ال نسػػتطيع أف نشػػاىد ىػػذه األحػػواؿ ألننػػا يكػػوف غالب ػاً علينػػا اضتالة اضتيوانية َب ىذه األمور !! لكػػن ىػػؤال اليػػوـ اي إخػػواىن وصػػلوا إىل حالػػة الصػػفا الكلػػى والبهػػا اليدسػػى إىل أ م ال يغيبوف عن رتاالت هللا وال عػن كمػاالت هللا طرفػة عػني مػع قيػامهم بكافػة اضتيػوؽ األدمية على أكمل األحواؿ اظترضية. وىذا مشهد ييوؿ فيو هللا : ٘[ الرعد]
مشهد يستدعى العجب لكنو عند العارفني لي
عجيب ألف األمر من هللا .
عؼاعاتماظصاينيم وابلنسػبة لسػؤاؿ اضتػاج /حسػػن ييػوؿ اإلمػاـ { :هللا حػى قيػػوـ ال يصػل إليػو واصػػل إال حبػ ػى ق ػػائم } ففػ ػى عص ػػران س ػػيدان وم ػػوالان رس ػػوؿ هللا رت ػػع هللا َ ب أص ػػحابو ميامػػات الرسػػل واألنبيػػا السػػابيني وكػػاف كػػل صػػحاىب مػػنهم علػػى قػػدـ نػػا أو علػػى قػػدـ رسػػوؿ مػػن رسػػل هللا ،وقػػد أظتػػح إىل ذلػػك سػػيدان ومػػوالان رسػػوؿ هللا َ ب بعضػػهم ،فتػػارة ييوؿ :مثلك اي أاب بكر َب أمىت كمثل عيسى ييوؿ (ٔٔٛاظتائدةي:
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
ومثلك اي عمر َب أمىت كمثل نوح ييػوؿ: ٕٙ[ نوح]
وييوؿ مرة أخرى: م{معنمأرادمأنمؼـظّٕمإديمسقلىمبنمعّٕؼممصؾقـظّٕمإديمأبىمذرم}م()34م
فهػػو ش ػبيو سػػيدان عيسػػى َب الزىػػد والػػورع ،فأشػػار إىل بعػػض ىػػذه اظتنػػازؿ َب أصػػحابو وبعػػد انتيػػاعتم إىل أف يػػرث هللا األرض ومػػن عليهػػا ،مػػا مػػن صػػاحب ميػػاـ أو رقبة أو درجة يرقيى إىل هللا إال ويييم هللا َ ب مكانػو فػرداً مػن األحيػا ،وىػذه سػنة هللا قعاىل ٔٓٙ[ البيرة]
ىػػؤال ىػػم حيػػائق لايت اليػػرلف ألف رسػػوؿ هللا ىػػو اليػػرلف وىػػم لايت ىػػذا اليرلف اظتعنوية فبل قنسخ لية منهم إال وهبقى مكا ا. ف ػػأكرـ هللا بع ػػض األئم ػػة لص ػػدقهم وإخبلص ػػهم وأظه ػػرىم َب مش ػػارب الرس ػػل واألنبيػػا السػػابيني وجعػػل عتػػم ذك ػراً ولسػػاف صػػدؽ َب اآلخ ػرين لكػػنهم ك ػانوا أيض ػاً علػػى اليدـ ،فمثبلً سػيدى أزتػد البػدوي وأرضػاه أكرمػو هللا واشػتهر وجعػل لػو صػيتاً وذكػراً َب اآلخرين لصدقو وإخبلصو لكنو كاف على اليدـ العيسوى وفيو قاؿ اإلمػاـ أبػو العػزائم عندما دخل عليو: سؾــّٓتماظــّٕبمبايــالماظعؾقــةمم
أؼـــامبـــّٓوىمضـــّٓمغؾـــتماظعطقــةمم
ورثتمحـالمسقلـىمصـىمعؼـاممم
بــهمزػــّٓتمصــىماظــّٓغقاماظّٓغق ـةمم
فكػػاف َب اظتيػػاـ العيسػوى ولػػذلك مل يتػػزوج ولػػي (ٗٔي أخرجو أزتد َب الزىد .
لػػو حاجػػة ابلنسػػا مػػع أنػػو عػػاش
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)011( :
قسع وسبعني سنة ألنو َب اظتيػاـ العيسػوى ،وأيضػاً مثلػو سػيدان إبػراىيم الدسػوقى ،ولػذلك قاؿ فيو َب قصيدة طويلػة { :عليػو أاب ذر الغفػارى قػد أملػى } أى الػذى أمػبله اإلعتامػات َب اضتاؿ اطتػاص بػو الػوارث األوؿ سػيدان أبػو ذر الغفػارى ألنػو ورث حالػو ،ولػذلك عػاش واحػػد وأربعػػني سػػنة مل يتػػزوج ومل ينجػػب ،ولػػي لػػو حاجػػة َب ىػػذا اظتوضػػوع ألف حالػػو كػاف عيسوايً. وىكػذا األمػر اي إخػػواىن ،فكػل رجػل مػػن رجػاؿ هللا علػى قػػدـ نػا مػن أنبيػػا هللا أو رسوؿ من رسل هللا ،وكلما انتيل رجل أقيم مكانو رجل َب اضتاؿ. وقػػد قػػذكروا أف سػػيدى أاب اضتسػػن الشػػاذىل وأرضػػاه عنػػدما ذىػػب إليػػو سػػيدان رسػػوؿ هللا وىػػو َب قػػون وقػػاؿ لػػو اي أاب اضتسػػن سػػر إىل اإلسػػكندرية فذنػػك سػػرتىب هبػػا أربعػػني رج ػبلً فػػبلانً وفػػبلف وأعطػػاه كشػػفاً ابألشتػػا ،قػػاؿ فيلػػت اي سػػيدى الطريػػق طويػػل واصتو حار ولي بو مػا ،فيػاؿ :علينػا ذلػك ،ألنػو إذا أقامػك أعانػك ،فالػذى يييمػوه يعينوه ،فهل يييموه يدعو اطتلق إىل هللا ويرتكوه؟! كيف يسع ىؤال اليوـ؟ يعينػػوه ابألنػػوار واألسػرار ويعينػػوه ابلعلػػوـ ويعينػػوه ابظتواىػػب ويعينػػوه أيضػاً بوجبػػات الضيافة ويعينوه بكل شئ. ييوؿ فمشيت وكلما مشينا كانت ىناؾ سػحابة قظلنػا حػىت وصػلنا إىل اإلسػكندرية مظلة ؽتدودة دائمة وكلما عطشػنا أنزلػت السػما مػا فنشػرب وفتػؤل قربنػا حػىت وصػلناإىل اإلسكندرية -وقبل اإلسػكندرية بيليػل كػاف ىنػاؾ وىل مػن أوليػا هللا الصػاضتني قادمػاً معػػو مػػن اظتغػػرب وكػػاف كػبلً منهمػػا َب غتموعػػة وكػػاف نػػداً لػػو ،وقبػػل اإلسػػكندرية بيليػػل قػػاؿ صتماعتو ىيا نذىب للشيخ أىب اضتسػن الشػاذىل ونسػلم عليػو ونبايعػو ،قػالوا لػو ظتػاذا؟ قػاؿ عتم جا ىن الليلة سيدان رسوؿ هللا وقاؿ ىل انتيل الليلػة إىل الرفيػق األعلػى الشػيخ أبػو اضتجاج األقصرى وقد مكث َب اليطبانية سبع سنني وأخذانىا منػو وأعطيناىػا للشػيخ أىب اضتسػػن الشػػاذىل ،فيػػد كػػاف أبػػو اضتجػػاج قطب ػاً ،لكػػن البػػد أف يكػػوف قطب ػاً موجػػوداً اشتػػو قطب الوقت موجوداً بشحمو وضتمػو وبدمػو حػىت يعرفػو النػاس ويػذىب إليػو النػاس الػذين
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)019( :
ىم انس َب نظر هللا حػىت يوصػلهم إىل حضػرة هللا ،فػذىب الرجػل وسػلم علػى الشػيخ وىنأه ابليطبانية وابيعو عليها.
ورثـةماظصاينيم فه ػػذا ى ػػو النظ ػػاـ وم ػػا يػ ػزاؿ نظ ػػاـ الص ػػاضتني َب ك ػػل زم ػػاف ومك ػػاف ،فكلم ػػا انتي ػػل أحػػدىم البػػد أف لتػػل مكانػػو رج ػل لخػػر قػػد يكػػوف معروفػاً وقػػد يكػػوف غتهػػوالً أل ػػم علػػى حسب الزماف. فذذا كػاف زمػاف صػبلح وقيػوى يكونػوا ظػاىرين ويػذىب النػاس إلػيهم ويػذىبوف ىػم إىل النػػاس ،وإذا كػػاف زمػػاف سػػو مثػػل الػػزمن الػػذى ؿتػػن فيػػو متتفػػوف ألف النػػاس ستسػػخر منهم وقستهزئ هبم وىذا يكوف وابؿ على الناس. فاختفػ ػػاؤىم رزتػ ػػة ابلنػ ػػاس ألف النػ ػػاس قريػ ػػد اظتػ ػػادة وقريػ ػػد الػ ػػدنيا وعنػ ػػدما يػ ػػرو م يسخروف منهم ويستهز وف هبم فمن أجل ىذا متفوف أنفسهم رزتة ابلناس!! ألف الذى سيسػخر مػنهم سػيعلن عليػو اضتػرب وىػم ال يريػدوف إعػبلف اضتػرب علػى أحػػد أو يػػؤذى أحػػد بسػػببهم ،ولػػي كمػػا ييػػوؿ اصتهػػبل أف سػػيدى فػػبلف سػػيؤذيك فهػػذه عييدة فاسدة ،ماؿ الصاضتني واإليذا ؟! فهم ال يؤذوف أحداً ،ىم ينفعوف الناس ويػدعوف للنػػاس ويرفعػػوف الػػببل عػػن النػػاس فػػذذا حػػدث إيػػذا ذات مػػرة فهػػم ال يعلمػػوف عنػػو شػػي اً فيد يكوف أحد اصتهبل أذاىم وىم يرفعػوف األمػر هلل فػاهلل يغػار علػيهم فيؤذيػو لكػن لػي عتم دخل هبذا اإليذا . فالػػذى أريػػد أف أقولػػو أف مػػا يػػردده الػػبعض مػػن أف ىػػذا الرجػػل الصػػاّب لػػو غضػػب علي ػػك س ػػيحدث ل ػػك ك ػػذا وك ػػذا ق ػػوؿ غ ػػري ص ػػحيح ألف الص ػػاضتني ال ي ػػؤذوف أح ػػداً وال يضروف أحداً بل ىم على قدـ سيد اطتلق ييولوف:
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)091( :
()35
ماظؾفمماػّٓمضوعىمصإغفممالمؼعؾؿونمم
م
وال يدعوف على أحد أبداً ،وىذا اي إخواىن نظاـ الصاضتني وأرضاىم.
مرّٕؼؼةماإلظؿقاقمباظصاينيمم من أجل ىذا كاف الشيخ ابن عطا هللا السكندري وأرضاه ييوؿ: {مإذامشابمسـكمععّٕصةماظوديمصؼلمصىمدسائكمدائؿاًماظؾفممدظـىمسؾىمعنم ؼّٓظـىمسؾقكمإديمأنمؼؽشفمآمظكمسنماظّٕجلماظّٔىمدؿصؾّّمععهم} م
والبػػد أف يكػػوف معػػو اشتػػك فريسػػل لػػك طلػػب مػػن أجػػل اإللتحػػاؽ ابظتدرسػػة وَب نفػ الوقػػت قكػػوف أوراقػػك موجػػودة َب اظتدرسػػة فهػػذا ىػػو نظػػاـ الصػػاضتني ،ولػػذلك ؿتػػن نظامنا لو جا أحد نيوؿ لو :ما رأيت؟ وؿتن ماذا رأينا؟ ألنػو موضػوع لػي ىينػاً ألنػو مػن هللا وإىل هللا وابهلل . ىػػذا اي إخػػواىن ابلنسػػبة للوصػػوؿ ،ومػزارات الصػػاضتني السػػابيني كلهػػا فضػػل وإجابػػة دعا وحتييق رجػا ىػذا ابلنسػبة للعػواـ ،لكػن ابلنسػبة للخػواص فػأقوؿ مػثبلً سػأذىب إىل سيدان اضتسني وأمكث ىناؾ سنتني َب الضريح فماذا يفيدىن َب السري والسلوؾ؟ السػػري والسػػلوؾ لػػو وضػػع لخػػر!! فػػأان سػػرت مػػع مػػوالان الشػػيخ /دمحم علػػى سػػبلمة وأرضاه فأحضر درساً مثل ىذا مثبلً وىو َب بورسعيد وأقكلم ٍب هبقى بعدىا بشػهر أو بشػػهرين وَب درس عػػاـ ييػػوؿ إخػػواىن الػػدعاة إذا عػػاِب أحػػدىم موضػػوع كػػذا ييػػوؿ كػػذا وصػػحة ىػػذا اظتوضػػوع كػػذا فػػأعلم أف ىػػذا األمػػر خػػاص ىب ،فبمجػػرد مػػا كنػػت أجلػ معػػو وأكوف غتهزاً بعض األس لة َب نفسى فييدـ التحية ويتكلم كبلماً عاماً فيأخذ مػا ىػو معػى جػػز اً جػػز اً مػػن ىػػذه األس ػ لة وكتيػػب عليهػػا فػػبل أحتػػاج أف أسػػألو وإف مل يكػػن َب الييظػػة يكن َب اظتناـ فكاف التوجيو موجوداً دائماً. (٘ٔي متفق عليو
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)090( :
فم ػػن أيػ ػن أتخ ػػذ ى ػػذا التوجي ػػو إال م ػػن رج ػػل ح ػػى هالس ػػو وقستش ػػريه َب أم ػػورؾ؟ فالسػػالك َب طريػػق هللا البػػد أف يستشػػري َب أمػػوره اعتامػػة مثػػل الػػزواج أو السػػفر أو غػػريه، فمن يستشري؟ البد أف يكوف ىذا الرجل ونسميو حي قائم ظتاذا؟ حي أى أحياه هللا بنػوره فأصبح َب اضتياة األخرى الِت ييوؿ فيها هللا َب [ٕٕٔ األنعاـ]:
نتشي بو َب قلوب الناس .. فبلبػػد أف يكػػوف معػػو النػػور لكػػي نتشػػى بػػو َب قلػػوب النػػاس فيعػػرؼ مػػا َب نفػػوس الناس ولذلك ظتاذا يصحب الناس الصاضتني؟ فيد يكوف أحدان نتشى َب أمر ويهيأ لو أنو ىػو الصػواب فييػوؿ لػو الشػيخ ال ابعػد عػػن ىػػذا األمػػر فػػيح ابلضػػيق وييػػوؿ أال يريػػد الشػػيخ ىل اطتػػري واظتصػػلحة؟ ف ػأان نظػػرى ضػعيف وىػػم نظػػرىم بعيػػد فبعػد فػػرتة أقػػوؿ سػػبحاف هللا مػا ىػػذه الشػػفية وىػػذا اضتػػب ىل؟! فعبلً أان ال أعرؼ شي اً أل م ينظروف بعني هللا . ىذا اي إخواىن حاؿ الصاضتني وأرضاىم وىػذا نظػامهم وىػذا وصػوعتم فبلبػد أف يكوف حياً ليأخذ بيدى ليوصل إىل اضتى . ماذا قع كلمة حى؟ حى اضتياة اإلنتانية. وماذا قع قائم؟ ......أى أقامو هللا وأمده سيدان وموالان رسوؿ هللا . مػػثبلً :عيػػادة الطبيػػب البػػد أف يسػػتخرج عتػػا رخصػػة والػػىت ال يسػػتخرج عتػػا رخصػػة قك ػوف عيػػادة نصػػب والطبيػػب نصػػاابً ،فبلبػػد أف يكػػوف داعي ػاً إىل هللا إبذنػػو حػػىت يكػػوف سراجاً منرياً ،وىذه ىى إجابة السؤاؿ على قدران وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)091( :
ممخصوصقاتمايفّٕماِّدعّٓممم دؤال:مػلمايفّٕمبّٓاؼةماظطوا ؟مٌاذا؟ممم
اإلجابة: نعم ىو بداية الطواؼ ألنو حجر من اصتنة ،وقد قاؿ فيو : {مايفّٕمؼاضوتهمعنمؼواضقتماىـةموؼؾعثمؼومماظؼقاعةمظهمسقـانموظلانم ؼشفّٓمظؽلمعنمادؿؾؿهمأومضؾؾهم}()36
60
م
وىذا اضتجر لو مواصفات غري موجودة َب اضتجارة األخرى ،فعندما جػا ت رتاعػة اليرامطػػة وىػػم مػػن اطتػػوارج وكػػاف ذلػػك َب زمػػن العباسػػيني فػػذىبوا َب يػػوـ عرفػػة وقتلػػوا اضتجػػيج واقتلعػػوا اضتجػػر وأخػػذوه معهػػم إىل البحػرين وَب طػرييهم مػػات حتتػػو أربعػػوف رتػبلً فكلما لتملونو على رتل نتشى مسافة ٍب نتوت رغم أنو حجر صغري. وقػػد مكػػث عنػػدىم أربػػع سػػنوات إىل أف جػػا اطتليفػػة اظتطيػػع فسػػاومهم وأعطػػاىم اظتػػاؿ الػػذى طلبػػوه َب اضتجػػر ،ولكػػن قػػد يكونػوا بػػدلوه أو غػػريوه فكيػػف يعرفونػػو؟ فكػػاف موجوداً َب ذلك الوقت عاظتاً من علما اضتديث واشتػو عبػد هللا ابػن عكػم فيػاؿ :أان معػى األدلػػة الػػىت وضػػعها سػػيدان رسػػوؿ هللا للحجػػر ،فػػأقوا حبجػػر لخػػر مثلػػو دتامػاً فيػػاؿ عتػػم ضػػعوه َب اظتػػا فغػػرؽٍ ،ب قػػاؿ عتػػم ضػػعوه َب النػػار فسػػخن ،فيػػاؿ عتػػم ىػػذا لػػي حجػػران فحجػران قػاؿ فيػو َ ب حػديث مػا معنػاه{ :مؼطػـومسؾـىماٌـاءموالمؼلـكنمعـنمذـّٓمةم ايــّٕم} فأحضػػروا اضتجػػر األصػػلى ووضػػعوه َب اظتػػا فطفػػا ،فهػػل يوجػػد حجػػر يطفػػو علػػى اظتػػا ؟! ووضػػعوه َب النػػار فظػػل ابرداً كمػػا ىػػو ،فيػػاؿ أبػػو عبػػد هللا اليرمطػػى :عجب ػاً ديػػن بلغػػت مػػدى الدقػػة فيػػو أف يضػػع قواعػػد حػػىت عتػػذا اضتجػػر لػػدين صػػحيح مػػن هللا ٍ ،ب قػاؿ :أسػتغفر هللا وأقػوب إليػػو ؽتػا جنيػت وأعلػػن دخػوىل َب ىػذا الػػدين مػن جديػد ،ودخػػل وأقر ابإلسبلـ من جديد. (ٔٙي رواه النسائى وابن ماجو والرتمذى من حديث ابن عباس واضتاكم من حديث أن .
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)092( :
وىذا اضتجر لي
مثل اضتجارة األخرى ففيو كامريا!!
التكنولوجي ػػا مل قص ػػنعها ول ػػن قص ػػنعها فه ػػي ك ػػامريا قص ػػور م ػػن ل ػػدف لدـ إىل ي ػػوـ الزحػاـ ،وكػػل ىػػذه األفػػبلـ موجػػودة داخلهػػا وقصػػور كػػل الػػذى نتػػر عليهػػا َب ليػػل أو ػػار، ويوجػػد أيض ػاً جهػػاز قسػػجيل يسػػجل كػػل الكلمػػات الػػىت قػػرتدد عنػػده ليعيػػدىا مػػرة اثنيػػة، ويشهد ألف الذى يشهد البد أف يرى ويسمع وإال سيكوف شػاىد زور ،فهػو يشػهد لكػل من جا أمامو وكل الذى قكلم أمامو مع أنو حجر. الناحية األخرى مثلما قعرفوف أنو خزانة أودع فيها ملك اظتلوؾ العيػد الػذى سػجلو بيننػا وبينػو ،ولػػذلك ظتػا جػػا سػيدان عمػػر وقػاؿ لػػو { :إنػك حجػػر ال قضػر وال قنفػػع } إنو يريد أف يبني ميامو ،اصتهبل ييولوف أف سيدان عمر قاؿ ىذا حجر ال ينفػع وكػاف يريػد أف يكسره وىم بذلك ال يفهموف.
سؿّٕمإعامماحملّٓثنيم فسيدان عمر رجل من احملدثني الذين قاؿ فيو النا : {مإنمعـؽممحملّٓثنيموإنمعـفممظعؿّٕم}م رواه الرتمذى. وكذلك سيدان موسى ظتا أراد هللا أف يربئو عندما أشاعت بنو إسرائيل أف بػو عيػوب جسػػمانية فنػػزؿ البحػػر لبلسػػتحماـ ووضػػع مبلبسػػو علػػى اضتجػػر وكػػاف يػػوـ السػػوؽ فأخػػذ اضتجر اظتبلب وأخذ كترى َب وسه السوؽ وسيدان موسى غػري مػدرؾ حالػو ألف هللا يريػد أف يربئو فأخذ عصاه وأخذ يضرب اضتجر وييوؿ ثوىب اي حجر ثوىب اي حجر كأفتػا يضػرب شخصاً لخر!! ألف األنبيا متاطبوف اضتيائق ،واضتيائق قفهم منهم وقسمع ،النا ييوؿ: {مإغىمأسّٕ محفّٕاًمطانمؼـادؼـىموؼؼولمؼامربؿّٓمضؾلمبعـؿىم}مرواه مسلمم
ومل يػػذكره وؿتػػن نعتيػػد أنػػو ىػػذا اضتجػػر ،فكتػػب السػػرية مل قوضػػحو ومل قػػتكلم عنػػو
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)093( :
ولكن عييدقنا أنو ىذا اضتجر حجر اظتياـ وكاف ينادى عليو وييوؿ اي دمحم. فسػػيدان موسػػى كػػاف يػػتكلم مػػع اضتيػػائق وكػػاف سػػيدان عمػػر مػػن احملػػدثني الذين يتكلموف مع اضتيػائق وإلػيكم اظتثػاؿَ :ب زمػاف سػيدان عمػر حػدث زلػزاؿ شػديد َب اظتدينة فأمسك ابلدرة وضرب األرض وقاؿ عتا: {مؼامأرضمضّٕىموادؿؼّٕىمصإغىمأسّٓلمسؾىمزفّٕكم}م
فسكتت َب اضتاؿ ،فكاف ضربو لؤلرض ابلدرة وكأنو يضرب شخصاً. مثاؿ لخر: عنػػدما فػػتح سػػيدان عمػػرو بػػن العػػاص مصػػر وكػػاف أىػػل مصػػر عنػػدما هبقػػى جفػػاؼ لتضروف بنتاً رتيلة ويلبسو ا أهبى اظتبلب ولتلو ا ابلذىب ويليوف هبا َب النيػل فيجػرى، ولتدث ىذا َب حفل مهيب ويسمى ىذا اليوـ بعيد وفا النيل ،فيالوا لو: نريد أف نفعل ىذا ،قاؿ :ال يصح ىذا َب اإلسبلـ! وأرسػػل إىل سػػيدان عمػػر ،فيػػاؿ لػػو :أصػػبت وأرسػػل لػػو ورقػػة صػػغرية وقػػاؿ لػػو :أقػػم اضتفل كما كاف يياـ وألق الوريية بدالً من العروس ،فماذا كتب َب ىذه الورقة؟ قاؿ: م{معنمسؾّٓمآمسؿّٕمأعريماٌـؤعـنيمإديمغقـلمعصـّٕم – وىػل ىػذا النيل شخى يفهم وييرأ اطتطاب أو يسػمع مثلمػا ييػوؿ عامػة النػاس لكنهم عتم حالة أخػرى مػع هللا -دـالممسؾقـكمأعـامبعـّٓمإنمطــتم وّٕىمعنمسـّٓكمصالمحاجةمظـامبكموإنمطـتموّٕىمعـنمســّٓم
آمصاجّٕىمبأعّٕمآمم}.
فأقاـ سيدان عمرو بن العاص اضتفل الكبري وأحضر اطتطاب وألياه َب النيل .. وَب صػػباح اليػػوـ التػػاىل ارقفػػع اظتػػا َب النيػػل سػػتة عشػػر ذراع ػاً ومل يكػػن فيػػو وقت ػػذ قطرة ما واحدة.
