قصة فتاة

Page 1

‫صف ُة ةاَفةاَتةا ٍ‬ ‫ة‬ ‫ِق ُةّ‬ ‫كتبه ‪/‬‬ ‫د‪ .‬محمد بن عبد الرحمن العريفي‬ ‫‪15/1/1423‬هـ‬


‫الحمد ل يختص من يشاء برحمته ‪ ..‬ويوفق أحبابه لبسباب عنايته ‪..‬‬ ‫ومتابع الحسان إلى العباد بفضله ومنته ‪..‬‬ ‫ومصرف الحكام في العبيد ‪ ..‬فمن شقي وبسعيد ‪ ..‬ومقرب وطريد ‪ ..‬ل يسأل عما يفعل وهم‬ ‫يسألون ‪..‬‬ ‫وصلوات ا وبسلمه على بسيد أنبيائه ‪ ..‬وأول أوليائه ‪..‬‬ ‫وأشهد أن ل إله إل ا وحده ل شريك له ‪..‬‬ ‫محد ُ‬ ‫ث الوكوان والعيان ‪ ..‬ومبد ُ‬ ‫ع الكروكان والمزمان ‪..‬‬ ‫ب الحباب والخلن ‪..‬‬ ‫ئ اللباب والبدان ‪ ..‬ومنتخ ُ‬ ‫ومنش ُ‬ ‫الحمد ل وبسلم على عباده الذين اصطفى … حمدا إذا قابل النعم وفى ‪..‬‬ ‫وبسلما إذا بلغ خاتم النبيين شفى ‪ ..‬وعلى آله وصحبه ومن اتبع بسنته واقتفى ‪ ..‬أما بعد ‪:‬‬ ‫الحمد ل ‪..‬‬ ‫فهذه جلسة مع الصالحات ‪ ..‬القانتات التقيات ‪..‬‬ ‫اللتي بسمع الليل بكاءهن في البسحاكر ‪ ..‬وكرأى النهاكر صومهن والذوكاكر ‪..‬‬ ‫هذه وكلمات عابرات ‪..‬أبعثها مع وكل نبضة أمل ‪..‬في عصر تكاثرت فيه الفتن‬ ‫إلى الفتاة المسلمة ‪ ..‬الراوكعة الساجدة‪..‬‬ ‫أبعثها إلى جوهرة المجتمع ‪ ..‬وأمل المة ‪..‬‬ ‫إنها جلسة مع المؤمنات ‪..‬اللتي لم تهتك إحداهن عرضها ‪..‬ولم تدنس شرفها‬ ‫وإنما صلت خمسها ‪..‬وأدامت بسترها ‪..‬لتدخل جنة كربها ‪..‬‬ ‫إنها قصة فتاة بل فتيات ‪ ..‬قانتات صالحات ‪..‬‬ ‫ليست قصة عشق فاتنة ‪ ..‬ول كرواية ماجنة ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫نعم ‪ ..‬قصة أحكيها ‪ ..‬لك أنت أيتها الخت العفيفة ‪ ..‬العزيزة الشريفة ‪..‬‬ ‫ت أعز ما لدينا‪ ..‬أنت الم والخت ‪ ..‬والزوجة والبنت ‪..‬‬ ‫فأن ِ‬ ‫أنت نصف المجتمع ‪ ..‬وأنت التي تلدين النصف الخر‪..‬‬ ‫نعم تلدين الخطيب الباكرع ‪ ..‬والمام النافع ‪ ..‬وتربين المجاهد المؤيد ‪ ..‬والقائد المسدد ‪..‬‬ ‫فلك مني قصص ووكلمات ‪ ..‬وأحاديث وهمسات ‪ ..‬لعلها تبلغ حبةَ قلبك؟‪ ..‬وتصل إلى شغاف نفسك‬ ‫؟‪..‬‬ ‫فالنساء شقائق الرجال ‪..‬فكما أن في الرجال عالم جليل ‪ ..‬وداعية نبيل ‪ ..‬ففي النساء وكذلك ‪..‬‬ ‫ووكما أن في الرجال صوامون في النهاكر ‪ ..‬بكاؤون في البسحاكر ‪..‬‬ ‫ففي النساء وكذلك ‪..‬‬ ‫ووكم من امرأة بسابقت الرجال ‪ ..‬في صالح القوال والعمال ‪ ..‬فسبقتهم ‪..‬‬ ‫في عبادتها لربها ‪..‬ونصرتها لدينها ‪ ..‬وإنفاقها وعلمها ‪..‬‬ ‫بل إنك إذا قلبت صفحات التاكريخ ‪ ..‬كرأيت أن أعظم الفضائل إنما بسبقت إليها النساء ‪..‬‬ ‫فأول من بسكن الحرم ‪ ..‬وشرب من ماء مزمزم ‪ ..‬وبسعى بين الصفا والمروة ‪ ..‬هي امرأة ‪ ..‬هاجُر‬ ‫أم إبسماعيل ‪..‬‬


‫وأول من دخل في البسلم ‪ ..‬وناصر النبي عليه السلم ‪ ..‬هي امرأة ‪ ..‬خديجة أم المؤمنين كرضي‬ ‫ا عنها ‪..‬‬ ‫وأول من ُعذب في موله ‪ ..‬حتى قتل في بسبيل ا ‪ ..‬هي امرأة ‪ ..‬بسميةُ أم عماكر بن يابسر ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫فعند البخاكري ‪..‬‬ ‫أن إبراهيم عليه السلم ‪ ..‬انطلق من الشام ‪ ..‬إلى البلد الحرام ‪..‬‬ ‫معه مزوجه هاجر وولدها إبسماعيل وهو طفل صغير في مهده ‪ ..‬وهي ترضعه ‪ ..‬حتى وضعهما‬ ‫عند مكان البيت ‪ ..‬وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء ‪ ..‬فوضعها هنالك ‪ ..‬ووضع عندهما جرابا ً‬ ‫فيه تمر ‪ ..‬وبسقاء فيه ماء ‪..‬‬ ‫ثم قفى عليه السلم منطلقا ً إلى الشام ‪..‬‬ ‫فتلفتت أم إبسماعيل حولها ‪ ..‬في هذه الصحراء الموحشة ‪ ..‬فإذا جبا ٌل صماء وصخوكراً بسوداء ‪..‬‬ ‫وما كرأت حولها من أنيس ول جليس ‪..‬‬ ‫وهي التي نشأت في قصوكر مصر ‪ ..‬ثم بسكنت في الشام في مروجها الخضراء ‪ ..‬وحدائقها الغناء‬ ‫‪ ..‬فابستوحشت مما حولها ‪..‬‬ ‫فقامت ‪ ..‬وتبعت مزوجها ‪ ..‬فقالت ‪ :‬يا إبراهيم ‪ . .‬أين تذهب ‪ ..‬وتتروكنا بهذا الوادي الذي ليس به‬ ‫أنيس ول شيء ؟‬ ‫فما كرد عليها ‪ ..‬ول التفت إليها ‪ ..‬فأعادت عليه ‪ ..‬أين تذهب وتتروكنا ‪ ..‬فما كرّد عليها ‪..‬‬ ‫فأعادت عليه ‪ ..‬وما أجابها ‪ ..‬فلما كرأت أنه ل يلتفت إليها ‪..‬‬ ‫قالت له ‪ :‬ا أمرك بهذا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬قالت ‪ :‬حسبي ‪ ..‬قد كرضيت بال ‪ ..‬إذن ل يضيعنا ‪ ..‬ثم‬ ‫كرجعت ‪..‬‬ ‫فانطلق إبراهيم الشيخ الكبير ‪ ..‬وقد فاكرق مزوجه وولده ‪ ..‬وتروكهما وحيدين ‪..‬‬ ‫حتى إذا وكان عند ثنية جبل ‪ ..‬حيث ل يرونه ‪ ..‬ابستقبل بوجهه جهة البيت ‪ ..‬ثم كرفع يديه إلى ا‬ ‫داعيا ً ‪ ..‬مبتهلً كراجيا ً ‪..‬‬ ‫فقال ‪ " :‬كربنا إني أبسكنت من ذكريتي بواد غير ذي مزكرع عند بيتك المحرم كربنا ليقيموا الصلة‬ ‫فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم واكرمزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " ‪..‬‬ ‫ثم ذهب إبراهيم إلى الشام ‪..‬‬ ‫وكرجعت أم إبسماعيل إلى ولدها ‪ ..‬فجعلت ترضعه وتشرب من ذلك الماء ‪..‬‬ ‫فلم تلبث أن نفد ما في السقاء ‪ ..‬فعطشت ‪ ..‬وعطش ابنها ‪ ..‬وجعل من شدة العطش يتلوى ‪ ..‬ويتلمظ‬ ‫بشفتيه ‪ ..‬ويضرب الكرض بيديه وقدميه ‪..‬‬ ‫وأمه تنظر إليه يتلوى ويتلبط ‪ ..‬وكأنه يصاكرع الموت ‪..‬‬ ‫فتلفتت حولها ‪ ..‬هل من معين أو مغيث ‪ ..‬فلم تَر أحداً ‪..‬‬ ‫فقامت من عنده ‪..‬‬ ‫وانطلقت وكراهية أن تنظر إليه يموت ‪..‬‬ ‫فاحتاكرت‪ ..‬أين تذهب !!‬ ‫فرأت جبل الصفا أقرب جبل إليها ‪ ..‬فصعدت عليه ‪ ..‬وهي المجهدة الضعيفة ‪ ..‬لعلها ترى أعرابا ً‬ ‫نامزلين ‪ ..‬أو قافلة ماكرة ‪..‬‬


‫فلما وصلت إلى أعله ‪ ..‬ابستقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً ‪ ..‬فلم تر أحداً ‪ ..‬فهبطت من الصفا‬ ‫حتى إذا بلغت بطن الوادي كرفعت طرف دكرعها ‪ ..‬ثم بسعت بسعى النسان المجهود ‪ ..‬حتى جاومزت‬ ‫الوادي ‪..‬‬ ‫ثم أتت جبل المروة فقامت عليها ‪ ..‬ونظرت ‪ ..‬هل ترى أحداً ‪ ..‬فلم تر أحداً ‪ ..‬فعادت إلى الصفا ‪..‬‬ ‫فلم تر أحداً ‪ ..‬ففعلت ذلك بسبع مرات ‪.‬‬ ‫فلما أشرفت على المروة في المرة السابعة ‪ ..‬بسمعت صوتا ً فقالت ‪:‬‬ ‫صه ‪ ..‬ثم تسمعت ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬قد أبسمعت إن وكان عندك غواث فأغثني ‪ ..‬فلم تسمع جوابا ً ‪..‬‬ ‫فالتفتت إلى ولدها ‪..‬‬ ‫فإذا هي بالملك عند موضع مزمزم ‪ ..‬فضرب الكرض بعقبه أو بجناحه حتى تفجر الماء ‪..‬‬ ‫فنزلت إلى الماء بسريعا ً ‪ ..‬وجعلت تحوضه بيدها وتجمعه ‪..‬‬ ‫وتغرف بيدها من الماء في بسقائها ‪ ..‬وهو يفوكر بعد ما تغرف ‪ ..‬فقال لها جبريل ‪ :‬ل تخافوا الضيعة‬ ‫‪ ..‬إن ههنا بيت ا يبنيه هذا الغلم وأبوه ‪..‬‬ ‫فلله دكرها ما أصبرها ‪ ..‬وأعجب حالها ‪ ..‬وأعظم بلءها ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫هذا خبر هاجر ‪ ..‬التي صبرت ‪ ..‬وبذلت ‪ ..‬حتى بسطر ا في القرآن ذوكرها‪ ..‬وجعل من النبياء‬ ‫ولدها ‪ ..‬فهي أم النبياء ‪ ..‬وقدوة الولياء ‪..‬‬ ‫هذا حالها ‪ ..‬وعاقبة أمرها ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬تغربت وخافت ‪ ..‬وعطشت وجاعت ‪..‬‬ ‫لكنها كراضية بذلك مادام أن في ذلك كرضا كربها ‪..‬‬ ‫عاشت غريبة في بسبيل ا ‪ ..‬حتى أعقبها ا فرحا ً وبشراً ‪..‬‬ ‫فهل تصبرين أنت اليوم مثل غربتها ‪ ..‬فتقومين الليل والناس نيام ‪..‬‬ ‫وتصومين النهاكر ‪ ..‬وهم في شراب وطعام ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫بل تفخرين بعباءتك وحجابك ‪ ..‬يوم تنامزل عنها من تنامزل ‪..‬‬ ‫وتهجرين الفلم والمسرحيات ‪ ..‬والفواحش والغنيات ‪..‬‬ ‫في بسبيل كرضا كرب الكرض والسموات ‪..‬‬ ‫فهذا الصبر من أعظم الجهاد ‪ ..‬وأنت عليه في الدنيا عزيزة مأجوكرة ‪..‬‬ ‫وفي الخرة وكريمة مشكوكرة ‪..‬‬ ‫بل طوبى لك إن فعلت ذلك ‪ ..‬وقد قال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬بدأ البسلم غريبا ً وبسيعود غريبا وكما‬ ‫بدأ فطوبى للغرباء ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬


‫نعم ‪ ..‬طوبى للغرباء ‪..‬‬ ‫فمن هم الغرباء ‪ ..‬إنهم قوم صالحون ‪ ..‬بين قوم بسوء وكثير ‪..‬‬ ‫إنهم كرجال ونساء ‪ ..‬صدقوا ما عاهدوا ا عليه ‪..‬‬ ‫يقبضون على الجمر ‪ ..‬ويمشون على الصخر ‪..‬‬ ‫ويبيتون على الرماد ‪ ..‬ويهربون من الفساد ‪..‬‬ ‫صادقة ألسنتهم ‪ ..‬عفيفة فروجهم ‪ ..‬محفوظة أبصاكرهم ‪..‬‬ ‫وكلماتهم عفيفة ‪ ..‬وجلساتهم شريفة ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫فإذا وقفوا بين يدي ا ‪ ..‬وشهدت اليدي الكرجل ‪ ..‬وتكلمت الذان والعين ‪ ..‬فرحوا وابستبشروا‬ ‫‪..‬‬ ‫فلم تشهد عليهم عين بنظر إلى محرمات ‪ ..‬ول أذن بسماع أغنيات ‪..‬‬ ‫بل شهدت لهم بالبكاء في البسحاكر ‪ ..‬والعفة في النهاكر ‪..‬‬ ‫أما غيرهم فتحيط بهم الفضائح ‪ ..‬وتهلكهم القبائح ‪..‬‬ ‫ا إَِلى الّناِكر فَهُْم ُيوَمزُعوَن * َحّتى إَِذا َما َجاُؤوَها َشِهَد َعلَْيِهْم َبسْمُعهُْم‬ ‫} َويَْوَم يُْحَشُر أَْعَداء ّ ِ‬ ‫طقَ​َنا ّ‬ ‫اُ الِّذي َأن َ‬ ‫صاُكرهُْم َوُجُلوُدهُْم بَِما َوكاُنوا يَْعَمُلوَن * َوَقاُلوا لُِجُلوِدِهْم لَِم َشِهدّتْم َعلَْيَنا َقاُلوا َأن َ‬ ‫ق‬ ‫ط َ‬ ‫َوأَْب َ‬ ‫ُوكّل َشْيو ٍء َوهَُو َخلَقَُكْم أَّوَل َمّرو ٍة َوإِلَْيِه تُْرَجُعوَن * َوَما ُوكنتُْم تَْستَتُِروَن أَْن يَْشهَ​َد َعلَْيُكْم َبسْمُعُكْم َوَل‬ ‫ظَننتُْم أَّن ّ‬ ‫ظّنُكُم الِّذي َ‬ ‫اَ َل يَْعلَُم َوكِثيًرا ّمّما تَْعَمُلوَن * َوَذلُِكْم َ‬ ‫صاُكرُوكْم َوَل ُجُلوُدُوكْم َولَِكن َ‬ ‫ظَننُتم بَِربُّكْم‬ ‫أَْب َ‬ ‫صبَْحُتم ّمْن اْلَخاِبسِريَن * فَِإن يَ ْ‬ ‫أَْكرَداُوكْم فَأ َ ْ‬ ‫صبُِروا َفالّناُكر َمْثًوى لّهُْم َوِإن يَْستَْعتُِبوا فَ​َما ُهم ّمَن اْلُمْعتَِبيَن {‬ ‫‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫أما خبر أم المؤمنين خديجة كرضي ا عنها ‪..‬‬ ‫فعند البخاكري ‪:‬‬ ‫أن النبي صلى ا عليه وبسلم قبل أن يوحى إليه بالنبوة ‪ ..‬وكان يذهب إلى غاكر حراء ‪ ..‬بجانب‬ ‫المدينة ‪ ..‬فيتعبد فيه ‪..‬‬ ‫فبينما هو صلى ا عليه وبسلم في هدوء الغاكر يوما ً ‪ ..‬إذ جاءه جبريل فجأة ‪ ..‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪..‬‬ ‫ففزع النبي صلى ا عليه وبسلم منه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما قرأت وكتابا ً قط ‪ ..‬ول أحسنه ‪ ..‬وما أوكتب ‪ ..‬وما‬ ‫أقرأ ‪..‬‬ ‫فأخذه جبريل فضمه إليه ‪ ..‬حتى بلغ منه الجهد ‪ ..‬ثم تروكه ‪ ..‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪..‬‬ ‫فقال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬ما أنا بقاكرئ ‪..‬‬ ‫فأخذه فضمه إليه الثانية‪ ..‬حتى بلغ منه الجهد ‪ ..‬ثم تروكه ‪ ..‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪..‬‬ ‫فقال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬ما أنا بقاكرئ ‪ ..‬فأخذه جبريل فضمه إليه الثانية‪ ..‬حتى بلغ منه الجهد ‪..‬‬ ‫ثم تروكه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ " :‬اقرأ بابسم كربك الذي خلق * خلق النسان من علق * اقرأ وكربك الوكرم * الذي علم بالقلم‬ ‫* علم النسان ما لم يعلم " ‪..‬‬


‫فلما بسمع النبي صلى ا عليه وبسلم هذه اليات ‪ ..‬وكرأى هذا المنظر ‪ ..‬اشتد فزعه ‪ ..‬وكرجف فؤاده‬ ‫‪ ..‬ثم كرجع إلى المدينة ‪..‬‬ ‫فدخل على خديجة أم المؤمنين كرضي ا عنها ‪ .‬فقال ‪ :‬مزملوني ‪ ..‬مزملزني ‪ ..‬أي غطوني بالفرش‬ ‫‪ ..‬ثم اضطجع ‪ ..‬وغطوه ‪..‬‬ ‫وأم المؤمنين ‪ ..‬تنظر إليه ل تدكري ما الذي أفزعه ‪..‬‬ ‫فلبث صلى ا عليه وبسلم مليا ً حتى بسكن كروعه ‪..‬‬ ‫ثم التفت إلى خديجة فأخبرها الخبر ‪ ..‬وقال لها ‪ :‬يا خديجة ‪ ..‬لقد خشيت على نفسي ‪..‬‬ ‫فقالت خديجة ‪ :‬وكل ‪ ..‬وا ل يخزيك ا أبداً ‪ ..‬إنك لتصل الرحم ‪ ..‬وتقري الضيف ‪ ..‬وتحمل الكل‬ ‫‪ ..‬وتكسب المعدوم ‪ ..‬وتعين على نوائب الحق ‪..‬‬ ‫ثم لم ينقطع خيرها ‪ ..‬ولم يقف حمابسها ‪..‬‬ ‫وإنما أخذت بيده صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬فانطلقت به حتى أتت وكرقة بن نوفل ابن عمها ‪ ..‬ووكان‬ ‫شيخا ً وكبيراً أعمى ‪ ..‬ووكان امرءاً قد تنصر في الجاهلية ‪ ..‬ووكان يقرأ النجيل ‪ ..‬ويكتبه ‪ ..‬ويعرف‬ ‫أخباكر النبياء ‪..‬‬ ‫فلما دخلت عليه خديجة جلست إليه ومعها كربسول ا صلى ا عليه وبسلم‪ ..‬فقالت له ‪ :‬يا ابن عم !‬ ‫ابسمع من ابن أخيك ‪..‬‬ ‫فقال له وكرقة ‪ :‬يا ابن أخي ماذا ترى ؟‬ ‫فأخبره كربسول ا صلى ا عليه وبسلم خبر ما كرأى ‪ ..‬وما بسمع من القرآن ‪..‬‬ ‫فقال وكرقة ‪ :‬بسبوح ‪ ..‬بسبوح ‪ ..‬أبشر ثم أبشر ‪ ..‬هذا الناموس الذي أنزل على موبسى ‪..‬‬ ‫ثم قال وكرقة ‪ :‬يا ليتني فيها جذعا ً ‪ ..‬حين يخرجك قومك ‪ ..‬أي شابا ً قويا ً لخرج معك وأنصرك ؟‬ ‫ي هم ؟!‬ ‫ففزع صلى ا عليه وبسلم وقال ‪ :‬أومخرج ّ‬ ‫فقال ‪ :‬نعم ! إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إل عودي ‪ ..‬وإن يدكروكني يومك أنصرك نصراً‬ ‫مؤمزكراً ‪ ..‬أي أنصرك نصراً عزيزاً أبداً ‪..‬‬ ‫ثم خرج صلى ا عليه وبسلم مع مزوجه خديجة ‪ ..‬وقد أيقنت خديجة أن عهد النوم قد تولى ‪ ..‬وأنها‬ ‫مع مزوج بسيبتلى ‪ ..‬وقد تخرج من بيتها ‪ ..‬وتؤذى في نفسها ‪ ..‬وهي المرأة التي نشأت غنية منعمة‬ ‫‪ ..‬حسيبة مكرمة ‪ ..‬وهاهي تستقبل البلء ‪..‬‬ ‫فهل تخاذلت عن نصرة الدين ‪ ..‬أو خلطت الشك باليقين ‪ ..‬وكل ‪ ..‬بل آمنت بربها ‪ ..‬ونصرت نبيها‪..‬‬ ‫بمالها ‪ ..‬وكرأيها ‪ ..‬وجهدها ‪ ..‬ولم يزل هذا حالها حتى لقيت كربها ‪..‬‬ ‫وقد كروى مسلم أن النبي صلى ا عليه وبسلم أتاه جبريل فقال ‪ :‬يا كربسول ا‪ ..‬هذه خديجة ‪ ..‬قد‬ ‫أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ‪ ..‬فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلم من كربها‪ ..‬ومني‪..‬‬ ‫وبشرها ببيت في الجنة من قصب‪ ..‬ل صخب فيه ول نصب ‪..‬‬ ‫* * * * * * *‬ ‫هذا خبر خديجة ‪ ..‬أول من دخل في البسلم ‪ ..‬ونبذ عبادة الصنام ‪..‬‬ ‫بسبقت الرجال ‪ ..‬وخلفت البطال ‪..‬‬ ‫حتى ضرب التاكريخ المثال ببذلها ‪ ..‬ودعانا إلى القتداء بفعلها ‪..‬‬ ‫لم تلتفت إلى توهين من وكافر ‪ ..‬أو شبهة من فاجر ‪..‬‬ ‫فكان جزاؤها أن أعّد ا نزلها ‪ ..‬وبنى بيتها ‪..‬‬ ‫فابستبشرت وفرحت ‪ ..‬ومزادت وتعبدت ‪..‬‬


‫حتى لقيت كربها وهو كراض عنها ‪..‬‬ ‫} َوَعَد ّ‬ ‫ت تَْجِري ِمن تَْحتَِها الَْنَهاُكر َخالِ​ِديَن ِفيَها َوَمَساِوكَن َ‬ ‫طيّبَةً ِفي‬ ‫ت َجّنا و ٍ‬ ‫اُ اْلُمْؤِمِنيَن َواْلُمْؤِمَنا ِ‬ ‫ضَوا ٌن ّمَن ّ‬ ‫ت َعْدو ٍن َوِكر ْ‬ ‫ك هَُو اْلفَْوُمز اْلَعِظيُم { ‪..‬‬ ‫اِ أَْوكبَُر َذلِ َ‬ ‫َجّنا ِ‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫فرضي ا عن أم المؤمنين خديجة ‪ ..‬كرضي ا عن أمنا ‪..‬‬ ‫فهل اقتدت بها بناتها ‪ ..‬هل اقتديت أنت بها ‪ ..‬ليكون لك في الجنة مثلها بيت من قصب ‪ ..‬ل نصب‬ ‫فيه ول وصب ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫ت خياط ‪..‬‬ ‫أما خبر أم عماكر ‪ ..‬بسميةَ بن ِ‬ ‫فهو عجب ‪..‬‬ ‫وكانت أمة مملووكة لبي جهل ‪ ..‬فلما جاء ا بالبسلم ‪ ..‬أبسلمت هي ومزوجها وولدها ‪..‬‬ ‫فجعل أبو جهل يفتنهم ‪ ..‬ويعذبهم ‪ ..‬ويربطهم في الشمس حتى يشرفوا على الهلك حراً وعطشا ً ‪..‬‬ ‫فكان صلى ا عليه وبسلم يمر بهم وهم يعذبون ‪ ..‬ودماؤهم تسيل على أجسادهم ‪ ..‬وقد تشققت من‬ ‫العطش شفاههم ‪ ..‬وتقرحت من السياط جلودهم ‪ ..‬وحر الشمس يصهرهم من فوقهم ‪..‬‬ ‫فيتألم &‪ ;61541#‬لحالهم ‪ ..‬ويقول ‪ :‬صبراً آل يابسر ‪ ..‬صبراً آل يابسر ‪ ..‬فإن موعدوكم الجنة ‪..‬‬ ‫فتلمس هذه الكلمات أبسماعهم ‪ ..‬فترقص أفئدتهم ‪ ..‬وتطير قلوبهم ‪ ..‬فرحا ً بهذه البشرى ‪..‬‬ ‫وفجأة ‪ ..‬إذا بفرعون هذه المة ‪ ..‬أبي جهل يأتيهم ‪ ..‬فيزداد غيظه عليهم ‪ ..‬فيسومهم عذابا ً ‪..‬‬ ‫ويقول ‪ :‬بسبوا محمداً وكربه ‪ ..‬فل يزدادون إل ثباتا ً وصبراً ‪ ..‬عندها يندفع الخبيث إلى بسمية ‪ ..‬ثم‬ ‫يستل حربته ‪ ..‬ويطعن بها في فرجها ‪ ..‬فتتفجر دماؤها ‪ ..‬ويتناثر لحمها ‪ ..‬فتصيح وتستغيث ‪..‬‬ ‫ومزوجها وولدها على جانبيها ‪ ..‬مربوطان يلتفتان إليها ‪..‬‬ ‫وأبو جهل يسب ويكفر ‪ ..‬وهي تحتضر وتكبر ‪ ..‬فلم يزل يقطع جسدها المتهالك بحربته ‪ ..‬حتى‬ ‫تقطعت أشلًء ‪ ..‬وماتت كرضي ا عنها ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬ماتت ‪ ..‬فلله دكرها ما أحسن مشهد موتها ‪..‬‬ ‫ماتت ‪ ..‬وقد أكرضت كربها ‪ ..‬وثبتت على دينها ‪..‬‬ ‫ماتت ‪ ..‬ولم تعبأ بجلد جلد ‪ ..‬ول إغراء فساد ‪..‬‬ ‫فآو ٍه لفتيات اليوم ‪..‬‬ ‫تضل إحداهن بأقل من ذلك ‪ ..‬فتنحرف عن الصراط ‪ ..‬وهي لم ُتجلد بسياط ‪ ..‬ولم تخوف بعذاب ‪..‬‬ ‫ومع وكل ذلك ‪ ..‬وتهتك بسمعها بسماع الغنيات ‪ ..‬وبصرها بالفلم والمسرحيات ‪ ..‬وعرضها‬ ‫بالغزل والمكالمات ‪ ..‬وحجابها بتلعب أصحاب الشهوات ‪..‬‬ ‫* * * * * * *‬ ‫نعم ‪ ..‬وكانت النساء ‪ ..‬تصبر على البلء ‪..‬‬ ‫وكن يصبرن على العذاب الشديد ‪ ..‬والكي بالحديد ‪ ..‬وفراق الزوج والولد ‪..‬‬ ‫يصبرن على ذلك وكله حبا ً للدين ‪ ..‬وتعظيما ً لرب العالمين ‪..‬‬


