ﻳﺼﺪرﻩ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﰲ اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﺮﺣﻴﻞ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ
2
3
4
ﺩﻋﻮﺓ ﺑﺼﺮﻳﺔ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ
د .ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ إﺻـــــﺪار ﻣــﺮﻛــﺰ ﺟــﺎﻣــﻊ اﻟــﺸــﻴــﺦ زاﻳــــﺪ اﻟــﻜــﺒــري
ﺍﻟﺘﺤـﺮﻳــﺮ
6
ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ
أ.د .ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺸﻴﺦ
36
ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺭﺍﺋﻊ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ
اﻟﺴﻔري اﻟﻔﺮﻧﴘ أﻻن أزواو
ﻛﻠﻤـﺔ ﺷﻜـﺮ
ﻳﺘﻘﺪم ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن إﱃ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت اﳌﻌﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳــﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﺠﺎﻣــﻊ وﻣﺮاﻓﻘﻪ وﰲ إﻧﺠــﺎح اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت واﻷﻧﺸــﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺷــﻬﺪﻫﺎ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ،وﻳﺨﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛــﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﻠﺪﻳــﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻫﻴﺌﺔ اﻟﺴــﻴﺎﺣﺔ وﻫﻴﺌﺔ اﻟﻨﻘﻞ ووزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ وﴍﻃﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺸــﺆون اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ واﻷوﻗﺎف واﻟﻘــﻮات اﳌﺴــﻠﺤﺔ ،واﻟﻬﻼل اﻷﺣﻤﺮ واﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻺﻋــﻼم ووﻛﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء اﻹﻣﺎرات ،وﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻬﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ وﻳﺨﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻫامﻟﻴﻞ اﻷدﺑﻴﺔ.
39
5
ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﺭﺅﻯ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺻﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﺭﺷﻴﻒ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻫﺬا اﻹﺻﺪار ﰲ رﺣﻠﺔ ﻧﺘﻌﺮف ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﻜﺒري اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻣﻦ أﺑﺮز اﳌﻌﺎمل اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳌﻌامرﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ّ ﺗﺸﻜﻞ ذﻛﺮى اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳــﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻣﻨﺎﺳــﺒﺔ ﻻﺳــﺘﻠﻬﺎم رؤى اﻟﺮاﺣــﻞ اﻟﻜﺒــري وﺣﻜﻤﺘــﻪ، ﺗﻠــﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗــﺰال ﺣﻴﺔ ﻧﺎﺑﻀــﺔ ﰲ وﺟﺪاﻧﻨﺎ اﻟﺠﻤﻌﻲ. وﻳﺄيت ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري مبﺎ ﻫﻮ ﴏح ﻣﻦ ﴏوﺣﻪ اﻟﺤ ّﻴﺔ ﻟﻴﻜﻮن ﺗﺠﺴﻴﺪا وﺷﺎﻫﺪا ﻋﲆ ﺣﻴﺎﺗﻪ وإﻧﺠﺎزاﺗﻪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. وﻳﺤﺎول ﻫــﺬا اﻹﺻــﺪار اﻹﳌﺎم ﺑﺸــﺘﻰ اﻟﺠﻮاﻧﺐ واﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺊ ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣﺮﻛــﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒــري ﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﺗﻮﺟﻴﻬــﺎت ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴــﻤﻮ اﻟﺸــﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑــﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ وأﺧﻴﻪ اﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺳــﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ال ﻧﻬﻴﺎن وﱄ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴــﻠﺤﺔ رﻋﺎﻩ اﻟﻠﻪ ،ومبﺘﺎﺑﻌﺔ وإﴍاف ﺳــﻤﻮ اﻟﺸــﻴﺦ ﻣﻨﺼﻮر ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴــﺎن ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴــﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻮزراء وزﻳﺮ ﺷﺆون اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ. ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﻫــﺬا اﻹﺻــﺪار ﰲ رﺣﻠﺔ ﻧﺘﻌﺮف ﻓﻴﻬــﺎ ﻋﲆ ﻫــﺬا اﻟﴫح اﻟﻜﺒــري اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻣﻦ أﺑﺮز اﳌﻌﺎمل اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳌﻌامرﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل، وﻣــﺎ ﺗﻜﺘﻨﻒ ﻫﺬﻩ اﳌﻌــﺎمل ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت وﺟامﻟﻴــﺎت اﺳــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﻜــﺲ ﰲ آن ﻣﻌﺎ أﺻﺎﻟﺔ وﺣﺪاﺛﺔ ﻓﺮﻳﺪﺗني ،واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺠامﻟﻴﺎت اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ، ﺗﻌﱪ ﻋﻦ وﺻﻮﻻ إﱃ اﳌﻔــﺮدات اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ّ روح اﻟﺠﺎﻣﻊ ،وأﻫﺪاﻓﻪ وﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ورﺳﺎﻟﺘﻪ ﰲ ﻋﺎمل ﻳﻨﺸﺪ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ،وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺴﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﳌﺤﺒﺔ واﻟﺼﻔﺎء اﻟﺮوﺣﺎين. وﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻹﺻــﺪار إﻻ ﺗﺤﻴﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻟﻠﺤﻜﻴــﻢ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﻤــﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ اﺳــﻤﻪ ﻛام ﺗﺤﺘﻀﻨــﻪ ﻗﻠﻮب ﺟﻤﻴــﻊ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻠﻬﻤﻮن ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺮاﺋﺪة اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠــﺔ اﻟﺘﻲ ﺟــﺎء ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒــري ﻟﺘﺠﺴــﻴﺪﻫﺎ واﻟﺪﻋﻮة إﻟﻴﻬﺎ.
ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري
6
أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﺮﻛﺰ إﺷﻌﺎع ﺣﻀﺎري ﻳﺨﻠﺪ ﻣﺠﺪ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ
د .ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ
رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻮار واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﻘﻮم ﺑﺪور ﻣﻬﻢ ﰲ ﺗﺨﻠﻴﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻨﻄﻘﺔ دﻳﻨﻴﺎ وﺣﻀﺎرﻳﺎ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إﱃ أن ﻧﺤﺘﻔﻲ ﺑﺤﻀﻮر اﻵﺧﺮ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻧﻄﻤﺢ إﱃ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ ﺣﺎﴐة ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻬﺘﻢ ﺑﺤﻀﻮر أﺑﺼﺎرﻧﺎ وﺑﺼريﺗﻨﺎ ﻟﺘﺠﺎوز ﻣﺄزق اﻟﺘﻄﺮف ﺳﻴﺬﻛﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻨﴫاً ﻣﺆﺛﺮاً ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﻜﺎن
ﻟﻘﺎء :ﻣﺤﻤﺪ اﳌﺒﺎرك أﺛﻨﺎء اﻃﻼﻋﻲ ﻋﲆ ﺟامﻟﻴﺎت ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري وﺟﺪﺗﻨﻲ ﰲ ﺳﻴﺎق ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﻼﻣﺢ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ وﺗﻠﻚ اﻟﺠامﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﺢ ﰲ ﻣﻌﺎﳌﻪ اﻵﴎة واﳌﻠﻬﻤﺔ ،ﺟامﻟﻴﺎت ﺗﻘﻮدﻧﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻧﺤﻮ ﺷﻤﻮخ اﻟﺠامل وﻧﺤﻮ ﻋﺼﻮر ﺧﻠﺖ ﻟﺤﻀﺎرات وﺛﻘﺎﻓﺎت ﻣﻤﺘﺪة ﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺠﺬورﻫﺎ ﰲ ﻋﻤﻖ اﻷرض ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﳌﺘﺼﻞ ﺑﻔﻨﻮن اﻟﻌامرة واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ. وﻟﻌﻞ دﻫﺸﺘﻲ إزاء ﻫﺬا اﻟﺠامل اﻵﴎ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﺗﺴﺎءل ﺑﺤرية اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻖ وﻋﻦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﳌﻮﻏﻠﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﴫح وﰲ اﻟﺪﻻﻻت واﻹﺷﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ وﺗﺮﺳﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻟﺒﻨﺔ وﻛﻞ زاوﻳﺔ وﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻓﻴﻪ ،ﺣﺘﻰ وﺟﺪﺗﻨﻲ ﰲ ﻣﻔﱰق ﺑني ﺗﻠﻚ وﺗﻠﻚ ..وﻗﺎدﺗﻨﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤرية إﱃ أن أﻃﺮح ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ،ﻟﻌﻞ أﺑﺮزﻫﺎ، إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﴫح اﳌﻤﺮد ﻣﻦ رﺧﺎم ﻳﺄﴎ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﻜﻴﻒ مبﺤﺘﻮاﻩ؟! وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﳌﺤﺘﻮى ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺨﺮج ﻋﻦ اﻟﻨﻄﺎق اﻟﺸﻜﲇ واﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻘﺒﺎب واﳌﻨﺎرات واﻟﺴﺠﺎد..اﻟﺦ ..ﻧﺤﻮ اﻟﺪور اﻷﻛرث ﺧﻠﻮدا ،اﳌﻨﻮط ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ورﺳﺎﻟﺘﻪ ودورﻩ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻷﻓﺮاد واﳌﺠﺘﻤﻊ ،وﻣﺎ ميﺜﻠﻪ ﻹﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ، ﻫﺬﻩ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻓﺮ وﺗﺴﺎﺑﻖ اﻟﺰﻣﻦ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮر ﺑﺜﻮب ﻣﻦ اﻷﺻﺎﻟﺔ ﻣﺮﺻﻊ ﺑﺤﺪاﺛﺔ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺒﻜﺮ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﲆ اﻵﺧﺮ. ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻗﺎدﺗﻨﻲ إﱃ ﻟﻘﺎيئ ﺑﺎﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺤﺎور وأوﻟﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ اﳌﺘﺠﺴﺪة ﺑﺼﻮت أﻛرث ﺑﻼﻏﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺘﻄﻮر اﻷدﻳﺎن واﻟﻔﻨﻮن ،ﻣﺒﻴﻨﺎً ﱄ اﻟﺨﻂ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑني اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ وﻧﻈريﺗﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ واﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻼﻧﻬﺎ ﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﰲ اﻹﺳﻼم ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص. ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ "اﻟﺴامع ﻫﻮ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي واﻟﻌﺒﺎدات ،أﻣﺎ اﻟﺒﴫ ﻓﻘﺪ اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ واﻟﻔﻜﺮي واﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﺠامﱄ اﻟﺬي ﻳﺤﺪد
اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻄﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،واﻟﺬي ﻳﻜﻔﻞ ﻟﻠﺪﻳﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺣﺎﴐاً وﻣﺘﺠﺪداً ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ". وﻳﻀﻴﻒ" :إن اﻟﺴامع ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎت واﻟﻴﻘني واﻻﻋﺘﻘﺎد ،ﰲ ﺣني أن اﻟﺒﴫ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪد واﻟﺘﻐري واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ،وﻣﺎ ﻧﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ ﺣﺎﴐة ﰲ ﺳﻴﺎﻗﺎﺗﻨﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ .وﻳﺆﻛﺪ اﺑﻦ متﻴﻢ أن اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻓﻘﺎً ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﺄﺳﺲ ﻋﲆ ﻓﻜﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ ،ﻣﺸرياً إﱃ أن ﻫﺬﻩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏري ﻣﺆﻃﺮة ،مبﻌﻨﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أن اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺒﴫ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎن ﻋﲆ اﻟﺒﻮاﺑﺔ اﻟﻜﱪى ﻟﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎمل واﻟﻜﻮن واﻟﺪﻳﻦ. وﻳﻀﻴﻒ ":ﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ ،ﻓﺈن اﻟﺠﺎﻣﻊ -ﺑﴫﻳﺎً -ﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﺘﺄﻣﻞ اﻟﺠامل وﻗﺮاءﺗﻪ ،واﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري اﳌﻘﺘﴫ ﻋﲆ اﻟﺴﻤﻊ إﱃ اﻟﺘﻔﻜري اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﺒﴫ ،اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻓﺎﺗﺤﺔ ﻟﺤﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻧﺴﺎن واﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜري اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺠامﱄ وﺗﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ". وﻳﺮى اﺑﻦ متﻴﻢ أن اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻓﻖ ﻫﺬا اﳌﻔﻬﻮم ،أي ﺑﺤﻀﻮرﻩ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺒﴫ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إﱃ أن ﻧﺤﺘﻔﻲ ﺑﺤﻀﻮر اﻵﺧﺮ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وإﱃ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ وﻓﻖ ﺣﻀﻮر اﻟﺠامﻟﻴﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﰲ ﺣﻀﻮرﻩ اﻟﺒﴫي.
ﻣﺄزق اﻟﺘﻄﺮف
إن اﳌﻄﻠﻊ ﻋﲆ اﻟﻔﱰة اﻟﺮاﻫﻨﺔ وﻣﺎ ﻳﺮاﻩ ﻣﻦ ﻣﺂزق اﻟﺘﻄﺮف اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﻔﻬﻢ اﻟﻘﺎﴏ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺳﻴﺠﺪ أن ﻫﺬا اﳌﻨﺤﻰ ﺳﺒﺒﻪ ﺗﻀﻴﻴﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ واﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴامﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻠﻘني، ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﺖ اﻹﻧﺴﺎن إﱃ ﻧﺎﻗﻞ وﻣﺘﺒﻊ ﺑﺼﻮرة ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺴامع ميﻴﻞ إﱃ اﳌﺎﴈ ﰲ ﺣني أن اﻟﺒﴫ ميﻴﻞ إﱃ اﻟﺤﺎﴐ واﻟﻮاﻗﻊ .وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺠﺎوز ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺂزق اﻟﺘﻄﺮف اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﻜﻮين ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻬﺘﻢ ﺑﺤﻀﻮر أﺑﺼﺎرﻧﺎ ،وﻟﻨﺎ ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ أدﻟﺔ ﻛﺜرية ﺗﺆﻛﺪ أن اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻳﺆﺻﻞ ﻟﻮﺟﻮدﻩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﴫﻩ ،وﻫﻨﺎك آﻳﺎت ﻛﺜرية ﺗﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﺒﴫ واﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ اﳌﻠﻜﻮت، وﺗﻠﻚ ﻫﻲ رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ. إذن ﻫﻨﺎك ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻦ وﺟــﻮد اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻣﻦ ﺑﻨﺎﺋﻪ،ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻟﻔﻜﺮة اﻟﺠامل اﳌﺘﺠﲇ ﰲ ﻛﱪﻳﺎﺋﻪ وﺷﻤﻮﺧﻪ واﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺟامﻟﻴﺎت ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة ﻟﺪى اﻟﻨﺎس وﻟﺪى ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺸﻌﻮب ،ﻹﻧﻪ اﻟﺠامﻟﻴﺎت ﻫﻲ اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻷوﱃ ﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ودﻋﻮة اﻵﺧﺮ. ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ " :ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻟﻐﺔ ﺳامﻋﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ وإمنﺎ ﻋﲆ ﻟﻐﺔ ﺑﴫﻳﺔ ،وﺗﻘﺪم أﺑﻬﺔ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻓﺨﺎﻣﺘﻬﺎ وﻋﻈﻤﺘﻬﺎ دون ﺗﻨﻈريات ،وﻳﺒﺪو ﱄ أن ﻫﺬا ﻣﻦ اﳌﺤﻔﺰات اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﺬات واﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﺒﴫ دون ﺧﻄﺎب ﻟﻐﻮي ﻓﻴﻔﻬﻢ ﻋﻤﻖ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺎﻟﺒﴫ،
ﻷن اﻟﻔﻬﻢ ﻫﻨﺎ ذايت ،أﻣﺎ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﻌﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺟامﻋﻴﺎ". ﻳﻘﻮدين ﻫﺬا اﻟﻜﻼم إﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺘﻀﺢ وﻫﻲ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﰲ ﻋﴫ اﻟﺼﻮرة ،ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎك ﺻﻮرة أﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺻﻮرة ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻀﺢ ﺑﺠامﻟﻴﺎت اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ! إن اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻓﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة دﻋﻮة ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺠامل اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﺬي ﻳﻘﻮدﻧﺎ إﱃ أن ﻧﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﻧﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻌﻬﺎ. وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ أﻳﺔ ﺗﺄوﻳﻼت ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻘﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ أراد اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ أن ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻋﱪ ﻗﺼﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﰲ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﻜﻮن وﺟامﻟﻴﺎﺗﻪ واﻟﺘﻲ أذﻫﻠﺘﻪ وﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄن ﻟﻬﺬا اﻟﺠامل اﻟﺒﴫي رﺑﺎً ﻋﻈﻴ ً ام ،ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ ورؤﻳﺔ اﻷﺷﻴﺎء ﺗﻘﻮد إﱃ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺎﻟﺼﻮرة ﺗﻠﻌﺐ دوراً ﻣﺤﻮرﻳﺎً ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﰲ آﻟﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ واﻟﺤﻮار واﻟﻌﻘﻞ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﳌﺤﺒﺔ واﻟﺘﺂﺧﻲ.
ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ واﳌﺴﺠﺪ ﺳﺄﻟﻨﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮة ﰲ أن ﻳﻜﻮن ﺟﺎﻣﻌﺎً وﻟﻴﺲ ﻣﺴﺠﺪاً ،ﻓﺄﺟﺎب " :إن اﻟﺘﺄﻣﻞ ﰲ اﻟﺠﺬرﻳﻦ اﻟﻠﻐﻮﻳني اﻟﻠﺬﻳﻦ اﺳﺘﻤﺪت ﻣﻨﻬام ﻛﻠﻤﺘﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ واﳌﺴﺠﺪ ،ﻳﻘﻮدﻧﺎ إﱃ ﺗﻔﺴري ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬام ﻋﲆ ﺣﺪة ،ﻓﺎﳌﺴﺠﺪ ﻳﻌﺰى إﱃ ﺟﺬر ﺳﺠﺪ ،ﰲ ﺣني اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﻌﺰى إﱃ ﺟﺬر ﺟﻤﻊ ،واﳌﻔﺮدة اﻷوﱃ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺗﺤﻴﻠﻨﺎ إﱃ ﻣﻜﺎن ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ،ﰲ ﺣني أن اﳌﻔﺮدة اﻷﺧﺮى ﺗﻘﻮدﻧﺎ إﱃ دﻻﻟﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ اﻻﺟﺘامع اﻹﻧﺴﺎين، وﺗﻌﺪ اﻟﻌﺒﺎدة ﺟﺰءاً ﻣﺮﻛﺰﻳﺎً ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻣﻊ ﻷﻧﻪ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﻌﺒﺎدة واﻟﻠﻘﺎء اﻹﻧﺴﺎين واﻻﺟﺘامع واﻟﺤﻮار" وﻳﻀﻴﻒ اﺑﻦ متﻴﻢ: " ﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ ،ﻳﻘﻮم اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ دﻻﻟﺔ أوﺳﻊ ﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ ،ﻷن أداءات اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺒﺎدة وﻣﺴﺎﺋﻞ دﻧﻴﻮﻳﺔ أﺧﺮى ﻓﻜﺮﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وإﺷﻌﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ ﻷﻧﻪ ﺟﻤﻊ اﻟﺤﻀﻮر اﻹﻧﺴﺎين ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻀﺎرات ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺟﻤﻊ رؤى ﻣﻬﻨﺪﺳني وﻓﻨﺎﻧني ﻣﺘﻨﻮﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ،وﻫﻮ ﺟﺎﻣﻊ ﻷﻧﻪ ﺟﻤﻊ ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻊ ﰲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺑني اﳌﻨﺰﻟﺘني؛ إﻧﻪ ﻳﺤﻴﻞ إﱃ ﺣﻀﻮر ﺟامﻟﻴﺎت إﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ وﻣﻌﺎﴏة ،وﻫﻮ أﻳﻀﺎً ﺟﺎﻣﻊ ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ وﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﲆ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ودﻳﻨﻨﺎ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻛﻠﻬﺎ". ﺣﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻳﺴﺘﻔﻴﺾ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺟﻮاﻧﺐ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ وﻣﻌامرﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ودﻳﻨﻴﺔ، وﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﱃ أن اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم أوﺳﻊ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﳌﺴﺠﺪ ﰲ دﻻﻻﺗﻪ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻣﺴﺒﻘﺎً ،وﻳﺸري إﱃ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻗﺪميﺎً ﻣ ّﻴﺰت ﺑني اﻟﺠﺎﻣﻊ وﺑني اﳌﺴﺠﺪ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﲆ اﳌﺴﺠﺪ اﻟﺬي ﺗﻘﺎم ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ "ﺟﺎﻣﻌﺎ" ﰲ ﺣني أن اﻟﺬي ﻻ ﺗﻘﺎم ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺴﺠﺪاً ،وﻫﺬا ﻳﺆﻛﺪ أن ﺛﻘﺎﻓﺔ أﺟﺪادﻧﺎ متﻴﺰ أﻳﻀﺎ ﺑني اﻟﺠﺎﻣﻊ واﳌﺴﺠﺪ ،ﻓﺎﻟﺠﺎﻣﻊ
7
ﻋﻨﺪ اﻷﺟﺪاد اﳌﻜﺎن اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﻳﺘﺴﻊ ﻷداء رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ.
ﻋﻨﺎﴏ اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ
ﰲ ﺳﻴﺎق ﺑﺤﺜﻨﺎ وﺟﺪﻧﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺣﻮل ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻋﲆ اﻟﺼﻌﺪ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،وﰲ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻃﺮح ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ ﺑﺎﻷرﻗﺎم اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰت اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﻦ ﻏريﻩ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻣﻊ اﻟﺘﻲ متﻴﺰت ﺑﻔﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﺣﻮل ذﻟﻚ ﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ" :ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﺄﻣﻞ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري أﻻ ﻧﻘﻊ ﰲ ﺻﻴﻎ اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻴﻎ اﻷﻛﱪ واﻷﺟﻤﻞ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﲆ وزن أﻓﻌﻞ ،إذ أن ﻫﻨﺎك ﻗﺒﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻫﻲ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،وﻫﻨﺎك ﺛﺮﻳﺎ ﻫﻲ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل وﻫﻨﺎك ﺳﺠﺎدة ﻫﻲ اﻷﻛﱪ ﻛﺬﻟﻚ ..وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻳﻀﺎً ﺗﻐﻴري ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻴﻎ ﻟﻨﻘﺎرن ﺑني اﻟﻘﺒﺎب ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻓﻠﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎ أن اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﻀﻢ أﻛﱪ ﻗﺒﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ أن ﻧﺴﺄل ﻋﻦ ﺟامﻟﻴﺎت اﻟﻘﺒﺎب ﰲ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وأن ﻧﻘﺎرن ﺑني ﻗﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻟﻘﺒﺎب اﻷﺧﺮى ﰲ اﳌﺴﺎﺟﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ أن اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻘﺒﺔ ﻟﻴﺲ اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻪ ﻋﻜﺲ ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ؛ ﻓﻔﻦ اﻟﻘﺒﺎب ﺗﺸﱰك ﻓﻴﻪ ﻣﻌﻈﻢ اﻷدﻳﺎن«. وﻳﺆﻛﺪ ﺑﻦ متﻴﻢ أﻧﻪ ﻻﺑﺪ أن ﻧﻌﺮف أن ﺻﻴﻐﺔ اﻷﻛﱪ ﻻ ﺗﺨﺎﻃﺐ اﳌﺘﻠﻘﻲ اﳌﺴﻠﻢ واﻟﻌﺮيب ﻓﻘﻂ وإمنﺎ ﻛﺎﻓﺔ أﻃﻴﺎف اﳌﺘﻠﻘني ،ﻓﱰﻛﻴﺰ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺒﺔ ،اﻟﺴﺠﺎدة ،اﻟرثﻳﺎ.. اﻟﺦ ..ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺸﱰﻛﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺎً وﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺄيت ﻓﻜﺮة اﺣﱰام ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻵﺧﺮ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ أﻛﱪ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﻦ ﺟﻮاﻣﻌﻨﺎ ،ﻓﻬﻮ ﺣﺎﴐ ﰲ ﻣﻜﻮﻧﻪ اﳌﻌامري. وﻫﻨﺎ ﻳﺸﺎر إﱃ أن ﻫﻨﺎك رﺳﺎﻟﺔ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﺒﴩﻳﺔ واﻟﺤﻀﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺴﻤﻰ واﳌﻜﻮﻧﺎت وﻣﺤﺘﻮى اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺧﺎﺻﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ.
أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒري
إن اﻻﺣﺘﻔﺎء اﻟﻜﺒري ﺑﻬﺬا اﻟﴫح ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺣﻀﻮرﻩ اﻷﺑﺪي واﻟﺨﺎﻟﺪ ﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ،وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ أن وﺟﻮد ﴐﻳﺢ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﺳﻮف ﻳﻌﻄﻲ ﺗﺎرﻳﺨﺎً ﻛﺒرياً ﻟﻨﺎ ﻛﺠﻴﻞ ﻋﺎش ﰲ ﻋﴫ زاﻳﺪ وﻟﻸﺟﻴﺎل اﳌﻘﺒﻠﺔ ،وﻳﺴﺘﻘﺮئ اﺑﻦ متﻴﻢ أن ﻳﺸﻬﺪ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ إﻋﺎدة ﻓﻬﻢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻨﴫاً ﻣﺆﺛﺮاً ﰲ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻓﺒﻌﺪ ﻋﴩﻳﻦ ﺟﻴﻼ ﻣﺜﻼ ﺳﺘﺄيت أﺟﻴﺎل أﺧﺮى ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺗﺎرﻳﺦ ﺟﻴﻞ ﻛﺎﻣﻞ أﺳﺲ وﺑﻨﻰ ،وﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺳﻮف ﻳﻜﺴﺒﻬﻢ ﺗﺎرﻳﺨﺎً ﻣﺸﻌﺎً ،ﻓﺎﻟﺒﺎين ﻫﻮ اﳌﺆﺳﺲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات،
واﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﻀﻢ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﴐﻳﺢ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،مبﻌﻨﻰ أن ﻋﻨﺎﴏ ﺗﺨﻠﻴﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﺣﺎﴐة ،واﻟﺠﺎﻣﻊ ﺳﻮف ﻳﻠﻌﺐ دورا ﻣﻬام ﰲ ذﻟﻚ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ودﻳﻨﻴﺎ وﺣﻀﺎرﻳﺎً أﻳﻀﺎً ،ﻓﺎﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻮف ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻓﺨﺮاً واﻧﺘامء ﻋﺎﳌﻴﺎً ،ﻓﺎﻹﻣﺎرايت ﺑﻌﺪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﺳﻮف ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﺎين اﻟﻮﻃﻦ وﻣﺆﺳﺴﻪ ،وﺳﻮف ﺗﻘﻒ ﻟﻪ أﺟﻴﺎل ﻗﺎدﻣﺔ إﺟﻼﻻً وﺗﻘﺪﻳﺮاً ﻟﺪورﻩ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎرايت. وأﺑﻮ ﻇﺒﻲ ُﺗﺨ ّﻠﺪ -ﺑﺄﺻﺎﻟﺘﻬﺎ ورﻗﻲ وﻋﻨﻔﻮان ﺣﺪاﺛﺘﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺨﻼﻗﺔ -ﻣﺠ َﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺑﺄن أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﻛﺰ إﺷﻌﺎع ﺛﻘﺎﰲ وﻋﻤﺮاين وﺣﻀﺎري ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل. ً وﺗﱪز أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻛﻮﻧﻪ إﻧﺠﺎزا وﻃﻨﻴﺎ ﻋﻈﻴام وأﺛﺮا ﻛﺒريا ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻪ ،وميﺜﻞ أﻳﻀﺎ إﻧﺠﺎزاً ﻋﺎﳌﻴﺎ وإﺿﺎﻓﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ إﱃ ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ. وﺑﺪﻫﻲ ﻫﻮ إﻧﺠﺎز دﻳﻨﻲ إﺳﻼﻣﻲ وإﻧﺴﺎين اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ وﻳﺠﻤﻊ ﺛﻘﺎﻓﺎت أﺧﺮى وﻣﻦ ﺛﻢ اﺷﱰﻛﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ُﺗﺨ ّﻠﺪ -ﺑﺄﺻﺎﻟﺘﻬﺎ ورﻗﻲ ﺣﺪاﺛﺘﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺨﻼﻗﺔ -ﻣﺠ َﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺑﺄن أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﻛﺰ إﺷﻌﺎع ﺛﻘﺎﰲ وﻋﻤﺮاين وﺣﻀﺎري ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل. ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﺑﺼﻮرة ﻣﺪروﺳﺔ وﻣﻘﺪرة ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻬﺬا اﳌﻜﺎن أﻫﻤﻴﺔ ﻛﱪى. ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺣﻀﻮر اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺣﻀﻮرا أﺑﺪﻳﺎ وﺧﺎﻟﺪا ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،وﻟﻸﺟﻴﺎل اﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ.
أﺑﻴﺾ اﻟﻨﻮر ..أﺧﴬ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ ﻋﻦ اﻷﻟﻮان اﻟﺘﻲ متﻴﺰ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻴﻘﻮل" :ﺣﻴﻨام ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﻟﻮان ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺴﻴامﺋﻴﺎت اﻟﻮﺟﻮد ،ﻓﺎﻟﻠﻮن ﻳﺒﻄﻦ و ُﻳﻌﻤﻞ ﻣﻀﺎﻣني ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ دﻻﻻت اﻟﻠﻮن اﻟﺨﺎﺻﺔ وﺗﺤﺪﻳﺪاً اﻟﻠﻮﻧني اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺧﴬ ﻓﺈﻧﻬام ﻳﺮﻣﺰان إﱃ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷزﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة واﻟﺠامل ،إن اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ﻳﺮﻣﺰ إﱃ اﻟﻨﻮر واﻹﺷﻌﺎع اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺬي ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻀﺎءات اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﻘﻴﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول أن متﺎﺛﻞ اﻟﻮﺟﻮد
ﰲ ﺑﺮاءﺗﻬﺎ وﻓﻄﺮﺗﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﴬ ﻓﻬﻮ ﻟﻮن ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﺤﻴﺎة ودميﻮﻣﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺄيت ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ اﳌﻮت واﻟﺠﺪب واﻟﻴﺒﺎس". وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺸري إﱃ أن اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﰲ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺮﻣﺰ إﱃ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺮﺣﺐ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﺋﺐ واﻵﺛﺎم ،وﻫﻮ اﻟﻠﻮن اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻞ إﱄ اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺘﻲ مل ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ،اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺘﻲ مل ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻹدﻋﺎءات اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺧﴬ ﻫام ﻟﻮﻧﺎن ﻳﺮﺗﺒﻄﺎن ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﺎﻟﺒﻴﺎض ﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ ﻫﻮ اﻟﻨﻮر اﻟﺬي ﻳﺪﻟﻞ ﻋﲆ اﻹميﺎن واﻟﺘﺒﴫ ﻏري اﳌﺰﻳﻒ ﺑﺎﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ميﻘﺘﻬﺎ اﻟﺪﻳﻦ. أﻣﺎ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﴬ ﻓﻬﻮ أﺣﺪ اﻷﻟﻮان اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ واﻟﺨﺼﺐ. وﺣــﻮل رﻣﺰﻳﺔ اﳌــﺎء ودﻻﻻﺗــﻪ ﰲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن اﳌﺎء ﰲ رﻣﺰﻳﺘﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻮﺻﻞ ﺑني اﻟﺤﻴﺎة واﳌﻮت ،ﻓﺎﳌﺎء ﻫﻮ اﻟﻮاﺻﻞ ﺑني اﻟﻔﻀﺎءات اﻟﺮﺣﺒﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء واﻟﻔﻀﺎءات اﻟﺨﴬاء اﳌﻠﻴﺌﺔ. ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ" :إن اﳌﺎء ﻫﻮ رﻣﺰ اﻟﺼﻔﺎء وﺑﺬﻟﻚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻘﻮل إن اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻗﺪ اﺣﺘﻮى ﰲ أﻟﻮاﻧﻪ اﻟــﺪﻻﻻت اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻷﺑﻴﺾ وميﺜﻞ اﻟﻔﻄﺮة ،اﻷﺧﴬ وميﺜﻞ اﻟﺨﺼﺐ، واﳌــﺎء ميﺜﻞ اﻟﺼﻔﺎء ،وﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ اﻹﺷــﺎرة ﻫﻨﺎ إﱃ اﻟﺴرية اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻠﻤﺴﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﺮاﺣﻞ؛ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺐ ﻟﻠﺰراﻋﺔ وﻟﻠﺘﺸﺠري ،ﻣﺤﺐ ﻟﺮﻓﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺠامل اﻟﺨﴬة ﺑﻘﻠﺐ ﻣﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎء واﻟﻔﻄﺮة". رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ وﺣﻮل اﻟﺪور اﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﻠﻌﺒﻪ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﰲ ﺳﻴﺎﻗﺎت اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،أﺷﺎر اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ إﱃ أن دور اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﺘﺒﻠﻮر ﰲ اﻟﺤﺮص ﻋﲆ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ واﺳﺘﻠﻬﺎم اﻟﻔﻜﺮة اﳌﺒﻴﻨﺔ ﰲ اﻵﻳﺎت اﻟﻜﺮميﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻌﺎرف واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻷﻟﻔﺔ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﳌﺤﺒﺔ ،ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻻﻧﻘﻴﺎد ﻏري اﻟﻌﻘﻼين وﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻌﻘﻞ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬﻫﺒﻲ مل ﻳنب أﺳﺎﺳﺎً ﻋﲆ ﺗﻘﺪﻳﺲ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺔ وإمنﺎ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﲆ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺤﻮار اﻟﺬﻳﻦ ﻫام ردﻳﻔﺎ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﺎﻟﺤﻴﺎة ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺘﻐرية. وﻳﻀﻴﻒ ﺑﻦ متﻴﻢ "رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ أوﺳﻊ ﻣﻦ أن ﺗﺤﴫ ﰲ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺣﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻌﻄﻞ وﺟﻮدﻧﺎ ومتﺎرس اﻹﻗﺼﺎء ﻟﺮؤﻳﺔ اﻵﺧﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﺘﻨﻮع واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﻌﺎرف اﻟﺬي أﻣﺪﻧﺎ ﺑﻪ دﻳﻨﻨﺎ اﻟﺤﻨﻴﻒ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮميﺔ" :إﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﺷﻌﻮﺑﺎً وﻗﺒﺎﺋﻞ ﻟﺘﻌﺎرﻓﻮا".
ﺣﻮل اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﺮﺣﻴﻞ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ،ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﺑﻦ متﻴﻢ ﰲ اﻟﺘﻌﺒري ﺑﻠﻐﺔ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ واﻟﺤﻨني ﻗﺎﺋﻼ: إن اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻧﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ ﺣﻀﻮرﻧﺎ ،ﻷﻧﻪ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺬي ﻻ ﻳﻐﻴﺐ، وﻷﻧﻪ ﺣﺎﴐ ﻋﻨﺪﻧﺎ وﻋﻨﺪ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ، إﻧﻪ مل ﻳﻔﺎرﻗﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﺬﻛﺮﻩ ،اﻟﺬﻛﺮى ﻫﻲ ﺣﺎﺿﻨﺔ اﳌﻜﺎن وﻫﻲ اﳌﺘﺠﺬرة ﰲ ﻛﻞ أﺑﻌﺎدﻩ وﻓﻀﺎءاﺗﻪ اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ. ذﻛﺮى اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ زاﻳﺪ ﺻﻴﻐﺔ ﺣﻴﺎة وﺻﻴﻐﺔ اﺳﺘﻤﺮار ودميﻮﻣﺔ ..إﻧﻬﺎ ذﻛﺮى ﺗﻨﻔﻌﻨﺎ ﻓﻴام ﻧﺴﺘﻠﻬﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ ..ﻓﺎﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻫﻮ اﳌﻠﻬﻢ واﻟﺤﺎﴐ اﻟﺬي ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ َمتﺜﻠﻨﺎ ﻟﻸﺷﻴﺎء.
8
إﻣﺘﺎز ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﻠﻮﻧﻪ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺼﺎﰲ ﺣﻴﺚ اﺳــﺘﺨﺪم ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺧﺎم اﻷﺑﻴﺾ cevitاﻟﻴﻮﻧﺎين اﻷﺻﻞ اﻟﺬي ﻳﻐﻄﻲ ﺟﻤﻴﻊ واﺟﻬﺎت اﻟﺠﺪران واﻟﻌﻤﺪان ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج. ﻛــام ﺣﻔﺮت ﻋﻠﻴﻪ آﻳﺎت ﻗﺮآﻧﻴﺔ وزﺧﺎرف إﺳــﻼﻣﻴﺔ ،واﻋﺘﻤــﺪت اﻟﺰﻫﻮر ﰲ زﺧﺮﻓﺔ ﺟﺪران وأﻋﻤــﺪة اﻟﺠﺎﻣﻊ .ﺗﻮﱃ ﻫــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻘﺎوﻟﻮن ﻋﺎﳌﻴﻮن ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﻗﺎﻣــﻮا ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﰲ اﻟﺼني ﺣﻴﺚ ﺑﺪأوا ﺑﺘﻠﺒﻴﺴﻪ ﰲ ﻋﺎم 2004واﻧﺘﻬﻰ ﻋﺎم .2007 وﻗﺪ ﺣﺮص ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ اﺳــﺘﺨﺪام ﻣﻮاد ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺳــﻮاء ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم أو اﻟﺨﺸﺐ أو اﻷﻟــﻮان وﻏريﻫﺎ اﻟﻜﺜري ،ﻛام أن اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮت ﻋﲆ ﺟﺪران وأﻋﻤﺪة اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﺸــﻐﻮﻟﺔ ﻳﺪوﻳﺎ .ﻛام أن ﻛﻞ رﻛﻦ وﻛﻞ ﺗﺤﻔﺔ ﻣﻌامرﻳﺔ أو ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻗﺪ ﺻﻤﻤﺖ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻪ وﺗﻔﺮد ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻣﻴﻢ ورﺳﻮﻣﺎت وزﺧﺎرف وأﻓﻜﺎر.
