صف ُة ةاَفةاَتةا ٍ ة ِق ُةّ كتبه / د .محمد بن عبد الرحمن العريفي 15/1/1423هـ
الحمد ل يختص من يشاء برحمته ..ويوفق أحبابه لبسباب عنايته .. ومتابع الحسان إلى العباد بفضله ومنته .. ومصرف الحكام في العبيد ..فمن شقي وبسعيد ..ومقرب وطريد ..ل يسأل عما يفعل وهم يسألون .. وصلوات ا وبسلمه على بسيد أنبيائه ..وأول أوليائه .. وأشهد أن ل إله إل ا وحده ل شريك له .. محد ُ ث الوكوان والعيان ..ومبد ُ ع الكروكان والمزمان .. ب الحباب والخلن .. ئ اللباب والبدان ..ومنتخ ُ ومنش ُ الحمد ل وبسلم على عباده الذين اصطفى … حمدا إذا قابل النعم وفى .. وبسلما إذا بلغ خاتم النبيين شفى ..وعلى آله وصحبه ومن اتبع بسنته واقتفى ..أما بعد : الحمد ل .. فهذه جلسة مع الصالحات ..القانتات التقيات .. اللتي بسمع الليل بكاءهن في البسحاكر ..وكرأى النهاكر صومهن والذوكاكر .. هذه وكلمات عابرات ..أبعثها مع وكل نبضة أمل ..في عصر تكاثرت فيه الفتن إلى الفتاة المسلمة ..الراوكعة الساجدة.. أبعثها إلى جوهرة المجتمع ..وأمل المة .. إنها جلسة مع المؤمنات ..اللتي لم تهتك إحداهن عرضها ..ولم تدنس شرفها وإنما صلت خمسها ..وأدامت بسترها ..لتدخل جنة كربها .. إنها قصة فتاة بل فتيات ..قانتات صالحات .. ليست قصة عشق فاتنة ..ول كرواية ماجنة .. * * * * * * * * نعم ..قصة أحكيها ..لك أنت أيتها الخت العفيفة ..العزيزة الشريفة .. ت أعز ما لدينا ..أنت الم والخت ..والزوجة والبنت .. فأن ِ أنت نصف المجتمع ..وأنت التي تلدين النصف الخر.. نعم تلدين الخطيب الباكرع ..والمام النافع ..وتربين المجاهد المؤيد ..والقائد المسدد .. فلك مني قصص ووكلمات ..وأحاديث وهمسات ..لعلها تبلغ حبةَ قلبك؟ ..وتصل إلى شغاف نفسك ؟.. فالنساء شقائق الرجال ..فكما أن في الرجال عالم جليل ..وداعية نبيل ..ففي النساء وكذلك .. ووكما أن في الرجال صوامون في النهاكر ..بكاؤون في البسحاكر .. ففي النساء وكذلك .. ووكم من امرأة بسابقت الرجال ..في صالح القوال والعمال ..فسبقتهم .. في عبادتها لربها ..ونصرتها لدينها ..وإنفاقها وعلمها .. بل إنك إذا قلبت صفحات التاكريخ ..كرأيت أن أعظم الفضائل إنما بسبقت إليها النساء .. فأول من بسكن الحرم ..وشرب من ماء مزمزم ..وبسعى بين الصفا والمروة ..هي امرأة ..هاجُر أم إبسماعيل ..
وأول من دخل في البسلم ..وناصر النبي عليه السلم ..هي امرأة ..خديجة أم المؤمنين كرضي ا عنها .. وأول من ُعذب في موله ..حتى قتل في بسبيل ا ..هي امرأة ..بسميةُ أم عماكر بن يابسر .. * * * * * * * * فعند البخاكري .. أن إبراهيم عليه السلم ..انطلق من الشام ..إلى البلد الحرام .. معه مزوجه هاجر وولدها إبسماعيل وهو طفل صغير في مهده ..وهي ترضعه ..حتى وضعهما عند مكان البيت ..وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء ..فوضعها هنالك ..ووضع عندهما جرابا ً فيه تمر ..وبسقاء فيه ماء .. ثم قفى عليه السلم منطلقا ً إلى الشام .. فتلفتت أم إبسماعيل حولها ..في هذه الصحراء الموحشة ..فإذا جبا ٌل صماء وصخوكراً بسوداء .. وما كرأت حولها من أنيس ول جليس .. وهي التي نشأت في قصوكر مصر ..ثم بسكنت في الشام في مروجها الخضراء ..وحدائقها الغناء ..فابستوحشت مما حولها .. فقامت ..وتبعت مزوجها ..فقالت :يا إبراهيم . .أين تذهب ..وتتروكنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ول شيء ؟ فما كرد عليها ..ول التفت إليها ..فأعادت عليه ..أين تذهب وتتروكنا ..فما كرّد عليها .. فأعادت عليه ..وما أجابها ..فلما كرأت أنه ل يلتفت إليها .. قالت له :ا أمرك بهذا ؟ قال :نعم ..قالت :حسبي ..قد كرضيت بال ..إذن ل يضيعنا ..ثم كرجعت .. فانطلق إبراهيم الشيخ الكبير ..وقد فاكرق مزوجه وولده ..وتروكهما وحيدين .. حتى إذا وكان عند ثنية جبل ..حيث ل يرونه ..ابستقبل بوجهه جهة البيت ..ثم كرفع يديه إلى ا داعيا ً ..مبتهلً كراجيا ً .. فقال " :كربنا إني أبسكنت من ذكريتي بواد غير ذي مزكرع عند بيتك المحرم كربنا ليقيموا الصلة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم واكرمزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " .. ثم ذهب إبراهيم إلى الشام .. وكرجعت أم إبسماعيل إلى ولدها ..فجعلت ترضعه وتشرب من ذلك الماء .. فلم تلبث أن نفد ما في السقاء ..فعطشت ..وعطش ابنها ..وجعل من شدة العطش يتلوى ..ويتلمظ بشفتيه ..ويضرب الكرض بيديه وقدميه .. وأمه تنظر إليه يتلوى ويتلبط ..وكأنه يصاكرع الموت .. فتلفتت حولها ..هل من معين أو مغيث ..فلم تَر أحداً .. فقامت من عنده .. وانطلقت وكراهية أن تنظر إليه يموت .. فاحتاكرت ..أين تذهب !! فرأت جبل الصفا أقرب جبل إليها ..فصعدت عليه ..وهي المجهدة الضعيفة ..لعلها ترى أعرابا ً نامزلين ..أو قافلة ماكرة ..
فلما وصلت إلى أعله ..ابستقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً ..فلم تر أحداً ..فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت بطن الوادي كرفعت طرف دكرعها ..ثم بسعت بسعى النسان المجهود ..حتى جاومزت الوادي .. ثم أتت جبل المروة فقامت عليها ..ونظرت ..هل ترى أحداً ..فلم تر أحداً ..فعادت إلى الصفا .. فلم تر أحداً ..ففعلت ذلك بسبع مرات . فلما أشرفت على المروة في المرة السابعة ..بسمعت صوتا ً فقالت : صه ..ثم تسمعت .. فقالت :قد أبسمعت إن وكان عندك غواث فأغثني ..فلم تسمع جوابا ً .. فالتفتت إلى ولدها .. فإذا هي بالملك عند موضع مزمزم ..فضرب الكرض بعقبه أو بجناحه حتى تفجر الماء .. فنزلت إلى الماء بسريعا ً ..وجعلت تحوضه بيدها وتجمعه .. وتغرف بيدها من الماء في بسقائها ..وهو يفوكر بعد ما تغرف ..فقال لها جبريل :ل تخافوا الضيعة ..إن ههنا بيت ا يبنيه هذا الغلم وأبوه .. فلله دكرها ما أصبرها ..وأعجب حالها ..وأعظم بلءها .. * * * * * * * * هذا خبر هاجر ..التي صبرت ..وبذلت ..حتى بسطر ا في القرآن ذوكرها ..وجعل من النبياء ولدها ..فهي أم النبياء ..وقدوة الولياء .. هذا حالها ..وعاقبة أمرها .. نعم ..تغربت وخافت ..وعطشت وجاعت .. لكنها كراضية بذلك مادام أن في ذلك كرضا كربها .. عاشت غريبة في بسبيل ا ..حتى أعقبها ا فرحا ً وبشراً .. فهل تصبرين أنت اليوم مثل غربتها ..فتقومين الليل والناس نيام .. وتصومين النهاكر ..وهم في شراب وطعام .. * * * * * * * * بل تفخرين بعباءتك وحجابك ..يوم تنامزل عنها من تنامزل .. وتهجرين الفلم والمسرحيات ..والفواحش والغنيات .. في بسبيل كرضا كرب الكرض والسموات .. فهذا الصبر من أعظم الجهاد ..وأنت عليه في الدنيا عزيزة مأجوكرة .. وفي الخرة وكريمة مشكوكرة .. بل طوبى لك إن فعلت ذلك ..وقد قال صلى ا عليه وبسلم :بدأ البسلم غريبا ً وبسيعود غريبا وكما بدأ فطوبى للغرباء .. * * * * * * * *
نعم ..طوبى للغرباء .. فمن هم الغرباء ..إنهم قوم صالحون ..بين قوم بسوء وكثير .. إنهم كرجال ونساء ..صدقوا ما عاهدوا ا عليه .. يقبضون على الجمر ..ويمشون على الصخر .. ويبيتون على الرماد ..ويهربون من الفساد .. صادقة ألسنتهم ..عفيفة فروجهم ..محفوظة أبصاكرهم .. وكلماتهم عفيفة ..وجلساتهم شريفة .. * * * * * * * * فإذا وقفوا بين يدي ا ..وشهدت اليدي الكرجل ..وتكلمت الذان والعين ..فرحوا وابستبشروا .. فلم تشهد عليهم عين بنظر إلى محرمات ..ول أذن بسماع أغنيات .. بل شهدت لهم بالبكاء في البسحاكر ..والعفة في النهاكر .. أما غيرهم فتحيط بهم الفضائح ..وتهلكهم القبائح .. ا إَِلى الّناِكر فَهُْم ُيوَمزُعوَن * َحّتى إَِذا َما َجاُؤوَها َشِهَد َعلَْيِهْم َبسْمُعهُْم } َويَْوَم يُْحَشُر أَْعَداء ّ ِ طقََنا ّ اُ الِّذي َأن َ صاُكرهُْم َوُجُلوُدهُْم بَِما َوكاُنوا يَْعَمُلوَن * َوَقاُلوا لُِجُلوِدِهْم لَِم َشِهدّتْم َعلَْيَنا َقاُلوا َأن َ ق ط َ َوأَْب َ ُوكّل َشْيو ٍء َوهَُو َخلَقَُكْم أَّوَل َمّرو ٍة َوإِلَْيِه تُْرَجُعوَن * َوَما ُوكنتُْم تَْستَتُِروَن أَْن يَْشهََد َعلَْيُكْم َبسْمُعُكْم َوَل ظَننتُْم أَّن ّ ظّنُكُم الِّذي َ اَ َل يَْعلَُم َوكِثيًرا ّمّما تَْعَمُلوَن * َوَذلُِكْم َ صاُكرُوكْم َوَل ُجُلوُدُوكْم َولَِكن َ ظَننُتم بَِربُّكْم أَْب َ صبَْحُتم ّمْن اْلَخاِبسِريَن * فَِإن يَ ْ أَْكرَداُوكْم فَأ َ ْ صبُِروا َفالّناُكر َمْثًوى لّهُْم َوِإن يَْستَْعتُِبوا فََما ُهم ّمَن اْلُمْعتَِبيَن { .. * * * * * * * * أما خبر أم المؤمنين خديجة كرضي ا عنها .. فعند البخاكري : أن النبي صلى ا عليه وبسلم قبل أن يوحى إليه بالنبوة ..وكان يذهب إلى غاكر حراء ..بجانب المدينة ..فيتعبد فيه .. فبينما هو صلى ا عليه وبسلم في هدوء الغاكر يوما ً ..إذ جاءه جبريل فجأة ..فقال :اقرأ .. ففزع النبي صلى ا عليه وبسلم منه ..وقال :ما قرأت وكتابا ً قط ..ول أحسنه ..وما أوكتب ..وما أقرأ .. فأخذه جبريل فضمه إليه ..حتى بلغ منه الجهد ..ثم تروكه ..فقال :اقرأ .. فقال صلى ا عليه وبسلم :ما أنا بقاكرئ .. فأخذه فضمه إليه الثانية ..حتى بلغ منه الجهد ..ثم تروكه ..فقال :اقرأ .. فقال صلى ا عليه وبسلم :ما أنا بقاكرئ ..فأخذه جبريل فضمه إليه الثانية ..حتى بلغ منه الجهد .. ثم تروكه .. فقال " :اقرأ بابسم كربك الذي خلق * خلق النسان من علق * اقرأ وكربك الوكرم * الذي علم بالقلم * علم النسان ما لم يعلم " ..