‫ل تتنامزل إحداهن عن شيء من دينها‪ ..‬ول تهتك حجابها‪ ..‬ول تدنس شرفها‪ ..‬ولو وكان ثمُن ذلك‬ ‫حياتها‪..‬‬ ‫نساء خالدات ‪ ..‬تعيش إحداهن لقضية واحدة ‪ ..‬وكيف تخدم البسلم ‪..‬‬ ‫تبذل للدين مالها ‪ ..‬ووقتها ‪ ..‬بل وكروحها ‪..‬‬ ‫حملن هم الدين ‪ ..‬وحققن اليقين ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫أم شريك غزية النصاكرية ‪..‬‬ ‫أبسلمت مع أول من أبسلم في مكة البلد المين ‪ ..‬فلما كرأت تمكن الكافرين ‪ ..‬وضعف المؤمنين ‪..‬‬ ‫حملت هم الدعوة إلى الدين ‪ ..‬فقوي إيمانها ‪ ..‬واكرتفع شأن كربها عندها ‪..‬‬ ‫ثم جعلت تدخل على نساء قريش بسراً فتدعوهن إلى البسلم ‪ ..‬وتحذكرهن من عبادة ألصنام ‪..‬‬ ‫حتى ظهر أمرها لكفاكر مكة ‪ ..‬فاشتد غضبهم عليها ‪ ..‬ولم تكن قرشية يمنعها قومها ‪..‬‬ ‫فأخذها الكفاكر وقالوا ‪ :‬لول أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا ‪ ..‬لكنا نخرجك من مكة إلى قومك ‪..‬‬ ‫فتلتلوها ‪ ..‬ثم حملوها على بعير ‪ ..‬ولم يجعلوها تحتها كرحلً ‪ ..‬ول وكساًء ‪ ..‬تعذيبا ً لها ‪..‬‬ ‫ثم بساكروا بها ثلثة أيام ‪ ..‬ل يطعمونها ول يسقونها ‪ ..‬حتى وكادت أن تهلك ظمئا ً وجوعا ً ‪..‬‬ ‫ووكانوا من حقدهم عليها ‪ ..‬إذا نزلوا منزلً أوثقوها ‪ ..‬ثم ألقوها تحت حر الشمس ‪ ..‬وابستظلوا هم‬ ‫تحت الشجر ‪..‬‬ ‫فبينما هم في طريقهم ‪ ..‬نزلوا منزلً ‪ ..‬وأنزلوها من على البعير ‪ ..‬وأثقوها في الشمس ‪..‬‬ ‫فابستسقتهم فلم يسقوها ‪..‬‬ ‫فبينما هي تتلمظ عطشا ً ‪ ..‬إذ بشيء باكرد على صدكرها ‪ ..‬فتناولته بيدها فإذا هو دلو من ماء ‪..‬‬ ‫فشربت منه قليلً ‪ ..‬ثم نزع منها فرفع ‪ ..‬ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم كرفع ‪ ..‬ثم عاد فتناولته ثم‬ ‫كرفع مراكراً ‪..‬‬ ‫فشربت حتى كرويت ‪ ..‬ثم أفاضت منه على جسدها وثيابها ‪..‬‬ ‫فلما ابستيقظ الكفاكر ‪ ..‬وأكرادوا الكرتحال ‪ ..‬أقبلوا إليها ‪ ..‬فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها ‪..‬‬ ‫وكرأوها في هيئة حسنة ‪ ..‬فعجبوا ‪ ..‬وكيف وصلت إلى الماء وهي مقيدة ‪..‬‬ ‫فقالوا لها ‪ :‬حللت قيودك ‪ ..‬فأخذت بسقائنا فشربت منه ؟‬ ‫قلت ‪ :‬ل وا ‪ ..‬ولكنه نزل علي دلو من السماء فشربت حتى كرويت ‪..‬‬ ‫فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا ‪ :‬لئن وكانت صادقة لدينها خير من ديننا ‪..‬‬ ‫فتفقدوا قربهم وأبسقيتهم ‪ ..‬فوجدوها وكما تروكوها ‪ ..‬فأبسلموا عند ذلك ‪ ..‬وكلهم ‪ ..‬وأطلقوها من عقالها‬ ‫وأحسنوا إليها ‪..‬‬ ‫أبسلموا وكلهم بسبب صبرها وثباتها ‪ ..‬وتأتي أم شريك يوم القيامة وفي صحيفتها ‪ ..‬كرجال ونساء ‪..‬‬ ‫أبسلموا على يدها ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫نعم عرف التاكريخ أم شريك ‪..‬‬ ‫وعرف أيضا ً ‪ ..‬الغميصاء ‪ ..‬أم أنس بن مالك ‪..‬‬


‫التي قال فيها النبي صلى ا عليه وبسلم فيما كرواه البخاكري ‪ :‬دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي‬ ‫فإذا هي الغميصاء بنت ملحان ‪..‬‬ ‫امرأة من أعجب النساء ‪..‬‬ ‫عاشت في بداية حياتها وكغيرها من الفتيات في الجاهلية ‪ ..‬تزوجت مالك بن النضر ‪..‬‬ ‫فلما جاء ا بالبسلم‪ ..‬ابستجابت وفود من النصاكر ‪ ..‬وأبسلمت أم بسليم ‪ ..‬مع السابقين إلى البسلم‬ ‫‪..‬‬ ‫وعرضت البسلم على مزوجها فأبى وغضب عليها ‪..‬‬ ‫وأكرادها على الخروج معه من المدينة إلى الشام ‪ ..‬فأبت وتمنعت ‪..‬‬ ‫فخرج ‪ ..‬وهلك هناك ‪..‬‬ ‫ووكانت امرأة عاقلة جميلة فتسابق إليها الرجال ‪..‬‬ ‫فخطبها أبو طلحة قبل أن يسلم فقالت ‪:‬‬ ‫أما إني فيك لراغبة ‪ ..‬وما مثلك يرد ‪ ..‬ولكنك كرجل وكافر ‪ ..‬وأنا امرأة مسلمة ‪ ..‬فإن تسلم فذاك‬ ‫مهري ‪ ..‬ل أبسأل غيره ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬إني على دين ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬يا أبا طلحة ‪ ..‬ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده خشبة نبتت من الكرض نجرها حبشي بني‬ ‫فلن ؟‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬قالت ‪ :‬أفل تستحي أن تعبد خشبة من نبات الكرض نجرها حبشي بني فلن ؟ يا أبا‬ ‫طلحة ‪..‬‬ ‫إن أنت أبسلمت ل أكريد من الصداق غيره ‪..‬‬ ‫قال‪ :‬حتى أنظر في أمري ‪ ..‬فذهب ثم جاء إليها ‪ ..‬فقال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ا‪ ..‬و أن محمدا‬ ‫كربسول ا‪..‬‬ ‫فابستبشرت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬يا أنس مزوج أبا طلحة ‪ ..‬فتزوجها ‪..‬‬ ‫فما وكان هناك مهر قط أوكرم من مهر أم بسليم ‪ :‬البسلم ‪..‬‬ ‫انظري وكيف أكرخصت نفسها في بسبيل دينها ‪..‬‬ ‫وأبسقطت من أجل البسلم حقها ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬فتاة تعيش لجل قضية واحدة هي البسلم ‪ ..‬وكيف ترفع شأنه ‪ ..‬وتعلي قدكره ‪ ..‬وتهدي الناس‬ ‫إليه ‪..‬‬ ‫بل ‪ ..‬حينما قدم النبي صلى ا عليه وبسلم المدينة ‪ ..‬ابستقبله النصاكر والمهاجرون فرحين‬ ‫مستبشرين ‪..‬‬ ‫ونزل صلى ا عليه وبسلم في بيت أبي أيوب ‪ ..‬فأقبلت الفواج على بيته لزياكرته صلى ا عليه‬ ‫وبسلم ‪..‬‬ ‫فخرجت أم بسليم النصاكرية من بين هذه الجموع‪ ..‬وأكرادت أن تقدم لربسول ا صلى ا عليه وبسلم‬ ‫شيئا ً ‪ ..‬فلم تجد أحب إليها من فلذة وكبدها ‪..‬‬ ‫فأقبلت بولدها أنس ‪ ..‬ثم وقفت بين يدي النبي صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫يا كربسول ا هذا أنس يكون معك دائما ً يخدمك ‪ ..‬ثم مضت ‪..‬‬ ‫وبقي أنس عند كربسول ا صلى ا عليه وبسلم يخدمه صباحا ً ومساء ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬


‫ولم تكن أم بسليم تتصنع البذل أمام الناس وتنساه في نفسها ‪ ..‬وإنما العجب حالها في بيتها ‪ ..‬من‬ ‫عناية بزوجها ‪ ..‬وكرضا بقسمة كربها ‪..‬‬ ‫تزوجت أم بسليم أبا طلحة ‪ ..‬وكرمزقت منه بغلم صبيح ‪ ..‬هو أبو عمير ‪..‬ووكان أبو طلحة يحبه حبا ً‬ ‫عظيما ً ‪..‬‬ ‫بل وكان صلى ا عليه وبسلم يحبه ‪ ..‬ويمر بالصغير فيرى معه طيراً يلعب به ‪ ..‬ابسمه النغير ‪..‬‬ ‫فكان يمامزحه ويقول‪ :‬يا أبا عمير ما فعل النغير ؟‬ ‫فمرض الغلم ‪ ..‬فحزن أبو طلحة عليه حزنا ً شديداً ‪ ..‬حتى اشتد المرض بالغلم يوما ً ‪..‬‬ ‫وخرج أبو طلحة في حاجة إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬وتأخر عنده ‪..‬‬ ‫فامزداد مرض الغلم ومات ‪ ..‬وأمه عنده ‪..‬‬ ‫بكى بعض أهل البيت ‪ ..‬فهدأتهم وقالت ‪ :‬ل تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أوكون أنا أحدثه ‪..‬‬ ‫فوضعت الغلم في ناحية من البيت وغطته ‪ ..‬وأعدت لزوجها طعامه ‪..‬‬ ‫فلما عاد أبو طلحة إلى بيته ‪ ..‬بسألها ‪ :‬وكيف الغلم ؟‬ ‫قالت ‪ :‬هدأت نفسه ‪ ..‬وأكرجو أن يكون قد ابستراح ‪..‬‬ ‫فتوجه إليه ليراه ‪ ..‬فأبت عليه وقالت ‪ :‬هو بساوكن فل تحروكه ‪..‬‬ ‫ثم قربت له عشاءه فأوكل وشرب ‪ ..‬ثم أصاب منها ما يصيبه الرجل من امرأته ‪..‬‬ ‫فلما كرأت أنه قد شبع وابستقر ‪ ..‬قالت ‪ :‬يا أبا طلحة أكرأيت لو أن قوما ً أعاكروا عاكريتهم أهل بيت‬ ‫فطلبوا عاكريتهم ألهم أن يمنعوهم ؟ قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬أل تعجب من جيراننا ؟ قال ‪ :‬وما لهم ؟!‬ ‫قالت ‪ :‬أعاكرهم قوم عاكرية ‪ ..‬وطال بقاؤها عندهم حتى كرأوا أن قد ملكوها ‪ ..‬فلما جاء أهلها‬ ‫يطلبونها ‪ ..‬جزعوا أن يعطوهم إياها ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬بئس ما صنعوا ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬هذا ابنك ‪ ..‬وكانت عاكرية من ا ‪ ..‬وقد قبضه إليه ‪ ..‬فاحتسب ولدك عند ا ‪..‬‬ ‫ففزع ‪ ..‬ثم قال ‪ :‬وا ‪ ..‬ما تغلبيني على الصبر الليلة ‪ ..‬فقام وجهز ولده ‪..‬‬ ‫فلما أصبح غدا على كربسول ا صلى ا عليه وبسلم فأخبره ‪ ..‬فدعا لهما بالبروكة ‪..‬‬ ‫قال كراوي الحديث ‪ :‬فلقد كرأيت لهم بعد ذلك في المسجد بسبعة أولد وكلهم قد قرأ القرآن ‪..‬‬ ‫فانظري وكيف اكرتفعت بدينها ‪ ..‬عن شق الجيوب‪ ..‬وضرب الخدود‪ ..‬والدعاء بالويل والثبوكر ‪..‬‬ ‫هل كرأيتم امرأة توفى ابنها ‪ ..‬بين يديها ‪ ..‬وتقوم بخدمة مزوجها ‪ ..‬وتهيئ له نفسها ‪..‬‬ ‫بل هل كرأيت ألطف من لطفها ‪ ..‬أو ألين من طريقتها ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫إن امرأة بهذا اليمان والدين ‪ ..‬والصدق واليقين ‪ ..‬لينتشر خيرها ‪ ..‬وتعم بروكة فعلها ‪ ..‬على أهل‬ ‫بيتها ‪..‬‬ ‫فيصلح أولدها ‪ ..‬وتستقيم بناتها ‪ ..‬ويتأثر مزوجها بصلحها ‪..‬‬ ‫فل عجب أن يرتفع شأن أبي طلحة بعد مزواجه منها ‪..‬‬ ‫وكانت أم بسليم تحثه على الدعوة والجهاد ‪ ..‬وطاعة كرب العباد ‪ ..‬حتى إذا وكانت خرج أبو طلحة مع‬ ‫المجاهدين ‪ ..‬فاشتد عليهم البلء ‪..‬فاضطرب المسلمون ‪ ..‬وقّتلوا ‪ ..‬وتفرقوا ‪..‬‬ ‫وأقبل المشروكون على كربسول ا صلى ا عليه وبسلم يريدون قتله ‪..‬‬ ‫فأقبل عليه أصحابه الخياكر ‪ ..‬وهم جرحى ‪ ..‬وجوعى ‪..‬‬


‫دماؤهم تسيل على دكروعهم ‪ ..‬ولحومهم تتناثر من أجسادهم ‪..‬‬ ‫أقبلوا على كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬فأحاطوه بأجسادهم يصدون عنه الرماح ‪ ..‬وضربات‬ ‫السيوف ‪ ..‬تقع في أجسادهم دونه ‪..‬‬ ‫ووكان أبو طلحة يرفع صدكره ويقول ‪ :‬يا كربسول ا ل يصيبك بسهم ‪ ..‬نحري دون نحرك ‪ ..‬وهو‬ ‫يقاتل عن كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ويحامي ‪..‬‬ ‫والكفاكر يضربونه من وكل جانب ‪ ..‬هذا يرميه بسهم ‪ ..‬وذلك يضربه بسيف ‪ ..‬والثالث يطعنه بخنجر‬ ‫صرع ووقع من وكثرة الضرب عليه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فلم يلبث أن ُ‬ ‫فأقبل أبو عبيدة يشتد مسرعا ً ‪ ..‬فإذا أبو طلحة صريعا ً ‪ ..‬فقال النبي صلى ا عليه وبسلم ‪ ) :‬دونكم‬ ‫أخاوكم فقد أوجب ( ‪ ..‬فحملوه ‪ ..‬فإذا بجسده بضع عشرة ضربة وطعنة ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬وكان أبو طلحة بعدها ‪ ..‬يرفع كراية الدين ‪ ..‬ووكان صلى ا عليه وبسلم يقول ‪ :‬لصوت أبي‬ ‫طلحة في الجيش خي ٌر من فئة ‪ !!..‬هذا صوته في الجيش ‪ ..‬فما بالك بقوته وقتاله ؟ ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫فهل تنشطين لتقدمي مثلما قدمت ؟‬ ‫فقد دعا النبي صلى ا عليه وبسلم النساء وكما دعا الرجال ‪ ..‬وبايع النساء وكما بايع الرجال ‪..‬‬ ‫وحدث النساء وكما حدث الرجال ‪..‬‬ ‫والنساء والرجال متساويان في الجزاء والعقاب ‪..‬‬ ‫قال تعالى ) من عمل صالحا ً من ذوكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم‬ ‫بأحسن ما وكانوا يعملون ( ‪..‬‬ ‫وهما متساويان في الحقوق النسانية ‪ ..‬فلكل من الزوجين حق على الخر ‪ ..‬قال صلى ا عليه‬ ‫وبسلم ‪ ) :‬أل إن لكم على نسائكم حقا ً ولنسائكم عليكم حقا ً ( ‪..‬‬ ‫والميزان الوحيد عند ا للمفاضلة بين الرجل والمرأة هو التقوى ‪ } ..‬إن أوكرمكم عند ا أتقاوكم‬ ‫{ ‪..‬‬ ‫ووكلما احترمت المرأة نفسها احترمها من حولها ‪ ..‬فهي ثمينة مادامت أمينة ‪ ..‬فإذا خانت هانت ‪..‬‬ ‫وانظري إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬لما فتح مكة ‪ ..‬واضطرب أمر الكفاكر فيها ‪ ..‬فمنهم‬ ‫من قاتل ‪ ..‬ومنهم أبسلم ‪ ..‬ومنهم من اختبأ ‪..‬‬ ‫فكان من بين المقاتلين كرجلن قاتل عليا ً كرضي ا عنه ثم فرا من بين يديه ‪..‬‬ ‫والتجئا إلى بيت أم هانئ أخت علي كرضي ا عنه ‪ ..‬فأمنتهما ‪..‬‬ ‫فأقبل علي عليها ‪ ..‬فدخل البيت ‪ ..‬وقال ‪ :‬وا لقتلنهما ‪ ..‬فأغلقت أم هانئ عليهما باب البيت ‪ ..‬ثم‬ ‫ذهبت بسريعا ً إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬فلما كرآها قال ‪ :‬مرحبا ً يا أم هانئ ‪ ..‬ما جاء بك‬ ‫؟ فقالت ‪ :‬مزعم علي أنه يقتل كرجلين أمنتهما ‪ ..‬فقال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬قد أجرنا من أجرت ‪..‬‬ ‫وأمنا من أمنت ‪ ..‬فل يقتلهما ‪..‬‬ ‫وجعل ا للمرأة حقها في تقرير حياتها ‪ ..‬فل تزوج إل بإذنها ‪ ..‬ول يؤخذ من مالها إل باختياكرها‬ ‫‪ ..‬وإن اتهمت في عرضها عوقب متهمها ‪ ..‬وإن احتاجت ُألزم وليها بسد حاجتها ‪ ..‬أبوها مأموكر‬ ‫بالحسان إليها ‪ ..‬وولدها مأموكر ببرها ‪ ..‬وأخوها مأموكر بصلتها ‪..‬‬ ‫بل طالما قدم الدين المرأة على الرجل ‪..‬‬


