Kalima 2012 Supplement

Page 1

‫ملحق ثقافي يصدر عن مشروع كلمة للترجمة ‪ -‬اإلصدار الرابع ‪2012 -‬‬


‫‪2‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫‪07‬‬

‫اللجنة العليا‬ ‫معالي الشيخ‬

‫‪15‬‬

‫سلطان بن طحنون آل نهيان‬ ‫رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬ ‫سعادة‬

‫مبارك حمد المهيري‬ ‫مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬ ‫سعادة‬

‫‪37‬‬

‫جمعة القبيسي‬ ‫مدير دار الكتب الوطنية‬

‫د‪ .‬علي بن تميــم‬ ‫مدير مشروع «كلمة» للترجمة‬

‫هدفنا ‪...‬‬

‫سوف نقوم بدعم ترجمة أبرز الكتب‬

‫العالمية إلى اللغة العربية ومن ّ‬ ‫ثم طباعتها‬

‫وتوزيعها‪ ،‬كما سنساند مبادرات التسويق‬

‫والتوزيع للكتاب من خالل فتح قنوات‬ ‫جديدة للتوزيع وتحديث القنوات الحالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬سندعم صناعة الكتاب‬ ‫ّ‬ ‫ونروج لها على المستوى العالمي‪،‬‬ ‫العربي‬

‫وسنستثمر في الترجمة باعتبارها مهنة‬

‫قائمة بذاتها لتشجيع المترجمين وزيادة‬ ‫عدد األكفاء منهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا إلى القيام بدور فعال في‬ ‫ونتطلع‬

‫مجال تسويق الكتب في العالم العربي‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫التنوع الكبير في‬ ‫عناوين الكتب‬

‫انطلق مشروع "كلمة" للترجمة تحت شعار "إحياء حركة الترجمة في العالم العربي"‪ ،‬أي أن البداية كانت‬

‫إدراك وجود أزمة تعاني منها حركة الترجمة العربية‪ ،‬وهي أزمة متعددة الوجوه‪ ،‬منها المهني المتعلق‬ ‫بمستوى ما يترجم وينشر والكيفية التي ّ‬ ‫يتم بها ذلك‪ ،‬أو بحقوق النشر والفوضى التي تحكم عمل دور النشر‬ ‫العربية الكثيرة في هذا المجال‪.‬‬

‫ولعل مشروع كلمة ال ي ّدعي أنه خالل عمره القصير هذا‪ ،‬أي نحو أربع سنوات ونيف‪ ،‬تمكن من أن يجد حلوالً‬ ‫ّ‬

‫لهذه األزمات الشاملة‪ ،‬وهذا لم يكن المطلوب منه على أية حال‪ ،‬لكنه تمكن بالفعل‪ ،‬وبشهادة غالبية العاملين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتراكمي‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬ ‫ودوليا من تقديم نموذج ناجح لمشروع ترجمة مثمر‬ ‫عربيا‬ ‫والمهتمين بالترجمة‬ ‫ّ‬ ‫يقوم على أفضل الممارسات سواء فيما يتعلق بعملية اختيار عناوين الكتب أو الترجمة نفسها‪ ،‬أو الطريقة‬ ‫التي يخرج بها الكتاب في النهاية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ولعل أبرز ما يستوقف المرء في مشروع كلمة الذي بلغت إصداراته في زمن قياسي ما يزيد عن ‪ 700‬عنوان‬

‫ّ‬ ‫التوجه إلى أوسع شريحة ممكنة من القرّاء‪،‬‬ ‫هو ذلك التنوّ ع الكبير في تلك العناوين؛ تنوّ ع يأخذ في الحسبان‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والتوجهات‪ ،‬فنجد الكتاب الفكري والفلسفي واألدبي والسياسي‬ ‫مراعيا مختلف المجاالت واالهتمامات‬

‫والفني والعلمي واالجتماعي‪ ،‬دون أن ننسى – وهذه من اإلسهامات البارزة التي ق ّدمها مشروع كلمة‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومسليا يجذب الطفل والناشئ وفي الوقت‬ ‫ذكيا‬ ‫كتابا‬ ‫تلك العناية الكبيرة بأدب األطفال والناشئة‪ ،‬حيث نجد‬

‫نفسه يراعي فكرة نقل رسائل وقيم مهمة ومفيدة لهذه الشريحة األساسية في المجتمع‪.‬‬

‫ً‬ ‫لقد ّ‬ ‫آخذا في االعتبار مصلحة القارئ في المقام األول‪،‬‬ ‫تمكن مشروع كلمة من إرساء قواعد متق ّدمة للترجمة‪،‬‬

‫من دون أن يغفل مصلحة طرف أساسي في عملية الترجمة‪ ،‬وهو المترجم نفسه‪ ،‬حيث نجد بين المعايير‬ ‫األساسية لعمل هذا المشروع الحرص على حفظ مصالح المترجمين المادية والمعنوية‪ ،‬وبذلك فقد ضمن أن‬ ‫ً‬ ‫نظرا إلى أن المترجمين ال يعملون تحت وطأة الحاجة المادية‬ ‫تخرج األعمال المترجمة بأفضل شكل ممكن‪،‬‬

‫أو شاعرين بالظلم والغبن‪ ،‬وبذلك يكون مشروع كلمة ّ‬ ‫حقق المعادلة المنشودة وهي إنتاج كتاب مترجم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫رفيع المستوى شكالً‬ ‫يحقق مصلحة القارئ والمترجم ويساهم مساهمة فعلية في عملية التنمية‬ ‫ومضمونا‪،‬‬ ‫الثقافية للمجتمع‪.‬‬

‫وتراكمي‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬ ‫مشروع ترجمة مثمر‬ ‫ّ‬ ‫يقوم على أفضل الممارسات سواء فيما يتعلق‬ ‫بعملية اختيار عناوين الكتب أو الترجمة نفسها‪ ،‬أو‬ ‫الطريقة التي يخرج بها الكتاب في النهاية‪.‬‬

‫سلطان بن طحنون آل نهيان‬ ‫رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫‪3‬‬


‫‪4‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫النهضة‬

‫الثقافية والحضارية‬ ‫كلمة واحدة يمكن أن نختصر بها مشروع كلمة للترجمة‪ :‬المهنية‪ .‬وهي صفة تضمر العديد من الصفات‬

‫واإلنتاجية‪ .‬فقد أثبت مشروع كلمة‬ ‫األخرى التي ال تكتمل من دونها‪ ،‬من قبيل‪ :‬الطموح‪ ،‬والتنوّ ع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للترجمة أنه باإلمكان الموازنة بين الغزارة في اإلنتاج‪ ،‬وجودة المحتوى والمضمون‪ ،‬وهي ليست‬ ‫بالعملية السهلة أو الممكنة التحقيق لوال توافر الشرط األول وهو المهنية العالية‪.‬‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مجددا بالروح النهضوية التي رافقت عملية الترجمة عند العرب‬ ‫تمكن مشروع كلمة من تذكيرنا‬ ‫لقد‬

‫في مختلف مراحلها‪ ،‬فهي ال تقتصر على كونها عملية نقل آلداب وعلوم الثقافات األخرى‪ ،‬بل هي في‬ ‫ً‬ ‫األساس عملية تبادل قيمي ومعرفي‪ ،‬وبذلك فقد ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬عبر مئات الكتب التي‬ ‫ذكرنا مشروع كلمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ق ّدمها للمكتبة العربية‪ ،‬بالمفهوم اإلنساني الجامع والمشترك‪ ،‬وبقيم الحوار والتسامح‪ ،‬وبأن المعرفة‬ ‫إنما هي وسيلة للتقارب بين الشعوب ال للتنافر‪ ،‬وبأنها وسيلة لفهم اآلخر ال إللغائه أو استبعاده‪.‬‬

‫ّ‬ ‫لعل هذه الرؤية الثاقبة التي قادت وتقود خطى هذا المشروع البارز هي التي منحته هذا الحضور‬

‫ّ‬ ‫المنصات الثقافية في المنطقة والعالم العربي‬ ‫الكبير والمميز على الساحة العربية‪ ،‬حتى غدا أحد أهم‬ ‫ّ‬ ‫ليتحقق لوال الحرص على وضع معايير مهنية صلبة ومتينة والعمل بهدي هذه‬ ‫والعالم‪ ،‬وهذا ما كان‬ ‫ً‬ ‫العربي‪ ،‬بحيث يستعيد ثقته‬ ‫تحقيقا للهدف المنشود وهو تقديم مواد معرفية مختلفة للقارئ‬ ‫المعايير‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وثانيا بفكرة التواصل‬ ‫أوالً بمقدرة لغته العربية على التعامل مع مختلف القضايا والمجاالت المعرفية‪،‬‬ ‫الحضاري مع ما لدى العالم لكي يق ّدمه‪ ،‬من دون الوقوع بالكامل تحت سطوة هذا المنتج لمجرّد أنه‬ ‫ً‬ ‫دوما أن عملية اختيار العناوين تخضع للكثير من الفحص والتأني بحيث يأتي‬ ‫غربي‪ ،‬بل نالحظ‬

‫مبارك حمد المهيري‬ ‫مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫ً‬ ‫مراعيا تقديم ما هو جديد وج ّدي دون أن يخدش منظومة قيمنا أو نمط عيشنا‪.‬‬ ‫الكتاب المنتج‬

‫ً‬ ‫واسعا على أن تحمل‬ ‫سبعمائة عنوان أنتجها مشروع كلمة في فترة قياسية وهو ما يفتح باب األمل‬

‫لنا الشهور والسنوات القادمة المزيد والمزيد من اإلبداعات التي تثري المكتبة العربية‪ ،‬وتعيد للترجمة‬ ‫ألقها وللمترجم العربي دوره في عملية النهضة الثقافية والحضارية المنشودة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ليتحقق لوال الحرص على وضع معايير مهنية‬ ‫ما كان‬ ‫ً‬ ‫تحقيقا‬ ‫صلبة ومتينة والعمل بهدي هذه المعايير‬ ‫للهدف المنشود وهو تقديم مواد معرفية مختلفة‬ ‫العربي‬ ‫للقارئ‬ ‫ّ‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫«ما هو جديد‬

‫مشروع كلمة»؟‬ ‫"ما هو جديد مشروع كلمة؟"‪ ،‬بات من المألوف سماع مثل هذا السؤال بصورة شبه يومية‪ ،‬ذلك أن‬

‫ّ‬ ‫يقدمها مشروع كلمة عبر مئات الكتب المترجمة حتى اآلن‪ ،‬إنما هي‬ ‫الجرعات الثقافية واألدبية التي‬ ‫ّ‬ ‫وموسمي إلى كونها عملية‬ ‫جرعات يومية‪ ،‬تجعل التواصل مع هذا المنتج عملية تتجاوز ما هو مؤقت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تمتد‬ ‫نسبيا شجرة ضاربة الجذور في األرض‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬ ‫الفتي‬ ‫تحول مشروع كلمة‬ ‫دائمة‪ ،‬حتى‬ ‫ّ‬

‫فروعها المتعددة لتشمل أركان األرض األربعة‪.‬‬

‫كنا لسنوات طويلة نحسب أن العالم ال يتكلم وال يكتب إال باإلنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما من‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫واسعا‪،‬‬ ‫لكن مشروع كلمة عاد ليفتح لنا المشهد الكوني‬ ‫المؤثرة أو الشائعة في عالمنا المعاصر‪،‬‬ ‫اللغات‬ ‫ّ‬

‫مع تلك الثمار الزاهرة التي ّ‬ ‫قدمها لنا باللغات الصينية والهندية واليابانية واأللمانية واإلسكندنافية‬

‫والتركية‪ ...‬وغيرها الكثير من اللغات الحيّ ة‪ ،‬ليعيدنا بذلك إلى أصل عملية الترجمة والغاية األساس منها‬

‫وهي معرفة العالم بأوسع معنى ممكن لكلمة معرفة‪.‬‬

‫من جهة أخرى أثبت مشروع كلمة أنه ال يعمل بصورة عشوائية أو ضمن ما هو مألوف ومتوافر‬ ‫ّ‬ ‫خطة مدروسة تهدف إلى االرتقاء بعملية النشر برمتها‪ ،‬وليس الترجمة‬ ‫فحسب‪ ،‬بل إنه يعمل ضمن‬

‫وحدها إلى آفاق جديدة‪.‬‬

‫لقد كان الكتاب العربي المترجم ولسنوات طويلة أسير المواضيع والمقاربات المحدودة‪ ،‬فجاء مشروع‬

‫كلمة ليفتح اآلفاق واسعة على ما يمكن تسميته اإلنتاج الرصين في اإلنتاج النشري العمومي‪ ،‬أي ذلك‬

‫اإلنتاج الذي يستهدف الشريحة األوسع من القراء‪ .‬لقد وجدنا أنفسنا أمام كتب سلسة الفهم والقراءة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وجديتها في القضايا والمواضيع التي تطرحها‪ ،‬وهكذا أعاد‬ ‫فائقة اإلمتاع‪ ،‬دون أن تتنازل عن عمقها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشروع كلمة االعتبار لفكرة مقروئية الكتاب أو قابليته للقراءة‪ ،‬سواء أكان كتابا أدبيا أم علميا أم‬

‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تتمتع في الوقت‬ ‫والمؤثرة‪ ،‬والتي‬ ‫دوما يقع على العناوين الحديثة‬ ‫بيئيا‪ ..‬إلخ‪ ،‬فاالختيار‬ ‫سياسيا أم‬ ‫ً‬ ‫مألوفا إذن أن نسمع عبارة كنا قد نسيناها منذ زمن طويل‪:‬‬ ‫نفسه بمقروئية عالية‪ .‬مع مشروع كلمة بات‬

‫"هل قرأت الكتاب الفالني؟"‪ ،‬والعالمة األبرز على مدى نجاح مشروع كلمة هي أننا يمكن أن نسمع هذا‬

‫السؤال أكثر من مرة في غضون يوم واحد‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ليحققه؛ الكثير من الغصون ليبسطها في سماء المعرفة‪ ،‬والكثير‬ ‫ما زال هناك الكثير أمام مشروع كلمة‬

‫ّ‬ ‫ليمدها بين الثقافة العربية والثقافات العالمية األخرى‪ ،‬وكلنا ثقة بأنه وبقدر ما جعل مشروع‬ ‫من الجسور‬ ‫ً‬ ‫كلمة العالم الحديث حاضرا بيننا بنتاجاته األدبية والفكرية وغيرها‪ ،‬فإنه جعل بقدر مساو العالم العربي‬

‫بأمس الحاجة‬ ‫واللغة العربية حاضرين في العالم‪ ،‬وهذا جزء أساسي من العملية التبادلية التي نحن‬ ‫ّ‬

‫إليها في زمننا هذا‪.‬‬

‫لقد وجدنا أنفسنا أمام كتب سلسة الفهم والقراءة‪،‬‬ ‫وجديتها في‬ ‫فائقة اإلمتاع‪ ،‬دون أن تتنازل عن عمقها‬ ‫ّ‬ ‫القضايا والمواضيع التي تطرحها‬

‫جمعة عبدالله القبيسي‬ ‫مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة يفوز بجائزة خادم الحرمين‬ ‫الشريفين العالمية للترجمة في دورته الخامسة‬

‫فاز مشروع كلمة للترجمة بجائزة خادم الحرمين الشريفين‬

‫الملك عبدهللا بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الخامسة‪،‬‬

‫وذلك في مجال جهود المؤسسات والهيئات‪.‬‬

‫المتبعة‪ ،‬إذ تخضع جميع األعمال إلشراف لجان مختصة باختيار‬

‫لنقل الثقافات‪ ،‬ومد جسور التواصل الحضاري بين الثقافات ‪.‬‬

‫بن تميم مدير المشروع في تصريح لوكالة أنباء اإلمارات بهذه‬

‫على جائزة الملك عبدهللا بن عبدالعزيز للترجمة على تقديرها‬

‫المادة المقترحة للترجمة والمراجعة والتدقيق ‪ .‬وأعرب د ‪.‬علي‬

‫واختتم علي بن تميم تصريحه بتقديم الشكر الجزيل للقائمين‬

‫وجاء قرار لجنة تحكيم الجائزة خالل اجتماعها الذي عقد‬

‫المناسبة‪ ،‬عن سعادته البالغة بالفوز بهذه الجائزة التي تعد من أكثر‬

‫نائب وزير الخارجية السعودي‪ ،‬عضو مجلس إدارة مكتبة الملك‬

‫وبارك بن تميم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‬

‫وكانت اللجنة نوهت خالل اجتماعها بالتزام مشروع “كلمة”‬

‫وأكدت اللجنة أن منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات‬

‫سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد‬

‫االستراتيجية مع المؤسسات والهيئات المعنية بالترجمة‪ ،‬حيث‬

‫لما يتميز به المشروع من غزارة في إنتاجه من األعمال العلمية‬

‫كما هنأ د‪ .‬علي بن تميم الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان‬

‫في شؤون العالم العربي والعالم اإلسالمي في روما في إيطاليا‪،‬‬

‫الفرنسية واإلنجليزية واأللمانية والهندية واإليطالية واإلسبانية‬

‫عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬ودار الكتب‬

‫ومع جامعة «يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز‪/‬عرمرسهايم» في ألمانيا‪،‬‬

‫في الرياض برئاسة األمير عبدالعزيز بن عبدهللا بن عبدالعزيز‬ ‫عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة ‪.‬‬

‫والهيئات لمشروع «كلمة» الذي أنشئ في أواخر عام ‪ 2007‬جاء‬

‫المترجمة‪ ،‬حيث صدر عنه أكثر من ‪ 700‬عنوان من لغات عدة مثل‬

‫واليابانية والصينية والروسية والكورية والكردية والهولندية‪.‬‬

‫الجوائز العالمية نزاهة وسمعة طيبة‪.‬‬

‫رئيس الدولة‪ ،‬حفظه هللا‪ ،‬الفوز بهذه الجائزة‪ ،‬وإلى الفريق أول‬

‫األعلى للقوات المسلحة راعي الثقافة‪.‬‬

‫رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬ومحمد خلف المزروعي‬ ‫الوطنية ومشروع كلمة وكل العاملين به‪.‬‬

‫ونوهت اللجنة بشمولية موضوعات األعمال المترجمة في‬

‫وقال بن تميم إن هذه الجائزة تعد من أهم الجوائز العربية‬ ‫ً‬ ‫نظرا الرتباطها باسم خادم الحرمين‬ ‫والعالمية في مجال الترجمة‪،‬‬

‫النفس والتاريخ والجغرافيا‪ ،‬مشيرة إلى أن األعمال المترجمة في‬

‫المشروع واعتزازه بهذه الجائزة‪ ،‬ما يزيد من مسؤوليته ويعطيه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشعا‬ ‫ضوءا‬ ‫قدما لنقل المعارف وليكون‬ ‫وتشجيعا للمضي‬ ‫حافزا‬

‫مختلف مجاالت المعرفة مثل العلوم الطبيعية واالجتماعية‬ ‫والتربوية والتطبيقية والفلسفة والدين والفنون واألدب وعلم‬ ‫مجملها اتسمت بجودة النص ووضوح المعاني وسالمة اإلجراءات‬

‫ً‬ ‫معربا عن فخر‬ ‫الشريفين الملك عبدهللا بن عبدالعزيز آل سعود‪،‬‬

‫لدور مشروع “كلمة”‪ ،‬وعلى رأسهم األمير عبدالعزيز بن عبدهللا‬ ‫بن عبدالعزيز ‪.‬‬

‫باحترام حقوق الملكية الفكرية واهتمامه ببناء الشراكة والتحالفات‬ ‫عقد سبع اتفاقيات دولية مع كل من معهد الشرق المتخصص‬

‫والمركز الثقافي الهندي‪-‬العربي في الجامعة الوطنية في نيودلهي‪،‬‬

‫والمؤسسة الهولندية لدعم األدب الهولندي وصناعته ومؤسسة‬ ‫الثقافة السويسرية «بروهلفتسيا»‪ ،‬واتفاقية مع مؤسسة «يوان‬ ‫ميديا» في كوريا الجنوبية‪ ،‬وكذلك اتفاقية مع المعهد الفرنسي ‪.‬‬

‫كما لفتت اللجنة إلى إطالق مشروع كلمة في عام ‪ 2010‬مبادرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومعنويا لترجمة أعمال‬ ‫ماديا‬ ‫«جسور» لدعم الناشرين العرب‬

‫أصيلة إلى اللغة العربية ‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫قضايا الترجمة‬ ‫كريستين بويه‪ :‬ما تقوم به‬ ‫كلمة اليوم إنجاز عظيم‬ ‫للشبيبة الناشئة الناطقة بالعربية‬

‫تجليات الرقابة‬ ‫في القديم والحديث‬

‫الترجمة والرقابة‬ ‫في الثقافة العربية‬

‫د‪ .‬خليل الشيخ‬

‫د‪ .‬عز الدين عناية‬

‫الترجمة والرقابة‪:‬‬ ‫خفية‬ ‫جلية وأخرى‬ ‫ّ‬ ‫أنساق ّ‬

‫أهمية مشروع الترجمة‬ ‫في بناء الدول والتنمية‬ ‫عمر األيوبي‬

‫صبحي حديدي‬

‫حركة‬ ‫الترجمة العربية الثانية‬ ‫د‪ .‬مصطفى قاسم‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫الترجمة والرقابة في الثقافة العربية‬ ‫د‪ .‬عزالدين عناية *‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫المنجزة في العصور المبكرة للثقافة العربية ترد ضمن سياسة‬ ‫غالبا ما كانت الترجمة‬ ‫موجهة‪ ،‬هادفة في مجملها إلى بلوغ مقصد ذي نفع عام‪ّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫تلخص في تلك العهود في‬

‫مالحقة احتياجات الدولة الناشئة في مجاالت الطب والفلك والفلسفة والمنطق‬ ‫والرياضيات‪ ،‬مع تفادي الكتب المثيرة لالرتجاج الوجودي‪ .‬ومن هذا الباب تم إسقاط‬

‫اإللياذة واألوديسة‪ ،‬وما شابههما من المؤلفات مثل أعمال كسينوفان وهيراقليطس‪ ،‬لما‬ ‫فيها من االنتقاد للقداسي‪.‬‬

‫أورد غ‪ .‬ستروهماير في دائرة المعارف اإلسالمية‪ ،‬في معرض حديثه عن «حنين بن‬

‫إسحاق» أنه كان يلجأ في ترجماته إلى إسقاط الحديث عن المعتقدات الوثنية واآللهة‪،‬‬

‫وهو تقليد لم يبتكره الرجل‪ ،‬وإنما دأب عليه معاصروه‪ ،‬وكأن الترجمة بقدر ما تريد‬ ‫ً‬ ‫حدودا ال‬ ‫تمتين عود الثقافة المحلية بما تمتصه من رحيق الحضارات‪ ،‬ترسم بالمثل‬ ‫تتخطاها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المترجم‬ ‫المبدع في اللسان العربي والكتاب‬ ‫وفي عصرنا الراهن عادة ما يشترك الكتاب‬

‫َ‬ ‫المترجم أوفر حظا في الرواج‪ ،‬لما يتطرق إليه‬ ‫في التحديات نفسها‪ ،‬وإن كان الكتاب‬

‫َ‬ ‫المترجم مضاهيا لما‬ ‫من مجاالت غير معهودة‪ ،‬وهو ما يثير الشهية لدى القارئ‪ .‬فلو كان‬ ‫تنتجه الذات ّ‬ ‫َ‬ ‫المترجم تراجع‬ ‫لقل الشغف وفتر الكلف‪ .‬لذلك يبقى أخطر ما يواجه الكتاب‬

‫ّ‬ ‫الحذاق لذلك‪ ،‬فقد اشترط الجاحظ في‬ ‫وبصفة الترجمة «ملكة وصناعة»‪ ،‬لزم تخيّ ر‬

‫ممتهن الترجمة شروطا على نحو «ال بد للترجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة‪،‬‬

‫في وزن علمه في نفس المعرفة‪ ،‬وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول‬ ‫إليها‪ ،‬حتى يكون فيهما سواء وغاية»‪ .‬سنتطرق في الغرض إلى بعض خبايا تلك الصنعة‬

‫َ‬ ‫المترجم‪.‬‬ ‫في إنتاج النص‬

‫بشكل عام قليلة هي الثقافات التي لها من رحابة الصدر مع المغاير الحضاري حتى‬

‫تنقل إبداعه بأمانة‪ ،‬دون إدخال تحوير أو تهذيب‪ .‬في جانب الترجمات العربية‪ ،‬وعلى‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬أسقطت ّ‬ ‫جل ترجمات الكوميديا اإللهية لدانتي ّ‬ ‫نص الكانتو ‪ 28‬في فصل‬

‫الجحيم‪ ،‬فالرقابة على أسطر أو فقرات أمر شائع في الثقافات «الديمقراطية» وفي‬

‫الثقافات «العالمثالثية» على حد سواء‪ .‬ولم يسلم حتى المجتمع الغربي المعاصر من‬ ‫الرقابة‪.‬‬ ‫لذلك حين يخرج النص األجنبي في لغة ثانية يبقى المترجم وحده المحيط بخباياه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬ذلك الوجه المتواري في الظل‪ ،‬الذي يفترض أن يكون أوسع إحاطة‬ ‫المحرر‬ ‫وربما‬

‫بخيوط لعبة التسويق وأصناف الرقابة‪ .‬فالمحرر‪ ،‬ذلك المستأمَ ن على النص‪ ،‬دوره حاسم‬ ‫ً‬ ‫مثيرا لبعض الحساسيات‪ ،‬تراه‬ ‫في الحفاظ على كمال النص أو ثلمه‪ .‬فإذا كان النص‬

‫يبحث عن مخرج لذلك‪ ،‬بتلطيف العبارة أو بإبادتها في التو‪ ،‬وعادة ما يستدعي إخفاء‬ ‫عبارة طمس غيرها‪.‬‬

‫نهم االطالع على إنتاجات الحضارات األخرى‪ ،‬وهو في الحقيقة نذير باعتالل عميق‬

‫وإن يكن من الطبيعي أن يخضع االجتماع إلى أنواع من الرقابة وأشكال من الزجر‪،‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫أيضا افتقاد استراتيجية ثقافية شاملة‬ ‫المترجم‬ ‫فضال عن ذلك‪ ،‬ما يواجه الكتاب‬

‫ويصادر من القارئ رشده‪ ،‬فتتحول الرقابة من أداة حريصة على منع االنفالت إلى‬

‫داخل الثقافة‪.‬‬

‫يتموضع داخلها النص الجديد‪ ،‬حين تقتصر الترجمة على التعريب اللغوي وال تتطور‬ ‫إلى مثاقفة ومحاورة*‬

‫وإعادة إنتاج للنص في الثقافة الجديدة‪ ،‬من خالل هضم دالالته واستيعاب مقاصده‪،‬‬

‫ّ‬ ‫الحمالة للمعنى والمثقلة بالداللة‪.‬‬ ‫خصوصا إذا ما كان من النصوص‬

‫المترج ُم‬ ‫فالكتاب المترجم هو كتاب مولود ثانية في لسان جديد‪ ،‬وعادة ما يكون‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫مبدعه الثاني إلى حين‪ ،‬وبالتالي يرتهن قدر ذلك المولود الجديد إلى دار النشر أو‬

‫المؤسسة الساهرة أكثر من ارتباطه بالمترجم‪ .‬ولكن مهما تناءت العالقة بين النص‬

‫فإنه من الخطورة بمكان أن ينخفض سقف الرقابة حتى يحصي على المبدع أنفاسه‬

‫أداة «تبكيت»‪.‬‬

‫وفي فضاء الثقافة العربية عادة ما يشتغل جهاز الرقابة لفائدة شرائح أو مؤسسات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حريصا‬ ‫وقليال ما كان جهاز الرقابة‬ ‫تحتكر السلطة وتدعي الوصاية على عقول الناس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وغيورا على ُخلقه أو دينه أو مساره السياسي‪ ،‬ومن هذا الباب‬ ‫فعال على خدمة المجتمع‬

‫تتحول الرقابة من أداة لصون الصالح العام إلى أداةأخرى‪ .‬وبشكل عام ما عاد الكتاب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الحد من االنفالت‬ ‫التضرر‪ ،‬حيث تزعم رقابة المؤسسة الدينية‬ ‫المترجم في منأى من‬

‫«الالديني»‪ ،‬والواقع أن عملية الرقابة تلك‪ ،‬تستند إلى فهم ضيق في معنى الحرية الدينية‪،‬‬ ‫وفي رسم حدود اإلبداع‪ .‬وبالمثل تتعلل رقابة المؤسسة السياسية بصون الصالح العام‪.‬‬

‫ومترجمه ينبغي الحرص دائما على جودة الترجمة‪ .‬ذلك أنه يحق وصم المترجم بالخيانة‬ ‫ِ‬ ‫حين ُت َّ‬ ‫دمر داللة النص في اللغة الجديدة‪ ،‬ويتهاوى من عليائه في اللغة األصلية إلى‬

‫َ‬ ‫المترجم لزم أن نعي حدود ما يسمح به‬ ‫وبالتالي إذا كنا نتطلع إلى ترويج الكتاب‬

‫في إيصال النص في بهائه األصلي‪ ،‬ولذا لزم الحرص على التخصص في الترجمة لتفادي‬

‫الديني‪ ،‬وللخلق الجمعي‪ ،‬وللحساسيات السياسية‪ ،‬ففي إدراك ذلك ما يسمح برواج‬

‫أسفل سافلين في اللغة المضيفة‪ .‬وبالتالي حق أن ُي َ‬ ‫نعت المترجم بالخائن حين يخفق‬

‫اإلخفاق قدر اإلمكان‪ ،‬مع التعويل على المترجم القادم من حقل اإلبداع لدربته بالكتابة‪.‬‬ ‫* أستاذ من تونس بجامعة ال سايينسا في روما‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫المنهك‪ ،‬مع تجنب الكتابات الصادمة للضمير‬ ‫المرهق ووعينا الفكري‬ ‫واقعنا السياسي‬

‫َ‬ ‫المترجم‪.‬‬ ‫الكتاب‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪9‬‬

‫تجليات الرقابة‬ ‫في القديم والحديث‬ ‫د‪ .‬خليل الشيخ‬

‫إحراق الكتب ظلت ظاهرة محدودة في الثقافة العربية‪ ،‬واتخذت‬ ‫ً‬ ‫تجلياتهاأبعادا مذهبية‪،‬فقد أقدم بعض قضاة المعتزلة على إحراق‬ ‫في‬

‫«‪» 1‬‬

‫كتب خصومهم في زمن المأمون والمعتصم‪،‬وفعل خصومهم بكتبهم‬

‫لم تعرف الرقابة بمعناها المعاصر إال بعد انتشار الطباعة وقيام‬

‫ما سبق أن فعلوه‪ .‬وقد أشار صاعد األندلسي في كتابه «طبقات األمم»‬ ‫ً‬ ‫تقربا من‬ ‫إلى أن الحاجب المنصور كان يقوم بإحراق كتب الفالسفة‬

‫ّ‬ ‫المحرم‪:‬الدين والجنس والسياسة وهناك‬ ‫تفتش في الغالب عن الثالوث‬

‫خزائن الحكم من كتب الدهرية والفالسفة بمحضر كبار العلماء ومن‬

‫سلطة الدولة‪ ،‬وثمة صنفان من الرقابة‪ :‬رقابة مسبقة تقوم بها دوائر‬

‫المطبوعات قبل الموافقة على طباعة الكتاب وتوزيعه وهذه الرقابة‬ ‫رقابة بعدية يقوم بها المجتمع أو بعض فئاته التي ال يعجبها ما نشر‬ ‫ً‬ ‫ضارا بمعتقدها أومصالحها‪ .‬لذلك يصعب الحديث عن الصنف‬ ‫أو تراه‬ ‫ً‬ ‫قديما‪ ،‬ألن عدد ما كان ينسخ من‬ ‫األول من الرقابة في الثقافة العربية‬ ‫محصورا بين الصفوة غالبا‪ً.‬‬ ‫ً‬ ‫الكتب كان محدودا ويظل‬ ‫لكن ثمة ظاهرة الفتة عرفتها الثقافة العربية‪ ،‬كما عرفتها الثقافات‬

‫األخرى وهي مسألة متصلة بالرقابة البعدية على نحو من األنحاء‬ ‫وهذه الظاهرة هي مسألة إحراق الكتب أو إتالفها‪ .‬وقد جمع ناصر‬

‫الحزيمي في كتابه الصادر عام ‪« 2003‬حرق الكتب في التراث العربي»‬

‫أسماء العلماء الذين أتلفوا كتبهم أو أخفوها لدوافع متعددة‪ ،‬يرجع‬ ‫بعضها إلى الورع والزهد كما فعل أبو عمرو بن العالء (‪154‬للهجرة)‬

‫الذي دفن عددا ضخما مما جمعه عن الجاهلية وشعرها‪،‬و الفقيه‬ ‫سفيان الثوري (‪-161‬للهجرة) الذي مزق كتبه وطيرها في الريح‪.‬لكن أبا‬

‫حيان التوحيدي (‪-414‬للهجرة )يعد من أشهر األدباء الذين أقدموا على‬ ‫حرق كتبهم‪ ،‬وقد عبّر التوحيدي عن ذلك في رسالته التي بعث بها‬ ‫ّ‬ ‫"فشق علي أن‬ ‫إلى صديقه القاضي أبي سهل علي بن محمد بقوله‬

‫لقوم يتالعبون بها‪ ,‬ويدنسون عرضي إذا نظروا فيها‪ ،‬ويشمتون‬ ‫أدعها‬ ‫ٍ‬

‫بسهوي وغلطي إذا تصفحوها‪ ,‬ويتراؤون نقصي وعيبي من أجلها)‪.‬‬

‫إن هذه الرسالة –الوثيقة‪،‬تكشف ‪،‬بصرف النظر عن مسألة اإلحراق‬

‫كواقعة تاريخية‪ ,‬عن خيبة األمل التي كان أبو حيان يعيشها وعن‬

‫الفقهاء فقد أحرق كما يقول صاحب «البيان المغرب» ما كان في‬ ‫بينها كتب ابن رشد كما احرقت كتب المعتزلي والمتصوف االندلسي‬ ‫ابن مسرة (‪-319‬للهجرة ) شيخ محي الدين بن عربي على يد قاض‬

‫يدعى ابن زرب‪ ،‬كما أن المعتضد بن عباد قد أمر بحرق كتب ابن حزم‬ ‫(‪456‬للهجرة)‬

‫النقدية والثقافية‪،‬لهذا تتعدد الترجمات وتتكرر ويقوم التراجمة بنقل‬ ‫األعمال إلى اللغة الواحدة غير مرة‪.‬‬

‫وهذا األمر يرجع إلى تعدد القراءات واختالف مستويات الفهم‪.‬ولست‬

‫أريد في هذه الوقفة أن أتحدث عن ترجمة النص الشعري وإشكاليات‬ ‫ترجمته منذ ان قال الجاحظ‪« :‬إن الشعر ال يترجم وال يجوز عليه النقل»‪،‬‬

‫ألن مقولة أبي عثمان لم توقف ترجمة الشعر ولن توقفها‪،‬على الرغم من‬

‫المسافة التي يستشعرها الناس بين النص األصلي والمترجم‪ ،‬وهو ما‬ ‫أنتج المثل االيطالي‪« :‬المترجم يخون» وقد سبق لجابر عصفور أن بين‬

‫أن الفعل رجم في العربية ذو معان متعددة تجمع بين اللعن والظن‬

‫فإذا ذهبنا إلى الثقافات األخرى كالصينية مثال‪،‬تبين لنا أن االمبراطور‬

‫لحرق الكتب عرفها التاريخ البشري وكان ذلك االمبراطور يسعى إلى‬

‫الترجمات األدبية ويمكننا أن نشير إلى عملين مهمين هما‪ :‬كليلة ودمنة‬

‫ويقدم كتاب ماريو إنفليزي «الكتب الممنوعة» الذي ترجمته‬ ‫ً‬ ‫تاريخا دقيقا لتاريخ الرقابة على‬ ‫وفاء البيه في إطار مشروع كلمة‬

‫ً‬ ‫افكارا نقدية بخصوص العالقة بين المثقف والسلطة‪،‬‬ ‫يتقنع بها ليقدم‬

‫الرقابة المسلطة على الكتب وقيود النشر والكتب المحظورة والدور‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى عصر التنوير‪.‬‬ ‫الذي قامت به محاكم التفتيش‬

‫أما العمل الثاني فقد مأل الدنيا وشغل الناس ولياليه مختلفة ونسخه‬

‫الطباعةونشوء حركة التبادل التجاري إثر تقدم وسائل النقل‪.‬ويعرض‬

‫من طبعاته للتهذيب‪.‬والكتاب أقرب إلى ان يكون من صناعة العقل‬

‫الصيني) (شي هوانغ تي )قام في العام ‪212‬‬

‫قبل الميالد بأكبر حملة‬

‫أسرته‪.‬‬ ‫طمس التاريخ المتعلق باألسر الحاكمة األخرى لصالح‬ ‫ِ‬

‫العربي وبخاصة في الجانب العلمي‪ .‬وإن ظلت بعض الريبة تحوط‬

‫وألف ليلة وليلة‪.‬لقد شك كثير من الباحثين في األصل الهندي للكتاب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤلفا اراد ابن المقفع أن يحتمي بالترجمة وأن‬ ‫عمال‬ ‫األول ورأوا فيه‬

‫المطبوعات في الحضارة الغربية‪ ،‬فيتتبع تطور حرية التعبير وأنواع‬

‫وال يستطيع احد إلى يوم الناس هذا معرفة المترجم من المؤلف فيه‬ ‫ً‬ ‫نظرا لخطورة ما قدمه من أفكار‪.‬‬ ‫وقد انتهى ابن المقفع نهاية تراجيدية‬

‫وقد بين انفليزي أن تطور أدوات الرقابة ارتبطت بتطور‬

‫متباينة وقد تعرض للمنع قبل سنوات واخضع اآلباء اليسوعيون طبعة‬

‫الكتاب النتقال الرقابة من سلطة الكنيسة إلى سلطة الدولة حيث‬

‫الجمعي‪،‬وقد افتتن الغربيون به منذ أن ترجمه انطوان غاالن عام‬

‫اشتدت سلطة الرقابة في القرن السادس عشر‪.‬‬

‫«‪» 2‬‬

‫شعوره بالتهميش في عصره الذي كان يجمع المتناقضات والذي‬

‫بين التوحيدي وفرانتس كافكا الذي طلب من صديقه ماكس برود في‬

‫تلك النصوص‪ ،‬ألن النص عندما يترجم ينتقل من نظام لغوي إلى نظام‬

‫يفعل وإن كان النازيون قد أقدموا عام ‪ 1933‬على إحراق كتبه وكتب‬

‫التغييرات الضرورية على المستوى اللغوي ليتالءم مع بنيته اللغوية‬

‫إليه في هذا المجال فهو إقدام الدولة على إتالف الكتب وحرقها وقد‬

‫ينبغي أن يمتلكها المترجم وهو يتعامل مع النص‪.‬لكن هذه الحرية ال‬

‫ثقافة ولدت فيها إلى ثقافة جديدة‪.‬وتكون اللغة هي وسيلة ارتحال‬

‫لحظة اشتدت فيها وطأة المرض أن يقوم بحرق كتبه‪،‬لكن برود لم‬

‫لغوي جديد‪.‬وال بد أن يخضع النص في تلك األثناء إلى مجموعة من‬

‫غيره من الكتاب المناوئين اليديولوجيتهم‪ .‬أما اللون الثاني الذي يشار‬

‫الجديدة‪،‬وهو ما يعرف في عالم الترجمة بالحرية الضرورية التي‬

‫للهجرة‬

‫ينبغي أن تفضي إلى عدم األمانة في نقل النص أو الحذف أو التغيير‬

‫أشار الحزيمي إلى أن عبد الملك بن مروان قد أحرق عام ‪82‬‬ ‫ً‬ ‫كتبا كانت تحوي فضائل األنصار‪ .‬لكن مسألة‬ ‫في المدينة المنورة‬

‫الترجمة وبخاصة في عالم األدب والشعر هي لون من ألوان القراءة‬

‫السيىء‪ .‬لكن وظيفة المترجم ظلت حيوية ومهمة في التراث الثقافي‬

‫فإذا انتقلنا إلى الحديث عن الكتاب المترجم‪ ،‬فسنكون إزاء إشكالية‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا‪ ،‬ألننا نكون بصدد الحديث عما يعرف بهجرة النصوص من‬ ‫أكثر‬

‫اضطره إلى أن يأكل الحشائش‪.‬فرغبة التوحيدي في إحراق كتبه تكاد‬ ‫ً‬ ‫لونا من االنتحار الفكري‪.‬وقد سبق لعبد الرحمن بدوي أن قارن‬ ‫تكون‬

‫فالترجمة تتصف بالدقة واألمانة والحفاظ على روح النص‪ .‬لكن‬

‫الكلي الذي يغير مقاصد النص‪.‬‬

‫‪1701‬ووقعوا في دائرة السحر الخاصة به على تعبير محسن الموسوي‪.‬‬

‫ويبدو لي أن الرقابة المجتمعية هي التي قادت إلى هذه المواقف‬

‫وألغت في خطورة ما يحتويه الكتاب من نصوص جنسية‪.‬‬

‫إن الخيانة الخالقة االتي تحرر عملية الترجمة من أسر الحرفية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الزما‪ ،‬ضرورية لبناء العمل‬ ‫أمرا‬ ‫وتجعل التالقي مع روح العمل المترجم‬

‫المترجم وإلضفاء روح وثابة فيه‪ ،‬لكن الخيانة التي تتنكر لروح النص‬

‫وتجافيه وتجرده من جمالياته هي الخيانة المرفوضة تماما‪ .‬وال شك أن‬ ‫المترجم‪ ،‬وهو الوسيط الذي ينقل النص إلى ثقافة مختلفة‪ ،‬يعاني من‬

‫نقل الحموالت الثقافية المختلفة‪ ،‬مثلما يعاني من مسألة إيضاحها للقارئ‬ ‫على نحو ال يثقل النص أو يفسده‪ ،‬مثلما يعاني من وطأة البيئة الجديدة‬

‫المختلفة على مستوى الذائقة واللغة والمجازات والثقافات‪ .‬وعليه أن‬ ‫ً‬ ‫قادرا على أن يمر بين األسالك الشائكة دون أن يفسد النص أو‬ ‫يكون‬ ‫يسيء إليه‪ .‬وهذا قدر المترجم وعليه ان يواجهه بذكاء وسعة حيلة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫حركة الترجمة العربية الثانية‬

‫د‪ .‬مصطفى قاسم‬ ‫إن نهضة األمم مرهونة‪ ،‬قبل أي شيء آخر‪ ،‬بإنتاج العلم‬

‫والمعرفة والثقافة‪ ،‬حيث غدا العلم والمعرفة المحركين لنمو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسياسيا‪.‬‬ ‫وثقافيا‬ ‫واجتماعيا‬ ‫اقتصاديا‬ ‫األمم‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫معرفيا فى شتى فروع‬ ‫انفجارا‬ ‫ويشهد العالم منذ عقود‬ ‫ً‬ ‫انفجارا ال بد أن تالحقه الجماعات‬ ‫العلم والمعرفة والثقافة‪،‬‬

‫العلمية في شتى بقاع األرض‪ ،‬أيا كانت لغاتها وثقافاتها‪ ،‬لكي‬ ‫ً‬ ‫جزءا من الجماعة العلمية العالمية‪ ،‬ولكي تسهم في رقي‬ ‫تظل‬

‫مجتمعاتها وتقدمها‪ ،‬واألهم من ذلك لكي تساعد في توطين‬ ‫العلم والمعرفة في لغاتها وثقافاتها‪ .‬وذلك يلقي مسئولية‬

‫كبيرة على عاتق حركة الترجمة العربية‪ ،‬خاصة إلى اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬حيث يفترض أن تقوم هذه الحركة بربط الجماعات‬

‫العلمية في مجتمعاتها‪ ،‬والثقافة ككل‪ ،‬بما تنتجه الجماعات‬ ‫العلمية العالمية‪ ،‬وما ينطوي عليه ذلك من رفد الثقافة العربية‬ ‫بكل جديد وقيّ م في اإلنتاج العلمي والثقافي العالمي‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا في نهضة العرب األولى‪،‬‬ ‫دورا‬ ‫وقد لعبت الترجمة‬

‫خاصة في عصر الدولة العباسية األولى‪ ،‬حيث عكف‬ ‫المترجمون‪ ،‬بدعم من الدولة آنذاك‪ ،‬على ترجمة أصول المعرفة‬

‫عن اللغات اليونانية والسيريانية والفارسية وغيرها‪ ،‬ما أسهم‬ ‫في توطين العلم والمعرفة في الثقافة العربية وانتقال العرب‬ ‫من مرحلة نقل العلم إلى مرحلة إنتاجه‪ .‬وكما فعل العرب في‬

‫سبيل نهضتهم فعلت أوروبا في عصر نهضتها الذي أهلها ألن‬ ‫تسبق العالم أجمع في ولوج العصر الحديث‪ ،‬حيث عكفت هي‬

‫واآلداب بدولة الكويت (سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬من المسرح‬

‫ويؤكد دخول الدول العربية الخليجية في التنافس المحمود‬

‫بعدة مزايا ال تزال المشروعات األخرى عاجزة عن مجاراتها‪.‬‬

‫كمبادرة طموحة لترجمة أرقى المؤلفات واألعمال األدبية‬

‫إلصداراته‪ ،‬ذلك أن جهود المجلس متواصلة وفي مواعيدها‬

‫وطباعتها وتوزيعها‪ ،‬بدعم من هيئة أبوظبي للسياحة‬

‫العالمي)‪ .‬ويتفرد إسهام المجلس الوطني في مجال الترجمة‬

‫تتمثل الميزة األولى في االستمرارية والطابع الدوري‬ ‫الدورية منذ صدر العدد األول لسلسلة عالم المعرفة في يناير‬ ‫ً‬ ‫وإعماال‬ ‫‪ ،1978‬طبعا باستثناء فترة الغزو العراقي للكويت‪.‬‬

‫ألهداف نشر العلم والمعرفة واالرتقاء بالثقافة العربية‪ ،‬حافظ‬ ‫ً‬ ‫جدا ال تتوفر فيما عداه‬ ‫المجلس على خاصيتين مهمتين‬ ‫من ناشرين حكوميين‪ ،‬وهما انخفاض أسعار الكتب‪ ،‬واألهم‬ ‫من ذلك اتساع شبكة التوزيع لتغطي معظم الدول العربية‪.‬‬

‫ولذلك تشكلت رابطة فريدة بين إصدارات المجلس والقارئ‬ ‫العربي على اختالف جهات سكناه‪ ،‬حتى بات األخير ينتظر‬

‫هذه اإلصدارات مع مطلع كل شهر‪ .‬ولذلك ال يفاجئنا أن تكون‬

‫إصدارات المجلس‪ ،‬خاصة سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬هي األوسع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مبيعا في العالم العربي‪ ،‬إذ في مقابل الناشرين‬ ‫انتشارا واألكثر‬

‫الذين يطبعون ويوزعون ً‬ ‫ألفا أو بضعة آالف من الكتاب‪ ،‬يطبع‬

‫المجلس ويوزع أكثر من أربعين ألف نسخة من الكتاب‬ ‫الواحد‪.‬‬ ‫وتعتبر حركة الترجمة في مصر األسبق بين كل الدول‬

‫العربية‪ ،‬حيث ترجع إلى جهود الشيخ رفاعة الطهطاوي في‬

‫منتصف القرن التاسع عشر وما تالها من جهود جرت في إطار‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا وزارة الثقافة‪ .‬ومن‬ ‫وزارة المعارف ثم التربية والتعليم‬

‫َ‬ ‫المترجم‬ ‫األخرى على الترجمة عن اللغة العربية‪ ،‬سواء كان‬ ‫عربيا خالصا‪ً.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫علما‬ ‫قديما أخذوه عن العربية‪ ،‬أو‬ ‫يونانيا‬ ‫علما‬

‫عباءة وزارة الثقافة وتطويرا لمشروع األلف كتاب‪ ،‬ظهر المركز‬

‫وفي الوقت الراهن تكثر االنتقادات لواقع حركة الترجمة‬

‫الدائمة المعنية بعملية الترجمة واالرتقاء بها ورفد الثقافة‬

‫على كثرة الدول الناطقة بها‪ ،‬أمام ما تترجمه دول فردية مثل‬

‫المركز على كل أقرانه على المستوى العربي من حيث الكم‬ ‫ً‬ ‫إنتاجا على المستوى العربي‪،‬‬ ‫والكيف معا‪ .‬فالمركز هو األغزر‬

‫العربي انطالق عدة مشروعات للترجمة من شأنها أن تسهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قليال‪ ،‬في سد فجوة النقل العلمي والمعرفي إلى اللغة‬ ‫ولو‬

‫عن خمس وعشرين لغة‪ ،‬وفي خمسة مجاالت مختلفة‪ ،‬ونقل‬

‫القومى للترجمة في عام ‪2006‬‬

‫ليكون المؤسسة الحكومية‬

‫العربية‪ ،‬وتركز في مجملها على تضاؤل ما يترجم إلى العربية‪،‬‬

‫العربية بالجديد من اإلنتاج العلمي والفكري العالمي‪ .‬ويتميز‬

‫اسبانيا أو اليابان‪ .‬ورغم صدق هذه االنتقادات وانطالقها من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثقافيا‪ ،‬فقد شهد العالم‬ ‫علميا‬ ‫الحرص على نهضة العرب‬

‫حيث ترجم في سنواته الثالث األولى أكثر من ‪1600‬‬

‫العربية‪ .‬وفي استعراضي لمشروعات الترجمة الواعدة في‬

‫الوطن العربي‪ ،‬سأقتصر على المشروعات التي تعاملت معها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقارئا‪ ،‬ولو فقط بغرض اإلنصاف والموضوعية‪ ،‬وهي‬ ‫مترجما‬

‫عنوان‬

‫إلى اللغة العربية‪ ،‬للمرة األولى‪ ،‬عن لغات لم يسبق الترجمة‬ ‫عنها‪ .‬كما أنه ال يختص بنوع معين من اإلصدارات‪ ،‬بل ينشر‬

‫ترجمات في مختلف المجاالت العلمية والثقافية واألدبية‪.‬‬ ‫لكن يؤخذ على المركز أن إصداراته ال تزال غير واسعة‬

‫المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب بدولة الكويت‪،‬‬

‫االنتشار‪ ،‬حتى داخل مصر نفسها‪ ،‬وأن أسعار كتبه تعتبر غالية‬

‫أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬ومركز الترجمة بجامعة الملك‬

‫الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء في كل الدول العربية‪،‬‬

‫على اإلسهام في االرتقاء بالثقافة العربية‪ .‬انطلق المشروع‬

‫الكالسيكية والمعاصرة من مختلف اللغات إلى اللغة العربية‬ ‫والثقافة‪.‬‬

‫ويقوم المشروع منذ إنشائه باختيار ما يزيد عن ‪100‬‬

‫كتاب سنويا من أهم المؤلفات العالمية الكالسيكية والحديثة‬

‫والمعاصرة من مختلف اللغات وترجمتها إلى اللغة العربية‪.‬‬ ‫وقد ترجم المشروع إلى اليوم أكثر من سبعمائة عنوان إلى‬

‫العربية‪ ،‬تتميز باالختيار الجيد للكتب والمترجمين‪ ،‬وتشكل‬ ‫إضافة إلى المكتبة العربية‪.‬‬

‫ً‬ ‫وقياسا بعمرهاإال أن كلمة تخطط إلنشاء أنظمة توزيع‬

‫جديدة وشاملة يمكن االعتماد عليها‪.‬‬

‫يعد مركز الترجمة بجامعة الملك سعود نقلة نوعية في‬ ‫ً‬ ‫آفاقا‬ ‫حركة الترجمة العربية‪ ،‬ذلك ألن تبعيته للجامعة تفتح‬ ‫ّ‬ ‫حذت الجامعات األخرى‬ ‫واسعة لدعم حركة الترجمة‪ .‬فلو‬

‫حذو جامعة الملك السعود لكان لدينا مئات أو آالف مراكز‬

‫الترجمة على المستوى العربي‪ .‬أنشئ المركز في عام ‪1997‬‬

‫لرفد الجامعة بالجديد في مختلف التخصصات العلمية‪،‬‬

‫ما يساعد في ربط األستاذ والطالب بأحدث اإلنتاج العلمي‬ ‫العالمي‪ .‬ومنذ إنشائه‪ ،‬أصدر المركز ما يقارب ثالثمائة عنوان‬ ‫في مختلف التخصصات وعن عدة لغات‪ .‬ويسهم المركز في‬

‫إثراء العملية التعليمية بترجمة الكتاب الدراسية والمراجع‬ ‫العلمية‪ ،‬ويستطيع أن يوسع مجاله أكثر باالنفتاح على مختلف‬ ‫أنواع الكتب وفتح المجال للمترجمين من خارج أعضاء الهيئة‬

‫التدريسية بالجامعة‪.‬‬

‫وإذا جاز لنا أن َن ُ‬ ‫خلص إلى بعض االستنتاجات من هذه‬

‫اإلطاللة الموجزة على أربعة مشروعات للترجمة في أربع‬ ‫دول عربية مختلفة‪ ،‬لقلنا أن تنشيط حركة الترجمة في‬ ‫ً‬ ‫أوال أن تدعم الدولة تلك المشروعات‬ ‫العالم العربي يسلتزم‪:‬‬

‫ألن القطاع الخاص الربحي غير معني بالنهوض المجتمعي‬ ‫ً‬ ‫ثانيا يجب‬ ‫واالرتقاء بالعلم والثقافة وغير قادر على ذلك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وتؤسس مشروعات‬ ‫أن تتسع مشروعات الترجمة الحالية‬ ‫ً‬ ‫حاليا ال يكفي لسد حاجة‬ ‫جديدة ألن ما يترجم إلى العربية‬ ‫ً‬ ‫ثالثا ينبغي أن تجتهد‬ ‫الجماعات العلمية وجمهور القراء‪،‬‬

‫والمركز القومي للترجمة في مصر‪ ،‬ومشروع كلمة بهيئة‬

‫على القراء‪ .‬ففي مقابل سلسلة عالم المعرفة التي تستهدف‬

‫سعود‪ ،‬مع التركيز على ما يتميز به كل مشروع على ما عداه‪،‬‬

‫ولو بعدد قليل من العناوين‪ ،‬يتبنى المركز القومي للترجمة‬ ‫ً‬ ‫ضروريا‬ ‫مقاربة تركز على عدد العناوين التي تترجم‪ ،‬وليس‬

‫للجامعات إذا ألقت بثقلها في المجال أن تثري حركة الترجمة‬

‫تتصدر اإلنتاج المترجم إلى اللغة العربية على مدى العقود‬

‫وقد جاء انطالق مشروع «كلمة» للترجمة في عام ‪2007‬‬

‫في كل ربوع العالم العربي وامتالكها من الكفاءات العلمية ما‬

‫بغرض استخالص استنتاجات موجزة لالرتقاء بواقع الترجمة‬ ‫في الوطن العربي‪.‬‬

‫األربعة الماضية إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون‬

‫أن يطبع أو يبيع الكثير منها‪.‬‬

‫ليضيف لبنة أخرى مميزة إلى صرح حركة الترجمة العربية‪،‬‬

‫مشروعات الترجمة للوصول بإنتاجها إلى القارئ العربي على‬ ‫ً‬ ‫رابعا يمكن‬ ‫اختالف الجهات التي يقطنها وبأسعار في متناوله‪،‬‬

‫العربية على نحو غير مسبوق‪ ،‬وذلك بفضل انتشار الجامعات‬ ‫يؤهلها لهذا الدور‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪11‬‬

‫أهمية مشروع الترجمة في بناء الدول والتنمية‬ ‫عمر األيوبي‬ ‫من الصعب االتفاق على تعريف واحد للتنمية‪ ،‬لكن يمكن القول إنها‬

‫وتراكيبها ودالالتها وأساليبها‪ ،‬باإلضافة إلى استيعاب مفاهيم جديدة‬ ‫والتأثير في الحركات االجتماعية والسياسية‪ ،‬وبخاصة عندما ُتترجم‬

‫ودخول غيرهم عليهم‪ ...‬فإنما يقيّ د لغة األمة وعلومها وأخبارها قوة‬

‫«االستخدام المنهجي للمعرفة العلمية والتقنية لتحقيق غايات أو تلبية‬

‫تساعد الترجمة في التكامل الوطني (في البلدان المتعددة اللغات‪ ،‬مثل‬

‫‪ .)13‬أما والحال كذلك فكيف تستطيع الترجمة إلى العربية أن تؤدي الدور‬

‫عملية سياسية واجتماعية واقتصادية متسقة تهدف إلى تحسين‬ ‫ّ‬ ‫البحث‪ ‬نعرف التنمية بأنها‬ ‫شروط الحياة بشكل دائم‪ .‬وألغراض هذا‬ ‫احتياجات محددة»‪ .‬ومن ثم فإن المعرفة العلمية والتقنية أساس‬

‫لتحقيق التنمية‪ ،‬وال بد من اكتسابها عن طريق التعليم في المدارس‬ ‫والجامعات والبحث العلمي‪ .‬بيد أننا أمة مستهلكة لهذه البضاعة وال‬ ‫ننتج منها إال القليل‪ .‬لذا فإننا نستوردها بلغات منتجيها أو مترجمة إلى‬

‫العربية‪ .‬من هنا فإن الترجمة تعمل على تيسير التنمية عن طريق إشاعة‬

‫المعرفة ونقل التكنولوجيا لالستفادة من علوم اآلخرين وتقنياتهم‪.‬‬

‫أعمال ذات صلة بفكر إيديولوجي معين‪ .‬وعلى المستوى الوطني‪،‬‬ ‫الهند)‪ ،‬وتساعد على المستوى الدولي في تحسين العالقات بين البلدان‬

‫المتجاورة والعالقات الثنائية‪ .‬ومن دون الترجمة يتعذر على قادة العالم‬ ‫التواصل في ما بينهم‪ .‬ومن ثم دور الترجمة في بناء الدولة‪.‬‬

‫ً‬ ‫أيضا على تراتبية في العالقة وعالقات القوة ومن‬ ‫تنطوي الترجمة‬

‫ثم تساعد في السعي لبناء األمة وتثبيت الهوية الوطنية‪.‬‬

‫ففي حقبة االستعمار‪ ،‬استخدم المستعمر الترجمة أداة الضطهاد‬

‫الناظر اليوم إلى سياسات التعليم في العالم العربي يالحظ أن غالبيتها‬

‫المستعمَ رين في حين استخدمها المستعمَ رون للمحافظة على الثقافة‬

‫ألن تعريب التعليم‪ ،‬ال سيما التعليم الجامعي‪ ،‬يحفز‬ ‫حركة الترجمة ّ‬ ‫ً‬ ‫الترجمة باعتبارها أداته في توفير الكتاب مترجما إلى اللغة العربية‬

‫القرن الثامن عشر‪ ،‬استوعبت الترجمة إلى الفرنسية النصوص األجنبية‬

‫تعتمد على اللغات األجنبية في تدريس مناهجها‪ .‬وهو ما يضعف من‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتعذر‬ ‫معا‪ .‬لكن في ظل ثورة المعلومات من‬ ‫والمدرسين‬ ‫للطالب‬

‫ّ‬ ‫يستجد في المعارف العلمية والتقنية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫أن تلحق الترجمة بما‬ ‫ً‬ ‫تجد الدعوات إلى استمرار التعليم باللغات األجنبية سندا للحجج التي‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫مزيدا من االهتمام لتحسين نتائجها‬ ‫تول الترجمة اآللية‬ ‫تسوقها‪ .‬وما لم‬ ‫ّ‬ ‫تتكفل المراقبة السريعة بتصويب األخطاء‪ ،‬فستتسع الفجوة‪.‬‬ ‫بحيث‬

‫لذا ال بد من االستثمار في هذا المجال‪ ،‬وال يعقل أن نعتمد على شركة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التصدي لهذه المهمة‪.‬‬ ‫مثال لتكفينا عناء‬ ‫غوغل األميركية‬ ‫ومكو ً‬ ‫ّ‬ ‫نا من‬ ‫تشكل الترجمة ناحية مهمة من نواحي تعلم اللغة‬

‫ويسرت اإلنترنت نظام‬ ‫مكوناته‪ .‬وبعدما أصبح العالم «قرية عالمية»‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوقعات‪ .‬والترجمة كذلك حوار‬ ‫توسع دور الترجمة بما يفوق‬ ‫التواصل‪،‬‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫حوار ّ‬ ‫حوارا بين ثقافتين‪ .‬ويؤدي كل ّ‬ ‫فعال‬ ‫فضال عن كونها‬ ‫بين لغتين‬

‫إلى تغيير وتبديل وتعديل في مواقف المتحاورين‪ .‬لذا تفضي الترجمة‬

‫إلى تغيير في مفاهيم اللغة األصل وتطوير اللغة الهدف‪ ،‬في مفرداتها‬

‫والتراث المحليين‪ .‬عندما كانت فرنسا تسيطر على أوروبا في بداية‬ ‫إلى حد كبير وتوافقت الترجمة مع المخططات اإلمبريالية الفرنسية‬

‫أراض أجنبية وتوسيع ممتلكات اإلمبراطورية‪ .‬غير أن‬ ‫للسيطرة على‬ ‫ٍ‬ ‫دور فرنسا اختلف في نهاية القرن العشرين‪ ،‬واليوم تؤدي الترجمة‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬أي المحافظة على اللغة والثقافة‬ ‫إلى الفرنسية وظيفة مختلفة‬ ‫ً‬ ‫بدال من تثبيت سيطرتها وتوسيعها‪ .‬وهكذا‬ ‫الفرنسية والهوية الوطنية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيويا في توكيد الهوية تجاه اآلخرين‪ ،‬سواء أكان‬ ‫دورا‬ ‫تؤدي الترجمة‬

‫هذا المعنى بقوله «إن اللغة يسقط أكثرها ويبطل بسقوط دولة أهلها‬ ‫دولتها ونشاط أهلها وفراغهم‪( »...‬اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬ ‫الذي تؤديه في المجتمعات األخرى أو أدته في ما مضى؟ لقد عقدت‬

‫كثير من المؤتمرات للنهوض بالترجمة إلى العربية وأنشئت في سبيل‬ ‫ذلك عدة مؤسسات‪ .‬لكن األساس الذي تقوم عليه الترجمة‪ ،‬وأعني به‬

‫المعاجم الثنائية اللغوية والمتخصصة‪ ،‬هزيل في أحسن األحوال‪.‬‬

‫فأشهر المعاجم اللغوية الثنائية صدر في الستينيات ولم تجدد مادته‬

‫منذ ذلك الوقت‪ .‬والحال ليس أفضل من ذلك في المعاجم المتخصصة‪،‬‬

‫ال سيما المعاجم التي أصدرتها منظمة األلكسو‪ .‬فكلها قديم وقاصر‬ ‫ّ‬ ‫الموحد‪ ،‬وهو استثناء يثبت القاعدة‪ .‬واألمر‬ ‫باستثناء المعجم الطبي‬

‫نفسه ينطبق على المعاجم العربية األحادية اللغة‪ .‬فقد صدرت الطبعة‬

‫ّ‬ ‫تحدث مادته بعد ذلك‬ ‫الثانية من المعجم الوسيط في سنة ‪ ،1972‬ولم‬

‫قط‪ .‬وما زلنا في انتظار «غودو» المعجم الكبير‪ .‬وما زلنا نعتمد على‬ ‫ً‬ ‫كتابا‬ ‫المعاجم القديمة‪ ،‬مثل «لسان العرب» و«القاموس»‪ .‬المعجم ليس‬ ‫نصدره مرة واحدة وكفى هللا المؤمنين ّ‬ ‫شر القتال‪ ،‬إنه عمل متواصل‬

‫ودؤوب يقتضي المراجعة والتطوير وإدخال المصطلحات التي تستجد‬ ‫بانتظام‪.‬‬

‫عن طريق معارضة التأثيرات األجنبية‪ ،‬أو استيعاب األجنبي بحيث‬

‫ً‬ ‫أخيرا‪ ،‬التنمية مفهوم شامل لكل مناحي الحياة‪ ،‬والترجمة أداة‬

‫في العادة‪ .‬كل هذه استراتيجيات مختلفة للترجمة‪ ،‬تصبح ممكنة في‬

‫اللغوية لألمة واستراتيجياتها الثقافية والتنموية‪ .‬وتعزيز الترجمة ال‬

‫تزول االختالفات قدر اإلمكان‪ ،‬أو تقليد الثقافة األخرى‪ ،‬المسيطرة‬

‫لحظات مختلفة في التاريخ وتبرز األنواع المختلفة للعالقة التي يمكن‬ ‫أن تقوم بين األمم‪.‬‬

‫يقودنا ذلك إلى أن قوة اللغة في أمة ما‪ ،‬تعني استمرارية هذه األمة‬

‫في أخذ دورها بين بقية األمم‪« ،‬ألن غلبة اللغة بغلبة أهلها ومنزلتها‬

‫بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين األمم»‪ .‬وقد سبق ابن حزم إلى‬

‫تقدم مساهمة في ذلك‪ .‬وهذا ما يجعل الترجمة من أهم بنود السياسة‬

‫يكون بمعزل عن النهوض بالتعليم في جميع مراحله وإحداث تغيير في‬ ‫الثقافة السائدة لدى الناشئة‪ .‬وبدون ذلك فإن ما يترجم يبقى حبيس‬

‫المستودعات إذ ال يوجد من ُيقبل عليه‪ .‬وهكذا ال يكفي أن نتفق على‬ ‫ّ‬ ‫غاية الترجمة وانتقائيتها وكيفيتها‪ ،‬بل ال ّ‬ ‫المتلقي الذي‬ ‫بد من أن نطور‬ ‫نترجم له‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫كريستين بويه‪ :‬ما تقوم به كلمة اليوم إنجاز‬ ‫عظيم للشبيبة الناشئة الناطقة بالعربية‬ ‫رواية الحمراء للمؤلفة كريستين بويه من إصدارات‬

‫مشروع كلمة للترجمة‪ ،‬وتدور أحداث الرواية حول األشهر‬ ‫القليلة األولى التي تلت احتالل الملوك اإلسبان لغرناطة‬ ‫وإطباق حكمهم على البالد بعد استقرارهم في قصر‬