فلما بسمع النبي صلى ا عليه وبسلم هذه اليات ..وكرأى هذا المنظر ..اشتد فزعه ..وكرجف فؤاده ..ثم كرجع إلى المدينة .. فدخل على خديجة أم المؤمنين كرضي ا عنها .فقال :مزملوني ..مزملزني ..أي غطوني بالفرش ..ثم اضطجع ..وغطوه .. وأم المؤمنين ..تنظر إليه ل تدكري ما الذي أفزعه .. فلبث صلى ا عليه وبسلم مليا ً حتى بسكن كروعه .. ثم التفت إلى خديجة فأخبرها الخبر ..وقال لها :يا خديجة ..لقد خشيت على نفسي .. فقالت خديجة :وكل ..وا ل يخزيك ا أبداً ..إنك لتصل الرحم ..وتقري الضيف ..وتحمل الكل ..وتكسب المعدوم ..وتعين على نوائب الحق .. ثم لم ينقطع خيرها ..ولم يقف حمابسها .. وإنما أخذت بيده صلى ا عليه وبسلم ..فانطلقت به حتى أتت وكرقة بن نوفل ابن عمها ..ووكان شيخا ً وكبيراً أعمى ..ووكان امرءاً قد تنصر في الجاهلية ..ووكان يقرأ النجيل ..ويكتبه ..ويعرف أخباكر النبياء .. فلما دخلت عليه خديجة جلست إليه ومعها كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..فقالت له :يا ابن عم ! ابسمع من ابن أخيك .. فقال له وكرقة :يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره كربسول ا صلى ا عليه وبسلم خبر ما كرأى ..وما بسمع من القرآن .. فقال وكرقة :بسبوح ..بسبوح ..أبشر ثم أبشر ..هذا الناموس الذي أنزل على موبسى .. ثم قال وكرقة :يا ليتني فيها جذعا ً ..حين يخرجك قومك ..أي شابا ً قويا ً لخرج معك وأنصرك ؟ ي هم ؟! ففزع صلى ا عليه وبسلم وقال :أومخرج ّ فقال :نعم ! إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إل عودي ..وإن يدكروكني يومك أنصرك نصراً مؤمزكراً ..أي أنصرك نصراً عزيزاً أبداً .. ثم خرج صلى ا عليه وبسلم مع مزوجه خديجة ..وقد أيقنت خديجة أن عهد النوم قد تولى ..وأنها مع مزوج بسيبتلى ..وقد تخرج من بيتها ..وتؤذى في نفسها ..وهي المرأة التي نشأت غنية منعمة ..حسيبة مكرمة ..وهاهي تستقبل البلء .. فهل تخاذلت عن نصرة الدين ..أو خلطت الشك باليقين ..وكل ..بل آمنت بربها ..ونصرت نبيها.. بمالها ..وكرأيها ..وجهدها ..ولم يزل هذا حالها حتى لقيت كربها .. وقد كروى مسلم أن النبي صلى ا عليه وبسلم أتاه جبريل فقال :يا كربسول ا ..هذه خديجة ..قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ..فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلم من كربها ..ومني.. وبشرها ببيت في الجنة من قصب ..ل صخب فيه ول نصب .. * * * * * * * هذا خبر خديجة ..أول من دخل في البسلم ..ونبذ عبادة الصنام .. بسبقت الرجال ..وخلفت البطال .. حتى ضرب التاكريخ المثال ببذلها ..ودعانا إلى القتداء بفعلها .. لم تلتفت إلى توهين من وكافر ..أو شبهة من فاجر .. فكان جزاؤها أن أعّد ا نزلها ..وبنى بيتها .. فابستبشرت وفرحت ..ومزادت وتعبدت ..
حتى لقيت كربها وهو كراض عنها .. } َوَعَد ّ ت تَْجِري ِمن تَْحتَِها الَْنَهاُكر َخالِِديَن ِفيَها َوَمَساِوكَن َ طيّبَةً ِفي ت َجّنا و ٍ اُ اْلُمْؤِمِنيَن َواْلُمْؤِمَنا ِ ضَوا ٌن ّمَن ّ ت َعْدو ٍن َوِكر ْ ك هَُو اْلفَْوُمز اْلَعِظيُم { .. اِ أَْوكبَُر َذلِ َ َجّنا ِ * * * * * * * * فرضي ا عن أم المؤمنين خديجة ..كرضي ا عن أمنا .. فهل اقتدت بها بناتها ..هل اقتديت أنت بها ..ليكون لك في الجنة مثلها بيت من قصب ..ل نصب فيه ول وصب .. * * * * * * * * ت خياط .. أما خبر أم عماكر ..بسميةَ بن ِ فهو عجب .. وكانت أمة مملووكة لبي جهل ..فلما جاء ا بالبسلم ..أبسلمت هي ومزوجها وولدها .. فجعل أبو جهل يفتنهم ..ويعذبهم ..ويربطهم في الشمس حتى يشرفوا على الهلك حراً وعطشا ً .. فكان صلى ا عليه وبسلم يمر بهم وهم يعذبون ..ودماؤهم تسيل على أجسادهم ..وقد تشققت من العطش شفاههم ..وتقرحت من السياط جلودهم ..وحر الشمس يصهرهم من فوقهم .. فيتألم & ;61541#لحالهم ..ويقول :صبراً آل يابسر ..صبراً آل يابسر ..فإن موعدوكم الجنة .. فتلمس هذه الكلمات أبسماعهم ..فترقص أفئدتهم ..وتطير قلوبهم ..فرحا ً بهذه البشرى .. وفجأة ..إذا بفرعون هذه المة ..أبي جهل يأتيهم ..فيزداد غيظه عليهم ..فيسومهم عذابا ً .. ويقول :بسبوا محمداً وكربه ..فل يزدادون إل ثباتا ً وصبراً ..عندها يندفع الخبيث إلى بسمية ..ثم يستل حربته ..ويطعن بها في فرجها ..فتتفجر دماؤها ..ويتناثر لحمها ..فتصيح وتستغيث .. ومزوجها وولدها على جانبيها ..مربوطان يلتفتان إليها .. وأبو جهل يسب ويكفر ..وهي تحتضر وتكبر ..فلم يزل يقطع جسدها المتهالك بحربته ..حتى تقطعت أشلًء ..وماتت كرضي ا عنها .. نعم ..ماتت ..فلله دكرها ما أحسن مشهد موتها .. ماتت ..وقد أكرضت كربها ..وثبتت على دينها .. ماتت ..ولم تعبأ بجلد جلد ..ول إغراء فساد .. فآو ٍه لفتيات اليوم .. تضل إحداهن بأقل من ذلك ..فتنحرف عن الصراط ..وهي لم ُتجلد بسياط ..ولم تخوف بعذاب .. ومع وكل ذلك ..وتهتك بسمعها بسماع الغنيات ..وبصرها بالفلم والمسرحيات ..وعرضها بالغزل والمكالمات ..وحجابها بتلعب أصحاب الشهوات .. * * * * * * * نعم ..وكانت النساء ..تصبر على البلء .. وكن يصبرن على العذاب الشديد ..والكي بالحديد ..وفراق الزوج والولد .. يصبرن على ذلك وكله حبا ً للدين ..وتعظيما ً لرب العالمين ..
ل تتنامزل إحداهن عن شيء من دينها ..ول تهتك حجابها ..ول تدنس شرفها ..ولو وكان ثمُن ذلك حياتها.. نساء خالدات ..تعيش إحداهن لقضية واحدة ..وكيف تخدم البسلم .. تبذل للدين مالها ..ووقتها ..بل وكروحها .. حملن هم الدين ..وحققن اليقين .. * * * * * * * * * أم شريك غزية النصاكرية .. أبسلمت مع أول من أبسلم في مكة البلد المين ..فلما كرأت تمكن الكافرين ..وضعف المؤمنين .. حملت هم الدعوة إلى الدين ..فقوي إيمانها ..واكرتفع شأن كربها عندها .. ثم جعلت تدخل على نساء قريش بسراً فتدعوهن إلى البسلم ..وتحذكرهن من عبادة ألصنام .. حتى ظهر أمرها لكفاكر مكة ..فاشتد غضبهم عليها ..ولم تكن قرشية يمنعها قومها .. فأخذها الكفاكر وقالوا :لول أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا ..لكنا نخرجك من مكة إلى قومك .. فتلتلوها ..ثم حملوها على بعير ..ولم يجعلوها تحتها كرحلً ..ول وكساًء ..تعذيبا ً لها .. ثم بساكروا بها ثلثة أيام ..ل يطعمونها ول يسقونها ..حتى وكادت أن تهلك ظمئا ً وجوعا ً .. ووكانوا من حقدهم عليها ..إذا نزلوا منزلً أوثقوها ..ثم ألقوها تحت حر الشمس ..وابستظلوا هم تحت الشجر .. فبينما هم في طريقهم ..نزلوا منزلً ..وأنزلوها من على البعير ..وأثقوها في الشمس .. فابستسقتهم فلم يسقوها .. فبينما هي تتلمظ عطشا ً ..إذ بشيء باكرد على صدكرها ..فتناولته بيدها فإذا هو دلو من ماء .. فشربت منه قليلً ..ثم نزع منها فرفع ..ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم كرفع ..ثم عاد فتناولته ثم كرفع مراكراً .. فشربت حتى كرويت ..ثم أفاضت منه على جسدها وثيابها .. فلما ابستيقظ الكفاكر ..وأكرادوا الكرتحال ..أقبلوا إليها ..فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها .. وكرأوها في هيئة حسنة ..فعجبوا ..وكيف وصلت إلى الماء وهي مقيدة .. فقالوا لها :حللت قيودك ..فأخذت بسقائنا فشربت منه ؟ قلت :ل وا ..ولكنه نزل علي دلو من السماء فشربت حتى كرويت .. فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا :لئن وكانت صادقة لدينها خير من ديننا .. فتفقدوا قربهم وأبسقيتهم ..فوجدوها وكما تروكوها ..فأبسلموا عند ذلك ..وكلهم ..وأطلقوها من عقالها وأحسنوا إليها .. أبسلموا وكلهم بسبب صبرها وثباتها ..وتأتي أم شريك يوم القيامة وفي صحيفتها ..كرجال ونساء .. أبسلموا على يدها .. * * * * * * * * نعم عرف التاكريخ أم شريك .. وعرف أيضا ً ..الغميصاء ..أم أنس بن مالك ..
