06sharhmatnsalat

Page 1

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪1‬‬

‫شرح متن شروط الصلة وأركانها‬ ‫وواجباتها‬ ‫تأليف شيخ السلم محمد بن عبد الوهاب‬ ‫رحمه ا تعالى‬ ‫‪1115-1206‬هـ‬

‫شرح‬ ‫فضيلة الشيخ العلمة‬ ‫محمد بن أمان بن علي الجامي‪7‬‬ ‫رحمه ا تعالى‬ ‫‪1416 -1349‬هـ‬

‫إعداد وترتيب ‪:‬‬ ‫أبي عبد ا الج@ري‬

‫مقد(مة&‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪2‬‬

‫الحمد ل الحق الحد‪ ،‬الواحد الصمد‪ ،‬واهب الصبر والجلد‪ ،‬أحمده حمدا كثير على‬ ‫جزيل نعمته ووافر رحمته‪ ،‬أ "ما بعد‪:‬‬ ‫فل "م ا كانت الصلة عمود الدين‪ ،‬وأعظم العبادات العملية‪ ،‬وثاني أركان دين المة‬ ‫السلمية‪ ،‬كان من أعظم فروض العين بعد معرفة التوحيد‪ ،‬إقامتها كما أمرنا ا بها‪،‬‬ ‫وا ال "ز ‪A‬كاة‪A A‬وار‪A D‬كع ‪D‬‬ ‫صل‪A‬ة‪A A‬وآت‪D E‬‬ ‫تعالى‪}:‬وأ‪A‬ق‪B‬ي ‪E‬م ‪D‬‬ ‫وا ال "‬ ‫ين{]البقرة‪ ،[43:‬وكما‬ ‫قال‬ ‫‪E‬وا ‪A‬م ‪A‬ع ال "را ‪B‬ك ‪B‬ع ‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫))صل‪O‬وا ‪A‬ك ‪A‬ما ‪A‬رأ‪D A‬يت‪E E‬مون‪B‬ي‬ ‫صل" ها رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وعلى آله وسل"م‪ -‬القائل‪:‬‬ ‫‪A‬‬ ‫صل‪U‬ي(()‪.(1‬‬ ‫أ‪A E‬‬ ‫فل يخفى عليك ‪-‬عزيزي القارئ‪" -‬‬ ‫أن كثيرا من الناس اليوم ل يعرفون كيفية‬ ‫الصلة كما صل" ها النبي ‪-‬صلى ا عليه وعلى آله وسل"م‪ ،-‬وهم كثر‪ ،‬كأمثال ال ‪E‬م ‪B‬سيء‬ ‫صلته المذكور في الحديث المشهور‪ .‬ولكن المشكلة في كثير من الخوة الذين يظهر‬ ‫عليهم الصلح والخير والستقامة وهم يعرفون ويهتمون بآداء صفة صلة النبي‬ ‫صلى ا عليه وسل"م‪ -‬ولكن" هم ل يعرفون شروطها‪ ،‬ول واجباتها‪ ،‬ول حتى أركانها‪،‬‬‫بل ل يعرفون حتى شروط الطهارة التي هي مفتاح الصلة‪.‬‬ ‫ول "م ا كان بعضهم قد بدأ يخوض وي‪D A‬د ‪E‬رس بعضا من تفريعات العلم الشرعي كعلم‬ ‫المصطلح مثل ‪ ،‬ويخوض في مسائل ومسائل وهو ل يعرف هذه الشياء التي هي من‬ ‫أفرض ما يكون عليه‪.‬‬ ‫مشغول‬ ‫ورأيت البعض الخر من طلبة العلم ممن علم هذه الشياء‪ ،‬ولكن"ه غير‬ ‫‪t‬‬ ‫بالدعوة إليها‪ ،‬فتذكرت كلم أبي حام ‪t‬د الغزالي ‪-‬رحمه ا‪ -‬حيث قال‪:‬‬ ‫"وكل عا ‪B‬م ي عرف شروط الصلة؛ فعليه أن ي‪E‬ع ‪U‬رف غيره‪ ،‬و إل" فهو شريك في الثم‪،‬‬ ‫ومعلوم "‬ ‫أن النسان ل يولد عالما بالشرع‪ ،‬وإن"ما يجب التبليغ على أهل العلم‪ ،‬فكل من‬ ‫تعل"م مسألة واحدة فهو من أهل العلم بها ‪ ...‬إلى أن قال‪ :‬فح }‬ ‫ق على كل مسلم أن يبدأ‬ ‫بنفسه فيصلحها بالمواظبة على الفرائض وترك المحرمات‪ ،‬ثم ي‪E‬عل‪U‬م ذلك أهل بيته‪ ،‬ثم‬ ‫يتعدى بعد الفراغ منهم إلى جيرانه‪ ،‬ثم إلى أهل محلته‪ ،‬ثم إلى أهل بلده‪ ،‬ثم إلى أهل‬ ‫البوادي المكتنف ببلده‪ ،‬ثم إلى أهل البوادي من الكراد والعرب وغيرهم‪ ،‬وهكذا إلى‬ ‫أقصى العالم‪ ،‬فإن قام به الدنى سقط عن البعد‪ ،‬و إل" حرج به على كل قادر عليه‬ ‫قريبا كان أو بعيدا ‪ ،‬ول يسقط الحرج مادام يبقى على وجه الرض جاهل بفرض من‬ ‫فروض دينه وهو قادر على أن يسعى إليه بنفسه أو بغيره فيعلمه فرضه‪ ،‬وهذا شغل‬ ‫شاغل لمن يهمه أمر دينه يشغله عن تجزئة الوقات في التفريعات النادرة والتعمق في‬ ‫‪E ()1‬مت"ف ‪‰‬‬ ‫ق عليه‪.‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪3‬‬

‫دقائق العلوم التى هى من فروض الكفايات‪ ،‬ول يتق }د م على هذا إل فرض عين أو‬ ‫فرض كفاية هو أهم منه")‪ (2‬اهـ‬ ‫علم للخير في التركيز على الهم فالهم‪ ،‬وأهم‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ :‬ينبغي أن يسعى كل ‪E‬م ‪t‬‬ ‫الهم هو تعليم المسلم فرض العين من دينه‪.‬‬ ‫فهذا الكتاب لك أخي المسلم أيا } كنت‪ :‬طبيبا أو مهندسا أو مزارعا ‪..‬إلى آخره‪ ،‬وليس‬ ‫من الكتب المعقدة أو صعبة العبارة‪ ،‬بل هو لتعليمك أهم ما يجب عليك نحو صلتك‪.‬‬ ‫ومن أحسن المتون المختصرة الميسرة التي تعنى بشرح شروط الصلة‪ ،‬كتاب‬ ‫"شروط الصلة وأركانها وواجباتها" للمام العل"مة ‪E‬محمد بن عبد الوه"اب التميمي‬ ‫رحمه ا تعالى‪.‬‬‫شرح له‪ ،‬فلم يقع بيدي غير‬ ‫ولكن هذه المتون المختصرة تحتاج إلى شرح‪ ،‬فبحثت عن‬ ‫‪t‬‬ ‫شرح للشيخ العل"مة‪E /‬م حمد بن علي بن أمان الجامي ‪-‬رحمه ا‪ ،-‬ولكن"ه في أشرط ‪t‬ة‬ ‫‪t‬‬ ‫وليس في كتاب‪ ،‬وكما نعلم أن الكتاب أفضل من الشريط لع "د ة اعتبارات‪ ،‬فرأيت منه‬ ‫نسخة مفر "غة قد ف "ر غها أخونا‪ /‬أيمن الدبعي ‪-‬جزاه ا خيرا‪ ،-‬ولكن"ها مجرد تفريغ فقط‬ ‫يعوزه التدقيق والمراجعة والضبط للنص‪ U‬والشرح‪.‬‬

‫عملي في هذا الكتاب‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إضافة المتن إلى الشرح وتشكيله بالحركات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ضم الشرح إلي المتن وذلك بواسطة جعله كحاشي ‪t‬ة للمتن‪.‬‬ ‫‪ -3‬عزو اليات وتشكيلها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تصحيح الخطاء الملئية والطباعية الناتجة عن التفريغ وتصحيح الكلم بما‬ ‫يقتضيه السياق‪.‬‬ ‫هذا وأسأل ا أن ينفعني والمسلمين بهذا الكتاب‪ ،‬وأن يتعرفوا على صلة نبيهم‬ ‫فيهتدوا بهديه فيها‪ ،‬راجيا من المولى ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ما وعدنا به على لسان نبيه‬ ‫‪ ()2‬إحياء علوم الدين )‪ ،(371-2/370‬وهو كتاب ل يقرأه ول يستخرج الفوائد منه إل" المتنبه لما فيه‪ ،‬وقد س }ماه‬ ‫بعض العلماء "إماتة علوم الدين"‪ ،‬نظرا لما حواه من البدع‪ ،‬ويقال أن أبا حامدا تاب في آخر عمره وأل"ف كتاب‬ ‫"إلجام العوام عن الخوض في علم الكلم"‪.‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪4‬‬

‫صلى ا عليه وسلم‪)) :-‬من دعا إلى هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعه‪ ،‬ل‬‫ينقص ذلك من أجورهم شيئا‪ ،(1)((...‬إنه على كل شي ‪t‬ء قدير آخر دعوانا أن الحمد ل‬ ‫رب العالمين)‪.(2‬‬

‫"ح ‪B‬يم‬ ‫ب‪B‬س ‪DB‬م ا الر"ح‪A D‬م ‪B‬ن الر ‪B‬‬

‫‪()1‬‬ ‫‪()2‬‬

‫الحديث رواه مسلم وغيره‪ ،‬وهو مخرج في "الحاديث الصحيحة" رقم ‪.863‬‬ ‫لرسال أي ملحظة‪ ،‬قم بإرسالها مشكورا عن طريق خدمة المراسلة في الموقع الذي على غلف الكتاب‪.‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪5‬‬

‫‪E‬شر‪E‬وط‪ E‬ال "‬ ‫ث‪،‬‬ ‫صل‪B A‬ة ت‪D B‬س ‪A‬عة‪ :( ) ‰‬ال ‪D‬سل‪E A‬م‪A ،‬وال ‪A‬ع ‪D‬قل‪A ،E‬والت‪D A‬ميي ‪E‬ز‪A ،‬و ‪A‬ر ‪D‬ف ‪E‬ع ‪A‬‬ ‫الح ‪A‬د ‪B‬‬ ‫ت‪A ،‬وا ‪D‬ست‪D B‬قب‪A‬ا ‪E‬ل الق‪D B‬بل‪B A‬ة‪،‬‬ ‫‪A‬وإ‪A B‬زال‪A‬ة‪ E‬الن" ‪A‬جا ‪A‬س ‪B‬ة‪A ،‬و ‪A‬س ‪D‬ت ‪E‬ر ال ‪A‬ع ‪D‬و ‪A‬ر ‪B‬ة‪A ،‬و ‪E‬د ‪E‬خو ‪E‬ل ال ‪A‬و ‪D‬ق ‪B‬‬ ‫‪A‬والن‪U‬ي‪A‬ة‪.( )E‬‬ ‫ض ‪O‬ده‪ E‬ال ‪E‬ك ‪D‬فر‪A ،‬وال ‪A‬كاف‪E B‬ر ‪A‬ع ‪A‬مل‪E‬ه‪A E‬مر‪E D‬دو ‪‰‬د ‪A‬ول‪D A‬و‬ ‫ال ‪D‬سل‪E A‬م ‪A‬و ‪B‬‬ ‫ال ‪A‬شر‪ D‬ط‪ E‬ال‪" A‬ول‪B :E‬‬ ‫ين أ‪A‬ن ي‪D A‬ع ‪E‬مر ‪D‬‬ ‫‪A‬ع ‪B‬م ‪A‬ل أ‪" A‬‬ ‫‪E‬وا‬ ‫ان ل‪D B‬ل ‪E‬م ‪D‬ش ‪B‬ر ‪B‬ك ‪A‬‬ ‫ي ‪A‬ع ‪A‬م ‪t‬ل‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عالى‪A }:‬ما ‪A‬ك ‪A‬‬ ‫ك ‪A‬حب‪B‬ط‪D A‬‬ ‫ت أ‪D A‬ع ‪A‬مال‪E‬ه‪D E‬م ‪A‬وف‪B‬ي‬ ‫ين ‪A‬عل‪A‬ى أ‪A‬نف‪B E‬س ‪B‬ه ‪D‬م ب‪D B‬ال ‪E‬ك ‪D‬ف ‪B‬ر أ‪D E‬ول‪A‬ئ‪A B‬‬ ‫اج ‪A‬د ا ‪A‬شا ‪B‬ه ‪B‬د ‪A‬‬ ‫‪A‬م ‪A‬س ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫)( أول‪ :‬ن‪E‬ف‪A‬ر‪E U‬‬ ‫ق بين الشرط والركن‪:‬‬ ‫الشرط‪A :‬ما ي‪D A‬ل ‪A‬ز ‪E‬م ‪B‬م ‪D‬ن ‪A‬ع ‪A‬د ‪B‬م ‪B‬ه ال ‪A‬ع ‪A‬د ‪E‬م‪A ،‬ول‪ A‬ي‪D A‬ل ‪A‬ز ‪E‬م ‪B‬م ‪D‬ن ‪E‬وج‪E‬و ‪B‬د ‪B‬ه ‪E‬وج‪E‬و ‪‰‬د ل‪A B‬ذات‪B B‬ه‪.‬‬ ‫ار ‪B‬ة ي‪D A‬ل ‪A‬ز ‪E‬م ‪A‬ع ‪A‬د ‪E‬م ال "‬ ‫صل‪A‬ة‪ ,‬أي عدم صحيتها‪ ،‬ول يلزم من وجود‬ ‫بمعنى مثل‪B :‬م ‪D‬ن ‪A‬ع ‪A‬د ‪B‬م الط"ه‪A A‬‬ ‫الطهارة وجود الصلة؛ قد يتوضأ المرء ول يصلي‪ ،‬هذا معنى قولهم‪A :‬ما ي‪D A‬ل ‪A‬ز ‪E‬م ‪B‬م ‪D‬ن‬ ‫‪A‬ع ‪A‬د ‪B‬م ‪B‬ه ال ‪A‬ع ‪A‬د ‪E‬م‪A ،‬ول‪ A‬ي‪D A‬ل ‪A‬ز ‪E‬م ‪B‬م ‪D‬ن ‪E‬وج‪E‬و ‪B‬د ‪B‬ه ‪E‬وج‪E‬و ‪‰‬د ل‪A B‬ذات‪B B‬ه ؛ إل إذا صلى النسان‪.‬‬ ‫أما الركن‪E :‬ر ‪D‬ك ‪E‬ن ال "ش ‪D‬ي ‪B‬ء ‪A‬ما ‪B‬هي"ت‪E‬ه‪.E‬‬ ‫أركان الصلة‪ ،‬ماهية الصلة‪ ،‬حقيقة الصلة‪ ،‬لن الصلة أقوال وأفعال‪ ،‬تتكون ماهية‬ ‫الصلة من القوال والفعال‪ ،‬هذه الماهية المكونة من القوال والفعال هي‬ ‫الصلة‪ ،‬هذه الشياء التي تتكون منها العبادة التي تسمى الصلة هي الركان‪،‬‬ ‫والشروط في الغالب خارجة عن ماهية الصلة ‪.‬‬ ‫لذلك اختلفوا في النية عند الحنابلة‪ ،‬النية يع}دونها من الشروط‪ ،‬وعند الشافعية مثل‬ ‫يع }دون النية من الركان‪ ،‬ووجه الختلف باعتبار أولها‪ :‬النية خارجة عن ماهية‬ ‫الصلة وعن فعل الصلة‪ ،‬لنك تنوي قبل أن تدخل في الصلة‪ ،‬تنوي أن تكبر‬ ‫مثل‪ ،‬كذلك الوضوء‪.‬‬ ‫ولكن باعتبار وجوب استدامتها واستمرارها إلى آخر الصلة‪ ،‬اعتبرت ركنا من أركان‬ ‫الصلة‪ ،‬وباعتبار أولها تعتبر شرط‪.‬‬ ‫‪‰‬‬ ‫معنى هذا‪" :‬‬ ‫اختلف‬ ‫أن اختلف أهل العلم في مثل هذا يعتبر اختلفا غير جوهري‪,‬‬ ‫ي شكلي‪ ،‬بمعنى‪ :‬الكل ي ‪ED‬ل ‪B‬ز ‪E‬م "‬ ‫صور ‪‰‬‬ ‫بأن النية لبد منها لي عمل‪)) ,‬إنما العمال‬ ‫بالنيات((‪ ,‬لكن هل تسمى شرطا أو تسمى ركنا؟ ل يضر مثل هذا الختلف‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫)( ع }دد المؤلف ‪-‬رحمه ا‪ -‬شروط الصلة التسعة‪ :‬السلم‪ ،‬والعقل‪ ،‬والتمييز‪ ،‬ورفع‬ ‫الحدث‪ ،‬وإزالة النجاسة‪ ،‬وستر العورة‪ ،‬ودخول الوقت‪ :‬أي العلم بدخول الوقت‪ ،‬أن‬ ‫يكون المصلي عالما بدخول الوقت هذه هي الشروط‪ ،‬ثم أخذ المؤلف ‪-‬رحمه ا‪ -‬يشرح‬ ‫من عند نفسه‪ ،‬ل يحتاج إلى شرح‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪6‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫الى‪}:‬وق‪B A‬د ‪D‬من‪A‬ا إ‪B‬ل‪A‬ى ‪A‬ما ‪A‬ع ‪B‬مل‪E‬وا ‪B‬م ‪D‬ن‬ ‫ون{ ]التوبة‪ .[17 :‬ق‪A‬ا ‪A‬ل ت‪A A‬ع‬ ‫ار ه‪D E‬م ‪A‬خال‪E B‬د ‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫الن" ‪B‬‬ ‫‪A‬ع ‪A‬م ‪t‬ل ف‪A A‬ج ‪A‬ع ‪D‬لن‪A‬اه‪ E‬ه‪A‬ب‪A‬اء "منث‪E‬ورا{ ]الفرقان‪.( )[32 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ون ‪A‬مر‪ D‬ف‪ŸE‬و ‪‰‬‬ ‫ض ‪O‬ده‪ E‬ال ‪E‬جن‪ŸE‬ون‪A ،‬وال ‪A‬مج‪ D‬ن‪E ŸE‬‬ ‫ع ‪A‬ع ‪D‬ن‪Ÿ‬ه‪ E‬الق‪A‬ل‪E ŸA‬م‬ ‫ال "شر‪ D‬ط‪ E‬الث"ان‪B‬ي‪ :‬ال ‪A‬ع ‪D‬ق ‪E‬ل ‪A‬و ‪B‬‬ ‫ق) (‪A ،‬وال ‪" Ÿ‬دل‪B‬ي ‪E‬ل ‪A‬ح‪B Ÿ‬د ‪E‬‬ ‫يث‪E ) :‬رف‪A Ÿ B‬ع الق‪A‬ل‪E Ÿ A‬م ‪A‬ع‪D Ÿ‬ن ث‪A‬ل‪A‬ث‪t Ÿ A‬ة‪ :‬الن‪Ÿ A‬ائ‪E B‬م ‪A‬حت‪Ÿ A‬ى‬ ‫‪A‬حت" ‪Ÿ‬ى ي‪A‬ف‪B‬ي ‪A Ÿ‬‬ ‫ي‪D A‬ست‪D A‬يق‪B‬ظ‪A ،A‬وال ‪A‬مج‪ D‬ن‪E E‬‬ ‫ص ‪B‬غي ‪E‬ر ‪A‬حت"ى ي‪D A‬بل‪D E‬غ(() (‪.‬‬ ‫ون ‪A‬حت‪A‬ى ي‪A‬ف‪B‬ي ‪A‬‬ ‫ق‪A ،‬وال ‪A‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫)( الكافر عمله مردود ولو عمل أي عمل‪ ,‬هذا معنى الشرطية‪ ،‬أي عدم السلم يستلزم‬ ‫عدم الصلة‪ ،‬وعدم صحية أي عمل‪ ،‬لن الكافر ل يقبل منه أي عمل‪.‬‬ ‫ين‬ ‫ان ل‪D B‬ل ‪E‬م ‪D‬ش ‪B‬ر ‪B‬ك ‪A‬‬ ‫وجميع العمال الصالحة من شرطها السلم‪ ،‬والدليل قوله تعالى‪A }:‬ما ‪A‬ك ‪A‬‬ ‫أ‪A‬ن ي‪D A‬ع ‪E‬مر ‪D‬‬ ‫ك ‪A‬حب‪B‬ط‪D A‬‬ ‫ار ه‪D E‬م‬ ‫ين ‪A‬عل‪A‬ى أ‪A‬نف‪B E‬س ‪B‬ه ‪D‬م ب‪D B‬ال ‪E‬ك ‪D‬ف ‪B‬ر أ‪D E‬ول‪A‬ئ‪A B‬‬ ‫اج ‪A‬د ا ‪A‬شا ‪B‬ه ‪B‬د ‪A‬‬ ‫‪E‬وا ‪A‬م ‪A‬س ‪B‬‬ ‫ت أ‪D A‬ع ‪A‬مال‪E‬ه‪D E‬م ‪A‬وف‪B‬ي الن" ‪B‬‬ ‫ون{ ]التوبة‪.[17 :‬‬ ‫‪A‬خال‪E B‬د ‪A‬‬ ‫تعالى‪}:‬وق‪B A‬د ‪D‬من‪A‬ا إ‪B‬ل‪A‬ى ‪A‬ما ‪A‬ع ‪B‬مل‪E‬وا ‪B‬م ‪D‬ن ‪A‬ع ‪A‬م ‪t‬ل ف‪A A‬ج ‪A‬ع ‪D‬لن‪A‬اه‪ E‬ه‪A‬ب‪A‬اء‬ ‫الشاهد‪ :‬حبطت أعمالهم‪ ،‬وقوله‬ ‫‪A‬‬ ‫"منث‪E‬ورا{ ]الفرقان‪.[32 :‬‬ ‫أي‪ :‬ل يثابون عليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ()2‬والمجنون ل تصح منه العمال‪ ،‬ل الصلة ول غيرها‪ ,‬مرفوع عنه القلم‪ ،‬بمعن‪ŸŸ‬ى‪ :‬ل‬ ‫تكتب عنه السيئات ول تكتب ل‪ŸŸ‬ه الحس‪ŸŸ‬نات‪ ,‬ه‪ŸŸ‬ذا معن‪ŸŸ‬ى رف‪ŸŸ‬ع القل‪ŸŸ‬م‪ ،‬أي قل‪ŸŸ‬م التكلي‪ŸŸ‬ف‪ ,‬لي‪ŸŸ‬س‬ ‫مكلفا بالعمل لنه بدون عقل‪ ،‬والعقل‪ :‬هو ذلك الن‪ŸŸ‬ور ال‪ŸŸ‬ذي يق‪ŸŸ‬ذفه ا س‪ŸŸ‬بحانه وتع‪ŸŸ‬الى ف‪ŸŸ‬ي‬ ‫قلوب العباد‪ ،‬يميزون به بين القبيح والحسن وغير ذلك‪.‬‬ ‫)( النائم في حال نومه معذور‪ ,‬لذلك ي‪A E‬ع ‪O‬د النوم عذرا من أعذار الصلة‪ ,‬فإذا استيقظ‬ ‫صلى أداء على الصح ل قضاء‪)) ,‬من نسي صلة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها((‪,‬‬ ‫من ‪E‬شغل إلى أن نسي الصلة‪ ،‬ثم تذكر؛ فعليه أن يبادر إلى الصلة‪ ,‬ووقت تذكر الصلة‬ ‫هو وقت صلته =‬ ‫‪3‬‬

‫= يختلف أهل العلم هل يصلي قضاء أو أداء؟‬ ‫الذي يظهر ‪-‬وا أعلم‪ -‬أنها أداء‪ ,‬لنه قال ‪-‬عليه الصلة والسلم‪)) :-‬فليصلها إذا‬ ‫ذكرها((‪ ,‬ف‪B A‬ه ‪A‬م من هذا بعض أهل الحديث أنه يصليها أداء‪ ،‬وكذلك المستيقظ إذا استيقظ‬ ‫يبادر فور استيقاظه وفور تذكره‪ ،‬يبادر إلى الصلة‪ ،‬مثل‪ :‬إلى صلة الظهر‪ ،‬ل يقول‬ ‫دخل وقت العصر أو "‬ ‫أذن‪ ,‬بل حتى لو جاء إلى المسجد‪ ،‬ورأى المام يصلي العصر‪،‬‬ ‫عليه أن يصلي الظهر مقتديا بالمام الذي يصلي العصر‪ ،‬ثم يصلي العصر إ "ما منفردا‬ ‫أو إذا وجد جماعة أخرى مسبوقة يصلي معها‪ ،‬فالواجب أن بيدا بالصلة الولى لن‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪7‬‬

‫الث"ال‪E B‬‬ ‫ين ث‪" E‬م ي ‪ED‬ؤ ‪A‬م ‪E‬ر ب‪B‬ال "‬ ‫صل‪B A‬ة‬ ‫ض ‪O‬ده‪ E‬الص‪A U‬غر‪A ،E‬و ‪A‬ح ‪O‬ده‪A E‬س ‪D‬ب ‪E‬ع ‪B‬سن‪A B‬‬ ‫ث‪ :‬الت" ‪D‬ميي ‪E‬ز ‪A‬و ‪B‬‬ ‫صل"ى ا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪A‬و ‪A‬سل" ‪A‬م‪E )) :-‬مر‪E‬وا أ‪D A‬بن‪A‬ا ‪A‬ء ‪E‬ك ‪D‬م ب‪B‬ال "‬ ‫صل‪B A‬ة ل‪A B‬سب ‪Dt‬ع‪،‬‬ ‫ل‪B‬ق‪D A‬ول‪B B‬ه ‪A -‬‬ ‫اجع(() (‪.‬‬ ‫‪A‬واض‪B D‬رب‪E‬وه‪D E‬م ‪A‬عل‪D A‬يه‪A‬ا ل‪A B‬ع ‪D‬ش ‪t‬ر ‪A‬وف‪U A‬رق‪E‬وا ب‪D A‬ين‪A‬ه‪D E‬م ف‪B‬ي ال ‪A‬م ‪A‬‬ ‫ض ‪B‬‬ ‫ال "شر‪ D‬ط‪ E‬الر"اب‪B‬ع‪:E‬‬ ‫الح ‪A‬د ‪E‬‬ ‫ث‪.‬‬ ‫وجب‪E‬ه‪A E‬‬ ‫‪A‬ر ‪D‬ف ‪E‬ع ال ‪A‬ح ‪A‬د ‪B‬‬ ‫ث‪A ،‬وه‪A E‬و ال ‪E‬وض‪E‬و ‪E‬ء ال ‪A‬م ‪D‬عر‪E‬وف‪A ،‬و ‪E‬م ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫الصلة مرتبة‪.‬‬ ‫)( الصغير الذي دون السبع ل يعقل‪ ,‬لذلك أ‪E‬مرنا أن نأمر أولدنا بالصلة لسبع‪ ,‬لنهم‬ ‫وح ‪O‬ده‪ E‬سبع سنين‪ ,‬ثم يؤمر بالصلة لقوله ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪:-‬‬ ‫قبل ذلك ل يعقلون‪A ,‬‬ ‫))مروا أبناءكم بالصلة لسبع اضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع((‪ ,‬هذه‬ ‫آداب إسلمية ينبغي التقيد بها‪ ،‬أمر الطفال بالصلة لسبع‪ ,‬وليس معنى أمرهم أن تقول‬ ‫له صلي بس‪ ،‬يلزم من أمر رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أن نأمر أطفالنا بالصلة‬ ‫أن نعلمهم الصلة‪ ,‬وإل فكونك تقول للطفل ‪-‬الذي يلعب عند الباب‪ -‬إذهب إلى المسجد‬ ‫صل‪ ، U‬وأنت ل علمته الطهارة ول علمته كيف يصلي‪ ،‬ل تخرج من العهدة‪ ,‬وإنما تخرج‬ ‫كثير من الناس‬ ‫من العهدة إذا علمته الطهارة ثم قلت له صلي‪ ،‬هنا امتثلت‪ ،‬وأما تساهل‬ ‫‪t‬‬ ‫لسبع أو دون السبع على غير طهارة‪ ,‬وبدون معرفة‬ ‫قد يحمل طفله إلى المسجد إما‬ ‫‪t‬‬ ‫للصلة‪ ,‬في‪E‬وقف في الصف؛ في‪E‬عتبر هذا الصف مقطوعا بوقوف هذا الطفل في الصف؛‬ ‫مصل‪ ,‬ينطبق على هذا الشخص قوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪)) :-‬من وصل‬ ‫لنه غير‬ ‫‪t‬‬ ‫الصف وصله ا‪ ،‬ومن قطع الصف قطعه ا((‪ ,‬تحمل طفل ل يعقل الصلة‪ ,‬ي‪E‬وقف في‬ ‫الصف الول خلف المام معك‪ ،‬والناس تسكت مجاملة‪ ،‬وهو ليس في الصلة‪ ،‬ربما‬ ‫ليس على طهارة حتى في بدنه‪ ,‬لنك أخذته من أمام البيت قبل أن تعلمه الطهارة‬ ‫والصلة‪ ,‬هذا تصرف خطأ‪ ,‬فالواجب أن تعلمه في البيت كيف يتطهر وكيف يصلي؛ ثم‬ ‫تعلمه أين يقف‪ ,‬ل يقف في الصف الول‪ ،‬وإنما يقف حيث تقف الطفال‪ ,‬إن كان‬ ‫المأمومون يتكونون ويتألفون من صفين‪ ,‬فلهم الصف الثاني ‪-‬أي آخر الصفوف‪ -‬بعد‬ ‫صفوف الرجال‪ ,‬هكذا أدبنا رسول ا = =صلى ا عليه وسلم؛ فيجب أن نلتزم بهذه‬ ‫الداب‪ ,‬فإذا بلغ الطفل عشر سنين‪ ،‬وحصل منه نو ‪‰‬‬ ‫ع من عدم المتثال والتمرد‪ ,‬يضرب‬ ‫ضرب تأديب وتخويف حتى يصلي‪ ,‬مع المحافظة عليه‪.‬‬ ‫وفي هذا السن يفرق بينهم في المضاجع كل طفل ينام منفردا‪ ,‬هكذا أدب السلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪8‬‬