‫«الحمراء» الذي يمثل أحد الرموز الحضارية المتألقة التي‬ ‫َّ‬ ‫خلفها العرب وراءهم في إسبانيا‪ ،‬وتعتمد الكاتبة في‬ ‫عملها من أجل تقديم سردها التاريخي لمجريات تلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فريدا باللجوء إلى حيلة أدبية من‬ ‫روائيا‬ ‫قالبا‬ ‫الحقبة‪،‬‬ ‫خالل توظيف أسطورة «السفر عبر الزمن»‪.‬‬

‫عن الرواية وزيارتها وحفل توقيع كتابها في معرض‬ ‫أبوظبي الدولي للكتاب كان لنا معها هذا اللقاء‪:‬‬

‫كتابك «الحمراء» نشر بترجمة عربية وألول مرة لدى مشروع‬

‫بعضها البعض واإلنترنت يقوم إلى جانب الوسائل المرئية األخرى‬

‫كلمة أبوظبي‪ .‬كيف تجدين ذلك؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شيئا رائعا حقا! لقد أعلنت ذلك على الفور‬ ‫إنني أعتبر هذا‬

‫مع بعضنا البعض‪ ،‬هو ما يسمح أيضا بانفتاح البلدان والثقافات‬

‫في هذا العالم‪ ،‬وليس فقط في أوروبا‪ ،‬على سبيل المثال في الصين‬

‫وكذلك التعلم منه‪ .‬إن هذا األمر يزداد أهمية يوما بعد يوم بالنسبة‬

‫لكافة القراء في موقعي على اإلنترنت‪ .‬تنشر كتبي في بلدان كثيرة‬

‫وكوريا واليابان والواليات المتحدة األمريكية‪ .‬أما كتاب «الحمرا»‬ ‫فهو الكتاب األول الذي ينشر باللغة العربية‪ ،‬وبما أن أحداث هذا‬

‫الكتاب تدور حول مسألة تعايش الثقافات واألديان المختلفة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جدا لهذا الكتاب بشكل خاص! عالوة على هذا فإنني‬ ‫فإنني سعيدة‬

‫ً‬ ‫جدا لمعرفة ردود الفعل لدى القارئ العربي لكتاب «الحمراء»‬ ‫متشوقة‬ ‫ً‬ ‫أثناء وجودي في أبوظبي (خصوصا لدى الناشئة من القراء)!‬ ‫ستكونين في معرض الكتاب في أبوظبي وستقرئين لألطفال‬

‫بالعمل على تعميق الروابط بينها‪ .‬إن التعامل بتواضع وتسامح‬

‫والديانات المختلفة على بعضها البعض واالستعداد بقبول اآلخر‬ ‫لنا كي تصبح كل إمكانية متوفرة للصداقة المتبادلة كما هو الحال‬ ‫في معرض الكتاب هنا‪ ،‬ينبغي علينا استغاللها‪ .‬كذلك ينبغي علينا‬

‫جميعا بنفس الوقت احترام ثقافتنا الذاتية أيضا وتقديرها‪ .‬من‬ ‫خالل ربط هذين الموضوعين بشكل خاص – االنفتاح الكوني على‬

‫بعضنا البعض من ناحية ومن ناحية أخرى تقدير الثقافة الذاتية –‬

‫يمكن أن ينشأ شيء جديد‪.‬‬

‫سيدة بويه‪ ،‬لم يقتصر عملك على إنجاز هذه الرواية‬

‫والناشئة وتتحدثين مع الصحافة‪ .‬ما هي الرسالة التي تودين‬

‫الضخمة‪ ،‬بل بحثت عن موضوع معقد وغير معتاد‪ .‬كيف جاءتك‬

‫ما يهمني يكاد يكون بشكل أكبر من توجيه أي رسالة هو‬

‫تدور أحداث هذه الرواية المغامرة في الواقع حول وصف‬

‫للكتب‪ .‬لكن إذا كنتم تسألون عن رسالتي‪ ،‬فإنها ذات الرسالة التي‬

‫حول مسألة التعايش المشترك للديانات الثالث‪ ،‬االسالم والمسيحية‬

‫إيصالها لألطفال والناشئة في العالم العربي؟‬

‫التعرف بعض الشيء على وجهة نظر األطفال والشباب ورؤية هؤالء‬ ‫حاولت تضمينها في كتاب «الحمراء»‪ :‬إننا نعيش في زمن العولمة‬ ‫وزمن الرحلة من ألمانيا إلى اإلمارات العربية المتحدة ال يزيد اليوم‬ ‫على ست ساعات – قبل مائة عام كان المرء يقوم برحلة قصيرة في‬

‫بالده خالل هذا الزمن القصير على أقصى حد‪ .‬إن بلداننا تقترب من‬

‫هذه الفكرة؟‬

‫رحلة في زمن غابر في عام ‪ ،1492‬وتتمحور أحداثها طيلة الوقت‬ ‫واليهودية‪ .‬يتقدم الكتاب نص لغوتهولد إفرائيم ليسنغ‪ ،‬ذلك الشاعر‬ ‫األلماني الكبير الذي عاش في القرن الثامن عشر‪ ،‬يدور حول إحترام‬

‫الديانات الثالث‪ ،‬بدال عن البحث المتواصل عن معرفة من هو الدين‬

‫الوحيد الصحيح‪ .‬تلعب مسألة التعايش بتسامح بين المسيحيين‬


‫‪lima.ae‬‬

‫ً‬ ‫مهما أكبر مما كان‬ ‫والمسلمين واليهود اليوم في ألمانيا أيضا دورا‬

‫عليه قبل بضعة عقود‪ ،‬حيث هناك جزء كبير من المجتمع تركي‬ ‫األصل – وهكذا هو الحال في كافة أنحاء العالم أيضا‪ .‬على الشباب‬ ‫بشكل خاص التفكير في هذا الموضوع‪ ،‬وهو ما يدور حوله هذا‬

‫الكتاب‪( .‬لكن ‪ -‬وهذا ما أتمناه ‪ -‬من حقهم أن يتمتعوا بقراءة هذا‬ ‫الكتاب‪ .‬إن الشباب يمتعضون عادة من الرسائل وال يجبذونها!) ‪.‬‬

‫وجدت‬ ‫قضيت من الوقت في العمل على هذا الكتاب وأين‬ ‫كم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المصادر والمراجع؟‬ ‫ً‬ ‫تقريبا من أجل إنجاز هذا الكتاب‬ ‫لقد احتجت مدة سنة‬

‫وطريقة البحث وجمع المعلومات لهذا الكتاب ممتعة حقا! لقد قرأت‬ ‫الكثير من الكتب والمقاالت وبحثت في اإلنترنت وهو مصدر مهم‬ ‫ً‬ ‫طبعا للمعلومات – لكني كنت بالتأكيد حذرة في كيفية التعامل مع‬

‫تلك المعلومات ‪ .-‬تدور أحداث هذا الكتاب في مدينة غرناطة‪ ،‬وقد‬

‫جاءتني فكرة كتاب «الحمراء» أثناء التنزه في هذه المدينة‪ ،‬التي‬

‫ما زالت حتى يومنا هذا تحتفظ بطابعها األندلسي بشكل كبير جدا‪.‬‬ ‫عندما كنت أصف المدينة أو الحمراء فإني كنت أستحضر الصور‬ ‫التي في مخيلتي أثناء تلك الرحلة‪ .‬إنني أعتبر ذلك مهما جدا في‬

‫الكتابة‪.‬‬

‫ربطت بين االبادة الثقافية لغرناطة ورحالت كريستوفر‬ ‫لقد‬ ‫ِ‬ ‫لك أن تشرحي لنا سبب ذلك؟‬ ‫كولومبوس‪ .‬هل ِ‬ ‫الحدثان قاما في عام ‪ ،1492‬وكانت الملكة إزابيال هي من‬

‫كلفت كولومبوس بالقيام برحلته التي كان ينبغي عليه فيها سلوك‬ ‫ً‬ ‫(وبدال عن ذلك اكتشف أمريكا)‪ ،‬وهي‬ ‫الطريق الغربي الكتشاف الهند‬ ‫من تسلم من آخر ملك في غرناطة مفاتيح مدينته‪ .‬كانت إيزابيال‬

‫حتى ذلك الحين ترفض تمويل رحالت كولومبوس‪.‬‬

‫أما اآلن فقد عادت لتتصل به فجأة ليعود – والمؤرخون محتارون‬

‫حتى هذا اليوم حول سبب تغييرها رأيها فجأة‪ .‬إن السيناريو الذي‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا‪ ،‬وهذا بالطبع ما‬ ‫تخيلته ممكن على األقل – وال أعرف إن كان‬

‫ال نستطيع اليوم الجزم به!‬

‫يحمل سر البالطة األندلسية في الرواية التاريخية الخيالية‬

‫القارئ إلى العصورالوسطى‪ ،‬التي هي في الواقع عصور الحروب‬

‫والمؤامرات‪ .‬يزداد القارئ غضبا وحزنا بنفس الوقت‪ .‬بالرغم من‬ ‫ً‬ ‫سلميا‪.‬‬ ‫ذلك يبقى هدفك طيلة النص‬ ‫يتعرف القارئ من خالل هذا الكتاب بالتأكيد على الحروب‬

‫والخدع – ولكن الحروب والصدامات ليست موضوع هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واضحا كم كانت النزاعات العنيفة بال معنى في‬ ‫وأتمنى أن يكون‬

‫نهاية المطاف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن المستقبل ملك لنا جميعا‪ ،‬هذا ما أتمناه جدا‪ ،‬ويجب أن يكون‬ ‫ً‬ ‫سلميا وبأسلحة العقالنية!‬ ‫الجدل بيننا‬ ‫ً‬ ‫حاليا؟‬ ‫لك أن تقولي لنا سر ما تعملين عليه‬ ‫هل ِ‬ ‫ً‬ ‫إنني أعمل حاليا على رواية بوليسية موسعة للناشئة‪ ،‬ولكني ال‬

‫أحبذ أن أفشي المزيد من المعلومات حول ذلك – من يعرف‪ ،‬ربما لن‬

‫أتمكن من إنجاز كتابة هذا العمل!‬

‫سيدة بويه‪ ،‬لقد قام مشروع كلمة كما تعلمين بترجمة ما يزيد‬

‫عن ‪ 100‬عنوان من اللغة األلمانية إلى اللغة العربية‪ .‬ما رأيك في‬

‫ذلك وما تقييمك لمشروع كلمة؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جدا وإنني لشاكر لكم جزيل الشكر على‬ ‫عاليا‬ ‫إنني أقدر ذلك‬ ‫ذلك‪ .‬إنني على قناعة بأننا عندما نتعرف على المزيد مما يتعلق‬

‫ببعضنا البعض‪ ،‬فإننا نستطيع عندها التغلب على المصاعب الكبيرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جدا بتنامي هذا العالم‪.‬‬ ‫التي ترتبط بشكل متسارع‬

‫لدينا في ألمانيا تقليد عريق يمتد لعقود طويلة في مجال ترجمة‬

‫كتب الناشئة بشكل خاص‪ .‬إن أطفالنا يحصلون بفضل ذلك على‬

‫إمكانية القراءة واالطالع مباشرة على كيفية حياة األطفال في‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ .‬ويعتبر‬ ‫مجتمعات أخرى على هذه األرض – إن هذا إنجاز كبير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عظيما للشبيبة الناشئة الناطقة بالعربية‬ ‫إنجازا‬ ‫ما تقوم به كلمة اليوم‬

‫إنني أكن عظيم التقدير لهذا العمل‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسهال بك في أبوظبي!‬ ‫وأهال‬ ‫جزيال لك‪ ،‬سيدة بويه‪،‬‬ ‫شكرا‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫الترجمة والرقابة‪:‬‬ ‫خفية‬ ‫جلية وأخرى‬ ‫ّ‬ ‫أنساق ّ‬ ‫صبحي حديدي*‬

‫من حيث اإلجراءات المتبعة والمألوفة‪ ،‬التي تشمل الحظر أو المصادرة أو المنع قبل الطباعة‪ ،‬ال تكاد الرقابة على‬ ‫المترجم‪ً ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أيا كانت الموضوعات‬ ‫المترجمة تختلف عن أنساق الرقابة التي يمكن أن يتعرض لها الكتاب غير‬ ‫األعمال‬

‫والميادين المعرفية والتيارات الفكرية‪ ،‬وسواء مورست الرقابة بصفة تعسفية من جانب الرقيب الحكومي‪ ،‬أو بصفة‬ ‫ً‬ ‫استنادا إلى أحكام قضائية‪ .‬بيد أن للرقابة على الترجمة طرائق أخرى غير مباشرة‪ ،‬بل خافية‬ ‫قانونية وشبه قانونية‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬ولعلها ليست ّ‬ ‫أقل أذى لصناعة الكتاب وحركة القراءة‪ ،‬ألنها‬ ‫على نحو ما‪ ،‬يمارسها رقيب من طراز مختلف‬

‫ّ‬ ‫بالنص وتحرف محتواه‪ ،‬في قليل أو كثير‪ ،‬ليس انحناء أمام مخاوف رقابية‪ ،‬بل على نحو إرادي وطوعي‬ ‫تتالعب‬ ‫ّ‬ ‫المرة‪.‬‬ ‫هذه‬

‫َ‬ ‫المترجم يمكن أن يخلق متاعب سياسية أو أخالقية أو دينية‪ ،‬فيصرف النظر عن‬ ‫أن الكتاب‬ ‫فقد يجد ناشر ما ّ‬

‫طباعته حتى بعد إنجاز الترجمة‪ ،‬التي كان الناشر قد تعاقد عليها ألسباب استثمارية صرفة (تطمح إلى الربح)‪ّ ،‬‬ ‫ثم‬

‫عدل عن إصدارها ألسباب استثمارية صرفة بدورها (تخشى الخسارة وكساد الكتاب في المخازن)‪ .‬وقد يمارس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النص ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل ما يمكن أن‬ ‫رقابيا‪ ،‬بالنيابة عن المؤلف‪ ،‬وليس بالتشاور معه بالضرورة‪ ،‬فيستبعد من‬ ‫دورا‬ ‫المترجم نفسه‬ ‫ِ‬ ‫والمترجم‪ ،‬في هذه الحال‪ ،‬يمارس المعنى السلبي‬ ‫العريض؛‬ ‫القارىء‬ ‫لدى‬ ‫مشكلة‬ ‫يثير‬ ‫أو‬ ‫الرسمي‪،‬‬ ‫الرقيب‬ ‫غضب‬ ‫ُي‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫لمفهوم "الخيانة" المرتبط عادة بالترجمة‪ّ .‬‬ ‫أما الصيغة األكثر سوءا في هذا الضرب من الرقابة‪ ،‬فهي أن يرضخ مؤلف‬

‫ً‬ ‫الكتاب لمتطلبات ناشر الترجمة‪ ،‬فيحذف أو ّ‬ ‫َ‬ ‫إن الكثير‬ ‫المترجمة‪.‬‬ ‫خصيصا للطبعة‬ ‫يعدل أو يضيف‪،‬‬ ‫وغني عن القول ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أساسا عن غياب أو تغييب حقوق الملكية الفردية للكتاب‪ ،‬وتعذر اللجوء إلى‬ ‫من نماذج هذه الرقابة إنما تنجم‬ ‫القضاء إال بعد فوات األوان‪.‬‬

‫ّ‬ ‫أشد مأساوية إذا وضع المرء بعين االعتبار حقيقة وجود‬ ‫عواقب هذه األنساق من الرقابة غير المباشرة تصبح‬ ‫ً‬ ‫‪ 22‬دائرة رقابة حكومية‪ ،‬في ‪ 22‬من وزارات اإلعالم والثقافة في العالم العربي‪ ،‬فضال عن الرقباء اآلخرين الذين‬

‫أن هذا الكتاب أو ذاك يمكن ان‬ ‫يتنطحون لهذه المهمة من مواقع أجهزة سياسية أو استخباراتية‪ ،‬إذا استشعروا ّ‬ ‫يشكل خطورة ما‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫أيا كان مقدارها‪ ،‬على أمن النظام الحاكم‪ .‬كذلك يزداد سوء الحال إذا تذكرنا بضع إحصائيات‬ ‫ّ‬ ‫أولية‪ :‬العرب يشكلون ‪ 5%‬من سكان العالم‪ ،‬ولكنهم ال ينتجون إال ‪ 1%‬من كتب العالم؛ ومعظم طبعات الكتب (بما في‬

‫ذلك أعمال مشاهير المؤلفين) تطبع ‪ 5000‬نسخة لمجموع سكان يتجاوز الـ ‪ 367‬مليون نسمة؛ وما ُيترجم إلى اللغة‬ ‫اليونانية (قرابة ‪ 13,1‬مليون ناطق) أكثر بخمسة أضعاف مما ُيترجم إلى قرابة ‪ 400‬مليون قارىء باللغة العربية‪.‬‬

‫وهذه حال تدعو إلى األسى‪ ،‬كما أنها مفارقة محزنة‪ ،‬إذا ّ‬ ‫تذكر المرء التاريخ الوضاء للترجمة في عصور سلفت‪،‬‬

‫ّ‬ ‫يخص نشاط الترجمة وحسن وفادة المترجمين‪ ،‬وليس التضييق عليهم‬ ‫سواء قبل اإلسالم أو بعده‪ ،‬وفي ما‬

‫وإخضاعهم لشتى اشكال الرقابة‪ ،‬الصريحة أو المبطنة‪ .‬فمن المعروف أن مدينة الرها العراقية صارت‪ ،‬منذ القرن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هربا من التضييق الديني والعقائدي‬ ‫مالذا لعدد من كبار المترجمين اليونان الذين التجأوا إليها‬ ‫الخامس الميالدي‪،‬‬

‫في مواطنهم‪ .‬كذلك صارت نصيبين‪ ،‬في تركيا؛ وجنديسابور‪ ،‬في بالد فارس؛ واإلسكندرية‪ ،‬في مصر؛ وحران‪ ،‬جنوب‬

‫شرق تركيا؛ بمثابة "محميات آمنة" لمترجمين وعلماء وفالسفة وأطباء تعرضوا للتنكيل في حواضر إمبراطورية‬

‫يونانية أو بيزنطية‪ ،‬فيمموا وجوههم شطر الشرق‪ ،‬وهناك ترجموا عشرات الدرر المعرفية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫فإن تراث الترجمة كان قد بدأ مع الخالفة األموية‪ ،‬على يد خالد‬ ‫وأما في العصور التي أعقبت ظهور اإلسالم‪ّ ،‬‬

‫بن يزيد بن معاوية‪ ،‬وتواصل بوتائر متباينة‪ ،‬حتى بلغ ذروته عند تأسيس «بيت الحكمة» في عهد الخليفة العباسي‬

‫هارون الرشيد‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫المترجمة شملت‬ ‫ثم الخليفة المأمون الذي أستقدم خزانة كتب الروم من قبرص‪ .‬ورغم أن األعمال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عريضا من الموضوعات العلمية والفلسفية والطبية والدينية‪ ،‬التي لم تكن تتطابق دائما مع منظورات الفقه‬ ‫نطاقا‬

‫أن حركة الترجمة تواصلت بحماس ونشاط‪ ،‬دون عراقيل جدية ترقى إلى مستوى الرقابة‬ ‫اإلسالمي الرسمي‪ ،‬إال ّ‬

‫كما ستعرفها األحقاب الالحقة‪.‬‬

‫أن التحديات التي تواجه الكتاب المترجم ال تنحصر في المشكالت اللغوية‪،‬‬ ‫وفي اإلجمال‪ ،‬يتفق الباحثون على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ودقة النقل والتناقل‪ ،‬وترجيح كفة المعنى على حساب المبنى أو العكس‪ ،‬وكفاءة المترجم نفسه‪ ،‬وما إلى ذلك؛‬

‫ً‬ ‫أيضا تحديات الرقابة‪ ،‬سواء أكانت موضوعية رسمية خارج إرادة المترجم‪ ،‬أو ذاتية طوعية تنبع من‬ ‫بل تشمل‬

‫تقديراته الشخصية‪ ،‬التي تلتقي في نهاية المطاف مع مخاوف المؤسسة الرقابية واشتراطاتها‪ .‬وهنا تلعب الثقافة‬

‫المهيمنة‪ ،‬المتكئة على إرث طويل من األعراف والتقاليد والمواضعات‪ ،‬دور الكابح لحرية المترجم في اختيار‬ ‫ّ‬ ‫النص على ذاك‪ .‬واألسوأ‪ ،‬بالطبع‪ ،‬أن يختار‬ ‫النصوص‪ ،‬بحيث يصبح عامل األمان الثقافي هو المعيار الذي يرجح هذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إشكاليا ينذر بإثارة مشكالت مع الرقيب‪ ،‬لكنه يلجأ إلى تخليصه من كل األقسام ذات األخطار‪ ،‬فال‬ ‫عمال‬ ‫مترجم ما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و"يطوع" محتواه‪.‬‬ ‫النص‬ ‫"يشذب"‬ ‫يترجم بالدرجة المطلوبة من األمانة‪ ،‬بقدر ما‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫المترجم‪ ،‬من األنساق الجلية‪.‬‬ ‫والنص‬ ‫أشد مضاضة‪ ،‬على المترجم‬ ‫فإن أنساق الرقابة الخفية قد تكون‬ ‫وبهذا ّ‬

‫(*) ناقد ومترجم سوري‪ ،‬يقيم في فرنسا‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬

‫ملفات كلمة‬ ‫مشروع «كلمة» للترجمة‬ ‫يطلق بادرة «الفنون‬ ‫اإلسالمية»‬

‫كلمة‬ ‫وعالم السينما‬

‫سلسلة الحياة اليومية‪..‬‬

‫تفاصيل الشعوب عبر التاريخ ‪..‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪15‬‬


‫‪16‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫على هامش معرض فرانكفورت للكتاب‬

‫«كلمة» للترجمة يطلق بادرة‬ ‫«الفنون اإلسالمية»‬ ‫بادرة «الفنون اإلسالمية» التي تضم مجموعة متنوعة من الكتب المتخصصة في الفنون اإلسالمية تشمل «عمارة المساجد»‪ ،‬و«فن‬

‫الحدائق اإلسالمية»‪ ،‬و«تاريخ األزياء العرببة ‪ ..‬منذ فجر اإلسالم إلى العصر الحديث»‪ ،‬و«المنسوجات اإلسالمية» و «الفخاريات ذات البريق‬ ‫المعدني‪ ..‬التقنية والتراث واإلبداع في العالمين اإلسالمي والغربي»‪.‬‬

‫وتمثل هذه الكتب أهمية استثنائية في سياق تأليفها العالمي‪ ،‬إذ أنها صدرت عن كبار الناشرين العالميين‪ ،‬كنا قد التقينا بهم في معرض‬

‫فرانكفورت الدولي للكتاب في دوراته السابقة‪ ،‬عالوة على أن هذه الكتب قد ألفت بواسطة خبراء متخصصين في موضوع العمارة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثريا لتطوير البحث العلمي المتصل بالحضارة اإلسالمية والعربية‪.‬‬ ‫ومصدرا‬ ‫اإلسالمية وفنونها‪ ،‬مما يجعلها إضافة حقيقية للمكتبة العربية‪،‬‬

‫وروعي في اختيار هذه الكتب تنوع موضوعاتها بحيث تغطي جوانب مهمة في عالم العمارة والمنسوجات واألزياء والحدائق والفخاريات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شامال للقارئ العربي‪ ،‬وقد اختار مشروع كلمة للترجمة مجموعة من أفضل المترجمين لنقل الكتب إلى اللغة العربية بشكل‬ ‫دليال‬ ‫لتكون‬

‫علمي ودقيق‪ ،‬وقد اختيرت هذه الكتب من بين قوائم طويلة‪ ،‬عرضت على لجان تحكيم متخصصة ووقع االختيار على هذه المجموعة التي‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألهمية المعرض بوصفه أهم حدث عالمي في مجال صناعة الكتاب» ‪.‬‬ ‫تم إنجازها وإتمام نشرها في معرض فرانكفورت للكتاب‬

‫«فن الحدائق اإلسالمية»‬

‫«عمارة المساجد»‬

‫للمؤلفة إيما كالرك ‪:‬‬

‫للمؤلف باسيليو بابون مالدونادو‪:‬‬

‫ّ‬ ‫يقدم هذا الكتاب الذي تم نشره بالتعاون مع دار‬ ‫ً‬ ‫النشر البريطانية «كرود برس» مدخال إلى تصميم‬

‫تمت ترجمة ونشر مجلد «عمارة المساجد» للمؤلف‬

‫باسيليو بابون مالدونادو بالتعاون مع المجلس األعلى‬

‫الحديقة‬

‫لألبحاث العلمية في العاصمة اإلسبانية مدريد‪ ،‬وقام‬ ‫بنقله للعربية المترجم علي إبراهيم منوفي‪.‬‬

‫اإلسالمية‬

‫التقليدية‬

‫ومعناها‬

‫الرمزي‬

‫ونباتاتها‪ ،‬كما يطرح بعض األفكار العملية للمهتمين‬

‫يتألف المجلد من أربعة أجزاء‪ ،‬يتناول الجزء األول‬

‫في صنع حديقة ألنفسهم‪ ،‬في مكان ذي مناخ مالئم‪،‬‬

‫االنتقالية األولى‪ ،‬من الكنيسة إلى المسجد‪ ،‬ويحدثنا‬

‫ّ‬ ‫مستمدة من الموضوع األساسي‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مرنة‬

‫وال يحتوي هذا الكتاب على تصاميم بل على أفكار‬

‫«عمارة المساجد في األندلس ‪ ..‬مدخل عام» المرحلة‬

‫توصيات للزراعة‪.‬‬

‫عن مكونات المسجد من الصحن والحرم وحائط‬

‫ويبين الكتاب أن هناك عدة أنواع متباينة من‬

‫القبلة والمحراب والمنبر وأرضيات المساجد واألماكن‬

‫الحدائق في العالم اإلسالمي‪ ،‬والتباين الرئيسي‬

‫المخصصة للنساء وإضاءة المساجد‪ ،‬سواء اإلضاءة‬

‫هو الحدائق الكبيرة الخارجية والفناءات الصغيرة‬

‫الطبيعية أو باستخدام الثريا‪ ..‬تناول المؤلف كل ذلك‬

‫الداخلية‪ ،‬وتعرف الحدائق الكبيرة بشكل عام باسم‬

‫في اإلطار العام الخاص بالعمارة الدينية في المغرب‬

‫«بستان» وربما كانت تابعة في الماضي للقصور‪ ،‬مثل‬

‫اإلسالمي التي تشمل األندلس والشمال األفريقي‬

‫حديقة المنارة وحديقة أغدال‪ ،‬وهاتان حديقتان‬

‫(وبالتحديد تونس والجزائر والمغرب)‪ .‬كذلك لم ينس‬

‫عامّ تان اليوم في ضواحي مراكش‪ ،‬وثمة حديقة‬ ‫ّ‬ ‫تركز على المصاطب‬ ‫مفتوحة كبيرة شهيرة أخرى‪،‬‬

‫في هذا المقام التذكير بالموروث المعماري السابق على‬ ‫العصر اإلسالمي‪.‬‬

‫أما الجزء الثاني «عمارة المساجد في األندلس ‪..‬‬

‫قرطبة ومساجدها» فقد تناول فيه مساجد األندلس كافة من الناحية اآلثارية وتوزيعها الجغرافي‪ ،‬حيث تحدث‬

‫عن المسجد الجامع في عاصمة اإلمارة والخالفة‪ ،‬والتوسعات التي تمت على مدى العصور المختلفة‪ ،‬وعن‬ ‫مسجد مدينة الزهراء‪ ،‬إضافة إلى مساجد أخرى‪ ،‬كمساجد األحياء‪.‬‬

‫الجزء الثالث «عمارة المساجد في األندلس ‪ ..‬طليطلة وإشبيلية» ويستعرض عمارة المساجد في طليطلة‪،‬‬

‫عاصمة القوط قبل الفتح اإلسالمي‪ ،‬وحلقة توصيل الثقافة العربية اإلسالمية إلى أنحاء أوروبا كافة‪ ،‬كما يتناول‬

‫المائية والسرادقات‪ ،‬وهي حدائق شاليمار في الهور‬

‫ّ‬ ‫وتتكون الحدائق الصغيرة عادة من الفناءات‬ ‫التي بناها في القرن السابع عشر اإلمبراطور المغولي شاهجهان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكلها أشكال مكيّ فة من الحديقة الرباعية ويمكن أن تتفاوت‬ ‫الداخلية للبيوت العربية اإلسالمية التقليدية‪،‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مترا‬ ‫تقريبا‪ ،‬إلى الكبيرة التي تبلغ مساحتها عشرين‬ ‫مساحتها بين الصغيرة التي تبلغ ستة أمتار بستة أمتار‬ ‫ً‬ ‫مترا‪.‬‬ ‫بخمسة عشر‬

‫ويظهر الكتاب أن العنصرين الرئيسين لجميع الحدائق اإلسالمية‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫والظل؛‬ ‫أيا كان نوعها ومكانها‪ ،‬هما الماء‬ ‫ً‬ ‫مليا في إنشاء مثل هذه الحديقة في مناخ ُتنشد فيه حرارة الشمس وتعتبر عزيزة‪ ،‬كشمال‬ ‫لذا يجب التفكير‬

‫ما تبقى من مساجد في إشبيلية‪ ،‬العاصمة التي تلت قرطبة‪ ،‬حيث نجد أمامنا تلك المئذنة الشامخة ‪-‬هي اليوم‬ ‫ً‬ ‫أيضا مسجد آخر هو مسجد « السكان األربعة‬ ‫الخيرالدا‪ -‬التي خلفت أصداء واسعة في المغرب اإلسالمي‪ ،‬وهناك‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مسلم بهما‪ ،‬لذا يجب على مصمّ م الحدائق أن يبحث‬ ‫كثيرا وأمران‬ ‫والظل متوافران‬ ‫أوروبا‪ ،‬في حين أن الماء‬

‫في الجزء الرابع «عمارة المساجد في األندلس‪ ..‬غرناطة وباقي شبه الجزيرة اإليبيرية» يختتم المؤلف هذا‬

‫الشمالية‪ .‬وعلى مستوى أعمق‪ ،‬ربما ُيجذب الشخص الراغب في إنشاء حديقة إسالمية إلى دورها كنوع من‬

‫وقفاته عند مدن أندلسية مهمة ومراحل تاريخية حاسمة في تاريخ األندلس‪ ،‬مثل غرناطة بمساجدها العامة‬

‫من األهداف الرئيسية لهذا الكتاب إظهار أنه يمكن تطوير الحديقة الرباعية اإلسالمية التقليدية في المملكة‬

‫“ ‪.Cuatrohabitas‬‬

‫االستعراض الشامل بجولة تشمل شرق األندلس وجنوبه وغربه‪ ،‬بما في ذلك البرتغال وجزر البليار‪ ،‬وكانت له‬ ‫والخاصة‪ ،‬وألمرية‪ ،‬وجيان‪ ،‬وويلبه‪ ،‬قادش‪ ،‬ومرسية‪...‬إلخ‪.‬‬

‫مؤلف المجلد باسيليو بابون مالدونادو‪ ،‬أستاذ جامعي باحث في علم اآلثار اإلسالمية في كل من شبه جزيرة‬

‫في أحد المستويات عن لغة جديدة للبستنة‪ ،‬تزاوج بين مبادئ التصميم اإلسالمية والنباتات المالئمة للمناخات‬

‫المالذ على األرض‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تجربة مسبقة تحاكي جنات السماوات‪.‬‬

‫المتحدة وشمال أوروبا وأنحاء أخرى في العالم ذات مناخ مماثل‪ ،‬وثمة أدلة متزايدة على أن العديد من‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫معقد ومحموم‪،‬‬ ‫مصدرا للبساطة في مجتمع‬ ‫األشخاص يجدون أن الحديقة‪ ،‬مهما كانت صغيرة‪ ،‬يمكن أن تصبح‬ ‫ولعل تركيز الحديقة اإلسالمية على السكينة والتأمّ ل هو ما يجتذب العديد من ّ‬ ‫سكان المدن إليها‪.‬‬

‫إيبيريا والشمال األفريقي‪ ،‬ويعتبر مالدونادو من أبرز الباحثين في علم اآلثار اإلسالمية في األندلس‪ ،‬ويأتي دوره‬ ‫ً‬ ‫ممثال للجيل الذي أتى بعد كل من جارثيا مورينو و تورس بالباس‪ ،‬ليصبح حلقة الوصل الجوهرية التي‬ ‫ليكون‬

‫ّ‬ ‫متخصصة في تصميم الحدائق اإلسالمية وما‬ ‫مؤلفة الكتاب إيما كالرك كاتبة ومحاضرة‪ ،‬ومصمّ مة حدائق‬

‫علي إبراهيم منوفي مترجم المجلد‪ ،‬أستاذ جامعي‪ ،‬درس اإلسبانية في كلية اللغات والترجمة‪ ،‬جامعة األزهر‪،‬‬

‫ّ‬ ‫تقدم استشارات إلى صالة كريستيز بشأن‬ ‫البصرية في كلية برينس للفنون التقليدية في لندن‪ ،‬كما أنها‬

‫قام بالتدريس في كل من جامعة األزهر ‪ -‬وال يزال‪ -‬وجامعة طنطا‪ ،‬وجامعة الملك سعود‪ ،‬ومدينة العلوم والفنون‬

‫ترجم الكتاب المترجم اللبناني عمر األيوبي‪ ،‬ويعمل في الترجمة والتحرير منذ أكثر من خمس وعشرين سنة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كتابا‪.‬‬ ‫وقد ترجم ما يزيد على مئة وخمسين‬

‫ً‬ ‫حديثا‪.‬‬ ‫تربط بين جيل أوائل الباحثين اإلسبان في هذا المجال وبين األجيال التي ظهرت‬

‫وحصل على درجة الدكتوراه من كلية فقه اللغة‪ ،‬جامعة سلمنقة‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬في مجال الشعر اإلسباني المعاصر‪.‬‬ ‫بمصر‪.‬‬

‫ترمز إليه‪ ،‬لديها معرفة واسعة في الفنون والعمارة اإلسالمية‪ ،‬وتدرّ س في برنامج الفنون اإلسالمية والتقليدية‬ ‫المنسوجات اإلسالمية والشرقية واألوروبية‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫«المنسوجات اإلسالمية»‬

‫«الفخاريات ذات البريق المعدني‪..‬‬ ‫التقنية والتراث واإلبداع في‬ ‫العالمين اإلسالمي والغربي»‬

‫تأليف باتريشيا بيكر‬

‫يقدم هذا الكتاب الذي تم ترجمته ونشره بالتعاون‬

‫للمؤلف أالن كايغر سميث‬

‫مع شركة المتحف البريطاني المحدودة العديد من‬ ‫األطروحات عن المنسوجات اإلسالمية كما يلقي الضوء‬

‫تمت ترجمة ونشر هذا الكتاب بالتعاون مع صاحب‬ ‫ً‬ ‫تقديرا منه‬ ‫الكتاب‪ ،‬المؤلف البريطاني آالن كايغر سميث‬

‫على مختلف القضايا ذات الصلة‪ ،‬حيث يتناول صناعة‬ ‫المنسوجات اإلسالمية منذ فجر اإلسالم وحتى العصر‬

‫الحديث من خالل‬

‫منهج‬

‫للمهمة اإلنسانية والثقافية التي يقوم بها مشروع «كلمة»‬

‫علمي يرتكز على دراسة‬

‫للترجمة في العالم العربي‪.‬‬

‫الوثائق وتحليل الصور والرسوم التوضيحية‪ ،‬كما يمزج‬

‫يتحدث أالن كايغر سميث في كتابه عن الفخاريات‬

‫بين النظريات اإلثنوغرافية وتاريخ الفن اإلسالمي‪ ،‬وتعد‬

‫ومكانتها في العصور الماضية في سرد تاريخي يستعرض‬

‫هذه الدراسة فاتحة البحوث التي تتناول طرائق تصميم‬ ‫وتصنيع المنسوجات اإلسالمية سواء‬

‫فيه األدوار التي مرّ ت بها الحضارة اإلسالمية من العصر‬ ‫ً‬ ‫مرورا بالدولة الفاطمية‬ ‫العباسي إلى دولة األندلس‬

‫المنسوجات‬

‫اليدوية الشرق أوسطية بما في ذلك األعمال المصنفة‬ ‫على أنها نسجيات « َقبَليّ ة « و « إثنية »‪ ،‬خاصة ما يرتبط‬ ‫منها بجماعات البدو ُ‬ ‫الرحل أو‬

‫واليمن أو المنسوجات الحريرية والمخملية التي ُزينت بها قصور الخالفة في العهدين األموي والعباسي وإبان‬

‫الحكم المملوكي والدولة األيوبية‪ ،‬أوالعثمانية في تركيا‪ ،‬والصفويين و القاجاريين في إيران‪.‬‬

‫كما يستطلع هذا الكتاب من عدة زوايا المؤثرات التاريخية والدينية والثقافية واالجتماعية والتقنية ‪ -‬عالوة‬

‫على العواقب المدمرة للسياسات اإلمبريالية ‪ -‬التي ساهمت في تشكيل مسارات صناعة المنسوجات اإلسالمية‬

‫عبر القرون‪ .‬وفي هذا السياق يتناول الجزء األول من الكتاب وضعية المنسوجات وأهميتها ومكانتها في‬

‫المجتمع اإلسالمي منذ القِ دم عندما اشتهرت المدن الرئيسية في البلدان اإلسالمية مثل دمشق وحلب وحماة‬ ‫ً‬ ‫خصيصا لصناعة أردية الكهنة في‬ ‫بإنتاج حرير الديباج المطعم بخيوط الذهب‪ ،‬وكانت بعض النماذج ُتصمم‬

‫الكنائس المسيحية‪ ،‬كما يشير الجزء األول إلى المواد الخام األساسية المستخدمة في صناعة المنسوجات‪،‬‬ ‫وطرائق الصناعة وعمليات اإلنتاج‪ ،‬في حين أن الفصول التالية والمتتابعة عبارة عن مسح تاريخي وفق تسلسل‬ ‫زمني محدد يتناول بالدراسة والتحليل أنظمة الحكم والخالفة المحلية وعالقتها بصناعة المنسوجات في‬ ‫المناطق موضوع الدراسة‪.‬‬

‫مؤلفة الكتاب باتريشيا بيكر ولدت في مدينة بلفاست في إيرلندا الشمالية عام ‪ ،1936‬وتوفيت في ‪20‬ديسمبر‬

‫عام ‪ ،2009‬تعد المؤلفة من كبار الباحثين في العالم في مجال المنسوجات واألقمشة اإلسالمية وقد عملت في‬

‫العديد من أشهر وأهم المتاحف والمؤسسات المتخصصة في المنسوجات اإلسالمية والدراسات الشرقية‪.‬‬

‫مترجم الكتاب د‪.‬صديق محمد جوهر‪ ،‬له العديد من األوراق البحثية والدراسات المنشورة في كبرى الدوريات‬

‫العالمية المحكمة في الواليات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ودول أوروبية عديدة‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من‬ ‫األعمال المترجمة إلى العربية واإلنجليزية‪.‬‬

‫«تاريخ األزياء العرببة ‪ ..‬منذ فجر اإلسالم إلى العصر الحديث»‬

‫تأليف ي‪.‬ك ستيلمان‬

‫تستهل المؤلفة هذه األطروحة البحثية الفريدة التي تم نشرها بالتعاون مع دار النشر الهولندية «بريل» باإلشارة‬

‫إلى العوامل التي أدت إلى إهمال دراسة المنسوجات واألقمشة في العالم العربي و اإلسالمي ومن أبرزها التباين‬

‫المعلوماتي وأوجه االختالف الواردة في المصادر والمراجع العربية‪ ،‬باإلضافة إلى تفاوت قيمة هذه المصادر‬ ‫من الناحية العلمية وصعوبة تجميعها في دراسة واحدة‪ ،‬وترى المؤلفة أن المصادر والمراجع الخاصة بالزي‬

‫اإلسالمي ظلت حبيسة النصوص األدبية وغير األدبية المكتوبة بلغات شرق أوسطية عديدة أو في مذكرات‬ ‫الرحالة األوروبيين أو في األعمال الفنية وغير الفنية التي عرضت بلغات محلية (أصلية) أو أجنبية‪ ،‬و لم تكن‬

‫هذه المصادر سوى بقايا وقصاصات من ألبسة وثياب كانت مبعثرة في أماكن عديدة حول العالم‪ ..‬لقد أهمل‬ ‫المؤرخون دراسة األزياء اإلسالمية في الجاهلية وصدر اإلسالم‪ ،‬خاصة ألبسة النساء ألسباب تتعلق بمنظومة‬ ‫القيم والتقاليد التي ُ‬ ‫تحث على احتشام وحياء المرأة كما ال يوجد في األرشيف البحثي سوى شذرات أفكار‬

‫متناثرة بين ثنايا النصوص األدبية والدينية عن األلبسة الرجالية القديمة‪ ،‬ولذلك فإن هذا الكتاب هو محاولة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بينيا‬ ‫مدخال‬ ‫انعكاسا لروح المجتمع العربي واإلسالمي على مر السنين‪ ،‬وتشكل‬ ‫لتأسيس منظومة ألبسة تمثل‬ ‫ً‬ ‫موازيا يساهم في فهم تاريخ اللباس العربي واإلسالمي عبر العصور‪.‬‬ ‫ويتناول الكتاب في تسعة فصول تاريخ األزياء في جزيرة العرب قبل اإلسالم ويتتبع نشأة منظومة األلبسة‬ ‫ً‬ ‫مرورا بعهد الخلفاء األوائل‪ ،‬ثم يتناول بالدراسة األزياء في المشرق العربي‬ ‫اإلسالمية منذ بزوغ شمس اإلسالم‬

‫تحت الحكم التركي منذ أواخر العصور الوسطى إلى بواكير العصور الحديثة‪ ،‬كما يعرج على تاريخ الزي العربي‬ ‫في الغرب اإلسالمي في شمال أفريقيا وإسبانيا‪ ،‬ويتناول بالتحليل لباس غير المسلمين في ظل قوانين «الغِ يَ ار»‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا يتناول‬ ‫كما يستطلع ثياب الفخامة والترف واألزياء النفيسة التي كانت «دار الطراز» تنتجها لعلية القوم‪،‬‬

‫أنماط اللباس اإلسالمي في العصر الحديث مع التركيز على التطورات التي حدثت في منظومة األزياء اإلسالمية‬ ‫المعاصرة‪.‬‬ ‫مؤلفة الكتاب ي‪.‬ك ستيلمان من أبرز الخبراء في مجال األزياء واأللبسة العربية واإلسالمية‪ ،‬حصلت على‬

‫درجتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات الشرقية من جامعة بنسلفانيا (في الواليات المتحدة األمريكية)‪،‬‬

‫كما شغلت العديد من الوظائف األكاديمية والعلمية‪ ،‬وتولت اإلشراف على أكبر متاحف األزياء والمنسوجات‬ ‫اإلسالمية في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫مترجم الكتاب د‪.‬صديق محمد جوهر‪ ،‬له العديد من األوراق البحثية والدراسات المنشورة في كبرى الدوريات‬

‫العالمية المحكمة في الواليات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ودول أوروبية عديدة‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من‬ ‫األعمال المترجمة إلى العربية واإلنجليزية‪.‬‬

‫والدولة السلجوقية وغيرهما‪.‬‬

‫ويظهر الكتاب أن ولع الملوك واألمراء بالمقتنيات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعلو شأن‬ ‫سمو منزلتهم‬ ‫الثمينة قديم؛ ألنها ُتظهر‬

‫المنسوجات الكتانية‬

‫والقطنية والحريرية التي كانت ُتصنع في مصر القديمة‬

‫‪17‬‬

‫بالطهم‪،‬خاصة إذا كانت تلك المشغوالت الحرفية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لكن ذلك لم يطفئ‬ ‫دائما الرتفاع ثمنه وندرة وجوده‪،‬‬ ‫متوافرا‬ ‫مصنوعة من الذهب‪ ،‬إال أن الذهب لم يكن‬ ‫ّ‬

‫حماسة هؤالء الملوك واألمراء إلى اقتناء التحف والمشغوالت الذهبية الثمينة فجاءت والدة الفخاريات ذات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انتشارا‪.‬‬ ‫ثمنا وأوسع‬ ‫البريق المعدني‪ ،‬فهي تحاكي الذهب في لمعانه وسحره لكنها أرخص‬

‫تبدأ رحلة الكتاب بالعصر العباسي سنة ‪ 750‬ميالدية‪ ،‬ويروي كيف أن الخليفة المعتصم بدأ في سنة ‪836‬‬

‫ببناء مجمع قصر فخم في سامراء والذي أصبح المصدر الرئيسي لنماذج الفخاريات ذات البريق المعدني‬ ‫ً‬ ‫شارحا كيف أن ضمهم مصر لملكهم كان أكثر من تغيّ ر في‬ ‫األولى‪ ،‬ثم ينقلنا إلى مصر في العهد الفاطمي‬

‫الحكم شهدته مصر‪ ،‬فقد أدخل حكام مصر الجدد أفكارهم ونماذجهم الخاصة في صناعة الفخاريات فأضافوا‬ ‫إليها التصاوير التي حاكت الحياة من حولهم‪ ،‬فظهرت على آنيتهم صور األرانب البرّ ية والغزالن والطواويس‬

‫وسعف النخل وألعاب التسلية التي كانت تمارس في البالط‪.‬‬

‫ّ‬ ‫الخزافين‬ ‫ينقلنا الكاتب بعد ذلك إلى سوريا ويقول إن صناعة الخزف انتقلت إليها من مصر بعد احتراق حي‬ ‫ً‬ ‫دائما فيروي لنا أن غزو تيمورلنك لسوريا سدد‬ ‫لكن التاريخ حاضر في كتابه‬ ‫في الفسطاط (القاهرة) سنة ‪ّ ،1169‬‬

‫ضربة قاضية لصناعة الخزف التي شاعت في ذلك البلد‪ ،‬وهذا ُيظهر الفرق بين أقوام فتحوا البالد وعمّ روها‬ ‫ً‬ ‫وبنوا فيها حضارة مزدهرة على مرّ األجيال‪ ،‬وبين جماعات ُر َّحل ّ‬ ‫خرابا بضربة واحدة‪.‬‬ ‫دنسوا البالد وأحالوها‬ ‫ّ‬ ‫مشوق يصف الكاتب الترف الذي عاشه المسلمون في األندلس وكيف وصلت صناعة‬ ‫وفي سرد تاريخي‬ ‫الخزف في عهدهم إلى أوج مجدها‪ ،‬وكما كانوا منارة العلم في أوروبا‪ ،‬كانوا أرباب صناعة الخزف الذي ُ‬ ‫افتتن‬

‫به الغرب قدر افتتانه بعلوم المسلمين‪.‬‬

‫ويوضح الكاتب كيفية تحديد تواريخ حوادث كثيرة باالعتماد على بقايا اآلنية الخزفية التي ُ‬ ‫يعثر عليها‬

‫في عمليات التنقيب ومقارنتها بقطع ُيعرف مصدرها والعصر الذي ُ‬ ‫صنعت فيه‪ ،‬ثم يتحدث عن تطور صناعة‬ ‫ً‬ ‫موضحا أن إيطاليا بدأت باستيراد اآلنية األندلسية‬ ‫الفخاريات ذات البريق المعدني في الغرب كما في إيطاليا‪،‬‬

‫ً‬ ‫أوال قبل أن تنجح في تطوير صناعتها المستقلة‪ ،‬يأتي بعد ذلك إلى عصر النهضة ويشرح لنا كيف أن الصناعات‬ ‫بعامة وصناعة الخزف بخاصة لم تصل‪ ،‬على تطورها‪ ،‬إلى مستوى اآلنية الخزفية التي ُ‬ ‫صنعت في األندلس‬

‫وفي إيطاليا‪ ،‬أي أن الحداثة وتطور العلوم التطبيقية لم ُيوصال األوروبيين إلى ما وصل إليه العرب األندلسيون‬ ‫واإليطاليون‪.‬‬

‫ُولد مؤلف الكتاب أالن كايغر سميث في العاصمة األرجنتينية بيونس آيرس‪ ،‬ودرس في ّ‬ ‫كلية كامْ برْ ويل‬

‫للفنون والحرف‪ ،‬وبنى مؤسسة سماها ‪ Aldermaston Pottery‬في سنة ‪1955‬‬

‫ووصفها بأنها «مشغل تعاوني‬

‫يعمل فيه نحو من سبعة ّ‬ ‫ّ‬ ‫المعد لالستخدام المنزلي»‪ .‬شغل منصب رئيس‬ ‫خزافين يصنعون األواني والقرميد‬ ‫المركز البريطاني للحرف بين عامي ‪ 1973‬و‪.1978‬‬

‫المترجم أمين االيوبي يعمل في مجال الترجمة منذ اثنتي عشرة سنة‪ ،‬قام خاللها بترجمة العديد من الكتب‬

‫والدراسات والتحليالت للعديد من دور النشر في لبنان‪.‬‬

‫إضافة حقيقة للمكتبة العربية‪،‬‬ ‫ومصدر ثري لتطوير البحث‬ ‫العلمي المتصل بالحضارة‬

‫اإلسالمية والعربية‬


‫‪18‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫منذ زمن داروين‪:‬‬

‫تأمالت في التاريخ الطبيعي‬ ‫«منذ زمن داروين‪ :‬تأمالت في التاريخ الطبيعي»‪ ،‬تأليف ستيفن جوولد‪،‬‬

‫وترجمة د‪ .‬ستــّار سـعيد زوَ يني‪.‬‬

‫يتناول الكتاب أصل الكائنات الحية ونظريات التطور في التاريخ‬

‫المعاصر منذ داروين وحتى اآلن‪.‬‬

‫عمل مؤلف الكتاب ستيفن َجي جوولد (‪ )2002 - 1941‬أستاذا لعلم‬

‫األحياء والمتحجرات في جامعة هارفارد‪ ،‬ويعتبر أحد أشهر العلماء‬

‫األمريكيين في الزمن المعاصر‪ .‬وجوولد هو صاحب نظرية (التوازن‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا كما كان يقول داروين‪،‬‬ ‫النقطي) التي تقول بأن التطور ليس‬

‫برغم تخصصها العلمي‪ ،‬وبذلك نجح في توصيل األفكار العلمية المعقدة‬

‫لعامة القراء‪ .‬يسرد المؤلف موضوعاته بطريقة تبتعد عن الطريقة الجافة‬ ‫ً‬ ‫نوعا ما‪ ،‬وهذا في جانب منه يعود ألسلوب الكاتب الشيق‪ ،‬ومن جانب‬

‫ً‬ ‫أصال مجموعة مقاالت كتبها المؤلف لمجلة‬ ‫آخر يعود إلى أن الكتاب‬ ‫‪( Natural History‬التاريخ الطبيعي)‪ ،‬وقد وضع المؤلف الفصول وفق تسلسل‬

‫وترتيب مناسب لموضوعاتها‪ .‬والكتاب سهل القراءة ألن فصوله قصيرة‬ ‫ً‬ ‫نسبيا مما يساعد القارئ فال يعوقه نص طويل معقد في أن يباشر‬

‫بل حدث بدفقات مركزة تلتها فترات طويلة من الركود وتوقف التطور‪.‬‬

‫بقراءته‪ .‬وبالرغم من األسلوب الحكائي الصحفي للكتاب فإنه يتضمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غنيا باألفكار والمعلومات الموسوعية في المجال الذي كان‬ ‫عميقا‬ ‫نقاشا‬

‫هو آلية التطور المهمة الوحيدة‪ .‬ورأي جوولد هو أن االنتقاء الطبيعي‬

‫تركز فصول الكتاب على نظريات التطور ومختلف التأويالت لتاريخ‬

‫وكان جوولد يرفض الفكرة "الداروينية المتطرفة" بأن االنتقاء الطبيعي‬ ‫يمكنه أن يكون في الجماعات واألنواع وكذلك في الجينات والكائنات‬

‫الطبيعية الفردية‪ .‬وكان جوولد يكرس جهوده لمحاربة العنصرية العلمية‬

‫ومحاوالت استخدام علم األحياء لتبرير الظلم االجتماعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فصال وضعت في ثمانية أبواب‪ .‬وقد وصف‬ ‫يتألف الكتاب من ثالثين‬ ‫ً‬ ‫النقاد الكتاب بأنه "إنجاز متميز بكل المقاييس" وأنه يقدم مدخال للجدل‬ ‫المستمر في علم األحياء‪ ،‬ويناقش تفضيل التفسير الفردي وعملية كتابة‬

‫تاريخ العلوم‪.‬‬

‫ويتسم هذا الكتاب باألسلوب السلس والعلمي في آن واحد‪ ،‬فالكاتب‬

‫يسرد الموضوع بطريقة حكائية مما يجذب القارئ ويشوقه لقراءته‪.‬‬

‫وقد نجح المؤلف في تقديم حقائق مدهشة عن العالم‪ ،‬وهو يستخدم‬

‫هذه الحقائق لتوضيح نقاط أساسية في نظرية التطور‪.‬‬

‫يتصف أسلوب جوولد بطرافته مما يحبب القراء في موضوعاته‬

‫ً‬ ‫ومرجعا‪.‬‬ ‫فيه المؤلف حجة‬

‫األرض‪ .‬وأحد هذه الفصول مخصص لمناقشة أفكار (فيلكوفسكي) الذي‬ ‫ً‬ ‫فصال‬ ‫حاول أن يوفق بين المعرفة العلمية والدين‪ .‬وخصص المؤلف‬ ‫آخر لشرح أسس التقسيم الخماسي للكائنات وهو التقسيم الذي حل‬

‫محله تصنيف الطبقات العليا‪ .‬وفي الباب الثالث من الكتاب الذي هو‬ ‫ً‬ ‫قصصا عن‬ ‫بعنوان (كائنات غريبة وأمثلة التطور) يقدم جوولد ببراعة‬ ‫تطور الكائنات الحية مثل المحار‪ ،‬والذباب القاتل ألمه‪ ،‬وقصة األيل‬

‫اإليرلندي‪.‬‬

‫ترجم الكتاب الدكتور سـتـّار سـعيد ْزوَ يني وهو أستاذ جامعي في علم‬

‫اللغة والترجمة‪ ،‬حاصل على الماجستير والدكتوراة في دراسات الترجمة‬

‫من جامعة مانشستر‪ -‬بريطانيا‪ ،‬وحائز على البكالوريوس في اآلداب‬ ‫وعلى الدبلوم العالي في الترجمة التحريرية والفورية من الجامعة‬

‫ً‬ ‫مترجما‬ ‫العالم العربي وبريطانيا‪ ،‬وله خبرة طويلة في الترجمة وعمل‬

‫في دول أوروبية وعربية‪ .‬صدر له باإلنجليزية كتاب (الترجمة وتقنية‬ ‫ً‬ ‫أعماال لهيرمان هيسه وفرجينيا وولف وفيلهلم‬ ‫المعلومات)‪ ،‬وقد ترجم‬ ‫موبيرج ومقاالت متنوعة في النقد األدبي‪.‬‬

‫المستـنصرية‪ ،‬بغداد‪ .‬درّ س اللغات والترجمة في جامعات مختلفة في‬

‫الرواية الوحيدة لسيلڤيا پالث «الناقوس الزجاجي»‬ ‫بريطاني شديد البرودة لم يسبق له مثيل‪ ،‬منذ‬ ‫من األثاث‪ ،‬ذات شتاء‬ ‫ّ‬ ‫السنين‪ ،‬فأصيب ثالثتهم بالزكام‪ .‬لم يكن ثمّ ة هاتف في المنزل‪،‬‬ ‫مئات ّ‬

‫ّ‬ ‫الخاصة برعاية األطفال منعدمة‪ .‬كانت پالث تدرك‬ ‫وكانت المساعدة‬ ‫جيّ ً‬ ‫دا مدى تفرّ د القصائد التي كانت تكتبها— أخبرها إيه‪ .‬ألڤاريز‪ ،‬ال ّناقد‬ ‫األيام‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫البارز في تلك ّ‬ ‫ولكن ذلك لم يحل بينها‬ ‫تستحق جائزة پوليتزر‪.‬‬ ‫أنها‬ ‫ّ‬

‫وبين تجربة "ال ّناقوس ّ‬ ‫جاجي" المروّ عة‪ ،‬تجربة االنحدار المفاجئ إلى‬ ‫الز‬ ‫ّ‬ ‫كآبة عميقة ّ‬ ‫مهدت ألولى محاوالتها في االنتحار‪ ،‬في ذلك ّ‬ ‫الصيف الذي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫عددا من العناصر ذاتها‪:‬‬ ‫يؤثث المشهد‪ ،‬هذه المرّ ة‪،‬‬ ‫تصفه الرّ واية‪ .‬كان‬

‫الشخصيّ ة ّ‬ ‫الرّ حيل المفاجئ لحضور ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المركزية في حياتها‪،‬‬ ‫كورية‬ ‫الذ‬ ‫الرّ فض ال ّن ّ‬ ‫قدي (لم ُتقبل پالث لحضور دروس فرانك أوكونر في الكتابة‬

‫اإلبداعيّ ة‪ ،‬بجامعة هارڤارد‪ ،‬في ّ‬ ‫الصيف الذي تدور فيه أحداث "ال ّناقوس‬ ‫جاجي") والعزلة في بيئة جديدة‪ ،‬واإلعياء ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشديد"‪.‬‬ ‫الز‬ ‫ّ‬ ‫و"كان انتحار بالث‪ ،‬في الحادي عشر من شباط‪/‬فبراير ‪ ،1963‬سبباً‬

‫في ذيوع صيتها العاجل في إنجلترا‪ ،‬حيث كانت قد حظيت‪ ،‬في‬ ‫عرضي على قناة البي بي سي‪ ،‬وبدأت تحظى‬ ‫السابق‪ ،‬بأكثر من ظهور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األصلي‪،‬‬ ‫موطنها‬ ‫في‬ ‫معروفة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫ها‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ‫نشراتها‪.‬‬ ‫بفضل‬ ‫هرة‬ ‫بالش‬ ‫ّ‬

‫أنها سوف تغدو واحدة من ّ‬ ‫ولم تكن ثمّ ة عالمة على ّ‬ ‫الشعراء البارزين‬ ‫«الناقوس الزجاجي» للشاعرة األميركية سيلفيا بالث أنجزها المترجم‬

‫الدكتور توفيق سخان‪.‬‬

‫تقول فرانسيس ماكالو في تصديرها للطبعة التي صدرت عن دار‬

‫ّ‬ ‫المتحدة‪ ،‬في العام ‪2009‬‬ ‫‪ ،Harper Perennial Olive Editions‬بالواليات‬

‫حتى تعرّ ضت حياة پالث إلى ّ‬ ‫‪":‬إن الرّ واية ما إن صدرت في لندن ّ‬ ‫هزة‬ ‫ّ‬ ‫عنيفة‪ :‬كان زواجها من ّ‬ ‫الشاعر تيد هيوز قد انتهى‪ ،‬كما الزمها هلع بشأن‬

‫الصغيرين إلى ّ‬ ‫الحاجة إلى المال‪ ،‬وكانت قد انتقلت مع ولديها ّ‬ ‫شقة خالية‬

‫ّ‬ ‫نسوية‬ ‫المقروئين على نطاق واسع‪ ،‬وبطلة‬

‫‪feminist‬‬

‫خاطبت روايتها‬

‫المنشورة الوحيدة مشاعر أكثر من جيل واحد‪ ،‬على ّ‬ ‫حد سواء"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫"احتلت رواية "ال ّناقوس ّ‬ ‫جاجي" مكانها‪ ،‬على الفور‪ ،‬ضمن قائمة‬ ‫الز‬ ‫ّ‬ ‫قدية المتذمّ رة‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫إال ّ‬ ‫مبيعا‪ .‬ورغم بعض المراجعات ال ّن ّ‬ ‫أنها‬ ‫الكتب األكثر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نسوي‪ ،‬وتوأم لرواية "الحارس في حقل‬ ‫تحول‬ ‫رسخت نفسها كرواية‬ ‫ّ‬ ‫الشوفان" وهي مقارنة الحظها‪ ،‬ألوّ ل مرّ ة‪ ،‬أحد النقاد البريطانيين الذين‬ ‫تناولوا الرّ واية بالمراجعة إ ّبان صدورها‪ .‬في الواقع‪ ،‬نشرت "ال ّناقوس‬ ‫الزجاجي" في ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذكرى العشرين لرائعة ستالنغر‪ ،‬وكانت سيلڤيا پالث تكبر‬ ‫ّ‬

‫هولدن كولفيلد‪ ،‬البطل المتخيَّ ل‪ ،‬بسنتين اثنتين‪".‬‬ ‫"وعلى الرّ غم من عدم تشخيص مرضها فعليّ ًا‪ ،‬فقد الحظ ّ‬ ‫عدة باحثين‬ ‫الحسي ُ‬ ‫متخصصين وصف پالث ّ‬ ‫ّ‬ ‫صامي‪" :‬يصبح الرّ واق‬ ‫الف‬ ‫الدقيق لإلدراك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫خطرا‪ ،‬وتكون ّ‬ ‫للشخص الذي يدنو قامة ضخمة ّ‬ ‫تهدد بابتالع ال ّناظر‬ ‫نفقا‬ ‫ّ‬ ‫كلما اقتربا من بعضهما البعض؛ كما تلوح األشياء‪ ،‬من بعيد‪ ،‬على نحو‬

‫ّ‬ ‫األبجدية على ّ‬ ‫الصفحة طالسم يصعب‬ ‫غير واضح‪ ،‬وتستحيل الحروف‬ ‫ً‬ ‫فك مغالقها‪ ،‬ويبدو ّ‬ ‫ّ‬ ‫حقيقي"‪ .‬ورغم‬ ‫خطرا وغير‬ ‫كل شيء‪ ،‬في الواقع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫التدخالت ّ‬ ‫الدوائيّ ة التي حدثت في الرّ بع األخير من القرن العشرين؛ من‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والقوي‬ ‫والعقالني تماما‬ ‫الحي‬ ‫فإن وصف پالث‬ ‫عقار لبريم إلى البروزاك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إلى ّ‬ ‫وصفا حقيقيّ ًا‪ ،‬وال يمكن ّ‬ ‫ألي كاتب الحق أن‬ ‫يظل‬ ‫حد كبير لذلك العالم‬ ‫ً‬ ‫يتجاوزه‪ .‬اآلن‪ ،‬وقد بات مقبوال‪ ،‬على ّ‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الحديث بشأن‬ ‫الصعيد‬ ‫ّ‬ ‫أن قراءة "ال ّناقوس الزجاجي" قد ّ‬ ‫قدمت‬ ‫السهل نسيان ّ‬ ‫تلك األشياء‪ ،‬فمن ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فهما ّ‬ ‫للتجربة التي جعلت من ذلك االنفتاح أمرا ممكنا"‪.‬‬ ‫إلينا‬

‫ّ‬ ‫ثم تواصل ماكالو كالمها قائلة‪" :‬ولكن‪ ،‬ماذا بشأن راهنيّ ة الرّ واية‬

‫بال ّنسبة إلى القرّ اء الشباب اليوم؟ ففي الوقت الذي تبدو فيه حساسيّ ات‬ ‫ّ‬ ‫تمت بصلة إلى الحدود‬ ‫هولدن كولفيلد‪ ،‬بال ّنسبة إلى العديد من القرّ اء‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاجي" تحظى بداللة‬ ‫الحادة لعالم اليوم‪ ،‬فهل ال تزال رواية "ال ّناقوس الز‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫ما؟ على ّ‬ ‫المخدرة‪،‬‬ ‫فإن الرّ واية كانت سابقة لمرحلة العقاقير‬ ‫أية حال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأقراص ّ‬ ‫ّ‬ ‫سوية‪ .‬ففي ظل نزعة التشبث بالحياة‬ ‫والدراسات ال ّن‬ ‫الدواء‪،‬‬

‫ّ‬ ‫معدل‬ ‫أن‬ ‫التي سادت عقد التسعينيّ ات‪ ،‬بدا االنتحار خيار المنهزمين‪ .‬غير ّ‬ ‫انتحار المراهقين قد تضاعف‪ ،‬أربع مرّ ات‪ ،‬منذ الحرب العالميّ ة ّ‬ ‫الثانية‪ ،‬وإن‬

‫لم ُ‬ ‫يعد االنتحار بمثل الرّ ومنتيكيّ ة التي كان عليها حين ُنشرت "ال ّناقوس‬ ‫ّ‬ ‫ريب‪ ،‬إلى‬ ‫فإن اإلحصائيّ ات تشير‪ ،‬دون‬ ‫الز‬ ‫جاجي"‪ ،‬في هذا البلد‪ ،‬ألوّ ل مرّ ة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫وباء يجتاح أميركا‪ ،‬على نحو ما‪ ،‬في‬ ‫وتيرته المتصاعدة‪ .‬لقد غدت الكآبة‬ ‫تلك األثناء‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪19‬‬

‫مصور في الحج‪:‬‬ ‫كتاب‬ ‫ِّ‬

‫رحالت محمد علي أفندي السعودي(‪)1908-1904‬‬ ‫ِّ‬ ‫"مصور في الحج‪ :‬رحالت محمد علي أفندي السعودي (‪1904-‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ")1908‬للمؤلفين فريد قيومجي وروبرت غراهام‪ ،‬وقامت بنقله للعربية‬

‫د‪.‬سرى خريس‪.‬‬

‫ُولد السعودي في القاهرة في عام ‪1865‬‬

‫وكان يمثل طبقة المتعلمين‬

‫التي ظهرت في الطبقة الوسطى في مصر ووقعت تحت التأثير الثقافي‬ ‫واإلجتماعي والتكنولوجي األوروبي‪ ،‬باإلضافة إلى التيارات الجديدة‬

‫التي أفرزها الفكر القومي واإلصالحي في مصر‪ .‬وعلى الرغم من سعي‬

‫اإلمبراطورية البريطانية آنذاك إلى ضمان االستقرار السياسي في مصر‪،‬‬ ‫بقدر من الجدل الفكري وخاصة بين المعأرضين للحكم‬ ‫إال أنها سمحت‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫العثماني أمثال جمال الدين األفغاني (‪ .)Gamal Al-Din Al-Afghani‬أعجب‬

‫السعودي بأفكار األفغاني السياسية ومبدأ اإلصالح الديني الذي نادى به‬ ‫المعلم الشيخ عبده (‪ )Abduh‬الذي قام بمصادقته‪.‬‬