التي قال فيها النبي صلى ا عليه وبسلم فيما كرواه البخاكري :دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فإذا هي الغميصاء بنت ملحان .. امرأة من أعجب النساء .. عاشت في بداية حياتها وكغيرها من الفتيات في الجاهلية ..تزوجت مالك بن النضر .. فلما جاء ا بالبسلم ..ابستجابت وفود من النصاكر ..وأبسلمت أم بسليم ..مع السابقين إلى البسلم .. وعرضت البسلم على مزوجها فأبى وغضب عليها .. وأكرادها على الخروج معه من المدينة إلى الشام ..فأبت وتمنعت .. فخرج ..وهلك هناك .. ووكانت امرأة عاقلة جميلة فتسابق إليها الرجال .. فخطبها أبو طلحة قبل أن يسلم فقالت : أما إني فيك لراغبة ..وما مثلك يرد ..ولكنك كرجل وكافر ..وأنا امرأة مسلمة ..فإن تسلم فذاك مهري ..ل أبسأل غيره .. قال :إني على دين .. قالت :يا أبا طلحة ..ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده خشبة نبتت من الكرض نجرها حبشي بني فلن ؟ قال :بلى ..قالت :أفل تستحي أن تعبد خشبة من نبات الكرض نجرها حبشي بني فلن ؟ يا أبا طلحة .. إن أنت أبسلمت ل أكريد من الصداق غيره .. قال :حتى أنظر في أمري ..فذهب ثم جاء إليها ..فقال :أشهد أن ل إله إل ا ..و أن محمدا كربسول ا.. فابستبشرت ..وقالت :يا أنس مزوج أبا طلحة ..فتزوجها .. فما وكان هناك مهر قط أوكرم من مهر أم بسليم :البسلم .. انظري وكيف أكرخصت نفسها في بسبيل دينها .. وأبسقطت من أجل البسلم حقها .. نعم ..فتاة تعيش لجل قضية واحدة هي البسلم ..وكيف ترفع شأنه ..وتعلي قدكره ..وتهدي الناس إليه .. بل ..حينما قدم النبي صلى ا عليه وبسلم المدينة ..ابستقبله النصاكر والمهاجرون فرحين مستبشرين .. ونزل صلى ا عليه وبسلم في بيت أبي أيوب ..فأقبلت الفواج على بيته لزياكرته صلى ا عليه وبسلم .. فخرجت أم بسليم النصاكرية من بين هذه الجموع ..وأكرادت أن تقدم لربسول ا صلى ا عليه وبسلم شيئا ً ..فلم تجد أحب إليها من فلذة وكبدها .. فأقبلت بولدها أنس ..ثم وقفت بين يدي النبي صلى ا عليه وبسلم ..فقالت : يا كربسول ا هذا أنس يكون معك دائما ً يخدمك ..ثم مضت .. وبقي أنس عند كربسول ا صلى ا عليه وبسلم يخدمه صباحا ً ومساء .. * * * * * * * *
ولم تكن أم بسليم تتصنع البذل أمام الناس وتنساه في نفسها ..وإنما العجب حالها في بيتها ..من عناية بزوجها ..وكرضا بقسمة كربها .. تزوجت أم بسليم أبا طلحة ..وكرمزقت منه بغلم صبيح ..هو أبو عمير ..ووكان أبو طلحة يحبه حبا ً عظيما ً .. بل وكان صلى ا عليه وبسلم يحبه ..ويمر بالصغير فيرى معه طيراً يلعب به ..ابسمه النغير .. فكان يمامزحه ويقول :يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ فمرض الغلم ..فحزن أبو طلحة عليه حزنا ً شديداً ..حتى اشتد المرض بالغلم يوما ً .. وخرج أبو طلحة في حاجة إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..وتأخر عنده .. فامزداد مرض الغلم ومات ..وأمه عنده .. بكى بعض أهل البيت ..فهدأتهم وقالت :ل تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أوكون أنا أحدثه .. فوضعت الغلم في ناحية من البيت وغطته ..وأعدت لزوجها طعامه .. فلما عاد أبو طلحة إلى بيته ..بسألها :وكيف الغلم ؟ قالت :هدأت نفسه ..وأكرجو أن يكون قد ابستراح .. فتوجه إليه ليراه ..فأبت عليه وقالت :هو بساوكن فل تحروكه .. ثم قربت له عشاءه فأوكل وشرب ..ثم أصاب منها ما يصيبه الرجل من امرأته .. فلما كرأت أنه قد شبع وابستقر ..قالت :يا أبا طلحة أكرأيت لو أن قوما ً أعاكروا عاكريتهم أهل بيت فطلبوا عاكريتهم ألهم أن يمنعوهم ؟ قال :ل .. قالت :أل تعجب من جيراننا ؟ قال :وما لهم ؟! قالت :أعاكرهم قوم عاكرية ..وطال بقاؤها عندهم حتى كرأوا أن قد ملكوها ..فلما جاء أهلها يطلبونها ..جزعوا أن يعطوهم إياها .. فقال :بئس ما صنعوا .. فقالت :هذا ابنك ..وكانت عاكرية من ا ..وقد قبضه إليه ..فاحتسب ولدك عند ا .. ففزع ..ثم قال :وا ..ما تغلبيني على الصبر الليلة ..فقام وجهز ولده .. فلما أصبح غدا على كربسول ا صلى ا عليه وبسلم فأخبره ..فدعا لهما بالبروكة .. قال كراوي الحديث :فلقد كرأيت لهم بعد ذلك في المسجد بسبعة أولد وكلهم قد قرأ القرآن .. فانظري وكيف اكرتفعت بدينها ..عن شق الجيوب ..وضرب الخدود ..والدعاء بالويل والثبوكر .. هل كرأيتم امرأة توفى ابنها ..بين يديها ..وتقوم بخدمة مزوجها ..وتهيئ له نفسها .. بل هل كرأيت ألطف من لطفها ..أو ألين من طريقتها .. * * * * * * * * إن امرأة بهذا اليمان والدين ..والصدق واليقين ..لينتشر خيرها ..وتعم بروكة فعلها ..على أهل بيتها .. فيصلح أولدها ..وتستقيم بناتها ..ويتأثر مزوجها بصلحها .. فل عجب أن يرتفع شأن أبي طلحة بعد مزواجه منها .. وكانت أم بسليم تحثه على الدعوة والجهاد ..وطاعة كرب العباد ..حتى إذا وكانت خرج أبو طلحة مع المجاهدين ..فاشتد عليهم البلء ..فاضطرب المسلمون ..وقّتلوا ..وتفرقوا .. وأقبل المشروكون على كربسول ا صلى ا عليه وبسلم يريدون قتله .. فأقبل عليه أصحابه الخياكر ..وهم جرحى ..وجوعى ..
دماؤهم تسيل على دكروعهم ..ولحومهم تتناثر من أجسادهم .. أقبلوا على كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..فأحاطوه بأجسادهم يصدون عنه الرماح ..وضربات السيوف ..تقع في أجسادهم دونه .. ووكان أبو طلحة يرفع صدكره ويقول :يا كربسول ا ل يصيبك بسهم ..نحري دون نحرك ..وهو يقاتل عن كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ويحامي .. والكفاكر يضربونه من وكل جانب ..هذا يرميه بسهم ..وذلك يضربه بسيف ..والثالث يطعنه بخنجر صرع ووقع من وكثرة الضرب عليه .. ..فلم يلبث أن ُ فأقبل أبو عبيدة يشتد مسرعا ً ..فإذا أبو طلحة صريعا ً ..فقال النبي صلى ا عليه وبسلم ) :دونكم أخاوكم فقد أوجب ( ..فحملوه ..فإذا بجسده بضع عشرة ضربة وطعنة .. نعم ..وكان أبو طلحة بعدها ..يرفع كراية الدين ..ووكان صلى ا عليه وبسلم يقول :لصوت أبي طلحة في الجيش خي ٌر من فئة !!..هذا صوته في الجيش ..فما بالك بقوته وقتاله ؟ .. * * * * * * * * فهل تنشطين لتقدمي مثلما قدمت ؟ فقد دعا النبي صلى ا عليه وبسلم النساء وكما دعا الرجال ..وبايع النساء وكما بايع الرجال .. وحدث النساء وكما حدث الرجال .. والنساء والرجال متساويان في الجزاء والعقاب .. قال تعالى ) من عمل صالحا ً من ذوكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما وكانوا يعملون ( .. وهما متساويان في الحقوق النسانية ..فلكل من الزوجين حق على الخر ..قال صلى ا عليه وبسلم ) :أل إن لكم على نسائكم حقا ً ولنسائكم عليكم حقا ً ( .. والميزان الوحيد عند ا للمفاضلة بين الرجل والمرأة هو التقوى } ..إن أوكرمكم عند ا أتقاوكم { .. ووكلما احترمت المرأة نفسها احترمها من حولها ..فهي ثمينة مادامت أمينة ..فإذا خانت هانت .. وانظري إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..لما فتح مكة ..واضطرب أمر الكفاكر فيها ..فمنهم من قاتل ..ومنهم أبسلم ..ومنهم من اختبأ .. فكان من بين المقاتلين كرجلن قاتل عليا ً كرضي ا عنه ثم فرا من بين يديه .. والتجئا إلى بيت أم هانئ أخت علي كرضي ا عنه ..فأمنتهما .. فأقبل علي عليها ..فدخل البيت ..وقال :وا لقتلنهما ..فأغلقت أم هانئ عليهما باب البيت ..ثم ذهبت بسريعا ً إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..فلما كرآها قال :مرحبا ً يا أم هانئ ..ما جاء بك ؟ فقالت :مزعم علي أنه يقتل كرجلين أمنتهما ..فقال صلى ا عليه وبسلم :قد أجرنا من أجرت .. وأمنا من أمنت ..فل يقتلهما .. وجعل ا للمرأة حقها في تقرير حياتها ..فل تزوج إل بإذنها ..ول يؤخذ من مالها إل باختياكرها ..وإن اتهمت في عرضها عوقب متهمها ..وإن احتاجت ُألزم وليها بسد حاجتها ..أبوها مأموكر بالحسان إليها ..وولدها مأموكر ببرها ..وأخوها مأموكر بصلتها .. بل طالما قدم الدين المرأة على الرجل ..
