Sheikh Zayed Book Award Magazine

Page 1



1


‫ِّ‬ ‫والمفكرين في مجاالت المعرفة والفنون‬ ‫« إن هذه الجائزة تهدف إلى تشجيع المبدعين‬ ‫والثقافة العربية واإلنسانية‪ ،‬وتكريم َّ‬ ‫الشخصية األكثر عطا ًء وإبداعاً وتأثيراً في حركة الثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬إضافة إلى اإلسهام في تشجيع الحركة الثقافية واإلبداعية من خالل الكتاب تأليفاً‬ ‫ونشراً وترجمة‪ ،‬وتوزيعاً»‪.‬‬ ‫صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‬ ‫رئيس دولة اإلمارات العربية المتحدة حفظه اهلل‬

‫‪2‬‬


3


‫«إن أهمية االحتفاء بالمبدعين والمفكرين واألدباء والعلماء وحث الموهوبين على العطاء والتميز‬ ‫كانت وراء إطالق هذه الجائزة‪ ،‬والتي تحمل اسم المغفور له بإذن اهلل تعالى الشيخ زايد‪ ،‬صاحب‬ ‫األيادي البيضاء في جميع المجاالت‪ ،‬وخاصة منحى الفكر والثقافة والعلوم واالبتكارات»‪.‬‬ ‫الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان‬ ‫ولي عهد أبوظبي‪ -‬نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‬

‫‪4‬‬


5


6


‫الكتاب هو األساس‬ ‫إذا كان اإلنسان هو مجموع ما يحمل من رؤى وأفكار وقيم ونتاج‪ ،‬فهو بذلك أقرب إلى كتاب يشير‬ ‫عنوا ُنه إلى ما يضمه بين دفتيه‪.‬‬ ‫والمدن كذلك كتب؛ كل مدينة كتاب يمكن للزائرين تصفحه وقراءة ما يحويه من مالمح وأفكار‪ ،‬وكل‬ ‫حصاد كان بذرة وكل صرح كان فكرة وكل شارع فكرة‪ ،‬وكل معلم رؤية‪ ،‬وكل ميدان مقال‪.‬‬ ‫وكما أن األيام دول فالكتب بش ٌر والبشر كتب‪،‬والكتب ُ‬ ‫مدن والمدن كتب‪ .‬واإلنجاز أيقونة ورسمٌ‬ ‫على األرض‪.‬‬ ‫بان‪ ،‬تستلهم روحَ ها من روحه‪ ،‬وتنهض على‬ ‫لكل كتاب كاتب يُستدل من كتابه عليه‪ ،‬ولكل مدينة ٍ‬ ‫أفكاره ورؤاه مالمحُ ها ومالح ُمها فيتحدد كيا ُنها‪ ،‬وكذلك هي أبوظبي‪.‬‬ ‫عندما أسس الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪ ،‬طيب اهلل ثراه‪ ،‬أبوظبي المعاصرة‪ ،‬فإنه‬ ‫بذلك أهدى العالمَ كتاباً مرجعياً في كيفية تأسيس نظم حضارة تستقي ما َء حاضرها من رحيق ماضيها‪،‬‬ ‫وتتزين لمستقبلها من زهو وأبهة تراثها‪ ،‬وتضرب بجذور بنيانها الشامخ المتطلع إلى المستقبل في‬ ‫أعماق تربتها المفعمة باألصالة‪ .‬وكتاب مثل هذا لجدير بأن يتم االقتداء واالحتفاء به‪.‬‬ ‫لخص المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد طيب اهلل ثراه‪ ،‬خالصة رؤيته في كيفية بناء األمم عندما‬ ‫قال‪«:‬إن الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون‪ ،‬واألمم ال تقاس بثرواتها‬ ‫المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية‪ ،‬والكتاب هو أساس هذه األصالة والعامل الرئيس على‬ ‫تأكيدها» فقد جمع – رحمه اهلل‪ -‬في مقولته الخالدة تلك بين الكتاب وبناء الحضارات باعتباره وعا ًء لما‬ ‫ينبغي أن يبني الناس عليه حضارتهم‪ ،‬جامعاً في إيجاز بليغ وفكر فريد من نوعه عناصر البناء الحضاري‬ ‫في جملة واحدة‪« :‬العلم والحضارة والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون»‪.‬‬ ‫من هذه المقولة التأسيسية‪ ،‬انطلقت جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬تكريماً وتعظيماً للمعرفة التي أسس‬ ‫لها صاحبُها الذي حملت اسمه‪ ،‬وأيضا تقديراً لكل مبدع‪ ،‬واقتداء بتجربته الفريدة في بناء الحضارة على‬ ‫أساس من المعرفة بكافة أشكالها‪ ،‬واستكما ًال لنهجه في تحويل المعرفة إلى علم يُنتفع به ونماذج‬ ‫تنموية يقتدى بها‪.‬‬ ‫ومن نهجه كذلك‪ ،‬أبت جائزة الشيخ زايد للكتاب إال أن تكون إضافة نوعية وكيفية‪ ،‬تستكمل بوجودها‬ ‫منظومة أمهات جوائز الكتاب العالمية وتضيف إليها‪ ،‬فليس الفضل في أن نزيد إلى قائمة الجوائز العالمية‬ ‫جائزة جديدة‪ ،‬إنما الفضل‪ ،‬كما علمتنا تجربة الراحل الكبير‪ ،‬أن نتجاوز المتاحَ ‪ ،‬ونثري المتوفرَ‪ ،‬ونعزز‬ ‫نفع على البشرية‪ .‬وهذا هو دأبنا في جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬نسأل اهلل أن يوفقنا ويجعل‬ ‫العائد من ٍ‬ ‫َ‬ ‫لأْ‬ ‫ض علماً وعمراناً وتحضراً ورقياً‪.‬‬ ‫في سعينا ما ينفع الناس ويَمْ ُك ُث فِي ا رْ ِ‬ ‫اس َفيَمْ ُك ُث فِي الأْ َرْ ض»‪ .‬صدق اهلل العظيم‬ ‫« َفأَمَّا ال َّز َب ُد َفي َْذهَ بُ جُ َفا ًء وَأَمَّا مَا َي ْن َفعُ ال َّن َ‬

‫‪7‬‬


‫مجلس أمناء‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫معالي الشيخ‬

‫‪142‬‬

‫سلطان بن طحنون آل نهيان‬ ‫رئيس مجلس أمناء الجائزة‬ ‫رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫أعضاء مجلس أمناء‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫س���ع���ادة‪ :‬د‪ .‬زك����ي نسيبة‬ ‫سعادة‪ :‬مبارك حمد المهيري‬ ‫سعادة‪:‬محمدخلفالمزروعي‬ ‫س���ع���ادة‪ :‬ج��م��ع��ة القبيسي‬ ‫سعادة‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الخنبشي‬

‫‪54‬‬

‫‪30‬‬

‫د‪ .‬علي بن تميم‬

‫أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب‬

‫‪36‬‬

‫‪8‬‬

‫‪132‬‬


‫زايد بن سلطان آل نهيان‬

‫‪9‬‬


10


‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‪..‬‬ ‫شعلة حقيقية للتحديث والتنوير‬ ‫ال يُقاس عمر اإلنسان بما عاشه من أيام وسنين‪ ،‬وإنما بما قدّم من ُمنجز‪ ،‬وما أدى من مهام‪ .‬وهكذا‬ ‫أيضاً يقاس عمر المشاريع‪ ،‬ال سيما تلك النوعية من المشاريع التي تستلهم أنبل األهداف وأرفعها منزلة‪،‬‬ ‫بناء اإلنسان‪ ،‬عبر تعزيز قيم العلم والثقافة والتحضر وتمتين قواعد التفكير والمعرفة‪ ،‬وبناء جسور التواصل‬ ‫والتالقي بين الحضارات من أجل عمران الكون ورفاه اإلنسان‪.‬‬ ‫تنجح دائماً المساعي العظيمة‪ ،‬ويخلدها الزمن طالما كانت قيادتها إيمان صادق وملهمها إخالص ال يتغير‬ ‫وإرادتها عزم ال يلين‪ ،‬وتلك هي المعادلة التي طالما أثبتت نجاحها‪.‬‬ ‫في سنوات معدودة نجحت جائزة الشيخ زايد للكتاب بالوصول إلى المكانة التي تستحقها على الساحة‬ ‫العربية واإلقليمية والدولية‪ ،‬وباتت حدثاً ثقافياً وعلمياً ودليالً موجهاً‪ ،‬يشحذ المفكرون والباحثون والمترجمون‬ ‫قرائحهم من أجل استيفاء شروطه والتأهل لمعاييره‪ ،‬وهو األثر الذي تسعى الجوائز العالمية إلى إحداثه‪،‬‬ ‫فالجائزة – إذا ما صيغت باحتراف وشفافية‪ -‬كانت كهالة الضوء والجذوة في حلكة الليل يسترشد بها العظماء‬ ‫السائرون والرعاة والملهمون نحو أهدافهم العليا‪ ،‬وهو بحمد اهلل ما نجحت جائزة الشيخ زايد للكتاب في‬ ‫التأسيس له عبر سنوات عملها القصيرة‪ ،‬بحساب آلة الزمن‪ ،‬الطويلة بحساب األثر‪.‬‬ ‫نجاح لم يأت من فراغ‪ ،‬فالفضل في ذلك‪ ،‬بعد توفيق اهلل‪ ،‬راجع إلى الروح التي استلهمناها من الراحل‬ ‫الكبير المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪ ،‬طيّب اهلل ثراه‪ ،‬الذي علمنا أن العمل والعلم‬ ‫صنوان ال ينفصالن وال ينجح أحدهما دون اآلخر‪.‬‬ ‫ثم إلى كوكبة العلماء والمفكرين من ذوي الخبرة والمعرفة المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والروح‬ ‫العلمية الجادة‪ ،‬ممن أسهموا في تأسيس الجائزة والرفع من مكانتها وفقاً ألحدث المعايير العلمية والمهنية‪،‬‬ ‫مما أسهم في تفعيل سعيها وتعزيز دورها وترسيخ حضورها الهادف إلى إعالء ُمنجز الثقافة العربية وإعادة‬ ‫طرحها بالصورة الالئقة بها كرائد من رواد الثقافة اإلنسانية ومكون رئيس في نسيج الثقافة العالمية‪.‬‬ ‫لقد تعلمنا من الشيخ زايد رحمه اهلل‪ ،‬أن الثقافة والمعرفة هما أساس تقدم األمم وحجر الزاوية في‬ ‫الحضارة ومرتكز بناء اإلنسان‪ .‬وانطالقاً من تلك الرؤية السديدة للراحل الكبير‪ ،‬وتقديراً لمكانته ودوره الرائد‬ ‫في الوحدة والتنمية وبناء الدولة واإلنسان‪ ،‬وإيمانا م ّنا بمنهج وفكر ومواقف وخطى الراحل الكبير‪ ،‬كانت هذه‬ ‫الجائزة ‪-‬كما في كل دورة من دوراتها‪ -‬نبذل جهدنا لكي نجعلها نبراسا نمضي على ضوئه قدما‪.‬‬ ‫وأن تكون الجائزة اسماً على مسمى‪ ،‬تعكس الرؤية الملهمة والروح الحضارية الفريدة واإلرث التنويري‬ ‫لصاحبها‪ ،‬فتكون شعلة حقيقية للتحديث والتنوير في العالم العربي والعالم‪ ،‬كما تكون مصدراً لالحتفاء‬ ‫بالمبدعين الشباب واالعتراف بدورهم في الحياة الثقافية‪ ،‬لتلبي بذلك رؤى رئيس الدولة صاحب السمو‬ ‫الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – حفظه اهلل– وتكون خير تعبير عن توجيهات الفريق أول سمو الشيخ‬ ‫محمد بن زايد آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‪ ،‬نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‪.‬‬ ‫إن طموح جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للكتاب لهو أكبر على صعيد االنفتاح والشمول في الحوار والتواصل مع‬ ‫الشعوب والحضارات والثقافات من خالل التفاعل‪ ،‬ومن خالل إيجاد كل الوسائل الناجحة والمفيدة؛ فالدورة‬ ‫القادمة ستشهد العمل بفرع جديد من فروعها ذلك هو فرع «جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات‬ ‫َّ‬ ‫ولعل في هذا الفرع إضافة نوعية جديدة تسهم في توسيع دائرة االهتمام بخطاب اآلخر وهو يتأمُّل‬ ‫األخرى»‪.‬‬ ‫الذات العربية‪ ،‬ويقرأ واقعنا الثقافي وفكرنا وحضارتنا العربية ذلك الذي يكتبه بلغاته المتعدِّدة‪.‬‬ ‫نحن اليوم في جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬إذ نفخر بما حققناه من نجاح في سنوات قليلة‪ ،‬فإننا نعترف بأن‬ ‫الفضل في هذا‪ ،‬بعد المولى عز وجل‪ ،‬راجع إلى اتباعنا نهج زايد القويم الذي أرسى أركان النهضة اإلماراتية‬ ‫األصيلة على دعائم تاريخنا وثقافتنا العربية الراسخة‪ ،‬وفتح الباب إلى التعايش والتفاعل والتالقح مع كل جديد‬ ‫يحمل في طياته الخير للبشرية والرفعة لإلنسانية‪ ،‬وال شك في أن إحياء أدبنا وفكرنا وثقافتنا وتقديمهم إلى‬ ‫العالم هو أحد أرقى المهام التي يمكن أن يقوم بها اإلنسان‪.‬‬ ‫يبقى أن نجدّد العهد بأن تظل هذه الجائزة أمينة لالسم الذي تحمله‪ ،‬وأن تسعى دوماً إلى التجدد واالرتقاء‬ ‫خدمة إلنسان هذا الوطن وللثقافة العربية األصيلة ولكل قيم الخير والجمال والتحضر في كل مكان‪.‬‬

‫سلطان بن طحنون آل نهيان‬ ‫رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫‪11‬‬


‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‪..‬‬ ‫مواكبة دائمة من أجل التحديث والتطوير‬

‫مبارك حمد المهيري‬ ‫عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬

‫‪12‬‬

‫ستة أعوام مضت وجائزة الشيخ زايد للكتاب تسير وفق رؤية واضحة المعالم من حيث تعدُّد التخصصات المعرفية‬ ‫والعلمية واإلبداعية والثقافية التي ضمَّت فروعها‪ ،‬ومن حيث اتباع المعايير العلمية في التحكيم بعيداً عن أية ميول‬ ‫أو رغبات تنافي الشرط العلمي والنزاهة األخالقية‪ ،‬والباعث اإلبداعي الخالق‪.‬‬ ‫إال ّ‬ ‫رسخته الجائزة وعملت به منذ انطالقها ال يعني العزوف‬ ‫أن كل هذا الوضوح الراسخ والتقليد العتيد والذي َّ‬ ‫عن التطوير والتحديث ومواكبة كل ما استج َّد في الحراك الثقافي بعالمنا المعاصر‪ ،‬خصوصاً في ظل المتغيرات‬ ‫المعقدة التي تبدو ظاهرة للعيان في سياقات الحياة المختلفة التي باتت تنعكس على الخطاب الثقافي والمعرفي‪.‬‬ ‫ولذلك تضافرت الجهود بنا ًء على توجيهات معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان‪ ،‬رئيس مجلس أمناء‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬على ضرورة إعادة ال َّنظر في ما من شأنه أن يواكب المتغيرات في الساحة المعرفية‬ ‫العربية والعالمية‪ ،‬وذلك بالتوافق مع مجلس األمناء والهيئة العلمية للجائزة الذين أخذوا على عاتقهم تفعيل ال َّنظر‬ ‫من جديد‪ ،‬وبعد ست دورات من عمر الجائزة‪ ،‬فيما يمكن تحديثه أو تطويره أو دمجه أو تفريعه في فروعها‪.‬‬ ‫لقد توصَّ لت الجائزة‪ ،‬وابتدا ًء من الدورة القادمة ‪ ،2013 – 2012‬إلى إطالق فرع جديد يُعنى بما يُكتب عن الثقافة‬ ‫العربية باللغات األخرى‪ ،‬وهو فرع لم تأخذ به الكثير من الجوائز العربية لما يتطلَّب من جدارة وخبرة وجهود‬ ‫متواصلة تتابع كل جديد في هذا المجال‪ ،‬وهو ما تتوافر عليه جائزة الشيخ زايد للكتاب من إمكانات بعد أن أصبح‬ ‫لها خبرة في التعامل مع الحواضر الثقافية في كل مكان بالعالم‪ ،‬في ظل تجربة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬ ‫خالل السنوات المنصرمة التي مدَّت الصالت مع الكثير من المثقفين والمؤسسات الثقافية في دول العالم‪.‬‬ ‫وعلى رغم وضوح الرؤية في فرعي اآلداب والفنون في الجائزة‪ ،‬إال أن الفصل بين األعمال اإلبداعية والنقدية بدا‬ ‫ضرورة مهمة‪ ،‬ولذلك تمَّ تحديث توصيف فرع اآلداب ليشمل «المؤلَّفات اإلبداعية في مجاالت ِّ‬ ‫الشعر‪ ،‬والمسرح‪،‬‬ ‫والرواية‪ ،‬والقصَّ ة القصيرة‪ ،‬والسيرة الذاتية‪ ،‬وأدب الرحالت‪ ،‬وغيرها من الفنون»‪ .‬بينما تم تغيير مسمى وتحديث‬ ‫توصيف فرع الفنون ليصبح المسمى الجديد‪« :‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للفنون والدراسات ال َّنقدية»‪ ،‬ويشمل «دراسات‬ ‫ال َّنقد التشكيلي‪ ،‬وال َّنقد السينمائي‪ ،‬وال َّنقد الموسيقي‪ ،‬وال َّنقد المسرحي‪ ،‬ودراسات فنون الصورة‪ ،‬والعمارة‪،‬‬ ‫والخط العربي‪ ،‬والنحت‪ ،‬واآلثار التاريخية‪ ،‬والفنون َّ‬ ‫السردي‪ ،‬وال َّنقد‬ ‫الشعبية أو الفلكلورية‪ ،‬ودراسات ال َّنقد َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الشعري‪ ،‬وتاريخ األدب ونظرياته»‪.‬‬ ‫إن التفريع في المسميات والتوصيفات في بعض الفروع كان خطوة إيجابية على صعيد التحديث‪ ،‬لكن الجائزة‬ ‫ارتأت أيضاً دمج بعض الفروع بغية تفعيل المشاركة أكثر‪ ،‬لذلك قررت الجائزة دمج فرعين من فروعها هما‪ :‬فرع‬ ‫الشيخ زايد للنشر والتوزيع‪ ،‬وفرع جائزة َّ‬ ‫جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي في فرع جديد اتخذ‬ ‫َّ‬ ‫اسم‪« :‬جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية»‪ ،‬والذي «يُمنح لدور النشر والتوزيع الورقية‪ ،‬ولمشاريع‬ ‫النشر والتوزيع واإلنتاج الثقافي‪ ،‬الرقمية‪ ،‬والبصرية‪ ،‬والسمعية‪ ،‬سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم‬ ‫لمؤسسات»‪ ،‬لكي تكون الفرصة متاحة أكثر الستقبال الترشيحات أو ال َّنظر في ما يمكن ترشيحه للفوز بهذا‬ ‫الفرع المستحدث‪.‬‬ ‫وابتدا ًء من الدورة السابعة أيضاً ‪ ،2012-2013‬قرَّرت الجائزة تعديل توصيف فرع جائزة المؤلِّف الشاب‪ ،‬والذي‬ ‫ُّ‬ ‫بالترشح للجائزة من خالل هذا الفرع الذي أصبح‬ ‫تمَّ فيه إعطاء المنجز الجامعي «األكاديمي» فرصة المشاركة‬ ‫توصيفه يشمل‪« :‬المؤلَّفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية‪ ،‬والفنون‪ ،‬واآلداب‪ ،‬باإلضافة إلى األطروحات العلمية‬ ‫المنشورة في كتب على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعمل بروح وثابة دائمة من أجل مواكبة كل المتغيرات والتطورات في عالم‬ ‫المعرفة والثقافة واإلبداع‪ ،‬واالستجابة لها بما يتفق مع رؤية الجائزة‪.‬‬


‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‪..‬‬ ‫ِّ‬ ‫متدفق العطاء‬ ‫إنجاز‬ ‫ح َّققت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الحالية‪ ،‬الدورة السادسة ‪ ،2012 – 2011‬حضوراً عالمياً نوعياً الفتاً‪ ،‬فعلى‬ ‫صعيد فرع «جائزة الشيخ زايد ألفضل تقنية ثقافية» كان اختيارها لمدينة كتاب باجو الكورية التي تعد واحدة من أبرز‬ ‫معالم التنمية الثقافية الخاصة بإنتاج الكتاب في العالم المعاصر من حيث أصالة الرؤية وجدوى األهداف‪،‬وقد تأسست منذ‬ ‫عام ‪ ،1989‬وحملت على عاتقها حصر كل العمليات التي تندرج في مجال صناعة الكتاب من تخطيط وطباعة وتصميم فني‬ ‫وتنسيق لوجستي ونشر في حيِّز مكاني متخصِّ ص واحد‪ ،‬باإلضافة إلى توفر مكتبتين ضخمتين للزائرين‪ ،‬وصالة عرض‬ ‫لألفالم المرتبطة باألدب والثقافة‪ ،‬وتنظيم مهرجانات ثقافية عدة لألطفال‪ ،‬ومنتديات حوارية مع أبرز الكتاب والمؤلِّفين‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫لقد كان منح جائزة الشيخ زايد لفرع شخصية العام الثقافية نوعياً أيضاً‪ ،‬وذلك عندما وقع االختيار على منظمة األمم‬ ‫المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» التي استطاعت‪ ،‬ومنذ إنشائها عام ‪ ،1945‬أن تح َّقق إنجازات كبرى على‬ ‫صعيد المحافظة على التراث اإلنساني‪ ،‬والتعريف بالثقافات والفنون‪ ،‬والمساهمة في نشر التعليم والثقافة‪ ،‬وهي إنجازات‬ ‫صارت ملموسة في أقطار عدَّة بالعالم‪.‬‬ ‫أما اإلنجاز الثالث لدورة العام الحالي فيكمن في منح جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع النشر والتوزيع إلى دار نشر‬ ‫عريقة‪ ،‬هي «بريل للنشر»‪ ،‬المؤسسة الثقافية الهولندية العتيدة المشهورة بنشرها للموسوعات اإلنسانية‪ ،‬واألعمال‬ ‫المرجعية الخاصة بالثقافة العربية كالموسوعات واألطالس‪ ،‬فضالً عن كونها من أكبر المسوِّقين للكتب النادرة الخاصة‬ ‫بالعالم العربي واإلسالمي خالل أكثر من ثالثمائة عام‪ ،‬ناهيك عن التزامها بتطبيق المعابير الخاصة بحقوق النشر‬ ‫والملكية الفكرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن هذه المؤسسات الثقافية الثالث التي حظيت بتكريم جائزة الشيخ زايد للكتاب هذا العام ال ُّ‬ ‫وأصالة‬ ‫تقل أهمية‬ ‫وابتكاراً عن بقية الجوائز التي منحت في هذه الدورة لعدد من الكتب الفائزة‪ ،‬ومنها جائزة فرع أدب الطفل التي حظيت بها‬ ‫رواية «الفتى الذي أبصر لون الهواء» للكاتب اللبناني عبده وازن‪ ،‬والتي تناولت شخصية فتى من ذوي االحتياجات الخاصَّ ة‬ ‫تحدى أعباء الحياة ومصاعبها‪ ،‬وشق طريقه في سبيل تحقيق طموحاته رغم العوائق‪ ،‬وهي الرواية التي صبَّها وازن في‬ ‫قالب سردي متخيَّل سلس األسلوب واضح الرؤية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المفكر التونسي الدكتور أبو يعرب المرزوقي األولى لنص الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل «أفكار‬ ‫ولعل ترجمة‬ ‫ممهدة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية» لتع ُّد إنجازاً ترجمياً يستحق بجدارة الفوز بفرع الترجمة في‬ ‫جائزة هذا العام‪ ،‬لكون الكتاب هو أحد المؤلَّفات الكبرى في فلسفة الظاهريات الحديثة‪ ،‬كما أن ترجمته جاءت على درجة‬ ‫عالية من الدقة والوضوح والوعي بأهمية استخدام المصطلح الفلسفي القريب إلى الذائقة العربية وإلى األمانة العلمية‪.‬‬ ‫أما في فرع المؤلِّف الشاب‪ ،‬فقد مُنحت الجائزة هذا العام لألستاذة ليلى العبيدي من تونس عن كتابها «ال َف َك ُه في‬ ‫اإلسالم» الذي تميز باألصالة في موضوعه‪ ،‬وفي المعالجة التاريخية للنصوص‪ ،‬وفي منهجية التحليل والمقارنة والتخريج‬ ‫ُ‬ ‫يرتبط‪ ،‬بدوره‪ ،‬بالجوانب الذاتية والمزاجية والنفسية‬ ‫العلمي‪ ،‬فضالً عن متابعة الجانب األهوائي في الثقافة العربية الذي‬ ‫في حياة األشخاص‪.‬‬ ‫مثلما في الدورات السابقة‪ ،‬تمضي جائزة الشيخ زايد للكتاب في طريق تحقيق اإلنجاز النوعي المتد ِّفق العطاء لتتجلى‬ ‫في دورتها السابعة بمزيد من الفعل النهضوي الخالق‪ ،‬وتلك هي رسالة أبوظبي في نهضتها الثقافية دائماً‪.‬‬

‫جمعة القبيسي‬ ‫عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫مدير دار الكتب الوطنية‬

‫‪13‬‬


‫د‪ .‬علي بن تميم‪ :‬من أولى مسؤولياتنا أن تكون الجائزة اسماً على مسمى‪،‬‬ ‫تعكس الرؤية الملهمة والروح الحضارية الفريدة واإلرث التنويري للشيخ زايد‬ ‫تحظى جائزة الشيخ زايد للكتاب بمكانة بارزة ثقافياً وعلميا‪ ،‬واحتلت في سنوات قليلة الحضور الذي تستحقه على مستوى المنطقة‬ ‫والعالم‪ ،‬وتضم الجائزة إضافة إلى مجلس أمنائها‪ ،‬هيئة علمية‪ ،‬يشهد ألعضائها بالكفاءة والنزاهة والروح العلمية الجادة‪ ،‬ويرأس الهيئة‬ ‫العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬الدكتور علي بن تميم وتضم في عضويتها كال من‪ :‬د‪ .‬علي راشد النعيمي من اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫ود‪ .‬سعيد محمد توفيق من مصر‪ ،‬ويورغن بوز من ألمانيا‪ ،‬ود‪ .‬خليل محمد الشيخ من األردن‪ ،‬ود‪ .‬مسعود عبد اهلل ضاهر من لبنان‪ ،‬ود‪.‬‬ ‫كاظم جهاد حسن من العراق ‪ -‬فرنسا‪ ،‬ود‪ .‬محمد بنيس من المغرب‪ ،‬و د‪ .‬سهام عبد الوهاب الفريح من الكويت‪.‬‬ ‫وتتولى الهيئة العلمية للجائزة اختيار المحكمين في كل فرع من فروع الجائزة‪ ،‬وتحديد آليات عمل لجان التحكيم واجتماعاتها واآلليات‬ ‫الم ّتبعة لتقييم األعمال المرشحة وذلك بما يتفق والنظام األساسي للجائزة‪ ،‬والنظر في توصيات ونتائج لجان التحكيم ورفعها مشفوعة‬ ‫بتوصياتها إلى مجلس أمناء الجائزة‪ ،‬والتوصية إلى مجلس األمناء بحجب الجائزة في أي فرع من فروعها متى توفرت األسباب الموجبة‬ ‫لذلك‪ ،‬والتوصية إلى مجلس األمناء بسحب الجائزة من أي شخص سبق له الفوز بها متى توفرت األسباب المبررة لذلك‪ ،‬والتوصية بأية‬ ‫فروع جديدة للجائزة أو إلغاء بعضها‪ ،‬والنظر في أية موضوعات يحيلها األمين العام ورفع التوصية المناسبة بشأنها إلى مجلس األمناء‪.‬‬ ‫يقول الدكتور علي بن تميم األمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب‪ :‬من أولى مسؤولياتنا أن تكون الجائزة اسماً على مسمى‪،‬‬ ‫تعكس الرؤية الملهمة والروح الحضارية الفريدة واإلرث التنويري للمغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكما تصدّى‬ ‫الراحل الكبير لمهمات جسام ّ‬ ‫تمثلت في بناء الدولة على أسس سليمة متينة‪ ،‬وبخطى شجاعة ومدروسة‪ ،‬جعلتها ّ‬ ‫بحق من التجارب‬ ‫الرائدة على مستوى العالم‪ ،‬وكما أنه جعل اإلمارات منارة حقيقية من منارات األصالة والمعاصرة والتسامح والتالقي‪ ،‬فإن على الجائزة‬ ‫التي تحمل اسمه أن ترتقي إلى هذا المستوى من الريادة في مجال المعرفة واإلبداع‪ ،‬فتكون شعلة حقيقية للتحديث والتنوير في العالم‬ ‫العربي والعالم‪ ،‬كما تكون مصدراً لالحتفاء بالمبدعين الشباب واالعتراف بدورهم في الحياة الثقافية‪ ،‬لتلبي بذلك رؤى رئيس الدولة صاحب‬ ‫السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – حفظه اهلل ورعاه – وتكون خير تعبير عن توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل‬ ‫نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‪ ،‬نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬حفظه اهلل»‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر أن الجائزة تحظى بدعم ال محدود من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه اهلل ‪ ،‬والفريق‬ ‫أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬وأضحت الجائزة تسهم بشكل متزايد‬ ‫في تحفيز الثقافة والمثقفين والناشرين العرب‪ ،‬وتعزيز المشهد الثقافي العربي والدولي عبر التركيز على المبدعين العرب واألجانب في‬ ‫مجاالت التأليف والنشر‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ٌ‬ ‫شرف يتجدّد‬ ‫د‪ .‬علي النعيمي‪:‬‬

‫د‪ .‬كاظم جهاد حسن‪ :‬مساهمة فريدة‬

‫يعلق د‪.‬علي النعيمي الذي شغل منصب عضو الهيئة االستشارية السابق لجائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب‪ ،‬بشأن انضمامه للهيئة العلمية قائال‪« :‬لقد رافقت الجائزة منذ بداياتها وشهدت نموّ ها‬ ‫وتطوّرها حتى يومنا هذا‪ ،‬لتندرج كإحدى أكبر الجوائز العربية ال بل العالمية قيمة وقدراً‪ .‬وإن‬ ‫ٌ‬ ‫يتوسع لتوظيف طاقاتنا لرفعة‬ ‫شرف يتجدد‪ ،‬ومجال‬ ‫اختياري كأحد أعضاء الهيئة العلمية هو‬ ‫ّ‬ ‫الثقافة واألدب‪ ،‬على نهج والدنا المؤسس الشيخ زايد»‪.‬‬

‫الوطني للّغات‬ ‫العربي القديم واآلداب المقارنة في «المعهد‬ ‫يعمل د‪ .‬كاظم جهاد أستاذاً لألدب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والحضارات الشرقيّة» بباريس‪ .‬وهو يعلّق على عضوية الهيئة العلمية للجائزة‪ ،‬بالقول‪« :‬قرّ رت‬ ‫األمانة العامّ ة لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن تدعم عمل لجانها التحكيميّة ابتدا ًء بهيئة علميّة‬ ‫يسرّ ني أن أكون أحد أعضائها اآلتين من مختلف البلدان واللّغات‪ .‬وبصنيعها هذا فهي تمنح جوائز‬ ‫العربي صيغة فريدة كانت بحاجة إليها»‪.‬‬ ‫اإلبداع في العالم‬ ‫ّ‬

‫أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال ورئيس قسم الفلسفة بآداب القاهرة‪ ،‬على انضمامه‬ ‫للهيئة العلمية يقول‪« :‬أسعدني انضمامي الى عضوية الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫خصوصاً انها تحمل اسم مؤسس دولة االمارات العربية المتحدة الراحل الكبير الشيخ زايد‬ ‫رحمه اهلل‪ ،‬وأتمنى أن تتصدر الجائزة قائمة الجوائز العربية والعالمية ودوام رفعتها وتقدمها»‪.‬‬

‫يعمل أستاذاً للشعر العربي الحديث في جامعة محمد الخامس – أكدال‪ .‬وأحد أهم شعراء‬ ‫الحداثة في العالم العربي‪ .‬نشر أكثر من ثالثين كتاباً‪ ،‬في الشعر والنصوص والدراسة والترجمة‪.‬‬ ‫وهو يرى أن «جائزة الشيخ زايد للكتاب» رمز نبيل لالعتراف بدور ومكانة الكتاب في تحديث العالم‬ ‫العربي‪ .‬وهي بذلك‪ ،‬تهدف إلى مساندة قيم الحرية واإلبداع‪،‬‬

‫د‪ .‬سعيد محمد توفيق‪ :‬دوام التقدّم‬

‫أ‌‪.‬د‪ .‬مسعود ضاهر‪ :‬خصوصية واضحة‬

‫الدكتور مسعود ضاهر حائز على دكتوراه دولة في التاريخ االجتماعي من جامعة السوربون‪،‬‬ ‫باريس األولى‪ :‬يقول‪« :‬رغم معرفتي الواسعة بكثرة عدد المراكز العلمية والمؤسسات الثقافية‬ ‫المهتمة بجودة االنتاج الثقافي العربي وتكريم المبدعين‪ ،‬فإن جائزة الشيخ زايد للكتاب تص ّنف‬ ‫ضمن قلة نادرة من المؤسسات الثقافية العربية التي أخذت على عاتقها تكريم المبدعين العرب‬ ‫على قاعدة الكفاءة الشخصية بالدرجة األولى»‪.‬‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬خليل الشيخ‪ :‬اكتشاف الطاقات الفاعلة‬

‫يعمل الدكتور خليل الشيخ أستاذاً ورئيساَ لقسم اللغة العربيّة في جامعة اليرموك‪ ،‬في‬ ‫المملكة األردنية الهاشمية‪ .‬حصل الشيخ على درجة الدكتوراه من جامعة فريدريش فيلهم –‬ ‫بون – ألمانيا عام ‪ 1986‬في الدراسات النقديّة المقارنة‪ ،‬يعلّق على انضمامه للهيئة قائال‪« :‬سجلت‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب في غضون السنوات القليلة التي مرت على إنشائها حضوراً الفتاً‪ ،‬وحظيت‬ ‫باحترام كبير‪ ،‬ألن الجائزة‪ ،‬بفروعها التسعة تنبثق من منظومة إنسانية عليا وتصدر عن رؤية‬ ‫حضارية تقدّر اإلبداع والمبدعين»‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد بنيـس‪ :‬مساندة لقيم الحرية واإلبداع‬

‫الدكتورة سهام الفريح‪ :‬دقة متناهية في التحكيم‬

‫باحثة وأكاديمية في جامعة الكويت‪ ،‬حصلت على درجة الدكتوراة في األدب العربي القديم من‬ ‫جامعة القاهرة لها اكثر من ‪ 16‬كتابا في مجاالت التربية واالعالم والقضايا االدبية واالجتماعية‬ ‫واالنسانية والعديد من البحوث والدراسات وعن عضويتها في الجائزة تقول‪« :‬إن جائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب اكتسبت سمعة علمية وأدبية عالية امتدت الى خارج أقطار العالم العربي وذلك لما‬ ‫تميزت به من دقة متناهية في التحكيم‪ ،‬فلم يصل الى درجة الفوز منذ إنشائها وابتكارها إال‬ ‫األعمال المتميزة بأصالتها وجدتها في كل مجاالت الجائزة»‪.‬‬

‫يورغن بوز‪ :‬شرف عظيم‬

‫مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وناشر مخضرم‪ ،‬وهو يرأس معرض فرانكفورت‬ ‫منذ العام ‪ .2005‬يقول بوز‪« :‬إنه لشرف عظيم لي أن انضم الى الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب وسأبذل ما بوسعي لتحقيق النجاح للجائزة»‪.‬‬

‫‪15‬‬


16


‫البير حبيب مطلق‪ :‬تعتز الجائزة بهذه الكوكبة‬ ‫من الفائزين وأعمالهم‬

‫إبراهيم الكوني ‪ :‬الجائزة نجحت في تجاوز‬ ‫تحديات القوانين األدبية في الغرب‬

‫محمد بن عيسى ‪ :‬الجائزة نجحت في التأسيس‬ ‫لحركة ثقافية جديدة أدت إلى تطوير صناعة الكتاب‬

‫ال يخفى على المتابع الضالع والباحث المطلع على المشهد الثقافي في العالم العربي ما قدمته جائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب‪ ،‬لكل المثقفين والمبدعين العرب في كافة المجاالت‪ ،‬فقد أضحت الجائزة مصدر إلهام لكل من يبحث‬ ‫عن فرصة تقييم عمله على أيدي كبار المفكرين والخبراء في كافة مجاالت المعرفة ضمن جائزة تأسست على‬ ‫نهج وفكر حكيم العرب‪ ،‬المغفور له بإذن اهلل تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه‪ ،‬فقد‬ ‫كان رحمه اهلل مؤمنا بالعقل العربي وباإلبداع العربي والطاقات اإلبداعية‪ ،‬ومؤمنا أيضا بفكرة تقدير وتعظيم‬ ‫اإلبداع ولعل أفعاله التي سبقت أقواله أصبحت اليوم نورا يضيء طريق اإلبداع‪ ،‬عالوة على أن الجائزة قدمت‬ ‫فرصة ثمينة لكل المثقفين للمنافسة‪ ،‬فرصة مهمة تتماشى مع الغاية كونها أعلى منصة تكريم حتى اآلن في‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫في هذا االستطالع نتناول آراء نخبة مهمة من المبدعين العرب‪:‬‬

‫يصف محمد الصوافي‪ ،‬مدير إدارة النشر في مركز اإلمارات‬ ‫للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫بأنها أهم الجوائز التي حصل عليها مركز اإلمارات للدراسات‬ ‫والبحوث االستراتيجية‪ ،‬ويضيف‪ :‬إن الجائزة اكتسبت أهميتها‬ ‫أو ًال من االسم الذي تحمله‪ ،‬وإنها رسخت هذا االحترام عبر‬ ‫اتباعها للتقاليد الرفيعة في اختيار وتقدير الفائزين من الباحثين‬ ‫والمبدعين وتشجيع التأليف العربي وإيصاله للعالمية‪ .‬‬ ‫إبراهيم الكوني‪ :‬جائزة الشيخ زايد للكتاب تعيد النظر في‬ ‫إمكانية تقبل األدب العربي عالمياً‬ ‫أما الروائي إبراهيم الكوني الحاصل على جائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب – فرع اآلداب‪ -‬عام ‪ 2008‬فيشيد بالدور الذي قامت‬ ‫به جائزة الشيخ زايد للكتاب في تطوير صناعة الكتاب العربي‬ ‫وتنميته وتشجيع الكتاب والباحثين‪ ،‬ويضيف‪ :‬لقد غدت الجائزة‬ ‫منبراً حضارياً يسهم بفاعلية في تجديد الثقافة وتطويرها‬ ‫وتقديمها للعالم” ويرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب استطاعت‬ ‫أن تتخلص من اآلليات التي تسببت في عرقلة الرسالة الثقافية‬ ‫لجوائز كثيرة وتعطيل دورها كسفير للغة والثقافة لدى العالم”‬ ‫مشيراً إلى أن أبرز ما رسخت له جائزة الشيخ زايد هو احترام‬ ‫القوانين التي تحكم اختيارها لألعمال الفائزة والحرص على أن‬ ‫تأتي هذه األعمال محققة ألهدافها‪.‬‬ ‫ويضيف الكوني‪ :‬إن جائزة الشيخ زايد للكتاب نجحت في‬ ‫تحييد النزعات األيديولوجية والقبلية والعالقات الشخصية وغيرها‬

‫من نزعات مثل مراعاة عامل السن واتاحة الفرصة للمترشح‬ ‫االكبر سناً عند مقاربة النصوص‪ ،‬مشيراً إلى أن هذه السلبيات‬ ‫هي ما أثر سلباً في الثقافة العربية طوال القرن الماضي‪.‬‬ ‫ويشير الكوني إلى أن ما كرست له جائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب سيكون من نتائجه إمكانية تقبل األدب العربي عالمياً‬ ‫نظراً لما تراعيه من تقدير للقوانين األدبية العريقة المتبعة في‬ ‫الغرب‪ .‬ويؤكد الكوني أن جائزة الشيخ زايد للكتاب نجحت في‬ ‫تجاوز هذه التحديات‪ ،‬ولذلك أضحت جائزة مرموقة لها مكانتها‬ ‫العالمية التي يحرص المبدع ويتطلع إلى نيلها‪.‬‬ ‫الدكتور عمار علي حسن‪ :‬الجائزة تتسم بمعايير صارمة في‬ ‫الفرز والتقييم والتحكيم وتنظر إلى األعمال بحياد وموضوعية‬ ‫من جانبه يعرب الدكتور عمار علي حسن الحاصل على‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب في ‪ 2010‬عن سعادته بالحصول‬ ‫على جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬ويضيف ‪ :‬سعادتي نابعة من‬ ‫المعنى الرمزي الكبير للجائزة المتمثل في أمرين‪ ،‬األول‬ ‫ارتباط الجائزة باسم شخصية عربية استثنائية لها تقدير في‬ ‫وجدان العرب جميعاً وهو المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن‬ ‫سلطان آل نهيان‪ ،‬والثاني أن هذه الجائزة حصل عليها كوكبة‬ ‫من المثقفين واألدباء الكبار مثل د ‪.‬ثروت عكاشة ود ‪.‬محمد‬ ‫بن عيسى وزير الثقافة المغربي األسبق وإبراهيم الكوني‬ ‫وواسيني األعرج وجمال الغيطاني وعالم العمارة الكبير رفعت‬ ‫الجادرجي والمستشرق اإلسباني بيدرو مارتينيز‪ ،‬وال شك أن‬

‫انضمامي إلى هذه الكوكبة يسعدني‪ ،‬وفي الوقت ذاته يضع على‬ ‫كاهلي عبئا ثقيال بضرورة استمرار مسيرتي العلمية إلى النهاية‬ ‫وبشكل متصاعد ‪.‬‬ ‫ويضيف الدكتور عمار‪ :‬أكثر ما أحتفي به في هذه الجائزة أنها‬ ‫تتسم حتى اآلن بمعايير صارمة في الفرز والتقييم والتحكيم‪،‬‬ ‫وتنظر إلى العمل المتقدم للمنافسة عليها‪ ،‬وال تنظر إلى‬ ‫األسماء‪ ،‬كما ال تنظر في الموقف السياسي للمترشحين‬ ‫لها‪ ،‬كما هي الحال في جوائز أخرى‪ .‬وإذا أخذت من تصريحات‬ ‫المسؤولين عن الجائزة فإن من كانوا ينافسونني عليها هم‬ ‫من كبار العلماء والمفكرين العرب‪ .‬‬ ‫كما أن كثيرين ممن حصلوا عليها من قبل يعدون من‬ ‫خيرة المفكرين والمثقفين والباحثين العرب‪ ،‬وانضمامي إلى‬ ‫هذه الكوكبة‪ ،‬يسعدني‪ ،‬من دون شك‪ .‬لكن األكثر واألعلى‬ ‫من كل هذا في نظري هي الطريقة التي تقبلت بها الساحة‬ ‫الثقافية المصرية نبأ فوزي‪ ،‬فالبعض اعتبرها جائزة لجيل‬ ‫بأكمله‪ ،‬وهناك من قال‪ :‬ذهبت الجائزة إلى من يستحقها‪،‬‬ ‫واألهم أن هناك شبابًا اتصلوا بي واعتبروا هذا األمر نافذة‬ ‫أمل على أنه ال تزال في العالم العربي أشياء إيجابية‪ ،‬وأن من‬ ‫يعمل في صمت‪ ،‬يجد من يقدره‪ .‬وهناك من اعتبرها إشارة‬ ‫جيدة إلى كل الباحثين والكتاب المستقلين‪ ،‬وقد انعكس كل‬ ‫هذا في التغطية اإلعالمية لهذا الخبر‪ ،‬والتي هي األعلى في‬ ‫تاريخ الجائزة‪ ،‬حسب رصد “جوجل” حيث اهتمت به وسائل‬ ‫اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة‪ .‬ولذا وجدت مواطنين‬

‫‪17‬‬


‫عاديين يستوقفونني في الشارع ويقولون لي في فرح‪ :‬مبروك‬ ‫الجائزة‪ .‬ومن بينهم من كان يقول‪ :‬جائزة تحمل اسم الشيخ‬ ‫زايد المحبوب من كل العرب هي شيء رائع‪.‬‬ ‫ويؤكد الدكتور عمار علي حسن أن جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫واحدة من الجوائز القليلة التي تتمتع بهذه المزية‪ ،‬فهناك مث ًال‬ ‫جائزة نجيب محفوظ‪ ،‬وجائزة العويس‪ ،‬تتسمان بنزاهة ملموسة‪،‬‬ ‫وأمثال هذه الجوائز الثالث قليل في حياتنا الثقافية للعرب‪.‬‬

‫قيس صدقي‪:‬‬ ‫عمار علي حسن ‪ :‬الجائزة ال تنظر‬ ‫إلى األسماء‪ ،‬كما ال تنظر في الموقف‬ ‫السياسي للمترشحين لها‬

‫إبراهيم الكوني ‪:‬‬

‫جورج زيناتي‪ :‬ستثبت األيام والدورات‬ ‫المقبلة للجائزة أن القائمين عليها‬ ‫ومؤسسيها قد قدموا خدمة ودعماً‬ ‫للثقافة العربية أكبر من أن توصف‬

‫جمال الغيطاني ‪ :‬الحكمة التي تجسدت‬ ‫في شخص الشيخ زايد الذي وجه الثروة‬ ‫الى صناعة مستقبل مبني على العلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬قد تمثلت كذلك في الجائزة‬

‫‪18‬‬

‫محمد بن عيسى‪ :‬استثناء من سياق الجوائز العربية‬ ‫وتقوم على تقاليد أصيلة وقواعد موضوعية‬ ‫محمد بن عيسى‪ ،‬وزير الخارجية والتعاون السابق في‬ ‫المملكة المغربية ‪ ،‬األمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة‬ ‫والحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع شخصية العام‬ ‫الثقافية ‪ ،2008‬يقول إن مؤسس دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايـد بن سـلـطان آل‬ ‫نهــيان‪ ،‬كــان قـارئاً جــيداً ومــستوعباً ‪ ‬لفــصـول التـاريـخ العربي‪.‬‬ ‫استلهم منه الفكرة الوحدوية‪ ،‬الناضجة والممكنة ونفذها على‬ ‫أرض الواقع في اللحظة المناسبة‪ ،‬بحكمته وحنكته المتأصلة‬ ‫فيه وكذلك تعلقه بخصوصيات ومقومات بالده‪ ،‬كما هي وليس‬ ‫كما توهمها البعض ويضيف‪ :‬ولعل السر في نجاح الجائزة التي‬ ‫تحمل اسمه هو في أنها استمدت مقومات وجودها من تلك‬ ‫الروح العظيمة‪ ،‬فجاءت ماضية في الطريق الذي رسمه الشيخ‬ ‫زايد رحمه اهلل‪ ،‬ويصف بن عيسى جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫بأنها استثناء من سياق الجوائز العربية‪ ،‬ويضيف إن جائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب لها خصوصية تجعلها مميزة ألنها تمنح على‬ ‫عمل بعينه يتميز بالجدة والعمق والتأثير دون النظر إلى بريق‬ ‫األسماء وتاريخ المبدع‪ ،‬ما عدا فرع شخصية العام الثقافية التي‬ ‫تمنح إلى شخصيات أسهمت في االلتقاء بين ثقافتين وأثرت‬ ‫تأثيرا ملحوظا في الثقافة‪ ،‬وأعطت بإخالص وتفان ألهداف‬ ‫إنسانية ولخدمة الثقافة‪ ،‬وبشكل عام فإن الجائزة نجحت في‬ ‫التأسيس لحركة ثقافية جديدة أدت إلى تطوير صناعة الكتاب‪.‬‬ ‫الدكتور إياد حسين عبداهلل‪ :‬تضطلع بدور كبير في إبراز‬ ‫الدور الحضاري والتنويري للكتاب والمثقفين‬ ‫أما الدكتور إياد حسين عبداهلل‪ ،‬الحاصل على جائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب ‪ -‬الفنون ‪ 2010 -‬فيرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫عبّرت عن مصداقية كبيرة‪ ،‬مشيراً إلى أنها ‪ -‬بقيمتها المادية‬ ‫والمعنوية العالية‪ -‬تعتبر إضافة نوعية للجوائز العربية والعالمية‬ ‫في هذا السياق‪ .‬ويضيف عبداهلل ‪« :‬تكمن أهمية جائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب في كونها تحمل اسم مؤسس دولة اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب اهلل‬ ‫ثراه»‪ .‬وهي شخصية عالمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى‪،‬‬ ‫أولى قطاع التعليم والثقافة الرعاية واالهتمام ووفر له كل‬ ‫المتطلبات المادية والمعنوية‪ .‬وكذلك فإن جائزته – رحمه اهلل‪-‬‬ ‫تضطلع بدور كبير في إبراز الدور الحضاري والتنويري للكتاب‬ ‫والمثقفين‪.‬‬ ‫الدكتور ألبير حبيب مطلق‪ :‬جائزة تؤمن‬ ‫بالثقافة العربية الشاملة‬ ‫ويقول الدكتور البير حبيب مطلق‪ ،‬مترجم‪ -‬حاصل على‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الترجمة ‪ : 2010‬إن جائزة الشيخ‬

‫زايد للكتاب موجهة لكل المثقفين وهي تؤمن بالثقافة العربية‬ ‫الشاملة‪ ،‬بل ال تعرف حدودا جغرافية ما دامت العربية هي‬ ‫األم التي نهلنا مما لديها من عبقرية وإبداع‪ ،‬ونحن أبناؤها من‬ ‫المحيط إلى الخليج‪ .‬ومن هذا الفضاء الواسع انطلقت الجائزة‬ ‫وانتقلت إلى العالمية‪ ،‬ويشير مطلق إلى المكانة الرفيعة التي‬ ‫وصلت إليها الجائزة خالل سنواتها القصيرة‪ ،‬مضيفاً‪ :‬اليوم تعتز‬ ‫الجائزة بهذه الكوكبة من الفائزين الذين تقدمهم وأعمالهم إلى‬ ‫الساحة الثقافية العالمية‪ ،‬سفراء الكلمة والقلم الذين يحملون‬ ‫في ثنايا فوزهم بالجائزة أم ًال ألمتنا بتجدد الثقافة العربية وتأكيداً‬ ‫لحلمنا بإحياء اإلرث العريق لمنطقتنا العربية‪ ،‬وهو حلم يتشارك‬ ‫فيه كل مبدع ومثقف وكل عربي أصيل‪ ،‬هذا الحلم تحققه لنا‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‪.‬‬ ‫الدكتور محمد علي أحمد‪ :‬منارة تسلط الضوء على‬ ‫شخصيات تحتاج االكتشاف والدعم في‬ ‫المشهد الثقافي العربي‬ ‫الدكتور محمد علي أحمد الحاصل على جائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب‪ ،‬فرع أدب الطفل في دورتها األولى يرى أن جائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب التي تحمل اسم فقيد األمة الشيخ زايد‬ ‫رحمه اهلل هي بمثابة «نوبل العرب»‪ ،‬ويضيف‪ :‬ليس فقط‬ ‫لقيمتها المادية بل لما تمثله من قيمة معنوية ترفد حياة‬ ‫اإلبداع في العالم العربي ببحر من العطاء‪ ،‬ورغم أن أي كاتب‬ ‫يسعد بالتكريم من القارئ وأي مؤسسة ثقافية مهتمة‪ ،‬لكن‬ ‫السعادة تكون أكبر حين يأتيه التكريم من جائزة تعتبر وسام‬ ‫شرف يحمله أي مبدع‪ ،‬خصوصاً وأن المنافسة في هذه الجائزة‬ ‫تكون بين مئات المبدعين من العالم العربي والعالم‪ ،‬وهي في‬ ‫شقها المادي أيضاً تشجيع ال يوزايه تشجيع لألدباء والمثقفين‬ ‫العرب في مجال تحريك الثقافة العربية التي تعاني ركوداً في‬ ‫السنوات الماضية‪ .‬ويضيف الدكتور محمد علي أحمد‪ :‬أعتقد‬ ‫أن هذه الجائزة ستكون مناراً يسلط الضوء على شخصيات‬ ‫تحتاج االكتشاف والدعم في المشهد الثقافي العربي‪ ،‬وأرى أن‬ ‫اقتران هذه الجائزة الكبرى باسم «الشيخ زايد» يصور حقيقة‬ ‫مقولة أن خلود الشخصيات المعطاءة في حياتها يبقى مستمراً‬ ‫حتى بعد رحيل الجسد‪ ،‬وهو ما تؤكده هذه الجائزة التي تقول‬ ‫أن «زايد» هو «زايد الخير‪ ..‬ح ّياً وميتاً»‪.‬‬ ‫جورج زيناتي‪ :‬الجائزة هي المشروع الثقافي األكبر‬ ‫أما الكاتب والمترجم اللبناني جورج زيناتي الحاصل على‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬فرع الترجمة‪ ،‬فيعبّر من جانبه عن‬ ‫سعادته البالغة لنيل هذا اللقب المشرف‪ ،‬ويقول‪ :‬إن هذه‬ ‫الجائزة بفروعها المتعددة والشاملة تعتبر بحق «المشروع‬ ‫الثقافي األكبر» في الثقافة العربية منذ قرون طويلة‪ ،‬وهي‬ ‫الخطوة الحقيقية ‪-‬وأتحدث عن فرع الترجمة ـ لمد الجسور‬ ‫والتواصل الحضاري بين الثقافة العربية والثقافات األخرى‬ ‫في هذا الزمن الذي تتصاعد فيه صيحات الصدام والتنافر بين‬ ‫الشعوب واالثنيات المختلفة‪ ،‬وبهذا الصدد أعتقد أن اسم‬ ‫«زايد» الذي اقترن بالجائزة يؤكد على إنسانية وقيمة هذا‬ ‫االسم حتى بعد رحيله الجسدي عن العالم‪ ،‬فهو حكيم العرب‬ ‫وأحد أشهر عقالئهم في التاريخ المعاصر‪ ،‬وما أحوجنا اليوم‬ ‫إلى صوت وحكمة كحكمته‪.‬‬


‫ويضيف زيناتي‪ :‬أما بخصوص آلية وفروع الجائزة؛ فهي‬ ‫ميزة أخرى تضاف إليها وهي ال تتوفر في الجوائز األخرى‬ ‫في المجال الثقافي‪ ،‬حيث شملت فروعاً غاية في األهمية‬ ‫الفاعلة لتطوير الحياة الثقافية العربية‪ ،‬وهي من ناحيتها‬ ‫تواز مع الناحية المادية التي تستطيع أن تقول‬ ‫المعنوية في ٍ‬ ‫إن للمثقف العربي سنداً وأساساً يتعامل بواقعية مع الحياة‪،‬‬ ‫وهي حافز للمبدع العربي للنهوض من الركود النتاجي الذي‬ ‫أصاب الكثير من المبدعين العرب نتيجة االحباطات المتواصلة‪،‬‬ ‫وستثبت األيام والدورات المقبلة للجائزة أن القائمين عليها‬ ‫ومؤسسيها قد قدموا خدمة ودعماً للثقافة العربية أكبر من‬ ‫أن توصف‪.‬‬ ‫محمود زين العابدين‪ :‬أنجح الجوائز في شموليتها‬ ‫ومخاطبتها أطياف الثقافة العربية والعالمية‬ ‫من جانبه يرى محمود زين العابدين وهو أحد الفائزين‬ ‫بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المؤلف الشاب في دورتها‬ ‫األولى أن ضخامة عدد المشاركين في جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫تجعلها مصفاة حقيقية للقيمة‪ ،‬وهو ما يعزز أهميتها‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫لقد كان خبر فوزي بها مفاجأة كبيرة وسعدت جداً وبالطبع‬ ‫يبحث المرء منا في كثير من األحيان عن كلمة شكر أو تقدير‪،‬‬ ‫فما بالكم بأن يكرم ويحصل على جائزة تحمل اسم الشيخ‬ ‫زايد طيب اهلل ثراه‪ .‬فهذا شرف كبير بالنسبة إلي‪ ،‬ووسام‬ ‫سأضعه على صدري أينما رحت وذهبت‪ ،‬وستشكل هذه‬ ‫الجائزة حافزاً كبيراً لي لبذل وتقديم المزيد من الجهد واألعمال‬ ‫للمساهمة في خدمة تراثنا وتاريخنا العريق‪ ،‬كما يمنحني‬ ‫شعور بالمسؤولية تجاه ما أقوم به من دراسات وبحوث‬ ‫وأعمال‪ ،‬ولمتابعة طريقي في البحث العلمي‪ ،‬وبالطبع تشكل‬ ‫الجوائز حافزاً مهماً ورئيساً في دفع المؤلفين إلى تقديم المزيد‬

‫من الدراسات والكتب التي تحتاجها مكتبتنا العربية‪ ،‬وجائزة من‬ ‫هذا النوع أشرقت في ظروف حالكة وصعبة لما يواجه الكتاب‬ ‫العربي من صعوبة‪ ،‬وخاصة بسبب االبتعاد عن القراءة‪ ،‬وينسب‬ ‫البعض هذا البعد إلى االنشغال بتأمين لقمة العيش‪ .‬ويضيف‬ ‫زين العابدين‪ :‬وما يؤكد أهمية ونجاح هذه الجائزة وفرادتها‬ ‫وسط جميع الجوائز العربية هو شمولها على تسعة مجاالت‬ ‫ثقافية‪ ،‬وهي بهذا تخاطب الكثير من المستويات والتخصصات‬ ‫العلمية واألدبية‪ ،‬ولهذا أجدها من أنجح الجوائز في شموليتها‪،‬‬ ‫أيضاً ومما الشك فيه بأن قيمة المكافأة المالية تشكل دعماً‬ ‫كبيراً وحافزاً للفائز‪ ،‬ولمن يتطلع للفوز بهذه الجائزة في دورات‬ ‫قادمة‪ ،‬لتصبح أحد أهم الجوائز المهمة في العالم العربي‪ ،‬وأهم‬ ‫حدث ثقافي تشهده الساحة العربية‪ ،‬بل وستشكل سبباً‬ ‫لدفع المؤلفين إلى تقديم المزيد من البحوث والدراسات‪ ،‬كما‬ ‫وتساهم هذه الجائزة في تشجيع القدرات والمؤهالت ورعاية‬ ‫الكفاءات‪ ،‬والشبابية منها بشكل خاص‪.‬‬ ‫ويضيف زين العابدين‪ :‬إن تنوع فروع الجائزة ومرونة شروط‬ ‫االنتساب إليها‪ ،‬ساهم في ترشيح الكثيرين من المؤلفين‪،‬‬ ‫فلم تقتصر على اإلمارات العربية المتحدة فحسب‪ ،‬أو على دول‬ ‫الخليج‪ ،‬بل شملت العالم العربي‪ ،‬لتمثل أنموذجاً لوحدة الصف‬ ‫العربي‪ ،‬وتجسيد حي للوحدة العربية‪ ،‬فالثقافة خير رابط بين‬ ‫الشعوب بأكملها‪ ،‬لتصهر جميع الحدود الجغرافية والحواجز‬ ‫واألسالك الشائكة التي تمزق نسيج مجتمعنا العربي‪ ،‬وما‬ ‫أحوجنا في هذه المرحلة إلى المزيد من الترابط الفكري‪ ،‬ألننا‬ ‫أحفاد علماء وأدباء أفنوا أعمارهم في البحث والتأليف والمطالعة‪،‬‬ ‫وبهذا سيستعيد الكتاب العربي‪ ،‬والمؤلف والباحث مجد أجداده‬ ‫من خالل هذه الجائزة‪ ،‬بعيداً عما أصابنا في السابق من‬ ‫إحباطات وتشاؤم‪.‬‬

‫المستعرب الصينى تشونج جى كون‪ :‬لبجائزة تكريم‬ ‫لجميع المستعربين الصينيين‬ ‫المستعرب الصينى تشونج جى كون‪ ،‬الحاصل على جائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب كشخصية العام الثقافية في الدورة‬ ‫الخامسة يعتبر حصوله على جائزة الشيخ زايد للكتاب تكريماً‬ ‫لجميع المستعربين الصينيين‪ ،‬ويضيف‪ :‬سوف يشكل هذا‬ ‫التكريم دفعا قويا للجهود الثقافية بما يخدم العرب والصينيين‬ ‫عموما‪ ،‬مشيراً إلى أن األمتين العربية والصينية تلعبان دوراً‬ ‫كبيراً فى عالم اليوم‪ ،‬ولذلك فإن من واجبنا نحن المستعربين‬ ‫أن نعرّ ف الشعب الصينى بالحضارة العربية اإلسالمية خاصة‬ ‫إنتاجها األدبى‪.‬‬ ‫الروائي جمال الغيطاني‪ :‬األهم في الجائزة أنها تبحث عن‬ ‫األدب الجاد الذي ال يغازل الحواس والمشاعر‬ ‫الروائي جمال الغيطاني‪ ،‬الحاصل على جائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب في فرع اآلداب‪ ،‬الدورة الثالثة يقول‪ :‬كلما تعددت‬ ‫الجوائز بالعالم العربي كلما كان أفضل للكتاب‪ .‬ولكن األهم‬ ‫هو الترسيخ‪ ..‬ويضيف ‪ :‬األهم في جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫أنها تبحث عن األدب الجاد الذي ال يغازل الحواس والمشاعر‪،‬‬ ‫وأنها ال تتعامل مع األدب بمنطق «البيع » واإلنتشار كما يفعل‬ ‫البعض وإنما تنظر إلى األدب بقيمته وتاثيره ومضمونه وهذا‬ ‫بح ّد ذاته انتصار لألدب العميق والمجدد والرائد في مجاله‪.‬‬ ‫ويضيف‪ :‬أرى أن الحكمة التي تجسدت في شخص الشيخ‬ ‫زايد الذي وجه الثروة الى صناعة مستقبل مبني على العلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬قد تمثلت كذلك في الجائزة التي تحمل اسمه‬ ‫وتحمل الخير إلى العرب كلهم وإلى كافة أطياف اإلنسانية‪،‬‬ ‫فهي بال شك أحد المشاريع الكبرى في هذا العصر‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫قرر مجلس أمناء جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للكتاب بناء عن توصية الهيئة العلمية في جلسته المنعقدة‬ ‫في السابع من شهر مارس إطالق فرع جديد يضاف إلى فروع الجائزة‪ ،‬ودمج فرعين في فرع‬ ‫واحد‪ ،‬وإعادة تسمية وتوصيف فرعين آخرين‪ ،‬وشمول األطروحات الجامعية المنشورة في‬ ‫ُّ‬ ‫بالترشح ضمن أحد فروع الجائزة‪ ،‬فض ًال عن تقديم دعم لناشري الكتب الفائزة‪.‬‬ ‫كتب‬ ‫وكان معالي َّ‬ ‫الشيخ سلطان بن طحنون رئيس مجلس أمناء الجائزة‪ ،‬قد وجَّ ه أعضاء‬ ‫مجلس األمناء‪ ،‬والهيئة العلمية‪ ،‬في وقت سابق من هذا العام‪ ،‬بضرورة تجديد وتطوير بعض‬ ‫الفروع بما يتناسب ومستوى التطورات المعرفية والفكرية والثقافية والجمالية في العالم بحيث‬ ‫تستوعب فروع الجائزة كل التطورات الممكنة‪ ،‬وأوصى كذلك بالبحث عن الطرق الكفيلة لدعم‬ ‫الناشرين ابتداء من الدورة القادمة‪ ،‬الدورة السابعة ‪.2013 /2012‬‬ ‫َّ‬ ‫وأكد الدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة أن الجائزة توصَّ لت إلى ضرورة اإلبقاء على‬ ‫فروعها التسعة من حيث العدد بدمج فرعين هما‪ :‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للنشر والتوزيع‪ ،‬وجائزة‬ ‫الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي في فرع جديد هو‪« :‬جائزة َّ‬ ‫َّ‬ ‫الشيخ زايد للنشر‬ ‫والتقنيات الثقافية»‪ ،‬والذي «يُمنح لدور النشر والتوزيع الورقية‪ ،‬ولمشاريع النشر والتوزيع‬ ‫واإلنتاج الثقافي؛ الرقمية‪ ،‬والبصرية‪ ،‬والسمعية‪ ،‬سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم‬ ‫لمؤسسات»‪.‬‬ ‫وقال بن تميم‪« :‬إن مسمى وتوصيف جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للفنون قد أجري عليهما بعض‬

‫التعديل ليصبح المسمى‪« :‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للفنون والدراسات ال َّنقدية»‪ ،‬ويشمل «دراسات‬ ‫ال َّنقد التشكيلي‪ ،‬والسينمائي‪ ،‬وال َّنقد الموسيقي‪ ،‬وال َّنقد المسرحي‪ ،‬ودراسات فنون الصورة‪،‬‬ ‫والعمارة‪ ،‬والخط العربي‪ ،‬والنحت‪ ،‬واآلثار التاريخية‪ ،‬والفنون َّ‬ ‫الشعبية أو الفلكلورية‪ ،‬ودراسات‬ ‫السردي‪ ،‬وال َّنقد ِّ‬ ‫الشعري‪ ،‬وتاريخ األدب ونظرياته»‪ .‬بينما احتفظ فرع اآلداب بمسماه‬ ‫ال َّنقد َّ‬ ‫الحالي مع تغيير في توصيفه ليشمل‪« :‬المؤلَّفات اإلبداعية في مجاالت ِّ‬ ‫الشعر‪ ،‬والمسرح‪،‬‬ ‫والرواية‪ ،‬والقصَّ ة القصيرة‪ ،‬والسيرة الذاتية‪ ،‬وأدب الرحالت‪ ،‬وغيرها من الفنون األدبية»‪.‬‬ ‫وأضاف بن تميم‪« :‬لقد حمل الفرع الجديد مسمى «جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للثقافة العربية في‬ ‫اللغات األخرى»‪ ،‬ويشمل على «جميع المؤلَّفات الصادرة باللغات األخرى عن الحضارة العربية‬ ‫وثقافتها بما فيها العلوم اإلنسانية‪ ،‬والفنون‪ ،‬واآلداب بمختلف حقولها ومراحل تطوُّرها عبر‬ ‫التاريخ»‪ ،‬والحقاً سيتم تحديد اللغات التي يمكن أن تتلقى الجائزة ترشيحاتها‪ .‬أما الناشر الذي‬ ‫يحصل أحد الكتب الصادرة عن دار نشره جائزة بأحد الفروع فقد قرر مجلس األمناء شراء‬ ‫‪ 1000‬نسخة من الكتاب دعماً للناشرين ولحركة النشر‪ ،‬وتقديم «شهادة تقديرية» له‪ .‬وإلى‬ ‫جانب ذلك قرر مجلس أمناء الجائزة استقبال ترشيح األطروحات العلمية الجامعية للماجستير‬ ‫والدكتوراه المنشورة في كتب ضمن فرع الجائزة المؤلِّف الشاب‪ ،‬والذي تمَّ استحداث توصيفه‬ ‫ليشمل‪« :‬المؤلَّفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية‪ ،‬والفنون‪ ،‬واآلداب‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫األطروحات العلمية (المنشورة في كتب) على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً»‪.‬‬

‫فروع الجائزة‬ ‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة‬ ‫َّ‬ ‫وتشمل المؤلفات العلمية في مجاالت االقتصاد‪ ،‬واالجتماع‪ ،‬والسياسة‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬والقانون‪،‬‬ ‫والفكر الديني‪ ،‬من منظور التنمية وبناء الدولة‪ ،‬وتحقيق التقدُّم واالزدهار‪ ،‬سواء كان ذلك في‬ ‫اإلطار النظري أو بالتطبيق على تجارب محدَّدة‪.‬‬

‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للترجمة‬ ‫َّ‬ ‫وتشمل المؤلفات المترجمة مباشرة عن لغاتها األصلية من اللغة العربية وإليها‪ ،‬بشرط‬ ‫التزامها بأمانة النقل‪ ،‬ود َّقة اللغة‪ ،‬والجودة الفنية‪ ،‬وأن تضيف جديداً للمعرفة اإلنسانية‪،‬‬ ‫وللتواصل الثقافي‪.‬‬

‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد ألدب الطفل والناشئة‬ ‫وتشمل المؤلَّفات األدبية‪ ،‬والعلمية‪ ،‬والثقافية المخصَّ صة لألطفال والناشئة في مراحلهم‬ ‫العمرية المختلفة؛ سواء كانت إبداعاً تخييلياً أم تبسيطاً للحقائق التاريخية والعلمية في إطار‬ ‫فني جذاب ُينمِّ ي حب المعرفة والحس الجمالي معاً‪.‬‬

‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد لآلداب‬ ‫وتشمل المؤلَّفات اإلبداعية في مجاالت ِّ‬ ‫الشعر‪ ،‬والمسرح‪ ،‬والرواية‪ ،‬والقصَّ ة القصيرة‪،‬‬ ‫والسيرة الذاتية‪ ،‬وأدب الرحالت‪ ،‬وغيرها من الفنون‪.‬‬

‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب‬ ‫َّ‬ ‫وتشمل المؤلفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية‪ ،‬والفنون‪ ،‬واآلداب‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫األطروحات العلمية (المنشورة في كتب) على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للفنون والدراسات ال َّنقدية‬ ‫وتشمل دراسات ال َّنقد التشكيلي‪ ،‬وال َّنقد السينمائي‪ ،‬وال َّنقد الموسيقي‪ ،‬وال َّنقد المسرحي‪،‬‬ ‫ودراسات فنون الصورة‪ ،‬والعمارة‪ ،‬والخط العربي‪ ،‬والنحت‪ ،‬واآلثار التاريخية‪ ،‬والفنون َّ‬ ‫الشعبية‬ ‫السردي‪ ،‬وال َّنقد ِّ‬ ‫الشعري‪ ،‬وتاريخ األدب ونظرياته‪.‬‬ ‫أو الفلكلورية‪ ،‬ودراسات ال َّنقد َّ‬


‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات األخرى‬ ‫َّ‬ ‫وتشمل جميع المؤلفات الصادرة باللغات األخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما‬ ‫فيها العلوم اإلنسانية‪ ،‬والفنون‪ ،‬واآلداب بمختلف حقولها ومراحل تطوُّرها عبر‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية‬ ‫وتمنح لدور النشر والتوزيع الورقية‪ ،‬ولمشاريع النشر والتوزيع واإلنتاج الثقافي؛‬ ‫الرقمية‪ ،‬والبصرية‪ ،‬والسمعية‪ ،‬سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم‬ ‫لمؤسسات‪.‬‬ ‫• جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية‬ ‫ُ‬ ‫وتمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة‪ ،‬وعلى المستوى العربي أو الدولي‪ ،‬بما‬ ‫تتجسد‬ ‫تتميز به من إسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعاً أو فكراً‪ ،‬على أن‬ ‫َّ‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫في أعمالها أو نشاطاتها قيم األصالة‪ ،‬والتسامح‪ ،‬والتعايش ِّ‬

‫‪21‬‬


‫أجرى الحوار‪ :‬محمد المبارك‬

‫الجائزة تعبر عن فكرة‬ ‫بناء اإلنسان‪ ،‬التي آمن‬ ‫بها المغفور له الشيخ‬ ‫زايد وطبقها بعبقرية‬

‫ست سنوات وجائزة الشيخ زايد للكتاب تحتفي باإلنجاز‬ ‫الثقافي والفكري العربي على وجه خاص‪ ،‬والنتاج العالمي على وجه‬ ‫عام‪ ،‬ست سنوات والجائزة تنطلق من كون المعرفة هي حجر‬ ‫الزواية في النهوض باألمم‪ ،‬وأن الحضارات تقاس بإرثها الفكري‬ ‫وبتقديرها للعلماء والمفكرين والمبدعين في كافة المجاالت التي‬ ‫تشكل أسس التقدم‪ .‬ست سنوات مرت والجائزة تكرم وتقدر‬ ‫اإلبداع‪ ،‬وتسعى إلى التشجيع على العمل الثقافي واإلبداعي وفق‬ ‫تقنيات ومقاربات حديثة للتأليف والنشر والترجمة والتوزيع‪.‬‬ ‫يقول الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب‪ :‬تمثل الجائزة وجها إبداعيا حيويا منبثقا من العمق الثقافي‬ ‫لمدينة أبوظبي‪ ،‬هذه المدينة اآلسرة النابضة بالطموح واألمل‪،‬‬ ‫وهي تعيش زهو الثقافة والمعرفة في أبهى صورها‪ ،‬مدينة تتقدم‬ ‫ركب الثقافة في العالم العربي‪ ،‬عاصمة يشد المثقفون والمفكرون‬ ‫والفنانون والمبدعون إليها الرحال‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫هكذا هي أبوظبي ‪ -‬والحديث للدكتور علي بن تميم‪ -‬مدينة‬ ‫أشرقت فيها شمس الثقافة‪ ،‬ومزجت في تطورها المعاصرة‬ ‫باألصالة‪ ،‬وانفتحت لذلك على الفضاء الكوني في أسمى قيمه النبيلة‬ ‫المتمثلة في التسامح والتعايش والمحبة والتفاعل الحضاري‪ ،‬ونبذ‬ ‫الفرقة والكراهية ولغة الرفض والقطيعة‪ ،‬معتمدة في ذلك كله‬ ‫على إرث ثقافي عريق شيده المغفور له بإذن اهلل تعالى الراحل‬ ‫الكبير وأب األمة اإلماراتية الخالد في القلوب الشيخ زايد بن‬ ‫سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه‪.‬‬ ‫ويرى بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب في جوهرها‬ ‫تكريم للكتاب‪ ،‬وفي وجهها األكثر إشراقا احتفاء بصاحب الذكر‬ ‫الطيب لتكون اسما على مسمى‪.‬‬ ‫سألنا الدكتور علي بن تميم السؤال‪ :‬لماذا الجائزة ؟ فجاء‬ ‫جوابه‪ :‬إن الجائزة تتكئ على تراث أصيل لرجل عظيم هو مصدر‬ ‫الفخر واالعتزاز وسادن البشرى واألمنيات‪ ،‬جذور فكره ضاربة‬ ‫في األرض بتشجيعه على العلم ومحبته للمعرفة‪ ،‬والجائزة تعبر‬


‫عن فكرة عميقة آمن بها المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن‬ ‫سلطان طيب اهلل ثراه وكرس لها حياته وهي أن التنمية الحقيقية‬ ‫تتمثل في بناء اإلنسان واستثمار العقول وتكريم المبدعين‪ ،‬وأن‬ ‫اإلبداع قضية جوهرية تمس كافة جوانب الحياة‪ ،‬وأن المقياس‬ ‫الحقيقي للحضارة هو اإلنسان في إبداعه وفكره األكثر رسوخاً‬ ‫وتأثيراً وخلوداً‪ ،‬وتبرز قيم الحضارة بذلك في اآلداب والفنون‬ ‫والعلوم التي تشكل منظومة الوعي الجمعي لألمة وحضارتها‪.‬‬ ‫ويضيف بن تميم قائال‪ :‬إن الجائزة في أهدافها األخرى أيضا‬ ‫تكريم وتعظيم للكتاب وللغة العربية وللمبدع العربي‪ ،‬ولكل من‬ ‫آمن بدور الكتاب الذي قدم للعالم أرقى الحضارات وأبهاها‪ ،‬وفي‬ ‫ذلك إحياء واستعادة للتاريخ الحضاري والمعرفي والعلمي‪ ،‬وإحياء‬ ‫للعصور الذهبية التي كانت مصدرا للتنوير وإطالق الطاقات الخالقة ‪.‬‬ ‫وعندما سألنا بن تميم عن الجديد في آليات عمل الجائزة بعد‬ ‫مرور ست سنوات أجاب‪ :‬اعتمدت الجائزة آليات جديدة ومضت‬ ‫في التحديث سعيا إلى االرتقاء بمقاييس اإلبداع والبحث العلمي‬

‫وإطالق القدرات الموضوعية في تطوير حركة النشر وتسخير‬ ‫كافة التقنيات التي من شأنها النهوض بعالم التأليف وصناعة‬ ‫الكتاب‪ ،‬مضيفا‪ :‬بعد مرور ست سنوات على انطالقها‪ ،‬جاءت‬ ‫الجائزة في دورتها السادسة‪ ،‬لتعلن عن القائمة الطويلة والقصيرة‬ ‫وصوال إلى اإلعالن عن الفائزين في دورتها السادسة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى استحداث آليات جديدة بهدف نقل الجائزة إلى فضاء يتأسس‬ ‫على بعدين‪ ،‬وهما البعد العربي والعالمي‪ .‬وأزاح مجلس األمناء‬ ‫مؤخرا الستار عن جملة من التطويرات التي بنيت على دراسة‬ ‫دقيقة من أجل الوصول إلى مسميات وتوصيفات للفروع تتميز‬ ‫بالوضوح والعلمية دون اإلخالل باألهداف التي تسعى إلى نقل‬ ‫النتاج العربي الرصين إلى الضفة المقابلة‪ ،‬جاسرة بذلك الهوة‪،‬‬ ‫ومقوضة وهدة االنعزال خاصة وأن الجائزة تمتلك كافة اإلمكانات‬ ‫اإلبداعية التي تجعلها قادرة على التأثير ومواكبة النمو والتناغم‬ ‫والتفاعل مع النتاج اإلنساني باللغات األخرى‪.‬‬