‫وهكذا تمكن السعودي من الجمع بين أفكار المسلم َ‬ ‫الو ِرع ومشاهدات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المفكر الواعي المثقف‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كان السعودي مطلعا على تقليد‬

‫األوائل من العلماء الرحالة األوروبيين أمثال السير ريتشارد بورت ن (�‪Rich‬‬ ‫‪ )ard Burton‬وجون لويس بوركهاردت (‪ .)John Lewis Burckhardt‬لقد كان‬ ‫ً‬ ‫مولعا بالدراسة لدرجة أنه اقتنى ترجمة مكتوبة بخط اليد لكتاب‬ ‫السعودي‬

‫بوركهاردت "رحالت في شبه الجزيرة العربية"‪ .‬ويشبه اهتمامه الصارم‬ ‫ٍ‬ ‫وح ٍّ‬ ‫بالتفاصيل‪ ،‬اهتمام العالِم ُ‬ ‫س‬ ‫المصلح الذي جمع بين وعي‬ ‫جاد للغاية ِ‬ ‫ٍ‬

‫عميق بالعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مسؤوال ذي رتبـة ُوسطى في وزارة العدل وقام بمرافقة‬ ‫كان السعودي‬

‫القوافل المصريـة الرسمية المتجهة إلى مكة ألداء فريضة الحج في‬

‫شتاء عام ‪ 1904‬والشتـاء الذي امتد بين عامي ‪1908 – 1907‬‬

‫‪ .‬كما كان‬

‫ا شديد االفتتان بفن التصوير الفوتوغرافي وبالحكايات التي روّ جت لها‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ ،‬حتى في مطلع القرن‬ ‫تلك الصور الفوتوغرافية‪ .‬لقد كان من النادر‬ ‫العشرين‪ ،‬أن يقوم أي مصري أو حتى أي عربي بتأريخ رحلة الحج إلى‬

‫بشكل مرئي عبر‬ ‫مكة والمدينة المنورة من خالل كتاب مطبوع أو حتى‬ ‫ٍ‬ ‫الصور الفوتوغرافية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن مذكرات محمد علي أفندي السعودي‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪ ،‬باإلضافة إلى الصور‬ ‫ومالحظاته المكتوبة‪ ،‬والتي تم اكتشافها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫استثنائيا على رحلة الحج‬ ‫شاهدا‬ ‫الفوتوغرافية المصاحبة لهما‪ ،‬جعلت منه‬

‫إلى مكة‪.‬‬ ‫سافر السعودي إلى مكة في الفترة التي شهد فيها الشرق األوسط تغييـراً‬ ‫ً‬ ‫عظيما‪ ،‬فقد َ‬ ‫ض ُعفت سيطرة اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬على نحو سريع‪ ،‬على‬

‫كل من مصر وشبـه الجزيرة العربية‪ ،‬بينما كانت تركيا‪ ،‬في الوقت ذاته‪،‬‬

‫تشهد نشأة حركة األتراك الشباب (‪Young Turks‬‬

‫‪ )The‬أو ما يعرف بتركيا‬

‫الفتاة‪ ،‬والتي كانت على وشك أن تقوض النظام الحاكم السابق‪.‬‬

‫يتميز الكتاب بصوره الفوتوغرافية النادرة التي تعكس الثقافة االسالمية‬

‫و المفاهيم االجتماعية التي ارتبطت بشعيرة الحج كما عاشها السعودي‪.‬‬

‫يصف السعودي عبر هذه الصور تغير الطبيعة المادية للحج ذاته‪ ،‬وذلك‬

‫بسبب الطريق البحري الممتد من السويس حتى ّ‬ ‫جدة والذي جعل وصول‬

‫الحجاج المصريين إلى األراضي المقدسة أسرع وأسهل مما شجع المزيد‬ ‫من األشخاص على الخروج إلى الحج‪ .‬لذلك تضاعف عدد الحجاج في‬

‫القوافل المصرية في الفترة الواقعة بين رحلة الحج األولى التي قام بها‬ ‫السعودي‪ ،‬ورحلته الثانية التي اصطحب فيها والدته معه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا كيف باتت وسائل مكافحة األمراض أكثر صرامة‬ ‫يناقش الكتاب‬

‫وكيف سعت السلطات البريطانية إلى منع انتشار الكوليرا ناحية الغرب‬

‫بسبب الحجاج المسلمين القادمين من الهند وخاصة بعد ظهور نوع جديد‬

‫من البكتيريا المسبّبة للكوليرا في عام ‪1905‬‬ ‫الواقعة في الطور (‪ )Al-Tor‬على ساحل سيناء‪،‬‬

‫في إحدى محطات المحمل‬ ‫حيث اكتشف وجودها‬

‫مجموعة من األطباء الذين قاموا بفحص الحجاج العائدين من األراضي‬

‫المقدسة‪ ،‬والزالت تلك الكوليرا تعرف حتى يومنا هذا بكوليرا الطور‪.‬‬

‫عانى السعودي ورفاقه الحجاج من وطأة غضب البدو الذي أثاره‬

‫مشروع سكة الحديد‪ ،‬فتعرّ ضت قوافل الحجاج المصريين للهجوم مرتين‪،‬‬

‫وهي في طريقها إلى المدينة وعند عودتها كذلك‪ .‬ويشكل وصف السعودي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيويا للمخاطر التي تعرض لها الحجاج كما ويعكس‬ ‫تذكيرا‬ ‫للرحلة‬

‫شجاعتهم االستثنائية التي ّ‬ ‫غذاها إيمانهم العميق‪ .‬لم َي ُعد كل الحجاج إلى‬

‫أرض الوطن‪ .‬وعلى الرغم من سيطرة هذه الظروف البدائية على رحلة‬

‫ً‬ ‫رح ً‬ ‫الحج‪ُ ،‬ي ّ‬ ‫"عصريا" ُ‬ ‫ّ‬ ‫ويعزى ذلك إلى أن كتاباته‬ ‫الة‬ ‫عد السعودي‬ ‫ّ‬ ‫سلطت الضوء في المقام األول على الجوانب االجتماعية والسياسية‬

‫واإلثنوغرافية للرحلة وللرحالة والتي قام بتأريخها كذلك بواسطة آلة‬ ‫"معاصرة" أال وهي الكاميرا‪ّ .‬‬ ‫عد الرحالة أمثال السعودي والجنرال إبراهيم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رفعت الجانب الديني للرحلة أمرا مسلما به ولذلك التزم كالهما بتسجيل‬ ‫مشاهدتهما لطقوس الحج‪.‬‬

‫نتج عن وصف السعودي لرحالته أربعة مجلدات من يومياته التي وصل‬

‫عدد صفحاتها إلى مئتين وخمسين صفحة فولسكاب (ورق كبير القطع)‬ ‫خطها بخط مصقول جميل‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من المالحظات‪ .‬ولقد‬ ‫ً‬ ‫مسافرا وقد جلس‬ ‫كتب معظمها بقلم الرصاص بينما كان على ظهر الجمل‬

‫على الشاكداف (‪ )Shakdaf‬وهو نوع خاص من المقاعد المخصصة للحجاح‬ ‫المسافرين على ظهر الجمال ويتكون من إطار خشبي ُثبّت فوقه مقعد‬ ‫ً‬ ‫ُم ّ‬ ‫نادرا ما يتمكن المسافر‬ ‫بطن افترش ظهر الجمل‪ .‬ويجدر بالذكر هنا أنه‬

‫بخط أنيق أو حتى مقروء‪ .‬ولم تكن‬ ‫على هذا النوع من المقاعد من الكتابة‬ ‫ٍ‬

‫طريق التنقل الصعبة هذه لتساعد على الحفاظ على ممتلكات المسافرين‬ ‫أيضا‪ .‬ولذلك‪ ،‬اضطر السعودي عند عودته إلى القاهرة إلى إعادة كتابة كل‬ ‫ملحوظاته التي ّ‬ ‫تعذر فهمها وإلى استرجاع الكثير من األحداث التي دونها‬ ‫ولكنها ُفقدت في الطريق‪ .‬يعد هذا الكتاب إحياء لهذه اليوميات التي تعد‬

‫ذخيرة ثقافية وتاريخية‪.‬‬

‫مترجمة الكتاب د‪.‬سرى خريس‪ ،‬األستاذ المشارك في النقد واألدب‬

‫اإلنجليزي‪ ،‬حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة األردنية عام ‪،2001‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا في قسم اللغة اإلنجليزية في جامعة العلوم التطبيقية‬ ‫وتعمل‬

‫الخاصة في عمان‪ -‬األردن‪ .‬تنصب اهتماماتها على الدراسات النسوية‬

‫واألدب العالمي‪ .‬من أعمالها المترجمة‪ :‬اإلسالم واالستشراق في العصر‬ ‫الرومانسي‪ :‬مواجهات مع الشرق لمحمد شرف الدين‪ ،‬والمؤلف ألندرو‬

‫بينيت‪ ،‬وتسلق أشجار المانغا لمادور جافري‪ ،‬وجميعها صادرة عن مشروع‬ ‫"كلمة" للترجمة‪ -‬هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪.‬‬

‫مؤلفا الكتاب‪:‬‬ ‫فريد قيومجي‪ ،‬وهو باحث متخصص في أدب الرحالت‬

‫المتعلق بالشرق األوسط‪ ،‬وما يحويه من وثائق تاريخية‪،‬‬ ‫ووصف لرواسم حجرية‪ ،‬وصور فوتوغرافية تعود إلى‬

‫القرن التاسع عشر على وجه الخصوص‪.‬‬

‫روبرت غراهام‪ ،‬فهو صحافي مستقل يعيش اليوم‬ ‫في باريس وجنوب إسبانيا‪ .‬منح في عام‬

‫‪2004‬‬

‫وسام‬

‫الفروسية الشرفية برتبة ضابط اإلمبراطورية البريطانية‬

‫(‪of British Empire‬‬

‫‪ )OBE: Officer‬لما قدمه من خدمات‬

‫جمة للصحافة واإلعالم‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫«أصوات عربية‪ ..‬ما تقوله لنا ولماذا هو مهم» للمؤلف جــــ‬ ‫كتاب "أصوات عربية‪ ..‬ما تقوله لنا ولماذا هو مهم" للمؤلف جيمس‬

‫ً‬ ‫فضال عن انعدام التواصل‬ ‫المجتمع األمريكي والمجتمعات العربية ‪،‬‬ ‫بين ُ‬ ‫ص َّناع القرار ‪ ‬في الجانبين والنخب السياسية التي تعتمد في آرائها‬

‫عملية تثقيفية وخاصة إذا ما أخذنا بعين االعتبار الدور القيادي الذي‬

‫أن ما يقترحه مؤلف الكتاب هو أن تنتشر ثقافة حوار حقيقية بين‬

‫زغبي ونقله للعربية كل من المترجمتين د‪ .‬سرى خريس وعبلة عودة‪.‬‬

‫لقد أصبح فهم الشعوب التي تعيش في العالم العربي أكثر من مجرد‬

‫على كتابات تخلو من الدقة والنزاهة ‪ .‬ويضيف سعادة يوسف العتيبة‬

‫يلعبه الغرب في عمليتي الحرب والسالم الدائرتين في ذلك اإلقليم‬

‫الطرفين ‪ ،‬وأن ذلك ال يتم وفق تصور المؤلف إال من خالل االستماع إلى‬

‫و يقوم جيمس زغبي‪ ،‬عبر كتابه هذا " أصوات عربية" بإبراز النتائج‬ ‫المتعلقة باستطالع شامل للرأي‪ ،‬جديد من نوعه‪ ،‬طرح من خالله أسئلة‬

‫مهمة على آالف األشخاص الذين يقطنون ثمان دول تمتد من المغرب‬

‫وحتى المملكة العربية السعودية‪ .‬وهنا‪ ،‬ومن خالل مشاركته إجاباتهم‪،‬‬ ‫ُيطيح زغبي باألنماط الشائعة‪ ،‬واألساطير التي سادت الثقافة الغربية‬ ‫عن العالم العربي وهوية شعوبه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وخالفا للعديد من الكتب أو المقاالت األخرى التي كتبت حول‬ ‫هذه المنطقة فإن كتاب «أصوات عربية» ليس إعادة سرد للتاريخ‪ ،‬وال‬ ‫مجموعة من القصص الشخصية‪ .‬صحيح أن هذه المقاربات يمكن أن‬

‫تكون مفيدة‪ ،‬وهناك أمثلة ممتازة ساهمت مساهمة حقيقية في فهمنا‬ ‫على نحو أفضل لدى اآلخر؛ ولكنها قد تكون في الوقت نفسه عرضة‬ ‫لالنحياز أو ما يسميه زغبي«العلم السيئ» ‪-‬مثلما في حالة ُ‬ ‫الكتاب الذين‬

‫صوت الطرف اآلخر ‪ ،‬وتعريف الشعبين بزيف ما يقال عن الشخصيتين‬ ‫العربية واألمريكية من معلومات ال تعكس حقيقتهما‪.‬‬

‫عرض زغبي في كتابه لخمس أساطير أساسية شائعة في الثقافة‬

‫الغربية عن العرب ويمكن تلخيصها كاآلتي‪:‬‬

‫•هل كل العرب من طينة واحدة وبالتالي هل يمكن اختزالهم‬

‫في «نوع»؟‬

‫إن قراءة التعميمات والصور النمطية المغلوطة للعرب التي نجدها في‬

‫كتاب رافايل باتاي «العقل العربي» أو كتاب توم فريدمان «قواعد شرق‬

‫أوسطية للتقيد بها» قد تدفع المرء لالعتقاد بذلك؛ ولكن استطالعات‬ ‫ً‬ ‫تماما؛‬ ‫الرأي التي أجرتها مؤسسة زغبي الدولية تكشف عن رأي مختلف‬

‫وجهة نظر ‪ ‬تستند إلى هويته األمريكية ــــ العربية ‪ ،‬ليوضح أسباب‬

‫المشاعر المتناقضة التي يكنها المواطن العربي تجاه الواليات المتحدة‬ ‫‪ُ ،‬‬ ‫عزي زغبي ذلك بصورة أساسية إلى انعدام التواصل الحقيقي بين‬ ‫وي ِ‬

‫ً‬ ‫صراحة‪ ،‬فهو السياسة األمريكية تجاههم التي تدفعهم لالعتقاد بأن‬

‫الواليات المتحدة تعاديهم‪.‬‬

‫• هل يحرك التعصب الديني العرب؟‬

‫الواقع أن العرب‪ ،‬على غرار كثيرين في الغرب‪ ،‬هم «أناس مؤمنون»؛‬

‫وقيمهم تؤثر فيها إلى حد كبير تقاليدهم الدينية؛ غير أن نسبة‬ ‫ارتياد المساجد عبر الشرق األوسط تعادل نسبة ارتياد الكنيسة في‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ .‬وعندما ُسئل العرب عن البرامج التي يفضلون‬ ‫الواليات المتحدة‬

‫مشاهدتها على التلفزيون‪ ،‬فإن القائمة متنوعة على غرار قائمة‬ ‫ً‬ ‫مثال ‪ ،‬كانت‬ ‫المشاهدين األميركيين‪ .‬ففي مصر والمغرب والسعودية‬ ‫ً‬ ‫تحديدا األفالم والمسلسالت‬ ‫البرامج التي تأتي على رأس القائمة هي‬

‫يتغيروا‪ ،‬ما لم يدفعهم الغرب إلى ذلك‪.‬‬

‫مؤسسة «زغبي الدولية» في الشرق األوسط لتفنيد األساطير المتعلقة‬

‫تعليق لسعادة يوسف العتيبة‪ ،‬سفير دولة اإلمارات العربية‬ ‫وفي‬ ‫ٍ‬ ‫المتحدة في واشنطن قال إن مؤلف الكتاب ‪ ،‬جيمس زغبي ‪ ،‬يعبر عن‬

‫معجبون بالشعب األميركي ويحترمون التعليم والتقدم التكنولوجي ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا «الحرية والديموقراطية»‪ .‬أما الشيء الذي ال يحبونه‬ ‫بل ويحبون‬

‫المثال‪ ،‬يواكب العولمة والتغيير‪ ،‬حيث يشترك في بواعث قلق مختلفة‬

‫العالم العربي يتحدى الصور النمطية السائدة؛ ذلك أنه ليست ثمة فقط‬

‫ويتطلع إلى أهداف مختلفة مقارنة مع جيل اآلباء‪.‬‬ ‫جد ًا إلى درجة أنهم ال يشكلون عالماً‬ ‫ّ‬ ‫• هل العرب مختلفون‬

‫بالعالم العربي ثم دحض االفتراضات والتصورات الخاطئة وراءها‬ ‫ببيانات من استطالعات الرأي تكشف عما يفكر فيه العرب ّ‬ ‫حق ًا‪.‬‬

‫ً‬ ‫تماما هو الصحيح‪ ،‬ذلك أن العرب‬ ‫تظهر االستطالعات أن العكس‬

‫إذ إن ما تجده عندما نستطلع اآلراء العامة هو مشهد غني ومتنوع عبر‬

‫يجنحون إلى رفع مالحظة أو حوار عأرض إلى مستوى االستنتاج أو‬ ‫صلبة مستخلصة من أكثر من عقد من استطالعات الرأي التي أجرتها‬

‫في الغرب؟‬

‫ً‬ ‫تقريبا‪ .‬وعندما‬ ‫الدرامية؛ أما البرامج الدينية فتأتي في أسفل الترتيب‬ ‫ُطلب من العرب ترتيب انشغاالتهم وبواعث قلقهم‪ ،‬تصدرت الالئحة‬

‫ثقافات فرعية متنوعة وتواريخ فريدة وخاصة تمنح الحياة ميزتها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا اختالفات بين األجيال‪ .‬فالشباب العربي‪ ،‬على سبيل‬ ‫بل إن هناك‬

‫الخالصة العامة القابلة للتعميم‪ .‬وقد انطلق زغبي في كتابه من بيانات‬

‫• هل كل العرب غاضبون ويكرهون القيم الغربية وطرق الحياة‬

‫على اإلطالق؟‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬حيث ُي ِّ‬ ‫عرف‬ ‫تكشف استطالعات الرأي مرة أخرى العكس‬ ‫العرب أنفسهم عبر المنطقة على أنهم «عرب» ويصفون أنفسهم بأنهم‬

‫مترابطون بلغة مشتركة (والتاريخ المشترك الذي تنطوي عليه) وبواعث‬ ‫قلق سياسية مشتركة؛ كما ُتظهر الغالبية من كل األجيال وفي كل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫قوي ًا بقضية فلسطين ومصير الشعب العراقي‪.‬‬ ‫تعلقا‬ ‫البلدان‬

‫جودة عملهم ومشاغل عائالتهم‪ .‬‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا‪ ،‬هناك أسطورة تقول برفض العرب لإلصالح وبأنهم لن‬ ‫•‬ ‫تعد هذه إحدى العقائد الرديئة األساسية لـ«المحافظين الجدد»‪ .‬وقد‬

‫شكلت هذه األسطورة‪ ،‬التي تستند إلى كتابات برنارد لويس‪ ،‬أحد‬

‫أسباب ومسوغات حرب العراق ‪ -‬فكرة تدمير «النظام القديم» من‬

‫أجل والدة «الشرق األوسط الجديد»‪ .‬غير أن ما أظهرته استطالعات‬ ‫ً‬ ‫فعال‪،‬‬ ‫الرأي في زغبي الدولية هو أن العرب يرغبون في اإلصالح‬ ‫ولكن اإلصالح الذي يريدونه هو إصالحهم الوطني الداخلي‪ ،‬وليس‬ ‫اإلصالح الخارجي‪ .‬فأولوياتهم الداخلية هي‪ :‬وظائف أحسن‪ ،‬ورعاية‬ ‫صحية أفضل‪ ،‬وفرص تعليمية أوسع‪ .‬كما ُتظهر خالصة االستطالعات‬

‫قبعة فيرمير‪ :‬القرن السابع عشر وفجر العولمة‬ ‫«قبعة فيرمير‪ :‬القرن السابع عشر وفجر العولمة»‬

‫ومن الحياة إلى الفن‪ ،‬من الفن الذي في الحياة‪ :‬تجارة‬

‫الصين تيموثي بروك‪ ،‬وقد صدرت طبعته األولى‬

‫الحياة التي في الفن‪ :‬صناعة السفن‪ ،‬وتجارة التبغ‪،‬‬

‫من تأليف المؤرخ البريطاني المتخصص في تاريخ‬ ‫باإلنجليزية عام‬

‫الحميد‪.‬‬

‫‪2008‬‬

‫ونقله للعربية د‪.‬شاكر عبد‬

‫اللوحات والخزف والفراء والمنسوجات وغيرها‪ ،‬إلى‬

‫الكبرى التي دارت‪ ،‬هنا وهناك‪ ،‬والتي استهلت الحقبة‬

‫يندرج كتاب «قبعة فيرمير‪ :‬القرن السابع عشر‬

‫وفيه يأخذنا مؤلفه ‪ -‬تيموثي بروك ‪ -‬معه‪ ،‬زمانيً ا إلى‬

‫معظمها‪ ،‬إذ كانت زاخرة باالستعارات والتشبيهات‬

‫‪ -‬بالدراسات الثقافية‪ ،‬وبشكل خاص‪ ،‬بالنقد الثقافي‪،‬‬

‫القرن السابع عشر‪ ،‬ومكانيً ا إلى هولندا‪ ،‬أو ما كان‬ ‫يسمى باألراضي الواطئة‪ ،‬فهناك في مدينة دلفت‪،‬‬ ‫ولد فيرمير؛ أشهر فناني الضوء‪ ،‬ربما في تاريخ الفن‬

‫يزخر بالبشر الحقيقيين الذين تحيط بهم األشياء‬ ‫ً‬ ‫خاصا بوجودهم في بيوتهم أو‬ ‫التي تضفي معنى‬

‫وعمليات التبادل الثقافي‪ ،‬والحروب والصراعات‬

‫االستعمارية الكبرى في تاريخ البشرية‪ ،‬والتي‬ ‫رصدها الفن أو َس َّج َل آثارها المتناثرة‪ ،‬هنا وهناك‪.‬‬

‫وفجر العولمة» ضمن ما يمكن أن يسمى ‪ -‬بشكل عام‬

‫مؤلف هذا الكتاب‪« :‬إننا عندما نتجول بأعيننا‬ ‫ً‬ ‫عالما حيً ا‬ ‫فوق لوحات فيرمير‪ ،‬نبدو وكأننا ندخل‬

‫موطنهم األليف وتحمل الشخصيات أو األشكال‬ ‫ً‬ ‫أسارا لن نستطيع‬ ‫الملغزة الغامضة في اللوحات‬

‫معرفتها وذلك ألن ذلك هو عالمهم وليس عالمنا‪.‬‬

‫جاءت اللغة اإلنجليزية لمؤلف الكتاب ممتعة في‬

‫لكن فيرمير رسم هذه الشخصيات بطريقة يبدو أنها‬

‫تمنحنا اإلحساس بأننا دخلنا إلى مكان حميم حيث‬

‫واإلمثوالت واألبيات الشعرية واإلشارات الثقافية‬

‫كل شيء «يبدو» كأنه كذلك»‪.‬‬

‫مؤلف هذا الكتاب ولد تيموثي بروك عام ‪1951‬‬ ‫في تورنتو‪ ،‬بكندا‪ ،‬عام ‪ ،1951‬وهو مؤرخ متميز له‬

‫إلى الشرق تارة‪ ،‬وإلى الغرب تارة أخرى‪ ،‬وخالل‬

‫ذلك كله كان هناك حضور كثيف للفن والتاريخ‬ ‫والجغرافيا وعالم البحارة والتجارة‪ ،‬وصناعة‬

‫التشكيلي عامة‪ ،‬حيث قد ال يذكر تاريخ الفن بعده‬ ‫ً‬ ‫مقترنا باسم «فان جوخ»‬ ‫مثل هذا الشغف بالضوء‪ ،‬إال‬

‫السفن‪ ،‬والممارسات الثقافية والتبادالت اإلنسانية‪،‬‬

‫في دلفت‪ ،‬غرب هولندا‪ ،‬على بحر الشمال‪ ،‬حيث‬

‫على النسخة المترجمة للكتاب‪ ،‬فجاءت اللغة العربية‬ ‫للكتاب كالسيكية حي ًنا‪ ،‬ومعاصرة حي ًنا آخر‪ ،‬وبدت‬

‫القديس جون بجامعة كولومبيا البريطانية ومدير‬

‫والغربية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬حاضرة بكثافة عبر هذا النص‬

‫– معهد الدراسات اآلسيوية‪.‬‬

‫وشموسه المشعة في النصف الثاني من القرن التاسع‬ ‫عشر‪.‬‬

‫لد فيرمير‪ ،‬ورسم أهم لوحاته‪ ،‬ومنها لوحة «الضابط‬

‫والفتاة الضاحكة»‪ ،‬حيث الضابط يرتدي قبعة خاصة‬ ‫كبيرة من الفرو – ومن هنا جاء عنوان الكتاب‪ -‬وكان‬ ‫مقر الفرع الرئيسي لشركة الهند الشرقية الهولندية‬ ‫ً‬ ‫أيضا في تلك المدينة‪ ،‬ومن هناك كانت تنطلق‬ ‫يوجد‬

‫السفن نحو الشرق وتعود منه‪ ،‬تنطلق بالبحارة‬

‫والسلع‪ ،‬وتعود ببعض البحارة فقط‪ ،‬وبسلع أخرى‬

‫كثيرة متنوعة‪ ،‬هكذا بدأ التاريخ الحقيقي للعولمة ‪-‬‬ ‫كما يقول تيموثي بروك ‪ -‬من هناك‪ ،‬من ذلك المكان‪،‬‬ ‫وذلك الزمن‪.‬‬

‫في هذا الكتاب ينتقل مؤلفه بنا من الفن إلى الحياة‪،‬‬

‫العديد من الكتب والبحوث العلمية المهمة التي يدور‬ ‫معظمها حول تاريخ الصين‪ .‬تبوأ العديد من المناصب‬

‫والحضارة واالكتشافات العلمية‪ .‬ولقد انعكس ذلك‬

‫األكاديمية والجامعية منها‪ :‬أستاذ كرسي الدراسات‬

‫الصينية بجامعة أكسفورد وأستاذ ومدير كلية‬

‫المفردات والتعبيرات وأسماء األعالم الصينية‬ ‫الممتع‪.‬‬

‫عاش الفنان الهولندي الشهير‬

‫«فيرمير» (‪1632‬‬

‫برنامج دراسات التبت المعاصرة في الجامعة نفسها‬

‫ً‬ ‫«إحساسا»‬ ‫«الغرف المظلمة» «ذات الجودة» المعقولة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا‪.‬‬ ‫بصريا‬

‫–‬

‫يستعرض المؤلف عبر فصول هذا الكتاب بدايات‬

‫بكثير من التغيرات الضخمة‪ ،‬وقد جسد فيرمير‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من هذه التحوالت والتغيرات في لوحاته‪،‬‬

‫لوحات الفنان فيرمير ومن خالل األشياء التي‬

‫‪ )1675‬خالل القرن السابع عشر‪ ،‬وهو قرن كان يموج‬

‫العولمة من وجهة نظره كما تجسدت من خالل‬ ‫توجد في هذه اللوحات كالفضة والقبعات والكؤوس‬

‫واستعان في هذا التجسيد بتقنيات الخداع البصري‬

‫وأطباق البورسلين والخرائط وغيرها ومن خاللها‬

‫اإلبداعات الخاصة بها العالم والفيلسوف المسلم‬

‫البحرية والحروب التي دارت بين األمم في الشرق‬

‫والغرف المظلمة ‪ ،Camera obscura‬والتي كان رائد‬ ‫الحسن بن الهيثم‬

‫(‪965‬‬

‫‪ )1039 -‬حيث تمتلك صور‬

‫يرصد –خارجها‪ -‬التاريخ كما يتجسد في الرحالت‬

‫والغرب‪ ،‬وغير ذلك من الموضوعات‪ .‬هكذا يقول‬

‫مترجم الكتاب د‪.‬شاكر عبد الحميد وزير الثقافة‬

‫المصري وأستاذ علم نفس اإلبداع بأكاديمية الفنون‬ ‫و شغل منصب نائب رئيس أكاديمية الفنون وعميد‬

‫المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون و األمين‬ ‫العام للمجلس األعلى للثقافة‪ .‬ويشغل في الوقت‬ ‫الحالي (ديسمبر ‪ )2011‬منصب وزير الثقافة في‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا على‬ ‫جمهورية مصر العربية‪ .‬وقد حصل‬

‫جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الفنون عن كتابه‬ ‫«الفن والغرابة»‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪21‬‬

‫ــــــــــيمس زغبي ‪..‬‬ ‫أن معظم العرب ال يريدون التدخل في شؤونهم الداخلية‪،‬‬ ‫ولكنهم سيرحبون بمساعدة الغرب لمجتمعاتهم على بناء‬ ‫القدرة على توفير الخدمات وتحسين جودة حياتهم‪.‬‬

‫يأمل زغبي أن يسهم كتابه هذا في ردم جوانب من الهوة‬

‫التي اتسعت بين العالم العربي واإلسالمي والغرب وخاصة‬ ‫الواليات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‪،‬‬

‫وهو أمر مشروط بمزيد من المعرفة العميقة المتبادلة لهوية‬ ‫الشعوب وأفكار أبنائها من أجل تحقيق االزدهار والسالم‬ ‫العالميين‪.‬‬

‫مؤلف الكتاب جيمس زغبي‪ :‬أمريكي يتحدر من عائلة لبنانية‬

‫هاجرت إلى الواليات المتحدة في مطلع القرن العشرين‪ .‬انهمك‬

‫زغبي على مدى ثالثة عقود في شؤون العرب األمريكيين‪،‬‬ ‫وهو مؤسس معهد العرب األمريكيين (‪ )AAI‬ومركزه واشنطن‪،‬‬

‫ويدعم هذا المعهد المشاركة السياسية للعرب األمريكيين في‬ ‫التيارات السياسية في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫ً‬ ‫الحقا المدير التنفيذي للجنة العربية‬ ‫السبعينيات‪ ،‬وأصبح‬

‫األمريكية لمكافحة التمييز العنصري‪ ،‬كما أنه فاعل في‬ ‫ً‬ ‫نائبا لمدير الحملة االنتخابية‬ ‫السياسة األمريكية‪ ،‬إذ عمل‬ ‫الرئاسية لجيس جاكسون‪ ،‬ويشارك في البرامج الحوارية‬ ‫السياسية على الشبكات التلفزيونية األمريكية الرئيسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أسبوعيا حول‬ ‫مقاال‬ ‫يكتب الدكتور زغبي ومنذ عام ‪1992‬‬ ‫السياسة األمريكية في الصحف الرئيسية في العالم العربي‪،‬‬

‫وله عدد من الكتب في مجاالت الشرق األوسط والسياسة‬ ‫األمريكية منها "كيف يفكر العرب‪ :‬القيم والمعتقدات والهموم"‪،‬‬ ‫و"كيف تفكر األقليات العرقية األمريكية"‪.‬‬

‫جدير بالذكر أن الباحث واإلعالمي جيمس الزغبي يحل‬ ‫ً‬ ‫ضيفا على معرض أبوظبي الدولي للكتاب لهذا العام‪ ،‬وسوف‬

‫يقوم بإلقاء كلمة يتحدث فيها عن الخطوط العريضة لكتاب‬ ‫«أصوات عربية‪ ..‬ما تقوله لنا‪ ،‬ولماذا هو مهم»‪.‬‬

‫كما أسس زغبي حملة حقوق اإلنسان الفلسطيني في‬

‫قام بنقل الكتاب للعربية كل من‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مساعدا في النقد واألدب اإلنجليزي‪ ،‬وقد حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة األردنية عام‬ ‫أستاذا‬ ‫د‪.‬سرى خريس‪ :‬تعمل‬ ‫ً‬ ‫حاليا في قسم اللغة اإلنجليزية في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة (عمان‪ -‬األردن) من أعمالها المترجمة‪( :‬اإلسالم‬ ‫‪ ،2001‬وتعمل‬

‫واالستشراق في العصر الرومانسي‪ :‬مواجهات مع الشرق) لمحمد شرف الدين‪ ،‬و(المؤلف) ألندرو بينيت‪ ،‬و(تسلق أشجار المانغا)‬

‫لمادور جافري‪ ،‬وجميعها صادرة عن مشروع "كلمة" للترجمة‪.‬‬

‫عبلة عودة‪ :‬أكاديمية ومترجمة فلسطينية ‪ ،‬تعمل في حقل التدريس الجامعي منذ عام ‪ .1993‬حاصلة على شهادة الماجستير‬

‫ّ‬ ‫مؤسس في الجمعية األردنية للمترجمين واللغويين التطبيقيين في‬ ‫في اللغويات والترجمة من جامعة باث – إنجلترا ‪ ،‬وهي عضو‬

‫عمان‪ ،‬ولها ترجمات منشورة بعنوان «تكايا الدراويش» و«مذاق الزعتر» وقد فاز الكتاب بجائزة جامعة فيالدلفيا ألحسن كتاب‬ ‫مترجم إلى العربية عام ‪.2010‬‬

‫«السمكة داخلك» ‪ ..‬سبر أغوار أحافير الزمن السحيق بشكل مقارن‬ ‫ومن ضمنها اإلنسان‪.‬‬

‫«السمكة داخلك»‪ ،‬للمؤلف نيل شوبين ونقله للعربية حسن غزالن‪.‬‬

‫يسبر الكتاب أغوار مستحاثات (أحافير) أحياء الزمن السحيق‬

‫لقد امتاز أسلوب الكتاب بالتراوح بين السرد والكتابة العلمية‪،‬‬

‫التيكتاليك‪ ،‬وهي تشكل إحدى حلقات الوصل في سلسلة انتقال الحياة‬ ‫ً‬ ‫فصال يتحدث كل فصل‬ ‫المائية إلى البرمائية‪ ،‬يتضمن الكتاب أحد عشر‬

‫المؤلف سيرته العلمية وحيثيات اكتشافه للتيكتاليك؛ حلقة الوصل بين‬

‫والمقاربات التشريحية والفسيلوجية بين الكائنات الحية‪ .‬فتارة يسرد لنا‬

‫بشكل مقارن‪ ،‬ويسلط الضوء على اكتشاف مؤلف الكتاب مستحاثة‬

‫المخلوقات المائية والبرمائيات‪ ،‬وتارة يصف التجارب العلمية والبحوث‬ ‫ً‬ ‫أحيانا إلى وصف‬ ‫على األجنة والتشريح للكائنات المختلفة‪ ،‬كما ينتقل‬

‫منها عن سمات الربط بين اكتشاف شوبين للسمكة‪ ،‬وكيفية تطورها في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى اإلنسان‪ ،‬فيسلط الفصل األول الضوء‬ ‫تعقيدا‬ ‫األحياء األكثر‬

‫وظائف األجزاء المختلفة للمخلوقات التي يعقد مقارناته عليها‪.‬‬

‫يعرض مؤلف الكتاب إلى مفاهيم قد تكون جديدة على القارئ‪ ،‬ومن‬

‫على الصلة العميقة بين مختلف الكائنات الحية وكيفية معالجة هذا‬

‫ضمن هذه المفاهيم‪ ،‬آلية التطور التي أدت إلى ظهور األجناس المختلفة‪،‬‬

‫الشبه بين الكائنات الحية في أيامنا هذه والكائنات البائدة في األزمان‬

‫السحيقة التي تمتد إلى ‪ 3.5‬مليار سنة خلت‪.‬‬

‫وأثر هذه اآلليات في نشوء القدرات المختلفة التي تميز الكائنات الحية‬ ‫ً‬ ‫أحيانا السبب وراء كثير من العلل‬ ‫أحدها عن اآلخر‪ ،‬والتي قد تتضمن‬

‫وتعرض الفصول المختلفة من الكتاب األجزاء الرئيسية التي تعكس‬

‫ً‬ ‫محمال التطور والنشوء‬ ‫التي تصيب هذه الكائنات ومن ضمنها اإلنسان‪،‬‬

‫الشبه الكبير بين معظم الكائنات الحية من وجهة نظر تطورية‪ ،‬فهي‬

‫لألجناس من أسالف أجناس سابقة السبب وراء هذه العلل كالفواق‬

‫تعرض بشكل منظم كيفية تشكل المقبض واليدين‪ ،‬إضافة إلى التقارب‬

‫والفتق وغيرها من األمراض التي تصيبنا‪.‬‬

‫في تشكل نظام العظام للعضد والساعد واأليدي‪ .‬كما تسرد التشابهات‬

‫إن شمولية هذا الكتاب وتشريحه الدقيق للمقارنات التي يعقدها‬

‫التي وجدها نفر من العلماء بين جيناتنا نحن البشر‪ ،‬وجينات العديد‬ ‫ً‬ ‫بدءا بالبكتيريا؛ أقدم المخلوقات على وجه‬ ‫من الكائنات الحية األخرى‬

‫إضافة إلى تسلسله المنطقي في سرد األصول التاريخية لنشوء‬

‫ً‬ ‫وصوال إلى اإلنسان البدائي‪.‬‬ ‫األرض‪،‬‬

‫األنواع‪ ،‬واتخاذ الكاتب أسلوب السرد والتوضيح والمقارنة‪ ،‬يجعل منه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فريدا يستحق القراءة‪ ،‬فباإلضافة إلى طرحه الجديد للمكتشفات‬ ‫كتابا‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ونوعا‪،‬‬ ‫كما‬ ‫تتضمن الفصول األخرى من الكتاب كيفية تطور األسنان‪،‬‬

‫والرأس وعظام الجمجمة‪ ،‬وتصميم الجسد كخريطة مفصلة من الرأس‬

‫الحديثة في علم المستحاثات‪ ،‬يطرح هذا الكتاب أسس البحث العلمي‬

‫وظائف إضافية أو نسخ وظائف ال حاجة لها في أجسادنا‪ ،‬مقارنة بذلك‬

‫المجاالت المتعلقة بموضوعه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أستاذا‬ ‫يعمل مؤلف الكتاب بنسخته اإلنجليزية‪ :‬نيل شوبين‪،‬‬

‫الدقيق‪ ،‬ويشير إلى الصعوبات التي تواجه الباحثين في مختلف‬

‫إلى أسفل الجسد‪ ،‬كما تسرد كيفية تحور جيناتنا وتكيفها إلضفاء‬ ‫بين اإلنسان والحيوانات المختلفة‪ ،‬والحيوانات التي تعيش على البر‬ ‫والكائنات المائية‪ .‬وفي بحثه في تطور الكائنات الحية‪ ،‬يعرض الكتاب‬

‫إلى الشبه الشديد في أنظمة الرؤية الموجودة في الكائنات المختلفة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بدءا من الكائنات البحرية‬ ‫وكيفية تطور األعين لدى هذه األجناس‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى اإلنسان‪ .‬كما يسهب في الحديث عن األذنين‬ ‫الرخوية‪،‬‬

‫وكيفية توافق تراكييهما الداخلية مع التراكيب الداخلية لألذنين أو‬ ‫أشباه األذنين في الكائنات المائية‪ ،‬وكيفية تطور عظيمات السمع‬

‫الثالث وتحورها وتغير وظائفها للحصول على أجزاء األذن لدى اإلنسان‬ ‫والثدييات األخرى التي تساعده في السمع والحفاظ على االتزان وإدراك‬

‫وضعية الجسد في عالم ثالثي األبعاد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويلخص الكتاب في الفصل األخير ذلك كله موضحا بأمثلة بسيطة‬ ‫كيفية تكيف الكائنات الحية مع العوامل البيئية المحيطة‪ ،‬ومن ضمن‬ ‫هذه الطرق التكيفية نشوء نسخ مختلفة من الجينات التي تظهر صفات‬

‫شكلية جديدة لتمكنه من التعايش مع التغاير في بيئته المحيطة‪ ،‬إما‬

‫بتشغيل جينات معينة‪ ،‬أو إيقاف عملها‪ ،‬أو حتى حدوث طفرات متعددة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بدءا من‬ ‫أساسا لنشوء األنواع المختلفة وتباينـها‪.‬‬ ‫األمر الذي كان‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا كالثدييات‬ ‫وصوال إلى الكائنات األكثر‬ ‫المخلوقات وحيدة الخلية‬

‫للمستحاثات في جامعة شيكاغو‪ ،‬في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأستاذا في‬ ‫مشاركا في علم أحياء العضيات والنشوء‪،‬‬ ‫عميدا‬ ‫يعمل فيها‬ ‫لجنة بيولوجيا النشوء‪ .‬كما يرأس المتحف الحقلي في شيكاغو‪.‬‬

‫قام بترجمة الكتاب إلى العربية المهندس حسن غزالن‪ ،‬وهو أكاديمي‬

‫حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم الزراعية‬

‫تخصص اإلنتاج الحيواني من جامعة العلوم والتكنولوجيا األردنية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشرفا للمختبرات‪ ،‬وهو مهتم بالعلوم الطبيعية‪،‬‬ ‫حاليا‬ ‫التي يعمل فيها‬

‫وعلوم األحياء وعلم وظائف األعضاء المقارن‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫من مدارس الفن لبيوت المزادات ‪..‬‬

‫سبعة أيام في عالم الفن‪ ..‬اإلثنوغرافيا المسليـة لســــــــــ‬ ‫«سبعة أيام في عالم الفن» للمؤلفة سارة ثورنتون‪،‬‬

‫وقام بنقله للعربية د‪.‬صديق محمد جوهر‪ ،‬وصدر‬

‫الكتاب بالتعاون مع شركة التطوير واالستثمار السياحي‬ ‫بأبوظبي‪.‬‬

‫الثقافات الشفاهية إال أن آخرين يعتقدون أن هذا العصر‬ ‫ً‬ ‫نموا في ما ُيسمى بالتعليم المرئي أو الثقافة‬ ‫يشهد‬

‫هنا الفن إما أبيض أو أسود‪ ،‬بمعنى أن المزادات تسلط‬

‫المنافسين‪ ،‬إن عالم الفن عامة وسوق الفن خاصة هما‬

‫بشكل كبير على ما تراه العين‪ ،‬ولذلك تصبح عملية تعلم‬

‫والضبابية‪ ،‬ومن الجلي أن الفنانين والكتاب يميلون إلى‬

‫إال على النزر اليسير من أسرارهما‪ ،‬وحتى بعد أن يصبح‬ ‫ً‬ ‫جزءا من الدائرة الداخلية ذات الثقة سواء في‬ ‫المرء‬

‫البصرية‪ ،‬في هذا العصر يعتمد التطور الثقافي والمعرفي‬

‫يأتي نشر كتاب "سبعة أيام في عالم الفن" اإلثنوغرافيا‬

‫الثقافة مصحوبة بالمتعة وبكل ما يسر العين‪ ،‬كما ينبغي‬ ‫ً‬ ‫عابرا للحدود في زمن العولمة الذي‬ ‫القول بأن الفن أصبح‬

‫لمعرض فن أبوظبي الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة‬

‫تتخذ من الكلمات وسيلة للتواصل‪ ،‬فإن الفن يمكن أن‬ ‫ً‬ ‫جميعا حول‬ ‫يتحول إلى لغة عالمية فاعلة يفهمها الناس‬

‫المسلية لسارة ثورنتون ضمن مجموعة من المطبوعات‬ ‫الجديدة التي أطلقت على هامش فعاليات الدورة الثالثة‬ ‫والثقافة وشركة "التطوير واالستثمار السياحي"‪ ،‬وترتبط‬

‫المطبوعات ببعض المواضيع الرئيسية التي يغطيها‬ ‫البرنامج العام‪ ،‬مثل تاريخ الفن في الشرق األوسط‪،‬‬

‫وسوق الفن العالمي والفن العابر للثقافات‪.‬‬ ‫وقد حقق كتاب "سبعة أيام في عالم الفن" نجاحاً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا على المستوى العالمي‪ ،‬إذ ترجم إلى أربع عشرة لغة‪.‬‬

‫ً‬ ‫تماما‪،‬‬ ‫الجانب التجاري في هذا العالم فإن األمور مختلفة‬

‫ينطلق بسرعة البرق‪ ،‬وعلى عكس األشكال الثقافية التي‬

‫العالم بما يمتلكه الفن من قواسم مشتركة مع األنماط‬

‫الثقافية األخرى‪ ،‬والمفارقة هنا تكمن في أن شعبية الفن‬ ‫ً‬ ‫سعرا‪،‬‬ ‫قد ازدادت ألن المنتجات الفنية أصبحت أغلى‬

‫األضواء على مخرجات عالم الفن فتزيل عنها الغموض‬

‫إضفاء هالة من الغموض حول أنفسهم ويجدون متعة‬ ‫في ذلك وهم يعشقون المناطق الرمادية التي توفر لهم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مناسبا يشكلون من خالله رؤيتهم للعالم‪ ،‬أما السعر‬ ‫مناخا‬

‫الذي تحدده مطرقة الدالل في المزادات العلنية فإنه‬ ‫سعر ثابت ونهائي ال رجوع فيه‪ ،‬فال حديث هنا بعد‬ ‫حديث المطرقة‪.‬‬

‫إن الشوق إلى عالم الفنون يكمن في التعقيدات‬

‫والتشابكات التي ينطوي عليها هذا العالم الذي ُيسقط‬

‫لقد أصبحت المنتجات ذات األسعار المرتفعة تتصدر‬

‫كل الحواجز والفواصل المفترضة‪ ،‬ففي عالم الفن ال‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫غنيا وكأننا نعيش‬ ‫إحساسا‬ ‫في هذه األماكن‪ ،‬ويعطينا‬ ‫ً‬ ‫حقا من خالل سلسلة من القصص اليومية‬ ‫التجربة‬

‫االجتماعية المتميزة‪ ،‬وإبان فترة االنتعاش االقتصادي‬

‫أو بين الثقافة واالقتصاد أو بين ماهو فني و سياسي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فادحا لو‬ ‫ولكن من المؤكد أن المرء سوف يرتكب خطأ‬

‫على مستوى العالم من تحقيق أرباح بالمليارات‪.‬‬

‫الديمقراطية‪ ،‬إن عالم الفن ليس مجرد مدينة فاضلة‬

‫وطوكيو‪ ،‬كما يستكشف ديناميات اإلبداع والذوق والمال‬

‫المستنسخة فإن المنتجات الفنية األصلية أصبحت‬

‫ويأخذنا الكتاب إلى ما وراء الكواليس في عالم الفن‪ ،‬من‬ ‫ً‬ ‫مبينا لنا كيف يتم العمل‬ ‫مدارس الفن لبيوت المزادات‪،‬‬

‫باطنها فهي جزء من عملية الخداع وآلية تكسير عظام‬

‫عناوين الصحف واألخبار ونشرات األنباء‪ ،‬ومن ثم يتم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ورموزا للمكانة‬ ‫سلعا ترفيهية‬ ‫الترويج للفنون باعتبارها‬

‫توجد حواجز بين العمل واللعب أو بين المحلية والعالمية‬

‫عالمان مبهمان غامضان ال يتاح للمرء العادي االطالع‬

‫عالم الفن أو في متاهة األسواق الفنية فهذا اليعني أنه‬

‫مسموح له باالطالع على كافة األسرار والخبايا‪.‬‬

‫إن المنهجية المتبعة في هذا الكتاب والتي تستهدف‬

‫تسجيل األحداث التي وقعت على مدار سبعة أيام‬ ‫في عالم الفن هي انعكاس لرؤية المؤلفة عن طبيعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ديناميكيا أو آلية‬ ‫نظاما‬ ‫المجتمع الفني الذي ال يشكل‬

‫تعمل بطريقة سلسة‪ ،‬ولكنه يتألف من جماعات فرعية‬ ‫متناحرة ومتصارعة يؤمن كل منها بتعريفات مختلفة و‬ ‫متباينة للفن‪.‬‬

‫لقد اجتهدت المؤلفة في هذه الدراسة الستطالع‬

‫شتى اإلشكاليات التي اقترنت بعالم الفن من خالل طرح‬

‫اعتقد أن القائمين على عالم الفن يؤمنون بالمساواة أو‬

‫سبع سرديات ارتبطت أحداثها بست مدن تقع في خمسة‬

‫وفي عالم رقمي تتزايد فيه أعداد المنتجات الثقافية‬

‫لخوض التجارب الفنية الجديدة وتبادل األفكار ولكنه‬

‫يوميات في كل مدينة على حدة‪ ،‬بالنسبة للفصل األول‬

‫عندما تتراجع بعض جوانب المشهد الثقافي وتتوارى‬

‫تماثل في قيمتها العقارات واألراضي‪ ،‬ولذلك يسعى‬ ‫ً‬ ‫أصوال ثابتة لن تذهب أدراج‬ ‫األثرياء القتنائها باعتبارها‬

‫من الميدان‪ ،‬كما أنه مجتمع يسعى المرء فيه لتحقيق‬ ‫ً‬ ‫محدودا‪ ،‬إنه عالم‬ ‫شيء من التفوق الجزئي حتى لو كان‬

‫للمزادات العلنية في مركز روكفيلر في نيويورك‪ ،‬ويرى‬

‫العاشق للفن البصري والمرئي إلى مناطق أخرى في‬

‫على مغازلة شرائح جديدة من المجتمع لم يسبق لها‬

‫المرء في ذلك وقد يخرج من التجربة صفر اليدين‪.‬‬

‫لدفن األعمال الفنية ويعتقد هؤالء أن المزادات تشبه‬

‫في نيويورك ولوس أنجلس ولندن وبازل والبندقية‬

‫والتسويق والبحث عن معنى للحياة‪.‬‬

‫عن العيون لفترات قد تطول أو تقصر يتجه الجمهور‬ ‫الفضاء الثقافي في محاولة لتحدي األساليب البالية‬ ‫والطرائق التقليدية التي أصابت الوسط الثقافي‬

‫بالجمود والركود‪ ،‬وفي هذا السياق يجب االعتراف بأنه‬ ‫ً‬ ‫إلماما بالتعليم إال أننا ال‬ ‫وعلى الرغم من أننا أصبحنا أكثر‬

‫ً‬ ‫كثيرا‪ ،‬إن الثقافة في الوقت الحاضر أصبحت ثقافة‬ ‫نقرأ‬ ‫ُ‬ ‫مرئية بصرية تبث عبر شاشات العرض المختلفة ومن‬ ‫خالل فضاء اإلنترنت واليوتيوب‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن ثمة من يتباكى بل و يتفجع على‬

‫زوال زمن القراءة وحلول عهد جديد يراه هؤالء على أنه‬

‫بمثابة نكوص أو مشهد ارتجاعي إلى الماضوية وأزمنة‬

‫التي شهدتها سوق الفن فقد تمكنت شريحة األغنياء‬

‫الرياح‪ ،‬ولذلك حرصت صاالت وشركات المزادات العلنية‬ ‫أن ابتاعت منتجات فنية‪ ،‬وتحرص هذه الشركات على‬

‫تقديم وعود للزبائن بإمكانية إعادة بيع ما اشتروه‬

‫منها من تحف فنية إذا اقتضت الحاجة لذلك‪ ،‬ومن ثم‬

‫تولدت لدى المستثمرين الرغبة في شراء المنتجات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ناجحا‪ ،‬وهكذا تم‬ ‫استثمارا‬ ‫الفنية المعاصرة باعتبارها‬

‫عالم يقوم على التمييز الشخصي واستبعاد اآلخرين‬

‫يقتضي الجمع بين أشياء متنافرة و متفرقة‪ ،‬وقد يفلح‬ ‫إن عالم الفن المعاصر هو "عالم ُ‬ ‫الرتب الرفيعة"‪ ،‬لقد‬

‫أما الفصل الثاني (منتدى النقد الفني ) فيتناول بالدراسة‬

‫واألهمية التاريخية المفترضة وما شابه ذلك‪ ،‬ثمة‬

‫للفنون وهو حاضنة لجميع الفنون الجميلة‪،‬وفي رحابه‬

‫الضبابية والمتناقضات فال توجد في آفاق عالم الفن‬

‫باستمتاعه بها‪ ،‬ولكن البعض اآلخر ال يروق له هذه‬ ‫المكائد و الدسائس التي ال يمكن تحملها ألن ظاهرها غير‬

‫يركز على الجوانب االجتماعية للصداقة‬

‫الصداقة في العصور القديمة‬ ‫للكالسيكيات في جامعة نيويورك‪ .‬ويتناول الكتاب تاريخ الصداقة عند اإلغريق‬ ‫ً‬ ‫مرورا بالعصر الهلليني‪،‬‬ ‫والرومان منذ هوميروس حتى القرن السادس قبل الميالد‪،‬‬ ‫وانتهاءً بالصداقة في أوساط المسيحيين والوثنيين في القرن الرابع الميالدي‪.‬‬

‫ويعتمد المؤلف ديفد كونستان على الرصد الزمني التاريخي للتطورات التي طرأت‬

‫المخلص؟ متى يكون النقد ب ّناءً بين األصدقاء‪ ،‬وما الفرق بين الصديق الوفي والمرء‬

‫المتملق؟ هل هناك ارتباط بين التفرد والبوح الذاتي وحرية التعبير عن آراء خطيرة؟‬ ‫هل تميل العالقات بين اآلباء واألبناء‪ ،‬واألخوة‪ ،‬واألحباب‪ ،‬والعمال وأرباب العمل‪،‬‬ ‫إلى "إقصاء الصداقة"‪ ،‬ام أنه يمكن لشخصين أن يكونا شقيقين صديقين‪ ،‬أو زوجين‬

‫صديقين‪ ،‬أو عامل ورب عمل صديقين؟ وغير ذلك من األسئلة التي تثيرها هذه العالقة‬

‫على مفاهيم الصداقة‪ ،‬والمعايير المختلفة التي تميزها عن الروابط الودية األخرى‬ ‫ً‬ ‫عالميا‬ ‫في أدبيات األبحاث المعاصرة‪ ،‬ثم يعرض ألنواع األدلة المناقضة للرأي السائد‬

‫وبمناسبة صدور الترجمة العربية للكتاب بعث كونستان كلمة إلى مشروع "كلمة"‪،‬‬

‫ويركز الكتاب على الجوانب االجتماعية للصداقة‪ ،‬والمعايير التي تميزها عن العالقات‬

‫تتبوأ‪ ،‬على الدوام‪ ،‬المنزلة األسمى في الثقافة العربية‪ .‬وعند الشروع في الكتاب تمنيت‬

‫عن الصداقة في العصر القديم‪ ،‬على ضوء التحول األنثروبولوجي الحديث في فهمنا‬ ‫للمجتمعات القديمة‪.‬‬

‫األخرى‪ ،‬وال سيما الحب الذي يتسم بمشاعر الغيرة ونزعة التملك‪ .‬ويذكر تصنيف أرسطو‬ ‫للصداقة ضمن فئات ثالث‪ :‬صداقة تقوم على المنفعة‪ ،‬وهي عالقة عرضية تنقطع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سريعا بعد إشباع اللذة؛‬ ‫سريعا‪ ،‬وتذوي‬ ‫بانقطاع الفائدة؛ وأخرى تقوم على المتعة‪ ،‬فتنشأ‬

‫وثالثة تتأسس على الفضيلة‪ ،‬وهي الصداقة األبقى واألقدر على االستمرار‪ .‬وفي حال‬ ‫ً‬ ‫معا في عالقة واحدة‪ ،‬فتلك هي الصداقة األكمل في معانيها‬ ‫اجتماع األنواع الثالثة‬ ‫وتجلياتها‪.‬‬

‫وفي سياق خمسة فصول يحاول كونستان اإلجابة عن أسئلة ملحة تتعلق بموضوع‬

‫الصداقة‪ ،‬من قبيل‪ :‬هل تفترض الصداقة صيغة موحدة بين النساء والرجال؟ ما سمات‬ ‫ً‬ ‫عالميا‪ ،‬وما المزايا الواجب توفرها في الصديق‬ ‫الصداقة التي التي جرى التأكيد عليها‬

‫معأرض الجثث أو الثالجات التي توضع فيها جثث‬

‫بأمور‬ ‫بوادر شفافية بخصوص قضايا ومفاهيم تتعلق‬ ‫ٍ‬ ‫مثل الشهرة والسمعة والمصداقية واالنتماء لمؤسسات‬

‫في أوقات الركود االقتصادي‪.‬‬

‫ً‬ ‫أستاذا‬ ‫كتاب الصداقة في العصور القديمة‪ ،‬لمؤلفه ديفد كونستان الذي يعمل‬

‫البعض أن المزادات العلنية ليست سوى مقابر جماعية‬

‫األخيرة ‪.‬‬

‫احتياالت ومؤمرات تحاك في عالم الفن والبعض يعترف‬

‫تحديد معالمه‪ ،‬أما في المزادات العلنية التي تمثل‬

‫مثيرة وقعت أحداثها داخل إحدى القاعات المخصصة‬

‫تأسس هذا العالم على شكل نظام هرمي طبقي تحكمه‬

‫جلب كميات هائلة من السيولة المالية إلى سوق الفن‪،‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫رماديا يصعب‬ ‫فضاء‬ ‫إن عالم الفن بشكل عام يمثل‬

‫"المزاد العلني" فهو عبارة عن تقرير ُمفصل يصف أمسية‬

‫الموتى ذوي الهويات المجهولة بينما يرى آخرون أن‬

‫بعينها والتعليم والذكاء والثروة وحجم المقتنيات‬

‫وتظل القيمة االستثمارية للمنتجات الفنية قائمة حتى‬

‫أقطار مختلفة وتشتمل فصول الكتاب على تقارير تضم‬

‫اإلنسانية‪.‬‬

‫قال فيها‪" :‬بصفتي مؤلف كتاب عن الصداقة في العالم اإلغريقي ‪ -‬الروماني القديم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مترجما إلى اللغة العربية‪ ،‬ألن الصداقة‬ ‫ليس هناك شرف أعظم لي من رؤية كتابي‬ ‫بالفعل أن أتوسع في مناقشتي لتشمل الصداقة في التراث العربي‪ ،‬ولكن تبين لي أن‬ ‫ذلك خارج نطاق استطاعتي‪.‬‬

‫وقد سبق لي أن عشت سنتين في القاهرة‪ ،‬حيث درست اللغة العربية‪ ،‬ودرّ ست‬

‫الكالسيكيات في الجامعة األمريكية وجامعة عين شمس‪ .‬وحظيت في تلك الفترة‬

‫بصداقات ما زالت قائمة إلى اآلن‪ .‬وما أقصد قوله من كل هذا إنني اشتغلت على‬

‫دراسات مقارنة في التراثين العربي واألوروبي‪ ،‬وإنني أؤمن بأهمية تجاوز الحدود‬ ‫ٌ‬ ‫جهد في غاية األهمية‪،‬‬ ‫المصطنعة بين هذين التراثين‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬فإن "مشروع كلمة"‬ ‫أرحب به أشد ترحيب‪ ،‬وأعرب عن عظيم امتناني‪ ،‬ألصبح من المشاركين فيه‪".‬‬ ‫ترجم الكتاب علي ّللو‪ ،‬وقام بالمراجعة سعيد الغانمي‪.‬‬

‫المزادات تمثل مناطق حرة لعرض األعمال الفنية للمرة‬

‫والتحليل وقائع ندوة أسطورية في معهد كاليفورنيا‬ ‫يتحول الطالب إلى فنانين ويتعلمون أبجديات الحرفة‪،‬‬

‫و من الجدير بالذكر أن ثمة عالقة وطيدة تربط بين‬

‫الثراء الفاحش في صالة المزادات والميزانية المتواضعة‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪23‬‬

‫ـــــارة ثورنتون‬ ‫المخصصة لتطوير اإلبداع الفني في معاهد الفنون‪ ،‬وتقتضي‬

‫ُ‬ ‫ويشتمل هذا الفصل على المحادثات التي أجريت مع كبار النقاد‬

‫وآلياته‪.‬‬

‫مع عدد من المؤرخين في مجال الفنون حيث تم االطالع على‬

‫الضرورة فهم طبيعة كل منهما من أجل الولوج إلى عالم الفن‬

‫في مجال النقد الفني باإلضافة إلى تقارير عن اللقاءات التي تمت‬

‫وبشكل مماثل فإن الفصلين الثالث (معرض الفنون ) والسادس‬

‫آرائهم و رصدها‪ ،‬ومن بين الموضوعات التي تم التطرق إليها في‬

‫وأطروحات ذات صالت متعأرضة‪ ،‬فاألول يتعلق باستهالك‬

‫المتلقي باإلضافة إلى تأثير التقارير الفنية الصادرة عن مؤسسات‬

‫(زيارة إلى المرسم" يستعرضان إشكاليات ذات طابع تقابلي‬

‫المنتجات الفنية والثاني يتناول طرائق وسبل إنتاجها‪ ،‬وبينما يظل‬ ‫المرسم هو المكان األفضل لفهم نوعية اإلنتاج الفني لفنان واحد‬

‫بعينه‪ ،‬فإن معرض الفنون يمثل وسيلة لتسويق المنتجات الفنية‬

‫وعرضها بطريقة ال تخلو من المباهاة والخيالء أمام الجمهور مما‬ ‫يشتت األذهان ويسلب الحضور من قدرتهم على التركيز على أي‬ ‫عمل فني محدد‪.‬‬

‫ويستطلع الفصل الرابع الفعاليات المصاحبة لمراسم منح جائزة‬

‫واحد من‬ ‫تيرنر البريطانية يوم أن قررت هيئة المحكمين اختيار‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بين أربعة فنانين ممن أدرجت أسماؤهم في قائمة المرشحين‪،‬‬

‫كي يعتلي المنصة ويتسلم قيمة الجائزة في حفل ينقل عبر‬ ‫األثير وشاشات التلفاز‪ ،‬ويتطرق هذا الفصل لطبيعة المنافسة‬ ‫بين الفنانين وأهمية الحصول على أوسمة في مسيرتهم الفنية‬

‫والعالقات الناشئة بين األجهزة اإلعالمية والجهات المشرفة على‬ ‫المعأرض والمتاحف الفنية‪.‬‬

‫وفي الفصل الخامس (المجلة) يتم إلقاء الضوء من اتجاهات‬

‫شتى على األدوار التي تضطلع بها أقسام النقد الفني في المجالت‬

‫المتخصصة ومدى نزاهتها‪ُ ،‬‬ ‫ويستهل الفصل بدراسة اتجاهات‬

‫المحررين الذين يعملون في مجلة آرت فورام انترناشيونال‪،‬‬

‫وهي من أكبر المجالت التجارية ذائعة الصيت في عالم الفنون‪،‬‬

‫هذا الفصل دراسة تأثير صفحات الغالف في المجالت الفنية على‬

‫صحفية على صورة الفن والفنانين وطريقة دخولهم إلى سجالت‬ ‫التاريخ الفني‪.‬‬

‫وبينما تجري وقائع وأحداث الفصل السادس (زيارة إلى المرسم)‬

‫في ثالثة أماكن في اليابان فإن أحداث الفصل األخير "البينالي"‬ ‫تقع في مدينة فينيسيا (البندقية) اإليطالية إبان انعقاد أقدم‬

‫معرض دولي للفنون في العالم‪ ،‬و من المفترض أن يشجع (البينالي‪-‬‬ ‫معرض الفنون) روح المغامرة ويدفع عجلة عالم الفن إلى األمام‬ ‫حسب وجهة نظر المؤلفة‪ ،‬كما ينبغي أن يقوم البينالي بخلخلة‬

‫النظام وإلقاء أحجار عديدة في الماء الراكد‪ ،‬ليس من بين مهام‬

‫البينالي استنساخ كل ما هو تقليدي محافظ وال ينبغي أن يكون‬ ‫ً‬ ‫مناهضا لكل من يسعى للمجازفة‪.‬‬ ‫البينالي‬ ‫إن الولوج إلى عالم الفن يحتاج إلى بعض المهارات النادرة ومن‬ ‫ً‬ ‫أحكاما عامة على هذا العالم ومن المستحيل‬ ‫الصعوبة أن نطلق‬

‫أن نسبر أغواره‪ ،‬وعلى النقيض من الذهب واألحجار الكريمة‬ ‫واأللماس فإن الفن له قيمته الجمالية ولذلك فهو مميز ومثير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شيئا ما ولكن‬ ‫ألماسا فإنه يبيع‬ ‫ذهبا أو‬ ‫لإلعجاب‪ ،‬عندما يبيع المرء‬

‫عندما يبيع المرء فنه أو إبداعاته فإنه يبيع نفسه‪ ،‬هذا هو الفارق‬

‫بين الفن والمقتنيات الثمينة األخرى‪.‬‬

‫سارة نورنتون‬ ‫مؤلفة الكتاب سارة نورنتون باحثة وأكاديمية وصحفية كندية شهيرة‪ ،‬تقيم في لندن‪ ،‬حاصلة على درجة الدكتوراه في‬

‫علم االجتماع‪ ،‬ولها دراسات وبحوث في تاريخ الفن‪ ،‬شغلت عدة مناصب أكاديمية في الجامعات البريطانية‪ ،‬كما أن لها سلسلة‬

‫من المقاالت والدراسات عن تاريخ الفن نشرت في أهم الجرائد والمجالت الغربية مثل‪ :‬آرت فورام إنترناشيونال والغارديان‬ ‫ً‬ ‫كتابا بعنوان "نادي الثقافة" يتناول تاريخ الثقافة البريطانية المعاصرة‪ ،‬ومن‬ ‫واإليكونومست والصنداي تايمز‪ ،‬نشرت في عام ‪1996‬‬

‫أهم مؤلفاتها كتابها هذا‪ ،‬والذي ترجم إلى العديد من اللغات‪.‬‬

‫«موجز تاريخ الجنون» ‪ ..‬صورة كرونولوجية موجزة وافية‬ ‫«موجز تاريخ الجنون «للمؤرخ البريطاني روي بورتر‪.‬‬

‫يعرض الكتاب بصورة كرونولوجية موجزة ووافية‬

‫في آن‪ ،‬الكيفية التي قاربت بها الثقافة الغربية الجنون‬ ‫وعالجته‪ .‬وقد استطاع بورتر أن يحصر‪ ،‬بنجاح كبير‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قليال على مئتي صفحة‪،‬‬ ‫تاريخ الجنون في كتاب يزيد‬

‫ً‬ ‫منطلقا من العصر السابق على الكتابة حين نظر إلى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الجنون بوصفه تلبّسا شيطانيا‪ .‬وقد امتدت هذه‬

‫لالتجاه العقلي الطبيعي الذي قطع مع االتجاه فوق‬ ‫الطبيعي‪ .‬وهو يقيم‪ ،‬لهذه الغاية‪ ،‬صورة بانورامية تحشد‬

