1
ِّ والمفكرين في مجاالت المعرفة والفنون « إن هذه الجائزة تهدف إلى تشجيع المبدعين والثقافة العربية واإلنسانية ،وتكريم َّ الشخصية األكثر عطا ًء وإبداعاً وتأثيراً في حركة الثقافة العربية ،إضافة إلى اإلسهام في تشجيع الحركة الثقافية واإلبداعية من خالل الكتاب تأليفاً ونشراً وترجمة ،وتوزيعاً». صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة اإلمارات العربية المتحدة حفظه اهلل
2
3
«إن أهمية االحتفاء بالمبدعين والمفكرين واألدباء والعلماء وحث الموهوبين على العطاء والتميز كانت وراء إطالق هذه الجائزة ،والتي تحمل اسم المغفور له بإذن اهلل تعالى الشيخ زايد ،صاحب األيادي البيضاء في جميع المجاالت ،وخاصة منحى الفكر والثقافة والعلوم واالبتكارات». الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي -نائب القائد األعلى للقوات المسلحة
4
5
6
الكتاب هو األساس إذا كان اإلنسان هو مجموع ما يحمل من رؤى وأفكار وقيم ونتاج ،فهو بذلك أقرب إلى كتاب يشير عنوا ُنه إلى ما يضمه بين دفتيه. والمدن كذلك كتب؛ كل مدينة كتاب يمكن للزائرين تصفحه وقراءة ما يحويه من مالمح وأفكار ،وكل حصاد كان بذرة وكل صرح كان فكرة وكل شارع فكرة ،وكل معلم رؤية ،وكل ميدان مقال. وكما أن األيام دول فالكتب بش ٌر والبشر كتب،والكتب ُ مدن والمدن كتب .واإلنجاز أيقونة ورسمٌ على األرض. بان ،تستلهم روحَ ها من روحه ،وتنهض على لكل كتاب كاتب يُستدل من كتابه عليه ،ولكل مدينة ٍ أفكاره ورؤاه مالمحُ ها ومالح ُمها فيتحدد كيا ُنها ،وكذلك هي أبوظبي. عندما أسس الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب اهلل ثراه ،أبوظبي المعاصرة ،فإنه بذلك أهدى العالمَ كتاباً مرجعياً في كيفية تأسيس نظم حضارة تستقي ما َء حاضرها من رحيق ماضيها، وتتزين لمستقبلها من زهو وأبهة تراثها ،وتضرب بجذور بنيانها الشامخ المتطلع إلى المستقبل في أعماق تربتها المفعمة باألصالة .وكتاب مثل هذا لجدير بأن يتم االقتداء واالحتفاء به. لخص المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد طيب اهلل ثراه ،خالصة رؤيته في كيفية بناء األمم عندما قال«:إن الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون ،واألمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية ،والكتاب هو أساس هذه األصالة والعامل الرئيس على تأكيدها» فقد جمع – رحمه اهلل -في مقولته الخالدة تلك بين الكتاب وبناء الحضارات باعتباره وعا ًء لما ينبغي أن يبني الناس عليه حضارتهم ،جامعاً في إيجاز بليغ وفكر فريد من نوعه عناصر البناء الحضاري في جملة واحدة« :العلم والحضارة والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون». من هذه المقولة التأسيسية ،انطلقت جائزة الشيخ زايد للكتاب ،تكريماً وتعظيماً للمعرفة التي أسس لها صاحبُها الذي حملت اسمه ،وأيضا تقديراً لكل مبدع ،واقتداء بتجربته الفريدة في بناء الحضارة على أساس من المعرفة بكافة أشكالها ،واستكما ًال لنهجه في تحويل المعرفة إلى علم يُنتفع به ونماذج تنموية يقتدى بها. ومن نهجه كذلك ،أبت جائزة الشيخ زايد للكتاب إال أن تكون إضافة نوعية وكيفية ،تستكمل بوجودها منظومة أمهات جوائز الكتاب العالمية وتضيف إليها ،فليس الفضل في أن نزيد إلى قائمة الجوائز العالمية جائزة جديدة ،إنما الفضل ،كما علمتنا تجربة الراحل الكبير ،أن نتجاوز المتاحَ ،ونثري المتوفرَ ،ونعزز نفع على البشرية .وهذا هو دأبنا في جائزة الشيخ زايد للكتاب ،نسأل اهلل أن يوفقنا ويجعل العائد من ٍ َ لأْ ض علماً وعمراناً وتحضراً ورقياً. في سعينا ما ينفع الناس ويَمْ ُك ُث فِي ا رْ ِ اس َفيَمْ ُك ُث فِي الأْ َرْ ض» .صدق اهلل العظيم « َفأَمَّا ال َّز َب ُد َفي َْذهَ بُ جُ َفا ًء وَأَمَّا مَا َي ْن َفعُ ال َّن َ
7
مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب معالي الشيخ
142
سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس أمناء الجائزة رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
أعضاء مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب س���ع���ادة :د .زك����ي نسيبة سعادة :مبارك حمد المهيري سعادة:محمدخلفالمزروعي س���ع���ادة :ج��م��ع��ة القبيسي سعادة :د .عبد اهلل الخنبشي
54
30
د .علي بن تميم
أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب
36
8
132
زايد بن سلطان آل نهيان
9
10
جائزة الشيخ زايد للكتاب.. شعلة حقيقية للتحديث والتنوير ال يُقاس عمر اإلنسان بما عاشه من أيام وسنين ،وإنما بما قدّم من ُمنجز ،وما أدى من مهام .وهكذا أيضاً يقاس عمر المشاريع ،ال سيما تلك النوعية من المشاريع التي تستلهم أنبل األهداف وأرفعها منزلة، بناء اإلنسان ،عبر تعزيز قيم العلم والثقافة والتحضر وتمتين قواعد التفكير والمعرفة ،وبناء جسور التواصل والتالقي بين الحضارات من أجل عمران الكون ورفاه اإلنسان. تنجح دائماً المساعي العظيمة ،ويخلدها الزمن طالما كانت قيادتها إيمان صادق وملهمها إخالص ال يتغير وإرادتها عزم ال يلين ،وتلك هي المعادلة التي طالما أثبتت نجاحها. في سنوات معدودة نجحت جائزة الشيخ زايد للكتاب بالوصول إلى المكانة التي تستحقها على الساحة العربية واإلقليمية والدولية ،وباتت حدثاً ثقافياً وعلمياً ودليالً موجهاً ،يشحذ المفكرون والباحثون والمترجمون قرائحهم من أجل استيفاء شروطه والتأهل لمعاييره ،وهو األثر الذي تسعى الجوائز العالمية إلى إحداثه، فالجائزة – إذا ما صيغت باحتراف وشفافية -كانت كهالة الضوء والجذوة في حلكة الليل يسترشد بها العظماء السائرون والرعاة والملهمون نحو أهدافهم العليا ،وهو بحمد اهلل ما نجحت جائزة الشيخ زايد للكتاب في التأسيس له عبر سنوات عملها القصيرة ،بحساب آلة الزمن ،الطويلة بحساب األثر. نجاح لم يأت من فراغ ،فالفضل في ذلك ،بعد توفيق اهلل ،راجع إلى الروح التي استلهمناها من الراحل الكبير المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيّب اهلل ثراه ،الذي علمنا أن العمل والعلم صنوان ال ينفصالن وال ينجح أحدهما دون اآلخر. ثم إلى كوكبة العلماء والمفكرين من ذوي الخبرة والمعرفة المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والروح العلمية الجادة ،ممن أسهموا في تأسيس الجائزة والرفع من مكانتها وفقاً ألحدث المعايير العلمية والمهنية، مما أسهم في تفعيل سعيها وتعزيز دورها وترسيخ حضورها الهادف إلى إعالء ُمنجز الثقافة العربية وإعادة طرحها بالصورة الالئقة بها كرائد من رواد الثقافة اإلنسانية ومكون رئيس في نسيج الثقافة العالمية. لقد تعلمنا من الشيخ زايد رحمه اهلل ،أن الثقافة والمعرفة هما أساس تقدم األمم وحجر الزاوية في الحضارة ومرتكز بناء اإلنسان .وانطالقاً من تلك الرؤية السديدة للراحل الكبير ،وتقديراً لمكانته ودوره الرائد في الوحدة والتنمية وبناء الدولة واإلنسان ،وإيمانا م ّنا بمنهج وفكر ومواقف وخطى الراحل الكبير ،كانت هذه الجائزة -كما في كل دورة من دوراتها -نبذل جهدنا لكي نجعلها نبراسا نمضي على ضوئه قدما. وأن تكون الجائزة اسماً على مسمى ،تعكس الرؤية الملهمة والروح الحضارية الفريدة واإلرث التنويري لصاحبها ،فتكون شعلة حقيقية للتحديث والتنوير في العالم العربي والعالم ،كما تكون مصدراً لالحتفاء بالمبدعين الشباب واالعتراف بدورهم في الحياة الثقافية ،لتلبي بذلك رؤى رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – حفظه اهلل– وتكون خير تعبير عن توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي ،نائب القائد األعلى للقوات المسلحة. إن طموح جائزة َّ الشيخ زايد للكتاب لهو أكبر على صعيد االنفتاح والشمول في الحوار والتواصل مع الشعوب والحضارات والثقافات من خالل التفاعل ،ومن خالل إيجاد كل الوسائل الناجحة والمفيدة؛ فالدورة القادمة ستشهد العمل بفرع جديد من فروعها ذلك هو فرع «جائزة َّ الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات َّ ولعل في هذا الفرع إضافة نوعية جديدة تسهم في توسيع دائرة االهتمام بخطاب اآلخر وهو يتأمُّل األخرى». الذات العربية ،ويقرأ واقعنا الثقافي وفكرنا وحضارتنا العربية ذلك الذي يكتبه بلغاته المتعدِّدة. نحن اليوم في جائزة الشيخ زايد للكتاب ،إذ نفخر بما حققناه من نجاح في سنوات قليلة ،فإننا نعترف بأن الفضل في هذا ،بعد المولى عز وجل ،راجع إلى اتباعنا نهج زايد القويم الذي أرسى أركان النهضة اإلماراتية األصيلة على دعائم تاريخنا وثقافتنا العربية الراسخة ،وفتح الباب إلى التعايش والتفاعل والتالقح مع كل جديد يحمل في طياته الخير للبشرية والرفعة لإلنسانية ،وال شك في أن إحياء أدبنا وفكرنا وثقافتنا وتقديمهم إلى العالم هو أحد أرقى المهام التي يمكن أن يقوم بها اإلنسان. يبقى أن نجدّد العهد بأن تظل هذه الجائزة أمينة لالسم الذي تحمله ،وأن تسعى دوماً إلى التجدد واالرتقاء خدمة إلنسان هذا الوطن وللثقافة العربية األصيلة ولكل قيم الخير والجمال والتحضر في كل مكان.
سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
11
جائزة الشيخ زايد للكتاب.. مواكبة دائمة من أجل التحديث والتطوير
مبارك حمد المهيري عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة
12
ستة أعوام مضت وجائزة الشيخ زايد للكتاب تسير وفق رؤية واضحة المعالم من حيث تعدُّد التخصصات المعرفية والعلمية واإلبداعية والثقافية التي ضمَّت فروعها ،ومن حيث اتباع المعايير العلمية في التحكيم بعيداً عن أية ميول أو رغبات تنافي الشرط العلمي والنزاهة األخالقية ،والباعث اإلبداعي الخالق. إال ّ رسخته الجائزة وعملت به منذ انطالقها ال يعني العزوف أن كل هذا الوضوح الراسخ والتقليد العتيد والذي َّ عن التطوير والتحديث ومواكبة كل ما استج َّد في الحراك الثقافي بعالمنا المعاصر ،خصوصاً في ظل المتغيرات المعقدة التي تبدو ظاهرة للعيان في سياقات الحياة المختلفة التي باتت تنعكس على الخطاب الثقافي والمعرفي. ولذلك تضافرت الجهود بنا ًء على توجيهات معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ،رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب ،على ضرورة إعادة ال َّنظر في ما من شأنه أن يواكب المتغيرات في الساحة المعرفية العربية والعالمية ،وذلك بالتوافق مع مجلس األمناء والهيئة العلمية للجائزة الذين أخذوا على عاتقهم تفعيل ال َّنظر من جديد ،وبعد ست دورات من عمر الجائزة ،فيما يمكن تحديثه أو تطويره أو دمجه أو تفريعه في فروعها. لقد توصَّ لت الجائزة ،وابتدا ًء من الدورة القادمة ،2013 – 2012إلى إطالق فرع جديد يُعنى بما يُكتب عن الثقافة العربية باللغات األخرى ،وهو فرع لم تأخذ به الكثير من الجوائز العربية لما يتطلَّب من جدارة وخبرة وجهود متواصلة تتابع كل جديد في هذا المجال ،وهو ما تتوافر عليه جائزة الشيخ زايد للكتاب من إمكانات بعد أن أصبح لها خبرة في التعامل مع الحواضر الثقافية في كل مكان بالعالم ،في ظل تجربة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خالل السنوات المنصرمة التي مدَّت الصالت مع الكثير من المثقفين والمؤسسات الثقافية في دول العالم. وعلى رغم وضوح الرؤية في فرعي اآلداب والفنون في الجائزة ،إال أن الفصل بين األعمال اإلبداعية والنقدية بدا ضرورة مهمة ،ولذلك تمَّ تحديث توصيف فرع اآلداب ليشمل «المؤلَّفات اإلبداعية في مجاالت ِّ الشعر ،والمسرح، والرواية ،والقصَّ ة القصيرة ،والسيرة الذاتية ،وأدب الرحالت ،وغيرها من الفنون» .بينما تم تغيير مسمى وتحديث توصيف فرع الفنون ليصبح المسمى الجديد« :جائزة َّ الشيخ زايد للفنون والدراسات ال َّنقدية» ،ويشمل «دراسات ال َّنقد التشكيلي ،وال َّنقد السينمائي ،وال َّنقد الموسيقي ،وال َّنقد المسرحي ،ودراسات فنون الصورة ،والعمارة، والخط العربي ،والنحت ،واآلثار التاريخية ،والفنون َّ السردي ،وال َّنقد الشعبية أو الفلكلورية ،ودراسات ال َّنقد َّ ِّ الشعري ،وتاريخ األدب ونظرياته». إن التفريع في المسميات والتوصيفات في بعض الفروع كان خطوة إيجابية على صعيد التحديث ،لكن الجائزة ارتأت أيضاً دمج بعض الفروع بغية تفعيل المشاركة أكثر ،لذلك قررت الجائزة دمج فرعين من فروعها هما :فرع الشيخ زايد للنشر والتوزيع ،وفرع جائزة َّ جائزة َّ الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي في فرع جديد اتخذ َّ اسم« :جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية» ،والذي «يُمنح لدور النشر والتوزيع الورقية ،ولمشاريع النشر والتوزيع واإلنتاج الثقافي ،الرقمية ،والبصرية ،والسمعية ،سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم لمؤسسات» ،لكي تكون الفرصة متاحة أكثر الستقبال الترشيحات أو ال َّنظر في ما يمكن ترشيحه للفوز بهذا الفرع المستحدث. وابتدا ًء من الدورة السابعة أيضاً ،2012-2013قرَّرت الجائزة تعديل توصيف فرع جائزة المؤلِّف الشاب ،والذي ُّ بالترشح للجائزة من خالل هذا الفرع الذي أصبح تمَّ فيه إعطاء المنجز الجامعي «األكاديمي» فرصة المشاركة توصيفه يشمل« :المؤلَّفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية ،والفنون ،واآلداب ،باإلضافة إلى األطروحات العلمية المنشورة في كتب على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً». ّ إن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعمل بروح وثابة دائمة من أجل مواكبة كل المتغيرات والتطورات في عالم المعرفة والثقافة واإلبداع ،واالستجابة لها بما يتفق مع رؤية الجائزة.
جائزة الشيخ زايد للكتاب.. ِّ متدفق العطاء إنجاز ح َّققت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الحالية ،الدورة السادسة ،2012 – 2011حضوراً عالمياً نوعياً الفتاً ،فعلى صعيد فرع «جائزة الشيخ زايد ألفضل تقنية ثقافية» كان اختيارها لمدينة كتاب باجو الكورية التي تعد واحدة من أبرز معالم التنمية الثقافية الخاصة بإنتاج الكتاب في العالم المعاصر من حيث أصالة الرؤية وجدوى األهداف،وقد تأسست منذ عام ،1989وحملت على عاتقها حصر كل العمليات التي تندرج في مجال صناعة الكتاب من تخطيط وطباعة وتصميم فني وتنسيق لوجستي ونشر في حيِّز مكاني متخصِّ ص واحد ،باإلضافة إلى توفر مكتبتين ضخمتين للزائرين ،وصالة عرض لألفالم المرتبطة باألدب والثقافة ،وتنظيم مهرجانات ثقافية عدة لألطفال ،ومنتديات حوارية مع أبرز الكتاب والمؤلِّفين سنويا. لقد كان منح جائزة الشيخ زايد لفرع شخصية العام الثقافية نوعياً أيضاً ،وذلك عندما وقع االختيار على منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» التي استطاعت ،ومنذ إنشائها عام ،1945أن تح َّقق إنجازات كبرى على صعيد المحافظة على التراث اإلنساني ،والتعريف بالثقافات والفنون ،والمساهمة في نشر التعليم والثقافة ،وهي إنجازات صارت ملموسة في أقطار عدَّة بالعالم. أما اإلنجاز الثالث لدورة العام الحالي فيكمن في منح جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع النشر والتوزيع إلى دار نشر عريقة ،هي «بريل للنشر» ،المؤسسة الثقافية الهولندية العتيدة المشهورة بنشرها للموسوعات اإلنسانية ،واألعمال المرجعية الخاصة بالثقافة العربية كالموسوعات واألطالس ،فضالً عن كونها من أكبر المسوِّقين للكتب النادرة الخاصة بالعالم العربي واإلسالمي خالل أكثر من ثالثمائة عام ،ناهيك عن التزامها بتطبيق المعابير الخاصة بحقوق النشر والملكية الفكرية. ً إن هذه المؤسسات الثقافية الثالث التي حظيت بتكريم جائزة الشيخ زايد للكتاب هذا العام ال ُّ وأصالة تقل أهمية وابتكاراً عن بقية الجوائز التي منحت في هذه الدورة لعدد من الكتب الفائزة ،ومنها جائزة فرع أدب الطفل التي حظيت بها رواية «الفتى الذي أبصر لون الهواء» للكاتب اللبناني عبده وازن ،والتي تناولت شخصية فتى من ذوي االحتياجات الخاصَّ ة تحدى أعباء الحياة ومصاعبها ،وشق طريقه في سبيل تحقيق طموحاته رغم العوائق ،وهي الرواية التي صبَّها وازن في قالب سردي متخيَّل سلس األسلوب واضح الرؤية. ِّ المفكر التونسي الدكتور أبو يعرب المرزوقي األولى لنص الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل «أفكار ولعل ترجمة ممهدة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية» لتع ُّد إنجازاً ترجمياً يستحق بجدارة الفوز بفرع الترجمة في جائزة هذا العام ،لكون الكتاب هو أحد المؤلَّفات الكبرى في فلسفة الظاهريات الحديثة ،كما أن ترجمته جاءت على درجة عالية من الدقة والوضوح والوعي بأهمية استخدام المصطلح الفلسفي القريب إلى الذائقة العربية وإلى األمانة العلمية. أما في فرع المؤلِّف الشاب ،فقد مُنحت الجائزة هذا العام لألستاذة ليلى العبيدي من تونس عن كتابها «ال َف َك ُه في اإلسالم» الذي تميز باألصالة في موضوعه ،وفي المعالجة التاريخية للنصوص ،وفي منهجية التحليل والمقارنة والتخريج ُ يرتبط ،بدوره ،بالجوانب الذاتية والمزاجية والنفسية العلمي ،فضالً عن متابعة الجانب األهوائي في الثقافة العربية الذي في حياة األشخاص. مثلما في الدورات السابقة ،تمضي جائزة الشيخ زايد للكتاب في طريق تحقيق اإلنجاز النوعي المتد ِّفق العطاء لتتجلى في دورتها السابعة بمزيد من الفعل النهضوي الخالق ،وتلك هي رسالة أبوظبي في نهضتها الثقافية دائماً.
جمعة القبيسي عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب مدير دار الكتب الوطنية
13
د .علي بن تميم :من أولى مسؤولياتنا أن تكون الجائزة اسماً على مسمى، تعكس الرؤية الملهمة والروح الحضارية الفريدة واإلرث التنويري للشيخ زايد تحظى جائزة الشيخ زايد للكتاب بمكانة بارزة ثقافياً وعلميا ،واحتلت في سنوات قليلة الحضور الذي تستحقه على مستوى المنطقة والعالم ،وتضم الجائزة إضافة إلى مجلس أمنائها ،هيئة علمية ،يشهد ألعضائها بالكفاءة والنزاهة والروح العلمية الجادة ،ويرأس الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب ،الدكتور علي بن تميم وتضم في عضويتها كال من :د .علي راشد النعيمي من اإلمارات العربية المتحدة، ود .سعيد محمد توفيق من مصر ،ويورغن بوز من ألمانيا ،ود .خليل محمد الشيخ من األردن ،ود .مسعود عبد اهلل ضاهر من لبنان ،ود. كاظم جهاد حسن من العراق -فرنسا ،ود .محمد بنيس من المغرب ،و د .سهام عبد الوهاب الفريح من الكويت. وتتولى الهيئة العلمية للجائزة اختيار المحكمين في كل فرع من فروع الجائزة ،وتحديد آليات عمل لجان التحكيم واجتماعاتها واآلليات الم ّتبعة لتقييم األعمال المرشحة وذلك بما يتفق والنظام األساسي للجائزة ،والنظر في توصيات ونتائج لجان التحكيم ورفعها مشفوعة بتوصياتها إلى مجلس أمناء الجائزة ،والتوصية إلى مجلس األمناء بحجب الجائزة في أي فرع من فروعها متى توفرت األسباب الموجبة لذلك ،والتوصية إلى مجلس األمناء بسحب الجائزة من أي شخص سبق له الفوز بها متى توفرت األسباب المبررة لذلك ،والتوصية بأية فروع جديدة للجائزة أو إلغاء بعضها ،والنظر في أية موضوعات يحيلها األمين العام ورفع التوصية المناسبة بشأنها إلى مجلس األمناء. يقول الدكتور علي بن تميم األمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب :من أولى مسؤولياتنا أن تكون الجائزة اسماً على مسمى، تعكس الرؤية الملهمة والروح الحضارية الفريدة واإلرث التنويري للمغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكما تصدّى الراحل الكبير لمهمات جسام ّ تمثلت في بناء الدولة على أسس سليمة متينة ،وبخطى شجاعة ومدروسة ،جعلتها ّ بحق من التجارب الرائدة على مستوى العالم ،وكما أنه جعل اإلمارات منارة حقيقية من منارات األصالة والمعاصرة والتسامح والتالقي ،فإن على الجائزة التي تحمل اسمه أن ترتقي إلى هذا المستوى من الريادة في مجال المعرفة واإلبداع ،فتكون شعلة حقيقية للتحديث والتنوير في العالم العربي والعالم ،كما تكون مصدراً لالحتفاء بالمبدعين الشباب واالعتراف بدورهم في الحياة الثقافية ،لتلبي بذلك رؤى رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – حفظه اهلل ورعاه – وتكون خير تعبير عن توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي ،نائب القائد األعلى للقوات المسلحة ،حفظه اهلل». الجدير بالذكر أن الجائزة تحظى بدعم ال محدود من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه اهلل ،والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة ،وأضحت الجائزة تسهم بشكل متزايد في تحفيز الثقافة والمثقفين والناشرين العرب ،وتعزيز المشهد الثقافي العربي والدولي عبر التركيز على المبدعين العرب واألجانب في مجاالت التأليف والنشر.
14
ٌ شرف يتجدّد د .علي النعيمي:
د .كاظم جهاد حسن :مساهمة فريدة
يعلق د.علي النعيمي الذي شغل منصب عضو الهيئة االستشارية السابق لجائزة الشيخ زايد للكتاب ،بشأن انضمامه للهيئة العلمية قائال« :لقد رافقت الجائزة منذ بداياتها وشهدت نموّ ها وتطوّرها حتى يومنا هذا ،لتندرج كإحدى أكبر الجوائز العربية ال بل العالمية قيمة وقدراً .وإن ٌ يتوسع لتوظيف طاقاتنا لرفعة شرف يتجدد ،ومجال اختياري كأحد أعضاء الهيئة العلمية هو ّ الثقافة واألدب ،على نهج والدنا المؤسس الشيخ زايد».
الوطني للّغات العربي القديم واآلداب المقارنة في «المعهد يعمل د .كاظم جهاد أستاذاً لألدب ّ ّ والحضارات الشرقيّة» بباريس .وهو يعلّق على عضوية الهيئة العلمية للجائزة ،بالقول« :قرّ رت األمانة العامّ ة لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن تدعم عمل لجانها التحكيميّة ابتدا ًء بهيئة علميّة يسرّ ني أن أكون أحد أعضائها اآلتين من مختلف البلدان واللّغات .وبصنيعها هذا فهي تمنح جوائز العربي صيغة فريدة كانت بحاجة إليها». اإلبداع في العالم ّ
أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال ورئيس قسم الفلسفة بآداب القاهرة ،على انضمامه للهيئة العلمية يقول« :أسعدني انضمامي الى عضوية الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب خصوصاً انها تحمل اسم مؤسس دولة االمارات العربية المتحدة الراحل الكبير الشيخ زايد رحمه اهلل ،وأتمنى أن تتصدر الجائزة قائمة الجوائز العربية والعالمية ودوام رفعتها وتقدمها».
يعمل أستاذاً للشعر العربي الحديث في جامعة محمد الخامس – أكدال .وأحد أهم شعراء الحداثة في العالم العربي .نشر أكثر من ثالثين كتاباً ،في الشعر والنصوص والدراسة والترجمة. وهو يرى أن «جائزة الشيخ زايد للكتاب» رمز نبيل لالعتراف بدور ومكانة الكتاب في تحديث العالم العربي .وهي بذلك ،تهدف إلى مساندة قيم الحرية واإلبداع،
د .سعيد محمد توفيق :دوام التقدّم
أ.د .مسعود ضاهر :خصوصية واضحة
الدكتور مسعود ضاهر حائز على دكتوراه دولة في التاريخ االجتماعي من جامعة السوربون، باريس األولى :يقول« :رغم معرفتي الواسعة بكثرة عدد المراكز العلمية والمؤسسات الثقافية المهتمة بجودة االنتاج الثقافي العربي وتكريم المبدعين ،فإن جائزة الشيخ زايد للكتاب تص ّنف ضمن قلة نادرة من المؤسسات الثقافية العربية التي أخذت على عاتقها تكريم المبدعين العرب على قاعدة الكفاءة الشخصية بالدرجة األولى».
أ .د .خليل الشيخ :اكتشاف الطاقات الفاعلة
يعمل الدكتور خليل الشيخ أستاذاً ورئيساَ لقسم اللغة العربيّة في جامعة اليرموك ،في المملكة األردنية الهاشمية .حصل الشيخ على درجة الدكتوراه من جامعة فريدريش فيلهم – بون – ألمانيا عام 1986في الدراسات النقديّة المقارنة ،يعلّق على انضمامه للهيئة قائال« :سجلت جائزة الشيخ زايد للكتاب في غضون السنوات القليلة التي مرت على إنشائها حضوراً الفتاً ،وحظيت باحترام كبير ،ألن الجائزة ،بفروعها التسعة تنبثق من منظومة إنسانية عليا وتصدر عن رؤية حضارية تقدّر اإلبداع والمبدعين».
د .محمد بنيـس :مساندة لقيم الحرية واإلبداع
الدكتورة سهام الفريح :دقة متناهية في التحكيم
باحثة وأكاديمية في جامعة الكويت ،حصلت على درجة الدكتوراة في األدب العربي القديم من جامعة القاهرة لها اكثر من 16كتابا في مجاالت التربية واالعالم والقضايا االدبية واالجتماعية واالنسانية والعديد من البحوث والدراسات وعن عضويتها في الجائزة تقول« :إن جائزة الشيخ زايد للكتاب اكتسبت سمعة علمية وأدبية عالية امتدت الى خارج أقطار العالم العربي وذلك لما تميزت به من دقة متناهية في التحكيم ،فلم يصل الى درجة الفوز منذ إنشائها وابتكارها إال األعمال المتميزة بأصالتها وجدتها في كل مجاالت الجائزة».
يورغن بوز :شرف عظيم
مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وناشر مخضرم ،وهو يرأس معرض فرانكفورت منذ العام .2005يقول بوز« :إنه لشرف عظيم لي أن انضم الى الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب وسأبذل ما بوسعي لتحقيق النجاح للجائزة».
15
16
البير حبيب مطلق :تعتز الجائزة بهذه الكوكبة من الفائزين وأعمالهم
إبراهيم الكوني :الجائزة نجحت في تجاوز تحديات القوانين األدبية في الغرب
محمد بن عيسى :الجائزة نجحت في التأسيس لحركة ثقافية جديدة أدت إلى تطوير صناعة الكتاب
ال يخفى على المتابع الضالع والباحث المطلع على المشهد الثقافي في العالم العربي ما قدمته جائزة الشيخ زايد للكتاب ،لكل المثقفين والمبدعين العرب في كافة المجاالت ،فقد أضحت الجائزة مصدر إلهام لكل من يبحث عن فرصة تقييم عمله على أيدي كبار المفكرين والخبراء في كافة مجاالت المعرفة ضمن جائزة تأسست على نهج وفكر حكيم العرب ،المغفور له بإذن اهلل تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه ،فقد كان رحمه اهلل مؤمنا بالعقل العربي وباإلبداع العربي والطاقات اإلبداعية ،ومؤمنا أيضا بفكرة تقدير وتعظيم اإلبداع ولعل أفعاله التي سبقت أقواله أصبحت اليوم نورا يضيء طريق اإلبداع ،عالوة على أن الجائزة قدمت فرصة ثمينة لكل المثقفين للمنافسة ،فرصة مهمة تتماشى مع الغاية كونها أعلى منصة تكريم حتى اآلن في العالم العربي. في هذا االستطالع نتناول آراء نخبة مهمة من المبدعين العرب:
يصف محمد الصوافي ،مدير إدارة النشر في مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ،جائزة الشيخ زايد للكتاب بأنها أهم الجوائز التي حصل عليها مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ،ويضيف :إن الجائزة اكتسبت أهميتها أو ًال من االسم الذي تحمله ،وإنها رسخت هذا االحترام عبر اتباعها للتقاليد الرفيعة في اختيار وتقدير الفائزين من الباحثين والمبدعين وتشجيع التأليف العربي وإيصاله للعالمية . إبراهيم الكوني :جائزة الشيخ زايد للكتاب تعيد النظر في إمكانية تقبل األدب العربي عالمياً أما الروائي إبراهيم الكوني الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب – فرع اآلداب -عام 2008فيشيد بالدور الذي قامت به جائزة الشيخ زايد للكتاب في تطوير صناعة الكتاب العربي وتنميته وتشجيع الكتاب والباحثين ،ويضيف :لقد غدت الجائزة منبراً حضارياً يسهم بفاعلية في تجديد الثقافة وتطويرها وتقديمها للعالم” ويرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب استطاعت أن تتخلص من اآلليات التي تسببت في عرقلة الرسالة الثقافية لجوائز كثيرة وتعطيل دورها كسفير للغة والثقافة لدى العالم” مشيراً إلى أن أبرز ما رسخت له جائزة الشيخ زايد هو احترام القوانين التي تحكم اختيارها لألعمال الفائزة والحرص على أن تأتي هذه األعمال محققة ألهدافها. ويضيف الكوني :إن جائزة الشيخ زايد للكتاب نجحت في تحييد النزعات األيديولوجية والقبلية والعالقات الشخصية وغيرها
من نزعات مثل مراعاة عامل السن واتاحة الفرصة للمترشح االكبر سناً عند مقاربة النصوص ،مشيراً إلى أن هذه السلبيات هي ما أثر سلباً في الثقافة العربية طوال القرن الماضي. ويشير الكوني إلى أن ما كرست له جائزة الشيخ زايد للكتاب سيكون من نتائجه إمكانية تقبل األدب العربي عالمياً نظراً لما تراعيه من تقدير للقوانين األدبية العريقة المتبعة في الغرب .ويؤكد الكوني أن جائزة الشيخ زايد للكتاب نجحت في تجاوز هذه التحديات ،ولذلك أضحت جائزة مرموقة لها مكانتها العالمية التي يحرص المبدع ويتطلع إلى نيلها. الدكتور عمار علي حسن :الجائزة تتسم بمعايير صارمة في الفرز والتقييم والتحكيم وتنظر إلى األعمال بحياد وموضوعية من جانبه يعرب الدكتور عمار علي حسن الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في 2010عن سعادته بالحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب ،ويضيف :سعادتي نابعة من المعنى الرمزي الكبير للجائزة المتمثل في أمرين ،األول ارتباط الجائزة باسم شخصية عربية استثنائية لها تقدير في وجدان العرب جميعاً وهو المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،والثاني أن هذه الجائزة حصل عليها كوكبة من المثقفين واألدباء الكبار مثل د .ثروت عكاشة ود .محمد بن عيسى وزير الثقافة المغربي األسبق وإبراهيم الكوني وواسيني األعرج وجمال الغيطاني وعالم العمارة الكبير رفعت الجادرجي والمستشرق اإلسباني بيدرو مارتينيز ،وال شك أن
انضمامي إلى هذه الكوكبة يسعدني ،وفي الوقت ذاته يضع على كاهلي عبئا ثقيال بضرورة استمرار مسيرتي العلمية إلى النهاية وبشكل متصاعد . ويضيف الدكتور عمار :أكثر ما أحتفي به في هذه الجائزة أنها تتسم حتى اآلن بمعايير صارمة في الفرز والتقييم والتحكيم، وتنظر إلى العمل المتقدم للمنافسة عليها ،وال تنظر إلى األسماء ،كما ال تنظر في الموقف السياسي للمترشحين لها ،كما هي الحال في جوائز أخرى .وإذا أخذت من تصريحات المسؤولين عن الجائزة فإن من كانوا ينافسونني عليها هم من كبار العلماء والمفكرين العرب . كما أن كثيرين ممن حصلوا عليها من قبل يعدون من خيرة المفكرين والمثقفين والباحثين العرب ،وانضمامي إلى هذه الكوكبة ،يسعدني ،من دون شك .لكن األكثر واألعلى من كل هذا في نظري هي الطريقة التي تقبلت بها الساحة الثقافية المصرية نبأ فوزي ،فالبعض اعتبرها جائزة لجيل بأكمله ،وهناك من قال :ذهبت الجائزة إلى من يستحقها، واألهم أن هناك شبابًا اتصلوا بي واعتبروا هذا األمر نافذة أمل على أنه ال تزال في العالم العربي أشياء إيجابية ،وأن من يعمل في صمت ،يجد من يقدره .وهناك من اعتبرها إشارة جيدة إلى كل الباحثين والكتاب المستقلين ،وقد انعكس كل هذا في التغطية اإلعالمية لهذا الخبر ،والتي هي األعلى في تاريخ الجائزة ،حسب رصد “جوجل” حيث اهتمت به وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة .ولذا وجدت مواطنين
17
عاديين يستوقفونني في الشارع ويقولون لي في فرح :مبروك الجائزة .ومن بينهم من كان يقول :جائزة تحمل اسم الشيخ زايد المحبوب من كل العرب هي شيء رائع. ويؤكد الدكتور عمار علي حسن أن جائزة الشيخ زايد للكتاب واحدة من الجوائز القليلة التي تتمتع بهذه المزية ،فهناك مث ًال جائزة نجيب محفوظ ،وجائزة العويس ،تتسمان بنزاهة ملموسة، وأمثال هذه الجوائز الثالث قليل في حياتنا الثقافية للعرب.
قيس صدقي: عمار علي حسن :الجائزة ال تنظر إلى األسماء ،كما ال تنظر في الموقف السياسي للمترشحين لها
إبراهيم الكوني :
جورج زيناتي :ستثبت األيام والدورات المقبلة للجائزة أن القائمين عليها ومؤسسيها قد قدموا خدمة ودعماً للثقافة العربية أكبر من أن توصف
جمال الغيطاني :الحكمة التي تجسدت في شخص الشيخ زايد الذي وجه الثروة الى صناعة مستقبل مبني على العلم والمعرفة ،قد تمثلت كذلك في الجائزة
18
محمد بن عيسى :استثناء من سياق الجوائز العربية وتقوم على تقاليد أصيلة وقواعد موضوعية محمد بن عيسى ،وزير الخارجية والتعاون السابق في المملكة المغربية ،األمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة والحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع شخصية العام الثقافية ،2008يقول إن مؤسس دولة اإلمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايـد بن سـلـطان آل نهــيان ،كــان قـارئاً جــيداً ومــستوعباً لفــصـول التـاريـخ العربي. استلهم منه الفكرة الوحدوية ،الناضجة والممكنة ونفذها على أرض الواقع في اللحظة المناسبة ،بحكمته وحنكته المتأصلة فيه وكذلك تعلقه بخصوصيات ومقومات بالده ،كما هي وليس كما توهمها البعض ويضيف :ولعل السر في نجاح الجائزة التي تحمل اسمه هو في أنها استمدت مقومات وجودها من تلك الروح العظيمة ،فجاءت ماضية في الطريق الذي رسمه الشيخ زايد رحمه اهلل ،ويصف بن عيسى جائزة الشيخ زايد للكتاب بأنها استثناء من سياق الجوائز العربية ،ويضيف إن جائزة الشيخ زايد للكتاب لها خصوصية تجعلها مميزة ألنها تمنح على عمل بعينه يتميز بالجدة والعمق والتأثير دون النظر إلى بريق األسماء وتاريخ المبدع ،ما عدا فرع شخصية العام الثقافية التي تمنح إلى شخصيات أسهمت في االلتقاء بين ثقافتين وأثرت تأثيرا ملحوظا في الثقافة ،وأعطت بإخالص وتفان ألهداف إنسانية ولخدمة الثقافة ،وبشكل عام فإن الجائزة نجحت في التأسيس لحركة ثقافية جديدة أدت إلى تطوير صناعة الكتاب. الدكتور إياد حسين عبداهلل :تضطلع بدور كبير في إبراز الدور الحضاري والتنويري للكتاب والمثقفين أما الدكتور إياد حسين عبداهلل ،الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب -الفنون 2010 -فيرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب عبّرت عن مصداقية كبيرة ،مشيراً إلى أنها -بقيمتها المادية والمعنوية العالية -تعتبر إضافة نوعية للجوائز العربية والعالمية في هذا السياق .ويضيف عبداهلل « :تكمن أهمية جائزة الشيخ زايد للكتاب في كونها تحمل اسم مؤسس دولة اإلمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب اهلل ثراه» .وهي شخصية عالمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أولى قطاع التعليم والثقافة الرعاية واالهتمام ووفر له كل المتطلبات المادية والمعنوية .وكذلك فإن جائزته – رحمه اهلل- تضطلع بدور كبير في إبراز الدور الحضاري والتنويري للكتاب والمثقفين. الدكتور ألبير حبيب مطلق :جائزة تؤمن بالثقافة العربية الشاملة ويقول الدكتور البير حبيب مطلق ،مترجم -حاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الترجمة : 2010إن جائزة الشيخ
زايد للكتاب موجهة لكل المثقفين وهي تؤمن بالثقافة العربية الشاملة ،بل ال تعرف حدودا جغرافية ما دامت العربية هي األم التي نهلنا مما لديها من عبقرية وإبداع ،ونحن أبناؤها من المحيط إلى الخليج .ومن هذا الفضاء الواسع انطلقت الجائزة وانتقلت إلى العالمية ،ويشير مطلق إلى المكانة الرفيعة التي وصلت إليها الجائزة خالل سنواتها القصيرة ،مضيفاً :اليوم تعتز الجائزة بهذه الكوكبة من الفائزين الذين تقدمهم وأعمالهم إلى الساحة الثقافية العالمية ،سفراء الكلمة والقلم الذين يحملون في ثنايا فوزهم بالجائزة أم ًال ألمتنا بتجدد الثقافة العربية وتأكيداً لحلمنا بإحياء اإلرث العريق لمنطقتنا العربية ،وهو حلم يتشارك فيه كل مبدع ومثقف وكل عربي أصيل ،هذا الحلم تحققه لنا جائزة الشيخ زايد للكتاب. الدكتور محمد علي أحمد :منارة تسلط الضوء على شخصيات تحتاج االكتشاف والدعم في المشهد الثقافي العربي الدكتور محمد علي أحمد الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب ،فرع أدب الطفل في دورتها األولى يرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تحمل اسم فقيد األمة الشيخ زايد رحمه اهلل هي بمثابة «نوبل العرب» ،ويضيف :ليس فقط لقيمتها المادية بل لما تمثله من قيمة معنوية ترفد حياة اإلبداع في العالم العربي ببحر من العطاء ،ورغم أن أي كاتب يسعد بالتكريم من القارئ وأي مؤسسة ثقافية مهتمة ،لكن السعادة تكون أكبر حين يأتيه التكريم من جائزة تعتبر وسام شرف يحمله أي مبدع ،خصوصاً وأن المنافسة في هذه الجائزة تكون بين مئات المبدعين من العالم العربي والعالم ،وهي في شقها المادي أيضاً تشجيع ال يوزايه تشجيع لألدباء والمثقفين العرب في مجال تحريك الثقافة العربية التي تعاني ركوداً في السنوات الماضية .ويضيف الدكتور محمد علي أحمد :أعتقد أن هذه الجائزة ستكون مناراً يسلط الضوء على شخصيات تحتاج االكتشاف والدعم في المشهد الثقافي العربي ،وأرى أن اقتران هذه الجائزة الكبرى باسم «الشيخ زايد» يصور حقيقة مقولة أن خلود الشخصيات المعطاءة في حياتها يبقى مستمراً حتى بعد رحيل الجسد ،وهو ما تؤكده هذه الجائزة التي تقول أن «زايد» هو «زايد الخير ..ح ّياً وميتاً». جورج زيناتي :الجائزة هي المشروع الثقافي األكبر أما الكاتب والمترجم اللبناني جورج زيناتي الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب ،فرع الترجمة ،فيعبّر من جانبه عن سعادته البالغة لنيل هذا اللقب المشرف ،ويقول :إن هذه الجائزة بفروعها المتعددة والشاملة تعتبر بحق «المشروع الثقافي األكبر» في الثقافة العربية منذ قرون طويلة ،وهي الخطوة الحقيقية -وأتحدث عن فرع الترجمة ـ لمد الجسور والتواصل الحضاري بين الثقافة العربية والثقافات األخرى في هذا الزمن الذي تتصاعد فيه صيحات الصدام والتنافر بين الشعوب واالثنيات المختلفة ،وبهذا الصدد أعتقد أن اسم «زايد» الذي اقترن بالجائزة يؤكد على إنسانية وقيمة هذا االسم حتى بعد رحيله الجسدي عن العالم ،فهو حكيم العرب وأحد أشهر عقالئهم في التاريخ المعاصر ،وما أحوجنا اليوم إلى صوت وحكمة كحكمته.
ويضيف زيناتي :أما بخصوص آلية وفروع الجائزة؛ فهي ميزة أخرى تضاف إليها وهي ال تتوفر في الجوائز األخرى في المجال الثقافي ،حيث شملت فروعاً غاية في األهمية الفاعلة لتطوير الحياة الثقافية العربية ،وهي من ناحيتها تواز مع الناحية المادية التي تستطيع أن تقول المعنوية في ٍ إن للمثقف العربي سنداً وأساساً يتعامل بواقعية مع الحياة، وهي حافز للمبدع العربي للنهوض من الركود النتاجي الذي أصاب الكثير من المبدعين العرب نتيجة االحباطات المتواصلة، وستثبت األيام والدورات المقبلة للجائزة أن القائمين عليها ومؤسسيها قد قدموا خدمة ودعماً للثقافة العربية أكبر من أن توصف. محمود زين العابدين :أنجح الجوائز في شموليتها ومخاطبتها أطياف الثقافة العربية والعالمية من جانبه يرى محمود زين العابدين وهو أحد الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المؤلف الشاب في دورتها األولى أن ضخامة عدد المشاركين في جائزة الشيخ زايد للكتاب تجعلها مصفاة حقيقية للقيمة ،وهو ما يعزز أهميتها ،ويقول: لقد كان خبر فوزي بها مفاجأة كبيرة وسعدت جداً وبالطبع يبحث المرء منا في كثير من األحيان عن كلمة شكر أو تقدير، فما بالكم بأن يكرم ويحصل على جائزة تحمل اسم الشيخ زايد طيب اهلل ثراه .فهذا شرف كبير بالنسبة إلي ،ووسام سأضعه على صدري أينما رحت وذهبت ،وستشكل هذه الجائزة حافزاً كبيراً لي لبذل وتقديم المزيد من الجهد واألعمال للمساهمة في خدمة تراثنا وتاريخنا العريق ،كما يمنحني شعور بالمسؤولية تجاه ما أقوم به من دراسات وبحوث وأعمال ،ولمتابعة طريقي في البحث العلمي ،وبالطبع تشكل الجوائز حافزاً مهماً ورئيساً في دفع المؤلفين إلى تقديم المزيد
من الدراسات والكتب التي تحتاجها مكتبتنا العربية ،وجائزة من هذا النوع أشرقت في ظروف حالكة وصعبة لما يواجه الكتاب العربي من صعوبة ،وخاصة بسبب االبتعاد عن القراءة ،وينسب البعض هذا البعد إلى االنشغال بتأمين لقمة العيش .ويضيف زين العابدين :وما يؤكد أهمية ونجاح هذه الجائزة وفرادتها وسط جميع الجوائز العربية هو شمولها على تسعة مجاالت ثقافية ،وهي بهذا تخاطب الكثير من المستويات والتخصصات العلمية واألدبية ،ولهذا أجدها من أنجح الجوائز في شموليتها، أيضاً ومما الشك فيه بأن قيمة المكافأة المالية تشكل دعماً كبيراً وحافزاً للفائز ،ولمن يتطلع للفوز بهذه الجائزة في دورات قادمة ،لتصبح أحد أهم الجوائز المهمة في العالم العربي ،وأهم حدث ثقافي تشهده الساحة العربية ،بل وستشكل سبباً لدفع المؤلفين إلى تقديم المزيد من البحوث والدراسات ،كما وتساهم هذه الجائزة في تشجيع القدرات والمؤهالت ورعاية الكفاءات ،والشبابية منها بشكل خاص. ويضيف زين العابدين :إن تنوع فروع الجائزة ومرونة شروط االنتساب إليها ،ساهم في ترشيح الكثيرين من المؤلفين، فلم تقتصر على اإلمارات العربية المتحدة فحسب ،أو على دول الخليج ،بل شملت العالم العربي ،لتمثل أنموذجاً لوحدة الصف العربي ،وتجسيد حي للوحدة العربية ،فالثقافة خير رابط بين الشعوب بأكملها ،لتصهر جميع الحدود الجغرافية والحواجز واألسالك الشائكة التي تمزق نسيج مجتمعنا العربي ،وما أحوجنا في هذه المرحلة إلى المزيد من الترابط الفكري ،ألننا أحفاد علماء وأدباء أفنوا أعمارهم في البحث والتأليف والمطالعة، وبهذا سيستعيد الكتاب العربي ،والمؤلف والباحث مجد أجداده من خالل هذه الجائزة ،بعيداً عما أصابنا في السابق من إحباطات وتشاؤم.
المستعرب الصينى تشونج جى كون :لبجائزة تكريم لجميع المستعربين الصينيين المستعرب الصينى تشونج جى كون ،الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب كشخصية العام الثقافية في الدورة الخامسة يعتبر حصوله على جائزة الشيخ زايد للكتاب تكريماً لجميع المستعربين الصينيين ،ويضيف :سوف يشكل هذا التكريم دفعا قويا للجهود الثقافية بما يخدم العرب والصينيين عموما ،مشيراً إلى أن األمتين العربية والصينية تلعبان دوراً كبيراً فى عالم اليوم ،ولذلك فإن من واجبنا نحن المستعربين أن نعرّ ف الشعب الصينى بالحضارة العربية اإلسالمية خاصة إنتاجها األدبى. الروائي جمال الغيطاني :األهم في الجائزة أنها تبحث عن األدب الجاد الذي ال يغازل الحواس والمشاعر الروائي جمال الغيطاني ،الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع اآلداب ،الدورة الثالثة يقول :كلما تعددت الجوائز بالعالم العربي كلما كان أفضل للكتاب .ولكن األهم هو الترسيخ ..ويضيف :األهم في جائزة الشيخ زايد للكتاب أنها تبحث عن األدب الجاد الذي ال يغازل الحواس والمشاعر، وأنها ال تتعامل مع األدب بمنطق «البيع » واإلنتشار كما يفعل البعض وإنما تنظر إلى األدب بقيمته وتاثيره ومضمونه وهذا بح ّد ذاته انتصار لألدب العميق والمجدد والرائد في مجاله. ويضيف :أرى أن الحكمة التي تجسدت في شخص الشيخ زايد الذي وجه الثروة الى صناعة مستقبل مبني على العلم والمعرفة ،قد تمثلت كذلك في الجائزة التي تحمل اسمه وتحمل الخير إلى العرب كلهم وإلى كافة أطياف اإلنسانية، فهي بال شك أحد المشاريع الكبرى في هذا العصر.
19
قرر مجلس أمناء جائزة َّ الشيخ زايد للكتاب بناء عن توصية الهيئة العلمية في جلسته المنعقدة في السابع من شهر مارس إطالق فرع جديد يضاف إلى فروع الجائزة ،ودمج فرعين في فرع واحد ،وإعادة تسمية وتوصيف فرعين آخرين ،وشمول األطروحات الجامعية المنشورة في ُّ بالترشح ضمن أحد فروع الجائزة ،فض ًال عن تقديم دعم لناشري الكتب الفائزة. كتب وكان معالي َّ الشيخ سلطان بن طحنون رئيس مجلس أمناء الجائزة ،قد وجَّ ه أعضاء مجلس األمناء ،والهيئة العلمية ،في وقت سابق من هذا العام ،بضرورة تجديد وتطوير بعض الفروع بما يتناسب ومستوى التطورات المعرفية والفكرية والثقافية والجمالية في العالم بحيث تستوعب فروع الجائزة كل التطورات الممكنة ،وأوصى كذلك بالبحث عن الطرق الكفيلة لدعم الناشرين ابتداء من الدورة القادمة ،الدورة السابعة .2013 /2012 َّ وأكد الدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة أن الجائزة توصَّ لت إلى ضرورة اإلبقاء على فروعها التسعة من حيث العدد بدمج فرعين هما :جائزة َّ الشيخ زايد للنشر والتوزيع ،وجائزة الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي في فرع جديد هو« :جائزة َّ َّ الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية» ،والذي «يُمنح لدور النشر والتوزيع الورقية ،ولمشاريع النشر والتوزيع واإلنتاج الثقافي؛ الرقمية ،والبصرية ،والسمعية ،سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم لمؤسسات». وقال بن تميم« :إن مسمى وتوصيف جائزة َّ الشيخ زايد للفنون قد أجري عليهما بعض
التعديل ليصبح المسمى« :جائزة َّ الشيخ زايد للفنون والدراسات ال َّنقدية» ،ويشمل «دراسات ال َّنقد التشكيلي ،والسينمائي ،وال َّنقد الموسيقي ،وال َّنقد المسرحي ،ودراسات فنون الصورة، والعمارة ،والخط العربي ،والنحت ،واآلثار التاريخية ،والفنون َّ الشعبية أو الفلكلورية ،ودراسات السردي ،وال َّنقد ِّ الشعري ،وتاريخ األدب ونظرياته» .بينما احتفظ فرع اآلداب بمسماه ال َّنقد َّ الحالي مع تغيير في توصيفه ليشمل« :المؤلَّفات اإلبداعية في مجاالت ِّ الشعر ،والمسرح، والرواية ،والقصَّ ة القصيرة ،والسيرة الذاتية ،وأدب الرحالت ،وغيرها من الفنون األدبية». وأضاف بن تميم« :لقد حمل الفرع الجديد مسمى «جائزة َّ الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات األخرى» ،ويشمل على «جميع المؤلَّفات الصادرة باللغات األخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم اإلنسانية ،والفنون ،واآلداب بمختلف حقولها ومراحل تطوُّرها عبر التاريخ» ،والحقاً سيتم تحديد اللغات التي يمكن أن تتلقى الجائزة ترشيحاتها .أما الناشر الذي يحصل أحد الكتب الصادرة عن دار نشره جائزة بأحد الفروع فقد قرر مجلس األمناء شراء 1000نسخة من الكتاب دعماً للناشرين ولحركة النشر ،وتقديم «شهادة تقديرية» له .وإلى جانب ذلك قرر مجلس أمناء الجائزة استقبال ترشيح األطروحات العلمية الجامعية للماجستير والدكتوراه المنشورة في كتب ضمن فرع الجائزة المؤلِّف الشاب ،والذي تمَّ استحداث توصيفه ليشمل« :المؤلَّفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية ،والفنون ،واآلداب ،باإلضافة إلى األطروحات العلمية (المنشورة في كتب) على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً».
فروع الجائزة • جائزة َّ الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة َّ وتشمل المؤلفات العلمية في مجاالت االقتصاد ،واالجتماع ،والسياسة ،واإلدارة ،والقانون، والفكر الديني ،من منظور التنمية وبناء الدولة ،وتحقيق التقدُّم واالزدهار ،سواء كان ذلك في اإلطار النظري أو بالتطبيق على تجارب محدَّدة.
• جائزة َّ الشيخ زايد للترجمة َّ وتشمل المؤلفات المترجمة مباشرة عن لغاتها األصلية من اللغة العربية وإليها ،بشرط التزامها بأمانة النقل ،ود َّقة اللغة ،والجودة الفنية ،وأن تضيف جديداً للمعرفة اإلنسانية، وللتواصل الثقافي.
• جائزة َّ الشيخ زايد ألدب الطفل والناشئة وتشمل المؤلَّفات األدبية ،والعلمية ،والثقافية المخصَّ صة لألطفال والناشئة في مراحلهم العمرية المختلفة؛ سواء كانت إبداعاً تخييلياً أم تبسيطاً للحقائق التاريخية والعلمية في إطار فني جذاب ُينمِّ ي حب المعرفة والحس الجمالي معاً.
• جائزة َّ الشيخ زايد لآلداب وتشمل المؤلَّفات اإلبداعية في مجاالت ِّ الشعر ،والمسرح ،والرواية ،والقصَّ ة القصيرة، والسيرة الذاتية ،وأدب الرحالت ،وغيرها من الفنون.
• جائزة َّ الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب َّ وتشمل المؤلفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية ،والفنون ،واآلداب ،باإلضافة إلى األطروحات العلمية (المنشورة في كتب) على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً.
20
• جائزة َّ الشيخ زايد للفنون والدراسات ال َّنقدية وتشمل دراسات ال َّنقد التشكيلي ،وال َّنقد السينمائي ،وال َّنقد الموسيقي ،وال َّنقد المسرحي، ودراسات فنون الصورة ،والعمارة ،والخط العربي ،والنحت ،واآلثار التاريخية ،والفنون َّ الشعبية السردي ،وال َّنقد ِّ الشعري ،وتاريخ األدب ونظرياته. أو الفلكلورية ،ودراسات ال َّنقد َّ
• جائزة َّ الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات األخرى َّ وتشمل جميع المؤلفات الصادرة باللغات األخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم اإلنسانية ،والفنون ،واآلداب بمختلف حقولها ومراحل تطوُّرها عبر التاريخ. • جائزة َّ الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية وتمنح لدور النشر والتوزيع الورقية ،ولمشاريع النشر والتوزيع واإلنتاج الثقافي؛ الرقمية ،والبصرية ،والسمعية ،سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم لمؤسسات. • جائزة َّ الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية ُ وتمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة ،وعلى المستوى العربي أو الدولي ،بما تتجسد تتميز به من إسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعاً أو فكراً ،على أن َّ السلمي. في أعمالها أو نشاطاتها قيم األصالة ،والتسامح ،والتعايش ِّ
21
أجرى الحوار :محمد المبارك
الجائزة تعبر عن فكرة بناء اإلنسان ،التي آمن بها المغفور له الشيخ زايد وطبقها بعبقرية
ست سنوات وجائزة الشيخ زايد للكتاب تحتفي باإلنجاز الثقافي والفكري العربي على وجه خاص ،والنتاج العالمي على وجه عام ،ست سنوات والجائزة تنطلق من كون المعرفة هي حجر الزواية في النهوض باألمم ،وأن الحضارات تقاس بإرثها الفكري وبتقديرها للعلماء والمفكرين والمبدعين في كافة المجاالت التي تشكل أسس التقدم .ست سنوات مرت والجائزة تكرم وتقدر اإلبداع ،وتسعى إلى التشجيع على العمل الثقافي واإلبداعي وفق تقنيات ومقاربات حديثة للتأليف والنشر والترجمة والتوزيع. يقول الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب :تمثل الجائزة وجها إبداعيا حيويا منبثقا من العمق الثقافي لمدينة أبوظبي ،هذه المدينة اآلسرة النابضة بالطموح واألمل، وهي تعيش زهو الثقافة والمعرفة في أبهى صورها ،مدينة تتقدم ركب الثقافة في العالم العربي ،عاصمة يشد المثقفون والمفكرون والفنانون والمبدعون إليها الرحال.
22
هكذا هي أبوظبي -والحديث للدكتور علي بن تميم -مدينة أشرقت فيها شمس الثقافة ،ومزجت في تطورها المعاصرة باألصالة ،وانفتحت لذلك على الفضاء الكوني في أسمى قيمه النبيلة المتمثلة في التسامح والتعايش والمحبة والتفاعل الحضاري ،ونبذ الفرقة والكراهية ولغة الرفض والقطيعة ،معتمدة في ذلك كله على إرث ثقافي عريق شيده المغفور له بإذن اهلل تعالى الراحل الكبير وأب األمة اإلماراتية الخالد في القلوب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه. ويرى بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب في جوهرها تكريم للكتاب ،وفي وجهها األكثر إشراقا احتفاء بصاحب الذكر الطيب لتكون اسما على مسمى. سألنا الدكتور علي بن تميم السؤال :لماذا الجائزة ؟ فجاء جوابه :إن الجائزة تتكئ على تراث أصيل لرجل عظيم هو مصدر الفخر واالعتزاز وسادن البشرى واألمنيات ،جذور فكره ضاربة في األرض بتشجيعه على العلم ومحبته للمعرفة ،والجائزة تعبر
عن فكرة عميقة آمن بها المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان طيب اهلل ثراه وكرس لها حياته وهي أن التنمية الحقيقية تتمثل في بناء اإلنسان واستثمار العقول وتكريم المبدعين ،وأن اإلبداع قضية جوهرية تمس كافة جوانب الحياة ،وأن المقياس الحقيقي للحضارة هو اإلنسان في إبداعه وفكره األكثر رسوخاً وتأثيراً وخلوداً ،وتبرز قيم الحضارة بذلك في اآلداب والفنون والعلوم التي تشكل منظومة الوعي الجمعي لألمة وحضارتها. ويضيف بن تميم قائال :إن الجائزة في أهدافها األخرى أيضا تكريم وتعظيم للكتاب وللغة العربية وللمبدع العربي ،ولكل من آمن بدور الكتاب الذي قدم للعالم أرقى الحضارات وأبهاها ،وفي ذلك إحياء واستعادة للتاريخ الحضاري والمعرفي والعلمي ،وإحياء للعصور الذهبية التي كانت مصدرا للتنوير وإطالق الطاقات الخالقة . وعندما سألنا بن تميم عن الجديد في آليات عمل الجائزة بعد مرور ست سنوات أجاب :اعتمدت الجائزة آليات جديدة ومضت في التحديث سعيا إلى االرتقاء بمقاييس اإلبداع والبحث العلمي
وإطالق القدرات الموضوعية في تطوير حركة النشر وتسخير كافة التقنيات التي من شأنها النهوض بعالم التأليف وصناعة الكتاب ،مضيفا :بعد مرور ست سنوات على انطالقها ،جاءت الجائزة في دورتها السادسة ،لتعلن عن القائمة الطويلة والقصيرة وصوال إلى اإلعالن عن الفائزين في دورتها السادسة ،باإلضافة إلى استحداث آليات جديدة بهدف نقل الجائزة إلى فضاء يتأسس على بعدين ،وهما البعد العربي والعالمي .وأزاح مجلس األمناء مؤخرا الستار عن جملة من التطويرات التي بنيت على دراسة دقيقة من أجل الوصول إلى مسميات وتوصيفات للفروع تتميز بالوضوح والعلمية دون اإلخالل باألهداف التي تسعى إلى نقل النتاج العربي الرصين إلى الضفة المقابلة ،جاسرة بذلك الهوة، ومقوضة وهدة االنعزال خاصة وأن الجائزة تمتلك كافة اإلمكانات اإلبداعية التي تجعلها قادرة على التأثير ومواكبة النمو والتناغم والتفاعل مع النتاج اإلنساني باللغات األخرى.