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)094( :
حّٓؼثمايؼائقم فكاف سيدان عمر يكلم اضتيائق: من أجل ىذا كما قعرفوف كاف ىناؾ غتموعة خاصػة ،فحضػرة النػا كػاف يػُ َدرس للكل لكن ىناؾ دروساً عامة ودروساً خاصة. ظتػػا جػػا ت اجملموعػػة اطتاصػػة وكػػاف يعلمهػػا كمبيػػوقر اضتيػػائق وكػانوا جالسػػني نتسػػك النػػا الرمػػل فيسػػبح َب يػػده والكػػل يسػػمع ،يضػػعو َب يػػد أبػػو بكػػر يسػػبح والكػػل يسػػمع، ويضعو َب يد عمر يسبح والكػل يسػمعَ ،ب يػد عثمػاف يسػبح والكػل يسػمعَ ،ب يػد عل ّػى يسبح والكل يسمعَ ،ب يد غريىم ال يسبح وال يُسمع ألنػو ال يعػرؼ أف يتعامػل مػع ىػذه اضتيائق مع أف اليدين مثػل اليػدين لكػن ىػااتف اليػداف قعرفػاف كيفيػة قشػغيل ىػذه اظتفػاقيح وىذه اضتيائق ... ىػذه أحػػواؿ أخػػرى وأنػػوار أخػػرى أخػذوىا وعلمهػػا عتػػم سػػيدان رسػػوؿ هللا فكػػاف عتم درساً خاص وغتموعة خاصة. فسػػيدان عمػػر ييػػوؿ للحجػػر َب خطػػاب لػػو (إنػػك حجػػر ال قضػػر وال قنفػػع -وىػػذا كماؿ التوحيد -ولوال أىن رأيت رسوؿ هللا ييبلك ما قبلتكي. وىذه الىت نيوؿ فيها :بداية الوىابية ىى اية الصوفية ،كيف؟
في ِ صػ ػل األم ػػر ابلع ػػارؼ ابهلل َب النه ػػاايت أن ػػو يص ػػل إىل ح ػػاؿ ال ي ػػرى إال هللا وال َ يطلػ ػػب إال مػ ػػن هللا وال يسػ ػػأؿ إال هللا وال يعتمػ ػػد إال علػ ػػى هللا ،وىػ ػػذا حػ ػػاؿ العػ ػػارفني َب النهاايت. لكػػن َب البػػداايت يسػػتفيد مػػن ىػػذا ويطلػػب معونػػة ىػػذا ويطلػػب مسػػاعدة مػػن ىػػذا ويطلب عوف ىذا ويطلب إغاثة من ىذا حىت يصل إىل مراقب النهاية ،لكػنهم يريػدوف أف يصلوا إىل مراقب النهاية من البداية فبل أتقى أبداً ،فسيدان عمر عندما قاؿ للحجر:
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)095( :
{ مأَعَاموَاظ ٓؾَهِمإٔغيمَِّسِؾَمُمأَغَٓكَمحَفَّْٕمالَمتَضُُّٕٓموَالَمتَـِػَ،ُّٝموَظَوِالَمأَغيمرَأَؼِتُمرَدُولَم
على بني ووضح وقاؿ: اظ ٓؾَهِمضَؾَٓؾَكَمعَامضَؾَٓؾْؿُكَمم}م ،لكن سيدان ّ
{مؼَامأَعِريَماٌُؤِعِـِنيَمإٔ ٓغَهُمؼَضُُّٕٓموَؼَـِػَ،ُّٝمضَالَ:مبِـمَم؟مضَـالَ:مبِؽِؿَـابِماظؾَٓـهِمسَـَّٖٓمموَجَـلَٓ،م
ضَالَ:موَأَ ِؼنَمذٰظِكَم ِعنِمطِؿَابِماظؾَٓهِم؟مضَـالَ:مضَـالَماظؾَٓـهُمتَعَـاديم:م{موَ ٔإذِمأَخَـَّٔمرَبُٓـكَمعِـنِم بَـِــيمآدَمَمعِـنِمزُفُــورٔػِمِمذُرؼَٓـؿَفُمِم}مإٔديمضَوِظِـهِ:مبَؾــى،مخَؾَـقَماظؾَٓـهُمآدَمَموَعَلَـَّّمسَؾــىم
زَفِّٕٔهِمصَؼََّٕٓرَػُمِم ِبأَ ٓغَهُماظَّٕٓبُٓموَأَغَٓفُمُماظْعَؾِقُّٓ،موَأَخََّٔمسُفُودَػُمِموَعَوَاثِقؼَفُمِموَطَؿَبَمذٰظِـكَم
صِيم َرقَ،موَطَانَمظِهٰذَاماظْقَفَّٕٔمسَقِـَانٔموَظِلَاغَانٔمصَؼَالَ:ماصَْؿِّّمصَـاكَ،مصَػَـَؿَّّمصَـاهُ،م َصأَظْؼَؿَـهُم
ذٰظِكَماظ َّٕٓقَٓمصَؼَالَ:ماذِفَِّٓمظِ َؿنِموَاصَاكَمبِاٌُوَاصَاةِمؼَوِمَماظْؼِقَا َعةِم} ، ٔٚفهػو ىنػا يريػد أف يوضػػح لآلخػػرين أنػػو ينفػػع ويضػػر ولكػػن إبذف هللا ...وىػػذه ىػػى اضتيييػػة فذنػػو ال شػػئ َب الكوف كلو ينفع ويضر إال إبذف هللا ،لكن فيو ضرر ونفع !! فعندما أخذ علينا العهد : ٕٔٚ[ األعراؼ]
فوقعنا رتيعاً علػى ىػذا العيػد وحفظػو َب ىػذا اضتجػر ،فهػو فيػو ىػذا العهػد ويشػهد لنا ،ولذلك عندما قى عنده علمنا النا أف نيوؿ: {ماظؾفممإناغاًمبكمووصاءمبعفّٓكموتصّٓؼؼاًمبـؾقكمم}م
فنأقى لنوَب ابلعهد الذى أخذ علينا وموجود َب ىذا اضتجر. فهو حجر لكنو لي كسائر األحجار! جعل هللا ظاىره حجراً وحيييتو أنواراً وابطنو أسراراً ... وفيػػو حيػػائق ال يطلػػع عليهػػا إال األخيػػار وال يعلمهػػا إال األطهػػار ..وسػػتظهر جليػػة للجميع ..يوـ ليا الواحد اليهار . َ ٔٚعن أَِيب س ِع ٍ يد ْ اطتُد ِري جامع اظتسانيد واظتراسيل ْ َ
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)091( :
طؿابماِّبّٕارم ٕٔ-ٔٛ[ اظتطففني]
كتػػاب األبػرار الػػذى يشػػهدونو ويشػػهدوف فيػػو أشتػػا هللا وصػػفات هللا ورتػػاالت هللا وكماالت هللا ىو سيدان وموالان رسوؿ هللا ولي كتاب اليمني كما يفهم البعض. لذلك ربنا قاؿ ىنا :فيه!! فهم الذين سريوف كتاب األبرار ... فػػريوف فيػػو اضتيػػائق العاليػػة ...واألخػػبلؽ الراقيػػة ....والبيػػاانت اإلعتيػػة السػػامية واظتعاىن اإلعتامية والنورانية !! ... كل ىذا َب ىذا الكتاب فيفتحونو وييرأونو! أو يشهدونو! وقد يشهدونو دائماً! أين ىذا الكتاب؟ قاؿ َب اظتؤل األعلى! فمػػن أراد أف يصػػل إىل ق ػرا ة ىػػذا الكتػػاب البػػد أف يعلػػى عزنتتػػو ،فػػبل يصػػل إليػػو أحد إال إذا كانت عزنتتو عالية قاؿ : {مسؾوما ؿةمعنماإلنانم} م
فالذى يعلى عزنتتو وييوى قتتو ىو الذى يستطيع أف يصل إىل ىذا الكتاب. مثلما قاؿ اإلماـ أبو العزائم وأرضاه: سؾـــوامســـّٖائؿؽممػقـــامواسشـــؼوام
ظؿشاػّٓوامسّٓنماىـانموحورػـامم
فمن أراد اضتور يعلى عزنتتو!!
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)091( :
والذى يريد اصتنة يعلى عزنتتو!! فماذا يفعل الذى يريد سيدان رسوؿ ؟ !! ىذا مثلما ييوؿ ربنا َب اليرلف: ٜٕ[ لؿ عمراف]
لن أتخذوا الػرب أبػداً إال إذا أنفيػتم مػن الػذى حتبونػو ،والػذي يريػد البػار ولػي الرب ماذا يفعل؟ ىذا ييوؿ: وضؾقـــــــــلمبـــــــــّٔلمروحـــــــــىمم
ظؾؿؾقــــــــــكموصقــــــــــهمأســــــــــّٔرمم
ما ىذه الروح الىت سأنفيها؟! فهو الذى صنعها فأان ال أملك شي اً مثلما قاؿ:
[ٔٔٔ التوبة]
فالذين يريدوف رب اصتنة ماذا يدفعوف؟ فهؤال ييولوف: ٔ٘ٙ[ البيرة]
(إاني قع ؿتن وأوالدان وأنفسنا ،كل ىذا هلل . نسػ ػػأؿ هللا أف يواجهنػ ػػا هبػ ػػذه اضتيػ ػػائق ،وأف ييػ ػػوى أنػ ػػواران ،ويظهػ ػػر أس ػ ػراران، ويبلغنا ،لمالنػا ويكشػف لنػا عػن بػديع وجهػو اصتميػل ،ويرفػع عنػا كػل حجػاب لتجبنػا عػن حضػرقو ،ويكشػػف لنػػا كػػل سػػنا يغيبنػػا عػػن أنػػوار طلعتػػو ،وكتعلنػػا مػػن أىػػل اإلشػراؼ علػػى قػدس حضػرقو ،ومػن أىػل اإلطػبلع علػى مكانػة عزقػو ،ومػن العابػدين الػراكعني السػاجدين لان الليل وأطراؼ النهار خوفاً من مياـ عظمتو .. ،ؿتن وإخواننا وأبنا ان وبناقنا. وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
:أحوال اخلليل مع اجلليل
)099( :
ماِّحوالماظعؾقةم
ِّ صقابماظـؾىماظؽّٕؼمم م اإل اممم صػاءماظلؿّٝماظؾارـىم ذّٕبماظلٗمم عـازالتماِّحوالموعؼاعاتمأػلماظؽؿال اٌشىمسؾىماٌاء أػلماظـوبةم إحضارماظػاطفةمصىمشريموضؿفا تلكريمايقواغات م
م
م م أدؾابمزفورماظصايني بؼاءماِّحوالماظعؾقةمصىماِّعةماحملؿّٓؼة ايقاةماإلدالعقة ايقاةماإلناغقةم اٌعاغىماإلحلاغقةم إبطالمتأثريماظـارم أػلماإلؼؼانم أحوالماِّبّٓالم ايالماٌؾؽوتىم حؽممأصقابماِّحوالم
ماِّحوالماظعؾقةم ِّصقابماظـؾىماظؽّٕؼم م
والمسفبمإنمالحمغورمربؿّٓم
م
ؼؾوحمسؾىمضومموؼّٕضوامبهماظلـؿامم
لفظة الصاضتني ...مل قكن موجودة بني أصحاب رسوؿ هللا .
والذى ييوؿ ىذا الكبلـ يكوف قد أكرب عليهم الفريػة ألف أحػواعتم كانػت مػن عػني النبوة وموجػودة ومسػجلة َب كتػب األحاديػث وَب كتػب السػري ،لكػن النػاس نتػروف عليهػا وال يليوف عتا ابالً !! ألف ىذه األحواؿ كانت من كثرهتا كشئ عادى !!.. فمػػثبلً قبػػل أف قػػدخل الكهػػراب بلػػدان كػػاف منػػزؿ اظتػػأمور أو رئػػي غتل ػ اظتدينػػة الذى فيو النور كاف يعترب عبلمة ؽتيزة َب البلد ألي كذلك؟ ولكن عندما عم النور الكػل أصبح شي اً طبيعيػاً ،فالصػحابة ىػذه األحػواؿ مػن كثرهتػا مل قكػن قشػغلهم ألف الكػل عنػده ىذه األحواؿ والكل متمتع هبذه األحواؿ حىت نساؤىم كن أيضاً متمتعات هبذه األحػواؿ ولي الرجاؿ فيه ،الرجاؿ والنسا ٘[ التحرمي]
ىذه كانت أوصاؼ نسائهم والىت قسوح قرى الذى ابظتلكوت األعلى.
اإل امم فالصػػحابة قػػد وصػػل هبػػم األمػػر إىل أ ػػم كػػانوا هبقػػوف َب إعتامػػاهتم بػػل وَب منػػامهم بتشريعات ييرىا رسوؿ هللا . وكلكم حتفظوف اآلذاف مل يسمعو واحد فيػه بػل شتعػو عػدد كبػري مػنهم والكػل شتػع اآلذاف وحفػ ألفػاظ اآلذاف والكػل أصػػبح ذاىبػاً إىل رسػوؿ هللا لييػػوؿ لػو إنػ شتعػػت اليوـ لذاف الصبلة !!
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)111( :
م
مػػن أيػػن اسػػتمعوه؟ فهػػذا اآلذاف قػػد شتعػػو سػػيدان رسػػوؿ هللا َ ب ليلػػة اإلسػ ػرا واظتعػراج بعػػدما ختطػػى سػػدرة اظتنتهػػى ولػػي َب عػػامل اظتلكػػوت ،بعػػدما ختطػػى سػػدرة اظتنتهػػى شتػػع الػػذى ييػػوؿ هللا أكػػرب هللا أكػػرب ،والػػذى يػػردد ييػػوؿ أشػػهد أف ال إلػػو إال هللا ،والػػذين يكملػػوف وييولػػوف أشػػهد أف دمحماً رسػػوؿ هللا ،والػػذين ييولػػوف حػػى علػػى الصػػبلة ،والػػذين ييولوف حى على الفبلح ...شتع ىذا بعد سدرة اظتنتهى !!! فمن أين شتع الصحابة ىذا اآلذاف؟ من فوؽ سدرة اظتنتهى ،قد ييوؿ قائل :من اصتائز أف يكوف ىذا مناماً.
صػاءماظلؿّٝماظؾارـىم إليكم مثاؿ لخر كاف رسوؿ هللا جالساً مع أصحابو مثلما ؿتن جالسوف وشتعػوا صواتً ،كتب ِ الس َري قيوؿ :وجبة شػديدة -شػئ يسػيه أو دانػة نزلػت -فيػاؿ أشتعػتم ىذه الوجبة؟ قالوا :نعم ،قاؿ{ :مػّٔامصوتمحفّٕمأظؼىمصىمجفــممعـنمدـؾعنيمدــةم ووصلماآلنمإديمضعّٕػام} انتبهوا معى كيف شتعػوا صػوت اضتجػر الػذى أليػى َب جهػنم؟ ما ىذا الصفا السمعى الذى شتع صوت اضتجر الذى نزؿ َب جهنم؟ وىذه الرواية صحيحة وموجودة َب البخارى ومسلم. وىم مازالوا جالسني شتعوا صػوت صػراخ قػالوا مػاذا؟ قػاؿ :فػبلف الفػبلىن قػد مػات وىذا الرجل كاف منافياً وعمره سبعني سنة فعرفوا أف ىذا قطبيياً ليوؿ هللا
ٔٗ٘[ النسا ]
ينزلوا النار ووقودىػا النػاس واضتجػارة ،ىػؤال حجػارة فاظتنػافق حجػر وخشػب وربنػا قاؿ ىذا َب قرلنو: ٗ[ اظتنافيوف]
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)112( :
وقػػد سػػألوا أحػػد الصػػاضتني :ظتػػاذا وصػػفهم هللا أب ػػم خشػػب؟ قػػاؿ :ألف اطتشػػب عازؿ للحرارة وىؤال لي عندىم حرارة إنتاف ،فلو عندىم شئ من حػرارة اإلنتػاف عنػدما يري طلعة النا العدانف يسلم هلل على الفور ،ىذه اضتالة من الذى كاف يسمعها؟ كل الصحابة اصتالسني كانوا سامعني لصوت اضتجر الذى نزؿ َب جهنم. ومن أجل أف نػذكر بعػض ىػذه األحػواؿ اي إخػواىن ؿتتػاج أف ؾتلػ َب ىػذا اجمللػ إىل ماشػا هللا لكثػػرة الػرواايت الػػواردة عػػن أصػحاب رسػػوؿ هللا ،فسػيدان عبػػد هللا بػػن مسعود وأرضاه ييوؿ ( :كنا نعلم الكػذاب بعبلمػة َب وجهػو ي ىػل فينػا أحػد يسػتطيع أف يرى الكذاب بعبلمة َب وجهو؟ لكن ىذا يبني أف ىذه اليلػوب قػد اسػتنارت بنػور هللا واكتحلت أبنوار سيدان وموالان رسػوؿ هللا حػىت أصػبحت ينطبػق عليهػا مػا أخػذ سػيدان رسوؿ هللا من هللإٖٚ[ :البيرة ] ىػػم أخػػذوا ىػػذا األمػػر ،فحينمػػا يػػروا سػػيما النػػاس يعرفػػوف مػػا َب خفػػاايىم بنػػور هللا الذى أعطاه عتم هللا والذى قاؿ فيو سيدان وموالان رسوؿ هللا : م{ماتؼوامصّٕادةماٌؤعنمصإغهمؼـظّٕمبـورمآم}م 3م
ذّٕبماظلمم إذا كػػاف أحػػد الصػػاضتني قػػد شػػرب السػػم ومل يػػؤثر فيػػو فذمػػامهم َب ذلػػك خالػػد بػػن الوليد وأرضاه عندما جػا ه رتاعػة مػن الكػافرين وقػالوا لػو لػن نػؤمن لػك حػىت قتجػرع ىػػذا السػػم -وكػػاف شتػاً قػػاقبلً مػػن شػربو نتػػت َب اضتػػاؿ -قػػاؿ ائتػػوىن بػػو ،وقػػاؿ بسػػم هللا الػػذى ال يضػػر مػػع اشتػػو شػػئ َب األرض وال َب السػػما وىػػو السػػميع العلػػيم ،وش ػربو َب اضتاؿ ومل يضره. ٔ أخرجة الطرباىن من حديث أىب أمامو والرتمذى من حديث أىب سعيد وابن جريػر َب قفسػريه مػن حػديث ابػن عمػر وثػوابف بػزايدة { وينطق بتوفيق هللا }.
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)113( :
عـازالتماِّحوالموعؼاعاتمأػلماظؽؿالم فهنػػاؾ منػػازالت األحػػواؿ وميامػػات أىػػل الكمػػاؿ ....أىػػل األحػػواؿ قظهػػر علػػى أيديهم الكرامات أل م َب غيبة عن ذواهتم وىي اهتم وعن حيػائيهم ،لكػن الكمػل ينظػروف ابلعينػػني ويتمتعػػوف ابظتشػػهدين وعتػػم الظػػاىر ألحكػػاـ الشػريعة والبػػاطن ألنػػوار اضتيييػػة فػػبل يبطلوف ظػاىراً وال يكتمػوف ابطنػاً بػل يتحركػوف كمػا كػاف يتحػرؾ ،مبعػ لخػر ...أىػل األحػػواؿ الػػذين غلػػب علػػيهم البػػاطن ىػػؤال يضػػع أحػػدىم قدمػػو ىنػػا واألخػػرى َب مكػػة، لكن أىل الكماؿ البد أف يركب ويتعب ويذوؽ التعب مثلما فعل الرسوؿ ،وقػد كػاف إبمكانو وىو َب مكة أف يضع قدمو َب اظتدينة وال متتبئ َب الغار وال نتكػث فيػو ثبلثػة أايـ وال يركػػب رت ػبلً وال يتبعػػو س ػراقو لكػػن ىػػذا ىػػو حػػاؿ أىػػل الكمػػاؿ ،لػػو كػػاف مػػن أرابب األحواؿ كاف فعل مثلما فعل سػيدان عيسػى عنػدما جػا وا لييبضػوا عليػو أخػذ شػبهو ووضعو على قلميذه وقركهم ،لكن الكماؿ كاف لرسوؿ هللا . فلػػذلك كمػػل األوليػػا سػػائروف علػػى ػػج رسػػوؿ هللا ،لكػػن أىػػل األحػػواؿ ال يدروف فيتصرفوف وىم ال يشعروف ،ولذلك فذذا اتبعتهم َب ىذا اضتاؿ أكػوف مػدعياً كػاذابً وإذا عرفوا يكوف أبمر من هللا ،فمثبلً عمرو بن العاص كيف جػا إىل مصػر؟ اسػتغرؽ سنني حىت جا ،لكن سيدى أزتد البدوى أخذ الطريق َب إحػدى عشػرة خطػوة مػن مكػة إىل طنطا ألنو من أىل األحواؿ ،فكل شػئ جػائز عتػم حػىت أنػو عنػدما جػا لػو سػيدى ابػن دقيق العيد وأغضبو دفعو بيده فوجػد نفسػو َب بػبلد اعتنػد ،كيػف ىػذا؟! ألف ىػؤال اليػوـ يصلوف إىل حاؿ ال نتلك شي اً فبل يستطيع أف يرد على أحػد بلسػانو وال يػدفع أذى بيػده ففى ىذه اضتالة يصرفهم هللا بيدرقو ،ما ىذه اليد الىت قػدفع رجػبلً مػن ىنػا فيكػوف َب ببلد اعتند؟ ال قوجد غري يد هللا َ ،ب ىذه اضتالة ييوؿ { :كنػت يػده الػىت يػبطش هبػا } ليست يده ىو بل ىو. وضػػع لخػػر ...مػػا العػػني الػػىت قػػرى مػػن علػػى منػػرب اظتدينػػة الرجػػل الػػذى َب بػػبلد فػػارس؟ أيوجػػد َب البشػػر عػػني هبػػذا الشػػكل؟ ال لكنهػػا عػػني هللا ،ىػػذه الكرامػػات كانػػت
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)114( :
ظاىرة لكنها كانت أمر عادى أل م يعيشوف فيها دوماً.
اٌشىمسؾىماٌاءم وإذا كاف أحد مػن األمػة مشػى علػى اظتػا فذمػامهم سػيدان العػبل بػن اضتضػرمى وأرض ػػاه -م ػػع أن ػػو ل ػػي م ػػن الص ػػحابة اظتش ػػهورين وكث ػػري م ػػن أص ػػحاب الكرام ػػات َب الصحابة غري معروفني أو مشهورين. أرسلو سيدان رسوؿ هللا ليفتح البحرين وأرسػل معػو كتيبػة مػن الصػحابة ،والػذى لتكى ىذه الواقعة السكرقري الصحفى لسيدان رسوؿ هللا سيدان أبو ىريرة وأرضػاه ييوؿ :رأيت من العبل بن اضتضرمى ثبلث لايت ال قظهر إال على يد نا. األوىل :عنػػدما وصػػلنا إىل سػػاحل البحػػر نريػػد البح ػرين -والبح ػرين جزيػػرة وبينهػػا وب ػػني ال ػػدماـ َب الس ػػعودية اآلف ح ػػواىل ستس ػػني كيل ػػو م ػػرت َب البح ػػر ،فاألع ػػدا حتص ػػنوا ابصتزيرة وأخذوا معهػم اظتراكػب فكيػف يصػلوف إلػيهم؟! -فيػاؿ العػبل :اي عل ّػى اي عظػيم اي حلػػيم اي كػػرمي -وكػػاف ىػػذا اسػػم هللا األعظػػم الػػذى أعطػػاه لػػو سػػيدان رسػػوؿ هللا - وكػػاف لكػػل صػػحاىب اسػػم يعطيػػو لػػو سػػيدان رسػػوؿ هللا وكػػاف ذلػػك االسػػم اطتػػاص بػػو - فياؿ :ضعوا أرجلكم علػى اظتػا وسػريوا علػى بركػة هللا ،قػاؿ :فمشػينا ومعنػا اإلبػل واطتيػل ومل قبتػل أخفػاؼ اإلبػػل ابظتػا -معػ ىػػذا أف اظتػا قػػد همػد وأصػبح لػػوح ثلػج -فعنػدما رأى األعػػدا ىػػذا األمػػر قػػالوا ىػػؤال ليسػػوا بش ػراً بػػل ىػػم مػػن اصتػػن أو اظتبلئكػػة وسػػلموا واستسلموا. والثانية :ييوؿ ٍب رجعنا ونفذ اظتا َب الطريق ،فيلنا :اي عػبل نفػذ اظتػا ،فيػاؿ :ملَ مل ختربوىن؟ وقاؿ :اي على اي عظيم اي حليم اي كرمي ،فوجػدوا عػني مػا قنفجػر فشػربوا وارقػوا، فييػػوؿ كػػاف معػػى دلػػو فمؤلقػػو وقركتػػو -سػػيدان أبػػو ىريػػرة صػػحفى ويري ػد أف يتحيػػق مػػن األخبػػار الػػىت يرويهػػا -فييػػوؿ بعػػدما قطعنػػا مسػػافة رجعػػت مػػرة أخػػرى ألحضػػر الػػدلو فوجدت الدلو كما ىو ملئ ابظتا ولكن مل أجد الب ر وال اظتا .
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)115( :
والثالثػة :ييػػوؿ وىػػو َب الطريػق مػػات فيمنػػا بدفنػو وعلَّمنػػا علػػى قػربه وبعػػدما مشػػينا قابلنا بعض األعراب فيالوا إف ىذا اظتكاف مأسدة أى بو أسود -انتبهوا مػن الػذى أعلػم ىػػؤال األعػراب بنبػػأ وفػػاة صػػاحبهم ودفنػػو حػػىت قػػالوا عتػػم ارجعػػوا إىل ىػػذا اظتكػػاف وخػػذوا صاحبكم وازتلوه معكم وادفنوه َب مكاف لخر!