‫الس‪D‬ل ‪E‬م‪A ،‬وال ‪A‬ع ‪D‬قل‪A ،E‬والت" ‪D‬ميي ‪E‬ز‪A ،‬والن‪B‬ي"ة‪،( )E‬‬ ‫‪A‬و ‪E‬شر‪E‬وط‪E‬ه‪A E‬ع ‪A‬ش ‪A‬رة‪B :( )‰‬‬ ‫ي ق‪D A‬‬ ‫ارة‪،( )E‬‬ ‫ط ‪A‬عه‪A‬ا ‪A‬حت"ى ت‪A‬ت‪A B‬م الط"ه‪A A‬‬ ‫‪A‬وا ‪D‬ست‪B‬ص‪A D‬حاب‪E E‬ح ‪D‬ك ‪B‬مه‪A‬ا ب‪B‬أ‪A‬ن ل‪ A‬ي‪D A‬ن ‪B‬و ‪A‬‬ ‫‪A‬وا ‪D‬نق‪B‬ط‪A‬ا ‪E‬‬ ‫ب) (‪A ،‬وا ‪D‬ست‪D B‬ن ‪A‬جا ‪‰‬ء) ( أ‪A‬و ا ‪D‬ست‪B‬ج‪A D‬ما ‪‰‬ر ق‪D A‬بل‪A‬ه‪،( )E‬‬ ‫وج ‪t‬‬ ‫ع ‪E‬م ‪B‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫)( المراد به الوضوء المعروف‪ ،‬وموجبه الحدث‪ ,‬وشروطه عشرة‪ ,‬السلم والعقل‬ ‫والتميز ‪-‬كما تقدم‪ -‬والنية واستصحاب حكمها‪.‬‬ ‫‪‰‬‬ ‫وركن عند البعض الخر‪ ,‬الختلف لفظ ‪‰‬ي كما‬ ‫)( النية ‪-‬كما تقدم‪ -‬شرط‪ ‰‬عند بعضهم‬ ‫أشرنا‪.‬‬ ‫)( واستصحاب حكمها يعني أن"ه بهذا الستصحاب تعتبر ركنا‪ ،‬ومعنى استصحاب حكم‬ ‫النية أل ينوي قطع الصلة وذلك قطع الوضوء أو قطع أي عبادة نوى‪ ،‬ل ينوي أن"ه في‬ ‫أثناء العمل أن يقطعه حتى تتم الطهارة‪ ,‬لو نوى أن يترك الوضوء‪ ،‬وهو في أثناء‬ ‫الوضوء؛ فيجب عليه أن يستأنف من جديد بنية جديدة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫)( انقطاع موجب‪ ،‬الذي هو الحدث‪ ،‬يجب عليه أن ينقطع‪ ،‬أن يفرغ من البول ومن‬ ‫قضاء حاجته ومن خروج الريح‪ ،‬ينقطع من كل ذلك حتى يتوضأ‪ ،‬أما مع وجود‬ ‫وجريان الحدث فل يصح الوضوء‪.‬‬ ‫)( والستنجاء معروف‪ ،‬وللنسان أن يجمع بينه ]وبين الستجمار[‪ ،‬وله أن يقتصر على‬ ‫أحدهما‪.‬‬ ‫)( استنجا ‪‰‬ء أو استجما ‪‰‬ر قبله‪ :‬يشترط أن يستنجي النسان قبل الوضوء أو يستجمر‪ ،‬وله‬ ‫أن يجمع بينهما‪.‬‬ ‫الستجمار‪ :‬هو استعمال أحجار ثلثة فأكثر‪ ,‬يقف على الوتر‪ ،‬والمطلوب إزالة عين‬ ‫"‬ ‫ولكن الستجمار يزيل عين‬ ‫النجاسة‪ ،‬ل إزالة أثرها؛ فأثر النجاسة ل يزول إل بالماء‪,‬‬ ‫النجاسة وأثرها الظاهر‪ ,‬وما بقي من الرائحة وغير ذلك ي‪E‬عفى عنه فتصح الصلة‪=.‬‬ ‫= الستجمار ليس للضرورة ‪-‬كما يتصور بعض الناس‪ -‬بل للنسان أن يستجمر مع‬ ‫وجود الماء‪ ،‬ول يستنجي‪ ,‬هذا الذي كان عليه عمل الصحابة في وقتهم‪" ،‬‬ ‫لن الماء ليس‬ ‫بمتوفر كاليوم‪ ،‬ومع ذلك ما كانوا يتكلفون بطلب الماء‪ ،‬إذا قضى النسان حاجته‬ ‫يستجمر فيكتفي بذلك ولو كان الماء موجودا‪ ,‬لو استوفى الشروط؛ فأزال عين النجاسة‪،‬‬ ‫صح له أن يصلي‪ ،‬وأ "ما الثر فيعفى عنه‪ ،‬كذلك من وطئ النجاسة بنعليه أو بخفيه؛‬ ‫فدحك بالرض حتى أزال عين النجاسة؛ فبقي الثر‪ ,‬له أن يصلي في نعليه وفي الخفين‬ ‫وفيهما الثر بعد إزالة عين النجاسة كالمستجمر تماما‪)) ,‬إذا أتى أحدكم المسجد‪ ،‬فلينظر‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪9‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫‪E‬وري"ة‪A E‬ما ‪t‬ء) ( ‪A‬وإ‪B‬ب‪A‬ا ‪A‬حت‪E‬ه‪A ،( )E‬وإ‪A B‬زال‪A‬ة‪A E‬ما ي‪D A‬من‪E A‬ع ‪E‬وص‪E‬و ‪A‬ل ال ‪A‬ما ‪B‬ء إ‪B‬لى‬ ‫‪A‬وط‪E‬ه ‪B‬‬ ‫الب‪A A‬ش ‪A‬ر ‪B‬ة) (‪،‬‬ ‫ض ‪B‬ه) (‪.‬‬ ‫‪A‬و ‪E‬د ‪E‬خو ‪E‬ل ‪A‬و ‪D‬ق ‪t‬‬ ‫ت ‪A‬على ‪A‬م ‪D‬ن ‪A‬ح ‪A‬دث‪E‬ه‪A E‬دائ‪‰ B‬م ل‪B‬ف‪A‬ر‪B D‬‬ ‫ضه‪ E‬ف‪B A‬ست"ة‪:‰‬‬ ‫‪A‬وأ‪" A‬ما ف‪E‬ر‪E‬و ‪E‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫فليصل فيهما((‪ ,‬هذه‬ ‫تحت نعليه؛ فإن رأى فيهما قذرا؛ فليدلكهما بالرض؛ فليدخل بهما‬ ‫‪B‬‬ ‫من السنن المهجورة اليوم‪ ,‬بل من السنن المحاربة‪ ,‬عند كثير من الناس تحارب‪ ،‬بل ت‪E‬عد‬ ‫جريمة في بعض القطار ‪-‬دخول المسجد بالنعال وبالحذية‪ ،-‬لو اشتريت الن من‬ ‫الدكان ولبست ودخلت بها المسجد‪E ،‬ع "د ذلك جريمة وعدم احترام للمساجد ولبيوت ا‪،‬‬ ‫قلبت السنة بدعة والبدعة سنة‪ ,‬الصلة في النعال كانت عند السلف أمرا معهودا ل‬ ‫يختلفون فيه‪ ,‬بل كل ما في المر يتحفظ النسان‪ ،‬فيلحظ نظافة نعليه عند دخوله‬ ‫للمسجد عمل بالحديث الذي أشرنا إليه‪)) ,‬ثم ليدخل بهما فليصل بهما((‪ ,‬وإن خلعهما‬ ‫جعلهما بين رجليه‪ ،‬ل يجعلهما بين يديه ولخلفه ول يمين ول شمال‪ ،‬لكي ل تؤذي‬ ‫الناس‪ ،‬بل يجعلهما بين رجليه‪ ،‬بين قدميه‪ ,‬هكذا جرت السنة‪ ،‬ودرج على هذا سلف هذه‬ ‫المة‪ ,‬ول تزال هذه السنة معمول بها في بعض المناطق في هذا البلد‪ ,‬ولكن في بعض‬ ‫المناطق وفي بعض القطار الخرى في الخارج الموقف سيئ‪.‬‬ ‫ولكن هنا ينبغي أن ننوه أن الصلة في النعال سنة‪ ،‬وليس ذلك بواجب ول شرط لصحة‬ ‫الصلة أو واجب من واجبات الصلة‪ ،‬فهذه السنة إذا تعارضت مع مصلحة أخرى‪ ،‬مع‬ ‫بعض المساجد‪ ،‬أو أ }دى فتح الباب لدخول المساجد بها إلى إضاعة المال؛ فينبغي أن‬ ‫تترك هذه السنة تركا مؤقتا ومقيدا بمكان مقيد‪ ،‬حتى تحيى في أماكن أخرى مثل هذه‬ ‫المساجد‪ ,‬ل ينبغي أن يتسرع الشباب ليدخلوا بنعالهم؛ فيفتحوا بذلك باب دخول المساجد‬ ‫بالنعال؛ فيدخل المتسرعون قبل أن ينظروا تحت نعالهم؛ فيؤدي ذلك إلى إضاعة هذه‬ ‫الفرش‪ ,‬فـقد نهينا عن إضاعة المال‪ ,‬إضاعة المال حرام‪ ،‬ودخول المساجد والصلة في‬ ‫النعال سنة‪ ,‬وإذا حصل تعارض‪ ,‬نعمل بإحياء سنة الصلة في النعلين في غير هذه‬ ‫المساجد‪ ،‬في المساجد التي ل تزال على فطرتها‪ ،‬المفروشة بالرمال والتراب‪ ،‬أو في‬ ‫بيوتنا‪ ،‬أو في البرية عندما نخرج في الرحلة والمعسكرات‪ ،‬والماكن كثيرة‪- ,‬معنى‬ ‫ذلك‪ -‬ل نحارب الصلة في النعال‪ ،‬ول نبالغ إلى درجة أننا ندخل مثل هذا المساجد‬ ‫المساجد المفروشة بالنعال‪ -‬فتضيع هذه الموال‪ ،‬ولكن نجمع بين هذه المصالح وبين‬‫هذه الحاديث بأن نحيي ونعمل بسنة الصلة في النعال في غير هذه المساجد‪ ،‬والمساجد‬ ‫كثيرة=‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪10‬‬

‫ض‪ Ÿ‬ة‪A E‬وال ‪D‬ست‪D B‬ن ‪A‬ش‪ Ÿ‬اق) (‪A ،‬و ‪A‬ح‪O Ÿ‬ده‪ E‬ط‪ŸE‬ول ‪B‬م‪D Ÿ‬ن‬ ‫‪A‬غ ‪D‬س‪E Ÿ‬ل ال‪ŸA Ÿ‬وج‪B D‬ه‪A ،‬و ‪B‬م ‪D‬ن‪Ÿ‬ه‪ E‬ال ‪A‬مض‪A D‬م ‪A‬‬ ‫ت ‪A‬شع‪D‬ر الر ‪D‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪U‬‬ ‫‪E‬‬ ‫ر‪D‬‬ ‫‪E‬وع ال‪E E‬ذن‪A‬ي ‪DB‬ن) (‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫ضا‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫س‬ ‫"أ‬ ‫‪A‬‬ ‫‪A‬من‪A‬اب‪B B‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪D‬‬ ‫س) ( ‪A‬و ‪B‬م ‪D‬ن‪ŸŸŸ‬ه‪E‬‬ ‫‪A‬و ‪A‬غ ‪D‬س‪E ŸŸŸ‬ل الي‪A ŸŸŸA‬دي ‪DB‬ن إ‪B‬ل‪ŸŸŸ‬ى ال ‪B‬مر‪ D‬ف‪A‬ق‪D A‬ي‪B Ÿ‬‬ ‫‪ŸŸ‬ع ال‪ŸŸŸ‬ر"أ ‪B‬‬ ‫‪ŸŸ‬ن) (‪A ،‬و ‪A‬م ‪D‬س‪E ŸŸŸ‬ح ‪A‬ج ‪B‬مي‪B Ÿ‬‬ ‫ال‪E E‬ذن‪A‬ي‪D‬ن) (‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫=والماكن كثيرة‪ ،‬ول بد من الفقه في الدين‪ ،‬والتوفيق بين النصوص‪ ،‬ل يأخذ النسان‬ ‫طرفا أو نصا أو حديثا ويضيع النصوص الخرى؛ بل ل بد من التوفيق دائما حسب‬ ‫المكان‪.‬‬ ‫)( من شروط الوضوء أن يكون الماء طهورا‪ ،‬فالماء إ "ما أن يكون نجسا أو طاهرا أو‬ ‫طهورا‪.‬‬ ‫إذا أنواع المياه ثلثة‪:‬‬ ‫• ماء نجس ل يستعمل ل في الطهارة ول في الشرب‪.‬‬ ‫• ماء طاهر يستعمل في غير العبادة‪.‬‬ ‫• ماء طهور يستعمل في العبادة‪.‬‬ ‫قد يكون الماء طاهرا في نفسه غير مطهر‪,‬كالغسالة التي جمعت مثل في مكان‪ ,‬أو‬ ‫ماء تغير بطاهرحتى سلب اسمه‪ ,‬س‪E‬مي شايا أومرقا‪ ,‬وهو ماء في الصل تغير‬ ‫بطاهر بواسطة لحم أو شاي ‪E‬سل‪B‬ب اسمه؛ فل تصح به الطهارة‪ ،‬أو تغير بنجس‪ ،‬تغير‬ ‫لونه أو طعمه أو ريحه‪ ،‬ل يستعمل في الطهارة‪ ،‬إذا طهورية الماء أي أن يكون‬ ‫طاهرا شرط‪.‬‬ ‫‪ ()2‬وأن يك‪ŸŸ‬ون الم‪ŸŸ‬اء مباح‪ŸŸ‬ا ل يك‪ŸŸ‬ون مغص‪ŸŸ‬وبا‪ ،‬ل‪ŸŸ‬و غص‪ŸŸ‬بت م‪ŸŸ‬اء إنس‪ŸŸ‬ان وتوض‪ŸŸ‬أت ب‪ŸŸ‬ه‬ ‫واغتسلت به ما صح‪ ،‬مع الخلف في المسألة من أهل العلم‪ ,‬فهناك من يص‪ŸŸ‬حح الوض‪ŸŸ‬وء‬ ‫م‪ŸŸ‬ع الث‪ŸŸ‬م‪ ،‬و يق‪ŸŸ‬ول "‬ ‫أن الباح‪ŸŸ‬ة ليس‪ŸŸ‬ت بش‪ŸŸ‬رط‪ ،‬ولك‪ŸŸ‬ن ي‪ŸŸ‬أثم م‪Ÿ‬ن يس‪Ÿ‬تعمل الم‪ŸŸ‬اء المغص‪ŸŸ‬وب‪،‬‬ ‫وه‪ŸŸŸ‬ذا الخلف ج‪ŸŸŸ‬اء فيم‪ŸŸŸ‬ن يص‪ŸŸŸ‬لي ب‪ŸŸŸ‬الثوب المغص‪ŸŸŸ‬وب والعمام‪ŸŸŸ‬ة المغص‪ŸŸŸ‬وبة والرض‬ ‫المغص‪ŸŸ‬وبة وال‪ŸŸ‬دار المغص‪ŸŸ‬وبة‪ ,‬ه‪ŸŸ‬ذه المس‪ŸŸ‬ائل كله‪ŸŸ‬ا مح‪ŸŸ‬ل خلف‪ ،‬أي فيه‪ŸŸ‬ا روايت‪ŸŸ‬ان ف‪ŸŸ‬ي‬ ‫المذهب نفسه‪ ,‬في مذهب أحمد‪ ,‬وفي مسألتنا هذه‪ ,‬القول الثاني "‬ ‫أن إباحة الم‪ŸŸ‬اء ‪-‬أي ك‪ŸŸ‬ون‬ ‫الم‪ŸŸ‬اء مباح‪ŸŸ‬ا حلل لي‪ŸŸ‬س بمغص‪ŸŸ‬وب‪ -‬لي‪ŸŸ‬س بش‪ŸŸ‬رط لص‪ŸŸ‬حة الوض‪ŸŸ‬وء‪ ،‬لكن" ‪Ÿ‬ه واج‪ŸŸ‬ب عل‪ŸŸ‬ى‬ ‫النسان أن يتحرى‪ ،‬ولو توضأ بماء المغصوب فوضوءه صحيح لكنه ي‪ŸŸ‬أثم‪ ,‬ه‪ŸŸ‬ذه الرواي‪ŸŸ‬ة‬ ‫هي التي تترجح عن‪Ÿ‬دنا‪ :‬أن"‪Ÿ‬ه ي‪ŸŸ‬أثم ولك‪Ÿ‬ن الوض‪ŸŸ‬وء يص‪ŸŸ‬ح‪ ،‬أي المس‪Ÿ‬ألة خلفي‪ŸŸ‬ة‪ ,‬وقل"م‪Ÿ‬ا تس‪Ÿ‬لم‬ ‫مسألة فقهية من خلف‪ ,‬وا أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪11‬‬

‫‪A‬و ‪A‬غ ‪D‬س ‪E‬ل ال ‪U‬رج‪ D‬ل‪A‬ي ‪DB‬ن إ‪B‬لى ال ‪A‬ك ‪D‬عب‪A‬ي ‪DB‬ن) (‪A ،‬والت"ر‪ D‬ت‪B‬يب‪A E‬وال ‪E‬م ‪A‬وال‪A‬ة‪A ،( )E‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪E‬‬ ‫وا إ‪A B‬ذا ق‪D E‬مت‪D E‬م إ‪B‬ل‪A‬ى الص"ل ‪B‬ة) ( فا ‪D‬غ ‪B‬سل‪D E‬‬ ‫ين آ ‪A‬من‪D E‬‬ ‫وا ‪E‬و ‪E‬ج‪ŸŸ‬وه‪E A‬ك ‪D‬م‬ ‫ت‪A A‬عالى‪}:‬ي‪A‬ا أ‪A‬ي‪O‬ه‪A‬ا ال" ‪B‬ذ ‪A‬‬ ‫ق) ( ‪A‬وا ‪D‬م ‪A‬س‪ ŸŸŸŸ‬ح ‪D‬‬ ‫وس‪E ŸŸŸŸ‬ك ‪D‬م) ( ‪A‬وأ‪A‬ر‪E D‬جل‪E A‬ك‪D ŸŸŸŸ‬م إ‪B‬ل‪ŸŸŸŸA‬ى‬ ‫‪E‬وا ب‪E B‬ر ‪E‬ؤ ‪B‬‬ ‫‪A‬وأ‪D A‬ي‪B ŸŸŸŸ‬دي‪E A‬ك ‪D‬م إ‪B‬ل‪ŸŸŸŸA‬ى ‪D‬ال ‪A‬م ‪A‬راف‪B ŸŸŸŸB‬‬ ‫ين) ({ ]المائدة‪ :‬من الية ‪.[6‬‬ ‫‪D‬ال ‪A‬ك ‪D‬عب‪B A‬‬ ‫ب ‪A‬ح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫يث‪)) :‬ا ‪D‬ب ‪A‬د ‪E‬ءوا ب‪A B‬ما ب‪A A‬دأ‪ A‬ا ب‪B B‬ه(() (‪.‬‬ ‫‪A‬و ‪A‬دل‪B‬ي ‪E‬ل الت"ر‪ D‬ت‪B‬ي ‪B‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫)( أن يزيل النسان من أعضاء الوضوء ما يمنع وصول الماء إلى البشرة‪,‬كالذين‬ ‫يشتغلون في )البويه(‪ ,‬هذه المادة إذا كانت لصقة بأعضاء الوضوء‪ ،‬مادة لصقة قوية‬ ‫تمنع وصول الماء إلى البشرة‪ ،‬يجب أن يزيلها بالمزيلت قبل الوضوء‪ ،‬ومثل ما يسمى‬ ‫)بالمناكير( التي تستعملها النساء في الظفار‪ ،‬يجب إزالــــــــــــــة ذلك قبل الوضوء‪،‬‬ ‫على المرأة المسلمة أن تزيل هذه المناكير عندما تريد أن تتوضأ أو تغتسل=‬

‫‪3‬‬

‫=غسل الجنابة‪ ،‬لها أن تستعمل ذلك في بيتها بعد ذلك‪ ،‬بعد التفاق مع زوجها على أنها‬ ‫من وسائل الجمال والزينة‪.‬‬ ‫ت لفرض‪ŸŸŸ‬ه‪ ،‬أي لفرض‪ŸŸŸ‬ه الحاض‪ŸŸŸ‬ر عل‪ŸŸŸ‬ى م‪ŸŸŸ‬ن ح‪ŸŸŸ‬دثه دائم كس‪ŸŸŸ‬لس الب‪ŸŸŸ‬ول‪،‬‬ ‫‪ ()4‬دخ‪ŸŸŸ‬ول وق‪t ŸŸŸ‬‬ ‫والستحاضة‪ ،‬يجب على المستحاضة أن تصبر حتى ي‪ŸŸ‬دخل ال‪ŸŸ‬وقت‪ ،‬ك‪ŸŸ‬ذلك م‪ŸŸ‬ن ب‪ŸŸ‬ه س‪ŸŸ‬لس‬ ‫البول‪ ،‬ل يجوز لهم أن يتوضؤا قبل الوقت‪ ،‬بمعنى يتوضؤن لكل وقت‪.‬‬ ‫)( هذا هو مذهب المام أحمد‪ ،‬المضمضة والستنشاق داخلين في غسل الوجه‪ ،‬أي‬ ‫يجب على المتوضئ أن يتمضمض ويستنشق ويستنثر‪ ،‬ويسبق ذلك غسل الكفين ثلث‬ ‫مرات‪.‬‬ ‫وهذه من المسائل التي بينتها السنة كما سيأتي‪ ،‬جاء مجمل في القرآن وبين"ته السنة‪.‬‬ ‫‪ ()2‬وح ‪O‬د الوجه طول من من‪ŸŸ‬ابت ش‪ŸŸ‬عر ال‪ŸŸ‬رأس إل‪ŸŸ‬ى ال‪ŸŸ‬ذقن‪ ،‬ال‪ŸŸ‬ذقن داخ‪‰ Ÿ‬ل ف‪ŸŸ‬ي ال‪ŸŸ‬وجه‪ ،‬ال‪ŸŸ‬ذقن‬ ‫ملتق‪ŸŸ‬ى اللحيي‪ŸŸ‬ن‪ ،‬العظ‪ŸŸ‬م ال‪ŸŸ‬ذي علي‪ŸŸ‬ه اللحي‪ŸŸ‬ة يس‪ŸŸ‬مى لح‪ŸŸ‬م‪ ,‬وملتق‪ŸŸ‬ى اللحيي‪ŸŸ‬ن هن‪ŸŸ‬ا يس‪ŸŸ‬مى ذق‪ŸŸ‬ن‬ ‫بالذال‪.-‬‬‫ولذلك تسمى العامة اللحي‪Ÿ‬ة ذق‪Ÿ‬ن‪ ،‬تحري‪Ÿ‬ف‪ ،‬ال‪Ÿ‬ذقن ملتق‪Ÿ‬ى العظميي‪Ÿ‬ن ل الش‪ŸŸ‬عر‪ ،‬الش‪Ÿ‬عر م‪ŸŸ‬ا‬ ‫يس‪ŸŸ‬مى ذق‪ŸŸ‬ن‪ ،‬ول يس‪ŸŸ‬مى ذق‪ŸŸ‬ن‪ ,‬لغ‪ŸŸ‬ة ‪E‬م }غي"‪ŸŸ‬رة‪ ،‬اللحي‪ŸŸ‬ة لحي‪ŸŸ‬ة‪ ،‬س‪ŸŸ‬ميت لحي‪ŸŸ‬ة لنه‪ŸŸ‬ا تنب‪ŸŸ‬ت عل‪ŸŸ‬ى‬ ‫اللحيين‪ ،‬على اللحيين مع الذقن تسمى لحي‪ŸŸ‬ة‪ ،‬اللحي‪Ÿ‬ة ش‪Ÿ‬عر الخ‪Ÿ‬دين وال‪Ÿ‬ذقن‪ ،‬وال‪Ÿ‬ذقن داخ‪Ÿ‬ل‬ ‫بالوجه‪ ،‬إلى الذقن أي مع الذقن‪ ،‬وعرضا إلى فروع الذنين‪.‬‬ ‫هل الذنين من الوجه أم ل ؟‬ ‫أن الذنين من الوجه‪ ،‬بدليل "‬ ‫خلف بين أهل العلم‪ ,‬ويرى المام أحمد "‬ ‫‪‰‬‬ ‫أن من يمسح‬ ‫هناك‬ ‫رأسه يمسح الذنين مع الرأس‪ ،‬ول يأخذ ماء جديدا‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪12‬‬

‫‪A‬و ‪A‬دل‪B‬ي ‪E‬ل ال ‪E‬م ‪A‬وال‪B A‬ة ‪A‬ح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫صل‪A‬ى ا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه‬ ‫ب الل‪D E‬م ‪A‬ع ‪B‬ة ‪A‬ع ‪B‬ن الن"ب‪} B‬ي ‪A -‬‬ ‫يث ‪A‬‬ ‫اح ‪B‬‬ ‫ص ‪B‬‬ ‫‪A‬و ‪A‬سل" ‪A‬م‪:-‬‬ ‫‪E‬ص ‪D‬به‪A‬ا ال ‪A‬ما ‪E‬ء‬ ‫أ‪A‬ن"ه‪ E‬لما ‪A‬رأ‪A‬ى ‪A‬رج‪E‬ل في ق‪A A‬د ‪B‬م ‪B‬ه ل ‪E‬م ‪A‬عة ق‪D A‬د ‪A‬ر الد‪U‬ر‪ D‬ه‪B A‬م ل‪D A‬م ي ‪B‬‬ ‫ال ‪A‬عا ‪A‬د ‪B‬ة) (‪.‬‬ ‫ف‪A‬أ ‪A A‬م ‪A‬ره‪ E‬ب‪B B‬‬ ‫اجب‪E‬ه‪ E‬الت" ‪D‬س ‪B‬مي‪A‬ة‪A E‬م ‪A‬ع ال ‪U‬ذ ‪D‬ك ‪B‬ر) (‪.‬‬ ‫‪A‬و ‪A‬و ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪Ÿ‬ل‪ ،‬دخ‪ŸŸ‬ول الذني‪ŸŸ‬ن ف‪ŸŸ‬ي ال‪ŸŸ‬وجه مح‪ŸŸ‬ل خلف‪ ,‬وعل‪ŸŸ‬ى الق‪ŸŸ‬ول أن"هم‪ŸŸ‬ا خارجت‪ŸŸ‬ان ع‪ŸŸ‬ن‬ ‫وعل‪ŸŸ‬ى ك‪t Ÿ‬‬ ‫الوجه‪ ،‬يك‪Ÿ‬ون معن‪Ÿ‬ى ق‪ŸŸ‬وله إل‪Ÿ‬ى ف‪ŸŸ‬روع الذني‪Ÿ‬ن‪ :‬إل‪ŸŸ‬ى عل‪Ÿ‬ى بابه‪ŸŸ‬ا‪ ،‬ليس‪ŸŸ‬ت بمعن‪ŸŸ‬ى م‪Ÿ‬ع ف‪ŸŸ‬روع‬ ‫الذنين‪ ,‬غير داخلتين في الوجه‪.‬‬ ‫)( أي مع المرفقين‪] ،‬إلى[ هنا بمعنى ‪] :‬مع[‪ ،‬المرفق يغسل‪ ،‬بل يجب أن تشرع في‬ ‫غسل العضد لنتأكد من غسل المرفق‪ ،‬ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪ ،‬الشروع في‬ ‫غسل العضد واجب لتتأكد من غسل المرفقين‪ ,‬لن المرفقين من اليد في باب الوضوء‪،‬‬ ‫اليد لها معاني‪ ،‬اليد تطلق على الكفين وتطلق على الذراعين‪ ،‬وتطلق على اليد بطولها‬ ‫إلى البط‪ ،‬لكن اليد هنا مع المرفقين‪.‬‬ ‫‪ ()4‬كم مرة؟ الجواب أنه يمسح مرة واحدة‪ ،‬مسح جميع الرأس ه‪ŸŸ‬ذا ه‪ŸŸ‬و الص‪ŸŸ‬حيح‪ ,‬فليغي‪ŸŸ‬ر‬ ‫وضوءه من ينتسب إلى م‪Ÿ‬ذهب الم‪Ÿ‬ام الش‪Ÿ‬افعي أو م‪Ÿ‬ذهب الم‪Ÿ‬ام أب‪Ÿ‬ي حنيف‪Ÿ‬ة أو غيرهم‪Ÿ‬ا‪,‬‬ ‫ممن يرون ب‪Ÿ‬أنه ل يج‪ŸŸ‬ب مس‪Ÿ‬ح جمي‪ŸŸ‬ع ال‪ŸŸ‬رأس‪,‬كم‪ŸŸ‬ا س‪Ÿ‬يأتي ذك‪Ÿ‬ر س‪ŸŸ‬بب الخلف عن‪Ÿ‬د الي‪Ÿ‬ة‪،‬‬ ‫الواجب هنا الرجوع إلى بيان رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وس‪ŸŸ‬لم‪ -‬ف‪ŸŸ‬ي كيفي‪ŸŸ‬ة مس‪ŸŸ‬ح ال‪ŸŸ‬رأس‪,‬‬ ‫وما يفعله بعض المنتسبين إلى مذهب الم‪Ÿ‬ام الش‪ŸŸ‬افعي م‪Ÿ‬ن أن الواح‪ŸŸ‬د يأخ‪Ÿ‬ذ الم‪ŸŸ‬اء بط‪ŸŸ‬رف‬ ‫إص‪ŸŸ‬بعه ويعم‪ŸŸ‬ل هك‪ŸŸ‬ذا ‪-‬أي بط‪ŸŸ‬رف ي‪ŸŸ‬ده‪ ,-‬ويك‪ŸŸ‬رر ثلث م‪ŸŸ‬رات‪ ،‬ل‪ ،‬خط‪ŸŸ‬أ ب‪ŸŸ‬ل ف‪ŸŸ‬ي بع‪ŸŸ‬ض‬ ‫فروعهم القول يجوز ولو مسح بعض شعره ‪-‬يعني شعرة واحدة‪ -‬بدعوى التبعيض وب‪ŸŸ‬أن‬ ‫الباء للتبعيض‪ ،‬ما هذا التفسير بعد بيان رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪-‬؟!! ل يجوز أن‬ ‫تتعصب وتتعلق بالمعنى اللغوي بعد بيان رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪-‬؛ فرسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم‪ -‬أعلم منك باللغة العربية؛ فالنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بي}ن كيفية‬‫مسح الرأس‪ :‬أن تضع يديك على مقدم رأسك وتذهب بهما إلى القفا‪ ،‬ثم تردهما إلى حيث‬ ‫بدأت‪ ،‬سوا ‪‰‬ء اعتبرت ذلك مرة أو مرتين‪ ،‬الذي يفهمه أهل العلم أن هذه مرة‪ ،‬ب‪Ÿ‬دليل لن‪Ÿ‬ك‬ ‫ل‪ŸŸ‬م ترف‪ŸŸ‬ع الي‪ŸŸ‬دين‪ ،‬ذهب‪ŸŸ‬ت بهم‪ŸŸ‬ا ورددتهم‪ŸŸ‬ا ل‪ŸŸ‬و أن‪ŸŸ‬ك تعلم‪ŸŸ‬ت هك‪ŸŸ‬ذا‪ ،‬ث‪ŸŸ‬م فعل‪ŸŸ‬ت هك‪ŸŸ‬ذا لعت‪ŸŸ‬برت‬ ‫مرتين‪ ،‬ولكن في الصورة التي فعلها ‪-‬عليه الصلة والس‪ŸŸ‬لم‪ -‬حي‪ŸŸ‬ث ل‪ŸŸ‬م يرف‪ŸŸ‬ع الي‪ŸŸ‬دين عن‪ŸŸ‬د‬ ‫القفا‪ ،‬تعتبر هذه مرة‪ ،‬أي تمسح رأسك مرة واحدة ثم تعم‪ ,‬هذا الواجب‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪13‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫ار ‪E‬ج ‪B‬م ‪A‬ن ال "سب‪B‬يل‪A‬ي ‪DB‬ن) (‪A ،‬و ‪A‬‬ ‫احش‪ E‬الن" ‪B‬جس‪E‬‬ ‫‪A‬ون‪A A‬واق‪E B‬‬ ‫ار ‪E‬ج الف‪B A‬‬ ‫الخ ‪B‬‬ ‫ضه‪ E‬ث‪A A‬مان‪B‬ية‪ :‰‬ال ‪A‬خ ‪B‬‬ ‫‪B‬م ‪A‬ن ال ‪A‬ج ‪A‬س ‪B‬د) (‪A ،‬و ‪A‬ز ‪A‬وا ‪E‬ل ال ‪A‬ع ‪D‬ق ‪B‬ل) (‪،‬‬ ‫ان أ‪D A‬و ‪E‬دب‪E‬را) (‪A ،‬وأ‪D A‬ك ‪E‬ل‬ ‫ج ب‪B‬الي‪B A‬د ق‪E‬ب‪E‬ل ‪A‬ك ‪A‬‬ ‫‪A‬و ‪A‬مس‪ O‬ال ‪A‬مر‪ D‬أ‪B A‬ة ب‪A B‬شه ‪DA‬و ‪t‬ة) (‪A ،‬و ‪A‬مس‪ O‬الف‪A‬ر‪B D‬‬ ‫ور) (‪،‬‬ ‫ل‪A‬ح‪B D‬م ‪A‬‬ ‫الج ‪E‬ز ‪B‬‬ ‫ك) (‪.‬‬ ‫ال ‪D‬سل‪B A‬م أ‪A A‬عا ‪A‬ذن‪A‬ا ا ‪B‬م ‪D‬ن ‪A‬ذل‪A B‬‬ ‫يل ال ‪A‬مي‪B U‬‬ ‫‪A‬وت‪D A‬غ ‪B‬س ‪B‬‬ ‫ت) (‪A ،‬وال ‪U‬ر "دة‪A E‬ع ‪B‬ن ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫)( هذه المسألة التي أشرنا إليها قول رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪)):-‬الذنان من‬ ‫الرأس((‪ ,‬أخذ منه أن الذنين من الرأس ل من الوجه‪ ،‬الصل أو الصحيح عدم أخذ ماء‬ ‫جديد لهما‪ ،‬بل تمسحهما بالماء الذي أخذته لمسح الرأس مع الرأس‪ ،‬وثبت عن عبد ا‬ ‫بن عمر ‪-‬رضي ا عنهما‪ -‬أنه كان يأخذ لهما ماء جديدا‪ ,‬وربما حاول أن يخفي ذلك‬ ‫عن بعض الناس‪ ,‬لن"ه يرى أن هذا خلف ما عليه الجمهور من الصحابة‪ ،‬الجمهور من‬ ‫الصحابة فهموا من قول الرسول ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪)):-‬الذنان من الرأس(( أن"ه ل‬ ‫يأخذ لهما ماء جديدا‪ ,‬بل بعد ما ينتهي من مسح الرأس‪ ،‬يمسح الذنين ظاهرهما‬ ‫وباطنهما بفضل ماء الرأس‪ ،‬ول يأخذ لهما ماء جديدا‪.‬‬ ‫)( يقال هنا ما قيل عند المرفقين‪ ،‬غسل الكعبين واجب‪ ,‬بل يجب أن تشرع في الساق‪،‬‬ ‫رجل كعبان‪ ،‬كعب‪ ‰‬من الخارج‪ ،‬وكعب‪‰‬‬ ‫في رأس الساق لتتأكد من غسل الكعبين‪ ،‬في كل‬ ‫‪t‬‬ ‫من الداخل‪ ،‬فيجب غسلهما‪ ,‬وهما عظمان ناتئان في منتهى الساق‪.‬‬ ‫)( من واجبات الوضوء الترتيب بين العضاء‪ ،‬والموالة بين العضاء‪ ,‬وعدم وجود‬ ‫وا إ‪A B‬ذا ق‪D E‬مت‪D E‬م إ‪B‬ل‪A‬ى الص"ل ‪B‬ة فا ‪D‬غ ‪B‬سل‪D E‬‬ ‫ين آ ‪A‬من‪D E‬‬ ‫وا‬ ‫فاصل طويل ‪E‬عرفا‪ ،‬والدليل قوله تعالى‪}:‬ي‪A‬ا أ‪A‬ي‪O‬ه‪A‬ا ال" ‪B‬ذ ‪A‬‬ ‫ق ‪A‬وا ‪D‬م ‪A‬سح ‪D‬‬ ‫ين{]المائدة‪ :‬من الية ‪.[6‬‬ ‫‪E‬وا ب‪E B‬ر ‪E‬ؤ ‪B‬‬ ‫وس ‪E‬ك ‪D‬م ‪A‬وأ‪A‬ر‪E D‬جل‪E A‬ك ‪D‬م إ‪B‬ل‪A‬ى ‪D‬ال ‪A‬ك ‪D‬عب‪B A‬‬ ‫‪E‬وج‪E‬وه‪E A‬ك ‪D‬م ‪A‬وأ‪D A‬ي ‪B‬دي‪E A‬ك ‪D‬م إ‪B‬ل‪A‬ى ‪D‬ال ‪A‬م ‪A‬راف‪B B‬‬ ‫‪ ()3‬قوله تعالى‪}:‬إ‪A B‬ذا ق‪D E‬مت‪D E‬م إ‪B‬ل‪A‬ى الص"ل ‪B‬ة{‪ :‬أي إذا أردتم القيام إلى الصلة‪.‬‬ ‫)( قوله تعالى‪}:‬فا ‪D‬غ ‪B‬سل‪D E‬‬ ‫ق{‪ :‬أي مع المرافق‪.‬‬ ‫وا ‪E‬وج‪E‬وه‪E A‬ك ‪D‬م ‪A‬وأ‪D A‬ي ‪B‬دي‪E A‬ك ‪D‬م إ‪B‬ل‪A‬ى ‪D‬ال ‪A‬م ‪A‬راف‪B B‬‬ ‫قوله‪}:‬وا ‪D‬م ‪A‬سح ‪D‬‬ ‫وس ‪E‬ك ‪D‬م{‪ :‬ه‪ŸŸ‬ذه الب‪ŸŸ‬اء ه‪Ÿ‬ي ال‪ŸŸ‬تي اختل‪ŸŸ‬ف فيه‪ŸŸ‬ا الفقه‪ŸŸ‬اء‪ ،‬ه‪ŸŸ‬ل الب‪ŸŸ‬اء هن‪ŸŸ‬ا‬ ‫‪( )5‬‬ ‫‪E‬وا ب‪E B‬ر ‪E‬ؤ ‪B‬‬ ‫‪A‬‬ ‫لللصاق أو للتبعيض أو إنها زائدة‪ ،‬ما معنى الباء هنا؟‬ ‫من فهموا من الباء أنها للتبعيض قالوا يكفي مسح الرأس‪ ،‬واختلفوا في ه‪ŸŸ‬ذا البع‪ŸŸ‬ض‪ ،‬ه‪ŸŸ‬ل‬ ‫المراد بالبعض النصف أو الربع أو ولو بعض شعره؟‬ ‫وه‪ŸŸ‬ذا الختلف ينبغ‪ŸŸ‬ي أن ينته‪ŸŸ‬ي عن‪ŸŸ‬دما تعل‪ŸŸ‬م بي‪ŸŸ‬ان رس‪ŸŸ‬ول ا ‪-‬ص‪ŸŸ‬لى ا علي‪ŸŸ‬ه وس‪ŸŸ‬لم‪-‬؛‬ ‫وتقول ليست للتبعيض‪ ،‬إنما هي لللصاق‪ ،‬إلصاق الكفين بالرأس‪.‬‬ ‫وس ‪E‬ك ‪D‬م ‪A‬وأ‪A‬ر‪E D‬جل‪E A‬ك ‪D‬م{‪ ,‬وأرجلكم قرآئتان‪ ،‬الولى‪A } :‬وا ‪D‬م ‪A‬سح ‪D‬‬ ‫}وا ‪D‬م ‪A‬سح ‪D‬‬ ‫‪E‬وا‬ ‫‪E‬وا ب‪E B‬ر ‪E‬ؤ ‪B‬‬ ‫‪ ()6‬وقوله تعالى‪A :‬‬ ‫وس‪E Ÿ‬ك ‪D‬م ‪A‬وأ‪A‬ر‪E D‬جل‪E A‬ك ‪D Ÿ‬م{‪ ،‬أي‪ :‬فاغس‪ŸŸ‬لوا أرجل‪A‬ك‪ŸŸ‬م وامس‪ŸŸ‬حوا برؤوس‪ŸŸ‬كم‪ ,‬والق‪ŸŸ‬راءة الخ‪ŸŸ‬رى‪:‬‬ ‫ب‪E B‬ر ‪E‬ؤ ‪B‬‬ ‫}وا ‪D‬م ‪A‬سح ‪D‬‬ ‫وس ‪E‬ك ‪D‬م ‪A‬وأ‪A‬ر‪E D‬جل‪E B‬ك ‪D‬م{‪ ،‬أي‪ :‬فامسحوا بأرجل‪B‬كم‪.‬‬ ‫‪E‬وا ب‪E B‬ر ‪E‬ؤ ‪B‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪14‬‬