‫قال تعالى ‪ ) :‬ووصينا النسان بوالديه حملته أمه وهنا ً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي‬ ‫ولوالديك ( ‪..‬‬ ‫وفي الصحيحين قال كرجل ‪ :‬يا كربسول ا ! من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال صلى ا عليه‬ ‫وبسلم ‪ :‬أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ( ‪..‬‬ ‫وكرأى ابن عمر كرضي ا عنهما كرجلً يطوف حول الكعبة ‪ ..‬يحمل عجومزاً على ظهره ‪..‬فسأله ‪:‬‬ ‫من هذه فقال الرجل ‪ :‬هذه أمي مقعدة ‪ ..‬وأنا أحملها على ظهري منذ عشرين بسنة ‪ ..‬أتراني يا ابن‬ ‫عمر وفيتها حقها ‪ ..‬فقال ابن عمر ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬ول مزفرة من مزفراتها ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫فمع هذا التبجيل والتكريم ‪ ..‬والحترام والتقديم ‪..‬‬ ‫وكيف تتقاعس فتيات اليوم عن نصرة الدين ‪..‬‬ ‫بل وكيف ترى المنكرات ظاهرة ‪ ..‬بصوكر فاجرة ‪ ..‬أو علقات بسافرة ‪..‬‬ ‫ومحرمات في اللباس والحجاب ‪ ..‬مؤذنة بقرب نزول العذاب ‪..‬‬ ‫ترى هذه المنكرات بين قريباتها ‪ ..‬وأخواتها ومزميلتها ‪..‬‬ ‫ثم ل تنشط للنكاكر ‪ ..‬وقد قال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬من كرأى منكم منكراً فليغيره ‪..‬‬ ‫فهل غيرت ما ابستطعت من منكرات ؟‬ ‫ليت شعري ‪ ..‬وكيف يكون حالك يوم القيامة ‪ ..‬إذا تعلقت بك الصديقة والزميلة ‪ ..‬والحبيبة والخليلة‬ ‫‪..‬‬ ‫وبكين وانتحبن ‪ ..‬لم كرأيتينا على المنكرات ‪ ..‬ومقاكرفة المحرمات ‪..‬‬ ‫ولم تنهي أو تنصحي ‪ ..‬أو تعظي وتذوكري ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫وانظري إلى تضحية الكافرات لدينهن ‪..‬‬ ‫يقول أحد الدعاة ‪:‬‬ ‫وكنت في كرحلة دعوية إلى اللجئين في أفريقيا ‪..‬‬ ‫وكان الطريق وعراً موحشا ً أصابنا فيه شدة وتعب‪..‬‬ ‫ول نرى أمامنا إل أمواجا ً من الرمال ‪ ..‬ول نصل إلى قرية في الطريق ‪ ..‬إل ويحذكرنا من قُ ّ‬ ‫طاع‬ ‫الطرق ‪..‬‬ ‫ثم يّسر ا الوصول إلى اللجئين ليلً ‪..‬‬ ‫فرحوا بمقدمي ‪ ..‬وأعّدوا خيمة فيها فراش بال ‪..‬‬ ‫ألقيت بنفسي على الفراش من شدة التعب‪ ..‬ثم كرحت أتأمل كرحلتي هذه‪ .‬أتدكري ما الذي خطر في‬ ‫نفسي؟!‬ ‫شعرت بشيء من العتزامز والفخر‪ ..‬بل أحسست بالعجب والبستعلء! فمن ذا الذي بسبقني إلى هذا‬ ‫المكان؟!‬ ‫ومن ذا الذي يصنع ما صنعت؟!‬ ‫ومن ذا الذي يستطيع أن يتحمل هذه المتاعب؟!‬ ‫وما مزال الشيطان ينفخ في قلبي حتى وكدت أتيه وكبراً وغروكراً‬


‫خرجنا في الصباح نتجول في أنحاء المنطقة‪ ..‬حتى وصلنا إلى بئر يبعد عن منامزل اللجئين ‪..‬‬ ‫فرأيت مجموعة من النساء يحملن على كرؤوبسهن قدوكر الماء‪ ..‬ولفت انتباهي امرأة بيضاء من بين‬ ‫هؤلء النسوة‪ ..‬وكنت أظنها ‪ -‬بادي الرأي ‪ -‬واحدة من نساء اللجئين مصابة بالبرص‪..‬‬ ‫فسألت صاحبي عنها ‪..‬‬ ‫قال لي مرافقي‪ :‬هذه منصرة ‪ ..‬نرويجية ‪ ..‬في الثلثين من عمرها ‪..‬‬ ‫تقيم هنا منذ بستة أشهر ‪ ..‬تلبس لبابسنا‪ ..‬وتأوكل طعامنا‪ ..‬وترافقنا في أعمالنا‪..‬‬ ‫وهي تجمع الفتيات وكل ليلة ‪ ..‬تتحدث معهن ‪ ..‬وتعلمهن القراءة والكتابة‪ ..‬ووأحيانا ً الرقص ‪..‬‬ ‫ووكم من يتيم مسحت على كرأبسه! و مريض خففت من ألمه!‬ ‫فتأملي في حال هذه المرأة‪ ..‬ما الذي دعاها إلى هذه القفاكر النائية وهي على ضللها؟!‬ ‫وما الذي دفعها لتترك حضاكرة أوكروبا ومروجها الخضراء؟!‬ ‫وما الذي قّوى عزمها على البقاء مع هؤلء العجزة المحاويج وهي في قمة شبابها؟!‬ ‫أفل تتـصـاغرين نفسك ‪..‬‬ ‫صرة ضاّلة ‪ ..‬تصبر وتكابد ‪ ..‬وهي على الباطل ‪..‬‬ ‫هذه من ّ‬ ‫بل في أدغال أفريقيا ‪ ..‬تأتي المنصرة الشابة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا ‪..‬‬ ‫تأتي لتعيش في وكوخ من خشب ‪ ..‬أو بيت من طين ‪ ..‬وتأوكل من أكردئ الطعام وكما يأوكلون ‪..‬‬ ‫وتشرب من النهر وكما يشربون ‪ ..‬ترعى الطفال ‪ ..‬وتطبب النساء ‪..‬‬ ‫فإذا كرأيتيها بعد عودتها إلى بلدها ‪ ..‬فإذا هي قد شحب لونها ‪ ..‬وخشن جلدها ‪ ..‬وضعف جسدها ‪..‬‬ ‫لكنها تنسى وكل هذه المصاعب لخدمة دينها ‪..‬‬ ‫عجبا ً ‪ ..‬هذا ما تبذله تلك النصرانيات الكافرات ‪ ..‬ليعبد غير ا ‪..‬‬ ‫) إن تَُكوُنوا تَأْلَُموَن َفإنّهُْم يَأْلَُموَن َوكَما تَأْلَُموَن وتَْرُجوَن ِمَن ّ‬ ‫اِ َما ل يَْرُجوَن ( ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫وأنت ‪ ..‬أفل تساءلت يوما ً ‪ :‬ماذا قدمت للبسلم ‪..‬‬ ‫وكم فتاة تابت على يدك ‪ ..‬وكم تنفقين لهداية الفتيات إلى كربك ‪..‬‬ ‫تقول بعض الصالحات ل أجرؤ على الدعوة ‪ ..‬ول إنكاكر المنكرات ‪..‬‬ ‫عجبا ً !! وكيف تجرؤ مغنية فاجرة ‪ ..‬أن تغني أمام عشرة آلف يلتهمونها بأعينهم قبل آذانهم ‪ ..‬ولم‬ ‫تقل إني خائفة أخجل ‪..‬‬ ‫وكيف تجرؤ كراقصة داعرة ‪ ..‬أن تعرض جسدها أمام اللف ‪ ..‬ول تفزع وتوجل ‪..‬‬ ‫وأنت إذا أكردنا منك مناصحة أو دعوة ‪ ..‬خذلك الشيطان ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫بل بعض الفتيات ‪ ..‬تزين لغيرها المنكرات ‪ ..‬فتتبادل معهن مجلت الفحشاء ‪ ..‬وأشرطة الغناء ‪..‬‬ ‫أو تدعوهن إلى مجالس منكر وبلء ‪..‬‬ ‫وهذا من التعاون على الثم والعدوان ‪ ..‬والدخول في حزب الشيطان ‪..‬‬ ‫ولتنقلبن هذه المحبة إلى عداوة وبغضاء ‪..‬‬ ‫قال ا ‪ ) :‬الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين ( ‪ ..‬هذا حالهن في عرصات القيامة ‪..‬‬ ‫يلبسن لباس الخزي والندامة ‪..‬‬


‫ض َويَْلَعُن‬ ‫أما في الناكر ‪ ..‬فكما قال ا عن فريق من العصاة ‪ } :‬ثُّم يَْوَم اْلقَِياَمِة يَْكفُ​ُر بَْع ُ‬ ‫ضُكم بِبَْع و ٍ‬ ‫صِريَن { ‪ ..‬نعم يلعن بعضهن بعضا ً ‪ ..‬تقول لصاحبتها‬ ‫بَْع ُ‬ ‫ضُكم بَْع ً‬ ‫ضا َوَمأَْواُوكُم الّناُكر َوَما لَُكم ّمن ّنا ِ‬ ‫التي طالما جالستها في الدنيا ‪ ..‬وضاحكتها وقبلتها ‪ ..‬تقول لها يوم القيامة ‪ :‬لعنك ا أنت التي‬ ‫أوقعتني في الغزل والفحشاء ‪..‬‬ ‫فتصيح بها الخرى ‪ :‬بل لعنك ا أنت ‪ ..‬فأنت التي أعطيتني أشرطة الغناء‬ ‫فتجيبها ‪ :‬بل لعنك ا ‪ ..‬أنت التي مزينتي لَي التسكع والسفوكر ‪..‬‬ ‫فترد عليها ‪ :‬بل لعنك ا أنت ‪ ..‬أنت التي دللتني على طرق الفجوكر ‪..‬‬ ‫عجبا ً ‪ ..‬وكيف غابت تلك الضحكات ‪ ..‬والهمسات واللمسات ‪ ..‬طالما طفتما في البسواق ‪..‬‬ ‫وضاحكتما الرفاق ‪ ..‬واليوم يكفر بعضكن ببعض ويلعن بعضكن بعضاَ ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬لنهن ما اجتمعن يوما ً على نصيحة أو خير ‪..‬‬ ‫فهن يوم القيامة يجتمعن ‪ ..‬ولكن أين يجتمعن ؟ في ناكر ل يخبو بسعيرها ‪ ..‬ول يبرد لهيبها ‪..‬‬ ‫ول يخفف حرها ‪ ..‬إل أن يشاء ا ‪..‬‬ ‫ب بَْينَهُْم يَْوَمئِو ٍذ َوَل يَتَ​َساءُلوَن * * فَ​َمن ثَقُلَ ْ‬ ‫ك هُ​ُم‬ ‫} فَإ َِذا نُفَِخ ال ّ‬ ‫ت َمَواِمزينُهُ فَأ ُْولَئِ َ‬ ‫صوِكر فَ​َل َأنَسا َ‬ ‫اْلُمْفلُِحوَن * وَمْن َخفّ ْ‬ ‫ك الِّذيَن َخِسُروا َأنفَُسهُْم ِفي َجهَنَّم َخالُِدوَن * تَْلفَُح ُوُجوهَهُ​ُم‬ ‫ت َمَواِمزينُهُ فَأ ُْولَئِ َ‬ ‫الّناُكر َوهُْم ِفيَها َوكالُِحوَن * أَلَْم تَُكْن آَياِتي تُْتَلى َعلَْيُكْم فَُكنُتم بَِها تَُكّذُبوَن * َقاُلوا َكربَّنا َغلَبَ ْ‬ ‫ت َعلَْيَنا‬ ‫ضاّليَن * َكربَّنا أَْخِرْجَنا ِمْنَها فَإ ِْن ُعْدَنا فَإ ِّنا َ‬ ‫ظالُِموَن * َقاَل اْخَسُؤوا ِفيَها َوَل تَُكلُّموِن‬ ‫ِشْقَوتَُنا َوُوكّنا قَْوًما َ‬ ‫{ ‪..‬‬ ‫ثم قال ا ‪ َ }:‬أفَ​َحِسْبتُْم أَنَّما َخلَْقَناُوكْم َعبًَثا َوأَنُّكْم إِلَْيَنا َل تُْرَجُعوَن { ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫ووكم من الفتيات المؤمنات ‪ ..‬انجرفت إحداهن مع المواج ‪..‬‬ ‫فبدأت تتساهل بالحجاب والعباءة ‪ ..‬وترضى أن تتتبع ما يصنعه المفسدون ‪ ..‬بل يصممه الفجرة‬ ‫والكافرون ‪ ..‬من العباءات التي تظهر الزينة بدل أن تسترها ‪..‬‬ ‫عجبا ً !! وكيف ترضين أن تكوني دمية يلبسونها ما شاءوا ؟‬ ‫فهذه عباءة مطرمزة ‪ ..‬وتلك مخصرة ‪ ..‬والثالثة على الكتفين ‪ ..‬والرابعة وابسعة الُكّمين ‪..‬‬ ‫أصبحت أوكثر العباءات ‪ ..‬تحتاج إلى بسترها بعباءة ‪..‬‬ ‫فالحجاب‪ ..‬إنما شرع لستر الزينة عن الرجال ‪ ..‬فإذا وكان الحجاب في نفسه مزينة ‪ ..‬فما الحاجة إليه‬ ‫‪..‬‬ ‫وقد قال صلى ا عليه وبسلم فيما كرواه مسلم ‪ ) :‬صنفان من أهل الناكر لم أكرهما ‪ ..‬كرجال معهم‬ ‫بسياط وكأذناب البقر يضربون بها الناس ‪ ..‬ونساء وكابسيات عاكريات مائلت مميلت كرؤوبسهن وكأبسنة‬ ‫البخت المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن كريحها وإن كريحها ليوجد من مسيرة وكذا ووكذا (‪.‬‬ ‫فمن هي الفتاة التي ل تريد الجنة ول كرائحتها ؟‬ ‫أما تعلمين ‪ ..‬أنك بتبرجك وبسفوكرك تصبحين وبسيلة من وبسائل الشيطان ؟‬ ‫هل ترضين أن تكوني بسببا ً في وقوع مسلم في الحرام ؟‬ ‫أتدكرين أنك إذا لبست عباءة متبرجة ‪ ..‬ثم كرأتك فتاة فاشترت مثلها فلبستها ‪ ..‬أتعلمين أن عليك‬ ‫ومزكرها وومزكر من قلدها هي أيضا ً إلى يوم القيامة ‪..‬‬ ‫أيسرك أن تكوني قدوة في الشر ‪..‬‬