قال تعالى ) :ووصينا النسان بوالديه حملته أمه وهنا ً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك ( .. وفي الصحيحين قال كرجل :يا كربسول ا ! من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال صلى ا عليه وبسلم :أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ( .. وكرأى ابن عمر كرضي ا عنهما كرجلً يطوف حول الكعبة ..يحمل عجومزاً على ظهره ..فسأله : من هذه فقال الرجل :هذه أمي مقعدة ..وأنا أحملها على ظهري منذ عشرين بسنة ..أتراني يا ابن عمر وفيتها حقها ..فقال ابن عمر :ل ..ل ..ول مزفرة من مزفراتها .. * * * * * * * * فمع هذا التبجيل والتكريم ..والحترام والتقديم .. وكيف تتقاعس فتيات اليوم عن نصرة الدين .. بل وكيف ترى المنكرات ظاهرة ..بصوكر فاجرة ..أو علقات بسافرة .. ومحرمات في اللباس والحجاب ..مؤذنة بقرب نزول العذاب .. ترى هذه المنكرات بين قريباتها ..وأخواتها ومزميلتها .. ثم ل تنشط للنكاكر ..وقد قال صلى ا عليه وبسلم :من كرأى منكم منكراً فليغيره .. فهل غيرت ما ابستطعت من منكرات ؟ ليت شعري ..وكيف يكون حالك يوم القيامة ..إذا تعلقت بك الصديقة والزميلة ..والحبيبة والخليلة .. وبكين وانتحبن ..لم كرأيتينا على المنكرات ..ومقاكرفة المحرمات .. ولم تنهي أو تنصحي ..أو تعظي وتذوكري .. * * * * * * * * وانظري إلى تضحية الكافرات لدينهن .. يقول أحد الدعاة : وكنت في كرحلة دعوية إلى اللجئين في أفريقيا .. وكان الطريق وعراً موحشا ً أصابنا فيه شدة وتعب.. ول نرى أمامنا إل أمواجا ً من الرمال ..ول نصل إلى قرية في الطريق ..إل ويحذكرنا من قُ ّ طاع الطرق .. ثم يّسر ا الوصول إلى اللجئين ليلً .. فرحوا بمقدمي ..وأعّدوا خيمة فيها فراش بال .. ألقيت بنفسي على الفراش من شدة التعب ..ثم كرحت أتأمل كرحلتي هذه .أتدكري ما الذي خطر في نفسي؟! شعرت بشيء من العتزامز والفخر ..بل أحسست بالعجب والبستعلء! فمن ذا الذي بسبقني إلى هذا المكان؟! ومن ذا الذي يصنع ما صنعت؟! ومن ذا الذي يستطيع أن يتحمل هذه المتاعب؟! وما مزال الشيطان ينفخ في قلبي حتى وكدت أتيه وكبراً وغروكراً
خرجنا في الصباح نتجول في أنحاء المنطقة ..حتى وصلنا إلى بئر يبعد عن منامزل اللجئين .. فرأيت مجموعة من النساء يحملن على كرؤوبسهن قدوكر الماء ..ولفت انتباهي امرأة بيضاء من بين هؤلء النسوة ..وكنت أظنها -بادي الرأي -واحدة من نساء اللجئين مصابة بالبرص.. فسألت صاحبي عنها .. قال لي مرافقي :هذه منصرة ..نرويجية ..في الثلثين من عمرها .. تقيم هنا منذ بستة أشهر ..تلبس لبابسنا ..وتأوكل طعامنا ..وترافقنا في أعمالنا.. وهي تجمع الفتيات وكل ليلة ..تتحدث معهن ..وتعلمهن القراءة والكتابة ..ووأحيانا ً الرقص .. ووكم من يتيم مسحت على كرأبسه! و مريض خففت من ألمه! فتأملي في حال هذه المرأة ..ما الذي دعاها إلى هذه القفاكر النائية وهي على ضللها؟! وما الذي دفعها لتترك حضاكرة أوكروبا ومروجها الخضراء؟! وما الذي قّوى عزمها على البقاء مع هؤلء العجزة المحاويج وهي في قمة شبابها؟! أفل تتـصـاغرين نفسك .. صرة ضاّلة ..تصبر وتكابد ..وهي على الباطل .. هذه من ّ بل في أدغال أفريقيا ..تأتي المنصرة الشابة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا .. تأتي لتعيش في وكوخ من خشب ..أو بيت من طين ..وتأوكل من أكردئ الطعام وكما يأوكلون .. وتشرب من النهر وكما يشربون ..ترعى الطفال ..وتطبب النساء .. فإذا كرأيتيها بعد عودتها إلى بلدها ..فإذا هي قد شحب لونها ..وخشن جلدها ..وضعف جسدها .. لكنها تنسى وكل هذه المصاعب لخدمة دينها .. عجبا ً ..هذا ما تبذله تلك النصرانيات الكافرات ..ليعبد غير ا .. ) إن تَُكوُنوا تَأْلَُموَن َفإنّهُْم يَأْلَُموَن َوكَما تَأْلَُموَن وتَْرُجوَن ِمَن ّ اِ َما ل يَْرُجوَن ( .. * * * * * * * * وأنت ..أفل تساءلت يوما ً :ماذا قدمت للبسلم .. وكم فتاة تابت على يدك ..وكم تنفقين لهداية الفتيات إلى كربك .. تقول بعض الصالحات ل أجرؤ على الدعوة ..ول إنكاكر المنكرات .. عجبا ً !! وكيف تجرؤ مغنية فاجرة ..أن تغني أمام عشرة آلف يلتهمونها بأعينهم قبل آذانهم ..ولم تقل إني خائفة أخجل .. وكيف تجرؤ كراقصة داعرة ..أن تعرض جسدها أمام اللف ..ول تفزع وتوجل .. وأنت إذا أكردنا منك مناصحة أو دعوة ..خذلك الشيطان .. * * * * * * * * بل بعض الفتيات ..تزين لغيرها المنكرات ..فتتبادل معهن مجلت الفحشاء ..وأشرطة الغناء .. أو تدعوهن إلى مجالس منكر وبلء .. وهذا من التعاون على الثم والعدوان ..والدخول في حزب الشيطان .. ولتنقلبن هذه المحبة إلى عداوة وبغضاء .. قال ا ) :الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين ( ..هذا حالهن في عرصات القيامة .. يلبسن لباس الخزي والندامة ..
ض َويَْلَعُن أما في الناكر ..فكما قال ا عن فريق من العصاة } :ثُّم يَْوَم اْلقَِياَمِة يَْكفُُر بَْع ُ ضُكم بِبَْع و ٍ صِريَن { ..نعم يلعن بعضهن بعضا ً ..تقول لصاحبتها بَْع ُ ضُكم بَْع ً ضا َوَمأَْواُوكُم الّناُكر َوَما لَُكم ّمن ّنا ِ التي طالما جالستها في الدنيا ..وضاحكتها وقبلتها ..تقول لها يوم القيامة :لعنك ا أنت التي أوقعتني في الغزل والفحشاء .. فتصيح بها الخرى :بل لعنك ا أنت ..فأنت التي أعطيتني أشرطة الغناء فتجيبها :بل لعنك ا ..أنت التي مزينتي لَي التسكع والسفوكر .. فترد عليها :بل لعنك ا أنت ..أنت التي دللتني على طرق الفجوكر .. عجبا ً ..وكيف غابت تلك الضحكات ..والهمسات واللمسات ..طالما طفتما في البسواق .. وضاحكتما الرفاق ..واليوم يكفر بعضكن ببعض ويلعن بعضكن بعضاَ .. نعم ..لنهن ما اجتمعن يوما ً على نصيحة أو خير .. فهن يوم القيامة يجتمعن ..ولكن أين يجتمعن ؟ في ناكر ل يخبو بسعيرها ..ول يبرد لهيبها .. ول يخفف حرها ..إل أن يشاء ا .. ب بَْينَهُْم يَْوَمئِو ٍذ َوَل يَتََساءُلوَن * * فََمن ثَقُلَ ْ ك هُُم } فَإ َِذا نُفَِخ ال ّ ت َمَواِمزينُهُ فَأ ُْولَئِ َ صوِكر فََل َأنَسا َ اْلُمْفلُِحوَن * وَمْن َخفّ ْ ك الِّذيَن َخِسُروا َأنفَُسهُْم ِفي َجهَنَّم َخالُِدوَن * تَْلفَُح ُوُجوهَهُُم ت َمَواِمزينُهُ فَأ ُْولَئِ َ الّناُكر َوهُْم ِفيَها َوكالُِحوَن * أَلَْم تَُكْن آَياِتي تُْتَلى َعلَْيُكْم فَُكنُتم بَِها تَُكّذُبوَن * َقاُلوا َكربَّنا َغلَبَ ْ ت َعلَْيَنا ضاّليَن * َكربَّنا أَْخِرْجَنا ِمْنَها فَإ ِْن ُعْدَنا فَإ ِّنا َ ظالُِموَن * َقاَل اْخَسُؤوا ِفيَها َوَل تَُكلُّموِن ِشْقَوتَُنا َوُوكّنا قَْوًما َ { .. ثم قال ا َ }:أفََحِسْبتُْم أَنَّما َخلَْقَناُوكْم َعبًَثا َوأَنُّكْم إِلَْيَنا َل تُْرَجُعوَن { .. * * * * * * * * ووكم من الفتيات المؤمنات ..انجرفت إحداهن مع المواج .. فبدأت تتساهل بالحجاب والعباءة ..وترضى أن تتتبع ما يصنعه المفسدون ..بل يصممه الفجرة والكافرون ..من العباءات التي تظهر الزينة بدل أن تسترها .. عجبا ً !! وكيف ترضين أن تكوني دمية يلبسونها ما شاءوا ؟ فهذه عباءة مطرمزة ..وتلك مخصرة ..والثالثة على الكتفين ..والرابعة وابسعة الُكّمين .. أصبحت أوكثر العباءات ..تحتاج إلى بسترها بعباءة .. فالحجاب ..إنما شرع لستر الزينة عن الرجال ..فإذا وكان الحجاب في نفسه مزينة ..فما الحاجة إليه .. وقد قال صلى ا عليه وبسلم فيما كرواه مسلم ) :صنفان من أهل الناكر لم أكرهما ..كرجال معهم بسياط وكأذناب البقر يضربون بها الناس ..ونساء وكابسيات عاكريات مائلت مميلت كرؤوبسهن وكأبسنة البخت المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن كريحها وإن كريحها ليوجد من مسيرة وكذا ووكذا (. فمن هي الفتاة التي ل تريد الجنة ول كرائحتها ؟ أما تعلمين ..أنك بتبرجك وبسفوكرك تصبحين وبسيلة من وبسائل الشيطان ؟ هل ترضين أن تكوني بسببا ً في وقوع مسلم في الحرام ؟ أتدكرين أنك إذا لبست عباءة متبرجة ..ثم كرأتك فتاة فاشترت مثلها فلبستها ..أتعلمين أن عليك ومزكرها وومزكر من قلدها هي أيضا ً إلى يوم القيامة .. أيسرك أن تكوني قدوة في الشر ..