أػلماظـوبةم فه ػػؤال ىػ ػم الروح ػػانيوف ال ػػذين جع ػػل هللا عت ػػم وردايت َب األك ػػواف لريشػ ػػدوا الروحانيني من ب اإلنساف ،يوجد جنود موجػودين ال يػراىم أحػد إال أىػل اليػرب مػن هللا وَب حاالت خاصة ،نريد دليبلً على ىذه اصتنود ،قاؿ : {معنمتػؾتمعـهمبعريهمصىماظؾادؼةمصؾقؼلمؼامسؾادمآماحؾلوامصإنمٓمم سؾاداًمحيؾلوغفاموؼّٕدوغفامإديمأػؾفام}2م
وىؤال العباد موجودوف َب كل زماف ومكاف. وىػػم عنػػدما فتشػػى َب مكػػاف ونضػػل هبقػػوف وييولػػوف ىػػذا ىػػو الطريػػق ،أو نفػػذ م ػ الزاد فيعطي زاد ،من الذى بعثو؟ ال أعرؼ .. أو َب أى بلد ونفذ م اظتاؿ ييوؿ خذ ىذا اظتبلش مػن الػذى عرفػو أنػ َب حاجػة؟ فهؤال ىم عباد هللا الذين يتولوف رعاية عباد هللا َب كل زماف ومكاف ،فهػم موجػودوف وال متلػػو مػػنهم زمػػاف وال مكػػاف ،لكػػن الشػػاؾ واظتػػراتب لػػي لػػو نصػػيب ف ػيهم فهػػم يكرمػػوف أحباهبم وإخوا م. فييوؿ رجعنػا إىل الرجػل وذىبنػا إىل شػاىد اليػرب وحفػران فوجػدان اليػرب ومل ؾتػده ىػو فعلمنا أف هللا قد رفعو إليو.
ٕ رواه السيوطى َب اصتامع الصغري ،وىذا حديث صحيح
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)111( :
إحضارماظػاطفةمصىمشريموضؿفام فالػػذى يعجػػب مػػن أف الصػػاضتني كيػػف هبقػػوف ابلشػػئ َب غػػري موعػػده أو الفاكهػػة َب غػػري أوا ػػا أو َب غػػري بلػػدىا ...فهػػؤال إمػػامهم خبػػاب بػػن األرت عنػػدما كػػاف َب السػػجن ودخلػػت عليػػو صػػاحبة اظتنػػزؿ ووجػػدت معػػو عنيػػود عنػػب ومل يكػػن مبكػػة كلهػػا حبػػة عنػػب واحدة.
تلكريمايقواغاتم الػذى يريػػد أف يػػرى الكػػبلـ مػػع اضتيػػواانت وخضػػوع اضتيػػواانت وييػػوؿ كيػػف ُمتضػػع الصاضتوف اضتيواانت؟ فمنهم من نتسك األسد من أذنو أو نتسك الذئب ونتشى معو كمػا يري ػػد فه ػػذه األح ػػواؿ م ػػن أص ػػحاب رس ػػوؿ هللا ،فعن ػػدما أرس ػػل رس ػػوؿ هللا س ػػيدان سفينة برسالة إىل ببلد اليمن ووجد الناس كلهم راجعني فياؿ عتم :مػا بكػم؟ قػالوا :األسػد ىػػائج علػػى الطريػػق وجػػائع ،فيػػاؿ عتػػم قعػػالوا معػػى وال ختػػافوا وذىػػب إليػػو وقػػاؿ لػػو إىن صحاىب رسوؿ هللا ومعى رسالة من رسػوؿ هللا ،فهػل األسػد يسػمع ىػذا الكػبلـ أو يفهمػػو؟! لكنػػو كلمػػو ابضتيييػػة الباطنػػو وقػػرجم ظتػػن حولػػو ابللسػػاف الظػػاىر ،فهػػم ال يعرفػػوف أل م لي معهم السماعات الىت قلتيه ىذه الشفرات فرتجم عتم ابللغة العربيػة وقػاؿ لػو: قنحى عن الطريق فهز األسد ذيلو ٍب قنحى عن الطريق فوراً. ومرة أخرى سيدان سفينة أيضاً وكاف راكباً سفينة وغرقت السفينة فتعلق بلوح حػىت وصػػل إىل جزيػػرة وعنػػدما دخػػل اصتزيػػرة ومشػػى فيهػػا اته عػػن الطريػػق فػػذذا أبسػػد جػػا لػػو ودتسػػح بػػو فمشػى خلفػػو حػػىت وصػػل إىل الشػػاطئ فوجػػد سػػفينة راسػػية وربػػت األسػػد علػػى ظهره كأفتا ييوؿ لو مع السبلمة وعاد مرة أخرى. ىذه ىى أحواعتم وموجودة َب صحاح الكتب ،وىناؾ أحواؿ عجيبة وغريبػة يضػيق الوقػت عػن حصػرىا فالػذى ييػوؿ أف ىػػذه األحػواؿ مل قكػن موجػودة مػع أصػحاب رسػػوؿ
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)111( :
هللا مػػن أيػػن أقػػى هبػػذا الكػػبلـ؟ فػػذف مل قكػػن موجػػودة مػػع أصػػحاب رسػػوؿ هللا فمػػع مػػن قكػػوف! إذا كػػاف عيسػػى كػػاف يرسػػل أحػػد اضتػػواريني إىل بلػػدة ويعطيػػو مػػا أعطػػاه هللا فيذىب ىذا اضتػوارى ينبػئ النػاس مبػا يػدخروف َب بيػوهتم ويػربئ األكمػو واألبػرص إبذاً هللا ألف عيسى أعطاه ىذا فما ابلكػم حبػوارى دمحم ؟ مػا شػكلهم؟ ومػا حػاعتم؟ ومػا ىي ػاهتم؟ فكلهم كانوا أصػحاب أحػواؿ ولكػن مػن كثػرة األحػواؿ مل قكػن ظػاىرة أو واضػحة وملفتػة للنظر بل كانت وضع طبيعى وشئ عادى.
أدؾابمزفورماظصاينيم وعنػػدما جػػا الصػػاضتوف كػػاف الواحػػد مػػنهم يظهػػر ليلػػتهم والنػػاس انئمػػوف َب الػػدنيا والنػػاس انئمػػوف َب اصتهػػل ،فكػػاف الواحػػد مػػنهم ظػػاىراً لعػػدـ وجػػود أحػػد لخػػر ىػػذا ىػػو الفػػرؽ بػػني ىػػذا وىػػذا ،الرجػػل الصػػاّب يظهػػر كػػل مػػدة والػػذين مػػن حولػػو أانس علػػى قػػدر حاعتم فيثنوف عليو ألنو ال يوجد غريه ،لكن ىػؤال كػانوا رتػيعهم علػى ىػذا اظتنػواؿ وكلهػم على ىذا اظتنهاج وكػل ضتظػة لالؼ األحػواؿ كػاف كتريهػا هللا علػى أيػديهم سػوا كػانوا رجػػاالً أو نسػػا ً أو أوالداً أو بنػػات صػػغار كػػانوا رتػػيعهم كتػػرى هللا علػػى أيػػديهم ىػػذه األحواؿ ،من أجل ىذا مل قكن ظاىرة لكثرهتا جداً جداً.
بؼاءماِّحوالماظعؾقةمصىماِّعةماحملؿّٓؼةم لكن ىذه األحواؿ اي إخواىن اضتمد هلل موجودة َب كوف هللا إىل أف يرث هللا األرض ومػػن عليهػػا ألف ىػػذه األحػػواؿ قكػػوف نتيجػػة للحيػػاة الروحانيػػة الػػِت يعػػيش فيهػػا كثػػري مػػن الناس ،فيوجد انس قعيش َب اضتياة اإلسبلمية ىم اظتتمسكوف بظاىر الشػريعة وىػؤال عتػم دار السػػبلـ عنػػد رهبػػم إف شػػا هللا وإف كػػانوا علػػى قػػدرىم َب أحػػواؿ رسػػوؿ هللا أل ػػم متمسكوف ابلظاىر فيه. ويوجػػد أانس معهػػم اضتيػػاة اإلنتانيػػة ،واضتيػػاة اإلنتانيػػة أرقػػى َب اظتعػػاىن الروحانيػػة عػػن اضتياة اإلسبلمية ،ففيها شئ من اظتعاىن اليلبية مع الظاىر فيكوف فيها جانب من اطتشػوع
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)119( :
وشئ من اطتشية وقدر من الرغبػة ونصػيب مػن الرىبػة وىػذه قسػمى أحػواؿ اليلػوب ،فػأان أقف َب الصبلة ابلظاىر ،والظاىر ىو اضتركات والسكنات والركوع والسجود والباطن لو اطتشػػوع واإلنكسػػار واطتشػػية والوجػػد والتواجػػد والتوجػػو وإسػػبلـ اليلػػب والوجػػو هلل وىػػذه قسػػمى األحػػواؿ اليلبيػػة ،فأىػػل اضتيػػاة اإلنتاني ػة ىػػم الػػذين يعيشػػوف َب ىػػذه اظتعػػاىن أبف دهتم.
ايقاةماإلدالعقةم وأىػػل اضتيػػاة اإلسػػبلمية كػػل قتهػػم َب اظتظػػاىر النبويػػة ويعتيػػدوف أف أىػػل ىػػذه كػػل شئ ،فهمهم كلػو َب اللحيػة وقربيتهػا وقسػرلتها والعدبػة وشػكلها واصتلبػاب والسػواؾ وكػل ىػػذه األشػػيا مطلوبػػة لكنهػػا ليسػػت كػػل شػػئ ،فػػذان ال ننكػػر علػػيهم ىػػذه األشػػيا لكػػن مػػا ننكػػره أ ػػم ييولػػوف إف ىػػذه األشػػيا كػػل األمػػر ،مػػن الػػذى قػػاؿ ىػػذا الكػػبلـ؟! لكنػػو قػػاؿ يوجػػد إسػػبلـ ويوجػػد إنتػػاف ومل ييػػل إسػػبلـ فيػػه وىػػذه األشػػيا مػػن منػػا يسػػتطيع أف يثبػػت عليهػػا كلهػػا أيض ػاً؟ فالػػذى يريػػد أف يلػػب مثػػل حضػػرة النػػا ،فيػػد كػػاف أحيػػاانً يلػػب جلبػػاابً أزتػػر ومػػرة أخػػرى خضػرا ومػػرة صػػفرا حػػىت أف أرابب الطػػرؽ اختلفػػوا َب العمامػػة ظتػػاذا؟ سػػيدى أزتػػد الرفػػاعى قػػاؿ :أف النػػا ك ػاف يلػػب عمامػػة سػػودا فلبسػػها ،وسػػيدى أزتػد البػدوى لػب عمامػة زتػرا ألف النػػا لبسػها ،وغػريه خضػرا وغػريه صػفرا وىكػػذا، فأان ماذا أفعل؟ ألب عمامة واحدة أو أحضر أربع أو ست عمامات وألػب كػل واحػدة أسبوع أو أجعلها عمامة واحدة وفيها رتيع األلواف ،ال أستطيع! وكذلك اظتبلب فمرة كاف يلب جلباابً وفيو رقع ومػرة ييػوؿ عتػم أريػد جلبػاابً غػاىل الثمن حىت أقابل هبا الوفود وىذا َب لخر األمر فاشرتوا لو حلة ذتنها سبع وعشروف رتػبلً ورمبػػا ال يوجػػد اآلف َب العػػامل اضتػػديث بدلػػة هبػػذا الػػثمن ،أى سػػبع وعشػػروف َب ذتػػن اصتمػػل أربػػع لالؼ ،ىػػل يوجػػد َب ىػػذا الػػزمن بدلػػة هبػػذا الػػثمن؟! لكػػن اشػػرتاىا رسػػوؿ هللا لييابل هبا الوفود. فأان سأقلده َب ماذا؟ َب ىذا أو ىذه أو ىػذه فهػذه األحػواؿ لػو طلبهػا اظتػر هعلػو يتوه من كثرهتا لكن كل واحد منا هبخذ ما يناسبو ،ألنػو لػب رتيػع اضتلػل ألننػا فينػا رتيػع
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)101( :
اظتشػػارب فكػػل واحػػد هبخػػذ مػػا يبلئػػم مشػربو ومػػا يبلئػػم مذىبػػو ومػػا يبلئػػم ذوقػػو وكلػػو مػػن رسػػوؿ هللا ،مػػن ف ػيهم ؼتطػػئ؟ اظتخطػػئ الػػذى يي ػوؿ ىػػذه مػػن عنػػد رسػػوؿ هللا والبػػاقى خطػػأ ،نيػػوؿ لػػو ال أنػػت اظتخطػػئ ألف الكػػل مػػن رسػػوؿ هللا فلػػو قػػاؿ إنػػو مل يلػػب إال العمامة اضتمرا فيه نيوؿ لو أنت ؼتطئ فهناؾ السمرا والصػفرا والثانيػة والثالثػة وىػذا اشتو اإلسبلـ.
ايقاةماإلناغقةم لكػػن األعلػػى من ػو اإلنتػػاف واإلنتػػاف أحػػواؿ قلبيػػة ،عنػػدما رأى اثنػػني نتشػػوف خلػػف بعضهما أحدقتا عليو سيما الغ واصتاه واصتماؿ فياؿ عتم ما رأيكم َب ىذا؟ قالوا ىذا حرى إف خطب أف يُنكح وإف قكلم أف ينصػت لػو وإف شػفع أف يشػفع، واآلخػػر يلػػب جلبػػاابً مهلهػبلً وحالتػػو يرثػػى عتػا لكػػن بداخلػػو خشػػوع وقيػػوى فيػػاؿ عتػػم مػػا رأيكػم َب ىػذا؟ قػػالوا ىػذا حػػرى إف خطػب أال يػػنكح وإف قكلػم أال ينصػػت لػو وإذا شػػفع ال يشفع ،فياؿ عتم :ىذا خري من مل األرض من مثل ىذا. ضاظوامشّٓاًماظعقّٓمعاذامأغتمالبلـهمم م صؼــّٕموصــ مػؿـــامثوبـــانمبقـفؿــامم م
ضؾــتمحؾــةمدــاقمسؾــّٓهمجّٕســاًمم م ضؾبمؼّٕىمربهماِّسقـادمواىؿعـامم م
فالذى يلػب ستسػني بدلػة لكػن ال يػرى شػي اً مػن أنػوار اليػرب ،مػاذا معػو؟ والػذى يلػب اظترقعػػات ولكػػن مكشػػوؼ عنػو اضتجػػاب ،ىػػذا ىػػو اظتهػم ...فيػػاؿ عتػػم ىػػذا أفضػػل من مل األرض مثل ىذا ظتاذا؟ ألف العربة كلها ابليلوب. ىذه اشتها اضتياة اإلنتانية ،وأصحاب اضتيػاة اإلنتانيػة عتػم أحاسػي روحانيػة لتسػوف هبا ،فيح أحدىم ابلذى يدور َب صػدرؾ والػذى َب قلبػك ولتػ ابلػذى يريػد أف ينطػق بػػو لسػػانك ولت ػ ابلػػذى يػػدور َب ذىنػػك وفكػػرؾ ،إحساسػػى وييػػوؿ أان حاس ػ بكػػذا ويصدؽ اإلحساس ،من أين عتم ذلك؟ ٕٜ[ األنفاؿ]
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)100( :
أى ألف معو الفرقاف.
اٌعاغىماإلحلاغقةم اضتي ػػاة األكم ػػل م ػػن ى ػػذه اضتي ػػاة اشتهػ ػػا اضتي ػػاة اإلحس ػػانية وى ػػذه حي ػػاة شػ ػػهودية فصاحبها يرى دوماً ،وىو غري الػذى لتػ فيػه لكػن ىػذا يػرى وىػذا مػا عػرب عنػو اإلمػاـ على بن أىب طالب فياؿ{ :مظومطشـفمايفـابمعـامازددتمؼؼقــاًم} فهػو يػرى كػل شػئ على حيييتو ،وكشف اضتجػاب ييصػد ىنػا لػو أنػو مػات اظتوقػة العزرائيليػة ال يػرى أكثػر ؽتػا رأه َب اضتياة الدنيوية ألف اضتجاب ىو ذلك اصتسم: ٕٕ[ ؽ] فالغطػػا ىػػو ىػػذا اصتسػػم فمػػن انكشػػف عنػػو الغطػػا ظهػػر لػػو العطػػا مػػن فضػػل هللا ،فحػػىت لػػو مػػات مػاذا يػػرى أكثػػر ؽتػػا رأى؟ مثػػل الرجػػل الػػذى مل يػػر رسػػوؿ هللا ومل ييابلػػو هسػػمو وكػػاف موجػػوداً َب زمانػػو وىػػو مل يػػدخل اظتدينػػة ومل يػػره ومل يسػػلم عليػػو وقػػاؿ عتػم { :دقأتىمبعّٓىمأوؼّٗماظؼّٕغىمرجلمعنمأػلماظقؿنمصإذامظؼقؿؿوهمصادؿوصوام
بهمخرياًمودؾوهمأنمؼّٓسومآممظؽممآعنمبىموملمؼّٕغىموعـعـهمعـنماجملـئمإديٓمم ٖ بّٕهمبأعهم} .
لكن ىذا الرجل عندما جا وشاىدوا حالو قالوا :كيف يكوف مثل ىػذا مل يشػاىد؟ إنو رأى كل شئ ألنو عندما قعرفوا عليو سأعتم عن رسوؿ هللا وقػاؿ عتػم :ىػل رأيتمػوه؟ قالوا :نعم ،قاؿ :صفوه فجا وا بسيدان على وظل يصػف شػكلو ومبلػتػو وطولػو وعرضػو، فياؿ لو إنك مل قره ،قالوا :فمن الذى رله؟ فذىبوا إىل السيدة عائشة وأخربوىا فيالت: {مأغامرأؼؿهمعّٕةمواحّٓةمطـتمأخقّٛمظهمثوباًمصىمؼوممرؼّّموضّٓماذؿّٓماظظـالمم صّٓخلمسؾىٓمردولمآمموضّٓمدؼّٛماٌكقّٛمعنمؼّٓىمصّٕأؼؿهمغـوراًمعـنماِّرضم
3رواه ابن السماؾ عن أىب أمامو ،
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)101( :
إديماظلؿاءمصاظؿؼطتمسؾىمضوئهماٌكقّٛمووضعتمصقهماًقّٛم}
ٗ
فانتبهوا إىل أف الذى مل لتضر أبداً رأى ىذه اضتييية ومل قغب عنو وكاف معػو دائمػاً، وىذا يعرفنا أف رسػوؿ هللا كػاف بػذكره ألمػر أويػ ينظػر للمػدى البعيػد حػىت ال هبقػى أحػد ويعرتض على من قاؿ إىن رأيت رسػوؿ هللا وأمػرىن بكػذا وىػو مل لتضػر َب زمانػو وال مكانػو ومل يره ألنو حدث ذلك مع أوي . فهػػذه حجػػة هبقػػى هبػػا لنػػا رسػػوؿ هللا لنػػرد هبػػا علػػى مػػن يعرتضػػوف علػػى الػػذين ييول ػػوف أف رس ػػوؿ هللا مل يغ ػػب عػ ػ ومع ػػى دومػ ػاً ،وييول ػػوف إف الص ػػحابة مل يص ػػلوا إىل ى ػػذا
اظتياـ ،فنيوؿ عتم ىذا كاف موجوداً َب عصر الصحابة ومنهم من حاز هبذا اظتياـ وقد أعطاه لنػا رسوؿ هللا وستظل ىذه األحواؿ ابقية إىل أف يرث هللا األرض ومن عليها.
إبطالمتأثريماظـارم عندما جا الناس وقالوا كيف يدخل سيدان اضتداد يده َب النار وختػرج مػن غػري أف يصاب أبذى ،فيد حدث ىذا أايـ النا ،فالرجل الذى ذىػب عنػد مسػيلمة الكػذاب وقاؿ لو :أقشهد أف دمحماً رسوؿ هللا؟ قػاؿ :نعػم فيػاؿ لػو أقشػهد أىن رسػوؿ هللا؟ فيػاؿ لػو: ال أشتع ،فيالوا لو :أوقد النار وضعو فيها ،فأوقد النار ووضعو فيها حىت أطفػأت النػار ومل قػػؤثر فيػػو وعنػػدما رأوه خارجػاً مػػن النػػار سػػليماً معػػاَب قػػاؿ أنصػػار مسػػيلمة لػػو قركػػت ىػػذا الرجػػل عنػػدؾ فسػػيف أقباعػػك فدعػػو يػػذىب ،فرتكػػو فػػذىب الرجػػل علػػى اظتدينػػة ،وكػػاف اطترب قد وصل للمدينة مع أنو مل ييابلو أحد ،وقد وصل اطتػرب ألىب بكػر وعمػر عػن طريػق اإلرسػػاؿ اإلعتػػى فوجػػدقتا َب اسػػتيبالو ،فيػػاـ سػػيدان عمػػر واحتضػػنو وقػػاؿ لػػو مرحبػاً بشػػبيو إبراىيم اضتمد هلل الذى مل نتت حىت رأيػت َب أصػحاب دمحم مػن ىػو شػبيو سػيدان إبراىيم وىو سيدان أبو مسلم اطتوالىن وأرضاه وكاف من خاصة أصحاب رسػوؿ هللا . فالػػذين ظهػػرت علػػيهم ىػػذه الكرامػػات مل يكونػػوا مػػن اظتشػػهورين لكػػن ىػػذه اآلايت ( 4رواه النيسابورى َب اترمتوي.
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)102( :
والكرامػػات كانػػت موجػػودة ومشػػهودة بػػني أصػػحاب رسػػوؿ هللا وؽتػػدودة إىل أف يػػرث هللا األرض ومن عليها. فأىل اضتياة اإلحسانية يعيشوف ىذه اضتيائق وىم يياؿ فيهم:
م م
ضؾــــوبماظعــــارصنيم ــــامسقــــونمم وأجـقـــــةمتطـــــريمبغـــــريمرؼـــــّ٘م
م م
تـــّٕىمعـــامالمؼـــّٕاهماظــــازّٕونمم
إديمعؾؽــــوتمربماظعــــاٌنيمم
أػلماإلؼؼانم وىناؾ حياة أكمل من ىذه اضتياة واشتها اضتياة اإلييانية.
فأىل اإليياف يعيشػوف َب أنػوار رب العػاظتني َب كػل وقػت وحػني ،قػرهبم مػن العػرش كيرهبم من الفرش ،وقرهبم من ذوات اطتلق كيرهبم من مبلئكة اضتق.، وأكلهػػم مػػن زاد الػػدنيا كغػػذائهم مػػن زاد اصتنػػة ألف ىػػؤال ال متفػػى عػػنهم هللا خافيػػة وال نتنع هللا عنهم أشيا ظاىرة وابدية أو خافية أل م وصػلوا إىل رقبػة الييػني ،فهػؤال َب حياة أخرى. فأىػػل الييػػني يكشػػف هللا عتػػم عػػن كػػل اضتيػػائق الظػػاىرة والباطنػػة لكػػنهم لشػػدة دتكنهم ال يظهرو ا إال حبساب دقيق !! ومن قبلهم من أىل اإلحساف فهم أىل األحواؿ قظهر على أيػديهم الكرامػات مػن غػػري حسػػاب ولػػذلك قكثػػر الكرامػػات علػػى أيػػديهم وال يػػدروف بشػػئ ،لكػػن أىػػل الييػػني لشدة دتكنهم ال يظهروف الشئ إال بعد حساب دقيق. ولػػذلك ؾتػػد أصػػحاب رسػػوؿ هللا الغػػري مشػػهورين قظهػػر علػػى أيػػديهم كرامػػات كثػػرية ،لكػػن سػػيدان عمػػر وسػػيدان أب ػو بكػػر ظهػػرت علػػى أيػػديهما أشػػيا بسػػيطة حبكػػم الضرورات أل م أىل الييني وأىل الكماؿ فعلهػم ضػرورات غػري اآلخػرين الػذين مل يصػلوا إىل منازؿ التمكني فذ م هرى على أيديهم وبسببهم كرامات كثرية. وكتب السري والطبيات ملي ة ابصتم الكثري من ىذه اآلايت والكرامات.
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)103( :
أحوالماِّبّٓالم
دؤال:مدألمأحّٓماىاظلنيمسنمبعّٚمأصقابماِّحوالماظّٔؼنمؼظفـّٕمعـنم بعضفممأحوالمساظقةموطّٕاعاتمطـريةمظؽـهمالمؼصؾى؟ م
فياؿ الشيخ رضواف هللا عليو: إف ىػذا لػػو مػػا يؤيػده َب قصػػة سػػيدان أزتػد البػػدوى ،فهنػػاؾ بعػض األوليػػا يصػػلوف إىل ىػػذا اضتػػاؿ وىػػذا حػػاؿ عػػاؿ فػػوؽ العيػػوؿ ألف أصػػحابو عتػػم أكثػػر مػػن طػػور يتطػػوروف فيهػػا ،فعنػػدما جػػا قاضػػى اظتوصػػل واعػػرتض علػػى عتبػػة الغػػبلـ وقػػاؿ لػػو كيػػف ال قصػػلى؟ فنظر ووجد أمامو قسعة كلهم صورة واحػدة وىي ػة واحػدة ،فيػاؿ لػو َمػن ِمػن ىػؤال حتدثػو وكلهػػم مثػػل بعػػض؟! وقػػد كػػاف ييػػوؿ لػػو البػػد مػػن ػتاكمتػػك وسػػجنك ،فيػػاؿ لػػو علػػى مػػن حتكػػم مػػن ىػػؤال ؟ فعلػػم أف هلل أحػػواؿ قظهػػر علػػى األبػػداؿ الػػذين نتكػػنهم هللا مػػن قبػػديل ذواهتم وىي اهتم على أحواؿ وأطوار ؼتتلفة. مثل سيدى أىب العبػاس اظترسػى عنػدما دعػاه رتاعػة لكػى يتنػاوؿ الغػذا بعػد صػبلة اصتمعػػة عن ػػدىم فلبػػاىم رتيعػ ػاً وذى ػػب إلػػيهم رتيعػ ػاً ٍب عػػاد وبع ػػد ف ػػرتة وىػػو ج ػػال م ػػع اإلخواف بعد الغذا جا رجػل وقػاؿ لػو أان شػاكر لػك علػى أنػك قفضػلت وقناولػت طعػاـ الغذا عندى اليوـ وبعػد فػرتة جػا رجػل لخػر وشػكره علػى أنػو قنػاوؿ الغػذا عنػده اليػوـ وجا اثلث إىل أف وصلوا عشرة وكلهم يشػكرونو علػى أنػو قنػاوؿ الغػذا عنػدىم َب نفػ اليػػوـ واإلخػػواف جالسػػوف مػػع الشػػيخ وقػػد قنػػاوؿ الغػػذا معهػػم ،.وك ػذلك الشػػيخ أزتػػد السػػرىندى الفػػاروقى عنػػدما أجػػاب دعػػوة عشػػرة وقنػػاوؿ عنػػدىم رتيع ػاً اإلفطػػار َب يػػوـ واحد َب شهر رمضاف وكاف وقت الغروب عند كل واحد من العشػرة َب لف واحػد وأفطػر عندىم كلهم كما نيل ذلك اطتاَب َب كتابو اضتدائق الوردية.