‫كثرة من اآلراء والمدارس التي عمدت إلى عقلنة الجنون؛‬ ‫ً‬ ‫بدءا من فالسفة اليونان؛ الذين انطلقوا في مقاربتهم‬

‫للجنون من فكرة األخالط األربعة‪ ،‬ثم عصر التنوير الذي‬ ‫ً‬ ‫تبعا لرؤية عقلية طبية‪ .‬ويبسط الكتاب‬ ‫قارب الجنون‬

‫معاني الجنون وموضوعاته الثقافية التي مثلت مادة‬

‫ً‬ ‫تبعا لمؤلف الكتاب‪ ،‬إلى‬ ‫االعتقادات فوق الطبيعية‪،‬‬ ‫كتب الطب المصرية وطب بالد ما بين النهرين‪ ،‬فضالً‬

‫يؤرخ لمأسسة الجنون التي شرعت بالظهور في القرن‬

‫بالجماجم المثقوبة التي تعود‪ ،‬في األغلب‪ ،‬إلى المئوية‬

‫حين احتجز – كما يروي بورتر – نصف مليون مريض‬

‫عن األسطورة والفن اإلغريقيين‪ .‬ويمثل بورتر على ذلك‬

‫الخامسة قبل الميالد‪ .‬فقد ثقبت هذه الجماجم كي تتيح‬ ‫ً‬ ‫تبعا لعلوم واعتقادات ذلك الزمان‪ ،‬للشياطين كي‬ ‫المجال‪،‬‬

‫تخرج من الجسد الذي تلبَسته‪ .‬ثم يعرض بورتر لبعض‬ ‫التعاليم األسطورية التي عززت هذا المنحى حين نظرت‬

‫إلى الجنون بوصفه ظاهرة «فوق طبيعية» (بما هو تلبس‬ ‫شيطاني)‪ ،‬وذلك عبر ما ّ‬ ‫بشرت به من سرود تحكي كيف‬

‫ثرية متحت منها الفنون واآلداب‪ .‬وال يفوت المؤلف أن‬

‫التاسع عشر‪ ،‬وبلغت ذروتها أواسط القرن التاسع عشر‬ ‫عقلي في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فصال أخيرا كرّ سه للحديث عن الطب‬ ‫ويعقد المؤلف‬ ‫ً‬ ‫العقلي الذي دعي القرن العشرين باسمه‪ ،‬مستعرضا العديد‬

‫من التطورات التي حدثت في هذا الحقل مثل ظهور‬ ‫المصحة العقلية وأفولها‪ ،‬وسياسات الحجز اإلجباري‪،‬‬

‫والوضعية العلمية‪ ،‬وما يدعيه التحليل النفسي من‬

‫أن الجنس البشري مغمور بالكائنات الروحية األخروية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أرواح الموتى والشياطين والعفاريت التي‬

‫من بعض العالجات المريبة مثل العالج بالتخليج‬

‫القرون الوسطى المحمومة لتعقب الساحرات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بدءا من الفصل الثالث في التأريخ‬ ‫وينخرط بورتر‬

‫عن تناوله البتكاراته الرئيسية في العالجات الدوائية‪.‬‬

‫تمتلئ بها حكايات الفالحين‪ ،‬وهو ما يفسر الحمالت في‬

‫مزاعم شفائية‪ ،‬و»خيرية» مهنة الطب العقلي‪ ،‬والجدوى‬

‫الكهربائي‪ ،‬وذلك الدور الذي اضطلع به الطب العقلي‬ ‫ً‬ ‫فضال‬ ‫في الضبط االجتماعي الجنسي لألقليات اإلثنية‪،‬‬

‫ويختم المؤرخ البريطاني كل ذلك بتقييم موجز لموقع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعالجيا‪ ،‬مع إطاللة القرن الحادي‬ ‫علميا‬ ‫الطب العقلي‪،‬‬

‫ً‬ ‫متسائال‪ :‬إن كان التاريخ المتنوع للطب‬ ‫والعشرين‪،‬‬ ‫العقلي يخبر عن أي قيمة لهذا المشروع؟‬

‫وقد ألف الكتاب روي بورتر (‪ ،)1946-2002‬وهو مؤرخ‬

‫بريطاني مرموق‪ ،‬عرف بإنتاجه الغزير في تاريخ الطب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محاضرا في جامعة كامبريدج حيث درّ س‬ ‫وعمل‬

‫التاريخ األوروبي‪.‬‬

‫كما حاضر في معهد ولكم لتاريخ الطب‪ ،‬وأصبح‬ ‫ً‬ ‫فضال عن ّ‬ ‫أستاذ التاريخ االجتماعي فيه‪،‬‬ ‫تقلده إدارة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حينا من الزمن‪ .‬وقد أنتج بورتر نحوا من المئة‬ ‫المعهد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتحريرا‪ .‬أهمها كتاب (تاريخ الطب) وظهر‬ ‫تأليفا‬ ‫كتاب‬

‫في غير برنامج إذاعي وتلفزيوني‪.‬‬

‫ترجم الكتاب ناصر مصطفى أبو الهيجاء‪ ،‬وهو مترجم‬

‫أردني له العديد من المقاالت والدراسات المترجمة‬ ‫في الصحف والمجالت العربيَّ ة التي تعنى بالعلوم‬

‫اإلنسانيَّ ة‪ ،‬وقد ترجم كتاب «التصورات الجنسية عن‬

‫الشرق األوسط « لمؤلفه ديريك هوبود (من منشورات‬ ‫كلمة)‪ ،‬وترجم باالشتراك مع الدكتور أحمد خريس كتاب‬

‫«إدوارد سعيد وكتابة التاريخ» لمؤلفه شيلي واليا (من‬ ‫منشورات أزمنة) ‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫«الكتب الممنوعة» للمؤلف ماريو إنفليزي‬

‫قوة الكتابة وتاريخ الرقابة في الحضارة الغربية‬

‫ّ‬ ‫ملخص إجمالي لتاريخ‬ ‫يهدف الكتاب إلى تقديم‬ ‫الرقابة على المطبوعات في الحضارة الغربية‪ ،‬متتبّعاً‬

‫المسار الشائك لحرية التعبير عن الرأي‪ ،‬وأنواع الرقابة‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫والكتاب‪ ،‬بما فيها من قيود على‬ ‫المسلطة على الكتب‬ ‫ّ‬ ‫المؤلف بالدراسة‬ ‫النشر بكافة أنواعه‪ .‬وإذ يتناول‬

‫والمعالجة نشأة الرقابة‪ ،‬وإعداد قوائم الكتب المحظورة‪،‬‬

‫ودور محاكم التفتيش حتى بزوغ شمس عصر التنوير‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فضال عما أنتجته‬ ‫جليا دور الالهوت في ذلك‪،‬‬ ‫فهو يبرز‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫المعرفة من أدوات ومؤسسات تولت شأن الرقابة‬

‫المشهورين‪ .‬وتشير أدوات الرقابة الرسمية كالقوائم‬

‫والمراسيم إلى مدى االضطراب الذي شهده المشهد‬

‫الثقافي واالجتماعي في النصف الثاني من القرن‬

‫في الحيز الرقابي رافقه انتشار للسوق السوداء للكتاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المقدسة‪ ،‬وانضمت‬ ‫فتراجعت القوة القمعية للمحكمة‬

‫كنيسة روما على تطبيق خطة شديدة اإلحكام للتأكد‬

‫دعاوى اإلصالح االجتماعي الخاصة بعصر التنوير‪ .‬غير‬

‫السادس عشر‪.‬‬

‫ويعرض الفصل الثالث لحدود الرقابة‪ ،‬وإصرار‬

‫من تطبيق القائمة والحفاظ على الخصائص المركزية‪،‬‬ ‫مما استدعى إعداد مشروع لجلب كل قوائم الكتب‬

‫المحظورة‪ ،‬التي جمعها المحققون إلى روما‪ ،‬وكل قوائم‬

‫ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول‪ ،‬يقدم الفصل‬

‫كتب مكتبات الطوائف الدينية المختلفة مما شكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثريا لقراءات رجال الدين والدومينيكان‬ ‫عاما‬ ‫مشهدا‬

‫فائق بين أفراد الشعوب المختلفة‪ ،‬والذين كانوا بمنأى‬

‫المقدسة على إقامة رقابة فعلية على تداول الكتب‬

‫األول تاريخ الرقابة الذي يرتبط بظهور قوة الكتاب‬

‫المطبوع جلية‪ ،‬واضحة‪ ،‬وقدرته على االنتشار بيسر‬ ‫في الماضي عن الثقافة المكتوبة‪ .‬غيرت الطباعة‪ ،‬وقيام‬

‫واليسوعيين‪ .‬ويشير المؤلف إلى عدم قدرة المحكمة‬

‫المحظورة‪ ،‬وندرة محاكمة األشخاص الذين وجدت في‬

‫نظام تجاري سرعان ما امتد إلى أطراف أوروبا كلها‪،‬‬

‫حيازتهم تلك المؤلفات‪.‬‬

‫اإلصدار المطبعي‪ ،‬وتحولت بعض مدن أوروبا إلى مراكز‬

‫حيث اشتدت الرقابة والنشاط الرقابي‪ ،‬اللذان تتم‬

‫من ظروف التالقح الفكري‪ ،‬فزادت كميات وعمليات‬ ‫للنشر يقصدها الناشرون والمؤلفون والقراء‪ ،‬ولقد أثار‬

‫ً‬ ‫كليا وإنما تراخت شدتها مما كان يعني‬ ‫انهارت الرقابة‬ ‫انفراجا واضحاً‬ ‫ً‬ ‫‪-‬بشكل جوهري‪ ،‬وفي كل الدول تقريبا‪ً-‬‬

‫َ‬ ‫السادس عشر بالتركيز‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫ويتناول الفصل األخير‬ ‫َ‬

‫ممارستهما عبر قنوات تشريعية صارمة‪ .‬إذ بلغ التعاون‬

‫الكنيسة‪ ،‬خالل والية البابا بيندكتوس الرابع عشر‪ ،‬إلى‬ ‫أن ذلك االنفراج النسبي في النصف الثاني من القرن‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما أثار في‬ ‫الثامن عشر‪ ،‬المتسم بطابع رسمي‪،‬‬

‫نفوس القراء الملل أو الرفض‪ ،‬حيث انتشرت حشود‬

‫المتعالمين‪ ،‬والكتب السيئة المطبوعة تحت الموافقة‬

‫واالمتياز الملكي‪ ،‬مما حمل الجمهور إلى توجيه النظر‬ ‫ً‬ ‫قادرا‬ ‫نواح أخرى‪ ،‬صوب ما يبدو من بيانات النشر‬ ‫صوب‬ ‫ٍ‬ ‫على استدعاء غير المألوف‪ ،‬والمخالف للقواعد‪.‬‬ ‫ويؤكد الكتاب أنه ورغم التطورات الحاصلة بشأن‬

‫تراجع الرقابة في أوروبا لم يتم إقرار حرية النشر‬ ‫ً‬ ‫رسميا إال مع صدور "إعالن حقوق اإلنسان والمواطن"‬

‫في باريس في ‪ 26‬أغسطس عام ‪1789‬م‪ ،‬الذي تضمّ ن أن‬

‫بين محكمة التفتيش وجامعتي ساالمانكا وألكاال‪ ،‬اللتين‬

‫"تبادل الفكر الحر‪ ،‬واآلراء‪ ،‬أحد حقوق اإلنسان األكثر‬ ‫ً‬ ‫تقديرا‪ ،‬ويحق لكل مواطن أن يتحدث ويكتب وينشر‬

‫ويتناول الفصل الثاني قوائم الكتب الممنوعة التي‬

‫عمل محاكم التفتيش بعد ذلك إلى التعويل على ذاتها‪.‬‬

‫التي نصت عليها القوانين"‪.‬‬

‫شملت مطبوعات ذات انتشار واسع وال تتعأرض في‬ ‫ّ‬ ‫وامتد الجدل‬ ‫شيء مع القضايا الالهوتية الشائكة‪.‬‬

‫الممارسات الرقابية قد تجاوزت كل حد‪ ،‬حيث خضعت‬

‫وباحث إيطالي يدرس في جامعتي ميالنو والبندقية‪،‬‬

‫لكن في أعقاب ذلك – ووفقا للمؤلف ‪ -‬حصل سعي‬

‫وتداول المطبوعات في أوروبا الحديثة‪ ،‬ونشر في هذا‬

‫ذلك قلق الكنيسة فسعت إلى إقرار مبادئ عامة لرقابة‬ ‫استباقية يخضع لها اإلنتاج األوروبي المطبوع كله‪.‬‬

‫ّ‬ ‫أعدها أساتذة الالهوت‪ ،‬ورعتها محاكم التفتيش‪ ،‬والتي‬

‫إلى شرعية قراءة التوراة بين العامة‪ ،‬كما دخل العلم‪،‬‬

‫واألدب حيز عمل المراقبين‪ ،‬وتعرضت بعض أكثر‬ ‫ّ‬ ‫المنقحين‬ ‫المؤلفات األدبية شهرة إلى التحريف على يد‬

‫كانتا تتوليان مهمة تحديد الهرطقة‪ ،‬مداه‪ ،‬ثم اتجه‬

‫وفي األعوام األخيرة من القرن السادس عشر‪ ،‬كانت‬

‫للمراقبة مؤلفات باللهجة الشعبية‪ ،‬وأعمال دينية شعبية‪،‬‬ ‫وكتابات أكاديمية‪ ،‬وعلمية‪.‬‬

‫الدولة لفرض سلطتها على المطبوعات‪ ،‬ومع ذلك ما‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفقا للحاالت‬ ‫تجاوزا‪،‬‬ ‫بحرية كاملة في ما عدا ما ُيعد‬ ‫الكتاب من تأليف ماريو إنفليزي‪ ،‬وهو أستاذ جامعي‬

‫النشر في البندقية في القرن الثامن عشر" (ميالنو ‪،)1989‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا على كتابة تاريخ اإلعالم السياسي‪.‬‬ ‫ويعكف‬

‫ويتولى في الوقت الحالي منصب كرسي تاريخ الطباعة‬ ‫ً‬ ‫طويال بقضايا الرقابة على المؤلفات‪،‬‬ ‫والنشر‪ .‬اهتم‬

‫اإليطالي الحديث في كلية اآلداب‪ ،‬في جامعة حلوان‪.‬‬

‫الصدد العديد من الدراسات واألعمال من بينها "صناعة‬

‫المترجمة هي وفاء عبد الرؤوف البيه‪ ،‬أستاذة األدب‬

‫لها العديد من الدراسات المنشورة‪ ،‬سبق لها وأن ترجمت‬

‫رواية "المسيح توقف عند إيبولي" لكارلو ليفي ‪،2010‬‬

‫ورواية "أنطونيو الجميل" لفيتاليانو برانكاتي ‪.2010‬‬

‫المقارن لألنظمة السياسية األوروبية‬ ‫يصدر عن اإليطاليةالتاريخ‬ ‫َ‬

‫«السياسة األوروبية في القرن العشرين»‬ ‫«السياسة األوروبية في القرن العشرين» للمؤلف اإليطالي باولو‬

‫المختلفة وكيفية مواجهتها من التيارات السياسية المتعددة حتى‬

‫ّ‬ ‫تطور األنظمة السياسية‬ ‫يستعرض الكتاب ويحلل في ستة فصول‬ ‫ً‬ ‫بدءا من أزمة نهاية القرن‪ ،‬والمقصود هنا ما الح في األفق‬ ‫في أوروبا‬

‫المؤلف مرحلة انتقالية في تاريخ السياسة األوروبية‪ ،‬تميزت بالبحث‬

‫اندالع الحرب العالمية األولى‪ .‬وأما الفصل الثالث فيتناول ما يعتبره‬

‫بومبيني وترجمه إلى العربية ناجي رزق‪.‬‬

‫عن أشكال جديدة لمؤسسة الدولة‪ .‬وينقلنا الفصل الرابع إلى الفاشية‬

‫من مظاهر تعثر مرّ بها النظام السياسي الليبرالي في نهاية القرن التاسع‬ ‫ً‬ ‫جدال حول طبيعة هذا النظام وأدى إلى التشكيك في صحة‬ ‫عشر مما أثار‬

‫بمفهومها العام ونشأة وتطور وسياسات النازية والفاشية‪ ،‬ثم يستعرض‬

‫الفصل الخامس ّ‬ ‫رد الليبرالية األوروبية على التحديات الفاشية‪ ،‬وينقلنا‬ ‫بالتالي إلى الحرب العالمية الثانية‪ .‬يتناول الفصل السادس واألخير فترة‬ ‫ً‬ ‫انتصارا لألنموذج الليبرالي الديمقراطي من‬ ‫ما بعد الحرب والتي تمثل‬

‫أسس الليبرالية المتعارف عليها حتى تلك الفترة‪ ،‬شملت األزمة قضايا‬ ‫محورية وكانت نقطة انطالق دراسات فلسفية وسياسية واجتماعية‬

‫ً‬ ‫أشكاال مختلفة باختالف الدول‪،‬‬ ‫خالل عملية إعادة بناء سياسي اتخذ‬

‫ّ‬ ‫مقدمتها المشاركة الشعبية والتمثيل العمومي‬ ‫حول هذه القضايا وفي‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫الذي اتفقت عليه أوروبا بكاملها‬

‫ويختتم بإشارة سريعة إلى تطورات األنموذج الدستوري األوروبي‬

‫ً‬ ‫وانطالقا من هذه االختالفات قسم الكاتب الفصول حسب الفترات‬ ‫ً‬ ‫الزمنية‪ ،‬وبالتالي األنظمة السياسية المختلفة‪ ،‬مقسما الفصول بعد‬

‫وتطوراته‪.‬‬

‫ّ‬ ‫يقدم المؤلف استعراضه هذا بشكل يبتعد فيه عن األكاديمية‪ ،‬وإن‬ ‫احتفظ بدقتها‪ ،‬ليجعل عمله يسير القراءة على غير المتخصصين أيضا‪ً،‬‬

‫ذلك إلى محاور فرعية للتعريف بـ«اللعبة السياسية» في كل بلد أو‬

‫ما يكسبه أهمية خاصة في مرحلة تعاني فيها أوروبا من أزمة ال يعتبرها‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬أو ربما في‬ ‫المحللون اقتصادية أو مالية فحسب بل وسياسية‬

‫مجموعة بلدان تشابهت فيها التوجهات‪ ،‬وبالتالي كان من الطبيعي أن‬ ‫ُي ّ‬ ‫سلط الضوء على النظام السياسي البريطاني الذي غدا لفترة طويلة‬

‫ً‬ ‫أنموذجا للدول األوروبية األخرى في قضايا عديدة‪ ،‬أو السياسة األلمانية‬

‫المقام األول‪.‬‬

‫وتطوراتها خالل الفترة الزمنية التي يغطيها الكتاب‪ ،‬وهناك بالطبع فرنسا‬

‫مؤلف الكتاب باولو بومبيني من مواليد مدينة بولزانو اإليطالية عام‬ ‫ً‬ ‫أستاذا في التاريخ المقارَ ن لألنظمة السياسية األوروبية‪،‬‬ ‫‪ ،1948‬يعمل‬

‫يجد قارئ الكتاب نفسه أمام عمل تاريخي من جهة‪ ،‬يسرد فيه المؤلف‬

‫واألنظمة السياسية في التاريخ المعاصر» ‪« ،1994‬اللجنة الدستورية‪:‬‬

‫وانعكاسات تركيباتها السياسية على أوروبا‪ ،‬دون الحديث عن أوروبا‬

‫الالتينية مع متابعة دقيقة للسياسة وأنظمتها في إيطاليا وإسبانيا‪.‬‬

‫في كلية العلوم السياسية في جامعة بولونيا‪ .‬من مؤلفاته‪« :‬األحزاب‬

‫بالتسلسل الزمني تاريخ النظام الليبرالي في أوروبا‪ ،‬وتحليل غير مباشر‬ ‫من جهة أخرى ألنظمة بعينها وسياسات محددة في فترات تركت‬ ‫بصمات ال تمحى على تاريخ أوروبا والعالم‪ .‬وتكفي اإلشارة إلى الحربين‬

‫العالميتين‪ ،‬وإلى النازية ثم الشيوعية وانهيارها‪ .‬إال أن تأريخ بومبيني‬ ‫لألنظمة السياسية ال يخلو من مساهمة موسوعية الطابع‪ ،‬حيث يتمكن‬

‫القارئ من التعرف على مسيرة «مصطلحات» أصبح استخدامها اليوم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبديهيا دون إدراك كثيرين لنشأتها ومعناها الحقيقي‪ ،‬ينطبق‬ ‫متداوال‬

‫مشكلة تاريخية وسياسية»‬

‫هذا على أحداث مهمة ُيطلع الكتاب القارئ عليها من خالل سرد تحليلي‪،‬‬

‫ودرامي إلى حد كبير في الوقت نفسه‪ ،‬مثل باريس أو جمهورية فايمر‬ ‫األلمانية‪.‬‬ ‫ويستعرض الفصل األول أعراض أزمة الليبرالية في نهاية القرن‬

‫التاسع عشر‪ ،‬بينما يتعمّ ق الثاني في أشكال هذه األزمة في الدول‬

‫‪1995‬‬

‫و»الدولة والسياسة» ‪ .1997‬يدير‬

‫المؤلف مجلة «أبحاث في التاريخ السياسي»‪.‬‬

‫قام بترجمة الكتاب إلى العربية ناجي رزق‪ ،‬مترجم وسينمائي من‬

‫مصر يقيم في روما‪ ،‬درّ س اإلخراج في جامعات إيطالية وعمل مع‬ ‫تليفزيونات ووكاالت أنباء مختلفة من بينها تلفزة «الراي» اإليطالية‬ ‫ً‬ ‫مترجما مع سهيلة طيبي «كيف تصنع‬ ‫ووكالة «آجي» اإليطالية‪ .‬صدر له‬

‫فيلما؟» لفيدريكو فِ ّليني في إطار مشروع «كلمة» ‪2010‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪25‬‬

‫كلمة‬ ‫وعالم السينما‬

‫ترجمة الكتاب‬ ‫السينمائي‬ ‫إلى العربية‬ ‫محطات وطموحات‬

‫مقدمة‬

‫أتت ترجمة الكتب السينمائية األجنبية إلى اللغة العربية التي بدأت بالظهور في خمسينات القرن الماضي استجابة لحاجة ماسة لدى صناع‬

‫السينما‪ .‬في مقالتنا هذه سنتوقف عند أهم المحطات التي شهدت حركة نشطة لترجمة الكتاب السينمائي من اللغات األجنبية إلى العربية‪ .‬من‬

‫القاهرة في عقدي الخمسينات والستينات التي كانت أول محطة انطلقت منها حركة ترجمة الكتب السينمائية‪ .‬إلى بيروت وعقد الثمانينات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أخيرا إلى أبو ظبي حيث «مشروع كلمة»‬ ‫بدءا من عقد التسعينات وسلسلة «الفن السابع»‪ .‬لنصل‬ ‫حيث سلسلة «المكتبة السينمائية»‪ ،‬ثم دمشق‬

‫الطموح والتواق لترجمة الكتب المتميزة في مختلف المجاالت المعرفية واألدبية والفنية ومنها السينما‪ .‬وإذا كنا قد اكتفينا بهذه العواصم األربع‬

‫فهذا ال يعني أن بقية العواصم العربية قد خلت من ترجمة الكتب السينمائية‪ ،‬وإنما ألن مثل هذه الكتب‪ ،‬على قلتها‪ ،‬لم تصلنا (في سورية) بسبب‬

‫القطيعة الثقافية بين البلدان العربية‪ ،‬أو على األقل بين تلك البلدان وسورية‪ .‬ونخص هنا العراق‪ ،‬الذي شهد حركة ترجمة واسعة خالل نصف‬

‫القرن األخير‪ ،‬لكن مثل هذه الكتب لم تستطع اجتياز الحدود العراقية السورية بسبب القطيعة التاريخية بين جناحي حزب البعث الحاكم في‬ ‫البلدين‪ ،‬والتي أدت إلى قطع العالقات بين البلدين على كل المستويات على مدى ما يقرب من أربعة عقود‪.‬‬

‫مصر ودور الريادة‬

‫تفتقر المكتبة العربية إلى بيبليوغرافيا سينمائية تبين تاريخ صدور أول‬ ‫ً‬ ‫بسيطا يبين أن‬ ‫كتاب مترجم عن السينما إلى اللغة العربية‪ .‬لكن استقصاء‬

‫مرحلة الخمسينات والستينات شهدت صدور عدد من الكتب السينمائية‬ ‫المترجمة في مصر‪ .‬ولعل أول المترجمين في هذا المجال هو المخرج‬ ‫صالح التهامي (‪ ،)1997 - 1922‬الذي يعتبر ثاني رواد مخرجي األفالم الوثائقية‬

‫في مصر بعد سعد نديم (‪ .)1980 –1920‬وربما يقول قائل هنا إن رائد السينما‬

‫(أحد المواقع اإللكترونية يشير إلى أن هذا الكتاب صدر في عام ‪ 1945‬وهذا‬ ‫خطأ)‪ .‬وغريرسون هو أحد أهم رودا السينما التسجيلية وأول من اطلق هذا‬

‫المصطلح «السينما التسجيلية» على هذا النوع من السينما‪ ،‬وذلك في سياق‬

‫مقالته عن فيلم روبيرت فالهرتي «نانورك رجل الشمال»‪ .‬ومن هنا يكتسب‬ ‫هذا الكتاب أهميته‪ .‬وهو يضم مجموعة مختارة من المقاالت التي كتبها‬

‫غريرسون عن السينما التسجيلية بين عامي ‪ .1945 – 1930‬شهد عام ‪1962‬‬

‫صدور كتابين في مصر األول بعنوان «كيف تخرج األفالم للهواة»‪ .‬تأليف‬

‫المصرية هو محمد بيومي‪ ،‬وهذا صحيح‪ ،‬لكن رائد السينما الوثائقية أو‬ ‫ً‬ ‫متفرغا إلخراج األفالم‬ ‫التسجيلية هو سعد نديم الذي أمضى حياته كلها‬

‫تونى روز‪ ،‬وترجمة محمد عبد هللا الشفقى‪ ،‬ومراجعة فريد المزاوي‪ .‬وصدر‬

‫الكتاب الذي صدر عام ‪ 1957‬عن دار الفكر في القاهرة وكان للمخرج الروسي‬

‫الثاني فكان بعنوان «رجال السينما» تأليف أوزويل بليكستون‪ ،‬ترجمة أحمد‬

‫ً‬ ‫فيلما‪ .‬ترجم صالح التهامي‬ ‫التسجيلية‪ ،‬حيث أخرج ما يزيد عن ثمانين‬

‫فيسفولد بودوفكين بعنوان «الفن السينمائي»‪ ،‬والذي ترجمه عن اإلنكليزية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فصال منه يتحدث عن تقنية‬ ‫وكان المخرج المصري صالح أبو سيف ترجم‬ ‫المونتاج ونشره في إحدى المجالت المصرية‪ .‬مما يعكس أهمية هذا‬ ‫ً‬ ‫عموما‪ .‬أما الكتاب اآلخر‬ ‫الكتاب بالنسبة لعملية اإلبداع واإلنتاج السينمائي‬

‫عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر‪ .‬أما‬ ‫الحضري‪ ،‬ومراجعة أحمد كامل مرسي‪ ،‬وصدر عن دار النهضة العربية‪ .‬بعد‬

‫عام صدر عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر‬ ‫كتاب المخرج السينمائي السوفييتي الشهير سيرغي ايزنشتين «مذكرات‬ ‫مخرج سينمائي» بترجمة أنور المشري ومراجعة كامل يوسف‪ .‬أما عام‬

‫الذي صدر في مرحلة الخمسينات في القاهرة فكان بعنوان «صناعة األفالم‬

‫‪ 1964‬فشهد صدور كتابين عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر‪.‬‬

‫ومراجعة أحمد كامل مرسى‪ .‬وصدر عن دار القلم عام ‪ .1959‬ويتضح من‬

‫ومراجعة فريد المزاوي‪ .‬والثاني بعنوان «صنع األفالم» تأليف روبيرت‬

‫الثاني الذي يعلم اإلخراج السينمائي بعد كتاب بودفكين المذكور أعاله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كتبا سينمائية أخرى ترجمت في مصر أو غيرها‬ ‫عدا هذين الكتابين لم نجد‬

‫في عام ‪ 1966‬لم نعثر سوى على كتاب مترجم واحد بعنوان «الفيلم‬

‫وأصوله الفنية» تأليف رايموند سبوتر‪ .‬ترجمة محمد علي ناصف ومراجعة‬

‫باالنتقال إلى مرحلة الستينات نجد صالح التهامي يتابع رحلته في‬

‫أي كتاب سينمائي مترجم صدر في مصر عام ‪ 1967‬نجد أنه في العام التالي‬

‫«فن الفيلم» تأليف إرنست لندجرن؛ والذي صدر في القاهرة عن مؤسسة‬

‫أخرجه فرانسوا تروفو‪ ،‬وترجمة الناقد السينمائي سمير فريد‪ ،‬وصدر عن‬

‫من السيناريو إلى الشاشة» تأليف أندرو بوكانان؛ ترجمة أحمد الحضري‬

‫خالل العنوان أهمية هذا الكتاب في تلك الفترة‪ .‬فكان هذا هو الكتاب‬

‫من البلدان العربية وصدرت في مرحلة الخمسينات‪.‬‬

‫كتب ‪ :‬ناصر ونوس‬

‫ً‬ ‫أيضا أحمد كامل مرسي وصدر عام ‪1965‬‬ ‫فورسيث هاردي‪ ،‬والذي راجعه‬

‫ترجمة الكتب السينمائية إلى جانب عمله كمخرج سينمائي‪ .‬فترجم كتاب‬

‫كامل مهدي للطباعة والنشر‪ ،‬سلسلة األلف كتاب‪ ،‬عدد ‪ 247‬عام ‪ 1960‬بمراجعة‬ ‫أحمد كامل مرسي‪ .‬وبعده كتاب «السينما التسجيلية عند غريرسون» تأليف‬

‫األول بعنوان «اللغة السينمائية» تأليف مارسل مارتن وترجمة سعد مكاوي‬

‫وجين بنديك‪ ،‬وترجمة محمد علي ناصف ومراجعة منيرة ناصف‪.‬‬

‫منيرة ناصف‪ .‬وصدر عن الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ .‬وفي حين لم نجد‬

‫صدر كتابان األول بعنوان «فهرنهايت ‪ »451‬وهو سيناريو هذا الفيلم الذي‬

‫مطبعة الجريدة التجارية المصرية‪ .‬أما الثاني فكان بعنوان «ماهي السينما»‬

‫تأليف أندريه بازان وترجمة ريمون فرنسيس ومراجعة أحمد بدرخان‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫كلمة‬ ‫وعالم السينما‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫والنشر‪ .‬في العام الذي تاله صدر كتاب بعنوان «تحليل أفالم رينيه كلير»‬

‫مستمرة في الصدور‪ ،‬وبلغ عدد الكتب التي صدرت صمنها حتى اآلن نحو‬ ‫ً‬ ‫كتابا‪ ،‬تناولت الفن السينمائي من مختلف جوانبه‪ .‬فنجد الكتب‬ ‫مئة وخمسين‬

‫طوسون‪ ،‬وصدر عن دار الكاتب العربى للطباعة والنشر‪ .‬الدار التي أصدرت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شبيها له بعنوان «تحليل أفالم جان رينوار» (بقلم طلبة معهد‬ ‫كتابا‬ ‫أيضا‬

‫ومايكل أنجلو أنطونيوني وأندريه تاركوفسكي ولويس بونويل وروبير‬

‫وصدر عن مكتبة األنجلو المصرية باالشتراك مع مؤسسة فرانكلين للطباعة‬ ‫تأليف طلبة المعهد العالى للدراسات السينمائية في باريس‪ ،‬وترجمة حليم‬

‫التي كتبها المخرجون السينمائيون أنفسهم وتناولت تجاربهم ومذكراتهم‬ ‫ً‬ ‫كتبا بأقالم كل من فيدريكو فيلليني‬ ‫ورؤيتهم للسينما‪ ،‬فوجدنا في هذا السياق‬

‫الدراسات السينمائية العليا في باريس)‪ .‬ترجمة أنوبيس شنودة ومراجعة ربيع‬

‫بريسون وأكيرا كيروساوا وإنغمار بيرغمان وجان رينوار وأندريه فايدا وإيليا‬ ‫ً‬ ‫مدرسا لكتابة السيناريو)‪ ،‬كما وجدنا‬ ‫كازان وغابرييل غارسيا ماركيز (بوصفه‬

‫واصلت القاهرة ترجمة ونشر الكتب السينمائية بوتيرة أعلى والتي تتناول‬

‫وفرانسوا تروفو وبيير باولو بازوليني وروبيرت التمان وألفريد هتشكوك‬

‫غيث‪ .‬تلك هي أهم الكتب السينمائية المترجمة التي صدرت في مصر خالل‬

‫عقدي الخمسينات والستينات التي استطعنا العثور عليها‪ .‬بعد تلك الفترة‬

‫هذا الفن من مختلف جوانبه‪ .‬وهنا تبرز السلسلة التي بدأ بإصدارها عام ‪2002‬‬

‫مركز الفنون في مكتبة اإلسكندرية تحت عنوان «دراسات سينمائية»‪ ،‬والتي‬

‫صدر ضمنها حتى اآلن عشرات الكتب السينمائية المترجمة‪ .‬كما أن المركز‬ ‫ً‬ ‫عددا من الكتب السينمائية المترجمة الهامة أبرزها‬ ‫القومي للترجمة أصدر‬ ‫كتاب «موسوعة تاريخ السينما في العالم» تأليف جيوفري نوويل سميث في‬ ‫ثالثة مجلدات‪ .‬ترجم المجلد األول مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬بينما ترجم‬

‫المجلدين الثاني والثالث أحمد يوسف‪ .‬وأشرف على ترجمة المجلدات الثالثة‬ ‫وراجعها الناقد السينمائي والمترجم هاشم النحاس‪.‬‬

‫ً‬ ‫كتبا عن هؤالء المخرجين أنفسهم وغيرهم مثل ساتياجيت راي وفريتزالنغ‬

‫وجون فورد‪ .‬وهناك الكتب التي تتحدث عن السينما في عدد من البلدان‬

‫مثل‪ :‬السينما اإليرانية والسينما اليابانية والسينما اإلسكندنافية والسينما‬

‫األمريكية وغيرها‪ .‬وهناك الكتب التي تتناول نظرية السينما مثل‪« :‬السينما‬ ‫ً‬ ‫فنا» و»مدخل إلى سيميائية الفيلم» و»مالحظات في السينماتوغرافيا» و»علم‬

‫نفس وعلم جمال السينما» و «الفيلم كفيلم» و»الصورة – الحركة أو فلسفة‬ ‫الصورة» و»السينما التجريبية» و»جماليات موسيقى األفالم»‪ .‬وهناك الكتب‬

‫التعليمية لكتابة السيناريو مثل‪« :‬لغة السيناريو من الفكرة إلى الشاشة»‬

‫و»فن كتابة السيناريو» و «األسس العلمية لكتابة السيناريو» و»كيف تحكى‬

‫الحكاية» و»نزوة القص المباركة»‪ .‬كما أصدرت السلسلة مجموعة من نصوص‬

‫بيروت و»المكتبة السينمائية»‬

‫أما في بيروت فنجد أن عقد الستينات شهد صدور كتابين للمؤرخ‬

‫السيناريوهات ألهم األفالم العالمية مثل سيناريو فيلم «المدرعة بوتمكين»‬

‫الزينشتين‪ ،‬وسيناريو فيلم «المواطن كين» ألورسون ويلز‪ ،‬وسيناريو فيلم‬

‫السينمائي جورج سادول‪ .‬األول هو «السينما في البلدان العربية»(‪.)1966‬‬

‫«المرآة» لتاركوفسكي‪ ،‬وسيناريو فيلم «السقف» لفيتوريو دي سيكا‪ ،‬وسيناريو‬

‫إبراهيم الكيالني‪ ،‬وصدر في بيروت عن دار عويدات للنشر والطباعة عام‬

‫مجيدي‪ .‬وهذه ليست سوى أمثلة قليلة عن الكتب السينمائية المترجمة التي‬

‫والثاني هو «تاريخ السينما في العالم» بترجمة الكاتب والمترجم السوري‬ ‫‪ .1968‬وظل هذا الكتاب المرجع الوحيد في اللغة العربية عن تاريخ السينما في‬

‫العالم إلى أن صدر في مصر الكتاب المذكور أعاله «موسوعة تاريخ السينما‬ ‫في العالم»‪.‬‬

‫فيلم «الحياة حلوة» لفيدريكو فيلليني‪ .‬وسيناريو فيلم «لون الفردوس» لمجيد‬

‫صدرت ضمن سلسلة «الفن السابع» في سورية‪ .‬لتكون هذه السلسلة بذلك‬

‫ظروف الحرب األهلية‪ .‬إلى جانب دار الطليعة في بيروت أصدرت دار‬

‫نقل تجربة هذه الصناعة من البلدان المتقدمة‪ ،‬وهنا بدأ البحث عن الكتب‬

‫التي تعلم صناعة السينما في كل جوانبها‪ ،‬وتم البدء بترجمتها‪ .‬لكن ما يمكن‬

‫للباحث أن يأخذه على مجمل الكتب السينمائية التي صدرت في اللغة‬

‫العربية منذ الخمسينات حتى اآلن يمكن حصره في مسألتين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال إن جل هذه الكتب تعاني من الفوضى في ترجمة المصطلحات‬

‫والمسميات السينمائية سواء في أسماء المخرجين أو أسماء أفالمهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نظرا لغياب قاموس سينمائي متفق عليه من قبل مترجمي السينما‬ ‫وذلك‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ ،‬ولغياب المترجم الذي لديه الخبرة في السينما ً‬ ‫وعلما والمتخصص‬ ‫فنا‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ .‬وهنا نستثني الكتب التي ترجمها نقاد أو‬ ‫بترجمة الكتب السينمائية‬

‫مخرجو السينما‪ .‬وكنت قد تحدثت عن هذا الموضوع في مقدمتي لترجمة‬

‫كتاب «صناعة األفالم الوثائقية» الذي صدر عن «مشروع كلمة»‪ .‬ويمكن لمن‬ ‫ً‬ ‫عددا من الكتب لم يترجم عن‬ ‫يشاء الرجوع إلى تلك المقدمة‪ .‬إضافة إلى أن‬

‫لغته األصل وإنما عن لغة وسيطة مما يزيد من احتمال وقوع األخطاء في‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا الكتب التي صدرت في المرحلة‬ ‫الترجمة‪ .‬وهذا ما حدث بالتأكيد‪،‬‬

‫األولى وأخص بالذكر هنا كتاب بودفكين «الفن السينمائي» وكتاب ايزنشتين‬

‫«مذكرات مخرج سينمائي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثانيا إن الكتب التي ترجمت ركزت على السينما الغربية عموما على حساب‬

‫سينما العالم الثالث في أمريكا الالتينية وأفريقيا وآسيا‪ ،‬وحتى على حساب‬

‫السينما في الصين واليابان والهند‪ .‬فمن ضمن هذا الكم الكبير من الكتب‬ ‫ً‬ ‫كتابا‬ ‫السينمائية المترجمة ال نجد أي كتاب عن السينما اإلفريقية‪ .‬وال نجد‬

‫إضافة إلى األخطاء الطباعية‪ .‬ونذكر هنا كتابين على سبيل المثال‪ ،‬األول‬

‫«المكتبة السينمائية» وكان يشرف عليها الناقد السينمائي إبراهيم العريس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كتبا عن كبار المخرجين العالميين مثل ألفريد هيتشكوك وفرنشيسكو‬ ‫وضمت‬ ‫ً‬ ‫روزي وإنغمار بيرغمان‪ .‬وكتبا عن األفالم الكبرى مثل «المحاكمة» إخراج‬

‫الفارابي كتاب «اإلحساس السينمائي» لسيرغي ايزنشتين عام ‪ ،1975‬الذي‬

‫فيها صناعة السينما في المرحلة الموازية‪ .‬فكان البد للمخرجين في مصر من‬

‫عام ‪ 2005‬بعنوان «آفاق السينما الصينية» إعداد كريس بيري وترجمة الشريف‬

‫السلسلة يعتريها الكثير من المآخذ؛ فهناك عدد من الكتب التي تعاني من‬

‫هو «الكتابة السينمائية» تأليف بيير مايو‪ ،‬الذي ترجمه عن الفرنسية قاسم‬

‫بيرغمان‪ .‬كما ضمت دراسات مثل «علم جمال السينما» لهنري آجيل‪ .‬توقفت‬ ‫ً‬ ‫عموما بسبب‬ ‫هذه السلسلة مع تعثر حركة النشر في دار الطليعة وفي لبنان‬

‫منها األجيال الالحقة كما حدث في فرنسا أو غيرها من البلدان التي بدأت‬

‫المشروع العربي األهم لترجمة الكتب السينمائية دون منازع‪ .‬لكن هذه‬

‫مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات صدر في بيروت عدد من الكتب‬

‫أورسون ويلز لرواية كافكا المعروفة باالسم نفسه‪ .‬و «الصمت» إلنغمار‬

‫لوميير‪ .‬لكن صناعة السينما في مصر لم تؤسس لخبرة يمكن أن تستفيد‬

‫ً‬ ‫مترجما عن السينما في القارة األمريكية الالتينية رغم عراقة هذه السينما‬ ‫كتابا واحداً‬ ‫ً‬ ‫وأهميتها والعدد الكبير للدول التي تشملها القارة‪ .‬وال نجد سوى‬

‫األخطاء في الترجمة سواء ترجمة العبارات أو المصطلحات أو المسميات‪،‬‬

‫السينمائية‪ ،‬أهمها سلسلة الكتب التي أصدرتها دار الطليعة تحت عنوان‬

‫وقت مبكر‪ ،‬بل بعد فترة وجيزة من اختراعها على يد الفرنسيين األخوين‬

‫المقداد‪ .‬والثاني هو «السينما اإليرانية» تأليف حميد دباشي الذي ترجمه عن‬

‫اإلنكليزية عارف حديفة‪.‬‬

‫أبو ظبي والمشروع الطموح‬

‫عن السينما الصينية‪ ،‬وهو الكتاب الذي صدر في مصر عن مكتبة االسكندرية‬ ‫خاطر‪ .‬وهو في األساس كتاب قديم صدر في مطلع السبعينات من القرن‬

‫الماضي في اللغة اإلنكليزية‪ ،‬وبالتالي يتوقف هناك‪ .‬وعن السينما الهندية ال‬

‫نجد سوى الكتابين الذين صدرا ضمن سلسلة الفن السابع في دمشق األول‬ ‫تأليف ساتياجيت راي وترجمة عبد الكريم ناصيف بعنوان»أفالمنا وأفالمهم»‪،‬‬ ‫والثاني عن ساتياجيت راي نفسه بعنوان «سينما ساتياجيت راي» ترجمة ناصر‬

‫خالل عام ‪« 2011‬بدأ مشروع كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫ونوس والذي صدر عام ‪( 2001‬يعتزم مشروع كلمة إعادة نشر هذا الكتاب لكن‬

‫«صناعة األفالم الوثائقية» تأليف مخرج األفالم الوثائقية باري هامب وترجمة‬

‫ال نجد أي كتاب مترجم رغم أهمية السينما الهندية وأن اإلنتاج السينمائي‬

‫بإصدار الكتب السينمائية المترجمة‪ ،‬وصدر منها حتى اآلن خمسة كتب هي‪:‬‬

‫بترجمة لطبعته الثالثة المزيدة والمنقحة)‪ .‬أما عن السينما الهندية ككل فإننا‬

‫الهندي يصل إلى ثالثمئة فيلم في السنة الواحدة‪ .‬أما السينما اليابانية فنجد‬

‫ترجمه عن اإلنكليزية سهيل جبر وراجعه إبراهيم فتحي‪ .‬و»أحاديث حول‬

‫ناصر ونوس‪ ،‬والثاني بعنوان «جماليات الفيلم» لمجموعة من المؤلفين‬

‫الذي ترجمه عن الروسية الناقد السينمائي عدنان مدانات‪ ،‬وصدر عام ‪.1981‬‬

‫السينمائي الفرنسي فرنسوا تروفو‪ ،‬ترجمة السعيد بوطاجين‪ .‬والرابع هو‬

‫بقلم المخرج األشهر أكيرا كوروساوا بعنوان «مايشبه السيرة الذاتية» وترجم‬

‫أريستاركو‪ ،‬وترجمة عدنان علي‪ .‬والخامس للسينمائي اإليطالي فيدريكو‬ ‫ً‬ ‫فيلما» ترجمة ناجي رزق وسهيلة طيبي‪ .‬وسبق‬ ‫فيلليني بعنوان «كيف تصنع‬

‫اليابانية في النقد السينمائي العربي» إعداد سمير فريد‪ .‬والثالث عن المخرج‬

‫اإلخراج السينمائي» ألحد أهم مخرجي السينما السوفيتية ميخائيل روم‪.‬‬

‫دمشق وسلسلة «الفن السابع»‬

‫ً‬ ‫وخصوصا‬ ‫لم تكن سورية بعيدة عن نشر الكتب السينمائية المترجمة‪،‬‬

‫وزارة الثقافة‪ .‬التي نشرت العديد من هذه الكتب في السبعينات والثمانينات‪.‬‬

‫ومع بداية التسعينات بدأت المؤسسة العامة للسينما التابعة لوزارة الثقافة‬ ‫السورية بإصدار سلسلة «الفن السابع» بإشراف الزميل والصديق بندر عبد‬

‫الحميد‪ .‬وكان أول كتاب في هذه السلسلة هو كتاب من تأليف أحد رواد‬

‫الواقعية السينمائية الهندية‪ ،‬وهو «ساتياجيت راي»‪ ،‬بعنوان «أفالمنا‬ ‫وأفالمهم» بترجمة عبد الكريم ناصيف‪ ،‬وصدر عام ‪ .1991‬ومازالت السلسلة‬

‫من كتاب «جماليات الفيلم»‬

‫الفرنسيين‪ ،‬وترجمة ماهر تريمش‪ .‬والثالث «أفالم حياتي» للناقد والمخرج‬

‫«الواقعية الجديدة والنقد السينمائي» للناقد السينمائي اإليطالي غويدو‬

‫لهذا الكتاب أن صدر ضمن سلسلة الفن السابع في دمشق عام ‪.2001‬‬

‫فوضى المصطلحات وسينمات غائبة‬

‫إن حركة ترجمة الكتب السينمائية من اللغات األجنبية إلى اللغة العربية‬

‫أتت كما أسلفنا استجابة لحاجة ملحة لدى المبدعين السينمائيين وصناع‬

‫عنها أربعة كتب ثالثة صدرت في دمشق ضمن سلسلة الفن السابع‪ ،‬األول‬

‫عن لغة وسيطة هي البلغارية وصدر عام ‪ .1996‬والثاني بعنوان «السينما‬

‫«أوزو»‪ .‬بينما صدر الرابع في مصر وتضمن محاورات أيمن يوسف مع عدد‬ ‫من المخرجين اليابانيين‪ .‬أما السينما في بقية دول القارة اآلسيوية فليس لها‬

‫أي ذكر على خارطة الكتب السينمائية المترجمة إلى العربية‪ .‬وبالتالي فإن أي‬

‫مشروع لترجمة الكتب السينمائية إلى العربية يجب أن تكون من أولوياته‬ ‫ترجمة الكتب السينمائية التي تعنى بالسينما في تلك البلدان‪ .‬بلدان القارات‬ ‫الثالث‪ :‬األمريكية الالتينية واإلفريقية واآلسيوية‪.‬‬

‫السينما في مصر والوطن العربي‪ .‬صحيح أن السينما بدأت في مصر في‬

‫تأليف‪ :‬جاك أمون‬

‫كل فيلم هو فيلم روائي‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مخالفا لسلوك مشاهد فيلم روائي‪ ،‬ذلك‬ ‫سلوكا‬ ‫إلى فرجة‪ .‬فال يسلك مشاهد لفيلم وثائقي‪،‬‬

‫تتمثل ميزة الفيلم الروائي في تمثل شيء خيالي معين‪ ،‬أي قصة‪ .‬وحين نفكك سيرورته‪،‬‬

‫أنه يعلق كل نشاط لكون الفيلم غير الواقع ولكونه يتيح بهذه المناسبة تأجيل كل فعل وكل‬ ‫ً‬ ‫أيضا حاضر في الفرجة‪.‬‬ ‫تصرف‪ .‬فكما يدل على اسمه‪ ،‬هو‬

‫األول‪ .‬كذلك هو الفيلم الروائي‪ ،‬ال واقعي مرتين‪ :‬ال واقعي لكونه يمثل (المتخيل)‪ ،‬وال واقعي‬

‫(حتى وان اتخذ الشكل الجدي للتفكير) بما أنه ال يطلب من المشاهد إال تلقي صور وأصوات‪.‬‬

‫نتبين أن الفيلم الروائي ينطوي على تمثل مزدوج‪ :‬فالديكور والممثلون‪ ،‬يمثلون وضعية هي‬ ‫المتخيل‪ ،‬أي القصة المحكية‪ .‬أما الفيلم ذاته فيمثل في شكل صور متجاوزة ذاك التمثل‬ ‫بالطريقة التي يمثله بها (صور أشياء أو ممثلون)‪.‬‬

‫بالتأكيد‪ ،‬تمثل الفيلم أكثر واقعية‪ ،‬بفضل الثراء اإلدراكي و«أمانة» التفاصيل‪ ،‬من أصناف‬

‫ومنذ اللحظة التي تتحول فيها ظاهرة ما إلى مشاهدة‪ ،‬يفتح الباب أمام حلم اليقظة‬

‫بقدر ما يقترب الفيلم‪ ،‬بوساطة العدة السينمائية وبوساطة لوازمه ذاتها‪ ،‬من الحلم‪ ،‬دون أن‬ ‫يختلط مع ذلك به‪ ،‬يصبو مشاهد الفيلم أكثر إلى حلم اليقظة‪.‬‬

‫التمثل األخرى (رسم‪ ،‬مسرح‪ )..‬بيد أنه في الوقت نفسه ال يتيح رؤية غير رسوم‪ ،‬وأطياف‬ ‫ً‬ ‫فعال هذه السلطة التي تقضي «بتغييب» ما تعرضه لنا‪:‬‬ ‫مسجلة أل«ياء هذ ذاتها غائبة‪ .‬فللسينما‬

‫ً‬ ‫دائما طابع العجب لواقع ليس له‬ ‫بيد أنه‪ ،‬ناهيل عن أمر أن كل فيلم يشاهد ويعرض‬

‫حيث يأتي ليرتسم‪ .‬أما في المسرح فإن من يمثل ومن يضفي الداللة (ممثلون‪ ،‬وديكور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خياليا‪ .‬أما في السينما فإن‬ ‫حقا عندما يكون ما هو ممثل‬ ‫وإكسسورات) حقيقي ويوجد‬ ‫َ‬ ‫والممثل كالهما خيالي‪ .‬بهذا المعنى فإن كل فيلم‪ ،‬فيلم متخيل‪ ،‬أما الفيلم الصناعي‬ ‫الممثل‬

‫ً‬ ‫تبعا بمثابة سند‬ ‫داللة على شيء آخر‪ ،‬ومن قبل محمول في متخيل اجتماعي ويهب نفسه‬

‫«تغيبه» في الزمن وفي الفضاء بما أن المشهد المسجل كان قد حدث وأنه جرى خارج الشاشة‬

‫والفيلم العلمي كالوثائقي فكل ينضوي تحت هذا القانون الذي يقضي بأن على كل فيلم‬ ‫ً‬ ‫واقعيا الذي يمثله ويحيله‬ ‫بوساطة مواده التعبيرية (صورة متحركة‪ ،‬صوت) أن يحيل ال‬

‫أن يبلغني وأجد أمامه نفسي في موقع المعصوم‪ ،‬ثمة أسباب أخرى ألجلها ال يستطيع ال‬ ‫ً‬ ‫كليا من المتخيل‪ .‬بداية ألن كل شكل هو من قبل‬ ‫الفيلم العلمي وال الفيلم الوثائقي اإلفالت‬

‫لمتخيل صغير (بخصوص هذه النقطة وفيما يتعلق بالتعارض بين السردي والالسردي) ومن‬ ‫ً‬ ‫غالبا الفائدة من الفيلم العلمي أو الفيلم الوثائقي في حقيقة أنهما يقدمان‬ ‫ناحية أخرى تكمن‬

‫لنا جوانب مجهولة للواقع الذي هو كذلك من المتخيل أكثر مما هو من الواقع‪ .‬أتعلق األمر‬ ‫بالجزئيات الالمرئية للعين المجردة أم بالحيوانات الغرائبية ذات العادات العجيبة‪.‬‬


‫كلمة‬ ‫وعالم السينما‬

‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪27‬‬

‫«الواقعية الجديدة والنقد السينمائي»‬

‫غويدو أريستاركو‬ ‫للناقد السينمائي اإليطالي المشهور ِ‬ ‫«الواقعية الجديدة والنقد السينمائي» الذي يمثل خالصة نقدية لتلك الموجة السينمائية التي شهدتها‬

‫إيطاليا في العقد ‪1955 /1945‬‬

‫والتي ال تزال تشكل مصدر إلهام لدى الكثير من السينمائيين والمخرجين‪،‬‬

‫غويدو أريستاركو (‪ ،)1996 - 1918‬وقام بنقله إلى العربية األستاذ‬ ‫الكتاب من تأليف الناقد السينمائي اإليطالي ِ‬ ‫عدنان علي‪.‬‬

‫يعالج الكتاب ظاهرة سينمائية لطالما لفتت انتباه ّ‬ ‫النقاد والسينمائيين أال وهي موجة الواقعية الجديدة‬

‫في السينما اإليطالية‪ ،‬إذ تشير عبارة الواقعية إلى أعمال ذات إيديولوجيات متنوعة بنتائج فنية متفرقة‪ ،‬تم‬

‫ربطها بخلفية مشتركة‪ ،‬لتسهل العودة إليها عند البحث في االنقطاع الذي يفصل بين الحاضر والماضي‪.‬‬

‫على ذلك األساس‪ ،‬نشأت الحركة التي ساهمت فيها دوافع مختلفة؛ فأفالم الواقعية الجديدة ذات طابع‬

‫شعبوي لعرض المشاكل الحياتية؛ وهي رغبة صادقة في التحديث تدل على وعي باستعادة الحرية‪ .‬وفي‬

‫أماكن عديدة أخرى‪ ،‬كانت تلك الحركة السينمائية تبحث تارة في الثقافة عن خميرة تعجن بها أعمالها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وطورا في إعادة اكتشاف القيم الحية والعملية‪.‬‬

‫ً‬ ‫أعواما في المراجعات النقدية لألفالم‪ ،‬جعلت اسمه يقترن بأسماء أشهر‬ ‫غويدو أريستاركو‬ ‫قضى ِ‬ ‫المخرجين اإليطاليين وأفالمهم‪ ،‬كما سبق له أن ّ‬ ‫درس تاريخ النقد السينمائي في جامعة السابيينسا بروما‪،‬‬ ‫وهو مؤسس مجلة «السينما الجديدة» المشهورة‪ ،‬وله العديد من األعمال المنشورة منها‪« :‬العالم الجديد‬

‫للصورة اإللكترونية» ‪ 1985‬و»السينما الفاشية» ‪ ،1996‬وبرغم ما حظيت به بعض األفالم مثل «سارق‬ ‫ّ‬ ‫تهتز» من شهرة‪ ،‬فإنه يعود الفضل إلى‬ ‫«الحس»‪« ،‬الوسواس»‪« ،‬األرض‬ ‫الدراجة»‪« ،‬روما مدينة مفتوحة»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غويدو أريستاركو في معالجتها من زاوية نقدية منذ ظهورها األول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫أعد ترجمة كتاب «الواقعية الجديدة والنقد السينمائي» عدنان علي‪ ،‬وهو مترجم وصحافي من مواليد‬

‫العراق ‪ 1957‬يقيم في روما‪ ،‬ترجم العديد من األعمال من اللغة اإليطالية إلى العربية‪ ،‬من ضمنها «الدستور‬ ‫اإليطالي‪.‬‬

‫«جماليات الفيلم» ‪..‬‬

‫الحصيلة النظرية ألهم المقاربات والنظريات السينمائية‬ ‫يقدم هذا الكتاب الحصيلة النظرية ألهم المقاربات والنظريات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ونقدا‪ ،‬ويسعى في جميعها إلى‬ ‫عرضا‬ ‫السينمائية التي يتناولها‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مرورا بالمشهد‬ ‫بدءا باللقطة‬ ‫تبسيط أهم مراحل صناعة الفيلم‬

‫إلى المقطع والتركيب والمجال واإلطار فيظهر اختالفاتها في‬ ‫ً‬ ‫فنيا‬ ‫األمر وتبعات تلك االختالفات على اإلنتاج السينمائي‬ ‫ً‬ ‫وسوسيولوجيا‪ ،‬كما يسعى إلى تناول ظاهرة الفيلم من زوايا‬

‫ً‬ ‫معا الفيلم السينمائي‪ :‬التمثل الصوتي والبصري‬ ‫مختلفة تشكل‬ ‫للصورة السينمائية‪ ،‬والتركيب باعتباره لغة للفيلم‪ ،‬وإشكالية السرد‬

‫والالسرد في السينما وعالقته بالحكاية والحكائية والرواية‪ ،‬ومنه‬ ‫ً‬ ‫خالفا للغات األخرى‪ ،‬كما يقدم‬ ‫يخلص إلى بناء اللغة السينمائية‬

‫األخرى البصرية‪ ،‬له كتابات عديدة في بيوغرافيات مختلفة ‪-‬‬

‫وخاصة أيزنشتاين – وتحاليل كثيرة لألفالم‪ ..‬من أهم مؤلفاته‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أستاذا بجامعة‬ ‫حاليا‬ ‫«العين األبدية» و»تحليل األفالم» ‪ ،‬يعمل‬ ‫ً‬ ‫ومديرا لمعهد‬ ‫باريس ومعهد الدراسات العليا للعلوم االجتماعية‬

‫تاريخ السينما‪.‬‬

‫ً‬ ‫أستاذا بجامعة باريس‬ ‫*آالن برغاال‪ :‬أبرز النقاد الفرنسيين عمل‬ ‫ورئيس تحرير كراسات السينما‪ ،‬تخصص بدراسة السينمائي‬ ‫ً‬ ‫كتبا ودراسات عديدة حوله‪،‬‬ ‫الشهير جان لوك غودار حيث ألف‬

‫ً‬ ‫كتبا تعليمية عن السينما للناشئة‪ ،‬أهم كتاباته في‬ ‫كما ألف‬

‫السينما‪« :‬السينما معراة»‪ ،‬و»فرضية السينما‪ :‬كتيب لتفسير‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫عميقا لعالقة الفيلم بالمشاهد من خالل ضروب‬ ‫تحليال‬ ‫الكتاب‬

‫السينما في المدرسة»‪ ،‬و»كراسات السينما»‪.‬‬

‫تماه‪ ،‬وهي المسأله التي تجعل من السؤال‬ ‫بالواقعية أو وهم أو‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في السينما وعنها أمرا راهنا على الدوام‪.‬‬

‫للبحوث التاريخية في السينما‪ ،‬اختص بتاريخ السينما وله‬

‫العالقة التي تربطه بالصورة المرئية سواء كانت عالقة ارتسام‬

‫قام بتأليف الكتاب أربعة مؤلفين مميزين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫*جاك أومون‪ :‬بدأ حياته في مجال السينما مهندسا في مؤسسة‬

‫*ميشال ماري‪ :‬أستاذ بجامعة باريس‪ ،‬ترأس الجمعية الفرنسية‬

‫في ذلك مؤلفات عديدة أهمها‪« :‬الموجة الجديدة»‪ ،‬و»السينما‬

‫الصامتة عن كراسات السينما» ‪ ،‬كما نشر مقاالت عديدة في‬

‫تحليل األفالم‪.‬‬

‫اإلذاعة والتلفزة الفرنسية‪ ،‬حيث قام خالل تلك الفترة بإخراج‬

‫*مارك فيرني‪ :‬أستاذ الدراسات السينمائية بجامعة «دنيس ديدرو»‬

‫الفرنسية منذ أواسط السبعينيات‪ ،‬ومحاضر بجامعات بركلي‬

‫كثيرة في مؤلفات جماعية حول السينما وصورها واألرشيف‬

‫بعض األفالم التجريبية والصناعية‪ ،‬وهو مدرس بالجامعات‬ ‫ولشبونة وماديسون‪ ،‬تخصص في العالقة بين السينما‬

‫والتجسيم ومن ثم في إدراك الصور السينمائية مقارنة بالفنون‬

‫ومستشار لدى المعهد القومي للسينما في فرنسا‪ ،‬له مساهمات‬

‫السينمائي‪ ،‬عرف بكتابه األشهر «صور الغياب»‪.‬‬

‫ويذكر أن الكتاب من ترجمة ترجمة‪ :‬د‪.‬ماهر تريمش‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫كلمة‬ ‫وعالم السينما‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫الترجمة السينمائية واختصار المسافات‬ ‫* بقلم‪ :‬ناجي رزق‬ ‫السينما عالم بالغ االتساع وسريع التطور‪ ،‬سيستمر خالل العقود القليلة القادمة‬

‫على األقل‪ ،‬ودون شك‪ ،‬في جذب جمهور واسع‪ ،‬بل وفي كونه أحد عناصر ثقافة‬

‫عصرنا‪ ،‬رغم ما يطرأ عليه من تغيرات‪ ،‬سواء في الشكل أو في المحتوى‪ .‬وكي‬

‫نتمكن من إجراء تقييم حقيقي ألهمية الكتابة في السينما‪ ،‬وبالتالي حول ترجمة‬ ‫أعمال «سينمائية» أجنبية إلى اللغة العربية‪ ،‬يتوجب علينا تحليل بعض الحقائق‬ ‫الناتجة عن هذا التطور‪ ،‬الذي أدى بالضرورة إلى تبدل تركيبة واهتمامات القراء‬ ‫المحتملين لكتب حول هذا الفن‪ ،‬سواء كانت تلك األعمال مترجمة أو أصلية‪ ،‬مع‬

‫تتبع تطلعاتهم‪.‬‬

‫تنطلق تأمالتي‪ ،‬التي أحاول اآلن ترتيبها من نقطة أعتبرها أساس أي نشاط‬

‫تحريري أو تثقيفي أو تعليمي‪ ،‬بل وحتى فني‪ ،‬وهي لمن أتوجه؟ ومن هو جمهوري‬

‫وماذا ينتظر مني؟ وهنا يأتي االختالف في جمهور «األدبيات السينمائية»‪ ،‬والناتج‬

‫كما ذكرت سابقا من التطور «الطبيعي» لفن ال يزال في صباه‪.‬‬

‫«صناعة األفالم الوثائقية ‪ ..‬دليل عملي‬ ‫للتخطيط والتصوير والمونتاج»‬ ‫كتاب «صناعة األفالم الوثائقية ‪ ..‬دليل عملي للتخطيط‬

‫والتصوير والمونتاج» تأليف باري هامب‪ ،‬وترجمة ناصر ونوس‪.‬‬ ‫عن مشروع كلمة للترجمة‬

‫يقع الكتاب في ‪ 600‬صفحة من القطع الكبير ويتوزع على‬ ‫ً‬ ‫فصال‪ ،‬إضافة إلى تسعة مالحق‪،‬‬ ‫سبعة أقسام تضم ثالثة وثالثين‬ ‫وبيبليوغرافيا وفيلموغرافيا وفهرس عام‪ ،‬وقاموس المصطلحات‬ ‫السينمائية الواردة فيه‪.‬‬

‫يأتي القسم األول ليعرف بمفهوم السينما الوثائقية ويتحدث‬

‫عن نشأتها وتطورها‪ ،‬ويشرح كيف أن صناعة الفيلم الوثائقي‬ ‫ً‬ ‫إطالقا‪،‬‬ ‫تبدو بغاية البساطة لكنها في الحقيقة ليست كذلك‬

‫من هو جمهور اليوم؟ هذا أول األسئلة التي أعتقد أن علينا التعمق في اإلجابة‬

‫ويعرف الفيلم الوثائقي بأنه»عمل تواصلي يعتمد على الحقيقة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سجاال بصريا»‪ ،‬في الوقت نفسه يتحدث عما هو ليس‬ ‫التي تنتج‬

‫ً‬ ‫مقارنة ببضع عقود مضت‪ ،‬حيث يعتقد كثيرون أن شراء كاميرا رقمية‬ ‫كثيرين‪،‬‬

‫أما القسم الثاني فموضوعه التخطيط للفيلم الوثائقي‪ ،‬وهنا‬ ‫ً‬ ‫بدءا‬ ‫يتحدث المؤلف عن كل ما تتطلبه صناعة الفيلم الوثائقي‬

‫عليها‪ ،‬نظرا لتنوع هذا الجمهور وظهور فئات جديدة منه‪ .‬فالتقنيات الحديثة‬ ‫ً‬ ‫أمرا في متناول‬ ‫جعلت «تنفيذ» الفيلم ـ وأتجنب هنا عن عمد استخدام كلمة إخراج ـ‬

‫واقتناء أو استعارة أو تحميل (أو حتى سرقة) برنامج للمونتاج كاف لتنفيذ عمل‬

‫سينمائي‪ .‬وبالتالي من الطبيعي لمثل هؤالء أن يستعينوا بكتب هي من وجهة‬

‫نظرهم مجرد كتيبات إرشادية لكيفية استخدام هذه الوسائل التقنية الحديثة‪.‬‬

‫نتحدث هنا دون شك عن شبان يقتحمون عالم السينما بعفوية وحماس وعدم‬ ‫خبرة‪ ،‬وستكون الكتب تقنية الطابع‪ ،‬أي شبه «التعليمية»‪ ،‬وسيلتهم وأول ما يبحثون‬ ‫عنه‪ .‬أسمح لنفسي هنا بتخيل شخصية نموذجية لهذه الفئة‪ ،‬ألستنتج أنه سيبحث‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثائقيا‪.‬‬ ‫فيلما‬

