ملحق ثقافي يصدر عن مشروع كلمة للترجمة -اإلصدار الرابع 2012 -
2
www.ka lima.ae
07
اللجنة العليا معالي الشيخ
15
سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سعادة
مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سعادة
37
جمعة القبيسي مدير دار الكتب الوطنية
د .علي بن تميــم مدير مشروع «كلمة» للترجمة
هدفنا ...
سوف نقوم بدعم ترجمة أبرز الكتب
العالمية إلى اللغة العربية ومن ّ ثم طباعتها
وتوزيعها ،كما سنساند مبادرات التسويق
والتوزيع للكتاب من خالل فتح قنوات جديدة للتوزيع وتحديث القنوات الحالية. ً إضافة إلى ذلك ،سندعم صناعة الكتاب ّ ونروج لها على المستوى العالمي، العربي
وسنستثمر في الترجمة باعتبارها مهنة
قائمة بذاتها لتشجيع المترجمين وزيادة عدد األكفاء منهم. ً أيضا إلى القيام بدور فعال في ونتطلع
مجال تسويق الكتب في العالم العربي.
49
lima.ae www.ka
التنوع الكبير في عناوين الكتب
انطلق مشروع "كلمة" للترجمة تحت شعار "إحياء حركة الترجمة في العالم العربي" ،أي أن البداية كانت
إدراك وجود أزمة تعاني منها حركة الترجمة العربية ،وهي أزمة متعددة الوجوه ،منها المهني المتعلق بمستوى ما يترجم وينشر والكيفية التي ّ يتم بها ذلك ،أو بحقوق النشر والفوضى التي تحكم عمل دور النشر العربية الكثيرة في هذا المجال.
ولعل مشروع كلمة ال ي ّدعي أنه خالل عمره القصير هذا ،أي نحو أربع سنوات ونيف ،تمكن من أن يجد حلوالً ّ
لهذه األزمات الشاملة ،وهذا لم يكن المطلوب منه على أية حال ،لكنه تمكن بالفعل ،وبشهادة غالبية العاملين ً ً وتراكمي ،وفي الوقت نفسه ودوليا من تقديم نموذج ناجح لمشروع ترجمة مثمر عربيا والمهتمين بالترجمة ّ يقوم على أفضل الممارسات سواء فيما يتعلق بعملية اختيار عناوين الكتب أو الترجمة نفسها ،أو الطريقة التي يخرج بها الكتاب في النهاية.
ّ ولعل أبرز ما يستوقف المرء في مشروع كلمة الذي بلغت إصداراته في زمن قياسي ما يزيد عن 700عنوان
ّ التوجه إلى أوسع شريحة ممكنة من القرّاء، هو ذلك التنوّ ع الكبير في تلك العناوين؛ تنوّ ع يأخذ في الحسبان ً ّ والتوجهات ،فنجد الكتاب الفكري والفلسفي واألدبي والسياسي مراعيا مختلف المجاالت واالهتمامات
والفني والعلمي واالجتماعي ،دون أن ننسى – وهذه من اإلسهامات البارزة التي ق ّدمها مشروع كلمة.
ً ً ً ومسليا يجذب الطفل والناشئ وفي الوقت ذكيا كتابا تلك العناية الكبيرة بأدب األطفال والناشئة ،حيث نجد
نفسه يراعي فكرة نقل رسائل وقيم مهمة ومفيدة لهذه الشريحة األساسية في المجتمع.
ً لقد ّ آخذا في االعتبار مصلحة القارئ في المقام األول، تمكن مشروع كلمة من إرساء قواعد متق ّدمة للترجمة،
من دون أن يغفل مصلحة طرف أساسي في عملية الترجمة ،وهو المترجم نفسه ،حيث نجد بين المعايير األساسية لعمل هذا المشروع الحرص على حفظ مصالح المترجمين المادية والمعنوية ،وبذلك فقد ضمن أن ً نظرا إلى أن المترجمين ال يعملون تحت وطأة الحاجة المادية تخرج األعمال المترجمة بأفضل شكل ممكن،
أو شاعرين بالظلم والغبن ،وبذلك يكون مشروع كلمة ّ حقق المعادلة المنشودة وهي إنتاج كتاب مترجم ً ّ رفيع المستوى شكالً يحقق مصلحة القارئ والمترجم ويساهم مساهمة فعلية في عملية التنمية ومضمونا، الثقافية للمجتمع.
وتراكمي ،وفي الوقت نفسه مشروع ترجمة مثمر ّ يقوم على أفضل الممارسات سواء فيما يتعلق بعملية اختيار عناوين الكتب أو الترجمة نفسها ،أو الطريقة التي يخرج بها الكتاب في النهاية.
سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
3
4
www.ka lima.ae
النهضة
الثقافية والحضارية كلمة واحدة يمكن أن نختصر بها مشروع كلمة للترجمة :المهنية .وهي صفة تضمر العديد من الصفات
واإلنتاجية .فقد أثبت مشروع كلمة األخرى التي ال تكتمل من دونها ،من قبيل :الطموح ،والتنوّ ع، ّ للترجمة أنه باإلمكان الموازنة بين الغزارة في اإلنتاج ،وجودة المحتوى والمضمون ،وهي ليست بالعملية السهلة أو الممكنة التحقيق لوال توافر الشرط األول وهو المهنية العالية.
ً ّ مجددا بالروح النهضوية التي رافقت عملية الترجمة عند العرب تمكن مشروع كلمة من تذكيرنا لقد
في مختلف مراحلها ،فهي ال تقتصر على كونها عملية نقل آلداب وعلوم الثقافات األخرى ،بل هي في ً األساس عملية تبادل قيمي ومعرفي ،وبذلك فقد ّ أيضا ،عبر مئات الكتب التي ذكرنا مشروع كلمة ّ ّ ق ّدمها للمكتبة العربية ،بالمفهوم اإلنساني الجامع والمشترك ،وبقيم الحوار والتسامح ،وبأن المعرفة إنما هي وسيلة للتقارب بين الشعوب ال للتنافر ،وبأنها وسيلة لفهم اآلخر ال إللغائه أو استبعاده.
ّ لعل هذه الرؤية الثاقبة التي قادت وتقود خطى هذا المشروع البارز هي التي منحته هذا الحضور
ّ المنصات الثقافية في المنطقة والعالم العربي الكبير والمميز على الساحة العربية ،حتى غدا أحد أهم ّ ليتحقق لوال الحرص على وضع معايير مهنية صلبة ومتينة والعمل بهدي هذه والعالم ،وهذا ما كان ً العربي ،بحيث يستعيد ثقته تحقيقا للهدف المنشود وهو تقديم مواد معرفية مختلفة للقارئ المعايير ّ ً وثانيا بفكرة التواصل أوالً بمقدرة لغته العربية على التعامل مع مختلف القضايا والمجاالت المعرفية، الحضاري مع ما لدى العالم لكي يق ّدمه ،من دون الوقوع بالكامل تحت سطوة هذا المنتج لمجرّد أنه ً دوما أن عملية اختيار العناوين تخضع للكثير من الفحص والتأني بحيث يأتي غربي ،بل نالحظ
مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
ً مراعيا تقديم ما هو جديد وج ّدي دون أن يخدش منظومة قيمنا أو نمط عيشنا. الكتاب المنتج
ً واسعا على أن تحمل سبعمائة عنوان أنتجها مشروع كلمة في فترة قياسية وهو ما يفتح باب األمل
لنا الشهور والسنوات القادمة المزيد والمزيد من اإلبداعات التي تثري المكتبة العربية ،وتعيد للترجمة ألقها وللمترجم العربي دوره في عملية النهضة الثقافية والحضارية المنشودة.
ّ ليتحقق لوال الحرص على وضع معايير مهنية ما كان ً تحقيقا صلبة ومتينة والعمل بهدي هذه المعايير للهدف المنشود وهو تقديم مواد معرفية مختلفة العربي للقارئ ّ
lima.ae www.ka
«ما هو جديد
مشروع كلمة»؟ "ما هو جديد مشروع كلمة؟" ،بات من المألوف سماع مثل هذا السؤال بصورة شبه يومية ،ذلك أن
ّ يقدمها مشروع كلمة عبر مئات الكتب المترجمة حتى اآلن ،إنما هي الجرعات الثقافية واألدبية التي ّ وموسمي إلى كونها عملية جرعات يومية ،تجعل التواصل مع هذا المنتج عملية تتجاوز ما هو مؤقت ّ ً ّ ّ تمتد نسبيا شجرة ضاربة الجذور في األرض ،وفي الوقت نفسه الفتي تحول مشروع كلمة دائمة ،حتى ّ
فروعها المتعددة لتشمل أركان األرض األربعة.
كنا لسنوات طويلة نحسب أن العالم ال يتكلم وال يكتب إال باإلنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما من ّ ً واسعا، لكن مشروع كلمة عاد ليفتح لنا المشهد الكوني المؤثرة أو الشائعة في عالمنا المعاصر، اللغات ّ
مع تلك الثمار الزاهرة التي ّ قدمها لنا باللغات الصينية والهندية واليابانية واأللمانية واإلسكندنافية
والتركية ...وغيرها الكثير من اللغات الحيّ ة ،ليعيدنا بذلك إلى أصل عملية الترجمة والغاية األساس منها
وهي معرفة العالم بأوسع معنى ممكن لكلمة معرفة.
من جهة أخرى أثبت مشروع كلمة أنه ال يعمل بصورة عشوائية أو ضمن ما هو مألوف ومتوافر ّ خطة مدروسة تهدف إلى االرتقاء بعملية النشر برمتها ،وليس الترجمة فحسب ،بل إنه يعمل ضمن
وحدها إلى آفاق جديدة.
لقد كان الكتاب العربي المترجم ولسنوات طويلة أسير المواضيع والمقاربات المحدودة ،فجاء مشروع
كلمة ليفتح اآلفاق واسعة على ما يمكن تسميته اإلنتاج الرصين في اإلنتاج النشري العمومي ،أي ذلك
اإلنتاج الذي يستهدف الشريحة األوسع من القراء .لقد وجدنا أنفسنا أمام كتب سلسة الفهم والقراءة،
ّ وجديتها في القضايا والمواضيع التي تطرحها ،وهكذا أعاد فائقة اإلمتاع ،دون أن تتنازل عن عمقها ً ً ً مشروع كلمة االعتبار لفكرة مقروئية الكتاب أو قابليته للقراءة ،سواء أكان كتابا أدبيا أم علميا أم
ّ ً ً ً ّ تتمتع في الوقت والمؤثرة ،والتي دوما يقع على العناوين الحديثة بيئيا ..إلخ ،فاالختيار سياسيا أم ً مألوفا إذن أن نسمع عبارة كنا قد نسيناها منذ زمن طويل: نفسه بمقروئية عالية .مع مشروع كلمة بات
"هل قرأت الكتاب الفالني؟" ،والعالمة األبرز على مدى نجاح مشروع كلمة هي أننا يمكن أن نسمع هذا
السؤال أكثر من مرة في غضون يوم واحد.
ّ ليحققه؛ الكثير من الغصون ليبسطها في سماء المعرفة ،والكثير ما زال هناك الكثير أمام مشروع كلمة
ّ ليمدها بين الثقافة العربية والثقافات العالمية األخرى ،وكلنا ثقة بأنه وبقدر ما جعل مشروع من الجسور ً كلمة العالم الحديث حاضرا بيننا بنتاجاته األدبية والفكرية وغيرها ،فإنه جعل بقدر مساو العالم العربي
بأمس الحاجة واللغة العربية حاضرين في العالم ،وهذا جزء أساسي من العملية التبادلية التي نحن ّ
إليها في زمننا هذا.
لقد وجدنا أنفسنا أمام كتب سلسة الفهم والقراءة، وجديتها في فائقة اإلمتاع ،دون أن تتنازل عن عمقها ّ القضايا والمواضيع التي تطرحها
جمعة عبدالله القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب
5
6
www.ka lima.ae
مشروع «كلمة» للترجمة يفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورته الخامسة
فاز مشروع كلمة للترجمة بجائزة خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدهللا بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الخامسة،
وذلك في مجال جهود المؤسسات والهيئات.
المتبعة ،إذ تخضع جميع األعمال إلشراف لجان مختصة باختيار
لنقل الثقافات ،ومد جسور التواصل الحضاري بين الثقافات .
بن تميم مدير المشروع في تصريح لوكالة أنباء اإلمارات بهذه
على جائزة الملك عبدهللا بن عبدالعزيز للترجمة على تقديرها
المادة المقترحة للترجمة والمراجعة والتدقيق .وأعرب د .علي
واختتم علي بن تميم تصريحه بتقديم الشكر الجزيل للقائمين
وجاء قرار لجنة تحكيم الجائزة خالل اجتماعها الذي عقد
المناسبة ،عن سعادته البالغة بالفوز بهذه الجائزة التي تعد من أكثر
نائب وزير الخارجية السعودي ،عضو مجلس إدارة مكتبة الملك
وبارك بن تميم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
وكانت اللجنة نوهت خالل اجتماعها بالتزام مشروع “كلمة”
وأكدت اللجنة أن منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات
سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد
االستراتيجية مع المؤسسات والهيئات المعنية بالترجمة ،حيث
لما يتميز به المشروع من غزارة في إنتاجه من األعمال العلمية
كما هنأ د .علي بن تميم الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان
في شؤون العالم العربي والعالم اإلسالمي في روما في إيطاليا،
الفرنسية واإلنجليزية واأللمانية والهندية واإليطالية واإلسبانية
عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،ودار الكتب
ومع جامعة «يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز/عرمرسهايم» في ألمانيا،
في الرياض برئاسة األمير عبدالعزيز بن عبدهللا بن عبدالعزيز عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة .
والهيئات لمشروع «كلمة» الذي أنشئ في أواخر عام 2007جاء
المترجمة ،حيث صدر عنه أكثر من 700عنوان من لغات عدة مثل
واليابانية والصينية والروسية والكورية والكردية والهولندية.
الجوائز العالمية نزاهة وسمعة طيبة.
رئيس الدولة ،حفظه هللا ،الفوز بهذه الجائزة ،وإلى الفريق أول
األعلى للقوات المسلحة راعي الثقافة.
رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،ومحمد خلف المزروعي الوطنية ومشروع كلمة وكل العاملين به.
ونوهت اللجنة بشمولية موضوعات األعمال المترجمة في
وقال بن تميم إن هذه الجائزة تعد من أهم الجوائز العربية ً نظرا الرتباطها باسم خادم الحرمين والعالمية في مجال الترجمة،
النفس والتاريخ والجغرافيا ،مشيرة إلى أن األعمال المترجمة في
المشروع واعتزازه بهذه الجائزة ،ما يزيد من مسؤوليته ويعطيه ً ً ً ً ً مشعا ضوءا قدما لنقل المعارف وليكون وتشجيعا للمضي حافزا
مختلف مجاالت المعرفة مثل العلوم الطبيعية واالجتماعية والتربوية والتطبيقية والفلسفة والدين والفنون واألدب وعلم مجملها اتسمت بجودة النص ووضوح المعاني وسالمة اإلجراءات
ً معربا عن فخر الشريفين الملك عبدهللا بن عبدالعزيز آل سعود،
لدور مشروع “كلمة” ،وعلى رأسهم األمير عبدالعزيز بن عبدهللا بن عبدالعزيز .
باحترام حقوق الملكية الفكرية واهتمامه ببناء الشراكة والتحالفات عقد سبع اتفاقيات دولية مع كل من معهد الشرق المتخصص
والمركز الثقافي الهندي-العربي في الجامعة الوطنية في نيودلهي،
والمؤسسة الهولندية لدعم األدب الهولندي وصناعته ومؤسسة الثقافة السويسرية «بروهلفتسيا» ،واتفاقية مع مؤسسة «يوان ميديا» في كوريا الجنوبية ،وكذلك اتفاقية مع المعهد الفرنسي .
كما لفتت اللجنة إلى إطالق مشروع كلمة في عام 2010مبادرة ً ً ومعنويا لترجمة أعمال ماديا «جسور» لدعم الناشرين العرب
أصيلة إلى اللغة العربية .
lima.ae www.ka
قضايا الترجمة كريستين بويه :ما تقوم به كلمة اليوم إنجاز عظيم للشبيبة الناشئة الناطقة بالعربية
تجليات الرقابة في القديم والحديث
الترجمة والرقابة في الثقافة العربية
د .خليل الشيخ
د .عز الدين عناية
الترجمة والرقابة: خفية جلية وأخرى ّ أنساق ّ
أهمية مشروع الترجمة في بناء الدول والتنمية عمر األيوبي
صبحي حديدي
حركة الترجمة العربية الثانية د .مصطفى قاسم
7
8
www.ka lima.ae
الترجمة والرقابة في الثقافة العربية د .عزالدين عناية * ً َ المنجزة في العصور المبكرة للثقافة العربية ترد ضمن سياسة غالبا ما كانت الترجمة موجهة ،هادفة في مجملها إلى بلوغ مقصد ذي نفع عامّ ، َّ تلخص في تلك العهود في
مالحقة احتياجات الدولة الناشئة في مجاالت الطب والفلك والفلسفة والمنطق والرياضيات ،مع تفادي الكتب المثيرة لالرتجاج الوجودي .ومن هذا الباب تم إسقاط
اإللياذة واألوديسة ،وما شابههما من المؤلفات مثل أعمال كسينوفان وهيراقليطس ،لما فيها من االنتقاد للقداسي.
أورد غ .ستروهماير في دائرة المعارف اإلسالمية ،في معرض حديثه عن «حنين بن
إسحاق» أنه كان يلجأ في ترجماته إلى إسقاط الحديث عن المعتقدات الوثنية واآللهة،
وهو تقليد لم يبتكره الرجل ،وإنما دأب عليه معاصروه ،وكأن الترجمة بقدر ما تريد ً حدودا ال تمتين عود الثقافة المحلية بما تمتصه من رحيق الحضارات ،ترسم بالمثل تتخطاها. َ َ المترجم المبدع في اللسان العربي والكتاب وفي عصرنا الراهن عادة ما يشترك الكتاب
َ المترجم أوفر حظا في الرواج ،لما يتطرق إليه في التحديات نفسها ،وإن كان الكتاب
َ المترجم مضاهيا لما من مجاالت غير معهودة ،وهو ما يثير الشهية لدى القارئ .فلو كان تنتجه الذات ّ َ المترجم تراجع لقل الشغف وفتر الكلف .لذلك يبقى أخطر ما يواجه الكتاب
ّ الحذاق لذلك ،فقد اشترط الجاحظ في وبصفة الترجمة «ملكة وصناعة» ،لزم تخيّ ر
ممتهن الترجمة شروطا على نحو «ال بد للترجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة،
في وزن علمه في نفس المعرفة ،وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها ،حتى يكون فيهما سواء وغاية» .سنتطرق في الغرض إلى بعض خبايا تلك الصنعة
َ المترجم. في إنتاج النص
بشكل عام قليلة هي الثقافات التي لها من رحابة الصدر مع المغاير الحضاري حتى
تنقل إبداعه بأمانة ،دون إدخال تحوير أو تهذيب .في جانب الترجمات العربية ،وعلى سبيل المثال ،أسقطت ّ جل ترجمات الكوميديا اإللهية لدانتي ّ نص الكانتو 28في فصل
الجحيم ،فالرقابة على أسطر أو فقرات أمر شائع في الثقافات «الديمقراطية» وفي
الثقافات «العالمثالثية» على حد سواء .ولم يسلم حتى المجتمع الغربي المعاصر من الرقابة. لذلك حين يخرج النص األجنبي في لغة ثانية يبقى المترجم وحده المحيط بخباياه. ً ّ أيضا ،ذلك الوجه المتواري في الظل ،الذي يفترض أن يكون أوسع إحاطة المحرر وربما
بخيوط لعبة التسويق وأصناف الرقابة .فالمحرر ،ذلك المستأمَ ن على النص ،دوره حاسم ً مثيرا لبعض الحساسيات ،تراه في الحفاظ على كمال النص أو ثلمه .فإذا كان النص
يبحث عن مخرج لذلك ،بتلطيف العبارة أو بإبادتها في التو ،وعادة ما يستدعي إخفاء عبارة طمس غيرها.
نهم االطالع على إنتاجات الحضارات األخرى ،وهو في الحقيقة نذير باعتالل عميق
وإن يكن من الطبيعي أن يخضع االجتماع إلى أنواع من الرقابة وأشكال من الزجر،
ً ً َ أيضا افتقاد استراتيجية ثقافية شاملة المترجم فضال عن ذلك ،ما يواجه الكتاب
ويصادر من القارئ رشده ،فتتحول الرقابة من أداة حريصة على منع االنفالت إلى
داخل الثقافة.
يتموضع داخلها النص الجديد ،حين تقتصر الترجمة على التعريب اللغوي وال تتطور إلى مثاقفة ومحاورة*
وإعادة إنتاج للنص في الثقافة الجديدة ،من خالل هضم دالالته واستيعاب مقاصده،
ّ الحمالة للمعنى والمثقلة بالداللة. خصوصا إذا ما كان من النصوص
المترج ُم فالكتاب المترجم هو كتاب مولود ثانية في لسان جديد ،وعادة ما يكون ِ
َ مبدعه الثاني إلى حين ،وبالتالي يرتهن قدر ذلك المولود الجديد إلى دار النشر أو
المؤسسة الساهرة أكثر من ارتباطه بالمترجم .ولكن مهما تناءت العالقة بين النص
فإنه من الخطورة بمكان أن ينخفض سقف الرقابة حتى يحصي على المبدع أنفاسه
أداة «تبكيت».
وفي فضاء الثقافة العربية عادة ما يشتغل جهاز الرقابة لفائدة شرائح أو مؤسسات ً ً حريصا وقليال ما كان جهاز الرقابة تحتكر السلطة وتدعي الوصاية على عقول الناس. ً ً وغيورا على ُخلقه أو دينه أو مساره السياسي ،ومن هذا الباب فعال على خدمة المجتمع
تتحول الرقابة من أداة لصون الصالح العام إلى أداةأخرى .وبشكل عام ما عاد الكتاب ّ ّ َ الحد من االنفالت التضرر ،حيث تزعم رقابة المؤسسة الدينية المترجم في منأى من
«الالديني» ،والواقع أن عملية الرقابة تلك ،تستند إلى فهم ضيق في معنى الحرية الدينية، وفي رسم حدود اإلبداع .وبالمثل تتعلل رقابة المؤسسة السياسية بصون الصالح العام.
ومترجمه ينبغي الحرص دائما على جودة الترجمة .ذلك أنه يحق وصم المترجم بالخيانة ِ حين ُت َّ دمر داللة النص في اللغة الجديدة ،ويتهاوى من عليائه في اللغة األصلية إلى
َ المترجم لزم أن نعي حدود ما يسمح به وبالتالي إذا كنا نتطلع إلى ترويج الكتاب
في إيصال النص في بهائه األصلي ،ولذا لزم الحرص على التخصص في الترجمة لتفادي
الديني ،وللخلق الجمعي ،وللحساسيات السياسية ،ففي إدراك ذلك ما يسمح برواج
أسفل سافلين في اللغة المضيفة .وبالتالي حق أن ُي َ نعت المترجم بالخائن حين يخفق
اإلخفاق قدر اإلمكان ،مع التعويل على المترجم القادم من حقل اإلبداع لدربته بالكتابة. * أستاذ من تونس بجامعة ال سايينسا في روما
َ َ المنهك ،مع تجنب الكتابات الصادمة للضمير المرهق ووعينا الفكري واقعنا السياسي
َ المترجم. الكتاب
lima.ae
www.ka
9
تجليات الرقابة في القديم والحديث د .خليل الشيخ
إحراق الكتب ظلت ظاهرة محدودة في الثقافة العربية ،واتخذت ً تجلياتهاأبعادا مذهبية،فقد أقدم بعض قضاة المعتزلة على إحراق في
«» 1
كتب خصومهم في زمن المأمون والمعتصم،وفعل خصومهم بكتبهم
لم تعرف الرقابة بمعناها المعاصر إال بعد انتشار الطباعة وقيام
ما سبق أن فعلوه .وقد أشار صاعد األندلسي في كتابه «طبقات األمم» ً تقربا من إلى أن الحاجب المنصور كان يقوم بإحراق كتب الفالسفة
ّ المحرم:الدين والجنس والسياسة وهناك تفتش في الغالب عن الثالوث
خزائن الحكم من كتب الدهرية والفالسفة بمحضر كبار العلماء ومن
سلطة الدولة ،وثمة صنفان من الرقابة :رقابة مسبقة تقوم بها دوائر
المطبوعات قبل الموافقة على طباعة الكتاب وتوزيعه وهذه الرقابة رقابة بعدية يقوم بها المجتمع أو بعض فئاته التي ال يعجبها ما نشر ً ضارا بمعتقدها أومصالحها .لذلك يصعب الحديث عن الصنف أو تراه ً قديما ،ألن عدد ما كان ينسخ من األول من الرقابة في الثقافة العربية محصورا بين الصفوة غالباً. ً الكتب كان محدودا ويظل لكن ثمة ظاهرة الفتة عرفتها الثقافة العربية ،كما عرفتها الثقافات
األخرى وهي مسألة متصلة بالرقابة البعدية على نحو من األنحاء وهذه الظاهرة هي مسألة إحراق الكتب أو إتالفها .وقد جمع ناصر
الحزيمي في كتابه الصادر عام « 2003حرق الكتب في التراث العربي»
أسماء العلماء الذين أتلفوا كتبهم أو أخفوها لدوافع متعددة ،يرجع بعضها إلى الورع والزهد كما فعل أبو عمرو بن العالء (154للهجرة)
الذي دفن عددا ضخما مما جمعه عن الجاهلية وشعرها،و الفقيه سفيان الثوري (-161للهجرة) الذي مزق كتبه وطيرها في الريح.لكن أبا
حيان التوحيدي (-414للهجرة )يعد من أشهر األدباء الذين أقدموا على حرق كتبهم ،وقد عبّر التوحيدي عن ذلك في رسالته التي بعث بها ّ "فشق علي أن إلى صديقه القاضي أبي سهل علي بن محمد بقوله
لقوم يتالعبون بها ,ويدنسون عرضي إذا نظروا فيها ،ويشمتون أدعها ٍ
بسهوي وغلطي إذا تصفحوها ,ويتراؤون نقصي وعيبي من أجلها).
إن هذه الرسالة –الوثيقة،تكشف ،بصرف النظر عن مسألة اإلحراق
كواقعة تاريخية ,عن خيبة األمل التي كان أبو حيان يعيشها وعن
الفقهاء فقد أحرق كما يقول صاحب «البيان المغرب» ما كان في بينها كتب ابن رشد كما احرقت كتب المعتزلي والمتصوف االندلسي ابن مسرة (-319للهجرة ) شيخ محي الدين بن عربي على يد قاض
يدعى ابن زرب ،كما أن المعتضد بن عباد قد أمر بحرق كتب ابن حزم (456للهجرة)
النقدية والثقافية،لهذا تتعدد الترجمات وتتكرر ويقوم التراجمة بنقل األعمال إلى اللغة الواحدة غير مرة.
وهذا األمر يرجع إلى تعدد القراءات واختالف مستويات الفهم.ولست
أريد في هذه الوقفة أن أتحدث عن ترجمة النص الشعري وإشكاليات ترجمته منذ ان قال الجاحظ« :إن الشعر ال يترجم وال يجوز عليه النقل»،
ألن مقولة أبي عثمان لم توقف ترجمة الشعر ولن توقفها،على الرغم من
المسافة التي يستشعرها الناس بين النص األصلي والمترجم ،وهو ما أنتج المثل االيطالي« :المترجم يخون» وقد سبق لجابر عصفور أن بين
أن الفعل رجم في العربية ذو معان متعددة تجمع بين اللعن والظن
فإذا ذهبنا إلى الثقافات األخرى كالصينية مثال،تبين لنا أن االمبراطور
لحرق الكتب عرفها التاريخ البشري وكان ذلك االمبراطور يسعى إلى
الترجمات األدبية ويمكننا أن نشير إلى عملين مهمين هما :كليلة ودمنة
ويقدم كتاب ماريو إنفليزي «الكتب الممنوعة» الذي ترجمته ً تاريخا دقيقا لتاريخ الرقابة على وفاء البيه في إطار مشروع كلمة
ً افكارا نقدية بخصوص العالقة بين المثقف والسلطة، يتقنع بها ليقدم
الرقابة المسلطة على الكتب وقيود النشر والكتب المحظورة والدور ً وصوال إلى عصر التنوير. الذي قامت به محاكم التفتيش
أما العمل الثاني فقد مأل الدنيا وشغل الناس ولياليه مختلفة ونسخه
الطباعةونشوء حركة التبادل التجاري إثر تقدم وسائل النقل.ويعرض
من طبعاته للتهذيب.والكتاب أقرب إلى ان يكون من صناعة العقل
الصيني) (شي هوانغ تي )قام في العام 212
قبل الميالد بأكبر حملة
أسرته. طمس التاريخ المتعلق باألسر الحاكمة األخرى لصالح ِ
العربي وبخاصة في الجانب العلمي .وإن ظلت بعض الريبة تحوط
وألف ليلة وليلة.لقد شك كثير من الباحثين في األصل الهندي للكتاب ً ً مؤلفا اراد ابن المقفع أن يحتمي بالترجمة وأن عمال األول ورأوا فيه
المطبوعات في الحضارة الغربية ،فيتتبع تطور حرية التعبير وأنواع
وال يستطيع احد إلى يوم الناس هذا معرفة المترجم من المؤلف فيه ً نظرا لخطورة ما قدمه من أفكار. وقد انتهى ابن المقفع نهاية تراجيدية
وقد بين انفليزي أن تطور أدوات الرقابة ارتبطت بتطور
متباينة وقد تعرض للمنع قبل سنوات واخضع اآلباء اليسوعيون طبعة
الكتاب النتقال الرقابة من سلطة الكنيسة إلى سلطة الدولة حيث
الجمعي،وقد افتتن الغربيون به منذ أن ترجمه انطوان غاالن عام
اشتدت سلطة الرقابة في القرن السادس عشر.
«» 2
شعوره بالتهميش في عصره الذي كان يجمع المتناقضات والذي
بين التوحيدي وفرانتس كافكا الذي طلب من صديقه ماكس برود في
تلك النصوص ،ألن النص عندما يترجم ينتقل من نظام لغوي إلى نظام
يفعل وإن كان النازيون قد أقدموا عام 1933على إحراق كتبه وكتب
التغييرات الضرورية على المستوى اللغوي ليتالءم مع بنيته اللغوية
إليه في هذا المجال فهو إقدام الدولة على إتالف الكتب وحرقها وقد
ينبغي أن يمتلكها المترجم وهو يتعامل مع النص.لكن هذه الحرية ال
ثقافة ولدت فيها إلى ثقافة جديدة.وتكون اللغة هي وسيلة ارتحال
لحظة اشتدت فيها وطأة المرض أن يقوم بحرق كتبه،لكن برود لم
لغوي جديد.وال بد أن يخضع النص في تلك األثناء إلى مجموعة من
غيره من الكتاب المناوئين اليديولوجيتهم .أما اللون الثاني الذي يشار
الجديدة،وهو ما يعرف في عالم الترجمة بالحرية الضرورية التي
للهجرة
ينبغي أن تفضي إلى عدم األمانة في نقل النص أو الحذف أو التغيير
أشار الحزيمي إلى أن عبد الملك بن مروان قد أحرق عام 82 ً كتبا كانت تحوي فضائل األنصار .لكن مسألة في المدينة المنورة
الترجمة وبخاصة في عالم األدب والشعر هي لون من ألوان القراءة
السيىء .لكن وظيفة المترجم ظلت حيوية ومهمة في التراث الثقافي
فإذا انتقلنا إلى الحديث عن الكتاب المترجم ،فسنكون إزاء إشكالية ً تعقيدا ،ألننا نكون بصدد الحديث عما يعرف بهجرة النصوص من أكثر
اضطره إلى أن يأكل الحشائش.فرغبة التوحيدي في إحراق كتبه تكاد ً لونا من االنتحار الفكري.وقد سبق لعبد الرحمن بدوي أن قارن تكون
فالترجمة تتصف بالدقة واألمانة والحفاظ على روح النص .لكن
الكلي الذي يغير مقاصد النص.
1701ووقعوا في دائرة السحر الخاصة به على تعبير محسن الموسوي.
ويبدو لي أن الرقابة المجتمعية هي التي قادت إلى هذه المواقف
وألغت في خطورة ما يحتويه الكتاب من نصوص جنسية.
إن الخيانة الخالقة االتي تحرر عملية الترجمة من أسر الحرفية ً ً الزما ،ضرورية لبناء العمل أمرا وتجعل التالقي مع روح العمل المترجم
المترجم وإلضفاء روح وثابة فيه ،لكن الخيانة التي تتنكر لروح النص
وتجافيه وتجرده من جمالياته هي الخيانة المرفوضة تماما .وال شك أن المترجم ،وهو الوسيط الذي ينقل النص إلى ثقافة مختلفة ،يعاني من
نقل الحموالت الثقافية المختلفة ،مثلما يعاني من مسألة إيضاحها للقارئ على نحو ال يثقل النص أو يفسده ،مثلما يعاني من وطأة البيئة الجديدة
المختلفة على مستوى الذائقة واللغة والمجازات والثقافات .وعليه أن ً قادرا على أن يمر بين األسالك الشائكة دون أن يفسد النص أو يكون يسيء إليه .وهذا قدر المترجم وعليه ان يواجهه بذكاء وسعة حيلة.
10
www.ka lima.ae
حركة الترجمة العربية الثانية
د .مصطفى قاسم إن نهضة األمم مرهونة ،قبل أي شيء آخر ،بإنتاج العلم
والمعرفة والثقافة ،حيث غدا العلم والمعرفة المحركين لنمو ً ً ً ً وسياسيا. وثقافيا واجتماعيا اقتصاديا األمم
ً ً معرفيا فى شتى فروع انفجارا ويشهد العالم منذ عقود ً انفجارا ال بد أن تالحقه الجماعات العلم والمعرفة والثقافة،
العلمية في شتى بقاع األرض ،أيا كانت لغاتها وثقافاتها ،لكي ً جزءا من الجماعة العلمية العالمية ،ولكي تسهم في رقي تظل
مجتمعاتها وتقدمها ،واألهم من ذلك لكي تساعد في توطين العلم والمعرفة في لغاتها وثقافاتها .وذلك يلقي مسئولية
كبيرة على عاتق حركة الترجمة العربية ،خاصة إلى اللغة العربية ،حيث يفترض أن تقوم هذه الحركة بربط الجماعات
العلمية في مجتمعاتها ،والثقافة ككل ،بما تنتجه الجماعات العلمية العالمية ،وما ينطوي عليه ذلك من رفد الثقافة العربية بكل جديد وقيّ م في اإلنتاج العلمي والثقافي العالمي.
ً ً كبيرا في نهضة العرب األولى، دورا وقد لعبت الترجمة
خاصة في عصر الدولة العباسية األولى ،حيث عكف المترجمون ،بدعم من الدولة آنذاك ،على ترجمة أصول المعرفة
عن اللغات اليونانية والسيريانية والفارسية وغيرها ،ما أسهم في توطين العلم والمعرفة في الثقافة العربية وانتقال العرب من مرحلة نقل العلم إلى مرحلة إنتاجه .وكما فعل العرب في
سبيل نهضتهم فعلت أوروبا في عصر نهضتها الذي أهلها ألن تسبق العالم أجمع في ولوج العصر الحديث ،حيث عكفت هي
واآلداب بدولة الكويت (سلسلة عالم المعرفة ،من المسرح
ويؤكد دخول الدول العربية الخليجية في التنافس المحمود
بعدة مزايا ال تزال المشروعات األخرى عاجزة عن مجاراتها.
كمبادرة طموحة لترجمة أرقى المؤلفات واألعمال األدبية
إلصداراته ،ذلك أن جهود المجلس متواصلة وفي مواعيدها
وطباعتها وتوزيعها ،بدعم من هيئة أبوظبي للسياحة
العالمي) .ويتفرد إسهام المجلس الوطني في مجال الترجمة
تتمثل الميزة األولى في االستمرارية والطابع الدوري الدورية منذ صدر العدد األول لسلسلة عالم المعرفة في يناير ً وإعماال ،1978طبعا باستثناء فترة الغزو العراقي للكويت.
ألهداف نشر العلم والمعرفة واالرتقاء بالثقافة العربية ،حافظ ً جدا ال تتوفر فيما عداه المجلس على خاصيتين مهمتين من ناشرين حكوميين ،وهما انخفاض أسعار الكتب ،واألهم من ذلك اتساع شبكة التوزيع لتغطي معظم الدول العربية.
ولذلك تشكلت رابطة فريدة بين إصدارات المجلس والقارئ العربي على اختالف جهات سكناه ،حتى بات األخير ينتظر
هذه اإلصدارات مع مطلع كل شهر .ولذلك ال يفاجئنا أن تكون
إصدارات المجلس ،خاصة سلسلة عالم المعرفة ،هي األوسع ً ً مبيعا في العالم العربي ،إذ في مقابل الناشرين انتشارا واألكثر
الذين يطبعون ويوزعون ً ألفا أو بضعة آالف من الكتاب ،يطبع
المجلس ويوزع أكثر من أربعين ألف نسخة من الكتاب الواحد. وتعتبر حركة الترجمة في مصر األسبق بين كل الدول
العربية ،حيث ترجع إلى جهود الشيخ رفاعة الطهطاوي في
منتصف القرن التاسع عشر وما تالها من جهود جرت في إطار ً وأخيرا وزارة الثقافة .ومن وزارة المعارف ثم التربية والتعليم
َ المترجم األخرى على الترجمة عن اللغة العربية ،سواء كان عربيا خالصاً. ً ً ً ً ً علما قديما أخذوه عن العربية ،أو يونانيا علما
عباءة وزارة الثقافة وتطويرا لمشروع األلف كتاب ،ظهر المركز
وفي الوقت الراهن تكثر االنتقادات لواقع حركة الترجمة
الدائمة المعنية بعملية الترجمة واالرتقاء بها ورفد الثقافة
على كثرة الدول الناطقة بها ،أمام ما تترجمه دول فردية مثل
المركز على كل أقرانه على المستوى العربي من حيث الكم ً إنتاجا على المستوى العربي، والكيف معا .فالمركز هو األغزر
العربي انطالق عدة مشروعات للترجمة من شأنها أن تسهم، ً قليال ،في سد فجوة النقل العلمي والمعرفي إلى اللغة ولو
عن خمس وعشرين لغة ،وفي خمسة مجاالت مختلفة ،ونقل
القومى للترجمة في عام 2006
ليكون المؤسسة الحكومية
العربية ،وتركز في مجملها على تضاؤل ما يترجم إلى العربية،
العربية بالجديد من اإلنتاج العلمي والفكري العالمي .ويتميز
اسبانيا أو اليابان .ورغم صدق هذه االنتقادات وانطالقها من ً ً وثقافيا ،فقد شهد العالم علميا الحرص على نهضة العرب
حيث ترجم في سنواته الثالث األولى أكثر من 1600
العربية .وفي استعراضي لمشروعات الترجمة الواعدة في
الوطن العربي ،سأقتصر على المشروعات التي تعاملت معها ً ً وقارئا ،ولو فقط بغرض اإلنصاف والموضوعية ،وهي مترجما
عنوان
إلى اللغة العربية ،للمرة األولى ،عن لغات لم يسبق الترجمة عنها .كما أنه ال يختص بنوع معين من اإلصدارات ،بل ينشر
ترجمات في مختلف المجاالت العلمية والثقافية واألدبية. لكن يؤخذ على المركز أن إصداراته ال تزال غير واسعة
المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب بدولة الكويت،
االنتشار ،حتى داخل مصر نفسها ،وأن أسعار كتبه تعتبر غالية
أبوظبي للسياحة والثقافة ،ومركز الترجمة بجامعة الملك
الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء في كل الدول العربية،
على اإلسهام في االرتقاء بالثقافة العربية .انطلق المشروع
الكالسيكية والمعاصرة من مختلف اللغات إلى اللغة العربية والثقافة.
ويقوم المشروع منذ إنشائه باختيار ما يزيد عن 100
كتاب سنويا من أهم المؤلفات العالمية الكالسيكية والحديثة
والمعاصرة من مختلف اللغات وترجمتها إلى اللغة العربية. وقد ترجم المشروع إلى اليوم أكثر من سبعمائة عنوان إلى
العربية ،تتميز باالختيار الجيد للكتب والمترجمين ،وتشكل إضافة إلى المكتبة العربية.
ً وقياسا بعمرهاإال أن كلمة تخطط إلنشاء أنظمة توزيع
جديدة وشاملة يمكن االعتماد عليها.
يعد مركز الترجمة بجامعة الملك سعود نقلة نوعية في ً آفاقا حركة الترجمة العربية ،ذلك ألن تبعيته للجامعة تفتح ّ حذت الجامعات األخرى واسعة لدعم حركة الترجمة .فلو
حذو جامعة الملك السعود لكان لدينا مئات أو آالف مراكز
الترجمة على المستوى العربي .أنشئ المركز في عام 1997
لرفد الجامعة بالجديد في مختلف التخصصات العلمية،
ما يساعد في ربط األستاذ والطالب بأحدث اإلنتاج العلمي العالمي .ومنذ إنشائه ،أصدر المركز ما يقارب ثالثمائة عنوان في مختلف التخصصات وعن عدة لغات .ويسهم المركز في
إثراء العملية التعليمية بترجمة الكتاب الدراسية والمراجع العلمية ،ويستطيع أن يوسع مجاله أكثر باالنفتاح على مختلف أنواع الكتب وفتح المجال للمترجمين من خارج أعضاء الهيئة
التدريسية بالجامعة.
وإذا جاز لنا أن َن ُ خلص إلى بعض االستنتاجات من هذه
اإلطاللة الموجزة على أربعة مشروعات للترجمة في أربع دول عربية مختلفة ،لقلنا أن تنشيط حركة الترجمة في ً أوال أن تدعم الدولة تلك المشروعات العالم العربي يسلتزم:
ألن القطاع الخاص الربحي غير معني بالنهوض المجتمعي ً ثانيا يجب واالرتقاء بالعلم والثقافة وغير قادر على ذلك، َ وتؤسس مشروعات أن تتسع مشروعات الترجمة الحالية ً حاليا ال يكفي لسد حاجة جديدة ألن ما يترجم إلى العربية ً ثالثا ينبغي أن تجتهد الجماعات العلمية وجمهور القراء،
والمركز القومي للترجمة في مصر ،ومشروع كلمة بهيئة
على القراء .ففي مقابل سلسلة عالم المعرفة التي تستهدف
سعود ،مع التركيز على ما يتميز به كل مشروع على ما عداه،
ولو بعدد قليل من العناوين ،يتبنى المركز القومي للترجمة ً ضروريا مقاربة تركز على عدد العناوين التي تترجم ،وليس
للجامعات إذا ألقت بثقلها في المجال أن تثري حركة الترجمة
تتصدر اإلنتاج المترجم إلى اللغة العربية على مدى العقود
وقد جاء انطالق مشروع «كلمة» للترجمة في عام 2007
في كل ربوع العالم العربي وامتالكها من الكفاءات العلمية ما
بغرض استخالص استنتاجات موجزة لالرتقاء بواقع الترجمة في الوطن العربي.
األربعة الماضية إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون
أن يطبع أو يبيع الكثير منها.
ليضيف لبنة أخرى مميزة إلى صرح حركة الترجمة العربية،
مشروعات الترجمة للوصول بإنتاجها إلى القارئ العربي على ً رابعا يمكن اختالف الجهات التي يقطنها وبأسعار في متناوله،
العربية على نحو غير مسبوق ،وذلك بفضل انتشار الجامعات يؤهلها لهذا الدور.
lima.ae
www.ka
11
أهمية مشروع الترجمة في بناء الدول والتنمية عمر األيوبي من الصعب االتفاق على تعريف واحد للتنمية ،لكن يمكن القول إنها
وتراكيبها ودالالتها وأساليبها ،باإلضافة إلى استيعاب مفاهيم جديدة والتأثير في الحركات االجتماعية والسياسية ،وبخاصة عندما ُتترجم
ودخول غيرهم عليهم ...فإنما يقيّ د لغة األمة وعلومها وأخبارها قوة
«االستخدام المنهجي للمعرفة العلمية والتقنية لتحقيق غايات أو تلبية
تساعد الترجمة في التكامل الوطني (في البلدان المتعددة اللغات ،مثل
.)13أما والحال كذلك فكيف تستطيع الترجمة إلى العربية أن تؤدي الدور
عملية سياسية واجتماعية واقتصادية متسقة تهدف إلى تحسين ّ البحث نعرف التنمية بأنها شروط الحياة بشكل دائم .وألغراض هذا احتياجات محددة» .ومن ثم فإن المعرفة العلمية والتقنية أساس
لتحقيق التنمية ،وال بد من اكتسابها عن طريق التعليم في المدارس والجامعات والبحث العلمي .بيد أننا أمة مستهلكة لهذه البضاعة وال ننتج منها إال القليل .لذا فإننا نستوردها بلغات منتجيها أو مترجمة إلى
العربية .من هنا فإن الترجمة تعمل على تيسير التنمية عن طريق إشاعة
المعرفة ونقل التكنولوجيا لالستفادة من علوم اآلخرين وتقنياتهم.
أعمال ذات صلة بفكر إيديولوجي معين .وعلى المستوى الوطني، الهند) ،وتساعد على المستوى الدولي في تحسين العالقات بين البلدان
المتجاورة والعالقات الثنائية .ومن دون الترجمة يتعذر على قادة العالم التواصل في ما بينهم .ومن ثم دور الترجمة في بناء الدولة.
ً أيضا على تراتبية في العالقة وعالقات القوة ومن تنطوي الترجمة
ثم تساعد في السعي لبناء األمة وتثبيت الهوية الوطنية.
ففي حقبة االستعمار ،استخدم المستعمر الترجمة أداة الضطهاد
الناظر اليوم إلى سياسات التعليم في العالم العربي يالحظ أن غالبيتها
المستعمَ رين في حين استخدمها المستعمَ رون للمحافظة على الثقافة
ألن تعريب التعليم ،ال سيما التعليم الجامعي ،يحفز حركة الترجمة ّ ً الترجمة باعتبارها أداته في توفير الكتاب مترجما إلى اللغة العربية
القرن الثامن عشر ،استوعبت الترجمة إلى الفرنسية النصوص األجنبية
تعتمد على اللغات األجنبية في تدريس مناهجها .وهو ما يضعف من
ً ّ ّ المتعذر معا .لكن في ظل ثورة المعلومات من والمدرسين للطالب
ّ يستجد في المعارف العلمية والتقنية ،ومن ثم أن تلحق الترجمة بما ً تجد الدعوات إلى استمرار التعليم باللغات األجنبية سندا للحجج التي ً َ مزيدا من االهتمام لتحسين نتائجها تول الترجمة اآللية تسوقها .وما لم ّ تتكفل المراقبة السريعة بتصويب األخطاء ،فستتسع الفجوة. بحيث
لذا ال بد من االستثمار في هذا المجال ،وال يعقل أن نعتمد على شركة ً ّ التصدي لهذه المهمة. مثال لتكفينا عناء غوغل األميركية ومكو ً ّ نا من تشكل الترجمة ناحية مهمة من نواحي تعلم اللغة
ويسرت اإلنترنت نظام مكوناته .وبعدما أصبح العالم «قرية عالمية» ّ ّ ّ التوقعات .والترجمة كذلك حوار توسع دور الترجمة بما يفوق التواصل،
ُ ً حوار ّ حوارا بين ثقافتين .ويؤدي كل ّ فعال فضال عن كونها بين لغتين
إلى تغيير وتبديل وتعديل في مواقف المتحاورين .لذا تفضي الترجمة
إلى تغيير في مفاهيم اللغة األصل وتطوير اللغة الهدف ،في مفرداتها
والتراث المحليين .عندما كانت فرنسا تسيطر على أوروبا في بداية إلى حد كبير وتوافقت الترجمة مع المخططات اإلمبريالية الفرنسية
أراض أجنبية وتوسيع ممتلكات اإلمبراطورية .غير أن للسيطرة على ٍ دور فرنسا اختلف في نهاية القرن العشرين ،واليوم تؤدي الترجمة ً تماما ،أي المحافظة على اللغة والثقافة إلى الفرنسية وظيفة مختلفة ً بدال من تثبيت سيطرتها وتوسيعها .وهكذا الفرنسية والهوية الوطنية ً ً حيويا في توكيد الهوية تجاه اآلخرين ،سواء أكان دورا تؤدي الترجمة
هذا المعنى بقوله «إن اللغة يسقط أكثرها ويبطل بسقوط دولة أهلها دولتها ونشاط أهلها وفراغهم( »...اإلحكام في أصول األحكام ،ج ،1ص الذي تؤديه في المجتمعات األخرى أو أدته في ما مضى؟ لقد عقدت
كثير من المؤتمرات للنهوض بالترجمة إلى العربية وأنشئت في سبيل ذلك عدة مؤسسات .لكن األساس الذي تقوم عليه الترجمة ،وأعني به
المعاجم الثنائية اللغوية والمتخصصة ،هزيل في أحسن األحوال.
فأشهر المعاجم اللغوية الثنائية صدر في الستينيات ولم تجدد مادته
منذ ذلك الوقت .والحال ليس أفضل من ذلك في المعاجم المتخصصة،
ال سيما المعاجم التي أصدرتها منظمة األلكسو .فكلها قديم وقاصر ّ الموحد ،وهو استثناء يثبت القاعدة .واألمر باستثناء المعجم الطبي
نفسه ينطبق على المعاجم العربية األحادية اللغة .فقد صدرت الطبعة
ّ تحدث مادته بعد ذلك الثانية من المعجم الوسيط في سنة ،1972ولم
قط .وما زلنا في انتظار «غودو» المعجم الكبير .وما زلنا نعتمد على ً كتابا المعاجم القديمة ،مثل «لسان العرب» و«القاموس» .المعجم ليس نصدره مرة واحدة وكفى هللا المؤمنين ّ شر القتال ،إنه عمل متواصل
ودؤوب يقتضي المراجعة والتطوير وإدخال المصطلحات التي تستجد بانتظام.
عن طريق معارضة التأثيرات األجنبية ،أو استيعاب األجنبي بحيث
ً أخيرا ،التنمية مفهوم شامل لكل مناحي الحياة ،والترجمة أداة
في العادة .كل هذه استراتيجيات مختلفة للترجمة ،تصبح ممكنة في
اللغوية لألمة واستراتيجياتها الثقافية والتنموية .وتعزيز الترجمة ال
تزول االختالفات قدر اإلمكان ،أو تقليد الثقافة األخرى ،المسيطرة
لحظات مختلفة في التاريخ وتبرز األنواع المختلفة للعالقة التي يمكن أن تقوم بين األمم.
يقودنا ذلك إلى أن قوة اللغة في أمة ما ،تعني استمرارية هذه األمة
في أخذ دورها بين بقية األمم« ،ألن غلبة اللغة بغلبة أهلها ومنزلتها
بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين األمم» .وقد سبق ابن حزم إلى
تقدم مساهمة في ذلك .وهذا ما يجعل الترجمة من أهم بنود السياسة
يكون بمعزل عن النهوض بالتعليم في جميع مراحله وإحداث تغيير في الثقافة السائدة لدى الناشئة .وبدون ذلك فإن ما يترجم يبقى حبيس
المستودعات إذ ال يوجد من ُيقبل عليه .وهكذا ال يكفي أن نتفق على ّ غاية الترجمة وانتقائيتها وكيفيتها ،بل ال ّ المتلقي الذي بد من أن نطور نترجم له.
12
www.ka lima.ae
كريستين بويه :ما تقوم به كلمة اليوم إنجاز عظيم للشبيبة الناشئة الناطقة بالعربية رواية الحمراء للمؤلفة كريستين بويه من إصدارات
مشروع كلمة للترجمة ،وتدور أحداث الرواية حول األشهر القليلة األولى التي تلت احتالل الملوك اإلسبان لغرناطة وإطباق حكمهم على البالد بعد استقرارهم في قصر
«الحمراء» الذي يمثل أحد الرموز الحضارية المتألقة التي َّ خلفها العرب وراءهم في إسبانيا ،وتعتمد الكاتبة في عملها من أجل تقديم سردها التاريخي لمجريات تلك ً ً ً فريدا باللجوء إلى حيلة أدبية من روائيا قالبا الحقبة، خالل توظيف أسطورة «السفر عبر الزمن».