* * * * * * * * ولو بسألت امرأة تزينت بعباءة من هذه النواع ..لماذا تلبسين هذه العباءة ؟ لقالت لك :هذه أجمل .. فابسأليها عند ذلك :تتجملين لمن ؟!! نعم تتجملين لمن ؟! لخاطب شريف ..أو مزوج عفيف .. إنها تتزين لينظر إليها بسفلة الناس ..ممن ل يلتفتون لمراقبة ا لهم ..ممن ل يهمهم شرفها ..ول عفتها أو وكرامتها ..يسعى أحدهم لشهوة فرجه ..ولذة عينه ..ثم إذا قضى حاجته منها ..كروكلها بقدمه ..وبحث عن فريسة أخرى .. * * * * * * * هل تفكرت يوما ً ..لماذا أمرك ا بالحجاب ..نعم لماذا قال ا َ } :وْليَ ْ ضِرْبَن بُِخُمِرِهّن َعَلى ُجُيوبِِهّن َوَل يُْبِديَن ِمزينَتَهُّن { ..لماذا أمرك ا بستر مزينتك ..وجهك وشعرك وبسائر جسدك .. لماذا أمرك ا بهذا ..هل بينه وبينك خصام ..أو ثأكر وانتقام ..وكل ..فهو الغني عن عباده الذي ل يظلم مثقال ذكرة .. ولكنها بسنة ا الباقية ..وشريعته الماضية ..وقوله الذي ل يبدل ..وحكمه الذي يعدل .. قضى على الرجل بأحكام ..وعلى المرأة بأحكام ..ول يمكن أن تستقيم الدنيا إل بطاعته .. والمرأة الصالحة تسلم لربها في أمره .. وتأملي فيما كرواه مسلم ..من خبر تلك المرأة ..التي جاءت إلى عائشة يوما ً فسألتها ..فقالت : ما بال الحائض إذا طهرت من حيضها ..تقضي الصوم ول تقضي الصلة ؟ فعجبت عائشة من بسؤالها ..وقالت :أحروكرية أنت ؟ أي من الخواكرج على الدين ؟ قالت :لست بحروكرية ..ولكني أبسأل .. فقالت عائشة :وكان يصيبنا ذلك على عهد كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..فنؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة .. نعم ..تسليم تام لوامر ا } ..إِنَّما َوكاَن قَْوَل اْلُمْؤِمِنيَن إَِذا ُدُعوا إَِلى ّ اِ َوَكرُبسولِِه لِيَْحُكَم بَْينَهُْم َأن ش ّ ك هُُم اْلُمْفلُِحوَن * َوَمن يُِطِع ّ يَُقوُلوا َبسِمْعَنا َوأَ َ ك هُُم اَ َويَتّْقِه فَأ ُْولَئِ َ طْعَنا َوأُْولَئِ َ اَ َوَكرُبسولَهُ َويَْخ َ اْلَفائُِزوَن { .. نعم ..الفائزون هم الذين يسلمون ل في أمره .. * * * * * * * * * أما غيرهم ..فهم يسعون جاهدين ..لنزع عباءتك ..وهتك حجابك .. يستميتون لتحقيق غاياتهم ..ينفقون من أموالهم ..ويبذلون من أوقاتهم ..فهذه مجلة بسافرة ..وتلك مقالة فاجرة ..وهذا برنامج يشكك في الحجاب .. يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا .. يريدون التمتع بالنظر إلى مزينتك في أبسواقهم ..والنس برقصك في مساكرحهم ..والتلذذ بجسدك على فرشهم ..وبخدمتك لهم في طائراتهم ..فهم في الحقيقة يطالبون بحقوقهم ل بحقوقك .. ع الحجاب ..وح ّ عجبا ً لهم !!..لم يعرفوا من حقوق المرأة ..إل ح ّ ق قيادة السياكرة .. ج ونز ِ ق التبر ِ ق العمل ومخالطِة الرجال ..وح ّ ق السفر بل محرم ..وح ّ وح ّ ق الخروج في وبسائل العلم ..إلى آخر تلك الحماقات التي يسمونها حقوقا ً ..
تبا ً لهم !!..لم نسمعهم يوما ً يطالبون بحقوق الكرامل والمعوقات ..أو يطالبون البناء بحقوق المهات .. يطالبون بالفساد ..ويظهرون أنهم يريدون كرقي المجتمع ..وهذا حال المنافقين ..فهم أحفاد عبد ا بن أبي بن بسلول ..كرأس المنافقين في عهد كربسول ا .. J ألم تري أنه اتهم أمنا عائشة كرضي ا عنها بالزنا ..وأشاع المقالة وكرددها بين الناس ..ومزعم أنه يريد إشاعة الفضيلة ..وهو في الحقيقة أبستاذ الرذيلة ..وموقد ناكرها ..أل ترين أنه وكان يشتري الماء الجميلت ثم يأمرهن بالبغاء والزنا ..ليجمع المال من ذلك ..حتى فضحه ا في القرآن ض اْلَحَياِة الّدْنَيا ( .. بقوله تعالى َ) :وَل تُْكِرُهوا فَتََياتُِكْم َعَلى اْلبَِغاء إِْن أََكرْدَن تََح ّ صًنا لّتَْبتَُغوا َعَر َ فهم يرددون ..العباءة على الرأس تضايقك ..والثوب الطويل يثقل عليك ..والبنطال أبسهل لمشيك ..وتغطية الوجه تكتم أنفابسك .. قوم أعجبوا بحضاكرة الكفاكر ..فظنوا أن الطريق إليها نزع الحجاب ..وتشمير الثياب .. وإن جولة واحدة في إحدى مدن الغرب أو الشرق تكفي لدكراك هذه الحقيقة ..فالمرأة تشتغل حمالة حقائب في المطاكر ..وعاملة نظافة في الطريق ..ومنظفة حمام في الشروكة .. وإن وكانت جميلة ..اشتغلت في مرقص أو باكر ..فهذا بسكير يعربد بها ..وذاك فاجر يعبث بجسدها ..والثالث يتخذها بسلعة يتكسب منها ..فإذا قضوا حاجتهم منها صفعوا وجهها .. وإذا وكبرت ألقيت في داكر العجزة التي هي أشبه بالسجون ..بل بالمقابر .. عجبا ً ..أهذه هي الحرية التي يعنونها .. وا لن وكنا نتألم لمصاب مسلمة في الفلبين ..وأخرى في وكشمير .. فإن المرأة هناك ل تجد من يتألم لها .. * * * * * * * * * يقول أحد الطباء : وكنت أدكرس في بريطانيا .. ووكانت جاكرتنا عجومزاً يزيد عمرها على السبعين عاما ً .. وكانت تستثير شفقة وكل من كرآها ..قد احدودب ظهرها ..وكرق عظمها ..ويبس جلها .. ومع ذلك ..فهي وحيدة بين جدكران أكربعة .. تدخل وتخرج وليس معها من يساعدها من ولد ول مزوج .. تطبخ طعامها ..وتغسل لبابسها .. منزلها وكأنه مقبرة ..ليس فيه أحد غيرها ..و ل يقرع أحد باَبها .. دعتها مزوجتي لزياكرتنا ذات يوم .. فأخبرتها مزوجتي بأن البسلم يجعل الرجل مسئولً عن مزوجته ..يعمل من أجلها ..يبتاع طعامها ولبابسها .. يعالجها إذا مرضت ..ويساعدها إذا اشتكت .. وهي تجلس في بيتها ..تجب عليه نفقتها وكرعايتها ..بل وحماية عرضها ونفسها .. فإذا كرمزقت بأولد ..وجب عليهم هم أيضا ً برها ..والذلة لها .. ومن عقها من أولدها نبذه الناس وقاطعوه حتى يبُّرها .. فإن لم تكن المرأة ذات مزوج وجب على أبيها أو أخيها ..أو وليها ..أن يرعاها ويصونها .. وكانت هذه العجومز ..تستمع إلى مزوجتي ..بكل دهشة وإعجاب ..
بل وكانت تدافع عبراتها وهي تتذوكر أولدها وأحفادها الذين لم ترهم منذ بسنوات ..ول يزوكرها أحد منهم ..بل ل تعرف أين هم .. وقد تموت وتدفن أو تحرق وهم ل يعلمون ..لنها ل قيمة لها عندهم .. أنهت مزوجتي حديثها ..فبقيت العجومز واجمة قليلً ..ثم قالت : في الحقيقة ..إن المرأة في بلدوكم :ملكة ..ملكة .. نعم وا ..أيتها الخت الكريمة أنت عندنا ملكة .. نعم ملكة ٌتسفك من أجلك الدماء ..فمن قتل دون عرضه فهو شهيد .. وترخص لجلك الكرواح ..وتنفق الموال .. * * * * * * * * * ولنك ملكة مصونة أمر الرجال حولك أن يحفظوك .. وقد يدقق الرجل على امرأته ..فيأمرها أو ينهاها ..وهو إنما يريد نجاتها .. وانظري إلى عمر بن الخطاب كرضي ا عنه ..وقد جيئ إليه بمسك وعنبر من مصر ..ليبيعه ويجعل ثمنه في بيت مال المسلمين ..فقال كرضي ا عنه :وددت أني وجدت امرأة جيدة الومزن .. تكسر هذا الطيب وتبيعه وتجعل المال في بيت مال المسلمين ..فقالت امرأته :أنا أفعل ذلك يا أمير المؤمنين .. قال :فافعلي .. فأخذت النساء تأتيها ..وتكسر العنبر بيدها وتزن لهن وتبيع ..فكانت إذا التصق بيدها شيء من الطيب مسحته بخماكرها .. فلما أقبل عمر في الليل ..ناولته المال ..فلما دنا منها ..شم فيها طيبا ً ..فقال :أشتريت من الطيب .؟ قالت :ل ..قال :فمن أين هذه الريح ؟ قالت :وكان يبقى في أصابعي فأمسحه بخماكري .. فقال :بسبحان ا ..النساء يشترين بأموالهن ..وأنت تتطيبين من مال المسلمين ..ثم جبذ خماكرها من على كرأبسها ..وقام إلى قربة معلقة في السقف ..فصب منها على الخماكر ..وأخذ يغسله ويعصره ويشمه ..فإذا أثر الطيب باق فيه ..فكشف البساط ..ثم جعل على التراب ماًء وأخذ يفرك الخماكر على الطين ..حتى ذهبت الرائحة ..فغسله ثم ألقاه إليها .. خوفا ً عليها من دقيق الحساب ..وأليم العذاب ..وا يقول ) :يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناكراً وقودها الناس والحجاكرة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( .. * * * * * * * * * والمجتمع قسمان ..داخلي وخاكرجي ..فالرجل يقوم على القسم الخاكرجي فيعمل ويكتسب ..ويبني البيت ..ويعالج المريض ..ويطعم الجائع ..ويقود السياكرة ..ويبيع ويشتري .. والمرأة تربي الولد ..وتقوم على حاجة البيت ..ول يصح الخلط بينهما ..بل وكل فيما يخصه .. أل تري إلى ما أخرجه البيهقي في الشعب :أن أبسماء بنت يزيد أتت النبي صلى ا عليه وبسلم .. وهو بين أصحابه فقالت :بأبي أنت وأمي ..إني وافدة النساء إليك ..واعلم -نفسي لك الفداء -أما إنه ما من امرأة وكائنة في شرق ول غرب ..بسمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع ..إل وهي على مثل كرأيي ..