ﺳﺒﺐ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺎﻣﻊ: ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴــﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ،و ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻛﺎن ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻳﺘﻮﺳــﻂ ﻣﺪﻳﻨــﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ و ﺿﻮاﺣﻴﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺳــﻬﻮﻟﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ اﳌﻮﻗــﻊ وﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﻬﺎت واﻷﺧــﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر اﻻﻣﺘﺪاد اﳌﺴﺘﻘﺒﲇ ﻟﻀﻮاﺣﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ . واﺳﺘﻜﻤﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ وأﺧﻴﻪ اﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﱄ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴــﻠﺤﺔ رﻋﺎﻩ اﻟﻠﻪ ،ومبﺘﺎﺑﻌﺔ وإﴍاف ﺳــﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺼﻮر ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء وزﻳﺮ ﺷﺆون اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ. وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺸﻴﻴﺪﻩ ﻣﻨﻬﺎ: - 1اﻟﺘﻮرﻳﻖ: ﻫﻲ ﻣﻦ أﻛرث اﻟﺰﺧﺎرف ﺷــﻴﻮﻋﺎ ورواﺟﺎ ﰲ زﺧﺮﻓﺔ اﳌﺴــﺎﺟﺪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل ،إﻻ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮت وﻧﻘﺸﺖ ورﺳﻤﺖ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻧﻈري ﰲ أي ﺟﺎﻣﻊ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﻛام أﻧﻪ أول ﺟﺎﻣﻊ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺮﺧﺎم واﻟﺼﺪف ﰲ آن واﺣﺪ ،وإذ وﺟﺪ ﺟﺎﻣﻊ ﺳﺒﻖ واﺳﺘﺨﺪم اﻟﺼﺪف واﻟﺮﺧﺎم ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن مبﺜﻞ اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ.
- 2اﳌﺼﻤﻤﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﰲ ﺗﺸﻴﻴﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ: ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻫﻮ ﺛﺎﻟﺚ أﻛﱪ ﻣﺴــﺎﺟﺪ اﻟﻌﺎمل ،وﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ أﻛﱪ ﺳــﺠﺎدة ﰲ اﻟﻌﺎمل أﻳﻀﺎ ،وﺛﺮﻳﺎ ﺑﻠﻎ وزﻧﻬﺎ ﺗﺴــﻌﺔ أﻃﻨﺎن وﻧﺼﻒ اﻟﻄﻦ وﺑﻬــﺎ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﺿﺎءات ﻣﻤﻴﺰة ﺣﺎزت ﻋﲆ ﺟﻮاﺋﺰ ﻋﺎﳌﻴﺔ. مل ﻳﺼﻞ اﻟﺠﺎﻣﻊ إﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺿﺨﺎﻣﺔ وﻓﺨﺎﻣﺔ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل رؤﻳﺔ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺮﺷــﻴﺪة وﺟﻬﻮد ﺟﺒﺎرة ﻣﻦ ﺟﻬﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺠﺎﻻت ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ« اﳌﺴﺆول ﻋﻦ إدارة ﻣﴩوع اﻟﺠﺎﻣﻊ، وﻗﺪ ﺗﻢ اﺳﺘﻘﻄﺎب أﳌﻊ وأﺷﻬﺮ اﳌﺼﻤﻤني واﳌﻬﻨﺪﺳني واﳌﻘﺎوﻟني ﻋﺎﳌﻴﺎ ﻹﻧﺠﺎزﻩ. - 3اﻟﺒﻴﺎرق: ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻣﻄﻔﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج اﳌﺬﻫّ ﺐ. - 4اﻟﺨﻄﺎﻃﻮن: ﻻ ميﺘﺎز اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺮﺧﺎﻣﻪ اﻷﺑﻴﺾ وﺣﺴــﺐ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮش واﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻮرﻗﻴﺔ واﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺿﺎﻓﺖ ﻋﻤﻘﺎً وﺟامﻻً ﻟﺠﺪران وأﻋﻤﺪة اﻟﺠﺎﻣﻊ. وﻣــﻦ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺘﻲ اﺳــﺘﺨﺪﻣﺖ ﺧﻂ اﻟﻨﺴــﺦ واﻟﻜﻮﰲ واﻟﺜﻠﺚ ،وﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺨﻄﻬﺎ أﺷــﻬﺮ اﻟﺨﻄﺎﻃني ﰲ اﻟﻌﺎمل. - 5اﻷﺑﻮاب ﻗﺎم ﺑﺎﺳــﺘﻼم ﻣﻬﻤﺔ أﺑﻮاب اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻘﺎوﻟﻮن ﻣﺤﻠﻴﻮن وﻋﺎﳌﻴﻮن ﰲ ﺗﺼﻤﻢ اﻷﺑﻮاب واﻟﺸــﺒﺎﺑﻴﻚ اﳌﻐﻠﻘﺔ .وﻳﺒﻠﻎ ارﺗﻔﺎع اﻟﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﴘ 12ﻣﱰاً وﺑﻌﺮض ﺣﻮاﱄ 6أﻣﺘﺎر ﻛام أن اﻷﺑﻮاب ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻧﻈﺎم »اﺗﻮﻣﺎﺗﻚ ﺳﻼﻳﺪ دور«. أﻣﺎ اﻟﺸــﺒﺎﺑﻴﻚ ﻓﻬﻲ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣــﻦ ﻃﺒﻘﺘني ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج اﻟﻜﺒري واﻟﺼﻐــري اﳌﻮزاﻳﻴﻚ اﳌﻠﻮن ﺑﻌــﺪة أﻟﻮان وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻋﲆ زﺧﺎرف »اﻟﻮرود«وﻋﲆ اﻟﻮردة اﻟﺨامﺳــﻴﺔ اﻷﺿﻠــﻊ واﻟﺘــﻲ اﺳــﺘﻮﺣﻴﺖ ﻣــﻦ اﻟﺼﻠــﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﳌﻔﺮوﺿﺔ. - 6اﻷرﺿﻴﺎت واﻟﺤﻮاف : ﻗﺎم ﺑﻬﺬا اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻀﺨﻢ ﻣﻘﺎول ﻣﺤﲇ وﻣﺴﺘﺸﺎر إﻳﻄﺎﱄ. وﻗﺪ ﺗﻮﱃ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺮﺳــﻢ رﺳــﺎم ﺑﺮﻳﻄﺎين ﺣﻴﺚ ﻗﺎم ﺑﺮﺳــﻢ ﻟﻮﺣﺔ اﻋﺘﻤﺪت آﻧﺬاك وﻣﻦ ﺛﻢ ﺣﻮﻟﺖ إﱃ اﳌﺴﺘﺸــﺎرﻳﻦ واﻟﺬﻳﻦ ﺑﺪورﻫﻢ أﻋﺎدوا ﺗﻔﺼﻴﻞ اﻟﺮﺳــﻤﺔ وﺗﻬﻴﺌﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻞ، وﻣﻦ اﳌﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ أن ﻛﻞ وردة ﻟﻬﺎ ﺷــﻜﻞ وﻟﻮن وﺗﻘﻄﻴﻊ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻦ اﻟﻮردة اﳌﺠﺎورة ﻟﻬﺎ . - 7رﺧﺎم اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ : اﺳــﺘﺨﺪم ﰲ ﺗﺸــﻴﻴﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧــﻞ رﺧﺎم إﻳﻄﺎﱄ أﺑﻴﺾ ﻳﺪﻋــﻰ »ﻻزا« وﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ
ﺑﺎﻳﻄﺎﻟﻴــﺎ ،وﻛﺎن اﻟﺤﺮص أن ﻳﻜــﻮن اﻟﺠﺎﻣﻊ أﺑﻴﺾ اﻟﻠﻮن ﺑﻨﺎء ﻋﲆ رﻏﺒﺔ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ. وﻗﺪ أﺧﺬت ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻟﱰﻛﻴﺐ وﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ وﺟﻬــﺪا ﻣﻀﺎﻋﻔــﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺮﻛﻴــﺐ اﻟﺮﺧﺎم ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻄﻌﺔ ﺑﺤﺮﻓﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﺠﻮدة . اﺳــﺘﺨﺪم ﰲ اﻟﻘﺎﻋــﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ اﻟﺮﺧﺎم اﻟــﻼزوردي واﻷﺣﻤﺮ واﻷزرق واﻷﺧﴬ ﻣﻊ اﳌﻮزاﻳﻴﻚ واﻟﺰﺟــﺎج اﳌﺬﻫﺐ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﱃ وﺟﻮد زﺟﺎج ﻣﻮزاﻳﻴﻚ وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺘﻘﻨﻴﺔ راﺋﻌﺔ يك ﺗﺘﴪب أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ إﱃ داﺧﻞ اﻟﺠﺎﻣﻊ. - 8اﻷﳌﻨﻴﻮم واﻟﺘﻜﻴﻴﻒ: ﺻﻤــﻢ ﻧﻈــﺎم اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺑﺤﺮﻓﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴــﺔ وﺗﻢ إﺧﻔﺎؤﻩ ﺧﻠﻒ ﻋﻨــﺎﴏ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻣﺼﻨﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﳌﻨﻴﻮم اﳌﻄﻠﻴﺔ اﳌﻤﺘﺪة ﰲ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺠﺎﻣﻊ. - 9اﻷﻋﻤﺪة : ﻳﺤﺘﻮي اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ 96ﻋﻤﻮدا داﺧﻠﻴﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺒﺎب. ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أﻋﻤﺪة ﰲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﯩﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴــﻴﻔﻚ أدارﻫﺎ ﻣﻘﺎول ﺗﺮيك وﻗﺎم ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﰲ اﻟﺼني. اﻟﻌﻤــﻮد ﻣﻜﻮن ﻣﻦ 6أوﺟﻪ ﻛﻞ وﺟــﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ وﻧﻠﻤﺲ ﺟامﻟﻴﺎت أوﺟﻪ اﻻﺧﺘﻼف ﰲ ﺻﻒ اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﺻﻤﻤﺖ ﺑﺸــﻜﻞ ﺣﺮﰲ دﻗﻴﻖ ،ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﻮد روﻋﻲ اﺧﺘﻼف أوﺟﻪ اﻟﻌﻤﻮد ﻣﻦ ﻋﻤﻮد ﻵﺧﺮ ،ﻛام أن اﻷﳌﻨﻴﻮم ﻣﻄﲇ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﺬﻫﺒﻲ ﺷــﺒﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻗﺪ اﺳﺘﻮﺣﻰ اﳌﺼﻤﻢ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻣﻦ »اﻟﻨﺨﻠﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﱪ رﻣﺰاً ﻣﻦ رﻣﻮز دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات.
- 10ﺻﺤﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ : ﺻﻤــﻢ ﺻﺤــﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺘﻘﻨﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ اﺳــﺘﺨﺪم ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻤــﻪ اﳌﻮزاﻳﻴﻚ وﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم أﺣﺪﻫام »زﺑﺎﻧﺎ« اﳌﺴــﺘﻮرد ﻣﻦ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ واﻵﺧﺮ »ﻣﻜﺮاﻧﺎ« ﻣﺴﺘﻮرد ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ وﻗﺪ ﻧﻔﺬﻩ ﻣﻘﺎول إﻳﻄﺎﱄ . وﻗﺎم ﺑﺮﺳﻢ اﻟﺰﺧﺎرف واﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﳌﻮﺟﻮدة ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻦ رﺳﺎم ﻋﺎﳌﻲ .ﺛﻢ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﱃ ﻣﺨﻄﻄﺎت ﺗﺼﻤﻴﻤﻴﺔ ﻣﻌامرﻳﺔ ،وﻗﺪ اﺳــﺘﺨﺪم أﻛرث ﻣﻦ 30ﻧﻮﻋــﺎً ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺮﺧﺎم ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷﻟﻮان. - 11اﻟﻘﺒﺎب واﻻﺳﻘﻒ: ﻣﻠﺒﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺑﺎﻟﺮﺧﺎم و ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ »ﺟﻲ آر ﳼ« وﻫﻲ ﻣــﺎدة ﻣﻘﻮاة أﻛرث ﺗﻄﻮراً ﻣﻦ اﻟﺠﺒﺲ ﻗﺎم ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻣﻘﺎول ﻣﺤﲇ. - 12دور اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻘﺒﺎب : اﺷــﺘﻬﺮ اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﰲ ﺗﺼﻨﻴــﻊ اﻟﻘﺒﺎب إﻻ أن اﻟﻘﺎمئــني ﻋﲆ اﳌﴩوع ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ ﻣﺎدة أﻛرث ﺻﻼﺑﺔ ،وﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﺟﻞ ،ﻟﺬﻟﻚ اﺳــﺘﻌﺎﻧﻮا ﺑـامدة »ﺟﻲ ار ﳼ« وﻫﻲ ﻣﺎدة أﻗﻞ ﰲ اﻟﺴــﻤﻚ وأﻛرث ﺻﻼﺑﺔ وﻣﺎدة ﴎﻳﻌﺔ ،ﻛام أﻧﻬﺎ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﲆ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﻮﻗﺖ. أﺧﺬ اﳌﻘﺎول اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟﺠﺒﺴــﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﺻﻨﻊ ﻗﻮاﻟﺐ اﻳﺠﺎﺑﻴﺔ وﺳﻠﺒﻴﺔ وﺛﻢ اﻋﺎد ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻘﺎﻟﺐ اﻹﻳﺠﺎيب وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺴﻠﺒﻲ وﺻﻨﻊ ﻗﺎﻟﺒﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﱰﻛﻴﺐ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻄﻌﺔ ﰲ اﳌﻮاﻗﻊ اﳌﺤﺪدة. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﺼﺐ اﻷﺳﻘﻒ اﳌﺴــﺘﻌﺎرة اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴﻢ إﻳﻄﺎﱄ ،ﻗﺎم ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺴــﻘﻒ إﱃ وﺣﺪات وﻋﻤﻞ ﻗﻮاﻟﺐ ﻟﻜﻞ وﺣﺪة ﺣﺴــﺐ ﺗﻜﺮارﻫﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ اﺳــﺘﺨﺪام اﻟﻘﺎﻟــﺐ أﻛرث ﻣــﻦ 7أو 8ﻣﺮات ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻟﺬﻟــﻚ ﻛﺎن ﻳﻀﻄﺮ إﻋﺎدة ﺗﺼﻨﻴــﻊ ﻛﻞ ﻗﺎﻟﺐ ﺑﻨﻔﺲ
9
- 18ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﺠﺎد: ﺻﻨﻊ اﻟﺴــﺠﺎد ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑني اﻟﺼﻮف اﻹﻳﺮاين واﻟﺼﻮف اﻟﻨﻴﻮزﻟﻨﺪي ،ﻓﺎﻟﺼﻮف اﻹﻳﺮاين ميﺘﺎز ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﻣﻠﻤﺴــﻪ ﻋﲆ ﻋﻜﺲ اﻟﺼﻮف اﻟﻨﻴﻮزﻟﻨﺪي اﻟﻨﺎﻋﻢ اﳌﻠﻤﺲ وﺗﻢ اﻟﺪﻣﺞ ﺑﻴﻨﻬام ﻟﻴﻌﻄﻴﺎ ﻣﻠﻤﺴﺎً ﺟﻴﺪ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ . وﺗﺤﺘﻮي اﻟﺴــﺠﺎدة ﻋﲆ ﺧﻤﺲ ﻣﻴﺪاﻟﻴﺎت ﺗﻢ اﺧﺘﻴــﺎر أﻟﻮاﻧﻬﺎ وﺗﺪرﻳﺠﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻬﺔ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﴩوع اﻟﺠﺎﻣﻊ. ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﺠﺎدة :ﺗﻢ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺴﺠﺎدة ﻋﲆ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺣﻴﺚ ﻧﻔﺬ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻳﺪوﻳﺎً. ﺧﻂ اﻟﺼﻼة ﻋﲆ اﻟﺴــﺠﺎدة :ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻫﻲ اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻋﻮﻟﺠﺖ ﻣﺴــﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﺷــﻜﻞ اﻟﺴــﺠﺎدة دون ﻇﻬﻮر ﺧﻂ اﻟﺼﻼة إﻻ أﻧــﻪ ﺣني ﻳﻘﻒ اﳌﺼﻠﻮن ﻋﲆ اﻟﺴــﺠﺎدة ميﻜﻨﻬﻢ رؤﻳﺔ ﺧﻂ اﻟﺼﻼة ،وﻫﺬا ﻣﺎ ميﻴﺰ ﺳــﺠﺎدة ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﳌﺴﺎﺟﺪ.
- 19اﻷﺣﺠﺎر ﺷﺒﻪ اﻟﻜﺮميﺔ : اﺳــﺘﺨﺪﻣﺖ اﻷﺣﺠﺎر ﺷــﺒﻪ اﻟﻜﺮميــﺔ ﰲ اﻟﺒﻼط اﻟــﱰيك اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻳﺴــﺘﺨﺪم ﰲ اﳌﺴﺎﺟﺪ واﻟﻜﻨﺎﺋﺲ وﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ اﻷﺣﺠﺎر ﰲ اﻟﻮاﺟﻬﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﺣامﻣﺎت اﻟﺮﺟﺎل واﻟﺴﻴﺪات .وﻗﺪ روﻋﻲ ﺗﻨﺎﺳﻖ اﻷﻟﻮان ﰲ ﻛﻞ أرﺟﺎء اﻟﺠﺎﻣﻊ.
»- 20اﳌﻴﻀﺌﺔ« أﺣﻮاض اﻟﻮﺿﻮء: ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳــﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ،ﺗﻢ ﺑﻨﺎء أﺣﻮاض ﻟﻠﻮﺿﻮء ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﻧﻮاﻓري .
- 21ﺣﺎﺋﻂ اﻟﻘﺒﻠﺔ : اﻟﻮاﺟﻬــﺔ اﻷﻣﺎﻣﻴــﺔ ﳌﺼــﲆ اﻟﺮﺟﺎل ﺑﻴﻀﺎء ،وذﻟﻚ يك ﻻ ﺗﺸﺘﺖ ذﻫﻦ اﳌﺼﲇ وﻳــﴪح ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة .ﰲ ﺣني أن اﻟﻮاﺟﻬــﺎت اﻷﺧﺮى ﺗﺤﺘــﻮي ﻋﲆ أﻟﻮان وزﺧﺎرف.
- 22اﻹﺿﺎءة : أﺻﺒﺢ ﻟﻺﺿﺎءة دور ﻣﻬﻢ ﺳﻮاء ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺮوﺣﺎين أواﻟﻔﻜﺮي أواﻟﻨﻔﴘ واﳌﻌﻨﻮي ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻢ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﺳﺘﺸﺎرﻳني ﺑﺎرزﻳﻦ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل. وﻗــﺪ وﺿﻊ اﻟﺨﱪاء اﳌﺘﺨﺼﺼﻮن ﺧﻄﻄﺎ وأﻓﻜﺎرا ﻟﻺﺿــﺎءات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﺘﻌﻄﻲ اﻹﺿﺎءات ﺗﺎﺛريا ﻣﻤﻴﺰا ﻟﻘﺎﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻊ.
- 23اﻹﺿﺎءة اﻟﻘﻤﺮﻳﺔ:
اﳌﻮاﺻﻔﺎت ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
- 13اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ : اﺳــﺘﻌني ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻃني اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻬﺮوا ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﺛﻢ اﺳﺘﻌني ﺑﺠﻬﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﺗﻘﻴﻴــﻢ ﻣﺪى ﺻﺤﺔ اﻵﻳﺎت وﻋﺪم وﺟﻮد أﺧﻄﺎء ﻓﻴﻬﺎ .ومتﺘﺎز ﻛﻞ ﻗﺒﺔ ﺑﺂﻳﺎت ﻗﺮآﻧﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى وﻛﻞ آﻳﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﰲ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺪﻳﻨﻲ.
- 14ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻜﺮﳼ واﳌﻨﱪ : ﻛﺎن اﳌﻬﻨﺪﺳــﻮن ﻳﻨﻮون ﺗﺼﻤﻴﻢ اﳌﻨﱪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺋﺪ وﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﺮﺟﺢ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﳌﻨــﱪ زﺟﺎﺟﻴﺎ وﻟﻜﻦ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف وﺑﻌــﺪ ﻣﺸــﺎورات ﻋﺪﻳﺪة ﻣــﻊ ذوي اﻻﺧﺘﺼﺎص ﺗﻘﺮر أن ﻳﻜﻮن اﳌﻨﱪ ﻣﻦ ﺧﺸــﺐ اﻟﻌﻮد اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﳌﻄﻌﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪف وﺗﻢ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ وﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳــﺎس ،وﻗﺪ اﻣﺘﺎز ﺑﻨﻘﻮش ﻣﻦ اﻟﻮرد واﻷﺻﺪاف واﳌﻮزاﻳﻴــﻚ واﻟﺬﻫﺐ اﻷﺑﻴــﺾ واﺣﺘﻮى ﻋﲆ 11 درﺟﺔ ﻟﻴﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺣﺠﻢ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻜﺒرية.
- 15ﺣﻮاﻣﻞ اﳌﺼﺎﺣﻒ : ﺻﻤﻤﺖ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ وﻣﺤﻔﻮرة ﻣﺜﻞ اﳌﻨﱪ .
- 16اﻟرثﻳﺎت : ﻋﺪد اﻟرثﻳﺎت اﳌﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ﺳﺒﻊ ،وﻻﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓﻀﻞ ﻓﻘﺪ أﻋﺪت ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑني ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺼﻤﻤني وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن .وﺗﺤﺘﻮي اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ
ﺑﺎﻟﺴﻴﺪات.
ﻋﲆ أﻛﱪ ﺛﺮﻳﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل. ﻻ ﺗﺤﺘﻮي ﻛﻞ ﻗﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ ﺛﺮﻳﺎت ،ﻓﺎﻟﻘﺒﺎب اﻟﺘــﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋــﲆ اﻟرثﻳــﺎت اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﻫــﻲ اﻟﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،وﻗﺎﻋﺔ اﻟﺼﻼة واﻟﻘﺒﺘﺎن اﳌﻮﺟﻮدﺗﺎن ﰲ ﻗﺎﻋﺔ 3وﻛﺬﻟﻚ ﺻﻼة اﻟﺮﺟﺎل وﺛﻼث ﰲ اﳌﺪاﺧﻞ وواﺣﺪة ﰲ اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺸامﱄ واﻷﺧﺮى ﰲ اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﻮيب واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﰲ ﻣﺪﺧﻞ ﻛﺒﺎر اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت. ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻗﺎﻋﺘﺎن ﻟﻠﺼﻼة ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎن إﺣﺪاﻫام ﺧﺎﺻﺔ
أﻛﱪ ﺛﺮﻳﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل :ﺗﻮﺟﺪ ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔأﻛﱪ ﺛﺮﻳﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،وﻫﻲ ﺗﺰن ﺗﺴﻌﺔ أﻃﻨﺎن وﻧﺼﻒ ﻃﻦ وﻗﺪ روﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﺳــﺘﺨﺪام أﻟﻮان ﻣﺸــﺎﺑﻬﺔ ﻷﻟﻮان اﻟﺴــﺠﺎدة ﻛﺎﻷﺣﻤﺮ واﻷﺻﻔﺮ واﻷﺧــﴬ ،أﻣﺎ أﻟﻮان اﻟرثﻳﺎت اﳌﻮزﻋﺔ ﰲ اﳌﺪاﺧﻞ ﻓﺘﺤﺘﻮي ﻋﲆ أﻟﻮان اﻷزرق واﻷﺧﴬ اﻟﻔﺎﺗﺢ واﻷﺻﻔﺮ.
- 17اﻟﺴﺠﺎدة : ﺗﺤﺘﻮي اﻟﺴــﺠﺎدة ﻋﲆ 25ﻟﻮﻧــﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺟﺎء اﺧﺘﻴﺎر ﺷﻜﻞ اﻟﺴﺠﺎدة ﻋﱪ إﺟﺮاء ﻣﺴــﺎﺑﻘﺔ ﺑني اﺷﻬﺮ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﺠﺎد اﻟﻴﺪوي ،وﺑﻌﺪ اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺸــﻜﻞ اﻟﻨﻬﺎيئ ﻟﻠﺴــﺠﺎدة ﺗﻢ اﺧﺘﻴــﺎر 20ﻟﻮﻧﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ . إﻻ أن اﻟﻠﻮن اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻠﺴــﺠﺎدة ﻛﺎن اﻟﻠﻮن اﻟﻌﺸﺒﻲ وﻗﺪ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﻫﺬا اﻟﻠﻮن ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻧﻈﺮا ﻷن اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻛﺎن ﻳﺤﺐ اﻟﻠﻮن اﻻﺧﴬ.
أﻛرث ﻣﺎ ميﻴــﺰ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج اﻹﺿــﺎءة اﻟﺰرﻗــﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺴــﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺠﺪران وﻫــﺬﻩ اﻹﺿــﺎءة ﻣﱪﻣﺠﺔ وﻳﺘــﻢ ﺗﺸــﻐﻴﻞ اﻟﺠﻬــﺎز واﻟﺘﺤﻜــﻢ ﺑﺪرﺟــﺎت اﻟﻠــﻮن ﻣﻦ ﺧــﻼل ﺿﻮء اﻟﻘﻤــﺮ دون أي ﺗﺪﺧــﻞ .ﻓﺎﻹﺿــﺎءة اﻟﺰرﻗﺎء ﻣﺜﻼ ﺗــﺄيت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻬﻼل ﺛﻢ ﺗﻌﻄﻲ اﻹﺿﺎءة اﻟﻠﻮن اﻷزرق اﻟﻐﺎﻣﻖ ﺷــﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ إﱃ أن ﻳﺼﻞ اﻟﻘﻤﺮ إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﺪر وﻳﺼﺒﺢ ﻟﻮن اﻟﺠﺎﻣﻊ أﺑﻴﻀﺎ ﺻﺎﻓﻴﺎ وﻫﺬﻩ اﻹﺿﺎءة ﻣﱪﻣﺠﺔ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻘﻨﻲ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓــﺔ إﱃ ﺑﻌﺾ اﳌﺆﺛﺮات اﻟﺘــﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻨﻈﺮا ﺟﻤﻴﻼ ﰲ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺴــﺤﺎب وذﻟﻚ ﺑﺎﺳــﺘﺨﺪام ﻋﺠﻠﺔ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺗﺴــﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﺿﺎءات وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻌﻄﻲ ﺷــﻜﻞ ﺳﺤﺐ ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﺒﻠﺔ .
- 24اﻟﺜﻴﻢ : ﻳﺤﺘــﻮي اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ أرﺑﻊ »ﺛﻴامت« أﺣﺪﻫﺎ ﻟﻠﺘﻠﻔﺎز وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺸــﻐﻴﻠﻪ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﺧﻼل ﺷــﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﺒــﺎرك ،واﻵﺧﺮ ﺧﻼل أﻳﺎم اﻟﺴــﻨﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ أﻣــﺎ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻹﺿﺎءات . ﻧﻈﺎم اﻹﺿﺎءة ﰲ اﳌﴩوع ﻫﻮ اﻷول ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ اﻻﺳﺘﺸﺎري اﻟﺬي ﻗﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ اﳌﺮﻛﺰ اﻷول ﺑﻌﺪ أن ﺷﺎرك ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ أﻗﻴﻤﺖ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.
- 25ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ: ﺧﻠﻒ أﺳــﻘﻒ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻫﻨﺎك ﻋﺎمل آﺧﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ اﳌﺼﻠﻮن واﻟﺰوار ﺷــﻴﺌﺎ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻣﻤﺮات ﻟﻠﺨﺪﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻹﺿﺎءة وﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﻴﺎﻧﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ.
ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﻋﺎﳌﻴﺔ : أﻛﱪ ﺟﺎﻣﻊ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﺑﺤﺴــﺐ ﺟﻬﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﻟﻌامرة واﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮم اﳌيك اﻟﴩﻳﻒ واﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻨﺒﻮي ،وﻳﺘﺴــﻊ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟـ 40 أﻟــﻒ ﻣﺼﻞٍ وﺗﻮﺟﺪ ﺑﻪ 3ﻗﺎﻋﺎت أﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل ،وﻗﺎﻋﺘﺎن أﺧﺮﻳﺎن ﻣﺘﺸــﺎﺑﻬﺘﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﻋﺔ ﻟﻠﺴــﻴﺪات وأﺧﺮى ﻟﻠﺮﺟﺎل وﻗﺪ وﻓﺮت ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺎت ﺷﺎﺷﺎت ﻋﺮض ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﻟﻮﺟﻮد أﺑﻮاب ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺑني اﻟﻘﺎﻋﺎت.
10
اﺣﺘﻀﻨﺘﻪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪاً ﻟﺮؤﻳﺘﻬﺎ اﳌﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﲆ اﻵﺧﺮ
ﺗﻌﺘﱪ اﻟرثﻳﺎ اﳌﻮﺟﻮدة ﺗﺤﺖ اﻟﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﺮﺧﺎم ﺻﻨﻊ ﻳﺪوي ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺄﺣﺠﺎر ﻛﺮميﺔ
ميﺜﻞ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﴏﺣﺎً إﺳــﻼﻣﻴﺎً ﺑــﺎرزاً ومنﻮذﺟﺎ ﻟﻺﺑــﺪاع اﳌﻌامري واﻟﻬﻨــﺪﳼ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻮﺟﻬﺎت اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ذات اﻟﻄﺎﺑــﻊ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﰲ اﻟﻌﺎمل .وﻗﺪ وﺟﻪ ﺑﺒﻨﺎﺋﻪ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ،ومتﺖ اﳌﻮاﻓﻘــﺔ ﻋﲆ اﳌﺨﻄﻂ اﻟﺮﺋﻴﴘ ووﺿﻊ ﺣﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﰲ أواﺧﺮ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت. وﺗﺘﺴــﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺤﻔــﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴــامت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﳌﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺪران اﳌﺼﻤﻤﺔ ﺑﺎﻟﻄــﺮق اﳌﻌامرﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ .ومبﻮاد ﺑﻨﺎء ﺗﻢ اﺳــﺘريادﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ دول اﻟﻌﺎمل. ً وﻳﺴــﺘﻮﻋﺐ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣــﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋــﻦ 40،000ﻣﺼﻠﻴﺎ ،ﻣﻨﻬﻢ 7,126ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،و 1,960ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ،و980 ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ اﻷﺧﺮى اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻨﺴــﺎء ،وﺣﻮاﱄ 28900 ﰲ اﻟﺴــﺎﺣﺔ اﻟﻜﺒــرية ،و 682ﰲ ﻣﺪﺧــﻞ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ 784ﰲ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ. وﺳــﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﺸــﻴﻴﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،اﻟﺬي ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ 22,412 ﻣﱰاً ﻣﺮﺑﻌﺎً أي ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺣﺠﻢ ﺧﻤﺴــﺔ ﻣﻼﻋﺐ ﻛﺮة ﻗﺪم ،أﻛرث ﻣﻦ 3,000ﻋﺎﻣﻞ و 38ﴍﻛﺔ ﻣﻘﺎوﻻت ﻋﺎﳌﻴﺔ. ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﳌﻮاد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎء واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﳌﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻮدة ﻋﺎﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺮﺧﺎم واﻟﺤﺠﺮ واﻟﺬﻫﺐ واﻷﺣﺠﺎر ﺷــﺒﻪ اﻟﻜﺮميﺔ واﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎل واﻟﺴرياﻣﻴﻚ .وﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻘﺒﺎﺑﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﱃ 82ﻗﺒﺔ ﻣﺴــﺘﻮﺣﺎة ﻣــﻦ اﻟﻔﻦ اﳌﻌامري اﳌﻐﺮيب
اﻷﻧﺪﻟﴘ ،واﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم اﻷﺑﻴﺾ. وﻳﺒﻠﻎ اﻟﻘﻄﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ 32.8ﻣﱰ ،ﺑﻴﻨام ﺗﻌﻠﻮ اﻟﻘﺒــﺔ ﻋﲆ ارﺗﻔﺎع 70ﻣﱰاً ﻣﻦ اﻟﺪاﺧــﻞ و 85ﻣﱰاً ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج، وﺗﻌﺘﱪ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل ،وﻓﻘﺎً ﳌﺮﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﱰيك ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ. وﻳﻮﺟﺪ 28ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺠﺎﻣﻊ ،ﻛﺮﺧﺎم »ﺳــﻴﻔﻴﻚ« ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎن-ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ ،ورﺧﺎم »ﻻﺳﺎ« ﻣﻦ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،ورﺧﺎم »ﻣﺎﻛﺮاﻧﺎ« ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ،ورﺧﺎم أﻛﻮاﺑﻴﺎﻧﺎ وﺑﻴﺎﻧــﻮ ﻣﻦ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،ورﺧﺎم »إﻳﺴــﺖ واﻳﺖ وﻣﻴﻨﻎ ﻏﺮﻳﻦ« ﻣﻦ اﻟﺼني .وﻳﻐﻄــﻲ اﻟﺮﺧﺎم اﻟﺰﻫﺮي اﻟﻠﻮن واﻟﻔﺴﻴﻔﺴــﺎء ﺳــﺎﺣﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺘﻲ متﺘﺪ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﺣﺔ 17,000ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ. وﺗﺤﺘﻮي ﻗﺎﻋــﺎت اﻟﺼﻼة ﻋﲆ رﺧﺎم إﻳﻄــﺎﱄ أﺑﻴﺾ ﻣﻄ ّﻌﻢ ﺑﺘﺼﺎﻣﻴﻢ زﻫﺮﻳــﺔ اﻟﻠﻮن ،ﻓﻴام ﺗﻀﻢ اﻟﺴــﺎﺣﺔ رﺧﺎﻣﺎً َ أﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧــﺎن .ﻛام ﻳﺤﻴﻂ اﻟﺠﺎﻣﻊ أرﺑﻊ ﻣــﺂذن ﰲ زواﻳﺎﻩ اﻷرﺑﻊ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮاﱄ 107أﻣﺘﺎر. ً وﺗﻢ اﺳــﺘرياد ﺳــﺒﻊ ﺛﺮﻳﺎت ذﻫﺐ ﻋﻴﺎر 24ﻗرياﻃﺎ ،ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻛﺮﻳﺴــﺘﺎل ﺷﻮاروﻓﻴﺴــيك .وﺗﻌﺘﱪ اﻟرثﻳــﺎ اﳌﻮﺟﻮدة ﺗﺤﺖ اﻟﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻠــﻎ ﻗﻄﺮﻫﺎ 10أﻣﺘﺎر وﺗﺮﺗﻔﻊ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ 15ﻣﱰاً وﺗﺰن 9-8أﻃﻨﺎن. وﺗﻌﺘﱪ اﻟﺴــﺠﺎدة اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ،اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌــﺎمل ﺣﻴﺚ ﺗﻐﻄــﻲ 7,119ﻣــﱰاً ﻣﺮﺑﻌﺎً وﺗﻀــﻢ 35ﻃﻨﺎً ﻣﻦ اﻟﺼﻮف واﻟﻘﻄﻦ .ﺷــﺎرك ﰲ ﻧﺴــﺠﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻷﻟﻒ ﺣﺮﰲ.