‫ال "شر‪ D‬ط‪A E‬‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الخا ‪B‬مس‪ : E‬إ‪A B‬زال‪A‬ة‪ E‬الن" ‪A‬جا ‪A‬س ‪B‬ة ‪B‬م ‪D‬ن ث‪A‬ل‪t A‬‬ ‫ث) (‪B :‬م ‪A‬ن الب‪A A‬د ‪B‬ن‪A ،‬والث" ‪D‬و ‪B‬‬ ‫ك ف‪A‬ط‪A‬ه‪U‬ر‪]{ D‬المدثر‪.( )[4:‬‬ ‫‪A‬والب‪D E‬ق ‪A‬ع ‪B‬ة‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عالى‪A }:‬وث‪B‬ي‪A‬اب‪A A‬‬ ‫ال "شر‪ D‬ط‪ E‬ال ‪A‬سا ‪B‬دس‪A : E‬س ‪D‬ت ‪E‬ر ال ‪A‬ع ‪D‬و ‪A‬ر ‪B‬ة‪.‬‬ ‫صل"ى ‪E‬عر‪ D‬ي‪A‬انا ‪A‬و ‪D‬ه ‪A‬و ي‪D A‬ق ‪B‬در‪A ،E‬و ‪A‬ح ‪O‬د‬ ‫صل‪B A‬ة ‪A‬م ‪D‬ن ‪A‬‬ ‫الع ‪D‬ل ‪B‬م ‪A‬عل‪A‬ى ف‪A A‬سا ‪B‬د ‪A‬‬ ‫أ‪A‬ج‪A D‬م ‪A‬ع أ‪D A‬ه ‪E‬ل ‪B‬‬ ‫ك‪A ،‬وال ‪E‬ح "رة‪E E‬كل‪O‬ه‪A‬ا‬ ‫‪A‬ع ‪D‬و ‪A‬ر ‪B‬ة ال "رج ‪EB‬ل ‪B‬م ‪A‬ن ال ‪O‬س "ر ‪B‬ة إ‪B‬لى ال ‪E‬ر ‪D‬كب‪B A‬ة‪A ،‬وال‪A A‬مة‪A E‬ك ‪A‬ذل‪A B‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫متى تمسح الرجل؟ إذا كنت لبسا للخفين أو الجوربين‪ ،‬قراءة الج‪ŸŸ‬ر‪ U‬تفس‪ŸŸ‬ر بم‪ŸŸ‬ا إذا ك‪ŸŸ‬ان‬ ‫النسان لبسا للخفين أو الجوربين‪ ،‬وأما في غير ه‪Ÿ‬ذه الحال‪ŸŸ‬ة؛ فيج‪ŸŸ‬ب غس‪Ÿ‬ل الرج‪Ÿ‬ل إل‪ŸŸ‬ى‬ ‫الكع‪ŸŸ‬بين‪ ،‬أي م‪ŸŸ‬ع الكع‪ŸŸ‬بين‪ ،‬هن‪ŸŸ‬ا الي‪ŸŸ‬ة‪} :‬فا ‪D‬غ ‪B‬س‪ Ÿ‬ل‪D E‬‬ ‫وا ‪E‬و ‪E‬ج‪ŸŸ‬وه‪E A‬ك ‪D‬م{‪ .‬م‪ŸŸ‬ن أي‪ŸŸ‬ن لن‪ŸŸ‬ا "‬ ‫أن المضمض‪ŸŸ‬ة‬ ‫والستنشاق داخلن في غسل الوجه من السنة؟=‬ ‫=السنة هنا تعتبر ‪E‬مب‪A‬ي‪U‬ن‪A‬ة‪ ،‬السنة بينت الوجه أو كيفية غسل الوجه‪ ،‬أي من غسل الوجه‬ ‫المضمضة والستنشاق‪ ،‬والسنة بينت أن المرافق والكعبين داخلن في غسل الرجلن‬ ‫واليدين؛ "‬ ‫لن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كان يدير الماء على المرفقين حتى يأخذ في‬ ‫ت السنة معنى ]الباء[ هنا‪،‬‬ ‫العضد‪ ,‬السنة ت‪E‬ب‪A‬ي ‪UE‬ن وتفسر القرآن‪ ،‬وفي الرأس ‪-‬كما تقدم‪ -‬ب‪A‬ي"ن‪B A‬‬ ‫"‬ ‫وأن مسح الرأس مرة واحدة مع الذنين‪.‬‬ ‫ى بلفظ الخبر وبلفظ المر‪)) ،‬ابدءوا بما بدأ ا به((‪ ،‬يعني‪ :‬يقول النبي‬ ‫)( الحديث ر ‪EB‬و ‪A‬‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ ،-‬عندما خرج من باب الصفا‪ ،‬وأخذ يرقى على جبل الصفا‪ ،‬قال‪:‬‬‫))ابدءوا بما بدأ ا به((‪ ،‬أي في الر‪ O‬ق‪U B‬ي‪ ،‬أو قال للصحابة‪)) :‬ابدءوا بما بدأ ا به((‪,‬‬ ‫كل؛ فهذا استنتاج دقيق من المام محمد بن عبد الوهاب‬ ‫ر ‪EB‬و ‪A‬‬ ‫ى هكذا وهكذا‪ ،‬وعلى ‪t‬‬ ‫رحمه ا‪ ،-‬أخذ الترتيب من هذا‪,‬كأن"ه يقول‪ :‬إذا كان الرسول ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪-‬‬‫صف‪A‬ا ‪A‬و ‪D‬ال ‪A‬مر‪A D‬وة‪B A‬من ‪A‬ش ‪A‬عآئ‪B B‬ر }‬ ‫أخذ الترتيب من قوله تعالى‪}:‬إ‪" B‬ن ال "‬ ‫ا‪]{B‬البقرة‪ :‬من الية ‪} ,[158‬إ‪" B‬ن‬ ‫ال "‬ ‫صف‪A‬ا{‪ :‬بدأ بالصفا‪ ،‬أخذ من هذا الترتيب‪ ،‬وقال‪)) :‬ابدءوا بما بدأ ا به((‪ ,‬أي بالصفا‬ ‫والمروة‪ ،‬أو قال‪)) :‬ابدءوا بما بدأ ا به((‪ ،‬أي‪ :‬بالصفا ل بالمروة‪ ،‬إذا‪ ..‬نحن ن‪A E‬رت‪U‬ب‪" E‬‬ ‫لن‬ ‫ا بدأ بغسل الوجه ثم عطف باقي العضاء على غسل الوجه‪ ،‬علينا أن نرتب هذا‬ ‫الترتيب‪ ,‬هذا وجه الستدلل‪.‬‬ ‫واف؛ تجوز رواية الحديث بالمعنى إذا أ "دت‬ ‫)( المام روى الحديث بالمعنى‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪t‬‬ ‫المعنى المطلوب‪.‬‬ ‫رأى رجل في قدمه ل ‪E‬معة لم يصبها الماء ‪-‬أو مثل الظفر‪ -‬لم يصبها الماء‪ ،‬فأمره‬ ‫بالعادة‪ ،‬هنا محل الخلف‪ ،‬هل أمره بأن يتقن وضوءه؟‪..‬‬ ‫)( واجب الوضوء التسمية مع ال ‪U‬ذكر‪ ،‬الحاديث التي وردت بهذا الحكم لم تسلم من‬ ‫مقال‪ ،‬ولكنها بمجموعها قد تنهض وتكون التسمية واجبة‪ ,‬هذا عند المام‪ ،‬وعند‬ ‫الجمهور سنة ليست بواجبة‪ ،‬والمام يشترط الذكر‪ ،‬إذا لم يتذكر ونسي ليس عليه شيء‪,‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪15‬‬

‫‪A‬ع ‪D‬و ‪A‬رة‪ ‰‬إ‪B‬ل" ‪A‬وج‪ D‬ه‪E‬ه‪A‬ا‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عالى‪}:‬ي‪A‬ا ب‪A‬ن‪B‬ي آ ‪A‬د ‪A‬م ‪E‬خ ‪E‬ذوا ‪B‬زين‪A‬ت‪E A‬ك ‪D‬م‬ ‫صل‪t A‬ة) (‪.‬‬ ‫‪B‬ع ‪D‬ن ‪A‬د ‪E‬ك ‪U‬ل ‪A‬مس ‪DB‬ج ‪t‬د{]ال‪D A‬ع ‪A‬راف‪ .[31: E‬أ‪A‬ي‪B : D‬ع ‪D‬ن ‪A‬د ‪E‬كل‪A U‬‬ ‫ت‪.‬‬ ‫الو ‪D‬ق ‪B‬‬ ‫ال "شر‪ D‬ط‪ E‬الس"اب‪B‬ع‪E :E‬د ‪E‬خو ‪E‬ل ‪A‬‬ ‫‪1‬‬

‫فهذا الوجوب ليس بتلك القوة‪ ,‬وا أعلم‪.‬‬ ‫)( الخارج من السبيلين ‪-‬سواء كان معتادا أو غير معتاد‪ -‬كالحصى والدود )غير معتاد(‪,‬‬ ‫إذا خرج‪ ،‬نقض الوضوء‪ ،‬وأ "ما بالنسبة للمعتاد كالبول والغائط فهو محل إجماع‪ ,‬وفيما‬ ‫عدا غير المعتاد مع الخلف‪.‬‬ ‫)( والخارج الفاحش النجس من الجسد‪ :‬كالدم‪ ،‬والقيح‪ ،‬والقيء‪ ،‬والقلس‪ ،‬إذا خرج‪ ،‬في‬ ‫المشهور في مذهب المام أحمد أن"ه ينقض الوضوء‪ ،‬الرواية الثانية‪ :‬الخارج من غير‬ ‫السبيلين ل ينقض الوضوء سواء كان قليل أو كثيرا‪.‬‬ ‫وأ "ما على هذه الرواية‪،‬كونه فاحشا؛ فالمرجع العرف‪ ،‬أي ما كان فاحشا في العرف‪،‬‬ ‫ماكان كثيرا فاحشا في العرف‪ ,‬لنهم يختلفون‪ ،‬وكل مالم يرد تحديده في الشرع‪ ,‬المرجع‬ ‫العرف‪.‬‬ ‫"‬ ‫ولكن الرواية مرجوحة‪ ،‬الرواية الراجحة عدم نقض الوضوء بالخارج من غير‬ ‫السبيلين‪ ،‬لعدم وجود دليل صريح صحيح‪" ,‬‬ ‫لن طلب العلم يفرقون بين الصحيح‬ ‫والصريح‪ ،‬قد يكون الدليل صحيحا ولكنه غير صريح‪ ،‬غير صريح في المسألة أي فيه‬ ‫إحتمال‪ ،‬والدلة هنا استدلوا بحديث القيء‪ ,‬أن"ه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬قاء فتوضأ‪ ,‬وقس‬ ‫على ذلك الرعاف والدم الخارج من البدن‪ ،‬والقلس وهو ما دون القيء‪ ،‬ما يخرج من‬ ‫الحلق ولم يصل إلى المعدة‪ ،‬أي أن"هم قاسوا على القيء‪ ،‬فهل حديث القيء صريح‪ ،‬إن‬ ‫كان صحيحا أي صريح بأن الوضوء انتقض‪ ،‬وهل مجرد كون النبي ‪-‬عليه الصلة‬ ‫والسلم‪ -‬توضأ ولم يأمر بالوضوء‪ ،‬يدل على الوجوب‪ ،‬أو يدل على المشروعية‪ ,‬على‬ ‫مطلق المشروعية‪ ,‬إذا الدليل غير صريح‪ ،‬هذا معنى قولنا‪ :‬ل يوجد دلي ‪‰‬ل صريح‪.‬‬ ‫بل المعروف عند الصحابة أنهم قد يخرج منهم دم في كثير من المناسبات‪ ،‬كالجروح‬ ‫في الجهاد ‪،‬وكأن يعصر أحدا بتره فيسيل‪ ,‬أو دمل فيسيل منه الدم أو القيح‪ ,‬فيصلون‬ ‫بمعروف الوضوء مما يخرج من البدن‪ ،‬سواء كان كثيرا أو قليل‪،‬‬ ‫ول يتوضئون‪ ،‬وليس‬ ‫‪t‬‬ ‫لذلك الرواية الثانية هي الراجح‪،‬ة وا أعلم‪ ،‬والروايتان في المذهب‪ ،‬ومسألة الترجيح‬ ‫كما شرحنا‪.‬‬ ‫)( ل أعلم في هذا خلفا‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪16‬‬

‫‪A‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ‪B‬م ‪A‬ن ال ‪O‬سن" ‪B‬ة ‪A‬ح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫صل‪A‬ى‬ ‫يل ‪A -‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ال "سل‪E A‬م‪ -‬أ‪A‬ن"ه‪ E‬أ‪" A‬م الن‪A‬ب‪B‬ي ‪A -‬‬ ‫يث ‪B‬جب ‪DB‬ر ‪A‬‬ ‫ال‪)) :‬ي‪A‬ا ‪E‬م ‪A‬ح "م ‪E‬د‬ ‫آخ ‪B‬ر ‪B‬ه‪ ،‬ف‪A‬ق‪A A‬‬ ‫ت ‪A‬وف‪B‬ي ‪B‬‬ ‫ا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪A‬و ‪A‬سل" ‪A‬م‪ -‬في أ "و ‪B‬ل ال ‪A‬و ‪D‬ق ‪B‬‬ ‫ال "‬ ‫صل‪A‬ة‪ E‬ب‪A‬ي ‪DA‬ن ه‪A A‬ذي ‪DB‬ن ال ‪A‬و ‪D‬قت‪A‬ي ‪DB‬ن(( ) (‪.‬‬ ‫صل‪A‬ة‪A A‬كان‪D A‬‬ ‫‪A‬وق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عالى‪}:‬إ‪" B‬ن ال "‬ ‫وق‪E‬وتا{]النساء‪:‬‬ ‫ين ‪B‬كت‪A‬ابا ‪A‬م ‪D‬‬ ‫ت ‪A‬عل‪A‬ى ال ‪E‬م ‪D‬ؤ ‪B‬من‪A B‬‬ ‫ت ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عالى‪}:‬أ‪A‬ق‪B B‬م‬ ‫ت‪A ،‬و ‪A‬دل‪B‬ي ‪E‬ل ال‪D A‬وق‪A‬ا ‪B‬‬ ‫‪ .( )[103‬أ‪A‬ي‪A : D‬م ‪D‬فر‪E‬وضا ف‪B‬ي ال‪D A‬وق‪A‬ا ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫)( إذا أيضا مسألة خلفية‪ :‬مس‪ O‬المرأة‪.‬‬ ‫اختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلثة مذاهب‪:‬‬ ‫• المذهب الول‪ :‬مطلق المس‪ U‬ينقض الوضوء‪ ,‬ولو لم يكن بشهوة‪ ,‬مطلق المس‪، U‬‬ ‫وهذا الذي عليه المام الشافعي‪.‬‬ ‫• المذهب الثاني‪ :‬هو هذا إذا كان بشهوة‪.‬‬ ‫• المذهب الثالث‪ :‬ل ينقض الوضوء مطلقا مس‪ O‬المرأة‪ ،‬والذي ينقض الوضوء‬ ‫الجماع‪ ,‬ينقض الوضوء ويوجب الغسل‪ ،‬هذا مذهب ابن عباس ‪-‬رضي ا عنه‪،-‬‬ ‫وكان إذا خالفه الناس يجعل إصبعيه في أذنيه ويقول‪ :‬أل وهو الجماع‪ ,‬في تفسير‬ ‫قوله تعالى‪ }:‬أ‪D A‬و ل‪A A‬م ‪D‬ست‪E E‬م الن‪A U‬ساء{]المائدة‪ :‬من الية ‪ ،[6‬سواء على قراءة لمستم‪ ،‬أو على‬ ‫قراءة لمستم‪ ،‬فس"ر ترجمان القرآن عبد ا بن عباس اللمس بالجماع‪ ,‬وما دون‬ ‫الجماع ل ينقض الوضوء‪ ،‬هذا المذهب الثالث‪ ،‬وعليه أهل الحديث‪ ،‬وإليه نميل‬ ‫إن شاء ا‪ ،-‬وا أعلم‪.‬‬‫)( يشمل القبل والدبر‪ ،‬ويختلفون في فرج غيره‪ ,‬إذا مس فرج نفسه‪ ،‬هذا محل إجماع‪،‬‬ ‫سواء كان قبل أو دبرا‪ ،‬والخلف في لمس فرج غيره‪ ،‬ولكن إذا تتبعنا ألفاظ الحديث‬ ‫الذي جاء في هذا‪ ،‬نجد ما يدل على العموم‪ ،‬والحوط أن يتوضأ النسان ولو لمس فرج‬ ‫غيره‪.‬‬ ‫)( مسألة أخرى خلفية‪,‬لم يذهب إلى هذا المذهب من الئمة غير المام أحمد ‪-‬رحمه‬ ‫ا‪ ،-‬وأ "ما المام الشافعي لما " بلغه الحديث ‪-‬وهو حريص على تتبع السنة‪ ,-‬من شدة‬ ‫حرصه ‪-‬رحمه ا‪ -‬كان يقول لتلميذه المام أحمد بن حنبل‪ :‬يا أخي! أنت أعلم من}ا‬ ‫بالحديث؛ فإذا بلغك حديث فأعلمنا‪ ،‬فيطلب منه أن يعلمه ويخبره بثبوت حديثا ما‪" ،‬‬ ‫لن‬ ‫المام أحمد كان معروفا بحرصه على جمع الحديث‪ ،‬ويدل على ذلك كتابه العظيم هذا‪,‬‬ ‫الموسوعة العظيمة‪" ،‬مسند المام أحمد"‪ ,‬والمام الشافعي كان كثير الستنباط حريصا‬ ‫على فقه الحديث‪ ,‬فيطلب من المام أن يخبره ما ثبت عنده من الحاديث ‪ ،‬فلما بلغه هذا‬ ‫الحديث‪)) :‬من أكل لحم جزور فليتوضأ((‪ ،‬قال المام الشافعي إن صح قلت به‪ ،‬أي بلغه‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪17‬‬

‫ال "‬ ‫آن‬ ‫آن الف‪A‬ج‪B D‬ر إ‪" B‬ن ق‪E‬ر‪A D‬‬ ‫ق الل"ي ‪DB‬ل ‪A‬وق‪E‬ر‪A D‬‬ ‫صل‪A‬ة‪ A‬ل‪E B‬دل‪B E‬‬ ‫س) ( إ‪B‬لى ‪A‬غ ‪A‬س ‪B‬‬ ‫وك ال "ش ‪D‬م ‪B‬‬ ‫ان ‪A‬م ‪D‬شه‪E‬ودا{) (]السراء‪.[87:‬‬ ‫الف‪A‬ج‪B D‬ر ‪A‬ك ‪A‬‬ ‫ال "شر‪ D‬ط‪ E‬الث"ا ‪B‬م ‪E‬ن‪ :‬ا ‪D‬ست‪D B‬قب‪A‬ا ‪E‬ل الق‪D B‬بل‪B A‬ة‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عالى‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫ولم يصح عنده‪ ،‬هذه من أسباب اختلف الفقهاء في المسائل الفقهية الفرعية‪,‬كما نص"‬ ‫على ذلك المام ابن تيمية في كتابه‪" :‬رفع الملم عن الئمة العلم"‪= .‬‬ ‫=من أسباب اختلف أهل العلم‪ ،‬أنه قد يبلغ الحديث إمام من الئمة‪ ،‬مثل هذا الحديث‬ ‫بالنسبة للمام الشافعي‪ ,‬ولكن لم يصح عنده‪ ،‬فعاش بقية حياته ولم يثبت عنده هذا‬ ‫الحديث‪ ,‬لم يصح عنده‪ ،‬ليس مجرد الحديث يكفي‪ ،‬إذا ل بد أن يبلغك الحديث ويصح‬ ‫عندك‪ ,‬فيجب العمل به بعد ذلك‪ ،‬مات المام الشافعي ‪-‬رحمه ا‪ -‬ولم يصح عنده هذا‬ ‫الحديث‪ ,‬فصح بعده عند كبار أصحابه‪ ،‬يقول المام البيهقي‪ :‬وقد ص "ح عندنا‪ ،‬ونقول به‪،‬‬ ‫وهو مذهب الشافعي بناءا على القاعدة التي قعدها المام الشافعي ‪-‬رحمه ا‪)) :-‬إذا‬ ‫ص "ح الحديث فهو مذهبي‪ ,‬وإن خالف قولي قول رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪-‬‬ ‫فاضربوا بقولي عرض الحائط((‪ ،‬هكذا كان يقول المام الشافعي‪ ،‬وقال قبله هذه المقالة‬ ‫المام أبو حنيفة‪ ،‬الذي يعتبر أتباعه ‪-‬اليوم‪ -‬أشد الناس تعصبا لراء الرجال‪ ،‬والئمة‬ ‫الربعة بريئون من المتعصبين‪ ،‬من المقلدين المتعصبين الذين يقدمون آراءهم ومذاهبهم‬ ‫على سنة رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ ، -‬بل المام أبو حنيفة من أش ‪U‬د الناس في هذا‬ ‫الباب‪ ،‬يقول‪)) :‬حرا ‪‰‬م على من يقلدنا ول يدري من أين أخذنا((‪ ،‬بهذه العبارة روى ابن‬ ‫عبد البر وصاحب حاشية ابن عابدين تحريم المام أبي حنيفة التقليد‪ ،‬حتى يعرف‬ ‫النسان من أين أخذ هذا الرأي ‪ ,‬ومع ذلك بعض الناس يتعصبون تعصبا شديدا للراء‬ ‫المنسوبة إلى مذهبه‪ ،‬وإن لم تكن من أقواله‪ ،‬بمجرد إنتساب هذه الراء إلى مذهبه‪،‬‬ ‫فيرى تقديمها على الحاديث الصحيحة؛ فيقول قائلهم‪ :‬لو بلغني مائة حديث مخالفا‬ ‫للمذهب‪ ،‬قدمت المذهب‪ ،‬ما أسوء هذا القول‪ ،‬يشبه قول رجال القانون الذين قدموا أراء‬ ‫الرجال في المور الدستورية مع علمهم بصحة الدلة الشرعية‪ ،‬يكون هذا غير متبع‬ ‫لسنة الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬من بلغ به التعصب إلى هذه الدرجة؛ فليقرأ قوله‬ ‫ك ف‪B‬ي ‪A‬ما ‪A‬ش ‪A‬ج ‪A‬ر ب‪D A‬ين‪A‬ه‪D E‬م ث‪" E‬م ل‪ A‬ي‪B A‬ج ‪E‬د ‪D‬‬ ‫وا ف‪B‬ي‬ ‫ون ‪A‬حت" ‪A‬ى ي‪A E‬ح ‪U‬ك ‪E‬مو ‪A‬‬ ‫ك ل‪ A‬ي ‪ED‬ؤ ‪B‬من‪A E‬‬ ‫تعالى ‪-‬لعله يتوب‪}:-‬ف‪A‬ل‪A A‬و ‪A‬رب‪A U‬‬ ‫‪D‬ت ‪A‬وي‪A E‬سل‪E U‬م ‪D‬‬ ‫ضي ‪A‬‬ ‫وا ت‪D A‬سل‪B‬يما{]النساء‪ ,[65 :‬يجب على المسلم التسليم لرسول ا‬ ‫أ‪A‬نف‪B E‬س ‪B‬ه ‪D‬م ‪A‬ح ‪A‬رجا ‪U‬م "ما ق‪A A‬‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ ,-‬ليصح بذلك دعوى اليمان برسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪.-‬‬‫الشاهد "‬ ‫أن المام الشافعي أوقف القول بهذا الحديث بصحته ولم يصح عنده‪ ،‬ولكن صح‬ ‫بعده‪ ،‬ونحن صح عندنا الن؛ فيجب القول بهذا الحديث‪ ،‬وإن ‪A‬‬ ‫كنت فيما سبق دارسا‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪18‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫ضاه‪A‬ا) ( ف‪A A‬و ‪U‬ل‬ ‫ك ف‪B‬ي ال "س ‪A‬ماء) ( ف‪A‬ل‪A‬ن‪A E‬ول‪U‬ي‪A‬ن" ‪A‬‬ ‫ب ‪A‬وج‪B D‬ه ‪A‬‬ ‫ك ق‪D B‬بل‪A‬ة ت‪A‬ر‪A D‬‬ ‫}ق‪D A‬د ن‪A A‬رى ت‪A‬ق‪A‬ل‪A O‬‬ ‫ك ‪A‬ش ‪D‬‬ ‫‪D‬ث ‪A‬ما ‪E‬كنت‪D E‬م ف‪A A‬ول‪D O‬‬ ‫ط ‪A‬ر ‪D‬ال ‪A‬مس ‪DB‬ج ‪B‬د ‪D‬ال ‪A‬ح ‪A‬ر ‪B‬ام ‪A‬و ‪A‬حي ‪E‬‬ ‫وا ‪E‬وج ‪EB‬وه‪E A‬ك ‪D‬م‬ ‫‪A‬وج‪ D‬ه‪A A‬‬ ‫‪A‬ش ‪D‬‬ ‫ط ‪A‬ره‪]{( )E‬البقرة‪ :‬من الية ‪.[144‬‬ ‫اسع‪:E‬‬ ‫ال "شر‪ D‬ط‪ E‬الت" ‪B‬‬ ‫الن‪U‬ي"ة‪.E‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫للفقهيات على مذهب المام الشافعي؛ فتعل"م مذهبه‪" ،‬‬ ‫وأن هذا موافق لمذهبه‪.‬‬

‫)( كذلك من المسائل المختلف فيها تغسيل الميت‪ ,‬على الصحيح أنه ل ينقض الوضوء‪،‬‬ ‫ول يوجب الغسل‪ ،‬الحديث الذي يقول‪)) :‬من غسل ميتا فليغتسل‪ ،‬ومن حمله‬ ‫فليتوضأ(( ‪,‬حديث ضعيف‪ ،‬ضع"فه المام أحمد نفسه‪ ,‬وإن حس"نه غيره‪ ,‬و إذا أردنا أن‬ ‫نجمع بين الراء قلنا بالستحباب‪ ,‬هذه أقصى درجة تقال‪ ،‬أ "ما الوجوب فل‪ ،‬ليجب على‬ ‫من حمل الميت أن يتوضأ‪ ,‬وهذه الرواية مرجوحة والراجح المسألة الخرى‪ ،‬أي‬ ‫الرواية التي في المذهب‪ ،‬وا اعلم‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫)( عن ذلك ل أعلم فيها خلفا وا أعلم‪.‬‬

‫)( لماذا من ثلث؟ ماذا ن‪E‬ق‪U A‬د ‪E‬ر التمييز ]هنا[؟ التمييز يكون هنا مجرور‪ ،‬نقول‪" :‬من ثلث‬ ‫جهات"‪ ،‬والتركيب العربي يقتضي هذا‪ ،‬وأ "ما قولنا‪" :‬من ثلثة"؛ فيعني من ثلثة أشياء‪.‬‬ ‫صل"ي‬ ‫)( إزالة النجاسة من ثلثة أشياء‪ :‬من البدن‪ ،‬والثوب‪ ،‬والبقعة‪ ,‬أي المكان الذي ي‪A E‬‬ ‫ك ف‪A‬ط‪A‬ه‪U‬ر‪]{ D‬المدثر‪ ,[4:‬وإن كان هذا الدليل ‪-‬حسب ما تقدم من‬ ‫فيه‪ ،‬والدليل قوله تعالى‪A }:‬وث‪B‬ي‪A‬اب‪A A‬‬ ‫تفسير المام نفسه‪ -‬ال ‪E‬مراد بالثياب هنا العمال‪ ،‬أي طهر أعمالك‪" ,‬‬ ‫لكن الطهارة في هذه‬ ‫الماكن محل إجماع والدلة كثيرة‪ ،‬وكون النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ذات مرة صلى‬ ‫في نعليه وخلع وهو في الصلة؛ فخلع الصحابة من بعده‪ ،‬فل "ما سل"م سألهم‪ :‬لماذا خلعتم‬ ‫نعالكم؟ فقال الصحابة‪ :‬رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا‪ ،‬فقال الرسول‪-‬صلى ا عليه‬ ‫وسل"م‪ :-‬أ "ما أنا؛ فقد أتاني جبرائيل؛ فأخبرني "‬ ‫أن تحت نعلي قذرا‪ ،‬أي‪ :‬نجسا‪ ،‬إذا الطهارة‬ ‫من النجاسة في ملبسك وفي بدنك وفي مكانك شرط‪ ‰‬لصحة الصلة‪ ،‬ل إشكال فيه‪.‬‬ ‫ب يظنها على طهارة؛ فعلم‬ ‫ولكن في هذا الحديث فقه آخر‪ ،‬وهو أن"ه من صلى في ثيا ‪t‬‬ ‫وهو في الصلة‪" -‬‬‫أن غترته‪ ,‬ليست بطاهر ‪t‬ة فماذا يفعل؟ الغترة ما يضع على الرأس‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬يرميها ويكمل صلته‪ ,‬ل يستأنف‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪19‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫‪A‬و ‪A‬م ‪A‬حل‪O‬ه‪A‬ا الق‪D A‬لب‪A ، E‬والت"ل‪A‬ف‪O‬ظ‪ E‬ب‪B‬ه‪A‬ا ب‪D B‬د ‪A‬عة‪،( )‰‬‬ ‫‪A‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ‪A‬ح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫ئ ‪A‬ما ن‪A A‬وى((‬ ‫يث‪)) :‬إ‪B‬ن" ‪A‬ما ال‪D A‬ع ‪A‬ما ‪E‬ل ب‪B‬الن‪U‬ي"ا ‪B‬‬ ‫ت‪A ،‬وإ‪B‬ن" ‪A‬ما ل‪E B‬كل‪ U‬إ‪D B‬م ‪B‬ر ‪t‬‬ ‫) (‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫لكن إن كان ليس بالمكان و ثوبه نجس كيف يفعل؟‬ ‫الجواب‪ :‬يقطع‪=.‬‬ ‫=إذا كان في المكان أن يتخلص مما فيه نجاسة‪ :‬كغترته‪ ،‬وطاقيته‪ ،‬وشاله‪ ،‬ل يبطل‬ ‫صلته؛ يرمي هذا الشيء فيتم صلته‪ ،‬من أين نأخذ ذلك؟‬ ‫النبي ‪-‬صلى ا عليه وسل"م‪ -‬لما أ‪E‬خبر "‬ ‫أن تحت نعليه قذرا‪ ،‬خلع نعليه ثم استمر في‬ ‫صلته‪ ،‬فلم يقطع صلته؛ فصلته صحيحة؛ وعلى هذا؛ فلو خرجت من الصلة‪ ،‬وبعد‬ ‫أن خرجت من الصلة علمت أن ثوبك غير طاهر‪ ،‬هل تعيد؟ ل؛ ولكن ت‪E‬ط"هر للمستقبل‪.‬‬ ‫)( أجمع أهل العلم على فساد صلة من صلى عريانا وهو يقدر؛ قولي‪" :‬وهو يقدر"‪،‬‬ ‫يشير إلى فاقد الطهورين‪ ،‬إنسان فقد التراب والماء معا؛ فيصلي على قدر حاله‪}:‬ف‪A‬ات"ق‪E‬وا‬ ‫"‬ ‫ا‪A A‬ما ا ‪D‬ست‪A‬ط‪D A‬عت‪D E‬م{]التغابن‪ :‬من الية ‪ ،[16‬ح ‪O‬د عورة الرجل من ال ‪O‬س "ر ‪B‬ة إلى الركبة‪ ،‬والفقهاء يدققون‬ ‫فيقولون‪ :‬هل السرة والركبة داخلن في العورة أم ل؟ أو هما حد فاصل بين العورة‬ ‫وغير العورة؟ والحوط ستر ال ‪O‬س "رة والركبة‪ ،‬وإن كان يرى بعضهم أنهما ليسا من‬ ‫العورة‪ ,‬ولكن ما يتم الواجب به فهو واجب‪] ،‬ل يتم ستر ما قبلهما إل" بسترهما[‪ ،‬والمة‬ ‫كذلك أي كالرجل‪ ،‬والحرة كلها عورة إل وجهها‪ ،‬هذا في مذهب المام‪ ،‬والصحيح إل‬ ‫وجهها وكفيها‪ ،‬المرأة عورة وهي في الصلة إل وجهها وكفيها‪ ،‬ل يجب ستر وجهها‬ ‫أجنبي إلى وجهها؛ فتستر كما تستر المحرمة وجهها؛‬ ‫وكفيها في الصلة مالم تخف نظر‬ ‫‪t‬‬ ‫إذا خشيت الفتنة من نفسها أو على نفسها‪ ،‬وجب عليها أن تستر وجهها‪،‬بصرف النظر‬ ‫عن الخلف القائم بين أهل العلم‪ ،‬هل الوجه عورة أم ل؟ أي في غير الصلة‪ ،‬ولكن‬ ‫أن الوجه عورة أو لم تقتنع‪ ،‬ولكنك مقتنع "‬ ‫الستر واجب‪ ،‬سواء اقتنعت "‬ ‫أن الوجه محل‬ ‫فتنة‪ ،‬إذا لدفع الفتنة يجب ستر الوجه‪ ،‬سميت ذلك عورة أو لم تسمي‪ ،‬والخلف لفظ ‪‰‬ي‬ ‫على هذا‪= .‬‬