عن الرواية وزيارتها وحفل توقيع كتابها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب كان لنا معها هذا اللقاء:
كتابك «الحمراء» نشر بترجمة عربية وألول مرة لدى مشروع
بعضها البعض واإلنترنت يقوم إلى جانب الوسائل المرئية األخرى
كلمة أبوظبي .كيف تجدين ذلك؟ ً ً شيئا رائعا حقا! لقد أعلنت ذلك على الفور إنني أعتبر هذا
مع بعضنا البعض ،هو ما يسمح أيضا بانفتاح البلدان والثقافات
في هذا العالم ،وليس فقط في أوروبا ،على سبيل المثال في الصين
وكذلك التعلم منه .إن هذا األمر يزداد أهمية يوما بعد يوم بالنسبة
لكافة القراء في موقعي على اإلنترنت .تنشر كتبي في بلدان كثيرة
وكوريا واليابان والواليات المتحدة األمريكية .أما كتاب «الحمرا» فهو الكتاب األول الذي ينشر باللغة العربية ،وبما أن أحداث هذا
الكتاب تدور حول مسألة تعايش الثقافات واألديان المختلفة، ً جدا لهذا الكتاب بشكل خاص! عالوة على هذا فإنني فإنني سعيدة
ً جدا لمعرفة ردود الفعل لدى القارئ العربي لكتاب «الحمراء» متشوقة ً أثناء وجودي في أبوظبي (خصوصا لدى الناشئة من القراء)! ستكونين في معرض الكتاب في أبوظبي وستقرئين لألطفال
بالعمل على تعميق الروابط بينها .إن التعامل بتواضع وتسامح
والديانات المختلفة على بعضها البعض واالستعداد بقبول اآلخر لنا كي تصبح كل إمكانية متوفرة للصداقة المتبادلة كما هو الحال في معرض الكتاب هنا ،ينبغي علينا استغاللها .كذلك ينبغي علينا
جميعا بنفس الوقت احترام ثقافتنا الذاتية أيضا وتقديرها .من خالل ربط هذين الموضوعين بشكل خاص – االنفتاح الكوني على
بعضنا البعض من ناحية ومن ناحية أخرى تقدير الثقافة الذاتية –
يمكن أن ينشأ شيء جديد.
سيدة بويه ،لم يقتصر عملك على إنجاز هذه الرواية
والناشئة وتتحدثين مع الصحافة .ما هي الرسالة التي تودين
الضخمة ،بل بحثت عن موضوع معقد وغير معتاد .كيف جاءتك
ما يهمني يكاد يكون بشكل أكبر من توجيه أي رسالة هو
تدور أحداث هذه الرواية المغامرة في الواقع حول وصف
للكتب .لكن إذا كنتم تسألون عن رسالتي ،فإنها ذات الرسالة التي
حول مسألة التعايش المشترك للديانات الثالث ،االسالم والمسيحية
إيصالها لألطفال والناشئة في العالم العربي؟
التعرف بعض الشيء على وجهة نظر األطفال والشباب ورؤية هؤالء حاولت تضمينها في كتاب «الحمراء» :إننا نعيش في زمن العولمة وزمن الرحلة من ألمانيا إلى اإلمارات العربية المتحدة ال يزيد اليوم على ست ساعات – قبل مائة عام كان المرء يقوم برحلة قصيرة في
بالده خالل هذا الزمن القصير على أقصى حد .إن بلداننا تقترب من
هذه الفكرة؟
رحلة في زمن غابر في عام ،1492وتتمحور أحداثها طيلة الوقت واليهودية .يتقدم الكتاب نص لغوتهولد إفرائيم ليسنغ ،ذلك الشاعر األلماني الكبير الذي عاش في القرن الثامن عشر ،يدور حول إحترام
الديانات الثالث ،بدال عن البحث المتواصل عن معرفة من هو الدين
الوحيد الصحيح .تلعب مسألة التعايش بتسامح بين المسيحيين
lima.ae
ً مهما أكبر مما كان والمسلمين واليهود اليوم في ألمانيا أيضا دورا
عليه قبل بضعة عقود ،حيث هناك جزء كبير من المجتمع تركي األصل – وهكذا هو الحال في كافة أنحاء العالم أيضا .على الشباب بشكل خاص التفكير في هذا الموضوع ،وهو ما يدور حوله هذا
الكتاب( .لكن -وهذا ما أتمناه -من حقهم أن يتمتعوا بقراءة هذا الكتاب .إن الشباب يمتعضون عادة من الرسائل وال يجبذونها!) .
وجدت قضيت من الوقت في العمل على هذا الكتاب وأين كم ِ ِ المصادر والمراجع؟ ً تقريبا من أجل إنجاز هذا الكتاب لقد احتجت مدة سنة
وطريقة البحث وجمع المعلومات لهذا الكتاب ممتعة حقا! لقد قرأت الكثير من الكتب والمقاالت وبحثت في اإلنترنت وهو مصدر مهم ً طبعا للمعلومات – لكني كنت بالتأكيد حذرة في كيفية التعامل مع
تلك المعلومات .-تدور أحداث هذا الكتاب في مدينة غرناطة ،وقد
جاءتني فكرة كتاب «الحمراء» أثناء التنزه في هذه المدينة ،التي
ما زالت حتى يومنا هذا تحتفظ بطابعها األندلسي بشكل كبير جدا. عندما كنت أصف المدينة أو الحمراء فإني كنت أستحضر الصور التي في مخيلتي أثناء تلك الرحلة .إنني أعتبر ذلك مهما جدا في
الكتابة.
ربطت بين االبادة الثقافية لغرناطة ورحالت كريستوفر لقد ِ لك أن تشرحي لنا سبب ذلك؟ كولومبوس .هل ِ الحدثان قاما في عام ،1492وكانت الملكة إزابيال هي من
كلفت كولومبوس بالقيام برحلته التي كان ينبغي عليه فيها سلوك ً (وبدال عن ذلك اكتشف أمريكا) ،وهي الطريق الغربي الكتشاف الهند من تسلم من آخر ملك في غرناطة مفاتيح مدينته .كانت إيزابيال
حتى ذلك الحين ترفض تمويل رحالت كولومبوس.
أما اآلن فقد عادت لتتصل به فجأة ليعود – والمؤرخون محتارون
حتى هذا اليوم حول سبب تغييرها رأيها فجأة .إن السيناريو الذي ً حقيقيا ،وهذا بالطبع ما تخيلته ممكن على األقل – وال أعرف إن كان
ال نستطيع اليوم الجزم به!
يحمل سر البالطة األندلسية في الرواية التاريخية الخيالية
القارئ إلى العصورالوسطى ،التي هي في الواقع عصور الحروب
والمؤامرات .يزداد القارئ غضبا وحزنا بنفس الوقت .بالرغم من ً سلميا. ذلك يبقى هدفك طيلة النص يتعرف القارئ من خالل هذا الكتاب بالتأكيد على الحروب
والخدع – ولكن الحروب والصدامات ليست موضوع هذا الكتاب. ً واضحا كم كانت النزاعات العنيفة بال معنى في وأتمنى أن يكون
نهاية المطاف. ً ً إن المستقبل ملك لنا جميعا ،هذا ما أتمناه جدا ،ويجب أن يكون ً سلميا وبأسلحة العقالنية! الجدل بيننا ً حاليا؟ لك أن تقولي لنا سر ما تعملين عليه هل ِ ً إنني أعمل حاليا على رواية بوليسية موسعة للناشئة ،ولكني ال
أحبذ أن أفشي المزيد من المعلومات حول ذلك – من يعرف ،ربما لن
أتمكن من إنجاز كتابة هذا العمل!
سيدة بويه ،لقد قام مشروع كلمة كما تعلمين بترجمة ما يزيد
عن 100عنوان من اللغة األلمانية إلى اللغة العربية .ما رأيك في
ذلك وما تقييمك لمشروع كلمة؟ ً ً جدا وإنني لشاكر لكم جزيل الشكر على عاليا إنني أقدر ذلك ذلك .إنني على قناعة بأننا عندما نتعرف على المزيد مما يتعلق
ببعضنا البعض ،فإننا نستطيع عندها التغلب على المصاعب الكبيرة، ً جدا بتنامي هذا العالم. التي ترتبط بشكل متسارع
لدينا في ألمانيا تقليد عريق يمتد لعقود طويلة في مجال ترجمة
كتب الناشئة بشكل خاص .إن أطفالنا يحصلون بفضل ذلك على
إمكانية القراءة واالطالع مباشرة على كيفية حياة األطفال في ً جدا .ويعتبر مجتمعات أخرى على هذه األرض – إن هذا إنجاز كبير ً ً عظيما للشبيبة الناشئة الناطقة بالعربية إنجازا ما تقوم به كلمة اليوم
إنني أكن عظيم التقدير لهذا العمل.
ً ً ً ً وسهال بك في أبوظبي! وأهال جزيال لك ،سيدة بويه، شكرا
www.ka
13
14
www.ka lima.ae
الترجمة والرقابة: خفية جلية وأخرى ّ أنساق ّ صبحي حديدي*
من حيث اإلجراءات المتبعة والمألوفة ،التي تشمل الحظر أو المصادرة أو المنع قبل الطباعة ،ال تكاد الرقابة على المترجمً ، َ َ أيا كانت الموضوعات المترجمة تختلف عن أنساق الرقابة التي يمكن أن يتعرض لها الكتاب غير األعمال
والميادين المعرفية والتيارات الفكرية ،وسواء مورست الرقابة بصفة تعسفية من جانب الرقيب الحكومي ،أو بصفة ً استنادا إلى أحكام قضائية .بيد أن للرقابة على الترجمة طرائق أخرى غير مباشرة ،بل خافية قانونية وشبه قانونية ً أيضا ،ولعلها ليست ّ أقل أذى لصناعة الكتاب وحركة القراءة ،ألنها على نحو ما ،يمارسها رقيب من طراز مختلف
ّ بالنص وتحرف محتواه ،في قليل أو كثير ،ليس انحناء أمام مخاوف رقابية ،بل على نحو إرادي وطوعي تتالعب ّ المرة. هذه
َ المترجم يمكن أن يخلق متاعب سياسية أو أخالقية أو دينية ،فيصرف النظر عن أن الكتاب فقد يجد ناشر ما ّ
طباعته حتى بعد إنجاز الترجمة ،التي كان الناشر قد تعاقد عليها ألسباب استثمارية صرفة (تطمح إلى الربح)ّ ، ثم
عدل عن إصدارها ألسباب استثمارية صرفة بدورها (تخشى الخسارة وكساد الكتاب في المخازن) .وقد يمارس ً ً النص ّ ّ كل ما يمكن أن رقابيا ،بالنيابة عن المؤلف ،وليس بالتشاور معه بالضرورة ،فيستبعد من دورا المترجم نفسه ِ والمترجم ،في هذه الحال ،يمارس المعنى السلبي العريض؛ القارىء لدى مشكلة يثير أو الرسمي، الرقيب غضب ُي ِ ً لمفهوم "الخيانة" المرتبط عادة بالترجمةّ . أما الصيغة األكثر سوءا في هذا الضرب من الرقابة ،فهي أن يرضخ مؤلف
ً الكتاب لمتطلبات ناشر الترجمة ،فيحذف أو ّ َ إن الكثير المترجمة. خصيصا للطبعة يعدل أو يضيف، وغني عن القول ّ ّ ً ّ أساسا عن غياب أو تغييب حقوق الملكية الفردية للكتاب ،وتعذر اللجوء إلى من نماذج هذه الرقابة إنما تنجم القضاء إال بعد فوات األوان.
ّ أشد مأساوية إذا وضع المرء بعين االعتبار حقيقة وجود عواقب هذه األنساق من الرقابة غير المباشرة تصبح ً 22دائرة رقابة حكومية ،في 22من وزارات اإلعالم والثقافة في العالم العربي ،فضال عن الرقباء اآلخرين الذين
أن هذا الكتاب أو ذاك يمكن ان يتنطحون لهذه المهمة من مواقع أجهزة سياسية أو استخباراتية ،إذا استشعروا ّ يشكل خطورة ماً ، ّ أيا كان مقدارها ،على أمن النظام الحاكم .كذلك يزداد سوء الحال إذا تذكرنا بضع إحصائيات ّ أولية :العرب يشكلون 5%من سكان العالم ،ولكنهم ال ينتجون إال 1%من كتب العالم؛ ومعظم طبعات الكتب (بما في
ذلك أعمال مشاهير المؤلفين) تطبع 5000نسخة لمجموع سكان يتجاوز الـ 367مليون نسمة؛ وما ُيترجم إلى اللغة اليونانية (قرابة 13,1مليون ناطق) أكثر بخمسة أضعاف مما ُيترجم إلى قرابة 400مليون قارىء باللغة العربية.
وهذه حال تدعو إلى األسى ،كما أنها مفارقة محزنة ،إذا ّ تذكر المرء التاريخ الوضاء للترجمة في عصور سلفت،
ّ يخص نشاط الترجمة وحسن وفادة المترجمين ،وليس التضييق عليهم سواء قبل اإلسالم أو بعده ،وفي ما
وإخضاعهم لشتى اشكال الرقابة ،الصريحة أو المبطنة .فمن المعروف أن مدينة الرها العراقية صارت ،منذ القرن ً ً هربا من التضييق الديني والعقائدي مالذا لعدد من كبار المترجمين اليونان الذين التجأوا إليها الخامس الميالدي،
في مواطنهم .كذلك صارت نصيبين ،في تركيا؛ وجنديسابور ،في بالد فارس؛ واإلسكندرية ،في مصر؛ وحران ،جنوب
شرق تركيا؛ بمثابة "محميات آمنة" لمترجمين وعلماء وفالسفة وأطباء تعرضوا للتنكيل في حواضر إمبراطورية
يونانية أو بيزنطية ،فيمموا وجوههم شطر الشرق ،وهناك ترجموا عشرات الدرر المعرفية.
ّ فإن تراث الترجمة كان قد بدأ مع الخالفة األموية ،على يد خالد وأما في العصور التي أعقبت ظهور اإلسالمّ ،
بن يزيد بن معاوية ،وتواصل بوتائر متباينة ،حتى بلغ ذروته عند تأسيس «بيت الحكمة» في عهد الخليفة العباسي
هارون الرشيدّ ، َ المترجمة شملت ثم الخليفة المأمون الذي أستقدم خزانة كتب الروم من قبرص .ورغم أن األعمال ً ً ً عريضا من الموضوعات العلمية والفلسفية والطبية والدينية ،التي لم تكن تتطابق دائما مع منظورات الفقه نطاقا
أن حركة الترجمة تواصلت بحماس ونشاط ،دون عراقيل جدية ترقى إلى مستوى الرقابة اإلسالمي الرسمي ،إال ّ
كما ستعرفها األحقاب الالحقة.
أن التحديات التي تواجه الكتاب المترجم ال تنحصر في المشكالت اللغوية، وفي اإلجمال ،يتفق الباحثون على ّ ّ ودقة النقل والتناقل ،وترجيح كفة المعنى على حساب المبنى أو العكس ،وكفاءة المترجم نفسه ،وما إلى ذلك؛
ً أيضا تحديات الرقابة ،سواء أكانت موضوعية رسمية خارج إرادة المترجم ،أو ذاتية طوعية تنبع من بل تشمل
تقديراته الشخصية ،التي تلتقي في نهاية المطاف مع مخاوف المؤسسة الرقابية واشتراطاتها .وهنا تلعب الثقافة
المهيمنة ،المتكئة على إرث طويل من األعراف والتقاليد والمواضعات ،دور الكابح لحرية المترجم في اختيار ّ النص على ذاك .واألسوأ ،بالطبع ،أن يختار النصوص ،بحيث يصبح عامل األمان الثقافي هو المعيار الذي يرجح هذا ً ً ّ إشكاليا ينذر بإثارة مشكالت مع الرقيب ،لكنه يلجأ إلى تخليصه من كل األقسام ذات األخطار ،فال عمال مترجم ما ّ ّ ّ و"يطوع" محتواه. النص "يشذب" يترجم بالدرجة المطلوبة من األمانة ،بقدر ما
ّ ّ َ المترجم ،من األنساق الجلية. والنص أشد مضاضة ،على المترجم فإن أنساق الرقابة الخفية قد تكون وبهذا ّ
(*) ناقد ومترجم سوري ،يقيم في فرنسا.
lima.ae
ملفات كلمة مشروع «كلمة» للترجمة يطلق بادرة «الفنون اإلسالمية»
كلمة وعالم السينما
سلسلة الحياة اليومية..
تفاصيل الشعوب عبر التاريخ ..
www.ka
15
16
www.ka lima.ae
على هامش معرض فرانكفورت للكتاب
«كلمة» للترجمة يطلق بادرة «الفنون اإلسالمية» بادرة «الفنون اإلسالمية» التي تضم مجموعة متنوعة من الكتب المتخصصة في الفنون اإلسالمية تشمل «عمارة المساجد» ،و«فن
الحدائق اإلسالمية» ،و«تاريخ األزياء العرببة ..منذ فجر اإلسالم إلى العصر الحديث» ،و«المنسوجات اإلسالمية» و «الفخاريات ذات البريق المعدني ..التقنية والتراث واإلبداع في العالمين اإلسالمي والغربي».
وتمثل هذه الكتب أهمية استثنائية في سياق تأليفها العالمي ،إذ أنها صدرت عن كبار الناشرين العالميين ،كنا قد التقينا بهم في معرض
فرانكفورت الدولي للكتاب في دوراته السابقة ،عالوة على أن هذه الكتب قد ألفت بواسطة خبراء متخصصين في موضوع العمارة ً ً ثريا لتطوير البحث العلمي المتصل بالحضارة اإلسالمية والعربية. ومصدرا اإلسالمية وفنونها ،مما يجعلها إضافة حقيقية للمكتبة العربية،
وروعي في اختيار هذه الكتب تنوع موضوعاتها بحيث تغطي جوانب مهمة في عالم العمارة والمنسوجات واألزياء والحدائق والفخاريات ً ً شامال للقارئ العربي ،وقد اختار مشروع كلمة للترجمة مجموعة من أفضل المترجمين لنقل الكتب إلى اللغة العربية بشكل دليال لتكون
علمي ودقيق ،وقد اختيرت هذه الكتب من بين قوائم طويلة ،عرضت على لجان تحكيم متخصصة ووقع االختيار على هذه المجموعة التي ً نظرا ألهمية المعرض بوصفه أهم حدث عالمي في مجال صناعة الكتاب» . تم إنجازها وإتمام نشرها في معرض فرانكفورت للكتاب
«فن الحدائق اإلسالمية»
«عمارة المساجد»
للمؤلفة إيما كالرك :
للمؤلف باسيليو بابون مالدونادو:
ّ يقدم هذا الكتاب الذي تم نشره بالتعاون مع دار ً النشر البريطانية «كرود برس» مدخال إلى تصميم
تمت ترجمة ونشر مجلد «عمارة المساجد» للمؤلف
باسيليو بابون مالدونادو بالتعاون مع المجلس األعلى
الحديقة
لألبحاث العلمية في العاصمة اإلسبانية مدريد ،وقام بنقله للعربية المترجم علي إبراهيم منوفي.
اإلسالمية
التقليدية
ومعناها
الرمزي
ونباتاتها ،كما يطرح بعض األفكار العملية للمهتمين
يتألف المجلد من أربعة أجزاء ،يتناول الجزء األول
في صنع حديقة ألنفسهم ،في مكان ذي مناخ مالئم،
االنتقالية األولى ،من الكنيسة إلى المسجد ،ويحدثنا
ّ مستمدة من الموضوع األساسي ،باإلضافة إلى مرنة
وال يحتوي هذا الكتاب على تصاميم بل على أفكار
«عمارة المساجد في األندلس ..مدخل عام» المرحلة
توصيات للزراعة.
عن مكونات المسجد من الصحن والحرم وحائط
ويبين الكتاب أن هناك عدة أنواع متباينة من
القبلة والمحراب والمنبر وأرضيات المساجد واألماكن
الحدائق في العالم اإلسالمي ،والتباين الرئيسي
المخصصة للنساء وإضاءة المساجد ،سواء اإلضاءة
هو الحدائق الكبيرة الخارجية والفناءات الصغيرة
الطبيعية أو باستخدام الثريا ..تناول المؤلف كل ذلك
الداخلية ،وتعرف الحدائق الكبيرة بشكل عام باسم
في اإلطار العام الخاص بالعمارة الدينية في المغرب
«بستان» وربما كانت تابعة في الماضي للقصور ،مثل
اإلسالمي التي تشمل األندلس والشمال األفريقي
حديقة المنارة وحديقة أغدال ،وهاتان حديقتان
(وبالتحديد تونس والجزائر والمغرب) .كذلك لم ينس
عامّ تان اليوم في ضواحي مراكش ،وثمة حديقة ّ تركز على المصاطب مفتوحة كبيرة شهيرة أخرى،
في هذا المقام التذكير بالموروث المعماري السابق على العصر اإلسالمي.
أما الجزء الثاني «عمارة المساجد في األندلس ..
قرطبة ومساجدها» فقد تناول فيه مساجد األندلس كافة من الناحية اآلثارية وتوزيعها الجغرافي ،حيث تحدث
عن المسجد الجامع في عاصمة اإلمارة والخالفة ،والتوسعات التي تمت على مدى العصور المختلفة ،وعن مسجد مدينة الزهراء ،إضافة إلى مساجد أخرى ،كمساجد األحياء.
الجزء الثالث «عمارة المساجد في األندلس ..طليطلة وإشبيلية» ويستعرض عمارة المساجد في طليطلة،
عاصمة القوط قبل الفتح اإلسالمي ،وحلقة توصيل الثقافة العربية اإلسالمية إلى أنحاء أوروبا كافة ،كما يتناول
المائية والسرادقات ،وهي حدائق شاليمار في الهور
ّ وتتكون الحدائق الصغيرة عادة من الفناءات التي بناها في القرن السابع عشر اإلمبراطور المغولي شاهجهان، ّ وكلها أشكال مكيّ فة من الحديقة الرباعية ويمكن أن تتفاوت الداخلية للبيوت العربية اإلسالمية التقليدية،
ً ً مترا تقريبا ،إلى الكبيرة التي تبلغ مساحتها عشرين مساحتها بين الصغيرة التي تبلغ ستة أمتار بستة أمتار ً مترا. بخمسة عشر
ويظهر الكتاب أن العنصرين الرئيسين لجميع الحدائق اإلسالميةً ، ّ والظل؛ أيا كان نوعها ومكانها ،هما الماء ً مليا في إنشاء مثل هذه الحديقة في مناخ ُتنشد فيه حرارة الشمس وتعتبر عزيزة ،كشمال لذا يجب التفكير
ما تبقى من مساجد في إشبيلية ،العاصمة التي تلت قرطبة ،حيث نجد أمامنا تلك المئذنة الشامخة -هي اليوم ً أيضا مسجد آخر هو مسجد « السكان األربعة الخيرالدا -التي خلفت أصداء واسعة في المغرب اإلسالمي ،وهناك
ً ّ ّ مسلم بهما ،لذا يجب على مصمّ م الحدائق أن يبحث كثيرا وأمران والظل متوافران أوروبا ،في حين أن الماء
في الجزء الرابع «عمارة المساجد في األندلس ..غرناطة وباقي شبه الجزيرة اإليبيرية» يختتم المؤلف هذا
الشمالية .وعلى مستوى أعمق ،ربما ُيجذب الشخص الراغب في إنشاء حديقة إسالمية إلى دورها كنوع من
وقفاته عند مدن أندلسية مهمة ومراحل تاريخية حاسمة في تاريخ األندلس ،مثل غرناطة بمساجدها العامة
من األهداف الرئيسية لهذا الكتاب إظهار أنه يمكن تطوير الحديقة الرباعية اإلسالمية التقليدية في المملكة
“ .Cuatrohabitas
االستعراض الشامل بجولة تشمل شرق األندلس وجنوبه وغربه ،بما في ذلك البرتغال وجزر البليار ،وكانت له والخاصة ،وألمرية ،وجيان ،وويلبه ،قادش ،ومرسية...إلخ.
مؤلف المجلد باسيليو بابون مالدونادو ،أستاذ جامعي باحث في علم اآلثار اإلسالمية في كل من شبه جزيرة
في أحد المستويات عن لغة جديدة للبستنة ،تزاوج بين مبادئ التصميم اإلسالمية والنباتات المالئمة للمناخات
المالذ على األرض ،باإلضافة إلى أنها تجربة مسبقة تحاكي جنات السماوات.
المتحدة وشمال أوروبا وأنحاء أخرى في العالم ذات مناخ مماثل ،وثمة أدلة متزايدة على أن العديد من ً ّ معقد ومحموم، مصدرا للبساطة في مجتمع األشخاص يجدون أن الحديقة ،مهما كانت صغيرة ،يمكن أن تصبح ولعل تركيز الحديقة اإلسالمية على السكينة والتأمّ ل هو ما يجتذب العديد من ّ سكان المدن إليها.
إيبيريا والشمال األفريقي ،ويعتبر مالدونادو من أبرز الباحثين في علم اآلثار اإلسالمية في األندلس ،ويأتي دوره ً ممثال للجيل الذي أتى بعد كل من جارثيا مورينو و تورس بالباس ،ليصبح حلقة الوصل الجوهرية التي ليكون
ّ متخصصة في تصميم الحدائق اإلسالمية وما مؤلفة الكتاب إيما كالرك كاتبة ومحاضرة ،ومصمّ مة حدائق
علي إبراهيم منوفي مترجم المجلد ،أستاذ جامعي ،درس اإلسبانية في كلية اللغات والترجمة ،جامعة األزهر،
ّ تقدم استشارات إلى صالة كريستيز بشأن البصرية في كلية برينس للفنون التقليدية في لندن ،كما أنها
قام بالتدريس في كل من جامعة األزهر -وال يزال -وجامعة طنطا ،وجامعة الملك سعود ،ومدينة العلوم والفنون
ترجم الكتاب المترجم اللبناني عمر األيوبي ،ويعمل في الترجمة والتحرير منذ أكثر من خمس وعشرين سنة، ً كتابا. وقد ترجم ما يزيد على مئة وخمسين
ً حديثا. تربط بين جيل أوائل الباحثين اإلسبان في هذا المجال وبين األجيال التي ظهرت
وحصل على درجة الدكتوراه من كلية فقه اللغة ،جامعة سلمنقة ،إسبانيا ،في مجال الشعر اإلسباني المعاصر. بمصر.
ترمز إليه ،لديها معرفة واسعة في الفنون والعمارة اإلسالمية ،وتدرّ س في برنامج الفنون اإلسالمية والتقليدية المنسوجات اإلسالمية والشرقية واألوروبية.
lima.ae www.ka
«المنسوجات اإلسالمية»
«الفخاريات ذات البريق المعدني.. التقنية والتراث واإلبداع في العالمين اإلسالمي والغربي»
تأليف باتريشيا بيكر
يقدم هذا الكتاب الذي تم ترجمته ونشره بالتعاون
للمؤلف أالن كايغر سميث
مع شركة المتحف البريطاني المحدودة العديد من األطروحات عن المنسوجات اإلسالمية كما يلقي الضوء
تمت ترجمة ونشر هذا الكتاب بالتعاون مع صاحب ً تقديرا منه الكتاب ،المؤلف البريطاني آالن كايغر سميث
على مختلف القضايا ذات الصلة ،حيث يتناول صناعة المنسوجات اإلسالمية منذ فجر اإلسالم وحتى العصر
الحديث من خالل
منهج
للمهمة اإلنسانية والثقافية التي يقوم بها مشروع «كلمة»
علمي يرتكز على دراسة
للترجمة في العالم العربي.
الوثائق وتحليل الصور والرسوم التوضيحية ،كما يمزج
يتحدث أالن كايغر سميث في كتابه عن الفخاريات
بين النظريات اإلثنوغرافية وتاريخ الفن اإلسالمي ،وتعد
ومكانتها في العصور الماضية في سرد تاريخي يستعرض
هذه الدراسة فاتحة البحوث التي تتناول طرائق تصميم وتصنيع المنسوجات اإلسالمية سواء
فيه األدوار التي مرّ ت بها الحضارة اإلسالمية من العصر ً مرورا بالدولة الفاطمية العباسي إلى دولة األندلس
المنسوجات
اليدوية الشرق أوسطية بما في ذلك األعمال المصنفة على أنها نسجيات « َقبَليّ ة « و « إثنية » ،خاصة ما يرتبط منها بجماعات البدو ُ الرحل أو
واليمن أو المنسوجات الحريرية والمخملية التي ُزينت بها قصور الخالفة في العهدين األموي والعباسي وإبان
الحكم المملوكي والدولة األيوبية ،أوالعثمانية في تركيا ،والصفويين و القاجاريين في إيران.
كما يستطلع هذا الكتاب من عدة زوايا المؤثرات التاريخية والدينية والثقافية واالجتماعية والتقنية -عالوة
على العواقب المدمرة للسياسات اإلمبريالية -التي ساهمت في تشكيل مسارات صناعة المنسوجات اإلسالمية
عبر القرون .وفي هذا السياق يتناول الجزء األول من الكتاب وضعية المنسوجات وأهميتها ومكانتها في
المجتمع اإلسالمي منذ القِ دم عندما اشتهرت المدن الرئيسية في البلدان اإلسالمية مثل دمشق وحلب وحماة ً خصيصا لصناعة أردية الكهنة في بإنتاج حرير الديباج المطعم بخيوط الذهب ،وكانت بعض النماذج ُتصمم
الكنائس المسيحية ،كما يشير الجزء األول إلى المواد الخام األساسية المستخدمة في صناعة المنسوجات، وطرائق الصناعة وعمليات اإلنتاج ،في حين أن الفصول التالية والمتتابعة عبارة عن مسح تاريخي وفق تسلسل زمني محدد يتناول بالدراسة والتحليل أنظمة الحكم والخالفة المحلية وعالقتها بصناعة المنسوجات في المناطق موضوع الدراسة.
مؤلفة الكتاب باتريشيا بيكر ولدت في مدينة بلفاست في إيرلندا الشمالية عام ،1936وتوفيت في 20ديسمبر
عام ،2009تعد المؤلفة من كبار الباحثين في العالم في مجال المنسوجات واألقمشة اإلسالمية وقد عملت في
العديد من أشهر وأهم المتاحف والمؤسسات المتخصصة في المنسوجات اإلسالمية والدراسات الشرقية.
مترجم الكتاب د.صديق محمد جوهر ،له العديد من األوراق البحثية والدراسات المنشورة في كبرى الدوريات
العالمية المحكمة في الواليات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ودول أوروبية عديدة ،باإلضافة إلى عدد من األعمال المترجمة إلى العربية واإلنجليزية.
«تاريخ األزياء العرببة ..منذ فجر اإلسالم إلى العصر الحديث»
تأليف ي.ك ستيلمان
تستهل المؤلفة هذه األطروحة البحثية الفريدة التي تم نشرها بالتعاون مع دار النشر الهولندية «بريل» باإلشارة
إلى العوامل التي أدت إلى إهمال دراسة المنسوجات واألقمشة في العالم العربي و اإلسالمي ومن أبرزها التباين
المعلوماتي وأوجه االختالف الواردة في المصادر والمراجع العربية ،باإلضافة إلى تفاوت قيمة هذه المصادر من الناحية العلمية وصعوبة تجميعها في دراسة واحدة ،وترى المؤلفة أن المصادر والمراجع الخاصة بالزي
اإلسالمي ظلت حبيسة النصوص األدبية وغير األدبية المكتوبة بلغات شرق أوسطية عديدة أو في مذكرات الرحالة األوروبيين أو في األعمال الفنية وغير الفنية التي عرضت بلغات محلية (أصلية) أو أجنبية ،و لم تكن
هذه المصادر سوى بقايا وقصاصات من ألبسة وثياب كانت مبعثرة في أماكن عديدة حول العالم ..لقد أهمل المؤرخون دراسة األزياء اإلسالمية في الجاهلية وصدر اإلسالم ،خاصة ألبسة النساء ألسباب تتعلق بمنظومة القيم والتقاليد التي ُ تحث على احتشام وحياء المرأة كما ال يوجد في األرشيف البحثي سوى شذرات أفكار
متناثرة بين ثنايا النصوص األدبية والدينية عن األلبسة الرجالية القديمة ،ولذلك فإن هذا الكتاب هو محاولة ً ً ً بينيا مدخال انعكاسا لروح المجتمع العربي واإلسالمي على مر السنين ،وتشكل لتأسيس منظومة ألبسة تمثل ً موازيا يساهم في فهم تاريخ اللباس العربي واإلسالمي عبر العصور. ويتناول الكتاب في تسعة فصول تاريخ األزياء في جزيرة العرب قبل اإلسالم ويتتبع نشأة منظومة األلبسة ً مرورا بعهد الخلفاء األوائل ،ثم يتناول بالدراسة األزياء في المشرق العربي اإلسالمية منذ بزوغ شمس اإلسالم
تحت الحكم التركي منذ أواخر العصور الوسطى إلى بواكير العصور الحديثة ،كما يعرج على تاريخ الزي العربي في الغرب اإلسالمي في شمال أفريقيا وإسبانيا ،ويتناول بالتحليل لباس غير المسلمين في ظل قوانين «الغِ يَ ار» ً وأخيرا يتناول كما يستطلع ثياب الفخامة والترف واألزياء النفيسة التي كانت «دار الطراز» تنتجها لعلية القوم،
أنماط اللباس اإلسالمي في العصر الحديث مع التركيز على التطورات التي حدثت في منظومة األزياء اإلسالمية المعاصرة. مؤلفة الكتاب ي.ك ستيلمان من أبرز الخبراء في مجال األزياء واأللبسة العربية واإلسالمية ،حصلت على
درجتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات الشرقية من جامعة بنسلفانيا (في الواليات المتحدة األمريكية)،
كما شغلت العديد من الوظائف األكاديمية والعلمية ،وتولت اإلشراف على أكبر متاحف األزياء والمنسوجات اإلسالمية في الواليات المتحدة.
مترجم الكتاب د.صديق محمد جوهر ،له العديد من األوراق البحثية والدراسات المنشورة في كبرى الدوريات
العالمية المحكمة في الواليات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ودول أوروبية عديدة ،باإلضافة إلى عدد من األعمال المترجمة إلى العربية واإلنجليزية.
والدولة السلجوقية وغيرهما.
ويظهر الكتاب أن ولع الملوك واألمراء بالمقتنيات ّ ّ وعلو شأن سمو منزلتهم الثمينة قديم؛ ألنها ُتظهر
المنسوجات الكتانية
والقطنية والحريرية التي كانت ُتصنع في مصر القديمة
17
بالطهم،خاصة إذا كانت تلك المشغوالت الحرفية ً ً لكن ذلك لم يطفئ دائما الرتفاع ثمنه وندرة وجوده، متوافرا مصنوعة من الذهب ،إال أن الذهب لم يكن ّ
حماسة هؤالء الملوك واألمراء إلى اقتناء التحف والمشغوالت الذهبية الثمينة فجاءت والدة الفخاريات ذات ً ً انتشارا. ثمنا وأوسع البريق المعدني ،فهي تحاكي الذهب في لمعانه وسحره لكنها أرخص
تبدأ رحلة الكتاب بالعصر العباسي سنة 750ميالدية ،ويروي كيف أن الخليفة المعتصم بدأ في سنة 836
ببناء مجمع قصر فخم في سامراء والذي أصبح المصدر الرئيسي لنماذج الفخاريات ذات البريق المعدني ً شارحا كيف أن ضمهم مصر لملكهم كان أكثر من تغيّ ر في األولى ،ثم ينقلنا إلى مصر في العهد الفاطمي
الحكم شهدته مصر ،فقد أدخل حكام مصر الجدد أفكارهم ونماذجهم الخاصة في صناعة الفخاريات فأضافوا إليها التصاوير التي حاكت الحياة من حولهم ،فظهرت على آنيتهم صور األرانب البرّ ية والغزالن والطواويس
وسعف النخل وألعاب التسلية التي كانت تمارس في البالط.
ّ الخزافين ينقلنا الكاتب بعد ذلك إلى سوريا ويقول إن صناعة الخزف انتقلت إليها من مصر بعد احتراق حي ً دائما فيروي لنا أن غزو تيمورلنك لسوريا سدد لكن التاريخ حاضر في كتابه في الفسطاط (القاهرة) سنة ّ ،1169
ضربة قاضية لصناعة الخزف التي شاعت في ذلك البلد ،وهذا ُيظهر الفرق بين أقوام فتحوا البالد وعمّ روها ً وبنوا فيها حضارة مزدهرة على مرّ األجيال ،وبين جماعات ُر َّحل ّ خرابا بضربة واحدة. دنسوا البالد وأحالوها ّ مشوق يصف الكاتب الترف الذي عاشه المسلمون في األندلس وكيف وصلت صناعة وفي سرد تاريخي الخزف في عهدهم إلى أوج مجدها ،وكما كانوا منارة العلم في أوروبا ،كانوا أرباب صناعة الخزف الذي ُ افتتن
به الغرب قدر افتتانه بعلوم المسلمين.
ويوضح الكاتب كيفية تحديد تواريخ حوادث كثيرة باالعتماد على بقايا اآلنية الخزفية التي ُ يعثر عليها
في عمليات التنقيب ومقارنتها بقطع ُيعرف مصدرها والعصر الذي ُ صنعت فيه ،ثم يتحدث عن تطور صناعة ً موضحا أن إيطاليا بدأت باستيراد اآلنية األندلسية الفخاريات ذات البريق المعدني في الغرب كما في إيطاليا،
ً أوال قبل أن تنجح في تطوير صناعتها المستقلة ،يأتي بعد ذلك إلى عصر النهضة ويشرح لنا كيف أن الصناعات بعامة وصناعة الخزف بخاصة لم تصل ،على تطورها ،إلى مستوى اآلنية الخزفية التي ُ صنعت في األندلس
وفي إيطاليا ،أي أن الحداثة وتطور العلوم التطبيقية لم ُيوصال األوروبيين إلى ما وصل إليه العرب األندلسيون واإليطاليون.
ُولد مؤلف الكتاب أالن كايغر سميث في العاصمة األرجنتينية بيونس آيرس ،ودرس في ّ كلية كامْ برْ ويل
للفنون والحرف ،وبنى مؤسسة سماها Aldermaston Potteryفي سنة 1955
ووصفها بأنها «مشغل تعاوني
يعمل فيه نحو من سبعة ّ ّ المعد لالستخدام المنزلي» .شغل منصب رئيس خزافين يصنعون األواني والقرميد المركز البريطاني للحرف بين عامي 1973و.1978
المترجم أمين االيوبي يعمل في مجال الترجمة منذ اثنتي عشرة سنة ،قام خاللها بترجمة العديد من الكتب
والدراسات والتحليالت للعديد من دور النشر في لبنان.
إضافة حقيقة للمكتبة العربية، ومصدر ثري لتطوير البحث العلمي المتصل بالحضارة
اإلسالمية والعربية
18
www.ka lima.ae
منذ زمن داروين:
تأمالت في التاريخ الطبيعي «منذ زمن داروين :تأمالت في التاريخ الطبيعي» ،تأليف ستيفن جوولد،
وترجمة د .ستــّار سـعيد زوَ يني.
يتناول الكتاب أصل الكائنات الحية ونظريات التطور في التاريخ
المعاصر منذ داروين وحتى اآلن.
عمل مؤلف الكتاب ستيفن َجي جوولد ( )2002 - 1941أستاذا لعلم
األحياء والمتحجرات في جامعة هارفارد ،ويعتبر أحد أشهر العلماء
األمريكيين في الزمن المعاصر .وجوولد هو صاحب نظرية (التوازن ً تدريجيا كما كان يقول داروين، النقطي) التي تقول بأن التطور ليس
برغم تخصصها العلمي ،وبذلك نجح في توصيل األفكار العلمية المعقدة
لعامة القراء .يسرد المؤلف موضوعاته بطريقة تبتعد عن الطريقة الجافة ً نوعا ما ،وهذا في جانب منه يعود ألسلوب الكاتب الشيق ،ومن جانب
ً أصال مجموعة مقاالت كتبها المؤلف لمجلة آخر يعود إلى أن الكتاب ( Natural Historyالتاريخ الطبيعي) ،وقد وضع المؤلف الفصول وفق تسلسل
وترتيب مناسب لموضوعاتها .والكتاب سهل القراءة ألن فصوله قصيرة ً نسبيا مما يساعد القارئ فال يعوقه نص طويل معقد في أن يباشر
بل حدث بدفقات مركزة تلتها فترات طويلة من الركود وتوقف التطور.
بقراءته .وبالرغم من األسلوب الحكائي الصحفي للكتاب فإنه يتضمن ً ً ً غنيا باألفكار والمعلومات الموسوعية في المجال الذي كان عميقا نقاشا
هو آلية التطور المهمة الوحيدة .ورأي جوولد هو أن االنتقاء الطبيعي
تركز فصول الكتاب على نظريات التطور ومختلف التأويالت لتاريخ
وكان جوولد يرفض الفكرة "الداروينية المتطرفة" بأن االنتقاء الطبيعي يمكنه أن يكون في الجماعات واألنواع وكذلك في الجينات والكائنات
الطبيعية الفردية .وكان جوولد يكرس جهوده لمحاربة العنصرية العلمية
ومحاوالت استخدام علم األحياء لتبرير الظلم االجتماعي. ً فصال وضعت في ثمانية أبواب .وقد وصف يتألف الكتاب من ثالثين ً النقاد الكتاب بأنه "إنجاز متميز بكل المقاييس" وأنه يقدم مدخال للجدل المستمر في علم األحياء ،ويناقش تفضيل التفسير الفردي وعملية كتابة
تاريخ العلوم.
ويتسم هذا الكتاب باألسلوب السلس والعلمي في آن واحد ،فالكاتب
يسرد الموضوع بطريقة حكائية مما يجذب القارئ ويشوقه لقراءته.
وقد نجح المؤلف في تقديم حقائق مدهشة عن العالم ،وهو يستخدم
هذه الحقائق لتوضيح نقاط أساسية في نظرية التطور.
يتصف أسلوب جوولد بطرافته مما يحبب القراء في موضوعاته
ً ومرجعا. فيه المؤلف حجة
األرض .وأحد هذه الفصول مخصص لمناقشة أفكار (فيلكوفسكي) الذي ً فصال حاول أن يوفق بين المعرفة العلمية والدين .وخصص المؤلف آخر لشرح أسس التقسيم الخماسي للكائنات وهو التقسيم الذي حل
محله تصنيف الطبقات العليا .وفي الباب الثالث من الكتاب الذي هو ً قصصا عن بعنوان (كائنات غريبة وأمثلة التطور) يقدم جوولد ببراعة تطور الكائنات الحية مثل المحار ،والذباب القاتل ألمه ،وقصة األيل
اإليرلندي.
ترجم الكتاب الدكتور سـتـّار سـعيد ْزوَ يني وهو أستاذ جامعي في علم
اللغة والترجمة ،حاصل على الماجستير والدكتوراة في دراسات الترجمة
من جامعة مانشستر -بريطانيا ،وحائز على البكالوريوس في اآلداب وعلى الدبلوم العالي في الترجمة التحريرية والفورية من الجامعة
ً مترجما العالم العربي وبريطانيا ،وله خبرة طويلة في الترجمة وعمل
في دول أوروبية وعربية .صدر له باإلنجليزية كتاب (الترجمة وتقنية ً أعماال لهيرمان هيسه وفرجينيا وولف وفيلهلم المعلومات) ،وقد ترجم موبيرج ومقاالت متنوعة في النقد األدبي.
المستـنصرية ،بغداد .درّ س اللغات والترجمة في جامعات مختلفة في
الرواية الوحيدة لسيلڤيا پالث «الناقوس الزجاجي» بريطاني شديد البرودة لم يسبق له مثيل ،منذ من األثاث ،ذات شتاء ّ السنين ،فأصيب ثالثتهم بالزكام .لم يكن ثمّ ة هاتف في المنزل، مئات ّ
ّ الخاصة برعاية األطفال منعدمة .كانت پالث تدرك وكانت المساعدة جيّ ً دا مدى تفرّ د القصائد التي كانت تكتبها— أخبرها إيه .ألڤاريز ،ال ّناقد األيامّ ، ّ البارز في تلك ّ ولكن ذلك لم يحل بينها تستحق جائزة پوليتزر. أنها ّ
وبين تجربة "ال ّناقوس ّ جاجي" المروّ عة ،تجربة االنحدار المفاجئ إلى الز ّ كآبة عميقة ّ مهدت ألولى محاوالتها في االنتحار ،في ذلك ّ الصيف الذي ّ ً عددا من العناصر ذاتها: يؤثث المشهد ،هذه المرّ ة، تصفه الرّ واية .كان
الشخصيّ ة ّ الرّ حيل المفاجئ لحضور ّ ّ ّ المركزية في حياتها، كورية الذ الرّ فض ال ّن ّ قدي (لم ُتقبل پالث لحضور دروس فرانك أوكونر في الكتابة
اإلبداعيّ ة ،بجامعة هارڤارد ،في ّ الصيف الذي تدور فيه أحداث "ال ّناقوس جاجي") والعزلة في بيئة جديدة ،واإلعياء ّ ّ الشديد". الز ّ و"كان انتحار بالث ،في الحادي عشر من شباط/فبراير ،1963سبباً
في ذيوع صيتها العاجل في إنجلترا ،حيث كانت قد حظيت ،في عرضي على قناة البي بي سي ،وبدأت تحظى السابق ،بأكثر من ظهور ّ ّ ّ ّ األصلي، موطنها في معروفة تكن لم ها أن غير نشراتها. بفضل هرة بالش ّ
أنها سوف تغدو واحدة من ّ ولم تكن ثمّ ة عالمة على ّ الشعراء البارزين «الناقوس الزجاجي» للشاعرة األميركية سيلفيا بالث أنجزها المترجم
الدكتور توفيق سخان.
تقول فرانسيس ماكالو في تصديرها للطبعة التي صدرت عن دار
ّ المتحدة ،في العام 2009 ،Harper Perennial Olive Editionsبالواليات
حتى تعرّ ضت حياة پالث إلى ّ ":إن الرّ واية ما إن صدرت في لندن ّ هزة ّ عنيفة :كان زواجها من ّ الشاعر تيد هيوز قد انتهى ،كما الزمها هلع بشأن
الصغيرين إلى ّ الحاجة إلى المال ،وكانت قد انتقلت مع ولديها ّ شقة خالية
ّ نسوية المقروئين على نطاق واسع ،وبطلة
feminist
خاطبت روايتها
المنشورة الوحيدة مشاعر أكثر من جيل واحد ،على ّ حد سواء". ّ "احتلت رواية "ال ّناقوس ّ جاجي" مكانها ،على الفور ،ضمن قائمة الز ّ قدية المتذمّ رةّ ، ً إال ّ مبيعا .ورغم بعض المراجعات ال ّن ّ أنها الكتب األكثر ّ ّ ّ نسوي ،وتوأم لرواية "الحارس في حقل تحول رسخت نفسها كرواية ّ الشوفان" وهي مقارنة الحظها ،ألوّ ل مرّ ة ،أحد النقاد البريطانيين الذين تناولوا الرّ واية بالمراجعة إ ّبان صدورها .في الواقع ،نشرت "ال ّناقوس الزجاجي" في ّ ّ الذكرى العشرين لرائعة ستالنغر ،وكانت سيلڤيا پالث تكبر ّ
هولدن كولفيلد ،البطل المتخيَّ ل ،بسنتين اثنتين". "وعلى الرّ غم من عدم تشخيص مرضها فعليّ ًا ،فقد الحظ ّ عدة باحثين الحسي ُ متخصصين وصف پالث ّ ّ صامي" :يصبح الرّ واق الف الدقيق لإلدراك ّ ّ
ً ً خطرا ،وتكون ّ للشخص الذي يدنو قامة ضخمة ّ تهدد بابتالع ال ّناظر نفقا ّ كلما اقتربا من بعضهما البعض؛ كما تلوح األشياء ،من بعيد ،على نحو
ّ األبجدية على ّ الصفحة طالسم يصعب غير واضح ،وتستحيل الحروف ً فك مغالقها ،ويبدو ّ ّ حقيقي" .ورغم خطرا وغير كل شيء ،في الواقع، ِ ّ ُّ التدخالت ّ الدوائيّ ة التي حدثت في الرّ بع األخير من القرن العشرين؛ من ً ّ والقوي والعقالني تماما الحي فإن وصف پالث عقار لبريم إلى البروزاك، ّ ّ ّ ً ّ إلى ّ وصفا حقيقيّ ًا ،وال يمكن ّ ألي كاتب الحق أن يظل حد كبير لذلك العالم ً يتجاوزه .اآلن ،وقد بات مقبوال ،على ّ االجتماعي ،الحديث بشأن الصعيد ّ أن قراءة "ال ّناقوس الزجاجي" قد ّ قدمت السهل نسيان ّ تلك األشياء ،فمن ّ ً ً ً فهما ّ للتجربة التي جعلت من ذلك االنفتاح أمرا ممكنا". إلينا
ّ ثم تواصل ماكالو كالمها قائلة" :ولكن ،ماذا بشأن راهنيّ ة الرّ واية
بال ّنسبة إلى القرّ اء الشباب اليوم؟ ففي الوقت الذي تبدو فيه حساسيّ ات ّ تمت بصلة إلى الحدود هولدن كولفيلد ،بال ّنسبة إلى العديد من القرّ اء ،ال ّ ّ جاجي" تحظى بداللة الحادة لعالم اليوم ،فهل ال تزال رواية "ال ّناقوس الز ّ
ّ ما؟ على ّ المخدرة، فإن الرّ واية كانت سابقة لمرحلة العقاقير أية حال، ّ ّ ّ وأقراص ّ ّ سوية .ففي ظل نزعة التشبث بالحياة والدراسات ال ّن الدواء،
ّ معدل أن التي سادت عقد التسعينيّ ات ،بدا االنتحار خيار المنهزمين .غير ّ انتحار المراهقين قد تضاعف ،أربع مرّ ات ،منذ الحرب العالميّ ة ّ الثانية ،وإن
لم ُ يعد االنتحار بمثل الرّ ومنتيكيّ ة التي كان عليها حين ُنشرت "ال ّناقوس ّ ريب ،إلى فإن اإلحصائيّ ات تشير ،دون الز جاجي" ،في هذا البلد ،ألوّ ل مرّ ةّ ، ّ ٍ ً وباء يجتاح أميركا ،على نحو ما ،في وتيرته المتصاعدة .لقد غدت الكآبة تلك األثناء.
lima.ae www.ka
19
مصور في الحج: كتاب ِّ
رحالت محمد علي أفندي السعودي()1908-1904 ِّ "مصور في الحج :رحالت محمد علي أفندي السعودي (1904- كتاب ")1908للمؤلفين فريد قيومجي وروبرت غراهام ،وقامت بنقله للعربية
د.سرى خريس.
ُولد السعودي في القاهرة في عام 1865
وكان يمثل طبقة المتعلمين
التي ظهرت في الطبقة الوسطى في مصر ووقعت تحت التأثير الثقافي واإلجتماعي والتكنولوجي األوروبي ،باإلضافة إلى التيارات الجديدة
التي أفرزها الفكر القومي واإلصالحي في مصر .وعلى الرغم من سعي
اإلمبراطورية البريطانية آنذاك إلى ضمان االستقرار السياسي في مصر، بقدر من الجدل الفكري وخاصة بين المعأرضين للحكم إال أنها سمحت ٍ ُ العثماني أمثال جمال الدين األفغاني ( .)Gamal Al-Din Al-Afghaniأعجب
السعودي بأفكار األفغاني السياسية ومبدأ اإلصالح الديني الذي نادى به المعلم الشيخ عبده ( )Abduhالذي قام بمصادقته.