‫شحذ الطموحات الخالقة‬

‫وعن الطموحات واآلمال للمرحلة القادمة قال بن تميم‪ :‬إن‬ ‫شحذ‬ ‫عملية التحديث تنبثق من رؤية عملية تقوم بصيرتها على ْ‬ ‫الطموحات الخالقة‪ ،‬وتأسيس معايير وشروط علمية من أجل‬ ‫الوصول إلى اختيارات أكثر موضوعية‪ ،‬وتساعد على اختيار الكتب‬ ‫االكثر استحقاقا وتمثيال لإلبداع‪ ،‬وهذا يتطلب تعزيز التقاليد العلمية‬ ‫للجائزة وتطويرها في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫وعن هذه التقاليد قال بن تميم ‪ :‬تكتسب الجوائز وجودها عن‬ ‫طريق تأسيس تقاليد ثقافية‪ ،‬وتحتاج هذه التقاليد بعد مرور مدة‬ ‫زمنية محددة إلى إعادة القراءة من جديد‪ ،‬وهذا األمر ضروري‪،‬‬ ‫ولواله لوقعنا في ما يعرف بالجمود الذي يأتي على النقيض من‬ ‫اإلبداع‪ ،‬وبقدر ما تجدد في التقاليد فإنك بحاجة من جهة أخرى‬ ‫إلى أن تعيد تقديم االجراءات الجديدة‪ ،‬والتعريف بها حتى تصبح‬ ‫واضحة في المشهد الثقافي واإلبداعي والمعرفي‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫يشكل تحدياً أمام كل الجوائز العالمية‪ ،‬ولذا فالجائزة اعتمدت في‬ ‫تطوير نفسها على إجراءات وخطط مدروسة تراعي خصوصية‬ ‫الثقافة التي تتسم بالنمو ال القفز العشوائي في الهواء‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫‪23‬‬


‫األساس فإن التطوير الذي صاحب جائزة الشيخ زايد للكتاب هذه‬ ‫السنة هو تطوير طال آليات عمل الجائزة‪ ،‬وطال إعادة توصيف‬ ‫الفروع وبعض مسمياتها‪.‬‬ ‫كما يضيف الدكتور علي بن تميم‪ :‬هذا التغيير في اآلليات يظهر‬ ‫في زيادة اإلجراءات األولية في معايير التقييم التي تبدأ مع لجان‬ ‫القراءة والفرز ثم لجان التحكيم وآليات عمل الهيئة العلمية‪ ،‬وحددت‬ ‫المعايير الجديدة أطر العالقة بين لجان القراءة والفرز ولجان‬ ‫التحكيم والهيئة العلمية ومجلس األمناء وفق ضوابط موضوعية‬ ‫دقيقة تسعى للوصول إلى قرارات منصفة‪ .‬كما أن التطوير في‬ ‫الجائزة كان يتطلع إلى االحتفاء بالثقافة العربية في سياق الثقافة‬ ‫العالمية‪ ،‬وهذا الجمع بين الثقافتين ينطلق من االعتراف بمبدأ التأثر‬ ‫والتأثير الذي تقوم عليه المعارف االنسانية‪ ،‬وهو مبدأ أصيل يعبر‬ ‫عن خصوصية الثقافة العربية في عصورها الذهبية‪.‬‬ ‫وحول تغيير مسميات فروع الجائزة وإعادة توصيفها‪ ،‬قال بن‬ ‫تميم‪ :‬إن الجائزة توصلت إلى ضرورة اإلبقاء على فروعها التسعة‬ ‫من حيث العدد بدمج فرعين هما‪ :‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للنشر‬ ‫والتوزيع‪ ،‬وجائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي في‬ ‫فرع جديد هو‪ :‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية‪ ،‬والذي‬ ‫يُمنح لدور النشر والتوزيع الورقية‪ ،‬ولمشاريع النشر والتوزيع‬ ‫واإلنتاج الثقافي‪ ،‬الرقمية‪ ،‬والبصرية‪ ،‬والسمعية‪ ،‬سواء أكانت‬ ‫ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم لمؤسسات‪.‬‬ ‫وأضاف بن تميم‪ :‬إن مسمى وتوصيف جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للفنون‬ ‫قد أجري عليهما بعض التعديل ليصبح المسمى‪ :‬جائزة الشيخ‬ ‫زايد للفنون والدراسات النقدية‪ ،‬ويشمل دراسات النقد التشكيلي‪،‬‬ ‫والنقد السينمائي‪ ،‬والنقد الموسيقي‪ ،‬والنقد المسرحي‪ ،‬ودراسات‬ ‫فنون الصورة‪ ،‬والعمارة‪ ،‬والخط العربي‪ ،‬والنحت‪ ،‬واآلثار التاريخية‪،‬‬ ‫والفنون الشعبية أو الفلكلورية‪ ،‬ودراسات النقد السردي‪ ،‬والنقد‬ ‫الشعري‪ ،‬وتاريخ األدب ونظرياته‪ .‬بينما احتفظ فرع اآلداب‬ ‫بمسماه الحالي مع تغيير في توصيفه ليشمل‪ :‬المؤلفات اإلبداعية‬ ‫في مجاالت الشعر‪ ،‬والمسرح‪ ،‬والرواية‪ ،‬والقصة القصيرة‪،‬‬ ‫والسيرة الذاتية‪ ،‬وأدب الرحالت‪ ،‬وغيرها من الفنون اإلبداعية ‪.‬‬

‫العربية في اللغات األخرى‬

‫وحول التسميات الجديدة قال بن تميم‪ :‬لقد حمل الفرع الجديد‬ ‫مسمى جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات األخرى‪،‬‬ ‫ويشمل على جميع المؤلفات الصادرة باللغات األخرى عن الحضارة‬ ‫العربية وثقافتها بما فيها العلوم اإلنسانية والفنون‪ ،‬واآلداب‬ ‫بمختلف حقولها ومراحل تطورها عبر التاريخ‪ ،‬والحقاً سيتم تحديد‬ ‫اللغات التي يمكن أن تتلقى الجائزة ترشيحاتها‪ .‬أما الكتاب الفائز‪،‬‬ ‫فإن الجائزة ستكرم مؤلفه كما هو معتمد في الجائزة عالوة على‬ ‫شراء ألف نسخة من الكتاب الفائز دعما للناشر ولحركة النشر‬ ‫في العالم العربي‪ ،‬وإلى جانب ذلك قرر مجلس أمناء الجائزة‬ ‫استقبال ترشيح األطروحات العلمية الجامعية للماجستير‬ ‫والدكتوراه المنشورة في كتب وفق المعايير المعتمدة في‬

‫الثقافية عظيمة فإن المغفور له شجع ودعا ووجه إلى تدوينها‬ ‫ألنها تعبر عن روح اإلنسان المحب للخير والعطاء‪.‬‬

‫حوار جديد مع اآلخر‬

‫الجائزة ضمن فرع جائزة المؤلف الشاب‪ ،‬والذي تم استحداث‬ ‫توصيفه ليشمل المؤلفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية‬ ‫والفنون واآلداب‪ ،‬باإلضافة إلى األطروحات العلمية (المنشورة في‬ ‫كتب) على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً ‪.‬‬

‫الجائزة ومقولة الشيخ زايد‬

‫وأكد بن تميم أن المتأمل لمقولة المغفور له بإذن اهلل الشيخ‬ ‫زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه‪ ،‬حول الكتاب «الكتاب‬ ‫هو وعاء العلم والحضارة‪ ،‬والثقافة والمعرفة‪ ،‬واآلداب‪ ،‬والفنون‪،‬‬ ‫وإن األمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها إنما تقاس بأصالتها‬ ‫الحضارية‪ ،‬والكتاب هو أساس هذه األصالة‪ ،‬والعامل الرئيس على‬ ‫تأكيدها» ‪ ..‬يدرك بأن هذا القول يحظى بمكانة كبيرة في سياق‬ ‫ثقافة دولة اإلمارات العربية المتحدة ألنه يصور الواقع الذي سعى‬ ‫المغفور له بأن يؤسس له‪ ،‬واقع ينهض باإلنسان أوال‪ ،‬فقد‬ ‫كان يدرك رحمه اهلل ببصيرة عالية بأن الحكمة والمعرفة واآلداب‬ ‫نابعة من المخزون الشفاهي‪ ،‬ولذلك فإن المقولة تعبر بشكل‬ ‫دقيق عن أهمية الثقافة الكتابية ودورها في المحافظة على حكمة‬ ‫األجداد ومعارفهم الشفاهية‪ ،‬والثقافة الكتابية ليست نقيضاً‬ ‫للثقافة الشفاهية‪ ،‬وهذا ما أكدته مقولة المغفور له عندما جعلت‬ ‫الكتاب بمثابة الوعاء الذي يحافظ على العلم والمعرفة‪ ،‬ويوصل‬ ‫األجداد باألحفاد ويمزج بحميمية بين األصالة والمعاصرة‪ ،‬ولذلك‬ ‫فالمعاصرة دون وعي واستيعاب لألصالة تصبح انقطاعا للتواصل‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وباإلمكان اإلشارة أخيرا إلى أن مقولة الشيخ زايد‬ ‫رحمه اهلل كانت المقياس الحقيقي الذي يعبر عن فروع الجائزة‪،‬‬ ‫تلك الفروع التي جعلت الكتاب موضع التقدير والتكريم‪ .‬فالجائزة‬ ‫بنت فروعها على مقولة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان‬ ‫آل نهيان‪ ،‬ومن المقولة استلهمت الجائزة فرع اآلداب والفنون‬ ‫والفروع األخرى‪.‬‬ ‫لقد احتفت مقولة المغفور له بالكتاب لكونه الوعاء الحاضن‬ ‫والخازن األبدي للمعرفة وتطورها ‪ ،‬ذلك ألن المعرفة إذا لم تدون‬ ‫فإن قيمتها مؤقتة لحظية وقابلة للضياع‪ ،‬أما الكتاب فإنه مستمر‬ ‫وينتقل من جيل إلى آخر‪ ،‬وبالتالي فالمقولة ألحت على أن األمم‬ ‫ال تقاس بثرواتها المادية وإنما بثرواتها الثقافية‪ ،‬وألن هذه الثروة‬

‫الدكتور علي بن تميم‬ ‫ •يشغل الدكتور علي بن تميم منصب األمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب منذ نوفمبر‪/‬‬ ‫تشرين الثاني ‪ ،2011‬وهو ناقد أدبي ‪ ،‬وأستاذ جامعي‪ ،‬أسهم في العديد من اإلنجازات‬ ‫في الساحة األكاديمية والثقافية بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫ •قاده شغفه بالثقافة العربية واألدب العربي إلى تأسيس «شبكة المرايا الثقافية»; إحدى‬ ‫أوائل الشبكات التي تحاول أن تقدم للقارئ العربي مكتبة رقمية عن األدب العربي‪ ،‬و‬ ‫«شبكة الذاكرة الثقافية»‪ .‬وفي خالل عمله األكاديمي‪ ،‬أسس تخصصا فرعياً ب « جامعة‬ ‫اإلمارات» بعنوان ‪« :‬المرأة والثقافة»‪.‬‬ ‫ •شغل الدكتور بن تميم العديد من المناصب والمهام ; حيث عمل رئيساً لـ «مجلس إدارة‬ ‫مركز جامع الشيخ زايد الكبير» خالل الفترة (‪ ،)2011-2008‬وكان عضواً محكماً في‬ ‫جوائز ثقافية عدة بدولة اإلمارات لعل أهمها «جائزة الدولة التقديرية»‪ ،‬و «مسابقة أمير‬ ‫‪24‬‬

‫يقول د‪ .‬علي بن تميم ‪ :‬انطلقت الجائزة في هذه السنة لتحلق‬ ‫بجناحين جناح الثقافة العربية وجناح الثقافة العالمية‪ ،‬ولعل المطلع‬ ‫على تاريخ الثقافة العربية ليدرك أنها مبنية على ثنائية التأثر والتأثير‪،‬‬ ‫وهذا سر تطورها‪ ،‬كما أنه مؤشر إلى القدرة الهائلة للثقافة‬ ‫العربية التي يحضر فيها اآلخر ناظراً ومنظوراً إليه‪ .‬أما العصور التي‬ ‫انحسر فيها النمو والتطور واإلنجاز‪ ،‬فإنها عصور تميزت بالقطيعة‬ ‫مع اآلخر‪ ،‬والثقافة اإلنسانية تشير في كثير من تجلياتها المميزة‬ ‫إلى لحظة الحوار الذي تعقده األمة مع األمم دون مواقف مسبقة‬ ‫ومخاوف غير مبررة‪ .‬وجائزة الشيخ زايد للكتاب في هذه السنة‬ ‫تسعى إلى إحياء العصور الثقافية الذهبية التي ازدهرت فيها‬ ‫المعرفة نتيجة حوار الذات مع اآلخر‪ .‬ومن المهم انطالقا من‬ ‫ذلك أن يتحقق حضور المنجزات العالمية إلى جانب المنجزات‬ ‫العربية من أجل التشجيع على التالقي وتعزيز فكرة االستلهام‬ ‫واالقتداء‪ ،‬فدار بريل على سبيل المثال تصور لنا الكيفية التي‬ ‫استلهم فيها اآلخر الثقافة العربية استناداً إلى األنظمة الثقافية‬ ‫الناظمة للتصورات األوروبية التي لم تنقطع عن الثقافة العربية وإنما‬ ‫تلق مستمر لها‪.‬‬ ‫ظلت في ٍ‬ ‫أما فوز مدينة باجو للكتاب فيتجلى فيها مثال بارز على الكيفية‬ ‫التي يمكن من خاللها استثمار التقنية في سبيل صناعة الكتاب‪،‬‬ ‫خاصة وأن التقنية عالمية ال يشكل نقلها صعوبة إذا ما توفرت‬ ‫الخبرات‪ ،‬ومن ثم فإن الثقافة العربية تستطيع أن تستثمر‬ ‫التقنيات الكورية من أجل صناعة جديدة للثقافة‪ .‬وأعتقد بأن تكريم‬ ‫الثقافة العربية البد أن ال ينقطع عن الثقافات األخرى تحقيقاً لفكرة‬ ‫التأثر والتأثير‪.‬‬

‫ما ترونه ليس إال بداية الغيث‬

‫لقد انطلقت الجائزة بتوجيه من صاحب السمو الشيخ خليفة‬ ‫بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه اهلل‪ ،‬ومتابعة من الفريق‬ ‫أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب‬ ‫القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬وال يمكن هنا إال أن نتذكر ما قاله‬ ‫سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه اهلل في الموسم‬ ‫األول‪( :‬إن ما ترونه ما هو إال بداية الغيث)‪ ،‬والبداية ال تعني االنطالق‬ ‫بدون إنجازات مسبقة‪ ،‬وإنما البداية هنا تلمح إلى اآلمال والتطلعات‬ ‫والسعي إلى مستقبل مشرق باستمرار ال يكتفي بالمنجز‬ ‫المتحقق فقط‪ ،‬وإنما يمضي قدماً في التجديد واإلضافة الخالقة‪،‬‬ ‫سعيا إلى استلهام تلك المنجزات من أجل بداية جديدة تقوم على‬ ‫تمكين اإلرث الحضاري الكبير الذي شيده الراحل المعفور له بإذن‬ ‫اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪.‬‬

‫الشعراء»‪ .‬وله مشاركات مختلفة في مؤتمرات نقدية محلياً وعالمياً‪.‬‬ ‫ •ومنذ أن عين أميناً عاماً لجائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬شهدت الجائزة تطورات في هيكلها‬ ‫‪ ،‬وفي نظام عملها‪ ،‬تمثلت بتبني الجائزة معايير إضافية لتقييم األعمال المرشحة‬ ‫والفائزة‪ ،‬بصحبة كوكبة من األعضاء في الهيئة العلمية للجائزة من خيرة المثقفين من‬ ‫كل أنحاء العالم‪ ،‬باإلضافة إلى تبني نظام اإلعالن عن القوائم الطويلة والقصيرة لفروع‬ ‫الجائزة المختلفة تمهيداً إلعالن الفائزين‪.‬‬ ‫ •إضافة إلى منصب «األمين العام»‪ ،‬يشغل بن تميم منصب مدير مشروع «كلمة ترجمة» ‪،‬‬ ‫التابع إلى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ‪ ،‬الذي تتمثل أهدافه في ترجمة أهم المؤلفات‬ ‫العالمية الكالسيكية والحيثة والمعاصرة من مختلف دول العالم إلى اللغة العربية‪.‬‬


25


‫ألنها جائزة الشيخ زايد للكتاب ‪..‬‬

‫عبد اهلل ماجد آل علي‬ ‫مدير جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للكتاب‬

‫‪26‬‬

‫منذ ‪ 12‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ 2006‬ارتبطت بجائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للكتاب التي بدأت مشروعاً ثقافياً إماراتياً جديداً‬ ‫ُ‬ ‫خضت بحماسة غمار البدايات‪ ،‬وكلما تأملت قرار إنشاء الجائزة الذي أعلن في وسائل اإلعالم‪ ،‬وجدته على درجة عالية‬ ‫من الثراء في الرؤية واألهداف‪ ،‬وفي عدد الفروع وشموله ألكثر العلوم والفنون واآلداب حيوية في عالم الثقافة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫شرعت مع زمالء وزميالت لي في العمل‪ ،‬وبدأنا نع ُّد العدَّة اإلدارية واللوجستية‪ ،‬واالتصال بمن يجب االتصال به‬ ‫لكي يدخل مشروع الجائزة حيز التنفيذ الفعلي قدر تعلُّق األمر بتسلُّم الترشيحات وصو ًال إلى لجان التقييم والتحكيم‬ ‫واجتماعات الهيئة العلمية فإعالن أسماء الفائزين بالجوائز في حفل مهيب‪.‬‬ ‫كان ذلك في الدورة األولى التي كانت دورة التأسيس‪ ،‬لكن الحال استم َّر في الدورات الالحقة حتى وصلنا إلى الدورة‬ ‫تترسخ مع‬ ‫الحالية وهي السادسة‪ .‬وبين الدورة األولى واألخيرة كان العمل يتقدَّم بوتيرة متصاعدة‪ ،‬والجائزة أخذت‬ ‫َّ‬ ‫مرور الوقت كمشروع ثقافي إماراتي عربي وعالمي‪.‬‬ ‫لقد وفر انفتاح الجائزة على العالم؛ اإلماراتي‪ ،‬والخليجي‪ ،‬والعربي‪ ،‬والعالمي فرص اللقاء بعشرات من ال ُّنخب المثقفة؛‬ ‫اإلماراتية‪ ،‬والخليجية‪ ،‬والعربية والعالمية‪ .‬وكان ذلك من أجمل ما تعرُّفت عليه في حياتي؛ فمن فيلسوف إلى روائي‪،‬‬ ‫ومن مترجم إلى شاعر‪ ،‬ومن ناقد إلى قائد مؤسسة ثقافية‪ ،‬كانوا جميعهم يلتقون في رحاب الجائزة‪ ،‬ويشاركون في‬ ‫نشاطاتها المتعدِّدة؛ المحلية‪ ،‬والعربية‪ ،‬والعالمية‪.‬‬ ‫وكانت كل تلك اللقاءات قد ازدادت ثراء عندما شرعنا بالنشاطات الثقافية المصاحبة للجائزة من أجل ترسيخها‬ ‫كمشروع ثقافي وليس مجرَّد جائزة ُتنمح لمشاركين فقط؛ ذلك أن ال َّنظر إليها بوصفها مشروعاً يعني توسيع دائرة‬ ‫اهتمامها الثقافي من خالل المشاركة في معارض الكتب التي ُتقام في عدد من عواصم العالم‪ ،‬وكذلك المشاركة في‬ ‫الندوات والمؤتمرات الثقافية العربية والعالمية ليس من أجل تسويقها إنما من أجل م ِّد عالقاتها مع العالم‪ ،‬وتأكيد‬ ‫مشاركتها في الحراك الثقافي لكي تكتسب الجائزة فاعليتها وحضورها بين الجوائز كمشروع ثقافي تنويري فاعل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫والمفكرين والعلماء ورجاالت‬ ‫وهكذا فتح لي عملي بالجائزة آفاقاً رحبة للتعرُّف إلى عالم المث َّقفين والمبدعين‬ ‫ُ‬ ‫وكنت وزمالئي في العمل نذلِّل الصعوبات‬ ‫التنمية الثقافية‪ ،‬وفي خضمِّ كل ذلك كان العمل بالجائزة يزداد ثراء على ثراء‪،‬‬ ‫والتحديات بحبٍّ جم‪ ،‬ونتعامل معها برحابة صدر؛ فمن الحكمة وأنت تعمل في مجال ثقافي رفيع المستوى كهذه‬ ‫الجائزة أن تفتح كل مشاعر الحب والتقدير واالحترام لآلخرين لكي تكسب ودهم واحترامهم‪ ،‬ولكي تح ِّقق القيم‬ ‫النبيلة التي تحملها هذه الجائزة التي اقترن اسمها باسم الراحل الكبير المغفور له بإذن اهلل تعالى َّ‬ ‫الشيخ زايد بن‬ ‫سلطان آل نهيان رحمه اهلل‪ ،‬وتكون عند مستوى المسؤولية التاريخية السيما وأن هذه الجائزة تلقى كل الدعم‬ ‫من سيدي صاحب السمو َّ‬ ‫الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‪ ،‬رئيس الدولة‪ ،‬يحفظه اهلل‪ ،‬ومن سيدي الفريق أول سمو‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫سلطان بن‬ ‫الشيخ مح َّمد بن زايد آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‪ ،‬نائب القائد األعلى للقوات المسلَّحة‪ ،‬ومن معالي الشيخ ُ‬ ‫َّ‬ ‫طحنون آل نهيان‪ ،‬رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬ورئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب ‪.‬‬ ‫ربما كانت التحديات األكبر التي واجه ُتها خالل عملي في هذه الجائزة هي التحديات التي اقترنت بالدورة السادسة‬ ‫التي كانت قد أحدثت تغيرات كثيرة منها إعادة تشكيل لجنة الفرز والقراءة‪ ،‬ولجان التحكيم‪ ،‬والهيئة العلمية‪ ،‬فضالً عن‬ ‫إعادة النظر في فروع الجائزة من حيث المسميات والتوصيفات والدمج‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مضيت وزمالئي في العمل بروح أكثر جدية وإيجابية‪ ،‬وأكثر وفاء لهذا المشروع الثقافي الكبير‪،‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫وترانا ُنعد العدَّة الستقبال الدورة الجديدة‪ ،‬وهي السابعة‪ ،‬والتي ستتطلَّب المزيد من العمل بحكم المتغيرات في‬ ‫هيكلية الجائزة والتي تمَّت الموافقة عليها والشروع بالعمل فيها فور االنتهاء من حفل التكريم‪.‬‬ ‫ك ّنا في نهاية كل دورة وبعد حفل تكريم الفائزين نشعر بالفرح وتغمرنا السعادة بعدما وصلنا إلى نهاية السنة‬ ‫لنبدأ في اليوم التالي مرحلة جديدة ودورة جديدة‪.‬‬ ‫إنها تجربة جميلة ألنها جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للكتاب‪..‬‬


27


‫في تقليد جديد يضاف إلى تقاليد جائزة الشيخ زايد للكتاب‪،‬ويرسخ مفاهيم تقدير المبدعين ويسعى لتكريس الكتاب ونشره‪ ،‬احتفت‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب بمجموعة من األعمال البارزة في قائمة طويلة وأخرى قصيرة‪ ،‬وتم االعالن عنهما في بيان صحفي تداولته‬ ‫وكاالت األنباء ووسائل اإلعالم العربية والعالمية‪.‬‬ ‫القائمة الطويلة‪:‬‬ ‫وقد ضمت القائمة الطويلة ثمانية عناوين في فرع المؤلف الشاب‪ ،‬وقد اختيرت من أصل ‪ 134‬متقدما‪ ،‬أما فرع أدب الطفل والناشئة‬ ‫فيضم ثمانية عناوين من أصل ‪ 55‬متقدما‪ .‬وينتمي المرشحون في فرع المؤلف الشاب إلى سبع دول عربية‪ ،‬حيث حظيت األردن ومصر‬ ‫بكتابين ‪ .‬أما فرع أدب الطفل والناشئة فجاءت األعمال فيه من ست دول‪ ،‬وكان نصيب لبنان في القائمة الطويلة ثالثة أعمال تالها كل‬ ‫من اإلمارات وقطر وسوريا ومصر والكويت‪.‬‬ ‫وتهدف بادرة إعالن القائمة الطويلة إلى منح المرشحين للفوز في هذين الفرعين فرصة للتعريف بأعمالهم المتميزة لما فيها من‬ ‫أصالة وابتكار وإبداع وإضافة معرفية متعددة‪ .‬ويأتي الكشف عن األعمال المرشحة لتحقيق أهداف الجائزة‪ ،‬التي تتمثل في تشجيع‬ ‫المبدعين والمفكرين في مجاالت المعرفة والفنون والثقافة العربية واإلنسانية‪.‬‬ ‫وتضم األعمال في فرع المؤلف الشاب‪:‬‬

‫‪28‬‬

‫اسم الكتاب‬

‫المؤلف‬

‫الجنسية‬

‫دار النشر والطباعة‬

‫يغلق الباب على ضجر (مجموعة قصصية)‬

‫باسمة العنزي‬

‫الكويت‬

‫دار الفارابي‪-‬دار الفراشة للنشر والتوزيع‬

‫العرب ومستقبل الصين (دراسة)‬

‫سامر خير أحمد‬

‫األردن‬

‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬ ‫ثقافة للنشر والتوزيع‬

‫يوم خذلتني الفراشات (رواية)‬

‫زياد أحمد محافظة‬

‫األردن‬

‫دار الفارابي‬

‫الهجرة (مجموعة قصصية)‬

‫أحمد حمدان‬

‫مصر‬

‫الدار المصرية اللبنانية‬

‫دموع الصبار (مجموعة قصصية)‬

‫مليكة الشجعي‬

‫المغرب‬

‫‪Editions la Croisee des Chemins‬‬

‫سيدات القمر (رواية)‬

‫جوخة الحارثي‬

‫سلطنة عمان‬

‫دار اآلداب‬

‫الكتابات المعماة ‪ :‬في الحضارة المصرية القديمة (دراسة)‬

‫نجوى محمد متولي‬

‫مصر‬

‫مكتبة اإلسكندرية‬

‫الفكه في اإلسالم (دراسة)‬

‫ليلى العبيدي‬

‫تونس‬

‫دار الساقي‬


‫أما األعمال المرشحة للفوز في فرع أدب الطفل والناشئة فهي‪:‬‬ ‫المؤلف‬

‫الجنسية‬

‫دار النشر والطباعة‬

‫النحلة والعصفور‬

‫سليم عبد القادر‬

‫سوريا‬

‫سنا لإلنتاج الفني والنشر والتوزيع‬

‫الفتى الذي أبصر لون الهواء‬

‫عبده وازن‬

‫لبنان‬

‫الدار العربية للعلوم ناشرون‬

‫كلمة حلوة‬

‫ناديا سالم الكلباني‬

‫اإلمــارات‬

‫‪4D VISION‬‬

‫حمدة وفسيكرة‬

‫كلثم الغانم‬

‫قطر‬

‫دار بلومزبري‪-‬مؤسسة قطر للنشر‬

‫رواد يولد من جديد‬

‫جمانة حداد‬

‫لبنان‬

‫الدار العربية للعلوم ناشرون‬

‫أحب الفواكه‬

‫نبيهة محيدلي‬

‫لبنان‬

‫دار الحدائق‬

‫حنجي بنجي بلدي إفرنجي‬

‫أحمد سليمان‬

‫مصر‬

‫الدار المصرية اللبنانية‬

‫دعوى الحيوان ضد اإلنسان عند ملك الجان‬

‫هدى الشوا القدومي‬

‫الكويت‬

‫دار الساقي‬

‫اسم الكتاب‬

‫ّ‬ ‫المرشحة الكويتية هدى الشوا القدومي التي ورد ذكر كتابها في القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع‬ ‫ويشار هنا إلى أن‬ ‫أدب الطفل والناشئة لهذه الدورة كانت قد حصلت على جائزة الشيخ زايد للكتاب في أدب الطفل في دورتها الثانية عن كتابها « رحلة إلى‬ ‫جبل قاف» الصادر عن دار الساقي‪.‬‬ ‫القائمة القصيرة‬ ‫وقد سمّ ت الجائزة روايتين في القائمة القصيرة في فرع اآلداب وهما «شاي العروس» (منشورات دار الشروق) لميسلون هادي من‬ ‫العراق‪ ،‬و «يحيى» (منشورات دار ثقافة‪ -‬الدار العربية للعلوم) لسميحة خريس من األردن‪ ،‬إضافة الى دراسة بعنوان «القراءة العربية‬ ‫لكتاب فن الشعر ألرسطو طاليس» (منشورات عالم الكتب الحديث) لعبد الرحيم وهابي من المغرب‪.‬‬ ‫فيما اشتمل فرع أدب الطفل على ثالث قصص هي «حنجي بنجي بلدي إفرنجي» (منشورات الدار المصرية اللبنانية) ألحمد سليمان من‬ ‫مصر‪ ،‬و «دعوى الحيوان ضد اإلنسان عند ملك الجان»(منشورات دار الساقي) لهدى الشوا قدومي من الكويت و»الفتى الذي أبصر لون‬ ‫الهواء» (منشورات الدار العربية للعلوم ناشرون) لعبده وازن من لبنان‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫االختيار تم من بين‬ ‫‪ 560‬عمالً من ‪ 27‬بلداً‬ ‫عربياً وأجنبياً‬

‫‪30‬‬

‫فازت منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‬ ‫«اليونسكو» بجائزة شخصية العام الثقافية في الدورة‬ ‫السادسة ‪ 2012 – 2011‬من « جائزة الشيخ زايد للكتاب»‪ ..‬وذلك‬ ‫تقديرا للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار وفهم‬ ‫اآلخر مع المحافظة على التنوع الثقافي والتعدد اللغوي‪.‬‬ ‫أُعلن عن ذلك خالل المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجائزة‬ ‫اليوم االثنين في أبوظبي‪ ،‬بحضور سعادة محمد خلف المزروعي‬ ‫عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عضو مجلس‬ ‫أمناء الجائزة‪ ،‬وسعادة جمعة القبيسي عضو مجلس أمناء‬ ‫الجائزة‪ ،‬والدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة‪ ،‬وعدد من‬ ‫مسؤولي الهيئة واإلعالميين‪.‬‬ ‫وفاز بجائزة « المؤلف الشاب» الكاتبة التونسية ليلى العبيدي‬ ‫عن كتابها «الفكه في اإلسالم» لما يمثله من دراسة تحليلية‬ ‫جادة للفكاهة في اإلسالم وفي الموروث العربي اإلسالمي‪..‬‬ ‫فيما فاز بجائزة «فرع أدب الطفل» الشاعر والكاتب اللبناني‬ ‫عبده وازن من لبنان عن روايته « الفتى الذي أبصر لون الهواء» ‪.‬‬ ‫وفي فرع الفنون فاز كتاب «الفن والغرابة» للباحث الدكتور‬ ‫شاكر عبد الحميد من مصر ‪ ..‬بينما فاز في فرع الترجمة الدكتور‬ ‫أبو يعرب المرزوقي من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف‬ ‫األلماني إدموند هوسرل «أفكار ممهدة لعلم الظاهريات‬ ‫الخالص وللفلسفة الظاهراتية»‪.‬‬

‫وألول مرة ومنذ تأسيس الجائزة تم منح جائزة « أفضل‬ ‫تقنية في المجال الثقافي » إلى « مدينة كتاب باجو « وهي‬ ‫مدينة تأسست في عام ‪ 1989‬ضمن رؤية شاملة لوضع حجر‬ ‫األساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دورا رئيسا في‬ ‫التنمية الوطنية ‪.‬‬ ‫وبالنسبة لفرع النشر والتوزيع فقد قرر «مجلس أمناء‬ ‫الجائزة » منح جائزته لدار النشر «بريل» لدورها التاريخي في‬ ‫تحقيق المخطوطات العربية ودراسة التراث العربي وترجمتها‬ ‫إلى الالتينية وإلى اللغات األوروبية الحية واستخدمت «المطبعة‬ ‫الحديثة» في طباعة الكتب العربية منذ عام ‪ 1683‬وصدر عنها‬ ‫أشهر المراجع والموسوعات عن األدب العربي واإلسالم‪.‬‬ ‫وقرر مجلس أمناء الجائزة حجب الجائزة عن فرعي « اآلداب»‬ ‫و«التنمية وبناء الدولة»‪.‬‬ ‫ويحصل الفائز بلقب « شخصية العام الثقافية » على جائزة‬ ‫قدرها مليون درهم إضافة إلى « ميدالية ذهبية» تحمل شعار‬ ‫«جائزة الشيخ زايد للكتاب» وشهادة تقدير‪ ..‬بينما يحصل‬ ‫الفائزون في الفروع األخرى على ‪ /750/‬ألف درهم باإلضافة‬ ‫إلى « ميدالية ذهبية» تحمل شعار الجائزة إضافة إلى شهادة‬ ‫تقدير‪.‬‬


‫‪2012‬‬ ‫وقال الدكتور علي بن تميم‪ ،‬أمين عام الجائزة في المؤتمر‬ ‫الصحافي إلعالن أسماء الفائزين بالدورة السادسة ‪ :‬نشكر‬ ‫لكم حضوركم في هذا اللقاء الذي ُنعلُن من خالله أسماء‬ ‫ّ‬ ‫تشكل واحدة من‬ ‫الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬والتي‬ ‫المناسبات الكثيرة التي نستذكر فيها السيرة العطرة للراحل‬ ‫الكبير‪ ،‬المؤسس المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان‬ ‫ُّ‬ ‫يحتل موقعاً أثيراً في فكره‬ ‫آل نهيان‪ ،‬والذي كان الكتاب‬ ‫ونفسه إدراكاً منه أن األمم ال تنهض بغير الثقافة والمعرفة‬ ‫ِّ‬ ‫يشكل الكتاب أحد أوسع أبوابهما‪.‬‬ ‫اللتين‬ ‫نستذكر الراحل الكبير ونحن نعلن أسماء الفائزين بالجائزة‬ ‫التي تحمل اسمه‪ ،‬شاكرين اهلل الستمرار أمانته الحضاريّة تلك‬ ‫التي حافظ عليها َّ‬ ‫ومكن الستمرارها صاحب السمو الشيخ‬ ‫خليفة بن زايد آل نهيان‪ ،‬رئيس الدولة (حفظه اهلل)‪ ،‬والفريق‬ ‫أول سمو الشيخ محمَّ د بن زايد آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‪،‬‬ ‫نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‪ .‬وهنا نستذكر ما قاله صاحب‬ ‫مؤسس هذا‬ ‫السمو رئيس الدولة (حفظه اهلل)‪« :‬بفضل رؤية‬ ‫ِّ‬ ‫البلد؛ والدنا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‬ ‫(رحمه اهلل)‪ ،‬نجحت دولتنا في بلورة رؤية عصرية فريدة تستجيب‬ ‫في الوقت ذاته للمعطيات والمستجدّات اإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫وتحرص على س ِّد ُّ‬ ‫الثغرة الحضارية‪ ،‬والمعرفية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬ ‫والثقافية بيننا‪ ،‬ومن سبقونا في هذا المجال»‪.‬‬

‫أودُّ‪ ،‬وقبل إعالن األسماء‪ ،‬إيراد بعض الوقائع األساسية‬ ‫التي تعكس تطوُّر عمل الجائزة في هذه الدورة‪:‬‬ ‫فما إن أعلنت الجائزة عن فتح باب الترشح لهذه الدورة‪،‬‬ ‫وهي السادسة‪ ،‬في شهر مايو ‪ ،2011‬حتى أخذت تتل َّقى المزيد‬ ‫من المشاركات في كل فروعها المعلنة‪ .‬وفي النهاية وصل عدد‬ ‫المشاركات إلى ‪ 560‬مشاركة جاءتنا من ‪ 27‬بلداً عربياً وأجنبياً‪.‬‬ ‫وبإزاء هذا الكم الكبير من المشاركات‪ ،‬بدأ استقبال هذه‬ ‫األعمال من خالل «لجنة الفرز والقراءة» أو ًال والتي عقدت‬ ‫سبعة اجتماعات متواصلة لقراءة المشاركات وترشيحها إلى‬ ‫ِّ‬ ‫المحكمين» بغية فحصها وفق معايي َر مدروسة اعتمدتها‬ ‫«لجنة‬ ‫الجائزة من حيث التخصُّ ص المعرفي‪ ،‬ومستوى عرض المادَّة‬ ‫المدروسة‪ ،‬ومدى االلتزام بمنهجية التحليل والتركيب المتبعة‬ ‫فيها‪ ،‬وجماليات اللغة واألسلوب‪ ،‬وكفاية وشمول ومعاصَ رة‬ ‫وأهمية وموثوقية المصادر والمراجع العربية واألجنبية‪ ،‬واألمانة‬ ‫العلمية في االقتباس والتوثيق‪ ،‬واألصالة واالبتكار في اختيار‬ ‫الموضوع‪ ،‬والتصدِّي له بحثاً ودراسة‪ ،‬ومن ثمَّ مراجعات «الهيئة‬ ‫العلمية» في الجائرة التي شرعت بتقييم ما تضمَّ نته تقارير لجان‬ ‫التحكيم‪ ،‬وصو ًال إلى «مجلس األمناء» حيث التقييم النهائي‪،‬‬ ‫وإصدار القرار بمنج الجائزة في مختلف فروعها‪.‬‬ ‫إنها رحلة البحث عن التميُّز‪ ،‬واألصالة‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬والجدَّة‪،‬‬ ‫والموضوعية‪ ،‬واللغة السليمة‪ ،‬واألمانة العلمية‪ ،‬والمخيال الخالق‪،‬‬

‫والروح اإلبداعية األصيلة‪ ،‬ناهيك عن قيم التسامح‪ ،‬والمحبة‪،‬‬ ‫والسالم‪ ،‬والتعايش الحر في كل ما تقدَّم إلينا من أعمال‬ ‫مُ شاركة‪ ،‬وفي كل ما نظرت فيه الجائزة من مشاريع ثقافية‬ ‫عربية وعالمية تستحق التقدير والتكريم واالحتفاء‪.‬‬ ‫أيها األخوة واألخوات‬ ‫ابتدا ًء من هذه الدورة‪ ،‬وكما أشار أخي سعادة األستاذ‬ ‫جمعة القبيسي‪ ،‬عضو مجلس أُمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب‪،‬‬ ‫سعينا إلى التجديد في آليات العمل من خالل دفع المشاركات‬ ‫المتميزة إلى قائمتين متتابعتين‪ ،‬هما‪ :‬القائمة الطويلة‪ ،‬والقائمة‬ ‫القصيرة‪ .‬وقد أعلنا سابقاً عن القوائم الطويلة‪ ،‬ومن ثم القصيرة‬ ‫في أغلب الفروع‪ ،‬إال أن ذلك لم يكن هدفنا الوحيد؛ فثمَّ ة‬ ‫أعمال تتميز بالجودة في مستواها العلمي واإلبداعي‪ ،‬وهو ما‬ ‫دعا «الهيئة العلمية» في الجائزة إلى بذل مزيد من الجهد في‬ ‫تكثيف قراءاتها وتقييماتها وفرزها استناداً إلى جملة المعايير‬ ‫المعتمدة لدى الجائزة حتى وصلنا إلى قطف الثمار األكثر تمثي ًال‬ ‫لرؤية الجائزة وشروط تفضيلها‪.‬‬ ‫لقد أق َّر مجلس األمناء في «جائزة الشيخ زايد للكتاب»‬ ‫برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان‪ ،‬رئيس‬ ‫مجلس أمناء الجائزة‪ ،‬الذي انعقد في يوم األحد الموافق الثاني‬ ‫عشر من شهر شباط‪ /‬فبراير ‪ ،2012‬انطالقاً من تقرير‬ ‫«الهيئة العلمية»‪ ،‬المشاركات الفائزة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪31‬‬


‫فرع «جائزة الشيخ زايد ألدب الطفل»‬

‫فرع «جائزة الشيخ زايد للفنون»‬

‫وفازت بها رواية الكاتب اللبناني عبده وازن «الفتى الذي أبص َر‬ ‫لون الهواء»‪ ،‬الصادرة عن منشورات «الدار العربية للعلوم ‪-‬‬ ‫ناشرون» في بيروت عام ‪2011‬؛ وهي رواية إنسانية تصف بلغة‬ ‫سردية جميلة حياة فئة من ذوي االحتياجات الخاصة أهملها‬ ‫أدب الفتيان‪ ،‬رواية تحفز على التشبُّث بروح القيم األخالقية‬ ‫األساسية‪ ،‬وتجعل من التحدي قيمة إنسانية كبرى لكي‬ ‫يستطيع الفتى أن يح ِّقق أهدافه‪ ،‬خصوصاً وأن هذه الرواية‬ ‫تميزت بأسلوب سرديٍّ قريب من ذهنية الفتيان‪.‬‬

‫وفي هذا الفرع‪ ،‬فاز الدكتور شاكر عبد الحميد من مصر‬ ‫عن كتابه «الفن والغرابة‪ /‬مقدِّمة في تجليات الغريب في الفن‬ ‫والحياة»‪ ،‬الصادر عن منشورات «الهيئة المصرية العامة للكتاب»‬ ‫في القاهرة عام ‪2010‬؛ فهذا الكتاب يُع ُّد دراسة نقدية عميقة‬ ‫الثراء لمفهوم الغرابة في الفن واألدب‪ ،‬ولجملة النظريات التي‬ ‫عالجت نزعة الغرابة التي تأثر بها الفن بين الواقع المألوف‬ ‫والمبتكر الغريب‪.‬‬

‫فرع «جائزة الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب»‬ ‫وفاز بها كتاب الباحثة التونسية ليلى العَ بيدي «ال َف َك ُه في‬ ‫اإلسالم»‪ ،‬الصادر عن منشورات «دار الساقي» في بيروت‬ ‫عام ‪2010‬؛ وذلك لما ِّ‬ ‫يمثله هذا الكتاب من دراسة تحليلية جادَّة‬ ‫للفكاهة في الموروث العربي اإلسالمي‪ ،‬دراسة تقوم على‬ ‫منحى حضارياً يبين ما‬ ‫تحليل عميق لل ُّنصوص والوقائع‪ ،‬وتنحى‬ ‫ً‬ ‫تنطوي عليه الحضارة العربية اإلسالمية من تسامح‪ ،‬وسعة‬ ‫أفق‪ ،‬وبع ٍد عن ُ‬ ‫الكره والبغض‪.‬‬ ‫فرع «جائزة الشيخ زايد للترجمة»‬ ‫وفاز بجائزة هذا الفرع الدكتور مُ حمَّ د الحبيب أبو يعرب‬ ‫المرزوقي من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف األلماني‬ ‫إدموند هوسرل «أفكار ممهدة لعلم الظاهريات الخالص‬ ‫وللفلسفة الظاهراتية»‪ ،‬الصادر عن منشورات «جداول» في بيروت‬ ‫عام ‪2011‬؛ ذلك أن ترجمة الدكتور المرزوقي لكتاب هوسرل هذا‬ ‫تع ُّد إنجازاً كبيراً‪ ،‬وخدمة للقارئ العربي‪ ،‬نظراً ألهميتها الفلسفية‪،‬‬ ‫ولما تنطوي عليه من د ِّقة وأمانة علمية رصينة‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫فرع «جائزة الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي»‬ ‫وفازت في هذا الفرع «مدينة كتاب باجو» الكورية‪ .‬ويُذكر بأن‬ ‫هذه المدينة الثقافية كانت قد تأسست منذ عام ‪ 1989‬وفق رؤية‬ ‫شاملة تهدف إلى وضع حجر األساس للمعرفة والمعلوماتية‬ ‫اللتين تلعبان دوراً رئيساً في التنمية‪ ،‬كما أن رؤية هذه المدينة‬ ‫َّ‬ ‫تتلخص في حصر كافة العمليات التي تندرج ضمن صناعة الكتاب؛‬ ‫من تخطيط وطباعة‪ ،‬وتصميم فني‪ ،‬وتنسيق لوجستي‪ ،‬ونشر‪،‬‬ ‫ضمن وحدة إنتاجية واحدة‪ ،‬باإلضافة إلى توفير مكتبتين ضخمتين‬ ‫للزائرين‪ ،‬وصالة عرض لألفالم المرتبطة باألدب والثقافة‪ ،‬وتنظيم‬ ‫مهرجانات ثقافية لألطفال‪ ،‬ومنتديات حوارية مع أبرز الكتاب‬ ‫والمؤلِّفين سنوياً‪ .‬كما أن أهم ما تتميز به هذه المدينة الثقافية‬ ‫هو تالؤمها وحفاظها على استخدام مواد صديقة للبيئة؛ ولذلك‬ ‫فإن فكرة هذه المدينة ِّ‬ ‫تمثل تقنية عالمية إلنتاج الكتاب‪.‬‬ ‫فرع «جائزة الشيخ زايد للنشر والتوزيع»‬ ‫وفازت في هذا الفرع «بريل للنشر» الهولندية؛ نظراً لدورها‬ ‫التاريخي في تحقيق المخطوطات العربية‪ ،‬ودراسة التراث‬ ‫العربي‪ ،‬وترجمته إلى اللغة الالتينية‪ ،‬وإلى اللغات األوروبية الحية‪،‬‬

‫ونشره‪ ،‬وتوزيعه في الماضي والحاضر‪ .‬واستخدام «المطبعة‬ ‫الحديثة» في إصدار الكتب العربية منذ عام ‪ 1683‬قبل أن تظهر‬ ‫الطباعة الحديثة عند العرب‪ ،‬وقد أسستها عائلة بريل الهولندية‪،‬‬ ‫وصدر عنها أشهر المراجع في األدب العربي‪ ،‬وفي الموسوعات‬ ‫ألرشيف‬ ‫واألطالس التراثية الخاصة بالعرب‪ ،‬ناهيك عن امتالكها‬ ‫ٍ‬ ‫ضخم من المخطوطات والدراسات العربية‪ ،‬واستخدامها‬ ‫لتقنيات متطوِّرة في معالجتها وحفظها‪.‬‬ ‫فرع «جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية»‬ ‫مُ نحت هذه الجائزة تقديراً لشخصية اعتبارية هي «منظمة‬ ‫األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‪ -‬اليونسكو»؛ وذلك للدور‬ ‫الثقافي الكبير الذي نهضت به هذه المنظمة األممية في تشجيع‬ ‫الحوار مع اآلخر‪ ،‬والمحافظة على التنوُّع الثقافي‪ ،‬والتعدُّد اللغوي‪،‬‬ ‫وتعزيز دعم التعليم ونشره‪ ،‬وحماية الذاكرة الثقافية ُّ‬ ‫للشعوب‪،‬‬ ‫إضافة إلى ترويج التفاهم المتبادل بين ُّ‬ ‫الشعوب واألمم‬ ‫والثقافات والحضارات‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬والدعوة إلى‬ ‫المساواة بين البشر‪ ،‬وبناء مجتمعات المعرفة‪ ،‬منذ تأسيسها‬ ‫قبل أكثر من خمسة وستين عاماً وحتى اآلن‪.‬‬ ‫أما فرعا «التنمية وبناء الدولة»‪ ،‬و«اآلداب»‪ ،‬فقد تم حجبهما‬ ‫عن هذه الدورة‪.‬‬ ‫وتوجه د‪.‬علي بن تميم بكل الشكر والتقدير لصاحب السمو‬ ‫رئيس الدولة والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل‬ ‫نهيان لدعمهما الالمحدود للجائزة‪ ،‬ولكافة أعضاء مجلس‬ ‫األمناء واللجنة العلمية‪ ،‬ولجان التحكيم والفرز والقراءة‪ ،‬لما‬ ‫بذلوه جميعا من جهد كبير في سبيل إعالء شأن الجائزة‬ ‫والحرص على تعزيز تطورها الدائم‪.‬‬


‫البيان الرسمي للجائزة حول الفائزين لعام ‪2012‬‬ ‫كان مجلس أمناء «جائزة الشيخ زايد للكتاب» برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان‪ ،‬رئيس مجلس أمناء الجائزة‪ ،‬قد عقد‬ ‫َّ‬ ‫المرشحة لنيل فروع الجائزة‬ ‫اجتماعه مؤخرا الستعراض ومناقشة تقرير أعضاء «الهيئة العلمية»‪ ،‬والتوصيات بشأن األعمال والمؤسسات‬ ‫السنوي ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‬ ‫في دورتها السادسة‪ ،‬تمهيداً لحفل التكريم‬ ‫ّ‬ ‫خالل الفترة من ‪ 28‬مارس ولغاية ‪ 2‬إبريل ‪.2012‬‬ ‫وبعد مناقشة دقيقة‪ ،‬ومراجعة مستفيضة لألعمال المرشحة من قبل «الهيئة العلمية ولجان التحكيم»‪ ،‬تقرَّر ما يأتي‪:‬‬

‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬فاز بجائزة المؤلِّف الشاب الكاتبة التونسية ليلى العبيدي‬ ‫عن كتابها «ال َف َك ُه في اإلسالم»‪ ،‬من منشورات «دار الساقي»‪،‬‬ ‫لما ِّ‬ ‫يمثله من دراسة تحليلية جادّة للفكاهة في اإلسالم‪ ،‬وفي‬ ‫الموروث العربي اإلسالمي‪ ،‬وهي دراسة تقوم على تحليل عميق‬ ‫منحى حضارياً يبين ما تنطوي عليه‬ ‫لل ُّنصوص والوقائع‪ ،‬وتنحى‬ ‫ً‬ ‫الحضارة العربية اإلسالمية من تسامح‪ ،‬وسعة أفق للترويح عن‬ ‫النفس‪ .‬وينتمي الكتاب حقلياً إلى أنثروبولوجيا الثقافة‪ ،‬وإلى آفاق‬ ‫معرفية مفيدة آلليات تحليل ال ُّنصوص‪ ،‬وفصوله الستة تكشف‬ ‫عن عمق وتنظيم علمي ومنهجي منضبطين يقومان على‬ ‫التوثيق الدقيق والتحليل المنهجي لل ُّنصوص‪ ،‬كما يقومان على‬ ‫التنامي الحسن لموضوعاته‪ ،‬فض ًال عن أن الكتاب مزوَّد بالمصادر‬ ‫والمراجع وبفهارس دقيقة لكل ما ورد فيه من معلومات‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬منح جائزة فرع أدب الطفل للشاعر والكاتب اللبناني‬ ‫عبده وازن من لبنان عن روايته «الفتى الذي أبصر لون الهواء»‬ ‫الصادرة عن منشورات «الدار العربية للعلوم ‪ -‬ناشرون»‪ .‬وهي‬ ‫رواية للفتيان تدور حول فتى ضرير يدعى «باسم»‪ ،‬في الثالث‬ ‫عشر من عمره يغادر قريته إلى معهد المكفوفين في بيروت‪،‬‬ ‫ويتعلَّم الكتابة بطريقة برايل‪ ،‬كما يتعلَّم الحاسوب‪ ،‬فتتفتح‬ ‫موهبته‪ ،‬ويغادر حياة االستسالم لإلعاقة‪ .‬وهي‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫ذلك‪ ،‬رواية إنسانية تصف‪ ،‬بلغة سردية جميلة‪ ،‬حياة فئة من‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة أهملها أدب الفتيان‪ .‬كما أنها تح ِّفز على‬ ‫التشبُّث بروح القيم األخالقية األساسية‪ ،‬من خالل كتابة فنية‬ ‫قريبة من ذهنية الفتيان؛ كتابة هادئة ومنطقية تضع للفتى نماذج‬ ‫ينبغي أن يحاكيها حتى يستطيع بناء شخصية مستقلة في‬ ‫المستقبل‪ ،‬رواية تجعل من التحدي قيمة إنسانية كبرى لكي‬ ‫يستطيع الفتى تحقيق أهدافه‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬وفي فرع الفنون فاز كتاب «الفن والغرابة» للباحث‬ ‫الدكتور شاكر عبد الحميد من مصر‪ ،‬الصادر عن «الهيئة العامة‬ ‫المصرية للكتاب»‪ .‬حيث ذكرت «الهيئة العلمية» بأن هذا الكتاب‬ ‫هو دراسة نقدية بمعالجة سيكولوجية لبيان نزعة الخالف التي‬ ‫تأثر بها الفن في الغرب بين الواقع المألوف والمبتكر الغريب‪.‬‬ ‫وهي تعبر باتجاه جديد عن الصيغ الغرائبية المتراكمة التي واكبت‬ ‫تحوُّالت الفن منذ عصر الباروك والرومانسية إلى عصر التجريد‬ ‫والسريالية‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬فاز في فرع الترجمة الدكتور أبو يعرب المرزوقي من‬

‫تونس‪ ،‬وذلك عن ترجمته لكتاب الفيلسوف األلماني إدموند‬ ‫هوسرل «أفكار ممهِّ دة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة‬ ‫الظاهراتية»‪ ،‬الصادر عن (منشورات جداول) في بيروت‪ ،‬حيث‬ ‫ذكرت «الهيئة العلمية» بأن ترجمة أبو يعرب المرزوقي لكتاب‬ ‫الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل تع ُّد إنجازاً كبيراً‪ ،‬وخدمة‬ ‫للقارئ العربي‪ ،‬نظراً ألهميتها الفلسفية‪ ،‬ولما تنطوي عليه من‬ ‫دقة وأمانة‪ .‬ومما الشك فيه أن إنجاز مثل هذه الترجمة لعمل‬ ‫مع َّقد ورفيع يتطلُّب بذل جهود مصطلحيه‪ ،‬ولغوية‪ ،‬وأسلوبية‬ ‫ضخمة‪ ،‬ويصدر عن مشروع علمي وفكري يطمح إلى االرتقاء‬ ‫بالثقافة العربية المعاصرة‪ ،‬ويدل على روح المترجم االبتكارية‬ ‫لتعريف القارئ العربي بأصول فلسفة الظاهريات الذي وضع‬ ‫هوسرل لبناتها األساسية‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬وألول مرَّة‪ ،‬ومنذ تأسيس الجائزة‪ ،‬تمَّ منح جائزة‬ ‫أفضل تقنية في المجال الثقافي‪ ،‬إلى «مدينة كتاب باجو»‪ .‬وهي‬ ‫مدينة تأسست في عام ‪ 1989‬ضمن رؤية شاملة لوضع حجر‬ ‫األساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دوراً رئيساً في‬ ‫التنمية الوطنية‪ ،‬كما أن رؤية المدينة َّ‬ ‫تتلخص في حصر كافة‬ ‫العمليات التي تندرج ضمن صناعة الكتاب من تخطيط‪ ،‬وطباعة‬ ‫وتصميم فني‪ ،‬وتنسيق لوجستي‪ ،‬ونشر‪ ،‬ضمن حيز واحد‪،‬‬ ‫باالضافة الى توفر مكتبتين ضخمتين للزائرين‪ ،‬وصاله عرض‬ ‫لالفالم المرتبطة باألدب والثقافة‪ ،‬وتنظيم مهرجانات ثقافية‬ ‫عدَّة لألطفال‪ ،‬ومنتديات حوارية مع أشهر الكتاب والمؤلِّفين‬ ‫سنوياً‪ .‬ولعل من أهم ما تتميز به «مدينة كتاب باجو» هو تالؤمها‬ ‫وحفاظها على استخدام مواد صديقة للبيئة والتصميم الهندسي‬ ‫ الثقافي للمدن الذي يع ُّد األول من نوعه في العالم‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإن‬‫فكرة «مدينة كتاب باجو» تمثل تقنية استثنائية إلنتاج الكتاب‬ ‫استطاعت تحقيق رؤيتها على أرض الواقع‪ ،‬ولعل فوزها هذا‬ ‫سيجعلها مثا ًال مضيئاً يمكن االستفادة من تجربته في رفد‬ ‫التقنية الثقافية بالعالم العربي‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬في فرع النشر والتوزيع‪ ،‬قرَّر «مجلس األمناء»‬ ‫منح الجائزة لدار النشر بريل نظراً لدورها التاريخي في تحقيق‬ ‫المخطوطات العربية ودراسة التراث العربي وترجمتها إلى‬ ‫الالتينية‪ ،‬وإلى اللغات األوروبية الحية‪ ،‬واستخدمت «المطبعة‬ ‫الحديثة» في طباعة الكتب العربية منذ عام ‪1683‬م‪ ،‬وصدر عنها‬ ‫أشهر المراجع والموسوعات عن األدب العربي واإلسالم‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫(الموسوعة اإلسالمية)‪ ،‬ناهيك عن األطالس التراثية الخاصة‬ ‫ببالد العرب والمسلمين‪ .‬كما أنها تمتلك أرشيفاً ضخماً من‬ ‫المخطوطات والدراسات العربية‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬وفي خطوة سابقة‪ ،‬تمَّ منح جائزة شخصية العام‬ ‫الثقافية لشخصية اعتبارية‪ ،‬فكانت من نصيب منظمة األمم‬ ‫المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»‪ .‬وقد جاء قرار‬ ‫«الهيئة العلمية» بأن هذه المنظمة تستحق الجائزة تقديراً‬ ‫للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار‪ ،‬وفهم اآلخر‬ ‫مع المحافظة على التنوع الثقافي‪ ،‬والتعدُّد اللغوي‪ ،‬والتأكيد على‬ ‫نشر التعليم‪ ،‬وحماية الذاكرة الثقافية للشعوب‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ترويج التفاهم المتبادل بين الشعوب‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫والدعوة للمساواة‪ ،‬وبناء مجتمعات المعرفة‪ ،‬منذ تأسيسها عام‬ ‫‪.1945‬‬ ‫ثامناً‪ :‬كما وأعلن الدكتور علي بن تميم‪ ،‬أمين عام الجائزة‪،‬‬ ‫عن قرار «مجلس األمناء» بحجب الجائزة في فرع «اآلداب»‪ ،‬وفي‬ ‫فرع «التنمية وبناء الدولة»‪.‬‬ ‫وسيحظى الفائز بلقب «شخصية العام الثقافية» بجائزة‬ ‫مقدارها مليون درهم إماراتي (ما يعادل ‪ 272,242‬دوالراً أو‬ ‫‪ 215.007‬الف يورو)‪ ،‬باإلضافة إلى «ميدالية ذهبية» تحمل شعار‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير‪ .‬أما الفائزون في‬ ‫الفروع األخرى فسيحصلون على ‪ 750‬ألف درهم إماراتي (أي‬ ‫ما يعادل ‪ 204,182‬دوالراً أو ‪ 161,255‬ألف يورو‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫«ميدالية ذهبية» تحمل شعار «جائزة الشيخ زايد للكتاب»‪،‬‬ ‫وكذلك «شهادة تقدير»‪.‬‬ ‫ويتقدّم َمعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان‪ ،‬رئيس‬ ‫هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬رئيس مجلس أمناء الجائزة‬ ‫بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن‬ ‫زايد آل نهيان‪ ،‬رئيس الدولة ــ حفظه اهلل ــ على دعمه ورعايته‬ ‫لهذه الجائزة العالمية‪ ،‬والشكر موصول للفريق أول سمو‬ ‫الشيخ محمَّ د بن زايد آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‪ ،‬نائب القائد‬ ‫األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬لدعمه المتواصل للثقافة‪ ،‬كما يشكر‬ ‫ِّ‬ ‫والمحكمين‪ ،‬و«لجان الفرز والقراءة» على‬ ‫أعضاء «الهيئة العلمية»‬ ‫ْ‬ ‫ما قاموا به من جهود مباركة‪ ،‬وجميع من تعاونَ مع الجائزة؛‬ ‫من الهيئات‪ ،‬والجامعات‪ ،‬والمؤسسات العلمية‪ ،‬بالترشح لنيل‬ ‫الجائزة‪ ،‬مُ باركاً ومهنئاً الفائزين بمجاالتها لهذه الدورة‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫أ د‪ .‬أبو يعرب المرزوقي‬ ‫من مواليد ‪ ،1947‬حائز على إجازة في الفلسفة من (جامعة‬ ‫السوربون) في عام ‪ ،1972‬ودكتوراه دولة في الفلسفة العربية‬ ‫ِّ‬ ‫المفكرين العرب‪،‬‬ ‫واليونانية عام ‪ .1991‬المترجم المرزوقي من كبار‬ ‫درس الفلسفة العربية واإلسالمية‪ ،‬وله مؤلَّفات وترجمات عدة‪.‬‬


‫أفكار ممهِّ دة لعلم الظاهريات الخالص‬ ‫الصادر عن (منشورات جداول) في بيروت‪ ،‬حيث ذكرت «الهيئة العلمية» بأن ترجمة‬ ‫أبو يعرب المرزوقي لكتاب الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل تع ُّد إنجازاً كبيراً‪،‬‬ ‫وخدمة للقارئ العربي‪ ،‬نظراً ألهميتها الفلسفية‪ ،‬ولما تنطوي عليه من دقة وأمانة‪.‬‬ ‫ومما الشك فيه أن إنجاز مثل هذه الترجمة لعمل مع َّقد ورفيع يتطلُّب بذل جهود‬ ‫مصطلحيه‪ ،‬ولغوية‪ ،‬وأسلوبية ضخمة‪ ،‬ويصدر عن مشروع علمي وفكري يطمح إلى‬ ‫االرتقاء بالثقافة العربية المعاصرة‪ ،‬ويدل على روح المترجم االبتكارية لتعريف القارئ‬ ‫العربي بأصول فلسفة الظاهريات الذي وضع هوسرل لبناتها األساسية‪.‬‬

‫«إن علم الظاهريات الخالص الذي نبحث هنا عن الطريق المؤدِّية إليه‪ ،‬علم‬ ‫سنبين ما يميِّزه عن العلوم األخرى من فرادة‪ .‬وسنسعى لتثبيت أنه علم الفلسفة‬ ‫خصائص‬ ‫األساس؛ إنه جوهرياً علم جديد ينأى بنفسه عن الفكر الطبيعي لما له من‬ ‫َ‬ ‫ماسة إال في أيامنا‪.‬‬ ‫مبدئية مميزة؛ لذلك‪ ،‬فالحاجة إلى تطويره لم تصبح َّ‬ ‫ً‬ ‫واسم هذا العلم هو «علم الظاهريات»‪ .‬وليس من شك في أن علوما أخرى‬ ‫معلومة منذ أمد طويل تتوجَّ ه إلى الظاهرات‪ ،‬فنحن نسمع مث ًال عن علم النفس‬ ‫بوصفه علم الظاهرات النفسية‪ ،‬ونسمع عن علم الطبيعة بوصفه علم الظواهر‬ ‫الطبيعية أو ما يُسمى بعلم الظاهرات الطبيعية‪ ،‬كما نسمع أحياناً في التاريخ كالماً‬ ‫على الظاهرات التاريخية أو على علم الثقافة بوصفه علم الظاهرات الثقافية‪ ،‬وبالمثل‬ ‫يقع الكالم على علوم أخرى»‪.‬‬ ‫(ص ‪ ،)20 – 19‬ترجمة‪ :‬د‪ .‬أبو يعرب المرزوقي‪،‬‬ ‫جداول للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.2011 ،‬‬


‫لم يتقدم الدكتور محمد الحبيب المرزوقي من قبل لنيل أية‬ ‫جائزة‪ ،‬وهو فخور بأن تكون جائزة حكيم العرب والمسلمين‬ ‫هي جائزته األولى‪ ،‬ويقول‪« :‬جاءت جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫تتويجاً لجهد بذلته طوال ثالثين عاماً في خدمة الثقافة العربية»‬ ‫ويضيف مؤكداً أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعني بالنسبة إليه‬ ‫أكثر من مجرد جائزة‪ ،‬إنها «إشارة إلى أن األمة استعادت‬ ‫احتفالها بالعلم والعلماء» وهو ما يراه عالمة على «أن النهضة‬ ‫أخذت وجهتها الصحيحة الستعادة دور المسلمين في التاريخ‬ ‫الفكري واإلبداعي»‪.‬‬ ‫ويهدي الدكتور المرزوقي الشهير بـ «أبو يعرب» فوزه إلى‬ ‫شباب العالم العربي فتيات وفتيانا‪ ،‬مبدياً أمله في أن يكون كتابه‬ ‫الفائز قد نجح في الوصول إليهم ألنهم أمل األمة الحقيقي‪،‬‬ ‫وحول كتابه الفائز يقول‪« :‬كان هذا الكتاب بالنسبة إلي تحدياً‬ ‫علي أن أصارع من أجل صوغ األفكار الصوغ‬ ‫مزدوجاً‪ ،‬فقد كان ّ‬ ‫الموفق وهو أمر ال يتأتي إال من خالل فهم دقيق لما أوردته‬ ‫من أفكار‪ ،‬وهو ما قد يلحظه القارئ من خالل تعثر العبارة‬ ‫وترددها وغموضها أحياناً‪ ،‬كما أنني كنت أواجه تحدياً آخر‬ ‫تمثل في ضرورة تطويع اللسان الفلسفي العربي ذي التقليد‬ ‫الكالسيكي في العبارة الفلسفية حتى يتجاوز القطيعة التي‬ ‫حصلت مع تطور الفكر اإلنساني خالل سبات الفكر العربي‬ ‫‪36‬‬

‫طيلة قرون االنحطاط» ويضيف أبويعرب ‪« :‬آمل أن يكون اهلل‬ ‫قد وفقني في هذين التحديين» ويستطرد‪« :‬ولعل شهادة‬ ‫أعضاء مجلس األمناء والهيئة العلمية ولجنة التحكيم مما‬ ‫يطمئنني إلى أنني قد وفقت بالقدر الذي يرضي أهل االختصاص‬ ‫وإن هي إال محاولة آمل أن تواصلها أجيال الفكر العربي المقبلة‬ ‫بعون من اهلل وتوفيق»‪.‬‬ ‫وحول رؤيته للمشهد الثقافي العربي وواقع الجوائز‬ ‫في‪ ‬العالم العربي يقول الدكتور المرزوقي إنه قبل معرفته‬ ‫بجائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬لم يكن مطمئناً لمناخ الكالم حول‬ ‫الجوائز بين المثقفين العرب‪ ،‬لكثرة ما يتداولونه من قيل وقال‬ ‫بعد كل إعالن لنتائج أي جائزة‪.‬‬

‫جائزة حكيم العرب والمسلمين‬ ‫تتويج لجهودي طوال ‪30‬عام ًا‬

‫ويضيف‪ « :‬كان هذا المناخ يجعلني غير متحمس للتقدم إلى‬ ‫أي من الجوائز العربية» مشيراً إلى أن ذلك اإلحجام لم يكن‬ ‫يعني أنه يحكم مسبقاً على أي من الجوائز ال بالسلب وال‬ ‫باإليجاب‪ ،‬إال أنه فضل أن يظل بعيداً عن مناخات القيل والقال‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬شجعني أحد األصدقاء على المباردة لتقديم‬ ‫الكتاب‪ ،‬فكان التوفيق وهلل الحمد» مشيراً إلى أن ثقته في‬ ‫المسؤولين الذين يتولون أمر الجائزة في اإلمارات الشقيقة‬ ‫كانت عامل تشجيع آخر‪ ،‬خاصة بعد أن ترسخت لديه خبرية‬ ‫عن جدية والتزام مشروع «كلمة» للترجمة من خالل تعامله‬ ‫معها في إنجاز العديد من األعمال ترجمة وتحقيقا ومراجعة‪.‬‬ ‫ويختتم الدكتور محمد الحبيب المرزوقي حديثه بتأكيده على‬ ‫أنه يكن لإلمارات شعورين‪ ،‬أولهما العرفان لمآثر حكيم العرب‬ ‫الراحل الكبير الشيخ زايد‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬وتشجيعه للفكر والمحبة‬ ‫بين البشر‪ ،‬وهما القيمتان اللتان من دونهما ال يمكن لألمة‬ ‫أن تستأنف دورها في التاريخ الكوني بوصفها شاهدة على‬ ‫العالمين‪ .‬والشعور اآلخر هو الصداقة ألهل هذا البلد العزيز‬ ‫الذي يمثل أول محاولة لتوحيد أقطار الوطن العربي‪ ،‬ومن ثم‬ ‫فهو يمثل مستقبل غاية الغايات في العالم العربي وهو «توحيد‬ ‫األمة» لتكون قادرة على تحقيق قيم القرآن الكريم المتماهية‬ ‫في حقوق اإلنسان التي غايتها تكريم أبناء آدم‪.‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الحبيب المرزوقي «أبو يـعرب»‬ ‫ •بروفيسور‪ ،‬متخصص في الفلسفة اليونانية العربية‪ ،‬ومهتم بالفلسفة الغربية الحديثة واأللمانية منها على وجه‬ ‫الخصوص بسبب الحاجة إلى ترجمة أمهات الفلسفة واالطالع على الدراسات الدينية التي لها صلة باإلسالم‬ ‫ •مواليد بنزرت ‪ -‬تونس ‪ 1947‬م‪.‬‬ ‫ •دكتوراه الدولة في الفلسفة العربية واليونانية‪1991 .‬م‬ ‫ •أستاذ الفلسفة بكلية اآلداب جامعة تونس األولى في الفترة (‪ 2006 - 1980‬م)‬ ‫ •رئيس إدارة معهد الترجمة بـ(بيت الحكمة)‪/‬تونس‪-‬في الفترة (‪ 1991 - 1985‬م)‪.‬‬ ‫ •محاضر بصفة أستاذ فلسفة معار في الجامعة اإلسالمية العالمية بماليزيا في الفترة ( ‪ 2005-2002‬م)‪.‬‬ ‫ •محاضر في ندوات بجامعة بريمن بألمانيا وكذلك في جامعة السوربون ‪ 12‬بباريس‪.‬‬ ‫ •أكثر من ‪ 50‬بحثاً ومقا ًال ودراسة في قضايا الفكر العربي واإلنساني المختلفة وبعضها في التربية وفلسفتها‪.‬‬ ‫وبعض هذه المقاالت كتبت باللغات األجنبية الفرنسة واالنجليزية وترجم بعضها إلى األلمانية نشرت في أوروبا‬ ‫حول ابن خلدون والوضعية السياسية االستراتيجية العربية واإلسالمية وحول خصائص التشريع اإلسالمي‪.‬‬ ‫ •مشاركة في مؤتمرات وندوات وحواريات في عدة دول أوروبية وجل البالد العربية‬ ‫ •إجادة الكتابة والتحدث بالعربية‪ ،‬والفرنسية (كلتاهما كلغة أولى) ‪ ،‬وكذلك القراءة والكتابة والتحدث باالنجليزية‬ ‫(كلغة ثانية) وكذلك القراءة والترجمة عن األلمانية (كلغة ثالثة) ترجمة بعض النصوص والكتب من اللغات الثالث‪.‬‬ ‫ •مرشد تربوي لمدة أربع سنوات في ثانويات تونس لنصح األساتذة وتأهيلهم للمهنة ودرس في شهادة‬ ‫التبريز التي هي باألساس إعداد عملي وتربوي ألساتذة الثانويات وتخرج من دار المعلمين العليا وكان أول‬ ‫خريجي دفعة ‪.1969‬‬ ‫ •مشاركة في مجموعة تكوينية لإلشراف العلمي واألكاديمي تنظيم الجامعة العالمية اإلسالمية بماليزيا وبعض‬ ‫جامعات استراليا ونيوزيالندا‪.‬‬

‫ •التخصص الرئيس في الفلسفة اليونانية وفي أرسطو بالذات والتمكن من دراسة األنظمة التربوية في المنظور‬ ‫األفالطوني واألرسطي وصلتها بنظرية المعرفة والتكوين البيداغوجي فضال عن صلتها بالسياسة ألنها جزء ال‬ ‫يتجزأ من فكرهما العملي السياسي‪.‬‬ ‫ •كتاب في التربية حول تدريس الفلسفة بتونس بعنوان الفلسفة في البكالوريا باللغتين الفرنسية والعربية‬ ‫ •نشر مقاالت تربوية في مجلة الفكر بتونس حول إصالح التعليم التونسي ومجلة الجامعة اإلسالمية الماليزية‬ ‫حول تدريس الفلسفة في أصول الدين بعنوان ‪Teaching philosophy in Usul al Deen‬‬ ‫ •إشراف مشترك مع زمالء ماليزيين وعرب في كلية التربية بالجامعة اإلسالمية بماليزيا على رسالتين في‬ ‫التربية إحداهما حول إسالمية المعرفة والثانية حول العالقة بين القيم والشعائر الدينية في التربية‪.‬‬ ‫ •ترجمة عن األلمانية كتاب األناسة ومنه قسم أساسي في التربية وفلسفتها وطرقها‪.‬‬ ‫ •كتاب فلسفة التاريخ الخلدونية يعالج في قسم كبير منه دور التربية وداللة النقد الخلدوني لألنظمة التربوية في‬ ‫نظرته لإلنسان والعمران‪.‬‬ ‫ •أخيرا كتاب االبستمولوجيا البديل موضوعه األساسي هو دور الرمز في المعرفة والتعليم والصلة بين األمرين‪.‬‬ ‫بعض المؤلفات‪:‬‬ ‫ • مفهوم السببية عند الغزالي‪1979‬م‪.‬‬ ‫ •االجتماع النظري الخلدوني‪ ،‬والتاريخ العربي الحديث ‪1983‬م‪ .‬و الدار المتوسطية للنشر‪ /‬تونس ‪2007‬م‪.‬‬ ‫ •االبستمولوجيا البديل‪1986‬م‪ .‬الدار المتوسطية للنشر‪ /‬تونس ‪ 2007‬م‪.‬‬ ‫ •إصالح العقل في الفلسفة العربية ‪ 1994‬م‪.‬‬ ‫ •تجليات الفلسفة العربية‪2001‬م‪.‬‬ ‫ •آفاق النهضة العربية‪1990‬م‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫ليلى العبيدي‬ ‫من مواليد تونس ‪ ،1975‬حصلت على شهادة أستاذية في اللغة‬ ‫واآلداب العربية من تونس‪ ،‬وشهادة تعمُّ ق في البحث من «كلية‬ ‫اآلداب» بمنوبة‪ .‬لها مقاالت عدَّة حول حقوق المرأة في اإلسالم‪،‬‬ ‫والتصوُّف‪ ،‬والفقر‪َ ،‬‬ ‫والعولمة‪ .‬شاركت في عدد من الملتقيات الوطنية‬ ‫والدولية‪ .‬وتعمل أستاذة الحضارة القديمة بـ (المعهد العالي للعلوم‬ ‫اإلنسانية) في (جامعة المنار) بتونس‪.‬‬


‫الفكه في اإلسالم‬ ‫من منشورات “دار الساقي”‬ ‫دراسة تحليلية جادّة للفكاهة في اإلسالم‪ ،‬والموروث العربي اإلسالمي‪ ،‬تقوم على‬ ‫منحى حضارياً يبين ما تنطوي عليه الحضارة‬ ‫تحليل عميق لل ُّنصوص والوقائع‪ ،‬وتنحى‬ ‫ً‬ ‫العربية اإلسالمية من تسامح‪ ،‬وسعة أفق للترويح عن النفس‪ .‬وينتمي الكتاب حقلياً‬ ‫إلى أنثروبولوجيا الثقافة‪ ،‬وإلى آفاق معرفية مفيدة آلليات تحليل ال ُّنصوص‪ ،‬وفصوله‬ ‫الستة تكشف عن عمق وتنظيم علمي ومنهجي منضبطين يقومان على التوثيق‬ ‫الدقيق والتحليل المنهجي لل ُّنصوص‪ ،‬كما يقومان على التنامي الحسن لموضوعاته‪،‬‬ ‫فض ًال عن أن الكتاب مزوَّد بالمصادر والمراجع وبفهارس دقيقة لكل ما ورد فيه من‬ ‫معلومات‪.‬‬

‫«لقد بينا في هذا البحث أن ال َف َك َه في الدين طريقة في الحياة يعالج بها الرسول‬ ‫أمر الرعية‪ ،‬ويس ِّي ُر أحوال الناس بعيداً عن كل تزمُّ ت أو تعصُّ ب و فظاظة أو غلظة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫بالتفكه والتندُّر‪ .‬كان‬ ‫ولذلك روى عن الصحابة أحسن األحاديث‪ ،‬وسمحوا ألنفسهم‬ ‫ُّ‬ ‫تهش إليه‪ ،‬وترغب فيه‪ ،‬وكانوا جميعاً يتل َّذذون بال َف َك ِه حتى‬ ‫ال َف َك ُه محبباً إلى النفوس‬ ‫في أعسر األمور‪ ،‬وأقربها إلى الجد مثل مجال العبادات‪ .‬فاكتسحَ ال َف َك ُه الصوم‬ ‫والحجّ والصالة‪ ،‬فإذا هي يسيرة طيِّعة لمتل ِّقيها والقائم بها»‪.‬‬ ‫(ص ‪ ،)188 - 187‬دار الساقي‪ ،‬بيروت‪.2010 ،‬‬


‫الشهادات العلمية‪:‬‬ ‫ •األستاذية في اللغة واآلداب‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬منوبة تونس‪.2000‬‬ ‫ •شهادة التعمق في البحث‪ ،‬كلية اآلداب بمنوبة تونس ‪.2004‬‬ ‫ •دكتوراه في المرحلة النهائية‪ ،‬في مجال « الحضارة القديمة»‪ ،‬كلية اآلداب بمنوبة تونس‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫اإلصدارات والكتب واالشتراكات‪:‬‬ ‫ •· شاركت في العديد من الندوات والملتقيات الوطنية والدولية في تونس والجزائر ومصر ومالي‬ ‫والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ •· صدر لها مؤخرا بأمريكا مقال في كتاب جماعي ثحت عنوان ‪Women’s Rights in Islamic:‬‬ ‫‪.Settings; institute for peace and justice at university of San Diego‬‬ ‫ •· عضو في وحدة بحث بالمعهد العالي للعلوم اإلنسانية والمسماة في قراءة الخطاب الديني‬ ‫ •· أستاذة بالمعهد العالي للعلوم اإلنسانية بتونس جامعة‪ ،‬المنار تونس‬