وﺗﺘﻜﻮن اﻟﺴﺠﺎدة ﻣﻦ 2,268,000ﻋﻘﺪة. وﻳﺼــﻞ ارﺗﻔﺎع اﻟﺒﺎب اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ اﻟﺮﺋﻴــﴘ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ إﱃ 12.2 ﻣﱰ ،وﻋﺮﺿﻪ 7أﻣﺘﺎر ،وﻳﺰن 2.2ﻃﻦ .وﺗﻀﻢ اﻟﺠﺪران اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ زﺧﺮﻓﺔ ﻣــﻦ ذﻫﺐ ﻋﻴﺎر 24ﻗرياﻃﺎً وزﺟﺎﺟﺎ وﻓﺴﻴﻔﺴــﺎ ًء ﺗﱰﻛﺰ ﺑﻜﻤﻴــﺔ أﻛﱪ ﻋﲆ اﻟﺤﺎﺋﻂ اﻟﻐﺮيب .وﻳﺤﻴــﻂ اﻟﺠﺎﻣﻊ 7,874ﻣﱰاً ﻣﺮﺑﻌﺎً ﻣﻦ اﻟﺒﺤريات اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﺑﻼﻃﺎً داﻛﻦ اﻟﻠﻮن. واﺳــﺘﺨﺪم ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﺤﺮاب ذﻫﺐ ﻣــﻦ ﻋﻴﺎر 24ﻗرياﻃﺎً وأوراﻗــﺎً ذﻫﺒﻴﺔ وزﺟﺎﺟﺎً وﻓﺴﻴﻔﺴــﺎء .وﻳﺤﺘــﻮي اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ 1,096ﻋﻤــﻮداً ﰲ اﳌﻨﻄﻘــﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ و 96ﻋﻤــﻮداً ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﻟﻠﺼــﻼة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤــﻦ أﻛرث ﻣــﻦ 2,000ﻟﻮح رﺧﺎم ﻣﺼﻨﻮﻋــﺔ ﻳﺪوﻳﺎ وﻏﻄﻴﺖ ﺑﺄﺣﺠﺎر ﺷــﺒﻪ ﻛﺮميــﺔ ﺗﻀﻢ »ﻻﺑﻴﺲ ﻻزوﱄ« ،وﻋﻘﻴﻘﺎً أﺣﻤ َﺮ ،وﺣﺠﺮ أﻣﻴﺜﻴﺴﺖ. وﻳﺘﻤﻴــﺰ ﺟﺪار اﻟﻘﺒﻠﺔ ،ﺑﺎرﺗﻔﺎع 23ﻣﱰاً وﻋﺮض 50ﻣﱰاً .وﺗﻢ ﺗﺨﻄﻴﻂ أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻋﲆ ﺟﺪار اﻟﻘﺒﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ ﻣﻊ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﻀﺎءة ﺑﺄﻟﻴﺎف ﺑﴫﻳﺔ. وﻳﺤﺘﻮي اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ 80ﻟﻮح »إﻳﺰﻧﻚ« ،وﻫﻲ أﻟﻮاح ﻗﺮﻣﻴﺪ ﻣﺰﻳﻨــﺔ ﺑﺎﻟﺴــرياﻣﻴﻚ اﺷــﺘﻬﺮت ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴــﺎدس ﻋﴩ ﺑﻌﺪ اﺳــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ اﳌﺒﺎين اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ. وأﴍف ﻋــﲆ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻗﻄﻊ اﻟﻘﺮﻣﻴﺪ ،اﻟﺘــﻲ ﺗﻢ ﺗﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ﻳﺪوﻳﺎً، ﺧﻄﺎﻃﻮن ﻋﺎﳌﻴﻮن. وﺗﻢ اﺳــﺘﺨﺪام ﺛﻼﺛﺔ ﺧﻄﻮط ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﳌﻨﺘﴩة ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻫﻲ اﻟﻜﻮﰲ واﻟﺜﻠﺚ واﻟﻨﺴﺦ.
11
ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺤﻔﻮظ اﻟﺠﻨﻴﺒﻲ
ﻣﻌﱪة ﻋﻦ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺻﻮرة ﺻﺎدﻗﺔ ّ اﻟﻘﻴﻢ واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ رﺳﺨﻬﺎ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ﰲ ﻧﻔﻮس أﺑﻨﺎﺋﻪ وﺷﻌﺒﻪ وأﻣﺘﻪ
ﺩﺭﺓ ﺗﺎﺝ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
13
ﺗﺮﻓﻞ ﺑﺎﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﻭﻧﺪﺍﻭﺓ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺍﻟﺮﻗﺮﺍﻕ
16
ﻣﻌﺎﺭﺝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
19
ﻳﺄيت ﻫﺬا اﻹﺻﺪار اﻟﺨﺎص ﻧﺎﻓﺬة ﻧﻄﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ﻋﻨﺎﴏ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ دور ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ورﺳﺎﻟﺘﻪ وأﻫﺪاﻓﻪ ،ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﺮﺣﻴﻞ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ .وميﺜﻞ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺎذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري إرﺛﺎ ﺣ ّﻴﺎ ّ وﺟﻪ ﺑﺒﻨﺎﺋﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﴏﺣﺎ إﺳﻼﻣﻴﺎ ﻳﺮﺳﺦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ اﻟﺬي ّ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ اﳌﺤﺒﺔ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﻳﻌﻤﻘﻬﺎ. ﻓﺎﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺬي وﺿﻊ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﻟﻪ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒري اﺳﺘﻜﻤﻠﺖ ﻣﺴرية ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ وأﺧﻴﻪ اﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﱄ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ رﻋﺎﻩ اﻟﻠﻪ ،ومبﺘﺎﺑﻌﺔ وإﴍاف ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺼﻮر ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء وزﻳﺮ ﺷﺆون اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ. ﻣﻌﱪة ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻢ واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ وﻳﻌﺪ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺻﻮرة ﺻﺎدﻗﺔ ّ رﺳﺨﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﰲ ﻧﻔﻮس أﺑﻨﺎﺋﻪ وﺷﻌﺒﻪ وأﻣﺘﻪ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ اﳌﺘﺄﺻﻠﺔ واﳌﺘﺠﺬرة ﰲ اﻟﻮﺟﺪان واﻟﻮﻋﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻴني ،ﻛام أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ اﻣﺘﺪادا ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﳌﺴﺘﻠﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ دﻳﻨﻨﺎ اﻟﺤﻨﻴﻒ. واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺮوﺣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﴫح اﻟﻜﺒري، ﻓﻘﺪ أﺗﺖ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﺼﻮر ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء وزﻳﺮ ﺷﺆون اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻟﻴﻜﻮن ﻧﻮاة اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆمتﺮات وﻧﺪوات وأﻧﺸﻄﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﳌﺘﺴﺎﻣﺤﺔ اﻟﺘﻲ متﺜﻞ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﺰءاً ﻣﻬام ﻣﻨﻬﺎ. وﻗﺪ ﺣﺮﺻﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻋﲆ أن ﺗﻘﻮم رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ ﻣﺤﺒﺔ اﻵﺧﺮ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ ،ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄن اﻹﺳﻼم ﻫﻮ دﻳﻦ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺘﻘﺪم واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻨﻮع ،ﻣام ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ دورا ﻛﺒريا ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﺣﱰام اﻷدﻳﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث واﳌﺠﺎﻣﻊ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻷﻫﺪاف اﳌﺤﺪدة ﳌﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري.
* ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري
12
ﺧﱪاء ﻫﻨﺪﺳﺔ اﻟﻔﻨﻮن اﳌﻌامرﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻳﺠﻤﻌﻮن
· ﻣﺤﻤﻮد ﺧﴬ ﻇﻬﺮ اﻹﺳﻼم ﰲ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب ﰲ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ اﳌﻴﻼدي ،ﻓﺮﻓﻊ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﺘﻨﺎﺣﺮة إﱃ أﻣﺔ ﺗﺤﻜﻢ دوﻟﺔ متﺘﺪ ﻣﻦ اﻟﺼني ﴍﻗﺎً إﱃ ﺑﻼد اﳌﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ ﻏﺮﺑﺎً ،وﻣﻦ اﻟﻘﻮﻗﺎز ﺷامﻻً ﺣﺘﻰ اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ﺟﻨﻮﺑﺎً .وﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻣﺴﻠﻤﻮ ﻫﺬﻩ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺸﺎﻋﻞ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻧﴩوا ﰲ أرﺟﺎﺋﻬﺎ ﺣﻀﺎرة متﻜﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﻮد زﻫﺎء ﻋﴩة ﻗﺮون ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺤﻦ واﻷﻋﺎﺻري اﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻌﺎمل اﻷﺳﺲ واﻷﺻــﻮل اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴام ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻀﺎرة اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. أﺗﻢ اﻟﺮﺳﻮل )ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ( ﻧﴩ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﺑني اﻟﻌﺮب، وأرﺳﻞ ﻛﺘﺒﻪ إﱃ ﻣﻠﻮك اﻟﻌﺎمل وﺣﻜﺎﻣﻪ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ إﱃ اﻹﺳﻼم، وﺣني اﻧﺘﻘﻞ إﱃ ﺟﻮار رﺑﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺧ ّﻠﻒ اﻟﻌﺮب أﻣﺔ واﺣﺪة، ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻠﻪ وﺑﻌﻘﻴﺪة اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﴎاﺟﺎً أﻧﺎر ﻟﻬﻢ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﺑﻼد اﻟﻔﺮس واﻟﺮوم. ومل ﺗﻜﻦ ﻟﻠﻌﺮب ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم ﻣﺪﻧﻴﺔ ُﻳﻌﺮﻓﻮن ﺑﻬﺎ ،وﻻ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺷﻌﺒﺎً ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ اﻟﺤﻀﺎرة ،ﻓﺎﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻌﺮب ﻛﻴﻔﻮا ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﻧﻈﺎم ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﻋﲆ وﻓﻖ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺑﻼدﻫﻢ، ﻓﻌﺮب اﻟﺠﻨﻮب :اﻟﻴﻤﻦ وﻋﺪن ،ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ إﻗﻠﻴﻢ ﺧﺼﺐ اﻟﱰﺑﺔ واﻓﺮ اﳌﻄﺮ ،ﻓﺎﻋﺘﻨﻮا ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺮي ،وﻋﺎﺷﻮا ﺣﻴﺎة ﻣﺴﺘﻘﺮة ،وﻣﺎرﺳﻮا اﻟﺘﺠﺎرة ﺑني اﻟﴩق اﻷﻗﴡ واﳌﺪن اﳌﻄﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳﻂ ،وﻋ ّﺮﻓﺘﻨﺎ آﺛﺎرﻫﻢ وﺟﻮد ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻫﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﻌﻴﻨﻴﺔ 1500ق.م ،ﺛﻢ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺳﺒﺄ ،اﻟﺘﻲ
ﻇﻬﺮت ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ق.م ،واﺷﺘﻬﺮت ﺑﻘﺼﻮرﻫﺎ وﻋامﺋﺮﻫﺎ، ﺛﻢ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺣﻤري 115ق.م. ومل ﺗﻜﻦ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﻓﻨﻮن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﻨﺒﻲ )ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ( أو أﻳﺎم اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ،وذﻟﻚ ﳌﻴﻠﻬﻢ إﱃ اﻟﺘﻘﺸﻒ وﺑﺴﺎﻃﺔ اﻟﻌﻴﺶ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ،ﻛام اﻛﺘﻔﻮا ﺑﺘﺸﻴﻴﺪ أﻣﺎﻛﻦ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ،اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﰲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻮاد ﺑﺪاﺋﻴﺔ ،ﻓﻜﺎن ﺟﺎﻣﻊ اﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺮﺑﻌﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺟﺪران ﻣﻦ اﻟﻄني واﻟﺤﺠـﺮ ،ﻣﺴﻘﻮﻓﺔ ﰲ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ اﳌﻐﻄﻰ ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻄني ،وﻳﺮﺗﻜﺰ اﻟﺴﻘﻒ ﻋﲆ ﻋﺪد ﻣﻦ ﺟﺬوع اﻟﻨﺨﻴﻞ ،وﺣﻴﻨام ﻓﺘﺢ اﻟﻌﺮب ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق وﻣﴫ وإﻳﺮان اﺣﺘ ّﻜﻮا ﺑﻔﻨﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد وﺣﻀﺎراﺗﻬﺎ ﻓﺘﺄﺛﺮوا ﺑﻬﺎ وأﺛﺮوا ﻓﻴﻬﺎ .وﺑﺪأ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻷﻣﻮي أﺳﻠﻮب ﻓﻨﻲ إﺳﻼﻣﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎً ﻣﺘﺄﺛﺮاً ﺑﺎﻟﻔﻦ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ واﻟﺴﺎﺳﺎين ،وﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺻﺎر ﻓﻨﺎً إﺳﻼﻣﻴﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً. ﻟﻘﺪ اﻫﺘﻢ اﻟﺤﻜﺎم اﳌﺴﻠﻤﻮن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻔﻨﻮن اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﻮﻫﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻓﺎرس وﻣﴫ ،ﻣﺮاﻛﺰ ﺣﻀﺎرات ﻋﺮﻳﻘﺔ ازدﻫﺮت ﻓﻨﻮﻧﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﴫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺻﻬﺮت ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻨﻮن ،ﻓﻨﺘﺠﺖ ﻋﻦ ذﻟﻚ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻨﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان. ومل ﻳﺸﺘﻐﻞ اﻟﻌﺮب ،ﰲ ﺑﺪء ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﺗﺎرﻳﺨﻬﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﺮﻛﻮا أﻫﻞ اﻟﺒﻼد ميﺎرﺳﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮف ،واﻫﺘﻤﻮا ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت واﻟﻔﻨﻮن .ﻛام ﺗﺤﺴﻨﺖ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ورق اﻟﱪدي ﰲ ﻣﴫ، وﻛﺎﻧﺖ دوﻟﺔ اﻟــﺮوم أﻛﱪ ﻋﻤﻴﻞ ﻻﺳﺘريادﻩ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻃﻮل
اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺛﻼﺛني ذراﻋﺎً ،ﺣ ّﻠﻴﺖ ﺑﺘﻄﺮﻳﺰات ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎرات اﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ،وﰲ ﻋﻬﺪ ﻋﺒﺪ اﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮوان اﻷﻣــﻮي ،اﺳﺘﺒﺪل اﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺑﻌﺒﺎرات إﺳﻼﻣﻴﺔ .وأدى ﻧﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎرة ﰲ اﻟﻌﴫ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﱃ رﺧﺎء دوﻟﺔ اﻟﺮوم وﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﻈﻤﺘﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ دوﻟﺔ اﻟﺮوم ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻮاردة ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﴍق اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ إﱃ اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ، وﺗﻘﻮم ﺑﺘﴫﻳﻔﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﻼد اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ. وﻛﺎن اﻟﺤﻜﺎم واﻷﻣ ـﺮاء واﻟﺴﻼﻃني واﻟــﻮﻻة وﻋﻠﻴﺔ اﻟﻘﻮم اﳌﺴﻠﻤﻮن ﻳﻮﻟﻮن اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت واﻟﻔﻨﻮن ﻛﻞ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻢ ورﻋﺎﻳﺘﻬﻢ. وﻛام ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﻠﺒﻮن اﻟﻌﻠامء واﻟﺸﻌﺮاء واﻷدﺑﺎء ،ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﺪﻋﻮن أﺻﺤﺎب اﻟﺤﺮف واﻟﻔﻨﻮن ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ رﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون إﻧﺸﺎءﻩ وﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺔ وزﻳﻨﺔ .وﻛﺎن اﻟﻔﻨﺎﻧﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮن وراء اﻟﺤﻜﺎم واﻷﻣــﺮاء ،ﻳﻌﺮﺿﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻨﻮﻧﻬﻢ وﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ .وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻧﺮى ازدﻫﺎر اﻟﻔﻨﻮن ﰲ ﻋﻬﻮد اﻟﺮﺧﺎء ،وﻗﻮة ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺤﻜﺎم ،وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻟﻠﺤﻜﺎم اﳌﺴﻠﻤني، ﻣﻦ اﻟﻌﺮب أو ﻣﻦ ﻏريﻫﻢ ،ﺗﺄﺛري ﻛﺒري ﻋﲆ ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وازدﻫﺎرﻫﺎ. اﺗﺴﻤﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﺣﺪة اﻷﺳﻠﻮب واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ، وﺑﻮﺿﻮح ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ وﻋﺒريﻫﺎ اﻟﴩﻗﻲ وروﻧﻘﻬﺎ وﺟﺎذﺑﻴﺘﻬﺎ ،رﻏﻢ ﺗﻌﺪد اﳌﺪارس اﻟﻔﻨﻴﺔ واﺧﺘﻼف اﻷﺷﻜﺎل .ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً آﻧﺬاك أن ﻧﺮى أﺳﻠﻮﺑﺎً ﺟﺪﻳﺪاً ﰲ اﻟﻔﻨﻮن ،ﻗﺪ ﺟﺮى اﺗﺒﺎﻋﻪ ﰲ اﻵن ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ،وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ ﺧﻀﻮع اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﺣﺪة ﻳﺮأﺳﻬﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ،وإﱃ وﺣﺪة اﻟﻌﻘﻴﺪة وﺗﻘﺎرب اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وﺣﺮﻳﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل واﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑني ﺑﻼد اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻣﺎ
ﻳﺼﺤﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻬﻮﻟﺔ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﺗﻘﺎرﺑﻬﺎ. ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﻦ اﻟﻘﺒﻄﻲ واﻟﻔﻦ اﻟﺴﺎﺳﺎين ﻋﻦ اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻧﻮﻋﻴﺘﻪ ،ﻓﻔﻲ اﻷوﻟني ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻦ دﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺰﻳني اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ وﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻘﺪﻳﺴني واﻟﺒﻄﺎرﻛﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ،وﻫﻮ ﻓﻦ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ إﺑﺮاز اﻟﻌﻘﻴﺪة اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ وﺗﻘﺪميﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴني، وﻓﻦ دﻧﻴﻮي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺧﺪﻣﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻣﻦ زﺧﺎرف وزﻳﻨﺔ .أﻣﺎ اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻬﻮ ﻓﻦ دﻧﻴﻮي ﻋﺎم ،ﻓﺎﻟﺰﺧﺎرف واﻟﺤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺮاﻫﺎ ﰲ اﳌﺴﺎﺟﺪ ،واﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺮاﻫﺎ ﻋﲆ ﺟﺪران اﻟﻘﺼﻮر واﻷﺳﺒﻠﺔ واﻟﺪور وﺳﺎﺋﺮ أﻧﻮاع اﳌﺘﺎع ،ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺼﻮر اﻵدﻣﻴﺔ واﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ مل ﺗﻜﻦ ّ ﺗﺤﲆ ﺑﻬﺎ ﺟﺪران اﳌﺴﺎﺟﺪ وﻻ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .واﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء ﻣﺜﻼ، اﻟﺘﻲ ﺣﻠﻴﺖ ﺑﻬﺎ اﳌﺤﺎرﻳﺐ وﺟﺪران اﳌﺴﺎﺟﺪ ،ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺮاﻫﺎ ﻋﲆ ﺟﺪران اﻟﻘﺎﻋﺎت واﻟﻔﺴﺘﻘﻴﺎت واﻷﺳﺒﻠﺔ ،وﻋﲆ ذﻟﻚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ مل ﻳﻜﻦ ﻟﻪ أي اﺗﺠﺎﻩ دﻳﻨﻲ أو ﺗﺎرﻳﺨﻲ ،وإن ﻛﺎن ﻳﻌﱪ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻋﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة. وإذا ﻛﺎن اﻟﻌﺮب ﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ واﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ،إﻻ أﻧﻬﻢ مل ﻳﻘﻠﺪوا ﺗﻠﻚ اﻟﺰﺧﺎرف ،ﺑﻞ أدﺧﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺪراً ﻣــﻦ اﻟﺘﺤﻮﻳﺮ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ذوﻗﻬﻢ اﻟﺨﺎص وﺑﻘﺪر إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻦ أو اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﳌﺴﺘﻌﺎرة .وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮى ﻓﻦ ﺗﺤﻮﻳﺮ اﻷوراق اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ورﻗﺔ اﻷﻛﺎﻧﺘﻮس ،وورق اﻟﻌﻨﺐ وﺳﻴﻘﺎﻧﻪ ،واﻷوراق اﳌﺴامة ﺑﺎﳌﺮاوح اﻟﻨﺨﻴﻠﻴﺔ ،وﻣﺎ أدﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺼﻴﺺ وﻋﲆ ﻓﺮوﻋﻬﺎ ﻣﻦ اﻧﺤﻨﺎءات واﻟﺘﻮاءات ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﺑﻔﻦ اﻟﺘﻮرﻳﻖ اﳌﺘﺸﺎﺑﻚ ،أو
13 ﻳﻌﺘﱪ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳــﺪ اﻟﻜﺒري ﴏﺣﺎً ﻋﻈﻴ ًام ﺿﻢ ﰲ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺑﻨﺎﺋﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﱪ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻌﺼﻮر ،ﺗﻠﻚ اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻣﺘﺪت ﺑــني ﺣﻀﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺗﺸــﻜﻴﻠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ واﻧﺴــﺠﺎم ﺧــﻼب ﺟﻤﻌﺖ أﺟﻤــﻞ ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺘــﻪ ﻓﻨﻮن اﻟﻌــامرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، وأﻛرث ﻣﺎ ميﻴﺰﻩ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻤﺴــﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﻠــﻢ ﻣﻤﺘﺪ ﻋﱪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺑﺼﺒﻐﺔ ﺗﴚ ﺑﺠامﻟﻴﺎﺗــﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌــﴫ ﻛﻤﻌﻠﻢ ﺣﺪﻳﺚ. ﻫﺬا اﻟــﴫح اﻟﺬي أدﻫﺶ اﻟﺨــﱪاء اﳌﻌﻨﻴني ﺑﻔﻨــﻮن اﻟﻌــامرة اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ وأﴎارﻫــﺎ ﰲ أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني ﻣﻌﺎمل أﺧﺮى: أﻛﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣﻦ اﻟﺨــﱪاء ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻠﻢ اﻷدﻳﺎن اﳌﻘﺎرن وﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ وﻓﻜﺮ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻘﺪميــﺔ واﻟﺤﺪﻳﺜــﺔ أن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒــري ﻳﻌﺘــﱪ ﺑﺎﻛﻮرة ﻣــﺎ أﻧﺘﺠﺘــﻪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻫﻮ ﻳﻌﺘﱪ ﺗﺤﻔﺔ اﻟﻔﻨﻮن وﺗﺮف ﺟامﻟﻴــﺎت اﳌﻌــامر ﰲ اﻟﺠﻮاﻣﻊ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺪارس ﰲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ وﻳﻮﺟﺪ اﻧﺴــﺠﺎﻣﺎ ﺑني ﺣﺪاﺛﺔ وأﺻﺎﻟﺔ ﻓﻨﻮن ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت. واﻋﺘﱪ اﻟﺨﱪاء أن ﻫﻨــﺎك ﻣﻮاﻃﻦ وﻣﻌﺎمل ﺟامﻟﻴﺔ ﺗﺸــﱰك ﻓﻴﻬﺎ ﴏوح ﻣﻌامرﻳﺔ ﺧﺎﻟﺪة ﰲ ذاﻛﺮة اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺿﻤﻬﺎ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑني ﺟﻨﺒﺎﺗﻪ ،ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜــﺎل ﻻ اﻟﺤﴫ ﺗﺸــﱰك ﺟامﻟﻴــﺎت ﻗﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣــﻊ ﻣﻊ اﻟﻘﺒــﺎب اﻟﺘــﻲ زﻳّﻦ ﺑﻬــﺎ ﺗﺎج ﻣﺤﻞ ﺑﻔﺎرق ﰲ اﻷﺷــﻜﺎل واﺳﺘﺨﺪام اﻟﺮﺧﺎم اﻷﺑﻴﺾ ..وأﻟﻮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺰﻫﻮر واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ،وﻫﺬا اﻟﺘﻜﻨﻴﻚ ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﺳﻢ pietra duraوﻫﻮ ﻣﻦ أﺻﻞ إﻳﻄﺎﱄ وأدﺧﻞ ﰲ اﻟﻬﻨﺪ ﰲ اﻟﻘﺮن 17ﰲ ﻋﻬﺪ
ﺷــﺎﻩ ﺟﻬﺎن واﺳــﺘﺨﺪم ﺑﻜرثة ﰲ ﺗﺎج ﻣﺤﻞ. واﻟﻔﺎرق ﺑني ﻫﺬا اﻷﺧري وﺑني ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳــﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﳌﺴــﺎﺣﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻣﺘﺪاد اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎم. زﺧﺎرف اﳌﺒﻨﻰ: ﺗﱰﻛﺰ اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﻌﻄﻲ ﺑﻌــﺪاً ﺟامﻟﻴﺎً ﻋــﲆ اﻷﻋﻤﺪة وﺻﺤﻦ اﳌﺴــﺠﺪ اﳌﺮﺻــﻊ ﺑﺎﳌﻮازﻳﻴــﻚ وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺼﺤﻦ أﻛﱪ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻮازﻳﻴﻚ ﰲ اﻟﻌﺎمل. وﻣﻦ اﳌﻼﺣــﻆ أن ﻃﺮق ﺗﻌﺒــري اﻟﻔﻨﺎﻧني اﻟﺬﻳــﻦ أﴍﻓﻮا ﻋﲆ اﻟﺰﺧــﺎرف اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ أﺛﺮت ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻣﻦ اﳌﺪﺧــﻞ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻧﺠﺪ أن اﻟﺰﺧﺎرف ﺑــﺎرزة أﻛرث ﻣــﻦ اﻟﺤﺎﺋﻂ اﻟﺮﺧﺎﻣﻲ مبﻘﺪار 1إﱃ 1.5ﺳــﻨﺘﻤﱰ ،ﻛام ﺗﺰﻳﻦ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴــﴘ ﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺼــﻼة ﻟﺘﱪز اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺪﺑﺐ. أﻣــﺎ ﻓﻜــﺮة ﺣﻨﺎﻳﺎ اﻟﻌﻘــﺪ ﰲ ﻗﺒﺔ اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻓــﱰى ﻣﺰﻳﻨﺔ ﺑﺰﺧــﺎرف ﻣﻦ اﻟﺠﺺ ﺗﻠــﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺸــﺒﻪ زﺧﺎرف اﻟﺠــﺺ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳــﻢ sammarra stueco styleوﻣــﻦ اﻷﻣﺎﻛــﻦ اﻟﻘﻠﻴﻠــﺔ اﳌﺴــﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬــﺎ آﻳــﺎت ﻗﺮآﻧﻴﺔ ..ﻫﻲ رﻗﺒﺔ ﻗﺒﺔ اﳌﺪﺧﻞ ..ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ آﻳﺎت ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺮﺣﻤﻦ .وﻫﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﳌﺴــﺘﺨﺪﻣﺔ ﻟﻬﺎ اﻳﺤــﺎءات ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﺪل واﳌﺴــﺎواة واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﳌﺤﺒﺔ وﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻳﺪل ﻋــﲆ رؤﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪدة وﺑﻌﻴﺪة ﻧﺤﻮ آﻓﺎق إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ. ومتﺜﻞ اﻟﺘﺄﺛــري اﻹﻣــﺎرايت ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜرية ﻣﻦ اﳌﺴــﺠﺪ ﺑﺪءاً ﻣﻦ ﺗﻴﺠﺎن اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻴﺠﺎن اﳌﺰﺧﺮﻓﺔ ﺑﺎﳌﻘﺮﻧﺼﺎت ﺑﺘﻴﺠﺎن ﻋﲆ ﺷــﻜﻞ ﺟﺬع ﻧﺨــﻞ ،ﻛام ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺄﺛري اﻹﻣﺎرايت ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻔﺮ ﻋﲆ اﻟﺮﺧﺎم .وﻳﺪﻟــﻞ ﻋﲆ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴــﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﴐة ﺑﻘــﻮة ﰲ اﻟﺘامزج
ﻓﻦ )اﻷراﺑﻴﺴﻚ( وأﺻﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ أﺣﺪ اﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳌﺴﺘﻘﻞ. وﰲ ﺗﻔﺴريﻫﻢ ﻟﻨﺸﺄة اﻟﻔﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﻛﺜري ﻣﻦ ﻋﻠامء اﻻﺟﺘامع إﱃ اﻟﺮﺑﻂ ﺑني اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻔﻦُ ،ﻓريﺟﻌﻮن ﻧﺸﺄة اﻟﻔﻨﻮن إﱃ اﳌﻌﺒﺪ ،ﻷن ﻫﺬا اﻷﺧري ﻫﻮ ﺑﺪاﻳﺔ ﻓﻦ اﳌﻌامر. ﺛﻢ ﻇﻬﺮت اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﺰﻳني ﺟﺪران اﳌﻌﺒﺪ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف واﻷﻟﻮان وﻣﻞء ﺳﺎﺣﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘامﺛﻴﻞ واﻟﺘامﺋﻢ .وﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺒﺎدة ﺗﺴﺘﻠﺰم إﻗﺎﻣﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮت ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻗﺐ ﻓﻨﻮن اﻟﺮﻗﺺ اﳌﻘﺪس واﳌﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﻐﻨﺎء، ﻓﻜﺎن اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﲆ ﻇﻬﻮر اﻟﻔﻦ وﺗﻄﻮرﻩ. وﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﺎة ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺘﻄﻮر، ﻓﺈن اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻓﻨﻮﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﺑﺎرزة اﳌﻌﺎمل ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ،وﻳﺄيت ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ،درة ﻧﺎﺻﻌﺔ ﰲ ﺟﺒني اﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،إذ ﻳﻌﺘﱪ ﺛﺎﻟﺚ أﻛﱪ ﺟﺎﻣﻊ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني مبﺴﺎﺣﺔ ﺗﺒﻠﻎ 22.412ﻣﱰاً ﻣﺮﺑﻌﺎً. وﻛﺎن اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ﻗﺪ وﺟﻪ ﺑﺒﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﴫح اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻋﺎم 1996ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻌﻠ ًام ﳌﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ وﴏﺣﺎً إﺳﻼﻣﻴﺎ ﺷﺎﻣﺨﺎً ،ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ اﻟﺠﺎﻣﻊ أﻛرث ﻣﻦ 44أﻟﻒ ﻣﺼﻞ وﺗﺒﻠﻎ ارﺗﻔﺎع اﻟﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ 85ﻣﱰاً ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج وﺑﻘﻄﺮ داﺧﲇ 32.8ﻣﱰ وﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد ﻗﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣﻊ 82ﻗﺒﺔ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ اﻟﻔﻦ اﳌﻌامري اﳌﻐﺮيب/اﻷﻧﺪﻟﴘ وﻣﺼﻨﻮﻋﺔ
اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺬي متﻴﺰ ﺑﻪ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري، ﻓﻨﺠــﺪ أﻧﻪ ﺗﻢ اﺳــﺘﺨﺪام اﻟﺘﺄﺛري اﳌﺤﲇ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻔﺮ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻋــﲆ اﻷﺑﻮاب ﻋﲆ اﻟﻮاﺟﻬﺎت اﻟﺮﺧﺎﻣﻴﺔ ﻣﻊ اﺳﺘﺨﺪام أﺷﻜﺎل ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻋﲆ ﺷــﻜﻞ وردة ﺧامﺳــﻴﺔ ﻣﻦ اﻷراﺑﻴﺴﻚ اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪم ﻋﲆ اﻷﺳﻘﻒ. وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻳﺘﻀــﺢ أن ﺟﻤﻴــﻊ اﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﺗﺪاﺧﻠــﺖ ﻋﻨﺎﴏﻫــﺎ ﰲ ﺟﺎﻣــﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺠامﻟﻴﺎت ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺼﺪف ﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻷﻋﻤﺪة. اﻟﺠﺎﻣﻊ وأﺷﻜﺎل اﻟﻔﻨﻮن : ﺗﻌﺘﱪ ﺳــﺠﺎدة ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري أﻛﱪ ﺳــﺠﺎدة ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺴﺎﺣﺎﺗﻬﺎ، وﻓﻴﻬﺎ ﺗــﻢ اﺳــﺘﺨﺪام أﺷــﻜﺎل ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴــﺘﺨﺪم ﰲ اﻷﺳــﺎس ﻋﲆ اﻟﺨﺰف ﰲ ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴــﺔ .أﻣﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳــﺪ اﻟﻜﺒــري ﻓﻘﺪ ﺗــﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﺷــﻜﺎل واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت واﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ مبﺴﺎﺣﺎت أﻛرث ومبﻮاد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻧﺴــﻴﺞ اﻟﺤﺮﻳﺮ وﻫﻮ ﻓﻦ ﻋﺜامين ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻓﻨﻮن ﻓﺎرﺳــﻴﺔ ﻣﺮﺻﻌﺔ ﺑﻔﻨﻮن ﻋﺮﺑﻴﺔ. أﻣــﺎ اﳌﺮاﻳﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺼﻨﻮﻋــﺔ ﻣﻦ اﳌﻮازﻳﻴﻚ اﳌﺬﻫﺐ ،وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﰲ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﴡ وﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﻣﻮي ﰲ دﻣﺸﻖ. اﺳﺘﺨﺪام أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ :ﺗﻢ اﻋﺘامد اﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ ﻋﲆ واﺟﻬﺔ اﻟﻘﺒﻠﺔ ،وﻫﺬا اﻟﺨﻂ ﻛﺎن ﻳﺴــﺘﺨﺪم ﰲ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻓﱰة ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨــﻚ ﴍق آﺳــﻴﺎ ،وﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳــﺪ اﻟﻜﺒري ﺟــﺎءت اﻟﺨﻄﻮط ﻣﺴــﺘﺨﺪﻣﺔ ﺣﻔﺮاً ﻋــﲆ اﻟﺤﺎﺋــﻂ ﻣﻊ إﺿــﺎءات ﻛﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻬﺎ .واﺳــﺘﺨﺪﻣﺖ ﰲ اﻟﺠﺎﻣــﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷــﻜﺎل متﺘﺪ إﱃ ﻗﺮون ﻗﺪميــﺔ وﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﻋﺪة ﻣﺪارس. اﳌﻮازﻳﻴﻚ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ :وﻫﻮ ﻣﻮزاﻳﻴﻚ ﻳﺸﺒﻪ
ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم اﻷﺑﻴﺾ. واﻟﻘﺒﺎب ﻣﻐﻄﺎة ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ واﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ،وﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﻧﻮاﻓﺬ ﺗﺴﻤﺢ مبﺮور ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ، ﻳﺤﻴﻄﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﻔﻞ ﻧﺺ ﻛﺘﺎيب ﺑﺎﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ ﻵﻳﺎت ﻗﺮآﻧﻴﺔ وأﺳﻔﻠﻬﺎ زﺧﺎرف ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﻣﻨﻔﺬة ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺒﺎرز وﺑﺨﻠﻔﻴﺔ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻠﻮن اﻟﱪﺗﻘﺎﱄ اﻟﻔﺎﺗﺢ وأﺳﻔﻠﻬﺎ – ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ -زﺧﺎرف ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﻣﻨﻔﺬة ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺒﺎرز وﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻠﻮن اﻟﺬﻫﺒﻲ ،وﻳﺄيت ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ وﺳﻂ أﺷﻜﺎل ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﺧامﺳﻴﺔ اﻟﻀﻠﻮع. واﻷﻋﻤﺪة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﺘﺎج اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ أوراق ﻧﺨﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﺬﻫﺒﻲ واﻷﻋﻤﺪة رﺧﺎﻣﻴﺔ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺰﺧﺎرف ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ أﺧﺎذة .وﻳﺄيت ﺟﺪار اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎً ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺳﻄﻬﺎ ﺑﺘﻼت ورود ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻠﻮن ﺧامﺳﻴﺔ اﻟﻔﺼﻮص ﺗﺘﻮﺳﻄﻬﺎ أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﺬﻫﺒﻲ واﻟﺠﺪار ﺑﺎرﺗﻔﺎع 23 ﻣﱰاً وﻋﺮض 50ﻣﱰاً وﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺑﺤريات اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﺑﻼﻃﺎً داﻛﻦ اﻟﻠﻮن ،ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﲆ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﺻﻮرة ﺟﺪران اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺧﻼب وﺗﺘﻜﻮن اﻷرﺿﻴﺔ وﺻﺤﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم اﳌﺰﺧﺮف ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻣﻦ اﻟﻮرد وﺗﺒﺪو ﺟﺪران اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻦ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺑﺮﺷﺎﻗﺔ ﻋﲆ أﻋﻤﺪة ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﲆ أﻋﻤﺪة أﺣﺎدﻳﺔ ﺗﻌﻠﻮﻫﺎ ﻋﻘﻮد ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﺣﺪوة اﻟﻔﺮس وﺗﻌﻠﻮ اﻟﺠﺪران ﴍﻓﺎت وﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد اﻷﻋﻤﺪة ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ 1048ﻋﺎﻣﻮداً.
اﻟﻜﺮﻳﺴــﺘﺎل واﻟﺒﻠﻮر ﻋﲆ أﺷﻜﺎل ﻧﺠﻮم متﺜﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻔﻴﺔ اﺳــﺘﺨﺮاج أﺷــﻜﺎل اﻟﻨﺠﻮم ﻋﲆ اﻟﺴﻘﻒ اﻟﺨﺸﺒﻲ اﳌﺮﺻﻊ ﺑﺎﻟﻌﺎج ﰲ ﻗﴫ اﻟﺤﻤﺮاء ﰲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ. وﻗﺪ أﺻﺒﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﺤﻂ أﻧﻈﺎر اﻟﻜﺜريﻳﻦ وﺟﺎذﺑﺎ وﻣﻠﻔﺘــﺎً ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻌﻜﺲ منﺎذج ﺗﺆﺻﻞ ﻟﻠﻔﻦ اﳌﻌامري اﻹﺳﻼﻣﻲ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻷﺷــﻜﺎل اﳌــﺂذن اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺸــﺒﻪ اﳌﺂذن اﳌﻤﻠﻮﻛﻴﺔ ﻣــﻊ ﻓﺎرق أن ﻫﺬﻩ اﳌﺂذن ﻣﻜﺴﻮة ﺑﺎﻟﺮﺧﺎم اﻷﺑﻴﺾ.