وهكذا تمكن السعودي من الجمع بين أفكار المسلم َ الو ِرع ومشاهدات ً ّ ّ المفكر الواعي المثقف ،باإلضافة إلى ذلك ،كان السعودي مطلعا على تقليد
األوائل من العلماء الرحالة األوروبيين أمثال السير ريتشارد بورت ن (�Rich )ard Burtonوجون لويس بوركهاردت ( .)John Lewis Burckhardtلقد كان ً مولعا بالدراسة لدرجة أنه اقتنى ترجمة مكتوبة بخط اليد لكتاب السعودي
بوركهاردت "رحالت في شبه الجزيرة العربية" .ويشبه اهتمامه الصارم ٍ وح ٍّ بالتفاصيل ،اهتمام العالِم ُ س المصلح الذي جمع بين وعي جاد للغاية ِ ٍ
عميق بالعدالة االجتماعية. ً مسؤوال ذي رتبـة ُوسطى في وزارة العدل وقام بمرافقة كان السعودي
القوافل المصريـة الرسمية المتجهة إلى مكة ألداء فريضة الحج في
شتاء عام 1904والشتـاء الذي امتد بين عامي 1908 – 1907
.كما كان
ا شديد االفتتان بفن التصوير الفوتوغرافي وبالحكايات التي روّ جت لها ً جدا ،حتى في مطلع القرن تلك الصور الفوتوغرافية .لقد كان من النادر العشرين ،أن يقوم أي مصري أو حتى أي عربي بتأريخ رحلة الحج إلى
بشكل مرئي عبر مكة والمدينة المنورة من خالل كتاب مطبوع أو حتى ٍ الصور الفوتوغرافية .ولذلك ،فإن مذكرات محمد علي أفندي السعودي ً مؤخرا ،باإلضافة إلى الصور ومالحظاته المكتوبة ،والتي تم اكتشافها ً ً استثنائيا على رحلة الحج شاهدا الفوتوغرافية المصاحبة لهما ،جعلت منه
إلى مكة. سافر السعودي إلى مكة في الفترة التي شهد فيها الشرق األوسط تغييـراً ً عظيما ،فقد َ ض ُعفت سيطرة اإلمبراطورية العثمانية ،على نحو سريع ،على
كل من مصر وشبـه الجزيرة العربية ،بينما كانت تركيا ،في الوقت ذاته،
تشهد نشأة حركة األتراك الشباب (Young Turks
)Theأو ما يعرف بتركيا
الفتاة ،والتي كانت على وشك أن تقوض النظام الحاكم السابق.
يتميز الكتاب بصوره الفوتوغرافية النادرة التي تعكس الثقافة االسالمية
و المفاهيم االجتماعية التي ارتبطت بشعيرة الحج كما عاشها السعودي.
يصف السعودي عبر هذه الصور تغير الطبيعة المادية للحج ذاته ،وذلك
بسبب الطريق البحري الممتد من السويس حتى ّ جدة والذي جعل وصول
الحجاج المصريين إلى األراضي المقدسة أسرع وأسهل مما شجع المزيد من األشخاص على الخروج إلى الحج .لذلك تضاعف عدد الحجاج في
القوافل المصرية في الفترة الواقعة بين رحلة الحج األولى التي قام بها السعودي ،ورحلته الثانية التي اصطحب فيها والدته معه. ً أيضا كيف باتت وسائل مكافحة األمراض أكثر صرامة يناقش الكتاب
وكيف سعت السلطات البريطانية إلى منع انتشار الكوليرا ناحية الغرب
بسبب الحجاج المسلمين القادمين من الهند وخاصة بعد ظهور نوع جديد
من البكتيريا المسبّبة للكوليرا في عام 1905 الواقعة في الطور ( )Al-Torعلى ساحل سيناء،
في إحدى محطات المحمل حيث اكتشف وجودها
مجموعة من األطباء الذين قاموا بفحص الحجاج العائدين من األراضي
المقدسة ،والزالت تلك الكوليرا تعرف حتى يومنا هذا بكوليرا الطور.
عانى السعودي ورفاقه الحجاج من وطأة غضب البدو الذي أثاره
مشروع سكة الحديد ،فتعرّ ضت قوافل الحجاج المصريين للهجوم مرتين،
وهي في طريقها إلى المدينة وعند عودتها كذلك .ويشكل وصف السعودي ً ً حيويا للمخاطر التي تعرض لها الحجاج كما ويعكس تذكيرا للرحلة
شجاعتهم االستثنائية التي ّ غذاها إيمانهم العميق .لم َي ُعد كل الحجاج إلى
أرض الوطن .وعلى الرغم من سيطرة هذه الظروف البدائية على رحلة
ً رح ً الحجُ ،ي ّ "عصريا" ُ ّ ويعزى ذلك إلى أن كتاباته الة عد السعودي ّ سلطت الضوء في المقام األول على الجوانب االجتماعية والسياسية
واإلثنوغرافية للرحلة وللرحالة والتي قام بتأريخها كذلك بواسطة آلة "معاصرة" أال وهي الكاميراّ . عد الرحالة أمثال السعودي والجنرال إبراهيم ً ً رفعت الجانب الديني للرحلة أمرا مسلما به ولذلك التزم كالهما بتسجيل مشاهدتهما لطقوس الحج.
نتج عن وصف السعودي لرحالته أربعة مجلدات من يومياته التي وصل
عدد صفحاتها إلى مئتين وخمسين صفحة فولسكاب (ورق كبير القطع) خطها بخط مصقول جميل ،باإلضافة إلى العديد من المالحظات .ولقد ً مسافرا وقد جلس كتب معظمها بقلم الرصاص بينما كان على ظهر الجمل
على الشاكداف ( )Shakdafوهو نوع خاص من المقاعد المخصصة للحجاح المسافرين على ظهر الجمال ويتكون من إطار خشبي ُثبّت فوقه مقعد ً ُم ّ نادرا ما يتمكن المسافر بطن افترش ظهر الجمل .ويجدر بالذكر هنا أنه
بخط أنيق أو حتى مقروء .ولم تكن على هذا النوع من المقاعد من الكتابة ٍ
طريق التنقل الصعبة هذه لتساعد على الحفاظ على ممتلكات المسافرين أيضا .ولذلك ،اضطر السعودي عند عودته إلى القاهرة إلى إعادة كتابة كل ملحوظاته التي ّ تعذر فهمها وإلى استرجاع الكثير من األحداث التي دونها ولكنها ُفقدت في الطريق .يعد هذا الكتاب إحياء لهذه اليوميات التي تعد
ذخيرة ثقافية وتاريخية.
مترجمة الكتاب د.سرى خريس ،األستاذ المشارك في النقد واألدب
اإلنجليزي ،حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة األردنية عام ،2001 ً حاليا في قسم اللغة اإلنجليزية في جامعة العلوم التطبيقية وتعمل
الخاصة في عمان -األردن .تنصب اهتماماتها على الدراسات النسوية
واألدب العالمي .من أعمالها المترجمة :اإلسالم واالستشراق في العصر الرومانسي :مواجهات مع الشرق لمحمد شرف الدين ،والمؤلف ألندرو
بينيت ،وتسلق أشجار المانغا لمادور جافري ،وجميعها صادرة عن مشروع "كلمة" للترجمة -هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
مؤلفا الكتاب: فريد قيومجي ،وهو باحث متخصص في أدب الرحالت
المتعلق بالشرق األوسط ،وما يحويه من وثائق تاريخية، ووصف لرواسم حجرية ،وصور فوتوغرافية تعود إلى
القرن التاسع عشر على وجه الخصوص.
روبرت غراهام ،فهو صحافي مستقل يعيش اليوم في باريس وجنوب إسبانيا .منح في عام
2004
وسام
الفروسية الشرفية برتبة ضابط اإلمبراطورية البريطانية
(of British Empire
)OBE: Officerلما قدمه من خدمات
جمة للصحافة واإلعالم.
20
www.ka lima.ae
«أصوات عربية ..ما تقوله لنا ولماذا هو مهم» للمؤلف جــــ كتاب "أصوات عربية ..ما تقوله لنا ولماذا هو مهم" للمؤلف جيمس
ً فضال عن انعدام التواصل المجتمع األمريكي والمجتمعات العربية ، بين ُ ص َّناع القرار في الجانبين والنخب السياسية التي تعتمد في آرائها
عملية تثقيفية وخاصة إذا ما أخذنا بعين االعتبار الدور القيادي الذي
أن ما يقترحه مؤلف الكتاب هو أن تنتشر ثقافة حوار حقيقية بين
زغبي ونقله للعربية كل من المترجمتين د .سرى خريس وعبلة عودة.
لقد أصبح فهم الشعوب التي تعيش في العالم العربي أكثر من مجرد
على كتابات تخلو من الدقة والنزاهة .ويضيف سعادة يوسف العتيبة
يلعبه الغرب في عمليتي الحرب والسالم الدائرتين في ذلك اإلقليم
الطرفين ،وأن ذلك ال يتم وفق تصور المؤلف إال من خالل االستماع إلى
و يقوم جيمس زغبي ،عبر كتابه هذا " أصوات عربية" بإبراز النتائج المتعلقة باستطالع شامل للرأي ،جديد من نوعه ،طرح من خالله أسئلة
مهمة على آالف األشخاص الذين يقطنون ثمان دول تمتد من المغرب
وحتى المملكة العربية السعودية .وهنا ،ومن خالل مشاركته إجاباتهم، ُيطيح زغبي باألنماط الشائعة ،واألساطير التي سادت الثقافة الغربية عن العالم العربي وهوية شعوبه. ً وخالفا للعديد من الكتب أو المقاالت األخرى التي كتبت حول هذه المنطقة فإن كتاب «أصوات عربية» ليس إعادة سرد للتاريخ ،وال مجموعة من القصص الشخصية .صحيح أن هذه المقاربات يمكن أن
تكون مفيدة ،وهناك أمثلة ممتازة ساهمت مساهمة حقيقية في فهمنا على نحو أفضل لدى اآلخر؛ ولكنها قد تكون في الوقت نفسه عرضة لالنحياز أو ما يسميه زغبي«العلم السيئ» -مثلما في حالة ُ الكتاب الذين
صوت الطرف اآلخر ،وتعريف الشعبين بزيف ما يقال عن الشخصيتين العربية واألمريكية من معلومات ال تعكس حقيقتهما.
عرض زغبي في كتابه لخمس أساطير أساسية شائعة في الثقافة
الغربية عن العرب ويمكن تلخيصها كاآلتي:
•هل كل العرب من طينة واحدة وبالتالي هل يمكن اختزالهم
في «نوع»؟
إن قراءة التعميمات والصور النمطية المغلوطة للعرب التي نجدها في
كتاب رافايل باتاي «العقل العربي» أو كتاب توم فريدمان «قواعد شرق
أوسطية للتقيد بها» قد تدفع المرء لالعتقاد بذلك؛ ولكن استطالعات ً تماما؛ الرأي التي أجرتها مؤسسة زغبي الدولية تكشف عن رأي مختلف
وجهة نظر تستند إلى هويته األمريكية ــــ العربية ،ليوضح أسباب
المشاعر المتناقضة التي يكنها المواطن العربي تجاه الواليات المتحدة ُ ، عزي زغبي ذلك بصورة أساسية إلى انعدام التواصل الحقيقي بين وي ِ
ً صراحة ،فهو السياسة األمريكية تجاههم التي تدفعهم لالعتقاد بأن
الواليات المتحدة تعاديهم.
• هل يحرك التعصب الديني العرب؟
الواقع أن العرب ،على غرار كثيرين في الغرب ،هم «أناس مؤمنون»؛
وقيمهم تؤثر فيها إلى حد كبير تقاليدهم الدينية؛ غير أن نسبة ارتياد المساجد عبر الشرق األوسط تعادل نسبة ارتياد الكنيسة في ً تقريبا .وعندما ُسئل العرب عن البرامج التي يفضلون الواليات المتحدة
مشاهدتها على التلفزيون ،فإن القائمة متنوعة على غرار قائمة ً مثال ،كانت المشاهدين األميركيين .ففي مصر والمغرب والسعودية ً تحديدا األفالم والمسلسالت البرامج التي تأتي على رأس القائمة هي
يتغيروا ،ما لم يدفعهم الغرب إلى ذلك.
مؤسسة «زغبي الدولية» في الشرق األوسط لتفنيد األساطير المتعلقة
تعليق لسعادة يوسف العتيبة ،سفير دولة اإلمارات العربية وفي ٍ المتحدة في واشنطن قال إن مؤلف الكتاب ،جيمس زغبي ،يعبر عن
معجبون بالشعب األميركي ويحترمون التعليم والتقدم التكنولوجي ، ً أيضا «الحرية والديموقراطية» .أما الشيء الذي ال يحبونه بل ويحبون
المثال ،يواكب العولمة والتغيير ،حيث يشترك في بواعث قلق مختلفة
العالم العربي يتحدى الصور النمطية السائدة؛ ذلك أنه ليست ثمة فقط
ويتطلع إلى أهداف مختلفة مقارنة مع جيل اآلباء. جد ًا إلى درجة أنهم ال يشكلون عالماً ّ • هل العرب مختلفون
بالعالم العربي ثم دحض االفتراضات والتصورات الخاطئة وراءها ببيانات من استطالعات الرأي تكشف عما يفكر فيه العرب ّ حق ًا.
ً تماما هو الصحيح ،ذلك أن العرب تظهر االستطالعات أن العكس
إذ إن ما تجده عندما نستطلع اآلراء العامة هو مشهد غني ومتنوع عبر
يجنحون إلى رفع مالحظة أو حوار عأرض إلى مستوى االستنتاج أو صلبة مستخلصة من أكثر من عقد من استطالعات الرأي التي أجرتها
في الغرب؟
ً تقريبا .وعندما الدرامية؛ أما البرامج الدينية فتأتي في أسفل الترتيب ُطلب من العرب ترتيب انشغاالتهم وبواعث قلقهم ،تصدرت الالئحة
ثقافات فرعية متنوعة وتواريخ فريدة وخاصة تمنح الحياة ميزتها، ً أيضا اختالفات بين األجيال .فالشباب العربي ،على سبيل بل إن هناك
الخالصة العامة القابلة للتعميم .وقد انطلق زغبي في كتابه من بيانات
• هل كل العرب غاضبون ويكرهون القيم الغربية وطرق الحياة
على اإلطالق؟ ً تماما ،حيث ُي ِّ عرف تكشف استطالعات الرأي مرة أخرى العكس العرب أنفسهم عبر المنطقة على أنهم «عرب» ويصفون أنفسهم بأنهم
مترابطون بلغة مشتركة (والتاريخ المشترك الذي تنطوي عليه) وبواعث قلق سياسية مشتركة؛ كما ُتظهر الغالبية من كل األجيال وفي كل ً ّ قوي ًا بقضية فلسطين ومصير الشعب العراقي. تعلقا البلدان
جودة عملهم ومشاغل عائالتهم . ً وأخيرا ،هناك أسطورة تقول برفض العرب لإلصالح وبأنهم لن • تعد هذه إحدى العقائد الرديئة األساسية لـ«المحافظين الجدد» .وقد
شكلت هذه األسطورة ،التي تستند إلى كتابات برنارد لويس ،أحد
أسباب ومسوغات حرب العراق -فكرة تدمير «النظام القديم» من
أجل والدة «الشرق األوسط الجديد» .غير أن ما أظهرته استطالعات ً فعال، الرأي في زغبي الدولية هو أن العرب يرغبون في اإلصالح ولكن اإلصالح الذي يريدونه هو إصالحهم الوطني الداخلي ،وليس اإلصالح الخارجي .فأولوياتهم الداخلية هي :وظائف أحسن ،ورعاية صحية أفضل ،وفرص تعليمية أوسع .كما ُتظهر خالصة االستطالعات
قبعة فيرمير :القرن السابع عشر وفجر العولمة «قبعة فيرمير :القرن السابع عشر وفجر العولمة»
ومن الحياة إلى الفن ،من الفن الذي في الحياة :تجارة
الصين تيموثي بروك ،وقد صدرت طبعته األولى
الحياة التي في الفن :صناعة السفن ،وتجارة التبغ،
من تأليف المؤرخ البريطاني المتخصص في تاريخ باإلنجليزية عام
الحميد.
2008
ونقله للعربية د.شاكر عبد
اللوحات والخزف والفراء والمنسوجات وغيرها ،إلى
الكبرى التي دارت ،هنا وهناك ،والتي استهلت الحقبة
يندرج كتاب «قبعة فيرمير :القرن السابع عشر
وفيه يأخذنا مؤلفه -تيموثي بروك -معه ،زمانيً ا إلى
معظمها ،إذ كانت زاخرة باالستعارات والتشبيهات
-بالدراسات الثقافية ،وبشكل خاص ،بالنقد الثقافي،
القرن السابع عشر ،ومكانيً ا إلى هولندا ،أو ما كان يسمى باألراضي الواطئة ،فهناك في مدينة دلفت، ولد فيرمير؛ أشهر فناني الضوء ،ربما في تاريخ الفن
يزخر بالبشر الحقيقيين الذين تحيط بهم األشياء ً خاصا بوجودهم في بيوتهم أو التي تضفي معنى
وعمليات التبادل الثقافي ،والحروب والصراعات
االستعمارية الكبرى في تاريخ البشرية ،والتي رصدها الفن أو َس َّج َل آثارها المتناثرة ،هنا وهناك.
وفجر العولمة» ضمن ما يمكن أن يسمى -بشكل عام
مؤلف هذا الكتاب« :إننا عندما نتجول بأعيننا ً عالما حيً ا فوق لوحات فيرمير ،نبدو وكأننا ندخل
موطنهم األليف وتحمل الشخصيات أو األشكال ً أسارا لن نستطيع الملغزة الغامضة في اللوحات
معرفتها وذلك ألن ذلك هو عالمهم وليس عالمنا.
جاءت اللغة اإلنجليزية لمؤلف الكتاب ممتعة في
لكن فيرمير رسم هذه الشخصيات بطريقة يبدو أنها
تمنحنا اإلحساس بأننا دخلنا إلى مكان حميم حيث
واإلمثوالت واألبيات الشعرية واإلشارات الثقافية
كل شيء «يبدو» كأنه كذلك».
مؤلف هذا الكتاب ولد تيموثي بروك عام 1951 في تورنتو ،بكندا ،عام ،1951وهو مؤرخ متميز له
إلى الشرق تارة ،وإلى الغرب تارة أخرى ،وخالل
ذلك كله كان هناك حضور كثيف للفن والتاريخ والجغرافيا وعالم البحارة والتجارة ،وصناعة
التشكيلي عامة ،حيث قد ال يذكر تاريخ الفن بعده ً مقترنا باسم «فان جوخ» مثل هذا الشغف بالضوء ،إال
السفن ،والممارسات الثقافية والتبادالت اإلنسانية،
في دلفت ،غرب هولندا ،على بحر الشمال ،حيث
على النسخة المترجمة للكتاب ،فجاءت اللغة العربية للكتاب كالسيكية حي ًنا ،ومعاصرة حي ًنا آخر ،وبدت
القديس جون بجامعة كولومبيا البريطانية ومدير
والغربية ،وغيرها ،حاضرة بكثافة عبر هذا النص
– معهد الدراسات اآلسيوية.
وشموسه المشعة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
لد فيرمير ،ورسم أهم لوحاته ،ومنها لوحة «الضابط
والفتاة الضاحكة» ،حيث الضابط يرتدي قبعة خاصة كبيرة من الفرو – ومن هنا جاء عنوان الكتاب -وكان مقر الفرع الرئيسي لشركة الهند الشرقية الهولندية ً أيضا في تلك المدينة ،ومن هناك كانت تنطلق يوجد
السفن نحو الشرق وتعود منه ،تنطلق بالبحارة
والسلع ،وتعود ببعض البحارة فقط ،وبسلع أخرى
كثيرة متنوعة ،هكذا بدأ التاريخ الحقيقي للعولمة - كما يقول تيموثي بروك -من هناك ،من ذلك المكان، وذلك الزمن.
في هذا الكتاب ينتقل مؤلفه بنا من الفن إلى الحياة،
العديد من الكتب والبحوث العلمية المهمة التي يدور معظمها حول تاريخ الصين .تبوأ العديد من المناصب
والحضارة واالكتشافات العلمية .ولقد انعكس ذلك
األكاديمية والجامعية منها :أستاذ كرسي الدراسات
الصينية بجامعة أكسفورد وأستاذ ومدير كلية
المفردات والتعبيرات وأسماء األعالم الصينية الممتع.
عاش الفنان الهولندي الشهير
«فيرمير» (1632
برنامج دراسات التبت المعاصرة في الجامعة نفسها
ً «إحساسا» «الغرف المظلمة» «ذات الجودة» المعقولة ً ً خاصا. بصريا
–
يستعرض المؤلف عبر فصول هذا الكتاب بدايات
بكثير من التغيرات الضخمة ،وقد جسد فيرمير ً كثيرا من هذه التحوالت والتغيرات في لوحاته،
لوحات الفنان فيرمير ومن خالل األشياء التي
)1675خالل القرن السابع عشر ،وهو قرن كان يموج
العولمة من وجهة نظره كما تجسدت من خالل توجد في هذه اللوحات كالفضة والقبعات والكؤوس
واستعان في هذا التجسيد بتقنيات الخداع البصري
وأطباق البورسلين والخرائط وغيرها ومن خاللها
اإلبداعات الخاصة بها العالم والفيلسوف المسلم
البحرية والحروب التي دارت بين األمم في الشرق
والغرف المظلمة ،Camera obscuraوالتي كان رائد الحسن بن الهيثم
(965
)1039 -حيث تمتلك صور
يرصد –خارجها -التاريخ كما يتجسد في الرحالت
والغرب ،وغير ذلك من الموضوعات .هكذا يقول
مترجم الكتاب د.شاكر عبد الحميد وزير الثقافة
المصري وأستاذ علم نفس اإلبداع بأكاديمية الفنون و شغل منصب نائب رئيس أكاديمية الفنون وعميد
المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون و األمين العام للمجلس األعلى للثقافة .ويشغل في الوقت الحالي (ديسمبر )2011منصب وزير الثقافة في ً مؤخرا على جمهورية مصر العربية .وقد حصل
جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الفنون عن كتابه «الفن والغرابة».
lima.ae www.ka
21
ــــــــــيمس زغبي .. أن معظم العرب ال يريدون التدخل في شؤونهم الداخلية، ولكنهم سيرحبون بمساعدة الغرب لمجتمعاتهم على بناء القدرة على توفير الخدمات وتحسين جودة حياتهم.
يأمل زغبي أن يسهم كتابه هذا في ردم جوانب من الهوة
التي اتسعت بين العالم العربي واإلسالمي والغرب وخاصة الواليات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر،
وهو أمر مشروط بمزيد من المعرفة العميقة المتبادلة لهوية الشعوب وأفكار أبنائها من أجل تحقيق االزدهار والسالم العالميين.
مؤلف الكتاب جيمس زغبي :أمريكي يتحدر من عائلة لبنانية
هاجرت إلى الواليات المتحدة في مطلع القرن العشرين .انهمك
زغبي على مدى ثالثة عقود في شؤون العرب األمريكيين، وهو مؤسس معهد العرب األمريكيين ( )AAIومركزه واشنطن،
ويدعم هذا المعهد المشاركة السياسية للعرب األمريكيين في التيارات السياسية في الواليات المتحدة.
ً الحقا المدير التنفيذي للجنة العربية السبعينيات ،وأصبح
األمريكية لمكافحة التمييز العنصري ،كما أنه فاعل في ً نائبا لمدير الحملة االنتخابية السياسة األمريكية ،إذ عمل الرئاسية لجيس جاكسون ،ويشارك في البرامج الحوارية السياسية على الشبكات التلفزيونية األمريكية الرئيسية. ً ً أسبوعيا حول مقاال يكتب الدكتور زغبي ومنذ عام 1992 السياسة األمريكية في الصحف الرئيسية في العالم العربي،
وله عدد من الكتب في مجاالت الشرق األوسط والسياسة األمريكية منها "كيف يفكر العرب :القيم والمعتقدات والهموم"، و"كيف تفكر األقليات العرقية األمريكية".
جدير بالذكر أن الباحث واإلعالمي جيمس الزغبي يحل ً ضيفا على معرض أبوظبي الدولي للكتاب لهذا العام ،وسوف
يقوم بإلقاء كلمة يتحدث فيها عن الخطوط العريضة لكتاب «أصوات عربية ..ما تقوله لنا ،ولماذا هو مهم».
كما أسس زغبي حملة حقوق اإلنسان الفلسطيني في
قام بنقل الكتاب للعربية كل من:
ً ً مساعدا في النقد واألدب اإلنجليزي ،وقد حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة األردنية عام أستاذا د.سرى خريس :تعمل ً حاليا في قسم اللغة اإلنجليزية في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة (عمان -األردن) من أعمالها المترجمة( :اإلسالم ،2001وتعمل
واالستشراق في العصر الرومانسي :مواجهات مع الشرق) لمحمد شرف الدين ،و(المؤلف) ألندرو بينيت ،و(تسلق أشجار المانغا)
لمادور جافري ،وجميعها صادرة عن مشروع "كلمة" للترجمة.
عبلة عودة :أكاديمية ومترجمة فلسطينية ،تعمل في حقل التدريس الجامعي منذ عام .1993حاصلة على شهادة الماجستير
ّ مؤسس في الجمعية األردنية للمترجمين واللغويين التطبيقيين في في اللغويات والترجمة من جامعة باث – إنجلترا ،وهي عضو
عمان ،ولها ترجمات منشورة بعنوان «تكايا الدراويش» و«مذاق الزعتر» وقد فاز الكتاب بجائزة جامعة فيالدلفيا ألحسن كتاب مترجم إلى العربية عام .2010
«السمكة داخلك» ..سبر أغوار أحافير الزمن السحيق بشكل مقارن ومن ضمنها اإلنسان.
«السمكة داخلك» ،للمؤلف نيل شوبين ونقله للعربية حسن غزالن.
يسبر الكتاب أغوار مستحاثات (أحافير) أحياء الزمن السحيق
لقد امتاز أسلوب الكتاب بالتراوح بين السرد والكتابة العلمية،
التيكتاليك ،وهي تشكل إحدى حلقات الوصل في سلسلة انتقال الحياة ً فصال يتحدث كل فصل المائية إلى البرمائية ،يتضمن الكتاب أحد عشر
المؤلف سيرته العلمية وحيثيات اكتشافه للتيكتاليك؛ حلقة الوصل بين
والمقاربات التشريحية والفسيلوجية بين الكائنات الحية .فتارة يسرد لنا
بشكل مقارن ،ويسلط الضوء على اكتشاف مؤلف الكتاب مستحاثة
المخلوقات المائية والبرمائيات ،وتارة يصف التجارب العلمية والبحوث ً أحيانا إلى وصف على األجنة والتشريح للكائنات المختلفة ،كما ينتقل
منها عن سمات الربط بين اكتشاف شوبين للسمكة ،وكيفية تطورها في ً ً وصوال إلى اإلنسان ،فيسلط الفصل األول الضوء تعقيدا األحياء األكثر
وظائف األجزاء المختلفة للمخلوقات التي يعقد مقارناته عليها.
يعرض مؤلف الكتاب إلى مفاهيم قد تكون جديدة على القارئ ،ومن
على الصلة العميقة بين مختلف الكائنات الحية وكيفية معالجة هذا
ضمن هذه المفاهيم ،آلية التطور التي أدت إلى ظهور األجناس المختلفة،
الشبه بين الكائنات الحية في أيامنا هذه والكائنات البائدة في األزمان
السحيقة التي تمتد إلى 3.5مليار سنة خلت.
وأثر هذه اآلليات في نشوء القدرات المختلفة التي تميز الكائنات الحية ً أحيانا السبب وراء كثير من العلل أحدها عن اآلخر ،والتي قد تتضمن
وتعرض الفصول المختلفة من الكتاب األجزاء الرئيسية التي تعكس
ً محمال التطور والنشوء التي تصيب هذه الكائنات ومن ضمنها اإلنسان،
الشبه الكبير بين معظم الكائنات الحية من وجهة نظر تطورية ،فهي
لألجناس من أسالف أجناس سابقة السبب وراء هذه العلل كالفواق
تعرض بشكل منظم كيفية تشكل المقبض واليدين ،إضافة إلى التقارب
والفتق وغيرها من األمراض التي تصيبنا.
في تشكل نظام العظام للعضد والساعد واأليدي .كما تسرد التشابهات
إن شمولية هذا الكتاب وتشريحه الدقيق للمقارنات التي يعقدها
التي وجدها نفر من العلماء بين جيناتنا نحن البشر ،وجينات العديد ً بدءا بالبكتيريا؛ أقدم المخلوقات على وجه من الكائنات الحية األخرى
إضافة إلى تسلسله المنطقي في سرد األصول التاريخية لنشوء
ً وصوال إلى اإلنسان البدائي. األرض،
األنواع ،واتخاذ الكاتب أسلوب السرد والتوضيح والمقارنة ،يجعل منه ً ً فريدا يستحق القراءة ،فباإلضافة إلى طرحه الجديد للمكتشفات كتابا
ً ً ونوعا، كما تتضمن الفصول األخرى من الكتاب كيفية تطور األسنان،
والرأس وعظام الجمجمة ،وتصميم الجسد كخريطة مفصلة من الرأس
الحديثة في علم المستحاثات ،يطرح هذا الكتاب أسس البحث العلمي
وظائف إضافية أو نسخ وظائف ال حاجة لها في أجسادنا ،مقارنة بذلك
المجاالت المتعلقة بموضوعه. ً أستاذا يعمل مؤلف الكتاب بنسخته اإلنجليزية :نيل شوبين،
الدقيق ،ويشير إلى الصعوبات التي تواجه الباحثين في مختلف
إلى أسفل الجسد ،كما تسرد كيفية تحور جيناتنا وتكيفها إلضفاء بين اإلنسان والحيوانات المختلفة ،والحيوانات التي تعيش على البر والكائنات المائية .وفي بحثه في تطور الكائنات الحية ،يعرض الكتاب
إلى الشبه الشديد في أنظمة الرؤية الموجودة في الكائنات المختلفة، ً بدءا من الكائنات البحرية وكيفية تطور األعين لدى هذه األجناس ً وصوال إلى اإلنسان .كما يسهب في الحديث عن األذنين الرخوية،
وكيفية توافق تراكييهما الداخلية مع التراكيب الداخلية لألذنين أو أشباه األذنين في الكائنات المائية ،وكيفية تطور عظيمات السمع
الثالث وتحورها وتغير وظائفها للحصول على أجزاء األذن لدى اإلنسان والثدييات األخرى التي تساعده في السمع والحفاظ على االتزان وإدراك
وضعية الجسد في عالم ثالثي األبعاد. ً ويلخص الكتاب في الفصل األخير ذلك كله موضحا بأمثلة بسيطة كيفية تكيف الكائنات الحية مع العوامل البيئية المحيطة ،ومن ضمن هذه الطرق التكيفية نشوء نسخ مختلفة من الجينات التي تظهر صفات
شكلية جديدة لتمكنه من التعايش مع التغاير في بيئته المحيطة ،إما
بتشغيل جينات معينة ،أو إيقاف عملها ،أو حتى حدوث طفرات متعددة، ً ً بدءا من أساسا لنشوء األنواع المختلفة وتباينـها. األمر الذي كان
ً ً تعقيدا كالثدييات وصوال إلى الكائنات األكثر المخلوقات وحيدة الخلية
للمستحاثات في جامعة شيكاغو ،في الواليات المتحدة األمريكية ،كما ً ً ً وأستاذا في مشاركا في علم أحياء العضيات والنشوء، عميدا يعمل فيها لجنة بيولوجيا النشوء .كما يرأس المتحف الحقلي في شيكاغو.
قام بترجمة الكتاب إلى العربية المهندس حسن غزالن ،وهو أكاديمي
حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم الزراعية
تخصص اإلنتاج الحيواني من جامعة العلوم والتكنولوجيا األردنية، ً ً مشرفا للمختبرات ،وهو مهتم بالعلوم الطبيعية، حاليا التي يعمل فيها
وعلوم األحياء وعلم وظائف األعضاء المقارن.
22
www.ka lima.ae
من مدارس الفن لبيوت المزادات ..
سبعة أيام في عالم الفن ..اإلثنوغرافيا المسليـة لســــــــــ «سبعة أيام في عالم الفن» للمؤلفة سارة ثورنتون،
وقام بنقله للعربية د.صديق محمد جوهر ،وصدر
الكتاب بالتعاون مع شركة التطوير واالستثمار السياحي بأبوظبي.
الثقافات الشفاهية إال أن آخرين يعتقدون أن هذا العصر ً نموا في ما ُيسمى بالتعليم المرئي أو الثقافة يشهد
هنا الفن إما أبيض أو أسود ،بمعنى أن المزادات تسلط
المنافسين ،إن عالم الفن عامة وسوق الفن خاصة هما
بشكل كبير على ما تراه العين ،ولذلك تصبح عملية تعلم
والضبابية ،ومن الجلي أن الفنانين والكتاب يميلون إلى
إال على النزر اليسير من أسرارهما ،وحتى بعد أن يصبح ً جزءا من الدائرة الداخلية ذات الثقة سواء في المرء
البصرية ،في هذا العصر يعتمد التطور الثقافي والمعرفي
يأتي نشر كتاب "سبعة أيام في عالم الفن" اإلثنوغرافيا
الثقافة مصحوبة بالمتعة وبكل ما يسر العين ،كما ينبغي ً عابرا للحدود في زمن العولمة الذي القول بأن الفن أصبح
لمعرض فن أبوظبي الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة
تتخذ من الكلمات وسيلة للتواصل ،فإن الفن يمكن أن ً جميعا حول يتحول إلى لغة عالمية فاعلة يفهمها الناس
المسلية لسارة ثورنتون ضمن مجموعة من المطبوعات الجديدة التي أطلقت على هامش فعاليات الدورة الثالثة والثقافة وشركة "التطوير واالستثمار السياحي" ،وترتبط
المطبوعات ببعض المواضيع الرئيسية التي يغطيها البرنامج العام ،مثل تاريخ الفن في الشرق األوسط،
وسوق الفن العالمي والفن العابر للثقافات. وقد حقق كتاب "سبعة أيام في عالم الفن" نجاحاً ً كبيرا على المستوى العالمي ،إذ ترجم إلى أربع عشرة لغة.
ً تماما، الجانب التجاري في هذا العالم فإن األمور مختلفة
ينطلق بسرعة البرق ،وعلى عكس األشكال الثقافية التي
العالم بما يمتلكه الفن من قواسم مشتركة مع األنماط
الثقافية األخرى ،والمفارقة هنا تكمن في أن شعبية الفن ً سعرا، قد ازدادت ألن المنتجات الفنية أصبحت أغلى
األضواء على مخرجات عالم الفن فتزيل عنها الغموض
إضفاء هالة من الغموض حول أنفسهم ويجدون متعة في ذلك وهم يعشقون المناطق الرمادية التي توفر لهم ً ً مناسبا يشكلون من خالله رؤيتهم للعالم ،أما السعر مناخا
الذي تحدده مطرقة الدالل في المزادات العلنية فإنه سعر ثابت ونهائي ال رجوع فيه ،فال حديث هنا بعد حديث المطرقة.
إن الشوق إلى عالم الفنون يكمن في التعقيدات
والتشابكات التي ينطوي عليها هذا العالم الذي ُيسقط
لقد أصبحت المنتجات ذات األسعار المرتفعة تتصدر
كل الحواجز والفواصل المفترضة ،ففي عالم الفن ال
ً ً غنيا وكأننا نعيش إحساسا في هذه األماكن ،ويعطينا ً حقا من خالل سلسلة من القصص اليومية التجربة
االجتماعية المتميزة ،وإبان فترة االنتعاش االقتصادي
أو بين الثقافة واالقتصاد أو بين ماهو فني و سياسي، ً ً فادحا لو ولكن من المؤكد أن المرء سوف يرتكب خطأ
على مستوى العالم من تحقيق أرباح بالمليارات.
الديمقراطية ،إن عالم الفن ليس مجرد مدينة فاضلة
وطوكيو ،كما يستكشف ديناميات اإلبداع والذوق والمال
المستنسخة فإن المنتجات الفنية األصلية أصبحت
ويأخذنا الكتاب إلى ما وراء الكواليس في عالم الفن ،من ً مبينا لنا كيف يتم العمل مدارس الفن لبيوت المزادات،
باطنها فهي جزء من عملية الخداع وآلية تكسير عظام
عناوين الصحف واألخبار ونشرات األنباء ،ومن ثم يتم ً ً ورموزا للمكانة سلعا ترفيهية الترويج للفنون باعتبارها
توجد حواجز بين العمل واللعب أو بين المحلية والعالمية
عالمان مبهمان غامضان ال يتاح للمرء العادي االطالع
عالم الفن أو في متاهة األسواق الفنية فهذا اليعني أنه
مسموح له باالطالع على كافة األسرار والخبايا.
إن المنهجية المتبعة في هذا الكتاب والتي تستهدف
تسجيل األحداث التي وقعت على مدار سبعة أيام في عالم الفن هي انعكاس لرؤية المؤلفة عن طبيعة ً ً ديناميكيا أو آلية نظاما المجتمع الفني الذي ال يشكل
تعمل بطريقة سلسة ،ولكنه يتألف من جماعات فرعية متناحرة ومتصارعة يؤمن كل منها بتعريفات مختلفة و متباينة للفن.
لقد اجتهدت المؤلفة في هذه الدراسة الستطالع
شتى اإلشكاليات التي اقترنت بعالم الفن من خالل طرح
اعتقد أن القائمين على عالم الفن يؤمنون بالمساواة أو
سبع سرديات ارتبطت أحداثها بست مدن تقع في خمسة
وفي عالم رقمي تتزايد فيه أعداد المنتجات الثقافية
لخوض التجارب الفنية الجديدة وتبادل األفكار ولكنه
يوميات في كل مدينة على حدة ،بالنسبة للفصل األول
عندما تتراجع بعض جوانب المشهد الثقافي وتتوارى
تماثل في قيمتها العقارات واألراضي ،ولذلك يسعى ً أصوال ثابتة لن تذهب أدراج األثرياء القتنائها باعتبارها
من الميدان ،كما أنه مجتمع يسعى المرء فيه لتحقيق ً محدودا ،إنه عالم شيء من التفوق الجزئي حتى لو كان
للمزادات العلنية في مركز روكفيلر في نيويورك ،ويرى
العاشق للفن البصري والمرئي إلى مناطق أخرى في
على مغازلة شرائح جديدة من المجتمع لم يسبق لها
المرء في ذلك وقد يخرج من التجربة صفر اليدين.
لدفن األعمال الفنية ويعتقد هؤالء أن المزادات تشبه
في نيويورك ولوس أنجلس ولندن وبازل والبندقية
والتسويق والبحث عن معنى للحياة.
عن العيون لفترات قد تطول أو تقصر يتجه الجمهور الفضاء الثقافي في محاولة لتحدي األساليب البالية والطرائق التقليدية التي أصابت الوسط الثقافي
بالجمود والركود ،وفي هذا السياق يجب االعتراف بأنه ً إلماما بالتعليم إال أننا ال وعلى الرغم من أننا أصبحنا أكثر
ً كثيرا ،إن الثقافة في الوقت الحاضر أصبحت ثقافة نقرأ ُ مرئية بصرية تبث عبر شاشات العرض المختلفة ومن خالل فضاء اإلنترنت واليوتيوب.
وعلى الرغم من أن ثمة من يتباكى بل و يتفجع على
زوال زمن القراءة وحلول عهد جديد يراه هؤالء على أنه
بمثابة نكوص أو مشهد ارتجاعي إلى الماضوية وأزمنة
التي شهدتها سوق الفن فقد تمكنت شريحة األغنياء
الرياح ،ولذلك حرصت صاالت وشركات المزادات العلنية أن ابتاعت منتجات فنية ،وتحرص هذه الشركات على
تقديم وعود للزبائن بإمكانية إعادة بيع ما اشتروه
منها من تحف فنية إذا اقتضت الحاجة لذلك ،ومن ثم
تولدت لدى المستثمرين الرغبة في شراء المنتجات ً ً ناجحا ،وهكذا تم استثمارا الفنية المعاصرة باعتبارها
عالم يقوم على التمييز الشخصي واستبعاد اآلخرين
يقتضي الجمع بين أشياء متنافرة و متفرقة ،وقد يفلح إن عالم الفن المعاصر هو "عالم ُ الرتب الرفيعة" ،لقد
أما الفصل الثاني (منتدى النقد الفني ) فيتناول بالدراسة
واألهمية التاريخية المفترضة وما شابه ذلك ،ثمة
للفنون وهو حاضنة لجميع الفنون الجميلة،وفي رحابه
الضبابية والمتناقضات فال توجد في آفاق عالم الفن
باستمتاعه بها ،ولكن البعض اآلخر ال يروق له هذه المكائد و الدسائس التي ال يمكن تحملها ألن ظاهرها غير
يركز على الجوانب االجتماعية للصداقة
الصداقة في العصور القديمة للكالسيكيات في جامعة نيويورك .ويتناول الكتاب تاريخ الصداقة عند اإلغريق ً مرورا بالعصر الهلليني، والرومان منذ هوميروس حتى القرن السادس قبل الميالد، وانتهاءً بالصداقة في أوساط المسيحيين والوثنيين في القرن الرابع الميالدي.
ويعتمد المؤلف ديفد كونستان على الرصد الزمني التاريخي للتطورات التي طرأت
المخلص؟ متى يكون النقد ب ّناءً بين األصدقاء ،وما الفرق بين الصديق الوفي والمرء
المتملق؟ هل هناك ارتباط بين التفرد والبوح الذاتي وحرية التعبير عن آراء خطيرة؟ هل تميل العالقات بين اآلباء واألبناء ،واألخوة ،واألحباب ،والعمال وأرباب العمل، إلى "إقصاء الصداقة" ،ام أنه يمكن لشخصين أن يكونا شقيقين صديقين ،أو زوجين
صديقين ،أو عامل ورب عمل صديقين؟ وغير ذلك من األسئلة التي تثيرها هذه العالقة
على مفاهيم الصداقة ،والمعايير المختلفة التي تميزها عن الروابط الودية األخرى ً عالميا في أدبيات األبحاث المعاصرة ،ثم يعرض ألنواع األدلة المناقضة للرأي السائد
وبمناسبة صدور الترجمة العربية للكتاب بعث كونستان كلمة إلى مشروع "كلمة"،
ويركز الكتاب على الجوانب االجتماعية للصداقة ،والمعايير التي تميزها عن العالقات
تتبوأ ،على الدوام ،المنزلة األسمى في الثقافة العربية .وعند الشروع في الكتاب تمنيت
عن الصداقة في العصر القديم ،على ضوء التحول األنثروبولوجي الحديث في فهمنا للمجتمعات القديمة.
األخرى ،وال سيما الحب الذي يتسم بمشاعر الغيرة ونزعة التملك .ويذكر تصنيف أرسطو للصداقة ضمن فئات ثالث :صداقة تقوم على المنفعة ،وهي عالقة عرضية تنقطع ً ً سريعا بعد إشباع اللذة؛ سريعا ،وتذوي بانقطاع الفائدة؛ وأخرى تقوم على المتعة ،فتنشأ
وثالثة تتأسس على الفضيلة ،وهي الصداقة األبقى واألقدر على االستمرار .وفي حال ً معا في عالقة واحدة ،فتلك هي الصداقة األكمل في معانيها اجتماع األنواع الثالثة وتجلياتها.
وفي سياق خمسة فصول يحاول كونستان اإلجابة عن أسئلة ملحة تتعلق بموضوع
الصداقة ،من قبيل :هل تفترض الصداقة صيغة موحدة بين النساء والرجال؟ ما سمات ً عالميا ،وما المزايا الواجب توفرها في الصديق الصداقة التي التي جرى التأكيد عليها
معأرض الجثث أو الثالجات التي توضع فيها جثث
بأمور بوادر شفافية بخصوص قضايا ومفاهيم تتعلق ٍ مثل الشهرة والسمعة والمصداقية واالنتماء لمؤسسات
في أوقات الركود االقتصادي.
ً أستاذا كتاب الصداقة في العصور القديمة ،لمؤلفه ديفد كونستان الذي يعمل
البعض أن المزادات العلنية ليست سوى مقابر جماعية
األخيرة .
احتياالت ومؤمرات تحاك في عالم الفن والبعض يعترف
تحديد معالمه ،أما في المزادات العلنية التي تمثل
مثيرة وقعت أحداثها داخل إحدى القاعات المخصصة
تأسس هذا العالم على شكل نظام هرمي طبقي تحكمه
جلب كميات هائلة من السيولة المالية إلى سوق الفن،
ً ً رماديا يصعب فضاء إن عالم الفن بشكل عام يمثل
"المزاد العلني" فهو عبارة عن تقرير ُمفصل يصف أمسية
الموتى ذوي الهويات المجهولة بينما يرى آخرون أن
بعينها والتعليم والذكاء والثروة وحجم المقتنيات
وتظل القيمة االستثمارية للمنتجات الفنية قائمة حتى
أقطار مختلفة وتشتمل فصول الكتاب على تقارير تضم
اإلنسانية.
قال فيها" :بصفتي مؤلف كتاب عن الصداقة في العالم اإلغريقي -الروماني القديم، ً مترجما إلى اللغة العربية ،ألن الصداقة ليس هناك شرف أعظم لي من رؤية كتابي بالفعل أن أتوسع في مناقشتي لتشمل الصداقة في التراث العربي ،ولكن تبين لي أن ذلك خارج نطاق استطاعتي.
وقد سبق لي أن عشت سنتين في القاهرة ،حيث درست اللغة العربية ،ودرّ ست
الكالسيكيات في الجامعة األمريكية وجامعة عين شمس .وحظيت في تلك الفترة
بصداقات ما زالت قائمة إلى اآلن .وما أقصد قوله من كل هذا إنني اشتغلت على
دراسات مقارنة في التراثين العربي واألوروبي ،وإنني أؤمن بأهمية تجاوز الحدود ٌ جهد في غاية األهمية، المصطنعة بين هذين التراثين .ولهذه الغاية ،فإن "مشروع كلمة" أرحب به أشد ترحيب ،وأعرب عن عظيم امتناني ،ألصبح من المشاركين فيه". ترجم الكتاب علي ّللو ،وقام بالمراجعة سعيد الغانمي.
المزادات تمثل مناطق حرة لعرض األعمال الفنية للمرة
والتحليل وقائع ندوة أسطورية في معهد كاليفورنيا يتحول الطالب إلى فنانين ويتعلمون أبجديات الحرفة،
و من الجدير بالذكر أن ثمة عالقة وطيدة تربط بين
الثراء الفاحش في صالة المزادات والميزانية المتواضعة
lima.ae www.ka
23
ـــــارة ثورنتون المخصصة لتطوير اإلبداع الفني في معاهد الفنون ،وتقتضي
ُ ويشتمل هذا الفصل على المحادثات التي أجريت مع كبار النقاد
وآلياته.
مع عدد من المؤرخين في مجال الفنون حيث تم االطالع على
الضرورة فهم طبيعة كل منهما من أجل الولوج إلى عالم الفن
في مجال النقد الفني باإلضافة إلى تقارير عن اللقاءات التي تمت
وبشكل مماثل فإن الفصلين الثالث (معرض الفنون ) والسادس
آرائهم و رصدها ،ومن بين الموضوعات التي تم التطرق إليها في
وأطروحات ذات صالت متعأرضة ،فاألول يتعلق باستهالك
المتلقي باإلضافة إلى تأثير التقارير الفنية الصادرة عن مؤسسات
(زيارة إلى المرسم" يستعرضان إشكاليات ذات طابع تقابلي
المنتجات الفنية والثاني يتناول طرائق وسبل إنتاجها ،وبينما يظل المرسم هو المكان األفضل لفهم نوعية اإلنتاج الفني لفنان واحد
بعينه ،فإن معرض الفنون يمثل وسيلة لتسويق المنتجات الفنية
وعرضها بطريقة ال تخلو من المباهاة والخيالء أمام الجمهور مما يشتت األذهان ويسلب الحضور من قدرتهم على التركيز على أي عمل فني محدد.
ويستطلع الفصل الرابع الفعاليات المصاحبة لمراسم منح جائزة
واحد من تيرنر البريطانية يوم أن قررت هيئة المحكمين اختيار ٍ ُ بين أربعة فنانين ممن أدرجت أسماؤهم في قائمة المرشحين،
كي يعتلي المنصة ويتسلم قيمة الجائزة في حفل ينقل عبر األثير وشاشات التلفاز ،ويتطرق هذا الفصل لطبيعة المنافسة بين الفنانين وأهمية الحصول على أوسمة في مسيرتهم الفنية
والعالقات الناشئة بين األجهزة اإلعالمية والجهات المشرفة على المعأرض والمتاحف الفنية.
وفي الفصل الخامس (المجلة) يتم إلقاء الضوء من اتجاهات
شتى على األدوار التي تضطلع بها أقسام النقد الفني في المجالت
المتخصصة ومدى نزاهتهاُ ، ويستهل الفصل بدراسة اتجاهات
المحررين الذين يعملون في مجلة آرت فورام انترناشيونال،
وهي من أكبر المجالت التجارية ذائعة الصيت في عالم الفنون،
هذا الفصل دراسة تأثير صفحات الغالف في المجالت الفنية على
صحفية على صورة الفن والفنانين وطريقة دخولهم إلى سجالت التاريخ الفني.
وبينما تجري وقائع وأحداث الفصل السادس (زيارة إلى المرسم)
في ثالثة أماكن في اليابان فإن أحداث الفصل األخير "البينالي" تقع في مدينة فينيسيا (البندقية) اإليطالية إبان انعقاد أقدم
معرض دولي للفنون في العالم ،و من المفترض أن يشجع (البينالي- معرض الفنون) روح المغامرة ويدفع عجلة عالم الفن إلى األمام حسب وجهة نظر المؤلفة ،كما ينبغي أن يقوم البينالي بخلخلة
النظام وإلقاء أحجار عديدة في الماء الراكد ،ليس من بين مهام
البينالي استنساخ كل ما هو تقليدي محافظ وال ينبغي أن يكون ً مناهضا لكل من يسعى للمجازفة. البينالي إن الولوج إلى عالم الفن يحتاج إلى بعض المهارات النادرة ومن ً أحكاما عامة على هذا العالم ومن المستحيل الصعوبة أن نطلق
أن نسبر أغواره ،وعلى النقيض من الذهب واألحجار الكريمة واأللماس فإن الفن له قيمته الجمالية ولذلك فهو مميز ومثير ً ً ً شيئا ما ولكن ألماسا فإنه يبيع ذهبا أو لإلعجاب ،عندما يبيع المرء
عندما يبيع المرء فنه أو إبداعاته فإنه يبيع نفسه ،هذا هو الفارق
بين الفن والمقتنيات الثمينة األخرى.
سارة نورنتون مؤلفة الكتاب سارة نورنتون باحثة وأكاديمية وصحفية كندية شهيرة ،تقيم في لندن ،حاصلة على درجة الدكتوراه في
علم االجتماع ،ولها دراسات وبحوث في تاريخ الفن ،شغلت عدة مناصب أكاديمية في الجامعات البريطانية ،كما أن لها سلسلة
من المقاالت والدراسات عن تاريخ الفن نشرت في أهم الجرائد والمجالت الغربية مثل :آرت فورام إنترناشيونال والغارديان ً كتابا بعنوان "نادي الثقافة" يتناول تاريخ الثقافة البريطانية المعاصرة ،ومن واإليكونومست والصنداي تايمز ،نشرت في عام 1996
أهم مؤلفاتها كتابها هذا ،والذي ترجم إلى العديد من اللغات.
«موجز تاريخ الجنون» ..صورة كرونولوجية موجزة وافية «موجز تاريخ الجنون «للمؤرخ البريطاني روي بورتر.