‫«ليس أروع من الفوز‪ ،‬خاصة الفوز بجائزة كبرى مثل جائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬لما تمثله من قيمة علمية وعالمية‪ ،‬ولما‬ ‫تحمله من خدم ٍة للعلم والثقافة» بهذه الكلمات عبرت حاصلة‬ ‫على جائزة الشيخ زايد للكتاب ليلى العبيدي عن مشاعرها تجاه‬ ‫فوزها بالجائزة‪ ،‬وأضافت‪« :‬هناك لذة خاصة يستشعرها الفائز‪،‬‬ ‫هي لذة االنتصار» مؤكدة أن لذتها تزداد حالوة ألن فوزها يمثل‬ ‫بالنسبة لها فوزاً وانتصاراً لفكرة الفكه «الفكاهة» في اإلسالم‪،‬‬ ‫ال سيما في ظل ما رأت أن الدين اإلسالمي يشهد محاوالت‬ ‫تشويه ومغالطة في السنوات األخيرة‪ ،‬فالفوز في هذه الحالة‬ ‫– والكالم للعبيدي‪ -‬يعكس رسالة اإلسالم السمحة والقائمة‬ ‫على اليسر والتسامح وحب الحياة‪ .‬كما أنه فوز للفكر الشاب‪،‬‬ ‫الفكر الحداثي‪ ،‬ومتمنية أن يكون فوزها محفزاً للطاقات الشابة‬ ‫لدفعها نحو اإلبداع والتميز‪.‬‬ ‫وتضيف العبيدي‪« :‬أعتبر الراحل العظيم الشيخ زايد والداً‬ ‫وملهماً لكل الشباب العربي الطامح إلى النجاح وخدمة األمة‬ ‫وقضاياها» لذلك فإنها تتوجه بجائزتها إلى روحه الطاهرة‬ ‫شاكرة أياديه البيضاء التي طالت مشارق األرض ومغاربها‪،‬‬ ‫فبنت وأعانت وساعدت‪ .‬وتهدي العبيدي جائزتها إلى روح‬ ‫والدها الذي ما زالت تتذكر رسالته في وداعها‪« :‬يا ابنتي‪ ،‬من‬ ‫ُ‬ ‫تذوقت من ملح‬ ‫اُشتغل بالقلم فال خوف عليه» وإلى أمها التي‬ ‫عرقها حالوة الحياة‪ .‬وتضيف العبيدي‪« :‬أهنئ كل من فاز في‬ ‫جميع فروع الجائزة‪ ،‬وأوجه تحية تقدير واحترام إلى األعمال‬ ‫التي وصلت إلى القائمتين الطويلة والقصيرة‪ ،‬والتي أعتبرها‬ ‫أعما ًال قيم ًة لمشاركتها في مثل هذه الجائزة الرائدة في‬ ‫العالم العربي والتي تسهم في التعريف باألعمال المهمة‬ ‫والجديرة بالقراءة»‪.‬‬ ‫وحول كتابها الفائز بالجائزة تقول العبيدي‪«:‬إنه كتاب في‬ ‫ال َف َك ِه – أي الفكاهة – في الدين» وتفسر أن الفكه في الدين‬ ‫إنما هو من أجل تسيير حياة المؤمن وتيسيرها في العبادات‬ ‫والمعامالت‪ ،‬وتشرح قائلة‪ ”:‬رصدت في البحث َف َك َه الرسول مع‬ ‫األطفال والبدو واألعراب والصحابة ومع زوجاته‪ ،‬كما تعرضت‬ ‫إلى ال َف َك ِه في الثقافة العربية اإلسالمية وفي الثقافة الغربية‪،‬‬ ‫قياساً بما وصلنا إليه اليوم من ضيق أفق ومن سوداوية‬

‫وتحريم وتكفير ال تتناسب أبداً مع ما كان عليه إسالم البدايات‬ ‫ٍ‬ ‫وتسهيل‪ ،‬حتى أن الناس كانوا يدخلون في الدين‬ ‫ُسر‬ ‫ٍ‬ ‫من ي ٍ‬ ‫بالكلية راغبين ال مكرهين‪ ،‬لما انطوت عليه شخصية الرسول‬ ‫من تسامح ومجاراةٍ لمقتضيات المرحلة حينما كان الناس‬ ‫حديثي عه ٍد باإلسالم»‪.‬‬ ‫وتؤكد العبيدي أن فوز كتابها هذا قد جعلها ترى العالم‬ ‫بعيون مفعمة بالتفاؤل والفرح والفكه‪ ،‬مشيرة إلى أن هذا‬ ‫الفكه يعلمنا أن نترك كل ما من شأنه أن يفسد علينا حياتنا‬ ‫وأن نستشرف المستقبل بعيون كلها أمل وإصرار‪.‬‬ ‫وتضيف‪« :‬كما أشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي‬ ‫الستكمال ما بدأته في نشر ثقافة الفكه في اإلسالم‪ ،‬خاصة‬ ‫في مجاالت نرى أنها تستحق من الباحثين إبرازها ودراستها‪،‬‬ ‫ال سيما أن الفكه حاضر في كل مجاالت الدين‪ ،‬ففي الحديث‬ ‫فكه‪ ،‬وفي التفسير فكه‪ ،‬وفي كتب التاريخ فكه‪ ،‬وفي القصص‬ ‫فكه»‪.‬‬ ‫وتلخص العبيدي وجهة نظرها في منظومة الجوائز العربية‪،‬‬ ‫فتقول إن وجود جوائز للكتاب في العالم العربي هو تأكيد أهمية‬ ‫الكتاب ودوره الريادي في نقل العلم والمعرفة‪ ،‬على الرغم‬ ‫مما شهده العالم من تغيرات هائلة في سبل انتقال الفكر‬ ‫والتواصل جراء العولمة ووسائل االتصال الحديثة والتي ظن‬ ‫البعض أنها سوف تقلص من دور الكتاب‪ ،‬إال أن جائزة الشيخ‬ ‫زايد بما قدمته من معايير رصينة ومتابعة دؤوبة وبما اكتسبته‬ ‫من شهرة نتيجة حرصها على الجانب األكاديمي والفكري‬ ‫لألعمال المترشحة للفوز ولخبرات اللجان ومصداقيتها نجحت‬ ‫في إبقاء جذوة الكتاب مشتعلة في صدر كل من يؤمنون‬ ‫بالعلم وقيمته‪.‬‬ ‫وتقول العبيدي التي تستعد لزيارة أبوظبي‪« :‬أحمل لكم‬ ‫باقة ورد وياسمين من تونس الخضراء إلى عاصمة التسامح‬ ‫والعطاء‪ ،‬وأحمل إليكم رغبتي باستمرار مد جسور التواصل‬ ‫الفكري والثقافي بين الشباب التونسي وإخوانهم في أبو‬ ‫ظبي‪ ،‬وأحمل في جعبتي الفرح الذي ما زلت مسكونة به‪ ،‬وما‬ ‫أترقبه من ذكريات ستحفرها مدينة أبو ظبي في وجداني ما‬ ‫حييت»‪.‬‬

‫أعتبر الراحل الكبير الشيخ زايد والداً‬ ‫وملهم ًا لكل الشباب العربي الطامح إلى‬ ‫النجاح وخدمة األمة‬

‫‪41‬‬


‫عبده وازن‬ ‫ولد عام ‪ 1957‬في الدكوانة ‪ -‬بيروت‪ .‬أنهى دروسه الثانوية في «معهد‬ ‫الرسل» بجونيه‪ ،‬ودروسه الجامعية في «جامعة القديس يوسف»‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وحصل على دورة في (جامعة فال دو مارن) ‪ -‬باريس ‪ -‬كريتاي ‪1980‬‬ ‫ ‪ .1985‬يعمل في الصحافة الثقافية منذ ‪ ،1979‬ويتابع الحياة األدبية‬‫كناقد‪ .‬حصل على «جائزة الصحافة الثقافية» من «نادي دبي للصحافة»‬ ‫‪ ،2005‬وله بحوث‪ ،‬وتراجم عدَّة‪ ،‬ودواوين شعرية‪ ،‬وروايات‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫حياة معطلة ‪ ،2009‬وشعراء من العالم ‪ ،2010‬روايات الحرب اللبنانية‬ ‫‪.2010‬‬


‫الفتى الذي أبصر الهواء‬ ‫الصادرة عن منشورات "الدار العربية للعلوم ‪ -‬ناشرون"‪.‬‬ ‫وهي رواية للفتيان تدور حول فتى ضرير يدعى "باسم"‪ ،‬في الثالث عشر من عمره‬ ‫يغادر قريته إلى معهد المكفوفين في بيروت‪ ،‬ويتعلَّم الكتابة بطريقة برايل‪ ،‬كما‬ ‫يتعلَّم الحاسوب‪ ،‬فتتفتح موهبته‪ ،‬ويغادر حياة االستسالم لإلعاقة‪ .‬وهي‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫ذلك‪ ،‬رواية إنسانية تصف‪ ،‬بلغة سردية جميلة‪ ،‬حياة فئة من ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫أهملها أدب الفتيان‪ .‬كما أنها تح ِّفز على التشبُّث بروح القيم األخالقية األساسية‪،‬‬ ‫من خالل كتابة فنية قريبة من ذهنية الفتيان؛ كتابة هادئة ومنطقية تضع للفتى نماذج‬ ‫ينبغي أن يحاكيها حتى يستطيع بناء شخصية مستقلة في المستقبل‪ ،‬رواية تجعل‬ ‫من التحدي قيمة إنسانية كبرى لكي يستطيع الفتى تحقيق أهدافه‪.‬‬

‫َّ‬ ‫“حل باسم المكفوف في المرتبة األولى بين تالمذة المدارس في لبنان‪ .‬وعندما‬ ‫قرأت المديرة واألساتذة القصَّ ة التي كتبها باسم فوجئوا بكتابته السليمة الخالية‬ ‫تماماً من األخطاء‪ ،‬وبأسلوبه البسيط والمتين في آن واحد‪ ،‬وبقدرته على الجمع‬ ‫بين الواقع والخيال؛ فالقصة التي استوحاها من واقع المكفوفين حلَّقت في الخيال‬ ‫الجميل الطالع من الوجدان اإلنساني العميق‪ .‬أما باسم فكان فرحه بهذا الفوز‬ ‫كبيراً جداً؛ فهو أو ًال استطاع أن يخطو خطوته األولى في عالم الكتابة‪ ،‬محققاً الحلم‬ ‫الذي طالما راوده‪ ،‬وتمكن ثانياً من أن يعبِّر عن مشاعره الحقيقية التي يكنها البنة‬ ‫عمه زينب‪ ،‬التي كان لها أثر كبير في حياته‪ ،‬والتي ساهمت في بلورة موهبته األدبية‪،‬‬ ‫ناهيك عن إعجابه بها وبأخالقها‪ ،‬وحبه الصادق لها”‪.‬‬ ‫(ص ‪ ،)114‬الدار العربية للعلوم‬ ‫ناشرون‪ ،‬بيروت‪.2011 ،‬‬


44


‫وصف الصحافي والشاعر اللبناني عبده وازن فوزه بجائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب التي اعتبرها إحدى أرقى الجوائز العربية‬ ‫والعالمية‪ ،‬بالفوز المزدوج‪ ،‬فهو فوز معنوي توّ ج مسيرته‬ ‫اإلبداعية التي بدأها قبل نحو ربع قرن‪ ،‬وفوز مادي أعانه على‬ ‫توفير حياة كريمة يصعب أن يتمكن المبدعون الحقيقيون في‬ ‫العالم العربي من توفيرها‪ ،‬يقول وازن‪« :‬إنه أجمل فوز أن‬ ‫يتمكن المرء من توفير منزل له وحياة كريمة»‪.‬‬ ‫بالتلقائية والصراحة نفسها يستكمل عبده وازن حديثه‬ ‫مهدياً فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب إلى األجيال العربية‬ ‫الجديدة‪ ،‬مؤكداً أن هذه األجيال في أشد الحاجة إلى مثل هذا‬ ‫الدعم المعنوي والمادي لينتشل مبدعيها من براثن التهديد‬ ‫المستمر بفقدان الهوية وضياع البوصلة‪.‬‬ ‫وربما كان هذا القلق الذي يراود األديب عبده وازن حول‬ ‫حال األجيال العربية الجديدة‪ ،‬هو دافعه لكتابة روايته األولى‬ ‫الموجهة إلى الفتيان والناشئة من عمر أحد عشر عاماً وما‬ ‫فوق‪ ،‬وربما تجلي هذا القلق الصادق في ثنايا وتفاصيل الكتابة‬ ‫هو ما أهلها لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل‬ ‫هذا العام‪ ،‬يقول وازن عن روايته المعنونة «الفتى الذي أبصر‬ ‫لون الهواء» أو «كتابه» كما يفضل أن يطلق عليه‪« :‬كتابي هو‬ ‫رواية موجّ هة الى الفتيان والناشئة من عمر ‪ 11‬سنة وما فوق‪،‬‬ ‫وهي تدور حول عالم األطفال والفتيان الذين فقدوا البصر‬ ‫وعادة ما ُيسمَّ ون بالمكفوفين» وبطل رواية وازن هو فتى‬ ‫مكفوف أو ضرير‪ ،‬ولد هكذا وعاش هكذا‪ ،‬ولكنه قرر أن يتحدى‬ ‫هذه اإلعاقة‪ ،‬وكان عليه أن يتحدى في الوقت ذاته الفقر الذي‬

‫يعيش فيه مع أهله‪ ،‬ويضيف وازن مشيراً إلى المشكلة التي‬ ‫يعانيها الفتى بطل روايته ‪« :‬تكمن مشكلة الفتى في تأخره‬ ‫عن االلتحاق بمعهد المكفوفين أعواماً‪ ،‬وعندما وافق أهله‬ ‫وخصوصاً أمه‪ ،‬على التحاقه بالمعهد وترك العائلة والقرية التي‬ ‫تعيش العائلة فيها‪ ،‬وجد نفسه متأخراً عن رفاقه المكفوفين‬ ‫الذين يجايلونه عمراً‪ .‬فهم التحقوا قبل أعوام بينما هو جاء الى‬ ‫المعهد في الثالثة عشرة من عمره» وهنا يتجلى مستوى‬ ‫التحدي الذي يقبله الفتي‪ ،‬إعاقة وفقر وبداية متأخرة‪ ،‬فهل‬ ‫ينتصر؟‬ ‫يجعل وازن من الفتي في الرواية أنموذجاً لما يريد لألجيال‬ ‫العربية الجديدة أن تقوم به‪ ،‬فهو – كما يبدو من روايته – يرى‬ ‫أن األجيال العربية الجديدة كمثل هذا الفتي الذي تأخر في بدء‬ ‫سباق الحياة والعلم ألنه ولد كفيفاً وفقيراً‪ ،‬في الرواية يقرر‬ ‫الفتى التحدي وينصرف إلى الدرس والعمل‪ ،‬فيتعلم القراءة‬ ‫في كتب «برايل» المخصصة للمكفوفين‪ ،‬وكذلك الطباعة على‬ ‫الكومبيوتر‪ .‬ويتمكن خالل سنتين من أن ينجح وال سيما في‬ ‫دروس اللغة العربية‪ ،‬وفي كتابة القصص‪ .‬وفي النهاية يحل‬ ‫في المرتبة األولى في المسابقة التي تنظمها وزارة التربية‬ ‫لكل تالمذة المدارس في لبنان في حقل كتابة القصص‪ .‬وفي‬ ‫قصته الفائزة يكتب التلميذ المكفوف الذي يدعى «باسم» عن‬ ‫فتاة مكفوفة تتحدى ظروفها الصعبة وتنجح‪ .‬ولكن يبقى‬ ‫التساؤل الذي ترشقه رواية وازن كالخنجر في جسد الضمير‬ ‫العربي‪ ،‬هل ينجح شباب العرب في إدراك أنفسهم؟‬ ‫خارج الرواية يشير وازن إلى بعض أطراف اإلجابة قائ ًال‪:‬‬

‫إن المشهد الثقافي العربي يشهد اليوم حا ًال من االستتباب‬ ‫واالزدهار على رغم المشاكل الكثيرة التي تعانيها الثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬ال سيما في هذه الفترة المضطربة سياسياً التي‬ ‫يجتازها عالمنا العربي‪.‬‬ ‫إال أنه يؤكد أن ثمة أسئلة ملحة مطروحة للنقاش ويؤكد‬ ‫ضرورة ايجاد األجوبة على تلك األسئلة‪.‬‬ ‫كما يشير وازن إلى أن الجوائز العربية باتت تشكل ظاهرة‬ ‫كبيرة في اآلونة األخيرة‪ ،‬ويرى فيها بادرة مهمة جداً ومميزة‬ ‫تكرّ م األدباء وتساعدهم على مواجهة مشاكلهم الحياتية‪،‬‬ ‫إضافة الى البعد المعنوي الكبير الذي تسبغه عليهم‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬باتت هذه الجوائز الكريمة محط أنظار األدباء‬ ‫والشعراء في العالم العربي‪ ،‬وأضحى هؤالء يحلمون بالفوز‬ ‫بها‪ .‬والالفت أن األدباء الطليعيين في العالم العربي هم‬ ‫الذين يفوزون بها‪ ،‬مما يدل على رصانتها وجدّيتها وأهميتها‬ ‫الثقافية»‪ ،‬ويقول إن جائزة الشيخ زايد للكتاب تكرس لهذه‬ ‫الرصانة والجدية واألهمية‪ ،‬ويصف فوزه بها قائ ًال‪ »:‬بعد هذا‬ ‫الفوز أرى العالم وقد اكتسب المزيد من الفرح‪ ،‬فهذه نعمة‬ ‫من اهلل‪ ،‬واألدباء في العالم العربي يحتاجون إلى مثل هذا‬ ‫الدعم المعنوي والمادي»‪.‬‬ ‫وحول عالقته بإمارة أبو ظبي‪ ،‬يقول وازن ‪« :‬أحب أبوظبي‬ ‫كثيراً‪ ،‬وزرتها كثيراً كذلك‪ ،‬هنا تلتقي ثقافة الصحراء البديعة مع‬ ‫ثقافة البحر المنفتح على العالم اآلخر‪ ،‬ثقافة التراث واألصالة‬ ‫وثقافة الحداثة والعصرنة‪ ،‬أحب أيضاً الشمس هنا‪ ،‬وزرقة‬ ‫السماء التي تجعل اإلنسان وجهاً لوجه مع أسئلة الوجود»‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫أ‪ .‬د‪ .‬شاكر عبد الحميد‬ ‫وزير الثقافة المصري‪ ،‬عمل سابقاً أميناً عاماً لمجلس المصري األعلى للثقافة‪،‬‬ ‫وقبلها عمل أستاذاً لعلم نفس اإلبداع في «أكاديمية الفنون» بمصر‪ .‬ونائباً‬ ‫لرئيس األكاديمية في الفترة ‪.2005 - 2003‬‬ ‫شغل سابقاً منصب عميد «المعهد العالي للنقد الفني» في «أكاديمية‬ ‫الفنون» بمصر‪ .‬وهو متخصص في دراسات اإلبداع الفني والتذوق الفني‬ ‫لدى األطفال والكبار‪ ،‬وله مساهمات في النقد األدبي والتشكيلي أيضاً‪ .‬عمل‬ ‫مديراً لبرنامج تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي‬ ‫– مملكة البحرين)‪ .‬ومن الجوائز التي حصل عليها‪« :‬جائزة شومان للعلماء‬ ‫العرب الشبان في العلوم اإلنسانية»‪ ،‬والتي تقدمها «مؤسسة عبد الحميد‬ ‫شومان» بالمملكة األردنية الهاشمية عام ‪ ،1990‬و«جائزة الدولة للتفوُّق في‬ ‫العلوم االجتماعية» ‪ -‬مصر ‪.2003‬‬


‫الفن والغرابة‬ ‫الصادر عن «الهيئة العامة المصرية»‬ ‫هذا الكتاب هو دراسة نقدية بمعالجة سيكولوجية لبيان نزعة الخالف التي‬ ‫تأثر بها الفن في الغرب بين الواقع المألوف والمبتكر الغريب‪ .‬وهي تعبر باتجاه‬ ‫جديد عن الصيغ الغرائبية المتراكمة التي واكبت تحوُّالت الفن منذ عصر الباروك‬ ‫والرومانسية إلى عصر التجريد والسريالية‪.‬‬

‫«الغرابة هي ذلك االنفعال الذي ينتابنا عندما نواجه بعض األعمال الفنية‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يرتبط بالدهشة‪ ،‬واالرتياب‪ ،‬والشك‪،‬‬ ‫فالغرابة‪ ،‬هنا‪ ،‬إحساس جمالي‬ ‫الغربية؛‬ ‫والخوف‪ ،‬والرُّعب‪ ،‬أو الفزع الشديد الذي نشعر به عندما نرى بعض األعمال‬ ‫الفنية أو حتى نسمعها‪ ،‬وهذه غرابة جمالية فنية في مقابل الغرابة الحياتية‪،‬‬ ‫كما أن هذه الغرابة الجمالية تقابل حالة جمالية أخرى تتضاد معها وهي الخاصة‬ ‫باألعمال الفنية الهادئة‪ ،‬والجميلة‪ ،‬والمتناسقة‪ ،‬حيث ال فزع‪ ،‬وال خوف‪ ،‬بل‬ ‫إعجابٌ وانجذاب غي ُر مصحوب بخوف أو فزع‪ ،‬ليس هذا الجميل موضع اهتمامنا‪،‬‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬بل نقيضه؛ الجليل والمخيف‪ ،‬وحتى المثير للرعب أيضاً»‪.‬‬ ‫(ص ‪ ،)12‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.2010 ،‬‬


‫يلخص وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبد الحميد نظرته‬ ‫إلى المشهد الثقافي العربي في كلمات مختصرة ودالة‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫«يعاني المشهد الثقافي العربي من نوع من التباعد واالنفصال‬ ‫النسبي» موضحاً ذلك في غياب المؤتمرات العربية الكبرى‬ ‫والندوات التي تجمع المثقفين العرب كما كان يحدث في الماضي‪،‬‬ ‫ويقول ‪« :‬نحن في أمس الحاجة اآلن إلى نوع من الوحدة الثقافية‬ ‫العربية تكون مقدمة لوحدة اقتصادية وربما سياسية بعد ذلك»‬ ‫ويضيف أن المثقفين في بعض البالد العربية يحتاجون إلى مزيد‬ ‫من التواصل واللقاء وذلك ألن ما يجمعهم أكثر كثيراً من الذي‬ ‫يفرقهم”‪.‬‬ ‫ويرى الدكتور شاكر عبد الحميد الحاصل على جائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب‪ ،‬في الجائزة بوابة لألمل يمكن أن نلج منها إلى حالة‬ ‫من التفاؤل بمستقبل الثقافة العربية‪ ،‬باعتبارها إشارة إلى وجود‬ ‫من يعي ويفهم أهمية الكتاب وبالتالي أهمية الثقافة والمثقفين‬ ‫والعلم والعلماء في إنجاز النهضة العربية المنشودة‪.‬‬ ‫ويصف عبد الحميد شعوره لدى فوزه بجائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب بأنه «حالة من الفرح الشديد والبهجة وأيضاً الشعور العارم‬ ‫القوي بالشكر هلل سبحانه وتعالى على هذا التوفيق‪ ،‬واالمتنان‬ ‫لدولة اإلمارات العربية المتحدة» ويضيف أن مصادر هذه الحالة‬ ‫كثيرة أولها أن هذه الجائزة ترتبط باسم المغفور له بإذن اهلل‬ ‫الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪ ،‬الزعيم والقائد والرمز العربي‬ ‫الخالد الكبير‪ ،‬كما أن القائمين عليها من أهل الثقة والكفاءة ولهم‬ ‫تقديرهم في األوساط العلمية‪.‬‬ ‫لهذه االعتبارات وغيرها فقد اعتبر الدكتور شاكر عبد الحميد‬ ‫أن الفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب جاء تتويجاً لمسيرته العلمية‬ ‫والثقافية التي امتدت ألكثر من ثالثين عاماً‪ .‬وهو تتويج يستحق‬ ‫أن يهديه بفخر كما قال «إلى وطني مصر وإلى أسرتي وأصدقائي‬ ‫وإلى المثقفين العرب والعاملين في مجال الفن بشكل عام»‪.‬‬ ‫ويستعرض الدكتور شاكر عبد الحميد أبرز محاور كتابه‬ ‫‪48‬‬

‫الفائز بالجائزة‪ ،‬مشيراً إلى أنه مبحث جديد بدرجة كبيرة على‬ ‫الثقافة العربية‪ ،‬وهو يجتهد في استكشاف األدوار التي يمكن‬ ‫أن يستفاد بها من مفهوم الغرابة في تفسير األعمال الفنية‬ ‫خاصة في مجال الفنون التشكيلية ومجاالت المسرح والعمارة‬ ‫والسينما وغيرها‪.‬‬ ‫و”الغرابة” كما يعرفها الدكتور عبد الحميد هي حالة نقيض‬ ‫لأللفة‪ ،‬نوع من القلق المقيم‪ ،‬حالة بين الحياة والموت‪ ،‬التباس بين‬ ‫الوعي وغياب الوعي‪ ،‬حضور خاص للماضي في الحاضر‪ ،‬وحضور‬ ‫خاص لآلخر في الذات‪ ،‬قلق غير مستقر بين الزمان والمكان‪،‬‬ ‫إقامة عند التخوم؛ تخوم الوعي والوجدان‪ ،‬إفاقة ليست كاملة‪،‬‬ ‫حالة حدودية‪ ،‬أو بينية‪ ،‬تقع بين انفعاالت الخوف والرهبة والتشويق‬ ‫وحب االستطالع والمتعة والطمأنينة والتذكر والرعب والتخيل‬ ‫والوحشة وااللتباس والفقدان لليقين‪ .‬ويضيف ‪ ”:‬يكمن جوهر‬ ‫الغرابة في الحياة‪ ،‬وفي الفن‪ ،‬وفي األدب في تلك العالقة التي توجد‬ ‫بين الموت والحياة‪ ،‬وكذلك في آلية التكرار‪ ،‬في انتفاء األلفة‪ ،‬وغياب‬ ‫الشعور باألمن‪ ،‬وحضور الخوف في الحياة‪ .‬كل ما هو ضد األمن‬ ‫غريب‪ ،‬وكل ما هو ضد األلفة غريب‪ ،‬وكل ما هو ضد الفرح غريب‪،‬‬ ‫واألكثر غرابة من هذه الغرابة نفسها أن تتحول األشياء التي‬ ‫كان ينبغي النظر إليها على أنها غريبة إلى أشياء عادية ومألوفة‪.‬‬ ‫والغرابة حياتية وإبداعية‪ ،‬وقد تتجاوز الغرابة الحياتية فع ًال الغرابة‬ ‫الفنية واألدبية‪ ،‬والغرابة األدبية – والفنية – نوعان‪ :‬غرابة غير‬ ‫المألوف‪ ،‬وغرابة المألوف‪.‬‬ ‫ويشير عبد الحميد إلى أن الخوف أساسي في حدوث‬ ‫اإلحساس بالغرابة؛ ألنه نقيض األمن وعدو الطمأنينة‪ ،‬ويضيف‪”:‬‬ ‫فقد ينتابك شيء‪ ،‬يداهمك‪ ،‬يراودك‪ ،‬يشاغلك‪ ،‬يوجد على مشارف‬ ‫وعيك‪ ،‬وكأنه شيء يوشك على الحدوث‪ ،‬وقد يحدث أو ال يحدث‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬وألنه غامض‪ ،‬غير معروف‪ ،‬ال نعرف متى سيظهر‪ ،‬وكيف‪،‬‬ ‫وأين‪ ،‬تتولد لدينا مشاعر الخوف منه‪ ،‬مث ًال‪ :‬توقعك عندما تنام أنك‬ ‫سترى أشباحً ا‪.‬‬

‫ترتبط هكذا الغرابة ً‬ ‫أيضا بعالم الليل‪ :‬عالم الكوابيس واألشباح‬ ‫والمقابر والموت‪ ،‬وكذلك كل ما هو مكبوت في أعماق ال وعينا‬ ‫الجمعي‪ ،‬وال نعرف عنه شي ًئا‪ ،‬أو نعرف عنه بعض األشياء‪ ،‬ولكننا‬ ‫ال نعرف متى يظهر‪ ،‬فإذا ما ظهر كان غريبًا‪ ،‬لكن الغرابة ترتبط‬ ‫ً‬ ‫أيضا بعالم النهار‪ :‬عالم اليقظة‪ ،‬بكل ما يزخر به هذا العالم من‬ ‫خوف وفقدان لألمن‪ ،‬وموت كامن أو ظاهر في الحياة»‪.‬‬ ‫هكذا تجسد الغرابة ذلك الموت الموجود في الحياة‪ ،‬وكذلك تلك‬ ‫الحياة التي في الموت‪ ،‬ذلك التردد بين الموت والحياة (كما تمثلها‬ ‫فكرة الشبح واألشباح مث ًال)‪ً ،‬‬ ‫وأيضا ذلك الموت الذي في الحياة‬ ‫(كما يتجلى في ذلك التكرار والحركة اآللية التي تسم كل ما كان‬ ‫ينبغي أن يكون حيًا متدف ًقا متجددًا‪ ،‬كالبشر‪ ،‬األحياء مث ًال)‪.‬‬ ‫ويضيف عبد الحميد أن الغرابة ليست مصطلحً ا أحادي البعد‪،‬‬ ‫بسيط المعنى؛ بل إنه مصطلح متعدد األبعاد‪ ،‬مركب المعاني‪،‬‬ ‫متنوع الدالالت‪ ،‬فمن معانيه‪ :‬حضور الموت في الحياة وحضور‬ ‫الحياة في الموت‪ .‬ومن معانيه ً‬ ‫أيضا ظهور المألوف في سياق‬ ‫غير المألوف‪ ،‬ظهور المألوف من األفكار والتصورات واالنفعاالت‬ ‫القديمة التي اعتقدنا أننا تجاوزناها أو كبتناها‪ ،‬ظهورها اآلن‪ ،‬في‬ ‫الحاضر‪ ،‬في سياق زماني ومكاني غير مألوف لظهورها‪ ،‬وهذا‬ ‫هو المعنى الذي أطلق فرويد عليه مصطلح‪ :‬عودة المكبوت‪ ،‬ومن‬ ‫معانيها‪ :‬ظهور غير المألوف في سياق مألوف‪ ،‬ظهور أشباح‬ ‫الماضي وأفكاره وسلوكياته في الحاضر وربما المستقبل‪ ،‬ظهور‬ ‫غير المتوقع‪ ،‬المخيف الغريب عن البيت‪ ،‬األجنبي عنه في سياق‬ ‫البيت األليف المألوف‪ .‬ومن معاني الغرابة ً‬ ‫أيضا‪ :‬تحول الساكن إلى‬ ‫متحرك‪ ،‬والمتحرك إلى ساكن ‪ ،‬عودة الموتى إلى الحياة‪ ،‬ودخول‬ ‫األحياء عالم الموتى‪ ،‬هذه الحيرة المعرفية وااللتباس الذي ال‬ ‫نعرف معه‪ ،‬ما إذا كان شخص ما حيًا أو ميتً ‪ .‬ويختتم عبد الحميد‬ ‫حديثه عن كتابه “الفن والغرابة‪ :‬مقدمة في تجليات الغريب في‬ ‫الفن والحياة” بأن الكتاب محاولة الستشراف اآلفاق التفسيرية‬ ‫لهذا المصطلح في مجاالت الفنون التشكيلية والعمارة والسينما‬


‫والمسرح وغيرها من الفنون‪.‬‬ ‫ويكن وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبد الحميد‪،‬‬ ‫مشاعر وذكريات جميلة لمدينة أبو ظبي ولدولة اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة‪ ،‬مشيراً إلى أنه قضى فيها مع أسرته أربع‬ ‫سنوات من أجمل سنوات العمر عندما كان يعمل أستاذاً‬ ‫لعلم النفس في كلية الدراسات اإلنسانية واالجتماعية في‬ ‫جامعة اإلمارات المتحدة في مدينة العين‪ ،‬ويتذكر بفرح‪“ :‬كنا‬ ‫نزور أبو ظبي دائماً ونسعد بها جميعاً ونرى بفخر واعتزاز‬ ‫وفرح هذه التطورات المتواصلة التي تحدث في هذه المدينة‬ ‫وتجعلها درة متألقة في عقد دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫الفريد وفي جبين الوطن العربي” ويضيف‪ ”:‬أحمل في جعبتي‬ ‫أيضاً فرحاً وبهجة واعتزازاً لفوزي بجائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫وهي جائزة مرموقة وكبيرة يطمح أي مثقف عربي إلى الفوز‬ ‫بها ويفرح كما أشعر أنا بذلك اآلن”‬

‫الجائزة بوابة لألمل نلج‬ ‫منها إلى حالة من التفاؤل‬ ‫بمستقبل الثقافة العربية‬ ‫‪49‬‬


‫بريل للنشر‬ ‫ُت َعد من أبرز وأقدم مؤسسات النشر على مستوى العالم‪،‬‬ ‫وتشتهر بكونها من الناشرين للموسوعات واألعمال المرجعية‬ ‫والكشافات واألطالس‪ .‬وقد اعتنت بكتب التراث العربي واإلسالمي‬ ‫عناية خاصة‪ُ ،‬‬ ‫وعرفت بوصفها مرجعاً معتمدا ً في هذا المجال‪ .‬كما‬ ‫أنها من أكبر المسوِّقين للكتب النادرة عن العالم العربي واإلسالمي‬ ‫خالل أكثر من ثالثمائة عام‪ .‬كما وتراعي الدار الحقوق كافة وبدقة‬ ‫نظرا ً لتشعب أعمال الترجمة والطبع وحقوق الملكية ما بين ّ‬ ‫الكتاب‪.‬‬

‫«وصلني االثنين الماضي نبأ فوز دار نشر بريل بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع النشر والتوزيع ‪ ،‬وإننا‬ ‫لنعتبر ذلك شرفاً عظيماً‪ ،‬باألخص نحن في إدارة نشر األبحاث الشرق أوسطية واإلسالمية‪ .‬ونشكر‬ ‫القائمين على الجائزة ‪ ،‬ومجلس األمناء ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأود التأكيد بأن دار نشر بريل سعيدة جدا بالحصول على الجائزة‪».‬‬ ‫د‪ .‬ماوريتس فان دين بوغيرت‬ ‫مدير إدارة نشر األبحاث الشرق أوسطية واإلسالمية‪.‬‬



‫مدينة كتاب باجو ‪ -‬كوريا الجنوبية‪،‬‬ ‫تأسست مدينة كتاب باجو عام ‪ 1989‬وفق رؤية شاملة لوضع حجر األساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دوراً رئيساً في‬ ‫التنمية الوطنية‪ ،‬وتتلخص رؤية المدينة في حصر كافة العمليات التي تندرج ضمن صناعة الكتاب من تخطيط وطباعة وتصميم فني‬ ‫وتنسيق لوجستي ونشر‪ ،‬ضمن حيز واحد باإلضافة إلى توفر مكتبتين ضخمتين للزائرين وصالة عرض لألفالم المرتبطة باألدب‬ ‫والثقافة وتنظيم عدة مهرجانات ثقافية لألطفال ومنتديات حوارية مع أبرز الكتاب والمؤلِّفين سنوياً‪ .‬ولعل من أهم ما تتميز به مدينة‬ ‫كتاب باجو هو تالؤمها وحفاظها على استخدام مواد صديقة للبيئة والتصميم الهندسي ‪ -‬الثقافي للمدينة والذي يُع ُّد األول من نوعه‬ ‫في العالم‪.‬‬

‫في عام ‪ 1980‬قام مجموعة من الناشرين الصادقين في تطلعهم يحدوهم األمل بتأسيس مجتمع خاص‬ ‫بالنشر‪ .‬وتحقق هذا الحلم في مدينة بمساحة مليون و‪ 584‬ألف متر مربع‪ ،‬على أرض خصبة بالتطلعات‪.‬‬ ‫وتهدف مدينة باجو للكتاب إلى أن تكون المدينة محققة ألحالم وتطلعات الجماهير المهتمة بالثقافة والكتاب‪،‬‬ ‫وقد تأسست المدينة على قواعد تحترم البيئة وتمزج في انسجام بينها وبين الدور الذي قامت من أجله وهو دعم‬ ‫صناعة الكتاب‪.‬‬ ‫وترعى المدينة الكثير من الفعاليات واألنشطة كمعرض الكتاب‪ ،‬والندوات والمعارض الفنية‪ ،‬والعروض‬ ‫الجماهيرية المتخصصة‪ ،‬إضافة إلى جهود نشر الثقافة وتبادل البحث في مجال صناعة الكتاب‪.‬‬ ‫يي كي‪ -‬أونج‬ ‫رئيس مجلس إدارة مدينة باجو للكتاب‪.‬‬


‫جوانب مهمة عن مدينة الكتاب باجو‬ ‫تعرف مدينة الكتاب باجو بأنها مجمع صناعي وطني من الناحية‬ ‫القانونية‪ ،‬يرتكز على تطوير صناعة النشر في كوريا‪.‬‬ ‫يتكون مشروع مدينة الكتاب باجو من مرحلتين‪ :‬المرحلة‬ ‫األولى إنشاء مجمع صناعي لصناعة الكتب والذي قد تم االنتهاء‬ ‫منه فعلياً في عام ‪ .2007‬حيث تم بناء شركات النشر‪ ،‬والمطابع‪،‬‬ ‫ومحالت الورق‪ ،‬ومراكز التوزيع‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬ ‫أما المرحلة الثانية من المشروع فهي قيد اإلنشاء‪ ،‬وسوف‬ ‫يتم اإلنتهاء منها في عام ‪ ،2014‬حيث سيكون هناك فيلم يبين‬ ‫كيفية صناعة النشر باإلضافة الى المتحف الوطني والمكتبة‪ .‬وهذا‬ ‫ما يسمى االنسجام بين عملية النشر ووسائل اإلعالم‪.‬‬

‫اإلنجازات الثقافية‬

‫تعقد مدينة الكتاب باجو فعاليات ثقافية كل سنة مثل‪:‬‬ ‫• مهرجان الكتاب لألطفال وذلك في شهر مايو من كل سنة‪،‬‬ ‫يستقبل المهرجان أكثر من مئة ألف زائر خالل عشرة أيام‪.‬‬ ‫• منتدى مدينة الكتاب باجو وذلك في شهر أكتوبر من‬ ‫كل سنة‪.‬‬ ‫• الندوة الدولية للكتاب في شرق آسيا وذلك في شهر أكتوبر‬ ‫من كل سنة‪.‬‬

‫البناء المعماري للمدينة‬

‫البناء المعماري لمدينة الكتاب باجو يميزها كثيراً‪ ،‬حيث ُتكوّ ن‬ ‫مبانيها معرضاً كبيراً يحمل في طياته قصصاً مميزة‪ ،‬مما يدل‬ ‫على أن العمارة ليست مجرد المظهر الخارجي الذي تظهر به‬ ‫المدينة ولكن المشهد المعماري للمدينة يجعل الحياة في تناغم‬ ‫وانسجام مع الطبيعة المحيطة بها‪.‬‬

‫مدينة صديقة للبيئة‬

‫مدينة الكتاب باجو هي مدينة صديقة للبيئة تم إنشاؤها للخروج‬ ‫من االنتقادات التي ترى بأن االستهالك المفرط الذي يهيمن‬ ‫عليها نتاج التصنيع الحديث للكتب قد دمر البيئة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالقائمون‬ ‫على المدينة يعتزمون إنشاء مدينة نموذجية للثقافة تتناسب مع‬ ‫طبيعة التقنيات المتطورة والعلوم المستخدمة‪.‬‬ ‫تتميز المدينة بوجود الهضاب الخضراء وجبل «شمهاك»‬ ‫تخترقها األنهار العذبة‪،‬أما بخصوص الحياة الحيوانية والنباتية‬ ‫فهناك الكثير من الجهود التي تبذل للحفاظ على حياة الحيوانات‬ ‫والنباتات التي تسكن المدينة‪.‬‬

‫المدينة التعليمية‬

‫مدينة الكتاب باجو هي مدينة تعليمية هدفها الرئيس تعزيز‬ ‫مبادئ الثقافة والنشر‪ ،‬كما تسعى لبناء أساس متين من القيم‬ ‫المشتركة والرغبات المجتمعية بد ًال من االحتياجات الشخصية‬ ‫الفردية‪ ،‬فهي تقدم رؤى طموحة وحكماً مختلفة للشعب الكوري‬ ‫من خالل الكتب‪ ،‬وأيضاً من خالل عقد مجموعة متنوعة من‬ ‫الفعاليات واألنشطة مثل المعارض والعروض‪.‬‬

‫المرافق المساندة‬

‫تم االنتهاء من المبنى الثقافي اآلسيوي للنشر والمعلومات‬ ‫الذي يوفر معلومات تعليمية حول ثقافة النشر وكيفية أداء البحوث‪.‬‬ ‫يحتل المركز مساحة وقدرها ‪ 18 ,000‬متر مربع‪ ،‬وطابق أرضي‬ ‫مساحته ‪ 20‬ألف و‪ 956‬متر مربع‪ .‬وقد بدأ تشييده في يونيو‬ ‫‪ 2001‬وانتهى في ابريل‪/‬نيسان ‪ .2007‬ويلعب هذا المبنى دوراً‬ ‫رئيسياُ في نشر وتشجيع الصناعة الثقافية‪.‬‬

‫تاريخ مدينة الكتاب باجو‬ ‫‪ 5‬سبتمبر ‪ :1989‬عقد اتفاقية لجنة الترويج عن اإلنشاءات‬

‫الخاصة بالنشر في المدينة الكورية لتعزيز تنمية الثقافة الوطنية‬ ‫من خالل الكتب وبناء مدينة الكتاب في إطار الدعم النشط من‬ ‫جانب الحكومة وجميع نواحي الحياة بما في ذلك وسائل اإلعالم‬ ‫والدوائر الثقافية والتعليمية‪.‬‬ ‫‪ 8‬يناير ‪ :1991‬بمشاركة دائرة النشر تم تشييد مجمع النشر‬ ‫الثقافي والصناعي والذي وافقت عليها مقاطعة جيونجي‪.‬‬ ‫‪ 10‬يوليو ‪:1991‬من خالل المشاورات مع مركز تخطيط البحوث‬ ‫البيئية من جامعة سيول الوطنية تم االتفاق على األهداف‬ ‫األساسية لبناء مدينة الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 9‬سبتمير ‪ :1991‬افتتاح مركز مدينة الكتاب باجو للمعلومات‬ ‫« انفوروم» والذي يشرف على عقد المعارض والمؤتمرات‪،‬‬ ‫واالحتفال بمختلف المناسبات‪ ،‬والحصول على مكاتب‬ ‫للموظفين‪.‬‬ ‫أغسطس ‪ :2006‬تم االنتهاء تقريباً من المرحلة األولى‬ ‫لمشروع بناء مدينة الكتاب باجو‪ ،‬كما تم اإلعالن عن إعداد خطة‬ ‫تطوير للمرحلة الثانية من المشروع خالل مؤتمر صحفي ‪.‬‬ ‫مايو ‪ :2008‬افتتاح مهرجان الكتاب لألطفال بعنوان «روح‬ ‫الهانجول»‪.‬‬ ‫مايو ‪ :2010‬افتتاح المعرض الثامن لمهرجان الكتاب لألطفال‬ ‫والذي تزامن مع افتتاح قاعة المعرض الدائم للكتب في مدينة‬ ‫الكتاب باجو في المركز الثقافي اآلسيوي للنشر والمعلومات‪.‬‬


‫منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‪ -‬اليونسكو‬ ‫استطاعت اليونسكو منذ إنشائها عام ‪ 1945‬وحتى اآلن‪ ،‬أن تح َّقق إنجازات كبرى على‬ ‫صعيد المحافظة على التراث اإلنساني والتعريف بالثقافات والفنون‪ ،‬والمساهمة في‬ ‫نشر وتعميم التعليم‪ ،‬وهي إنجازات ملموسة في أقطار عدَّة بالعالم‪ ،‬ويستفيد منها‬ ‫مختلف أبناء المجتمع البشري‪ .‬وتستجيب هذه اإلنجازات إلى المبادئ الموجهة لعمل‬ ‫اليونسكو المتمثلة في حماية التعدُّد الثقافي‪ ،‬وحفظ الذاكرة الثقافية لإلنسان‪ ،‬والحق‬ ‫في التعليم والمعرفة واإلبداع‪ ،‬وال شك في أن هذه اإلنجازات أصبحت اليوم مكاسب‬ ‫لجميع الشعوب من دون تمييز في اللغة أو العرق والدين‪ ،‬كما أنها عملت على ترسيخ‬ ‫حقوق اإلنسان في حرية الرأي والتعبير والحياة الكريمة‪.‬‬

‫«نعرب عن خالص امتنانا وتقديرنا للفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع شخصية العام الثقافية»‬ ‫إيرنا بوكوفا‬ ‫مدير عام منظمة اليونسكو‬



‫‪2011‬‬

‫حجبت الجائزة في فرعي‬ ‫اآلداب‪ ،‬والتنمية وبناء الدولة‬ ‫شعار الجائزة‬

‫أُسست جائزة الشيخ زايد‪ ،‬لتطوير اإلبداع الخالق عبر الكلمة المكتوبة‪ .‬وتقدير أحد أشكال التعبير الفني المحض‪ ،‬وعليه‬ ‫كان اللون الذهبي الخيار البديهي لتجسيد هذه الجائزة المهيبة‪.‬‬ ‫تعزز القطعة الذهبية فكرة األصالة وتمنحها شرف االندماج مع جوهر رؤية الشيخ زايد بشكل يدعم الدور والتأثير‬ ‫اللذين كانا له في الساحة العالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعلى الرغم من أن الشعار يظهر على وجه القطعة األمامي فقط‪ ،‬إال أن للجائزة وجها آخر يحمل صورة الشيخ زايد‪.‬‬ ‫يكمن فن الخط‪ ،‬الذي يعتبر من أرقى أشكال الفن العربي في العالم‪ ،‬في صميم هذه الهوية‪.‬كما أن التعبير اإلبداعي‬ ‫والكتابة الفنية والتراث تشكل القيم التي تدعم الخط المستخدم في الشعار‪.‬‬ ‫وفي حين تعكس الكلمات اإلنجليزية لغة كالسيكية رفيعة المستوى‪ ،‬وتضفي التفاصيل الدقيقة في القطعة كالكتابين‬ ‫اللذين يفصالن االسم عن السنة‪ ،‬واألشكال الزخرفية المحيطة بالقطعة رشاقة واتقاناً يليق بما تمثله الجائزة‪.‬‬ ‫وقد صممت هذه القطعة األيقونة لتقاوم تعاقب األيام وكي تبقى ناصعة محببة للنفس‪ .‬كما تجسد مكانة التراث الفني‬ ‫للخط العربي وقيم وخصال الحاكم الحميدة الذي سميت الجائزة باسمه‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫«مفاهيم موسعة لنظرية شعرية‬ ‫(اللغة‪-‬الموسيقى‪-‬الحركة)»‬ ‫الدكتور محمد مفتاح‬

‫دفاتر التدوين‪ :‬الدفتر السادس‬ ‫«رن» – رواية‬ ‫الدكتور جمال الغيطاني‬

‫نداء ما كان بعيداً – رواية‬ ‫األستاذ ابراهيم الكوني‬

‫كتاب األمير ومسالك أبواب الحديد‪-‬‬ ‫رواية‬ ‫الدكتور واسيني األعرج‬

‫‪57‬‬


58


‫عندما تمّ تأسيس جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬تم ّ تقسيمها إلى فروع متعددة تقوم على التكامل‬ ‫والتناسق‪ ,‬وتحتفي بالتنوع الثقافي الخالق‪ ،‬فالمتأمّ ل في فروع الجائزة يجد أ ّنها تسعى إلى بناء مجتمع‬ ‫ّ‬ ‫يشكل وجوده القاعدة الضرورية لالنطالق نحو التنمية والتحديث‪.‬‬ ‫المعرفة الذي‬ ‫يشمل هذا الفرع من الجائزة الكتابات اإلبداعية للمبدعين الكبار على اختالف أنواعها ‪،‬في الشعر‬ ‫والرواية والقصة القصيرة والمسرحية والسيرة الذاتية ‪.‬‬ ‫إن فلسفة جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تنبثق من منظومة قيم حضارية ومعرفية رفيعة‪ ,‬تعي أن‬ ‫ّ‬ ‫تشخص واقعها وترسم الطريق إلى عالقتها بالمستقبل‪.‬‬ ‫اآلداب والثقافات هي التي تشكل هويّة األمة و‬ ‫فاألدب هو الذي يبني الذاكرة الثقافية لألمة ويصنع رموزها ويبني مخيلتها الجمعيّة ويرسم مالمحها‬ ‫الخاصة بها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن المقولة الذائعة الصيت «الشعر ديوان العرب» والتي تؤكد أن الشعر خزانة حكمتها ومستنبط‬ ‫آدابها‪ ،‬مقولة دقيقة وصائبة‪ .‬فالشعر يرسم شخصية األمة ويبين مستوى وعيها وطبيعة منظورها‬ ‫وحركات التقدم والتراجع في تاريخها‪ ،‬وهو رافد رئيسي في بناء ثروتها اللغوية ومجازاتها وتعبيراتها‬ ‫الفنية النابضة بالحياة‪ .‬واالحتفاء باألدب هو من غير شك‪ ،‬احتفاء باللغة العربية وما تحمله من ذاكرة ثقافية‬ ‫ومعرفية ضخمة تشكل المعلم األبرز في بناء الهوية‪.‬‬ ‫وفوق ذلك فإن األدب وسيلة مهمة من وسائل ترقية الذوق الفني والحس الجمالي وتهذيب السلوك‬ ‫البشري وتنمية الوعي النقدي‪.‬‬ ‫وإذا كان العرب قد احتفوا بالشعر في ماضيهم وحاضرهم‪ ،‬فإن النقد العربي يحتفي في أيامنا هذه‬ ‫بالرواية والسرديات عموماً‪ ،‬من دون أن يعني ذلك غياب االهتمام بالشعر‪ .‬فقد صار في وسع الرواية‬ ‫أن تنقل إيقاعات الحياة المعاصرة وما فيها من ثورة معرفية وأن تسهم في عمليات التثقيف المجتمعي‬ ‫الذي يهدف إلى التقدم وترسيخ قيم االستنارة والحوار واالبتعاد عن العنف المجتمعي ‪ .‬وهذا يسري على‬ ‫فروع اإلبداع األخرى ‪.‬‬ ‫وفرع اآلداب في جائزة الشيخ زايد يهدف في المحصلة النهائية إلى إعادة االعتبار لصناعة الكتاب وتطوير‬ ‫تلك الصناعة نشراً وتوزيعاً‪ ،‬ألن الكتاب وسيلة مهمة من وسائل الحوار بين الحضارات وإذا كان التقدم‬ ‫العلمي ضرورة ألنه المدخل لاللتحاق بركب العالم المتقدم‪ ،‬فإن اآلداب والفنون ضرورية لبناء الهوية‬ ‫الثقافية وصقل الذائقة الجمالية ‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫في لقاء ثري وشيق ومفعم بالجمال تحدث إلينا األديب الروائي‬ ‫الكبير واسيني األعرج بلغة أدبية شفيفة وبنظرة استشرافية‬ ‫عن واقع الثقافة في العالم العربي خاصاً بالذكر جائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب وكتابه الذي كان سبب فوزه بالجائزة في إحدى‬ ‫دوراتها السابقة‪ ،‬معرجا وبشكل مستفيض عن آخر أعماله‬ ‫كما تطرق إلى مجموعة من القضايا التي تشغل مساحة وحيزا‬ ‫كبيراً لدى كل مبدع و‪ ..‬كما حدثنا عن المدن الملهمة والتي تترك‬ ‫أثرا في الذاكرة الجمعية واصفا اإلمارات بأنها نموذج النجاح الذي‬ ‫نقتدى به ‪.‬‬ ‫وبعيني المثقف العربي الذي تشغله القضايا الثقافية في العالم‬ ‫العربي مشاركا وفاعال تحدث واسيني األعرج عن الجائزة‬ ‫في سياقها العربي والعالم قائ ًال‪ :‬إن الجائزة كيفما كانت هي‬ ‫اعتراف بجهد يبذل في الصمت والخفاء والعزلة‪ .‬عالم الكتابة‬ ‫ظالم وصامت ال صوت له إال النص الذي يخرج إلى الوجود بعد‬ ‫طول معاناة‪ .‬فما بالك عندما تكون الجائزة هي أكبر جائزة‬ ‫عربية وأهمها حتى اآلن‪ .‬طبعاً التشريف سيكون مزدوجاً‬ ‫ألنه سيضعك أمام مسؤوليات كبيرة‪ ،‬تجاه الجائزة نفسها‬ ‫وقيمتها اإلنسانية وتجاه نضالك المستميت في أن يكون األدب‬ ‫الجيد واإلنساني هو المقياس األول واألخير خارج كل األطر‬ ‫السياسية واالعتبارات األيديولوجية‪.‬‬ ‫وأضاف واسيني‪ :‬أشعر بسعادة كبيرة ألن الجائزة منحت‬ ‫لي بسبب كتاب وليس شيئاً آخر‪ ،‬أي بسبب جهد صامت أخذ‬ ‫مني العديد من السنوات من أجل رجل (عبد القادر الجزائري)‬ ‫لم ينصفه التاريخ الوطني كما يجب‪ ،‬ثم أن الجائزة تحمل اسم‬ ‫رجل خير ونبيل (الشيخ زايد) ضحى بكل شيء من أجل أن‬ ‫تخرج هذه األرض من قدر التخلف واالقتتال القبلي وتصبح أمماً‬ ‫وشعوباً حية ومنتجة‪.‬‬ ‫وحول دولة اإلمارات ووجوده فيها فترة من الزمن قال‬ ‫واسيني االعرج‪ :‬اإلمارات اليوم نموذج للنجاح في كل شيء‬ ‫على الرغم من قسوة الطبيعة‪.‬‬ ‫من هنا تزداد المسؤولية أكثر‪ .‬فوجودي على مدار ثالث‬ ‫سنوات (‪ ،)2010-2007‬كعضو في المجلس االستشاري‬ ‫للجائزة كان تشريفا لي ولكل الروائيين واألدباء العرب ‪ ،‬وعملت‬ ‫بكل قواي وصدقي ألن أكون أه ًال لهذه الثقة العالية والكبيرة‪.‬‬ ‫إذ يمكننا أن ندفع بالثقافة العربية أكثر إلى األمام والتعريف بها‬ ‫عالمياً وإنسانياً وكم نحن في حاجة إلى ذلك في زمن نعيشه‬ ‫بصعوبة وعلى ظهورنا تهم اإلرهاب مع أننا ضحاياه‪ .‬علينا أن‬ ‫نحارب كل هذه التسطيحات المفروضة علينا وال وسيلة لنا في‬ ‫مستوانا على األقل ككتاب وأدباء وفنانين إال خوض الفعل‬ ‫الثقافي والدفاع عن القيم اإلنسانية التي نشترك فيها مع‬ ‫‪60‬‬

‫هي أكبر جائزة عربية وأهمها حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬تحمل اسم رجل خير ونبيل‬ ‫ضحى بكل شيء من أجل وطنه‬ ‫اآلخرين في هذه المساحة اإلنسانية الكبيرة‪ ،‬فنحن ال نعيش‬ ‫وحدنا على الكرة األرضية‪ ،‬هذا ما يجب أن يدركه كل عربي‪ ،‬لنا‬ ‫حق في العيش الكريم وندافع عنه باستماتة ولنا كذلك واجب‬ ‫اإلنصات لما يأتينا من بعيد أحياناً مشوشاً وفي أحيان أخرى غير‬ ‫واضح‪.‬‬ ‫وحول الحراك الثقافي الكبير الذي تشهده إمارة أبو ظبي‬ ‫خاصة واإلمارات العربية عموما قال‪ :‬في أبوظبي حركة استثنائية‬ ‫من الناحية الثقافية أتمنى أن تستمر على نفس الوتيرة‪.‬‬ ‫وخيارات الحداثة ليست دائماً سهلة‪ ،‬بل هي مرهقة‪ ،‬لكنه‬ ‫إرهاق جميل ألنه يجعل البلد في عمق عصره وأقصد بذلك القرن‬ ‫الحادي العشرين‪ .‬فالمجالت الثقافية والعلمية ومعرض الكتاب‪،‬‬ ‫وتطوير البنية التحتية الثقافية على وجه الخصوص والخيارات‬ ‫الكبرى كلها لحظات في غاية األهمية تضع الجهود في أفقها‬ ‫اإليجابي‪ .‬وليست فكرة جائزة الشيخ زايد إال وجها وجز ًء من‬ ‫هذا التحول العميق لهذا النبل الثقافي‪.‬‬ ‫وبعبارات يملؤها الحنين والفخر للدورة األولى التي فاز فيها‬ ‫بجائزة الشيخ زايد للكتاب قال واسيني‪ :‬كان من حظي طبعاً‬ ‫أن فزت بجائزة الشيخ زايد في دورتها األولى‪ .‬والعمل الذي فاز‬ ‫بالجائزة هو كتاب األمير‪ ،‬مسالك أبواب الحديد الذي حصل في‬ ‫الفترة نفسها على جائزة المكتبيين ألحسن كتاب في الجزائر‪،‬‬ ‫وبعد ترجمته إلى الفرنسية‪ ،‬كما حصل على تكريم التسامح‬ ‫الديني في مدينة بوردو‪ .‬لكن لطعم جائزة الشيخ زايد خصوصية‬ ‫كبيرة‪ ،‬أو ًال أن رواية كتاب األمير فازت بالجائزة في أول دورة‬ ‫مما يربطها بالضرورة بتاريخ الجائزة وهذا تكريم كبير وشرف‬ ‫غال في مستوى الشخصيتين العظيمتين اللتين حملتهما‬ ‫هذه الرواية‪ ،‬األمير عبد القادر الجزائري الذي عاش بين القبائل‬

‫الجائزة اختارت منذ البدء رهانات‬ ‫األدب بمعناه األكثر اتساعا وشمو ًال‬

‫المتناحرة فوحدها وكون دولة معاصرة في ظل االستعمارات‬ ‫القاسية‪ ،‬والشيء نفسه قام به المرحوم الشيخ زايد الذي منح‬ ‫اإلمارات فرصة تكوين دولة كبيرة وزرع فيها الحياة الجماعية‬ ‫والمنافسة بالمعنى اإليجابي ومنحها فرصة أن تدخل العصر‬ ‫وتنخرط فيه بقوة وأن ال تظل على هامشه‪ .‬أسمي هذه‬ ‫الشخصيات بالشخصيات االستثنائية التي تأتي على حواف القرن‬ ‫لتغير من نظام االشياء وتمنح شعوبها فرصاً غالية للتحول‬ ‫اإليجابي‪.‬‬ ‫وعن قيم الجائزة وعالم الروايات يرى واسيني أن جائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب منحت الرواية فرصاً كبيرة إليصالها إلى قارئها‬ ‫الطبيعي واإلنساني‪ .‬مؤكداً أن‪ :‬جوهر الجائزة هو االنتصار للنص‬ ‫واإلبداع والتمايز‪ ،‬وال اعتبار للفكر السياسي واإليدولوجية التي‬ ‫يتأسس عليها‪ ،‬وهذا مقياس عالمي في عملية التقويم والجوائز‪.‬‬ ‫وهو ما يعطي الجائزة ليس فقط الموضوعية ولكن أيضا القدرة‬ ‫على االستمرار في ظل خضوع جوائزنا في األغلب األعم لقواعد‬ ‫ال عالقة لها باألدبي‪ .‬من هنا فالجائزة ليست فقط تكريما ولكنها‬ ‫صيرورة تسمح للكتاب بأن يعيش في الذاكرة الجمعية‪ .‬الجائزة‬ ‫التي فاز بها بعدي‪ ،‬إبراهيم الكوني‪ ،‬وفي السنة التي تلت‪ ،‬جمال‬ ‫الغيظاني منحتها مصداقية أعظم ألنها منذ البدء اختارت رهانات‬ ‫األدب بمعناه األكثر اتساعاً وشمو ًال‪.‬‬ ‫وسألنا األديب واسيني األعرج عن روايته الفائزة والرسالة‬ ‫والقضايا التي في طياتها فأجاب قائ ًال‪ :‬لقد قضيت أربع سنوات بال‬ ‫توقف وأنا أشتغل على رواية كتاب األمير وكنت مشبعا بفكرة‬ ‫تأمل روائي للتاريخ العربي الحديث والغوص في سؤال مزعج‬ ‫ولكنه حقيقي‪ :‬لماذا تقدم غيرنا وظللنا متخلفين ومتقهقرين‬ ‫واألمم المتقدمة تسخر منا بل وترفض أن ترانا متقدمين‬ ‫وتصنع عنا أسوأ صور التخلف والتطرف واإلرهاب‪ .‬من هذه‬ ‫الحاجة طرحت في كتاب األمير مشك ًال حياً كبيراً هو مشكل‬ ‫حوار الحضارات‪ .‬كانت الرواية وسيلتي الخاصة والكبيرة لإلجابة‬ ‫عن حتمية الصراع الحضاري الذي تبناه صاموييل هنتجتون في‬ ‫كتابه صدام الحضارات‪ .‬وأظهرت في الرواية أن الرجال العظام‬ ‫بمعنى االستثنائيين تاريخيا يستطيعون ليس فقط تغيير‬ ‫مجرى التاريخ ولكن أيضا إيجاد البدائل عن الحرب‪ .‬الحروب‬ ‫ليست أقدارا محتومة على البشر‪ ،‬يستطيعون أن يروا أشياء‬ ‫أخرى غير االقتتال والحروب المدمرة‪ ،‬بل بإمكانهم تغيير أقدار‬ ‫اإلفناء إلى أقدار الحياة‪.‬‬ ‫أخذت شخصية األمير في حواره مع مونسينيور ديبوش‬ ‫وهو أول قس جاء به االستعمار للجزائر لتمسيح البالد‪ ،‬أو‬ ‫هكذا كان يبدو لهم في القرن التاسع عشر‪ .‬ظروف الحرب‬ ‫تالقي بينهما فتنشأ بينهما حوارات عظيمة بينت بما ال يدع‬


‫واسيني األعرج‬ ‫روائي وأكاديمي جزائري‪ ،‬يشغل‬ ‫منصب أستاذ كرسي بجامعتي‬ ‫الجزائر المركزية‪ ،‬والسوربون‬ ‫بباريس‪ ،‬ويعد أحد أهم األصوات‬ ‫الروائية في العالم العربي‬

‫مجا ًال للشك أن للبشر مسالك أخرى أجمل وأكثر إنسانية من عنف‬ ‫الحروب الظالمة‪ .‬وبقدر ما لعب األمير أدوارا مهمة في التعامل بشكل‬ ‫إنساني مع السجناء الذين رجاه مونسيور ديبوش إطالق سراحهم‪،‬‬ ‫لعب مونسينيور دوراً كبيراً في إطالق سراح األمير نفسه من معتقله‬ ‫في أمبواز بفضل رسالته العظيمة الموجهة إلى نابليون الثالث‪ .‬أعتقد أن‬ ‫حوار الحضارات يبدأ من هنا‪ ،‬يصنعه البشر االستثنائيون وليس المحاربون‬ ‫الصغار من أي طرف كانوا‪.‬‬ ‫المشكل أن المحاربين الصغار كثر ولهذا نعيش عالماً حربياً‪ .‬لكن‬ ‫التطرف والموت ال ينجبان إال الموت‪ .‬والتدمير والضرر ليس حكراً طبعاً على‬ ‫البلدان القوية؟ أيننا من غاندي؟ وأولف بالمي‪ ،‬غيرهما؟‬ ‫الرواية تذكر بهذه الحالة ضمن مشقة كتابة الرواية التاريخية‪ .‬كنت أظن‬ ‫أن القراء لن يذهبوا نحو كتاب ضخم وفوجئت بأن حظ هذه الرواية كان‬

‫أكبر من أي كتاب آخر من كتبي‪.‬‬ ‫وفي هذا اللقاء المطول المفعم بالحميمية والذي اضطرتنا مساحة‬ ‫النشر أن نخرج بخالصة منه تفيد القارئ وجدنا أنفسنا منشغلين مع‬ ‫واسيني األعرج ونحن نتساءل عن ماهية القضية العظيمة التي ينشدها‬ ‫هذا الروائي الكبير من خالل الكتابة فأجاب‪ :‬أنا منشغل جداً بعصري‬ ‫ويشغلني مصير وطني الصغير ووطني العربي الكبير‪ ،‬وأرضي الكبرى‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬في ظل هذه الوضعيات الصعبة والمتأزمة التي نعيشها اليوم‪.‬‬ ‫من هنا فأدبي هو في النهاية أدب وجد في ظل عصر متقلب بل ومخيف‬ ‫وعليه أن يعيشه نصياً وأدبياً‪ ،‬في حوار مستمر مع كل القيم التي ظنناها‬ ‫إلى وقت قريب ثابتة بينما هي متحولة‪ .‬منشغل اليوم بوضعية الذات العربية‬ ‫ثقافياً وحضارياً وأشعر انه علي أن أنخرط فيها وال يمكنني كمثقف أن‬ ‫أنسحب منها وهذا خيار ثقافي ال يخلو من المزالق والمخاوف‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫‪2011‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫«مفاهيم موسعة لنظرية شعرية‬ ‫(اللغة‪-‬الموسيقى‪-‬الحركة)»‬ ‫الكتاب دراسة موسوعية جمع فيها المؤلف بين الوصف والتحليل واالستنباط‪ ،‬وذلك‬ ‫بمنهج علمي دقيق استند فيه إلى مقومات العلوم الصحيحة والعلوم اللسانية وعلم‬ ‫النفس وعلم الموسيقى‪ ،‬وهو جهد يسعى به صاحبه إلى صياغة نواة مركزية لنظرية‬ ‫مستقلة في الشعر يربطها بتفسير الظواهر في الكون‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫الدكتور محمد بن الغزواني مفتاح ‪ -‬المغرب‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫إن الصيرورة العلمية المعاصرة تفرض توظيف مبادئ مجردة‬ ‫تشمل العلوم الخالصة‪ ،‬والعلوم االجتماعية‪ ،‬واإلنسانية‪،‬‬ ‫لدراسة الشعر‪ ،‬كما توجب تحليله ضمن الحقول الفنية‬ ‫األخرى‪ ،‬مثل المسرح والسينما والتشكيل والرسم والنحت‬ ‫والهندسة والموسيقى‪ .‬ذلك أن كثيراً من دراسات الشعر‬ ‫وتحاليله بقيت أسيرة إلبداالت تصورية قديمة‪ .‬من استند إلى‬ ‫التراث بقي لب تفكيره تقليدياً‪ ،‬ومن استعان ببعض األبحاث‬ ‫المكتوبة بغير العربية دار في فلك األرسطية الجديدة التي‬ ‫اختزلت تفكير ذلك الفيلسوف العظيم؛ وأما من التجأ إلى‬ ‫مفاهيم رياضية أو فيزيائية‪ ،‬فإنه وقع في شرك تلك المفاهيم‬ ‫بمدلوالتها ومضامينها األصلية‪ ،‬دون مراعاة لخصوصية الخطاب‬ ‫الشعرب‪.‬‬ ‫ما نسعى إليه هو توظيف تلك المبادئ المشتركة المجردة بين‬ ‫الشعر وغيره من الفنون‪ ،‬ومن العلوم‪ ،‬حتى ال تبقى أبحاثنا‬ ‫جزئية مقتصرة على أقوال النحاة والبلغاء‪ ،‬وعلى السواد في‬ ‫البياض؛ في حين أن المبادئ اإلبداعية العميقة واحدة‪ ،‬والعمليات‬ ‫اإلنشائية تسبقها إرهاصات ومعاناة وحركات باطنية وظاهرية‬ ‫متشابهة‪.‬‬ ‫يتاح للشاعر أن ينشد فيصير مغنياً‪ ،‬وممث ًال مسرحياً‪ ،‬مع ما‬ ‫يقتضيه اإلنشاد‪ /‬الغناء‪ ،‬والمسرح من حركات معينة‪ ،‬أمام‬ ‫جمهور في فضاء معين‪ .‬الشعر مسرح إذا حضر المتلقي‬ ‫وعاين الشاعر المنشد‪ ،‬والشعر شريط إذا شاهده المتلقي‪،‬‬ ‫ولم يحضر الحفل‪ ،‬والشعر موسيقى غنائية أمام جمهور‬ ‫متحمس‪ ،‬والشعر تشكيل ورسم وهندسة ونحت‪ ،‬حينما‬ ‫يكون مسطوراً على الصفحة‪ ،‬أو منقوشاً على البناء‪ ،‬أو مرقوماً‬ ‫على الثياب واألنسجة‪.‬‬ ‫يفرض هذا التصور الموسع لتلقي الشعر وتحليله أن يبحث عن‬ ‫المبادئ اإلبداعية واألوليات التأويلية‪ ،‬في إطار ما يقدمه العلم‬ ‫المعرفي المعاصر من أدوات علمية‪ ،‬ومفهومية‪ ،‬وفلسفية‪،‬‬ ‫انتهى إليها علم األعصاب‪ ،‬وعلم وظائف األعضاء‪ ،‬وعلم التشريح‪،‬‬ ‫والفيزياء الكهربائية والصوتية‪ ،‬والكيمياء العضوية العصبية‪..‬‬ ‫واألناسة‪ ،‬واللسانيات‪ ،‬وعلم النفس الخاص بتأثير األصوات‪..‬‬ ‫وفلسفة الذهن‪.‬‬ ‫إن األساس المكين الذي تبنى عليه كل التصورات النظرية‬ ‫واإلجراءات التجريبية هو الجسد البشري في تفاعله مع‬ ‫المحيط الذي يعيش فيه‪ ،‬فتكتنفه مكوناته‪ ،‬فيتأثر بها‪ ،‬ويؤثر‬

‫فيها؛ وأهم ما انصب عليه البحث‪ ،‬في الجسد من األعضاء‪ ،‬هو‬ ‫الدماغ البشري الذي تناوله علماء التشريح فتحدثوا عن يمينه‪،‬‬ ‫ويساره‪ ،‬وعن باحاته‪ ،‬وعن فصوصه‪ ،‬وعن جدرانه‪ ..‬وعلماء‬ ‫وظائف األعضاء‪ ،‬فبينوا دور كل جهة‪ ،‬وكل باحة‪ ،‬وكل مجزوءة‪،‬‬ ‫واالتصال‪ ،‬واالنفصال‪ ،‬بين كل المكونات‪.‬‬ ‫ما تتأسس عليه مقاربتنا هو مكونات الجسد البشري‪ ،‬بما لديه‬ ‫من أنساق سمعية‪ ،‬وبصرية‪ ،‬وذوقية‪ ،‬وشمية‪ ،‬ولمسية‪ ،‬وبما‬ ‫يحتويه دماغه من قشرات‪ ،‬وباحات‪ ،‬وبما يحيط به‪ ،‬في بيئته‪،‬‬ ‫من منبهات‪ ،‬ومحفزات‪ ،‬وما يتضمنه ذلك الدماغ‪ ،‬في تفاعل مع‬ ‫المحيط‪ ،‬من موسيقى‪ ،‬ولغة‪ ،‬وحركات‪ ،‬وتذكرات‪ ،‬وانفعاالت‪،‬‬ ‫وعواطف‪ ،‬ومقاصد‪ ..‬وتصورات‪ ،‬وتوضيحات‪ ،‬واستعارات‪،‬‬ ‫ومقايسات‪ ،‬وتمثيالت‪.‬‬ ‫تؤدي كل تلك التفاعالت الدماغية‪ /‬الذهنية‪ /‬المحيطية إلى‬ ‫حركة‪ ،‬وفعل‪ ،‬وعمل؛ لذلك يصير البحث في الحركة‪ ،‬والتحرك‪،‬‬ ‫والتحريك‪ ،‬ضرورياً‪ ،‬من حيث إنها مكون أساسي لبقاء الكون‬ ‫وحياته؛ وإذ كل شيء يتحرك‪ ،‬فإن الشاعر يتحرك‪ ،‬وهو‬ ‫يكتب‪ ،‬ويهتز‪ ،‬وهو ينشد‪ ،‬ويتحمس‪ ،‬وهو يرى االستجابة‬ ‫المشجعة؛ حركات الشاعر تكون لحناً تحكمه قواعد شبيهة‬ ‫بقواعد الموسيقى كدرجة الحركة‪ ،‬ومدتها‪ ،‬وحدتها‪ ،‬ومداها‪،‬‬ ‫وتركيبها‪ ،‬وداللتها‪ ،‬ورمزها‪.‬‬ ‫الحركة‪ ،‬من حيث هي حركة‪ ،‬توليف‪ ،‬والجسد البشري‪،‬‬ ‫من حيث هو جسد‪ ،‬تركيب؛ والتوليف‪ ،‬والتركيب‪ ،‬يخضعان‬ ‫لتنسيقات رياضية موسيقية منطقية تحكمها قواعد اإلبدال‬ ‫والقلب والعكس والتحليل والتركيب‪ ،‬مما يؤدي إلى التناسب‬ ‫والتنافر في آن واحد؛ تسود عقيدة التناسب في حقبة من‬ ‫التاريخ‪ ،‬ويهيمن مذهب التنافر في حقبة أخرى‪.‬‬ ‫ما نسعى إليه هو إعادة الحياة للقول الشعري بدراسة‬ ‫الحركات التوليدية‪ ،‬واإلشارات المعبرة‪ ،‬وبالتنبيه إلى النغمات‬ ‫المطربة‪ ،‬والتنغيمات اآلسرة‪ ،‬في فضاء ‪ -‬زمان معين‪ ،‬باعتماد‬ ‫على بعض نتائج البحوث في العلوم الخالصة‪ ،‬والعلوم االجتماعية‪،‬‬ ‫واإلنسانية؛ على أننا ال نقول على تلك العلوم الكذب‪ ،‬وندعي على‬ ‫القارئ‪ ،‬ونحن نعلم أن جزئية واحدة من تلك العلوم يمكن أن‬ ‫يشتغل فيها الباحث المقتدر مع مجموعة باحثين مبرزين‬ ‫طوال حياتهم؛ ومع علمنا بصعوبة المهمة‪ ،‬فإننا بذلنا‪ ،‬صادقين‪،‬‬ ‫جهوداً مضنية‪ ،‬حتى نقتنص بعض المعلومات‪ ،‬فنقدمها للقارئ‬ ‫المهتم بالخطاب الشعري في أوضح تعبير‪ ،‬وأصح إجراء‪.‬‬

‫حجبت الجائزة‬

‫كاتب مغربي من مواليد عام ‪ 1942‬بالدار البيضاء‪ ،‬حاصل على الدكتوراه في األدب عام ‪.1981‬عمل كمحاضر‬ ‫وأستاذ جامعي ولديه عضوية العديد من الهيئات والمنظمات‪ .‬حاز الدكتور مفتاح عدة جوائز أهمها‬ ‫“جائزة المغرب الكبرى للكتاب في اآلداب والفنون” عام ‪ 1987‬و«جائزة المغرب الكبرى للكتاب»عام ‪،1995‬‬ ‫كما نال “جائزة سلطان بن علي العويس” عام ‪ .2004‬وله عدة مؤلفات منها “جمع وتحقيق لصنع ديوان‬ ‫للسان الدين بن الخطيب السلماني األندلسي” عام ‪ 1989‬و “الخطاب الصوفي مقاربة وظيفية” عام ‪1997‬‬ ‫و “في سيمياء الشعر القديم “ عام ‪ 1982‬و “التلقي والتأويل مقاربة نسقية” عام ‪ 1994‬و “مفاهيم‬ ‫موسعة لنظرية شعرية” عام ‪.2010‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪63‬‬


‫‪2009‬‬

‫جمال الغيطاني – مصر‬ ‫روائي وصحفي مصري‪ ،‬ولد في صعيد مصر عام ‪ ،1945‬درس‬ ‫بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية‪ ،‬وشغل منصب رئيس‬ ‫تحرير صحيفة أخبار األدب المصرية‪ .‬عام ‪ 1969‬أصدر الغيطاني‬ ‫كتابه “أوراق شاب عاش منذ ألف عام” الذي اعتبره بعض‬ ‫النقاد بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة‪ .‬قام بنشر‬ ‫ما يقدر بخمسين قصة قصيرة في الفترة من ‪ 1963‬إلى ‪.1969‬‬ ‫حصل الغيطاني على عدة جوائز وأوسمة عربية وعالمية منها‬ ‫جائزة سلطان العويس عام ‪ ،1997‬ووسام االستحقاق‬ ‫الفرنسي من رتبة فارس عام ‪ ،1987‬وجائزة لورباتليون ألفضل‬ ‫عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته “التجليات” عام‬ ‫‪ ،2005‬باإلضافة إلى جائزة الدولة التقديرية لألدب (مصر) عام‬ ‫‪ 2007‬والتي رشحته لها جامعة سوهاج‪.‬‬