شحذ الطموحات الخالقة
وعن الطموحات واآلمال للمرحلة القادمة قال بن تميم :إن شحذ عملية التحديث تنبثق من رؤية عملية تقوم بصيرتها على ْ الطموحات الخالقة ،وتأسيس معايير وشروط علمية من أجل الوصول إلى اختيارات أكثر موضوعية ،وتساعد على اختيار الكتب االكثر استحقاقا وتمثيال لإلبداع ،وهذا يتطلب تعزيز التقاليد العلمية للجائزة وتطويرها في الوقت نفسه. وعن هذه التقاليد قال بن تميم :تكتسب الجوائز وجودها عن طريق تأسيس تقاليد ثقافية ،وتحتاج هذه التقاليد بعد مرور مدة زمنية محددة إلى إعادة القراءة من جديد ،وهذا األمر ضروري، ولواله لوقعنا في ما يعرف بالجمود الذي يأتي على النقيض من اإلبداع ،وبقدر ما تجدد في التقاليد فإنك بحاجة من جهة أخرى إلى أن تعيد تقديم االجراءات الجديدة ،والتعريف بها حتى تصبح واضحة في المشهد الثقافي واإلبداعي والمعرفي ،وهذا األمر يشكل تحدياً أمام كل الجوائز العالمية ،ولذا فالجائزة اعتمدت في تطوير نفسها على إجراءات وخطط مدروسة تراعي خصوصية الثقافة التي تتسم بالنمو ال القفز العشوائي في الهواء ،وعلى هذا 23
األساس فإن التطوير الذي صاحب جائزة الشيخ زايد للكتاب هذه السنة هو تطوير طال آليات عمل الجائزة ،وطال إعادة توصيف الفروع وبعض مسمياتها. كما يضيف الدكتور علي بن تميم :هذا التغيير في اآلليات يظهر في زيادة اإلجراءات األولية في معايير التقييم التي تبدأ مع لجان القراءة والفرز ثم لجان التحكيم وآليات عمل الهيئة العلمية ،وحددت المعايير الجديدة أطر العالقة بين لجان القراءة والفرز ولجان التحكيم والهيئة العلمية ومجلس األمناء وفق ضوابط موضوعية دقيقة تسعى للوصول إلى قرارات منصفة .كما أن التطوير في الجائزة كان يتطلع إلى االحتفاء بالثقافة العربية في سياق الثقافة العالمية ،وهذا الجمع بين الثقافتين ينطلق من االعتراف بمبدأ التأثر والتأثير الذي تقوم عليه المعارف االنسانية ،وهو مبدأ أصيل يعبر عن خصوصية الثقافة العربية في عصورها الذهبية. وحول تغيير مسميات فروع الجائزة وإعادة توصيفها ،قال بن تميم :إن الجائزة توصلت إلى ضرورة اإلبقاء على فروعها التسعة من حيث العدد بدمج فرعين هما :جائزة َّ الشيخ زايد للنشر والتوزيع ،وجائزة َّ الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي في فرع جديد هو :جائزة َّ الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية ،والذي يُمنح لدور النشر والتوزيع الورقية ،ولمشاريع النشر والتوزيع واإلنتاج الثقافي ،الرقمية ،والبصرية ،والسمعية ،سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة ألفراد أم لمؤسسات. وأضاف بن تميم :إن مسمى وتوصيف جائزة َّ الشيخ زايد للفنون قد أجري عليهما بعض التعديل ليصبح المسمى :جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية ،ويشمل دراسات النقد التشكيلي، والنقد السينمائي ،والنقد الموسيقي ،والنقد المسرحي ،ودراسات فنون الصورة ،والعمارة ،والخط العربي ،والنحت ،واآلثار التاريخية، والفنون الشعبية أو الفلكلورية ،ودراسات النقد السردي ،والنقد الشعري ،وتاريخ األدب ونظرياته .بينما احتفظ فرع اآلداب بمسماه الحالي مع تغيير في توصيفه ليشمل :المؤلفات اإلبداعية في مجاالت الشعر ،والمسرح ،والرواية ،والقصة القصيرة، والسيرة الذاتية ،وأدب الرحالت ،وغيرها من الفنون اإلبداعية .
العربية في اللغات األخرى
وحول التسميات الجديدة قال بن تميم :لقد حمل الفرع الجديد مسمى جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات األخرى، ويشمل على جميع المؤلفات الصادرة باللغات األخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم اإلنسانية والفنون ،واآلداب بمختلف حقولها ومراحل تطورها عبر التاريخ ،والحقاً سيتم تحديد اللغات التي يمكن أن تتلقى الجائزة ترشيحاتها .أما الكتاب الفائز، فإن الجائزة ستكرم مؤلفه كما هو معتمد في الجائزة عالوة على شراء ألف نسخة من الكتاب الفائز دعما للناشر ولحركة النشر في العالم العربي ،وإلى جانب ذلك قرر مجلس أمناء الجائزة استقبال ترشيح األطروحات العلمية الجامعية للماجستير والدكتوراه المنشورة في كتب وفق المعايير المعتمدة في
الثقافية عظيمة فإن المغفور له شجع ودعا ووجه إلى تدوينها ألنها تعبر عن روح اإلنسان المحب للخير والعطاء.
حوار جديد مع اآلخر
الجائزة ضمن فرع جائزة المؤلف الشاب ،والذي تم استحداث توصيفه ليشمل المؤلفات في مختلف فروع العلوم اإلنسانية والفنون واآلداب ،باإلضافة إلى األطروحات العلمية (المنشورة في كتب) على أال يتجاوز عمر كاتبها األربعين عاماً .
الجائزة ومقولة الشيخ زايد
وأكد بن تميم أن المتأمل لمقولة المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه ،حول الكتاب «الكتاب هو وعاء العلم والحضارة ،والثقافة والمعرفة ،واآلداب ،والفنون، وإن األمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها إنما تقاس بأصالتها الحضارية ،والكتاب هو أساس هذه األصالة ،والعامل الرئيس على تأكيدها» ..يدرك بأن هذا القول يحظى بمكانة كبيرة في سياق ثقافة دولة اإلمارات العربية المتحدة ألنه يصور الواقع الذي سعى المغفور له بأن يؤسس له ،واقع ينهض باإلنسان أوال ،فقد كان يدرك رحمه اهلل ببصيرة عالية بأن الحكمة والمعرفة واآلداب نابعة من المخزون الشفاهي ،ولذلك فإن المقولة تعبر بشكل دقيق عن أهمية الثقافة الكتابية ودورها في المحافظة على حكمة األجداد ومعارفهم الشفاهية ،والثقافة الكتابية ليست نقيضاً للثقافة الشفاهية ،وهذا ما أكدته مقولة المغفور له عندما جعلت الكتاب بمثابة الوعاء الذي يحافظ على العلم والمعرفة ،ويوصل األجداد باألحفاد ويمزج بحميمية بين األصالة والمعاصرة ،ولذلك فالمعاصرة دون وعي واستيعاب لألصالة تصبح انقطاعا للتواصل اإلنساني ،وباإلمكان اإلشارة أخيرا إلى أن مقولة الشيخ زايد رحمه اهلل كانت المقياس الحقيقي الذي يعبر عن فروع الجائزة، تلك الفروع التي جعلت الكتاب موضع التقدير والتكريم .فالجائزة بنت فروعها على مقولة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،ومن المقولة استلهمت الجائزة فرع اآلداب والفنون والفروع األخرى. لقد احتفت مقولة المغفور له بالكتاب لكونه الوعاء الحاضن والخازن األبدي للمعرفة وتطورها ،ذلك ألن المعرفة إذا لم تدون فإن قيمتها مؤقتة لحظية وقابلة للضياع ،أما الكتاب فإنه مستمر وينتقل من جيل إلى آخر ،وبالتالي فالمقولة ألحت على أن األمم ال تقاس بثرواتها المادية وإنما بثرواتها الثقافية ،وألن هذه الثروة
الدكتور علي بن تميم •يشغل الدكتور علي بن تميم منصب األمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب منذ نوفمبر/ تشرين الثاني ،2011وهو ناقد أدبي ،وأستاذ جامعي ،أسهم في العديد من اإلنجازات في الساحة األكاديمية والثقافية بدولة اإلمارات العربية المتحدة. •قاده شغفه بالثقافة العربية واألدب العربي إلى تأسيس «شبكة المرايا الثقافية»; إحدى أوائل الشبكات التي تحاول أن تقدم للقارئ العربي مكتبة رقمية عن األدب العربي ،و «شبكة الذاكرة الثقافية» .وفي خالل عمله األكاديمي ،أسس تخصصا فرعياً ب « جامعة اإلمارات» بعنوان « :المرأة والثقافة». •شغل الدكتور بن تميم العديد من المناصب والمهام ; حيث عمل رئيساً لـ «مجلس إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير» خالل الفترة ( ،)2011-2008وكان عضواً محكماً في جوائز ثقافية عدة بدولة اإلمارات لعل أهمها «جائزة الدولة التقديرية» ،و «مسابقة أمير 24
يقول د .علي بن تميم :انطلقت الجائزة في هذه السنة لتحلق بجناحين جناح الثقافة العربية وجناح الثقافة العالمية ،ولعل المطلع على تاريخ الثقافة العربية ليدرك أنها مبنية على ثنائية التأثر والتأثير، وهذا سر تطورها ،كما أنه مؤشر إلى القدرة الهائلة للثقافة العربية التي يحضر فيها اآلخر ناظراً ومنظوراً إليه .أما العصور التي انحسر فيها النمو والتطور واإلنجاز ،فإنها عصور تميزت بالقطيعة مع اآلخر ،والثقافة اإلنسانية تشير في كثير من تجلياتها المميزة إلى لحظة الحوار الذي تعقده األمة مع األمم دون مواقف مسبقة ومخاوف غير مبررة .وجائزة الشيخ زايد للكتاب في هذه السنة تسعى إلى إحياء العصور الثقافية الذهبية التي ازدهرت فيها المعرفة نتيجة حوار الذات مع اآلخر .ومن المهم انطالقا من ذلك أن يتحقق حضور المنجزات العالمية إلى جانب المنجزات العربية من أجل التشجيع على التالقي وتعزيز فكرة االستلهام واالقتداء ،فدار بريل على سبيل المثال تصور لنا الكيفية التي استلهم فيها اآلخر الثقافة العربية استناداً إلى األنظمة الثقافية الناظمة للتصورات األوروبية التي لم تنقطع عن الثقافة العربية وإنما تلق مستمر لها. ظلت في ٍ أما فوز مدينة باجو للكتاب فيتجلى فيها مثال بارز على الكيفية التي يمكن من خاللها استثمار التقنية في سبيل صناعة الكتاب، خاصة وأن التقنية عالمية ال يشكل نقلها صعوبة إذا ما توفرت الخبرات ،ومن ثم فإن الثقافة العربية تستطيع أن تستثمر التقنيات الكورية من أجل صناعة جديدة للثقافة .وأعتقد بأن تكريم الثقافة العربية البد أن ال ينقطع عن الثقافات األخرى تحقيقاً لفكرة التأثر والتأثير.
ما ترونه ليس إال بداية الغيث
لقد انطلقت الجائزة بتوجيه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه اهلل ،ومتابعة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة ،وال يمكن هنا إال أن نتذكر ما قاله سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه اهلل في الموسم األول( :إن ما ترونه ما هو إال بداية الغيث) ،والبداية ال تعني االنطالق بدون إنجازات مسبقة ،وإنما البداية هنا تلمح إلى اآلمال والتطلعات والسعي إلى مستقبل مشرق باستمرار ال يكتفي بالمنجز المتحقق فقط ،وإنما يمضي قدماً في التجديد واإلضافة الخالقة، سعيا إلى استلهام تلك المنجزات من أجل بداية جديدة تقوم على تمكين اإلرث الحضاري الكبير الذي شيده الراحل المعفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
الشعراء» .وله مشاركات مختلفة في مؤتمرات نقدية محلياً وعالمياً. •ومنذ أن عين أميناً عاماً لجائزة الشيخ زايد للكتاب ،شهدت الجائزة تطورات في هيكلها ،وفي نظام عملها ،تمثلت بتبني الجائزة معايير إضافية لتقييم األعمال المرشحة والفائزة ،بصحبة كوكبة من األعضاء في الهيئة العلمية للجائزة من خيرة المثقفين من كل أنحاء العالم ،باإلضافة إلى تبني نظام اإلعالن عن القوائم الطويلة والقصيرة لفروع الجائزة المختلفة تمهيداً إلعالن الفائزين. •إضافة إلى منصب «األمين العام» ،يشغل بن تميم منصب مدير مشروع «كلمة ترجمة» ، التابع إلى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،الذي تتمثل أهدافه في ترجمة أهم المؤلفات العالمية الكالسيكية والحيثة والمعاصرة من مختلف دول العالم إلى اللغة العربية.
25
ألنها جائزة الشيخ زايد للكتاب ..
عبد اهلل ماجد آل علي مدير جائزة َّ الشيخ زايد للكتاب
26
منذ 12تشرين األول /أكتوبر 2006ارتبطت بجائزة َّ الشيخ زايد للكتاب التي بدأت مشروعاً ثقافياً إماراتياً جديداً ُ خضت بحماسة غمار البدايات ،وكلما تأملت قرار إنشاء الجائزة الذي أعلن في وسائل اإلعالم ،وجدته على درجة عالية من الثراء في الرؤية واألهداف ،وفي عدد الفروع وشموله ألكثر العلوم والفنون واآلداب حيوية في عالم الثقافة. ُ شرعت مع زمالء وزميالت لي في العمل ،وبدأنا نع ُّد العدَّة اإلدارية واللوجستية ،واالتصال بمن يجب االتصال به لكي يدخل مشروع الجائزة حيز التنفيذ الفعلي قدر تعلُّق األمر بتسلُّم الترشيحات وصو ًال إلى لجان التقييم والتحكيم واجتماعات الهيئة العلمية فإعالن أسماء الفائزين بالجوائز في حفل مهيب. كان ذلك في الدورة األولى التي كانت دورة التأسيس ،لكن الحال استم َّر في الدورات الالحقة حتى وصلنا إلى الدورة تترسخ مع الحالية وهي السادسة .وبين الدورة األولى واألخيرة كان العمل يتقدَّم بوتيرة متصاعدة ،والجائزة أخذت َّ مرور الوقت كمشروع ثقافي إماراتي عربي وعالمي. لقد وفر انفتاح الجائزة على العالم؛ اإلماراتي ،والخليجي ،والعربي ،والعالمي فرص اللقاء بعشرات من ال ُّنخب المثقفة؛ اإلماراتية ،والخليجية ،والعربية والعالمية .وكان ذلك من أجمل ما تعرُّفت عليه في حياتي؛ فمن فيلسوف إلى روائي، ومن مترجم إلى شاعر ،ومن ناقد إلى قائد مؤسسة ثقافية ،كانوا جميعهم يلتقون في رحاب الجائزة ،ويشاركون في نشاطاتها المتعدِّدة؛ المحلية ،والعربية ،والعالمية. وكانت كل تلك اللقاءات قد ازدادت ثراء عندما شرعنا بالنشاطات الثقافية المصاحبة للجائزة من أجل ترسيخها كمشروع ثقافي وليس مجرَّد جائزة ُتنمح لمشاركين فقط؛ ذلك أن ال َّنظر إليها بوصفها مشروعاً يعني توسيع دائرة اهتمامها الثقافي من خالل المشاركة في معارض الكتب التي ُتقام في عدد من عواصم العالم ،وكذلك المشاركة في الندوات والمؤتمرات الثقافية العربية والعالمية ليس من أجل تسويقها إنما من أجل م ِّد عالقاتها مع العالم ،وتأكيد مشاركتها في الحراك الثقافي لكي تكتسب الجائزة فاعليتها وحضورها بين الجوائز كمشروع ثقافي تنويري فاعل. ِّ والمفكرين والعلماء ورجاالت وهكذا فتح لي عملي بالجائزة آفاقاً رحبة للتعرُّف إلى عالم المث َّقفين والمبدعين ُ وكنت وزمالئي في العمل نذلِّل الصعوبات التنمية الثقافية ،وفي خضمِّ كل ذلك كان العمل بالجائزة يزداد ثراء على ثراء، والتحديات بحبٍّ جم ،ونتعامل معها برحابة صدر؛ فمن الحكمة وأنت تعمل في مجال ثقافي رفيع المستوى كهذه الجائزة أن تفتح كل مشاعر الحب والتقدير واالحترام لآلخرين لكي تكسب ودهم واحترامهم ،ولكي تح ِّقق القيم النبيلة التي تحملها هذه الجائزة التي اقترن اسمها باسم الراحل الكبير المغفور له بإذن اهلل تعالى َّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه اهلل ،وتكون عند مستوى المسؤولية التاريخية السيما وأن هذه الجائزة تلقى كل الدعم من سيدي صاحب السمو َّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،رئيس الدولة ،يحفظه اهلل ،ومن سيدي الفريق أول سمو َّ َّ سلطان بن الشيخ مح َّمد بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي ،نائب القائد األعلى للقوات المسلَّحة ،ومن معالي الشيخ ُ َّ طحنون آل نهيان ،رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،ورئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب . ربما كانت التحديات األكبر التي واجه ُتها خالل عملي في هذه الجائزة هي التحديات التي اقترنت بالدورة السادسة التي كانت قد أحدثت تغيرات كثيرة منها إعادة تشكيل لجنة الفرز والقراءة ،ولجان التحكيم ،والهيئة العلمية ،فضالً عن إعادة النظر في فروع الجائزة من حيث المسميات والتوصيفات والدمج. ُ مضيت وزمالئي في العمل بروح أكثر جدية وإيجابية ،وأكثر وفاء لهذا المشروع الثقافي الكبير، ولكن ،ومع ذلك، وترانا ُنعد العدَّة الستقبال الدورة الجديدة ،وهي السابعة ،والتي ستتطلَّب المزيد من العمل بحكم المتغيرات في هيكلية الجائزة والتي تمَّت الموافقة عليها والشروع بالعمل فيها فور االنتهاء من حفل التكريم. ك ّنا في نهاية كل دورة وبعد حفل تكريم الفائزين نشعر بالفرح وتغمرنا السعادة بعدما وصلنا إلى نهاية السنة لنبدأ في اليوم التالي مرحلة جديدة ودورة جديدة. إنها تجربة جميلة ألنها جائزة َّ الشيخ زايد للكتاب..
27
في تقليد جديد يضاف إلى تقاليد جائزة الشيخ زايد للكتاب،ويرسخ مفاهيم تقدير المبدعين ويسعى لتكريس الكتاب ونشره ،احتفت جائزة الشيخ زايد للكتاب بمجموعة من األعمال البارزة في قائمة طويلة وأخرى قصيرة ،وتم االعالن عنهما في بيان صحفي تداولته وكاالت األنباء ووسائل اإلعالم العربية والعالمية. القائمة الطويلة: وقد ضمت القائمة الطويلة ثمانية عناوين في فرع المؤلف الشاب ،وقد اختيرت من أصل 134متقدما ،أما فرع أدب الطفل والناشئة فيضم ثمانية عناوين من أصل 55متقدما .وينتمي المرشحون في فرع المؤلف الشاب إلى سبع دول عربية ،حيث حظيت األردن ومصر بكتابين .أما فرع أدب الطفل والناشئة فجاءت األعمال فيه من ست دول ،وكان نصيب لبنان في القائمة الطويلة ثالثة أعمال تالها كل من اإلمارات وقطر وسوريا ومصر والكويت. وتهدف بادرة إعالن القائمة الطويلة إلى منح المرشحين للفوز في هذين الفرعين فرصة للتعريف بأعمالهم المتميزة لما فيها من أصالة وابتكار وإبداع وإضافة معرفية متعددة .ويأتي الكشف عن األعمال المرشحة لتحقيق أهداف الجائزة ،التي تتمثل في تشجيع المبدعين والمفكرين في مجاالت المعرفة والفنون والثقافة العربية واإلنسانية. وتضم األعمال في فرع المؤلف الشاب:
28
اسم الكتاب
المؤلف
الجنسية
دار النشر والطباعة
يغلق الباب على ضجر (مجموعة قصصية)
باسمة العنزي
الكويت
دار الفارابي-دار الفراشة للنشر والتوزيع
العرب ومستقبل الصين (دراسة)
سامر خير أحمد
األردن
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ثقافة للنشر والتوزيع
يوم خذلتني الفراشات (رواية)
زياد أحمد محافظة
األردن
دار الفارابي
الهجرة (مجموعة قصصية)
أحمد حمدان
مصر
الدار المصرية اللبنانية
دموع الصبار (مجموعة قصصية)
مليكة الشجعي
المغرب
Editions la Croisee des Chemins
سيدات القمر (رواية)
جوخة الحارثي
سلطنة عمان
دار اآلداب
الكتابات المعماة :في الحضارة المصرية القديمة (دراسة)
نجوى محمد متولي
مصر
مكتبة اإلسكندرية
الفكه في اإلسالم (دراسة)
ليلى العبيدي
تونس
دار الساقي
أما األعمال المرشحة للفوز في فرع أدب الطفل والناشئة فهي: المؤلف
الجنسية
دار النشر والطباعة
النحلة والعصفور
سليم عبد القادر
سوريا
سنا لإلنتاج الفني والنشر والتوزيع
الفتى الذي أبصر لون الهواء
عبده وازن
لبنان
الدار العربية للعلوم ناشرون
كلمة حلوة
ناديا سالم الكلباني
اإلمــارات
4D VISION
حمدة وفسيكرة
كلثم الغانم
قطر
دار بلومزبري-مؤسسة قطر للنشر
رواد يولد من جديد
جمانة حداد
لبنان
الدار العربية للعلوم ناشرون
أحب الفواكه
نبيهة محيدلي
لبنان
دار الحدائق
حنجي بنجي بلدي إفرنجي
أحمد سليمان
مصر
الدار المصرية اللبنانية
دعوى الحيوان ضد اإلنسان عند ملك الجان
هدى الشوا القدومي
الكويت
دار الساقي
اسم الكتاب
ّ المرشحة الكويتية هدى الشوا القدومي التي ورد ذكر كتابها في القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع ويشار هنا إلى أن أدب الطفل والناشئة لهذه الدورة كانت قد حصلت على جائزة الشيخ زايد للكتاب في أدب الطفل في دورتها الثانية عن كتابها « رحلة إلى جبل قاف» الصادر عن دار الساقي. القائمة القصيرة وقد سمّ ت الجائزة روايتين في القائمة القصيرة في فرع اآلداب وهما «شاي العروس» (منشورات دار الشروق) لميسلون هادي من العراق ،و «يحيى» (منشورات دار ثقافة -الدار العربية للعلوم) لسميحة خريس من األردن ،إضافة الى دراسة بعنوان «القراءة العربية لكتاب فن الشعر ألرسطو طاليس» (منشورات عالم الكتب الحديث) لعبد الرحيم وهابي من المغرب. فيما اشتمل فرع أدب الطفل على ثالث قصص هي «حنجي بنجي بلدي إفرنجي» (منشورات الدار المصرية اللبنانية) ألحمد سليمان من مصر ،و «دعوى الحيوان ضد اإلنسان عند ملك الجان»(منشورات دار الساقي) لهدى الشوا قدومي من الكويت و»الفتى الذي أبصر لون الهواء» (منشورات الدار العربية للعلوم ناشرون) لعبده وازن من لبنان.
29
االختيار تم من بين 560عمالً من 27بلداً عربياً وأجنبياً
30
فازت منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» بجائزة شخصية العام الثقافية في الدورة السادسة 2012 – 2011من « جائزة الشيخ زايد للكتاب» ..وذلك تقديرا للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار وفهم اآلخر مع المحافظة على التنوع الثقافي والتعدد اللغوي. أُعلن عن ذلك خالل المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجائزة اليوم االثنين في أبوظبي ،بحضور سعادة محمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عضو مجلس أمناء الجائزة ،وسعادة جمعة القبيسي عضو مجلس أمناء الجائزة ،والدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة ،وعدد من مسؤولي الهيئة واإلعالميين. وفاز بجائزة « المؤلف الشاب» الكاتبة التونسية ليلى العبيدي عن كتابها «الفكه في اإلسالم» لما يمثله من دراسة تحليلية جادة للفكاهة في اإلسالم وفي الموروث العربي اإلسالمي.. فيما فاز بجائزة «فرع أدب الطفل» الشاعر والكاتب اللبناني عبده وازن من لبنان عن روايته « الفتى الذي أبصر لون الهواء» . وفي فرع الفنون فاز كتاب «الفن والغرابة» للباحث الدكتور شاكر عبد الحميد من مصر ..بينما فاز في فرع الترجمة الدكتور أبو يعرب المرزوقي من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل «أفكار ممهدة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية».
وألول مرة ومنذ تأسيس الجائزة تم منح جائزة « أفضل تقنية في المجال الثقافي » إلى « مدينة كتاب باجو « وهي مدينة تأسست في عام 1989ضمن رؤية شاملة لوضع حجر األساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دورا رئيسا في التنمية الوطنية . وبالنسبة لفرع النشر والتوزيع فقد قرر «مجلس أمناء الجائزة » منح جائزته لدار النشر «بريل» لدورها التاريخي في تحقيق المخطوطات العربية ودراسة التراث العربي وترجمتها إلى الالتينية وإلى اللغات األوروبية الحية واستخدمت «المطبعة الحديثة» في طباعة الكتب العربية منذ عام 1683وصدر عنها أشهر المراجع والموسوعات عن األدب العربي واإلسالم. وقرر مجلس أمناء الجائزة حجب الجائزة عن فرعي « اآلداب» و«التنمية وبناء الدولة». ويحصل الفائز بلقب « شخصية العام الثقافية » على جائزة قدرها مليون درهم إضافة إلى « ميدالية ذهبية» تحمل شعار «جائزة الشيخ زايد للكتاب» وشهادة تقدير ..بينما يحصل الفائزون في الفروع األخرى على /750/ألف درهم باإلضافة إلى « ميدالية ذهبية» تحمل شعار الجائزة إضافة إلى شهادة تقدير.
2012 وقال الدكتور علي بن تميم ،أمين عام الجائزة في المؤتمر الصحافي إلعالن أسماء الفائزين بالدورة السادسة :نشكر لكم حضوركم في هذا اللقاء الذي ُنعلُن من خالله أسماء ّ تشكل واحدة من الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب ،والتي المناسبات الكثيرة التي نستذكر فيها السيرة العطرة للراحل الكبير ،المؤسس المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان ُّ يحتل موقعاً أثيراً في فكره آل نهيان ،والذي كان الكتاب ونفسه إدراكاً منه أن األمم ال تنهض بغير الثقافة والمعرفة ِّ يشكل الكتاب أحد أوسع أبوابهما. اللتين نستذكر الراحل الكبير ونحن نعلن أسماء الفائزين بالجائزة التي تحمل اسمه ،شاكرين اهلل الستمرار أمانته الحضاريّة تلك التي حافظ عليها َّ ومكن الستمرارها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،رئيس الدولة (حفظه اهلل) ،والفريق أول سمو الشيخ محمَّ د بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي، نائب القائد األعلى للقوات المسلحة .وهنا نستذكر ما قاله صاحب مؤسس هذا السمو رئيس الدولة (حفظه اهلل)« :بفضل رؤية ِّ البلد؛ والدنا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه اهلل) ،نجحت دولتنا في بلورة رؤية عصرية فريدة تستجيب في الوقت ذاته للمعطيات والمستجدّات اإلقليمية والدولية، وتحرص على س ِّد ُّ الثغرة الحضارية ،والمعرفية ،واالقتصادية، والثقافية بيننا ،ومن سبقونا في هذا المجال».
أودُّ ،وقبل إعالن األسماء ،إيراد بعض الوقائع األساسية التي تعكس تطوُّر عمل الجائزة في هذه الدورة: فما إن أعلنت الجائزة عن فتح باب الترشح لهذه الدورة، وهي السادسة ،في شهر مايو ،2011حتى أخذت تتل َّقى المزيد من المشاركات في كل فروعها المعلنة .وفي النهاية وصل عدد المشاركات إلى 560مشاركة جاءتنا من 27بلداً عربياً وأجنبياً. وبإزاء هذا الكم الكبير من المشاركات ،بدأ استقبال هذه األعمال من خالل «لجنة الفرز والقراءة» أو ًال والتي عقدت سبعة اجتماعات متواصلة لقراءة المشاركات وترشيحها إلى ِّ المحكمين» بغية فحصها وفق معايي َر مدروسة اعتمدتها «لجنة الجائزة من حيث التخصُّ ص المعرفي ،ومستوى عرض المادَّة المدروسة ،ومدى االلتزام بمنهجية التحليل والتركيب المتبعة فيها ،وجماليات اللغة واألسلوب ،وكفاية وشمول ومعاصَ رة وأهمية وموثوقية المصادر والمراجع العربية واألجنبية ،واألمانة العلمية في االقتباس والتوثيق ،واألصالة واالبتكار في اختيار الموضوع ،والتصدِّي له بحثاً ودراسة ،ومن ثمَّ مراجعات «الهيئة العلمية» في الجائرة التي شرعت بتقييم ما تضمَّ نته تقارير لجان التحكيم ،وصو ًال إلى «مجلس األمناء» حيث التقييم النهائي، وإصدار القرار بمنج الجائزة في مختلف فروعها. إنها رحلة البحث عن التميُّز ،واألصالة ،واالبتكار ،والجدَّة، والموضوعية ،واللغة السليمة ،واألمانة العلمية ،والمخيال الخالق،
والروح اإلبداعية األصيلة ،ناهيك عن قيم التسامح ،والمحبة، والسالم ،والتعايش الحر في كل ما تقدَّم إلينا من أعمال مُ شاركة ،وفي كل ما نظرت فيه الجائزة من مشاريع ثقافية عربية وعالمية تستحق التقدير والتكريم واالحتفاء. أيها األخوة واألخوات ابتدا ًء من هذه الدورة ،وكما أشار أخي سعادة األستاذ جمعة القبيسي ،عضو مجلس أُمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، سعينا إلى التجديد في آليات العمل من خالل دفع المشاركات المتميزة إلى قائمتين متتابعتين ،هما :القائمة الطويلة ،والقائمة القصيرة .وقد أعلنا سابقاً عن القوائم الطويلة ،ومن ثم القصيرة في أغلب الفروع ،إال أن ذلك لم يكن هدفنا الوحيد؛ فثمَّ ة أعمال تتميز بالجودة في مستواها العلمي واإلبداعي ،وهو ما دعا «الهيئة العلمية» في الجائزة إلى بذل مزيد من الجهد في تكثيف قراءاتها وتقييماتها وفرزها استناداً إلى جملة المعايير المعتمدة لدى الجائزة حتى وصلنا إلى قطف الثمار األكثر تمثي ًال لرؤية الجائزة وشروط تفضيلها. لقد أق َّر مجلس األمناء في «جائزة الشيخ زايد للكتاب» برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ،رئيس مجلس أمناء الجائزة ،الذي انعقد في يوم األحد الموافق الثاني عشر من شهر شباط /فبراير ،2012انطالقاً من تقرير «الهيئة العلمية» ،المشاركات الفائزة ،وهي: 31
فرع «جائزة الشيخ زايد ألدب الطفل»
فرع «جائزة الشيخ زايد للفنون»
وفازت بها رواية الكاتب اللبناني عبده وازن «الفتى الذي أبص َر لون الهواء» ،الصادرة عن منشورات «الدار العربية للعلوم - ناشرون» في بيروت عام 2011؛ وهي رواية إنسانية تصف بلغة سردية جميلة حياة فئة من ذوي االحتياجات الخاصة أهملها أدب الفتيان ،رواية تحفز على التشبُّث بروح القيم األخالقية األساسية ،وتجعل من التحدي قيمة إنسانية كبرى لكي يستطيع الفتى أن يح ِّقق أهدافه ،خصوصاً وأن هذه الرواية تميزت بأسلوب سرديٍّ قريب من ذهنية الفتيان.
وفي هذا الفرع ،فاز الدكتور شاكر عبد الحميد من مصر عن كتابه «الفن والغرابة /مقدِّمة في تجليات الغريب في الفن والحياة» ،الصادر عن منشورات «الهيئة المصرية العامة للكتاب» في القاهرة عام 2010؛ فهذا الكتاب يُع ُّد دراسة نقدية عميقة الثراء لمفهوم الغرابة في الفن واألدب ،ولجملة النظريات التي عالجت نزعة الغرابة التي تأثر بها الفن بين الواقع المألوف والمبتكر الغريب.
فرع «جائزة الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب» وفاز بها كتاب الباحثة التونسية ليلى العَ بيدي «ال َف َك ُه في اإلسالم» ،الصادر عن منشورات «دار الساقي» في بيروت عام 2010؛ وذلك لما ِّ يمثله هذا الكتاب من دراسة تحليلية جادَّة للفكاهة في الموروث العربي اإلسالمي ،دراسة تقوم على منحى حضارياً يبين ما تحليل عميق لل ُّنصوص والوقائع ،وتنحى ً تنطوي عليه الحضارة العربية اإلسالمية من تسامح ،وسعة أفق ،وبع ٍد عن ُ الكره والبغض. فرع «جائزة الشيخ زايد للترجمة» وفاز بجائزة هذا الفرع الدكتور مُ حمَّ د الحبيب أبو يعرب المرزوقي من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل «أفكار ممهدة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية» ،الصادر عن منشورات «جداول» في بيروت عام 2011؛ ذلك أن ترجمة الدكتور المرزوقي لكتاب هوسرل هذا تع ُّد إنجازاً كبيراً ،وخدمة للقارئ العربي ،نظراً ألهميتها الفلسفية، ولما تنطوي عليه من د ِّقة وأمانة علمية رصينة.
32
فرع «جائزة الشيخ زايد ألفضل تقنية في المجال الثقافي» وفازت في هذا الفرع «مدينة كتاب باجو» الكورية .ويُذكر بأن هذه المدينة الثقافية كانت قد تأسست منذ عام 1989وفق رؤية شاملة تهدف إلى وضع حجر األساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دوراً رئيساً في التنمية ،كما أن رؤية هذه المدينة َّ تتلخص في حصر كافة العمليات التي تندرج ضمن صناعة الكتاب؛ من تخطيط وطباعة ،وتصميم فني ،وتنسيق لوجستي ،ونشر، ضمن وحدة إنتاجية واحدة ،باإلضافة إلى توفير مكتبتين ضخمتين للزائرين ،وصالة عرض لألفالم المرتبطة باألدب والثقافة ،وتنظيم مهرجانات ثقافية لألطفال ،ومنتديات حوارية مع أبرز الكتاب والمؤلِّفين سنوياً .كما أن أهم ما تتميز به هذه المدينة الثقافية هو تالؤمها وحفاظها على استخدام مواد صديقة للبيئة؛ ولذلك فإن فكرة هذه المدينة ِّ تمثل تقنية عالمية إلنتاج الكتاب. فرع «جائزة الشيخ زايد للنشر والتوزيع» وفازت في هذا الفرع «بريل للنشر» الهولندية؛ نظراً لدورها التاريخي في تحقيق المخطوطات العربية ،ودراسة التراث العربي ،وترجمته إلى اللغة الالتينية ،وإلى اللغات األوروبية الحية،
ونشره ،وتوزيعه في الماضي والحاضر .واستخدام «المطبعة الحديثة» في إصدار الكتب العربية منذ عام 1683قبل أن تظهر الطباعة الحديثة عند العرب ،وقد أسستها عائلة بريل الهولندية، وصدر عنها أشهر المراجع في األدب العربي ،وفي الموسوعات ألرشيف واألطالس التراثية الخاصة بالعرب ،ناهيك عن امتالكها ٍ ضخم من المخطوطات والدراسات العربية ،واستخدامها لتقنيات متطوِّرة في معالجتها وحفظها. فرع «جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية» مُ نحت هذه الجائزة تقديراً لشخصية اعتبارية هي «منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة -اليونسكو»؛ وذلك للدور الثقافي الكبير الذي نهضت به هذه المنظمة األممية في تشجيع الحوار مع اآلخر ،والمحافظة على التنوُّع الثقافي ،والتعدُّد اللغوي، وتعزيز دعم التعليم ونشره ،وحماية الذاكرة الثقافية ُّ للشعوب، إضافة إلى ترويج التفاهم المتبادل بين ُّ الشعوب واألمم والثقافات والحضارات ،واحترام حقوق اإلنسان ،والدعوة إلى المساواة بين البشر ،وبناء مجتمعات المعرفة ،منذ تأسيسها قبل أكثر من خمسة وستين عاماً وحتى اآلن. أما فرعا «التنمية وبناء الدولة» ،و«اآلداب» ،فقد تم حجبهما عن هذه الدورة. وتوجه د.علي بن تميم بكل الشكر والتقدير لصاحب السمو رئيس الدولة والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعمهما الالمحدود للجائزة ،ولكافة أعضاء مجلس األمناء واللجنة العلمية ،ولجان التحكيم والفرز والقراءة ،لما بذلوه جميعا من جهد كبير في سبيل إعالء شأن الجائزة والحرص على تعزيز تطورها الدائم.
البيان الرسمي للجائزة حول الفائزين لعام 2012 كان مجلس أمناء «جائزة الشيخ زايد للكتاب» برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ،رئيس مجلس أمناء الجائزة ،قد عقد َّ المرشحة لنيل فروع الجائزة اجتماعه مؤخرا الستعراض ومناقشة تقرير أعضاء «الهيئة العلمية» ،والتوصيات بشأن األعمال والمؤسسات السنوي ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في دورتها السادسة ،تمهيداً لحفل التكريم ّ خالل الفترة من 28مارس ولغاية 2إبريل .2012 وبعد مناقشة دقيقة ،ومراجعة مستفيضة لألعمال المرشحة من قبل «الهيئة العلمية ولجان التحكيم» ،تقرَّر ما يأتي:
أو ً ال :فاز بجائزة المؤلِّف الشاب الكاتبة التونسية ليلى العبيدي عن كتابها «ال َف َك ُه في اإلسالم» ،من منشورات «دار الساقي»، لما ِّ يمثله من دراسة تحليلية جادّة للفكاهة في اإلسالم ،وفي الموروث العربي اإلسالمي ،وهي دراسة تقوم على تحليل عميق منحى حضارياً يبين ما تنطوي عليه لل ُّنصوص والوقائع ،وتنحى ً الحضارة العربية اإلسالمية من تسامح ،وسعة أفق للترويح عن النفس .وينتمي الكتاب حقلياً إلى أنثروبولوجيا الثقافة ،وإلى آفاق معرفية مفيدة آلليات تحليل ال ُّنصوص ،وفصوله الستة تكشف عن عمق وتنظيم علمي ومنهجي منضبطين يقومان على التوثيق الدقيق والتحليل المنهجي لل ُّنصوص ،كما يقومان على التنامي الحسن لموضوعاته ،فض ًال عن أن الكتاب مزوَّد بالمصادر والمراجع وبفهارس دقيقة لكل ما ورد فيه من معلومات. ثانياً :منح جائزة فرع أدب الطفل للشاعر والكاتب اللبناني عبده وازن من لبنان عن روايته «الفتى الذي أبصر لون الهواء» الصادرة عن منشورات «الدار العربية للعلوم -ناشرون» .وهي رواية للفتيان تدور حول فتى ضرير يدعى «باسم» ،في الثالث عشر من عمره يغادر قريته إلى معهد المكفوفين في بيروت، ويتعلَّم الكتابة بطريقة برايل ،كما يتعلَّم الحاسوب ،فتتفتح موهبته ،ويغادر حياة االستسالم لإلعاقة .وهي ،فض ًال عن ذلك ،رواية إنسانية تصف ،بلغة سردية جميلة ،حياة فئة من ذوي االحتياجات الخاصة أهملها أدب الفتيان .كما أنها تح ِّفز على التشبُّث بروح القيم األخالقية األساسية ،من خالل كتابة فنية قريبة من ذهنية الفتيان؛ كتابة هادئة ومنطقية تضع للفتى نماذج ينبغي أن يحاكيها حتى يستطيع بناء شخصية مستقلة في المستقبل ،رواية تجعل من التحدي قيمة إنسانية كبرى لكي يستطيع الفتى تحقيق أهدافه. ثالثاً :وفي فرع الفنون فاز كتاب «الفن والغرابة» للباحث الدكتور شاكر عبد الحميد من مصر ،الصادر عن «الهيئة العامة المصرية للكتاب» .حيث ذكرت «الهيئة العلمية» بأن هذا الكتاب هو دراسة نقدية بمعالجة سيكولوجية لبيان نزعة الخالف التي تأثر بها الفن في الغرب بين الواقع المألوف والمبتكر الغريب. وهي تعبر باتجاه جديد عن الصيغ الغرائبية المتراكمة التي واكبت تحوُّالت الفن منذ عصر الباروك والرومانسية إلى عصر التجريد والسريالية. رابعاً :فاز في فرع الترجمة الدكتور أبو يعرب المرزوقي من
تونس ،وذلك عن ترجمته لكتاب الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل «أفكار ممهِّ دة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية» ،الصادر عن (منشورات جداول) في بيروت ،حيث ذكرت «الهيئة العلمية» بأن ترجمة أبو يعرب المرزوقي لكتاب الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل تع ُّد إنجازاً كبيراً ،وخدمة للقارئ العربي ،نظراً ألهميتها الفلسفية ،ولما تنطوي عليه من دقة وأمانة .ومما الشك فيه أن إنجاز مثل هذه الترجمة لعمل مع َّقد ورفيع يتطلُّب بذل جهود مصطلحيه ،ولغوية ،وأسلوبية ضخمة ،ويصدر عن مشروع علمي وفكري يطمح إلى االرتقاء بالثقافة العربية المعاصرة ،ويدل على روح المترجم االبتكارية لتعريف القارئ العربي بأصول فلسفة الظاهريات الذي وضع هوسرل لبناتها األساسية. خامساً :وألول مرَّة ،ومنذ تأسيس الجائزة ،تمَّ منح جائزة أفضل تقنية في المجال الثقافي ،إلى «مدينة كتاب باجو» .وهي مدينة تأسست في عام 1989ضمن رؤية شاملة لوضع حجر األساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دوراً رئيساً في التنمية الوطنية ،كما أن رؤية المدينة َّ تتلخص في حصر كافة العمليات التي تندرج ضمن صناعة الكتاب من تخطيط ،وطباعة وتصميم فني ،وتنسيق لوجستي ،ونشر ،ضمن حيز واحد، باالضافة الى توفر مكتبتين ضخمتين للزائرين ،وصاله عرض لالفالم المرتبطة باألدب والثقافة ،وتنظيم مهرجانات ثقافية عدَّة لألطفال ،ومنتديات حوارية مع أشهر الكتاب والمؤلِّفين سنوياً .ولعل من أهم ما تتميز به «مدينة كتاب باجو» هو تالؤمها وحفاظها على استخدام مواد صديقة للبيئة والتصميم الهندسي الثقافي للمدن الذي يع ُّد األول من نوعه في العالم ،ولذلك ،فإنفكرة «مدينة كتاب باجو» تمثل تقنية استثنائية إلنتاج الكتاب استطاعت تحقيق رؤيتها على أرض الواقع ،ولعل فوزها هذا سيجعلها مثا ًال مضيئاً يمكن االستفادة من تجربته في رفد التقنية الثقافية بالعالم العربي. سادساً :في فرع النشر والتوزيع ،قرَّر «مجلس األمناء» منح الجائزة لدار النشر بريل نظراً لدورها التاريخي في تحقيق المخطوطات العربية ودراسة التراث العربي وترجمتها إلى الالتينية ،وإلى اللغات األوروبية الحية ،واستخدمت «المطبعة الحديثة» في طباعة الكتب العربية منذ عام 1683م ،وصدر عنها أشهر المراجع والموسوعات عن األدب العربي واإلسالم ،مثل:
(الموسوعة اإلسالمية) ،ناهيك عن األطالس التراثية الخاصة ببالد العرب والمسلمين .كما أنها تمتلك أرشيفاً ضخماً من المخطوطات والدراسات العربية. سابعاً :وفي خطوة سابقة ،تمَّ منح جائزة شخصية العام الثقافية لشخصية اعتبارية ،فكانت من نصيب منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» .وقد جاء قرار «الهيئة العلمية» بأن هذه المنظمة تستحق الجائزة تقديراً للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار ،وفهم اآلخر مع المحافظة على التنوع الثقافي ،والتعدُّد اللغوي ،والتأكيد على نشر التعليم ،وحماية الذاكرة الثقافية للشعوب ،إضافة إلى ترويج التفاهم المتبادل بين الشعوب ،واحترام حقوق اإلنسان، والدعوة للمساواة ،وبناء مجتمعات المعرفة ،منذ تأسيسها عام .1945 ثامناً :كما وأعلن الدكتور علي بن تميم ،أمين عام الجائزة، عن قرار «مجلس األمناء» بحجب الجائزة في فرع «اآلداب» ،وفي فرع «التنمية وبناء الدولة». وسيحظى الفائز بلقب «شخصية العام الثقافية» بجائزة مقدارها مليون درهم إماراتي (ما يعادل 272,242دوالراً أو 215.007الف يورو) ،باإلضافة إلى «ميدالية ذهبية» تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير .أما الفائزون في الفروع األخرى فسيحصلون على 750ألف درهم إماراتي (أي ما يعادل 204,182دوالراً أو 161,255ألف يورو ،باإلضافة إلى «ميدالية ذهبية» تحمل شعار «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، وكذلك «شهادة تقدير». ويتقدّم َمعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ،رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ،رئيس مجلس أمناء الجائزة بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،رئيس الدولة ــ حفظه اهلل ــ على دعمه ورعايته لهذه الجائزة العالمية ،والشكر موصول للفريق أول سمو الشيخ محمَّ د بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي ،نائب القائد األعلى للقوات المسلحة ،لدعمه المتواصل للثقافة ،كما يشكر ِّ والمحكمين ،و«لجان الفرز والقراءة» على أعضاء «الهيئة العلمية» ْ ما قاموا به من جهود مباركة ،وجميع من تعاونَ مع الجائزة؛ من الهيئات ،والجامعات ،والمؤسسات العلمية ،بالترشح لنيل الجائزة ،مُ باركاً ومهنئاً الفائزين بمجاالتها لهذه الدورة. 33
أ د .أبو يعرب المرزوقي من مواليد ،1947حائز على إجازة في الفلسفة من (جامعة السوربون) في عام ،1972ودكتوراه دولة في الفلسفة العربية ِّ المفكرين العرب، واليونانية عام .1991المترجم المرزوقي من كبار درس الفلسفة العربية واإلسالمية ،وله مؤلَّفات وترجمات عدة.
أفكار ممهِّ دة لعلم الظاهريات الخالص الصادر عن (منشورات جداول) في بيروت ،حيث ذكرت «الهيئة العلمية» بأن ترجمة أبو يعرب المرزوقي لكتاب الفيلسوف األلماني إدموند هوسرل تع ُّد إنجازاً كبيراً، وخدمة للقارئ العربي ،نظراً ألهميتها الفلسفية ،ولما تنطوي عليه من دقة وأمانة. ومما الشك فيه أن إنجاز مثل هذه الترجمة لعمل مع َّقد ورفيع يتطلُّب بذل جهود مصطلحيه ،ولغوية ،وأسلوبية ضخمة ،ويصدر عن مشروع علمي وفكري يطمح إلى االرتقاء بالثقافة العربية المعاصرة ،ويدل على روح المترجم االبتكارية لتعريف القارئ العربي بأصول فلسفة الظاهريات الذي وضع هوسرل لبناتها األساسية.
«إن علم الظاهريات الخالص الذي نبحث هنا عن الطريق المؤدِّية إليه ،علم سنبين ما يميِّزه عن العلوم األخرى من فرادة .وسنسعى لتثبيت أنه علم الفلسفة خصائص األساس؛ إنه جوهرياً علم جديد ينأى بنفسه عن الفكر الطبيعي لما له من َ ماسة إال في أيامنا. مبدئية مميزة؛ لذلك ،فالحاجة إلى تطويره لم تصبح َّ ً واسم هذا العلم هو «علم الظاهريات» .وليس من شك في أن علوما أخرى معلومة منذ أمد طويل تتوجَّ ه إلى الظاهرات ،فنحن نسمع مث ًال عن علم النفس بوصفه علم الظاهرات النفسية ،ونسمع عن علم الطبيعة بوصفه علم الظواهر الطبيعية أو ما يُسمى بعلم الظاهرات الطبيعية ،كما نسمع أحياناً في التاريخ كالماً على الظاهرات التاريخية أو على علم الثقافة بوصفه علم الظاهرات الثقافية ،وبالمثل يقع الكالم على علوم أخرى». (ص ،)20 – 19ترجمة :د .أبو يعرب المرزوقي، جداول للنشر والتوزيع ،بيروت.2011 ،
لم يتقدم الدكتور محمد الحبيب المرزوقي من قبل لنيل أية جائزة ،وهو فخور بأن تكون جائزة حكيم العرب والمسلمين هي جائزته األولى ،ويقول« :جاءت جائزة الشيخ زايد للكتاب تتويجاً لجهد بذلته طوال ثالثين عاماً في خدمة الثقافة العربية» ويضيف مؤكداً أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعني بالنسبة إليه أكثر من مجرد جائزة ،إنها «إشارة إلى أن األمة استعادت احتفالها بالعلم والعلماء» وهو ما يراه عالمة على «أن النهضة أخذت وجهتها الصحيحة الستعادة دور المسلمين في التاريخ الفكري واإلبداعي». ويهدي الدكتور المرزوقي الشهير بـ «أبو يعرب» فوزه إلى شباب العالم العربي فتيات وفتيانا ،مبدياً أمله في أن يكون كتابه الفائز قد نجح في الوصول إليهم ألنهم أمل األمة الحقيقي، وحول كتابه الفائز يقول« :كان هذا الكتاب بالنسبة إلي تحدياً علي أن أصارع من أجل صوغ األفكار الصوغ مزدوجاً ،فقد كان ّ الموفق وهو أمر ال يتأتي إال من خالل فهم دقيق لما أوردته من أفكار ،وهو ما قد يلحظه القارئ من خالل تعثر العبارة وترددها وغموضها أحياناً ،كما أنني كنت أواجه تحدياً آخر تمثل في ضرورة تطويع اللسان الفلسفي العربي ذي التقليد الكالسيكي في العبارة الفلسفية حتى يتجاوز القطيعة التي حصلت مع تطور الفكر اإلنساني خالل سبات الفكر العربي 36
طيلة قرون االنحطاط» ويضيف أبويعرب « :آمل أن يكون اهلل قد وفقني في هذين التحديين» ويستطرد« :ولعل شهادة أعضاء مجلس األمناء والهيئة العلمية ولجنة التحكيم مما يطمئنني إلى أنني قد وفقت بالقدر الذي يرضي أهل االختصاص وإن هي إال محاولة آمل أن تواصلها أجيال الفكر العربي المقبلة بعون من اهلل وتوفيق». وحول رؤيته للمشهد الثقافي العربي وواقع الجوائز في العالم العربي يقول الدكتور المرزوقي إنه قبل معرفته بجائزة الشيخ زايد للكتاب ،لم يكن مطمئناً لمناخ الكالم حول الجوائز بين المثقفين العرب ،لكثرة ما يتداولونه من قيل وقال بعد كل إعالن لنتائج أي جائزة.
جائزة حكيم العرب والمسلمين تتويج لجهودي طوال 30عام ًا
ويضيف « :كان هذا المناخ يجعلني غير متحمس للتقدم إلى أي من الجوائز العربية» مشيراً إلى أن ذلك اإلحجام لم يكن يعني أنه يحكم مسبقاً على أي من الجوائز ال بالسلب وال باإليجاب ،إال أنه فضل أن يظل بعيداً عن مناخات القيل والقال. ويضيف« :شجعني أحد األصدقاء على المباردة لتقديم الكتاب ،فكان التوفيق وهلل الحمد» مشيراً إلى أن ثقته في المسؤولين الذين يتولون أمر الجائزة في اإلمارات الشقيقة كانت عامل تشجيع آخر ،خاصة بعد أن ترسخت لديه خبرية عن جدية والتزام مشروع «كلمة» للترجمة من خالل تعامله معها في إنجاز العديد من األعمال ترجمة وتحقيقا ومراجعة. ويختتم الدكتور محمد الحبيب المرزوقي حديثه بتأكيده على أنه يكن لإلمارات شعورين ،أولهما العرفان لمآثر حكيم العرب الراحل الكبير الشيخ زايد ،رحمه اهلل ،وتشجيعه للفكر والمحبة بين البشر ،وهما القيمتان اللتان من دونهما ال يمكن لألمة أن تستأنف دورها في التاريخ الكوني بوصفها شاهدة على العالمين .والشعور اآلخر هو الصداقة ألهل هذا البلد العزيز الذي يمثل أول محاولة لتوحيد أقطار الوطن العربي ،ومن ثم فهو يمثل مستقبل غاية الغايات في العالم العربي وهو «توحيد األمة» لتكون قادرة على تحقيق قيم القرآن الكريم المتماهية في حقوق اإلنسان التي غايتها تكريم أبناء آدم.
أ.د .محمد الحبيب المرزوقي «أبو يـعرب» •بروفيسور ،متخصص في الفلسفة اليونانية العربية ،ومهتم بالفلسفة الغربية الحديثة واأللمانية منها على وجه الخصوص بسبب الحاجة إلى ترجمة أمهات الفلسفة واالطالع على الدراسات الدينية التي لها صلة باإلسالم •مواليد بنزرت -تونس 1947م. •دكتوراه الدولة في الفلسفة العربية واليونانية1991 .م •أستاذ الفلسفة بكلية اآلداب جامعة تونس األولى في الفترة ( 2006 - 1980م) •رئيس إدارة معهد الترجمة بـ(بيت الحكمة)/تونس-في الفترة ( 1991 - 1985م). •محاضر بصفة أستاذ فلسفة معار في الجامعة اإلسالمية العالمية بماليزيا في الفترة ( 2005-2002م). •محاضر في ندوات بجامعة بريمن بألمانيا وكذلك في جامعة السوربون 12بباريس. •أكثر من 50بحثاً ومقا ًال ودراسة في قضايا الفكر العربي واإلنساني المختلفة وبعضها في التربية وفلسفتها. وبعض هذه المقاالت كتبت باللغات األجنبية الفرنسة واالنجليزية وترجم بعضها إلى األلمانية نشرت في أوروبا حول ابن خلدون والوضعية السياسية االستراتيجية العربية واإلسالمية وحول خصائص التشريع اإلسالمي. •مشاركة في مؤتمرات وندوات وحواريات في عدة دول أوروبية وجل البالد العربية •إجادة الكتابة والتحدث بالعربية ،والفرنسية (كلتاهما كلغة أولى) ،وكذلك القراءة والكتابة والتحدث باالنجليزية (كلغة ثانية) وكذلك القراءة والترجمة عن األلمانية (كلغة ثالثة) ترجمة بعض النصوص والكتب من اللغات الثالث. •مرشد تربوي لمدة أربع سنوات في ثانويات تونس لنصح األساتذة وتأهيلهم للمهنة ودرس في شهادة التبريز التي هي باألساس إعداد عملي وتربوي ألساتذة الثانويات وتخرج من دار المعلمين العليا وكان أول خريجي دفعة .1969 •مشاركة في مجموعة تكوينية لإلشراف العلمي واألكاديمي تنظيم الجامعة العالمية اإلسالمية بماليزيا وبعض جامعات استراليا ونيوزيالندا.
•التخصص الرئيس في الفلسفة اليونانية وفي أرسطو بالذات والتمكن من دراسة األنظمة التربوية في المنظور األفالطوني واألرسطي وصلتها بنظرية المعرفة والتكوين البيداغوجي فضال عن صلتها بالسياسة ألنها جزء ال يتجزأ من فكرهما العملي السياسي. •كتاب في التربية حول تدريس الفلسفة بتونس بعنوان الفلسفة في البكالوريا باللغتين الفرنسية والعربية •نشر مقاالت تربوية في مجلة الفكر بتونس حول إصالح التعليم التونسي ومجلة الجامعة اإلسالمية الماليزية حول تدريس الفلسفة في أصول الدين بعنوان Teaching philosophy in Usul al Deen •إشراف مشترك مع زمالء ماليزيين وعرب في كلية التربية بالجامعة اإلسالمية بماليزيا على رسالتين في التربية إحداهما حول إسالمية المعرفة والثانية حول العالقة بين القيم والشعائر الدينية في التربية. •ترجمة عن األلمانية كتاب األناسة ومنه قسم أساسي في التربية وفلسفتها وطرقها. •كتاب فلسفة التاريخ الخلدونية يعالج في قسم كبير منه دور التربية وداللة النقد الخلدوني لألنظمة التربوية في نظرته لإلنسان والعمران. •أخيرا كتاب االبستمولوجيا البديل موضوعه األساسي هو دور الرمز في المعرفة والتعليم والصلة بين األمرين. بعض المؤلفات: • مفهوم السببية عند الغزالي1979م. •االجتماع النظري الخلدوني ،والتاريخ العربي الحديث 1983م .و الدار المتوسطية للنشر /تونس 2007م. •االبستمولوجيا البديل1986م .الدار المتوسطية للنشر /تونس 2007م. •إصالح العقل في الفلسفة العربية 1994م. •تجليات الفلسفة العربية2001م. •آفاق النهضة العربية1990م. 37
ليلى العبيدي من مواليد تونس ،1975حصلت على شهادة أستاذية في اللغة واآلداب العربية من تونس ،وشهادة تعمُّ ق في البحث من «كلية اآلداب» بمنوبة .لها مقاالت عدَّة حول حقوق المرأة في اإلسالم، والتصوُّف ،والفقرَ ، والعولمة .شاركت في عدد من الملتقيات الوطنية والدولية .وتعمل أستاذة الحضارة القديمة بـ (المعهد العالي للعلوم اإلنسانية) في (جامعة المنار) بتونس.
الفكه في اإلسالم من منشورات “دار الساقي” دراسة تحليلية جادّة للفكاهة في اإلسالم ،والموروث العربي اإلسالمي ،تقوم على منحى حضارياً يبين ما تنطوي عليه الحضارة تحليل عميق لل ُّنصوص والوقائع ،وتنحى ً العربية اإلسالمية من تسامح ،وسعة أفق للترويح عن النفس .وينتمي الكتاب حقلياً إلى أنثروبولوجيا الثقافة ،وإلى آفاق معرفية مفيدة آلليات تحليل ال ُّنصوص ،وفصوله الستة تكشف عن عمق وتنظيم علمي ومنهجي منضبطين يقومان على التوثيق الدقيق والتحليل المنهجي لل ُّنصوص ،كما يقومان على التنامي الحسن لموضوعاته، فض ًال عن أن الكتاب مزوَّد بالمصادر والمراجع وبفهارس دقيقة لكل ما ورد فيه من معلومات.
«لقد بينا في هذا البحث أن ال َف َك َه في الدين طريقة في الحياة يعالج بها الرسول أمر الرعية ،ويس ِّي ُر أحوال الناس بعيداً عن كل تزمُّ ت أو تعصُّ ب و فظاظة أو غلظة. ُّ بالتفكه والتندُّر .كان ولذلك روى عن الصحابة أحسن األحاديث ،وسمحوا ألنفسهم ُّ تهش إليه ،وترغب فيه ،وكانوا جميعاً يتل َّذذون بال َف َك ِه حتى ال َف َك ُه محبباً إلى النفوس في أعسر األمور ،وأقربها إلى الجد مثل مجال العبادات .فاكتسحَ ال َف َك ُه الصوم والحجّ والصالة ،فإذا هي يسيرة طيِّعة لمتل ِّقيها والقائم بها». (ص ،)188 - 187دار الساقي ،بيروت.2010 ،
الشهادات العلمية: •األستاذية في اللغة واآلداب ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،منوبة تونس.2000 •شهادة التعمق في البحث ،كلية اآلداب بمنوبة تونس .2004 •دكتوراه في المرحلة النهائية ،في مجال « الحضارة القديمة» ،كلية اآلداب بمنوبة تونس.