ايالماٌؾؽوتىم فهؤال اليوـ عتم قدرة على التشكيل وىذا يسمى حاؿ ملكوقى وىو لػي ابضتػاؿ العاىل لكنو حاؿ بسيه ،فاظتبلئكة عتم قدرة على التشكيل ومن يصل إىل اضتالػة اظتلكوقيػة
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)104( :
يصبح لو اليدرة على التشكيل مثلمػا يريػد مائػة صػورة أو ألػف صػورة ،صػورة ىنػا وصػورة ىناؾ وىم كما ىم وىذا حاؿ ملكوقى على قدره. فمثل ىؤال أحياانً يكوف مغلوابً على أمره َب الظػاىر لكنػو يصػلى َب صػورة أخػرى مثل ابن الدقيق العيد عندما اعرتض على سيدى أزتد البدوى وقاؿ إنك ال قصػل ودفعػو الشيخ بيده فوجد نفسو َب ببلد اعتند وسأؿ الناس فيالوا لػو إنػك َب بلػدة كػذا فيػاؿ عتػم كم بي وبني مصػر؟ قػالوا سػتة أشػهر سػرياً فمػاذا يفعػل؟ ذىػب إىل اظتسػجد إىل أف يفػرج هللا عنو ىذا األمر وكاف وقت الظهر فتوضأ وجل ينتظر فػذذاً اظتػؤذف وجلػ فػرتة وقػاؿ لو أقم الصػبلة فيػاؿ اظتػؤذف حػىت هبقػى اإلمػاـ فػنحن لنػا إمػاـ راقػب ىنػا وبعػد قليػل دخػل سػػيدى أزتػػد البػػدوى وأقػػاـ الرجػػل الصػػبلة وصػػلى هبػػم إمػػاـ فهػػو إمػػاـ راقػػب ابعتنػػد ولي إماـ يوـ أو اثنني بل إنو إماـ دائم!
حؽممأصقابماِّحوالم فهذه اي إخواىن مثلما ييولوف:
أحوا ممصـوقماظعؼـولمإذامبـّٓتمم
م
م
تــّٓكم ــامعــنمرشؾــةمبــلمورػؾ ـةمم
ومطلػػوب التسػػليم هبػػا فلهػػم مػػا يشػػا وف عنػػد رهبػػم ،لكػػن مثػػل ىػػذا فػأان ال أعػػرتض عليو وال أقتدي بو: م
المتؼؿـــّٓىممبـــنمزاظـــتمذـــّٕؼعؿهمم
م
وظـــومجـــاكمباِّغؾـــامســـنمآمم
وىػػذا كػػبلـ سػػيدى ػتػػى الػػدين بػػن عػػرىب ،فػػبل أقتػػدى بػػو وال أعػػرتض عليػػو أل ػػا أحواؿ يعلمها هللا وال أقتدى بو ألنو لي بيدوة. وكػػذلك ابػػن الفػػارض وقػػد كػػاف رجػبلً متشػػرعاً ورأى رجػبلً غتػػذوابً يتوضػػأ َب األزىػػر وال يعرؼ كيف يتوضأ فذىب ليعلمو الوضو ،فياؿ اسػكت ودفعػو فوجػد نفسػو َب مكػة وظل هبا أربع عشرة سنة سائحاً إىل أف وجد الشيخ نتػد يػده وييػوؿ لػو قعػاىل اي عمػر فػذىن على وقيوـ بدف ،ومد يده وأحضره فصػلى عليػو ودفنػو ،ىػذه سأموت اليوـ لكى قصلى ّ
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)105( :
اي إخواىن أحواؿ عالية بعض الشئ ،وىناؾ أحواؿ ال قصدقها العيوؿ !! فهناؾ رجػل مػن أىػػل الػػيمن كػػاف يبيػػع اظتطػػر ،فمػػن يريػػدوف مطػػراً يػػذىبوف إليػػو فييػػوؿ عتػػم كػػم سػػتعطوىن؟ ويػػدفعوف لػػو وينػػزؿ اظتطػػر كمػػا قػػاؿ ،لكنػػو يعلػػم أف ىػػؤال اليػػوـ ػػبل فكػػاف هبخػػذ مػػنهم ليعطى الفيرا ،فالعػارفوف عتػم أحػواؿ عجيبػة وأرضػاىم ،فػأحواعتم فػوؽ العجػب لكػن أىل اصتذب ال نيتدى هبم وال نعرتض عليهم !!ولكن نيتدى ابلوىل اظترشد وابلعامل العامػل الذى لو أسوة كاملة بسيدان رسوؿ هللا . دؤال:ممػلمدقّٓىمإبّٕاػقمماظّٓدوضىمضلمماظؽونمسؾىمأربعةمأضطاب؟م م
قػاؿ الشػيخ :لػػي لنػا صػاّب بكػػبلـ اظتػداحني فكبلمهػم فيػػو زايدات كثػرية فسػػيدى إبراىيم الدسوقى مل يػُ َّيسم الكوف وما يياؿ أ م قسموا الكوف على األقطاب األربعة وكل قطب هبخذ مائػة سػنة وىكػذا مػن أيػن جػا وا هبػذا الكػبلـ؟ وقبػل ىػؤال األربعػة علػى مػن كاف ييسم الكوف؟ الكوف ييسم على أربعة دوائر روحانية وكػل دائػرة عتػا قطبهػا الروحػاىن واألربعة البػد أف يكونػوا أحيػا وموجػودين فػذذا ذىػب األربعػة هبقػى مكػا م أربعػة وىػؤال األربعة ينفذوف مراد هللا َب الكوف فيد وصلوا إىل اضتالة اظتلكوقيػة فأصػبحوا مثػل اظتبلئكػة مثلم ػ ػػا يُس ػ ػػخر اظتبلئك ػ ػػة َب األق ػ ػػوات واألرزاؽ يس ػ ػػخر ى ػ ػػؤال َب اعت ػ ػػداايت والعن ػ ػػاايت والوالايت والكرامات. ى ػػذا ى ػػو اظتوض ػػوع لك ػػن حك ػػاايت اظت ػػداحني ل ػػي لك ػػم ش ػػأف هب ػػا ألف كث ػػرياً م ػػن الدراويش يزيدوف َب فضائل مشامتهم لكننا خذ الرواايت الثابتة فيه. دؤال:ماإلعاممأبوماظعّٖائممؼؼول:مضؾؾتمننيمردولمآمموذظكمصىمضوظه :م م
صؼؾؾــــتمٌــــامأنموصــــؾتمنقـــــهمم
م
وبشـــــّٕغىمبعـــــّٓماظشـــــفودمبؽؾؿـــ ـامم
فهل قيابل معو شخصياً؟ قاؿ الشيخ رضواف هللا عليو: أمل لتدث ىذا مع سيدى أزتد الرفاعى عندما ذىب إىل روضتو الشريفة وقاؿ: صــــىماظؾعــــّٓمروحــــىمطـــــتمأردــــؾفامم
تؼؾـــلماِّرضمســــىموػـــىمغـــائؾؿىمم مصاعّٓدمنقـكمطىمهظىمبفامذـػؿىمم
م وػـــّٔهمدوظـــةماِّذـــؾاحمضـــّٓمحضـــّٕتمم م م
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)101( :
والكػػل رله وىػػو يسػػلم عليػػو وىػػذه أمػػور سػػهلة وليسػػت صػػعبة ،فسػػيدان رسػػوؿ هللا لعلم الييػني حػى ويتصػرؼ كمػا يتصػرؼ أى حػى هسػمو وروحػو أبمػر مػن هللا ألف الرسالة ابقية إىل أف يرث هللا األرض ومن عليها ،مثلما جا للشػيخ أىب اظتواىػب الشػاذىل وقاؿ لو :إف فبلانً ييوؿ إنك قد مت ،قاؿ لو :ىو الذى مػات فػأان حػى وال يػراىن إال مػن ىػػو بيلبػػو حػػى ومػػوقى ىػػو قسػػرتى عمػػن ال يفيػػو عػػن هللا ،أمػػا مػػن يفيػػو عػػن هللا فذنػػو يراىن وأراه ،فصاحب اليلب ىو الذى يرى سيدان رسػوؿ هللا أل ػا حيػاة اثنيػة روحانيػة إنتانية اي إخواىن. دؤال :م مصىماظؾّٓاؼةمواظـفاؼةمالبنمطـريم:م(إنماظطعامماظّٔىمأسّٓتـهماظقفودؼـةموأطـلم
عـهماظـؾىمموطانمعلؿوعاًمصؼّٓمتوصىمعؿأثّٕاًمبه)موػّٔامؼؿعارضمعّٝماآلؼةماظشّٕؼػة:م
ممم[67ماٌائّٓة]موابنمطـريمطّٕرػام،مصؿامصقةمذظك؟م م م م م م
ق ػػاؿ الش ػػيخ :اي إخ ػػواىن أح ػػواؿ رس ػػوؿ هللا ال ي ػػدركها إال الن ػػاس الروح ػػانيوف الػػذين ىػػم َب درجػػة قريبػػة مػػن معرفػػة أنػػوار وأخبػػار وأسػرار سػػيدان ومػػوالان رسػػوؿ هللا ، فػػذذا كػػاف ىػػذا السػػم ظػػل فيػػو أيػػن ظػػل فيػػو؟! وَب أى مكػػاف مػػن اصتسػػم؟! ىػػل سػػيظل َب مكاف من اصتسم وال يظل األمل موجوداً؟! فابن كثري جا ابضتديث ( مػا زالػت أكلػة خيػرب قعػاودىن حػىت قطعػت أهبػرى ي فػأين كػػاف ىػػذا السػػم َب اصتسػػم؟! اي إخػػواىن كثػػري مػػن األخبػػار الػػواردة ُب كتػػب السػػرية كػػاف اليهػػود يدسػػوف فيهػػا بعػػض األكاذيػػب وكػػانوا يعطو ػػا للمنػػافيني واظتنػػافيوف يرددو ػػا علػػى أ ػػا واردة عػػن رسػػوؿ هللا والنػػاس هبخػػذو ا علػػى أ ػا واردة وهبق ػى رجػػاؿ اضتػػديث مثػػل اإلم ػػاـ اب ػػن كث ػػري وهبخ ػػذوف ابلس ػػند في ػػه ،لك ػػن رج ػػاؿ هللا هبخ ػػذوف كم ػػا يي ػػوؿ بع ػػض الصاضتني :إىن أعرض اضتديث على رسوؿ هللا فذف قاؿ قلتو فهو حػديث صػحيح ولػو كػاف ضػعيفاً عنػد البخػارى ومسػلم ،وإف قػاؿ مل أقلػو فػأعلم أنػو حػديث موضػوع ولػو كػػاف صحيحاً َب البخارى ومسلم.
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)101( :
ألنكػم كمػػا قعلمػػوف أف اليهػود عنػػدما هبسػػوا مػػن حػرب اإلسػػبلـ دخلػػوا َب صػػفوؼ اظتسلمني وقظاىروا أب م مسلموف حىت يفسدوا اإلسبلـ كما أفسدوا اظتسػيحية ،مػا الػذي أفسد اظتسيحية؟ الرجل الذى قنسب لو كل قعاليم اظتسيحية اشتو بول وكػاف يهػودايً وظتػا عجز عن إفساد اظتسيحية وىو على اليهوديػة ادعػى أنػو يػرى سػيدان عيسػى َب اظتنػاـ وأنػو يشرع لو كذا وييوؿ لو كذا ،وىو الذى أقى بكل ىذه التشريعات. وكذلك دخل عبد هللا بن سػبأ ولخػروف لكػي يفسػدوا اإلسػبلـ لكػن اإلسػبلـ سػلم مػػنهم إال اليليػػل ،فاألشػػيا الػػىت ال ييبلهػػا العيػػل وال قوافػػق العلػػم والػػدين يوافػػق العلػػم الثابػػت الصػػحيح علػػى خػػه مسػػتييم دائم ػاً ،فكػػل شػػئ ال ييبلػػو العيػػل وال ييبلػػو العلػػم فلي من الشرع ألف الشرع يوافق العيل ويوافق العلم. دؤال :م مملمؼؿفمماظصايونمأغػلفممدائؿاًمسـّٓمأىمتؼصريمعـفم؟ م
قػػاؿ :ىػػذه أحػػواؿ خاصػػة وحتػػدث للكػػل ،فسػػيدان عمػػر قػػاؿ ليت ػ كبش ػاً وذحب ػ أىلػػى وأكلػػوىن ،ومػػرة أخػػرى ييػػوؿ ليت ػ كنػػت قشػػة ،ومػػرة أخػػرى ييػػوؿ ليػػت أـ عمر مل قلد عمػر ،ىػذه األحػواؿ الكػل يتعػرض عتػا ،فسػيدان رسػوؿ هللا ظتػا فػرت عنػو الػوحى علمو هللا وعلمنا معو األدب فياؿ قعاىل َب (ٜٚالنسا ي:
فريجع على نفسػو ،وىػل الػوحى قطػع للتيصػري؟ أو ألنػو فعػل كػذا؟ ال ،لكػن ىػذا ى ػػو اظتب ػػدأ ال ػػذى يعلم ػػو لن ػػا رس ػػوؿ هللا ،يل ػػوـ نفس ػػو ويعاق ػػب نفس ػػو وَب ذل ػػك يي ػػوؿ العػػارفوف :ميػػاـ العبػػد التيصػػري ألنػػو مهمػػا قػػدـ لربػػو فلػػن يػػوَب بػػبعض مػػا عليػػو مػػن واجبات هلل . وصلى هللا على سيدان دمحم وعلى للو وصحبو وسلم
:األحوال العلية ألصخاب النبى الكريه
)109( :
م
مم
ماظػـــــــــــــاءم
م
اظصّٓؼقمواظؼّٕآنمم اظصّٓؼقماِّط مإعاممأػلماظػـاءم عؼامماظػـاء عوضفماٌؤعنمعنماظّٓغقا ورعماظصّٓؼؼني اظورعمأولمعؼاعاتماظػـاء جفادماظـػّٗماِّعارةمبلؾطانماظشّٕؼعةم اظؿؿلكمباظشّٕؼعةمبّٕػانمصّٓقمايؼقؼةم حالمأػلماظػـاء عؼاممرصّٝماظؿؽؾقفم
م
م م م م م م
م م م م ممم ]اِّغعام362[
ماظػـــــــــــــاءم
م
اظصّٓؼقمواظؼّٕآنمم ىػػذا التلميػػذ األوؿ الػػذى قعلػػم علػػى يػػد اظتعلػػم األوؿ واسػػتوعب الػػدرس فيػػاؿ لػػو :أان أعػػرؼ نتيجتػػك ومػػربوؾ ،ورسػػوؿ هللا أطلعػو هللا علػػى كػػل مػػن يػػدخل جنػػة هللا، وىػػذا الكػػبلـ لػػي كبلمنػػا فيػػد خػػرج علػػى أصػػحابو يومػاً ومعػػو كتػػاب نتسػػكو َب يػػده اليم وقػاؿ :ىػذا كتػاب فيػو أشتػا أىػل اصتنػة مػن أوعتػم إىل أخػرىم ،وكتػاب لخػر َب يػده اليسرى وقاؿ :ىذا كتاب فيو ذكر هللا أىل النار أبشتائهم. وأنػػتم قعلمػػوف أنػػو َب ليلػػة اإلسػرا وَب السػػما األوىل وجػػد سػػيدان لدـ وأانس عػػن نتينػػو وأانس عػػن يسػػاره فيلتفػػت عػػن نتينػػو ويضػػحك ويلتفػػت عػػن يسػػاره ويبكػى فيػػاؿ مػػا ىذا اي أخى اي جربيل؟ قاؿ لػو ىػذا لدـ وىػذه نسػم بنيػو ،والنسػم يعػ األرواح أى أرواح أوالده ،فػػذذا التفػػت عػػن نتينػػو ينظػر إىل أرواح أىػػل اصتنػػة مػػن أمتػػو أى مػػن أمػػة سػػيدان لدـ حػػىت يػػوـ الييامػػة وليسػػت أمػػة سػػيدان دمحم فيػػه ،أىػػل اصتنػػة كلهػػم مػػن البدايػػة للنهايػػة أل ػػم كلهػػم مػػن صػػلب سػػيدان لدـ ،وإذا التفػػت جهػػة اليسػػار ينظػػر إىل أىػػل النػػار فيبكى ،إذاً فهم معروفوف من البداية ألف ربنا قاؿ َب اضتديث اليدسى: مػؤالءمإديماىـةموالمأبـاديمموػـؤالءمإديماظــارموالمأبـاديمٔ( ي وىػذا بعػد خلػػق األرواح وبعػػد مػػا أخػػذ عليهػػا العهػػد الكػػرمي الفتػػاح ورتاعػػة أجػػابوا ورتاعػػة مل كتيبػػوا فالػػذين أجػػابوا وقػػالوا بلػػى قػػاؿ ىػػؤال إىل اصتنػػة وال أابىل والػػذين مل كتيبػػوا قػػاؿ ىػػؤال إىل النار وال أابىل. فالص ػػديق األوؿ وأرض ػػاه ظت ػػا أخ ػػربه رس ػػوؿ هللا ،ومل مت ػػربه لوح ػػده فػ ػػنحن )ٔي أخرجو أزتد والطرباىن عن معاذ
:الفناء
)111( :
نسمع أ ػم عشػرة لكػنهم أكثػر مػن عشػرة فهػؤال العشػرة ذكػرىم َب مػرة واحػدة لكنػو َب مػرات أخػػرى بشػػر لخػرين ،مػػرة يبشػػر واحػػد أو واحػػدة ابصتنػػة غػػري ىػػؤال العشػػرة ،فبشػػر رسوؿ كثري ابصتنة حىت أنو قػاؿ عتػم لخػر واحػد َب الكشػف اشتػو جهينػة ووقتمػا متػرج مػػن النػػار وينهػػى فػػرتة سػػجنو ويغسػػلونو مػػن حػػوض الكػػوثر ويػػدخل اصتنػػة فػػأبواب السػػجن قيفل ائياً وال قفتح بعد ذلك وأبواب اصتنة قيفل أيضاً ائيػاً ال أحػد يػدخلها بعػد ذلػك، ويي ػػاؿ { عن ػػد جهين ػػة اطت ػػرب الييػ ػني } ال أح ػػد مت ػػرج بع ػػد ذل ػػك ،فأى ػػل الن ػػار س ػػيظلوف يتعشموف أف ربنا رمبا يرزتهم ومترجهم ورمبا هبقيهم قرار عفو أو هبقيهم قػرار رزتػة أو هبقػى ختفػػيض ُب ىػػذه األحكػػاـ إىل أف متػػرج جهينػػة ،ييولػػوف قػػد وقعػػت الواقعػػة وانتهػػى األمػػل، ظتاذا؟ ييولػوف خالػدين فيهػا أبػداً ،والبػاقني مػا شػأ م؟ انتهػى أمػرىم ،ىػؤال عتػم أتبيػدة لػن مترجوا منها أبداً ييولوف ايليتنا قلنا ال إلو إال هللا ولو مرة ،ألف الذى قاعتا مرة واحدة ولو بلسػػانو سػػينهى اضتكػػم الػػذى عليػػو ومتػػرج علػػى اصتنػػة ،لكػػن الػػذى مل ييلهػػا كيػػف متػػرج؟! خالدين فيها أبداً. فالرسوؿ بشره ابصتنة ،ولػي ىػذا فيػه بػل أقػى َب ليلػة اعتجػرة وقػاؿ َب طرييػو إىل الغار وكاف نتشى على أطراؼ أصابعو حىت ال يظهر أثػر قدميػو للكفػار ،وقػد كػانوا ؽتيػزين َب اقتفا األثر ،ظتا قعب غاية التعب زتلو سيدان أبػو بكػر علػى أكتافػو إىل أف وصػل ابب الغار وقاؿ لو انتظر ىذا الغار مل يدخلػو أحػد منػذ زمػن ومػن اصتػائز أف يكػوف بػو ثعبػاف أو عيرب فأان أدخل أوالً فأان لو مت فأان رجل واحد ولكنك لو مت مات ىػذا الػدين كلػو، ودخل وسد اصتحػور ،وبعػدما دخػل قػاؿ النػا :اللهػم إىن قػد رضػيت عػن أىب بكػر فػػارض عنػػو فنػػزؿ جربيػػل وقػػاؿ لػػو :أبشػػر اي رسػػوؿ هللا فػػذف هللا قػػد رضػػى عػن الصػديق كمػػا رضػيت عنػػو قػاؿ :أريػػد أف ينػزؿ ىػػذا الكػبلـ َب اليػػرلف ألنػو اضتجػػة الثابتة ،ففوراً نزؿ قوؿ هللا :
:الفناء
)112( :
ٕٔ-٘[ الليل]
(مدقفـؾفاماِّتؼىم) ىػذا األمػاف( ،وظلـو مؼّٕضـىم) فيػو الرضػا ،مػاذا قريػد اي أاب بكر؟! ىذا كتاب ينزؿ من الوىػاب فيػو األمػاف وفيػو الرضػا مػن الػرزتن أنػو لػي لػو شػأف ههنم وأنو أيضاً سريضى ،وقد قاؿ أيضاً رسػوؿ هللا :ممدـؾعثمػؽّٔامؼـومماظؼقامعـةم إنمذاءمآمععاًم أيوجد بعد ىذا بشرى؟ والواحػػد منػػا لػػو رأى َب منامػػو مػػن ييػػوؿ لػػو مػػربوؾ عليػػك اصتنػػة ييػػوؿ خػػبلص لػػن أصلى ولن أصوـ بعد ذلك فيد ضمنت اصتنة لكن ىذا كتاب مػن هللا وبشػرى مػن رسػوؿ وبشرى بعد بشرى ويرجع مرة أخرى ،وييػوؿ :المآعنمعؽّٕمآموظومطاغتمإحـّٓىم ضّٓعاىمصىماىـة ،أيضػاً أان أخػاؼ لػو كانػت قػدـ َب اصتنػة واألخػرى َب اطتػارج وأكػوف غػري مطمػ ن فمػن اصتػائز بعػدما أدخلػت قػدمى ييػػوؿ ىل اخػرج منهػا !! من ذ أقن ل سننح؟ مم[21ماِّغؾقــاء] ،فهػػو يعلمنػػا ألنػػو قعلػػم الػػدرس مػػن اظتعلػػم األوؿ م م م م الذى ىو اطتوؼ من هللا .
اظصّٓؼقماِّط مإعاممأػلماظػـاءمم وىذه منزلة أخرى قبوأىا الصديق َب اليرلف َب قوؿ هللا قعاىل:
[ٕٕٔ األنعاـ]
ليد نزلت ىذه اآلية َب سيدان أىب بكر ولذلك قاؿ فيو : عنمأرادمأنمؼـظّٕمإديمعقـتمنشـىمسؾـىمزفـّٕماِّرضمصؾقـظـّٕمإديمأبـىم
:الفناء
)113( :
بؽّٕم فهو ميت لكنو نتشى ويتحرؾ. وىػل ىنػػاؾ بػػني أصػػحاب رسػػوؿ هللا مػػن نػػزؿ َب ىػػذا اظتيػػاـ غػػري أىب بكػػر؟ نعػػم ىناؾ كثػري مػن أصػحاب رسػوؿ هللا نزلػوا َب ىػذا اظتيػاـ ومػنهم سػيدان طلحػة اطتػري بػن عبػػد هللا الػػذى أبلػػى بػػبل حسػػناً َب غػػزوة أُحػػد دفاعػاً عػػن سػػيدان رسػػوؿ هللا فيػػد كػػاف يييو بنفسو ويتليى بصدره سهاـ الكفػار ليمنعهػا عػن رسػوؿ هللا ،مػاذا قػاؿ رسػوؿ هللا َب شأنو؟ وما الوساـ الذى قفضل عليو بو؟ ورسوؿ هللا أعطاه هللا أف يفيض علػى األخيػار ميامػػات اليػػرب مػػن الواحػد اليهػػار فيػػاؿ َ ب ذلػػك :آماٌعطــىموأغــام اظؼادممم(ٕي قاؿ بعد أف قرأ قوؿ هللا قعاىل: ٕٖ[ األحزاب] ممأذفّٓمؼامرؾقةمأغكمممنمضضىمسبؾةممم()1م م
وقضى ؿتبة أى مات وكيف يعد ميتاً مع أنو مازاؿ حى؟!
