الهداء إ
كيف؟ ُ نك؟! هديك ما هـو ...م إ وهل أ إ
الـمُقدُمة ُ تنتمي قصائد هذا الكتاب إِىل مرحلة فاصلة من عمري :الستون ! ِ حسبت القتباهلا يف ت هيب ونذر: ق بيل بلوغي إ ّيها ت ّ التهيب :أن أكون على مستوى بلوغها، والنذر :أّال أعود إِىل أخطاء ارتكب تها قبلها.لذلك استعددت هلا: علىُمشارفُـهاُ،الستُونُُ،أُحُلُينُ ُإىلُب ـق ـيُ ـةُعُـمـ ٍرُ...يُـح ـ ـ ـ ـذرُالـمُـزقُا ُ
أُذوقُُنُضجيُوايُخُويفُإُذاُخطُأُ ُخطوتُقولُُفجاءُتُخُطوتـيُنـُُزقاُ(صُُ )ُ54
كل ما كان ويوم بلغتها ( 9كانون ال ّول )8002دخلت يف خلوة عميقة ذاتية ،راجعت فيها َّ ومن كان ،وخرجت من اخللوة بنذر جديد :أن أبدأ من الستّني عمرا يفصلين عن سابقه وعي الزمن اهلارب الذي تزأبق من بني أيمي وهدرت منه الكثري بال طائل. إِنه إِذا وعي الزمن ،وعي العمر الذي َّقررت أن أستلحقه بِما يستدرك ثِمارا للبقيّة الباقية من عمري. بلوغي الستني ،رساليت إِىل ذايت قبل أن تكون رساليت إِىل ِ تلك كانت ،يف ِ السوى. والشاعر رسول ذاتِه قبل أن يكون يف قصائده صوت السوى أو صوت إِىل ِ السوى. أأكون ،بيين وبيين ،رسول ذايت قبل أن أخرج إِىل ِ السوى؟ أأبلغ هذا َّ احلد من الصدق أمام مرآة العمر ومراحله من ماض وحاضر ومستقبل؟ *** املستقبل !!! كيف بلوغه إِن مل أكن متصاحلا مع احلاضر؟ "الصيف اهلندي" ليس هو الصيف .وربيعه ليس الربيع. فكيف يتصاحل احلاضر مع املستقبل؟ وكيف ينغلق املاضي على ما فيه ومن فيه؟ الزمن اجلديد!
تلك كانت النطفة اليت ولدت منها قصائد هذا الكتاب ،وتلك كانت الشرارة اليت ابركت شعلة هذا الكتاب ،فكانت قصائده أيقونة من "جنمة العمر" اليت ،جذىل بشاعرها ،منحته نورها شاعرية بِكرا ت خلِّده وت خلِّدها. *** يفصل قصائد هذا الكتاب عن شقيقاتِها يف الكتب السابقة ،أ ّن فيها وحيا ُمتلفا ،وإِهلاما مغايرا شعري مل يعرفه يف سنوايت مجيعها أي ييت من فضاء بِكر هو الذي ،عند بلوغي الستني ،أشرق ف َّي ربيعا ً ربيع.
حبكُالـحبُظلُُوهُـمُاُإىلُأُنُُ ُجاءكُالـحبُانبضُاُمنُنُداهاُ(*) ُ وها هوذا نداها يهل عل َّي ،يف تلك اللحظة املباركة اليت أيقظت ف َّي جنمة الصباح يف غسق العمر. أيكون الزمن ،إِىل هذا احل ّد ،مبا ِركا خطوايت الشعرية ومل أكن و ِ اع ي ِه؟ احلقيقي منبسط يف هذه القصائد ،ابلسحابة الشعرية اليت تمل المعاش إِىل احلي ّ هوذا ال معاش ّ التعبري اخلالق. إِنه احلقيقي وال معاش معا .إِنه احلقيقة واخليال معا. مل يعد يف قصائد هذا الكتاب أي بعد للماضي .تطلعي إِىل الغد اآليت صار هو البعد. *** يف هذا الكتاب يتصال ح ب ي الرجل مع الشاعر. قبله كان الشاعر مرات يسيح يف اخليال فيدع الرجل على أرض الواقع يواجه خ ي ب اته. ومرات كان الرجل ينفصل عن الشاعر ليعيش حياة يومية عادية ينف منها الشاعر. يف هذا الكتاب يتصال ح الرجل والشاعر .إِذا يتصال ح الزمن يف أبعاده الثالثة :ي بتعد عن عتبات املاضي ليعيش احلاضر ويقف مواجها مصريه عند عتبة املستقبل. كثرية كانت العتبات اليت وقفت عندها يف ذاك املاضي ،وكثرية كانت خيبايت من دخويل تلك العتبات وأبواهبا. عشية الستّني من سنوايت ،كتبت مقايل السبوعي "أزرار" يف جريدة "النهار" وع ن ون ته "ستون" وفيه
حرزين ُمن ُالتكرارُ ،ويُـحصنين ُضد ُالوقوع ُمنُ اعرتفت"ُ :أُخطائي ُأُعرفُ ُوخطااييُ .ووعيـي ُمعرفيت ُيُـ ُ ٍ جديدُ .هلُمنُنُ ٍ هُعلىُوقت ُكنت ُأُهدرهُعلىُالسوىُ.ولوُانينُ دم ُوأُانُيفُالستني؟ُطبعُاُ.لعلُ ُمعظم
ُ،عوضُانصرايفُإىل ُالسوىُ،لكانُنتاجي ُأُوفُـر ُجنُُ.ولوُأُحصيت ُماُصرفته ُمنُعُم ٍر ُعلىُ التفت ُإُلُـي ُ السوى ُلُـخجلت ُمن ُهد ٍر ُقضم ُعُمري ُبـما ُكانت ُحصيلته ُعقوقُا ُأُو ُلمبالةُ .حان ُعمر ُأُن ُأُخدمينُ
فأُنصرفُإُلُـيُقبلُانصرافُالعُمر"ُ.