‫‪1‬‬

‫=والدليل قوله تعالى‪}:‬ي‪A‬ا ب‪A‬ن‪B‬ي آ ‪A‬د ‪A‬م ‪E‬خ ‪E‬ذوا ‪B‬زين‪A‬ت‪E A‬ك ‪D‬م ‪B‬ع ‪D‬ن ‪A‬د ‪E‬ك ‪U‬ل ‪A‬مس ‪DB‬ج ‪t‬د{]ال‪D A‬ع ‪A‬راف‪ ،[31: E‬أي‪ :‬عند كل‬ ‫صلة؛ يقولون هذا من باب إطلق المحل وإيراد الحال‪ ،‬المسجد محل للصلة‪ ،‬والصلة‬ ‫هي التي تحل في المسجد‪E } ،‬خ ‪E‬ذوا ‪B‬زين‪A‬ت‪E A‬ك ‪D‬م ‪B‬ع ‪D‬ن ‪A‬د ‪E‬كل‪A U‬مس ‪DB‬ج ‪t‬د{]ال‪D A‬ع ‪A‬راف‪ ،[31: E‬أي‪ :‬عند كل صلة‪،‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪20‬‬

‫‪A‬وأ‪A‬ر‪A D‬ك ‪E‬‬ ‫ان ال "‬ ‫صل‪B A‬ة أ‪A‬ر‪ D‬ب‪A A‬عة‪A E‬ع ‪A‬شر‪ :‬الق‪B‬ي‪A‬ا ‪E‬م ‪A‬م ‪A‬ع الق‪D E‬د ‪A‬ر ‪B‬ة) (‪A ،‬وت‪D A‬كب‪B‬ي ‪E‬ر‬ ‫الح‪A D‬ر ‪B‬ام) (‪A ،‬وق‪A B‬را ‪A‬ءة‪ E‬الف‪A‬ات‪A B‬ح ‪B‬ة) (‪،‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪A‬والر‪E O‬كو ‪E‬‬ ‫ع‪A ،‬وال "ر ‪D‬ف ‪E‬ع ‪B‬م ‪D‬نه‪،( )E‬‬ ‫ضا ‪B‬ء ال "س ‪D‬ب ‪A‬ع ‪B‬ة) (‪،‬‬ ‫‪A‬وال ‪O‬سج‪E‬و ‪E‬د ‪A‬على ال‪D A‬ع ‪A‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫لن الصل والغالب "‬ ‫أن الصلة تؤدى في المساجد‪ ،‬والمراد بالزينة هنا‪ :‬ما يستر‬ ‫العورة‪ ،‬وما زاد على ذلك؛ فهو من الكماليات‪.‬‬ ‫)( أي أن تعلم يقينا أن الوقت دخل‪ ،‬إ "ما بشهاد ‪t‬ة أو خبر الثقة‪ ،‬والدليل من السنة حديث‬ ‫جبرائيل ‪-‬عليه السلم‪ :-‬أن"ه أ "م النبي ‪-‬صلى ا عليه وسل"م‪ -‬في أول الوقت وفي آخره؛‬ ‫فقال‪)) :‬يا محمد الصلة بين هذين الوقتين((‪ ،‬وهذا دلي ‪‰‬ل على اهتمام الشريعة السلمية‬ ‫بالصلة‪ ،‬ا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ل "ما أوجب الصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ليلة‬ ‫السراء والمعراج؛ فنزل النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬؛ فأرسل إليه جبرائيل ليعلمه‬ ‫كيفية الصلة‪ ،‬ووقت الصلة‪ ،‬ومحل الجهر ومحل السر؛ هذا الهتمام دليل على "‬ ‫أن‬ ‫كثير من الناس بالصلة مع دعوى اليمان‪،‬‬ ‫الصلة كما تقدم عمود السلم‪ ،‬وتهاون‬ ‫‪t‬‬ ‫دعوى غير مسموعة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫صل‪A‬ة‪A A‬كان‪D A‬‬ ‫)( وقوله تعالى‪}:‬إ‪" B‬ن ال "‬ ‫ين ‪B‬كت‪A‬ابا ‪A‬م ‪D‬وق‪E‬وتا{]النساء‪،[103:‬كتابا‪ :‬أي مكتوبا‬ ‫ت ‪A‬عل‪A‬ى ال ‪E‬م ‪D‬ؤ ‪B‬من‪A B‬‬ ‫مفروضا في الوقات‪ ،‬أي لم يطلقها الرب ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بل قيدها بالوقات؛ فيجب‬ ‫عذر؛ فلم يصلها في وقتها‪ ،‬يختلف أهل العلم‬ ‫أن تؤدى في الوقات‪ ،‬لذلك من فوتها بغير‬ ‫‪t‬‬ ‫في القضاء هل يقضي أم ل؟ "‬ ‫لن الصلة فاتت بوقتها‪ ،‬إل من نام أو نسي‪ ،‬الثابت في‬ ‫السنة أن يصلي بعد خروج الوقت هو النائم أو الساهي‪ ,‬أما من يتركها عمدا يختلف أهل‬ ‫كل‬ ‫العلم في هل يقضي أم ل؟ أي ل قضاء لها‪ ،‬لنها فاتت وقتها‪ ،‬وا أعلم‪ ،‬وعلى ‪t‬‬ ‫ينبغي على طلب العلم أن ي‪E‬شعروا عوام المسلمين مكانة الصلة في السلم‪,‬كثي ‪‰‬ر من‬ ‫المسلمين المنتسبين إلى السلم على جهل‪ ،‬ل يعرفون مكانة الصلة في السلم‪،‬‬ ‫يتهاونون‪ ،‬وقد يقعون في الكفر بالستخفاف بها وتركها سنوات؛ وهذا بالنسبة لمن يترك‬

‫‪2‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪21‬‬

‫الج ‪D‬ل ‪A‬سة‪ E‬ب‪A‬ي ‪DA‬ن الس"ج‪A D‬دت}ي ‪DB‬ن‪A ،‬والط‪A E‬مأ‪D‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪A‬‬ ‫يع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫‪A‬‬ ‫‪A‬وال ‪D‬عت‪A B‬دا ‪E‬ل ‪B‬م ‪D‬نه‪A ،E‬و ‪A‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫صل‪A‬ة‪E‬‬ ‫ان) (‪A ،‬والت"ر‪ D‬ت‪B‬يب‪A ، E‬والت" ‪A‬شه‪E E‬د ال‪B A‬خير‪A ،E‬وال ‪E‬جل‪E‬وس‪ E‬ل‪A‬ه‪A ،E‬وال "‬ ‫ال‪A‬ر‪A D‬ك ‪B‬‬ ‫ان) (‪.‬‬ ‫‪A‬عل‪A‬ى الن"ب‪U B‬ي ‪A -‬‬ ‫صل"ى ا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪A‬و ‪A‬سل" ‪A‬م‪A ،-‬والت" ‪D‬سل‪B‬ي ‪A‬مت‪B A‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫الصلة ولم يجحد وجوبها‪ ،‬ولكن تأثر بالبيئة التي يعيش فيها‪ :‬يتكاسل ويتهاون؛ فيتركها‬ ‫سنوات‪ ،‬يعني‪ :‬يضرب عنها إضرابا تاما‪ ،‬أ "ما من جحد وجوبها؛ فيكفر بالجحود‪ ،‬ولو‬ ‫صلي مداراة ومجاملة‪ ،‬يقول‪ :‬أيش نسوي ما دام نحن معهم؟ لكن نصلي ما فيها شيء؛‬ ‫هذا كافر وهو في صلة‪.‬‬ ‫)( }أ‪A‬ق‪B B‬م ال "‬ ‫س{]السراء‪ ،[87:‬أي‪ :‬لميل الشمس‪ ،‬وميل الشمس يشمل ميلها‬ ‫صل‪A‬ة‪ A‬ل‪E B‬دل‪B E‬‬ ‫وك ال "ش ‪D‬م ‪B‬‬ ‫عند الزوال‪ ،‬وميلها عند الغروب؛ فدخلت صلة الظهر وصلة العصر وصلة المغرب‬ ‫والعشاء‪ ،‬ثم قرآن الفجر‪ ،‬أي‪ :‬صلة الصبح‪ ،‬بهذا تكون الية دل"ت على الوقات‪.‬‬ ‫ان ‪A‬م ‪D‬شه‪E‬ودا{]السراء‪ :‬من الية ‪ ،[87‬أي"د بعض أهل العلم في هذه الية "‬ ‫أن‬ ‫آن الف‪A‬ج‪B D‬ر ‪A‬ك ‪A‬‬ ‫)( }إ‪" B‬ن ق‪E‬ر‪A D‬‬ ‫صلة الصبح هي الصلة الوسطى‪ ،‬والخلف قوي‪ ،‬وإن كان الذي عليه الجمهور "‬ ‫أن‬ ‫الصلة الوسطى هي صلة العصر‪ ،‬لكن دللة هذه الية‪ ،‬وما يحصل من اجتماع‬ ‫الملئكة الذين يتعاقبون فينا بالليل والنهار‪ ،‬يحصل اجتماعهم في الوقتين في صلة‬ ‫العصر وفي صلة الصبح‪ ،‬هذا الذي قوى هذا الخلف‪ ،‬ولكن كثرة الدلة‪ ،‬وكثرة من‬ ‫ذهب إلى أن الصلة الوسطى هي صلة العصر‪ ،‬تجعل النسان يهاب من هذه الكثرة=‬ ‫=أن يخالفهم إلى ترجيح القول بأن الصلة الوسطى هي صلة الصبح‪ ،‬وإل فالخلف‬ ‫قوي جدا‪ ،‬وا أعلم‪.‬‬ ‫ك ف‪B‬ي ال "س ‪A‬ماء{]البقرة‪ :‬من الية ‪ ،[144‬خطاب للنبي ‪-‬عليه‬ ‫ب ‪A‬وج‪B D‬ه ‪A‬‬ ‫)( قوله تعالى‪}:‬ق‪D A‬د ن‪A A‬رى ت‪A‬ق‪A‬ل‪A O‬‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬كان يتمنى أن يصلي إلى قبلة إبراهيم عليه السلم‪.‬‬ ‫ضاه‪A‬ا{]البقرة‪ :‬من الية ‪ ،[144‬الكعبة‪.‬‬ ‫)( }ف‪A‬ل‪A‬ن‪A E‬ول‪U‬ي‪A‬ن" ‪A‬‬ ‫ك ق‪D B‬بل‪A‬ة ت‪A‬ر‪A D‬‬ ‫وا ‪E‬وج ‪EB‬وه‪E A‬ك ‪D‬م ‪A‬ش ‪D‬‬ ‫ك ‪A‬ش ‪D‬‬ ‫‪D‬ث ‪A‬ما ‪E‬كنت‪D E‬م ف‪A A‬ول‪D O‬‬ ‫ط ‪A‬ر ‪D‬ال ‪A‬مس ‪DB‬ج ‪B‬د ‪D‬ال ‪A‬ح ‪A‬ر ‪B‬ام ‪A‬و ‪A‬حي ‪E‬‬ ‫ره‪ {E‬البقرة‪ :‬من الية‬ ‫)( }ف‪A A‬ول‪A U‬وج‪ D‬ه‪A A‬‬ ‫ط‪A‬‬ ‫‪ ،[144‬الشطر الجهة‪،‬كيفية الستقبال تختلف بالنسبة لمن هو داخل المسجد الحرام‪ ،‬يجب‬ ‫عليه أن يصيب عين الكعبة بصدره كله ل يخطئوها‪ ،‬لو أخطأ بطلت صلته‪ ،‬ومن كان‬ ‫خارج الحرم ‪-‬وهو في مكة‪ -‬يجتهد‪ ،‬يجب عليه أن يصيب المسجد الحرام‪ ،‬ول يجب‬ ‫عليه أن يصيب الكعبة‪ ،‬مع التحري‪ ،‬يتحرى‪ ،‬ومن كان خارج مكة ‪-‬كحالنا‪ -‬الواجب‬ ‫الجهة‪ ،‬وليس بلزم إذا صليت أن تكون صلتك على عين الكعبة‪ ،‬أو عين المسجد‬ ‫الحرام‪} ،‬ف‪A‬ات"ق‪E‬وا "‬ ‫ا‪A A‬ما ا ‪D‬ست‪A‬ط‪D A‬عت‪D E‬م{]التغابن‪ :‬من الية ‪ ،[16‬وعلى من كان بعيدا أن يصلي إلى‬ ‫الجهة‪ ،‬فيتحرى‪ ،‬وإن كانت هناك آلت تحاول أن تحدد‪ ،‬ويمكن أن تستعمل أخبار‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪22‬‬

‫الى‪}:‬حاف‪B‬ظ‪D E‬‬ ‫وا ‪A‬عل‪A‬ى‬ ‫الر‪D O‬ك ‪E‬ن ال‪" A‬و ‪E‬ل الق‪B‬ي‪A‬ا ‪E‬م ‪A‬م ‪A‬ع الق‪D E‬د ‪A‬ر ‪B‬ة‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬ع‬ ‫‪A‬‬ ‫صل‪B A‬ة ‪D‬ال ‪E‬و ‪D‬سط‪A‬ى ‪A‬وق‪E‬و ‪E‬م ‪D‬‬ ‫ت وال "‬ ‫ال "‬ ‫ين{) (]البقرة‪.[238:‬‬ ‫وا ‪} B‬ل‪ B‬ق‪A‬ان‪B‬ت‪A B‬‬ ‫صل‪A A‬وا ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫الثقات والمجر‪ U‬بين‪ ،‬يتحرى‪ ،‬ولكن ل يجب عليه أن يصيب القبلة بعينها‪.‬‬

‫‪‰‬‬ ‫ركن‪ ،‬ما وجه تعداد النية من الشرط؟‬ ‫)( سبق أن ذكرنا أن النية عند بعض أهل العلم‬ ‫علما بأن النية داخلة في هيئة الصلة‪ ،‬وفي هيكل الصلة؟ لماذا عددنا النية شرطا؟ ولم‬ ‫ن‪E A‬ع "دها ركنا بينما غيرنا عددها ركنا؟ ما وجهة ذلك؟ باعتبار المبدأ؛ لنك في البداية‬ ‫تنوي‪ ،‬والنية تسبق الصلة‪ ،‬والشروط خارجة عن الصلة‪ ،‬والنية باعتبار مبدأها‬ ‫خارجة عن الصلة‪ ،‬لكن باعتبار وجوب الستدامة هي داخلة في الصلة‪ ،‬وتستمر معك‬ ‫حتى تنتهي من الصلة‪ ،‬هذا وجه الخرين الذين ‪A‬ع ‪O‬دوا النية من الركان؛ والخلف‬ ‫لفظي‪ ،‬ومحلها القلب‪ ،‬والتلفظ بها بدعة ‪ ،‬عند الشافعية‪ :‬التلفظ بالنية سنة‪ ،‬فقهائهم‬ ‫المتأخرين يعللون فيقولون‪ :‬ليساعد اللسان القلب‪ ،‬لكن أين الدليل؟ يقول العلمة ابن القيم‬ ‫رحمه ا‪ -‬وجزاه ا عنا وعن طلب العلم خير الجزاء‪ ،‬ن‪A‬ب"هنا على مسألة لم نعلمها‬‫قبله‪ ،‬يقول‪ :‬شبهة الشافعية‪ ،‬قول الشافعي‪" :‬‬ ‫إن الصلة ليست كالصيام‪ ،‬وإنما يشرع فيها‬ ‫بذكر ا‪ ،‬أساء الشافعية الفهم في هذا النص الشافعي‪ ،‬ظنوا أن المراد بالذكر أن يقول‬ ‫ت أداء مستقبل القبلة مقتديا بهذا المام)!(‬ ‫المصلي‪ :‬نويت أن أصلي العصر أربع ركعا ‪t‬‬ ‫هكذا يقرءون قبل الصلة‪ ،‬فس"روا بهذا‪ ،‬يقول العلمة ابن القيم‪ :‬مراد الشافعي "‬ ‫أن الصلة‬ ‫يشرع فيها بذكر ا‪ ،‬أي بالتكبير‪ ،‬والصيام ليس فيه التكبير‪ ،‬تنوي وتنام‪ ،‬وتقوم تمشي‬ ‫ل تأكل ول تشرب‪ ،‬هل شرعت فيه بذكر اللسان؟‪ ،‬ذكر القلب ل بأس‪ ،‬أ "ما ذكر اللسان‬ ‫لم يحصل‪ ،‬أ "ما الصلة فتشرع فيها بذكر لفظي‪ ،‬وهو ا أكبر‪ ،‬يقول هذا‪ ،‬وهم من‬ ‫الشافعية المنتسبين إلى المام الشافعي‪A ،‬و ‪B‬ه ‪E‬موا في فهم قوله‪ ،‬وهذا مراده‪ ،‬وهذا هو‬ ‫الساس في الخلف؛ فطالب العلم علم هذا‪ ،‬ل يقرأ هذه الجملة بعد اليوم قبل تكبيرة‬ ‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪23‬‬

‫الح‪A D‬را‪B‬م‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ‪A‬ح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫يث‪)) :‬ت‪A‬ح‪B D‬ري ‪E‬مه‪A‬ا الت" ‪D‬كب‪B‬ير‪،E‬‬ ‫الث"ان‪B‬ي‪ :‬ت‪D A‬كب‪B‬ي ‪A‬رة‪B E‬‬ ‫وه‪A E‬و ‪E‬سن"ة‪ -‰‬ق‪D A‬ول‪:E‬‬‫‪A‬وت‪A‬ح‪ D‬ل‪B‬يل‪E‬ه‪A‬ا الت" ‪D‬سل‪B‬ي ‪E‬م) (((‪A .‬وب‪D A‬ع ‪A‬ده‪A‬ا ال ‪D‬ست‪D B‬فت‪A‬اح ‪A‬‬ ‫ك الل"ه ‪" E‬م) (‬ ‫)) ‪E‬سب ‪DA‬حان‪A A‬‬ ‫ك ) (‪،‬‬ ‫ك) (‪A ،‬وت‪A A‬عال‪A‬ى ‪A‬ج ‪E‬د ‪A‬‬ ‫ك ا ‪D‬س ‪E‬م ‪A‬‬ ‫ار ‪A‬‬ ‫‪A‬وب‪A B‬ح ‪D‬م ‪B‬د ‪A‬‬ ‫ك) (‪A ،‬وت‪A‬ب‪A A‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫الحرام‪ ،‬إذا استقبل القبلة يكبر‪ ،‬شوف الفرق بين أن يقال‪" :‬بدعة"‪ ،‬وبين أن يقال‪:‬‬ ‫"سنة"‪ ،‬فرق بعيد‪ ،‬القائل أنها بدعة أي‪ :‬ل أصل لها غير مشروعة‪ ،‬البدعة عمل غير‬ ‫مشروع‪ ،‬والسنة عمل مشروع‪ ،‬وهل التلفظ بالنية مشروع؟ الجواب‪ :‬ل‪ ،‬عند طلب‬ ‫العلم‪ ،‬اللهم إل إذا كان في الحج والعمرة؛ أ "ما في الوضوء‪ ،‬وفي الصيام‪ ،‬وفي الصلة‪،‬‬ ‫لم يرد شيء؛ والتلفظ في هذه الماكن بدعة‪.‬‬

‫)( وهذا حديث عظيم‪ ،‬ويختلف أهل العلم‪ :‬هل النية ركن من أركان الصلة أو شرط من‬ ‫شروط الصلة؟ سبق لنا أن ذكرنا توجيه أهل العلم بين القولين‪ ،‬وأن الخلف لفظ ‪‰‬ي‪،‬‬ ‫وليس بجوهري‪ ،‬أي‪ :‬إن النية ل بد منها‪ ،‬سواء سميناها شرطا لكونها أول ما تقع خارج‬ ‫العمل‪ ،‬أو سميناها ركنا باعتبار استدامتها‪ ،‬بحيث لو نوى النسان قطع الصلة‪ ،‬أو قطع‬ ‫الوضوء‪ ،‬في أثناء العمل‪ ،‬تبطل الصلة‪ ،‬ويبطل الوضوء‪ ،‬إذا‪ :‬ل بد من استمرار النية؛‬ ‫بهذا العتبار تعتبر ركنا من أركان الصلة‪ ،‬النية عند الفقهاء لها معنى‪ ،‬وعند أهل‬ ‫الحديث والسلوك والعقيدة لها معنى‪ ،‬النية عند الفقهاء‪" :‬القصد إلى العمل"‪ ،‬أو‪" :‬الرادة‬ ‫المتوجهة إلى العمل"‪ ،‬تلك الرادة التي يتعين بها العمل‪ ،‬تفرق بها بين الفرض والنفل‪،‬‬ ‫تصلي الظهر‪ ،‬تصلي ركعتين‪ ،‬قبل الظهر أو بعد الظهر‪ ،‬تصلي العصر أو الظهر‪،‬‬ ‫امرئ ما نوى((‪،‬‬ ‫تفرق بين هذه العمال بالنية‪)) ،‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل‬ ‫‪t‬‬ ‫القصد المتوجه إلى هذا العمل الذي يفرق بين الفرض والنفل‪ ،‬ويعين نوع العمل‪ ،‬هذا‬ ‫القصد ‪-‬أو الرادة‪ -‬المتوجهة‪ ،‬هي التي تسمى النية عند الفقهاء‪ ،‬والحديث يشمل هذا‬ ‫وذاك‪ ،‬وعند أهل الحديث‪ ،‬أهل السلوك والعقيدة‪ ،‬المراد بالنية‪" :‬الخلص"‪ ،‬أي إرادة‬ ‫وجه ا تعالى وابتغاء مرضاته في العمل‪ ،‬فقوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪)) :-‬إنما‬ ‫العمال بالنيات((‪ ،‬يشمل هذا وذاك‪ ،‬لذلك يعتبر هذا الحديث من جوامع كلمه وحكمه‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ -‬حيث يجمع جميع المعاني‪.‬‬‫وهذا الحديث‪)) :‬إنما العمال بالنيات((‪ ،‬الذي استدل به المؤلف على شرطية النية‬ ‫بقوله‪" :‬والدليل حديث‪)) :‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى(("؛ قال بعض‬ ‫أهل العلم‪" :‬‬ ‫إن هذا الحديث يدخل في ثلثين بابا‪ ،‬حتى قال المام الشافعي‪ :‬يدخل في‬ ‫‪2‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪24‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫ك) (((‪.‬‬ ‫‪A‬ول‪ A‬إ‪B‬ل‪A‬ه‪A A‬غ ‪D‬ي ‪E‬ر ‪A‬‬ ‫ئ‬ ‫"ج ‪B‬يم{‪A ،‬م ‪D‬عن‪A‬ى أ‪E A‬عو ‪E‬ذ‪ :‬أ‪A‬ل‪E‬و ‪E‬ذ ‪A‬وأ‪D A‬لت‪B A‬ج ‪E‬‬ ‫ان الر ‪B‬‬ ‫}أ‪E A‬عو ‪E‬ذ ب‪B‬ال ‪B‬م ‪A‬ن ال "ش ‪D‬يط‪B A‬‬ ‫"ج ‪B‬يم ال ‪A‬م ‪D‬‬ ‫طر‪E‬و ‪B‬د ال ‪E‬م ‪D‬ب ‪A‬ع ‪B‬د ‪A‬ع ‪D‬ن ‪A‬رح‪A D‬م ‪B‬ة‬ ‫ص ‪E‬م ب‪A B‬‬ ‫‪A‬وأ‪D A‬عت‪B A‬‬ ‫ان الر ‪B‬‬ ‫ك ي‪A‬ا ا ‪B‬م ‪A‬ن ال "ش ‪D‬يط‪B A‬‬ ‫اي) (‪.‬‬ ‫ا‪ ،‬ل‪ A‬ي‪A‬ض‪E‬ر‪ O‬ن‪B‬ي ف‪B‬ي ‪B‬دين‪B‬ي ‪A‬ول‪ A‬ف‪B‬ي ‪E‬د ‪D‬ني‪A A‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫سبعين بابا‪ ،‬ذلك فضل ا يؤتيه من يشاء‪ ،‬من فتح ا عليه‪ ،‬ورزقه الفقه في الدين‪،‬‬ ‫استطاع أن ي‪E‬دخل هذا الحديث في جميع البواب‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إن"ه ثلث العلم‪A ،‬و ‪A‬وج"ه‬ ‫الذهبي هذا الكلم فقال‪" :‬‬ ‫لن كسب العبد إما بالقول‪ ،‬أو بالقلب‪ ،‬أو بالجوارح‪ ،‬اكتساب‬ ‫العبد العمال‪ ،‬يكتسب العبد العمال بالقلب واللسان والجوارح ثلث‪ ،‬النية محلها‬ ‫القلب‪ ،‬صارت الثلث؛ ثم "‬ ‫إن العمال التي يكتسبها العبد باللسان وبالجوارح ل تستغني‬ ‫عن النية‪ ،‬والنية قد تستعمل عمل صالحا مستقل دون الجوارح‪ ،‬وعمل اللسان انقطاع‬ ‫من الحديث الشريف‪)) :‬نية العبد خير من عمله((‪ ،‬قد يعمل النسان عمل ل ي ‪EA‬وف" ‪E‬‬ ‫ق إلى‬ ‫لغ‪ ،‬وقد يقول قول‪ ،‬ويقرأ كثيرا‪ ،‬ل يوفق للخلص؛ فقوله وقراءته‬ ‫الخلص؛ فعمله ‪t‬‬ ‫لغ‪ ،‬ل أجر له‪" ،‬‬ ‫لكن النية قد تنفرد وتستقل؛ فتعتبر عمل صالحا‪ ،‬وأنت لم تعمل‬ ‫وذكره ‪t‬‬ ‫بجوارحك ول بلسانك‪ ،‬كأن يعزم النسان عزما على أن ينفق مبلغا معينا=‬ ‫=من المال؛ فلم يتمكن من النفاق‪ ،‬لظرف ما‪ ،‬أو عازم على الجهاد في سبيل ا وحال‬ ‫صالح ولم يعمل لمانع منعه؛ يثاب على هذه النية؛ لن من‬ ‫عمل‬ ‫بينه حائل‪ ،‬عزم على‬ ‫‪t‬‬ ‫‪t‬‬ ‫ه "م بحسن ‪t‬ة ولم يعملها‪ ،‬تكتب له حسنة‪ ،‬وهو لم يعملها ل بالقول ول بالجوارح‪ ،‬إذا النية‬ ‫قد تنفرد وتستقل؛ فتعتبر عمل مستقل‪ ،‬يثاب عليها المرء دون أن يعمل شيئا‪ ،‬لذلك النية‬ ‫الصالحة الثلث‪ ،‬خير من الثلث‪)) ،‬إنما العمال بالنيات((‪" ،‬إن‪A Aَ U‬ما"‪ :‬أداة حصر‬ ‫وقصر‪ ،‬أي‪ :‬إنما صحة العمال بالنيات‪ ،‬وفي لفظ في الحديث‪)) :‬بالنية((‪ ،‬بالفراد‪،‬‬ ‫بالن‪U‬يات‪ :‬جمع باعتبار تعدد العمال‪ ،‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬سواء على الطلق الول‪،‬‬ ‫إطلق الفقهاء‪ ،‬أو على الطلق الثاني‪ ،‬المعنى صحيح‪ ،‬إنما صحة العمال بالنيات‪،‬‬ ‫بدون نية صالحة والعمل فاسد‪ ،‬إذا صحت النية وعمل عمل صالحا بنية صالحة صح‬ ‫عمل‪ ،‬إن عمل عمل والنية فاسدة؛ فسد عمله‪)) :‬إنما العمال بالنيات((‪ ،‬لذلك يستفتح‬ ‫كثير من المؤلفين الولين بهذا الحديث‪ ،‬حديث عظيم مبارك‪ ،‬ومن جوامع كلم النبي‬ ‫عليه الصلة والسلم‪.-‬‬‫)( وأ "ما العاجز فيصلي حيث تيسر له‪ ،‬وإن قاعدا أو مضطجعا‪ ،‬ولو أ "دى الحال إلى أن"ه‬ ‫عادم الحركة‪ ،‬ولكنه عنده شعور يجري أعمال الصلة على قلبه‪ ،‬وإلى هذه الدرجة‬ ‫الصلة ل تسقط‪ ،‬طالما النسان عنده شعور‪ ،‬ولو كان ل يستطيع أن يتحرك‪ ،‬أو لم يجد‬ ‫من يساعده على الحركة‪ ،‬عليه أن يجري أعمال الصلة على قلبه‪ ،‬فإذا كانت الصلة‬

‫‪1‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪25‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫صل‪A‬ة‪ A‬ل‪A B‬م ‪D‬ن‬ ‫ث‪)) :‬ل‪A A‬‬ ‫‪A‬وق‪A B‬را ‪A‬ءة‪ E‬الف‪A‬ات‪A B‬ح ‪B‬ة ‪E‬ر ‪D‬ك ‪‰‬ن ف‪B‬ي ‪E‬ك ‪U‬ل ‪A‬ر ‪D‬ك ‪A‬ع ‪t‬ة‪A ،‬ك ‪A‬ما ف‪B‬ي ‪A‬ح ‪B‬دي ‪B‬‬ ‫آن) (‪.‬‬ ‫ل‪D A‬م ي‪D A‬ق ‪A‬ر ‪D‬أ ب‪B‬ف‪A‬ات‪A B‬ح ‪B‬ة ال ‪B‬كت‪A‬ا ‪B‬‬ ‫ب((‪A ،‬و ‪B‬ه ‪A‬ي أ‪O E‬م الق‪E‬ر‪B D‬‬ ‫"ح ‪B‬يم{‪ :‬ب‪A A‬ر ‪A‬كة‪A ‰‬وا ‪D‬ست‪A B‬عان‪A‬ة‪.( )‰‬‬ ‫}ب‪B‬س ‪DB‬م ا الر"ح‪A D‬م ‪B‬ن الر ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫بهذه المثابة في السلم‪ ،‬ول تسقط حتى عند الحرب في الخوف في القتال‪ ،‬تجب بهيئة‬ ‫معروفة‪ ،‬فكيف يترك النسان الصلة ثم ي "دعي أن"ه مسلم‪ ،‬فليتنبه‪.‬‬ ‫)( لنها مفتاح‪ ،‬تحريم الصلة ومفتاح الصلة تكبيرة الحرام‪ ،‬بها يدخل النسان في‬ ‫الصلة‪.‬‬ ‫)( على الجميع أي على المام والمأموم والمنفرد على ح ‪t‬د سواء‪ ،‬وعلى الصح ولو في‬ ‫الصلة الجهرية‪ ،‬استماع المأموم لقراءة المام والصغاء لها‪ ،‬ل يسقط عنه قراءة‬ ‫الفاتحة على أصح‪ U‬أقوال أهل العلم‪ ،‬والمسألة خلفية‪" ،‬‬ ‫لن قوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪:-‬‬ ‫))ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب((‪ ،‬يشمل المام والمأموم والمنفرد‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫))لصلة لمن لم يقرأ((‪ ،‬والستماع غير القراءة‪ ،‬صحيح أن}ه واجب على المأموم أن‬ ‫يصغي لقراءة المام‪ ،‬ولكن المقدار الذي يقرأ فيه فاتحة الكتاب يستثني‪ ،‬سواء قرأ‬ ‫الفاتحة مع المام يتابع‪ ،‬أو يتمكن من قراءتها في سكتات المام‪ ،‬أو يقرأ والمام يقرأ‬ ‫السورة في أي حالة من الحالت‪ ،‬إذ لم يرد تحديد لزمن قراءة المأموم للفاتحة‪ ،‬ولكن ل‬ ‫بد من قراءتها‪ ،‬فصلة من لم يقرأ بفاتحة= =الكتاب باطلة‪ ،‬سواء كان إماما أو منفردا‪،‬‬ ‫وعلى الصحيح كما قلنا‪ :‬ولو كان مأموما يصلي خلف إمام يجهر‪ ،‬وأقوى دليل على‬ ‫هذا‪ ،‬الحديث القدسي الذي قال ا فيه‪)) :‬قسمت الصلة بيني وبين عبدي نصفين((‪،‬‬ ‫المراد بالصلة هنا الفاتحة‪ ،‬ا س "مى الفاتحة صلة‪)) ،‬قسمت الصلة بيني وبين عبدي‬ ‫نصفين‪ ،‬إذا قال العبد‪ :‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬قال ا ‪-‬ع "ز وجل‪ :-‬حمدني عبدي‪ ،‬وإذا‬ ‫قال العبد‪ :‬الرحمن الرحيم‪ ،‬قال ا‪ :‬أثنى عل "ى عبدي‪ ،‬وإذا قال العبد‪ :‬مالك يوم الدين‪،‬‬ ‫]أو ملك يوم الدين[‪ ،‬قال ا‪ :‬مجدني عبدي‪ ،‬وإذا قال العبد‪ :‬إياك نعبد وإياك نستعين‪،‬‬ ‫قال ا‪ :‬هذا بيني وبين عبدي نصفين‪ ،‬ولعبدي ما سأل‪ ،‬وإذا قال‪ :‬إهدنا الصراط‬ ‫المستقيم… الى آخر السورة‪ ،‬قال ا‪ :‬هذا لعبدي ولعبدي ما سأل((‪ ،‬تسمية الرب‪U‬‬ ‫سبحانه وتعالى‪ -‬في الحديث القدسي الفاتحة صلة‪ ،‬وهذا يشمل جميع المصلين‪،‬‬‫بمعنى‪ :‬من لم يقرأ الفاتحة ليس له صلة‪ ،‬والحديث يفس‪U‬ر بعضه بعضا‪ ،‬ويؤيد بعضه‬ ‫بعضا‪ ،‬لذلك ل ينبغي للمأموم ‪-‬ولو كان خلف إمام يجهر‪ -‬أن يترك فاتحة الكتاب‪،‬‬ ‫اعتمادا على ما قرأ في مذهب من المذاهب‪ ،‬لنه إذا ثبت عنده مثل هذا الحديث‪،‬‬ ‫والحديث الثاني‪)) :‬ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب((‪ ،‬وما في معناهما من الحاديث‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪26‬‬