40
اإلصدارات والكتب واالشتراكات: •· شاركت في العديد من الندوات والملتقيات الوطنية والدولية في تونس والجزائر ومصر ومالي والواليات المتحدة. •· صدر لها مؤخرا بأمريكا مقال في كتاب جماعي ثحت عنوان Women’s Rights in Islamic: .Settings; institute for peace and justice at university of San Diego •· عضو في وحدة بحث بالمعهد العالي للعلوم اإلنسانية والمسماة في قراءة الخطاب الديني •· أستاذة بالمعهد العالي للعلوم اإلنسانية بتونس جامعة ،المنار تونس
«ليس أروع من الفوز ،خاصة الفوز بجائزة كبرى مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب ،لما تمثله من قيمة علمية وعالمية ،ولما تحمله من خدم ٍة للعلم والثقافة» بهذه الكلمات عبرت حاصلة على جائزة الشيخ زايد للكتاب ليلى العبيدي عن مشاعرها تجاه فوزها بالجائزة ،وأضافت« :هناك لذة خاصة يستشعرها الفائز، هي لذة االنتصار» مؤكدة أن لذتها تزداد حالوة ألن فوزها يمثل بالنسبة لها فوزاً وانتصاراً لفكرة الفكه «الفكاهة» في اإلسالم، ال سيما في ظل ما رأت أن الدين اإلسالمي يشهد محاوالت تشويه ومغالطة في السنوات األخيرة ،فالفوز في هذه الحالة – والكالم للعبيدي -يعكس رسالة اإلسالم السمحة والقائمة على اليسر والتسامح وحب الحياة .كما أنه فوز للفكر الشاب، الفكر الحداثي ،ومتمنية أن يكون فوزها محفزاً للطاقات الشابة لدفعها نحو اإلبداع والتميز. وتضيف العبيدي« :أعتبر الراحل العظيم الشيخ زايد والداً وملهماً لكل الشباب العربي الطامح إلى النجاح وخدمة األمة وقضاياها» لذلك فإنها تتوجه بجائزتها إلى روحه الطاهرة شاكرة أياديه البيضاء التي طالت مشارق األرض ومغاربها، فبنت وأعانت وساعدت .وتهدي العبيدي جائزتها إلى روح والدها الذي ما زالت تتذكر رسالته في وداعها« :يا ابنتي ،من ُ تذوقت من ملح اُشتغل بالقلم فال خوف عليه» وإلى أمها التي عرقها حالوة الحياة .وتضيف العبيدي« :أهنئ كل من فاز في جميع فروع الجائزة ،وأوجه تحية تقدير واحترام إلى األعمال التي وصلت إلى القائمتين الطويلة والقصيرة ،والتي أعتبرها أعما ًال قيم ًة لمشاركتها في مثل هذه الجائزة الرائدة في العالم العربي والتي تسهم في التعريف باألعمال المهمة والجديرة بالقراءة». وحول كتابها الفائز بالجائزة تقول العبيدي«:إنه كتاب في ال َف َك ِه – أي الفكاهة – في الدين» وتفسر أن الفكه في الدين إنما هو من أجل تسيير حياة المؤمن وتيسيرها في العبادات والمعامالت ،وتشرح قائلة ”:رصدت في البحث َف َك َه الرسول مع األطفال والبدو واألعراب والصحابة ومع زوجاته ،كما تعرضت إلى ال َف َك ِه في الثقافة العربية اإلسالمية وفي الثقافة الغربية، قياساً بما وصلنا إليه اليوم من ضيق أفق ومن سوداوية
وتحريم وتكفير ال تتناسب أبداً مع ما كان عليه إسالم البدايات ٍ وتسهيل ،حتى أن الناس كانوا يدخلون في الدين ُسر ٍ من ي ٍ بالكلية راغبين ال مكرهين ،لما انطوت عليه شخصية الرسول من تسامح ومجاراةٍ لمقتضيات المرحلة حينما كان الناس حديثي عه ٍد باإلسالم». وتؤكد العبيدي أن فوز كتابها هذا قد جعلها ترى العالم بعيون مفعمة بالتفاؤل والفرح والفكه ،مشيرة إلى أن هذا الفكه يعلمنا أن نترك كل ما من شأنه أن يفسد علينا حياتنا وأن نستشرف المستقبل بعيون كلها أمل وإصرار. وتضيف« :كما أشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي الستكمال ما بدأته في نشر ثقافة الفكه في اإلسالم ،خاصة في مجاالت نرى أنها تستحق من الباحثين إبرازها ودراستها، ال سيما أن الفكه حاضر في كل مجاالت الدين ،ففي الحديث فكه ،وفي التفسير فكه ،وفي كتب التاريخ فكه ،وفي القصص فكه». وتلخص العبيدي وجهة نظرها في منظومة الجوائز العربية، فتقول إن وجود جوائز للكتاب في العالم العربي هو تأكيد أهمية الكتاب ودوره الريادي في نقل العلم والمعرفة ،على الرغم مما شهده العالم من تغيرات هائلة في سبل انتقال الفكر والتواصل جراء العولمة ووسائل االتصال الحديثة والتي ظن البعض أنها سوف تقلص من دور الكتاب ،إال أن جائزة الشيخ زايد بما قدمته من معايير رصينة ومتابعة دؤوبة وبما اكتسبته من شهرة نتيجة حرصها على الجانب األكاديمي والفكري لألعمال المترشحة للفوز ولخبرات اللجان ومصداقيتها نجحت في إبقاء جذوة الكتاب مشتعلة في صدر كل من يؤمنون بالعلم وقيمته. وتقول العبيدي التي تستعد لزيارة أبوظبي« :أحمل لكم باقة ورد وياسمين من تونس الخضراء إلى عاصمة التسامح والعطاء ،وأحمل إليكم رغبتي باستمرار مد جسور التواصل الفكري والثقافي بين الشباب التونسي وإخوانهم في أبو ظبي ،وأحمل في جعبتي الفرح الذي ما زلت مسكونة به ،وما أترقبه من ذكريات ستحفرها مدينة أبو ظبي في وجداني ما حييت».
أعتبر الراحل الكبير الشيخ زايد والداً وملهم ًا لكل الشباب العربي الطامح إلى النجاح وخدمة األمة
41
عبده وازن ولد عام 1957في الدكوانة -بيروت .أنهى دروسه الثانوية في «معهد الرسل» بجونيه ،ودروسه الجامعية في «جامعة القديس يوسف»، ُّ وحصل على دورة في (جامعة فال دو مارن) -باريس -كريتاي 1980 .1985يعمل في الصحافة الثقافية منذ ،1979ويتابع الحياة األدبيةكناقد .حصل على «جائزة الصحافة الثقافية» من «نادي دبي للصحافة» ،2005وله بحوث ،وتراجم عدَّة ،ودواوين شعرية ،وروايات ،منها: حياة معطلة ،2009وشعراء من العالم ،2010روايات الحرب اللبنانية .2010
الفتى الذي أبصر الهواء الصادرة عن منشورات "الدار العربية للعلوم -ناشرون". وهي رواية للفتيان تدور حول فتى ضرير يدعى "باسم" ،في الثالث عشر من عمره يغادر قريته إلى معهد المكفوفين في بيروت ،ويتعلَّم الكتابة بطريقة برايل ،كما يتعلَّم الحاسوب ،فتتفتح موهبته ،ويغادر حياة االستسالم لإلعاقة .وهي ،فض ًال عن ذلك ،رواية إنسانية تصف ،بلغة سردية جميلة ،حياة فئة من ذوي االحتياجات الخاصة أهملها أدب الفتيان .كما أنها تح ِّفز على التشبُّث بروح القيم األخالقية األساسية، من خالل كتابة فنية قريبة من ذهنية الفتيان؛ كتابة هادئة ومنطقية تضع للفتى نماذج ينبغي أن يحاكيها حتى يستطيع بناء شخصية مستقلة في المستقبل ،رواية تجعل من التحدي قيمة إنسانية كبرى لكي يستطيع الفتى تحقيق أهدافه.
َّ “حل باسم المكفوف في المرتبة األولى بين تالمذة المدارس في لبنان .وعندما قرأت المديرة واألساتذة القصَّ ة التي كتبها باسم فوجئوا بكتابته السليمة الخالية تماماً من األخطاء ،وبأسلوبه البسيط والمتين في آن واحد ،وبقدرته على الجمع بين الواقع والخيال؛ فالقصة التي استوحاها من واقع المكفوفين حلَّقت في الخيال الجميل الطالع من الوجدان اإلنساني العميق .أما باسم فكان فرحه بهذا الفوز كبيراً جداً؛ فهو أو ًال استطاع أن يخطو خطوته األولى في عالم الكتابة ،محققاً الحلم الذي طالما راوده ،وتمكن ثانياً من أن يعبِّر عن مشاعره الحقيقية التي يكنها البنة عمه زينب ،التي كان لها أثر كبير في حياته ،والتي ساهمت في بلورة موهبته األدبية، ناهيك عن إعجابه بها وبأخالقها ،وحبه الصادق لها”. (ص ،)114الدار العربية للعلوم ناشرون ،بيروت.2011 ،
44
وصف الصحافي والشاعر اللبناني عبده وازن فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب التي اعتبرها إحدى أرقى الجوائز العربية والعالمية ،بالفوز المزدوج ،فهو فوز معنوي توّ ج مسيرته اإلبداعية التي بدأها قبل نحو ربع قرن ،وفوز مادي أعانه على توفير حياة كريمة يصعب أن يتمكن المبدعون الحقيقيون في العالم العربي من توفيرها ،يقول وازن« :إنه أجمل فوز أن يتمكن المرء من توفير منزل له وحياة كريمة». بالتلقائية والصراحة نفسها يستكمل عبده وازن حديثه مهدياً فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب إلى األجيال العربية الجديدة ،مؤكداً أن هذه األجيال في أشد الحاجة إلى مثل هذا الدعم المعنوي والمادي لينتشل مبدعيها من براثن التهديد المستمر بفقدان الهوية وضياع البوصلة. وربما كان هذا القلق الذي يراود األديب عبده وازن حول حال األجيال العربية الجديدة ،هو دافعه لكتابة روايته األولى الموجهة إلى الفتيان والناشئة من عمر أحد عشر عاماً وما فوق ،وربما تجلي هذا القلق الصادق في ثنايا وتفاصيل الكتابة هو ما أهلها لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل هذا العام ،يقول وازن عن روايته المعنونة «الفتى الذي أبصر لون الهواء» أو «كتابه» كما يفضل أن يطلق عليه« :كتابي هو رواية موجّ هة الى الفتيان والناشئة من عمر 11سنة وما فوق، وهي تدور حول عالم األطفال والفتيان الذين فقدوا البصر وعادة ما ُيسمَّ ون بالمكفوفين» وبطل رواية وازن هو فتى مكفوف أو ضرير ،ولد هكذا وعاش هكذا ،ولكنه قرر أن يتحدى هذه اإلعاقة ،وكان عليه أن يتحدى في الوقت ذاته الفقر الذي
يعيش فيه مع أهله ،ويضيف وازن مشيراً إلى المشكلة التي يعانيها الفتى بطل روايته « :تكمن مشكلة الفتى في تأخره عن االلتحاق بمعهد المكفوفين أعواماً ،وعندما وافق أهله وخصوصاً أمه ،على التحاقه بالمعهد وترك العائلة والقرية التي تعيش العائلة فيها ،وجد نفسه متأخراً عن رفاقه المكفوفين الذين يجايلونه عمراً .فهم التحقوا قبل أعوام بينما هو جاء الى المعهد في الثالثة عشرة من عمره» وهنا يتجلى مستوى التحدي الذي يقبله الفتي ،إعاقة وفقر وبداية متأخرة ،فهل ينتصر؟ يجعل وازن من الفتي في الرواية أنموذجاً لما يريد لألجيال العربية الجديدة أن تقوم به ،فهو – كما يبدو من روايته – يرى أن األجيال العربية الجديدة كمثل هذا الفتي الذي تأخر في بدء سباق الحياة والعلم ألنه ولد كفيفاً وفقيراً ،في الرواية يقرر الفتى التحدي وينصرف إلى الدرس والعمل ،فيتعلم القراءة في كتب «برايل» المخصصة للمكفوفين ،وكذلك الطباعة على الكومبيوتر .ويتمكن خالل سنتين من أن ينجح وال سيما في دروس اللغة العربية ،وفي كتابة القصص .وفي النهاية يحل في المرتبة األولى في المسابقة التي تنظمها وزارة التربية لكل تالمذة المدارس في لبنان في حقل كتابة القصص .وفي قصته الفائزة يكتب التلميذ المكفوف الذي يدعى «باسم» عن فتاة مكفوفة تتحدى ظروفها الصعبة وتنجح .ولكن يبقى التساؤل الذي ترشقه رواية وازن كالخنجر في جسد الضمير العربي ،هل ينجح شباب العرب في إدراك أنفسهم؟ خارج الرواية يشير وازن إلى بعض أطراف اإلجابة قائ ًال:
إن المشهد الثقافي العربي يشهد اليوم حا ًال من االستتباب واالزدهار على رغم المشاكل الكثيرة التي تعانيها الثقافة العربية ،ال سيما في هذه الفترة المضطربة سياسياً التي يجتازها عالمنا العربي. إال أنه يؤكد أن ثمة أسئلة ملحة مطروحة للنقاش ويؤكد ضرورة ايجاد األجوبة على تلك األسئلة. كما يشير وازن إلى أن الجوائز العربية باتت تشكل ظاهرة كبيرة في اآلونة األخيرة ،ويرى فيها بادرة مهمة جداً ومميزة تكرّ م األدباء وتساعدهم على مواجهة مشاكلهم الحياتية، إضافة الى البعد المعنوي الكبير الذي تسبغه عليهم. ويضيف« :باتت هذه الجوائز الكريمة محط أنظار األدباء والشعراء في العالم العربي ،وأضحى هؤالء يحلمون بالفوز بها .والالفت أن األدباء الطليعيين في العالم العربي هم الذين يفوزون بها ،مما يدل على رصانتها وجدّيتها وأهميتها الثقافية» ،ويقول إن جائزة الشيخ زايد للكتاب تكرس لهذه الرصانة والجدية واألهمية ،ويصف فوزه بها قائ ًال »:بعد هذا الفوز أرى العالم وقد اكتسب المزيد من الفرح ،فهذه نعمة من اهلل ،واألدباء في العالم العربي يحتاجون إلى مثل هذا الدعم المعنوي والمادي». وحول عالقته بإمارة أبو ظبي ،يقول وازن « :أحب أبوظبي كثيراً ،وزرتها كثيراً كذلك ،هنا تلتقي ثقافة الصحراء البديعة مع ثقافة البحر المنفتح على العالم اآلخر ،ثقافة التراث واألصالة وثقافة الحداثة والعصرنة ،أحب أيضاً الشمس هنا ،وزرقة السماء التي تجعل اإلنسان وجهاً لوجه مع أسئلة الوجود».
45
أ .د .شاكر عبد الحميد وزير الثقافة المصري ،عمل سابقاً أميناً عاماً لمجلس المصري األعلى للثقافة، وقبلها عمل أستاذاً لعلم نفس اإلبداع في «أكاديمية الفنون» بمصر .ونائباً لرئيس األكاديمية في الفترة .2005 - 2003 شغل سابقاً منصب عميد «المعهد العالي للنقد الفني» في «أكاديمية الفنون» بمصر .وهو متخصص في دراسات اإلبداع الفني والتذوق الفني لدى األطفال والكبار ،وله مساهمات في النقد األدبي والتشكيلي أيضاً .عمل مديراً لبرنامج تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي – مملكة البحرين) .ومن الجوائز التي حصل عليها« :جائزة شومان للعلماء العرب الشبان في العلوم اإلنسانية» ،والتي تقدمها «مؤسسة عبد الحميد شومان» بالمملكة األردنية الهاشمية عام ،1990و«جائزة الدولة للتفوُّق في العلوم االجتماعية» -مصر .2003
الفن والغرابة الصادر عن «الهيئة العامة المصرية» هذا الكتاب هو دراسة نقدية بمعالجة سيكولوجية لبيان نزعة الخالف التي تأثر بها الفن في الغرب بين الواقع المألوف والمبتكر الغريب .وهي تعبر باتجاه جديد عن الصيغ الغرائبية المتراكمة التي واكبت تحوُّالت الفن منذ عصر الباروك والرومانسية إلى عصر التجريد والسريالية.
«الغرابة هي ذلك االنفعال الذي ينتابنا عندما نواجه بعض األعمال الفنية ُ ُ يرتبط بالدهشة ،واالرتياب ،والشك، فالغرابة ،هنا ،إحساس جمالي الغربية؛ والخوف ،والرُّعب ،أو الفزع الشديد الذي نشعر به عندما نرى بعض األعمال الفنية أو حتى نسمعها ،وهذه غرابة جمالية فنية في مقابل الغرابة الحياتية، كما أن هذه الغرابة الجمالية تقابل حالة جمالية أخرى تتضاد معها وهي الخاصة باألعمال الفنية الهادئة ،والجميلة ،والمتناسقة ،حيث ال فزع ،وال خوف ،بل إعجابٌ وانجذاب غي ُر مصحوب بخوف أو فزع ،ليس هذا الجميل موضع اهتمامنا، في هذا الكتاب ،بل نقيضه؛ الجليل والمخيف ،وحتى المثير للرعب أيضاً». (ص ،)12الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة.2010 ،
يلخص وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبد الحميد نظرته إلى المشهد الثقافي العربي في كلمات مختصرة ودالة ،يقول: «يعاني المشهد الثقافي العربي من نوع من التباعد واالنفصال النسبي» موضحاً ذلك في غياب المؤتمرات العربية الكبرى والندوات التي تجمع المثقفين العرب كما كان يحدث في الماضي، ويقول « :نحن في أمس الحاجة اآلن إلى نوع من الوحدة الثقافية العربية تكون مقدمة لوحدة اقتصادية وربما سياسية بعد ذلك» ويضيف أن المثقفين في بعض البالد العربية يحتاجون إلى مزيد من التواصل واللقاء وذلك ألن ما يجمعهم أكثر كثيراً من الذي يفرقهم”. ويرى الدكتور شاكر عبد الحميد الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب ،في الجائزة بوابة لألمل يمكن أن نلج منها إلى حالة من التفاؤل بمستقبل الثقافة العربية ،باعتبارها إشارة إلى وجود من يعي ويفهم أهمية الكتاب وبالتالي أهمية الثقافة والمثقفين والعلم والعلماء في إنجاز النهضة العربية المنشودة. ويصف عبد الحميد شعوره لدى فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب بأنه «حالة من الفرح الشديد والبهجة وأيضاً الشعور العارم القوي بالشكر هلل سبحانه وتعالى على هذا التوفيق ،واالمتنان لدولة اإلمارات العربية المتحدة» ويضيف أن مصادر هذه الحالة كثيرة أولها أن هذه الجائزة ترتبط باسم المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،الزعيم والقائد والرمز العربي الخالد الكبير ،كما أن القائمين عليها من أهل الثقة والكفاءة ولهم تقديرهم في األوساط العلمية. لهذه االعتبارات وغيرها فقد اعتبر الدكتور شاكر عبد الحميد أن الفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب جاء تتويجاً لمسيرته العلمية والثقافية التي امتدت ألكثر من ثالثين عاماً .وهو تتويج يستحق أن يهديه بفخر كما قال «إلى وطني مصر وإلى أسرتي وأصدقائي وإلى المثقفين العرب والعاملين في مجال الفن بشكل عام». ويستعرض الدكتور شاكر عبد الحميد أبرز محاور كتابه 48
الفائز بالجائزة ،مشيراً إلى أنه مبحث جديد بدرجة كبيرة على الثقافة العربية ،وهو يجتهد في استكشاف األدوار التي يمكن أن يستفاد بها من مفهوم الغرابة في تفسير األعمال الفنية خاصة في مجال الفنون التشكيلية ومجاالت المسرح والعمارة والسينما وغيرها. و”الغرابة” كما يعرفها الدكتور عبد الحميد هي حالة نقيض لأللفة ،نوع من القلق المقيم ،حالة بين الحياة والموت ،التباس بين الوعي وغياب الوعي ،حضور خاص للماضي في الحاضر ،وحضور خاص لآلخر في الذات ،قلق غير مستقر بين الزمان والمكان، إقامة عند التخوم؛ تخوم الوعي والوجدان ،إفاقة ليست كاملة، حالة حدودية ،أو بينية ،تقع بين انفعاالت الخوف والرهبة والتشويق وحب االستطالع والمتعة والطمأنينة والتذكر والرعب والتخيل والوحشة وااللتباس والفقدان لليقين .ويضيف ”:يكمن جوهر الغرابة في الحياة ،وفي الفن ،وفي األدب في تلك العالقة التي توجد بين الموت والحياة ،وكذلك في آلية التكرار ،في انتفاء األلفة ،وغياب الشعور باألمن ،وحضور الخوف في الحياة .كل ما هو ضد األمن غريب ،وكل ما هو ضد األلفة غريب ،وكل ما هو ضد الفرح غريب، واألكثر غرابة من هذه الغرابة نفسها أن تتحول األشياء التي كان ينبغي النظر إليها على أنها غريبة إلى أشياء عادية ومألوفة. والغرابة حياتية وإبداعية ،وقد تتجاوز الغرابة الحياتية فع ًال الغرابة الفنية واألدبية ،والغرابة األدبية – والفنية – نوعان :غرابة غير المألوف ،وغرابة المألوف. ويشير عبد الحميد إلى أن الخوف أساسي في حدوث اإلحساس بالغرابة؛ ألنه نقيض األمن وعدو الطمأنينة ،ويضيف”: فقد ينتابك شيء ،يداهمك ،يراودك ،يشاغلك ،يوجد على مشارف وعيك ،وكأنه شيء يوشك على الحدوث ،وقد يحدث أو ال يحدث. ولكن ،وألنه غامض ،غير معروف ،ال نعرف متى سيظهر ،وكيف، وأين ،تتولد لدينا مشاعر الخوف منه ،مث ًال :توقعك عندما تنام أنك سترى أشباحً ا.
ترتبط هكذا الغرابة ً أيضا بعالم الليل :عالم الكوابيس واألشباح والمقابر والموت ،وكذلك كل ما هو مكبوت في أعماق ال وعينا الجمعي ،وال نعرف عنه شي ًئا ،أو نعرف عنه بعض األشياء ،ولكننا ال نعرف متى يظهر ،فإذا ما ظهر كان غريبًا ،لكن الغرابة ترتبط ً أيضا بعالم النهار :عالم اليقظة ،بكل ما يزخر به هذا العالم من خوف وفقدان لألمن ،وموت كامن أو ظاهر في الحياة». هكذا تجسد الغرابة ذلك الموت الموجود في الحياة ،وكذلك تلك الحياة التي في الموت ،ذلك التردد بين الموت والحياة (كما تمثلها فكرة الشبح واألشباح مث ًال)ً ، وأيضا ذلك الموت الذي في الحياة (كما يتجلى في ذلك التكرار والحركة اآللية التي تسم كل ما كان ينبغي أن يكون حيًا متدف ًقا متجددًا ،كالبشر ،األحياء مث ًال). ويضيف عبد الحميد أن الغرابة ليست مصطلحً ا أحادي البعد، بسيط المعنى؛ بل إنه مصطلح متعدد األبعاد ،مركب المعاني، متنوع الدالالت ،فمن معانيه :حضور الموت في الحياة وحضور الحياة في الموت .ومن معانيه ً أيضا ظهور المألوف في سياق غير المألوف ،ظهور المألوف من األفكار والتصورات واالنفعاالت القديمة التي اعتقدنا أننا تجاوزناها أو كبتناها ،ظهورها اآلن ،في الحاضر ،في سياق زماني ومكاني غير مألوف لظهورها ،وهذا هو المعنى الذي أطلق فرويد عليه مصطلح :عودة المكبوت ،ومن معانيها :ظهور غير المألوف في سياق مألوف ،ظهور أشباح الماضي وأفكاره وسلوكياته في الحاضر وربما المستقبل ،ظهور غير المتوقع ،المخيف الغريب عن البيت ،األجنبي عنه في سياق البيت األليف المألوف .ومن معاني الغرابة ً أيضا :تحول الساكن إلى متحرك ،والمتحرك إلى ساكن ،عودة الموتى إلى الحياة ،ودخول األحياء عالم الموتى ،هذه الحيرة المعرفية وااللتباس الذي ال نعرف معه ،ما إذا كان شخص ما حيًا أو ميتً .ويختتم عبد الحميد حديثه عن كتابه “الفن والغرابة :مقدمة في تجليات الغريب في الفن والحياة” بأن الكتاب محاولة الستشراف اآلفاق التفسيرية لهذا المصطلح في مجاالت الفنون التشكيلية والعمارة والسينما
والمسرح وغيرها من الفنون. ويكن وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبد الحميد، مشاعر وذكريات جميلة لمدينة أبو ظبي ولدولة اإلمارات العربية المتحدة ،مشيراً إلى أنه قضى فيها مع أسرته أربع سنوات من أجمل سنوات العمر عندما كان يعمل أستاذاً لعلم النفس في كلية الدراسات اإلنسانية واالجتماعية في جامعة اإلمارات المتحدة في مدينة العين ،ويتذكر بفرح“ :كنا نزور أبو ظبي دائماً ونسعد بها جميعاً ونرى بفخر واعتزاز وفرح هذه التطورات المتواصلة التي تحدث في هذه المدينة وتجعلها درة متألقة في عقد دولة اإلمارات العربية المتحدة الفريد وفي جبين الوطن العربي” ويضيف ”:أحمل في جعبتي أيضاً فرحاً وبهجة واعتزازاً لفوزي بجائزة الشيخ زايد للكتاب وهي جائزة مرموقة وكبيرة يطمح أي مثقف عربي إلى الفوز بها ويفرح كما أشعر أنا بذلك اآلن”
الجائزة بوابة لألمل نلج منها إلى حالة من التفاؤل بمستقبل الثقافة العربية 49
بريل للنشر ُت َعد من أبرز وأقدم مؤسسات النشر على مستوى العالم، وتشتهر بكونها من الناشرين للموسوعات واألعمال المرجعية والكشافات واألطالس .وقد اعتنت بكتب التراث العربي واإلسالمي عناية خاصةُ ، وعرفت بوصفها مرجعاً معتمدا ً في هذا المجال .كما أنها من أكبر المسوِّقين للكتب النادرة عن العالم العربي واإلسالمي خالل أكثر من ثالثمائة عام .كما وتراعي الدار الحقوق كافة وبدقة نظرا ً لتشعب أعمال الترجمة والطبع وحقوق الملكية ما بين ّ الكتاب.
«وصلني االثنين الماضي نبأ فوز دار نشر بريل بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع النشر والتوزيع ،وإننا لنعتبر ذلك شرفاً عظيماً ،باألخص نحن في إدارة نشر األبحاث الشرق أوسطية واإلسالمية .ونشكر القائمين على الجائزة ،ومجلس األمناء . ً وأود التأكيد بأن دار نشر بريل سعيدة جدا بالحصول على الجائزة». د .ماوريتس فان دين بوغيرت مدير إدارة نشر األبحاث الشرق أوسطية واإلسالمية.
مدينة كتاب باجو -كوريا الجنوبية، تأسست مدينة كتاب باجو عام 1989وفق رؤية شاملة لوضع حجر األساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دوراً رئيساً في التنمية الوطنية ،وتتلخص رؤية المدينة في حصر كافة العمليات التي تندرج ضمن صناعة الكتاب من تخطيط وطباعة وتصميم فني وتنسيق لوجستي ونشر ،ضمن حيز واحد باإلضافة إلى توفر مكتبتين ضخمتين للزائرين وصالة عرض لألفالم المرتبطة باألدب والثقافة وتنظيم عدة مهرجانات ثقافية لألطفال ومنتديات حوارية مع أبرز الكتاب والمؤلِّفين سنوياً .ولعل من أهم ما تتميز به مدينة كتاب باجو هو تالؤمها وحفاظها على استخدام مواد صديقة للبيئة والتصميم الهندسي -الثقافي للمدينة والذي يُع ُّد األول من نوعه في العالم.
في عام 1980قام مجموعة من الناشرين الصادقين في تطلعهم يحدوهم األمل بتأسيس مجتمع خاص بالنشر .وتحقق هذا الحلم في مدينة بمساحة مليون و 584ألف متر مربع ،على أرض خصبة بالتطلعات. وتهدف مدينة باجو للكتاب إلى أن تكون المدينة محققة ألحالم وتطلعات الجماهير المهتمة بالثقافة والكتاب، وقد تأسست المدينة على قواعد تحترم البيئة وتمزج في انسجام بينها وبين الدور الذي قامت من أجله وهو دعم صناعة الكتاب. وترعى المدينة الكثير من الفعاليات واألنشطة كمعرض الكتاب ،والندوات والمعارض الفنية ،والعروض الجماهيرية المتخصصة ،إضافة إلى جهود نشر الثقافة وتبادل البحث في مجال صناعة الكتاب. يي كي -أونج رئيس مجلس إدارة مدينة باجو للكتاب.
جوانب مهمة عن مدينة الكتاب باجو تعرف مدينة الكتاب باجو بأنها مجمع صناعي وطني من الناحية القانونية ،يرتكز على تطوير صناعة النشر في كوريا. يتكون مشروع مدينة الكتاب باجو من مرحلتين :المرحلة األولى إنشاء مجمع صناعي لصناعة الكتب والذي قد تم االنتهاء منه فعلياً في عام .2007حيث تم بناء شركات النشر ،والمطابع، ومحالت الورق ،ومراكز التوزيع ،وغيرها . أما المرحلة الثانية من المشروع فهي قيد اإلنشاء ،وسوف يتم اإلنتهاء منها في عام ،2014حيث سيكون هناك فيلم يبين كيفية صناعة النشر باإلضافة الى المتحف الوطني والمكتبة .وهذا ما يسمى االنسجام بين عملية النشر ووسائل اإلعالم.
اإلنجازات الثقافية
تعقد مدينة الكتاب باجو فعاليات ثقافية كل سنة مثل: • مهرجان الكتاب لألطفال وذلك في شهر مايو من كل سنة، يستقبل المهرجان أكثر من مئة ألف زائر خالل عشرة أيام. • منتدى مدينة الكتاب باجو وذلك في شهر أكتوبر من كل سنة. • الندوة الدولية للكتاب في شرق آسيا وذلك في شهر أكتوبر من كل سنة.
البناء المعماري للمدينة
البناء المعماري لمدينة الكتاب باجو يميزها كثيراً ،حيث ُتكوّ ن مبانيها معرضاً كبيراً يحمل في طياته قصصاً مميزة ،مما يدل على أن العمارة ليست مجرد المظهر الخارجي الذي تظهر به المدينة ولكن المشهد المعماري للمدينة يجعل الحياة في تناغم وانسجام مع الطبيعة المحيطة بها.
مدينة صديقة للبيئة
مدينة الكتاب باجو هي مدينة صديقة للبيئة تم إنشاؤها للخروج من االنتقادات التي ترى بأن االستهالك المفرط الذي يهيمن عليها نتاج التصنيع الحديث للكتب قد دمر البيئة .وبالتالي ،فالقائمون على المدينة يعتزمون إنشاء مدينة نموذجية للثقافة تتناسب مع طبيعة التقنيات المتطورة والعلوم المستخدمة. تتميز المدينة بوجود الهضاب الخضراء وجبل «شمهاك» تخترقها األنهار العذبة،أما بخصوص الحياة الحيوانية والنباتية فهناك الكثير من الجهود التي تبذل للحفاظ على حياة الحيوانات والنباتات التي تسكن المدينة.
المدينة التعليمية
مدينة الكتاب باجو هي مدينة تعليمية هدفها الرئيس تعزيز مبادئ الثقافة والنشر ،كما تسعى لبناء أساس متين من القيم المشتركة والرغبات المجتمعية بد ًال من االحتياجات الشخصية الفردية ،فهي تقدم رؤى طموحة وحكماً مختلفة للشعب الكوري من خالل الكتب ،وأيضاً من خالل عقد مجموعة متنوعة من الفعاليات واألنشطة مثل المعارض والعروض.
المرافق المساندة
تم االنتهاء من المبنى الثقافي اآلسيوي للنشر والمعلومات الذي يوفر معلومات تعليمية حول ثقافة النشر وكيفية أداء البحوث. يحتل المركز مساحة وقدرها 18 ,000متر مربع ،وطابق أرضي مساحته 20ألف و 956متر مربع .وقد بدأ تشييده في يونيو 2001وانتهى في ابريل/نيسان .2007ويلعب هذا المبنى دوراً رئيسياُ في نشر وتشجيع الصناعة الثقافية.
تاريخ مدينة الكتاب باجو 5سبتمبر :1989عقد اتفاقية لجنة الترويج عن اإلنشاءات
الخاصة بالنشر في المدينة الكورية لتعزيز تنمية الثقافة الوطنية من خالل الكتب وبناء مدينة الكتاب في إطار الدعم النشط من جانب الحكومة وجميع نواحي الحياة بما في ذلك وسائل اإلعالم والدوائر الثقافية والتعليمية. 8يناير :1991بمشاركة دائرة النشر تم تشييد مجمع النشر الثقافي والصناعي والذي وافقت عليها مقاطعة جيونجي. 10يوليو :1991من خالل المشاورات مع مركز تخطيط البحوث البيئية من جامعة سيول الوطنية تم االتفاق على األهداف األساسية لبناء مدينة الكتاب. 9سبتمير :1991افتتاح مركز مدينة الكتاب باجو للمعلومات « انفوروم» والذي يشرف على عقد المعارض والمؤتمرات، واالحتفال بمختلف المناسبات ،والحصول على مكاتب للموظفين. أغسطس :2006تم االنتهاء تقريباً من المرحلة األولى لمشروع بناء مدينة الكتاب باجو ،كما تم اإلعالن عن إعداد خطة تطوير للمرحلة الثانية من المشروع خالل مؤتمر صحفي . مايو :2008افتتاح مهرجان الكتاب لألطفال بعنوان «روح الهانجول». مايو :2010افتتاح المعرض الثامن لمهرجان الكتاب لألطفال والذي تزامن مع افتتاح قاعة المعرض الدائم للكتب في مدينة الكتاب باجو في المركز الثقافي اآلسيوي للنشر والمعلومات.
منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة -اليونسكو استطاعت اليونسكو منذ إنشائها عام 1945وحتى اآلن ،أن تح َّقق إنجازات كبرى على صعيد المحافظة على التراث اإلنساني والتعريف بالثقافات والفنون ،والمساهمة في نشر وتعميم التعليم ،وهي إنجازات ملموسة في أقطار عدَّة بالعالم ،ويستفيد منها مختلف أبناء المجتمع البشري .وتستجيب هذه اإلنجازات إلى المبادئ الموجهة لعمل اليونسكو المتمثلة في حماية التعدُّد الثقافي ،وحفظ الذاكرة الثقافية لإلنسان ،والحق في التعليم والمعرفة واإلبداع ،وال شك في أن هذه اإلنجازات أصبحت اليوم مكاسب لجميع الشعوب من دون تمييز في اللغة أو العرق والدين ،كما أنها عملت على ترسيخ حقوق اإلنسان في حرية الرأي والتعبير والحياة الكريمة.
«نعرب عن خالص امتنانا وتقديرنا للفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع شخصية العام الثقافية» إيرنا بوكوفا مدير عام منظمة اليونسكو
2011
حجبت الجائزة في فرعي اآلداب ،والتنمية وبناء الدولة شعار الجائزة
أُسست جائزة الشيخ زايد ،لتطوير اإلبداع الخالق عبر الكلمة المكتوبة .وتقدير أحد أشكال التعبير الفني المحض ،وعليه كان اللون الذهبي الخيار البديهي لتجسيد هذه الجائزة المهيبة. تعزز القطعة الذهبية فكرة األصالة وتمنحها شرف االندماج مع جوهر رؤية الشيخ زايد بشكل يدعم الدور والتأثير اللذين كانا له في الساحة العالمية. ً وعلى الرغم من أن الشعار يظهر على وجه القطعة األمامي فقط ،إال أن للجائزة وجها آخر يحمل صورة الشيخ زايد. يكمن فن الخط ،الذي يعتبر من أرقى أشكال الفن العربي في العالم ،في صميم هذه الهوية.كما أن التعبير اإلبداعي والكتابة الفنية والتراث تشكل القيم التي تدعم الخط المستخدم في الشعار. وفي حين تعكس الكلمات اإلنجليزية لغة كالسيكية رفيعة المستوى ،وتضفي التفاصيل الدقيقة في القطعة كالكتابين اللذين يفصالن االسم عن السنة ،واألشكال الزخرفية المحيطة بالقطعة رشاقة واتقاناً يليق بما تمثله الجائزة. وقد صممت هذه القطعة األيقونة لتقاوم تعاقب األيام وكي تبقى ناصعة محببة للنفس .كما تجسد مكانة التراث الفني للخط العربي وقيم وخصال الحاكم الحميدة الذي سميت الجائزة باسمه.
56
«مفاهيم موسعة لنظرية شعرية (اللغة-الموسيقى-الحركة)» الدكتور محمد مفتاح
دفاتر التدوين :الدفتر السادس «رن» – رواية الدكتور جمال الغيطاني
نداء ما كان بعيداً – رواية األستاذ ابراهيم الكوني
كتاب األمير ومسالك أبواب الحديد- رواية الدكتور واسيني األعرج
57
58
عندما تمّ تأسيس جائزة الشيخ زايد للكتاب ،تم ّ تقسيمها إلى فروع متعددة تقوم على التكامل والتناسق ,وتحتفي بالتنوع الثقافي الخالق ،فالمتأمّ ل في فروع الجائزة يجد أ ّنها تسعى إلى بناء مجتمع ّ يشكل وجوده القاعدة الضرورية لالنطالق نحو التنمية والتحديث. المعرفة الذي يشمل هذا الفرع من الجائزة الكتابات اإلبداعية للمبدعين الكبار على اختالف أنواعها ،في الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحية والسيرة الذاتية . إن فلسفة جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تنبثق من منظومة قيم حضارية ومعرفية رفيعة ,تعي أن ّ تشخص واقعها وترسم الطريق إلى عالقتها بالمستقبل. اآلداب والثقافات هي التي تشكل هويّة األمة و فاألدب هو الذي يبني الذاكرة الثقافية لألمة ويصنع رموزها ويبني مخيلتها الجمعيّة ويرسم مالمحها الخاصة بها. ّ إن المقولة الذائعة الصيت «الشعر ديوان العرب» والتي تؤكد أن الشعر خزانة حكمتها ومستنبط آدابها ،مقولة دقيقة وصائبة .فالشعر يرسم شخصية األمة ويبين مستوى وعيها وطبيعة منظورها وحركات التقدم والتراجع في تاريخها ،وهو رافد رئيسي في بناء ثروتها اللغوية ومجازاتها وتعبيراتها الفنية النابضة بالحياة .واالحتفاء باألدب هو من غير شك ،احتفاء باللغة العربية وما تحمله من ذاكرة ثقافية ومعرفية ضخمة تشكل المعلم األبرز في بناء الهوية. وفوق ذلك فإن األدب وسيلة مهمة من وسائل ترقية الذوق الفني والحس الجمالي وتهذيب السلوك البشري وتنمية الوعي النقدي. وإذا كان العرب قد احتفوا بالشعر في ماضيهم وحاضرهم ،فإن النقد العربي يحتفي في أيامنا هذه بالرواية والسرديات عموماً ،من دون أن يعني ذلك غياب االهتمام بالشعر .فقد صار في وسع الرواية أن تنقل إيقاعات الحياة المعاصرة وما فيها من ثورة معرفية وأن تسهم في عمليات التثقيف المجتمعي الذي يهدف إلى التقدم وترسيخ قيم االستنارة والحوار واالبتعاد عن العنف المجتمعي .وهذا يسري على فروع اإلبداع األخرى . وفرع اآلداب في جائزة الشيخ زايد يهدف في المحصلة النهائية إلى إعادة االعتبار لصناعة الكتاب وتطوير تلك الصناعة نشراً وتوزيعاً ،ألن الكتاب وسيلة مهمة من وسائل الحوار بين الحضارات وإذا كان التقدم العلمي ضرورة ألنه المدخل لاللتحاق بركب العالم المتقدم ،فإن اآلداب والفنون ضرورية لبناء الهوية الثقافية وصقل الذائقة الجمالية .
59
في لقاء ثري وشيق ومفعم بالجمال تحدث إلينا األديب الروائي الكبير واسيني األعرج بلغة أدبية شفيفة وبنظرة استشرافية عن واقع الثقافة في العالم العربي خاصاً بالذكر جائزة الشيخ زايد للكتاب وكتابه الذي كان سبب فوزه بالجائزة في إحدى دوراتها السابقة ،معرجا وبشكل مستفيض عن آخر أعماله كما تطرق إلى مجموعة من القضايا التي تشغل مساحة وحيزا كبيراً لدى كل مبدع و ..كما حدثنا عن المدن الملهمة والتي تترك أثرا في الذاكرة الجمعية واصفا اإلمارات بأنها نموذج النجاح الذي نقتدى به . وبعيني المثقف العربي الذي تشغله القضايا الثقافية في العالم العربي مشاركا وفاعال تحدث واسيني األعرج عن الجائزة في سياقها العربي والعالم قائ ًال :إن الجائزة كيفما كانت هي اعتراف بجهد يبذل في الصمت والخفاء والعزلة .عالم الكتابة ظالم وصامت ال صوت له إال النص الذي يخرج إلى الوجود بعد طول معاناة .فما بالك عندما تكون الجائزة هي أكبر جائزة عربية وأهمها حتى اآلن .طبعاً التشريف سيكون مزدوجاً ألنه سيضعك أمام مسؤوليات كبيرة ،تجاه الجائزة نفسها وقيمتها اإلنسانية وتجاه نضالك المستميت في أن يكون األدب الجيد واإلنساني هو المقياس األول واألخير خارج كل األطر السياسية واالعتبارات األيديولوجية. وأضاف واسيني :أشعر بسعادة كبيرة ألن الجائزة منحت لي بسبب كتاب وليس شيئاً آخر ،أي بسبب جهد صامت أخذ مني العديد من السنوات من أجل رجل (عبد القادر الجزائري) لم ينصفه التاريخ الوطني كما يجب ،ثم أن الجائزة تحمل اسم رجل خير ونبيل (الشيخ زايد) ضحى بكل شيء من أجل أن تخرج هذه األرض من قدر التخلف واالقتتال القبلي وتصبح أمماً وشعوباً حية ومنتجة. وحول دولة اإلمارات ووجوده فيها فترة من الزمن قال واسيني االعرج :اإلمارات اليوم نموذج للنجاح في كل شيء على الرغم من قسوة الطبيعة. من هنا تزداد المسؤولية أكثر .فوجودي على مدار ثالث سنوات ( ،)2010-2007كعضو في المجلس االستشاري للجائزة كان تشريفا لي ولكل الروائيين واألدباء العرب ،وعملت بكل قواي وصدقي ألن أكون أه ًال لهذه الثقة العالية والكبيرة. إذ يمكننا أن ندفع بالثقافة العربية أكثر إلى األمام والتعريف بها عالمياً وإنسانياً وكم نحن في حاجة إلى ذلك في زمن نعيشه بصعوبة وعلى ظهورنا تهم اإلرهاب مع أننا ضحاياه .علينا أن نحارب كل هذه التسطيحات المفروضة علينا وال وسيلة لنا في مستوانا على األقل ككتاب وأدباء وفنانين إال خوض الفعل الثقافي والدفاع عن القيم اإلنسانية التي نشترك فيها مع 60
هي أكبر جائزة عربية وأهمها حتى اآلن ،تحمل اسم رجل خير ونبيل ضحى بكل شيء من أجل وطنه اآلخرين في هذه المساحة اإلنسانية الكبيرة ،فنحن ال نعيش وحدنا على الكرة األرضية ،هذا ما يجب أن يدركه كل عربي ،لنا حق في العيش الكريم وندافع عنه باستماتة ولنا كذلك واجب اإلنصات لما يأتينا من بعيد أحياناً مشوشاً وفي أحيان أخرى غير واضح. وحول الحراك الثقافي الكبير الذي تشهده إمارة أبو ظبي خاصة واإلمارات العربية عموما قال :في أبوظبي حركة استثنائية من الناحية الثقافية أتمنى أن تستمر على نفس الوتيرة. وخيارات الحداثة ليست دائماً سهلة ،بل هي مرهقة ،لكنه إرهاق جميل ألنه يجعل البلد في عمق عصره وأقصد بذلك القرن الحادي العشرين .فالمجالت الثقافية والعلمية ومعرض الكتاب، وتطوير البنية التحتية الثقافية على وجه الخصوص والخيارات الكبرى كلها لحظات في غاية األهمية تضع الجهود في أفقها اإليجابي .وليست فكرة جائزة الشيخ زايد إال وجها وجز ًء من هذا التحول العميق لهذا النبل الثقافي. وبعبارات يملؤها الحنين والفخر للدورة األولى التي فاز فيها بجائزة الشيخ زايد للكتاب قال واسيني :كان من حظي طبعاً أن فزت بجائزة الشيخ زايد في دورتها األولى .والعمل الذي فاز بالجائزة هو كتاب األمير ،مسالك أبواب الحديد الذي حصل في الفترة نفسها على جائزة المكتبيين ألحسن كتاب في الجزائر، وبعد ترجمته إلى الفرنسية ،كما حصل على تكريم التسامح الديني في مدينة بوردو .لكن لطعم جائزة الشيخ زايد خصوصية كبيرة ،أو ًال أن رواية كتاب األمير فازت بالجائزة في أول دورة مما يربطها بالضرورة بتاريخ الجائزة وهذا تكريم كبير وشرف غال في مستوى الشخصيتين العظيمتين اللتين حملتهما هذه الرواية ،األمير عبد القادر الجزائري الذي عاش بين القبائل
الجائزة اختارت منذ البدء رهانات األدب بمعناه األكثر اتساعا وشمو ًال
المتناحرة فوحدها وكون دولة معاصرة في ظل االستعمارات القاسية ،والشيء نفسه قام به المرحوم الشيخ زايد الذي منح اإلمارات فرصة تكوين دولة كبيرة وزرع فيها الحياة الجماعية والمنافسة بالمعنى اإليجابي ومنحها فرصة أن تدخل العصر وتنخرط فيه بقوة وأن ال تظل على هامشه .أسمي هذه الشخصيات بالشخصيات االستثنائية التي تأتي على حواف القرن لتغير من نظام االشياء وتمنح شعوبها فرصاً غالية للتحول اإليجابي. وعن قيم الجائزة وعالم الروايات يرى واسيني أن جائزة الشيخ زايد للكتاب منحت الرواية فرصاً كبيرة إليصالها إلى قارئها الطبيعي واإلنساني .مؤكداً أن :جوهر الجائزة هو االنتصار للنص واإلبداع والتمايز ،وال اعتبار للفكر السياسي واإليدولوجية التي يتأسس عليها ،وهذا مقياس عالمي في عملية التقويم والجوائز. وهو ما يعطي الجائزة ليس فقط الموضوعية ولكن أيضا القدرة على االستمرار في ظل خضوع جوائزنا في األغلب األعم لقواعد ال عالقة لها باألدبي .من هنا فالجائزة ليست فقط تكريما ولكنها صيرورة تسمح للكتاب بأن يعيش في الذاكرة الجمعية .الجائزة التي فاز بها بعدي ،إبراهيم الكوني ،وفي السنة التي تلت ،جمال الغيظاني منحتها مصداقية أعظم ألنها منذ البدء اختارت رهانات األدب بمعناه األكثر اتساعاً وشمو ًال. وسألنا األديب واسيني األعرج عن روايته الفائزة والرسالة والقضايا التي في طياتها فأجاب قائ ًال :لقد قضيت أربع سنوات بال توقف وأنا أشتغل على رواية كتاب األمير وكنت مشبعا بفكرة تأمل روائي للتاريخ العربي الحديث والغوص في سؤال مزعج ولكنه حقيقي :لماذا تقدم غيرنا وظللنا متخلفين ومتقهقرين واألمم المتقدمة تسخر منا بل وترفض أن ترانا متقدمين وتصنع عنا أسوأ صور التخلف والتطرف واإلرهاب .من هذه الحاجة طرحت في كتاب األمير مشك ًال حياً كبيراً هو مشكل حوار الحضارات .كانت الرواية وسيلتي الخاصة والكبيرة لإلجابة عن حتمية الصراع الحضاري الذي تبناه صاموييل هنتجتون في كتابه صدام الحضارات .وأظهرت في الرواية أن الرجال العظام بمعنى االستثنائيين تاريخيا يستطيعون ليس فقط تغيير مجرى التاريخ ولكن أيضا إيجاد البدائل عن الحرب .الحروب ليست أقدارا محتومة على البشر ،يستطيعون أن يروا أشياء أخرى غير االقتتال والحروب المدمرة ،بل بإمكانهم تغيير أقدار اإلفناء إلى أقدار الحياة. أخذت شخصية األمير في حواره مع مونسينيور ديبوش وهو أول قس جاء به االستعمار للجزائر لتمسيح البالد ،أو هكذا كان يبدو لهم في القرن التاسع عشر .ظروف الحرب تالقي بينهما فتنشأ بينهما حوارات عظيمة بينت بما ال يدع
واسيني األعرج روائي وأكاديمي جزائري ،يشغل منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية ،والسوربون بباريس ،ويعد أحد أهم األصوات الروائية في العالم العربي
مجا ًال للشك أن للبشر مسالك أخرى أجمل وأكثر إنسانية من عنف الحروب الظالمة .وبقدر ما لعب األمير أدوارا مهمة في التعامل بشكل إنساني مع السجناء الذين رجاه مونسيور ديبوش إطالق سراحهم، لعب مونسينيور دوراً كبيراً في إطالق سراح األمير نفسه من معتقله في أمبواز بفضل رسالته العظيمة الموجهة إلى نابليون الثالث .أعتقد أن حوار الحضارات يبدأ من هنا ،يصنعه البشر االستثنائيون وليس المحاربون الصغار من أي طرف كانوا. المشكل أن المحاربين الصغار كثر ولهذا نعيش عالماً حربياً .لكن التطرف والموت ال ينجبان إال الموت .والتدمير والضرر ليس حكراً طبعاً على البلدان القوية؟ أيننا من غاندي؟ وأولف بالمي ،غيرهما؟ الرواية تذكر بهذه الحالة ضمن مشقة كتابة الرواية التاريخية .كنت أظن أن القراء لن يذهبوا نحو كتاب ضخم وفوجئت بأن حظ هذه الرواية كان
أكبر من أي كتاب آخر من كتبي. وفي هذا اللقاء المطول المفعم بالحميمية والذي اضطرتنا مساحة النشر أن نخرج بخالصة منه تفيد القارئ وجدنا أنفسنا منشغلين مع واسيني األعرج ونحن نتساءل عن ماهية القضية العظيمة التي ينشدها هذا الروائي الكبير من خالل الكتابة فأجاب :أنا منشغل جداً بعصري ويشغلني مصير وطني الصغير ووطني العربي الكبير ،وأرضي الكبرى اإلنسانية ،في ظل هذه الوضعيات الصعبة والمتأزمة التي نعيشها اليوم. من هنا فأدبي هو في النهاية أدب وجد في ظل عصر متقلب بل ومخيف وعليه أن يعيشه نصياً وأدبياً ،في حوار مستمر مع كل القيم التي ظنناها إلى وقت قريب ثابتة بينما هي متحولة .منشغل اليوم بوضعية الذات العربية ثقافياً وحضارياً وأشعر انه علي أن أنخرط فيها وال يمكنني كمثقف أن أنسحب منها وهذا خيار ثقافي ال يخلو من المزالق والمخاوف. 61
2011
كتاب الجائزة
«مفاهيم موسعة لنظرية شعرية (اللغة-الموسيقى-الحركة)» الكتاب دراسة موسوعية جمع فيها المؤلف بين الوصف والتحليل واالستنباط ،وذلك بمنهج علمي دقيق استند فيه إلى مقومات العلوم الصحيحة والعلوم اللسانية وعلم النفس وعلم الموسيقى ،وهو جهد يسعى به صاحبه إلى صياغة نواة مركزية لنظرية مستقلة في الشعر يربطها بتفسير الظواهر في الكون.
62
الدكتور محمد بن الغزواني مفتاح -المغرب
مقتطف من الكتاب إن الصيرورة العلمية المعاصرة تفرض توظيف مبادئ مجردة تشمل العلوم الخالصة ،والعلوم االجتماعية ،واإلنسانية، لدراسة الشعر ،كما توجب تحليله ضمن الحقول الفنية األخرى ،مثل المسرح والسينما والتشكيل والرسم والنحت والهندسة والموسيقى .ذلك أن كثيراً من دراسات الشعر وتحاليله بقيت أسيرة إلبداالت تصورية قديمة .من استند إلى التراث بقي لب تفكيره تقليدياً ،ومن استعان ببعض األبحاث المكتوبة بغير العربية دار في فلك األرسطية الجديدة التي اختزلت تفكير ذلك الفيلسوف العظيم؛ وأما من التجأ إلى مفاهيم رياضية أو فيزيائية ،فإنه وقع في شرك تلك المفاهيم بمدلوالتها ومضامينها األصلية ،دون مراعاة لخصوصية الخطاب الشعرب. ما نسعى إليه هو توظيف تلك المبادئ المشتركة المجردة بين الشعر وغيره من الفنون ،ومن العلوم ،حتى ال تبقى أبحاثنا جزئية مقتصرة على أقوال النحاة والبلغاء ،وعلى السواد في البياض؛ في حين أن المبادئ اإلبداعية العميقة واحدة ،والعمليات اإلنشائية تسبقها إرهاصات ومعاناة وحركات باطنية وظاهرية متشابهة. يتاح للشاعر أن ينشد فيصير مغنياً ،وممث ًال مسرحياً ،مع ما يقتضيه اإلنشاد /الغناء ،والمسرح من حركات معينة ،أمام جمهور في فضاء معين .الشعر مسرح إذا حضر المتلقي وعاين الشاعر المنشد ،والشعر شريط إذا شاهده المتلقي، ولم يحضر الحفل ،والشعر موسيقى غنائية أمام جمهور متحمس ،والشعر تشكيل ورسم وهندسة ونحت ،حينما يكون مسطوراً على الصفحة ،أو منقوشاً على البناء ،أو مرقوماً على الثياب واألنسجة. يفرض هذا التصور الموسع لتلقي الشعر وتحليله أن يبحث عن المبادئ اإلبداعية واألوليات التأويلية ،في إطار ما يقدمه العلم المعرفي المعاصر من أدوات علمية ،ومفهومية ،وفلسفية، انتهى إليها علم األعصاب ،وعلم وظائف األعضاء ،وعلم التشريح، والفيزياء الكهربائية والصوتية ،والكيمياء العضوية العصبية.. واألناسة ،واللسانيات ،وعلم النفس الخاص بتأثير األصوات.. وفلسفة الذهن. إن األساس المكين الذي تبنى عليه كل التصورات النظرية واإلجراءات التجريبية هو الجسد البشري في تفاعله مع المحيط الذي يعيش فيه ،فتكتنفه مكوناته ،فيتأثر بها ،ويؤثر
فيها؛ وأهم ما انصب عليه البحث ،في الجسد من األعضاء ،هو الدماغ البشري الذي تناوله علماء التشريح فتحدثوا عن يمينه، ويساره ،وعن باحاته ،وعن فصوصه ،وعن جدرانه ..وعلماء وظائف األعضاء ،فبينوا دور كل جهة ،وكل باحة ،وكل مجزوءة، واالتصال ،واالنفصال ،بين كل المكونات. ما تتأسس عليه مقاربتنا هو مكونات الجسد البشري ،بما لديه من أنساق سمعية ،وبصرية ،وذوقية ،وشمية ،ولمسية ،وبما يحتويه دماغه من قشرات ،وباحات ،وبما يحيط به ،في بيئته، من منبهات ،ومحفزات ،وما يتضمنه ذلك الدماغ ،في تفاعل مع المحيط ،من موسيقى ،ولغة ،وحركات ،وتذكرات ،وانفعاالت، وعواطف ،ومقاصد ..وتصورات ،وتوضيحات ،واستعارات، ومقايسات ،وتمثيالت. تؤدي كل تلك التفاعالت الدماغية /الذهنية /المحيطية إلى حركة ،وفعل ،وعمل؛ لذلك يصير البحث في الحركة ،والتحرك، والتحريك ،ضرورياً ،من حيث إنها مكون أساسي لبقاء الكون وحياته؛ وإذ كل شيء يتحرك ،فإن الشاعر يتحرك ،وهو يكتب ،ويهتز ،وهو ينشد ،ويتحمس ،وهو يرى االستجابة المشجعة؛ حركات الشاعر تكون لحناً تحكمه قواعد شبيهة بقواعد الموسيقى كدرجة الحركة ،ومدتها ،وحدتها ،ومداها، وتركيبها ،وداللتها ،ورمزها. الحركة ،من حيث هي حركة ،توليف ،والجسد البشري، من حيث هو جسد ،تركيب؛ والتوليف ،والتركيب ،يخضعان لتنسيقات رياضية موسيقية منطقية تحكمها قواعد اإلبدال والقلب والعكس والتحليل والتركيب ،مما يؤدي إلى التناسب والتنافر في آن واحد؛ تسود عقيدة التناسب في حقبة من التاريخ ،ويهيمن مذهب التنافر في حقبة أخرى. ما نسعى إليه هو إعادة الحياة للقول الشعري بدراسة الحركات التوليدية ،واإلشارات المعبرة ،وبالتنبيه إلى النغمات المطربة ،والتنغيمات اآلسرة ،في فضاء -زمان معين ،باعتماد على بعض نتائج البحوث في العلوم الخالصة ،والعلوم االجتماعية، واإلنسانية؛ على أننا ال نقول على تلك العلوم الكذب ،وندعي على القارئ ،ونحن نعلم أن جزئية واحدة من تلك العلوم يمكن أن يشتغل فيها الباحث المقتدر مع مجموعة باحثين مبرزين طوال حياتهم؛ ومع علمنا بصعوبة المهمة ،فإننا بذلنا ،صادقين، جهوداً مضنية ،حتى نقتنص بعض المعلومات ،فنقدمها للقارئ المهتم بالخطاب الشعري في أوضح تعبير ،وأصح إجراء.
حجبت الجائزة
كاتب مغربي من مواليد عام 1942بالدار البيضاء ،حاصل على الدكتوراه في األدب عام .1981عمل كمحاضر وأستاذ جامعي ولديه عضوية العديد من الهيئات والمنظمات .حاز الدكتور مفتاح عدة جوائز أهمها “جائزة المغرب الكبرى للكتاب في اآلداب والفنون” عام 1987و«جائزة المغرب الكبرى للكتاب»عام ،1995 كما نال “جائزة سلطان بن علي العويس” عام .2004وله عدة مؤلفات منها “جمع وتحقيق لصنع ديوان للسان الدين بن الخطيب السلماني األندلسي” عام 1989و “الخطاب الصوفي مقاربة وظيفية” عام 1997 و “في سيمياء الشعر القديم “ عام 1982و “التلقي والتأويل مقاربة نسقية” عام 1994و “مفاهيم موسعة لنظرية شعرية” عام .2010
2010
63
2009
جمال الغيطاني – مصر روائي وصحفي مصري ،ولد في صعيد مصر عام ،1945درس بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية ،وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة أخبار األدب المصرية .عام 1969أصدر الغيطاني كتابه “أوراق شاب عاش منذ ألف عام” الذي اعتبره بعض النقاد بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة .قام بنشر ما يقدر بخمسين قصة قصيرة في الفترة من 1963إلى .1969 حصل الغيطاني على عدة جوائز وأوسمة عربية وعالمية منها جائزة سلطان العويس عام ،1997ووسام االستحقاق الفرنسي من رتبة فارس عام ،1987وجائزة لورباتليون ألفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته “التجليات” عام ،2005باإلضافة إلى جائزة الدولة التقديرية لألدب (مصر) عام 2007والتي رشحته لها جامعة سوهاج.
كتاب الجائزة دفاتر التدوين :الدفتر السادس «رن» – رواية يتوفر النص على كفاءة سردية متميزة وتأتي الصياغة في دفتر “ رن “ متدفقة متوخية الدقة مستعملة تركيبات تالءم األبعاد الروحية المهيمنة على النص وتحاول االرتقاء بالمحسوس والمعيشي إلى صعيد روحي يتخلص من الظرفي والعابر ليقبض على ما هو متخط للزمني والتاريخي. كتاب “رن” يروي رحلة الكاتب عبر الذاكرة إلى مصر القديمة عبر سبره في أساطيرها وتراثها المنسي ،والرحلة الروحية تتوازى مع رحلة واقعية يقوم بها الكاتب منطلقاً من هضبة الهرم باتجاه جنوب مصر ،ال يحمل معه إال تهويماته التي يحملها عن أماكن بعينها لم يزرها وأشخاص لم يلتق بهم ،لكنه يحاول تخليقهم من خالل االسم ومن هنا جاء العنوان “الرن” من الكلمة الشعبية “شنة ورنة” ،حيث الشنة هي االسم والرنة ماهيته أو كينونته.