إن ا بعثك بالحق إلى الرجال والنساء ..فآمنا بك ..وبإلهك الذي أكربسلك ..وإنا معشر النساء محصوكرات مقصوكرات ..قواعد بيوتكم ..ومقضى شهواتكم ..وحاملت أولدوكم .. وإنكم معاشر الرجال ..فضلتم علينا بالجمعة والجماعات ..وعيادة المرضى ..وشهود الجنائز .. والحج بعد الحج ..وأفضل من ذلك الجهاد في بسبيل ا .. وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجا ً أو معتمراً أو مجاهداً ..حفظنا أموالكم ..وغزلنا أثوابكم ..وكربينا أولدوكم .. فما نشاكروككم في الجر يا كربسول ا ؟ فالتفت النبي صلى ا عليه وبسلم إلى أصحابه بوجهه وكله ثم قال :هل بسمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟ قالوا :ل .. فالتفت صلى ا عليه وبسلم إليها ثم قال لها :انصرفي أيتها المرأة ..وأعلمي من خلفك من النساء ..أن حسن تبعل إحداوكن لزوجها ..وطلبها مرضاته ..واتباعها موافقته ..تعدل ذلك وكله .. فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر ..فرحا ً وابستبشاكراً .. نعم وك ٌل في مجاله ..المرأة مملكتها بيتها ..فهي فيه ملكة ..ومزوجها ملك ..وأبناؤهم الرعية .. ولكن قد تخرق هذه القاعدة ..عند الحاجة .. ففي طبقات ابن بسعد ..أن أم عماكرة كرضي ا عنها خرجت مع جيش المسلمين إلى معروكة أحد .. تسقي الماء وتداوي الجرحى ..لكنها لما اشتد القتال ..وفرت جموع من المسلمين .. فنظرت أم عماكرة ..فرأت المسلمين يفرون ..والكفاكر يصولون ويجولون ..وما ثبت إل كربسول ا صلى ا عليه وبسلم يضاكرب بسيفه ..وليس حوله إل عشرة من أصحابه ..فسلت بسيفا ً ..ثم أقبلت تشتد حتى وقفت بين يدي النبي صلى ا عليه وبسلم ..تذب عنه ..والناس يمرون به منهزمين .. وهي ليس معها ترس تدفع عن نفسها ضرب السيوف .. فمر كرجل معه ترس ..فقال له صلى ا عليه وبسلم :ألق تربسك إلى من يقاتل ..فألقى الرجل تربسه ..فأخذته أم عماكرة فجعلت تترس به عن كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..ووقفت على قدميها تقاتل ..فأقبل كرجل على فرس فضربها بالسيف فاتقته بتربسها ..فلم يصنع بسيفه شيئا ً .. وولى الرجل فضربت عرقوب فربسه ..فوقع على ظهره ..وهجمت عليه ..فجعل النبي صلى ا عليه وبسلم يصيح بابنها :أّمك أمك ..فأقبل ولدها فعاونها عليه حتى قتلته .. وفي هذه الثناء ..أقبل فاكرس من الكفاكر ..إلى ولدها بين يديها ..فضربه على وكتفه اليسر .. فكادت يده أن تسقط من أصلها ..وجعل الدم ينزف ..فالتفت إليه النبي صلى ا عليه وبسلم فرأى الدماء تجري على ثيابه ..فصاح به وقال :اعصب جرحك .. فأخرجت أم عماكرة ..خرقا ً قد أعدتها للجرحى ..فربطت جرح ولدها ..والنبي صلى ا عليه ي فضاكرب القوم .. وبسلم ينظر إليهما ..فلما أحكمت جرحه ..ضربت وكتفه وقالت :انهض ُبن ّ فعجب النبي صلى ا عليه وبسلم من صبرها وأخذ يقول :ومن يطيق ما تطيقين يا أم عماكرة .. وفجأة أقبل عليها الرجل الذي ضرب ابنها ..فقال صلى ا عليه وبسلم :هذا ضاكرب ابنك يا أم عماكرة .. فاعترضت له فضربت بساقه فبرك على الكرض وهو ينتفض ..فأقبلت تضربه بالسيف حتى مات .. فقال صلى ا عليه وبسلم :الحمد ل الذي أظفرك ..وأقر عينك من عدوك ..وأكراك ثأكرك بعينك .. ثم أقبل عليها أحد الكفاكر فضربها على عاتقها ضربة غرت في جسدها ..والنبي صلى ا عليه وبسلم ..يضاكرب القوم ويلتفت إليها ..فلما كرأى جرحها ..صاح بولدها قال :أمك ..أمك ..
اعصب جرحها ..باكرك ا عليكم من أهل البيت ..مقام أمك خير من مقام فلن وفلن ..كرحمكم ا أهل البيت ..ومقام مزوج أمك خير من مقام فلن وفلن ..كرحمكم ا أهل البيت .. فالتفتت إليه أم عماكرة وقالت وهي تصاكرع ألمها :ادع ا أن نرافقك في الجنة ..فقال :اللهم اجعلهم كرفقائي في الجنة .. قالت أم عماكرة :فما أبالي ما أصابني من الدنيا .. فكان صلى ا عليه وبسلم يقول بعدها :عن يوم أحد :ما التفت يمينا ً ول شمالً إل وأنا أكرى أم عماكرة تقاتل دوني .. نعم جرحت أم عماكرة بأحد اثني عشر جرحا ً ..وشهدت بعدها قتال مسيلمة الكذاب ..فجرحت أحد عشر جرحا ..وقطعت يدها .. فرضي ا عنها ..تعلم أن الصل بقاؤها في بيتها ترعى أولدها ..ولكن لما احتاج إليها الدين نصرته بجسدها وكما نصرته بمالها .. ووكذلك الرجل ..الصل أنه يكدح خاكرج البيت ويرتاح داخله ..ولكن قد تخرق هذه القاعدة ..فهذا كربسول ا صلى ا عليه وبسلم أحيانا ً ..وكان يخصف نعله ..ويفلي ثوبه ..ويكون في حاجة أهله .. * * * * * * * * * ووكلما وكانت المرأة بربها أعرف ..وكانت منه أخوف .. فإذا قاكرفت ذنبا ً أو معصية ..كرجعت إلى كربها تائبة مفضية .. تخاف من ويلت الذنوب ..وتترك لذة عيشها ..في بسبيل أن تلقى كربها وهو كراض عنها .. فيغفر ا ذنبها..ويستر عيبها..وهو الذي يفرح بتوبة عباده إذا تابوا إليه.. في الصحيحين : أن امرأة من الصحابيات ..وكانت متزوجة في المدينة .. وبسوس لها الشيطان يوما ً ..وأغراه برجل فخل بها عن أعين الناس ..ووكان الشيطان ثالَثهما ..فلم يزل يزين وكلً منهما لصاحبه حتى مزنيا .. فلما فرغت من جرمها ..تخلى عنها الشيطان .. فبكت وحابسبت نفسها ..وضاقت حياتها ..وأحاطت بها خطيئتها ..حتى أحرق الذنب قلبها .. فجاءت إلى طبيب القلوب صلى ا عليه وبسلم ..ووقفت بين يديه ..ثم صاحت من حّر ما تجد .. قالت : يا كربسول ا ..مزنيت ..فطهرني .. فأعرض عنها ..فجاءت من شقه الخَر ..فقالت :يا كربسول ا ..مزنيت ..فطهرني .. فأعرض عنها لعلها أن ترجع فتتوب بينها وبين ا .. فخرجت ..من عنده ..والذنب يأوكل فؤادها .. فلم تطق صبراً .. فلما جلس صلى ا عليه وبسلم في مجلسه من الغد فإذا بها تقبل عليه .. فتقول :يا كربسول ا ..طهرني .. فأعرض عنها ..فصاحت من حر فؤادها ..قالت :يا كربسول ا ..لعلك تريد أن ترددني وكما كرددت ماعزاً ..وا إني لحبلى من الزنا .. فالتفت إليها .. Jثم قال :أما ل فاذهبي حتى تلدي ..