‫كتاب الجائزة‬ ‫دفاتر التدوين‪ :‬الدفتر السادس «رن» – رواية‬ ‫يتوفر النص على كفاءة سردية متميزة وتأتي الصياغة في دفتر “ رن “‬ ‫متدفقة متوخية الدقة مستعملة تركيبات تالءم األبعاد الروحية المهيمنة‬ ‫على النص وتحاول االرتقاء بالمحسوس والمعيشي إلى صعيد روحي‬ ‫يتخلص من الظرفي والعابر ليقبض على ما هو متخط للزمني والتاريخي‪.‬‬ ‫كتاب “رن” يروي رحلة الكاتب عبر الذاكرة إلى مصر القديمة عبر سبره‬ ‫في أساطيرها وتراثها المنسي‪ ،‬والرحلة الروحية تتوازى مع رحلة واقعية‬ ‫يقوم بها الكاتب منطلقاً من هضبة الهرم باتجاه جنوب مصر‪ ،‬ال يحمل معه‬ ‫إال تهويماته التي يحملها عن أماكن بعينها لم يزرها وأشخاص لم يلتق‬ ‫بهم‪ ،‬لكنه يحاول تخليقهم من خالل االسم ومن هنا جاء العنوان “الرن”‬ ‫من الكلمة الشعبية “شنة ورنة”‪ ،‬حيث الشنة هي االسم والرنة ماهيته‬ ‫أو كينونته‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫أحياناً يأتيني صوته رغم عدم مثوله أمامي أو في دائرة‬ ‫حواسي‪ ،‬أسمعه فأصغي‪ ،‬أحياناً أنتبه إلى إيقاع مويجاته وليس‬ ‫لفظه‪ ،‬ما ّ‬ ‫يدل عليه أعمق‪ ،‬ظاهر نطقه ود وجوهره أمر‪ ،‬يحدثني‬ ‫في أويقات خلوتي أو عند مثولي بحضرة مطربة الشمس الغاربة‪،‬‬ ‫يرق نبره حتى يخجلني‪ ،‬يمس أغواراً لم يبلغها تأثير وال أصداء‬ ‫من قبل فيوشك دمعي!‬ ‫في خرجتي تلك أنوء بأثقال‪ ،‬بدأت بعد بلوغي عمراً لم أتصور‬ ‫أنني سأصل إليه بسبب ما جرى لي من محن أصابت جسدي‪،‬‬ ‫وبرأت منها بعد مكابدات ومشاق أودعت آثاراً لن تتبدد إالبعد‬ ‫تحلل خالياي‪ ،‬رغم اتصالي بهذا وذاك إال أنني كنت في صميم‬ ‫االنفراد‪ ،‬توشك األسباب أن تنقطع بي‪ ،‬غير أن الوشيجة التي‬ ‫تحول وتمنع دخولي المفردة‪ ،‬فتمتد من اسم ذي النون إلى‪...‬‬ ‫هذا ما التزمت به‪ ،‬امتثا ًال ولكن لضرورة‪ ،‬ما بدأت مطالعته‪ ،‬واضح‬ ‫الرسم‪ ،‬لكنه غامض التراكيب فكأني أرى حروفاً أعرفها لكنها‬ ‫تدل على لغة أخرى أجهلها‪ ،‬لذلك حاولت أو ًال االستيعاب حتى‬ ‫يمكنني التيسير‪ ،‬في كل قراءة ال أزداد فهماً فقط إنما أتقن‬ ‫‪64‬‬

‫الرسم القديم‪ ،‬انحناءات حروفه‪ ،‬تالقيها‪ ،‬تفرقها‪ ،‬أحياناً أنطق‬ ‫متمه ًال بصوت مرتفع‪ ،‬أحياناً أنقل بخطى فقرات كاملة‪ ،‬كلما بذلت‬ ‫المحاولت ضاقت المسافة بين الحروف التي أتقنها واللغة التي‬ ‫أجهلها‪ ،‬حالي أقرب إلى أولئك العرب المسلمين الذين بقوا في‬ ‫األندلس‪ ،‬لجأوا إلى التعمية بكتابة المعاني العربية بحروف التينية‪،‬‬ ‫هكذا وجدوا بعض وثائق الجينيزا التي عثروا عليها في خبيئة‬ ‫معبد بن عزرا بالفسطاط‪ ،‬وثائق بيع وشراء خطابات متبادلة‬ ‫بين أفراد لم يعد لهم سعي اندثر أمرهم وانقطع خيرهم ليس‬ ‫بين طائفة اليهود فقط‪ ،‬ولكن من الوجود كتبوا المعاني العربي‬ ‫بحروف عبرية لإلبقاء على معامالتهم سراً‪ ،‬ليس هذا الحال الذي‬ ‫وجدت نفسي في مواجهته‪ ،‬إنما قصدت التقريب‪ ،‬ربما هذا ما‬ ‫قصده سيدي عندما قال بلهجته المحايدة‪ ،‬الهادئة‪« :‬طالع بتأن»‪.‬‬ ‫غير أنني لم أدرك تحذيره لي بأال أشطح‪ ،‬في أي وجهة يكون‬ ‫الشطح؟ لكنني عرفت تماماً أن الفهم في التأني‪ ،‬في التمهل‪،‬‬ ‫كلما أمعنت أدركت وفهمت ونفذت‪ ،‬صرت أنطق ما توصلت إليه‬ ‫متمه ًال‪ ،‬أنقل بخطى فقرات كاملة‪ ،‬قدرتي على االستيعاب عبر‬

‫الكتابة أفضل‪ ،‬كأني أنشئ ما أنقل‪ ،‬أشارك في إيجاده بشكل‬ ‫ما فيصبح جزءاً مني‪ ،‬ال أشبه ذلك المتعجل الذي قص على سيدنا‬ ‫خبره في لحظة خلوة به‪ ،‬لم أكن أراه‪ ،‬لكنني كنت أسمعه‪ ،‬أقول‬ ‫ذلك وفضولي متأجج منذ أن تسلمت المتون وصارت اللفائف إلى‪،‬‬ ‫لكنني لزمت‪ ،‬لم أكن مثل ذلك الذي أجهله‪.‬‬ ‫حدثني أن أحدهم وكان ذا منصب وحيثية قطع مسافة طويلة‬ ‫مشياً على قدميه‪ ،‬وبعد أن لزم الباب أياماً جاءه اإلذن بالدخول‬ ‫طلب من سيدنا أن يطلعه على االسم األعظم‪ ،‬إذ شاع وعرف‬ ‫عن ذي النون وقوفه وإلماه‪ ،‬الحق أنه دهش‪ ،‬كثيرون ممن‬ ‫الزموه حقباً طويلة‪ ،‬حتى خليفة المسلمين الذي قابله وأصغى‬ ‫إليه وحاوره عند ذهابه إلى بغداد لم يسأله أمراً كهذا‪ ،‬أطرق‬ ‫لحيظة ثم أمر بطبق آخر‪ ،‬طلب منه عبور النيل إلى الضفة الغربية‬ ‫والعودة‪ .‬امتثل الرجل‪ ،‬فارق أخميم قاصداً مرسى المراكب التي‬ ‫ستنقله إلى الغرب‪ ،‬قبل وصوله إلى الضفة لم يعد يقوى على كبح‬ ‫فضوله‪ ،‬ترى ماذا يحوي الطبق؟ كشفه‪ ،‬انثنى راجعاً والغضب‬ ‫يفط من عينيه‪ ،‬دخل بدون استئذان محتجاً‪ ،‬هل تسخر مني؟‬


‫‪2008‬‬

‫إبراهيم الكوني – ليبيا‬ ‫روائي ليبي‪ ،‬درس اآلداب في معهد غوركي لآلداب بموسكو‪ ،‬أصدر‬ ‫حتى اآلن ستين عم ًال روائياً وفلسفياً‪ ،‬ترجمت أعماله إلى أكثر من‬ ‫أربعين لغة‪ ،‬وفازت أعماله الروائية بالجوائز التالية ‪:‬‬ ‫ •جائزة الدولة السويسرية عن رواية «نزيف الحجر» ‪،1995‬‬ ‫ •جائزة الدولة في ليبيا عن مجمل األعمال ‪.1996‬‬ ‫ •جائزة اللجنة اليابانية للترجمة عن رواية « التبر» ‪.1997‬‬ ‫ •جائزة التضامن الفرنسية مع الشعوب األجنبية عام ‪.2002‬‬ ‫ •جائزة الدولة السويسرية االستثنائية الكبرى‪ ،‬عن مجمل‬ ‫األعمال المترجمة إلى األلمانية ‪.2005‬‬ ‫ •جائزة الرواية العربية من المغرب ‪.2005‬‬ ‫ •جائزة رواية الصحراء( جامعة سبها – ليبيا) ‪2005‬م‪.‬‬ ‫ •وسام الفروسية الفرنسي للفنون واآلداب ‪2006‬م‪.‬‬

‫كتاب الجائزة‬ ‫نداء ما كان بعيداً – رواية‬ ‫يتميز الكتاب بتجربة إبـداعية مـتفردة‪ ،‬أضافـت آفـاقاً‬ ‫إنـسانـية وشعرية للـسرد العربي المـعاصر‪ ،‬وصهرت‬ ‫مـنظومة م��ن ال��م��ـ��ع��ارف األن��ث��روب��ول��وج��ي��ة والفلسفية‬ ‫العميقة لتمثيل المكونات األصيلة لثقافة الصحراء الداخلة‬ ‫في تكوين النسيج الحضاري لألمة العربية اإلسالمية‪،‬‬ ‫وابتكار أشكال وتقنيات سردية أثرت المتخيل اإلنساني‬ ‫وأضفت على شعرية السرد تجليات جمالية مهمة‪.‬‬ ‫وقد نجح الكوني في استثمار تجربته الشخصية والكثير‬ ‫من المعارف التاريخية والجغرافية والفلسفية لتدشين‬ ‫حوار حميمي خالق مع عالم الصحراء‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه الرواية إضافة نوعية للكتابة الروائية العربية‬ ‫ومساهمة خالقة في إغناء األدب العربي والثقافة العربية‬ ‫عموماً‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫أخيراً أدرك لماذا يستهويه البحر‪ .‬أخيراً أدرك أن البحر هو البديل‬ ‫الوحيد لفردوسه الصحراء‪ .‬بل هو القرين الوحيد لملكوت الصحراء‪.‬‬ ‫ألنه في البحر‪ ،‬كما في الصحراء‪ ،‬ال يستطيع اإلنسان إال أن يعبر‪.‬‬ ‫ألنه إن لم يعبر فسوف يتحول نصباً‪ ،‬أو صنماً‪ ،‬أو بعبعاً‪ .‬ألنه إن لم‬ ‫يعبر فسوف يتحوّ ل عالم ًة في المكان ال وسماً في الزمان‪ .‬ألنه إن‬ ‫لم يعبر فسيستقر‪ .‬وإذا استقر فقد خان وصية األجيال الصحراوية‬ ‫الخالدة‪ .‬وإذا خان الوصية فقد استحق القصاص‪ .‬والقصاص ليس‬ ‫موت الجسد وإنما هالك ذلك الطلسم المتستر وراء الجسد‬ ‫المسمى في لغة األجيال روحاً‪ .‬ولهذا فإن مريد البحر كمريد‬ ‫الصحراء ال يستطيع أن يركن للمكان ألن ال وجود أص ًال لمكان ال‬ ‫في الصحراء وال في قرينها البحر‪ .‬ألن الصحراء‪ ،‬كالبحر‪ ،‬لم تكن‬ ‫يوماً مكاناً‪ ،‬ولكنها ظل مكان‪ ،‬إيماء مكان‪ ،‬روح مكان‪ ،‬أثر المكان‬ ‫المتبقي من مكان آخر وجد على األرض ثم زال من حدود األرض‬ ‫بفعل الزمان‪ .‬بفعل القدمة في الزمان‪ .‬ولهذا السبب ال سبيل‬

‫لمريد البحر ولمريد قرينة البحر الصحراء إال العبور‪ .‬إال السباحة‪ .‬إال‬ ‫التهام المسافة وااللتحاق باآلفاق‪ .‬ألن في اآلفاق وحدها تتخفى‬ ‫الحرية ألن في اآلفاق يحيا الوطن الذي يعد بالخالص‪ .‬ألن األوطان‬ ‫ليست في األمكنة‪ .‬األوطان عنقاء ال تحيا في األوطان‪ .‬األوطان‬ ‫وسوسة في القلب وليست ركناً مشدوداً إلى األرض بسلسلة‬ ‫طولها سبعون ذراعاً‪ .‬األوطان وصية محمولة في وجدان سالالت‬ ‫الترحال ولم تكن يوماً أرضاً نزرعها‪ ،‬أو دابة نحلبها‪ ،‬أو مسقط‬ ‫رأس نستثمره‪ ،‬أو رقعة نرثها لنجني محاصيلها‪ .‬األوطان شجن‬ ‫ال يرتوي إال باألناشيد التي تحاول أن تعبر عن الحنين إلى الرب‪.‬‬ ‫ويوم قرّ ر أن يهجر الصحراء ألداء فريضة الحج استوقفه زعيم‬ ‫القبيلة ليقول له إن الصحراء التي يخرج منها ما هي إال حرم‪ .‬ما هي‬ ‫إال أرض قداسة‪ .‬وكل ركن فيها هو بيت اهلل‪ .‬والصالة في محرابها‬ ‫أيضاً صالة‪ .‬ولكنه أخبر الزعيم يومها أنه ال يخرج من صحراء‬ ‫ليستبدلها بصحراء أخرى‪ ،‬ولكنه خرج تلبية لنداء‪.‬‬

‫والنداء نذر‪ .‬النداء عهد‪ .‬وتلبيته دين في رقبة المريد‪ .‬اضطر يومها‬ ‫أن يلفق أكذوبة ليحاجج الزعيم‪ .‬ولكن الحيلة لم تنطل على هذا‬ ‫الرجل الحكيم‪ .‬ألنه رأى االستخفاف في عينيه‪ .‬واليوم فقط تذكر‬ ‫أن الزعيم كان على حق‪ .‬اليوم‪ ،‬عندما تلقى رسالة المجهول وانزلق‬ ‫في جوف التنين‪ ،‬أدرك أن صاحب الصحراء‪ ،‬كسمكة البحر‪ ،‬يقع في‬ ‫الشرك ما أن يغترب عن ساحة العراء‪ .‬ألن الخروج بعيداً دائماً خيانة‬ ‫للعهد ورسالة استفزاز موجهة إلى جناب القدر‪ .‬وها هو القدر يقبل‬ ‫التحدي ويبعث له بشروط المبارزة‪ .‬حمل الرسالة في عبه أياماً ثالثة‪،‬‬ ‫ثم ذهب ليفاتح المرأة باألمر‪ .‬قال لها إن الخطر يحول الديار‪ ،‬وال نجاة‬ ‫إال بالفرار شحب وجهها واستنكرت بصوت إنسان سمع نبأ الحكم‬ ‫عليه بالمنفى‪ .‬أين تريد أن تذهب بي؟ أيعقل أن نهجر أرضنا ونترك بيتنا‬ ‫ونغترب في الفلوات كالمشردين بسبب أضغاث أحالم يراها الناس‬ ‫كل يوم؟محاوأل أن يحاججها‪ :‬لم يكن ذلك الكابوس أضغاث أحالم‪،‬‬ ‫ولكنه رؤيا‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫‪2007‬‬

‫كتاب األمير ومسالك أبواب الحديد‪ -‬رواية‬ ‫رواية استثنائية‪ ،‬تعالج قصة كفاح األمير عبد القادر ضد االستعمار الفرنسي‬ ‫في القرن التاسع عشر بقدر كبير من المصداقية التاريخية وتوظيف الخيال‬ ‫السردي معا‪ ،‬مع االلتزام التام بإعالء شأن قيمة التسامح وتأكيد مبدأ‬ ‫التآخي‪ ،‬وممارسة تقنيات السرد وآلياته بمهارة فائقة‪.‬‬ ‫تعتبر رواية األمير أول عمل روائي يكتب عن شخصية األمير عبد القادر على‬ ‫الرغم من أنه كان محل دراسات كثيرة بالفرنسية والعربية واإلنجليزية‬ ‫وغيرها من اللغات‪ ،‬تجاوزت الثالثمائة إضافة إلى الوثائق التاريخية الخاصة‪.‬‬ ‫وتحاول الرواية أن تبلور إجاباتها الخاصة عن أطروحة صاموييل هنتجتون‬ ‫التي ال ترى شيئا آخر في الحضارات إال اصطدامها األبدي وكأنه ال خيار لها‬ ‫سوى ذلك‪.‬‬

‫واسيني األعرج – الجزائر‬ ‫ •روائي جزائري‪ ،‬حاصل على دكتوراه في األدب‪.‬‬ ‫ •أستاذ جامعي وروائي‪ ،‬أعد وقدم برنامجاً تلفزيونياً بعنوان‬ ‫أهل الكتاب‪.‬‬ ‫ •ترجمت بعض أعماله إلى العديد من اللغات األجنبية من بينها‪:‬‬ ‫األلمانية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬اإلنجليزية‪ ،‬اإليطالية واإلسبانية‪.‬‬ ‫من مؤلفاته الروائية‪:‬‬ ‫ •احميدة المسيردي الطيب‪.‬‬ ‫ •وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر‪.‬‬ ‫ •ما تبقى من سيرة لخضر حمروش‪.‬‬ ‫ •له مجموعة قصصية بعنوان‪ :‬أسماك البر المتوحش‪.‬‬ ‫ •له دراسات منها‪ :‬اتجاهات الرواية العربية في الجزائر‪.‬‬ ‫ •عضو الهيئات القيادية التحاد الكتاب الجزائريين في بداية‬ ‫التسعينيات‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫ ال يهمني اآلخرون في مسعاي تجاه األمير‪ .‬أنا متأكد أن‬‫الرئيس يفهمني جيداً وهذا هو األهم‪ .‬ثم ال تهتم‪ ،‬رحمة اهلل‬ ‫واسعة‪.‬‬ ‫ ولكن‪..‬أردت أن أقول له‪ :‬صحتك؟ ولكنه لم يلتفت نحوي‪،‬‬‫كان قد انغمس في مداده من جديد‪ .‬كانت األشواق قد بدأت‬ ‫تحترق مثل الحطب اليابس‪ .‬هو ال يفهم مطلقاً ما الذي يجعل‬ ‫البشر قليلي الحساسية بينما اهلل منحهم طوقاً من األشواق‬ ‫مرصعاً بماليين الذرات من الحنين إلى كل ما يجعل القلب مرتاحاً‬ ‫والعين مستكينة وقريرة‪.‬‬ ‫كانت األحرف والكلمات تنزلق من بين يديه كقطرات الماء‬ ‫بسرعة متناهية الصفاء وكأنه كان في سباق مع الزمن‪.‬‬ ‫في آخر الليل وكانت الرياح قد هدأت وصفيرها قل قلي ًال‬ ‫وتوقفت األشجار عن خشخشاتها الدائمة‪ ،‬لكن آالم الظهر‬ ‫التي تصل حتى قفاه كانت قد زادت حدتها كثيراً ولم يعد قادراً‬ ‫على تحملها‪ ،‬قام من مكانه قلي ًال ثم التفت نحوي فوجدني أنظر‬ ‫إليه بنوع من الصمت والحيرة‪:‬‬ ‫‪66‬‬

‫ يا حبيبي جون‪ ،‬عليك أن تنام قلي ًال‪ .‬نحن انتهى أمرنا‪،‬‬‫اإلنسان عندما يصاب بعدوى اإلنسان ال يرتاح إال عندما يفتح‬ ‫قبره على مصراعيه‪ .‬اذهب لترتاح قلي ًال‪.‬‬ ‫قام مونسينيور وهو يمسح على وجهه الطيب بيديه‬ ‫الناعمتين ويقوم من مكانه قلي ًال لتجنب آالم الظهر‪ ،‬فهي كلما‬ ‫اشتدت ال حل لها إال الدوران داخل البيت حتى تسكن ثم‬ ‫العودة إلى الوضع الذي يسمح بتجنبها قلي ًال قبل عودتها بعد‬ ‫دقائق أو ساعات‪:‬‬ ‫ أتعرف يا جون‪ ،‬كلما تأملت هذا الرجل‪ ،‬ازددت محبة له‬‫وألخالقه‪ .‬األنانية أحياناً مؤذية‪ .‬في البداية تمنيته مسيحياً‪ ،‬نزهو‬ ‫به كأخ ونلقنه تعاليمنا ليذهب بها عند ذويه ويشيعها‪ ..‬ولكن‬ ‫مع الزمن تأكدت أن هذا الرجل الذي يشبهنا في كل شيء‪ ،‬ال‬ ‫يمكن أن يكون إال هو‪ ،‬رجل محب لكل شيء يقرب اإلنسان‬ ‫من المحبة واهلل‪.‬‬ ‫ لكن يا سيدي هو كذلك يقاسمك الشعور نفسه‪ ،‬لقد‬‫أصبح قضيتك المركزية واهلل وحده يعرف المشاكل التي أنت‬

‫غارق فيها‪ .‬الممولون وراءك‪ ،‬يحملونك ما ال طاقة لك به‪ ،‬بل إن‬ ‫بعضهم يعمل اآلن لتقديمك للعدالة بحجة أنك استهلكت ولم‬ ‫تدفع وكأنك فعلت ذلك من أجل نفسك‪.‬‬ ‫كل هذا ليس مهماً أنا أعمل للصالح العام‪ ،‬التعويض‪ ،‬هناك‬ ‫مؤسسات عليها أن تتكفل به‪.‬‬ ‫فأنا لم آخذ مليماً لمصلحتي الخاصة‪ .‬عليهم أن يعرفوا ذلك‪.‬‬ ‫افتقدت تلك األرض‪ ،‬وال شيء يهمني اليوم إال أن يلحقني اهلل‬ ‫بها‪ .‬وإذا حدث وتأخرت عودتي أو انعدمت‪ ،‬اسبق الجميع‪ ،‬خذ‬ ‫حفنات من تربة هذه األرض وازرعها هناك فجراً‪ ،‬في البحر‬ ‫الذي غادرته لي ًال ولم أتمكن من رؤيته فجراً‪ .‬اذهب إلى هناك‬ ‫إذا استطعت وخذ كذلك بعض األكاليل الصغيرة وتوجه بها‬ ‫الموجات التي تراها قبل أن يوارى جسدي في تربة تلك البالد‬ ‫التي ال خيار لي في غيرها‪ .‬هذا الرجل سيموت غريباً‪ ،‬أحس‬ ‫بذلك‪ ،‬بل أنا على يقين‪ .‬سأسكن تلك األرض في انتظار مجيئه‪.‬‬


‫حرب لبنان‪1990-1975‬‬ ‫تفكك الدولة وتصدع المجتمع‬ ‫الدكتورعبدالرؤوف سنو‬

‫«التنشئة السياسية للطرق‬ ‫الصوفية في مصر»‬ ‫الدكتور عمار علي حسن‬

‫«الديمقراطية العصية في‬ ‫الخليج العربي»‬ ‫الدكتور باقر سلمان النجار‬

‫النمط النبوي – الخليفي‬ ‫الدكتور بشير محمد الخضرا‬

‫‪67‬‬


‫‪2011‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫الدكتورعبدالرؤوف سنو – لبنان‬ ‫كاتب لبناني من مواليد بيروت عام ‪ ،1948‬حاصل على شهادة الدكتوراه في‬ ‫فلسفة التاريخ من جامعة برلين الحرة عام ‪ .1982‬وهو عضو الوفد الدولي لمراقبة‬ ‫االنتخابات االلمانية عام ‪ ،2009‬شغل منصب عميد كلية التربية في الجامعة‬ ‫اللبنانية بين عامي ‪ 2004 - 2001‬حاز عضوية الهيئة االستشارية للمعهد األلماني‬ ‫لألبحاث الشرقية بألمانيا من ‪ 2008‬إلى اآلن‪ .‬وهو عضو في العديد من الهيئات‬ ‫الدولية والمحلية أبرزها الوفد الدولي لمراقبة االنتخابات األلمانية‪ ،‬و مجلس أمناء‬ ‫مؤسسة الدراسات والتنمية والعيادة التربوية ببيروت‪ .‬كما أنه حائز على العديد‬ ‫من األوسمة والدروع أبرزها “وسام االستحقاق من رئيس جمهورية ألمانيا‬ ‫االتحادية” و “درع األساتذة المؤلفين من الجامعة الحديثة لإلدارة والعلوم”‪.‬‬ ‫صدر للدكتور سنو العديد من الكتب منها “حرب لبنان ‪ : 1990 - 1975‬تفكك الدولة‬ ‫وتصدع المجتمع” و “ألمانيا واإلسالم في القرنين التاسع عشر والعشرين”‬ ‫و “دولة البحرين ‪ :‬تاريخ العرب الحديث والمعاصر للمرحلة الثانوية” و “المصالح‬ ‫األلمانية في سوريا ولبنان ‪”1901 - 1841‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫لقد علّق أحد قادة الميليشيات على ما كان ظاهراً ومخف ّياً من صراعات‬ ‫بين الميليشيا‪ ،‬بأنّ بعضها كان يتعاطف مع بعضها اآلخر في الطرف‬ ‫«اآلخر» من أجل مصالح ماليّة وعمليات االتجار باألسلحة والسلع‬ ‫المعيشية‪ .‬وأعطى هذا القائد مجموعة «الحنش» التي كانت تابعة‬ ‫لميليشيا «حزب الوطنيين األحرار» في محلة عين الرمانة مثا ًال على‬ ‫ذلك‪ .‬فقال إنها تحالفت مع «منظمة التحرير الفلسطينية»‪ ،‬واضطرت‬ ‫بسبب ذلك لالنتقال إلى بلدة جديتا البقاعية حيث أحد مراكز المنظمة‪.‬‬ ‫وألسباب مالية‪ ،‬وهو تحقيق أرباح كبيرة‪ ،‬سمحت «القوات اللبنانية»‬ ‫بين عام ‪ 1985‬و ‪ 1987‬لبضع مئات من المقاتلين الفلسطينيين‬ ‫بالعبور إلى المنطقة الغربية عبر «مرفأ جونيه» لالشتراك في «حرب‬ ‫المخيمات» ضد «حركة أمل» الشيعية‪ .‬ومن أجل الكسب المادي‬ ‫أيضاً‪ ،‬استقدمت «القوات اللبنانية» النفايات السامة عام ‪ 1987‬المهربة‬ ‫من الخارج‪ ،‬وخصوصاً من إيطاليا على متن الباخرة «زنوبيا»‪ ،‬وجرى‬ ‫طمرها في األراضي اللبنانية بين الجبل والساحل‪.‬‬ ‫كما كشف أحدالباحثين في حرب لبنان أن اجتماعات اللجان األمنية‬ ‫أو لجان االرتباط في «ميدان سباق الخيل» قرب «الخط األخضر»‬ ‫في المتحف من أجل وقف إطالق النار‪ ،‬كانت تتحول إلى مقايضة‬ ‫السلع الحياتية بين الميليشيا‪ ،‬وإصالح الخدمات في البنية التحتية‬ ‫من شبكات الكهرباء والمياه‪ ،‬وتحصيل الشيكات‪ ،‬من دون رصيد‪،‬‬ ‫التي كان يحررها بعض التجار واألشخاص‪ ،‬تهرباً من دفع الضرائد‬ ‫والجمارك المستحقة عليهم للميليشيات المهيمنة في المنطقة‬ ‫األخرى‪ .‬وقد تقدمت المتاجرة بالسلع الحياتية وتحصيل الشيكات‬

‫حرب لبنان‪1990-1975‬‬ ‫تفكك الدولة وتصدع المجتمع‬ ‫الكتاب توثيق دقيق للمرحلة التاريخية التي تمتد من عام ‪1975‬‬ ‫إلى عام ‪ ،1990‬وقد قام المؤلف بتشخيص علمي دقيق يكشف‬ ‫األسباب العميقة لتفكك بُنى الدولة بفعل آثار التمزق اإلجتماعي‪،‬‬ ‫وما يتبعه من انحالل التركيبة االقتصادية والثقافية‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫من دون مؤونة على قضايا الخدمات العامة التي كان المواطن في‬ ‫أمس الحاجة إليها‪ .‬فمن أصل ‪ 23‬تاجراً مستطلعاً‪ ،‬أفاد ‪ 7‬منهم‪6 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫في بيروت الشرقية و‪ 1‬في بيروت الغربية‪ ،‬أنهم اضطروا إلى اللجوء‬ ‫إلى الميليشيات لتحصيل شيكات من دون مؤونة‪ .‬وصرح ‪ 3‬منهم‬ ‫أنهم دفعوا أكثر من ‪ ٪ 10‬من قيمة المبالغ المستحقة على الغير‬ ‫في المنطقة األخرى إلى الميليشيا التي عملت على «تحصيلها»‪ .‬وأفاد‬ ‫خمسة من المستطلعين أن الميليشيات التزمت بوعودها في‬ ‫تحصيل المبالغ المستحقة‪ .‬كما أفاد التجار السبعة أنهم شعروا‬ ‫أن هناك «تعاوناً» بين ميليشيات الشرقية والغربية في هذا المجال‪.‬‬ ‫وهناك حادثة إخراج أحد التجار ما استورده من سلع من المرفأ من‬ ‫غير أن يدفع األتاوة المقررة‪ ،‬وعبر بها حاجز الكفاءات إلى المنطقة‬ ‫التي يسكنها‪ ،‬فطوق بابه لي ًال وطولب بالمستحق عليه‪ ،‬فدفع مكرهاً‪،‬‬ ‫ليجري بعد ذلك اقتسام المبلغ بين الميليشيات في المنطقتين‪.‬‬ ‫كانت ادعاءات الميليشيات بأنها تحترم الدولة وال تسعى إلى‬ ‫منافستها في سلطاتها ومهامها‪ ،‬تتناقض على أرض الواقع‪ ،‬سواء‬ ‫أكانت في الغربية أو في الشرقية‪ ،‬فعملت جميعها على انتحال صفة‬ ‫الدولة‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بالضرائب واالستيالء على عائداتها‪ .‬وفي‬ ‫هذا المجال‪ ،‬سارت الميليشيات واألحزاب وقوى األمر الواقع في‬ ‫ثالثة اتجاهات‪ :‬االستيالء على المداخيل العامة للدولة وعلى إيراداتها‪،‬‬ ‫واإلشراف على مرافقها‪ ،‬وتطوير أنشطة اقتصادية موازية وسوق‬ ‫سوداء؛ وافتراس اإلدارة اللبنانية؛ وممارسة ما سمي بـ «القضاء‬ ‫الميليشياوي»‪.‬‬


‫‪2010‬‬

‫الدكتور عمار علي حسن ‪ -‬مصر‬ ‫كاتب مصري‪ ،‬حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية‬ ‫بتقدير امتياز ودرجة الدكتوراه بمرتبة الشرف األولى من جامعة‬ ‫القاهرة‪ ،‬عمل باحثاً في مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‬ ‫اإلستراتيجية بأبوظبي‪ ،‬ومركز دراسات التنمية السياسية‬ ‫والدولية‪ .‬يشرف حالياً على مشروع بحثي يسعى لترسيخ‬ ‫ثقافة االندماج الوطني في مختلف البلدان العربية والمشاركة‬ ‫في مشروع إحياء التراث الجديد الذي تتبناه مكتبة االسكندرية‪.‬‬ ‫للدكتور عمار العديد من الكتب المنشورة‪ ،‬وهو حاصل على‬ ‫جائزة “مسابقة القصة القصيرة” التي نظمتها جريدة أخبار األدب‬ ‫المصرية عام ‪ ،1994‬وجائزة “القصة والحرب” التي نظمتها أخبار‬ ‫األدب بالتعاون مع الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية‬ ‫عام ‪ ،1995‬والجائزة التشجيعية في القصة القصيرة عن رابطة‬ ‫األدب االسالمي العالمية عام ‪.1992‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫«التنشئة السياسية للطرق‬ ‫الصوفية في مصر»‬ ‫يعالج كتاب «التنشئة السياسية للطرق الصوفية‬ ‫في مصر» موضوع اإلحياء الصوفي القوي بمصر‪،‬‬ ‫وهو موضوع علمي وبحثي مهم وجديد‪ ،‬والكتاب‬ ‫متميز في المنهج البحثي والتحليلي والداللي كما‬ ‫يقدم إثباتا لالستنتاجات التي توصل إليها بدراسة‬ ‫حالتين لطريقتين صوفيتين بارزتين تضيفان الكثير‬ ‫إلى معرفتنا بالطرق الصوفية ومناهج البحث فيها‪.‬‬ ‫ويقدم الكتاب إضافة مهمة وضرورية إلى واقع‬ ‫الثقافة العربي عبر تقديمه خريطة معرفية للحركات‬ ‫االسالمية‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫يحفل تاريخ العالقة بين المتصوفة والسلطة في مصر‬ ‫بالمواقف والمفارقات التي تظهر مدى حرص كل منهما على‬ ‫اآلخر لتحصيل منفعة متبادلة هي بالنسبة للسلطان تتعلق‬ ‫بخلق الشرعية والحفاظ على االستقرار‪ ،‬وبالنسبة للمتصوفة‬ ‫ترتبط بمصالح مادية ومكانة اجتماعية وحظوة لدى الحكام‪.‬‬ ‫واستعراض تاريخ مصر منذ الفراعنة وحتى الوقت الراهن‬ ‫يشير إلى أن كل مرحلة أنتجت لنفسها الوسائل التي تجذب‬ ‫الجماهير من طقوس دينية وفلكلور شعبي‪ ..‬الخ وذلك‬ ‫لدعم النظام السياسي القائم والتمكين لوحدة المجتمع‬ ‫واستقراره‪ ،‬والتقى الحكام مع أصحاب النفوذ الديني وغيرهم‬ ‫على هذه القاعدة وكان المتصوفة من أصحاب السبق في‬ ‫هذا المضمار خاصة بعد الفتح العربي لمصر‪ .‬فاإلسالم كدين‬ ‫لم يكن طيعاً في يد الحكام ليستخدموه في األغراض‬ ‫السياسية لذا بحثوا عن الرجال الذين يطوعون لهم النصوص‬ ‫لتتوافق مع مسلكهم في الحكم‪ ،‬وفي مصر لجأت الحكومات‬ ‫إلى التنظيمات الدينية الرسمية لتعبئة الجماهير حول أهدافها‬

‫السياسية والثقافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫والمتصوفة كانوا فئة مهيأة للعب هذا الدور ليس في مصر‬ ‫وحدها بل في غيرها من البلدان‪ ،‬فها هو أبو الحسن البصري‬ ‫(ت‪110 :‬هـ) يبرر االستسالم والخضوع للسلطة واالنسحاب‬ ‫من ميدان مقاومتها‪ ،‬فمع وصفه الحجاج بن يوسف الثقفي‬ ‫بأنه كان طاغية وسفاك دماء فإنه يقول للناس‪« :‬أرى أال‬ ‫تقاتلوه فإنها إن تكون عقوبة من اهلل فما أنتم برادي عقوبة‬ ‫اهلل بسيوفكم‪ ،‬وإن يكن بالء فاصبروا حتى يحكم اهلل وهو‬ ‫خير الحاكمين»‪.‬‬ ‫وانخرط الصوفي الكبير والعالم والفقيه أبو حامد الغزالي‬ ‫في سلك حاشية الوزير السلجوقي نظام الملك منذ الثامنة‬ ‫والعشرين من عمره‪ ،‬وأصبح أحد أدواته القوية في حربه ضد‬ ‫الحركة اإلسماعيلية التي تزعمها آنذاك الحسن الصباح‪ ،‬وكتب‬ ‫الغزالي في الرد عليها كتاباً عن «فضائح الباطنية» بأمر من‬ ‫الخليفة العباسي المستظفر باهلل وأهداه إليه وعنون الكتاب‬ ‫بالمستظهري‪ ،‬وفي هذا المضمار أتى أيضاً كتابه «تهافت‬

‫الفالسفة» ليدحض دعوة التعليم العرفانية التي ركزت عليها‬ ‫الحركة اإلسماعيلية وطرح المنطق األرسطي بد ًال منها‬ ‫ألجل إنقاذ علم الكالم األشعري من أمته التي تعرض لها‬ ‫آنذاك والذي كان يشكل أيديولوجية الدولة السلجوقية‬ ‫العباسية‪ ،‬كما كانت دعوة الغزالي للتصوف وإعادة طرحه في‬ ‫ثوبه السني الشرعي تسير في االتجاه نفسه حيث شكل‬ ‫األساس األيديولوجي والتنظيمي لكيان هذه الدولة‪.‬‬ ‫أما الحسن البصري‪ ،‬فإنه لم يكن قد ناصر الحجاج‪ ،‬فقد ساهم‬ ‫في تدعيم سلطته بشكل غير مباشر وذلك من خالل دعوته‬ ‫للصبر وعدم حضه على التمرد والثورة والخروج‪ .‬أما الغزالي‬ ‫فقد أدى دوره بشكل مباشر ولعله كان غير راض عن‬ ‫نفسه‪ ،‬وهو يفعل ذلك بدليل مراجعته ألفكاره ومواقفه على‬ ‫نحو ظهر في كتابه الشهير «المنقذ من الضالل»‪.‬‬ ‫وتركز هذه الدراسة بالدرجة األولى على المتصوفة المصريين‪،‬‬ ‫سواء الذين وفدوا إليها وعاشوا على أرضها أو الذين‬ ‫أنجبتهم‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫‪2009‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫«الديمقراطية العصية‬ ‫في الخليج العربي»‬ ‫تنبع أهمية هذا الكتاب من منهجية البحث التي اعتمدها‬ ‫الكاتب وكذلك من لغته والمراجع التى اعتمدها‪ ،‬كما‬ ‫تتمثل في تحليل الكاتب لعالقات الدولة الريعية بفئات‬ ‫مجتمعية ترتبط مصالحها بها‪ .‬والكتاب محاولة لبلورة‬ ‫تصور تأصيلي للديمقراطية في مجتمعات الخليج بما‬ ‫لها من خصوصية‪ ،‬يبين الكتاب أن فئات مؤهلة لحمل‬ ‫قيم الديمقراطية مثل طبقة التجار وأصحاب المهن‬ ‫الحرة وأساتذة الجامعات قد قيدها االرتباط بالدولة‬ ‫الريعية‪ .‬ويحسب للكتاب أيضا تحليله الجيد للتحول‬ ‫الحاصل في فئات التجار ورجال األعمال وظهور فئة‬ ‫جديدة زبونية للدولة على حساب فئة تجارية عريقة‬ ‫كانت ذات استقاللية ما عن الدولة وكانت رافدة ألفكار‬ ‫التطوير‪ .‬ويستند الكتاب إلى دراسة ميدانية شاملة‬ ‫تضع بين يدي القارئ عشرات البيانات والجداول التي‬ ‫تتناول الهيئات والمؤسسات والجمعيات واألحزاب‬ ‫السياسية والدينية‪ ،‬وميادين نشاطها ووسائل‬ ‫تمويلهاوأساليبعملها‪،‬ويستشرفالكتابمستقبل‬ ‫اإلصالح السياسي في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫‪2008‬‬

‫الدكتور باقر سلمان النجار ‪ -‬البحرين‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫خالصة القول إن العمل الخيري اإلنساني الذي تقوم به المنظمات‬ ‫األهلية الخليجية هو بالفعل عمل خيري إنساني محض في الكثير‬ ‫من جوانبه‪ .‬إال أن بعضه ينطوي على أهداف ومرام سياسية‬ ‫واضحة‪ ،‬سواء أكان ذلك على صعيد الحضور السياسي المحلي‬ ‫للجماعات الداعمة والقائمة بهذا العمل الخيري‪ ،‬أو على صعيد‬ ‫الحضور السياسي الخارجي‪ ،‬في دول العوز االقتصادي العربية‬ ‫منها واإلسالمية‪.‬‬ ‫وقد أدى التداخل بين العمل الخيري والممارسات الوعظية من‬ ‫جهة‪ ،‬وغياب القوى االجتماعية األخرى عن األعمال الخيرية‪ ،‬إال‬ ‫في مناسباتها اإلعالمية‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬إلى جعل هذا القطاع‬ ‫ذي األهمية البالغة لقطاعات واسعة من المجتمعات الخليجية‬ ‫المحلية‪ ،‬والعربية‪ ،‬تحت سيطرة جماعات اإلسالم السياسي‪.‬‬ ‫كما أن البعض لم يتورع عن توظيف مؤسسات العمل الخيري‬ ‫ألغراض شخصية بحتة أو أن تدار بعيداً عن أهدافها الخيرية‪ .‬وقد‬ ‫أشار أحد التقارير الرسمية في دولة الكويت إلى هذه الوضعية‬ ‫في إحدى الجمعيات الخيرية بالقول‪« :‬الحظ التقرير الخاص‬ ‫بوضع الجمعيات األهلية الكويتية أن الجمعية الخيرية للتضامن‬ ‫االجتماعي‪ ،‬والتي تركز جل نشاطها على األعمال الخيرية في‬ ‫البالد العربية‪ ،‬تستغل لبعض األغراض الشخصية وتدار بمنأى‬ ‫عن تخصصها كجمعية نفع عام‪ .‬حيث ال تكترث هذه الجمعيات‬ ‫بالضوابط اإلدارية لجمعيات النفع العام وال تعقد اجتماعات مجلس‬

‫اإلدارة وجمعيتها العمومية في مواعيدها‪.‬‬ ‫وقد بدأ الكثير من الكتاب المحليين في المملكة العربية السعودية‬ ‫والكويت بتوجيه أصابع االتهام إلى القوى والجماعات اإلسالمية‬ ‫المسيطرة على الجمعيات الخيرية لتوظيفها السياسي لهذه‬ ‫الجمعيات وأموالها سواء أكان ذلك على مستوى الداخل أم‬ ‫الخارج‪ ..‬ويعبر الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية الكويتي‬ ‫«عن قلقه من احتمال وجود ارتباطات بين بعض جمعيات العمل‬ ‫الخيري والتنظيمات اإلرهابية»‪ .‬ويعلق الكاتب الصحفي السعودي‬ ‫عبدالرحمن الراشد على وضع العمل الخيري في السعودية‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫«إن كانت هذه الجمعيات صادقة في أطروحاتها بتقديم العون‬ ‫للمحتاجين‪ ،‬فإن هناك قائمة طويلة من الحاجات أولها الفقر‪.‬‬ ‫والفقر يجب أن يجعلنا نخجل جميعاً من وجوده في بلد يملك كل‬ ‫هذا الثراء‪ ..‬هناك حاجات المرضى والذين بال وظائف والمديونين‬ ‫والمسجونين واألرامل واليتامى والمطلقات‪ ..‬أما أن تصرف‬ ‫أموال المحسنين على محطات تلفزيون ومواقع إنترنت ودروس‬ ‫وأشرطة وإعالنات في الشوارع والتلفزيون فإنه ليس عم ًال خيرياً‬ ‫بل عمل سياسي سنحصد ثمنه غالياً جداً ويجب أن يوقف‪.».‬‬

‫حجبت الجائزة‬

‫أستاذ علم االجتماع بجامعة البحرين منذ ‪ 1984‬حتى اآلن‪ ،‬كان عميداً لكلية اآلداب جامعة البحرين‬ ‫في الفترة من ‪ 1995‬إلى ‪ ،1999‬وكان عضواً في مجلس الشورى البحريني في الفترة من ‪2000‬‬ ‫إلى ‪ .2002‬من أبرز مؤلفاته في مجال علم االجتماع‪ :‬العمل االجتماعي التطوعي في الخليج العربي‬ ‫‪ ،1988‬إنتاجية العمل في القطاع الصناعي في البحرين ‪ ،1993‬سوسيولوجيا المجتمع في الخليج‬ ‫العربي‪ ،‬المرأة وتحوالت الحداثة العسيرة ‪ ،2000‬والحركات الدينية في الخليج العربي ‪.2007‬‬

‫‪71‬‬


‫‪2007‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫النمط النبوي – الخليفي‬

‫في القيادة السياسية العربية والديمقراطية‬ ‫يتميز الكتاب بطرحه قضية أهمية القيادة لمواجهة تحديات‬ ‫التنمية وبناء الدولة الحديثة‪ ،‬ويقدم منظوراً جديداً يتمتع‬ ‫بقدر كبير من األصالة النابعة من التراث الفكري العربي‪،‬‬ ‫ويدعو للعمل الجماعي لتحمل المسؤولية‪ ،‬وتجدد القيادة‬ ‫بمنهجية معاصرة‪ .‬ويؤكد الكاتب على أن فهمنا للنظرية‬ ‫التي طرحها في الكتاب يفترض استعدادات نفسية‬ ‫اجتماعية ثقافية لدى الشعوب العربية يعززها استمرارية‬ ‫الممارسة وعدم اكتمال أو نضوج الظروف المؤدية للتغيير‪،‬‬ ‫ويعبر عن هذا بالمخيال السياسي االجتماعي‪ ،‬وليس عن‬ ‫خصائص وراثية غير قابلة للتعديل أو للتغيير‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫د‪ .‬بشير محمد الخضرا – األردن‬ ‫كاتب أردني‪ ،‬عمل مستشاراً لجامعة النهضة األمريكية في‬ ‫أبوظبي‪ ،‬و مستشاراً لشركة النهضة العالمية للتعليم (تعليم)‪،‬‬ ‫له أربعة كتب منشورة و ‪ 15‬بحثا أصيال في مجالت علمية‬ ‫محكمة‪ ،‬وأدار العشرات من االستشارات التنظيمية واإلدارية‬ ‫العامة أو المتعلقة بالتعليم العالي وبرامج التنمية والتدريب في‬ ‫العديد من األقطار العربية‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫معظم الكتابات حتى الستينيات من القرن العشرين تتحدث عن‬ ‫ديمقراطية العرب بالمعنى التاريخي وبشكل يعكس المفاهيم‬ ‫الفردية والذاتية والالمؤسسية للقيادة وهي مفاهيم الكتاب‬ ‫أنفسهم من جهة‪ ،‬وهي أيضاً عينات أو نماذج عن المفهوم‬ ‫الحضاري العربي للديمقراطية تعكس سيطرة النمط الزعامي ‪-‬‬ ‫السلطوي‪.‬‬ ‫ففي هذه األعمال نالحظ أن الحديث عن الديمقراطية هو في‬ ‫الغالب عن أمثلة لحكام عظماء كانوا يتصرفون مع رعيتهم‬ ‫بطريقة ديمقراطية‪ ،‬بالمعنى الذي في قلب الكاتب‪ ،‬كالعدل وحب‬ ‫الرعية‪ ،‬وال نجد أثراً للحديث عن سيادة مؤسسات محددة ثابتة‬ ‫تمثل حكم األغلبية أو الجماعة أو اإلرادة العامة‪ .‬ويمثل األديب‬ ‫الكبير عباس محمود العقاد هذا االتجاه أحسن تمثيل‪ .‬فهو‬ ‫يعتبر أن الديمقراطية العربية جاءت مع اإلسالم‪ .‬ومثل الكتاب‬ ‫اآلخرين عن ديمقراطية العرب في تلك الفترة‪ ،‬ال يرسم شك ًال‬ ‫مؤسسياً للديمقراطية اإلسالمية‪ ،‬وإنما يكتفي بوضع أرسعة‬ ‫أسس لها‪ ،‬هي‪ :‬المسؤولية الفردية‪ ،‬والمساواة في الحقوق‪،‬‬ ‫والشورى‪ ،‬والتعاون المشترك‪ .‬ومن المالحظ أن العقاد يتجاهل‬ ‫التجارب السابقة لإلسالم‪ ،‬كالتجارب اليونانية والرومية الرومانية‪،‬‬ ‫وكذلك أي مالمح للشورى التي كانت سائدة في بعض جوانب‬ ‫الحياة العربية قبل اإلسالم‪.‬‬ ‫والبد من اإلشارة هنا إلى أن هنالك بعض الكتابات التي ظهرت‬ ‫في الفترة نفسها وحاولت بلورة فكرة الديمقراطية بشكل‬ ‫مؤسسي‪ ،‬وهي ال تعكس مفهوماً «عربياً» أو «إسالمياً»‬ ‫للديمقراطية‪ ،‬بمقدار ما تعكس تأثر أصحابها بتجارب األمم‬ ‫األخرى‪ .‬من األمثلة على هذه الدراسات‪ :‬جبران شامية (‪،)1965‬‬ ‫قضايانا العربية‪ :‬دراسات وحلول‪ :‬زكي األرسوزي (‪ ،)1961‬متى‬ ‫يكون الحكم ديمقراطياً‪ ،‬عدنان األتاسي (‪ ،)1965‬الديمقراطية‬ ‫واالشتراكية الثورية‪ ،‬وخالد محمد خالد (‪ ،)1958‬الديمقراطية‬ ‫أبداً‪ ،‬ونالحظ أن االهتمام بالديمقراطية كمنهاج للحكم والتنظيم‬ ‫السياسي في الوطن العربي قد اشتد ونما في أوساط‬ ‫المفكرين والتنظيمات الثقافية خالل السبعينيات والثمانينيات‬ ‫والتسعينيات من القرن العشرين‪ ،‬وقد ساعد في هذا االتجاه‬ ‫الشعور العام بفشل األنظمة السياسية التي سادت خالل‬ ‫النصف األخير من القرن العشرين في أن تؤسس أنظمة‬ ‫للحكم‪ ،‬تواكب التطورات الثقافية والسياسية واالجتماعية التي‬

‫حدثت في المجتمعات العربية‪ ،‬كما فشلت في ما كانت تدعيه من‬ ‫توفير الجهود للمعركة المصيرية (فلسطين)‪ ،‬عدا عن أن غالبيتها‬ ‫فشلت في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية المنشودة‪،‬‬ ‫فمن الطبيعي أن تستفز هذه األوضاع أصحاب االهتمام والفكر‬ ‫للنقد الذاتي والتشخيص والتحليل والبحث عن الحلول‪ ،‬فأدى‬ ‫ذلك إلى ثروة من األفكار حول الديمقراطية‪ .‬وبعض هذا االنتاج‬ ‫كان محاولة لتأصيل الفكر الديمقراطي وبيان خصائص ومقومات‬ ‫الديمقراطية وشروطها ومزاياها وعيوبها‪ ،‬وقد تمت تغطية هذه‬ ‫الجوانب في الباب األول من هذا الفصل‪ ،‬حيث اعتمدنا في شرح‬ ‫هذه الجوانب على األعمال التي ظهرت في الفترة المذكورة‪،‬‬ ‫ولم نعتمد على مصادر غربية‪ ،‬بقصد إظهار التطور الحاصل على‬ ‫الساحة العربية في هذا المجال‪.‬‬ ‫أما باقي األعمال التي سوف نشير إليها فهي تتعلق بتقييم‬ ‫الممارسات والمواقف للقوى السياسية إزاء الديمقراطية وما‬ ‫يستتبع ذلك من استشفاف مالمح النمط الزعامي ‪ -‬السلطوي‬ ‫(النبوي ‪ -‬الخليفي)‪ ،‬وما أحدثته على الساحة السياسية العربية‪.‬‬ ‫وأهم ما نالحظ في تلك الكتابات أن الفشل في الديمقراطية‬ ‫وسيطرة مالمح النمطا لفردي‪ ،‬لم يقتصر على األنظمة السياسية‬ ‫الحاكمة‪ ،‬ولكنه شمل الحركات السياسية التي كانت تدعو للتغير‬ ‫والقيادة الجماعية‪ ،‬وتدعي أنها هي الطليعة المؤهلة للتغيير‪.‬‬ ‫من هذه األعمال ما كتب عن «الحركة العربية الواحدة» من قبل‬ ‫مفكرين طليعيين كانوا مشاركين في األحداث التي يتكلمون‬ ‫عنها‪ .‬ويتلخص مفهوم الحركة العربية الواحدة في أن كل القوى‬ ‫الثورية في الوطن العربي يجب أن تتوحد في حركة واحدة‪ ،‬وأن‬ ‫هذه قضية بقاء أو موت بالنسبة إليها‪.‬‬ ‫نشير أو ًال إلى تحليل ناجي علوش ألسباب انقسام الحركة‬ ‫العربية الثورية‪ ،‬حتى في البلد الواحد‪ ،‬وعالقة ذلك بمشكلة القيادة‪.‬‬ ‫يقول ناجي علوش‪« :‬إن كل حزب أو تنظيم يعتقد أنه هو طليعة‬ ‫الشعب وقيادته‪ ،‬وهكذا فكيف يمكن أن يتحدوا في حركة قومية‬ ‫واحدة؟»‪ .‬وفي تحليله للقيادة يقول‪« :‬إن البورجوازية الصغيرة‪،‬‬ ‫بتفكيرها الفردي الذي يصر على االتجاهات الفردية‪ ،‬هي التي تلد‬ ‫األبطال وتمجدهم‪ ..‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن البورجوازية الصغيرة‬ ‫نفسها تدعو للعمل الجماعي‪.‬‬ ‫وهذا تناقض وهذا السبب الذي جعل حزب البعث يمجدالقادة‬ ‫أحياناً ويخلق األساطير حولهم»‪.‬‬


‫الدكتورة عفاف طبالة ‪ -‬مصر ‪2011‬‬ ‫رواية البيت والنخلة‬

‫قيس صدقي ‪ -‬اإلمارات ‪2010‬‬ ‫سلسلة سوار الذهب‬

‫هدى الشوّ ا قدّومي ‪ -‬الكويت ‪2008‬‬ ‫رحلة الطيور إلى جبل قاف‬

‫الدكتور محمد علي أحمد ‪ -‬مصر ‪2007 -‬‬ ‫سلسلة رحلة على الورق‬

‫‪73‬‬


‫بطريقة تشبه أسلوبه في سرد قصصه المميزة‪ ،‬يعبر الكاتب قيس صدقي‪ ،‬الحاصل على‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب في أدب الطفل‪ ،‬عن مشاعره لدى علمه بفوز كتابه بجائزة الشيخ‬ ‫زايد لفرع أدب الطفل في دورتها الرابعة لعام ‪ ،2010‬يقول‪ « :‬بعد أن قمت بتقديم كتابي “سوار‬ ‫الذهب” للجائزة سألت نفسي عن مدى استعدادي لتلقي خبر الفوز إذا وُفقت» ويضيف راسماً‬ ‫الحبكة الدرامية للقصة‪ «:‬ظننت أن هذا التساؤل في حد ذاته قد هيأني بعض الشيء لتلقي النبأ‬ ‫المحتمل أو المأمول» ويضع صدقي خاتمة الموقف القصصي حين يقول‪ «:‬لكن حينما تلقيت‬ ‫االتصال الهاتفي الذي علمت من خالله بفوزي بالجائزة اتضح لي أني لم أكن مستعداً لذلك على‬ ‫اإلطالق» ويصف ذلك بقوله‪ «:‬لقد تدافعت مشاعر الفرحة واالمتنان والفخر في نفسي ولم أجد‬ ‫مخرجاً لصراع المشاعر هذا فسيطر علي البكاء من شدة الفرحة»‪.‬‬ ‫وبمزيج من الفرح والفخر يعبر صدقي ببهجة عن سروره بأنه أول كاتب إماراتي يحظى‬ ‫بشرف الفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في أي فرع من فروعها‪ ،‬مضيفاً‪ «:‬لقد اقترن عنوان‬ ‫كتابي بعنوان العطاء المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه»‬ ‫ويضيف‪ ”:‬لقد نقلت جائزة الشيخ زايد للكتاب قصتي المصورة “سوار الذهب” في ليلة وضحاها‬ ‫من الساحة المحلية إلى مسرح عالمي واسع”‪ ،‬ويصف أثر ذلك باإلشارة إلى تفاعل وسائل‬ ‫اإلعالم الدولية مع تجربته التي يحاول من خاللها غرس حب القراءة بالعربية في نفوس‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫وفي إطار تعبيره عن األهمية الموضوعية التي تمثلها جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع‬ ‫أدب الطفل يسرد صدقي ما يعتبره تحديات تواجه أدب الطفل في العالم العربي‪ ،‬حيث يرى أن‬ ‫الكتابة تحت سيطرة دافع غرس المبادئ والقيم النبيلة يحول أدب الطفل العربي إلى ما يشبه‬ ‫الوعظ واإلرشاد‪ ،‬مشيراً إلى أن هذه السمات تعد من أكبر التحديات التي تواجه أدب الطفل‬ ‫في العالم العربي‪ .‬ويستطرد صدقي في سرد مالمح صورة أدب الطفل في العالم العربي‪،‬‬ ‫مشيراً إلى أن أدب الطفل عربياً في حاجة إلى رعاية أكبر‪ ،‬وهو ال ينفي ما أسماه بالحراك‬ ‫الملحوظ نحو االرتقاء بمستوى الكتاب الموجه للطفل العربي‪ ،‬والذي يرى مالمحه في زيادة‬ ‫عدد دور النشر المتخصصة في أدب الطفل‪ ،‬والتي يعي بعضها تماماً خصائص سوق أدب‬ ‫الطفل‪ ،‬كما يرى مالمح ذلك في تعدد االختيارات أمام الطفل العربي‪ ،‬ولكنه يؤكد أننا ما زلنا في‬ ‫حاجة إلى المزيد من اإلصدارات النوعية‪ ،‬وهو ما يأمل أن تقوم جائزة الشيخ زايد للكتاب بدور‬ ‫فاعل فيه‪ ،‬عبر تحفيز الكتابة للطفل العربي مع التركيز على مستوى اإلنتاج‪.‬‬ ‫وعلى صعيد شخصي‪ ،‬يأمل صدقي أن يكون حصوله على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع‬ ‫أدب الطفل دافعاً له لالستمرار في بذل المزيد من الجهد في نشر الوعي بأهمية التخلص من‬

‫‪74‬‬

‫سيطرة تلك النزعة اإلرشادية التي تفقد األدب ميزته‪ ،‬والبعد قدر االستطاعة عن الموعظة‬ ‫المباشرة والتركيز على جانب الترفيه عند الكتابة للطفل‪ .‬كما يأمل صدقي أن يكون فوزه‬ ‫بالجائزة كأول كاتب إماراتي حافزاً للكتاب اإلماراتيين إلنتاج أعمال تليق بمستوى الجائزة‪،‬‬ ‫واإلصرار على تحقيق أهداف كبرى تصب في خدمة تجربة الكتابة للطفل العربي لتتشكل مالمح‬ ‫مساهمة أبناء هذا الوطن المعطاء في بناء الثقافة‪ ،‬وبإصرار الفت يقول صدقي‪“ :‬أما أنا شخصياً‬ ‫فأنوي أن أقدم كل عمل أدبي أقوم به للجائزة‪ ،‬بذلك أكون قد ساهمت في المشاركة‬ ‫اإلماراتية في هذه المسابقة العالمية الراقية”‪.‬‬ ‫ويرى صدقي أن معايير اختيار الكتب الفائزة التي حددتها جائزة الشيخ زايد للكتاب والتزمت‬ ‫بها ساهمت في تصنيفها ضمن أهم وأكبر الجوائز العالمية لألدب العربي‪ ،‬مشيراً إلى أن أهمية‬ ‫الجوائز تنبع من فهمها وتقديرها للوظيفة التي تضطلع بها‪ ،‬مؤكداً أن الجائزة نجحت في بناء‬ ‫سمعتها العالمية بالتركيز على أعلى معايير التقييم وعدم التهاون في استيفاء الشروط وعدم‬ ‫التردد في حجب أفرع من الجائزة إذا لم ترتق األعمال األدبية إلى مستوى طموحها‪ .‬ويضيف‬ ‫مؤكداً ‪”:‬جائزة الشيخ زايد للكتاب أصبحت محط أنظار كل كاتب عربي‪ ،‬وهو أمر راجع لما‬ ‫تتسم به من نزاهة ومعايير دقيقة ومستوى عال في التحكيم‪ ،‬وهو ما جعل الفوز بالجائزة‬ ‫يعد أعظم وسام شرف يصبو إليه كل قلم من كل قطر في العالم‪».‬‬ ‫ويربط الكاتب قيس صدقي‪ ،‬حاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في أدب الطفل‪ ،‬بين النجاح‬ ‫النوعي الذي تمثله جائزة الشيخ زايد للكتاب وبين النجاح الذي حققته إمارة أبو ظبي بوصفها‬ ‫«في طليعة المدن العالمية الثقافية التي أنجزت الكثير في الساحة الثقافية” ويرى صدقي أن باقة‬ ‫الجوائز الثقافية التي تقدمها أبوظبي للبشرية من شأنها تحفيز العطاء في المجاالت الثقافية‬ ‫من خالل التكريس لمعايير الجودة والتركيز على المستوى والنوعية مما يرتقي بمستوى‬ ‫المساهمة الثقافية العربية‪ ،‬وهو يرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعد عروس الجوائز الثقافية‬ ‫العربية والعالمية فهي إضافة إلى قيمها العالية من حيث االختيار والتقدير‪ ،‬تتسم باالستمرار‬ ‫واالحتفاء واالحتفال بالفائزين وتعمل على التعريف بهم ودعوتهم للمشاركة في فعاليات‬ ‫ثقافية في مثيالت أبو ظبي من العواصم الثقافية حول العالم‪ .‬ويضيف صدقي معبراً عن رؤيته‬ ‫إلمارة أبوظبي‪ ”:‬رغم عطائها السخي في بناء صرح الثقافة العالمية‪ ،‬إال أن أبوظبي ال ترتضي‬ ‫بدي ًال سوى االستمرار في العطاء‪ ،‬وهي ما زالت تبني وتزيد وتثري التبادل الثقافي العربي‪/‬‬ ‫العربي والعربي العالمي واإلنساني بشكل عام” ويرى صدقي في أبوظبي الوجهة األولى‬ ‫للسياحة الثقافية‪ ،‬واصفاً إياها بأنها “ مسرح منير يجمع من كل أصناف الثقافة ويُعرض ما‬ ‫عليه للبشرية كلها»‪.‬‬


75


76


‫«تمنيت الجائزة حتى أني توقعتها» هكذا استهلت الدكتورة عفاف طبالة‪ ،‬حاصلة على جائزة الشيخ‬ ‫زايد فرع أدب الطفل حديثها‪ ،‬مؤكدة أن هذا االنطباع مازال حاضراً في ذاكرتها رغم مرور فترة تزيد‬ ‫عن العام على لحظة تلقيها نبأ الفوز بالجائزة‪ .‬وأضافت في محاولة لنفي ما قد يرد إلى الذهن من ثقة‬ ‫زائدة أو غرور ‪«:‬لم يكن هذا اإلحساس غروراً أو ثقة زائدة‪ ،‬فقط احتضنت الحلم في قلبي بقوة حتى‬ ‫تحقق» وأضافت‪ « :‬رغم أن هذا التوقع لم يقلل من فرحتي بل إنه هيأني للفرحة» ‪.‬‬ ‫وحول حصولها على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل تقول الدكتورة عفاف طبالة‪:‬‬ ‫«إن اهلل ال يضيع أجر من اجتهد» وتضيف‪ «:‬لقد أكرمني اهلل وأراد أن يتوج مجهودي بتقدير بهذا‬ ‫المستوى» مشيرة إلى أن اطالعها على حيثيات لجنة التحكيم التي أجمعت على فوزها زاد من‬ ‫اعتزازها بالجائزة وشعورها بالرضا النابع من معرفتها أن جائزة الشيخ زايد واحدة من أكثر الجوائز‬ ‫قيمة على المستوى العربي لما تتمتع به من مصداقية ونزاهة وموضوعية في التحكيم‪ ،‬مشيرة إلى‬ ‫أن هذه العوامل كرست للمكانة والسمعة العالمية التي استحقتها الجائزة على المستوى العالمي‬ ‫فهي اآلن «أبرز الجوائز األدبية عالميًا»‪.‬‬ ‫وتستطرد الدكتورة طبالة في سرد مالمح اعتزازها بالحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب‪،‬‬ ‫فتقول‪« :‬أفضل ما يتمناه الكاتب أن ُتقرأ كتبه‪ ،‬وأن يصل ما يكتبه لجمهور القراء» مشيرة إلى أن‬ ‫من ضمن إيجابيات جائزة الشيخ زايد للكتاب أنها ال تكتفي بمنح الفائز جائزته وحسب بل تقوم‬ ‫بالتعريف بالفازين وتضعهم تحت دائرة الضوء وتسهم في تعريف القراء والجمهور بمنجزهم مما‬ ‫يساعد على وصول أفكارهم إلى الناس‪ ،‬ويشجع القراء على قراءتهم» وتستشهد الدكتورة طبالة‬ ‫في ذلك بأن كتابها «البيت والنخلة» الحاصل على جائزة الشيخ زايد عام ‪2011‬حقق أعلى مبيعات كتب‬ ‫دار نهضة مصر في عام فوزه بالجائزة‪ ،‬متفوقاً على كتب أخرى لك ّتاب أكثر شهرة‪ ،‬كما تم اختيار‬ ‫كتابها ككتاب الشهر في منتدى الكتاب العربي عن شهر فبراير ‪ .2012‬وتقول الدكتورة طبالة‪:‬‬ ‫«الفضل في ذلك يرجع بعد اهلل‪ ،‬لما حققته جائزة الشيخ زايد للكتاب من شهرة ورواج»‪.‬‬ ‫وفي إطار تقييمها لحيوية الدور الذي تضطلع به جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬تصف الدكتورة عفاف‬ ‫طبالة خطورة التحديات التي تواجه الثقافة العربية وتهددها‪ ،‬فتقول ‪«:‬الثقافة العربية يتنازعها اتجاهان‬ ‫أحدهما ‪ -‬بدعوى تطويرها ‪ -‬يشدها لتخرج عن مسار الهوية‪ ،‬وآخر ‪ -‬بدعوى الحفاظ على الهوية ‪-‬‬ ‫يجمدها ويمنع تطويرها» وتضبف أن الوصول إلى صيغة سليمة تجمع بين األصالة والمعاصرة يجب‬

‫أن يكون هم كل مثقف عربي وكل مسؤول في هذا المجال‪ ،‬مؤكدة أن إطالق حرية اإلبداع هو‬ ‫الضمانة الحقيقية للوصول لهذه الصيغة الصحيحة المناسبة التي تجمع بين األصالة والمعاصرة‪ .‬وتؤكد‬ ‫أن هذا التحدي يتجسد أول ما يتجسد في اللغة العربية التي ينبغي أن تبقى على عرش لغات التعبير‬ ‫باعتبارها عاصمة الثقافة العربية‪ ،‬وال شك في أن بقاءها يبدأ من األدب الموجه إلى الطفل‪ .‬وتربط‬ ‫طبالة بين هذا التحدي وبين الدور الذي تضطلع به جائزة الشيخ زايد للكتاب من تكريس معايير راقية‬ ‫في اختيار وتشجيع كتاب الطفل على االرتقاء بمستوى كتابتهم‪.‬‬ ‫وتضيف طبالة ‪ «:‬هناك مجهود ملحوظ من القائمين على النشاط الثقافي في إمارة أبوظبي لخلق‬ ‫مناخ ثقافي عام يكشف عن اقتناع بدور الثقافة في النهوض بالشعوب واالرتقاء بها» وتشير إلى أن‬ ‫أفضل ما في هذا المجهود هو أنه يضع في اعتباره أن يستفيد به المحيط العربي كله‪ ،‬وتقول‪»:‬هكذا‬ ‫تنجح الثقافة في تحقيق الترابط والتفاعل بين الشعوب والمثقفين العرب وتفعيل التواصل بينهم»‬ ‫وتضيف‪ »:‬أنا شخصيًا من المؤمنين بأن الثقافة قادرة على تحقيق الترابط بين الشعوب العربية‬ ‫والقيام بما عجزت عن تحقيقه السياسة واالقتصاد والرياضة»‪.‬‬ ‫وترى الدكتورة طبالة أن الثقافة بطبيعتها مجال ال يجتذب الجماهير بدرجة عالية‪ ،‬سواء المنتجين‬ ‫للعمل الثقافي أو المتلقين له‪ ،‬مشيرة إلى أن المردود بالنسبة للمثقف باعتباره منجماً ليس مغريًا‬ ‫كما أن المجهود بالنسبة للمتلقي كبير‪ ،‬وتضيف إلى ذلك أن الثقافة العربية تتعرض لهجمات شرسة‬ ‫لتطويعها وتفريغها من طابعها وهويتها‪ ،‬بما يفقدها خصوصيتها وقيمتها الحقيقية‪ .‬وتقول إن حا ًال‬ ‫كهذه يتطلب تدخ ًال من جهات تمتلك اإلمكانيات والوعي معاً‪ ،‬لتشجيع المنتج الثقافي وحماية الثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬وترى أن الجوائز واحدة من أنجح األدوات زاألساليب لخلق مناخ عام يُعلي من القيم الثقافية‬ ‫بما توفره من فرص لتشجيع المنتجين والمتلقين‪ .‬وتضيف طبالة‪« :‬يزيد من فرص تحقيق هذا الدور‬ ‫للجوائز أن تخصص للمنتج العربي‪ :‬لغة وأسلوبًا واحتضا ًنا للهوية»‪.‬‬ ‫وكما بدأت حديثها بحلم‪ ،‬أنهت الدكتورة طبالة كالمها عن حلمها في الفوز مرات أخرى بجائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬تقول ‪« :‬كنت أعتقد أنه ال يمكنني الفوز بالجائزة سوى مرة واحدة‪ ،‬إال أنني عندما‬ ‫عرفت أن هذا ليس بشرط‪ ،‬أحلم اآلن بالحصول على الجائزة مرة ثانية‪ ،‬وسوف أعمل جاهدة‬ ‫إلنجاز عمل أفضل يتناسب مع مستوى هذا الحلم» ‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫‪2011‬‬

‫الدكتورة عفاف طبالة – مصر‬ ‫الدكتورة عفاف طبالة‪ ،‬من مواليد القاهرة‪ ،‬مصر عام ‪ ،1941‬حاصلة‬ ‫على الدكتوراه في اإلعالم من جامعة القاهرة‪ ،‬شغلت منصب‬ ‫رئيسة قناة النيل للدراما في الفترة من ‪ 1996‬إلى ‪ ،2001‬وعملت‬ ‫كمشرفة على البرامج الفضائية المصرية في الفترة من ‪ 1994‬إلى‬ ‫‪.1995‬‬ ‫لها العديد من االبحاث الثقافية واالعالمية والعديد من المؤلفات في‬ ‫مجال أدب الطفل‪ ،‬كما شغلت عضويه العديد من لجان التحكيم‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫عاود المطر هطوله وبصورة أشد و كأن السماء فتحت أبواب‬ ‫شالالت مياه على رأسها‪ .‬حاولت أن تحتمي بشجرة شاء القدر‬ ‫أن تكون أمام دار شيخ الخفر‪ .‬لمحتها زوجته التي خرجت وراء‬ ‫طفل صغير استهوته األمطار الغزيرة ليلعب تحتها وهو يغني‪:‬‬ ‫«يا مطر ر ُِّخي‪ ..‬ر ُِّخي» فدعتها للدخول تحتمي بالدار لحين تتوقف‬ ‫شدة المطر‪.‬‬ ‫عندما هدأت زخرة المطر القوية قفلت «بهانة» عائدة إلى بيتها بعد‬ ‫أن أقنعها شيخ الخفر أنه ال داعي أن تذهب بنفسها إلى «برعي»‬ ‫في هذا الجو الماطر‪ ،‬ووعدها أن يرسل في أقرب وقت من‬ ‫يستدعيه لها ليخبرها باسم وعنوان الرجل الذي باع له الحمار‪.‬‬ ‫لم يكن شيخ الخفر صادقاً فيما قال ووعد‪ .‬فهو طبعاً يعرف عنوان‬ ‫الرجل الذي اشترى الحمار لكنه أخفاه عنها لغرض في نفسه‬ ‫تبادر لذهنه بمجرد ذكرها لوجود «رامح» عندها؛ ولم يف بوعده لها‬ ‫بإبالغ «برعي» بطلبها‪ ،‬بل بالعكس حرص على إخفائه عنه‪ .‬وعندما‬ ‫اختمرت في ذهنه الفكرة التي ال ترد إال على بال شيخ خفر اعتاد‬ ‫تلفيق التهم وترويع األبرياء لخدمة األسياد‪ ،‬وفي عز المطر‪ ،‬غامر‬ ‫وذهب لـ «بهيجة» أم ًال في إرضائها لعلها تبيع له قيراطي األرض‬ ‫ملكها اللذين يفصالن بين قطعتي أرض ملكه‪.‬‬ ‫كاد قلب «بهيجة» يقفز من السعادة وشيخ الخفر يشرح لها‬ ‫خطته الجهنمية المحكمة‪« :‬بهانة» متلبسة بجناية سرقة مؤكدة‬ ‫لحمار‪ ،‬تشوه صورتها أمام الجميع وتضطرها للرحيل عن القرية‬ ‫والعودة للجبل من حيث أتت‪ ..‬بهذا تتحقق أمنية «بهيجة» ويرتاح‬ ‫بالها وتنطفئ نار الغفل في قلبها من هذه المرأة العجوز التي‬ ‫استطاعت أن تنتصر عليها في كل موقعة صراع بينهما‪.‬‬ ‫لم يكن عليها لتنفيذ هذه الفكرة إال أن يرسال منذ الصباح المبكر‬ ‫من يسرِّب للرجل الذي اشترى الحمار ويسكن في قرية‬ ‫مجاورة‪ ،‬ان امرأة عجوزاً وحفيدها هما من سرقا حماره وأخفياه‬ ‫عن العيون في حجرتهما‪ ،‬وأن ما عليه إال أن يدهم البيت ليضبط‬ ‫الحمار في الحجرة فيكونا متلبسين بسرقته‪ ،‬ويتم القبض‬ ‫عليهما ومعاقبتهما على فعلتهما‪ .‬ولكن عليه أن يفعل ذلك مبكراً‬ ‫وبسرعة قبل أن تبيعه أو تسربه‪ .‬وفي نفس الوقت يمنعان‬ ‫وصول «بهانة» إلى «برعي» لمعرفة أية معلومات عن صاحب‬ ‫الحمار‪ ،‬ليشال حركتها في التخلص منه‪ .‬ولن يكون طرفاً في هذه‬ ‫العملية حتى ال ينكشف أمرهما أو حتى ال يظهرا بمظهر قد يأخذه‬ ‫الناس عليهما أو يدري العمدة به فيبطل خطتهما‪ .‬أما الباقي فعلى‬ ‫شيخ الخفر الذي لن يكون عليه إال تنفيذ القانون ضد السارق‬ ‫المتلبس بجريمة السرقة‪ .‬وقد يكون رحيماً فيخيرها بين القبض‬ ‫عليها وتسليمها للمركز أو أن ترحل عن القرية‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫البيت والنخلة‬ ‫تقدم قصة (البيت والنخلة) الفائزة بالجائزة خطاباً أدبياً متطوراً‬ ‫يخرج عن السائد في كتابة أدب األطفال؛ إذ نجحت الكاتبة في‬ ‫ترك مساحة للقارئ – الطفل في سن المراهقة‪ -‬ليعيد النظر في‬ ‫كثير من الموجودات حوله‪ ،‬وقد نجحت الكاتبة بأسلوبها السردي‬ ‫القصصي في فتح آفاق من الخيال تسمح للقارئ بأن يتلمَ س‬ ‫تفسيرات عقلية تكمَ ل أحاسيسه الوجدانية والروحية‪.‬‬


‫‪2010‬‬

‫قيس صدقي ‪-‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫قيس صدقي كاتب إماراتي‪ ،‬نال الشهادة الجامعية‬ ‫في إدارة األعمال من جامعة سوفولك‪ ،‬وشهادة‬ ‫الدراسات العليا في إدارة األعمال من الجامعة‬ ‫األميركية في الشارقة‪ ،‬شغل مناصب عليا في مجال‬ ‫تكنولوجيا المعلومات في شرطة دبي وشركة إعمار‬ ‫العقارية‪ .‬له كتابات في أدب الطفل وأسس ويدير‬ ‫دار نشر إماراتية تخصصت في نشر روايات”المانغا”‬ ‫اليابانية باللغة العربية‪.‬‬

‫كتاب الجائزة‬ ‫ســوار الذهب‬ ‫يقدم كتاب سوار الذهب موضوعاً مهماً يرتبط بالبيئة العربية بصفة‬ ‫خاصة‪ ،‬ويدور حول تربية الصقور وتدريبها‪ ،‬وقد نجح المؤلف في‬ ‫توظيف تقنية الشريط المصور التي تعتمد على الحوار والتعليقات‬ ‫المختصرة مع ربط أجزاء القصة ببعضها في نسق سردي متصل‪،‬‬ ‫كما ينطوي الكتاب على قيم وأخالق عربية نبيلة مثل إكرام الضيف‬ ‫واحترام الكبار والرفق باليتيم والتكافل االجتماعي والمحافظة‬ ‫على التراث‪ ،‬ويتميز الكتاب بالطرافة وسهولة األسلوب والجمع‬ ‫بين اإلفادة والتشويق‪.‬‬

‫عن الكتاب‬ ‫هي باكورة سلسلة المانغا العربية األولى من نوعها‪ ،‬تحكي عن سلطان‪ ،‬صبي إماراتي‪ 15 ،‬سنة‪ ،‬وصقره مجد‪ ،‬وعن‬ ‫تنافسهما في سباق خيالي للقنص بالصقور‪ ،‬وفي خالل مغامراتهما يواجهان الكثير من الصعاب والتحديات التي تشكل‬ ‫اختبارا حقيقيا للعزيمة وقوة الشخصية‪.‬‬ ‫وبدأت حكاية تأليف «سوار الذهب» لدى مبدعها‬ ‫قيس صدقي منذ الصغر‪ ،‬وذلك باالهتمام بالرسوم‬ ‫المتحركة اليابانية المدبلجة‪ ،‬وسرعان ما تحول‬ ‫إلى شغف بفن المانغا‪ ،‬وعلى مر األعوام استمر‬ ‫صدقي في متابعة مجالت المغامرات المصورة والتي‬ ‫تتواجد في مكتبات اإلمارات باللغة اإلنجليزية‪ ،‬وظل‬ ‫متشبثاً بحلم تقديم قصة مصورة مسلية بلغتنا‬ ‫األم‪ ،‬سنوات من العمل الحثيث ورغبة حقيقية‬ ‫في تقديم التراث العربي والخليجي بشكل خاص‪،‬‬ ‫تكللت هذه الجهود وهذا الطموح النبيل بإنتاج هذا‬ ‫العمل األدبي المتميز والرائد في شكله ومضمونه‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫‪2009‬‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب في أرقام‬

‫حجبت الجائزة‬

‫مشاركات الدورة الرابعة من حيث الموقع الجغرافي‬ ‫ﻣﺼﺮ ‪ 139‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫ﺳﻮرﻳﺎ ‪ 21‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫ﻟﺒﻨﺎن ‪ 20‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪ 19‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫اﻷردن ‪ 19‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫اﻟﻌﺮاق ‪ 15‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫اﻟﻤﻐﺮب ‪ 11‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫ﺗﻮﻧﺲ واﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ‪ 7‬ﻣﺸﺎرﻛﺎت‬ ‫ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ واﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ 6‬ﻣﺸﺎرﻛﺎت‬ ‫ُﻋﻤﺎن ‪ 4‬ﻣﺸﺎرﻛﺎت‬ ‫ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﻜﻮﻳﺖ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ‪ 3‬ﻣﺸﺎرﻛﺎت‬ ‫ﻟﻴﺒﻴﺎ ‪ 2‬ﻣﺸﺎرﻛﺘﺎن‬ ‫اﻟﺴﻮدان وأرﻳﺘﺮﻳﺎ واﻟﺴﻮﻳﺪ وأﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ وﻗﻄﺮ وﻣﺎﻟﻄﺎ ‪ 1‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬

‫‪150‬‬

‫‪120‬‬

‫‪90‬‬

‫‪60‬‬

‫‪30‬‬

‫خصص هذا المحور من الدراسة لبيان نسبة المشاركات حسب التوزيع الجغرافي للدول‪ ،‬لإلفادة منها مستقب ًال في‬ ‫الحمالت اإلعالمية واإلعالنية في الدورات القادمة ومقارنتها بالدورات السابقة حيث يعطي الموقع الجغرافي ونسبته‬ ‫المئوية من المشاركات عدة مؤشرات منها‪ :‬جدوى وصول الرسالة اإلعالمية واإلعالنية لتلك الدولة‪ ،‬ومدى تأثيرها في‬ ‫شريحة الكتاب والمثقفين‪.‬‬ ‫استحوذت مصر على المرتبة األولى من حيث عدد المشاركات بواقع ‪ 103‬مشاركة وتمثل نسبة ‪ ٪ 39‬وتليها سوريا‬ ‫بواقع ‪ 21‬مشاركة وتمثل نسبة ‪ ،٪ 8‬ثم لبنان بواقع ‪ 20‬مشاركة بنسبة ‪ ،٪ 8‬ثم السعودية بواقع ‪ 19‬مشاركة وتمثل‬ ‫نسبة ‪ ،٪ 7‬وتليها األردن بواقع ‪ 19‬مشاركة‪ ،‬وتمثل نسبة ‪ ،٪ 7‬تليها العراق بواقع ‪ 15‬مشاركة‪ ،‬وتمثل نسبة ‪ ،٪ 6‬وتليها‬ ‫المغرب بواقع ‪ 11‬مشركة وتمثل نسبة ‪ ،٪ 4‬وتليها تونس بواقع ‪ 7‬مشاركات‪ ،‬وتمثل نسبة ‪ ٪ 3‬وتليهااليمن بواقع ‪7‬‬ ‫مشاركات وتمثل نسبة ‪ ،٪ 3‬وتليها اإلمارات العربية المتحدة بواقع ‪ 7‬مشاركات‪ ،‬وتمثل نسبة ‪ ،٪ 3‬تليها فلسطين‬ ‫بواقع ‪ 6‬مشاركات‪ ،‬وتمثل نسبة ‪ ٪ 2‬تليها الجزائر بواقع ‪ 6‬مشاركات‪ ،‬وتمثل نسبة ‪ ،٪ 2‬تليها عمان بواقع ‪ 4‬مشاركات‪،‬‬ ‫وتمثل نسبة ‪ ٪ 2‬وتليها بعد ذلك دول فرنسا والكويت والبحرين بواقع ‪ 3‬مشاركات لكل دولة وبنسبة تصل إلى ‪ ٪ 1‬من‬ ‫إجمالي المشاركات وليبيا بواقع مشاركتين‪.‬‬ ‫أما الدول األخرى فهي الدول التي لها مشاركة واحدة‪ ،‬وهي سبع دول وتمثل ‪ ٪ 3‬من إجمالي المشاركات وهي‬ ‫(السودان وأريتريا والسويد وألمانيا وأمريكا وقطر ومالطا)‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫‪0‬‬

‫حجبت جائزة أدب الطفل لهذا العام وكانت حيثيات‬ ‫الحجب كالتالي‪“ :‬بما أن أدب الطفل يمثل ركيزة‬ ‫أساسية في تشكيل عقلية النشء وتنمية معارفهم‬ ‫وتعويدهم على متعة القراءة والتذوق الجمالي‪،‬‬ ‫فإن الجائزة إنطالقا من حرصها على رفع مستوى‬ ‫الكتابات المرشحة وتحقيقها لألهداف المنشودة رأت‬ ‫أن األعمال المقدمة هذا العام لم تستوف الشروط‬ ‫الضرورية مما أدى إلى حجبها‪”.‬‬


‫‪2008‬‬

‫هدى الشوّ ا قدّومي – الكويت‬ ‫كاتبة كويتية‪ ،‬حاصلة على درجة ماجستير التربية في تعليم‬ ‫اللغة اإلنجليزية من كلية نيو جيرسي بالواليات المتحدة‪،‬‬ ‫وبكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية من الجامعة‬ ‫األمريكية في القاهرة‪ ،‬تعمل حاليا أستاذة لغة إنجليزية في‬ ‫جامعة الكويت‪ .‬لها نصوص مسرحية منها سيمرغ (عرض‬ ‫مسرحي متنقل)‪ ،‬جاالتيا‪ (:‬فريق دراما لوياك ‪ -‬مسرح‬ ‫عبد العزيز حسين الثقافي) و جزيرة الحيوان( فريق دراما‬ ‫لوياك)‪.‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫مقتطفات من الكتاب‬

‫رحلة الطيور إلى جبل قاف‬ ‫حقق كتاب رحلة الطيور إلى جبل قاف مستوى إبداعياً وفنياً‬ ‫في تطويعه لروائع التراث الثقافي لتقديم قراءة ممتعة‬ ‫لألجيال الجديدة بلغة جميلة وسهلة ومشهد بصري الفت‬ ‫وحكمة مفيدة ونافعة للمستقبل مع تميزه بالرسوم‬ ‫األصيلة واإلخراج المتقن وصالحيته ليكون نموذجاً يحتذى‬ ‫به في أدب الطفل‪.‬‬ ‫و”رحلة الطيور إلى جبل قاف” مستوحى من المنظومة‬ ‫الشعرية “منطق الطير” للشاعر الفارسي الصوفي فريد‬ ‫الدين العطار الذي عاش في نيسابور بإيران في القرن‬ ‫الثاني عشر الميالدي‪ .‬وقد صاحب النص المكتوب ست‬ ‫عشرة لوحة صورية مقتبسة من روح الفن اإلسالمي‬ ‫قامت بتنفيذها الفنانة البريطانية فانيسا هودجكينسون‬ ‫على بالطات خزفية نجمية الشكل‪.‬‬

‫تروي القصة حكاية اجتماع طيور العالم للبحث عن ملك يحكمها‪،‬‬ ‫فيخبرها الهدهد المعروف بحكمته أن هناك ملكاً وهو العنقاء‬ ‫المقيم في جبل قاف ولكن الطريق إليه عبر وديان سبعة‬ ‫محفوفة بالمخاطر واألهوال‪ ،‬فيباشر كل طير بتقديم األعذار‬ ‫لعدم القيام بالرحلة‪ ،‬فالبلبل ال يمكنه أن يترك محبوبته الوردة‬ ‫الحمراء والببغاء مقتنعة برفاهية قفصها الذهبي‪ ،‬والبطة‬ ‫ال تستطيع أن تترك مواطن الماء فكان دور الهدهد‪ ،‬وهو‬ ‫المرشد الهادي‪ ،‬أن يفند تلك الذرائع والحجج ويقنعهم بأهمية‬ ‫القيام بالرحلة رغم صعوبة الطريق وجاء النص على هيئة مقاطع‬ ‫نثرية أخذت شكل المقامة‪ ،‬وتحمل كل واحدة منها عنواناً وهو‬ ‫عذر كل طير وجواب الهدهد له وقد صاحب النص المكتوب ست‬ ‫عشرة لوحة صورية مقتبسة من روح الفن اإلسالمي قامت‬

‫بتنفيذها الفنانة البريطانية فانيسا هودجكينسون على بالطات‬ ‫خزفية نجمية الشكل‪ .‬والعمل الفني يحاكي التقنيات الصناعية‬ ‫التقليدية في فن الزخرفة اإلسالمي‪ ،‬من اختيار ألوان الفيروز‬ ‫واألخضر والمينا والذهبي لرسم الطيور والزخارف النباتية كما‬ ‫كان سائداً في البالطات الجدارية في العالم اإلسالمي في‬ ‫القرنين الثاني عشر والثالث عشر وقصة رحلة الطيور إلى جبل‬ ‫قاف مستلهمة من كنوز تراث الحضارة اإلسالمية في القرنين‬ ‫الثاني عشر والثالث عشر‪ ،‬وال سيما التراث القصصي الخيالي‬ ‫الرمزي الذي تنتمي إليه قصص الطيور والحيوان في كتاب كليلة‬ ‫ودمنة البن المقفع وقصة حي بن يقظان البن طفيل و قصة‬ ‫«كوى الحيوان من ظلم اإلنسان» في رسائل إخوان الصفا‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫‪2007‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫الدكتور محمد علي أحمد ‪ -‬مصر‬ ‫كاتب مصري‪ ،‬حاصل على دكتوراه في العلوم الزراعية‬ ‫من جامعة جوتنجن بألمانيا‪ ،‬يشغل منصب أستاذ‬ ‫بقسم أمراض النبات في جامعة عين شمس‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫هل زرت هولندا يوماً؟‬ ‫هل تريد أن ترى هولندا كلها في مدينة واحدة؟‬ ‫يمكنك ذلك فع ًال إذا زرت مدينة مادورودام ‪madurodam‬‬ ‫تلك المدينة المصغرة التي أقيمت كمزار سياحي للكبار والصغار‪..‬‬ ‫وكان التصغير بمعدل ثابت‪ ..‬هو ‪.25 :1‬‬ ‫وهكذا‪ ..‬يصبح طول اإلنسان البالغ في هذه المدينة المصغرة‬ ‫حوالي سبعة سنتيمترات‪ .‬وارتفاع منزل مكون من ثالثة طوابق‬ ‫نحو أربعين سنتيمتراً وال يتجاوز ارتفاع العمارات الحديثة العالية‬ ‫متراً واحداً ونصف المتر‪ ..‬أما أبراج الكنائس القديمة شاهقة‬ ‫االرتفاع‪ ..‬فإن ارتفاعها يصل إلى نحو أربعة أمتار كاملة‪.‬‬ ‫ولكن لماذا سميت مدينة «مادورودام» بهذا االسم؟‬ ‫وما هو سبب انشائها؟‬ ‫إن ذلك يرجع إلى عام ‪ ..1945‬في نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ..‬ففي‬ ‫ذلك الوقت استشهد الجندي الهولندي جورج مادورو ‪..G.Maduro‬‬ ‫وكان هذا الجندي أسير حرب لدى القوات األلمانية‪ ..‬ونظراً لبطولة‬ ‫هذا الجندي‪ ..‬منحه الملك وليم األول وسام الشرف‪.‬‬ ‫ولم تكتف أسرة هذا الجندي الشجاع بذلك الوسام‪ ..‬وفكرت‬ ‫في وسيلة أخرى تخلد بها ذكرى ابنها الشهيد‪ ..‬وتجعل العالم ال‬

‫رحلة على الورق‪ -‬سلسلة كتب‬ ‫تميزت سلسلة كتب “رحلة على الورق” بالدقة العلمية في‬ ‫صياغة المعلومات والمنهجية التربوية في أسلوب عرضها‬ ‫وصياغتها وترتيبها‪ ،‬مع مراعاة اإلطار الفني المحكم الذي‬ ‫يوظف الصور العلمية المناسبة لسياق المعلومات واألفكار‪،‬‬ ‫مما يساعد على تشكيل عقلية الطفل العربي وتنمية ذوقه‬ ‫الجمالي‪ .‬وتضم السلسلة ستة كتيبات هي‪ :‬الكوكب األحمر‪،‬‬ ‫مادورودام «مدينة األقزام»‪ ،‬ومملكة الفطريات‪ ،‬وادي النمل‪،‬‬ ‫أعماق المحيط‪ ،‬كهف الخفافيش مصاصة الدماء ‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫ينسى سنوات الحرب المريرة التي دمرت أوروبا‪.‬‬ ‫فكرت األسرة في بناء مقبرة حجرية ضخمة البنها الشهيد‪ ..‬أو‬ ‫في عمل شاهد من الرخام الفاخرة منقوش عليه اسم الجندي‬ ‫ً‬ ‫ونبذة عن شجاعته وبطولته‪ ..‬أو في بناء‬ ‫وتاريخ ميالده‪ ..‬ووفاته‪..‬‬ ‫مبنى جميل يضم رفات هذا االبن‪ ..‬تحيط به حديقة جميلة ذات‬ ‫أزهار بديعة ملونة‪ ..‬تعددت األفكار‪ ..‬ولكن أخيراً اهتدت األسرة‬ ‫إلى وسيلة غير تقليدية‪ ..‬ووجدت أسلوباً مبتكراً لم يسبقها إليه‬ ‫أحد‪ ..‬وهكذا‪ ..‬ولدت فكرة إنشاء مدينة نموذجية مصغرة‪ ..‬تحمل‬ ‫صفات المدن الهولندية الشهيرة‪ ..‬ومبانيها المعروفة‪ ..‬وأطلق على‬ ‫هذه المدينة المصغرة اسم «مادورودام»‪ .‬تخليداً لشهيد الوطن‪..‬‬ ‫الجندي «مادورو»‪.‬‬ ‫تم بناء مدينة مادوردام على نمط مدينة بيكونسفيل د �‪Beacons‬‬ ‫‪ field‬اإلنجليزية مع كثير من التعديالت‪ ..‬وكانت جميع النماذج‬ ‫مصنوعة من الخشب‪ ..‬وافتتحت للجمهور في اليوم الثاني من‬ ‫شهر يوليو عام ‪.1952‬‬ ‫وكانت األميرة بياتريكس ‪ Beatrix‬الراعية الملكية لهذه المدينة‪..‬‬ ‫واستمرت هكذا حتى عام ‪ ..1980‬حينما توجت ملكة على هولندا‬ ‫إال أن الملكة لم تفقد اهتمامها برعاية المدينة المصغرة‪ ..‬ومازالت‬ ‫توليها عنايتها ورعايتها حتى اآلن‪.‬‬


‫«الزمن في اللغة العربية‪ :‬بنياته‬ ‫التركيبية والداللية»‬ ‫الدكتور امحمد المالخ‬

‫«إشكالية المصطلح في الخطاب‬ ‫النقدي العربي الجديد»‬ ‫الدكتور يوسف وغليسي‬

‫مستقبل العالقات الدولية من صراع‬ ‫الحضارات إلى أنسنة الحضارة وثقافة السالم‬ ‫الدكتور محمد سعدي‬

‫عمارة المساجد العثمانية‬ ‫الدكتور محمود زين العابدين‬

‫‪83‬‬


‫أضواء على الجائزة‬

‫د‪.‬خليل الشيخ‪ :‬النقد والترجمة وأدب األطفال كجسور بين الثقافات‬ ‫في إطار السعي إلى تحقيق أهداف جائزة الشيخ زايد للكتاب ورؤيتها‪ ،‬جرى رفد هيئتها العلمية‬ ‫بنخبة من أبرز المثقفين والمفكرين واألكاديميين والمبدعين والمترجمين العرب‪ ،‬توسيعا لرقعة‬ ‫المساهمات العربية المتميزة في رفد الجائزة بالكفاءات التي بوسعها أن تسهم بشكل إيجابي‬ ‫وشفاف في اختيار المحكمين ممن يسند إليهم مهمة تحديد المرشحين المحتملين لنيل‬ ‫الجائزة‪ .‬من بين هؤالء األعضاء يأتي اختيار الدكتور خليل الشيخ تعبيراً عن هذا المسعى لما‬ ‫يتمتع به الشيخ من مكانة علمية وإبداعية في العالم العربي‪.‬‬ ‫واعتبر د‪ .‬الشيخ‪ ،‬األستاذ في جامعة اليرموك في األردن‪ ،‬أن عضويته في الهيئة العلمية‬ ‫لجائزة الشيخ زايد للكتاب «هي تكريم كبير سيسعى من خالله لكي يسهم في هذه الجائزة‬ ‫المتميزة»‪.‬‬ ‫ويأتي اختياره‪ ،‬وهو ناقد ومترجم أردني درس اللغة العربية وآدابها في الجامعات األردنية‬ ‫واأللمانية‪ ،‬في إطار إشراك الكفاءات العربية المتميزة والمتخصصة في آليات الترشيح للجائزة‬ ‫الثقافية العربية األشهر‪.‬‬ ‫وعن اختيار د‪ .‬الشيخ قال أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم‪« :‬للدكتور‬ ‫خليل الشيخ تاريخ نقدي حافل‪ ،‬سواء على المستوى األكاديمي أو في المساهمة في تأسيس‬ ‫وتحرير كبريات الدوريات الثقافية العربية‪ ،‬وهو لم يكتف بالعمل النقدي األكاديمي وطرق أبواب‬ ‫الثقافة المقارنة وتحليلها من خالل األعمال األدبية العربية الكبرى‪ ،‬بل توجه أيضا إلى ثقافة‬ ‫األطفال والناشئة مما يجعله مرجعا مهما ألكثر من فرع من فروع الجائزة»‪.‬‬ ‫وأشار بن تميم إلى أن الدكتور الشيخ يعد من أفضل المؤهلين في حقل ثقافي مهم يعمل‬ ‫على إرساء الفهم المشترك بين الثقافتين العربية الغربية وهو واحد من أهم أهداف الجائزة التي‬ ‫تعمل على ترسيخ الجسور بين الثقافات‪.‬‬ ‫اختار الشيخ أن يكتب أطروحته لنيل الماجستير من الجامعة األردنية في حقل السرد‪ ،‬لكنه‬ ‫انتقى ظاهرة روائية ذات صلة باآلخر فكانت أطروحته عن «البطل الروائي العربي في مواجهة‬ ‫الغرب» وهي دراسة في الرواية العربية في مصر وبالد الشام بين عامي ‪ .1935-1978‬وتعد‬ ‫األطروحة واحدة من الدراسات النقدية المبكرة فيما صار يعرف بروايات المواجهة مع اآلخر والتي‬ ‫وضعت إطارها فيما كتبه طه حسين في رواية «أديب» عام ‪ .1935‬وترتكز على أفق معرفي يتمثل‬ ‫في ذهاب العربي ليطلب العلم في إحدى جامعات الغرب ويمكث هناك بضع سنوات قد ينجح فيها‬ ‫في الحصول على مبتغاه وقد يعود وهو يجر أذيال الخيبة‪.‬‬ ‫وتشكل تجربة الدكتور خليل الشيخ في تعّ لم اللغة األلمانية‪ ،‬في بداية طريقه للحصول على‬ ‫شهادة الدكتوراه من جامعة فريدريك فيلهلم األلمانية‪ ،‬واحدة من أكثر التجارب أهمية في حياته‬ ‫على المستوى المعرفي‪ ،‬فقد بذل الكثير من الجهد لينتقل إلى عوالم تلك اللغة الغنية بتاريخها‬ ‫الفلسفي واألدبي والمعرفي عموما‪ .‬وقد آثر أن يبقى في إطار العالقة بين األدب العربي والغربي‬ ‫فاختار ألطروحته التي نال درجة الدكتوراه عليها مسرحية الشاعر األلماني غوته «فاوست»‬ ‫ليدرس تأثيرها في األدب العربي الحديث‪ ،‬وليقرأ أنواع المثاقفة بين األدب العربي للحديث واآلداب‬

‫‪84‬‬

‫الغربية وليدرس الموتيفات التي تولدت في خضم تلك المثاقفة‪.‬‬ ‫نشرت أطروحة الدكتور الشيخ باأللمانية عن دار نشر كالوس شفارتس في برلين عام‬ ‫‪ 1986‬وكتب عنها سبع دراسات باأللمانية واالنجليزية وكانت المستشرقة الهولندية الباحثة‬ ‫في األدب العربي هيلري كيل باتريك من أوائل من كتب عنها في مجلة عالم اإلسالم الصادرة‬ ‫باأللمانية‪.‬‬ ‫وكان الدكتور خليل الشيخ قد أصدر عام ‪ 1998‬كتابه «باريس في األدب العربي الحديث‪،‬‬ ‫إشكالية العالقة بيْن المركز واألطراف»‪ .‬والكتاب حصيلة أبحاث ثالثة استغرق العمل فيها بضع‬ ‫سنوات‪ .‬تعتمد هذه الدراسة‪ ،‬وهي تسعى إلى تحليل حضور باريس في األدب العربي الحديث‪،‬‬ ‫على مجموعة من النصوص التي تنتمي إلى غير جنس أدبي‪ ،‬ويتوزع أصحابها على أزمنة وأمكنة‬ ‫مختلفة‪ ،‬ويصدرون عن رؤى متعددة‪ ،‬وإن ظل يجمع بينهم أنهم أقاموا في باريس زمناً يقصر أو‬ ‫يطول‪ ،‬لتكون رؤاهم صادرة عن تجربة ومعايشة‪ .‬وقد حظي هذا الكتاب بمراجعات نقدية كثيرة‪،‬‬ ‫فقد توقف عنده الدكتور جابر عصفور في دراسة نشرها في مجلة العربي (‪ ،)2004‬مثلما توقف‬ ‫عنده الدكتور فيصل دراج في دراسة نشرت في غير دورية وجريدة واعتبرها وثيقة نظرية خصبة‬ ‫األبعاد‪ ،‬أضاءت تكوّ ن الثقافة العربية الحديثة‪ ،‬ورصدت تناقضات المثقف العربي الوليد‪ ،‬الذي احتفى‬ ‫ب«اسم المدينة»‪ ،‬أكثر من وقوفه على األسباب المادية التي جعلتها «الجنة التي تجب محاكاتها»‪.‬‬ ‫انصرف الدكتور الشيخ إلى الترجمة منذ ما يزيد على خمس سنوات وقد انقسمت ترجماته‬ ‫عن األلمانية إلى ثالثة مستويات‪ :‬مستوى خاص بالطفل وقد نقل إلى العربية ما يزيد على خمس‬ ‫وعشرين قصة تسعى في مجملها إلى توسيع مدارك الطفل العربي وشحذ مخيلته وتزويده‬ ‫بالمعرفة ونقل تجارب مفيدة تقوي شخصيته وتطور من قدرته على التفكير الناقد‪ .‬ومستوى‬ ‫خاص بالناشئة والفتيان وهو قطاع ال يحظى باهتمام في مجال التأليف‪ ،‬العربي أو هو واقع بين‬ ‫كرسيين على حد قول المثل الفرنسي‪ .‬وقد ترجم أعما ًال بعضها ينتمي إلى كالسيكيات هذا‬ ‫اللون من الكتابة في اللغات الناطقة باأللمانية وبعضها اآلخر من صناعة كتاب اشتهروا في هذا‬ ‫المجال مثل الكاتب األلماني بول مار الذي ترجم له عملين روائيين كبيرين‪ .‬والمستوى المعرفي‬ ‫الخاص بالمثقفين‪ ،‬وقد ترجم فيه الدكتور الشيخ أعمال مثل دراسة هلموت بوتيجر «ما بعد‬ ‫اليوتوبيات‪ ،‬تاريخ لألدب المعاصر الناطق باأللمانية» و»يوميات فرانز كافكا ‪ »1923 - 1910‬ودراسة‬ ‫بوبر يوهانزن الموسومة «أوروبا والشرق من منظور واحد من الليبراليين المصريين» و»معجم‬ ‫المتفائلين» لفلوريان النجن شايدت ورواية إنجو شولتسه «آدم وإيفلين»‪.‬‬ ‫عمل الدكتور خليل الشيخ أستاذا زائرا في غير جامعة أردنية وعربية وشارك في العديد من‬ ‫المؤتمرات النقدية التي عقدت في أوروبا والعالم العربي‪.‬‬ ‫وقد أشرف الدكتور الشيخ على ما يقرب من خمسين أطروحة في مرحلتي الماجستير‬ ‫والدكتوراه واشترك في مناقشة ما يربو على ستين أطروحة أخرى‪ .‬وقد اشترك في تحكيم‬ ‫جوائز أدبية في األردن وفلسطين وسلطنة عمان‪ ،‬وهو عضو في غير هيئة علمية جامعية‬ ‫وثقافية‪.‬‬


‫جائزة المؤلف الشاب‬ ‫تصدر جائزة الشيخ زايد عن مجموعة من القيم النبيلة التي تسعى في مجموعها إلى إحداث نقلة نوعية في حياة‬ ‫المجتمعات العربية المعاصرة على المستوى الثقافي‪ ،‬ويجيء التفات الجائزة إلى المبدعين والباحثين الشباب في‬ ‫«جائزة المؤلف الشاب» انسجاماً مع تلك القيم الرفيعة ‪.‬‬ ‫إن لدى الشباب في العالم العربي طاقات إبداعية ال تنضب‪ ،‬وهي طاقات قادرة على النهوض باألمة وتحقيق الخير‬ ‫لها‪ ،‬ودعم مسيرة التقدم والتنمية والتطوير في العالم العربي‪ .‬وقد كان المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان‬ ‫آل نهيان يصدر عن رؤية تؤمن بأن «اإلنسان هو أساس أيّة عملية حضارية»‪ ،‬فاإلنسان هو صانع التنمية وهو هدفها‬ ‫في الوقت نفسه ‪.‬‬ ‫فوجود هذا الفرع الحيوي في جائزة الشيخ زايد ينسجم مع الفلسفة التي تصدر عنها الجائزة في سعيها الكتشاف‬ ‫الطاقات اإلبداعية الشابّة وتكريمها‪ .‬فالشباب العربي يمتلك طاقات إبداعية تستدعي من يكتشفها ويتب ّناها ويدعمها‬ ‫لتكون جزءاً فاعالً في مجتمع المعرفة المنشود‪ ،‬ألن الجائزة تهدف إلى الكشف عن ثقافة اإلبداع واالبتكار التي تؤكد‬ ‫حيوية المجتمع وقدرته على التغيّر وبناء عالم أكثر إنسانية وتحضراً‪.‬‬ ‫إن هذا القطاع الحيوي الفاعل من أبنائنا وبناتنا الشباب يكاد يبلغ الماليين في الوطن العربي‪ ،‬فهناك أعداد ضخمة‬ ‫من الباحثين والباحثات في مراحل الدراسات العليا في الجامعات العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه ‪ ,‬وهناك‬ ‫الكثير من البحوث الجادة التي يكتبها هؤالء الشباب ‪ ،‬إضافة إلى وجود ما ال يحصى من المؤهلين الشباب في الجامعات‬ ‫ومراكز البحوث الذين تسعى الجائزة الكتشافهم والتعريف بهم وبنتاجهم‪.‬‬ ‫تولي جائزة المؤلف الشاب كتابات الشباب اإلبداعية كالشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرح اهتماماً كبيراً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن إبداعات الشباب‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬هي التي تصنع التحوالت في عالم األدب وهي التي تتمرد على القيود والجمود‬ ‫وتقدّم الجديد‪ ،‬ويعرف المهتمّ ون بتاريخ اإلبداع أن كتابات الشباب تشكل استئنافاً ونقطة التحول الجذرية في شكل‬ ‫اإلبداع ومضمونه وأنها ترسي تقاليد جديدة تستمر ردحاً من الزمن فيأتي جيل آخر يتمرد عليها ويرسي تقاليد مغايرة‬ ‫وهذا هو سر االستمرارية في اإلبداع‪ .‬وهو ما ينسجم تماماص مع فكر المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان‬ ‫آل نهيان الذي كان يقول ‪«:‬إننا ننتظر من الشباب ما لم ننتظره من اآلخرين ونأمل من هذا الشباب أن يقدم إنجازات‬ ‫كبرى تجعل هذا الوطن دولة حديثة وبلداً عصرياً يسير في ركاب العالم المعاصر»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الجادة كي يتم التعريف بها في المحافل‬ ‫إن جائزة المؤلف الشاب تسعى إلى توفير الفرص لإلبداعات والبحوث‬ ‫الثقافية العربية والعالمية وإعادة نشرها وتوزيعها وتنمية طاقات أصحابها وملكاتهم البحثية واإلبداعية وتحفيز‬ ‫اآلخرين للبحث واإلبداع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن وجود هذه الجائزة هو خير دليل على وجود جيل شاب تنويري جديد في عالم البحث والفكر‪ ،‬وآخر تجديدي‬ ‫ً‬ ‫ومبدع يبعث في اإلبداع روحا حيوية متدفقة‪ .‬وستنهض جائزة الشيخ زايد للكتاب بمهمة االكتشاف والتقدير وهي‬ ‫جزء من مهمات أخرى جليلة تنهض الجائزة بها‪.‬‬

‫د‪ .‬خليل الشيخ‬

‫‪85‬‬


‫‪2011‬‬

‫نسبة المشاركات في الدورة الخامسة حسب تصنيف الفروع‬

‫اﻵداب‬

‫اﻟﻨﺸﺮ‬

‫‪113‬‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫أدب اﻟﻄﻔﻞ‬

‫‪30‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪9‬‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻌﺎم‬

‫‪86‬‬

‫اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ‬

‫اﻟﻔﻨﻮن‬

‫اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب‬

‫حجبت الجائزة‬

‫جائزة الشيخ زايد للكتاب في أرقام‬


‫الدكتور امحمد المالخ – المغرب‬

‫‪2010‬‬

‫كاتب مغربي‪ ،‬حاصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف األولى‬ ‫من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمكناس‪ ،‬ودبلوم الدراسات‬ ‫المعمقة في اللسانيات العربية من كلية اآلداب والعلوم االنسانية‬ ‫بجامعة محمد الخامس في الرباط‪ .‬تم نشر العديد من أعماله‪ ،‬كما‬ ‫أن له العديد من المقاالت المنشورة في المجالت التي تتناول علم‬ ‫اللسانيات في اللغة العربية‪.‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫«الزمن في اللغة العربية‪ :‬بنياته‬ ‫التركيبية والداللية»‬ ‫تميز الكتاب بتماسك منهجه العلمي في معالجة قضية لسانية‬ ‫مهمة بطريقة أكاديمية رصينة تجمع بين دقة المفاهيم ووضوح‬ ‫الغرض في شقيه النظري والتطبيقي‪ ،‬األمر الذي يجعل‬ ‫الكتاب مرجعاً نوعياً في مجاله بلغة سلسة مقتصدة تستوعب‬ ‫الدراسات العربية وغير العربية في مزج محكم ودقيق‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫شكلت دراسة البنية الزمنية في الخطاب مجا ًال خصباً لمجموعة من‬ ‫المقاربات اللسانية الداللية والتداولية على حد سواء‪ .‬أول مشكل‬ ‫يعترض الباحث في هذا المجال يتمثل في تحديد المنطلقات النظرية‪،‬‬ ‫وبالموازاة صياغة تصنيف منهجي لألبحاث المنجزة حول اإلحالة الزمنية‬ ‫في النص والخطاب‪ .‬فالمقاربات التي قدمت تنتمي إلى مجاالت معرفية‬ ‫متباينة أحياناً مثل اللسانيات النصية والتداوليات المعرفية ونظريات‬ ‫الحجاج والداللة الصورية واللسانيات الوظيفية ونظرية تمثل الخطاب‪.‬‬ ‫وإن كان يسهل أحياناً على الدارس ربط طرق مقاربة ظواهر اإلحالة‬ ‫الزمنية في الخطاب التي تتبناها هذه النظريات بالفرضيات والمسلمات‬ ‫المنهجية التي تصدر عنها‪ ،‬إال أنه يتعذر الفصل بين بعض المقاربات التي‬ ‫تلتقي في فرضياات العمل‪.‬‬ ‫يضاف إلى المشاكل المثارة أعاله مشكل تحديد مفهوم الخطاب‪،‬‬ ‫والتمييز بينه وبين مفهوم النص‪ .‬فهل نعتبر الحديث عن الزمن في‬ ‫النص مرادفاً للحديث عن الزمن في الخطاب؟ أم أن الخطاب أشمل‬ ‫وأعم من النص؟ ثم ما هي الوحدات التي يمكن أن تشكل موضوع‬ ‫المقاربة؟ هل تحدد في كيانات أكبر من الجملة‪ ،‬أي متواليات من الجمل‬ ‫المترابطة؟ أم أن الجملة أو المركبات الصغرى يمكن أن تشكل وحدة‬ ‫خطابية شريطة أن تكون مرساة في سياق تخاطبي محدد‪.‬‬

‫هل تتعدد أصناف اإلحالة الزمنية بتعدد أنواع الخطاب الذي يمكن‬ ‫أن يفرزها التحليل بشكل مبرر؟ وبعبارة أخرى‪ ،‬هل تتباين اإلحالة‬ ‫الزمنية في الخطاب السردي أو الوصفي أو الحجاجي أو اإلخباري؟‬ ‫هل يفضي تحليل البنية الزمنية في الخطاب بالضرورة إلى نحوين‬ ‫زمنيين‪ ،‬نحو زمني للجملة ونحو زمني للخطاب؟ أم أن المعالجة‬ ‫ينبغي أن تكون موحدة في اتجاه بناء نحو زمني واحد للجملة وللنص‬ ‫أ و الخطاب؟ ما هي القضايا التي تعجز النظريات التركيبية والداللية عن‬ ‫معالجتها‪ ،‬والتي يمكن أن تقدم نظريات الخطاب مقاربة كافية لها؟‬ ‫تفضي بنا هذه األسئلة إلى مشكلة أخرى تجابه الباحث في مجال‬ ‫اإلحالة الزمنية في الخطاب‪ ،‬ويتعلق األمر بتحديد المجاالت والظواهر‬ ‫التي حاولت نظريات الزمن في الخطاب أن تعالجها‪ .‬ورغم وعينا بصعوبة‬ ‫إجراء تصنيف لهذه المجاالت‪ ،‬فإننا سنعمل على تقديم خطاطة أولية‬ ‫قابلة للمراجعة‪ ،‬نلخص عناصرها المحورية فيمايلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬اشكالية العالقات الزمنية بين األزمنة واألحداث في النصوف‬‫والخطاب‪ :‬فمن المعلوم أن األزمنة تترابط وفق عالقات إما إحالية‬ ‫(التبعية أ و العائدية أو اإلشارية)‪ ،‬أو اتجاهية‪ ،‬أي أن الزمن اإلحالي‬ ‫للحديث إما يتقدم إلى األمام‪ ،‬وبالتالي نكون بصدد متوالية أحداث داخل‬ ‫الخطاب يتقدم فيها الزمن اإلحالي‪ ،‬فتسلسل األحداث زمنياً‪ ،‬أو أن‬

‫الزمن يتراجع إلى الخلف ليحتوي زمناً آخر‪ ،‬أو أن يحدث احتواء جزئياً‬ ‫لألزمنة‪ ،‬بمعنى أن زمن حدث يحتوي جزءاً من زمن حدث سابق عليه‬ ‫في الترتيب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إشكالية حشوية األزمنة‪ ،‬أو مسألة التباس الزمن في السياق‪،‬‬ ‫من المعلوم أن المعالجة النسقية لألزمنة حاولت تقديم خطاطات‬ ‫لألزمنة‪ ،‬قائمة على أساس التمييز بين المحتوى الزمني لألزمنة‬ ‫الصرفية‪ .‬وبالتالي تمنح لكل زمن صرفي داللة زمنية تميزه عن بقية‬ ‫األزمنة التي يتعارض معها في الجداول الزمنية المقترحة ألزمنة لغة‬ ‫محددة‪.‬‬ ‫‪ .3‬إشكالية المنظور الزمني‪ .‬وهي إشكالية مرتبطة بالمنظور الموجه‬ ‫إلحالة الزمن‪ ،‬فالتصور الذي ينطلق من االفتراض اإلشاري للزمن‪،‬‬ ‫يعتبر أن زمن الحدث مربوط إشارياً بنقطة التلفظ المحيلة على زمن‬ ‫التلفظ (اآلن)‪ ،‬المقترن بالتجرد ‪ par defaut‬بالمتكلم‪.‬‬ ‫وأهم مشكل يعترض‪ ،‬هذا التخصيص يتجلى في كون األزمنة في‬ ‫سياقات معينة قد تكون حاملة آلثار داللية وتأويلية مرتبطة بمنظور‬ ‫ذاتي لفاعل الجملة وليس للمتكلم‪ ،‬وبالتالي فالمنظور الزمني بوجه‬ ‫اإلحالة الزمنية‪ ،‬وهذه اآلثار الداللية‪ /‬الذاتية للزمن ال يمكن للنظر‬ ‫اإلشارية أو القرينية ‪ indexical‬للزمن أن تتنبأ بها‪.‬‬ ‫‪87‬‬


‫‪2009‬‬

‫«إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد»‬ ‫يتميز كتاب “إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد” بكونه‬ ‫بحث أكاديمي يدرس فيه صاحبه مشكلة المصطلح النقدي في األدب‬ ‫العربي الحديث‪ ،‬وكان هذا المصطلح قد أنتج تراكماً في الدراسات التي نهلت‬ ‫من نظيراتها الغربية طيلة عقود عديدة في حقول معرفية مختلفة‪ ،‬وجاء‬ ‫البحث جيد التوثيق ملمّ اً بالقضايا المتنوعة والمختلفة التي طرحها المصطلح‬ ‫النقدي سواء في ترجمته أو في نحته للمصطلحات أو تعريفه أو استعماله‪،‬‬ ‫ثم أنه ينفذ إلى طرح المسائل المنجزة عن تفعيل المنهج االصطالحي‬ ‫واستعماله استعماالت مختلفة أسهمت في تطوير مجال واسع تتحرك‬ ‫فيه الدراسات النقدية وسط الظروف الجديدة والمتغيرة‪ .‬وهو كتاب‬ ‫يسهم في صنع هذا المجال المنهجي الجديد‪ .‬ويدرس الكتاب “إشكالية‬ ‫المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد” نظرية المصطلح النقدي من‬ ‫شتى جوانبه‪ ،‬حيث يستعرض في الباب األول دراسة نظرية إلشكالية‬ ‫المصطلح شام ًال المعايير وآليات اإلصطالح‪ ،‬وفي الباب الثاني والثالث يقدم‬ ‫دراسة تطبيقية للحقول المصطلحية في الخطاب النقدي العربي الجديد‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫تأتي الشعرية في طليعة المصطلحات الجديدة التي تبوأت‬ ‫مقاماً أثيراً في اهتمامات الخطاب النقدي المعاصر‪ ،‬حتى غدا‬ ‫كل (عود على بدء) فيها سه ًال ممتنعاً‪ ،‬وأضحت الشعرية‬ ‫من أشكال المصطلحات وأكثرها زئبقية وأشدها اعتياصاً‪،‬‬ ‫بل انغلق مفهومها وضاق بما كانت معه «مجا ًال رحباً تدافعت‬ ‫فيها الدراسات والبحوث»‪ .‬ذلك أن «مسيرة هذا المصطلح قد‬ ‫تشابكت في تقلباتها بين داللة اريخية وأخرى اشتقافية وثالثة‬ ‫توليدية مستحدثة»‪.‬‬ ‫فما هي الشعرية؟ وما موضوعها؟ وأي إطار منهجي ينتظمها؟‬ ‫أهي مرادف لألدبية؟ أم هي أشمل منها أم اخص؟ أهي علم‬ ‫الشعر أم علم النثر زم هي علمهما معاً؟ وإذن أهي اسم آخر‬ ‫لعلم األدب؟! أم هي نظرية األدب في شكل جديد؟! أم هي علم‬ ‫الجمال؟‬ ‫هل هي ‪ -‬فع ًال ‪« -‬ال تعدو أن تكون‪ ،‬في معنى ما‪ ،‬بالغة جديدة»‬ ‫كما يرى جيرار جينات؟! أو هي «نظرية البيان» فيما يزعم الدكتور‬ ‫عبداهلل الغذامي؟ وإذن هي جزء من البالغة القديمة! كما يبدو‬ ‫من ظاهر المصطلح على األقل؟ ثم هل الشعرية علم؟ وإذا‬ ‫كانت كذلك فما عالقتها بالعلوم المجاورة لها (علم البالغة‪ ،‬علم‬ ‫األسلوب‪ ،‬علم العروض‪ ،‬علم األدب‪)..‬؟! أو هي منهج نقدي قائم‬ ‫بذاته؟ وإذا لم تكن كذلك فما موقعها من منهاج النقد الجديدة‪،‬‬ ‫بل أي منهج يقوى على تبنيها؟ وأخيراً‪ ،‬ما هي المسوغات‬ ‫المنهجية إلدراج الشعرية في نطاق الدرس السيميائي؟‬ ‫نبتدئ من هذا االستفهام األخير‪ ،‬لنشير إلى أن «الشعرية»‬ ‫قد ولدت في مطلع النهضة اللسانية الحديثة‪ ،‬مع الفكر البنيوي‬ ‫في طوره الشكالني‪ ،‬ولكن اتساع ضفاف «الشعرية» جعل‬ ‫«منافذها متعددة واشتغاالتها تكاد تكون مختلفة‪ ،‬من حيث‬

‫زاوية النظر واالشتغال»‪ ،‬وهو ماجعل كثيراً من النقاد البنيويين‬ ‫وعلماء اللسانيات يعترفون بأحقية السيميائية للشعرية وفضلها‬ ‫عليها؛ فهذا تودوروف الذي قرر ‪ -‬بصفة قطعية ‪ -‬أن «كل شعرية‬ ‫ مهما تكن تنويعتها ‪ -‬هي بنيوية‪ ،‬ما دام موضوعها بنية مجردة‬‫(هي األدب)‪ ،‬وليس مجموعة الوقائع التجريبية (اآلثار األدبية)‪،«..‬‬ ‫يعترف بأن الشعرية يمكن أن تشكل قسماً من اللسانيات‪،‬‬ ‫هو بمثابة العلم الشامل للبنى األلسنية‪ ،‬بيد أن عدداً مهماً من‬ ‫اإلجراءات التي تتناولها الشعرية ال يتوقف عند حدود المشكالت‬ ‫اللغوية‪ ،‬بل يتجاوزها إلى التعلق ‪ -‬بنظرية العالمات ‪La Theorie‬‬ ‫‪ des signes‬ثم إن السيميائية‪ ،‬في غمرة طموحها إلى أن تكون‬ ‫العلم الشامل الجديدة الذي يتسلط على سائر العلوم‪ ،‬قد أحيت‬ ‫رميم علوم قديمة واستحوذت على علوم يافعة‪ ،‬وتسلحت ببعض‬ ‫آليات العلوم األخرى كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلسفة‬ ‫والمنطق واللسانيات‪ ،..‬فكانت الشعرية هدفاً لها كذلك‪ ،‬لكن‬ ‫«الشعرية حاولت المقاومة والتأبي في وجه السيميائية حيث ال‬ ‫يبرح الناس في الغرب مختلفين على أن يدمجوها في السيميائية‬ ‫ويستريحوا‪ ،‬كما فعلوا ذلك حين أدمجوا األسلوبية والبالغة فيها‪،‬‬ ‫أو يبقوا عليها مستقلة‪ ،‬وال يبرح التطاحن قائماً في فرنسا»‪.‬‬ ‫غير أن هذه المسألة محسومة لدى جمهور السيميائيين؛‬ ‫إذ يكفي دلي ًال على ذلك أن نسائل «المعجم السيميائي» عن‬ ‫الشعرية‪ ،‬فيجيبنا باختصار مفيد‪ :‬هي «سيميائية الشع ر �‪semi‬‬ ‫‪ ،otique de la poesie‬أن نقرأ كتاباً فرنسياً مشتركاً‪ ،‬صدر سنة‬ ‫‪ ،1972‬يحتوي (مقاالت في السيميائية الشعرية؛ ال سيما مقالة‬ ‫غريماس (نحو نظرية للخطاب الشعري)‪ ،‬فيعود الظن يقينا‪.‬‬

‫الدكتور يوسف وغليسي – الجزائر‬ ‫كاتب جزائري‪ ،‬حاصل على دكتوراه الدولة من جامعة وهران‪ ،‬له العديد من الكتب الجماعية والمقاالت والنصوص االبداعية باإلضافة‬ ‫إلى الكتب المنشورة مثل محاضرات في النقد االدبي المعاصر ‪ ،2005‬والشعريات والسرديات ‪ ،2006‬والتحليل الموضوعاتي للخطاب‬ ‫الشعري ‪ ، 2007‬ومناهج النقد األدبي ‪ .2007‬الدكتور وغليسي هو كاتب الدورة التدريبية في علم العروض والتذوق الشعري التي‬ ‫نظمتها مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين لالبداع الشعري بجامعة االمير عبدالقادر للعلوم االسالمية عام ‪. 2007‬‬

‫‪88‬‬


‫‪2008‬‬

‫د‪ .‬محمد سعدي –المغرب‬ ‫كاتب مغربي‪ ،‬حاصل على الدكتوراه في الديناميات الجديدة‬ ‫للعالقات الدولية‪ ،‬يشغل منصب أستاذ العلوم السياسية‬ ‫وحقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني بجامعة محمد األول‬ ‫بالمغرب‪ .‬وهو عضو في منظمة العفو الدولية (فرع المغرب)‬ ‫ومتصرف سابق بمديرية العالقات الدولية في وزارة حقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬له منشورات حول صراع الحضارات منها “مقاالت‬ ‫مختارة مترجمة لصامويل هنتنجتون”‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫والعالم العربي واإلسالمي الذي هو معنى بشكل مباشر‬ ‫بأطروحة «صدام الحضارات» صار عنصراً أساسياً في الرهانات‬ ‫االستراتيجية العالمية‪ ،‬وهو يواجه اليوم تحديات كبرى على‬ ‫جميع المستويات‪ ،‬لهذا فهو مطالب أكثر من أي وقت مضى‬ ‫بالشروع في إصالحات حقيقية وفعلية في المجال السياسي‬ ‫والفكري‪ ،‬وعلى مستوى احترام الحريات األسايسة‪ ،‬حتى‬ ‫ال يتخلف بشكل كامل عن ركب التحوالت والمتغيرات التي‬ ‫تتالحق بتسارع مذهل وليتمكن ال��م��واط��ن ف��ي المنطقة‬ ‫العربية من اإلندماج والمشاركة الفعالة في بناء عالم القرن‬ ‫الواحد والعشرين‪.‬‬ ‫واإلص�لاح الحقيقي والبناء لن يتحقق إال من الداخل وبإرادة‬ ‫ذاتية تتفاعل وتتكاثف داخلها مجهودات كل الفاعلين بعيداً‬ ‫عن أية ضغوطات أجنبية أو فرض هيمنة خارجية‪ .‬ولن نمارس‬ ‫وجودنا الحضاري بفعالية إال بمقدار ما نكون منتجين وخالقين‬ ‫في هذا العالم على مختلف األصعدة‪.‬‬ ‫إن النكبات المأساوية التي تعيشها المنطقة العربية بفعل‬ ‫ال��س��ي��اس��ة االس��ت��ع��م��اري��ة ال��ب��رب��ري��ة للصهاينة بفلسطين‬ ‫واالحتالل األمريكي الغاشم للعراق‪ ،‬والمخططات األمريكية‬ ‫إلعادة تشكيل المنطقة وفق مصالحها وبما يخدم تحالفها‬ ‫اإلستراتيجي مع إسرائيل‪ ،‬أصبحت تفرض على دول المنطقة‬ ‫اليوم بشكل ملح إعادة نظر شاملة لسياساتها على جميع‬ ‫األصعدة لبلورة قوتها الذاتية وتأكيد وجودها على الخريطة‬ ‫العالمية‪ .‬وهذا لن يتحقق إال بالشروع في اإلصالح الذاتي القائم‬ ‫على النقد الرصين للذات‪ ،‬وتكريس حرية المواطن العربي‬ ‫وحقه في العيـش الالئق والكريم‪.‬‬ ‫وقد آن األوان إلعادة النظر في العديد من البداهات والمسلمات‬ ‫الذهنية والبنى الثقافية واآلليات الفكرية المترسخة في عقولنا‬ ‫عند صياغتنا لصورة اآلخر‪ ،‬كما أن على الغرب بالخصوص أن‬ ‫يقدم ص��ورة موضوعية ونزيهة عن العرب والمسلمين‪ .‬إن‬ ‫الغرب ليس كياناً واحداً بل يمتاز بالتنوع واالختالف‪ ،‬كما أن‬ ‫المجتمعات العربية واإلسالمية تعيش في ظل التنوع الثقافي‬

‫كتاب الجائزة‬ ‫والديني واالجتماعي‪.‬‬ ‫وإذا كان صحيحاً أن الغرب اخترع وصنع الصورة التي يريدها‬ ‫عن المسلمين والعرب‪ ،‬فإن المسلمين أيضاً صنعوا صورتهم‬ ‫عن الغرب‪ .‬فال العالم اإلسالمي يظهر على حقيقته وال الغرب‬ ‫يظهر على حقيقته‪.‬‬ ‫وإذا كنا ننتقد تشويه الغرب لصورة المسلمين والعرب‪ ،‬إال أننا‬ ‫ال ننتبه إلى أن صورة الغرب ليست أقل تشويهاً‪ ،‬ونحن نعيش‬ ‫اليوم في عصر تداخل فيه العالم الغربي والعالم اإلسالمي‬ ‫بشكل متين يصعب معه فك االرتباط بينهما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويبقى أن رسالة اإلسالم ومبادئه ال يمكن أبدا أن تدعو إلى‬ ‫الصدام والصراع مع الحضارات والديانات األخ��رى‪ ،‬واإلسالم‬ ‫الحقيقي هو إسالم المحبة والسالم واإلخاء واحترام اآلخر‪،‬‬ ‫ونبذ العنف والتطرف والدفاع عن القيم النبيلة واحترام حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وتحقيق العدالة والقضاء على الفقر واالنفتاح على‬ ‫كل الحضارات اإلنسانية‪.‬‬ ‫واليوم والعالم يعيش في ظل حضارة إنسانية عالمية‪ ،‬ما‬ ‫تحتاج إليه البشرية هو أنسنة هذه الحضارة وتحديد أهدافها‬ ‫بدقة لتكون في خدمة اإلنسانية وفي خدمة التواصل والحوار‬ ‫بين الشعوب والحضارات‪.‬‬

‫العالم يعيش ف��ي ظ��ل ح��ض��ارة إنسانية‬ ‫عالمية‪ ،‬ما تحتاج إليه البشرية هو أنسنة‬ ‫هذه الحضارة وتحديد أهدافها‬

‫مستقبل العالقات الدولية من صراع‬ ‫الحضارات إلى أنسنة الحضارة وثقافة السالم‬ ‫يصنف الكتاب بمنهج علمي رصين وتحليل فكري متماسك‬ ‫نظريات التنبؤ بطبيعة العالقة بين الدول في فترة ما بعد الحرب‬ ‫الباردة (مثل نهاية التاريخ والفوضى القادمة وصراع الحضارات)‪،‬‬ ‫ليخلص إلى تهافتها الداخلي‪ ،‬باحثاً عن العوامل التي تعيد إلى‬ ‫الحضارة وجهها اإلنساني المشرق وإلى اعتبار السالم وثقافته‬ ‫األساس الذي تسعى الشعوب إلى فرضه في العالقات الدولية‬ ‫َ‬ ‫المتوازنة‪.‬‬ ‫يعتبر الكتاب إضافة إلى المكتبة السياسية والفلسفية العربية‬ ‫حيث يشير إلى أهمية الثقافة في العالقات الدولية من خالل‬ ‫مناقشته عدة أطروحات ونظريات باتت تحكم العالقات الدولية في‬ ‫فترة ما بعد الحرب الباردة مثل نظرية فوكوياما في نهاية التاريخ‪،‬‬ ‫وروبرت كابالن حول الفوضى القادمة‪ ،‬وصامويل هنتينجتون‬ ‫حول صراع الحضارات‪.‬‬ ‫‪89‬‬


‫‪2007‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫الدكتور محمود زين العابدين ‪ -‬سوريا‬ ‫سوري‪ ،‬حاصل على دبلوم في نظريات وتاريخ العمارة من‬ ‫كاتب‬ ‫ّ‬ ‫كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب‪ ،‬وبكالوريوس في الهندسة‬ ‫المعمارية من جامعة يلدز للتقنية بإستانبول‪.‬‬ ‫حاز على جائزة الباسل لإلنتاج الفكري لعام ‪ 2006‬في مجال التراث‬ ‫العمراني لمدينة حلب‪ ،‬وهو عضو في كل من نقابة المهندسين‬ ‫السوريين والجمعية الوطنية للتنمية البيئية والهيئة السعودية‬ ‫للمهندسين والجمعية السعودية لعلوم العمران‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬

‫هكذا ظهر فن العمارة اإلسالمي‪ ،‬وانطلق‬ ‫من شبه الجزيرة العربية ممتداً إلى بالد‬ ‫الشام ومصر والمغرب واألندلس‬

‫عمارة المساجد العثمانية‬ ‫يركز الكتاب على العالقة المتوافقة بين البعد المعماري‬ ‫والبعد اإلنشائي في العمارة العثمانية التي حقق روادها‬ ‫درجة عالية من اإلتقان الفني مفيدين من الطرز المختلفة‬ ‫في تصميم القباب والمساجد في الشام ومصر وبقية‬ ‫األقطار اإلسالمية‪ ،‬إلى جانب تعزيزه للنصوص بصور‬ ‫وشروح أصلية مفصلة‪.‬‬ ‫ويحتوي الكتاب على عدد كبير من الصور الملونة التي‬ ‫قام المؤلف بتصويرها في تركيا وسورية خالل دراساته‬ ‫الميدانية‪ ،‬إضافة إلى المساقط األفقية والمقاطع والواجهات‬ ‫للمساجد العثمانية التي تناولها المؤلف في كتابه‪ ،‬ولعل‬ ‫أهم ما يميز هذا الكتاب سالسة المعلومة العلمية فيه‪،‬‬ ‫وطريقة عرضها من خالل اعتماده وبشكل كبير على الصور‬ ‫الفوتوغرافية‪ ،‬وقد صدر الكتاب باللغة العربية‪ ،‬مع ملحق‬ ‫باللغة اإلنجليزية‪ ،‬إضافة إلى معجم للمصطلحات الفنية باللغات‬ ‫الثالثة العربية واإلنجليزية والتركية‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫المسجد هو بيت اهلل‪ ،‬وموطن العبادة والصالة‪ ،‬وهو مكان‬ ‫مخاطبة الخلق للخالق‪ ،‬ومكان طهر ونقاء وتفكر‪ ،‬ومكان لقاء‬ ‫المصلين واجتماعهم ألداء الصلوات الخمس‪ ،‬لمزيد من التعاضد‬ ‫والتواصل والتراحم‪.‬‬ ‫فدعونا نبحر في هذا العالم ونحن نعود إلى مراحل تطور‬ ‫المساجد‪ ،‬مع دراسة المراحل الرئيسة التي ضمها في عدة‬ ‫عقود‪ ،‬حملت لنا هذه العناصر المزيد من البهاء والروعة والفخامة‪،‬‬ ‫على الرغم من أن ديننا يحث على البساطة والتواضع‪ ،‬وخير مثال‬ ‫مسجد قباء وهو أول مسجد أسسه الرسول محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم على التقوى‪.‬‬ ‫هكذا ظهر فن العمارة اإلسالمي‪ ،‬وانطلق من شبه الجزيرة‬ ‫العربية ممتداً إلى بالد الشام ومصر والمغرب واألندلس‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى الدول التي انتشرت فيها الدعوة اإلسالمية‪ ،‬كبالد فارس‪،‬‬ ‫وتركيا‪ ،‬والهند والصين ومناطق الشرق األقصى‪.‬‬ ‫أقسام المسجد‪:‬‬ ‫ينقسم المسجد من حيث األمكنة إلى خمسة أقسام‬ ‫أساسية‪ ،‬ولكل مكان أهميته ووظيفته الخاصة‪ ،‬إال أن جميع‬ ‫هذه العناصر تترابط فيما بينها بشكل وثيق‪.‬‬ ‫بيت الصالة‪ :‬هو المكان األكثر أهمية في المسجد‪ ،‬ألنه مكان‬ ‫الصالة والعبادة‪ ،‬ويكون مسقوفاً بالقبة المركزية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫األعمدة والعقود‪ ،‬ويتألف من أروقة رأسية وعرضية‪ ،‬وحظي‬ ‫هذا المكان بالزخارف والتزيينات والكتابات القرآنية على الجدران‪،‬‬ ‫وتميز بمساحته الواسعة‪ ،‬وبإنقاص عدد األعمدة كي تساعد‬ ‫المصلي في أداء الصالة ضمن صفوف متوازية لجدار القبلة‪.‬‬

‫المقصورة‪ :‬تعد المقصورة من األقسام غير الرئيسة في‬ ‫المسجد‪ ،‬علماً أنها تشغل حيزاً من بيت الصالة‪ ،‬وهي على‬ ‫شكل غرفة‪ ،‬كان يؤدي فيها الحاكم الصالة‪ ،‬وبمعزل عن باقي‬ ‫الشعب‪ ،‬إال أنها الغيت فيما بعد‪.‬‬ ‫السدة‪ :‬هي السقيفة المقابلة للمحراب والمنبر‪ ،‬وتعتلي المدخل‬ ‫الرئيس مباشرة‪ ،‬وتكون السدة عادة من الخشب‪ ،‬إال أنها‬ ‫تحولت لسقيفة حجرية‪ ،‬يصعد إليها المؤذن والمصلون من‬ ‫خالل درج خلفي‪ ،‬وهذا ما يمكن المؤذن من رؤية حركة اإلمام‬ ‫بسهولة‪ ،‬ليعيد التكبيرات بعده في حال عدم سماع صوت‬ ‫اإلمام في أثناء الصالة‪.‬‬ ‫الصحن‪ :‬هو القسم الثاني للمسجد‪ ،‬ويتميز هذا القسم بأنه‬ ‫مكشوف‪ ،‬تتوزع على أطرافه األروقة ذات القباب لتقوم بوظيفة‬ ‫التظليل‪ ،‬وفائدة هذا المكان هو لقاء المصلين قبيل أداء الصالة‬ ‫أو بعدها للنقاش في األمور الدينية أو االجتماعية‪ ،‬وما الصحن‬ ‫إال شكل متطور للرحبة التي تعود إلى أيام رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫وقد بدأ االهتمام بصحن المسجد والعناية به مع تطور العمارة‬ ‫اإلسالمية من خالل بناء الحدائق الغناء في داخله‪ ،‬أو ببناء‬ ‫أحواض الوضوء ذات القباب والنقوش المعمارية اإلسالمية‪.‬‬ ‫الميضأة‪ :‬عنصر أساسي ومهم جداً في المسجد‪ ،‬فهي المكان‬ ‫الذي يضم المرافق الصحية‪ ،‬إضافة إلى مكان الوضوء‪ ،‬وهي على‬ ‫شكل حوض تلتف الناس حوله‪ ،‬ويمكن الدخول للميضأة من‬ ‫باب خارجي مفصول عن المسجد‪ ،‬متصل بصحنه‪ ،‬وترتبط‬ ‫مساحة الميضأة بمساحة المسجد بشكل عام‪.‬‬


‫«الثروة واقتصاد المعرفة»‬ ‫الدكتور محمد زياد يحيى كبة‬ ‫موسوعة الحيوانات الشاملة‬ ‫الدكتور ألبير حبيب مطلق‬

‫في نظرية الترجمة‪ :‬اتجاهات معاصرة‬ ‫الدكتور سعد عبدالعزيز مصلوح‬

‫«علم االجتماع»‬ ‫الدكتور فايز الصياغ‬

‫«الذات عينها كآخر»‬ ‫الدكتور جورج زيناتي‬

‫‪91‬‬


‫أضواء على الجائزة‬

‫كاظم جهاد‪ ..‬رحلة التكا ُفل في ِّ‬ ‫العلمي‬ ‫الشعر والترجمة والبحث‬ ‫ّ‬

‫منذ إطالقها‪ ،‬أخذت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» على عاتقها االستعانة بالطاقات والخبرات‬ ‫العلمية العربية والعالمية‪ .‬ومنذ إعادة تشكيل «الهيئة العلميّة» الجديدة للجائزة في شهر أيلول‪/‬‬ ‫الجامعي في «المعهد‬ ‫سبتمبر ‪ ،2011‬انضمّ إليها الدكتور كاظم جهاد‪ ،‬الشاعر والمترجم واألستاذ‬ ‫ّ‬ ‫الوطني ل ّلغات والحضارات الشرقيّة» في العاصمة الفرنسية باريس‪ّ .‬‬ ‫وأكد كاظم جهاد ّ‬ ‫أن عضويته‬ ‫ّ‬ ‫في الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب تمثل له «مصدراً لالعتزاز وتكريماً كبيراً‪ ،‬ومسؤولية‬ ‫سيسعى من خاللها إلى أن يسهم في إنجاح أهداف الجائزة»‪.‬‬ ‫تع ّلم كاظم جهاد اللغتين الفرنسية واإلسبانية على نحو خاص‪ ،‬وعمَّق معرفته بلغات أوربية‬ ‫ُأخرى كاأللمانية‪ ،‬ونشط في أوساط الثقافة العربية المهاجرة إلى أوروبا‪ ،‬وأكمل دراسته لألدب‬

‫العربي واآلداب المقارنة‪ ،‬ونال فيها أعلى ما يمكن نيله من شهادات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األدبي المتعدِّد الوجوه‪ ،‬يُعرب كاظم جهاد عن سعة اطالع وإرادة دائمة في‬ ‫عب َر نشاطه‬ ‫ّ‬ ‫المعرفة‪ .‬وفي أغلب أعماله يدفع إلى تحاور األدبَين العربيّين‪ ،‬القديم والحديث‪ ،‬والثقافة العربية‬ ‫ِّ‬ ‫والشعر واألجناس األدبية األخرى‪ ،‬واألدب والفلسفة‪ ،‬وأخيراً الكتابة‬ ‫والثقافات األجنبية‪،‬‬ ‫والترجمة‪.‬‬ ‫نشط كاظم جهاد في مجال الترجمة التي ِّ‬ ‫تمثل لديه رديفاً أساس ّياً لمغامرة الكتابة‪ .‬ترجم‬ ‫نصوص فالسفة فرنسيّين‪ ،‬منهم جاك دريدا وجيل دولوز‪ ،‬ولم يكتفِ بترجمة نصوص هؤالء‬ ‫وغيرهم فقط‪ ،‬إنما نراه دائم الحرص على أن يردف صنيع المترجم بمجهود نقديّ أو فكريّ واسع‪.‬‬ ‫وكذلك مضى في ترجمة أعمال شعرية لشعراء كبار منهم‪ :‬هنري ميشو‪ ،‬ورنيه شار‪ ،‬وجان‪-‬بيار‬ ‫جوف‪ ،‬وفيليب جاكوتيه‪ ،‬وميشيل دغي‪ ،‬وخوسيه‪-‬آنخل بالنته‪ ،‬وخوسيه‪-‬ميغيل أويّان‪ ،‬وكالوديو‬ ‫الفرنسي جان جينيه‪ ،‬الذي يسرد‬ ‫رودريغيث‪ ،‬وأوكتافيو باث‪ .‬كما ترجم «أسير عاشق» للكاتب‬ ‫ّ‬ ‫فيه مؤ ّلفه على امتداد خمسمائة صفحة ونيّف ذكريات إقامته بين الفلسطينيين ويعرض تصوّره‬ ‫للقضيةالفلسطينية‪.‬‬ ‫للروائي‬ ‫كتب‬ ‫ثالثة‬ ‫وترجم جهاد‬ ‫اإلسباني خوان غويْتيسولو؛ أوّلها كتابه الفكريّ الهامّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫العربي‬ ‫للماضي‬ ‫اإلسبان‬ ‫رين‬ ‫والمفك‬ ‫المؤرخين‬ ‫نظرة‬ ‫فيه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫يح‬ ‫الذي‬ ‫اإلسالمية»‪،‬‬ ‫«الحوليّات‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي في إسبانيا‪ ،‬ويرصد آثاره على ثقافتهم الحاليّة‪ .‬حمل الكتاب بالعربية عنوان «في‬ ‫ّ‬ ‫اإلسباني»‪.‬‬ ‫االستشراق‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫وتشكل ترجمته لعمل دانتي أليغييري الضخم‪« ،‬الكوميديا اإللهية»‪ ،‬أنموذجاً لهذا التضافر الذي‬ ‫سبقت اإلشارة إليه بين التدقيق في الترجمة وشغف البحث‪ .‬جاءت هذه الترجمة لتقدِّم دانتي‬ ‫اإليطالي وتصوره ِّ‬ ‫للشعر‪.‬‬ ‫للقراء العرب في ح ّلة جديدة‪ ،‬وانطالقاً من رؤية عميقة لتجربة الشاعر‬ ‫ّ‬ ‫للفرنسي آرتور رامبو‪ ،‬مصحوبة‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أصدر جهاد ترجمة جديدة لآلثار الشعرية‬ ‫ّ‬ ‫بأربع مقدِّمات‪ ،‬وبجهاز ضخم من الحواشي والتفسيرات (منشورات الجمل‪ ،‬بيروت‪،)2006 ،‬‬ ‫ثقافي ال يختلف عن الوقع الذي أحدثته ترجمته لآلثار‬ ‫وقد كان لها في الثقافة العربية وقع حدث‬ ‫ّ‬ ‫الشعرية الكاملة لراينر ماريا ريلكه التي صدرت في ثالثة أجزاء عن مشروع «كلمة» في أبو ظبي‬ ‫ومنشورات «الجمل» في بيروت عام ‪.2009‬‬ ‫ومنظراً‪ّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫أن جانباً أساسياً من نشاط جهاد‪ ،‬باحثاً‬ ‫بيد ّ‬ ‫يتمثل في عمله داخل الجامعة وفي‬ ‫ِّ‬ ‫وتشكل‬ ‫الكتابة على التهيئة لشعريَّة للترجمة تقوم على أسس علمية‪ ،‬وتحتكم إلى معايير نقدية‪،‬‬ ‫أحد فروع األدب المقارن‪ .‬وهذا ما نراه في كتابه «حصّ ة الغريب‪ ،‬شعرية الترجمة وترجمة الشعر‬ ‫عند العرب»‪ ،‬منشورات الجمل‪ ،‬بيروت‪ ،2011 ،‬الذي صدر بالفرنسية‪ ،‬وترجمه إلى العربية األستاذ‬

‫‪92‬‬

‫محمّ د أيت ح ّنا بمراجعة المؤ ّلف نفسه‪.‬‬ ‫العربي في ضوء الشعريّات المعاصرة‪ ،‬وضع كاظم جهاد بالعربية‬ ‫وفي مجال دراسة األدب‬ ‫ّ‬ ‫عشرات المقاالت يعرِّف فيها بالفكر واألدب الغربيّين أو يواكب جديد المبدعين العرب مواكبة‬ ‫نقدية‪ّ .‬‬ ‫الجامعي في‬ ‫لكن أبحاثه الطويلة والمعمَّقة هي تلك التي وضعها بالفرنسية بحُ كم عمله‬ ‫ّ‬ ‫فرنسا‪ ،‬نذكر منها‪ :‬دراسته في شعرية الكرامات المنسوبة إلى األولياء المسلمين‪ ،‬قام بتحليلها‬ ‫الغرائبي‪ ،‬وترجم مختارات واسعة منها في كتاب حمل عنوان «كتاب الكرامات»‪،‬‬ ‫من منظور األدب‬ ‫ّ‬ ‫صدر في منشورات (آكت سود‪ ) Actes Sud‬في آرْ ل‪ Arles‬بفرنسا عام ‪.2002‬‬ ‫وكذلك كتابه «الرّواية العربية ‪ :2004 - 1834‬مراجعة نقدية»‪ ،‬الذي صدر عن دار النشر نفسها‬ ‫في ‪ ،2006‬والقى ترحيباً من كبريات الصحف الفرنسية واألوربية‪ ،‬واعتبره الن ّقاد أوّل كتاب‬ ‫األدبي المتزايد‬ ‫موسوعي يخاطب كلاّ ً من الجمهور العريض والقارئ المتخصّ ص في هذا الجنس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األهمية لدى العرب‪.‬‬ ‫أما كتابه «حصّ ة الغريب‪ ،‬شعريّة الترجمة وترجمة الشعر عند العرب»‪ ،‬الذي صدر أ ّو ًال بالفرنسية‬ ‫عن الدار ذاتها في ‪ ،2007‬فيعرض تصوُّرات العرب القدامى لفاعلية الترجمة ّ‬ ‫والشاكلة التي بها‬ ‫يواجه المترجمون العرب المعاصرون المصاعب الرهيبة التي ترافق ممارسة هذا ّ‬ ‫الفن الرفيع‪.‬‬ ‫والمساح ‪ -‬دراسات في األدب العربي القديم‬ ‫وفي كتاب ضخم له حمل عنوان «المتاهة‬ ‫ّ‬ ‫والحديث»‪ ،‬وصدر عن منشورات «عدَن» بباريس في عام ‪ ،2009‬جمع كاظم جهاد ما يقرب من‬ ‫عشرين دراسة‪ ،‬بينها بحث نقديّ مخصَّ ص لـ «والدة القصيدة العربية الحرّة»‪ ،‬يحلِّل فيه الظروف‬ ‫األدبية واالجتماعية‪-‬الثقافية التي رافقت نشأة هذه القصيدة وتطوُّر الجوانب الفنية واللغوية‬ ‫واإليقاعية واألسلوبية ألشعار بدر شاكر السيّاب ونازك المالئكة وعبد الوهاب البياتي الرّائدة في‬ ‫هذا الشكل الشعريّ ‪ .‬وفيه أيضاً قراءات تحليلية لمعلَّقة امرئ القيس‪ ،‬ولقصص ابن عربي في‬ ‫الروحاني‪ ،‬ولشعرية المقامات‪ ،‬ولتمرُّد التوحيدي في كتابه «مثالب الوزيرَين»‪ ،‬ولمعايير‬ ‫الس َفر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التناص عند العرب‪ ،‬وغير ذلك ممّ ا تناوله هذا الكتاب‪ .‬كما ينبغي اإلشارة إلى الفصول التي كتبها‬ ‫ّ‬ ‫اإلحيائي وعن الرواية العربية‪ ،‬التي ضمّ ها الجزء األول من كتاب «تاريخ األدب‬ ‫العربي‬ ‫عن الشعر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي الحديث» الذي أشرف عليه بطرس الحالق وهايدي توليه‪ ،‬وصدر في (منشورات آكت سود)‬ ‫ّ‬ ‫في آرل بفرنسا عام ‪.2007‬‬ ‫في أغلب أبحاثه‪ ،‬يعمل كاظم جهاد بإجراءات البحث المقارن ويضيء أدباً بأدب‪ ،‬وكتاباً بكتاب‪.‬‬ ‫اإليطالي إلى بعض الفالسفة والك ّتاب العرب‪ .‬وقرأ‬ ‫درس دانتي فأبان عمّ ا يدين به هذا الشاعر‬ ‫ّ‬ ‫قدامى الن ّقاد العرب فكشف عن سبْقهم إلى اإلبانة عن قوانين للكتابة وشروط للصَّ نعة األدبية‬ ‫ِّ‬ ‫ومنظريها‪.‬‬ ‫يتمحور حولها اليوم نشاط ن ّقاد الحداثة األدبية‬ ‫وفي دراسته ّ‬ ‫عني‪ ،‬بين أشياء جمَّة‪ ،‬بتحليل ما يدين به‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫العرب‬ ‫للرّواية‬ ‫السالف ذكرها‬ ‫الضخمة ّ‬ ‫َ‬ ‫محمَّد إبراهيم المويلحي‪ ،‬ونجيب محفوظ‪ّ ،‬‬ ‫والطيب صالح‪ ،‬ونظراؤهم ومتمِّمو مسيرتهم الروائية‬ ‫الغربي‪ ،‬وما يضيفونه إليه‪.‬‬ ‫الروائي‬ ‫للموروث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمّ ا في مجال ِّ‬ ‫الشعر‪ ،‬فمنذ ّ‬ ‫سن السابعة عشرة‪ ،‬أي منذ أطوار الشباب األولى في مدينة‬ ‫«الناصرية» جنوب العراق‪ ،‬وكاظم جهاد يكتب ّ‬ ‫الشعر‪ .‬وفي هذا المجال أصدر مجموعتين‪ ،‬تضمُّ ّ‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫إلي»‪ ،‬صدرت عن «المؤسسة العربية‬ ‫د‬ ‫واف‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫«الماء‬ ‫منهما ثالثة دفاتر شعرية؛ األولى عنوانها‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫للدراسات والنشر» في عمّ ان عام ‪ ،1999‬وأعيد نشرها من قبل «الهيئة المصرية العامّ ة للكتاب»‬ ‫في ‪ .2001‬أمّ ا الثانية فعنوانها «معمار البراءة»‪ ،‬صدرت في منشورات «الجمل»‪ ،‬بيروت‪.2006 ،‬‬