مقتطف من الكتاب أحياناً يأتيني صوته رغم عدم مثوله أمامي أو في دائرة حواسي ،أسمعه فأصغي ،أحياناً أنتبه إلى إيقاع مويجاته وليس لفظه ،ما ّ يدل عليه أعمق ،ظاهر نطقه ود وجوهره أمر ،يحدثني في أويقات خلوتي أو عند مثولي بحضرة مطربة الشمس الغاربة، يرق نبره حتى يخجلني ،يمس أغواراً لم يبلغها تأثير وال أصداء من قبل فيوشك دمعي! في خرجتي تلك أنوء بأثقال ،بدأت بعد بلوغي عمراً لم أتصور أنني سأصل إليه بسبب ما جرى لي من محن أصابت جسدي، وبرأت منها بعد مكابدات ومشاق أودعت آثاراً لن تتبدد إالبعد تحلل خالياي ،رغم اتصالي بهذا وذاك إال أنني كنت في صميم االنفراد ،توشك األسباب أن تنقطع بي ،غير أن الوشيجة التي تحول وتمنع دخولي المفردة ،فتمتد من اسم ذي النون إلى... هذا ما التزمت به ،امتثا ًال ولكن لضرورة ،ما بدأت مطالعته ،واضح الرسم ،لكنه غامض التراكيب فكأني أرى حروفاً أعرفها لكنها تدل على لغة أخرى أجهلها ،لذلك حاولت أو ًال االستيعاب حتى يمكنني التيسير ،في كل قراءة ال أزداد فهماً فقط إنما أتقن 64
الرسم القديم ،انحناءات حروفه ،تالقيها ،تفرقها ،أحياناً أنطق متمه ًال بصوت مرتفع ،أحياناً أنقل بخطى فقرات كاملة ،كلما بذلت المحاولت ضاقت المسافة بين الحروف التي أتقنها واللغة التي أجهلها ،حالي أقرب إلى أولئك العرب المسلمين الذين بقوا في األندلس ،لجأوا إلى التعمية بكتابة المعاني العربية بحروف التينية، هكذا وجدوا بعض وثائق الجينيزا التي عثروا عليها في خبيئة معبد بن عزرا بالفسطاط ،وثائق بيع وشراء خطابات متبادلة بين أفراد لم يعد لهم سعي اندثر أمرهم وانقطع خيرهم ليس بين طائفة اليهود فقط ،ولكن من الوجود كتبوا المعاني العربي بحروف عبرية لإلبقاء على معامالتهم سراً ،ليس هذا الحال الذي وجدت نفسي في مواجهته ،إنما قصدت التقريب ،ربما هذا ما قصده سيدي عندما قال بلهجته المحايدة ،الهادئة« :طالع بتأن». غير أنني لم أدرك تحذيره لي بأال أشطح ،في أي وجهة يكون الشطح؟ لكنني عرفت تماماً أن الفهم في التأني ،في التمهل، كلما أمعنت أدركت وفهمت ونفذت ،صرت أنطق ما توصلت إليه متمه ًال ،أنقل بخطى فقرات كاملة ،قدرتي على االستيعاب عبر
الكتابة أفضل ،كأني أنشئ ما أنقل ،أشارك في إيجاده بشكل ما فيصبح جزءاً مني ،ال أشبه ذلك المتعجل الذي قص على سيدنا خبره في لحظة خلوة به ،لم أكن أراه ،لكنني كنت أسمعه ،أقول ذلك وفضولي متأجج منذ أن تسلمت المتون وصارت اللفائف إلى، لكنني لزمت ،لم أكن مثل ذلك الذي أجهله. حدثني أن أحدهم وكان ذا منصب وحيثية قطع مسافة طويلة مشياً على قدميه ،وبعد أن لزم الباب أياماً جاءه اإلذن بالدخول طلب من سيدنا أن يطلعه على االسم األعظم ،إذ شاع وعرف عن ذي النون وقوفه وإلماه ،الحق أنه دهش ،كثيرون ممن الزموه حقباً طويلة ،حتى خليفة المسلمين الذي قابله وأصغى إليه وحاوره عند ذهابه إلى بغداد لم يسأله أمراً كهذا ،أطرق لحيظة ثم أمر بطبق آخر ،طلب منه عبور النيل إلى الضفة الغربية والعودة .امتثل الرجل ،فارق أخميم قاصداً مرسى المراكب التي ستنقله إلى الغرب ،قبل وصوله إلى الضفة لم يعد يقوى على كبح فضوله ،ترى ماذا يحوي الطبق؟ كشفه ،انثنى راجعاً والغضب يفط من عينيه ،دخل بدون استئذان محتجاً ،هل تسخر مني؟
2008
إبراهيم الكوني – ليبيا روائي ليبي ،درس اآلداب في معهد غوركي لآلداب بموسكو ،أصدر حتى اآلن ستين عم ًال روائياً وفلسفياً ،ترجمت أعماله إلى أكثر من أربعين لغة ،وفازت أعماله الروائية بالجوائز التالية : •جائزة الدولة السويسرية عن رواية «نزيف الحجر» ،1995 •جائزة الدولة في ليبيا عن مجمل األعمال .1996 •جائزة اللجنة اليابانية للترجمة عن رواية « التبر» .1997 •جائزة التضامن الفرنسية مع الشعوب األجنبية عام .2002 •جائزة الدولة السويسرية االستثنائية الكبرى ،عن مجمل األعمال المترجمة إلى األلمانية .2005 •جائزة الرواية العربية من المغرب .2005 •جائزة رواية الصحراء( جامعة سبها – ليبيا) 2005م. •وسام الفروسية الفرنسي للفنون واآلداب 2006م.
كتاب الجائزة نداء ما كان بعيداً – رواية يتميز الكتاب بتجربة إبـداعية مـتفردة ،أضافـت آفـاقاً إنـسانـية وشعرية للـسرد العربي المـعاصر ،وصهرت مـنظومة م��ن ال��م��ـ��ع��ارف األن��ث��روب��ول��وج��ي��ة والفلسفية العميقة لتمثيل المكونات األصيلة لثقافة الصحراء الداخلة في تكوين النسيج الحضاري لألمة العربية اإلسالمية، وابتكار أشكال وتقنيات سردية أثرت المتخيل اإلنساني وأضفت على شعرية السرد تجليات جمالية مهمة. وقد نجح الكوني في استثمار تجربته الشخصية والكثير من المعارف التاريخية والجغرافية والفلسفية لتدشين حوار حميمي خالق مع عالم الصحراء. وتعتبر هذه الرواية إضافة نوعية للكتابة الروائية العربية ومساهمة خالقة في إغناء األدب العربي والثقافة العربية عموماً.
مقتطف من الكتاب أخيراً أدرك لماذا يستهويه البحر .أخيراً أدرك أن البحر هو البديل الوحيد لفردوسه الصحراء .بل هو القرين الوحيد لملكوت الصحراء. ألنه في البحر ،كما في الصحراء ،ال يستطيع اإلنسان إال أن يعبر. ألنه إن لم يعبر فسوف يتحول نصباً ،أو صنماً ،أو بعبعاً .ألنه إن لم يعبر فسوف يتحوّ ل عالم ًة في المكان ال وسماً في الزمان .ألنه إن لم يعبر فسيستقر .وإذا استقر فقد خان وصية األجيال الصحراوية الخالدة .وإذا خان الوصية فقد استحق القصاص .والقصاص ليس موت الجسد وإنما هالك ذلك الطلسم المتستر وراء الجسد المسمى في لغة األجيال روحاً .ولهذا فإن مريد البحر كمريد الصحراء ال يستطيع أن يركن للمكان ألن ال وجود أص ًال لمكان ال في الصحراء وال في قرينها البحر .ألن الصحراء ،كالبحر ،لم تكن يوماً مكاناً ،ولكنها ظل مكان ،إيماء مكان ،روح مكان ،أثر المكان المتبقي من مكان آخر وجد على األرض ثم زال من حدود األرض بفعل الزمان .بفعل القدمة في الزمان .ولهذا السبب ال سبيل
لمريد البحر ولمريد قرينة البحر الصحراء إال العبور .إال السباحة .إال التهام المسافة وااللتحاق باآلفاق .ألن في اآلفاق وحدها تتخفى الحرية ألن في اآلفاق يحيا الوطن الذي يعد بالخالص .ألن األوطان ليست في األمكنة .األوطان عنقاء ال تحيا في األوطان .األوطان وسوسة في القلب وليست ركناً مشدوداً إلى األرض بسلسلة طولها سبعون ذراعاً .األوطان وصية محمولة في وجدان سالالت الترحال ولم تكن يوماً أرضاً نزرعها ،أو دابة نحلبها ،أو مسقط رأس نستثمره ،أو رقعة نرثها لنجني محاصيلها .األوطان شجن ال يرتوي إال باألناشيد التي تحاول أن تعبر عن الحنين إلى الرب. ويوم قرّ ر أن يهجر الصحراء ألداء فريضة الحج استوقفه زعيم القبيلة ليقول له إن الصحراء التي يخرج منها ما هي إال حرم .ما هي إال أرض قداسة .وكل ركن فيها هو بيت اهلل .والصالة في محرابها أيضاً صالة .ولكنه أخبر الزعيم يومها أنه ال يخرج من صحراء ليستبدلها بصحراء أخرى ،ولكنه خرج تلبية لنداء.
والنداء نذر .النداء عهد .وتلبيته دين في رقبة المريد .اضطر يومها أن يلفق أكذوبة ليحاجج الزعيم .ولكن الحيلة لم تنطل على هذا الرجل الحكيم .ألنه رأى االستخفاف في عينيه .واليوم فقط تذكر أن الزعيم كان على حق .اليوم ،عندما تلقى رسالة المجهول وانزلق في جوف التنين ،أدرك أن صاحب الصحراء ،كسمكة البحر ،يقع في الشرك ما أن يغترب عن ساحة العراء .ألن الخروج بعيداً دائماً خيانة للعهد ورسالة استفزاز موجهة إلى جناب القدر .وها هو القدر يقبل التحدي ويبعث له بشروط المبارزة .حمل الرسالة في عبه أياماً ثالثة، ثم ذهب ليفاتح المرأة باألمر .قال لها إن الخطر يحول الديار ،وال نجاة إال بالفرار شحب وجهها واستنكرت بصوت إنسان سمع نبأ الحكم عليه بالمنفى .أين تريد أن تذهب بي؟ أيعقل أن نهجر أرضنا ونترك بيتنا ونغترب في الفلوات كالمشردين بسبب أضغاث أحالم يراها الناس كل يوم؟محاوأل أن يحاججها :لم يكن ذلك الكابوس أضغاث أحالم، ولكنه رؤيا. 65
2007
كتاب األمير ومسالك أبواب الحديد -رواية رواية استثنائية ،تعالج قصة كفاح األمير عبد القادر ضد االستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر بقدر كبير من المصداقية التاريخية وتوظيف الخيال السردي معا ،مع االلتزام التام بإعالء شأن قيمة التسامح وتأكيد مبدأ التآخي ،وممارسة تقنيات السرد وآلياته بمهارة فائقة. تعتبر رواية األمير أول عمل روائي يكتب عن شخصية األمير عبد القادر على الرغم من أنه كان محل دراسات كثيرة بالفرنسية والعربية واإلنجليزية وغيرها من اللغات ،تجاوزت الثالثمائة إضافة إلى الوثائق التاريخية الخاصة. وتحاول الرواية أن تبلور إجاباتها الخاصة عن أطروحة صاموييل هنتجتون التي ال ترى شيئا آخر في الحضارات إال اصطدامها األبدي وكأنه ال خيار لها سوى ذلك.
واسيني األعرج – الجزائر •روائي جزائري ،حاصل على دكتوراه في األدب. •أستاذ جامعي وروائي ،أعد وقدم برنامجاً تلفزيونياً بعنوان أهل الكتاب. •ترجمت بعض أعماله إلى العديد من اللغات األجنبية من بينها: األلمانية ،الفرنسية ،اإلنجليزية ،اإليطالية واإلسبانية. من مؤلفاته الروائية: •احميدة المسيردي الطيب. •وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر. •ما تبقى من سيرة لخضر حمروش. •له مجموعة قصصية بعنوان :أسماك البر المتوحش. •له دراسات منها :اتجاهات الرواية العربية في الجزائر. •عضو الهيئات القيادية التحاد الكتاب الجزائريين في بداية التسعينيات.
مقتطف من الكتاب ال يهمني اآلخرون في مسعاي تجاه األمير .أنا متأكد أنالرئيس يفهمني جيداً وهذا هو األهم .ثم ال تهتم ،رحمة اهلل واسعة. ولكن..أردت أن أقول له :صحتك؟ ولكنه لم يلتفت نحوي،كان قد انغمس في مداده من جديد .كانت األشواق قد بدأت تحترق مثل الحطب اليابس .هو ال يفهم مطلقاً ما الذي يجعل البشر قليلي الحساسية بينما اهلل منحهم طوقاً من األشواق مرصعاً بماليين الذرات من الحنين إلى كل ما يجعل القلب مرتاحاً والعين مستكينة وقريرة. كانت األحرف والكلمات تنزلق من بين يديه كقطرات الماء بسرعة متناهية الصفاء وكأنه كان في سباق مع الزمن. في آخر الليل وكانت الرياح قد هدأت وصفيرها قل قلي ًال وتوقفت األشجار عن خشخشاتها الدائمة ،لكن آالم الظهر التي تصل حتى قفاه كانت قد زادت حدتها كثيراً ولم يعد قادراً على تحملها ،قام من مكانه قلي ًال ثم التفت نحوي فوجدني أنظر إليه بنوع من الصمت والحيرة: 66
يا حبيبي جون ،عليك أن تنام قلي ًال .نحن انتهى أمرنا،اإلنسان عندما يصاب بعدوى اإلنسان ال يرتاح إال عندما يفتح قبره على مصراعيه .اذهب لترتاح قلي ًال. قام مونسينيور وهو يمسح على وجهه الطيب بيديه الناعمتين ويقوم من مكانه قلي ًال لتجنب آالم الظهر ،فهي كلما اشتدت ال حل لها إال الدوران داخل البيت حتى تسكن ثم العودة إلى الوضع الذي يسمح بتجنبها قلي ًال قبل عودتها بعد دقائق أو ساعات: أتعرف يا جون ،كلما تأملت هذا الرجل ،ازددت محبة لهوألخالقه .األنانية أحياناً مؤذية .في البداية تمنيته مسيحياً ،نزهو به كأخ ونلقنه تعاليمنا ليذهب بها عند ذويه ويشيعها ..ولكن مع الزمن تأكدت أن هذا الرجل الذي يشبهنا في كل شيء ،ال يمكن أن يكون إال هو ،رجل محب لكل شيء يقرب اإلنسان من المحبة واهلل. لكن يا سيدي هو كذلك يقاسمك الشعور نفسه ،لقدأصبح قضيتك المركزية واهلل وحده يعرف المشاكل التي أنت
غارق فيها .الممولون وراءك ،يحملونك ما ال طاقة لك به ،بل إن بعضهم يعمل اآلن لتقديمك للعدالة بحجة أنك استهلكت ولم تدفع وكأنك فعلت ذلك من أجل نفسك. كل هذا ليس مهماً أنا أعمل للصالح العام ،التعويض ،هناك مؤسسات عليها أن تتكفل به. فأنا لم آخذ مليماً لمصلحتي الخاصة .عليهم أن يعرفوا ذلك. افتقدت تلك األرض ،وال شيء يهمني اليوم إال أن يلحقني اهلل بها .وإذا حدث وتأخرت عودتي أو انعدمت ،اسبق الجميع ،خذ حفنات من تربة هذه األرض وازرعها هناك فجراً ،في البحر الذي غادرته لي ًال ولم أتمكن من رؤيته فجراً .اذهب إلى هناك إذا استطعت وخذ كذلك بعض األكاليل الصغيرة وتوجه بها الموجات التي تراها قبل أن يوارى جسدي في تربة تلك البالد التي ال خيار لي في غيرها .هذا الرجل سيموت غريباً ،أحس بذلك ،بل أنا على يقين .سأسكن تلك األرض في انتظار مجيئه.
حرب لبنان1990-1975 تفكك الدولة وتصدع المجتمع الدكتورعبدالرؤوف سنو
«التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر» الدكتور عمار علي حسن
«الديمقراطية العصية في الخليج العربي» الدكتور باقر سلمان النجار
النمط النبوي – الخليفي الدكتور بشير محمد الخضرا
67
2011
كتاب الجائزة
الدكتورعبدالرؤوف سنو – لبنان كاتب لبناني من مواليد بيروت عام ،1948حاصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة برلين الحرة عام .1982وهو عضو الوفد الدولي لمراقبة االنتخابات االلمانية عام ،2009شغل منصب عميد كلية التربية في الجامعة اللبنانية بين عامي 2004 - 2001حاز عضوية الهيئة االستشارية للمعهد األلماني لألبحاث الشرقية بألمانيا من 2008إلى اآلن .وهو عضو في العديد من الهيئات الدولية والمحلية أبرزها الوفد الدولي لمراقبة االنتخابات األلمانية ،و مجلس أمناء مؤسسة الدراسات والتنمية والعيادة التربوية ببيروت .كما أنه حائز على العديد من األوسمة والدروع أبرزها “وسام االستحقاق من رئيس جمهورية ألمانيا االتحادية” و “درع األساتذة المؤلفين من الجامعة الحديثة لإلدارة والعلوم”. صدر للدكتور سنو العديد من الكتب منها “حرب لبنان : 1990 - 1975تفكك الدولة وتصدع المجتمع” و “ألمانيا واإلسالم في القرنين التاسع عشر والعشرين” و “دولة البحرين :تاريخ العرب الحديث والمعاصر للمرحلة الثانوية” و “المصالح األلمانية في سوريا ولبنان ”1901 - 1841
مقتطف من الكتاب لقد علّق أحد قادة الميليشيات على ما كان ظاهراً ومخف ّياً من صراعات بين الميليشيا ،بأنّ بعضها كان يتعاطف مع بعضها اآلخر في الطرف «اآلخر» من أجل مصالح ماليّة وعمليات االتجار باألسلحة والسلع المعيشية .وأعطى هذا القائد مجموعة «الحنش» التي كانت تابعة لميليشيا «حزب الوطنيين األحرار» في محلة عين الرمانة مثا ًال على ذلك .فقال إنها تحالفت مع «منظمة التحرير الفلسطينية» ،واضطرت بسبب ذلك لالنتقال إلى بلدة جديتا البقاعية حيث أحد مراكز المنظمة. وألسباب مالية ،وهو تحقيق أرباح كبيرة ،سمحت «القوات اللبنانية» بين عام 1985و 1987لبضع مئات من المقاتلين الفلسطينيين بالعبور إلى المنطقة الغربية عبر «مرفأ جونيه» لالشتراك في «حرب المخيمات» ضد «حركة أمل» الشيعية .ومن أجل الكسب المادي أيضاً ،استقدمت «القوات اللبنانية» النفايات السامة عام 1987المهربة من الخارج ،وخصوصاً من إيطاليا على متن الباخرة «زنوبيا» ،وجرى طمرها في األراضي اللبنانية بين الجبل والساحل. كما كشف أحدالباحثين في حرب لبنان أن اجتماعات اللجان األمنية أو لجان االرتباط في «ميدان سباق الخيل» قرب «الخط األخضر» في المتحف من أجل وقف إطالق النار ،كانت تتحول إلى مقايضة السلع الحياتية بين الميليشيا ،وإصالح الخدمات في البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه ،وتحصيل الشيكات ،من دون رصيد، التي كان يحررها بعض التجار واألشخاص ،تهرباً من دفع الضرائد والجمارك المستحقة عليهم للميليشيات المهيمنة في المنطقة األخرى .وقد تقدمت المتاجرة بالسلع الحياتية وتحصيل الشيكات
حرب لبنان1990-1975 تفكك الدولة وتصدع المجتمع الكتاب توثيق دقيق للمرحلة التاريخية التي تمتد من عام 1975 إلى عام ،1990وقد قام المؤلف بتشخيص علمي دقيق يكشف األسباب العميقة لتفكك بُنى الدولة بفعل آثار التمزق اإلجتماعي، وما يتبعه من انحالل التركيبة االقتصادية والثقافية.
68
من دون مؤونة على قضايا الخدمات العامة التي كان المواطن في أمس الحاجة إليها .فمن أصل 23تاجراً مستطلعاً ،أفاد 7منهم6 ، ّ في بيروت الشرقية و 1في بيروت الغربية ،أنهم اضطروا إلى اللجوء إلى الميليشيات لتحصيل شيكات من دون مؤونة .وصرح 3منهم أنهم دفعوا أكثر من ٪ 10من قيمة المبالغ المستحقة على الغير في المنطقة األخرى إلى الميليشيا التي عملت على «تحصيلها» .وأفاد خمسة من المستطلعين أن الميليشيات التزمت بوعودها في تحصيل المبالغ المستحقة .كما أفاد التجار السبعة أنهم شعروا أن هناك «تعاوناً» بين ميليشيات الشرقية والغربية في هذا المجال. وهناك حادثة إخراج أحد التجار ما استورده من سلع من المرفأ من غير أن يدفع األتاوة المقررة ،وعبر بها حاجز الكفاءات إلى المنطقة التي يسكنها ،فطوق بابه لي ًال وطولب بالمستحق عليه ،فدفع مكرهاً، ليجري بعد ذلك اقتسام المبلغ بين الميليشيات في المنطقتين. كانت ادعاءات الميليشيات بأنها تحترم الدولة وال تسعى إلى منافستها في سلطاتها ومهامها ،تتناقض على أرض الواقع ،سواء أكانت في الغربية أو في الشرقية ،فعملت جميعها على انتحال صفة الدولة ،وال سيما فيما يتعلق بالضرائب واالستيالء على عائداتها .وفي هذا المجال ،سارت الميليشيات واألحزاب وقوى األمر الواقع في ثالثة اتجاهات :االستيالء على المداخيل العامة للدولة وعلى إيراداتها، واإلشراف على مرافقها ،وتطوير أنشطة اقتصادية موازية وسوق سوداء؛ وافتراس اإلدارة اللبنانية؛ وممارسة ما سمي بـ «القضاء الميليشياوي».
2010
الدكتور عمار علي حسن -مصر كاتب مصري ،حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية بتقدير امتياز ودرجة الدكتوراه بمرتبة الشرف األولى من جامعة القاهرة ،عمل باحثاً في مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية بأبوظبي ،ومركز دراسات التنمية السياسية والدولية .يشرف حالياً على مشروع بحثي يسعى لترسيخ ثقافة االندماج الوطني في مختلف البلدان العربية والمشاركة في مشروع إحياء التراث الجديد الذي تتبناه مكتبة االسكندرية. للدكتور عمار العديد من الكتب المنشورة ،وهو حاصل على جائزة “مسابقة القصة القصيرة” التي نظمتها جريدة أخبار األدب المصرية عام ،1994وجائزة “القصة والحرب” التي نظمتها أخبار األدب بالتعاون مع الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية عام ،1995والجائزة التشجيعية في القصة القصيرة عن رابطة األدب االسالمي العالمية عام .1992
كتاب الجائزة
«التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر» يعالج كتاب «التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر» موضوع اإلحياء الصوفي القوي بمصر، وهو موضوع علمي وبحثي مهم وجديد ،والكتاب متميز في المنهج البحثي والتحليلي والداللي كما يقدم إثباتا لالستنتاجات التي توصل إليها بدراسة حالتين لطريقتين صوفيتين بارزتين تضيفان الكثير إلى معرفتنا بالطرق الصوفية ومناهج البحث فيها. ويقدم الكتاب إضافة مهمة وضرورية إلى واقع الثقافة العربي عبر تقديمه خريطة معرفية للحركات االسالمية.
مقتطف من الكتاب يحفل تاريخ العالقة بين المتصوفة والسلطة في مصر بالمواقف والمفارقات التي تظهر مدى حرص كل منهما على اآلخر لتحصيل منفعة متبادلة هي بالنسبة للسلطان تتعلق بخلق الشرعية والحفاظ على االستقرار ،وبالنسبة للمتصوفة ترتبط بمصالح مادية ومكانة اجتماعية وحظوة لدى الحكام. واستعراض تاريخ مصر منذ الفراعنة وحتى الوقت الراهن يشير إلى أن كل مرحلة أنتجت لنفسها الوسائل التي تجذب الجماهير من طقوس دينية وفلكلور شعبي ..الخ وذلك لدعم النظام السياسي القائم والتمكين لوحدة المجتمع واستقراره ،والتقى الحكام مع أصحاب النفوذ الديني وغيرهم على هذه القاعدة وكان المتصوفة من أصحاب السبق في هذا المضمار خاصة بعد الفتح العربي لمصر .فاإلسالم كدين لم يكن طيعاً في يد الحكام ليستخدموه في األغراض السياسية لذا بحثوا عن الرجال الذين يطوعون لهم النصوص لتتوافق مع مسلكهم في الحكم ،وفي مصر لجأت الحكومات إلى التنظيمات الدينية الرسمية لتعبئة الجماهير حول أهدافها
السياسية والثقافية واالجتماعية. والمتصوفة كانوا فئة مهيأة للعب هذا الدور ليس في مصر وحدها بل في غيرها من البلدان ،فها هو أبو الحسن البصري (ت110 :هـ) يبرر االستسالم والخضوع للسلطة واالنسحاب من ميدان مقاومتها ،فمع وصفه الحجاج بن يوسف الثقفي بأنه كان طاغية وسفاك دماء فإنه يقول للناس« :أرى أال تقاتلوه فإنها إن تكون عقوبة من اهلل فما أنتم برادي عقوبة اهلل بسيوفكم ،وإن يكن بالء فاصبروا حتى يحكم اهلل وهو خير الحاكمين». وانخرط الصوفي الكبير والعالم والفقيه أبو حامد الغزالي في سلك حاشية الوزير السلجوقي نظام الملك منذ الثامنة والعشرين من عمره ،وأصبح أحد أدواته القوية في حربه ضد الحركة اإلسماعيلية التي تزعمها آنذاك الحسن الصباح ،وكتب الغزالي في الرد عليها كتاباً عن «فضائح الباطنية» بأمر من الخليفة العباسي المستظفر باهلل وأهداه إليه وعنون الكتاب بالمستظهري ،وفي هذا المضمار أتى أيضاً كتابه «تهافت
الفالسفة» ليدحض دعوة التعليم العرفانية التي ركزت عليها الحركة اإلسماعيلية وطرح المنطق األرسطي بد ًال منها ألجل إنقاذ علم الكالم األشعري من أمته التي تعرض لها آنذاك والذي كان يشكل أيديولوجية الدولة السلجوقية العباسية ،كما كانت دعوة الغزالي للتصوف وإعادة طرحه في ثوبه السني الشرعي تسير في االتجاه نفسه حيث شكل األساس األيديولوجي والتنظيمي لكيان هذه الدولة. أما الحسن البصري ،فإنه لم يكن قد ناصر الحجاج ،فقد ساهم في تدعيم سلطته بشكل غير مباشر وذلك من خالل دعوته للصبر وعدم حضه على التمرد والثورة والخروج .أما الغزالي فقد أدى دوره بشكل مباشر ولعله كان غير راض عن نفسه ،وهو يفعل ذلك بدليل مراجعته ألفكاره ومواقفه على نحو ظهر في كتابه الشهير «المنقذ من الضالل». وتركز هذه الدراسة بالدرجة األولى على المتصوفة المصريين، سواء الذين وفدوا إليها وعاشوا على أرضها أو الذين أنجبتهم. 69
2009
كتاب الجائزة
«الديمقراطية العصية في الخليج العربي» تنبع أهمية هذا الكتاب من منهجية البحث التي اعتمدها الكاتب وكذلك من لغته والمراجع التى اعتمدها ،كما تتمثل في تحليل الكاتب لعالقات الدولة الريعية بفئات مجتمعية ترتبط مصالحها بها .والكتاب محاولة لبلورة تصور تأصيلي للديمقراطية في مجتمعات الخليج بما لها من خصوصية ،يبين الكتاب أن فئات مؤهلة لحمل قيم الديمقراطية مثل طبقة التجار وأصحاب المهن الحرة وأساتذة الجامعات قد قيدها االرتباط بالدولة الريعية .ويحسب للكتاب أيضا تحليله الجيد للتحول الحاصل في فئات التجار ورجال األعمال وظهور فئة جديدة زبونية للدولة على حساب فئة تجارية عريقة كانت ذات استقاللية ما عن الدولة وكانت رافدة ألفكار التطوير .ويستند الكتاب إلى دراسة ميدانية شاملة تضع بين يدي القارئ عشرات البيانات والجداول التي تتناول الهيئات والمؤسسات والجمعيات واألحزاب السياسية والدينية ،وميادين نشاطها ووسائل تمويلهاوأساليبعملها،ويستشرفالكتابمستقبل اإلصالح السياسي في منطقة الخليج. 70
2008
الدكتور باقر سلمان النجار -البحرين
مقتطف من الكتاب خالصة القول إن العمل الخيري اإلنساني الذي تقوم به المنظمات األهلية الخليجية هو بالفعل عمل خيري إنساني محض في الكثير من جوانبه .إال أن بعضه ينطوي على أهداف ومرام سياسية واضحة ،سواء أكان ذلك على صعيد الحضور السياسي المحلي للجماعات الداعمة والقائمة بهذا العمل الخيري ،أو على صعيد الحضور السياسي الخارجي ،في دول العوز االقتصادي العربية منها واإلسالمية. وقد أدى التداخل بين العمل الخيري والممارسات الوعظية من جهة ،وغياب القوى االجتماعية األخرى عن األعمال الخيرية ،إال في مناسباتها اإلعالمية ،من جهة أخرى ،إلى جعل هذا القطاع ذي األهمية البالغة لقطاعات واسعة من المجتمعات الخليجية المحلية ،والعربية ،تحت سيطرة جماعات اإلسالم السياسي. كما أن البعض لم يتورع عن توظيف مؤسسات العمل الخيري ألغراض شخصية بحتة أو أن تدار بعيداً عن أهدافها الخيرية .وقد أشار أحد التقارير الرسمية في دولة الكويت إلى هذه الوضعية في إحدى الجمعيات الخيرية بالقول« :الحظ التقرير الخاص بوضع الجمعيات األهلية الكويتية أن الجمعية الخيرية للتضامن االجتماعي ،والتي تركز جل نشاطها على األعمال الخيرية في البالد العربية ،تستغل لبعض األغراض الشخصية وتدار بمنأى عن تخصصها كجمعية نفع عام .حيث ال تكترث هذه الجمعيات بالضوابط اإلدارية لجمعيات النفع العام وال تعقد اجتماعات مجلس
اإلدارة وجمعيتها العمومية في مواعيدها. وقد بدأ الكثير من الكتاب المحليين في المملكة العربية السعودية والكويت بتوجيه أصابع االتهام إلى القوى والجماعات اإلسالمية المسيطرة على الجمعيات الخيرية لتوظيفها السياسي لهذه الجمعيات وأموالها سواء أكان ذلك على مستوى الداخل أم الخارج ..ويعبر الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية الكويتي «عن قلقه من احتمال وجود ارتباطات بين بعض جمعيات العمل الخيري والتنظيمات اإلرهابية» .ويعلق الكاتب الصحفي السعودي عبدالرحمن الراشد على وضع العمل الخيري في السعودية قائ ًال: «إن كانت هذه الجمعيات صادقة في أطروحاتها بتقديم العون للمحتاجين ،فإن هناك قائمة طويلة من الحاجات أولها الفقر. والفقر يجب أن يجعلنا نخجل جميعاً من وجوده في بلد يملك كل هذا الثراء ..هناك حاجات المرضى والذين بال وظائف والمديونين والمسجونين واألرامل واليتامى والمطلقات ..أما أن تصرف أموال المحسنين على محطات تلفزيون ومواقع إنترنت ودروس وأشرطة وإعالنات في الشوارع والتلفزيون فإنه ليس عم ًال خيرياً بل عمل سياسي سنحصد ثمنه غالياً جداً ويجب أن يوقف.».
حجبت الجائزة
أستاذ علم االجتماع بجامعة البحرين منذ 1984حتى اآلن ،كان عميداً لكلية اآلداب جامعة البحرين في الفترة من 1995إلى ،1999وكان عضواً في مجلس الشورى البحريني في الفترة من 2000 إلى .2002من أبرز مؤلفاته في مجال علم االجتماع :العمل االجتماعي التطوعي في الخليج العربي ،1988إنتاجية العمل في القطاع الصناعي في البحرين ،1993سوسيولوجيا المجتمع في الخليج العربي ،المرأة وتحوالت الحداثة العسيرة ،2000والحركات الدينية في الخليج العربي .2007
71
2007
كتاب الجائزة
النمط النبوي – الخليفي
في القيادة السياسية العربية والديمقراطية يتميز الكتاب بطرحه قضية أهمية القيادة لمواجهة تحديات التنمية وبناء الدولة الحديثة ،ويقدم منظوراً جديداً يتمتع بقدر كبير من األصالة النابعة من التراث الفكري العربي، ويدعو للعمل الجماعي لتحمل المسؤولية ،وتجدد القيادة بمنهجية معاصرة .ويؤكد الكاتب على أن فهمنا للنظرية التي طرحها في الكتاب يفترض استعدادات نفسية اجتماعية ثقافية لدى الشعوب العربية يعززها استمرارية الممارسة وعدم اكتمال أو نضوج الظروف المؤدية للتغيير، ويعبر عن هذا بالمخيال السياسي االجتماعي ،وليس عن خصائص وراثية غير قابلة للتعديل أو للتغيير.
72
د .بشير محمد الخضرا – األردن كاتب أردني ،عمل مستشاراً لجامعة النهضة األمريكية في أبوظبي ،و مستشاراً لشركة النهضة العالمية للتعليم (تعليم)، له أربعة كتب منشورة و 15بحثا أصيال في مجالت علمية محكمة ،وأدار العشرات من االستشارات التنظيمية واإلدارية العامة أو المتعلقة بالتعليم العالي وبرامج التنمية والتدريب في العديد من األقطار العربية.
مقتطف من الكتاب معظم الكتابات حتى الستينيات من القرن العشرين تتحدث عن ديمقراطية العرب بالمعنى التاريخي وبشكل يعكس المفاهيم الفردية والذاتية والالمؤسسية للقيادة وهي مفاهيم الكتاب أنفسهم من جهة ،وهي أيضاً عينات أو نماذج عن المفهوم الحضاري العربي للديمقراطية تعكس سيطرة النمط الزعامي - السلطوي. ففي هذه األعمال نالحظ أن الحديث عن الديمقراطية هو في الغالب عن أمثلة لحكام عظماء كانوا يتصرفون مع رعيتهم بطريقة ديمقراطية ،بالمعنى الذي في قلب الكاتب ،كالعدل وحب الرعية ،وال نجد أثراً للحديث عن سيادة مؤسسات محددة ثابتة تمثل حكم األغلبية أو الجماعة أو اإلرادة العامة .ويمثل األديب الكبير عباس محمود العقاد هذا االتجاه أحسن تمثيل .فهو يعتبر أن الديمقراطية العربية جاءت مع اإلسالم .ومثل الكتاب اآلخرين عن ديمقراطية العرب في تلك الفترة ،ال يرسم شك ًال مؤسسياً للديمقراطية اإلسالمية ،وإنما يكتفي بوضع أرسعة أسس لها ،هي :المسؤولية الفردية ،والمساواة في الحقوق، والشورى ،والتعاون المشترك .ومن المالحظ أن العقاد يتجاهل التجارب السابقة لإلسالم ،كالتجارب اليونانية والرومية الرومانية، وكذلك أي مالمح للشورى التي كانت سائدة في بعض جوانب الحياة العربية قبل اإلسالم. والبد من اإلشارة هنا إلى أن هنالك بعض الكتابات التي ظهرت في الفترة نفسها وحاولت بلورة فكرة الديمقراطية بشكل مؤسسي ،وهي ال تعكس مفهوماً «عربياً» أو «إسالمياً» للديمقراطية ،بمقدار ما تعكس تأثر أصحابها بتجارب األمم األخرى .من األمثلة على هذه الدراسات :جبران شامية (،)1965 قضايانا العربية :دراسات وحلول :زكي األرسوزي ( ،)1961متى يكون الحكم ديمقراطياً ،عدنان األتاسي ( ،)1965الديمقراطية واالشتراكية الثورية ،وخالد محمد خالد ( ،)1958الديمقراطية أبداً ،ونالحظ أن االهتمام بالديمقراطية كمنهاج للحكم والتنظيم السياسي في الوطن العربي قد اشتد ونما في أوساط المفكرين والتنظيمات الثقافية خالل السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين ،وقد ساعد في هذا االتجاه الشعور العام بفشل األنظمة السياسية التي سادت خالل النصف األخير من القرن العشرين في أن تؤسس أنظمة للحكم ،تواكب التطورات الثقافية والسياسية واالجتماعية التي
حدثت في المجتمعات العربية ،كما فشلت في ما كانت تدعيه من توفير الجهود للمعركة المصيرية (فلسطين) ،عدا عن أن غالبيتها فشلت في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية المنشودة، فمن الطبيعي أن تستفز هذه األوضاع أصحاب االهتمام والفكر للنقد الذاتي والتشخيص والتحليل والبحث عن الحلول ،فأدى ذلك إلى ثروة من األفكار حول الديمقراطية .وبعض هذا االنتاج كان محاولة لتأصيل الفكر الديمقراطي وبيان خصائص ومقومات الديمقراطية وشروطها ومزاياها وعيوبها ،وقد تمت تغطية هذه الجوانب في الباب األول من هذا الفصل ،حيث اعتمدنا في شرح هذه الجوانب على األعمال التي ظهرت في الفترة المذكورة، ولم نعتمد على مصادر غربية ،بقصد إظهار التطور الحاصل على الساحة العربية في هذا المجال. أما باقي األعمال التي سوف نشير إليها فهي تتعلق بتقييم الممارسات والمواقف للقوى السياسية إزاء الديمقراطية وما يستتبع ذلك من استشفاف مالمح النمط الزعامي -السلطوي (النبوي -الخليفي) ،وما أحدثته على الساحة السياسية العربية. وأهم ما نالحظ في تلك الكتابات أن الفشل في الديمقراطية وسيطرة مالمح النمطا لفردي ،لم يقتصر على األنظمة السياسية الحاكمة ،ولكنه شمل الحركات السياسية التي كانت تدعو للتغير والقيادة الجماعية ،وتدعي أنها هي الطليعة المؤهلة للتغيير. من هذه األعمال ما كتب عن «الحركة العربية الواحدة» من قبل مفكرين طليعيين كانوا مشاركين في األحداث التي يتكلمون عنها .ويتلخص مفهوم الحركة العربية الواحدة في أن كل القوى الثورية في الوطن العربي يجب أن تتوحد في حركة واحدة ،وأن هذه قضية بقاء أو موت بالنسبة إليها. نشير أو ًال إلى تحليل ناجي علوش ألسباب انقسام الحركة العربية الثورية ،حتى في البلد الواحد ،وعالقة ذلك بمشكلة القيادة. يقول ناجي علوش« :إن كل حزب أو تنظيم يعتقد أنه هو طليعة الشعب وقيادته ،وهكذا فكيف يمكن أن يتحدوا في حركة قومية واحدة؟» .وفي تحليله للقيادة يقول« :إن البورجوازية الصغيرة، بتفكيرها الفردي الذي يصر على االتجاهات الفردية ،هي التي تلد األبطال وتمجدهم ..وفي الوقت نفسه ،فإن البورجوازية الصغيرة نفسها تدعو للعمل الجماعي. وهذا تناقض وهذا السبب الذي جعل حزب البعث يمجدالقادة أحياناً ويخلق األساطير حولهم».
الدكتورة عفاف طبالة -مصر 2011 رواية البيت والنخلة
قيس صدقي -اإلمارات 2010 سلسلة سوار الذهب
هدى الشوّ ا قدّومي -الكويت 2008 رحلة الطيور إلى جبل قاف
الدكتور محمد علي أحمد -مصر 2007 - سلسلة رحلة على الورق
73
بطريقة تشبه أسلوبه في سرد قصصه المميزة ،يعبر الكاتب قيس صدقي ،الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في أدب الطفل ،عن مشاعره لدى علمه بفوز كتابه بجائزة الشيخ زايد لفرع أدب الطفل في دورتها الرابعة لعام ،2010يقول « :بعد أن قمت بتقديم كتابي “سوار الذهب” للجائزة سألت نفسي عن مدى استعدادي لتلقي خبر الفوز إذا وُفقت» ويضيف راسماً الحبكة الدرامية للقصة «:ظننت أن هذا التساؤل في حد ذاته قد هيأني بعض الشيء لتلقي النبأ المحتمل أو المأمول» ويضع صدقي خاتمة الموقف القصصي حين يقول «:لكن حينما تلقيت االتصال الهاتفي الذي علمت من خالله بفوزي بالجائزة اتضح لي أني لم أكن مستعداً لذلك على اإلطالق» ويصف ذلك بقوله «:لقد تدافعت مشاعر الفرحة واالمتنان والفخر في نفسي ولم أجد مخرجاً لصراع المشاعر هذا فسيطر علي البكاء من شدة الفرحة». وبمزيج من الفرح والفخر يعبر صدقي ببهجة عن سروره بأنه أول كاتب إماراتي يحظى بشرف الفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في أي فرع من فروعها ،مضيفاً «:لقد اقترن عنوان كتابي بعنوان العطاء المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه» ويضيف ”:لقد نقلت جائزة الشيخ زايد للكتاب قصتي المصورة “سوار الذهب” في ليلة وضحاها من الساحة المحلية إلى مسرح عالمي واسع” ،ويصف أثر ذلك باإلشارة إلى تفاعل وسائل اإلعالم الدولية مع تجربته التي يحاول من خاللها غرس حب القراءة بالعربية في نفوس األطفال. وفي إطار تعبيره عن األهمية الموضوعية التي تمثلها جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل يسرد صدقي ما يعتبره تحديات تواجه أدب الطفل في العالم العربي ،حيث يرى أن الكتابة تحت سيطرة دافع غرس المبادئ والقيم النبيلة يحول أدب الطفل العربي إلى ما يشبه الوعظ واإلرشاد ،مشيراً إلى أن هذه السمات تعد من أكبر التحديات التي تواجه أدب الطفل في العالم العربي .ويستطرد صدقي في سرد مالمح صورة أدب الطفل في العالم العربي، مشيراً إلى أن أدب الطفل عربياً في حاجة إلى رعاية أكبر ،وهو ال ينفي ما أسماه بالحراك الملحوظ نحو االرتقاء بمستوى الكتاب الموجه للطفل العربي ،والذي يرى مالمحه في زيادة عدد دور النشر المتخصصة في أدب الطفل ،والتي يعي بعضها تماماً خصائص سوق أدب الطفل ،كما يرى مالمح ذلك في تعدد االختيارات أمام الطفل العربي ،ولكنه يؤكد أننا ما زلنا في حاجة إلى المزيد من اإلصدارات النوعية ،وهو ما يأمل أن تقوم جائزة الشيخ زايد للكتاب بدور فاعل فيه ،عبر تحفيز الكتابة للطفل العربي مع التركيز على مستوى اإلنتاج. وعلى صعيد شخصي ،يأمل صدقي أن يكون حصوله على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل دافعاً له لالستمرار في بذل المزيد من الجهد في نشر الوعي بأهمية التخلص من
74
سيطرة تلك النزعة اإلرشادية التي تفقد األدب ميزته ،والبعد قدر االستطاعة عن الموعظة المباشرة والتركيز على جانب الترفيه عند الكتابة للطفل .كما يأمل صدقي أن يكون فوزه بالجائزة كأول كاتب إماراتي حافزاً للكتاب اإلماراتيين إلنتاج أعمال تليق بمستوى الجائزة، واإلصرار على تحقيق أهداف كبرى تصب في خدمة تجربة الكتابة للطفل العربي لتتشكل مالمح مساهمة أبناء هذا الوطن المعطاء في بناء الثقافة ،وبإصرار الفت يقول صدقي“ :أما أنا شخصياً فأنوي أن أقدم كل عمل أدبي أقوم به للجائزة ،بذلك أكون قد ساهمت في المشاركة اإلماراتية في هذه المسابقة العالمية الراقية”. ويرى صدقي أن معايير اختيار الكتب الفائزة التي حددتها جائزة الشيخ زايد للكتاب والتزمت بها ساهمت في تصنيفها ضمن أهم وأكبر الجوائز العالمية لألدب العربي ،مشيراً إلى أن أهمية الجوائز تنبع من فهمها وتقديرها للوظيفة التي تضطلع بها ،مؤكداً أن الجائزة نجحت في بناء سمعتها العالمية بالتركيز على أعلى معايير التقييم وعدم التهاون في استيفاء الشروط وعدم التردد في حجب أفرع من الجائزة إذا لم ترتق األعمال األدبية إلى مستوى طموحها .ويضيف مؤكداً ”:جائزة الشيخ زايد للكتاب أصبحت محط أنظار كل كاتب عربي ،وهو أمر راجع لما تتسم به من نزاهة ومعايير دقيقة ومستوى عال في التحكيم ،وهو ما جعل الفوز بالجائزة يعد أعظم وسام شرف يصبو إليه كل قلم من كل قطر في العالم». ويربط الكاتب قيس صدقي ،حاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في أدب الطفل ،بين النجاح النوعي الذي تمثله جائزة الشيخ زايد للكتاب وبين النجاح الذي حققته إمارة أبو ظبي بوصفها «في طليعة المدن العالمية الثقافية التي أنجزت الكثير في الساحة الثقافية” ويرى صدقي أن باقة الجوائز الثقافية التي تقدمها أبوظبي للبشرية من شأنها تحفيز العطاء في المجاالت الثقافية من خالل التكريس لمعايير الجودة والتركيز على المستوى والنوعية مما يرتقي بمستوى المساهمة الثقافية العربية ،وهو يرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعد عروس الجوائز الثقافية العربية والعالمية فهي إضافة إلى قيمها العالية من حيث االختيار والتقدير ،تتسم باالستمرار واالحتفاء واالحتفال بالفائزين وتعمل على التعريف بهم ودعوتهم للمشاركة في فعاليات ثقافية في مثيالت أبو ظبي من العواصم الثقافية حول العالم .ويضيف صدقي معبراً عن رؤيته إلمارة أبوظبي ”:رغم عطائها السخي في بناء صرح الثقافة العالمية ،إال أن أبوظبي ال ترتضي بدي ًال سوى االستمرار في العطاء ،وهي ما زالت تبني وتزيد وتثري التبادل الثقافي العربي/ العربي والعربي العالمي واإلنساني بشكل عام” ويرى صدقي في أبوظبي الوجهة األولى للسياحة الثقافية ،واصفاً إياها بأنها “ مسرح منير يجمع من كل أصناف الثقافة ويُعرض ما عليه للبشرية كلها».
75
76
«تمنيت الجائزة حتى أني توقعتها» هكذا استهلت الدكتورة عفاف طبالة ،حاصلة على جائزة الشيخ زايد فرع أدب الطفل حديثها ،مؤكدة أن هذا االنطباع مازال حاضراً في ذاكرتها رغم مرور فترة تزيد عن العام على لحظة تلقيها نبأ الفوز بالجائزة .وأضافت في محاولة لنفي ما قد يرد إلى الذهن من ثقة زائدة أو غرور «:لم يكن هذا اإلحساس غروراً أو ثقة زائدة ،فقط احتضنت الحلم في قلبي بقوة حتى تحقق» وأضافت « :رغم أن هذا التوقع لم يقلل من فرحتي بل إنه هيأني للفرحة» . وحول حصولها على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل تقول الدكتورة عفاف طبالة: «إن اهلل ال يضيع أجر من اجتهد» وتضيف «:لقد أكرمني اهلل وأراد أن يتوج مجهودي بتقدير بهذا المستوى» مشيرة إلى أن اطالعها على حيثيات لجنة التحكيم التي أجمعت على فوزها زاد من اعتزازها بالجائزة وشعورها بالرضا النابع من معرفتها أن جائزة الشيخ زايد واحدة من أكثر الجوائز قيمة على المستوى العربي لما تتمتع به من مصداقية ونزاهة وموضوعية في التحكيم ،مشيرة إلى أن هذه العوامل كرست للمكانة والسمعة العالمية التي استحقتها الجائزة على المستوى العالمي فهي اآلن «أبرز الجوائز األدبية عالميًا». وتستطرد الدكتورة طبالة في سرد مالمح اعتزازها بالحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب، فتقول« :أفضل ما يتمناه الكاتب أن ُتقرأ كتبه ،وأن يصل ما يكتبه لجمهور القراء» مشيرة إلى أن من ضمن إيجابيات جائزة الشيخ زايد للكتاب أنها ال تكتفي بمنح الفائز جائزته وحسب بل تقوم بالتعريف بالفازين وتضعهم تحت دائرة الضوء وتسهم في تعريف القراء والجمهور بمنجزهم مما يساعد على وصول أفكارهم إلى الناس ،ويشجع القراء على قراءتهم» وتستشهد الدكتورة طبالة في ذلك بأن كتابها «البيت والنخلة» الحاصل على جائزة الشيخ زايد عام 2011حقق أعلى مبيعات كتب دار نهضة مصر في عام فوزه بالجائزة ،متفوقاً على كتب أخرى لك ّتاب أكثر شهرة ،كما تم اختيار كتابها ككتاب الشهر في منتدى الكتاب العربي عن شهر فبراير .2012وتقول الدكتورة طبالة: «الفضل في ذلك يرجع بعد اهلل ،لما حققته جائزة الشيخ زايد للكتاب من شهرة ورواج». وفي إطار تقييمها لحيوية الدور الذي تضطلع به جائزة الشيخ زايد للكتاب ،تصف الدكتورة عفاف طبالة خطورة التحديات التي تواجه الثقافة العربية وتهددها ،فتقول «:الثقافة العربية يتنازعها اتجاهان أحدهما -بدعوى تطويرها -يشدها لتخرج عن مسار الهوية ،وآخر -بدعوى الحفاظ على الهوية - يجمدها ويمنع تطويرها» وتضبف أن الوصول إلى صيغة سليمة تجمع بين األصالة والمعاصرة يجب
أن يكون هم كل مثقف عربي وكل مسؤول في هذا المجال ،مؤكدة أن إطالق حرية اإلبداع هو الضمانة الحقيقية للوصول لهذه الصيغة الصحيحة المناسبة التي تجمع بين األصالة والمعاصرة .وتؤكد أن هذا التحدي يتجسد أول ما يتجسد في اللغة العربية التي ينبغي أن تبقى على عرش لغات التعبير باعتبارها عاصمة الثقافة العربية ،وال شك في أن بقاءها يبدأ من األدب الموجه إلى الطفل .وتربط طبالة بين هذا التحدي وبين الدور الذي تضطلع به جائزة الشيخ زايد للكتاب من تكريس معايير راقية في اختيار وتشجيع كتاب الطفل على االرتقاء بمستوى كتابتهم. وتضيف طبالة «:هناك مجهود ملحوظ من القائمين على النشاط الثقافي في إمارة أبوظبي لخلق مناخ ثقافي عام يكشف عن اقتناع بدور الثقافة في النهوض بالشعوب واالرتقاء بها» وتشير إلى أن أفضل ما في هذا المجهود هو أنه يضع في اعتباره أن يستفيد به المحيط العربي كله ،وتقول»:هكذا تنجح الثقافة في تحقيق الترابط والتفاعل بين الشعوب والمثقفين العرب وتفعيل التواصل بينهم» وتضيف »:أنا شخصيًا من المؤمنين بأن الثقافة قادرة على تحقيق الترابط بين الشعوب العربية والقيام بما عجزت عن تحقيقه السياسة واالقتصاد والرياضة». وترى الدكتورة طبالة أن الثقافة بطبيعتها مجال ال يجتذب الجماهير بدرجة عالية ،سواء المنتجين للعمل الثقافي أو المتلقين له ،مشيرة إلى أن المردود بالنسبة للمثقف باعتباره منجماً ليس مغريًا كما أن المجهود بالنسبة للمتلقي كبير ،وتضيف إلى ذلك أن الثقافة العربية تتعرض لهجمات شرسة لتطويعها وتفريغها من طابعها وهويتها ،بما يفقدها خصوصيتها وقيمتها الحقيقية .وتقول إن حا ًال كهذه يتطلب تدخ ًال من جهات تمتلك اإلمكانيات والوعي معاً ،لتشجيع المنتج الثقافي وحماية الثقافة العربية ،وترى أن الجوائز واحدة من أنجح األدوات زاألساليب لخلق مناخ عام يُعلي من القيم الثقافية بما توفره من فرص لتشجيع المنتجين والمتلقين .وتضيف طبالة« :يزيد من فرص تحقيق هذا الدور للجوائز أن تخصص للمنتج العربي :لغة وأسلوبًا واحتضا ًنا للهوية». وكما بدأت حديثها بحلم ،أنهت الدكتورة طبالة كالمها عن حلمها في الفوز مرات أخرى بجائزة الشيخ زايد للكتاب ،تقول « :كنت أعتقد أنه ال يمكنني الفوز بالجائزة سوى مرة واحدة ،إال أنني عندما عرفت أن هذا ليس بشرط ،أحلم اآلن بالحصول على الجائزة مرة ثانية ،وسوف أعمل جاهدة إلنجاز عمل أفضل يتناسب مع مستوى هذا الحلم» .
77
2011
الدكتورة عفاف طبالة – مصر الدكتورة عفاف طبالة ،من مواليد القاهرة ،مصر عام ،1941حاصلة على الدكتوراه في اإلعالم من جامعة القاهرة ،شغلت منصب رئيسة قناة النيل للدراما في الفترة من 1996إلى ،2001وعملت كمشرفة على البرامج الفضائية المصرية في الفترة من 1994إلى .1995 لها العديد من االبحاث الثقافية واالعالمية والعديد من المؤلفات في مجال أدب الطفل ،كما شغلت عضويه العديد من لجان التحكيم.
مقتطف من الكتاب عاود المطر هطوله وبصورة أشد و كأن السماء فتحت أبواب شالالت مياه على رأسها .حاولت أن تحتمي بشجرة شاء القدر أن تكون أمام دار شيخ الخفر .لمحتها زوجته التي خرجت وراء طفل صغير استهوته األمطار الغزيرة ليلعب تحتها وهو يغني: «يا مطر ر ُِّخي ..ر ُِّخي» فدعتها للدخول تحتمي بالدار لحين تتوقف شدة المطر. عندما هدأت زخرة المطر القوية قفلت «بهانة» عائدة إلى بيتها بعد أن أقنعها شيخ الخفر أنه ال داعي أن تذهب بنفسها إلى «برعي» في هذا الجو الماطر ،ووعدها أن يرسل في أقرب وقت من يستدعيه لها ليخبرها باسم وعنوان الرجل الذي باع له الحمار. لم يكن شيخ الخفر صادقاً فيما قال ووعد .فهو طبعاً يعرف عنوان الرجل الذي اشترى الحمار لكنه أخفاه عنها لغرض في نفسه تبادر لذهنه بمجرد ذكرها لوجود «رامح» عندها؛ ولم يف بوعده لها بإبالغ «برعي» بطلبها ،بل بالعكس حرص على إخفائه عنه .وعندما اختمرت في ذهنه الفكرة التي ال ترد إال على بال شيخ خفر اعتاد تلفيق التهم وترويع األبرياء لخدمة األسياد ،وفي عز المطر ،غامر وذهب لـ «بهيجة» أم ًال في إرضائها لعلها تبيع له قيراطي األرض ملكها اللذين يفصالن بين قطعتي أرض ملكه. كاد قلب «بهيجة» يقفز من السعادة وشيخ الخفر يشرح لها خطته الجهنمية المحكمة« :بهانة» متلبسة بجناية سرقة مؤكدة لحمار ،تشوه صورتها أمام الجميع وتضطرها للرحيل عن القرية والعودة للجبل من حيث أتت ..بهذا تتحقق أمنية «بهيجة» ويرتاح بالها وتنطفئ نار الغفل في قلبها من هذه المرأة العجوز التي استطاعت أن تنتصر عليها في كل موقعة صراع بينهما. لم يكن عليها لتنفيذ هذه الفكرة إال أن يرسال منذ الصباح المبكر من يسرِّب للرجل الذي اشترى الحمار ويسكن في قرية مجاورة ،ان امرأة عجوزاً وحفيدها هما من سرقا حماره وأخفياه عن العيون في حجرتهما ،وأن ما عليه إال أن يدهم البيت ليضبط الحمار في الحجرة فيكونا متلبسين بسرقته ،ويتم القبض عليهما ومعاقبتهما على فعلتهما .ولكن عليه أن يفعل ذلك مبكراً وبسرعة قبل أن تبيعه أو تسربه .وفي نفس الوقت يمنعان وصول «بهانة» إلى «برعي» لمعرفة أية معلومات عن صاحب الحمار ،ليشال حركتها في التخلص منه .ولن يكون طرفاً في هذه العملية حتى ال ينكشف أمرهما أو حتى ال يظهرا بمظهر قد يأخذه الناس عليهما أو يدري العمدة به فيبطل خطتهما .أما الباقي فعلى شيخ الخفر الذي لن يكون عليه إال تنفيذ القانون ضد السارق المتلبس بجريمة السرقة .وقد يكون رحيماً فيخيرها بين القبض عليها وتسليمها للمركز أو أن ترحل عن القرية. 78
البيت والنخلة تقدم قصة (البيت والنخلة) الفائزة بالجائزة خطاباً أدبياً متطوراً يخرج عن السائد في كتابة أدب األطفال؛ إذ نجحت الكاتبة في ترك مساحة للقارئ – الطفل في سن المراهقة -ليعيد النظر في كثير من الموجودات حوله ،وقد نجحت الكاتبة بأسلوبها السردي القصصي في فتح آفاق من الخيال تسمح للقارئ بأن يتلمَ س تفسيرات عقلية تكمَ ل أحاسيسه الوجدانية والروحية.
2010
قيس صدقي - اإلمارات العربية المتحدة قيس صدقي كاتب إماراتي ،نال الشهادة الجامعية في إدارة األعمال من جامعة سوفولك ،وشهادة الدراسات العليا في إدارة األعمال من الجامعة األميركية في الشارقة ،شغل مناصب عليا في مجال تكنولوجيا المعلومات في شرطة دبي وشركة إعمار العقارية .له كتابات في أدب الطفل وأسس ويدير دار نشر إماراتية تخصصت في نشر روايات”المانغا” اليابانية باللغة العربية.
كتاب الجائزة ســوار الذهب يقدم كتاب سوار الذهب موضوعاً مهماً يرتبط بالبيئة العربية بصفة خاصة ،ويدور حول تربية الصقور وتدريبها ،وقد نجح المؤلف في توظيف تقنية الشريط المصور التي تعتمد على الحوار والتعليقات المختصرة مع ربط أجزاء القصة ببعضها في نسق سردي متصل، كما ينطوي الكتاب على قيم وأخالق عربية نبيلة مثل إكرام الضيف واحترام الكبار والرفق باليتيم والتكافل االجتماعي والمحافظة على التراث ،ويتميز الكتاب بالطرافة وسهولة األسلوب والجمع بين اإلفادة والتشويق.
عن الكتاب هي باكورة سلسلة المانغا العربية األولى من نوعها ،تحكي عن سلطان ،صبي إماراتي 15 ،سنة ،وصقره مجد ،وعن تنافسهما في سباق خيالي للقنص بالصقور ،وفي خالل مغامراتهما يواجهان الكثير من الصعاب والتحديات التي تشكل اختبارا حقيقيا للعزيمة وقوة الشخصية. وبدأت حكاية تأليف «سوار الذهب» لدى مبدعها قيس صدقي منذ الصغر ،وذلك باالهتمام بالرسوم المتحركة اليابانية المدبلجة ،وسرعان ما تحول إلى شغف بفن المانغا ،وعلى مر األعوام استمر صدقي في متابعة مجالت المغامرات المصورة والتي تتواجد في مكتبات اإلمارات باللغة اإلنجليزية ،وظل متشبثاً بحلم تقديم قصة مصورة مسلية بلغتنا األم ،سنوات من العمل الحثيث ورغبة حقيقية في تقديم التراث العربي والخليجي بشكل خاص، تكللت هذه الجهود وهذا الطموح النبيل بإنتاج هذا العمل األدبي المتميز والرائد في شكله ومضمونه.