يعرض الكتاب بصورة كرونولوجية موجزة ووافية
في آن ،الكيفية التي قاربت بها الثقافة الغربية الجنون وعالجته .وقد استطاع بورتر أن يحصر ،بنجاح كبير، ً قليال على مئتي صفحة، تاريخ الجنون في كتاب يزيد
ً منطلقا من العصر السابق على الكتابة حين نظر إلى ً ً الجنون بوصفه تلبّسا شيطانيا .وقد امتدت هذه
لالتجاه العقلي الطبيعي الذي قطع مع االتجاه فوق الطبيعي .وهو يقيم ،لهذه الغاية ،صورة بانورامية تحشد
كثرة من اآلراء والمدارس التي عمدت إلى عقلنة الجنون؛ ً بدءا من فالسفة اليونان؛ الذين انطلقوا في مقاربتهم
للجنون من فكرة األخالط األربعة ،ثم عصر التنوير الذي ً تبعا لرؤية عقلية طبية .ويبسط الكتاب قارب الجنون
معاني الجنون وموضوعاته الثقافية التي مثلت مادة
ً تبعا لمؤلف الكتاب ،إلى االعتقادات فوق الطبيعية، كتب الطب المصرية وطب بالد ما بين النهرين ،فضالً
يؤرخ لمأسسة الجنون التي شرعت بالظهور في القرن
بالجماجم المثقوبة التي تعود ،في األغلب ،إلى المئوية
حين احتجز – كما يروي بورتر – نصف مليون مريض
عن األسطورة والفن اإلغريقيين .ويمثل بورتر على ذلك
الخامسة قبل الميالد .فقد ثقبت هذه الجماجم كي تتيح ً تبعا لعلوم واعتقادات ذلك الزمان ،للشياطين كي المجال،
تخرج من الجسد الذي تلبَسته .ثم يعرض بورتر لبعض التعاليم األسطورية التي عززت هذا المنحى حين نظرت
إلى الجنون بوصفه ظاهرة «فوق طبيعية» (بما هو تلبس شيطاني) ،وذلك عبر ما ّ بشرت به من سرود تحكي كيف
ثرية متحت منها الفنون واآلداب .وال يفوت المؤلف أن
التاسع عشر ،وبلغت ذروتها أواسط القرن التاسع عشر عقلي في الواليات المتحدة. ً ً فصال أخيرا كرّ سه للحديث عن الطب ويعقد المؤلف ً العقلي الذي دعي القرن العشرين باسمه ،مستعرضا العديد
من التطورات التي حدثت في هذا الحقل مثل ظهور المصحة العقلية وأفولها ،وسياسات الحجز اإلجباري،
والوضعية العلمية ،وما يدعيه التحليل النفسي من
أن الجنس البشري مغمور بالكائنات الروحية األخروية، ً فضال عن أرواح الموتى والشياطين والعفاريت التي
من بعض العالجات المريبة مثل العالج بالتخليج
القرون الوسطى المحمومة لتعقب الساحرات. ً بدءا من الفصل الثالث في التأريخ وينخرط بورتر
عن تناوله البتكاراته الرئيسية في العالجات الدوائية.
تمتلئ بها حكايات الفالحين ،وهو ما يفسر الحمالت في
مزاعم شفائية ،و»خيرية» مهنة الطب العقلي ،والجدوى
الكهربائي ،وذلك الدور الذي اضطلع به الطب العقلي ً فضال في الضبط االجتماعي الجنسي لألقليات اإلثنية،
ويختم المؤرخ البريطاني كل ذلك بتقييم موجز لموقع ً ً وعالجيا ،مع إطاللة القرن الحادي علميا الطب العقلي،
ً متسائال :إن كان التاريخ المتنوع للطب والعشرين، العقلي يخبر عن أي قيمة لهذا المشروع؟
وقد ألف الكتاب روي بورتر ( ،)1946-2002وهو مؤرخ
بريطاني مرموق ،عرف بإنتاجه الغزير في تاريخ الطب. ً محاضرا في جامعة كامبريدج حيث درّ س وعمل
التاريخ األوروبي.
كما حاضر في معهد ولكم لتاريخ الطب ،وأصبح ً فضال عن ّ أستاذ التاريخ االجتماعي فيه، تقلده إدارة ً ً حينا من الزمن .وقد أنتج بورتر نحوا من المئة المعهد ً ً وتحريرا .أهمها كتاب (تاريخ الطب) وظهر تأليفا كتاب
في غير برنامج إذاعي وتلفزيوني.
ترجم الكتاب ناصر مصطفى أبو الهيجاء ،وهو مترجم
أردني له العديد من المقاالت والدراسات المترجمة في الصحف والمجالت العربيَّ ة التي تعنى بالعلوم
اإلنسانيَّ ة ،وقد ترجم كتاب «التصورات الجنسية عن
الشرق األوسط « لمؤلفه ديريك هوبود (من منشورات كلمة) ،وترجم باالشتراك مع الدكتور أحمد خريس كتاب
«إدوارد سعيد وكتابة التاريخ» لمؤلفه شيلي واليا (من منشورات أزمنة) .
24
www.ka lima.ae
«الكتب الممنوعة» للمؤلف ماريو إنفليزي
قوة الكتابة وتاريخ الرقابة في الحضارة الغربية
ّ ملخص إجمالي لتاريخ يهدف الكتاب إلى تقديم الرقابة على المطبوعات في الحضارة الغربية ،متتبّعاً
المسار الشائك لحرية التعبير عن الرأي ،وأنواع الرقابة َّ ّ والكتاب ،بما فيها من قيود على المسلطة على الكتب ّ المؤلف بالدراسة النشر بكافة أنواعه .وإذ يتناول
والمعالجة نشأة الرقابة ،وإعداد قوائم الكتب المحظورة،
ودور محاكم التفتيش حتى بزوغ شمس عصر التنوير، ً ً فضال عما أنتجته جليا دور الالهوت في ذلك، فهو يبرز ً أيضا. المعرفة من أدوات ومؤسسات تولت شأن الرقابة
المشهورين .وتشير أدوات الرقابة الرسمية كالقوائم
والمراسيم إلى مدى االضطراب الذي شهده المشهد
الثقافي واالجتماعي في النصف الثاني من القرن
في الحيز الرقابي رافقه انتشار للسوق السوداء للكتاب، ّ المقدسة ،وانضمت فتراجعت القوة القمعية للمحكمة
كنيسة روما على تطبيق خطة شديدة اإلحكام للتأكد
دعاوى اإلصالح االجتماعي الخاصة بعصر التنوير .غير
السادس عشر.
ويعرض الفصل الثالث لحدود الرقابة ،وإصرار
من تطبيق القائمة والحفاظ على الخصائص المركزية، مما استدعى إعداد مشروع لجلب كل قوائم الكتب
المحظورة ،التي جمعها المحققون إلى روما ،وكل قوائم
ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول ،يقدم الفصل
كتب مكتبات الطوائف الدينية المختلفة مما شكل ً ً ً ثريا لقراءات رجال الدين والدومينيكان عاما مشهدا
فائق بين أفراد الشعوب المختلفة ،والذين كانوا بمنأى
المقدسة على إقامة رقابة فعلية على تداول الكتب
األول تاريخ الرقابة الذي يرتبط بظهور قوة الكتاب
المطبوع جلية ،واضحة ،وقدرته على االنتشار بيسر في الماضي عن الثقافة المكتوبة .غيرت الطباعة ،وقيام
واليسوعيين .ويشير المؤلف إلى عدم قدرة المحكمة
المحظورة ،وندرة محاكمة األشخاص الذين وجدت في
نظام تجاري سرعان ما امتد إلى أطراف أوروبا كلها،
حيازتهم تلك المؤلفات.
اإلصدار المطبعي ،وتحولت بعض مدن أوروبا إلى مراكز
حيث اشتدت الرقابة والنشاط الرقابي ،اللذان تتم
من ظروف التالقح الفكري ،فزادت كميات وعمليات للنشر يقصدها الناشرون والمؤلفون والقراء ،ولقد أثار
ً كليا وإنما تراخت شدتها مما كان يعني انهارت الرقابة انفراجا واضحاً ً -بشكل جوهري ،وفي كل الدول تقريباً-
َ السادس عشر بالتركيز، القرن ويتناول الفصل األخير َ
ممارستهما عبر قنوات تشريعية صارمة .إذ بلغ التعاون
الكنيسة ،خالل والية البابا بيندكتوس الرابع عشر ،إلى أن ذلك االنفراج النسبي في النصف الثاني من القرن ً غالبا ما أثار في الثامن عشر ،المتسم بطابع رسمي،
نفوس القراء الملل أو الرفض ،حيث انتشرت حشود
المتعالمين ،والكتب السيئة المطبوعة تحت الموافقة
واالمتياز الملكي ،مما حمل الجمهور إلى توجيه النظر ً قادرا نواح أخرى ،صوب ما يبدو من بيانات النشر صوب ٍ على استدعاء غير المألوف ،والمخالف للقواعد. ويؤكد الكتاب أنه ورغم التطورات الحاصلة بشأن
تراجع الرقابة في أوروبا لم يتم إقرار حرية النشر ً رسميا إال مع صدور "إعالن حقوق اإلنسان والمواطن"
في باريس في 26أغسطس عام 1789م ،الذي تضمّ ن أن
بين محكمة التفتيش وجامعتي ساالمانكا وألكاال ،اللتين
"تبادل الفكر الحر ،واآلراء ،أحد حقوق اإلنسان األكثر ً تقديرا ،ويحق لكل مواطن أن يتحدث ويكتب وينشر
ويتناول الفصل الثاني قوائم الكتب الممنوعة التي
عمل محاكم التفتيش بعد ذلك إلى التعويل على ذاتها.
التي نصت عليها القوانين".
شملت مطبوعات ذات انتشار واسع وال تتعأرض في ّ وامتد الجدل شيء مع القضايا الالهوتية الشائكة.
الممارسات الرقابية قد تجاوزت كل حد ،حيث خضعت
وباحث إيطالي يدرس في جامعتي ميالنو والبندقية،
لكن في أعقاب ذلك – ووفقا للمؤلف -حصل سعي
وتداول المطبوعات في أوروبا الحديثة ،ونشر في هذا
ذلك قلق الكنيسة فسعت إلى إقرار مبادئ عامة لرقابة استباقية يخضع لها اإلنتاج األوروبي المطبوع كله.
ّ أعدها أساتذة الالهوت ،ورعتها محاكم التفتيش ،والتي
إلى شرعية قراءة التوراة بين العامة ،كما دخل العلم،
واألدب حيز عمل المراقبين ،وتعرضت بعض أكثر ّ المنقحين المؤلفات األدبية شهرة إلى التحريف على يد
كانتا تتوليان مهمة تحديد الهرطقة ،مداه ،ثم اتجه
وفي األعوام األخيرة من القرن السادس عشر ،كانت
للمراقبة مؤلفات باللهجة الشعبية ،وأعمال دينية شعبية، وكتابات أكاديمية ،وعلمية.
الدولة لفرض سلطتها على المطبوعات ،ومع ذلك ما
ً ً وفقا للحاالت تجاوزا، بحرية كاملة في ما عدا ما ُيعد الكتاب من تأليف ماريو إنفليزي ،وهو أستاذ جامعي
النشر في البندقية في القرن الثامن عشر" (ميالنو ،)1989 ً حاليا على كتابة تاريخ اإلعالم السياسي. ويعكف
ويتولى في الوقت الحالي منصب كرسي تاريخ الطباعة ً طويال بقضايا الرقابة على المؤلفات، والنشر .اهتم
اإليطالي الحديث في كلية اآلداب ،في جامعة حلوان.
الصدد العديد من الدراسات واألعمال من بينها "صناعة
المترجمة هي وفاء عبد الرؤوف البيه ،أستاذة األدب
لها العديد من الدراسات المنشورة ،سبق لها وأن ترجمت
رواية "المسيح توقف عند إيبولي" لكارلو ليفي ،2010
ورواية "أنطونيو الجميل" لفيتاليانو برانكاتي .2010
المقارن لألنظمة السياسية األوروبية يصدر عن اإليطاليةالتاريخ َ
«السياسة األوروبية في القرن العشرين» «السياسة األوروبية في القرن العشرين» للمؤلف اإليطالي باولو
المختلفة وكيفية مواجهتها من التيارات السياسية المتعددة حتى
ّ تطور األنظمة السياسية يستعرض الكتاب ويحلل في ستة فصول ً بدءا من أزمة نهاية القرن ،والمقصود هنا ما الح في األفق في أوروبا
المؤلف مرحلة انتقالية في تاريخ السياسة األوروبية ،تميزت بالبحث
اندالع الحرب العالمية األولى .وأما الفصل الثالث فيتناول ما يعتبره
بومبيني وترجمه إلى العربية ناجي رزق.
عن أشكال جديدة لمؤسسة الدولة .وينقلنا الفصل الرابع إلى الفاشية
من مظاهر تعثر مرّ بها النظام السياسي الليبرالي في نهاية القرن التاسع ً جدال حول طبيعة هذا النظام وأدى إلى التشكيك في صحة عشر مما أثار
بمفهومها العام ونشأة وتطور وسياسات النازية والفاشية ،ثم يستعرض
الفصل الخامس ّ رد الليبرالية األوروبية على التحديات الفاشية ،وينقلنا بالتالي إلى الحرب العالمية الثانية .يتناول الفصل السادس واألخير فترة ً انتصارا لألنموذج الليبرالي الديمقراطي من ما بعد الحرب والتي تمثل
أسس الليبرالية المتعارف عليها حتى تلك الفترة ،شملت األزمة قضايا محورية وكانت نقطة انطالق دراسات فلسفية وسياسية واجتماعية
ً أشكاال مختلفة باختالف الدول، خالل عملية إعادة بناء سياسي اتخذ
ّ مقدمتها المشاركة الشعبية والتمثيل العمومي حول هذه القضايا وفي ً تقريبا. الذي اتفقت عليه أوروبا بكاملها
ويختتم بإشارة سريعة إلى تطورات األنموذج الدستوري األوروبي
ً وانطالقا من هذه االختالفات قسم الكاتب الفصول حسب الفترات ً الزمنية ،وبالتالي األنظمة السياسية المختلفة ،مقسما الفصول بعد
وتطوراته.
ّ يقدم المؤلف استعراضه هذا بشكل يبتعد فيه عن األكاديمية ،وإن احتفظ بدقتها ،ليجعل عمله يسير القراءة على غير المتخصصين أيضاً،
ذلك إلى محاور فرعية للتعريف بـ«اللعبة السياسية» في كل بلد أو
ما يكسبه أهمية خاصة في مرحلة تعاني فيها أوروبا من أزمة ال يعتبرها ً أيضا ،أو ربما في المحللون اقتصادية أو مالية فحسب بل وسياسية
مجموعة بلدان تشابهت فيها التوجهات ،وبالتالي كان من الطبيعي أن ُي ّ سلط الضوء على النظام السياسي البريطاني الذي غدا لفترة طويلة
ً أنموذجا للدول األوروبية األخرى في قضايا عديدة ،أو السياسة األلمانية
المقام األول.
وتطوراتها خالل الفترة الزمنية التي يغطيها الكتاب ،وهناك بالطبع فرنسا
مؤلف الكتاب باولو بومبيني من مواليد مدينة بولزانو اإليطالية عام ً أستاذا في التاريخ المقارَ ن لألنظمة السياسية األوروبية، ،1948يعمل
يجد قارئ الكتاب نفسه أمام عمل تاريخي من جهة ،يسرد فيه المؤلف
واألنظمة السياسية في التاريخ المعاصر» « ،1994اللجنة الدستورية:
وانعكاسات تركيباتها السياسية على أوروبا ،دون الحديث عن أوروبا
الالتينية مع متابعة دقيقة للسياسة وأنظمتها في إيطاليا وإسبانيا.
في كلية العلوم السياسية في جامعة بولونيا .من مؤلفاته« :األحزاب
بالتسلسل الزمني تاريخ النظام الليبرالي في أوروبا ،وتحليل غير مباشر من جهة أخرى ألنظمة بعينها وسياسات محددة في فترات تركت بصمات ال تمحى على تاريخ أوروبا والعالم .وتكفي اإلشارة إلى الحربين
العالميتين ،وإلى النازية ثم الشيوعية وانهيارها .إال أن تأريخ بومبيني لألنظمة السياسية ال يخلو من مساهمة موسوعية الطابع ،حيث يتمكن
القارئ من التعرف على مسيرة «مصطلحات» أصبح استخدامها اليوم ً ً وبديهيا دون إدراك كثيرين لنشأتها ومعناها الحقيقي ،ينطبق متداوال
مشكلة تاريخية وسياسية»
هذا على أحداث مهمة ُيطلع الكتاب القارئ عليها من خالل سرد تحليلي،
ودرامي إلى حد كبير في الوقت نفسه ،مثل باريس أو جمهورية فايمر األلمانية. ويستعرض الفصل األول أعراض أزمة الليبرالية في نهاية القرن
التاسع عشر ،بينما يتعمّ ق الثاني في أشكال هذه األزمة في الدول
1995
و»الدولة والسياسة» .1997يدير
المؤلف مجلة «أبحاث في التاريخ السياسي».
قام بترجمة الكتاب إلى العربية ناجي رزق ،مترجم وسينمائي من
مصر يقيم في روما ،درّ س اإلخراج في جامعات إيطالية وعمل مع تليفزيونات ووكاالت أنباء مختلفة من بينها تلفزة «الراي» اإليطالية ً مترجما مع سهيلة طيبي «كيف تصنع ووكالة «آجي» اإليطالية .صدر له
فيلما؟» لفيدريكو فِ ّليني في إطار مشروع «كلمة» 2010
lima.ae www.ka
25
كلمة وعالم السينما
ترجمة الكتاب السينمائي إلى العربية محطات وطموحات
مقدمة
أتت ترجمة الكتب السينمائية األجنبية إلى اللغة العربية التي بدأت بالظهور في خمسينات القرن الماضي استجابة لحاجة ماسة لدى صناع
السينما .في مقالتنا هذه سنتوقف عند أهم المحطات التي شهدت حركة نشطة لترجمة الكتاب السينمائي من اللغات األجنبية إلى العربية .من
القاهرة في عقدي الخمسينات والستينات التي كانت أول محطة انطلقت منها حركة ترجمة الكتب السينمائية .إلى بيروت وعقد الثمانينات ً ً أخيرا إلى أبو ظبي حيث «مشروع كلمة» بدءا من عقد التسعينات وسلسلة «الفن السابع» .لنصل حيث سلسلة «المكتبة السينمائية» ،ثم دمشق
الطموح والتواق لترجمة الكتب المتميزة في مختلف المجاالت المعرفية واألدبية والفنية ومنها السينما .وإذا كنا قد اكتفينا بهذه العواصم األربع
فهذا ال يعني أن بقية العواصم العربية قد خلت من ترجمة الكتب السينمائية ،وإنما ألن مثل هذه الكتب ،على قلتها ،لم تصلنا (في سورية) بسبب
القطيعة الثقافية بين البلدان العربية ،أو على األقل بين تلك البلدان وسورية .ونخص هنا العراق ،الذي شهد حركة ترجمة واسعة خالل نصف
القرن األخير ،لكن مثل هذه الكتب لم تستطع اجتياز الحدود العراقية السورية بسبب القطيعة التاريخية بين جناحي حزب البعث الحاكم في البلدين ،والتي أدت إلى قطع العالقات بين البلدين على كل المستويات على مدى ما يقرب من أربعة عقود.
مصر ودور الريادة
تفتقر المكتبة العربية إلى بيبليوغرافيا سينمائية تبين تاريخ صدور أول ً بسيطا يبين أن كتاب مترجم عن السينما إلى اللغة العربية .لكن استقصاء
مرحلة الخمسينات والستينات شهدت صدور عدد من الكتب السينمائية المترجمة في مصر .ولعل أول المترجمين في هذا المجال هو المخرج صالح التهامي ( ،)1997 - 1922الذي يعتبر ثاني رواد مخرجي األفالم الوثائقية
في مصر بعد سعد نديم ( .)1980 –1920وربما يقول قائل هنا إن رائد السينما
(أحد المواقع اإللكترونية يشير إلى أن هذا الكتاب صدر في عام 1945وهذا خطأ) .وغريرسون هو أحد أهم رودا السينما التسجيلية وأول من اطلق هذا
المصطلح «السينما التسجيلية» على هذا النوع من السينما ،وذلك في سياق
مقالته عن فيلم روبيرت فالهرتي «نانورك رجل الشمال» .ومن هنا يكتسب هذا الكتاب أهميته .وهو يضم مجموعة مختارة من المقاالت التي كتبها
غريرسون عن السينما التسجيلية بين عامي .1945 – 1930شهد عام 1962
صدور كتابين في مصر األول بعنوان «كيف تخرج األفالم للهواة» .تأليف
المصرية هو محمد بيومي ،وهذا صحيح ،لكن رائد السينما الوثائقية أو ً متفرغا إلخراج األفالم التسجيلية هو سعد نديم الذي أمضى حياته كلها
تونى روز ،وترجمة محمد عبد هللا الشفقى ،ومراجعة فريد المزاوي .وصدر
الكتاب الذي صدر عام 1957عن دار الفكر في القاهرة وكان للمخرج الروسي
الثاني فكان بعنوان «رجال السينما» تأليف أوزويل بليكستون ،ترجمة أحمد
ً فيلما .ترجم صالح التهامي التسجيلية ،حيث أخرج ما يزيد عن ثمانين
فيسفولد بودوفكين بعنوان «الفن السينمائي» ،والذي ترجمه عن اإلنكليزية. ً فصال منه يتحدث عن تقنية وكان المخرج المصري صالح أبو سيف ترجم المونتاج ونشره في إحدى المجالت المصرية .مما يعكس أهمية هذا ً عموما .أما الكتاب اآلخر الكتاب بالنسبة لعملية اإلبداع واإلنتاج السينمائي
عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر .أما الحضري ،ومراجعة أحمد كامل مرسي ،وصدر عن دار النهضة العربية .بعد
عام صدر عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر كتاب المخرج السينمائي السوفييتي الشهير سيرغي ايزنشتين «مذكرات مخرج سينمائي» بترجمة أنور المشري ومراجعة كامل يوسف .أما عام
الذي صدر في مرحلة الخمسينات في القاهرة فكان بعنوان «صناعة األفالم
1964فشهد صدور كتابين عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر.
ومراجعة أحمد كامل مرسى .وصدر عن دار القلم عام .1959ويتضح من
ومراجعة فريد المزاوي .والثاني بعنوان «صنع األفالم» تأليف روبيرت
الثاني الذي يعلم اإلخراج السينمائي بعد كتاب بودفكين المذكور أعاله. ً كتبا سينمائية أخرى ترجمت في مصر أو غيرها عدا هذين الكتابين لم نجد
في عام 1966لم نعثر سوى على كتاب مترجم واحد بعنوان «الفيلم
وأصوله الفنية» تأليف رايموند سبوتر .ترجمة محمد علي ناصف ومراجعة
باالنتقال إلى مرحلة الستينات نجد صالح التهامي يتابع رحلته في
أي كتاب سينمائي مترجم صدر في مصر عام 1967نجد أنه في العام التالي
«فن الفيلم» تأليف إرنست لندجرن؛ والذي صدر في القاهرة عن مؤسسة
أخرجه فرانسوا تروفو ،وترجمة الناقد السينمائي سمير فريد ،وصدر عن
من السيناريو إلى الشاشة» تأليف أندرو بوكانان؛ ترجمة أحمد الحضري
خالل العنوان أهمية هذا الكتاب في تلك الفترة .فكان هذا هو الكتاب
من البلدان العربية وصدرت في مرحلة الخمسينات.
كتب :ناصر ونوس
ً أيضا أحمد كامل مرسي وصدر عام 1965 فورسيث هاردي ،والذي راجعه
ترجمة الكتب السينمائية إلى جانب عمله كمخرج سينمائي .فترجم كتاب
كامل مهدي للطباعة والنشر ،سلسلة األلف كتاب ،عدد 247عام 1960بمراجعة أحمد كامل مرسي .وبعده كتاب «السينما التسجيلية عند غريرسون» تأليف
األول بعنوان «اللغة السينمائية» تأليف مارسل مارتن وترجمة سعد مكاوي
وجين بنديك ،وترجمة محمد علي ناصف ومراجعة منيرة ناصف.
منيرة ناصف .وصدر عن الدار المصرية للتأليف والترجمة .وفي حين لم نجد
صدر كتابان األول بعنوان «فهرنهايت »451وهو سيناريو هذا الفيلم الذي
مطبعة الجريدة التجارية المصرية .أما الثاني فكان بعنوان «ماهي السينما»
تأليف أندريه بازان وترجمة ريمون فرنسيس ومراجعة أحمد بدرخان.
26
كلمة وعالم السينما
www.ka lima.ae
والنشر .في العام الذي تاله صدر كتاب بعنوان «تحليل أفالم رينيه كلير»
مستمرة في الصدور ،وبلغ عدد الكتب التي صدرت صمنها حتى اآلن نحو ً كتابا ،تناولت الفن السينمائي من مختلف جوانبه .فنجد الكتب مئة وخمسين
طوسون ،وصدر عن دار الكاتب العربى للطباعة والنشر .الدار التي أصدرت ً ً ً شبيها له بعنوان «تحليل أفالم جان رينوار» (بقلم طلبة معهد كتابا أيضا
ومايكل أنجلو أنطونيوني وأندريه تاركوفسكي ولويس بونويل وروبير
وصدر عن مكتبة األنجلو المصرية باالشتراك مع مؤسسة فرانكلين للطباعة تأليف طلبة المعهد العالى للدراسات السينمائية في باريس ،وترجمة حليم
التي كتبها المخرجون السينمائيون أنفسهم وتناولت تجاربهم ومذكراتهم ً كتبا بأقالم كل من فيدريكو فيلليني ورؤيتهم للسينما ،فوجدنا في هذا السياق
الدراسات السينمائية العليا في باريس) .ترجمة أنوبيس شنودة ومراجعة ربيع
بريسون وأكيرا كيروساوا وإنغمار بيرغمان وجان رينوار وأندريه فايدا وإيليا ً مدرسا لكتابة السيناريو) ،كما وجدنا كازان وغابرييل غارسيا ماركيز (بوصفه
واصلت القاهرة ترجمة ونشر الكتب السينمائية بوتيرة أعلى والتي تتناول
وفرانسوا تروفو وبيير باولو بازوليني وروبيرت التمان وألفريد هتشكوك
غيث .تلك هي أهم الكتب السينمائية المترجمة التي صدرت في مصر خالل
عقدي الخمسينات والستينات التي استطعنا العثور عليها .بعد تلك الفترة
هذا الفن من مختلف جوانبه .وهنا تبرز السلسلة التي بدأ بإصدارها عام 2002
مركز الفنون في مكتبة اإلسكندرية تحت عنوان «دراسات سينمائية» ،والتي
صدر ضمنها حتى اآلن عشرات الكتب السينمائية المترجمة .كما أن المركز ً عددا من الكتب السينمائية المترجمة الهامة أبرزها القومي للترجمة أصدر كتاب «موسوعة تاريخ السينما في العالم» تأليف جيوفري نوويل سميث في ثالثة مجلدات .ترجم المجلد األول مجاهد عبد المنعم مجاهد ،بينما ترجم
المجلدين الثاني والثالث أحمد يوسف .وأشرف على ترجمة المجلدات الثالثة وراجعها الناقد السينمائي والمترجم هاشم النحاس.
ً كتبا عن هؤالء المخرجين أنفسهم وغيرهم مثل ساتياجيت راي وفريتزالنغ
وجون فورد .وهناك الكتب التي تتحدث عن السينما في عدد من البلدان
مثل :السينما اإليرانية والسينما اليابانية والسينما اإلسكندنافية والسينما
األمريكية وغيرها .وهناك الكتب التي تتناول نظرية السينما مثل« :السينما ً فنا» و»مدخل إلى سيميائية الفيلم» و»مالحظات في السينماتوغرافيا» و»علم
نفس وعلم جمال السينما» و «الفيلم كفيلم» و»الصورة – الحركة أو فلسفة الصورة» و»السينما التجريبية» و»جماليات موسيقى األفالم» .وهناك الكتب
التعليمية لكتابة السيناريو مثل« :لغة السيناريو من الفكرة إلى الشاشة»
و»فن كتابة السيناريو» و «األسس العلمية لكتابة السيناريو» و»كيف تحكى
الحكاية» و»نزوة القص المباركة» .كما أصدرت السلسلة مجموعة من نصوص
بيروت و»المكتبة السينمائية»
أما في بيروت فنجد أن عقد الستينات شهد صدور كتابين للمؤرخ
السيناريوهات ألهم األفالم العالمية مثل سيناريو فيلم «المدرعة بوتمكين»
الزينشتين ،وسيناريو فيلم «المواطن كين» ألورسون ويلز ،وسيناريو فيلم
السينمائي جورج سادول .األول هو «السينما في البلدان العربية»(.)1966
«المرآة» لتاركوفسكي ،وسيناريو فيلم «السقف» لفيتوريو دي سيكا ،وسيناريو
إبراهيم الكيالني ،وصدر في بيروت عن دار عويدات للنشر والطباعة عام
مجيدي .وهذه ليست سوى أمثلة قليلة عن الكتب السينمائية المترجمة التي
والثاني هو «تاريخ السينما في العالم» بترجمة الكاتب والمترجم السوري .1968وظل هذا الكتاب المرجع الوحيد في اللغة العربية عن تاريخ السينما في
العالم إلى أن صدر في مصر الكتاب المذكور أعاله «موسوعة تاريخ السينما في العالم».
فيلم «الحياة حلوة» لفيدريكو فيلليني .وسيناريو فيلم «لون الفردوس» لمجيد
صدرت ضمن سلسلة «الفن السابع» في سورية .لتكون هذه السلسلة بذلك
ظروف الحرب األهلية .إلى جانب دار الطليعة في بيروت أصدرت دار
نقل تجربة هذه الصناعة من البلدان المتقدمة ،وهنا بدأ البحث عن الكتب
التي تعلم صناعة السينما في كل جوانبها ،وتم البدء بترجمتها .لكن ما يمكن
للباحث أن يأخذه على مجمل الكتب السينمائية التي صدرت في اللغة
العربية منذ الخمسينات حتى اآلن يمكن حصره في مسألتين: ً أوال إن جل هذه الكتب تعاني من الفوضى في ترجمة المصطلحات
والمسميات السينمائية سواء في أسماء المخرجين أو أسماء أفالمهم. ً نظرا لغياب قاموس سينمائي متفق عليه من قبل مترجمي السينما وذلك
ً ً أوال ،ولغياب المترجم الذي لديه الخبرة في السينما ً وعلما والمتخصص فنا ً ثانيا .وهنا نستثني الكتب التي ترجمها نقاد أو بترجمة الكتب السينمائية
مخرجو السينما .وكنت قد تحدثت عن هذا الموضوع في مقدمتي لترجمة
كتاب «صناعة األفالم الوثائقية» الذي صدر عن «مشروع كلمة» .ويمكن لمن ً عددا من الكتب لم يترجم عن يشاء الرجوع إلى تلك المقدمة .إضافة إلى أن
لغته األصل وإنما عن لغة وسيطة مما يزيد من احتمال وقوع األخطاء في ً وخصوصا الكتب التي صدرت في المرحلة الترجمة .وهذا ما حدث بالتأكيد،
األولى وأخص بالذكر هنا كتاب بودفكين «الفن السينمائي» وكتاب ايزنشتين
«مذكرات مخرج سينمائي». ً ً ثانيا إن الكتب التي ترجمت ركزت على السينما الغربية عموما على حساب
سينما العالم الثالث في أمريكا الالتينية وأفريقيا وآسيا ،وحتى على حساب
السينما في الصين واليابان والهند .فمن ضمن هذا الكم الكبير من الكتب ً كتابا السينمائية المترجمة ال نجد أي كتاب عن السينما اإلفريقية .وال نجد
إضافة إلى األخطاء الطباعية .ونذكر هنا كتابين على سبيل المثال ،األول
«المكتبة السينمائية» وكان يشرف عليها الناقد السينمائي إبراهيم العريس. ً كتبا عن كبار المخرجين العالميين مثل ألفريد هيتشكوك وفرنشيسكو وضمت ً روزي وإنغمار بيرغمان .وكتبا عن األفالم الكبرى مثل «المحاكمة» إخراج
الفارابي كتاب «اإلحساس السينمائي» لسيرغي ايزنشتين عام ،1975الذي
فيها صناعة السينما في المرحلة الموازية .فكان البد للمخرجين في مصر من
عام 2005بعنوان «آفاق السينما الصينية» إعداد كريس بيري وترجمة الشريف
السلسلة يعتريها الكثير من المآخذ؛ فهناك عدد من الكتب التي تعاني من
هو «الكتابة السينمائية» تأليف بيير مايو ،الذي ترجمه عن الفرنسية قاسم
بيرغمان .كما ضمت دراسات مثل «علم جمال السينما» لهنري آجيل .توقفت ً عموما بسبب هذه السلسلة مع تعثر حركة النشر في دار الطليعة وفي لبنان
منها األجيال الالحقة كما حدث في فرنسا أو غيرها من البلدان التي بدأت
المشروع العربي األهم لترجمة الكتب السينمائية دون منازع .لكن هذه
مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات صدر في بيروت عدد من الكتب
أورسون ويلز لرواية كافكا المعروفة باالسم نفسه .و «الصمت» إلنغمار
لوميير .لكن صناعة السينما في مصر لم تؤسس لخبرة يمكن أن تستفيد
ً مترجما عن السينما في القارة األمريكية الالتينية رغم عراقة هذه السينما كتابا واحداً ً وأهميتها والعدد الكبير للدول التي تشملها القارة .وال نجد سوى
األخطاء في الترجمة سواء ترجمة العبارات أو المصطلحات أو المسميات،
السينمائية ،أهمها سلسلة الكتب التي أصدرتها دار الطليعة تحت عنوان
وقت مبكر ،بل بعد فترة وجيزة من اختراعها على يد الفرنسيين األخوين
المقداد .والثاني هو «السينما اإليرانية» تأليف حميد دباشي الذي ترجمه عن
اإلنكليزية عارف حديفة.
أبو ظبي والمشروع الطموح
عن السينما الصينية ،وهو الكتاب الذي صدر في مصر عن مكتبة االسكندرية خاطر .وهو في األساس كتاب قديم صدر في مطلع السبعينات من القرن
الماضي في اللغة اإلنكليزية ،وبالتالي يتوقف هناك .وعن السينما الهندية ال
نجد سوى الكتابين الذين صدرا ضمن سلسلة الفن السابع في دمشق األول تأليف ساتياجيت راي وترجمة عبد الكريم ناصيف بعنوان»أفالمنا وأفالمهم»، والثاني عن ساتياجيت راي نفسه بعنوان «سينما ساتياجيت راي» ترجمة ناصر
خالل عام « 2011بدأ مشروع كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
ونوس والذي صدر عام ( 2001يعتزم مشروع كلمة إعادة نشر هذا الكتاب لكن
«صناعة األفالم الوثائقية» تأليف مخرج األفالم الوثائقية باري هامب وترجمة
ال نجد أي كتاب مترجم رغم أهمية السينما الهندية وأن اإلنتاج السينمائي
بإصدار الكتب السينمائية المترجمة ،وصدر منها حتى اآلن خمسة كتب هي:
بترجمة لطبعته الثالثة المزيدة والمنقحة) .أما عن السينما الهندية ككل فإننا
الهندي يصل إلى ثالثمئة فيلم في السنة الواحدة .أما السينما اليابانية فنجد
ترجمه عن اإلنكليزية سهيل جبر وراجعه إبراهيم فتحي .و»أحاديث حول
ناصر ونوس ،والثاني بعنوان «جماليات الفيلم» لمجموعة من المؤلفين
الذي ترجمه عن الروسية الناقد السينمائي عدنان مدانات ،وصدر عام .1981
السينمائي الفرنسي فرنسوا تروفو ،ترجمة السعيد بوطاجين .والرابع هو
بقلم المخرج األشهر أكيرا كوروساوا بعنوان «مايشبه السيرة الذاتية» وترجم
أريستاركو ،وترجمة عدنان علي .والخامس للسينمائي اإليطالي فيدريكو ً فيلما» ترجمة ناجي رزق وسهيلة طيبي .وسبق فيلليني بعنوان «كيف تصنع
اليابانية في النقد السينمائي العربي» إعداد سمير فريد .والثالث عن المخرج
اإلخراج السينمائي» ألحد أهم مخرجي السينما السوفيتية ميخائيل روم.
دمشق وسلسلة «الفن السابع»
ً وخصوصا لم تكن سورية بعيدة عن نشر الكتب السينمائية المترجمة،
وزارة الثقافة .التي نشرت العديد من هذه الكتب في السبعينات والثمانينات.
ومع بداية التسعينات بدأت المؤسسة العامة للسينما التابعة لوزارة الثقافة السورية بإصدار سلسلة «الفن السابع» بإشراف الزميل والصديق بندر عبد
الحميد .وكان أول كتاب في هذه السلسلة هو كتاب من تأليف أحد رواد
الواقعية السينمائية الهندية ،وهو «ساتياجيت راي» ،بعنوان «أفالمنا وأفالمهم» بترجمة عبد الكريم ناصيف ،وصدر عام .1991ومازالت السلسلة
من كتاب «جماليات الفيلم»
الفرنسيين ،وترجمة ماهر تريمش .والثالث «أفالم حياتي» للناقد والمخرج
«الواقعية الجديدة والنقد السينمائي» للناقد السينمائي اإليطالي غويدو
لهذا الكتاب أن صدر ضمن سلسلة الفن السابع في دمشق عام .2001
فوضى المصطلحات وسينمات غائبة
إن حركة ترجمة الكتب السينمائية من اللغات األجنبية إلى اللغة العربية
أتت كما أسلفنا استجابة لحاجة ملحة لدى المبدعين السينمائيين وصناع
عنها أربعة كتب ثالثة صدرت في دمشق ضمن سلسلة الفن السابع ،األول
عن لغة وسيطة هي البلغارية وصدر عام .1996والثاني بعنوان «السينما
«أوزو» .بينما صدر الرابع في مصر وتضمن محاورات أيمن يوسف مع عدد من المخرجين اليابانيين .أما السينما في بقية دول القارة اآلسيوية فليس لها
أي ذكر على خارطة الكتب السينمائية المترجمة إلى العربية .وبالتالي فإن أي
مشروع لترجمة الكتب السينمائية إلى العربية يجب أن تكون من أولوياته ترجمة الكتب السينمائية التي تعنى بالسينما في تلك البلدان .بلدان القارات الثالث :األمريكية الالتينية واإلفريقية واآلسيوية.
السينما في مصر والوطن العربي .صحيح أن السينما بدأت في مصر في
تأليف :جاك أمون
كل فيلم هو فيلم روائي
ً ً مخالفا لسلوك مشاهد فيلم روائي ،ذلك سلوكا إلى فرجة .فال يسلك مشاهد لفيلم وثائقي،
تتمثل ميزة الفيلم الروائي في تمثل شيء خيالي معين ،أي قصة .وحين نفكك سيرورته،
أنه يعلق كل نشاط لكون الفيلم غير الواقع ولكونه يتيح بهذه المناسبة تأجيل كل فعل وكل ً أيضا حاضر في الفرجة. تصرف .فكما يدل على اسمه ،هو
األول .كذلك هو الفيلم الروائي ،ال واقعي مرتين :ال واقعي لكونه يمثل (المتخيل) ،وال واقعي
(حتى وان اتخذ الشكل الجدي للتفكير) بما أنه ال يطلب من المشاهد إال تلقي صور وأصوات.
نتبين أن الفيلم الروائي ينطوي على تمثل مزدوج :فالديكور والممثلون ،يمثلون وضعية هي المتخيل ،أي القصة المحكية .أما الفيلم ذاته فيمثل في شكل صور متجاوزة ذاك التمثل بالطريقة التي يمثله بها (صور أشياء أو ممثلون).
بالتأكيد ،تمثل الفيلم أكثر واقعية ،بفضل الثراء اإلدراكي و«أمانة» التفاصيل ،من أصناف
ومنذ اللحظة التي تتحول فيها ظاهرة ما إلى مشاهدة ،يفتح الباب أمام حلم اليقظة
بقدر ما يقترب الفيلم ،بوساطة العدة السينمائية وبوساطة لوازمه ذاتها ،من الحلم ،دون أن يختلط مع ذلك به ،يصبو مشاهد الفيلم أكثر إلى حلم اليقظة.
التمثل األخرى (رسم ،مسرح )..بيد أنه في الوقت نفسه ال يتيح رؤية غير رسوم ،وأطياف ً فعال هذه السلطة التي تقضي «بتغييب» ما تعرضه لنا: مسجلة أل«ياء هذ ذاتها غائبة .فللسينما
ً دائما طابع العجب لواقع ليس له بيد أنه ،ناهيل عن أمر أن كل فيلم يشاهد ويعرض
حيث يأتي ليرتسم .أما في المسرح فإن من يمثل ومن يضفي الداللة (ممثلون ،وديكور ً ً خياليا .أما في السينما فإن حقا عندما يكون ما هو ممثل وإكسسورات) حقيقي ويوجد َ والممثل كالهما خيالي .بهذا المعنى فإن كل فيلم ،فيلم متخيل ،أما الفيلم الصناعي الممثل
ً تبعا بمثابة سند داللة على شيء آخر ،ومن قبل محمول في متخيل اجتماعي ويهب نفسه
«تغيبه» في الزمن وفي الفضاء بما أن المشهد المسجل كان قد حدث وأنه جرى خارج الشاشة
والفيلم العلمي كالوثائقي فكل ينضوي تحت هذا القانون الذي يقضي بأن على كل فيلم ً واقعيا الذي يمثله ويحيله بوساطة مواده التعبيرية (صورة متحركة ،صوت) أن يحيل ال
أن يبلغني وأجد أمامه نفسي في موقع المعصوم ،ثمة أسباب أخرى ألجلها ال يستطيع ال ً كليا من المتخيل .بداية ألن كل شكل هو من قبل الفيلم العلمي وال الفيلم الوثائقي اإلفالت
لمتخيل صغير (بخصوص هذه النقطة وفيما يتعلق بالتعارض بين السردي والالسردي) ومن ً غالبا الفائدة من الفيلم العلمي أو الفيلم الوثائقي في حقيقة أنهما يقدمان ناحية أخرى تكمن
لنا جوانب مجهولة للواقع الذي هو كذلك من المتخيل أكثر مما هو من الواقع .أتعلق األمر بالجزئيات الالمرئية للعين المجردة أم بالحيوانات الغرائبية ذات العادات العجيبة.
كلمة وعالم السينما
lima.ae www.ka
27
«الواقعية الجديدة والنقد السينمائي»
غويدو أريستاركو للناقد السينمائي اإليطالي المشهور ِ «الواقعية الجديدة والنقد السينمائي» الذي يمثل خالصة نقدية لتلك الموجة السينمائية التي شهدتها
إيطاليا في العقد 1955 /1945
والتي ال تزال تشكل مصدر إلهام لدى الكثير من السينمائيين والمخرجين،
غويدو أريستاركو ( ،)1996 - 1918وقام بنقله إلى العربية األستاذ الكتاب من تأليف الناقد السينمائي اإليطالي ِ عدنان علي.
يعالج الكتاب ظاهرة سينمائية لطالما لفتت انتباه ّ النقاد والسينمائيين أال وهي موجة الواقعية الجديدة
في السينما اإليطالية ،إذ تشير عبارة الواقعية إلى أعمال ذات إيديولوجيات متنوعة بنتائج فنية متفرقة ،تم
ربطها بخلفية مشتركة ،لتسهل العودة إليها عند البحث في االنقطاع الذي يفصل بين الحاضر والماضي.
على ذلك األساس ،نشأت الحركة التي ساهمت فيها دوافع مختلفة؛ فأفالم الواقعية الجديدة ذات طابع
شعبوي لعرض المشاكل الحياتية؛ وهي رغبة صادقة في التحديث تدل على وعي باستعادة الحرية .وفي
أماكن عديدة أخرى ،كانت تلك الحركة السينمائية تبحث تارة في الثقافة عن خميرة تعجن بها أعمالها، ً وطورا في إعادة اكتشاف القيم الحية والعملية.
ً أعواما في المراجعات النقدية لألفالم ،جعلت اسمه يقترن بأسماء أشهر غويدو أريستاركو قضى ِ المخرجين اإليطاليين وأفالمهم ،كما سبق له أن ّ درس تاريخ النقد السينمائي في جامعة السابيينسا بروما، وهو مؤسس مجلة «السينما الجديدة» المشهورة ،وله العديد من األعمال المنشورة منها« :العالم الجديد
للصورة اإللكترونية» 1985و»السينما الفاشية» ،1996وبرغم ما حظيت به بعض األفالم مثل «سارق ّ تهتز» من شهرة ،فإنه يعود الفضل إلى «الحس»« ،الوسواس»« ،األرض الدراجة»« ،روما مدينة مفتوحة»، ّ غويدو أريستاركو في معالجتها من زاوية نقدية منذ ظهورها األول. ِ ّ أعد ترجمة كتاب «الواقعية الجديدة والنقد السينمائي» عدنان علي ،وهو مترجم وصحافي من مواليد
العراق 1957يقيم في روما ،ترجم العديد من األعمال من اللغة اإليطالية إلى العربية ،من ضمنها «الدستور اإليطالي.
«جماليات الفيلم» ..
الحصيلة النظرية ألهم المقاربات والنظريات السينمائية يقدم هذا الكتاب الحصيلة النظرية ألهم المقاربات والنظريات ً ً ونقدا ،ويسعى في جميعها إلى عرضا السينمائية التي يتناولها
ً ً مرورا بالمشهد بدءا باللقطة تبسيط أهم مراحل صناعة الفيلم
إلى المقطع والتركيب والمجال واإلطار فيظهر اختالفاتها في ً فنيا األمر وتبعات تلك االختالفات على اإلنتاج السينمائي ً وسوسيولوجيا ،كما يسعى إلى تناول ظاهرة الفيلم من زوايا
ً معا الفيلم السينمائي :التمثل الصوتي والبصري مختلفة تشكل للصورة السينمائية ،والتركيب باعتباره لغة للفيلم ،وإشكالية السرد
والالسرد في السينما وعالقته بالحكاية والحكائية والرواية ،ومنه ً خالفا للغات األخرى ،كما يقدم يخلص إلى بناء اللغة السينمائية
األخرى البصرية ،له كتابات عديدة في بيوغرافيات مختلفة -
وخاصة أيزنشتاين – وتحاليل كثيرة لألفالم ..من أهم مؤلفاته: ً ً أستاذا بجامعة حاليا «العين األبدية» و»تحليل األفالم» ،يعمل ً ومديرا لمعهد باريس ومعهد الدراسات العليا للعلوم االجتماعية
تاريخ السينما.
ً أستاذا بجامعة باريس *آالن برغاال :أبرز النقاد الفرنسيين عمل ورئيس تحرير كراسات السينما ،تخصص بدراسة السينمائي ً كتبا ودراسات عديدة حوله، الشهير جان لوك غودار حيث ألف
ً كتبا تعليمية عن السينما للناشئة ،أهم كتاباته في كما ألف
السينما« :السينما معراة» ،و»فرضية السينما :كتيب لتفسير
ً ً عميقا لعالقة الفيلم بالمشاهد من خالل ضروب تحليال الكتاب
السينما في المدرسة» ،و»كراسات السينما».
تماه ،وهي المسأله التي تجعل من السؤال بالواقعية أو وهم أو ٍ ً ً في السينما وعنها أمرا راهنا على الدوام.
للبحوث التاريخية في السينما ،اختص بتاريخ السينما وله
العالقة التي تربطه بالصورة المرئية سواء كانت عالقة ارتسام
قام بتأليف الكتاب أربعة مؤلفين مميزين: ً *جاك أومون :بدأ حياته في مجال السينما مهندسا في مؤسسة
*ميشال ماري :أستاذ بجامعة باريس ،ترأس الجمعية الفرنسية
في ذلك مؤلفات عديدة أهمها« :الموجة الجديدة» ،و»السينما
الصامتة عن كراسات السينما» ،كما نشر مقاالت عديدة في
تحليل األفالم.
اإلذاعة والتلفزة الفرنسية ،حيث قام خالل تلك الفترة بإخراج
*مارك فيرني :أستاذ الدراسات السينمائية بجامعة «دنيس ديدرو»
الفرنسية منذ أواسط السبعينيات ،ومحاضر بجامعات بركلي
كثيرة في مؤلفات جماعية حول السينما وصورها واألرشيف
بعض األفالم التجريبية والصناعية ،وهو مدرس بالجامعات ولشبونة وماديسون ،تخصص في العالقة بين السينما
والتجسيم ومن ثم في إدراك الصور السينمائية مقارنة بالفنون
ومستشار لدى المعهد القومي للسينما في فرنسا ،له مساهمات
السينمائي ،عرف بكتابه األشهر «صور الغياب».
ويذكر أن الكتاب من ترجمة ترجمة :د.ماهر تريمش.
28
كلمة وعالم السينما
www.ka lima.ae
الترجمة السينمائية واختصار المسافات * بقلم :ناجي رزق السينما عالم بالغ االتساع وسريع التطور ،سيستمر خالل العقود القليلة القادمة
على األقل ،ودون شك ،في جذب جمهور واسع ،بل وفي كونه أحد عناصر ثقافة
عصرنا ،رغم ما يطرأ عليه من تغيرات ،سواء في الشكل أو في المحتوى .وكي
نتمكن من إجراء تقييم حقيقي ألهمية الكتابة في السينما ،وبالتالي حول ترجمة أعمال «سينمائية» أجنبية إلى اللغة العربية ،يتوجب علينا تحليل بعض الحقائق الناتجة عن هذا التطور ،الذي أدى بالضرورة إلى تبدل تركيبة واهتمامات القراء المحتملين لكتب حول هذا الفن ،سواء كانت تلك األعمال مترجمة أو أصلية ،مع
تتبع تطلعاتهم.
تنطلق تأمالتي ،التي أحاول اآلن ترتيبها من نقطة أعتبرها أساس أي نشاط
تحريري أو تثقيفي أو تعليمي ،بل وحتى فني ،وهي لمن أتوجه؟ ومن هو جمهوري
وماذا ينتظر مني؟ وهنا يأتي االختالف في جمهور «األدبيات السينمائية» ،والناتج
كما ذكرت سابقا من التطور «الطبيعي» لفن ال يزال في صباه.
«صناعة األفالم الوثائقية ..دليل عملي للتخطيط والتصوير والمونتاج» كتاب «صناعة األفالم الوثائقية ..دليل عملي للتخطيط
والتصوير والمونتاج» تأليف باري هامب ،وترجمة ناصر ونوس. عن مشروع كلمة للترجمة
يقع الكتاب في 600صفحة من القطع الكبير ويتوزع على ً فصال ،إضافة إلى تسعة مالحق، سبعة أقسام تضم ثالثة وثالثين وبيبليوغرافيا وفيلموغرافيا وفهرس عام ،وقاموس المصطلحات السينمائية الواردة فيه.
يأتي القسم األول ليعرف بمفهوم السينما الوثائقية ويتحدث
عن نشأتها وتطورها ،ويشرح كيف أن صناعة الفيلم الوثائقي ً إطالقا، تبدو بغاية البساطة لكنها في الحقيقة ليست كذلك
من هو جمهور اليوم؟ هذا أول األسئلة التي أعتقد أن علينا التعمق في اإلجابة
ويعرف الفيلم الوثائقي بأنه»عمل تواصلي يعتمد على الحقيقة، ً سجاال بصريا» ،في الوقت نفسه يتحدث عما هو ليس التي تنتج
ً مقارنة ببضع عقود مضت ،حيث يعتقد كثيرون أن شراء كاميرا رقمية كثيرين،
أما القسم الثاني فموضوعه التخطيط للفيلم الوثائقي ،وهنا ً بدءا يتحدث المؤلف عن كل ما تتطلبه صناعة الفيلم الوثائقي
عليها ،نظرا لتنوع هذا الجمهور وظهور فئات جديدة منه .فالتقنيات الحديثة ً أمرا في متناول جعلت «تنفيذ» الفيلم ـ وأتجنب هنا عن عمد استخدام كلمة إخراج ـ
واقتناء أو استعارة أو تحميل (أو حتى سرقة) برنامج للمونتاج كاف لتنفيذ عمل
سينمائي .وبالتالي من الطبيعي لمثل هؤالء أن يستعينوا بكتب هي من وجهة
نظرهم مجرد كتيبات إرشادية لكيفية استخدام هذه الوسائل التقنية الحديثة.
نتحدث هنا دون شك عن شبان يقتحمون عالم السينما بعفوية وحماس وعدم خبرة ،وستكون الكتب تقنية الطابع ،أي شبه «التعليمية» ،وسيلتهم وأول ما يبحثون عنه .أسمح لنفسي هنا بتخيل شخصية نموذجية لهذه الفئة ،ألستنتج أنه سيبحث
ً ً وثائقيا. فيلما
من التصور األولي للفيلم وانتهاء بإنجاز نسخته النهائية.
في القسم الثالث يتحدث المؤلف عن ماهية الفيلم الذي سيتم ً موضوعا غاية في األهمية وهو عرضه للمشاهدين ،وهنا يتناول
ما يسميه بـ «الدليل البصري» .فالفيلم الوثائقي ليس مجرد إجراء
مقابالت مع «خبراء» وسرد قصة تشرح الصور المعروضة ،بل هو
أن تعرض للمشاهد الدليل البصري على وقوع الحدث وجريانه
وتصوره في مكان وزمان حدوثه.
بشكل تلقائي عن كتب مترجمة وليست مكتوبة باللغة العربية ،وذلك على األرجح
أما القسم الرابع فيخصصه المؤلف عن كتابة الفيلم الوثائقي،
على أرض الواقع أيضا.