‫من التصور األولي للفيلم وانتهاء بإنجاز نسخته النهائية‪.‬‬

‫في القسم الثالث يتحدث المؤلف عن ماهية الفيلم الذي سيتم‬ ‫ً‬ ‫موضوعا غاية في األهمية وهو‬ ‫عرضه للمشاهدين‪ ،‬وهنا يتناول‬

‫ما يسميه بـ «الدليل البصري»‪ .‬فالفيلم الوثائقي ليس مجرد إجراء‬

‫مقابالت مع «خبراء» وسرد قصة تشرح الصور المعروضة‪ ،‬بل هو‬

‫أن تعرض للمشاهد الدليل البصري على وقوع الحدث وجريانه‬

‫وتصوره في مكان وزمان حدوثه‪.‬‬

‫بشكل تلقائي عن كتب مترجمة وليست مكتوبة باللغة العربية‪ ،‬وذلك على األرجح‬

‫أما القسم الرابع فيخصصه المؤلف عن كتابة الفيلم الوثائقي‪،‬‬

‫على أرض الواقع أيضا‪.‬‬

‫وفي القسم الخامس يتحدث المؤلف عن كل ما يتطلبه تصوير‬

‫لكون التقنيات وتطوراتها «سلعة مستوردة» بالضرورة في أذهان كثيرين‪ ،‬وربما‬ ‫إال أن هذا الشاب وبعد تنفيذ أعماله األولى سيكتشف جانبا آخر من هذه «اللعبة»‬

‫وفيه «كل شيء عما يجب كتابته وعما يقوم به الكاتب»‪.‬‬

‫الفيلم الوثائقي وإخراجه‪ ،‬والتعامل مع الممثلين ومع الناس من‬

‫الجديدة‪ ،‬جانبا سيعتبره بطلنا تقنيا بدوره‪ ،‬وأعني هنا القواعد األولية للسرد‬

‫غير الممثلين‪.‬‬

‫بيولوجية ونفسية‪ ،‬لتتحول إلى أدوات تعبير فني‪ .‬هذا برأيي نوع آخر من األدب‬

‫مرحلة ما بعد التصوير وكيف يتم فيها تنظيم جميع األجزاء‬ ‫ً‬ ‫بعضا ومنتجتها في فيلم وثائقي‪.‬‬ ‫لربطها مع بعضها‬

‫السينمائي‪ ،‬التي تشكل في الواقع أسس السرد البصري السمعي من وجهات نظر‬ ‫السينمائي جمهوره أكثر اتساعا من شباننا الهواة‪.‬‬

‫أتوقف هنا للتأمل في هذا النوع من الكتب السينمائية وكيف تبدل مع مرور‬

‫الزمن‪ ،‬وال أقصد هنا التغيرات الناتجة عن تطور التقنيات بل نحن أمام تغير ثقافي‬ ‫عالمي (أو ربما معولم وإن كنت أتحدث عن فترة لم تكن هذه الكلمة مستخدمة‬

‫فيها أو مكتشفة بعد)‪ .‬تعود بي الذاكرة إلى بداية اهتمامات جيلي بالسينما في‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بزمن الحاسوب واألنترنيت‪ ،‬لكنها‬ ‫نهاية السبعينيات‪ ،‬أي إلى حقبة جوراسية‬

‫كانت في العالم بكامله وربما في عالمنا العربي بشكل أخص‪ ،‬مرحلة تعطش للمعرفة‬ ‫ً‬ ‫شبانا‬ ‫متسمة بالنهم ثقافي‪ ،‬كانت الكتب المورد الوحيد والمحبب إلشباعهما‪ .‬كنا‬

‫أما القسم السادس فهو مخصص لمرحلة ما بعد اإلنتاج‪ ،‬أي‬

‫في القسم السابع واألخير للكتاب يتحدث الكاتب عن كيفية‬

‫«البدء بفيلم وثائقي‪ ،‬وأهمية العمل على ما تريد عمله‪ ،‬وما الذي‬

‫يتوجب عليك‪ -‬كمخرج وثائقي‪ -‬دراسته»‪.‬‬

‫أما مالحق الكتاب فمخصصة للحديث عن طاقم العمل‪،‬‬

‫والمعدات‪ ،‬وتضم بعض االستمارات‪ ،‬مثل استمارة وضع موازنة‬ ‫الفيلم‪ ،‬وكذلك نماذج لمعالجات مكتوبة لبعض األفالم التي‬ ‫أخرجها المؤلف‪.‬‬

‫مؤلف الكتاب باري هامب مخرج لنحو ‪ 200‬فيلم وثائقي‪،‬‬

‫ومدرس لصناعة األفالم الوثائقية في جامعة بينسيلفينيا‪،‬‬

‫ونظرية الفيلم الوثائقي وكتابته في جامعة نيفادا‪ ،‬في الس‬ ‫فيغاس‪ ،‬صنع أكثر من ‪ 200‬فيلم وثائقي وفيديوي معلوماتي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مخرجا أو كاتب سيناريو‪ ،‬ويركز هذه األيام على‬ ‫سواء كان فيه‬

‫تأليف الكتب وكتابة سيناريوهات األفالم الوثائقية‪.‬‬

‫مترجم الرواية ناصر ونوس‪ ،‬حاصل على شهادة البكالوريوس‬

‫في النقد المسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستقال لعدد من الصحف والمجالت‬ ‫صحافيا‬ ‫دمشق ‪ ،1988‬عمل‬ ‫العربية‪ ،‬وهو ناقد سينمائي ومسرحي وإعالمي ترجم وألف‬ ‫العديد من الكتب‪.‬‬

‫«أفالم حياتي» ‪ ..‬تجربة تريفو العميقة‬ ‫“أفالم حياتي” للفرنسي فرنسوا تريفو (‪ ،)1932-1984‬وقام بنقله إلى اللغة‬

‫بدورنا في تلك الفترة إال أن بحثنا عن المعرفة السينمائية لم يكن حبيس حدود‬ ‫ً‬ ‫أيضا بفضل‬ ‫«تعلم أسرار المهنة» بل كان تعمقا وانغماسا في ثقافة السينما‪ ،‬وذلك‬

‫يندرج كتاب “أفالم حياتي” ضمن كتب النقد السينمائي‪ ،‬وهو يقوم على‬

‫إيزنشتاين وغويدو أريستاركو‪ ،‬وشاهدنا أفالم «الموجة الجديدة» الفرنسية‪،‬‬

‫المقاالت هي التي فرضت هذه القراءة المتحولة‪ ،‬على شاكلة روالن بارت إلى‬

‫عرض سوق الثقافة والترجمة في تلك الفترة‪ .‬وهكذا قرأنا آندري بازان وسيرغي‬ ‫و»الواقعية الجديدة» اإليطالية واكتشفنا األلماني فاسبيندر والروسي فيرتوف‪.‬‬

‫وهنا ينتهي الفالشباك ولنعد إلى صديقنا الشاب الذي لن يشعر على األرجح‬

‫بالحاجة للتعرف على هذا العالم إال بعد مراحل من اكتشاف‪ ،‬أو باألحرى استكشاف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تناقضا دون شك‪ ،‬فنحن أبناء العصر الجوراسي‬ ‫عالم السرد بالصورة‪ .‬قد يبدو هذا‬

‫اختصرنا المسافات ووحدنا المراحل بشكل أسرع من جيل زمن يقترب من سرعة‬

‫الضوء‪ .‬وأستنتج هنا بمنطق رياضي بحت أن ترجمة «الفكر السينمائي» و»الكتب‬

‫السينمائية» هي في الواقع وسيلة قديمة لمنح عالم جديد المزيد من السرعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بدال من «تعلم مهنة»‪.‬‬ ‫وصوال إلى الرحيق‬

‫العربية المترجم الجزائري السعيد بوطاجين‪.‬‬

‫التجربة العميقة للمؤلف‪ ،‬ولم يلتزم المؤلف بمنهج واضح‪ ،‬والحال أن طبيعة‬ ‫حد ما‪ ،‬مع اختالف في المنطق‪.‬‬

‫في هذا الكتاب كثير من اإللمام بالفن السينمائي ومفصالته المركبة‪ :‬الفكرة‪،‬‬

‫النص‪ ،‬السيناريو‪ ،‬اإلخراج‪ ،‬الديكور‪ ،‬اإلضاءة‪ ،‬التمثيل‪ ،‬االقتباس‪ ،‬التركيب‪،‬‬ ‫الحوار‪ ،‬اإليماءة‪ ،‬الصورة‪ ،‬التصميم‪ ،‬البناء‪ ،‬العالمة‪ ،‬اللون‪ ،‬الحركة‪.‬‬

‫“كم من عين كانت لتريفو؟ ثمة ما يشبه كلية الحضور والمعرفة‪ ،‬ليس ألنه‬

‫ناقد أو مخرج وحسب‪ ،‬بل ألنه شاهد أعظم األفالم ولعدة مرات من مواقع‬ ‫متبدلة‪ ،‬وبعيني المشاهد البسيط والناقد والمخرج وعيون اآلخرين كذلك”‪.‬‬

‫فرنسوا تريفو مخرج وكاتب سيناريو وناقد سينمائي‪ ،‬ومن أهم أعماله‬

‫السينمائية‪“ :‬العروس ترتدي األسود” و”جول وجيم” و”حكاية اديل” و”الليل‬

‫ليست هذه «نوستالجيا» (رحم هللا تاركوفسكي)‪ ،‬وال أنطلق هنا من حنين إلى‬

‫األميركي” و”المترو األخير”‪ ،‬ومن مؤلفاته النقدية‪“ :‬هيتشوك” و”رامساي”‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سينمائيا في‬ ‫ناقدا‬ ‫وهما عمالن يتعلقان بقضايا السينما‪ ،‬كما اشتغل تريفو‬

‫فلتكن ترجمة كتب السينما رسالة ثقافية‪ ،‬أو باألحرى فلسفية‪ ،‬موجهة إلى من‬

‫التقييم‪.‬‬

‫الماضي بل من رغبة في اإلشارة إلى قدرة المشاريع الثقافية الواعية على تغيير‬

‫إيقاع عالم يلهث‪ ،‬واختصار المسافات‪ ،‬وفتح أعين وأذهان ضيقي األفق‪.‬‬

‫يقترب من هذا العالم فتسرّ ع من اكتشافه لتكامله وشموله وبعده التام عن كونه‬ ‫ً‬ ‫وأيضا إلى جيلي الذي ال تزال تسكره األوراق الصفراء‬ ‫لعبة تكنولوجية جديدة‪،‬‬

‫لكتب الصبا واكتشافاته‪.‬‬

‫* مخرج سينمائي ومترجم مقيم في روما‬

‫عدة صحف ومجالت‪ ،‬وعرف بشجاعة استثنائية وعبقرية الفتة ودقة في‬

‫أما مترجم الكتاب فهو السعيد بوطاجين أستاذ جامعي‪ ،‬وله مجموعة‬

‫من اإلصدارات المتنوعة‪ ،‬عمل في عدة مجالت رئيس تحرير ومدير تحرير‬ ‫ً‬ ‫وعضوا في هيئات استشارية‪ ،‬من ترجماته‪“ :‬نجمة” لكاتب ياسين و”االنطباع‬ ‫األخير” لمالك حداد‪ ،‬و”عش يومك قبل ليلك” لحميد غرين و”موسوعة القصة‬ ‫الجزائرية” لكريستيان عاشور و”حي الجرف” لصادق عيسات‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪29‬‬

‫ً‬ ‫هدفا»‪..‬‬ ‫مذكرات شيراك «كل خطوة يجب أن تكون‬

‫إضاءة على حقبة حافلة باألحداث‬ ‫ً‬ ‫هدفا" من‬ ‫مذكرات جاك شيراك بعنوان "كل خطوة يجب أن تكون‬

‫ً‬ ‫واصفا إياه بـ ِ "األب الروحي"‬ ‫جورج بومبيدو عليه في بداياته السياسية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومؤكدا أنه لوال بومبيدو لما وصل إلى ما هو عليه ‪ " :‬كان رجال ذا ثقافة‬

‫لرجال السياسة‪ ،‬وهذا ما يبرز على األقل في تدوينه للذكريات المرتبطة‬

‫وأرى أن نظرتيهما إلى فرنسا لم تكونا متعارضتين‪ ...‬بل إن نظرة بومبيدو‬ ‫ً‬ ‫حسما وأكثر حميمية‪ ،‬وهي في آن واحد متجذرة في التقاليد‬ ‫كانت أكثر‬

‫ترجمة د‪ .‬جان ماجد جبور‪.‬‬

‫في هذا الكتاب يعتمد جاك شيراك في سيرته على تقاليد السير الذاتية‬

‫باألحداث والمواقف التي أسهم في تشييدها أو تلك التي عاصرها‪ ،‬وكشف‬ ‫ّ‬ ‫المؤجلة‪ .‬هذا ما فعله الجنرال‬ ‫بعض األسرار الدفينة وتصفية الحسابات‬

‫ديغول وجورج بومبيدو وفاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران وغ‬

‫ً‬ ‫تماما كما الجنرال ديغول‪،‬‬ ‫استثنائية ‪ ...‬وكان في نظري يرمز إلى فرنسا‬

‫ومنفتحة على الحداثة بكل أشكالها"‪.‬‬

‫واسترجع شيراك في مذكراته ذكريات عالقاته مع شخصيات دولية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتعلق بالسياسة الخارجية‪ ،‬ومنها الكثير مما يهم العالم‬ ‫وأفصح عن أحداث‬

‫يرهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فصال السنوات الثالث والستين‬ ‫تغطي هذه المذكرات التي تضم ‪24‬‬ ‫ً‬ ‫رئيسا‬ ‫األولى من حياة شيراك‪ ،‬منذ والدته عام ‪ 1932‬حتى انتخابه‬

‫كان عليه أن يقضي فيها الخدمة العسكرية في عامي ‪ 1956‬و ‪.1957‬‬

‫حتى وصوله الى ماتينيون على رأس الوزارة األولى‪ ،‬تحت حكم جيسكار‬

‫العربي‪ .‬كما تحدث عن سياسة التوازن التي سعت فرنسا إلى الحفاظ‬ ‫ً‬ ‫دائما في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وخاصة التوازن بين إيران أيام‬ ‫عليها‬

‫للجمهورية عام ‪ ،1995‬وفيها يتطرق ألهم األحداث التي عاشها ّ‬ ‫وأثرت‬ ‫ّ‬ ‫وتشكل هذه المرحلة األولى حقبة المسؤوليات السياسية‬ ‫في مساره‪.‬‬

‫ديستان‪ ،‬ثم تحت رئاسة فرانسوا ميتران‪.‬‬

‫النشأة ‪ ...‬برناديت‪ ،‬والبدايات السياسية‬

‫العربي‪ .‬فعالقة شيراك بالعالم العربي ابتدأت في الجزائر الفرنسية‪ ،‬حيث‬ ‫و خص شيراك صدام حسين بفقرة تلخص عالقته الحميمية بالعالم‬

‫الشاه والعراق‪ .‬‬

‫كما يتضمن الكتاب فقرات مشوقة عن قدرة الرئيس شيراك على‬ ‫ً‬ ‫مثال عشقه لليابان‪ ،‬إلى حد أن‬ ‫االنفتاح على اآلخرين‪ .‬فهو ال يخفي‬

‫في بداية المذكرات لمحة عن حياة شيراك ومساره وكيف ترعرع في‬

‫الكثيرين يتحدثون عن ابن له هناك‪ ،‬وعن حساب مصرفي وأموال في‬

‫ناصعة البياض لشريكة حياته برناديت التي التقاها أثناء الدراسة في‬ ‫معهد العلوم السياسية والتي ّ‬ ‫تردد أهلها في تزويجها من طالب "يساري"‬ ‫ً‬ ‫متمرد ليست له أية وضعية اجتماعية ‪ ،‬حيث كان بائعا لجريدة “لومانيتيه”‬

‫ترجم الكتاب د‪ .‬جان ماجد جبور الحاصل على الدكتوراه في األدب‬

‫اإلنسانية‪-‬الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية‪ ،‬له مؤلفات عدة والعديد‬

‫تفارق برناديت زوجها إلى اليوم ‪":‬برناديت شخصية أساسية في حياتي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يوما في بذل‬ ‫أعرف ما أنا مدين لها في حياتي السياسية‪ ...‬لم تتأخر‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتنوع" لفيليس ّ‬ ‫داسيتو‪.‬‬ ‫المتعدد واإلسالم‬

‫أسرة متواضعة ليصل الى أعلى المسؤوليات في الدولة‪ .‬وهنا تبرز صورة‬

‫الناطقة باسم الحزب الشيوعي‪ .‬تزوجا عام ‪ ،1956‬ومنذ ذلك التاريخ لم‬

‫جهودها لمساعدتي منذ أول انتخابات خضتها‪ ،‬ترافقني في كل مكان‪ ،‬في‬

‫بنوك يابانية‪ ،‬ولكن ال شيء ثبت أنه صحيح‪.‬‬

‫المقارن من جامعة السوربون في باريس‪ ،‬مدير كلية اآلداب والعلوم‬ ‫من الكتب المترجمة‪ ،‬بينها كتابين من إصدارات مشروع "كلمة" للترجمة‬ ‫ّ‬ ‫المعقد بين الغرب‬ ‫‪" :‬الخوف من البرابرة" لتزفيتان تودوروف‪ ،‬و"اللقاء‬

‫المقاهي والمزارع؛ وكذلك بمدينة باريس فقد ساعدتني في كسب التأييد‬ ‫في الدوائر الصعبة؛ وتحمّ لت مسؤولياتها كزوجة رئيس وزراء‪...‬وكانت‬

‫آراؤها ونصائحها وانتقاداتها منيرة لي دائما في القرارات التي آخذها‪،‬‬

‫علي الحذر منهم‪"...‬‬ ‫وحول الرجال الذين يجب أن أثق فيهم والذين‬ ‫ّ‬ ‫ولقد تحدث شيراك في هذه المذكرات ألول مرة عن مرحلة صعبة في‬ ‫حياته‪ ،‬وهي فقدانه البنته لورانس في ريعان صباها إثر إصابتها بمرض‬ ‫غريب عام ‪ 1973‬أودى بحياتها خالل فترة قصيرة‪...‬إنه جرح ما يزال‬ ‫يحمله إلى اليوم ويتج ّنب الحديث عنه‪.‬‬ ‫ويعترف شيراك في مذكراته بفضل الرئيس الفرنسي السابق الراحل‬

‫ولد جاك شيراك عام ‪1932‬م‪ ،‬بدأ حياته السياسيسة بتأسيس حزب "التجمع من أجل الجمهورية" (‪1976‬م)‬

‫وحزب "االتحاد من أجل حركة شعبية" (‪2002‬م)‪ .‬انتخب لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية في ‪1995‬م‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫عاما‬ ‫وج ّدد له في ‪2002‬م‪ ،‬انتهت رئاسته بتاريخ ‪ 17‬مايو ‪2007‬م‪ .‬وكان قبل ذلك عمدة لمدينة باريس لمدة ‪18‬‬

‫من ‪1977‬م إلى ‪1995‬م‪ .‬كما تولى رئاسة الوزارة مرتين‪ :‬من ‪ 27‬مايو ‪1974‬م إلى ‪ 26‬أغسطس ‪1976‬م‪ ،‬ومن ‪ 20‬مارس‬ ‫‪1986‬م إلى ‪ 10‬مايو ‪1988‬م‪.‬‬

‫«مسائل في علم االجتماع» ‪ ..‬أسراره وإمكانية التالعب في صياغة نتائجه‬ ‫«مسائل في علم االجتماع» لعالم االجتماع والفيلسوف الفرنسي الشهير‬

‫خفايا أمور‬

‫يضم هذا الكتاب تسع عشرة محاضرة تلخص فكر عالم االجتماع بيير‬

‫مؤلف الكتاب بيير بورديو (‪ ،)1930-2002‬عالم اجتماع فرنسي وأحد‬ ‫أبرز المراجع العالمية في علم االجتماع‪ .‬درَّ س الفلسفة في معهد العلوم‬

‫إمكانية التالعب في صياغة النتائج المتصلة بموضوع ما على نحو‬

‫في الفلسفة‪ .‬بدأ نجمه يسطع في الستينيات عند صدور كتابه «الورثة»‬

‫بيير بورديو‪ ،‬وقامت بترجمته إلى اللغة العربية الدكتورة هناء صبحي‪.‬‬

‫العادي‪.‬‬

‫اجتماعية وسياسية واقتصادية ال يلتفت إليهاالمواطن‬

‫بورديو‪ ،‬ألقاها في مناسبات مختلفة في فرنسا‪ :‬في جامعات ومؤتمرات‬ ‫وتح ّ‬ ‫ّ‬ ‫دث فيها عن أسرار علم االجتماع وكشف عن‬ ‫ومقابالت صحفية‪،‬‬

‫االجتماعية للدراسات العليا‪ .‬توازي أهميته في علم االجتماع أهمية فوكو‬

‫يخدم المتنفذين ويحجب الحقيقة عن أنظار الجمهور في مجاالت‬ ‫عديدة‪ ،‬إذ ُيلقي الضوء على نهج ومفاهيم علم االجتماع التي بلورها‬

‫وكتاب «إعادة االنتاج» وخاصة بعد صدور كتابه «التميّ ز» في السبعينيات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مادي للنتاجات‬ ‫اهتم بتناول أنماط السيطرة االجتماعية من خالل تحليل‬

‫(الحقل‪ ،‬المتصل الوراثي‪ ،‬رأس المال‪ ،‬االستثمار وما إلى ذلك‪ )...‬وعلى‬

‫الثقافية وإظهار أثرها في تكريس هيمنة فئة من البشر‪ .‬انتقد بورديو‬

‫للثقافة والسياسة والرياضة واألدب‪ ،‬والموضة والحياة الفنية‪ ،‬واللغة‬ ‫والموسيقى‪ ،‬ويسقط ناع عن الكثير من ُم ّ‬ ‫سلمات حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫القِ‬

‫نظره‪ ،‬من فرض نتاجاتهم الثقافية (ذوقهم الفني على سبيل المثال) أو‬

‫مسائل ابستمولوجية وفلسفية يطرحها علم االجتماع وتحليالت جديدة‬

‫من خالل التغلغل في العمل السوسيولوجي وهو في طور اإلعداد‪،‬‬

‫ُيتيح بورديو للمتلقي فرصة التفكير في النهج الذي يقترحه ويدافع عنه‬

‫فكر جاهز فحسب‪.‬‬ ‫وليس التماهي مع‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫يلخص هذا الكتاب إذن فِ كر بورديو وأغلب الموضوعات التي شغلت‬ ‫ً‬ ‫مزودا القارئ باألدوات التي تساعده على تحليل هذه الظواهر‬ ‫ذهنه‪،‬‬

‫ً‬ ‫بدال من َتب ّني مواقف جاهزة‪ .‬فالقارئ‬ ‫والوقوف عند دوافعها الدفينة‬ ‫ّ‬ ‫يطلع في أغلب األحيان على نتائج البحوث و الدراسات لكنه يجهل‬ ‫آلياتها و أسرار عملها‪ .‬يأخذنا بورديو من خالل هذه المداخالت إلى أعماق‬

‫هذه العلوم ويطلعنا على أسرارها في زمن طغت فيه الفردانية والتعالي‬ ‫وأنانية الذات على القيم االجتماعية وأصبحت بالفعل تهدد مجتمعاتنا‪.‬‬

‫لقد أحدثت مقاربات بورديو ثورة في علم االجتماع؛ إذ يطلعنا على‬

‫تغاضي الماركسية عن العوامل غير االقتصادية‪ ،‬إذ يتمكن المهيمنون‪ ،‬في‬ ‫الرمزية (طريقة جلوسهم أو كالمهم وما إلى ذلك)‪ .‬ويشغل العنف الرمزي‬

‫(بمعنى قدرة المسيطرين على حجب تعسف هذه النتاجات الرمزية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا في فكر بورديو‪.‬‬ ‫دورا‬ ‫وبالتالي على إظهارها على أنها شرعية)‬

‫ومترجمة الكتاب د‪.‬هناء صبحي من مواليد بغداد‪ ،‬حصلت على شهادة‬

‫الدكتوراه في األدب الفرنسي الحديث من جامعة السوربون في باريس‬ ‫عام ‪ ،1985‬ودرست اللغة الفرنسية وآدابها في كلية اآلداب‪ /‬الجامعة‬

‫المستنصرية‪ ،‬وكلية اللغات ‪ /‬جامعة بغداد‪ ،‬وعملت في المركز الثقافي‬

‫الفرنسي في بغداد مسؤولة عن الترجمة واألنشطة األدبية والثقافية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضال عن تدريسها اللغة الفرنسية (‪ ،)1985-2005‬شاركت في العديد من‬

‫المؤتمرات العلمية والتظاهرات الثقافية ببحوث أدبية‪ .‬ترجمت لدار‬

‫الشؤون الثقافية العديد من الروايات والمقاالت الثقافية‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫على خطى الصين يسير العالم ‪ ..‬صورة نابضة لحياة الصين المعاصرة‬ ‫«على خطى الصين يسير العالم»‪ ،‬للمؤلف كارل جيرث وترجمة طارق عليان‪.‬‬

‫يعرض هذا الكتاب الشائق والمثير التغيرات التي تحدد اتجاهات األسواق‬ ‫تحو ً‬ ‫ّ‬ ‫ال في العالم في النهاية‪ ،‬فعواقب‬ ‫الصينية في يومنا هذا والتي قد تحدث‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وإن كانت‬ ‫التحول في الصين قد ُتحدث‬ ‫هذا‬ ‫تغيرا في العالم من نواح مهمة ْ‬

‫غير محددة في الغالب‪ ،‬لكن المؤكد أن مستقبل الصين ومستقبل العالم‬ ‫سيتشكل بفعل اندفاع الصين نحو االستهالكية‪ ،‬فأينما تسير الصين يسير‬ ‫العالم‪ ،‬كما تبين فصول الكتاب‪.‬‬

‫ويقدم الكتاب صورة نابضة بالحياة للصين المعاصرة‪ ،‬ويوفر لنا جيرث ً‬ ‫كنزا‬

‫من المعلومات في صورة سهلة االستيعاب ومثيرة لالهتمام‪ .‬إنه مقدمة قيّ مة‬ ‫مفيدا ُ‬ ‫ً‬ ‫للقرَّ اء‪ ،‬من‬ ‫ألهم أوجه الثقافة االستهالكية الصينية‪ ،‬وال بد أنه سيكون‬

‫التنفيذيين الذين يريدون دخول سوق الصينيين إلى باحثي علم االجتماع‬ ‫الحريصين على فهم التغيير الذي ُتلحقه الثقافة االستهالكية بالصين‪ .‬فالصين‬

‫ال تكتفي بمجرد تصنيع معظم منتجات العالم‪ ،‬بل إن مواطنيها المليار‬

‫يستهلكون بشكل متزايد هذه المنتجات بشهية على الطراز الغربي‪ ،‬شهية في‬ ‫كل شيء من المياه المعبأة وحتى سيارات «بي إم دبليو»‪ .‬ويضم الكتاب بين‬ ‫ً‬ ‫دروسا لجميع المعنيين بإدارة األثر المتزايد لالستهالك البشري على‬ ‫دفتيه‬ ‫كوكبنا الهش‪.‬‬

‫ثمة طرق عديدة لقراءة هذا الكتاب الذي يحتوي أكثر من رسالة محورية‪.‬‬

‫فمن ناحية‪ ،‬يمكننا أن نعجب بإنجازات البلد الهائلة في انتشال مئات الماليين‬ ‫من براثن الفقر في زمن قياسي أو نقف مشدوهين على قمة ناطحة سحاب‬

‫جديدة في شنغهاي‪ ،‬وننظر باألسفل إلى اآلالف من البنايات الشاهقة التي‬ ‫بنيت في غضون العقد ونصف العقد الماضيين‪ .‬لكننا من ناحية أخرى نرى‬

‫العقبات والتحديات العالمية الحقيقية التي أسفر عنها لحاق الصين بركب‬ ‫األنماط الحياتية لمئات الماليين من نظرائهم المستهلكين في البلدان األكثر‬ ‫تقدمً ا من الناحية االقتصادية‪.‬‬

‫كما َّ‬ ‫ولت أيام أن كانت وسائل المواصالت تعني اكتظاظ شوارع المدينة‬

‫بنسخ متطابقة من الدراجات‪ ،‬فقد أصبحت الصين أكبر مستهلك للسيارات‬ ‫صين تتحول‪ ،‬وبشكل متزايد‪،‬‬ ‫في العالم‪ .‬هذه التغييرات تبدأ تروي لنا قصة‬ ‫ٍ‬

‫إلى بلد استهالكي على النمط الغربي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أحيانا بأنه وسيلة إلنقاذ االقتصاد العالمي‪.‬‬ ‫يوصف االستهالك الصيني‬

‫وتمضي هذه النظرية على النحو التالي‪ :‬سيخلق الطلب الصيني على السلع‬

‫رفيعة التقنية والخدمات المالية والمنتجات األخرى األمريكية واألوروبية‬

‫فرص عمل ويعزز النمو االقتصادي العالمي حتى مع تشجيعه على تحول‬

‫الصين إلى الرأسمالية‪ .‬ويبيّ ن جيرث مشكلة هذا التفكير‪ ،‬وهي أنه حتى مع‬ ‫دفع الحكومة الصينية في اتجاه النزعة االستهالكية‪ ،‬فإنها فتحت على نفسها‬ ‫الباب أمام عواقب غير مقصودة‪ .‬وهو يقول‪« :‬ال يسهل وضع قيود على آمال‬

‫وأحالم المستهلك الذي ال يتسنى من دونه إطالق أي سوق جديدة»‪.‬‬

‫يعقد جيرث‪ ،‬المتخصص في تاريخ الصين الحديث في جامعة أكسفورد‪،‬‬

‫مقارنة بين زياراته الحديثة إلى الصين وزياراته المبكرة في ثمانينيات القرن‬ ‫ِّ‬ ‫المنصرم؛ فيعطينا لمحات من الماضي والحاضر تدلل على ما تحقق من نمو‬ ‫سريع‪ ،‬ويوضح أن تايوان هي التي َّ‬ ‫عجلت بانتشار النزعة االستهالكية في‬ ‫ً‬ ‫الصين‪ ،‬وبالتالي غيَّ رت مسار الصين وكل ما عداها أيضا‪.‬‬

‫ترتب على اإلصالح االقتصادي صعود نخبة صينية جديدة‪ ،‬وبالتالي شكل‬

‫جديد من الالمساواة التي تتسبب في عدم ارتياح بين ماليين الصينيين‬ ‫اعتبر من بين البالد األكثر مساواة في العالم‪ُ .‬‬ ‫وحكومتهم في بلد طالما ُ‬ ‫انتشل‬ ‫عشرات الماليين من الصينيين من براثن الفقر وبات في وسعهم الحصول‬ ‫على منتجات ما كانت تخطر لهم ببال من قبل‪ .‬ولكن لم يكن هذا هو الحال‬

‫مع عشرات الماليين من الصينيين اآلخرين‪ .‬ويشير جيرث إلى المهمة‬

‫الجسيمة التي تقبل عليها البلد فيما تحاول المناورة بشكل متناغم خالل هذا‬ ‫ً‬ ‫متطرقا ً‬ ‫أيضا إلى مخاطر األسواق غير المنظمة‪ ،‬ال سيما إذا‬ ‫التحول السريع‪،‬‬

‫وضعنا في اعتبارنا الشهية العالمية لالتجار في البشر‪ ،‬والحيوانات المهددة‬

‫العنوان الكامل لكتاب جيرث هو «على خطى الصين يسير العالم‪ :‬كيف‬ ‫ّ‬ ‫تحولاً في كل شيء»‪ .‬وإذا كانت عبارة «كل‬ ‫ُيحدث المستهلكون الصينيون‬ ‫شيء» تبدو وكأنها ضر ًبا من ضروب المبالغة‪ ،‬فلنعطي جيرث الفرصة لشرح‬ ‫ذلك‪ْ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫تحفز فيه النزعة االستهالكية غربية النمط‬ ‫إذ يرى أنه في الوقت الذي‬

‫والتلوث‪ ،‬والتحديات الناجمة عن الديناميات االجتماعية سريعة التغير‪.‬‬ ‫وفي النهاية يطلب جيرث من ُ‬ ‫القرَّ اء أن يأخذوا في اعتبارهم أن تفادي‬

‫هائل قادر على إحداث تغيرات ثقافية واقتصادية وبيئية جذرية داخل البلد‬

‫العالمي المنعكس في سلوك المستهلك ربما يحتاج إلى تغيير‪ .‬فالعالم يشهد‬

‫ً‬ ‫أيضا تأثير‬ ‫حدوث تغيرات كبيرة في الصين‪ ،‬نجد أن هذا االتجاه ذاته له‬ ‫وخارجه على السواء‪.‬‬

‫الصين بلد شاسع ومعقد‪ ،‬وهو قصة شديدة السخونة في الوقت الحالي؛‬

‫ْ‬ ‫إذ أن البلد في غضون عقود قليلة نجح في أن يصبح قوة اقتصادية كبيرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫لقد ولت أيام اضطرار الصينيين إلى حمل زوجين من عيدان تناول الطعام‬

‫وإعادة استخدامهما لعدة سنوات‪ ،‬فاليوم تستهلك بكين وحدها يوميًّ ا ما‬ ‫يقرب من ‪ 10‬ماليين من أزواج عيدان تناول الطعام التي تستعمل مرة واحدة‪.‬‬

‫باالنقراض‪ ،‬والخشب‪ .‬ثم يتناول العواقب المترتبة على تزايد النفايات‬

‫المشكالت الكبيرة يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد التغييرات‪ْ ،‬‬ ‫إذ أن الوعي‬ ‫النمو المتزايد لنفوذ الصين‪ ،‬ويدور الجدل الحالي حول العملة والحرب وفرص‬ ‫ً‬ ‫بلد‬ ‫العمل‪ .‬ومع تزايد الضجة يبدو الوقت مالئمً ا لدراسة ما يشهد‬ ‫تغيرا في ٍ‬ ‫كبير كالصين‪.‬‬

‫يحمل مؤلف الكتاب‪ ،‬كارل جيرث‪ ،‬درجة دكتوراة الفلسفة من جامعة‬ ‫ً‬ ‫أستاذا للدراسات الصينية في جامعة أكسفورد‪ ،‬كما حصل‬ ‫هارفارد ويعمل‬

‫على العديد من الجوائز البحثية منها جوائز من مؤسسة فولبرايت األمريكية‬

‫واألكاديمية البريطانية ووزارة التعليم اليابانية‪ .‬ويشغل كارل حاليً ا منصب‬

‫الرئيس المشارك لفريق الصين بمشروع (‪ )Ceres21‬الذي ينفذ برعاية مجلس‬ ‫وي ِّ‬ ‫البحوث النرويجي ُ‬ ‫درس عمليات التكيف اإلبداعي في صناعتي السيارات‬

‫والطاقة مع تغير المناخ والبيئة في ثالث قارات‪ ،‬وهو متحدث ذائع الصيت‬ ‫في محافل الشركات الدولية والمنظمات المدنية والمؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫أما مترجم الكتاب‪ ،‬طارق عليان‪ ،‬فهو كاتب ومترجم صحفي‪.‬‬

‫«عبر الجسر»‬

‫دراسة متعددة األبعاد عن العالقات‬

‫بين ماليزيا وسنغافورة‬

‫«عبر الجسر» دراسة متعددة األبعاد عن العالقات بين ماليزيا وسنغافورة‪ ،‬لمجموعة من الباحثين‪ ،‬قدم للكتاب « تاكاشي شيرايشي»‪،‬‬

‫ونقلته للعربية نانسي سمير‪.‬‬

‫منظورات عدة بهدف تكوين دراسة متعددة األبعاد تسعى إلى التعبير عن مدى‬ ‫يتناول الكتاب العالقات بين ماليزيا وسنغافورة من‬ ‫ٍ‬

‫كثافة الصالت وتداخلها بين كال اإلقليمين‪ .‬وقد ساعد القرب الجغرافي والروابط التاريخية واالنتقاالت والتدفقات المادية دوما على ربط‬ ‫إقليمي ماليزيا وسنغافورة وشعبيهما بعدة طرق وبدرجات متفاوتة من الشدة‪ .‬ولم تتشكل العالقات بين ماليزيا وسنغافورة من مجرد الرؤى‬

‫التنافسية حول مفهوم القومية والمسارات المختلفة التي تم تبنيها من جانب مشروعات بناء القومية في هاتين الدولتين‪ ،‬بل تشكلت كذلك‬

‫من حقيقة االعتماد المتبادل والتنافس االقتصاديين‪ ،‬التعاون األمني‪ ،‬وزيادة االستقرار في منطقة شرق آسيا المنشأة بفعل السوق‪.‬‬

‫ولد تاكاشي شيرايشي في العام ‪1950‬م‪ ،‬وتخرج في كلية اآلداب والعلوم بجامعة طوكيو‪ .‬حصل على درجة الدكتوراة من جامعة كورنيل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأستاذا بمعهد‬ ‫وهو متخصص في الدراسات المتعلقة بالحكومات والسياسة في جنوب شرق آسيا‪ .‬يشغل شيرايشي منصب نائب رئيس‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا الميدالية ذات الشريط البنفسجي من الحكومة‬ ‫الدراسات العليا الوطني للدراسات السياسية‪ .‬وله عدد كبير من الكتب‪ ،‬وقد تم منحه‬

‫اليابانية نظير إسهاماته في مجال دراسات جنوب شرق آسيا‪.‬‬

‫مترجمة الكتاب نانسي سمير‪ ،‬حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية ‪ ،1992‬ودبلوم األنثروبولوجيا‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة ‪.1994‬‬

‫لها ترجمات منشورة في العديد من الصحف والمجالت المصرية والعربية‪ .‬وهي عضو في اتحاد الكتاب شعبة الترجمة وعضو في جمعية‬

‫نوافذ للترجمة والتنمية والحوار‪ .‬ترجمت مجموعة من الكتب‪« :‬قصائد امرأة سوداء وبدينة» ‪ ،‬و»عندما يموت العالم برفق»‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪31‬‬

‫رواية «أمير الضباب» لمارتين موزباخ‬ ‫رواية «أمير الضباب» لمؤلفها مارتين موزباخ الحائز على جائزة غيورغ‬

‫بوشنر األلمانية عام ‪ ،2007‬وقام بنقلها للعربية كاميران حوج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فصال عن صحافي مغمور تصادفه امرأة‬ ‫تحكي الرواية في ‪42‬‬ ‫متبهرجة ذات يوم وهو في الطريق إلى العمل لكتابة تقرير عن حريق‬

‫في برلين (وهذه هي وسيلته في كسب العيش) وتقلب حياته الهانئة‬

‫والبسيطة رأسا على عقب‪ ،‬مقنعة إياه بعظمة المهمة التي ستحددها له‬

‫والمزايا التي سيجنيها منها‪.‬‬

‫في سرد مليء بالمرارة والسخرية السوداء‪ ،‬يروي المؤلف سيرة‬

‫حياة الرحالة األلماني تيودور لرنر (‪ )1931 – 1866‬الذي يستيقظ فيه بعد‬ ‫ً‬ ‫متمثال بكريستوف‬ ‫لقائه بالسيدة المجهولة حلم اكتشاف عوالم جديدة‬

‫القوة العالمية والمؤامرات السياسية وعن مصائر مأساوية لشخصيات‬ ‫تثير شفقة القارئ من ناحية وضحكه من ناحية أخرى يرسمها الكاتب‬

‫بلغة سلسة وأسلوب سهل ممتنع‪.‬‬

‫ولد المؤلف مارتين موزباخ عام ‪1951‬‬

‫في مدينة فرانكفورت ودرس‬

‫الحقوق في جامعات فرانكفورت وبون‪ .‬نشر أولى أعماله (السرير) عام‬ ‫ً‬ ‫حاليا عضو األكاديمية األلمانية للغة والشعر وأكاديمية بافاريا‬ ‫‪ .1983‬وهو‬

‫للفنون الجميلة وأكاديمية برلين للفنون الجميلة‪ .‬له أكثر من عشرين‬ ‫ً‬ ‫عمال في الشعر والرواية والمسرح والنقد‪ ،‬منها‪ :‬اللحية الزرقاء (مسرحية‪،‬‬

‫‪ ،)1985‬كتاب المخدة (شعر ورسوم ‪ ،)1995‬التركية (رواية ‪ ،)1999‬القمر‬

‫والفتاة (رواية ‪ ،)2007‬ما حدث قبل هذا (رواية ‪ ،)2010‬حمرة التفاح (رواية‬

‫‪ .)2011‬نال العديد من الجوائز األدبية منها جائزة هاينريش فون كاليست‬

‫كولومبوس وغيره من كبار الرحالة والمستكشفين‪ ،‬لكن حظه العاثر‬ ‫ً‬ ‫جغرافيا وال‬ ‫يقوده إلى جزيرة معزولة في القطب الشمالي ال قيمة لها‪ ،‬ال‬

‫عام ‪ ،2002‬جائزة األدب ألكاديمية بافاريا للفنون الجميلة ‪ ،2006‬جائزة‬

‫الخاصة‪ ،‬ورجال مال وأعمال يتصارعون ببراعة مكائدهم على «جزيرته»‬

‫األلماني عام ‪.2007‬‬

‫ً‬ ‫اقتصاديا‪ .‬سفينته الصغيرة‪ ،‬طاقمه المركب من أناس يتبعون مصالحهم‬ ‫ويخدعون الصحافي البريء‪ ،‬الذي أوقعته المرأة الماكرة في شباك هو‬ ‫غير قادر على الفالت منها‪ ،‬بل إنه ينغمس فيها لفترة متتبعا نصائح‬ ‫سيدة هوايتها األولى واألخيرة هي التخطيط لعمليات وهمية‪ ،‬لتتسلى‬

‫وتتظاهر بقربها من المجتمعات الراقية‪ ،‬وهي بذلك تورط البسطاء‪.‬‬

‫غيورغ بوشنر ‪ ،2007‬وكان اسمه على الالئحة القصيرة لجائزة الكتاب‬

‫ولد مترجم الرواية كاميران حوج في تل عربيد سوريا عام ‪،1968‬‬

‫يقيم منذ‬

‫‪1996‬‬

‫في ألمانيا‪ ،‬درس اآلداب األلمانية واالستشراق في‬

‫جامعة بوخوم بألمانيا‪ ،‬من ترجماته‪ :‬غويدو كنوب‪ :‬االس اس‪ ،‬نذير من‬

‫التاريخ ‪ .2005‬جيمس هوتفيلد‪ :‬إمبراطورية بوش أو االبن المحظوظ‪،‬‬

‫إنها رواية عن السذاجة والمكر‪ ،‬عن الطموحات الواهية والفشل المرير‪،‬‬

‫‪ .2005‬غونتر غراس‪ :‬في خطو السرطان ‪ .2006‬أعمال باتريك سوزكند‬

‫على صفقة‪ .‬وهم يضاربون بكل شيء في سبيل مصالحهم الذاتية أوال‬

‫‪ .2009‬كريستا فولف‪ :‬جسد ‪ ،2009‬ميشائيل كولماير‪ :‬جهات الغرب ‪.2011‬‬

‫عن صغار النفوس والحيتان التي ال تبالي بأي مبدأ أو قيمة‪ ،‬حين تتصارع‬ ‫وأخيرا حيث الغاية تبرر لهم كل الوسائل‪ .‬رواية عن الصراع على مراكز‬

‫‪ .2007‬رفيق شامي‪ :‬يد مألى بالنجوم ‪ .2009‬دانيال كيلمان‪ :‬مسح العالم‬ ‫ايلما راكوزا‪ :‬بحر أكثر ‪.2011‬‬

‫«الكاتب واآلخر» لألديب األوروغياني كارلوس ليسكانو‬ ‫"الكاتب واآلخر" لألديب األروغوياني كارلوس ليسكانو‪ .‬وقد نقلته‬

‫عن اإلسبانية نهى أبو عرقوب‪.‬‬ ‫عد هذا العمل أطروحة روائية حول استحالة الكتابة‪ ،‬وتأمّ الً‬ ‫ُي ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عميقا وحميميّ ا أنجزه الكاتب بعد عدة سنوات من " الجفاف" األدبي‪.‬‬ ‫فمن ذلك الفراغ‪ -‬الهاوية‪ ،‬ومن صحراء الفكر تلك‪ ،‬استطاع ليسكانو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أن يبدع ّ‬ ‫مؤثرا وبالغ الشعرية‪.‬‬ ‫رائعا‬ ‫نص ًا‬

‫أن" ّ‬ ‫كل كاتب ابتكار‪ ،‬ثمّ ة‬ ‫ينطلق الكتاب من مقولة أساسية‪ :‬هي ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كاتبا ويصبح خادما له‪ ،‬ومنذ تلك‬ ‫فرد هو واحد‪ ،‬وذات يوم يبتكر‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كاتبا أن‬ ‫اللحظة‪ ،‬يعيش كما لو كان اثنين‪ ..‬على من يريد أن يكون‬

‫أن‬ ‫يبتكر الفرد الذي يكتب‪ ،‬أو الفرد الذي سيقوم بكتابة أعماله‪ّ ،‬‬

‫الكاتب‪ ،‬قبل أن يبتكره الخادم‪ ،‬ال وجود له"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أحيانا‬ ‫يحملنا ليسكانو في رحلة جذابة‪ ،‬وجريئة‪ ،‬وساخرة‬ ‫لتسليط الضوء على هذا «اآلخر» الذي ال يكف عن ابتكاره وال‬

‫يستطيع التخلص منه أو التوحد فيه‪ ،‬ويعرض استراتيجيات‬ ‫مختلفة للتعامل اليومي معه في محاولة للعثور على االنسجام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يوما ما ّ‬ ‫دوما اثنان‪ :‬ذلك‬ ‫قوة الكتابة‪ ":‬الكاتب‬ ‫الذي قد تمنحه إياه‬

‫الهاتفي‪،‬ويذهب إلى‬ ‫الذي يشتري الخبز‪ ،‬والبرتقال‪ ،‬ويجري االتصال‬ ‫ّ‬ ‫ويحي الجيران؛ واآلخر‪ ،‬ذلك‬ ‫عمله‪،‬ويدفع فاتورة الماء والكهرباء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الذي يكرّ س نفسه للكتابة‪ .‬األول يسهر على حياة المبتكر العبثيّ ة‬ ‫ّ‬ ‫واالنعزاليّ ة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ظاهري فقط؛‬ ‫بكل سرور‪ ،‬لك ّنه ّسرور‬ ‫إنها خدمة يؤديها‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ألن ّ‬ ‫موجودا‪ .‬فأن تكون اثنين ليس أسهل‬ ‫يظل‬ ‫التوق إلى االندماج‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫من أن تكون واحدا"‪.‬‬ ‫ومن خالل بوح حميمي وشفاف عن عالقته بالكلمة وعن صعوبة‬

‫االنتظار أمام الورقة البيضاء‪ ،‬وفيما يشبه خطابا ميتافيزيقيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والذعا‪ ،‬وينشطر في لعبة‬ ‫صادقا‬ ‫ذاتيا‬ ‫بورتريها‬ ‫يرسم ليسكانو‬

‫تغدو استحالة عيش‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل ذلك بإيجاز وبساطة وشفافية بالغة‪ ،‬وقدرة نادرة على النقد‬

‫الذاتي‪ ،‬ونبرة حميمية وصادقة ّتستدعي تواطؤ القارئ وتعاطفه‪.‬‬

‫وأثناء هذا اإلبحار العميق في ذاته يتناول ليسكانو في فصول‬ ‫ّ‬ ‫الكتاب ّ‬ ‫والمكثفة‪ ،‬موضوعات تكررت‬ ‫التسعة والثمانين‪ ،‬القصيرة‬ ‫ّ‬ ‫في أعماله السابقة مثل السجن والتعذيب والوحدة‪ ،‬وعالقته بالليل‬ ‫ً‬ ‫وبعضا من ذكرياته وقراءاته األثيرة‪ ،‬لك ّنها ال تحضر هنا‬ ‫والزمن‬ ‫ّ‬ ‫لذاتها بل لتعينه في تفسير تحوله إلى كاتب‪ ،‬فـ«الكاتب واآلخر»‬

‫ليس سيرة ذاتية‪ ،‬بل سيرة روحية وأدبية لذلك الشاب ذي االثنين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سابقا في سن‬ ‫معتقال‬ ‫ربيعا الممتلئ باألوهام‪ ،‬والذي أصبح‬ ‫وعشرين‬

‫َ‬ ‫مهمة إعادة‬ ‫الخامسة والثالثين‪ ،‬ونجا من جحيم التعذيب ليواجه‬ ‫بناء ذاته عبر الكتابة‪.‬‬

‫يعد المؤلف أحد أبرز أدباء األروغواي المعاصرين‪ .‬ولد في‬ ‫ً‬ ‫عاما في السويد قبل أن يعود‬ ‫مونتيفيديو عام‪ .1949‬عاش أحد عشر‬

‫إلى بالده‪ ،‬شغل منصب نائب وزير التعليم والثقافة ويعمل حاليّ ًا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والقصة‬ ‫مديرا لمكتبة األروغواي الوطنية‪ ،‬تتنوع أعماله بين الرواية‬

‫والشعر والمسرح ونذكر منها‪ :‬الطريق إلى إيثاكا‪،‬رواية (‪ ،)2005‬عربة‬ ‫المجانين‪،‬رواية (‪ ،)2006‬ذكريات الحرب األخيرة‪ ،‬رواية(‪ )2007‬وغيرها‪.‬‬

‫وحاز ليسكانو العديد من الجوائز أهمها‪ :‬جائزة الجمهور – مهرجان‬

‫لييج (فرنسا) ‪ ،2008‬وجائزة المسرح وزارة الثقافة في المسرح‪-‬‬

‫األرواغواي‪ ،2002‬وجائزة بلدية مونتيفيديو‪ .1996‬كما ُعرضت أعماله‬

‫المسرحية في األرجنتين وكولومبيا وفرنسا‬

‫وسويسرا وكندا‬

‫والواليات المتحدة‪ ،‬وترجمت رواياته إلى ّ‬ ‫عدة لغات عالمية‪.‬‬

‫مترجمة الكتاب‪ ،‬نهى أبو عرقوب‪ ،‬من مواليد دورا الخليل‪/‬‬

‫فلسطين‪ ،‬حاصلة على درجة البكالوريوس في اللغات الحديثة‬

‫ّ‬ ‫ومطولة بينه وبين «آخره»‪ ،‬لعبةِ تأمل ذكية يطرح من‬ ‫مرايا مدهشة‬

‫من جامعة اليرموك ‪ -‬األردن‪ ،‬تعمل في حقلي التدريس والترجمة‪،‬‬

‫والسعي الدائم للمطلق‪ ،‬يكتشف ليسكانو أن "األدب‬ ‫االعتراف بالعجز‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫الدوريات والصحف األردنية والعربية‪ ،‬ولها العديد من الكتب‬ ‫من‬

‫خاللها أسئلة ال تنضب حول إيمانه باألدب وحول مهنة الكتابة‪ ،‬وبين‬ ‫وأن األدب والحياة شيء واحد‪ ،‬وأن استحالة الكتابة‬ ‫مركز حياته"‬ ‫ّ‬

‫وتسهم بترجماتها األدبية عن اللغتين اإلسبانية والفرنسية في عدد‬ ‫المترجمة‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫سلسلة الحياة اليومية‪ ..‬تفاصيل الشعــــ‬ ‫عصر األزتك‬

‫عصر اإلنكا‬

‫يركز هذا الكتاب على الحياة اليومية لألزتك‪ ،‬خاصة أولئك الذين أقاموا داخل جزيرة تينوشتيتالن‬

‫يشكل هذا الكتاب مقاربة أنثروبولوجية تطبيقية لحضارة اإلنكا‪ ،‬التي تعد من الحضارات ما قبل‬

‫عن مصائر قلوبهم‪َ ،‬‬ ‫وجهد مواطنوه إلقامة صداقات دائمة‪ ،‬ونظر آباؤه وأمهاته إلى أبنائهم بوصفهم‬ ‫ً‬ ‫«عقودا ثمينة»‪ .‬كما حيَّ ا أبناؤه الشمس عند شروقها‪ ،‬وقتلوا أثناء الحروب‪ ،‬وهم على يقين بأنهم‪ ،‬رغم‬

‫قبل وصول كريستوفر كولومبس إليها أو ما قبل عصر رحالته (‪ .)1502 – 1492‬ومن خصوصية هذه‬

‫وحولها‪ .‬كما يقدم لنا الكتاب فكرة واضحة عن الوجه اإلنساني لهذا الشعب‪ ،‬الذي تساءل شعراؤه‬

‫الكولومبية أو العهد ما قبل الكولومبي‪ ،‬بمعنى أنها من الحضارات التي قامت في القارة األمريكية‬ ‫الحضارات أنها نشأت وتطورت على مدى آالف السنين بنحو مستقل من دون تأثير حضارات باقي‬

‫دفنهم في باطن األرض‪ ،‬أو نثر رماد أجسادهم فوق تراب الوطن‪ ،‬فإنهم سيخلدون في بيت اإلله‬

‫مناطق العالم‪ .‬واإلنكيون من المجموعات االجتماعية التي عاشت في مرتفعات األنديز‪ ،‬وأصحاب‬

‫االجتماعي‪ ،‬واألساطير والرموز الدينية‪.‬‬

‫وتحديث حضارة من حضارات العالم في أواخر العصر الوسيط الغربي وفجر العصور الحديثة أو‬

‫الشمس‪ .‬ويسعى هذا الكتاب لعقد مقاربة جديدة للعالقات المركبة بين الممارسات الثقافية والنظام‬

‫الطبخ في العصور القديمة‬ ‫يقدم هذا الكتاب األطعمة وعادات األكل في العالم القديم؛ ويوفر األدوات الالزمة للنظر في‬

‫الوصفات في سياقها الثقافي والتاريخي؛ ويتفحص األطعمة المألوفة في العالم القديم‪ ،‬وهي‬ ‫الشعير والحنطة‪ ،‬والسيما كيمياء صنع الخبز القديم وتقنيتها‪ ،‬ويصف الطبخ القديم وتقنيات حفظ‬

‫الطعام‪ ،‬ويقدم وسيلة عملية لتحضير الوصفات في المطابخ الحديثة‪ .‬ويبدأ كل فصل من الفصول‬ ‫عن بالد الرافدين ومصر واليونان وروما بخالصة عن أهم التحديات البيئية والتقنية التي كانت‬

‫تواجه توفير الطعام في كل حضارة‪ .‬وهكذا يتم تصوير البنية االجتماعية االقتصادية األساسية في‬

‫كل مجتمع باإلضافة إلى العوامل الثقافية والدينية المؤثرة في اختيارات األطعمة‪ .‬وتتم مناقشة‬ ‫ٌ‬ ‫مصادر الوصفات القديمة‪َ ،‬ت ْت ُ‬ ‫وصفات ملحقة إضافية‪.‬‬ ‫بعها‬

‫عصر المالحة البحرية‬ ‫منذ القرن الثالث عشر وحتى القرن التاسع عشر‪ ،‬شكلت المسطحات المائية في جميع أنحاء العالم‬ ‫ً‬ ‫سعيا لمزاولة التجارة‬ ‫الميدان الرئيسي للتنقل سواء لمن حمل على عاتقه هواية االستكشاف‪ ،‬أو‬

‫ً‬ ‫ميدانا‬ ‫وحتى لمن خاضوا غمار المعارك العسكرية من دون أن نغفل القراصنة الذين اتخذوا البحار‬

‫لممارسة جرائمهم‪ .‬يعرفنا هذا الكتاب على تفاصيل حياة من قرروا ركوب أعالي البحار ومن فضلوا‬

‫الحياة خارجها‪ ،‬ربما ألنهم العبيد الذين قادهم نخاسوهم لساحة المزاد أو زوجات وقفن ملوحات‬ ‫ً‬ ‫بحرا‪ .‬كيف مضت األيام وتوالت الفصول على رواد البحار وماذا كان‬ ‫لتوديع أزواجهن المسافرين‬ ‫طعامهم وكيف قضوا الليالي واألمسيات وغطاؤهم شراع سفينتهم ومصابيحهم نجوم الفضاء‬ ‫الشاسع وموسيقاهم ألحان األمواج المرتطمة بألواح سفنهم؟ بين صفحات هذا الكتاب المصور‬ ‫تجد اإلجابة عن هذه األسئلة والمزيد مما قد يرد على خاطر المهتمين باكتشاف التفاصيل الدقيقة‬

‫ألشخاص عاديين عاشوا اهتمامات استثنائية‪.‬‬

‫إحدى تلك الحضارات‪ .‬ولهذا الكتاب أهمية في مستويين اثنين‪ :‬مقاربة تطبيقية إلعادة فحص‬

‫النهضة (من القرن الخامس عشر حتى القرن السادس عشر)‪ ،‬وتعريف بتفاصيل حياة جماعة اجتماعية‬ ‫أسست أكبر إمبراطورية في نصف الكرة الغربي قبل االستعمار األوروبي ألمريكا‪ .‬فقد ّ‬ ‫طوع اإلنكيون‬

‫الثقافات كلها التي عاشت في غرب أمريكا الجنوبية ما أدى إلى تكوينهم جعبة مكتنزة من الخبرات‬

‫في القيادة العسكرية والحكم وإدارة البالد التي فتحوها وشعوبها ومواردها‪.‬‬

‫اليابان في القرن الثامن عشر‬

‫ُ‬ ‫التقاط‬ ‫يهدف هذا الكتاب إلى سبر «اليابان اليومية»‪ ،‬المهملة‪ ،‬وأناسها العاديين‪ .‬والفكرة هنا هي‬

‫طبقة «النخبة»‪ ،‬ومحاولة إعادة تصوير الحياة العادية لليابانيين العاديين‪ .‬من‬ ‫غير‬ ‫نكهة الناس من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫خالل ذلك‪ ،‬يطمح إلى تقصي أفعال الناس في حيواتهم اليومية الطبيعية‪ .‬كيف بدت حياتهم؟ وكيف‬ ‫كانوا يعيشون؟ وماذا كانوا يأكلون؟ وما هي األدوات التي استخدموها؟ ما هو «الطبيعي» و«العادي»‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا‬ ‫أفضل (رغم أنها ليست كاملة) عن سلوك طبقة النخبة‪،‬‬ ‫فكرة‬ ‫عادة‪،‬‬ ‫نملك‪،‬‬ ‫بالنسبة لهم؟ إننا‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والمذكرات ّ‬ ‫الشخصية‪ ،‬المتوافرة‪.‬‬ ‫واقتصاديا‪ ،‬من خالل الوثائق الحكومية‪ ،‬والرسائل‬ ‫واجتماعيا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫رسميا السلطة‬ ‫تحددها أدبيات الكونفوشيوسية الجديدة‪ ،‬وتتب ّناها‬ ‫وتؤلف الطبقات الدنيا‪ ،‬كما‬ ‫ً‬ ‫خمسة وتسعين بالمئة من عدد السكان‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬نعرف النزر اليسير عن حياة الفالحين‪،‬‬ ‫الحاكمة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫إعطاء‬ ‫والتجار الصغار‪ ،‬باستثناء ما تقوله طبقة النخبة عنهم‪ .‬فغاية هذا الكتاب هي‬ ‫والحرفيين‪،‬‬ ‫صوت ّ‬ ‫للرجل والمرأة العاديين في اليابان‪ ،‬خالل القرن الثامن عشر‪.‬‬

‫مدنيو آسيا‬ ‫منذ منتصف القرن التاسع عشر الميالدي‪ -‬الذي يعد نقطة البداية األساسية لهذا الكتاب‪ -‬كانت‬

‫مجتمعات شرق آسيا مرغمة وبشكل متزايد على تغيير قيمها وممارساتها‪ .‬وتتمثل نقطة التحول‬ ‫هنا في هجوم الحكومة البريطانية على الصين بين عامي ‪ 1839‬و‪ ،1842‬ذلك الهجوم الذي ُعرف باسم‬

‫«حرب األفيون األولى»‪ .‬ونتيجة لهزيمة الصين في هذه الحرب وفي حروب تالية‪ ،‬وقيام القوى‬ ‫الغربية بفرض الحكم االستعماري واالتفاقيات الجائرة على آسيا‪ ،‬نشأ نظام ثقافي واجتماعي جديد‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪33‬‬

‫ــــوب عبر التاريخ ‪..‬‬ ‫من نوعه‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬كان بقاء األمة يعتمد في البداية على إنشاء دولة (من خالل التعليم الجماعي‬ ‫لمعرفة القراءة والكتابة وتطوير وسائل إعالم جديدة) وبناء أساس اقتصادي واجتماعي يسمح ببناء‬ ‫الجيش‪ .‬ونتيجة لذلك أسفرت الحروب والتهديدات عن تغييرات غير عادية في حياة األطفال (الذين‬

‫يذهبون اآلن للمدارس ويطلق عليهم «التالميذ») والنساء (الالتي يعملن في المصانع حيث يمكنهن‬ ‫الحصول على رواتب واستخدام تعليمهن للتخصص في مهن جديدة) والرجال (الذين يواجهون اآلن‬

‫احتمال االلتحاق بالخدمة العسكرية)‪ .‬كما أن الوجود المادي والقوة االقتصادية للجيش توسعا وبلغا‬ ‫ً‬ ‫مثال من خالل المقارنة بين أوضاع الصين وكوريا خالل المائة عام‬ ‫مستويات غير مسبوقة‪ .‬يتضح ذلك‬

‫الماضية‪ .‬وتبقى النقطة األعم هنا أن ثقافة التطوير الرأسمالي واالبتكارات في التكنولوجيا البحرية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فضال عن انتشار ثقافة االستعداد لـ‬ ‫مؤثرا في المجتمع‪،‬‬ ‫العبا‬ ‫والعسكرية وتصاعد دور الجيش بوصفه‬

‫ً‬ ‫فضال عن انتشار الوعي‬ ‫«اختبار الجسد بالجسد» في االشتباك مثلما يحدث في الرياضات االلتحامية‪،‬‬ ‫بأهمية الثقافة المادية واإلصرار على تطويع الطبيعة لتلبية احتياجات اإلنسان‪ ،‬كل هذه القيم لم‬ ‫ً‬ ‫عاما الماضية‪.‬‬ ‫ُتغرَ س في شرق آسيا إال خالل المائة والخمسين‬

‫عصر المغول‬

‫ّ‬ ‫تشكلت من صعود تيموجين السريع إلى السلطة‪ ،‬أوسع إمبراطورية امتدت على مساحات‬ ‫وهكذا‬ ‫ً‬ ‫متجاورة من األرض‪ .‬فقد بدأ شابا يتيم األب‪ ،‬يتفانى في الدفاع عن حق أسرته‪ ،‬ثم زعيم قبيلة‪،‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫زعيما لعدة قبائل‪ ،‬يمضي لتوحيد الشعوب في‬ ‫محاطا برهط من األتباع المخلصين‪ ،‬ومن بعدها‬ ‫ً‬ ‫أخيرا جنكيز خان‪ ،‬سيد العالم‪،‬‬ ‫الفيافي اآلسيوية‪ ،‬تحت راية الثروة الموعودة والجاه‪ ،‬ثم ليصبح‬

‫ً‬ ‫آثارا ال يزال صداها يتردد إلى‬ ‫الذي ترك بأعماله وردود أفعاله وما أبرمه من معاهدات واتفاقيات‪،‬‬

‫يومنا هذا‪ .‬فمعاهدة الصلح بين التيبت والصين التي خط مسودتها في األصل أحد الحكام المغول‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معتمدا بين البلدين‪ .‬كما أن قصائد جالل الدين الرومي التي يتردد‬ ‫أساسا‬ ‫بقيت حتى وقتنا الحاضر‬

‫صداها حول العالم‪ ،‬من كاليفورنيا حتى طوكيو‪ ،‬نشأت بداية وتغلغلت في مسامع الناس زمن سيادة‬ ‫الحكم المغولي‪ .‬في حين أدى بناء المغول عاصمة الصين الحالية «بكين»‪ ،‬واعتمادها لتكون عاصمة‬

‫للصين الموحدة آنذاك‪ ،‬إلى خلق روابط روحية وثقافية ال تزال تؤلف بين شعوب غرب آسيا وشرقها‬

‫إلى اليوم‪.‬‬

‫زمن العهد الجديد‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫َشه َد َ‬ ‫سياسيا للدولة اليهودية‪ .‬وقد تركت‬ ‫ودمارا‬ ‫القرْ ُن األول للميالد ظهور ديانة جديدة‪ ,‬هي المسيحية‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫هائال على المجتمع‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬فقد ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أثر المجتمع على كل من‬ ‫أثرا‬ ‫هاتان الظاهرتان السياسيتان والدينيتان‬

‫الخلفية الدينية والتطور السياسي‪.‬‬

‫ّ‬ ‫يتفحص تلك اآلثار وسط الخلفية السياسية واالجتماعية واالقتصادية والدينية‪.‬‬ ‫وهذا العمل يحاول أن‬

‫والحياة اليومية التي عاشها البشر في القرن األول في فلسطين‪ ,‬وآسيا الصغرى‪ ,‬ومناطق شرق‬ ‫ُ‬ ‫تباين بين أديان وجماعات إثنية وقوى سياسية وطبقات اجتماعية‪ .‬والفارق بين‬ ‫حياة‬ ‫المتوسط هي‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫القرن األول قبل الميالد والقرن األول الميالدي فارق هائل‪ .‬فعلى المستوى السياسي‪ ،‬كانت روما قد‬ ‫طبقة وسطى قوية‪ ,‬وكان انتشار الديانة‬ ‫بسطت سيطرتها على المنطقة‪ ,‬وبات االقتصاد أفضل بفعل‬ ‫ٍ‬

‫المسيحية الجديدة‪ ,‬على الرغم من محدوديته‪ ,‬قد صبغ الحياة اليومية‪.‬‬

‫الحرب العالمية األولى‬ ‫ماذا كانت توقعات المشاركين في الحرب الذين وجدوا أنفسهم في الحال غارقين في صراع مميت‬

‫على الجبهة الغربية وفي أماكن أخرى؟ لعقود من النمو المطرد‪ -‬وفي كثير من األحيان المسعور‪ -‬زود‬ ‫النمو الصناعي ً‬ ‫كال من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بالقدرة على شن حرب على نطاق واسع وغير مسبوق‪.‬‬ ‫فقد استطاعت هذه الدول حشد جيوش ُت َعد بماليين الرجال‪ .‬كما تمكنت من تجهيز أولئك الجنود‬ ‫بكميات غير محدودة من األسلحة الفتاكة والتي تراوحت ما بين البنادق والرشاشات والمدفعية‬