‫الح ‪D‬م ‪E‬د‪ :‬ث‪A‬ن‪A‬ا ‪‰‬ء‪A ،‬وال‪A‬ل‪E B‬‬ ‫يع‬ ‫}ال ‪A‬ح ‪D‬م ‪E‬د ل{‪A ،‬‬ ‫ف ‪A‬والل" ‪E‬م ‪B‬ل ‪D‬ست‪D B‬غ ‪A‬ر ‪B‬‬ ‫اق ‪A‬ج ‪B‬م ‪B‬‬ ‫ال ‪A‬ون‪A‬ح‪B D‬و ‪B‬ه‪،‬‬ ‫ال ‪A‬م ‪A‬حا ‪B‬م ‪B‬د‪A ،‬وأ‪" A‬ما ال ‪A‬ج ‪B‬مي ‪E‬ل ال ‪B‬ذي ل‪E A‬‬ ‫ص ‪D‬ن ‪A‬ع ل‪A‬ه‪ E‬ف‪B‬ي ‪B‬ه ‪B‬م ‪D‬ث ‪E‬ل ‪A‬‬ ‫الج ‪A‬م ‪B‬‬ ‫ف‪A‬الث"ن‪A‬ا ‪E‬ء ب‪B B‬ه ي‪A E‬س "مى ‪A‬م ‪D‬دحا ل‪A A‬ح ‪D‬مدا‪.‬‬ ‫ق‪ ،‬ال ‪A‬مال‪E B‬‬ ‫"از ‪E‬‬ ‫الخال‪E B‬‬ ‫ين{‪ ،‬الر"ب‪ : O‬ه‪A E‬و ال ‪A‬م ‪D‬عب‪E‬و ‪E‬د‪A ،‬‬ ‫ك‪،‬‬ ‫} ‪A‬رب‪ U‬ال ‪A‬عال ‪A‬م ‪A َB‬‬ ‫ق‪ ،‬الر ‪B‬‬ ‫ص ‪E‬‬ ‫يع ‪A‬‬ ‫ق ب‪B‬الن‪A U‬ع ‪B‬م‪.‬‬ ‫ال ‪E‬مت‪A A‬‬ ‫الخ ‪D‬ل ‪B‬‬ ‫ر‪U‬ف‪E ،‬م ‪A‬رب‪B‬ي ‪A‬ج ‪B‬م ‪B‬‬ ‫التي جاءت في فاتحة الكتاب‪ ،‬ل يجوز له أن يعرض عن هذه الحاديث بدعوى أنه على‬ ‫مذهب فلن‪" ،‬‬ ‫وأن المذهب الفلني ل يوجب الفاتحة على المأموم‪ ،‬وخصوصا إذا كان‬ ‫المام يجهر‪ ،‬هذا الموقف غير سليم‪ ،‬وقد نصح المام مالك ‪-‬رحمه ا‪ -‬إمام دار الهجرة‬ ‫وكبير المدرسين في ]المسجد النبوي[ في عهد تابع التابعين الذي كان ي‪A E‬د ‪U‬رس‪ E‬بجوار‬ ‫الروضة‪ ،‬كان يقول لصحابه‪" :‬كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إل صاحب هذا‬ ‫القبر"‪ ،‬مشيرا إلى قبر النبي ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ ،-‬والقبر بجوارهم‪ ،‬وهذا معناه‪ :‬ل‬ ‫ينبغي لمسلم ‪-‬خصوصا طالب علم‪ -‬اطلع على حديث رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬ ‫ويدعي "‬ ‫أن هذا الحديث معارض لمذهبنا؛ فيترك الحديث بدعوى إتباع المذاهب‪ ،‬واتباع‬ ‫المذاهب ليس بواجب‪ ،‬ل يوجد مخلو ‪‰‬‬ ‫ق يجب اتباعه‪ ،‬ونسأل عن إتباعه إن قصرنا في‬ ‫إتباعه‪ ،‬إل" رسول ا محمد ‪-‬صلى ا عليه وسل"م‪ ،-‬أبدا‪ ،‬ل يوجد‪ ،‬وقول من يقول‪:‬‬ ‫حبر منهم"‪ ،‬كذا حكى القول‪ ،‬بلفظ ي‪E‬فهم كما حكى ذلك صاحب جوهرة‬ ‫"وواجب‪ ‰‬تقليد ‪t‬‬ ‫التوحيد‪ ،‬هذا كلم باطل‪ ،‬ل يجب تقليد أحد المذاهب الربعة‪ ،‬ل يجب‪ ،‬بل الصح ل‬ ‫يجوز‪ ،‬الوجوب حكم شرعي‪ ،‬الحكم الشرعي ل يثبت إل بكتاب أو سنة‪ ،‬من ي "دعي‬ ‫الوجوب عليه أن يأتي بالدليل‪ ،‬ما معنى وجوب تقليد المام مالك وفي وقته يوجد ثلثة‬ ‫من أئمة المسلمين في طبقته؟ ويعتبر الربعة أئمة الدنيا في عهد تابع التابعين كما قال‬ ‫المام ابن تيميه‪" :‬أربعة من أئمة الدنيا في عصر تابع التابعين‪ ،‬منهم المام مالك في‬ ‫الحجاز‪ ،‬والليث بن سعد بمصر‪ ،‬والثوري في العراق‪ ،‬والوزاعي في الشام"‪ ،‬ثلثة ل‬ ‫يجوز تقليدهم‪ ،‬الرابع يجب تقليده؟!!! =‬ ‫=من أين؟ ما الدليل؟ الثلثة ل يجوز‪ ،‬مش ل يجب! ل يجوز‪ ،‬مجرد الجواز ل يجوز‪،‬‬ ‫ل يجوز أن نقلد ليثا أو ثوريا أو الوزاعي في الشام‪ ،‬لكن المام مالك يجب أن تقلده‪،‬‬ ‫أيش هذا التقسيم من أين؟ من الذي يوجب هذا اليجاب؟ هل نزل وح ‪‰‬ي يقول‪" :‬إذا بلغ‬ ‫المام درجة المامة فيجب على المة تقليده"‪ ،‬ل ب‪" E‬د من وجود نص كهذا‪ ،‬هل يوجد؟!‬ ‫لذلك دعوى تقليد أحد الربعة دعوى باطلة‪ ،‬إنما ‪A‬مث" ‪D‬ل ‪E‬‬ ‫ت بمالك‪ ،‬لني استدللت بقوله‪ ،‬ثم‬ ‫تذكرت الثلثة الذين في طبقته‪ ،‬وإل فالحكم واحد‪ ،‬المام أبي حنيفة والشافعي ومالك‬ ‫وأحمد كلهم من أئمة المسلمين‪ ،‬ومعهم من هم مثلهم‪ ،‬ألم يكونوا أعلم منهم؟ وقد قيل أن‬ ‫الليث بن سعد أعلم من مالك‪ ،‬الشاهد‪ :‬الواجب الذي يجب اتباعه‪ ،‬ون‪E‬سأل عن اتباعه‪ ،‬هو‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪27‬‬

‫يع‪.‬‬ ‫}ال ‪A‬عال‪B A‬م ‪A‬‬ ‫ين{‪E :‬ك ‪E‬ل ‪A‬ما ‪B‬س ‪A‬وى ا ‪A‬عال‪‰ A‬م‪A ،‬وه‪A E‬و ‪A‬رب‪A O‬‬ ‫الج ‪B‬م ‪B‬‬ ‫ت‪.‬‬ ‫يع ال ‪A‬م ‪D‬خل‪E‬وق‪A‬ا ‪B‬‬ ‫}الر"ح‪A D‬م ‪B‬ن{‪A :‬رح‪A D‬مة‪A ‰‬عا "مة‪ ‰‬ب‪A B‬ج ‪B‬م ‪B‬‬ ‫"ح ‪B‬يم{‪A :‬رح‪A D‬مة‪A ‰‬خا "‬ ‫ان‬ ‫ين‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عال ‪A‬ى‪A } :‬و ‪A‬ك ‪A‬‬ ‫صة‪ ‰‬ب‪B‬ال ‪E‬م ‪D‬ؤ ‪B‬من‪A B‬‬ ‫}الر ‪B‬‬ ‫ين ‪A‬ر ‪B‬حيما{]الحزاب‪.[43:‬‬ ‫ب‪D B‬ال ‪E‬م ‪D‬ؤ ‪B‬من‪A B‬‬ ‫محمد ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وكل مسلم يعلم ويحفظ السئلة الثلثة التي يسأل عنها في‬ ‫القبر‪ ،‬إذا دفن النسان ي‪E‬سأل هذه السئلة الثلثة‪ ،‬ول بد منها‪ :‬من ربك؟ ومادينك؟ ومن‬ ‫نبيك؟ وفي بعض اللفاظ‪ :‬ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ وهو محمد ‪-‬عليه‬ ‫الصلة والسلم‪ ،-‬وليس في السئلة من إمامك؟ ما مذهبك؟ وما طريقتك؟ غير وارد‪،‬‬ ‫إمامنا وقدوتنا ونيبنا وقائدنا إلى ا هو محمد ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬مالنا إمام آخر‪،‬‬ ‫والئمة الربعة ومن في طبقتهم دعاة إلى اتباع هذا المام‪ ،‬لم يأتوا ليدعوا الناس إلى‬ ‫اتباع أنفسهم‪ ،‬لذلك يقول المام أبو حنيفة‪ :‬حرا ‪‰‬م أن يقلدنا أح ‪‰‬د حتى يعرف من أين أخذنا‪،‬‬ ‫نقلها غير واحد من أهل العلم‪ ،‬كابن عبد البر‪ ،‬وابن عابدين في حاشيته الحنفية‪ ،‬أريد أن‬ ‫أؤكد لطلب العلم "‬ ‫أن تجريد المتابعة لرسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ل تقل عن‬ ‫تجريد العبادة ل‪" ،‬‬ ‫لن تجريد العبادة ل‪ :‬معنى ل إله إل ا‪ ،‬وتجريد المتابعة لرسول ا‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ :-‬معنى قولك أشهد "‬‫أن محمدا رسول ا‪ ،‬كلمتان ككلمة واحدة‪ ،‬ل‬ ‫يتم الجزء الول بدون الثاني‪ ،‬والجزء الثاني بدون الول‪ ،‬فلنفهم جيدا‪.‬‬ ‫‪‰‬‬ ‫ركن مهم من أركان الصلة‪.‬‬ ‫إذا فاتحة الكتاب‬ ‫)( يسمى العتدال‪ ،‬س "مى الشيخ ما قبل الركوع قياما‪ ،‬ولم يسمي ما بعد الركوع قياما‪،‬‬ ‫قال الرفع منه‪ ،‬يسمى الرفع من الركوع ويسمى العتدال‪ ،‬هذا هو سبب اختلف أهل‬ ‫العلم في مشروعية وضع اليمنى على اليسرى فوق الصدر بعد الركوع‪ ،‬أي هل هذا‬ ‫القيام داخل في عموم القيام؟ كان رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ -‬إذا كان قائما‪ ،‬يضع‬ ‫يمناه على يسراه على صدره‪ ،‬إذا كان قائما‪ ،‬وهل إذا كان قائما قبل الركوع؟ أو قبل‬ ‫الركوع وبعد الركوع؟ احتمال‪ ،‬لكن أقوى الحتمالين ما هو؟ قد يكون الحديث نصا في‬ ‫القيام الذي قبل الركوع‪ ،‬والذي بعد الركوع ليس فيه نص‪ ،‬ويعتبر ظاهرا‪ ،‬ونحن نفرق‬ ‫بين =‬ ‫=النص وبين الظاهر‪ ،‬النص ما ل يحتمل معنيين‪ ،‬والظاهر يحتمل معنيين‪ ،‬ما قبل‬ ‫الركوع ل خلف فيه بأنه القيام‪ ،‬وما بعد الركوع يحتمل أن يدخل في عموم الحديث‪،‬‬ ‫ويحتمل أل يدخل‪ ،‬ولعل هذا هو الذي جعل المام أحمد ‪-‬رحمه ا‪ -‬يخي}ر المصلي‬ ‫بالنسبة لوضع اليمنى على اليسرى على الصدر بعد الركوع‪ ،‬إن شاء أرسل وإن شاء‬ ‫قبض‪ ،‬ولم يخيرهذا التخيير بالنسبة لما قبل الركوع‪" ،‬‬ ‫لن الحديث فيه نص‪ ،‬والذي بعد‬

‫‪4‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪28‬‬

‫ب‪ ،‬ي‪D A‬و ‪A‬م ‪E‬كل‪ O‬ي ‪EA‬ج ‪A‬‬ ‫ازى ب‪A B‬ع ‪A‬مل‪B B‬ه‪،‬‬ ‫ين{‪ :‬ي‪D A‬و ‪E‬م ‪A‬‬ ‫الح ‪A‬سا ‪B‬‬ ‫الج ‪A‬زا ‪B‬ء ‪A‬و ‪B‬‬ ‫} ‪A‬مال‪B B‬ك ي‪D A‬و ‪B‬م ال ‪U‬د ‪B‬‬ ‫اك ‪A‬ما‬ ‫إ‪D B‬ن ‪A‬خي‪D‬را ف‪A A‬خ ‪D‬ير‪A ،‰‬وإ‪D B‬ن ‪A‬ش }را ف‪A A‬ش ‪°‬ر‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬ع‬ ‫الى‪}:‬و ‪A‬ما أ‪D A‬د ‪A‬ر ‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫الح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫صل"ى ا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪A‬و ‪A‬سل" ‪A‬م‪:-‬‬‫يث ‪A‬ع ‪D‬نه‪A E‬‬ ‫ين{]النفطار‪A ،[19-17:‬و ‪A‬‬ ‫ي‪D A‬و ‪E‬م ال ‪U‬د ‪B‬‬

‫الركوع فيه احتمال‪ ،‬إذا كان المر كذلك‪ ،‬ل ينبغي أن يتشدد صغار الطلبة‪ ،‬الذي يقبض‬ ‫يبدع الذي ل يقبض‪ ،‬والذي ل يقبض يبدع الذي يقبض‪ ،‬هذا خطأ وتعجل‪ ،‬وإن سبقكم‬ ‫إلى هذا التعجل من هو أعلم منكم‪ ،‬وأسن منكم‪ ،‬وأكثر منكم علما‪ ،‬لكن كما قلنا‪ :‬كل‬ ‫إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إل صاحب هذا القبر؛ وأنا أستغرب قول العل"مة‬ ‫ال ‪E‬م ‪A‬حد‪U‬ث الشيخ‪ /‬ناصر اللباني في تبديع الوضع بعد الركوع‪ ،‬يعتبره بدعة‪ ،‬وهذا قول‬ ‫في فهمنا‪ ،‬قو ‪‰‬ل ل يؤخذ من الشيخ ناصر‪ ،‬مع اعترافنا له بالعلم والفضل والورع‪ ،‬حسب‬ ‫ما يظهر لنا‪ ،‬لن"ن‪A‬ا عاشرناه‪ ،‬وحرصه على اتباع السنة والدعوة إلى السنة وسلمة‬ ‫العقيدة ‪-‬حسب علمنا‪ -‬نشهد له بكل خير فيما نعلم‪ ،‬ول نزكيه على ا‪ ،‬مع ذلك في مثل‬ ‫هذه المسألة‪ ،‬وغيرها من بعض المسائل‪ ،‬ينبغي التوقف في حكمه‪ ،‬ولكن قديما قد قيل‪:‬‬ ‫"كفى بامرء فضل أن تعد معايبه"‪ ،‬نسأل ا أن يمد له في عمره في العمل الصالح‬ ‫وخدمة السنة‪.‬‬ ‫)( العضاء السبعة‪ :‬الجبهة مع النف‪ ،‬واليدين‪ ،‬والركبتين‪ ،‬وأطراف أصابع الرجلين‪،‬‬ ‫هذه العضاء من حيث التطبيق ‪E‬كل‪O‬ها واضحة‪ ،‬حتى عند العوام‪ ،‬ولكن ننبه على‬ ‫عضوين‪ ،‬أحدهما النف‪ ،‬بعض العوام يتكأتكا على الجبهة حتى يكاد يسجد على رأسه‪،‬‬ ‫ويرفع النف وهذا خطأ‪ ،‬يجب أن تضع النف مع الجبهة‪ ،‬المر الثاني‪ :‬أطراف أصابع‬ ‫الرجلين‪ ،‬كثيرا ما يسجد بعض الناس على ظهور الصابع‪ ،‬الواجب السجود على بطون‬ ‫الصابع‪ ،‬بطون أصابع الرجلين‪ ،‬ل على ظهورها‪ ،‬قد ل يفطن لهذا بعض الناس‪،‬‬ ‫خصوصا في السجود الثاني‪ ،‬إذا جلس بين السجدتين‪ ،‬ثم سجد‪ ،‬يترك الرجلين‪ ،‬ل ينتبه‬ ‫لهما‪ ،‬ويسجد على ظهور الصابع‪ ،‬والواجب النصح لمن رأيناه يفعل ذلك نصحناه‪،‬‬ ‫والنصح شيء‪ ،‬والتشدد والحكم بإبطال الصلة شيء آخر‪ ،‬ل تتسرع بالحكم "‬ ‫بأن الصلة‬ ‫باطلة‪" ،‬‬ ‫لن هذه من المسائل الخفية‪ ،‬المسائل الخفية ‪-‬ولو كانت ركنا أو شرطا‪ -‬التي‬ ‫تخفى على بعض العوام‪ ،‬ل بد من التساهل فيها‪ ،‬معرفة الناس‬ ‫وجوب السجود على بطون أصابع الرجلين‪ ،‬ليس كمعرفتهم السجود على الجبهة مثل‪،‬‬ ‫هذه قد تخفى‪ ،‬وهذه لتخفى‪ ،‬فلينتبه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ()1‬الجلس‪ŸŸ‬ة الهيئة‪ ،‬هيئة معين‪ŸŸ‬ة‪ ،‬ولم‪ŸŸ‬ا ك‪ŸŸ‬انت ه‪ŸŸ‬ذه الجلس‪ŸŸ‬ة عل‪ŸŸ‬ى هيئة معين‪ŸŸ‬ة‪ ،‬فيمك‪ŸŸ‬ن أن‬ ‫نسميها جلسة‪.‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪29‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫اج ‪E‬ز ‪A‬م ‪D‬ن أ‪D A‬تب‪A A‬ع‬ ‫))ال ‪A‬كي‪U‬س‪A E‬م ‪D‬ن ‪A‬د ‪A‬‬ ‫ان ن‪D A‬ف ‪A‬سه‪A E‬و ‪A‬ع ‪B‬م ‪A‬ل ل‪A B‬ما ب‪D A‬ع ‪A‬د ال ‪A‬م ‪D‬و ‪B‬‬ ‫ت‪A ،‬وال ‪A‬ع ‪B‬‬ ‫ن‪D A‬ف ‪A‬سه‪ E‬ه‪A A‬واه‪A‬ا ‪A‬وت‪A A‬من"ى ‪A‬عل‪A‬ى ا ال‪A A‬مان‪B‬ي(() (‪.‬‬ ‫ك‪A ،‬ع ‪D‬ه ‪‰‬د ب‪A‬ي ‪DA‬ن ال ‪A‬ع ‪D‬ب ‪B‬د ‪A‬وب‪A‬ي ‪DA‬ن ‪A‬رب‪B U‬ه أ‪A‬ن ل‪A‬‬ ‫"اك ن‪D A‬عب‪E E‬د{) ( أ‪A‬ي‪ :‬ل‪ A‬ن‪D A‬عب‪E E‬د ‪A‬غ ‪D‬ي ‪A‬ر ‪A‬‬ ‫}إ‪B‬ي ‪A‬‬ ‫ي‪D A‬عب‪A E‬د إ‪B‬ل" إ‪B‬ي"اه‪.E‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫هنا‪ :‬ننبه المنتسبين إلى مذهب المام أبي حنيفة‪ ،‬بعدم اشتراط الطمأنينة في العتدال‪،‬‬ ‫وفي الجلسة بين السجدتين‪ ،‬يعتبرونهما ركنين خفيفين لتشترط الطمأنينة فيهما‪ ،‬وعمل‬ ‫الحناف يدل على ذلك‪ ،‬لذلك تلحظون الخفة في صلتهم في الركنين‪ ،‬إذا رفع من‬ ‫الركوع‪ ،‬قبل أن يعتدل يسجد‪ ،‬وإذا رفع من السجود قبل أن يستقر يسجد‪ ،‬نقول‪ :‬كأنهم‬ ‫‪‰‬‬ ‫ركن‪ ،‬كما تعرف في‬ ‫تخرجوا من مدرسة واحدة‪ ،‬فهذا خطأ؛ فإذا عرفت بأن الطمأنينة‬ ‫حديث المسيء صلته‪ ،‬ل فرق بين الركوع والسجود‪ ،‬وبين العتدال وبين الجلسة بين‬ ‫السجدتين‪ ،‬الطمأنينة واجبة وركن‪ ،‬أو شرط‪ ‰‬في هذه الركان كلها على ح ‪t‬د سواء‪ ،‬وإذا‬ ‫كنت حنفيا‪ ،‬ثم اطلعت على صفة صلة النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬يجب عليك أن‬ ‫تترك حنفيتك لتكون محمديا صرفا بدون إضافة‪ ،‬احذف الضافات التي بينك وبين‬ ‫الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬اربط نفسك رأسا برسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬ ‫يقودك إلى ا‪ ،‬وأنت على بصيرة‪ ،‬لتشك بأنك تصل إلى ا ‪-‬إن شاء ا‪ -‬إذا اتبعت‬ ‫قيادة محمد رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬احذف الضافات التي في الوسط‪.‬‬ ‫)( والتسليمتان‪ ،‬لن إعراب التسليمتان معطوف على ما قبله من المرفوعات‪،‬‬ ‫والمعطوف على المرفوع مرفوع‪ ،‬وعلمة رفعه اللف والنون‪ ،‬عوضا عن التنوين في‬ ‫السم المفرد‪ ،‬وكون التسليمتين محل من أركان الصلة ليس محل اتفاق‪ ،‬عند بعضهم‬ ‫التسليمة الولى‪ ،‬والثانية مؤكدة‪ ،‬بدليل قد يجوز للنسان أن يكتفي بالتسليمة الولى فقط‪،‬‬ ‫وهذه رواية في المذهب‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫والشاهد‪}:‬وق‪E‬و ‪E‬م ‪D‬‬ ‫ين{‪ ،‬قد يستدل بهذه اللفظة من‬ ‫)(‬ ‫ين{]البقرة‪ ،[238:‬ولفظة‪}:‬ق‪A‬ان‪B‬ت‪A B‬‬ ‫وا ‪} B‬ل‪ B‬ق‪A‬ان‪B‬ت‪A B‬‬ ‫‪A‬‬ ‫}وق‪E‬و ‪E‬م ‪D‬‬ ‫ين{]البقرة‪ :[238:‬خاشعين ساكنين‪،‬‬ ‫وا ‪} B‬ل‪ B‬ق‪A‬ان‪B‬ت‪A B‬‬ ‫يرى وجوب الخشوع في الصلة‪A ،‬‬ ‫والخشوع في الصلة روح الصلة‪ ،‬سواء سميناه ركنا‪ ،‬أو شرطا‪ ،‬أو واجبا‪ ،‬أو من‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪30‬‬

‫ك ن‪D A‬ست‪B A‬ع ‪E‬‬ ‫ين ب‪B‬أ ‪A A‬ح ‪t‬د‬ ‫ين{‪A :‬ع ‪D‬ه ‪‰‬د ب‪A‬ي ‪DA‬ن ال ‪A‬ع ‪D‬ب ‪B‬د ‪A‬وب‪A‬ي ‪DA‬ن ‪A‬رب‪B U‬ه أ‪A‬ن ل‪ A‬ي‪D A‬ست‪B A‬ع ‪A‬‬ ‫}وإ‪B‬ي"ا ‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪A‬غ ‪D‬ي ‪A‬ر ا‪.‬‬ ‫}ا ‪D‬ه ‪B‬دن‪A‬ا الص‪A U‬راط‪ A‬ال ‪E‬م ‪D‬ست‪A‬ق‪B‬ي ‪A‬م{ ‪A‬م ‪D‬عن‪A‬ى‪}:‬ا ‪D‬ه ‪B‬دن‪A‬ا{‪E :‬دل"ن‪A‬ا ‪A‬وأ‪A‬ر‪B D‬ش ‪D‬دن‪A‬ا ‪A‬وث‪A‬ب‪D U‬تن‪A‬ا‪،‬‬ ‫آن‪A ،‬وال ‪E‬كل‪A O‬ح ‪‰‬‬ ‫يل‪ :‬الق‪E‬ر‪E D‬‬ ‫ق‪.‬‬ ‫ال ‪D‬سل‪E A‬م‪A ،‬وق‪B‬ي ‪A‬ل‪ :‬ال "رس‪E‬ول‪A ،E‬وق‪A B‬‬ ‫‪A‬و}الص ‪UA‬راط‪B :{E‬‬ ‫‪A‬و}ال ‪E‬م ‪D‬ست‪A‬ق‪B‬ي‪A‬م{‪ :‬ال ‪B‬ذي ل‪B A‬ع ‪A‬و ‪A‬ج ف‪B‬ي ‪B‬ه‪.‬‬ ‫أفعال الصلة المهمة‪ ،‬والخشوع من أهم أعمال الصلة‪ ،‬والصلة بدون خشوع ميته‪،‬‬ ‫ومما ينافي الخشوع كثرة العبث في الصلة‪ ،‬العبث شيء‪ ،‬والحركات التي يقصد بها‬ ‫مصلحة الصلة شيء آخر‪ ،‬والناس هنا على طرفي نقيض‪ ،‬منهم من يتشدد في عدم‬ ‫الحركة ويتصلب إذا دخل في الصلة‪ ،‬ولو كان هناك فرجة على يمينه أو على شماله‪،‬‬ ‫لو سحبته لن ينسحب‪ ،‬كأن رجليه مغروزتين في الرض‪ ،‬ولو حاولت تقدم أو تأخر‬ ‫يتصلب‪ ،‬وهذا خطأ وهذا غلو‪ ،‬الطرف الثاني‪ :‬طرف يكثر الحركة في الصلة‪ ،‬يقدم‬ ‫رجل ويؤخر أخرى‪ ،‬ويرفع إحدى الرجلين ويقف على رجل واحدة‪ ،‬ثم يرد هذه ويقف‬ ‫‪‰‬‬ ‫عبث كثير‪ ،‬هذا العبث يبطل الصلة‪ ،‬والوسط أن تتحرك لمصلحة الصلة‪،‬‬ ‫على الثانية‪،‬‬ ‫فرجة‪ ‰‬على يمينك تسدها‪ ،‬أو جارك لي ‪E‬س }د‪ ،‬ل يجوز ترك الفرج والخلل بين الصفوف‪،‬‬ ‫أمامك فرجة في الصف الذي أمامك؛ فتقدم بهدوء لتسد الفرجة‪ ،‬كل هذا من مصلحة‬ ‫الصلة‪ ،‬الصف معوج تتقدم وتتأخر لمصلحة الصلة‪ ،‬هذه الحركات التي هي في‬ ‫مصلحة الصلة ل تضر الصلة‪ ،‬الحركات العبثية التي تعلمونها ووصفناها هذه تبطل‬ ‫الصلة‪ ،‬والتصلب وعدم الحركة‪ ،‬وترك الصفوف معوجة وفي خلل‪ ،‬وأمامك فرجة ل‬ ‫تتحرك‪ ،‬هذه حنفية متطرفة ل تنبغي لمن ينتسبون إلى مذهب المام أبي حنيفة‪ ،‬فيفسدوا‬ ‫بذلك سمعة المام بهذا التصرف‪ ،‬ولم يأمر المام بهذا أبدا‪ ،‬وهذا من متأخري الحنفية‪،‬‬ ‫هم الذين يفعلون هذا الفعل‪ ،‬وهذا ل ينبغي‪ ،‬ينبغي إتباع السنة‪ ،‬تحرك حيث دعت‬ ‫كل‪ ،‬هنا‪ ،‬عندما‬ ‫الحاجة إلى الحركة‪ ،‬ول تتحرك بدون حاجة‪ ،‬هذا هو العتدال‪ ،‬وعلى ‪t‬‬ ‫ندرس الحكام الفقهية‪ ،‬نحن نتذكر المذاهب كلها‪ ،‬المذاهب الربعة المدونة‪ ،‬ونعلم "‬ ‫أن‬ ‫في الحضور من ينتسبون إلى هذه المذاهب الربعة كلها‪ ،‬ولو فردا واحدا؛ فالواجب‬ ‫علينا أن ننصح لكل منتسب إلى مذهب معين ليعلم أن دراسته للمذهب المعين للتفقه‬ ‫وللدراسة وللتعليم وللوصول إلى العمل بالسنة‪ ،‬دراسة المذاهب ليست محرمة‪ ،‬لك أن‬ ‫تدرس ما شئت من المذاهب الربعة‪ ،‬وغير الربعة‪ ،‬بل الولى لو تمكنت أن تدرس‬ ‫الفقه على المذاهب الربعة‪ ،‬هذا هو الولى‪ ،‬لئل تخرج بربع فقه‪ ،‬ل تكن ربع فقيه‪ ،‬كن‬ ‫فقيها‪ ،‬اطلع على المذاهب الربعة= =حتى تكون فقيها‪ ،‬أ "ما كونك تقتصر على مذهب‬ ‫معين وتتعصب‪ ،‬ولو فرضنا أن"ك فقيه؛ فإنك ربع فقيه‪ ،‬إذا ل تكن ربعا‪ ،‬تعلم وأط"لع‪،‬‬ ‫الذي يعينك على هذا أن تط"لع على السنة‪ ،‬وعلى شروح الحديث‪ ،‬مثل نيل الوطار‪،‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪31‬‬