‫* * * * * * * *‬ ‫ولو بسألت امرأة تزينت بعباءة من هذه النواع‪ ..‬لماذا تلبسين هذه العباءة ؟ لقالت لك ‪ :‬هذه أجمل ‪..‬‬ ‫فابسأليها عند ذلك ‪ :‬تتجملين لمن ؟!! نعم تتجملين لمن ؟! لخاطب شريف ‪ ..‬أو مزوج عفيف ‪..‬‬ ‫إنها تتزين لينظر إليها بسفلة الناس ‪ ..‬ممن ل يلتفتون لمراقبة ا لهم ‪ ..‬ممن ل يهمهم شرفها ‪ ..‬ول‬ ‫عفتها أو وكرامتها ‪ ..‬يسعى أحدهم لشهوة فرجه ‪ ..‬ولذة عينه ‪ ..‬ثم إذا قضى حاجته منها ‪ ..‬كروكلها‬ ‫بقدمه ‪ ..‬وبحث عن فريسة أخرى ‪..‬‬ ‫* * * * * * *‬ ‫هل تفكرت يوما ً ‪ ..‬لماذا أمرك ا بالحجاب ‪ ..‬نعم لماذا قال ا ‪َ } :‬وْليَ ْ‬ ‫ضِرْبَن بُِخُمِرِهّن َعَلى‬ ‫ُجُيوبِ​ِهّن َوَل يُْبِديَن ِمزينَتَهُّن { ‪ ..‬لماذا أمرك ا بستر مزينتك ‪ ..‬وجهك وشعرك وبسائر جسدك ‪..‬‬ ‫لماذا أمرك ا بهذا ‪ ..‬هل بينه وبينك خصام‪ ..‬أو ثأكر وانتقام ‪ ..‬وكل ‪ ..‬فهو الغني عن عباده الذي ل‬ ‫يظلم مثقال ذكرة ‪..‬‬ ‫ولكنها بسنة ا الباقية ‪ ..‬وشريعته الماضية ‪ ..‬وقوله الذي ل يبدل ‪ ..‬وحكمه الذي يعدل ‪..‬‬ ‫قضى على الرجل بأحكام ‪ ..‬وعلى المرأة بأحكام ‪ ..‬ول يمكن أن تستقيم الدنيا إل بطاعته ‪..‬‬ ‫والمرأة الصالحة تسلم لربها في أمره ‪..‬‬ ‫وتأملي فيما كرواه مسلم ‪ ..‬من خبر تلك المرأة ‪ ..‬التي جاءت إلى عائشة يوما ً فسألتها ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫ما بال الحائض إذا طهرت من حيضها ‪ ..‬تقضي الصوم ول تقضي الصلة ؟‬ ‫فعجبت عائشة من بسؤالها ‪ ..‬وقالت ‪ :‬أحروكرية أنت ؟ أي من الخواكرج على الدين ؟‬ ‫قالت ‪ :‬لست بحروكرية ‪ ..‬ولكني أبسأل ‪..‬‬ ‫فقالت عائشة ‪ :‬وكان يصيبنا ذلك على عهد كربسول ا صلى ا عليه وبسلم‪ ..‬فنؤمر بقضاء الصوم‬ ‫ول نؤمر بقضاء الصلة ‪..‬‬ ‫نعم ‪..‬تسليم تام لوامر ا ‪ } ..‬إِنَّما َوكاَن قَْوَل اْلُمْؤِمِنيَن إَِذا ُدُعوا إَِلى ّ‬ ‫اِ َوَكرُبسولِ​ِه لِيَْحُكَم بَْينَهُْم َأن‬ ‫ش ّ‬ ‫ك هُ​ُم اْلُمْفلُِحوَن * َوَمن يُِطِع ّ‬ ‫يَُقوُلوا َبسِمْعَنا َوأَ َ‬ ‫ك هُ​ُم‬ ‫اَ َويَتّْقِه فَأ ُْولَئِ َ‬ ‫طْعَنا َوأُْولَئِ َ‬ ‫اَ َوَكرُبسولَهُ َويَْخ َ‬ ‫اْلَفائُِزوَن { ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬الفائزون هم الذين يسلمون ل في أمره ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫أما غيرهم ‪ ..‬فهم يسعون جاهدين ‪ ..‬لنزع عباءتك ‪ ..‬وهتك حجابك ‪..‬‬ ‫يستميتون لتحقيق غاياتهم ‪ ..‬ينفقون من أموالهم ‪ ..‬ويبذلون من أوقاتهم ‪ ..‬فهذه مجلة بسافرة ‪ ..‬وتلك‬ ‫مقالة فاجرة ‪ ..‬وهذا برنامج يشكك في الحجاب ‪..‬‬ ‫يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا ‪..‬‬ ‫يريدون التمتع بالنظر إلى مزينتك في أبسواقهم ‪ ..‬والنس برقصك في مساكرحهم ‪ ..‬والتلذذ بجسدك‬ ‫على فرشهم ‪ ..‬وبخدمتك لهم في طائراتهم ‪ ..‬فهم في الحقيقة يطالبون بحقوقهم ل بحقوقك ‪..‬‬ ‫ع الحجاب ‪ ..‬وح ّ‬ ‫عجبا ً لهم ‪ !!..‬لم يعرفوا من حقوق المرأة ‪ ..‬إل ح ّ‬ ‫ق قيادة السياكرة ‪..‬‬ ‫ج ونز ِ‬ ‫ق التبر ِ‬ ‫ق العمل ومخالطِة الرجال ‪ ..‬وح ّ‬ ‫ق السفر بل محرم ‪ ..‬وح ّ‬ ‫وح ّ‬ ‫ق الخروج في وبسائل العلم ‪ ..‬إلى‬ ‫آخر تلك الحماقات التي يسمونها حقوقا ً ‪..‬‬


‫تبا ً لهم ‪ !!..‬لم نسمعهم يوما ً يطالبون بحقوق الكرامل والمعوقات ‪ ..‬أو يطالبون البناء بحقوق‬ ‫المهات ‪..‬‬ ‫يطالبون بالفساد ‪ ..‬ويظهرون أنهم يريدون كرقي المجتمع ‪ ..‬وهذا حال المنافقين ‪ ..‬فهم أحفاد عبد ا‬ ‫بن أبي بن بسلول ‪ ..‬كرأس المنافقين في عهد كربسول ا ‪.. J‬‬ ‫ألم تري أنه اتهم أمنا عائشة كرضي ا عنها بالزنا ‪ ..‬وأشاع المقالة وكرددها بين الناس ‪ ..‬ومزعم أنه‬ ‫يريد إشاعة الفضيلة ‪ ..‬وهو في الحقيقة أبستاذ الرذيلة ‪ ..‬وموقد ناكرها ‪ ..‬أل ترين أنه وكان يشتري‬ ‫الماء الجميلت ثم يأمرهن بالبغاء والزنا ‪ ..‬ليجمع المال من ذلك ‪ ..‬حتى فضحه ا في القرآن‬ ‫ض اْلَحَياِة الّدْنَيا ( ‪..‬‬ ‫بقوله تعالى ‪َ) :‬وَل تُْكِرُهوا فَتَ​َياتُِكْم َعَلى اْلبَِغاء إِْن أَ​َكرْدَن تَ​َح ّ‬ ‫صًنا لّتَْبتَُغوا َعَر َ‬ ‫فهم يرددون ‪ ..‬العباءة على الرأس تضايقك ‪ ..‬والثوب الطويل يثقل عليك ‪ ..‬والبنطال أبسهل لمشيك‬ ‫‪ ..‬وتغطية الوجه تكتم أنفابسك ‪..‬‬ ‫قوم أعجبوا بحضاكرة الكفاكر ‪ ..‬فظنوا أن الطريق إليها نزع الحجاب ‪ ..‬وتشمير الثياب ‪..‬‬ ‫وإن جولة واحدة في إحدى مدن الغرب أو الشرق تكفي لدكراك هذه الحقيقة ‪ ..‬فالمرأة تشتغل حمالة‬ ‫حقائب في المطاكر ‪ ..‬وعاملة نظافة في الطريق ‪ ..‬ومنظفة حمام في الشروكة ‪..‬‬ ‫وإن وكانت جميلة ‪ ..‬اشتغلت في مرقص أو باكر ‪ ..‬فهذا بسكير يعربد بها ‪ ..‬وذاك فاجر يعبث بجسدها‬ ‫‪ ..‬والثالث يتخذها بسلعة يتكسب منها ‪ ..‬فإذا قضوا حاجتهم منها صفعوا وجهها ‪..‬‬ ‫وإذا وكبرت ألقيت في داكر العجزة التي هي أشبه بالسجون ‪ ..‬بل بالمقابر ‪..‬‬ ‫عجبا ً ‪ ..‬أهذه هي الحرية التي يعنونها ‪..‬‬ ‫وا لن وكنا نتألم لمصاب مسلمة في الفلبين ‪ ..‬وأخرى في وكشمير ‪..‬‬ ‫فإن المرأة هناك ل تجد من يتألم لها ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫يقول أحد الطباء ‪:‬‬ ‫وكنت أدكرس في بريطانيا ‪..‬‬ ‫ووكانت جاكرتنا عجومزاً يزيد عمرها على السبعين عاما ً ‪..‬‬ ‫وكانت تستثير شفقة وكل من كرآها ‪ ..‬قد احدودب ظهرها ‪ ..‬وكرق عظمها ‪ ..‬ويبس جلها ‪..‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ..‬فهي وحيدة بين جدكران أكربعة ‪..‬‬ ‫تدخل وتخرج وليس معها من يساعدها من ولد ول مزوج ‪..‬‬ ‫تطبخ طعامها ‪ ..‬وتغسل لبابسها ‪..‬‬ ‫منزلها وكأنه مقبرة ‪ ..‬ليس فيه أحد غيرها ‪ ..‬و ل يقرع أحد باَبها ‪..‬‬ ‫دعتها مزوجتي لزياكرتنا ذات يوم ‪..‬‬ ‫فأخبرتها مزوجتي بأن البسلم يجعل الرجل مسئولً عن مزوجته ‪ ..‬يعمل من أجلها ‪ ..‬يبتاع طعامها‬ ‫ولبابسها ‪..‬‬ ‫يعالجها إذا مرضت ‪ ..‬ويساعدها إذا اشتكت ‪..‬‬ ‫وهي تجلس في بيتها ‪ ..‬تجب عليه نفقتها وكرعايتها ‪ ..‬بل وحماية عرضها ونفسها ‪..‬‬ ‫فإذا كرمزقت بأولد ‪ ..‬وجب عليهم هم أيضا ً برها ‪ ..‬والذلة لها ‪..‬‬ ‫ومن عقها من أولدها نبذه الناس وقاطعوه حتى يبُّرها ‪..‬‬ ‫فإن لم تكن المرأة ذات مزوج وجب على أبيها أو أخيها ‪ ..‬أو وليها ‪ ..‬أن يرعاها ويصونها ‪..‬‬ ‫وكانت هذه العجومز ‪ ..‬تستمع إلى مزوجتي ‪ ..‬بكل دهشة وإعجاب ‪..‬‬


‫بل وكانت تدافع عبراتها وهي تتذوكر أولدها وأحفادها الذين لم ترهم منذ بسنوات ‪ ..‬ول يزوكرها أحد‬ ‫منهم ‪ ..‬بل ل تعرف أين هم ‪..‬‬ ‫وقد تموت وتدفن أو تحرق وهم ل يعلمون ‪ ..‬لنها ل قيمة لها عندهم ‪..‬‬ ‫أنهت مزوجتي حديثها ‪ ..‬فبقيت العجومز واجمة قليلً ‪ ..‬ثم قالت ‪:‬‬ ‫في الحقيقة ‪ ..‬إن المرأة في بلدوكم ‪ :‬ملكة ‪ ..‬ملكة ‪..‬‬ ‫نعم وا ‪ ..‬أيتها الخت الكريمة أنت عندنا ملكة ‪..‬‬ ‫نعم ملكة ٌتسفك من أجلك الدماء ‪ ..‬فمن قتل دون عرضه فهو شهيد ‪..‬‬ ‫وترخص لجلك الكرواح ‪ ..‬وتنفق الموال ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ولنك ملكة مصونة أمر الرجال حولك أن يحفظوك ‪..‬‬ ‫وقد يدقق الرجل على امرأته ‪ ..‬فيأمرها أو ينهاها ‪ ..‬وهو إنما يريد نجاتها ‪..‬‬ ‫وانظري إلى عمر بن الخطاب كرضي ا عنه ‪ ..‬وقد جيئ إليه بمسك وعنبر من مصر ‪ ..‬ليبيعه‬ ‫ويجعل ثمنه في بيت مال المسلمين ‪ ..‬فقال كرضي ا عنه ‪ :‬وددت أني وجدت امرأة جيدة الومزن ‪..‬‬ ‫تكسر هذا الطيب وتبيعه وتجعل المال في بيت مال المسلمين ‪ ..‬فقالت امرأته ‪ :‬أنا أفعل ذلك يا أمير‬ ‫المؤمنين ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فافعلي ‪..‬‬ ‫فأخذت النساء تأتيها ‪ ..‬وتكسر العنبر بيدها وتزن لهن وتبيع ‪ ..‬فكانت إذا التصق بيدها شيء من‬ ‫الطيب مسحته بخماكرها ‪..‬‬ ‫فلما أقبل عمر في الليل ‪ ..‬ناولته المال ‪ ..‬فلما دنا منها ‪ ..‬شم فيها طيبا ً ‪ ..‬فقال ‪ :‬أشتريت من الطيب‬ ‫‪.‬؟ قالت ‪ :‬ل ‪ ..‬قال ‪ :‬فمن أين هذه الريح ؟ قالت ‪ :‬وكان يبقى في أصابعي فأمسحه بخماكري ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬بسبحان ا ‪ ..‬النساء يشترين بأموالهن ‪ ..‬وأنت تتطيبين من مال المسلمين ‪ ..‬ثم جبذ خماكرها‬ ‫من على كرأبسها ‪ ..‬وقام إلى قربة معلقة في السقف ‪ ..‬فصب منها على الخماكر ‪ ..‬وأخذ يغسله‬ ‫ويعصره ويشمه ‪ ..‬فإذا أثر الطيب باق فيه ‪ ..‬فكشف البساط ‪ ..‬ثم جعل على التراب ماًء وأخذ يفرك‬ ‫الخماكر على الطين ‪ ..‬حتى ذهبت الرائحة ‪ ..‬فغسله ثم ألقاه إليها ‪..‬‬ ‫خوفا ً عليها من دقيق الحساب ‪ ..‬وأليم العذاب ‪ ..‬وا يقول ‪ ) :‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم‬ ‫ناكراً وقودها الناس والحجاكرة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ا ما أمرهم ويفعلون ما‬ ‫يؤمرون ( ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫والمجتمع قسمان ‪ ..‬داخلي وخاكرجي ‪ ..‬فالرجل يقوم على القسم الخاكرجي فيعمل ويكتسب ‪ ..‬ويبني‬ ‫البيت ‪ ..‬ويعالج المريض ‪ ..‬ويطعم الجائع ‪ ..‬ويقود السياكرة ‪ ..‬ويبيع ويشتري ‪..‬‬ ‫والمرأة تربي الولد ‪ ..‬وتقوم على حاجة البيت ‪ ..‬ول يصح الخلط بينهما ‪ ..‬بل وكل فيما يخصه ‪..‬‬ ‫أل تري إلى ما أخرجه البيهقي في الشعب ‪ :‬أن أبسماء بنت يزيد أتت النبي صلى ا عليه وبسلم ‪..‬‬ ‫وهو بين أصحابه فقالت ‪ :‬بأبي أنت وأمي ‪ ..‬إني وافدة النساء إليك ‪ ..‬واعلم ‪ -‬نفسي لك الفداء ‪ -‬أما‬ ‫إنه ما من امرأة وكائنة في شرق ول غرب ‪ ..‬بسمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع ‪ ..‬إل وهي على مثل‬ ‫كرأيي ‪..‬‬