‫الترجمة ‪ ..‬إثراء لمخزون الفكر العالمي‬ ‫ّ‬ ‫العالمي‬ ‫تشكل ال ّترجمة‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬توسيعاً لقدرات اللّغة التعبيريّة وإلمكانات الفكر المحلّي ونافذة تتيح االرتباط بجديد الفكر‬ ‫ّ‬ ‫وتحوّالت ّ‬ ‫دخل فيه ّ‬ ‫العالمي نفسه وال ّت ّ‬ ‫تدخ ًال فاع ًال عبر ما تح ّفز ال ّترجمة على تفجيره‬ ‫الثقافة الكونيّة‪ .‬هي أيضاً مناسبة إلثراء مخزون الفكر‬ ‫ّ‬ ‫تتمخض عنه من ممارسات جديدة في ّ‬ ‫من أسئلة وما ّ‬ ‫الثقافة واألدب والفكر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومثلما حصل في العديد من الثقافات الكبرى‪ ،‬كالثقافتين ال ّالتينيّة واأللمانيّة‪ ،‬شهدت الثقافة العربيّة في القرون الوسطى مبادرة هامّ ة في‬ ‫استحداث ثقافة كونيّة ّ‬ ‫المعرفي‬ ‫شكلت ال ّترجمة إحدى قنواتها األساس‪ .‬كانت تلك ثقاف ًة تكافلت فيها ال ّترجمة والكتابة‪ ،‬وتضافر فيها ال ّنقل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قدي‪ ،‬وصي َر فيها إلى محاورة َ‬ ‫بقرون خاض األلمان‬ ‫اآلخر وتثقيفه وإلى تثقيف ال ّذات بالحوار الفكريّ نفسه‪ .‬بعد ذلك‬ ‫والشرح الفكريّ وال ّن ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تجربة مشابهة في إنعاش الثقافة القوميّة باالنفتاح على التقاليد الفكريّة واألدبيّة األخرى‪ ،‬شرق ّية وغربيّة‪ .‬هذه التجربة وصفها الشاعر‬ ‫العالمي‪ ،‬ونعتها ّ‬ ‫«الخصوصي»‬ ‫الشاعر والمترجم هولدرلين بأ ّنها تجربة تقوم على تعلّم‬ ‫غوته بتجربة التحوّل عبر ال ّترجمة وااللتحاق باألدب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و»األجنبي» في اآلن ذاته وبالقدر نفسه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتشكل ترجمة ال ّنصوص القديمة كما وصفها هايدغر رحلة مزدوجة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ص المترجم يعنيه‬ ‫تتمثل في الرّجوع صعُ داً لمعرفة ما كان ال ّن ّ‬ ‫ص المترجَ م لنا‪ ،‬نحن معاصري ال ّترجمة ومتل ّقيها‪.‬‬ ‫لمجايليه أو قرّائه في حقبته‪ ،‬وفي العودة‪ ،‬من َثمَّ ‪ ،‬إلى أيّامنا لمعرفة ما يمكن أن يقوله ال ّن ّ‬ ‫الخاص‪ ،‬زمناً شمول ّياً يُخصب المستقبل بأنوار فكر الماضي‪ ،‬ويُنير‬ ‫هكذا‪ ،‬بين درس األسالف وتل ّقي األجيال القادمة‪ ،‬تنشر ال ّترجمة زمنها‬ ‫ّ‬ ‫الماضي نفسه بقراءة تكون مستقبليّة أبداً ومتجدّدة دوماً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الجماعي المش ّتت تار ًة والمنظم طورا‪ ،‬راكمت الترجمات العربيّة للفكر واألدب العالميّين الحديثين تجارب‬ ‫بفضل عقو ٍد معدودة من العمل‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي في‬‫العربي‬ ‫جمّ ة وتجاوزت سلسل ًة من األخطاء‪ .‬ومع أ ّنها ما تزال وجل ًة نوعاً ما بالمقارنة مع االندفاع الخ ّالق الذي عرفه الفكر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والسريانيّة بخاصّ ة‪ّ ،‬‬ ‫فإن هذه ال ّترجمات‬ ‫العصر الوسيط انطالقاً من تجربة «بيت الحكمة» التي ساهم فيها مترجمون كبار عن اليونانيّة ّ‬ ‫وعي جدي ٍد‬ ‫العربيّة الحديثة قد ساهمت وما تزال تساهم‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل ملحوظ في إغناء الكتابة العربيّة‪ ،‬أدباً وفكراً‪ ،‬بمفردات جديدة وأواليّات ٍ‬ ‫ّ‬ ‫للعالَم‪ ،‬وبمنظورات مُ ستحدثة‪ .‬إ ّننا تطالعنا ّ‬ ‫كل يوم طرائق جديدة في مساءلة ال ّنصوص وثروة قاموسيّة ومصطلحيّة في المقاربات النقديّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السرد وأخيلة عجيبة في اإلنشاء الشعريّ ‪ ،‬وهذا كلّه آتٍ من تأثيرات النصوص المترجمة مثلما من ابتكار‬ ‫والفكريّة وشبكات باذخة في ّ‬ ‫والفكري‪،‬‬ ‫األدبي‬ ‫رجمي واإلبداع‬ ‫الك ّتاب العرب أنفسهم‪ .‬فهنا أيضاً‪ ،‬وكما كان عليه األمر في تجربة عرب القرون الوسطى‪ ،‬يتضافر الفعل ال ّت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتتحاور الكتابة وال ّترجمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذه االعتبارت كلّها تأتي ّ‬ ‫السبّاقة‬ ‫لتؤكد أهميّة وجود فرع للترجمة في جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ .‬كانت هذه الجائزة في حقيقة األمر هي ّ‬ ‫أدبي وفكريّ وال تحتفي إ ّال بفنون‬ ‫السابقة لها ُتهمل ال ّترجمة‬ ‫ٍ‬ ‫إلى جعل ال ّترجمة تستأثر بأحد فروعها‪ ،‬في حين كانت الجوائز ّ‬ ‫كنشاط ّ‬ ‫رجمي وإلى كونه ّ‬ ‫يمثل هو َ‬ ‫اآلخر‬ ‫فرع لل ّترجمة لفتت جائزة الشيخ زايد للكتاب األنظار إلى خطورة الفعل ال ّت‬ ‫الكتابة بصريح القول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫باجتراح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫األقل‪ ،‬دافعاً ّ‬ ‫للثقافة إلى تجاوز نفسها باستمرار‪ .‬هكذا‪ ،‬إلى جانب فروع األدب والفكر وأدب ّ‬ ‫ومراساً مُ نتجاً لثقاف ٍة أو‪ ،‬على ّ‬ ‫الطفل‬ ‫فاعل ّي ًة خ ّالقة ِ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فكري متنوّع تحتضنه‬ ‫لنشاط‬ ‫وال ّناشئة وال ّتنمية ونقد الفنون وتقنيّات النشر وشخصيّة العام الثقافيّة‪ ،‬يقف فرع الترجمة ركيزة أساسيّة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫جائزة ّ‬ ‫الشيخ زايد للكتاب في مختلف أشكاله وتعابيره‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إلى هذا‪ ،‬ينبغي أن ّ‬ ‫يتذكر المرء ّ‬ ‫للسياحة والثقافة‪ ،‬التي تحتضن جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬تضمّ أيضا «مشروع كلمة‬ ‫أن هيئة أبو ظبي ّ‬ ‫لل ّترجمة»‪ ،‬هذا المشروع الذي أنتج خالل ّ‬ ‫أقل من خمس سنوات من عمره مئات ال ّترجمات ال ّالفتة في مختلف جوانب الفكر واألدب‪ ،‬بما‬ ‫يجعل منه إحدى أبرز العالمات المضيئة في ّ‬ ‫الثقافة العربيّة المعاصرة‪ .‬وبهذا ال ّتكافل لعمل «مشروع كلمة لل ّترجمة» ولوجود فرع لل ّترجمة‬ ‫في جائزة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حوار خ ّال ٍق‬ ‫الشيخ زايد للكتاب يتل ّقى الفعل ال ّت‬ ‫ّ‬ ‫رجمي احتضانا مزدوجا يزيد من إمكاناته في تخصيب الثقافة العربيّة وفي التحفيز إلى ٍ‬ ‫ّ‬ ‫األدبي والفكريّ ‪.‬‬ ‫والمعرفي واإلبداع‬ ‫جدي ٍد بين ال ّترجمة والكتابة‪ ،‬أو بين النقل اللّغويّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا التكافل بين ممارسة الترجمة عبر «مشروع كلمة» من جهة وتشجيع نجاحاتها عبر فرع الترجمة في جائزة الشيخ زايد للكتاب من‬ ‫ّ‬ ‫يشكل بدوره عالمة أساسيّة على دخولنا في طور جديد أو شاكلة أخرى في النظر إلى وظيفة الترجمة ودورها في توسيع‬ ‫جهة أخرى‬ ‫األدبي‪ .‬فكما كانت الترجمة تعكس لدى عرب العصر الوسيط اندفاعاً حامياً يعلِن عن أمّ ة كانت في أوج‬ ‫الحضاري والخلق‬ ‫إمكانات التف ّتح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذاتي‪ ،‬سوى‬ ‫عنفوانها واكتمال رغبتها في التح ّقق عن طريق امتصاص معرفة اآلخر وتحويلها‪ ،‬فلعلّنا نشهد اليوم رغبة مماثلة في التح ّقق‬ ‫ّ‬ ‫قريب يعرب عن هيمنة الثقافة الغربيّة‬ ‫بقي ح ّتى عه ٍد‬ ‫أ ّنها ما برحت تتلمّ س طرُقها وتختبر أدواتها‪ .‬وإذا كان اختيار اللّغات التي ُيترجَ م عنها َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫(األمريكيّة الشماليّة واألوروبيّة بخاصّ ة) على حساب ثقافات أخرى‪ ،‬فإ ّننا نشهد اليوم عب َر «مشروع كلمة للترجمة» اهتماما متزايدا باآلداب‬ ‫اليابانيّة والهنديّة والصّ ينيّة واإلفريقيّة والفارسيّة والتركيّة‪ ،‬إلخ‪ ،.‬من شأنه أن يذهب في اإلكثار من مصادر الترجمة واللّغات المنقول عنها‬ ‫أن اثنين من أهمّ شروط نجاح عرب العصر الوسيط في الترجمة والتفاعل الفكريّ هما بصدد ّ‬ ‫إلى أبعد مدىً ممكن‪ .‬كما ّ‬ ‫التوفر أكثر فأكثر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتشكل رصيد من المفاهيم والصّ يَغ والتراكيب والمفردات‪ .‬وإذ يحفظ‬ ‫اإليجابي‪ :‬فعب َر ال ّترجمات المتتالية بات‬ ‫كل يوم‪ .‬أوّلهما شرط التراكم‬ ‫ّ‬ ‫عمل‪ ،‬فإ ّنهم يجعلون العالقة باآلداب والمعارف األخرى أكث َر سهولة ويُسراً‪ .‬وثاني الشروط هو‬ ‫المترجمون هذه الصّ يغ ويضعونها موضع ٍ‬ ‫عمل جديدة تتجاوز ُ‬ ‫العشوائي‬ ‫التجريبي‬ ‫أطر البحث الفرديّ والتلمّ س‬ ‫المؤس‬ ‫الجماعي أو‬ ‫الطابع‬ ‫ساتي للترجمة‪ ،‬بما يتيحه ذلك من أواليّاتِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫واالنهمام المتوحّ د الذي يعرب بالتأكيد عن نبالة شخصيّة ولك ّنه ّ‬ ‫الترجمي‬ ‫تشل الفعل‬ ‫يظل محاصراً بمحدوديّة العمل الفرديّ التي غالبا ما‬ ‫ّ‬ ‫وتقلّل من إمكاناته‪.‬‬

‫د‪ .‬كاظم جهاد‬

‫‪93‬‬


‫‪2011‬‬

‫الدكتور محمد زياد يحيى كبة‬ ‫مترجم سوري حاصل عي الدكتوراه‪ ،‬في اللسانيات من‬ ‫جامعة لندن ‪ ،1979‬وهو عضو في العديد من الجمعيات‬ ‫العلمية والمهنية‪ ،‬أشرف على العديد من الرسائل‬ ‫الجامعية‪ ،‬حاصل على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم‬ ‫العلمي في حقل الترجمة عام ‪ ،2002‬وله مجموعة من‬ ‫الكتب المنشورة‪.‬‬

‫«الثروة واقتصاد المعرفة»‬ ‫ من تأليف‪ :‬ألفين وهايدي توفلر‬‫ مترجم من اللغة االنجليزية‬‫يعالج الكتاب إشكالية جوهرية أصبحت تحكم آليات‬ ‫التفكير اإلنساني الحديث‪ ،‬ويُعد المؤلف حجَ ة في مجال‬ ‫اختصاصه‪ ،‬كما يع ّد كتابه مرجعاً ضرورياً في هذا الحقل‬ ‫المتشعب‪ ،‬وقد وفق المترجم في نقل روح الكتاب‬ ‫وتقديم مضامينه بسالسة وانسياب مع حرص شديد‬ ‫على الوفاء بأمانة األفكار‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫‪2010‬‬

‫“موسوعة الحيوانات الشاملة”‬ ‫هذا الكتاب يسعى إلى نشر معرفة علمية مبسطة ودقيقة عن‬ ‫عالم الحيوان بحيث يمكن وصولها إلى فئات واسعة من القراء‬ ‫العرب الشباب والكبار‪.‬‬ ‫ثم هناك اإلتقان في الصناعة والشمول الكبير مما يجعل الكتاب‬ ‫مرجعا لعقدين أو أكثر‪.‬‬ ‫وقد نجح المترجم في تقديم ترجمة رائعة من حيث دقة المفردات‬ ‫وجمال األسلوب‪.‬‬

‫الدكتور ألبير حبيب مطلق ‪ -‬لبنان‬ ‫مترجم لبناني‪ ،‬بدأ حياته األكاديمية مدرساً في الجامعة األمريكية في بيروت لمدة ست سنوات‪ ،‬ثم درس‬ ‫في جامعة جورج تاون في واشنطن لمدة سنتين برتبة أستاذ مساعد زائر‪ ،‬ثم في الجامعة اللبنانية برتبة‬ ‫أستاذ‪ ،‬وتخلل ذلك سنتان من التدريس في جامعة تورنتو في كندا برتبة أستاذ زائر‪ .‬وللدكتور مطلق العديد‬ ‫من المؤلفات األكاديمية والدراسات المنشورة في المجالت المتخصصة‪ ،‬وله إنجازات في الترجمة عن االنجليزية‬ ‫طوال أربعة عقود‪ .‬ومن مؤلفاته ‪ :‬الحركة اللغوية في األندلس‪ ،‬ومعجم ألفاظ حرفة صيد السمك في الساحل‬ ‫اللبناني ‪ :‬دراسة لغوية تاريخية‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫حياة الحيوانات‬ ‫عالم الحيوانات عالم غريب ومدهش أحياناً نراه ‪ -‬خيط‬ ‫عنكبوت يتدلى في ندى الصباح‪ .‬وأحياناً أخرى ال نراه ‪ -‬بومة‬ ‫الحظائر تنقض في الظالم الدامس على فأر حقل غافل‪.‬‬ ‫الحيوانات تتقاسم هذا العالم متوافقة أو تواجه خطراً دائماً‪.‬‬ ‫فصل «حياة الحيوانات» يريك ما في كائنات هذا الكوكب من‬ ‫مدهشات وغوامض‪ ،‬وما يمكن عمله لحماية الحيوانات‬ ‫المهددة باالنقراض‪ .‬هذا القسم يكشف لك أيضاً عن ترتيب‬ ‫كل حيوان في المملكة الحيوانية‪ ،‬وعن طعام الحيوانات‪ ،‬وكيف‬ ‫تتواصل وتتنقل وتهاجم غيرها‪ ،‬وكيف تدافع عن نفسها‪،‬‬ ‫وهو يكشف عن أماكن عيش الحيوانات وعن السبب في‬ ‫اختيار نوع البيوت التي تعيش فيها‪.‬‬ ‫وتكشف الصور الفوتوغرافية عن الطرق المدهشة التي‬ ‫تتزاوج بها الحيوانات‪ ،‬وتلد صغارها‪ ،‬وكيف تتطور الصغار ويتاح‬ ‫لها أن تكبر مقاومة األخطار إلى أن تصبح مكتملة النمو ‪ -‬أو‬ ‫ال يتاح لها ذلك‪ ،‬فعالم الحيوانات يمكن أن يكون متوحشاً ولو‬ ‫كان جمي ًال‪.‬‬ ‫تصنيف الحيوانات‬ ‫بين الحيوانات اختالفات كبيرة مثلما أن بينها تشابهات عديدة‪.‬‬ ‫لنفهم العالقة بين الحيوانات‪ ،‬نصنفها في مجموعات كلما‬ ‫كانت الخصائص التي تجمع بين المجموعة الواحدة منها أكثر‬ ‫كان التصنيف أكثر دقة لذا الحيوانات كلها تنتمي إلى المملكة‬ ‫الحيوانية‪ ،‬لكن الحيوانات الشهبية بالقطط مصنفة في فصيلة‬ ‫القطط‪ .‬للحيوانات اسماء علمية بحيث يكون بإمكان الناس‬

‫في مختلف أنحاء العالم أن يشيروا إلى الكائن نفسه أياً‬ ‫كانت اللغة التي يتحدثون بها‪ .‬في المثل التالي أدناه‪ ،‬تصنيف‬ ‫قط المنك (غير المذنب) يرد رجوعاً حتى الوصول إلى المملكة‬ ‫الحيوانية‪.‬‬ ‫المملكة‬ ‫هذه أوسع مجموعات الحيوانات تعميماً ‪ -‬للنباتات والبكتيريا‬ ‫واألوليات (كائنات أحادية الخلية غالباً) والفطور ممالك منفصلة‬ ‫لكل واحدة منها لكل أفراد المملكة الحيوانية أجسام‬ ‫تتشكل من العديد من الخاليا‪.‬‬ ‫الشعبة‬ ‫تنقسم الممكلة الحيوانية إلى ‪ 40‬مجموعة أصغر منها تدعى‬ ‫الواحدة شعبة‪ .‬تصنف الحيوانات في الشعبة الواحدة وفق‬ ‫خصائصها الرئيسية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬شعبة القشريات‬ ‫تشتمل على ال فقاريات (حيوانات ال عمود فقرياً لها) متمفصلة‬ ‫األرجل وذات قرني استشعار‪ .‬والقطط تنتمي إلى شعبة‬ ‫الحبليات التي تشتمل على كل الحيوانات الفقارية (ذوات‬ ‫العمود الفقري)‪.‬‬ ‫الطائفة‬ ‫تنقسم الشعبة إلى مجموعات أصغر ندعو الواحدة منها‬ ‫طائفة‪ .‬شعبة الحبليات تنقسم إلي طوائف األسماك والطيور‬ ‫واللبونات والبرمائيات والزواحف‪ .‬القطط تنتمي إلي طائفة‬ ‫اللبونات (الثدييات) التي تشتمل على كل الكائنات الفقارية‬ ‫ذوات الدم الحار والتي ترضع صغارها‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫‪2009‬‬

‫في نظرية الترجمة‪ :‬اتجاهات معاصرة‬

‫يثري الكتاب مبحث «نظرية الترجمة» وهو مبحث لم ينل حتى اآلن‬ ‫في العربية االهتمام الذي ناله في الجامعات الغربية في العقود الثالثة‬ ‫األخيرة‪ ،‬وهو يسهم بالتالي في تأصيل فعل الترجمة وتحويلها من‬ ‫مجرد عملية «نقل» تقنية إلى إطار أوسع من التثاقف‪ ،‬باالضافة إلى أن‬ ‫نظرية الترجمة تستحق الثناء الشتمالها على المسارات المعاصرة‬ ‫والسمو بمستوى الدراسة من التطبيق واالجراءات العلمية إلى‬ ‫مستوى النظر المقارن حيناً والفلسفي حينا آخر‪ ،‬والتركيز على‬ ‫العالقة المقارنة بين األدب واللغات من خالل تدفق الفكر والخبرات‬ ‫االنسانية المتواشجة في قنوات لغوية وفكرية ونفسية متعددة‬ ‫وتقاليد متباينة وإضافتها على ثقافتنا‪.‬‬ ‫ويتتبع الكتاب نظرية الترجمة بدءاً من جذورها التقليدية وصوال الى‬ ‫ما شهدته من تكاثر وتشعب في الحقبة األخيرة‪ ،‬ويتضمن خمس‬ ‫مقاربات جديدة هي‪ :‬ورشة الترجمة‪ ،‬علم الترجمة‪ ،‬الدراسات‬ ‫الترجمية‪ ،‬نظرية النسق المتعدد‪ ،‬والتقويضية ويستكشف مواطن‬ ‫القوة والضعف في كل منهج‪.‬‬ ‫كما يقدم الكتاب لقارئه تامالت مستبصرة في طبيعة الترجمة واللغة‬ ‫والتواصل عبر الثقافات‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬

‫الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح – مصر‬ ‫مترجم مصري‪ ،‬يعمل في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية‬ ‫اآلداب بالكويت‪ ،‬وهو أستاذ في اللسانيات أشرف على العديد من‬ ‫األطروحات العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه‪ ،‬يتضمن إنتاجه‬ ‫العلمي عدة أعمال مترجمة منها «موسوعة العلوم االجتماعية»‬ ‫عام ‪ 1994‬و«مدخل إلى التصوير الطيفي للكالم» عام ‪2002‬‬ ‫و«الشعر العربي الحديث‪ :‬تغير أشكاله وموضوعاته بتأثير األدب‬ ‫الغربي ‪ »1970 - 1800‬عام ‪.2003‬‬ ‫‪96‬‬

‫ساعدت نظرية النسق التي جاء بها إيفين ‪ -‬زوهار وتوري‬ ‫الدراسات الترجمية على أن تدمر حدوداً تصورية معينة‪ ،‬وأن تجد‬ ‫طريقاً يتحقق به الوصف األمثل للترجمات‪.‬‬ ‫وتعمل المادة التي يوفرها البحث الوصفي على إضفاء مزيد من‬ ‫النشاط على التأمل النظري‪ .‬إن إيفين ‪ -‬زوهار لم يعزز فهمنا‬ ‫لعملية الترجمة فحسب‪ ،‬ولكنه كان أيضاً المنظر الوحيد الذي‬ ‫أقر بأهمية الترجمة في إطار دراسة أي أدب مفرد‪.‬‬ ‫لكنه مع ذلك‪ ،‬يبدو ملتزماً التزاماً حاسماً بنظرية النسق المتعدد‬ ‫التي تضع حداً لما يمكن أن يصاغ له مفهوم تصوري‪ ،‬وذلك‬ ‫بوصفها ضرباً آخر من ضروب البنيوية‪.‬‬ ‫والظاهر أن الدعوى االختبارية «اإلمبيريقية» التي بنيت عليها‬ ‫نظرية النسق المستهدف‪ ،‬هي دعوى آخذة في التالشي في‬ ‫ضوء البحوث األخيرة‪ ،‬بل إن ما طالب به إيفين ‪ -‬زوهار من تحليل‬ ‫«موضوعي» للحقائق «األدبية» يبدو أقل قدرة على الصمود‪ .‬ومن‬ ‫العجيب أنه ظل صامتاً خالل الثمانينات‪ ،‬كما افتقدت إسهاماته‬ ‫النظرية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من جدوى منهجه في دراسة النصوص المترجمة‪،‬‬ ‫يبدو أن براغت والمبرت وفان ليفين ‪ -‬زوارت وآخرين قد فتحوا‬ ‫الطريق أمام تأويالت نظرية أخرى للمادة المتوافرة‪ ،‬واحتماالت‬ ‫نظرية أخرى تخص طبيعة الترجمة‪.‬‬ ‫والظاهر أن توري وإيفين ‪ -‬زوهار يقحمان ويدمجان السمات‬ ‫النسقية حتى في األنساق الموسعة‪ ،‬التي تبدو مفهومة فهماً‬ ‫تراتيباً من فرضياتهما المسبقة األولى‪.‬‬ ‫أما المبرت وهيرمانز ‪ -‬من جهة أخرى ‪ -‬فعلى حين أنهما يبدآن‬ ‫من موقف متشابه ضمن نظرية األنساق‪ ،‬تراهما أميل إلى‬ ‫مالحظة المادة‪ ،‬وإلى رؤية الكيفية التي تجعلها مالئمة للنظرية‬ ‫من غير فرضيات مسبقة‪ ،‬معترفين بأن الحقائق الواقعة تحت‬ ‫المالحظة قد تجد‪ ،‬أو ال تجد‪ ،‬مكانها المناسب ضمن البنية‬ ‫التراتبية‪ .‬أما المبرت‪ ،‬فإنه يتمسك بالمقارنة النسقية والتفسير‬ ‫االستقرائي‪ ،‬بينما يبدو مع ذلك مرجحاً للقول بأن النسق ‪ -‬كما‬ ‫يتصوره الباحث ‪ -‬قد ال يمارس وظيفته على نحو ما تصوره أول‬ ‫األمر‪ ،‬وأنه نسق مفتوح لدراسة سلوك منمط «آخر»‪ ،‬ربما‬ ‫يعين على شرح ظواهر الترجمة‪.‬‬

‫ومع أن المبرت ورفاقه في ليفان كانوا من أقوى المناصرين‬ ‫لنظرية النسق المتعدد خالل الثمانينات‪ ،‬فقد قاموا في الوقت‬ ‫نفسه بإعادة تقويم المصطلحية‪ ،‬والبنى التراتبية‪ ،‬واألفكار الثابتة‬ ‫التي تعالج ماهية الترجمة‪.‬‬ ‫أما الباحثون في إنجلترا وأمريكا ‪ -‬من أمثال باسنيت ولوفيفر‬ ‫(الذي انتقل إلى أمريكا في أوائل الثمانينات)‪ ،‬ودافيد لويد ‪David‬‬ ‫‪ ،Lloyd‬وماريا تيموشكو‪ ،‬فالظاهر أنهم زادوا من مسافة البعد‬ ‫بينهم وبين طراز النسق المتعدد الذي جاء به إيفين ‪ -‬زوهار‪،‬‬ ‫ذلك الطراز الذي بدا لهم محدوداً وممعناً في الشكالنية‪ .‬وألنهم‬ ‫أكثر مي ًال إلى تبني طراز الدراسات الثقافية‪ ،‬فإن اهتمامهم‬ ‫ينصب على أمرين هما مؤسسات السلطة والنفوذ القائمة في‬ ‫الثقافة المتعينة‪ ،‬والنماذج التي تشتمل عليها الترجمة األدبية‪.‬‬ ‫ومع أن فرضيات نظرية النسق المتعدد كانت مستخدمة عند‬ ‫هذه الشعبة األنجلو ‪ -‬أمريكية من الدراسات الترجمية‪ ،‬فإن‬ ‫الباحثين فيها يقترحون مزيداً من الجوانب التي هي في حاجة‬ ‫إلي أن تستوعبها النظرية‪.‬‬ ‫لقد تخلى لوفيفز ‪ -‬على سبيل المثال عن المقاربة العلمية‬ ‫واالستقرائية لصالح منهج أقل شكالنية وأوفر نصيباً من‬ ‫االستنباطية‪ ،‬وكان ذلك في سلسلة من المقاالت كتبها طوال‬ ‫العقدين األخيرين منذ انتقاله إلى الواليات المتحدة‪ ،‬وهو إذ‬ ‫باعد ما بينه وبين مفردات معجم النسق المتعدد‪ ،‬قام بإدخال‬ ‫منظومة جديدة من المصطلحات تمكنه من القيام بتحليل أفضل‬ ‫لتأثير الظواهر األدبية الحافة في األدب‪.‬‬

‫تعمل المادة التي يوفرها البحث الوصفي على‬ ‫إضفاء مزيد من النشاط على التأمل النظري‬


‫‪2008‬‬

‫الدكتور فايز الصياغ – األردن‬ ‫مترجم أردني‪ ،‬حاصل على درجة الماجستير في علم االجتماع‬ ‫الصناعي‪ ،‬ودكتوراه في علم االجتماع واالقتصاد‪ ،‬وهو زميل في‬ ‫مركز الدراسات االستراتيجية بالجامعة األردنية‪ ،‬وباحث أول في‬ ‫الدراسات االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ .‬كما أنه مؤلف‬ ‫مشارك ومحرر( بالعربية واإلنجليزية) لمجموعة من الدراسات‬ ‫عن التكامل االقتصادي االجتماعي‪ ،‬والمنظومات والتوجهات‬ ‫القيمية في أقطار المشرق العربي‪.‬‬ ‫له بعض المترجمات المنشورة مثل عصر الثورة” للمؤرخ‪ :‬إريك‬ ‫هوبزباوم و”عصر اإلمبراطورية” تأليف أنتوني غدنز‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫ذلك له مؤلفات تصل إلى عشرين عم ًال بالعربية واإلنجليزية في‬ ‫المجاالت االجتماعية والثقافية‪ ،‬عالوة على الدراسات والبحوث في‬ ‫المجاالت األكاديمية والمحكمة‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫ليست الهجرة ظاهرة جديدة‪ ،‬غير أنها أخذت بالتسارع المتزايد‬ ‫في العقود األخيرة لتصبح جزءاً ال يتجزأ من عملية التكامل‬ ‫العالمي‪ .‬وأصبحت أنماط الهجرة تعبر عن التغيرات التي طرأت‬ ‫على العالقات االقتصادية والسياسية والثقافية بين دول العالم‪.‬‬ ‫وتشير بعض التقديرات إلى أن المهاجرين في مختلف أنحاء‬ ‫المعمورة عام ‪ 1990‬بلغوا نحو ثمانين مليون شخص يشملون‬ ‫نحو عشرين مليوناً من الالجئين‪ .‬ويعتقد أن هذه األعداد‬ ‫ستتزايد في أوائل القرن الحادي والعشرين‪ ،‬بل إن بعض‬ ‫علماء االجتماع يطلقون على أيامنا هذه «عصر الهجرة»‪.‬‬ ‫وتتضافر الهجرة (وهي دخول الناس إلى بلد آخر لالستقرار فيه)‬ ‫والمهاجرة (وهي عملية انتقال الناس وارتحالهم من موطنهم‬ ‫لالستقرار في بلد آخر)‪ ،‬لتشكال أنماطاً من الهجرة تصل بين‬ ‫بلدانهم األصلية والبلدان التي تستقبلهم‪ .‬وتؤدي حركات الهجرة‬ ‫إلى التنوع اإلثني والثقافي في كثير من المجتمعات‪ ،‬كما تسهم‬ ‫في إعادة تشكيل األوضاع الديموغرافية السكانية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬كما أن تكاثف الهجرة العالمية منذ الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬وخالل العقدين األخيرين على وجه التحديد‪ ،‬قد أصبح‬ ‫قضية سياسية مهمة في كثير من البلدان‪ .‬كما أن تصاعد‬ ‫معدالت الهجرة في العديد من المجتمعات الغربية قد أصبح‬ ‫يثير التساؤل حول المفاهيم الشائعة عن الهوية الوطنية‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى جانب منه إلى إعادة النظر في معنى المواطنة في تلك‬ ‫البلدان‪.‬‬ ‫درج الدارسون على تمييز أربعة نماذج من الهجرة لوصف‬ ‫التحركات السكانية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫فهناك النموذج «التقليدي الكالسيكي» للهجرة‪ .‬ويصدق على‬ ‫بلدان مثل كندا والواليات المتحدة وأستراليا التي نشأت‬ ‫ونمت في السياق التاريخي باعتبارها دو ًال تضم «شعوباً من‬ ‫المهرجرين»‪ .‬وقد قامت هذه الدول بتشجيع الهجرة واجتذابها‬ ‫رغم وجود الكثير من القيود وأنظمة الحصص (الكوتا) على‬ ‫من يفدون إليها سنوياً‪ .‬أما النموذج الكولونيالي االستعماري‬ ‫فتمثله دول مثل بريطانيا وفرنسا اللتين تميالن إلي إعطاء‬

‫كتاب الجائزة‬ ‫األفضلية للمهاجرين القادمين من البلدان التي كانت خاضعة‬ ‫لسيطرتهما االستعمارية في السابق دون غيرهم‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى بريطانيا فإن المهاجرين الوافدين إليها يكونون‬ ‫على األغلب من دول الكومنولث‪ .‬وتتبع دول أوروبية أخرى‬ ‫مثل ألمانيا وسويسرا وبلجيكا النموذج الثالث وهو نموذج‬ ‫«العمال الضيوف»‪ .‬وبموجب هذه السياسات والخطط‪،‬‬ ‫يجري قبول المهاجرين ودخولهم إلى البالد على أساس‬ ‫مؤقت‪ ،‬ولتلبية احتياجات سوق العمل بصورة خاصة‪ ،‬ولكنهم‬ ‫ال يتمتعون بحقوق المواطنة حتى لو أمضوا فترات طويلة من‬ ‫العمل واالستقرار في ذلك البلد‪ .‬أما النوع الرابع من أنواع‬ ‫الهجرة فهو نموذج «الهجرة غير المشروعة» الذي أصبح‬ ‫واسع االنتشار في اآلونة األخيرة نظراً للقيود المتشددة‬ ‫التي تفرضها الدول الصناعية على الهجرة‪ .‬ويستطيع كثير‬ ‫من المهاجرين الذين يدخلون بلداً ما بصورة سرية أوتحت‬ ‫ستار ذريعة أخرى أن يعيشوا بطريقة غير قانونية بعيداً عن‬ ‫السلطات الرسمية في ذلك المجتمع‪ .‬ويتمثل هذا النمط في‬ ‫األعداد الهائلة من المهاجرين المكسيكيين الذين يتدفقون على‬ ‫الواليات الجنوبية في أمريكا‪ ،‬وفي األعداد المتزايدة للشركات‬ ‫والعصابات الدولية التي تقوم بتهرييب الالجئين والمهاجرين عبر‬ ‫حدود الدول البرية أو من خالل منافذها البحرية‪.‬‬ ‫ومثلما هي الحال إلي حد بعيد في الهجرة الداخلية فإن ثمة قوى‬ ‫مؤثرة تسهم في تشكيل أنماط الهجرة الناجمة ن التغيرات‬ ‫االجتماعية وتسارع عملية العولمة‪ .‬ويميل كثير من النظريات‬ ‫المبكرة حول الهجرة إلى التركيز على ما يسمى بعوامل الدفع‬ ‫والجذب‪ .‬وتشير عوامل الدفع إلى طبيعة التغيرات التي تحدث‬ ‫في البلد األصلي وترغم جانباً من السكان على الهجرة مثل‬ ‫الحرب والمجاعات والقمع السياسي وضغوط التكاثر السكاني‪.‬‬ ‫أما عوامل الجذب فهي مجموعة الظواهر والفوائء والجواذب‬ ‫القائمة في البلد الذي قد يستقبل من يعتزمون الهجرة‬ ‫إليه‪ ،‬مثل ازدهار سوق العمل ورقي مستويات المعيشة‬ ‫وانخفاض الكثافة السكانية وغيرها من الجوانب التي تستهوي‬ ‫المهاجرين‪.‬‬

‫«علم االجتماع لـ ‪ :‬انتوني غدنز»‬ ‫عن اللغة اإلنجليزية‬ ‫يتميز هذا الكتاب بأمانة النقل ودقة اللغة والجودة الفنية‬ ‫الواضحة في العمل المقدم‪ ،‬ومحافظته على حقوق الملكية‬ ‫الفكرية‪ .‬ولما يضيفه هذا الكتاب للواقع الثقافي العربي عبر‬ ‫نقله أحد أهم الكتب المعاصرة إلى العربية بشكل مقارب‬ ‫وصائب‪ ،‬وجاءت الترجمة سلسة وطيعة وقادرة على بلوغ‬ ‫المتخصصين وتالمذتهم‪.‬‬ ‫يعتبر هذا الكتاب الفائز في أكثر األوساط األكاديمية‬ ‫الكتاب المرجعي األول للدارسين الجامعيين والباحثين في‬ ‫مجال العلوم االجتماعية عامة‪ ،‬والطبعة الرابعة الموسعة‬ ‫المحدثة التي وضع أنتوني غدنز تصديراً لنسختها العربية‪،‬‬ ‫تضم واحداً وعشرين فص ًال عن عدد ضخم من القضايا‬ ‫المحورية في دراسة المجتمعات المعاصرة الحديثة وما‬ ‫قبل الحديثة‪ ،‬بصرف النظر عما قد يكون بينها من تنوع في‬ ‫النظم والثقافات‪ ،‬وتباعد جغرافي‪ ،‬وتفاوت في درجات النمو‬ ‫والتنمية والموارد والقدرات‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫‪2007‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫«الذات عينها كآخر»‬ ‫للفرنسي بول ريكور‬ ‫المؤلف هو واحد من كبار فالسفة القرن العشرين‪ ،‬وهو‬ ‫الفرنسي بول ريكور‪ ،‬كان صديقا إلدوارد سعيد ولكثير من‬ ‫الكتاب والباحثين العرب الذين تتلمذوا على يديه‪ ،‬والمترجم واحد‬ ‫منهم‪ .‬الكتاب كما أراده مؤلفه‪ ،‬عبارة عن تلخيص وتكريس‬ ‫لكل فلسفته وهو يرى أن الفلسفة قد هوجمت من داخلها‪،‬‬ ‫وأن أعظم ما في الفلسفة أنها تستطيع أن تصمد حتى أمام‬ ‫احتجاج أبنائها‪ ،‬ويسميهم ريكور فالسفة الريبة أو الشبهة‪،‬‬ ‫وعلى رأسهم ماركس وبعد ذلك نيتشه في نهاية القرن‬ ‫التاسع ثم فرويد وكل الفرويديين‪ ،‬والكتاب نوع من الرد على‬ ‫كل هؤالء‪ ،‬على فالسفة الريبة وعلى البنيوية الفرنسية بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬ويريد أن يقول إنه ليس صحيحا أن الفاعل يغيّب‪ ،‬فلذلك‬ ‫هذا الكتاب هو كتاب حول اإلنسان القادر‪ ،‬الذي ال يمكن أن‬ ‫نغيبه‪ .‬وهو أيضا كتاب لفتح حوار مع بقية الحضارات ألنه يقول‬ ‫أيضا بأنه في النهاية الذات عينها كآخر بمعنى أنني مهما بلغت‬ ‫من العلم ال تستطيع أن تقول بأنها حتى هي موجودة إن لم‬ ‫يكن اآلخر هو جزء منها‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫الدكتور جورج زيناتي ‪ -‬لبنان‬ ‫مترجم لبناني‪ ،‬عمل أستاذا للفلسفة الحديثة والمعاصرة‬ ‫والدراسات العليا في الجامعة اللبنانية في كل من كلية التربية‬ ‫وكلية اآلداب من مؤلفاته المنشورة باللغة الفرنسية ‪La‬‬ ‫‪ morale d’avempace, la bipolarite de la liberte‬أما باللغة‬ ‫العربية فله‪ ،‬رحالت داخل الفلسفة الغربية‪ ،‬الظمأ األبدي‪ ،‬ومن‬ ‫ترجماته رينيه ديكارت‪ :‬انفعاالت النفس‪ ،‬وجان كلود شينيه‪:‬‬ ‫تاريخ بيزنطة‪ ،‬ومونيك كانتوبيربر و روفين أوجيان‪ :‬الفلسفة‬ ‫األخالقية‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫مسألة الهوية الذاتية‬ ‫حين اخترت عنوان الذات عينها كآخر أردت أن أدل على نقطة‬ ‫تالقي المقاصد الفلسفية الرئيسية الثالثة التي تحكمت في صياغة‬ ‫الدراسات التي تؤلف هذا المصنف‪.‬‬ ‫إن القصد األول هو تأكيد على أولية التوسط الفكري على الوضع‬ ‫المباشر للذات الفاعلة كما يعبر عنها بصيغة المتكلم المفرد «أنا‬ ‫أفكر» «أنا أوجد»‪ .‬هذا القصد األول يجددعماً له في نحو اللغات‬ ‫الطبيعية‪ ،‬حين يسمح هذا األخير بإقامة التعارض بين الذات‬ ‫واألنا‪ .‬هذا الدعم يأخذ أشكا ًال مختلفة بحسب الخصوصيات‬ ‫الصرفية النحوية الخاصة بكل لغة‪.‬‬ ‫ومن وراء الترابط اإلجمالي القائم بين الكلمة الفرنسية ‪soi‬‬ ‫والكلمة اإلنكليزية ‪ self‬واأللمانية ‪ selbst‬واإليطالية ‪ se‬واإلسبانية‬ ‫‪ semismo‬فإن قواعد هذه اللغات تتباعد‪.‬‬ ‫غير أن هذه التباعدات نفسها معبرة حين تضيء كل خاصية نحو‬ ‫صرفية جزءاً من المعنى األساسي المنشود‪ .‬في ما يخص اللغة‬ ‫الفرنسية فإن كلمة ‪ soi‬تحدد منذ البداية كضمير منفصل بصاحب‬ ‫الفعل الذي يصرف مع ضمير الفاعل‪.‬‬ ‫والحقيقة هي أن استعماله الفلسفي الذي نقوم به طيلة كل هذه‬ ‫الدراسات يتجاوز حظراً يشير إليه النحاة‪ ،‬وهو أن كلمة ‪ soi‬هي‬ ‫ضمير منفصل يصاحب الفعل الذي يصرف مع ضمير الفاعل بصيغة‬ ‫الغائب (هو‪ ،‬هي‪ ،‬هم)‪ .‬إال أن هذا الحظر يُرفع إن نحن قاربنا‬ ‫التعبير ‪ soi‬من العبير ‪ se‬الذي يتعلق بدوره بأفعال بصيغة المصدر‬ ‫ فنقول‪ :‬أن يحضر هو نفسه‪« ،‬أن يدعى هو نفسه»‪.‬‬‫مثل المصدر ‪ -‬فنقول‪ :‬أن يحضر هو نفسه‪« ،‬أن يدعى هو‬ ‫نفسه»‪ .‬مثل هذا االستعمال‪ ،‬وهو في نظرنا مثالي‪ ،‬يثبت أحد‬ ‫تعاليم اللغوي غع‪ .‬غيوم‪ ،‬الذي يقول بأن الفعل يعبر عن ملء‬ ‫داللته وهو بصيغة المصدر‪ ،‬أو إلى حد معين‪ ،‬وهو بصيغة اسم‬ ‫الفاعل أو اسم المفعول‪ ،‬قبل أن يتوزع بين أزمنة الماضي‬ ‫والمضارع والمستقبل‪ ،‬وصيغ المخاطب والمتكلم والغائب‪ .‬إن ‪se‬‬ ‫هو نفسه تعبر عندئذ عن كل ضمائر الفاعل بصيغها المختلفة‪،‬‬ ‫الغائب والمخاطب والمتكلم‪ ،‬وحتى عن الفاعل غير المحدد بضمير‬ ‫مثل «كل واحد»‪« ،‬أي واحد»‪« ،‬المرء» وهذا ما سنلمح إليه مراراً‬ ‫خالل استقصاءاتنا‪.‬‬ ‫هذه الدورة عبر لفظة «هو نفسه» «‪ ،»se‬لم تكن عبثاً‪ ،‬لما كان‬

‫الضمير ‪« soi‬هو ذاته» يرتقي بدوره إلى الملء الذي يحتوي كل‬ ‫األزمنة حين يكمل لفظة «هو نفسه» المرتبطة بصيغة المصدر‪:‬‬ ‫«أن يدل هو نفسه على نفسه» (وهنا فإني أترك جانباً‪ ،‬مؤقتاً‪،‬‬ ‫الداللة المرتبطة بلفظة «عين» في تعبير «الذات عينها»)‪.‬‬ ‫إلى هذا االستعمال األخير‪ ،‬وهو دون أدنى شك ينتمي إلى‬ ‫االستعمال الجيد لللغة الفرنسية‪ ،‬يستند استعمالنا الدائم‬ ‫للتعبير «هو ذاته» في المجال الفلسفي كضمير يصاحب كل‬ ‫الصيغ الصرفية من متكلم ومخاطب وغائب‪ ،‬من دون أن ننسى‬ ‫التعابير غير المحددة بضمائر التي أشرنا إليها سابقاً‪ .‬كذلك فإن‬ ‫قيمة الضمير بكل الصيغ هي التي حافظنا عليها بدورها‪ ،‬حين‬ ‫استعملنا تعبير «الذات» في وظيفة المضاف إليه «انهمام الذات»‬ ‫بحسب العنوان الرائع لكتاب ميشال فوكو‪ .‬طريقة االستعمال‬ ‫هذه ليس فيها ما يدعو إلى االستغراب حين تكون األسماء التي‬ ‫تقبل كلمة «ذات» بصيغة المجرور هي نفسها مصادر استعملت‬ ‫كأسماء‪ ،‬كما يؤكد ذلك التساوي بين التعبيرين التاليين‪« :‬أن‬ ‫ينهم المرء ذاته» أو «االنهمام بالذات»‪.‬‬ ‫إن االنزياح من تعبير إلى آخر يستند إلى ما تسمح به قواعد‬ ‫اللغة‪ ،‬وهو القبول بأن يتحول كل عنصر من اللغة كالفعل‬ ‫والصفة المشبهة وظرف الزمان إلى‬ ‫اسم جنس‪ :‬أولسنا نقول الشرب‪،‬‬ ‫«الجميل» «الحاضر الجميل»؟ وبفضل‬ ‫هذا القبول اللغوي يمكننا أن نقول إن االنزياح‬ ‫«الذات» واضعين هذا التعبير إلى جانب من تعبير إلى‬ ‫صيغ الضمائر المنفصلة المحوّ لة‬ ‫إلى آخر يستند إلى‬ ‫أسماء‪ ،‬وهي بحالة رفع فاعل أو‬ ‫مبتدأ‪« :‬األنا» «األنت» «النحن» إلخ‪ ..‬ما تسمح به‬ ‫تحويل الضمير المنفصل إلى اسم قواعد اللغة‬ ‫جنس تتقبله اللغة الفرنسية أقل مما‬ ‫تتقبله األلمانية أو اإلنجليزية‪ ،‬وال يصبح‬ ‫أكثر مما يطاق إال إذا نسينا الرابط‬ ‫اللغوي انطالقاً من حالة المجرور المعبر عنه بقولنا‪« :‬اإلشارة إلى‬ ‫الذات»‪ ،‬وهذا القول مشتق هو نفسه من قلب إلى اسم للمصدر‬ ‫«أن يشير المرء إلى نفسه»‪ .‬إن هذه الصيغة هي التي سنعتمدها‬ ‫بعد اآلن كصيغة صحيحة متمشية مع القواعد‪.‬‬


‫« إن كان من السهل اختيار الفائز‬ ‫من ضمن المتاح والمتوفر إال أن سمو‬ ‫الهدف وجدية االلتزام فرأت في حجب‬ ‫الجائزة حافزاً أكبر وأهم من منحها‬ ‫لمن ال تتحقق فيه الشروط»‬

‫تم حجب الجائزة لهذا الفرع على مدار السنوات الخمس الماضية‬ ‫نظراً لما رأته الهيئة العلمية والهيئة االستشارية للجائزة من أن‬ ‫األعمال المرشحة ال ُتسهم في إنتاج الثقافة أو مع تطويع اللغة العربية‬ ‫الستيعاب أوعية المعلومات الرقمية وال تشكل إضافة حقيقية للمعرفة‬ ‫أو التكنولوجيا‪.‬‬ ‫فليس منح الجائزة غاية وإنما الغاية هو مكافأة «المنجز» من أجل‬ ‫الحفز على ابتكار وخلق تقنيات جديدة تنتشل الثقافة العربية من براثن‬ ‫العجز التكنولوجي‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫منذ االستقالل السياسي الذي تجاوز النصف قرن‪،‬عجزت‬ ‫الدول العربية عن بناء مؤسسات نهضوية عربية جديدة‬ ‫تولي الباحثين الجادين والمبدعين االهتمام الكافي لتنمية‬ ‫مجتمع المعرفة لدى الشعوب العربية‪.‬‬ ‫وهذا يفسر هجرة الكفاءات العربية باآلالف سنويا‪.‬‬ ‫وهي ظاهرة خطيرة تشكل أكبر وأفدح خسارة أصيبت‬ ‫بها المجتمعات العربية بعد أن تزايدت نتائجها السلبية في‬ ‫العقود الماضية‪ .‬كما أن غياب مراكز األبحاث ومختبرات البحث‬ ‫العلمي التي تحتضن العلماء والخبراء العرب‪،‬في مختلف‬ ‫ميادين المعرفة‪،‬وتكريمهم‪،‬ومنحهم الدعم المالي إلنجاز‬ ‫بحوثهم‪ ،‬شكل انتكاسة خطيرة للخطط الثقافية العربية ‪.‬‬ ‫ولم توفر توفير مناخ الحرية‪،‬أو تنشر القوانين والتشريعات‬ ‫لبناء مؤسسات ومراكز بحثية‪ ،‬رسمية وخاصة‪،‬هدفها‬ ‫إطالق البحث العلمي وحركية اإلبداع والترجمة الرصينة في‬ ‫الوطن العربي‪.‬ويتحمل رجال المال واألعمال من العرب‬ ‫قسطاً وافراً من المسؤولية في تردي حركة االنتاج الثقافي‬ ‫واإلبداع في الوطن العربي بسبب عدم دعمهم لمراكز‬ ‫األبحاث العربية وللمفكرين والمبدعين العرب على غرار ما‬ ‫فعل رجال المال واألعمال والمؤسسات الثقافية في الدول‬ ‫المتطورة الذين دعموا بسخاء البحث العلمي والمفكرين‬ ‫والمبدعين في دولهم ‪،‬وحتى في دول أخرى منها العربية‪.‬‬ ‫في العقود الثالثة الماضية شهدت الساحة الثقافية‬ ‫العربية مؤتمرات وندوات علمية عميقة وشمولية تناولت‬ ‫مختلف المعوقات التي تعيق نشر الكتب العلمية واالبداعية‬ ‫الصادرة باللغة العربية‪،‬وضرورة دعم الجهود الكبيرة التي‬ ‫يقوم بها مفكرون عرب مقيمون في الخارج ويقدمون‬ ‫‪100‬‬

‫إنتاجهم باللغة العربية أو بلغات أخرى‪.‬‬ ‫أما المشكالت التي تعانيها ترجمة االنتاج الثقافي المتميز‬ ‫من وإلى اللغة العربية فأكثر من أن تحصى‪.‬وترتدي ترجمة‬ ‫المصادر األساسية واألعمال اإلبداعية التي تنشر بلغات‬ ‫عالمية إلى اللغة العربية أهمية خاصة لما لها من دور مهم‬ ‫في تطوير حركة البحث العلمي واإلبداع في العالم العربي‪.‬‬ ‫ساهمت بعض النقاشات العلمية الرصينة في إعطاء أبعاد‬ ‫استشرافية لدور الجوائز التي تمنح للكتاب العرب بهدف‬ ‫تنمية المواهب الثقافية‪،‬ومساعدة المفكرين المتميزين على‬ ‫تطوير أعمالهم‪ .‬وباالضافة إلى تكريم المبدعين وتسليط‬ ‫أضواء إعالمية على إنتاجهم المميز تلعب المكافأة المالية‬ ‫المجزية التي تقدمها الجوائز الممنوحة للكتاب المتميزين‬ ‫دوراً إيجابياً في تأمين االستقرار النفسي والمادي من أجل‬ ‫تطوير طاقاتهم وأعمالهم البحثية والفنية واالبداعية‪.‬‬ ‫أبرزت المقاربات النقدية أن الفجوة باتت عميقة بين البحث‬ ‫العلمي النظري واالنتاج الثقافي المنجز على أرض الواقع‬ ‫‪.‬فقد أضاعت غالبية الدول العربية فرصة اإلستفادة من‬ ‫براءات االختراع العملية التي أنتجها المبدعون العرب‪،‬داخل‬ ‫أوطانهم وخارجها‪.‬فخسرت القسم األكبر من المبدعين‬ ‫الذين أدركوا أن ثمرات عملهم تهدر في أدراج بيروقراطيات‬ ‫عربية مترهلة‪ ،‬ال تحترم البحث العلمي وال تقدر جهود العلماء‬ ‫والمبدعين حق قدرها‪ .‬فأخذوا طريق الهجرة‪،‬الطوعية منها‬ ‫والقسرية‪ ،‬إلى الخارج ليستقروا فيها حيث يجدون ضمانا‬ ‫للحرية الشخصية‪،‬واحتراما لقيم العمل واإلبداع واإلنتاج‪.‬‬ ‫لكن البنى األساسية لمجتمع المعرفة شديدة التعقيد‬ ‫وتستوجب إقامة عالقات طبيعية بين المعرفة والسلطة‬

‫بحيث تتكامالن وتعمالن معا لتأمين حاجات األفراد‬ ‫والمجتمع لضمان التنمية البشرية واالقتصادية المستدامة‪.‬‬ ‫ويشكل االنتاج العلمي المميز في المجتمعات المتقدمة حجر‬ ‫الزاوية في بناء مجتمع المعرفة حيث بنت الدول المتطورة‬ ‫مجتمعاتها المعرفية وفق خصائصها الذاتية‪.‬‬ ‫والمجتمعات العربية اليوم بأمس الحاجة لدراسة حركية‬ ‫االنتاج الثقافي واإلبداع الفني واألدبي بتجاربها الغنية‬ ‫والمتنوعة لدى مختلف دول العالم‪ .‬وعليها استخالص‬ ‫الدروس المفيدة إلقامة مجتمع المعرفة العربي عبر تطوير‬ ‫المعرفة ‪،‬وإبراز دور الجوائز في تنشيط حركة التأليف‬ ‫والترجمة واإلبداع األدبي والفني‪ ،‬واحتضان المواهب الفتية‬ ‫التي تدخل عالم االنتاج والنشر للمرة األولى‪.‬‬ ‫إن جوائز التشجيع والتكريم تسهم على اختالف‬ ‫توجهاتها الثقافية وقيمتها المعنوية والمادية في بناء‬ ‫مجتمع المعرفة من طريق االهتمام السنوي بحركة التأليف‬ ‫والترجمة والنشر‪،‬وحفالت تكريم الباحثين والمبدعين‪.‬‬ ‫يقوم مجتمع المعرفة في العالم العربي على بناء اإلنسان‬ ‫الحر‪ ،‬ونشر التعليم العصري والتكنولوجيا المتطورة في‬ ‫إطار دولة ديمقراطية تنشر المساواة والعدالة‪ ،‬وتشجع‬ ‫مراكز األبحاث لنشر المعرفة المعمقة‪.‬‬ ‫أما العجز عن بناء مجتمع المعرفة في عصر العولمة‬ ‫وما عرفته من ثورات متالحقة‪ ،‬فسوف يزيد من عزلة‬ ‫العرب ويبعد شعوبهم عن المعرفة العلمية السليمة‬ ‫والمتاحة‪،‬بحيث تصبح األنظمة والشعوب العربية معا عاجزة‬ ‫عن مواجهة تحديات عصر العولمة وثقافتها الكونية‪.‬‬ ‫تساعد الجوائز التي تشجع االنتاج الثقافي المتميز‬


‫بأشكاله كافة‪ ،‬على بناء مستقبل عربي أفضل من طريق‬ ‫إبقاء الباحثين والمبدعين العرب داخل أوطانهم‪،‬وتكريم‬ ‫المهاجرين منهم وتعزيز الروابط الثقافية معهم‪،‬ودعوتهم‬ ‫للمشاركة الفاعلة في تطوير مجتمعاتهم العربية‪.‬‬ ‫بيد أن التجارب الشخصية لكثير من الباحثين والمبدعين‬ ‫العرب مع البيروقراطيات العربية غير مشجعة على االطالق‪.‬‬ ‫فكثير من مؤسسات النشر في الوطن العربي ال تحترم‬ ‫حقوق الملكية الفكرية‪،‬وينتهك مرتكبوها قيم األمانة‬ ‫العلمية‪،‬والنزاهة الخلقية‪.‬‬ ‫لذا يطالب المبدعون العرب بمواجهة ظاهرة االنحراف‬ ‫الخلقي والمسلكي التي وصلت إلى درجة انتحال أعمال أدبية‬ ‫نال مرتكبوها عليها جوائز مالية كبيرة‪.‬‬ ‫ناهيك عن ظاهرة مستجدة تتمثل بكتابة بعض األعمال‬ ‫األدبية والفكرية خصيصا لنيل إحدى الجوائز السنوية‪.‬‬ ‫يؤمن مجتمع المعرفة وفق المقاييس الدولية انسياب‬ ‫المعلومات بسهولة لكنه يعتمد مقاييس علمية دقيقة من‬ ‫خالل أدوات إلكترونية تفضح السرقات والتزوير واالستغالل‬ ‫غير المشروع للملكية الفكرية‪ .‬وال بد من استراتيجية جديدة‬ ‫قوامها الفهم المعمق ألوليات إنتاج المعرفة ونشرها‬ ‫كالتمتع بالحريات األكاديمية‪،‬واإلطالع على مختلف بنوك‬ ‫المعلومات الثقافية‪.‬ويشكل قطاع البحث العلمي المتكامل‬ ‫بجوانبه الثالثة‪ :‬المؤلف والناشر والمؤسسات الثقافية التي‬ ‫تكرم الكتاب المبدعين‪ ،‬أحد ابرز ركائز مجتمع المعرفة في‬ ‫العالم العربي ‪.‬‬ ‫وبالتالي ال بد من تنقيته من الشوائب‪،‬واستصدار سلسلة‬ ‫من القوانين التي تضمن حماية الملكية الفكرية‪ ،‬وتوفير‬

‫اإلمكانيات المادية‪،‬ودعم الطاقات البشرية‪ ،‬وتشجيع القيادة‬ ‫السياسية المتنورة للمفكرين والمبدعين ومؤسسات‬ ‫النشر ذات الصدقية العالية‪.‬‬ ‫ختاماً‪ ،‬ما زالت المقارنة بين مجتمع المعرفة في الدول‬ ‫المتطورة ومجتمع المعرفة في الوطن العربي مؤلمة‬ ‫للغاية‪ .‬فمراكز إنتاج المعرفة العربية معطلة أو عاجزة عن‬ ‫القيام بدورها الطليعي في االنتاج الثقافي المميز ‪.‬والحريات‬ ‫األكاديمية مصادرة بصورة كاملة أو جزئية ومعها الحريات‬ ‫الشخصية للباحثين والمبدعين‪ .‬وهجرة األدمغة والباحثين‬ ‫العرب إلى الخارج تنذر بكارثة حقيقية ‪.‬وتهيمن الثقافة‬ ‫الشعبوية على الشارع العربي وتنفخ فيه سموم الطائفية‬ ‫والقبلية والعشائرية والتعصب الديني والقبلي والعرقي‪.‬‬ ‫لكن المتنورين العرب‪،‬في مواقع التأليف أو اإلبداع أو‬ ‫النشر أو منح جوائز التشجيع والتكريم‪ ،‬يدركون جيداً أن‬ ‫بناء مجتمع المعرفة العربي خطوة أساسية على خريطة‬ ‫االنتاج الثقافي المالئم لعصر العولمة‪ .‬وهم يعملون معا على‬ ‫بلورة رؤية عربية واضحة لبناء مجتمع المعرفة العربي على‬ ‫أسس علمية وعقالنية‪ .‬ووضعوا سياسة تكريم العلماء‬ ‫والمبدعين وقيام مجتمع المعرفة في موقع القلب من أي‬ ‫مشروع نهضوي عربي جديد‪.‬‬ ‫واستفادت القيادات العربية المتنورة التي ترعى عملية‬ ‫التأليف والنشر واإلبداع من التجارب العالمية لبناء مجتمع‬ ‫المعرفة العربي‪ ،‬بخصائص عربية‪،‬وعبر مقوالت ثقافية من‬ ‫إنتاج المتنورين العرب‪ ،‬وألهداف استراتيجية تطول حاضر‬ ‫العرب ومستقبلهم‪.‬‬

‫د‪ .‬مسعود ضاهر‬

‫‪101‬‬


‫‪620‬‬

‫‪1224‬‬

‫اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‬

‫اﻟﺪورة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪732‬‬

‫اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪610‬‬

‫اﻟﺪورة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‬

‫‪690‬‬

‫اﻟﺪورة اﻟﺮاﺑﻌﺔ‬

‫رسم بياني يوضح نسبة المشاركات في فروع الجائزة‬ ‫على مدار السنوات الخمس الماضية‬

‫‪102‬‬


103


‫أضواء على الجائزة‬

‫د‪.‬سعيد توفيق‪ :‬عضويتي في الهيئة العلمية للجائزة تكريم رفيع‬ ‫القدر وتشريف بالغ‬

‫يرى الدكتور سعيد توفيق أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال ورئيس قسم الفلسفة بكلية‬ ‫اآلداب جامعة القاهرة وعضو الهيئة العلمية للجائزة أن ضمه عضوًا في اللجنة العلمية لجائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب‪ ،‬هو تكريم رفيع القدر‪ ،‬وتشريف بالغ له‪ ،‬بحيث يضع على عاتقه مسؤولية المساهمة الفاعلة في‬ ‫الحفاظ على المكانة العلمية لتلك الهيئة المرموقة‪.‬‬ ‫لقد شغل الدكتور توفيق وظائف أكاديمية في جامعات عربية مختلفة‪ .‬غير أن توصيف مسيرته‬ ‫العلمية وتطورها‪ ،‬وبيان دورها في المجال الثقافي‪ ،‬ربما يكون هو األمر األهم في التعريف به‪.‬‬ ‫وقد بدأت هذه المسيرة برسالته للماجستير عن “ميتافيزيقا الفن عند شوبنهاور” التي أنجزها‬ ‫سنة ‪ ،1982‬وتم نشرها في العام التالي في بيروت‪ .‬وقد فتحت هذه الدراسة آفاق الباحث الناشىء‬ ‫آنذاك على الصلة الوثيقة بين الفن والوجود‪ ،‬وبين الفلسفة والحياة في عمومها‪ ،‬وتعلم من شوبنهاور‪-‬‬ ‫الفيلسوف الموسوعي األصيل الذي كان أعظم الفالسفة تأثيرًا خارج نطاق الفلسفة‪ -‬أن الفلسفة‬ ‫توجد في الحياة وفي الخبرة بالعالم والناس واألشياء أكثر مما توجد في الكتب األكاديمية الضيقة‪.‬‬ ‫ولهذا فقد ظل الحُ لم يراوده في أن يترجم إلى العربية يو ًما ما عمل شوبنهاور الرئيس الخالد “”العالم‬ ‫إراد ًة وتمث ًال “‪ ،‬ولم يبدأ هذا الحلم في التحقق إال بعد مرور ربع قرن‪ ،‬بصدور الجزء األول من هذا العمل‬ ‫الذي سيتوالى ظهور بقية أجزائه تبا ًعا ضمن إصدارات المشروع القومي للترجمة بمصر‪.‬‬ ‫ولقد جاءت النقلة الثانية في التكوين العلمي لسعيد توفيق من خالل رسالته للدكتوراه عن‬ ‫“االتجاه الفينومينولوچي في تفسير الخبرة الجمالية”التي أنجزها سنة ‪ ،1987‬ونشرت في بيروت‬ ‫بعنوان “الخبرة الجمالية‪ :‬دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية”‪ ،‬والتي تعد أول دراسة عربية في‬ ‫مجالها‪ ،‬وفتحث أفا ًقا واسعة للباحثين والدارسين في كثير من بلدان العالم العربي‪ .‬وقد كتب سعيد‬ ‫توفيق دراسة باللغة اإلنجليزية عن “األسس المنهجية لإلستطيقا الفينومينولوچية” في أكبر دورية‬ ‫فلسفية عالمية في مجالها‪ ،‬وهي الكتاب السنوي الهوسرلي‪ ،‬الذي كان هوسرل نفسه‪ -‬مؤسس‬ ‫الفينومينولوچيا‪ -‬أول محرريه‪ .‬وهو في هذه الدراسة يُطلعنا على الثوابت المنهجية األساسية في‬ ‫دراسة الظواهر الفنية والجمالية‪ ،‬والتي شكلت نقطة انطالق لكثير من التيارات الراهنة في نظريات‬ ‫التأويل والتلقي الجمالي‪.‬‬ ‫وقد جاءت النقلة الثالثة في تكوينه العلمي بتتبعه المتدات االتجاه الفينومينولوچي (أو الظاهراتي)‬ ‫في مجال فلسفة التأويل كما نجدها عند فالسفة كبار من أمثال جادامر وريكور وغيرهم‪ .‬فتعرف‬ ‫على التأويل الفلسفي وانعكاساته في مجال دراسة األدب عند هيدجر وجادامر بوجه خاص‪ ،‬وكتب‬ ‫عنه دراسة باللغة اإلنجليزية في الدورية المرموقة سابقة الذكر‪ .‬بل إنه قام‪ -‬بعد أن قدم العديد من‬ ‫الدراسات األخرى عن جادامر‪ -‬بترجمة كتاب له بعنوان “ تجلي الجميل”‪ ،‬فقدم بذلك ألول مرة للقارئ‬ ‫العربي تيار التأويل الفلسفي لدى جادامر‪ ،‬وتجلياته في تناول اللغة وفنون الشعر والمسرح التصوير‪،‬‬ ‫واألسطورة‪ ،‬والحقيقة بمعناها الفلسفي والديني‪.‬‬ ‫وأتاح التفاعل بين كل هذه التيارات في عقل سعيد توفيق وتكوينه العلمي أن يستلهم روحها‬ ‫وتوجهاتها في رؤيته الفلسفية‪ ،‬على مستوى التنظير والتطبيق في مجال الفلسفة العام وفي مجال‬

‫‪104‬‬

‫فلسفة الفن والنقد األدبي‪ ،‬وفي غير ذلك من مجاالت العلوم اإلنسانية‪ :‬فقد قدم هذه الرؤية على‬ ‫مستوى التنظير في كتابه “ في ماهية اللغة وفلسفة التأويل”‪ ،‬وفي العديد من الدراسات التي قدمها‬ ‫في المؤتمرات الدولية عن التأويل األدبي والفلسفي بوجه عام‪ .‬أما على مستوى التطبيق‪ ،‬فقدم هذه‬ ‫الرؤية في دراساته النقدية التطبيقية المتعلقة بالكشف عن معاني الظواهر الثقافية السائدة في واقعنا‪،‬‬ ‫وفي دراساته في مجال النقد األدبي التطبيقي (وتجلى ذلك في كتبه ودراساته التي أنجزها عن أدباء‬ ‫وشعراء معاصرين من أمثال‪ :‬جمال الغيطاني‪ ،‬وأحمد عبد المعطي حجازي وحسن طِ لِب‪ ،‬وفاروق‬ ‫شوشة‪ ،‬وغيرهم كثير)‪ .‬وهذا هو الطابع الغالب على توجهه الفكري الذي تشكل على مهل‪ ،‬والذي‬ ‫يمكن أن نصفه بأنه طابع تسوده “روح التأويل الفينومينولوچي أو الظاهراتي”‪ ،‬أي روح التفسير الذي‬ ‫يسعى إلى كشف معاني الظواهر اإلنسانية ووصفها كما تتبدى للوعي أو في الخبرة العيانية‪ ،‬دون أن‬ ‫تضعها في إطر نظرية مسبقة أو قوالب مجردة‪.‬‬ ‫وفي خضم هذا التفاعل الفكري كله‪ ،‬لم ينشغل سعيد توفيق عن االنخراط في كشف‬ ‫واستجالء معاني المفاهيم والمشكالت التي يحفل بها واقعنا الثقافي فيما يتعلق بالوعي العلمي‬ ‫واألخالقي والفني والديني والسياسي‪ .‬وقد تناول ذلك بالتفصيل في كثير من كتبه ودراساته التي‬ ‫تتناول قضايا ومفاهيم من قبيل‪ :‬معنى األخالق‪ ،‬ومعنى الفن‪ ،‬ومعنى علم الجمال‪ ،‬ومعنى الهوية‪،‬‬ ‫وعالقة اللغة بالهوية‪ ،‬والصلة بين الفن والسياسة‪ ،‬وبين الفن والدين أو بين الجميل والمقدس‪ ،‬ونقد‬ ‫مفهوم أسلمة العلوم‪ ،‬وإشكالية التراث والتحديث في واقعنا الثقافي‪ ،‬وغير ذلك كثير‪ .‬وبذلك فإن‬ ‫سعيد توفيق يسعى إلى إثراء التنوير الثقافي في واقعنا العربي الراهن؛ ألنه يؤمن بأن غاية إسهام‬ ‫المفكر هو أن يسعى‪ -‬ما وسعه السعي‪ -‬إلى إضاءة نقاط مظلمة في المحيط المعرفي؛ وهو يؤمن‬ ‫بحكمة شوبنهارو الخالدة التي تقول‪“ :‬إن الحياة قصيرة‪ ،‬ولكن الحقيقة لها تأثير بعيد وعمر مديد”‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق ذاته‪ ،‬فإنه قد أشرف على العديد من الرسائل الجامعية التي يمكن أن تسهم‬ ‫جهود أصحابها من تالميذه في تأسيس تيار فلسفي له امتدادته الواسعة خارج نطاق الفلسفة‪،‬‬ ‫لتشكل توجهً ا فكريًا في العلوم اإلنسانية وفي النقد األدبي‪ .‬في مجال الفلسفة بمعناها الواسع‪.‬‬ ‫وهو في إشرافه على رسائل ودراسات تالميذه‪ ،‬ال ينشغل أبدًا بالكم‪ ،‬وإنما بنوعية الكتابات التي‬ ‫يمكن أن ُتسهم في إثراء الفكر والثقافة في واقعنا‪ ،‬حتى إن امتدت خارج نطاق البحث األكاديمي‬ ‫الفلسفي بمعناه التخصصي الضيق؛ ألنه‪ -‬يؤمن‪ -‬في الوقت ذاته‪ -‬بأن طبيعة التفلسف الحق هي‬ ‫التخصص في عدم التخصص‪ ،‬أي في الخروج دائمً ا من الخاص إلى العام‪ ،‬ومن الجزئي إلى الكلي‪،‬‬ ‫ومن المحدود إلى الالمحدود‪ .‬ولذلك‪ ،‬يرى سعيد توفيق إن العلماء والمفكرين يظلون دائمً ا أطفا ًال‬ ‫يتحسسون طريق المعرفة‪.‬‬


‫جائزة تسعى إلى تطوير ذاتها باستمرار‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب من الجوائز التي تطمح إلى أن تكون في صدارة الجوائز العربية وأن تحتل مكا ًنا مرمو ًقا‬ ‫في قائمة الجوائز العالمية؛ ولهذا فقد شرفت بانضمامي عضواً في الهيئة العلمية الموقرة لهذه الجائزة التي يرأسها‬ ‫الدكتور على بن تميم الذي يتميز بالنزاهة والموضوعية‪ ،‬والذي يعد مع رفاقه المواطنين من الغيورين على وطنهم‬ ‫ً‬ ‫عادة في مثل هذه المناسبات‪ ،‬بل إن هذا‬ ‫ورفعة شأنه‪ .‬ولست أقول هذا على سبيل المجاملة أو التفخيم الذي ُي َقال‬ ‫القول يستند إلى ما لمسته بنفسي من خالل أسلوب العمل واآلليات التي تقوم عليها هذه الجائزة‪ :‬وأول هذه اآلليات‬ ‫هي خضوع األعمال المقدمة لعملية فرز تقوم باستبعاد األعمال التي ال تفي بالشروط والمعايير الشكلية للجائزة‪ ،‬كأن‬ ‫ال يكون العمل داخالً في الفرع المتقدم إليه‪ ،‬وأال يكون مصحوبًا بسيرة ذاتية موثقة ومعتمدة‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬والثانية‬ ‫أن يُعرَض العمل المقدَّم على ثالثة من المحكمين الثقات ممن لهم باع في فرع التخصص‪ ،‬وف ًقا الستمارات تحكيم‬ ‫من نقاط مجموعها مائة درجة‪ ،‬يتم تقسيمها بحسب أهمية البند النوعي المراد قياسه في فرع التخصص‪ .‬وثالثها أن‬ ‫ُتعرض تقارير المحكمين على الهيئة العلمية‪ ،‬لتناقشها بهدف الموازنة بينها‪ ،‬والنظر فيما يمكن أن يشوبها من عوار‬ ‫أو تضارب في التحكيم؛ وبنا ًء على ذلك يتم ترشيح األعمال التي تدخل في القائمة القصيرة وف ًقا لترتيب دقيق‪ .‬ورابعها‬ ‫ً‬ ‫عادة ما تعتمد هذا الترتيب‪ ،‬ما لم تجد فيه عوارًا ظاهرًا بعد مناقشة‬ ‫أن ُتعرض هذه القائمة على األمانة العامة التي‬ ‫مستفيضة‪ .‬وتلك آلية منضبطة ال تسمح بتدخل األحكام الشخصية أو األهواء الذاتية في منح الجائزة‪.‬‬ ‫ومع ذلك كله‪ ،‬فإن الجائزة من خالل هيئتها العلمية تعمل على تطوير هذه اآلليات وجعلها أكثر إحكامًا‪ ،‬من خالل‬ ‫إعادة النظر في قوائم المحكمين‪ ،‬وبناء قاعدة بيانات بأسمائهم يتم تحديثها والتوسع فيها‪ ،‬بحيث تنطوي على خبراء‬ ‫في التخصص الدقيق في فروع الجائزة كافة من المشهود لهم بالدقة والنزاهة والموضوعية في أحكامهم التقيميية‬ ‫من واقع التجربة والممارسة ذاتها‪ .‬وال يشمل التطوير ذلك فحسب‪ ،‬وإنما يشمل ً‬ ‫أيضا النظر في فروع الجائزة ذاتها‪،‬‬ ‫والعمل على إعادة هيكلتها‪ ،‬سواء من حيث مسميات بعضها‪ ،‬أو ضم إحداها إلى األخرى‪ ،‬أو فصل بعضها عن األخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وانضباطا من خالل استبعاد البنود‬ ‫كما يشمل التطوير إعادة النظر في استمارات التحكيم ذاتها‪ ،‬وجعلها أكثر دقة‬ ‫المكررة فيها أو التي يمكن أن تتداخل مع بنود أخرى‪ ،‬وجعل كل بند قابالً للقياس الموضوعي‪.‬‬ ‫وكل هذا من شأنه أن يرفع من قدر هذا الجائزة التي تسعى إلى تطوير ذاتها باستمرار من خالل ضبط آلياتها‪.‬‬ ‫وربما يكون هذا هو ما جعلني أسعى لالستفادة‪ -‬من خالل منصبي الجديد كأمين عام للمجلس األعلى للثقافة في مصر‪-‬‬ ‫من الجهود المبذولة في هذا الصدد‪ ،‬واالستئناس بها في إعادة النظر في اآللية غير المنضبطة التي ُتمنح وف ًقا لها جوائز‬ ‫الدولة في مصر‪ ،‬وهذا ما قلته عل ًنا في اجتماعي بلجنة المقررين في لجان المجلس األعلى للثقافة بمصر‪ ،‬وفي الصحف‬ ‫واللقاءات اإلعالمية‪ ،‬حتى إنني قلت‪« :‬أطمح إلى أن تكون جوائز الدولة المصرية مما يفخر به المثقفون من األكاديميين‬ ‫والمبدعين‪ ،‬بصرف النظر عن القيمة المادية للجائزة؛ وهذا لن يتحقق إال إذا اطمأن كل مثقف ومبدع أن الجائزة قد آلت‬ ‫إلى من يستحقها»‪.‬‬ ‫ولقد انضممت إلى عضوية الهيئة العلمية لهذه الجائزة بعد أن تمت إجراءات التحكيم على األعمال المرشحة‪ .‬وال‬ ‫شك أن من أهم سمات اللجنة العلمية الموقرة لهذه الجائزة أنها تقوم على السرية في أداء عملها‪ ،‬بحيث ال يفصح‬ ‫أي من أعضائها الكرام عن القوائم القصيرة قبل أن تعلنها األمانة العامة للجائزة التي هي منوطة بالقرار األخير‪ ،‬وإن‬ ‫ً‬ ‫عادة متواف ًقا مع رأي اللجنة العلمية‪ ،‬وإال كان في ذلك نقض آللية التراتب التنظيمي في منح الجائزة‪ .‬وكل هذا من‬ ‫جاء‬ ‫شأنه أن يضفي على هذه الجائزة الثقة التي تستحقها عن جدارة‪ .‬ولذلك فنحن نتطلع في النهاية أن تكون احتفالية‬ ‫منح الجائزة احتفا ًء بالفائزين أنفسهم وبالجائزة ذاتها التي تسعى دومًا إلى التطوير‪.‬‬

‫د‪ .‬سعيد توفيق‬

‫‪105‬‬


‫‪2011‬‬

‫حجبت الجائزة‬

‫‪106‬‬


‫‪2010‬‬

‫تأسست عام ‪ 1938‬معلنة بداية تعاون مع أفضل المؤلفين‬ ‫فى مصر والعالم العربى‪ ،‬ونالت المجموعة العديد من الجوائز‬ ‫المحلية والعالمية لتفوقها مثل‪ :‬جائزة بولونيا راجاتزي فى‬ ‫تصنيف األفق الجديد ‪ 2006‬عن قصة السمكة الفضية والبورد‬ ‫الدولية ‪ International Board‬فى كتب الشباب‪ ،‬وقائمة الشرف‬ ‫‪ 2006‬عن سلسلة السلطان نبهان‪.‬‬ ‫ومع تقدم مصر نحو القرن الواحد والعشرين‪ ،‬قامت الدار‬ ‫بوضع مقاييس إقليمية جديدة للنشر‪ ،‬ليس فقط عبر وسائل‬ ‫اإلعالم التقليدية مثل الكتب والمجالت‪ ،‬ولكن عبر وسائل‬ ‫اإلعالم اإللكترونية مثل األقراص المدمجة والشبكة الدولية‬ ‫(اإلنترنت)‪.‬‬ ‫وحققت المجموعة نجاحها من خالل فريق عمل على درجة‬ ‫عالية من الكفاءة‪ ،‬ورؤية موحدة‪ ،‬وأهداف واضحة‪ ،‬مما مثل‬ ‫تواز ًنا فى طرق التفكير غير التقليدية التى تعتمد على الثقافة إلى‬ ‫جانب اإلدارة القوية‪.‬‬ ‫تعد مجموعة شركات نهضة مصر المجموعة الوحيدة‬ ‫بالمنطقة العربية التى استطاعت عبر عمرها الزمني الذي‬ ‫تجاوز الـ ‪ 70‬عاماً أن تضع لنفسها استراتيجية محددة القيم‬ ‫والرؤى‪ ،‬وهو ما ساهم بأن تنفرد بتكامل قطاعات النشر‬ ‫والتوزيع لديها بعد أن جمعت بين النشر الورقى بكافة أشكاله‬ ‫وأنواعه (كتب – مجالت) والنشر اإللكترونى ‪ CD‬ومواقع‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬واهتمامها بالمحتوى المؤلف والمترجم لتحقيق التنوع‬ ‫الثقافى والفكرى بمنتجات متنوعة تتناسب مع كافة شرائح‬ ‫المجتمعات العربية وفى كافة المجاالت التعليمية والثقافية وفى‬ ‫مجال أدب األطفال‪.‬‬ ‫باإلضافة لتبنيها لمفهوم الجودة فى تقديم منتجات تتوافق‬ ‫مع كافة المعايير العالمية والتى تحققت بأيدي نهضة مصر ‪ ..‬وفى‬ ‫سبيل تحقيق تلك االستراتيجية المبنية على مفهوم التكامل‬ ‫والجودة أقامت نهضة مصر أحدث وأكبر مطبعة ورقية وكذلك‬ ‫مطبعة إلكترونية بالمنطقة ليس بغرض تحقيق االنتشار‬ ‫الكمى فقط‪ ،‬ولكن أيضا لتحقيق جودة المحتوى من حيث‬ ‫كونه قيمة فكرية تتمثل فيها كافة جوانب الجذب والتشويق‬ ‫والمتعة وقد توافق مع هذا الجهد اإلنتاجي جهد على الجانب‬ ‫األخر ليشمل التسويق والتوزيع من خالل فروعها الرئيسية‬ ‫ومنافذ البيع التي غطت مصر والمنطقة العربية منطلقه للعالم‬ ‫بأسره‪.‬‬

‫دار نهضة مصر للنشر والتوزيع ‪ -‬مصر‬ ‫منحت الجائزة لدار نهضة مصر الستمرارها في االسهام في نشر الكتاب العربي ألكثر من ستة عقود‪،‬‬ ‫ومواصلة تجديد مسارها الذي تميز في العقد األخير على عدة مستويات‪:‬‬ ‫أو ًال‪ -‬مستوى شمول فنون تأليفية ونشرية جديدة مثل كتب االطفال والموسوعات والمعاجم ‪ ،‬والترجمة من‬ ‫عدة لغات وإليها والتعاقد مع مؤلفين جدد واعدين‪.‬‬ ‫ثانياً‪ -‬مستوى صناعة الكتاب ونوع الورق والتطوير في الشكل الخارجي‪ ،‬والعناية بالتحرير والمراجعة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬مستوى وعدد منافذ التوزيع‪ ،‬وشبكة التعاون مع الموزعين العرب واألجانب‪.‬‬

‫ولم تكن تلك االستراتيجية غائبة فى يوم من األيام عن‬ ‫وعي القائمين على إداراتها فالمعادلة الصحيحة هي محتوى‬ ‫فكري جيد وتنوع فى أشكال ووسائل النشر مع جودة‬ ‫إنتاجية وتكنولوجية أسعار تتناسب مع الشرائح المجتمعية‬ ‫المختلفة لتحقق معها نهضة مصرية وعربية حقيقية‪.‬‬ ‫فـمجموعة شركات نهضة مصر للنشر هى مجموعة‬ ‫مستقلة للنشر والطباعة واإلعالم (باستخدام الوسائط‬ ‫المتعددة)‪ .‬نتفرد فى الشرق األوسط بقدرتنا على االعتماد‬ ‫على مواردنا الداخلية‪ ،‬مما يمنحنا ميزات تنافسية هامة‪،‬‬ ‫مجموعة نهضة مصر كانت الرائدة فى نشر كتب األطفال‬ ‫والكتب التعليمية ألكثر من ‪ 70‬عامً ا‪ .‬كما أننا نتميز بالنشاط‬ ‫فى إنتاج الكتب الثقافية بمختلف الموضوعات العلمية واألدبية‬ ‫والدينية وغيرها ‪...‬‬ ‫أهداف مجموعة شركات نهضة مصر للنشر‬ ‫نشر مادة ذات جودة تعليمية وثقافية متميزة بين جموع القراء‬ ‫من كافة األعمار والمستويات االجتماعية‪.‬‬ ‫دعم االتصال بين األجيال من خالل نشر كتب لمشاهير‬ ‫المؤلفين وتشجيع المؤلفين الشبان ذوى األساليب المميزة‪.‬‬ ‫تحقيق التواصل الحضاري من خالل إعالء قيمة الترجمة العربية‬ ‫وإليها‪.‬‬ ‫المشاركة فى تنمية الثقافة العربية فى عصر المعلومات من‬ ‫خالل وسائل اإلعالم متعددة الوسائط واألقراص المدمجة‬ ‫واإلنترنت‪.‬‬ ‫تشجيع األطفال على القراءة من خالل تقديم مادة جذابة‬ ‫بأسعار مناسبة‪.‬‬ ‫يتكون فريق العاملين بمجموعة شركات نهضة مصر‬ ‫للنشر‪ 1200 :‬موظف‬ ‫تتكون مجموعة شركات نهضة مصر للنشر من خمس‬ ‫شركات‪:‬‬ ‫نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫نهضة مصر لتصميم وإنتاج الحزم اإللكترونية‬ ‫نهضة مصر للصحافة واإلعالم‬ ‫نهضة مصر للمحتوى الفكري‬ ‫نهضة مصر للتجارة والتوزيع‬ ‫‪107‬‬