‫ت ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪D‬م{‪ :‬ط‪B A‬ري ‪E‬‬ ‫ين أ‪D A‬ن ‪A‬ع ‪D‬م ‪A‬‬ ‫ق ال ‪E‬م ‪D‬ن ‪A‬ع ‪B‬م ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪D‬م‪A ،‬وال "دل‪B‬ي ‪E‬ل ق‪D A‬ول‪E‬ه‪E‬‬ ‫}ص ‪A‬راط‪ A‬ال ‪U‬ذ ‪A‬‬ ‫‪B‬‬ ‫ين أ‪D A‬ن ‪A‬ع ‪A‬م }‬ ‫}و ‪A‬من ي ‪EB‬ط ‪B‬ع }‬ ‫ا‪A E‬عل‪D A‬ي ‪B‬هم‬ ‫ك ‪A‬م ‪A‬ع ال" ‪B‬ذ ‪A‬‬ ‫ا‪A A‬وال "رس‪E‬و ‪A‬ل ف‪A‬أ ‪D E‬ول‪A‬ئ‪A B‬‬ ‫ت‪A A‬عالى‪A :‬‬ ‫رف‪B‬يقا{‬ ‫‪U‬ين ‪A‬وال ‪U‬‬ ‫ين ‪A‬و ‪A‬حس ‪EA‬ن أ‪E‬ول‪A‬ئ‪A B‬‬ ‫ين ‪A‬وال ‪O‬شه‪A A‬داء ‪A‬والص"ال‪B B‬ح ‪A‬‬ ‫ص ‪U‬ديق‪A B‬‬ ‫‪U‬م ‪A‬ن الن"ب‪B‬ي ‪A‬‬ ‫ك ‪A‬‬ ‫]النساء‪.[69:‬‬ ‫وسبل السلم‪ ،‬وإن توسعت كثيرا فتح الباري‪ ،‬هذه الكتب‪ ،‬ونصب الراية‪ ،‬الكتب هذه‬ ‫تطلعك على المذاهب الربعة وأكثر من الربعة‪ ،‬لتكون على بصيرة‪ ،‬ولتحترم أئمة‬ ‫المسلمين على حد سواء‪ ،‬بدون غلو في إمام معين والنيل من الئمة الخرين‪ ،‬وهذا ل‬ ‫يجوز‪ ،‬يجب أن تحبهم جميعا لنهم جميعا من الدعاة إلى السنة‪.‬‬ ‫)( الذي عليه جمهور أهل العلم‪ ،‬أن}ه ل يحصل الخروج من الصلة ‪-‬التحليل‪ -‬إل‬ ‫بالتسليم‪ ،‬وليس هناك ما يقوم مقام التسليم‪ ،‬وما تسمعون أو تقرءون في بعض كتب‬ ‫المتأخرين‪ ،‬في بعض المذاهب‪" ،‬‬ ‫أن النسان له أن يخرج من الصلة بأي شيء ولو غير‬ ‫التسليم‪ ،‬ولو بالحدث‪ ،‬وهذا الكلم غير سليم‪ ،‬وغير صحيح‪.‬‬ ‫)( ونص" الشيخ ‪-‬رحمه ا‪ -‬على أن الستفتاح سنة‪ ،‬وليس بركن‪ ،‬ول واجب‪ ،‬ول‬ ‫شرط‪ ،‬ولكنه سن‪O‬ة‪ ،‬واختار من أدعية الستفتاح نوعا واحدا‪ ،‬أقصر تلك الدعية وأشملها‬ ‫ك الل"ه‪" E‬م‬ ‫وأجمعها من حيث الثناء على ا والتمجيد والتعظيم‪ ،‬وهو قول‪E )) :‬س ‪D‬ب ‪A‬حان‪A A‬‬ ‫‪E‬ك((‪ ،‬وقد سرد العلمة ابن القيم‬ ‫ك‪A ،‬ول‪ A‬إ‪B‬ل‪A‬ه‪A A‬غ ‪D‬ير ‪A‬‬ ‫ك‪A ،‬وت‪A A‬عال‪A‬ى ‪A‬ج ‪E‬د ‪A‬‬ ‫ك ا ‪D‬س ‪E‬م ‪A‬‬ ‫ار ‪A‬‬ ‫‪A‬وب‪A B‬ح ‪D‬م ‪B‬د ‪A‬‬ ‫ك‪A ،‬وت‪A‬ب‪A A‬‬ ‫عددا من أدعية الستفتاح في زاد المعاد‪ ،‬ولكنه ف}ض"ل هذا الدعاء على غيره من تلك‬ ‫الدعية الكثيرة‪ ،‬وبعضها طويلة‪ ،‬لما في هذا الدعاء الموجز من الثناء على ا‪،‬‬ ‫والتمجيد والتعظيم‪ ،‬مال يوجد في غيره‪ ،‬وغيره أكثر دعاء وطلبا‪ ،‬وهذا تمجيد وتسبيح‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ك‪A ،‬وت‪A A‬عال‪A‬ى ‪A‬ج ‪E‬د ‪A‬‬ ‫ك ا ‪D‬س ‪E‬م ‪A‬‬ ‫ار ‪A‬‬ ‫ك الل"ه‪" E‬م ‪A‬وب‪A B‬ح ‪D‬م ‪B‬د ‪A‬‬ ‫وتعظيم‪ ،‬وهو يتضمن الطلب‪E )) :‬سب ‪DA‬حان‪A A‬‬ ‫ك‪A ،‬وت‪A‬ب‪A A‬‬ ‫‪E‬ك((‪ ،‬وتولي المؤلف ‪-‬رحمه ا‪ -‬شرح هذا الدعاء‪ ،‬وما بعده‪ ،‬ومعنى‪:‬‬ ‫‪A‬ول‪ A‬إ‪B‬ل‪A‬ه‪A A‬غ ‪D‬ير ‪A‬‬ ‫ك الل"ه‪" E‬م((‪ ،‬أي‪ :‬أنزهك يارب التنزيه اللئق بك‪ ،‬التنزيه اللئق بجلله ‪-‬سبحانه‬ ‫)) ‪E‬سب ‪DA‬حان‪A A‬‬ ‫وتعالى‪ ،-‬وهو المأخوذ من الكتاب والسنة‪ ،‬وقد أفترقت الناس في باب التنزيه‪ ،‬وجعل‬ ‫بعض الناس التنزيه نفي الصفات‪ ،‬لذلك نفت الجهمية والمعتزلة جميع الصفات بدعوى‬ ‫التنزيه‪ ،‬لن إثبات الصفات تؤدي إلى التشبيه‪ ،‬والتنزيه بنفي الصفات عندهم‪ ،‬كذلك‬ ‫فعلت الشاعرة والماترودية بالنسبة للصفات الخبرية‪ ،‬الصفات الخبرية‪ :‬التي لمجال‬ ‫للعقل إلى اثباتها إل بالسماع والدليل النقلي والخبري‪ ،‬إثبات تلك الصفات على ظاهرها‬ ‫يتنافى مع التنزيه في مفهوم الشاعرة‪=،‬‬ ‫=وعمدوا إلى التاويل‪ ،‬لم ينفوا كما نفى غيرهم‪ ،‬ولكنهم زعموا أن ظاهر تلك النصوص‬ ‫غير مراد ا‪ ،‬فيجب تأويلها بدعوى التنزيه‪ ،‬وأنت ترى ك ‪‰‬ل من النفاه والمؤولة‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪32‬‬

‫ب ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪D‬م{‪A :‬وه‪E E‬م الي‪A‬ه‪E‬و ‪E‬د‪A ،‬م ‪A‬عه‪D E‬م ‪B‬ع ‪D‬ل ‪‰‬م ‪A‬ول‪D A‬م ي‪D A‬ع ‪A‬مل‪E‬وا ب‪B B‬ه‪،‬‬ ‫} ‪A‬غي ‪DB‬ر ال ‪A‬م ‪D‬غض‪E‬و ‪B‬‬ ‫صا ‪A‬رى‪،‬‬ ‫ك ط‪B A‬ريق‪A‬ه‪D E‬م‪A } ،‬ول‪ A‬الض"ال‪A U‬‬ ‫ن‪A‬س‪D‬أ ‪E A‬ل ا أ‪D A‬ن ي‪A E‬جن‪U‬ب‪A A‬‬ ‫ين{‪A :‬وه‪E E‬م الن" ‪A‬‬ ‫ك ط‪B A‬ريق‪A‬ه‪D E‬م‪،‬‬ ‫ضل‪t A‬ل‪ ،‬ن‪A‬س‪D‬أ ‪E A‬ل ا أ‪D A‬ن ي‪A E‬جن‪U‬ب‪A A‬‬ ‫ي‪D A‬عب‪E E‬د ‪A‬‬ ‫ون ا ‪A‬عل‪A‬ى ‪A‬جه ‪Dt‬ل ‪A‬و ‪A‬‬ ‫ين أ‪D A‬‬ ‫ع ‪A‬مال ‪‬‬ ‫ين ق‪D A‬ول‪E‬ه‪ E‬ت‪A A‬عال‪A‬ى‪} :‬ق‪E‬ل‪ D‬ه‪A‬ل‪ D‬ن‪E‬ن‪A‬ب‪U‬ئ‪E E‬ك ‪D‬م ب‪D B‬ال‪D A‬خ ‪A‬س ‪B‬ر ‪A‬‬ ‫‪A‬و ‪A‬دل‪B‬ي ‪E‬ل الض"ال‪A U‬‬ ‫ون‬ ‫‪E‬ون أ‪A‬ن"ه‪D E‬م ي‪E‬ح‪B D‬سن‪A E‬‬ ‫ض "ل ‪A‬س ‪D‬عي‪E‬ه‪D E‬م ف‪B‬ي ‪D‬ال ‪A‬حي‪A‬ا ‪B‬ة ال ‪O‬د ‪D‬ني‪A‬ا ‪A‬وه‪D E‬م ي‪A‬ح‪A D‬سب ‪A‬‬ ‫ال" ‪B‬ذ ‪A‬‬ ‫ين ‪A‬‬ ‫يزعمون التنزيه فيما ذهبوا إليه‪ ،‬أي النفاه لم يقصدوا عندما نفوا صفات ا تعالى لم‬ ‫يقصدوا الساءة إلى ا‪ ،‬ولكن في زعمهم يريدون التنزيه‪ ،‬ولكن أين التنزيه؟ ضلوا عن‬ ‫التنزيه‪ ،‬لماذا ضلوا؟ لنهم التمسوا الهدى في غير كتاب ا‪ ،‬من التمس الهدى من غير‬ ‫كتاب ا‪ ،‬وفي غير ما جاء به الرسول ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ -‬يضل ول محالة‪ ،‬هذه‬ ‫قاعدة كل من يلتمس الهدى والحق في غير ما جاء به الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬؛‬ ‫فهو يضل جزاء لعراضه‪ ،‬إذ الهدى والصواب والحق ينحصر فيما جاء به رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم‪ ،-‬وإذا أردنا أن نعرف التنزيه الحق اللئق بال سبحانه وتعالى‪،‬‬‫صير‪]{E‬الشورى‪ ،[11:‬أيوجد تنزيه أبلغ من‬ ‫نقرأ قوله تعالى‪ B} :‬ل‪A‬ي ‪A‬‬ ‫‪D‬س ‪A‬ك ‪B‬م ‪D‬ثل‪B B‬ه ‪A‬ش ‪D‬ي ‪‰‬ء ‪A‬وه‪A E‬و ال "س ‪B‬مي ‪E‬ع الب‪B A‬‬ ‫هذا التنزيه؟ يثبت ا سبحانه وتعالى لنفسه الصفات‪ ،‬ينفي المماثلة فيما أثبت هذا‪ ،‬هو‬ ‫معنى التنزيه أن تثبت له ما أثبته لنفسه من صفات الكمال ومن السماء الحسنى ومن‬ ‫الفعال‪ ،‬تثبت له ما أثبته لنفسه‪ ،‬ثم تنفي المماثلة فيما أثبت‪ ،‬إذ ل يصف ا أعلم من ا‪،‬‬ ‫وتثبت له سبحانه ما وصفه به رسوله المين ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ -‬وتنفي المماثلة فيما‬ ‫أثبت‪ ،‬إذ ل يصف ا من خلق ا أعلم من رسول ا ‪-‬عليه السلم‪ ،-‬هكذا هدى ا أهل‬ ‫الحق‪ ،‬ودعاء الحق إلى هذا التنزيه‪ ،‬وعرفوا كيف ينزهون دون تعطيل أو تحريف‬ ‫ودون تشبيه أو تمثيل‪ ،‬ودون نفي لصفات ا تعالى‪ ،‬إلى هذا يشير الشيخ عندما يقول‪:‬‬ ‫أي أنزهك التنزيه اللئق بجللك‪ ،‬وهذا التنزيه اللئق بجلله سبحانه وتعالى‪ ،‬أي‬ ‫التنزيه المأخوذ من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫)( وبحمدك‪ :‬أي مع الثناء عليك‪ ،‬تنزيه مع الثناء على ا‪ ،‬إذا نفيت صفات الكمال بم‬ ‫تثني على ا تعالى؟! إذا كنت تنفي عنه الرحمة كيف تثني عليه‪ ،‬تقول الرحمة مستحيلة‬ ‫على ا‪ ،‬والمحبة مستحيلة على ا‪ ،‬ل ي‪A‬حب ول ي‪E‬حب‪ ،‬كيف تثني عليه وأنت تنفي عنه‬ ‫الرحمة‪ ،‬وقد سمعت في الحديث القدسي حديث الفاتحة ))إذا قال العبد‪ :‬الرحمن الرحيم‪،‬‬ ‫يقول ا تعالى‪ :‬أثنى عل "ي عبدي((‪ ،‬ومن ينفي الرحمة‪ ،‬ل يمكنه أن يثني على ا‬ ‫تعالى‪ ،‬وإن"ما الثناء على ا بأسمائه وصفاته وأفعاله الحميدة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫)( أي البركة تنال بذكرك‪ ،‬تنزه اسمك وت‪E‬نال البركة بذكرك‪ ،‬بذكر ا تعالى هكذا فس"ر‬ ‫المام‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪33‬‬

‫ص ‪D‬نعا{]الكهف‪A ،[104،103:‬وال ‪A‬ح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫صل"ى ا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪A‬و ‪A‬سل" ‪A‬م‪)) :-‬ل‪A‬ت‪A‬ت"ب‪B‬ع "‪E‬ن‬ ‫‪E‬‬ ‫يث ‪A‬ع ‪D‬نه‪A -E‬‬ ‫ضب¶‬ ‫‪A‬سن‪A A‬ن ‪D A‬من ق‪D A‬بل‪E A‬ك ‪D‬م ‪A‬ح ‪D‬ذ ‪A‬و الق‪" E‬ذ ‪B‬ة ب‪B‬الق‪" E‬ذ ‪B‬ة ‪A‬حت"ى ل‪D A‬و ‪A‬د ‪A‬خل‪E‬وا ‪E‬جح‪A D‬ر ‪A‬‬ ‫ال‪ :‬ف‪A A‬م ‪َD‬ن((‪،‬‬ ‫صا ‪A‬رى؟ ق‪A A‬‬ ‫ل‪A A‬د ‪A‬خ ‪D‬لت‪E E‬موه‪E‬؛ ق‪A‬ال‪E‬وا ي‪A‬ا ‪A‬رس‪E‬و ‪A‬ل ا‪D :‬الي‪A‬ه‪E‬و ‪E‬د ‪A‬والن" ‪A‬‬ ‫أ‪D A‬خ ‪A‬ر ‪A‬جاه‪.( )E‬‬ ‫والح ‪B‬د ‪E‬‬ ‫ين ف‪B‬ر‪ D‬ق‪t A‬ة‪،‬‬ ‫ت الي‪A‬ه‪E‬و ‪E‬د ‪A‬عل‪A‬ى إ‪B‬ح‪A D‬دى ‪A‬و ‪A‬س ‪D‬ب ‪B‬ع ‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫يث الث"ان‪B‬ي‪)) :‬ا ‪D‬فت‪A A‬رق‪B A‬‬ ‫ق ه‪B A‬ذ ‪B‬ه ال‪" E‬مة‪E‬‬ ‫ين ف‪B‬ر‪ D‬ق‪t A‬ة‪A ،‬و ‪A‬ست‪D A‬فت‪B A‬ر ‪E‬‬ ‫ث ‪A‬و ‪A‬سب ‪DB‬ع ‪A‬‬ ‫صا ‪A‬رى ‪A‬عل‪A‬ى ث‪A‬ل‪t A‬‬ ‫ت الن" ‪A‬‬ ‫‪A‬وا ‪D‬فت‪A A‬رق‪B A‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أي‪ :‬جلت عظمتك‪ ،‬الجد بمعنى العظمة وبمعنى الغنى‪ ،‬جلت عظمتك وغناك‪.‬‬ ‫)( أي‪ :‬ل معبود في الرض ول في السماء بحق سواك يال‪ ،‬كلمة بحق ل بد من التيان‬ ‫بها‪ ،‬عندما تفسر ل إله إل ا‪ ،‬يجب أن تأتي "بحق"‪ ،‬أو "حق"‪ ،‬وإل يكون المعنى‬ ‫فاسدا‪ ،‬لو قلت‪ :‬ل معبود في السماء ول في الرض غيرك‪ ،‬نحكي خلف الواقع‪،‬‬ ‫المعبودون كثيرون‪ ،‬لكن المعبود المنفي هو المعبود بالحق‪ ،‬ل معبود في الرض ول‬ ‫في السماء بحق غيرك‪ ،‬وكل من عبد في السماء وفي الرض؛ فعبادتهم باطلة‪ ،‬عبدت‬ ‫الشمس والقمر عبادتها باطله‪ ،‬عبدت الشجار‪ ،‬وكثيرا من الدوحات‪ ،‬ول تزال تعبد‪ ،‬و‬ ‫الحجار والضرحة والقباب؛ فعبادة هذه الشياء باطلة‪ ،‬عبادة الجن‪ ،‬عبادة القبور‪ ،‬كلما‬ ‫عبد فهو إله في اللغة‪ ،‬ل يسمى ا ولكن يسمى إله‪ ،‬لفظة إله عامة‪ ،‬تشمل المعبود‬ ‫بالحق والمعبود بالباطل‪ ،‬ولكن لفظ الجللة "ا"‪ ،‬خاص بالمعبود الحق‪ ،‬خالق‬ ‫السماوات والرض سبحانه‪ ،‬لمعبود في السماء والرض سواك ياا‪.‬‬ ‫)( أي‪ :‬ألوذ وألتجئ وأعتصم بك يا ا من الشيطان الرجيم المطرود المبعد من‬ ‫رحمتك‪ ،‬ل يؤثر في ديني وعقيدتي وعبادتي‪ ،‬ومعنى الستعاذة‪ :‬اللتجاء والعتصام‪.‬‬ ‫)( ولم يفصل الشيخ‪ ،‬ولم يستثني المأموم الذي يصلي خلف المام الذي يجهر‪ ،‬كما‬ ‫يستثني غيره‪ ،‬لكنه أطلق إشارة منه ‪-‬رحمه ا‪ -‬إلى "‬ ‫أن الفاتحة ركن من أركان الصلة‪،‬‬ ‫وهي أ ‪O‬م الصلة‪،‬كما أن"ها أ ‪O‬م القرآن؛ فهي أ ‪O‬م الصلة‪ ،‬لصلة إل بها‪ ،‬ولو كنت مأموما‬ ‫إمام يجهر على الصحيح‪ ،‬لذلك لم يلتفت الشيخ إلى هذا الخلف‪ ،‬ولم يشر إليه‪،‬‬ ‫خلف ‪t‬‬ ‫هذا هو الحق‪ ،‬بل استدل على هذا الطلق بقوله‪" :‬كما في حديث‪)) :‬ل صلة لمن لم‬ ‫يقرأ بفاتحة الكتاب((‪ ،‬أي كان هذا المصلي‪ :‬إماما‪ ،‬أو مأموما‪ ،‬أو منفردا‪ ،‬وسواء كان‬ ‫المأموم في الصلة السرية أو الجهريه؛ يؤكد هذا المعنى ليعلم بعض الناس الذين‬ ‫يتساهلون بقراءة الفاتحه إذا كانوا مأمومين خلف إمام يجهر‪ ،‬هذا الحديث الذي ذكرناه‬ ‫سابقا‪)) :‬قسمت الصلة بيني وبين عبدي نصفين((‪ ،‬هذان الحديثان وما في معناهما‬ ‫يؤكدان "‬ ‫أن فاتحة الكتاب ركن في الصلة على جميع المصلين‪.‬‬ ‫)( وفي الحقيقة‪ ،‬الشيخ كفانا مؤنة شرح البسملة والتعوذ ودعاء الستفتاح وفاتحة‬ ‫ضح؛ نترك كما وض"ح الشيخ‪.‬‬ ‫الكتاب؛ إذا الواضح ل ي‪" E‬و ‪A‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪34‬‬

‫اح ‪A‬دة‪ ،‰‬ق‪D E‬لن‪A‬ا‪A :‬م ‪D‬ن ‪B‬ه ‪A‬ي ي‪A‬ا‬ ‫ث ‪A‬و ‪A‬سب ‪DB‬ع ‪A‬‬ ‫‪A‬عل‪A‬ى ث‪A‬ل‪t A‬‬ ‫ار إ‪B‬ل" ‪A‬و ‪B‬‬ ‫ين ف‪B‬ر‪ D‬ق‪t A‬ة‪E ،‬كل‪O‬ه‪A‬ا ف‪B‬ي الن" ‪B‬‬ ‫ان ‪A‬عل‪A‬ى ‪B‬م ‪D‬ث ‪B‬ل ‪A‬ما أ‪A‬ن‪A‬ا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪A‬وأ‪A‬ص‪A D‬حاب‪B‬ي(() (‪.‬‬ ‫‪E‬ول ا؟ ق‪A‬ا ‪A‬ل‪A :‬م ‪D‬ن ‪A‬ك ‪A‬‬ ‫‪A‬رس ‪A‬‬ ‫سة‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫سـ جود علـى العضـ اء السـ بـعة‪ ،‬والعت ـدال منـه) (‬ ‫الركوع‪ ،‬والرفع منه‪ ،‬وال ‪,‬‬ ‫و‪,‬‬ ‫ـ‬ ‫كع وا واس جدوا{]الــج‪ :‬مــن‬ ‫بـي السجدتـي‪ ،‬والدليل قـوله تـعال‪}:‬يا أيـ‪,‬ها الذين آمنوا ار ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫أس جد عل ـى سـ بـعة‬ ‫الليــة ‪ ،[77‬وال ـديث عنـه ‪-‬صـ لى ال عليـه وسـ لم‪)) :-‬أم رت أن ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الحديث من حيث السناد ضعيف‪ ،‬قال الذهبي‪ :‬فيه را ‪t‬و اسمه ابن أبي مريم‪ ،‬وهو وا ‪t‬ه‬ ‫‪‰‬‬ ‫‪‰‬‬ ‫"‬ ‫ضعيف من حيث‬ ‫حديث‬ ‫ولكن معنى الحديث صحيح‪،‬‬ ‫ومن حيث السناد ضعيف‪،‬‬ ‫السناد‪ ،‬ولكن"ه صحيح من حيث المعنى‪ ،‬إذ تشهد له نصوص الكتاب والسنة‪ ،‬تأ "مل في‬ ‫معنى الكيس العاقل الفطن من دان نفسه‪ ،‬أي من أذل نفسه حتى لوامر رسوله ‪-‬عليه‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬وخضع لوامره‪ ،‬وعمل لما بعد الموت‪ ،‬وهل هذا المعنى فيه‬ ‫غضاضة؟ وفيه توقف؟ ل‪ ،‬معنى صحيح مائه بالمائة‪ ،‬العاقل الفطن الم "وفق من أخضع‬ ‫نفسه= =لوامر الكتاب والسنة‪ ،‬وعمل لما بعد الموت‪ ،‬ولم تشغله دنياه عن أخرته‪،‬‬ ‫العاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على ا الماني‪ ،‬يترك الصلة‪ ،‬ويرتكب المعاصي‪،‬‬ ‫ويترك المأمورات‪ ،‬ومع ذلك يتمنى على ا الماني‪ ،‬أن"ه في أعلى الفردوس‪ ،‬في أعلى‬ ‫الجنة‪ ،‬لماذا؟ لن اليمان هنا! ]في القلب[‪ ،‬ل ي‪A‬ض‪E‬ر‪ O‬ه ترك الصلة وارتكاب المعاصي‪،‬‬ ‫هذا فيه نو ‪‰‬‬ ‫ع من الرجاء‪ ،‬وإن كان ل يدري عن نفسه؛ فهو مرجئ‪ ،‬أي أن ترك‬ ‫العمال ل يضر‪ O‬طالما عنده اعتقاد تصديق بالجملة‪ ،‬لما جاء به رسول ا ‪-‬عليه‬ ‫الصلة والسلم‪ ،-‬بعد ذلك فليفعل ما يريد من المعاصي‪ ،‬فليترك ما يريد أن يترك من‬ ‫المأمورات؛ فهو في الجنة)!( هذه الماني الكاذبة‪ ،‬ي‪E‬صاب بهذه الماني الكاذبة المرجئة‪،‬‬ ‫الذين يرون "‬ ‫أن اليمان‪ ،‬إ "ما ‪E‬م ‪A‬ج "ر ‪E‬د التلفظ بل إله إل ا‪ ،‬أو مجرد التصديق بالقلب‪ ،‬وإن‬ ‫كان ذلك التصديق ل تصدقه العمال‪ ،‬وقد أحسن المام الحسن البصري عندما قال‪:‬‬ ‫))ليس اليمان بالتمني ول بالتحلي‪ ،‬ولكن ما وقر في القلب‪ ،‬وص "دقه العمل((‪ ،‬العمل‬ ‫هو الذي يصدق ما وقر في القلب‪ ،‬من ادعى "‬ ‫أن إيمانه في قلبه لكن ل يعمل‪ ،‬ل يتمثل و‬ ‫لينتهي‪ ،‬ودائما إيمانه في القلب‪ ،‬كلما ينصحه ناصح أشار إلى صدره‪ :‬اليمان هنا!‪،‬‬ ‫هذا مخدوع ضائع؛ فنسأل ا أن يتوب علينا وعليه‪ ،‬اليمان والعمل‪ :‬إيمان القلب‪،‬‬ ‫وأعمال الجوارح‪ ،‬والنطق باللسان؛ من هذا يتك "ون اليمان الصحيح‪ ،‬بهذا تكسب‬ ‫الولية‪ ،‬إذا كنت تريد أن تكون وليا ل‪ ،‬الولية مكتسبة بخلف النبوة‪ ،‬النبوة والرسالة‬ ‫بالصطفاء‪ ،‬ا الذي يصطفي من الملئكة ومن النس من يشاء للرسالة والنبوة‪" ،‬‬ ‫لكن‬ ‫الولية مكتسبة‪ ،‬تكتسب أنت بتوفيق ا تعالى باليمان الصادق‪ ،‬والعمل الصالح‪ ،‬حتى‬ ‫تكون وليا ل تعالى‪ ،‬تكثر أول من أداء الفرائض‪ ،‬ثم تكثر من النوافل حتى يحبك ا‪،‬‬ ‫عند ذلك أصبحت وليا ل‪ ،‬يعطيك سؤلك‪ ،‬ويعيذك إن استعذت به‪ ،‬هكذا تكتسب الولية‪،‬‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪35‬‬

‫أعظ ـ \م ((‪ ،‬والط‪,‬مأنين ـة ـف جيــع الفـع ـال والتـرتيــب بـيـ الركـ ان‪ ،‬والــدليل حـ ديث‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫وس عنـد الن ـب ‪-‬صـ لى ال‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫))‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫أب‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫يء‬ ‫س‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫_‬ ‫ـ‬ ‫بـ ‪-‬صـ لى ال علي ـه وسـ لم‪،-‬‬ ‫علي ـه وسـ لم‪ -‬إذ دخـ ل رجـ _ل فصـ لى فسـ لم عل ـى الن ‪h‬‬ ‫فقال‪ :‬ارجع فص ‪h‬ل فإنك ل تص ‪h‬ل‪ ،‬فـعلها ثلثا‪ s‬ث قال‪ :‬وال ‪h‬ذي بـعثك بال ‪h‬ق نبي‪m‬ا ل‬ ‫"‬ ‫ك ‪‰‬ل يريد الولية‪" ،‬‬ ‫ولكن الولي في مكان‬ ‫لكن كثيرا من الناس ل يريد أن يكون هو الولي‪،‬‬ ‫آخر‪ ،‬يدعو ذلك الولي‪ ،‬الناس حصرت الولية إما في بيوت معينة‪ ،‬بيت ابن علوان بيت‬ ‫الولية‪ ،‬بيت غضنفر بيت الولية‪ ،‬كل من يدلي من هذا البيت فهو ولي‪ ،‬ولو كان فاسقا‬ ‫ل يصلي‪ ،‬يتعلقون بهؤلء الولياء لن"هم من بيت فلن‪ ،‬لكن ل يحاول المرء أن يكون‬ ‫هو وليا‪ ،‬أترك أولئك ل‪ ،‬أمرهم ل‪ ،‬اكتسب الولية أنت باليمان الصحيح‪ ،‬والعمل‬ ‫الصالح‪ ،‬الولية مكتسبة‪.‬‬

‫)( أشار الشيخ في تفسيره إلى الحصر‪ ،‬أي أن تقديم المعمول على العامل يفيد الحصر‪،‬‬ ‫أي ل نعبد غيرك‪ ،‬ول نستعين إل بك‪ ،‬ث‪" E‬م فس"ر الصراط؛ فقال‪ :‬الصراط السلم‪،‬‬ ‫الصراط الرسول‪ ،‬الصراط القرآن‪ ،‬قال‪ :‬والكل حق‪ ،‬القرآن لنه يهدي للتي هي أقوم‪،‬‬ ‫ك‬ ‫والرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬يطلق عليه أن"ه الصراط المستقيم‪ ،‬لن"ه يهدي‪A }:‬وإ‪B‬ن" ‪A‬‬ ‫اط ‪O‬م ‪D‬ست‪A‬ق‪t B‬يم{]الشورى‪ ،[52:‬إذا الصراط الحقيقي السلم‪ ،‬ولكن القرآن يهدي‬ ‫ص ‪A‬ر ‪t‬‬ ‫ل‪A‬ت‪D A‬ه ‪B‬دي إ‪B‬ل‪A‬ى ‪B‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يطلق عليه الصراط لنه يهدي إلى الصراط‪ ،‬ويطلق الصراط على النبي‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ -‬لنه يهدي إلى الصراط‪ ،‬إلى السبيل الحق‪ ،‬القرآن يهدي‬‫والرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬؛ لذلك يطلق على كل واحد منهما أن"ه صراط‪ ،‬لن"ه يدل‬ ‫‪U‬ين ‪B‬عن ‪A‬د }‬ ‫م{ ]آل‬ ‫على الصراط‪ ،‬أي‪ :‬السبيل المستقيم سبيل ا السلم‪} ،‬إ‪" B‬ن الد ‪A‬‬ ‫ال ‪D‬سل‪E A‬‬ ‫ا‪B B‬‬ ‫عمران‪.[19:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( كما أن الحي"ة تدخل على الضب في حجره‪ ،‬توذي الضب؛ كذلك أنتم تفعلون إذا فعل‬ ‫من كان قبلكم اليذاء والزعاج والضلل والبعد عن الحق‪ ،‬كما يفعلون تفعلون‪ ،‬ل‬ ‫تتركون شيئا‪ ،‬قالوا يا رسول ا‪ :‬اليهود والنصارى؟ أي‪ :‬تعني اليهود والنصارى‪ ،‬هل‬ ‫هم اليهود والنصارى؟ جائ ‪‰‬ز بالرفع والنصب‪ ،‬ولكن الكثير على النصب‪ ،‬أي‪ :‬تعني‬ ‫اليهود والنصارى‪ ،‬قال‪ :‬فمن؟ من غيرهما‪ ،‬من الذي قبلكم غيرهما‪ ،‬أي هم هم‪ ،‬تتبعون‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪36‬‬

‫ـ‬ ‫بـ‪ :‬إذا ق ـم ت إل الصـلة فكب‪h‬ـر‪ ،‬ثـ اقـرأ مـ ا‬ ‫أحس ن غيـر هـ ذا فـعل‪h‬م ـن ‪ ،‬فـقـ ال ل ـه الن ‪,‬‬ ‫تـيسر معك ـم ن القـرآن ث ـ ار ـك ع ح ـت تطمئن راكعـا‪ s‬ث ـ ارف ـع ح ـت تـعتـدل قائ ‪s‬ـم ا‪ ،‬ث ـ‬ ‫اسجد حت تطمئن ساج ‪s‬دا‪ ،‬ث ارفع حت تطمئن جال ‪s‬سا) (‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اليهود والنصارى بأخلقهم‪ ،‬ومن يعبد ا على جهل تشبه بالنصارى‪ ،‬ومن علم وترك‬ ‫العمل بالعلم وضل تشبه باليهود‪ ،‬هكذا الناس ينقسمون إلى قسمين في هذا التشبه‪ ،‬إ "ما‬ ‫بالنصارى‪ ،‬ل يشتغل بالعلم يكون جاهل ضال‪ ،‬قد يفتي للناس على جهل‪ ،‬يضل‬ ‫ويضلل‪ ،‬هذا فيه شبه النصارى‪ ،‬والذين يعرفون الحق ويتركون الحق اتباعا للهوى‬ ‫والشهوات؛ فيهم شبه اليهود‪ ،‬ولو تتبعت كثيرا من أحوال كثير من المسلمين لوجدت‬ ‫الناس ل يخرجون من الفريقين‪ ،‬إ "ما هذا أو ذاك‪.‬‬ ‫) ( هــذا العــدد‪ ،‬ثلث وســبعي فرقــة‪ ،‬باعتبــار أمهــات الفــرق‪ ،‬ال ـوارج والقدريــة والشــيعة والبيــة‪ ،‬إذا عــددنا‬ ‫أمهات الفرق‪ ،‬تصل أو تزيد على هذا‪ ،‬لكن إذا نظرنا إل كل فرقة كم تفرقت‪ ،‬الوارج افتقت علــى عشـرين‬ ‫فرقــة‪ ،‬والعتزلــة افــتقت علــى كــذلك‪ ،‬والشــيعة نــو ســبعة عشــر فرقــة‪ ،‬كــل فرقــة مــن الفــرق الرئيســية افــتقت إل‬ ‫فــرق‪ ،‬ولكــن هــذا الــديث‪ ،‬إم ـ ا يعن أصــل هــذه الفــرق باعتبــار أصــولا ل باعتبــار= =الفــروع الــت تفرعــت‬ ‫الروافض أنفسهم قريبون من عشرين فرقة‪ ،-‬والروافض طائفة من الشــيعة الماميــة يقربــون مـن عشـرين فرقـة‪،‬‬‫إذا‪ ،s‬إذا نظـ ــرت ف كتـ ــب الفـ ــرق "كـ ــالفرق بي الفـ ــرق" للبغـ ــدادي‪ ،‬و"مقـ ــالت السـ ــلميي" للش ــعري‪ ،‬ل‬ ‫تندهش ول ترتبك‪ ،‬كيف قال النب ‪-‬عليه الصــلة والســلم‪)) :-‬إن هــذه المــة ســتفتق علــى ثلث وســبعي‬ ‫فرقة((‪ ،‬والفرق اليوم تزيد على مائة‪ ،‬تعد بالئات ل بالعشرات‪ ،‬هذا باعتبار الفـروع‪ ،‬الفــروع لتـزال تـزداد كـل‬ ‫يوم‪ ،‬بأخذ زعيم يريد أن ]ينفصل[ من هذه الفرقــة ويســتقل‪ ،‬يأخـذ لـه مموعــة فينفــرد ويســتقل؛ فيطلـق عليهــا‬ ‫لقبا‪ ،s‬إن كان هو أسد؛ فتسمى أسدية‪ ،‬إن كان هو شيطان؛ فتسمى شيطانية‪ ،‬وبالفعل توجد فرقة يقال لا‪:‬‬ ‫"الشيطانية"‪ ،‬موجودة)!(‪.‬‬ ‫قــال النــب ‪-‬صــلى ال عليــه وســلم‪)) :-‬كل‪,‬هــا ف النــار إل واحــدة((‪ ،‬أي‪ :‬الفــرق النتســبة إل الســلم‪ ،‬قــالوا‪:‬‬ ‫مــن هــي يــا رســول ال؟ قــال‪)) :‬مــن كــان علــى مثــل مــا أنــا عليــه وأصــحاب((‪ ،‬أي‪ :‬مــن ل يبــدلوا ول يغيوا ول‬ ‫يزيدوا ول ينقصوا‪ ،‬اكتفـوا بـا كـان عليـه رســول ال ‪-‬عليـه الصــلة والسـلم‪ -‬والصــحابة‪ ،‬صـراط ال الســتقيم‪،‬‬ ‫الجة البيضاء الت أشار إليه النب ‪-‬عليه الصلة والســلم‪ -‬ف آخـر حيــاته‪ ،‬قـال للصـحابة‪ )) :‬تركتكــم علــى‬ ‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪37‬‬