‫إن ا بعثك بالحق إلى الرجال والنساء ‪ ..‬فآمنا بك ‪ ..‬وبإلهك الذي أكربسلك ‪ ..‬وإنا معشر النساء‬ ‫محصوكرات مقصوكرات ‪ ..‬قواعد بيوتكم ‪ ..‬ومقضى شهواتكم ‪ ..‬وحاملت أولدوكم ‪..‬‬ ‫وإنكم معاشر الرجال ‪ ..‬فضلتم علينا بالجمعة والجماعات ‪ ..‬وعيادة المرضى ‪ ..‬وشهود الجنائز ‪..‬‬ ‫والحج بعد الحج ‪ ..‬وأفضل من ذلك الجهاد في بسبيل ا ‪..‬‬ ‫وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجا ً أو معتمراً أو مجاهداً ‪ ..‬حفظنا أموالكم ‪ ..‬وغزلنا أثوابكم ‪ ..‬وكربينا‬ ‫أولدوكم ‪..‬‬ ‫فما نشاكروككم في الجر يا كربسول ا ؟‬ ‫فالتفت النبي صلى ا عليه وبسلم إلى أصحابه بوجهه وكله ثم قال ‪ :‬هل بسمعتم مقالة امرأة قط‬ ‫أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫فالتفت صلى ا عليه وبسلم إليها ثم قال لها ‪ :‬انصرفي أيتها المرأة ‪ ..‬وأعلمي من خلفك من النساء‬ ‫‪ ..‬أن حسن تبعل إحداوكن لزوجها ‪ ..‬وطلبها مرضاته ‪ ..‬واتباعها موافقته ‪ ..‬تعدل ذلك وكله ‪..‬‬ ‫فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر ‪ ..‬فرحا ً وابستبشاكراً ‪..‬‬ ‫نعم وك ٌل في مجاله ‪ ..‬المرأة مملكتها بيتها ‪ ..‬فهي فيه ملكة ‪ ..‬ومزوجها ملك ‪ ..‬وأبناؤهم الرعية ‪..‬‬ ‫ولكن قد تخرق هذه القاعدة ‪ ..‬عند الحاجة ‪..‬‬ ‫ففي طبقات ابن بسعد ‪ ..‬أن أم عماكرة كرضي ا عنها خرجت مع جيش المسلمين إلى معروكة أحد ‪..‬‬ ‫تسقي الماء وتداوي الجرحى ‪ ..‬لكنها لما اشتد القتال ‪ ..‬وفرت جموع من المسلمين ‪..‬‬ ‫فنظرت أم عماكرة ‪ ..‬فرأت المسلمين يفرون ‪ ..‬والكفاكر يصولون ويجولون ‪ ..‬وما ثبت إل كربسول ا‬ ‫صلى ا عليه وبسلم يضاكرب بسيفه ‪ ..‬وليس حوله إل عشرة من أصحابه ‪ ..‬فسلت بسيفا ً ‪ ..‬ثم أقبلت‬ ‫تشتد حتى وقفت بين يدي النبي صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬تذب عنه ‪ ..‬والناس يمرون به منهزمين ‪..‬‬ ‫وهي ليس معها ترس تدفع عن نفسها ضرب السيوف ‪..‬‬ ‫فمر كرجل معه ترس ‪ ..‬فقال له صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬ألق تربسك إلى من يقاتل ‪ ..‬فألقى الرجل‬ ‫تربسه ‪ ..‬فأخذته أم عماكرة فجعلت تترس به عن كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬ووقفت على‬ ‫قدميها تقاتل ‪ ..‬فأقبل كرجل على فرس فضربها بالسيف فاتقته بتربسها ‪ ..‬فلم يصنع بسيفه شيئا ً ‪..‬‬ ‫وولى الرجل فضربت عرقوب فربسه ‪ ..‬فوقع على ظهره ‪ ..‬وهجمت عليه ‪ ..‬فجعل النبي صلى ا‬ ‫عليه وبسلم يصيح بابنها ‪ :‬أّمك أمك ‪ ..‬فأقبل ولدها فعاونها عليه حتى قتلته ‪..‬‬ ‫وفي هذه الثناء ‪ ..‬أقبل فاكرس من الكفاكر ‪ ..‬إلى ولدها بين يديها ‪ ..‬فضربه على وكتفه اليسر ‪..‬‬ ‫فكادت يده أن تسقط من أصلها ‪ ..‬وجعل الدم ينزف ‪ ..‬فالتفت إليه النبي صلى ا عليه وبسلم فرأى‬ ‫الدماء تجري على ثيابه ‪ ..‬فصاح به وقال ‪ :‬اعصب جرحك ‪..‬‬ ‫فأخرجت أم عماكرة ‪ ..‬خرقا ً قد أعدتها للجرحى ‪ ..‬فربطت جرح ولدها ‪ ..‬والنبي صلى ا عليه‬ ‫ي فضاكرب القوم ‪..‬‬ ‫وبسلم ينظر إليهما ‪ ..‬فلما أحكمت جرحه ‪ ..‬ضربت وكتفه وقالت ‪ :‬انهض ُبن ّ‬ ‫فعجب النبي صلى ا عليه وبسلم من صبرها وأخذ يقول ‪ :‬ومن يطيق ما تطيقين يا أم عماكرة ‪..‬‬ ‫وفجأة أقبل عليها الرجل الذي ضرب ابنها ‪ ..‬فقال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬هذا ضاكرب ابنك يا أم‬ ‫عماكرة ‪..‬‬ ‫فاعترضت له فضربت بساقه فبرك على الكرض وهو ينتفض ‪ ..‬فأقبلت تضربه بالسيف حتى مات‬ ‫‪..‬‬ ‫فقال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬الحمد ل الذي أظفرك ‪ ..‬وأقر عينك من عدوك ‪ ..‬وأكراك ثأكرك بعينك ‪..‬‬ ‫ثم أقبل عليها أحد الكفاكر فضربها على عاتقها ضربة غرت في جسدها ‪ ..‬والنبي صلى ا عليه‬ ‫وبسلم ‪ ..‬يضاكرب القوم ويلتفت إليها ‪ ..‬فلما كرأى جرحها ‪ ..‬صاح بولدها قال ‪ :‬أمك ‪ ..‬أمك ‪..‬‬


‫اعصب جرحها ‪ ..‬باكرك ا عليكم من أهل البيت ‪ ..‬مقام أمك خير من مقام فلن وفلن ‪ ..‬كرحمكم‬ ‫ا أهل البيت ‪ ..‬ومقام مزوج أمك خير من مقام فلن وفلن ‪ ..‬كرحمكم ا أهل البيت ‪..‬‬ ‫فالتفتت إليه أم عماكرة وقالت وهي تصاكرع ألمها ‪ :‬ادع ا أن نرافقك في الجنة ‪ ..‬فقال ‪ :‬اللهم‬ ‫اجعلهم كرفقائي في الجنة ‪..‬‬ ‫قالت أم عماكرة ‪ :‬فما أبالي ما أصابني من الدنيا ‪..‬‬ ‫فكان صلى ا عليه وبسلم يقول بعدها ‪ :‬عن يوم أحد ‪ :‬ما التفت يمينا ً ول شمالً إل وأنا أكرى أم‬ ‫عماكرة تقاتل دوني ‪..‬‬ ‫نعم جرحت أم عماكرة بأحد اثني عشر جرحا ً ‪ ..‬وشهدت بعدها قتال مسيلمة الكذاب ‪ ..‬فجرحت أحد‬ ‫عشر جرحا ‪ ..‬وقطعت يدها ‪..‬‬ ‫فرضي ا عنها ‪ ..‬تعلم أن الصل بقاؤها في بيتها ترعى أولدها ‪ ..‬ولكن لما احتاج إليها الدين‬ ‫نصرته بجسدها وكما نصرته بمالها ‪..‬‬ ‫ووكذلك الرجل ‪ ..‬الصل أنه يكدح خاكرج البيت ويرتاح داخله ‪ ..‬ولكن قد تخرق هذه القاعدة ‪ ..‬فهذا‬ ‫كربسول ا صلى ا عليه وبسلم أحيانا ً ‪ ..‬وكان يخصف نعله ‪ ..‬ويفلي ثوبه ‪ ..‬ويكون في حاجة أهله‬ ‫‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ووكلما وكانت المرأة بربها أعرف ‪ ..‬وكانت منه أخوف ‪..‬‬ ‫فإذا قاكرفت ذنبا ً أو معصية ‪ ..‬كرجعت إلى كربها تائبة مفضية ‪..‬‬ ‫تخاف من ويلت الذنوب ‪ ..‬وتترك لذة عيشها ‪ ..‬في بسبيل أن تلقى كربها وهو كراض عنها ‪..‬‬ ‫فيغفر ا ذنبها‪..‬ويستر عيبها‪..‬وهو الذي يفرح بتوبة عباده إذا تابوا إليه‪..‬‬ ‫في الصحيحين ‪:‬‬ ‫أن امرأة من الصحابيات ‪ ..‬وكانت متزوجة في المدينة ‪..‬‬ ‫وبسوس لها الشيطان يوما ً ‪ ..‬وأغراه برجل فخل بها عن أعين الناس ‪ ..‬ووكان الشيطان ثالَثهما ‪ ..‬فلم‬ ‫يزل يزين وكلً منهما لصاحبه حتى مزنيا ‪..‬‬ ‫فلما فرغت من جرمها ‪ ..‬تخلى عنها الشيطان ‪..‬‬ ‫فبكت وحابسبت نفسها ‪ ..‬وضاقت حياتها ‪ ..‬وأحاطت بها خطيئتها ‪ ..‬حتى أحرق الذنب قلبها ‪..‬‬ ‫فجاءت إلى طبيب القلوب صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬ووقفت بين يديه ‪ ..‬ثم صاحت من حّر ما تجد ‪..‬‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫يا كربسول ا ‪ ..‬مزنيت ‪ ..‬فطهرني ‪..‬‬ ‫فأعرض عنها ‪ ..‬فجاءت من شقه الخَر ‪ ..‬فقالت ‪ :‬يا كربسول ا ‪ ..‬مزنيت ‪ ..‬فطهرني ‪..‬‬ ‫فأعرض عنها لعلها أن ترجع فتتوب بينها وبين ا ‪..‬‬ ‫فخرجت ‪ ..‬من عنده ‪ ..‬والذنب يأوكل فؤادها ‪..‬‬ ‫فلم تطق صبراً ‪..‬‬ ‫فلما جلس صلى ا عليه وبسلم في مجلسه من الغد فإذا بها تقبل عليه ‪..‬‬ ‫فتقول ‪ :‬يا كربسول ا ‪ ..‬طهرني ‪..‬‬ ‫فأعرض عنها ‪ ..‬فصاحت من حر فؤادها ‪ ..‬قالت ‪ :‬يا كربسول ا ‪ ..‬لعلك تريد أن ترددني وكما‬ ‫كرددت ماعزاً ‪ ..‬وا إني لحبلى من الزنا ‪..‬‬ ‫فالتفت إليها ‪ .. J‬ثم قال ‪ :‬أما ل فاذهبي حتى تلدي ‪..‬‬


‫فخرجت من المسجد ‪ ..‬ومضت إلى بيتها ‪ ..‬تجر خطاها ‪ ..‬قد وكبر همها ‪ ..‬وضعف جسدها ‪..‬‬ ‫ودمعت عينها ‪..‬‬ ‫ذهبت تعد الساعات واليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬ ‫فلما مضت تسعة أشهر ‪ ..‬ضربها المخاض ‪ ..‬فلم تزل تتلوى من اللم حتى ولدت ‪..‬‬ ‫فلما ولدت ‪ ..‬لم تنتظر نفابسها ‪ ..‬بل ‪ ..‬قامت من فراشها ‪ ..‬وحملت وليدها في خرقتها ‪..‬‬ ‫ثم مضت به إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬ثم وضعته بين يديه ‪..‬‬ ‫وقالت ‪ :‬هذا قد ولدته يا كربسول ا ‪ ..‬فطهرني ‪..‬‬ ‫فنظر النبي صلى ا عليه وبسلم إليها ‪ ..‬فإذا هي في تعبها ونصبها ‪ ..‬ونظر إلى وليدها فإذا هو‬ ‫صبي في مهده ‪ ..‬يتلبط بين يدي أمه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬اذهبي فأكرضعيه حتى تفطميه ‪ ..‬فذهبت ‪ ..‬وغابت بسنتين وكاملتين ‪ ..‬عاشتها مع فلذة وكبدها ‪..‬‬ ‫يتقلب في حضنها ‪..‬‬ ‫تغسل وجهه بدمعاتها ‪ ..‬وتودعه بنظراتها ‪..‬‬ ‫فلما فطمته من الرضاع ‪ ..‬لفت عليها ثيابها ‪ ..‬ثم خرجت بولدها من بيتها ‪ ..‬وناولته في يده وكسرة‬ ‫خبز ‪ ..‬ثم أتت به يمشي معها ‪ ..‬حتى وقفت به بين يدي كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬هذا يا نبي ا ‪ ..‬قد فطمته ‪ ..‬وقد أوكل الطعام ‪ ..‬فطهرني ‪..‬‬ ‫فدفع النبي صلى ا عليه وبسلم ‪ ..‬الصبي إلى كرجل من المسلمين ‪ ..‬ثم أمر بها فحفر لها إلى‬ ‫صدكرها ‪ ..‬وأمر الناس فرجموها حتى ماتت ‪..‬‬ ‫نعم ماتت ‪..‬‬ ‫لكنها ‪ ..‬غسلت ووكفنت ‪ ..‬وقام صلى ا عليه وبسلم ليصلي عليها ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫لقد تابت توبة ‪ ..‬لو تابها بسبعون من المدينة لقبل منهم ‪ ..‬هل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها ‪..‬‬ ‫ماتت ‪ ..‬وجادت بنفسها في بسبيل ا ‪..‬‬ ‫ماتت ‪ ..‬فطوبى لها ‪ ..‬وقعت في الزنى ‪ ..‬وهتكت بستر كربها ‪ ..‬وشهدت الملئكة الكرام ‪ ..‬واطلع‬ ‫الملك العلم ‪..‬‬ ‫لكنها لما ذهبت اللذات ‪ ..‬وبقيت الحسرات ‪..‬‬ ‫تذوكرت يوم تشهد عليها أعضاؤها التي متعتها بالزنا‪..‬‬ ‫كرجلها التي مشت بها‪ ..‬يدها التي لمست بها‪ ..‬لسانها الذي تكلمت به‪..‬‬ ‫بل تشهد عليها ‪ ..‬وكل ذكرة من ذكراتها ‪ ..‬ووكل شعرة من شعراتها ‪..‬‬ ‫تذوكرت حراكرة النيران ‪ ..‬وعذاب الرحمن ‪..‬‬ ‫يوم يعلق الزناة بفروجهم في الناكر‪ ..‬ويضربون عليها بسياط من حديد‪ ..‬فإذا ابستغاث أحدهم من‬ ‫الضرب‪ ..‬نادته الملئكة ‪ :‬أين وكان هذا الصوت وأنت تضحك‪ ..‬وتفرح‪ ..‬وتمرح‪ ..‬ول تراقب ا‬ ‫ول تستحي منه‪!!..‬‬ ‫وفي الصحيحين أن النبي صلى ا عليه وبسلم خطب الناس فقال ‪ ) :‬يا أمة محمد‪ ..‬وا إنه ل أحد‬ ‫أغير من ا‪ ..‬أن يزنى عبده‪ ..‬أو تزني أمته‪ ..‬يا أمة محمد وا لو تعلمون ما أعلم‪ ..‬لضحكتم قليلً‬ ‫ولبكيتم وكثيراً ( ‪..‬‬ ‫فتابت توبة لو قسمت بين أمة لوبسعتهم ‪..‬‬ ‫جاءت إليه وناكر الجوف تستعُر * * ودمعة العين ل تنف ّ‬ ‫ك تنهمُر‬ ‫ق * * من صحبه وفؤاد الدهر مفتخُر‬ ‫فأقبلت وكربسول ا في ِحلَ و ٍ‬ ‫ب وكيف ُيغتفُر!!‬ ‫قالت له ‪ :‬يا كربسول ا معذكرةً * * ينوء ظهري بذن و ٍ‬