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ · ﺷﺎﻋﺮ وﻛﺎﺗﺐ
وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻣﺒﺎين اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺎﻻﻧﺴﺠﺎم واﻟﺘﻨﺎﺳﻖ واﻹﺗﻘﺎن واﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ اﳌﺘﺎﻧﺔ وﺗﺘﻤﻴﺰ زﺧﺎرف اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﳌﺤﺒﺒﺔ إﱃ اﻟﻨﻔﺲ و ُﻳﺰﻳﻦ ﺑﺴﺒﻊ ﻧﺠﻮم -ﺛﺮﻳﺎت -ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺣﺠﺎم وﻣﻄﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ وﺗﻌﺘﱪ اﻟﺴﺠﺎدة اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﺣﻴﺚ ﺗﻐﻄﻲ 7.119ﻣﱰاً ﻣﺮﺑﻌﺎً وﻗﺎم ﺑﺘﺼﻤﻴﻤﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن اﻹﻳ ـﺮاين ﻋﲇ ﺧﺎﻟﻘﻲ ،وﺷــﺎرك ﰲ ﻧﺴﺠﻬﺎ 1200ﺣﺮﰲ وﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﴬ وﻫﻮ اﻟﻠﻮن اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺤﺒﺒﺎً ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ. إن اﳌﺮء ﻻ ﻳﱰدد ﰲ أن ﻳﻘﻮل إن أﺑﻮاب اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻗﺒﺎﺑﻪ اﳌﺰﺧﺮﻓﺔ وﻣﺂذﻧــــﻪ اﳌﻤﺸﻮﻗﺔ إﱃ اﻟﺴامء ﻛﺎﻷﻗﻮاس، ﻫﻲ منﺎذج ﻟﻔﻨﻮن ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻋﱪ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻋﻦ اﻟﻮﺟﺪان واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﺄﻳﺪي ﻓﻨﺎﻧني اﺗﺼﻔﻮا ﺑﺎﳌﻬﺎرة واﻟﺤﺬاﻗﺔ ،ﻓﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﳌﺎدة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻌﻬﺎ ،وأﺣﺴﻨﻮا اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﳌﻮﺿﻮع ،ﻓﻨﻘﻠﻮا ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ وﻋﻮاﻃﻔﻬﻢ إﱃ اﻵﺧﺮﻳﻦ. رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ وأدام اﻟﻠﻪ ﰲ أﻋامر أﺑﻨﺎﺋﻪ رﻋﺎة اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ. · ﺑﺎﺣﺚ ﰲ اﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﺘﺴﺎﻣـﺢ وﺗﻌـــﺪد اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت
د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﻤﺮوﳼ ﺧﺒري اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ
أﺻﺒﺢ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻣﻌﻠ ًام أﺳﺎﺳﻴﺎً ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻳﺰورﻩ اﳌﺴﻠﻤﻮن واﻵﺧﺮون واﻟﺤﺮف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻮاء .وﺗﻌﻜﺲ ﻋامرة اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺗﻌﺒريات ﻣﺘﻌﺪدة ﻋﻦ اﻟﻔﻨﻮن ِ ﰲ إﻃﺎر دﻳﻨﻲ ﻣﺪروس .وﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻫﺬا اﳌﻌﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،اﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﰲ ﺛﺮاﻩ ﻣﺆﺳﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻟيك ﻳﻌﻜﺲ اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﳌﻌﺎﴏة ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌامرة .ﻛام ميﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺤﺘﻀﻨﺎً دﻻﻻت ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺒﺎﺑﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺬﻛﺮ مبﻌﻠﻢ إﻧﺴﺎين راﺋﻊ ﻫﻮ ﺗﺎج ﻣﺤﻞ ﰲ اﻟﻬﻨﺪ. وﰲ ﻋﴫ اﻟﻌﻮﳌﺔ وﺗﻀﺎؤل اﻟﺤﺪود اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ،ﺗﺘﻨﻘﻞ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺤﺮف – ﻣﻊ أﻫﻠﻬﺎ – ﺑﺤﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن .مثﺔ ﻋﺮض دﻗﻴﻖ ﻟﱰﺻﻴﻊ ﺗﺼﻮﻳﺮي ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم أو ﺑﻴﻴﱰا دوري، ﻳﺰﻳﻦ اﻷرﺿﻴﺎت اﻟﺮﺧﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﱃ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺼﻼة. وﻗﺪ أﻧﺠﺰ اﻟﺨﱪاء ﺗﻘﻨﻴﺘﻬﻢ اﻟﺒﺎرﻋﺔ ﰲ اﳌﻮﻗﻊ ﻣﺒﺎﴍة ،ﰲ اﻟﺮواق اﳌﺤﻴﻂ ﺑﺼﺤﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ .وﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻼﻃﺎت اﻹزﻧﻴﻚ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺼﺎﻣﻴﻢ اﻟﺰﻫﻮر ﰲ ﻣﺤﺎرﻳﺐ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﺟﺪران اﻟﺮواق ،وﻛﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻨﻮاﻓري اﳌﺎء اﻟﺮﺧﺎﻣﻴﺔ اﳌﻨ ّﻘﺸﺔ .وﺗﺤﻞ واﺟﻬﺎت ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻛﺘﻴﺠﺎن ﻟﻸﻋﻤﺪة ﻣﺤﻞ ﺗﻴﺠﺎن اﳌﻘﺮﻧﺲ ،ﻓﺘﻤﺜﻞ ﳌﺴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﻓﻬﻢ ﺗﻌﺪد وﺗﻨﻮع اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،واﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻗﻴﻮد أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. وﺗﺘامزج اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻊ اﻟﻔﻨﻮن اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻼﻻت اﻟﺘﻴﻤﻮرﻳني واﻟﺼﻔﻮﻳني واﳌامﻟﻴﻚ واﻟﻌﺜامﻧﻴني واﳌﻐﻮل ،ﻛام ﻳﻌﱪ ﻋﻨﻪ اﻟﻨﺺ اﳌﴤء ﺑﺎﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ ﰲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺼﻼة واﻟﺬي ﻧﻘﺮأ ﻓﻴﻪ أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻋﲆ اﻟﻘﺒﻠﺔ ،وأﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﺠﺎدة اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺮ واﻟﺼﻮف واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺞ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺒريﻫﺎ ﻋﻦ ﺗﺼﺎﻣﻴﻢ اﻟﻨﺒﺎت واﻟﺰﻫﻮر اﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳﺔ ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺧﴬاء. أﺧرياً ،ﻓﺈن اﳌﻨﺎرات اﳌﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﳌﻤﻠﻮﻛﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻦ ﺧﻂ اﻷﻓﻖ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒري ،ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ومبﺪى ﻋﺮاﻗﺘﻬﺎ .وﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻣﺘﻀﺎﻓﺮاً ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒري ﴏﺣﺎً اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎً ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ وﺟﻪ ﻣﻌﺎﴏ ﻟﻺﺳﻼم ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﺑﺘﻌﺪد اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ،ﰲ ﺣني ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺤﻜﻤﺔ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺳﺘﻘﻼل اﻟﴬﻳﺢ ﻋﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ.
14
ميﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻓﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻟﻘﺴﻤني :اﻟﻨﺒﺎيت واﻟﻬﻨﺪﳼ ،ﺗﺘﻀﺢ ﻣﻨﻬام ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻗﺪرات اﻟﻔﻨﺎن اﳌﺴﻠﻢ ،وﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻣﺎ ﻳﲇ:
-اﻻﺗﺴﺎع )اﻻﻣﺘﺪاد(:
-اﻟﺤﺮﻛﺔ:
ﻣﻦ ﻣﻴﺰات ﻫﺬا اﻟﻔﻦ أﻧﻪ ﻳﻠﺰم ﻋني اﳌﺸﺎﻫﺪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ،أو ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﺘﻮﻗﻒ ﺛﻢ اﻟﺤﺮﻛﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻓﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪ اﳌﺸﺎﻫﺪ وﻳﺘﺠﻮل ﺑﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ردﻫﺎت اﻟﻠﻮﺣﺔ ..أو اﳌﺴﺎﺣﺔ اﳌﺰﺧﺮﻓﺔ. وﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮم أن »اﻟﺤﺮﻛﺔ« ﻣﻦ ﻣﻤﻴﺰات اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻷﻧﻬﺎ – ﰲ اﻷﺻﻞ – ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺧﻮاص اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻘﺮآين. ﻓﺎﳌﺸﺎﻫﺪ ﻳﺠﻮل ﺑﺒﴫﻩ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة أو اﻟﺸﻜﻞ إﱃ ﺷﻜﻞ آﺧﺮ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت ﺣﺘﻰ ﻳﺮى اﻟﺮﺳﻢ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ أﻗﺼﺎﻩ إﱃ أﻗﺼﺎﻩ .وإن ﺗﻌﺘﱪ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠ ًﺔ وﻗﺎمئ ًﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ..وﰲ ﻫﺬا ﺗﻜﻤﻦ إﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔﻨﻴﺔ ...وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻮﺣﺪات ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺜﻴﻒ ووﺛﻴﻖ ،ﺗﺠﱪ – اﳌﺸﺎﻫﺪ – ﻋﲆ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﺘﻮﻗﻒ ﻣﻌﺎً ،وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺘﻌﻮق اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮط اﻟﺪاﺋﺮﻳﺔ واﳌﻨﻜﴪة ،ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﱃ ﺑﺬل ﻣﺠﻬﻮد أﻛﱪ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ...
ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن ﻓﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ اﻟﺨﻂ ،اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ .ﻓﺈذا ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺨﻂ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ..ﻧﺠﺪ أﻧﻪ ﻳﻠﻌﺐ دوراً أﺳﺎﺳﻴﺎً وﺑﺨﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ ،وﻧﺠﺪ منﻄني ﻣﻦ أمنﺎط اﻟﺨﻂ: اﻷول :اﻟﺨﻂ اﳌﻨﺤﻨﻲ اﻟﻄﻴﺎش ،اﻟﺬي ﻳﺪور ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻣﺘﺠﻮﻻً ﰲ ﺣﺮﻳﺔ واﻧﻄﻼق ﰲ ﺣﺪود اﳌﺴﺎﺣﺔ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺰﺧﺮﻓﺔ ،وﻫﻮ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻄﻲ إﺣﺴﺎﺳﺎً ﺑﺎﳌﻄﻠﻖ واﻻﺳﺘﻤﺮار إﱃ ﻣﺎ ﻻﻧﻬﺎﻳﺔ ،ﻳﻘﻒ أﺣﻴﺎﻧﺎ وﻗﻔﺔ ﻗﺼرية ﻋﻨﺪ اﻧﺘﻔﺎﺧﻪ وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺴﺘﻤﺮ ،ﻳﺜﺐ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻓﻮق اﻟﺨﻄﻮط ،أو ميﺮ ﺗﺤﺘﻬﺎ أو ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﻌﻬﺎ ،ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺪاﺋﺐ واﻻﻧﻄﻼق. وﻫﻨﺎك ﻧﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮط وﻫﻮ اﻟﺨﻂ اﻟﻬﻨﺪﳼ ،اﻟﺬي ﺗﻜﻮن وﻇﻴﻔﺘﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺸﻮات ،ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﺼﻐﺮ ﻛﻠام ازدﻫﺮ اﻟﻔﻦ ..وﻳﻐﻠﺐ ان ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺸﻮات أﺷﻜﺎﻻً ﻧﺠﻤﻴﺔ أو أﺷﻜﺎﻻً ﻣﻀﻠﻌﺔ ذات زواﻳﺎ ،أو دواﺋﺮ ..وﻫﺬﻩ اﻟﺨﻄﻮط ..ﺗﻌﻄﻲ إﺣﺴﺎﺳﺎً ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﺎرﻣﺔ ذات اﻟﻌﺰم اﻷﻛﻴﺪ ،ذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮد اﻟﻨﻈﺮ اﱃ داﺧﻞ اﳌﺴﺎﺣﺔ ﺣﻴﺚ اﻷراﺑﻴﺴﻚ اﻟﺪوار«. واﳌﻼﺣﻆ أن اﻟﺨﻂ اﻟﻄﻴﺎش ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻚ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﴎﻳﻌﺔ ،وﻳﻜﺎد ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻦ ﺟﺮاء ﴎﻋﺘﻪ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻧﻈﺮك ،ﺑﻴﻨام ﻳﺴري ﺑﻚ اﻟﺨﻂ اﻟﻬﻨﺪﳼ ﻋﲆ ﻣﻬﻞ وﺑﺄﻧﺎة.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ »اﻻﺗﺴﺎع« وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻔﻨﺎن ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري أن ﻳﺤﻘﻖ ﰲ إﻧﺘﺎﺟﻪ اﻟﺰﺧﺮﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ أن متﺜﻠﻬﺎ ﰲ ﻓﻜﺮﻩ ﻓﺎﻧﺴﺎﺑﺖ ﻋﲆ ﻳﺪﻩ ﻓﺈذا ﺑﺮﻳﺸﺘﻪ ﺗﻨﻘﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﳌﺮيئ اﱃ اﻟﻼﻣﺮيئ وﻣﻦ اﳌﺸﺎﻫﺪ اﱃ اﳌﺘﺨﻴﻞ. إن ﻓﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻳﺪﻓﻊ ﺑﴫك – وأﻧﺖ أﻣﺎم ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ -اﱃ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺧﻄﻮﻃﻪ ﰲ ﻛﻞ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت ،ﻓﺈذا ﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺤﺪودﻫﺎ اﳌﻜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺤﺼﻮرة وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺪﻓﻮﻋﺎً ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﳌﺸﻬﺪ ﻋﱪ ﺧﻴﺎﻟﻚ ،ذﻟﻚ أن ﺣﺪود اﻟﻠﻮﺣﺔ مل ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻛﻔﻜﻔﺔ اﳌﺸﻬﺪ وﺣﴫﻩ ،وإمنﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺪود ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻻإرادﻳﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺔ وﺣﺪة ﻣﺸﺎﻫﺪة ذات ﻟﻮن ﻏﺎﻣﻖ ﺿﻤﻦ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻻﺣﺪود ﻟﻪ ،ﻣﺘﺨﻴﻞ ذي ﻟﻮن ﻓﺎﺗﺢ ،ﻳﻨﺴﺎح اﻟﻔﻜﺮ ﻣﻌﻪ ،ﰲ اﺗﺴﺎع ﻻﻣﺤﺪود. ً »ﻓﺎﻷﺳﺎس اﻟﺠﻮﻫﺮي ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻦ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺮؤﻳﺔ ﻟﺪى ﻣﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﺣني ﻳﺼﺒﺢ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻗﺎدرا ﻋﲆ ﺗﺼﻮرﻩ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ..ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻪ ذﻫﻨﻪ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺑﻼ اﻧﻘﻄﺎع«. إﻧﻪ اﻟﻔﻦ اﻟﺬي ﻳﺘﺠﻪ ﰲ اﻟﻔﺮاغ اﱃ ﻣﺎﻻﻧﻬﺎﻳﺔ) ...وﻟﻠﻪ اﳌﴩق واﳌﻐﺮب ﻓﺄﻳﻨام ﺗﻮﻟﻮا ﻓﺜﻢ وﺟﻪ اﻟﻠﻪ(.
-ﻣﻞء اﻟﻔﺮاغ:
ﻋﻤﻞ اﻟﻔﻨﺎن ﻋﲆ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻄﻮح ،ﺣﺘﻰ ﻛﺎد ﻳﻘﴤ ﻋﲆ اﻟﻔﺮاغ ﻗﻀﺎء ﺗﺎﻣﺎً ،وﻗﺪ ﺳﻠﻚ اﱃ ذﻟﻚ أﻛرث ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﺎرة ﰲ ﻣﻞء اﻟﻔﺮاغ ﺑﺰﺧﺮﻓﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﺘﻨﻘ ًﻼ ﻣﻦ اﻟﺼﻐري اﱃ اﻷﺻﻐﺮ ،وﺗﺎرة ﻳﻌﻤﺪ اﱃ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻓﻴﻤﻠﺆﻫﺎ ﺑﺨﻄﻮﻃﻪ..ﻓﻴﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﻄﺢ ،أو ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺑني اﻟﻀﻮء واﻟﻈﻞ.. ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﺛري اﻟﺠامﱄ اﻟﺮاﺋﻊ. إن ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ﰲ اﻟﻔﻦ اﻟﺰﺧﺮﰲ ،ﻳﻮﺿﺢ أن اﻟﻔﻨﺎن ﻳﺤﺐ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻔﺮاغ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻐﻄﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ وﺟﻮدﻩ .وﻫﻮ ﻣﺎ ميﺜﻞ )ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻔﺮاغ( أو )اﻟﻔﺰع ﻣﻦ اﻟﻔﺮاغ( .وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ إذاﺑﺔ ﻣﺎدة اﻟﺠﺴﻢ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﻨﻈﺮ اﱃ اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻐﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻴﻬﺎ. واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ إذاﺑﺔ ﻣﺎدة اﻟﺠﺴﻢ وﺗﺤﻄﻴﻢ وزﻧﻪ وﺻﻼﺑﺘﻪ وإﻋﻄﺎﺋﻪ اﻟﺨﻔﺔ، اﺗﺠﺎﻩ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻪ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ متﻴﺰ ﻓﻨﻮن اﻟﴩق ..وﻟﺬﻟﻚ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﺎن اﳌﺴﻠﻢ اﻟﺰﺧﺎرف اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل اﱃ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ. وأﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﻨﺎك أﻛرث ﻣﻦ ﺑﺎﻋﺚ وراء ﻫﺬا اﳌﺴﻠﻚ ،وﻛﻠﻬﺎ ذات ﺻﻠﺔ وﺛﻴﻘﺔ
ﺑﺎﳌﻨﻬﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ. إن ﺧﺎﺻﻴﺔ »ﻣﻞء اﻟﻔﺮاغ« ﺗﺘﻔﺮع ﻣﻦ اﳌﻴﺰة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻫﻲ »اﻻﺗﺴﺎع« ،إن اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺎﺑﻊ ﺑﺨﻴﺎﻟﻨﺎ ﻣﺸﻬﺪﻩ ﺧﺎرج ﺣﺪود اﻟﻠﻮﺣﺔ ،أراد ﻣﻨﺎ أن ﻧﺘﺠﻪ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻵﺧﺮ ،ﻓﻨﺘﺎﺑﻊ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ زﺧﺎرﻓﻪ – ﻛﺎﻷﻃﺒﺎق اﻟﻨﺠﻤﻴﺔ – ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ اﱃ زﺧﺎرف أﺧﺮى ﰲ داﺧﻠﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻘﻮدﻧﺎ ﻫﺬﻩ اﱃ أﺧﺮى ﰲ داﺧﻠﻬﺎ...إﻧﻪ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻟﺨﺎﺻﺔ اﻻﺗﺴﺎع ،وﻟﻜﻦ ﰲ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻵﺧﺮ – أي داﺧﻞ اﻟﻠﻮﺣﺔ – وﺑﻬﺬا ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺧﺎﺻﻴﺔ أﺧﺮى وﻫﻲ ﺧﺎﺻﺔ »اﻟﺸﻤﻮل« إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺧﺎﺻﻴﺔ »اﻟﺘﻨﺎﻇﺮ ﰲ اﻻﻣﺘﺪاد ،اﻻﻣﺘﺪاد ﺧﺎرج اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻊ اﻟﺨﻴﺎل.. واﻻﻣﺘﺪاد داﺧﻞ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻋﱪ اﻟﺰﺧﺎرف ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻞ اﱃ أﺻﻐﺮ ﺟﺰﺋﻴﺔ ..ﺛﻢ ميﺘﺪ اﻟﺨﻴﺎل ﻣﻊ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺬا اﻹﺑﺪاع اﳌﺴﺘﻤﺮ... و»اﻟﻔﺮاغ« أﻣﺮ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻪ ﰲ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ اﳌﻨﻬﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،إن ﻋﻤﻮﻣﻪ وﺷﻤﻮﻟﻪ مل ﻳﺒﻘﻴﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﺮاﻏﺎً ،ﺣﻴﺚ ﺿﺒﻂ اﳌﻨﻬﺞ ﻛﻞ ﺻﻐرية وﻛﺒرية ﻓﻜﺎن اﻟﺘﺼﻮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻨﻪ ﺗﺼﻮراً ﻛﺎﻣ ًﻼ وﺷﺎﻣ ًﻼ ودﻗﻴﻘﺎً.
15
-اﻟﻼ ﻃﺒﻴﻌﺔ:
ﺗﻠﻚ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻧﺆﻛﺪ ﻫﻨﺎ أن اﻟﻔﻨﺎن ﺳﻠﻚ ﰲ رﺳﻤﻪ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ اﱃ اﻟﻼﻃﺒﻴﻌﺔ ﰲ ﻓﻨﻪ ،ﻓﻜﺎن إﺧﺮاﺟﻪ ﻟﻬﺎ ،إﺧﺮاﺟﺎً ﺟﺪﻳﺪاً ،ﺑﺤﻴﺚ ﺳﻴﻄﺮ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ .ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻮرﻗﺔ واﻟﺸﺠﺮة واﻟﺰﻫﺮة.. ﻟﻜﻨﻪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺻﻮرﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻩ رﻣﺰ ﻟﻮرﻗﺔ أو ﻟﺰﻫﺮة ..ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﺻﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺎﻳﺮﺑﻄﻪ ﺑﻪ ،وﻟﻜﻨﻪ ﳾء ﺟﺪﻳﺪ .وﻣام ﻳﺆﻛﺪ ﻧﻔﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﰲ إﻧﺘﺎج اﻟﻔﻨﺎن ذﻟﻚ اﻟﺘﻜﺮار ..اﳌﺘﺘﺎﺑﻊ اﳌﺘامﺋﻞ..إﻧﻪ ﻳﺆﻛﺪ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﺎﻟﻼﻃﺒﻴﻌﺔ ،إذ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ – ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻴﺔ – وﺟﻮد ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﺸﻬﺪ اﳌﻜﺮر اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻮ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎً ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘامﺳﻜﺔ ﻻﻧﻬﺎﺋﻴﺔ .وﺑﻬﺬﻩ اﳌﻌﺎﻟﺠﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﱃ وﺣﺪات زﺧﺮﻓﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ،ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻬﻨﺪﳼ.
وﻫﻜﺬا ﻇﻞ ﻣﻮﻗﻔﻪ إزاء اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺛﺎﺑﺘﺎً ،ﻷﻧﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻨﻬﺠﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻧﺰﻋﺔ ﻋﺎرﺿﺔ ﺗﺄيت ﺑﻬﺎ ﻣﺪرﺳﺔ ،وﺗﺬﻫﺐ ﺑﻬﺎ أﺧﺮى ...إن »اﻟﻼﻃﺒﻴﻌﺔ« ﻣﻴﺰة أﻛﻴﺪة ﻣﻦ ﺧﻮاص اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ. وﻧﺤﺐ أن ﻧﺨﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﻓﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ،مبﺎ ﻗﺎﻟﻪ »روﺟﻴﻪ ﺟﺎرودي« إذ اﺳﺘﻄﺎع ﺑﻜﻠامت ﻗﻠﻴﻠﺔ أن ﻳﻮﺿﺢ اﻟﻐﺎﻳﺔ وﻳﺒني اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ: »إن ﻓﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﻌﺮيب ،ﻳﺘﻄﻠﻊ اﱃ أن ﻳﻜﻮن إﻋﺮاﺑﺎً منﻄﻴﺎً ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم زﺧﺮﰲ ،ﻳﺠﻤﻊ ﺑﺂن واﺣﺪ ﺑني اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ واﻟﻮزن. وإن ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻌﻘﲇ ،ﻳﺆﻟﻔﺎن دوﻣﺎً اﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﻘﻮﻣﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ.«...
وﻛام ﻛﺎن اﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻟﺰﻫﺮة واﻟﻮرﻗﺔ واﻟﺸﺠﺮة ،ﻛﺎن اﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت واﻟﻄﻴﻮر اﻟﺘﻲ أدﺧﻠﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن ﰲ ﻓﻨﻪ ﻛﻮﺳﺎﺋﻞ زﺧﺮﻓﻴﺔ أﻳﻀﺎً ،ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺴﻠﺒﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺤﻴﺔ ،وأن ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻬﺎ اﱃ اﻟﻼﻃﺒﻴﻌﺔ ،ﺗﺎرة ﺑﺘﺤﻮﻳﺮ اﻟﺸﻜﻞ ،وﺗﺎرة ﺑﺎﺳﺘﻌامل اﻷﻟﻮان اﻟﺘﻲ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻄﻴﻮر واﻟﺰﻫﻮر ..وﺗﺎرة ﺑﺎﺧﱰاع ﺣﻴﻮاﻧﺎت ﻻ وﺟﻮد ﻟﻬﺎ. »إن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ رﺳﻮم ﻫﺬﻩ اﻟﻄﻴﻮر واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻬﻲ أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ أو ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ،ﻛام ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﺧﺮف أﺟﺴﺎﻣﻬﺎ مبﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺰﺧﺎرف ،أو ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺎت إﻣﻌﺎﻧﺎً ﰲ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ اﱃ ﻋﻨﺎﴏ زﺧﺮﻓﻴﺔ ،وإﺑﻌﺎداً ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ«.
ج -اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب ﺟﺪﻳﺪ ﰲ إﻧﺘﺎج اﻷﻋﻤﺪة ذات اﻟﺘﻴﺠﺎن ﻣﻦ أﺳﻔﻞ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﻋﲆ ﻓﻘﻂ وﻫﻮ منﻂ ﻣﻌامري إﺳﻼﻣﻲ ﻣﺒﺘﻜﺮ ﻳﻀﻴﻒ ﻷﻋﻤﺪة اﳌﺴﺎﺟﺪ ﺟامﻻ ﺟﺪﻳﺪا ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ. أ -اﻟﺠﻤﻊ ﺑني ﻣﺠﻤﻞ ﻃﺮز اﻟﻌامرة واﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻊ ﺑني اﳌﻨﺎرات اﻟﴩﻗﻴﺔ واﳌﻨﺎرات اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ واﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺸﺄ واﺣﺪ ﻛام ﻟﻮ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﻣﴩﻗﻪ ﳌﻐﺮﺑﻪ.
ب -ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻓﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺮﺧﺎم وذﻟﻚ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ اﻟﺒﺪﻳﻌﺔ اﺳﺘﺨﺪام أﺣﺠﺎر ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ أﻟﻮاﻧﻬﺎ وﻻ ﺗﺰول أﺑﺪا .
ث -ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻓﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺰﺟﺎج ﺑﺎﻻﻫﺘامم ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﻮاﻓﺬ اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ اﳌﻠﻮﻧﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎل أﻛرث إﺑﺪاﻋﺎ ودﻗﺔ مل ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ت -اﻫﺘامﻣﻪ ﺑﻔﻦ اﻷﻟﻮان وﺗﻨﺎﻏﻤﻬﺎ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ دﻗﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﻧﺘﺎج ﻓﻦ إﺳﻼﻣﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﺴﺠﺎد ،ﻓﺎﻷرض واﻟﺤﻮاﺋﻂ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﻨﻴﺔ.
16
أﻛﱪ ﺳﺠﺎدة ﰲ اﻟﻌﺎمل ..أﻟﻮاﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻣﻦ اﻷﻋﺸﺎب
ﻳﻘــﻮل ﻋﻠامء اﻟﻄﺎﻗﺔ :إن اﻟﻠﻮن اﻷﺧﴬ ﻫﻮ ﻟــﻮن اﻟﺤﺐ وﻟﻮن ﻣﺎدة اﻟﺤﻴﺎة ﰲ اﻟﻜــﻮن وﻛﻞ ﻣــﺎ ﻫﻮ أﺧﴬ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻴــﺎة ﻓﻴﻪ روح وﻳﻨﺒﺾ ﺑﺎﻟﺠــامل ،ﻓﺎﳌﻮﺟﺎت اﻟﺨﴬاء اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ اﻻﻧﴩاح ﻋﲆ ﻗﻠﺐ اﻹﻧﺴــﺎن وﻧﻔﺴــﻪ ﺣني ﻳﺮاﻫﺎ ﻳﺸــﻌﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﳌﺤﺒﺔ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﺬات. وﺳــﺤﺮ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﴬ ﻳﻌﺎﻧﻖ ذاﻛﺮة اﻹﻣﺎرات،ﻷن ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻛﺎن ﻣﺤﺒﺎ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ واﻻﺧﴬار وآﻣﻦ ﺑﺄن ﻟﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﲆ اﻹﻧﺠﺎز. ﻛﴬب وﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺴﻮﻏﺎ ﺑﺬﻟﻚ أن ﺗﱰاءى اﻟﺴﺠﺎدة ٍ ﻣﻦ رﻗﻴﻖ اﻟﺪﻳﺒﺎج وﻟﻮﻧﻪ اﳌﺨﴬ ﻛﺴــﻨﺪس ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺮ ﺳﻴﻖ ﻣﻦ ﺑني اﻟﺠامل واﻟﺠامل وﻣﻼﻣــﺲ اﻟﺼــﻮف وﻧﻌﻮﻣﺔ اﻟﻘﻄﻦ ،وﺗﺸــﻜﻴﻠﺘﻬﺎ ﺗﺮﻓــﻞ ﺑﺎﻟﺰﻫﻮر اﻟﻨﺪﻳــﺔ اﻟﺮﻗﺮاﻗﺔ، ﺣﻀﻮرﻫﺎ واﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺒﻌﺜﺎن ﻋﲆ اﻟﻄأمﻧﻴﻨﺔ واﳌﺤﺒﺔ واﻟﺴﻼم. ﻫــﻲ ﻣﻦ روح ذﻟﻚ اﻟﻘﻠــﺐ اﳌﻔﻌﻢ ﺑﺎﻻﺧﴬار اﻟﺬي أﻳﻘﻦ آﻳــﺎت اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ واﺳــﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﺠﻨﺎن ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ورؤﻳﺔ اﻷﻟﻮان ﻓﺎﻧﻌﻜﺴــﺖ أﻟﻮان اﻟﺴﺠﺎدة ﻋﲆ اﻟﴫح اﻟﻌﻤﻼق ﺑﺤﺠﻤﻬﺎ ورﺣﺎﺑﺔ أﻟﻮاﻧﻬﺎ. ﺳﺠﺎدة ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ اﻧﻌﻜﺎس ﻟﻠﺰﺧﺮﻓﺔ اﳌﴩﺋﺒﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﻘﺒﺎب ﺗﻜﺎد ﻣﻦ ﺣﻨﻴﻨﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ ﻣﺮآة ﻣﻦ ﺻﻔﺎء اﻟﻠﻮن وﻧﺴﻴﺞ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺪﻗﺔ. ﻣﻔﺘﻮﻧــﺔ ﻫﻲ اﻷﻋــني واﻟﻘﻠﻮب ﺑﻬﺎ.. ﺗــﺮى اﳌﺆﻣﻨــني ﻣﺘﻜﺌني ﻋــﲆ رﻓﺮﻓﻬﺎ ﰲ إميــﺎءة وأﻳــﺎد ٍ وﻗﻠﻮب ﺣﺒﲆ ﺑﺸــﺂﺑﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮات وﻫﻲ ﺗﻘﺮأ ﻗﻮﻟﻪ ﺳــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﱃ " :ﻣﺘﻜﺌــني ﻋﲆ رﻓــﺮف ﺧﴬ وﻋﺒﻘﺮي ﺣﺴﺎن ".
ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺳﺠﺎدة ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري:
• • • • • • • • •
ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﺠﺎدة 5آﻻف و 700ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ واﺳﺘﻐﺮق اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ 12ﺷﻬﺮا. ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺴﺠﺎدة ﻣﻦ أرﺑﻊ ﻗﻄﻊ وزن اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﻜﱪى ﺧﻤﺴﺔ أﻃﻨﺎن وﻧﺼﻒ اﻟﻄﻦ. ﺗﻢ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﺠﺎدة اﺳﺘﺨﺪام ﺣﻮاﱄ 30ﻃﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف و 15ﻃﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻦ. أﴍف ﻋﲆ ﻫﺬا اﳌﴩوع أﻛرث ﻣﻦ 50ﺧﺒريا ﰲ ﻣﺠﺎل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﺠﺎد اﻟﻔﺎﺧﺮ. ﺗﺤﺘﻮي اﻟﺴﺠﺎدة ﻋﲆ ﺧﻤﺲ ﻣﻴﺪاﻟﻴﺎت ﺿﺨﻤﺔ اﳌﺴﺎﺣﺔ ﺗﺘﻤﻮﺿﻊ ﻣﺎ ﺑني اﻟﺰﻫﻮر اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻔﻲ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﺠﺎدة اﻟﺨﴬاء.. ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام 25ﻟﻮﻧﺎ ﻣﺴﺘﺨﻠﺼﺎ ﻣﻦ اﻷﻋﺸﺎب اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﳌﺼﺎدر ﻣﺜﻞ ﺟﺬور اﳌﺪر وﻗﺸﻮر اﻟﱪﻏﻤﻮت اﻟﱪي وﻋﺮوق أوراق اﻟﺸﺠﺮ. ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ 40ﻋﻘﺪة ﻟﻜﻞ 6،5ﺳﻨﺘﻴﻤﱰ مبﺠﻤﻮع 2،5ﻣﻠﻴﺎر ﻋﻘﺪة ﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺴﺠﺎدة. ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﰲ 3ورش ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ 5آﻻف ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ. ﺑﻠﻎ وزن اﻟﺴﺠﺎدة ﺑﻌﺪ اﻛﺘامﻟﻬﺎ ﺣﻮاﱄ 45ﻃﻨﺎً وﻫﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻔﺎﺧﺮة واﻟﺠﻮدة واﳌﻮاد اﻷرﻗﻰ ﻟﺘﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻨﴫاً ﻣﺘﻔﺮداً ﻳﺮﺗﻘﻲ إﱃ ﻣﺴﺘﻮى ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري.
17
ﻛﺄمنﺎ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻧﻮرﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺎمل ﺷﻔﻴﻒ
اﻟﻨﻮر ،ﻛﻠﻤﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ دﻟﻴﻞ ،اﻟﻨﻮر دﻟﻴﻞ ﺑﺬاﺗﻪ ودﻟﻴﻞ إﱃ ذاﺗﻪ ،ﻧﺴﻌﻰ إﱃ اﻟﻨﻮر وﻧﺤﺘﺎج إﱃ اﻟﻨﻮر ﻟيك ﻧﺴﻌﻰ ،ﺳﻮف َ دﻟﻔﺖ إﱃ ﻧﻮر ﻳﺴﻄﻊ وﻳﺘﻨﻮع ﺗﻠﻤﺲ ﻣﺪى ﺻﺪق ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠامت ﺣني ﺗﺪﻟﻒ إﱃ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻟﺘﺸﻌﺮ ﻛﺄمنﺎ َ ﱠ ات اﻟﺴام َو ِ ﻻ ﻟﻴﺄﺧﺬ اﻷﺑﺼﺎر ،وإمنﺎ ﻟﻴﻘﻮد اﻟﻘﻠﻮب إﱃ راﺣﺘﻬﺎ واﻟﻨﻔﻮس إﱃ ﺳﻜﻴﻨﺘﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﱰدد ﺗﺮﻧﻴﻤﺔ اﻟﻀﻴﺎء} :اﻟﻠ ُﻪ ُﻧﻮ ُر ﱠ ﺎﺟ ُﺔ َﻛﺄَ ﱠﻧﻬَﺎ َﻛ ْﻮ َﻛ ٌﺐ ُدرﱢيﱞ ﻳُﻮ َﻗﺪُ ِﻣﻦ َﺷ َﺠ َﺮ ٍة ﱡﻣ َﺒﺎ َر َﻛ ٍﺔ َز ْﻳﺘُﻮ ِﻧ ٍﺔ ﱠﻻ ﺎﺟ ٍﺔ اﻟﺰ َﱡﺟ َ َو ْاﻷَ ْر ِض َﻣ َﺜ ُﻞ ُﻧﻮ ِر ِﻩ َﻛ ِﻤ ْﺸ َﻜﺎ ٍة ِﻓﻴﻬَﺎ ِﻣ ْﺼ َﺒ ٌﺎح ا ْﻟ ِﻤ ْﺼ َﺒ ُﺎح ِﰲ ُز َﺟ َ َْ ﱠﺎس ﴬ ُب اﻟ ﱠﻠ ُﻪ ْاﻷَ ْﻣ َﺜ َﺎل ﻟِﻠﻨ ِ ﴍ ِﻗ ﱠﻴ ٍﺔ َو َﻻ َﻏ ْﺮ ِﺑ ﱠﻴ ٍﺔ َﻳ َﻜﺎ ُد َز ْﻳ ُﺘﻬَﺎ ﻳ ُِﴤ ُء َوﻟَ ْﻮ ﻟَ ْﻢ َ ْمت َﺴ ْﺴ ُﻪ َﻧﺎ ٌر ﱡﻧﻮ ٌر ﻋ ََﲆ ُﻧﻮ ٍر َﻳ ْﻬ ِﺪي اﻟ ﱠﻠ ُﻪ ﻟِﻨُﻮ ِر ِﻩ َﻣﻦ َﻳ َﺸﺎ ُء َو َﻳ ْ ِ ُ ﱠ ﱢ َ ْ َواﻟﻠ ُﻪ ِﺑﻜﻞ ﳾ ٍء َﻋ ِﻠ ٌﻴﻢ { ﺻﺪق اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ. ﺗﺘﻸﻷ ﺛﺮﻳﺎت ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻛام ﺗﺘﻸﻷ اﻟﻨﺠﻮم ،ﻟﺘﺒﺪو وﻛﺄمنﺎ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻧﻮرﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺎمل ﺷﻔﻴﻒ وﺗﺴﻜﺒﻪ ﰲ وداﻋﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻮرﻳﻘﺎت اﳌﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻋﲆ ﺣﻮاﺋﻂ وﺟﺪران اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﺘﻨﻄﻖ ﻣﻌﻬﺎ آﻳﺎت اﻟﻘﺮآن وأﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ مبﻬﺎرة ﻓﻨﻮن اﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ ﻣﺸﻜﻠ ًﺔ ﺑﺒﻬﺎﺋﻬﺎ دﻋﻮ ًة إﱃ اﻟﺘﺄﻣﻞ ﰲ روﻋﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ. ً ﻳﻘﻮدك اﻟﻀﻮء ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري إﱃ أن ﺗﺬوب ﰲ ﺣﺮوف اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻤﺘﺪا ﻣﻊ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺣﺮوف اﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ أو ﻣﺮﺗﺎﺣﺎً ﰲ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎت اﻟﺘﻮرﻳﻖ اﳌﻨﺴﺎﺑﺔ ﻛﺄمنﺎ ﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺮوح ﰲ ﻓﻀﺎء اﻟﻠﻪ اﻟﻮاﺳﻊ ...ﺗﺮدد :ﺳﺒﺤﺎن اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎن اﻟﻠﻪ ...ﻓﻴﺰداد اﻟﻨﻮر ﻧﻮراً وﻳﺰداد اﻷﻟﻖ أﻟﻘﺎً. ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺛﺮﻳﺎت ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري: • ﻳﻀﻢ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺳﺒﻊ ﺛﺮﻳﺎت ﺑﺄﺣﺠﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ متﺜﻞ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ راﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ واﻷﻟﻮان ،وﺟﻤﻴﻊ اﻟرثﻳﺎت ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎل اﻻﺳﱰاس اﻟﺸﻔﺎف ﺑﺎﻷﻟﻮان اﻷﺧﴬ واﻷﺣﻤﺮ ،وﻫﻴﻜﻠﻬﺎ ﻣﻄﲇ ﺑﺎﻟﻨﺤﺎس واﻟﺬﻫﺐ ﻋﻴﺎر 24ﻗرياﻃﺎً. • ﺗﻢ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟرثﻳﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﺨﺼﺼني ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل. • ﺗﻀﻢ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ أﻛﱪ ﺛﺮﻳﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ واﻟﺤﺠﻢ ،ﻳﺒﻠﻎ ﻗﻄﺮﻫﺎ 10أﻣﺘﺎر ﺑﺎرﺗﻔﺎع 15ﻣﱰا ،وﺗﺰن 9،5ﻃﻦ ،وﻗﺪ ﺿﻤﺖ ﻫﺬﻩ اﻟرثﻳﺎ أﻛﱪ ﻋﺪد ﺣﺒﺎت ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎل،ﺗﻌﺪ ﺑﺎﳌﻼﻳني، وﻳﱰاوح ﻃﻮل اﻟﺤﺒﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻦ 9ﺳﻨﺘﻤﱰ اﱃ 15ﺳﻨﺘﻴﻤﱰات.