79
2009 جائزة الشيخ زايد للكتاب في أرقام
حجبت الجائزة
مشاركات الدورة الرابعة من حيث الموقع الجغرافي ﻣﺼﺮ 139ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺳﻮرﻳﺎ 21ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻟﺒﻨﺎن 20ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ 19ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻷردن 19ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﺮاق 15ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﻐﺮب 11ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺗﻮﻧﺲ واﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة 7ﻣﺸﺎرﻛﺎت ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ واﻟﺠﺰاﺋﺮ 6ﻣﺸﺎرﻛﺎت ُﻋﻤﺎن 4ﻣﺸﺎرﻛﺎت ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﻜﻮﻳﺖ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ 3ﻣﺸﺎرﻛﺎت ﻟﻴﺒﻴﺎ 2ﻣﺸﺎرﻛﺘﺎن اﻟﺴﻮدان وأرﻳﺘﺮﻳﺎ واﻟﺴﻮﻳﺪ وأﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ وﻗﻄﺮ وﻣﺎﻟﻄﺎ 1ﻣﺸﺎرﻛﺔ
150
120
90
60
30
خصص هذا المحور من الدراسة لبيان نسبة المشاركات حسب التوزيع الجغرافي للدول ،لإلفادة منها مستقب ًال في الحمالت اإلعالمية واإلعالنية في الدورات القادمة ومقارنتها بالدورات السابقة حيث يعطي الموقع الجغرافي ونسبته المئوية من المشاركات عدة مؤشرات منها :جدوى وصول الرسالة اإلعالمية واإلعالنية لتلك الدولة ،ومدى تأثيرها في شريحة الكتاب والمثقفين. استحوذت مصر على المرتبة األولى من حيث عدد المشاركات بواقع 103مشاركة وتمثل نسبة ٪ 39وتليها سوريا بواقع 21مشاركة وتمثل نسبة ،٪ 8ثم لبنان بواقع 20مشاركة بنسبة ،٪ 8ثم السعودية بواقع 19مشاركة وتمثل نسبة ،٪ 7وتليها األردن بواقع 19مشاركة ،وتمثل نسبة ،٪ 7تليها العراق بواقع 15مشاركة ،وتمثل نسبة ،٪ 6وتليها المغرب بواقع 11مشركة وتمثل نسبة ،٪ 4وتليها تونس بواقع 7مشاركات ،وتمثل نسبة ٪ 3وتليهااليمن بواقع 7 مشاركات وتمثل نسبة ،٪ 3وتليها اإلمارات العربية المتحدة بواقع 7مشاركات ،وتمثل نسبة ،٪ 3تليها فلسطين بواقع 6مشاركات ،وتمثل نسبة ٪ 2تليها الجزائر بواقع 6مشاركات ،وتمثل نسبة ،٪ 2تليها عمان بواقع 4مشاركات، وتمثل نسبة ٪ 2وتليها بعد ذلك دول فرنسا والكويت والبحرين بواقع 3مشاركات لكل دولة وبنسبة تصل إلى ٪ 1من إجمالي المشاركات وليبيا بواقع مشاركتين. أما الدول األخرى فهي الدول التي لها مشاركة واحدة ،وهي سبع دول وتمثل ٪ 3من إجمالي المشاركات وهي (السودان وأريتريا والسويد وألمانيا وأمريكا وقطر ومالطا).
80
0
حجبت جائزة أدب الطفل لهذا العام وكانت حيثيات الحجب كالتالي“ :بما أن أدب الطفل يمثل ركيزة أساسية في تشكيل عقلية النشء وتنمية معارفهم وتعويدهم على متعة القراءة والتذوق الجمالي، فإن الجائزة إنطالقا من حرصها على رفع مستوى الكتابات المرشحة وتحقيقها لألهداف المنشودة رأت أن األعمال المقدمة هذا العام لم تستوف الشروط الضرورية مما أدى إلى حجبها”.
2008
هدى الشوّ ا قدّومي – الكويت كاتبة كويتية ،حاصلة على درجة ماجستير التربية في تعليم اللغة اإلنجليزية من كلية نيو جيرسي بالواليات المتحدة، وبكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية من الجامعة األمريكية في القاهرة ،تعمل حاليا أستاذة لغة إنجليزية في جامعة الكويت .لها نصوص مسرحية منها سيمرغ (عرض مسرحي متنقل) ،جاالتيا (:فريق دراما لوياك -مسرح عبد العزيز حسين الثقافي) و جزيرة الحيوان( فريق دراما لوياك).
كتاب الجائزة
مقتطفات من الكتاب
رحلة الطيور إلى جبل قاف حقق كتاب رحلة الطيور إلى جبل قاف مستوى إبداعياً وفنياً في تطويعه لروائع التراث الثقافي لتقديم قراءة ممتعة لألجيال الجديدة بلغة جميلة وسهلة ومشهد بصري الفت وحكمة مفيدة ونافعة للمستقبل مع تميزه بالرسوم األصيلة واإلخراج المتقن وصالحيته ليكون نموذجاً يحتذى به في أدب الطفل. و”رحلة الطيور إلى جبل قاف” مستوحى من المنظومة الشعرية “منطق الطير” للشاعر الفارسي الصوفي فريد الدين العطار الذي عاش في نيسابور بإيران في القرن الثاني عشر الميالدي .وقد صاحب النص المكتوب ست عشرة لوحة صورية مقتبسة من روح الفن اإلسالمي قامت بتنفيذها الفنانة البريطانية فانيسا هودجكينسون على بالطات خزفية نجمية الشكل.
تروي القصة حكاية اجتماع طيور العالم للبحث عن ملك يحكمها، فيخبرها الهدهد المعروف بحكمته أن هناك ملكاً وهو العنقاء المقيم في جبل قاف ولكن الطريق إليه عبر وديان سبعة محفوفة بالمخاطر واألهوال ،فيباشر كل طير بتقديم األعذار لعدم القيام بالرحلة ،فالبلبل ال يمكنه أن يترك محبوبته الوردة الحمراء والببغاء مقتنعة برفاهية قفصها الذهبي ،والبطة ال تستطيع أن تترك مواطن الماء فكان دور الهدهد ،وهو المرشد الهادي ،أن يفند تلك الذرائع والحجج ويقنعهم بأهمية القيام بالرحلة رغم صعوبة الطريق وجاء النص على هيئة مقاطع نثرية أخذت شكل المقامة ،وتحمل كل واحدة منها عنواناً وهو عذر كل طير وجواب الهدهد له وقد صاحب النص المكتوب ست عشرة لوحة صورية مقتبسة من روح الفن اإلسالمي قامت
بتنفيذها الفنانة البريطانية فانيسا هودجكينسون على بالطات خزفية نجمية الشكل .والعمل الفني يحاكي التقنيات الصناعية التقليدية في فن الزخرفة اإلسالمي ،من اختيار ألوان الفيروز واألخضر والمينا والذهبي لرسم الطيور والزخارف النباتية كما كان سائداً في البالطات الجدارية في العالم اإلسالمي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر وقصة رحلة الطيور إلى جبل قاف مستلهمة من كنوز تراث الحضارة اإلسالمية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ،وال سيما التراث القصصي الخيالي الرمزي الذي تنتمي إليه قصص الطيور والحيوان في كتاب كليلة ودمنة البن المقفع وقصة حي بن يقظان البن طفيل و قصة «كوى الحيوان من ظلم اإلنسان» في رسائل إخوان الصفا.
81
2007
كتاب الجائزة
الدكتور محمد علي أحمد -مصر كاتب مصري ،حاصل على دكتوراه في العلوم الزراعية من جامعة جوتنجن بألمانيا ،يشغل منصب أستاذ بقسم أمراض النبات في جامعة عين شمس.
مقتطف من الكتاب هل زرت هولندا يوماً؟ هل تريد أن ترى هولندا كلها في مدينة واحدة؟ يمكنك ذلك فع ًال إذا زرت مدينة مادورودام madurodam تلك المدينة المصغرة التي أقيمت كمزار سياحي للكبار والصغار.. وكان التصغير بمعدل ثابت ..هو .25 :1 وهكذا ..يصبح طول اإلنسان البالغ في هذه المدينة المصغرة حوالي سبعة سنتيمترات .وارتفاع منزل مكون من ثالثة طوابق نحو أربعين سنتيمتراً وال يتجاوز ارتفاع العمارات الحديثة العالية متراً واحداً ونصف المتر ..أما أبراج الكنائس القديمة شاهقة االرتفاع ..فإن ارتفاعها يصل إلى نحو أربعة أمتار كاملة. ولكن لماذا سميت مدينة «مادورودام» بهذا االسم؟ وما هو سبب انشائها؟ إن ذلك يرجع إلى عام ..1945في نهاية الحرب العالمية الثانية ..ففي ذلك الوقت استشهد الجندي الهولندي جورج مادورو ..G.Maduro وكان هذا الجندي أسير حرب لدى القوات األلمانية ..ونظراً لبطولة هذا الجندي ..منحه الملك وليم األول وسام الشرف. ولم تكتف أسرة هذا الجندي الشجاع بذلك الوسام ..وفكرت في وسيلة أخرى تخلد بها ذكرى ابنها الشهيد ..وتجعل العالم ال
رحلة على الورق -سلسلة كتب تميزت سلسلة كتب “رحلة على الورق” بالدقة العلمية في صياغة المعلومات والمنهجية التربوية في أسلوب عرضها وصياغتها وترتيبها ،مع مراعاة اإلطار الفني المحكم الذي يوظف الصور العلمية المناسبة لسياق المعلومات واألفكار، مما يساعد على تشكيل عقلية الطفل العربي وتنمية ذوقه الجمالي .وتضم السلسلة ستة كتيبات هي :الكوكب األحمر، مادورودام «مدينة األقزام» ،ومملكة الفطريات ،وادي النمل، أعماق المحيط ،كهف الخفافيش مصاصة الدماء .
82
ينسى سنوات الحرب المريرة التي دمرت أوروبا. فكرت األسرة في بناء مقبرة حجرية ضخمة البنها الشهيد ..أو في عمل شاهد من الرخام الفاخرة منقوش عليه اسم الجندي ً ونبذة عن شجاعته وبطولته ..أو في بناء وتاريخ ميالده ..ووفاته.. مبنى جميل يضم رفات هذا االبن ..تحيط به حديقة جميلة ذات أزهار بديعة ملونة ..تعددت األفكار ..ولكن أخيراً اهتدت األسرة إلى وسيلة غير تقليدية ..ووجدت أسلوباً مبتكراً لم يسبقها إليه أحد ..وهكذا ..ولدت فكرة إنشاء مدينة نموذجية مصغرة ..تحمل صفات المدن الهولندية الشهيرة ..ومبانيها المعروفة ..وأطلق على هذه المدينة المصغرة اسم «مادورودام» .تخليداً لشهيد الوطن.. الجندي «مادورو». تم بناء مدينة مادوردام على نمط مدينة بيكونسفيل د �Beacons fieldاإلنجليزية مع كثير من التعديالت ..وكانت جميع النماذج مصنوعة من الخشب ..وافتتحت للجمهور في اليوم الثاني من شهر يوليو عام .1952 وكانت األميرة بياتريكس Beatrixالراعية الملكية لهذه المدينة.. واستمرت هكذا حتى عام ..1980حينما توجت ملكة على هولندا إال أن الملكة لم تفقد اهتمامها برعاية المدينة المصغرة ..ومازالت توليها عنايتها ورعايتها حتى اآلن.
«الزمن في اللغة العربية :بنياته التركيبية والداللية» الدكتور امحمد المالخ
«إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد» الدكتور يوسف وغليسي
مستقبل العالقات الدولية من صراع الحضارات إلى أنسنة الحضارة وثقافة السالم الدكتور محمد سعدي
عمارة المساجد العثمانية الدكتور محمود زين العابدين
83
أضواء على الجائزة
د.خليل الشيخ :النقد والترجمة وأدب األطفال كجسور بين الثقافات في إطار السعي إلى تحقيق أهداف جائزة الشيخ زايد للكتاب ورؤيتها ،جرى رفد هيئتها العلمية بنخبة من أبرز المثقفين والمفكرين واألكاديميين والمبدعين والمترجمين العرب ،توسيعا لرقعة المساهمات العربية المتميزة في رفد الجائزة بالكفاءات التي بوسعها أن تسهم بشكل إيجابي وشفاف في اختيار المحكمين ممن يسند إليهم مهمة تحديد المرشحين المحتملين لنيل الجائزة .من بين هؤالء األعضاء يأتي اختيار الدكتور خليل الشيخ تعبيراً عن هذا المسعى لما يتمتع به الشيخ من مكانة علمية وإبداعية في العالم العربي. واعتبر د .الشيخ ،األستاذ في جامعة اليرموك في األردن ،أن عضويته في الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب «هي تكريم كبير سيسعى من خالله لكي يسهم في هذه الجائزة المتميزة». ويأتي اختياره ،وهو ناقد ومترجم أردني درس اللغة العربية وآدابها في الجامعات األردنية واأللمانية ،في إطار إشراك الكفاءات العربية المتميزة والمتخصصة في آليات الترشيح للجائزة الثقافية العربية األشهر. وعن اختيار د .الشيخ قال أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم« :للدكتور خليل الشيخ تاريخ نقدي حافل ،سواء على المستوى األكاديمي أو في المساهمة في تأسيس وتحرير كبريات الدوريات الثقافية العربية ،وهو لم يكتف بالعمل النقدي األكاديمي وطرق أبواب الثقافة المقارنة وتحليلها من خالل األعمال األدبية العربية الكبرى ،بل توجه أيضا إلى ثقافة األطفال والناشئة مما يجعله مرجعا مهما ألكثر من فرع من فروع الجائزة». وأشار بن تميم إلى أن الدكتور الشيخ يعد من أفضل المؤهلين في حقل ثقافي مهم يعمل على إرساء الفهم المشترك بين الثقافتين العربية الغربية وهو واحد من أهم أهداف الجائزة التي تعمل على ترسيخ الجسور بين الثقافات. اختار الشيخ أن يكتب أطروحته لنيل الماجستير من الجامعة األردنية في حقل السرد ،لكنه انتقى ظاهرة روائية ذات صلة باآلخر فكانت أطروحته عن «البطل الروائي العربي في مواجهة الغرب» وهي دراسة في الرواية العربية في مصر وبالد الشام بين عامي .1935-1978وتعد األطروحة واحدة من الدراسات النقدية المبكرة فيما صار يعرف بروايات المواجهة مع اآلخر والتي وضعت إطارها فيما كتبه طه حسين في رواية «أديب» عام .1935وترتكز على أفق معرفي يتمثل في ذهاب العربي ليطلب العلم في إحدى جامعات الغرب ويمكث هناك بضع سنوات قد ينجح فيها في الحصول على مبتغاه وقد يعود وهو يجر أذيال الخيبة. وتشكل تجربة الدكتور خليل الشيخ في تعّ لم اللغة األلمانية ،في بداية طريقه للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة فريدريك فيلهلم األلمانية ،واحدة من أكثر التجارب أهمية في حياته على المستوى المعرفي ،فقد بذل الكثير من الجهد لينتقل إلى عوالم تلك اللغة الغنية بتاريخها الفلسفي واألدبي والمعرفي عموما .وقد آثر أن يبقى في إطار العالقة بين األدب العربي والغربي فاختار ألطروحته التي نال درجة الدكتوراه عليها مسرحية الشاعر األلماني غوته «فاوست» ليدرس تأثيرها في األدب العربي الحديث ،وليقرأ أنواع المثاقفة بين األدب العربي للحديث واآلداب
84
الغربية وليدرس الموتيفات التي تولدت في خضم تلك المثاقفة. نشرت أطروحة الدكتور الشيخ باأللمانية عن دار نشر كالوس شفارتس في برلين عام 1986وكتب عنها سبع دراسات باأللمانية واالنجليزية وكانت المستشرقة الهولندية الباحثة في األدب العربي هيلري كيل باتريك من أوائل من كتب عنها في مجلة عالم اإلسالم الصادرة باأللمانية. وكان الدكتور خليل الشيخ قد أصدر عام 1998كتابه «باريس في األدب العربي الحديث، إشكالية العالقة بيْن المركز واألطراف» .والكتاب حصيلة أبحاث ثالثة استغرق العمل فيها بضع سنوات .تعتمد هذه الدراسة ،وهي تسعى إلى تحليل حضور باريس في األدب العربي الحديث، على مجموعة من النصوص التي تنتمي إلى غير جنس أدبي ،ويتوزع أصحابها على أزمنة وأمكنة مختلفة ،ويصدرون عن رؤى متعددة ،وإن ظل يجمع بينهم أنهم أقاموا في باريس زمناً يقصر أو يطول ،لتكون رؤاهم صادرة عن تجربة ومعايشة .وقد حظي هذا الكتاب بمراجعات نقدية كثيرة، فقد توقف عنده الدكتور جابر عصفور في دراسة نشرها في مجلة العربي ( ،)2004مثلما توقف عنده الدكتور فيصل دراج في دراسة نشرت في غير دورية وجريدة واعتبرها وثيقة نظرية خصبة األبعاد ،أضاءت تكوّ ن الثقافة العربية الحديثة ،ورصدت تناقضات المثقف العربي الوليد ،الذي احتفى ب«اسم المدينة» ،أكثر من وقوفه على األسباب المادية التي جعلتها «الجنة التي تجب محاكاتها». انصرف الدكتور الشيخ إلى الترجمة منذ ما يزيد على خمس سنوات وقد انقسمت ترجماته عن األلمانية إلى ثالثة مستويات :مستوى خاص بالطفل وقد نقل إلى العربية ما يزيد على خمس وعشرين قصة تسعى في مجملها إلى توسيع مدارك الطفل العربي وشحذ مخيلته وتزويده بالمعرفة ونقل تجارب مفيدة تقوي شخصيته وتطور من قدرته على التفكير الناقد .ومستوى خاص بالناشئة والفتيان وهو قطاع ال يحظى باهتمام في مجال التأليف ،العربي أو هو واقع بين كرسيين على حد قول المثل الفرنسي .وقد ترجم أعما ًال بعضها ينتمي إلى كالسيكيات هذا اللون من الكتابة في اللغات الناطقة باأللمانية وبعضها اآلخر من صناعة كتاب اشتهروا في هذا المجال مثل الكاتب األلماني بول مار الذي ترجم له عملين روائيين كبيرين .والمستوى المعرفي الخاص بالمثقفين ،وقد ترجم فيه الدكتور الشيخ أعمال مثل دراسة هلموت بوتيجر «ما بعد اليوتوبيات ،تاريخ لألدب المعاصر الناطق باأللمانية» و»يوميات فرانز كافكا »1923 - 1910ودراسة بوبر يوهانزن الموسومة «أوروبا والشرق من منظور واحد من الليبراليين المصريين» و»معجم المتفائلين» لفلوريان النجن شايدت ورواية إنجو شولتسه «آدم وإيفلين». عمل الدكتور خليل الشيخ أستاذا زائرا في غير جامعة أردنية وعربية وشارك في العديد من المؤتمرات النقدية التي عقدت في أوروبا والعالم العربي. وقد أشرف الدكتور الشيخ على ما يقرب من خمسين أطروحة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه واشترك في مناقشة ما يربو على ستين أطروحة أخرى .وقد اشترك في تحكيم جوائز أدبية في األردن وفلسطين وسلطنة عمان ،وهو عضو في غير هيئة علمية جامعية وثقافية.
جائزة المؤلف الشاب تصدر جائزة الشيخ زايد عن مجموعة من القيم النبيلة التي تسعى في مجموعها إلى إحداث نقلة نوعية في حياة المجتمعات العربية المعاصرة على المستوى الثقافي ،ويجيء التفات الجائزة إلى المبدعين والباحثين الشباب في «جائزة المؤلف الشاب» انسجاماً مع تلك القيم الرفيعة . إن لدى الشباب في العالم العربي طاقات إبداعية ال تنضب ،وهي طاقات قادرة على النهوض باألمة وتحقيق الخير لها ،ودعم مسيرة التقدم والتنمية والتطوير في العالم العربي .وقد كان المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يصدر عن رؤية تؤمن بأن «اإلنسان هو أساس أيّة عملية حضارية» ،فاإلنسان هو صانع التنمية وهو هدفها في الوقت نفسه . فوجود هذا الفرع الحيوي في جائزة الشيخ زايد ينسجم مع الفلسفة التي تصدر عنها الجائزة في سعيها الكتشاف الطاقات اإلبداعية الشابّة وتكريمها .فالشباب العربي يمتلك طاقات إبداعية تستدعي من يكتشفها ويتب ّناها ويدعمها لتكون جزءاً فاعالً في مجتمع المعرفة المنشود ،ألن الجائزة تهدف إلى الكشف عن ثقافة اإلبداع واالبتكار التي تؤكد حيوية المجتمع وقدرته على التغيّر وبناء عالم أكثر إنسانية وتحضراً. إن هذا القطاع الحيوي الفاعل من أبنائنا وبناتنا الشباب يكاد يبلغ الماليين في الوطن العربي ،فهناك أعداد ضخمة من الباحثين والباحثات في مراحل الدراسات العليا في الجامعات العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه ,وهناك الكثير من البحوث الجادة التي يكتبها هؤالء الشباب ،إضافة إلى وجود ما ال يحصى من المؤهلين الشباب في الجامعات ومراكز البحوث الذين تسعى الجائزة الكتشافهم والتعريف بهم وبنتاجهم. تولي جائزة المؤلف الشاب كتابات الشباب اإلبداعية كالشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرح اهتماماً كبيراً، ّ ألن إبداعات الشباب ،كما هو معروف ،هي التي تصنع التحوالت في عالم األدب وهي التي تتمرد على القيود والجمود وتقدّم الجديد ،ويعرف المهتمّ ون بتاريخ اإلبداع أن كتابات الشباب تشكل استئنافاً ونقطة التحول الجذرية في شكل اإلبداع ومضمونه وأنها ترسي تقاليد جديدة تستمر ردحاً من الزمن فيأتي جيل آخر يتمرد عليها ويرسي تقاليد مغايرة وهذا هو سر االستمرارية في اإلبداع .وهو ما ينسجم تماماص مع فكر المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان يقول «:إننا ننتظر من الشباب ما لم ننتظره من اآلخرين ونأمل من هذا الشباب أن يقدم إنجازات كبرى تجعل هذا الوطن دولة حديثة وبلداً عصرياً يسير في ركاب العالم المعاصر». ّ الجادة كي يتم التعريف بها في المحافل إن جائزة المؤلف الشاب تسعى إلى توفير الفرص لإلبداعات والبحوث الثقافية العربية والعالمية وإعادة نشرها وتوزيعها وتنمية طاقات أصحابها وملكاتهم البحثية واإلبداعية وتحفيز اآلخرين للبحث واإلبداع. ّ إن وجود هذه الجائزة هو خير دليل على وجود جيل شاب تنويري جديد في عالم البحث والفكر ،وآخر تجديدي ً ومبدع يبعث في اإلبداع روحا حيوية متدفقة .وستنهض جائزة الشيخ زايد للكتاب بمهمة االكتشاف والتقدير وهي جزء من مهمات أخرى جليلة تنهض الجائزة بها.
د .خليل الشيخ
85
2011
نسبة المشاركات في الدورة الخامسة حسب تصنيف الفروع
اﻵداب
اﻟﻨﺸﺮ
113 اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ أدب اﻟﻄﻔﻞ
30 55
12 21 23 57 9
ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻌﺎم
86
اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ
اﻟﻔﻨﻮن
اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب
حجبت الجائزة
جائزة الشيخ زايد للكتاب في أرقام
الدكتور امحمد المالخ – المغرب
2010
كاتب مغربي ،حاصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف األولى من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمكناس ،ودبلوم الدراسات المعمقة في اللسانيات العربية من كلية اآلداب والعلوم االنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط .تم نشر العديد من أعماله ،كما أن له العديد من المقاالت المنشورة في المجالت التي تتناول علم اللسانيات في اللغة العربية.
كتاب الجائزة
«الزمن في اللغة العربية :بنياته التركيبية والداللية» تميز الكتاب بتماسك منهجه العلمي في معالجة قضية لسانية مهمة بطريقة أكاديمية رصينة تجمع بين دقة المفاهيم ووضوح الغرض في شقيه النظري والتطبيقي ،األمر الذي يجعل الكتاب مرجعاً نوعياً في مجاله بلغة سلسة مقتصدة تستوعب الدراسات العربية وغير العربية في مزج محكم ودقيق.
مقتطف من الكتاب شكلت دراسة البنية الزمنية في الخطاب مجا ًال خصباً لمجموعة من المقاربات اللسانية الداللية والتداولية على حد سواء .أول مشكل يعترض الباحث في هذا المجال يتمثل في تحديد المنطلقات النظرية، وبالموازاة صياغة تصنيف منهجي لألبحاث المنجزة حول اإلحالة الزمنية في النص والخطاب .فالمقاربات التي قدمت تنتمي إلى مجاالت معرفية متباينة أحياناً مثل اللسانيات النصية والتداوليات المعرفية ونظريات الحجاج والداللة الصورية واللسانيات الوظيفية ونظرية تمثل الخطاب. وإن كان يسهل أحياناً على الدارس ربط طرق مقاربة ظواهر اإلحالة الزمنية في الخطاب التي تتبناها هذه النظريات بالفرضيات والمسلمات المنهجية التي تصدر عنها ،إال أنه يتعذر الفصل بين بعض المقاربات التي تلتقي في فرضياات العمل. يضاف إلى المشاكل المثارة أعاله مشكل تحديد مفهوم الخطاب، والتمييز بينه وبين مفهوم النص .فهل نعتبر الحديث عن الزمن في النص مرادفاً للحديث عن الزمن في الخطاب؟ أم أن الخطاب أشمل وأعم من النص؟ ثم ما هي الوحدات التي يمكن أن تشكل موضوع المقاربة؟ هل تحدد في كيانات أكبر من الجملة ،أي متواليات من الجمل المترابطة؟ أم أن الجملة أو المركبات الصغرى يمكن أن تشكل وحدة خطابية شريطة أن تكون مرساة في سياق تخاطبي محدد.
هل تتعدد أصناف اإلحالة الزمنية بتعدد أنواع الخطاب الذي يمكن أن يفرزها التحليل بشكل مبرر؟ وبعبارة أخرى ،هل تتباين اإلحالة الزمنية في الخطاب السردي أو الوصفي أو الحجاجي أو اإلخباري؟ هل يفضي تحليل البنية الزمنية في الخطاب بالضرورة إلى نحوين زمنيين ،نحو زمني للجملة ونحو زمني للخطاب؟ أم أن المعالجة ينبغي أن تكون موحدة في اتجاه بناء نحو زمني واحد للجملة وللنص أ و الخطاب؟ ما هي القضايا التي تعجز النظريات التركيبية والداللية عن معالجتها ،والتي يمكن أن تقدم نظريات الخطاب مقاربة كافية لها؟ تفضي بنا هذه األسئلة إلى مشكلة أخرى تجابه الباحث في مجال اإلحالة الزمنية في الخطاب ،ويتعلق األمر بتحديد المجاالت والظواهر التي حاولت نظريات الزمن في الخطاب أن تعالجها .ورغم وعينا بصعوبة إجراء تصنيف لهذه المجاالت ،فإننا سنعمل على تقديم خطاطة أولية قابلة للمراجعة ،نلخص عناصرها المحورية فيمايلي: 1اشكالية العالقات الزمنية بين األزمنة واألحداث في النصوفوالخطاب :فمن المعلوم أن األزمنة تترابط وفق عالقات إما إحالية (التبعية أ و العائدية أو اإلشارية) ،أو اتجاهية ،أي أن الزمن اإلحالي للحديث إما يتقدم إلى األمام ،وبالتالي نكون بصدد متوالية أحداث داخل الخطاب يتقدم فيها الزمن اإلحالي ،فتسلسل األحداث زمنياً ،أو أن
الزمن يتراجع إلى الخلف ليحتوي زمناً آخر ،أو أن يحدث احتواء جزئياً لألزمنة ،بمعنى أن زمن حدث يحتوي جزءاً من زمن حدث سابق عليه في الترتيب. - 2إشكالية حشوية األزمنة ،أو مسألة التباس الزمن في السياق، من المعلوم أن المعالجة النسقية لألزمنة حاولت تقديم خطاطات لألزمنة ،قائمة على أساس التمييز بين المحتوى الزمني لألزمنة الصرفية .وبالتالي تمنح لكل زمن صرفي داللة زمنية تميزه عن بقية األزمنة التي يتعارض معها في الجداول الزمنية المقترحة ألزمنة لغة محددة. .3إشكالية المنظور الزمني .وهي إشكالية مرتبطة بالمنظور الموجه إلحالة الزمن ،فالتصور الذي ينطلق من االفتراض اإلشاري للزمن، يعتبر أن زمن الحدث مربوط إشارياً بنقطة التلفظ المحيلة على زمن التلفظ (اآلن) ،المقترن بالتجرد par defautبالمتكلم. وأهم مشكل يعترض ،هذا التخصيص يتجلى في كون األزمنة في سياقات معينة قد تكون حاملة آلثار داللية وتأويلية مرتبطة بمنظور ذاتي لفاعل الجملة وليس للمتكلم ،وبالتالي فالمنظور الزمني بوجه اإلحالة الزمنية ،وهذه اآلثار الداللية /الذاتية للزمن ال يمكن للنظر اإلشارية أو القرينية indexicalللزمن أن تتنبأ بها. 87
2009
«إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد» يتميز كتاب “إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد” بكونه بحث أكاديمي يدرس فيه صاحبه مشكلة المصطلح النقدي في األدب العربي الحديث ،وكان هذا المصطلح قد أنتج تراكماً في الدراسات التي نهلت من نظيراتها الغربية طيلة عقود عديدة في حقول معرفية مختلفة ،وجاء البحث جيد التوثيق ملمّ اً بالقضايا المتنوعة والمختلفة التي طرحها المصطلح النقدي سواء في ترجمته أو في نحته للمصطلحات أو تعريفه أو استعماله، ثم أنه ينفذ إلى طرح المسائل المنجزة عن تفعيل المنهج االصطالحي واستعماله استعماالت مختلفة أسهمت في تطوير مجال واسع تتحرك فيه الدراسات النقدية وسط الظروف الجديدة والمتغيرة .وهو كتاب يسهم في صنع هذا المجال المنهجي الجديد .ويدرس الكتاب “إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد” نظرية المصطلح النقدي من شتى جوانبه ،حيث يستعرض في الباب األول دراسة نظرية إلشكالية المصطلح شام ًال المعايير وآليات اإلصطالح ،وفي الباب الثاني والثالث يقدم دراسة تطبيقية للحقول المصطلحية في الخطاب النقدي العربي الجديد.
مقتطف من الكتاب تأتي الشعرية في طليعة المصطلحات الجديدة التي تبوأت مقاماً أثيراً في اهتمامات الخطاب النقدي المعاصر ،حتى غدا كل (عود على بدء) فيها سه ًال ممتنعاً ،وأضحت الشعرية من أشكال المصطلحات وأكثرها زئبقية وأشدها اعتياصاً، بل انغلق مفهومها وضاق بما كانت معه «مجا ًال رحباً تدافعت فيها الدراسات والبحوث» .ذلك أن «مسيرة هذا المصطلح قد تشابكت في تقلباتها بين داللة اريخية وأخرى اشتقافية وثالثة توليدية مستحدثة». فما هي الشعرية؟ وما موضوعها؟ وأي إطار منهجي ينتظمها؟ أهي مرادف لألدبية؟ أم هي أشمل منها أم اخص؟ أهي علم الشعر أم علم النثر زم هي علمهما معاً؟ وإذن أهي اسم آخر لعلم األدب؟! أم هي نظرية األدب في شكل جديد؟! أم هي علم الجمال؟ هل هي -فع ًال « -ال تعدو أن تكون ،في معنى ما ،بالغة جديدة» كما يرى جيرار جينات؟! أو هي «نظرية البيان» فيما يزعم الدكتور عبداهلل الغذامي؟ وإذن هي جزء من البالغة القديمة! كما يبدو من ظاهر المصطلح على األقل؟ ثم هل الشعرية علم؟ وإذا كانت كذلك فما عالقتها بالعلوم المجاورة لها (علم البالغة ،علم األسلوب ،علم العروض ،علم األدب)..؟! أو هي منهج نقدي قائم بذاته؟ وإذا لم تكن كذلك فما موقعها من منهاج النقد الجديدة، بل أي منهج يقوى على تبنيها؟ وأخيراً ،ما هي المسوغات المنهجية إلدراج الشعرية في نطاق الدرس السيميائي؟ نبتدئ من هذا االستفهام األخير ،لنشير إلى أن «الشعرية» قد ولدت في مطلع النهضة اللسانية الحديثة ،مع الفكر البنيوي في طوره الشكالني ،ولكن اتساع ضفاف «الشعرية» جعل «منافذها متعددة واشتغاالتها تكاد تكون مختلفة ،من حيث
زاوية النظر واالشتغال» ،وهو ماجعل كثيراً من النقاد البنيويين وعلماء اللسانيات يعترفون بأحقية السيميائية للشعرية وفضلها عليها؛ فهذا تودوروف الذي قرر -بصفة قطعية -أن «كل شعرية مهما تكن تنويعتها -هي بنيوية ،ما دام موضوعها بنية مجردة(هي األدب) ،وليس مجموعة الوقائع التجريبية (اآلثار األدبية)،«.. يعترف بأن الشعرية يمكن أن تشكل قسماً من اللسانيات، هو بمثابة العلم الشامل للبنى األلسنية ،بيد أن عدداً مهماً من اإلجراءات التي تتناولها الشعرية ال يتوقف عند حدود المشكالت اللغوية ،بل يتجاوزها إلى التعلق -بنظرية العالمات La Theorie des signesثم إن السيميائية ،في غمرة طموحها إلى أن تكون العلم الشامل الجديدة الذي يتسلط على سائر العلوم ،قد أحيت رميم علوم قديمة واستحوذت على علوم يافعة ،وتسلحت ببعض آليات العلوم األخرى كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلسفة والمنطق واللسانيات ،..فكانت الشعرية هدفاً لها كذلك ،لكن «الشعرية حاولت المقاومة والتأبي في وجه السيميائية حيث ال يبرح الناس في الغرب مختلفين على أن يدمجوها في السيميائية ويستريحوا ،كما فعلوا ذلك حين أدمجوا األسلوبية والبالغة فيها، أو يبقوا عليها مستقلة ،وال يبرح التطاحن قائماً في فرنسا». غير أن هذه المسألة محسومة لدى جمهور السيميائيين؛ إذ يكفي دلي ًال على ذلك أن نسائل «المعجم السيميائي» عن الشعرية ،فيجيبنا باختصار مفيد :هي «سيميائية الشع ر �semi ،otique de la poesieأن نقرأ كتاباً فرنسياً مشتركاً ،صدر سنة ،1972يحتوي (مقاالت في السيميائية الشعرية؛ ال سيما مقالة غريماس (نحو نظرية للخطاب الشعري) ،فيعود الظن يقينا.
الدكتور يوسف وغليسي – الجزائر كاتب جزائري ،حاصل على دكتوراه الدولة من جامعة وهران ،له العديد من الكتب الجماعية والمقاالت والنصوص االبداعية باإلضافة إلى الكتب المنشورة مثل محاضرات في النقد االدبي المعاصر ،2005والشعريات والسرديات ،2006والتحليل الموضوعاتي للخطاب الشعري ، 2007ومناهج النقد األدبي .2007الدكتور وغليسي هو كاتب الدورة التدريبية في علم العروض والتذوق الشعري التي نظمتها مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين لالبداع الشعري بجامعة االمير عبدالقادر للعلوم االسالمية عام . 2007
88
2008
د .محمد سعدي –المغرب كاتب مغربي ،حاصل على الدكتوراه في الديناميات الجديدة للعالقات الدولية ،يشغل منصب أستاذ العلوم السياسية وحقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني بجامعة محمد األول بالمغرب .وهو عضو في منظمة العفو الدولية (فرع المغرب) ومتصرف سابق بمديرية العالقات الدولية في وزارة حقوق اإلنسان .له منشورات حول صراع الحضارات منها “مقاالت مختارة مترجمة لصامويل هنتنجتون”.
مقتطف من الكتاب والعالم العربي واإلسالمي الذي هو معنى بشكل مباشر بأطروحة «صدام الحضارات» صار عنصراً أساسياً في الرهانات االستراتيجية العالمية ،وهو يواجه اليوم تحديات كبرى على جميع المستويات ،لهذا فهو مطالب أكثر من أي وقت مضى بالشروع في إصالحات حقيقية وفعلية في المجال السياسي والفكري ،وعلى مستوى احترام الحريات األسايسة ،حتى ال يتخلف بشكل كامل عن ركب التحوالت والمتغيرات التي تتالحق بتسارع مذهل وليتمكن ال��م��واط��ن ف��ي المنطقة العربية من اإلندماج والمشاركة الفعالة في بناء عالم القرن الواحد والعشرين. واإلص�لاح الحقيقي والبناء لن يتحقق إال من الداخل وبإرادة ذاتية تتفاعل وتتكاثف داخلها مجهودات كل الفاعلين بعيداً عن أية ضغوطات أجنبية أو فرض هيمنة خارجية .ولن نمارس وجودنا الحضاري بفعالية إال بمقدار ما نكون منتجين وخالقين في هذا العالم على مختلف األصعدة. إن النكبات المأساوية التي تعيشها المنطقة العربية بفعل ال��س��ي��اس��ة االس��ت��ع��م��اري��ة ال��ب��رب��ري��ة للصهاينة بفلسطين واالحتالل األمريكي الغاشم للعراق ،والمخططات األمريكية إلعادة تشكيل المنطقة وفق مصالحها وبما يخدم تحالفها اإلستراتيجي مع إسرائيل ،أصبحت تفرض على دول المنطقة اليوم بشكل ملح إعادة نظر شاملة لسياساتها على جميع األصعدة لبلورة قوتها الذاتية وتأكيد وجودها على الخريطة العالمية .وهذا لن يتحقق إال بالشروع في اإلصالح الذاتي القائم على النقد الرصين للذات ،وتكريس حرية المواطن العربي وحقه في العيـش الالئق والكريم. وقد آن األوان إلعادة النظر في العديد من البداهات والمسلمات الذهنية والبنى الثقافية واآلليات الفكرية المترسخة في عقولنا عند صياغتنا لصورة اآلخر ،كما أن على الغرب بالخصوص أن يقدم ص��ورة موضوعية ونزيهة عن العرب والمسلمين .إن الغرب ليس كياناً واحداً بل يمتاز بالتنوع واالختالف ،كما أن المجتمعات العربية واإلسالمية تعيش في ظل التنوع الثقافي
كتاب الجائزة والديني واالجتماعي. وإذا كان صحيحاً أن الغرب اخترع وصنع الصورة التي يريدها عن المسلمين والعرب ،فإن المسلمين أيضاً صنعوا صورتهم عن الغرب .فال العالم اإلسالمي يظهر على حقيقته وال الغرب يظهر على حقيقته. وإذا كنا ننتقد تشويه الغرب لصورة المسلمين والعرب ،إال أننا ال ننتبه إلى أن صورة الغرب ليست أقل تشويهاً ،ونحن نعيش اليوم في عصر تداخل فيه العالم الغربي والعالم اإلسالمي بشكل متين يصعب معه فك االرتباط بينهما. ً ويبقى أن رسالة اإلسالم ومبادئه ال يمكن أبدا أن تدعو إلى الصدام والصراع مع الحضارات والديانات األخ��رى ،واإلسالم الحقيقي هو إسالم المحبة والسالم واإلخاء واحترام اآلخر، ونبذ العنف والتطرف والدفاع عن القيم النبيلة واحترام حقوق اإلنسان ،وتحقيق العدالة والقضاء على الفقر واالنفتاح على كل الحضارات اإلنسانية. واليوم والعالم يعيش في ظل حضارة إنسانية عالمية ،ما تحتاج إليه البشرية هو أنسنة هذه الحضارة وتحديد أهدافها بدقة لتكون في خدمة اإلنسانية وفي خدمة التواصل والحوار بين الشعوب والحضارات.
العالم يعيش ف��ي ظ��ل ح��ض��ارة إنسانية عالمية ،ما تحتاج إليه البشرية هو أنسنة هذه الحضارة وتحديد أهدافها
مستقبل العالقات الدولية من صراع الحضارات إلى أنسنة الحضارة وثقافة السالم يصنف الكتاب بمنهج علمي رصين وتحليل فكري متماسك نظريات التنبؤ بطبيعة العالقة بين الدول في فترة ما بعد الحرب الباردة (مثل نهاية التاريخ والفوضى القادمة وصراع الحضارات)، ليخلص إلى تهافتها الداخلي ،باحثاً عن العوامل التي تعيد إلى الحضارة وجهها اإلنساني المشرق وإلى اعتبار السالم وثقافته األساس الذي تسعى الشعوب إلى فرضه في العالقات الدولية َ المتوازنة. يعتبر الكتاب إضافة إلى المكتبة السياسية والفلسفية العربية حيث يشير إلى أهمية الثقافة في العالقات الدولية من خالل مناقشته عدة أطروحات ونظريات باتت تحكم العالقات الدولية في فترة ما بعد الحرب الباردة مثل نظرية فوكوياما في نهاية التاريخ، وروبرت كابالن حول الفوضى القادمة ،وصامويل هنتينجتون حول صراع الحضارات. 89
2007
كتاب الجائزة
الدكتور محمود زين العابدين -سوريا سوري ،حاصل على دبلوم في نظريات وتاريخ العمارة من كاتب ّ كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب ،وبكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة يلدز للتقنية بإستانبول. حاز على جائزة الباسل لإلنتاج الفكري لعام 2006في مجال التراث العمراني لمدينة حلب ،وهو عضو في كل من نقابة المهندسين السوريين والجمعية الوطنية للتنمية البيئية والهيئة السعودية للمهندسين والجمعية السعودية لعلوم العمران.
مقتطف من الكتاب
هكذا ظهر فن العمارة اإلسالمي ،وانطلق من شبه الجزيرة العربية ممتداً إلى بالد الشام ومصر والمغرب واألندلس
عمارة المساجد العثمانية يركز الكتاب على العالقة المتوافقة بين البعد المعماري والبعد اإلنشائي في العمارة العثمانية التي حقق روادها درجة عالية من اإلتقان الفني مفيدين من الطرز المختلفة في تصميم القباب والمساجد في الشام ومصر وبقية األقطار اإلسالمية ،إلى جانب تعزيزه للنصوص بصور وشروح أصلية مفصلة. ويحتوي الكتاب على عدد كبير من الصور الملونة التي قام المؤلف بتصويرها في تركيا وسورية خالل دراساته الميدانية ،إضافة إلى المساقط األفقية والمقاطع والواجهات للمساجد العثمانية التي تناولها المؤلف في كتابه ،ولعل أهم ما يميز هذا الكتاب سالسة المعلومة العلمية فيه، وطريقة عرضها من خالل اعتماده وبشكل كبير على الصور الفوتوغرافية ،وقد صدر الكتاب باللغة العربية ،مع ملحق باللغة اإلنجليزية ،إضافة إلى معجم للمصطلحات الفنية باللغات الثالثة العربية واإلنجليزية والتركية.
90
المسجد هو بيت اهلل ،وموطن العبادة والصالة ،وهو مكان مخاطبة الخلق للخالق ،ومكان طهر ونقاء وتفكر ،ومكان لقاء المصلين واجتماعهم ألداء الصلوات الخمس ،لمزيد من التعاضد والتواصل والتراحم. فدعونا نبحر في هذا العالم ونحن نعود إلى مراحل تطور المساجد ،مع دراسة المراحل الرئيسة التي ضمها في عدة عقود ،حملت لنا هذه العناصر المزيد من البهاء والروعة والفخامة، على الرغم من أن ديننا يحث على البساطة والتواضع ،وخير مثال مسجد قباء وهو أول مسجد أسسه الرسول محمد صلى اهلل عليه وسلم على التقوى. هكذا ظهر فن العمارة اإلسالمي ،وانطلق من شبه الجزيرة العربية ممتداً إلى بالد الشام ومصر والمغرب واألندلس ،إضافة إلى الدول التي انتشرت فيها الدعوة اإلسالمية ،كبالد فارس، وتركيا ،والهند والصين ومناطق الشرق األقصى. أقسام المسجد: ينقسم المسجد من حيث األمكنة إلى خمسة أقسام أساسية ،ولكل مكان أهميته ووظيفته الخاصة ،إال أن جميع هذه العناصر تترابط فيما بينها بشكل وثيق. بيت الصالة :هو المكان األكثر أهمية في المسجد ،ألنه مكان الصالة والعبادة ،ويكون مسقوفاً بالقبة المركزية ،باإلضافة إلى األعمدة والعقود ،ويتألف من أروقة رأسية وعرضية ،وحظي هذا المكان بالزخارف والتزيينات والكتابات القرآنية على الجدران، وتميز بمساحته الواسعة ،وبإنقاص عدد األعمدة كي تساعد المصلي في أداء الصالة ضمن صفوف متوازية لجدار القبلة.
المقصورة :تعد المقصورة من األقسام غير الرئيسة في المسجد ،علماً أنها تشغل حيزاً من بيت الصالة ،وهي على شكل غرفة ،كان يؤدي فيها الحاكم الصالة ،وبمعزل عن باقي الشعب ،إال أنها الغيت فيما بعد. السدة :هي السقيفة المقابلة للمحراب والمنبر ،وتعتلي المدخل الرئيس مباشرة ،وتكون السدة عادة من الخشب ،إال أنها تحولت لسقيفة حجرية ،يصعد إليها المؤذن والمصلون من خالل درج خلفي ،وهذا ما يمكن المؤذن من رؤية حركة اإلمام بسهولة ،ليعيد التكبيرات بعده في حال عدم سماع صوت اإلمام في أثناء الصالة. الصحن :هو القسم الثاني للمسجد ،ويتميز هذا القسم بأنه مكشوف ،تتوزع على أطرافه األروقة ذات القباب لتقوم بوظيفة التظليل ،وفائدة هذا المكان هو لقاء المصلين قبيل أداء الصالة أو بعدها للنقاش في األمور الدينية أو االجتماعية ،وما الصحن إال شكل متطور للرحبة التي تعود إلى أيام رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم. وقد بدأ االهتمام بصحن المسجد والعناية به مع تطور العمارة اإلسالمية من خالل بناء الحدائق الغناء في داخله ،أو ببناء أحواض الوضوء ذات القباب والنقوش المعمارية اإلسالمية. الميضأة :عنصر أساسي ومهم جداً في المسجد ،فهي المكان الذي يضم المرافق الصحية ،إضافة إلى مكان الوضوء ،وهي على شكل حوض تلتف الناس حوله ،ويمكن الدخول للميضأة من باب خارجي مفصول عن المسجد ،متصل بصحنه ،وترتبط مساحة الميضأة بمساحة المسجد بشكل عام.
«الثروة واقتصاد المعرفة» الدكتور محمد زياد يحيى كبة موسوعة الحيوانات الشاملة الدكتور ألبير حبيب مطلق
في نظرية الترجمة :اتجاهات معاصرة الدكتور سعد عبدالعزيز مصلوح
«علم االجتماع» الدكتور فايز الصياغ
«الذات عينها كآخر» الدكتور جورج زيناتي
91
أضواء على الجائزة
كاظم جهاد ..رحلة التكا ُفل في ِّ العلمي الشعر والترجمة والبحث ّ
منذ إطالقها ،أخذت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» على عاتقها االستعانة بالطاقات والخبرات العلمية العربية والعالمية .ومنذ إعادة تشكيل «الهيئة العلميّة» الجديدة للجائزة في شهر أيلول/ الجامعي في «المعهد سبتمبر ،2011انضمّ إليها الدكتور كاظم جهاد ،الشاعر والمترجم واألستاذ ّ الوطني ل ّلغات والحضارات الشرقيّة» في العاصمة الفرنسية باريسّ . وأكد كاظم جهاد ّ أن عضويته ّ في الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب تمثل له «مصدراً لالعتزاز وتكريماً كبيراً ،ومسؤولية سيسعى من خاللها إلى أن يسهم في إنجاح أهداف الجائزة». تع ّلم كاظم جهاد اللغتين الفرنسية واإلسبانية على نحو خاص ،وعمَّق معرفته بلغات أوربية ُأخرى كاأللمانية ،ونشط في أوساط الثقافة العربية المهاجرة إلى أوروبا ،وأكمل دراسته لألدب
العربي واآلداب المقارنة ،ونال فيها أعلى ما يمكن نيله من شهادات. ّ األدبي المتعدِّد الوجوه ،يُعرب كاظم جهاد عن سعة اطالع وإرادة دائمة في عب َر نشاطه ّ المعرفة .وفي أغلب أعماله يدفع إلى تحاور األدبَين العربيّين ،القديم والحديث ،والثقافة العربية ِّ والشعر واألجناس األدبية األخرى ،واألدب والفلسفة ،وأخيراً الكتابة والثقافات األجنبية، والترجمة. نشط كاظم جهاد في مجال الترجمة التي ِّ تمثل لديه رديفاً أساس ّياً لمغامرة الكتابة .ترجم نصوص فالسفة فرنسيّين ،منهم جاك دريدا وجيل دولوز ،ولم يكتفِ بترجمة نصوص هؤالء وغيرهم فقط ،إنما نراه دائم الحرص على أن يردف صنيع المترجم بمجهود نقديّ أو فكريّ واسع. وكذلك مضى في ترجمة أعمال شعرية لشعراء كبار منهم :هنري ميشو ،ورنيه شار ،وجان-بيار جوف ،وفيليب جاكوتيه ،وميشيل دغي ،وخوسيه-آنخل بالنته ،وخوسيه-ميغيل أويّان ،وكالوديو الفرنسي جان جينيه ،الذي يسرد رودريغيث ،وأوكتافيو باث .كما ترجم «أسير عاشق» للكاتب ّ فيه مؤ ّلفه على امتداد خمسمائة صفحة ونيّف ذكريات إقامته بين الفلسطينيين ويعرض تصوّره للقضيةالفلسطينية. للروائي كتب ثالثة وترجم جهاد اإلسباني خوان غويْتيسولو؛ أوّلها كتابه الفكريّ الهامّ ّ ّ ّ ِّ العربي للماضي اإلسبان رين والمفك المؤرخين نظرة فيه ل ل يح الذي اإلسالمية»، «الحوليّات ّ اإلسالمي في إسبانيا ،ويرصد آثاره على ثقافتهم الحاليّة .حمل الكتاب بالعربية عنوان «في ّ اإلسباني». االستشراق ّ ِّ وتشكل ترجمته لعمل دانتي أليغييري الضخم« ،الكوميديا اإللهية» ،أنموذجاً لهذا التضافر الذي سبقت اإلشارة إليه بين التدقيق في الترجمة وشغف البحث .جاءت هذه الترجمة لتقدِّم دانتي اإليطالي وتصوره ِّ للشعر. للقراء العرب في ح ّلة جديدة ،وانطالقاً من رؤية عميقة لتجربة الشاعر ّ للفرنسي آرتور رامبو ،مصحوبة وفي هذا السياق ،أصدر جهاد ترجمة جديدة لآلثار الشعرية ّ بأربع مقدِّمات ،وبجهاز ضخم من الحواشي والتفسيرات (منشورات الجمل ،بيروت،)2006 ، ثقافي ال يختلف عن الوقع الذي أحدثته ترجمته لآلثار وقد كان لها في الثقافة العربية وقع حدث ّ الشعرية الكاملة لراينر ماريا ريلكه التي صدرت في ثالثة أجزاء عن مشروع «كلمة» في أبو ظبي ومنشورات «الجمل» في بيروت عام .2009 ومنظراًّ ، ِّ أن جانباً أساسياً من نشاط جهاد ،باحثاً بيد ّ يتمثل في عمله داخل الجامعة وفي ِّ وتشكل الكتابة على التهيئة لشعريَّة للترجمة تقوم على أسس علمية ،وتحتكم إلى معايير نقدية، أحد فروع األدب المقارن .وهذا ما نراه في كتابه «حصّ ة الغريب ،شعرية الترجمة وترجمة الشعر عند العرب» ،منشورات الجمل ،بيروت ،2011 ،الذي صدر بالفرنسية ،وترجمه إلى العربية األستاذ
92
محمّ د أيت ح ّنا بمراجعة المؤ ّلف نفسه. العربي في ضوء الشعريّات المعاصرة ،وضع كاظم جهاد بالعربية وفي مجال دراسة األدب ّ عشرات المقاالت يعرِّف فيها بالفكر واألدب الغربيّين أو يواكب جديد المبدعين العرب مواكبة نقديةّ . الجامعي في لكن أبحاثه الطويلة والمعمَّقة هي تلك التي وضعها بالفرنسية بحُ كم عمله ّ فرنسا ،نذكر منها :دراسته في شعرية الكرامات المنسوبة إلى األولياء المسلمين ،قام بتحليلها الغرائبي ،وترجم مختارات واسعة منها في كتاب حمل عنوان «كتاب الكرامات»، من منظور األدب ّ صدر في منشورات (آكت سود ) Actes Sudفي آرْ ل Arlesبفرنسا عام .2002 وكذلك كتابه «الرّواية العربية :2004 - 1834مراجعة نقدية» ،الذي صدر عن دار النشر نفسها في ،2006والقى ترحيباً من كبريات الصحف الفرنسية واألوربية ،واعتبره الن ّقاد أوّل كتاب األدبي المتزايد موسوعي يخاطب كلاّ ً من الجمهور العريض والقارئ المتخصّ ص في هذا الجنس ّ ّ األهمية لدى العرب. أما كتابه «حصّ ة الغريب ،شعريّة الترجمة وترجمة الشعر عند العرب» ،الذي صدر أ ّو ًال بالفرنسية عن الدار ذاتها في ،2007فيعرض تصوُّرات العرب القدامى لفاعلية الترجمة ّ والشاكلة التي بها يواجه المترجمون العرب المعاصرون المصاعب الرهيبة التي ترافق ممارسة هذا ّ الفن الرفيع. والمساح -دراسات في األدب العربي القديم وفي كتاب ضخم له حمل عنوان «المتاهة ّ والحديث» ،وصدر عن منشورات «عدَن» بباريس في عام ،2009جمع كاظم جهاد ما يقرب من عشرين دراسة ،بينها بحث نقديّ مخصَّ ص لـ «والدة القصيدة العربية الحرّة» ،يحلِّل فيه الظروف األدبية واالجتماعية-الثقافية التي رافقت نشأة هذه القصيدة وتطوُّر الجوانب الفنية واللغوية واإليقاعية واألسلوبية ألشعار بدر شاكر السيّاب ونازك المالئكة وعبد الوهاب البياتي الرّائدة في هذا الشكل الشعريّ .وفيه أيضاً قراءات تحليلية لمعلَّقة امرئ القيس ،ولقصص ابن عربي في الروحاني ،ولشعرية المقامات ،ولتمرُّد التوحيدي في كتابه «مثالب الوزيرَين» ،ولمعايير الس َفر ّ ّ التناص عند العرب ،وغير ذلك ممّ ا تناوله هذا الكتاب .كما ينبغي اإلشارة إلى الفصول التي كتبها ّ اإلحيائي وعن الرواية العربية ،التي ضمّ ها الجزء األول من كتاب «تاريخ األدب العربي عن الشعر ّ ّ العربي الحديث» الذي أشرف عليه بطرس الحالق وهايدي توليه ،وصدر في (منشورات آكت سود) ّ في آرل بفرنسا عام .2007 في أغلب أبحاثه ،يعمل كاظم جهاد بإجراءات البحث المقارن ويضيء أدباً بأدب ،وكتاباً بكتاب. اإليطالي إلى بعض الفالسفة والك ّتاب العرب .وقرأ درس دانتي فأبان عمّ ا يدين به هذا الشاعر ّ قدامى الن ّقاد العرب فكشف عن سبْقهم إلى اإلبانة عن قوانين للكتابة وشروط للصَّ نعة األدبية ِّ ومنظريها. يتمحور حولها اليوم نشاط ن ّقاد الحداثة األدبية وفي دراسته ّ عني ،بين أشياء جمَّة ،بتحليل ما يدين به ّة ي العرب للرّواية السالف ذكرها الضخمة ّ َ محمَّد إبراهيم المويلحي ،ونجيب محفوظّ ، والطيب صالح ،ونظراؤهم ومتمِّمو مسيرتهم الروائية الغربي ،وما يضيفونه إليه. الروائي للموروث ّ ّ أمّ ا في مجال ِّ الشعر ،فمنذ ّ سن السابعة عشرة ،أي منذ أطوار الشباب األولى في مدينة «الناصرية» جنوب العراق ،وكاظم جهاد يكتب ّ الشعر .وفي هذا المجال أصدر مجموعتين ،تضمُّ ّ كل ّ إلي» ،صدرت عن «المؤسسة العربية د واف ه ل ك «الماء منهما ثالثة دفاتر شعرية؛ األولى عنوانها ٌ ّ للدراسات والنشر» في عمّ ان عام ،1999وأعيد نشرها من قبل «الهيئة المصرية العامّ ة للكتاب» في .2001أمّ ا الثانية فعنوانها «معمار البراءة» ،صدرت في منشورات «الجمل» ،بيروت.2006 ،
الترجمة ..إثراء لمخزون الفكر العالمي ّ العالمي تشكل ال ّترجمة ،كما هو معلوم ،توسيعاً لقدرات اللّغة التعبيريّة وإلمكانات الفكر المحلّي ونافذة تتيح االرتباط بجديد الفكر ّ وتحوّالت ّ دخل فيه ّ العالمي نفسه وال ّت ّ تدخ ًال فاع ًال عبر ما تح ّفز ال ّترجمة على تفجيره الثقافة الكونيّة .هي أيضاً مناسبة إلثراء مخزون الفكر ّ تتمخض عنه من ممارسات جديدة في ّ من أسئلة وما ّ الثقافة واألدب والفكر. ّ ّ ّ ومثلما حصل في العديد من الثقافات الكبرى ،كالثقافتين ال ّالتينيّة واأللمانيّة ،شهدت الثقافة العربيّة في القرون الوسطى مبادرة هامّ ة في استحداث ثقافة كونيّة ّ المعرفي شكلت ال ّترجمة إحدى قنواتها األساس .كانت تلك ثقاف ًة تكافلت فيها ال ّترجمة والكتابة ،وتضافر فيها ال ّنقل ّ ّ قدي ،وصي َر فيها إلى محاورة َ بقرون خاض األلمان اآلخر وتثقيفه وإلى تثقيف ال ّذات بالحوار الفكريّ نفسه .بعد ذلك والشرح الفكريّ وال ّن ّ ٍ ّ ّ ً ّ ّ تجربة مشابهة في إنعاش الثقافة القوميّة باالنفتاح على التقاليد الفكريّة واألدبيّة األخرى ،شرق ّية وغربيّة .هذه التجربة وصفها الشاعر العالمي ،ونعتها ّ «الخصوصي» الشاعر والمترجم هولدرلين بأ ّنها تجربة تقوم على تعلّم غوته بتجربة التحوّل عبر ال ّترجمة وااللتحاق باألدب ّ ّ و»األجنبي» في اآلن ذاته وبالقدر نفسه. ّ وتشكل ترجمة ال ّنصوص القديمة كما وصفها هايدغر رحلة مزدوجة ّ ّ ص المترجم يعنيه تتمثل في الرّجوع صعُ داً لمعرفة ما كان ال ّن ّ ص المترجَ م لنا ،نحن معاصري ال ّترجمة ومتل ّقيها. لمجايليه أو قرّائه في حقبته ،وفي العودة ،من َثمَّ ،إلى أيّامنا لمعرفة ما يمكن أن يقوله ال ّن ّ الخاص ،زمناً شمول ّياً يُخصب المستقبل بأنوار فكر الماضي ،ويُنير هكذا ،بين درس األسالف وتل ّقي األجيال القادمة ،تنشر ال ّترجمة زمنها ّ الماضي نفسه بقراءة تكون مستقبليّة أبداً ومتجدّدة دوماً. ّ ّ ً الجماعي المش ّتت تار ًة والمنظم طورا ،راكمت الترجمات العربيّة للفكر واألدب العالميّين الحديثين تجارب بفضل عقو ٍد معدودة من العمل ّ اإلسالمي فيالعربي جمّ ة وتجاوزت سلسل ًة من األخطاء .ومع أ ّنها ما تزال وجل ًة نوعاً ما بالمقارنة مع االندفاع الخ ّالق الذي عرفه الفكر ّ ّ والسريانيّة بخاصّ ةّ ، فإن هذه ال ّترجمات العصر الوسيط انطالقاً من تجربة «بيت الحكمة» التي ساهم فيها مترجمون كبار عن اليونانيّة ّ وعي جدي ٍد العربيّة الحديثة قد ساهمت وما تزال تساهم ٍ بشكل ملحوظ في إغناء الكتابة العربيّة ،أدباً وفكراً ،بمفردات جديدة وأواليّات ٍ ّ للعالَم ،وبمنظورات مُ ستحدثة .إ ّننا تطالعنا ّ كل يوم طرائق جديدة في مساءلة ال ّنصوص وثروة قاموسيّة ومصطلحيّة في المقاربات النقديّة ّ ّ السرد وأخيلة عجيبة في اإلنشاء الشعريّ ،وهذا كلّه آتٍ من تأثيرات النصوص المترجمة مثلما من ابتكار والفكريّة وشبكات باذخة في ّ والفكري، األدبي رجمي واإلبداع الك ّتاب العرب أنفسهم .فهنا أيضاً ،وكما كان عليه األمر في تجربة عرب القرون الوسطى ،يتضافر الفعل ال ّت ّ ّ ّ وتتحاور الكتابة وال ّترجمة. ّ ّ هذه االعتبارت كلّها تأتي ّ السبّاقة لتؤكد أهميّة وجود فرع للترجمة في جائزة الشيخ زايد للكتاب .كانت هذه الجائزة في حقيقة األمر هي ّ أدبي وفكريّ وال تحتفي إ ّال بفنون السابقة لها ُتهمل ال ّترجمة ٍ إلى جعل ال ّترجمة تستأثر بأحد فروعها ،في حين كانت الجوائز ّ كنشاط ّ رجمي وإلى كونه ّ يمثل هو َ اآلخر فرع لل ّترجمة لفتت جائزة الشيخ زايد للكتاب األنظار إلى خطورة الفعل ال ّت الكتابة بصريح القول. ّ باجتراح ٍ ِ األقل ،دافعاً ّ للثقافة إلى تجاوز نفسها باستمرار .هكذا ،إلى جانب فروع األدب والفكر وأدب ّ ومراساً مُ نتجاً لثقاف ٍة أو ،على ّ الطفل فاعل ّي ًة خ ّالقة ِ ّ ً ّ ّ فكري متنوّع تحتضنه لنشاط وال ّناشئة وال ّتنمية ونقد الفنون وتقنيّات النشر وشخصيّة العام الثقافيّة ،يقف فرع الترجمة ركيزة أساسيّة ٍ ّ جائزة ّ الشيخ زايد للكتاب في مختلف أشكاله وتعابيره. ّ ّ ً إلى هذا ،ينبغي أن ّ يتذكر المرء ّ للسياحة والثقافة ،التي تحتضن جائزة الشيخ زايد للكتاب ،تضمّ أيضا «مشروع كلمة أن هيئة أبو ظبي ّ لل ّترجمة» ،هذا المشروع الذي أنتج خالل ّ أقل من خمس سنوات من عمره مئات ال ّترجمات ال ّالفتة في مختلف جوانب الفكر واألدب ،بما يجعل منه إحدى أبرز العالمات المضيئة في ّ الثقافة العربيّة المعاصرة .وبهذا ال ّتكافل لعمل «مشروع كلمة لل ّترجمة» ولوجود فرع لل ّترجمة في جائزة ّ ّ ّ ً ً حوار خ ّال ٍق الشيخ زايد للكتاب يتل ّقى الفعل ال ّت ّ رجمي احتضانا مزدوجا يزيد من إمكاناته في تخصيب الثقافة العربيّة وفي التحفيز إلى ٍ ّ األدبي والفكريّ . والمعرفي واإلبداع جدي ٍد بين ال ّترجمة والكتابة ،أو بين النقل اللّغويّ ّ ّ هذا التكافل بين ممارسة الترجمة عبر «مشروع كلمة» من جهة وتشجيع نجاحاتها عبر فرع الترجمة في جائزة الشيخ زايد للكتاب من ّ يشكل بدوره عالمة أساسيّة على دخولنا في طور جديد أو شاكلة أخرى في النظر إلى وظيفة الترجمة ودورها في توسيع جهة أخرى األدبي .فكما كانت الترجمة تعكس لدى عرب العصر الوسيط اندفاعاً حامياً يعلِن عن أمّ ة كانت في أوج الحضاري والخلق إمكانات التف ّتح ّ ّ الذاتي ،سوى عنفوانها واكتمال رغبتها في التح ّقق عن طريق امتصاص معرفة اآلخر وتحويلها ،فلعلّنا نشهد اليوم رغبة مماثلة في التح ّقق ّ قريب يعرب عن هيمنة الثقافة الغربيّة بقي ح ّتى عه ٍد أ ّنها ما برحت تتلمّ س طرُقها وتختبر أدواتها .وإذا كان اختيار اللّغات التي ُيترجَ م عنها َ ٍ ً ً (األمريكيّة الشماليّة واألوروبيّة بخاصّ ة) على حساب ثقافات أخرى ،فإ ّننا نشهد اليوم عب َر «مشروع كلمة للترجمة» اهتماما متزايدا باآلداب اليابانيّة والهنديّة والصّ ينيّة واإلفريقيّة والفارسيّة والتركيّة ،إلخ ،.من شأنه أن يذهب في اإلكثار من مصادر الترجمة واللّغات المنقول عنها أن اثنين من أهمّ شروط نجاح عرب العصر الوسيط في الترجمة والتفاعل الفكريّ هما بصدد ّ إلى أبعد مدىً ممكن .كما ّ التوفر أكثر فأكثر ّ ّ يتشكل رصيد من المفاهيم والصّ يَغ والتراكيب والمفردات .وإذ يحفظ اإليجابي :فعب َر ال ّترجمات المتتالية بات كل يوم .أوّلهما شرط التراكم ّ عمل ،فإ ّنهم يجعلون العالقة باآلداب والمعارف األخرى أكث َر سهولة ويُسراً .وثاني الشروط هو المترجمون هذه الصّ يغ ويضعونها موضع ٍ عمل جديدة تتجاوز ُ العشوائي التجريبي أطر البحث الفرديّ والتلمّ س المؤس الجماعي أو الطابع ساتي للترجمة ،بما يتيحه ذلك من أواليّاتِ ّ ّ ّ ّ ّ ٍ ً ّ واالنهمام المتوحّ د الذي يعرب بالتأكيد عن نبالة شخصيّة ولك ّنه ّ الترجمي تشل الفعل يظل محاصراً بمحدوديّة العمل الفرديّ التي غالبا ما ّ وتقلّل من إمكاناته.