وفي القسم الخامس يتحدث المؤلف عن كل ما يتطلبه تصوير
لكون التقنيات وتطوراتها «سلعة مستوردة» بالضرورة في أذهان كثيرين ،وربما إال أن هذا الشاب وبعد تنفيذ أعماله األولى سيكتشف جانبا آخر من هذه «اللعبة»
وفيه «كل شيء عما يجب كتابته وعما يقوم به الكاتب».
الفيلم الوثائقي وإخراجه ،والتعامل مع الممثلين ومع الناس من
الجديدة ،جانبا سيعتبره بطلنا تقنيا بدوره ،وأعني هنا القواعد األولية للسرد
غير الممثلين.
بيولوجية ونفسية ،لتتحول إلى أدوات تعبير فني .هذا برأيي نوع آخر من األدب
مرحلة ما بعد التصوير وكيف يتم فيها تنظيم جميع األجزاء ً بعضا ومنتجتها في فيلم وثائقي. لربطها مع بعضها
السينمائي ،التي تشكل في الواقع أسس السرد البصري السمعي من وجهات نظر السينمائي جمهوره أكثر اتساعا من شباننا الهواة.
أتوقف هنا للتأمل في هذا النوع من الكتب السينمائية وكيف تبدل مع مرور
الزمن ،وال أقصد هنا التغيرات الناتجة عن تطور التقنيات بل نحن أمام تغير ثقافي عالمي (أو ربما معولم وإن كنت أتحدث عن فترة لم تكن هذه الكلمة مستخدمة
فيها أو مكتشفة بعد) .تعود بي الذاكرة إلى بداية اهتمامات جيلي بالسينما في ً مقارنة بزمن الحاسوب واألنترنيت ،لكنها نهاية السبعينيات ،أي إلى حقبة جوراسية
كانت في العالم بكامله وربما في عالمنا العربي بشكل أخص ،مرحلة تعطش للمعرفة ً شبانا متسمة بالنهم ثقافي ،كانت الكتب المورد الوحيد والمحبب إلشباعهما .كنا
أما القسم السادس فهو مخصص لمرحلة ما بعد اإلنتاج ،أي
في القسم السابع واألخير للكتاب يتحدث الكاتب عن كيفية
«البدء بفيلم وثائقي ،وأهمية العمل على ما تريد عمله ،وما الذي
يتوجب عليك -كمخرج وثائقي -دراسته».
أما مالحق الكتاب فمخصصة للحديث عن طاقم العمل،
والمعدات ،وتضم بعض االستمارات ،مثل استمارة وضع موازنة الفيلم ،وكذلك نماذج لمعالجات مكتوبة لبعض األفالم التي أخرجها المؤلف.
مؤلف الكتاب باري هامب مخرج لنحو 200فيلم وثائقي،
ومدرس لصناعة األفالم الوثائقية في جامعة بينسيلفينيا،
ونظرية الفيلم الوثائقي وكتابته في جامعة نيفادا ،في الس فيغاس ،صنع أكثر من 200فيلم وثائقي وفيديوي معلوماتي، ً مخرجا أو كاتب سيناريو ،ويركز هذه األيام على سواء كان فيه
تأليف الكتب وكتابة سيناريوهات األفالم الوثائقية.
مترجم الرواية ناصر ونوس ،حاصل على شهادة البكالوريوس
في النقد المسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية في ً ً مستقال لعدد من الصحف والمجالت صحافيا دمشق ،1988عمل العربية ،وهو ناقد سينمائي ومسرحي وإعالمي ترجم وألف العديد من الكتب.
«أفالم حياتي» ..تجربة تريفو العميقة “أفالم حياتي” للفرنسي فرنسوا تريفو ( ،)1932-1984وقام بنقله إلى اللغة
بدورنا في تلك الفترة إال أن بحثنا عن المعرفة السينمائية لم يكن حبيس حدود ً أيضا بفضل «تعلم أسرار المهنة» بل كان تعمقا وانغماسا في ثقافة السينما ،وذلك
يندرج كتاب “أفالم حياتي” ضمن كتب النقد السينمائي ،وهو يقوم على
إيزنشتاين وغويدو أريستاركو ،وشاهدنا أفالم «الموجة الجديدة» الفرنسية،
المقاالت هي التي فرضت هذه القراءة المتحولة ،على شاكلة روالن بارت إلى
عرض سوق الثقافة والترجمة في تلك الفترة .وهكذا قرأنا آندري بازان وسيرغي و»الواقعية الجديدة» اإليطالية واكتشفنا األلماني فاسبيندر والروسي فيرتوف.
وهنا ينتهي الفالشباك ولنعد إلى صديقنا الشاب الذي لن يشعر على األرجح
بالحاجة للتعرف على هذا العالم إال بعد مراحل من اكتشاف ،أو باألحرى استكشاف، ً تناقضا دون شك ،فنحن أبناء العصر الجوراسي عالم السرد بالصورة .قد يبدو هذا
اختصرنا المسافات ووحدنا المراحل بشكل أسرع من جيل زمن يقترب من سرعة
الضوء .وأستنتج هنا بمنطق رياضي بحت أن ترجمة «الفكر السينمائي» و»الكتب
السينمائية» هي في الواقع وسيلة قديمة لمنح عالم جديد المزيد من السرعة، ً ً بدال من «تعلم مهنة». وصوال إلى الرحيق
العربية المترجم الجزائري السعيد بوطاجين.
التجربة العميقة للمؤلف ،ولم يلتزم المؤلف بمنهج واضح ،والحال أن طبيعة حد ما ،مع اختالف في المنطق.
في هذا الكتاب كثير من اإللمام بالفن السينمائي ومفصالته المركبة :الفكرة،
النص ،السيناريو ،اإلخراج ،الديكور ،اإلضاءة ،التمثيل ،االقتباس ،التركيب، الحوار ،اإليماءة ،الصورة ،التصميم ،البناء ،العالمة ،اللون ،الحركة.
“كم من عين كانت لتريفو؟ ثمة ما يشبه كلية الحضور والمعرفة ،ليس ألنه
ناقد أو مخرج وحسب ،بل ألنه شاهد أعظم األفالم ولعدة مرات من مواقع متبدلة ،وبعيني المشاهد البسيط والناقد والمخرج وعيون اآلخرين كذلك”.
فرنسوا تريفو مخرج وكاتب سيناريو وناقد سينمائي ،ومن أهم أعماله
السينمائية“ :العروس ترتدي األسود” و”جول وجيم” و”حكاية اديل” و”الليل
ليست هذه «نوستالجيا» (رحم هللا تاركوفسكي) ،وال أنطلق هنا من حنين إلى
األميركي” و”المترو األخير” ،ومن مؤلفاته النقدية“ :هيتشوك” و”رامساي” ً ً سينمائيا في ناقدا وهما عمالن يتعلقان بقضايا السينما ،كما اشتغل تريفو
فلتكن ترجمة كتب السينما رسالة ثقافية ،أو باألحرى فلسفية ،موجهة إلى من
التقييم.
الماضي بل من رغبة في اإلشارة إلى قدرة المشاريع الثقافية الواعية على تغيير
إيقاع عالم يلهث ،واختصار المسافات ،وفتح أعين وأذهان ضيقي األفق.
يقترب من هذا العالم فتسرّ ع من اكتشافه لتكامله وشموله وبعده التام عن كونه ً وأيضا إلى جيلي الذي ال تزال تسكره األوراق الصفراء لعبة تكنولوجية جديدة،
لكتب الصبا واكتشافاته.
* مخرج سينمائي ومترجم مقيم في روما
عدة صحف ومجالت ،وعرف بشجاعة استثنائية وعبقرية الفتة ودقة في
أما مترجم الكتاب فهو السعيد بوطاجين أستاذ جامعي ،وله مجموعة
من اإلصدارات المتنوعة ،عمل في عدة مجالت رئيس تحرير ومدير تحرير ً وعضوا في هيئات استشارية ،من ترجماته“ :نجمة” لكاتب ياسين و”االنطباع األخير” لمالك حداد ،و”عش يومك قبل ليلك” لحميد غرين و”موسوعة القصة الجزائرية” لكريستيان عاشور و”حي الجرف” لصادق عيسات.
lima.ae www.ka
29
ً هدفا».. مذكرات شيراك «كل خطوة يجب أن تكون
إضاءة على حقبة حافلة باألحداث ً هدفا" من مذكرات جاك شيراك بعنوان "كل خطوة يجب أن تكون
ً واصفا إياه بـ ِ "األب الروحي" جورج بومبيدو عليه في بداياته السياسية، ً ً ومؤكدا أنه لوال بومبيدو لما وصل إلى ما هو عليه " :كان رجال ذا ثقافة
لرجال السياسة ،وهذا ما يبرز على األقل في تدوينه للذكريات المرتبطة
وأرى أن نظرتيهما إلى فرنسا لم تكونا متعارضتين ...بل إن نظرة بومبيدو ً حسما وأكثر حميمية ،وهي في آن واحد متجذرة في التقاليد كانت أكثر
ترجمة د .جان ماجد جبور.
في هذا الكتاب يعتمد جاك شيراك في سيرته على تقاليد السير الذاتية
باألحداث والمواقف التي أسهم في تشييدها أو تلك التي عاصرها ،وكشف ّ المؤجلة .هذا ما فعله الجنرال بعض األسرار الدفينة وتصفية الحسابات
ديغول وجورج بومبيدو وفاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران وغ
ً تماما كما الجنرال ديغول، استثنائية ...وكان في نظري يرمز إلى فرنسا
ومنفتحة على الحداثة بكل أشكالها".
واسترجع شيراك في مذكراته ذكريات عالقاته مع شخصيات دولية، ّ تتعلق بالسياسة الخارجية ،ومنها الكثير مما يهم العالم وأفصح عن أحداث
يرهم. ً فصال السنوات الثالث والستين تغطي هذه المذكرات التي تضم 24 ً رئيسا األولى من حياة شيراك ،منذ والدته عام 1932حتى انتخابه
كان عليه أن يقضي فيها الخدمة العسكرية في عامي 1956و .1957
حتى وصوله الى ماتينيون على رأس الوزارة األولى ،تحت حكم جيسكار
العربي .كما تحدث عن سياسة التوازن التي سعت فرنسا إلى الحفاظ ً دائما في منطقة الشرق األوسط ،وخاصة التوازن بين إيران أيام عليها
للجمهورية عام ،1995وفيها يتطرق ألهم األحداث التي عاشها ّ وأثرت ّ وتشكل هذه المرحلة األولى حقبة المسؤوليات السياسية في مساره.
ديستان ،ثم تحت رئاسة فرانسوا ميتران.
النشأة ...برناديت ،والبدايات السياسية
العربي .فعالقة شيراك بالعالم العربي ابتدأت في الجزائر الفرنسية ،حيث و خص شيراك صدام حسين بفقرة تلخص عالقته الحميمية بالعالم
الشاه والعراق .
كما يتضمن الكتاب فقرات مشوقة عن قدرة الرئيس شيراك على ً مثال عشقه لليابان ،إلى حد أن االنفتاح على اآلخرين .فهو ال يخفي
في بداية المذكرات لمحة عن حياة شيراك ومساره وكيف ترعرع في
الكثيرين يتحدثون عن ابن له هناك ،وعن حساب مصرفي وأموال في
ناصعة البياض لشريكة حياته برناديت التي التقاها أثناء الدراسة في معهد العلوم السياسية والتي ّ تردد أهلها في تزويجها من طالب "يساري" ً متمرد ليست له أية وضعية اجتماعية ،حيث كان بائعا لجريدة “لومانيتيه”
ترجم الكتاب د .جان ماجد جبور الحاصل على الدكتوراه في األدب
اإلنسانية-الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية ،له مؤلفات عدة والعديد
تفارق برناديت زوجها إلى اليوم ":برناديت شخصية أساسية في حياتي، ً يوما في بذل أعرف ما أنا مدين لها في حياتي السياسية ...لم تتأخر
ّ ّ المتنوع" لفيليس ّ داسيتو. المتعدد واإلسالم
أسرة متواضعة ليصل الى أعلى المسؤوليات في الدولة .وهنا تبرز صورة
الناطقة باسم الحزب الشيوعي .تزوجا عام ،1956ومنذ ذلك التاريخ لم
جهودها لمساعدتي منذ أول انتخابات خضتها ،ترافقني في كل مكان ،في
بنوك يابانية ،ولكن ال شيء ثبت أنه صحيح.
المقارن من جامعة السوربون في باريس ،مدير كلية اآلداب والعلوم من الكتب المترجمة ،بينها كتابين من إصدارات مشروع "كلمة" للترجمة ّ المعقد بين الغرب " :الخوف من البرابرة" لتزفيتان تودوروف ،و"اللقاء
المقاهي والمزارع؛ وكذلك بمدينة باريس فقد ساعدتني في كسب التأييد في الدوائر الصعبة؛ وتحمّ لت مسؤولياتها كزوجة رئيس وزراء...وكانت
آراؤها ونصائحها وانتقاداتها منيرة لي دائما في القرارات التي آخذها،
علي الحذر منهم"... وحول الرجال الذين يجب أن أثق فيهم والذين ّ ولقد تحدث شيراك في هذه المذكرات ألول مرة عن مرحلة صعبة في حياته ،وهي فقدانه البنته لورانس في ريعان صباها إثر إصابتها بمرض غريب عام 1973أودى بحياتها خالل فترة قصيرة...إنه جرح ما يزال يحمله إلى اليوم ويتج ّنب الحديث عنه. ويعترف شيراك في مذكراته بفضل الرئيس الفرنسي السابق الراحل
ولد جاك شيراك عام 1932م ،بدأ حياته السياسيسة بتأسيس حزب "التجمع من أجل الجمهورية" (1976م)
وحزب "االتحاد من أجل حركة شعبية" (2002م) .انتخب لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية في 1995م ً ُ عاما وج ّدد له في 2002م ،انتهت رئاسته بتاريخ 17مايو 2007م .وكان قبل ذلك عمدة لمدينة باريس لمدة 18
من 1977م إلى 1995م .كما تولى رئاسة الوزارة مرتين :من 27مايو 1974م إلى 26أغسطس 1976م ،ومن 20مارس 1986م إلى 10مايو 1988م.
«مسائل في علم االجتماع» ..أسراره وإمكانية التالعب في صياغة نتائجه «مسائل في علم االجتماع» لعالم االجتماع والفيلسوف الفرنسي الشهير
خفايا أمور
يضم هذا الكتاب تسع عشرة محاضرة تلخص فكر عالم االجتماع بيير
مؤلف الكتاب بيير بورديو ( ،)1930-2002عالم اجتماع فرنسي وأحد أبرز المراجع العالمية في علم االجتماع .درَّ س الفلسفة في معهد العلوم
إمكانية التالعب في صياغة النتائج المتصلة بموضوع ما على نحو
في الفلسفة .بدأ نجمه يسطع في الستينيات عند صدور كتابه «الورثة»
بيير بورديو ،وقامت بترجمته إلى اللغة العربية الدكتورة هناء صبحي.
العادي.
اجتماعية وسياسية واقتصادية ال يلتفت إليهاالمواطن
بورديو ،ألقاها في مناسبات مختلفة في فرنسا :في جامعات ومؤتمرات وتح ّ ّ دث فيها عن أسرار علم االجتماع وكشف عن ومقابالت صحفية،
االجتماعية للدراسات العليا .توازي أهميته في علم االجتماع أهمية فوكو
يخدم المتنفذين ويحجب الحقيقة عن أنظار الجمهور في مجاالت عديدة ،إذ ُيلقي الضوء على نهج ومفاهيم علم االجتماع التي بلورها
وكتاب «إعادة االنتاج» وخاصة بعد صدور كتابه «التميّ ز» في السبعينيات. ّ مادي للنتاجات اهتم بتناول أنماط السيطرة االجتماعية من خالل تحليل
(الحقل ،المتصل الوراثي ،رأس المال ،االستثمار وما إلى ذلك )...وعلى
الثقافية وإظهار أثرها في تكريس هيمنة فئة من البشر .انتقد بورديو
للثقافة والسياسة والرياضة واألدب ،والموضة والحياة الفنية ،واللغة والموسيقى ،ويسقط ناع عن الكثير من ُم ّ سلمات حياتنا اليومية. القِ
نظره ،من فرض نتاجاتهم الثقافية (ذوقهم الفني على سبيل المثال) أو
مسائل ابستمولوجية وفلسفية يطرحها علم االجتماع وتحليالت جديدة
من خالل التغلغل في العمل السوسيولوجي وهو في طور اإلعداد،
ُيتيح بورديو للمتلقي فرصة التفكير في النهج الذي يقترحه ويدافع عنه
فكر جاهز فحسب. وليس التماهي مع ٍ ّ يلخص هذا الكتاب إذن فِ كر بورديو وأغلب الموضوعات التي شغلت ً مزودا القارئ باألدوات التي تساعده على تحليل هذه الظواهر ذهنه،
ً بدال من َتب ّني مواقف جاهزة .فالقارئ والوقوف عند دوافعها الدفينة ّ يطلع في أغلب األحيان على نتائج البحوث و الدراسات لكنه يجهل آلياتها و أسرار عملها .يأخذنا بورديو من خالل هذه المداخالت إلى أعماق
هذه العلوم ويطلعنا على أسرارها في زمن طغت فيه الفردانية والتعالي وأنانية الذات على القيم االجتماعية وأصبحت بالفعل تهدد مجتمعاتنا.
لقد أحدثت مقاربات بورديو ثورة في علم االجتماع؛ إذ يطلعنا على
تغاضي الماركسية عن العوامل غير االقتصادية ،إذ يتمكن المهيمنون ،في الرمزية (طريقة جلوسهم أو كالمهم وما إلى ذلك) .ويشغل العنف الرمزي
(بمعنى قدرة المسيطرين على حجب تعسف هذه النتاجات الرمزية، ً ً أساسيا في فكر بورديو. دورا وبالتالي على إظهارها على أنها شرعية)
ومترجمة الكتاب د.هناء صبحي من مواليد بغداد ،حصلت على شهادة
الدكتوراه في األدب الفرنسي الحديث من جامعة السوربون في باريس عام ،1985ودرست اللغة الفرنسية وآدابها في كلية اآلداب /الجامعة
المستنصرية ،وكلية اللغات /جامعة بغداد ،وعملت في المركز الثقافي
الفرنسي في بغداد مسؤولة عن الترجمة واألنشطة األدبية والثقافية، ً فضال عن تدريسها اللغة الفرنسية ( ،)1985-2005شاركت في العديد من
المؤتمرات العلمية والتظاهرات الثقافية ببحوث أدبية .ترجمت لدار
الشؤون الثقافية العديد من الروايات والمقاالت الثقافية.
30
www.ka lima.ae
على خطى الصين يسير العالم ..صورة نابضة لحياة الصين المعاصرة «على خطى الصين يسير العالم» ،للمؤلف كارل جيرث وترجمة طارق عليان.
يعرض هذا الكتاب الشائق والمثير التغيرات التي تحدد اتجاهات األسواق تحو ً ّ ال في العالم في النهاية ،فعواقب الصينية في يومنا هذا والتي قد تحدث ّ ً وإن كانت التحول في الصين قد ُتحدث هذا تغيرا في العالم من نواح مهمة ْ
غير محددة في الغالب ،لكن المؤكد أن مستقبل الصين ومستقبل العالم سيتشكل بفعل اندفاع الصين نحو االستهالكية ،فأينما تسير الصين يسير العالم ،كما تبين فصول الكتاب.
ويقدم الكتاب صورة نابضة بالحياة للصين المعاصرة ،ويوفر لنا جيرث ً كنزا
من المعلومات في صورة سهلة االستيعاب ومثيرة لالهتمام .إنه مقدمة قيّ مة مفيدا ُ ً للقرَّ اء ،من ألهم أوجه الثقافة االستهالكية الصينية ،وال بد أنه سيكون
التنفيذيين الذين يريدون دخول سوق الصينيين إلى باحثي علم االجتماع الحريصين على فهم التغيير الذي ُتلحقه الثقافة االستهالكية بالصين .فالصين
ال تكتفي بمجرد تصنيع معظم منتجات العالم ،بل إن مواطنيها المليار
يستهلكون بشكل متزايد هذه المنتجات بشهية على الطراز الغربي ،شهية في كل شيء من المياه المعبأة وحتى سيارات «بي إم دبليو» .ويضم الكتاب بين ً دروسا لجميع المعنيين بإدارة األثر المتزايد لالستهالك البشري على دفتيه كوكبنا الهش.
ثمة طرق عديدة لقراءة هذا الكتاب الذي يحتوي أكثر من رسالة محورية.
فمن ناحية ،يمكننا أن نعجب بإنجازات البلد الهائلة في انتشال مئات الماليين من براثن الفقر في زمن قياسي أو نقف مشدوهين على قمة ناطحة سحاب
جديدة في شنغهاي ،وننظر باألسفل إلى اآلالف من البنايات الشاهقة التي بنيت في غضون العقد ونصف العقد الماضيين .لكننا من ناحية أخرى نرى
العقبات والتحديات العالمية الحقيقية التي أسفر عنها لحاق الصين بركب األنماط الحياتية لمئات الماليين من نظرائهم المستهلكين في البلدان األكثر تقدمً ا من الناحية االقتصادية.
كما َّ ولت أيام أن كانت وسائل المواصالت تعني اكتظاظ شوارع المدينة
بنسخ متطابقة من الدراجات ،فقد أصبحت الصين أكبر مستهلك للسيارات صين تتحول ،وبشكل متزايد، في العالم .هذه التغييرات تبدأ تروي لنا قصة ٍ
إلى بلد استهالكي على النمط الغربي. ً أحيانا بأنه وسيلة إلنقاذ االقتصاد العالمي. يوصف االستهالك الصيني
وتمضي هذه النظرية على النحو التالي :سيخلق الطلب الصيني على السلع
رفيعة التقنية والخدمات المالية والمنتجات األخرى األمريكية واألوروبية
فرص عمل ويعزز النمو االقتصادي العالمي حتى مع تشجيعه على تحول
الصين إلى الرأسمالية .ويبيّ ن جيرث مشكلة هذا التفكير ،وهي أنه حتى مع دفع الحكومة الصينية في اتجاه النزعة االستهالكية ،فإنها فتحت على نفسها الباب أمام عواقب غير مقصودة .وهو يقول« :ال يسهل وضع قيود على آمال
وأحالم المستهلك الذي ال يتسنى من دونه إطالق أي سوق جديدة».
يعقد جيرث ،المتخصص في تاريخ الصين الحديث في جامعة أكسفورد،
مقارنة بين زياراته الحديثة إلى الصين وزياراته المبكرة في ثمانينيات القرن ِّ المنصرم؛ فيعطينا لمحات من الماضي والحاضر تدلل على ما تحقق من نمو سريع ،ويوضح أن تايوان هي التي َّ عجلت بانتشار النزعة االستهالكية في ً الصين ،وبالتالي غيَّ رت مسار الصين وكل ما عداها أيضا.
ترتب على اإلصالح االقتصادي صعود نخبة صينية جديدة ،وبالتالي شكل
جديد من الالمساواة التي تتسبب في عدم ارتياح بين ماليين الصينيين اعتبر من بين البالد األكثر مساواة في العالمُ . وحكومتهم في بلد طالما ُ انتشل عشرات الماليين من الصينيين من براثن الفقر وبات في وسعهم الحصول على منتجات ما كانت تخطر لهم ببال من قبل .ولكن لم يكن هذا هو الحال
مع عشرات الماليين من الصينيين اآلخرين .ويشير جيرث إلى المهمة
الجسيمة التي تقبل عليها البلد فيما تحاول المناورة بشكل متناغم خالل هذا ً متطرقا ً أيضا إلى مخاطر األسواق غير المنظمة ،ال سيما إذا التحول السريع،
وضعنا في اعتبارنا الشهية العالمية لالتجار في البشر ،والحيوانات المهددة
العنوان الكامل لكتاب جيرث هو «على خطى الصين يسير العالم :كيف ّ تحولاً في كل شيء» .وإذا كانت عبارة «كل ُيحدث المستهلكون الصينيون شيء» تبدو وكأنها ضر ًبا من ضروب المبالغة ،فلنعطي جيرث الفرصة لشرح ذلكْ ، ّ تحفز فيه النزعة االستهالكية غربية النمط إذ يرى أنه في الوقت الذي
والتلوث ،والتحديات الناجمة عن الديناميات االجتماعية سريعة التغير. وفي النهاية يطلب جيرث من ُ القرَّ اء أن يأخذوا في اعتبارهم أن تفادي
هائل قادر على إحداث تغيرات ثقافية واقتصادية وبيئية جذرية داخل البلد
العالمي المنعكس في سلوك المستهلك ربما يحتاج إلى تغيير .فالعالم يشهد
ً أيضا تأثير حدوث تغيرات كبيرة في الصين ،نجد أن هذا االتجاه ذاته له وخارجه على السواء.
الصين بلد شاسع ومعقد ،وهو قصة شديدة السخونة في الوقت الحالي؛
ْ إذ أن البلد في غضون عقود قليلة نجح في أن يصبح قوة اقتصادية كبيرة. َّ لقد ولت أيام اضطرار الصينيين إلى حمل زوجين من عيدان تناول الطعام
وإعادة استخدامهما لعدة سنوات ،فاليوم تستهلك بكين وحدها يوميًّ ا ما يقرب من 10ماليين من أزواج عيدان تناول الطعام التي تستعمل مرة واحدة.
باالنقراض ،والخشب .ثم يتناول العواقب المترتبة على تزايد النفايات
المشكالت الكبيرة يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد التغييراتْ ، إذ أن الوعي النمو المتزايد لنفوذ الصين ،ويدور الجدل الحالي حول العملة والحرب وفرص ً بلد العمل .ومع تزايد الضجة يبدو الوقت مالئمً ا لدراسة ما يشهد تغيرا في ٍ كبير كالصين.
يحمل مؤلف الكتاب ،كارل جيرث ،درجة دكتوراة الفلسفة من جامعة ً أستاذا للدراسات الصينية في جامعة أكسفورد ،كما حصل هارفارد ويعمل
على العديد من الجوائز البحثية منها جوائز من مؤسسة فولبرايت األمريكية
واألكاديمية البريطانية ووزارة التعليم اليابانية .ويشغل كارل حاليً ا منصب
الرئيس المشارك لفريق الصين بمشروع ( )Ceres21الذي ينفذ برعاية مجلس وي ِّ البحوث النرويجي ُ درس عمليات التكيف اإلبداعي في صناعتي السيارات
والطاقة مع تغير المناخ والبيئة في ثالث قارات ،وهو متحدث ذائع الصيت في محافل الشركات الدولية والمنظمات المدنية والمؤسسات التعليمية. أما مترجم الكتاب ،طارق عليان ،فهو كاتب ومترجم صحفي.
«عبر الجسر»
دراسة متعددة األبعاد عن العالقات
بين ماليزيا وسنغافورة
«عبر الجسر» دراسة متعددة األبعاد عن العالقات بين ماليزيا وسنغافورة ،لمجموعة من الباحثين ،قدم للكتاب « تاكاشي شيرايشي»،
ونقلته للعربية نانسي سمير.
منظورات عدة بهدف تكوين دراسة متعددة األبعاد تسعى إلى التعبير عن مدى يتناول الكتاب العالقات بين ماليزيا وسنغافورة من ٍ
كثافة الصالت وتداخلها بين كال اإلقليمين .وقد ساعد القرب الجغرافي والروابط التاريخية واالنتقاالت والتدفقات المادية دوما على ربط إقليمي ماليزيا وسنغافورة وشعبيهما بعدة طرق وبدرجات متفاوتة من الشدة .ولم تتشكل العالقات بين ماليزيا وسنغافورة من مجرد الرؤى
التنافسية حول مفهوم القومية والمسارات المختلفة التي تم تبنيها من جانب مشروعات بناء القومية في هاتين الدولتين ،بل تشكلت كذلك
من حقيقة االعتماد المتبادل والتنافس االقتصاديين ،التعاون األمني ،وزيادة االستقرار في منطقة شرق آسيا المنشأة بفعل السوق.
ولد تاكاشي شيرايشي في العام 1950م ،وتخرج في كلية اآلداب والعلوم بجامعة طوكيو .حصل على درجة الدكتوراة من جامعة كورنيل. ً وأستاذا بمعهد وهو متخصص في الدراسات المتعلقة بالحكومات والسياسة في جنوب شرق آسيا .يشغل شيرايشي منصب نائب رئيس ً مؤخرا الميدالية ذات الشريط البنفسجي من الحكومة الدراسات العليا الوطني للدراسات السياسية .وله عدد كبير من الكتب ،وقد تم منحه
اليابانية نظير إسهاماته في مجال دراسات جنوب شرق آسيا.
مترجمة الكتاب نانسي سمير ،حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية ،1992ودبلوم األنثروبولوجيا ،كلية اآلداب ،جامعة القاهرة .1994
لها ترجمات منشورة في العديد من الصحف والمجالت المصرية والعربية .وهي عضو في اتحاد الكتاب شعبة الترجمة وعضو في جمعية
نوافذ للترجمة والتنمية والحوار .ترجمت مجموعة من الكتب« :قصائد امرأة سوداء وبدينة» ،و»عندما يموت العالم برفق».
lima.ae www.ka
31
رواية «أمير الضباب» لمارتين موزباخ رواية «أمير الضباب» لمؤلفها مارتين موزباخ الحائز على جائزة غيورغ
بوشنر األلمانية عام ،2007وقام بنقلها للعربية كاميران حوج. ً فصال عن صحافي مغمور تصادفه امرأة تحكي الرواية في 42 متبهرجة ذات يوم وهو في الطريق إلى العمل لكتابة تقرير عن حريق
في برلين (وهذه هي وسيلته في كسب العيش) وتقلب حياته الهانئة
والبسيطة رأسا على عقب ،مقنعة إياه بعظمة المهمة التي ستحددها له
والمزايا التي سيجنيها منها.
في سرد مليء بالمرارة والسخرية السوداء ،يروي المؤلف سيرة
حياة الرحالة األلماني تيودور لرنر ( )1931 – 1866الذي يستيقظ فيه بعد ً متمثال بكريستوف لقائه بالسيدة المجهولة حلم اكتشاف عوالم جديدة
القوة العالمية والمؤامرات السياسية وعن مصائر مأساوية لشخصيات تثير شفقة القارئ من ناحية وضحكه من ناحية أخرى يرسمها الكاتب
بلغة سلسة وأسلوب سهل ممتنع.
ولد المؤلف مارتين موزباخ عام 1951
في مدينة فرانكفورت ودرس
الحقوق في جامعات فرانكفورت وبون .نشر أولى أعماله (السرير) عام ً حاليا عضو األكاديمية األلمانية للغة والشعر وأكاديمية بافاريا .1983وهو
للفنون الجميلة وأكاديمية برلين للفنون الجميلة .له أكثر من عشرين ً عمال في الشعر والرواية والمسرح والنقد ،منها :اللحية الزرقاء (مسرحية،
،)1985كتاب المخدة (شعر ورسوم ،)1995التركية (رواية ،)1999القمر
والفتاة (رواية ،)2007ما حدث قبل هذا (رواية ،)2010حمرة التفاح (رواية
.)2011نال العديد من الجوائز األدبية منها جائزة هاينريش فون كاليست
كولومبوس وغيره من كبار الرحالة والمستكشفين ،لكن حظه العاثر ً جغرافيا وال يقوده إلى جزيرة معزولة في القطب الشمالي ال قيمة لها ،ال
عام ،2002جائزة األدب ألكاديمية بافاريا للفنون الجميلة ،2006جائزة
الخاصة ،ورجال مال وأعمال يتصارعون ببراعة مكائدهم على «جزيرته»
األلماني عام .2007
ً اقتصاديا .سفينته الصغيرة ،طاقمه المركب من أناس يتبعون مصالحهم ويخدعون الصحافي البريء ،الذي أوقعته المرأة الماكرة في شباك هو غير قادر على الفالت منها ،بل إنه ينغمس فيها لفترة متتبعا نصائح سيدة هوايتها األولى واألخيرة هي التخطيط لعمليات وهمية ،لتتسلى
وتتظاهر بقربها من المجتمعات الراقية ،وهي بذلك تورط البسطاء.
غيورغ بوشنر ،2007وكان اسمه على الالئحة القصيرة لجائزة الكتاب
ولد مترجم الرواية كاميران حوج في تل عربيد سوريا عام ،1968
يقيم منذ
1996
في ألمانيا ،درس اآلداب األلمانية واالستشراق في
جامعة بوخوم بألمانيا ،من ترجماته :غويدو كنوب :االس اس ،نذير من
التاريخ .2005جيمس هوتفيلد :إمبراطورية بوش أو االبن المحظوظ،
إنها رواية عن السذاجة والمكر ،عن الطموحات الواهية والفشل المرير،
.2005غونتر غراس :في خطو السرطان .2006أعمال باتريك سوزكند
على صفقة .وهم يضاربون بكل شيء في سبيل مصالحهم الذاتية أوال
.2009كريستا فولف :جسد ،2009ميشائيل كولماير :جهات الغرب .2011
عن صغار النفوس والحيتان التي ال تبالي بأي مبدأ أو قيمة ،حين تتصارع وأخيرا حيث الغاية تبرر لهم كل الوسائل .رواية عن الصراع على مراكز
.2007رفيق شامي :يد مألى بالنجوم .2009دانيال كيلمان :مسح العالم ايلما راكوزا :بحر أكثر .2011
«الكاتب واآلخر» لألديب األوروغياني كارلوس ليسكانو "الكاتب واآلخر" لألديب األروغوياني كارلوس ليسكانو .وقد نقلته
عن اإلسبانية نهى أبو عرقوب. عد هذا العمل أطروحة روائية حول استحالة الكتابة ،وتأمّ الً ُي ّ ً ً عميقا وحميميّ ا أنجزه الكاتب بعد عدة سنوات من " الجفاف" األدبي. فمن ذلك الفراغ -الهاوية ،ومن صحراء الفكر تلك ،استطاع ليسكانو ً ً أن يبدع ّ مؤثرا وبالغ الشعرية. رائعا نص ًا
أن" ّ كل كاتب ابتكار ،ثمّ ة ينطلق الكتاب من مقولة أساسية :هي ّ ً ً كاتبا ويصبح خادما له ،ومنذ تلك فرد هو واحد ،وذات يوم يبتكر
ً ّ كاتبا أن اللحظة ،يعيش كما لو كان اثنين ..على من يريد أن يكون
أن يبتكر الفرد الذي يكتب ،أو الفرد الذي سيقوم بكتابة أعمالهّ ،
الكاتب ،قبل أن يبتكره الخادم ،ال وجود له". ً أحيانا يحملنا ليسكانو في رحلة جذابة ،وجريئة ،وساخرة لتسليط الضوء على هذا «اآلخر» الذي ال يكف عن ابتكاره وال
يستطيع التخلص منه أو التوحد فيه ،ويعرض استراتيجيات مختلفة للتعامل اليومي معه في محاولة للعثور على االنسجام ً ً يوما ما ّ دوما اثنان :ذلك قوة الكتابة ":الكاتب الذي قد تمنحه إياه
الهاتفي،ويذهب إلى الذي يشتري الخبز ،والبرتقال ،ويجري االتصال ّ ويحي الجيران؛ واآلخر ،ذلك عمله،ويدفع فاتورة الماء والكهرباء، ّ َ َ الذي يكرّ س نفسه للكتابة .األول يسهر على حياة المبتكر العبثيّ ة ّ واالنعزاليّ ةّ . ّ ظاهري فقط؛ بكل سرور ،لك ّنه ّسرور إنها خدمة يؤديها
ً ّ ألن ّ موجودا .فأن تكون اثنين ليس أسهل يظل التوق إلى االندماج ّ ً من أن تكون واحدا". ومن خالل بوح حميمي وشفاف عن عالقته بالكلمة وعن صعوبة
االنتظار أمام الورقة البيضاء ،وفيما يشبه خطابا ميتافيزيقيا، ً ً ً ً والذعا ،وينشطر في لعبة صادقا ذاتيا بورتريها يرسم ليسكانو
تغدو استحالة عيش. ّ كل ذلك بإيجاز وبساطة وشفافية بالغة ،وقدرة نادرة على النقد
الذاتي ،ونبرة حميمية وصادقة ّتستدعي تواطؤ القارئ وتعاطفه.
وأثناء هذا اإلبحار العميق في ذاته يتناول ليسكانو في فصول ّ الكتاب ّ والمكثفة ،موضوعات تكررت التسعة والثمانين ،القصيرة ّ في أعماله السابقة مثل السجن والتعذيب والوحدة ،وعالقته بالليل ً وبعضا من ذكرياته وقراءاته األثيرة ،لك ّنها ال تحضر هنا والزمن ّ لذاتها بل لتعينه في تفسير تحوله إلى كاتب ،فـ«الكاتب واآلخر»
ليس سيرة ذاتية ،بل سيرة روحية وأدبية لذلك الشاب ذي االثنين ً ً ً سابقا في سن معتقال ربيعا الممتلئ باألوهام ،والذي أصبح وعشرين
َ مهمة إعادة الخامسة والثالثين ،ونجا من جحيم التعذيب ليواجه بناء ذاته عبر الكتابة.
يعد المؤلف أحد أبرز أدباء األروغواي المعاصرين .ولد في ً عاما في السويد قبل أن يعود مونتيفيديو عام .1949عاش أحد عشر
إلى بالده ،شغل منصب نائب وزير التعليم والثقافة ويعمل حاليّ ًا ً ّ والقصة مديرا لمكتبة األروغواي الوطنية ،تتنوع أعماله بين الرواية
والشعر والمسرح ونذكر منها :الطريق إلى إيثاكا،رواية ( ،)2005عربة المجانين،رواية ( ،)2006ذكريات الحرب األخيرة ،رواية( )2007وغيرها.
وحاز ليسكانو العديد من الجوائز أهمها :جائزة الجمهور – مهرجان
لييج (فرنسا) ،2008وجائزة المسرح وزارة الثقافة في المسرح-
األرواغواي ،2002وجائزة بلدية مونتيفيديو .1996كما ُعرضت أعماله
المسرحية في األرجنتين وكولومبيا وفرنسا
وسويسرا وكندا
والواليات المتحدة ،وترجمت رواياته إلى ّ عدة لغات عالمية.
مترجمة الكتاب ،نهى أبو عرقوب ،من مواليد دورا الخليل/
فلسطين ،حاصلة على درجة البكالوريوس في اللغات الحديثة
ّ ومطولة بينه وبين «آخره» ،لعبةِ تأمل ذكية يطرح من مرايا مدهشة
من جامعة اليرموك -األردن ،تعمل في حقلي التدريس والترجمة،
والسعي الدائم للمطلق ،يكتشف ليسكانو أن "األدب االعتراف بالعجز ّ
ّ الدوريات والصحف األردنية والعربية ،ولها العديد من الكتب من
خاللها أسئلة ال تنضب حول إيمانه باألدب وحول مهنة الكتابة ،وبين وأن األدب والحياة شيء واحد ،وأن استحالة الكتابة مركز حياته" ّ
وتسهم بترجماتها األدبية عن اللغتين اإلسبانية والفرنسية في عدد المترجمة.
32
www.ka lima.ae
سلسلة الحياة اليومية ..تفاصيل الشعــــ عصر األزتك
عصر اإلنكا
يركز هذا الكتاب على الحياة اليومية لألزتك ،خاصة أولئك الذين أقاموا داخل جزيرة تينوشتيتالن
يشكل هذا الكتاب مقاربة أنثروبولوجية تطبيقية لحضارة اإلنكا ،التي تعد من الحضارات ما قبل
عن مصائر قلوبهمَ ، وجهد مواطنوه إلقامة صداقات دائمة ،ونظر آباؤه وأمهاته إلى أبنائهم بوصفهم ً «عقودا ثمينة» .كما حيَّ ا أبناؤه الشمس عند شروقها ،وقتلوا أثناء الحروب ،وهم على يقين بأنهم ،رغم
قبل وصول كريستوفر كولومبس إليها أو ما قبل عصر رحالته ( .)1502 – 1492ومن خصوصية هذه
وحولها .كما يقدم لنا الكتاب فكرة واضحة عن الوجه اإلنساني لهذا الشعب ،الذي تساءل شعراؤه
الكولومبية أو العهد ما قبل الكولومبي ،بمعنى أنها من الحضارات التي قامت في القارة األمريكية الحضارات أنها نشأت وتطورت على مدى آالف السنين بنحو مستقل من دون تأثير حضارات باقي
دفنهم في باطن األرض ،أو نثر رماد أجسادهم فوق تراب الوطن ،فإنهم سيخلدون في بيت اإلله
مناطق العالم .واإلنكيون من المجموعات االجتماعية التي عاشت في مرتفعات األنديز ،وأصحاب
االجتماعي ،واألساطير والرموز الدينية.
وتحديث حضارة من حضارات العالم في أواخر العصر الوسيط الغربي وفجر العصور الحديثة أو
الشمس .ويسعى هذا الكتاب لعقد مقاربة جديدة للعالقات المركبة بين الممارسات الثقافية والنظام
الطبخ في العصور القديمة يقدم هذا الكتاب األطعمة وعادات األكل في العالم القديم؛ ويوفر األدوات الالزمة للنظر في
الوصفات في سياقها الثقافي والتاريخي؛ ويتفحص األطعمة المألوفة في العالم القديم ،وهي الشعير والحنطة ،والسيما كيمياء صنع الخبز القديم وتقنيتها ،ويصف الطبخ القديم وتقنيات حفظ
الطعام ،ويقدم وسيلة عملية لتحضير الوصفات في المطابخ الحديثة .ويبدأ كل فصل من الفصول عن بالد الرافدين ومصر واليونان وروما بخالصة عن أهم التحديات البيئية والتقنية التي كانت
تواجه توفير الطعام في كل حضارة .وهكذا يتم تصوير البنية االجتماعية االقتصادية األساسية في
كل مجتمع باإلضافة إلى العوامل الثقافية والدينية المؤثرة في اختيارات األطعمة .وتتم مناقشة ٌ مصادر الوصفات القديمةَ ،ت ْت ُ وصفات ملحقة إضافية. بعها
عصر المالحة البحرية منذ القرن الثالث عشر وحتى القرن التاسع عشر ،شكلت المسطحات المائية في جميع أنحاء العالم ً سعيا لمزاولة التجارة الميدان الرئيسي للتنقل سواء لمن حمل على عاتقه هواية االستكشاف ،أو
ً ميدانا وحتى لمن خاضوا غمار المعارك العسكرية من دون أن نغفل القراصنة الذين اتخذوا البحار
لممارسة جرائمهم .يعرفنا هذا الكتاب على تفاصيل حياة من قرروا ركوب أعالي البحار ومن فضلوا
الحياة خارجها ،ربما ألنهم العبيد الذين قادهم نخاسوهم لساحة المزاد أو زوجات وقفن ملوحات ً بحرا .كيف مضت األيام وتوالت الفصول على رواد البحار وماذا كان لتوديع أزواجهن المسافرين طعامهم وكيف قضوا الليالي واألمسيات وغطاؤهم شراع سفينتهم ومصابيحهم نجوم الفضاء الشاسع وموسيقاهم ألحان األمواج المرتطمة بألواح سفنهم؟ بين صفحات هذا الكتاب المصور تجد اإلجابة عن هذه األسئلة والمزيد مما قد يرد على خاطر المهتمين باكتشاف التفاصيل الدقيقة
ألشخاص عاديين عاشوا اهتمامات استثنائية.
إحدى تلك الحضارات .ولهذا الكتاب أهمية في مستويين اثنين :مقاربة تطبيقية إلعادة فحص
النهضة (من القرن الخامس عشر حتى القرن السادس عشر) ،وتعريف بتفاصيل حياة جماعة اجتماعية أسست أكبر إمبراطورية في نصف الكرة الغربي قبل االستعمار األوروبي ألمريكا .فقد ّ طوع اإلنكيون
الثقافات كلها التي عاشت في غرب أمريكا الجنوبية ما أدى إلى تكوينهم جعبة مكتنزة من الخبرات
في القيادة العسكرية والحكم وإدارة البالد التي فتحوها وشعوبها ومواردها.
اليابان في القرن الثامن عشر
ُ التقاط يهدف هذا الكتاب إلى سبر «اليابان اليومية» ،المهملة ،وأناسها العاديين .والفكرة هنا هي
طبقة «النخبة» ،ومحاولة إعادة تصوير الحياة العادية لليابانيين العاديين .من غير نكهة الناس من ِ ِ َ خالل ذلك ،يطمح إلى تقصي أفعال الناس في حيواتهم اليومية الطبيعية .كيف بدت حياتهم؟ وكيف كانوا يعيشون؟ وماذا كانوا يأكلون؟ وما هي األدوات التي استخدموها؟ ما هو «الطبيعي» و«العادي» ُ ً َ ً ً سياسيا أفضل (رغم أنها ليست كاملة) عن سلوك طبقة النخبة، فكرة عادة، نملك، بالنسبة لهم؟ إننا
ً ً ّ والمذكرات ّ الشخصية ،المتوافرة. واقتصاديا ،من خالل الوثائق الحكومية ،والرسائل واجتماعيا ً ّ رسميا السلطة تحددها أدبيات الكونفوشيوسية الجديدة ،وتتب ّناها وتؤلف الطبقات الدنيا ،كما ً خمسة وتسعين بالمئة من عدد السكان ،مع ذلك ،نعرف النزر اليسير عن حياة الفالحين، الحاكمة، ُ ّ إعطاء والتجار الصغار ،باستثناء ما تقوله طبقة النخبة عنهم .فغاية هذا الكتاب هي والحرفيين، صوت ّ للرجل والمرأة العاديين في اليابان ،خالل القرن الثامن عشر.
مدنيو آسيا منذ منتصف القرن التاسع عشر الميالدي -الذي يعد نقطة البداية األساسية لهذا الكتاب -كانت
مجتمعات شرق آسيا مرغمة وبشكل متزايد على تغيير قيمها وممارساتها .وتتمثل نقطة التحول هنا في هجوم الحكومة البريطانية على الصين بين عامي 1839و ،1842ذلك الهجوم الذي ُعرف باسم
«حرب األفيون األولى» .ونتيجة لهزيمة الصين في هذه الحرب وفي حروب تالية ،وقيام القوى الغربية بفرض الحكم االستعماري واالتفاقيات الجائرة على آسيا ،نشأ نظام ثقافي واجتماعي جديد
lima.ae www.ka
33
ــــوب عبر التاريخ .. من نوعه .في هذا السياق ،كان بقاء األمة يعتمد في البداية على إنشاء دولة (من خالل التعليم الجماعي لمعرفة القراءة والكتابة وتطوير وسائل إعالم جديدة) وبناء أساس اقتصادي واجتماعي يسمح ببناء الجيش .ونتيجة لذلك أسفرت الحروب والتهديدات عن تغييرات غير عادية في حياة األطفال (الذين
يذهبون اآلن للمدارس ويطلق عليهم «التالميذ») والنساء (الالتي يعملن في المصانع حيث يمكنهن الحصول على رواتب واستخدام تعليمهن للتخصص في مهن جديدة) والرجال (الذين يواجهون اآلن
احتمال االلتحاق بالخدمة العسكرية) .كما أن الوجود المادي والقوة االقتصادية للجيش توسعا وبلغا ً مثال من خالل المقارنة بين أوضاع الصين وكوريا خالل المائة عام مستويات غير مسبوقة .يتضح ذلك
الماضية .وتبقى النقطة األعم هنا أن ثقافة التطوير الرأسمالي واالبتكارات في التكنولوجيا البحرية ً ً ً فضال عن انتشار ثقافة االستعداد لـ مؤثرا في المجتمع، العبا والعسكرية وتصاعد دور الجيش بوصفه
ً فضال عن انتشار الوعي «اختبار الجسد بالجسد» في االشتباك مثلما يحدث في الرياضات االلتحامية، بأهمية الثقافة المادية واإلصرار على تطويع الطبيعة لتلبية احتياجات اإلنسان ،كل هذه القيم لم ً عاما الماضية. ُتغرَ س في شرق آسيا إال خالل المائة والخمسين
عصر المغول
ّ تشكلت من صعود تيموجين السريع إلى السلطة ،أوسع إمبراطورية امتدت على مساحات وهكذا ً متجاورة من األرض .فقد بدأ شابا يتيم األب ،يتفانى في الدفاع عن حق أسرته ،ثم زعيم قبيلة،
ً ً زعيما لعدة قبائل ،يمضي لتوحيد الشعوب في محاطا برهط من األتباع المخلصين ،ومن بعدها ً أخيرا جنكيز خان ،سيد العالم، الفيافي اآلسيوية ،تحت راية الثروة الموعودة والجاه ،ثم ليصبح
ً آثارا ال يزال صداها يتردد إلى الذي ترك بأعماله وردود أفعاله وما أبرمه من معاهدات واتفاقيات،
يومنا هذا .فمعاهدة الصلح بين التيبت والصين التي خط مسودتها في األصل أحد الحكام المغول، ً ً معتمدا بين البلدين .كما أن قصائد جالل الدين الرومي التي يتردد أساسا بقيت حتى وقتنا الحاضر
صداها حول العالم ،من كاليفورنيا حتى طوكيو ،نشأت بداية وتغلغلت في مسامع الناس زمن سيادة الحكم المغولي .في حين أدى بناء المغول عاصمة الصين الحالية «بكين» ،واعتمادها لتكون عاصمة
للصين الموحدة آنذاك ،إلى خلق روابط روحية وثقافية ال تزال تؤلف بين شعوب غرب آسيا وشرقها
إلى اليوم.
زمن العهد الجديد
ً ً َشه َد َ سياسيا للدولة اليهودية .وقد تركت ودمارا القرْ ُن األول للميالد ظهور ديانة جديدة ,هي المسيحية, ِ ٍّ هائال على المجتمع .وبالمقابل ،فقد ّ ً ً أثر المجتمع على كل من أثرا هاتان الظاهرتان السياسيتان والدينيتان
الخلفية الدينية والتطور السياسي.
ّ يتفحص تلك اآلثار وسط الخلفية السياسية واالجتماعية واالقتصادية والدينية. وهذا العمل يحاول أن
والحياة اليومية التي عاشها البشر في القرن األول في فلسطين ,وآسيا الصغرى ,ومناطق شرق ُ تباين بين أديان وجماعات إثنية وقوى سياسية وطبقات اجتماعية .والفارق بين حياة المتوسط هي ٍ ٌ القرن األول قبل الميالد والقرن األول الميالدي فارق هائل .فعلى المستوى السياسي ،كانت روما قد طبقة وسطى قوية ,وكان انتشار الديانة بسطت سيطرتها على المنطقة ,وبات االقتصاد أفضل بفعل ٍ
المسيحية الجديدة ,على الرغم من محدوديته ,قد صبغ الحياة اليومية.
الحرب العالمية األولى ماذا كانت توقعات المشاركين في الحرب الذين وجدوا أنفسهم في الحال غارقين في صراع مميت
على الجبهة الغربية وفي أماكن أخرى؟ لعقود من النمو المطرد -وفي كثير من األحيان المسعور -زود النمو الصناعي ً كال من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بالقدرة على شن حرب على نطاق واسع وغير مسبوق. فقد استطاعت هذه الدول حشد جيوش ُت َعد بماليين الرجال .كما تمكنت من تجهيز أولئك الجنود بكميات غير محدودة من األسلحة الفتاكة والتي تراوحت ما بين البنادق والرشاشات والمدفعية
التي وصلت لدرجة من الحجم والخطورة لم يسبق لها مثيل.
يدرس هذا العمل كيف كانت الحياة خالل ً شهرا من الحرب العالمية األولى .وقد أدت 52
الحاجة إلى طرح هذا الموضوع الضخم بشكل طيع وسهل ،إلى التركيز على الجبهة
الغربية وعلى القوى الرئيسة التي تحاربت
هناك .فقد أصبح هذا الشريط من األراضي ً بدءا من ساحل الممتد ألكثر من أربعمائة ميل، القنال اإلنجليزي وحتى الحدود السويسرية، المسرح المركزي للصراع بأكمله .وقد شهدت
الجبهة الغربية المجزرة العسكرية األكثر
فداحة في الحرب ،وأثارت األحداث هناك ً ً ضخما في بريطانيا وفرنسا وألمانيا. تغيرا
وفي العام الثالث من الحرب ،دخلت الواليات
المتحدة إلى حلبة الصراع .وتركزت جهودها ً أيضا. على الجبهة الغربية
34
www.ka lima.ae
مقتطفات متنوعة من إصدارات مشــــ ميرنامه «الشاعر واألمير» تأليف :جان دوست قصتي مع الخاني ً اهتماما ال في كنت أكتب باللغة التركية على مدى أعوام عديدة .لكن لم يعرني أحد
بايزيد وال في حيطها .لم أكن أريد نظم القوافي باللغة الكردية ،العتقادي أنه إذا لم يكن
أحد يهتم بالنظم التركي فمن باب أولى أال يلتفت أحد إلى األشعار الكردية .كنت أظن ً شاعرا مثل شكري البدليسي صاحب «سليمنامه» وأحظى بمكانة رفيعة أنني سأصبح
في قصور الصدور العظام وشيوخ اإلسالم وحتى في مجالس السلطان المعظم في اآلستانة .لكن الدهر قلب لي ظهر المجن.