‫فجال عنها وأغضى عن مقالتها * * وللتمّعر في تقطيبه أثُر‬ ‫قالت وللصدق في إقراكرها شج ٌن * * والصمت يطبق والحداث ُتختصُر‬ ‫أصبت حّداً فطّهر مهجةً فنيت * * وشاهدي في الحشا‪ ،‬إن ُوكذب الخبُر‬ ‫فقال عودي‪ ..‬ووكوني للجنين ُتقى * * فللجنين حقو ٌ‬ ‫ق مالها ومزُكر‬ ‫ما أودعت بسجن بسّجاو ٍن ووكافلها * * تقوى الله ‪ . .‬فل بسوط ٌ ول َأبسُر‬ ‫حتى إذا حان حي ٌن وانقضى أج ٌل * * وقد تقرح منها الخّد والبصُر‬ ‫حّل المخاض فهاجت وكّل هائجو ٍة * * مثل البسير انتشى والقيُد ينكسُر‬ ‫فأقبلت ‪ ..‬يا كربسول ا ‪ :‬ذا أجلي * * طال العناء ووكسري ليس ينجبُر‬ ‫ق ومرحمو ٍة * * والقلب منكس ٌر ‪ ،‬والدمع ينهمُر‬ ‫فقال قولة إشفا و ٍ‬ ‫ي والسوُكر‬ ‫غّذي الوليد إلى بسّن الفطام فقد * * جرت له بالحقوق ال ُ‬ ‫حتى إذا ما انقضت أيام محنتها * * تكاد لول عرى اليمان تنتحُر‬ ‫جاءت به وكرغيف الخبز في يده * * وليس يعلم ما الدنيا وما القدُكر !!‬ ‫قالت‪ :‬فديت كربسول ا ذا أجلي * * قد مّلني الصبر‪،‬والعقبى لمن صبروا‬ ‫فقال‪ :‬من يكفل المولود من بسعو ٍة * * أنا الرفيق له‪ ..‬يا بسعد من ظفروا!!‬ ‫ح * * وحامز أفضل فوو ٍمز حامزه بشُر‬ ‫فابستله صاحب النصاكر في فر و ٍ‬ ‫وكأنما الروح من وجدانها انتزعت * * يا للمومة ‪ . .‬والهات تنفجُر‬ ‫ووكفكفت دمعةً حّرى موّدعةً * * وللبسى صوكرة ٌ من خلفها صوُكر‬ ‫وابستبشرت بعبير التوب واغتسلت * * وكما ينقي صلد الصخرة المطر‬ ‫ضر‬ ‫بساكرت إلى جنة الفردوس فابتسمت * * لها الربى والنعيم الخالد النَ ِ‬ ‫وجّنة الخلد تجلو وكل بائسو ٍة * * يحلو إليها الضنى والجوع والسهر‬ ‫إن غّرها طائف الشيطان في مزمو ٍن * * فلم تزل بعدها تعلو وتنتصر‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫هكذا وكانت النساء ‪ ..‬كرجاعات توابات ‪..‬‬ ‫فهل لك أن تتأملي نساء اليوم ‪ ..‬وكم منهن انزلقت قدمها في المعصية ‪..‬‬ ‫بل صال حولها الشيطان وجال ‪ ..‬حتى أخرجها من البسلم ‪ ..‬وألحقها بعباد الصنام ‪ ..‬فتروكت‬ ‫الصلة ‪ ..‬وقد قال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ‪ ..‬فمن تروكها فقد وكفر ‪..‬‬ ‫وانتقلي معي إن شئت ‪ ..‬إلى هناك ‪ ..‬انتقلي إلى الداكر الخرة ‪ ..‬ثم تأملي ما قصه ا علينا من خبر‬ ‫أهل الجنة وأهل الناكر ‪..‬‬ ‫فبينما أهل الجنة فيها يتنعمون ‪ ..‬وعلى أبسرتها يتقلبون ‪..‬‬ ‫إذ تساءلوا عن أصحاب لهم وكانوا في الدنيا ‪ ..‬على معصية للرحمن ‪ ..‬ما حالهم وخبرهم ‪..‬‬ ‫فتخبرهم الملئكة أنهم في الناكر يصطلون ‪ ..‬ومن مزقومها ينجرعون ‪ ..‬ومع شياطينها يسلسلون ‪..‬‬ ‫عندها يشرف أهل الجنة ينظرون إليهم ويسألونهم ‪ ..‬ما بسلككم في بسقر ؟ ‪..‬‬ ‫س بَِما َوكَسبَ ْ‬ ‫ت َكرِهينَة ٌ * إِّل أَ ْ‬ ‫ت يَتَ​َساءُلوَن * َعِن اْلُمْجِرِميَن‬ ‫ب اْليَِميِن * ِفي َجّنا و ٍ‬ ‫صَحا َ‬ ‫قال ا ‪ُ ) :‬وكّل نَْف و ٍ‬ ‫* َما َبسلَ​َكُكْم ِفي َبسقَ​َر ( ؟‬ ‫نعم ‪ ..‬ما بسلككم في بسقر ؟ فابسمعي الجواب ‪ ..‬ذوكروا أكربعة أبسباب أدخلتهم إلى الناكر ‪َ ) ..‬قاُلوا ( ‪..‬‬ ‫أولً ‪ ) :‬لَْم نَ ُ‬ ‫صّليَن ( ‪..‬‬ ‫ك ِمَن اْلُم َ‬ ‫ك نُ ْ‬ ‫ثانيا ً ‪َ ) :‬ولَْم نَ ُ‬ ‫طِعُم اْلِمْسِكيَن ( ‪..‬‬


‫ضيَن ( ‪ ..‬نعم وكنا نخوض مع الخائضين ‪ ..‬نفعل ما يفعله الناس ‪ ..‬إن‬ ‫ثالثا ً ‪َ ) :‬وُوكّنا نَُخو ُ‬ ‫ض َمَع اْلَخائِ ِ‬ ‫تروكوا الصلة تروكنا ‪ ..‬وإن عصوا عصينا ‪ ..‬وإن غنوا غنينا ‪ ..‬وإن دخنوا دخنا ‪ ..‬وإن ناموا عن‬ ‫الصلوات نمنا ‪ ..‬وإن عقوا والديهم عققنا ‪ ..‬نخوض مع الخائضين ‪..‬‬ ‫ب بِيَْوِم الّديِن ( ‪ ..‬ما وكنا نؤمن به إيمان من يردعه خوف الخرة عن معاصيه ‪..‬‬ ‫كرابعا ً ‪َ ) :‬وُوكّنا نَُكّذ ُ‬ ‫) َحّتى أَ​َتاَنا اْليَِقيُن ( ‪..‬‬ ‫قال ا ‪ ) :‬فَ​َما َتنفَُعهُْم َشَفاَعةُ الّشافِ​ِعيَن ( ‪ ..‬نعم وا لو اجتمع النبياء عليهم السلم ‪ ..‬ومعهم‬ ‫الملئكة الكرام ‪ ..‬وشفعوا لكافر ليخرجوه من الناكر ‪ ..‬ما قبل ا منهم ‪ ..‬فالكفاكر ل تنفعهم شفاعة‬ ‫الشافعين ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وبعض الفتيات قد يجرها الشيطان ‪ ..‬إلى بسبيل الرذيلة ‪ ..‬بسماع الغناء ‪ ..‬والتعلق بالفحشاء ‪..‬‬ ‫وقد قال تعالى ‪ ) :‬ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن بسبيل ا ( وكان ابن مسعود ‪Z‬‬ ‫يقسم بال أن المراد به الغناء ‪..‬‬ ‫وفي الصحيح قال صلى ا عليه وبسلم ‪ " :‬ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر‬ ‫والمعامزف " ‪..‬‬ ‫وصح عند الترمذي ‪ ..‬أنه صلى ا عليه وبسلم قال ‪ ":‬ليكونن في هذه المة خسف وقذف ومسخ‬ ‫وذلك إذا شربوا الخموكر واتخذوا القينات وضربوا بالمعامزف " ‪..‬‬ ‫ونص العلماء على تحريم آلت اللهو والعزف ‪ ..‬والتحريم يشتد والذنب يعظم إذا كرافق الموبسيقى‬ ‫غناء ‪..‬‬ ‫وتتفاقم المصيبة عندما تكون وكلمات الغاني عشقا ً وحبا ً وغراما ً ووصفا ً للمحابسن ‪..‬‬ ‫بل هي مزماكر الشيطان‪ ..‬الذي يزمر به فيتبعه أولياؤه‪ ..‬قال تعالى ‪ } :‬وابستفزمز من ابستطعت منهم‬ ‫بصوتك وأجلب عليهم بخيلك وكرجلك {‪ ..‬وقال ابن مسعود ‪ :‬الغناء كرقية الزنا‪ ..‬أي أنه طريُقه‬ ‫ووبسيلُته‪..‬‬ ‫عجبًا‪ ..‬هذا وكان يقوله ابن مسعود لما وكان الغناء يقع من الجواكري والماء المملووكات‪ ..‬يوم وكان‬ ‫الغناء بالد ّ‬ ‫ف والشعر الفصيح‪ ..‬يقول هو كرقية الزنا‪..‬‬ ‫فماذا يقول ابن مسعود لو كرأى مزماننا هذا‪ ..‬وقد تنّوعت اللحان‪ ..‬ووكثر أعوان الشيطان‪ ..‬فأصبحت‬ ‫الغاني تسمع في السياكرة والطائرة‪ ..‬والبر والبحر‪..‬‬ ‫بل حتى الساعات والجراس وألعاب الطفال والكمبيوتر وأجهزة الهاتف ‪ ..‬دخلت فيها الموبسيقى‬ ‫‪..‬‬ ‫والغاني طريق لنشر الفاحشة ‪ ..‬وإثاكرة الغرائز ‪ ..‬فما يكاد ُيذوكر فيها إل الحب والغرام‪ ..‬والعشق‬ ‫والهيام‪..‬‬ ‫بال عليك ‪..‬‬ ‫هل بسمعت مغنيا ً غنى في التحذير من الزنا ؟ أو غض البصر ؟‬ ‫أو حفظ أعراض المسلمين ؟!! أو في الحث على صوم النهاكر ‪ ..‬وبكاء البسحاكر ‪..‬‬ ‫وكل‪ ..‬ما بسمعنا عن شيء من ذلك‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬


‫بل أوكثرهم يدعو إلى العشق المحرم ‪ ..‬وتعلق القلب بغير ا ‪..‬‬ ‫بل قد يجر إلى الداهية العظمى ‪ ..‬وهو عشق الفتاة لفتاة مثلها ‪ ..‬و العجاب بها ‪ ..‬ومصاحبتها ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬تحبها ‪ ..‬ل لنها قوامة ليل ‪ ..‬أو صوامة نهاكر ‪ ..‬ل ولكن لجمال وجهها ‪ ..‬وملحة بسمتها ‪..‬‬ ‫تعجبها حروكاتها ‪ ..‬وتثيرها ضحكاتها ‪..‬‬ ‫تفتن بابتسامتها ‪ ..‬وتأنس بمجالستها ‪..‬‬ ‫بل‪ ..‬وتعجب منها بكل شيء وإن وكان قبيحا ً ‪..‬‬ ‫وبعض الفتيات قد تتساهل بمثل ذلك‪ ..‬بل قد يظهر منها ما يدّل على ابستدعائها لذلك‪..‬‬ ‫فكم نرى من الفتيات المائعات في حروكاتهن وضحكاتهن ‪ ..‬بل وأبسلوب الكلم‪ ..‬وطريقة المشي‪..‬‬ ‫إضافة إلى لبس الثياب الضيقة ‪ ..‬والتغنج والدلل ‪ ..‬ووكثرة اللمسات والقبلت ‪ ..‬وتبادل الربسائل‬ ‫العاطفية ‪ ..‬والهدايا الشيطانية ‪..‬‬ ‫نرى أحيانا ً هذه المظاهر في بعض المداكرس ‪ ..‬والكليات ‪..‬‬ ‫فلماذا تفعل الفتاة ذلك ‪ ..‬بسبب العجاب والعشق والمحبة ‪..‬‬ ‫وهذا هو الشذوذ عن الفطرة ‪ ..‬وهو مؤذن بنزول العذاب الذي نزل على قوم لوط ‪..‬‬ ‫فماذا فعل قوم لوط ؟‬ ‫اوكتفى كرجالهم برجالهم ‪ ..‬ونساؤهم بنسائهم ‪..‬‬ ‫وقد ذوكر ا خبر هؤلء الفجاكر في القرآن ‪ ..‬وأن لوطا ً صاح بهم وقال } أتأتون الفاحشة ما بسبقكم‬ ‫بها من أحد من العالمين { ‪..‬‬ ‫وإذا وقعت هذه الفاحشة‪ ..‬وكادت الكرض تميد من جوانبها‪ ..‬والجبال تزول عن أماوكنها‪..‬‬ ‫ولم يجمع ا على أمة من العذاب ما جمع على قوم لوط‪ ..‬فإنه طمس أبصاكرهم‪ ..‬وبسّود وجوههم‪..‬‬ ‫وأمر جبريل بقلع قراهم من أصلها ثم قلبها عليهم‪ ..‬ثم خسف بهم‪ ..‬ثم أمطر عليهم حجاكرة من‬ ‫بسجيل‪..‬‬ ‫قال عز من قائل ‪ } :‬فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها بسافلها وأمطرنا عليها حجاكرة من بسجيل {‬ ‫فجعلهم آية للعالمين‪ ..‬وموعظة للمتقين‪ ..‬ونكال للمجرمين‪..‬‬ ‫إن في ذلك ليات للمتوبسمين‪..‬‬ ‫أخذهم على غرة وهم نائمون‪ ..‬فما أغنى عنهم ما وكانوا يكسبون‪..‬‬ ‫نعم‪ ..‬ذهبت اللذات‪ ..‬وأعقبت الحسرات‪ ..‬وانقضت الشهوات‪..‬‬ ‫ل‪ ..‬وعذبوا طوي ً‬ ‫تمتعوا قلي ً‬ ‫ل‪ ..‬وأعقبهم عذابا أليمًا‪..‬‬ ‫ندموا وا ول ينفع الندم‪ ..‬وبكوا بدل الدموع الدم‪..‬‬ ‫فلو كرأيتهم والناكر تشوي وجوههم‪..‬‬ ‫وتخرج من أفواههم وأنوفهم‪..‬‬ ‫وهم بين أطباق الجحيم‪ ..‬يشربون وكؤوس الحميم‪..‬‬ ‫ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون‪ ..‬ذوقوا ما وكنتم تكسبون‪..‬‬ ‫} إصلوها فاصبروا أو ل تصبروا بسواء عليكم إنما تجزون ما وكنتم تعملون {‬ ‫وما هي من الظالمين ببعيد‪..‬‬ ‫أما كربسول ا صلى ا عليه وبسلم فقد صح عنه فيما كرواه الترمذي ‪ ) :‬إن أخوف ما أخاف على‬ ‫أمتي عمل قوم لوط (‪..‬‬ ‫وصح فيما كرواه ابن حبان ‪ ) :‬لعن ا من عمل عمل قوم لوط‪ ..‬لعن ا من عمل عمل قوم لوط‪..‬‬ ‫لعن ا من عمل عمل قوم لوط (‪..‬‬