‫‪2009‬‬

‫الدارالمصرية اللبنانية ‪ -‬مصر‬ ‫منحت الجائزة للدار المصرية اللبنانية بالقاهرة الستيفائها الشروط والمواصفات‬ ‫الخاصة بالنشر من ناحية انتاجها كماً وكيفاً وحفاظها على حقوق الملكية‬ ‫الفكرية وعنايتها بدوائر المعارف والموسوعات المتخصصة واهتمامها بالكتب‬ ‫المؤلفة والترجمة ووصول عدد المؤلفين الذين نشرت لهم في األعوام األخيرة‬ ‫‪ 750‬مؤلفاً ومائة من المترجمين في اللغات المختلفة إلى جانب عنايتها باالخراج‬ ‫الفني للكتب وتوزيعها على نطاق واسع‪.‬‬

‫منذ عام ‪1985‬م‪ ،‬تبنى القائمون على الدار منهجاً للنشر يخدم‬ ‫الثقافة العربية واإلسالمية‪ ،‬ويلتزم بـ‪« :‬صدق األداء‪ ،‬وأمانة التنفيذ‪،‬‬ ‫ونبل الهدف وسمو رسالة التثقيف والتنوير بإصرار على التميز‪،‬‬ ‫واحترام حقوق اإلبداع والتأليف»‪ ،‬عبر نخبة من ألمع األسماء‬ ‫عطا ًء وفكراً وإبداعاً ‪ ،‬تجمع بين األصالة والمعاصرة والمواكبة بين‬ ‫أحدث اتجاهات النشر ‪.‬‬ ‫تميزت إصدارات الدار بالتنوع في مجاالت المعارف العامة‪،‬الفلسفة‬ ‫وعلم النفس‪ ،‬والدين اإلسالمي والعلوم االجتماعية‪ ،‬واللغات‪،‬‬ ‫والعلوم البحتة والعلوم التطبيقية والفنون واألدب والجغرافيا‬ ‫والتاريخ والتراجم والسالسل والموسوعات وكتب األطفال‬ ‫‪ ..‬وغير ذلك معبرة أصدق تعبير عن هذا التميز‪ ،‬الذي جعل الدار‬ ‫تحتل تلك مكانة رفيعة فى عقول وقلوب قرائها‪ ،‬مؤكدة أنها‬ ‫تسير فى المسار الصحيح الذي ارتضته لنفسها منذ البداية‪.‬‬ ‫يرأس مجلس إدارة الدار السيد محمد محمد رشاد‪ ،‬الذي عشق‬ ‫مهنة النشر واشتغل بها على مدار أكثر من ثالثين عاماً متواصلة‪،‬‬ ‫قبل تخرجه من كلية التجارة جامعة القاهرة‪ ،‬بادئا هذه الرحلة في‬ ‫إحدى دور النشر الكبرى فى لبنان‪ ،‬ثم عاد إلى مصر في عام ‪1975‬‬ ‫م ليتولى إدارة دار الكتاب المصري اللبناني منذ عام ‪ 1975‬حتى‬ ‫عام ‪ 1985‬م‪ ،‬حيث أسس في العام نفسه الدار المصرية اللبنانية‪،‬‬ ‫والتي نشرت حتى عام ‪ 2000‬ما يزيد عن ألف عنوان‪.‬‬ ‫ونتيجة للجهد الدؤوب والنجاحات المستمرة‪ ،‬توج جهوده‬ ‫بإنشاء شقيقة أخرى للدار المصرية اللبنانية‪ ،‬وهي مكتبة الدار‬ ‫‪108‬‬

‫العربية للكتاب فى عام ‪ ،1988‬لترافقها في رحلتها الموفقة الرائعة‬ ‫ولتؤدي معها رسالة التنوير على أفضل وجه ممكن؛ إذ تخصصت‬ ‫الشقيقة الصغرى في إصدار الدراسات المتخصصة والموسوعات‬ ‫وسالسل كتب األطفال‪ ،‬فجاءت باكورة أعمالها فى تكوين لجنة‬ ‫مختارة من مستشاري النشر وأعالم الثقافة العربية‪ ،‬لتكون‬ ‫بمثابة جواز المرور ألى كتاب يزمع نشره أو إصداره؛ لتكون‬ ‫بوابة انطالق تتابع بعدها كل اإلجراءات الفنية من قبل محترفين‬ ‫على أعلى مستوى‪ ،‬من حيث‪ :‬المراجعة والتحرير واإلخراج الفني‬ ‫الداخلي والخارجي‪.‬‬ ‫فكان من الطبيعي أن تحرز الشقيقة الصغرى (مكتبة الدار العربية‬ ‫للكتاب) – مثلما أحرزت شقيقتها الكبرى ( الدار المصرية اللبنانية )‪-‬‬ ‫قصب السبق‪ ،‬وأن تقدم لقارئها العربي باقة من ألمع اإلصدارات‬ ‫التى تثمل نخبة الثقافة الرفيعة ضمت فيما ضمت ما يزيد عن ‪500‬‬ ‫عنوان‪ ،‬بينها ‪ 5‬موسوعات كاملة‪ ،‬وسبع عشرة سلسلة من‬ ‫كتب األطفال‪ ..‬وألن النجاح مجلبة لنجاح ‪ ..‬لم تتوقف قافلة اإلبداع‬ ‫والتجديد ‪ ..‬فقد أسس األستاذ محمد رشاد دار «أوراق شرقية»‬ ‫عام ‪ 1993‬في العاصمة اللبنانية «بيروت»‪ ،‬لتتخصص في نشر نوادر‬ ‫الكتب والموسوعات‪ ..‬وعندما يمضي قدماً فى رحلة اإلنجازات‪،‬‬ ‫نجده مساهماً بارزاً في إحياء اتحاد الناشرين المصريين فى عام‬ ‫‪ ،1989‬حيث انتخب أميناً عاماً لالتحاد لعدة دورات ثم نائباً لرئيس‬ ‫إتحاد الناشرين المصريين حالياً‪.‬‬ ‫وفي عام ‪1995‬م‪ ،‬ساهم فى إحياء االتحاد العام للناشرين‬

‫العرب‪،‬وانتخب لدورتين متتاليتين أميناً عاماً مساعداً‪ ..‬كما اختير‬ ‫فى عام ‪ 1997‬م عضوا فى لجنة الكتاب والنشر بالمجلس األعلى‬ ‫للثقافة‪ ،‬وأصبح عضوا فى المجلس السلعى للكتب والمصنفات‬ ‫الفنية بوزارة االقتصاد والتجارة الخارجية … كل ذلك في سعي‬ ‫دائب واقتناع راسخ بأن ‪«..‬تحقيق النجاح صعب ولكن المحافظة‬ ‫عليه أصعب بكثير»‪.‬‬ ‫إن الفلسفة التى ترسم أسلوب العمل وعرة وصعبة ومرهقة إلى‬ ‫أبعد الحدود ولكنها في الوقت ذاته رائعة وممتعة‪ ..‬ومن ثم يتبنى‬ ‫هذا األسلوب رؤية مستقبلية ترتكز إلى الحفاظ على ما حققناه‬ ‫من نجاحات ‪،‬مع العمل في الوقت ذاته على اإلثراء وإضافة المزيد‬ ‫من هذه النجاحات‪،‬كما ترتكز إلى ضرورة مواكبة أحدث اتجاهات‬ ‫النشر اإللكترونى‪،‬وإصدار أقراص ممنغطة أو أقراص مدمجة‬ ‫‪ ،CD – ROM‬األمر الذى له مردود عالى األثر والقيمة فى نشر‬ ‫دوائر المعارف والقواميس والكتب المرجعية بأسعار منخفضة‬ ‫إذا ما قورنت بالمطبوعات الورقية‪،‬التى لن تختفى من على وجه‬ ‫األرض كما تؤكد اإلحصائيات العالمية ‪ ..‬تلك الرؤية المستقبلية التى‬ ‫تستلزم الحرص الشديد على إحداث التضايف الرائع بين أصيل‬ ‫ثقافاتنا وواقع ومعاصر المستجدات و التظاهرات التي تحدث من‬ ‫حولنا ‪ ..‬ذلك التضايف الذي يرسخ لجذور ثقافتنا ومالمحها ‪،‬ويعيد‬ ‫إليها تجددها وحيويتها لتتواءم مع منطلقات العولمة وإرهاصاتها‬ ‫وتوابعها الثقافية‪ ،‬فتواكبها من دون جمود‪.‬‬


‫‪2008‬‬

‫مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية –اإلمارات‬

‫منحت الجائزة لمركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية وذلك لتميزه كماً وكيفاً في عدد العناوين المنشورة من تأليف‬ ‫وترجمة‪ ،‬مع استقطابه لمجموعة كبيرة من المؤلفين والباحثين ومراعاة حقوق الملكية الفكرية وتفرع مجاالت النشر في العلوم‬ ‫االجتماعية والعلمية واهتمامه باالرتقاء بمستوى صناعة الكتاب وإخراجه والتزامه برسالة النشر في خدمة الثقافة والمعرفة وكفاءته‬ ‫في التوزيع‪.‬‬

‫في سياق حرص القيادة الحكيمة لدولة اإلمارات العربية المتحدة على‬ ‫ترسيخ دعائم الدولة العصرية ذات المؤسسات المواكبة للتطورات‬ ‫العلمية والبحثية في العالم‪ ،‬تأسس مركز اإلمارات للدراسات‬ ‫والبحوث اإلستراتيجية في ‪ 14‬مارس‪ /‬آذار عام ‪ 1994‬بموجب قرار‬ ‫صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة‪ ،‬حفظه‬ ‫اهلل‪ ،‬ولي عهد أبوظبي ونائب للقائد األعلى للقوات المسلحة آنذاك‪.‬‬ ‫ووفقا لتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان‪،‬‬ ‫ولي عهد أبو ظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة رئيس مركز‬ ‫اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬أصبح المركز مؤسسة‬ ‫مستقلة متخصصة في البحوث العلمية والدراسات االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية ذات األهمية بالنسبة لدولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة ومنطقة الخليج والعالم العربي بأسره‪.‬‬ ‫وفي يونيو من عام ‪ ،2005‬انتقل المركز إلى مقره الجديد‪ ،‬الذي‬ ‫روعي في تصميمه تلبية احتياجات المركز‪ ،‬وتعزيز دوره الرائد في‬ ‫المجاالت األكاديمية والبحوث‪ .‬وقد اجتذب المركز منذ تأسيسه‬ ‫اهتمام المعنيين كونه مؤسسة أكاديمية ملتزمة ذات توجه تنموي‪،‬‬ ‫فكان لهذه المكانة المعرفية دورها في استضافته أعداد غفيرة من‬ ‫كبار الشخصيات التي تزور الدولة‪ ،‬من بينهم زعماء سياسيون‬ ‫ومفكرون ومسؤولون رفيعو المستوى وعلماء وباحثون‪.‬‬

‫أهداف المركز‬

‫ •تتلخص مهمة مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‬ ‫األساسية في األهداف التالية‪:‬‬ ‫ •إجراء الدراسات والبحوث حول الموضوعات المتعلقة باألمن‬ ‫القومي والرفاهة االجتماعية واالقتصادية لدولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة ومنطقة الخليج العربي خصوصاً‪ ،‬والقضايا الحيوية الراهنة‬ ‫على الساحة الدولية عموماً‪.‬‬ ‫ • تقديم برامج خاصة لخدمة المجتمع‪ ،‬من خالل تنظيم عدد من‬ ‫الفعاليات العلمية والثقافية‪ ،‬مثل الندوات والمحاضرات والمؤتمرات‬ ‫وورش العمل المتخصصة والحلقات الدراسية والمحاضرات‬ ‫العامة‪ ،‬والتي تبحث في الموضوعات المتصلة بعمل المركز‬ ‫واهتماماته البحثية‪ .‬كما يساهم المركز بفعالية في تطوير‬ ‫المهارات الوظيفية للكوادر البحثية من مواطني الدولة من خالل‬ ‫البرامج التدريبية‪.‬‬

‫ • تقديم الدعم لدوائر صنع القرار الحكومية من خالل إعداد التقارير‬ ‫بشأن أفضل البدائل السياسية ذات الصلة‪ ،‬وكذا توفير البحوث‬ ‫والتوصيات المتنوعة لصناع القرار‪.‬‬ ‫وتتلخص أعمال المركز في عدة مجاالت منها ‪:‬‬ ‫إعداد الدراسات والبحوث السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫والمعلوماتية‪ ،‬والعسكرية االستراتيجية‪ ،‬وهي المهمة الرئيسة‬ ‫لباحثي المركز‪ ،‬وتوظف لخدمة هذا الهدف كل قدرات المركز‬ ‫وأجهزته‪ ،‬فالدراسات التحليلية المتعمقة هي العالمة الفارقة التي‬ ‫تميز نشاط البحث العلمي في المركز الذي سعى إلى توسيع نطاق‬ ‫أنشطته لتشمل التعاون مع مراكز الدراسات والبحوث األخرى‪.‬‬ ‫ويهدف المركز من خالل عمله في هذا المجال إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬ ‫ •جمع المعلومات والبيانات ووضعها في خدمة الباحثين‬ ‫ومتخذي القرار‪.‬‬ ‫ •دراسة القضايا المعاصرة باألساليب المنهجية‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫•دراسة القضايا االقتصادية الدولية التي تهم دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ ،‬ومنطقة الخليج العربي‪.،‬‬ ‫•متابعة ودراسة القضايا والتطورات السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والمعلوماتية والعسكرية المختلفة التي تستجد‬ ‫على المستويات المحلية واإلقليمية والدولية‪ ،‬والتي من شأنها‬ ‫أن يكون لها انعكاسات على أوضاع دولة اإلمارات وسياستها‬ ‫ومصالحها‪ ،‬وعلى واقع منطقة الخليج العربي ذات األهمية‬ ‫االستراتيجية المتزايدة‪.‬‬ ‫•إعداد الدراسات المستقبلية التي تعتمد على معطيات الواقع‪ ،‬من‬ ‫أجل اختيار أصلح البدائل لمواجهة الحدث قبل وقوعه‪ ،‬وتجنبا‬ ‫إلصدار القرارات التي تتخذ تحت ضغط الواقع‪.‬‬ ‫•إعداد المذكرات والدراسات التي تكون بمنزلة “خالصات مركزة‬ ‫أو مصادر للمعلومات” توضع تحت تصرف الجهات المتخصصة من‬ ‫األجهزة والمؤسسات الحكومية والمراكز البحثية والجامعات‪.‬‬ ‫‪109‬‬


‫‪2007‬‬

‫نسبة توضح تغطية وسائل اإلعالم لنشاطات وأخبار الجائزة‬ ‫‪90‬‬

‫ א אא‪ ‬א א ­ ‬

‫‪36‬‬

‫ א אא‪ ‬א א ­ ‬

‫حجبت الجائزة‬

‫جائزة الشيخ زايد للكتاب في أرقام‬

‫‪27‬‬

‫ א אא א‪ ‬א ‬

‫‪44‬‬

‫ א אא‪ ‬א א ­ ‬ ‫א ‪ ,‬אא א א ‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫‪209‬‬

‫ א א א אא א אא כ א א א א ‬ ‫)‪ ­ ‬א (‪ ,‬א א כ א א ‪.‬‬

‫وذلك ألن الدور المرشحة على أهميتها‬ ‫لم تحقق الشروط المأمولة لهذه‬ ‫الجائزة في الرقي بالمستوى الفكري‬ ‫والتقني للنشر في الوطن العربي ولم‬ ‫تقدم مشروعاً ثقافياً متكامالً للنشر‬ ‫والتوزيع في العالم العربي‪.‬‬


‫فن التصميم‬ ‫الدكتور إياد حسين عبداهلل‬

‫فكر الضوء‬ ‫الدكتور ماهر راضي‬

‫في سببية وجدلية العمارة‬ ‫الدكتور رفعت الجادرجي‬

‫الفن الهندي‬ ‫الراحل الدكتور ثروت عكاشة‬

‫‪111‬‬


‫‪2011‬‬

‫حجبت الجائزة‬ ‫‪112‬‬

‫‪2010‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫تؤدي األعمال الفنية عموماً دالالت اجتماعية ورمزية عظيمة‬ ‫تدخل في أساس تكوين تلك المجتمعات وتكويناتها وتراثها‬ ‫وأصل الجمال وجاذبيته‪ ،‬كما هي في طبيعة الخلق األول يكف‬ ‫عن عظمة خالقه فهو عمل دالالته تلك العظمة وذلك الجالل‪،‬‬ ‫والرموز التي يمكن أن يفهمها اإلنسان من خاللها‪ .‬وعليه‬ ‫فإن األعمال اإلبداعية هي دليل على مقدرة منجزها وإمكانياته‬ ‫اإلبداعية‪ ،‬كما أن النظرة إلى الفن مختلفة بين جمهور الناس‬ ‫الختالف ثقافاتهم وخبراتهم الجمالية‪ ،‬فالناس العاديون‬ ‫يقيمون الجمال استناداً إلى مدى تكوينه الرشيق ومظهره‬ ‫الجذاب‪ ،‬والناس األكثر خبرة ينظرون إلى العالقات الجمالية بين‬ ‫العناصر المكونة للشكل أو إلى الفكرة التي يريد الفنان التعبير‬ ‫عنها‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫هكذا فإن اللوحة الفنية في نظرية الجمال الفني تتقبل كل‬ ‫الرؤى والخطابات الجمالية على اختالف مستوياتها‪ ،‬وإن تلك‬ ‫الخبرات البسيطة تختلف عن الخبرات المتقدمة‪.‬‬ ‫أما في فن التصميم فإن تناغم القيمة الجمالية مع القيمة‬ ‫الوظيفية وتفسير القيمة الوظيفية بطريقة نفعية وأدائية‬ ‫تجعل من النظرة إلى التصميم كجمال وقيمة ذات عالقة‬ ‫مباشرة بين بعضها‪ ،‬وإن هناك دائماً تصاميم أكثر ثراء وغنى‬ ‫في الجمال الفني واألداء لنفس المنتوج‪ ،‬والذي تترتب عليه قيم‬ ‫مادية مختلفة كما ذكرنا آنفاً في ميدان العمارة ذات المواصفات‬ ‫الخاصة أو كذلك في صناعة قدحين‪ ،‬األول يحمل قيمة جمالية‬ ‫اعتيادية بالكاد يحقق وظيفتها‪ ،‬واآلخر من الكريستال المذهب‬ ‫والمصنوع بخبرة عالية وكالهما يؤدي تلك الوظيفة الواحدة إال‬ ‫أن ك ًال منهما يحمل قيمتين جماليتين وماديتين مختلفتين‪،‬‬ ‫ومع هذه الفروق إال أن المشاهدين يركزون على الموضوع‬ ‫الفني وقيمة العمل ذاته أو األداء النفعي والوظيفي في التصميم‪،‬‬ ‫وبذلك يستطيع الناس االكتفاء بقدر أقل من القيم الجمالية‬ ‫في سبيل القيمة النفعية كما في مثالنا للقدحين‪.‬‬ ‫إذاً ما هو الشيء الذي ينبغي أن نبحث عنه في الفن عموماً‬ ‫والتصميم خصوصاً؟‬

‫سؤال تعددت إجاباته بتعدد الرؤى الجمالية والفلسفية‬ ‫ونظريات الفن على مر تاريخه؟ وكان جواب هذا السؤال في‬ ‫كل مرحلة زمنية يتعلق بفلسفة المجتمع في زمن محدد والتي‬ ‫يترتب عليها هدف الفن‪ ،‬ولم يستقر الفن على هدف محدد أو‬ ‫فلسفة معينة‪ ،‬وال شك أن حركة المجتمع والتطور التقني‬ ‫والتوسع والفكر اإلنساني وآفاق الحياة ومتطلباتها كانت‬ ‫عوامل في تغير أهداف الفن عبر الزمان‪ ،‬ولهذا السبب تغيرت‬ ‫أساليبه ودراساته واتجاهاته وما كان مرفوضاً وال يعتبر فناً في‬ ‫زمن أصبح اآلن هو الفن‪ .‬وما كان فناً عظيماً‪ ،‬لم يعد اآلن فناً ذا‬ ‫قيمة‪ .‬فهل يمكن أن نحدد بعد ذلك هدف الفن؟‬ ‫وبالتالي ماذا نريد منه؟ ال شك أن مقولة موندريان تعبر إلى حد‬ ‫كبير عما نريده من الفن في كل زمان‪ .‬عندما نردد قوله سوف‬ ‫ال نحتاج إلى الفن عندما تستعيد الحياة قدراً من توازنها‪ .‬أي‬ ‫أن وجود الفن أمر ضروري في الحياة وال يمكننا االستغناء عنه‬ ‫ودونه سوف تكون الحياة غير متوازنة‪ ،‬ولكن الفن ال بد أن‬ ‫يحقق متعة ذلك العصر الذي يوجد فيه‪ ،‬وهذه المتعة هي التي‬ ‫تبعث على التأمل في المعاني والدالالت التي يجدها الفنان في‬ ‫تأمالته اإلبداعية والفنية‪.‬‬ ‫أما في التصميم الذي ارتبط بماكينة الحياة وإيقاعها وآلية‬ ‫اشتغالها‪ ،‬فيبدو أن ما نحتاج إليه من التصميم هو أكثر مما‬ ‫نحتاج إليه من العديد من الفنون التي تقف على حدود التأمل‬ ‫والخيال والخبرة الجمالية‪ ،‬وحاجاتها إلى فن التصميم كحاجاتنا‬ ‫إلى البقاء الذي يرتبط بإشباع تلك الحاجات اإلنسانية يضاف‬ ‫إليها طابع الجمال الذي يميز كل األشياء التي يتداولها‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وحاجات اإلنسان ال يمكن أن تتوقف وبالتالي فإنها‬ ‫تحتاج إلى حل إشكالياتها بصورة مستمرة ألن تزايدها يتطلب‬ ‫دائماً حلو ًال من المصم ال بد أن توفر أفضل الصفات الوظيفية‬ ‫والجمالية والتي تستمر دون توقف‪ .‬إن نظرة واسعة وتفصيلية‬ ‫هي الكفيلة باإلجابة عن تساؤالتنا حول ما هو الذي نريده‬ ‫من الفن‪.‬‬


‫فن التصميم‬ ‫الكتاب يربط بين الفن وأدوات الحياة ويضيف صبغة جمالية على‬ ‫احتياجات اإلنسان اليومية حيث يعالج قضايا التصميم على جميع‬ ‫المستويات الفكرية والفنية والتطبيقية وذلك من خالل تحليل‬ ‫العالقة بين عمليات اإلنتاج والتوظيف الجمالي في الصناعة بمختلف‬ ‫أشكالها ما يفضي إلى تعايش بين التحوالت النفعية والتطور‬ ‫التقني والفني للمنتجات الحديثة مما يؤدي إلى تأسيس الفلسفة‬ ‫النفعية للفنون الجميلة‪.‬‬

‫الدكتور إياد حسين عبد اهلل ‪ -‬العراق‬ ‫يحمل الكاتب إياد عبداهلل درجة الدكتوراه في فلسفة‬ ‫التصميم‪ ،‬ويشغل اآلن عميداً للكلية العلمية للتصميم‬ ‫بمسقط‪ ،‬وهو عميد كلية الفنون الجميلة السابق باالنتخاب‬ ‫– جامعة بغداد‪ ،‬وعضو مجلس جامعة بغداد‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫عمداء كليات الفنون الجميلة في الجامعات العراقية‪ ،‬وهو‬ ‫خطاط ورسام ونحات ومصمم حصل على إجازات الخط‬ ‫العربي من الموصل واستانبول والقاهرة ‪،1979 - 1977‬‬ ‫وحصل على الجائزة الدولية في تصميم الملصق‪ ،‬لندن‪،‬‬ ‫نيويورك‪ ،‬باريس‪ 1984 ،‬وعلى الجائزة األولى في النحت‪،‬‬ ‫بغداد ‪.1994‬‬ ‫أقام ستة معارض شخصية في الفترة بين ‪ 1977‬و‪،2002‬‬ ‫وشارك في العديد من المؤتمرات والمعارض الدولية‪ ،‬عضو‬ ‫اللجنة التحكيمية في مهرجان الشارقة الدولي‪ ،‬أشرف على‬ ‫العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه‪ ،‬ألف ونشر العديد‬ ‫من الكتب منها ‪ :‬التكوين الفني للخط العربي وفق أسس‬ ‫التصميم‪ ،‬فن التصميم في الفلسفة والنظرية والتطبيق‪ ،‬الفن‬ ‫الفطري – دراسة أنثربولوجية – مشترك‪ ،‬المتعالق بين الخط‬ ‫العربي والفن الحديث – مشترك‪ ،‬كتب نظرية الجمال في فن‬ ‫التصميم ‪ ،2008‬نشر العديد من البحوث العلمية‪ ،‬وأنجز العديد‬ ‫من الجداريات واألعمال الفنية‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫‪2009‬‬

‫فكر الضوء‬

‫يتناول الكتاب موضوعاً في غاية األهمية وعنصراً مهماً في مجال اإلبداع الفني‬ ‫ويعد نصاً وطرحاً فريداً ومتميزاً كون الضوء قيمة بصرية ترسم المشهد‬ ‫وتحدد جمالياته ليتكامل مع الظالل الناتجة عنه‪ ،‬فالنص يقترب بعمق من‬ ‫بعض المشاهد المختارة من األفالم‪ ،‬ويقدم تفسيراً ألعمال فنية الهدف‬ ‫منها هو المعرفة العلمية لمرحلة غير منظورة تظل داخل الفنان نفسه‪،‬‬ ‫ولم يتوقف الكاتب عند هذا الحد بل توغل أكثر عمقاً لمعرفة واكتشاف دور‬ ‫الفنان ومناهج تفكيره وتناميها وتطورها مع عمله الفني من خالل المشاهد‬ ‫المختلفة‪ ،‬ويتحسس عن قرب طاقة الفنان الشعورية وأحاسيسه‪ ،‬فالنص‬ ‫جديد ويطرح قيماً علمية وفنية وجمالية للضوء كمنهج للبناء الضوئي في الفيلم‬ ‫السينمائي‪.‬‬ ‫ويعرض الكتاب لألسس والقواعد النظرية التي يستخدمها الفنان عند تناوله‬ ‫العمل الفني وكيفية استخدامها لتحقيق رؤيته الفنية التي تخيلها للتعبير عن‬ ‫موضوعه‪ ،‬والتأثير في عقل ووجدان المشاهد‪ ،‬ويحتوي الكتاب على تجربة‬ ‫الكاتب العلمية من خالل مجموعة من األفالم التي قام بتنفيذها‪.‬‬

‫الدكتور ماهر عبد الحليم السيد راضي ‪ -‬مصر‬ ‫أستاذ اإلضاءة والتصوير السينمائي باألكاديمية الدولية للهندسة وعلوم اإلعالم‪ ،‬حاصل على جوائز تصوير‬ ‫عدة منها جائزة أحسن تصوير من مهرجان اإلسكندرية عن فيلم “دانتيال” عام ‪ ،1997‬وجائزة جمعية‬ ‫فن السينما ألحسن تصوير عن فيلم “الشرف” ‪ ، 2001‬وجائزة التصوير األولى في مسابقة وزارة الثقافة‬ ‫المهرجان القومي الثامن للسينما المصرية عن فيلم “مذكرات مراهقة” عام ‪.2002‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬

‫‪114‬‬

‫الحوار العاشر‬ ‫فيلم دانتيال‬ ‫بدأ المناخ السينمائي في التغير متجهاً إلى نوعية األفالم التجارية‬ ‫ومعتمداً على رغبة الجمهور في األفالم الكوميدية واالجتماعية‬ ‫الخفيفة والتي تعتمد على ارضاء الجمهور‪.‬‬ ‫لقد تعلمنا منذ البداية أن السينما فن وصناعة وتجارة وبالنسبة‬ ‫لقسم التصوير كان االهتمام دائماً بالفن والصناعة حيث إن التجارة‬ ‫ال تهم المصور في شيء وليست في مجال تخصصه‪.‬‬ ‫ومن هنا نجد أن وجهة نظر المصور دائماً تعتمد على االهتمام‬ ‫بالشكل الفني للصورة وبجودة صناعة هذه الصورة‪.‬‬ ‫بدأت الموضوعات تتجه إلى الموضوعات االجتماعية الخفيفة التي‬ ‫تتناول مشاكل المجتمع في قالب يتسم بالشكل التجاري‪،‬‬ ‫وكان البد من البحث عن الشكل المناسب لمثل هذه النوعية من‬ ‫األفالم‪.‬‬

‫تخل عن اإلبداع الفني وعن القيمة الفنية للصورة‪.‬‬ ‫للصورة هو ٍ‬ ‫وبما أن الجمهور يسعى إلى االستمتاع فلماذا ال نمتعه بفن راق‬ ‫وإبداع متميز‪ ،‬كما أننا إذا تخلينا عن القيمة الفنية في الفيلم كأنها‬ ‫فقد روحه‪ ،‬حيث يفقد قيم الفن السينمائي كفن‪ ،‬وبالتالي تفقد‬ ‫المتعة للمشاهد وتفقد المتعة للعاملين به أثناء العمل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يفقد المشاهد متعة االستمتاع بهذا الفن‪.‬‬ ‫وتبقى القيمة الفنية هي روح العمل ومتعة الممارسة والتي تنتقل‬ ‫إلى المشاهد حيث يستمتع هو اآلخر بالعمل نفسه‪.‬‬ ‫وبما أننا نطلق على الفيلم عم ًال فنياً فلماذا ال نعطيه حقه الفني‪،‬‬ ‫ولماذا ال نرفع من مستوى الجمهور الفني بد ًال من الهبوط به‬ ‫تحت شعار العمل التجاري‪ .‬بل إن أحد أدوار صانعي الفيلم هو‬ ‫االرتقاء بذوق الجمهور وتنمية ذوقه الفني‪ ،‬ليستوعب القيمة الفنية‬ ‫للعمل‪ .‬لذلك كان القرار الحاسم نحو العمل على االهتمام بالقيمة‬ ‫الفنية والشكل الفني للصورة‪.‬‬

‫حوار األفكار‬ ‫بدأ الصراع بعدة أسئلة‪:‬‬ ‫هل هناك فرق بين العمل الفني والعمل الذي يميل للشكل‬ ‫التجاري؟‬ ‫هل من المفروض أن نتخلى عن القيمة الفنية لحساب القيمة‬ ‫التجارية؟‬ ‫ما هي خصائص العمل التجاري التي تميزه؟‬ ‫ولإلجابة على ذلك‪:‬‬ ‫إن النظرة التجايرة للعمل تهم المنتج بالدرجة األولى حيث يهتم‬ ‫باستثمار امواله‪ ،‬وكذلك بالنسبة للمخرج الذي يرغب في النجاح‬ ‫التجاري وفي كلتا الحالتين فهم يهتمون باختيار الموضوع بحيث‬ ‫يشمل على عناصر ارضاء رغبات الجمهور‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للصورة فال توجد مواصفات تحدد شك ًال معيناً للصورة‬ ‫حيث إن عناصر تشكيل الصورة هي عناصر تشكيلية درامية‬ ‫بالدرجة األولى ودورها هو التعبير عن مضمون العمل الفني والتأثير‬ ‫في عقل ووجدان المشاهد‪ ،‬وهنا يصبح التخلي عن الشكل الفني‬

‫الرؤية الفنية‬ ‫اعتمدت الرؤية الفنية للعمل على اآلتي‪:‬‬ ‫االهتمام بالشكل المرئي للفيلم على أن يكون هذا الشكل متطوراً‬ ‫بصرياً ومعبراً عن روح العصر ومبهراً للمشاهد‪.‬‬ ‫يتم التعبير بالمؤثرات الضوئية بناء على درجة الحدة االنفعالية في‬ ‫الموضوع وعدم المبالغة‪ ،‬بحيث تتناسب درجات األسود في الصورة‬ ‫مع درجة الحدة االنفعالية‪.‬‬ ‫تباين منخفض لإلضاءة حيث تميل اإلضاءة إلى الدرجات اللونية‬ ‫الفاتحة من سلم التدرج اللوني ما بين األبيض والرمادي‪.‬‬ ‫االهتمام بالجماليات في شكل الصورة بجانب التعبير الدرامي غير‬ ‫المبالغ فيه‪.‬‬ ‫االهتمام بعنصر اللون واستخدام األلوان ذات درجات النصوع‬ ‫العالية‪ ،‬كما يتم استخدام تركيب األلوان مع بعضها معتمداً على‬ ‫التباين بين األلوان‪.‬‬ ‫االهتمام بالتكوين والتشكيل داخل الكادر‪.‬‬


‫‪2008‬‬

‫كتاب الجائزة‬

‫في سببية وجدلية العمارة‬ ‫يجمع الكتاب بين حس الفنان وتأمل المفكر‪ ،‬و يقدّم فيه منظوراً‬ ‫جديداً لمحددات فن العمارة بين الحاجات النفعية والرمزية‬ ‫والجمالية على المستويات الجماعية والفردية‪ ،‬مما يؤدي لتغليب‬ ‫الجانب الوظيفي تارة و تطعيم العمارة بالعناصر التراثية تارة‬ ‫أخرى‪ ،‬ليخلص إلى بلورة رؤية جدلية للمعاصرة مشبعة بالقيم‬ ‫الجمالية ومنخرطة في الكونية في آن واحد‪.‬‬ ‫يعتبر الكتاب نتاجاً لحياة مبدع نادر كرسها لتأصيل فنه المعماري‬ ‫فكرياً‪ ،‬حيث تعرض نصوص الكتاب مفاهيم المعماري المثقف‬ ‫المحيط بالفلسفة لبنيوية العمارة وللحداثة وما بعدها في هذا‬ ‫الفن‪ ،‬وفي استعراض للمفاهيم األقدم منذ فجر عصر النهضة‬ ‫وصو ًال إلى العولمة وإلى فكر العمارة التي روجت لها‪ ،‬وهي عمارة‬ ‫اإلثارة والعبثية‪ ،‬والتبعية للمركزية الغربية‪ ،‬ويقدم تفرقة واضحة‬ ‫بين العالمية والعولمة‪ ،‬وال يعمم اإلدانة‪.‬‬

‫رفعت الجادرجي – العراق‬ ‫معماري وكاتب‪ ،‬صدرت له – منذ أكثر من عشرين عاماً ‪ -‬عدة‬ ‫مجلدات ألبحاث في فلسفة العمارة‪.‬‬ ‫وقد حاضر في جامعات ببلدان متعددة منها العراق ولبنان‬ ‫والسودان وتونس وإنجلترا وأمريكا والنرويج والبحرين‪ ،‬وهو‬ ‫عضو فخري منتخب في الجمعية الملكية البريطانية للمعماريين‬ ‫‪ Hon.RIBA 1982.‬حاصل على جائزة الرئيس لمؤسسة اآلغا‬ ‫خان للمعماريين ‪.Hon.AIA 1987‬‬ ‫وله عدة إصدارات منها “حوار في بنيوية الفن والعمارة”‬ ‫و”المسؤولية االجتماعية لدور المعمار”‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬ ‫يتطلب التعرف إلى متطلبات العمارة‪ ،‬وتهيئة استراتيجيات‬ ‫وطرائقيات‪ ،‬تعام ًال متوافقاً مع التطور المعرفي المعاصر لها‪ .‬كما‬ ‫يتطلب التعرف إلى تكوينها البنيوي‪ ،‬موقفاً نظرياً منها كأي ظاهرة‬ ‫أخرى‪ ،‬سواء أكانت اجتماعية أم طبيعية‪.‬‬ ‫فبهذه المعرفة التنظيرية ‪ -‬وعن طريقها ‪ -‬سنتمكن من الوقوف‬ ‫على واقعيات مصنفاتها‪ ،‬وفرز مختلف مقوماتها‪ ،‬والتعرف على‬ ‫آليات سيرورات توليدها للوجود‪ ،‬وكذلك التعرف على إفعاالتها‬ ‫كأداة في إرضاء متطلبات المجتمع‪ ،‬وتبعاً لذلك‪ ،‬التعرف على دورها‬ ‫في تنظيم معيش المجتمع‪ .‬ولم تكن معرفة نظرية ضرورية في‬ ‫المجتمع التقليدي بالنسبة إلى العمارة‪ ،‬كما أصبحت عليه في عصرنا‬ ‫الحاضر‪ .‬فقد أخذ الفكر المعاصر‪ ،‬ابتدا ًء من عصر النهضة يعرض‬ ‫مختلف الظواهر لتنظير بنيوي‪ ،‬بمختلف الصيغ والتسميات‪ .‬وبتراكم‬ ‫هذه المعرفة‪ ،‬وبمجموعها‪ ،‬أخذ العلم المعاصر في التكوين‪ ،‬وأخذ‬ ‫اكتشاف بنيويات الظواهر يتعاقب منذ أن وضع اللبنات األولى في‬ ‫صرح فكر عصر النهضة عالم الفلك البولندي نيقوالس كوبرنيكوس‬ ‫« ‪. »Nicolaus copernicus 1437 - 1543‬‬ ‫لقد تجاوز هذا العالم الفرضيات الالهوتية واألرسطية وبين أن‬ ‫األرض وسائر الكواكب السيارة هي التي تدور حول الشمس‪.‬‬ ‫وبهذ القفزة الفكرية تأسس علم الفلك المعاصر‪ ،‬وتم تجاوز‬ ‫غيبيات التنجيم‪ .‬فأخذ الفكر النهضوي يعرض الظواهر‪ ،‬الواحدة بعد‬ ‫األخرى‪ ،‬لتحليل وتصنيف أكثر واقعية‪ ،‬هدفهما الكشف عن مقومات‬ ‫حركاتها وآلياتها‪ ،‬أي التعرف على بنيوياتها‪ ،‬وآليات حركاتها‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من هذا التطور الهائل في مختلف العلوم‪ ،‬وتحقق اكتشاف‬ ‫بنيويات الكثير من الظواهر المتمثلة في تطور العلوم الفيزيائية‬ ‫والكيميائية والحياتية والطبية واللسانية والنفسية‪ ،‬إال أن ظاهرة‬ ‫العمارة بقيت‪ ،‬ومعها ظاهرة الفن بعامة‪ ،‬تفتقر إلى مفهوم بنيوي‪.‬‬

‫إذ لم يزل ينحصر تعليم معرفة التعامل مع ظاهرة العمارة‬ ‫وممارساتها واإلبداع فيها‪ ،‬وفي المجال األكاديمي‪ ،‬وتثقيف الفرد‬ ‫بعامة في كيفية التعامل معها‪ ،‬ينحصر في أغلب الحاالت في مسألة‬ ‫التكوين الشكلي‪ .‬وتنحصر هذه المعرفة‪ ،‬أو يركز جل همها في‬ ‫مقارنة شكلياتها‪ ،‬وتدوين تاريخ ظهور هذه الشكليات‪ ،‬وفي‬ ‫ظهورها وطرزها‪ ،‬ومقارنة تواريخ ظهورها وهدمها أوإهماليها‪،‬‬ ‫مع بيان نوادر إحداثات داخل المنشآت أو حولها‪ ،‬أو نوادر عن‬ ‫طرائقية إنشائها‪ ،‬وعن تفردية الفكر الذي ابتدعها‪ ،‬سواء كان‬ ‫معماراً أم مالكاً‪ .‬أي لم يحصل تطور جذري في تنظير فلسفي‬ ‫لمفهوم العمارة‪ ،‬كما حصل بالنسبة إلى الظواهر األخرى‪ ،‬منذ‬ ‫أفالطون وما نظر عصره‪.‬‬ ‫فلم يزل التنظير بعامة يعتمد مفهوم الشكل‪ ،‬كما نظره أفالطون‪،‬‬ ‫كأساس للتنظير ولكتابة التاريخ والبحث فيه‪.‬‬ ‫فالشكل هنا في هذا تنظير كيان يسبق اإلنتاج‪ ،‬وليس محصلة‬ ‫له‪ ،‬ولذا فهو خارج مجتمع البشر منزل أو ملهم‪ ،‬مثال أعلى خارج‬ ‫قوى إرادة البشر‪ .‬لذا‪ ،‬يركز هذا التنظير على مقارنة األشكال‪،‬‬ ‫تاريخ تطورها‪ ،‬تداخلها وانتشارها وتأثير البعض منها في األخرى‪.‬‬ ‫كما اهتم التنظير الفلسفي منه بمسألة اإلستطيقية‪ ،‬وبنى على‬ ‫مسألة التباين بين ما هو جميل وعكس هذا‪ ،‬وهل هناك قيم‬ ‫للجمال ومن يحددها‪ .‬ولكن غالب هذا التنظير لم يتمكن من تجاوز‬ ‫القاعدة الغيبية التي وضعها أفالطون والتي تعتمد الشكل خارج‬ ‫العملية اإلنتاحية‪ ،‬وخارج واقعية معيش أفراد المجتمع‪ .‬بمعنى أن‬ ‫التنظير األفالطوني الذي نشير إليه والذي عم وأخذ صيغاً متعددة‬ ‫غيبية والهوتية‪ ،‬يفتقر إلى القاعدة الرئيسية البنيوية لتفهم ظاهرة‬ ‫اجتماعية كالعمارة والفن‪ .‬أي أنها تفتقر إلى مفهوم آللية حركة‬ ‫الشكل‪ ،‬وتصنيف عقالني لمقوماته‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫‪2007‬‬

‫الفن الهندي‬ ‫هو الجزء األول من سلسلة فنون الشرق األقصى‪ ،‬والحلقة‬ ‫الثالثون من موسوعة تاريخ الفن (العين ترى واألذن‬ ‫تسمع) وهو الكتاب األهم عن الفن الهندي باللغة العربية‬ ‫تناول فيه المؤلف فنون العمارة والنحت والتصوير عبر عهود‬ ‫األسرات الحاكمة ومرحلة الفن المغولي اإلسالمي إضافة‬ ‫إلى الرقص والموسيقى والدراما واآلداب الهندية‪ ،‬مما يقدم‬ ‫دراسة متعمقة ومتفردة‪.‬‬

‫مقتطف من الكتاب‬

‫الراحل الدكتور ثروت عكاشة ‪ -‬مصر‬ ‫باحث وكاتب مصري‪ ،‬نال الجائزة األولى في مسابقة “فاروق‬ ‫األول العسكرية” في االستراتيجية وفنون الحرب ‪ ،1950‬كما‬ ‫منح جائزة سلطان بن علي العويس لإلنجاز الثقافي والعلمي‬ ‫تقديراً لجهوده في خدمة الثقافة وتثميناً لدوره البارز بين أدباء‬ ‫ومفكري األمة العربية‪.‬‬

‫‪116‬‬

‫بابر (‪)1530 - 1506‬‬ ‫أسس ظهير الدين محمد بابر ‪ -‬سليل الغازي التتري تيمور لنك أبا‬ ‫والغازي المغولي جينكيز خان أما إمبراطورية المغول اإلسالمية‬ ‫بشمال الهند على أطالل سلطنة دهلي ناق ًال معه حضارة‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫وكان بابر مؤسس هذه األسرة المغولية بالهند مسلماً سنياً‪ ،‬ولد‬ ‫بفرغانه [في تركستان اآلن عام ‪ .1483‬وعندما بلغ الرابعة عشرة‬ ‫كان حلمه أن يؤسس مملكة خالها في مخيلته‪ ،‬فاستولي في عام‬ ‫‪ 1500‬على سمرقند‪ ،‬ولكن ما لبث أن استردها منه األوزبكيون‪.‬‬ ‫وجاء نصره األكبر في عام ‪ 1504‬عندما استولى على مدينتي‬ ‫كابل وغزنه‪ ،‬وبعدها قاد حمالت خمس عبر الممرات المنيعة في‬ ‫شمالي غرب الهند نحو الهندوستان بين عامي ‪ 1519‬و‪ 1525‬حين‬ ‫اجتاز الحدود على رأس عشرة آالف محارب‪ .‬وفي عام ‪ 1526‬أوقع‬ ‫فرسانه ومدفعيته الهزيمة بكل من إبراهيم اللودي سلطان‬ ‫دهلي المسلم وراجا جالبور الهندي في بانيبت بالقرب من دهلي‪،‬‬ ‫ولم يمض عام إال وكان قد قضى على الجيوش الهندية المتحالفة‬ ‫ألمراء الراجبوت‪ ،‬فأحكم بذلك قبضته على هندوستان‪ .‬ومع أن‬ ‫بعض المسلمين من العرب واألتراك والفرس قد جاءوا قبله إلى‬ ‫الهند لتأسيس أسر حاكمة منذ القرن السابع كما قدمت‪ ،‬فلقد‬ ‫أصبح بابر أعظم قوة إسالمية حكمت الهند على مر األيام السالفة‪.‬‬ ‫وإذ كان محارباً بطبعه فلم تتوقف حمالته التوسعية‪ ،‬إلى أن لحقه‬ ‫المرض عام ‪ 1530‬فأوصى بعرشه إلى ابنه همايون‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من غزواته الظافرة بالهند إال أنه لم يأنس قط بالعيش فيها‪ ،‬وهو‬ ‫ما يتضح في مذكراته إذ يقولك «ما أندر ما في الهند من مفاتن»‪ .‬كما‬ ‫نراه في هذه المذكرات يعيب على الهند إنجازاتها الفنية‪ ،‬إذ لم تكن‬ ‫في رأيه تقوم على أسس رصينة أو يسودها التناسق‪.‬‬ ‫ولفن التصوير الهندي تاريخ طويل في الهند على نحو ما أسلفت‪،‬‬ ‫وال سيما الرسوم الجدارية التي تحفل بها جدران المعابد البوذية‬ ‫والهندوكية‪ ،‬كا ازدادت العناية بتصوير المخطوطات مع دخول‬ ‫اإلسالم إلى الهند في القرن التاسع‪ .‬وعلى العكس من الصور‬ ‫الجدارية والزخارف المعمارية كان في اإلمكان إخفاء المخطوطات‬ ‫وحجبها عن األنظار في الفترات المتراوحة التي يبلغ فيها التزمت‬ ‫أشده بين رجال الدين من المسلمين‪.‬‬ ‫سالطنة دهلي (‪)1558 - 1206‬‬ ‫بعد أن تم لمحمد الغوري فتح شمال الهند إلى مصب نهر الجانج‬

‫(جانجه)‪ ،‬أقام مواله التركي قطب الدين ايبك والياً عاماً على دهلي‪،‬‬ ‫وانتهز هذا الوالي الفرصة بعد وفاة مواله عام ‪ 1206‬فنصب نفسه‬ ‫حاكماً عاماً علي شمال الهند‪ ،‬وكانت هذه أول دولة إسالمية‬ ‫حاكمة في الهند عرفت باسم دولة «المماليك» وتبعتها دول أربعة‬ ‫إسالمية‪ ،‬إلى أن جاء الفتح المغولي للهند‪ .‬ولم تكن هذه الدول‬ ‫اإلسالمية تجمعها وحدة أسرية غير تلك الصفة التي جمعت بينهم‬ ‫وهي أنهم سالطنة دهلي ألن مقر حكمهم كان في مدينة دهلي‪.‬‬ ‫وقد أتيح للسطنة اإلسالمية الثانية وهي «دولة الخلجين» أن يمتد‬ ‫نفوذها إلي الدكن وجوجرات (‪ )1297‬ومنطقة جيتور على يد عالء‬ ‫الدين محمد الخلجي‪ ،‬كما تم لهذا السلطان إخضاع الراجبوت‬ ‫لحكمه فترة ما‪ .‬وبانتهاء هذه السلطنة اإلسالمية آل الحكم إلى‬ ‫السلطنة الثالثة وهي «دولة التغالقة األتراك» عام ‪ ،1320‬وكان ناصر‬ ‫الدين محمود شاه آخر سلطان تغلقي‪ ،‬وبموته عام ‪ 1412‬انتهى‬ ‫حكم دولة التغالقة‪ .‬وخالل هذه السلطنة الثالثة غزا التيموريون‬ ‫شمالي الهند عام ‪ 1398‬ثم جلوا عنها بعد أن أسالوا دماء كثيرة‪.‬‬ ‫ثم أقام الخضرخانيون السلطنة الرابعة واتخذوا دهلي أيضاً مقراً‬ ‫لحكمنهم‪ ،‬وانتهى أمر هذه األسرة بتسليم مقاليد الحكم إلى‬ ‫األسرة الخامسة اللودية سنة ‪ 1451‬التي كان أول حكامها بهلول‬ ‫اللودي األفغالي‪ ،‬ولكن هذه األسرة الخامسة لم يكن لها سلطان‬ ‫إال على والية واحدة من واليات الهند ذات الشأن‪ ،‬إذ أصبحت الواليات‬ ‫األخرى مثل البنغال وجونيور ومالوه وجوجرات لها استقاللها‪،‬‬ ‫كماأو الوثنيين من راجبوت الدكن وهندوكييها كانوا بدورهم قد‬ ‫استردوا أجزاء شاسعة من ممتلكاتهم القديمة‪ .‬وكان آخر‬ ‫اللوديين هو السلطان إبراهيم بن سكندر الذي لقي حتفه عام‬ ‫‪ 1526‬في سهل بانيبت أثناء الحرب التي نشبت بينه وبين بابر‬ ‫المغولي‪ ،‬وكانت هذه نهاية السلطنة الخامسة‪ .‬وما إن كتب النصر‬ ‫لبابر المغولي على اللوديين حتى أرسى قواعد الحكم المغولي في‬ ‫شمال الهند ما عدا البنغال‪ .‬وانتهز فريد شيرشاه (شيرخان)‬ ‫األفغاني فرصة موت بابر عام ‪ 1540‬فاستولى على األقاليم التي كان‬ ‫يحكمها بابر‪ ،‬وأرغم همايون المغولي على الفرار إلى كابل وأجلى‬ ‫عن البالد من ينتمون إليه‪ ،‬ثم اقتحم مدينة أجرا حيث اعتلى العرش‪،‬‬ ‫وشملت دولته دهلي وما حواليها وكذا مالوه ومعظم بالد الهند‪.‬‬ ‫وبعد وفاته عام ‪ 1545‬حكم دهلي بعده من نسله حكام أفغان غير‬ ‫أنهم لم يكونوا ذوي بأس شديد‪ ،‬فانقسمت عليهم واليات الهند‬ ‫مما مهد لعودة المغول إلي الهند مرة ثانية‪ ،‬وانهزم اسكندر شاه‬ ‫الثالث آخر األفغانيين على يد همايون عام ‪.1554‬‬


‫صاحب السمو الشيخ‬ ‫سلطان بن محمد القاسمي‬ ‫تشونج جيكون‬

‫بيدرو مارتينيز مونتابيث‬

‫محمد بن عيسى‬

‫د‪ .‬دينيس جونسون ديفيز‬ ‫‪117‬‬


‫بقلم‪ :‬د‪ .‬رسول محمد رسول‬ ‫الالفت في «جائزة الشيخ زايد للكتاب» هو أنها‪ ،‬ومنذ انطالقتها‪ ،‬تعددت بفروع تسعة لكي تغطي‬ ‫أكبر عدد ممكن من حقول المعرفة والنشاط الثقافي المتميز والخالق‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬وضعت‬ ‫الجائزة في اعتبارها تكريم المنجز البشري سواء كان اعتبارياً أم طبيعياً‪ ،‬ذاك الذي يتميز بجملة من‬ ‫الخصائص التي تجعله واسعاً في عطائه الذي يستوعب واقع الثقافة العربية؛ فكراً‪ ،‬وممارسة‪ ،‬وعلى‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫نحو أصيل وخالق‪ ،‬ويدعو إلى التواصل البشري‪ ،‬والتسامح الجهوي‪ ،‬والتعايش ِّ‬ ‫ومن هنا‪ ،‬عمدت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» إلى تخصيص فرع «شخصية العام الثقافية» لتكريم‬ ‫َّ‬ ‫الشخصيات الطبيعية واالعتبارية ذات المنجز الكبير‪ ،‬وبالمواصفات والخصائص المذكورة‪.‬‬ ‫وفي الدورة األولى لهذا الفرع «‪ ،»2007 /2006‬مُ نحت الجائزة إلى المترجم البريطاني الجنسية‪،‬‬ ‫الكندي األصل‪ ،‬الدكتور دينيس جونسون ديفز لما قدَّمه من مساهمات كبيرة في مجال ترجمة‬ ‫بعض عيون األدب العربي الحديث والقديم إلى اللغة اإلنجليزية منذ منتصف خمسينيات القرن‬ ‫العشرين حتى اآلن‪ ،‬وكذلك لنشره عدداً من كتب األطفال باللغة اإلنجليزية تربو على أربعين كتاباً‬ ‫ٌ‬ ‫السردي العربي‪.‬‬ ‫مستوحاة من روائع األدب َّ‬ ‫وفي الدورة الثانية «‪ ،»2008 /2007‬تمَّ منحها إلى المغربي الدكتور محمَّ د بن عيسى‪ ،‬الذي أسهم‬ ‫في تأسيس «مهرجان أصيلة للفنون والثقافة والفكر»‪ ،‬والذي صار ملتقى سنوياً للمبدعين من مخلف‬ ‫دول العالم‪ ،‬فض ًال عن أدواره األخرى في مجاالت العمل الثقافي واإلعالمي المؤسساتي‪.‬‬ ‫وفي الدورة الثالثة «‪ ،»2009 / 2008‬مُ نحت الجائزة إلى المستعرب اإلسباني بيدرو مارتينيز‬ ‫مونتابيث‪ ،‬الذي يع ُّد رائداً في مجال مد الجسور بين الثقافتين العربية واإلسبانية‪ ،‬وكذلك جمعه‬ ‫للمستعربين اإلسبان والمستعربين في أمريكا الالتينية‪ .‬ناهيك عن ترؤسه لـ «جمعية الصداقة‬ ‫اإلسبانية ـ العربية» و»الجمعية اإلسبانية للدراسات العربية»‪.‬‬ ‫وترجمته للعديد من األعمال اإلبداعية ِّ‬ ‫الشعرية العربية الحديثة إلى اللغة اإلسبانية‪ ،‬وعدد آخر‬ ‫من الدراسات والبحوث‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وفي الدورة الرابعة «‪ ،»2010 /2009‬تمَّ منح فرع هذه الجائزة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور‬ ‫سلطان بن محمَّ د القاسمي‪ ،‬عضو المجلس األعلى لالتحاد‪ ،‬حاكم الشارقة‪ ،‬تقديراً لجهوده الريادية‬ ‫الكبيرة التي بذلها سموه في سبيل تحويل إمارة الشارقة إلى حاضرة ثقافية‪ ،‬وفي سبيل تعزيز‬ ‫التنمية الثقافية في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ودعم مسيرة العمل الثقافي في العالم العربي‪.‬‬ ‫وفي الدورة الخامسة «‪ ،»2011 /2010‬تمَّ منح الجائزة إلى المستعرب الصيني تشونج جيكون‬ ‫تقديراً لما قدَّمه ألكثر من نصف قرن في حقل تعليم اللغة العربية‪ ،‬والترجمة‪ ،‬والدراسات العلمية في‬ ‫اللغة العربية بدول الشرق األقصى‪.‬‬ ‫أما في الدورة السادسة ‪ ،2012 /2011‬فقد فازت بها «منظمة األمم المتحدة للتربية والتعليم‬ ‫والثقافة» (اليونسكو) التي تستحق التقدير للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار‪ ،‬وفهم‬ ‫اآلخر مع المحافظة على التنوُّع الثقافي والتعدُّد اللغوي‪ ،‬والتأكيد على نشر التعليم‪ ،‬وحماية الذاكرة‬ ‫الثقافية للشعوب‪ ،‬إضافة إلى ترويج التفاهم المتبادل بين الشعوب‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫والدعوة للمساواة‪ ،‬وبناء مجتمعات المعرفة‪ ،‬منذ تأسيسها عام ‪.1945‬‬

‫‪118‬‬

‫المالحظ على هذه التجارب الست أنها تنوَّعت من حيث الحقل الثقافي والمعرفي والعلمي‬ ‫واإلبداعي الذي يشتغل به الفائزون بجائزة هذا الفرع؛ فمن بُناة دولة ونهضة ثقافية كصاحب السمو‬ ‫َّ‬ ‫الشيخ الدكتور سلطان بن محمَّ د القاسمي‪ ،‬عضو المجلس األعلى لالتحاد‪ ،‬حاكم إمارة الشارقة‪،‬‬ ‫إلى بُناة مشروعات ثقافية فاعلة كالدكتور محمَّ د بن عيسى‪ ،‬ومن مستعربين ومستشرقين أو‬ ‫عُ لماء مشرقيات أجانب نقلوا اإلبداع العربي إلى اللغات األخرى؛ كالمستعرب البريطاني‪ /‬الكندي‬ ‫الدكتور دينيس جونسون ديفز‪ ،‬والمستعرب الصيني بيدرو مارتينيز مونتابيث‪ ،‬إلى مشروعات‬ ‫ثقافية ريادية كمنظمة «اليونسكو»‪.‬‬ ‫لقد انفتحت جائزة «شخصية العام الثقافية» على كل الحواضر الثقافية‪ ،‬وعلى كل المبدعين‬ ‫في العالم‪ .‬ولعل هذه الباقة من الفائزين لتدلِّل على منحى االنفتاح الذي هو سمة جوهرية من‬ ‫سمات مشروع «جائزة الشيخ زايد للكتاب»؛ فمن بريطانيا إلى المغرب العربي‪ ،‬ومن إسبانيا إلى‬ ‫الشارقة‪ ،‬ومن الصين إلى باريس حيث مقر «اليونسكو»‪ ،‬تتجوَّل عين «جائزة الشيخ زايد للكتاب»‬ ‫في الحواضر الثقافية بكل مكان بالعالم بحثاً عن الذات المبدعة سواء كانت ذاتاً شخصية أو معنوية‪،‬‬ ‫يتجسد في‬ ‫يتجسد اإلبداع الخالق في شخص ما أو قد‬ ‫فرداً بعينه أم مؤسسة بعينها؛ فقد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مؤسسة أو مشروع جماعي ما‪ .‬وما يهم في كل هذا التنوُّع هو جذوة اإلبداع الخالقة التي تتوافر‬ ‫فيها عناصر الجدَّة‪ ،‬واألصالة‪ ،‬والريادة‪ ،‬والتواصل البشري الفاعل‪ ،‬والرغبة الحقيقية في اإلبداع‪ ،‬فض ًال‬ ‫عن خصائص أخرى تجعل أي مكوَّن اعتباري أو شخصية فردية أو مجتمعية نابضة بالعطاء اإلبداعي‬ ‫الكبير‪ ،‬ومؤثرة في الحراك الثقافي والمعرفي والتنموي بالعالم المعاصر‪.‬‬ ‫في التجارب الماضية‪ ،‬كان تل ِّقي المجتمعات الثقافية التي تابعت جوائز فرع «شخصية العام الثقافية»‬ ‫إيجابياً لكون الخيارات الستة التي نالت جائزة هذا الفرع كانت على مستوى عال من العطاء الحقيقي‬ ‫المتمثل باإلنجاز الثقافي والمعرفي الريادي‪ ،‬والجديد‪ ،‬والفاعل‪ ،‬والمؤثر في حركية المشهد الثقافي‬ ‫بالعالم كل بحسب الفضاء المكاني والزماني الذي شهد والدة مشروعه أو منجزه الذي استحق‬ ‫نيل الجائزة‪.‬‬ ‫كانت النماذج الستة التي نالت جائزة هذا الفرع ِّ‬ ‫تؤكد أن اختيارها جاء وفقاً لما كرَّسته من‬ ‫غايات نبيلة تهدف إلى تفعيل التواصل الخالق أو تفعيل الحوار الحضاري والثقافي والمعرفي بين‬ ‫الشعوب‪ ،‬واألمم‪ ،‬والحضارات‪ ،‬والحواضر الثقافية‪ ،‬في كل مكان بالعالم‪ ،‬وكذلك تهدف إلى ترسيخ‬ ‫قيم التعارف الثقافي والحضاري‪ ،‬وإلى تأصيل قيم التسامح بين كل مكوِّنات العالم المجتمعية التي‬ ‫تتوسل التعايش السلمي بين األمم والشعوب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن تفعيل التنمية الثقافية بمدينة عربية‪ ،‬كما هو الحال في إمارة الشارقة‪ ،‬وإنشاء منظمة أممية‬ ‫للثقافة والتربية والتعليم في باريس‪ ،‬وتأسيس مهرجان أصيلة في المغرب‪ ،‬ونقل عيون األدب‬ ‫العربي إلى لغات غير عربية نهض بها مستعربون بريطانيون وصينيون وأسبان‪ِّ ،‬‬ ‫ليؤكد حقيقة‬ ‫مفادها أن الفعل الثقافي هو فعل تواصلي‪ ،‬وألن هذا الفعل اكتسب صفة الكونية والعبور الثقافي‬ ‫والحضاري‪ ،‬فإنه‪ ،‬وفي صورته الكلية‪ ،‬يستبطن رؤية قوامها االنفتاح والتواصل والتسامح والتعايش‬ ‫بين حضارات وثقافات وشعوب العالم في كل مكان‪.‬‬


‫الدورة الخامسة ‪2011‬‬

‫المستشرق تشونج جيكون ‪ -‬الصين‬ ‫اختارت الهيئة االستشارية للجائزة المستشرق تشونج جي‬ ‫كون من جمهورية الصين الشعبية شخصية العام الثقافية للجائزة‬ ‫في دورتها الخامسة‪ ،‬وذلك تقديراً لما قدمه ألكثر من نصف قرن‬ ‫في حقل تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة‬ ‫العربية في دول شرق األقصى‪.‬‬ ‫وقد عمل تشونغ بمناصب عدّة شملت رئاسة تحرير مجلة‬ ‫«تاريخ اآلداب الشرقية» و«ألف ليلة وليلتان» و«تاريخ األدب العربي‬ ‫الحديث» وغيرها‪ .‬وله العديد من الكتب التي ترجمها‪ ،‬كان أهمها‬ ‫«ميرامار» للكاتب المصري الراحل نجيب المحفوظ‪ ،‬و«في بيتنا‬ ‫رجل» إلحسان عبد القدوس‪ ،‬و«فتافيت امرأة» للشاعرة الكويتية‬ ‫سعاد الصباح‪ ،‬و«ألف ليلة وليلة» باإلضافة إلى قصائد مختارة لجبران‬ ‫خليل جبران وغيرها العديد‪.‬‬ ‫أعرب تشونج جي كون عن سعادته بحصوله على الجائزة قائ ًال‪:‬‬ ‫حصولي على الجائزة تكريم لجميع المستعربين الصينيين وسوف‬ ‫يشكل دافعاً قوياً للجهود الثقافية بما يخدم العرب والصينيين‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫‪2010‬‬ ‫اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي‪ ،‬عضو المجلس األعلى لالتحاد‪ ،‬حاكم الشارقة‬ ‫لشخصية العام الثقافية في الدورة الرابعة من الجائزة وذلك تقديرا لجهود سموه في رعاية التنمية الثقافية العربية ودعم االبداع‪.‬‬ ‫وقد قام صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي‪ ،‬عضو المجلس األعلى لالتحاد‪ ،‬حاكم الشارقة بالعمل على الحركة‬ ‫العلمية والثقافية النهضوية التي أنتهجها على مدى أكثر من ثالثة عقود في إقامة المؤسسات العلمية والثقافية بإمارة الشارقة ودعم‬ ‫النشاطات ذاتها بدولة اإلمارات العربية المتحدة وسائر دول العالم‪ ،‬باالضافة النتهاجه سياسة ثقافية واعية في شتى الحقول العلمية‬ ‫والمعرفية‪ .‬والنتهاج سبل الريادة في فنون وحقول ثقافية عصرية مثل المسرح والرسم والسينما والمعارض المتنوعة ومتابعة‬ ‫المنجزات العربية والعالمية واإلنسانية في مجاالت التاريخ والفنون والعمل على نشر تلك الخبرات بين الشباب العربي ودفعهم للمشاركة‬ ‫واإلنتاج المتميز في نطاقها باالضافة الى تأليفه لعدد من الكتب في مجاالت التاريخ والعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬داخال من خالل ذلك في‬ ‫المفهوم الشامل للثقافة والمثقف‪.‬‬

‫كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس األعلى حاكم الشارقة‪،‬‬ ‫بمناسبة تكريمه كشخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الرابعة‪:‬‬ ‫“أشكر القائمين على الجائزة الختيارهم لي كشخصية العام الثقافية‪ ،‬ولن‬ ‫أتحدث عن الجائزة وآفاقها ولكن سأتحدث عن صاحب الجائزة‪ ،‬منذ أكثر من ‪40‬‬ ‫عاماً وصل الى هذه األرض وزير الخارجية البريطاني لحكومة حزب العمال وأكد‬ ‫للجميع أن بريطانيا لن تنسحب من قواعدها في ما وراء السويس وبعد ستة‬ ‫أشهر إذا بنفس الوزير يعلن االنسحاب المفاجئ الذي سبب صدمة للجميع‬ ‫فأصبح الناس كاألغنام في ليلة ممطرة‪ ،‬وافترقت الفئات وتداعت علينا األمم وإذا‬ ‫بنجم من هذه األرض يلوح باألفق‪ ،‬نجم الح بناظره على صفحات الماء‪ ،‬إنه نجم‬ ‫المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه اهلل‪ ،‬وإذا بالرجل وبهمة‬ ‫الرجال يسرع الخطى ويختصر المسافات‪ ،‬ويأمن الخائف ويطعم الجائع ويعلم‬ ‫الجاهل ويكونهم أمة ‪ . .‬وأقول إنه هو األمة ‪ . .‬وإذ به ينقل هذه الدولة الفتية‬

‫‪120‬‬

‫إلى مقدمة دول العالم ليرتقي بها يوما بعد يوم ولتكتسب هذه الدولة من خالل‬ ‫سياسته الحكيمة كل صدق وكل وفاء وكل محبة من جميع الدول على هذه‬ ‫البسيطة‪ ،‬وفي يوم من أيام رمضان وإذا بكلمة ترفضها اآلذان وتمزق الوجدان‪:‬‬ ‫مات زايد بن سلطان ‪ . .‬وإذا بالدموع تمأل المحاجر والكلمات تغص في الحناجر‬ ‫‪ . .‬وتمر بنا األيام وفي تلك الفترة نلهو كثيرا ونضحك كثيرا ونضيع كثيرا ونحن‬ ‫من تربينا على يد زايد وشربنا من مشارب زايد وكأننا لسنا بأوفياء له‪ ،‬من على‬ ‫هذا المنبر أدعو الجميع كل أم وكل أب ‪ . .‬أيها األب ‪ . .‬أيتها األم ‪ . .‬انصف القلم ‪. .‬‬ ‫واجلس أبناءك حولك ‪ . .‬واكتب‪ ،‬هذا ما كان يحبه زايد وهذا ما كان ال يحبه زايد‪،‬‬ ‫لنجمع األوراق ال لنضعها في الرفوف‪ ،‬وال نتغنى بها على الدفوف‪ ،‬وإنما لتحفظ‬ ‫في الصدور وفي مقدمة الدستور ‪ . .‬فبهذا نكون قد وفينا للرجل حقه” ‪.‬‬


121


‫‪2009‬‬

‫بيدرو مارتينيز مونتابيث ‪ -‬إسبانيا‬ ‫اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب المستعرب اإلسباني «بيدرو‬ ‫مارتينيز مونتابيث” شخصية العام الثقافية في دورتها الثالثة‪،‬‬ ‫تكريماً لدوره الرائد في بناء جسور التواصل بين الثقافتين العربية‬ ‫واإلسبانية وجمع المستعربين اإلسبان والمستعربين في‬ ‫أمريكا الالتينية بالمتخصصين العرب باللغة والثقافة االسبانية‪.‬‬ ‫وبيدرو مونتابيث من مواليد عام ‪ 1933‬في بلدة شوذر من قضاء‬ ‫جيان األندلسي في إسبانيا‪.‬‬ ‫يعمل أستاذا بجامعتي غرناطة واليكانتي وقد شغل العديد من‬ ‫المناصب األكاديمية‪ .‬ترأس جمعية الصداقة اإلسبانية العربية‬ ‫والجمعية االسبانية للدراسات العربية‪.‬‬ ‫منح العديد من الجوائز واألوسمة وحاز على جائزة التضامن مع‬ ‫العالم العربي من جمعية الصحفيين العرب في إسبانيا وحاصلالمترجم الدكتور دينيس جونسون ديفيز ‪ -‬كندا‬ ‫على درجة الدكتوراة بالفلسفة واألدب ( اللغات السامية) من جامعة‬ ‫كومبلوتنسي بمدريد‪ ،‬إضافة الى ثالث درجات دكتوراة فخرية مناختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب المترجم الدكتور دينيس جونسون ديفيز شخصية العام الثقافية إلسهامه المتواصل في إثراء‬ ‫الثقافة العربية بترجماته األصيلة لعيون األدب العربي الحديث إلى اللغة اإلنجليزية منذ منتصف القرن العشرين ودوره في التعريف‬ ‫جامعة جيان وجامعة اليكانتي وجامعة غرناطة‪.‬‬ ‫بكالسيكيات األدب العربي في األوساط الجامعية والعلمية في الغرب ونشره لسلسلة كتب أطفال باللغة اإلنجليزية تربو على‬ ‫يذكر أن مونتابيث عضو في العديد من المراكز العلمية والثقافية‪،‬‬ ‫األربعين كتابا مستوحاة من روائع األدب العربي‪ ،‬مما يقدم نموذجا لقيم األصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب‪.‬‬ ‫وكتب في التاريخ األندلسي واللغة العربية والترجمة‪ ،‬وترجم أعمال‬ ‫ودينيس جونسون ديفيز كندي األصل‪ ،‬أديب ومترجم عمل أستاذا في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد األول سابقا) وقام بترجمة مجموعة‬ ‫محمد درويش وترجم قصائد نزار قباني لإلسبانية عام ‪.1965‬‬ ‫قصصية لألديب الكبير محمود تيمور رائد فن القصة القصيرة في العالم العربي بعنوان (أقاصيص من الحياة المصرية)‪ ،‬كما نشرت دار جامعة‬ ‫وجبران‪،‬‬ ‫ودرس وترجم للعديد من الشعراء العرب مثل أدونيس‬ ‫أوكسفورد للنشر ترجمته لمجموعة من القصص العربية المعاصرة‪.‬‬ ‫وترجم نماذج من الشعر الفلسطيني (‪ )1974‬وقصيدة فلسطين‬ ‫(‪.)1980‬‬ ‫كتب العديد من البحوث؛ منها العرب والبحر األبيض المتوسط‬ ‫(‪ )1999‬واألدب العربي اليوم ‪ ) 1987(،‬ولماذا العراق؟ (‪)2003‬‬ ‫ومأساة العرب الكبرى (‪ )2003‬والعالم العربي وتغيرات القرن‬ ‫(‪ )2004‬وتطلعات الغرب و الحرمان العربي (‪.)2008‬‬

‫‪122‬‬


‫‪2008‬‬

‫محمد بن عيسى ‪ -‬المغرب‬ ‫اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب محمد بن عيسى شخصية‬ ‫العام الثقافية في دورتها الثانية لما له من دور مهم في تأسيس‬ ‫مهرجان أصيلة للفنون والثقافة والفكر وجعله ملتقى للمبدعين‬ ‫والمفكرين العرب واألفارقة والغربيين‪ ،‬ومنارة تتحول بها بلدة‬ ‫عربية بسيطة إلى نموذج مبدع للقرية العالمية في العصر الحديث‪،‬‬ ‫بدأب استمر ثالثة عقود دون توقف وإلسهاماته في إنعاش الحياة‬ ‫الثقافية المغربية ووصلها الحميم بالثقافة العربية واإلنسانية‬ ‫ومحمد بن عيسى حاصل على الدكتوراة الفخرية في شعبة‬ ‫القانون‪ ،‬من جامعة مينيسوتا األمريكية‪ .‬وعمل مستشاراً إقليمياً‬ ‫في اإلعالم لدى منظمة األغذية والزراعة (‪ )FAo‬في القارة اإلفريقية‪،‬‬ ‫ومديرا لدائرة اإلعالم في منظمة األغذية والزراعة (‪ )FAo‬في روما‬ ‫بإيطاليا‪.‬‬ ‫قد شغل منصب وزيـراً للثقافة في المملكة المغربية وسفيراً لصاحب‬ ‫الجاللة ملك المغرب‪ ،‬لدى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بواشنطن‪.‬‬ ‫فاز بجائزة األغاخان للعمارة اإلسالمية عن إعادة تأهيل مدينة‬ ‫أصيلة عام ‪ 1988‬وجائزة رجل السنة من مؤسسة الفكر العربي‪،‬‬ ‫ببيروت‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫‪2007‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫‪124‬‬

‫•ولد الكاتب واألديب والمترجم في مدينة فانكوفر بكندا ‪. 1922‬‬ ‫• أمضى طفولته في مصر والسودان وأوغندا وكينيا‪.‬‬ ‫•منذ عام ‪1934‬م ذهب الستكمال دراسته العليا في انجلترا حيث‬ ‫درس اللغة العربية وآدابها في جامعتي لندن وكيمبريدج‪.‬‬ ‫•عمل في القسم العربي باذاعة البي بي سي منذ عام ‪1940‬‬ ‫إلى عام ‪.1945.‬‬ ‫•مع نهاية الحرب العالمية الثانية ذهب إلى مصر حيث قام‬ ‫بالتدريس في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد األول سابقاً)‪.‬‬ ‫•في تلك الفترة تعرف واحتك بأعالم األدب العربي المعاصر في‬ ‫مصر من أمثال‪ :‬توفيق الحكيم‪ ،‬يحيى حقي‪ ،‬يوسف ادريس‪،‬‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫•في ‪ 1946‬قام بترجمة مجموعة قصصية لألديب الكبير محمود‬ ‫تيمور رائد فن القصة القصيرة في العالم العربي بعنوان (أقاصيص‬ ‫من الحياة المصرية)‪ ،‬وقام بنشرها على نفقته الخاصة‪.‬‬ ‫•في عام ‪1967‬م نشرت دار جامعة أوكسفورد للنشر ترجمته‬ ‫لمجموعة من القصص العربية المعاصرة‪.‬‬ ‫•منذ بداية الخمسينات تنقل الكاتب واألديب في عدة محطات‬ ‫حياتية ومهنية وأدبية وجغرافية متنوعة‪.‬‬ ‫•أمضى العقود األخيرة من حياته في جمهورية مصر العربية‬ ‫حيث تفرغ لترجمة األدب العربي المعاصر إلى اللغة االنجليزية‬ ‫في ترجمات أدبية مميزة حازت على تقريظ النقاد في مختلف‬ ‫المحافل والمجالت األدبية المعروفة‪.‬‬ ‫•تخصص األديب والمترجم في نقل األدب العربي المعاصر إلى‬ ‫اللغة االنجليزية لعقود طويلة استطاع فيها أن يلفت أنظار القراء‬ ‫والنقاد والناشرين في بريطانيا والواليات المتحدة األميركية‬ ‫وكندا إلى أهمية وتنوع التجارب االبداعية في العالم العربي‪.‬‬ ‫•زادت ترجماته على ثمانية وعشرين عم ًال إبداعياً تراوحت من‬ ‫القصة القصرية مروراً بالمسرحية وصو ًال إلى الرواية والشعر‪،‬‬ ‫وحملت تلك الترجمات إبداعات أهم العبقريات األدبية العربية‬ ‫المعاصرة أمثال‪ :‬توفيق الحكيم‪ ،‬نجيب محفوظ‪ ،‬محمود‬ ‫تيمور‪ ،‬زكريا تامر‪ ،‬الطيب صالح‪ ،‬سلوى بكر‪ ،‬يحيى الطاهر‬ ‫عبداهلل‪ ،‬محمد البساطي‪ ،‬بثينة الناصري وغيرهم‪.‬‬ ‫•اهتم بالدراسات اإلسالمية التراثية المعتدلة وترجم بالتعاون‬ ‫مع الدكتور عز الدين ابراهيم ثالثة أجزاء من الحديث النبوي‬ ‫الشريف إلى اللغة اإلنجليزية‪.‬‬ ‫•أصدر ما يزيد على أربعين كتاباً لألطفال باللغة اإلنجليزية وكلها‬ ‫مستوحاة من روائع األدب العربي الكالسيكي مثل كليلة‬ ‫ودمنة وسيف بن ذي يزن وألف ليلة وليلة‪.‬‬

‫الدكتور دينيس جونسون ديفيز ‪ -‬كندا‬ ‫اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب المترجم الدكتور دينيس جونسون ديفيز شخصية العام الثقافية إلسهامه المتواصل في إثراء‬ ‫الثقافة العربية بترجماته األصيلة لعيون األدب العربي الحديث إلى اللغة اإلنجليزية منذ منتصف القرن العشرين ودوره في التعريف‬ ‫بكالسيكيات األدب العربي في األوساط الجامعية والعلمية في الغرب ونشره لسلسلة كتب أطفال باللغة اإلنجليزية تربو على‬ ‫األربعين كتاباً مستوحاة من روائع األدب العربي‪ ،‬مما يقدم نموذجا لقيم األصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب‪.‬‬ ‫ودينيس جونسون ديفيز كندي األصل‪ ،‬أديب ومترجم عمل أستاذا في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد األول سابقا) وقام بترجمة‬ ‫مجموعة قصصية لألديب الكبير محمود تيمور رائد فن القصة القصيرة في العالم العربي بعنوان (أقاصيص من الحياة المصرية)‪،‬‬ ‫كما نشرت دار جامعة أوكسفورد للنشر ترجمته لمجموعة من القصص العربية المعاصرة‪.‬‬