وعندما شاهدت أن خاني ينظم قصائده باللغة الكردية ،استهزأت به في سري وقلت:
«انظر إلى هذا المجنون! من ذا الذي سيشتري قماشه الرث هذا؟ من ذا الذي سيشرب ً يوما بعد يوم ،فازداد بكأسه النحاسية ماءه العكر؟» لكنني رأيت الناس يلتفون حوله
ً ً كامنا ما عدا كتابته باللغة الكردية .ولقد سرا عدد مريديه وطالبه .أدركت أن في األمر
كشفت الغطاء عن ذلك السر!
لقد تبرم أهل بايزيد من غدو الجنود األتراك ورواحهم على أرضهم .تبرموا من دفع
الضرائد والعشور والمكوس وأصبحوا يكرهون الدم المراق من أجل طرفي الحرب الترك والعجم .وكان مال أحمد قد اكتشف وتر المحنة فصار يعزف لهم أغنية المظلومية
وسوء الحظ ما جمع حوله الكثيرين.
ٌ رجل صاحب علم غزير ومعرفة كنت قد تعرفت عليه منذ فترة طويلة وعرفت أنه ً ً رويدا وبدأت أقرأ له قصائدي المنظومة في مدح السالطين رويدا جمة .تقربت إليه
والباشوات .كان يحدثني في الداية عن لغة قصائدي ويقول إن علي أن أضيف هذا
وأحذف ذاك .ثم بدأ يتعرض إلى مضامينها ويقول« :تجنب شعر المديح فإنه يبقى -
مهما علت سويته -بال طعم».
ثم قال لي ذات مساء ونحن متوجهين إلى حجرته في المدرسة« :إلى متى ستكتب
بلسان الترك يا بهاري! ولمن تكتب يا أخي! أزل الصدأ عن نحاسك فذاك أفضل لك من ذهب اآلخرين .فوهللا لن يصل صوتك إلى اآلستانة .وحتى لو وصل فلن يسمع له أحد».
قلت له ببرود« :إن اللغة التركية لغة جميلة .وتنسجم مع كتابة قصائد سلسة .ألم تقرأ ً قليال« :يا أخي لقد قرأت شعر يونس أمراه وفضولي؟» رد علي بصوت مرتفع وكأنه احتد
ً ً وفيا مع أمك .أو لم تكن هدهداتها حينما أيضا .لكن ثق بلغتك الكردية وكن باقي وذاتي ً كنت في المهد بلغتك الكردية؟ مالعبة والدك لك إذ كنت طفال ،ألم تكن بالكردية؟ لهوك
في الليالي المقمرة وتحت ظالل األشجار في الربيع والخريف ألم يكن بالكردية؟ أو لم تعشق فتاة؟ ألم تتغزل بها ولم ببضع كلمات كردية؟ حرام! وهللا حرام أن ننظر إلى هذه اللغة على أنها قاصر .يكفيها يتمها يا رجل».
علم االجتماع الديني تأليف :سابينو أكوافيفا وإنزو باتشي يسود في مجال دراسة الدين -في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة -تفريط
هائل في األدوات المعرفية والعلمية المتصلة بتتبع الظواهر الدينية .وتكاد األعمال
المؤلفة أو المترجمة في علم االجتماع الديني ال تتجاوز عدد أصابع اليد ،ناهيك عما ً منعدما في مجاالت أخرى قريبة ،مثل «اإلناسة الدينية» ،التي يبدو االنشغال بها ً ً وأكاديميا. معرفيا
ورغم انتشار أقسام علم االجتماع ،خالل العقود األخيرة ،في جل جامعات البلدان ً أساسا في عدم العربية ،فإنها ما زالت تشكو بعض النقائص الالفتة ،والمتلخصة قدرة علم االجتماع المستورد على اإلحاطة بإشكاليات االجتماع العربي ،والدين
إحداهما ،إذ ثمة اغتراب للمعرفة عن واقعها ،وهو عجز ناتج عن مناهج تدريس ً ً وأحيانا تعريفيا تعول على استعراض النظريات والمناهج السوسيولوجية الغربية، بافتتان ،يفتقد لتعريبها الوظيفي ،ونقصد به جعل تلك األدوات المعرفية في خدمة
الواقع الديني العربي لفهم مضامينه وتحوالته وتحدياته. ً فغالبا ما كانت نقوالت (الكونتية) و(الدوركهايمية) و«الفيبرية» والمدرسة ولذلك ً الجدلية ومدرسة جورج لوبرا ومثيالتها ،عروصا تاريخية باهتة ال أدوات معرفية
ً خصوصا وقد طالت تلك المدارس مراجعة عميقة وتسربت الشكوك مرشدة ورشيدة.
في مدى إلمامها بحقبة عودة المقدس وما تطفح به من مفارقات عجيبة.
ونشهد في التاريخ الراهن تطور نظريات مستجدة في علم االجتماع الديني، ً خصوصا في الفضاء األمريكي ،في مجاالت ما يعرف بـ «السوق الدينية» وبتفرعاته
المتنوعة ،من «نظريات العرض والطلب» إلى نظريات «االحتكار الديني» التي تطورت
بالخصوص مع دارن أ .شركات وكريستوفر .ج .إليسيون ،وشككت في عديد القناعات
التي طالما سادت في التعامل مع الظواهر الدينية واألحكام الصادرة بشأنها ،مثال ً تدينا من العصور الحديثة ،وأن اإلنسان يسير نحو أن العصور الوسطى كانت أكثر
الالتدين ،وأن الحرية الدينية متاحة في أوروبا.
فهذا الكتاب المترجم ،هو باألساس كتاب تعليمي ،ينأى عن السجال اإليديولوجي
المتوتر في اصدار المواقف بشأن الدين ،ويتطلع إلى ترسيخ المعالجة العلمية الهادئة
للظواهر المتصلة به .وليس غرضه االكتفاء باستعراض النظريات الكالسيكية ،أو ً أساسا إلى اإلمساك التعريف بالرواد في مجال علم االجتماع الديني ،بل يسعى بخالصة المقاربات السوسيولوجية ،ووضعها على محك المواجهة مع الظواهر ً انتصارا أو الدينية ،واختبار مدى قدراتها على اإلحاطة بها من عدمه ،وهو ليس
ً دحضا لعديد اإلشكاليات المطروحة ،كالعلمنة ،والدين وممارسات العنف المقدس،
والدين وإثارة الصراعات ،والدين والتغيير االجتماعي ،وغيرها من المسائل..
هذا كل ما تستحقه ميوكي ميابي على الرغم من أن الشركة التي كنت أعمل فيها في مارونوتشي لم تكن كبيرة ،إال
ً ً مختلفا ،لكن من أجل العمل العادي في مكتب فإنهم يطلبون وضعا ومهارات خاصة ً ً ً صغارا في السن قدر اإلمكان ،فالخامسة والعشرون هو الحد تقريبا .لقد تغير أشخاصا
قبل أن تحصل على زيادة .ولم يمض وقت طويل حتى أدركت أنه لم يرغب الجميع
كانت الفتاة في عمر الواحد والعشرين ،فحالما تتعين موظفة أخرى في العشرين من
أن الراتب والمكافآت ال بأس بهما ،وكل ما نحصل عليه من العمل اإلضافي كان يذهب
إلى الضرائب ولم تكن الشركة تقوم بأية رحالت ،وكان عليك أن تضرب رأسك بالحائط باالنتقال للعمل في الشركات الضخمة .وفوق ذلك كله ،ليس الناس هناك ودودين ً ً أبدا». أساسا ،فلم يعجبني الوضع
كل هذه الشكاوى كانت مألوفة بالنسبة لهونما ولكي يظهر تعاطفه معها قال« :لنضع ً جانبا ،إن الشركات الكبيرة ليست أفضل من الصغيرة عندما يتعلق مسألة الراتب
األمر بأسلوب التعامل مع السيدات اللواتي أمضين هناك سنوات عديدة ،إال إذا كنت ً جدا». محظوظة
ومع ذلك ،إن الشعور بأنك مفصول من العمل وأنت في الخامسة والعشرين لهو
شعور رهيب. تابعت آيكومي« :إن للشرطيات والمدرسات أو أي مهنة أخرى تتطلب تدريباً
الزمن .إذ في أيامنا هذه تبقى المرأة شابة في عمر الثالثين ،غير أن هذه كذبة .حتى لو
عمرها ،ستشعر األولى بأنها تقدمت في السن».
ً ممتعا؟». «ماذا عن طبيعة العمل نفسه ،هل كان ً ً مليا ،ثم قالت وهي ترشف قليال من شايها الصيني« :عندما أفكر به فكرت آيكومي
ً جيدا». اآلن أجد أنه كان
هذا من وجهة نظر شخص له زوج وطفل وبيت.
«هل تريد سماع قصة مضحكة .قبل حوالي ستة أشهر اتصلت بي إحدى الفتيات
وكانت تعمل معي في القسم نفسه في مارونوتشي ،ولكننا لم نكن مقربتين إلى بعضنا ً أبدا .اتصلت ببيت والدي وقد كنت هناك بالصدفة. حيث ذهبت إليصال تارو كي يقضي الليلة مع جديه».
lima.ae www.ka
35
ـــــروع «كلمة » للترجمة إدوارد سعيد والمؤثرات الدينية للثقافة تأليف :وليام د .هارت يقترح إدوارد سعيد أن ثمة عالقة بين «خطاب اإلمبراطورية الناهضة» التي ً امتدادا لرؤية كونراد األولى في قلب الظالم ،وبين التحول اإليديولوجي تعد في نطاق النظرية الرفيعة .ومع نهوض رغبة إمبريالية تحرر كل من جان فرانسوا
ليوتار وميشيل فوكو من أوهام سرديات االنعتاق« .بعد سنوات من دعم الصراعات المناهضة للكولونيالية في الجزائر ،وكوبا وفيتنام وفلسطين وإيران ،التي غدت تمثل لكثير من المثقفين الغربيين مشاركتهم العميقة في السياسة ،وفلسفة التحرر
من الكولونيالية المناهض لإلمبريالية ،تم الوصول إلى لحظة من اإلعياء وخيبة
األمل» .ال يرسم سعيد عالقة سببية بين التطورين ،لكن من الواضح أنه يعتقد أنهما متواشجان ،وجزء من الحدث نفسه ،ومن المنعطف التاريخي ذاته (الثقافة
واإلمبريالية .)27 ،ومن وجهة نظر سعيد ،فإن تحرر المفكرين الغربيين من أوهام
سرديات االنعتاق ،هو الجانب اآلخر من الحنين إلى اإلمبراطورية.
يستعين سعيد بسليمان رشدي ،الذي يستنفر جورج أورويل وصموئيل بيكيت،
إدوارد سعيد
لتوضيح السرد الثاني من رؤية قلب الظالم .فيوحي الخط السردي الثاني هذا بمفهوم مختلف لإلمبريالية على أنها ليست أوروبية المركز ،وال شمولية ،وأنها علمانية بشكل معمق .وفي هذه الرؤية تجتاز نزاهة كونراد الفكرية تحيزه حين يؤكد -على الرغم من نفسه -حقائق ليس للنظرة اإلمبريالية المحدقة بها من سبيل.
ً أيضا يشير إلى أن هذا الصدق وقد قلت على الرغم من نفسه عن قصد ،ألن سعيد هو وعي ذاتي متعمد« .إن طريقة كونراد في إظهار التنافر بين السنني وآرائه
الشخصية عن اإلمبراطورية ،هي االستمرار في لفت االنتباه إلى كيفية بناء األفكار والقيم (وتفكيكها) من خالل انزياحات في لغة السارد» .وهنا يصف سعيد رواة كونراد ً ذاتيا ،وشهود معبرون وقلقون لحساب اإلمبريالية األوروبية .كما يبني أنهم واعون
ً دائما كما تبدو، كونراد رؤية غير مستقرة ومخالفة عن اإلمبريالية فاألشياء ال تكون
أو كما يمثلها األوروبيون ،فثمة تصورات أخرى محتملة.
ً جميعا؛ الخيرة والوحشية، تسمح هذه الرؤية لنا أن نرى اإلمبراطورية بتعقيداتها
كمجموعة من التجارب المتعأرضة المتشابكة من الناحية التاريخية (الثقافة
واإلمبريالية27 ،
)31 -تمثل الرؤية األولى في قلب الظالم الصورة المهيمنة ،وغير
المتكافئة التي فيها يكون تاريخ األقاليم المستعمرة مجرد تاريخ للتدخل اإلمبريالي.
وعلى أساس وجهة النظر هذه «كانت المشاريع الكولونيالية هامشية ،بل ربما غريبة
األطوار في النشاطات المركزية للثقافات الحضرية الكبيرة» .وهذه الرؤية تعمل على ً ً ّ خارقا في التاريخ ،بتسليط الضوء موضوعا عد الغرب -على الطريقة الهيجلية -
على األماكن المظلمة لشعب بال تاريخ (الثقافة واإلمبريالية .)35 ،أما الرؤية الثانية
فهي االستكشاف النسبي أو الطباقي لإلمبريالية بوصفها تجارب متداخلة.
عندما حكمت آسيا العالم تأليف :ستيورات غوردن ً ً ً ً وخالقا. ومترابطا مذهال مكانا كانت آسيا في األلف عام من 500م إلى 1500م،
وكانت تضم أكبر خمس مدن في العالم ،كلها مراكز إمبراطوريات عظيمة .غير أن قلة ً مدنا رئيسية في الوقت الحاضر .وأما منها مثل نيودلهي وبكين وإسطنبول مازالت
األخرى مثل مدينة فيجينقارا vijayanagaraفي جنوبي الهند فلم يبق منها سوى آثار.
إنها آسيا حيث اخترع علماء الرياضيات الصفر وأنشأوا علم الجبر .وتتبع الفلكيون
هناك حركة النجوم بدقة أكبر من أي وقت مضى ،واخترعوا اإلسطرالب ألغراض المالحة .وقدم الشعراء والكتاب األدب الذي مايزال يالمس القلب ،وقدم الفالسفة نظم تفكير وعدالة مازال تؤثر فينا إلى يومنا هذا .فلقد شكلت هذه األعمال ،وكذلك
ترجمة المعارف اإلغريقية والرومانية ،نواة المكتبات العظيمة.
ظهرت البوذية واإلسالم وانتشرا عبر طرق آسيا التجارية المترامية األطراف.
وبالمثل انتشرت بضائع الكماليات مثل الحرير واللؤلؤ والتوابل واألدوية والبلور واالحتياجات األساسية مثل السكر واألرز .وأصدرت آسيا العملة ،ونظام ائتمان
عرفه التجار وقبلوه من الشرق األوسط حتى الصين ،وكذلك أنتجت آسيا الفن الذي ً فضال عن أن فخامة تزخر به المتاحف في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر.
نظمها المعمارية ورقيها يذهل الزوار من عالمنا الحديث.
يرتكز كل فصل من فصول هذا الكتاب على المذكرات الحقيقية لرجال عاشوا
وعملوا وارتحلوا في هذا العالم اآلسيوي العظيم ما بين عام 500م ،و1500م .إن
تواريخ هذه الرحالت منصوص عليه في بداية كل فصل .ولقد جاب هؤالء المغامرون الشجعان عرض المحيطات وقطعوا الصحارى العظيمة واجتازوا ممرات جبال العالم .وعرفوا كيف يتدبرون أمورهم وسط لغات ال يفقهونها ،في خضم ً بدءا من البلغار في جنوبي روسيا إلى البوقس bugisفي جنوبي متنوع من الشعوب،
شرق آسيا.
كيف استطاع هؤالء الرحالة النجاة والفالح؟ لقد كان لبعضهم عائالت وصداقات
امتدت عبر مساحة كبيرة من آسيا .في حين دعمت سالسل األديرة واالستراحات بعضهم اآلخر .ولقد اكتشف العديد من هؤالء الرحالة أن بالطات ملوك آسيا متشابهة في العادات وضروب المخاطبة ومعايير الشرف .وسهل تعلم هذه العادات واألعراف ً شعوبا تواقة لما جلبوه من عبورهم .والتقى هؤالء الرحالة في أثناء أسفارهم
ً أفكارا عن العدالة ،أم اختراعات ،أم معرفة ،سواء أكانت عن النباتات االستوائية ،أم فن عمارة .وتتيح لنا هذه المذكرات اصطحاب القوافل وركوب السفن وأن نتعايش مع البرد واإلعياء ،وأن نحيا اآلمال والمخاوف التي كانت تساورهم ،وأن نتعرف إلى
ترف ذاك العالم اآلسيوي في العصور الوسطى وعجائبه.
الطعام والمجتمع في العصر الكالسيكي القديم تأليف :بيتر غرانسي ً ً حيويا في المجتمعات المتقدمة في العصور القديمة ،أكثر موضوعا كان الغذاء
مما هو عليه اآلن في الغرب المتقدم ،الذي نجا منذ وقت طويل من براثن المجامعة،
ونقص الغذاء ،والجوع .ويعد الغذاء بالنسبة لمعظمنا في مجتمع الوفرة الذي نعيشه، ً جزءا من روتين الحياة اليومية ،حيث تحصل عليه بشكل تلقائي وال يتطلب منا ً كثيرا من العمل لتأمينه.
ونحن ندرك ما هو الجوع ،غير أننا ندركه كشيء يقع في مكان آخر ،غير مكاننا، ً ً خالفا ألنبياء العهد القديم ،أن نحلم بالجنة ،ألنه ليس لدينا خبرة مطلوبا منا، وليس
ذاتية عن معنى الجوع .فالجوع في مجتمعنا تصنعه الحرب (كما في حصار ليننغراد ً وأخيرا حصار سراييفو) في عامي ،1942 - 1941وحصار هولندا في سنة ،1944 أو أنه نتيجة لحادث مأساوي ،كما في تحطم طائرة في جبال األنديز النائية في ً تحديدا المسيحيين -من عام ،1942الذي جعل من أفراد فريق كرة القدم (الروكبي أروغواي -آكلي لحوم بشر .وأما بالنسبة للناجين األثنين من تحطم الطائرة ،فقد
كانت عودتهما للحياة الحضرية أشبه بإعادة اكتشاف جنة عدن.
ً أساسا إلى اإلفراط في الغذاء، ويرجع االهتمام بسوء التغذية في مجتمعنا،
والتغذية غير الصحية .وأشار الكتاب القدماء الذين كتبوا في الشؤون الطبية ،إلى أن اإلفراط في تناول الطعام ،قد يضر بالصحة( .ومع ذلك عندما خاطب أنثيموس
Anthimusالطبيب اليوناني في بداية القرن السادس ملك الفرنجة بهذه العبارات، ً أساسا على ما يبدو اإلكثار من استخدام اللحوم النيئة ،وغيرها من فإنه كان يقصد الطعام غير المطبوخ!) .ويظهر االفتتان بالطعام اليوم في قوائم كتب الناشرين ،غير أن معظم الكتب التي تكتظ بها رفوف الباعة ،قد كتبت عن متذوقي الطعام أو مبتكري الغذاء .وفي أوساط الدارسين تتم دراسة الغذاء من قبل علماء اإلنثروبولوجيا،
الذين يدرسون االستخدامات غير الغذائية ،ودالالتها الرمزية .وفي العالم النامي ً تحديدا ،فإن الغذاء يقع في دائرة االهتمام بشكل ال يقبل الجدل ،كظاهرة المعاصر
ثنائية الثقافة .ويناسب هذا الموضوع علماء الحياة ،وعلماء االجتماع على حد ً ً دراسيا ،لدارسي العصور القديمة. موضوعا سواء .وبهذا يمكن أن يكون
36
www.ka lima.ae
مقتطفات متنوعة من إصدارات مشـروع «كلمة » للترجمة جهات الغرب تأليف :ميشائيل كولماير بنهاية الصيف سافرت مع ماييل في الطائرة إلى أوروبا ..ليس إلجراء البحوث
أغان شعبية لقصصي ،وإنما بتفويض من جمعية حقوق الملكية الثقافية لتسجيل ٍ من يوغوسالفيا ..أعلمتنا سارة جين أننا سنلتقي في «ليوبليانا» بعالمة الموسيقى
واالنتروبولوجيا ميرا اومرزل ترلب ،التي تربطها معها عالقات طويلة ..ستضع
العالمة في خدمتنا ،أشرطة كما سترافقنا عدة أيام في أنحاء سلوفينيا ،كي نتمكن بأنفسنا من تسجيل بعض األغاني الشعبية .كما أن للسيدة أومرزل ترلب ،سلوفينية
األصل ،عالقات جيدة مع زمالء وموسيقيين في صربيا ،كرواتيا ،البوسنة ،مقدونيا،
كوسوفو والجبل األسود ،وهم على استعداد للتعاون معنا -كما أشارت السيدة في رسالتها -وتعريفنا على موسيقى أوطانهم .قالت سارة جين« :أينما كنتم ،ضعوا
الميكروفون أمام أفواهكم ..ال تفكروا في ما إذا كانت الموسيقى جيدة ،أم ال.. ً تماما ما سيكون لديكما وقت في البيت الختبار هذا .سجلوا ،سجلوا ،سجلوا ،هذا
كان يفعله مستر آالن وأبوه في العشرينيات». ً جيدا .فمهما كان عدد األشرطة المسجلة ،يحق لنا الحصول على كان أجر المهمة ً ألف دوالر ..لكل منا .كان بديهيا لدى سارة جين أنني سأسافر برفقة «مايبل» ،ألننا فريق عمل .كما أن النفقات المقدمة لنا (على شكل شيكات سياحية) كانت هائلة، فالمعهد حاسبنا على أجر اليوم في أمريكا ،وكان هذا ضعفي ما نحصل عليه في
النمسا وثالثة أضعاف ما نحصل عليه في يوغوسالفيا .وعالوة على هذا ،أمدنا بمبلغ ً طبعا بالدوالر األمريكي -نستطيع التصرف فيه كما نشاء .لم أعد أذكر المبلغ، كاش -
ً معا -أنا وماييل -منذ البداية وأضفنا إليه أموالنا الخاصة ولكننا وضعنا نقودنا ً أيضا.
كادت «ماييل» تطير من الفرح ،فلم يسبق لها أن كانت في أوروبا .وإلصالة إقامتنا
في أوروبا ،والتي تعني عطلة لنا أكثر من عمل ،اقترحت علينا سارة جين أن نمر
في طريقنا على فيينا ،لنجمع مواد عن «فولكلور المدينة ،كما اقترح د .لوماكس» هذا يعني لي أن أذهب إلى محالت دوبلينغر في فيينا ،وأشتري كل ما هو متوافر من
موسيقى شرامل القديمة ،وربما أسأل في الحي الذي كان أبي يسكن فيه مع أمه عن ورثة محتملين النتون شتروماير ،وإذا عثرت عليهم ،سأرجوهم السماح لي بنسخ
ما يملكونه من اسطوانات .لألسف ،اليتوافر لجدي ،مارتين لوكاسر ،أي تسجيل ،وال
ألبي من أيام العزف على كونتراغيتار .ألهب اقتراحي مشاعر سارة جين ،وحاولت كل ما في وسعها لكبح فرحتها كيال أالحظ عليها مدى قيمة السمكة التي اصطادتها
في شخصي ،وأطالبها بالتالي بالمزيد من األجور .هبطنا في مطار «شفيشات» قرب ً ظهرا. فيينا يوم الجمعة 8سبتمبر /أيلول ،1983الساعة الواحدة
العالم من البدايات حتى 4000قبل الميالد تأليف :إيان تاتيرسول ً تماما ،أو حتى تاريخهم الطويل من المستحيل على البشر أن يفهموا أنفسهم
شيء .بل على العكس من ذلك ،إنه وسائل تصحيح ذاتية بشكل مستمر لفهم العالم
ما قبل البشرية ،دون معرفة شيء عن العملية (أو ،باألحرى ،العمليات) التي من
والكون من حولنا .وللتعبير عن ذلك بوضوح واختصار ،فإن السمة الحيوية ألي فكرة ً فعال ،إمكانية علمية ال تكمن في أن هذه الفكرة يمكن إثبات صحتها ،بل على األقل
ً تماما كيف أن العديد من العوامل قد تشاركت على ماهية التطور ،فإن قلة تدرك
لقد خطا العلم خطوات كبيرة في القرون الثالثة الماضية أو نحو ذلك ،وهو ما ً تقدما ،ليس فقط من خالل جلب منافع مادية غير عادية للجنس البشري ،وقد أحرز
خاللها أصبح جنسنا البشري االستثنائي على ما هو عليه ،وهذا هو كما يعرف الجميع ً (تقريبا) ما يدعى بالتطور .وعلى الرغم من أن معظمنا لديهم فكرة غامضة حول
نحو نموذجي في التواريخ التطورية ،األمر الذي أدى إلى التنوع في العالم الذي
نعيشه اليوم ،إذ إن التطور ليس كما نعتقد في كثير من األحيان عملية بسيطة
وخطية ،وإنما هو مسألة غير منظمة تنطوي على العديد من األسباب والمؤثرات المختلفة.
إن علم األحياء التطوري /بيولوجيا التطور
evolutionary biology
إظهار إنها خاطئة (األمر الذي ال ينطبق على االفتراضات جميعها).
متتالية ملفتة للنظر من فهم كيفية عمل الطبيعة ،بل عن طريق اختبار تلك األفكار
أو مظاهرها ورفض تلك التي ال يمكن أن تصمد أمام الفحص الدقيق .وبذلك يكون ً ً ً ً ً مطلقا. نظاما بدال من كونه مؤقتا من المعرفة، نظاما العلم بطبيعته
فرع من
وعلى عكس المعرفة الدينية التي تقوم على اإليمان ،فإن المعرفة العلمية تقوم ً بدال من أن على الشك ،وهذا هو ما يجعل هذين النوعين من المعرفة متكاملين ً جوهريا من المعرفة، يكونا متعأرضين .فالعلم والدين يعالجان نوعين مختلفين
وبأن العلماء أمثلة للموضوعية يتسمون بالتحفظ ويرتدون معاطف بيضاء. ً علميا» تنطوي على تناقض كبير إال أن الفكرة القائلة بأن بعض المعتقدات «مثبتة
من الواضح إذن ،أن القول باستخفاف :بأن «التطور ليس سوى نظرية» إنما هو
فروع العلم ،وإن تصورنا لطبيعة العلم نفسه يعاني من الخلل في كثير من األحيان؛ ً ً مطلقا من العقيدة ،ولدينا فكرة نظاما إذ ينظر الكثير منا إلى العلم بوصفه ،إلى حد ما،
غامضة حول كيفية سعي العلم لـ «إثبات» صحة هذه الفكرة أو تلك حول الطبيعة،
ً تماما ،للنفس البشرية. ويخاطبان بالقدر نفسه احتياجات مهمة ،ولكن مختلفة
ً فعليا لتقديم دليل إيجابي علي أي من نواح عديدة .في الحقيقة ،إن العلم لم يوجد
رفض لكامل قوام العلم ذاته ،والذي ندين له بمعايير الحياة العصرية التي لم يسبق ً كثيرا. لها مثيل وبطول أعمارنا
عالم جونار إيكيلوف ترجمة د .صالح العويني عالم جونار إيكيلوف
حميمة قط .وقد خفف دفء خالته ومربيته من تعاسة طفولته بعض الشيء .ولكن
يتفق الشعراء السويديون باختالف أجيالهم واتجاهاتهم اإلبداعية على كون
زواج والدته المبكر من رجل كرهه إيكيلوف ،بعد وفاة والده ،جعل منه ،ابن التاسعة، ً ً الحقا في إحدى رسائله ألحد أصدقائه أرضا خصبة لعقدة هاملت .وقد كتب إيكيلوف
ولد إيكيلوف في أيلول /سبتمبر عام 1907في مدينة استوكهولم ،ألم تنحدر من
بعد االنتهاء من دراسته الثانوية احتار ايكيلوف في اختيار دراسته العليا وهو لم يكمل ً أيا من الدراسات الجامعية التي شرع بها .فهو شاعر عصامي علم نفسه بنفسه
جونار إيكيلوف أهم الشعراء السويديين قاطبة في القرن العشرين .وقد قال أحدهم في هذا الصدد :لو أن شعر إيكيلوف وحده بقي حيّ ًا في القرن الواحد والعشرين لكفى الشعر السويدي ذلك.
يصف عالقته بوالدته« :اتسمت عالقتي بوالدتي طوال حياتي كلها بالكره والحب ً معا. ً أساسا. ليس هناك ما يوصم ويحزن أكثر من أن نجبر على كره من كنا نحب
أصول بورجوازية عريقة وأب ينحدر من أسرة عمالية فقيرة ،استطاع أن يكون ثروة ً ً مستقال لالتجار باألسهم نشاطا متواضعة بجهده وعمله ،ثم تضاعفت ثروته بعد أن بدأ
الشعر وأشياء أخرى كثيرة.
الخمسين من عمره فقط بعد مرضه بالسفلس لمدة ست سنوات طوال ،اتسمت الثالث ً ً عطوفا بينما محبا األخيرة منها بمضاعفات عصابية ونفسية .وكان والد إيكيلوف
ً وقدرا الروافد .ففيه تقاطعت الثقافات الهلينية ،األوروبية الحديثة ،صوفية ابن عربي
المتداولة في البورصة .وكان إيكيلوف االبن الوحيد ألبويه .وقد توفي والده وهو في
مالت والدته إلى الحزم والشدة في تربيته وربما إلى البرودة كذلك .وبعيد وفاة والده
بقليل تزوجت والدته من جديد برجل لم تقم بينه وبين الطفل إيكيلوف أية عالقة
فباإلضافة إلى اللغة األم أتقن إيكيلوف اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية والالتينية ً ً ً ومحبا للسفر .واتسمت ثقافته العمق وبتعدد نهما قارئا واليونانية القديمة .وكان
من الفلسفة البوذية .وقد قرأ إيكيلوف «ترجمان األشواق» الذي ترجمه نكلسون عام ً ً كثيرا وأحبه طوال حياته. يافعا وتأثر به ،1911وهو
lima.ae www.ka
كلمة تحت الضوء مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة كلمة .. ومواقع التواصل اإلجتماعي إنجازات «كلمة» حراك ثقافي وحضور عربي وعالمي
مشروع «كلمة» للترجمة حضور إماراتي مؤثر في الثقافة العربية والعالمية منذ اليوم الذي حط معرض الكتاب رحاله على أرض اإلمارات،
يجب في مشروع «كلمة» وبرغم عمره القصير إال أنني وجدت أن ً واضحا من خالل ما يحظى به من دعم سياسي اكتمال الفكرة يبدو
أكثر وتتمدد في أرض اإلبداع عروق ياسمين وحناء تعبق بين أيدينا ً كتبا وفي عقولنا معارف ،وفي دورة التاريخ مشاريع ثقافية تستعيد
محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات
والقارئ المخلص للمعرفة الشغوف برائحة الورق وأغلفة الكتب ينتظر موعده من دورة ألخرى ،ومع كل انتظار يزهر في حقل المعرفة شجر
عظمة التاريخ بهمة العمل ال بتهويمات األحالم واألمنيات ،وتستعد للمستقبل بأمنيات مشروعة وأفعال يتحدث عنها القاصي والداني .
لقد بدأ تاريخنا بكلمة «اقرأ» ،ولم يكن ذلك مصادفة ،كانت «اقرأ»
كلمة من الضخامة بحيث استوعبت حمولة دين وتاريخ أمة ،الكلمة عبرت التاريخ كطلقة ضوء ثم انهمرت هنا على أرض اإلمارات، ً دوما بالمفاجآت واألحالم والرؤى والمشاريع الرائدة، األرض الحبلى
ً ً ً ً وكبيرا بكل ما يمكن أن تذهب ومختلفا رائدا مشروعا الكلمة أصبحت ُ إليه دالالت هذه الكلمات ،ويقينا فإن اإلمارات مؤهلة لتحمل كلف
مشاريع حضارية كهذه ومبشرة بمشاريع أكثر .
وكما كانت «اقرأ» رافعة حضارية في داللتها وتوقيتها ومفصليتها،
في ذلك الوقت من عمر الخالفة العباسية ،فإنها بقيت طاقة احتشاد
لم يتوقف مفعولها عن إنتاج مشاريع ضخمة ظلت إلى يومنا مثار إعجاب وتأثير واشعاع تماما كما كان مشروع المأمون في بغداد حين بنى دار الحكمة ،ورصد الذهب وأطلق الرسائل والرجال استقطابا
للعلماء والمترجمين من كل الملل واألديان واللغات ،فتحولت بغداد الى منارة معرفة وجوهرة حقيقية في مفرق الشرق والعالم وهكذا
هي اإلمارات اليوم القبلة الصحيحة ألهل الثقافة والمعرفة واألدب بال أدنى شك.
فائق التصور ،إنه «بداية الغيث» كما قال الفريق أول سمو الشيخ
المسلحة راعي المشروع وداعمه والواقف بوعي خلف نجاحه ،إنه
البداية التي تبشر بحضور إماراتي مؤثر على ساحة العمل الثقافي العالمي وليس اإلقليمي أو المحلي فقط .
إن المتأمل في مشروع كلمة يجد وبدون أية مجامله أنه :
- 1مشروع إماراتي يتباهى به أي مواطن عربي ينتمي لهذا الوطن
ويعشق انجازاته .
ً ومضمونا ،فكرة - 2مشروع تكاملت له كل شروط النجاح شكال
وتطبيقا ،كوادر ومسؤولين ،وببذل مادي ال تخطئه العين.
- 3استمرار المشروع في تحقيق أهدافه بنجاحات تحسب له ً عاليا ،برغم كلفته المادية العالية في زمن ال يعرف فيه العرب وتثمن
كيف يستثمرون في المعرفة وكيف ينفون عن أنفسهم تهم هجر
الكتب ونشر القراءة بين الشباب ،حتى صارت تهمة األمة التي ال تقرأ عالمة عربية حصرية لألسف الشديد .
- 4تمكن المشروع من تنويع المنابع واالتجاهات الفكرية والثقافية
التي يتم الترجمة منها ما يذكر بمشروع مكتبة الحكمة وعصر
المأمون الذي اشتغل بالترجمة فيه علماء مسلمون ويهود ويونان وعرب وفرس و ....ولذاك المشروع يعود الفضل في ترجمة الفلسفة
اليونانية واالغريقية.
إن أول ما يلفت المتابع أن «كلمة» مشروع منفتح على نتاجات
كما دار الحكمة ومشروع المأمون فإن مشروع كلمة الذي تضطلع
الحضارات االنسانية بال تحيز أو تمييز أو محاباة ،المعرفة اإلنسانية ً ً أخيرا ،هذا هو األساس ،التحيز الوحيد أوال والمعرفة االنسانية
عز الخالفة العباسية في مكتبة دار الحكمة الشهيرة ،والذي كان يزن ً ً خالصا مكرسا مبدأ تعددية االسالم ذهبا فيه الكتب ويدفع ثمنها
األول لكافة شرائح المجتمع وبخاصة لألجيال الجديدة ،بحث تتوافر
به هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة هو في جوهره مشروع ثقافي ً استكماال لذلك المشروع العظيم الذي بدأه المأمون أيام رائد أرى فيه
والمعلن بالخط العريض هو لتكريس القراءة وإتاحة وعاء المعرفة لها فرصة التالقي مع شعوب األرض عبر جسورثقافية متماسكة.
وقدرته على االستيعاب وانفتاحه بثقة على كل الحضارات دون
إن استقطاب مترجمين من أبناء اإلمارات الذين يمتلكون ناصية
لقد تتبعت منذ سنوات حركة الترجمة في عالمنا العربي فوجدت ً شيئا من إلهامات مشروع المأمون في بعض االقطار كجمهورية مصر
تقديم اإلمارات للعالم كواجهة ثقافية ومعرفية وليس كواجهة
خوف أو إقصاء أو عدائية .
العربية والعراق ولبنان ،لكن محدودية اإلنفاق واشكاليات الداخل ً حائال دون تبلور أي مشروع من هذا النوع بالهيبة المبتغاة كانت تقف
والهيئة التي يجب ان يكون عليها مشروع نهضوي يلتزم بالمنهج ً أخيرا تجلى المشروع كما ويحافظ على التوازن وااللتزام والثبات ...
األدب والترجمة لهو إنجاز آخر يضاف لمشروع كلمة ،ويسهم في
اقتصادية ال تمتلك غير النفط والعقارات ،وبالشك فإن استقطاب
المزيد من الكفاءات الوطنية سيعطي المشروع ألقا من نوع خاص وسيضاعف مكاسبنا أكثر ،إنها فرصة تاريخية وحقيقية أشعر
باالمتنان إزاءها ويغمرني الفخر كمواطنة إماراتية تمتلك بالدها مشاريع من هذا النوع وبهذا المستوى .
بقلم :عائشة سلطان
37
38
www.ka lima.ae
إنجازات مشروع «كلمة» للترجمة ..حــــــــ
سعى مشروع «كلمة» منذ انطالقته في العام 2007إلى إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ،وحقق في هذا الجانب ترجمة نحو 700كتاب
عن أكثر من 13لغة تشمل :اإلنجليزية والفرنسية واإليطالية واإلسبانية والهندية والكردية واليابانية والصينية والكورية واأللمانية والسويسرية ً فضال عن الحقول العلمية ،والفنون والتاريخ والجغرافيا وكتب والهولندية ...إلخ في مجاالت متنوعة تشمل :الحقول األدبية والعلوم اإلنسانية، السيرة.
ومن أجل التواصل مع جمهور القراء يولي مشروع «كلمة» المشاركة في معارض الكتاب العربية والمحلية والدولية أهمية كبيرة ،ويحرص
توزيع حقيبة أبوظبي للطاقة البديلة في المنطقة الغربية ً ً االحتفاء تزامنا مع والعين تحت شعار «بيئتي تضيء بيتي»
باليوم العالمي للكتاب
قام مشروع “كلمة” بتوزيع 1000
حقيبة على الطلبة المتفوقين (من
الصف الخامس والسادس االبتدائي) في مدارس المنطقة الغربية
بشكل كبير على التواجد في هذه المعأرض ،ويأتي هذا في سياق دعم تواجده على الساحة الدولية ،وتقوية عالقاته بدور النشر العالمية،
ومدينة العين.
التقنيات في صناعة الكتاب .كما يسعى المشروع بالتنسيق مع قسم التوزيع في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى وضع خطة تطوير تساهم
االهتمام باألطفال والناشئة ،من خالل دورها في توعية األطفال إلى
ومواكبة أحدث اإلصدارات العالمية ،وااللتقاء بالقراء والتفاعل معهم ،واستقصاء ردود الفعل تجاه المشروع باإلضافة إلى االطالع على أحدث في تعزيز تسويق وتوزيع كتب «كلمة» بحيث نضمن وصولها للقراء في كل مكان .عالوة على المضي في حمالت ترويج القراءة مثل بادرة حقيبة
أبوظبي لألطفال والناشئة التي تنظم بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم.
ويعكف المشروع في الوقت الحالي على تطوير قاعدة بيانات إلكترونية تتضمن كافة المعامالت والمعلومات المتعلقة بإنتاج الكتاب ،باإلضافة
إلى قائمة المترجمين التي تضم زهاء 300مترجم متخصصين في كثير من اللغات.
وجدير بالذكر أن المشروع غير ربحي ،ويقوم على أهداف إنسانية تكمن في تعزيز جودة الخدمة العامة للقراءة ،واإلسهام في رفد القارئ في
اإلمارات والعالم العربي بأحدث اإلصدارات وربطه بالثقافة العالمية.
العالقات الدولية وتعزيز التعاون مع دور النشر العربية
وتنسجم هذه البادرة مع األهداف العامة الستراتيجية أبوظبي في
كيفية تغيير نمط حياتنا للتوفير في استهالك الطاقة وتقليل الهدر والتبديد عن طريق خفض االستهالك وإعادة االستعمال وإعادة التدوير،
كما تعرّ فهم إلى مصادر الطاقة المتجددة وكيفية استغاللها ومزاياها
ومساوئها ،وتحفزهم على حب بيئتهم وحمايتها.
وتأتي هذه الحقيبة لبناء لبنة أولى لمكتبة األطفال ،إذ احتوت على
مجموعة تتألف من ثمانية كتب تعنى بمصادر الطاقة المتجددة والبديلة،
جناح كلمة» الـ 500
على النحو التالي:
كتاب ،كما شهد المشروع فعاليات متنوعة أقيمت
«الكتلة الحيوية وإنجاز التغيير»« ،توليد الطاقة من الرياح»« ،استغالل
•توقيع اتفاقية تعاون متبادل بين هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،وبين
الحرارية األرضية :استخدام الفرن األرضي»« ،الهيدروجين :سيارات ّ تخفض بصمتك الكربونية». تعمل بالماء»« ،بناء مجتمع أخضر»« ،كيف
المتحف البريطاني المحدودة في بريطانيا ،جامعة شيكاغو وجامعة
تعهد الجانب الفرنسي بتقديم الدعم الالزم لمشروع «كلمة» لترجمة روائع
بيشوب ،وألن رودجر ،ولين باباس ،وهم متخصصون في الكتابة
ودار ليوبالد في هولندا ،وفالنشتاين وسوركامب في ألمانيا ،والتيرزا في
نشر الثقافة اإلماراتية في فرنسا ،وتدريب عدد من المترجمين العرب في
وتأتي هذه الحقيبة في موسمها الثالث ،إذ أطلق مشروع «كلمة»
تأسيس جملة من اتفاقيات التعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات
واإلماراتية ،وهو ما يأتي في إطار اهتمام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
اإلسالمي في روما بإيطاليا ،المركز الثقافي الهندي -العربي في الجامعة
المراقب في المنظمة الدولية للفرنكفونية.
غرمرسهايم بألمانيا،
والنشر ( )UPPالتابعة ألبوظبي لإلعالم ،إذ اتفق الطرفان على مواصلة
وبعد مضي خمس سنوات على تأسيس المشروع ،تظهر المحصلة بأن
مشروع «كلمة» للترجمة نجح في تأسيس جملة من العالقات الدولية ً عقودا مع ما يزيد على مع عدد كبير من دور النشر العريقة ،وأبرم
المئة ناشر عالمي ،من بينهم على سبيل المثال :دار ري-آكشن وشركة
على هامش المعرض تضمنت ما يلي:
المعهد الفرنسي المسؤول عن تعزيز الثقافة الفرنسية في جميع أنحاء ً ووفقا لالتفاقية المبرمة، العالم ،وذلك من خالل مشروع «كلمة» للترجمة،
كاليفورنيا في أمريكا ،ودار غاليمار ومكميالن وفالمريون في فرنسا،
األدب الفرنسي الكالسيكي والمعاصر إلى اللغة العربية ،ومواصلة دعم
إيطاليا ،وقسم النشر في الجامعة األمريكية في القاهرة ،باإلضافة إلى
فرنسا ،وتنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية ذات صلة بالثقافتين الفرنسية
ّ المتخصص في شؤون العالم العربي والعالم العالمية ،مثل معهد الشرق
بنشر األدب الفرنسي الكالسيكي والمعاصر في دولة اإلمارات ،العضو
الوطنية اإلسالمية في نيودلهي ،جامعة «يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز /
•تجديد مذكرة التفاهم التي عقدها المشروع مع الشركة المتحدة للطباعة
المؤسسة الهولندية لدعم األدب الهولندي وصناعته ،مؤسسة الثقافة
التعاون بهدف توسيع آفاق التعاون االقتصادي والتجاري فيما بينهما
السويسرية «بروهلفتسيا» ،والمعهد الفرنسي في فرنسا. كما نجح المشروع بدعم حركة الترجمة في ما يزيد عن 35ناشراً ً ً ً وتشجيعا تحقيقا لمبدأ الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عربيا، ً ودعما للناشرين العرب. للمترجمين العرب
إنجازات مشروع «كلمة» خالل العام 2011
معرض أبوظبي الدولي للكتاب -الدورة العشرين 2010
شارك مشروع «كلمة» للترجمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب
2011في دورته الحادية والعشرين ،وتجاوز عدد الكتب المعروضة في
وتطوير النشاطات المتعلقة بمجال نشر الكتب وتسويقها وتوزيعها.
الطاقة الشمسية»« ،طاقة المحيطات والمد والجزر واألمواج»« ،الطاقة
وهذه السلسلة من تأليف نيكي ووكر ،وكاري غليرسون ،وأماندا
لألطفال والناشئة ،وقام بنقلها إلى العربية عمر سعيد األيوبي. للترجمة بادرة حقيبة أبوظبي لألطفال في عام
2009
تلتها حقيبة
أبوظبي للناشئة في عام ،2010ومنذ ذلك الحين يواظب مشروع «كلمة»
على هذه البادرة ويسعى إلى تطويرها وتقديمها بشكل مختلف في كل مرة.
تدشين الصفحة الرسمية لمشروع «كلمة» على «الفيس بوك»
و«تويتر» للتواصل مع القراء .
دشن المشروع صفحته الرسمية على موقعي «فيس بوك» و«تويتر»
•أصدر مشروع «كلمة» أكبر كتاب لألطفال تحت عنوان «في بالد تيتو»
وذلك ضمن خطته اإلعالمية التي تهدف إلى التواصل مع شرائح المجتمع
يديه لكي يقرأه ،بل هو الكتاب الذي يحمل الطفل بين دفتيه ،إذ يستطيع ً حرفيا الجلوس داخل هذا الكتاب أثناء قراءته ،في القارئ الصغير
تيسير السبل للوصول إلى القارئ العربي وكذلك إلشاعة المعرفة احتفاء
العربية المترجمة ضياء حيدر .وتأتي هذه البادرة لتسليط الضوء على
وتأتي هذه الخطوة لزيادة قنوات التواصل مع مختلف شرائح المجتمع
للكاتبة الفرنسية كلودين غاليا .وهو الكتاب الذي ال يحمله الطفل بين
ً تماما عن المألوف في كتب األطفال العربية ،ونقلته إلى تجربة مختلفة أهمية كتاب األطفال وضرورة تشجيع األسرة على تبني فكرة القراءة
مع األطفال.
كافة واستثمار كل القنوات للوصول إلى القارئ العربي وذلك من خالل ً وتحديدا المواقع االجتماعية ،بهدف مواكبة وسائل اإلعالم الحديثة،
بجماليات اللغة العربية وما تستحقه لغة الضاد من اهتمام وتقدير.
ورفدها بفيض متصل من المعلومات الجديدة عن الكتب المترجمة، ولتكون هذه المواقع ملتقى تواصل دائم مع القراء والمؤسسات تمتزج
lima.ae
www.ka
39
ـــــراك ثقافي وحضور عربي وعالمي
فيها التقنية الحديثة بالثقافة وأنماط الحياة المتعددة ،حيث ستضم
الترجمة والنشر لهذه السلسلة من الكتب والتي تتضمن« :الطعام في
الكتب العالمية باللغة العربية وتمكينه من الحصول عليها ،وبما يضمن
ومقتطفات وعبارات خالدة ونادرة مستقاة من آخر اإلصدارات التي
الزمن الكالسيكي القديم» للمؤلف نيفيل مورلي ،و«الصداقة في العالم
وكان مشروع «كلمة» للترجمة قد افتتح موقعه الرسمي الجديد
–الروماني» للمؤلف ريتشارد فين ،و«األعمال المصرفية والنشاطات
التواصل مع إدارة المشروع مباشرة ،وذلك بغية تأسيس شبكة إعالمية
هذه المواقع آخر إصدارات المشروع وسيتم تطعيم الصفحات بعناوين تمت ترجمتها ونقلها إلى العربية.
المجتمع الكالسيكي القديم» للمؤلف بيتر غرانسي ،و«التجارة في
الكالسيكي» للمؤلف دايفيد كونستان« ،الزهد في العالم اإلغريقي
تنظيم دورة القراءة الصيفية لألطفال تحت عنوان «صوتي
المالية في العالم الروماني» للمؤلف جان أندرو ،و«التقنية والثقافة في
بهدف تدريب األطفال على ممارسة القراءة في آفاق الترجمة واألدب
وتقدم هذه الكتب لوحة متكاملة وفريدة من نوعها ألنشطة مهمة ً أبعادا اجتماعية أساسية في حياة في حياة اإلنسان ،إذ تستعرض
جميل بالقراءة» :
العالمي ،وبغية تنمية مهارات الفهم واالستيعاب لديهم نظم مشروع «كلمة» دورة القراءة الصيفية لألطفال تحت عنوان»صوتي جميل بالقراءة» ،وجاءت هذه الدورة ضمن عدة أنشطة صيفية نظمتها دار
الكتب الوطنية بهدف تعزيز حضور الكتاب وزيادة أعداد القراء. ً طفال بأعمار المرحلة االبتدائية ،من الصف األول التحق بالدورة 14 وحتى الخامس االبتدائي ،وهم
10
ذكور و 4إناث ،وكانوا شعلة من
النشاط ،حيث شارك الجميع بقراءة القصص ،ووجدوا من يساعدهم
ويشجعهم ويوفر لهم النصوص العالمية الرفيعة ،كما قام مشروع «كلمة» للترجمة بعدة أنشطة في هذه الدورة ،من أهمها مسابقة اإلجابة عن األسئلة المطروحة والمشاركة في المناقشات الدائرة حول القصص من أجل الحصول على نقاط أكثر ،وهذه النقاط تتمثل في عملة تم اختراعها
من قبل مشروع «كلمة» للترجمة لتحفيز األطفال وتشجيعهم ،فكلما جمع األطفال ُعمَ ً ال أكثر كانت فرصتهم كبيرة في الحصول على قصص
العصور القديمة» للمؤلفة سيرافينا كومو.
االنسان تساعد في فهم طبيعة المجتمعات القديمة وسماتها الثقافية، ً ً جيدا لدراسة تلك المجتمعات وصورة مميزة مدخال ما يجعلها تشكل
تحقيق االستغالل األمثل لها.
بحلته الجديدة والتي تسهل على الباحث عن آخر الكتب المترجمة متعددة الوسائط ومتنوعة المحتوى تركز على االستفادة الكاملة من
أحدث وسائل التقنية والبرمجيات وتسخيرها في الوصول إلى القارئ
بأيسرالطرق لتزويده بما يحتاجه من المعارف والكتب.
المشاركة في اجتماع المجلس األعلى لمجلس التعاون لدول
الخليج العربي
للتاريخ القديم .كما أن هذه الكتب تكتسب أهميتها بواسطة المؤلفين
وذلك بهدف دراسة توحيد جهود الدول األعضاء في مجال الترجمة
احتياجات القراء غير المتخصصين لكونها تقدم أجوبة وافية على
التعاون لدول الخليج العربية في دورته الحادية والثالثين المنعقدة في
كما كشف المشروع عن االنتهاء من ترجمة مجموعة من الكتب
االستشارية للمجلس األعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
من دوحة المعرفة» ،وتجيب في مجملها عن أسئلة مثيرة تشغل بال
واالهتمام باللغة العربية ،شارك مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة ً ممثال بمدير المشروع في االجتماع الذي أبوظبي للسياحة والثقافة
الذين يعدون خبراء في الحقول التي يكتبون عنها،عالوة على أنها تلبي
والتعريب واالهتمام باللغة العربية إنفاذا لقرار المجلس األعلى لمجلس
التساؤالت المهمة التي تطرحها».