18
ﻟﻠﻤﻨﱪ ﺣﻜﺎﻳﺔ أﺧﺮى ،ﻳﺤﻜﻴﻬﺎ ﺧﺸﺐ اﻟﻌﻮد ﺑﻌﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﺠامل واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ،وﻫﻮ ﻳﺒﺪو ﻓﺎرﻫﺎ ﺑﺘﺸﻜﻴﻠﺘﻪ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﺻﺪاف واﺷﻜﺎل اﻟﻮرد واﻟﺬﻫﺐ. ﻳﻐﻤﺮك اﳌﻨﱪ ﺷــﻌﻮرا وأﻧﺖ ﺗﻘﻒ أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺘﺄﻣﻼ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠــﻪ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻣﺸــﺪوﻫﺎ ﻟﺸــﻤﻮﺧﻪ ،وأﻧﻔﺘﻪ ،وﺣﻀﻮرﻩ اﳌﻠــيك ﰲ أﺑﻬﺔ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ وﻣﺸــﺪوﻫﺎ ﻟﺬاك اﻻﻧﺴــﺠﺎم ﺑني أﻋﻤﺪﺗﻪ وﻗﺎﻋﺪﺗﻪ وﺳﻘﻔﻪ و اﻟﻔﻀﺎءات اﻟﺘﻲ متﻸ ﺟﻮاﻧﺒﻪ وﻫﻲ ﺗﺤﺎيك ﻓﻦ اﳌﻮازﻳﻴﻚ ومتﻮﺟﺎت ﺧﻄﻮﻃﻪ ،واﻟﻨﺠﻤﺔ اﻟﺨامﺳــﻴﺔ ﺗﺘﻸﻷ ﰲ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪﻫﺸــﺔ، ﺗﺼﺎﻋﺪﻳﺎ إﱃ أﻋﲆ درﺟﺎﺗﻪ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪدﻫﺎ إﺣﺪى ﻋﴩ درﺟﺔ.
ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﳌﻨﱪ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري: اﳌﻨﱪ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ اﻟﻌﻮد اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻄ ّﻌﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪف ميﺘﺎز ﺑﻨﻘﻮش ﻣﻦ اﻟﻮرد ﻣﺮﺻﻊ ﺑﺎﻷﺻﺪاف اﻋﺘﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﻓﻦ اﳌﻮزاﻳﻴﻚ ﻣﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ اﻷﺑﻴﺾ
• • • • • • • ﻳﻀﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺷﻜﺎل اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ
اﺣﺘﻮى ﻋﲆ 11درﺟﺔ ﻟﻴﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺣﺠﻢ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻜﺒرية.
19
58ﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل
ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻟﻘﺒﺎب ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري: • ﻳﻀﻢ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ 82ﻗﺒﺔ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﻔﻦ اﳌﻌامري اﳌﻐﺮيب وﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم اﻷﺑﻴﺾ. • ﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺑﻮﺟﻮد ﺛﻼث ﻗﺒﺎب رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻛﺒرية ﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ مل ﻳﺴﺒﻖ وﺟﻮدﻫﺎ ﰲ ﺗﺼﺎﻣﻴﻢ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻗﻠﻴﻠﺔ. • ﺗﻐﻄﻲ اﻟﻘﺒﺎب اﻷروﻗﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﱃ اﳌﺪاﺧﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ واﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ. • ﺗﻌﺪ اﻟﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل ،وﻓﻘﺎً ﳌﺮﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﱰيك ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ. • ﻳﺒﻠــﻎ اﻟﻘﻄــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ 32.8ﻣﱰ ،ﺑﻴﻨام ﺗﻌﻠﻮ ﻋﲆ ارﺗﻔﺎع 70ﻣــﱰ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ و 85ﻣﱰ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج. • ﺗﺰن اﻟﻘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ أﻟﻒ ﻃﻦ وﻗﺪ ﺗﻢ زﺧﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﺎﻟﺠﺒﺲ اﳌﻘﻮى ﺑﺎﻷﻟﻴﺎف ﺑﺰﺧﺎرف ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﺻﻤﻤﺖ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﱃ آﻳﺎت ﻗﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ.
ﺗﺒﺪو ﻗﺒﺎب ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﺄمنﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺎرج ﻟﻠﺮوح ﻣﻦ اﻷرض إﱃ اﻟﺴــامء ،أو ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﺒﺎل ﻣﻦ ﻧﻮر ﺗﺘﻸﻷ ﻓﻀﺘﻬﺎ ﻟﺘﺸــﻜﻞ اﻣﺘﺪاداً ﻟﺼﻔﺎء اﻟﺴامء اﻟﺰرﻗﺎء ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬــﺎ ،ﻣﺆﻛﺪة ﺑﺒﻬﺎﺋﻬﺎ اﳌﻨﻈﻮر أن اﻟﺠﺎﻣﻊ إمنﺎ ﻫﻮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺎع ﻳﺼﻞ اﻟﻌﺒ َﺪ ﺑﺮﺑﻪ. أﺑﺪاً مل ﺗﻜﻦ اﻟﻘﺒﺔ ﰲ اﻟﻌامرة اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﻣﺠﺮد ﺷــﻜﻞ ،إمنﺎ ﻫﻲ ﻧﻈﺎم ﻣﻬﻤﺘﻪ أن ﻳﻬﻴﺊ ﻟﻠﻌﺒﺪ اﻟﻔﺴــﺤﺔ اﳌﻨﺎﺳــﺒﺔ ﻟﻴﻨﺎﺟﻲ رﺑــﻪ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﻄﻤﱧ ،ﺣﻴــﺚ ﺗﺤﴫ ﻗﺒ ُﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻗﺒ َﺔ اﻟﺴــامء وﺗﺘﺼﻴﺪ أﺷــﻌﺔ اﻟﺸــﻤﺲ ﻟﺘﻐﺰل ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻮراً ﻇﻠﻴ ًﻼ ﺗﻔﺮﺷﻪ ﻋﲆ رؤوس اﳌﺼﻠني وأﻛﻔﻬﻢ اﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﺑﺎرئ اﻟﻨﻮر واﻟﻈﻼل. اﻟﻘﺒﺎب ﻣﻘﺎﻣﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺘﻮاﻓﻘﺔ ﰲ ﻟﺤﻦ ﻓﺮﻳﺪ ،اﻟﻘﺒﺎب اﻧﺤﻨﺎء ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﰲ اﻟﻮاﺣﺎت ،اﻟﻘﺒﺎب ﺗﻼل اﻟﺮﻣﻞ ﰲ ﺣﻨﻴﻨﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺴــامء ،اﻟﻘﺒﺎب ﺗﺪﻓﻖ اﳌﻴﺎﻩ ﰲ ﺑﺮك اﻷﻧﺪﻟﺲ ،اﻟﻘﺒﺎب اﺣﺘﻔﺎء اﻷرض ﺑﺎﻟﺴــامء ،وﺣﻨﻮ اﻟﺴــامء ﻋﲆ اﻷرض ،اﻟﻘﺒﺔ ﻓﺮاغ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮن. ً ﺗﺒﺪو اﻟﻘﺒﺔ اﻟﻜﱪى ﺑﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﺸﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻮء ﺗﺤﻤﻠﻚ ﺑﺰﺧﺎرﻓﻬﺎ وﺗﻘﺴﻴامت اﻟﻨﻮر واﻟﻈﻼل اﳌﻨﺴــﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﱃ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﺮوﺣﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﻈﻬﺮ اﻷﺷــﻴﺎء وﻳﺤ ّﺮك ﰲ اﳌﺘﺄﻣﻞ ﺧﻴﺎﻟﻪ وﻳﴤء ﻧﻮرﻩ اﻟﺪاﺧﲇ اﻟﺬي ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻟﺒﺼرية ﻓﻴﺴﺠﺪ ﺷﻜﺮاً ﻟﻠﻪ.
20
ﺍﻹﺿـــﺎﺀﺓ ﺍﻟﻘﻤﺮﻳـــﺔ ﻓﺘﻨـــﺔ
ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻵﺳـــﺮﺓ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
ﻟﻺﺿــﺎءة دور ﻣﻬﻢ ﰲ ﻋﻜﺲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟامﻟﻴﺎت ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة ﺳــﻮاء ﻋــﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺮوﺣﺎين واﻟﻔﻜﺮي أواﳌﻌﻨﻮي ..ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻢ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺨﱪاء واﺳﺘﺸﺎرﻳني ﺑﺎرزﻳﻦ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل. وﻗﺪ ﺗﻢ وﺿﻊ ﻓﻜﺔ ﺗﻌﻄﻲ اﻹﺿﺎءات ﺗﺄﺛريا ﻣﻤﻴﺰا ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻊ. اﻹﺿﺎءة اﻟﻘﻤﺮﻳﺔ: ﻋﻨﺪﻣــﺎ ﻳﺼﺒــﺢ اﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻬﻼل ﺗﻌﻄــﻲ اﻹﺿﺎءة اﻟﻠﻮن اﻷزرق اﻟﻐﺎﻣــﻖ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ وﺗﺘﻔﺘﺢ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺑﺸــﻜﻞ اﻧﺴــﻴﺎيب إﱃ أن ﻳﺼــﻞ اﻟﻘﻤﺮ إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﺪر وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﺒــﺢ ﻟﻮن اﻟﺠﺎﻣﻊ أﺑﻴﺾ ﺻﺎﻓﻴﺎ وﻫﺬﻩ اﻹﺿﺎءة ﻣﱪﻣﺠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﻮﻓﺖ وﻳﺮ ،وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺪﻳﺮ ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﺠﻬﺎز واﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺪرﺟﺎت اﻟﻠﻮن إﻻ ﺿﻮء اﻟﻘﻤﺮ. وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﺠﻠﺔ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎءة ﺗﻌﻄﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﺆﺛﺮات ﻛﺎﻟﺴﺤﺎب ﻣﻨﻈﺮا ﺟﻤﻴﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﺿﺎءات ,ﻟﺘﻌﻄﻲ إﻳﺤﺎءات ﻛﺄﺷﻜﺎل ﺳﺤﺐ ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﺒﻠﺔ.
21
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻤﻨﺠﺰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺃﺳﺮﻧﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻈﻠﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻗﺘﻨﺎﺹ ﺭﻭﻋﺘﻪ ﺗﺮﻭﺍﺩﻧﻲ
ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻟﺮﺻﺪ ﻧﺒﺾ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
22
26
32
22
"ﻣﻨﺬ أن ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻔﻜﺮة ﺑﻨﺎء ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري دﻋﻮت رب اﻟﻌﺎﳌــني أن ﺗﻜﻮن ﱄ ﺑﺼامت ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ...وﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ دﻋﻮيت ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠــﻪ" ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة اﺳــﺘﻬﻞ اﻟﺨﻄﺎط ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻨﺪى ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺣﻮل ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﺤﺮاب ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري، ﻳﻘــﻮل ":ﰲ ﺑﺪاﻳــﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺣريﺗﻨﺎ ﻛﺒرية ﺣﻴــﺎل اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐــﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺻﻮرﺗــﻪ اﻷﺧرية ،ﻣام دﻋﺎين إﱃ اﻻﺟﺘﻬﺎد ﰲ دراﺳــﺔ منــﺎذج أﻫﻢ اﻟﺠﻮاﻣﻊ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻷﻛﺘﺸــﻒ أﻧﻬﺎ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴامت مبﺴﺎﺣﺎت ﻛﺒرية ﻷﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ". وﻳﺆﻛــﺪ ﻣﻨﺪي أن ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﻮاﻟﺪ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳــﺪ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ- ﻛﺎﻧﺖ ﴎ اﻹﻟﻬﺎم وﺳﺒﺐ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﰲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑــﻪ وﻳﻘﺪﻣﻪ ﻋــﲆ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺎ أﻧﺠﺰﻩ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣــﻦ أﻋامل .وﻳﻀﻴﻒ: "ﻛﻨﺖ أمتﻨﻰ أن ﻳﺮى اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳــﻠﻄﺎن -ﻃﻴﺐ
اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ –ﻋﻤﲇ ﻫﺬا ،وأن أﻗﺮأ أﻣﺎم أيب زاﻳﺪ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -أﺳــامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ وأﻗﻮل ﻟﻪ :ﺣﺒﻲ ﻟﻚ أﻟﻬﻤﻨﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﻤﺴﺎت". وﻳﻘﻮل وﻗﺪ اﺳﺘﺤﴬ اﻟﻔﺮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻫﺘﺪى إﱃ اﻟﻔﻜﺮة اﳌﻨﺎﺳــﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ":ﻻﺣﻈﺖ أن ﻣﻌﻈﻢ ﺗﺼﻤﻴامت اﳌﺤﺎرﻳﺐ اﻛﺘﻔﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺳﻄﺮ أو ﺳﻄﺮﻳﻦ ﻣﻦ آﻳﺎت اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﻓﻜﺮت ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﻐﻼل اﳌﺴــﺎﺣﺔ اﻟﻜﺒرية اﳌﺘﻮﻓﺮة ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ،وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وﺟﺪت أن أﻧﺴﺐ ﻓﻜﺮة ﻫﻲ اﺳﺘﺨﺪام أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴــﻨﻰ ﻛﺎﻣﻠ ًﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺴــﺎﺣﺔ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎءت ﻓﻜﺮة ﺗﺼﻤﻴﻢ أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻋﲆ اﳌﺤﺮاب". وﻳﺴــﺘﻄﺮد ﻣﻨــﺪي ﻣﻮﺿﺤﺎً أن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳــﺪ ﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻟــﻪ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ أﻣﻨﻴﺎﺗــﻪ ،وﻫﻲ أن ﺗﻨﺘﻘــﻞ أﻋامﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻮرق اﱃ اﻟﺠﺪران ،وﻳﻘﻮل ":ﻛﻨﺖ ﺳــﻌﻴﺪاً ﻟﻠﻐﺎﻳــﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻌﻤﻞ
وﻻﺣﻈﺖ أن اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺴــﺎءﻟﻮن ﻋﻤﻦ وراء ﻫﺬﻩ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ زﻳﻨﺖ اﳌﺤﺮاب" ،وﻳﻀﻴﻒ ﺑﺴــﻌﺎدة ":ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺳﺄل ﻋﻦ أﻋامﱄ اﻵن ﻓﺈﻧﻨــﻲ أﺟﻴــﺐ :ﺗﺠﺪوﻧﻬــﺎ ﻋﲆ ﺟــﺪران ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري". وﻳﻜﺸــﻒ ﻣﻨﺪي اﻟﴪ وراء اﺧﺘﻴﺎرﻩ ﻟﻠﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ اﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ ،ﻳﻘﻮل ":إﻧﻪ ﺧﻂ وﺳــﻂ ﺑني اﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ اﳌﺴــﺘﺨﺪم ﰲ اﳌﺼﺎﺣــﻒ وﺑني اﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﰲ اﻟﻬﻨﺪﳼ" وﻳﻀﻴــﻒ ":ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺄيت اﻟﺨــﻂ اﻟﻜﻮﰲ اﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﻣﺰﺧﺮﻓﺎً ﰲ اﳌﺴــﺎﺣﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،ومبﺎ أن اﻟﺠﺎﻣــﻊ ﻣﲇء ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ أﺳــامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴــﻨﻰ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ وﺟﲇ متﻜﻦ ﻗﺮاءﺗﻪ". وﻗﺪ اﺳــﺘﻐﺮﻗﺖ ﻛﺘﺎﺑﺔ أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴــﻨﻰ ﻣﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺧﻼل اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻷﺳــامء ﺑﺎﻟﺤﱪ ،ﺛﻢ ﺗﻢ اﻟﻌﻤﻞ
23
اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ واﻟﺨﻂ واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ.
ﻋــﲆ ﺗﻜﺒريﻫــﺎ وإﺿﺎﻓــﺔ اﻟﺮﺗﻮش ﻟﻬﺎ ﺧــﻼل اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ،
وﻳﻘــﻮل ﻣﻨﺪي إن اﻟﻘﺒﺎب اﻟﺜﻼث اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ
ﺑﻮاﺳــﻄﺔ ﺑﺮاﻣﺞ ﺣﺪﻳﺜــﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺣﻔﺮﻫــﺎ ﺑﺎﻟﻠﻴﺰر ﰲ
أﻋامل اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺨﻄﺎط اﻟﱰيك ﺣﺴﻦ ﺟﻠﺒﻲ أﻧﺠﺰﻫﺎ ﺑﺨﻂ اﻟﺜﻠﺚ
اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻷﺧرية.
اﳌﺮﻛﺐ ،وﺟﻠﺒﻲ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻤﻲ وأﺳﺘﺎذي اﻟﺬي ﻣﻨﺤﻨﻲ اﻹﺟﺎزة ﰲ
وﻳﺨﺘﺘــﻢ ﻣﻨــﺪي ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ " :ﻋﻨﺪﻣــﺎ أﺻﲇ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري أﺟﺪين ﻻ إرادﻳﺎً أدﻋﻮ وأﻗﻮل :ﻳﺎ رب ﺑﺄﺳامﺋﻚ
وﻳﻘــﻮل ﻣﻨــﺪي ":ﻗﻤﻨــﺎ ﺑﺤﻔﺮ اﻟﺤــﺮوف ﻣــﻦ اﻟﺪاﺧﻞ
ﺧﻄﻲ اﻟﺜﻠﺚ واﻟﻨﺴﺦ ،وﻫﺬا اﻷﺧري ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﺻﻌﺐ اﻟﺨﻄﻮط
اﻟﺤﺴﻨﻰ إﺟﻌﻞ ﻗﱪ زاﻳﺪ روﺿﺔ ﻣﻦ رﻳﺎض اﻟﺠﻨﺔ واﺟﻌﻠﻪ ﻳﻜﻮن
وﺗﻄﻌﻴﻤﻬــﺎ ﺑﺎﳌﻮزاﻳﻴــﻚ ﺣﻴﺚ أن ﻫــﺬﻩ اﻟﺨﺎﻣﺔ ﻗــﺎدرة ﻋﲆ اﻟﺘﺤﻤﻞ ﳌﺪد ﻃﻮﻳﻠﺔ دون أن ﺗﻔﻘﺪ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ،ﻣﺸــرياً إﱃ أﻧﻪ
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻳﻀﻴﻒ ﻣﻨﺪي ":ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻓﻀﻞ آﺧﺮ ﻋﲇ ﰲ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻣﻌﺎً )أﺳﺘﺎذي وأﻧﺎ واﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮيب(.
ﰲ اﻟﻔﺮدوس اﻷﻋﲆ". وﻳﻀﻴﻒ ﻣﻨﺪي ﻣﺸــرياً إﱃ ﻣﺪى اﻟﻔﺨﺮ اﻟﺬي ﻳﺸــﻌﺮ ﺑﻪ
وﻳﺸــري ﻣﻨﺪي إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻃني اﻟﺬﻳﻦ أﺳﻬﻤﻮا
ﻟﺘﻤﻜﻨــﻪ ﻣﻦ ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﺬي ﻋﻜﻒ ﻋﲆ ﺑﻨﺎﺋﻪ
وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺨﻄﺎط ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻨﺪي أن اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻢ أﺳامء
ﺑﺄﻋامﻟﻬــﻢ ﰲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺨﻄﺎط اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ
اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴــﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ ﺧﻀﻊ ﻷرﻗﻰ اﳌﻮاﺻﻔﺎت وﺗﻢ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ
اﻟﻨﻮري اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺨﻂ اﻟﻨﺴﺦ ﰲ مثﺎين ﻗﺒﺎب ﺻﻐرية ،واﻟﺨﻄﺎط
ﻓﻨﺎﻧﻮن وﺧﻄﺎﻃﻮن وﻣﻬﻨﺪﺳــﻮن ﻣﻦ ﺷﺘﻰ ﺑﻘﺎع اﻟﻜﻮن ":-ﻟﻘﺪ أﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﺳــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ﻋﲆ زاﻳﺪ ..وزاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻋﱰاﻓﺎً
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻳﻘﻮل ":ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻠﻤﺖ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
اﻟﺴﻮري ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎروق ﺣﺪاد اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺨﻂ مثﺎين ﻗﺒﺎب ﺻﻐرية
ﺑﻨﻌﻤﺔ رﺑﻪ أﻋﻄﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺟﻮدﻩ وﻣﺎزال ﻋﻄﺎؤﻩ ﻣﺴﺘﻤﺮاً ﻣﻦ
وﻗﺒــﻞ أن ﺗﻮﺿﻊ ﻋﲆ اﻟﺠﺪران ﻛﺎن ﻋﻨﺪي ﻳﻘني أن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻀﺨﻢ ﺳﻮف ميﺜﻞ ﻣﻌﻠ ًام ﺣﻀﺎرﻳﺎً ﻛﺒرياً ﺧﺎﺻﺔ وأن اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ
ﺑﺨﻂ اﻟﺜﻠﺚ ،وﻳﻀﻴﻒ ":ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺤﺮص ﻋﲆ
ﺧﻼل أﺑﻨﺎﺋﻪ ﺣﻔﻈﻬﻢ اﻟﻠﻪ ،وﻋﲆ رأﺳﻬﻢ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ
اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﻗﺪ ﺑﻨﺎﻩ وﻛﺎن ﺣﺮﻳﺼــﺎً ﻋﲆ أن ﻳﻘﺪم ﻋﻤ ًﻼ ﺧﺎﻟﺼﺎً
أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ذا اﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ وﺟامﻟﻴﺔ وﺗﻨﻮع". ً وﻳﺆﻛﺪ أن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻗﺪ أﺻﺒﺢ رﻣﺰا ﻟﻮﻃﻨﻨﺎ
ﺧﻠﻴﻔــﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﻋﺎﻩ اﻟﻠﻪ ،ووﱄ ﻋﻬﺪﻩ اﻷﻣني اﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻧﺎﺋﺐ
ﻟﻠﻪ ﻳﺨﺪم اﻟﺪﻳﻦ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء".
وأﻣﺘﻨــﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻮﻧﻪ ميﺜﻞ إﺿﺎﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﳌﻨﺠﺰ اﻟﺤﻀﺎرة
اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ".
ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﳌﻮزاﻳﻴﻚ اﻟﺬﻫﺒﻲ وﻫﻮ أﻏﲆ اﻷﻟﻮان.
24
رأى أﻧﻪ ﻳﻠﺨﺺ ﺑﺮﻫﺎﻓﺔ ﺟﻼل اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻜﻞ ﻓﻨﺎن ﻻﻗﺘﻨﺎص ﻟﻘﻄﺎت ﺑﺪﻳﻌﺔ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﺠامل اﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ
"إن ﻟﺴﺎين ﻳﻌﺠﺰ ﺣﻘﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒري ﺑﺪﻗﺔ ﻋام ﻳﺠﻮل ﰲ ﺧﺎﻃﺮي ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﻔﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ" ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة اﳌﻮﺟﺰة اﺳﺘﻬﻞ اﳌﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ ﻣﺤﻤﺪ اﳌﺮزوﻗﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺣﻮل ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻊ "ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري" اﻟﺬي أﴎﻩ ﺑﺒﻬﺎﺋﻪ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﱃ ﻓﻈﻠﺖ ﺗﺮاودﻩ ﻓﻜﺮة اﻗﺘﻨﺎص روﻋﺘﻪ ﰲ ﻟﻘﻄﺎت إﱃ أن واﺗﺘﻪ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ وﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ أﻣﺎم "ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ" اﻟﺬي ﻃﺎﳌﺎ اﺷﺘﺎق ﳌﺤﺎورﺗﻪ ﺑﻌني ﻛﺎﻣريﺗﻪ. ﻳﻘﻮل اﳌﺮزوﻗﻲ" :وﺿﻌﺖ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﴩوﻋﻲ اﻟﻔﻨﻲ ،وﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺣﺪدت ﺟﺪوﻻً ﺧﺎﺻﺎً ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻌني اﻟﻘﻠﺐ وﻋني اﻟﻜﺎﻣريا "،وﻳﻀﻴﻒ" :ﻳﻘﺎل إن اﳌﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ اﻟﺠﻴﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ ﻧﻘﻞ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﴫﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻟﺮوﻋﺔ واﻟﺘﻌﺒري ،وﻻ أﺧﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة إﻻ أن ﻫﺬﻩ اﳌﻬﻤﺔ ﺗﺒﺪو ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪاً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ أﻣﺎم ﴏح ﻳﻀﺞ ﺑﺎﻟﺮوﻋﺔ واﻟﺒﻬﺎء ﻓﺘﺤﺎر ﻣﻦ أي زاوﻳﺔ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻴﻪ وﰲ أي ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﺪﺳﺔ اﻟﻜﺎﻣريا". وﻳﺼﻒ اﳌﺮزوﻗﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﻌني اﻟﻔﻨﺎن ﻓﻴﻘﻮل " :إﻧﻪ روﻋﺔ ﻣﻦ رواﺋﻊ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﳌﻌامري واﻟﻬﻨﺪﳼ ،ﻳﺠﻤﻊ ﺑني أرﻛﺎﻧﻪ آﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺎرف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ وﺟامﻟﻴﺎت اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﻨﺜﻮرة ﺑﺪﻗﺔ وﺗﻘﻨﻴﺔ
ﻋﺎﻟﻴﺘني ﺑني أﺣﻀﺎن أﻋﻤﺪﺗﻪ اﻟﺸﺎﻣﺨﺔ وﻗﺒﺎﺑﻪ اﳌﻬﻴﺒﺔ" وﻳﻀﻴﻒ اﳌﺮزوﻗﻲ وﻛﺄمنﺎ ﻳﺴﱰﺟﻊ ﻟﺤﻈﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻣﻊ": ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺳﻠﻂ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﱪ اﻟﻌﺪﺳﺔ ﻋﲆ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﻛﺄﻧﻨﻲ ﰲ ﺣﻠﻢ ﺷﻔﻴﻒ وﻣﻬﻴﺐ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛﻨﺖ أﺟﻮل ﺑﻌﻴﻨﻲ ﺑني إﺑﺪاﻋﺎت اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺤﺮﻓﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺄﺷﻌﺮ أﻧﻪ ﻳﻠﺨﺺ ﺑﺮﻫﺎﻓﺔ ﺟﻼل اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻋامرﺗﻪ وﻧﻘﻮﺷﻪ وﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺗﻪ اﻟﺠامﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﳌﺴﺎﺟﺪ اﳌﻨﺘﴩة ﻋﲆ ﺑﻘﺎع ﻫﺬﻩ اﳌﻌﻤﻮرة" وﻳﺴﺘﻜﻤﻞ اﳌﺮزوﻗﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ واﺻﻔﺎً ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ وﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﺑﻌني ﻛﺎﻣريﺗﻪ ﻋﻦ أﻓﻀﻞ زاوﻳﺔ ﻻﻗﺘﻨﺎص اﻟﺮوﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﺑني اﻟﺜامﻧني ﻗﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻤﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﻮع أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ وأﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ،أو وﻫﻮ ﻳﺮﺻﺪ ﻣﻨﺒﻬﺮاً اﻟﺰﺧﺎرف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺴﻮﻫﺎ ،أو وﻫﻮ ﻳﺘﺠﻮل ﻣﺄﺧﻮذاً ﻓﻮق أﻛﱪ ﺳﺠﺎدة ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻳﺪوﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ واﺣﺪة واﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻛﺎن ﻛﺄمنﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺪفء اﻷﻳﺪي اﳌﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﻏﺰﻟﺘﻬﺎ ﺑﺈﺗﻘﺎن ﺑﺎرع وﻋﺒﺄﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف واﻟﻮرود واﺧﺘﺎرت أﻟﻮاﻧﻬﺎ اﳌﺪﻫﺸﺔ ﻟﺘﻜﻮن أﻛﱪ ﺳﺠﺎدة ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ واﺣﺪة .وﻳﻘﻮل اﳌﺮزوﻗﻲ وﻫﻮ ﻳﻠﺘﻘﻂ أﻧﻔﺎﺳﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﺒﻬﺎر " :أﻛرث ﻣﺎ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺑﺔ أﺳامء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ
ﻋﲆ ﺟﺪران اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻟﺘﻲ ﻣﺰﺟﺖ ﺑني أﻧﻮاع ﺷﺘﻰ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻛﺄمنﺎ ُﺻﻨﻌﺖ ﻟﺘﺴﺘﻤﺘﻊ اﻟﻌني ﺑﺮؤﻳﺘﻬﺎ وﻟﻴﺲ ﻟﺘﻘﺮأﻫﺎ ﻓﻘﻂ" وﻳﻀﻴﻒ ﺑﻔﺨﺮ" :إﻧﻬﺎ ﻣﻦ إﺑﺪاﻋﺎت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺨﻄﺎﻃني اﻟﻌﺮب وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻔﻨﺎن اﻹﻣﺎرايت اﳌﻌﺮوف ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻨﺪي". وﻳﻌﺮب اﳌﺮزوﻗﻲ ﻋﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻪ وﻓﺨﺮﻩ ﺑﻨﺠﺎﺣﻪ ﰲ اﺳﺘﻜامل ﻣﴩوﻋﻪ اﻟﻔﻨﻲ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري، وﻳﻘﻮل" :أﻋﺘﻘﺪ ّ ﺑﺄن ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺑﻜﻞ اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ" ،وﻳﻀﻴﻒ ﺑﺎﻋﺘﺰاز اﻟﻔﻨﺎن :أؤﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻟﻴﺲ ﻧﺴﺨﺎً ﻟﻸﺷﻴﺎء أو ﻣﺤﺎﻛﺎة ﻟﻬﺎ ،إمنﺎ ﻫﻮ إﺑﺪاع وﻣﻄﻠﻮب ﻓﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻤﻴﺰاً ﻟﻴﻜﺘﺴﺐ ﴍﻋﻴﺘﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ" وﻳﺴﺘﻄﺮد اﳌﺮزوﻗﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﺻﻤﺖ ﻗﺼرية ﻛﺄمنﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﻟﺤﻈﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ،" :أﻋﺘﻘﺪ واﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ أﻧﻨﻲ متﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻟﻘﻄﺎت ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻻﻗﺖ اﺳﺘﺤﺴﺎن اﻟﻜﺜريﻳﻦ" وﻳﻘﻮل ﺑﺜﻘﺔ ":أﻧﺎ راض ﻋﻨﻬﺎ ﻃﺒﻌﺎ وﻟﻜﻨﻲ دامئﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﺗﺠﺎوز ﻣﺎ أﺣﻘﻘﻪ واﳌﴤ ﻗﺪﻣﺎ إﱃ اﻹﻣﺎم ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﺑﺪاﻋﺎت أﺧﺮى" ﻣﺆﻛﺪاً أن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺳﻴﻈﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﻻﻗﺘﻨﺎص ﻟﻘﻄﺎت أﺧﺮى ﺑﺪﻳﻌﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ زاوﻳﺔ اﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ وﻋﻨﺎﴏﻫﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﳌﺨﻔﻴﺔ.
25
وﻳﺴﺘﻜﻤﻞ اﳌﺮزوﻗﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ اﻟﺸﻴﻖ ﺣﻮل ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ أن اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻓﻦ ﻟﻪ رﺳﺎﻟﺔ ،ﻣﺸرياً إﱃ أن رﺳﺎﻟﺘﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ إﻇﻬﺎر ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﳌﻌامري اﻟﻌﺮﻳﻖ ﻟﺠﻤﻴﻊ دول اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻨﻈﺮة اﻟﺴﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺣﺪت ﺑﻮاﻟﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ام ﺳﻴﺎﺣﻴﺎً وﻣﺮﻛﺰاً إﺳﻼﻣﻴﺎً اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻌﻠ ً وﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﻟﻨﺎ وﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﺘﻌﺮف أن اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ دﻳﻦ ﺳﻼم وﻣﺤﺒﺔ وﺧري وﺟامل. وﻳﺸري اﳌﺮزوﻗﻲ ﰲ ﺧﺘﺎم ﺣﺪﻳﺜﻪ إﱃ أﻧﻪ اﺧﺘﺎر أن ﻳﻬﺪي ﻋﻤﻠﻪ إﱃ روح اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻳﻘﻮل: »اﻟﻮاﻟﺪ زاﻳﺪ« ﻛام ﻧﺤﺐ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﻈﻞ ﺣﻴﺎً ﰲ ﻗﻠﻮب ووﺟﺪان ﻛﻞ اﻹﻣﺎراﺗﻴني وﻛﻞ اﳌﻘﻴﻤني ﻋﲆ أرض ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻖ ﺧريﻫﺎ ﻓﺸﻤﻞ أرﺟﺎء اﻷرض ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً وﻣﻌﻠ ً ام ﻛﺒرياً ،وأﻧﺎ واﺣﺪ ﻣﻦ أﴎﺗﻪ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﺻﻮرﺗﻪ ﻋﻨﻲ أﻳﻨام ﺗﻮﺟﻬﺖ أﺟﺪ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻳﺪاﻩ وﻣﺎ أﻟﻬﻤﺘﻪ روﺣﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل ،ﻟﺬا ﻓﻬﻮ ﺣﺎﴐ دامئﺎ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ،ومبﺎ أﻧﻪ اﻵن ﰲ دار اﻟﺤﻖ ﻋﻨﺪ ذي اﻟﺠﻼل واﻹﻛﺮام ﻓﺈﻧﻨﻲ أﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ وأدﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ،وأﺷﻌﺮ ﺑﺄن ﻛﻞ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮري ﻟﺠﺎﻣﻌﻪ ﻣﻬﺪاة ﻟﺮوﺣﻪ".