‫ـ‬ ‫وض) (‪ ،‬كمـ ا ـف‬ ‫ث ـ افـعـل ذل ك ـف صـ لتك كل‪h‬هـ ا) (((‪ ،‬والتشـ هد الخي ـ ركـ _ن مفـ ر _‬ ‫ال ديث ع ن اب ن مس ع \‬ ‫ود ‪-‬رضـ ي ال عن ـه‪ -‬ق ـال‪)) :‬كن ــا نـق ـول قـب ـل أن يـفـ رض‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫عليـنا التش ‪,‬هد‪ ،‬السلم على ال من عباده‪ ،‬السـ لم علـى جبيــل‪ ،‬وميكائيــل‪ ،‬وقــال‬ ‫النب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ :-‬ل تـقولوا‪ :‬السلم على ال من عباده‪ ،‬فإن ال هو‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫الجــة البيضــاء ليلهــا كنهارهــا ل يزيــغ عنهــا إل هالــك((‪ ،‬ل يكــن أن نعــرف‪ ،‬هــل أنــت علــى مــا كــان عليــه‬ ‫الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وأصحابه؟ وهل أنت على ما كانت عليه الماعة؟!‬ ‫لن ف بع ــض التفاس ــي ق ــال‪)) :‬ه ــي الماع ــة((‪ ،‬الفرق ــة الناجي ــة ه ــي الماع ــة‪ ،‬لك ــن ب تع ــرف الماع ــة؟‬ ‫الماعــات كــثية‪ ،‬ل بــد مــن التفقــه ف الــدين‪ ،‬وإل كــل يــدعي وص ـل‪ s‬بليلــى‪ ،‬وليلــى ل تقــر لــم بــذاك‪ ،‬كـ _ـل‬ ‫يدعي‪ :‬أنا من الفرقة الناجية‪ ،‬وجاعت من الفرقة الناجية‪ ،‬نن الماعــة الســلمية‪ ،‬ونـن ونـن…إل آخـره‪،‬‬ ‫الدعاوى كثية‪ ،‬لكن با تدد؟‬ ‫بــالفقه ف الـدين‪ ،‬إعـرف تعـرف مـا كـان عليـه النـب ‪-‬عليــه الصــلة والسـلم‪ -‬ف عقيــدته‪ ،‬تعـرف العقيــدة الـت‬ ‫ف ـ رس ــول ال ‪-‬علي ــه الص ــلة والس ــلم‪ ،-‬وكي ــف ك ــانوا ف عبــادتم؟ وكيــف ك ــانوا ف‬ ‫أخــذها الص ــحابة م ــن ‪-‬‬ ‫أخلقهم؟ وكيف كانوا ف معاملتم وإقتصاداتم وجيع أعمالم؟ ف سياستهم؟‬ ‫كثير من الناس يتحاشون السياسة‪ ،‬ويحسبون أنه ليس في السلم سياسة‪ ،‬في السلم‬ ‫سياسة‪ ،‬وسياسة عميقة‪ ،‬سياسة إسلمية يجهلها كثي ‪‰‬ر من السياسيين اليوم‪ ،‬السياسة اليوم‪:‬‬ ‫المخادعة‪ ،‬والكذب‪ ،‬والملق‪ ،‬والنفاق في الغالب الكثير‪" ،‬‬ ‫لكن السياسة السلمية غير‬ ‫هذه‪ ،‬السياسة السلمية‪E :‬حسن التدبير‪ ،‬وتعرف كيف تتخلص دون أن تقع في الكذب‪،‬‬ ‫وكيف تقدم المصالح على المفاسد‪ ،‬كيف تقدم إذا كان هناك مفاسد‪ ،‬كيف ترتكب أخف‬ ‫مفسدة وتترك أعظمها مفسدة‪ ،‬معرفتك لهذا من السياسة الشرعية‪ ،‬ومن السياسة‬ ‫الشرعية‪ ،‬ترك الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬المنافقين بين صفوف الصحابة وهو‬ ‫يعرفهم‪= =،‬خشية أن يقال‪ :‬إن محمدا يقتل أصحابه‪ ،‬لو قتل المنافقين الذين يعرفهم‬ ‫بأسمائهم‪ ،‬والناس الذين ل تعرف الحقائق ت‪A E‬كب‪E U‬ر المسألة ‪-‬كما يقولون‪ ،-‬يبنون من الحبة‬ ‫قبة؛ فيقولون‪ :‬إن محمدا بدأ في قتل أصحابه‪ ،‬وهذا ]يضر[ بسير الدعوة‪ ،‬والدعوة ل‬ ‫تسير‪ ،‬تقف ويكثر أعداءها‪ ،‬إذا من المصلحة أن يبقى هذا العدد بين المسلمين‪ ،‬والدعوة‬ ‫تسير في العالم‪ ،‬ومن السياسة الشرعية رأى رسول ا ‪-‬صلى ا عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬ ‫كيف يتأذى كثي ‪‰‬ر من الناس من باب الكعبة العالي‪ ،‬ه "م رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬ ‫أن يهدم الكعبة‪ ،‬ويلصقها بالرض‪ ،‬ويجعل بابين‪ ،‬باب يدخل منه‪ ،‬وباب يخرج منه‪،‬‬ ‫بدل من هذا التعب‪ ،‬ثم قال لعائشة‪ :‬لول أن قومك قريبوا عهد بالجاهلية لفعلت ذلك‪،‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪38‬‬

‫ب‬ ‫السلم ولكن قولوا‪)) :‬التحيات ل والصلوات والطيبات‪ ،‬السلم عليك أيـ‪,‬ها الن ‪-‬‬ ‫أش هد أن ل إل ـه إل ال‬ ‫ورحة ال وبـركاته‪ ،‬السلم عليـنا وعلى عبـاد ال الصـالي ـ‬ ‫وأشهد أن مم ‪s‬دا عبده ورسوله(() (‪ ،‬ومعن التحيات‪ :‬جيع التـعظيمـ ات ل‪ ،‬مل ‪s‬ـك ا‬ ‫الركـ وع وال ‪,‬سـ جود والبـقـ اء والــدوام‪ ،‬وجيــع مـ ا يـعظ ـم ب ـه‬ ‫واسـ تحقاق‪s‬ا‪ ،‬مث ـل النن ـاء و ‪,‬‬ ‫‪1‬‬

‫ولكن لو هدم ور "د على بناء إبراهيم وألصق الباب بالرض‪ ،‬وأراح الناس‪ ،‬يدخلون من‬ ‫هنا فيخرجون من هناك‪ ،‬ل يوجد إل" أن يصعد الناس يرص‪ O‬بعضهم فوق ظهور بعض‪،‬‬ ‫من دفع شيئا‪ ،‬سحبوا بيده‪ ،‬طل"عوه‪ ،‬ومن لم يدفع ردوه‪ ،‬ورموه في الرض‪" ،‬‬ ‫لكن هذا‬ ‫ف من أن يقال‪" :‬‬ ‫أخف ‪-‬مع ما فيه من التعب والضرر على الناس‪ ،-‬أ} }خ ‪O‬‬ ‫إن محمدا بدأ يهدم‬ ‫الكعبة‪ ،‬لو شاع هذا الخبر في العالم‪E ،‬س "د الناس عن الدخول في السلم؛ فترك ذلك‬ ‫إرتكابا لخف الضررين‪ ،‬هذا من السياسة الشرعية‪ ،‬وأمثال هذا كثير‪ ،‬إذا قرأت في‬ ‫السياسة الشرعية للمام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬لعرفت "‬ ‫أن في السلم‬ ‫سياسة‪ ،‬لكن سياسة صادقة غير كاذبة‪ ،‬فلنعلم ذلك تماما‪ ،‬وإذا عرفت السلم في عقيدته‬ ‫في عبادته ومعاملته وجميع البواب التي ذكرناها‪ ،‬عرفت ذلك تأخذ من المنبع‬ ‫الصلي‪ ،‬تأخذ من مشكاة النبوة‪ ،‬عند ذلك تعرف أين الفرقة الناجية‪ ،‬وقبل ذلك ل‪ ،‬ل‬ ‫تعرف‪ ،‬إن"ما تصفق مع كل من يصفق‪ ،‬تسمعون الن بالتصفيق من الجماعة التي سمت‬ ‫نفسها بالجماعة السلمية‪ ،‬صف"قوا مع الشيوعيين‪ ،‬ومع العلمانيين‪ ،‬ومع القوميين‪ ،‬في‬ ‫مناصرة الظالم على المظلوم‪ ،‬لماذا؟ لعدم الفقه في الدين‪ ،‬مجرد دعوى السلم‪،‬‬ ‫السلم‪ ..‬السلم‪ ،..‬ليست هذه لفظة الجوفاء‪ ،‬السلم دين عمل‪ ،‬تعلم العلم قبل القول‬ ‫والعمل‪ ،‬بذلك تعرف الفرقة الناجية‪ ،‬وك ‪‰‬ل يتمناها‪.‬‬ ‫) ( ال ـراد بالعتــدال منــه‪ ،‬أي‪ :‬الرفــع مــن الســجود‪ ،‬ودليــل ذلــك ق ـوله تعــال‪} :‬ي ـا أيـ‪,‬هـ ا ال ـذين آمن ـوا اركع ـوا‬ ‫اس جدوا{]الــج‪ :‬مــن اليــة ‪ ،[77‬والــديث عنـه ‪-‬صـلى ال عليـه وسـلم‪)) :-‬أمـرت أن اسـجد علـى ســبعة أعظـم((‪،‬‬ ‫و ـ‬ ‫أي‪ :‬سبعة أعضاء‪ ،‬ولعل ذلك معلوم لدى جيع الصلي‪ ،‬البهة مع النف‪ ،‬والكفان‪ ،‬والركبتان‪= ،‬‬ ‫=وبطــون أصــابع الرجلي‪ ،‬ســبق أن نبهنــا علــى مــا قــد يفــى علــى بعــض النــاس‪ ،‬وهــو كــثي‪ ،‬أمــا ينســى بعــض‬ ‫الصــلي الســجود علــى النــف‪ ،‬ويتكــأ علــى البهــة وينســى النــف؛ فيجــب التفطــن‪ ،‬لن بعــض الــذاهب ل‬ ‫تنــص علــى ه ــذا‪،‬كما نــص مــذهب المــام أحــد‪ ،‬فيطلقــون البهــة؛ فيــتكون‪ ،‬ولكــن المــام أخــذ مــن الســنة‬ ‫العملية نص على هذه السألة‪ ،‬وتبعه على ذلـك المــام الؤلــف‪ ،‬وهــي مـن الســائل الـت قـد تفــى علــى بعــض‬ ‫الع ـوام‪ ،‬ينبغــي التفطــن لــذلك‪ ،‬لن الســجود علــى النــف جــزء مــن الســجود علــى البهــة‪ ،‬تــابع‪ ،‬فل ينبغــي‬ ‫الــتك‪ ،‬ول يلتفــت إل اللف‪ ،‬لن العبــد‪ ،‬خصوصـا‪ s‬ف مثــل هــذه العبــادات‪ ،‬ينبغــي أن يتــاط‪ ،‬لــو قـرأت ف‬ ‫‪2‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪39‬‬

‫ب الع ـ ـالمي فـهـ ـ و ل‪ ،‬فمـ ـ ن ص ـ ـ رف منـهـ ـ ا شـ ـ يئ‪s‬ا لغي ـ ـ ال فـهـ ـ و مشـ ـ ر_ك كـ ـ اف_ر‪،‬‬ ‫ر‪,‬‬ ‫والص ـ لوات معناهـ ا‪ :‬جيــع الــدعوات‪ .‬وقيــل الص ـ لوات المـ س‪ ،‬والطي‪h‬ب ـات ل‪ :‬ال‬ ‫بـ ورح ـة‬ ‫طي _‬ ‫ب‪ ،‬ول يـقبل من القـوال والعمال إل طي‪h‬بـها‪ ،‬السـ لم عليـك أيـ‪ ,‬ـه ا الن ‪-‬‬ ‫ب ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬بالسلمة والرحة والبـركة‪ ،‬وال ـذي‬ ‫ال وبـركاته‪ ،‬تدعو للن ‪-‬‬ ‫بعــض الــذاهب أن الســجود علــى النــف غي مطلــوب‪ ،‬وغي ركــن‪ ،‬وعلمــت أن ــه ركــن ف بعــض الــذاهب‪،‬‬ ‫والقــول بــأنه ركـ _ـن هــو القــوى مــن حيــث الــدليل‪ ،‬عليــك أن تتبــع وتتــاط‪ ،‬ولــو ل يكــن هنــاك دليــل‪ ،‬اختلفــت‬ ‫آراء الفقهاء استنتاجا‪ s‬واجتهادا‪ ،s‬من العقل أن تتبع ما فيه براءة الذمة‪ ،‬وما فيه الحتياط‪ ،‬وهو السـجود علـى‬ ‫النــف‪ ،‬كــذلك مــا ينبغــي التنــبيه عليــه مــن وقــت لخــر‪ ،‬الســجود علــى بطــون أصــابع الرجلي‪ ،‬يغفــل بعــض‬ ‫الناس‪-‬بعض الصــلي‪ -‬وخصوصـا‪ s‬ف السـجود الثــان عـن السـجود علــى بطــون أصـابع الرجلي‪ ،‬ويــتك رجليـه‬ ‫كما جلس‪ ،‬أي يسجد على ظهور الصــابع‪ ،‬هــذا الســجود ل يصــح‪ ،‬إذا ل يصــح الســجود علــى عضــو مــن‬ ‫العضاء السبعة‪ ،‬السجود كله يكون باطل‪ ،s‬فإذا بطـل السـجود بطلـت الصــلة‪ ،‬أم _ـر يتهــاون بـه بعــض النـاس‬ ‫وهو صعب‪ ،‬ينبغي الحتياط‪ ،‬وهذا من التقان‪ ،‬وعلــى الــرء أن يتقــن عملـه‪ ،‬وخصوصـا‪ s‬العمـل الــذي تتقــرب‬ ‫ـدم علـى الجتهــاد‬ ‫]به[ إل ال ‪-‬الفرائض‪ -‬إتقــان الفـرائض‪ ،‬وأداءه علـى الــوجه الطلــوب بسـب المكــان مقـ _‬ ‫ف الس ــنن‪ ،‬الجته ــاد ف الس ــنن والكث ــار م ــن الس ــنن‪ ،‬ي ــأت ذل ــك بع ــد إتق ــان العم ــل‪ ،‬أي بع ــد إتق ــان أداء‬ ‫الفرائض‪ ،‬وال الوفق‪.‬‬

‫)( قصة معروفة عند طلب العلم‪ ،‬رجل ‪E‬س ‪B‬م ‪A‬ي ال ‪E‬مسيء صلته‪ ،‬في ذلك الوقت لعله يقل‬ ‫أمثاله‪ ،‬ولذلك أخذ اللقب‪ ،‬أ "ما اليوم المسيئين في صلتهم مثل ذلك المسيء ما أكثرهم‪،‬‬ ‫ولع "ل ]طلب العلم[ الذين ي‪A A‬ر ‪D‬ون ]المسيئين لصلتهم[‪ ،‬إ "ما أن"ه‪E‬م ل ي‪E‬ن‪A‬ب‪U‬ه‪E‬ون مجاملة‪ ،‬أوظنا‬ ‫منهم أنهم ما عليهم إل أن ي ‪EA‬ؤ ‪E‬دوا ]الصلة فقط[‪ ،‬وما عليهم وليس عليهم شيء بالنسبة‬ ‫لغيرهم‪ ،‬وهذا تصور خاطئ عند بعض طلب العلم‪ ،‬يعني "‬ ‫أن المرء ل يهتم إل" بأداء‬ ‫]العبادات[ لنفسه‪ ،‬وينسى مسألة المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬والنصح لعباد ا‪.‬‬ ‫والبعض الخر قد ل يفطن لذلك‪" ،‬‬ ‫وأن ذلك يفسد صلته‪ ،‬أي كالذين ينقرون في صلتهم‬

‫‪1‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪40‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫ي ـدعى ل ـه‪ ،‬مـ ا ي ـدعى مـ ع ال) (‪ ،‬السـ لم عليـن ـا وعل ـى عب ـاد ال الصـالي‪ ،‬تسـ ل‪h‬م‬ ‫عل ـ ـى نـفسـ ـ ك وعل ـ ـى ك ـ ـ ‪h‬ل عب ـ ـ \د ص ـ ـ ال \ح ـ ـف الس ـ ـ ماء والرض‪ ،‬والس ـ ـ لم دع ـ ـاء_‪،‬‬ ‫أشـ هد أن ل إل ـ ـه إل ال و ـحـ ده ل‬ ‫والصـ ـالون ي ـدعى ل ـم ول ي ـدعون م ـ ع ال) (‪ ،‬ـ‬ ‫شـ ريك ل ـه‪ ،‬تشـ هد شـ هادة اليقيـ أن ل يـعب ـد ـف الرض ول ـف السـ ماء ب ـ \ق إل‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫ويخففون الركن‪ ،‬العتدال والجلسة بين السجدتين‪ ،‬هذان الركنان يتساهل كثي ‪‰‬ر من‬ ‫المصلين فيهما؛ فينقرون في صلتهم ول يطمئنون‪ ،‬ل يكاد يرفع ظهره ‪-‬وقبل أن‬ ‫يستقيم‪ -‬يسجد‪ ،‬ول يكاد يرفع رأسه من السجود الول ‪-‬وقبل أن يطمئن‪ -‬يسجد للسجود‬ ‫الثاني‪ ،‬ومن يفعل ذلك‪ ،‬فصلته باطلة‪ ،‬وهو المسمى بالمسيء صلته؛ فينبغي لطلب‬ ‫العلم أن ينصحوا للمسيئين في صلتهم‪ ،‬وهم كثر اليوم‪ ،‬قصة الرجل معروفة لدى‬ ‫طلب العلم‪ ،‬دخل رج ‪‰‬ل ورسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بين أصحابه؛ فصلى فسلم‬ ‫فجاء إلى النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وسل"م عليه‪ ،‬فر "د عليه ]النبي[ السلم‪ -‬ثم قال له‪:‬‬ ‫))ارجع فصل‪U‬؛ فإن"ك لم تصل‪ ،(( U‬لم يعلمه من أول وهلة‪ ،‬ولكن"ه قال له‪)) :‬ارجع فصل‪U‬؛‬ ‫فإن"ك لم تصل‪ ،(( U‬لن"ه يحتمل أن"ه يعلم‪ ،‬ولكن"ه استعجل وترك لظروف ما‪ ،‬كما يحصل‬ ‫لكثير من المستعجلين في صلتهم‪ ،‬فرجع فصلى الرجل كما صلى في المرة الولى؛‬ ‫فعاد فسلم على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬؛ فرد عليه السلم‪ ،‬فقال له‪)) :‬ارجع فصل‪U‬؛‬ ‫فإن"ك لم تصل((؛ فعاد فصل "ى كما صل "ى في المرة الولى‪ ،‬ورجع في المرة الثالثة؛ فسلم‪،‬‬ ‫فقال له النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بعد أن ر "د عليه السلم‪)) :‬ارجع فصل‪U‬؛ فإن"ك لم‬ ‫تصل((‪ ،‬من هنا أعلن الرجل عن جهله‪ ،‬قال‪ :‬والذي بعثك بالحق‪ ،‬ل أحسن غيرها‪ ،‬هذه‬ ‫هي التي أعرفها‪ ،‬ما أعرف= =غيرها؛ بعد أن جعل النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬يهتم‬ ‫للرجل بهذا الهتمام‪ ،‬بهذا التردد‪ ،‬وتأكد بأنه ل يعلم غيرها‪ ،‬وإن"ما ترك ذلك جهل‪" ،‬‬ ‫وأن‬ ‫هذا التردد أثار فيه النتباه‪ ،‬وجعله مستعدا للقبول ‪]-‬في حيث أن"ه[ لو علمه من أول مرة‪،‬‬ ‫ما اهتم هذا الهتمام‪ ،‬ول قبل ذلك القبول؛ هذه من الحكم التي يذكرها أهل العلم في أن‬ ‫النبي ‪-‬صلى ا عليه وسل"م‪ -‬لم يعل‪U‬مه من أول مرة‪ ،‬ي‪D E‬ست‪A‬ح‪A D‬س ‪E‬ن للمعلمين أن يعاملوا طلب‬ ‫العلم في بعض المسائل مثل هذه المعاملة؛ بأن يسأله فيخبره ما إذا يعلم من المسألة‬ ‫الفلنيه ]شيئا ما[؛فإذا توقف‪ ،‬ولم يعلم‪ ،‬ل يبادر بالجواب حال‪ ،‬المعلم يتركه ليشغل باله‪،‬‬ ‫وليفكر‪ ،‬ويقول له‪ :‬لتأتي بها غدا‪ ،‬وهكذا‪ ..‬إذا كانت المسائل ليست من المسائل‬ ‫المستعجلة‪ ،‬هكذا كان يفعل المعلمون الولون من المشايخ الذين أدركناهم‪ ،‬يطرح‬ ‫المسائل على طالب العلم الذي ل يستحضر‪ ،‬ل يجاب؛ فيترك ليبحث‪ ،‬ويأتي بالجواب‬ ‫في جلسة أخرى‪ ،‬وهذه من الحكم‪ ،‬كذلك طرح النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أحيانا‬ ‫السئلة على الصحابة حتى يقولوا‪ :‬ا ورسوله أعلم‪ ،‬يعلنون بجهلهم‪ ،‬وبعد ذلك يعلمهم‪،‬‬


‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪41‬‬

‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫ول ل يكـ ذب‪ ،‬ب ـل‬ ‫ال‪ ،‬وشـ هادة أن ممـ ‪s‬دا رسـ ول ال) (‪ ،‬ب ـأنه عبـ _د ل يـعب ـد‪ ،‬ورسـ _‬ ‫يط ـاع ويـتب ـع‪ ،‬شـ رفه ال بالعبودي ـة‪ ،‬والــدليل قـوله تـعـال‪}:‬تـب ـارك ال ـذي نـزل الفرق ـان‬ ‫على عبده ليكون للعالمي نذ ‪s‬يرا{]الفرقان‪.( )[1:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫وهكذا عامل المسيء صلته‪ ،‬بعد ذلك علمه‪ :‬أن"ه أ "ول ما يستقبل القبلة فيكبر‪ ،‬أي يشرع‬ ‫في الصلة بتكبيرة الحرام‪ ،‬وهذا دليل على أن"ه ل يتلفظ بالنية قبل تكبيرة الحرام‪،‬‬ ‫والني"ة محلها القلب‪ ،‬والتلفظ بها بدعة ‪-‬كما تقدم‪" -‬‬ ‫لن كل ما عل"م النبي ‪-‬عليه الصلة‬ ‫والسلم‪ -‬المسيء صلته ‪-‬في الغالب الكثير‪ -‬إ "ما ركن أو واجب‪ ،‬وما لم يأتي ذكره في‬ ‫هذا التعليم ليس بركن ول واجب‪ ،‬عند الذين يفرقون بين الركن وبين الواجب هنا‪،‬‬ ‫وبعض المذاهب ل تفر‪ U‬ق بين الركن وبين الواجب‪ ،‬والفرق ]ل يكون عندهم[ إل" في باب‬ ‫الحج والعمرة‪ ،‬بخلف ما نحن عليه الن‪ ،‬ثم أمره بعد تكبيرة الحرام أن يقرأ ما تيسر‬ ‫معه من القرآن‪ ،‬والذي يتيسر معه من القرآن ف‪E‬س‪U‬ر في رواية أخرى بفاتحة الكتاب‪ ،‬أن"ه‬ ‫يقرأ فاتحة الكتاب‪ ،‬لم يذكر دعاء الستفتاح‪ ،‬ولكن ورد ذكره في بعض اللفاظ‪ ،‬كذلك‬ ‫التعوذ مشروع‪ ،‬إذا قد ل يكون كل‪ O‬ما ذكر في هذا الحديث‪ ،‬يكون واجبا‪ ،‬وإن كان‬ ‫الفقهاء يختلفون في الوجوب والستحباب بالنسبة للتعوذ ودعاء الستفتاح‪ ،‬ثم أمره أن‬ ‫يركع فيطمئن راكعا‪ ،‬هذا هو محل الشاهد‪" :‬‬ ‫لن ال "ر ‪E‬ج ‪A‬ل ‪B‬م ‪A‬ن الشياء التي ت‪A A‬ر ‪A‬كه‪A‬ا ‪-‬وأهم ما‬ ‫ترك‪ -‬الطمئنان‪ ،‬ثم أمره أن يرفع فيعتدل قائما‪ ،‬هذا القيام الثاني يسمى اعتدال‪ ،‬وقد جاء‬ ‫التصريح في بعض الحاديث أن"ه اعتدال‪ ،‬وهذا ما استدل به بعض أهل العلم الذين‬ ‫يرون عدم وضع اليمنى على اليسرى فوق الصدر بعد الركوع‪ ،‬لن"ه ل ي‪E‬س "مى قياما إل‬ ‫بقرينة؛ فإذا أطلق القيام فهو الذي قبل الركوع‪ ،‬ليكون قول الصحابي‪)) :‬كان رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسل"م‪ -‬إذا كان قائما في الصلة‪ ،‬وضع يمناه على يسراه فوق صدره‬‫قائما((‪ ،‬معنى ]ذلك أن"ه[ إذا أطلق هكذا فإنما يراد ]به[ القيام الذي قبل الركوع‪ ،‬والقيام‬ ‫الذي قبل الركوع ل يسمى قياما إل بقرينة‪ ،‬قد يسمى اعتدال‪ ،‬سبق أن =‬ ‫=نب"هنا على هذه المسألة‪ ،‬وأن أدق فهم في هذه المسألة فهم المام أحمد بن حنبل‪ ،‬وليس‬ ‫ي‪E‬ستكثر عليه ذلك ‪-‬رحمه ا‪ :-‬حيث رأى "‬ ‫أن المصلي مخير بالنسبة للقيام الذي بعد‬ ‫الركوع في وضع اليمنى على اليسرى فوق الصدر؛ فمخي"ر إن شاء وضع‪ ،‬وإن شاء‬ ‫أطلق‪ ،‬لماذا؟ هذا من دقة الفقه‪ ،‬لن الحديث ليس بنص بالنسبة لهذا القيام‪ ،‬وهو نص‪‰‬‬ ‫بالنسبة للقيام الول‪ ،‬ما كان نصا ل ينبغي أن ي‪E‬ختلف فيه‪ ،‬ومن خالف فيه ينصح‪ ،‬وأ "ما‬ ‫الثاني الحديث الذي فيه ظاهر ليس بنص‪ ،‬وما كان ظاهرا فهو مظن"ة‪ ‰‬لختلف الفقهاء؛‬ ‫فإذا اختلف الفقهاء المتقدمون والمعاصرون في هذه المسألة‪ ،‬ينبغي أن يعذر الجميع‪،‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪42‬‬

‫اللهم ص ‪h‬ل على مم \د وعلى آل مم \د كما صليت علـى إبـراهيــم إن ـك حيـ _د ميـ _د‪،‬‬ ‫ي ـ ـف‬ ‫الصـ ـلة مـ ـ ن ال‪ :‬ثـن ـ ـاؤه عل ـ ـى عبـ ـده ـ ـف الل العل ـ ـى‪ ،‬كمـ ـ ا حكـ ـ ى البخـ ـ ار ‪,‬‬ ‫صـ حيحه عـن ـأب العاليـة ق ـال‪ :‬صـ لة ال ثـنـاؤه علـى عبـده ـف الل العلـى‪ ،‬وقيــل‬ ‫الذي يضع معذور‪ ،‬لن"ه أخذ من ظاهر الحديث‪ ،‬أي من الحتمال ل من النص‪ ،‬والذي‬ ‫ترك كذلك ي‪E‬عذر "‬ ‫لن الحديث ليس بنص‪ ،‬بل هو ظاهر ‪-‬كما قلنا‪ -‬وهذه من أسباب‬ ‫اختلف الفقهاء في المسائل الفقهية الفرعية‪ ،‬الذي يريد أن يتقن هذه السباب‪ ،‬ويط"ل‪B‬ع‬ ‫عليها من طلب العلم‪ ،‬عليه أن يقرأ الكتيب الصغير العظيم من حيث المعنى‪" :‬رفع‬ ‫الملم عن الئمة العلم" لتعرف أسباب اختلف الفقهاء‪ ،‬وما نحن بصدده من‬ ‫السباب‪ ،‬كون أحدهم مثل يفهم "‬ ‫أن الد‪U‬لة تشمل القيام الول والثاني‪ ،‬والخر يقول‪:‬‬ ‫لتشمل إل القيام ال "ول‪ ،‬والثاني غير داخل لن"ه يسمى إعتدال‪] ،‬ول يسمى قياما[ إل"‬ ‫بقرينة‪ ،‬وإل" فالقيام ينصرف إلى الول‪ ،‬إذا الحتمال قائم‪ ،‬وا أعلم‪.‬‬ ‫)( إذا الطمأنينة في العتدال‪ :‬إ "ما شرط‪ ‰‬أو ركن‪ ،‬على الختلف الذي ذكرناه‪ ،‬كذلك‬ ‫الطمأنينة في الجلسة بين السجدتين‪ :‬إ "ما ركن أو شرط‪ ،‬أي "‬ ‫أن الص"لة ل تصح إل‬ ‫بالطمأنينة فيهما‪،‬كما ل تصح إل" بالطمأنينة في الركوع والسجود‪.‬‬ ‫)( أيضا مما ينبغي التنبيه عليه بالنسبة لطلب العلم‪] ،‬أن"ه[ فلتكن دراسة الفقه على هذه‬ ‫الطريقة التي سلكها هذا المؤلف‪ ،‬أي تختار من كتب الفقه‪ ،‬من جميع المذاهب‪ ،‬الكتاب‬ ‫الذي يذكر الحكم ويذكر الدليل‪.‬‬ ‫وأ "ما إذا أخذت كتابا يسرد الراء من ألفه إلى يائه‪ ،‬ل تجد فيه‪ :‬قال ا‪ ،‬أو قال رسول‬ ‫ا ‪-‬صلى ا عليه وسل"م‪] ،-‬بل تجد[‪ :‬هكذا المذهب‪ ،‬هكذا قال الصحاب‪ ،‬هذا‬ ‫المشهور‪ ،‬هذا المعروف‪ ..‬حتى تنتهي من الكتاب‪ ،‬مثل هذا الكتاب ل ي‪E‬خرجك من الجهل‬ ‫أبدا‪ ،‬تبقى جاهل‪ ،‬الكتاب الذي يخرجك=‬ ‫=من الجهل في الفقهيات‪ ،‬الكتاب الذي يذكر الحكم ويذكر الدليل‪ ،‬قد يكون مختصرا‬ ‫كهذا الكتاب‪ ،‬لكن يفتح لك البواب‪ ،‬تذهب تبحث من حيث تصحيح الدلة والت "وسع‪ ،‬مثل‬ ‫هذا الكتاب هو الذي ينبغي أن ي ‪EA‬رب"ى عليه صغار الطلبة‪ ،‬صغار طلبة العلم‪ ،‬ثم ينتقلون‬ ‫فيختارون كتابا مثله أو قريبا منه في الفقهيات‪ ،‬إذا أرادوا أن يدرسوا كتب الفقه؛ وفى‬ ‫المكان الستغناء عن دراسة كتب الفقه بدراسة أحاديث الحكام‪ ،‬كالحاديث التي‬ ‫اشتملت عليها "عمدة الحكام"‪ ،‬أحاديث متفق عليها ‪-‬أو ج‪E‬ل‪O‬ه‪A‬ا‪ ،-‬وقد ينفرد بها البخاري‬ ‫أو مسلم‪ ،‬أي ل تخرج أحاديث عمدة الحكام من الصحيحين‪ ،‬إ "ما متفق عليها‪ ،‬أو ينفرد‬ ‫بها البخاري أحيانا‪ ،‬ومسلم أحيانا‪ ،‬ثم "بلوغ المرام"‪" ،‬‬ ‫لن الحافظ قد بينه على الحديث‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪43‬‬

‫الرحة‪ ،‬والصواب الول‪ ،‬ومن اللئكة‪ :‬الستغفار‪ ،‬ومن الدميي‪ :‬الد‪,‬عاء‪ ،‬وبارك‬ ‫وما بـعدها سنن أقـو \ال وأفـع \ال‪.‬‬ ‫اجب‪E A‬‬ ‫ات ث‪A A‬مان‪B‬ية‪A :( )‰‬ج ‪B‬مي ‪E‬ع الت" ‪D‬كب‪B‬ي ‪A‬ر ‪A‬‬ ‫الح‪A D‬ر ‪B‬ام‪A ،‬وق‪D A‬ول‪:E‬‬ ‫ات ‪A‬غي ‪A‬ر ت‪D A‬كب‪A B‬‬ ‫‪A‬وال ‪A‬و ‪B‬‬ ‫ير ‪B‬ة ‪B‬‬ ‫ل ‪A‬م ‪B‬ام‬ ‫‪E‬سب ‪DA‬ح ‪A‬‬ ‫وع‪A ،‬وق‪D A‬ول‪A :E‬س ‪B‬م ‪A‬ع ا ل‪A B‬م ‪D‬ن ‪AB‬حم ‪A‬ده‪ E‬ل‪B B‬‬ ‫ان ‪A‬رب‪A B‬ي ال ‪A‬ع ‪B‬ظ ‪B‬يم ف‪B‬ي الر‪E O‬ك ‪B‬‬ ‫‪1‬‬