أبوظبي خالل الفترة من 7 - 6ديسمبر 2010
العلمية الفرنسية المخصصة لجيل الناشئة ،وذلك بالتعاون مع دار النشر ً كتابا سيتم إصدارها تحت اسم «ثمرات الفرنسية ،Pommierتتألف من 17 األطفال والناشئة مثل« :ما هو السر في زرقة البحر؟» ،و«ما النسبية؟»،
والقاضي بتكليف الهيئة
دراسة توحيد جهود الدول األعضاء في مجال الترجمة والتعريب
شهدته األمانة العامة في الرياض يوم األربعاء الموافق 25مايو ، 2011
و«هل الزمن موجود؟» ،و«كيف نحلم؟» و«اإلنسان والفيروسات...هل هي
وضم المسؤولين كافة عن مراكز الترجمة والتعريب في الدول األعضاء
التي يبحث لها األطفال عن أجوبة ،وتأتي اإلجابات على هذه التساؤالت
الموضوع ،وقد شارك في االجتماع عدد من المؤسسات الحكومية
وقد شهد جناح مشروع «كلمة» للترجمة في معرض فرانكفورت الدولي
«مركز الترجمة في جامعة الملك سعود في الرياض» ،و» المجلس الوطني
وهدايا في اليوم الختامي للدورة ،هذه العملة باسم مشروع «كلمة» من
عالقة دائمة؟» ،و«ما الجينات؟» ،و«ما العدد؟» وغيرها من التساؤالت
لمجلس التعاون ،وأعضاء لجنة الهيئة االستشارية المناط بها دراسة
العينية لألطفال المتميزين أثناء قراءة القصص وجوائز أخرى لألطفال
في أسلوب بسيط ومشوق.
واألهلية المعنية بالترجمة في دول مجلس التعاون الخليجية منها:
فئات 5و 10و 50و 100و 200و500كلمة ..كما تم توزيع الهدايا والجوائز
الذين لم يحالفهم الحظ في اإلجابات.
قرأ األطفال 8قصص من إصدارات مشروع «كلمة» تم اختيارها بعناية
عن اللغات اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية والكورية ،ومتنوعة في
تخصصاتها ما بين الرياضيات والعلوم والخيال واألدب .وحصل األطفال
في اليوم الختامي للدورة على شهادات تقدير تحمل أسماءهم.
المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب:
للكتاب لقاءات متنوعة مع دور النشر الفرنسية واأللمانية واألمريكية
للثقافة واآلداب في الكويت» ،ومركز «الترجمة التابع للمجلس الوطني
النشر رغبة في التعاون مع مشروع «كلمة» في نشر وترجمة إصداراتهم
تناول االجتماع ثالث أوراق عمل ،عن تعزيز مكانة اللغة العربية بين
واإلنجليزية والهندية والكورية وااليطالية ،وأبدت جميع مسؤولي دور
للثقافة والفنون في دولة قطر».
وتقديمها للقارئ العربي.
اللغات وتعليمها ،والتي أشارت إلى أبرز المشكالت التي تواجه تعليم ً مقترحا لحل هذه المشكالت بما يضمن تعزيز اللغة العربية ،وقدمت
تطبيق خدمة التواصل االجتماعي مع مشروع «كلمة» عبر
خدمات المواقع االجتماعية خدمات «اآلي فون» و«اآلي باد» و«بالك بيري»:
شارك مشروع «كلمة» للترجمة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ً ً واسعا من إقباال 2011في دورته الثالثة والستين ،وشهد جناح «كلمة»
أبرم مشروع «كلمة» اتفاقية تعاون مع إحدى الشركات التقنية
وعلى هامش المعرض ،أعلن مشروع «كلمة» عن استكمال ترجمة
االجتماعية خدمات «اآلي فون» و«اآلي باد» و«بالك بيري» بشكل خاص
مطبعة جامعة كمبردج ،تتناول أنشطة حيوية مهمة من منظور ثقافي
بآخر أخبار مشروع «كلمة» للترجمة ،وتسهيل ضخ المعلومات واألخبار
ممثلي دور النشر العالمية.
سلسلة مهمة من الكتب التاريخية الصادرة عن قسم الكالسيكيات في وبيولوجي في السياق التاريخي للعصور القديمة ،وذلك بالتعاون مع
جامعة كمبريدج البريطانية العريقة ،إذ منحت مشروع «كلمة» حقوق
المتخصصة لتوفير تطبيق خدمة التواصل مع المشروع عبر المواقع وحصري بالمشروع لتسهم هي األخرى في مواصلة تغذية المشتركين الجديدة عن المشروع بمنتهى السهولة ،وإلتاحة الفرصة للقارئ العربي
بأن يطلع بشكل دائم على آخر المستجدات المتعلقة بعالم الترجمة وآخر
مكانة اللغة العربية وتطوير تعليمها .والثانية عن توحيد جهود الدول
األعضاء في مجال الترجمة وتكثيفها في دول الخليج العربية ،كما
تناولت معوقات الترجمة في دول الخليج ،ودعت إلى إنشاء مركز ً خليجي للترجمة والتعريب ليسهم في الرفع بمستوى الترجمة ً وكيفا كما
في دول الخليج العربية ،ومن ثم دعم التعريب ومكانة اللغة العربية في
هذه الدول.
أما الورقة الثالثة فتناولت أهمية تعليم العلوم باللغة العربية ،خاصة
وأن تاريخ اللغة العربية يؤكد قدرتها على استيعاب العلوم كافة.
40
www.ka lima.ae
ارتأى مشروع «كلمة» للترجمة أن يستغل مجال الصوتيات في خدمة
الكتب المترجمة للترويج عنها ولتسهيل عملية القراءة والمطالعة وزيادة ً وقتا للقراءة لكثرة أعباء نسبة أعداد القراء ،وخاصة للذين ال يجدون
ً متاحا مع هذه الفكرة االستماع لكتب الحياة وتسارع وتيرتها ،فقد أصبح مشروع «كلمة» في أي وقت خالل اليوم وأثناء القيام بالمهام اليومية أو
التنقل بالسيارة من مكان إلى آخر.
وجاءت هذه الكتب بأصوات مميزة ،دقيقة وواضحة ،سليمة من
حيث نطقها وتشكيلها مما يساعد المستمع على تعزيز لغته وتطويرها
عالوة على توسيع آفاقه األدبية.
تدشين الموقع اإللكتروني الجديد لمشروع «كلمة» للترجمة على
الشبكة العنكبوتية
تم تدشين الموقع الرسمي الجديد لمشروع «كلمة» على الشبكة
العنكبوتية ،والذي يسعى المشروع من خالله إلى تعزيز تواصله مع
القراء في دولة اإلمارات وخارجها. ً تعريفا بالمشروع وأهدافه ومعلومات عن أحدث ويتضمن الموقع
إصداراته ،فمن خالل نافذة «إصداراتنا» يتعرف القارئ على إصدارات المشروع من الكتب بمختلف تصنيفاتها منذ انطالق المشروع في العام ً كتابا ،باإلضافة 2007وحتى تاريخه والتي يصل عددها إلى زهاء الـ 536
ً قريبا» وتعرض الكتب التي يعمل المشروع على إلى نافذة «يصدر
إصدارها ،وفي كال النافذتين يتاح للقارئ أخذ فكرة عامة عن عنوان وموضوع كل كتاب من خالل نشر نبذة عن كل كتاب تصاحبها صورة
الغالف.
المشاركة في معرض سيؤول الدولي للكتاب 2011
شارك مشروع «كلمة» للترجمة في فعاليات معرض سيؤول الدولي
للكتاب ، 2011وضم جناح «كلمة» ضمن جناح دار الكتب الوطنية بهيئة
أبوظبي للسياحة والثقافة مجموعة من إصداراته الحديثة إلى جانب إصداراته من الكتب الكورية المترجمة والمخصصة لألطفال وتبلغ
أكثر من مائة كتاب تم إنجازها عبر بادرة جسور التي أطلقها مشروع
«كلمة» على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب في عام ،2010وهي
كتب متخصصة في العلوم والرياضيات لكنها تقدم المعلومات بأسلوب أدبي وثقافي يجذب األطفال ويشجعهم على القراءة .وهي جزء من
سلسلة مترجمة تضم سبع روايات يابانية.
أقيم الحفل في مكتبة كينوكوينا في دبي مول بحضور سفير اليابان
في دولة اإلمارات العربية المتحدة سعادة تاتسوو وتانابي والدكتور
علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» للترجمة.
يومنا هذا ،وأعلن المشروع عن نيته في إهداء عدة نسخ منها إلى
صورة واضحة عن اليابان خالل الربع األخير من القرن العشرين وإلى
المؤسسات الثقافية في اليابان باإلضافة إلى الجامعات والمعاهد.
االتفاق على ترجمة سلسلة من كتب األطفال المتخصصة في العلوم
«كلمة» للترجمة:
بمناسبة اليوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات العربية المتحدة ،إذ ً ً ً واحدا صحفيا عبر فيه عن اعتزازه الشديد لكونه بيانا أصدر المشروع
من اإلنجازات الكبيرة التي حققتها أبوظبي والتي تتوافق مع رؤية
شارك مشروع «كلمة» في فعاليات الدورة الثالثة لمعرض «العين تقرأ»
المغفور له بإذن هللا الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في
الجنوبية ،وذلك في خطوة جديدة تكرس التعاون الثقافي والمعرفي
في سياق المنظومة الطويلة لنشأة االتحاد وتعزيز أركانه من خالل سعيه ً تناغما إلى تنمية الفكر اإلنساني ورفد مخيلته ودعم المسيرة التعليمية
في مدينة العين ،من خالل افتتاح ركن الكتب الكورية في المعرض، ً ً جديدا لألطفال من كوريا كتابا واشتمل الركن على أكثر من 150
بين كوريا الجنوبية واإلمارات . ً وتأتي هذه الخطوة انسجاما مع العالقات االستراتيجية بين دولة ً ً ً وتعليميا وتعد ثمرة واقتصاديا دبلوماسيا اإلمارات وكوريا الجنوبية االنفتاح الثقافي في العاصمة أبوظبي على مختلف ثقافات العالم.
إقامة حفل توقيع النسخة العربية من كتاب «الطاقات
المتجددة» للمؤلف جاك فيرنيي بالتعاون مع السفارة الفرنسية
في أبوظبي
أقام مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
في قاعة المعمورة في أبوظبي حفل توقيع النسخة العربية من كتاب
«الطاقات المتجددة» للمؤلف الفرنسي جاك فيرنيي والذي قام بنقله للعربية المترجم عبدالهادي اإلدريسي ،وذلك بالتعاون مع السفارة
الفرنسية في أبوظبي وبحضور المؤلف جاك فيرنيي .
االحتفال بمشاركة السفارة اليابانية في أبوظبي بأربعينية ً عاما على العالقات اليوم الوطني لدولة اإلمارات وبمرور أربعين
الدبلوماسية بين دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان بإطالق 7روايات مترجمة عن اليابانية
بمناسبة االحتفال باليوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات العربية ً عاما على العالقات المتحدة ،والذي يتزامن مع انقضاء أربعين
الدبلوماسية بين دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان ،أقام مشروع «كلمة» للترجمة بالتعاون مع السفارة اليابانية في أبوظبي حفل إطالق
الفيديو وأرشيف الصور.
المؤلفين من خالل نشر صورهم ونبذة عن مسيرة كل منهم في عالم
شارك مشروع «كلمة» للترجمة في االحتفاالت التي عمت الدولة
المشاركة في معرض «العين تقرأ» 2011في مدينة العين:
المؤتمرات والندوات واألنشطة التي يشارك فيها المشروع ،باإلضافة إلى
تعد الروايات اليابانية السبع من أبرز األعمال الروائية الحديثة ،وتقدم
االتفاقية التي أبرمها مشروع «كلمة» مع المؤسسة الكورية «يوان ميديا»
والرياضيات.
أصدرها المشروع ،واألخبار التي نشرت عنه في الصحف ،ويرصد أحدث
وسيتضمن الموقع في وقت الحق «نافذة» مخصصة للمؤلفين الذين
االحتفال بذكرى اليوم الوطني األربعين بمشاركة أعالم مشروع
في عام ،2010والمختصة بالتعليم ونشر كتب األطفال ،وتم بموجبها
كما يتضمن الموقع نافذة إعالمية تنشر البيانات الصحفية التي
تأسيس الوعي باآلخر القائم على المحبة والحوار والتسامح ،فهو يأتي
مع دعوة صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
في كلمته بمناسبة االحتفال بـــ»روح االتحاد» بأن يكون للتعليم أولوية قصوى لتطوير منظومة االتحاد واالرتقاء بمخرجاته وربطه بمتطلبات التنمية وسوق العمل وتعميق االنتماء وترسيخ الهوية وقيم الوسطية
واالعتدال ،واألخذ بعين االعتبار التطورات العالمية في مجاالت النظم
والعلوم والتكنولوجيا واللغات.
وتعهد مشروع «كلمة» للترجمة بأن يواصل مسيرته في نقل العلوم
والمعارف وتوظيف إمكانياته كافة للحاق بالركب العلمي ودعم اللغة العربية والحفاظ على الهوية ونقل ثقافة اآلخر وحضورها من أجل ً تحقيقا لرؤية اإلفادة وتطوير الذات عالوة على إحياء حركة الترجمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب
القائد األعلى للقوات المسلحة حفظه هللا.
ورافق البيان شهادات قدمها أعالم مشروع «كلمة» للترجمة من ً ً وفخرا تقديرا باحثين وأكاديمين ومترجمين في حق دولة اإلمارات
باتحاد دولة اإلمارات العربية المتحدة.
إصدارات صوتية لكتب مشروع «كلمة» العالمية المترجمة
قدم مشروع «كلمة» سلسلة إصدارات صوتية بأسطوانات مدمجة
حكايات من ثقافات الشعوب ،تجمع تراث الحكايات لمجموعة ٍ
واألساطير والخرافات الشعبية ،تتميز بجودة األداء ونقاء الصوت ً منسجمة مع تأثيرات تعبيرية ممتعة وموسيقى ،وتأتي هذه الخطوة ّ اختطتها لنفسها مبادرة «كلمة» منذ انطالقها، مع األهداف والقيم التي ً ً رائدا للترجمة في العالم العربي. مشروعا بوصفها
يترجم لهم المشروع أعمالهم ،ستتيح النافذة للقراء التعرف على هؤالء الكتابة والتأليف ورؤيتهم في ترجمة أعمالهم إلى العربية من خالل
مشروع «كلمة».
المشاركة في ندوة الحضارتين العربية وجمهورية الصين الشعبية
تلك التي نظمتها وزارة الخارجية لدولة اإلمارات العربية المتحدة في
العاصمة أبوظبي خالل الفترة من 26-29ديسمبر 2011
شارك مشروع
«كلمة» للترجمة بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الدورة الرابعة
لندوة الحضارتين العربية وجمهورية الصين الشعبية التي نظمتها وزارة
الخارجية لدولة اإلمارات العربية المتحدة في العاصمة أبوظبي خالل الفترة من 29-26ديسمبر 2011الماضي.
وناقشت الندوة التي شارك فيها مسؤولون ومثقفون من الدول
العربية وجمهورية الصين الشعبية واألمانة العامة لجامعة الدول
العربية ،أربعة محاور رئيسية تناولت استعراض أهم القيم المشتركة بين الحضارتين ودورها في إرساء أسس عالقات التعاون االستراتيجي،
وأهم الشخصيات التي أسهمت في الحوار الحضاري العربي الصيني ودور الثقافة العربية واإلسالمية وأهميتها في تعميق المعرفة المتبادلة بينهما ،وتحديد األولويات واإلجراءات المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي
بين الصين والدول العربية.
كما استعرضت الندوة التي جاءت في إطار منتدى التعاون الصيني
العربي الذي تأسس عام ،2004ويعتبر بمثابة بداية لمرحلة جديدة من التعاون السياسي واالقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدان العربية والصين ،استعرضت واقع التعاون الثقافي العربي الصيني وسبل
التعامل مع التحديات الثقافية التي تطرحها العولمة وتحقيق الرغبة
المشتركة في تعميق المعرفة بالثقافتين العربية والصينية في الصين، والعالم العربي ومجاالت تفعيل التعاون الثقافي والفكري واالجتماعي بين الجانبين.
وبهذه المناسبة ألقى الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد
للكتاب مدير مشروع «كلمة» للترجمة محاضرة حول دور الحضارات في
إرساء أسس عالقات التعاون االستراتيجي العربي -الصيني ،تحدث فيها عن العالقات التاريخية بين الحضارة العربية والحضارة الصينية وأشار إلى أن هذا االتصال التاريخي يحتاج إلى المزيد من البحث واالستكشاف
للتمكن من رؤية أبعاده كاملة وتقديم سرد دقيق له ولنتائجه.
ً ً صحفيا بيانا واحتفاء بهذه المناسبة أصدر مشروع «كلمة» للترجمة ً عرضا إلصدارات كلمة المترجمة عن اللغة الصينية البلغ عددها تضمن 7كتب.
lima.ae
www.ka
41
تحت شعار (الترجمة وآفاق اللحظة الراهنة)
مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة اختتم مؤتمر أبوظبي ال��دول��ي للترجمة الذي
والترجمة األدبية :المشكالت والمقترحات.
أطلقه مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي
حيث رك��زت الجلسة األول���ى على استعراض
للسياحة والثقافة ،بالتزامن مع معرض أبوظبي ال���دول���ي ل��ل��ك��ت��اب ،وج����اء ه���ذا ال��م��ؤت��م��ر ان��ط�لاق ً��ا
ميراث الترجمة ومشاريعها ومؤسساتها ،ومناقشة واقعها في العالم العربي من خالل رؤية مقارنة، ً ّ التحديات التي إضافة إل��ى تسليط الضوء على
م��ن أهمية الترجمة باعتبارها ج��س ً ��را يربط بين
ال��ث��ق��اف��ات ،ووس��ي��ل��ة ات��ص��ال ومثاقفة بين األمم.
تواجه حركة الترجمة من العربية وإليها.
ّ ويشجع القائمين على بذل المزيد العربية وإليها،
عن إشكالية (الهوية الثقافية والترجمة) ،مستعرضة
وليسلط الضوء على واقع حركة الترجمة من اللغة
كما جاءت الجلسة الثانية من المؤتمر لتتحدث
من الجهود في سبيل النهوض بحركة الترجمة،
كل الطموحات والتحديات المتعلقة بها ،وتناقش
مؤتمر أبوظبي فرصة مهمّ ة اللتقاء أبرز دور النشر
تأثيرها على الهوية ،باإلضافة إلى التحديات التي
وذل��ك في ظل التحديات التي تواجهها .ويعتبر العالمية ،ونخبة من العاملين والمتخصصين في
مجاالت الثقافة والتأليف والترجمة. وتعود أهمية الترجمة إلى ّ أنها تسهم في ردم
ّ الهوة بين الثقافات واألم��م األخ��رى وال سيما بعد
ّ التطور الهائل في وسائل االتصال والمواصالت.
كما أن التبادل العلمي والثقافي بين المجتمعات ّ ي��ع��د ع��ل��ى درج����ة م���ن األه��م��ي��ة ،وي��ش��ك��ل الحجر
األساس في بناء المجتمعات والنهوض بها.
وح���ول ه��ذا المؤتمر ق��ال س��ع��ادة م��ب��ارك حمد
المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: ً ناقال للثقافة والمعرفة ،لذلك «لطالما كانت اللغة فقد استطعنا معرفة اآلخر واالطالع على ثقافته
وعاداته وتقاليده من خالل معرفة لغته ..والترجمة كانت وال تزال وسيلتنا للوصول إلى اآلخر وتقوية جسور الصداقة معه».
«إن مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة وأضاف: ّ
ّ منصة رائدة اللتقاء أبرز المترجمين العرب من هو
ّ التحديات التي مختلف لغات العالم ،للحديث عن
تواجههم ،والوصول إلى آليات النهوض بالترجمة لكي نعيد إليها ألقها ال��س��اب��ق ،ون��ض��ع بين أي��دي القرّ اء نفائس التراجم من علوم وآداب ومعارف
القيمة العلمية والثقافية للمادة المترجمة ومدى
إن هذا هو الهدف الشعوب األخ��رى ،وفي الواقع ّ
وال��وص��ول إل��ى النماذج الحيوية لترجمة العلوم
ال��رئ��ي��س م��ن إط�ل�اق م��ش��روع (كلمة) ال��ت��اب��ع لهيئة
والتكنولوجيا وب��ن��اء معاجم علمية متخصصة،
أبوظبي للسياحة والثقافة».
باإلضافة إلى السعي لتطوير المناهج الجامعية في
وبدوره قال الدكتور علي بن تميم مدير مشروع
ّ «يعد كلمة للترجمة في معرض حديثه عن المؤتمر: (مؤتمر أب��وظ��ب��ي ال��دول��ي للترجمة) ب���ادرة ثقافية
حقول الترجمة وإنشاء معاهد ترجمة محترفة، لتخريج مترجمين مؤهلين وأكفاء». كما أكد بن تميم في حديثه على أهمية مقاربة
ّ تمثل إح���دى ث��م��ار م��ش��روع كلمة للترجمة مهمة
الترجمة على نحو يفيد من التطورات الهائلة التي
التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،حيث جاء
ك��ان��ت حصيلة اإلن���ج���ازات اإلن��س��ان��ي��ة المعاصرة،
المؤتمر ليسلط الضوء على أهمية الترجمة التي
وال سيّ ما بعد أن تحول العالم نتيجة للتطور في
تسهم بشكل حيوي في التأسيس للمعرفة والعلم،
وس��ائ��ل االت��ص��ال وال��م��واص�لات إل��ى ق��ري��ة كونية ً سوية، صغيرة يتفاعل فيها األف��راد ويتواصلون
وف��ي التعرف على ثقافات األم��م األخ���رى ،وذل��ك
متجاوزين حدود الزمان والمكان..
ع�ل�اوة على تعزيز أهميتها ف��ي التأثير وال��ت��أث��ر، م��ن خ�لال ب��ل��ورة استراتيجيات تنهض بعمليات
تواجه الترجمة في العالم وخاصة في سياقاتها الدينية واألخالقية والسياسية.
أما الجلسة الثالثة ،فتناولت بالحوار تحديات
ال��ت��رج��م��ة ال��ث�لاث��ة (النشر وال��ت��وزي��ع والتمويل)،
وناقشت أهداف دور النشر بين العلمية والتجارية، مؤكدة على حقوق الملكية الفكرية ومدى التزام ً ع�لاوة على فتح المجال دور النشر العربية بها، الس��ت��ع��راض الترجمات ال��رائ��ج��ة ف��ي العربية من ً استنادا إلى منظور ثقافي. خالل تحليلها
أم��ا الجلسة ال��راب��ع��ة م��ن المؤتمر فكانت عن
واق���ع ترجمة ك��ت��اب الطفل وال��ن��اش��ئ��ة ف��ي العالم
العربي والتحديات التي تواجه ق��راء المستقبل،
حيث ق��دم متحدثوها بعض النماذج م��ن الكتب ً ���ددا م��ن ال��دراس��ات التطبيقية في المترجمة ،وع
الترجمة وتوسع حركتها». ً «وانطالقا م���ن ه���ذه ال���رؤي���ة ،ب���ادر وأض�����اف:
وقد تضمن جدول أعمال المؤتمر خمس جلسات
م��ش��روع كلمة للترجمة إل��ى تنظيم مؤتمر تحت
ح��واري��ة ناقشت مجموعة من المحاور اندرجت
وفي الجلسة األخيرة ،ركز الحوار على تحديات
ش��ع��ار (الترجمة وآف���اق اللحظة الراهنة) ،لرصد
تحت عناوين :حركة الترجمة من العربية وإليها (من
ت��رج��م��ة األدب (النصوص ال��ش��ع��ري��ة والسردية)
الواقع الراهن لحركة الترجمة من العربية وإليها
الموروث إلى الراهن) ،والترجمة والهوية الثقافية،
م��ن خ�ل�ال ال��م��ق��ارن��ة م��ا ب��ي��ن ال��ن��ق��ل ال��ح��رف��ي لها
في العصر الحديث ،وتشجيع المؤسسات الثقافية
وتحديات الترجمة (النشر وال��ت��وزي��ع والتمويل)،
والنقل الذي يراعي الفروقات القائمة بين اآلداب
في المنطقة على تفعيل حركة الترجمة والنقل،
وثقافة الطفل والناشئ العربي :الواقع واآلف��اق،
اإلنسانية في الذائقة اإلبداعية والمخيلة األدبية واللغة الشعرية.
فعاليات المؤتمر
أدب الطفل المترجم إلى العربية.
42
www.ka lima.ae
مشروع «كلمة» للترجمة يدشن صفحته الرسمية على
«الفيس بوك» و«تويتـر» للتواصل مع القراء دشن المشروع الرائد في الترجمة على مستوى العالم العربي ،مشروع
متعددة الوسائط ومتنوعة المحتوى تركز على االستفادة الكاملة من
موقعي «فيس بوك» و«تويتر» وذلك ضمن خطته اإلعالمية التي تهدف
بأيسرالطرق لتزويده بما يحتاجه من المعارف والكتب. ً تأكيدا ألهمية الدور الذي تلعبه التقنيات الحديثة وتأتي هذه الخطوة
أحدث وسائل التقنية والبرمجيات وتسخيرها في الوصول إلى القارئ
"كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،صفحته الرسمية على إلى التواصل مع شرائح المجتمع كافة واستثمار كل القنوات للوصول
وما حققته من إعجاز ،وباألخص مواقع الشبكات االجتماعية في توسيع
إلى القارئ العربي وذلك من خالل مواكبة وسائل اإلعالم الحديثة، ً وتحديدا المواقع االجتماعية ،بهدف تيسير السبل للوصول إلى القارئ
دائرة انتشار المعلومة وتسريع وتيرة الحصول على الخبر من مصادره
وضخه في تلك المواقع المنتشرة ،وسرعة تبادلها بين األفراد بثقافاتهم ً تصاعديا وبشكل مطرد المتنوعة واهتماماتهم والذين تتزايد أعدادهم
العربي وكذلك إلشاعة المعرفة احتفاء بجماليات اللغة العربية وما
تستحقه لغة الضاد من اهتمام وتقدير.
وتأتي هذه الخطوة لزيادة قنوات التواصل مع مختلف شرائح المجتمع
ً تحديا في حد ذاته فيما مع أهمية الحيز الزمني للمعلومة والذي أصبح ً علما أن هذه التقنيات أصبحت متاحة يخص سرعة النقل والبحث،
فيها التقنية الحديثة بالثقافة وأنماط الحياة المتعددة ،حيث ستضم
الجدير بالذكر أن مشروع "كلمة" للترجمة والذي أطلق بدعم من
ورفدها بفيض متصل من المعلومات الجديدة عن الكتب المترجمة،
للمستخدمين والمستفيدين على مستوى العالم.
ولتكون هذه المواقع ملتقى تواصل دائم مع القراء والمؤسسات تمتزج
هذه المواقع آخر إصدارات المشروع وسيتم تطعيم الصفحات بعناوين ومقتطفات وعبارات خالدة ونادرة مستقاة من آخر اإلصدارات التي
تمت ترجمتها ونقلها إلى العربية.
وأكد المشروع في بيانه على خطته والتي ستشمل إضافة إلى خدمة
التواصل عبر المواقع االجتماعية خدمات «اآلي فون» و«اآلي باد» و«بالك بيري» لتسهم هي األخرى في مواصلة تغذية المشتركين بآخر أخبار
مشروع "كلمة" للترجمة. ً حاليا بالتعاون مع إحدى الشركات ويعكف القائمون على المشروع
التقنية المتخصصة لتوفير تطبيق لتلك األجهزة بشكل خاص وحصري
بالمشروع لتسهيل ضخ المعلومات واألخبار الجديدة عن المشروع
بمنتهى السهولة ،وإلتاحة الفرصة للقارئ العربي بأن يطلع بشكل دائم على آخر المستجدات المتعلقة بعالم الترجمة وآخر الكتب العالمية باللغة العربية وتمكينه من الحصول عليها ،وبما يضمن تحقيق االستغالل
األمثل لها.
وكان مشروع "كلمة" للترجمة قد افتتح موقعه الرسمي الجديد
بحلته الجديدة والتي تسهل على الباحث عن آخر الكتب المترجمة
التواصل مع إدارة المشروع مباشرة ،وذلك بغية تأسيس شبكة إعالمية
الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب ً زاخرا باإلنجازات القائد األعلى للقوات المسلحة قد حقق قفزات نوعية، الفريدة والتي تسهم في ردم الهوة بين الثقافات ونشر التقارب الحضاري بين الذات واآلخر من خالل ترجمة اآلداب والمعارف العالمية لتمكين
القارئ العربي من الحصول عليها في لغته العربية.
كما استطاع المشروع أن يؤسس أكبر قاعدة بيانات للمترجمين
العرب ،وتعاون مع عدد كبير من دور النشر تجاوز عددها 200دار نشر عالمية ،وبذلك نجح المشروع في رفد حركة الترجمة في العالم العربي ..تلك التي تنشد فسحة للتواصل مع اآلخر.
تدشين الموقع اإللكتروني الجديد لمشروع «كلمة» للترجمة على الشبكة العنكبوتية بحضور سعادة جمعة القبيسي مدير دار الكتب الوطنية في هيئة
أبوظبي للسياحة والثقافة ،دشن الدكتور علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» للترجمة الموقع الرسمي الجديد لمشروع «كلمة» على الشبكة
العنكبوتية ،والذي يسعى المشروع من خالله إلى تعزيز تواصله مع القراء في دولة اإلمارات وخارجها.
وقد عبر سعادة جمعة القبيسي عن سعادته بإطالق الموقع واعتبره
خطوة جديدة على طريق فتح أواصر التواصل مع القراء والباحثين ً مشيرا إلى استخدام التقنيات الحديثة بما يضمن تطوير والمهتمين،
الخدمات وتسهيل حصول القراء على الكتاب وتحقيق االستغالل األمثل للكتاب. ومن جهته صرح د .علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» بأن الموقع ً سعيا من إدارة بحلته الجديدة استخدم أفضل تقنيات الويب المتطورة
المشروع لتقديم خدماته اإللكترونية للقراء والمتصفحين ،ليكون حلقة تواصل بين المشروع ومتصفحي اإلنترنت من مختلف الشرائح ،وأعرب
عن أمله في أن يضيف الموقع اإللكتروني قناة جديدة لقنوات التواصل بين مشروع «كلمة» للترجمة والمهتمين بالقراءة. ً تعريفا بالمشروع وأهدافه ومعلومات عن أحدث ويتضمن الموقع إصداراته ،فمن خالل نافذة «إصداراتنا» يتعرف القارئ على إصدارات
المشروع من الكتب بمختلف تصنيفاتها منذ انطالق المشروع في العام ً 2007وحتى تاريخه والتي يصل عددها إلى زهاء الـ 536 كتابا ،باإلضافة
وسيتضمن الموقع في وقت الحق «نافذة» مخصصة للمؤلفين الذين
يعد مشروع «كلمة» مبادرة مستقلة تتبع هيئة أبوظبي للسياحة
المؤلفين من خالل نشر صورهم ونبذة عن مسيرة كل منهم في عالم
آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة ،وهو في
وفي كال النافذتين يتاح للقارئ أخذ فكرة عامة عن عنوان وموضوع كل
مشروع «كلمة».
ً قريبا» وتعرض الكتب التي يعمل المشروع على إصدارها، إلى نافذة «يصدر
كتاب من خالل نشر نبذة عن كل كتاب تصاحبها صورة الغالف.
كما يتضمن الموقع نافذة إعالمية تنشر البيانات الصحفية التي
أصدرها المشروع ،واألخبار التي نشرت عنه في الصحف ،ويرصد أحدث
المؤتمرات والندوات واألنشطة التي يشارك فيها المشروع ،باإلضافة إلى الفيديو وأرشيف الصور.
يترجم لهم المشروع أعمالهم ،ستتيح النافذة للقراء التعرف على هؤالء الكتابة والتأليف ورؤيتهم في ترجمة أعمالهم إلى العربية من خالل قام بتطوير الموقع شركة «خالن» ،ويقول علي الجابري مدير عام
الشركة إنه سعيد بالعمل مع مشروع «كلمة» للترجمة الذي يمثل عالمة
فارقة في مجال النشر ،وعبر عن اعتزاز شركته الكبير بالتعاون مع ً معتبرا الموقع اإللكتروني لمشروع «كلمة» من أهم المواقع التي المشروع تفخر شركته بإنجازه.
والثقافة ،وتحظى بدعم ورعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد
الصميم مشروع غير ربحي ،يسعى إلى إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ،من خالل ترجمة ونشر وتوزيع مختارات واسعة من الكتب من عدة لغات عالمية في مجاالت متنوعة تشمل :الحقول األدبية والعلوم ً فضال عن الحقول العلمية (الفيزياء ،الرياضيات . . .إلخ)، اإلنسانية،
وتقديمها للقارئ العربي في طبعة فائقة الجودة.
يمكن زيارة الموقع اإللكتروني الجديد لمشروع «كلمة» للترجمة عبر
الرابط التالي:www.kalima.ae
lima.ae
www.ka
43
تبدأ اليوم وتنتهي مع انتهاء معرض أبوظبي للكتاب2012
«غرد مع إطالق مسابقة ّ كلمة» في تويتر
آراء بعض المشاركين في مسابقة غرد مع كلمة في
ً جدا بالفوز في مسابقتكم المذهلة ،وقد تعرفت على مشروع كلمة في الحقيقة سعدت
قبل عام تقريبا من خالل إحدى الصحف وتابعت موقع المشروع أكثر خالل المسابقة وألكون ً جدا عنايتكم باختيار صريحة أنني أظن أنه من أروع مشاريع الترجمة العربية ويتضح لي
المؤلفات ،وكلنا نعلم أن حركة الترجمة هي من أهم عالمات التحرك نحو النهضة
لذلك أنا متفائلة ً جدا بالمشروع وأثق أنه سيقدم إسهامات عظيمة للقارئ في العالم العربي.
أتمنى أن تكثروا من ترجمة كتب الفكر وتعيدوا ترجمة بعض الكتب التي لم تجد مترجمين ً أيضا أتمنى لكم التوفيق وشاكرة لكم هذه المسابقة التي تحفز جيّ دين يقدمونها كما يجب،
الناس على القراءة والكتابة في نفس الوقت بارك هللا سعيكم ،وال أستطيع أن أغفل روعة
العاملين في هذا المشروع وإستجابتهم السريعة سواء على حساب تويتر أو عبر البريد وتعاملهم المميز.
رحاب سليمان -السعودية
ً واحدا من أنشط وأجمل المشاريع المعنية بالترجمة في العالم العربي. أجد مشروع كلمة
في إطار مبادراته الجديدة الهادفة إلى الترويج للترجمة والقراءة والتفاعل الثقافي وتعزيز ّ «غرد مع كلمة» اللغة العربية بين مستخدمي تويتر ،أعلن مشروع «كلمة» عن إطالق مسابقة عبر موقع «تويتر» ،وهي مسابقة مفتوحة لجميع الناطقين بالعربية ،وتقوم على ترجمة
اقتباسات عن اللغة اإلنجليزية يقوم مشروع «كلمة» باختيارها ،وبثها على صفحته على «تويتر» ً أسبوعيا فائزين اثنين ممن أنجزا أفضل ترجمتين لهذه @ ،kalima_projectعلى أن يختار
ً المأثورات والحكم والمقوالت ،وذلك وصوال إلى فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب ،2012 حيث سيعلن على امتداد أيام المعرض عن الفائزين يومياً.
عن هذه المسابقة يقول سعادة جمعة القبيسي ،مدير دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي
للسياحة والثقافة« :كما جميع مبادرات دار الكتب الوطنية ،تأتي هذه المسابقة تلبية لتطورات
العصر الذي تستحوذ فيه مواقع التواصل االجتماعي عبر اإلنترنت ،ومنها تويتر ،على المزيد
من االهتمام العام ،وبصفتنا جهة معنية بالترويج للثقافة والمعرفة ونشرهما ،فإنه يهمنا بطبيعة الحال اإلفادة من هذه الوسيلة الحديثة والواسعة االنتشار لزيادة الوعي بأهمية ّ ّ وتحث على تحرض على التفكير الكلمة المكتوبة وما تحمله هذه الكلمة من مضامين إنسانية
التواصل الخالق بين البشر».
أما مدير مشروع «كلمة للترجمة» فتوقف عند القيمة الرمزية التي تحملها هذه المسابقة ّ تقدمها ،يقول د .علي بن تميم «سنحرص على أن تكون االقتباسات واإلضافة التي يمكن أن
التي نبثها عبر صفحتنا على تويتر غير مترجمة بعد إلى العربية ،وفي الوقت نفسه تحمل قيمة فكرية وجمالية كبيرة سواء من حيث أسلوبها أو مضمونها أو صاحبها ،ونحن واثقون من أن ً كبيرا على ترجمة هذه االقتباسات ،وبالتالي حين نختار األجمل واألفضل اإلقبال سيكون
وغير الشائع منها فإننا نضيف حيوية ما إلى حركة الترجمة العربية ،خاصة وأن هذه المسابقة ال تستهدف محترفي الترجمة فقط ،بل يمكن ّ لكل الناس االشتراك بها».
ً ّ يعد أيضا الترويج لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي من بين أهداف هذه المسابقة ً ّ منصات الترويج للكتاب في المنطقة والعالم العربي« ،وستكون هذه المسابقة واحدا من أبرز
ُ ستسهم في زيادة اإلقبال على المعرض واالهتمام بأنشطته الكثيرة واحدة من الفعاليات التي ً والمتنوعة والتي تستهدف كافة الشرائح والفئات» ،كما يقول بن تميم مضيفا« ،ومن المعروف
ً ً ّ القراء غير التقليديين ممن تشكل مساهمتهم نكهة مختلفة كبيرا من جمهورا أن تويتر يجتذب
كبير من المواد المهمة من مختلف بعدد فترة وجيزة من إثراء المكتبة العربية فلقد تمكن خالل ٍ ٍ ٍ ً ُ كنت أحرص على الوقوف على منشورات هذا شخصيا اللغات وفي مختلف المجاالت المعرفية.
المشروع إما في الركن المخصص له في بعض معارض الكتب أو ضمن ما تنشره الدور األخرى واحدة يبث منها قناة بالتعاون ،وهذه نقطة تحسب لصالح المشروع الذي لم يقتصر على ٍ ٍ
إنجازه بل ضمن انتشاره األوسع عبر دعم ترجمات الدور المختلفة .أما مسابقة غرد مع كلمة ً ً متجددا على مواكبة المشروع للتقنية وإيمانه بأهمية اإلعالم الجديد تأكيدا فهي ليست إال ً ُ الذي يتم إغفاله غالبا في العالم العربي أو تعلن القطيعة بينه وبين المنشور الورقي التقليدي.
ً ً جديدة للتواصل المباشر بين المشروع والقارئ في غياب الوسيط قناة كما فتحت المسابقة
المعتاد «قنوات البيع» وفي حضور الرغبة األكيدة لتدعيم الهدف األول لـ «كلمة» :إحياء الترجمة
وإثراء القارئ العربي .وكم يسعدني أن أكون أحد المحظوظين بالفوز في المسابقة والحصول ً أخيرا -أن يعمل المشروع على تبنيعلى مجموعة قيمة من أهم منشورات المشروع .أتمنى ً ً مكانا في التراث اإلنساني العالمي. ضامنا لها ترجمة األعمال العربية إلى اللغات األخرى
فهيمة جعفر مشروع كلمة من أروع األفكار التي حولت إلى واقع في مجتمعنا الحديث ،فكما نعلم أن
الترجمة روح كل عصر وقد تنبه لها أجدادنا من قبل ،ولكلمة دور عظيم في الترجمة وأشهد
لهم بالتميز في الترجمة ومراعاة أصول اللغة العربية مراعاة دقيقة لما قرأت لهم من كتب تستحق اإلعجاب ،أتوقع لهذا المشروع النجاح واإلزدهار وأن يصبح سيد مشاريع الترجمة في
العالم العربي ،أقترح أن يقوم مشروع كلمة بالتركيز على العلوم المطموسة أو التي ال تصل إلينا نحن العرب لوجودها بلغات قديمة صعبة الترجمة فإن إستطاع مشروع كلمة على ترجمة
مثل تلك الكتب سيكون له وزن كبير في وطننا العربي وأهمية عظمى ال تقدر بثمن ،كانت مسابقة غرد مع تويتر مسابقة رائعة ومتميزة حيث أنها سمحت للكثير من المترجمين العرب
أو طالب الترجمة باختبار قدراتهم كما أنها سمحت لهم بالتعرف على أنواع عديدة من الترجمة فمنهم من ترجم بالطريقة األصولية العربية ومنهم من ترجم بالنظم الشعري ومنهم من ترجم
بأنظمة الترجمة الحديثة وإتباع البيان العربي ،فأتمنى لمشروع كلمة التقدم وأرجو أن يكون تجربة تتبعها المزيد والمزيد من مشاريع الترجمة في العالم العربي.
سليمان اللوح -فلسطين
على الترجمة واللغة العربية وعلى فعاليات المعرض على السواء».
وعن آلية اختيار الترجمات الفائزة قال بن تميم« :ستكون هناك لجنة مختصة من المترجمين،
منسق لجنة التحكيم تختار االقتباسات ،ثم تختار الترجمات األفضل لها ،كما سيكون هناك ّ
أشكركم على مجهودكم الكبير في تنظيم هذه المسابقة اللطيفة والفريدة من نوعها،
درهم إماراتي
أما انطباعي عن المسابقة فقد وجدت أنها فكرة جميلة مبتكرة ،وأقترح عليكم أن تبقى
«إصدارات» في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،ويستطيع الفائز اختيار الكتب التي يريد
أخرى ،بحيث تتوصلون إلى أشخاص مبدعين يستحقون أن ُيستفاد من مواهبهم وأن تنشر
خارج دولة اإلمارات حيث سيتولى مشروع «كلمة» إيصال الكتب إلى الفائزين بها عبر الخدمة
أيمن فايز -سوريا
وهو المترجم سامر أبوهواش وسيتولى التنسيق بين المحكمين ،كما سيقوم موقع مشروع «كلمة» بمتابعة شؤون المسابقة».
ً أسبوعيا هي قسيمة بقيمة 500 يذكر أن قيمة الجائزة التي تمنح لفائزين
ً كتبا ،يستبدلها الفائز ،إذا كان من سكان أبوظبي ،بما يعادل قيمتها من إصدارات «كلمة» وقسم
الحصول عليها عبر الموقع اإللكتروني لــــ»كلمة» ،وهذا ينطبق على المقيمين خارج أبوظبي أو البريدية.
عنوان صفحة «كلمة» على تويتر@kalima_project :
عنوان موقع «كلمة» اإللكترونيwww.kalima.ae :
كما أشكركم على مشروعكم العظيم الذي يساهم في تنويرنا بحضارات وثقافات غيرنا من ً خيرا. أصحاب اللغات األخرى ،فبارك هللا فيكم وجزاكم هللا
نشاطاتكم في المسابقات جارية ،سواء من نفس هذا النوع من المسابقات أو بابتكار مسابقات على المأل.
44
www.ka lima.ae
مشروع «كلمـة» والسفـارة اليابانيـة يحتـفالن باليــــــــــ ً عاما على العالقات الدبلوماسيــة بين البلـــديــن بإطــــــــ بمناسبة االحتفال باليوم الوطني األربعين الفائت لدولة اإلمارات ً عاما على العالقات العربية المتحدة ،والذي تزامن مع انقضاء أربعين
الدبلوماسية بين دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان ،نظم مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع السفارة اليابانية في أبوظبي حفل إطالق سلسلة مترجمة تضم سبع
روايات يابانية.
العربية المتحدة ،كما يسرني أن أعبر عن اعتزازي الشديد بهذه البادرة
إنها قصة جميلة عن هوية مسروقة لكن الرعب فيها ال يكمن في
للترجمة الذي أسهم بشكل فعال في تعميق العالقات الثقافية بين
الطبقة المتوسطة اليابانية في حلقة مفرغة من الديون الشخصية من
وهذا التعاون الرائع مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومشروع «كلمة»
البلدين ويقربنا أكثر فأكثر من العالم العربي”. ً مؤخرا هدية ومن الجدير ذكره أن مشروع «كلمة» للترجمة قد تلقى تتضمن 100كتاب ياباني من مؤسسة «نيبون فاونديشن» الخاصة التي
وقد أقيم الحفل الثالثاء الموافق 2011 /12 /06في مكتبة كينوكونيا
تعنى بشؤون نشر الثقافة والتراث الياباني في مختلف دول العالم،
العربية المتحدة سعادة تاتسوو وتانابي والدكتور علي بن تميم مدير
الطبيعية والعلوم االجتماعية والفنون ،وسوف يختار المشروع مجموعة
في دبي مول بمدينة دبي ،وذلك بحضور سفير اليابان في دولة اإلمارات
مشروع «كلمة» للترجمة.
وقال الدكتور علي بن تميم مدير مشروع «كلمة» في كلمة ألقاها
بداية الحفل« :تأتي هذه البادرة بمناسبة اليوم الوطني األربعين لقيام ّ نتذكر فيه بصورة اتحاد دولة اإلمارات العربية المتحدة ،وهو يوم خاصة التراث الثقافي الذي أسس له المغفور له بإذن هللا الشيخ زايد
بن سلطان آل نهيان .إن االحتفاء باآلخر وبثقافته واالعتزاز بثقافتنا
وتراثنا دون إخالل بأحدهما يسهم في النهضة والوعي اإليجابي .وها نحن نجتمع لالحتفاء بالثقافة اليابانية وتعزيز التقارب الثقافي بين ً ودعما لمسيرة التعاون وتعميق دولة اإلمارات العربية المتحدة واليابان،
وتتوزع الكتب المهداة في مجاالت مثل األدب والتاريخ والعلوم
من هذه الكتب لترجمتها إلى اللغة العربية.
السفير الياباني :سعادتي كبيرة لكون هذه
المناسبة العزيزة على الشعب اإلماراتي ً ً عاما جميعا تتزامن مع مرور أربعين وعلينا على العالقات الدبلوماسية بين اليابان ودولة اإلمارات العربية المتحدة
التفاهم المتبادل بين البلدين الصديقين في مجاالت الثقافة ،فاليابان تتمتع بتجربة ثقافية زاخرة يحتاج العالم العربي إلى التعرّ ف عليها
وتذوق جمالياتها .إنها مناسبة تتضاعف فيها أسباب البهجة والتآخي واالعتزاز فهو اليوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات العربية المتحدة، ً ً عاما على العالقات الدبلوماسية التاريخية الوطيدة وأيضا مرور أربعين
بين البلدين».
تاتسوو
وبدوره ،أبدى سفير دولة اليابان في اإلمارات سعادة ً قائال في كلمة ألقاها في الحفل: وتانابي سعادته البالغة بهذه البادرة ً “أود بداية أن أتقدم بالتهنئة لدولة اإلمارات قيادة وشعبا بمناسبة اليوم األربعين لدولة اإلمارات العربية المتحدة ،وأعبر عن سعادتي العارمة ً جميعا تتزامن لكون هذه المناسبة العزيزة على الشعب اإلماراتي وعلينا ً عاما على العالقات الحميمة بين اليابان ودولة اإلمارات مع مرور أربعين
وفيما يخص الروايات السبع ،أوضح الدكتور علي بن تميم بأنها تعد
من أبرز األعمال الروائية الحديثة ،وتقدم صورة واضحة عن اليابان ً معربا عن نية خالل الربع األخير من القرن العشرين وإلى يومنا هذا،
المشروع في إهداء عدة نسخ منها إلى المؤسسات الثقافية في اليابان باإلضافة إلى الجامعات والمعاهد .وتتضمن هذه السلسلة العناوين
التالية:
«هذا كل ما تستحقه» للكاتبة ميوكي ميابي:
هذه واحدة من أهم الروايات للكاتبة اليابانية المعروفة ميوكي ميابي،
تجري أحداث الرواية في سنة 1992حول امرأة شابة تختفي ،من تكون
هذه المرأة؟ هل هي الضحية؟ هل هي القاتل؟ ال أحد يعلم..
ارتكاب الجرائم بدم بارد ،إنما في الجوع للسلع االستهالكية ووقوع أجل التمتع بحياة جيدة.
يعبر الكتاب عن الناس الكادحين في المجتمع الذين يغرقون في
ديون ال يمكن التغلب عليها ويقعون فريسة االستغالل ،وتسعى إلى
الكشف عن المسؤول الحقيقي عن كل هذا.
«غيوم تائهة» للكاتبة فوميكو هاياشي:
يصف النقاد رواية «غيوم تائهة» بأنها من أروع ما قدمته الكاتبة
فوميكو هاياشي ( )1904-1951لألدب الياباني والعالمي .تجري أحداث
الرواية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية .وتسرد أحداث الرواية
مجريات حياة البطلة التي تدعى كودا يوكيكو ،وعالقة الحب التي
جمعتها مع توميوكا ،وهو موظف سابق في وزارة الزراعة والغابة التقته أثناء عملها في مستعمرة الهند الصينية كموظفة طباعة لدى الجيش. ً بدءا بمعاناتها الفقر وتعرض الرواية جميع التقلبات في حياة يوكيكو
واالستغالل على يد أحد أقاربها في فترة مراهقتها ،ثم تمتعها بحياة
الرغد وسط الطبيعة الخالبة في مناطق مستعمرة الهند الصينية وعالقة الحب الدافئة مع توميوكا ،ومن ثم المشقات والصعوبات التي مرت بها
أثناء ترحيلها من مكان عملها بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
«عار في الساللة» للكاتب تيتسيو مييورا:
ّ ّ احتلت مكانة بارزة تعد الرواية المذكورة من أولى أعمال صاحبها وقد ً في األدب الياباني بعد الحرب العالميّ ة الثانية مكرّ سة مييورا واحدا من
أشهر كتاب الرواية اليابانيّ ة المعاصرة.
هي ّ نص يجمع بين خصوصيّ ة السيرة الذاتيّ ة التي يحاول الكاتب ّ النأي بها عن نفسه وبين االتساع الثقافي الذي أصاب ذائقة جيل كامل من اليابانيين بعد الحرب ،األمر الذي عبّر عنه بلوغ أعداد مبيعاتها في
اليابان إثر صدورها نحو المليون نسخة.
lima.ae
www.ka
45
ــــــــوم الوطني األربعين لدولة اإلمارات وبمرور أربعين
ـــــالق 7روايات مترجمة عن اليابانية
أن األستاذ الشاب خاصة وينتظم وفق هرمية صارمة راسخة .غير ّ ً ً القادم من العاصمةّ ، احتراما سواء لألكبر منه سنا أو لتالميذه يكن قلما ّ
الفتيان األشقياء ،والنتيجة ّ أنه يقحم نفسه في سلسلة من ّ الصدامات ّ والصراعات الشديدة والبسيطة على السواء.
«امرأة على الضفة المقابلة» للكاتب ميتسويو كاكوتا
حازت رواية «امرأة على الضفة المقابلة» جائزة ناوكي عام ،2005وهي ِّ الجائزة األدبية األعلى مكانة في اليابان ،وفي رصيد مؤلفتها ميتسويو ً َّ عددا من الجوائز األدبية وتلقت كاكوتا أكثر من اثنتي عشرة رواية التي من ضمنها جائزة ناوكي األدبية التي تمنح لألدباء الشبّان وجائزة
فوجين كورون األدبية.
في رواية «امرأة على الضفة المقابلة» نتعرّ ف إلى سايوكو ،ر ّبة منزل
في الخامسة والثالثين ولها ابنة في الثالثة من العمر .زوجها ال مبال،
وغامض ،ال يظهر إال في خلفية الرواية في معظم الوقت ،وحماتها ً ِّ دائما ترمي سايوكو بكالم الذع حول تربيتها البنتها أو الطبخ. المتذمرة إن سايوكو عالقة في هذا العفن وال تتوقف عن التساؤل :إلى متى َّ
سيستمر هذا الحال؟
«مدرسة الحرية» للكاتب شيشي بونروكو
«تانغو طوكيو» للكاتبة ريكا يوكوموري
ً ً فشيئا من فتاة عديمة الخبرة في شيئا تتحول سايا في هذه الرواية ً الحياة إلى امرأة ناضجة تختبر نفسها والعالم ،تخرج تدريجيا من عالم
ُّ تعد من ال ّنماذج والروتين التعليمي في مدرسة ريفيّ ة ،والرواية الكالسيكية ،وتذكر برواية «الحارس في حقل الشوفان» للكاتب ج .د. ّ تتمتع هذه القصة سالينجر أو «مغامرات هاكلبيري فين» لمارك توين.