26
وﺻﻔﻪ ﺑـ»ﺿﺎﻟﺔ اﳌﺼﻮر اﳌﻌامري«
27
أﻳﻨام وﺟﻬﺖ ﻋني اﻟﻜﺎﻣريا مثﺔ ﻟﻘﻄﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﻗﺘﻨﺎص ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻫﺬا اﻹﺑﺪاع ﰲ ﺻﻮرة أو ﺣﺘﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻮر
ﻳﺼﻒ اﻟﻔﻨﺎن ﻋﻤﺮ اﻟﺰﻋﺎيب ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﺸﻌﻮر اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي وﺟﺪ ﺿﺎﻟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻮل ﺑﺤﺚ ،ﻳﻘﻮل ":إﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺿﺎﻟﺔ اﳌﺼﻮر اﳌﻌامري ،ﻓﻔﻴﻪ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻳﺠﺎدﻩ ﰲ أي ﻣﻜﺎن آﺧﺮ". ً وﻳﻀﻴﻒ اﻟﺰﻋﺎيب ﻣﺤﺎوﻻ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮت ﻋﻠﻴﻪ وﻫﻮ ﻳﺘﺠﻮل ﰲ أرﺟﺎء اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ" :ﺷﻌﺮت ﻛﺄمنﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻧﻴﺎﺑﻪ ﻋﻨﻲ ،ﻛﻨﺖ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻛﻠام وﺟﻬﺖ ﻋني اﻟﻜﺎﻣريا وﺟﺪت ﻟﻘﻄﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﻗﺘﻨﺎص". وﻳﻘﻮل ﻣﺴﺘﻌﻴﺪاً ﻟﺤﻈﺎت اﻧﺘﻈﺎرﻩ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﻠﻘﺎء ﺑﻌﺪ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻟﺴامح ﻟﻠﻤﺼﻮرﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮر ﻟﻪ" :ﻛﻨﺖ أﺣﻠﻢ ﺑﺄن أﻛﻮن أول ﻣﺼﻮر ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﴩف إﻧﺠﺎز ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ،ﻓﻘﺪ ﺳﻴﻄﺮت ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﻋﲆ ذﻫﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻧﺘﺒﻬﺖ إﱃ اﻟﺠامﻟﻴﺎت اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﰲ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﳌﻪ ﺗﺘﻀﺢ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺘﺸﻴﻴﺪ" وﻳﻀﻴﻒ ":ﻛﻨﺖ ﻛﻠام ﻣﺮرت ﺑﻘﺮب اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺗﺄﺧﺬين ﳌﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻣﻌﺎمل اﻟﺠامل اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻤﻬﺎ ،ﻓﺄﺗﺼﻮرﻫﺎ ﺑﻌني ﺧﻴﺎﱄ ﻟﻘﻄﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻨﺎﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺼﻮر ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ ﻣﺘﻌﻄﺶ ﳌﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ وﻣﻤﻴﺰ" وﻋﻦ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺗﻪ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ اﻷوﱃ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﺑﻌﺪ اﻛﺘامﻟﻪ ﻳﻘﻮل اﻟﺰﻋﺎيب ":ﻛﺎﻧﺖ دﻫﺸﺘﻲ ﻛﺒرية ،ﻟﻘﺪ ﻓﺎﻗﺖ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﻞ ﺗﺨﻴﻼيت ،إﱃ ﺣﺪ ﺷﻌﺮت ﻣﻌﻪ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺨﻮف اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺎب ﻛﻞ ﻓﻨﺎن ﺣﺮﻳﺺ ﻋﲆ ﻓﻨﻪ" وﻳﻀﻴﻒ ":ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻳﺼﻨﻊ اﳌﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺠامل ﺻﻮرة ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰة إﻻ ﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ ﺷﺎق وﻣﺤﺎوﻻت ﺟﺎدة إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﴐورة متﺘﻌﻪ ﺑﺤﺲ ﻓﻨﻲ ﻋﺎل وﻣﺮﻫﻒ". وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺰﻋﺎيب أن ﻫﺬا اﻟﺨﻮف اﻟﺬي اﻧﺘﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ زﻳﺎرﺗﻪ اﻷوﱃ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻫﻮ اﻟﺬي أوﺟﺪ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﺪﻳﺎً ورﻏﺒﺔ ﺣﺎرﻗﺔ ﰲ اﻟﺨﺮوج ﺑﻌﻤﻞ ﻓﻨﻲ ﻣﻤﻴﺰ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺰﻳﺎرﺗﻪ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ ﻟﺴﺎﻋﺎت ،ﺑﻞ ﺗﻜﺮرت زﻳﺎراﺗﻪ ﻣﺮات وﻣﺮات ﺑﻬﺪف ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﻘﺪر اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺠامل اﳌﻌامري واﻟﻔﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻤﻬﺎ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ .ﻳﻘﻮل " :ورﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺟﺰم إن ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻏﻄﻴﺖ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺠامل أو اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻗﺘﻨﺎﺻﻪ ﰲ ﺻﻮري ،ﻓﺴﻮف ﻳﻈﻞ ﻫﻨﺎك دامئﺎً ﰲ ﺟﺎﻣﻊ
اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻣﺎ ميﻜﻦ ﻟﻠﻤﺼﻮر اﻟﺠﻴﺪ أن ﻳﻠﺘﻘﻄﻪ ﻟﻴﻨﺘﺞ أﻋامﻻ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰة ،ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻤﻴﺰ ﺑﺤﻖ ،وميﻜﻨﻚ أن ﺗﻠﺤﻆ اﻻﺑﺪاع ﰲ ﻛﻞ زاوﻳﺔ ﻣﻦ زواﻳﺎﻩ" .وﻳﺮى اﻟﺰﻋﺎيب أن اﻟﺴﺠﺎدة ﻫﻲ أﻛرث ﻣﺎ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻣﺸرياً إﱃ أن اﻟﺪﻗﻪ اﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻼﺗﻬﺎ وﺣﺠﻤﻬﺎ اﳌﻤﻴﺰ ﻳﺪﻋﻮان اﳌﺮء ﻟﻠﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻨﻌﻬﺎ واﻟﺠﻬﺪ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺘﻪ اﻷﻧﺎﻣﻞ اﻟﺒﴩﻳﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻋﲆ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮرة. وﻳﻜﺸﻒ اﻟﺰﻋﺎيب ﺟﺎﻧﺒﺎً آﺧﺮ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﺮﺻﺪﻩ ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻀﻮء داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻻﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻟﻀﻮء ﺳﻮاء ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ ﻋﲆ ﻣﺪار ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻧﻬﺎراً أو اﻷﺿﻮاء اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮر ﺗﻈﻬﺮ ﺟامﻟﻴﺎت اﻟﺠﺎﻣﻊ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻀﻮء ،وﻳﻀﻴﻒ اﻟﺰﻋﺎيب: " ﺣﺎوﻟﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺧﻼل ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري أن أﻟﺘﻘﻂ اﻟﺠامل اﻟﻜﺎﺋﻦ ﰲ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت ﺳﻮاء ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﻬﺎ اﻟﻨﻘﻮش أو ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﳌﺂذن واﻟﻘﺒﺎب". وﻋام إذا ﻛﺎن اﻟﺰﻋﺎيب ﻗﺎدراً ﻋﲆ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺻﻮرة ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ اﻟﺘﻘﻄﻬﺎ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻟﻴﻀﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﺠﺰﻩ ﻳﻘﻮل " :ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻫﺬا اﻹﺑﺪاع ﰲ ﺻﻮرة واﺣﺪة أو ﺣﺘﻰ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻮر" وﻳﻘﻮل" ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ اﳌﺼﻮر ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ اﺳﺘﻬﻠﻚ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺰواﻳﺎ ﻓﺘﺼﺪﻣﻪ ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﺮى ﻗﺪ ﺑﺮزت ﰲ ﺻﻮر ﻓﻨﺎﻧني آﺧﺮﻳﻦ وﺑﺠامل ﻻﻓﺖ". وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺰﻋﺎيب أن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ ﻟﻠﻤﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ أن ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﻋﱪ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻫﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻵﺧﺮ ﺑﺮوﻋﺔ وﺟامل ﻓﻦ اﻟﻌامرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻹﻧﱰﻧﺖ أﺗﺎح ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑني ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻘﺎع اﻷرض ﺑﴪﻋﺔ وﺳﻬﻮﻟﺔ. وﻳﺨﺘﺘﻢ اﻟﺰﻋﺎيب ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ " :ﻟﻨﺎ اﻟﻔﺨﺮ ﻧﺤﻦ أﺑﻨﺎء زاﻳﺪ أن ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻮﺟﻮد ﻫﺬا اﻟﴫح ﰲ ﻣﺪﻳﻨﻪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﳌﻌﺎمل اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ زاﺋﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻧﺠﺎز اﻟﺬي مل ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﻜﻠﻞ ﻟﻮﻻ ﻋﻄﺎء اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ ،واﻟﺬي اﺗﺼﻞ ﰲ ﻋﻄﺎء ﺧﻠﻔﻪ اﻟﺼﺎﻟﺤني ﺑﺎرك اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﻢ".
28
ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ إﱃ ﻋﺎمل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ
ﻟﻮن اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﺑﻴﺾ اﻣﺘﺪاد ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﺰرﻗﺔ اﻟﺴامء اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ واﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ اﻟﺮﻣﺎل اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﳌﺤﻈﻮﻇني مبﺮاﻗﺒﺔ ﻫﺬا اﻟﴫح ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ إﻧﺸﺎﺋﻪ وﺣﺘﻰ اﻛﺘامل إﻧﺠﺎزﻩ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري اﻟﺴﺒﺐ ﰲ دﺧﻮل اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ
ﻫــﺬا اﻟﺤﺰن إﱃ داﻓﻊ إﻳﺠﺎيب ﻟﺘﺴــﺠﻴﻞ ﻫﺬا اﳌﻌﻠــﻢ اﳌﻬﻢ ﰲ ﻟﻘﻄﺎت
اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻓﺒﺪا وﻛﺄﻧﻪ اﻣﺘﺪاد ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺴامء ﰲ زرﻗﺘﻬﺎ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ
وﺗﻌﺘﻘﺪ ﺧﻠﻮد اﳌﺮﻳﺨﻲ أن اﳌﺼﻮر ﻟيك ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎط اﻟﺠامل
ﺧﻠــﻮد اﳌﺮﻳﺨﻲ إﱃ ﻋﺎمل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ ،ﻓﻘﺪ أﺧﺬﻫﺎ ﺑﺮوﻋﺘﻪ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﺑﻄﺮق ﻣﺘﻌﺪدة".
وﻟﻠﺮﻣﺎل ﰲ اﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﻬﺎدﺋﺔ ﻓﺄﺿﻔﻰ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻮد ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ
اﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،وﺗﻘﻮل ﰲ
ورﻏﻢ ﺗﻜــﺮار زﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻓام زاﻟﺖ ﺧﻠــﻮد اﳌﺮﻳﺨﻲ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ
روﺣﺎﻧﻴــﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔــﺔ وراﺣﺔ ﻟﻠﻌني" وﺗﻀﻴﻒ ":ﻛــام أن ارﺗﻔﺎع اﻟﺠﺎﻣﻊ
ﻣﺤﺎوﻟــﺔ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ":ﻋﲆ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ أن ﻳﻜرث ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺟﺪ
مبﺸﺎﻋﺮ اﻟﺪﻫﺸﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﺧﻼل ﺟﻮﻟﺘﻬﺎ اﻷوﱃ ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ
اﻟﺸﺎﻫﻖ وﻣﺴــﺎﺣﺘﻪ اﻟﺮﺣﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﲆ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﻜﻢ
ﺗﻘــﻮل ﺧﻠــﻮد ":ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ مل أﻛــﻦ ﻣﻬﺘﻤــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ،وﻛﺎن
اﻟﻜﺒري ،ﺗﻘﻮل ":ﻣﺎ زﻟﺖ إﱃ اﻵن ﻣﻨﺪﻫﺸﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﴫح اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺮاﺋﻊ
اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟرثاء اﻟﻔﻨــﻲ واﻟﺰﺧﺎرف واﻟﻨﻘﻮش ذات اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ واﻷﻟﻮان
ﰲ اﻟﺠﺎﻣــﻊ وأن ﻳــﺪاوم ﻋﲆ اﻟﺘﺠﻮل ﺑــني أرﺟﺎﺋﻪ وإﻃﺎﻟــﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ دراﺳﺘﻪ ﻓﻜﺮاً وﺷﻌﻮراً وﻓﻨﺎً وروﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺰﻳﺎرة
اﻫﺘامﻣﻲ اﻷول ﻫﻮ اﻟﺮﺳﻢ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻣﺘﻊ ﻧﺎﻇﺮي مبﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺒﻨﺎء وأﺷــﺎﻫﺪﻩ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻓﺄﺷﺘﺎق ﻟﻠﻴﻮم اﻟﺬي ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻓﻴﻪ
ﺳــﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺴــﺎﺣﺔ واﻟﻌﻤﺮان أو ﻣﻦ ﺣﻴــﺚ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﺠامل"
اﳌﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻤﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺳﻮاء ﰲ اﻟﺠﺪران أو اﻷﺳﻘﻒ أو اﻷرﺿﻴﺔ
واﺣﺪة ﻻ ﺗﻜﻔﻲ".
وﺗﻀﻴــﻒ" :وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣــﻦ اﳌﺤﻈﻮﻇني مبﺮاﻗﺒﺔ ﻫﺬا
وأمتﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮل ﰲ أرﺟﺎﺋﻪ"
اﻟﴫح ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ إﻧﺸــﺎﺋﻪ وﺣﺘﻰ اﻛﺘامل اﻧﺠﺎزﻩ إﻻ أﻧﻨﻲ مل أﻛﻒ ﻋﻦ
اﳌﻐﻄﺎة ﺑﺄﻛﱪ ﺳــﺠﺎدة ﻳﺪوﻳﺔ اﻟﺼﻨﻊ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻌﺚ ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ﺷــﻌﻮراً ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ واﻟﻄأمﻧﻴﻨﺔ ..واﻟﺴــﻼم وﻳﺤﻤﻞ اﳌــﺮء ﻋﲆ اﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ
ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺗﻘــﻮل ":أرﻳﺪ أن أﻣﺘﻊ اﳌﺸــﺎﻫﺪ مبﻨﺎﻇﺮ
وﺗﺼﻒ ﺧﻠﻮد اﳌﺮﻳﺨﻲ ﻣﺸــﺎﻋﺮﻫﺎ ﺧﻼل ﺟﻮﻟﺘﻬﺎ اﻷوﱃ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ،
اﻻﺷﺘﻴﺎق إﱃ زﻳﺎرﺗﻪ وﺗﺼﻮﻳﺮﻩ رﻏﻢ ﻗﻴﺎم اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺼﻮرﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎط
ﻋﻈﻤﺔ اﻟﻠﻪ وﺧرياﺗﻪ اﻟﻜﺜرية اﻟﺘﻲ أﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ".
وزواﻳــﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺬر ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺸــﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻤــﺮان اﻟﻔﺮﻳﺪ"
ﺗﻘــﻮل " :ﻛﺎن اﻻﻓﺘﺘــﺎح ﺑﻌﺪ وﻓﺎة واﻟﺪﻧﺎ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ ﻫﻮ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﲆ ﻧﻔﴘ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،وﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺄن اﻟﺒﻨﺎء ﺣﺰﻳﻦ ﻟﻔﻘﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻛام أﻧﻨﻲ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎرﺗﺒﻄﻨﺎ ﻣﻌﺎً ﺑﻬﺬا اﻟﺮاﺑﻂ اﻹﻧﺴﺎين
ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﺸﺎﻣﺦ اﻟﺬي ﺗﺎﺑﻌﺘﻪ ﺑﺎﻫﺘامم ﻣﻨﺬ أن ُوﺿﻌﺖ ﻟﺒﻨﺘﻪ اﻷوﱃ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻜﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ.
اﻟﻠﻪ ،وﻛﺎن ﺷــﻌﻮري ﺑﺎﻟﺤﺰن ﻟﺮﺣﻴﻞ ﺷــﻴﺨﻨﺎ اﻟﻐﺎﱄ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﲇ ﻓﻴﻪ
اﻟﺸــﻔﻴﻒ" ...وﺗﻀﻴﻒ" :ﰲ اﻟﻴﻮم اﻷول مل أمتﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻟﺸــﺪة ﺣﺰين ﻋﲆ رﺣﻴﻞ ﺷــﻴﺨﻨﺎ اﻟﻐﺎﱄ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ متﻜﻨﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ
وﺣﻮل اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻏﺐ ﺧﻠﻮد اﳌﺮﻳﺨﻲ ﰲ إﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ
اﻟﺼــﻮر ﻟﻪ ،إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺣﻴــﺚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ وﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻧﺠﺪ ﺷــﻴﺌﺎً ﻏﺎﺋﺒﺎً ﻟﻨﻘﻮم ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻩ ..ﻓﻬﺬا اﻟﴫح ﺳﻮف ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻜﻞ
اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﺎﻟﺒﺴــﻴﻄﺔإﻻ أﻧﻬــﺎ ﺗﺆﻛﺪ أﻧﻬﺎ ﻣــﺎ زاﻟﺖ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ
ﻓﺮص أﺧﺮى ﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻩ" .
ﻣﺼﻮر ﻳﺮﻳﺪ ﺻﻨﻊ ﺻﻮرة ﺟﻴﺪة".
وﺗﺮى ﺧﻠــﻮد أن اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻛﺎن ﺗﺤﺪﻳﺎً ﻣﺬﻫ ًﻼ وﺟﺪﻳﺪاً وﻣﻐﺎﻳﺮاً ﻟﻸذواق اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮى اﻟﺠامل ﰲ ﺗﻌﺪد اﻷﻟﻮان
اﳌﺸــﻮار ،وﺗﻘﻮل ":ﻣــﺎزال اﻹﺑﺪاع ﻗﺎمئﺎ وﻛﻠام ﺗﺬﻛﺮت ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ
وﺗﺨﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ":ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة أزور ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ أدﻋﻮ ﻟﻠﻮاﻟﺪ اﻟﻌﺰﻳــﺰ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤــﺔ وأمتﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮداً ﻟﻴﺸــﻬﺪ ﻫﺬا
وأﻧﺎ أﺗﺤﺪث ﻋﻨﻪ وﺑﻌﺪ أن أﻧﻬﻲ ﺣﻮاري ﺳــﻮف أذﻫﺐ ﳌﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ
اﻟﺘﻤﻴــﺰ واﻹﺑﻬﺎر" وراﺣﺖ ﺗﺘﻤﺘﻢ وﻗﺪ ﺗﺮﻗﺮﻗــﺖ اﻟﺪﻣﻌﺎت ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ":
أو زﻳــﺎدة اﻟﻨﻘﻮش ،ﺗﻘــﻮل ":ﻧﺠﺢ اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴــﺾ ﰲ إﺿﻔﺎء روح ﻣﻦ
ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر".
رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ زاﻳﺪ ،اﻟﻠﻪ ﻳﺮزﻗﻚ اﻟﻔﺮدوس اﻷﻋﲆ".
وﰲ ﺗﻮاﺿﻊ ﺟﻤﻴﻞ ﺗﺼﻒ ﺧﻠﻮد اﳌﺮﻳﺨﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺟﺎﻣﻊ
اﻟﻜﺒــري ﺧﻄﺮت ﱄ أﻓﻜﺎر ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻩ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺧﻄﺮت ﺑﺬﻫﻨﻲ اﻵن
أف ﻫﺬا اﻟﴫح ﺣﻘﻪ وﻻ زﻟﺖ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ وﺗﻀﻴﻒ ":ﻻزﻟﺖ إﱃ اﻵن مل ِ
29
30
ﻛﻠام اﻟﺘﻘﻄﺖ ﺻﻮرة ﺗﺎﻗﺖ ﻧﻔﴘ إﱃ ﻏريﻫﺎ
31 ﺗﻘﻮل اﳌﺼــﻮرة اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴــﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ آل ﻋﲇ إﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﴗ أﺑﺪاً اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﻫﻠﺔ اﻷوﱃ اﻟﺘﻰ ﺳــﻠﻄﺖ ﻋﺪﺳــﺘﻬﺎ ﻟﺘﻠﺘﻘﻂ ﺻﻮراً ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ،وﺗﻀﻴﻒ» :رﻏــﻢ أﻧﻨﻲ ﻣﺼﻮرة ﻣﺤﱰﻓﺔ إﻻ أﻧﻨﻲ أﻳﻘﻨــﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت اﻟﻌﻤﻞ أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ميﻜﻨﻪ أن ﻳﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣﻘﻪ«. وﺗﺴــﺘﻄﺮد ﻓﺎﻃﻤــﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻌﺒــري ﻋﻦ ﻣﺒﻌﺚ اﻟﺤرية اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮرت اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻜﺎﻣريﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ،ﺗﻘﻮل»:رﺣﺖ أﺗﺴﺎءل ﻣــﻦ أﻳﻦ أﺑﺪأ وإﱃ أﻳﻦ ﺳــﻮف أﻧﺘﻬﻲ ،ﻓﻜﻞ ﺟﺰء ﰱ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻪ روح ﻧﺎﻓﺬة ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎب ﻣﺮوراً ﺑﺎﳌﻨﱪ واﳌﺤﺮاب واﻟﺴــﺠﺎدة اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺠامل ،اﻧﺘﻬﺎ ًء ﺑﺎﻟﺸــﻜﻞ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻨﺎء اﻟﺬى ﻳﺨﻄﻒ اﻷﺑﺼﺎر« وﺗﻀﻴﻒ« :ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﺈن اﳌﺘﻌﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﻓﻬﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﻛﺜرياً، وﻗــﺪ ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻗــﻮم ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺠﺎﻣــﻊ ﰲ ﺻﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ،إﻻ أن ﺷــﻌﻮري ﺑﺎﻣﺘــﻼك ﻛﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ أﺟﺰاء اﻟﺠﺎﻣــﻊ ﻟﺮوح ﻓﺮﻳــﺪة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺟﻌﻠﻨــﻲ أﻗﺮر أن أﻟﺘﻘــﻂ ﺻﻮرة ﻟﻜﻞ ﺟﺰء ،وﻫﻮ ﻣــﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺣﻴــﺚ ﻣﺮرت ﺑﻌني ﻛﺎﻣرييت ﻣﺨﺎﻃﺒــﺔ روح اﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻋﲆ ﺣﺪة« وﺗﻌــﻮد ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﺬاﻛﺮﺗﻬــﺎ إﱃ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻮاﺻﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ،ﺗﻘﻮل » :ﺷــﺎﻫﺪت ﺻﻮراً ﻋــﺪة ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻗﺒــﻞ زﻳﺎريت ﻟﻪ، وﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮر ﰲ ﺗﻌﻤﻴﻖ رﻏﺒﺘﻲ ﰲ زﻳﺎرﺗﻪ واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌــﻪ ﺑﺮؤﻳﺘﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ« ،وﺗﻀﻴﻒ»:ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠــﺖ إﱃ ﻫﻨﺎك ﻛﺎن أول ﻣــﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻫﻮ اﻟﻮﻗﻮف أﻣــﺎم ﴐﻳﺢ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠــﻪ -ﻷدﻋﻮ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤــﻪ ﻗﺒﻞ أن أﺣﻤﻞ ﻣﻌﺪايت ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻲ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﰲ رﺣﻠــﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺬات ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮر ﺗﻌﱪ ﻋﻦ اﻟــﺮوح اﻟﻔﺮﻳﺪة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺸــﻌﺮﺗﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻜﺎن« وﺗﻀﻴﻒ ﻓﺎﻃﻤﺔ » :ﺷــﻌﺮت ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺗﻘﻮدين إﱃ ﺗﻜــﺮار اﳌﺤﺎوﻟﺔ ﰲ اﺳــﺘﻨﻄﺎق اﻟﺼﻮرة مبﺎ ﺗﺤﻮﻳﻪ
أرﻛﺎن اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ ﺟامل ﻛﺎﻣﻦ ﰲ اﻟﺰﺧﺎرف واﻟﻘﺒﺎب، وﻛﻨﺖ ﻛﻠام اﻟﺘﻘﻄﺖ ﺻﻮرة أﺷﻌﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻣــﺎزال ﻫﻨﺎك اﻷﻓﻀﻞ واﻷﺟﻤﻞ ﻓﺄﺣــﺎول ﻣﺮة أﺧﺮى وﻣﺮات ﻋﺪﻳــﺪة ،وﻛﻨﺖ ﻛﻠام اﻗﱰﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺨﻼﺑﺔ داﺧﻞ اﻟﺠﺎﻣﻊ أﺷﻌﺮ وﻛﺄﻧﻨﻰ أﻣﺎم ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﻴﺔ أﺑﺪﻋﺘﻬــﺎ أﻧﺎﻣﻞ ﻓﻨﺎن ﻃﺎل ﺑﺤﺜﻪ ﻋــﻦ اﻟﺠامل وﻇﻞ ﻣﻜﺘﻨﺰاً ﻟــﻪ إﱃ أن أﺗﻴﺤﺖ ﻟﻪ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻨﻪ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻜﺎن اﻟﺨﻼب«. وﺗﻘــﻮل ﻓﺎﻃﻤﺔ آل ﻋــﲇ إن اﻟﺼﻮرة اﻟﺠﻴﺪة ﺧري ﻣــﻦ أﻟﻒ ﻛﻠﻤﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺨﺘــﴫ ﰲ ﻟﻘﻄﺔ ﻣﺎ ﻻ ميﻜﻦ ﻟﻠﻜﻠــامت أن ﺗﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﺑﺴــﻬﻮﻟﺔ ،وﺗﻀﻴــﻒ «:ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﺗﱰدد ﰲ ذﻫﻨﻲ وأﻧﺎ أﺟﻮل ﺣﺎﻣﻠﺔ اﻟﻜﺎﻣــريا اﻟﺨﺎﺻﺔ يب ﰲ ﺣــﻮار ﻓﻨﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﺎذﻟﺔ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺘﻲ ﰲ ﺻﻨﻊ ﺻﻮرة ﻣﺆﺛــﺮة وﻧﺎﺟﺤﺔ ميﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻨﻘﻞ إﱃ ﻣﻦ ﻳﺸــﺎﻫﺪﻫﺎ ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ متﻠﻜﺘﻨﻲ وﻗﺘﻬﺎ«. وﺗﺸــري ﻓﺎﻃﻤــﺔ إﱃ أن اﳌﺼــﻮر ﺗﺤﺪﻳــﺪاً ﻓﻨﺎن ﺻﺎﺣــﺐ ﻣﺰاج ﺧــﺎص ﰱ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺷــﻴﺎء اﻟﺘﻰ ﻳﻘــﻮم ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫــﺎ ،ﻣﺆﻛﺪة أن اﻟﺘﺼﻮﻳــﺮ ﻓﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﴎﻋﺔ اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ وﻳﺤﺘﺎج إﱃ ذاﺋﻘﺔ ﻣﺪرﺑﺔ ورؤﻳﺔ ﻣﺤــﺪدة ،وﺗﻀﻴﻒ» :ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨــﻲ أﻋﺪ ﻓﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏــﺮاﰲ واﺣــﺪاً ﻣــﻦ أﺻﻌــﺐ ﻓﻨــﻮن اﻟﺘﻌﺒري اﻟﺒﴫﻳــﺔ ،ﺧﺎﺻــﺔ وأن ﻫﺬا اﻟﻔــﻦ ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ إﻻ إذا ﻛﺎن اﳌﺼﻮر ﺻﺎﺣﺐ رﺳــﺎﻟﺔ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ إﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧــﻼل اﻟﺼﻮر اﻟﺘــﻲ ﻳﻠﺘﻘﻄﻬﺎ« وﺣﻮل رﺳــﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻘﻄﺎﺗﻬﺎ ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺗﻘﻮل: »ﻟــﻜﻞ ﺻﻮرة اﻟﺘﻘﻄﺘﻬﺎ ﰱ اﻟﺠﺎﻣﻊ رﺳــﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ واﺣﺪة ،إﻻ أﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ أردت أن أﻋﱪ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺺ اﻟﺤﺐ اﻟﺬي أﺷــﻌﺮ ﺑﻪ ﻟﻠﻮاﻟﺪ اﻟﺬي رﺣﻞ ﻋﻦ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﺑﺠﺴﺪﻩ وﻣﺎ زاﻟــﺖ روﺣﻪ ﺗﺤﻠﻖ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻧﺸــﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺮاﻩ وﻧﻠﻤﺴﻪ وﻧﻌﻴﺸﻪ ﻋﲆ أرض ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻐﺎﱄ« .
32
أﴎﻫﺎ اﻟﺒﻨﺎء ﺑﺮوﺣﺎﻧﻴﺘﻪ اﳌﺴﺘﱰة
ﻛﺎن رﻫﺎين اﻟﻮﺣﻴﺪ أن أﻛﻮن ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ اﻟﺬﻫﻦ واﻟﻌﻴﻨني ﻣﻌﺎ ﻫﺪﰲ ﻛﺎن أن أﻟﺘﻘﻂ اﻟﺤﺮﻛﺔ وﻫﻲ ﺗﺠﺘﻬﺪ ﻟﺼﻨﻊ ﻛﻴﺎن ﻣﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮن
ﺗﺴﻌﻰ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﺟﻴﻨﻮﻓﻴﻔﺎ إﱃ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺻﻮرﻫﺎ ﻋﱪ اﻟﺘﻘﺎط اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺒﻜﺮ ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ وﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ،وﻫﻮ ﺗﺤﺪﻳﺪاً ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ – ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ -ﺗﻘﻊ ﰲ ﺣﺐ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﰲ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻷوﱃ "ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺸﻴﻴﺪ" ﺣﻴﺚ أﴎﻫﺎ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﻨﺎء ﺑﺮوﺣﺎﻧﻴﺘﻪ اﳌﺴﺘﱰة اﻟﺘﻲ أراﺣﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ "اﻷﻛرث دﻧﻴﻮﻳﺔ" اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪت ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ إﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺪن أﺧﺮى. ﺗﻘﻮل ﺟﻴﻨﻮﻓﻴﻔﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻞ ﻟﻘﺐ ﻓﻨﺎﻧﺔ ﻋﲆ ﻟﻘﺐ ﻣﺼﻮرة ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ":ﺣني وﺻﻠﺖ إﱃ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﺎم ،2003وﺟﺪت ﻧﻔﴘ ﺑﺎﳌﺼﺎدﻓﺔ وﺳﻂ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻀﺨﻢ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺸﻴﻴﺪ ﻻ ﻳﺰال وﻋﺪاً ﺑﺄن ﻳﻜﻮن أﻋﻈﻢ ﴏح ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ" . وﺗﻀﻴﻒ وﻫﻲ ﺗﺠﺘﻬﺪ ﰲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻜﻠامت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ":ﻛﺎن ﻫﺪﰲ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻘﺎط اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﻬﺎرﺑﺔ واﳌﺘﺴﺎرﻋﺔ ﺑني ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸﻴﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻄﻒ اﻷﻧﻔﺎس، ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻤﻊ 22أﻟﻒ ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻦ اﻷرض ،و 33أﻟﻒ ﻃﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻠﺐ ،و 120أﻟﻒ ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﻹﺳﻤﻨﺖ وﺳﺒﻌﺔ آﻻف ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎﻣﺎت ،وﺑني ﺗﺤﻮل ﻫﺬا ﻛﻠﻪ إﱃ ﴏح واﺣﺪ ﻋﻈﻴﻢ!! ". ﺗﻘﻮل ":وﺳﻂ ﻫﺬﻩ اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﳌﺬﻫﻠﺔ ﻛﺎن رﻫﺎين اﻟﻮﺣﻴﺪ
أن أﻛﻮن ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ اﻟﺬﻫﻦ واﻟﻌﻴﻨني ﻣﻌﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﱰﺗﻬﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻫﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﻌني ورؤﻳﺔ ﻓﻨﻴﺘني". وﺑﻌﺒﺎرات ذﻛﻴﺔ وﻣﺮﻫﻔﺔ -ﻛﺼﻮرﻫﺎ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ -ﻧﺠﺤﺖ ﺟﻴﻨﻮﻓﻴﻔﺎ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻋﺒﺎرة ﺑﻠﻴﻐﺔ أوﺟﺰت ﺑﻬﺎ اﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﴩوع ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺣني رأﺗﻬﺎ "ﺣﺮﻛ ًﺔ ﰲ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﺴﻜﻮن" ،ﻟﻘﺪ رأت ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﳌﺎدي وﻫﻲ ﺗﺠﺘﻬﺪ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﻛﻴﺎﻧﺎً ﻣﺸﺒﻌﺎً ﺑﺎﻟﺴﻜﻮن ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ واﻟﺮوﺣﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﺗﻘﻮل" :ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺗﺸﻮق إﱃ ﻟﺤﻈﺔ اﻛﺘامل ﻫﺬا اﻟﺴﻜﻮن ﻛﻨﺖ أﺳﺎﺑﻖ اﻟﺰﻣﻦ ﻟيك أﻟﺘﻘﻂ ﻟﺤﻈﺎت ﺑﻨﺎء اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﺘﻜﺮر ﺛﺎﻧﻴﺔ". وﺗﻘﺘﺒﺲ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﺟﻴﻨﻮﻓﻴﻔﺎ ﻋﻦ اﳌﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ اﻟﻜﺒري ﻫرني ﻛﺎرﺗﻴﻴﻪ ﺑﺮﻳﺴﻮن ﻋﺒﺎرﺗﻪ اﻟﺸﻬرية "إن اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ ﻫﻮ منﻂ ﺣﻴﺎة ،وﻟيك ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺻﻮرة ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺠﺪ اﻧﺴﺠﺎﻣﺎً ﺑني اﻟﺮأس واﻟﻌني واﻟﻘﻠﺐ" ﺛﻢ ﺗﻀﻴﻒ ﻣﺠﺘﻬﺪة ﰲ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪت ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑني ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ":ﻟﻘﺪ دﻓﻌﻨﻲ اﻟﺠﺎﻣﻊ إﱃ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻟيك أﺳﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﰲ رﺻﺪ ﻧﺒﺾ اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﻠﻒ وﻓﻘﺎً ﻟﺘﻐريات
اﻟﻀﻮء" ﺗﻘﻮل ":ﺗﺠﻨﺒﺖ اﻟﻀﻮء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻷﻧﻨﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ أن اﻟﺘﻐريات اﻟﻀﻮﺋﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪين ﻋﲆ اﻟﺘﻘﺎط ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﻮر ﻓﻴﻬﺎ". وﺗﺆﻛﺪ ﺟﻴﻨﻮﻓﻴﻔﺎ وﻗﺪ ﻋﻠﺖ وﺟﻬﻬﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻨﴫﻩ إن ﻧ ّﻴﺘﻬﺎ مل ﺗﻜﻦ ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮر ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﺑﻞ أن ﺗﺒﺘﻜﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﰲ اﻟﺘﻘﺎط ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮر ،وﺗﻀﻴﻒ واﺻﻔﺔ ﻣﺎ ميﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﴪ اﻟﻨﺠﺎح ":ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻠﻤﻜﺎن اﻟﻔﺮﺻﺔ ﰲ أن ميﲇ ﻋ ّ ﲇ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﻫﻮ ﰲ أن أﺻﻮرﻩ ﺑﻬﺎ" ﻣﺆﻛﺪة رﻓﻀﻬﺎ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﳌﺼﻮر ﻳﻌﻤﻞ وﻓﻘﺎً ﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﺤﺪدة ﺳﻠﻔﺎً .ﺗﻘﻮل":اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻋﻴﻨﻲ ،وﻫﺪﰲ ﻫﻮ ﺟﺬب أﻧﻈﺎر واﻟﺘﺄﻃري اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺎن ﻳﺄﺗﻴﺎن ﻣﻦ ّ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﺗﺎرﻛﺔ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ اﻛﺘﺸﺎف ﳾء ﰲ ﻣﺎ ﻳﺮاﻩ، ﻓﻜﻞ ﺗﻔﺼﻴﻠﺔ ﺻﻐرية ﺗﺤﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ أو ﺗﺼﻮراً ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻳﺼﻨﻊ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﺑني اﳌﺸﺎﻫﺪ واﻟﺼﻮرة".
33
ﺗﻄﺒﻖ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ
دﺷﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري أول ﺟﺪارﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﲆ اﻟﺴﻮر اﳌﺆﻗﺖ ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﺠامﻟﻴﺎت اﻟﺴﻮر اﻟﺬي ﺳﻴﻄﻮق اﻟﺠﺎﻣﻊ. ﻫﺬﻩ اﻟﺠﺪارﻳﺔ ﺗﺤﺎول أن ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ رؤﻳﺔ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاﻩ -ﺑﺎين اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ وﺑﻨﺎﺋﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻨﺎرة ﻟﻠﻔﻜﺮ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﳌﺤﺒﺔ. ومتﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﺪارﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »ﻗﻤﺮ اﳌﺤﺒﺔ« ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺘﺂﺧﻲ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﺒﻌﻀﻨﺎ وﺑﺎﻵﺧﺮ ،واﺳﺘﻨﺎداً إﱃ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺄﺛﻮرة ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ ﻋﻨﺎﴏ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ وأﻗﻮال اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن. وأﻛﺪ ﻣﺼﺪر ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري أن اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﻋﺘﺰاز مبﺎ ميﻜﻦ ﺗﻘﺪميﻪ إﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺒﻮر اﻟﴪﻳﻊ ،وﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻔﺘﺨﺮ مبﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﰲ ﺷﻮارع أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻫﺬﻩ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﺘﻄﻠﻌﺔ واﻟﻄﻤﻮﺣﺔ ﻧﺤﻮ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ
واﳌﺴﺘﻠﻬﻤﺔ ﺟﺬور اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﺗﺆﻛﺪ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺎﳌﻲ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻀﺢ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﴫﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺴﺪت ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﺪارﻳﺔ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺠامﱄ ﻧﺤﻮ ﻟﻐﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ واﺳﺘﺠﻼء اﻟﺒﺎﻃﻦ اﻟﺨﻔﻲ واﻟﻼﻣﺮيئ. وأﺿﺎف اﳌﺼﺪر أن ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﻋﲆ اﻟﺠﺪران اﳌﺆﻗﺘﺔ ﻓﻜﺮة ﻣﺴﺘﺠﺪة وﺗﺪﺧﻞ ﻷول ﻣﺮة ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻧﻌﺘﺪ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻓﻨﻮن اﻟﺠﺪارﻳﺎت ﰲ اﻹﻣﺎرات وﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺄﻳﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ. وﺗﺴﺘﻠﻬﻢ ﺟﺪارﻳﺔ ﻗﻤﺮ اﳌﺤﺒﺔ ﺟامﻟﻴﺎت ﻓﻨﻮن اﻟﺨﻂ واﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛام ﺗﺠﻠﺖ ﺑﺮوﻧﻘﻬﺎ وﺑﻬﺎﺋﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،ذﻟﻚ اﻟﺬي ُﺑﻨﻲ ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻼﻟﺘﻘﺎء اﻹﻧﺴﺎين واﻟﺤﻮار اﻟﺤﻀﺎري ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﺐ ﻣﺘﻌﺪدة وﻳﺠﻤﻊ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﻄﻮرات ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺿﻢ ﰲ ﺑﻨﺎﺋﻪ اﳌﻌامري إﻳﺤﺎءات وﻓﻨﻮﻧﺎً ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﻤﺮاين ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﺎرات.