‫التي وصلت لدرجة من الحجم والخطورة لم‬ ‫يسبق لها مثيل‪.‬‬

‫يدرس هذا العمل كيف كانت الحياة خالل‬ ‫ً‬ ‫شهرا من الحرب العالمية األولى‪ .‬وقد أدت‬ ‫‪52‬‬

‫الحاجة إلى طرح هذا الموضوع الضخم‬ ‫بشكل طيع وسهل‪ ،‬إلى التركيز على الجبهة‬

‫الغربية وعلى القوى الرئيسة التي تحاربت‬

‫هناك‪ .‬فقد أصبح هذا الشريط من األراضي‬ ‫ً‬ ‫بدءا من ساحل‬ ‫الممتد ألكثر من أربعمائة ميل‪،‬‬ ‫القنال اإلنجليزي وحتى الحدود السويسرية‪،‬‬ ‫المسرح المركزي للصراع بأكمله‪ .‬وقد شهدت‬

‫الجبهة الغربية المجزرة العسكرية األكثر‬

‫فداحة في الحرب‪ ،‬وأثارت األحداث هناك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضخما في بريطانيا وفرنسا وألمانيا‪.‬‬ ‫تغيرا‬

‫وفي العام الثالث من الحرب‪ ،‬دخلت الواليات‬

‫المتحدة إلى حلبة الصراع‪ .‬وتركزت جهودها‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫على الجبهة الغربية‬


‫‪34‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫مقتطفات متنوعة من إصدارات مشــــ‬ ‫ميرنامه «الشاعر واألمير»‬ ‫تأليف‪ :‬جان دوست‬ ‫قصتي مع الخاني‬ ‫ً‬ ‫اهتماما ال في‬ ‫كنت أكتب باللغة التركية على مدى أعوام عديدة‪ .‬لكن لم يعرني أحد‬

‫بايزيد وال في حيطها‪ .‬لم أكن أريد نظم القوافي باللغة الكردية‪ ،‬العتقادي أنه إذا لم يكن‬

‫أحد يهتم بالنظم التركي فمن باب أولى أال يلتفت أحد إلى األشعار الكردية‪ .‬كنت أظن‬ ‫ً‬ ‫شاعرا مثل شكري البدليسي صاحب «سليمنامه» وأحظى بمكانة رفيعة‬ ‫أنني سأصبح‬

‫في قصور الصدور العظام وشيوخ اإلسالم وحتى في مجالس السلطان المعظم في‬ ‫اآلستانة‪ .‬لكن الدهر قلب لي ظهر المجن‪.‬‬

‫وعندما شاهدت أن خاني ينظم قصائده باللغة الكردية‪ ،‬استهزأت به في سري وقلت‪:‬‬

‫«انظر إلى هذا المجنون! من ذا الذي سيشتري قماشه الرث هذا؟ من ذا الذي سيشرب‬ ‫ً‬ ‫يوما بعد يوم‪ ،‬فازداد‬ ‫بكأسه النحاسية ماءه العكر؟» لكنني رأيت الناس يلتفون حوله‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫كامنا ما عدا كتابته باللغة الكردية‪ .‬ولقد‬ ‫سرا‬ ‫عدد مريديه وطالبه‪ .‬أدركت أن في األمر‬

‫كشفت الغطاء عن ذلك السر!‬

‫لقد تبرم أهل بايزيد من غدو الجنود األتراك ورواحهم على أرضهم‪ .‬تبرموا من دفع‬

‫الضرائد والعشور والمكوس وأصبحوا يكرهون الدم المراق من أجل طرفي الحرب‬ ‫الترك والعجم‪ .‬وكان مال أحمد قد اكتشف وتر المحنة فصار يعزف لهم أغنية المظلومية‬

‫وسوء الحظ ما جمع حوله الكثيرين‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫رجل صاحب علم غزير ومعرفة‬ ‫كنت قد تعرفت عليه منذ فترة طويلة وعرفت أنه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رويدا وبدأت أقرأ له قصائدي المنظومة في مدح السالطين‬ ‫رويدا‬ ‫جمة‪ .‬تقربت إليه‬

‫والباشوات‪ .‬كان يحدثني في الداية عن لغة قصائدي ويقول إن علي أن أضيف هذا‬

‫وأحذف ذاك‪ .‬ثم بدأ يتعرض إلى مضامينها ويقول‪« :‬تجنب شعر المديح فإنه يبقى ‪-‬‬

‫مهما علت سويته ‪ -‬بال طعم»‪.‬‬

‫ثم قال لي ذات مساء ونحن متوجهين إلى حجرته في المدرسة‪« :‬إلى متى ستكتب‬

‫بلسان الترك يا بهاري! ولمن تكتب يا أخي! أزل الصدأ عن نحاسك فذاك أفضل لك من‬ ‫ذهب اآلخرين‪ .‬فوهللا لن يصل صوتك إلى اآلستانة‪ .‬وحتى لو وصل فلن يسمع له أحد»‪.‬‬

‫قلت له ببرود‪« :‬إن اللغة التركية لغة جميلة‪ .‬وتنسجم مع كتابة قصائد سلسة‪ .‬ألم تقرأ‬ ‫ً‬ ‫قليال‪« :‬يا أخي لقد قرأت شعر‬ ‫يونس أمراه وفضولي؟» رد علي بصوت مرتفع وكأنه احتد‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفيا مع أمك‪ .‬أو لم تكن هدهداتها حينما‬ ‫أيضا‪ .‬لكن ثق بلغتك الكردية وكن‬ ‫باقي وذاتي‬ ‫ً‬ ‫كنت في المهد بلغتك الكردية؟ مالعبة والدك لك إذ كنت طفال‪ ،‬ألم تكن بالكردية؟ لهوك‬

‫في الليالي المقمرة وتحت ظالل األشجار في الربيع والخريف ألم يكن بالكردية؟ أو لم‬ ‫تعشق فتاة؟ ألم تتغزل بها ولم ببضع كلمات كردية؟ حرام! وهللا حرام أن ننظر إلى هذه‬ ‫اللغة على أنها قاصر‪ .‬يكفيها يتمها يا رجل»‪.‬‬

‫علم االجتماع الديني‬ ‫تأليف‪ :‬سابينو أكوافيفا وإنزو باتشي‬ ‫يسود في مجال دراسة الدين ‪ -‬في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة ‪ -‬تفريط‬

‫هائل في األدوات المعرفية والعلمية المتصلة بتتبع الظواهر الدينية‪ .‬وتكاد األعمال‬

‫المؤلفة أو المترجمة في علم االجتماع الديني ال تتجاوز عدد أصابع اليد‪ ،‬ناهيك عما‬ ‫ً‬ ‫منعدما‬ ‫في مجاالت أخرى قريبة‪ ،‬مثل «اإلناسة الدينية»‪ ،‬التي يبدو االنشغال بها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأكاديميا‪.‬‬ ‫معرفيا‬

‫ورغم انتشار أقسام علم االجتماع‪ ،‬خالل العقود األخيرة‪ ،‬في جل جامعات البلدان‬ ‫ً‬ ‫أساسا في عدم‬ ‫العربية‪ ،‬فإنها ما زالت تشكو بعض النقائص الالفتة‪ ،‬والمتلخصة‬ ‫قدرة علم االجتماع المستورد على اإلحاطة بإشكاليات االجتماع العربي‪ ،‬والدين‬

‫إحداهما‪ ،‬إذ ثمة اغتراب للمعرفة عن واقعها‪ ،‬وهو عجز ناتج عن مناهج تدريس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا‬ ‫تعريفيا‬ ‫تعول على استعراض النظريات والمناهج السوسيولوجية الغربية‪،‬‬ ‫بافتتان‪ ،‬يفتقد لتعريبها الوظيفي‪ ،‬ونقصد به جعل تلك األدوات المعرفية في خدمة‬

‫الواقع الديني العربي لفهم مضامينه وتحوالته وتحدياته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فغالبا ما كانت نقوالت (الكونتية) و(الدوركهايمية) و«الفيبرية» والمدرسة‬ ‫ولذلك‬ ‫ً‬ ‫الجدلية ومدرسة جورج لوبرا ومثيالتها‪ ،‬عروصا تاريخية باهتة ال أدوات معرفية‬

‫ً‬ ‫خصوصا وقد طالت تلك المدارس مراجعة عميقة وتسربت الشكوك‬ ‫مرشدة ورشيدة‪.‬‬

‫في مدى إلمامها بحقبة عودة المقدس وما تطفح به من مفارقات عجيبة‪.‬‬

‫ونشهد في التاريخ الراهن تطور نظريات مستجدة في علم االجتماع الديني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في الفضاء األمريكي‪ ،‬في مجاالت ما يعرف بـ «السوق الدينية» وبتفرعاته‬

‫المتنوعة‪ ،‬من «نظريات العرض والطلب» إلى نظريات «االحتكار الديني» التي تطورت‬

‫بالخصوص مع دارن أ‪ .‬شركات وكريستوفر‪ .‬ج‪ .‬إليسيون‪ ،‬وشككت في عديد القناعات‬

‫التي طالما سادت في التعامل مع الظواهر الدينية واألحكام الصادرة بشأنها‪ ،‬مثال‬ ‫ً‬ ‫تدينا من العصور الحديثة‪ ،‬وأن اإلنسان يسير نحو‬ ‫أن العصور الوسطى كانت أكثر‬

‫الالتدين‪ ،‬وأن الحرية الدينية متاحة في أوروبا‪.‬‬

‫فهذا الكتاب المترجم‪ ،‬هو باألساس كتاب تعليمي‪ ،‬ينأى عن السجال اإليديولوجي‬

‫المتوتر في اصدار المواقف بشأن الدين‪ ،‬ويتطلع إلى ترسيخ المعالجة العلمية الهادئة‬

‫للظواهر المتصلة به‪ .‬وليس غرضه االكتفاء باستعراض النظريات الكالسيكية‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫أساسا إلى اإلمساك‬ ‫التعريف بالرواد في مجال علم االجتماع الديني‪ ،‬بل يسعى‬ ‫بخالصة المقاربات السوسيولوجية‪ ،‬ووضعها على محك المواجهة مع الظواهر‬ ‫ً‬ ‫انتصارا أو‬ ‫الدينية‪ ،‬واختبار مدى قدراتها على اإلحاطة بها من عدمه‪ ،‬وهو ليس‬

‫ً‬ ‫دحضا لعديد اإلشكاليات المطروحة‪ ،‬كالعلمنة‪ ،‬والدين وممارسات العنف المقدس‪،‬‬

‫والدين وإثارة الصراعات‪ ،‬والدين والتغيير االجتماعي‪ ،‬وغيرها من المسائل‪..‬‬

‫هذا كل ما تستحقه‬ ‫ميوكي ميابي‬ ‫على الرغم من أن الشركة التي كنت أعمل فيها في مارونوتشي لم تكن كبيرة‪ ،‬إال‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مختلفا‪ ،‬لكن من أجل العمل العادي في مكتب فإنهم يطلبون‬ ‫وضعا‬ ‫ومهارات خاصة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صغارا في السن قدر اإلمكان‪ ،‬فالخامسة والعشرون هو الحد تقريبا‪ .‬لقد تغير‬ ‫أشخاصا‬

‫قبل أن تحصل على زيادة‪ .‬ولم يمض وقت طويل حتى أدركت أنه لم يرغب الجميع‬

‫كانت الفتاة في عمر الواحد والعشرين‪ ،‬فحالما تتعين موظفة أخرى في العشرين من‬

‫أن الراتب والمكافآت ال بأس بهما‪ ،‬وكل ما نحصل عليه من العمل اإلضافي كان يذهب‬

‫إلى الضرائب ولم تكن الشركة تقوم بأية رحالت‪ ،‬وكان عليك أن تضرب رأسك بالحائط‬ ‫باالنتقال للعمل في الشركات الضخمة‪ .‬وفوق ذلك كله‪ ،‬ليس الناس هناك ودودين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أبدا»‪.‬‬ ‫أساسا‪ ،‬فلم يعجبني الوضع‬

‫كل هذه الشكاوى كانت مألوفة بالنسبة لهونما ولكي يظهر تعاطفه معها قال‪« :‬لنضع‬ ‫ً‬ ‫جانبا‪ ،‬إن الشركات الكبيرة ليست أفضل من الصغيرة عندما يتعلق‬ ‫مسألة الراتب‬

‫األمر بأسلوب التعامل مع السيدات اللواتي أمضين هناك سنوات عديدة‪ ،‬إال إذا كنت‬ ‫ً‬ ‫جدا»‪.‬‬ ‫محظوظة‬

‫ومع ذلك‪ ،‬إن الشعور بأنك مفصول من العمل وأنت في الخامسة والعشرين لهو‬

‫شعور رهيب‪.‬‬ ‫تابعت آيكومي‪« :‬إن للشرطيات والمدرسات أو أي مهنة أخرى تتطلب تدريباً‬

‫الزمن‪ .‬إذ في أيامنا هذه تبقى المرأة شابة في عمر الثالثين‪ ،‬غير أن هذه كذبة‪ .‬حتى لو‬

‫عمرها‪ ،‬ستشعر األولى بأنها تقدمت في السن»‪.‬‬

‫ً‬ ‫ممتعا؟»‪.‬‬ ‫«ماذا عن طبيعة العمل نفسه‪ ،‬هل كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مليا‪ ،‬ثم قالت وهي ترشف قليال من شايها الصيني‪« :‬عندما أفكر به‬ ‫فكرت آيكومي‬

‫ً‬ ‫جيدا»‪.‬‬ ‫اآلن أجد أنه كان‬

‫هذا من وجهة نظر شخص له زوج وطفل وبيت‪.‬‬

‫«هل تريد سماع قصة مضحكة‪ .‬قبل حوالي ستة أشهر اتصلت بي إحدى الفتيات‬

‫وكانت تعمل معي في القسم نفسه في مارونوتشي‪ ،‬ولكننا لم نكن مقربتين إلى بعضنا‬ ‫ً‬ ‫أبدا‪ .‬اتصلت ببيت والدي وقد كنت هناك بالصدفة‪.‬‬ ‫حيث ذهبت إليصال تارو كي يقضي الليلة مع جديه»‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫‪35‬‬

‫ـــــروع «كلمة » للترجمة‬ ‫إدوارد سعيد والمؤثرات الدينية للثقافة‬ ‫تأليف‪ :‬وليام د‪ .‬هارت‬ ‫يقترح إدوارد سعيد أن ثمة عالقة بين «خطاب اإلمبراطورية الناهضة» التي‬ ‫ً‬ ‫امتدادا لرؤية كونراد األولى في قلب الظالم‪ ،‬وبين التحول اإليديولوجي‬ ‫تعد‬ ‫في نطاق النظرية الرفيعة‪ .‬ومع نهوض رغبة إمبريالية تحرر كل من جان فرانسوا‬

‫ليوتار وميشيل فوكو من أوهام سرديات االنعتاق‪« .‬بعد سنوات من دعم الصراعات‬ ‫المناهضة للكولونيالية في الجزائر‪ ،‬وكوبا وفيتنام وفلسطين وإيران‪ ،‬التي غدت‬ ‫تمثل لكثير من المثقفين الغربيين مشاركتهم العميقة في السياسة‪ ،‬وفلسفة التحرر‬

‫من الكولونيالية المناهض لإلمبريالية‪ ،‬تم الوصول إلى لحظة من اإلعياء وخيبة‬

‫األمل»‪ .‬ال يرسم سعيد عالقة سببية بين التطورين‪ ،‬لكن من الواضح أنه يعتقد‬ ‫أنهما متواشجان‪ ،‬وجزء من الحدث نفسه‪ ،‬ومن المنعطف التاريخي ذاته (الثقافة‬

‫واإلمبريالية‪ .)27 ،‬ومن وجهة نظر سعيد‪ ،‬فإن تحرر المفكرين الغربيين من أوهام‬

‫سرديات االنعتاق‪ ،‬هو الجانب اآلخر من الحنين إلى اإلمبراطورية‪.‬‬

‫يستعين سعيد بسليمان رشدي‪ ،‬الذي يستنفر جورج أورويل وصموئيل بيكيت‪،‬‬

‫إدوارد سعيد‬

‫لتوضيح السرد الثاني من رؤية قلب الظالم‪ .‬فيوحي الخط السردي الثاني هذا‬ ‫بمفهوم مختلف لإلمبريالية على أنها ليست أوروبية المركز‪ ،‬وال شمولية‪ ،‬وأنها‬ ‫علمانية بشكل معمق‪ .‬وفي هذه الرؤية تجتاز نزاهة كونراد الفكرية تحيزه حين‬ ‫يؤكد ‪ -‬على الرغم من نفسه ‪ -‬حقائق ليس للنظرة اإلمبريالية المحدقة بها من سبيل‪.‬‬

‫ً‬ ‫أيضا يشير إلى أن هذا الصدق‬ ‫وقد قلت على الرغم من نفسه عن قصد‪ ،‬ألن سعيد‬ ‫هو وعي ذاتي متعمد‪« .‬إن طريقة كونراد في إظهار التنافر بين السنني وآرائه‬

‫الشخصية عن اإلمبراطورية‪ ،‬هي االستمرار في لفت االنتباه إلى كيفية بناء األفكار‬ ‫والقيم (وتفكيكها) من خالل انزياحات في لغة السارد»‪ .‬وهنا يصف سعيد رواة كونراد‬ ‫ً‬ ‫ذاتيا‪ ،‬وشهود معبرون وقلقون لحساب اإلمبريالية األوروبية‪ .‬كما يبني‬ ‫أنهم واعون‬

‫ً‬ ‫دائما كما تبدو‪،‬‬ ‫كونراد رؤية غير مستقرة ومخالفة عن اإلمبريالية فاألشياء ال تكون‬

‫أو كما يمثلها األوروبيون‪ ،‬فثمة تصورات أخرى محتملة‪.‬‬

‫ً‬ ‫جميعا؛ الخيرة والوحشية‪،‬‬ ‫تسمح هذه الرؤية لنا أن نرى اإلمبراطورية بتعقيداتها‬

‫كمجموعة من التجارب المتعأرضة المتشابكة من الناحية التاريخية (الثقافة‬

‫واإلمبريالية‪27 ،‬‬

‫‪ )31 -‬تمثل الرؤية األولى في قلب الظالم الصورة المهيمنة‪ ،‬وغير‬

‫المتكافئة التي فيها يكون تاريخ األقاليم المستعمرة مجرد تاريخ للتدخل اإلمبريالي‪.‬‬

‫وعلى أساس وجهة النظر هذه «كانت المشاريع الكولونيالية هامشية‪ ،‬بل ربما غريبة‬

‫األطوار في النشاطات المركزية للثقافات الحضرية الكبيرة»‪ .‬وهذه الرؤية تعمل على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫خارقا في التاريخ‪ ،‬بتسليط الضوء‬ ‫موضوعا‬ ‫عد الغرب ‪ -‬على الطريقة الهيجلية ‪-‬‬

‫على األماكن المظلمة لشعب بال تاريخ (الثقافة واإلمبريالية‪ .)35 ،‬أما الرؤية الثانية‬

‫فهي االستكشاف النسبي أو الطباقي لإلمبريالية بوصفها تجارب متداخلة‪.‬‬

‫عندما حكمت آسيا العالم‬ ‫تأليف‪ :‬ستيورات غوردن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخالقا‪.‬‬ ‫ومترابطا‬ ‫مذهال‬ ‫مكانا‬ ‫كانت آسيا في األلف عام من ‪500‬م إلى ‪1500‬م‪،‬‬

‫وكانت تضم أكبر خمس مدن في العالم‪ ،‬كلها مراكز إمبراطوريات عظيمة‪ .‬غير أن قلة‬ ‫ً‬ ‫مدنا رئيسية في الوقت الحاضر‪ .‬وأما‬ ‫منها مثل نيودلهي وبكين وإسطنبول مازالت‬

‫األخرى مثل مدينة فيجينقارا ‪ vijayanagara‬في جنوبي الهند فلم يبق منها سوى آثار‪.‬‬

‫إنها آسيا حيث اخترع علماء الرياضيات الصفر وأنشأوا علم الجبر‪ .‬وتتبع الفلكيون‬

‫هناك حركة النجوم بدقة أكبر من أي وقت مضى‪ ،‬واخترعوا اإلسطرالب ألغراض‬ ‫المالحة‪ .‬وقدم الشعراء والكتاب األدب الذي مايزال يالمس القلب‪ ،‬وقدم الفالسفة‬ ‫نظم تفكير وعدالة مازال تؤثر فينا إلى يومنا هذا‪ .‬فلقد شكلت هذه األعمال‪ ،‬وكذلك‬

‫ترجمة المعارف اإلغريقية والرومانية‪ ،‬نواة المكتبات العظيمة‪.‬‬

‫ظهرت البوذية واإلسالم وانتشرا عبر طرق آسيا التجارية المترامية األطراف‪.‬‬

‫وبالمثل انتشرت بضائع الكماليات مثل الحرير واللؤلؤ والتوابل واألدوية والبلور‬ ‫واالحتياجات األساسية مثل السكر واألرز‪ .‬وأصدرت آسيا العملة‪ ،‬ونظام ائتمان‬

‫عرفه التجار وقبلوه من الشرق األوسط حتى الصين‪ ،‬وكذلك أنتجت آسيا الفن الذي‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أن فخامة‬ ‫تزخر به المتاحف في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر‪.‬‬

‫نظمها المعمارية ورقيها يذهل الزوار من عالمنا الحديث‪.‬‬

‫يرتكز كل فصل من فصول هذا الكتاب على المذكرات الحقيقية لرجال عاشوا‬

‫وعملوا وارتحلوا في هذا العالم اآلسيوي العظيم ما بين عام ‪500‬م‪ ،‬و‪1500‬م‪ .‬إن‬

‫تواريخ هذه الرحالت منصوص عليه في بداية كل فصل‪ .‬ولقد جاب هؤالء‬ ‫المغامرون الشجعان عرض المحيطات وقطعوا الصحارى العظيمة واجتازوا ممرات‬ ‫جبال العالم‪ .‬وعرفوا كيف يتدبرون أمورهم وسط لغات ال يفقهونها‪ ،‬في خضم‬ ‫ً‬ ‫بدءا من البلغار في جنوبي روسيا إلى البوقس ‪ bugis‬في جنوبي‬ ‫متنوع من الشعوب‪،‬‬

‫شرق آسيا‪.‬‬

‫كيف استطاع هؤالء الرحالة النجاة والفالح؟ لقد كان لبعضهم عائالت وصداقات‬

‫امتدت عبر مساحة كبيرة من آسيا‪ .‬في حين دعمت سالسل األديرة واالستراحات‬ ‫بعضهم اآلخر‪ .‬ولقد اكتشف العديد من هؤالء الرحالة أن بالطات ملوك آسيا متشابهة‬ ‫في العادات وضروب المخاطبة ومعايير الشرف‪ .‬وسهل تعلم هذه العادات واألعراف‬ ‫ً‬ ‫شعوبا تواقة لما جلبوه من‬ ‫عبورهم‪ .‬والتقى هؤالء الرحالة في أثناء أسفارهم‬

‫ً‬ ‫أفكارا عن العدالة‪ ،‬أم اختراعات‪ ،‬أم‬ ‫معرفة‪ ،‬سواء أكانت عن النباتات االستوائية‪ ،‬أم‬ ‫فن عمارة‪ .‬وتتيح لنا هذه المذكرات اصطحاب القوافل وركوب السفن وأن نتعايش‬ ‫مع البرد واإلعياء‪ ،‬وأن نحيا اآلمال والمخاوف التي كانت تساورهم‪ ،‬وأن نتعرف إلى‬

‫ترف ذاك العالم اآلسيوي في العصور الوسطى وعجائبه‪.‬‬

‫الطعام والمجتمع في العصر الكالسيكي القديم‬ ‫تأليف‪ :‬بيتر غرانسي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيويا في المجتمعات المتقدمة في العصور القديمة‪ ،‬أكثر‬ ‫موضوعا‬ ‫كان الغذاء‬

‫مما هو عليه اآلن في الغرب المتقدم‪ ،‬الذي نجا منذ وقت طويل من براثن المجامعة‪،‬‬

‫ونقص الغذاء‪ ،‬والجوع‪ .‬ويعد الغذاء بالنسبة لمعظمنا في مجتمع الوفرة الذي نعيشه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جزءا من روتين الحياة اليومية‪ ،‬حيث تحصل عليه بشكل تلقائي وال يتطلب منا‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من العمل لتأمينه‪.‬‬

‫ونحن ندرك ما هو الجوع‪ ،‬غير أننا ندركه كشيء يقع في مكان آخر‪ ،‬غير مكاننا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خالفا ألنبياء العهد القديم‪ ،‬أن نحلم بالجنة‪ ،‬ألنه ليس لدينا خبرة‬ ‫مطلوبا منا‪،‬‬ ‫وليس‬

‫ذاتية عن معنى الجوع‪ .‬فالجوع في مجتمعنا تصنعه الحرب (كما في حصار ليننغراد‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا حصار سراييفو)‬ ‫في عامي ‪ ،1942 - 1941‬وحصار هولندا في سنة ‪،1944‬‬ ‫أو أنه نتيجة لحادث مأساوي‪ ،‬كما في تحطم طائرة في جبال األنديز النائية في‬ ‫ً‬ ‫تحديدا المسيحيين ‪ -‬من‬ ‫عام ‪ ،1942‬الذي جعل من أفراد فريق كرة القدم (الروكبي‬ ‫أروغواي ‪ -‬آكلي لحوم بشر‪ .‬وأما بالنسبة للناجين األثنين من تحطم الطائرة‪ ،‬فقد‬

‫كانت عودتهما للحياة الحضرية أشبه بإعادة اكتشاف جنة عدن‪.‬‬

‫ً‬ ‫أساسا إلى اإلفراط في الغذاء‪،‬‬ ‫ويرجع االهتمام بسوء التغذية في مجتمعنا‪،‬‬

‫والتغذية غير الصحية‪ .‬وأشار الكتاب القدماء الذين كتبوا في الشؤون الطبية‪ ،‬إلى‬ ‫أن اإلفراط في تناول الطعام‪ ،‬قد يضر بالصحة‪( .‬ومع ذلك عندما خاطب أنثيموس‬

‫‪ Anthimus‬الطبيب اليوناني في بداية القرن السادس ملك الفرنجة بهذه العبارات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أساسا على ما يبدو اإلكثار من استخدام اللحوم النيئة‪ ،‬وغيرها من‬ ‫فإنه كان يقصد‬ ‫الطعام غير المطبوخ!)‪ .‬ويظهر االفتتان بالطعام اليوم في قوائم كتب الناشرين‪ ،‬غير أن‬ ‫معظم الكتب التي تكتظ بها رفوف الباعة‪ ،‬قد كتبت عن متذوقي الطعام أو مبتكري‬ ‫الغذاء‪ .‬وفي أوساط الدارسين تتم دراسة الغذاء من قبل علماء اإلنثروبولوجيا‪،‬‬

‫الذين يدرسون االستخدامات غير الغذائية‪ ،‬ودالالتها الرمزية‪ .‬وفي العالم النامي‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‪ ،‬فإن الغذاء يقع في دائرة االهتمام بشكل ال يقبل الجدل‪ ،‬كظاهرة‬ ‫المعاصر‬

‫ثنائية الثقافة‪ .‬ويناسب هذا الموضوع علماء الحياة‪ ،‬وعلماء االجتماع على حد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دراسيا‪ ،‬لدارسي العصور القديمة‪.‬‬ ‫موضوعا‬ ‫سواء‪ .‬وبهذا يمكن أن يكون‬


‫‪36‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫مقتطفات متنوعة من إصدارات‬ ‫مشـروع «كلمة » للترجمة‬ ‫جهات الغرب‬ ‫تأليف‪ :‬ميشائيل كولماير‬ ‫بنهاية الصيف سافرت مع ماييل في الطائرة إلى أوروبا‪ ..‬ليس إلجراء البحوث‬

‫أغان شعبية‬ ‫لقصصي‪ ،‬وإنما بتفويض من جمعية حقوق الملكية الثقافية لتسجيل‬ ‫ٍ‬ ‫من يوغوسالفيا‪ ..‬أعلمتنا سارة جين أننا سنلتقي في «ليوبليانا» بعالمة الموسيقى‬

‫واالنتروبولوجيا ميرا اومرزل ترلب‪ ،‬التي تربطها معها عالقات طويلة‪ ..‬ستضع‬

‫العالمة في خدمتنا‪ ،‬أشرطة كما سترافقنا عدة أيام في أنحاء سلوفينيا‪ ،‬كي نتمكن‬ ‫بأنفسنا من تسجيل بعض األغاني الشعبية‪ .‬كما أن للسيدة أومرزل ترلب‪ ،‬سلوفينية‬

‫األصل‪ ،‬عالقات جيدة مع زمالء وموسيقيين في صربيا‪ ،‬كرواتيا‪ ،‬البوسنة‪ ،‬مقدونيا‪،‬‬

‫كوسوفو والجبل األسود‪ ،‬وهم على استعداد للتعاون معنا ‪ -‬كما أشارت السيدة في‬ ‫رسالتها ‪ -‬وتعريفنا على موسيقى أوطانهم‪ .‬قالت سارة جين‪« :‬أينما كنتم‪ ،‬ضعوا‬

‫الميكروفون أمام أفواهكم‪ ..‬ال تفكروا في ما إذا كانت الموسيقى جيدة‪ ،‬أم ال‪..‬‬ ‫ً‬ ‫تماما ما‬ ‫سيكون لديكما وقت في البيت الختبار هذا‪ .‬سجلوا‪ ،‬سجلوا‪ ،‬سجلوا‪ ،‬هذا‬

‫كان يفعله مستر آالن وأبوه في العشرينيات»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جيدا‪ .‬فمهما كان عدد األشرطة المسجلة‪ ،‬يحق لنا الحصول على‬ ‫كان أجر المهمة‬ ‫ً‬ ‫ألف دوالر‪ ..‬لكل منا‪ .‬كان بديهيا لدى سارة جين أنني سأسافر برفقة «مايبل»‪ ،‬ألننا‬ ‫فريق عمل‪ .‬كما أن النفقات المقدمة لنا (على شكل شيكات سياحية) كانت هائلة‪،‬‬ ‫فالمعهد حاسبنا على أجر اليوم في أمريكا‪ ،‬وكان هذا ضعفي ما نحصل عليه في‬

‫النمسا وثالثة أضعاف ما نحصل عليه في يوغوسالفيا‪ .‬وعالوة على هذا‪ ،‬أمدنا بمبلغ‬ ‫ً‬ ‫طبعا بالدوالر األمريكي ‪ -‬نستطيع التصرف فيه كما نشاء‪ .‬لم أعد أذكر المبلغ‪،‬‬ ‫كاش ‪-‬‬

‫ً‬ ‫معا ‪ -‬أنا وماييل ‪ -‬منذ البداية وأضفنا إليه أموالنا الخاصة‬ ‫ولكننا وضعنا نقودنا‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪.‬‬

‫كادت «ماييل» تطير من الفرح‪ ،‬فلم يسبق لها أن كانت في أوروبا‪ .‬وإلصالة إقامتنا‬

‫في أوروبا‪ ،‬والتي تعني عطلة لنا أكثر من عمل‪ ،‬اقترحت علينا سارة جين أن نمر‬

‫في طريقنا على فيينا‪ ،‬لنجمع مواد عن «فولكلور المدينة‪ ،‬كما اقترح د‪ .‬لوماكس» هذا‬ ‫يعني لي أن أذهب إلى محالت دوبلينغر في فيينا‪ ،‬وأشتري كل ما هو متوافر من‬

‫موسيقى شرامل القديمة‪ ،‬وربما أسأل في الحي الذي كان أبي يسكن فيه مع أمه عن‬ ‫ورثة محتملين النتون شتروماير‪ ،‬وإذا عثرت عليهم‪ ،‬سأرجوهم السماح لي بنسخ‬

‫ما يملكونه من اسطوانات‪ .‬لألسف‪ ،‬اليتوافر لجدي‪ ،‬مارتين لوكاسر‪ ،‬أي تسجيل‪ ،‬وال‬

‫ألبي من أيام العزف على كونتراغيتار‪ .‬ألهب اقتراحي مشاعر سارة جين‪ ،‬وحاولت‬ ‫كل ما في وسعها لكبح فرحتها كيال أالحظ عليها مدى قيمة السمكة التي اصطادتها‬

‫في شخصي‪ ،‬وأطالبها بالتالي بالمزيد من األجور‪ .‬هبطنا في مطار «شفيشات» قرب‬ ‫ً‬ ‫ظهرا‪.‬‬ ‫فيينا يوم الجمعة ‪ 8‬سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ ،1983‬الساعة الواحدة‬

‫العالم من البدايات حتى ‪ 4000‬قبل الميالد‬ ‫تأليف‪ :‬إيان تاتيرسول‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬أو حتى تاريخهم الطويل‬ ‫من المستحيل على البشر أن يفهموا أنفسهم‬

‫شيء‪ .‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬إنه وسائل تصحيح ذاتية بشكل مستمر لفهم العالم‬

‫ما قبل البشرية‪ ،‬دون معرفة شيء عن العملية (أو‪ ،‬باألحرى‪ ،‬العمليات) التي من‬

‫والكون من حولنا‪ .‬وللتعبير عن ذلك بوضوح واختصار‪ ،‬فإن السمة الحيوية ألي فكرة‬ ‫ً‬ ‫فعال‪ ،‬إمكانية‬ ‫علمية ال تكمن في أن هذه الفكرة يمكن إثبات صحتها‪ ،‬بل على األقل‬

‫ً‬ ‫تماما كيف أن العديد من العوامل قد تشاركت على‬ ‫ماهية التطور‪ ،‬فإن قلة تدرك‬

‫لقد خطا العلم خطوات كبيرة في القرون الثالثة الماضية أو نحو ذلك‪ ،‬وهو ما‬ ‫ً‬ ‫تقدما‪ ،‬ليس فقط من خالل‬ ‫جلب منافع مادية غير عادية للجنس البشري‪ ،‬وقد أحرز‬

‫خاللها أصبح جنسنا البشري االستثنائي على ما هو عليه‪ ،‬وهذا هو كما يعرف الجميع‬ ‫ً‬ ‫(تقريبا) ما يدعى بالتطور‪ .‬وعلى الرغم من أن معظمنا لديهم فكرة غامضة حول‬

‫نحو نموذجي في التواريخ التطورية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى التنوع في العالم الذي‬

‫نعيشه اليوم‪ ،‬إذ إن التطور ليس كما نعتقد في كثير من األحيان عملية بسيطة‬

‫وخطية‪ ،‬وإنما هو مسألة غير منظمة تنطوي على العديد من األسباب والمؤثرات‬ ‫المختلفة‪.‬‬

‫إن علم األحياء التطوري‪ /‬بيولوجيا التطور‬

‫‪evolutionary biology‬‬

‫إظهار إنها خاطئة (األمر الذي ال ينطبق على االفتراضات جميعها)‪.‬‬

‫متتالية ملفتة للنظر من فهم كيفية عمل الطبيعة‪ ،‬بل عن طريق اختبار تلك األفكار‬

‫أو مظاهرها ورفض تلك التي ال يمكن أن تصمد أمام الفحص الدقيق‪ .‬وبذلك يكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مطلقا‪.‬‬ ‫نظاما‬ ‫بدال من كونه‬ ‫مؤقتا من المعرفة‪،‬‬ ‫نظاما‬ ‫العلم بطبيعته‬

‫فرع من‬

‫وعلى عكس المعرفة الدينية التي تقوم على اإليمان‪ ،‬فإن المعرفة العلمية تقوم‬ ‫ً‬ ‫بدال من أن‬ ‫على الشك‪ ،‬وهذا هو ما يجعل هذين النوعين من المعرفة متكاملين‬ ‫ً‬ ‫جوهريا من المعرفة‪،‬‬ ‫يكونا متعأرضين‪ .‬فالعلم والدين يعالجان نوعين مختلفين‬

‫وبأن العلماء أمثلة للموضوعية يتسمون بالتحفظ ويرتدون معاطف بيضاء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫علميا» تنطوي على تناقض كبير‬ ‫إال أن الفكرة القائلة بأن بعض المعتقدات «مثبتة‬

‫من الواضح إذن‪ ،‬أن القول باستخفاف‪ :‬بأن «التطور ليس سوى نظرية» إنما هو‬

‫فروع العلم‪ ،‬وإن تصورنا لطبيعة العلم نفسه يعاني من الخلل في كثير من األحيان؛‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مطلقا من العقيدة‪ ،‬ولدينا فكرة‬ ‫نظاما‬ ‫إذ ينظر الكثير منا إلى العلم بوصفه‪ ،‬إلى حد ما‪،‬‬

‫غامضة حول كيفية سعي العلم لـ «إثبات» صحة هذه الفكرة أو تلك حول الطبيعة‪،‬‬

‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬للنفس البشرية‪.‬‬ ‫ويخاطبان بالقدر نفسه احتياجات مهمة‪ ،‬ولكن مختلفة‬

‫ً‬ ‫فعليا لتقديم دليل إيجابي علي أي‬ ‫من نواح عديدة‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬إن العلم لم يوجد‬

‫رفض لكامل قوام العلم ذاته‪ ،‬والذي ندين له بمعايير الحياة العصرية التي لم يسبق‬ ‫ً‬ ‫كثيرا‪.‬‬ ‫لها مثيل وبطول أعمارنا‬

‫عالم جونار إيكيلوف‬ ‫ترجمة د‪ .‬صالح العويني‬ ‫عالم جونار إيكيلوف‬

‫حميمة قط‪ .‬وقد خفف دفء خالته ومربيته من تعاسة طفولته بعض الشيء‪ .‬ولكن‬

‫يتفق الشعراء السويديون باختالف أجيالهم واتجاهاتهم اإلبداعية على كون‬

‫زواج والدته المبكر من رجل كرهه إيكيلوف‪ ،‬بعد وفاة والده‪ ،‬جعل منه‪ ،‬ابن التاسعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقا في إحدى رسائله ألحد أصدقائه‬ ‫أرضا خصبة لعقدة هاملت‪ .‬وقد كتب إيكيلوف‬

‫ولد إيكيلوف في أيلول‪ /‬سبتمبر عام ‪ 1907‬في مدينة استوكهولم‪ ،‬ألم تنحدر من‬

‫بعد االنتهاء من دراسته الثانوية احتار ايكيلوف في اختيار دراسته العليا وهو لم‬ ‫يكمل ً‬ ‫أيا من الدراسات الجامعية التي شرع بها‪ .‬فهو شاعر عصامي علم نفسه بنفسه‬

‫جونار إيكيلوف أهم الشعراء السويديين قاطبة في القرن العشرين‪ .‬وقد قال أحدهم‬ ‫في هذا الصدد‪ :‬لو أن شعر إيكيلوف وحده بقي حيّ ًا في القرن الواحد والعشرين لكفى‬ ‫الشعر السويدي ذلك‪.‬‬

‫يصف عالقته بوالدته‪« :‬اتسمت عالقتي بوالدتي طوال حياتي كلها بالكره والحب ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أساسا‪.‬‬ ‫ليس هناك ما يوصم ويحزن أكثر من أن نجبر على كره من كنا نحب‬

‫أصول بورجوازية عريقة وأب ينحدر من أسرة عمالية فقيرة‪ ،‬استطاع أن يكون ثروة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستقال لالتجار باألسهم‬ ‫نشاطا‬ ‫متواضعة بجهده وعمله‪ ،‬ثم تضاعفت ثروته بعد أن بدأ‬

‫الشعر وأشياء أخرى كثيرة‪.‬‬

‫الخمسين من عمره فقط بعد مرضه بالسفلس لمدة ست سنوات طوال‪ ،‬اتسمت الثالث‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عطوفا بينما‬ ‫محبا‬ ‫األخيرة منها بمضاعفات عصابية ونفسية‪ .‬وكان والد إيكيلوف‬

‫ً‬ ‫وقدرا‬ ‫الروافد‪ .‬ففيه تقاطعت الثقافات الهلينية‪ ،‬األوروبية الحديثة‪ ،‬صوفية ابن عربي‬

‫المتداولة في البورصة‪ .‬وكان إيكيلوف االبن الوحيد ألبويه‪ .‬وقد توفي والده وهو في‬

‫مالت والدته إلى الحزم والشدة في تربيته وربما إلى البرودة كذلك‪ .‬وبعيد وفاة والده‬

‫بقليل تزوجت والدته من جديد برجل لم تقم بينه وبين الطفل إيكيلوف أية عالقة‬

‫فباإلضافة إلى اللغة األم أتقن إيكيلوف اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية والالتينية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومحبا للسفر‪ .‬واتسمت ثقافته العمق وبتعدد‬ ‫نهما‬ ‫قارئا‬ ‫واليونانية القديمة‪ .‬وكان‬

‫من الفلسفة البوذية‪ .‬وقد قرأ إيكيلوف «ترجمان األشواق» الذي ترجمه نكلسون عام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كثيرا وأحبه طوال حياته‪.‬‬ ‫يافعا وتأثر به‬ ‫‪ ،1911‬وهو‬


‫‪lima.ae‬‬ ‫‪www.ka‬‬

‫كلمة تحت الضوء‬ ‫مؤتمر أبوظبي‬ ‫الدولي للترجمة‬ ‫كلمة ‪..‬‬ ‫ومواقع التواصل اإلجتماعي‬ ‫إنجازات «كلمة»‬ ‫حراك ثقافي وحضور عربي وعالمي‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة حضور إماراتي مؤثر في الثقافة العربية والعالمية‬ ‫منذ اليوم الذي حط معرض الكتاب رحاله على أرض اإلمارات‪،‬‬

‫يجب في مشروع «كلمة» وبرغم عمره القصير إال أنني وجدت أن‬ ‫ً‬ ‫واضحا من خالل ما يحظى به من دعم سياسي‬ ‫اكتمال الفكرة يبدو‬

‫أكثر وتتمدد في أرض اإلبداع عروق ياسمين وحناء تعبق بين أيدينا‬ ‫ً‬ ‫كتبا وفي عقولنا معارف‪ ،‬وفي دورة التاريخ مشاريع ثقافية تستعيد‬

‫محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات‬

‫والقارئ المخلص للمعرفة الشغوف برائحة الورق وأغلفة الكتب ينتظر‬ ‫موعده من دورة ألخرى‪ ،‬ومع كل انتظار يزهر في حقل المعرفة شجر‬

‫عظمة التاريخ بهمة العمل ال بتهويمات األحالم واألمنيات‪ ،‬وتستعد‬ ‫للمستقبل بأمنيات مشروعة وأفعال يتحدث عنها القاصي والداني ‪.‬‬

‫لقد بدأ تاريخنا بكلمة «اقرأ»‪ ،‬ولم يكن ذلك مصادفة‪ ،‬كانت «اقرأ»‬

‫كلمة من الضخامة بحيث استوعبت حمولة دين وتاريخ أمة‪ ،‬الكلمة‬ ‫عبرت التاريخ كطلقة ضوء ثم انهمرت هنا على أرض اإلمارات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دوما بالمفاجآت واألحالم والرؤى والمشاريع الرائدة‪،‬‬ ‫األرض الحبلى‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وكبيرا بكل ما يمكن أن تذهب‬ ‫ومختلفا‬ ‫رائدا‬ ‫مشروعا‬ ‫الكلمة أصبحت‬ ‫ُ‬ ‫إليه دالالت هذه الكلمات‪ ،‬ويقينا فإن اإلمارات مؤهلة لتحمل كلف‬

‫مشاريع حضارية كهذه ومبشرة بمشاريع أكثر ‪.‬‬

‫وكما كانت «اقرأ» رافعة حضارية في داللتها وتوقيتها ومفصليتها‪،‬‬

‫في ذلك الوقت من عمر الخالفة العباسية‪ ،‬فإنها بقيت طاقة احتشاد‬

‫لم يتوقف مفعولها عن إنتاج مشاريع ضخمة ظلت إلى يومنا مثار‬ ‫إعجاب وتأثير واشعاع تماما كما كان مشروع المأمون في بغداد حين‬ ‫بنى دار الحكمة‪ ،‬ورصد الذهب وأطلق الرسائل والرجال استقطابا‬

‫للعلماء والمترجمين من كل الملل واألديان واللغات‪ ،‬فتحولت بغداد‬ ‫الى منارة معرفة وجوهرة حقيقية في مفرق الشرق والعالم وهكذا‬

‫هي اإلمارات اليوم القبلة الصحيحة ألهل الثقافة والمعرفة واألدب‬ ‫بال أدنى شك‪.‬‬

‫فائق التصور‪ ،‬إنه «بداية الغيث» كما قال الفريق أول سمو الشيخ‬

‫المسلحة راعي المشروع وداعمه والواقف بوعي خلف نجاحه‪ ،‬إنه‬

‫البداية التي تبشر بحضور إماراتي مؤثر على ساحة العمل الثقافي‬ ‫العالمي وليس اإلقليمي أو المحلي فقط ‪.‬‬

‫إن المتأمل في مشروع كلمة يجد وبدون أية مجامله أنه ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مشروع إماراتي يتباهى به أي مواطن عربي ينتمي لهذا الوطن‬

‫ويعشق انجازاته ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ومضمونا‪ ،‬فكرة‬ ‫‪ - 2‬مشروع تكاملت له كل شروط النجاح شكال‬

‫وتطبيقا‪ ،‬كوادر ومسؤولين‪ ،‬وببذل مادي ال تخطئه العين‪.‬‬

‫‪ - 3‬استمرار المشروع في تحقيق أهدافه بنجاحات تحسب له‬ ‫ً‬ ‫عاليا‪ ،‬برغم كلفته المادية العالية في زمن ال يعرف فيه العرب‬ ‫وتثمن‬

‫كيف يستثمرون في المعرفة وكيف ينفون عن أنفسهم تهم هجر‬

‫الكتب ونشر القراءة بين الشباب‪ ،‬حتى صارت تهمة األمة التي ال تقرأ‬ ‫عالمة عربية حصرية لألسف الشديد ‪.‬‬

‫‪ - 4‬تمكن المشروع من تنويع المنابع واالتجاهات الفكرية والثقافية‬

‫التي يتم الترجمة منها ما يذكر بمشروع مكتبة الحكمة وعصر‬

‫المأمون الذي اشتغل بالترجمة فيه علماء مسلمون ويهود ويونان‬ ‫وعرب وفرس و‪ ....‬ولذاك المشروع يعود الفضل في ترجمة الفلسفة‬

‫اليونانية واالغريقية‪.‬‬

‫إن أول ما يلفت المتابع أن «كلمة» مشروع منفتح على نتاجات‬

‫كما دار الحكمة ومشروع المأمون فإن مشروع كلمة الذي تضطلع‬

‫الحضارات االنسانية بال تحيز أو تمييز أو محاباة‪ ،‬المعرفة اإلنسانية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أخيرا‪ ،‬هذا هو األساس‪ ،‬التحيز الوحيد‬ ‫أوال والمعرفة االنسانية‬

‫عز الخالفة العباسية في مكتبة دار الحكمة الشهيرة‪ ،‬والذي كان يزن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خالصا مكرسا مبدأ تعددية االسالم‬ ‫ذهبا‬ ‫فيه الكتب ويدفع ثمنها‬

‫األول لكافة شرائح المجتمع وبخاصة لألجيال الجديدة‪ ،‬بحث تتوافر‬

‫به هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة هو في جوهره مشروع ثقافي‬ ‫ً‬ ‫استكماال لذلك المشروع العظيم الذي بدأه المأمون أيام‬ ‫رائد أرى فيه‬

‫والمعلن بالخط العريض هو لتكريس القراءة وإتاحة وعاء المعرفة‬ ‫لها فرصة التالقي مع شعوب األرض عبر جسورثقافية متماسكة‪.‬‬

‫وقدرته على االستيعاب وانفتاحه بثقة على كل الحضارات دون‬

‫إن استقطاب مترجمين من أبناء اإلمارات الذين يمتلكون ناصية‬

‫لقد تتبعت منذ سنوات حركة الترجمة في عالمنا العربي فوجدت‬ ‫ً‬ ‫شيئا من إلهامات مشروع المأمون في بعض االقطار كجمهورية مصر‬

‫تقديم اإلمارات للعالم كواجهة ثقافية ومعرفية وليس كواجهة‬

‫خوف أو إقصاء أو عدائية ‪.‬‬

‫العربية والعراق ولبنان‪ ،‬لكن محدودية اإلنفاق واشكاليات الداخل‬ ‫ً‬ ‫حائال دون تبلور أي مشروع من هذا النوع بالهيبة المبتغاة‬ ‫كانت تقف‬

‫والهيئة التي يجب ان يكون عليها مشروع نهضوي يلتزم بالمنهج‬ ‫ً‬ ‫أخيرا تجلى المشروع كما‬ ‫ويحافظ على التوازن وااللتزام والثبات ‪...‬‬

‫األدب والترجمة لهو إنجاز آخر يضاف لمشروع كلمة‪ ،‬ويسهم في‬

‫اقتصادية ال تمتلك غير النفط والعقارات‪ ،‬وبالشك فإن استقطاب‬

‫المزيد من الكفاءات الوطنية سيعطي المشروع ألقا من نوع خاص‬ ‫وسيضاعف مكاسبنا أكثر‪ ،‬إنها فرصة تاريخية وحقيقية أشعر‬

‫باالمتنان إزاءها ويغمرني الفخر كمواطنة إماراتية تمتلك بالدها‬ ‫مشاريع من هذا النوع وبهذا المستوى ‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬عائشة سلطان‬

‫‪37‬‬


‫‪38‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫إنجازات مشروع «كلمة» للترجمة‪ ..‬حــــــــ‬

‫سعى مشروع «كلمة» منذ انطالقته في العام ‪ 2007‬إلى إحياء حركة الترجمة في العالم العربي‪ ،‬وحقق في هذا الجانب ترجمة نحو ‪ 700‬كتاب‬

‫عن أكثر من ‪ 13‬لغة تشمل‪ :‬اإلنجليزية والفرنسية واإليطالية واإلسبانية والهندية والكردية واليابانية والصينية والكورية واأللمانية والسويسرية‬ ‫ً‬ ‫فضال عن الحقول العلمية‪ ،‬والفنون والتاريخ والجغرافيا وكتب‬ ‫والهولندية ‪...‬إلخ في مجاالت متنوعة تشمل‪ :‬الحقول األدبية والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫السيرة‪.‬‬

‫ومن أجل التواصل مع جمهور القراء يولي مشروع «كلمة» المشاركة في معارض الكتاب العربية والمحلية والدولية أهمية كبيرة‪ ،‬ويحرص‬

‫توزيع حقيبة أبوظبي للطاقة البديلة في المنطقة الغربية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫االحتفاء‬ ‫تزامنا مع‬ ‫والعين تحت شعار «بيئتي تضيء بيتي»‬

‫باليوم العالمي للكتاب‬

‫قام مشروع “كلمة” بتوزيع ‪1000‬‬

‫حقيبة على الطلبة المتفوقين (من‬

‫الصف الخامس والسادس االبتدائي) في مدارس المنطقة الغربية‬

‫بشكل كبير على التواجد في هذه المعأرض‪ ،‬ويأتي هذا في سياق دعم تواجده على الساحة الدولية‪ ،‬وتقوية عالقاته بدور النشر العالمية‪،‬‬

‫ومدينة العين‪.‬‬

‫التقنيات في صناعة الكتاب‪ .‬كما يسعى المشروع بالتنسيق مع قسم التوزيع في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى وضع خطة تطوير تساهم‬

‫االهتمام باألطفال والناشئة‪ ،‬من خالل دورها في توعية األطفال إلى‬

‫ومواكبة أحدث اإلصدارات العالمية‪ ،‬وااللتقاء بالقراء والتفاعل معهم‪ ،‬واستقصاء ردود الفعل تجاه المشروع باإلضافة إلى االطالع على أحدث‬ ‫في تعزيز تسويق وتوزيع كتب «كلمة» بحيث نضمن وصولها للقراء في كل مكان‪ .‬عالوة على المضي في حمالت ترويج القراءة مثل بادرة حقيبة‬

‫أبوظبي لألطفال والناشئة التي تنظم بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم‪.‬‬

‫ويعكف المشروع في الوقت الحالي على تطوير قاعدة بيانات إلكترونية تتضمن كافة المعامالت والمعلومات المتعلقة بإنتاج الكتاب‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى قائمة المترجمين التي تضم زهاء ‪ 300‬مترجم متخصصين في كثير من اللغات‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن المشروع غير ربحي‪ ،‬ويقوم على أهداف إنسانية تكمن في تعزيز جودة الخدمة العامة للقراءة‪ ،‬واإلسهام في رفد القارئ في‬

‫اإلمارات والعالم العربي بأحدث اإلصدارات وربطه بالثقافة العالمية‪.‬‬

‫العالقات الدولية وتعزيز التعاون مع دور النشر العربية‬

‫وتنسجم هذه البادرة مع األهداف العامة الستراتيجية أبوظبي في‬

‫كيفية تغيير نمط حياتنا للتوفير في استهالك الطاقة وتقليل الهدر‬ ‫والتبديد عن طريق خفض االستهالك وإعادة االستعمال وإعادة التدوير‪،‬‬

‫كما تعرّ فهم إلى مصادر الطاقة المتجددة وكيفية استغاللها ومزاياها‬

‫ومساوئها‪ ،‬وتحفزهم على حب بيئتهم وحمايتها‪.‬‬

‫وتأتي هذه الحقيبة لبناء لبنة أولى لمكتبة األطفال‪ ،‬إذ احتوت على‬

‫مجموعة تتألف من ثمانية كتب تعنى بمصادر الطاقة المتجددة والبديلة‪،‬‬

‫جناح كلمة» الـ ‪500‬‬

‫على النحو التالي‪:‬‬

‫كتاب‪ ،‬كما شهد المشروع فعاليات متنوعة أقيمت‬

‫«الكتلة الحيوية وإنجاز التغيير»‪« ،‬توليد الطاقة من الرياح»‪« ،‬استغالل‬

‫•توقيع اتفاقية تعاون متبادل بين هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬وبين‬

‫الحرارية األرضية‪ :‬استخدام الفرن األرضي»‪« ،‬الهيدروجين‪ :‬سيارات‬ ‫ّ‬ ‫تخفض بصمتك الكربونية»‪.‬‬ ‫تعمل بالماء»‪« ،‬بناء مجتمع أخضر»‪« ،‬كيف‬

‫المتحف البريطاني المحدودة في بريطانيا‪ ،‬جامعة شيكاغو وجامعة‬

‫تعهد الجانب الفرنسي بتقديم الدعم الالزم لمشروع «كلمة» لترجمة روائع‬

‫بيشوب‪ ،‬وألن رودجر‪ ،‬ولين باباس‪ ،‬وهم متخصصون في الكتابة‬

‫ودار ليوبالد في هولندا‪ ،‬وفالنشتاين وسوركامب في ألمانيا‪ ،‬والتيرزا في‬

‫نشر الثقافة اإلماراتية في فرنسا‪ ،‬وتدريب عدد من المترجمين العرب في‬

‫وتأتي هذه الحقيبة في موسمها الثالث‪ ،‬إذ أطلق مشروع «كلمة»‬

‫تأسيس جملة من اتفاقيات التعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات‬

‫واإلماراتية‪ ،‬وهو ما يأتي في إطار اهتمام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫اإلسالمي في روما بإيطاليا‪ ،‬المركز الثقافي الهندي‪ -‬العربي في الجامعة‬

‫المراقب في المنظمة الدولية للفرنكفونية‪.‬‬

‫غرمرسهايم بألمانيا‪،‬‬

‫والنشر (‪ )UPP‬التابعة ألبوظبي لإلعالم‪ ،‬إذ اتفق الطرفان على مواصلة‬

‫وبعد مضي خمس سنوات على تأسيس المشروع‪ ،‬تظهر المحصلة بأن‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة نجح في تأسيس جملة من العالقات الدولية‬ ‫ً‬ ‫عقودا مع ما يزيد على‬ ‫مع عدد كبير من دور النشر العريقة‪ ،‬وأبرم‬

‫المئة ناشر عالمي‪ ،‬من بينهم على سبيل المثال‪ :‬دار ري‪-‬آكشن وشركة‬

‫على هامش المعرض تضمنت ما يلي‪:‬‬

‫المعهد الفرنسي المسؤول عن تعزيز الثقافة الفرنسية في جميع أنحاء‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لالتفاقية المبرمة‪،‬‬ ‫العالم‪ ،‬وذلك من خالل مشروع «كلمة» للترجمة‪،‬‬

‫كاليفورنيا في أمريكا‪ ،‬ودار غاليمار ومكميالن وفالمريون في فرنسا‪،‬‬

‫األدب الفرنسي الكالسيكي والمعاصر إلى اللغة العربية‪ ،‬ومواصلة دعم‬

‫إيطاليا‪ ،‬وقسم النشر في الجامعة األمريكية في القاهرة‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫فرنسا‪ ،‬وتنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية ذات صلة بالثقافتين الفرنسية‬

‫ّ‬ ‫المتخصص في شؤون العالم العربي والعالم‬ ‫العالمية‪ ،‬مثل معهد الشرق‬

‫بنشر األدب الفرنسي الكالسيكي والمعاصر في دولة اإلمارات‪ ،‬العضو‬

‫الوطنية اإلسالمية في نيودلهي‪ ،‬جامعة «يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز ‪/‬‬

‫•تجديد مذكرة التفاهم التي عقدها المشروع مع الشركة المتحدة للطباعة‬

‫المؤسسة الهولندية لدعم األدب الهولندي وصناعته‪ ،‬مؤسسة الثقافة‬

‫التعاون بهدف توسيع آفاق التعاون االقتصادي والتجاري فيما بينهما‬

‫السويسرية «بروهلفتسيا»‪ ،‬والمعهد الفرنسي في فرنسا‪.‬‬ ‫كما نجح المشروع بدعم حركة الترجمة في ما يزيد عن ‪ 35‬ناشراً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتشجيعا‬ ‫تحقيقا لمبدأ الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية‬ ‫عربيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ودعما للناشرين العرب‪.‬‬ ‫للمترجمين العرب‬

‫إنجازات مشروع «كلمة» خالل العام ‪2011‬‬

‫معرض أبوظبي الدولي للكتاب‪ -‬الدورة العشرين ‪2010‬‬

‫شارك مشروع «كلمة» للترجمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب‬

‫‪ 2011‬في دورته الحادية والعشرين‪ ،‬وتجاوز عدد الكتب المعروضة في‬

‫وتطوير النشاطات المتعلقة بمجال نشر الكتب وتسويقها وتوزيعها‪.‬‬

‫الطاقة الشمسية»‪« ،‬طاقة المحيطات والمد والجزر واألمواج»‪« ،‬الطاقة‬

‫وهذه السلسلة من تأليف نيكي ووكر‪ ،‬وكاري غليرسون‪ ،‬وأماندا‬

‫لألطفال والناشئة‪ ،‬وقام بنقلها إلى العربية عمر سعيد األيوبي‪.‬‬ ‫للترجمة بادرة حقيبة أبوظبي لألطفال في عام‬

‫‪2009‬‬

‫تلتها حقيبة‬

‫أبوظبي للناشئة في عام ‪ ،2010‬ومنذ ذلك الحين يواظب مشروع «كلمة»‬

‫على هذه البادرة ويسعى إلى تطويرها وتقديمها بشكل مختلف في كل‬ ‫مرة‪.‬‬

‫تدشين الصفحة الرسمية لمشروع «كلمة» على «الفيس بوك»‬

‫و«تويتر» للتواصل مع القراء ‪.‬‬

‫دشن المشروع صفحته الرسمية على موقعي «فيس بوك» و«تويتر»‬

‫•أصدر مشروع «كلمة» أكبر كتاب لألطفال تحت عنوان «في بالد تيتو»‬

‫وذلك ضمن خطته اإلعالمية التي تهدف إلى التواصل مع شرائح المجتمع‬

‫يديه لكي يقرأه‪ ،‬بل هو الكتاب الذي يحمل الطفل بين دفتيه‪ ،‬إذ يستطيع‬ ‫ً‬ ‫حرفيا الجلوس داخل هذا الكتاب أثناء قراءته‪ ،‬في‬ ‫القارئ الصغير‬

‫تيسير السبل للوصول إلى القارئ العربي وكذلك إلشاعة المعرفة احتفاء‬

‫العربية المترجمة ضياء حيدر‪ .‬وتأتي هذه البادرة لتسليط الضوء على‬

‫‪ ‬وتأتي هذه الخطوة لزيادة قنوات التواصل مع مختلف شرائح المجتمع‬

‫للكاتبة الفرنسية كلودين غاليا‪ .‬وهو الكتاب الذي ال يحمله الطفل بين‬

‫ً‬ ‫تماما عن المألوف في كتب األطفال العربية‪ ،‬ونقلته إلى‬ ‫تجربة مختلفة‬ ‫أهمية كتاب األطفال وضرورة تشجيع األسرة على تبني فكرة القراءة‬

‫مع األطفال‪.‬‬

‫كافة واستثمار كل القنوات للوصول إلى القارئ العربي وذلك من خالل‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا المواقع االجتماعية‪ ،‬بهدف‬ ‫مواكبة وسائل اإلعالم الحديثة‪،‬‬

‫بجماليات اللغة العربية وما تستحقه لغة الضاد من اهتمام وتقدير‪.‬‬

‫ورفدها بفيض متصل من المعلومات الجديدة عن الكتب المترجمة‪،‬‬ ‫ولتكون هذه المواقع ملتقى تواصل دائم مع القراء والمؤسسات تمتزج‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪39‬‬

‫ـــــراك ثقافي وحضور عربي وعالمي‬

‫فيها التقنية الحديثة بالثقافة وأنماط الحياة المتعددة‪ ،‬حيث ستضم‬

‫الترجمة والنشر لهذه السلسلة من الكتب والتي تتضمن‪« :‬الطعام في‬

‫الكتب العالمية باللغة العربية وتمكينه من الحصول عليها‪ ،‬وبما يضمن‬

‫ومقتطفات وعبارات خالدة ونادرة مستقاة من آخر اإلصدارات التي‬

‫الزمن الكالسيكي القديم» للمؤلف نيفيل مورلي‪ ،‬و«الصداقة في العالم‬

‫‪ ‬وكان مشروع «كلمة» للترجمة قد افتتح موقعه الرسمي الجديد‬

‫–الروماني» للمؤلف ريتشارد فين‪ ،‬و«األعمال المصرفية والنشاطات‬

‫التواصل مع إدارة المشروع مباشرة‪ ،‬وذلك بغية تأسيس شبكة إعالمية‬

‫هذه المواقع آخر إصدارات المشروع وسيتم تطعيم الصفحات بعناوين‬ ‫تمت ترجمتها ونقلها إلى العربية‪.‬‬

‫المجتمع الكالسيكي القديم» للمؤلف بيتر غرانسي‪ ،‬و«التجارة في‬

‫الكالسيكي» للمؤلف دايفيد كونستان‪« ،‬الزهد في العالم اإلغريقي‬

‫تنظيم دورة القراءة الصيفية لألطفال تحت عنوان «صوتي‬

‫المالية في العالم الروماني» للمؤلف جان أندرو‪ ،‬و«التقنية والثقافة في‬

‫بهدف تدريب األطفال على ممارسة القراءة في آفاق الترجمة واألدب‬

‫وتقدم هذه الكتب لوحة متكاملة وفريدة من نوعها ألنشطة مهمة‬ ‫ً‬ ‫أبعادا اجتماعية أساسية في حياة‬ ‫في حياة اإلنسان‪ ،‬إذ تستعرض‬

‫جميل بالقراءة» ‪:‬‬

‫العالمي‪ ،‬وبغية تنمية مهارات الفهم واالستيعاب لديهم نظم مشروع‬ ‫«كلمة» دورة القراءة الصيفية لألطفال تحت عنوان»صوتي جميل‬ ‫بالقراءة»‪ ،‬وجاءت هذه الدورة ضمن عدة أنشطة صيفية نظمتها دار‬

‫الكتب الوطنية بهدف تعزيز حضور الكتاب وزيادة أعداد القراء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طفال بأعمار المرحلة االبتدائية‪ ،‬من الصف األول‬ ‫التحق بالدورة ‪14‬‬ ‫وحتى الخامس االبتدائي‪ ،‬وهم‬

‫‪10‬‬

‫ذكور و‪ 4‬إناث‪ ،‬وكانوا شعلة من‬

‫النشاط‪ ،‬حيث شارك الجميع بقراءة القصص‪ ،‬ووجدوا من يساعدهم‬

‫ويشجعهم ويوفر لهم النصوص العالمية الرفيعة‪ ،‬كما قام مشروع «كلمة»‬ ‫للترجمة بعدة أنشطة في هذه الدورة‪ ،‬من أهمها مسابقة اإلجابة عن‬ ‫األسئلة المطروحة والمشاركة في المناقشات الدائرة حول القصص من‬ ‫أجل الحصول على نقاط أكثر‪ ،‬وهذه النقاط تتمثل في عملة تم اختراعها‬

‫من قبل مشروع «كلمة» للترجمة لتحفيز األطفال وتشجيعهم‪ ،‬فكلما‬ ‫جمع األطفال ُعمَ ً‬ ‫ال أكثر كانت فرصتهم كبيرة في الحصول على قصص‬

‫العصور القديمة» للمؤلفة سيرافينا كومو‪.‬‬

‫االنسان تساعد في فهم طبيعة المجتمعات القديمة وسماتها الثقافية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جيدا لدراسة تلك المجتمعات وصورة مميزة‬ ‫مدخال‬ ‫ما يجعلها تشكل‬

‫تحقيق االستغالل األمثل لها‪.‬‬

‫بحلته الجديدة والتي تسهل على الباحث عن آخر الكتب المترجمة‬ ‫متعددة الوسائط ومتنوعة المحتوى تركز على االستفادة الكاملة من‬