ِ الساعات الوىل من صباح عمر يرنو إِىل جنمته يف رجاء يوم كتبت هذه السطور كنت أعيش
فابتهلت"ُ :أُيهاُالعُمرُ،بيينُوبينك ُعه ٌدُ:إحفظ ُيلَُنميتُ،وابملقابلُخذُمينُ،لعقدُي ُالسابعُ،غاللُ ُلُ
أُنت َُتجل ُِبا ُول ُأُان ُأهدرين ُدون ُأُانقة ُالستنيُ .فامنحين ُفرصة ُأُن ُأفـي َُنميت ُوفائي ُبوعدي ُإُايهاُ وعهديَُلاُ:بذر ُبيادر ٍ ٍ ُسنوات ُمقبلة ُأخصبهاُسنابلُ .أُيهاُالعمرُ، ُمقبلة ُتباركهاُهيُ،قدرماَُتنحينُأُنت هلُتسمعُين؟".
***
ذاك إِذا كان هاجسي :العمر. عشية الستّني ،كنت أمام عتبة جديدة. وكان ت رددي على حجم ت هي بِ ي :بعد انيار اجلسور ورائي أأدخل العتبة اجلديدة؟ أمامي ابب جديد فوقه جنمة عمر مل ي عد يتمل الخطاء وال اخلطاي وال اخلي بات. أأختار الوقوف دونه؟ أأختار جنمة العمر؟ املبشر ابخلريف يفاجئين ابلصيف اهلندي. عشيّة الستني كان أيلول ِّ أأدخل "الصيف اهلندي"؟ ولكنه سريع عاجل عابر ضئيل! أأدخل عتبته؟ وماذا إِذا انكسرت يب على خيبة جديدة عند انقضاء "الصيف اهلندي"؟ أأق ِفل عائدا من حيث أتيت ،فأعود إِىل املاضي وصحاراه ِّ مهوما يف وجهات بال ِجهات؟ جنمة العمر اليت أمسكت من طرفِ ِه أيلول ،تواعدين ابلربيع .يف عينيها شعَّة عمر مل يعرفه عمري . يرتصدين على عتبة جديدة. هوذا الزمن من جديد َّ أما زال عندي عم ر ،بعد ،كي أغامر بِما تب ّقى من عمري؟ َّ تذكرت سياط املاضي وتصنم حاضره املنصرم. وقررا الدخول معا :اجتياز العتبة اجلديدة إِىل الباب اجلديد استعان الرجل يب بشجاعة الشاعر ّ الذي ينفتح على عمر جديد يبدأ يف الستّني.