د .كاظم جهاد
93
2011
الدكتور محمد زياد يحيى كبة مترجم سوري حاصل عي الدكتوراه ،في اللسانيات من جامعة لندن ،1979وهو عضو في العديد من الجمعيات العلمية والمهنية ،أشرف على العديد من الرسائل الجامعية ،حاصل على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في حقل الترجمة عام ،2002وله مجموعة من الكتب المنشورة.
«الثروة واقتصاد المعرفة» من تأليف :ألفين وهايدي توفلر مترجم من اللغة االنجليزيةيعالج الكتاب إشكالية جوهرية أصبحت تحكم آليات التفكير اإلنساني الحديث ،ويُعد المؤلف حجَ ة في مجال اختصاصه ،كما يع ّد كتابه مرجعاً ضرورياً في هذا الحقل المتشعب ،وقد وفق المترجم في نقل روح الكتاب وتقديم مضامينه بسالسة وانسياب مع حرص شديد على الوفاء بأمانة األفكار.
94
2010
“موسوعة الحيوانات الشاملة” هذا الكتاب يسعى إلى نشر معرفة علمية مبسطة ودقيقة عن عالم الحيوان بحيث يمكن وصولها إلى فئات واسعة من القراء العرب الشباب والكبار. ثم هناك اإلتقان في الصناعة والشمول الكبير مما يجعل الكتاب مرجعا لعقدين أو أكثر. وقد نجح المترجم في تقديم ترجمة رائعة من حيث دقة المفردات وجمال األسلوب.
الدكتور ألبير حبيب مطلق -لبنان مترجم لبناني ،بدأ حياته األكاديمية مدرساً في الجامعة األمريكية في بيروت لمدة ست سنوات ،ثم درس في جامعة جورج تاون في واشنطن لمدة سنتين برتبة أستاذ مساعد زائر ،ثم في الجامعة اللبنانية برتبة أستاذ ،وتخلل ذلك سنتان من التدريس في جامعة تورنتو في كندا برتبة أستاذ زائر .وللدكتور مطلق العديد من المؤلفات األكاديمية والدراسات المنشورة في المجالت المتخصصة ،وله إنجازات في الترجمة عن االنجليزية طوال أربعة عقود .ومن مؤلفاته :الحركة اللغوية في األندلس ،ومعجم ألفاظ حرفة صيد السمك في الساحل اللبناني :دراسة لغوية تاريخية.
مقتطف من الكتاب حياة الحيوانات عالم الحيوانات عالم غريب ومدهش أحياناً نراه -خيط عنكبوت يتدلى في ندى الصباح .وأحياناً أخرى ال نراه -بومة الحظائر تنقض في الظالم الدامس على فأر حقل غافل. الحيوانات تتقاسم هذا العالم متوافقة أو تواجه خطراً دائماً. فصل «حياة الحيوانات» يريك ما في كائنات هذا الكوكب من مدهشات وغوامض ،وما يمكن عمله لحماية الحيوانات المهددة باالنقراض .هذا القسم يكشف لك أيضاً عن ترتيب كل حيوان في المملكة الحيوانية ،وعن طعام الحيوانات ،وكيف تتواصل وتتنقل وتهاجم غيرها ،وكيف تدافع عن نفسها، وهو يكشف عن أماكن عيش الحيوانات وعن السبب في اختيار نوع البيوت التي تعيش فيها. وتكشف الصور الفوتوغرافية عن الطرق المدهشة التي تتزاوج بها الحيوانات ،وتلد صغارها ،وكيف تتطور الصغار ويتاح لها أن تكبر مقاومة األخطار إلى أن تصبح مكتملة النمو -أو ال يتاح لها ذلك ،فعالم الحيوانات يمكن أن يكون متوحشاً ولو كان جمي ًال. تصنيف الحيوانات بين الحيوانات اختالفات كبيرة مثلما أن بينها تشابهات عديدة. لنفهم العالقة بين الحيوانات ،نصنفها في مجموعات كلما كانت الخصائص التي تجمع بين المجموعة الواحدة منها أكثر كان التصنيف أكثر دقة لذا الحيوانات كلها تنتمي إلى المملكة الحيوانية ،لكن الحيوانات الشهبية بالقطط مصنفة في فصيلة القطط .للحيوانات اسماء علمية بحيث يكون بإمكان الناس
في مختلف أنحاء العالم أن يشيروا إلى الكائن نفسه أياً كانت اللغة التي يتحدثون بها .في المثل التالي أدناه ،تصنيف قط المنك (غير المذنب) يرد رجوعاً حتى الوصول إلى المملكة الحيوانية. المملكة هذه أوسع مجموعات الحيوانات تعميماً -للنباتات والبكتيريا واألوليات (كائنات أحادية الخلية غالباً) والفطور ممالك منفصلة لكل واحدة منها لكل أفراد المملكة الحيوانية أجسام تتشكل من العديد من الخاليا. الشعبة تنقسم الممكلة الحيوانية إلى 40مجموعة أصغر منها تدعى الواحدة شعبة .تصنف الحيوانات في الشعبة الواحدة وفق خصائصها الرئيسية .على سبيل المثال ،شعبة القشريات تشتمل على ال فقاريات (حيوانات ال عمود فقرياً لها) متمفصلة األرجل وذات قرني استشعار .والقطط تنتمي إلى شعبة الحبليات التي تشتمل على كل الحيوانات الفقارية (ذوات العمود الفقري). الطائفة تنقسم الشعبة إلى مجموعات أصغر ندعو الواحدة منها طائفة .شعبة الحبليات تنقسم إلي طوائف األسماك والطيور واللبونات والبرمائيات والزواحف .القطط تنتمي إلي طائفة اللبونات (الثدييات) التي تشتمل على كل الكائنات الفقارية ذوات الدم الحار والتي ترضع صغارها.
95
2009
في نظرية الترجمة :اتجاهات معاصرة
يثري الكتاب مبحث «نظرية الترجمة» وهو مبحث لم ينل حتى اآلن في العربية االهتمام الذي ناله في الجامعات الغربية في العقود الثالثة األخيرة ،وهو يسهم بالتالي في تأصيل فعل الترجمة وتحويلها من مجرد عملية «نقل» تقنية إلى إطار أوسع من التثاقف ،باالضافة إلى أن نظرية الترجمة تستحق الثناء الشتمالها على المسارات المعاصرة والسمو بمستوى الدراسة من التطبيق واالجراءات العلمية إلى مستوى النظر المقارن حيناً والفلسفي حينا آخر ،والتركيز على العالقة المقارنة بين األدب واللغات من خالل تدفق الفكر والخبرات االنسانية المتواشجة في قنوات لغوية وفكرية ونفسية متعددة وتقاليد متباينة وإضافتها على ثقافتنا. ويتتبع الكتاب نظرية الترجمة بدءاً من جذورها التقليدية وصوال الى ما شهدته من تكاثر وتشعب في الحقبة األخيرة ،ويتضمن خمس مقاربات جديدة هي :ورشة الترجمة ،علم الترجمة ،الدراسات الترجمية ،نظرية النسق المتعدد ،والتقويضية ويستكشف مواطن القوة والضعف في كل منهج. كما يقدم الكتاب لقارئه تامالت مستبصرة في طبيعة الترجمة واللغة والتواصل عبر الثقافات.
مقتطف من الكتاب
الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح – مصر مترجم مصري ،يعمل في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية اآلداب بالكويت ،وهو أستاذ في اللسانيات أشرف على العديد من األطروحات العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه ،يتضمن إنتاجه العلمي عدة أعمال مترجمة منها «موسوعة العلوم االجتماعية» عام 1994و«مدخل إلى التصوير الطيفي للكالم» عام 2002 و«الشعر العربي الحديث :تغير أشكاله وموضوعاته بتأثير األدب الغربي »1970 - 1800عام .2003 96
ساعدت نظرية النسق التي جاء بها إيفين -زوهار وتوري الدراسات الترجمية على أن تدمر حدوداً تصورية معينة ،وأن تجد طريقاً يتحقق به الوصف األمثل للترجمات. وتعمل المادة التي يوفرها البحث الوصفي على إضفاء مزيد من النشاط على التأمل النظري .إن إيفين -زوهار لم يعزز فهمنا لعملية الترجمة فحسب ،ولكنه كان أيضاً المنظر الوحيد الذي أقر بأهمية الترجمة في إطار دراسة أي أدب مفرد. لكنه مع ذلك ،يبدو ملتزماً التزاماً حاسماً بنظرية النسق المتعدد التي تضع حداً لما يمكن أن يصاغ له مفهوم تصوري ،وذلك بوصفها ضرباً آخر من ضروب البنيوية. والظاهر أن الدعوى االختبارية «اإلمبيريقية» التي بنيت عليها نظرية النسق المستهدف ،هي دعوى آخذة في التالشي في ضوء البحوث األخيرة ،بل إن ما طالب به إيفين -زوهار من تحليل «موضوعي» للحقائق «األدبية» يبدو أقل قدرة على الصمود .ومن العجيب أنه ظل صامتاً خالل الثمانينات ،كما افتقدت إسهاماته النظرية. وعلى الرغم من جدوى منهجه في دراسة النصوص المترجمة، يبدو أن براغت والمبرت وفان ليفين -زوارت وآخرين قد فتحوا الطريق أمام تأويالت نظرية أخرى للمادة المتوافرة ،واحتماالت نظرية أخرى تخص طبيعة الترجمة. والظاهر أن توري وإيفين -زوهار يقحمان ويدمجان السمات النسقية حتى في األنساق الموسعة ،التي تبدو مفهومة فهماً تراتيباً من فرضياتهما المسبقة األولى. أما المبرت وهيرمانز -من جهة أخرى -فعلى حين أنهما يبدآن من موقف متشابه ضمن نظرية األنساق ،تراهما أميل إلى مالحظة المادة ،وإلى رؤية الكيفية التي تجعلها مالئمة للنظرية من غير فرضيات مسبقة ،معترفين بأن الحقائق الواقعة تحت المالحظة قد تجد ،أو ال تجد ،مكانها المناسب ضمن البنية التراتبية .أما المبرت ،فإنه يتمسك بالمقارنة النسقية والتفسير االستقرائي ،بينما يبدو مع ذلك مرجحاً للقول بأن النسق -كما يتصوره الباحث -قد ال يمارس وظيفته على نحو ما تصوره أول األمر ،وأنه نسق مفتوح لدراسة سلوك منمط «آخر» ،ربما يعين على شرح ظواهر الترجمة.
ومع أن المبرت ورفاقه في ليفان كانوا من أقوى المناصرين لنظرية النسق المتعدد خالل الثمانينات ،فقد قاموا في الوقت نفسه بإعادة تقويم المصطلحية ،والبنى التراتبية ،واألفكار الثابتة التي تعالج ماهية الترجمة. أما الباحثون في إنجلترا وأمريكا -من أمثال باسنيت ولوفيفر (الذي انتقل إلى أمريكا في أوائل الثمانينات) ،ودافيد لويد David ،Lloydوماريا تيموشكو ،فالظاهر أنهم زادوا من مسافة البعد بينهم وبين طراز النسق المتعدد الذي جاء به إيفين -زوهار، ذلك الطراز الذي بدا لهم محدوداً وممعناً في الشكالنية .وألنهم أكثر مي ًال إلى تبني طراز الدراسات الثقافية ،فإن اهتمامهم ينصب على أمرين هما مؤسسات السلطة والنفوذ القائمة في الثقافة المتعينة ،والنماذج التي تشتمل عليها الترجمة األدبية. ومع أن فرضيات نظرية النسق المتعدد كانت مستخدمة عند هذه الشعبة األنجلو -أمريكية من الدراسات الترجمية ،فإن الباحثين فيها يقترحون مزيداً من الجوانب التي هي في حاجة إلي أن تستوعبها النظرية. لقد تخلى لوفيفز -على سبيل المثال عن المقاربة العلمية واالستقرائية لصالح منهج أقل شكالنية وأوفر نصيباً من االستنباطية ،وكان ذلك في سلسلة من المقاالت كتبها طوال العقدين األخيرين منذ انتقاله إلى الواليات المتحدة ،وهو إذ باعد ما بينه وبين مفردات معجم النسق المتعدد ،قام بإدخال منظومة جديدة من المصطلحات تمكنه من القيام بتحليل أفضل لتأثير الظواهر األدبية الحافة في األدب.
تعمل المادة التي يوفرها البحث الوصفي على إضفاء مزيد من النشاط على التأمل النظري
2008
الدكتور فايز الصياغ – األردن مترجم أردني ،حاصل على درجة الماجستير في علم االجتماع الصناعي ،ودكتوراه في علم االجتماع واالقتصاد ،وهو زميل في مركز الدراسات االستراتيجية بالجامعة األردنية ،وباحث أول في الدراسات االجتماعية واالقتصادية والسياسية .كما أنه مؤلف مشارك ومحرر( بالعربية واإلنجليزية) لمجموعة من الدراسات عن التكامل االقتصادي االجتماعي ،والمنظومات والتوجهات القيمية في أقطار المشرق العربي. له بعض المترجمات المنشورة مثل عصر الثورة” للمؤرخ :إريك هوبزباوم و”عصر اإلمبراطورية” تأليف أنتوني غدنز .باإلضافة إلى ذلك له مؤلفات تصل إلى عشرين عم ًال بالعربية واإلنجليزية في المجاالت االجتماعية والثقافية ،عالوة على الدراسات والبحوث في المجاالت األكاديمية والمحكمة.
مقتطف من الكتاب ليست الهجرة ظاهرة جديدة ،غير أنها أخذت بالتسارع المتزايد في العقود األخيرة لتصبح جزءاً ال يتجزأ من عملية التكامل العالمي .وأصبحت أنماط الهجرة تعبر عن التغيرات التي طرأت على العالقات االقتصادية والسياسية والثقافية بين دول العالم. وتشير بعض التقديرات إلى أن المهاجرين في مختلف أنحاء المعمورة عام 1990بلغوا نحو ثمانين مليون شخص يشملون نحو عشرين مليوناً من الالجئين .ويعتقد أن هذه األعداد ستتزايد في أوائل القرن الحادي والعشرين ،بل إن بعض علماء االجتماع يطلقون على أيامنا هذه «عصر الهجرة». وتتضافر الهجرة (وهي دخول الناس إلى بلد آخر لالستقرار فيه) والمهاجرة (وهي عملية انتقال الناس وارتحالهم من موطنهم لالستقرار في بلد آخر) ،لتشكال أنماطاً من الهجرة تصل بين بلدانهم األصلية والبلدان التي تستقبلهم .وتؤدي حركات الهجرة إلى التنوع اإلثني والثقافي في كثير من المجتمعات ،كما تسهم في إعادة تشكيل األوضاع الديموغرافية السكانية واالقتصادية واالجتماعية .كما أن تكاثف الهجرة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية ،وخالل العقدين األخيرين على وجه التحديد ،قد أصبح قضية سياسية مهمة في كثير من البلدان .كما أن تصاعد معدالت الهجرة في العديد من المجتمعات الغربية قد أصبح يثير التساؤل حول المفاهيم الشائعة عن الهوية الوطنية ،مما أدى إلى جانب منه إلى إعادة النظر في معنى المواطنة في تلك البلدان. درج الدارسون على تمييز أربعة نماذج من الهجرة لوصف التحركات السكانية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فهناك النموذج «التقليدي الكالسيكي» للهجرة .ويصدق على بلدان مثل كندا والواليات المتحدة وأستراليا التي نشأت ونمت في السياق التاريخي باعتبارها دو ًال تضم «شعوباً من المهرجرين» .وقد قامت هذه الدول بتشجيع الهجرة واجتذابها رغم وجود الكثير من القيود وأنظمة الحصص (الكوتا) على من يفدون إليها سنوياً .أما النموذج الكولونيالي االستعماري فتمثله دول مثل بريطانيا وفرنسا اللتين تميالن إلي إعطاء
كتاب الجائزة األفضلية للمهاجرين القادمين من البلدان التي كانت خاضعة لسيطرتهما االستعمارية في السابق دون غيرهم. وبالنسبة إلى بريطانيا فإن المهاجرين الوافدين إليها يكونون على األغلب من دول الكومنولث .وتتبع دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وسويسرا وبلجيكا النموذج الثالث وهو نموذج «العمال الضيوف» .وبموجب هذه السياسات والخطط، يجري قبول المهاجرين ودخولهم إلى البالد على أساس مؤقت ،ولتلبية احتياجات سوق العمل بصورة خاصة ،ولكنهم ال يتمتعون بحقوق المواطنة حتى لو أمضوا فترات طويلة من العمل واالستقرار في ذلك البلد .أما النوع الرابع من أنواع الهجرة فهو نموذج «الهجرة غير المشروعة» الذي أصبح واسع االنتشار في اآلونة األخيرة نظراً للقيود المتشددة التي تفرضها الدول الصناعية على الهجرة .ويستطيع كثير من المهاجرين الذين يدخلون بلداً ما بصورة سرية أوتحت ستار ذريعة أخرى أن يعيشوا بطريقة غير قانونية بعيداً عن السلطات الرسمية في ذلك المجتمع .ويتمثل هذا النمط في األعداد الهائلة من المهاجرين المكسيكيين الذين يتدفقون على الواليات الجنوبية في أمريكا ،وفي األعداد المتزايدة للشركات والعصابات الدولية التي تقوم بتهرييب الالجئين والمهاجرين عبر حدود الدول البرية أو من خالل منافذها البحرية. ومثلما هي الحال إلي حد بعيد في الهجرة الداخلية فإن ثمة قوى مؤثرة تسهم في تشكيل أنماط الهجرة الناجمة ن التغيرات االجتماعية وتسارع عملية العولمة .ويميل كثير من النظريات المبكرة حول الهجرة إلى التركيز على ما يسمى بعوامل الدفع والجذب .وتشير عوامل الدفع إلى طبيعة التغيرات التي تحدث في البلد األصلي وترغم جانباً من السكان على الهجرة مثل الحرب والمجاعات والقمع السياسي وضغوط التكاثر السكاني. أما عوامل الجذب فهي مجموعة الظواهر والفوائء والجواذب القائمة في البلد الذي قد يستقبل من يعتزمون الهجرة إليه ،مثل ازدهار سوق العمل ورقي مستويات المعيشة وانخفاض الكثافة السكانية وغيرها من الجوانب التي تستهوي المهاجرين.
«علم االجتماع لـ :انتوني غدنز» عن اللغة اإلنجليزية يتميز هذا الكتاب بأمانة النقل ودقة اللغة والجودة الفنية الواضحة في العمل المقدم ،ومحافظته على حقوق الملكية الفكرية .ولما يضيفه هذا الكتاب للواقع الثقافي العربي عبر نقله أحد أهم الكتب المعاصرة إلى العربية بشكل مقارب وصائب ،وجاءت الترجمة سلسة وطيعة وقادرة على بلوغ المتخصصين وتالمذتهم. يعتبر هذا الكتاب الفائز في أكثر األوساط األكاديمية الكتاب المرجعي األول للدارسين الجامعيين والباحثين في مجال العلوم االجتماعية عامة ،والطبعة الرابعة الموسعة المحدثة التي وضع أنتوني غدنز تصديراً لنسختها العربية، تضم واحداً وعشرين فص ًال عن عدد ضخم من القضايا المحورية في دراسة المجتمعات المعاصرة الحديثة وما قبل الحديثة ،بصرف النظر عما قد يكون بينها من تنوع في النظم والثقافات ،وتباعد جغرافي ،وتفاوت في درجات النمو والتنمية والموارد والقدرات.
97
2007
كتاب الجائزة
«الذات عينها كآخر» للفرنسي بول ريكور المؤلف هو واحد من كبار فالسفة القرن العشرين ،وهو الفرنسي بول ريكور ،كان صديقا إلدوارد سعيد ولكثير من الكتاب والباحثين العرب الذين تتلمذوا على يديه ،والمترجم واحد منهم .الكتاب كما أراده مؤلفه ،عبارة عن تلخيص وتكريس لكل فلسفته وهو يرى أن الفلسفة قد هوجمت من داخلها، وأن أعظم ما في الفلسفة أنها تستطيع أن تصمد حتى أمام احتجاج أبنائها ،ويسميهم ريكور فالسفة الريبة أو الشبهة، وعلى رأسهم ماركس وبعد ذلك نيتشه في نهاية القرن التاسع ثم فرويد وكل الفرويديين ،والكتاب نوع من الرد على كل هؤالء ،على فالسفة الريبة وعلى البنيوية الفرنسية بشكل خاص ،ويريد أن يقول إنه ليس صحيحا أن الفاعل يغيّب ،فلذلك هذا الكتاب هو كتاب حول اإلنسان القادر ،الذي ال يمكن أن نغيبه .وهو أيضا كتاب لفتح حوار مع بقية الحضارات ألنه يقول أيضا بأنه في النهاية الذات عينها كآخر بمعنى أنني مهما بلغت من العلم ال تستطيع أن تقول بأنها حتى هي موجودة إن لم يكن اآلخر هو جزء منها.
98
الدكتور جورج زيناتي -لبنان مترجم لبناني ،عمل أستاذا للفلسفة الحديثة والمعاصرة والدراسات العليا في الجامعة اللبنانية في كل من كلية التربية وكلية اآلداب من مؤلفاته المنشورة باللغة الفرنسية La morale d’avempace, la bipolarite de la liberteأما باللغة العربية فله ،رحالت داخل الفلسفة الغربية ،الظمأ األبدي ،ومن ترجماته رينيه ديكارت :انفعاالت النفس ،وجان كلود شينيه: تاريخ بيزنطة ،ومونيك كانتوبيربر و روفين أوجيان :الفلسفة األخالقية.
مقتطف من الكتاب مسألة الهوية الذاتية حين اخترت عنوان الذات عينها كآخر أردت أن أدل على نقطة تالقي المقاصد الفلسفية الرئيسية الثالثة التي تحكمت في صياغة الدراسات التي تؤلف هذا المصنف. إن القصد األول هو تأكيد على أولية التوسط الفكري على الوضع المباشر للذات الفاعلة كما يعبر عنها بصيغة المتكلم المفرد «أنا أفكر» «أنا أوجد» .هذا القصد األول يجددعماً له في نحو اللغات الطبيعية ،حين يسمح هذا األخير بإقامة التعارض بين الذات واألنا .هذا الدعم يأخذ أشكا ًال مختلفة بحسب الخصوصيات الصرفية النحوية الخاصة بكل لغة. ومن وراء الترابط اإلجمالي القائم بين الكلمة الفرنسية soi والكلمة اإلنكليزية selfواأللمانية selbstواإليطالية seواإلسبانية semismoفإن قواعد هذه اللغات تتباعد. غير أن هذه التباعدات نفسها معبرة حين تضيء كل خاصية نحو صرفية جزءاً من المعنى األساسي المنشود .في ما يخص اللغة الفرنسية فإن كلمة soiتحدد منذ البداية كضمير منفصل بصاحب الفعل الذي يصرف مع ضمير الفاعل. والحقيقة هي أن استعماله الفلسفي الذي نقوم به طيلة كل هذه الدراسات يتجاوز حظراً يشير إليه النحاة ،وهو أن كلمة soiهي ضمير منفصل يصاحب الفعل الذي يصرف مع ضمير الفاعل بصيغة الغائب (هو ،هي ،هم) .إال أن هذا الحظر يُرفع إن نحن قاربنا التعبير soiمن العبير seالذي يتعلق بدوره بأفعال بصيغة المصدر فنقول :أن يحضر هو نفسه« ،أن يدعى هو نفسه».مثل المصدر -فنقول :أن يحضر هو نفسه« ،أن يدعى هو نفسه» .مثل هذا االستعمال ،وهو في نظرنا مثالي ،يثبت أحد تعاليم اللغوي غع .غيوم ،الذي يقول بأن الفعل يعبر عن ملء داللته وهو بصيغة المصدر ،أو إلى حد معين ،وهو بصيغة اسم الفاعل أو اسم المفعول ،قبل أن يتوزع بين أزمنة الماضي والمضارع والمستقبل ،وصيغ المخاطب والمتكلم والغائب .إن se هو نفسه تعبر عندئذ عن كل ضمائر الفاعل بصيغها المختلفة، الغائب والمخاطب والمتكلم ،وحتى عن الفاعل غير المحدد بضمير مثل «كل واحد»« ،أي واحد»« ،المرء» وهذا ما سنلمح إليه مراراً خالل استقصاءاتنا. هذه الدورة عبر لفظة «هو نفسه» « ،»seلم تكن عبثاً ،لما كان
الضمير « soiهو ذاته» يرتقي بدوره إلى الملء الذي يحتوي كل األزمنة حين يكمل لفظة «هو نفسه» المرتبطة بصيغة المصدر: «أن يدل هو نفسه على نفسه» (وهنا فإني أترك جانباً ،مؤقتاً، الداللة المرتبطة بلفظة «عين» في تعبير «الذات عينها»). إلى هذا االستعمال األخير ،وهو دون أدنى شك ينتمي إلى االستعمال الجيد لللغة الفرنسية ،يستند استعمالنا الدائم للتعبير «هو ذاته» في المجال الفلسفي كضمير يصاحب كل الصيغ الصرفية من متكلم ومخاطب وغائب ،من دون أن ننسى التعابير غير المحددة بضمائر التي أشرنا إليها سابقاً .كذلك فإن قيمة الضمير بكل الصيغ هي التي حافظنا عليها بدورها ،حين استعملنا تعبير «الذات» في وظيفة المضاف إليه «انهمام الذات» بحسب العنوان الرائع لكتاب ميشال فوكو .طريقة االستعمال هذه ليس فيها ما يدعو إلى االستغراب حين تكون األسماء التي تقبل كلمة «ذات» بصيغة المجرور هي نفسها مصادر استعملت كأسماء ،كما يؤكد ذلك التساوي بين التعبيرين التاليين« :أن ينهم المرء ذاته» أو «االنهمام بالذات». إن االنزياح من تعبير إلى آخر يستند إلى ما تسمح به قواعد اللغة ،وهو القبول بأن يتحول كل عنصر من اللغة كالفعل والصفة المشبهة وظرف الزمان إلى اسم جنس :أولسنا نقول الشرب، «الجميل» «الحاضر الجميل»؟ وبفضل هذا القبول اللغوي يمكننا أن نقول إن االنزياح «الذات» واضعين هذا التعبير إلى جانب من تعبير إلى صيغ الضمائر المنفصلة المحوّ لة إلى آخر يستند إلى أسماء ،وهي بحالة رفع فاعل أو مبتدأ« :األنا» «األنت» «النحن» إلخ ..ما تسمح به تحويل الضمير المنفصل إلى اسم قواعد اللغة جنس تتقبله اللغة الفرنسية أقل مما تتقبله األلمانية أو اإلنجليزية ،وال يصبح أكثر مما يطاق إال إذا نسينا الرابط اللغوي انطالقاً من حالة المجرور المعبر عنه بقولنا« :اإلشارة إلى الذات» ،وهذا القول مشتق هو نفسه من قلب إلى اسم للمصدر «أن يشير المرء إلى نفسه» .إن هذه الصيغة هي التي سنعتمدها بعد اآلن كصيغة صحيحة متمشية مع القواعد.
« إن كان من السهل اختيار الفائز من ضمن المتاح والمتوفر إال أن سمو الهدف وجدية االلتزام فرأت في حجب الجائزة حافزاً أكبر وأهم من منحها لمن ال تتحقق فيه الشروط»
تم حجب الجائزة لهذا الفرع على مدار السنوات الخمس الماضية نظراً لما رأته الهيئة العلمية والهيئة االستشارية للجائزة من أن األعمال المرشحة ال ُتسهم في إنتاج الثقافة أو مع تطويع اللغة العربية الستيعاب أوعية المعلومات الرقمية وال تشكل إضافة حقيقية للمعرفة أو التكنولوجيا. فليس منح الجائزة غاية وإنما الغاية هو مكافأة «المنجز» من أجل الحفز على ابتكار وخلق تقنيات جديدة تنتشل الثقافة العربية من براثن العجز التكنولوجي.
99
منذ االستقالل السياسي الذي تجاوز النصف قرن،عجزت الدول العربية عن بناء مؤسسات نهضوية عربية جديدة تولي الباحثين الجادين والمبدعين االهتمام الكافي لتنمية مجتمع المعرفة لدى الشعوب العربية. وهذا يفسر هجرة الكفاءات العربية باآلالف سنويا. وهي ظاهرة خطيرة تشكل أكبر وأفدح خسارة أصيبت بها المجتمعات العربية بعد أن تزايدت نتائجها السلبية في العقود الماضية .كما أن غياب مراكز األبحاث ومختبرات البحث العلمي التي تحتضن العلماء والخبراء العرب،في مختلف ميادين المعرفة،وتكريمهم،ومنحهم الدعم المالي إلنجاز بحوثهم ،شكل انتكاسة خطيرة للخطط الثقافية العربية . ولم توفر توفير مناخ الحرية،أو تنشر القوانين والتشريعات لبناء مؤسسات ومراكز بحثية ،رسمية وخاصة،هدفها إطالق البحث العلمي وحركية اإلبداع والترجمة الرصينة في الوطن العربي.ويتحمل رجال المال واألعمال من العرب قسطاً وافراً من المسؤولية في تردي حركة االنتاج الثقافي واإلبداع في الوطن العربي بسبب عدم دعمهم لمراكز األبحاث العربية وللمفكرين والمبدعين العرب على غرار ما فعل رجال المال واألعمال والمؤسسات الثقافية في الدول المتطورة الذين دعموا بسخاء البحث العلمي والمفكرين والمبدعين في دولهم ،وحتى في دول أخرى منها العربية. في العقود الثالثة الماضية شهدت الساحة الثقافية العربية مؤتمرات وندوات علمية عميقة وشمولية تناولت مختلف المعوقات التي تعيق نشر الكتب العلمية واالبداعية الصادرة باللغة العربية،وضرورة دعم الجهود الكبيرة التي يقوم بها مفكرون عرب مقيمون في الخارج ويقدمون 100
إنتاجهم باللغة العربية أو بلغات أخرى. أما المشكالت التي تعانيها ترجمة االنتاج الثقافي المتميز من وإلى اللغة العربية فأكثر من أن تحصى.وترتدي ترجمة المصادر األساسية واألعمال اإلبداعية التي تنشر بلغات عالمية إلى اللغة العربية أهمية خاصة لما لها من دور مهم في تطوير حركة البحث العلمي واإلبداع في العالم العربي. ساهمت بعض النقاشات العلمية الرصينة في إعطاء أبعاد استشرافية لدور الجوائز التي تمنح للكتاب العرب بهدف تنمية المواهب الثقافية،ومساعدة المفكرين المتميزين على تطوير أعمالهم .وباالضافة إلى تكريم المبدعين وتسليط أضواء إعالمية على إنتاجهم المميز تلعب المكافأة المالية المجزية التي تقدمها الجوائز الممنوحة للكتاب المتميزين دوراً إيجابياً في تأمين االستقرار النفسي والمادي من أجل تطوير طاقاتهم وأعمالهم البحثية والفنية واالبداعية. أبرزت المقاربات النقدية أن الفجوة باتت عميقة بين البحث العلمي النظري واالنتاج الثقافي المنجز على أرض الواقع .فقد أضاعت غالبية الدول العربية فرصة اإلستفادة من براءات االختراع العملية التي أنتجها المبدعون العرب،داخل أوطانهم وخارجها.فخسرت القسم األكبر من المبدعين الذين أدركوا أن ثمرات عملهم تهدر في أدراج بيروقراطيات عربية مترهلة ،ال تحترم البحث العلمي وال تقدر جهود العلماء والمبدعين حق قدرها .فأخذوا طريق الهجرة،الطوعية منها والقسرية ،إلى الخارج ليستقروا فيها حيث يجدون ضمانا للحرية الشخصية،واحتراما لقيم العمل واإلبداع واإلنتاج. لكن البنى األساسية لمجتمع المعرفة شديدة التعقيد وتستوجب إقامة عالقات طبيعية بين المعرفة والسلطة
بحيث تتكامالن وتعمالن معا لتأمين حاجات األفراد والمجتمع لضمان التنمية البشرية واالقتصادية المستدامة. ويشكل االنتاج العلمي المميز في المجتمعات المتقدمة حجر الزاوية في بناء مجتمع المعرفة حيث بنت الدول المتطورة مجتمعاتها المعرفية وفق خصائصها الذاتية. والمجتمعات العربية اليوم بأمس الحاجة لدراسة حركية االنتاج الثقافي واإلبداع الفني واألدبي بتجاربها الغنية والمتنوعة لدى مختلف دول العالم .وعليها استخالص الدروس المفيدة إلقامة مجتمع المعرفة العربي عبر تطوير المعرفة ،وإبراز دور الجوائز في تنشيط حركة التأليف والترجمة واإلبداع األدبي والفني ،واحتضان المواهب الفتية التي تدخل عالم االنتاج والنشر للمرة األولى. إن جوائز التشجيع والتكريم تسهم على اختالف توجهاتها الثقافية وقيمتها المعنوية والمادية في بناء مجتمع المعرفة من طريق االهتمام السنوي بحركة التأليف والترجمة والنشر،وحفالت تكريم الباحثين والمبدعين. يقوم مجتمع المعرفة في العالم العربي على بناء اإلنسان الحر ،ونشر التعليم العصري والتكنولوجيا المتطورة في إطار دولة ديمقراطية تنشر المساواة والعدالة ،وتشجع مراكز األبحاث لنشر المعرفة المعمقة. أما العجز عن بناء مجتمع المعرفة في عصر العولمة وما عرفته من ثورات متالحقة ،فسوف يزيد من عزلة العرب ويبعد شعوبهم عن المعرفة العلمية السليمة والمتاحة،بحيث تصبح األنظمة والشعوب العربية معا عاجزة عن مواجهة تحديات عصر العولمة وثقافتها الكونية. تساعد الجوائز التي تشجع االنتاج الثقافي المتميز
بأشكاله كافة ،على بناء مستقبل عربي أفضل من طريق إبقاء الباحثين والمبدعين العرب داخل أوطانهم،وتكريم المهاجرين منهم وتعزيز الروابط الثقافية معهم،ودعوتهم للمشاركة الفاعلة في تطوير مجتمعاتهم العربية. بيد أن التجارب الشخصية لكثير من الباحثين والمبدعين العرب مع البيروقراطيات العربية غير مشجعة على االطالق. فكثير من مؤسسات النشر في الوطن العربي ال تحترم حقوق الملكية الفكرية،وينتهك مرتكبوها قيم األمانة العلمية،والنزاهة الخلقية. لذا يطالب المبدعون العرب بمواجهة ظاهرة االنحراف الخلقي والمسلكي التي وصلت إلى درجة انتحال أعمال أدبية نال مرتكبوها عليها جوائز مالية كبيرة. ناهيك عن ظاهرة مستجدة تتمثل بكتابة بعض األعمال األدبية والفكرية خصيصا لنيل إحدى الجوائز السنوية. يؤمن مجتمع المعرفة وفق المقاييس الدولية انسياب المعلومات بسهولة لكنه يعتمد مقاييس علمية دقيقة من خالل أدوات إلكترونية تفضح السرقات والتزوير واالستغالل غير المشروع للملكية الفكرية .وال بد من استراتيجية جديدة قوامها الفهم المعمق ألوليات إنتاج المعرفة ونشرها كالتمتع بالحريات األكاديمية،واإلطالع على مختلف بنوك المعلومات الثقافية.ويشكل قطاع البحث العلمي المتكامل بجوانبه الثالثة :المؤلف والناشر والمؤسسات الثقافية التي تكرم الكتاب المبدعين ،أحد ابرز ركائز مجتمع المعرفة في العالم العربي . وبالتالي ال بد من تنقيته من الشوائب،واستصدار سلسلة من القوانين التي تضمن حماية الملكية الفكرية ،وتوفير
اإلمكانيات المادية،ودعم الطاقات البشرية ،وتشجيع القيادة السياسية المتنورة للمفكرين والمبدعين ومؤسسات النشر ذات الصدقية العالية. ختاماً ،ما زالت المقارنة بين مجتمع المعرفة في الدول المتطورة ومجتمع المعرفة في الوطن العربي مؤلمة للغاية .فمراكز إنتاج المعرفة العربية معطلة أو عاجزة عن القيام بدورها الطليعي في االنتاج الثقافي المميز .والحريات األكاديمية مصادرة بصورة كاملة أو جزئية ومعها الحريات الشخصية للباحثين والمبدعين .وهجرة األدمغة والباحثين العرب إلى الخارج تنذر بكارثة حقيقية .وتهيمن الثقافة الشعبوية على الشارع العربي وتنفخ فيه سموم الطائفية والقبلية والعشائرية والتعصب الديني والقبلي والعرقي. لكن المتنورين العرب،في مواقع التأليف أو اإلبداع أو النشر أو منح جوائز التشجيع والتكريم ،يدركون جيداً أن بناء مجتمع المعرفة العربي خطوة أساسية على خريطة االنتاج الثقافي المالئم لعصر العولمة .وهم يعملون معا على بلورة رؤية عربية واضحة لبناء مجتمع المعرفة العربي على أسس علمية وعقالنية .ووضعوا سياسة تكريم العلماء والمبدعين وقيام مجتمع المعرفة في موقع القلب من أي مشروع نهضوي عربي جديد. واستفادت القيادات العربية المتنورة التي ترعى عملية التأليف والنشر واإلبداع من التجارب العالمية لبناء مجتمع المعرفة العربي ،بخصائص عربية،وعبر مقوالت ثقافية من إنتاج المتنورين العرب ،وألهداف استراتيجية تطول حاضر العرب ومستقبلهم.
د .مسعود ضاهر
101
620
1224
اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
اﻟﺪورة اﻷوﻟﻰ
732
اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
610
اﻟﺪورة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
690
اﻟﺪورة اﻟﺮاﺑﻌﺔ
رسم بياني يوضح نسبة المشاركات في فروع الجائزة على مدار السنوات الخمس الماضية
102
103
أضواء على الجائزة
د.سعيد توفيق :عضويتي في الهيئة العلمية للجائزة تكريم رفيع القدر وتشريف بالغ
يرى الدكتور سعيد توفيق أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال ورئيس قسم الفلسفة بكلية اآلداب جامعة القاهرة وعضو الهيئة العلمية للجائزة أن ضمه عضوًا في اللجنة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب ،هو تكريم رفيع القدر ،وتشريف بالغ له ،بحيث يضع على عاتقه مسؤولية المساهمة الفاعلة في الحفاظ على المكانة العلمية لتلك الهيئة المرموقة. لقد شغل الدكتور توفيق وظائف أكاديمية في جامعات عربية مختلفة .غير أن توصيف مسيرته العلمية وتطورها ،وبيان دورها في المجال الثقافي ،ربما يكون هو األمر األهم في التعريف به. وقد بدأت هذه المسيرة برسالته للماجستير عن “ميتافيزيقا الفن عند شوبنهاور” التي أنجزها سنة ،1982وتم نشرها في العام التالي في بيروت .وقد فتحت هذه الدراسة آفاق الباحث الناشىء آنذاك على الصلة الوثيقة بين الفن والوجود ،وبين الفلسفة والحياة في عمومها ،وتعلم من شوبنهاور- الفيلسوف الموسوعي األصيل الذي كان أعظم الفالسفة تأثيرًا خارج نطاق الفلسفة -أن الفلسفة توجد في الحياة وفي الخبرة بالعالم والناس واألشياء أكثر مما توجد في الكتب األكاديمية الضيقة. ولهذا فقد ظل الحُ لم يراوده في أن يترجم إلى العربية يو ًما ما عمل شوبنهاور الرئيس الخالد “”العالم إراد ًة وتمث ًال “ ،ولم يبدأ هذا الحلم في التحقق إال بعد مرور ربع قرن ،بصدور الجزء األول من هذا العمل الذي سيتوالى ظهور بقية أجزائه تبا ًعا ضمن إصدارات المشروع القومي للترجمة بمصر. ولقد جاءت النقلة الثانية في التكوين العلمي لسعيد توفيق من خالل رسالته للدكتوراه عن “االتجاه الفينومينولوچي في تفسير الخبرة الجمالية”التي أنجزها سنة ،1987ونشرت في بيروت بعنوان “الخبرة الجمالية :دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية” ،والتي تعد أول دراسة عربية في مجالها ،وفتحث أفا ًقا واسعة للباحثين والدارسين في كثير من بلدان العالم العربي .وقد كتب سعيد توفيق دراسة باللغة اإلنجليزية عن “األسس المنهجية لإلستطيقا الفينومينولوچية” في أكبر دورية فلسفية عالمية في مجالها ،وهي الكتاب السنوي الهوسرلي ،الذي كان هوسرل نفسه -مؤسس الفينومينولوچيا -أول محرريه .وهو في هذه الدراسة يُطلعنا على الثوابت المنهجية األساسية في دراسة الظواهر الفنية والجمالية ،والتي شكلت نقطة انطالق لكثير من التيارات الراهنة في نظريات التأويل والتلقي الجمالي. وقد جاءت النقلة الثالثة في تكوينه العلمي بتتبعه المتدات االتجاه الفينومينولوچي (أو الظاهراتي) في مجال فلسفة التأويل كما نجدها عند فالسفة كبار من أمثال جادامر وريكور وغيرهم .فتعرف على التأويل الفلسفي وانعكاساته في مجال دراسة األدب عند هيدجر وجادامر بوجه خاص ،وكتب عنه دراسة باللغة اإلنجليزية في الدورية المرموقة سابقة الذكر .بل إنه قام -بعد أن قدم العديد من الدراسات األخرى عن جادامر -بترجمة كتاب له بعنوان “ تجلي الجميل” ،فقدم بذلك ألول مرة للقارئ العربي تيار التأويل الفلسفي لدى جادامر ،وتجلياته في تناول اللغة وفنون الشعر والمسرح التصوير، واألسطورة ،والحقيقة بمعناها الفلسفي والديني. وأتاح التفاعل بين كل هذه التيارات في عقل سعيد توفيق وتكوينه العلمي أن يستلهم روحها وتوجهاتها في رؤيته الفلسفية ،على مستوى التنظير والتطبيق في مجال الفلسفة العام وفي مجال
104
فلسفة الفن والنقد األدبي ،وفي غير ذلك من مجاالت العلوم اإلنسانية :فقد قدم هذه الرؤية على مستوى التنظير في كتابه “ في ماهية اللغة وفلسفة التأويل” ،وفي العديد من الدراسات التي قدمها في المؤتمرات الدولية عن التأويل األدبي والفلسفي بوجه عام .أما على مستوى التطبيق ،فقدم هذه الرؤية في دراساته النقدية التطبيقية المتعلقة بالكشف عن معاني الظواهر الثقافية السائدة في واقعنا، وفي دراساته في مجال النقد األدبي التطبيقي (وتجلى ذلك في كتبه ودراساته التي أنجزها عن أدباء وشعراء معاصرين من أمثال :جمال الغيطاني ،وأحمد عبد المعطي حجازي وحسن طِ لِب ،وفاروق شوشة ،وغيرهم كثير) .وهذا هو الطابع الغالب على توجهه الفكري الذي تشكل على مهل ،والذي يمكن أن نصفه بأنه طابع تسوده “روح التأويل الفينومينولوچي أو الظاهراتي” ،أي روح التفسير الذي يسعى إلى كشف معاني الظواهر اإلنسانية ووصفها كما تتبدى للوعي أو في الخبرة العيانية ،دون أن تضعها في إطر نظرية مسبقة أو قوالب مجردة. وفي خضم هذا التفاعل الفكري كله ،لم ينشغل سعيد توفيق عن االنخراط في كشف واستجالء معاني المفاهيم والمشكالت التي يحفل بها واقعنا الثقافي فيما يتعلق بالوعي العلمي واألخالقي والفني والديني والسياسي .وقد تناول ذلك بالتفصيل في كثير من كتبه ودراساته التي تتناول قضايا ومفاهيم من قبيل :معنى األخالق ،ومعنى الفن ،ومعنى علم الجمال ،ومعنى الهوية، وعالقة اللغة بالهوية ،والصلة بين الفن والسياسة ،وبين الفن والدين أو بين الجميل والمقدس ،ونقد مفهوم أسلمة العلوم ،وإشكالية التراث والتحديث في واقعنا الثقافي ،وغير ذلك كثير .وبذلك فإن سعيد توفيق يسعى إلى إثراء التنوير الثقافي في واقعنا العربي الراهن؛ ألنه يؤمن بأن غاية إسهام المفكر هو أن يسعى -ما وسعه السعي -إلى إضاءة نقاط مظلمة في المحيط المعرفي؛ وهو يؤمن بحكمة شوبنهارو الخالدة التي تقول“ :إن الحياة قصيرة ،ولكن الحقيقة لها تأثير بعيد وعمر مديد”. ومن هذا المنطلق ذاته ،فإنه قد أشرف على العديد من الرسائل الجامعية التي يمكن أن تسهم جهود أصحابها من تالميذه في تأسيس تيار فلسفي له امتدادته الواسعة خارج نطاق الفلسفة، لتشكل توجهً ا فكريًا في العلوم اإلنسانية وفي النقد األدبي .في مجال الفلسفة بمعناها الواسع. وهو في إشرافه على رسائل ودراسات تالميذه ،ال ينشغل أبدًا بالكم ،وإنما بنوعية الكتابات التي يمكن أن ُتسهم في إثراء الفكر والثقافة في واقعنا ،حتى إن امتدت خارج نطاق البحث األكاديمي الفلسفي بمعناه التخصصي الضيق؛ ألنه -يؤمن -في الوقت ذاته -بأن طبيعة التفلسف الحق هي التخصص في عدم التخصص ،أي في الخروج دائمً ا من الخاص إلى العام ،ومن الجزئي إلى الكلي، ومن المحدود إلى الالمحدود .ولذلك ،يرى سعيد توفيق إن العلماء والمفكرين يظلون دائمً ا أطفا ًال يتحسسون طريق المعرفة.
جائزة تسعى إلى تطوير ذاتها باستمرار جائزة الشيخ زايد للكتاب من الجوائز التي تطمح إلى أن تكون في صدارة الجوائز العربية وأن تحتل مكا ًنا مرمو ًقا في قائمة الجوائز العالمية؛ ولهذا فقد شرفت بانضمامي عضواً في الهيئة العلمية الموقرة لهذه الجائزة التي يرأسها الدكتور على بن تميم الذي يتميز بالنزاهة والموضوعية ،والذي يعد مع رفاقه المواطنين من الغيورين على وطنهم ً عادة في مثل هذه المناسبات ،بل إن هذا ورفعة شأنه .ولست أقول هذا على سبيل المجاملة أو التفخيم الذي ُي َقال القول يستند إلى ما لمسته بنفسي من خالل أسلوب العمل واآلليات التي تقوم عليها هذه الجائزة :وأول هذه اآلليات هي خضوع األعمال المقدمة لعملية فرز تقوم باستبعاد األعمال التي ال تفي بالشروط والمعايير الشكلية للجائزة ،كأن ال يكون العمل داخالً في الفرع المتقدم إليه ،وأال يكون مصحوبًا بسيرة ذاتية موثقة ومعتمدة ،وما إلى ذلك .والثانية أن يُعرَض العمل المقدَّم على ثالثة من المحكمين الثقات ممن لهم باع في فرع التخصص ،وف ًقا الستمارات تحكيم من نقاط مجموعها مائة درجة ،يتم تقسيمها بحسب أهمية البند النوعي المراد قياسه في فرع التخصص .وثالثها أن ُتعرض تقارير المحكمين على الهيئة العلمية ،لتناقشها بهدف الموازنة بينها ،والنظر فيما يمكن أن يشوبها من عوار أو تضارب في التحكيم؛ وبنا ًء على ذلك يتم ترشيح األعمال التي تدخل في القائمة القصيرة وف ًقا لترتيب دقيق .ورابعها ً عادة ما تعتمد هذا الترتيب ،ما لم تجد فيه عوارًا ظاهرًا بعد مناقشة أن ُتعرض هذه القائمة على األمانة العامة التي مستفيضة .وتلك آلية منضبطة ال تسمح بتدخل األحكام الشخصية أو األهواء الذاتية في منح الجائزة. ومع ذلك كله ،فإن الجائزة من خالل هيئتها العلمية تعمل على تطوير هذه اآلليات وجعلها أكثر إحكامًا ،من خالل إعادة النظر في قوائم المحكمين ،وبناء قاعدة بيانات بأسمائهم يتم تحديثها والتوسع فيها ،بحيث تنطوي على خبراء في التخصص الدقيق في فروع الجائزة كافة من المشهود لهم بالدقة والنزاهة والموضوعية في أحكامهم التقيميية من واقع التجربة والممارسة ذاتها .وال يشمل التطوير ذلك فحسب ،وإنما يشمل ً أيضا النظر في فروع الجائزة ذاتها، والعمل على إعادة هيكلتها ،سواء من حيث مسميات بعضها ،أو ضم إحداها إلى األخرى ،أو فصل بعضها عن األخرى. ً وانضباطا من خالل استبعاد البنود كما يشمل التطوير إعادة النظر في استمارات التحكيم ذاتها ،وجعلها أكثر دقة المكررة فيها أو التي يمكن أن تتداخل مع بنود أخرى ،وجعل كل بند قابالً للقياس الموضوعي. وكل هذا من شأنه أن يرفع من قدر هذا الجائزة التي تسعى إلى تطوير ذاتها باستمرار من خالل ضبط آلياتها. وربما يكون هذا هو ما جعلني أسعى لالستفادة -من خالل منصبي الجديد كأمين عام للمجلس األعلى للثقافة في مصر- من الجهود المبذولة في هذا الصدد ،واالستئناس بها في إعادة النظر في اآللية غير المنضبطة التي ُتمنح وف ًقا لها جوائز الدولة في مصر ،وهذا ما قلته عل ًنا في اجتماعي بلجنة المقررين في لجان المجلس األعلى للثقافة بمصر ،وفي الصحف واللقاءات اإلعالمية ،حتى إنني قلت« :أطمح إلى أن تكون جوائز الدولة المصرية مما يفخر به المثقفون من األكاديميين والمبدعين ،بصرف النظر عن القيمة المادية للجائزة؛ وهذا لن يتحقق إال إذا اطمأن كل مثقف ومبدع أن الجائزة قد آلت إلى من يستحقها». ولقد انضممت إلى عضوية الهيئة العلمية لهذه الجائزة بعد أن تمت إجراءات التحكيم على األعمال المرشحة .وال شك أن من أهم سمات اللجنة العلمية الموقرة لهذه الجائزة أنها تقوم على السرية في أداء عملها ،بحيث ال يفصح أي من أعضائها الكرام عن القوائم القصيرة قبل أن تعلنها األمانة العامة للجائزة التي هي منوطة بالقرار األخير ،وإن ً عادة متواف ًقا مع رأي اللجنة العلمية ،وإال كان في ذلك نقض آللية التراتب التنظيمي في منح الجائزة .وكل هذا من جاء شأنه أن يضفي على هذه الجائزة الثقة التي تستحقها عن جدارة .ولذلك فنحن نتطلع في النهاية أن تكون احتفالية منح الجائزة احتفا ًء بالفائزين أنفسهم وبالجائزة ذاتها التي تسعى دومًا إلى التطوير.
د .سعيد توفيق
105
2011
حجبت الجائزة
106
2010
تأسست عام 1938معلنة بداية تعاون مع أفضل المؤلفين فى مصر والعالم العربى ،ونالت المجموعة العديد من الجوائز المحلية والعالمية لتفوقها مثل :جائزة بولونيا راجاتزي فى تصنيف األفق الجديد 2006عن قصة السمكة الفضية والبورد الدولية International Boardفى كتب الشباب ،وقائمة الشرف 2006عن سلسلة السلطان نبهان. ومع تقدم مصر نحو القرن الواحد والعشرين ،قامت الدار بوضع مقاييس إقليمية جديدة للنشر ،ليس فقط عبر وسائل اإلعالم التقليدية مثل الكتب والمجالت ،ولكن عبر وسائل اإلعالم اإللكترونية مثل األقراص المدمجة والشبكة الدولية (اإلنترنت). وحققت المجموعة نجاحها من خالل فريق عمل على درجة عالية من الكفاءة ،ورؤية موحدة ،وأهداف واضحة ،مما مثل تواز ًنا فى طرق التفكير غير التقليدية التى تعتمد على الثقافة إلى جانب اإلدارة القوية. تعد مجموعة شركات نهضة مصر المجموعة الوحيدة بالمنطقة العربية التى استطاعت عبر عمرها الزمني الذي تجاوز الـ 70عاماً أن تضع لنفسها استراتيجية محددة القيم والرؤى ،وهو ما ساهم بأن تنفرد بتكامل قطاعات النشر والتوزيع لديها بعد أن جمعت بين النشر الورقى بكافة أشكاله وأنواعه (كتب – مجالت) والنشر اإللكترونى CDومواقع اإلنترنت ،واهتمامها بالمحتوى المؤلف والمترجم لتحقيق التنوع الثقافى والفكرى بمنتجات متنوعة تتناسب مع كافة شرائح المجتمعات العربية وفى كافة المجاالت التعليمية والثقافية وفى مجال أدب األطفال. باإلضافة لتبنيها لمفهوم الجودة فى تقديم منتجات تتوافق مع كافة المعايير العالمية والتى تحققت بأيدي نهضة مصر ..وفى سبيل تحقيق تلك االستراتيجية المبنية على مفهوم التكامل والجودة أقامت نهضة مصر أحدث وأكبر مطبعة ورقية وكذلك مطبعة إلكترونية بالمنطقة ليس بغرض تحقيق االنتشار الكمى فقط ،ولكن أيضا لتحقيق جودة المحتوى من حيث كونه قيمة فكرية تتمثل فيها كافة جوانب الجذب والتشويق والمتعة وقد توافق مع هذا الجهد اإلنتاجي جهد على الجانب األخر ليشمل التسويق والتوزيع من خالل فروعها الرئيسية ومنافذ البيع التي غطت مصر والمنطقة العربية منطلقه للعالم بأسره.
دار نهضة مصر للنشر والتوزيع -مصر منحت الجائزة لدار نهضة مصر الستمرارها في االسهام في نشر الكتاب العربي ألكثر من ستة عقود، ومواصلة تجديد مسارها الذي تميز في العقد األخير على عدة مستويات: أو ًال -مستوى شمول فنون تأليفية ونشرية جديدة مثل كتب االطفال والموسوعات والمعاجم ،والترجمة من عدة لغات وإليها والتعاقد مع مؤلفين جدد واعدين. ثانياً -مستوى صناعة الكتاب ونوع الورق والتطوير في الشكل الخارجي ،والعناية بالتحرير والمراجعة. ثالثا -مستوى وعدد منافذ التوزيع ،وشبكة التعاون مع الموزعين العرب واألجانب.