فخرجت من المسجد ..ومضت إلى بيتها ..تجر خطاها ..قد وكبر همها ..وضعف جسدها .. ودمعت عينها .. ذهبت تعد الساعات واليام ..واللم تلد اللم .. فلما مضت تسعة أشهر ..ضربها المخاض ..فلم تزل تتلوى من اللم حتى ولدت .. فلما ولدت ..لم تنتظر نفابسها ..بل ..قامت من فراشها ..وحملت وليدها في خرقتها .. ثم مضت به إلى كربسول ا صلى ا عليه وبسلم ..ثم وضعته بين يديه .. وقالت :هذا قد ولدته يا كربسول ا ..فطهرني .. فنظر النبي صلى ا عليه وبسلم إليها ..فإذا هي في تعبها ونصبها ..ونظر إلى وليدها فإذا هو صبي في مهده ..يتلبط بين يدي أمه .. فقال :اذهبي فأكرضعيه حتى تفطميه ..فذهبت ..وغابت بسنتين وكاملتين ..عاشتها مع فلذة وكبدها .. يتقلب في حضنها .. تغسل وجهه بدمعاتها ..وتودعه بنظراتها .. فلما فطمته من الرضاع ..لفت عليها ثيابها ..ثم خرجت بولدها من بيتها ..وناولته في يده وكسرة خبز ..ثم أتت به يمشي معها ..حتى وقفت به بين يدي كربسول ا صلى ا عليه وبسلم .. فقالت :هذا يا نبي ا ..قد فطمته ..وقد أوكل الطعام ..فطهرني .. فدفع النبي صلى ا عليه وبسلم ..الصبي إلى كرجل من المسلمين ..ثم أمر بها فحفر لها إلى صدكرها ..وأمر الناس فرجموها حتى ماتت .. نعم ماتت .. لكنها ..غسلت ووكفنت ..وقام صلى ا عليه وبسلم ليصلي عليها ..وهو يقول : لقد تابت توبة ..لو تابها بسبعون من المدينة لقبل منهم ..هل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها .. ماتت ..وجادت بنفسها في بسبيل ا .. ماتت ..فطوبى لها ..وقعت في الزنى ..وهتكت بستر كربها ..وشهدت الملئكة الكرام ..واطلع الملك العلم .. لكنها لما ذهبت اللذات ..وبقيت الحسرات .. تذوكرت يوم تشهد عليها أعضاؤها التي متعتها بالزنا.. كرجلها التي مشت بها ..يدها التي لمست بها ..لسانها الذي تكلمت به.. بل تشهد عليها ..وكل ذكرة من ذكراتها ..ووكل شعرة من شعراتها .. تذوكرت حراكرة النيران ..وعذاب الرحمن .. يوم يعلق الزناة بفروجهم في الناكر ..ويضربون عليها بسياط من حديد ..فإذا ابستغاث أحدهم من الضرب ..نادته الملئكة :أين وكان هذا الصوت وأنت تضحك ..وتفرح ..وتمرح ..ول تراقب ا ول تستحي منه!!.. وفي الصحيحين أن النبي صلى ا عليه وبسلم خطب الناس فقال ) :يا أمة محمد ..وا إنه ل أحد أغير من ا ..أن يزنى عبده ..أو تزني أمته ..يا أمة محمد وا لو تعلمون ما أعلم ..لضحكتم قليلً ولبكيتم وكثيراً ( .. فتابت توبة لو قسمت بين أمة لوبسعتهم .. جاءت إليه وناكر الجوف تستعُر * * ودمعة العين ل تنف ّ ك تنهمُر ق * * من صحبه وفؤاد الدهر مفتخُر فأقبلت وكربسول ا في ِحلَ و ٍ ب وكيف ُيغتفُر!! قالت له :يا كربسول ا معذكرةً * * ينوء ظهري بذن و ٍ
فجال عنها وأغضى عن مقالتها * * وللتمّعر في تقطيبه أثُر قالت وللصدق في إقراكرها شج ٌن * * والصمت يطبق والحداث ُتختصُر أصبت حّداً فطّهر مهجةً فنيت * * وشاهدي في الحشا ،إن ُوكذب الخبُر فقال عودي ..ووكوني للجنين ُتقى * * فللجنين حقو ٌ ق مالها ومزُكر ما أودعت بسجن بسّجاو ٍن ووكافلها * * تقوى الله . .فل بسوط ٌ ول َأبسُر حتى إذا حان حي ٌن وانقضى أج ٌل * * وقد تقرح منها الخّد والبصُر حّل المخاض فهاجت وكّل هائجو ٍة * * مثل البسير انتشى والقيُد ينكسُر فأقبلت ..يا كربسول ا :ذا أجلي * * طال العناء ووكسري ليس ينجبُر ق ومرحمو ٍة * * والقلب منكس ٌر ،والدمع ينهمُر فقال قولة إشفا و ٍ ي والسوُكر غّذي الوليد إلى بسّن الفطام فقد * * جرت له بالحقوق ال ُ حتى إذا ما انقضت أيام محنتها * * تكاد لول عرى اليمان تنتحُر جاءت به وكرغيف الخبز في يده * * وليس يعلم ما الدنيا وما القدُكر !! قالت :فديت كربسول ا ذا أجلي * * قد مّلني الصبر،والعقبى لمن صبروا فقال :من يكفل المولود من بسعو ٍة * * أنا الرفيق له ..يا بسعد من ظفروا!! ح * * وحامز أفضل فوو ٍمز حامزه بشُر فابستله صاحب النصاكر في فر و ٍ وكأنما الروح من وجدانها انتزعت * * يا للمومة . .والهات تنفجُر ووكفكفت دمعةً حّرى موّدعةً * * وللبسى صوكرة ٌ من خلفها صوُكر وابستبشرت بعبير التوب واغتسلت * * وكما ينقي صلد الصخرة المطر ضر بساكرت إلى جنة الفردوس فابتسمت * * لها الربى والنعيم الخالد النَ ِ وجّنة الخلد تجلو وكل بائسو ٍة * * يحلو إليها الضنى والجوع والسهر إن غّرها طائف الشيطان في مزمو ٍن * * فلم تزل بعدها تعلو وتنتصر * * * * * * * * هكذا وكانت النساء ..كرجاعات توابات .. فهل لك أن تتأملي نساء اليوم ..وكم منهن انزلقت قدمها في المعصية .. بل صال حولها الشيطان وجال ..حتى أخرجها من البسلم ..وألحقها بعباد الصنام ..فتروكت الصلة ..وقد قال صلى ا عليه وبسلم :العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ..فمن تروكها فقد وكفر .. وانتقلي معي إن شئت ..إلى هناك ..انتقلي إلى الداكر الخرة ..ثم تأملي ما قصه ا علينا من خبر أهل الجنة وأهل الناكر .. فبينما أهل الجنة فيها يتنعمون ..وعلى أبسرتها يتقلبون .. إذ تساءلوا عن أصحاب لهم وكانوا في الدنيا ..على معصية للرحمن ..ما حالهم وخبرهم .. فتخبرهم الملئكة أنهم في الناكر يصطلون ..ومن مزقومها ينجرعون ..ومع شياطينها يسلسلون .. عندها يشرف أهل الجنة ينظرون إليهم ويسألونهم ..ما بسلككم في بسقر ؟ .. س بَِما َوكَسبَ ْ ت َكرِهينَة ٌ * إِّل أَ ْ ت يَتََساءُلوَن * َعِن اْلُمْجِرِميَن ب اْليَِميِن * ِفي َجّنا و ٍ صَحا َ قال ا ُ ) :وكّل نَْف و ٍ * َما َبسلََكُكْم ِفي َبسقََر ( ؟ نعم ..ما بسلككم في بسقر ؟ فابسمعي الجواب ..ذوكروا أكربعة أبسباب أدخلتهم إلى الناكر َ ) ..قاُلوا ( .. أولً ) :لَْم نَ ُ صّليَن ( .. ك ِمَن اْلُم َ ك نُ ْ ثانيا ً َ ) :ولَْم نَ ُ طِعُم اْلِمْسِكيَن ( ..
ضيَن ( ..نعم وكنا نخوض مع الخائضين ..نفعل ما يفعله الناس ..إن ثالثا ً َ ) :وُوكّنا نَُخو ُ ض َمَع اْلَخائِ ِ تروكوا الصلة تروكنا ..وإن عصوا عصينا ..وإن غنوا غنينا ..وإن دخنوا دخنا ..وإن ناموا عن الصلوات نمنا ..وإن عقوا والديهم عققنا ..نخوض مع الخائضين .. ب بِيَْوِم الّديِن ( ..ما وكنا نؤمن به إيمان من يردعه خوف الخرة عن معاصيه .. كرابعا ً َ ) :وُوكّنا نَُكّذ ُ ) َحّتى أََتاَنا اْليَِقيُن ( .. قال ا ) :فََما َتنفَُعهُْم َشَفاَعةُ الّشافِِعيَن ( ..نعم وا لو اجتمع النبياء عليهم السلم ..ومعهم الملئكة الكرام ..وشفعوا لكافر ليخرجوه من الناكر ..ما قبل ا منهم ..فالكفاكر ل تنفعهم شفاعة الشافعين .. * * * * * * * * * وبعض الفتيات قد يجرها الشيطان ..إلى بسبيل الرذيلة ..بسماع الغناء ..والتعلق بالفحشاء .. وقد قال تعالى ) :ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن بسبيل ا ( وكان ابن مسعود Z يقسم بال أن المراد به الغناء .. وفي الصحيح قال صلى ا عليه وبسلم " :ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعامزف " .. وصح عند الترمذي ..أنه صلى ا عليه وبسلم قال ":ليكونن في هذه المة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخموكر واتخذوا القينات وضربوا بالمعامزف " .. ونص العلماء على تحريم آلت اللهو والعزف ..والتحريم يشتد والذنب يعظم إذا كرافق الموبسيقى غناء .. وتتفاقم المصيبة عندما تكون وكلمات الغاني عشقا ً وحبا ً وغراما ً ووصفا ً للمحابسن .. بل هي مزماكر الشيطان ..الذي يزمر به فيتبعه أولياؤه ..قال تعالى } :وابستفزمز من ابستطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك وكرجلك { ..وقال ابن مسعود :الغناء كرقية الزنا ..أي أنه طريُقه ووبسيلُته.. عجبًا ..هذا وكان يقوله ابن مسعود لما وكان الغناء يقع من الجواكري والماء المملووكات ..يوم وكان الغناء بالد ّ ف والشعر الفصيح ..يقول هو كرقية الزنا.. فماذا يقول ابن مسعود لو كرأى مزماننا هذا ..وقد تنّوعت اللحان ..ووكثر أعوان الشيطان ..فأصبحت الغاني تسمع في السياكرة والطائرة ..والبر والبحر.. بل حتى الساعات والجراس وألعاب الطفال والكمبيوتر وأجهزة الهاتف ..دخلت فيها الموبسيقى .. والغاني طريق لنشر الفاحشة ..وإثاكرة الغرائز ..فما يكاد ُيذوكر فيها إل الحب والغرام ..والعشق والهيام.. بال عليك .. هل بسمعت مغنيا ً غنى في التحذير من الزنا ؟ أو غض البصر ؟ أو حفظ أعراض المسلمين ؟!! أو في الحث على صوم النهاكر ..وبكاء البسحاكر .. وكل ..ما بسمعنا عن شيء من ذلك.. * * * * * * * * *
بل أوكثرهم يدعو إلى العشق المحرم ..وتعلق القلب بغير ا .. بل قد يجر إلى الداهية العظمى ..وهو عشق الفتاة لفتاة مثلها ..و العجاب بها ..ومصاحبتها .. نعم ..تحبها ..ل لنها قوامة ليل ..أو صوامة نهاكر ..ل ولكن لجمال وجهها ..وملحة بسمتها .. تعجبها حروكاتها ..وتثيرها ضحكاتها .. تفتن بابتسامتها ..وتأنس بمجالستها .. بل ..وتعجب منها بكل شيء وإن وكان قبيحا ً .. وبعض الفتيات قد تتساهل بمثل ذلك ..بل قد يظهر منها ما يدّل على ابستدعائها لذلك.. فكم نرى من الفتيات المائعات في حروكاتهن وضحكاتهن ..بل وأبسلوب الكلم ..وطريقة المشي.. إضافة إلى لبس الثياب الضيقة ..والتغنج والدلل ..ووكثرة اللمسات والقبلت ..وتبادل الربسائل العاطفية ..والهدايا الشيطانية .. نرى أحيانا ً هذه المظاهر في بعض المداكرس ..والكليات .. فلماذا تفعل الفتاة ذلك ..بسبب العجاب والعشق والمحبة .. وهذا هو الشذوذ عن الفطرة ..وهو مؤذن بنزول العذاب الذي نزل على قوم لوط .. فماذا فعل قوم لوط ؟ اوكتفى كرجالهم برجالهم ..ونساؤهم بنسائهم .. وقد ذوكر ا خبر هؤلء الفجاكر في القرآن ..وأن لوطا ً صاح بهم وقال } أتأتون الفاحشة ما بسبقكم بها من أحد من العالمين { .. وإذا وقعت هذه الفاحشة ..وكادت الكرض تميد من جوانبها ..والجبال تزول عن أماوكنها.. ولم يجمع ا على أمة من العذاب ما جمع على قوم لوط ..فإنه طمس أبصاكرهم ..وبسّود وجوههم.. وأمر جبريل بقلع قراهم من أصلها ثم قلبها عليهم ..ثم خسف بهم ..ثم أمطر عليهم حجاكرة من بسجيل.. قال عز من قائل } :فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها بسافلها وأمطرنا عليها حجاكرة من بسجيل { فجعلهم آية للعالمين ..وموعظة للمتقين ..ونكال للمجرمين.. إن في ذلك ليات للمتوبسمين.. أخذهم على غرة وهم نائمون ..فما أغنى عنهم ما وكانوا يكسبون.. نعم ..ذهبت اللذات ..وأعقبت الحسرات ..وانقضت الشهوات.. ل ..وعذبوا طوي ً تمتعوا قلي ً ل ..وأعقبهم عذابا أليمًا.. ندموا وا ول ينفع الندم ..وبكوا بدل الدموع الدم.. فلو كرأيتهم والناكر تشوي وجوههم.. وتخرج من أفواههم وأنوفهم.. وهم بين أطباق الجحيم ..يشربون وكؤوس الحميم.. ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون ..ذوقوا ما وكنتم تكسبون.. } إصلوها فاصبروا أو ل تصبروا بسواء عليكم إنما تجزون ما وكنتم تعملون { وما هي من الظالمين ببعيد.. أما كربسول ا صلى ا عليه وبسلم فقد صح عنه فيما كرواه الترمذي ) :إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط (.. وصح فيما كرواه ابن حبان ) :لعن ا من عمل عمل قوم لوط ..لعن ا من عمل عمل قوم لوط.. لعن ا من عمل عمل قوم لوط (..