هوذا الزمن من جديد .وها أان وجها لوجه أمامه .يف حضرته .يف هي بة سلطانِه. دخلت .تطّيت ت رددي ودخلت .شاعرا ورجال دخلت. تغري الرجل يب .وتغ َّري الشاعر. من يومها َّ هوذا الزمن من جديد .لكنين تصاحلت معه .جنمة العمر صال ح تين معه. أشرقت قصائدي قبل أن تذبل يف اخلريف .أشرق عمري قبل أن ي ب ت لعه الغسق. وها أان ،منذ نور الستّني ،يف فج ِر دائم .يف صبح دائم. ها جنمة العمر ال تغيب. وصلت وكنت أظنين إِىل غروب الستني. ودعت السنني املاحلة .استقلت منها: َّ هجرتُ ـ ـ ـكُُللحياةُُوللدُروبُُ
وحنيُأُطلتُالستونُكادتُ
ُوكنتُإخالينُصوبُالغروبُ ُ ُتُـ ـ ـ ـ ـ ـواصلُماُتناثـرُمنُهبويب ُ
ينُمنُالوهمُالكذوبُُ(*) ُ ُ ُلتوقظ
إىلُأُنَُنمُـيتُاَليمىُأطلتُ هوذا الزمن من جديد. هوذا حواري مع ذايت يف قصائد هذا الكتاب. هوذا الرجل العاشق تصال ح مع الشاعر العاشق ،فكان هذا الكتاب تكريسا مصاحلة جسد احلياة مع جسد اللغة. تتوالها جنمة العمر فتصالِح احلاضر مع املستقبل ،واحلياة الشخصية مع هي ذي رسالة الشاعر ّ اللغة الشعرية. "الصيف اهلندي" ليس الصيف .مل يعد الصيف .صار املاضي. ربيع الصيف اهلندي ليس الربيع .مل يعد الربيع .لكنه ليس اخلريف .إِنه مستقبل الفصول. تباركت هذه املصاحلة بني احلاضر واملستقبل. معها يرحل "الصيف اهلندي" املوقَّت ويبقى ربيعه. ربيعه هو الوعد ابملستقبل. هو الربيع الدائم .املستقبل الدائم. عالمة "الصيف اهلندي" أنه متأ ِخرا ي ِ صل وبسرعة يرحل. ّ
ف ليص َّح ما يف احللم :أن ييت ربيع يطول ،عالمته جنمة العمر اليت وصلت. اهلندي" وصلت. يف "الصيف ّ متأخرة جاءت لكنها وصلت ،ومل تعد صحراء رهيبة َمطة االنتظار. *** فيا أيها "الصيف اهلندي" :ال ت مارس ِ "هن ِديَّتك" على جنمة العمر! ّ وأنت ،أيها العمر ،ها أنذا أتيت .اجتزت العتبة اجلديدة .دخلت الباب اجلديد. فافتح يل غدي على صبح دائم تضيئه جنمتك اليت هلَّت يف أيلول لت ِ قفل اخلريف انفتاحا على ربيع دائم ،ولت ِ قفل الصيف بيدرا ل موسم دائم ،عالمته :ربيع "الصيف اهلندي". ُ______________________________ ُ ُ*)ُمنُقصيدةٍُيفُالكتابُاملقبل"ُ:داانيُ...مطرُالـحـبُ"ُ ُ.
ُ92أيلولُُ 9002
الفصل السابع
أَ ِ نت ...وأَنا -1هذي أَتَي ِ ت!!! ْ تَتَ ْوأ َْمنا يَ ُش ُّد بنا إِىل للِِقاء للع بَ ِق ٌ حنني غابُِر َ كأَ ْن ولِ ْدان َمعا يف ق ِْ ِ ب َشْرنَ َقة ُ أَنْ ِ ت لل "أَان"! وأَان؟ ِ َان"ي بَِق ْي ما من"أ َ -2أَول َن لَس ِ ت َمعي َ ْ أُصغي بِال ََسَع كأن ما صغي معا: َو ْع ُد أَن نُ ْ ََسَعِي وحني أ ِ َنت َمعِي َ أُص غي ِ بكل َمدى لِغِْبطَيت أَ ْن تُ ِ ماهيين م ِ دلك َمعِي َ
-3أَ ْن لَست أ َْعرفُ ِ ك ْ ُ يت لد َع ُ لِ َكي أَرى :م اذل و ِ يب؟ َ ْ ان"ي َغر ُ وج ُهك عن "أَ َ وإِذل بِ َش ع من ََب ِ اك يَ ُشدُّين ِ بيب فَأ َ ُج ُّن أَين يف "أَان"ك َح ُ -4أَان عِى برزخ: ك يل وبني أَن ي إِ ِ بني لنتمائِ ِ قدري قاد يل َ ليك لنْ َ لصِي تَو َ أَن س ِ كناك للْتِماعُ َدمي ُ كالن ْجم يَس ُكن بني ِ للِيل وللس َه ِر -5ِ حرُزُهم لَ ُهم تَم َ س ...وتَ ُ يمتُ ُهم لَ ْم ٌ ِمن َحْرقَة للنَا ِر أَو ِمن َغْرقَة للْ ُمُزِن َويل أَان مْن ُذ أَنْ ِت لخ ََتتِين قَ َدرل – ُ ِر ِ ضاك أَي ُقونَيت للزْرقاءُ ََْتُرُزين -6َك م حياة عب ر ِ ت حّت تَعِم ِ ت َُِتبينَين َِبذل لل ح ِ نان؟ َ َْ َ ََ ْ ضنني م ِ بِ ِر َ ِ صريي ضى لألُم ََْت ُ َ َ لْل ِ ب بَياين ك س ديد ْ َوبِنَ ْف ِح َْ َ َ