عؼامماظػـاءم ىذا ىو األمر الذى نريد أف نبينو ونفصلو وىو ميػاـ كػرمي يسػميو السػادة الصػوفية مياـ الفنا ،وما مياـ الفنا ؟ وكيف يتحيق اإلنساف مبياـ الفنػا حػىت هبخػذ اضتيػاة الباقيػة من الباقى ؟ ميػػاـ الفنػػا معنػػاه أف دت ػػوت الػػنف أى قفػػ عػػن نوازعه ػػا الش ػريرة وعػػن إرادهت ػػا السي ة وعن أخبلقها اليبيحة وعن طواايىػا الػىت ال قليػق ابظتػؤمنني وحتيػا أبخػبلؽ هللا وحتيػا أبخ ػػبلؽ س ػػيدان رس ػػوؿ هللا وحتي ػػا أبن ػػوار كت ػػاب هللا وحتي ػػا أبن ػػوار ذك ػػر هللا ،ى ػػذا ابختصار شديد مياـ الفنا . )ٕي رواه الشيخاف ،وازتد عن معاوية ٓ )ٖي رواه أبو يعلى ،وأبو نعيم َب اضتلية ،وابن عساكر عن عائشة ٓ
:الفناء
)114( :
فكل إنساف منا فيو نف قسمى النف األمارة ،والنف األمارة أل ػا نفػ غػدارة ذكرىا هللا على لساف امرأة ليبني لنا أ ا نف قبيحة وكتب أف نعاصتها حىت ختػرج مػن غفوهتا: ٖ٘[ يوسف]
والػػنف األمػػارة ىػػذه ىػػى الػػىت حتتػػاج منػػا اصتهػػاد األعظػػم ألف جهػػاد األعػػدا قػػد َب وقوس ػػوس وقػ ػزين ىل يك ػػوف أس ػػهل منهػ ػا ألن ػػو وجهػ ػاً لوج ػػو لكنه ػػا َب داخل ػػى وقع ػػيش ّ م من الذى يزين عتم النف اظتوجودة َب داخلهم؟ ىى الىت م م م مم م م م م م قػزين عتػػم حػػب الشػػهوات والشػػهوات ىػػى :م ممم ومثله ػ ػ ػػا اآلف الس ػ ػ ػػيارات الفارى ػ ػ ػػة فه ػ ػ ػػى م م م م اظتيصػػودة ابطتيػػل َب الػػزمن الػػذى ؿتػػن فيػػو اآلف مػػا ىػػذا ايرب؟ 44[ آل عحرن].
وما داـ ىذا متاع اضتياة الدنيا فاظتؤمن ال كتب أف ينشغل بو عن هللا .
عوضفماٌؤعنمعنماظّٓغقام وىػػل نػػرتؾ ىػػذه األشػػيا ؟ ال ! فلػػو قركناىػػا نصػػبح ؼتػػالفني ألوامػػر هللا ألف الػػذى سػػيأخذىا أعػػدا هللا ويتحكمػػوف َب رقابنػػا ويسػػيطروف علينػػا وىػػذا ال يرضػػى هللا وال رسػػولو ،فػػذف رسػػوؿ هللا عنػػدما ذىػػب إىل اظتدينػػة مػػا أوؿ خطػػوة فعلهػػا َب اضتيػػاة اإلقتصادية اإلسبلمية؟ مل يكػػن َب اظتدينػػة غػػري سػػوؽ واحػػد وىػػذا السػػوؽ يسػػيطر عليػػو اليهػػود فيتػػاجروف ويبيعوف فيو وغريىم هبقى للشرا ،فكاف السبلح والذىب والتجارة أبصػنافها وأنواعهػا َب أي ػػدى اليه ػػود ،ف ػػأوؿ ش ػػئ فعل ػػو رس ػػوؿ هللا بع ػػد انتيال ػػو إىل اظتدين ػػة أف أق ػػاـ س ػػوقاً للمسلمني ووجو هار اظتسلمني أف يسػيطروا ىػم علػى اقتصػادايت السػوؽ ألنػو إذا كانػت البضاعة َب أيدينا فبل أحد يصبح لو فضل علينا وقد كاف ييوؿ َ ب دعائو:
ماظؾفممالموعلمظؽاصّٕمؼّٓاًمسؾىمصأطاصؽهمبفام
م
:الفناء
)115( :
فاظتسلم ال يتخلػى عػن الػدنيا لكػن الػدنيا عنػدان وعنػد هللا أصػناؼ ...فهنػاؾ دنيػا مذمومة ودنيا مكروىة ودنيا ػتبوبة لتبها اإلنساف ولتبها هللا أيضاً. فالدنيا اظتذمومة ىى الىت يتحايل اإلنساف فيها وينصب علػى النػاس فيهػا مػن أجػل اضتصػػوؿ علػػى رزقػػو الػػذى قػػدر لػػو وال يبػػاىل َب أمػػر حتصػػيلو أمػػن حػػبلؿ أـ مػػن حػراـ وقػػد انتشر ىذا الػواب َب ىػذا الزمػاف الػذى ؿتػن فيػو اآلف ،وىػذه الػدنيا مذمومػة أل ػا ال قنفػع صػاحبها َب الػػدنيا وال َب اآلخػرة ،ففػػى الػدنيا سػػيجمع اظتػاؿ كلػػو ويرحػل عنهػػا ويرتكػو كلػػو ولتاسب ىو عليو كلو ألنو الػذى رتعػو فسيسػأؿ عنػو مػن أيػن رتعتػو؟ أمػن ويتنعم بو غريه ُ حبلؿ أـ من حراـ؟ فهذه ىى الدنيا اظتذمومة وىى الىت ال يراقب اإلنسػاف فيهػا اضتػل وال اضترمة. أما الدنيا اظتكروىة فهى الىت قشغل اظتر عن طاعػة هللا وعػن ذكػر هللا وهعػل العبػد يضيع وقتو َب الغفلة واظتباحات والراحات. وأم ػػا ال ػػدنيا احملبوب ػػة فه ػػى ال ػػىت يسػ ػتعملها العب ػػد َب الوص ػػوؿ إىل مراض ػػى هللا واإلقباؿ على عبادقو وطاعتو فتكوف وسػيلة يتيػرب هبػا إىل هللا وينػاؿ هبػا رضػاه ويصػل هبػا إىل السػعادة َب جػوار حضػرة هللا وفيهػا ييػوؿ :مظؽـلمذــئمأدـاسمموأدـاسمػــّٔام
اظّٓؼنماٌطعمماياللم
(ٗي
ورعماظصّٓؼؼنيم مفتػػاح الصػػبلح ىػػو الػػورع ولػػذلك عنػػدما ذىػػب رجػػل إىل رسػػوؿ هللا وقػػاؿ لػػو أريد أف أكوف مستجاب الػدعوة ،مل ييػل لػو صػلى كػذا ركعػة أو اقػرأ اليػرلف ظتػدة كػذا من السػنني أو الشػهور ومل يوجهػو إِل مػا يشػبو ذلػك مػن العبػادات واليػرابت بػل قػاؿ لػو:
مأربمعطعؿكمتؽنمعلؿفابماظّٓسوةم
فالػػذى يريػػد لف يكػػوف وليػاً هلل وأولي ػا هللا )ٗي أخرجو الطربىن عن ابن عباس رضى هللا عنهما ٓ )٘ي أخرجو الطرباىن َب األوسه من حديث ابن عباس
(٘
ٖٗ[ الزمػػر]
:الفناء
)111( :
ينصػػحو رسػػوؿ هللا بشػػئ سػػهل جػػداً إذا فعلػػو يكػػوف ولي ػاً هلل وىػػو أف يتحػػرى اظتطعػػم اضتبلؿ ،فماداـ اإلنساف يتحرى اظتطعم اضتبلؿ ويبتعد عن الشػبهات فذنػو يصػبح وليػاً مػن أوليا هللا عندما ييوؿ ايرب ييوؿ لبيك عبدى ماذا قريد؟ فهذا سيدان جعفر الصادؽ وأرضاه ييوؿ ما احتجت إىل شػئ إال وقلػت ايرب عبدؾ جعفر يريد كذا فما أستتم كبلمى إال وأجد ىذا الشئ هوارى ظتاذا؟ كي ػػف وص ػػلوا إىل ى ػػذا اظتي ػػاـ؟ يتح ػػرى اظتطعػ ػم اضتػػبلؿ فػػبل يػزاؿ أحػػدىم يرتقػػى َب ىػػذا األمػػر حػػىت يعطيػػو هللا كشػػافاً َب يػػده فعنػػدما دتتػػد يده إىل حراـ يضئ الكشاؼ الضو األزتر فيعرؼ أف ىذا الطعاـ فيو شبهة ،ومن ىػؤال الرجاؿ األفذاذ اضتػارث احملاسػا ،ظتػاذا شتػوه ابحملاسػا؟ ألنػو كػاف لتاسػب نفسػو علػى اضتبلؿ وعندما دتتد يده إىل طعاـ فيو شبهة يضرب َب يده عرؽ ويظل يضػرب فيعػرؼ أف ىذا الطعاـ فيو شبهة فيمتنع عن أكلو ،وكذلك ظتػا أراد رجػل أف متتػرب سػيدى أىب العبػاس اظترسى وىو من اليوـ الذين قاؿ فيهم هللا: ٕٕٔ[ األنعاـ]
فدعاه إىل طعػاـ وأقػى بدجاجػة فخنيهػا وسػواىا ووضػعها أمامػو ونظػر إليػو لػريى مػا يفعل ،فذذا بو ينتفض وييوـ وىو ييوؿ إذا كػاف اضتػارث احملاسػا لػو عػرؽ يػنفض فػأان كلى عروؽ قنفض. وأيض ػاً ىػػذا الرجػػل الص ػػاّب الػػذى دعػػاه السػػلطاف ى ػػو وإخوانػػو وأمػػر الطه ػػاة أف متلطػػوا اللحػػم فيجعلػػوا اللحػػم اضتػػبلؿ مػػع اللحػػم الػػذى ذبػػح علػػى الطرييػػة الغػػري شػػرعية ومػػدت اظتوائػػد وجلػ اصتنػػد وجلػ الصػػوفية ،فيػػاـ الشػػيخ وقػػاؿ ظتريديػػو ال أحػػد هبكػػل منكم اليػوـ حػىت أكػوف أان الػذى أانولػو فأخػذ يلػتيه اللحػم اظتػذبوح علػى اضتػبلؿ ويعطيػو ظتريديػػو ويػػرتؾ اللحػػم اطتبيػػث للجنػػد ال ػذين أجلسػػهم السػػلطاف هبكلػػوف معهػػم ،فسػػألوه كيف عرفت ىػذا مػن ذاؾ وال فػرؽ ظػاىر بيػنهم؟ فيػاؿ كنػت أشػم لللحػم الػذى مل يػذبح على الطريية الشػرعية رائحػة كريهػة كرائحػة اصتيفػة فػأعلم أنػو ال يصػلح ظتسػلم قناولػو ،مػن
:الفناء
)111( :
أيػػن ىػػذا اضتػػاؿ العػػاىل؟ مػػن الػػورع الػػذى كتػػب أف يكػػوف عليػػو العبػػد الصػػادؽ ،والسػػالك الصوَب ىو الذى ييوؿ هللا َ ب شأنو:
[ ٔٚالرعد]
وكػذلك الػذى يريػػد أف يكػوف عابػداً هلل أعطػػاه رسػوؿ هللا برانغتػاً صػػغرياً َب ٙ كلمتني اثنتني حيث قاؿ لو :مإٔ ٓتَقٔماٌَقَارٔمَمتَ ُؽنِمأَسِؾََّٓماظـَٓاس فذذا كنت قريد أف قكوف أعبد من َب الوجود فابتعػد عػن اضتػدود الػىت حػددىا لػك اظتلػك اظتعبػود ،فكػػل الػذى أمػػرؾ أف قرتكػو وقتخلػى عنػو وقبتعػد عنػػو فابتعػد وال قػػرتدد َب ذلك ليولو ٔ[ :الطبلؽ]
اظورعمأولمعؼاعاتماظػـاءم فالصديق األكرب كيػف وصػل إىل ىػذا اضتػاؿ؟ ابلػورع واظتطعػم اضتػبلؿ ،ولػذلك ظتػػا دخػػل منزلػػو ذات يػػوـ وقػػد اشػػتد بػػو اصتػػوع والبيػػت ل ػي بػػو شػػئ وكػػاف اطتػػادـ معػػو كعكتني فمن شدة جوعػو أكػل ليمػة بػدوف سػؤاؿ ،وكػاف يسػأؿ قبػل ذلػك مػن أيػن أقيػت بو؟ وبعد األكل سأؿ اطتادـ :من أيػن أقيػت هبػاقني الكعكتػني؟ فيػاؿ اطتػادـ :دعػاىن النفػر الػػذين كنػػت عنػػدىم َب اصتاىليػػة لوليمػػة عػػرس وقػػد طلبػػوا م ػ أف أقكهػػن عتػػم فػػأجبتهم فأعطوىن ما قيسر فأكلت منو حىت شبعت وبييت ىاقني ،فحاوؿ الصديق إنػزاؿ مػا دخػل إىل جوفو فلم يتمكن فأخذ يشرب اظتا ليتمكن من إخراجو ،فلمػا وجػد مػا حولػو معاانقػو قالوا لو :إف هللا مل يكلفػك هبػذا ،فيػاؿ :موآمظـومملمدبـّٕجمإالمعـّٝمغػَملـىماِّخـريم ِّخّٕجؿفا ،ظتاذا؟ ألف ليمة اضتراـ يشعر بتأثريىا العبد اظتؤمن التيى. وأيض ػاً ليمػػة اضتػػبلؿ كتػػد أثرىػػا ونورىػػا ،فليمػػة اضتػػبلؿ عتػػا نػػور يشػػعر بػػو اإلنسػػاف عندما هبكلها فيزيد نوره ويشعر وكأنو خارج من حلية ذكر عظيمػة مػع هللا ،أمػا ليمػة اضتػراـ فتػرتؾ ظلمػة َب اليلػب َب اضتػاؿ ،والرجػل اظتػؤمن الػذى يريػد أف يصػل إىل ميامػات ٙجامع اظتسانيد واظتراسيل عن أىب ىريرة
:الفناء
)119( :
اظتيربني يوقد انر اصتهاد ويكثر من ذكر هللا ليجلى اليلب ويطهره مػن أجػل أف يتنػزؿ نور هللا فيو ،فذذا كاف ييوـ ابصتبل مػن ىنػا وأتقػى الظلمػة مػن ىنػا مل يكػن صػنع شػي اً ألنػػو لػػي عنػػده وقػػت ،فالوقػػت عنػػدىم كمػػا قػػاؿ اإلمػػاـ الشػػافعى عنػػدما صػػحب الصوفية{ :مصقؾتماظصوصقةمدـؿنيمصادؿػّٓتمعــفمممطؾؿـؿنيمأعـاماِّموديمصاظوضـتم
طاظلقفمإنمملمتؼطعهمضطعـكموأعـاماظـاغقـةمصـػلـكمإنمملمتشـغؾفامبـايقمذـغؾؿكم باظؾارلم}
وىكػػذا فحػػىت أئمػػة الش ػريعة كػػانوا يػػدخلوف مػػدارس الصػػوفية ليتعلمػػوا مػػنهم ىػػذه وجل فليمػة اضتػراـ عتػا ظلمػة قطفػئ النػور اضتكمة اإلعتية َب السلوؾ إىل حضرة اظتعبود َّ عز َّ واإلنسػػاف اظتػؤمن يريػػد اظتزيػػد مػػن نػػور هللا ،ويرغػػب أف يسػػتكثر مػػن نػػور هللا ،فػػبل يريػػد أف يطفػػئ عليػػو نػػور ورعػػو أبػداً أو يطفػػئ نػػور الصػػدؽ اظتوجػػود َب قلبػػو أو يطفػػئ نػػور التيى واإلنتاف. ىيناً لكنو كبػري وكثػري وقػد قػاؿ فيػو سػيدى أبػو
ونور اإلنتاف اظتوجود َب قلوبنا لي اضتسػػن الشػػاذىل { :مظــومطشــفمســنمغــورماٌــؤعنماظعاصــىمٌــألمعــامبــنيماظلــؿاءم
واِّرضمصؿامباظكمباٌؤعنماٌطقّٝم}
إذاً فما جلية األمر؟ أتقى الظلمات والشبهات والشهوات قغطى على النػور ،لكػن النػور َب قػاع اليلػب مسػػتكن واثبػػت ألنػػو مػػن فضػػل هللا علػػى ىػػذه األمػػة أف هللا مل يسػػله الشػػيطاف علػػى اليلوب ولو سلطو على اليلوب لضعنا رتيعاً ،فأين وسوسة الشيطاف إذف؟ ٘[ الناس]
فهو يوسوس َب الصدور فيه لكن ال يستطيع أف يػدخل إىل اليلػب وإال فكهػراب الن ػػور اإلعت ػػى حترق ػػو ون ػػور ال إل ػػو إال هللا اظتوج ػػود َب قل ػػوب اظتوح ػػدين يص ػػعيو ول ػػذا ف ػػبل يسػػتطيع الػػدخوؿ إىل ىػػذا اظتكػػاف أبػػداً فياعدقػػو َب الصػػدر ،وؿتػػن ظتػػاذا نػػذكر هللا؟ ألنػػو عنػػدما قشػػتد األنػػوار ختػػرج منهػػا شػػهب وش ػواظ مػػن انر حتػػرؽ الشػػيطاف فيفػػر وَب ذلػػك
:الفناء
)121( :
ييػوؿ { :ماظشقطانمجيـممسؾىمضؾـبمامبـنمآدممصـإذامذطـّٕمآمخــّٗم(متـوارىمم)م وإذامشػلمودوسم} (ٚي
جفادماظـػّٗماِّعارةمبلؾطانماظشّٕؼعةم فػػالورع والبع ػػد ع ػػن اظتعاص ػػى ابلكلي ػػة قتػػا بداي ػػة الفن ػػا ع ػػن الش ػػهوات واضتظ ػػوظ الدنيويػة ،ومػن الػػذى لتػض علػػى ىػذه األمػػور ولتػث عليهػػا؟ الػنف األمػػارة الػىت أمػػران هللا أف نيضى عليها وقاؿ ظتن يريدوف التوبة ؽتن قبلنا ٘ٗ[ :البيرة] أى البد أف قيتلوا ىذه النف نيتلها؟ بسيف الشريعة!
األمارة وبعد ذلك قتوبػوا فيتػوب هللا علػيكم ،ومبػاذا
دتسك ابلشريعة وؾتعل عتا السػلطاف علػى اصتػوارح فيكػوف عتػا السػلطاف علػى العػني وعلى األذف وعلى اللساف وعلى اليدين وعلى الرجلني وعلى الفرج وعلػى الػبطن وقكػوف الشريعة ىى السلطاف على كل ؽتلكىت. فأنػػت ؽتلكػػة كبػػرية عنػػد هللا وإف كنػػت ال قػػدرى حبيييتػػك ،لكػػن هللا سػػخر لك ما َب السموات وما َب األرض رتيعاً ظتاذا؟ ألف لك شأف كبري جداً عنده : طلمعـامصـىماظوجـودمدـكّٕمصضـالًمم
ظــــّٔاتكموأغــــتمظؾــــّٕرينمم
فذذا أردت أف قعرؼ قيمتك فانظر إىل كل ىذا فهو لػك ،وأنػت ظتػن؟ هلل ألنػو ال يوجػػد شػػئ منهػػا لتتاجػػو هللا ،فهػػو غػػري ػتتػػاج للشػػم وال لليمػػر وال للبحػػار وال األ ػار وال األرض وال اصتبػػاؿ لكػػن الػػذى لتتاجهػػا أنػػت ،ولػػذا فيػػد سػػخرىا لػػك ،وأنػػت ظتػػن؟ أنػػت عػػروس اضتضػػرة ألنػػك مطلػػوب لػػرب العػػاظتني ،اختػػارؾ هللا ليسػػكنك جنتػو ولينيلك رحيق شهادقو وليمتعك ابلنظر إىل وجهو الكرمي حىت قكوف كما قاؿ : [ الييامة] (ٚي رواه ابن أىب الدنيا ،وابن شاىني ،والبيهيى عن أن
:الفناء
)120( :
اظؿؿلكمباظشّٕؼعةمبّٕػانمصّٓقمايؼقؼة فأمسػػك س ػػلطاف الشػ ػريعة وعص ػػا الشػ ػريعة وس ػػيف الشػ ػريعة ُب ك ػػل أنفاس ػػك ف ػػبل قتحرؾ حركة وال قسكن سكنو إال بعد أف قستذذف أوالً الشريعة: أعم ػػل أوالً أعم ػػل ف ػػذذا ص ػػرحت الشػ ػريعة فأعم ػػل وأان مطمػ ػ ن اليل ػػب أم ػػا إذا مل قصرح الشريعة فأقرؾ العمل فوراً حىت ولو كاف عن كشف ألنو إذا خالف كشفك اليرلف والسػػنة فاضػػرب بػػو عػػرض اضتػػائه وقػػل لنفسػػك إف هللا ضػػمن ىل العصػػمة َب اليػػرلف والسنة ومل يضمنها ىل َب الكشف. فهػذا سػيدى عبػداليادر اصتػيبلىن وأرضػاه كػػاف جالسػاً َب خلوقػو فػرأى نػوراً مػػن السما إىل األرض وشتع قائبلً ييوؿ من وسه ىذا النور :عبدى عبد اليادر ،قػاؿ :لبيػك سػيدى ،قػػاؿ :إىن قػد أحبػػت لػك احملرمػػات ،قػاؿ :اخسػػأ ايملعػوف ،فوجػػد النػور وقػػد حتػػوؿ إىل دخػػاف وشتعػػو وىػػو ييػػوؿ ؾتػػوت م ػ اي عبػػداليادر بعلمػػك وفيهػػك ،كيػػف عػػرفت ؟ فياؿ :إف هللا مل لترـ شي اً على لساف نا ٍب يبيحو لوىل. فالتحليل والتحرمي انتهى ولي ىناؾ من لتلػل أو لتػرـ بعػد رسػوؿ هللا ، فيػاؿ الشػػيطاف لػػو :اي عبػػد اليػػادر ليػػد أخرجػػت هبػػذه الطرييػػة قبلػػك سػػبعني رجػبلً مػػن العػػارفني ...فعن ػػدما يي ػػوؿ ل ػػو :أحب ػػت ل ػػك احملرم ػػات يي ػػوؿ :ربن ػػا أابح ىل ى ػػذه األش ػػيا وأعط ػػاىن قصػػرلتاً بفعلهػػا ،وىػػذا التصػريح ىػػل أخػػذه سػػيد األولػػني واآلخػرين؟ كػػبل ،إذاً كيػػف أدعػػى ىذا؟ صالبّٓمعنمدقفماظشّٕؼعةمٌنمأرادمأغوارمايؼقؼة .م
ولذلك فيد ورد أف سيدى أاب اليزيد البسطامى وأرضاه شتػع أف رجػبلً َب بلػدة قريبػػة منػػو موسػػوماً ابلصػػبلح فأخػػذ أحػػد قبلمذقػػو وقػػاؿ لػػو قعػػاىل نػػزور ىػػذا الرجػػل الػػذى اشتهر ابلصبلح ،فذىبا إىل البلدة وابلسؤاؿ عنو علما أنو يػؤـ النػاس ابلصػبلة َب مسػجد البلدة وأنو كتل عادة َب مصلى اإلماـ ،فذىبا إىل اظتسجد فلم كتداه أل مػا كػاان َب غػري وقػػت الصػػبلة ،وظتػػا عاينػػا مكػػاف جلوسػػو وجػػدا َب اهػػاه اليبلػػة ـتامػػة ( وىػػى الػػىت يرجعهػػا
:الفناء
)121( :
األنف إىل الفم لتخرج عن طرييو ي فياؿ أبو اليزيد لرفييو :ىيا بنػا فػبل حاجػة بنػا إىل ميابلتػػو ،فتعجػػب رفييػػو وقػػاؿ :ومل؟ فيػػاؿ :إذا كػػاف ىػػذا غػػري مػػأموف علػػى حكػػم مػػن أحكػػاـ الش ػريعة فكي ػف هبدتنػػو هللا علػػى أس ػرار أوليائػػو؟ والرسػػوؿ ييػػوؿ :مآمصــىم ضؾؾةماٌصؾىمٛ( ي ورفض أف ييابلو ،ظتاذا؟ ألف العصػمة َب اقبػاع الشػريعة واألمػاف َب التمسك ابلشريعة.