ولم تكن تلك االستراتيجية غائبة فى يوم من األيام عن وعي القائمين على إداراتها فالمعادلة الصحيحة هي محتوى فكري جيد وتنوع فى أشكال ووسائل النشر مع جودة إنتاجية وتكنولوجية أسعار تتناسب مع الشرائح المجتمعية المختلفة لتحقق معها نهضة مصرية وعربية حقيقية. فـمجموعة شركات نهضة مصر للنشر هى مجموعة مستقلة للنشر والطباعة واإلعالم (باستخدام الوسائط المتعددة) .نتفرد فى الشرق األوسط بقدرتنا على االعتماد على مواردنا الداخلية ،مما يمنحنا ميزات تنافسية هامة، مجموعة نهضة مصر كانت الرائدة فى نشر كتب األطفال والكتب التعليمية ألكثر من 70عامً ا .كما أننا نتميز بالنشاط فى إنتاج الكتب الثقافية بمختلف الموضوعات العلمية واألدبية والدينية وغيرها ... أهداف مجموعة شركات نهضة مصر للنشر نشر مادة ذات جودة تعليمية وثقافية متميزة بين جموع القراء من كافة األعمار والمستويات االجتماعية. دعم االتصال بين األجيال من خالل نشر كتب لمشاهير المؤلفين وتشجيع المؤلفين الشبان ذوى األساليب المميزة. تحقيق التواصل الحضاري من خالل إعالء قيمة الترجمة العربية وإليها. المشاركة فى تنمية الثقافة العربية فى عصر المعلومات من خالل وسائل اإلعالم متعددة الوسائط واألقراص المدمجة واإلنترنت. تشجيع األطفال على القراءة من خالل تقديم مادة جذابة بأسعار مناسبة. يتكون فريق العاملين بمجموعة شركات نهضة مصر للنشر 1200 :موظف تتكون مجموعة شركات نهضة مصر للنشر من خمس شركات: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع نهضة مصر لتصميم وإنتاج الحزم اإللكترونية نهضة مصر للصحافة واإلعالم نهضة مصر للمحتوى الفكري نهضة مصر للتجارة والتوزيع 107
2009
الدارالمصرية اللبنانية -مصر منحت الجائزة للدار المصرية اللبنانية بالقاهرة الستيفائها الشروط والمواصفات الخاصة بالنشر من ناحية انتاجها كماً وكيفاً وحفاظها على حقوق الملكية الفكرية وعنايتها بدوائر المعارف والموسوعات المتخصصة واهتمامها بالكتب المؤلفة والترجمة ووصول عدد المؤلفين الذين نشرت لهم في األعوام األخيرة 750مؤلفاً ومائة من المترجمين في اللغات المختلفة إلى جانب عنايتها باالخراج الفني للكتب وتوزيعها على نطاق واسع.
منذ عام 1985م ،تبنى القائمون على الدار منهجاً للنشر يخدم الثقافة العربية واإلسالمية ،ويلتزم بـ« :صدق األداء ،وأمانة التنفيذ، ونبل الهدف وسمو رسالة التثقيف والتنوير بإصرار على التميز، واحترام حقوق اإلبداع والتأليف» ،عبر نخبة من ألمع األسماء عطا ًء وفكراً وإبداعاً ،تجمع بين األصالة والمعاصرة والمواكبة بين أحدث اتجاهات النشر . تميزت إصدارات الدار بالتنوع في مجاالت المعارف العامة،الفلسفة وعلم النفس ،والدين اإلسالمي والعلوم االجتماعية ،واللغات، والعلوم البحتة والعلوم التطبيقية والفنون واألدب والجغرافيا والتاريخ والتراجم والسالسل والموسوعات وكتب األطفال ..وغير ذلك معبرة أصدق تعبير عن هذا التميز ،الذي جعل الدار تحتل تلك مكانة رفيعة فى عقول وقلوب قرائها ،مؤكدة أنها تسير فى المسار الصحيح الذي ارتضته لنفسها منذ البداية. يرأس مجلس إدارة الدار السيد محمد محمد رشاد ،الذي عشق مهنة النشر واشتغل بها على مدار أكثر من ثالثين عاماً متواصلة، قبل تخرجه من كلية التجارة جامعة القاهرة ،بادئا هذه الرحلة في إحدى دور النشر الكبرى فى لبنان ،ثم عاد إلى مصر في عام 1975 م ليتولى إدارة دار الكتاب المصري اللبناني منذ عام 1975حتى عام 1985م ،حيث أسس في العام نفسه الدار المصرية اللبنانية، والتي نشرت حتى عام 2000ما يزيد عن ألف عنوان. ونتيجة للجهد الدؤوب والنجاحات المستمرة ،توج جهوده بإنشاء شقيقة أخرى للدار المصرية اللبنانية ،وهي مكتبة الدار 108
العربية للكتاب فى عام ،1988لترافقها في رحلتها الموفقة الرائعة ولتؤدي معها رسالة التنوير على أفضل وجه ممكن؛ إذ تخصصت الشقيقة الصغرى في إصدار الدراسات المتخصصة والموسوعات وسالسل كتب األطفال ،فجاءت باكورة أعمالها فى تكوين لجنة مختارة من مستشاري النشر وأعالم الثقافة العربية ،لتكون بمثابة جواز المرور ألى كتاب يزمع نشره أو إصداره؛ لتكون بوابة انطالق تتابع بعدها كل اإلجراءات الفنية من قبل محترفين على أعلى مستوى ،من حيث :المراجعة والتحرير واإلخراج الفني الداخلي والخارجي. فكان من الطبيعي أن تحرز الشقيقة الصغرى (مكتبة الدار العربية للكتاب) – مثلما أحرزت شقيقتها الكبرى ( الدار المصرية اللبنانية )- قصب السبق ،وأن تقدم لقارئها العربي باقة من ألمع اإلصدارات التى تثمل نخبة الثقافة الرفيعة ضمت فيما ضمت ما يزيد عن 500 عنوان ،بينها 5موسوعات كاملة ،وسبع عشرة سلسلة من كتب األطفال ..وألن النجاح مجلبة لنجاح ..لم تتوقف قافلة اإلبداع والتجديد ..فقد أسس األستاذ محمد رشاد دار «أوراق شرقية» عام 1993في العاصمة اللبنانية «بيروت» ،لتتخصص في نشر نوادر الكتب والموسوعات ..وعندما يمضي قدماً فى رحلة اإلنجازات، نجده مساهماً بارزاً في إحياء اتحاد الناشرين المصريين فى عام ،1989حيث انتخب أميناً عاماً لالتحاد لعدة دورات ثم نائباً لرئيس إتحاد الناشرين المصريين حالياً. وفي عام 1995م ،ساهم فى إحياء االتحاد العام للناشرين
العرب،وانتخب لدورتين متتاليتين أميناً عاماً مساعداً ..كما اختير فى عام 1997م عضوا فى لجنة الكتاب والنشر بالمجلس األعلى للثقافة ،وأصبح عضوا فى المجلس السلعى للكتب والمصنفات الفنية بوزارة االقتصاد والتجارة الخارجية … كل ذلك في سعي دائب واقتناع راسخ بأن «..تحقيق النجاح صعب ولكن المحافظة عليه أصعب بكثير». إن الفلسفة التى ترسم أسلوب العمل وعرة وصعبة ومرهقة إلى أبعد الحدود ولكنها في الوقت ذاته رائعة وممتعة ..ومن ثم يتبنى هذا األسلوب رؤية مستقبلية ترتكز إلى الحفاظ على ما حققناه من نجاحات ،مع العمل في الوقت ذاته على اإلثراء وإضافة المزيد من هذه النجاحات،كما ترتكز إلى ضرورة مواكبة أحدث اتجاهات النشر اإللكترونى،وإصدار أقراص ممنغطة أو أقراص مدمجة ،CD – ROMاألمر الذى له مردود عالى األثر والقيمة فى نشر دوائر المعارف والقواميس والكتب المرجعية بأسعار منخفضة إذا ما قورنت بالمطبوعات الورقية،التى لن تختفى من على وجه األرض كما تؤكد اإلحصائيات العالمية ..تلك الرؤية المستقبلية التى تستلزم الحرص الشديد على إحداث التضايف الرائع بين أصيل ثقافاتنا وواقع ومعاصر المستجدات و التظاهرات التي تحدث من حولنا ..ذلك التضايف الذي يرسخ لجذور ثقافتنا ومالمحها ،ويعيد إليها تجددها وحيويتها لتتواءم مع منطلقات العولمة وإرهاصاتها وتوابعها الثقافية ،فتواكبها من دون جمود.
2008
مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية –اإلمارات
منحت الجائزة لمركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية وذلك لتميزه كماً وكيفاً في عدد العناوين المنشورة من تأليف وترجمة ،مع استقطابه لمجموعة كبيرة من المؤلفين والباحثين ومراعاة حقوق الملكية الفكرية وتفرع مجاالت النشر في العلوم االجتماعية والعلمية واهتمامه باالرتقاء بمستوى صناعة الكتاب وإخراجه والتزامه برسالة النشر في خدمة الثقافة والمعرفة وكفاءته في التوزيع.
في سياق حرص القيادة الحكيمة لدولة اإلمارات العربية المتحدة على ترسيخ دعائم الدولة العصرية ذات المؤسسات المواكبة للتطورات العلمية والبحثية في العالم ،تأسس مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية في 14مارس /آذار عام 1994بموجب قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه اهلل ،ولي عهد أبوظبي ونائب للقائد األعلى للقوات المسلحة آنذاك. ووفقا لتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة رئيس مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية ،أصبح المركز مؤسسة مستقلة متخصصة في البحوث العلمية والدراسات االجتماعية واالقتصادية والسياسية ذات األهمية بالنسبة لدولة اإلمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج والعالم العربي بأسره. وفي يونيو من عام ،2005انتقل المركز إلى مقره الجديد ،الذي روعي في تصميمه تلبية احتياجات المركز ،وتعزيز دوره الرائد في المجاالت األكاديمية والبحوث .وقد اجتذب المركز منذ تأسيسه اهتمام المعنيين كونه مؤسسة أكاديمية ملتزمة ذات توجه تنموي، فكان لهذه المكانة المعرفية دورها في استضافته أعداد غفيرة من كبار الشخصيات التي تزور الدولة ،من بينهم زعماء سياسيون ومفكرون ومسؤولون رفيعو المستوى وعلماء وباحثون.
أهداف المركز
•تتلخص مهمة مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية األساسية في األهداف التالية: •إجراء الدراسات والبحوث حول الموضوعات المتعلقة باألمن القومي والرفاهة االجتماعية واالقتصادية لدولة اإلمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي خصوصاً ،والقضايا الحيوية الراهنة على الساحة الدولية عموماً. • تقديم برامج خاصة لخدمة المجتمع ،من خالل تنظيم عدد من الفعاليات العلمية والثقافية ،مثل الندوات والمحاضرات والمؤتمرات وورش العمل المتخصصة والحلقات الدراسية والمحاضرات العامة ،والتي تبحث في الموضوعات المتصلة بعمل المركز واهتماماته البحثية .كما يساهم المركز بفعالية في تطوير المهارات الوظيفية للكوادر البحثية من مواطني الدولة من خالل البرامج التدريبية.
• تقديم الدعم لدوائر صنع القرار الحكومية من خالل إعداد التقارير بشأن أفضل البدائل السياسية ذات الصلة ،وكذا توفير البحوث والتوصيات المتنوعة لصناع القرار. وتتلخص أعمال المركز في عدة مجاالت منها : إعداد الدراسات والبحوث السياسية ،واالقتصادية ،واالجتماعية، والمعلوماتية ،والعسكرية االستراتيجية ،وهي المهمة الرئيسة لباحثي المركز ،وتوظف لخدمة هذا الهدف كل قدرات المركز وأجهزته ،فالدراسات التحليلية المتعمقة هي العالمة الفارقة التي تميز نشاط البحث العلمي في المركز الذي سعى إلى توسيع نطاق أنشطته لتشمل التعاون مع مراكز الدراسات والبحوث األخرى. ويهدف المركز من خالل عمله في هذا المجال إلى تحقيق ما يلي: •جمع المعلومات والبيانات ووضعها في خدمة الباحثين ومتخذي القرار. •دراسة القضايا المعاصرة باألساليب المنهجية.
•دراسة القضايا االقتصادية الدولية التي تهم دولة اإلمارات العربية المتحدة ،ومنطقة الخليج العربي.، •متابعة ودراسة القضايا والتطورات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والمعلوماتية والعسكرية المختلفة التي تستجد على المستويات المحلية واإلقليمية والدولية ،والتي من شأنها أن يكون لها انعكاسات على أوضاع دولة اإلمارات وسياستها ومصالحها ،وعلى واقع منطقة الخليج العربي ذات األهمية االستراتيجية المتزايدة. •إعداد الدراسات المستقبلية التي تعتمد على معطيات الواقع ،من أجل اختيار أصلح البدائل لمواجهة الحدث قبل وقوعه ،وتجنبا إلصدار القرارات التي تتخذ تحت ضغط الواقع. •إعداد المذكرات والدراسات التي تكون بمنزلة “خالصات مركزة أو مصادر للمعلومات” توضع تحت تصرف الجهات المتخصصة من األجهزة والمؤسسات الحكومية والمراكز البحثية والجامعات. 109
2007
نسبة توضح تغطية وسائل اإلعالم لنشاطات وأخبار الجائزة 90
א אא א א
36
א אא א א
حجبت الجائزة
جائزة الشيخ زايد للكتاب في أرقام
27
א אא א א
44
א אא א א א ,אא א א .
110
209
א א א אא א אא כ א א א א ) א ( ,א א כ א א .
وذلك ألن الدور المرشحة على أهميتها لم تحقق الشروط المأمولة لهذه الجائزة في الرقي بالمستوى الفكري والتقني للنشر في الوطن العربي ولم تقدم مشروعاً ثقافياً متكامالً للنشر والتوزيع في العالم العربي.
فن التصميم الدكتور إياد حسين عبداهلل
فكر الضوء الدكتور ماهر راضي
في سببية وجدلية العمارة الدكتور رفعت الجادرجي
الفن الهندي الراحل الدكتور ثروت عكاشة
111
2011
حجبت الجائزة 112
2010
مقتطف من الكتاب تؤدي األعمال الفنية عموماً دالالت اجتماعية ورمزية عظيمة تدخل في أساس تكوين تلك المجتمعات وتكويناتها وتراثها وأصل الجمال وجاذبيته ،كما هي في طبيعة الخلق األول يكف عن عظمة خالقه فهو عمل دالالته تلك العظمة وذلك الجالل، والرموز التي يمكن أن يفهمها اإلنسان من خاللها .وعليه فإن األعمال اإلبداعية هي دليل على مقدرة منجزها وإمكانياته اإلبداعية ،كما أن النظرة إلى الفن مختلفة بين جمهور الناس الختالف ثقافاتهم وخبراتهم الجمالية ،فالناس العاديون يقيمون الجمال استناداً إلى مدى تكوينه الرشيق ومظهره الجذاب ،والناس األكثر خبرة ينظرون إلى العالقات الجمالية بين العناصر المكونة للشكل أو إلى الفكرة التي يريد الفنان التعبير عنها ..إلخ. هكذا فإن اللوحة الفنية في نظرية الجمال الفني تتقبل كل الرؤى والخطابات الجمالية على اختالف مستوياتها ،وإن تلك الخبرات البسيطة تختلف عن الخبرات المتقدمة. أما في فن التصميم فإن تناغم القيمة الجمالية مع القيمة الوظيفية وتفسير القيمة الوظيفية بطريقة نفعية وأدائية تجعل من النظرة إلى التصميم كجمال وقيمة ذات عالقة مباشرة بين بعضها ،وإن هناك دائماً تصاميم أكثر ثراء وغنى في الجمال الفني واألداء لنفس المنتوج ،والذي تترتب عليه قيم مادية مختلفة كما ذكرنا آنفاً في ميدان العمارة ذات المواصفات الخاصة أو كذلك في صناعة قدحين ،األول يحمل قيمة جمالية اعتيادية بالكاد يحقق وظيفتها ،واآلخر من الكريستال المذهب والمصنوع بخبرة عالية وكالهما يؤدي تلك الوظيفة الواحدة إال أن ك ًال منهما يحمل قيمتين جماليتين وماديتين مختلفتين، ومع هذه الفروق إال أن المشاهدين يركزون على الموضوع الفني وقيمة العمل ذاته أو األداء النفعي والوظيفي في التصميم، وبذلك يستطيع الناس االكتفاء بقدر أقل من القيم الجمالية في سبيل القيمة النفعية كما في مثالنا للقدحين. إذاً ما هو الشيء الذي ينبغي أن نبحث عنه في الفن عموماً والتصميم خصوصاً؟
سؤال تعددت إجاباته بتعدد الرؤى الجمالية والفلسفية ونظريات الفن على مر تاريخه؟ وكان جواب هذا السؤال في كل مرحلة زمنية يتعلق بفلسفة المجتمع في زمن محدد والتي يترتب عليها هدف الفن ،ولم يستقر الفن على هدف محدد أو فلسفة معينة ،وال شك أن حركة المجتمع والتطور التقني والتوسع والفكر اإلنساني وآفاق الحياة ومتطلباتها كانت عوامل في تغير أهداف الفن عبر الزمان ،ولهذا السبب تغيرت أساليبه ودراساته واتجاهاته وما كان مرفوضاً وال يعتبر فناً في زمن أصبح اآلن هو الفن .وما كان فناً عظيماً ،لم يعد اآلن فناً ذا قيمة .فهل يمكن أن نحدد بعد ذلك هدف الفن؟ وبالتالي ماذا نريد منه؟ ال شك أن مقولة موندريان تعبر إلى حد كبير عما نريده من الفن في كل زمان .عندما نردد قوله سوف ال نحتاج إلى الفن عندما تستعيد الحياة قدراً من توازنها .أي أن وجود الفن أمر ضروري في الحياة وال يمكننا االستغناء عنه ودونه سوف تكون الحياة غير متوازنة ،ولكن الفن ال بد أن يحقق متعة ذلك العصر الذي يوجد فيه ،وهذه المتعة هي التي تبعث على التأمل في المعاني والدالالت التي يجدها الفنان في تأمالته اإلبداعية والفنية. أما في التصميم الذي ارتبط بماكينة الحياة وإيقاعها وآلية اشتغالها ،فيبدو أن ما نحتاج إليه من التصميم هو أكثر مما نحتاج إليه من العديد من الفنون التي تقف على حدود التأمل والخيال والخبرة الجمالية ،وحاجاتها إلى فن التصميم كحاجاتنا إلى البقاء الذي يرتبط بإشباع تلك الحاجات اإلنسانية يضاف إليها طابع الجمال الذي يميز كل األشياء التي يتداولها اإلنسان ،وحاجات اإلنسان ال يمكن أن تتوقف وبالتالي فإنها تحتاج إلى حل إشكالياتها بصورة مستمرة ألن تزايدها يتطلب دائماً حلو ًال من المصم ال بد أن توفر أفضل الصفات الوظيفية والجمالية والتي تستمر دون توقف .إن نظرة واسعة وتفصيلية هي الكفيلة باإلجابة عن تساؤالتنا حول ما هو الذي نريده من الفن.
فن التصميم الكتاب يربط بين الفن وأدوات الحياة ويضيف صبغة جمالية على احتياجات اإلنسان اليومية حيث يعالج قضايا التصميم على جميع المستويات الفكرية والفنية والتطبيقية وذلك من خالل تحليل العالقة بين عمليات اإلنتاج والتوظيف الجمالي في الصناعة بمختلف أشكالها ما يفضي إلى تعايش بين التحوالت النفعية والتطور التقني والفني للمنتجات الحديثة مما يؤدي إلى تأسيس الفلسفة النفعية للفنون الجميلة.
الدكتور إياد حسين عبد اهلل -العراق يحمل الكاتب إياد عبداهلل درجة الدكتوراه في فلسفة التصميم ،ويشغل اآلن عميداً للكلية العلمية للتصميم بمسقط ،وهو عميد كلية الفنون الجميلة السابق باالنتخاب – جامعة بغداد ،وعضو مجلس جامعة بغداد ،رئيس مجلس عمداء كليات الفنون الجميلة في الجامعات العراقية ،وهو خطاط ورسام ونحات ومصمم حصل على إجازات الخط العربي من الموصل واستانبول والقاهرة ،1979 - 1977 وحصل على الجائزة الدولية في تصميم الملصق ،لندن، نيويورك ،باريس 1984 ،وعلى الجائزة األولى في النحت، بغداد .1994 أقام ستة معارض شخصية في الفترة بين 1977و،2002 وشارك في العديد من المؤتمرات والمعارض الدولية ،عضو اللجنة التحكيمية في مهرجان الشارقة الدولي ،أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه ،ألف ونشر العديد من الكتب منها :التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم ،فن التصميم في الفلسفة والنظرية والتطبيق ،الفن الفطري – دراسة أنثربولوجية – مشترك ،المتعالق بين الخط العربي والفن الحديث – مشترك ،كتب نظرية الجمال في فن التصميم ،2008نشر العديد من البحوث العلمية ،وأنجز العديد من الجداريات واألعمال الفنية.
113
2009
فكر الضوء
يتناول الكتاب موضوعاً في غاية األهمية وعنصراً مهماً في مجال اإلبداع الفني ويعد نصاً وطرحاً فريداً ومتميزاً كون الضوء قيمة بصرية ترسم المشهد وتحدد جمالياته ليتكامل مع الظالل الناتجة عنه ،فالنص يقترب بعمق من بعض المشاهد المختارة من األفالم ،ويقدم تفسيراً ألعمال فنية الهدف منها هو المعرفة العلمية لمرحلة غير منظورة تظل داخل الفنان نفسه، ولم يتوقف الكاتب عند هذا الحد بل توغل أكثر عمقاً لمعرفة واكتشاف دور الفنان ومناهج تفكيره وتناميها وتطورها مع عمله الفني من خالل المشاهد المختلفة ،ويتحسس عن قرب طاقة الفنان الشعورية وأحاسيسه ،فالنص جديد ويطرح قيماً علمية وفنية وجمالية للضوء كمنهج للبناء الضوئي في الفيلم السينمائي. ويعرض الكتاب لألسس والقواعد النظرية التي يستخدمها الفنان عند تناوله العمل الفني وكيفية استخدامها لتحقيق رؤيته الفنية التي تخيلها للتعبير عن موضوعه ،والتأثير في عقل ووجدان المشاهد ،ويحتوي الكتاب على تجربة الكاتب العلمية من خالل مجموعة من األفالم التي قام بتنفيذها.
الدكتور ماهر عبد الحليم السيد راضي -مصر أستاذ اإلضاءة والتصوير السينمائي باألكاديمية الدولية للهندسة وعلوم اإلعالم ،حاصل على جوائز تصوير عدة منها جائزة أحسن تصوير من مهرجان اإلسكندرية عن فيلم “دانتيال” عام ،1997وجائزة جمعية فن السينما ألحسن تصوير عن فيلم “الشرف” ، 2001وجائزة التصوير األولى في مسابقة وزارة الثقافة المهرجان القومي الثامن للسينما المصرية عن فيلم “مذكرات مراهقة” عام .2002
مقتطف من الكتاب
114
الحوار العاشر فيلم دانتيال بدأ المناخ السينمائي في التغير متجهاً إلى نوعية األفالم التجارية ومعتمداً على رغبة الجمهور في األفالم الكوميدية واالجتماعية الخفيفة والتي تعتمد على ارضاء الجمهور. لقد تعلمنا منذ البداية أن السينما فن وصناعة وتجارة وبالنسبة لقسم التصوير كان االهتمام دائماً بالفن والصناعة حيث إن التجارة ال تهم المصور في شيء وليست في مجال تخصصه. ومن هنا نجد أن وجهة نظر المصور دائماً تعتمد على االهتمام بالشكل الفني للصورة وبجودة صناعة هذه الصورة. بدأت الموضوعات تتجه إلى الموضوعات االجتماعية الخفيفة التي تتناول مشاكل المجتمع في قالب يتسم بالشكل التجاري، وكان البد من البحث عن الشكل المناسب لمثل هذه النوعية من األفالم.
تخل عن اإلبداع الفني وعن القيمة الفنية للصورة. للصورة هو ٍ وبما أن الجمهور يسعى إلى االستمتاع فلماذا ال نمتعه بفن راق وإبداع متميز ،كما أننا إذا تخلينا عن القيمة الفنية في الفيلم كأنها فقد روحه ،حيث يفقد قيم الفن السينمائي كفن ،وبالتالي تفقد المتعة للمشاهد وتفقد المتعة للعاملين به أثناء العمل ،وبالتالي يفقد المشاهد متعة االستمتاع بهذا الفن. وتبقى القيمة الفنية هي روح العمل ومتعة الممارسة والتي تنتقل إلى المشاهد حيث يستمتع هو اآلخر بالعمل نفسه. وبما أننا نطلق على الفيلم عم ًال فنياً فلماذا ال نعطيه حقه الفني، ولماذا ال نرفع من مستوى الجمهور الفني بد ًال من الهبوط به تحت شعار العمل التجاري .بل إن أحد أدوار صانعي الفيلم هو االرتقاء بذوق الجمهور وتنمية ذوقه الفني ،ليستوعب القيمة الفنية للعمل .لذلك كان القرار الحاسم نحو العمل على االهتمام بالقيمة الفنية والشكل الفني للصورة.
حوار األفكار بدأ الصراع بعدة أسئلة: هل هناك فرق بين العمل الفني والعمل الذي يميل للشكل التجاري؟ هل من المفروض أن نتخلى عن القيمة الفنية لحساب القيمة التجارية؟ ما هي خصائص العمل التجاري التي تميزه؟ ولإلجابة على ذلك: إن النظرة التجايرة للعمل تهم المنتج بالدرجة األولى حيث يهتم باستثمار امواله ،وكذلك بالنسبة للمخرج الذي يرغب في النجاح التجاري وفي كلتا الحالتين فهم يهتمون باختيار الموضوع بحيث يشمل على عناصر ارضاء رغبات الجمهور. أما بالنسبة للصورة فال توجد مواصفات تحدد شك ًال معيناً للصورة حيث إن عناصر تشكيل الصورة هي عناصر تشكيلية درامية بالدرجة األولى ودورها هو التعبير عن مضمون العمل الفني والتأثير في عقل ووجدان المشاهد ،وهنا يصبح التخلي عن الشكل الفني
الرؤية الفنية اعتمدت الرؤية الفنية للعمل على اآلتي: االهتمام بالشكل المرئي للفيلم على أن يكون هذا الشكل متطوراً بصرياً ومعبراً عن روح العصر ومبهراً للمشاهد. يتم التعبير بالمؤثرات الضوئية بناء على درجة الحدة االنفعالية في الموضوع وعدم المبالغة ،بحيث تتناسب درجات األسود في الصورة مع درجة الحدة االنفعالية. تباين منخفض لإلضاءة حيث تميل اإلضاءة إلى الدرجات اللونية الفاتحة من سلم التدرج اللوني ما بين األبيض والرمادي. االهتمام بالجماليات في شكل الصورة بجانب التعبير الدرامي غير المبالغ فيه. االهتمام بعنصر اللون واستخدام األلوان ذات درجات النصوع العالية ،كما يتم استخدام تركيب األلوان مع بعضها معتمداً على التباين بين األلوان. االهتمام بالتكوين والتشكيل داخل الكادر.
2008
كتاب الجائزة
في سببية وجدلية العمارة يجمع الكتاب بين حس الفنان وتأمل المفكر ،و يقدّم فيه منظوراً جديداً لمحددات فن العمارة بين الحاجات النفعية والرمزية والجمالية على المستويات الجماعية والفردية ،مما يؤدي لتغليب الجانب الوظيفي تارة و تطعيم العمارة بالعناصر التراثية تارة أخرى ،ليخلص إلى بلورة رؤية جدلية للمعاصرة مشبعة بالقيم الجمالية ومنخرطة في الكونية في آن واحد. يعتبر الكتاب نتاجاً لحياة مبدع نادر كرسها لتأصيل فنه المعماري فكرياً ،حيث تعرض نصوص الكتاب مفاهيم المعماري المثقف المحيط بالفلسفة لبنيوية العمارة وللحداثة وما بعدها في هذا الفن ،وفي استعراض للمفاهيم األقدم منذ فجر عصر النهضة وصو ًال إلى العولمة وإلى فكر العمارة التي روجت لها ،وهي عمارة اإلثارة والعبثية ،والتبعية للمركزية الغربية ،ويقدم تفرقة واضحة بين العالمية والعولمة ،وال يعمم اإلدانة.
رفعت الجادرجي – العراق معماري وكاتب ،صدرت له – منذ أكثر من عشرين عاماً -عدة مجلدات ألبحاث في فلسفة العمارة. وقد حاضر في جامعات ببلدان متعددة منها العراق ولبنان والسودان وتونس وإنجلترا وأمريكا والنرويج والبحرين ،وهو عضو فخري منتخب في الجمعية الملكية البريطانية للمعماريين Hon.RIBA 1982.حاصل على جائزة الرئيس لمؤسسة اآلغا خان للمعماريين .Hon.AIA 1987 وله عدة إصدارات منها “حوار في بنيوية الفن والعمارة” و”المسؤولية االجتماعية لدور المعمار”.
مقتطف من الكتاب يتطلب التعرف إلى متطلبات العمارة ،وتهيئة استراتيجيات وطرائقيات ،تعام ًال متوافقاً مع التطور المعرفي المعاصر لها .كما يتطلب التعرف إلى تكوينها البنيوي ،موقفاً نظرياً منها كأي ظاهرة أخرى ،سواء أكانت اجتماعية أم طبيعية. فبهذه المعرفة التنظيرية -وعن طريقها -سنتمكن من الوقوف على واقعيات مصنفاتها ،وفرز مختلف مقوماتها ،والتعرف على آليات سيرورات توليدها للوجود ،وكذلك التعرف على إفعاالتها كأداة في إرضاء متطلبات المجتمع ،وتبعاً لذلك ،التعرف على دورها في تنظيم معيش المجتمع .ولم تكن معرفة نظرية ضرورية في المجتمع التقليدي بالنسبة إلى العمارة ،كما أصبحت عليه في عصرنا الحاضر .فقد أخذ الفكر المعاصر ،ابتدا ًء من عصر النهضة يعرض مختلف الظواهر لتنظير بنيوي ،بمختلف الصيغ والتسميات .وبتراكم هذه المعرفة ،وبمجموعها ،أخذ العلم المعاصر في التكوين ،وأخذ اكتشاف بنيويات الظواهر يتعاقب منذ أن وضع اللبنات األولى في صرح فكر عصر النهضة عالم الفلك البولندي نيقوالس كوبرنيكوس « . »Nicolaus copernicus 1437 - 1543 لقد تجاوز هذا العالم الفرضيات الالهوتية واألرسطية وبين أن األرض وسائر الكواكب السيارة هي التي تدور حول الشمس. وبهذ القفزة الفكرية تأسس علم الفلك المعاصر ،وتم تجاوز غيبيات التنجيم .فأخذ الفكر النهضوي يعرض الظواهر ،الواحدة بعد األخرى ،لتحليل وتصنيف أكثر واقعية ،هدفهما الكشف عن مقومات حركاتها وآلياتها ،أي التعرف على بنيوياتها ،وآليات حركاتها .وعلى الرغم من هذا التطور الهائل في مختلف العلوم ،وتحقق اكتشاف بنيويات الكثير من الظواهر المتمثلة في تطور العلوم الفيزيائية والكيميائية والحياتية والطبية واللسانية والنفسية ،إال أن ظاهرة العمارة بقيت ،ومعها ظاهرة الفن بعامة ،تفتقر إلى مفهوم بنيوي.
إذ لم يزل ينحصر تعليم معرفة التعامل مع ظاهرة العمارة وممارساتها واإلبداع فيها ،وفي المجال األكاديمي ،وتثقيف الفرد بعامة في كيفية التعامل معها ،ينحصر في أغلب الحاالت في مسألة التكوين الشكلي .وتنحصر هذه المعرفة ،أو يركز جل همها في مقارنة شكلياتها ،وتدوين تاريخ ظهور هذه الشكليات ،وفي ظهورها وطرزها ،ومقارنة تواريخ ظهورها وهدمها أوإهماليها، مع بيان نوادر إحداثات داخل المنشآت أو حولها ،أو نوادر عن طرائقية إنشائها ،وعن تفردية الفكر الذي ابتدعها ،سواء كان معماراً أم مالكاً .أي لم يحصل تطور جذري في تنظير فلسفي لمفهوم العمارة ،كما حصل بالنسبة إلى الظواهر األخرى ،منذ أفالطون وما نظر عصره. فلم يزل التنظير بعامة يعتمد مفهوم الشكل ،كما نظره أفالطون، كأساس للتنظير ولكتابة التاريخ والبحث فيه. فالشكل هنا في هذا تنظير كيان يسبق اإلنتاج ،وليس محصلة له ،ولذا فهو خارج مجتمع البشر منزل أو ملهم ،مثال أعلى خارج قوى إرادة البشر .لذا ،يركز هذا التنظير على مقارنة األشكال، تاريخ تطورها ،تداخلها وانتشارها وتأثير البعض منها في األخرى. كما اهتم التنظير الفلسفي منه بمسألة اإلستطيقية ،وبنى على مسألة التباين بين ما هو جميل وعكس هذا ،وهل هناك قيم للجمال ومن يحددها .ولكن غالب هذا التنظير لم يتمكن من تجاوز القاعدة الغيبية التي وضعها أفالطون والتي تعتمد الشكل خارج العملية اإلنتاحية ،وخارج واقعية معيش أفراد المجتمع .بمعنى أن التنظير األفالطوني الذي نشير إليه والذي عم وأخذ صيغاً متعددة غيبية والهوتية ،يفتقر إلى القاعدة الرئيسية البنيوية لتفهم ظاهرة اجتماعية كالعمارة والفن .أي أنها تفتقر إلى مفهوم آللية حركة الشكل ،وتصنيف عقالني لمقوماته.
115
2007
الفن الهندي هو الجزء األول من سلسلة فنون الشرق األقصى ،والحلقة الثالثون من موسوعة تاريخ الفن (العين ترى واألذن تسمع) وهو الكتاب األهم عن الفن الهندي باللغة العربية تناول فيه المؤلف فنون العمارة والنحت والتصوير عبر عهود األسرات الحاكمة ومرحلة الفن المغولي اإلسالمي إضافة إلى الرقص والموسيقى والدراما واآلداب الهندية ،مما يقدم دراسة متعمقة ومتفردة.
مقتطف من الكتاب
الراحل الدكتور ثروت عكاشة -مصر باحث وكاتب مصري ،نال الجائزة األولى في مسابقة “فاروق األول العسكرية” في االستراتيجية وفنون الحرب ،1950كما منح جائزة سلطان بن علي العويس لإلنجاز الثقافي والعلمي تقديراً لجهوده في خدمة الثقافة وتثميناً لدوره البارز بين أدباء ومفكري األمة العربية.
116
بابر ()1530 - 1506 أسس ظهير الدين محمد بابر -سليل الغازي التتري تيمور لنك أبا والغازي المغولي جينكيز خان أما إمبراطورية المغول اإلسالمية بشمال الهند على أطالل سلطنة دهلي ناق ًال معه حضارة اإلسالم. وكان بابر مؤسس هذه األسرة المغولية بالهند مسلماً سنياً ،ولد بفرغانه [في تركستان اآلن عام .1483وعندما بلغ الرابعة عشرة كان حلمه أن يؤسس مملكة خالها في مخيلته ،فاستولي في عام 1500على سمرقند ،ولكن ما لبث أن استردها منه األوزبكيون. وجاء نصره األكبر في عام 1504عندما استولى على مدينتي كابل وغزنه ،وبعدها قاد حمالت خمس عبر الممرات المنيعة في شمالي غرب الهند نحو الهندوستان بين عامي 1519و 1525حين اجتاز الحدود على رأس عشرة آالف محارب .وفي عام 1526أوقع فرسانه ومدفعيته الهزيمة بكل من إبراهيم اللودي سلطان دهلي المسلم وراجا جالبور الهندي في بانيبت بالقرب من دهلي، ولم يمض عام إال وكان قد قضى على الجيوش الهندية المتحالفة ألمراء الراجبوت ،فأحكم بذلك قبضته على هندوستان .ومع أن بعض المسلمين من العرب واألتراك والفرس قد جاءوا قبله إلى الهند لتأسيس أسر حاكمة منذ القرن السابع كما قدمت ،فلقد أصبح بابر أعظم قوة إسالمية حكمت الهند على مر األيام السالفة. وإذ كان محارباً بطبعه فلم تتوقف حمالته التوسعية ،إلى أن لحقه المرض عام 1530فأوصى بعرشه إلى ابنه همايون .وعلى الرغم من غزواته الظافرة بالهند إال أنه لم يأنس قط بالعيش فيها ،وهو ما يتضح في مذكراته إذ يقولك «ما أندر ما في الهند من مفاتن» .كما نراه في هذه المذكرات يعيب على الهند إنجازاتها الفنية ،إذ لم تكن في رأيه تقوم على أسس رصينة أو يسودها التناسق. ولفن التصوير الهندي تاريخ طويل في الهند على نحو ما أسلفت، وال سيما الرسوم الجدارية التي تحفل بها جدران المعابد البوذية والهندوكية ،كا ازدادت العناية بتصوير المخطوطات مع دخول اإلسالم إلى الهند في القرن التاسع .وعلى العكس من الصور الجدارية والزخارف المعمارية كان في اإلمكان إخفاء المخطوطات وحجبها عن األنظار في الفترات المتراوحة التي يبلغ فيها التزمت أشده بين رجال الدين من المسلمين. سالطنة دهلي ()1558 - 1206 بعد أن تم لمحمد الغوري فتح شمال الهند إلى مصب نهر الجانج
(جانجه) ،أقام مواله التركي قطب الدين ايبك والياً عاماً على دهلي، وانتهز هذا الوالي الفرصة بعد وفاة مواله عام 1206فنصب نفسه حاكماً عاماً علي شمال الهند ،وكانت هذه أول دولة إسالمية حاكمة في الهند عرفت باسم دولة «المماليك» وتبعتها دول أربعة إسالمية ،إلى أن جاء الفتح المغولي للهند .ولم تكن هذه الدول اإلسالمية تجمعها وحدة أسرية غير تلك الصفة التي جمعت بينهم وهي أنهم سالطنة دهلي ألن مقر حكمهم كان في مدينة دهلي. وقد أتيح للسطنة اإلسالمية الثانية وهي «دولة الخلجين» أن يمتد نفوذها إلي الدكن وجوجرات ( )1297ومنطقة جيتور على يد عالء الدين محمد الخلجي ،كما تم لهذا السلطان إخضاع الراجبوت لحكمه فترة ما .وبانتهاء هذه السلطنة اإلسالمية آل الحكم إلى السلطنة الثالثة وهي «دولة التغالقة األتراك» عام ،1320وكان ناصر الدين محمود شاه آخر سلطان تغلقي ،وبموته عام 1412انتهى حكم دولة التغالقة .وخالل هذه السلطنة الثالثة غزا التيموريون شمالي الهند عام 1398ثم جلوا عنها بعد أن أسالوا دماء كثيرة. ثم أقام الخضرخانيون السلطنة الرابعة واتخذوا دهلي أيضاً مقراً لحكمنهم ،وانتهى أمر هذه األسرة بتسليم مقاليد الحكم إلى األسرة الخامسة اللودية سنة 1451التي كان أول حكامها بهلول اللودي األفغالي ،ولكن هذه األسرة الخامسة لم يكن لها سلطان إال على والية واحدة من واليات الهند ذات الشأن ،إذ أصبحت الواليات األخرى مثل البنغال وجونيور ومالوه وجوجرات لها استقاللها، كماأو الوثنيين من راجبوت الدكن وهندوكييها كانوا بدورهم قد استردوا أجزاء شاسعة من ممتلكاتهم القديمة .وكان آخر اللوديين هو السلطان إبراهيم بن سكندر الذي لقي حتفه عام 1526في سهل بانيبت أثناء الحرب التي نشبت بينه وبين بابر المغولي ،وكانت هذه نهاية السلطنة الخامسة .وما إن كتب النصر لبابر المغولي على اللوديين حتى أرسى قواعد الحكم المغولي في شمال الهند ما عدا البنغال .وانتهز فريد شيرشاه (شيرخان) األفغاني فرصة موت بابر عام 1540فاستولى على األقاليم التي كان يحكمها بابر ،وأرغم همايون المغولي على الفرار إلى كابل وأجلى عن البالد من ينتمون إليه ،ثم اقتحم مدينة أجرا حيث اعتلى العرش، وشملت دولته دهلي وما حواليها وكذا مالوه ومعظم بالد الهند. وبعد وفاته عام 1545حكم دهلي بعده من نسله حكام أفغان غير أنهم لم يكونوا ذوي بأس شديد ،فانقسمت عليهم واليات الهند مما مهد لعودة المغول إلي الهند مرة ثانية ،وانهزم اسكندر شاه الثالث آخر األفغانيين على يد همايون عام .1554
صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي تشونج جيكون
بيدرو مارتينيز مونتابيث
محمد بن عيسى
د .دينيس جونسون ديفيز 117
بقلم :د .رسول محمد رسول الالفت في «جائزة الشيخ زايد للكتاب» هو أنها ،ومنذ انطالقتها ،تعددت بفروع تسعة لكي تغطي أكبر عدد ممكن من حقول المعرفة والنشاط الثقافي المتميز والخالق .وفي هذا السياق ،وضعت الجائزة في اعتبارها تكريم المنجز البشري سواء كان اعتبارياً أم طبيعياً ،ذاك الذي يتميز بجملة من الخصائص التي تجعله واسعاً في عطائه الذي يستوعب واقع الثقافة العربية؛ فكراً ،وممارسة ،وعلى السلمي. نحو أصيل وخالق ،ويدعو إلى التواصل البشري ،والتسامح الجهوي ،والتعايش ِّ ومن هنا ،عمدت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» إلى تخصيص فرع «شخصية العام الثقافية» لتكريم َّ الشخصيات الطبيعية واالعتبارية ذات المنجز الكبير ،وبالمواصفات والخصائص المذكورة. وفي الدورة األولى لهذا الفرع « ،»2007 /2006مُ نحت الجائزة إلى المترجم البريطاني الجنسية، الكندي األصل ،الدكتور دينيس جونسون ديفز لما قدَّمه من مساهمات كبيرة في مجال ترجمة بعض عيون األدب العربي الحديث والقديم إلى اللغة اإلنجليزية منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين حتى اآلن ،وكذلك لنشره عدداً من كتب األطفال باللغة اإلنجليزية تربو على أربعين كتاباً ٌ السردي العربي. مستوحاة من روائع األدب َّ وفي الدورة الثانية « ،»2008 /2007تمَّ منحها إلى المغربي الدكتور محمَّ د بن عيسى ،الذي أسهم في تأسيس «مهرجان أصيلة للفنون والثقافة والفكر» ،والذي صار ملتقى سنوياً للمبدعين من مخلف دول العالم ،فض ًال عن أدواره األخرى في مجاالت العمل الثقافي واإلعالمي المؤسساتي. وفي الدورة الثالثة « ،»2009 / 2008مُ نحت الجائزة إلى المستعرب اإلسباني بيدرو مارتينيز مونتابيث ،الذي يع ُّد رائداً في مجال مد الجسور بين الثقافتين العربية واإلسبانية ،وكذلك جمعه للمستعربين اإلسبان والمستعربين في أمريكا الالتينية .ناهيك عن ترؤسه لـ «جمعية الصداقة اإلسبانية ـ العربية» و»الجمعية اإلسبانية للدراسات العربية». وترجمته للعديد من األعمال اإلبداعية ِّ الشعرية العربية الحديثة إلى اللغة اإلسبانية ،وعدد آخر من الدراسات والبحوث. َّ وفي الدورة الرابعة « ،»2010 /2009تمَّ منح فرع هذه الجائزة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمَّ د القاسمي ،عضو المجلس األعلى لالتحاد ،حاكم الشارقة ،تقديراً لجهوده الريادية الكبيرة التي بذلها سموه في سبيل تحويل إمارة الشارقة إلى حاضرة ثقافية ،وفي سبيل تعزيز التنمية الثقافية في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،ودعم مسيرة العمل الثقافي في العالم العربي. وفي الدورة الخامسة « ،»2011 /2010تمَّ منح الجائزة إلى المستعرب الصيني تشونج جيكون تقديراً لما قدَّمه ألكثر من نصف قرن في حقل تعليم اللغة العربية ،والترجمة ،والدراسات العلمية في اللغة العربية بدول الشرق األقصى. أما في الدورة السادسة ،2012 /2011فقد فازت بها «منظمة األمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة» (اليونسكو) التي تستحق التقدير للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار ،وفهم اآلخر مع المحافظة على التنوُّع الثقافي والتعدُّد اللغوي ،والتأكيد على نشر التعليم ،وحماية الذاكرة الثقافية للشعوب ،إضافة إلى ترويج التفاهم المتبادل بين الشعوب ،واحترام حقوق اإلنسان، والدعوة للمساواة ،وبناء مجتمعات المعرفة ،منذ تأسيسها عام .1945
118
المالحظ على هذه التجارب الست أنها تنوَّعت من حيث الحقل الثقافي والمعرفي والعلمي واإلبداعي الذي يشتغل به الفائزون بجائزة هذا الفرع؛ فمن بُناة دولة ونهضة ثقافية كصاحب السمو َّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمَّ د القاسمي ،عضو المجلس األعلى لالتحاد ،حاكم إمارة الشارقة، إلى بُناة مشروعات ثقافية فاعلة كالدكتور محمَّ د بن عيسى ،ومن مستعربين ومستشرقين أو عُ لماء مشرقيات أجانب نقلوا اإلبداع العربي إلى اللغات األخرى؛ كالمستعرب البريطاني /الكندي الدكتور دينيس جونسون ديفز ،والمستعرب الصيني بيدرو مارتينيز مونتابيث ،إلى مشروعات ثقافية ريادية كمنظمة «اليونسكو». لقد انفتحت جائزة «شخصية العام الثقافية» على كل الحواضر الثقافية ،وعلى كل المبدعين في العالم .ولعل هذه الباقة من الفائزين لتدلِّل على منحى االنفتاح الذي هو سمة جوهرية من سمات مشروع «جائزة الشيخ زايد للكتاب»؛ فمن بريطانيا إلى المغرب العربي ،ومن إسبانيا إلى الشارقة ،ومن الصين إلى باريس حيث مقر «اليونسكو» ،تتجوَّل عين «جائزة الشيخ زايد للكتاب» في الحواضر الثقافية بكل مكان بالعالم بحثاً عن الذات المبدعة سواء كانت ذاتاً شخصية أو معنوية، يتجسد في يتجسد اإلبداع الخالق في شخص ما أو قد فرداً بعينه أم مؤسسة بعينها؛ فقد َّ َّ مؤسسة أو مشروع جماعي ما .وما يهم في كل هذا التنوُّع هو جذوة اإلبداع الخالقة التي تتوافر فيها عناصر الجدَّة ،واألصالة ،والريادة ،والتواصل البشري الفاعل ،والرغبة الحقيقية في اإلبداع ،فض ًال عن خصائص أخرى تجعل أي مكوَّن اعتباري أو شخصية فردية أو مجتمعية نابضة بالعطاء اإلبداعي الكبير ،ومؤثرة في الحراك الثقافي والمعرفي والتنموي بالعالم المعاصر. في التجارب الماضية ،كان تل ِّقي المجتمعات الثقافية التي تابعت جوائز فرع «شخصية العام الثقافية» إيجابياً لكون الخيارات الستة التي نالت جائزة هذا الفرع كانت على مستوى عال من العطاء الحقيقي المتمثل باإلنجاز الثقافي والمعرفي الريادي ،والجديد ،والفاعل ،والمؤثر في حركية المشهد الثقافي بالعالم كل بحسب الفضاء المكاني والزماني الذي شهد والدة مشروعه أو منجزه الذي استحق نيل الجائزة. كانت النماذج الستة التي نالت جائزة هذا الفرع ِّ تؤكد أن اختيارها جاء وفقاً لما كرَّسته من غايات نبيلة تهدف إلى تفعيل التواصل الخالق أو تفعيل الحوار الحضاري والثقافي والمعرفي بين الشعوب ،واألمم ،والحضارات ،والحواضر الثقافية ،في كل مكان بالعالم ،وكذلك تهدف إلى ترسيخ قيم التعارف الثقافي والحضاري ،وإلى تأصيل قيم التسامح بين كل مكوِّنات العالم المجتمعية التي تتوسل التعايش السلمي بين األمم والشعوب. َّ إن تفعيل التنمية الثقافية بمدينة عربية ،كما هو الحال في إمارة الشارقة ،وإنشاء منظمة أممية للثقافة والتربية والتعليم في باريس ،وتأسيس مهرجان أصيلة في المغرب ،ونقل عيون األدب العربي إلى لغات غير عربية نهض بها مستعربون بريطانيون وصينيون وأسبانِّ ، ليؤكد حقيقة مفادها أن الفعل الثقافي هو فعل تواصلي ،وألن هذا الفعل اكتسب صفة الكونية والعبور الثقافي والحضاري ،فإنه ،وفي صورته الكلية ،يستبطن رؤية قوامها االنفتاح والتواصل والتسامح والتعايش بين حضارات وثقافات وشعوب العالم في كل مكان.
الدورة الخامسة 2011
المستشرق تشونج جيكون -الصين اختارت الهيئة االستشارية للجائزة المستشرق تشونج جي كون من جمهورية الصين الشعبية شخصية العام الثقافية للجائزة في دورتها الخامسة ،وذلك تقديراً لما قدمه ألكثر من نصف قرن في حقل تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول شرق األقصى. وقد عمل تشونغ بمناصب عدّة شملت رئاسة تحرير مجلة «تاريخ اآلداب الشرقية» و«ألف ليلة وليلتان» و«تاريخ األدب العربي الحديث» وغيرها .وله العديد من الكتب التي ترجمها ،كان أهمها «ميرامار» للكاتب المصري الراحل نجيب المحفوظ ،و«في بيتنا رجل» إلحسان عبد القدوس ،و«فتافيت امرأة» للشاعرة الكويتية سعاد الصباح ،و«ألف ليلة وليلة» باإلضافة إلى قصائد مختارة لجبران خليل جبران وغيرها العديد. أعرب تشونج جي كون عن سعادته بحصوله على الجائزة قائ ًال: حصولي على الجائزة تكريم لجميع المستعربين الصينيين وسوف يشكل دافعاً قوياً للجهود الثقافية بما يخدم العرب والصينيين.
119
2010 اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ،عضو المجلس األعلى لالتحاد ،حاكم الشارقة لشخصية العام الثقافية في الدورة الرابعة من الجائزة وذلك تقديرا لجهود سموه في رعاية التنمية الثقافية العربية ودعم االبداع. وقد قام صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ،عضو المجلس األعلى لالتحاد ،حاكم الشارقة بالعمل على الحركة العلمية والثقافية النهضوية التي أنتهجها على مدى أكثر من ثالثة عقود في إقامة المؤسسات العلمية والثقافية بإمارة الشارقة ودعم النشاطات ذاتها بدولة اإلمارات العربية المتحدة وسائر دول العالم ،باالضافة النتهاجه سياسة ثقافية واعية في شتى الحقول العلمية والمعرفية .والنتهاج سبل الريادة في فنون وحقول ثقافية عصرية مثل المسرح والرسم والسينما والمعارض المتنوعة ومتابعة المنجزات العربية والعالمية واإلنسانية في مجاالت التاريخ والفنون والعمل على نشر تلك الخبرات بين الشباب العربي ودفعهم للمشاركة واإلنتاج المتميز في نطاقها باالضافة الى تأليفه لعدد من الكتب في مجاالت التاريخ والعلوم اإلنسانية واالجتماعية ،داخال من خالل ذلك في المفهوم الشامل للثقافة والمثقف.
كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس األعلى حاكم الشارقة، بمناسبة تكريمه كشخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الرابعة: “أشكر القائمين على الجائزة الختيارهم لي كشخصية العام الثقافية ،ولن أتحدث عن الجائزة وآفاقها ولكن سأتحدث عن صاحب الجائزة ،منذ أكثر من 40 عاماً وصل الى هذه األرض وزير الخارجية البريطاني لحكومة حزب العمال وأكد للجميع أن بريطانيا لن تنسحب من قواعدها في ما وراء السويس وبعد ستة أشهر إذا بنفس الوزير يعلن االنسحاب المفاجئ الذي سبب صدمة للجميع فأصبح الناس كاألغنام في ليلة ممطرة ،وافترقت الفئات وتداعت علينا األمم وإذا بنجم من هذه األرض يلوح باألفق ،نجم الح بناظره على صفحات الماء ،إنه نجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه اهلل ،وإذا بالرجل وبهمة الرجال يسرع الخطى ويختصر المسافات ،ويأمن الخائف ويطعم الجائع ويعلم الجاهل ويكونهم أمة . .وأقول إنه هو األمة . .وإذ به ينقل هذه الدولة الفتية
120
إلى مقدمة دول العالم ليرتقي بها يوما بعد يوم ولتكتسب هذه الدولة من خالل سياسته الحكيمة كل صدق وكل وفاء وكل محبة من جميع الدول على هذه البسيطة ،وفي يوم من أيام رمضان وإذا بكلمة ترفضها اآلذان وتمزق الوجدان: مات زايد بن سلطان . .وإذا بالدموع تمأل المحاجر والكلمات تغص في الحناجر . .وتمر بنا األيام وفي تلك الفترة نلهو كثيرا ونضحك كثيرا ونضيع كثيرا ونحن من تربينا على يد زايد وشربنا من مشارب زايد وكأننا لسنا بأوفياء له ،من على هذا المنبر أدعو الجميع كل أم وكل أب . .أيها األب . .أيتها األم . .انصف القلم . . واجلس أبناءك حولك . .واكتب ،هذا ما كان يحبه زايد وهذا ما كان ال يحبه زايد، لنجمع األوراق ال لنضعها في الرفوف ،وال نتغنى بها على الدفوف ،وإنما لتحفظ في الصدور وفي مقدمة الدستور . .فبهذا نكون قد وفينا للرجل حقه” .
121
2009
بيدرو مارتينيز مونتابيث -إسبانيا اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب المستعرب اإلسباني «بيدرو مارتينيز مونتابيث” شخصية العام الثقافية في دورتها الثالثة، تكريماً لدوره الرائد في بناء جسور التواصل بين الثقافتين العربية واإلسبانية وجمع المستعربين اإلسبان والمستعربين في أمريكا الالتينية بالمتخصصين العرب باللغة والثقافة االسبانية. وبيدرو مونتابيث من مواليد عام 1933في بلدة شوذر من قضاء جيان األندلسي في إسبانيا. يعمل أستاذا بجامعتي غرناطة واليكانتي وقد شغل العديد من المناصب األكاديمية .ترأس جمعية الصداقة اإلسبانية العربية والجمعية االسبانية للدراسات العربية. منح العديد من الجوائز واألوسمة وحاز على جائزة التضامن مع العالم العربي من جمعية الصحفيين العرب في إسبانيا وحاصلالمترجم الدكتور دينيس جونسون ديفيز -كندا على درجة الدكتوراة بالفلسفة واألدب ( اللغات السامية) من جامعة كومبلوتنسي بمدريد ،إضافة الى ثالث درجات دكتوراة فخرية مناختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب المترجم الدكتور دينيس جونسون ديفيز شخصية العام الثقافية إلسهامه المتواصل في إثراء الثقافة العربية بترجماته األصيلة لعيون األدب العربي الحديث إلى اللغة اإلنجليزية منذ منتصف القرن العشرين ودوره في التعريف جامعة جيان وجامعة اليكانتي وجامعة غرناطة. بكالسيكيات األدب العربي في األوساط الجامعية والعلمية في الغرب ونشره لسلسلة كتب أطفال باللغة اإلنجليزية تربو على يذكر أن مونتابيث عضو في العديد من المراكز العلمية والثقافية، األربعين كتابا مستوحاة من روائع األدب العربي ،مما يقدم نموذجا لقيم األصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب. وكتب في التاريخ األندلسي واللغة العربية والترجمة ،وترجم أعمال ودينيس جونسون ديفيز كندي األصل ،أديب ومترجم عمل أستاذا في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد األول سابقا) وقام بترجمة مجموعة محمد درويش وترجم قصائد نزار قباني لإلسبانية عام .1965 قصصية لألديب الكبير محمود تيمور رائد فن القصة القصيرة في العالم العربي بعنوان (أقاصيص من الحياة المصرية) ،كما نشرت دار جامعة وجبران، ودرس وترجم للعديد من الشعراء العرب مثل أدونيس أوكسفورد للنشر ترجمته لمجموعة من القصص العربية المعاصرة. وترجم نماذج من الشعر الفلسطيني ( )1974وقصيدة فلسطين (.)1980 كتب العديد من البحوث؛ منها العرب والبحر األبيض المتوسط ( )1999واألدب العربي اليوم ) 1987(،ولماذا العراق؟ ()2003 ومأساة العرب الكبرى ( )2003والعالم العربي وتغيرات القرن ( )2004وتطلعات الغرب و الحرمان العربي (.)2008
122
2008
محمد بن عيسى -المغرب اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب محمد بن عيسى شخصية العام الثقافية في دورتها الثانية لما له من دور مهم في تأسيس مهرجان أصيلة للفنون والثقافة والفكر وجعله ملتقى للمبدعين والمفكرين العرب واألفارقة والغربيين ،ومنارة تتحول بها بلدة عربية بسيطة إلى نموذج مبدع للقرية العالمية في العصر الحديث، بدأب استمر ثالثة عقود دون توقف وإلسهاماته في إنعاش الحياة الثقافية المغربية ووصلها الحميم بالثقافة العربية واإلنسانية ومحمد بن عيسى حاصل على الدكتوراة الفخرية في شعبة القانون ،من جامعة مينيسوتا األمريكية .وعمل مستشاراً إقليمياً في اإلعالم لدى منظمة األغذية والزراعة ( )FAoفي القارة اإلفريقية، ومديرا لدائرة اإلعالم في منظمة األغذية والزراعة ( )FAoفي روما بإيطاليا. قد شغل منصب وزيـراً للثقافة في المملكة المغربية وسفيراً لصاحب الجاللة ملك المغرب ،لدى الواليات المتحدة األمريكية ،بواشنطن. فاز بجائزة األغاخان للعمارة اإلسالمية عن إعادة تأهيل مدينة أصيلة عام 1988وجائزة رجل السنة من مؤسسة الفكر العربي، ببيروت.
123
2007
124
•ولد الكاتب واألديب والمترجم في مدينة فانكوفر بكندا . 1922 • أمضى طفولته في مصر والسودان وأوغندا وكينيا. •منذ عام 1934م ذهب الستكمال دراسته العليا في انجلترا حيث درس اللغة العربية وآدابها في جامعتي لندن وكيمبريدج. •عمل في القسم العربي باذاعة البي بي سي منذ عام 1940 إلى عام .1945. •مع نهاية الحرب العالمية الثانية ذهب إلى مصر حيث قام بالتدريس في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد األول سابقاً). •في تلك الفترة تعرف واحتك بأعالم األدب العربي المعاصر في مصر من أمثال :توفيق الحكيم ،يحيى حقي ،يوسف ادريس، وغيرهم. •في 1946قام بترجمة مجموعة قصصية لألديب الكبير محمود تيمور رائد فن القصة القصيرة في العالم العربي بعنوان (أقاصيص من الحياة المصرية) ،وقام بنشرها على نفقته الخاصة. •في عام 1967م نشرت دار جامعة أوكسفورد للنشر ترجمته لمجموعة من القصص العربية المعاصرة. •منذ بداية الخمسينات تنقل الكاتب واألديب في عدة محطات حياتية ومهنية وأدبية وجغرافية متنوعة. •أمضى العقود األخيرة من حياته في جمهورية مصر العربية حيث تفرغ لترجمة األدب العربي المعاصر إلى اللغة االنجليزية في ترجمات أدبية مميزة حازت على تقريظ النقاد في مختلف المحافل والمجالت األدبية المعروفة. •تخصص األديب والمترجم في نقل األدب العربي المعاصر إلى اللغة االنجليزية لعقود طويلة استطاع فيها أن يلفت أنظار القراء والنقاد والناشرين في بريطانيا والواليات المتحدة األميركية وكندا إلى أهمية وتنوع التجارب االبداعية في العالم العربي. •زادت ترجماته على ثمانية وعشرين عم ًال إبداعياً تراوحت من القصة القصرية مروراً بالمسرحية وصو ًال إلى الرواية والشعر، وحملت تلك الترجمات إبداعات أهم العبقريات األدبية العربية المعاصرة أمثال :توفيق الحكيم ،نجيب محفوظ ،محمود تيمور ،زكريا تامر ،الطيب صالح ،سلوى بكر ،يحيى الطاهر عبداهلل ،محمد البساطي ،بثينة الناصري وغيرهم. •اهتم بالدراسات اإلسالمية التراثية المعتدلة وترجم بالتعاون مع الدكتور عز الدين ابراهيم ثالثة أجزاء من الحديث النبوي الشريف إلى اللغة اإلنجليزية. •أصدر ما يزيد على أربعين كتاباً لألطفال باللغة اإلنجليزية وكلها مستوحاة من روائع األدب العربي الكالسيكي مثل كليلة ودمنة وسيف بن ذي يزن وألف ليلة وليلة.
الدكتور دينيس جونسون ديفيز -كندا اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب المترجم الدكتور دينيس جونسون ديفيز شخصية العام الثقافية إلسهامه المتواصل في إثراء الثقافة العربية بترجماته األصيلة لعيون األدب العربي الحديث إلى اللغة اإلنجليزية منذ منتصف القرن العشرين ودوره في التعريف بكالسيكيات األدب العربي في األوساط الجامعية والعلمية في الغرب ونشره لسلسلة كتب أطفال باللغة اإلنجليزية تربو على األربعين كتاباً مستوحاة من روائع األدب العربي ،مما يقدم نموذجا لقيم األصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب. ودينيس جونسون ديفيز كندي األصل ،أديب ومترجم عمل أستاذا في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد األول سابقا) وقام بترجمة مجموعة قصصية لألديب الكبير محمود تيمور رائد فن القصة القصيرة في العالم العربي بعنوان (أقاصيص من الحياة المصرية)، كما نشرت دار جامعة أوكسفورد للنشر ترجمته لمجموعة من القصص العربية المعاصرة.