‫المعلول والضعيف‪ ،‬أحكام تؤخذ من السنة‪ ،‬ث‪" E‬م "المنتقى"‪ :‬من أوسع المتون الجامعة‬ ‫لحاديث الصحيحين وغيرهما‪ ،‬من درس هذه الكتب‪ ،‬مع التصال بالشروح‪ ،‬يتخرج‬ ‫فقيها متضلعا في المذاهب الربعة وغير الربعة‪" ،‬‬ ‫لن المذاهب ليست هي الربعة فقط‪،‬‬ ‫المذاهب كثيرة‪ ،‬مذاهب أهل العلم كثيرة‪ ،‬وأئمة المسلمين الذين بلغوا درجة المامة‬ ‫كثيرون‪ ،‬ولكن ا بارك في تلمذة هؤلء الربعة‪ ،‬فد "ونوا آراءهم واستنتاجاتهم‬ ‫واستنباطاتهم؛ فدونت واشتهرت بين المسلمين بالمذاهب الربعة‪ ،‬وإل" ‪-‬كما قلنا غير‬ ‫مرة‪ -‬يوجد في طبقتهم من هم مثلهم تماما‪ ،‬وربما ]كان[ في بعضهم ]من هو[ أعلم منهم‪،‬‬ ‫كالل"يث بن سعد‪ ،‬الذي كان يعيش في مصر‪ ،‬في عهد تابع التابعين‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫كانت تضرب أكباد البل إلى الحجاز‪ ،‬لطلب العلم على المام مالك‪ ،‬تضرب أكباد البل‬ ‫إلى مصر‪ ،‬لطلب العلم على يد الل"يث بن سعد‪ ،‬وكذلك الثوري في العراق‪ ،‬والوزاعي‬ ‫في الشام‪ ،‬وقد أحسن المام ابن تيمية في الثناء عليهم‪ ،‬حيث قال‪" :‬ي‪E‬عتبر هؤلء أئمة‬ ‫الدنيا في عصر تابع التابعين‪ ،‬لتعلموا أننا بحمد ا لدينا أئمة‪ ،‬أئمة عظام‪ ،‬وبلغوا درجة‬ ‫المامة‪ ،‬ليسوا هم الئمة الربعة فقط"‪ ،‬وقد عرفتم سبب شهرة الربعة‪ ،‬وإل" فأمثالهم‬ ‫كثيرون‪ ،‬كالح "مادي‪D‬ن‪ ،‬وعبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬وأبي عبيد‪ ،‬ما أكثرهم‪ ،‬كل‪O‬هم أئمة‪،‬‬ ‫الشاهد‪ :‬الذي يريد أن يتفقه في الدين فقها صحيحا‪ ،‬يدرس كتبا على هذا النمط‪ ،‬كتبا‬ ‫تذكر الحكام وتذكر الدلة‪ ،‬وإل" فآراء الرجال المجردة من ذكر الدلة ل تفقه النسان‬ ‫في الدين‪ ،‬الفقه معناه‪ :‬الفهم الصحيح في الدين‪)) ،‬من يرد ا به خيرا يفقه في الدين((‪،‬‬ ‫ليس معنى ذلك أن"ه ي "وفقه ليحفظ آراء أهل العلم‪ ،‬ل‪ ،‬لتفهم الفهم الصحيح عن ا وعن‬ ‫رسوله ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪.-‬‬

‫)( هذا ت "شه‪‰ O‬د مشهور‪ ،‬وهناك تشهد آخر‪ ،‬لك أن تحفظ ما شئت من ألفاظ التشهد‪ ،‬ولكن‬ ‫تختار المتفق عليه‪ ،‬وإذا رأيت "‬ ‫أن غيرك يتشهد بغير هذا التشهد ل تنكر عليه‪ ،‬كذلك‬ ‫ي‪E‬ق‪A‬ا ‪E‬ل في ألفاظ الصلة على النبي ‪-‬صلى ا عليه وسل"م‪ ،-‬إذا حفظت أنت هذه الصيغة‬ ‫التي ذكرها المام‪ ،‬وهناك صيغ أخرى نب"هنا غير مرة أنها كثيرة جدا‪ ،‬وحاول أن‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪44‬‬

‫ان ‪A‬رب‪A B‬ي ال‪D A‬عل‪A‬ى‬ ‫الح ‪D‬م ‪E‬د ل‪D B‬ل ‪E‬ك ‪U‬ل‪A ،‬وق‪D A‬ول‪E :E‬س ‪D‬ب ‪A‬ح ‪A‬‬ ‫‪A‬وال ‪E‬م ‪D‬نف‪B A‬ر ‪B‬د‪A ،‬وق‪D A‬و ‪E‬ل ‪A‬رب‪A‬ن‪A‬ا ‪A‬ول‪A A‬‬ ‫ك ‪A‬‬ ‫ف‪B‬ي ال ‪O‬سج‪E‬و ‪B‬د‪A ،‬وق‪D A‬ول‪A :E‬رب‪ U‬ا ‪D‬غف‪B‬ر‪ D‬ل‪B‬ي ب‪A‬ي ‪DA‬ن الس"ج‪A D‬دت‪A‬ي ‪DB‬ن‪A ،‬والت" ‪A‬شه‪E O‬د ال‪" A‬و ‪E‬ل‬ ‫‪A‬وال ‪E‬جل‪E‬وس‪ E‬ل‪A‬ه‪.E‬‬

‫يجمعها‪ ،‬ربما جمعها العل"مة ابن القيم في كتابه الفريد في بابه "جلء الفهام في الصلة‬ ‫على خير النام"‪ ،‬الصلة هذه تسمى‪" :‬الصلة البراهيمية" ولع "ل أجمعها الصيغة‬ ‫صل"ي ‪A‬‬ ‫‪D‬ت ‪A‬عل‪A‬ى إ‪D B‬ب ‪A‬را ‪B‬هي ‪A‬م ‪A‬و ‪A‬عل‪A‬ى‬ ‫آل ‪E‬م ‪A‬ح "م ‪t‬د‪A ،‬ك ‪A‬ما ‪A‬‬ ‫المتفق عليها‪)) :‬الل"ه‪" E‬م ‪A‬‬ ‫صل‪A U‬عل‪A‬ى ‪E‬م ‪A‬ح "م ‪t‬د ‪A‬و ‪A‬عل‪A‬ى ‪B‬‬ ‫آل ‪E‬م ‪A‬ح "م ‪t‬د ‪A‬ك ‪A‬ما ب‪A‬ا ‪A‬ر ‪D‬ك ‪A‬‬ ‫ت ‪A‬عل‪A‬ى إ‪D B‬ب ‪A‬را ‪B‬هي ‪A‬م‬ ‫آل إ‪B‬ب ‪DA‬را ‪B‬هي ‪A‬م إ‪B‬ن" ‪A‬‬ ‫ار ‪D‬ك ‪A‬عل‪A‬ى ‪E‬م ‪A‬ح "م ‪t‬د ‪A‬و ‪A‬عل‪A‬ى ‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫ك ‪A‬ح ‪B‬مي ‪‰‬د ‪A‬م ‪B‬جي ‪‰‬د‪A ،‬وب‪B A‬‬ ‫ك ‪A‬ح ‪B‬مي ‪‰‬د ‪A‬م ‪B‬جي ‪‰‬د((‪ ،‬هذه صيغة متفق عليها‪ ،‬وغيرها كثير‪ ،‬لحظوا‪ ،‬ل‬ ‫آل إ‪B‬ب ‪DA‬را ‪B‬هي ‪A‬م إ‪B‬ن" ‪A‬‬ ‫‪A‬و ‪A‬عل‪A‬ى ‪B‬‬ ‫توجد في أي صيغة من صيغ الصلة البراهيمية التي ساقها العل"مة ابن القي‪U‬م في الكتاب‬ ‫المذكور‪ ،‬ل توجد كلمة اللهم صل على )) ‪A‬سي‪B U‬دن‪A‬ا(( محمد‪ ،‬عند كثير من إخواننا المسلمين‬ ‫العاطفيين‪ ،‬إذا لم يذكر )) ‪A‬سي‪B U‬دن‪A‬ا(( في الصلة‪ ،‬وقلت اللهم صل على محم ‪t‬د‪ ،‬ربما يسيئ‬ ‫بك الظن‪ ،‬يقول هذا ل ي‪A E‬عظ"م الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬وحصل هذا بالفعل‪ ،‬فقد‬ ‫قال حاج مغربي لي‪ :‬يا شيخ! كنت أحضر دروسك من أ "ول إلى الن‪ ،‬وأنا مسافر‪ ،‬ولكن‬ ‫ألحظ عليك أن"ك عندما تصلي على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬تقول‪ :‬اللهم ص ‪U‬ل على‬ ‫محمد‪ ،‬ولم أسمع مرة واحدة بأن"ك تقول‪ :‬اللهم ص ‪U‬ل على ))سيدنا(( محمد‪ ،‬لماذا يا شيخ؟‬ ‫وقد أحسن في السؤال‪ ،‬بين"ت له‪ ،‬خف"فت ما يجد في نفسه من الستثقال‪ ،‬يستثقل جدا كون‬ ‫النسان يصلي على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ل يقول‪ :‬اللهم صل‪ U‬على سيدنا محمد‪،‬‬ ‫عوام المسلمين ل يفر‪ U‬قون بين المور‪ ،‬ربما يحسبون أن من ترك لفظة ))سيدنا(( أن"ه ل‬ ‫يعظم النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬ول يحبه المحبة اللئقة‪ ،‬الجواب‪ :‬هذا جهل‪ ،‰‬وربما‬ ‫يسمى جهل مركبا‪ ،‬الجهل المركب‪ :‬كون النسان يجهل ول يدري أنه يجهل‪ ،‬إذا كنت‬ ‫ل تدري بأنك ل تدري؛ فذلك إذا جه ‪‰‬ل مضاف إلى جهل مضاف‪ ،‬والمضاف إليه جهل‪،‬‬ ‫ما= =الذي يطلع؟ ل شيء‪ ،‬الشاهد‪ :‬محمد رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬سيدنا‪،‬‬ ‫وسيد الناس أجمعين‪ ،‬سيد ولد آدم‪ ،‬هذا ما أدين ا به‪ ،‬يجب أن نعتقد ذلك تصديقا‬ ‫لخبره ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬حيث قال‪)) :‬أنا سيد الناس يوم القيامة‪ ،‬أنا سيد ولد آدم‬ ‫ول فخر((‪ ،‬يجب أن نعتقد أن"ه سيد الناس أجمعين‪ ،‬لكن مع ذلك‪ ،‬إذا عل"م الصحابة كيف‬ ‫يصلون عليه‪ ،‬ولق"نهم الصلة البراهيمية في مناسبة نزول الية‪} :‬إ‪" B‬ن "‬ ‫ا‪A A‬و ‪A‬م ‪A‬لئ‪A B‬كت‪A‬ه‪E‬‬ ‫صل‪O‬وا ‪A‬عل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪A‬و ‪A‬سل‪E U‬موا ت‪D A‬سل‪B‬يما{]الحزاب‪ ،[56:‬الصحابة‬ ‫ون ‪A‬عل‪A‬ى الن"ب‪U B‬ي ي‪A‬ا أ‪A‬ي‪O‬ه‪A‬ا ال" ‪B‬ذ ‪A‬‬ ‫صل‪A O‬‬ ‫ين آ ‪A‬من‪E‬وا ‪A‬‬ ‫ي‪A E‬‬ ‫سألوا‪ :‬يا رسول ا‪ ،‬عل‪U‬منا كيف نسلم عليك‪ ،‬وقد أ‪B E‬مر‪ D‬نا أن نصلي‪ ،‬أ‪B E‬مر‪ D‬ن‪A‬ا أن نصلي‬ ‫عليك؛ فكيف نصلي عليك؟ لع "ل ذلك حصل في عدة مجالس‪ ،‬بدليل تعدد هذه الصيغ؛‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪45‬‬

‫فالركان ما سقط منـها سهوا‪ s‬أو عمدا‪ s‬بطلت الصلة بتـركه‪ ،‬والواجبات مـ ا سـ قط‬ ‫منـها عمدا‪ s‬بطلت الصلة بتـركه‪ ،‬وسهوا‪ s‬جبـره ال ‪,‬سجود للسهو‪ .‬وال أعلم) (‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فعل"م النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬الصحابة أن يقولوا هكذا‪)) :‬اللهم ص ‪U‬ل على محمد((‪،‬‬ ‫وليس معنى ذلك أ"نه تنازل عن سيادته‪ ،‬أن"ه ليس بسيد‪ ،‬ل‪ ،‬وأنتم تلحظون‪ ،‬ي‪E‬ن ‪B‬ك ‪E‬ر ]النبي‬ ‫صلى ا عليه وسل"م[ أحيانا‪ ،‬على من يقول في بعض المناسبات ما يفهم منه الغلو‬‫والطراء‪ ،‬ينكر على من يقول له‪)) :‬أنت سيدنا‪ ،‬وابن سيدنا‪ ،‬وخيرنا‪ ،‬وابن خيرنا((‪،‬‬ ‫وفي الواقع هو سيدنا‪ ،‬لكن ‪A‬خ ‪B‬ش ‪A‬ي "‬ ‫أن الرجل ي‪E‬صاب بالغلو‪ ،‬الغلو في الصالحين سبب‬ ‫خطير من أسباب عبادة غير ا‪ ،‬حماية لحمى التوحيد قال له‪ :‬ل‪ ،‬نهاه عن ذلك‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫))إن"ما أنا عبد؛ فقولوا عبد ا ورسوله((‪ ،‬مع ما تقدم من إعلن أن"ه سيد ولد آدم‪ ،‬ل‬ ‫منافاة بين هذا وذاك‪" ،‬‬ ‫مقام مقال‪ ،‬المقام الذي أنكر فيه‪ ،‬مقام يقتضي النكار‬ ‫لن لكل‪t U‬‬ ‫والتوجيه‪ ،‬المقام الذي أعلن فيه‪ ،‬بمناسبة الشفاعة في حديث الشفاعة‪ ،‬لبيان الواقع‪ ،‬فهو‬ ‫واقعه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أن"ه سيد الناس أجمعين‪ ،‬الشاهد‪ :‬ينبغي أن يصلى على‬ ‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بالصيغة الواردة‪ ،‬ول تزيد لفظة سيدنا‪ ،‬وهو سيدنا‪ ،‬أرجو‬ ‫أن يكون هذا الكلم مفهوم‪ ،‬وبعد الشاهد أعود وأقول‪ :‬نؤمن ونعتقد تصديقا لخبره بأن"ه‬ ‫سيدنا‪ ،‬ولكن عند الصلة عليه‪ ،‬ل نقول‪ :‬اللهم صل على سيدنا‪ ،‬ولكن نقول‪ :‬اللهم صل‬ ‫على محمد‪ ،‬تأسيا به وتمسكا بتعليمه‪ ،‬وتنفيذا لهذا التعليم‪ ،‬هذه العبارة أوقفت بعض‬ ‫الناس‪ ،‬لذلك أكرر وأقول أهل العلم اتفقوا على أن"ه ل يجوز للمسلم الذي يريد أن يتعبد‬ ‫باللفاظ والدعية المأثورة‪ ،‬ل ينبغي له أن يزيد أو ينقص أو يغير أو يبد‪U‬ل‪ ،‬أهل الحديث‬ ‫من دقة حفظهم يستدلون بعبارة واحدة‪ ،‬قد ل يفطن لها غيرهم‪ ،‬ذلك عند ما علم النبي‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ -‬أحد الصحابة الدعاء الذي يدعو به إذا أخذ مضجعه‪ ،‬جاء في‬‫ذلك الدعاء‪)) :‬آمنت بكتابك الذي أنزلت‪ ،‬ونبي‪U‬ك الذي أرسلت((‪ ،‬جعل الصحابي يكرر‬ ‫ليحفظ‪ ،‬وفي بعض المرات قال‪)) :‬ورسولك الذي أرسلت((‪ ،‬ماذا فعل؟ بدل لفظة بنبيك‬ ‫أتى بلفظة رسولك‪ ،‬يقول الصحابي‪ :‬طعن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في صدري‬ ‫وقال‪ :‬ل‪ ،‬قل‪)) :‬ونبيك الذي أرسلت((‪ ،‬ماذا فعل؟ هل فعل منكرا؟ كون النبي ‪-‬عليه‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬لمجرد أن"ه غير لفظة نبي برسول‪ ،‬يطعن في= =صدره تأكيدا في‬ ‫النكار‪ ،‬ويقول له باللسان أيضا‪ :‬ل‪ ،‬قل‪)) :‬ونبيك الذي أرسلت((‪ ،‬هذا دليل واضح أن"ه‬ ‫ل ينبغي للنسان الذي يريد أن يتأسى برسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ويأخذ‬ ‫تعليماته‪ ،‬أن يريد من عند نفسه أو ينقص أو يغير أو يبدل‪ ،‬الرسول والنبي لقبان من‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪46‬‬

‫ألقاب النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬من اللقاب الشرعية‪ ،‬ولكن الصيغة ل ينبغي‬ ‫تغيرها عما وردت‪ ،‬وردت هكذا؛ فالنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ل ينطق عن الهوى‪،‬‬ ‫بوحي من ا‪ ،‬أي مشروعية هذا‬ ‫هذه اللفاظ ]نزلت على[ النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬ ‫‪t‬‬ ‫الذكر عند النوم جاءت من السماء‪ ،‬المشروعية جاءت من السماء‪ ،‬ما كان من السماء‬ ‫فبلغ النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم الصحابة كما جاء‪ ،‬ل ينبغي للصحابة أن يغيروا‪،‬‬ ‫ونحن تبعا لهم‪ ،‬وا أعلم‪.‬‬ ‫)( لماذا؟ لنه عبد ا‪ ،‬ولكن هل يستحق أن ي‪E‬دعى هو من دون ا‪ ،‬أو مع ا؟ ل‪ ،‬عب ‪‰‬د‬ ‫يحتاج إلى أن يدعى له‪ ،‬إذا هو ل يدعى‪.‬‬ ‫)( على عباد ا الصالحين تدعو للصالحين‪ ،‬الصالحين الذين تدعو لهم‪ ،‬هل يجوز عقل‬ ‫قبل أن نقول شرعا ومنقطعا أن تدعوهم؟ عب ‪‰‬د صالح يحتاج إلى أن يدعى له‪،‬‬ ‫وخصوصا بعد موته‪ ،‬وبحاج ‪t‬ة إلى دعائك‪ ،‬لن هذا منقطع‪ ،‬إل" إذا كان معه أحد الثلثة‪،‬‬ ‫بحاجة إلى الدعاء‪ ،‬وهل من المنطق السليم أن تدعوه؟!= =تذهب إلى قبر الرجل‬ ‫الصالح‪ ،‬تسلم عليه‪ ،‬وتدعو له‪ ،‬وتترحم له‪ ،‬هذا هو الشرع‪ ،‬وهذا هو العقل‪ ،‬وهذا هو‬ ‫المنطق‪.‬‬ ‫)( الذي قلت بلسانك‪" :‬أشهد أن محمدا رسول ا"‪ ،‬أي‪ :‬رسو ‪‰‬ل ل يكذب‪ ،‬تكذيبه كف ‪‰‬ر‬ ‫وردة‪ ،‬رسول يطاع‪ ،‬يطاع طاعة مطلقة‪ ،‬وعدم طاعته معصية‪ ،‬وهذه المعصية قد تصل‬ ‫إلى الكفر‪ ،‬وقد ل تصل‪ ،‬له الطاعة المطلقة‪ ،‬ل يوجد في المخلوقات من له طاعة مطلقة‬ ‫غير رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬استنتج ذلك أهل العلم‪ ،‬من قوله تعالى‪} :‬ي‪A‬ا أ‪A‬ي‪O‬ه‪A‬ا‬ ‫ا‪A A‬وأ‪B A‬طيع ‪D‬‬ ‫وا أ‪B A‬طيع ‪D‬‬ ‫ين آ ‪A‬من‪D E‬‬ ‫‪E‬وا }‬ ‫‪E‬ول ‪A‬وأ‪D E‬ول‪B‬ي ال‪D A‬م ‪B‬ر ‪B‬من ‪E‬ك ‪D‬م {]النساء‪ ،[59:‬قالوا أعاد الفعل‬ ‫ال" ‪B‬ذ ‪A‬‬ ‫‪E‬وا ال "رس ‪A‬‬ ‫مع طاعة الرسول‪ ،‬أطيعوا ا وأطيعوا الرسول‪ ،‬إشعار بأن له الطاعة المطلقة‪ ،‬أي لو‬ ‫لم تجد ما أمرك به رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في كتاب ا‪ ،‬أو نهاك عنه‪ ،‬لم‬ ‫تجد ذلك في كتاب ا‪ ،‬وجب عليك أن تطيعه قبل أن تسأل‪ ،‬هل يوجد نظيره في الكتاب‬ ‫نط ‪E‬‬ ‫ق ‪A‬ع ‪B‬ن ‪D‬اله‪A A‬وى ‪ ‬إ‪D B‬ن ه‪A E‬و إ‪" B‬ل ‪A‬وح‪‰ D‬ي ي‪E‬و ‪A‬حى{‬ ‫ه‪}:‬و ‪A‬ما ي‪B A‬‬ ‫أم ل؟ لن"ه شهد له ربه سبحانه‪ ،‬أن" ‪A‬‬ ‫]النجم‪ ،[4،3:‬فأخبر "‬ ‫أن طاعته من طاعة ا‪ ،‬ومعصيته من معصية ا‪ ،‬لذلك‪ :‬السنة‬ ‫المطهرة قد تأتي أحيانا مؤسسة لحكام ل وجود لها في الكتاب‪ ،‬حر"م رسول ا ‪-‬عليه‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬ال ‪E‬ح ‪E‬م ‪A‬ر الهلية يوم خيبر‪ ،‬وامتثل الصحابة لم يقولوا‪ :‬إنه ل يوجد في‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪47‬‬

‫المحرمات إل" التي في الكتاب‪ ،‬بل امتثلوا فحر"موا‪ ،‬حر"م رسول ا ‪-‬عليه الصلة‬ ‫والسلم‪ -‬الجمع بين المرأة وخالتها‪ ،‬والمرأة وعمتها‪ ،‬امتثلوا‪ ،‬لم يقولوا‪ :‬ما وجدنا ذلك‬ ‫إل" في الجمع بين الختين في الكتاب‪ ،‬بل امتثلوا؛ فحرموا‪ ،‬والذين س "موا أنفسهم‬ ‫بالقرآنيين‪ ،‬فرقة فاشلة‪ ،‬نشئت أ "ول ما نشئت في القارة الهندية‪ ،‬ثم انتشرت في بعض‬ ‫القطار السلمية العربية‪ ،‬تس "مى "القرآنيون" الذين ل يعملون إل بالقرآن‪ ،‬وقد كذبوا؛‬ ‫فهل يستطيعون أن يعملوا بالقرآن بدون السنة؟ ل يمكن‪ ،‬إل" إذا تركوا الصلة والصيام‬ ‫والحج‪ ،‬تفاصيل الصلة‪ ،‬وتفاصيل كثير من الصيام والحج جاءت في السنة‪ ،‬القرآن‬ ‫قال‪}:‬وأ‪A‬ق‪B‬ي ‪E‬م ‪D‬‬ ‫وا ال "‬ ‫صل‪A‬ة‪ ،{A‬وهذه التفاصيل من عند تكبيرة الحرام التي مرت في حديث‬ ‫‪A‬‬ ‫صل‪O‬ون لكتاب‬ ‫المسيء صلته‪ ،‬هذه التفاصيل من أين؟ في السنة‪ ،‬وهل القرآنيون ي ‪A‬‬ ‫والسنة؟ أم بالكتاب فقط؟ ل يمكن‪ ،‬وهل يحج‪ O‬ون بالكتاب فقط؟ ل يمكن‪ ،‬ل يمكن أن‬ ‫بكاف‪ ،‬أم هو بيان‬ ‫تعمل شيئا إل بالكتاب والسنة معا‪ ،‬هل يمكن أن تقول‪:‬كتاب ا ليس‬ ‫‪t‬‬ ‫كاف‪ ،‬وهل كلم الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬ ‫وتبيان كل شيء‪ ،‬الجواب‪ :‬كتاب ا‬ ‫‪t‬‬ ‫ا‪A A‬وأ‪B A‬طيع ‪D‬‬ ‫خارج من كتاب ا؟ أليس ا قال‪}:‬أ‪B A‬طيع ‪D‬‬ ‫‪E‬وا }‬ ‫‪E‬وا ال "رس‪E‬و ‪A‬ل{‪=،‬‬ ‫}وأ‪A A‬‬ ‫اس ‪A‬ما ن‪U E‬ز ‪A‬ل‬ ‫نز ‪D‬لن‪A‬ا إ‪B‬ل‪D A‬ي ‪A‬‬ ‫=القرآن أمر بطاعة الرسول‪ ،‬القرآن جاء ليبينه ‪A‬‬ ‫ك ال ‪U‬ذ ‪D‬ك ‪A‬ر ل‪B‬ت‪E‬ب‪A‬ي ‪UA‬ن ل‪B‬لن" ‪B‬‬ ‫إ‪B‬ل‪D A‬ي ‪B‬ه ‪D‬م{]النحل‪ ،[44:‬بيان الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بقوله‪ ،‬وبفعله‪ ،‬وتقريره‪ ،‬من‬ ‫عند ا‪ ،‬أي "‬ ‫أن هذا البيان كله الذي في الكتاب والذي في السنة راجع إلى ا‪ ،‬ليس‬ ‫]هناك[ شيء من عند رسول ا ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬ولو في السنة التي استقلت‪،‬‬ ‫التي ليست تلك الحكام ‪-‬ول وجود لها‪ -‬في الكتاب‪ ،‬وهي في الواقع من عند ا‪" ،‬‬ ‫لن ا‬ ‫يبين كما يشاء‪ ،‬يفعل ما يشاء‪ ،‬ويحكم ما يريد‪ ،‬قد تبين بعض البيانات في الكتاب‪،‬‬ ‫ويترك بعض البيانات‪ ،‬ليبين فيما يوحي إلى رسوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬إذا المبين‬ ‫في الحقيقة هو ا‪ ،‬المشرع في الحقيقة هو ا‪ ،‬فبيان ا وأحكام ا تأتي أحيانا في‬ ‫الوحي المتلو القرآن‪ ،‬وتأتي أحيانا في الوحي الغير متلو السنة‪ ،‬كل الوحيين من عند‬ ‫ا‪ ،‬رجعت المور كلها إلى ا‪ ،‬لذلك ل ينبغي أن تعارض كتاب ا بسنة رسول ا‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ ،-‬ل معارضة بينهما‪ ،‬لن"هما كلهما من عند ا وحده؛ فالرسول‬‫عليه الصلة والسلم‪ -‬واسطة في التبليغ والتشريع‪ ،‬ولكن انتبه ليس بواسطة في‬‫العبادة‪ ،‬عندما تعبد ا‪ ،‬تعبد ا مباشرة‪ ،‬لكن الرسول ‪-‬والرسل جميعا‪ -‬واسطة بين ا‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪48‬‬

‫وبين عبادة في التشريع والبيان‪" ،‬‬ ‫لن ا اصطفاهم ليبينوا وليبلغوا‪ ،‬وهم رس ‪‰‬ل ووسطاء‬ ‫في باب التشريع والتبليغ والبيان‪ ،‬فال سبحانه وتعالى بالنسبة للعبادة‪ ،‬تعبد ا مباشرة‪،‬‬ ‫ل يحتاج إلى واسطة يبلغ عبادتك ودعائك وتضرعك إليه‪ ،‬هو معك‪ ،‬من الذي يبلغه؟‬ ‫كيف يحتاج إلى من يبلغه وهو معك؟ ل يفارقك في شيء‪ ،‬يراك ويرى مكانك ويسمع‬ ‫كلمك‪ ،‬ويعلم بذات الصدور‪ ،‬ل معنى للواسطة إذا‪ ،‬تلك الواسطة ليست بهذه المثابة‪،‬‬ ‫من توسطه إلى ا ليكون واسطة بينك وبينه ل يتمتع بهذه الصفة‪ ،‬ل يعلم منك شيء إل‬ ‫ثوبك الظاهر هذا الذي يعلم‪ ،‬ما تحت الثوب ل يعلم‪ ،‬تترك القريب المجيب الذي هو‬ ‫معك في كل لحظة‪ ،‬مع كل فرد مع كل مخلوق ل تخفى عليه خافية‪ ،‬ما معنى الوساطة‬ ‫إذا‪ ،‬ل معنى للوساطة في باب العبادة‪.‬‬ ‫)( لو حرصت على معرفتك "‬ ‫أن ا شر"ف نبيه بالعبودية‪ ،‬أكثر من حرصك على لفظة‬ ‫ان‬ ‫ك ال" ‪B‬ذي ن‪" A‬ز ‪A‬ل ‪D‬الف‪E‬ر‪ D‬ق‪A A‬‬ ‫ار ‪A‬‬ ‫سيدنا‪ ،‬لو وقفت على ذلك‪ ،‬تجد ا سبحانه وتعالى يقول‪}: :‬ت‪A‬ب‪A A‬‬ ‫ين ن‪B A‬ذيرا{]الفرقان‪D ،[1:‬‬ ‫اب{ ]الكهف‪:‬‬ ‫ون ل‪D B‬ل ‪A‬عال‪B A‬م ‪A‬‬ ‫‪A‬عل‪A‬ى ‪A‬ع ‪D‬ب ‪B‬د ‪B‬ه ل‪B‬ي‪E A‬ك ‪A‬‬ ‫}ال ‪A‬ح ‪D‬م ‪E‬د ‪" B‬ل‪ B‬ال" ‪B‬ذي أ‪A‬ن ‪A‬ز ‪A‬ل ‪A‬عل‪A‬ى ‪A‬ع ‪D‬ب ‪B‬د ‪B‬ه ‪D‬ال ‪B‬كت‪A A‬‬ ‫ان ال" ‪B‬ذي أ‪A‬س ‪DA‬رى ب‪A B‬ع ‪D‬ب ‪B‬د ‪B‬ه ل‪A‬ي‪D‬ل{]السراء‪ :‬من الية ‪ ،[1‬العبودية من أعظم صفات النبي‬ ‫من الية ‪E } ،[1‬س ‪D‬ب ‪A‬ح ‪A‬‬ ‫عليه الصلة والسلم‪ ،-‬لكونه حقق العبودية‪ ،‬نال= =إمامة المرسلين‪ ،‬وهو إمام‬‫المرسلين‪ ،‬أ }م المرسلين ليلة السراء والمعراج‪ ،‬حقق العبودية؛ فوصل إلى حيث لم‬ ‫يصل قبله أح ‪‰‬د من الرسل‪ ،‬حيث وصل إلى حيث يسمع صريف القلم‪ ،‬أقلم الملئكة‬ ‫وهم يكتبون المقادير بإذن ا‪ ،‬مخاطبة ا مباشرة دون واسطة جبرائيل‪ ،‬حقق العبودية؛‬ ‫فصار يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه‪ ،‬ويقال له في ذلك؛ فيكون جوابه‪)) :‬أفل أكون‬ ‫عبدا شكورا((‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( والواجبات ثمانية‪ :‬جميع التكبيرات غير تكبيرة الحرام‪ ،‬وقول‪ :‬سبحان ربي العظيم‬ ‫في الركوع‪ ،‬وقول‪ :‬سمع ا لمن حمده‪ ،‬للمام والمنفرد‪ ،‬إلى ماذا يشير الشيخ؟ يشير‬ ‫خلف فقهي‪ ،‬هل المأموم يقول سمع ا لمن حمده؟ أو إذا قال المام سمع ا‬ ‫الشيخ إلى‬ ‫‪t‬‬ ‫لمن حمده ‪ ،‬يقول المأموم ربنا لك الحمد‪ ،‬أو ربنا ولك الحمد؟ هذا المشهور‪ ،‬ولكن بعض‬ ‫أهل العلم‪ ،‬وفي مقدمتهم المام الشافعي على مذهبه‪] ،‬استدل[ بقوله ‪-‬عليه الصلة‬ ‫والسلم‪)) :-‬صل‪O‬وا كما رأيتموني أصلي((‪ ،‬سواء سلم الستدلل أو لم يسلم‪ ،‬كما تقدم‬ ‫أن بحثنا‪ ،‬أهل العلم قد يختلفون في الستنباط من النصوص وفهم النصوص‪ ،‬هذا هو‬

‫‪1‬‬


‫شرح شروط الصلة وأركانها وواجباتها‬

‫للشيخ محمد أمان الجامي ‪49‬‬

‫فهم المام الشافعي ‪-‬رحمة ا عليه‪ ،-‬أن"ه يرى "‬ ‫أن المأموم يقول كما قال المام‪ :‬سمع ا‬ ‫لمن حمده‪ ،‬المشهور عند كثير من أهل العلم ما ذكره المام محمد بن عبد الوهاب‬ ‫رحمه ا تعالى‪" -‬‬‫أن قوله‪ :‬سمع ا لمن حمده للمام والمنفرد‪ ،‬والقول ربنا ولك الحمد‬ ‫للكل‪ ،‬وقول سبحان ربي العلى إلى آخره‪.‬‬ ‫هكذا ننتهي من الشروط والركان والواجبات‪.‬‬ ‫وصلى ا وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫)( والحمد ل الذي ينعمته تتم الصالحات‪ ،‬تم الفراغ من تنسيق وتنضيد وتشكيل هذا‬ ‫الشرح المبارك صبيحة يوم الثنين بواسطة‪ :‬أبي عبد ا الج‪ O‬ري‪ ،‬أسأل ا أن ينفعنا به‬ ‫يوم ل ينفع ما ‪‰‬ل ول بنون‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد ل رب‪ U‬العالمين‪.‬‬

‫‪1‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.