‫أحدث وسائل التقنية والبرمجيات وتسخيرها في الوصول إلى القارئ‬

‫بأيسرالطرق لتزويده بما يحتاجه من المعارف والكتب‪.‬‬

‫المشاركة في اجتماع المجلس األعلى لمجلس التعاون لدول‬

‫الخليج العربي‬

‫للتاريخ القديم‪ .‬كما أن هذه الكتب تكتسب أهميتها بواسطة المؤلفين‬

‫وذلك بهدف دراسة توحيد جهود الدول األعضاء في مجال الترجمة‬

‫احتياجات القراء غير المتخصصين لكونها تقدم أجوبة وافية على‬

‫التعاون لدول الخليج العربية في دورته الحادية والثالثين المنعقدة في‬

‫كما كشف المشروع عن االنتهاء من ترجمة مجموعة من الكتب‬

‫االستشارية للمجلس األعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية‬

‫من دوحة المعرفة» ‪ ،‬وتجيب في مجملها عن أسئلة مثيرة تشغل بال‬

‫واالهتمام باللغة العربية‪ ،‬شارك مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة‬ ‫ً‬ ‫ممثال بمدير المشروع في االجتماع الذي‬ ‫أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫الذين يعدون خبراء في الحقول التي يكتبون عنها‪،‬عالوة على أنها تلبي‬

‫والتعريب واالهتمام باللغة العربية إنفاذا لقرار المجلس األعلى لمجلس‬

‫التساؤالت المهمة التي تطرحها»‪.‬‬

‫أبوظبي خالل الفترة من ‪ 7 - 6‬ديسمبر ‪2010‬‬

‫العلمية الفرنسية المخصصة لجيل الناشئة‪ ،‬وذلك بالتعاون مع دار النشر‬ ‫ً‬ ‫كتابا سيتم إصدارها تحت اسم «ثمرات‬ ‫الفرنسية ‪ ،Pommier‬تتألف من ‪17‬‬ ‫األطفال والناشئة مثل‪« :‬ما هو السر في زرقة البحر؟»‪ ،‬و«ما النسبية؟»‪،‬‬

‫والقاضي بتكليف الهيئة‬

‫دراسة توحيد جهود الدول األعضاء في مجال الترجمة والتعريب‬

‫شهدته األمانة العامة في الرياض يوم األربعاء الموافق ‪ 25‬مايو ‪، 2011‬‬

‫و«هل الزمن موجود؟»‪ ،‬و«كيف نحلم؟» و«اإلنسان والفيروسات‪...‬هل هي‬

‫وضم المسؤولين كافة عن مراكز الترجمة والتعريب في الدول األعضاء‬

‫التي يبحث لها األطفال عن أجوبة‪ ،‬وتأتي اإلجابات على هذه التساؤالت‬

‫الموضوع‪ ،‬وقد شارك في االجتماع عدد من المؤسسات الحكومية‬

‫وقد شهد جناح مشروع «كلمة» للترجمة في معرض فرانكفورت الدولي‬

‫«مركز الترجمة في جامعة الملك سعود في الرياض»‪ ،‬و» المجلس الوطني‬

‫وهدايا في اليوم الختامي للدورة‪ ،‬هذه العملة باسم مشروع «كلمة» من‬

‫عالقة دائمة؟» ‪ ،‬و«ما الجينات؟»‪ ،‬و«ما العدد؟» وغيرها من التساؤالت‬

‫لمجلس التعاون‪ ،‬وأعضاء لجنة الهيئة االستشارية المناط بها دراسة‬

‫العينية لألطفال المتميزين أثناء قراءة القصص وجوائز أخرى لألطفال‬

‫في أسلوب بسيط ومشوق‪.‬‬

‫واألهلية المعنية بالترجمة في دول مجلس التعاون الخليجية منها‪:‬‬

‫فئات ‪ 5‬و‪ 10‬و‪ 50‬و‪ 100‬و‪ 200‬و‪500‬كلمة ‪ ..‬كما تم توزيع الهدايا والجوائز‬

‫الذين لم يحالفهم الحظ في اإلجابات‪.‬‬

‫قرأ األطفال ‪ 8‬قصص من إصدارات مشروع «كلمة» تم اختيارها بعناية‬

‫عن اللغات اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية والكورية‪ ،‬ومتنوعة في‬

‫تخصصاتها ما بين الرياضيات والعلوم والخيال واألدب‪ .‬وحصل األطفال‬

‫في اليوم الختامي للدورة على شهادات تقدير تحمل أسماءهم‪.‬‬

‫المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب‪:‬‬

‫للكتاب لقاءات متنوعة مع دور النشر الفرنسية واأللمانية واألمريكية‬

‫للثقافة واآلداب في الكويت»‪ ،‬ومركز «الترجمة التابع للمجلس الوطني‬

‫النشر رغبة في التعاون مع مشروع «كلمة» في نشر وترجمة إصداراتهم‬

‫تناول االجتماع ثالث أوراق عمل‪ ،‬عن تعزيز مكانة اللغة العربية بين‬

‫واإلنجليزية والهندية والكورية وااليطالية‪ ،‬وأبدت جميع مسؤولي دور‬

‫للثقافة والفنون في دولة قطر»‪.‬‬

‫وتقديمها للقارئ العربي‪.‬‬

‫اللغات وتعليمها‪ ،‬والتي أشارت إلى أبرز المشكالت التي تواجه تعليم‬ ‫ً‬ ‫مقترحا لحل هذه المشكالت بما يضمن تعزيز‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬وقدمت‬

‫تطبيق خدمة التواصل االجتماعي مع مشروع «كلمة» عبر‬

‫خدمات المواقع االجتماعية خدمات «اآلي فون» و«اآلي باد»‬ ‫و«بالك بيري»‪:‬‬

‫شارك مشروع «كلمة» للترجمة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واسعا من‬ ‫إقباال‬ ‫‪ 2011‬في دورته الثالثة والستين‪ ،‬وشهد جناح «كلمة»‬

‫أبرم مشروع «كلمة» اتفاقية تعاون مع إحدى الشركات التقنية‬

‫وعلى هامش المعرض‪ ،‬أعلن مشروع «كلمة» عن استكمال ترجمة‬

‫االجتماعية خدمات «اآلي فون» و«اآلي باد» و«بالك بيري» بشكل خاص‬

‫مطبعة جامعة كمبردج‪ ،‬تتناول أنشطة حيوية مهمة من منظور ثقافي‬

‫بآخر أخبار مشروع «كلمة» للترجمة‪ ،‬وتسهيل ضخ المعلومات واألخبار‬

‫ممثلي دور النشر العالمية‪.‬‬

‫سلسلة مهمة من الكتب التاريخية الصادرة عن قسم الكالسيكيات في‬ ‫وبيولوجي في السياق التاريخي للعصور القديمة‪ ،‬وذلك بالتعاون مع‬

‫جامعة كمبريدج البريطانية العريقة‪ ،‬إذ منحت مشروع «كلمة» حقوق‬

‫المتخصصة لتوفير تطبيق خدمة التواصل مع المشروع عبر المواقع‬ ‫وحصري بالمشروع لتسهم هي األخرى في مواصلة تغذية المشتركين‬ ‫الجديدة عن المشروع بمنتهى السهولة‪ ،‬وإلتاحة الفرصة للقارئ العربي‬

‫بأن يطلع‪ ‬بشكل دائم على آخر المستجدات المتعلقة بعالم الترجمة وآخر‬

‫مكانة اللغة العربية وتطوير تعليمها‪ .‬والثانية عن توحيد جهود الدول‬

‫األعضاء في مجال الترجمة وتكثيفها في دول الخليج العربية‪ ،‬كما‬

‫تناولت معوقات الترجمة في دول الخليج‪ ،‬ودعت إلى إنشاء مركز‬ ‫ً‬ ‫خليجي للترجمة والتعريب ليسهم في الرفع بمستوى الترجمة ً‬ ‫وكيفا‬ ‫كما‬

‫في دول الخليج العربية‪ ،‬ومن ثم دعم التعريب ومكانة اللغة العربية في‬

‫هذه الدول‪.‬‬

‫أما الورقة الثالثة فتناولت أهمية تعليم العلوم باللغة العربية‪ ،‬خاصة‬

‫وأن تاريخ اللغة العربية يؤكد قدرتها على استيعاب العلوم كافة‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫ارتأى مشروع «كلمة» للترجمة أن يستغل مجال الصوتيات في خدمة‬

‫الكتب المترجمة للترويج عنها ولتسهيل عملية القراءة والمطالعة وزيادة‬ ‫ً‬ ‫وقتا للقراءة لكثرة أعباء‬ ‫نسبة أعداد القراء‪ ،‬وخاصة للذين ال يجدون‬

‫ً‬ ‫متاحا مع هذه الفكرة االستماع لكتب‬ ‫الحياة وتسارع وتيرتها‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫مشروع «كلمة» في أي وقت خالل اليوم وأثناء القيام بالمهام اليومية أو‬

‫التنقل بالسيارة من مكان إلى آخر‪.‬‬

‫وجاءت هذه الكتب بأصوات مميزة‪ ،‬دقيقة وواضحة‪ ،‬سليمة من‬

‫حيث نطقها وتشكيلها مما يساعد المستمع على تعزيز لغته وتطويرها‬

‫عالوة على توسيع آفاقه األدبية‪.‬‬

‫تدشين الموقع اإللكتروني الجديد لمشروع «كلمة» للترجمة على‬

‫الشبكة العنكبوتية‬

‫تم تدشين الموقع الرسمي الجديد لمشروع «كلمة» على الشبكة‬

‫العنكبوتية‪ ،‬والذي يسعى المشروع من خالله إلى تعزيز تواصله مع‬

‫القراء في دولة اإلمارات وخارجها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تعريفا بالمشروع وأهدافه ومعلومات عن أحدث‬ ‫ويتضمن الموقع‬

‫إصداراته‪ ،‬فمن خالل نافذة «إصداراتنا» يتعرف القارئ على إصدارات‬ ‫المشروع من الكتب بمختلف تصنيفاتها منذ انطالق المشروع في العام‬ ‫ً‬ ‫كتابا‪ ،‬باإلضافة‬ ‫‪ 2007‬وحتى تاريخه والتي يصل عددها إلى زهاء الـ ‪536‬‬

‫ً‬ ‫قريبا» وتعرض الكتب التي يعمل المشروع على‬ ‫إلى نافذة «يصدر‬

‫إصدارها‪ ،‬وفي كال النافذتين يتاح للقارئ أخذ فكرة عامة عن عنوان‬ ‫وموضوع كل كتاب من خالل نشر نبذة عن كل كتاب تصاحبها صورة‬

‫الغالف‪.‬‬

‫المشاركة في معرض سيؤول الدولي للكتاب ‪2011‬‬

‫شارك مشروع «كلمة» للترجمة في فعاليات معرض سيؤول الدولي‬

‫للكتاب ‪ ، 2011‬وضم جناح «كلمة» ضمن جناح دار الكتب الوطنية بهيئة‬

‫أبوظبي للسياحة والثقافة مجموعة من إصداراته الحديثة إلى جانب‬ ‫إصداراته من الكتب الكورية المترجمة والمخصصة لألطفال وتبلغ‬

‫أكثر من مائة كتاب تم إنجازها عبر بادرة جسور التي أطلقها مشروع‬

‫«كلمة» على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب في عام ‪ ،2010‬وهي‬

‫كتب متخصصة في العلوم والرياضيات لكنها تقدم المعلومات بأسلوب‬ ‫أدبي وثقافي يجذب األطفال ويشجعهم على القراءة‪ .‬وهي جزء من‬

‫سلسلة مترجمة تضم سبع روايات يابانية‪.‬‬

‫أقيم الحفل في مكتبة كينوكوينا في دبي مول بحضور سفير اليابان‬

‫في دولة اإلمارات العربية المتحدة سعادة تاتسوو وتانابي والدكتور‬

‫علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» للترجمة‪.‬‬

‫يومنا هذا‪ ،‬وأعلن المشروع عن نيته في إهداء عدة نسخ منها إلى‬

‫صورة واضحة عن اليابان خالل الربع األخير من القرن العشرين وإلى‬

‫المؤسسات الثقافية في اليابان باإلضافة إلى الجامعات والمعاهد‪.‬‬

‫االتفاق على ترجمة سلسلة من كتب األطفال المتخصصة في العلوم‬

‫«كلمة» للترجمة‪:‬‬

‫بمناسبة اليوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬إذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحدا‬ ‫صحفيا عبر فيه عن اعتزازه الشديد لكونه‬ ‫بيانا‬ ‫أصدر المشروع‬

‫من اإلنجازات الكبيرة التي حققتها أبوظبي والتي تتوافق مع رؤية‬

‫شارك مشروع «كلمة» في فعاليات الدورة الثالثة لمعرض «العين تقرأ»‬

‫المغفور له بإذن هللا الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في‬

‫الجنوبية‪ ،‬وذلك في خطوة جديدة تكرس التعاون الثقافي والمعرفي‬

‫في سياق المنظومة الطويلة لنشأة االتحاد وتعزيز أركانه من خالل سعيه‬ ‫ً‬ ‫تناغما‬ ‫إلى تنمية الفكر اإلنساني ورفد مخيلته ودعم المسيرة التعليمية‬

‫في مدينة العين‪ ،‬من خالل افتتاح ركن الكتب الكورية في المعرض‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا لألطفال من كوريا‬ ‫كتابا‬ ‫واشتمل الركن على أكثر من ‪150‬‬

‫بين كوريا الجنوبية واإلمارات ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتأتي هذه الخطوة انسجاما مع العالقات االستراتيجية بين دولة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتعليميا وتعد ثمرة‬ ‫واقتصاديا‬ ‫دبلوماسيا‬ ‫اإلمارات وكوريا الجنوبية‬ ‫االنفتاح الثقافي في العاصمة أبوظبي على مختلف ثقافات العالم‪.‬‬

‫إقامة حفل توقيع النسخة العربية من كتاب «الطاقات‬

‫المتجددة» للمؤلف جاك فيرنيي بالتعاون مع السفارة الفرنسية‬

‫في أبوظبي‬

‫أقام مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫في قاعة المعمورة في أبوظبي حفل توقيع النسخة العربية من كتاب‬

‫«الطاقات المتجددة» للمؤلف الفرنسي جاك فيرنيي والذي قام بنقله‬ ‫للعربية المترجم عبدالهادي اإلدريسي‪ ،‬وذلك بالتعاون مع السفارة‬

‫الفرنسية في أبوظبي وبحضور المؤلف جاك فيرنيي ‪.‬‬

‫االحتفال بمشاركة السفارة اليابانية في أبوظبي بأربعينية‬ ‫ً‬ ‫عاما على العالقات‬ ‫اليوم الوطني لدولة اإلمارات وبمرور أربعين‬

‫الدبلوماسية بين دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان بإطالق‬ ‫‪ 7‬روايات مترجمة عن اليابانية‬

‫بمناسبة االحتفال باليوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات العربية‬ ‫ً‬ ‫عاما على العالقات‬ ‫المتحدة‪ ،‬والذي يتزامن مع انقضاء أربعين‬

‫الدبلوماسية بين دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان‪ ،‬أقام مشروع‬ ‫«كلمة» للترجمة بالتعاون مع السفارة اليابانية في أبوظبي حفل إطالق‬

‫الفيديو وأرشيف الصور‪.‬‬

‫المؤلفين من خالل نشر صورهم ونبذة عن مسيرة كل منهم في عالم‬

‫شارك مشروع «كلمة» للترجمة في االحتفاالت التي عمت الدولة‬

‫المشاركة في معرض «العين تقرأ» ‪ 2011‬في مدينة العين‪:‬‬

‫المؤتمرات والندوات واألنشطة التي يشارك فيها المشروع‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫تعد الروايات اليابانية السبع من أبرز األعمال الروائية الحديثة‪ ،‬وتقدم‬

‫االتفاقية التي أبرمها مشروع «كلمة» مع المؤسسة الكورية «يوان ميديا»‬

‫والرياضيات‪.‬‬

‫أصدرها المشروع‪ ،‬واألخبار التي نشرت عنه في الصحف‪ ،‬ويرصد أحدث‬

‫‪ ‬وسيتضمن الموقع في وقت الحق «نافذة» مخصصة للمؤلفين الذين‬

‫االحتفال بذكرى اليوم الوطني األربعين بمشاركة أعالم مشروع‬

‫في عام ‪ ،2010‬والمختصة بالتعليم ونشر كتب األطفال‪ ،‬وتم بموجبها‬

‫كما يتضمن الموقع نافذة إعالمية تنشر البيانات الصحفية التي‬

‫تأسيس الوعي باآلخر القائم على المحبة والحوار والتسامح‪ ،‬فهو يأتي‬

‫مع دعوة صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‬

‫في كلمته بمناسبة االحتفال بـــ»روح االتحاد» بأن يكون للتعليم أولوية‬ ‫قصوى لتطوير منظومة االتحاد واالرتقاء بمخرجاته وربطه بمتطلبات‬ ‫التنمية وسوق العمل وتعميق االنتماء وترسيخ الهوية وقيم الوسطية‬

‫واالعتدال‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار التطورات العالمية في مجاالت النظم‬

‫والعلوم والتكنولوجيا واللغات‪.‬‬

‫وتعهد مشروع «كلمة» للترجمة بأن يواصل مسيرته في نقل العلوم‬

‫والمعارف وتوظيف إمكانياته كافة للحاق بالركب العلمي ودعم اللغة‬ ‫العربية والحفاظ على الهوية ونقل ثقافة اآلخر وحضورها من أجل‬ ‫ً‬ ‫تحقيقا لرؤية‬ ‫اإلفادة وتطوير الذات عالوة على إحياء حركة الترجمة‬ ‫الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب‬

‫القائد األعلى للقوات المسلحة حفظه هللا‪.‬‬

‫ورافق البيان شهادات قدمها أعالم مشروع «كلمة» للترجمة من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفخرا‬ ‫تقديرا‬ ‫باحثين وأكاديمين ومترجمين في حق دولة اإلمارات‬

‫باتحاد دولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫إصدارات صوتية لكتب مشروع «كلمة» العالمية المترجمة‬

‫قدم مشروع «كلمة» سلسلة إصدارات صوتية بأسطوانات مدمجة‬

‫حكايات من ثقافات الشعوب‪ ،‬تجمع تراث الحكايات‬ ‫لمجموعة‬ ‫ٍ‬

‫واألساطير والخرافات الشعبية‪ ،‬تتميز بجودة األداء ونقاء الصوت‬ ‫ً‬ ‫منسجمة‬ ‫مع تأثيرات تعبيرية ممتعة وموسيقى‪ ،‬وتأتي هذه الخطوة‬ ‫ّ‬ ‫اختطتها لنفسها مبادرة «كلمة» منذ انطالقها‪،‬‬ ‫مع األهداف والقيم التي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رائدا للترجمة في العالم العربي‪.‬‬ ‫مشروعا‬ ‫بوصفها‬

‫يترجم لهم المشروع أعمالهم‪ ،‬ستتيح النافذة للقراء التعرف على هؤالء‬ ‫الكتابة والتأليف ورؤيتهم في ترجمة أعمالهم إلى العربية من خالل‬

‫مشروع «كلمة»‪.‬‬

‫المشاركة في ندوة الحضارتين العربية وجمهورية الصين الشعبية‬

‫تلك التي نظمتها وزارة الخارجية لدولة اإلمارات العربية المتحدة في‬

‫العاصمة أبوظبي خالل الفترة من ‪ 26-29‬ديسمبر ‪2011‬‬

‫شارك مشروع‬

‫«كلمة» للترجمة بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الدورة الرابعة‬

‫لندوة الحضارتين العربية وجمهورية الصين الشعبية التي نظمتها وزارة‬

‫الخارجية لدولة اإلمارات العربية المتحدة في العاصمة أبوظبي خالل‬ ‫الفترة من ‪ 29-26‬ديسمبر ‪ 2011‬الماضي‪.‬‬

‫وناقشت الندوة التي شارك فيها مسؤولون ومثقفون من الدول‬

‫العربية وجمهورية الصين الشعبية واألمانة العامة لجامعة الدول‬

‫العربية‪ ،‬أربعة محاور رئيسية تناولت استعراض أهم القيم المشتركة‬ ‫بين الحضارتين ودورها في إرساء أسس عالقات التعاون االستراتيجي‪،‬‬

‫وأهم الشخصيات التي أسهمت في الحوار الحضاري العربي الصيني‬ ‫ودور الثقافة العربية واإلسالمية وأهميتها في تعميق المعرفة المتبادلة‬ ‫بينهما‪ ،‬وتحديد األولويات واإلجراءات المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي‬

‫بين الصين والدول العربية‪.‬‬

‫كما استعرضت الندوة التي جاءت في إطار منتدى التعاون الصيني‬

‫العربي الذي تأسس عام ‪ ،2004‬ويعتبر بمثابة بداية لمرحلة جديدة من‬ ‫التعاون السياسي واالقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدان العربية‬ ‫والصين‪ ،‬استعرضت واقع التعاون الثقافي العربي الصيني وسبل‬

‫التعامل مع التحديات الثقافية التي تطرحها العولمة وتحقيق الرغبة‬

‫المشتركة في تعميق المعرفة بالثقافتين العربية والصينية في الصين‪،‬‬ ‫والعالم العربي ومجاالت تفعيل التعاون الثقافي والفكري واالجتماعي‬ ‫بين الجانبين‪.‬‬

‫وبهذه المناسبة ألقى الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد‬

‫للكتاب مدير مشروع «كلمة» للترجمة محاضرة حول دور الحضارات في‬

‫إرساء أسس عالقات التعاون االستراتيجي العربي‪ -‬الصيني‪ ،‬تحدث فيها‬ ‫عن العالقات التاريخية بين الحضارة العربية والحضارة الصينية وأشار‬ ‫إلى أن هذا االتصال التاريخي يحتاج إلى المزيد من البحث واالستكشاف‬

‫للتمكن من رؤية أبعاده كاملة وتقديم سرد دقيق له ولنتائجه‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحفيا‬ ‫بيانا‬ ‫واحتفاء بهذه المناسبة أصدر مشروع «كلمة» للترجمة‬ ‫ً‬ ‫عرضا إلصدارات كلمة المترجمة عن اللغة الصينية البلغ عددها‬ ‫تضمن‬ ‫‪ 7‬كتب‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪41‬‬

‫تحت شعار (الترجمة وآفاق اللحظة الراهنة)‬

‫مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة‬ ‫اختتم مؤتمر أبوظبي ال��دول��ي للترجمة الذي‬

‫والترجمة األدبية‪ :‬المشكالت والمقترحات‪.‬‬

‫أطلقه مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي‬

‫حيث رك��زت الجلسة األول���ى على استعراض‬

‫للسياحة والثقافة‪ ،‬بالتزامن مع معرض أبوظبي‬ ‫ال���دول���ي ل��ل��ك��ت��اب‪ ،‬وج����اء ه���ذا ال��م��ؤت��م��ر ان��ط�لاق ً��ا‬

‫ميراث الترجمة ومشاريعها ومؤسساتها‪ ،‬ومناقشة‬ ‫واقعها في العالم العربي من خالل رؤية مقارنة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التحديات التي‬ ‫إضافة إل��ى تسليط الضوء على‬

‫م��ن أهمية الترجمة باعتبارها ج��س ً‬ ‫��را يربط بين‬

‫ال��ث��ق��اف��ات‪ ،‬ووس��ي��ل��ة ات��ص��ال ومثاقفة بين األمم‪.‬‬

‫تواجه حركة الترجمة من العربية وإليها‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ويشجع القائمين على بذل المزيد‬ ‫العربية وإليها‪،‬‬

‫عن إشكالية (الهوية الثقافية والترجمة)‪ ،‬مستعرضة‬

‫وليسلط الضوء على واقع حركة الترجمة من اللغة‬

‫كما جاءت الجلسة الثانية من المؤتمر لتتحدث‬

‫من الجهود في سبيل النهوض بحركة الترجمة‪،‬‬

‫كل الطموحات والتحديات المتعلقة بها‪ ،‬وتناقش‬

‫مؤتمر أبوظبي فرصة مهمّ ة اللتقاء أبرز دور النشر‬

‫تأثيرها على الهوية‪ ،‬باإلضافة إلى التحديات التي‬

‫وذل��ك في ظل التحديات التي تواجهها‪ .‬ويعتبر‬ ‫العالمية‪ ،‬ونخبة من العاملين والمتخصصين في‬

‫مجاالت الثقافة والتأليف والترجمة‪.‬‬ ‫وتعود أهمية الترجمة إلى ّ‬ ‫أنها تسهم في ردم‬

‫ّ‬ ‫الهوة بين الثقافات واألم��م األخ��رى وال سيما بعد‬

‫ّ‬ ‫التطور الهائل في وسائل االتصال والمواصالت‪.‬‬

‫كما أن التبادل العلمي والثقافي بين المجتمعات‬ ‫ّ‬ ‫ي��ع��د ع��ل��ى درج����ة م���ن األه��م��ي��ة‪ ،‬وي��ش��ك��ل الحجر‬

‫األساس في بناء المجتمعات والنهوض بها‪.‬‬

‫وح���ول ه��ذا المؤتمر ق��ال س��ع��ادة م��ب��ارك حمد‬

‫المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ناقال للثقافة والمعرفة‪ ،‬لذلك‬ ‫«لطالما كانت اللغة‬ ‫فقد استطعنا معرفة اآلخر واالطالع على ثقافته‬

‫وعاداته وتقاليده من خالل معرفة لغته‪ ..‬والترجمة‬ ‫كانت وال تزال وسيلتنا للوصول إلى اآلخر وتقوية‬ ‫جسور الصداقة معه»‪.‬‬

‫«إن مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة‬ ‫وأضاف‪:‬‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫منصة رائدة اللتقاء أبرز المترجمين العرب من‬ ‫هو‬

‫ّ‬ ‫التحديات التي‬ ‫مختلف لغات العالم‪ ،‬للحديث عن‬

‫تواجههم‪ ،‬والوصول إلى آليات النهوض بالترجمة‬ ‫لكي نعيد إليها ألقها ال��س��اب��ق‪ ،‬ون��ض��ع بين أي��دي‬ ‫القرّ اء نفائس التراجم من علوم وآداب ومعارف‬

‫القيمة العلمية والثقافية للمادة المترجمة ومدى‬

‫إن هذا هو الهدف‬ ‫الشعوب األخ��رى‪ ،‬وفي الواقع ّ‬

‫وال��وص��ول إل��ى النماذج الحيوية لترجمة العلوم‬

‫ال��رئ��ي��س م��ن إط�ل�اق م��ش��روع (كلمة) ال��ت��اب��ع لهيئة‬

‫والتكنولوجيا وب��ن��اء معاجم علمية متخصصة‪،‬‬

‫أبوظبي للسياحة والثقافة»‪.‬‬

‫باإلضافة إلى السعي لتطوير المناهج الجامعية في‬

‫وبدوره قال الدكتور علي بن تميم مدير مشروع‬

‫ّ‬ ‫«يعد‬ ‫كلمة للترجمة في معرض حديثه عن المؤتمر‪:‬‬ ‫(مؤتمر أب��وظ��ب��ي ال��دول��ي للترجمة) ب���ادرة ثقافية‬

‫حقول الترجمة وإنشاء معاهد ترجمة محترفة‪،‬‬ ‫لتخريج مترجمين مؤهلين وأكفاء»‪.‬‬ ‫كما أكد بن تميم في حديثه على أهمية مقاربة‬

‫ّ‬ ‫تمثل إح���دى ث��م��ار م��ش��روع كلمة للترجمة‬ ‫مهمة‬

‫الترجمة على نحو يفيد من التطورات الهائلة التي‬

‫التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬حيث جاء‬

‫ك��ان��ت حصيلة اإلن���ج���ازات اإلن��س��ان��ي��ة المعاصرة‪،‬‬

‫المؤتمر ليسلط الضوء على أهمية الترجمة التي‬

‫وال سيّ ما بعد أن تحول العالم نتيجة للتطور في‬

‫تسهم بشكل حيوي في التأسيس للمعرفة والعلم‪،‬‬

‫وس��ائ��ل االت��ص��ال وال��م��واص�لات إل��ى ق��ري��ة كونية‬ ‫ً‬ ‫سوية‪،‬‬ ‫صغيرة يتفاعل فيها األف��راد ويتواصلون‬

‫وف��ي التعرف على ثقافات األم��م األخ���رى‪ ،‬وذل��ك‬

‫متجاوزين حدود الزمان والمكان‪..‬‬

‫ع�ل�اوة على تعزيز أهميتها ف��ي التأثير وال��ت��أث��ر‪،‬‬ ‫م��ن خ�لال ب��ل��ورة استراتيجيات تنهض بعمليات‬

‫تواجه الترجمة في العالم وخاصة في سياقاتها‬ ‫الدينية واألخالقية والسياسية‪.‬‬

‫أما الجلسة الثالثة‪ ،‬فتناولت بالحوار تحديات‬

‫ال��ت��رج��م��ة ال��ث�لاث��ة (النشر وال��ت��وزي��ع والتمويل)‪،‬‬

‫وناقشت أهداف دور النشر بين العلمية والتجارية‪،‬‬ ‫مؤكدة على حقوق الملكية الفكرية ومدى التزام‬ ‫ً‬ ‫ع�لاوة على فتح المجال‬ ‫دور النشر العربية بها‪،‬‬ ‫الس��ت��ع��راض الترجمات ال��رائ��ج��ة ف��ي العربية من‬ ‫ً‬ ‫استنادا إلى منظور ثقافي‪.‬‬ ‫خالل تحليلها‬

‫أم��ا الجلسة ال��راب��ع��ة م��ن المؤتمر فكانت عن‬

‫واق���ع ترجمة ك��ت��اب الطفل وال��ن��اش��ئ��ة ف��ي العالم‬

‫العربي والتحديات التي تواجه ق��راء المستقبل‪،‬‬

‫حيث ق��دم متحدثوها بعض النماذج م��ن الكتب‬ ‫ً‬ ‫���ددا م��ن ال��دراس��ات التطبيقية في‬ ‫المترجمة‪ ،‬وع‬

‫الترجمة وتوسع حركتها»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«وانطالقا م���ن ه���ذه ال���رؤي���ة‪ ،‬ب���ادر‬ ‫وأض�����اف‪:‬‬

‫وقد تضمن جدول أعمال المؤتمر خمس جلسات‬

‫م��ش��روع كلمة للترجمة إل��ى تنظيم مؤتمر تحت‬

‫ح��واري��ة ناقشت مجموعة من المحاور اندرجت‬

‫وفي الجلسة األخيرة‪ ،‬ركز الحوار على تحديات‬

‫ش��ع��ار (الترجمة وآف���اق اللحظة الراهنة)‪ ،‬لرصد‬

‫تحت عناوين‪ :‬حركة الترجمة من العربية وإليها (من‬

‫ت��رج��م��ة األدب (النصوص ال��ش��ع��ري��ة والسردية)‬

‫الواقع الراهن لحركة الترجمة من العربية وإليها‬

‫الموروث إلى الراهن)‪ ،‬والترجمة والهوية الثقافية‪،‬‬

‫م��ن خ�ل�ال ال��م��ق��ارن��ة م��ا ب��ي��ن ال��ن��ق��ل ال��ح��رف��ي لها‬

‫في العصر الحديث‪ ،‬وتشجيع المؤسسات الثقافية‬

‫وتحديات الترجمة (النشر وال��ت��وزي��ع والتمويل)‪،‬‬

‫والنقل الذي يراعي الفروقات القائمة بين اآلداب‬

‫في المنطقة على تفعيل حركة الترجمة والنقل‪،‬‬

‫وثقافة الطفل والناشئ العربي‪ :‬الواقع واآلف��اق‪،‬‬

‫اإلنسانية في الذائقة اإلبداعية والمخيلة األدبية‬ ‫واللغة الشعرية‪.‬‬

‫فعاليات المؤتمر‬

‫أدب الطفل المترجم إلى العربية‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة يدشن صفحته الرسمية على‬

‫«الفيس بوك» و«تويتـر» للتواصل مع القراء‬ ‫‪ ‬دشن المشروع الرائد في الترجمة على مستوى العالم العربي‪ ،‬مشروع‬

‫متعددة الوسائط ومتنوعة المحتوى تركز على االستفادة الكاملة من‬

‫موقعي «فيس بوك» و«تويتر» وذلك ضمن خطته اإلعالمية التي تهدف‬

‫بأيسرالطرق لتزويده بما يحتاجه من المعارف والكتب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تأكيدا ألهمية الدور الذي تلعبه التقنيات الحديثة‬ ‫‪ ‬وتأتي هذه الخطوة‬

‫أحدث وسائل التقنية والبرمجيات وتسخيرها في الوصول إلى القارئ‬

‫"كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬صفحته الرسمية على‬ ‫إلى التواصل مع شرائح المجتمع كافة واستثمار كل القنوات للوصول‬

‫وما حققته من إعجاز‪ ،‬وباألخص مواقع الشبكات االجتماعية‪ ‬في توسيع‬

‫إلى القارئ العربي وذلك من خالل مواكبة وسائل اإلعالم الحديثة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا المواقع االجتماعية‪ ،‬بهدف تيسير السبل للوصول إلى القارئ‬

‫دائرة انتشار المعلومة وتسريع وتيرة الحصول على الخبر من مصادره‬

‫وضخه في تلك المواقع المنتشرة‪ ،‬وسرعة تبادلها بين األفراد بثقافاتهم‬ ‫ً‬ ‫تصاعديا وبشكل مطرد‬ ‫المتنوعة واهتماماتهم والذين تتزايد أعدادهم‬

‫العربي وكذلك إلشاعة المعرفة احتفاء بجماليات اللغة العربية وما‬

‫تستحقه لغة الضاد من اهتمام وتقدير‪.‬‬

‫‪ ‬وتأتي هذه الخطوة لزيادة قنوات التواصل مع مختلف شرائح المجتمع‬

‫ً‬ ‫تحديا في حد ذاته فيما‬ ‫مع أهمية الحيز الزمني للمعلومة والذي أصبح‬ ‫ً‬ ‫علما أن هذه التقنيات أصبحت متاحة‬ ‫يخص سرعة النقل والبحث‪،‬‬

‫فيها التقنية الحديثة بالثقافة وأنماط الحياة المتعددة‪ ،‬حيث ستضم‬

‫‪ ‬الجدير بالذكر أن مشروع "كلمة" للترجمة والذي أطلق بدعم من‬

‫ورفدها بفيض متصل من المعلومات الجديدة عن الكتب المترجمة‪،‬‬

‫للمستخدمين والمستفيدين على مستوى العالم‪.‬‬

‫ولتكون هذه المواقع ملتقى تواصل دائم مع القراء والمؤسسات تمتزج‬

‫هذه المواقع آخر إصدارات المشروع وسيتم تطعيم الصفحات بعناوين‬ ‫ومقتطفات وعبارات خالدة ونادرة مستقاة من آخر اإلصدارات التي‬

‫تمت ترجمتها ونقلها إلى العربية‪.‬‬

‫‪ ‬وأكد المشروع في بيانه على خطته والتي ستشمل إضافة إلى خدمة‬

‫التواصل عبر المواقع االجتماعية خدمات «اآلي فون» و«اآلي باد» و«بالك‬ ‫بيري» لتسهم هي األخرى في مواصلة تغذية المشتركين بآخر أخبار‬

‫مشروع "كلمة" للترجمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا بالتعاون مع إحدى الشركات‬ ‫‪ ‬ويعكف القائمون على المشروع‬

‫التقنية المتخصصة لتوفير تطبيق لتلك األجهزة بشكل خاص وحصري‬

‫بالمشروع لتسهيل ضخ المعلومات واألخبار الجديدة عن المشروع‬

‫بمنتهى السهولة‪ ،‬وإلتاحة الفرصة للقارئ العربي بأن يطلع‪ ‬بشكل دائم‬ ‫على آخر المستجدات المتعلقة بعالم الترجمة وآخر الكتب العالمية باللغة‬ ‫العربية وتمكينه من الحصول عليها‪ ،‬وبما يضمن تحقيق االستغالل‬

‫األمثل لها‪.‬‬

‫‪ ‬وكان مشروع "كلمة" للترجمة قد افتتح موقعه الرسمي الجديد‬

‫بحلته الجديدة والتي تسهل على الباحث عن آخر الكتب المترجمة‬

‫التواصل مع إدارة المشروع مباشرة‪ ،‬وذلك بغية تأسيس شبكة إعالمية‬

‫الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب‬ ‫ً‬ ‫زاخرا باإلنجازات‬ ‫القائد األعلى للقوات المسلحة قد حقق قفزات نوعية‪،‬‬ ‫الفريدة والتي تسهم في ردم الهوة بين الثقافات ونشر التقارب الحضاري‬ ‫بين الذات واآلخر من خالل ترجمة اآلداب والمعارف العالمية لتمكين‬

‫القارئ العربي من الحصول عليها في لغته العربية‪.‬‬

‫‪ ‬كما استطاع المشروع أن يؤسس أكبر قاعدة بيانات للمترجمين‬

‫العرب‪ ،‬وتعاون مع عدد كبير من دور النشر تجاوز عددها ‪ 200‬دار نشر‬ ‫عالمية‪ ،‬وبذلك نجح المشروع في رفد حركة الترجمة في العالم العربي‬ ‫‪ ..‬تلك التي تنشد فسحة للتواصل مع اآلخر‪.‬‬

‫تدشين الموقع اإللكتروني الجديد لمشروع «كلمة» للترجمة‬ ‫على الشبكة العنكبوتية‬ ‫بحضور سعادة جمعة القبيسي مدير دار الكتب الوطنية في هيئة‬

‫أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬دشن الدكتور علي بن تميم‪ ‬مدير مشروع‬ ‫«كلمة» للترجمة الموقع الرسمي الجديد لمشروع «كلمة» على الشبكة‬

‫العنكبوتية‪ ،‬والذي يسعى المشروع من خالله إلى تعزيز تواصله مع القراء‬ ‫في دولة اإلمارات وخارجها‪.‬‬

‫‪ ‬وقد عبر سعادة جمعة القبيسي عن سعادته بإطالق الموقع واعتبره‬

‫خطوة جديدة على طريق فتح أواصر التواصل مع القراء والباحثين‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى استخدام التقنيات الحديثة بما يضمن تطوير‬ ‫والمهتمين‪،‬‬

‫الخدمات وتسهيل حصول القراء على الكتاب وتحقيق االستغالل األمثل‬ ‫للكتاب‪.‬‬ ‫‪ ‬ومن جهته صرح د‪ .‬علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» بأن الموقع‬ ‫ً‬ ‫سعيا من إدارة‬ ‫بحلته الجديدة استخدم أفضل تقنيات الويب المتطورة‬

‫المشروع لتقديم خدماته اإللكترونية للقراء والمتصفحين‪ ،‬ليكون حلقة‬ ‫تواصل بين المشروع ومتصفحي اإلنترنت من مختلف الشرائح‪ ،‬وأعرب‬

‫عن أمله في أن يضيف الموقع اإللكتروني قناة جديدة لقنوات التواصل‬ ‫بين مشروع «كلمة» للترجمة والمهتمين بالقراءة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تعريفا بالمشروع وأهدافه ومعلومات عن أحدث‬ ‫‪ ‬ويتضمن الموقع‬ ‫إصداراته‪ ،‬فمن خالل نافذة «إصداراتنا» يتعرف القارئ على إصدارات‬

‫المشروع من الكتب بمختلف تصنيفاتها منذ انطالق المشروع في العام‬ ‫ً‬ ‫‪ 2007‬وحتى تاريخه والتي يصل عددها إلى زهاء الـ ‪536‬‬ ‫كتابا‪ ،‬باإلضافة‬

‫‪ ‬وسيتضمن الموقع في وقت الحق «نافذة» مخصصة للمؤلفين الذين‬

‫‪ ‬يعد مشروع «كلمة» مبادرة مستقلة تتبع هيئة أبوظبي للسياحة‬

‫المؤلفين من خالل نشر صورهم ونبذة عن مسيرة كل منهم في عالم‬

‫آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬وهو في‬

‫وفي كال النافذتين يتاح للقارئ أخذ فكرة عامة عن عنوان وموضوع كل‬

‫مشروع «كلمة»‪.‬‬

‫ً‬ ‫قريبا» وتعرض الكتب التي يعمل المشروع على إصدارها‪،‬‬ ‫إلى نافذة «يصدر‬

‫كتاب من خالل نشر نبذة عن كل كتاب تصاحبها صورة الغالف‪.‬‬

‫‪ ‬كما يتضمن الموقع نافذة إعالمية تنشر البيانات الصحفية التي‬

‫أصدرها المشروع‪ ،‬واألخبار التي نشرت عنه في الصحف‪ ،‬ويرصد أحدث‬

‫المؤتمرات والندوات واألنشطة التي يشارك فيها المشروع‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫الفيديو وأرشيف الصور‪.‬‬

‫يترجم لهم المشروع أعمالهم‪ ،‬ستتيح النافذة للقراء التعرف على هؤالء‬ ‫الكتابة والتأليف ورؤيتهم في ترجمة أعمالهم إلى العربية من خالل‬ ‫‪ ‬قام بتطوير الموقع شركة «خالن»‪ ،‬ويقول علي الجابري مدير عام‬

‫الشركة إنه سعيد بالعمل مع مشروع «كلمة» للترجمة الذي يمثل عالمة‬

‫فارقة في مجال النشر‪ ،‬وعبر عن اعتزاز شركته الكبير بالتعاون مع‬ ‫ً‬ ‫معتبرا الموقع اإللكتروني لمشروع «كلمة» من أهم المواقع التي‬ ‫المشروع‬ ‫تفخر شركته بإنجازه‪.‬‬

‫والثقافة‪ ،‬وتحظى بدعم ورعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد‬

‫الصميم مشروع غير ربحي‪ ،‬يسعى إلى إحياء حركة الترجمة في العالم‬ ‫العربي‪ ،‬من خالل ترجمة ونشر وتوزيع مختارات واسعة من الكتب من‬ ‫عدة لغات عالمية في مجاالت متنوعة تشمل‪ :‬الحقول األدبية والعلوم‬ ‫ً‬ ‫فضال عن الحقول العلمية (الفيزياء‪ ،‬الرياضيات ‪. . .‬إلخ)‪،‬‬ ‫اإلنسانية‪،‬‬

‫وتقديمها للقارئ العربي في طبعة فائقة الجودة‪.‬‬

‫‪ ‬يمكن زيارة الموقع اإللكتروني الجديد لمشروع «كلمة» للترجمة عبر‬

‫الرابط التالي‪:‬‏‪www.kalima.ae‬‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪43‬‬

‫تبدأ اليوم وتنتهي مع انتهاء معرض أبوظبي للكتاب‪2012‬‬

‫«غرد مع‬ ‫إطالق مسابقة‬ ‫ّ‬ ‫كلمة» في تويتر‬

‫آراء بعض المشاركين في مسابقة‬ ‫غرد مع كلمة في‬

‫ً‬ ‫جدا بالفوز في مسابقتكم المذهلة‪ ،‬وقد تعرفت على مشروع كلمة‬ ‫في الحقيقة سعدت‬

‫قبل عام تقريبا من خالل إحدى الصحف وتابعت موقع المشروع أكثر خالل المسابقة وألكون‬ ‫ً‬ ‫جدا عنايتكم باختيار‬ ‫صريحة أنني أظن أنه من أروع مشاريع الترجمة العربية ويتضح لي‬

‫المؤلفات‪ ،‬وكلنا نعلم أن حركة الترجمة هي من أهم عالمات التحرك نحو النهضة‬

‫لذلك أنا متفائلة ً‬ ‫جدا بالمشروع وأثق أنه سيقدم إسهامات عظيمة للقارئ في العالم العربي‪.‬‬

‫أتمنى أن تكثروا من ترجمة كتب الفكر وتعيدوا ترجمة بعض الكتب التي لم تجد مترجمين‬ ‫ً‬ ‫أيضا أتمنى لكم التوفيق وشاكرة لكم هذه المسابقة التي تحفز‬ ‫جيّ دين يقدمونها كما يجب‪،‬‬

‫الناس على القراءة والكتابة في نفس الوقت بارك هللا سعيكم‪ ،‬وال أستطيع أن أغفل روعة‬

‫العاملين في هذا المشروع وإستجابتهم السريعة سواء على حساب تويتر أو عبر البريد‬ ‫وتعاملهم المميز‪.‬‬

‫رحاب سليمان ‪ -‬السعودية‬

‫ً‬ ‫واحدا من أنشط وأجمل المشاريع المعنية بالترجمة في العالم العربي‪.‬‬ ‫أجد مشروع كلمة‬

‫في إطار مبادراته الجديدة الهادفة إلى الترويج للترجمة والقراءة والتفاعل الثقافي وتعزيز‬ ‫ّ‬ ‫«غرد مع كلمة»‬ ‫اللغة العربية بين مستخدمي تويتر‪ ،‬أعلن مشروع «كلمة» عن إطالق مسابقة‬ ‫عبر موقع «تويتر»‪ ،‬وهي مسابقة مفتوحة لجميع الناطقين بالعربية‪ ،‬وتقوم على ترجمة‬

‫اقتباسات عن اللغة اإلنجليزية يقوم مشروع «كلمة» باختيارها‪ ،‬وبثها على صفحته على «تويتر»‬ ‫ً‬ ‫أسبوعيا فائزين اثنين ممن أنجزا أفضل ترجمتين لهذه‬ ‫@‪ ،kalima_project‬على أن يختار‬

‫ً‬ ‫المأثورات والحكم والمقوالت‪ ،‬وذلك‬ ‫وصوال إلى فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب ‪،2012‬‬ ‫حيث سيعلن على امتداد أيام المعرض عن الفائزين يوميا‪ً.‬‬

‫عن هذه المسابقة يقول سعادة جمعة القبيسي‪ ،‬مدير دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي‬

‫للسياحة والثقافة‪« :‬كما جميع مبادرات دار الكتب الوطنية‪ ،‬تأتي هذه المسابقة تلبية لتطورات‬

‫العصر الذي تستحوذ فيه مواقع التواصل االجتماعي عبر اإلنترنت‪ ،‬ومنها تويتر‪ ،‬على المزيد‬

‫من االهتمام العام‪ ،‬وبصفتنا جهة معنية بالترويج للثقافة والمعرفة ونشرهما‪ ،‬فإنه يهمنا‬ ‫بطبيعة الحال اإلفادة من هذه الوسيلة الحديثة والواسعة االنتشار لزيادة الوعي بأهمية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتحث على‬ ‫تحرض على التفكير‬ ‫الكلمة المكتوبة وما تحمله هذه الكلمة من مضامين إنسانية‬

‫التواصل الخالق بين البشر»‪.‬‬

‫أما مدير مشروع «كلمة للترجمة» فتوقف عند القيمة الرمزية التي تحملها هذه المسابقة‬ ‫ّ‬ ‫تقدمها‪ ،‬يقول د‪ .‬علي بن تميم «سنحرص على أن تكون االقتباسات‬ ‫واإلضافة التي يمكن أن‬

‫التي نبثها عبر صفحتنا على تويتر غير مترجمة بعد إلى العربية‪ ،‬وفي الوقت نفسه تحمل قيمة‬ ‫فكرية وجمالية كبيرة سواء من حيث أسلوبها أو مضمونها أو صاحبها‪ ،‬ونحن واثقون من أن‬ ‫ً‬ ‫كبيرا على ترجمة هذه االقتباسات‪ ،‬وبالتالي حين نختار األجمل واألفضل‬ ‫اإلقبال سيكون‬

‫وغير الشائع منها فإننا نضيف حيوية ما إلى حركة الترجمة العربية‪ ،‬خاصة وأن هذه المسابقة‬ ‫ال تستهدف محترفي الترجمة فقط‪ ،‬بل يمكن ّ‬ ‫لكل الناس االشتراك بها»‪.‬‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يعد‬ ‫أيضا الترويج لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي‬ ‫من بين أهداف هذه المسابقة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫منصات الترويج للكتاب في المنطقة والعالم العربي‪« ،‬وستكون هذه المسابقة‬ ‫واحدا من أبرز‬

‫ُ‬ ‫ستسهم في زيادة اإلقبال على المعرض واالهتمام بأنشطته الكثيرة‬ ‫واحدة من الفعاليات التي‬ ‫ً‬ ‫والمتنوعة والتي تستهدف كافة الشرائح والفئات»‪ ،‬كما يقول بن تميم مضيفا‪« ،‬ومن المعروف‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫القراء غير التقليديين ممن تشكل مساهمتهم نكهة مختلفة‬ ‫كبيرا من‬ ‫جمهورا‬ ‫أن تويتر يجتذب‬

‫كبير من المواد المهمة من مختلف‬ ‫بعدد‬ ‫فترة وجيزة من إثراء المكتبة العربية‬ ‫فلقد تمكن خالل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كنت أحرص على الوقوف على منشورات هذا‬ ‫شخصيا‬ ‫اللغات وفي مختلف المجاالت المعرفية‪.‬‬

‫المشروع إما في الركن المخصص له في بعض معارض الكتب أو ضمن ما تنشره الدور األخرى‬ ‫واحدة يبث منها‬ ‫قناة‬ ‫بالتعاون‪ ،‬وهذه نقطة تحسب لصالح المشروع الذي لم يقتصر على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫إنجازه بل ضمن انتشاره األوسع عبر دعم ترجمات الدور المختلفة‪ .‬أما مسابقة غرد مع كلمة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متجددا على مواكبة المشروع للتقنية وإيمانه بأهمية اإلعالم الجديد‬ ‫تأكيدا‬ ‫فهي ليست إال‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الذي يتم إغفاله غالبا في العالم العربي أو تعلن القطيعة بينه وبين المنشور الورقي التقليدي‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدة للتواصل المباشر بين المشروع والقارئ في غياب الوسيط‬ ‫قناة‬ ‫كما فتحت المسابقة‬

‫المعتاد «قنوات البيع» وفي حضور الرغبة األكيدة لتدعيم الهدف األول لـ «كلمة» ‪ :‬إحياء الترجمة‬

‫وإثراء القارئ العربي‪ .‬وكم يسعدني أن أكون أحد المحظوظين بالفوز في المسابقة والحصول‬ ‫ً‬ ‫أخيرا‪ -‬أن يعمل المشروع على تبني‬‫على مجموعة قيمة من أهم منشورات المشروع‪ .‬أتمنى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مكانا في التراث اإلنساني العالمي‪.‬‬ ‫ضامنا لها‬ ‫ترجمة األعمال العربية إلى اللغات األخرى‬

‫فهيمة جعفر‬ ‫مشروع كلمة من أروع األفكار التي حولت إلى واقع في مجتمعنا الحديث‪ ،‬فكما نعلم أن‬

‫الترجمة روح كل عصر وقد تنبه لها أجدادنا من قبل‪ ،‬ولكلمة دور عظيم في الترجمة وأشهد‬

‫لهم بالتميز في الترجمة ومراعاة أصول اللغة العربية مراعاة دقيقة لما قرأت لهم من كتب‬ ‫تستحق اإلعجاب‪ ،‬أتوقع لهذا المشروع النجاح واإلزدهار وأن يصبح سيد مشاريع الترجمة في‬

‫العالم العربي‪ ،‬أقترح أن يقوم مشروع كلمة بالتركيز على العلوم المطموسة أو التي ال تصل‬ ‫إلينا نحن العرب لوجودها بلغات قديمة صعبة الترجمة فإن إستطاع مشروع كلمة على ترجمة‬

‫مثل تلك الكتب سيكون له وزن كبير في وطننا العربي وأهمية عظمى ال تقدر بثمن‪ ،‬كانت‬ ‫مسابقة غرد مع تويتر مسابقة رائعة ومتميزة حيث أنها سمحت للكثير من المترجمين العرب‬

‫أو طالب الترجمة باختبار قدراتهم كما أنها سمحت لهم بالتعرف على أنواع عديدة من الترجمة‬ ‫فمنهم من ترجم بالطريقة األصولية العربية ومنهم من ترجم بالنظم الشعري ومنهم من ترجم‬

‫بأنظمة الترجمة الحديثة وإتباع البيان العربي‪ ،‬فأتمنى لمشروع كلمة التقدم وأرجو أن يكون‬ ‫تجربة تتبعها المزيد والمزيد من مشاريع الترجمة في العالم العربي‪.‬‬

‫سليمان اللوح ‪ -‬فلسطين‬

‫على الترجمة واللغة العربية وعلى فعاليات المعرض على السواء»‪.‬‬

‫وعن آلية اختيار الترجمات الفائزة قال بن تميم‪« :‬ستكون هناك لجنة مختصة من المترجمين‪،‬‬

‫منسق لجنة التحكيم‬ ‫تختار االقتباسات‪ ،‬ثم تختار الترجمات األفضل لها‪ ،‬كما سيكون هناك‬ ‫ّ‬

‫أشكركم على مجهودكم الكبير في تنظيم هذه المسابقة اللطيفة والفريدة من نوعها‪،‬‬

‫درهم إماراتي‬

‫أما انطباعي عن المسابقة فقد وجدت أنها فكرة جميلة مبتكرة‪ ،‬وأقترح عليكم أن تبقى‬

‫«إصدارات» في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬ويستطيع الفائز اختيار الكتب التي يريد‬

‫أخرى‪ ،‬بحيث تتوصلون إلى أشخاص مبدعين يستحقون أن ُيستفاد من مواهبهم وأن تنشر‬

‫خارج دولة اإلمارات حيث سيتولى مشروع «كلمة» إيصال الكتب إلى الفائزين بها عبر الخدمة‬

‫أيمن فايز ‪ -‬سوريا‬

‫وهو المترجم سامر أبوهواش وسيتولى التنسيق بين المحكمين‪ ،‬كما سيقوم موقع مشروع‬ ‫«كلمة» بمتابعة شؤون المسابقة»‪.‬‬

‫ً‬ ‫أسبوعيا هي قسيمة بقيمة ‪500‬‬ ‫يذكر أن قيمة الجائزة التي تمنح لفائزين‬

‫ً‬ ‫كتبا‪ ،‬يستبدلها الفائز‪ ،‬إذا كان من سكان أبوظبي‪ ،‬بما يعادل قيمتها من إصدارات «كلمة» وقسم‬

‫الحصول عليها عبر الموقع اإللكتروني لــــ»كلمة»‪ ،‬وهذا ينطبق على المقيمين خارج أبوظبي أو‬ ‫البريدية‪.‬‬

‫عنوان صفحة «كلمة» على تويتر‪@kalima_project :‬‬

‫عنوان موقع «كلمة» اإللكتروني‪www.kalima.ae :‬‬

‫كما أشكركم على مشروعكم العظيم الذي يساهم في تنويرنا بحضارات وثقافات غيرنا من‬ ‫ً‬ ‫خيرا‪.‬‬ ‫أصحاب اللغات األخرى‪ ،‬فبارك هللا فيكم وجزاكم هللا‬

‫نشاطاتكم في المسابقات جارية‪ ،‬سواء من نفس هذا النوع من المسابقات أو بابتكار مسابقات‬ ‫على المأل‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫مشروع «كلمـة» والسفـارة اليابانيـة يحتـفالن باليــــــــــ‬ ‫ً‬ ‫عاما على العالقات الدبلوماسيــة بين البلـــديــن بإطــــــــ‬ ‫بمناسبة االحتفال باليوم الوطني األربعين الفائت لدولة اإلمارات‬ ‫ً‬ ‫عاما على العالقات‬ ‫العربية المتحدة‪ ،‬والذي تزامن مع انقضاء أربعين‬

‫الدبلوماسية بين دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان‪ ،‬نظم مشروع‬ ‫«كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع‬ ‫السفارة اليابانية في أبوظبي حفل إطالق سلسلة مترجمة تضم سبع‬

‫روايات يابانية‪.‬‬

‫العربية المتحدة‪ ،‬كما يسرني أن أعبر عن اعتزازي الشديد بهذه البادرة‬

‫إنها قصة جميلة عن هوية مسروقة لكن الرعب فيها ال يكمن في‬

‫للترجمة الذي أسهم بشكل فعال في تعميق العالقات الثقافية بين‬

‫الطبقة المتوسطة اليابانية في حلقة مفرغة من الديون الشخصية من‬

‫وهذا التعاون الرائع مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومشروع «كلمة»‬

‫البلدين ويقربنا أكثر فأكثر من العالم العربي”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا هدية‬ ‫ومن الجدير ذكره أن مشروع «كلمة» للترجمة قد تلقى‬ ‫تتضمن ‪ 100‬كتاب ياباني من مؤسسة «نيبون فاونديشن» الخاصة التي‬

‫وقد أقيم الحفل الثالثاء الموافق ‪ 2011 /12 /06‬في مكتبة كينوكونيا‬

‫تعنى بشؤون نشر الثقافة والتراث الياباني في مختلف دول العالم‪،‬‬

‫العربية المتحدة سعادة تاتسوو وتانابي والدكتور علي بن تميم مدير‬

‫الطبيعية والعلوم االجتماعية والفنون‪ ،‬وسوف يختار المشروع مجموعة‬

‫في دبي مول بمدينة دبي‪ ،‬وذلك بحضور سفير اليابان في دولة اإلمارات‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة‪.‬‬

‫وقال الدكتور علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» في كلمة ألقاها‬

‫بداية الحفل‪« :‬تأتي هذه البادرة بمناسبة اليوم الوطني األربعين لقيام‬ ‫ّ‬ ‫نتذكر فيه بصورة‬ ‫اتحاد دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وهو يوم‬ ‫خاصة التراث الثقافي الذي أسس له المغفور له بإذن هللا الشيخ زايد‬

‫بن سلطان آل نهيان‪ .‬إن االحتفاء باآلخر وبثقافته واالعتزاز بثقافتنا‬

‫وتراثنا دون إخالل بأحدهما يسهم في النهضة والوعي اإليجابي ‪ .‬وها‬ ‫نحن نجتمع لالحتفاء بالثقافة اليابانية وتعزيز التقارب الثقافي بين‬ ‫ً‬ ‫ودعما لمسيرة التعاون وتعميق‬ ‫دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان‪،‬‬

‫وتتوزع الكتب المهداة في مجاالت مثل األدب والتاريخ والعلوم‬

‫من هذه الكتب لترجمتها إلى اللغة العربية‪.‬‬

‫السفير الياباني‪ :‬سعادتي كبيرة لكون هذه‬

‫المناسبة العزيزة على الشعب اإلماراتي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاما‬ ‫جميعا تتزامن مع مرور أربعين‬ ‫وعلينا‬ ‫على العالقات الدبلوماسية بين اليابان‬ ‫ودولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫التفاهم المتبادل بين البلدين الصديقين في مجاالت الثقافة‪ ،‬فاليابان‬ ‫تتمتع بتجربة ثقافية زاخرة يحتاج العالم العربي إلى التعرّ ف عليها‬

‫وتذوق جمالياتها‪ .‬إنها مناسبة تتضاعف فيها أسباب البهجة والتآخي‬ ‫واالعتزاز فهو اليوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاما على العالقات الدبلوماسية التاريخية الوطيدة‬ ‫وأيضا مرور أربعين‬

‫بين البلدين»‪.‬‬

‫تاتسوو‬

‫وبدوره‪ ،‬أبدى سفير دولة اليابان في اإلمارات سعادة‬ ‫ً‬ ‫قائال في كلمة ألقاها في الحفل‪:‬‬ ‫وتانابي سعادته البالغة بهذه البادرة‬ ‫ً‬ ‫“أود بداية أن أتقدم بالتهنئة لدولة اإلمارات قيادة وشعبا بمناسبة اليوم‬ ‫األربعين لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وأعبر عن سعادتي العارمة‬ ‫ً‬ ‫جميعا تتزامن‬ ‫لكون هذه المناسبة العزيزة على الشعب اإلماراتي وعلينا‬ ‫ً‬ ‫عاما على العالقات الحميمة بين اليابان ودولة اإلمارات‬ ‫مع مرور أربعين‬

‫وفيما يخص الروايات السبع‪ ،‬أوضح الدكتور علي بن تميم بأنها تعد‬

‫من أبرز األعمال الروائية الحديثة‪ ،‬وتقدم صورة واضحة عن اليابان‬ ‫ً‬ ‫معربا عن نية‬ ‫خالل الربع األخير من القرن العشرين وإلى يومنا هذا‪،‬‬

‫المشروع في إهداء عدة نسخ منها إلى المؤسسات الثقافية في اليابان‬ ‫باإلضافة إلى الجامعات والمعاهد‪ .‬وتتضمن هذه السلسلة العناوين‬

‫التالية‪:‬‬

‫«هذا كل ما تستحقه» للكاتبة ميوكي ميابي‪:‬‬

‫هذه واحدة من أهم الروايات للكاتبة اليابانية المعروفة ميوكي ميابي‪،‬‬

‫تجري أحداث الرواية في سنة ‪ 1992‬حول امرأة شابة تختفي‪ ،‬من تكون‬

‫هذه المرأة؟ هل هي الضحية؟ هل هي القاتل؟ ال أحد يعلم‪..‬‬

‫ارتكاب الجرائم بدم بارد‪ ،‬إنما في الجوع للسلع االستهالكية ووقوع‬ ‫أجل التمتع بحياة جيدة‪.‬‬

‫يعبر الكتاب عن الناس الكادحين في المجتمع الذين يغرقون في‬

‫ديون ال يمكن التغلب عليها ويقعون فريسة االستغالل‪ ،‬وتسعى إلى‬

‫الكشف عن المسؤول الحقيقي عن كل هذا‪.‬‬

‫«غيوم تائهة» للكاتبة فوميكو هاياشي‪:‬‬

‫يصف النقاد رواية «غيوم تائهة» بأنها من أروع ما قدمته الكاتبة‬

‫فوميكو هاياشي (‪ )1904-1951‬لألدب الياباني والعالمي‪ .‬تجري أحداث‬

‫الرواية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬وتسرد أحداث الرواية‬

‫مجريات حياة البطلة التي تدعى كودا يوكيكو‪ ،‬وعالقة الحب التي‬

‫جمعتها مع توميوكا‪ ،‬وهو موظف سابق في وزارة الزراعة والغابة التقته‬ ‫أثناء عملها في مستعمرة الهند الصينية كموظفة طباعة لدى الجيش‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بدءا بمعاناتها الفقر‬ ‫وتعرض الرواية جميع التقلبات في حياة يوكيكو‬

‫واالستغالل على يد أحد أقاربها في فترة مراهقتها‪ ،‬ثم تمتعها بحياة‬

‫الرغد وسط الطبيعة الخالبة في مناطق مستعمرة الهند الصينية وعالقة‬ ‫الحب الدافئة مع توميوكا‪ ،‬ومن ثم المشقات والصعوبات التي مرت بها‬

‫أثناء ترحيلها من مكان عملها بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪.‬‬

‫«عار في الساللة» للكاتب تيتسيو مييورا‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احتلت مكانة بارزة‬ ‫تعد الرواية المذكورة من أولى أعمال صاحبها وقد‬ ‫ً‬ ‫في األدب الياباني بعد الحرب العالميّ ة الثانية مكرّ سة مييورا واحدا من‬

‫أشهر كتاب الرواية اليابانيّ ة المعاصرة‪.‬‬

‫هي ّ‬ ‫نص يجمع بين خصوصيّ ة السيرة الذاتيّ ة التي يحاول الكاتب‬ ‫ّ‬ ‫النأي بها عن نفسه وبين االتساع الثقافي الذي أصاب ذائقة جيل كامل‬ ‫من اليابانيين بعد الحرب‪ ،‬األمر الذي عبّر عنه بلوغ أعداد مبيعاتها في‬

‫اليابان إثر صدورها نحو المليون نسخة‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪45‬‬

‫ــــــــوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات وبمرور أربعين‬

‫ـــــالق ‪ 7‬روايات مترجمة عن اليابانية‬

‫أن األستاذ الشاب‬ ‫خاصة وينتظم وفق هرمية صارمة راسخة‪ .‬غير ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫القادم من العاصمة‪ّ ،‬‬ ‫احتراما سواء لألكبر منه سنا أو لتالميذه‬ ‫يكن‬ ‫قلما‬ ‫ّ‬

‫الفتيان األشقياء‪ ،‬والنتيجة ّ‬ ‫أنه يقحم نفسه في سلسلة من ّ‬ ‫الصدامات‬ ‫ّ‬ ‫والصراعات الشديدة والبسيطة على السواء‪.‬‬

‫«امرأة على الضفة المقابلة» للكاتب ميتسويو كاكوتا‬

‫حازت رواية «امرأة على الضفة المقابلة» جائزة ناوكي عام ‪ ،2005‬وهي‬ ‫ِّ‬ ‫الجائزة األدبية األعلى مكانة في اليابان‪ ،‬وفي رصيد مؤلفتها ميتسويو‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫عددا من الجوائز األدبية‬ ‫وتلقت‬ ‫كاكوتا أكثر من اثنتي عشرة رواية‬ ‫التي من ضمنها جائزة ناوكي األدبية التي تمنح لألدباء الشبّان وجائزة‬

‫فوجين كورون األدبية‪.‬‬

‫في رواية «امرأة على الضفة المقابلة» نتعرّ ف إلى سايوكو‪ ،‬ر ّبة منزل‬

‫في الخامسة والثالثين ولها ابنة في الثالثة من العمر‪ .‬زوجها ال مبال‪،‬‬

‫وغامض‪ ،‬ال يظهر إال في خلفية الرواية في معظم الوقت‪ ،‬وحماتها‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫دائما ترمي سايوكو بكالم الذع حول تربيتها البنتها أو الطبخ‪.‬‬ ‫المتذمرة‬ ‫إن سايوكو عالقة في هذا العفن وال تتوقف عن التساؤل‪ :‬إلى متى‬ ‫َّ‬

‫سيستمر هذا الحال؟‬

‫«مدرسة الحرية» للكاتب شيشي بونروكو‬

‫«تانغو طوكيو» للكاتبة ريكا يوكوموري‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫فشيئا من فتاة عديمة الخبرة في‬ ‫شيئا‬ ‫تتحول سايا في هذه الرواية‬ ‫ً‬ ‫الحياة إلى امرأة ناضجة تختبر نفسها والعالم‪ ،‬تخرج تدريجيا من عالم‬

‫ُّ‬ ‫تعد من ال ّنماذج‬ ‫والروتين التعليمي في مدرسة ريفيّ ة‪ ،‬والرواية‬ ‫الكالسيكية ‪ ،‬وتذكر برواية «الحارس في حقل الشوفان» للكاتب ج‪ .‬د‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تتمتع هذه القصة‬ ‫سالينجر أو «مغامرات هاكلبيري فين» لمارك توين‪.‬‬

‫ً‬ ‫مبيعا في الخمسينيات من القرن‬ ‫كانت «مدرسة الحرية» الرواية األكثر‬

‫الماضي‪ ،‬وقد اختيرت ضمن البرنامج الياباني للنشر والدعاية األدبية‪،‬‬ ‫ألنها تمثل أحد نماذج الهزل الراقي في األدب الياباني الحديث‪ .‬لقد عمد‬