34
35
36
أ .د .ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﺒري اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ
ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ أواﺋﻞ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ،واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﻌﻴﺶ اﳌﺸﱰك وﺣﺮﺻﺖ ﻋﲆ اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻵﺧﺮ اﳌﺨﺘﻠﻒ .وﻋﲆ اﻟﺤﻮار ﻣﻌﻪ ،واﺣﱰاﻣﻪّ . ّ ﻷن اﻹﺳﻼم ﻳﺆﻣﻦ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ، ّ ﺑﺄن اﻟﺤﻮار وﺳﻴﻠﺔ ﻹﺛﺮاء اﻟﺤﻀﺎرة وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ. وﻳﺒﺪو ﻟﻠﻤﺘﺄﻣﻞ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم اﳌﺒﻜﺮ ،أن اﻟﺮﺳﻮل ،ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻗﺎم ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ ﻻﻓﺘني ﺑﻌﺪ وﺻﻮﻟﻪ إﱃ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة :أﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﻷول ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻨﺒﻮي ،ﻟﻴﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎً ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻇﻞ ﻣﺮﻛﺰاً اﻟﺠﺪﻳﺪة وﻋﻨﻮاﻧﺎً ﻟﻬﺎ .ومل ﻳﻜﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم ،ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻷداء اﻟﺼﻼة ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ّ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق ﻟﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺻﺎرت اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﺤﻠﻘﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻌﻠﻢ، وﻣﻦ رﺣﺎﺑﻬﺎ اﻧﻄﻠﻖ اﻟﻌﻠامء ﰲ ﻣﺠﺎﻻت ﺷﺘﻰ ،وﻣﻦ آﻓﺎﻗﻬﺎ ﺗﻮﻟﺪت ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﻔﺴري وﺟﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ، واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺸﻌﺮ ،وﺑني ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ منﺖ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ اﻟﻜﺜرية .وﻟﻌ ّﻠﻪ ﻟﻴﺲ أدّل ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﳌﺎ ﺟﺎء وﻓﺪ ﻧﺼﺎرى اﻟﺤﺒﺸﺔ إﱃ اﳌﺪﻳﻨﺔ ،أﻧﺰﻟﻬﻢ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ،ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،وﻗﺎم ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﲆ ﺿﻴﺎﻓﺘﻬﻢ وﺧﺪﻣﺘﻬﻢ وﻛﺎن ﻣام ﻗﺎﻟﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ» :إﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻷﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻣﻜﺮﻣني ،ﻓﺄﺣﺐ أن أﻛﺮﻣﻬﻢ ﺑﻨﻔﴘ«. وﺳﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﻓﻴﻪ، وﳌﺎ ﺟﺎء وﻓﺪ ﻧﺼﺎرى ﻧﺠﺮان أﻧﺰﻟﻬﻢ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻨﺒﻮيُ ، ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﺼ ّﻠﻮن ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻪ ،ورﺳﻮل اﻟﻠﻪ واﳌﺴﻠﻤﻮن ﻳﺼﻠﻮن ﰲ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ. أﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎين ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪدّت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني ﺳﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨﺔ وﻃﻮاﺋﻔﻬﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻫﺬﻩ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ُﻛﺘﺒﺖ ﺑني أول اﻟﺴﻨﺔ اﻷوﱃ ﻟﻠﻬﺠﺮة إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺘﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﲆ أﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﻳﺮ. وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺎرئ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻴﻮم أن ﻳﺮى أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮ أﺳﺲ اﻟﻌﻴﺶ اﳌﺸﱰك ،وﺗﺒﻨﻲ ﻣﺎ ُﻳﻌﺮف ﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺘﺠﺎورﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻋﲆ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ،ﻻ ﻋﲆ اﻟﴫاع واﻹﻗﺼﺎء واﻹﻟﻐﺎء. وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن »اﻟﻌﻬﺪة اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ« اﻟﺘﻲ ّ ﺳﻄﺮﻫﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﺜﺎين ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ،ﻗﺪ ﺗﻮ ّﻟﺪت ﻣﻦ ورﻓﺾ ﻟﻸﺣﺎدﻳﺔ ،وإميﺎن آﻓﺎق اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ .ﻓام ﺗﺰال اﻟﻌﻬﺪة ﺗﻨﻢ ﻋﻦ ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻛﺒري، وﺗﻔﺘﺢ ﻋﲆ اﻵﺧﺮٍ ، ٍ ﺑﺤﻖ اﻵﺧﺮ اﳌﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﰲ ﺿﻮء ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ وﻫﻮﻳﺘﻪ. ﻟﻘﺪ ﺑﻨﻰ اﻹﺳﻼم ﺣﻀﺎرة ﺗﺪرك اﺧﺘﻼف اﻟﺠامﻋﺎت اﻟﺒﴩﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺮق واﻟﻠﻮن واﳌﻌﺘﻘﺪ واﻟ ّﻠﻐﺔ، وﺗﺆﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺸﻜﻞ ﺣﺎﺋ ًﻼ ﻳﻌﻮق اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻌﻴﺶ اﳌﺸﱰك واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺨ ّﻼق ﺑني ﺗﻠﻚ اﻟﺠامﻋﺎت .ﻟﻬﺬا ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻀﺎرة ﻋﲆ مت ّﺜﻞ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻫﻀﻤﻬﺎ واﻹﻓﺎدة ﻣﻨﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺆﻣﻦ أن اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺿﺎﻟﺔ اﳌﺆﻣﻦ أي أﻧﻬﺎ ﺗﺪرك ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ اﳌﺘﻌﺎﱄّ ،أن ﻣﻦ اﻟﴬوري أن ﻳﺘﺸﺎرك اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎً ﰲ ﺑﻨﺎء اﻷرض وﻋامرﺗﻬﺎ .ﻟﻬﺬا ﻛﺎن ﻣﺒﺪأ »اﻟﺘﻌﺎرف« ﺟﻮﻫﺮﻳﺎً ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻀﺎرة ،ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ،ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ،اﺣﱰام اﻵﺧﺮ ،واﻟﺴﻌﻲ إﱃ ﻓﻬﻤﻪ وإدراك ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ،واﻟﴩوع ﰲ ﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ اﻟﺤﻮار اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺨﻼق. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ،ﻣﺜﻠام ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻮع ﺳامت ﻣﻬﻤﺔ ﰲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وﻇﻠﺖ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ﺗرثي ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻀﺎرة ،وﺗﺆﻛﺪ أﻓﻘﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎين اﻟﺮﺣﺐ ،ﻣﺜﻠام ﻇﻞ اﻟﺘﻨﻮع ميﻨﺤﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة. وﻗﺪ ورد ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﰲ اﻟﺒﴫة ﻣﺠﻠﺲ ﻋﻠﻢ ﻳﺨﺘﻠﻒ إﻟﻴﻪ ﻋﴩة ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺜﻠﻬﻢ آﻧﺬاك ﰲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻨﺒﺎﻫﺔ وﻫﺆﻻء ﻤريي »ﺷﻴﻌﻲ« وﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺪوس »زﻧﺪﻳﻖ ﺛﻨﻮي« اﻟﻌﴩة ﻫﻢ :اﻟﺨﻠﻴﻞ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ »ﺳﻨّﻲ« ِ واﻟﺤ ْ وﺳﻔﻴﺎن ﺑﻦ ﻣﺠﺎﻣﻊ »ﺧﺎرﺟﻲ ﺻﻐﺮي« وﺑﺸﺎر ﺑﻦ ﺑﺮد »ﺷﻌﻮيب ﺧﻠﻴﻊ ،ﻣﺎﺟﻦ« ّ وﺣامد ﻋﺠﺮد »زﻧﺪﻳﻖ ُ وﺷﻌﻮيب« واﺑﻦ رأس اﻟﺠﺎﻟﻮت اﻟﺸﺎﻋﺮ »ﻳﻬﻮدي« واﺑﻦ ﻧﻈري اﳌﺘﻜﻠﻢ »ﻣﺴﻴﺤﻲ« وﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳌﺆ ّﻳﺪ »ﻣﺠﻮﳼ« واﺑﻦ ﺳﻨﺎن اﻟﺤ ّﺮاين »ﺻﺎﺑﺌﻲ« .ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﺘﻤﻌﻮن ﻓﻴﺘﻨﺎﺷﺪون اﻷﺷﻌﺎر وﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮن اﻷﺧﺒﺎر ﰲ ﺟ ّﻮ ﻣﻦ اﻟﻮد واﻟﺼﺪاﻗﺔ واﻻﺣﱰام .واﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﻢ ﻣﺜﻘﻔﻮن ،ﻗﺪﻣﻮا اﻧﺠﺎزات ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ،واﻷﻛرث أﻫﻤﻴﺔ أن اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ إﺑﺪاﻋﺎﺗﻬﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وأن ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﻀﺎرة ﺗﻘﻮم ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻨﻮع ﰲ إﻃﺎر اﻟﻮﺣﺪة. وﻳﺄيت ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻟﻴﺪﻟﻞ ﻋﲆ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﳌﺤﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﻴﺰة داﻟﺔ ﻋﲆ رؤﻳﺔ ﻣﺘﺒﴫة وﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم وﻧﻬﺞ ارﺗﻀﺎﻩ اﻟﻌﻈامء ﻣﻦ اﻷﻣﺔ ﻛﺄﻣﺜﺎل اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﺤﻀﺎرة ﻟﺘﻌﻠﻮ ﺑﺎﺣﱰام اﻵﺧﺮ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ.
37
ﺗﺘﻌني ﻗﻴﻢ اﻷﻣﻢ وروﺣﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ وﺑﻬﺎ ﻳﻘﺎس دورﻫﺎ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻜﻮين .وﻣﻌﺎمل اﻷﻣﻢ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﺻﻨﻔﺎن :ﻣﺎدﻳﺔ وﻻ ﻣﺎدﻳﺔ .ﻓﺄﻣﺎ اﳌﻌﺎمل اﳌﺎدﻳﺔ ﻓﺄﻫﻤﻬﺎ اﳌﺂﺛﺮ اﳌﻌامرﻳﺔ واﳌﺼﻨﻔﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻗﻴﺎم ذايت ﻣﻦ اﳌﺒﺪﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ واﻟﺮوﺣﻴﺔ .وﻟﻌﻞ أﻛﱪ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﺒﺪﻋﺎت اﳌﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎن ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﺂﺛﺮ اﻷﻧﺪﻟﺲ اﳌﻌامرﻳﺔ وﻣﻜﺘﺒﺎﺗﻬﺎ. وأﻣﺎ اﳌﻌﺎمل اﻟﻼﻣﺎدﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﻗﻴﻤﻬﺎ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ اﳌﺘﻌﻴﻨﺔ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ اﻟﺪاﺧﲇ واﻟﺨﺎرﺟﻲ .وميﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﳌﻌﺎمل اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﺼﻨﻔني اﳌﺎدي واﻟﻼﻣﺎدي ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻟﺠﻮﻫﺮ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت واﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻛﻞ اﻟﺤﻀﺎرات وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺪ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻨﺎﺑﺾ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻷﻣﻢ. إن اﳌﺴﻠﻤني ﻳﻌﺘﱪون اﳌﻌﺎمل اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﳌﺴﺎﺟﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻮت اﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ إن اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ مل ﻳﻘﴫﻩ اﻟﻘﺮآن ﻋﲆ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﺑﻞ ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ اﳌﻌﺎﺑﺪ” :ا ﱠﻟ ِﺬﻳﻦَ ُأﺧْ ِﺮ ُﺟﻮا ِﻣﻦ ِد َﻳﺎ ِر ِﻫ ْﻢ ِﺑ َﻐ ْ ِري َﺣﻖﱟ إِ ﱠﻻ أَن َﻳ ُﻘﻮ ُﻟﻮا َر ﱡﺑﻨَﺎ اﻟ ﱠﻠ ُﻪ ﱠﺎس َﺑ ْﻌ َﻀﻬُﻢ ِﺑ َﺒ ْﻌ ٍﺾ ﱠﻟ ُﻬ ﱢﺪ َﻣ ْﺖ َﺻ َﻮا ِﻣ ُﻊ َو ِﺑ َﻴ ٌﻊ َو َﺻ َﻠ َﻮ ٌ ﻨﴫ ﱠن ﺎﺟﺪُ ُﻳ ْﺬ َﻛ ُﺮ ِﻓﻴﻬَﺎ ْاﺳ ُﻢ اﻟ ﱠﻠ ِﻪ َﻛ ِﺜرياً َوﻟَ َﻴ ُ َ َوﻟَ ْﻮ َﻻ َد ْﻓ ُﻊ اﻟ ﱠﻠ ِﻪ اﻟﻨ َ ات َو َﻣ َﺴ ِ َ ﱠ ﻨﴫ ُﻩ إِ ﱠن اﻟﻠ َﻪ ﻟ َﻘ ِﻮيﱞ َﻋ ِﺰﻳ ٌﺰ ” )اﻟﺤﺞ .(٤٠ﻓﻬﻲ اﳌﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﳌﻄﻠﻖ ﻟﻴﺠﺪد اﻟﻌﻬﺪ ﻣﻊ اﻟ ﱠﻠ ُﻪ َﻣﻦ َﻳ ُ ُ اﳌﻴﺜﺎق اﻟﺬي مبﻘﺘﻀﺎﻩ ﻛﻠﻒ آدم واﺳﺘﺨﻠﻒ. واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﺎدت اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻌﺎدت إﱃ اﳌﺴﻠﻤني اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﳌﻌﺎمل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌني ﻓﻴﻬﺎ روﺣﺎﻧﻴﺔ اﻹﺳﻼم وﻗﻴﻤﻪ ﻋﻤﻼ مبﺒﺪأ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﰲ اﻟﺨريات ﺑني ﻛﻞ ﺷﻌﻮب اﻷﻣﺔ وأﻗﻄﺎرﻫﺎ .وآﺧﺮ ﻫﺬﻩ اﳌﻌﺎمل اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﺮيب وﻣﺴﻠﻢ ﺟﺎﻣﻊ اﳌﺮﺣﻮم ﺣﻜﻴﻢ اﻟﻌﺮب ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ .وﻛام ﺗﻌني ﰲ ﺳرية اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﻣﺎدي ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻌﺮب وﻗﻴﻢ اﻟﻘﺮآن ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺗﻌني ﰲ ﻋامرة ﺟﺎﻣﻌﻪ وﺟﻬﻬام اﳌﺎدي .ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ اﻟﻮﺟﻬﺎن ﻣﻤﺜﻠني ﻟﻘﺼﺪ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ :ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﻮﺟﻪ اﻟﻠﻪ. ﻓام اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﺑﻴﻮت اﻟﻠﻪ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﻮﻋﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺒريﻫﻢ وﺻﻐريﻫﻢ ﻏﻨﻴﻬﻢ وﻓﻘريﻫﻢ ﻟﻠﺘﻌني اﻟﺤﻲ ﻷﺳﺎس اﻟﻌﻤﺮان اﻟﺴﻮي واﻷﺧﻮة ﺑني اﻟﺒﴩ ؟ أﻻ ميﻜﻦ رؤﻳﺔ ذﻟﻚ ﻣﺘﺤﻘﻘﺎ ﰲ ﻣﺒﺪأ اﳌﺒﺎدئ اﻟﺬي ﺣﺪد ﺑﻪ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﴐوب اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ اﻷﺧﻮة واﻟﺴﻠﻢ ﺑني اﻟﺒﴩ إذ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﰲ اﻵﻳﺔ ١٣ﻣﻦ ﱠﺎس إِ ﱠﻧﺎ َﺧ َﻠ ْﻘﻨَﺎ ُﻛﻢ ﱢﻣﻦ َذ َﻛ ٍﺮ َو ُأﻧ َﺜﻰ َو َﺟ َﻌ ْﻠﻨَﺎ ُﻛ ْﻢ ُﺷ ُﻌﻮﺑﺎً َو َﻗ َﺒﺎ ِﺋ َﻞ ﻟِ َﺘ َﻌﺎ َر ُﻓﻮا إِ ﱠن أَ ْﻛ َﺮ َﻣ ُﻜ ْﻢ ِﻋﻨ َﺪ اﻟ ﱠﻠ ِﻪ أَ ْﺗ َﻘﺎ ُﻛ ْﻢ اﻟﺤﺠﺮاتَ » :ﻳﺎ أَ ﱡﻳﻬَﺎ اﻟﻨ ُ إِ ﱠن اﻟ ﱠﻠ َﻪ َﻋ ِﻠ ٌﻴﻢ َﺧ ِﺒ ٌري «؟ ﳌﺎذا ﻳﻌﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺘﻌني اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻬﺬا اﳌﺒﺪأ وﻣﻦ ﺛﻢ اﳌﻘﺪﻣﺔ اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺒﴩ ﰲ اﳌﻨﻈﻮر اﻟﻘﺮآين اﻟﺬي ﻳﻄﺎﺑﻘﻪ اﻟﻌﻘﻞ متﺎم اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﻓﻴﻜﻮن أﻓﻀﻞ اﻟﺤﻠﻮل ﰲ ﻋﴫ ﺻﺎر ﻓﻴﻪ أﻫﻞ اﳌﻌﻤﻮرة ﻣﺪرﻛني ﳌﺼريﻫﻢ اﻟﻮاﺣﺪ؟ واﳌﻌﻠﻮم أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ دامئﺎ ﺗﻮاﻗﺔ إﱃ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎين اﳌﻘﺪس ﻫﺬا اﻟﻔﻬﻢ وﺳﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻞ ﺑني اﻟﺮوﺣﻲ واﻟﻌﻘﲇ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎين اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺒﺪأ اﳌﻔﺎﺿﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑني اﻟﺒﴩ ﻫﻮ اﻟﺘﻘﻮى ﻓﻤﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮآن ﻳﺠﺐ ﻛﻞ اﳌﻔﺎﺿﻼت اﻷﺧﺮى ﻟﻴﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻛام ﻫﻢ ﰲ اﻟﺼﻼة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ذروة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﺳﻮاء .ﻓﺘﻜﻮن ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ اﳌﺒﺎﴍة ﺑﺮﺑﻬﻢ ﺣﻜام ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ إذ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻏري ﻣﺒﺎﴍة ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛام ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ أﺣﻜﺎم ﴍﻋﻪ مبﺘﻘﴣ ﻣﻔﻬﻮم اﺳﺘﺨﻼف آدم واﳌﻴﺜﺎق ﻣﻊ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻫﻢ ﰲ ﻇﻬﻮر آﺑﺎﺋﻬﻢ .وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ مبﻘﺘﴣ اﻵﻳﺔ :ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜﻰ وﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺸﻌﻮب واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ. ﻓﻴﻜﻮن ﺣﻜﻢ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺧﺎرج اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻫﻮ ﻋﻴﻨﻪ ﺣﻜﻤﻬﺎ داﺧﻠﻪ .وﳌﺎ ﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﻳﺮﻓﺾ اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑني ﺧﺎرج اﻟﺠﺎﻣﻊ وداﺧﻠﻪ ﻷن اﻟﻌﺎمل ﻛﻠﻪ ﺟﺎﻣﻊ ﻓﺈن اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺘﺂﺧﻴﺔ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﺎﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ أدرﻛﺖ ﰲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎمتﺔ ﴩ ُق َوا ْﻟ َﻤ ْﻐ ِﺮ ُب َﻓﺄَ ْﻳﻨ ََام ُﺗ َﻮ ﱡﻟﻮاْ َﻓ َﺜ ﱠﻢ َو ْﺟ ُﻪ اﻟ ّﻠ ِﻪ إِ ﱠن اﻟ ّﻠ َﻪ َو ِاﺳ ٌﻊ َﻋ ِﻠ ٌﻴﻢ« )اﻟﺒﻘﺮة.(١١٥ دﻻﻟﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ » :وﻟِ ّﻠ ِﻪ ا ْﻟ َﻤ ْ ِ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄيت اﻟﻮﺻﻞ ﺑني ﻫﺬﻩ اﳌﺒﺎدئ وﺣﺎﺟﺔ اﳌﺴﻠﻤني اﻟﻴﻮم ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﻮﻳﺔ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻧﻮا أﻫﻼ ﻟﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﳌني ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدة ﻋﲆ اﻟﻨﺎس رﺳﺎﻟﺘﻬﻢ اﻟﺪاﻋﻴﺔ إﱃ اﻷﺧﻮة ﺑني اﻟﺒﴩ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑني اﻟﺸﻌﻮب واﻷدﻳﺎن واﻷﺟﻨﺎس .ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻋﲆ اﳌﺮأة وﻻ ﻟﻸﺑﻴﺾ ﻋﲆ اﻷﺳﻮد وﻻ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻋﲆ ﻏري اﳌﺴﻠﻢ ﻓﻀﻞ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى اﻟﺘﻲ ميﺜﻠﻬﺎ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﻮﺟﻮدي ﻛام ﻳﺘﻌني ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﳌﻌﻤﻢ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل :ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﴩ أﺧﻮة أﻣﺎم اﻟﻠﻪ واﳌﻔﺎﺿﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻫﻲ رﻋﺎﻳﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻠﻪ رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﻬﺎ واﻟﺨﺒري اﻟﻠﻪ وﺣﺪﻩ.
أ .د .أﺑﻮ ﻳﻌﺮب اﳌﺮزوﻗﻲ ﻣﻔﻜﺮ وﻓﻴﻠﺴﻮف
38
ﺑﻘﻠﻢ :اﺑﺘﺴﺎم ﺑﺮﻛﺎت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام ﻓﻘﻂ ﻣﻨﺬ ﺣ ّﻠﻖ ﺻﻮت اﻷذان ﻓﻮق ﻗﺒﺎب ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻷول ﻣﺮة وﻃﺎر ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻟﺤامم اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ إﱃ ﻗﺎرات اﻟﻌﺎمل ﻳﺤﻤﻞ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻌﻮب اﻷرض" :ﻟﺘﻌﺎرﻓﻮا". وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني واﻟﺰوار ﻋﲆ اﺧﺘﻼف ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ وأوﻃﺎﻧﻬﻢ ﻳﺘﻮاﻓﺪون ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﻘﺎع اﻷرض ﻟﺰﻳﺎرة ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﺮوﺣﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﻠﻮ ﻗﺎﻣﺎت ﻣﺂذﻧﻪ ﻛﺎﳌﺼﻠني اﻟﻮاﻗﻔني ﺧﺸﻮﻋﺎً وﻋﺸﻘﺎًَ ﺑني ﻳﺪي اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻷﻋﲆ وﻗﺪ أﺧﺬوا زﻳﻨﺘﻬﻢ أﺑﺪا. ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﺒﻨﻲ اﻟﺤﻀﺎرة ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر ،ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺪم ﻟﻜﻞ زوارﻩ ﺛﻘﺎﻓﺔ روﺣﻴﺔ ﺗﻮﻗﻆ ﰲ ذاﺋﻘﻴﻬﺎ اﻟﺤﺲ ﺑﺎﻟﺠامل ﻓﻴﻜﻮن ﻣﺮآة أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺗﻌﻜﺲ ﻟﻬﻢ ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎت إدراﻛﻬﻢ وﺗﺬﻛﺮﻫﻢ أن اﻻﻧﺴﺎن ،أﻳﺎً ﻛﺎن ،ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ وﻟﻠﻌﺎمل ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻖ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﲆ أﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ. ﺻﻮت اﻷذان ﻏري اﳌﺤيك وﻟﻜﻦ اﳌﺮيئ أﻳﻨام ﺟﺎﻟﺖ اﻟﻌني ﰲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺨﺮج ﻣﻦ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻣﺤﻤﻮﻻً ﰲ دﻫﺸﺔ اﻟﺰوار وذاﻛﺮﺗﻬﻢ وﻛﻠامﺗﻬﻢ :ﻳﻘﻮﻟﻮن ،ﻳﺮددون :ﻣﺪﻫﺶ .ومل ﻻ – ﻓﺄي ﺑﻴﺖ أﺣﻖ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺪﻫﺸﺎً ﻏري ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ؟ ٌ ﺧﻴﻮط اﻟﺸﻤﺲ وﻫﻲ ﺗﺠﺮي ﳌﺴﺘﻘﺮ ﻟﻬﺎ وﺗﺮﻗﺒﻪ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻫﺬا اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻨﺎﺻﻊ ﻣﺜﻞ ورﻗﺔ ﻣﻦ دون آﺛﺎم ﺗﻄﻬﺮﻩ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ﻳﻜﱪ ﺑﺰاﺋﺮﻳﻪ .ﻳﺄيت اﻟﻴﻪ اﳌﺼﻠﻮن واﳌﺘﻌﺒﻮن واﻟﻔﺮﺣﻮن واﻟﺪاﻋﻮن .أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺑﻴﺖ ﻟﻬﻢ ،وأوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﻮت .ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮن إﱃ اﳌﻸ .ﻟﻌﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﺎﻣﺮة ﺑﻨﻮر اﻟﻄأمﻧﻴﻨﺔ وﻓﺮﺣﻬﺎ ،إﱃ ﻧﻔﺎﺋﺲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻌﺪ أن زاروا ﻫﺬا اﳌﻘﺎم اﻟﺬي ﻳﺰدﻫﺮ ﺑﻬﻢ وﻳﺤﺪث ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻠﻬﻢ وﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺐ اﻟﺠامل ﰲ اﳌﻈﻬﺮ واﳌﻌﴩ وﻳﻘﻮل ﻟﻠﻨﺎس أﺟﻤﻌني" :ادﻋﻮين أﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ". ً اﻟﺪﻋﻮة ﻫﻨﺎ ﻋﺎﻣﺔ وﻋﺎﳌﻴﺔ أﻳﻀﺎ ،ﻛام ..ﻟﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ،ﻓﻬﺬا اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺪاﺋﺮي ﺑﻴﻨام ﻳﺤﺪث ﺑﺪوران اﻷرض أﻳﻀﺎ ﻳﺤﺪث ﻷي -إن اﺳﺘﻐﺎﺛﺖ روﺣﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ اﻷزﱄ اﻟﺼﺒﻮرﻋﲆ ﻋﻄﺶ ﺑﺪوران اﻷذرع اﻟﺒﻴﻀﺎء اﳌﻌﺎﻧﻘﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ – ﻻ اﺳﺘﺜﻨﺎء ٍ اﻟﻨﺎس اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﺮﺣﻼت اﻟﺮوح؛ رﺣﻠﺔ اﻟﺸﺘﺎء واﻟﺼﻴﻒ؛ ﺷﺘﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،وﺻﻴﻔﻬﺎ .ﻟﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺎمل ﻳﺨﺮج ﻣﻦ رﺣﻠﺔ اﻟﺸﺘﺎء اﻟﻘﺎرس وﺻﻘﻴﻊ اﻟﻘﻠﻮب ،ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺒﺪأ رﺣﻠﺔ اﻟﺮﺑﻴﻊ أﻳﻀﺎ ﻧﺰرع اﻟﻮرود .وﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺻﻴﻒ ﺑﻮرود ﺗﺰﻳﻦ ﻛﻞ اﻟﺠﺪران ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪاﺋﻖ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻞ ﺑﺎﻟﻠﻪ واﻟﻨﻔﺲ واﻵﺧﺮ .ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ وردة ﺑﻴﻀﺎء ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻟﻠﻌﺎمل وﺗﻘﻮل :ﻓﻠﻨﻜﻦ أﺻﺪﻗﺎء. ً ً ً واﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﺼﺪاﻗﺔ ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ ﺣني ﻳﻜﻮن اﻟﺪاﻋﻲ ﺣﻠﻮا داﻓﺌﺎ رﺣﺒﺎ ﻛﺼﺪر ﻣﺤﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒري .ﺻﺤﻨُﻪ ﻳﻘﺪم اﻟﺠامل ﻟﱪاءة اﻟﺮوح وﻻ ﻳﻨﻔﺬ. ﻛﻠام ﻳﺤﴬين اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ أﺣﺲ أن روﺣﻲ ﺗﺘﻮﺿﺄ ﺑﺎﻟﻨﻮر .ﺗﺠﻠﺲ ﻋﲆ اﻷرض ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﻴﺘﺴﻠﻞ اﻟﺴﻼم ﻋﱪ ﻧﻮاﻓﺬﻫﺎ وﻣﻬام ﻛﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺒﺪأ اﻟﻨﻬﺎر ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺳﺄل ﻧﻔﴘ :ﳌﺎذا اﻟﻜﻞ ﻣﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﺠﺎﻣﻊ؟ ﺟﺎﻣﻌﻨﺎ .أﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ اﳌﻘﺪﺳﺔ؟ أرﻳﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني. أﻓﻜﺮ ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻳﺎيت ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻻﺳﻼم إﱃ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،إﱃ ﻣﻨﺰﱄ ،اﱃ وﺟﻬﺔ روﺣﻲ .ﻳﺠﺐ ان ﻳﻜﻮن ﺻﺪﻳﻘﺎ .ان مل ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ أدﻋﻮ أن ﺗﺨﻠﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﺰﻳﺎرة ﺗﻘﺎرﺑﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﺎ أﺻﺪﻗﺎء. وأﻋﻮد أﺳﺄل ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ :ﻣﺎذا ﻳﻬﻢ ﻟﻮ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎمل ﻏري اﳌﺴﻠﻢ أﻧﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ ﻋﲆ اﻷرض ﺣني ﻧﺼﲇ .ﺑﻼ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻛﺎﻟﻔﻘﺮاء. وﻧﺤﺲ ﺑﺘﻠﻌﺜﻢ اﻻﻃﻔﺎل ﺑني ﻳﺪي اﻟﻠﻪ .ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻋﺮف اﻟﻌﺎمل اﻧﻨﺎ ﻧﺒيك وﻧﺤﻦ ﻧﻘﺮأ اﻟﻘﺮآن وﻧﺤﺪث اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻏري وﺳﻴﻂ وﺑﻜﻞ اﻟﻠﻐﺎت وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻧﺴﻬﻮ ﻓﻨﻨﺎم ﺑني ﻳﺪﻳﻪ .ﻣﺎذا ﻟﻮ رأوا ﺿﻌﻔﻨﺎ .ﻣﺎذا ﻟﻮ رأوا اﻧﻨﺎ ﺑﻼ ﺟﺪران ﺳﻮى رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ. وﻣﺎذا ﻳﻬﻢ ان ﻳﺤﺒﻨﺎ اﻻﺧﺮ واﻟﻌﺎمل؟ وﻣﺎذا ﻳﻬﻢ أن ﻧﺤﺒﻬﻢ؟ وﻣﺎذا ﻳﻬﻢ ان ﺗﺘﻌﺎﻧﻖ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺗﻬﻤﺲ أﴎارﻫﺎ ،ﻛﻞ ﻳﺒﻮح مبﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻷﺧﻴﻪ اﻻﻧﺴﺎن؟ وﻣﺎذا ﻳﻬﻢ أن ﻳﺰوروﻧﺎ وأن ﻧﺘﻘﺎﺳﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﺧﺒﺰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ. ﻳﻬﻢ .ﻳﻬﻢ .ﻳﻬﻢ ﺟﺪا ﻓﻨﺤﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺠﺎﻣﻊ .واﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﺠﻤﻊ .ﻻ ﻳﻄﺮح .ﻻ ﻳﺴﺘﺜﻨﻲ .ﻻ ﻳﻘﺴﻢ .ﻻ ﻳﴬب .اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﲆ اﻟﺤﺐ وﺻﻠﺔ اﻟﺮوح .إن أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻘﺪم وردة ﺑﻴﻀﺎء ﻟﻠﻌﺎمل .ﻓﻠﻨﻜﻦ أﺻﺪﻗﺎء! ً وﺟﺎﻣﻌﻨﺎ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﻳُﺠﻤﻊ اﻟﺰوار ﻋﲆ أﻧﻪ ﻻ ﻳُﻨﴗ ﻳﻨﴩ اﻟﺠامل واﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﻧﺴﺎين ﻟﻌﻠﻬام ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺻﻼة ﺗﺼﻞ ﺑني أرواح اﻟﻨﺎس اﻟﻮﺛﺎﺑﻪ ﺻﻮب اﻟﺠامل أﺑﺪا .أﻣﺎ اﻟﺠﺪران اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﺪﻫﺎ اﻟﻌﻘﻞ ،ﺳﺎﻣﺤﻪ اﻟﻠﻪ ،مبﺎ ﻋﻼ ﻣﻦ ﻗﺼﻮر رؤﻳﺘﻪ وﻣﺨﺎوﻓﻪ – ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﺴﻨني واﻟﻘﺮون واﻟﺤﻀﺎرات رمبﺎ – ﻫﺬﻩ اﻟﺠﺪران ﺗﺬروﻫﺎ اﻟ ّﺮوح وﺗﺘﺨﻄﺎﻫﺎ. أﻧﻈﺮ اﱃ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒري ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .أرى اﳌﺌﺬﻧﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .اﺗﺬﻛﺮ أن اﻟﺰوار ﻳﺘﻌﺠﺒﻮن ﻟﺠامﻟﻪ .أرى اﻻﺑﻴﺾ اﻟﻨﺎﺻﻊ ﻛﺎﻟﻮرق اﻟﻨﻘﻲ ﻣﻦ اﻵﺛﺎم .أﺗﻔﻜﺮ ﻗﻠﻴﻼ .وﻓﺠﺄة ﻳﺨﻄﺮ ﱄ أن اﳌﺂذن ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻛﻌﻼﻣﺎت ﺗﻌﺠﺐ ﻣﺎ ﺑني اﻷرض واﻟﺴامء. * ﺷﺎﻋﺮة وﻛﺎﺗﺒﺔ
39
ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺭﺍﺋﻊ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ
أﻻن أزواو
إن روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﰲ اﻻﺳﻼم اﻟﺬي ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺣﻜﺎم ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ اﻟﺰﻳﺎرات اﳌﻨﻈﻤﺔ واﻟﺤﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻼﻃﻼع ﻋﲆ ﻣﻌﺎﳌﻪ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺼﻞ إﱃ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻻ ﻳﺴــﻌﻨﺎ إﻻ ان ﻧﻌﺠﺐ ﺑﺎﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ
ﻳﺘﻤ ّﻴﺰ ﺑﻬﺎ »ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري« ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺬي ﺑﻨﺎﻩ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺗﺘﻀﺢ ﻓﻴﻪ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻬﻴﺒﺔ واﻟﺪﻫﺸــﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ وﻫﻮ ﻳﺴــﺘﻘﺒﻞ ﺑﺸــﻤﻮخ ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ وزاﺋﺮﻳﻬﺎ. إن ﻫــﺬا اﻹﻧﺠــﺎز ﻟﻬﻮ ﻣﺜﺎل راﺋﻊ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑني ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷمنــﺎط اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ. إن روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﰲ اﻻﺳﻼم اﻟﺬي ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺣﻜﺎم ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ اﻟﺰﻳﺎرات اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘــﻲ ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻼﻃﻼع ﻋﲆ ﻣﻌﺎﳌﻪ ،ﺳــﻮاء اﳌﻘﻴﻤني ﻣﻨﻬﻢ أو اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ اﻟﻘﺎدﻣــني إﱃ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺰوار اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﺻﻮن وﻳﻬﺘﻤﻮن ﺑﺎﻛﺘﺸﺎف أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺒﺎدة اﳌﻬﻤﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﳌﺴﻠﻤني. إن ﻣﺒــﺎدرات ﻛﻬﺬﻩ ﺗﺴــﻤﺢ ﺑــﺄن ﻳﻌﺮف اﻟﻨــﺎس وﻳﻔﻬﻤﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺑﺸــﻜﻞ أﻓﻀﻞ. ان ﺣﻮار اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺬي ﺗﺴــﻌﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﱰوﻳﺞ ﻟﻪ ﻫﻮ ﻣﺒﺎدرة ﺗﺘﻼﻗﻰ وﻗﻴﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ. إن اﻟﻔﺮﻧﺴــﻴني ﻫﻢ أﻳﻀﺎً ﺣﺮﻳﺼﻮن ﻋﲆ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑني اﻷﺷﺨﺎص واﻟﺸﻌﻮب أﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺴــﻴﺎﺗﻬﻢ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ،ﻛام ﻫﻢ ﻣﺘﻤﺴــﻜﻮن ﺑﴬورة اﳌﻌﺮﻓﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﺑﺎﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ اﻟﺤﻀﺎرات اﻷﺧﺮى ،وﻋﲆ اﻟﺼﺪاﻗﺔ. ان اﻣﺘﻴﺎز اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎمئﺔ ﺑني ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة واﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺮاﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻴﻤﻬﺎ ﺳــﻮﻳﺎً وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﱰﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﻟﻬﻲ ﺧري ﺷﻬﺎدة ﻋﲆ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻴﻢ اﳌﺸﱰﻛﺔ. اﻟﺴﻔري اﻟﻔﺮﻧﴘ ﰲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة
ﻟﻴﻼ ﻟﻠﻴﻮﺭﻍ :ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻃﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﻖ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ
42
40
ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﺛﻨﺎن ﻋﲆ ﻗﺪرة ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺛري ﰲ اﻟﻘﻠﻮب واﻷرواح وإﺛﺎرة ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺪﻫﺸﺔ واﻹﻋﺠﺎب ﰲ ﻧﻔﻮس زاﺋﺮﻳﻪ ،ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮد دامئﺎً إﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ واﻟﺼﻔﺎء وﺗﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﺘﺄﻣﻞ. وﻻ ﺷﻚ ﰲ أن اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﻜﺒري ﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﰲ اﺳﺘﺨﻼص ﺻﻮت اﻟﺠامل اﳌﺴﺎﻓﺮ ﻋﱪ ﺣﻘﺐ زﻣﻨﻴﺔ وﺣﻀﺎرات وﻋﺼﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺒﺪا وﻛﺄﻧﻪ ﺧﻼﺻﺘﻬﺎ اﳌﻌﺎﴏة اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرت ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻤﻴﻞ أﺟﻤﻠﻪ ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻣﺘﺪاد اﻟﺠامل وﻋﻨﻮاﻧﻪ اﻟﺬي ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻠﻮب واﻟﻌﻘﻮل واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت. ﻫﻨﺎ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣام اﺣﺘﺸﺪت ﺑﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺳﻮاء ﻟﺨﱪاء وﻣﺜﻘﻔني أو ﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ﺑﺴﻄﺎء اﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻬﻢ ﻓﻜﺮة ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري وأﴎﻫﻢ ﺟامﻟﻪ وﺣﻠﻘﺖ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺳﺎﺋﺤﺔ ﰲ رﺣﺎﺑﺔ ﻗﺒﺎﺑﻪ ورﺷﺎﻗﺔ ﻣﺂذﻧﻪ وﺑﻬﺎء إﺿﺎءﺗﻪ. اﻟﻼﻓﺖ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﻘﺘﻄﻔﺎت أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒ ُﺎ اﺗﻔﻘﻮا ﻋﲆ أن مثﺔ ﻣﺎ ﻳﺄﴎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺠامل اﳌﺒﺎﴍ ﻓﺤﺴﺐ وإمنﺎ ﻫﻨﺎك ﳾء ﻗﺎدر ﻋﲆ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺮوح ﻋﱪ اﺳﺘﺤﻀﺎر اﻟﺸﻌﻮر اﻹﻧﺴﺎين اﳌﺸﱰك داﺧﻞ اﻟﺒﴩ ،ذﻟﻚ اﻟﻨﺪاء اﻟﺨﻔﻲ اﻟﻀﺎرب ﰲ أﻋامﻗﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً واﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﱃ اﺣﱰام اﻟﺬات اﻟﺒﴩﻳﺔ واﻟﺴﻌﻲ ﻧﺤﻮ وﺣﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﻤﺮان اﻟﻜﻮن وﺧﻼﻓﺔ اﻟﻠﻪ ﰲ اﻷرض.