ً مبيعا في الخمسينيات من القرن كانت «مدرسة الحرية» الرواية األكثر
الماضي ،وقد اختيرت ضمن البرنامج الياباني للنشر والدعاية األدبية، ألنها تمثل أحد نماذج الهزل الراقي في األدب الياباني الحديث .لقد عمد
ً أحيانا األوهام الوردية لترى األمور على حقيقتها ،حقيقة يمكن أن تكون
بشعبيّ ة ورواج منقطعي النظير بين القرّ اء اليابانيين الشباب وكبار السن
الكاتب إلى تقديم جميع الطبقات في روايته هذه ،عالوة على ما يجري ً سرا وعالنية ،ال سيما بعد هزيمة اليابان في الحرب في شوارع طوكيو
«تانغو طوكيو» رواية تسرد تحوالت امرأة شابة ومعها التحوالت
األدب الياباني ،األمر الذي حدا بالمختص في األدب الياباني دونالد كين ً انتشارا في اليابان الحديثة». إلى القول « :إنها ربما الرّ واية األوسع
أال وهي الحرية ،فكما أرادت قوات االحتالل تحقيق الحرية والمساواة
قاسية ،وتواجه خيارات أساسية في حياتها.
االقتصادية واالجتماعية في بلد يتأرجح بين التقليد والحداثة.
«بوتشان» للكاتب ناتسومي سوسيكي
تسرد رواية «بوتشان» ّ قصة طريفة عن أستاذ شاب يرفض الرتابة
على السواء ،ولم يكن لمرور الزمن ّ أي تأثير على مكانتها بين روائع
ّ القصة في عمق الجنوب الياباني حيث قضى الكاتب تجري أحداث ً ّ نفسه فترة من الوقت أستاذا للغة اإلنكليزية في مدرسة للفتيان .يصل
بوتشان وسط هذا العالم المحافظ الذي تحكمه تقاليد وآداب اجتماعية
العالمية الثانية واستسالمها ،إذ بنى الكاتب روايته حول فكرة رئيسة
لجميع اليابانيين من خالل دستور جديد صدر عام ،1947أراد بطل
الرواية –من خالل تركه منزله -أن يحرر نفسه من قيود تسلط الزوجة ً ساعيا وراء الحرية ،وكذلك فعلت زوجته كوماكو أثناء والعمل والنقود غيابه عن المنزل.
46
www.ka lima.ae
بالتعاون مع السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي..
مشروع «كلمة» للترجمة يواصل نشاطاته الخارجية بالمشاركة في معرض مسقط الدولى للكتاب
مشروع «كلمة» للترجمة يقــــ
المتجددة» للمؤلف جاك فيــــــ أقام مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي
بتقديم الشكر لمشروع «كلمة» والسفارة الفرنسية في
توقيع النسخة العربية من كتاب «الطاقات المتجددة»
اإلمارات بيومها الوطني األربعين ،وأشاد باالهتمام
للسياحة والثقافة في قاعة المعمورة في أبوظبي حفل للمؤلف الفرنسي جاك فيرنيي والذي قام بنقله للعربية
المترجم عبدالهادي اإلدريسي ،وذلك بالتعاون مع السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي وبحضور المؤلف جاك فيرنيي .
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور علي بن
تميم مدير مشروع «كلمة» للترجمة رحب فيها بالمؤلف
الفرنسي ،وقال بأن هذا اللقاء يأتي في وقت تحتفل فيه دولة اإلمارات العربية المتحدة باليوم الوطني، ً مؤكدا بأن اهتمام دولة اإلمارات بالطاقة ما هو إال
جزء بسيط من اإلرث الكبير الذي خلفه لنا المغفور
له بإذن هللا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،وأشار ً ً أساسيا ركنا إلى أن الوعي بالطاقة المتجددة غدا
العالم خالية من االنبعاثات الكربونية.
الطاقات المتجددة وكذلك التحديات التي ينبغي
تجاوزها والتغلب عليها من أجل االستفادة منها بشكل إيجابي وفعال .وانتهى الحفل بتوقيع المؤلف جاك
العربية لكتاب الطاقات المتجددة.
خريج مدرسة البوليتكنيك الشهيرة ،له انشغاالت علمية وسياسية وجمعوية عديدة ،فهو اختصاصي في البيئة ومناضل من أجل الحفاظ عليها ،ونائب
برلماني عن مقاطعة الشمال الفرنسية ونائب سابق
وكان مشروع «كلمة» قد بادر كذلك لترجمة العديد
البديلة» الفريدة من نوعها ،والتي تضم 8كتب مترجمة
كان عمدة لمدينة «دويه» في الشمال ،من مؤلفاته
من الكتب العلمية البحثية القيّ مة ،ومنها «سلسلة الطاقة
تبحث في مصادر الطاقة المتجددة المختلفة وكيفية
استغاللها ،وتدعو إلى تغيير نمط الحياة للتوفير في
وعرض مشروع «كلمة» للترجمة ضمن جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في معرض مسقط الدولي
مختلف الثقافات واللغات العالمية ،ومنها األلمانية واإلنجليزية والفرنسية واإليطالية واإلسبانية والكورية
وذلك في إطار االستراتيجية الثقافية إلمارة أبوظبي
الخاصة باألطفال والناشئة.
والمعطيات العالمية ،كما أشار إلى سلبيات وإيجابيات
في البرلمان األوروبي ،وفاعل في كثير من جمعيات
استهالك الطاقة وتقليل الهدر والتبديد عن طريق
والكردية واليابانية والصينية والهندبة والروسية....إلخ ،والتي تشمل مختلف العلوم واآلداب واإلصدارات
وكيفية االستفادة منها ،وقدم حقائق عن واقع كل منها ً معتمدا في ذلك على مقارنة اإلحصائيات وآفاقه،
بهذا النوع من الطاقة على الساحة الدولية سواء من
مثل مشروع مدينة « مصدر» التي تمثل أول مدينة في
للكتاب الذي تواصل لغاية 9مارس الماضي ،مجموعة متنوعة من إصداراته المترجمة للغة العربية عن
نفسه التفاؤل تجاه مستقبل الطاقة المتجددة.
كما تحدث المؤلف في محاضرته عن ماهية الطاقات
جاك فيرنيي ،من مواليد 1944بباريس .وهو مهندس
« إيرينا « أو تبنيها لمشروعات رائدة في هذا المجال
بنسخ إضافية من الكتب المعروضة بعد أن نفدت جميعها.
أبوظبي ،وأوضح بأنه قام بزيارة لهذا المركز وتجول ً مؤكدا أن تلك الزيارة بعثت في في جميع أرجائه،
لتقدم البشرية ،ومن هنا يأتي اهتمام دولة اإلمارات
خالل استضافتها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة
ويأتي على رأس قائمة هذه الكتب كتاب «صناعة األفالم الوثائقية» ،و»سلسلة الروايات اليابانية» التي ً مبيعا في جناح مشروع «كلمة» للترجمة بالمعرض. دخلت في قائمة الكتب األكثر
الكبير الذي تبديه دولة اإلمارات بالطاقات المتجددة، ً مبديا إعجابه الشديد بمركز الطاقة المتجددة في
فيرنيي للحضور على الصفحات األولى من الترجمة
بالطاقة المتجددة وسعيها الدائم إلى ترسيخ الوعي
ً إقباال شهد جناح مشروع «كلمة» وجناح دار الكتب الوطنية التابعان لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ً متزايدا من قبل رواد معرض مسقط الدولي للكتاب الفائت في دورته السابعة عشرة ،وقد تم تزويد الجناح
أبوظبي على دعوته لهذا الحفل ،كما قدم التهاني لدولة
خفض االستهالك وإعادة االستعمال وإعادة التدوير. وتعزيز دورها في صون البيئة ،والسعي الحثيث
لصناعة قراء المستقبل وتعزيز ثقافتهم البيئية.
من جهته ألقى مؤلف كتاب «الطاقات المتجددة»
جاك فيرنيي محاضرة حول الكتاب ،واستهل محاضرته
المجتمع المدني الساعية إلى الحفاظ على البيئة ،كما «معركة البيئة» ( )1971و»البيئة» ( )1992والكتاب الذي بين
أيدينا ،كتاب الطاقات المتجددة ،الذي صدر عام .1997
يتناول كتاب «الطاقات المتجددة» موضوع الطاقة التي ُتعد عصب الحضارة البشرية ومحركها ،إذ لوال الطاقة ما استطاع البشر البقاء والتكاثر وإعمار األرض.
ومن المعروف أن اإلنسان استعمل من قديم الزمن ً جميعا أو أنواع الطاقة المتوافرة على ظهر الكوكب ً نارا ليطهو طعامه كاد ،فأحرق الخشب ليصطنع منه
مشروع كـلمة للترجمة ومشروع قلم يدشنـان الكتب الصــادرة باللغة العربيـــــــــــ هذا التعاون هو بداية لمشروع كبير في نقل الثقافة الهندية إلى العرب والثقافة العربية واإلماراتية باألخص إلى اللغات الهندية
جامعة مليه اإلسالمية في نيودلهي دشن مشروع "كلمة"
كما أطلق مشروع قلم اإلصدارات اإلماراتية المترجمة
للهندية واألوردو ألكثر من عشرة أعمال ألدباء وشعراء
ً قائالّ : إن هذه البادرة هي بداية ألعمال قادمة سوف تري ً النور عما قريب ألكثر من 50عمال .
والثقافة ،وبالتعاون مع المركز الثقافي الهندي العربي
والمرآة للكاتبة منى آل علي ،منينة للكاتبة مريم ناصر،
هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن التعاون بين هيئة
بحضور معالي األستاذ الدكتور نجيب جانغ رئيس
للترجمة ومشروع قلم التابعان لهيئة أبوظبي للسياحة
بجامعة مليه ،مشروع الترجمة المشترك من اللغة العربية إلى اللغتين الهندية واألوردو ،وذلك ضمن إطار االحتفاء باليوم العالمي للغة العربية.
من اإلمارات .منها باص القيامة للكاتبة روضة البلوشي،
وضوء يذهب للنوم للكاتبة ابتسام المعال ،ومريم والحظ السعيد للكاتبة مريم الساعدي.
وأشاد معالي األستاذ الدكتور نجيب جانغ رئيس
وقام مشروع كلمة بإصدار مجموعة من العناوين
جامعة مليه في نيودلهي بالتعاون المشترك بين هيئة
بتناجلي لسوامي برابهافانندا ،ومسلمو الهند ..بين
الوطنية وباألخص مشروع كلمة للترجمة ومشروع قلم
منها :في أرض قديمة ألميتاف غوش ،ومقوالت يوغا
التطرف واالعتدال لمشير الحسن ،وعصر الهند ..كيف ً هنديا بامتياز لبافان سيكون العصر الحادي والعشرون كومار فرما ،وتحت ظالل السيوف ..بين اإلسالم
والمسيحية لمشير جاويد أكبر ،وفكرة الهند لسونيل خيلناني ،وحصار الذكريات :قصص قصيرة من الهند
واختراع الهند ..قصة حياة جواهر الل نهرو لساشي تارور ،وأجنحة من نار :السيرة الذاتية لزين العابدين عبد
الكالم رئيس جمهورية الهند ورائد المشروع النووي.
أبوظبي للسياحة والثقافة متمثلة بمشاريع المكتبة
وتحدث السيد محمد عبدهللا الشحي مدير النشر في
أبوظبي للسياحة والثقافة والمركز الهندي العربي من خالل مشروع كلمة للترجمة ومشروع قلم لدعم المواهب
اإلماراتية ،حيث ترجم مشروع كلمة 12
عنوانا تنوعت
بين الدراسات االقتصادية والسياسية واالجتماعة للهند
الحديثة ،بينما ترجم األدب اإلماراتي من خالل ستة عناوين للغتين الهندية واألوردو وهذا التعاون سيمتد ليصل إلى آفاق جديدة تخدم ً كال الطرفين على الصعيد
للمواهب اإلماراتية ،والمركز الثقافي الهندي العربي في جامعة مليه اإلسالمية من جهة أخرى ،وقال ّ إن هذا
الثقافي.
إلى العرب والثقافة العربية واإلماراتية باألخص إلى
واألكاديميين والطلبة من جامعة مليه اإلسالمية في
التعاون هو بداية لمشروع كبير في نقل الثقافة الهندية اللغات الهندية.
كما قام الدكتور ذكر الرحمن مدير المركز الثقافي
الهندي العربي بدعوة الحضور لالطالع على جميع
اإلصدارات الخاصة بمشروع كلمة ومشروع قلم ،وعلق
حضر تدشين المشروع عدد كبير من المثقفين
نيودلهي ،وتال ذلك حفل استقبال أقامه المركز الثقافي
الهندي العربي على شرف تدشين المشروع.
وتشارك هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الدورة
الجديدة من معرض نيودلهي الدولي للكتاب الذي
lima.ae
www.ka
ـــــيم حفل توقيع النسخة العربية من كتاب «الطاقات
ــــرنيي
ّ ويدفئ مسكنه ويحمى نفسه ،واستعمل قوة الريح وأفاد من جريان الماء ومن المياه الساخنة
المتفجرة من األرض ،وجفف الثمار وقدد اللحوم تحت أشعة الشمس ،بل استفاد حتى من حركة ً ً وجزرا ..والخالصة أن ما نعرفه اليوم تحت اسم الطاقات المتجددة ليس بالشيء مدا البحر المستحدث الطريف ،وإنما الجديد في هذا الشأن ما أصبح التقدم التكنولوجي يتيحه من ً كثيرا ما يحمل معه مجموعة من المشاكل، استفادة مثالية من موارد الطاقة هذه ،غير أن التقدم ٍ
تتمثل على وجه الخصوص في األخطار البيئية الناجمة عن االستغالل المفرط لموارد الطاقات المتجددة ،وهي على ضربين :األول يكمن في التلوث الذي يصيب الهواء والمياه الجوفية ،وأما
الثاني فيتمثل في الخطر الذي يقود إلى اإلفراط في استغالل الموارد الطبيعية ما يؤدي إلى كسر نواميس الطبيعة وتخريب توازناتها األزلية.
يشير الكتاب إلى أن السبب الرئيس في تطور الطاقات المتجددة خالل القرن الواحد ً ً سريعا كما تخوف منه بعض الناس نضوبا والعشرين لن يكون هو نضوب الطاقات األخرى
ً ً خصوصا بعد الصدمة النفطية التي شهدها العالم في السبعينيات من القرن الماضي .إن مؤخرا،
المخزون العالمي من البترول يكفي ألربعين سنة مقبلة على أساس االستهالك الحالي ،ومخزون
الغاز يكفي لما يقارب ستين سنة ومخزون الفحم لما يجاوز القرنين ،أما مخزون اليورانيوم فأكثر من ذلك بكثير ،على افتراض أن يتوصل البشر إلى التحكم في تقنية المولدات الفائقة التي تتيح ً ضعفا من الطاقة بالكمية نفسها من المحروق النووي ،وينبه المؤلف إلى ضرورة إنتاج خمسين
ً قليال من غلواء هذا التفاؤل النسبي ألن المحروقات األحفورية غير قابلة لالستبدال التخفيف ً فيما بينها لكل االستعماالت ،موضحا بأن ال حتمية نضوب مخزون المحروقات األحفورية ،وال التخوف من انقطاع الموارد هما ما سيفضي إلى ازدهار الطاقات المتجددة خالل القرن الواحد
والعشرين ،بل هي أسباب أخر مرتبطة بالهموم البيئية.
ويصرح الكتاب أنه ال ينبغي النظر بسذاجة إلى الطاقات المتجددة بحسبانها ال تحتوي
على أي خطر بيئي ،فهناك خطر اختفاء الغابات بفعل االستعمال المفرط للخشب ،والتشويه
الذي تلحقه أذرع بعض المراوح الهوائية بالمناظر الطبيعية ،ومساوئ بعض السدود ،والجانب الجمالي المشكوك فيه الذي يميز بعض الالقطات الشمسية ،واالنتقادات التي تتعرض لها
المحروقات البيولوجية المتهمة بمنافسة المنتجات الغذائية ،وهي كلها عوائق ممكنة أمام تطور بعض أنواع الطاقة المتجددة.
ترجم الكتاب عبد الهادي اإلدريسي ،من مواليد 1957بآسفي جنوب المغرب ،تابع دراسته ً حاليا مهمة أستاذ للترجمة في المدرسة بآسفي ومكناس والرباط وبيزنسون بفرنسا ،وهو يمارس
العليا لألساتذة بتطوان .اشتغل باألساس على أعمال المفكر العربي الراحل محمد عابد الجابري، الذي ترجم له ما يزيد على العشرة مؤلفات ،حاز أحدها ،وهو كتاب «العقل السياسي العربي» على
جائزة ابن خلدون -سنغور للترجمة في طبعتها األولى (أبوظبي ،)2008 ،وقد صدر بعضها ،غير أن ً قريبا عن منشورات وزارة الثقافة المغربية. بعضها اآلخر في سبيله إلى الصدور
ــــــــــة والهندية واألوردية في المركز الثقافي الهندي العربي في نيودلهي افتتحه وزير التعليم العالي السيد كابيل سيبال ،واقيم المعرض خالل الفترة ما بين 25فبراير و 4مارس في مدينة نيودلهي بالهند،
حيث عرض الهيئة أحدث إصداراتها المؤلفة والمترجمة من خالل
مشاريع صناعة الكتاب التي أطلقتها ،فضال عن الترويج للدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب مارس .2012
ومن الجدير بالذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب نظمت ندوة
ثقافية بعنوان «العالقات الثقافية واألدبية بين الهند والعالم
العربي» ،جمعت الندوة أسماء مميزة من المتخصصين منهم الدكتور شهاب غانم الشاعر والمترجم اإلماراتي ،واألستاذ الدكتور صهيب عالم وهو محاضر في قسم اللغة العربية في جامعة دلهي،
واألستاذ الدكتور راما كريشنان رئيس الدراسات الشرق األوسطية
في جامعة جواهر الل نهرو ،واألستاذ الدكتور ذكر الرحمن مدير المركز الثقافي الهندي العربي في نيودلهي .أقيمت الندوة في مركز
قاعة المؤتمرات الرئيسية في أرض المعرض ،وتبعها حفل استقبال حضره حشد كبير من المثقفين والمترجمين وأساتذة وطالب من كل من المركز الثقافي الهندي العربي في جامعة مليه اإلسالمية وجامعة جواهر ال نهرو في نيودلهي وجامعة دلهي وجامعة اندرا
غاندي المفتوحة.
47
48
www.ka lima.ae
سلسلة الكتب التاريخية من إصدارات كلمة على هامش معرض فرانكفورت في دورته الفائتة سلسلة مهمة من الكتب التاريخية الصادرة عن قسم الكالسيكيات في
مطبعة جامعة كمبردج ،تتناول أنشطة حيوية مهمة من منظور ثقافي وبيولوجي في السياق التاريخي للعصور القديمة ،وذلك بالتعاون مع جامعة كمبريدج البريطانية العريقة ،إذ منحت مشروع «كلمة» حقوق
الترجمة والنشر لهذه السلسلة من الكتب والتي تتضمن« :الطعام في المجتمع الكالسيكي القديم للمؤلف بيتر غرانسي» ،و»التجارة في الزمن
الكالسيكي القديم للمؤلف نيفيل مورلي» ،و»الصداقة في العالم الكالسيكي للمؤلف دايفيد كونستان»« ،الزهد في العالم اإلغريقي -الروماني للمؤلف
ريتشارد فين» ،و»األعمال المصرفية والنشاطات المالية في العالم الروماني للمؤلف جان أندرو» ،و»التقنية والثقافة في العصور القديمة للمؤلفة سيرافينا كومو».
وتقدم هذه الكتب لوحة متكاملة وفريدة من نوعها ألنشطة مهمة في ً أبعادا اجتماعية أساسية في حياة االنسان حياة اإلنسان ،إذ تستعرض
تساعد في فهم طبيعة المجتمعات القديمة وسماتها الثقافية ،ما يجعلها ً ً جيدا لدراسة تلك المجتمعات وصورة مميزة للتاريخ القديم. مدخال تشكل
كما أن هذه الكتب تكتسب أهميتها بواسطة المؤلفين الذين يعدون خبراء في الحقول التي يكتبون عنها،عالوة على أنها تلبي احتياجات القراء
غير المتخصصين لكونها تقدم أجوبة وافية على التساؤالت المهمة التي
القديمة تحتاجها للحفاظ على سيادتها.
ومن الكتب األخرى التي أعلن عنها مشروع كلمة للترجمة في معرض
فرانكفورت كتاب «األعمال المصرفية والنشاطات المالية في العالم
الروماني للمؤلف جان أندرو» يعرض الكتاب رؤية متوازنة متقنة لألعمال
المصرفية الرومانية فهو يشرح مدى تطورها ،وكيف بقيت األعمال
المصرفية قضية تتعلق بالمصرفيين األفراد ،الذين كانوا يقدمون القروض ويحصلون على الودائع ،ما ّ أدى إلى تقييد المبالغ المالية الموضوعة في
ّ بحد ذاته ،وإلى إعاقة استمرارية أي نشاط مالي تصرف أي «مصرف» ً خاص ،والذي لم يكن ممكنا من الناحية القانونية أن يستمر ألكثر من
فإن معظم القروض التي حياة الفرد الذي يقوم به .وباإلضافة إلى ذلك، ّ
ذكرت في األدبيات الالتينية كانت بهدف االستهالك ،وال يجد أندرو سوى القليل من الوقائع حول القروض ألهداف منتجة؛ فهو يصرح وبوضوح «أن األمثلة المعروفة للقروض المنتجة المتوسطة أو الطويلة األمد هي ّ ً جدا». قليلة
وكتاب «التقنية والثقافة في العصور القديمة للمؤلفة سيرافينا كومو»،
يضع هذا الكتاب المعرفة التقنية القديمة في سياقها السياسي واالجتماعي ً ً بدءا من البحوث التقنية إلى كثرا من المصادر ، والفكري ،ويستخدم
ً ُ فضال عن والك َّتاب المسرحيين، النصوص الفلسفية حتى أعمال المؤرخين
مغريات الحياة ،وكذلك السيطرة على النفس ،وكبح شهواتها ،مع نكران الذات ليصبح الفرد أو الجماعة في عالقة قرب مع المقدس .وتحظى ممارسات الزهد ُ ومثله الثقافية العليا بأهمية عند الوثنيين والمجوس
واليهود والمسيحيين بمخلتف أطيافهم.
وأوضح د.علي بن تميم « :لقد بدأت لقاءاتنا مع ممثلي دور النشر ً اهتماما األجنبية منذ اليوم األول لمعرض فرانكفورت ،وقد لمسنا منهم ً بالغا بالتعاون مع مشرروع «كلمة» مبدين إعجابهم باإلنجازات التي حققها
المشروع في مجال الترجمة ،وأبدى كثير من دور النشر العالمية رغبة في ترجمة كتبهم ونشرها إلى اللغة العربية. ً مؤخرا ،والذي وكشف عن إنجاز مهم تمكن المشروع من استكماله
يتضمن ترجمة مجموعة من الكتب العلمية الفرنسية المخصصة لجيل
الناشئة ،وذلك بالتعاون مع دار النشر الفرنسية ،Pommierوأوضح بأن ً كتابا سيتم إصدارها تحت اسم «ثمرات هذه السلسلة تتألف من 17 من دوحة المعرفة» ،وتجيب في مجملها عن أسئلة مثيرة تشغل بال األطفال والناشئة مثل« :ما هو السر في زرقة البحر؟» ،و«ما النسبية؟»، و»هل الزمن موجود؟» ،و«كيف نحلم؟» و«اإلنسان والفيروسات...هل هي
عالقة دائمة؟» ،و«ما الجينات؟» ،و«ما العدد؟» وغيرها من التساؤالت التي
يبحث لها األطفال عن أجوبة ،وتأتي اإلجابات على هذه التساؤالت في
وحول مشاركة مشروع «كلمة» في معرض فرانكفورت الدولي
األدلة النقشية واألثرية ،لكي يبني صورة جدلية للتقنية القديمة .وفي
غضون ذلك ،تعرض المؤلفة الدكتورة سيرافينا كومو العديد من الرؤى
أسلوب بسيط ومشوق ،حيث تنطلق الكتب في رحالت مشوقة الكتشاف ً ً قائما بذاته على علما تاريخ األعداد منذ التصورات البدائية حتى أصبح
ً جدا ،ونحن حريصون على استمرار هذه المشاركة لما فرانكفورت مثمرة
كانت مركزية في صورة العالم القديم ،وأنها كانت ذات أهمية كبيرة ً ً ً ً ودينيا. واقتصاديا واجتماعيا سياسيا
النهضة العلمية الحديثة وهذا من خالل كتاب «ما العدد؟» ،كما تعرج بهم
تطرحها». للكتاب في دورته الفائتة صرح الدكتور علي بن تميم مدير مشروع ً قائال« :إن مشاركتنا السنوية في معرض «كلمة» للترجمة في وقت سابق يمثله المعرض من أهمية كبيرة في مجال صناعة الكتاب ،ومن منطلق ً وتكريما اهتمامنا بضرورة التالقي والتواصل مع اآلخر والتعريف بثقافتنا للغتنا العربية وجمالياتها وقدرتها التعبيرية ،ولمساندة صناعة الكتاب في
العالم العربي وترويجها في الساحة الدولية.
القديمة ،وتحللها وتفحص تفاعلها ،وفي المجمل تدفع كومو بأن التقنية
أما كتاب «الزهد في العالم اإلغريقي -الروماني للمؤلف ريتشارد فين»،
على الخصائص الوراثية لمساعدتهم على فهم الحديث الدائر هذه األيام ً وراثيا وذلك في كتاب «ما الجينات» ،ومن خالل حول األغذية المعدلة
الطعام ،والشراب ،والعالقة الجنسية ،والنوم ،وجمع الثروات ،والهدف
النوم وتتكشف أمامهم الكثير من الحقائق المثيرة ،أما في كتاب «اإلنسان
فيقدم المؤلف من خالله دراسة مفصلة عن كيفية امتناع الناس عن الكامن من خلف ذلك السلوك ،وكيف أثروا على اآلخرين في العالم
وقد صدر إلى اآلن كتابان من سلسلة كامبردج هما «الطعام والمجتمع
االغريقي الروماني ،فالزهد يتمثل في التقشف وعدم االلتفات إلى
وأشكاله وطرق إعداده أو حتى محتوى قيمته الغذائية من سعرات
ً أبع��ادا اجتماعية أساس��ية في تس��تعرض حي��اة اإلنس��ان تس��اعد في فه��م طبيعة المجتمعات القديمة وسماتها الثقافية
في العصر الكالسيكي القديم للمؤلف بيتر غرانسي» ،ويقدم دراسة طريفة ً معا ،فهي تتجاوز أصنافه حول الطعام من منظور ثقافي وبيولوجي وفيتامينات...إلخ ،لتذهب إلى استقراء السياق االجتماعي -الحضاري
لألغذية ،وأبعاد الطعام الذي يتناوله شعب أو طائفة اجتماعية معينة، ودالالته الصحية والطبقية والثقافية وما إلى ذلك.
والكتاب الثاني هو «التجارة في الزمن الكالسيكي القديم للمؤلف نيفيل
مورلي» ويتناول كيف دعمت التجارة نمو النفوذ األثيني والروماني ،حيث
ساعدت على تمويل الجيوش والمدن ،ووفرت السلع التي كانت النخب
يد العرب الذين أسلموه في نهاية العصور الوسطى إلى أوروبا كي تقود به
كتاب «كيف نحلم؟» يتعرف جيل الناشئة على الظواهر المتصلة بأمراض والفيروسات...هل هي عالقة دائمة؟» فيصطحب المؤلف القراء في رحلة
عبر عالم األجسام الدقيقة ليطلهم على مختلف أنواع الفيروسات وطريقة
توالدها واشتغالها ،وغير ذلك من المعلومات من باب «اعرف عدوك تغلبه»،
ويختتم بن تميم حديثه عن هذه السلسلة بوصفها بأنها سلسلة مثيرة يسعى مشروع «كلمة» من خاللها إلى سبر أغوار جيل الناشئة وإشباع
رغباتهم في نهل المعرفة ما يجعلها تشكل إضافة كبيرة لمكتبة الناشئة».
ومن الجدير ذكره أن جناح مشروع «كلمة» للترجمة في معرض
فرانكفورت الدولي للكتاب الفائت قد شهد لقاءات متنوعة مع دور النشر الفرنسية واأللمانية واألمريكية واإلنجليزية والهندية والكورية وااليطالية ،وأبدى جميع مسؤولي دور النشر رغبة في التعاون مع مشروع
«كلمة» في نشر وترجمة إصداراتهم وتقديمها للقارئ العربي.
lima.ae
الطفل والناشئة
سلسلة «ثمرات من دوحة المعرفة» مؤلفات مترجمة عن الفرنسية
سلسلة ثالثية من أدب األطفال ً نقال عن اللغة األلمانية
www.ka
49
50
www.ka lima.ae
سلسلة «ثمرات من دوحة المعرفة» مؤلفات مترجمة عن ً ً ثمارا دانية القطوف للقارئ تعقيدا الفرنسية تجعل القضايا األشد د .فريد الزاهي ترابطها تبعا لمبدأي الصدفة والحتمية وبالنظر لالحتماالت الرياضية
بصدور هذه السلسلة الموسومة بثمرات من دوحة المعرفة ،يكون ً ً صلبا في تقريب المعارف العلمية والتاريخية مدخال مشروع «كلمة» قد شق
«ما السر في زرقة البحر؟» يتابع كل التحاليل ليؤكد أن ما نراه ال لون ً أزرق فيه وليس انعكاسا للون السماء .وحين يتساءل المرء عن السر في
ننام؟» و»لماذا نحلم؟» من وجهة نظر فسيولوجية عصبية ونفسية
الفيزيائية التي تفسر التفاعالت واإلشعاعات الذرية التي تجعل الشمس
كبرى يتم طرحها بطريقة جذابة وبتقنيات تربوية مرحة وبأسئلة تقربها
مقدمة للقارئ تفسيرات جديدة مبنية على التجريب واالختبار والرصد
سلسلة «ثمرات من دوحة المعرفة» لمجموعة فريدة من المؤلفين المتخصصين.
بعيدة المنال إال للمتخصصين ،من ذهن القارئ العربي .األمر يتعلق بقضايا
من الذهن وتجعلها سهلة المنال .ويقوم بذلك متخصصون في جميع
المجاالت بنظرة تنم عن شمولية معرفتهم وعن قدرتهم على الغوص
في أدق الدقائق ،وباألخص بتيسيرهم للمعرفة وتبسيطهم للمعطيات ً منبهرا من قدرته على اإلمساك بأعقد واإلشكاليات بصورة تجعل القارئ القضايا وأكثرها استعصاء كالجزيئات والنظرية والنسبية ومسألة الزمن...
وغيرها. تعتمد أغلب المؤلفات هنا على السؤال :سؤال الماهية وسؤال العلة، ّ يمكنان من إنتاج معرفة عن موضوع معروف أو وهما النمطان اللذان
وغيرها. وفي المجال السيكولوجي العصبي تتطرق مؤلفات من قبيل «كيف
لمعان الشمس ،فإن كتاب أالن بوكي بالعنوان نفسه يأتي ليقدم األجوبة
لظاهرة النوم وأنواعه وأنماطه ولطرائق اشتغال الحلم وكيفية جمعه،
المعة طوال الوقت .وفي السياق نفسه يزج بنا كتاب «ما الجينات؟» في
والتحليل. أما في مجال األركيولوجيا وعلم األجناس فنقدم كتابين :األول عن
«األحافير وما تحكيه لنا» باعتبارها ذاكرة لألنواع وحافظة لمعطيات
يستشفها الباحث في هذا المضمار من تكوينها وطرائق عيشها .والثاني عن فرضية «هل يمكن بعث الماموث؟» ،ذلك الحيوان الذي عثر على جثته
متجمدة في سيبيريا ،والذي وجد مرتعه في الخيال العلمي والسينمائي واألدبي.
سؤال العصر المتصل بالوراثة والذي دخل مرحلة التعديل واالستنساخ ليجيب عن كافة األسئلة المؤرقة التي نطرحها عن مستقبل األنواع والجنس البشري وكيفية تعديل قدر األشياء الطبيعي.
ويقدم كتاب «ما النسبية؟» بأسلوب مبسط المبادئ التي تقوم عليها
أكبر ثورة فكرية في مجال العلوم أال وهي النظرية النسبية التي أعادت النظر في مفاهيم الحركة والسرعة والزمان والمكان .أما كتاب «ما الثقوب
السوداء؟» فيعالج هذه الظاهرة الفيزيائية الفلكية من جميع جوانبها ِّ مبينا
طرق تكونها وأنواعها وأثرها في توليد الطاقة وسماتها المدهشة.
مجهول .وتتجه أغلب المؤلفات إلى األمور العلمية أو الفلسفية أو المعرفية ً كثيرا ما نسمع عنها أو نراها أو نعرفها من غير أن تكون لنا العامة التي
وفي مجال الفيزياء والطبيعيات تم اختيار موضوعات بعضها مؤرق
أما في مضمار الرياضيات فيجيب كتاب «ما العدد؟» عن سؤال بدهي
تطرحه من أسئلة على مكونات المادة .فكتاب «اإلنسان والفيروسات ..هل
ألهميتها .هل هي كاملة ،وكيف نحصل على المساحات والكميات؟ تلك
ففي المجال الفلسفي يدخل كتاب «هل الزمن موجود؟» كي يخلخل ما
طبيعتها واشتغالها وأثرها على الحياة البشرية .أما كتاب «كم جزيء
معرفة دقيقة بخفاياها.
نعرفه ويبين أن الزمان والمكان موجودان في عروة وثقى ال محيد عنها، ً دوما الموضوع المفضل للفالسفة والعلماء ليخلص إلى أن الزمن وأنه ظل
ً ً ً أيضا يتم التناول الفكري ألسطورة خطيا .وفيه دائريا بل صار لم يعد ً السفر في الزمن التي كثيرا ما اخترعت لها آالت وغذت خيال العلماء.
كما أن تسلسل األحداث وترابطها ال يخرج عن مفهوم العلية الزمنية .لهذا فإن كتاب «قانون تسلسل األحداث» يأتي ليعالج بطريقة علمية وفلسفية
الفيروسات وعالقتها باإلنسان وبعضها طريف كجزيئات حبة جلبان بما هي عالقة دائمة؟» يدخلنا في عالم األمراض الفيروسية الفتاكة ليحلل في حبة جلبان؟» فإنه بطريقة مبتكرة ينطلق من حبة جلبان ليقربنا من الجزيئات في صغرها الالمتناهي ومن الذرة في دورها األساس في
تحديد بنية العناصر الحية وغير الحية.
ً نجوما وحين يطرح أحد الكتب سؤال« :لماذا ال نرى في السماء ً مدخال لتفسير طبيعة األلوان ودور الضوء خضراء؟» فذلك لكي يكون له
واألشعة في تشكيلها للبصر .أما زرقة البحر فإنها محيرة ومؤلف كتاب
يتعلق باألعداد التي نستعملها في حياتنا اليومية من غير أن ننتبه هي األسئلة التي يثيرها ويحللها مبينا أهمية األرقام في تنسيق الحياة وتيسيرها لنا. ً معينا ال إن القارئ العربي العادي والناشئة لتجد في هذه السلسلة
ينضب من األجوبة عن أسئلة دأبنا على طرحها بأفواه متخصصين في
المجال ،ومن ترجمة ثلة من المختصين المحنكين في الترجمة الذين
ينقلون المعارف إلى لغة الضاد من غير أن تفقد قيمتها وبمستوى لغوي راق يدل على أن العربية قادرة على تمثل الجديد في جميع الميادين، ً وتخصصا. حتى األكثر منها غرابة ودقة
lima.ae
www.ka
51
عرض حكائي لقصة هايدي على مسرح الروابط في القاهرة ً عرضا على هامش أمسية قصصية لألطفال ،شهد مسرح روابط في العاصمة المصرية ً حكائيا لقصة «هايدي» للكاتب السويسري «بيتر شتام» الصادرة عن مشروع «كلمة» للترجمة
التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،حيث قامت الفنانة عبير سليمان بتقديم عرض حكائي روت فيه قصة «هايدي» وترافق ذلك مع عرض عرائس من تصميم الفنان هاني المصري.
تشكل هايدي واحدة من كالسيكيات األدب الناطق باأللمانية في سويسرا ،وهي تعود
إلى عام ،1880وقد أصدرتها الكاتبة يوهانا شبيري وترجمت من األلمانية إلى خمسين لغة
أخرى وبيع منها حوالي 50مليون نسخة في أرجاء العالم ،وتم تحويلها إلى مسلسل رسوم متحركة .
ترتكز القصة على بعدين مهمين :شجاعة هايدي وثقتها بنفسها وقدرتها على مواجهة
التحديات الكثيرة التي قابلتها بعد موت والديها وجمال الطبيعة السويسرية التي تشفي العليل ،لكن أهم ما في الحكاية يتمثل في قدرة هايدي على تعلم القراءة والكتابة ومساعدتها لصديقتها كالرا التي كانت عاجزة عن المشي ،وبشكل عام تدافع قصة هايدي عن الطفولة
وحقها في حياة كريمة ،وهي تفعل ذلك من خالل سرد جميل يجمع بين البساطة والعفوية واإلثارة. جدير بالذكر أن مشروع «كلمة» للترجمة أصدر مجموعة كبيرة من الكتب األدبية المترجمة
من السويسرية بفضل اتفاقية تعاون أبرمها المشروع مع مؤسسة الثقافة السويسرية ً اهتماما باألدب «بروهلفتسيا» في أغسطس ،2010وقد أبدى المشروع منذ انطالقته
ً فضال عن السويسري فسويسرا تضم أكبر عدد من المبدعين الحائزين على جوائز نوبل، كونها تحتل المرتبة األولى في العالم من حيث المنشورات العلمية وتضم أربعة لغات تشمل:
الفرنسية ،األلمانية ،اإليطالية ،واللغة الرومانشية ،أي ما يعرف بأدب سويسرا الريتوروماني.
توزعت ترجمات «كلمة» لألدب السويسري الناطق باأللمانية إلى أدب خاص باألطفال
والناشئة والكبار ،ومن العناوين التي تمت ترجمتها لألطفال والناشئة« :طاولة األدغال»، و«هايدي» ،و«اإلخوة السود» ،و«الحظ الكبير في العلبة الصغيرة» ،و«الديناصورات لم تعد
موجودة» ،و«سبع حكايات».
ً نقال عن اللغة األلمانية سلسلة ثالثية من أدب األطفال
سلسلة ثالثية من كتب األطفال تمت ترجمتها عن اللغة األلمانية،
َّ وخداه الورديان المستديران .وغالبية الناس يظنون أن تلك صفات البنات
و«حكايات جديدة لفرانس مع كرة القدم» و«حكايات فرانس والخيل»،
يمرض ويبقى في المنزل في رعاية أخيه ،لكن األخ ال يعتني به بصورة
تتضمن السلسلة ثالثة عناوين على النحو التالي« :حكايات فرانس»
وهي من تأليف الكاتبة األلمانية كرستينة نوستلنغر ،وقامت بنقلها إلى العربية المترجمة فيوال الراهب.
فرانس يعيش حياة سعيدة ،ولكنه يرى أن لديه أربع مشكالت ،أولها ً جدا ،أما أنه أقصر من أقرانه ،والثانية عندما ينفعل يتحدث بصوت رفيع المشكلة الثالثة فهي الفتاة جابي ،تلك الفتاة العنيدة التي تريد أن تنفذ ً دائما ما في رأسها ،وعندما ال يطاوعها فرانس فإنها تغضب وتتذمر ،وال ً خوفا من أن أن تخاصمه إن لم يفعل ما تريد. يستطيع إال أن يجاريها،
يجمع الكتاب األول «حكايات فرانس» ثالث قصص متنوعة مرت ببطل
الصغيرات الجميالت فحسب ،كما تروي لنا قصة أخرى حكايته عندما جيدة ،وفي آخر قصة تأتي مناسبة عيد األم ويبذل فرانس قصارى جهده ليقدم ألمه هدية متميزة وجميلة.
وفي الكتاب الثاني «حكايات جديدة لفرانس مع كرة القدم» يخرج
فرانس من فريق األوالد لكرة القدم بعد أن اتفق أعضاء الفريق بأنه ضعيف وال يمكنه أن يشارك في المباريات الصعبة ،األمر الذي يحزنه ً كثيرا ،ولكن الفتاة جابي تقنعه بأن ينضم لفريق الفتيات لكرة القدم،
وعلى الرغم من أنه يشعر بالحرج النضمامه إلى فريق البنات ،إال أنه وافق ً كثيرا ،وبفضل فرانس يتفوق ليستمر في ممارسة كرة القدم التي يحبها
بها .لدرجة أنه َّ يدعى بأنه يستطيع ركوب الخيل ،وكانت الكذبة على وشك
أن تنفضح :إذ بدأت جابي باالستعداد لحصص ركوب الخيل لتركب مع ً طلبا فرانس ،وعليه أن يعرض لها مهاراته في الفروسية ،فيلجأ إلى جدته للمساعدة. هذه السلسلة الحكائية لفرانس للكاتبة األلمانية كرستينه نوستلنغر،
إحدى أشهر كتاب قصص األطفال والناشئة باللغة األلمانية ،كما تعمل في اإلذاعة والتلفاز والصحافة .ولدت نوستلنغر في من عام
1936
13
تشرين أول/أكتوبر
في فيينا بالنمسا ،وعاشت طفولتها وشبابها مع والديها
وشقيقتها الكبرى في فيينا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية .صدر لها ما يقارب المئة من كتب األطفال والناشئةُ . وترجمت أعمالها إلى أكثر
من 20
لغة .حازت على العديد من الجوائز منها جائزة هانس كريستيان
وليس فتاة ويتم ذلك بالفعل ولكن بطريقة عفوية وفكاهية ،فهو صبي ً كثيرا من الناس يحسبونه في الرابعة لصغر في السادسة من عمره ،ولكن
فريق التلميذات على فريق التالميذ ،لذا يسعى زمالؤه في الفصل لعودته
أندرسون عام 1984عن أعمالها الكاملة ،والتي تعد أهم جائزة عالمية في
أما في الكتاب الثالث من السلسلة «حكايات فرانس والخيل»،
المترجمة فيوال الراهب ،ولدت في بيت لحم بفلسطين عام ،1969
الذهبي المفلفل ،وعيناه الزرقاوان وشفتاه الحمراوان األشبه بحبات الكرز،
الكثير والكثير بين عشية وضحاها ،وذلك منذ أصبحت جابي مهووسة
الحكايات فرانس ،ففي القصة األولى يحاول أن يثبت لآلخرين بأنه صبي
حجمه وضآلة جسده ،كما يظن كثيرون أنه فتاة .ربما كان السبب هو شعره
إلى فريقهم مرة أخرى.
فيتحدث عن االهتمام المفاجئ لفرانس بالخيل ،حيث أصبح يعرف عنها
مجال كتب األطفال والناشئة.
درست علم التربية في ألمانيا ،عملت في حقل التدريس باألردن وفلسطين، تعيش اليوم وتعمل في فينا بالنمسا .لها عدة كتب باللغة األلمانية.
األخيرة كلمة والجوائز...ولكل مجتهد نصيب خمس سنوات مرت على إطالق مشروع «كلمة»
وعلى رأسها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من
االتصال ونقل المعرفة ،وإثراء التبادل الفكري ،وما
محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد
السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة
التفاهم والعيش المشترك ،وفهم التجارب اإلنسانية ً وتكريما ّ للتميّ ز في النقل إلى اللغة واإلف��ادة منها،
للترجمة بمبادرة كريمة من الفريق أول سمو الشيخ األعلى للقوات المسلحة ،حقق خاللها المشروع جملة
من اإلنجازات ،فقد وصل عدد إص��دارات المشروع
إل��ى نحو 700كتاب ،تمت ترجمتها عن أكثر من 13 ل��غ��ة ،ب��اإلض��اف��ة إل���ى ت��أس��ي��س جملة م��ن ال��ع�لاق��ات
الدولية مع ما يزيد عن المائة ناشر عالمي ،وكذلك تأسيس قاعدة بيانات للمترجمين في العالم العربي.
وبهذا يكون المشروع قد نجح في إبراز مكانته على الساحة الثقافية والمعرفية في العالم العربي،ويكون ً ً مهما في دعم الحراك الثقافي الفاعل الذي عنصرا
تقدم وازده����ار ف��ي ظ��ل ال��ق��ي��ادة ال��رش��ي��دة لصاحب
حفظه هللا ،وبمتابعة كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي
نائب القائد األعلى للقوات المسلحة.
لذلك من تأصيل لثقافة ال��ح��وار ،وترسيخ لمبادئ
العربية.
وال ي��ف��وت��ن��ي ف���ي ال��ن��ه��اي��ة إال أن أش���ك���ر معالي
الشيخ سلطان ب��ن طحنون آل نهيان رئيس هيئة
لقد كان مشروع «كلمة» يتطلع للفوز بهذه الجائزة، ً انطالقا من إيمانه ووض��ع هذا الهدف نصب عينيه
أبوظبي للسياحة والثقافة وسعادة األستاذ مبارك
على المستويين العربي وال��دول��ي ،ودوره���ا المؤثر
القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب على
العميق بقيمتها العلمية ،وما تمثله من سمعة طيبة
في تعزيز آليات التفاعل بين الحضارات ،وتحقيق
التقارب بين ال��دول والشعوب ،واالرت��ق��اء بالثقافة
المهيري مدير ع��ام الهيئة وس��ع��ادة األس��ت��اذ جمعة
ما قدموه من دع��م ،وما أب��دوه من تعاون ومتابعة ّ مكن للمشروع حضوره وتحقيق أه��داف��ه ،ويهمني ً أيضا في هذا السياق أن أشكر فريق عمل مشروع
ت��ش��ه��ده أب��وظ��ب��ي للمساهمة ب���دوره���ا ف��ي خريطة
العربية ،من خالل التواصل مع الثقافات األخرى.
نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف ف��روع
الشريفين للترجمة وال��ت��ي غ��دت تتصدر الجوائز
المشروع على جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك
لتحقيق األهداف الثقافية اإلنسانية .كما أنه يشكل ح��اف ً ��زا ق��وي ً��ا لرفد حركة الترجمة ف��ي كافة ف��روع
ُ وعاء العلم ،والحضارة ،والثقافة ،والمعرفة ،واآلداب،
مشروع «كلمة» للترجمة على هذه الجائزة المهمة يعد ً تكريما لما حققته إمارة أبوظبي ومؤسساتها الثقافية
المعرفي والتفاعل الثقافي مع الشعوب األخرى على ً إيمانا منه بدور الترجمة في تفعيل اختالف لغاتها،
هذه األصالة ،والعامل الرئيس على تأكيدها».
المشهدِ الثقافي اإلقليمي والدولي ،من أجل تأسيس
المعرفة يمثل الكتاب فيها حجر الزاوية والمرتكز. ً م��ؤخ��را بحصول ول��ق��د ت��وج��ت ه���ذه اإلن���ج���ازات
عبدهللا بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الخامسة عام 1332هـ ،الموافق لعام 2011م ،وحصول
ويعد فوز مشروع «كلمة» بجائزة خادم الحرمين
كلمة الذي يشرّ فني أن أكون أحد أعضائه في خدمة
العالمية في ميدان الترجمة على كافة المستويات، ً ح��اف ً قدما من أج��ل مزيد من النجاحات ��زا للمضي
الكبير المغفور له بإذن هللا الشيخ زايد بن سلطان آل
المعرفة ومجاالتها من اللغات ،ومد جسور التواصل
العلم والمعرفة مستلهمين البصيرة من فكر الراحل نهيان ،تلك البصيرة التي تعطي الكتاب مكانة رفيعة ف��ي ال��ت��اري��خ اإلن��س��ان��ي ،فكما يقول « :الكتاب هو
د .علي بن تميم
وإن األمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها، والفنونَّ ، ُ والكتاب هو أساس وإنما تقاس بأصالتها الحضارية،
إصدارات مشروع «كلمة» عن الثقافة الصينية لعب مشروع كلمة للترجمة في السياق الثقافي
اإلضاءة على القيم اإلنسانية األساسية ،من قبيل
بارزا إذ قام بنقل مجموعة من الكتب والمؤلفات
المشاعر التي من شأنها إفساد القلب البشري من
والحوار بين الحضارتين العربية والصينية دورا الصينية إلى العربية ،البعض منها تمت ترجمته
عبر لغة وسيطة مثل الفرنسية واإلنجليزية والبعض اآلخر تمت ترجمته عبر اللغة الصينية مباشرة .وفيما يلي عرض إلصدارات كتب «كلمة»
المتعلقة بالصين وثقافته وحضارته العريقة:
العدل والحب والرحمة والخير ،وإبراز مساوئ قبيل الحسد والغيرة والغضب والظلم.
بشكل مباشر الرواية الصينية الطويلة ( مدينة
تمت ترجمة هذين الكتابين عن اللغة الصينية
هي مجموعة من الحكايات الشعبية التي تصور
للتقوى واالستقامة الربانية.
العروس ) وكلها من تأليف الكاتب الصيني شين عبدالعزيز.
نشرت رواية مدينة حدودية أول مرة في عام
،1934وعمرها الزمني يقع بين حقبتي العشرينيات
والثالثينيات من القرن الفائت ،وتجري أحداثها
وقد نقلتها للعربية المترجمة خلود الخطيب.
في المدينة الحدودية « تشاتونج « التي تقع
مملكة الزهرة السوداء...حكايات شعبية من
صينية هي :سيتشوان ،وخونان ،وقويتشو.
نتعرف من خالل هذه الحكايات على أحد
من ثالث قصص قصيرة (الطفلة العروس) و (زوج
الصين
على ضفة نهير عند ملتقى حدود ثالث مقاطعات
الحديثة في هزيمة الهمجية داخل اإلنسان.
معجم األدب الصيني للمؤلف أندريه ليفي
يقدم المعجم للقارئ العربي معرفة موجزة
دقيقة وشاملة عن كل ما يتعلق باألدب الصيني
منذ أقدم عصوره وحتى نهاية القرن العشرين، ً تعريفا باألدباء ونتاجهم ،المدارس األدبية
والمذاهب األدبية ،كتاب ال غنى عنه لكل مهتم
باآلداب العالمية .وقد نقله إلى العربية المترجم د. محمد حمود من لبنان.
تتألف المجموعة القصصية «الطفلة العروس»
ريفي) و(ابن النمر) ،وتعد من روائع األدب الصيني،
دراسة اآلداب الشرقية في السوربون (الصينية،
أبرز األدوار التي اضطلعت بها الحكايات على مرّ التاريخ ،وهو الدور التعليمي التربوي ،الذي واقع الحياة اليومية ،التي فيها الطيب والشرير،
أكثر التحديات االجتماعية ،وخاصة في رائعته
والثري والفقير ،والجميل والقبيح...إلخ ،تهدف إلى
ينشأ فيه اإلنسان هو المسؤول عن خصاله وطباعه
ولد المؤلف أندريه ليفي عام 1925في تيان
وتحمل بين طياتها دعوة إلى رؤية جديدة،
يهدف من خالل قصص تقترب إلى حد ما من
األشياء ،وشأن أبناء آدم وحواء كافة.
الشريرة والهمجية ،وذلك بعد أن أخفقت الحضارة
الصيني شين تسونج ون
تسونج ون ،ونقلها إلى العربية د.عبدالعزيز حمدي
الثابت بمبادئهم الروحية ،أو ما عرف بالمثل العليا
خطأ غاب عنه الصواب ،شأنها في ذلك شأن طبائع
مدينة حدودية» و»الطفلة العروس» للكاتب
زنبقة الماء....حكايات شعبية من الصين
قيم العدل والتسامح واالحترام لدى الشعب ً مطلقا إيمانهم الصيني ،حيث لم يفقد الصينيون
قرية جبلية ويقرر حقيقة بديهية مفادها أن حياة ً صوابا بال أخطاء ،كما لم تكن بطلة القصة لم تكن
أما في «ابن النمر» فيصور الكاتب طباع اإلنسان ً مركزا على أن المجتمع الذي التي تأبى التغيير،
حدودية ) ،ومجموعة قصصية بعنوان ( الطفلة
جمعها ريف .جيه ماكجوان ،دي .دي
أحداث قصته من واقع الحياة االجتماعية في
وقراءة جديدة ،ونظرة موضوعية للمؤلف إلى «الطفلة العروس» حيث التقط قلمه المرهف
تزوين ،درس الثانوية في فرساي ثم شرع في اليابانية ،الهندية والسنسكريتية) .يهتم ليفي باألدب الصيني (الرمنطيقي القديم واألدب الكالسيكي الحديث) وباألخص في ميدان اللغة العامية.
الترجمة ... تاريخ تعيد صياغته أبوظبي