سؾــــىماىؿــــّٕمضــــفمإنمأوضػؿــــكمتواضــــعاًمم
ؼؽــنمظــكمبــّٕداًمبــلمدــالعاًمبّٕريــةمم
فلػػو أف الشػ ػريعة طالبتػػك ابلوق ػػوؼ علػػى اصتم ػػر فيػػف وس ػػيحولو هللا إىل ب ػػرد وسبلـ كما صػنع مػع سػيدان إبػراىيم عليػو السػبلـ ،ظتػاذا؟ بربكػة اقبػاع الشػريعة ،ومػن أجػل ىػػذا ييػػوؿ أحػػد الصػػاضتني{ :محــاصّٜمسؾــىماظلـــةموظــومبشــّٕتمباىـــةمم} أى حػػىت لػػو جا قػػك َب منامػػك بشػػرايت اصتنػػة ،فالرجػػل الػػذى نػػتكلم عنػػو ىنػػا وىػػو الصػػديق األعظػػم ييػوؿ: {مالمآعنمعؽّٕمآمموظومطاغتمإحّٓىمضّٓعىمصىماىـةم}مم م
فأان ماداـ ىل نف ابؽ َب ىذه اضتياة فػبل أعػرؼ مػاذا قػدر ىل َب ىػذا الػنف ؟ وال عصمة إال َب اقباع شريعة هللا ،ولذلك قاؿ الشيخ ػتى الدين بن عرىب : المتؼؿـــّٓىممبـــنمزاظــتمذـــّٕؼعؿهم
وظـــومجـــاكمباِّغؾـــامســـنمآمم
فحىت لػو أخػربؾ ابألخبػار الييينيػة عػن حضػرة هللا فػبل قيتػدى بػو ،ظتػاذا؟ ألنػو لػي إمامػاً ييتػػدى بػػو ،وإف كػػاف ىػػذا ال يسػػتوجب اإلعػرتاض عليػػو ألنػػو رمبػا لػػو حػػاؿ مػػن الولػػو جعل عيلو َب غيبة وهللا إذا أخذ ما وىب أسيه ما وجػب ،فهػو َب ىػذا اظتيػاـ لػي قدوة لكنو إذا رجع إىل حاؿ الصحو اقتدى بو ،أما إذا كاف َب حاؿ الغيبة ومن اجملاذيػب أىػػل اصتػػذب فمثػػل ىػػؤال ال أعػػرتض علػػيهم وال أقتػػدى هبػػم ألف أحػػدىم َب ىػػذا األمػػر مغلػػوب علػػى حالػػو ومغلػػوب علػى أمػػره وىػػو لػػي إمامػاً للمتيػػني َب ىػػذا األمػػر ،أمػػا إمػػاـ اظتتيني الذي نتبعو ونتعلم منو ونتأسى بو فهو اظتيتدى بسيد األولني واآلخرين . (ٛي رواه العييلى َب الضعفا عن أىب ىريرة
:الفناء
)122( :
محالمأػلماظػـاءم فسيدان أبو بكر وأرضاه كاف من أىل الفنػا مل؟ ألنػو مل يعػد لػو حػ وال شػهوة وال غػرض إال رضػا هللا وطاعػة هللا ،فػبل قشػتهى نفسػو ىػذه الليمػة أو ىػذا الطعػاـ أو ىػذا الشراب بل هبكل ما وجػد ويشػكر الواحػد األحػد الفػرد الصػمد ،ويعتيػد أف الػذى يناولػو الطعاـ ىو اظتلك العػبلـ ،وأصػبح فيمػا بينػو وبػني النػاس كػاألموات ،فاظتيػت الػذى َب اظتيػػابر ىػػل يغتػػاب أحػػداً مػػن اظتسػػلمني؟! أو يسػػب أحػػداً مػػن اظتوحػػدين؟! أو ينػػاؿ بسػػو واحداً من اظتسلمني؟! أو يبدر منو شر إلخوانو اظتؤمنني؟! كبل. أيضاً ىذا الرجل الذى وصل إىل مياـ الفنا ييوؿ فيو سيدان على :
{ مأغػلفم مسػقػة موحاجاتفم مخػقػة ،ماظـاس معـفم مصى مراحة موأغػلفم معـفمم
صىمسـاء،مذّٕورػممعأعوغةموأغوارػممعصوغةموسؾوعفممعؽـوغةم}م
ال مترج منهم شر لفػرد مػن أفػراد اظتسػلمني ال مػن لسػانو وال مػن عينػو وال مػن يػده وال مػػن رجلػػو ،ومػػن أجػػل ىػػذا وىػػو َب مرحلػػة التهػػذيب وقػػد كػػاف يتابعػػو األسػػتاذ األعظػػم صػػلوات هللا وسػػبلمو عليػػو لريبيػػو ويصػػفيو عنػػدما جػػا َب يػػوـ مػػن األايـ وأحضػػر متاعػػو ومت ػػاع رس ػػوؿ هللا وزتلهم ػػا عل ػػى رت ػػل واح ػػد وى ػػم ذاىب ػػوف َب ع ػػاـ ص ػػلح اضتديبي ػػة، وأعطػػى اصتمػػل لولػػد مػػن الػػذين عنػػده فأضػػاع الولػػد اصتمػػل ،فيػػاؿ لػػو :رتػػل واحػػد ويضػػيع منك فماذا كنت قفعل لو كاف معك عشػروف رتػبلً؟! ونػزؿ عليػو ضػرابً وأخػذ يسػبو ،مػاذا قاؿ لو اظترىب األعظم صلوات هللا وسبلمو عليو: {مؼامأبامبؽّٕمأصّٓؼؼنيموظعاغني؟مالمؼؽونمذظكمأبّٓاًم}
ٜ
أى أنت قريد مياـ الصدييية إذاً ال قشتم أبداً ،فاللساف قطػع عػن الكػبلـ إال مػع حضرة هللا. وَب الوقعػػة الثانيػػة :ج ػا رجػػل وظػػل يشػػتم فيػػو وييػػبح فيػػو َب غتل ػ ٜرواه بن أىب الدنيا َب الصمت عن عائشة رضى هللا عنها.
ويعلػػى صػػوقو
:الفناء
)123( :
عليو وىو سػاكت وظتػا أكثػر مػن ذلػك رد عليػو رداً بسػيطاً جػداً فيػاـ رسػوؿ هللا وقػرؾ اجملل ،فياـ خلفو وقاؿ اي رسوؿ هللا إنو ىو الذى ييوؿ ويعيب فياؿ : {مغَ َّٖلَمعَؾَكٌم ِعنَماظلَٓؿَاءِمؼُؽَِّٔٓ ُبهُمبِؿَامضَالَمظَكَ،مصَؾَؿَٓاماغِؿَصَِّٕتَمذَػَبَماٌَؾَكُم نم}30.م وَضَعََّٓماظشَٓقِطَانُ،مصَؾَمِمأَ ُطنِمَِّجِؾَِّٗمإذَنِمعََّٝماظشَٓقِطَا ٔ
فػػانظر إىل ىػػذا األدب العػػاىل ،ييػػوؿ لػػو ال قػػدافع عػػن نفسػػك أبػػداً فالػػذى يؤذيػػك والذى يسبك ال قدافع عن نفسك ،ومن الذى يدافع؟ ( اضتج ٖٛي
أيوجد أحد منا يستطيع أف يدافع عن نفسو مثلما يدافع عنو حضرة هللا ؟ ال! ..ألف اليوى اظتتني ىو الذى سريد كيد الظاظتني واظتعتدين. فهؤال اليوـ أىل الفنا مل يعد عتم شػهوات أو حظػوظ أو ملػذات إال َب طاعػة هللا وحػػب هللا وحػػب رسػػوؿ هللا واإلقبػػاؿ عل ػػى حضػػرة هللا ،حػػىت أنػػو كمػػا قعلم ػػوف أحضر كل ما نتلك إىل رسوؿ هللا فياؿ : {موعاذامأبؼقتمِّػؾك؟مصؼالمأبؼقتم ممآموردوظه} .33م
بعض الناس يظن أنو َب ىذا اظتياـ مل يرتؾ شي اً ظتَّا قاؿ ( :أبييت عتػم هللا ورسػولو ي ومل يلح أنو ىنا َب مياـ كمل اظتتوكلني ،واظتتوكلوف ييوؿ فيهم هللا: ٖ[ الطبلؽ]
وحسبو يع كافيو ،فيكفيو ىم الرزؽ ويكفيو مشاغل الدنيا ويكفيو كػل اظتتطلبػات وكػػل اظتصػػاّب مػػاداـ متػػوكبلً علػػى هللا ...فلػػم لتضػػر األمػػواؿ لرسػػوؿ هللا ويػػرتؾ عيالػػو ضياعاً ،ولػذا ال كتػب علػى أف أعمػل ىػذا األمػر َب الػدنيا إال إذا وصػلت إىل ىػذا اظتيػاـ، ٓٔ رواه أبو داود ىكذا مرسبلً عن ابن اظتسيب. ٔٔ متفق عليو
:الفناء
)124( :
لكن إذا كنت مل أصل إىل ىذا اظتياـ فذن أضحك على نفسى وعلى عيػاىل وقػد أجعلهػم شحاذين ومتسولني َب الببلد ألن دخلت َب مياـ لست مؤىبلً لو. فهذا ميػاـ الصػديق األعظػم وأرضػاه ،وقػد بلػش بػو األمػر أنػو كػاف يفػدى حبيبػو بنفسػػو ،فيػػد طلػػب منػػو َب اعتجػػرة الش ػريفة أف ينتظػػر حػػىت يستكش ػف الغػػار وإذا ابضتيػػة قلدغػػو وىػػو َب الغػػار والرسػػوؿ انئػػم علػػى فخػػذه ،ومػػاذا لػػو أييظػػو؟! لكنػػو اضت ػب حػػب الصػػديق كيػػف يػػوق رسػػوؿ هللا؟! مػػع أنػػو سػػيموت! ولكنػػو يفضػػل أف نتػػوت وال يػػوق حبيبو ،ىذا اضتب الذى يعرب عنو متمثبلً قوؿ اليائل: أحؾك محؾاً مظو مؼػاض مؼلريه مسؾىم
م وعا مأغا معو م
مباظّٔى مأغت مأػؾهم
اظـاسمعاتماظـاسمعنمذّٓةمايبم
م ِّغكمصىمأسؾىمإٌّاتبمعنمضؾؾىم م
فلمػا أصػػبح ىػػذا الرجػػل وأىلػػو ومالػػو وعيالػػو وكلػػو هلل أصػػبح متحييػاً بيػػوؿ هللا وىذه لية أىل الفنا : ٖٔٙ – ٕٔٙ[ األنعاـ]،
وإف كنا نيوؿ وأان من اظتسلمني أدابً ألف أوؿ اظتسلمني سيدان إبراىيم وؿتػن خلفػو َب الصف.
عؼاممرصّٝماظؿؽؾقفم وَب ميػػاـ الفنػػا ىػػذا يوجػػد مأخػػذ هبخػػذه أانس كثػػريوف علػػى الصػػوفية قعلييػاً علػػى قوؿ بعضهم( :مإغىمرصّٝمسـىماظؿؽؾقفم) وسنوضح ىذا األمر فيما يلى: ىل يوجد أحد يرفع عنو التكليف؟ ...نعم ! وماذا ييصد الصوفية برفع التكليف؟ يعنػػوف بػػذلك رفػػع اظتشػػية والتعػػب والعنػػا عػػن العبػػد َب أدا العبػػادات والتيػػرب
:الفناء
)125( :
ابلنوافل واليرابت فيصري يتلذذ ابلعبادة وال يشعر بثيل َب أدائها وال لتػ عند اليياـ هبا ظتا كتده من حبلوة اليرب فيها مع هللا .
مبلػل وال فتػور
ومػػن يسػػتطيع أف يصػػلى َب ليلػػة ألػػف ركعػػة إف مل يكػػن قلبػػو ؽتلػػو وجػػداً وحب ػاً هلل ؟ ألف النػػاس َب شػػهر رمضػػاف يصػػلوف الييػػاـ ذتػػاىن ركعػػات ومترجػػوف مسػػرعني فكيػػف يصلى ىذا ألف ركعة َب الليل؟! البد أنو يوجد َب قلبػو ػتبػة ولػذة ،وىػذه اللػذة ىػى الػىت ضػػيعت التعػػب والعنػػا واظتشػػية َب أدا الصػػبلة ،فهػػذا ىػػو الػػذى رفػػع التكليػػف ولػػي رفعها أبف يرتؾ الشػرع ،ولػو كػاف أحػد رفػع التكليػف عنػو ليربػو مػن هللا لكػاف أوىل بػذلك س ػػيدان رس ػػوؿ هللا لكن ػػو كػ ػاف أح ػػرص الن ػػاس عل ػػى أدا الص ػػبلة َب وقته ػػا ،وك ػػذلك الصػػوفية احملييػػوف أرتعػػوف ،فمػػن يفعػػل ىػػذا األمػػر ويػػرتؾ األوامػر الشػػرعية حبجػػة أنػػو رفػػع عنو التكليف فهو من األدعيا الدخبل على الصوفية. فهذا الرجل الذى اتب هللا عليو وصػار رجػبلً مػن رجػاالت اليػوـ وىػو الشػبلى والذى بلش من شدة حبو هلل أ م وصػفوه ابصتنػوف ووضػعوه ُب البيمارسػتاف وقػالوا عنػو أنػو أصيب لل َب عيلو ،وىو َب البيمارستاف كاف يفعل أحواالً غريبة فيػد ذىػب إليػو رتاعػة من إخوانو يزورونو فأبلغػو اضتػرس وقػالوا لػو أحبابػك أقػوا لزايرقػك فيػاؿ أيػن ىػم؟ فأشػاروا إليػػو ؿتػػوىم فأمسػػك ابضتجػػارة وأخػػذ ييػػذفهم هبػػا ففػػروا مسػػرعني فخػػاطبهم قػػائبلً :كيػػف قدعوف ػتبىت وال قصػربوف علػى ببلئػى؟ ٍب وضػح عتػم حيييػة األمػر وقػاؿ :ىكػذا ػتبػة هللا، كيف ق َّدعوف ػتبة هللا وال قصربوف على ببلئو؟! فهو يريد أف يعرفهم أف الذى يػدعى ػتبػة هللا البد أف يصرب على قضا هللا وأمر هللا وال يشتكى ألحد ،ىذا الرجل ظتا حضػرت وفاقػػو وكػػف لسػػانو عػػن الكػػبلـ أشػػار إلػػيهم أف يوضػ وه فنسػػى الػػذى يوضػ و ختليػل ضتيتػػو فأمسك بيده ووضػعها علػى ضتيتػو ليػذكره بتخليػل اللحيػة فتعجػب اضتاضػروف وقػالوا حػىت َب ىذه الساعة ال ينسى سنة من سنن الوضو . وىكذا فالصػوفية الصػادقوف ال يرتكػوف الشػريعة وال يتخلػوف عػن السػنة طرفػة عػني حىت يفارقوف اضتياة الدنيا ،وىم أكمل الناس قياماً ابلشػريعة ولػذلك جعلهػم هللا أئمػة أىل اضتييية.
:الفناء
)121( :
ماظؼّٕآنمروحمحقاةماظعارصنيم ٌاذامأغّٖلمآماظؼّٕآنمم اظّٔطّٕىمواظؿّٔطّٕمصىماظؼّٕآنم اإلعاممسؾىمإعاممبقانماظؼّٕآنم س ماظؼّٕآن اظّٕدولمواظؼّٕآن صائّٓةماٌوسظة ذػاءماظؼّٕآنمظؾصّٓور عّٕضاماظشكمواظشّٕكممممممممممأعّٕاضماظـػاق ذػاءماٌؤعـنيم غورماظؼّٕآن حاجةماٌلؾممظؾؼّٕآن
م
م
م
م م م م
]ّٗؼوغ57[
ماظؼّٕآنمروحمحقاةماظعارصنيم
م
٘ٚ[ يون ]
ٌاذامأغّٖلمآماظؼّٕآن؟م ألسػػباب كثػػرية وحكػػم غزيػػرة ال نسػػتطيع أف نلػػم هبػػا أو ؿتػػيه هبػػا َب ىػػذا اإلكتػػاز السريع ولكن حسبنا ما ذكره ربنا َب قلك اآلية{ :مضَِّٓمجَاء ِتؽُمم} ... -
أوالً {ممعٖوِسِظَةٌمعِّنمرٖبِّؽُمِم}
-
ٌمظؾْؿُ ِؤ ِعـِنيَم} اثلثاً {موَػُّّٓىموَرَحِؿَة خمل
-
ذػَاءمظخملؿَامصِيماظصُّٗٓورٔم} اثنياً {موَ ِ
إذاً كم وظيفة ىنا لليرلف؟ ثبلثة الوظيفة األوىل: أنو موعظة وإذا كانػت اظتوعظػة مػن هللا فهػى اظتوعظػة البليغػة الػىت ال شػك فيهػا وال مرية فيها وال يستطيع أحد أف يعرتض عليها أو ينتيدىا أل ا من العزيز اضتكيم . والوظيفة الثانية: أف ىػػذا اليػػرلف ىػػو الشػػفا وىػػو الصػػيدلية اإلعتيػػة الػػىت فيهػػا كػػل األشػػفية وكػػل األدويػػة ألم ػراض الصػػدور ،ولسػػت أع ػ أبم ػراض الصػػدور مػػا نعرفػػو ؽتػػا يصػػيب الصػػدر اضتسى كالسل الرئوى أو اإللتهاب السحائى أو غريه ،وإفتا أمػراض الصػدر ىػى األمػراض الىت قبعد أصحاهبا عن طريق النور واألمراض الىت حتجب اظترضػى هبػا عػن العمػل مبػا أنػزؿ
:القرآن روح حياة العارفني
)131( :
هللا ،وىذه أمراض موجودة َب كل زماف ومكاف
ٔ
فاإلنساف الذى ال لتب شتاع اليرلف ما السبب َب ذلك؟ ألنو مريض ،ومػا مرضػو؟ مػػرض َب صػػدره ،واإلنسػػاف الػػذى يفػػر مػػن غتػػال العلػػم كالصػػورة الػػىت صػػورىا العزيػػز اضتكيم ُب قولو: ٘ٔ-٘ٓ[ اظتدثر]
مثػػل اضتمػػار الوحشػػى الػػذى يفػػر مػػن أمػػاـ األسػػد حػػىت ال هبكلػػو ،ظتػػاذا؟ ظتػػرض َب صػػدره ،واإلنسػػاف الػػذى ال يسػػتطيع أف ييػػوـ لصػػبلة الفجػػر َب وقتهػػا ظتػػاذا؟ ألنػػو يوجػػد مػػرض َب صػػدره ،واإلنسػػاف الػػذى ال يسػػتطيع أف ينفػػذ أى جزئيػػة ولػػو قليلػػة مػػن شػػرع هللا إفتا ظترض َب صدره. والدوا والشفا َب كتاب هللا ولو أخذ الػدوا لػتم الشػفا ،والبػد مػن الشػفا ألف الػػدوا مػػن هللا وىػػو الػػذى يعػػرؼ الػػدا وجعػػل مػػن أجلػػو ىػػذا الػػدوا ليصػػبح اليلػػب كما قاؿ هللا: ٜٛ[ الشعرا ]
فذف صاحب ىذا اليلب ال يتخلف عن طاعة هللا َب نف
من أنفاسو:
بل يريد أف يكوف دائماً وأبداً مػع مػواله إمػا بلسػانو يػذكره أو يسػتغفره أو يشػكره أو يسػػبحو أو يتلػػو كتابػػو ،وإمػػا بسػػمعو يسػػمع العلمػػا أو يسػػتمع إىل اضتكمػػا أو يسػػتمع حىت إىل قػبلوة اليػرلف مػن اظتػذايع أو غػريه ،وإمػا بعينػو ينظػر َب اآلفػاؽ لػريى بػدائع قػدرة البديع اطتبلؽ : ٔٓٔ[ يون ]
ٔ كاف ىذا الدرس ببلدة أبو قرقاص ػتافظة اظتنيا ابظتسجد الكبري يوـ اصتمعة ٕٔ ٜٜٔٔ/ٕٔ/عيب صبلة اظتغرب
:القرآن روح حياة العارفني
)130( :
اظتهػػم أف يكػػوف دائم ػاً وأبػػداً َب طاعػػة مػػواله ألف اليلػػب السػػليم ال لتػػب أف يلتفت نفساً عن اليادر الرب الرحيم . والوظيفة الثالثة: {موػّٓىمورريةمظؾؿؤعـنيم} ونفسر ىذه اضتكػم علػى قػدران ال علػى قػدر كػبلـ ربنػػا ،فػػذف الكػػل يػػتكلم َب كتػػاب هللا ،واظتفسػػروف مػػن أوؿ رسػػوؿ هللا إىل عصػػران وإىل اية اضتياة الكل ييوؿ والكل يُ ػوؿ والكػل يفسػر والكػل يوضػح والكػل يشػرح ومػع ذلك ييوؿ فيد ورد َب األثر: {مؼأتىماظؼّٕآنمؼومماظؼقاعةمبؽّٕاًمملمؼػضّٚمبؽارتهمأحّٓم} 2م
يع ػ مل يسػػتطع أحػػد أف يصػػل إىل اظتع ػ األصػػلى الػػذى مػػن أجلػػو صػػاغ هللا ىػػذه الكلمػػات والعبػػارات ألف كػػبلـ هللا ال ايػػة ظتعنػػاه وال يسػػتطيع أحػػد أف لتػػيه بػػبعض معنػػاه إال إذا أفاض هللا عليو علماً لدنياً.
اظّٔطّٕىمواظؿّٔطّٕمصىماظؼّٕآنم فػػاليرلف كتػػاب موعظػػة ألنػػو ال يوجػػد كتػػاب اي إخػػواىن ذكػػر اإلنسػػاف ببدايتػػو و ايتػػو واعتػػدؼ مػػن وجػػوده َب ىػػذا الكػػوف إال كتػػاب هللا فيعرفو ما ىى بدايتو؟ وما ىى ايتو؟ وابلذى جا ىنا من أجلو حىت يسػارع اإلنسػاف إىل الرزتن . إذا عرؼ بدايتو كما وضحها هللا َ ب كبلمو ،وعرؼ ايتػو كمػا بينهػا هللا َ ب قرلنػػو ،وعػػرؼ ظتػػاذا خليػػو هللا َ ب ىػػذه اضتيػػاة؟ سػػيفهم اظتغػػزى الكبػػري واظتع ػ الكبػػري الػػذى مػػن أجلػػو جػػا ىػذا الكتػػاب مػػن العلػػى الكبػػري حػػىت يوقظػػو مػػن نومػػة الغفلػػة وحػػىت يوقظو من رقدة اصتهالة وحىت يذكره مبا قدره اظتوىل لو َب األزؿ. 2رواه ابن حياف
:القرآن روح حياة العارفني
)131( :
فذذا عرؼ اإلنساف علم البد وعلم اظتعاد واضتكمػة مػن خلػق اإلنسػاف ال يسػتطيع شػػيطاف أف يسػػتوىل عليػػو وال يسػػتطيع شػػئ مػػن زىػرات اضتيػػاة الػػدنيا أف يلهيػػو ألنػػو عػػرؼ اضتييية الغائبة الىت ال قوجد إال َب كتاب هللا . م ػػن ال ػػذى يس ػػتطيع أف ي ػػتكلم ع ػػن عل ػػم الب ػػد ؟ مل ي ػػره أح ػػد ومل يعرف ػػو أح ػػد وال يستطيع أحد أف يتكلم عنو إال من اليرلف وابليرلف. من الذى يستطيع أف يتكلم كما شتعنا عن الواقعة؟ وكيف سيحا هللا اإلنساف بعد موقو؟ وكيف لتاسبو؟ وكيف نتر على الصراط؟ من الذى يستطيع أف يتكلم إال من كتاب هللا ؟ مػػن الػػذى يػػتكلم عػػن النعػػيم الػػذى أعػػده هللا لعبػػاده الصػػاضتني وعػػن اصتحػػيم الػػذى أعده للعصاة واظتذنبني؟ إال الذى قرأ كلمات العزيز الرحيم وقدبرىا وفيهها !! ،ىذا ىػو الػذى يسػتطيع أف يتكلم عن ىذه األحواؿ ،وىذه غري موجودة إال َب كتاب هللا . وى ػػذا اي إخ ػػواىن ال ػػذى م ػػن أجل ػػو أم ػػران هللا أف نك ػػرر ونتل ػػو كت ػػاب هللا لان اللي ػػل وأطراؼ النهػار ألف ىػذه األحػداث أيػن ؾتػدىا؟ فالصػحف واجملػبلت أتقػى أبحػداث اليػوـ فيػػه لكنهػػا ال قسػػتطيع أف أتقػػى أبحػػداث اليػػرف اليػػادـ وال أحػػداث السػػاعة وال أحػػداث الييامة ،لكن اليرلف {مصقهمغؾأمعامضؾؾؽمموخ معامبعّٓطمموحؽممعامبقـؽمم}م
فيو كل ىذه األشيا حىت كاف الرجل مػن الصػاضتني يػذىب إليػو اظتريػدوف يسػألونو عما حدث َب العامل اليػوـ فييػوؿ انتظػروا حػىت أقػرأ كتػاب هللا فييػرأ كتػاب هللا وبعػدما
:القرآن روح حياة العارفني
)132( :
ينتهى من التبلوة ييوؿ حدث َب بلدة كذا كذا وحدث ُب دولة كذا كذا ،من أنبػأؾ ىػذا، ييوؿ: ٖ[ التحرمي] ٜٗ[ الكهف]
حىت قاؿ اإلماـ على وكرـ هللا وجهو: {مظومضاعمعـىمسؼالمبعريمظوجّٓتهمصىمطؿابمآمم}م
فبل لتضر ميكروفوف يدور َب الشوارع أو منادايً ينادى أو يبلش األمن والشرطة، ماذا يفعل؟ ييرأ كتاب هللا فيهتدى إىل اظتكاف الذى سيه فيو ىذا الشئ الذى يبحث عنو هبداية هللا .