‫ً‬ ‫أحيانا‬ ‫األوهام الوردية لترى األمور على حقيقتها‪ ،‬حقيقة يمكن أن تكون‬

‫بشعبيّ ة ورواج منقطعي النظير بين القرّ اء اليابانيين الشباب وكبار السن‬

‫الكاتب إلى تقديم جميع الطبقات في روايته هذه‪ ،‬عالوة على ما يجري‬ ‫ً‬ ‫سرا وعالنية‪ ،‬ال سيما بعد هزيمة اليابان في الحرب‬ ‫في شوارع طوكيو‬

‫«تانغو طوكيو» رواية تسرد تحوالت امرأة شابة ومعها التحوالت‬

‫األدب الياباني‪ ،‬األمر الذي حدا بالمختص في األدب الياباني دونالد كين‬ ‫ً‬ ‫انتشارا في اليابان الحديثة»‪.‬‬ ‫إلى القول‪ « :‬إنها ربما الرّ واية األوسع‬

‫أال وهي الحرية‪ ،‬فكما أرادت قوات االحتالل تحقيق الحرية والمساواة‬

‫قاسية‪ ،‬وتواجه خيارات أساسية في حياتها‪.‬‬

‫االقتصادية واالجتماعية في بلد يتأرجح بين التقليد والحداثة‪.‬‬

‫«بوتشان» للكاتب ناتسومي سوسيكي‬

‫تسرد رواية «بوتشان» ّ‬ ‫قصة طريفة عن أستاذ شاب يرفض الرتابة‬

‫على السواء‪ ،‬ولم يكن لمرور الزمن ّ‬ ‫أي تأثير على مكانتها بين روائع‬

‫ّ‬ ‫القصة في عمق الجنوب الياباني حيث قضى الكاتب‬ ‫تجري أحداث‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫نفسه فترة من الوقت أستاذا للغة اإلنكليزية في مدرسة للفتيان‪ .‬يصل‬

‫بوتشان وسط هذا العالم المحافظ الذي تحكمه تقاليد وآداب اجتماعية‬

‫العالمية الثانية واستسالمها‪ ،‬إذ بنى الكاتب روايته حول فكرة رئيسة‬

‫لجميع اليابانيين من خالل دستور جديد صدر عام ‪ ،1947‬أراد بطل‬

‫الرواية –من خالل تركه منزله‪ -‬أن يحرر نفسه من قيود تسلط الزوجة‬ ‫ً‬ ‫ساعيا وراء الحرية‪ ،‬وكذلك فعلت زوجته كوماكو أثناء‬ ‫والعمل والنقود‬ ‫غيابه عن المنزل‪.‬‬


‫‪46‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫بالتعاون مع السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي‪..‬‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة يواصل‬ ‫نشاطاته الخارجية بالمشاركة في‬ ‫معرض مسقط الدولى للكتاب‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة يقــــ‬

‫المتجددة» للمؤلف جاك فيــــــ‬ ‫أقام مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي‬

‫بتقديم الشكر لمشروع «كلمة» والسفارة الفرنسية في‬

‫توقيع النسخة العربية من كتاب «الطاقات المتجددة»‬

‫اإلمارات بيومها الوطني األربعين‪ ،‬وأشاد باالهتمام‬

‫للسياحة والثقافة في قاعة المعمورة في أبوظبي حفل‬ ‫للمؤلف الفرنسي جاك فيرنيي والذي قام بنقله للعربية‬

‫المترجم عبدالهادي اإلدريسي‪ ،‬وذلك بالتعاون مع‬ ‫السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي‬ ‫وبحضور المؤلف جاك فيرنيي ‪.‬‬

‫بدأ الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور علي بن‬

‫تميم مدير مشروع «كلمة» للترجمة رحب فيها بالمؤلف‬

‫الفرنسي‪ ،‬وقال بأن هذا اللقاء يأتي في وقت تحتفل‬ ‫فيه دولة اإلمارات العربية المتحدة باليوم الوطني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا بأن اهتمام دولة اإلمارات بالطاقة ما هو إال‬

‫جزء بسيط من اإلرث الكبير الذي خلفه لنا المغفور‬

‫له بإذن هللا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪ ،‬وأشار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا‬ ‫ركنا‬ ‫إلى أن الوعي بالطاقة المتجددة غدا‬

‫العالم خالية من االنبعاثات الكربونية‪.‬‬

‫الطاقات المتجددة وكذلك التحديات التي ينبغي‬

‫تجاوزها والتغلب عليها من أجل االستفادة منها بشكل‬ ‫إيجابي وفعال‪ .‬وانتهى الحفل بتوقيع المؤلف جاك‬

‫العربية لكتاب الطاقات المتجددة‪.‬‬

‫خريج مدرسة البوليتكنيك الشهيرة‪ ،‬له انشغاالت‬ ‫علمية وسياسية وجمعوية عديدة‪ ،‬فهو اختصاصي‬ ‫في البيئة ومناضل من أجل الحفاظ عليها‪ ،‬ونائب‬

‫برلماني عن مقاطعة الشمال الفرنسية ونائب سابق‬

‫وكان مشروع «كلمة» قد بادر كذلك لترجمة العديد‬

‫البديلة» الفريدة من نوعها‪ ،‬والتي تضم ‪ 8‬كتب مترجمة‬

‫كان عمدة لمدينة «دويه» في الشمال‪ ،‬من مؤلفاته‬

‫من الكتب العلمية البحثية القيّ مة‪ ،‬ومنها «سلسلة الطاقة‬

‫تبحث في مصادر الطاقة المتجددة المختلفة وكيفية‬

‫استغاللها‪ ،‬وتدعو إلى تغيير نمط الحياة للتوفير في‬

‫وعرض مشروع «كلمة» للترجمة ضمن جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في معرض مسقط الدولي‬

‫مختلف الثقافات واللغات العالمية‪ ،‬ومنها األلمانية واإلنجليزية والفرنسية واإليطالية واإلسبانية والكورية‬

‫وذلك في إطار االستراتيجية الثقافية إلمارة أبوظبي‬

‫الخاصة باألطفال والناشئة‪.‬‬

‫والمعطيات العالمية‪ ،‬كما أشار إلى سلبيات وإيجابيات‬

‫في البرلمان األوروبي‪ ،‬وفاعل في كثير من جمعيات‬

‫استهالك الطاقة وتقليل الهدر والتبديد عن طريق‬

‫والكردية واليابانية والصينية والهندبة والروسية‪....‬إلخ‪ ،‬والتي تشمل مختلف العلوم واآلداب واإلصدارات‬

‫وكيفية االستفادة منها‪ ،‬وقدم حقائق عن واقع كل منها‬ ‫ً‬ ‫معتمدا في ذلك على مقارنة اإلحصائيات‬ ‫وآفاقه‪،‬‬

‫بهذا النوع من الطاقة على الساحة الدولية سواء من‬

‫مثل مشروع مدينة « مصدر» التي تمثل أول مدينة في‬

‫للكتاب الذي تواصل لغاية ‪ 9‬مارس الماضي‪ ،‬مجموعة متنوعة من إصداراته المترجمة للغة العربية عن‬

‫نفسه التفاؤل تجاه مستقبل الطاقة المتجددة‪.‬‬

‫كما تحدث المؤلف في محاضرته عن ماهية الطاقات‬

‫جاك فيرنيي‪ ،‬من مواليد ‪ 1944‬بباريس‪ .‬وهو مهندس‬

‫« إيرينا « أو تبنيها لمشروعات رائدة في هذا المجال‬

‫بنسخ إضافية من الكتب المعروضة بعد أن نفدت جميعها‪.‬‬

‫أبوظبي‪ ،‬وأوضح بأنه قام بزيارة لهذا المركز وتجول‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا أن تلك الزيارة بعثت في‬ ‫في جميع أرجائه‪،‬‬

‫لتقدم البشرية‪ ،‬ومن هنا يأتي اهتمام دولة اإلمارات‬

‫خالل استضافتها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة‬

‫ويأتي على رأس قائمة هذه الكتب كتاب «صناعة األفالم الوثائقية»‪ ،‬و»سلسلة الروايات اليابانية» التي‬ ‫ً‬ ‫مبيعا في جناح مشروع «كلمة» للترجمة بالمعرض‪.‬‬ ‫دخلت في قائمة الكتب األكثر‬

‫الكبير الذي تبديه دولة اإلمارات بالطاقات المتجددة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مبديا إعجابه الشديد بمركز الطاقة المتجددة في‬

‫فيرنيي للحضور على الصفحات األولى من الترجمة‬

‫بالطاقة المتجددة وسعيها الدائم إلى ترسيخ الوعي‬

‫ً‬ ‫إقباال‬ ‫شهد جناح مشروع «كلمة» وجناح دار الكتب الوطنية التابعان لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬ ‫ً‬ ‫متزايدا من قبل رواد معرض مسقط الدولي للكتاب الفائت في دورته السابعة عشرة‪ ،‬وقد تم تزويد الجناح‬

‫أبوظبي على دعوته لهذا الحفل‪ ،‬كما قدم التهاني لدولة‬

‫خفض االستهالك وإعادة االستعمال وإعادة التدوير‪.‬‬ ‫وتعزيز دورها في صون البيئة‪ ،‬والسعي الحثيث‬

‫لصناعة قراء المستقبل وتعزيز ثقافتهم البيئية‪.‬‬

‫من جهته ألقى مؤلف كتاب «الطاقات المتجددة»‬

‫جاك فيرنيي محاضرة حول الكتاب‪ ،‬واستهل محاضرته‬

‫المجتمع المدني الساعية إلى الحفاظ على البيئة‪ ،‬كما‬ ‫«معركة البيئة» (‪ )1971‬و»البيئة» (‪ )1992‬والكتاب الذي بين‬

‫أيدينا‪ ،‬كتاب الطاقات المتجددة‪ ،‬الذي صدر عام ‪.1997‬‬

‫يتناول كتاب «الطاقات المتجددة» موضوع الطاقة‬ ‫التي ُتعد عصب الحضارة البشرية ومحركها‪ ،‬إذ‬ ‫لوال الطاقة ما استطاع البشر البقاء والتكاثر وإعمار‬ ‫األرض‪.‬‬

‫ومن المعروف أن اإلنسان استعمل من قديم الزمن‬ ‫ً‬ ‫جميعا أو‬ ‫أنواع الطاقة المتوافرة على ظهر الكوكب‬ ‫ً‬ ‫نارا ليطهو طعامه‬ ‫كاد‪ ،‬فأحرق الخشب ليصطنع منه‬

‫مشروع كـلمة للترجمة ومشروع قلم يدشنـان الكتب الصــادرة باللغة العربيـــــــــــ‬ ‫هذا التعاون هو بداية‬ ‫لمشروع كبير في نقل‬ ‫الثقافة الهندية إلى‬ ‫العرب والثقافة العربية‬ ‫واإلماراتية باألخص إلى‬ ‫اللغات الهندية‬

‫جامعة مليه اإلسالمية في نيودلهي دشن مشروع "كلمة"‬

‫كما أطلق مشروع قلم اإلصدارات اإلماراتية المترجمة‬

‫للهندية واألوردو ألكثر من عشرة أعمال ألدباء وشعراء‬

‫ً‬ ‫قائال‪ّ :‬‬ ‫إن هذه البادرة هي بداية ألعمال قادمة سوف تري‬ ‫ً‬ ‫النور عما قريب ألكثر من ‪ 50‬عمال ‪.‬‬

‫والثقافة‪ ،‬وبالتعاون مع المركز الثقافي الهندي العربي‬

‫والمرآة للكاتبة منى آل علي‪ ،‬منينة للكاتبة مريم ناصر‪،‬‬

‫هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن التعاون بين هيئة‬

‫بحضور معالي األستاذ الدكتور نجيب جانغ رئيس‬

‫للترجمة ومشروع قلم التابعان لهيئة أبوظبي للسياحة‬

‫بجامعة مليه‪ ،‬مشروع الترجمة المشترك من اللغة‬ ‫العربية إلى اللغتين الهندية واألوردو‪ ،‬وذلك ضمن إطار‬ ‫االحتفاء باليوم العالمي للغة العربية‪.‬‬

‫من اإلمارات‪ .‬منها باص القيامة للكاتبة روضة البلوشي‪،‬‬

‫وضوء يذهب للنوم للكاتبة ابتسام المعال‪ ،‬ومريم والحظ‬ ‫السعيد للكاتبة مريم الساعدي‪.‬‬

‫وأشاد معالي األستاذ الدكتور نجيب جانغ رئيس‬

‫وقام مشروع كلمة بإصدار مجموعة من العناوين‬

‫جامعة مليه في نيودلهي بالتعاون المشترك بين هيئة‬

‫بتناجلي لسوامي برابهافانندا‪ ،‬ومسلمو الهند ‪ ..‬بين‬

‫الوطنية وباألخص مشروع كلمة للترجمة ومشروع قلم‬

‫منها‪ :‬في أرض قديمة ألميتاف غوش‪ ،‬ومقوالت يوغا‬

‫التطرف واالعتدال لمشير الحسن‪ ،‬وعصر الهند ‪ ..‬كيف‬ ‫ً‬ ‫هنديا بامتياز لبافان‬ ‫سيكون العصر الحادي والعشرون‬ ‫كومار فرما‪ ،‬وتحت ظالل السيوف ‪ ..‬بين اإلسالم‬

‫والمسيحية لمشير جاويد أكبر‪ ،‬وفكرة الهند لسونيل‬ ‫خيلناني‪ ،‬وحصار الذكريات‪ :‬قصص قصيرة من الهند‬

‫واختراع الهند ‪ ..‬قصة حياة جواهر الل نهرو لساشي‬ ‫تارور‪ ،‬وأجنحة من نار‪ :‬السيرة الذاتية لزين العابدين عبد‬

‫الكالم رئيس جمهورية الهند ورائد المشروع النووي‪.‬‬

‫أبوظبي للسياحة والثقافة متمثلة بمشاريع المكتبة‬

‫وتحدث السيد محمد عبدهللا الشحي مدير النشر في‬

‫أبوظبي للسياحة والثقافة والمركز الهندي العربي من‬ ‫خالل مشروع كلمة للترجمة ومشروع قلم لدعم المواهب‬

‫اإلماراتية‪ ،‬حيث ترجم مشروع كلمة ‪12‬‬

‫عنوانا تنوعت‬

‫بين الدراسات االقتصادية والسياسية واالجتماعة للهند‬

‫الحديثة‪ ،‬بينما ترجم األدب اإلماراتي من خالل ستة‬ ‫عناوين للغتين الهندية واألوردو وهذا التعاون سيمتد‬ ‫ليصل إلى آفاق جديدة تخدم ً‬ ‫كال الطرفين على الصعيد‬

‫للمواهب اإلماراتية‪ ،‬والمركز الثقافي الهندي العربي في‬ ‫جامعة مليه اإلسالمية من جهة أخرى‪ ،‬وقال ّ‬ ‫إن هذا‬

‫الثقافي‪.‬‬

‫إلى العرب والثقافة العربية واإلماراتية باألخص إلى‬

‫واألكاديميين والطلبة من جامعة مليه اإلسالمية في‬

‫التعاون هو بداية لمشروع كبير في نقل الثقافة الهندية‬ ‫اللغات الهندية‪.‬‬

‫كما قام الدكتور ذكر الرحمن مدير المركز الثقافي‬

‫الهندي العربي بدعوة الحضور لالطالع على جميع‬

‫اإلصدارات الخاصة بمشروع كلمة ومشروع قلم‪ ،‬وعلق‬

‫حضر تدشين المشروع عدد كبير من المثقفين‬

‫نيودلهي‪ ،‬وتال ذلك حفل استقبال أقامه المركز الثقافي‬

‫الهندي العربي على شرف تدشين المشروع‪.‬‬

‫وتشارك هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الدورة‬

‫الجديدة من معرض نيودلهي الدولي للكتاب الذي‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫ـــــيم حفل توقيع النسخة العربية من كتاب «الطاقات‬

‫ــــرنيي‬

‫ّ‬ ‫ويدفئ مسكنه ويحمى نفسه‪ ،‬واستعمل قوة الريح وأفاد من جريان الماء ومن المياه الساخنة‬

‫المتفجرة من األرض‪ ،‬وجفف الثمار وقدد اللحوم تحت أشعة الشمس‪ ،‬بل استفاد حتى من حركة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وجزرا‪ ..‬والخالصة أن ما نعرفه اليوم تحت اسم الطاقات المتجددة ليس بالشيء‬ ‫مدا‬ ‫البحر‬ ‫المستحدث الطريف‪ ،‬وإنما الجديد في هذا الشأن ما أصبح التقدم التكنولوجي يتيحه من‬ ‫ً‬ ‫كثيرا ما يحمل معه مجموعة من المشاكل‪،‬‬ ‫استفادة مثالية من موارد الطاقة هذه‪ ،‬غير أن التقدم‬ ‫ٍ‬

‫تتمثل على وجه الخصوص في األخطار البيئية الناجمة عن االستغالل المفرط لموارد الطاقات‬ ‫المتجددة‪ ،‬وهي على ضربين‪ :‬األول يكمن في التلوث الذي يصيب الهواء والمياه الجوفية‪ ،‬وأما‬

‫الثاني فيتمثل في الخطر الذي يقود إلى اإلفراط في استغالل الموارد الطبيعية ما يؤدي إلى‬ ‫كسر نواميس الطبيعة وتخريب توازناتها األزلية‪.‬‬

‫يشير الكتاب إلى أن السبب الرئيس في تطور الطاقات المتجددة خالل القرن الواحد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سريعا كما تخوف منه بعض الناس‬ ‫نضوبا‬ ‫والعشرين لن يكون هو نضوب الطاقات األخرى‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا بعد الصدمة النفطية التي شهدها العالم في السبعينيات من القرن الماضي‪ .‬إن‬ ‫مؤخرا‪،‬‬

‫المخزون العالمي من البترول يكفي ألربعين سنة مقبلة على أساس االستهالك الحالي‪ ،‬ومخزون‬

‫الغاز يكفي لما يقارب ستين سنة ومخزون الفحم لما يجاوز القرنين‪ ،‬أما مخزون اليورانيوم فأكثر‬ ‫من ذلك بكثير‪ ،‬على افتراض أن يتوصل البشر إلى التحكم في تقنية المولدات الفائقة التي تتيح‬ ‫ً‬ ‫ضعفا من الطاقة بالكمية نفسها من المحروق النووي‪ ،‬وينبه المؤلف إلى ضرورة‬ ‫إنتاج خمسين‬

‫ً‬ ‫قليال من غلواء هذا التفاؤل النسبي ألن المحروقات األحفورية غير قابلة لالستبدال‬ ‫التخفيف‬ ‫ً‬ ‫فيما بينها لكل االستعماالت‪ ،‬موضحا بأن ال حتمية نضوب مخزون المحروقات األحفورية‪ ،‬وال‬ ‫التخوف من انقطاع الموارد هما ما سيفضي إلى ازدهار الطاقات المتجددة خالل القرن الواحد‬

‫والعشرين‪ ،‬بل هي أسباب أخر مرتبطة بالهموم البيئية‪.‬‬

‫ويصرح الكتاب أنه ال ينبغي النظر بسذاجة إلى الطاقات المتجددة بحسبانها ال تحتوي‬

‫على أي خطر بيئي‪ ،‬فهناك خطر اختفاء الغابات بفعل االستعمال المفرط للخشب‪ ،‬والتشويه‬

‫الذي تلحقه أذرع بعض المراوح الهوائية بالمناظر الطبيعية‪ ،‬ومساوئ بعض السدود‪ ،‬والجانب‬ ‫الجمالي المشكوك فيه الذي يميز بعض الالقطات الشمسية‪ ،‬واالنتقادات التي تتعرض لها‬

‫المحروقات البيولوجية المتهمة بمنافسة المنتجات الغذائية‪ ،‬وهي كلها عوائق ممكنة أمام تطور‬ ‫بعض أنواع الطاقة المتجددة‪.‬‬

‫ترجم الكتاب عبد الهادي اإلدريسي‪ ،‬من مواليد ‪ 1957‬بآسفي جنوب المغرب‪ ،‬تابع دراسته‬ ‫ً‬ ‫حاليا مهمة أستاذ للترجمة في المدرسة‬ ‫بآسفي ومكناس والرباط وبيزنسون بفرنسا‪ ،‬وهو يمارس‬

‫العليا لألساتذة بتطوان‪ .‬اشتغل باألساس على أعمال المفكر العربي الراحل محمد عابد الجابري‪،‬‬ ‫الذي ترجم له ما يزيد على العشرة مؤلفات‪ ،‬حاز أحدها‪ ،‬وهو كتاب «العقل السياسي العربي» على‬

‫جائزة ابن خلدون‪ -‬سنغور للترجمة في طبعتها األولى (أبوظبي‪ ،)2008 ،‬وقد صدر بعضها‪ ،‬غير أن‬ ‫ً‬ ‫قريبا عن منشورات وزارة الثقافة المغربية‪.‬‬ ‫بعضها اآلخر في سبيله إلى الصدور‬

‫ــــــــــة والهندية واألوردية في المركز الثقافي الهندي العربي في نيودلهي‬ ‫افتتحه وزير التعليم العالي السيد كابيل سيبال‪ ،‬واقيم المعرض‬ ‫خالل الفترة ما بين ‪ 25‬فبراير و‪ 4‬مارس في مدينة نيودلهي بالهند‪،‬‬

‫حيث عرض الهيئة أحدث إصداراتها المؤلفة والمترجمة من خالل‬

‫مشاريع صناعة الكتاب التي أطلقتها‪ ،‬فضال عن الترويج للدورة‬ ‫الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب مارس ‪.2012‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب نظمت ندوة‬

‫ثقافية بعنوان «العالقات الثقافية واألدبية بين الهند والعالم‬

‫العربي»‪ ،‬جمعت الندوة أسماء مميزة من المتخصصين منهم‬ ‫الدكتور شهاب غانم الشاعر والمترجم اإلماراتي‪ ،‬واألستاذ الدكتور‬ ‫صهيب عالم وهو محاضر في قسم اللغة العربية في جامعة دلهي‪،‬‬

‫واألستاذ الدكتور راما كريشنان رئيس الدراسات الشرق األوسطية‬

‫في جامعة جواهر الل نهرو ‪ ،‬واألستاذ الدكتور ذكر الرحمن مدير‬ ‫المركز الثقافي الهندي العربي في نيودلهي‪ .‬أقيمت الندوة في مركز‬

‫قاعة المؤتمرات الرئيسية في أرض المعرض‪ ،‬وتبعها حفل استقبال‬ ‫حضره حشد كبير من المثقفين والمترجمين وأساتذة وطالب من‬ ‫كل من المركز الثقافي الهندي العربي في جامعة مليه اإلسالمية‬ ‫وجامعة جواهر ال نهرو في نيودلهي وجامعة دلهي وجامعة اندرا‬

‫غاندي المفتوحة‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫‪48‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫سلسلة الكتب التاريخية‬ ‫من إصدارات كلمة على هامش‬ ‫معرض فرانكفورت في دورته الفائتة‬ ‫سلسلة مهمة من الكتب التاريخية الصادرة عن قسم الكالسيكيات في‬

‫مطبعة جامعة كمبردج‪ ،‬تتناول أنشطة حيوية مهمة من منظور ثقافي‬ ‫وبيولوجي في السياق التاريخي للعصور القديمة‪ ،‬وذلك بالتعاون مع‬ ‫جامعة كمبريدج البريطانية العريقة‪ ،‬إذ منحت مشروع «كلمة» حقوق‬

‫الترجمة والنشر لهذه السلسلة من الكتب والتي تتضمن‪« :‬الطعام في‬ ‫المجتمع الكالسيكي القديم للمؤلف بيتر غرانسي»‪ ،‬و»التجارة في الزمن‬

‫الكالسيكي القديم للمؤلف نيفيل مورلي»‪ ،‬و»الصداقة في العالم الكالسيكي‬ ‫للمؤلف دايفيد كونستان»‪« ،‬الزهد في العالم اإلغريقي ‪-‬الروماني للمؤلف‬

‫ريتشارد فين»‪ ،‬و»األعمال المصرفية والنشاطات المالية في العالم‬ ‫الروماني للمؤلف جان أندرو»‪ ،‬و»التقنية والثقافة في العصور القديمة‬ ‫للمؤلفة سيرافينا كومو»‪.‬‬

‫وتقدم هذه الكتب لوحة متكاملة وفريدة من نوعها ألنشطة مهمة في‬ ‫ً‬ ‫أبعادا اجتماعية أساسية في حياة االنسان‬ ‫حياة اإلنسان‪ ،‬إذ تستعرض‬

‫تساعد في فهم طبيعة المجتمعات القديمة وسماتها الثقافية‪ ،‬ما يجعلها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جيدا لدراسة تلك المجتمعات وصورة مميزة للتاريخ القديم‪.‬‬ ‫مدخال‬ ‫تشكل‬

‫كما أن هذه الكتب تكتسب أهميتها بواسطة المؤلفين الذين يعدون خبراء‬ ‫في الحقول التي يكتبون عنها‪،‬عالوة على أنها تلبي احتياجات القراء‬

‫غير المتخصصين لكونها تقدم أجوبة وافية على التساؤالت المهمة التي‬

‫القديمة تحتاجها للحفاظ على سيادتها‪.‬‬

‫ومن الكتب األخرى التي أعلن عنها مشروع كلمة للترجمة في معرض‬

‫فرانكفورت كتاب «األعمال المصرفية والنشاطات المالية في العالم‬

‫الروماني للمؤلف جان أندرو» يعرض الكتاب رؤية متوازنة متقنة لألعمال‬

‫المصرفية الرومانية فهو يشرح مدى تطورها‪ ،‬وكيف بقيت األعمال‬

‫المصرفية قضية تتعلق بالمصرفيين األفراد‪ ،‬الذين كانوا يقدمون القروض‬ ‫ويحصلون على الودائع‪ ،‬ما ّ‬ ‫أدى إلى تقييد المبالغ المالية الموضوعة في‬

‫ّ‬ ‫بحد ذاته‪ ،‬وإلى إعاقة استمرارية أي نشاط مالي‬ ‫تصرف أي «مصرف»‬ ‫ً‬ ‫خاص‪ ،‬والذي لم يكن ممكنا من الناحية القانونية أن يستمر ألكثر من‬

‫فإن معظم القروض التي‬ ‫حياة الفرد الذي يقوم به‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫ّ‬

‫ذكرت في األدبيات الالتينية كانت بهدف االستهالك‪ ،‬وال يجد أندرو سوى‬ ‫القليل من الوقائع حول القروض ألهداف منتجة؛ فهو يصرح وبوضوح‬ ‫«أن األمثلة المعروفة للقروض المنتجة المتوسطة أو الطويلة األمد هي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫جدا‪».‬‬ ‫قليلة‬

‫وكتاب «التقنية والثقافة في العصور القديمة للمؤلفة سيرافينا كومو»‪،‬‬

‫يضع هذا الكتاب المعرفة التقنية القديمة في سياقها السياسي واالجتماعي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بدءا من البحوث التقنية إلى‬ ‫كثرا من المصادر ‪،‬‬ ‫والفكري‪ ،‬ويستخدم‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فضال عن‬ ‫والك َّتاب المسرحيين‪،‬‬ ‫النصوص الفلسفية حتى أعمال المؤرخين‬

‫مغريات الحياة‪ ،‬وكذلك السيطرة على النفس‪ ،‬وكبح شهواتها‪ ،‬مع نكران‬ ‫الذات ليصبح الفرد أو الجماعة في عالقة قرب مع المقدس‪ .‬وتحظى‬ ‫ممارسات الزهد ُ‬ ‫ومثله الثقافية العليا بأهمية عند الوثنيين والمجوس‬

‫واليهود والمسيحيين بمخلتف أطيافهم‪.‬‬

‫وأوضح د‪.‬علي بن تميم‪ « :‬لقد بدأت لقاءاتنا مع ممثلي دور النشر‬ ‫ً‬ ‫اهتماما‬ ‫األجنبية منذ اليوم األول لمعرض فرانكفورت‪ ،‬وقد لمسنا منهم‬ ‫ً‬ ‫بالغا بالتعاون مع مشرروع «كلمة» مبدين إعجابهم باإلنجازات التي حققها‬

‫المشروع في مجال الترجمة‪ ،‬وأبدى كثير من دور النشر العالمية رغبة في‬ ‫ترجمة كتبهم ونشرها إلى اللغة العربية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪ ،‬والذي‬ ‫وكشف عن إنجاز مهم تمكن المشروع من استكماله‬

‫يتضمن ترجمة مجموعة من الكتب العلمية الفرنسية المخصصة لجيل‬

‫الناشئة‪ ،‬وذلك بالتعاون مع دار النشر الفرنسية ‪ ،Pommier‬وأوضح بأن‬ ‫ً‬ ‫كتابا سيتم إصدارها تحت اسم «ثمرات‬ ‫هذه السلسلة تتألف من ‪17‬‬ ‫من دوحة المعرفة» ‪ ،‬وتجيب في مجملها عن أسئلة مثيرة تشغل بال‬ ‫األطفال والناشئة مثل‪« :‬ما هو السر في زرقة البحر؟»‪ ،‬و«ما النسبية؟»‪،‬‬ ‫و»هل الزمن موجود؟»‪ ،‬و«كيف نحلم؟» و«اإلنسان والفيروسات‪...‬هل هي‬

‫عالقة دائمة؟» ‪ ،‬و«ما الجينات؟»‪ ،‬و«ما العدد؟» وغيرها من التساؤالت التي‬

‫يبحث لها األطفال عن أجوبة‪ ،‬وتأتي اإلجابات على هذه التساؤالت في‬

‫وحول مشاركة مشروع «كلمة» في معرض فرانكفورت الدولي‬

‫األدلة النقشية واألثرية‪ ،‬لكي يبني صورة جدلية للتقنية القديمة‪ .‬وفي‬

‫غضون ذلك‪ ،‬تعرض المؤلفة الدكتورة سيرافينا كومو العديد من الرؤى‬

‫أسلوب بسيط ومشوق‪ ،‬حيث تنطلق الكتب في رحالت مشوقة الكتشاف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قائما بذاته على‬ ‫علما‬ ‫تاريخ األعداد منذ التصورات البدائية حتى أصبح‬

‫ً‬ ‫جدا ‪ ،‬ونحن حريصون على استمرار هذه المشاركة لما‬ ‫فرانكفورت مثمرة‬

‫كانت مركزية في صورة العالم القديم‪ ،‬وأنها كانت ذات أهمية كبيرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ودينيا‪.‬‬ ‫واقتصاديا‬ ‫واجتماعيا‬ ‫سياسيا‬

‫النهضة العلمية الحديثة وهذا من خالل كتاب «ما العدد؟»‪ ،‬كما تعرج بهم‬

‫تطرحها»‪.‬‬ ‫للكتاب في دورته الفائتة صرح الدكتور علي بن تميم مدير مشروع‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬إن مشاركتنا السنوية في معرض‬ ‫«كلمة» للترجمة في وقت سابق‬ ‫يمثله المعرض من أهمية كبيرة في مجال صناعة الكتاب‪ ،‬ومن منطلق‬ ‫ً‬ ‫وتكريما‬ ‫اهتمامنا بضرورة التالقي والتواصل مع اآلخر والتعريف بثقافتنا‬ ‫للغتنا العربية وجمالياتها وقدرتها التعبيرية‪ ،‬ولمساندة صناعة الكتاب في‬

‫العالم العربي وترويجها في الساحة الدولية‪.‬‬

‫القديمة‪ ،‬وتحللها وتفحص تفاعلها‪ ،‬وفي المجمل تدفع كومو بأن التقنية‬

‫أما كتاب «الزهد في العالم اإلغريقي ‪-‬الروماني للمؤلف ريتشارد فين»‪،‬‬

‫على الخصائص الوراثية لمساعدتهم على فهم الحديث الدائر هذه األيام‬ ‫ً‬ ‫وراثيا وذلك في كتاب «ما الجينات»‪ ،‬ومن خالل‬ ‫حول األغذية المعدلة‬

‫الطعام‪ ،‬والشراب‪ ،‬والعالقة الجنسية‪ ،‬والنوم‪ ،‬وجمع الثروات‪ ،‬والهدف‬

‫النوم وتتكشف أمامهم الكثير من الحقائق المثيرة‪ ،‬أما في كتاب «اإلنسان‬

‫فيقدم المؤلف من خالله دراسة مفصلة عن كيفية امتناع الناس عن‬ ‫الكامن من خلف ذلك السلوك‪ ،‬وكيف أثروا على اآلخرين في العالم‬

‫وقد صدر إلى اآلن كتابان من سلسلة كامبردج هما «الطعام والمجتمع‬

‫االغريقي الروماني‪ ،‬فالزهد يتمثل في التقشف وعدم االلتفات إلى‬

‫وأشكاله وطرق إعداده أو حتى محتوى قيمته الغذائية من سعرات‬

‫ً‬ ‫أبع��ادا اجتماعية أساس��ية في‬ ‫تس��تعرض‬ ‫حي��اة اإلنس��ان تس��اعد في فه��م طبيعة‬ ‫المجتمعات القديمة وسماتها الثقافية‬

‫في العصر الكالسيكي القديم للمؤلف بيتر غرانسي»‪ ،‬ويقدم دراسة طريفة‬ ‫ً‬ ‫معا‪ ،‬فهي تتجاوز أصنافه‬ ‫حول الطعام من منظور ثقافي وبيولوجي‬ ‫وفيتامينات‪...‬إلخ‪ ،‬لتذهب إلى استقراء السياق االجتماعي‪ -‬الحضاري‬

‫لألغذية‪ ،‬وأبعاد الطعام الذي يتناوله شعب أو طائفة اجتماعية معينة‪،‬‬ ‫ودالالته الصحية والطبقية والثقافية وما إلى ذلك‪.‬‬

‫والكتاب الثاني هو «التجارة في الزمن الكالسيكي القديم للمؤلف نيفيل‬

‫مورلي» ويتناول كيف دعمت التجارة نمو النفوذ األثيني والروماني‪ ،‬حيث‬

‫ساعدت على تمويل الجيوش والمدن‪ ،‬ووفرت السلع التي كانت النخب‬

‫يد العرب الذين أسلموه في نهاية العصور الوسطى إلى أوروبا كي تقود به‬

‫كتاب «كيف نحلم؟» يتعرف جيل الناشئة على الظواهر المتصلة بأمراض‬ ‫والفيروسات‪...‬هل هي عالقة دائمة؟» فيصطحب المؤلف القراء في رحلة‬

‫عبر عالم األجسام الدقيقة ليطلهم على مختلف أنواع الفيروسات وطريقة‬

‫توالدها واشتغالها‪ ،‬وغير ذلك من المعلومات من باب «اعرف عدوك تغلبه»‪،‬‬

‫ويختتم بن تميم حديثه عن هذه السلسلة بوصفها بأنها سلسلة مثيرة‬ ‫يسعى مشروع «كلمة» من خاللها إلى سبر أغوار جيل الناشئة وإشباع‬

‫رغباتهم في نهل المعرفة ما يجعلها تشكل إضافة كبيرة لمكتبة الناشئة»‪.‬‬

‫ومن الجدير ذكره أن جناح مشروع «كلمة» للترجمة في معرض‬

‫فرانكفورت الدولي للكتاب الفائت قد شهد لقاءات متنوعة مع دور‬ ‫النشر الفرنسية واأللمانية واألمريكية واإلنجليزية والهندية والكورية‬ ‫وااليطالية‪ ،‬وأبدى جميع مسؤولي دور النشر رغبة في التعاون مع مشروع‬

‫«كلمة» في نشر وترجمة إصداراتهم وتقديمها للقارئ العربي‪.‬‬


‫‪lima.ae‬‬

‫الطفل والناشئة‬

‫سلسلة «ثمرات من دوحة المعرفة»‬ ‫مؤلفات مترجمة عن الفرنسية‬

‫سلسلة ثالثية‬ ‫من أدب األطفال‬ ‫ً‬ ‫نقال عن اللغة األلمانية‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪49‬‬


‫‪50‬‬

‫‪www.ka‬‬ ‫‪lima.ae‬‬

‫سلسلة «ثمرات من دوحة المعرفة» مؤلفات مترجمة عن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثمارا دانية القطوف للقارئ‬ ‫تعقيدا‬ ‫الفرنسية تجعل القضايا األشد‬ ‫د‪ .‬فريد الزاهي‬ ‫ترابطها تبعا لمبدأي الصدفة والحتمية وبالنظر لالحتماالت الرياضية‬

‫بصدور هذه السلسلة الموسومة بثمرات من دوحة المعرفة‪ ،‬يكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صلبا في تقريب المعارف العلمية والتاريخية‬ ‫مدخال‬ ‫مشروع «كلمة» قد شق‬

‫«ما السر في زرقة البحر؟» يتابع كل التحاليل ليؤكد أن ما نراه ال لون‬ ‫ً‬ ‫أزرق فيه وليس‬ ‫انعكاسا للون السماء‪ .‬وحين يتساءل المرء عن السر في‬

‫ننام؟» و»لماذا نحلم؟» من وجهة نظر فسيولوجية عصبية ونفسية‬

‫الفيزيائية التي تفسر التفاعالت واإلشعاعات الذرية التي تجعل الشمس‬

‫كبرى يتم طرحها بطريقة جذابة وبتقنيات تربوية مرحة وبأسئلة تقربها‬

‫مقدمة للقارئ تفسيرات جديدة مبنية على التجريب واالختبار والرصد‬

‫سلسلة «ثمرات من دوحة المعرفة» لمجموعة فريدة من المؤلفين‬ ‫المتخصصين‪.‬‬

‫بعيدة المنال إال للمتخصصين‪ ،‬من ذهن القارئ العربي‪ .‬األمر يتعلق بقضايا‬

‫من الذهن وتجعلها سهلة المنال‪ .‬ويقوم بذلك متخصصون في جميع‬

‫المجاالت بنظرة تنم عن شمولية معرفتهم وعن قدرتهم على الغوص‬

‫في أدق الدقائق‪ ،‬وباألخص بتيسيرهم للمعرفة وتبسيطهم للمعطيات‬ ‫ً‬ ‫منبهرا من قدرته على اإلمساك بأعقد‬ ‫واإلشكاليات بصورة تجعل القارئ‬ ‫القضايا وأكثرها استعصاء كالجزيئات والنظرية والنسبية ومسألة الزمن‪...‬‬

‫وغيرها‪.‬‬ ‫تعتمد أغلب المؤلفات هنا على السؤال‪ :‬سؤال الماهية وسؤال العلة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يمكنان من إنتاج معرفة عن موضوع معروف أو‬ ‫وهما النمطان اللذان‬

‫وغيرها‪.‬‬ ‫وفي المجال السيكولوجي العصبي تتطرق مؤلفات من قبيل «كيف‬

‫لمعان الشمس‪ ،‬فإن كتاب أالن بوكي بالعنوان نفسه يأتي ليقدم األجوبة‬

‫لظاهرة النوم وأنواعه وأنماطه ولطرائق اشتغال الحلم وكيفية جمعه‪،‬‬

‫المعة طوال الوقت‪ .‬وفي السياق نفسه يزج بنا كتاب «ما الجينات؟» في‬

‫والتحليل‪.‬‬ ‫أما في مجال األركيولوجيا وعلم األجناس فنقدم كتابين‪ :‬األول عن‬

‫«األحافير وما تحكيه لنا» باعتبارها ذاكرة لألنواع وحافظة لمعطيات‬

‫يستشفها الباحث في هذا المضمار من تكوينها وطرائق عيشها‪ .‬والثاني‬ ‫عن فرضية «هل يمكن بعث الماموث؟»‪ ،‬ذلك الحيوان الذي عثر على جثته‬

‫متجمدة في سيبيريا‪ ،‬والذي وجد مرتعه في الخيال العلمي والسينمائي‬ ‫واألدبي‪.‬‬

‫سؤال العصر المتصل بالوراثة والذي دخل مرحلة التعديل واالستنساخ‬ ‫ليجيب عن كافة األسئلة المؤرقة التي نطرحها عن مستقبل األنواع‬ ‫والجنس البشري وكيفية تعديل قدر األشياء الطبيعي‪.‬‬

‫ويقدم كتاب «ما النسبية؟» بأسلوب مبسط المبادئ التي تقوم عليها‬

‫أكبر ثورة فكرية في مجال العلوم أال وهي النظرية النسبية التي أعادت‬ ‫النظر في مفاهيم الحركة والسرعة والزمان والمكان‪ .‬أما كتاب «ما الثقوب‬

‫السوداء؟» فيعالج هذه الظاهرة الفيزيائية الفلكية من جميع جوانبها ِّ‬ ‫مبينا‬

‫طرق تكونها وأنواعها وأثرها في توليد الطاقة وسماتها المدهشة‪.‬‬

‫مجهول‪ .‬وتتجه أغلب المؤلفات إلى األمور العلمية أو الفلسفية أو المعرفية‬ ‫ً‬ ‫كثيرا ما نسمع عنها أو نراها أو نعرفها من غير أن تكون لنا‬ ‫العامة التي‬

‫وفي مجال الفيزياء والطبيعيات تم اختيار موضوعات بعضها مؤرق‬

‫أما في مضمار الرياضيات فيجيب كتاب «ما العدد؟» عن سؤال بدهي‬

‫تطرحه من أسئلة على مكونات المادة‪ .‬فكتاب «اإلنسان والفيروسات‪ ..‬هل‬

‫ألهميتها‪ .‬هل هي كاملة‪ ،‬وكيف نحصل على المساحات والكميات؟ تلك‬

‫ففي المجال الفلسفي يدخل كتاب «هل الزمن موجود؟» كي يخلخل ما‬

‫طبيعتها واشتغالها وأثرها على الحياة البشرية‪ .‬أما كتاب «كم جزيء‬

‫معرفة دقيقة بخفاياها‪.‬‬

‫نعرفه ويبين أن الزمان والمكان موجودان في عروة وثقى ال محيد عنها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دوما الموضوع المفضل للفالسفة والعلماء ليخلص إلى أن الزمن‬ ‫وأنه ظل‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضا يتم التناول الفكري ألسطورة‬ ‫خطيا‪ .‬وفيه‬ ‫دائريا بل صار‬ ‫لم يعد‬ ‫ً‬ ‫السفر في الزمن التي كثيرا ما اخترعت لها آالت وغذت خيال العلماء‪.‬‬

‫كما أن تسلسل األحداث وترابطها ال يخرج عن مفهوم العلية الزمنية‪ .‬لهذا‬ ‫فإن كتاب «قانون تسلسل األحداث» يأتي ليعالج بطريقة علمية وفلسفية‬

‫الفيروسات وعالقتها باإلنسان وبعضها طريف كجزيئات حبة جلبان بما‬ ‫هي عالقة دائمة؟» يدخلنا في عالم األمراض الفيروسية الفتاكة ليحلل‬ ‫في حبة جلبان؟» فإنه بطريقة مبتكرة ينطلق من حبة جلبان ليقربنا‬ ‫من الجزيئات في صغرها الالمتناهي ومن الذرة في دورها األساس في‬

‫تحديد بنية العناصر الحية وغير الحية‪.‬‬

‫ً‬ ‫نجوما‬ ‫وحين يطرح أحد الكتب سؤال‪« :‬لماذا ال نرى في السماء‬ ‫ً‬ ‫مدخال لتفسير طبيعة األلوان ودور الضوء‬ ‫خضراء؟» فذلك لكي يكون له‬

‫واألشعة في تشكيلها للبصر‪ .‬أما زرقة البحر فإنها محيرة ومؤلف كتاب‬

‫يتعلق باألعداد التي نستعملها في حياتنا اليومية من غير أن ننتبه‬ ‫هي األسئلة التي يثيرها ويحللها مبينا أهمية األرقام في تنسيق الحياة‬ ‫وتيسيرها لنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معينا ال‬ ‫إن القارئ العربي العادي والناشئة لتجد في هذه السلسلة‬

‫ينضب من األجوبة عن أسئلة دأبنا على طرحها بأفواه متخصصين في‬

‫المجال‪ ،‬ومن ترجمة ثلة من المختصين المحنكين في الترجمة الذين‬

‫ينقلون المعارف إلى لغة الضاد من غير أن تفقد قيمتها وبمستوى لغوي‬ ‫راق يدل على أن العربية قادرة على تمثل الجديد في جميع الميادين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتخصصا‪.‬‬ ‫حتى األكثر منها غرابة ودقة‬


‫‪lima.ae‬‬

‫‪www.ka‬‬

‫‪51‬‬

‫عرض حكائي لقصة هايدي على مسرح الروابط في القاهرة‬ ‫ً‬ ‫عرضا‬ ‫على هامش أمسية قصصية لألطفال‪ ،‬شهد مسرح روابط في العاصمة المصرية‬ ‫ً‬ ‫حكائيا لقصة «هايدي» للكاتب السويسري «بيتر شتام» الصادرة عن مشروع «كلمة» للترجمة‬

‫التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬حيث قامت الفنانة عبير سليمان بتقديم عرض حكائي‬ ‫روت فيه قصة «هايدي» وترافق ذلك مع عرض عرائس من تصميم الفنان هاني المصري‪.‬‬

‫تشكل هايدي واحدة من كالسيكيات األدب الناطق باأللمانية في سويسرا‪ ،‬وهي تعود‬

‫إلى عام ‪ ،1880‬وقد أصدرتها الكاتبة يوهانا شبيري وترجمت من األلمانية إلى خمسين لغة‬

‫أخرى وبيع منها حوالي ‪ 50‬مليون نسخة في أرجاء العالم‪ ،‬وتم تحويلها إلى مسلسل رسوم‬ ‫متحركة ‪.‬‬

‫ترتكز القصة على بعدين مهمين‪ :‬شجاعة هايدي وثقتها بنفسها وقدرتها على مواجهة‬

‫التحديات الكثيرة التي قابلتها بعد موت والديها وجمال الطبيعة السويسرية التي تشفي‬ ‫العليل‪ ،‬لكن أهم ما في الحكاية يتمثل في قدرة هايدي على تعلم القراءة والكتابة ومساعدتها‬ ‫لصديقتها كالرا التي كانت عاجزة عن المشي‪ ،‬وبشكل عام تدافع قصة هايدي عن الطفولة‬

‫وحقها في حياة كريمة‪ ،‬وهي تفعل ذلك من خالل سرد جميل يجمع بين البساطة والعفوية‬ ‫واإلثارة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن مشروع «كلمة» للترجمة أصدر مجموعة كبيرة من الكتب األدبية المترجمة‬

‫من السويسرية بفضل اتفاقية تعاون أبرمها المشروع مع مؤسسة الثقافة السويسرية‬ ‫ً‬ ‫اهتماما باألدب‬ ‫«بروهلفتسيا» في أغسطس ‪ ،2010‬وقد أبدى المشروع منذ انطالقته‬

‫ً‬ ‫فضال عن‬ ‫السويسري فسويسرا تضم أكبر عدد من المبدعين الحائزين على جوائز نوبل‪،‬‬ ‫كونها تحتل المرتبة األولى في العالم من حيث المنشورات العلمية وتضم أربعة لغات تشمل‪:‬‬

‫الفرنسية‪ ،‬األلمانية‪ ،‬اإليطالية‪ ،‬واللغة الرومانشية‪ ،‬أي ما يعرف بأدب سويسرا الريتوروماني‪.‬‬

‫توزعت ترجمات «كلمة» لألدب السويسري الناطق باأللمانية إلى أدب خاص باألطفال‬

‫والناشئة والكبار‪ ،‬ومن العناوين التي تمت ترجمتها لألطفال والناشئة‪« :‬طاولة األدغال»‪،‬‬ ‫و«هايدي»‪ ،‬و«اإلخوة السود»‪ ،‬و«الحظ الكبير في العلبة الصغيرة»‪ ،‬و«الديناصورات لم تعد‬

‫موجودة»‪ ،‬و«سبع حكايات»‪.‬‬

‫ً‬ ‫نقال عن اللغة األلمانية‬ ‫سلسلة ثالثية من أدب األطفال‬

‫سلسلة ثالثية من كتب األطفال تمت ترجمتها عن اللغة األلمانية‪،‬‬

‫َّ‬ ‫وخداه الورديان المستديران‪ .‬وغالبية الناس يظنون أن تلك صفات البنات‬

‫و«حكايات جديدة لفرانس مع كرة القدم» و«حكايات فرانس والخيل»‪،‬‬

‫يمرض ويبقى في المنزل في رعاية أخيه‪ ،‬لكن األخ ال يعتني به بصورة‬

‫تتضمن السلسلة ثالثة عناوين على النحو التالي‪« :‬حكايات فرانس»‬

‫وهي من تأليف الكاتبة األلمانية كرستينة نوستلنغر‪ ،‬وقامت بنقلها إلى‬ ‫العربية المترجمة فيوال الراهب‪.‬‬

‫فرانس يعيش حياة سعيدة‪ ،‬ولكنه يرى أن لديه أربع مشكالت‪ ،‬أولها‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ ،‬أما‬ ‫أنه أقصر من أقرانه‪ ،‬والثانية عندما ينفعل يتحدث بصوت رفيع‬ ‫المشكلة الثالثة فهي الفتاة جابي‪ ،‬تلك الفتاة العنيدة التي تريد أن تنفذ‬ ‫ً‬ ‫دائما ما في رأسها‪ ،‬وعندما ال يطاوعها فرانس فإنها تغضب وتتذمر‪ ،‬وال‬ ‫ً‬ ‫خوفا من أن أن تخاصمه إن لم يفعل ما تريد‪.‬‬ ‫يستطيع إال أن يجاريها‪،‬‬

‫يجمع الكتاب األول «حكايات فرانس» ثالث قصص متنوعة مرت ببطل‬

‫الصغيرات الجميالت فحسب‪ ،‬كما تروي لنا قصة أخرى حكايته عندما‬ ‫جيدة‪ ،‬وفي آخر قصة تأتي مناسبة عيد األم ويبذل فرانس قصارى جهده‬ ‫ليقدم ألمه هدية متميزة وجميلة‪.‬‬

‫وفي الكتاب الثاني «حكايات جديدة لفرانس مع كرة القدم» يخرج‬

‫فرانس من فريق األوالد لكرة القدم بعد أن اتفق أعضاء الفريق بأنه‬ ‫ضعيف وال يمكنه أن يشارك في المباريات الصعبة‪ ،‬األمر الذي يحزنه‬ ‫ً‬ ‫كثيرا‪ ،‬ولكن الفتاة جابي تقنعه بأن ينضم لفريق الفتيات لكرة القدم‪،‬‬

‫وعلى الرغم من أنه يشعر بالحرج النضمامه إلى فريق البنات‪ ،‬إال أنه وافق‬ ‫ً‬ ‫كثيرا‪ ،‬وبفضل فرانس يتفوق‬ ‫ليستمر في ممارسة كرة القدم التي يحبها‬

‫بها‪ .‬لدرجة أنه َّ‬ ‫يدعى بأنه يستطيع ركوب الخيل‪ ،‬وكانت الكذبة على وشك‬

‫أن تنفضح‪ :‬إذ بدأت جابي باالستعداد لحصص ركوب الخيل لتركب مع‬ ‫ً‬ ‫طلبا‬ ‫فرانس‪ ،‬وعليه أن يعرض لها مهاراته في الفروسية‪ ،‬فيلجأ إلى جدته‬ ‫للمساعدة‪.‬‬ ‫هذه السلسلة الحكائية لفرانس للكاتبة األلمانية كرستينه نوستلنغر‪،‬‬

‫إحدى أشهر كتاب قصص األطفال والناشئة باللغة األلمانية‪ ،‬كما تعمل في‬ ‫اإلذاعة والتلفاز والصحافة‪ .‬ولدت نوستلنغر في‬ ‫من عام‬

‫‪1936‬‬

‫‪13‬‬

‫تشرين أول‪/‬أكتوبر‬

‫في فيينا بالنمسا‪ ،‬وعاشت طفولتها وشبابها مع والديها‬

‫وشقيقتها الكبرى في فيينا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬صدر‬ ‫لها ما يقارب المئة من كتب األطفال والناشئة‪ُ .‬‬ ‫وترجمت أعمالها إلى أكثر‬

‫من ‪20‬‬

‫لغة‪ .‬حازت على العديد من الجوائز منها جائزة هانس كريستيان‬

‫وليس فتاة ويتم ذلك بالفعل ولكن بطريقة عفوية وفكاهية‪ ،‬فهو صبي‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من الناس يحسبونه في الرابعة لصغر‬ ‫في السادسة من عمره‪ ،‬ولكن‬

‫فريق التلميذات على فريق التالميذ‪ ،‬لذا يسعى زمالؤه في الفصل لعودته‬

‫أندرسون عام ‪ 1984‬عن أعمالها الكاملة‪ ،‬والتي تعد أهم جائزة عالمية في‬

‫أما في الكتاب الثالث من السلسلة «حكايات فرانس والخيل»‪،‬‬

‫المترجمة فيوال الراهب‪ ،‬ولدت في بيت لحم بفلسطين عام ‪،1969‬‬

‫الذهبي المفلفل‪ ،‬وعيناه الزرقاوان وشفتاه الحمراوان األشبه بحبات الكرز‪،‬‬

‫الكثير والكثير بين عشية وضحاها‪ ،‬وذلك منذ أصبحت جابي مهووسة‬

‫الحكايات فرانس‪ ،‬ففي القصة األولى يحاول أن يثبت لآلخرين بأنه صبي‬

‫حجمه وضآلة جسده‪ ،‬كما يظن كثيرون أنه فتاة‪ .‬ربما كان السبب هو شعره‬

‫إلى فريقهم مرة أخرى‪.‬‬

‫فيتحدث عن االهتمام المفاجئ لفرانس بالخيل‪ ،‬حيث أصبح يعرف عنها‬

‫مجال كتب األطفال والناشئة‪.‬‬

‫درست علم التربية في ألمانيا‪ ،‬عملت في حقل التدريس باألردن وفلسطين‪،‬‬ ‫تعيش اليوم وتعمل في فينا بالنمسا‪ .‬لها عدة كتب باللغة األلمانية‪.‬‬


‫األخيرة‬ ‫كلمة والجوائز‪...‬ولكل مجتهد نصيب‬ ‫خمس سنوات مرت على إطالق مشروع «كلمة»‬

‫وعلى رأسها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من‬

‫االتصال ونقل المعرفة‪ ،‬وإثراء التبادل الفكري‪ ،‬وما‬

‫محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد‬

‫السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة‬

‫التفاهم والعيش المشترك‪ ،‬وفهم التجارب اإلنسانية‬ ‫ً‬ ‫وتكريما ّ‬ ‫للتميّ ز في النقل إلى اللغة‬ ‫واإلف��ادة منها‪،‬‬

‫للترجمة بمبادرة كريمة من الفريق أول سمو الشيخ‬ ‫األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬حقق خاللها المشروع جملة‬

‫من اإلنجازات‪ ،‬فقد وصل عدد إص��دارات المشروع‬

‫إل��ى نحو ‪ 700‬كتاب‪ ،‬تمت ترجمتها عن أكثر من ‪13‬‬ ‫ل��غ��ة‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل���ى ت��أس��ي��س جملة م��ن ال��ع�لاق��ات‬

‫الدولية مع ما يزيد عن المائة ناشر عالمي‪ ،‬وكذلك‬ ‫تأسيس قاعدة بيانات للمترجمين في العالم العربي‪.‬‬

‫وبهذا يكون المشروع قد نجح في إبراز مكانته على‬ ‫الساحة الثقافية والمعرفية في العالم العربي‪،‬ويكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهما في دعم الحراك الثقافي الفاعل الذي‬ ‫عنصرا‬

‫تقدم وازده����ار ف��ي ظ��ل ال��ق��ي��ادة ال��رش��ي��دة لصاحب‬

‫حفظه هللا‪ ،‬وبمتابعة كريمة من الفريق أول سمو‬ ‫الشيخ محمد بن زايد آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‬

‫نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‪.‬‬

‫لذلك من تأصيل لثقافة ال��ح��وار‪ ،‬وترسيخ لمبادئ‬

‫العربية‪.‬‬

‫وال ي��ف��وت��ن��ي ف���ي ال��ن��ه��اي��ة إال أن أش���ك���ر معالي‬

‫الشيخ سلطان ب��ن طحنون آل نهيان رئيس هيئة‬

‫لقد كان مشروع «كلمة» يتطلع للفوز بهذه الجائزة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من إيمانه‬ ‫ووض��ع هذا الهدف نصب عينيه‬

‫أبوظبي للسياحة والثقافة وسعادة األستاذ مبارك‬

‫على المستويين العربي وال��دول��ي‪ ،‬ودوره���ا المؤثر‬

‫القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب على‬

‫العميق بقيمتها العلمية‪ ،‬وما تمثله من سمعة طيبة‬

‫في تعزيز آليات التفاعل بين الحضارات‪ ،‬وتحقيق‬

‫التقارب بين ال��دول والشعوب‪ ،‬واالرت��ق��اء بالثقافة‬

‫المهيري مدير ع��ام الهيئة وس��ع��ادة األس��ت��اذ جمعة‬

‫ما قدموه من دع��م‪ ،‬وما أب��دوه من تعاون ومتابعة‬ ‫ّ‬ ‫مكن للمشروع حضوره وتحقيق أه��داف��ه‪ ،‬ويهمني‬ ‫ً‬ ‫أيضا في هذا السياق أن أشكر فريق عمل مشروع‬

‫ت��ش��ه��ده أب��وظ��ب��ي للمساهمة ب���دوره���ا ف��ي خريطة‬

‫العربية‪ ،‬من خالل التواصل مع الثقافات األخرى‪.‬‬

‫نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف ف��روع‬

‫الشريفين للترجمة وال��ت��ي غ��دت تتصدر الجوائز‬

‫المشروع على جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك‬

‫لتحقيق األهداف الثقافية اإلنسانية‪ .‬كما أنه يشكل‬ ‫ح��اف ً‬ ‫��زا ق��وي ً��ا لرفد حركة الترجمة ف��ي كافة ف��روع‬

‫ُ‬ ‫وعاء العلم‪ ،‬والحضارة‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والمعرفة‪ ،‬واآلداب‪،‬‬

‫مشروع «كلمة» للترجمة على هذه الجائزة المهمة يعد‬ ‫ً‬ ‫تكريما لما حققته إمارة أبوظبي ومؤسساتها الثقافية‬

‫المعرفي والتفاعل الثقافي مع الشعوب األخرى على‬ ‫ً‬ ‫إيمانا منه بدور الترجمة في تفعيل‬ ‫اختالف لغاتها‪،‬‬

‫هذه األصالة‪ ،‬والعامل الرئيس على تأكيدها»‪.‬‬

‫المشهدِ الثقافي اإلقليمي والدولي‪ ،‬من أجل تأسيس‬

‫المعرفة يمثل الكتاب فيها حجر الزاوية والمرتكز‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م��ؤخ��را بحصول‬ ‫ول��ق��د ت��وج��ت ه���ذه اإلن���ج���ازات‬

‫عبدهللا بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها‬ ‫الخامسة عام ‪1332‬هـ‪ ،‬الموافق لعام ‪2011‬م‪ ،‬وحصول‬

‫ويعد فوز مشروع «كلمة» بجائزة خادم الحرمين‬

‫كلمة الذي يشرّ فني أن أكون أحد أعضائه في خدمة‬

‫العالمية في ميدان الترجمة على كافة المستويات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ح��اف ً‬ ‫قدما من أج��ل مزيد من النجاحات‬ ‫��زا للمضي‬

‫الكبير المغفور له بإذن هللا الشيخ زايد بن سلطان آل‬

‫المعرفة ومجاالتها من اللغات‪ ،‬ومد جسور التواصل‬

‫العلم والمعرفة مستلهمين البصيرة من فكر الراحل‬ ‫نهيان‪ ،‬تلك البصيرة التي تعطي الكتاب مكانة رفيعة‬ ‫ف��ي ال��ت��اري��خ اإلن��س��ان��ي‪ ،‬فكما يقول‪ « :‬الكتاب هو‬

‫د‪ .‬علي بن تميم‬

‫وإن األمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها‪،‬‬ ‫والفنون‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫والكتاب هو أساس‬ ‫وإنما تقاس بأصالتها الحضارية‪،‬‬

‫إصدارات مشروع «كلمة» عن الثقافة الصينية‬ ‫لعب مشروع كلمة للترجمة في السياق الثقافي‬

‫اإلضاءة على القيم اإلنسانية األساسية‪ ،‬من قبيل‬

‫بارزا إذ قام بنقل مجموعة من الكتب والمؤلفات‬

‫المشاعر التي من شأنها إفساد القلب البشري من‬

‫والحوار بين الحضارتين العربية والصينية دورا‬ ‫الصينية إلى العربية‪ ،‬البعض منها تمت ترجمته‬

‫عبر لغة وسيطة مثل الفرنسية واإلنجليزية‬ ‫والبعض اآلخر تمت ترجمته عبر اللغة الصينية‬ ‫مباشرة‪ .‬وفيما يلي عرض إلصدارات كتب «كلمة»‬

‫المتعلقة بالصين وثقافته وحضارته العريقة‪:‬‬

‫العدل والحب والرحمة والخير‪ ،‬وإبراز مساوئ‬ ‫قبيل الحسد والغيرة والغضب والظلم‪.‬‬

‫بشكل مباشر الرواية الصينية الطويلة ( مدينة‬

‫تمت ترجمة هذين الكتابين عن اللغة الصينية‬

‫هي مجموعة من الحكايات الشعبية التي تصور‬

‫للتقوى واالستقامة الربانية‪.‬‬

‫العروس ) وكلها من تأليف الكاتب الصيني شين‬ ‫عبدالعزيز‪.‬‬

‫نشرت رواية مدينة حدودية أول مرة في عام‬

‫‪ ،1934‬وعمرها الزمني يقع بين حقبتي العشرينيات‬

‫والثالثينيات من القرن الفائت‪ ،‬وتجري أحداثها‬

‫وقد نقلتها للعربية المترجمة خلود الخطيب‪.‬‬

‫في المدينة الحدودية « تشاتونج « التي تقع‬

‫مملكة الزهرة السوداء‪...‬حكايات شعبية من‬

‫صينية هي‪ :‬سيتشوان‪ ،‬وخونان‪ ،‬وقويتشو‪.‬‬

‫نتعرف من خالل هذه الحكايات على أحد‬

‫من ثالث قصص قصيرة (الطفلة العروس) و (زوج‬

‫الصين‬

‫على ضفة نهير عند ملتقى حدود ثالث مقاطعات‬

‫الحديثة في هزيمة الهمجية داخل اإلنسان‪.‬‬

‫معجم األدب الصيني للمؤلف أندريه ليفي‬

‫يقدم المعجم للقارئ العربي معرفة موجزة‬

‫دقيقة وشاملة عن كل ما يتعلق باألدب الصيني‬

‫منذ أقدم عصوره وحتى نهاية القرن العشرين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تعريفا باألدباء ونتاجهم‪ ،‬المدارس األدبية‬

‫والمذاهب األدبية‪ ،‬كتاب ال غنى عنه لكل مهتم‬

‫باآلداب العالمية‪ .‬وقد نقله إلى العربية المترجم د‪.‬‬ ‫محمد حمود من لبنان‪.‬‬

‫تتألف المجموعة القصصية «الطفلة العروس»‬

‫ريفي) و(ابن النمر)‪ ،‬وتعد من روائع األدب الصيني‪،‬‬

‫دراسة اآلداب الشرقية في السوربون (الصينية‪،‬‬

‫أبرز األدوار التي اضطلعت بها الحكايات على‬ ‫مرّ التاريخ‪ ،‬وهو الدور التعليمي التربوي‪ ،‬الذي‬ ‫واقع الحياة اليومية‪ ،‬التي فيها الطيب والشرير‪،‬‬

‫أكثر التحديات االجتماعية‪ ،‬وخاصة في رائعته‬

‫والثري والفقير‪ ،‬والجميل والقبيح‪...‬إلخ‪ ،‬تهدف إلى‬

‫ينشأ فيه اإلنسان هو المسؤول عن خصاله وطباعه‬

‫ولد المؤلف أندريه ليفي عام ‪ 1925‬في تيان‬

‫وتحمل بين طياتها دعوة إلى رؤية جديدة‪،‬‬

‫يهدف من خالل قصص تقترب إلى حد ما من‬

‫األشياء‪ ،‬وشأن أبناء آدم وحواء كافة‪.‬‬

‫الشريرة والهمجية‪ ،‬وذلك بعد أن أخفقت الحضارة‬

‫الصيني شين تسونج ون‬

‫تسونج ون‪ ،‬ونقلها إلى العربية د‪.‬عبدالعزيز حمدي‬

‫الثابت بمبادئهم الروحية‪ ،‬أو ما عرف بالمثل العليا‬

‫خطأ غاب عنه الصواب‪ ،‬شأنها في ذلك شأن طبائع‬

‫مدينة حدودية» و»الطفلة العروس» للكاتب‬

‫زنبقة الماء‪....‬حكايات شعبية من الصين‬

‫قيم العدل والتسامح واالحترام لدى الشعب‬ ‫ً‬ ‫مطلقا إيمانهم‬ ‫الصيني‪ ،‬حيث لم يفقد الصينيون‬

‫قرية جبلية ويقرر حقيقة بديهية مفادها أن حياة‬ ‫ً‬ ‫صوابا بال أخطاء‪ ،‬كما لم تكن‬ ‫بطلة القصة لم تكن‬

‫أما في «ابن النمر» فيصور الكاتب طباع اإلنسان‬ ‫ً‬ ‫مركزا على أن المجتمع الذي‬ ‫التي تأبى التغيير‪،‬‬

‫حدودية )‪ ،‬ومجموعة قصصية بعنوان ( الطفلة‬

‫جمعها ريف‪ .‬جيه ماكجوان‪ ،‬دي‪ .‬دي‬

‫أحداث قصته من واقع الحياة االجتماعية في‬

‫وقراءة جديدة‪ ،‬ونظرة موضوعية للمؤلف إلى‬ ‫«الطفلة العروس» حيث التقط قلمه المرهف‬

‫تزوين‪ ،‬درس الثانوية في فرساي ثم شرع في‬ ‫اليابانية‪ ،‬الهندية والسنسكريتية)‪ .‬يهتم ليفي‬ ‫باألدب الصيني (الرمنطيقي القديم واألدب‬ ‫الكالسيكي الحديث) وباألخص في ميدان اللغة‬ ‫العامية‪.‬‬

‫الترجمة ‪...‬‬ ‫تاريخ تعيد‬ ‫صياغته أبوظبي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.