125


‫جائزة الشيخ زايد للكتاب حضور إعالمي عربي وعالمي بارز‬ ‫ووكاالت األنباء والقنوات التلفزونية واإلذاعية ومواقع الشبكة‬ ‫العالمية ووسائل اإلعالم الحديث‪ ،‬وقد تسابقت نشرات األخبار في‬ ‫نشر ونقل أخبار وفعاليات وأنشطة الجائزة‪ ،‬وهذا األمر أدى إلى‬ ‫استقطاب الكثير من المبدعين والمثقفين من مختلف دول العالم‪،‬‬ ‫وشجع على النهوض بالحركة الثقافية في العالم العربي ككل‪.‬‬ ‫فمنذ إطالقها في أكتوبر عام ‪ 2006‬وجائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫تنفذ خططها اإلعالمية الشاملة‪ ،‬وقد تميزت تلك النشاطات اإلعالمية‬ ‫واإلعالنية التي قامت بها الجائزة بفاعليتها‪ ،‬حيث استخدمت جميع‬ ‫وسائل االتصال الجماهيري المتاحة بهدف اإلعالن عن الجائزة‬ ‫والترويج لها ونشر محتواها الثقافي من ناحية وتبيان أهميتها‬ ‫ومكانتها المتميزة بين الجوائز الثقافية األخرى من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وفي قراءة عابرة فاحصة ألوجه النشاطات اإلعالمية‪ ،‬نجد أن‬ ‫الجائزة بدأت بالبيانات والمقاالت الصحافية‪ ،‬حيث رصدت الجائزة‬ ‫من خالل المتابعة وعلى مدار دوراتها السابقة ما نشر في مختلف‬

‫‪126‬‬

‫وسائل االعالم المحلية والعربية‪ ،‬وكذلك في صحف عربية صادرة‬ ‫في أوروبا وذلك من خالل عشر وكاالت أنباء عالمية وبسبع‬ ‫لغات عالمية‪.‬‬ ‫وقد حرصت الجائزة أيضاً على أن يكون لها حضور في معارض‬ ‫الكتاب الدولية باعتبارها إحدى المنافذ المهمة لإلعالن عن الجائزة‬ ‫والتعريف بها‪ ،‬ونشر محتواها الثقافي والترويج لها في أوساط‬ ‫المهتمين بالشأن الثقافي سواء أكانت دور نشر وتوزيع باعتبار‬ ‫معارض الكتاب مراكز ثقافية‪ ،‬أم مثقفين وكتاباً‪.‬‬ ‫وقد كان للجائزة حضور فاعل منذ ‪ 2007‬في كبريات معارض‬ ‫الكتب المحلية والعربية والعالمية‪ ،‬كمعرض أبوظبي الدولي‬ ‫للكتاب ومعرض فرانكفورت الدولي ومعرض الكويت الدولي‬ ‫ومعرض الشارقة الدولي ومعرض القاهرة ومعرض نيويورك‬ ‫للكتاب‪ ،‬ومعرض لندن الذي أقامته الجمعية الملكية للفنون‬ ‫ومعرض بيروت عالوة على معارض عالمية أخرى كمعرض‬

‫الهند الدولي للكتاب‪.‬‬ ‫وتقيم الجائزة دورياً العديد من المؤتمرات الصحافية والندوات‬ ‫الفكرية‪ ،‬وتطلق سلسلة من المؤتمرات في عدد من الدول العربية‬ ‫واألجنبية‪ ،‬فعلى سبيل المثال ال الحصر أقامت الجائزة فعاليات‬ ‫في كل من البحرين والمغرب وتونس ومصر وبيروت والهند‬ ‫بهدف اإلعالن عن الجائزة وشرح أهدافها وآلية االشتراك بها‪،‬‬ ‫واإلجابة عن كل االستفسارات المتعلقة بها‪ ،‬إضافة إلى توزيع‬ ‫الكتيبات الخاصة بها‪ ،‬وقد استخدمت الجائزة أسلوب االتصال‬ ‫والمخاطبات المباشرة مع الجامعات والمراكز البحثية العلمية‬ ‫والجمعيات واالتحادات األدبية والثقافية على امتداد العالم العربي‬ ‫إضافة إلى سلسلة طويلة من اللقاءات الصحافية واإلذاعية التي‬ ‫غطت نشاطات الجائزة‪.‬‬ ‫ولم تغفل الجائزة أهمية مواقع التواصل االجتماعي كتويتر‬ ‫وفيس بوك والموقع اإللكتروني الرسمي الخاص بها‪ ،‬حيث‬


‫أطلق بصورة مبكرة بعد اإلعالن عن الجائزة باللغتين العربية‬ ‫واإلنجليزية‪ ،‬وسيتم تجديده قريبا وإعادة تدشينه من جديد‬ ‫بحلة تتماشى والتطور التقني السريع في عالم أصبح فيه‬ ‫الخبر يسابق الضوء‪ ،‬وسيكون الموقع اإللكتروني حلقة‬ ‫وصل بين المشاركين والمكتب اإلداري‪ ،‬من خالل استخدام‬ ‫نظام تسهيل حصول المشتكرين على االستمارات المتعلقة‬ ‫بفروع الجائزة المختلفة‪ .‬وكذلك التعريف بالفائزين وسيكون‬ ‫الموقع بمثابة وعاء لكافة المعلومات المتعلقة بأخبار الجائزة‬ ‫ونهرا تستقي منه وكاالت األنباء والمهتمون بأخبار الجائزة‪.‬‬ ‫وقد حظيت الجائزة بمتابعة واهتمام المواقع اإللكترونية‬ ‫المتخصصة في الشأن الثقافي واألدبي أو المتخصصة في‬ ‫الجانب الخبري منها‪.‬‬ ‫وبلغ عدد المواقع ومحركات البحث التي جاءت على ذكر‬ ‫الجائزة بمئات األلوف‪ ،‬خاصة محرك البحث العالمي غوغل الذي‬

‫ّ‬ ‫وثق ما يزيد عن ( ‪ )652,000‬خبر‪ ،‬وقد قام الكادر اإلداري‬ ‫للجائزة بتصنيفها وأرشفتها في ملف خاص يحتوي على‬ ‫جميع ما نشر عن الجائزة في المواقع اإللكترونية‪.‬‬ ‫كل هذه النشاطات اإلعالمية المكثفة والمدروسة‬ ‫والممنهجة تزامنت مع خطة إعالنية شاملة في الصحف‬ ‫المحلية والعربية والعالمية واإلعالن في الفضائيات العربية‬ ‫األكثر انتشاراً في العالم كقناة أبوظبي الفضائية وقناة العربية‬ ‫اإلخبارية‪ ،‬وقناة دبي‪ ،‬وقناة الجزيرة‪ ،‬إضافة إلى سي إن إن ‪،‬‬ ‫وبي بي سي ‪ ،‬وغير ذلك ‪ ..‬بمواعيد روعي فيها فارق التوقيت‬ ‫في األماكن المستهدفة باإلعالن والتي توجد بها الجاليات‬ ‫العربية كفرنسا وبريطانيا وأستراليا وأمريكا الشمالية‪.‬‬ ‫وقد أقامت جائزة الشيخ زايد للكتاب احتفاالت عالمية‬ ‫كبيرة في كافة دوراتها‪ ،‬وتحديدا في كل مرة كان يتم فيها‬ ‫اإلعالن عن الفائزين الجدد‪ ،‬وعادة ما كانت هذه االحتفاالت‬

‫بمثابة تتويج لنشاطاتها اإلعالمية‪ ،‬ولعلنا نستذكر أول حفل‬ ‫أقيم برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل‬ ‫نهيان‪ ،‬ولي عهد أبوظبي‪ ،‬نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‬ ‫لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وحضره العديد من أصحاب‬ ‫السمو الشيوخ وأصحاب المعالي الوزراء والشخصيات‬ ‫االعتبارية والفكرية‪ .‬كما دعي للحفل جمع غفير من وسائل‬ ‫اإلعالم المهمة وأعالم الثقافة واألدب والفكر والصحافة من‬ ‫مختلف دول العالم‪.‬‬ ‫إن الحضور اإلعالمي الهائل والكبير للجائزة في مختلف‬ ‫وسائل اإلعالم جاء نتيجة لتلك النشاطات مجتمعة‪،‬‬ ‫ونستطيع القول إن الجائزة حققت إنجازاً كبيراً‪ ،‬وأثبتت أنها‬ ‫حجزت لنفسها مكاناً مميزاً في ركن الجوائز العربية والعالمية‬ ‫المهمة التي تحتفي باإلبداع والمبدعين‬

‫‪127‬‬


‫العرب أون الين‬ ‫استعرضت صحيفة العرب اون الين ما َّ‬ ‫أكده الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس أمناء‬ ‫الجائزة من ضرورة الحرص الدقيق‪ ،‬والمسؤولية التامة‪ ،‬والموضوعية في إبراز معالم الدور الحقيقي المأمول‬ ‫الذي تسعى إليه «جائزة الشيخ زايد للكتاب» كونها الجائزة التي تقترن باسم الشيخ زايد بن سلطان آل‬ ‫نهيان‪ ،‬وما تحمله من أهداف ثقافية وإنسانية سامية على الصعيدين العربي والدولي في دعم المبدعين‬ ‫في مجال الفكر والثقافة بمختلف جوانبها‪َّ .‬‬ ‫رسخ اسمها في الحواضر‬ ‫وأكد أن ما حققته الجائزة حتى اآلن َّ‬ ‫الثقافية‪ ،‬وصارت مشروعا ثقافياً رائداً‪.‬‬ ‫«العرب أون الين »‬

‫‪National Arab American Times Newspaper‬‏‬

‫وكالة رويترز‬

‫جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة مستقلة تمنح من قبل هيئة أبوظبي‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب واحدة من الجوائز العالمية المرموقة‪ ،‬والممولة‬ ‫للسياحة والثقافة وتهدف إلى تعزيز وتنمية اإلبداع في الثقافة العربية‪ .‬وهي‬ ‫تمويال جيدا قائ ًال‪ « :‬نحن نشجع الكتاب الذين أسهمت أعمالهم في التنمية‬ ‫ً‬ ‫إثارة وتحدياً‪ ،‬تمنح الجائزة للشخصية‬ ‫تعكس أكثر األعمال الثقافية العربية‬ ‫اإلقتصادية‬ ‫الرؤية‬ ‫الثقافية في العالم العربي بالتقدم لترشيح أنفسهم لنيل الجائزة‪».‬‬ ‫الثقافية البارزة‪ ،‬سوا ًء كانت عربية أو دولية‪ ،‬بحيث أسهمت انجازاتها‬ ‫التسامح واألصالة‬ ‫يجسد قيم‬ ‫النشاط‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫تمثل مصدراً‬ ‫زايد للكتاب»‬ ‫وهذاالشيخ‬ ‫لـ«جائزة‬ ‫العلمية‬ ‫إثراءالهيئة‬ ‫أكد الدكتور كاظم جهاد أن عضويتهفيضمن‬ ‫راي هنانيا‬ ‫والتعايش السلمي‪- .‬‬ ‫لالعتزاز وتكريماً لشخصه‪ ،‬ومسؤولية يسعى من خاللها إلى اإلسهام في إنجاح أهداف الجائزة‪.‬‬ ‫«صحيفة الرؤية اإلقتصادية »‬

‫العرب أون الين‬ ‫أكد د‪ .‬علي راشد النعيمي على أهمية جائزة الشيخ زايد الكتاب وما وصلت إليه خالل أعوامها الخمس منذ‬ ‫تأسيسها‪ ،‬وقال‪« :‬لقد نجحت الجائزة خالل زمن قياسي في حجز مركزها كإحدى أكبر الجوائز األدبية‬ ‫قدراً وقيمة‪ ،‬على الساحة الثقافية العربية والعالمية على ح ّد سواء‪ ،‬وهو ما يبدو جل ّياً على الئحة فائزيها الذين‬

‫‪Global Arab Network‬‬

‫صحيفة الهدهد‬

‫جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة ثقافية مستقلة تأسست تحت رعاية ودعم‬ ‫إن استضافة جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز الشرق األوسط لجامعة‬ ‫من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪ .‬فالجائزة تهدف الى تشجيع المزيد من‬ ‫تعددت جنسياتهم واختلفت ثقافاتهم وتنوّ عت إبداعاتهم‪ ،‬فاجتمعوا تحت مظلة الجائزة على نهج واحد‪ ،‬وهو‬ ‫اكسفورد يتيح للجامعة فرصة االحتفال بالتميز في الحروف العربية وتشجيع‬ ‫المنح الدراسية واإلبداع من خالل مكافأة اإلنجازات الثقافية الهامة في الثقافة‬ ‫إعالء الثقافة ودعمها وتسليط الضوء عليها»‪.‬‬ ‫التبادل الثقافي بين أوروبا والعالم العربي»‬ ‫العربية‪ .‬وتقوم جائزة الشيخ زايد للكتاب بمكافئة المبدعين والمفكرين في‬ ‫وقال محمد الصوافي‪ ،‬مدير إدارة النشر في مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية «أن جائزة‬ ‫الدكتور يوجين روغان‬ ‫مجاالت الفنون والمعرفة والعلوم اإلنسانية‪ .‬ويتم تحديد الفائزين من خالل‬ ‫مدير منطقة الشرق األوسط لجامعة اكسفورد‬ ‫مبادئ علمية وموضوعية لتقييم جدارة أعمالهم اإلبداعية‪.‬‬ ‫الهدهد ‪ -‬أول صحيفة إلكترونية عربية ناطقة بأربع لغات عالمية‬

‫‪128‬‬


‫‪CNN‬‬ ‫إذا أردت أن تعمم أدبا في جميع أنحاء العالم العربي فإن جائزة الشيخ زايد‬ ‫للكتاب هي إحدى السبل للقيام بذلك‪.‬‬

‫سياسات اليومية‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب هي الجائزة الداعمة لنمو وتطور األدب والثقافة‬ ‫في العالم العربي وذلك من خالل تكريم وتشجيع األعمال العربية والفكر‬ ‫الثقافي العربي‪.‬‬ ‫الصحيفة الهندية سياست اليومية‬

‫الجارديان‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تحتفي بالكتاب تتميز بصرامة في المعايير ‪.‬‬

‫‪puku.co.za‬‬ ‫«إنه لشيء رائع أن نرى اعترافا واهتماما بالغاً في أدب الطفل في منطقة‬ ‫الشرق األوسط متمثلة في دولة االمارات العربية المتحدة‪».‬‬ ‫الشبكة اإلخبارية المتخصصة بكتب األطفال في جنوب أفربقيا ‪ -‬متخصصة‬ ‫في كتب األطفال في جنوب أفريقيا‪.‬‬

‫‪129‬‬


130


131


‫تؤمن جائزة الشيخ زايد للكتاب بأن اإلعالم لم يعد مجرد وسيط متعدد‬ ‫األشكال يقوم بإيصال الرسالة‪ ،‬بل تؤمن بمقولة ماكلوهان «إن الوسيلة‬ ‫هي الرسالة»‪ ،‬لذلك كان حرص الجائزة شديدا في أن تكون هي في حد‬ ‫ذاتها رسالة تطوير وتنمية وارتقاء بالمجتمع العربي من خالل عدد من‬ ‫اآلليات المدروسة بعناية‪ ،‬أول هذه اآلليات هو مجموعة المعايير التي يتم على‬ ‫أساسها اختيار األفضل من بين األعمال التي تؤمن الجائزة أنها تصب في‬ ‫صالح تحقيق أهدافها‪ ،‬وبذلك تضمن أن تتحول تلك المعايير المعلنة إلى سقف‬ ‫طموح يعمل المفكرون والمبدعون على الوصول إليه مما يرتقي باألداء‬ ‫الفكري واإلبداعي العربي بشكل عام فتتحق بذلك رسالة الجائزة ورؤيتها‪.‬‬ ‫ثاني هذه اآلليات هو اإلنتقال بالمنجز الفكري واإلبداعي الفائز بالجائزة في‬

‫‪132‬‬

‫فروعها المتعددة إلى دائرة النور‪ ،‬من خالل التركيز على وسائل اإلتصال‬ ‫المباشر والنوعي مثل المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمناظرات وغيرها‬ ‫من وسائل تتميز بصفات المباشرة بما تعنيه من حميمية وقدرة على االتصال‬ ‫المباشر بين الفائزين والجمهور ما يسمح بتالقح األفكار وتبادل وجهات‬ ‫النظر بشكل مباشر وحي‪ ،‬جنباً إلى جنب مع وسائل اإلتصال الجماهيري‬ ‫األخرى كالتليفزيون واإلذاعة والصحافة العامة والمتخصصة و وسائل اإلعالم‬ ‫الحديث كالصحافة اإللكترونية ومواقع التواصل االجتماعي التي تجمع بين‬ ‫مميزات اإلتصال الجماهيري وفي الوقت ذاته تسمح بإمكانية إجراء تواصل‬ ‫نخبوي نوعي تصاغ رسائله وفقاً لمعرفة وافية بمميزات وصفات ومتطلبات‬ ‫الجمهور المستهدف‪.‬‬


‫على هذا األساس تعددت النشاطات اإلعالمية واإلعالنية التي‬ ‫تقوم بها جائزة الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬وتنوعت مشاركاتها في‬ ‫العديد من المحافل الثقافية والعلمية‪ ،‬وذلك منذ البداية‪ ،‬وتحديداً‬ ‫في أعقاب دورتها األولى وتحديداً في الثاني من شهر أبريل عام‬ ‫‪ ،2007‬حيث باشرت األمانة العامة للجائزة بتنفيذ خطة إعالمية‬ ‫مبنية على معرفة دقيقة وواعية بدور اإلعالم واإلعالن ليس فقط‬ ‫في الدعاية والتعريف ولكن كذلك في التوعية والتثقيف وتهيئة‬ ‫المناخ المناسب لنمو األفكار الراقية التي تؤسس لها الجائزة في‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فقد تميزت الخطة اإلعالمية واإلعالنية لجائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب بشموليتها؛ حيث استخدمت جميع وسائل االتصال‬ ‫الجماهيري المتاحة بهدف اإلعالن عن وجودها والترويج للدور‬ ‫الراقي الذي تضطلع به‪ ،‬ونشر المحتوى الثقافي والفكري‬ ‫واإلبداعي الذي ترعاه وتهدف لتكريمه‪ ،‬باإلضافة إلى تبيان أهميتها‬ ‫وحيوية دورها‪ ،‬وتوضيح المكانة التي حازت عليها منذ دورتها األولى‬ ‫والمحافظة على الموقع المتقدم والمتميز الذي احتلته في المشهد‬ ‫الثقافي العربي والعالمي‪.‬‬ ‫حرصت الجائزة على دقة وجودة كل فعل يصدر عنها‪ ،‬فكانت‬ ‫حريصة على االحترافية في البيانات الصحفية التي تعلن من‬ ‫خاللها عن نشاطاتها‪ ،‬وكذلك على مستوى وجودة المؤتمرات‬ ‫والندوات والمحاضرات التي تنظمها والضيوف الذين تختارهم‬

‫بعناية للمشاركة فيها‪ ،‬مؤمنة أن كل عنصر من هذه العناصر إنما‬ ‫هو عنصر في الرسالة التي تخاطب بها الواقع العربي والعالمي‪،‬‬ ‫ومتفهمة لحقيقة أن النجاح وإن كان كلمة واحدة إنما هو في‬ ‫الواقع نتيجة لتضافر العديد من العناصر المعتنى بها والتي تصل‬ ‫مجتمعة إلى النجاح المنشود‪ ،‬فالوسيلة هي الرسالة ‪ -‬مرة أخرى‬ ‫ كما يؤكد ماكلوهان‪.‬‬‫وقد كان لتلك العناية الفائقة بالتفاصيل أثرها الكبير الذي تجلى‬ ‫في ذلك االهتمام الواسع الذي حظيت به جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫منذ إنطالقتها‪ ،‬من قبل وسائل اإلعالم‪ ،‬التي اعتبرت الجائزة‬ ‫الحدث الثقافي األبرز في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬وسلطت‬ ‫األضواء على الجائزة وأجرت العديد من اللقاءات مع الفائزين في‬ ‫الصحف والمجالت المتخصصة و التلفزيون والمواقع اإللكترونية‪،‬‬ ‫والتي أسهمت بشكل ملحوظ في الوصول إلى المهتمين‬ ‫بالشأن الثقافي واألدبي والفكري والمراكز العلمية البحثية واألدبية‬ ‫والثقافية سواء في العالم العربي أو العالم‪.‬‬ ‫وقد أسفرت تلك العناية في تحقيق أهدافها نوعياً وكمياً‪ ،‬فمن‬ ‫خالل المتابعة والرصد نجد أن عدداً كبيراً من الصحف والمجالت‬ ‫المتخصصة كتبت عن الجائزة منذ إنطالقتها مروراً بدورتها الثانية‬ ‫والثالثة فالرابعة والخامسة‪ ،‬ويالحظ أن العديد من الصحف‬ ‫والمجالت المتخصصة المحلية والعربية وكذلك الصحف العربية‬ ‫الصادرة في أوروبا المهتمة بالشأن الثقافي واألدبي ووكاالت‬

‫األنباء العالمية أغلبها تناقل أخبار الجائزة في عدة لغات منها‬ ‫العربية واإلنجليزية واأللمانية والفرنسية والروسية والهندية‬ ‫والكورية واألوكرانية واألوردية والكردية‪.‬‬

‫معارض الكتاب‬ ‫حرصت الجائزة على أن يكون لها حضور في معارض الكتاب‬ ‫الدولية‪ ،‬باعتبارها أحد أهم المنافذ لإلعالن عن الجائزة‪ ،‬ونشر‬ ‫محتواها الثقافي والترويج لها في أوساط المهتمين بالشأن‬ ‫الثقافي سواء كانت دور نشر وتوزيع أم مثقفين أم كتاباً‪.‬‬ ‫وتنظر الجائزة إلى مشاركاتها في معارض الكتاب باعتبارها‬ ‫تقليداً سنوياً وجزءاً محورياً من تواصل الجائزة مع الثقافات األخرى‬ ‫بهدف نشر ميراث الثقافة العربية المتجدد وفتح آفاق العالمية‬ ‫لفائزي الجائزة‪ ،‬تماشياً مع أهداف الجائزة التي تطمح إلى نهوض‬ ‫األدب العربي واالحتفاء بالمبدعين وتعزيز روح المبادرة والتنافس‬ ‫وانسجاما مع رؤية دولة اإلمارات العربية المتحدة في رعاية الثقافة‬ ‫والفكر واالبداع كأحد عوامل التنمية الشاملة المستدامة‪.‬‬ ‫وتتنوع أشكال مشاركة جائزة الشيخ زايد للكتاب في‬ ‫معارض الكتاب الدولية‪ ،‬سواء من خالل تخصيص جناح خاص‬ ‫بالجائزة يستعرض منجزات الجائزة ولوائح فائزيها ويضم كافة‬

‫‪133‬‬


‫إصداراتها والعديد من الكتيبات التعريفية بها‪ ،‬أو من خالل عقد‬ ‫الندوات والمحاضرات الثقافية التي تستهدف تسليط الضوء على‬ ‫محاور ثقافية وفكرية تصب في صالح المشهد الثقافي العربي‬ ‫وتعرف به‪ ،‬حيث يشارك فيها عدد من الفائزين بالجائزة و بعض‬ ‫أعضاء هيئتها العلمية‪.‬‬

‫المؤتمرات الصحفية‬ ‫أقامت الجائزة العديد من المؤتمرات الصحافية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫سلسلة من المؤتمرات في كل من البحرين والمغرب وتونس‬ ‫ومصر وبيروت‪ ،‬وكذلك في لندن ونيويورك ودلهي‪ ،‬حيث تم خالل‬ ‫تلك المؤتمرات التعريف بالجائزة وشرح أهدافها وآلية االشتراك‬ ‫بها‪ ،‬واإلجابة عن كل االستفسارات المتعلقة بها‪ ،‬إضافة إلى توزيع‬ ‫الكتيبات الخاصة بالجائزة‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫الندوات الثقافية والمحاضرات‬ ‫تعد الندوات الثقافية والمحاضرات من أهم األدوات التي‬ ‫تستخدمها جائزة الشيخ زايد للكتاب لتحقيق أهدافها التي‬ ‫تشتمل على احتضان اإلبداع الثقافي على المستوى المحلي كما‬ ‫العربي وتشجيع المواهب الشابة األدبية والوصول بها الى العالمية‪.‬‬ ‫وتحقيقاً لهذا الهدف عقدت الجائزة العديد من الندوات الثقافية‬ ‫والمحاضرات في مختلف العواصم العربية والعالمية‪ ،‬وتميزت تلك‬ ‫الندوات‪ ،‬في العادة‪ ،‬بحضور نخب من المفكرين واألدباء والصحفيين‬ ‫وجمهور من المثقفين والدبلوماسيين وممثلي المراكز الثقافية‬ ‫والمنظمات األدبية ودور النشر والتوزيع واالعالميين ‪.‬‬

‫محاضرة «دور الحضارات في إرساء أسس عالقات‬ ‫التعاون االستراتيجي العربي‪ -‬الصيني»‬ ‫شارك الدكتور علي بن تميم األمين العام لجائزة الشيخ زايد‬

‫للكتاب مدير مشروع «كلمة» للترجمة بهيئة أبوظبي للسياحة‬ ‫والثقافة في الدورة الرابعة لندوة الحضارتين العربية والصينية التي‬ ‫نظمتها وزارةالخارجية بدولة اإلمارات العربية المتحدة في العاصمة‬ ‫أبوظبي خالل الفترة من ‪ 26-29‬ديسمبر ‪ 2011‬الماضي‪.‬‬ ‫جاءت الندوة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي الذي‬ ‫تأسس عام ‪ ،2004‬ويعد بداية لمرحلة جديدة من التعاون‬ ‫السياسي واالقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدان العربية‬ ‫والصين‪.‬‬ ‫ناقشت الندوة التي شارك فيها مسؤولون ومثقفون من‬ ‫الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية واألمانة العامة لجامعة‬ ‫الدول العربية‪ ،‬أربعة محاور رئيسية استعرضت أهم القيم‬ ‫المشتركة بين الحضارتين ودورها في إرساء أسس عالقات‬ ‫التعاون االستراتيجي‪ ،‬وأهم الشخصيات التي أسهمت في الحوار‬ ‫الحضاري العربي الصيني ودور الثقافة العربية واإلسالمية وأهميتها‬


‫في تعميق المعرفة المتبادلة بينهما‪ ،‬وتحديد األولويات واإلجراءات‬ ‫المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصينوالدول العربية‪.‬‬

‫يصعب أال تلتقي الصين‪ ،‬البلد المؤثر اقتصادياً وسياسياً وثقافياً في‬ ‫العالم‪ ،‬بالعالم العربي الذي يملك خواص كثيرة مشتركة معه‪.‬‬

‫كما استعرضت الندوة واقع التعاون الثقافي العربي الصيني‬ ‫وسبل التعامل مع التحديات الثقافية التي تطرحها العولمة‬ ‫وتحقيق الرغبة المشتركة في تعميق المعرفة بالثقافتين العربية‬ ‫والصينية في الصين‪ ،‬والعالم العربي ومجاالت تفعيل التعاون‬ ‫الثقافي والفكري واالجتماعي بين الجانبين‪.‬‬

‫ودعا بن تميم إلى البحث عن المشتركات الثقافية والحضارية‬ ‫بين الطرفين‪ ،‬مؤكداً أهمية البحث في عناصر االختالف بغية‬ ‫فهمها أو ًال ثم تفكيكها‪ ،‬مشيراً إلى أن االحتكاك الصيني العربي‬ ‫فيما مضى هوالذي أهدى العالم صناعة الورق‪ ،‬وهي من وجهة‬ ‫نظره نقطة لقاء وتأسيس النطالق عالقات تبادل ثقافي الب ّد أن‬ ‫يسبقها تعارف ثقافي بين الشعوب العربية والشعب الصيني‪.‬‬

‫في مشاركته‪ ،‬قدم الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب‪ ،‬محاضرة حول «دور الحضارات في إرساء‬ ‫أسس عالقات التعاون االستراتيجي العربي‪ -‬الصيني»‪ ،‬تحدث‬ ‫فيها عن العالقات التاريخية بين الحضارة العربية والحضارة الصينية‬ ‫وأشار إلى أن هذا االتصال التاريخي يحتاج إلى المزيد من البحث‬ ‫واالستكشاف للتمكن من رؤية أبعاده كاملة وتقديم سرد دقيق‬ ‫له ولنتائجه‪ ،‬مشيراً إلى أنه في عالمنا المعاصر‪ ،‬عالم القرية الكونية‪،‬‬

‫واختتم بن تميم محاضرته باإلشارة إلى أن هذه المؤتمرات‬ ‫تشكل حاجة وضرورة للبدء بهذا االستكشاف الذي من دونه ال‬ ‫يستقيم حوار وال بناء ألية عالقات طموحة واستراتيجية‪.‬‬

‫الملتقى الثقافي لحاملي جائزة الشيخ زايد للكتاب‬ ‫على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب ‪ ،2011‬نظمت‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب ملتقى ثقافيا بعنوان «فائزون بجائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب»‪ ،‬بمشاركة مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع‬ ‫النشر والتوزيع لعام ‪ ،2008‬وقيس صدقي الحاصل على جائزة‬ ‫الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل ‪ ،2010‬أدار الملتقى الدكتور‬ ‫علي راشد النعيمي وحضره حشد من المثقفين والمترجمين‬ ‫وزوار المعرض‪.‬‬ ‫وقام الدكتور النعيمي بتقديم المشاركين منوها في البداية‬ ‫بأهمية جائزة الشيخ زايد الكتاب وما وصلت إليه خالل أعوامها‬ ‫الخمس منذ تأسيسها‪ ،‬وقال‪« :‬لقد نجحت الجائزة خالل زمن‬ ‫قياسي في حجز مركزها كإحدى أكبر الجوائز األدبية قدراً وقيمة‪،‬‬ ‫على الساحة الثقافية العربية والعالمية على ح ّد سواء‪ ،‬وهو ما يبدو‬ ‫‪135‬‬


‫جل ّياً على الئحة فائزيها الذين تعددت جنسياتهم واختلفت ثقافاتهم وتنوّ عت إبداعاتهم‪ ،‬فاجتمعوا تحت مظلة‬ ‫الجائزة على نهج واحد‪ ،‬وهو إعالء الثقافة ودعمها وتسليط الضوء عليها»‪.‬‬ ‫من جانبه قام محمد الصوافي‪ ،‬مدير إدارة النشر في مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‬ ‫باستعراض مسيرة المركز منذ تأسيسه في ‪ 1994‬مؤكدا دوره في مجال دعم القرار وخدمة المجتمع من‬ ‫خالل الدراسات والبحوث التي يقوم بها‪ ،‬ثم أضاف أنه أيضا يعنى بصناعة الكتاب من خالل التركيز على القيم‬ ‫والمعايير العلمية والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية ودعم الباحثين العرب‪.‬‬ ‫وقال الصوافي إن جائزة الشيخ زايد للكتاب كانت من أهم الجوائز التي حصل عليها المركز‪ ،‬انطالقا من‬ ‫االسم الذي تحمله والتقاليد الرفيعة التي أسستها الجائزة من أجل تقدير الباحثين وتشجيع التأليف العربي‬ ‫وإيصاله للعالمية ‪.‬‬ ‫يذكر أن فوز مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية بجائزة الشيخ زايد للكتاب عام ‪2008‬‬ ‫جاء لتميزه كماً وكيفاً في عدد العناوين المنشورة من تأليف وترجمة مع استقطابه لمجموعة كبيرة‬ ‫من المؤلفين والباحثين ومراعاة حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬وتفرع مجاالت إصداراته المنشورة في العلوم‬ ‫االجتماعية والعلمية‪ ،‬واهتمامه باالرتقاء بمستوى صناعة الكتاب وإخراجه‪ ،‬والتزامه برسالة النشر في خدمة‬ ‫الثقافة والمعرفة وكفاءته في التوزيع‪.‬‬ ‫من جهته استعرض الكاتب قيس صدقي تجربته في إنتاج القصة المصورة العربية «سوار الذهب» الفائزة‬ ‫بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل لعام ‪ 2010‬لما تقدمه من «موضوع مهم مرتبط بالبيئة العربية بصفة‬ ‫خاصة‪ ،‬ويدور حول تربية الصقور وتدريبها‪ ،‬موظفاً تقنية الشريط المصور التي تعتمد على الحوار والتعليقات‬ ‫المختصرة مع ربط أجزاء القصة ببعضها في نسق سردي متصل‪ .‬كما ينطوي الكتاب على قيم وأخالق عربية‬ ‫نبيلة مثل إكرام الضيف واحترام الكبار والرفق باليتيم والتكافل االجتماعي والمحافظة على التراث‪ .‬ويتميز‬ ‫كذلك بطرافته وسهولة أسلوبه والجمع بين اإلفادة والتشويق‪ ».‬كماجاء في مسوغات الفوز‪.‬‬ ‫وأوضح قيس أنه استخدم ثالثة محاور رئيسة في إنتاج عمله أولها وأهمها الثقافة المحلية التي لعبت دورا‬ ‫رئيسا في القصة باإلضافة للثقافة اليابانية التي تبلورت في القالب أو الهيئة (الرسومات) التي ظهرت فيها القصة‪،‬‬ ‫وأخيرا الثقافة العالمية التي تتمثل في طريقة السرد التي انتهجها الكاتب لزيادة التشويق وجذب القراء‪.‬‬

‫ندوة «الجوائز األدبية وأثرها على سوق الكتاب العالمي‪ :‬جائزة الشيخ زايد للكتاب»‬ ‫نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب ملتقى ثقافيا بعنوان «الجوائز األدبية وأثرها على سوق الكتاب العالمي‪:‬‬ ‫جائزة الشيخ زايد للكتاب»‪ ،‬بمركز السياسة واألدب والترجمة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب‪،‬‬ ‫بمشاركة الروائي الليبي إبراهيم الكوني‪ ،‬الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع اآلداب ‪ ،2008‬واألديب‬ ‫اإلماراتي ناصر الظاهري‪ ،‬أدار الملتقى المترجم هارتموت فينندريتش من ألمانيا‪ ،‬وذلك بحضور القائم بأعمال‬ ‫سفارة دولة االمارات في بون خالد بن غليطة‪ ،‬وجمع غفير من الكتاب والمثقفين األلمان والمهتمين بالثقافة‬ ‫العربية وزوار المعرض‪.‬‬ ‫قام هارتموت فيندريش بتقديم المحاضرين منوها في البداية بأهمية جائزة الشيخ زايد الكتاب مشيراً‬ ‫إلى أنها اضطلعت بدور إيجابي في التأسيس لحركة تأليف إبداعية وعلمية في العالم العربي‪ ،‬وأسهمت في‬ ‫جسر الهوة بين الثقافات‪ ،‬وتسريع نقل اآلداب المحلية إلى السياق العالمي‪ .‬ثم قام مدير الملتقى المترجم‬ ‫فيندريش الذي نقل أعمال العديد من الكتاب العرب إلى األلمانية من بينهم غسان كنفاني وإبراهيم الكوني‬ ‫وادوارد خراط وجمال الغيطاني وعالء األسواني بطرح عدة تساؤالت على المحاضرين تدور حول الخصائص‬ ‫التي تتميز بها جائزة الشيخ زايد للكتاب وكيفية تأسيس جوائز أدبية تثير حراكأ ابداعياً عالمياً‪.‬‬ ‫تعقيبا على األسئلة‪ ،‬أشار األديب ناصر الظاهري إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعد استثناء وما يميزها‬ ‫أنها تتوجه دائماً إلى أعمال تتميز بالجدة والعمق والتأثير دون النظر إلى بريق األسماء وتاريخ المبدع‪ ،‬ما عدا‬ ‫فرع شخصية العام الثقافية التي تمنح إلى شخصيات أسهمت في االلتقاء بين ثقافتين وأثرت تاثيرا ملحوظا‬ ‫في الثقافة‪ ،‬وأعطت بإخالص وتفان ألهداف إنسانية ولخدمة الثقافة‪ ،‬وقال‪ :‬بشكل عام فإن جائزة الشيخ‬ ‫زايد للكتاب نجحت في التأسيس لحركة ثقافية جديدة أدت إلى تطوير صناعة الكتاب‪ ،‬واقترح األديب ناصر‬ ‫الظاهري ضرورة أن تالزم الجائزة الفائز عن طريق تقديمه في المحافل الدولية وتسهم في نقل كتبه إلى‬ ‫اللغات األخرى‪ ،‬وتقوم أيضا بدعمه ورعايته ألنه بعد فوزه بالجائزة أصبح جزءا منها وسفيرا لها‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫حظيت الندوات والمحاضرات الثقافية التي أقامتها الجائزة بالعديد من‬ ‫النقاط التي ناقشها المحاضرون في حوار فكري سلط الضوء على‬ ‫بعد مهمة من أبعاد الثقافة ووضع الكتاب‬

‫‪137‬‬


‫من الصعب تقديم حصر شامل ودقيق لكافة الجوائز التي ُتمنح للكتاب في العالم في وقتنا‬ ‫الراهن‪ ،‬إال أنه يمكننا على األقل المساهمة بقراءة سريعة لهذه المنظومة بهدف إثراء معلومات‬ ‫القارئ الباحث والمهتم بحقل وعالم الجوائز التي تقدّر اإلبداع‪ ،‬هذا الحقل الذي يصنفه الغربيون‬ ‫حق ًال نقدياً مستق ًال‪ ،‬اعترافاً منهم بأهمية الجوائز وخطورتها كأداة يمكنها ‪ -‬إذا أُحسن‬ ‫استغاللها ‪ -‬أن تعيد بناء العالم‪ ،‬بينما في مقدورها ‪ -‬إذا ما أديرت بطريقة سيئة ‪ -‬تشويه كل‬ ‫منجز جميل‪.‬‬ ‫تتعدد وتتنوع تصنيفات الجوائز الممنوحة للكتاب عبر العالم باختالف وتعدد توجهات القائمين‬ ‫عليها وأهدافهم وتطلعاتهم‪ ،‬بداية من الجوائز المتخصصة من حيث النوع كالجوائز التي ُتمنح‬ ‫لكتب معنية بتخصص علمي دقيق أو لفرع بعينه من الدراسات األدبية مث ًال‪ ،‬أو كالجوائز المتخصصة‬ ‫من حيث جغرافية االهتمام‪ ،‬كتلك الجوائز التي تقتصر المشاركة فيها على الكتاب المنتمين إلى‬ ‫بلد أو منطقة وأقليم بعينه‪ ،‬في مقابل الجوائز األكثر توسعاً كالجوائز التي ُتمنح للكتب المعنية‬ ‫بالدراسات اإلنسانية أو اإلجتماعية أو العلوم الطبيعية بشكل عام والتي ال تضع قيوداً جغرافية‬ ‫على من يتقدم لنيلها‪.‬‬ ‫الملمح الجدير باالهتمام عند مالحظة منظومة جوائز الكتاب على مستوى العالم‪ ،‬هو وفرتها‬ ‫خاصة تلك المهتمة بفن أدبي أو تخصص علمي بذاته‪ ،‬مقابل ندرة تلك النوعية من الجوائز التي‬ ‫تهتم بالكتاب في معناه الواسع – بمفهومه الرمزي‪ ،‬باعتباره الرمز األهم للثقافة والمعرفة دون‬ ‫حدود جغرافية أو فكرية أو أيديولوجية‪ ،‬باعتباره وعاء العلم والمعرفة ووسيطهما منذ أن تحول‬ ‫اإلنسان من مرحلة الشفاهة إلى الكتابة‪ ،‬فالكتاب هنا هو كل وسيط يتمكن من نقل األفكار‬ ‫بين البشر– وفقاً لهذا المفهوم يكاد ينحصر وجود هذه النوعية من الجوائز في عدد قليل من‬ ‫الجوائز ‪ -‬يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة‪ -‬تأتي في مقدمة هذه الجوائز جائزة أمير أستورياس‬ ‫اإلسبانية التي تأسست في عام ‪ ،1980‬وتمنح سنوياً في حقول الفنون‪ ،‬واإلنسانيات‪ ،‬والعلوم‪،‬‬ ‫والتعاون الدولي‪ ،‬واآلداب‪ ،‬والعلوم االجتماعية والرياضة‪.‬‬ ‫تأتي جائزة الشيخ زايد للكتاب –بشموليتها‪ -‬لتضاف إلى هذه الفئة النادرة من جوائز الكتاب‪ ،‬بل‬ ‫وتعد أكثرها شمولية على مستوى التعدد النوعي‪ ،‬فهي بفروعها التسعة ‪« :‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد‬ ‫الشيخ زايد ألدب الطفل والناشئة‪ ،‬جائزة َّ‬ ‫للتنمية وبناء الدولة‪ ،‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد للترجمة‪ ،‬جائزة الشيخ زايد لآلداب‪ ،‬جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ال َّنقدية‪ ،‬جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات األخرى‪ ،‬جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات‬ ‫الثقافية‪ ،‬جائزة َّ‬ ‫الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية»‪ ،‬تعد أنموذجاً جديداً ومغايراً بين منظومة‬ ‫الجوائز العالمية‪ ،‬يتسم بالشمول الذي يمنحها قدرة أعلى على التأثير والبناء والتنمية‪ ،‬كما أنها‬ ‫من خالل حرصها على شفافية المعايير التي تحكمها نجحت في أن تتبوأ المكانة الجديرة بها‬ ‫بين كبريات جوائز الكتاب في العالم‪ ،‬باإلضافة إلى ما تمثله قيمتها المادية من حافز كبير مقارنة‬ ‫ببقية الجوائز العالمية‪ .‬كما أنها تغطي تخصصات ومجاالت لم تتطرق لها منظومة الجوائز‬ ‫العالمية باالهتمام من قبل مثل فرع أفضل تقنية في المجال الثقافي والذي تسعى من خالله‬ ‫إلى المساهمة في االرتقاء باإلنتاج اإلبداعي في مجاالت التقنية واالستفادة منها في تطوير‬ ‫الثقافة والتعليم‪ ،‬وهو مؤش ٌر ٌ‬ ‫دال على تعاملها مع الكتاب في معناه األوسع باعتباره وعاء العلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬وهو الفهم المستمد من المقولة الخالدة للراحل الكبير‪ ،‬المغفور له بإذن اهلل الشيخ‬ ‫زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه‪ :‬في مقولته الخالدة «إن الكتاب هو وعاء العلم والحضارة‬ ‫والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون واألمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها‬ ‫الحضارية والكتاب هو أساس هذه األصالة والعامل الرئيس على تأكيدها»‪.‬‬ ‫تشير إحصائية حديثة إلى أن عدد الجوائز األدبية المعروفة على مستوى العالم بلغ ما يقارب‬ ‫‪ 500‬جائزة‪ ،‬واعتمدت اإلحصائية على معايير تتكئ على عناصر الديمومة واالستمرارية وتلك التي‬ ‫ذات تاريخ متواصل‪ ،‬أو ذات منهج معلن وواضح‪ ،‬وتحظى بمكانة مرموقة أو تاريخ عريق أو شهرة‬ ‫دولية أو إقليمية أو وطنية‪ ،‬باإلضافة إلى القيمة التي تضيفها الجائزة من قيمة رمزية أو مالية‪.‬‬ ‫ووفقاً لهذه اإلحصائية‪ ،‬فإن الجوائز الخمسمائة التي تم حصرها توزعت على مجاالت اإلبداع‬ ‫األدبي المختلفة كالرواية‪ ،‬والقصة القصيرة‪ ،‬والشعر‪ ،‬والنص المسرحي‪ ،‬والنقد‪ ،‬وأدب الطفل‪.‬‬ ‫وتنوعت تلك الجوائز تبعاً لموطنها ولغتها ومعاييرها وقيمتها‪ ،‬وتصدرتها جائزة نوبل في‬ ‫اآلداب التي تأسست عام ‪ ،1901‬وهي األكثر شهرة وعراقة واألضخم‪ ،‬وتبلغ مكافأتها ما يزيد‬ ‫على مليون يورو‪ ،‬وجوائز األكاديمية األميركية للفنون واآلداب التي تأسست في عام ‪،1915‬‬ ‫وجائزة أكوتاغاوا اليابانية التي نشأت عام ‪.1935‬‬ ‫وقد أطلقت اإلحصائية صفة العالمية على الجوائز المفتوحة أمام جميع الجنسيات‪ ،‬وبلغ عددها‬ ‫‪ 12‬جائزة‪ ،‬من أشهرها جائزة نوبل‪ ،‬وجائزة هانز كريستيان أندرسن ألدب الطفل‪ ،‬وجائزة‬ ‫القدس التي نشأت عام ‪ ،1963‬وجائزة فرانز كافكا عام ‪.2001‬‬ ‫وفي تصنيف الجوائز ذات بعد محلي‪ ،‬تصدرت الواليات المتحدة األمريكية قائمة الدول المانحة‬ ‫للجوائز‪ ،‬وهي أكثر دولة يوجد بها جوائز أدبية‪ ،‬حيث يصل عدد جوائزها المؤسسية المعروفة‬ ‫والممنوحة في المجاالت اإلبداعية والنقدية إلى حوالي ‪ 70‬جائزة‪ ،‬أعقبتها نيوزيلندا‪ ،‬ويوجد لديها‬ ‫‪ 50‬جائزة مختلفة‪ ،‬ثم اليابان‪ ،‬بينما ُتمنح‪ ،‬في المملكة المتحدة‪ ،‬حوالي خمس وعشرين جائزة‪.‬‬ ‫‪138‬‬


‫‪ 500‬جائزة وجائزة‬ ‫ومن أشهر تلك الجوائز ذات السمعة العالمية جائزة بوليتزر‬ ‫للسرد المستمرة منذ العام ‪ ،1917‬وتضم في فروعها مجموعة‬ ‫من الجوائز والمنح تقدمها سنويا جامعة كولومبيا بنيويورك‪،‬‬ ‫وتحظى هذه الجوائز‪ ،‬التي مولت في األساس بمنحة من رائد‬ ‫الصحافة األمريكي جوزيف بوليتزر بتقدير كبير‪ ،‬وتتعدد مجاالت‬ ‫الجائزة لتشمل الخدمة العامة‪ ،‬والصحافة‪ ،‬واآلداب‪ ،‬والموسيقى‬ ‫ويصل عدد الجوائز الممنوحة سنويا إلى واحد وعشرين جائزة‪،‬‬ ‫أربع عشرة جائزة في مجال الصحافة‪ ،‬وست في مجال اآلداب‪،‬‬ ‫وواحدة في الموسيقى‪ ،‬إضافة إلى أربع منح في مجاالت متعددة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫كذلك جائزة نيوستاد الدولية لألدب‪ ،‬وهي جائزة تمنحها‬ ‫جامعة أوكالهوما كل عامين بدأت عام ‪1969‬م‪ ،‬و تعد ثاني أعظم‬ ‫جائزة أدبية بعد جائزة نوبل في األدب‪ .‬وتتألف الجائزة من ريشة‬ ‫نسر فضية‪ ،‬وشهادة و‪ 50‬ألف دوالر‪ .‬وجوائز الكتاب الوطني‬ ‫األمريكي‪ ،‬وتشمل عدة فئات هي فئة التأثير في األدب األميركي‪،‬‬ ‫فئة المساهمة المتميزة في الجماعة األدبية األميركية‪ ،‬فئة‬ ‫الرواية‪ ،‬فئة الشعر‪ ،‬فئة أدب اليافعين‪ ،‬وكذلك جائزة دائرة نقاد‬ ‫الكتاب الوطنية ‪ ،NBCC‬وجائزة أمباسدور للكتاب‪.‬‬ ‫ومن بين الجوائز التي ُتمنح في الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫جائزة الكتاب العربي األميركي التي أطلقت عام ‪ ،2007‬وهي‬ ‫جائزة يمنحها المتحف العربي األميركي بمدينة ديربورن بوالية‬ ‫ميشيغان‪ ،‬وهي موجهة لتشجيع الك ّتاب والمبدعين والباحثين‬ ‫في الواليات المتحدة األمريكية من أصول عربية‪ ،‬وتمنح في عدة‬ ‫حقول منها حقل الشعر‪ ،‬حقل األدب القصصي‪ ،‬حقل الدراسات‬ ‫والبحوث‪ ،‬حقل الكتابة لألطفال واليافعين‪.‬‬ ‫وهناك جائزة كتاب أنسفيلد وولف‪ ،‬التي تأسست في عام‬ ‫‪ ،1935‬وتمنح في مجاالت عدة‪ ،‬وهناك جائزة جانيت هيدنغر كافكا‬ ‫للسرد النسوي األميركي‪ ،‬منذ عام ‪ ،1975‬التي تماثل جائزة‬ ‫أورانج البريطانية للرواية النسوية‪ ،‬التي تمنح ألحسن رواية‬ ‫كتبتها امرأة باإلنجليزية‪.‬‬ ‫ومن الجوائز المهمة جائزة الكتاب الوطني‪ ،‬التي تهدف إلى‬ ‫دعم أفضل نتاج األدب األميركي‪ ،‬ونشره‪ ،‬تأسست عام ‪،1950‬‬ ‫وهناك جائزة وليم فوكنر للرواية‪ ،‬التي تأسست عام ‪ ،1980‬ومن‬

‫المعروف أن وليم فوكنر تبرع بقيمة جائزة نوبل‪ ،‬التي فاز بها‬ ‫عام ‪ ،1949‬لتشجيع الروائيين الجدد‪.‬‬ ‫أما الجوائز المخصصة لمواطني دول الكومنولث البريطاني‪،‬‬ ‫في اآلداب‪ ،‬فهي أربع‪ ،‬ومن أقدمها جائزة مان بوكر للرواية‪ ،‬التي‬ ‫أنشئت في عام ‪ ،1968‬وتمنح سنوياً ألفضل رواية مكتوبة باللغة‬ ‫اإلنجليزية‪.‬‬ ‫ومن أشهر الجوائز العالمية في إيطاليا جائزة مونديللو بريمو‪،‬‬ ‫التي تمنحها مدينة باليرمو‪ ،‬في صقلية‪ ،‬والتي نشأت عام ‪،1975‬‬ ‫وهناك جائزة غرينزاني كافور االيطالية‪ ،‬التي تأسست في عام‬ ‫‪ ،1982‬في مدينة تورينو‪ ،‬وهي ذات طبيعة عمومية‪ ،‬حيث يشارك‬ ‫في قراءة األعمال‪ ،‬والحكم عليها‪ ،‬عدد كبير من النقاد والكتاب‬ ‫والصحفيين والشخصيات األدبية اإليطالية‪ ،‬ويلعب الطالب دوراً‬ ‫بارزاً حيث تتشكل سبع عشرة لجنة من الطلبة في إيطاليا كلها‪،‬‬ ‫وتمنح الجائزة في سبعة ميادين تخص األدب اإليطالي‪ ،‬وخاصة‬ ‫الرواية‪ ،‬باإلضافة إلى جائزتها العالمية‪.‬‬ ‫وفي األدب الفرنسي هناك جائزة غونكور ‪ ،Goncourt‬وهي‬ ‫جائزة معنية باألدب المكتوب باللغة الفرنسية تمنحها أكاديمية‬ ‫غونكور «للعمل النثري األفضل واألخصب خيا ًال في العام» منذ‬ ‫عام ‪ ،1903‬وتتفرع مجاالت الجائزة لتشمل الرواية األولى‪،‬‬ ‫والقصة القصيرة‪ ،‬والشعر وأدب السيرة الذاتية‪ .‬جاء إنشاء‬ ‫الجائزة رداً على عدم قبول األكاديمية الفرنسية أدباء االتجاه‬ ‫الواقعي‪ ،‬مثل أونوريه دي بلزاك‪ ،‬وجوستاف فلوبير‪ ،‬وإميل زوال‪،‬‬ ‫ومن بعدها بسنة ظهرت الجائزة النسوية المشهورة‪ ،‬وهي‬ ‫فيمينا ‪.Femina‬‬ ‫وجائزة فيمينا األدبية وهي جائزة أدبية فرنسية مرموقة‬ ‫تمنح للرواية المكتوبة باللغة الفرنسية تأسست سنة ‪1904‬‬ ‫من طرف صحفيي مجلة الحياة السعيدة ‪La Vie heureuse‬‬ ‫في فرنسا‪ .‬وجائزة البقرة القارئة‪ ،‬وتسمى أيضا «جائزة كتب‬ ‫األطفال» وهي جائزة مخصصة لكتب األطفال والشباب‪ ,‬تمنحها‬ ‫مدينة زيورخ السويسرية ألفضل كتب األطفال‪ ،‬وقد تم أخذ‬ ‫اسم «البقرة القارئة» من اسم الجبنة الفرنسية الشهيرة‬ ‫«البقرة الضاحكة» ‪ . »La Vache qui rit‬وجائزة رينودو األدبية‪،‬‬ ‫وهي جائزة أدبية فرنسية مرموقة تمنح للرواية المكتوبة باللغة‬

‫الفرنسية تأسست سنة ‪ 1926‬من طرف مجموعة من النقاد‬ ‫والصحفيين‪.‬‬ ‫أما في األدب اإلسباني فإن أشهر جائزة هي جائزة ميجيل‬ ‫دو ثيربانتيس‪ ،‬التي أنشئت عام ‪ ،1976‬لتكريم المنجز اإلبداعي‬ ‫بأكمله‪ ،‬لكاتب يكتب باإلسبانية‪ ،‬وتمنح ألي من مواطني الدول‬ ‫الناطقة باإلسبانية‪ .‬ومنذ تأسيسها منحت لمواطني تسع‬ ‫دول‪ ،‬هي‪ :‬كوبا‪ ،‬األرجنتين‪ ،‬األوروغواي‪ ،‬تشيلي‪ ،‬والباراغواي‪،‬‬ ‫المكسيك‪ ،‬كولومبيا‪ ،‬البيرو‪ ،‬باإلضافة إلى إسبانيا ذاتها‪.‬‬ ‫أما من حيث القيمة المادية‪ ،‬فإن أغلى جائزة في العالم‪ ،‬من‬ ‫بعد جائزة نوبل‪ ،‬هي جائزة بريمو بالينتا اإلسبانية‪ ،‬التي تقدمها‬ ‫دارالنشر بالينتا منذ عام ‪ ،1952‬وتمنح لرواية مكتوبة باإلسبانية‪،‬‬ ‫وتصل قيمتها إلى ‪ 601‬ألف يورو‪ .‬ومنذ عام ‪ 1974‬صار الكاتب الذي‬ ‫يحل في المركز الثاني يحصل على جائزة قيمتها ‪ 150‬ألف يورو‪.‬‬ ‫وفي إسبانيا أيضاً جائزة نادال‪ ،‬وهي جائزة أدبية للرواية‬ ‫بدأت منذ عام ‪1944‬م‪ ،‬وتعد أقدم جائزة أدبية عرفتها إسبانيا‪،‬‬ ‫ويحصل الفائز فيها على ‪ 18‬ألف يورو‪ ،‬وانضمت تلك الجائزة في‬ ‫أوائل التسعينيات إلى مجموعة «بالنِتا»‪ .‬باإلضافة إلى جائزة معبر‬ ‫المضيق الدولية للقصة القصيرة التي تتخذ من إسبانيا مقراً لها‪.‬‬ ‫وفي ألمانيا توجد جائزة كاليست‪ ،‬وهي جائزة أدبية أنشئت‬ ‫عام ‪ 1912‬في ذكرى مرور ‪ 100‬عام على وفاة األديب األلماني‬ ‫هاينريش فون كاليست‪ ،‬وهي جائزة سنوية‪ ،‬وقد كانت أهم‬ ‫جائزة أدبية في فترة جمهورية فايمار‪ ،‬وتوقفت عام ‪ 1933‬بعد‬ ‫استيالء هتلر على الحكم في ألمانيا ثم عادت تمنح في سنة ‪.1985‬‬ ‫وتقدر قيمة الجائزة ب ‪ 20‬ألف يورو‪ ،‬ومن أبرز األدباء الذين حصلوا‬ ‫على هذه الجائزة ‪ :‬برتولت بريشت وهوجو فون هوفمانستال‬ ‫وأرتور شنيتسلر وأنا زيجرس‪.‬‬ ‫أما جائزة فنلنديا‪ ،‬وهي الجائزة األدبية األكثر شهرة في فنلندا‪،‬‬ ‫فتمنح سنوياً إلى مؤلف أفضل رواية و كتاب طفل والكتب غير‬ ‫الخيالية في فنلندا‪ .‬كما توجد في لوكسمبورغ جائزة سيرفيه‪،‬‬ ‫وهي جائزة أدبية تمنحها مؤسسة سيرفيه‪ ،‬بدأت منذ عام‬ ‫‪1992‬م‪ ،‬وتمنح ألي كاتب في لوكسمبورغ بغض النظر عن لغته‬ ‫أو نوع عمله األدبي سواء في الشعر أو المسرحية أو الرواية‪.‬‬ ‫‪139‬‬


‫منظومة الجوائز العربية‬ ‫أما عربياً‪ ،‬فنجد في تراثنا العربي القديم‪ ،‬مفهوم الجائزة حاضر‬ ‫بقوة حتى أن أصل كلمة جائزة حاضر في كتب اللغة والمعاجم‬ ‫وكذلك في ديوان العرب الشعر‪،‬وكذلك في جذر الكلمة مساحات‬ ‫شاسعة ورحبة جميعها في األغلب يقود إلى مفهوم الجسر‬ ‫والقنطرة والعبور ومجازة النهر كما أن الموروث الشفهي غني‬ ‫بمفهوم الجائزة ومرد ذلك إلى طبيعة حياة اإلنسان العربي الذي‬ ‫يدرك مفهوم التكريم وتقدير الجهود‪ ،‬ولعل بعضهم يستشهد‬ ‫بقول امرئ القيس في معلقته‬ ‫فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى‬ ‫عقنقل‬ ‫بنا بطن خبتٍ في قفاف‬ ‫ِ‬ ‫ويقصد بمعنى البيت أجاز الشيء واجتاز الموضع وتعدّاه‪ .‬أما‬ ‫عن التكريم والعطية والمكافأة فهناك قصص كثيرة تتناول‬ ‫تقدير المبدعين ولعل في المأثور التراثي أن المعلقات التي قيل‬ ‫أنها كانت تعلق على جدار الكعبة احتفاء وتكريما لكل مبدع في‬ ‫عالم الشعر وتعظيما لإلبداع‪.‬‬ ‫وفي عصرنا الحديث فقد كانت أول جائزة أدبية عرفها الوطن‬ ‫العربي هي «جائزة المغرب األدبية الكبرى» التي أنشأها عام‬ ‫‪ ،1925‬االستعمار الفرنسي في المغرب العربي‪ ،‬وبقيت حكراً على‬ ‫الفرنسيين حتى عام ‪ ،1949‬حين فاز بها األديب المغربي‪ ،‬وأحد‬ ‫رواد األدب الفرنكوفوني‪ ،‬أحمد الصفريوي‪ ،‬وأعيد إحياؤها بعد‬ ‫االستقالل عام ‪.1974‬‬ ‫وفي أوائل التسعينيات من القرن الفائت توسعت منظومة‬ ‫الجوائز العربية وتعددت أشكالها وأنواعها‪ ،‬ومن الجوائز العربية‬ ‫المهمة‪ :‬الجائزة العالمية للرواية العربية‪ ،‬المعروفة باسم البوكر‬ ‫العربية‪ ،‬وهي ثمرة تعاون مشترك بين المؤسسة التي تمنح‬ ‫جوائز البوكر في بريطانيا‪ ،‬وبين مؤسسة اإلمارات في أبو ظبي‪،‬‬ ‫وقد تم إعالنها في بداية عام ‪ ،2007‬وتبلغ مكافأتها المالية عشرة‬ ‫آالف دوالر لكل رواية تصل قائمة الترشيحات النهائية‪ ،‬وخمسين‬ ‫ُ‬ ‫إدارة الجائزة لجانَ التحكيم في كل عام‬ ‫ألف دوالر للفائز‪ ،‬وتغير‬ ‫وتتبع المعايير ذاتها الم ّتبعة في إجراءات الترشيح واالختيار كما‬ ‫في النسخة اإلنجليزية‪.‬‬ ‫وفي اإلمارات أيضاً هناك جائزة سلطان العويس التي تم‬ ‫انشاؤها في عام ‪ ،1987‬وتمنح كل عامين مرة‪ ،‬في مجاالت عدة‪.‬‬ ‫في اإلمارات كذلك تأسست جوائز الشارقة لإلبداع العربي‬ ‫في عام ‪1997‬م‪ ،‬بهدف تشجيع إبداع الشباب في الوطن العربي‪،‬‬ ‫وتمنح الجائزة لثالثة فائزين في كل من مجاالت الشعر‪ ،‬والرواية‪،‬‬ ‫والقصة‪ ،‬والمسرح‪ ،‬وأدب الطفل‪ ،‬والنقد األدبي‪ ،‬والسيرة الذاتية‪،‬‬ ‫وكذلك جائزة دبي الثقافية لإلبداع التي تمنح لمن هم تحت سن‬ ‫األربعين‪ ،‬وتشمل سبعة مجاالت‪ ،‬هي الشعر‪ ،‬والقصة‪ ،‬والرواية‪،‬‬ ‫والفنون التشكيلية‪ ،‬والحوار مع الغرب‪ ،‬والتأليف المسرحي‪،‬‬ ‫واألفالم التسجيلية‪ .‬وهي جوائز ذات صبغة عربية‪ ،‬ومنها كذلك‬ ‫جائزة شركة اتصاالت ألدب األطفال‪.‬‬ ‫* مصادر جمع المعلومات‪ :‬الشبكة العالمية‪ ،‬صحف ومجالت‪.‬‬

‫‪140‬‬

‫في اإلمارات كذلك هناك جوائز محلية منها جائزة اإلمارات‬ ‫التقديرية التي تقوم بتتويج جهود أبناء اإلمارات من األدباء‬ ‫والباحثين والفنانين في كافة المجاالت الثقافية تقديراً ألعمالهم‬ ‫التي خدمت اإلمارات وأضافت لتاريخها حصيلة مثمرة من اإلبداع‬ ‫والعلم‪ .‬وتتبدل فروع الجائزة سنويا بحيث تتيح الفرص لجميع‬ ‫المبدعين للترشح لها وبحيث تغطي كافة المجاالت الرئيسية‬ ‫للفنون واآلداب والعلوم‪ .‬باإلضافة إلى جائزة راشد بن حميد‬ ‫للثقافة والعلوم التي تشمل عدة فروع منها الشخصية اإلبداعية‬ ‫والبحث العلمي واإلبداع األدبي‪ ،‬والترجمة‪ ،‬والبحث الممول من‬ ‫جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم‪ ،‬والجهات الداعمة للبحث‬ ‫العلمي بين أبناء المنطقة والمقيمين فيها‪.‬‬ ‫في مصر هناك الكثير من الجوائز‪ ،‬كجائزتي الدولة التقديرية‬ ‫والتشجيعية‪ ،‬وجائزة الدولة للتفوق‪ ،‬وجوائز الهيئة العامة لقصور‬ ‫الثقافة‪ ،‬وجوائز اتحاد كتاب مصر‪ ،‬وجائزة محمود تيمور لإلبداع‪،‬‬ ‫وجائزة إحسان عبد القدوس للرواية‪ ،‬وجائزة عزالدين اسماعيل‪،‬‬ ‫وجائزة نادي القصة المصرية‪ ،‬وجوائز كتاب اليوم المصرية فى‬ ‫فروعها الثالث القصة القصيرة وشعر الفصحى وشعر العامية‪،‬‬ ‫وجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة التي يمنحها المركز القومي‬ ‫للترجمة سنويا‪ ،‬غير أنها كلها محلية تمنح لألدباء المصريين‪.‬‬ ‫إضافة إلى جوائز الكتب في معرض القاهرة في مجاالت اإلبداع‬ ‫والفكر‪.‬‬ ‫ولعل أبرز جائزة في مصر ذات بعد عربي‪ ،‬هي جائزة نجيب‬ ‫محفوظ للرواية العربية‪ ،‬التي تشرف عليها الجامعة األميركية‬ ‫في القاهرة منذ عام ‪ ،1996‬وتمنح كل عام ذكرى ميالد نجيب‬ ‫محفوظ‪ ،‬وقد جرت العادة أن تمنح الجائزة في عام لروائي عربي‬ ‫وفي عام آخر لروائي مصري‪.‬‬ ‫وكذلك جائزة ملتقى القاهرة لإلبداع الروائي العربي التي‬ ‫يشرف عليها المجلس األعلى للثقافة في مصر وتمنح للروائيين‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫من الجوائز العريقة في الساحة الثقافية العربية‪ ،‬جائزة أبي‬ ‫القاسم الشابي‪ ،‬التي بلغ عدد دوراتها‪ ،‬منذ تأسيسها في عام‬ ‫‪ ،1984‬أربعاً وعشرين دورة‪ ،‬تكريماً لشاعر تونس األشهر‪،‬‬ ‫وتشرف عليها وزارة الثقافة والتراث التونسية‪ ،‬ويتغير موضوع‬ ‫الجائزة في كل دورة ما بين الرواية والشعر والقصة القصيرة‬ ‫والنص المسرحي‪.‬‬ ‫في تونس كذلك توجد جائزة «كومار» لإلبداع الروائي باللغتين‬ ‫العربية والفرنسية‪ ،‬وتقدمها شركة تأمين تونسية تحمل‬ ‫اإلسم ذاته‪ ،‬وقد تم تأسيس الجائزة في عام ‪ 1994,‬وتمنح جائزة‬ ‫الكومار الذهبي لرواية باللغة العربية وأخرى باللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫في الجزائر تمنح جمعية «الجاحظية» الثقافية جائزة للرواية‬ ‫تهدف إلى تطوير التجربة الروائية في دول المغرب العربي‪ ،‬ودعم‬ ‫األصوات الروائية الشابة‪.‬‬

‫في المغرب جائزة محمد زفزاف للرواية العربية التي تمنح‬ ‫على هامش مؤتمر أصيلة الثقافي كل ثالث سنوات‪ ،‬بالتناوب مع‬ ‫جائزتي‪« :‬تشيكايا أوتامسي» للشعر األفريقي‪ ،‬و»بلند الحيدري»‬ ‫للشعراء العرب الشباب‪ .‬وفي المغرب ايضاً جائزة المغرب للكتاب‬ ‫التي تمتح في العلوم اإلنسانية وفي الدراسات األدبية والفنية‪.‬‬ ‫هناك جائزة الرواية العربية‪ ،‬التي يمنحها معهد العالم العربي‬ ‫في باريس ألفضل الروايات العربية المنشورة في فرنسا‪ .‬وتأتي‬ ‫في إطار المبادرات الثقافية لمجلس السفراء العرب‪ ،‬في فرنسا‪،‬‬ ‫بغية توطيد الحوار الثقافي بين العالم العربي وفرنسا‪ .‬وتمنح‬ ‫الجائزة لألعمال المكتوبة بالعربية والمترجمة إلى الفرنسية‪ ،‬أو‬ ‫المكتوبة بالفرنسية‪ ،‬وقد أنشئت الجائزة سنة ‪ ، 2008‬وتبلغ‬ ‫قيمتها ‪ 15‬ألف يورو‪.‬‬ ‫وفي السعودية هناك جائزة الكتاب السعودية التي تمنح‬ ‫سنوياً على هامش معرض الرياض الدولي الكتاب لعشرة كتب‬ ‫في مختلف التخصصات المعرفية‪.‬‬ ‫وجائزة خادم الحرمين الشريفين وهي جائزة تقديرية عالمية‬ ‫تمنح سنوياً لألعمال المتميزة‪ ،‬والجهود البارزة في مجال‬ ‫الترجمة‪ .‬وقد فاز في دورتها األخيرة مشروع كلمة للترجمة‬ ‫وجائزة الملك فيصل العالمية التي أنشأتها مؤسسة الملك فيصل‬ ‫الخيرية عام ‪1977‬م‪ ،‬وتمنح للعلماء الذين خدموا في مجاالت‬ ‫اإلسالم والدراسات اإلسالمية واألدب العربي والطب والعلوم‪.‬‬ ‫مؤسسة‬ ‫وجائزة أهم كتاب عربي‪ ،‬وهي جائزة سنويّة تنظمها ّ‬ ‫الفكر العربي لتشجيع التأليف النوعي للكتب المهمّ ة ذات االرتباط‬ ‫الوثيق بقضايا المجتمع العربي وتحديات العصر‪ ،‬وتشترط الجائزة‬ ‫أن يكون المؤلف متمتعاً بجنسية إحدى الدول العربية‪ ،‬وتستثني‬ ‫األعمال المترجمة إلى اللغة العربية‪.‬‬ ‫وفي لبنان توجد جوائز كتاب تعلّم االهتمام‪ ،‬وهي جوائز تقدمها‬ ‫جمعيّة خدمات التطوّ ع المكونة من مجموعة من المنظمات غير‬ ‫الهادفة للربح وهي مقصورة على الكتب التي تدعم ثقافة العمل‬ ‫التطوّ عي لدى الشباب العربي‪.‬‬ ‫وفي العراق أنشأت ّ‬ ‫منظمة كتاب بال حدود جائزة باسمها‬ ‫بالتعاون مع مجلس األعمال الوطني العراقي‪ ،‬وتمنح في حقول‬ ‫القصة القصيرة‪ ،‬والرواية‪ ،‬والشعر‪ ،‬والمقالة الصّ حفيّة‪.‬‬ ‫ويبقى أن نقول أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعتبر حتى اآلن‬ ‫أعلى جائزة عربية مثلت إضافة حقيقية وكبيرة ألمهات الجوائز‬ ‫العالمية باعتبارها تكرم النتاج العربي خصوصا واإلنساني عموما‬ ‫ومنفتحة على اآلخر ويتجلى ذلك في اتجاهات عدة سواء في‬ ‫فروعها في شخصية العام الثقافية أو في فرعها الثقافة العربية‬ ‫في اللغات األخرى وكذلك النشر والتقنيات الثقافية عالوة على‬ ‫الترجمة‪.‬كما أن قيمتها الفكرية والمادية تضعها في مصاف‬ ‫الجوائز التي حظيت باحترام عالمي في ظرف وجيز قياسا بعمر‬ ‫انطالقها‪.‬‬


141


142


‫إن منظومة القيم النبيلة التي رسخها المؤسس المغفور له‬ ‫بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان انطلقت من أرض‬ ‫الوطن الموحد لتشرق على األفق العربي واإلنساني وهي ذات‬ ‫القيم التي تعمل هذه الجائزة على تخليدها ويأتي في صلب ذلك‬ ‫تعزيز قيمة التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب‪ ،‬وتنمية‬ ‫اإلبداع في المجاالت العلمية واألدبية والفنية واإلنسانية‪.‬‬ ‫الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان‬ ‫ولي عهد أبوظبي‪ ،‬نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‬

‫‪143‬‬


‫الشيخ زايد والكتاب‬ ‫موروث حضاري متجدد‬ ‫كان من الطبيعي أن يتم إنشاء جائزة عالمية للكتاب تحمل اسم المغفور له بإذن اهلل تعالى‪ ،‬الشيخ زايد بن سلطان آل‬ ‫نهيان‪ ،‬طيب اهلل ثراه (‪ ،)2004 - 1918‬ألننا ال نقترب من سيرة هذا القائد الكبير ‪ ،‬إال وأدركنا مدى حضور الكتاب في حياته‪،‬‬ ‫وحرصه اإلستثنائي على أن يكون للكتاب حضور قوي في حياة الناس‪ .‬فقد عاش‪ ،‬طيب اهلل ثراه‪ ،‬يؤمن أن الكتاب خير من‬ ‫يعبرّ عن هوية األمة وحضارتها وهو المدخل المناسب للتعرف على اآلخر وإقامة حوار حضاري معه‪.‬‬ ‫وقد عبّر عن ذلك بمقولة تستحق أن تكون شعاراً لكل المشروعات الثقافية وأن تكتب بماء الذهب لما تنطوي عليه من‬ ‫قيمة معرفية ووضوح وصدق وإيجاز ‪« :‬الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون ‪ ،‬واألمم ال تقاس‬ ‫بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية‪ .‬والكتاب هو أساس هذه األصالة والعامل الرئيسي على تأكيدها»‪.‬‬ ‫وعندما نتأمل اليوم حقول جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب ال نجدها بعيدة عن التصورات التي صدر عنها وهو يتحدث‬ ‫عن قيمة الكتاب المعرفية ودوره الحضاري وهي تصورات ثقافية واعية تدل على عمق العالقة التي ربطت بين شخصية الشيخ‬ ‫زايد –رحمه اهلل‪ -‬والكتاب‪.‬‬ ‫لهذا ّ‬ ‫ظل الشيخ زايد حريصاً على الكتاب ‪،‬حرصه على الصدور‪ ،‬عن رؤية حضارية متف ّتحة‪ ،‬ترفض التعصب والجمود واالنغالق‪،‬‬ ‫وتؤسس لقيم إنسانية مشتركة‪ ،‬وليس أدل على ذلك من حرصه القوي على نشر التعليم بمختلف مستوياته و تصريحه ّ‬ ‫بأن‬ ‫«العلم كالنور يضيء المستقبل وحياة اإلنسان‪ ،‬ألنه ليس له نهاية وال بد أن نحرص عليه‪ ،‬فالجاهل هو الذي يعتقد أنه تعلم‬ ‫واكتمل في علمه أما العاقل فهو الذي ال يشبع من العلم‪ ،‬إذ أننا نمضي حياتنا كلها نتعلم»‪.‬‬ ‫ولو تتبعنا عالقة الشيخ زايد بالكتاب‪ ،‬لوجدنا أنها ابتدأت بالقرآن الكريم‪ ،‬فقد حفظ الشيخ زايد عدداً من آياته البينات‬ ‫وبقي على امتداد حياته يؤمن بأن كتاب اهلل الخالد يقدّم رؤية شاملة لمناحي الحياة المختلفة‪ ،‬مثلما ّ‬ ‫ظل على يقين بأن العدل‬ ‫ّ‬ ‫والحق و العقل هي مقاصد الشريعة ّ‬ ‫وأن للموروث العربي اإلسالمي دوراً أساسياً في تكوين األمة وهذا الموروث ال يشكل‬ ‫عند فهمه واستيعابه قيداً على التقدم بل هو الوسيلة لبلورة الشخصية الحضارية لألمة التي تستعصي على التبعيّة وتقاوم‬ ‫اإللغاء والتقوقع‪.‬‬ ‫كان الشيخ زايد ينطلق من قوله تعالى‪« :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذك ٍر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا‬ ‫ّ‬ ‫إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير» فالتعارف هو تجسيد للحوار الحضاري بين األمم‪ ،‬بد ًال من الصراع بينها‪،‬‬ ‫وتشجيع على التفاعل المثمر بين الشعوب بد ًال من القطيعة واإلقصاء والتعالي والصراع‪.‬‬ ‫وجائزة الشيخ زايد للكتاب بفروعها المتكاملة هي خير من يمثل هذا التعارف الحضاري المنشود‪ ،‬الذي يحتفي بالكلمة‬ ‫التي تجمع بين الجمال والفائدة وتسهم في صناعة مجتمع المعرفة‪.‬وقد تنوعت قراءات الشيخ زايد فشملت سير العظماء‪،‬‬ ‫كالرسول الكريم محمد‪ ،‬عليه الصالة والسالم‪ ،‬التي ظل يتأسى بها على امتداد حياته‪ ،‬وامتدت إلى شخصيات أخرى في عالم‬ ‫االبداع كشخصية أبي الطيب المتنبي‪ ،‬وقد كان من الطبيعي أن يعجب الشيخ زايد بشخصية أبي الطيب بكل ما تنطوي عليه‬ ‫شخصيته من حيويّة وتط ّلع إلى المجد وأن يعجب أشد اإلعجاب بشعره الذي يعتبر عصارة الشعر العربي وذروة بالغته‪.‬‬ ‫وإذا كان يصعب علينا أن نتتبع في هذا المقام قراءات الشيخ زايد فإننا نشير إلى أن عالقته بالكلمة تبلورت في جانبين‬ ‫حي نابض‪ ،‬وظل‬ ‫مهمين من جوانب شخصيته العظيمة هما‪ :‬شخصية القائد المؤسس الذي بنى دولة ووحدها في جسم ّ‬ ‫يحرص على تكوين مجتمع المعرفة المنشود فيها‪ ،‬وشخصية الشاعر الفارس الذي يفيض شعره بالعذوبة والرقة ويكشف‬ ‫عن ثقافة شعرية عريضة وذاكرة ثقافية واسعة وخيال يبشر بزمن مليء بالجمال والمحبة ‪.‬والجانبان يؤكدان معاً شخصية‬ ‫الفارس التي ظلت شخصية الشيخ زايد تجسدها‪.‬‬ ‫ويبقى الملمح األبرز في شخصية الشيخ زايد هو اهتمامه باإلنسان‪ ،‬فـ«اإلنسان هو أساس أية عملية حضارية» كما ظلّ‬ ‫ينادي‪ .‬فمن البعد ّ‬ ‫ظل الشيخ زايد ينطلق و غايته هو االنسان ألنه كما يقول‪« :‬محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا‬ ‫من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات ‪..‬ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً ال روح‬ ‫فيه ‪ ..‬وغير قادر على االستمرار‪ ،‬إن روح كل ذلك اإلنسان‪ .‬اإلنسان القادر بفكره‪ ،‬القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه‬ ‫المنشآت والتقدم بها والنمو معها» ‪.‬‬ ‫تجسد جائزة الشيخ زايد للكتاب في فلسفتها هذه الرؤية االنسانية النبيلة التي ما يزال صاحب السمو الشيخ خليفة‬ ‫بن زايد آل نهيان‪ ،‬رئيس الدولة‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬يثريها بعمق نظرته وسعة أفقه الحضاري‪ ،‬ويمنحها الفريق أول سمو الشيخ‬ ‫محمد بن زايد آل نهيان‪ ،‬ولي عهد أبو ظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬خالصة تجربته وواسع رعايته وحكمته ‪.‬‬ ‫وسنبقى نردد في جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب عجز بيت أبي الطيب ‪:‬‬ ‫«وخير جليس في الزمان كتاب»‬

‫‪144‬‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.