125
جائزة الشيخ زايد للكتاب حضور إعالمي عربي وعالمي بارز ووكاالت األنباء والقنوات التلفزونية واإلذاعية ومواقع الشبكة العالمية ووسائل اإلعالم الحديث ،وقد تسابقت نشرات األخبار في نشر ونقل أخبار وفعاليات وأنشطة الجائزة ،وهذا األمر أدى إلى استقطاب الكثير من المبدعين والمثقفين من مختلف دول العالم، وشجع على النهوض بالحركة الثقافية في العالم العربي ككل. فمنذ إطالقها في أكتوبر عام 2006وجائزة الشيخ زايد للكتاب تنفذ خططها اإلعالمية الشاملة ،وقد تميزت تلك النشاطات اإلعالمية واإلعالنية التي قامت بها الجائزة بفاعليتها ،حيث استخدمت جميع وسائل االتصال الجماهيري المتاحة بهدف اإلعالن عن الجائزة والترويج لها ونشر محتواها الثقافي من ناحية وتبيان أهميتها ومكانتها المتميزة بين الجوائز الثقافية األخرى من ناحية أخرى. وفي قراءة عابرة فاحصة ألوجه النشاطات اإلعالمية ،نجد أن الجائزة بدأت بالبيانات والمقاالت الصحافية ،حيث رصدت الجائزة من خالل المتابعة وعلى مدار دوراتها السابقة ما نشر في مختلف
126
وسائل االعالم المحلية والعربية ،وكذلك في صحف عربية صادرة في أوروبا وذلك من خالل عشر وكاالت أنباء عالمية وبسبع لغات عالمية. وقد حرصت الجائزة أيضاً على أن يكون لها حضور في معارض الكتاب الدولية باعتبارها إحدى المنافذ المهمة لإلعالن عن الجائزة والتعريف بها ،ونشر محتواها الثقافي والترويج لها في أوساط المهتمين بالشأن الثقافي سواء أكانت دور نشر وتوزيع باعتبار معارض الكتاب مراكز ثقافية ،أم مثقفين وكتاباً. وقد كان للجائزة حضور فاعل منذ 2007في كبريات معارض الكتب المحلية والعربية والعالمية ،كمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض فرانكفورت الدولي ومعرض الكويت الدولي ومعرض الشارقة الدولي ومعرض القاهرة ومعرض نيويورك للكتاب ،ومعرض لندن الذي أقامته الجمعية الملكية للفنون ومعرض بيروت عالوة على معارض عالمية أخرى كمعرض
الهند الدولي للكتاب. وتقيم الجائزة دورياً العديد من المؤتمرات الصحافية والندوات الفكرية ،وتطلق سلسلة من المؤتمرات في عدد من الدول العربية واألجنبية ،فعلى سبيل المثال ال الحصر أقامت الجائزة فعاليات في كل من البحرين والمغرب وتونس ومصر وبيروت والهند بهدف اإلعالن عن الجائزة وشرح أهدافها وآلية االشتراك بها، واإلجابة عن كل االستفسارات المتعلقة بها ،إضافة إلى توزيع الكتيبات الخاصة بها ،وقد استخدمت الجائزة أسلوب االتصال والمخاطبات المباشرة مع الجامعات والمراكز البحثية العلمية والجمعيات واالتحادات األدبية والثقافية على امتداد العالم العربي إضافة إلى سلسلة طويلة من اللقاءات الصحافية واإلذاعية التي غطت نشاطات الجائزة. ولم تغفل الجائزة أهمية مواقع التواصل االجتماعي كتويتر وفيس بوك والموقع اإللكتروني الرسمي الخاص بها ،حيث
أطلق بصورة مبكرة بعد اإلعالن عن الجائزة باللغتين العربية واإلنجليزية ،وسيتم تجديده قريبا وإعادة تدشينه من جديد بحلة تتماشى والتطور التقني السريع في عالم أصبح فيه الخبر يسابق الضوء ،وسيكون الموقع اإللكتروني حلقة وصل بين المشاركين والمكتب اإلداري ،من خالل استخدام نظام تسهيل حصول المشتكرين على االستمارات المتعلقة بفروع الجائزة المختلفة .وكذلك التعريف بالفائزين وسيكون الموقع بمثابة وعاء لكافة المعلومات المتعلقة بأخبار الجائزة ونهرا تستقي منه وكاالت األنباء والمهتمون بأخبار الجائزة. وقد حظيت الجائزة بمتابعة واهتمام المواقع اإللكترونية المتخصصة في الشأن الثقافي واألدبي أو المتخصصة في الجانب الخبري منها. وبلغ عدد المواقع ومحركات البحث التي جاءت على ذكر الجائزة بمئات األلوف ،خاصة محرك البحث العالمي غوغل الذي
ّ وثق ما يزيد عن ( )652,000خبر ،وقد قام الكادر اإلداري للجائزة بتصنيفها وأرشفتها في ملف خاص يحتوي على جميع ما نشر عن الجائزة في المواقع اإللكترونية. كل هذه النشاطات اإلعالمية المكثفة والمدروسة والممنهجة تزامنت مع خطة إعالنية شاملة في الصحف المحلية والعربية والعالمية واإلعالن في الفضائيات العربية األكثر انتشاراً في العالم كقناة أبوظبي الفضائية وقناة العربية اإلخبارية ،وقناة دبي ،وقناة الجزيرة ،إضافة إلى سي إن إن ، وبي بي سي ،وغير ذلك ..بمواعيد روعي فيها فارق التوقيت في األماكن المستهدفة باإلعالن والتي توجد بها الجاليات العربية كفرنسا وبريطانيا وأستراليا وأمريكا الشمالية. وقد أقامت جائزة الشيخ زايد للكتاب احتفاالت عالمية كبيرة في كافة دوراتها ،وتحديدا في كل مرة كان يتم فيها اإلعالن عن الفائزين الجدد ،وعادة ما كانت هذه االحتفاالت
بمثابة تتويج لنشاطاتها اإلعالمية ،ولعلنا نستذكر أول حفل أقيم برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي ،نائب القائد األعلى للقوات المسلحة لدولة اإلمارات العربية المتحدة ،وحضره العديد من أصحاب السمو الشيوخ وأصحاب المعالي الوزراء والشخصيات االعتبارية والفكرية .كما دعي للحفل جمع غفير من وسائل اإلعالم المهمة وأعالم الثقافة واألدب والفكر والصحافة من مختلف دول العالم. إن الحضور اإلعالمي الهائل والكبير للجائزة في مختلف وسائل اإلعالم جاء نتيجة لتلك النشاطات مجتمعة، ونستطيع القول إن الجائزة حققت إنجازاً كبيراً ،وأثبتت أنها حجزت لنفسها مكاناً مميزاً في ركن الجوائز العربية والعالمية المهمة التي تحتفي باإلبداع والمبدعين
127
العرب أون الين استعرضت صحيفة العرب اون الين ما َّ أكده الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس أمناء الجائزة من ضرورة الحرص الدقيق ،والمسؤولية التامة ،والموضوعية في إبراز معالم الدور الحقيقي المأمول الذي تسعى إليه «جائزة الشيخ زايد للكتاب» كونها الجائزة التي تقترن باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،وما تحمله من أهداف ثقافية وإنسانية سامية على الصعيدين العربي والدولي في دعم المبدعين في مجال الفكر والثقافة بمختلف جوانبهاَّ . رسخ اسمها في الحواضر وأكد أن ما حققته الجائزة حتى اآلن َّ الثقافية ،وصارت مشروعا ثقافياً رائداً. «العرب أون الين »
National Arab American Times Newspaper
وكالة رويترز
جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة مستقلة تمنح من قبل هيئة أبوظبي جائزة الشيخ زايد للكتاب واحدة من الجوائز العالمية المرموقة ،والممولة للسياحة والثقافة وتهدف إلى تعزيز وتنمية اإلبداع في الثقافة العربية .وهي تمويال جيدا قائ ًال « :نحن نشجع الكتاب الذين أسهمت أعمالهم في التنمية ً إثارة وتحدياً ،تمنح الجائزة للشخصية تعكس أكثر األعمال الثقافية العربية اإلقتصادية الرؤية الثقافية في العالم العربي بالتقدم لترشيح أنفسهم لنيل الجائزة». الثقافية البارزة ،سوا ًء كانت عربية أو دولية ،بحيث أسهمت انجازاتها التسامح واألصالة يجسد قيم النشاط العربية، الثقافة تمثل مصدراً زايد للكتاب» وهذاالشيخ لـ«جائزة العلمية إثراءالهيئة أكد الدكتور كاظم جهاد أن عضويتهفيضمن راي هنانيا والتعايش السلمي- . لالعتزاز وتكريماً لشخصه ،ومسؤولية يسعى من خاللها إلى اإلسهام في إنجاح أهداف الجائزة. «صحيفة الرؤية اإلقتصادية »
العرب أون الين أكد د .علي راشد النعيمي على أهمية جائزة الشيخ زايد الكتاب وما وصلت إليه خالل أعوامها الخمس منذ تأسيسها ،وقال« :لقد نجحت الجائزة خالل زمن قياسي في حجز مركزها كإحدى أكبر الجوائز األدبية قدراً وقيمة ،على الساحة الثقافية العربية والعالمية على ح ّد سواء ،وهو ما يبدو جل ّياً على الئحة فائزيها الذين
Global Arab Network
صحيفة الهدهد
جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة ثقافية مستقلة تأسست تحت رعاية ودعم إن استضافة جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز الشرق األوسط لجامعة من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة .فالجائزة تهدف الى تشجيع المزيد من تعددت جنسياتهم واختلفت ثقافاتهم وتنوّ عت إبداعاتهم ،فاجتمعوا تحت مظلة الجائزة على نهج واحد ،وهو اكسفورد يتيح للجامعة فرصة االحتفال بالتميز في الحروف العربية وتشجيع المنح الدراسية واإلبداع من خالل مكافأة اإلنجازات الثقافية الهامة في الثقافة إعالء الثقافة ودعمها وتسليط الضوء عليها». التبادل الثقافي بين أوروبا والعالم العربي» العربية .وتقوم جائزة الشيخ زايد للكتاب بمكافئة المبدعين والمفكرين في وقال محمد الصوافي ،مدير إدارة النشر في مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية «أن جائزة الدكتور يوجين روغان مجاالت الفنون والمعرفة والعلوم اإلنسانية .ويتم تحديد الفائزين من خالل مدير منطقة الشرق األوسط لجامعة اكسفورد مبادئ علمية وموضوعية لتقييم جدارة أعمالهم اإلبداعية. الهدهد -أول صحيفة إلكترونية عربية ناطقة بأربع لغات عالمية
128
CNN إذا أردت أن تعمم أدبا في جميع أنحاء العالم العربي فإن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي إحدى السبل للقيام بذلك.
سياسات اليومية جائزة الشيخ زايد للكتاب هي الجائزة الداعمة لنمو وتطور األدب والثقافة في العالم العربي وذلك من خالل تكريم وتشجيع األعمال العربية والفكر الثقافي العربي. الصحيفة الهندية سياست اليومية
الجارديان جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تحتفي بالكتاب تتميز بصرامة في المعايير .
puku.co.za «إنه لشيء رائع أن نرى اعترافا واهتماما بالغاً في أدب الطفل في منطقة الشرق األوسط متمثلة في دولة االمارات العربية المتحدة». الشبكة اإلخبارية المتخصصة بكتب األطفال في جنوب أفربقيا -متخصصة في كتب األطفال في جنوب أفريقيا.
129
130
131
تؤمن جائزة الشيخ زايد للكتاب بأن اإلعالم لم يعد مجرد وسيط متعدد األشكال يقوم بإيصال الرسالة ،بل تؤمن بمقولة ماكلوهان «إن الوسيلة هي الرسالة» ،لذلك كان حرص الجائزة شديدا في أن تكون هي في حد ذاتها رسالة تطوير وتنمية وارتقاء بالمجتمع العربي من خالل عدد من اآلليات المدروسة بعناية ،أول هذه اآلليات هو مجموعة المعايير التي يتم على أساسها اختيار األفضل من بين األعمال التي تؤمن الجائزة أنها تصب في صالح تحقيق أهدافها ،وبذلك تضمن أن تتحول تلك المعايير المعلنة إلى سقف طموح يعمل المفكرون والمبدعون على الوصول إليه مما يرتقي باألداء الفكري واإلبداعي العربي بشكل عام فتتحق بذلك رسالة الجائزة ورؤيتها. ثاني هذه اآلليات هو اإلنتقال بالمنجز الفكري واإلبداعي الفائز بالجائزة في
132
فروعها المتعددة إلى دائرة النور ،من خالل التركيز على وسائل اإلتصال المباشر والنوعي مثل المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمناظرات وغيرها من وسائل تتميز بصفات المباشرة بما تعنيه من حميمية وقدرة على االتصال المباشر بين الفائزين والجمهور ما يسمح بتالقح األفكار وتبادل وجهات النظر بشكل مباشر وحي ،جنباً إلى جنب مع وسائل اإلتصال الجماهيري األخرى كالتليفزيون واإلذاعة والصحافة العامة والمتخصصة و وسائل اإلعالم الحديث كالصحافة اإللكترونية ومواقع التواصل االجتماعي التي تجمع بين مميزات اإلتصال الجماهيري وفي الوقت ذاته تسمح بإمكانية إجراء تواصل نخبوي نوعي تصاغ رسائله وفقاً لمعرفة وافية بمميزات وصفات ومتطلبات الجمهور المستهدف.
على هذا األساس تعددت النشاطات اإلعالمية واإلعالنية التي تقوم بها جائزة الشيخ زايد للكتاب ،وتنوعت مشاركاتها في العديد من المحافل الثقافية والعلمية ،وذلك منذ البداية ،وتحديداً في أعقاب دورتها األولى وتحديداً في الثاني من شهر أبريل عام ،2007حيث باشرت األمانة العامة للجائزة بتنفيذ خطة إعالمية مبنية على معرفة دقيقة وواعية بدور اإلعالم واإلعالن ليس فقط في الدعاية والتعريف ولكن كذلك في التوعية والتثقيف وتهيئة المناخ المناسب لنمو األفكار الراقية التي تؤسس لها الجائزة في العالم العربي. لذلك ،فقد تميزت الخطة اإلعالمية واإلعالنية لجائزة الشيخ زايد للكتاب بشموليتها؛ حيث استخدمت جميع وسائل االتصال الجماهيري المتاحة بهدف اإلعالن عن وجودها والترويج للدور الراقي الذي تضطلع به ،ونشر المحتوى الثقافي والفكري واإلبداعي الذي ترعاه وتهدف لتكريمه ،باإلضافة إلى تبيان أهميتها وحيوية دورها ،وتوضيح المكانة التي حازت عليها منذ دورتها األولى والمحافظة على الموقع المتقدم والمتميز الذي احتلته في المشهد الثقافي العربي والعالمي. حرصت الجائزة على دقة وجودة كل فعل يصدر عنها ،فكانت حريصة على االحترافية في البيانات الصحفية التي تعلن من خاللها عن نشاطاتها ،وكذلك على مستوى وجودة المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تنظمها والضيوف الذين تختارهم
بعناية للمشاركة فيها ،مؤمنة أن كل عنصر من هذه العناصر إنما هو عنصر في الرسالة التي تخاطب بها الواقع العربي والعالمي، ومتفهمة لحقيقة أن النجاح وإن كان كلمة واحدة إنما هو في الواقع نتيجة لتضافر العديد من العناصر المعتنى بها والتي تصل مجتمعة إلى النجاح المنشود ،فالوسيلة هي الرسالة -مرة أخرى كما يؤكد ماكلوهان.وقد كان لتلك العناية الفائقة بالتفاصيل أثرها الكبير الذي تجلى في ذلك االهتمام الواسع الذي حظيت به جائزة الشيخ زايد للكتاب منذ إنطالقتها ،من قبل وسائل اإلعالم ،التي اعتبرت الجائزة الحدث الثقافي األبرز في القرن الحادي والعشرين ،وسلطت األضواء على الجائزة وأجرت العديد من اللقاءات مع الفائزين في الصحف والمجالت المتخصصة و التلفزيون والمواقع اإللكترونية، والتي أسهمت بشكل ملحوظ في الوصول إلى المهتمين بالشأن الثقافي واألدبي والفكري والمراكز العلمية البحثية واألدبية والثقافية سواء في العالم العربي أو العالم. وقد أسفرت تلك العناية في تحقيق أهدافها نوعياً وكمياً ،فمن خالل المتابعة والرصد نجد أن عدداً كبيراً من الصحف والمجالت المتخصصة كتبت عن الجائزة منذ إنطالقتها مروراً بدورتها الثانية والثالثة فالرابعة والخامسة ،ويالحظ أن العديد من الصحف والمجالت المتخصصة المحلية والعربية وكذلك الصحف العربية الصادرة في أوروبا المهتمة بالشأن الثقافي واألدبي ووكاالت
األنباء العالمية أغلبها تناقل أخبار الجائزة في عدة لغات منها العربية واإلنجليزية واأللمانية والفرنسية والروسية والهندية والكورية واألوكرانية واألوردية والكردية.
معارض الكتاب حرصت الجائزة على أن يكون لها حضور في معارض الكتاب الدولية ،باعتبارها أحد أهم المنافذ لإلعالن عن الجائزة ،ونشر محتواها الثقافي والترويج لها في أوساط المهتمين بالشأن الثقافي سواء كانت دور نشر وتوزيع أم مثقفين أم كتاباً. وتنظر الجائزة إلى مشاركاتها في معارض الكتاب باعتبارها تقليداً سنوياً وجزءاً محورياً من تواصل الجائزة مع الثقافات األخرى بهدف نشر ميراث الثقافة العربية المتجدد وفتح آفاق العالمية لفائزي الجائزة ،تماشياً مع أهداف الجائزة التي تطمح إلى نهوض األدب العربي واالحتفاء بالمبدعين وتعزيز روح المبادرة والتنافس وانسجاما مع رؤية دولة اإلمارات العربية المتحدة في رعاية الثقافة والفكر واالبداع كأحد عوامل التنمية الشاملة المستدامة. وتتنوع أشكال مشاركة جائزة الشيخ زايد للكتاب في معارض الكتاب الدولية ،سواء من خالل تخصيص جناح خاص بالجائزة يستعرض منجزات الجائزة ولوائح فائزيها ويضم كافة
133
إصداراتها والعديد من الكتيبات التعريفية بها ،أو من خالل عقد الندوات والمحاضرات الثقافية التي تستهدف تسليط الضوء على محاور ثقافية وفكرية تصب في صالح المشهد الثقافي العربي وتعرف به ،حيث يشارك فيها عدد من الفائزين بالجائزة و بعض أعضاء هيئتها العلمية.
المؤتمرات الصحفية أقامت الجائزة العديد من المؤتمرات الصحافية ،إضافة إلى سلسلة من المؤتمرات في كل من البحرين والمغرب وتونس ومصر وبيروت ،وكذلك في لندن ونيويورك ودلهي ،حيث تم خالل تلك المؤتمرات التعريف بالجائزة وشرح أهدافها وآلية االشتراك بها ،واإلجابة عن كل االستفسارات المتعلقة بها ،إضافة إلى توزيع الكتيبات الخاصة بالجائزة. 134
الندوات الثقافية والمحاضرات تعد الندوات الثقافية والمحاضرات من أهم األدوات التي تستخدمها جائزة الشيخ زايد للكتاب لتحقيق أهدافها التي تشتمل على احتضان اإلبداع الثقافي على المستوى المحلي كما العربي وتشجيع المواهب الشابة األدبية والوصول بها الى العالمية. وتحقيقاً لهذا الهدف عقدت الجائزة العديد من الندوات الثقافية والمحاضرات في مختلف العواصم العربية والعالمية ،وتميزت تلك الندوات ،في العادة ،بحضور نخب من المفكرين واألدباء والصحفيين وجمهور من المثقفين والدبلوماسيين وممثلي المراكز الثقافية والمنظمات األدبية ودور النشر والتوزيع واالعالميين .
محاضرة «دور الحضارات في إرساء أسس عالقات التعاون االستراتيجي العربي -الصيني» شارك الدكتور علي بن تميم األمين العام لجائزة الشيخ زايد
للكتاب مدير مشروع «كلمة» للترجمة بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الدورة الرابعة لندوة الحضارتين العربية والصينية التي نظمتها وزارةالخارجية بدولة اإلمارات العربية المتحدة في العاصمة أبوظبي خالل الفترة من 26-29ديسمبر 2011الماضي. جاءت الندوة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي الذي تأسس عام ،2004ويعد بداية لمرحلة جديدة من التعاون السياسي واالقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدان العربية والصين. ناقشت الندوة التي شارك فيها مسؤولون ومثقفون من الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية واألمانة العامة لجامعة الدول العربية ،أربعة محاور رئيسية استعرضت أهم القيم المشتركة بين الحضارتين ودورها في إرساء أسس عالقات التعاون االستراتيجي ،وأهم الشخصيات التي أسهمت في الحوار الحضاري العربي الصيني ودور الثقافة العربية واإلسالمية وأهميتها
في تعميق المعرفة المتبادلة بينهما ،وتحديد األولويات واإلجراءات المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصينوالدول العربية.
يصعب أال تلتقي الصين ،البلد المؤثر اقتصادياً وسياسياً وثقافياً في العالم ،بالعالم العربي الذي يملك خواص كثيرة مشتركة معه.
كما استعرضت الندوة واقع التعاون الثقافي العربي الصيني وسبل التعامل مع التحديات الثقافية التي تطرحها العولمة وتحقيق الرغبة المشتركة في تعميق المعرفة بالثقافتين العربية والصينية في الصين ،والعالم العربي ومجاالت تفعيل التعاون الثقافي والفكري واالجتماعي بين الجانبين.
ودعا بن تميم إلى البحث عن المشتركات الثقافية والحضارية بين الطرفين ،مؤكداً أهمية البحث في عناصر االختالف بغية فهمها أو ًال ثم تفكيكها ،مشيراً إلى أن االحتكاك الصيني العربي فيما مضى هوالذي أهدى العالم صناعة الورق ،وهي من وجهة نظره نقطة لقاء وتأسيس النطالق عالقات تبادل ثقافي الب ّد أن يسبقها تعارف ثقافي بين الشعوب العربية والشعب الصيني.
في مشاركته ،قدم الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب ،محاضرة حول «دور الحضارات في إرساء أسس عالقات التعاون االستراتيجي العربي -الصيني» ،تحدث فيها عن العالقات التاريخية بين الحضارة العربية والحضارة الصينية وأشار إلى أن هذا االتصال التاريخي يحتاج إلى المزيد من البحث واالستكشاف للتمكن من رؤية أبعاده كاملة وتقديم سرد دقيق له ولنتائجه ،مشيراً إلى أنه في عالمنا المعاصر ،عالم القرية الكونية،
واختتم بن تميم محاضرته باإلشارة إلى أن هذه المؤتمرات تشكل حاجة وضرورة للبدء بهذا االستكشاف الذي من دونه ال يستقيم حوار وال بناء ألية عالقات طموحة واستراتيجية.
الملتقى الثقافي لحاملي جائزة الشيخ زايد للكتاب على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب ،2011نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب ملتقى ثقافيا بعنوان «فائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب» ،بمشاركة مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ،الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر والتوزيع لعام ،2008وقيس صدقي الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل ،2010أدار الملتقى الدكتور علي راشد النعيمي وحضره حشد من المثقفين والمترجمين وزوار المعرض. وقام الدكتور النعيمي بتقديم المشاركين منوها في البداية بأهمية جائزة الشيخ زايد الكتاب وما وصلت إليه خالل أعوامها الخمس منذ تأسيسها ،وقال« :لقد نجحت الجائزة خالل زمن قياسي في حجز مركزها كإحدى أكبر الجوائز األدبية قدراً وقيمة، على الساحة الثقافية العربية والعالمية على ح ّد سواء ،وهو ما يبدو 135
جل ّياً على الئحة فائزيها الذين تعددت جنسياتهم واختلفت ثقافاتهم وتنوّ عت إبداعاتهم ،فاجتمعوا تحت مظلة الجائزة على نهج واحد ،وهو إعالء الثقافة ودعمها وتسليط الضوء عليها». من جانبه قام محمد الصوافي ،مدير إدارة النشر في مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية باستعراض مسيرة المركز منذ تأسيسه في 1994مؤكدا دوره في مجال دعم القرار وخدمة المجتمع من خالل الدراسات والبحوث التي يقوم بها ،ثم أضاف أنه أيضا يعنى بصناعة الكتاب من خالل التركيز على القيم والمعايير العلمية والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية ودعم الباحثين العرب. وقال الصوافي إن جائزة الشيخ زايد للكتاب كانت من أهم الجوائز التي حصل عليها المركز ،انطالقا من االسم الذي تحمله والتقاليد الرفيعة التي أسستها الجائزة من أجل تقدير الباحثين وتشجيع التأليف العربي وإيصاله للعالمية . يذكر أن فوز مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية بجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2008 جاء لتميزه كماً وكيفاً في عدد العناوين المنشورة من تأليف وترجمة مع استقطابه لمجموعة كبيرة من المؤلفين والباحثين ومراعاة حقوق الملكية الفكرية ،وتفرع مجاالت إصداراته المنشورة في العلوم االجتماعية والعلمية ،واهتمامه باالرتقاء بمستوى صناعة الكتاب وإخراجه ،والتزامه برسالة النشر في خدمة الثقافة والمعرفة وكفاءته في التوزيع. من جهته استعرض الكاتب قيس صدقي تجربته في إنتاج القصة المصورة العربية «سوار الذهب» الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل لعام 2010لما تقدمه من «موضوع مهم مرتبط بالبيئة العربية بصفة خاصة ،ويدور حول تربية الصقور وتدريبها ،موظفاً تقنية الشريط المصور التي تعتمد على الحوار والتعليقات المختصرة مع ربط أجزاء القصة ببعضها في نسق سردي متصل .كما ينطوي الكتاب على قيم وأخالق عربية نبيلة مثل إكرام الضيف واحترام الكبار والرفق باليتيم والتكافل االجتماعي والمحافظة على التراث .ويتميز كذلك بطرافته وسهولة أسلوبه والجمع بين اإلفادة والتشويق ».كماجاء في مسوغات الفوز. وأوضح قيس أنه استخدم ثالثة محاور رئيسة في إنتاج عمله أولها وأهمها الثقافة المحلية التي لعبت دورا رئيسا في القصة باإلضافة للثقافة اليابانية التي تبلورت في القالب أو الهيئة (الرسومات) التي ظهرت فيها القصة، وأخيرا الثقافة العالمية التي تتمثل في طريقة السرد التي انتهجها الكاتب لزيادة التشويق وجذب القراء.
ندوة «الجوائز األدبية وأثرها على سوق الكتاب العالمي :جائزة الشيخ زايد للكتاب» نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب ملتقى ثقافيا بعنوان «الجوائز األدبية وأثرها على سوق الكتاب العالمي: جائزة الشيخ زايد للكتاب» ،بمركز السياسة واألدب والترجمة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بمشاركة الروائي الليبي إبراهيم الكوني ،الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع اآلداب ،2008واألديب اإلماراتي ناصر الظاهري ،أدار الملتقى المترجم هارتموت فينندريتش من ألمانيا ،وذلك بحضور القائم بأعمال سفارة دولة االمارات في بون خالد بن غليطة ،وجمع غفير من الكتاب والمثقفين األلمان والمهتمين بالثقافة العربية وزوار المعرض. قام هارتموت فيندريش بتقديم المحاضرين منوها في البداية بأهمية جائزة الشيخ زايد الكتاب مشيراً إلى أنها اضطلعت بدور إيجابي في التأسيس لحركة تأليف إبداعية وعلمية في العالم العربي ،وأسهمت في جسر الهوة بين الثقافات ،وتسريع نقل اآلداب المحلية إلى السياق العالمي .ثم قام مدير الملتقى المترجم فيندريش الذي نقل أعمال العديد من الكتاب العرب إلى األلمانية من بينهم غسان كنفاني وإبراهيم الكوني وادوارد خراط وجمال الغيطاني وعالء األسواني بطرح عدة تساؤالت على المحاضرين تدور حول الخصائص التي تتميز بها جائزة الشيخ زايد للكتاب وكيفية تأسيس جوائز أدبية تثير حراكأ ابداعياً عالمياً. تعقيبا على األسئلة ،أشار األديب ناصر الظاهري إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعد استثناء وما يميزها أنها تتوجه دائماً إلى أعمال تتميز بالجدة والعمق والتأثير دون النظر إلى بريق األسماء وتاريخ المبدع ،ما عدا فرع شخصية العام الثقافية التي تمنح إلى شخصيات أسهمت في االلتقاء بين ثقافتين وأثرت تاثيرا ملحوظا في الثقافة ،وأعطت بإخالص وتفان ألهداف إنسانية ولخدمة الثقافة ،وقال :بشكل عام فإن جائزة الشيخ زايد للكتاب نجحت في التأسيس لحركة ثقافية جديدة أدت إلى تطوير صناعة الكتاب ،واقترح األديب ناصر الظاهري ضرورة أن تالزم الجائزة الفائز عن طريق تقديمه في المحافل الدولية وتسهم في نقل كتبه إلى اللغات األخرى ،وتقوم أيضا بدعمه ورعايته ألنه بعد فوزه بالجائزة أصبح جزءا منها وسفيرا لها.
136
حظيت الندوات والمحاضرات الثقافية التي أقامتها الجائزة بالعديد من النقاط التي ناقشها المحاضرون في حوار فكري سلط الضوء على بعد مهمة من أبعاد الثقافة ووضع الكتاب
137
من الصعب تقديم حصر شامل ودقيق لكافة الجوائز التي ُتمنح للكتاب في العالم في وقتنا الراهن ،إال أنه يمكننا على األقل المساهمة بقراءة سريعة لهذه المنظومة بهدف إثراء معلومات القارئ الباحث والمهتم بحقل وعالم الجوائز التي تقدّر اإلبداع ،هذا الحقل الذي يصنفه الغربيون حق ًال نقدياً مستق ًال ،اعترافاً منهم بأهمية الجوائز وخطورتها كأداة يمكنها -إذا أُحسن استغاللها -أن تعيد بناء العالم ،بينما في مقدورها -إذا ما أديرت بطريقة سيئة -تشويه كل منجز جميل. تتعدد وتتنوع تصنيفات الجوائز الممنوحة للكتاب عبر العالم باختالف وتعدد توجهات القائمين عليها وأهدافهم وتطلعاتهم ،بداية من الجوائز المتخصصة من حيث النوع كالجوائز التي ُتمنح لكتب معنية بتخصص علمي دقيق أو لفرع بعينه من الدراسات األدبية مث ًال ،أو كالجوائز المتخصصة من حيث جغرافية االهتمام ،كتلك الجوائز التي تقتصر المشاركة فيها على الكتاب المنتمين إلى بلد أو منطقة وأقليم بعينه ،في مقابل الجوائز األكثر توسعاً كالجوائز التي ُتمنح للكتب المعنية بالدراسات اإلنسانية أو اإلجتماعية أو العلوم الطبيعية بشكل عام والتي ال تضع قيوداً جغرافية على من يتقدم لنيلها. الملمح الجدير باالهتمام عند مالحظة منظومة جوائز الكتاب على مستوى العالم ،هو وفرتها خاصة تلك المهتمة بفن أدبي أو تخصص علمي بذاته ،مقابل ندرة تلك النوعية من الجوائز التي تهتم بالكتاب في معناه الواسع – بمفهومه الرمزي ،باعتباره الرمز األهم للثقافة والمعرفة دون حدود جغرافية أو فكرية أو أيديولوجية ،باعتباره وعاء العلم والمعرفة ووسيطهما منذ أن تحول اإلنسان من مرحلة الشفاهة إلى الكتابة ،فالكتاب هنا هو كل وسيط يتمكن من نقل األفكار بين البشر– وفقاً لهذا المفهوم يكاد ينحصر وجود هذه النوعية من الجوائز في عدد قليل من الجوائز -يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة -تأتي في مقدمة هذه الجوائز جائزة أمير أستورياس اإلسبانية التي تأسست في عام ،1980وتمنح سنوياً في حقول الفنون ،واإلنسانيات ،والعلوم، والتعاون الدولي ،واآلداب ،والعلوم االجتماعية والرياضة. تأتي جائزة الشيخ زايد للكتاب –بشموليتها -لتضاف إلى هذه الفئة النادرة من جوائز الكتاب ،بل وتعد أكثرها شمولية على مستوى التعدد النوعي ،فهي بفروعها التسعة « :جائزة َّ الشيخ زايد الشيخ زايد ألدب الطفل والناشئة ،جائزة َّ للتنمية وبناء الدولة ،جائزة َّ الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب، َّ َّ جائزة َّ الشيخ زايد للترجمة ،جائزة الشيخ زايد لآلداب ،جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات َّ َّ ال َّنقدية ،جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات األخرى ،جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية ،جائزة َّ الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية» ،تعد أنموذجاً جديداً ومغايراً بين منظومة الجوائز العالمية ،يتسم بالشمول الذي يمنحها قدرة أعلى على التأثير والبناء والتنمية ،كما أنها من خالل حرصها على شفافية المعايير التي تحكمها نجحت في أن تتبوأ المكانة الجديرة بها بين كبريات جوائز الكتاب في العالم ،باإلضافة إلى ما تمثله قيمتها المادية من حافز كبير مقارنة ببقية الجوائز العالمية .كما أنها تغطي تخصصات ومجاالت لم تتطرق لها منظومة الجوائز العالمية باالهتمام من قبل مثل فرع أفضل تقنية في المجال الثقافي والذي تسعى من خالله إلى المساهمة في االرتقاء باإلنتاج اإلبداعي في مجاالت التقنية واالستفادة منها في تطوير الثقافة والتعليم ،وهو مؤش ٌر ٌ دال على تعاملها مع الكتاب في معناه األوسع باعتباره وعاء العلم والمعرفة ،وهو الفهم المستمد من المقولة الخالدة للراحل الكبير ،المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب اهلل ثراه :في مقولته الخالدة «إن الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون واألمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية والكتاب هو أساس هذه األصالة والعامل الرئيس على تأكيدها». تشير إحصائية حديثة إلى أن عدد الجوائز األدبية المعروفة على مستوى العالم بلغ ما يقارب 500جائزة ،واعتمدت اإلحصائية على معايير تتكئ على عناصر الديمومة واالستمرارية وتلك التي ذات تاريخ متواصل ،أو ذات منهج معلن وواضح ،وتحظى بمكانة مرموقة أو تاريخ عريق أو شهرة دولية أو إقليمية أو وطنية ،باإلضافة إلى القيمة التي تضيفها الجائزة من قيمة رمزية أو مالية. ووفقاً لهذه اإلحصائية ،فإن الجوائز الخمسمائة التي تم حصرها توزعت على مجاالت اإلبداع األدبي المختلفة كالرواية ،والقصة القصيرة ،والشعر ،والنص المسرحي ،والنقد ،وأدب الطفل. وتنوعت تلك الجوائز تبعاً لموطنها ولغتها ومعاييرها وقيمتها ،وتصدرتها جائزة نوبل في اآلداب التي تأسست عام ،1901وهي األكثر شهرة وعراقة واألضخم ،وتبلغ مكافأتها ما يزيد على مليون يورو ،وجوائز األكاديمية األميركية للفنون واآلداب التي تأسست في عام ،1915 وجائزة أكوتاغاوا اليابانية التي نشأت عام .1935 وقد أطلقت اإلحصائية صفة العالمية على الجوائز المفتوحة أمام جميع الجنسيات ،وبلغ عددها 12جائزة ،من أشهرها جائزة نوبل ،وجائزة هانز كريستيان أندرسن ألدب الطفل ،وجائزة القدس التي نشأت عام ،1963وجائزة فرانز كافكا عام .2001 وفي تصنيف الجوائز ذات بعد محلي ،تصدرت الواليات المتحدة األمريكية قائمة الدول المانحة للجوائز ،وهي أكثر دولة يوجد بها جوائز أدبية ،حيث يصل عدد جوائزها المؤسسية المعروفة والممنوحة في المجاالت اإلبداعية والنقدية إلى حوالي 70جائزة ،أعقبتها نيوزيلندا ،ويوجد لديها 50جائزة مختلفة ،ثم اليابان ،بينما ُتمنح ،في المملكة المتحدة ،حوالي خمس وعشرين جائزة. 138
500جائزة وجائزة ومن أشهر تلك الجوائز ذات السمعة العالمية جائزة بوليتزر للسرد المستمرة منذ العام ،1917وتضم في فروعها مجموعة من الجوائز والمنح تقدمها سنويا جامعة كولومبيا بنيويورك، وتحظى هذه الجوائز ،التي مولت في األساس بمنحة من رائد الصحافة األمريكي جوزيف بوليتزر بتقدير كبير ،وتتعدد مجاالت الجائزة لتشمل الخدمة العامة ،والصحافة ،واآلداب ،والموسيقى ويصل عدد الجوائز الممنوحة سنويا إلى واحد وعشرين جائزة، أربع عشرة جائزة في مجال الصحافة ،وست في مجال اآلداب، وواحدة في الموسيقى ،إضافة إلى أربع منح في مجاالت متعددة أخرى. كذلك جائزة نيوستاد الدولية لألدب ،وهي جائزة تمنحها جامعة أوكالهوما كل عامين بدأت عام 1969م ،و تعد ثاني أعظم جائزة أدبية بعد جائزة نوبل في األدب .وتتألف الجائزة من ريشة نسر فضية ،وشهادة و 50ألف دوالر .وجوائز الكتاب الوطني األمريكي ،وتشمل عدة فئات هي فئة التأثير في األدب األميركي، فئة المساهمة المتميزة في الجماعة األدبية األميركية ،فئة الرواية ،فئة الشعر ،فئة أدب اليافعين ،وكذلك جائزة دائرة نقاد الكتاب الوطنية ،NBCCوجائزة أمباسدور للكتاب. ومن بين الجوائز التي ُتمنح في الواليات المتحدة األمريكية جائزة الكتاب العربي األميركي التي أطلقت عام ،2007وهي جائزة يمنحها المتحف العربي األميركي بمدينة ديربورن بوالية ميشيغان ،وهي موجهة لتشجيع الك ّتاب والمبدعين والباحثين في الواليات المتحدة األمريكية من أصول عربية ،وتمنح في عدة حقول منها حقل الشعر ،حقل األدب القصصي ،حقل الدراسات والبحوث ،حقل الكتابة لألطفال واليافعين. وهناك جائزة كتاب أنسفيلد وولف ،التي تأسست في عام ،1935وتمنح في مجاالت عدة ،وهناك جائزة جانيت هيدنغر كافكا للسرد النسوي األميركي ،منذ عام ،1975التي تماثل جائزة أورانج البريطانية للرواية النسوية ،التي تمنح ألحسن رواية كتبتها امرأة باإلنجليزية. ومن الجوائز المهمة جائزة الكتاب الوطني ،التي تهدف إلى دعم أفضل نتاج األدب األميركي ،ونشره ،تأسست عام ،1950 وهناك جائزة وليم فوكنر للرواية ،التي تأسست عام ،1980ومن
المعروف أن وليم فوكنر تبرع بقيمة جائزة نوبل ،التي فاز بها عام ،1949لتشجيع الروائيين الجدد. أما الجوائز المخصصة لمواطني دول الكومنولث البريطاني، في اآلداب ،فهي أربع ،ومن أقدمها جائزة مان بوكر للرواية ،التي أنشئت في عام ،1968وتمنح سنوياً ألفضل رواية مكتوبة باللغة اإلنجليزية. ومن أشهر الجوائز العالمية في إيطاليا جائزة مونديللو بريمو، التي تمنحها مدينة باليرمو ،في صقلية ،والتي نشأت عام ،1975 وهناك جائزة غرينزاني كافور االيطالية ،التي تأسست في عام ،1982في مدينة تورينو ،وهي ذات طبيعة عمومية ،حيث يشارك في قراءة األعمال ،والحكم عليها ،عدد كبير من النقاد والكتاب والصحفيين والشخصيات األدبية اإليطالية ،ويلعب الطالب دوراً بارزاً حيث تتشكل سبع عشرة لجنة من الطلبة في إيطاليا كلها، وتمنح الجائزة في سبعة ميادين تخص األدب اإليطالي ،وخاصة الرواية ،باإلضافة إلى جائزتها العالمية. وفي األدب الفرنسي هناك جائزة غونكور ،Goncourtوهي جائزة معنية باألدب المكتوب باللغة الفرنسية تمنحها أكاديمية غونكور «للعمل النثري األفضل واألخصب خيا ًال في العام» منذ عام ،1903وتتفرع مجاالت الجائزة لتشمل الرواية األولى، والقصة القصيرة ،والشعر وأدب السيرة الذاتية .جاء إنشاء الجائزة رداً على عدم قبول األكاديمية الفرنسية أدباء االتجاه الواقعي ،مثل أونوريه دي بلزاك ،وجوستاف فلوبير ،وإميل زوال، ومن بعدها بسنة ظهرت الجائزة النسوية المشهورة ،وهي فيمينا .Femina وجائزة فيمينا األدبية وهي جائزة أدبية فرنسية مرموقة تمنح للرواية المكتوبة باللغة الفرنسية تأسست سنة 1904 من طرف صحفيي مجلة الحياة السعيدة La Vie heureuse في فرنسا .وجائزة البقرة القارئة ،وتسمى أيضا «جائزة كتب األطفال» وهي جائزة مخصصة لكتب األطفال والشباب ,تمنحها مدينة زيورخ السويسرية ألفضل كتب األطفال ،وقد تم أخذ اسم «البقرة القارئة» من اسم الجبنة الفرنسية الشهيرة «البقرة الضاحكة» . »La Vache qui ritوجائزة رينودو األدبية، وهي جائزة أدبية فرنسية مرموقة تمنح للرواية المكتوبة باللغة
الفرنسية تأسست سنة 1926من طرف مجموعة من النقاد والصحفيين. أما في األدب اإلسباني فإن أشهر جائزة هي جائزة ميجيل دو ثيربانتيس ،التي أنشئت عام ،1976لتكريم المنجز اإلبداعي بأكمله ،لكاتب يكتب باإلسبانية ،وتمنح ألي من مواطني الدول الناطقة باإلسبانية .ومنذ تأسيسها منحت لمواطني تسع دول ،هي :كوبا ،األرجنتين ،األوروغواي ،تشيلي ،والباراغواي، المكسيك ،كولومبيا ،البيرو ،باإلضافة إلى إسبانيا ذاتها. أما من حيث القيمة المادية ،فإن أغلى جائزة في العالم ،من بعد جائزة نوبل ،هي جائزة بريمو بالينتا اإلسبانية ،التي تقدمها دارالنشر بالينتا منذ عام ،1952وتمنح لرواية مكتوبة باإلسبانية، وتصل قيمتها إلى 601ألف يورو .ومنذ عام 1974صار الكاتب الذي يحل في المركز الثاني يحصل على جائزة قيمتها 150ألف يورو. وفي إسبانيا أيضاً جائزة نادال ،وهي جائزة أدبية للرواية بدأت منذ عام 1944م ،وتعد أقدم جائزة أدبية عرفتها إسبانيا، ويحصل الفائز فيها على 18ألف يورو ،وانضمت تلك الجائزة في أوائل التسعينيات إلى مجموعة «بالنِتا» .باإلضافة إلى جائزة معبر المضيق الدولية للقصة القصيرة التي تتخذ من إسبانيا مقراً لها. وفي ألمانيا توجد جائزة كاليست ،وهي جائزة أدبية أنشئت عام 1912في ذكرى مرور 100عام على وفاة األديب األلماني هاينريش فون كاليست ،وهي جائزة سنوية ،وقد كانت أهم جائزة أدبية في فترة جمهورية فايمار ،وتوقفت عام 1933بعد استيالء هتلر على الحكم في ألمانيا ثم عادت تمنح في سنة .1985 وتقدر قيمة الجائزة ب 20ألف يورو ،ومن أبرز األدباء الذين حصلوا على هذه الجائزة :برتولت بريشت وهوجو فون هوفمانستال وأرتور شنيتسلر وأنا زيجرس. أما جائزة فنلنديا ،وهي الجائزة األدبية األكثر شهرة في فنلندا، فتمنح سنوياً إلى مؤلف أفضل رواية و كتاب طفل والكتب غير الخيالية في فنلندا .كما توجد في لوكسمبورغ جائزة سيرفيه، وهي جائزة أدبية تمنحها مؤسسة سيرفيه ،بدأت منذ عام 1992م ،وتمنح ألي كاتب في لوكسمبورغ بغض النظر عن لغته أو نوع عمله األدبي سواء في الشعر أو المسرحية أو الرواية. 139
منظومة الجوائز العربية أما عربياً ،فنجد في تراثنا العربي القديم ،مفهوم الجائزة حاضر بقوة حتى أن أصل كلمة جائزة حاضر في كتب اللغة والمعاجم وكذلك في ديوان العرب الشعر،وكذلك في جذر الكلمة مساحات شاسعة ورحبة جميعها في األغلب يقود إلى مفهوم الجسر والقنطرة والعبور ومجازة النهر كما أن الموروث الشفهي غني بمفهوم الجائزة ومرد ذلك إلى طبيعة حياة اإلنسان العربي الذي يدرك مفهوم التكريم وتقدير الجهود ،ولعل بعضهم يستشهد بقول امرئ القيس في معلقته فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى عقنقل بنا بطن خبتٍ في قفاف ِ ويقصد بمعنى البيت أجاز الشيء واجتاز الموضع وتعدّاه .أما عن التكريم والعطية والمكافأة فهناك قصص كثيرة تتناول تقدير المبدعين ولعل في المأثور التراثي أن المعلقات التي قيل أنها كانت تعلق على جدار الكعبة احتفاء وتكريما لكل مبدع في عالم الشعر وتعظيما لإلبداع. وفي عصرنا الحديث فقد كانت أول جائزة أدبية عرفها الوطن العربي هي «جائزة المغرب األدبية الكبرى» التي أنشأها عام ،1925االستعمار الفرنسي في المغرب العربي ،وبقيت حكراً على الفرنسيين حتى عام ،1949حين فاز بها األديب المغربي ،وأحد رواد األدب الفرنكوفوني ،أحمد الصفريوي ،وأعيد إحياؤها بعد االستقالل عام .1974 وفي أوائل التسعينيات من القرن الفائت توسعت منظومة الجوائز العربية وتعددت أشكالها وأنواعها ،ومن الجوائز العربية المهمة :الجائزة العالمية للرواية العربية ،المعروفة باسم البوكر العربية ،وهي ثمرة تعاون مشترك بين المؤسسة التي تمنح جوائز البوكر في بريطانيا ،وبين مؤسسة اإلمارات في أبو ظبي، وقد تم إعالنها في بداية عام ،2007وتبلغ مكافأتها المالية عشرة آالف دوالر لكل رواية تصل قائمة الترشيحات النهائية ،وخمسين ُ إدارة الجائزة لجانَ التحكيم في كل عام ألف دوالر للفائز ،وتغير وتتبع المعايير ذاتها الم ّتبعة في إجراءات الترشيح واالختيار كما في النسخة اإلنجليزية. وفي اإلمارات أيضاً هناك جائزة سلطان العويس التي تم انشاؤها في عام ،1987وتمنح كل عامين مرة ،في مجاالت عدة. في اإلمارات كذلك تأسست جوائز الشارقة لإلبداع العربي في عام 1997م ،بهدف تشجيع إبداع الشباب في الوطن العربي، وتمنح الجائزة لثالثة فائزين في كل من مجاالت الشعر ،والرواية، والقصة ،والمسرح ،وأدب الطفل ،والنقد األدبي ،والسيرة الذاتية، وكذلك جائزة دبي الثقافية لإلبداع التي تمنح لمن هم تحت سن األربعين ،وتشمل سبعة مجاالت ،هي الشعر ،والقصة ،والرواية، والفنون التشكيلية ،والحوار مع الغرب ،والتأليف المسرحي، واألفالم التسجيلية .وهي جوائز ذات صبغة عربية ،ومنها كذلك جائزة شركة اتصاالت ألدب األطفال. * مصادر جمع المعلومات :الشبكة العالمية ،صحف ومجالت.
140
في اإلمارات كذلك هناك جوائز محلية منها جائزة اإلمارات التقديرية التي تقوم بتتويج جهود أبناء اإلمارات من األدباء والباحثين والفنانين في كافة المجاالت الثقافية تقديراً ألعمالهم التي خدمت اإلمارات وأضافت لتاريخها حصيلة مثمرة من اإلبداع والعلم .وتتبدل فروع الجائزة سنويا بحيث تتيح الفرص لجميع المبدعين للترشح لها وبحيث تغطي كافة المجاالت الرئيسية للفنون واآلداب والعلوم .باإلضافة إلى جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم التي تشمل عدة فروع منها الشخصية اإلبداعية والبحث العلمي واإلبداع األدبي ،والترجمة ،والبحث الممول من جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم ،والجهات الداعمة للبحث العلمي بين أبناء المنطقة والمقيمين فيها. في مصر هناك الكثير من الجوائز ،كجائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية ،وجائزة الدولة للتفوق ،وجوائز الهيئة العامة لقصور الثقافة ،وجوائز اتحاد كتاب مصر ،وجائزة محمود تيمور لإلبداع، وجائزة إحسان عبد القدوس للرواية ،وجائزة عزالدين اسماعيل، وجائزة نادي القصة المصرية ،وجوائز كتاب اليوم المصرية فى فروعها الثالث القصة القصيرة وشعر الفصحى وشعر العامية، وجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة التي يمنحها المركز القومي للترجمة سنويا ،غير أنها كلها محلية تمنح لألدباء المصريين. إضافة إلى جوائز الكتب في معرض القاهرة في مجاالت اإلبداع والفكر. ولعل أبرز جائزة في مصر ذات بعد عربي ،هي جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية ،التي تشرف عليها الجامعة األميركية في القاهرة منذ عام ،1996وتمنح كل عام ذكرى ميالد نجيب محفوظ ،وقد جرت العادة أن تمنح الجائزة في عام لروائي عربي وفي عام آخر لروائي مصري. وكذلك جائزة ملتقى القاهرة لإلبداع الروائي العربي التي يشرف عليها المجلس األعلى للثقافة في مصر وتمنح للروائيين العرب. من الجوائز العريقة في الساحة الثقافية العربية ،جائزة أبي القاسم الشابي ،التي بلغ عدد دوراتها ،منذ تأسيسها في عام ،1984أربعاً وعشرين دورة ،تكريماً لشاعر تونس األشهر، وتشرف عليها وزارة الثقافة والتراث التونسية ،ويتغير موضوع الجائزة في كل دورة ما بين الرواية والشعر والقصة القصيرة والنص المسرحي. في تونس كذلك توجد جائزة «كومار» لإلبداع الروائي باللغتين العربية والفرنسية ،وتقدمها شركة تأمين تونسية تحمل اإلسم ذاته ،وقد تم تأسيس الجائزة في عام 1994,وتمنح جائزة الكومار الذهبي لرواية باللغة العربية وأخرى باللغة الفرنسية. في الجزائر تمنح جمعية «الجاحظية» الثقافية جائزة للرواية تهدف إلى تطوير التجربة الروائية في دول المغرب العربي ،ودعم األصوات الروائية الشابة.
في المغرب جائزة محمد زفزاف للرواية العربية التي تمنح على هامش مؤتمر أصيلة الثقافي كل ثالث سنوات ،بالتناوب مع جائزتي« :تشيكايا أوتامسي» للشعر األفريقي ،و»بلند الحيدري» للشعراء العرب الشباب .وفي المغرب ايضاً جائزة المغرب للكتاب التي تمتح في العلوم اإلنسانية وفي الدراسات األدبية والفنية. هناك جائزة الرواية العربية ،التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس ألفضل الروايات العربية المنشورة في فرنسا .وتأتي في إطار المبادرات الثقافية لمجلس السفراء العرب ،في فرنسا، بغية توطيد الحوار الثقافي بين العالم العربي وفرنسا .وتمنح الجائزة لألعمال المكتوبة بالعربية والمترجمة إلى الفرنسية ،أو المكتوبة بالفرنسية ،وقد أنشئت الجائزة سنة ، 2008وتبلغ قيمتها 15ألف يورو. وفي السعودية هناك جائزة الكتاب السعودية التي تمنح سنوياً على هامش معرض الرياض الدولي الكتاب لعشرة كتب في مختلف التخصصات المعرفية. وجائزة خادم الحرمين الشريفين وهي جائزة تقديرية عالمية تمنح سنوياً لألعمال المتميزة ،والجهود البارزة في مجال الترجمة .وقد فاز في دورتها األخيرة مشروع كلمة للترجمة وجائزة الملك فيصل العالمية التي أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1977م ،وتمنح للعلماء الذين خدموا في مجاالت اإلسالم والدراسات اإلسالمية واألدب العربي والطب والعلوم. مؤسسة وجائزة أهم كتاب عربي ،وهي جائزة سنويّة تنظمها ّ الفكر العربي لتشجيع التأليف النوعي للكتب المهمّ ة ذات االرتباط الوثيق بقضايا المجتمع العربي وتحديات العصر ،وتشترط الجائزة أن يكون المؤلف متمتعاً بجنسية إحدى الدول العربية ،وتستثني األعمال المترجمة إلى اللغة العربية. وفي لبنان توجد جوائز كتاب تعلّم االهتمام ،وهي جوائز تقدمها جمعيّة خدمات التطوّ ع المكونة من مجموعة من المنظمات غير الهادفة للربح وهي مقصورة على الكتب التي تدعم ثقافة العمل التطوّ عي لدى الشباب العربي. وفي العراق أنشأت ّ منظمة كتاب بال حدود جائزة باسمها بالتعاون مع مجلس األعمال الوطني العراقي ،وتمنح في حقول القصة القصيرة ،والرواية ،والشعر ،والمقالة الصّ حفيّة. ويبقى أن نقول أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعتبر حتى اآلن أعلى جائزة عربية مثلت إضافة حقيقية وكبيرة ألمهات الجوائز العالمية باعتبارها تكرم النتاج العربي خصوصا واإلنساني عموما ومنفتحة على اآلخر ويتجلى ذلك في اتجاهات عدة سواء في فروعها في شخصية العام الثقافية أو في فرعها الثقافة العربية في اللغات األخرى وكذلك النشر والتقنيات الثقافية عالوة على الترجمة.كما أن قيمتها الفكرية والمادية تضعها في مصاف الجوائز التي حظيت باحترام عالمي في ظرف وجيز قياسا بعمر انطالقها.
141
142
إن منظومة القيم النبيلة التي رسخها المؤسس المغفور له بإذن اهلل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان انطلقت من أرض الوطن الموحد لتشرق على األفق العربي واإلنساني وهي ذات القيم التي تعمل هذه الجائزة على تخليدها ويأتي في صلب ذلك تعزيز قيمة التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب ،وتنمية اإلبداع في المجاالت العلمية واألدبية والفنية واإلنسانية. الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ،نائب القائد األعلى للقوات المسلحة
143
الشيخ زايد والكتاب موروث حضاري متجدد كان من الطبيعي أن يتم إنشاء جائزة عالمية للكتاب تحمل اسم المغفور له بإذن اهلل تعالى ،الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب اهلل ثراه ( ،)2004 - 1918ألننا ال نقترب من سيرة هذا القائد الكبير ،إال وأدركنا مدى حضور الكتاب في حياته، وحرصه اإلستثنائي على أن يكون للكتاب حضور قوي في حياة الناس .فقد عاش ،طيب اهلل ثراه ،يؤمن أن الكتاب خير من يعبرّ عن هوية األمة وحضارتها وهو المدخل المناسب للتعرف على اآلخر وإقامة حوار حضاري معه. وقد عبّر عن ذلك بمقولة تستحق أن تكون شعاراً لكل المشروعات الثقافية وأن تكتب بماء الذهب لما تنطوي عليه من قيمة معرفية ووضوح وصدق وإيجاز « :الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة واآلداب والفنون ،واألمم ال تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية .والكتاب هو أساس هذه األصالة والعامل الرئيسي على تأكيدها». وعندما نتأمل اليوم حقول جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب ال نجدها بعيدة عن التصورات التي صدر عنها وهو يتحدث عن قيمة الكتاب المعرفية ودوره الحضاري وهي تصورات ثقافية واعية تدل على عمق العالقة التي ربطت بين شخصية الشيخ زايد –رحمه اهلل -والكتاب. لهذا ّ ظل الشيخ زايد حريصاً على الكتاب ،حرصه على الصدور ،عن رؤية حضارية متف ّتحة ،ترفض التعصب والجمود واالنغالق، وتؤسس لقيم إنسانية مشتركة ،وليس أدل على ذلك من حرصه القوي على نشر التعليم بمختلف مستوياته و تصريحه ّ بأن «العلم كالنور يضيء المستقبل وحياة اإلنسان ،ألنه ليس له نهاية وال بد أن نحرص عليه ،فالجاهل هو الذي يعتقد أنه تعلم واكتمل في علمه أما العاقل فهو الذي ال يشبع من العلم ،إذ أننا نمضي حياتنا كلها نتعلم». ولو تتبعنا عالقة الشيخ زايد بالكتاب ،لوجدنا أنها ابتدأت بالقرآن الكريم ،فقد حفظ الشيخ زايد عدداً من آياته البينات وبقي على امتداد حياته يؤمن بأن كتاب اهلل الخالد يقدّم رؤية شاملة لمناحي الحياة المختلفة ،مثلما ّ ظل على يقين بأن العدل ّ والحق و العقل هي مقاصد الشريعة ّ وأن للموروث العربي اإلسالمي دوراً أساسياً في تكوين األمة وهذا الموروث ال يشكل عند فهمه واستيعابه قيداً على التقدم بل هو الوسيلة لبلورة الشخصية الحضارية لألمة التي تستعصي على التبعيّة وتقاوم اإللغاء والتقوقع. كان الشيخ زايد ينطلق من قوله تعالى« :يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذك ٍر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ّ إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير» فالتعارف هو تجسيد للحوار الحضاري بين األمم ،بد ًال من الصراع بينها، وتشجيع على التفاعل المثمر بين الشعوب بد ًال من القطيعة واإلقصاء والتعالي والصراع. وجائزة الشيخ زايد للكتاب بفروعها المتكاملة هي خير من يمثل هذا التعارف الحضاري المنشود ،الذي يحتفي بالكلمة التي تجمع بين الجمال والفائدة وتسهم في صناعة مجتمع المعرفة.وقد تنوعت قراءات الشيخ زايد فشملت سير العظماء، كالرسول الكريم محمد ،عليه الصالة والسالم ،التي ظل يتأسى بها على امتداد حياته ،وامتدت إلى شخصيات أخرى في عالم االبداع كشخصية أبي الطيب المتنبي ،وقد كان من الطبيعي أن يعجب الشيخ زايد بشخصية أبي الطيب بكل ما تنطوي عليه شخصيته من حيويّة وتط ّلع إلى المجد وأن يعجب أشد اإلعجاب بشعره الذي يعتبر عصارة الشعر العربي وذروة بالغته. وإذا كان يصعب علينا أن نتتبع في هذا المقام قراءات الشيخ زايد فإننا نشير إلى أن عالقته بالكلمة تبلورت في جانبين حي نابض ،وظل مهمين من جوانب شخصيته العظيمة هما :شخصية القائد المؤسس الذي بنى دولة ووحدها في جسم ّ يحرص على تكوين مجتمع المعرفة المنشود فيها ،وشخصية الشاعر الفارس الذي يفيض شعره بالعذوبة والرقة ويكشف عن ثقافة شعرية عريضة وذاكرة ثقافية واسعة وخيال يبشر بزمن مليء بالجمال والمحبة .والجانبان يؤكدان معاً شخصية الفارس التي ظلت شخصية الشيخ زايد تجسدها. ويبقى الملمح األبرز في شخصية الشيخ زايد هو اهتمامه باإلنسان ،فـ«اإلنسان هو أساس أية عملية حضارية» كما ظلّ ينادي .فمن البعد ّ ظل الشيخ زايد ينطلق و غايته هو االنسان ألنه كما يقول« :محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات ..ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً ال روح فيه ..وغير قادر على االستمرار ،إن روح كل ذلك اإلنسان .اإلنسان القادر بفكره ،القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها» . تجسد جائزة الشيخ زايد للكتاب في فلسفتها هذه الرؤية االنسانية النبيلة التي ما يزال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،رئيس الدولة ،حفظه اهلل ،يثريها بعمق نظرته وسعة أفقه الحضاري ،ويمنحها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبو ظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة ،خالصة تجربته وواسع رعايته وحكمته . وسنبقى نردد في جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب عجز بيت أبي الطيب : «وخير جليس في الزمان كتاب»
144