ﺳﺘﺎﻥ ﺟﺮﺍﻧﺖ :ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺡ اﻟﺼﺤﺎﰲ اﻟﺮاﺋﺪ ﺳﺘﺎن ﺟﺮاﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ”ﳼ إن إن“ ﺧﺎﻃﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪﻳﻪ ﻣﺒﺎﴍة ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﻛﱪ وﻗﺪ ﻋﻠﺖ وﺟﻬﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺪﻫﺸﺔ ،ﻗﺎﺋ ًﻼ” :ﻻ أﺻﺪق ﻋﻴﻨﻲ ،ﻻ أﻇﻦ أن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﴫح“ .
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻳﻘﺮ اﻟﺼﺤﺎﰲ ﻛﺮﻳﺲ ﻫﻨﻮود ﻣﻦ ﺟﺮﻳﺪة ﺑريﻣﻨﺠﻬﺎم ﻣﻴﻞ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﻪ أن اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ راﺋﻊ، وﻳﻜﺘﺐ ﻫﻨﻮود أن ”أﺑﻮ ﻇﺒﻲ وﻫﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻀﻨﺖ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﻛﱪ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﺒري ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻳﺶ ﻣﺪﻫﺶ ﺑني اﳌﺎﴈ واﻟﺤﺎﴐ“.
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺫﺍ ﺳﻴﺪﻧﻲ ﻣﻮﺭﻧﻨﺞ ﻫﻴﺮﺍﻟﺪ :ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﺘﺎﺝ ﻣﺤﻞ ﻓﻲ ﺃﺑﻮﻇﺒﻲ
ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺪﻫﺸﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺑﺰورﻓﺮ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻮل اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ إدراﺟﻪ ﰲ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺟﻴﻨﻴﺲ ﻟﻸرﻗﺎم اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻮر اﻹﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺗﺸﻴﻴﺪﻩ ،واﺷﺎرت إﱃ أن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻛﺎن ﰲ ﻣﺤﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻀﻢ أﻛﱪ ﻗﺒﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،وﺳﺠﺎدﺗﻪ ﻫﻲ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،وﺛﺮﻳﺎﻩ اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺮﺳﻞ اﻹﺷﻌﺎع واﻟﻨﻮر ﻟﻜﻞ ﻣﻦ أىت ﻳﻄﻠﺐ ﻧﻮر اﻟﺘﻌﺎرف ﰲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﺻﺤﻴﻔﻪ ذا ﺳﻴﺪين ﻣﻮرﻧﻨﺞ ﻫرياﻟﺪ ﺗﻀﻴﻒ ﺻﻮﺗﻬﺎ وﺗﺼﻒ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﺄﻧﻪ ﻧﻈري ﺗﺎج ﻣﺤﻞ ﰲ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ.
ﻛــﺮﻳــﺲ ﻫــﻨــﻮﻭﺩ :ﺃﺑــﻮ ﻇﺒﻲ ﺗــﺠــﺮﺑــﺔ ﺗــﻌــﺎﻳــﺶ ﻣــﺪﻫــﺶ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
Abu Dhabi’s Match for the Taj Mahal
ﻧﻈري ﺗﺎج ﻣﺤﻞ ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ
ﻣﺮﺻﻌﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮاﻫﺮ وﻣﺴﻄﺮا ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺬﻫﻞ اﻟﺼﺤﺎﰲ اﻻﺳﱰاﱄ روب ودﺑرين
Encrusted with jewels and lined with gold، the Grand Mosque leaves Rob Woodburn mesmerised.
إن أﻛرث ﻣﻌﺎمل أﺑﻮﻇﺒﻲ روﻋﺔ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن واﳌﺴﻤﻰ اﺣﺘﻔﺎء ﺑﺬﻛﺮى )أو ﺗﺨﻠﻴﺪا ﻟﺬﻛﺮى( ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ وﻣﻮﻗﻊ ﴐﻳﺤﻪ .اﻛﺘﻤﻞ ﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﴫح ﰲ 2006وﻫﻮ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺎء واﻟﺮوﻋﺔ ﺗﺪﻋﻮان ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻐﺪو ﺗﺎج ﻣﺤﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب
The most awesome place in Abu Dhabi is surely the Sheikh Zayed Bin Sultan Al Nahyan Mosque، named after the country’s former ruler and the site of his tomb. Completed in late 2006 and colloquially called the Grand Mosque، it’s a construction of such scale and magnificence that it may well become the Taj Mahal of the Arabian Gulf.
41
ﺭﻭﺏ ﻭﺩﺑﻴﺮﻥ :ﺑﻬﺎﺀ ﻭﺭﻭﻋﺔ
ﻇﺒﻲ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟيك ﺗﺼري ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎت“ وأن ”ﻏري اﳌﺴﻠﻤني مبﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﺴﺎء ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﺛﻴﺎب ﺳﻮداء ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﻟﺴﻔﺮ ﺻﻮب ﺟﺎﻣﻊ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ اﳌﺘﺄﻟﻖ“.
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺃﺫﻫﻼﻧﻲ اﻟﺼﺤﺎﰲ اﻻﺳﱰاﱄ روب ودﺑرين ﻳﻜﺘﺐ أن ﺑﻬﺎء وروﻋﺔ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ أذﻫﻼﻩ .وﻳﺪرج ودﺑرين ﰲ اﳌﻘﺎل” :إن ذﻛﺮى اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ُﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﰲ ﴏح ﺷﺎﻫﻖ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ،ﻣﺸرياً إﱃ أن ﻫﺬا اﻟﴫح ﻳﻜﺮم ذﻛﺮى زاﻳﺪ أﻳﻀﺎً ﺑﺪﻋﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻟﺪوﻟﻴني ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺸﻂ ﰲ اﻟﱰﺣﻴﺐ ﺑﻐري اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ اﻟﺰوار“. وﻳﻨﻘﻞ ﻟﻘﺮاﺋﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ رأى ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ: ”ﺗﺤﺖ ﻋﻴﻮن اﻟرثﻳﺎ اﳌﺘﻸﻟﺌﺔ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﲆ اﻟﺴﺠﺎدة اﻟﻔﺎﺧﺮة ﻳﻨﺸﺪون ﺑﻌﺾ اﻟﺮاﺣﺔ وﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺑﺮاﻗﺔ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ” :ﺛﻢ ﻳﻌﻠﻖ أن دﻟﻴﻠﻪ اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻗﺪ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﱃ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﻟﺪﻫﺸﺔ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ﻷن ﻫﺬا ﻫﻮ رد اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﺻﺎر ﻣﺘﻮﻗﻌﺎً ﻣﻦ اﻟﺰوار ﺣني ﻳﺮون اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ“.
ﺑـــﺎﺭﺑـــﺎﺭﺍ ﺷــﻮﻣــﺎﺧــﺮ :ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺻـــﺮﻭﺡ ﺍﻹﺑـــﺪﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎرﺑﺎرا ﺷﻮﻣﺎﺧﺮ ﺗﺸﱰك ﺑﺮأﻳﻬﺎ ﻣﺸرية إﱃ أن أﻫﻤﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ذي اﻷﺑﻮاب اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻛﻤﺴﺎﺣﺔ ﻟﻘﺎء ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺮﻣﺰ إﱃ ﻛﺮم اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ واﻟﱰﺣﺎب واﻟﱰاث وﺗﻀﻴﻒ” :إن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﰲ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻫﻮ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﴫوح اﳌﻌامرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻹﺑﺪاع اﳌﻌامري ﰲ اﻟﻌﺎمل أﺟﻤﻊ“. وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﻛﱪ أﺣﺪ أﺑﺮز أﺳﺒﺎب ﺻﻌﻮد أﺑﻮ ﻇﺒﻲ إﱃ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻓﻔﻲ 2008اﺧﺘﺎرت ﴍﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺴﻔﺮ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻛﺴﺒﻴﺪﻳﺎ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻟﺘﻜﻮن ﰲ ﻗﺎمئﺔ وﺟﻬﺎت اﻟﺴﻔﺮ اﻟﻌﴩة اﻷواﺋﻞ مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ: ﻧﻴﻮزﻳﻼﻧﺪا ،اﻻرﺟﻨﺘني ،اﻟﺼني ،ﻛﻴﺐ ﻓريدا ،رﻳﻜﺠﺎﻓﻴﻚ ،ﺑﺮﻟني، ﺑﻮﺳﻄﻦ ،وﻟﻴﻔﺮﺑﻮل. ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺘﺼﻞ أﻛﺪت وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أن ”أﺑﻮ
وﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎح اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴني اﳌﻌﺮوﻓني ﺑﺼﻌﻮﺑﻪ ﻧﻴﻞ اﻋﺠﺎﺑﻬﻢ؟ اﻟﺼﺤﺎﰲ اﻟﻜﺒري ﻛﻮﺟﺎ ﻓﻮﺗﻮﳾ ﻣﻦ اﺳﺎﻫﻲ ﺷﻴﻤﺒﻮن اﺣﺪى ﻃﻼﺋﻊ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻪ ﻳﻘﻮل “:إن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻻ ﻳﻀﺎﻫﻴﻪ ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺑﺪاﻋﺎت اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ واﳌﻬﺎرة اﳌﻌامرﻳﺔ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﴫوح ﰲ اﻟﻌﺎمل“.
وﻳﻌﻠﻖ أﻧﻪ ﺣني ﻳﻌﻮد اﱃ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺳﻮف ﻳﺸﺠﻊ اﻟﺴﻴﺎح اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴني ﻋﲆ زﻳﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،ﻣﺆﻛﺪاً أن اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ إﱃ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ”ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ اﻟﺴﺎﺋﺢ اﻟﻴﺎﺑﺎين مبﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﱰاث وﻳﻔﺼﻞ ﻓﻮﺗﻮﳾ إن ﻋﲆ ﻳﺪ ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ﻏﺎﻳﻪ ﰲ اﻟﻜﻔﺎءة“. ّ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤني ﻟﻜﻦ اﻟﻴﺎﺑﺎين اﻟﻌﺎدي ﻻ ﻳﻌﺮف ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ. ً وﺑﻬﺬا ﻓﺈن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻟﻠﻨﻮر ﻳﺼﻞ اﱃ أﻗﴡ اﻟﴩق واﻟﻐﺮب ﻟﺘﻤﺘني ﻋﺮى اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ وزﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻟﺤﻮار اﻹﻧﺴﺎين ﰲ اﻟﻌﺎمل. أﻣﺎ ﴍﻛﻪ رﻳﺪ ﺑﺰﻧﺲ اﻧﻔﻮرﻣﻴﺸﻦ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺼﻒ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻹﻣﺎرايت ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻌﺎمل وﻛﺄﻧﻪ ﺑﻨﺎء
إن ذﻛﺮى اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳُﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﰲ ﴏح ﺷﺎﻫﻖ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﻌﺒﺎدة ،واﻟﺬي ﻫﻮ أﻳﻀﺎ ﻳﻜ ّﺮم ذﻛﺮى زاﻳﺪ ﺑﺪﻋﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻟﺪوﻟﻴنيَ ، وﻳﻨﺸﻂ ﰲ اﻟﱰﺣﻴﺐ ﺑﻐري اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ اﻟﺰوار وﺑﺘﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻓري ﺧﺪﻣﺎت اﻷدﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎﺣﻴني اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ. Sheikh Zayed’s legacy is celebrated in a magnificent creation devoted to worship and which، in keeping with his policy of promoting international co-operation and understanding، actively encourages nonMuslim visitors by offering free guided tours.
ﻣﺠﻠﺔ »ﺟﻴﻤﻴﻦ« ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ..ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
أﻛــﺪت ﻣﺠﻠﺔ »ﺟﻴﻤني« اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳــﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻳﻌﺪ واﺣﺪا ﻣﻦ أﻫﻢ رواﺋﻊ اﻟﻌامرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل . وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﻻﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮﺑﺎرة ﺷــﻮﻣﺎﺧﺮ ﰲ ﻣﻘﺎل ﻟﻬﺎ ﻧﴩﺗﻪ اﳌﺠﻠﺔ إن اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﻌﻜﺲ ﻓﻠﺴــﻔﺔ اﳌﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﺆﺳﺲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات ﰲ ﺑﻨﺎء ﺟﺎﻣﻊ ﺗﺠﺘﻤــﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓــﺎت وﺗﻨﺼﻬﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺠﻨﺴــﻴﺎت واﻟﺪﻳﺎﻧﺎت ﻟﻴﺸــﻬﺪوا ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ رﻣﺰا ﻟﻺﺳــﻼم وﻣﻜﺎﻧﺎ راﺋﻌــﺎ ﻟﻠﻌﺎﺑﺪﻳﻦ، وﻟﻜﻦ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻣﻨرية ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻦ ،اﻟﺤﻀﺎرة واﻟﱰاث . وأوﺿﺤﺖ »أﻧﻬﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻬﺎ إﱃ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸــﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳــﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧــﻼل اﻟﻌامرة اﳌﻀﻴﺌﺔ ﺑﺈﻧﺎرة ﺑﻴﻀﺎء ﺗﺸــﺒﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘــﻲ ﺗﺰورﻧﺎ ﰲ اﻻﺣﻼم ،وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
اﻟﺰﺧﺮﻓﺎت اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻟﻠﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻷزﻫﺎر وأﻓﺮع اﻟﻌﻨــﺐ ﻣﻦ اﳌﻮزاﻳﻴﻚ اﳌﺨﺘــﺎرة ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻟﺘﺰﻳﻦ أﻋﻤﺪة اﻟﻨﺨﻴــﻞ ،اﻟﺤﻮاﺋــﻂ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،وأرﺿﻴــﺎت اﻟﺮﺧــﺎم ﰲ اﻟﻔﻨﺎء اﻟﺪاﺧﲇ«. وﺑﻴﻨــﺖ »ﻫﻨــﺎك اﺧﺘﻼف آﺧﺮ ﻧــﺮاﻩ ﻟﻴــﻼ وﻋﲆ ﻋﻜﺲ اﳌﺴــﺎﺟﺪ اﻟﻘﺎمئﺔ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﻓﺈن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺸﻊ ﻛﺎﻟﺤﻠﻢ ﻋﲆ ﻗﻤﺔ ﺗﻠﺔ ،واﺿﺢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻋﲆ ﻣﺴــﺎﻓﺔ ﺑﻌﻴﺪة وﻣﺤﺎط ﺑﺎﳌﻴــﺎﻩ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ أﻋﻤﺪة اﳌﺒﻨﻰ واﻟﻘﺒﺎب اﳌﺴــﻮرة ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ﻏﻨــﺎء ﺗﻐﻄﻲ اﻟﺘﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﺷــﺠﺎر ﻧﺨﻴﻞ ﻟﺘﺸــﻜﻞ ﻣﻜﺎﻧــﺎً ﻣﺮﻳﺤﺎً وﺟﺬاﺑــﺎً ﻟﻠﻌﺎﺋﻼت اﻻﻣﺎراﺗﻴﺔ وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل«.
ﻟﺠﴪ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﺋﻖ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ .إد ﺑﻮرﺟﺮﻧﺞ اﳌﺴﺆول اﻷﻋﲆ ﰲ ﴍﻛﺔ اميﺎﺟﻨﻴﺸﻦ ﻳﻘﻮل إن ”ﻫﻨﺎﻟﻚ مثﺔ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﺨﺼﻮص اﺑﻮﻇﺒﻲ واﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻧﺠﺎز ﻣﴩوﻋﺎت ﻻ ميﻜﻦ اﻧﺠﺎزﻫﺎ ﰲ اﻳﺔ أﻣﻜﻨﺔ أﺧﺮى“. وﻛام ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﰲ ﻛﺎﻓﻪ اﳌﴩوﻋﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﻪ ﻓﺈن ﻧﺠﺎح ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺒﺪأ وﻳﻮاﺻﻞ ارﺗﻜﺎزﻩ ﻋﲆ أﻛرث اﻹﻧﺠﺎزات أﻫﻤﻴﺔ – وﻫﻮ اﻷﺛﺮ اﻟﻨﻔﴘ اﻟﺬي ﻳﱰﻛﻪ ﰲ ﻛﻞ زاﺋﺮ .اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺰوار ﻳﻜﺘﺒﻮن ﰲ ﻣﺪوﻧﺎﺗﻬﻢ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ﻋﻦ زﻳﺎرﺗﻬﻢ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ.
ﻣﺪﻋﻮ ﻟﻠﺰﻳﺎرة ﺛﻢ ﻳﺠﺪ ﺗﺮﺣﺎﺑﺎ داﻓﺌﺎ ،ﻫﺬا ﻳﱰك أﺛﺮاً ﻗﻮﻳﺎ ﰲ اﻟﻨﻔﺲ “.ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ” :أﻧﺎ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ أﻧﻪ ﺣني ﻳﺄيت واﻟﺪايّ ﻣﻦ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﺰﻳﺎريت ﺳﻮف آﺧﺬﻫام اﱃ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻷين أرﻳﺪ ﻟﻬام أن ﻳﻌﻮدا إﱃ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ اﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ“. اذن ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺬي ُﻳﺠﻤﻊ اﻟﺰوار ﻋﲆ أﻧﻪ ﻻ ُﻳﻨﴗ ُﻳﺤﻘﻖ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﴩ اﻟﺠامل واﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﻧﺴﺎين ،وﻳﺨﻠﻖ َﺻﻼ ًة ﺗﺼﻞ ﺑني أرواح اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻮاﻗﺔ إﱃ اﻟﺠامل وﻻ ﺗﺴﺘﺜﻨﻲ أﺣﺪا، أﻣﺎ اﻟﺠﺪران اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﺪﻫﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﻘﺼﻮر رؤﻳﺘﻪ وﻣﺨﺎوﻓﻪ ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﺴﻨني واﻟﻘﺮون واﻟﺤﻀﺎرات ،رمبﺎ ،ﻫﺬﻩ اﻟﺠﺪران ﺗﺬروﻫﺎ اﻟ ّﺮوح وﺗﺘﺨﻄﺎﻫﺎ.
ﺃﺩﻫﺸﺘﻨﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ
ﺃﻭﻛﺘﺎﻓﻴﻮ ﻫﻴﺮﻧﺎﻧﺪﺯ:
ﺍﻧﺠﻲ ﺭﻳﺪ ﺟﺎﺭﻧﺮ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻬﻮ ﻣﺬﻫﻞ ﻭﻓﺎﺋﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
ﺳﺄﻟﻨﺎ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻧﺠﻲ رﻳﺪ ﺟﺎرﻧﺮ ﺑﻌﺪ أن ﻗﺮأﻧﺎ ﻋﻦ زﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﰲ ﻣﺪوﻧﺘﻬﺎ أن ﺗﻘﺪم رأﻳﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ” :ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أدﻫﺸﺘﻨﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ،وﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺬﻫﻞ وﻓﺎﺋﻖ اﻟﺠامل ،ﻓﺈن اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺬي أﺣﻤﻠﻪ ﻣﻌﻲ ﻫﻮ أن أﺑﻮاب اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﱄ يك أزورﻩ .ﻓﺄن ﻳﺤﺲ اﻹﻧﺴﺎن أﻧﻪ
ﻓﻲ ﺃﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻸﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻳﻘﻮل أوﻛﺘﺎﻓﻴﻮ ﻫريﻧﺎﻧﺪز ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﺳﻴﺎﺣﻲ ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ” ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وأﺷﻌﺮ ﺑﻌﻈﻤﺔ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻪ ،أﻣﺎ اﻟﻔﻦ اﻟﺮاﺋﻊ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮت ﺑﻪ ﻳﻬﺰين ﻣﻦ اﻷﻋامق“ .
42
ﺭﻭﻫﺎ ﺟﺎﺳﻴﻨﻐﻲ : ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ أﻣﺎ روﻫﺎ ﺟﺎﺳﻴﻨﻐﻲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﺳريﻳﻼﻧﻜﺎ ﻓﺘﺒﺪي إﻋﺠﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﴩح اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ اﳌﺮﺷﺪ وﺗﺸري أﻳﻀﺎ إﱃ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﺠامل اﳌﻌامر وﻣﻨﻬﺎ اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺬي ﻳﺸﺒﻪ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻳﺸﻌﺮ اﳌﺮء ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄأمﻧﻴﻨﺔ واﻟﺴﻜﻮن.
اﻟﺰﻳﺎرة اﻷوﱃ ﻟﻪ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻣﺸريا إﱃ أﻧﻪ ﻛﻮﻛﻴﻞ ﺳﻔﺮ ﰲ اﻟﺼني ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻛﻮﺟﻬﺔ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ وﻣﻌامرﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮاز رﻓﻴﻊ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻘﺪوم ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ . أﻣــﺎ ” ﺟــﻮين وان“ اﻟــﻘــﺎدم ﻣﻦ ﻫﻮﻧﻎ ﻛﻮﻧﻎ ﻓﻘﺪ أﺣﺐ ﻓﻜﺮة اﻟﺴامح ﻟﻐري اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺰﻳﺎرة اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻗﺎل ” ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻌامرﻳﺔ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﲆ اﻟﺪﻫﺸﺔ وﺟﻤﻴﻞ أﻳﻀﺎ أن ﻏري اﳌﺴﻠﻤني ميﻜﻨﻬﻢ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺪﻳﻨﻲ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻛﱪ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻋﻦ ﻗﺮب ﺣﻴﺚ ميﻜﻨﻬﻢ اﻟﺪﺧﻮل ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ” . ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ ﺗﺮى داﻓﻴﻨﺎ ﺑﻴﻜﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺪﻳﺮة ﻣﺒﻴﻌﺎت ﰲ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا أن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜريا ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﳌﺴﺎﺟﺪ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ زارﺗﻬﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان
ﻟﻴﻼ ﻟﻠﻴﻮﺭﻍ :ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻃﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﻖ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ وﺗﺸﺎرﻛﻬﺎ زﻣﻴﻠﺘﻬﺎ ﻟﻴﻼ ﻟﻠﻴﻮرغ ﻣﻦ أﺳﺘﻮﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل ” مل أر ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،إن ﺟامﻟﻪ ﻳﺤﺒﺲ اﻷﻧﻔﺎس ،وﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﳌﺮة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ أدﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﱃ ﺟﺎﻣﻊ ،وﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻛﺎد أﻃري ﻣﻦ ﻗﻮة اﻟﻨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﻖ ﺑﺎﳌﻜﺎن“ ﻣﺎﻳﻜﻞ زاﻧﻎ اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ اﻟﺼني ﻗﺎل إﻧﻪ زار اﻟﺠﺎﻣﻊ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺮة ﻓﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﺗﺠﻌﻠﻪ داﺋﻢ اﻟﺴﻔﺮ إﱃ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻧﺪﻫﺎش ﰲ ﻛﻞ زﻳﺎرة ﻛام ﻟﻮ أﻧﻬﺎ
ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ..ﺭﻭﻋﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﻓﺨﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺃﺑﻮ ﻇﺒﻲ
وﻗﺎﻟﺖ ” ﻫﺬا ﻣﻜﺎن ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑني ﻋﻤﻖ اﳌﺎﴈ وﺟامل اﻟﻌامرة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،إﻧﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻠﻪ واﻷﻣﻦ ..ﺑﴫاﺣﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ ”. وﻳﻘﻮل روﻧﺎﻟﺪ أﻟﻮدي اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻫﻮ ﻳﺘﻤﻌﻦ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ” :ﻟﻘﺪ زرت ﻣﺴﺎﺟﺪ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﰲ ودول ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻳﺘﺠﺎوز ﻛﻞ ﻣﺎ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻌامرﻩ وﺟامﻟﻴﺎﺗﻪ وﺿﺨﺎﻣﺘﻪ ،أﻣﺎ ﻓﻜﺮة ﻓﺘﺤﻪ ﻟﻐري اﳌﺴﻠﻤني ﻓﻬﻲ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻣﻴﺰة ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﻓﻬﻤﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑني اﻷدﻳﺎن“. أﻣﺎ ﺗﻮﻣﺎس اﻷﳌﺎين اﳌﻘﻴﻢ ﰲ ديب واﻟﺬي ﻳﺤﴬ ﺑﺮﻓﻘﺔ زوﺟﺘﻪ ﺳﻴﻤﻮﻧﺎ ﻓﻴﻘﻮل “:ﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﱄ إﱃ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻘﺪ ﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ومل أﻛﺘﻒ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺰﻳﺎرة ﺑﻞ رﻏﺒﺖ ﺑﺘﻜﺮارﻫﺎ ﻷين ﺷﻌﺮت ﺑﴬورة اﻟﺘﻤﺘﻊ أﻛرث ﺑﺠامل اﻟﻌامرة وﺗﻠﻚ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﻖ ﰲ أرﺟﺎﺋﻪ“ وﺗﺮى ﺳﻴﻤﻮﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺒﺲ ﻋﺒﺎءة ﺳﻮداء ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﳌﺘﺒﻌﺔ اﺣﱰاﻣﺎ ﻟﻠﻤﻜﺎن “:ﻫﺬﻩ أول ﻣﺮة أﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎءة وﺣﻘﺎ ﻣﺮﺗﺎﺣﺔ وأﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻬﺪوء اﻟﻨﻔﴘ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻹﺳﻼم أﻛرث“. ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻳﻘﻮل ﻃﺎرق ﻋﺰﻳﺰ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﺄن ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ وﺻﻒ اﳌﻜﺎن وﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ،ﻛام ﻳﺸري إﱃ اﻟﻠﻤﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ واﻟﻌﺮاﻗﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ أﻋامق اﻟﺘﺎرﻳﺦ . أﻣﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻨﺎ أرﻣﺴﱰوﻧﺞ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻘﺪ أﺑﺪت اﻧﺪﻫﺎﺷﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل ”ﺟامﻟﻪ ﻳﺤﺒﺲ اﻷﻧﻔﺎس وﻛﺮم اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ واﺿﺢ ﻓﺎﻟﺪﺧﻮل ﻣﺠﺎين واﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﺴﻤﻮح وأرى ﺑﺄن ﻫﺬا اﳌﻜﺎن ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺰﻳﺎرة وﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ أﻳﻀﺎ وﻻﻛﺘﺸﺎف ﻛﻨﻮزﻩ“، وﺗﺸﺎﻃﺮﻫﺎ رﻓﻴﻘﺘﻬﺎ ﺟﻴﻨﻴﻔﺮ ﺳﺘﻴﻮارد ﻣﻦ أﺳﱰاﻟﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل ” مل أﻛﻦ أﻋﺮف أي ﳾء ﻋﻦ اﻹﺳــﻼم ومل أدﺧﻞ ﺟﺎﻣﻌﺎ
ﻛﺘﺒﺖ اﻟــﴩق اﻷوﺳــﻂ ﰲ ﻋﺪدﻫﺎ 10711 ﻣﻘﺎﻻ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان » :ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ..روﻋﺔ ﻓﻨﻴﺔ وﻓﺨﺮ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﰲ أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻓﻴﻪ اﱃ ﻋﺮض ﻣﻮﺳﻊ ﻟﺠامﻟﻴﺎت ﻓﻨﻮن اﻟﻌامرة اﻟﺘﻲ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﺮﻛﺰة ﻋﲆ أﺣﺪ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺛﺎﻟﺚ أﻛﱪ ﺟﺎﻣﻊ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﰲ إﺷﺎرة إﱃ اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ اﻟﻮاﺿﺢ ﻣﺎ ﺑني اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻬﻨﺪﳼ اﻟﺮاﺋﻊ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎمل ﻫﺬا اﻟﴫح اﻟﻌﻤﻼق وﻗﺎﻟﺖ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ أن اﻟﺠﺎﻣﻊ »ﻟﻴﺲ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻛام ﻫﻲ ﺑﻘﻴﺔ اﳌﺴﺎﺟﺪ اﳌﻨﺘﴩة ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل ،ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ أﻳﻀﺎ ﻛﺎن ﺑﻨﻔﺲ اﳌﺴﺘﻮى ،إﻧﻪ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺛﺎﻟﺚ أﻛﱪ ﺟﺎﻣﻊ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل ،اﻟﺬي ﺗﺤﻮل ،ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ اﻓﺘﺘﺎﺣﻪ رﺳﻤﻴﺎ، إﱃ ﻣﻌﻠﻢ ﺳﻴﺎﺣﻲ وﻣﺮﻛﺰ إﺳﻼﻣﻲ وﺛﻘﺎﰲ ،ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ أﻓﻮاج اﻟﺴﻴﺎح إﱃ زﻳﺎرﺗﻪ ،واﻟﺘﺠﻮل ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ. ﻣﻀﻴﻔﺔ »وإذا ﻛﺎﻧﺖ زﻳﺎرة اﳌﺴﻠﻤني ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ اﻟﻌﻤﻼق واﻟﺼﻼة ﻓﻴﻪ أﻣﺮا ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ،ﻓﺈن ﺳﻠﻄﺎت أﺑﻮﻇﺒﻲ ارﺗﺄت أن ﺗﴬب ﺑﺤﺠﺮ واﺣﺪ أﻛرث ﻣﻦ ﻋﺼﻔﻮر ،ﻓﺴﻤﺤﺖ ﻟﻠﺴﻴﺎح ﻣﻦ ﻏري اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺰﻳﺎرة
ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ... ﺗﻨﺎﻏﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺃﺑﻮﻇﺒﻲ ٌ
ﻳﻮﻣﺎ ،وﻟﻜﻨﻲ اﻵن أﺷﻌﺮ أﻧﻨﻲ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻋﺒﺎدة ﻟﻠﻪ ،وأﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻄأمﻧﻴﻨﺔ وﺑﺄﻧﻨﻲ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﺮﻩ آﻻف اﻟﺴﻨني“. وﻳﻘﻮل أﺗﺎﻧﻜﻮ ﻫﺎف ﻣﻦ أﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ “:ﻣﺪﻫﺶ ومل أر ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وأﻧﺎ ﺗﻬﻤﻨﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺣﻴﺚ أﻧﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ،ﻛام أن دﺧﻮل ﻏري اﳌﺴﻠﻤني ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻨﴩ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼم وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻬﻤﻪ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ“. ﺷﺎﻧﺪرا ﺷﻴﻜﺎر اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ واﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ وﻛﻴﻞ ﴍﻛﺔ ﺳﻴﺎﺣﺔ أﺑﺪى اﻫﺘامﻣﺎ ﺑﺠﻠﺐ ﺳﻴﺎح ﻫﻨﻮد ﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ وﻗﺎل“:ﻫﺬﻩ أول زﻳﺎرة ﱄ إﱃ أﺑﻮﻇﺒﻲ وأﺷﻌﺮ ﺑﺎﳌﺘﻌﺔ ﻟﻼﻃﻼع ﻋﲆ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺤﻔﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وأرى ﻓﻴﻬﺎ روح ﺗﺎج ﻣﺤﻞ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ وﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﻋﻮد إﱃ ﺑﻠﺪي ﻷﺷﺠﻌﻬﻢ ﻋﲆ زﻳﺎرﺗﻪ“.
اﻟﺠﺎﻣﻊ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أزاﻟﺖ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑني اﻹﺳﻼم واﻷدﻳﺎن اﻷﺧﺮى ،وروﺟﺖ ﻟﻺﺳﻼم ﺑﺼﻮرﺗﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،وأﻳﻀﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﺎمل ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ وأﺻﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ أﺣﺪ أﺑﺮز ﻣﻌﺎمل اﻹﻣﺎرة اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ« . وﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ﻋﲆ أداء اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ،ﻓﺒني ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻠﻮات ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،زوارﻩ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎح واﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺪاﺛﺔ ﻗﺮار اﻟﺴامح ﻟﻬﻢ ﺑﺪﺧﻮل اﻟﺠﺎﻣﻊ ،إﻻ أن ﻗﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺠﺎﻣﻊ أﺿﺤﺖ ﺗﺘﺰاﻳﺪ ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻜﱪى ﻟﻠﺴﻴﺎح اﻟﻘﺎدﻣني ﻟﻺﻣﺎرات. وﻹﺗﺎﺣﺔ اﳌﺠﺎل أﻣﺎم أﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺰوار ﻟﺘﻔﻘﺪ أروﻗﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻻﻃﻼع ﻋﻦ ﻗﺮب ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ إﺑﺪاع ﻣﻌامري وﻫﻨﺪﳼ وﻓﻨﻲ ،اﺗﺨﺬت »ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ« ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﻀامن ﺣﺼﻮل اﻟﺴﻴﺎح ﻋﲆ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺧﻼل زﻳﺎرة اﻟﺠﺎﻣﻊ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻦ اﻟﺠﻮﻻت اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ ﰲ أروﻗﺘﻪ ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺪﻳﻦ
ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻴﺔ 2009/4/2
ﻋﲆ أﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻟﻜﻔﺎءة .وﺣﻔﺰت اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ ،ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻣﺎراﺗﻴني ﻋﲆ اﻟﺘﻄﻮع ﻛﻤﺮﺷﺪﻳﻦ ﻟﻸﻓﻮاج اﻟﺰاﺋﺮة ،ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﺟﻮاﻧﺐ إﺑﺪاﻋﻪ اﳌﻌامري واﻟﻬﻨﺪﳼ ،وارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﻘﻴﻢ ورؤى اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﻜﺒري إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼم وﺗﺮاث أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ .وﺗﺴﺘﻐﺮق اﻟﺠﻮﻟﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﺎ ﺑني 60إﱃ 90دﻗﻴﻘﺔ ،وﺗﺤﻈﻰ ﺑﺘﻨﻮﻳﻪ وإﺷﺎدة ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﺰوار ﺳﻮاء ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨني ،اﳌﻘﻴﻤني أو اﻟﺴﻴﺎح اﻷﺟﺎﻧﺐ ،ﻋﻠام ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎط اﻟﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ وﻓﻖ ﺗﻌﻠﻴامت ﻣﺤﺪدة ،ﻣﻊ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎرﺗﺪاء ﻣﻼﺑﺲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ زﻳﺎرة اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻳﺠﺴﺪ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒري ﺧﻼﺻﺔ اﻹﻧﺠﺎز اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻌﺮيب واﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﰲ ﺗﻨﺎﻏﻢ رﺷﻴﻖ ،ﻣﻊ اﺣﺪى ﺗﻘﻨﻴﺎت وﺣﻠﻮل اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻬﻨﺪﳼ اﳌﻌﺎﴏة.