اإلعاممسؾىمإعاممبقانماظؼّٕآنم فػػاليرلف الكػػرمي حيػػاة اليلػػوب ونػػور النف ػوس وإمػػاـ اظتتيػػني واظتائػػدة العظمػػى الػػىت يتنزؿ فيها العلم واطتري واللطف واليرب من هللا لعباده اظتيربني. واظتيربوف إفتا قرهبم من معاىن اليرلف الىت يكاشفهم هبا حضرة اضتناف اظتناف. واألوليا ىم الذين والوا اليرلف فعملوا ابألوامػر الػىت طلبهػا مػنهم صػاحب اليػرلف ،واضتكم ػػا ى ػػم ال ػػذين عمل ػػوا ص ػػوص اضتكم ػػة اليرلني ػػة ف ػػأكرمهم هللا ابلعل ػػوـ الوىبية الىت ادخرىا ظتن عمل آبايت الذكر اضتكيم. وأىل اطتصوصية ىم الذين خصوا ابلفضل العظيم والكرـ العميم الػذى ادخػره هللا لعباده اظتؤمنني فيما بني لايت كتاب هللا. وأفضل أىل اطتصوصية على اإلطبلؽ اإلماـ على وكرـ هللا وجهو.
:القرآن روح حياة العارفني
)133( :
وفضلو جا من ماذا؟ من معاملتو هلل مع كتاب هللا حىت بلش بو األمر أف كاف ييوؿ: م{مظومضاعمعـىمسؼالمبعريمظوجّٓتهمصىمطؿابمآم}مم
وسػػر خصوصػػيتو كشػػفو لبيػػاف هللا بيػػاانً قسػػجد لػػو العيػػوؿ وختضػػع لػػو اليلػػوب وقنح لو اصتباه ألنو بياف يرقضيو اإلنساف صاَب اليلػب طػاىر اللػب عنػد شتاعػو منػو وأرضاه وكاف ييوؿ: {مظومصلّٕتمصاهةماظؽؿابممبامأسؾممظوضّٕمتمعـفامدؾعنيمبعرياًم}م
أى لػػو فسػػر الفاحتػػة مبػػا فػػتح هللا عليػػو والكتبػػة يكتبػػوف كػػم مػػن اظتيػػدار يكتبػػوف؟ يكتبػػوف مػػا لتمػػل سػػبعني رت ػبلً مػػن الكتػػب َب قفسػػري فاحتػػة الكتػػاب ،ى ػذا ىػػو كتػػاب هللا وىذا ىو إماـ الصوفية مع كتاب هللا . فػػاليرلف فيػػو اظتوعظػػة البليغػػة ،واظتػػواع كثػػرية ،فيػػو موعظػػة مػػن علػػم البػػد بدايػػة اإلنسػػاف سػػوا بدايتػػو النورانيػػة أو بدايتػػو الطينيػػة ألنػػو لػػو بػػدايتاف بدايػػة األرواح وبدايػػة األجساـ ،أو علم اظتيعاد بتفصيبلقو سوا علم اظتوت ... ومن مل كتد واعظاً فاظتوت يكفيو ...فيد قاؿ :
{مطػىمباٌوتمواسظاًم}1م
فلػػم يسػػتطيع أحػػد أبػػداً أف يشػػخى اظتػػوت ال مػػن العلمػػا وال مػػن األطبػػا كمػػا شخصػػو كتػػاب السػػما الػػذى أنزلػػو هللا علػػى سػػيد األنبيػػا أو اضتيػػاة األخػػرى حيػػاة الربزخ الىت سيعيش فيها اإلنساف ليوـ الدين ،أين قفصيبلهتا؟ َب كتػػاب هللا فيػػه ،أو اضتيػػاة اآلخػػرة مػػن البعػػث واضتسػػاب والنشػػور إىل اطتلػػود َب جنة يدوـ نعيمها أو انر ال ينفك عذاهبا ...ىذه مواع . ٖ رواه الطربام والبيهيى واليضاعى والعسكرى عن عمار بن ايسر
:القرآن روح حياة العارفني
)134( :
س ماظؼّٕآنم قوجد مواع أخرى وىى ِع َرب من الذى حدث لؤلمم السابية ،كالذى حدث ألمػة نوح والذى حدث ألمة ىود والذى حدث ألمة صاّب والذى حػدث ألمػة شػعيب والػذى حدث ألمة لوط والذى حدث ألمة موسى ،ظتاذا ذكرىا ربنا؟ ٔٔٔ[ يوسف]
عػػربة لنػػا حػػىت نعتػػرب ،ال لنيرأىػػا علػػى أ ػػا قصػػى فيػػه ،حػػىت اليصػػة الػػىت لت ػب اليرا قرا هتا لنا قصة سيدان يوسف ،لتبوف دائما قرا هتػا واإلطالػة فيهػا ،وىػى فيهػا عرب لػو كشػف عنهػا الغطػا لظػل اإلنسػاف مػن وقتػو إىل أف يليػى هللا سػاجداً هلل علػى مػػا أعطػػاه ،ففيهػػا عػػرب كثػػرية جػػداً ،وىػػذه مػػواع موجػػودة َب كتػػاب هللا اظتفػػروض أف نيرأىا.
اظّٕدولمواظؼّٕآنم فالرسوؿ وىػو الػذى أنػزؿ عليػو الكتػاب والػذى اقعػ وانزجػر وقػد غفػر هللا لػو ما قيدـ من ذنبو وما أتخػر ،عنػدما قػرأ سػورة واحػدة مػن ىػذه اظتػواع ولػي اليػرلف كلػو وقرأ بعدىا عدة سور قصار قاؿ{ :مذقؾؿـىمػودموأخواتفام} 4م كيف شيبتو؟ كاف شعره شديد السواد وعندما قرأ سورة ىػود وأخواهتػا وىػى قبػارؾ اظتلػك ،وإذا الشػػم كػػورت ،وإذا السػػما انفطػػرت ،وىػػن البلئػػى ييػػوؿ فػػيهن رسػػوؿ هللا {:معنمأرادمأنمؼّٕىماظؼقاعةمرأىماظعنيمصؾقؼّٕأمإذاماظشؿّٗمطـورتموإذاماظلـؿاءم
اغػطّٕت}
5
فالذى يرغب أف يرى فيلم الييامة أماـ عينو دائماً َب الفيديو ييػرأ ىػاقني السػورقني ٗ :ابن مردويو عن أىب بكر ٘ أزتد والرتمذى وحسنو والطرباىن واضتاكم وأبو نعيم َب اضتلية عن ابن عمر
:القرآن روح حياة العارفني
)135( :
إذا الشػ ػ ػػم كػ ػ ػػورت وإذا الس ػ ػ ػما انفطػ ػ ػػرت ألف فيهمػ ػ ػػا مشػ ػ ػػاىد الييامػ ػ ػػة ابلضػ ػ ػػبه وابلتفصيل ،.فلما قرأ ىذه السور شاب شػعر رأسػو وأحصػوا لػو سػبع عشػرة شػعرة بيضػا َب ميدمة رأسو من اطتوؼ مػن هللا ومػن اطتشػية مػن هللا ومػن الرىبػة مػن ميػاـ هللا ظتا قرأ ىذه السور العظيمة ،ظتاذا؟ السػػورة األوىل :سػػورة ىػػود قػػتكلم وحتكػػى ع ػن األنبيػػا السػػابيني وكػػل مػػا ينتهػػى رتاعة هبقى التيرير من رب العاظتني: ٙٓ[ ىود]
ضتظة ما يسمع ذكر البعد يشيب الشعر: ٙٛ[ ىود]
أيض ػاً يسػػمع ذكػػر البعػػد يشػػيب الشػػعرَ ،ب النهايػػة قػػاؿ لػػو :ال قكػػن مثػػل ىػػؤال اليوـ ،قاؿ ماذا أفعل؟ قاؿ: ٕٔٔ[ ىود]
أى سػػر مسػػتييماً ،وإذا كػػاف ييػػوؿ لرسػػوؿ هللا سػػر مسػػتييماً فػػنحن أيػػن نػػذىب؟ رسػػوؿ هللا بذاقػػو الػػذى مل يتحػػوؿ ومل يتغػػري عػػن هللا طرفػػة عػػني ييػػوؿ لػػو { :اسػػتيم } أان وحػػدي؟ قػػاؿ :ال ،أوصػػهم ابإلسػػتيامة ،معناىػػا أ ػػم إف مل يسػػتييموا فيد رأيت ما حدث لؤلقواـ الذين قبلهم من البعد. فلما ييرأ ىذه اليصى ينتبو عتذه اظتواع الغاليػة ويعلمنػا كيػف ننتبػو إليهػا حػىت ال نيع فيما وقعت فيو األمم السابية: م
خو مبعّٓىمصىماظؼـّٕبمغـارمجققؿـىمم
م
ذـــــقبماظـــــّٕأسمدـــــّٕهمأسقـــــاغىم
وإذا كػػاف اظتػػؤمن مػػع هللا ويسػػمع مػػا حػػدث لعبػػاد هللا الػػذين أبعػػدىم هللا فيخػػاؼ، ظتاذا؟ ألف هللا:
:القرآن روح حياة العارفني
)131( :
ٕٖ[ األنبيا ]
صائّٓةماٌوسظةم ى ػػذه ى ػػى اظتوعظ ػػة ،فاظتوعظ ػػة فائ ػػدهتا هع ػػل اإلنس ػػاف مت ػػاؼ مػ ػن هللا ويراق ػػب هللا ومتشاه وينتهى عن اظتعاصى الىت حرمهػا هللا وييبػل علػى الصػاضتات الػىت فرضػها هللا ، ىذه ىى فائدة اظتوعظة. لكنػػِن أق ػرأ َب الكتػػاب كػػل يػػوـ وكػػل وقػػت وكػػل حػػني وال يوجػػد مػػانع بعػػد ق ػرا ة الكتاب أف أنصب على إنساف أو أغشو وىذا ال ينفع ألف الكتاب قرا قػو قػورث اطتشػية من هللا ،ىذه ىى اليرا ة الىت فيهػا اظتوعظػة ،ىػذه موعظػة علمهػا لنػا رسػوؿ هللا نػتع هبػػا إذا ق ػرأان كتػػاب هللا وق ػرأان مػػا حػػدث لؤلمػػم السػػابية مػػع أنبيػػا هللا ورسػػل هللا علػػيهم صلوات هللا وسبلمو أرتعني. وما اليسم الثاىن الذى شيب رسوؿ هللا؟ ذكر الييامة الىت قاؿ فيها: {معنمأرادمأنمؼّٕىماظؼقاعةمرأىماظعنيمصؾقؼّٕأمإذاماظشؿّٗمطورتم وإذاماظلؿاءماغػطّٕت} م
فلمػػا يتػػذكر اإلنسػػاف الييامػػة ويتػػذكر يػػوـ اضتسػػاب و أف كػػل شػػئ فعلػػو َب دنيػػاه بلسػػانو أو بيػػده أو بعينػػو أو أبذنػػو أو برجلػػو سيحاسػػبو هللا عليػػو يػػوـ الػػدين ىنػػا سػػيحدث عنده خوؼ من هللا وخشية من هللا . ىذه بعض أنواع اظتواع الىت كشفها لنا ربنػا َ ب كتابػو العزيػز ،إذاً ؿتػن نسػتفيد أننا عندما نيرأ اليػرلف وحػىت نػتع ابليػرلف نيػرأ قصػى السػابيني ونػرى مػاذا حػدث عتػم، ونرى ما يستوجب غضب هللا عليهم فنبتعد عنو. مل غضب ربنا على قوـ لوط؟ لفعلهم اللواط فنبتعد عػن اللػواط ،ظتػاذا غضػب هللا علػى قػوـ شػعيب؟ أل ػم كػانوا
:القرآن روح حياة العارفني
)131( :
ال يوفوف الكيل وال اظتيزاف فنوَب ؿتن الكيػل واظتيػزاف ،ظتػاذا غضػب هللا علػى قػوـ موسػى؟ أل م كانوا لتبوف الدنيا ويؤثرو ا علػى حػب اظتػوىل ،ومػن أجػل ىػذا يريػدوف أف يسػري الدين على ىواىم وال يسػريوف علػى ػج الػدين ،أىػم شػئ عنػدىم الػدنيا فيجػدوف رتاعػة يعبدوف أصناماً فييولوف: ٖٔٛ[ األعراؼ]
يكػػرمهم ربنػػا ويػػؤكلهم ويشػػرهبم وكتعلهػػم مثػػل الػػذى َب اصتنػػة ،سػػائروف والسػػحاب يظلهػػم مػػن ح ػرارة الشػػم واألكػػل ينػػزؿ عتػػم مشػػوايً جػػاىزاً ،ضتػػم السػػماف مشػػوايً جػػاىزاً ومعو صنف من اضتلوى كأصناؼ اضتلوى الىت ابصتنة ومعهػم دائمػاً اظتػا كلمػا عطشػوا اثنػا عشر صنبوراً الث عشر عائلػة كػل عائلػة قشػرب حػىت قرقػوى إىل مػا شػا هللا ومػع ىػذا مل يرضػػوا عػػن هللا وييولػػوف نريػػد أف نػػذىب إىل مصػػر لنأكػػل عدسػاً وبصػبلً وثومػاً وىػػذا طعاـ أرضى ،أل م لثروا الػدنيا علػى قعػاليم هللا وعلػى أحكػاـ هللا فنػزؿ علػيهم غضػب هللا ،وكلم ػػا أرس ػػل هللا إل ػػيهم م ػػن يعظه ػػم يك ػػذبوه وأحي ػػاانً يلعن ػػوه وأحي ػػاانً ييتل ػػوه م ػػاذا قريدوف؟ ٜٚ[ األعراؼ]
فبل نيع ؿتن َب ىذا اطتطأ. فاإلنساف حينما ييرأ قصى األنبيا ييرأىا ليػتع ويعتػرب ويػرى األخطػا الػىت وقػع فيهػا قػػومهم فيجنػػب نفسػػو ىػذه األخطػػا فػػبل يتعػػرض للعيػوابت الػػىت أصػػدرىا علػػيهم هللا وجعلهػػا قواعػػد اثبتػػة إىل يػػوـ الػػدين ،وظتػػا ييػرأ لايت الييامػػة يتخيػػل ويستحضػػر منظػػر الييامػػة ويعػػيش فيهػػا ويتػػذكر أنػػو سيسػػافر مػػن ىنػػا إف لج ػبلً أو عػػاجبلً وعنػػدما يسػػافر سيدخل إىل مسػرح الييامػة فػوراً ،فالبوابػة الػىت ىػي الػربزخ نتكػث فيهػا إىل مػا شػا هللا إىل أف يتحػػوؿ إىل أرض احملشػػر إف شػػا هللا ويستحضػػر مػػا الػػذي فيهػػا؟ ومػػا شػػكلها؟ فلمػػا يستحضػػر ىػػذه األشػػيا متشػػى هللا ... ىػػذه اي إخػػواىن اظتوعظػػة الػػىت جػػا ت لنػػا َب كتاب هللا .
:القرآن روح حياة العارفني
)139( :
ذػاءماظؼّٕآنمظؾصّٓورم م م م م ننتيل إىل الناحية األخرى ... :م
اليػػرلف ىػػو الشػػفا ومل ييػػل دوا ألنػػو لػػو قػػاؿ دوا فالػػدوا مػػن اصتػػائز أف يشػػفى ومن اصتائز أف يزيد اظترض !! فػػذذا كنػػت مريضػاً وذىبػػت إىل الطبيػػب وأعطػػاىن عبلجػاً أحيػػاانً أشػػفى وأحيػػاانً يزيػػد اظتػػرض بعػػد العػػبلج ،لكػػن ىنػػا الشػػفا فػػوراً ولػػي لػػو أعػراض جانبيػػة وال لاثر جانبيػػة ألف الذى وضع قذكرة الشفا رب الربيػة ،وشػفا ظتػاذا؟ قػاؿ :سػوا صػػدور الكػػافرين أو صػػدور اظتنػػافيني أو صػػدور اظتػػؤمنني ،فكػػل رتاعػػة عتػػم أم ػراض وعتػػم أعراض ختتلف عن اآلخرين.
عّٕضاماظشكمواظشّٕكم فالكػػافر مػػا الػػذي نتنعػػو مػػن اإلنت ػاف ابهلل واإلقبػػاؿ علػػى كتػػاب هللا؟ مػػرض الشػػرؾ الػػذى عنػػده ،فهػػو مػػرض ،فلػػو شػػفى مػػن مػػرض الشػػرؾ الػػذى عنػػده يسػػلم َب اضتػػاؿ ،أو مرض الشك ،يشك َب وجود هللا أو يشػك َب يػوـ الييامػة أو يشػك َب ىػؤال األنبيػا أو يشك َب كبلـ هللا ،فالذى نتنعو من اإلنتاف إما الشرؾ أو الشك. ما الذى يعاِب ىذين اظترضني؟ ال يوجد إال كتػاب هللا ،كيػف؟ اضتجػج اظتنطييػة ال ػػىت في ػػو ،واألدل ػػة العلمي ػػة ال ػػىت في ػػو ل ػػو درس ػػناىا كم ػػا لت ػػدث اآلف م ػػن اظتنص ػػفني م ػػن اظتستش ػػرقني أو األوربي ػػني وغ ػػريىم ،فعن ػػدما ي ػػدرس أح ػػدىم لايت الي ػػرلف وي ػػرى اضتج ػػج الدالة على وحدانية هللا بدوف ىوى ويدرسػها جملػرد الدراسػة ييػوؿ ىػذا الكتػاب كتػاب هللا وهللا لي فيو وال عنده شرؾ ألنو الواحػد األحػد الفػرد الصػمد الػذى مل يلػد ومل يولػد ومل يكن لو كفواً أحد. إذاً ال يوجد عبلج لدا الشرؾ أو ظترض الشك إال االطػبلع علػى لايت هللا والػىت
:القرآن روح حياة العارفني
)141( :
ق ػػتكلم ع ػػن اضتج ػػج واألدل ػػة ال ػػىت يس ػػوقها هللا لعب ػػاد هللا غ ػػري اظتس ػػلمني ليي ػػنعهم ابضتج ػػة والربىاف على وحدانية هللا وعلى وجود الدار اآلخػرة وعلػى وجػود اصتنػة وعلػى وجػود النار ،وىذه حجج كثرية وأشيا كثرية ال نستطيع أف نذكرىا ُب ىذا اظتختصر. والعلم أيضاً قيدـ ،فكلما قيدـ العلم كتدوف كل الذى وصلوا إليو وظنوا أنو الغايػة موجوداً َب ىذا الكتاب الذى نزؿ منػذ أربعػة عشػر قػرانً ،واللفػ الػذى ذكػره الكتػاب ال يسػػتطيعوف أف يطػػوروه أو يغػػريوه أو لترفػػوه فهػػو اللفػ اظتوافػػق ألحػػدث مػػا وصػػلت إليػػو األجهػػزة العلميػػة اضتديثػػة ،فهػػذا دليػػل علػػى إعجػػاز ىػػذا الكػػبلـ حػػىت يهتػػدوا إىل معرفػػة اظتلك العبلـ ،فبل قوجد أدلة هذهبم إىل هللا إال ىذه األدلة. فلذلك إخواننا الذين هبقوف ابألدلة الفلسفية أو األدلة العيبلنية كل ىذا ال ينطلػى عل ػػيهم ،لك ػػن األدل ػػة اليرلني ػػة إذا اسػ ػتخدمها اإلنس ػػاف حبص ػػافة وحبكم ػػة هت ػػدى الك ػػافر والنافر إىل هللا ألنو ىو أعلم بعباده ويعلم الطريية الػىت متػرج هبػا عبػادة مػن الظلمػات إىل النور ،وعلمها للرسوؿ وعلمها للعلما العاملني السائرين على منهج الرسوؿ .
أعّٕاضماظـػاقم واصتماعػػة أىػػل النفػػاؽ الػػذين مل يرسػػخ اإلنتػػاف َب قلػػوهبم مػػؤمنني صػػحيح ابللس ػاف لكن العييدة غري اثبتة َب اليلب واصتناف !! ولػذلك هػدىم يتبػدلوف ويتغػريوف فييولػوف صػػحيح ؿتػن مؤمنػوف لكػن اليػرلف لػػي لو شأف ابظتدارس أو اإلقتصاد أو اضتياة العملية أو الرتبية!! ىذا ألف اإلنتاف مل يرسخ َب قلوهبم واليرلف كما ييولوف للتبلوة والعبادة واظتسػاجد فيػػه!! مػػن قػػاؿ ىػػذا الكػػبلـ؟ إنػػو كتػػاب اضتيػػاة األوؿ ،مػػا الػػذى أقػػى عتػػم هبػػذه األشػػيا ؟ مرض اعتواج ومرض الوساوس ،مرض اعتواج النفسانية ،فالنف مل قستضئ بنػور هللا فعيشػػهتا كالػػذى يعػػيش َب ضػػباب أو الػػذى يعػػيش َب ظػػبلـ ،فػػبل قػػرى نػػور هللا اظتنبػػث َب كتاب هللا ،وىذه اعتواج وىى اطتػواطر الػىت دتليهػا الػنف علػى اإلنسػاف فتشػككو
:القرآن روح حياة العارفني
)140( :
َب التعليمػػات واألوامػػر الػػىت ينزعتػػا هللا فتجػػده يريػػد أف يعػػدؿ علػػى هللا ،وىػػو أعلػػم مبصػػاّب العبػػاد وىػػو أعلػػم بيػػدرات العبػػاد ألنػػو ىػػو الػػذى خليهػػم وىػػو الػػذى يتػػوىل رتيػػع أمورىم ،فيحاوؿ أف لتكم عيلو َب أحكاـ هللا. أيضاً مرض الوساوس وربنا ييوؿ فيو :
ٖٙ[ الزخرؼ] ،ماذا يفعل عتم الشيطاف؟ ..
[ ٖٚالزخرؼ]
فيتهاوف بعض الشئ عن الفػرائض الػىت فرضػها هللا فيمسػكو الشػيطاف ويلػتيم قلبػو ويوسوس لو ،ماذا اي فبلف؟ أان أفضل من الػذى يصػلى ألنػِن قلػا نظيػف ولػي بػو حيػد م م م ألحد والذى يصلى يعمػل كػذا ،فهػو يريػد أف هبقػى لػو حبجػج :م
م م مم[332ماِّغعـــام] ، م مم م م م م م م م
حجػػج ليثبتػػو َب الغػػى والضػػبلؿ الػػذى ىػػو فيػػو ،أو الوسػػاوس الشػػيطانية الػػىت نتليهػػا عليػػو شيطانو الذى أمسك بتبلبيبو لغفلتو عن طاعة هللا وعن ذكر هللا . ما الذى يعاِب ىؤال اظتنافيني؟ ال يوجد إال كتاب هللا وإال كلمات هللا وإال نػور هللا الذي نزؿ على سيدان رسوؿ هللا .
ذػاءماٌؤعـنيم واظتؤمنػػوف الػػذين ىػػم مثلنػػا مػػن أى شػػئ يشػػفيهم اليػػرلف؟ مػػن اعتػػم ومػػن الغػػم ،فػػذذا كػػاف عنػػده شػػئ مػػن اعتمػػوـ وجل ػ بػػني يػػدى هللا واسػػتفتح بكتػػاب هللا أزاح هللا عنػػو اعتػػم والغم َب ضتظة سوا كاف ىذا اعتػم بسػبب ضػيق َب الػرزؽ أو بسػبب قصػور َب األوالد أو بسبب عدـ قوفيق َب العمل أو بسبب عدـ وفاؽ مػع اصتػرياف أو أى سػبب مػن األسػباب يسبب للمؤمن اعتم والغم. من الذى يزيل ىذا اعتم وىذا الغم اي إخواىن؟ ..كتاب هللا !
:القرآن روح حياة العارفني
)141( :
ىػػو الػػذى يشػػفى صػػدور اظتػػؤمنني مػػن ك ػل ىػذه األشػػيا وكتعلهػػم يعتمػػدوف َب كػػل أحواعتم وَب كل أعماعتم وَب كل أمورىم على هللا .