‫وصّح في مسند أحمد أنه صلى ا عليه وبسلم قال ‪ ) :‬من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا‬ ‫الفاعل والمفعول به (‪..‬‬ ‫أما الصحابة فكانوا يحرقون اللوطية بالناكر‪..‬‬ ‫وقال ابن عباس كرضي ا عنهما ‪ :‬اللوطي إذا مات من غير توبة مسخ في قبره خنزيرًا‪..‬‬ ‫ومن وكانت قد أبسرفت على نفسها ‪ ..‬ووقعت في شيء من ذلك‪ ..‬فلتساكرع إلى التوبة والبستغفاكر‪..‬‬ ‫والنابة إلى العزيز الغفاكر‪..‬‬ ‫اِ إِّن ّ‬ ‫طوا ِمن ّكرْحَمِة ّ‬ ‫ي الِّذيَن أَْبسَرُفوا َعَلى َأنفُِسِهْم َل تَْقنَ ُ‬ ‫ب َجِميًعا إِنّهُ هَُو‬ ‫اَ يَْغفُِر الّذُنو َ‬ ‫} قُْل َيا ِعَباِد َ‬ ‫صُروَن * َواتّبُِعوا‬ ‫اْلَغُفوُكر الّرِحيُم * َوأَِنيُبوا إَِلى َكربُّكْم َوأَْبسلُِموا لَهُ ِمن قَْبِل َأن يَأْتِيَُكُم اْلَعَذا ُ‬ ‫ب ثُّم َل ُتن َ‬ ‫ب بَْغتَةً َوَأنتُْم َل تَْشُعُروَن { ‪..‬‬ ‫أَْحَسَن َما ُأنِزَل إِلَْيُكم ّمن ّكربُّكم ّمن قَْبِل َأن يَأْتِيَُكُم الَعَذا ُ‬ ‫نعم ‪ ..‬توبي إلى ا ‪ ..‬مزقي ما عندك من كربسائل وأكرقام ‪ ..‬وأتلفي الصوكر والشرطة والفلم ‪..‬‬ ‫أثبتي أن حبك للرحمن أعظم من وكل حب ‪ ..‬أثبتي أنك تقدمين طاعة ا على طاعة الهوى‬ ‫والشيطان ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫ومن اتباع الهوى ‪ ..‬والشيطان ‪ ..‬تكلف الفتاة في تزيين مظهرها ‪ ..‬ولو وكان في ذلك التعرض للعنة‬ ‫ا ‪..‬‬ ‫ومن ذلك نمص الحواجب وترقيقها‪ ..‬إما بالنتف أو الحلق ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ضلنّهُْم‬ ‫صيًبا ّمْفُرو ً‬ ‫وهو تحقيق لوعيد الشيطان لما قال لربه ‪َ ) :‬لَتِّخَذّن ِمْن ِعَباِد َ‬ ‫ضا * َول ِ‬ ‫ك نَ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫اِ َوَمن يَتِّخِذ الّشْي َ‬ ‫طاَن َولِ ًّيا ّمن‬ ‫َولَُمنّيَنّهُْم َولُمَرنّهُْم فَلَيُبَتُّكّن آَذاَن الَْنَعاِم َولُمَرنّهُْم فَلَيَُغيُّرّن َخْل َ‬ ‫ا فَقَْد َخِسَر ُخْسَراًنا ّمِبيًنا * يَِعُدهُْم َويَُمّنيِهْم َوَما يَِعُدهُ​ُم الّشْي َ‬ ‫ك َمأَْواهُْم‬ ‫طاُن إِلّ ُغُروًكرا * أُْوَلـئِ َ‬ ‫ُدوِن ّ ِ‬ ‫ت تَْجِري ِمن تَْحتَِها‬ ‫صا * َوالِّذيَن آَمُنوْا َوَعِمُلوْا ال ّ‬ ‫َجهَنُّم َولَ يَِجُدوَن َعْنَها َمِحي ً‬ ‫ت َبسنُْدِخلُهُْم َجّنا و ٍ‬ ‫صالَِحا ِ‬ ‫ً‬ ‫ق ِمَن ّ‬ ‫الَْنَهاُكر َخالِ​ِديَن ِفيَها أَبًَدا َوْعَد ّ‬ ‫صَد ُ‬ ‫اِ َحّقا َوَمْن أَ ْ‬ ‫اِ ِقيلً ( ‪..‬‬ ‫والنمص تعرض للعنة ا ‪ ..‬فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود كرضي ا عنهما قال ‪:‬‬ ‫لعن كربسول ا صلى ا عليه وبسلم الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة المغيرات لخلق ا‬ ‫‪..‬‬ ‫بسبحان ا ‪ ..‬وكيف تفعلين ما يعرضك للعنة ا ‪ ..‬وأنت تسألين ا المغفرة والرحمة في الصلة‬ ‫وخاكرجها ‪ ..‬أليس هذا تناقضا ً بين قولك وفعلك ؟‬ ‫تطلبين الرحمة وتفعلين ما يطردك منها ‪..‬‬ ‫إن هذا لشيء عجاب !!‬ ‫وأفتى أهل العلماء الربانيون بتحريمه ‪ ..‬وبين يدي أوكثر من عشرين فتوى بتحريمه ‪..‬‬ ‫فمن مقتضى إيمانك بال ‪ ..‬طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه ومزجر ‪..‬‬ ‫بل إن النمص من التشبه بالكافرات ومن تشبه بقوم فهو منهم ‪ ..‬وا يقول يوم القيامة ‪ ) :‬احشروا‬ ‫الذين ظلموا وأمزواجهم ( ‪ ..‬أي أشباههم ونظراءهم ‪ ..‬ومن أحب قوما ً حشر معهم ‪..‬‬ ‫ول تقولي وكثيرات يفعلن ذلك ‪..‬‬ ‫فكثيرات أيضا ً يعبدن الصنام ‪ ..‬فهل تعبدين معهن ‪..‬‬ ‫ووكثيرات يعلقن الصليب ‪ ..‬فهل تفعلين مثلهن ‪..‬‬ ‫إن وكثرة العاصيات ل تعذكرك عند ا ‪..‬‬ ‫فأنت مسئولة عن عملك ‪..‬‬


‫ووكما وكنت في ظهر أبيك وحدك ‪ ..‬ثم في بطن أمك وحدك ‪ ..‬ثم ولدت وحدك ‪..‬‬ ‫فإنك تموتين وحدك ‪ ..‬وتبعثين يوم القيامة وحدك ‪ ..‬وتمرين على الصراط وحدك ‪ ..‬وتأخذين وكتابك‬ ‫وحدك ‪ ..‬وُتسألين بين يدي ا وحدك‪..‬‬ ‫صاهُْم َوَعّدهُْم َعًّدا *‬ ‫ض إِّل آِتي الّرْحَمِن َعْبًدا * لَقَْد أَْح َ‬ ‫قال ا ‪ِ }:‬إن ُوكّل َمن ِفي الّسَماَوا ِ‬ ‫ت َواْلَْكر ِ‬ ‫َوُوكلّهُْم آِتيِه يَْوَم اْلقَِياَمِة فَْرًدا { ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬ ‫وختاما ً ‪ ..‬أيتها الجوهرة المكنونة ‪ ..‬والدكرة المصونة ‪ ..‬أهمس في أذنك بكلمات ‪ ..‬أكرجو أن تصل‬ ‫إلى قلبك قبل أذنك ‪..‬‬ ‫ل تغتري بكثرة العاصيات ‪ ..‬ل تغتري بكثرة من يتساهلن بالحجاب ‪ ..‬ومغامزلة الشباب ‪..‬‬ ‫أو يتعلقن بالعشق والهيام ‪ ..‬ومقاكرفة الحرام ‪ ..‬همهن المسرحيات والفلم ‪ ..‬يعشن بل قضية ‪..‬‬ ‫فنحن – بصراحة ‪ -‬في مزمن وكثرت فيه الفتن ‪ ..‬وتنوعت المحن ‪..‬‬ ‫فتن تفتن البصاكر ‪ ..‬وأخرى تفتن البسماع ‪ ..‬وثالثة تسهل الفاحشة ‪ ..‬وكرابعة تدعوا إلى المال‬ ‫الحرام ‪..‬‬ ‫حتى صاكر حالنا قريبا ً من ذلك الزمان ‪ ..‬الذي قال فيه النبي صلى ا عليه وبسلم فيما أخرجه‬ ‫الترمذي والحاوكم وغيرهما ‪ ) :‬فإن وكراءوكم أيام الصبر ‪ ..‬الصبر فيهن وكقبض على الجمر ‪ ..‬للعامل‬ ‫فيهن أجر خمسين منكم ‪ ..‬يعمل مثل عمله ‪ ..‬قالوا ‪ :‬يا كربسول ا ‪ ..‬أو منهم ‪ ..‬قال ‪ :‬بل منكم ‪.. ( ..‬‬ ‫حديث حسن ‪..‬‬ ‫وإنما يعظم الجر للعامل الصالح في آخر الزمان ‪ ..‬لنه ل يكاد يجد على الخير أعوانا ً ‪ ..‬فهو‬ ‫غريب بين العصاة ‪ ..‬نعم غريب بينهم ‪ ..‬يسمعون الغناء ول يسمع ‪ ..‬وينظرون إلى المحرمات ول‬ ‫ينظر ‪ ..‬بل ويقعون في السحر والشرك ‪ ..‬وهو على التوحيد ‪..‬‬ ‫وعند مسلم أنه صلى ا عليه وبسلم قال ‪ :‬بدأ البسلم غريبا ً ‪ ..‬وبسيعود غريبا ً وكما بدأ فطوبى‬ ‫للغرباء ‪ ..‬نعم طوبى للغرباء ‪..‬‬ ‫وعند البخاكري ‪ :‬قال صلى ا عليه وبسلم ‪ :‬إنه ل يأتي عليكم مزمان إل الذي بعده شر منه حتى تلقوا‬ ‫كربكم ‪..‬‬ ‫وأخرج البزاكر بسند حسن أنه صلى ا عليه وبسلم قال ‪ :‬يقول ا عز وجل ‪ :‬وعزتي ل أجمع على‬ ‫عبدي خوفين ول أجمع له أمنين ‪ ..‬إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ‪ ..‬وإذا خافني في الدنيا‬ ‫أمنته يوم القيامة ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬من وكان خائفا ً في الدنيا ‪ ..‬معظما ً لجلل ا ‪ ..‬أمن يوم القيامة ‪ ..‬وفرح بلقاء ا ‪ ..‬ووكان من‬ ‫أهل الجنة الذين قال ا عنهم ‪:‬‬ ‫ض يَتَ​َساءُلوَن * َقاُلوا إِّنا ُوكّنا قَْبُل ِفي أَْهلَِنا ُمْشفِ​ِقيَن * فَ​َمّن ّ‬ ‫اُ َعلَْيَنا َوَوَقاَنا‬ ‫} َوأَْقبَ​َل بَْع ُ‬ ‫ضهُْم َعَلى بَْع و ٍ‬ ‫ب الّسُموِم * إِّنا ُوكّنا ِمن قَْبُل نَْدُعوهُ إِنّهُ هَُو اْلبَّر الّرِحيُم { ‪..‬‬ ‫َعَذا َ‬ ‫أما من وكان مقبلً على المعاصي ‪ ..‬همه شهوة بطنه وفرجه ‪ ..‬آمنا ً من عذاب ا ‪ ..‬فهو في خوف‬ ‫وفزع في الخرة ‪..‬‬ ‫قال ا ‪ } :‬تَ​َرى ال ّ‬ ‫ت ِفي‬ ‫ظالِ​ِميَن ُمْشفِ​ِقيَن ِمّما َوكَسُبوا َوهَُو َواقِ ٌع بِ​ِهْم َوالِّذيَن آَمُنوا َوَعِمُلوا ال ّ‬ ‫صالَِحا ِ‬ ‫ك هَُو اْلفَ ْ‬ ‫ضُل الَكِبيُر { ‪..‬‬ ‫ت لَُهم ّما يَ​َشاُؤوَن ِعنَد َكربِّهْم َذلِ َ‬ ‫َكرْو َ‬ ‫ت اْلَجّنا ِ‬ ‫ضا ِ‬ ‫فتووكلي على ا إنك على الحق المبين ‪..‬‬


‫ول تغتري بكثرِة المتساقطات ‪ ..‬ول ندكرِة الثابتات ‪..‬‬ ‫ول تستوحشي من قلة السالكات ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫أبسأل ا أن يحفظك بحفظه ‪ ..‬ويكلك برعايته ‪..‬‬ ‫ويجعلك من المؤمنات التقيات ‪ ..‬الداعيات العاملت ‪..‬‬ ‫ولسوف تبقين أختا ً لنا ‪ ..‬وإن لم تستجيبي لنصحنا ‪ ..‬نحب لك الخير ‪..‬‬ ‫ولسوف ندعوا ا لك آناء الليل ‪ ..‬وأطراف النهاكر ‪..‬‬ ‫ولن نمل أبداً من نصحك وحمايتك ‪..‬‬ ‫فثقتنا أنك يوما ً ما بستعودين إلى كرشدك ‪..‬‬ ‫وأملنا أن ا لن يضيع جهدنا معك ‪..‬‬ ‫وما توفيقنا إل بال ‪..‬‬ ‫والسلم عليك وكرحمة ا وبروكاته ‪..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.