وصّح في مسند أحمد أنه صلى ا عليه وبسلم قال ) :من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به (.. أما الصحابة فكانوا يحرقون اللوطية بالناكر.. وقال ابن عباس كرضي ا عنهما :اللوطي إذا مات من غير توبة مسخ في قبره خنزيرًا.. ومن وكانت قد أبسرفت على نفسها ..ووقعت في شيء من ذلك ..فلتساكرع إلى التوبة والبستغفاكر.. والنابة إلى العزيز الغفاكر.. اِ إِّن ّ طوا ِمن ّكرْحَمِة ّ ي الِّذيَن أَْبسَرُفوا َعَلى َأنفُِسِهْم َل تَْقنَ ُ ب َجِميًعا إِنّهُ هَُو اَ يَْغفُِر الّذُنو َ } قُْل َيا ِعَباِد َ صُروَن * َواتّبُِعوا اْلَغُفوُكر الّرِحيُم * َوأَِنيُبوا إَِلى َكربُّكْم َوأَْبسلُِموا لَهُ ِمن قَْبِل َأن يَأْتِيَُكُم اْلَعَذا ُ ب ثُّم َل ُتن َ ب بَْغتَةً َوَأنتُْم َل تَْشُعُروَن { .. أَْحَسَن َما ُأنِزَل إِلَْيُكم ّمن ّكربُّكم ّمن قَْبِل َأن يَأْتِيَُكُم الَعَذا ُ نعم ..توبي إلى ا ..مزقي ما عندك من كربسائل وأكرقام ..وأتلفي الصوكر والشرطة والفلم .. أثبتي أن حبك للرحمن أعظم من وكل حب ..أثبتي أنك تقدمين طاعة ا على طاعة الهوى والشيطان .. * * * * * * * * * ومن اتباع الهوى ..والشيطان ..تكلف الفتاة في تزيين مظهرها ..ولو وكان في ذلك التعرض للعنة ا .. ومن ذلك نمص الحواجب وترقيقها ..إما بالنتف أو الحلق .. ُ ّ ضلنّهُْم صيًبا ّمْفُرو ً وهو تحقيق لوعيد الشيطان لما قال لربه َ ) :لَتِّخَذّن ِمْن ِعَباِد َ ضا * َول ِ ك نَ ِ ق ّ اِ َوَمن يَتِّخِذ الّشْي َ طاَن َولِ ًّيا ّمن َولَُمنّيَنّهُْم َولُمَرنّهُْم فَلَيُبَتُّكّن آَذاَن الَْنَعاِم َولُمَرنّهُْم فَلَيَُغيُّرّن َخْل َ ا فَقَْد َخِسَر ُخْسَراًنا ّمِبيًنا * يَِعُدهُْم َويَُمّنيِهْم َوَما يَِعُدهُُم الّشْي َ ك َمأَْواهُْم طاُن إِلّ ُغُروًكرا * أُْوَلـئِ َ ُدوِن ّ ِ ت تَْجِري ِمن تَْحتَِها صا * َوالِّذيَن آَمُنوْا َوَعِمُلوْا ال ّ َجهَنُّم َولَ يَِجُدوَن َعْنَها َمِحي ً ت َبسنُْدِخلُهُْم َجّنا و ٍ صالَِحا ِ ً ق ِمَن ّ الَْنَهاُكر َخالِِديَن ِفيَها أَبًَدا َوْعَد ّ صَد ُ اِ َحّقا َوَمْن أَ ْ اِ ِقيلً ( .. والنمص تعرض للعنة ا ..فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود كرضي ا عنهما قال : لعن كربسول ا صلى ا عليه وبسلم الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة المغيرات لخلق ا .. بسبحان ا ..وكيف تفعلين ما يعرضك للعنة ا ..وأنت تسألين ا المغفرة والرحمة في الصلة وخاكرجها ..أليس هذا تناقضا ً بين قولك وفعلك ؟ تطلبين الرحمة وتفعلين ما يطردك منها .. إن هذا لشيء عجاب !! وأفتى أهل العلماء الربانيون بتحريمه ..وبين يدي أوكثر من عشرين فتوى بتحريمه .. فمن مقتضى إيمانك بال ..طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه ومزجر .. بل إن النمص من التشبه بالكافرات ومن تشبه بقوم فهو منهم ..وا يقول يوم القيامة ) :احشروا الذين ظلموا وأمزواجهم ( ..أي أشباههم ونظراءهم ..ومن أحب قوما ً حشر معهم .. ول تقولي وكثيرات يفعلن ذلك .. فكثيرات أيضا ً يعبدن الصنام ..فهل تعبدين معهن .. ووكثيرات يعلقن الصليب ..فهل تفعلين مثلهن .. إن وكثرة العاصيات ل تعذكرك عند ا .. فأنت مسئولة عن عملك ..
ووكما وكنت في ظهر أبيك وحدك ..ثم في بطن أمك وحدك ..ثم ولدت وحدك .. فإنك تموتين وحدك ..وتبعثين يوم القيامة وحدك ..وتمرين على الصراط وحدك ..وتأخذين وكتابك وحدك ..وُتسألين بين يدي ا وحدك.. صاهُْم َوَعّدهُْم َعًّدا * ض إِّل آِتي الّرْحَمِن َعْبًدا * لَقَْد أَْح َ قال ا ِ }:إن ُوكّل َمن ِفي الّسَماَوا ِ ت َواْلَْكر ِ َوُوكلّهُْم آِتيِه يَْوَم اْلقَِياَمِة فَْرًدا { .. * * * * * * * * * وختاما ً ..أيتها الجوهرة المكنونة ..والدكرة المصونة ..أهمس في أذنك بكلمات ..أكرجو أن تصل إلى قلبك قبل أذنك .. ل تغتري بكثرة العاصيات ..ل تغتري بكثرة من يتساهلن بالحجاب ..ومغامزلة الشباب .. أو يتعلقن بالعشق والهيام ..ومقاكرفة الحرام ..همهن المسرحيات والفلم ..يعشن بل قضية .. فنحن – بصراحة -في مزمن وكثرت فيه الفتن ..وتنوعت المحن .. فتن تفتن البصاكر ..وأخرى تفتن البسماع ..وثالثة تسهل الفاحشة ..وكرابعة تدعوا إلى المال الحرام .. حتى صاكر حالنا قريبا ً من ذلك الزمان ..الذي قال فيه النبي صلى ا عليه وبسلم فيما أخرجه الترمذي والحاوكم وغيرهما ) :فإن وكراءوكم أيام الصبر ..الصبر فيهن وكقبض على الجمر ..للعامل فيهن أجر خمسين منكم ..يعمل مثل عمله ..قالوا :يا كربسول ا ..أو منهم ..قال :بل منكم .. ( .. حديث حسن .. وإنما يعظم الجر للعامل الصالح في آخر الزمان ..لنه ل يكاد يجد على الخير أعوانا ً ..فهو غريب بين العصاة ..نعم غريب بينهم ..يسمعون الغناء ول يسمع ..وينظرون إلى المحرمات ول ينظر ..بل ويقعون في السحر والشرك ..وهو على التوحيد .. وعند مسلم أنه صلى ا عليه وبسلم قال :بدأ البسلم غريبا ً ..وبسيعود غريبا ً وكما بدأ فطوبى للغرباء ..نعم طوبى للغرباء .. وعند البخاكري :قال صلى ا عليه وبسلم :إنه ل يأتي عليكم مزمان إل الذي بعده شر منه حتى تلقوا كربكم .. وأخرج البزاكر بسند حسن أنه صلى ا عليه وبسلم قال :يقول ا عز وجل :وعزتي ل أجمع على عبدي خوفين ول أجمع له أمنين ..إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ..وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة .. نعم ..من وكان خائفا ً في الدنيا ..معظما ً لجلل ا ..أمن يوم القيامة ..وفرح بلقاء ا ..ووكان من أهل الجنة الذين قال ا عنهم : ض يَتََساءُلوَن * َقاُلوا إِّنا ُوكّنا قَْبُل ِفي أَْهلَِنا ُمْشفِِقيَن * فََمّن ّ اُ َعلَْيَنا َوَوَقاَنا } َوأَْقبََل بَْع ُ ضهُْم َعَلى بَْع و ٍ ب الّسُموِم * إِّنا ُوكّنا ِمن قَْبُل نَْدُعوهُ إِنّهُ هَُو اْلبَّر الّرِحيُم { .. َعَذا َ أما من وكان مقبلً على المعاصي ..همه شهوة بطنه وفرجه ..آمنا ً من عذاب ا ..فهو في خوف وفزع في الخرة .. قال ا } :تََرى ال ّ ت ِفي ظالِِميَن ُمْشفِِقيَن ِمّما َوكَسُبوا َوهَُو َواقِ ٌع بِِهْم َوالِّذيَن آَمُنوا َوَعِمُلوا ال ّ صالَِحا ِ ك هَُو اْلفَ ْ ضُل الَكِبيُر { .. ت لَُهم ّما يََشاُؤوَن ِعنَد َكربِّهْم َذلِ َ َكرْو َ ت اْلَجّنا ِ ضا ِ فتووكلي على ا إنك على الحق المبين ..
ول تغتري بكثرِة المتساقطات ..ول ندكرِة الثابتات .. ول تستوحشي من قلة السالكات .. * * * * * * * * أبسأل ا أن يحفظك بحفظه ..ويكلك برعايته .. ويجعلك من المؤمنات التقيات ..الداعيات العاملت .. ولسوف تبقين أختا ً لنا ..وإن لم تستجيبي لنصحنا ..نحب لك الخير .. ولسوف ندعوا ا لك آناء الليل ..وأطراف النهاكر .. ولن نمل أبداً من نصحك وحمايتك .. فثقتنا أنك يوما ً ما بستعودين إلى كرشدك .. وأملنا أن ا لن يضيع جهدنا معك .. وما توفيقنا إل بال .. والسلم عليك وكرحمة ا وبروكاته ..