غورماظؼّٕآنم فػػاليرلف الكػػرمي أنزلػػو هللا موعظػػة مػػن هللا لنػػا ،وىػػذه اظتوعظػػة قػػتم إذا قػرأان اآلايت الىت فيها بعض قصى األنبيا السػابيني مػع أؽتهػم ونتػدبر أحػواعتم فننػأى أبنفسػنا عػػن األعمػػاؿ الػػىت عملوىػػا والػػىت اسػػتوجبوا هبػػا غضػػب هللا حػػىت ال لتيػػق بنػػا وال ينػػزؿ بنػػا مػػا نػػزؿ هبػػم ،وموعظػػة بػػتبلوة اآلايت الػػىت قتحػػدث عػػن ايػػة اإلنسػػاف و ايػػة الزمػػاف واظتكاف وليا اصتميع للحناف اظتناف يوـ كتمع هللا النػاس ليػوـ ال ريػب فيػوٍ ،ب ذكػر النعػيم األبدى والعذاب السرمدى الذي جهزه هللا ظتن أطاعو أو عصاه. ٍب ىو شفا صتميع الصدور:
يشػػفى صػػدور الكػػافرين مػػن الكفػػر واإلضتػػاد والضػػبلؿ إىل نػػور اإلنتػػاف وإىل نػػورالتوحيد وإىل نور معرفة هللا . ويشػػفى صػػدور اظتنػػافيني مػػن ىواجسػػهم النفسػػانية ووساوسػػهم الشػػيطانية الػػِتهعله ػػم يف ػػرتوف عل ػػى هللا الك ػػذب ويري ػػدوف أف لترف ػػوا الكل ػػم ع ػػن مواض ػػعو ويريػ ػػدوف أف يغػ ػػريوا ويبػ ػػدلوا قواعػ ػػد أحكػ ػػاـ ديػ ػػن هللا وفػ ػػق أىػ ػػوائهم وعيػ ػػوعتم الكاسدة. وىػػذا الكتػػاب أيض ػاً اي إخػػواىن ىػػدى ورزتػػة للمػػؤمنني ،ىدايػػة للمػػؤمنني ورزتػػةللمؤمنني ،ىداية مبا فيو مػن لايت هتػدى إىل الصػراط اظتسػتييم ورزتػة مبػا فيػو مػن األعمػػاؿ واليػػرابت الػػىت قنجػػى اإلنسػػاف مػػن العػػذاب األلػػيم ،فػػذذا اقبػػع اإلنسػػاف ىدى اليرلف َب حياقو وَب بيتػو وَب سػريه وَب عملػو وَب معامبلقػو وَب زواجػو وَب كػػل أمػػر مػػن أمػػور حياقػػو اىتػػدى إىل الطريػػق اظتسػػتييم وكػػاف مػػن الػػذين أنعػػم هللا علػػيهم مػػن النبيػػني والصػػدييني والشػػهدا والصػػاضتني وحسػػن أول ػػك رفيي ػاً ،وإذا
:القرآن روح حياة العارفني
)142( :
عمػػل اإلنسػػاف ابألعمػػاؿ الػػىت أمػػران هبػػا اليػػرلف ومػػا أكث ػر مػػا ذكػػر اليػػرلف مػػن أعماؿ سوا َب جانب العبػادات أو َب جانػب اظتعػامبلت أو َب جانػب األخػبلؽ الصاضتات فذف هللا بسبب ىذه األعماؿ ينجيو من العذاب األليم.
حاجةماٌلؾممظؾؼّٕآنم إذاً اليػػرلف كتػػب أف يكػػوف دسػػتور اظتسػػلم َب حياقػػو كلهػػا ،مػػن قيامػػو مػػن نومػػو إىل نومو كتب أف يكوف اثبتاً على منواؿ اليرلف ،نتشى ابليرلف ولتيػا ابليػرلف وهبكػل ابليػرلف ويشػػرب ابليػػرلف وينػػاـ مػػع زوجتػػو ابليػػرلف ويرعػػى أوالده ابليػػرلف ويعامػػل جريانػػو وأقاربػػو ابليرلف وييوؿ كما قاؿ النا الكرمي الذى ذكره هللا َب اليرلف: ٖٔٙ-ٕٔٙ[ األنعاـ]
وأتداب مػػع ىػػذا النػػا نيػػوؿ :وأان مػػن اظتسػػلمني ،ف ػذذا دخلن ػا َب عػػداد اظتسػػلمني فاضتمد هلل والفضل هلل على ىذا ،فماداـ األمر كذلك فكػل واحػد ييصػر مػع اليػرلف سيتعرض إىل غضب اضتى الييوـ:
[ٖٓ الفرقاف]
ؿتػػن مل جػػر قبلوقػػة ،فػػنحن واضتمػػد هللا عنػػدان الش ػرائه قشػػتغل ليػػل ػػار وقوجػػد إذاعة ؼتصوصة لليرلف الكرمي ،واضتمد هللا اظتصاحف عندان لي عتا عد!! فماذا ىجران؟ ىجران العمل بو! الي ػرا ة كثػػري والسػػماع كثػػري ،ولكػػن أيػػن العمػػل بكػػبلـ هللا ؟ ىػػذا ىػػو اظتهػػم، فنحن ػتتاجني إىل العمل بكتاب هللا ،ورسػوؿ هللا قػاؿ الصػحابو َب ذات يػوـ ( :أنػتم َب زم ػػن قلي ػػل خطب ػػا ه كث ػػري عمال ػػو – ف ػػاظتتكلموف قلي ػػل وال ػػذين يعمل ػػوف كث ػػري – قلي ػػل
:القرآن روح حياة العارفني
)143( :
سائلوه كثري معطوه ،العمل فيو خري مػن العلػم ،وسػيأقى علػى النػاس زمػاف كثػري خطبػا ه قليل فيهػاوه ،كثػري سػائلوه قليػل معطػوه ،العلػم فيػو خػري مػن العمػل ي رواه الطػرباىن مػن حديث حزاـ بن حكيم عن عمو فنحن اآلف ؿتتاج للعلم: وحىت نعمل ال بد أف نتعلم. والعمل الػذى ال يبػ علػى أسػاس العلػم قػد يكػوف صػاحبو يتعبػد إىل هللا علػى جهل وىو ال يدرى!! وقد يكوف يعمل شي اً منكراً ومغضباً هلل وىو ال يدرى!! فبل بد للعمل من األساس وىو العلم أوالً. حىت أننا اآلف نريػد أف نبػ كػل عمػل علػى أسػاس العلػم ،فالػذى سػيب بيتػو نيػوؿ لو البد من مهندس متطه ويرسم وىذا ؽتا ورد َب األثر عن اإلماـ الشافعى : (معنمأردماظّٓغقامصعؾقهمباظعؾمموعنمأرادماآلخّٕةمصعؾقهمباظعؾمموعنمأرادػؿامععام صعؾقهمباظعؾممصإغهمحيؿاجمإظقهمصىمطلمعـفؿا) م
ما ىذا العلم الذى مل نعد نسمعو اآلف؟ ؿت ػػن نتص ػػفح الص ػػحف ك ػػل ي ػػوـ ،فنيػ ػرأ ص ػػفحة األخب ػػار عل ػػى اظتاش ػػى وص ػػفحة التليفزيػػوف ؿتفظهػا وصػػفحة الرايضػػة ؾتودىػػا وصػػفحة األحػػداث واضتػػوادث ضػػمها ،أيػػن صفحة كتاب هللا؟ أان أريد صفحة مثل ىذه الصفحات كل يػوـ ،أىػى كثػرية علينػا أف نيػرأ صفحة كل يوـ؟ إذا مل نيرأه َب الدنيا فمىت نيرأه؟! أنيرأ إذا خرجنا من ىنا؟! ومػاذا نيػوؿ هلل عن ػ ػػدما يي ػ ػػوؿ :وم ػ ػػا اضتج ػ ػػة ال ػ ػػىت جهزهتػػا هلل حػػىت هيػػب علػػى ىػػذا الكػػبلـ؟ ىػػل سػػتيوؿٔٔ[ : الفتح]
:القرآن روح حياة العارفني
)144( :
ييوؿ لك :مالك وىذا األمر ،وظتاذا شغلت نفسك هبم؟ فأان قلت لك أوالً:
ولي
لك شأف أبمر الرزؽ:
ٖٕٔ[ طو]
قشغل نفسك أبمر الغبل والواب وىذا الكبلـ ولي
لك شأف هبذا األمر!!
فيد ذىبوا إىل السيدة رابعة العدوية رضى هللا عنها وأرضاىا وقالوا عتا: ليد ارقفػع السػعر جػداً واضتبػوب ال يسػتطيع أحػد أف يشػرتيها مػن ارقفػاع األسػعار، قالت :وعزة رىب لو صارت اضتبة دينار ما اىتممت ،ظتاذا؟ قالت: على أف أعبده كما أمرىن وعليو أف يرزق كما وعدىن! أنت عليك العبادة أما الرزؽ فعلى هللا !!.. ظتاذا قشاركو َب اختصاصو ىو؟ أأجل
وال أعمل؟ ....ال!! ....
أس َػع وأعلػػم علػػم الييػػني أنػػك ال قنػػاؿ َب سػػعيك إال مػػا قػػدر لػػك رب العػػاظتني ، فػػأ ِ مش علػػى مهػػل َب ىػػذا األمػػر ،وإذا حاولػػت أنػػك أتخػػذ مػػن ىنػػا أو مػػن ىنػػاؾ سػػتأخذ الذى لك لكن بدالً من أف أتخذه من اضتبلؿ ستأخذه من اضتراـ فهو ميدر كما قػاؿ َب اضتديث الشريف ما معناه(:معامدّٕقماظلارقمإالمعنمرزضهم) م فالػػذى قػػدر لػػو مائػػة جنيهػاً َب اضتػػبلؿ واسػػتعجل وسػػرقهم فهػػم مكتوبػػوف لػػو ،لكنػػو الستعجالو أخذىم ابضتراـ وأصبح جزا اً عليو حىت يوـ الييامة.
:القرآن روح حياة العارفني
)145( :
خادتة اضتمػػد هلل الػػذى وفينػػا ظتػا لتبػػو ويرضػػاه فأسػػبش علينػػا عطػػاايه ،وأكمػػل علينػػا مننػػو وجػػدواه ،فرزقنػػا حػػب الصػػاضتني ،وأدبنػػا مػػع عجػػزان وضػػعفنا آبداب احملبػػوبني، ووىبنا مع ذلنا وانكساران وغفلتنا وجحودان مواىب اظتيربني .. وىا ؿتن مبنو وفضلو وجوده وكرمو قد انتهينا من ىذا الكتاب وأشتيناه: (رّٕؼقماظصّٓؼؼنيمإديمرضوانمربماظعاٌني) .م
وكػاف أوؿ الفػراغ منػػو مسػػا يػوـ األربعػػا ٕٔ مػػن شػػواؿ ٘ٔٗٔ ى ػ اظتواف ػػق ٕٕ م ػػن م ػػارس ٜٜ٘ٔـ ول ػػي لن ػػا في ػػو إال النط ػػق بلس ػػاننا ،أم ػػا اظتع ػػاىن واظتفاىيم فهى من كنز الفتاح العليم ،وأما األلفاظ والعبارات فالفضػل َب صػياغتها يرجع إىل قوفيق هللا وحسن معونتو ،إال مػا كػاف فيهػا مػن خطػأ فهػو بسػبب قصػوران وجهلنػػا فليلػػتم لنػػا اليػػارئ الكػػرمي العػػذر َب ذلػػك وليصػػححو ويبلغنػػا بػػو حػػىت نتداركو بعد ذلك وإىل ذلك اإلشارة ليوؿ اليائل: م
عنمذاماظّٔىمعـامدـاءمضـّٛمم
م
وعــنمظــهمايلـــىمصؼــّٛم
وصؾىمآمسؾىمدقّٓغامربؿّٓموسؾىمآظهموصقؾهمودؾمم
ترمجة املؤلف فضيلة الشيخ فوزي ذلمد أبوزيد
نبذة :ولد فضيلتو ُب ٔٛأكتوبرٜٔٗٛـ، اظتوافق ٘ٔ من ذى اضتجة ٖٔٙٚىػ ابصتميزة ،مركز السنطة ،غربية ،ج ـ ع ،وحصل على ليسان كلية دار العلوـ من جامعة الياىرة ٜٓٔٚـٍ ،ب عمل ابلرتبية والتعليم حىت وصل إىل منصب مدير عاـ مبديرية طنطا التعليمية ،وقياعد سنة ٕٜٓٓـ.
النشاط :يعمل رئيسا للجمعية العامة للدعوة إىل هللا مبصر ،واظتشهرة برقم ٕٕٗ وميرىا الرئيسى ٗٔٔ شارع ٘ٓٔ اظتعادى ابلياىرة ،وعتا فروع ُب رتيع أؿتا اصتمهورية ،.كما يتجوؿ مبصر والدوؿ العربية واإلسبلمية لنشر الدعوة اإلسبلمية، وإحيا اظتُثل واألخبلؽ اإلنتانية؛ ابضتكمة واظتوعظة اضتسنة .ىذا ابإلضافة إىل الكتاابت اعتادفة إلعادة غتد اإلسبلـ ،من التسجيبلت الصوقية الكثرية والوسائه اظتتعددة للمحاضرات والدروس والليا ات على الشرائه واألقراص اظتدغتة ،وأيضا من خبلؿ موقعو على شبكة اإلنرتنت www.Fawzyabuzeid.comوىو أصبح أحد أكرب اظتواقع اإلسبلمي ة َب اببو وجارى إضافة قراث الشيخ العلمى الكامل على مدى ستسة وثبلثني عاـ مضت ،وقد ًب إفتتاح واجهة للموقع ابللغة اإلؾتليزية . دعػوقو -ٔ :يدعو إىل نبذ التعصب واطتبلفات ،والعمل على رتع الصف اإلسبلمى ،وإحيا روح اإلخوة اإلسبلمية ،والتخلى من األحياد واألحساد واألثرة واألاننية وغريىا من أمراض النف -ٕ ،لترص على قربية أحبابو ابلرتبية الروحية الصافية بعد هتذيب نفوسهم وقصفية قلوهبم -ٖ ،.يعمل على قنيية التصوؼ ؽتا شابو من مظاىر بعيدة عن روح الدين ،وإحيا التصوؼ السلوكى اظتب على اليرلف والسنة وعمل الصحابة الكراـ. ىدفو :إعادة اجملد اإلسبلمى ببعث الروح اإلنتانية ،ونشر األخبلؽ اليرلنية. اظتبادئ وبرتسيخ اإلسبلمية،
:اخلامتة
)141( :
قائمة مؤلفات الشيخ :مثانوى كتاباً يف شت شالشل أوال :شلصلة مو أعالم الصوفية :عدد 5كتب: ٔ -اإلماـ أبو العزائم اجملدد الصوَب(ٕطي ٕ -الشيخ دمحم على سبلمو سرية وسريرة-ٖ،. اظترىب الرابىن السيد أزتد البدوى ٗ -شيخ اإلسبلـ السيد إبراىيم الدسوقى (ٕطي ٘- الشيخ الكامل السيد أبو اضتسن الشاذىل
ثانيا :شلصلة الديو واحلياة :عدد 22كتاب: ٙو -ٚنفحات من نور اليرلف جٔوٕ٘( ،ي مائدة اظتسلم بني الدين و العلمٕ(.طي قرجم لئلندونسية -ٜنور اصتواب على أس لة الشباب -ٔٓ ،فتاوى جامعة للشباب-ٔٔ. مفاقح الفرج (ٜطي (قرجم لؤلندونسيةئٕ-قربية اليرلف صتيل اإلنتاف (ٕطي (قرجم لئلؾتليزيةي ٖٔ -إصبلح األفراد و اجملتمعات َب اإلسبلـ (ٕطي -ٔٗ.كيف لتبُّك هللا (يرتجم لؤلندونيسية واإلؾتليزيةي-ٔ٘ ،كونوا قرلان نتشى بني الناس ( قرجم لئلؾتليزية ومنشور على اظتوقع ،ويرتجم لؤلندونيسيةي -ٔٙ،اظتؤمنات اليانتات -ٔٚفتاوى جامعة للنسا -ٔٛ ،قضااي الشباب اظتعاصر-ٜٔ ،زاد اضتاج واظتعتمر (ٕطيٙٚ( ،ي بنو إسرائيل ووعد اآلخرةٚٔ( ،ي الصياـ شريعة وحيييةٕٚ( ،ي إكراـ هللا لؤلمواتٖٚ( ،ي جامع األذكار واألورادٚٗ(،ي اضتب واصتن َب اإلسبلـٚ٘( ،ي أمراض األمة وبصرية النبوةٚٙ(،ي فتاوى فورية جٔٛٓ( ،ي فتاوى فورية جٕ.
ثالجاً :شلصلة اخلطب اإلهلامية :عدد 7كتب: مج :1املهاشبات الديهية :طبعة دلسأة ،وطبعة دللد واحد (2ط) ٕٓ -جٔ :اظتولد النبوى -ٕٔ .جٕ :اإلسرا و اظتعراج -ٕٕ .جٖ :شهر شعباف و ليلة الغفراف-ٕٖ ،جٗ :شهر رمضاف و عيد الفطر -ٕٗ .ج٘ :اضتج و عيد األضحى-ٕ٘ . ج :ٙاعتجرة و يوـ عاشورا -ٕٙ،اطتطب اإلعتامية :مجٔ:اظتناسبات الدينية (ٖطي.
اجمللد الجانى :اخلطب اإلهلامية العصرية :عدد 1كتاب
:اخلامتة
)149( :
(ٚٛي األشفية النبوية للعصر.
ثالجا :شلصلة احلقيقة احملمدية :عدد 8كتب: -ٕٚحديث اضتيائق عن قدر سيد اطتبلئق (ٖطي -ٕٛ .الرزتة اظتهداةٖٓ-ٕٜ. إشراقات اإلسرا :جٔ(ٕطي،جٕٕٕ( ،ي -الكماالت احملمدية -ٖٕ،واجب اظتسلمني اظتعاصرين ؿتو رسوؿ هللا (ٕطي (قرجم لئلؾتليزيةي-ٖٖ.السراج اظتنريٚٓ( ،ي اثىن اثنني.
رابعا :شلصلة الطريق إىل اهلل :عدد 13كتاب: ٖٗ -أذكار األبرار -ٖ٘ .اجملاىدة للصفا و اظتشاىدة -ٖٙعبلمات التوفيق ألىل التحييق -ٖٚ .رسالة الصاضتني -ٖٛ.مراقى الصاضتني -ٖٜ .طريق احملبوبني و أذواقهم -ٗٓ.كيف قكوف داعياً على بصرية -ٗٔ .نيل التهاىن ابلورد اليرلىن. ٕٗ -حتفة احملبني ومنحة اظتسرتشدين فيما يطلب َب يوـ عاشورا للياوقجى (حتييقي،. (ٙي طريق الصدييني إىل رضواف رب العاظتني( قرجم لؤلندونسيةي. ٗٗ -نوافل اظتيربنيٙٗ(.ي أحسن اليوؿٜٚ( ،.ي دعوة الشباب العصرية لئلسبلـ.
خامصا :شلصلة دراشات صوفية معاصرة :عدد 15كتاب ٘ٗ -الصوفية و اضتياة اظتعاصرة -ٗٙ .الصفا واألصفيا -ٗٚ.أبواب اليرب و منازؿ التيريبٕٜ(،.ي -الصوفية َب اليرلف والسنة (ٖطي (قرجم لئلؾتليزية ومنشور على اظتوقعي. -ٜٗاظتنهج الصوَب واضتياة العصرية -٘ٓ .الوالية واألوليا -٘ٔ.موازين الصادقني -ٕ٘.الفتح العرفاىن -ٖ٘.النف وصفها وقزكيتها -٘ٗ.سياحة العارفني-٘٘. منهاج الواصلنيٙ٘(.ي نسمات اليربٙٛ(.ي العطااي الصمدانية لؤلصفيا ٜٙ(.ي األجوبة الرابنية ُب األس لة الصوفيةٚٚ( ،.ي شراب أىل الوصل.
شادشاً :شلصلة شـفاء الصدور :عدد 9كتب: ٘٘ -ؼتتصر مفاقح الفرج (ٗطي -٘ٙ .أذكار األبرار (ٖطي -٘ٚ ،أوراد األخيار (ختريج وشرحيٕ(.طي -٘ٛ ،عبلج الرزاؽ لعلل األرزاؽ (ٕطي -ٜ٘.بشائر اظتؤمن عند اظتوت (ٖطي - ٙٓ ،أسرار العبد الصاّب وموسىٕ(طي -ٙٔ،ؼتتصر زاد اضتاج واظتعتمر. (ٖٙي بشرايت اظتؤمن ُب اآلخرةٙٙ(.ي بشائر الفضل اإلعتي.
:اخلامتة
)151( :
أيو جتد مؤلفات فضيلة الشيخ فوزى ذلمد أبوزيد رقم اهلاتف إسم املكتبة مكتبة اجمللد العريب 25972524 مكتبة اجلندي 25917578 دار املقطم 27958275 مكتبة جوامع الكلم 25898129 مكتبة التوفيقية 25914775 ابزار أنوار احلسني 17227475937 مكتبة العزيزية 25975224 الفنون اجلميلة 25911786 مكتبة احلسينية 25912547 مكتبة القلعة 25718719 مكتبة نفيسة العلم 25714447 املكتب املصري احلديث 23934727 األديب كامل كيالىن 23967459 مكتبة دار اإلنسان 33351133 مكتبة مدبوىل 25756427 مدبوىل مدينة نصر 24175612 النهضة املصرية 23971994 ىال للنشر والتوزيع 33449739 املكتبة األزىرية للرتاث 17115142797 مكتبة أم القرى 25898253 املكتبة األدبية احلديثة 25934882 مكتبة الروضة الشريفة 26444699 كشك سوان الكتاب اإلسالمى 17117232698 الثقاىف كشك دمحم سعيد موسى 17774774311 مكتبة الصياد 13-3928549 17224619182
القاى ـ ــرة 776شارع جوىر القائد األزىر سوق أم الغالم ميدان احلسني 52شارع الشيخ رحيان،عابدين 77الشيخ صاحل اجلعفرى الدراسة 7عمارة األوقاف ابحلسني 2زقاق السويلم خلف مسجد احلسني 77ميدان حسن العدوى ابحلسني 731شارع جوىر القائد ابلدراسة 22شارع املشهد احلسيىن ابحلسني 7شارع دمحم عبو خلف األزىر 9ميدان السيدة نفيسة . عمارة اللواء 2شارع شريف 28شارع البستان بباب اللوق 719شارع التحرير ،ميدان الدقي 6ميدان طلعت حرب طيبة ،2111شارع النصر مدينة نصر 9شارع عدىل جوار السنرتال 6شارع د .حجازي ،خلف اندي الرتسانة درب األتراك ،خلف اجلامع األزىر 728شارع جوىر القائد األزىر 9شارع الصنادقية ابألزىر 27شارع د.أمحد أمني ،مصر اجلديدة اإلسـ ــكندرية حمطة الرمل ،أمام مطعم جاد حمطة الرمل ،صفية زغلول 66شارع النىب دانيال ،حمطـة مصر 4ش النىب دانيال ،حمطة مصر
:اخلامتة
)150( :
مكتبة سيبويو الكشك األبيض
13-5462539 17288343555
كشك عبد احلافظ مكتبة عبادة مكتبة اتج مكتبة قربة
دمحم ------- 155-2326121 141-3334657 141-3323495
كشك التحرير
17118935782
مكتبة صحافة اجلامعة
17112285253
مكتبة الرمحة املهداة
17117427469
مكتبة صحافة الثانوية
17115737551
صحافة أخبار اليوم للحاج دمحم األترىب مكتبة اإلميان كشك الصحافة
أوالد عبدالفتاح السمان
كشك أبو احلسن
17224977744 17226468191 17227961419 193-2327599 17169578676
كشك ابلقرااي -إسنا
17118698664
كشك حسىن إبسنا
17777497823
23املشريأمحد إمساعيل ،سيدى جابر حمطة الرمل -أ /أمحد األبيض األق ـ ـ ــاليم الزقازيق -جبوار مدرسة عبد العزيز على الزقازيق – شارع نور الدين طنطا -أمام مسجد السيد البدوى طنطا9 -شارع سعيد واملعتصم أمام كلية التجارة كفر الشيخ -شارع السودان أمام السنرتال، أ/سامى أمحد عبد السالم املنصورة -شارع جيهان جبوار مستشفى الطوارىء أ/عماد سليمان املنصورة ،عزبة عقل ،ش اهلادى ،أ/عاطف وفدى
املنصورة -شارع الثانوية جبوار مدرسة ابن لقمان ،احلاج كمال الدين أمحد طلخا – املنصورة -جبوار مدرسة صالح سامل التجارية ،أمام كوبرى طلخا فايد -أ محاده غزاىل بربرى السويس،ش الشهداء ،ح حسن دمحم خريى
سوىاج -شارع امحد عرايب أمام التكوين املهىن قنا -أمام مسجد سيدي عبد الرحيم القناوى القرااي -إسنا -ش السيدة زينب -احلاج دمحم الريس واألستاذ دمحم رمضان دمحم النوىب
كشك حسىن دمحم عبد العاطى املنسى أمام مستشفى الرمد إبسنا -األقصر
أيضاً بدور األىراـ واصتمهورية واألخبار و دار الشعب واليومية ،ومن اظتكتبات الكربى األخرى ابلياىرة واصتيزة واألسكندرية واحملافظات .ونتكن أيضاً اإلطبلع إليكرتونيا على أغلب الكتب وقنزيلها غتاان كما طبعت من على موقع الشيخ ،www.fawzyabuzeid.comوىى منشورة أيضاً على أكرب موقع علمى للكتاب العرىب على النت ،www.askzad.comونتكن طلبها من الناشر :دارماإلنانموايقاة،م334مشم305محّٓائقماٌعاديم باظؼاػّٕةم،متؾقػون:مم،00202-25252340مصاطّٗ:م 00202-25263638م
:اخلامتة
)151( :
اظػفّٕدت .... وسبلـ هللا عليكم ورزتتو بركاقو، ًبَّ حبمد هللا قعاىل وقوفييو... ظتبلحظات اليارى الكرمي
.................................................................. .................................................................. .................................................................. .................................................................. .................................................................. .................................................................. .................................................................. .................................................................. للتواصل مع اظتؤلف الشيخ فوزى دمحم أبوزيد رتهورية مصر العربية، اصتميزة ػ ػتافظة الغربية: الربيد ٕٓٓٓ-ٗٓ-ٖٜ٘ٗٓ٘ٔ : قليفوف :موقع اإلنرتنت www.fawzyabuzeid.com :الربيد اإلليكرتوىن fawzy@fawzyabuzeid.com fawzyabuzeid@hotmail.com fawzyabuzeid@yahoo.com fawzyabuzeid48@gmail.com
)152( :
اخلامتة: