المـقـهى \ قِـصـة َقـصـيرة إسـالم حـِجـي
إصـدار أول \ ينـايـر 3102
إخـراج و تنسيق الكتـاب إسـالم حجـي
جميع الحقوق محفوظـة ©
إسـالم ِحجـي قِـصـة قـصيـرة
إهداء إلــــــيك في ..إلي فــــــــــيك
" كـ ُل حـ ٍ ب يكـونُ معـ ُه طـَـلب ..ال يُـعـول عـليـه .. وق يسكـنُ بالـلـقاء ..ال ُيعـول عـلـيه " .. و كـ ُل شــ ٍ ابـن عـربـي
" هـا نـحـنُ نتـابـعـد عـن بعـضنـا أكـثـر فـ أكـثر كـل يـوم .. و كـأننـا شظـايـا تتـنـاثـر فـي الفـضــاء " ... مـصـطـفى محـمـود ُ لـغـز الــحـيــاة
" هل كان من الضروري أن نفـتـرق .. لندرك كم كـنا في حاج ٍة ألن نبـقى قليال لنقول مالم نستطع قولـه أو ما اخـفـقـنا في قوله ؟ "
واســينـي األعـرج
ُ وحبـات العـرق تحفر لنفسها أخـاديدا ُحـرة في أجـسـادهم ... انتـصف النـهار الشمـس تحمل سوطـا حـارا يلفحهمـا ,دائما كانا يلتـقيان منتصف النهار مراعاة لها ... أخـيرا وصـال إلى " المـقهـى " المعهود الذي تعودا الجلوس فيه ... لكـن الغائب الوحيد هذه المرة كان الصوت \ الكـالم \ الرغبة في التواصل بالحنـاجر ... كالهما يأمـل أنه مع بعض الصلوات والقليل من الحظ ... سيجدان في الصمت مساحة مشتركة تحمل جودة تماثل جودة الكالم أو ربمـا تفوقه ...
هـو يشـعر بأن صـديق َتـه القديمة ليست هي تلك ال ُمتزينة أمـام ُه وهي تشعر بأن عينيه ُتـصران على أن تعريـانهـا من ردا ِء القوة التي أرهقت نفسها طوال العام الفائت ل ُت َفصِّـل لنفسـها واحدا يـالئمـها
أتى النـادل ..فأخبرهُ بعبار ٍة صغير ٍة " :كـ العـادة ". ضح َكـت ... َ لمـاذا تضحكـين؟ أال تظـن أن " كـ العـادة " عبارة مضحكة ؟هل تـذكر متى كانت آخر مـرة كـنـا فيها هنـا سويـا ؟... عـام أو ربما أكـثر !!.. أم تـراك خالفت وعـدك بأال تـأتي هنـا وحـدك أو أنك نسـيت ما قل َت ُه لي عن لألمـاكن أيـضـا لغـة تتواطىء مع جسد الكلمات لتغلف روح الصـداقة بين المقربين وأنـك لن تجـازف بأن تستـنزف هذه الروح دون صـديق.
فهـم كـل شيء أرجـع ظهـره واتكأ وتكـلف وضع ابتـسام ٍة ونظـر ٍة تـوحي بأنه ِ
"كم الزلت مغفال يا صديقي "..قالتها لنفسها وهي تلملم بقايا الصورة القديمة التي جمعتهما معا في ذهنها ... أتى صو ُتها " :ال داعي لتلك النظرة ... فال َ أنت بقيت كما أنت وال أنا توقف بي الزمن ".
عدا تلك القوةُ الفاقع لونها التي ال تسر الناظرين التي ترتدينها وال أفهم ما حاجـ ُتكِ لها ,لم أعد أفهم ماذا تقصدين ؟!.
عادت لتسأله في عقلها " لم تعد ؟! ,وهل فهمت قصدي يوما ؟ " داع للقلق يا صديقي أنا الزلت أنا ال ِلكن تحت هذا المعطف السميك من القسوة أو الـ المباالة ,سمّـها ما شئت ..ال يهم . لقد كان دائما موجودا في خزانتي ..أتزين به أمام الغرباء ... أنا فقط لم ألبس ُه في صُحبتك من قبل ... بغـض النـظر عـن اإلهـانة المتعمـدة هال ّ أخـبرتِنـي لماذا ترتدين ُه اآلن إذن ؟ ِ
ك في كامل هيأتي .. عام من االنقطاع كان البد أن ألقا َ ض ِح َكت :أ َتـزينُ لك يا صديقي فبعد ٍ أال يعجبك؟
ال تتـذاكي من فضلك ُ -تهينيني عندما تفعلين -أخبريني فقط ما األمر؟ ما األمر؟!يبدو أنك أنت من يريد أن يتغابى قليال
خـبرك مباشرة حسنا إذن ..تريدني أن أقـتل كبريائي و أ ُ َ ال بأس ..سـأفـعـل .
3 استجمعت قوتها لتسأله :أين نحن على خـارطة العـالقـات ؟ ماذا تسمي هذا الشيء المشوّ ه الذي يجمعنا وال يُغني وال يُشبع من حُب ؟
أتى صـو ُته هزيال كما نظر ُته ...نحـنُ ..نحن أصدقاء ... ربمـا ..لكن ..أال تظن أن الصداقة تفرض نوعا فاخرا من االلتزام تِجـاه الطرف اآلخر.. نوعا غير هذا النوع الرديء الذي ُتقدمه لي ؟ َ ظننت أني سأرضى بشيء بهذه الرداءة ؟ ما يـؤلمنـي هـو :كيف
أراد أن يقاطعها فأشارت إليه أن يصمت وأت َبعـت : ربما َ أنت ال تراه رديئا ... ُ يحـيط بهـا تعـريـف واحد متـفق عليـه و لألسف هي أشيـاء نسبيـة ال لكـن أنـا و أنت .. َ أنـت كـيف لم نتـفـ ْق عـلى تعـري ٍ ف يحيط بـأجمـل ما لدينـا ؟ أنـا و هـذا إذا كـان أجمـ َل مـا لدينـا حـقا أو ربما كل ما في األمر أن العالقات ال تأتي دائما على مقاس أصحـابها .. َ َ بكثـير يـا ..صديقي ... اخترت لي مقاسا َيص ُغرني وأنت ٍ دعني أجمع كل َشرقيتي و أنوثـتي وعقلي و فكري ... ك أني ال أعترض على مبـدأ التصادق الحر الشريف ... ألخـب ُر َ لكن إياك أن تظن أني سـأستجدي صـداقتك ! ال ...
انفجر بوجهها :عن أية رداءة تتـحدثين ؟! ..أحمق ت التي طالما تعاملتي بشيء من الدالل األنثوي و الذي تستخدمن ُه للسيطر ِة على أن ِ ٍ الرجـال حمـقى في نـظـر ُكـن آخر ..كـ ُل ِ ولم تفهمي أني عامل ُتك برجول ٍة أخرى ... غير تلك التي قد َتخضع ألنوث ٍة مُصطنع ٍة ليست تعنيهـا بإنسان ال رجل يليق بامرأة كنت أظن أننا نتعامل كإنسان يليق ٍ كنت أظنـُكِ مـختلفـة ... ت دائما جاهزة بعتا ٍ ب ما ... لكنكِ كن ِ ُ كنت قلي َل الحساسي ِة ُتجاهك ... ل ُتريني كم ألم يخبروكِ ..أن الحساسي َة تسري في االتجاهين معـا ؟! ت وحـدك ؟! أم أنكِ مثلُهنّ ..تأتي حساسي ُتك دائما في اتجـاهك لتعمـل في صـالحـك أنـ ِ
أتى صوتها مشحونا بغض ٍب تحاول أن َتكـظـ َم ُه : كم َ أنت مذهل في َقـلب المواقف لصالحك .. لوال أننا في موقفِ خِالف لصفقت إعجابا بك ..
لكل شيء سببا وجيها ليست لي تعلَ ُم جيدا أن منطقة الكالم المُمنـطق التي تعطي ِ قـاطـعهـا :وتعلمين جيدا أن المشاعر المـ ُ َمكيـجة التي ُت َجمِّل -كذبا -مالمح الجُرحليست لي . ُ ت من وراء صداق ٍة كهذه ؟ ُترى ماذا انتظرت أنا و أن ِ ُ رأيت فيكِ أرضا يمكن لفكري و شِ عري أن ينبتا فيها ... أ ّما عني ..فـ أنـا فقط أما اآلن فلست أدري ...هل نحن حـقـا أصدقاء ؟
ـشب َع أناني َتـنا الكبيرة ؟ لماذا انتظرنا من خلف صداق ٍة طفل ٍة كتـلك أن ُن ِ كانت طفلة ..واألطفال ال يسمحون باالنشغال عنـهم بما سواهم ... عندها -وبحماق ٍة مثالي ٍة انشغلنا -عن الصداقة ذاتها بـ" تفسيرها ".. ـرمـة قبيحة ؟ حتى دفعناها عِ ـندا و كِبـرا لتصبح َه ِ ـر ِم -صديقتي -سـوى الموت ؟ اله َ وماذا بعد ِ اختنق هو بكلماته واختنقت هي بدموعها... ت صم ٍ ت طِ وال ..تواطئا معا ليكتفيا بهذا ال َقـ ْدر و ال َقـدَر بعد لحظا ِ فليس من الحكمة التناوش على جسد صداق ٍة ميتة.
أشار إلى النادل الذي أتاه بالفاتورة ... دفع له وكان سخيا ..كما لو كان يعتذر مسبقا لـذاكرة ذلك المكان التي جمعتــهمـا سويا .. أنها لن تراهمـا معا مرة أخرى ... وأنهما إذا تجـرأ أحدهما أن يحيي ذكرى صداقتهم تِلك ... فـسيأتي منفردا . أوصلها إلى باب " الرحيل " وأنهت عيناهما صمتا ما ابتـدئاه صمتا ورحل كل منهما يحمل معه خيبة كـاملة و ذكرى صداق ٍة لم تكتمل .
2
عـام أو أكـثر َمـر منـذ آخـر لقا ٍء في المـقهى وال يـزال يتجنـب الجـلوس فيـه .. مـساره مبتـعدا لم يعهد نفسـه حسّـاسـا أو هشـا لهـذه الدرجـة ,شيء مـا يجـبره عـلى تغـيير ِ كـلما صـادف أن يمـر من هنـاك . للمـكان ذاكـرة ال تشيـخ .. وكـأن الزمن تجمـد عنـد تلك المـشاهد التي جمـعت الصـديقيـن معا شي مـا يتـجاوز كـونها كـراسي متراصة في تلك البقعة من المكـان .. شي ما أعمـق .. وكـأنه و صـديقـ ُته نسيـا جـزءا من أرواحهمـا هنـاك .. األرواح ال يُعكـرهـا مرور الزمن .. األرواح أيـضـا ال تشيـخ .. تبقى حيـة تـئـنُ في صمـ ٍ ت ثقـيل .. وهو ..هو ال يقـدر عـلى تحمـل أنـيـنـها .. هو ال طـاقـة له بالصمت الصـاخب الذي َيعـ ُ ُج بـه المكـان هنـاك .. آه لو تعـلم تـلك الحـمـقاء كم سببـت له من تشـوش ؟ سـأل نفسـه كـثيرا هـل ال يزال يـذكـرهـا ألنـها حبيب ُته و هو أحمق لدرجة منعتـه من إدراك ذلك مسبقـا ؟ أم هو ال يزال مقتنـعا أنها الصديق الذي تمنـاه من هللا فـأرسـله هللا له في صـور ِة أنـثى ؟ ت الـزمـن التـي ينـقلب فيها القـَ َد ُرعلينـا ليجـعل من نفس الشخص الذي غـريبـة محـطـا ِ كـان ِنعمـة منذ أم ٍد غير بعـيد ..لعنـة أبـديـة ؟! ت أن تتـرجـلّي عن القِطـار الذي أنا فيه و تأخـذي القِطـار كيف بهـذه التـلقائية استـطـع ِ المـبتعـد عنـي ؟
ال بـأس .. مشـواره في الحيـا ِة دون تـوقف هو دائمـا قوي ..يُكـمل َ
نعم يؤلمـه الحـنين أحـيانا لكـن ال يغـلبـه ..يتعجـب مما آلـت إليـه األمـور لكن ال يسحـ ُرهُ ال َعجـب .. الحـياة قـاسيـة بما يكفي ,هل كـان عليكِ حـقا أن ُتضيفي إلى قسـوتهـا بعـضا من قسـوتِك ؟! تمـر ليالي الشتـاء بـاردة حـزينـة .. و هو لم يكنْ قط من الذين يستـدعون النوم فيلبي نـدائهم مسرعـا دائما هناك ألف قِصـ ٍة مبتـورة ُتروى على وسـادات الليـل الغـارقـة في األمـاني التي ال تكتمـل أبـدا ..
" تـفضـل ..أيـها المـدلل ,لـقد أحـضـرت لك قِطـعة من الشـيكوالتـة ..ُجـدن تـدليـلي كـفاصل طـفولي في زخم الرجـولـة .. هههههه أحـبُ من ي َ أنـا لم أقـابل رجـال معتـزا بـ طفـولتـه مثلك ..ت لم تـقابلـي " رجـال كـفايـة " مـثـلي و غمـز لها و ضحـكـت له ربما أنـ ِ كـم أود أن اجـادل َك قلـيال عـن الحـدود الفاصـلة بيـن الطـفولة و الرجولة \ المِـزاجـية واالنتـقائية \ الـغـرور و ال َتـرفـُع ؟ لكنـك ستـغلبني في الكـالم ولن افهـم منـك شيئا على أيـ ِة حـال ..أيـها الرجـ ُل الطـف ُل المـزاجـي المبد ُع المتـرف ُع ..المـدلل "
انتبـه من هـذيانـه عنـدما َمـرت دمـعة على خـده قبـل أن تبتـلعـها الـوسـادة تنـهـد .. شيء مـا قـد مـات ..لماذا من العـسير عـليك أن تتـأقلم ؟ ُ لست معتـرضـا عـلى المـوت ..لكن ماذا لو أنه لم يمـُت بل قُـتِل أنا أال يكـون من حـقي حـينـها و لو بـدافع الفضـول أن أتـسـائـل منْ َقـتـل ُه ؟ و لم َقتـَلَت ْـه ؟ أقـصد لم َقتـَ ْل ُه أي من كـان ؟ ثم أن صـديقـا ل ُه في المـباحث أخـبره سـابقـا ..أ ّنه ال جـريمـة إذا لم يجـدوا الجـثـة وهو لم يجـد جـثـة ما كان بينهمـا بعـد .. ربما ما كـان بينهمـا ال يزا ُل بينهمـا ..حيـا في مكـان مـا ..
ربما تـائها وحـيدا على جـزيـر ٍة نـائيـ ٍة من جـز ُر الذاكـرة ينتـظ ُر أن يتـصالح المـاضي ث عنـه و الحـاضر و يذهبـا معـا للبـحـ ِ دائمـا كانت تقول له أن أجمـل شي ٍء في صـداقتهمـا أنـها حيّـة و هو يـؤمن أن الحـياة طـاقـة .. و الفيـزياء تقول أن الطـاقـة ال تفنـى ..الطـاقة ال ينبغي لها أن تفنـى الصـداقـة ال تصيـ ُر يـومـا عـدما .. ربما تـأخـذ شكـال آخـر غير مفهوم \ غير مـرئي لكن .. ال ينبغي أن تـفنـى .
ت تحتـضنـين دميتـك عنـدمـا تنـامين ؟! " هـل الزل ِفاجأهـا سؤالـه
أتـسخـ َ ُر منـي ؟!نعم افعـل و تدري ماذا أفعـ ُل ايـضـا ؟ ..انام في الجانب الداخلي من سريري فـ اكـاد التـصق بالحائط ..حتى أ ّني أعـص ُر جسدي في الزاوية الحادة بين الحائط و السرير و اكـاد أتـالشى . هي أمـور ال شـأن لكم بـها أنتـم مُـدعـوا اإلنـسانـية حديثوا العـهد بالـحـساسيـة ُ حـديث عهـ ٍد بالحساسيـة ؟! ..يكرم أصلك يا بنت األصـول أنـاويضحـك بصـو ٍ ت عـا ٍل حتى تتـلفت حـولهـا و تنظـر إليـه َ ..تمـدن يابن الصـحـاري ُ أصبـحت بـدويـا أيـضـا .. ههههههههههه اآلنتخـيلي لو أننـا في الصحـراء فِعـال ,و ُتطـالعـُني عينـاكِ من وراء البُـر ُقـع ي ال َعسـ ِل في ج َنـ َتي عينـيكِ .. ال أرى منـكِ سوى َنهـر ّ تنـهـَدَت و ابتـسمت بتـواطـؤ ..ت التي تختـفي و ُجو َههـن خـلف البـَرا ِق ُع حينـها تكـونين واحـدة من المـحـظوظـا ِو تتكـفل مخـيالت الرجـال بـ َتحـْلـيتـهـُن ....
مـاذا تقـصد ؟!! ..ُ تستـشيـط غضـبا هـو يقـهـقـ ُه و هـي لمـاذا ُتفـسد كـل شيء في اللحـظة األخـيرة ..لمـاذا ال ُتكـمل ما ابتـدئتـه جمـيال بجمـال يلـيق ..؟ ُ مكـانـة المـرأة تـظـل تنـتظـر أحـدهم ليخـبرهـا كم جمـيلة هي ؟ بـل لماذا مهمـا َعلـتلمـاذا ُتسـهِـل عليه َنصـب شِ راكـه بل و تسقـط فيها طـواعـية ببالهـة مستفـزة هـا ..لماذا يا رأس الحمـامـة ؟ ضحكـا كـليهمـا .. َ و أتبعـت هي :ربمـا َفطـ َرنـا هللا على هذه الطِ يبـة حتـى تجـدون أنتم معـشر الحمـقى َمنَتقـبل بسخـافـاتِكـم و تتـكلـف تحمـيسـكم لالستمـرار في تصـديق َوهـ ْم الـرجولة و البطـولة و بالتـالي إعـطـاء قيمـة لحـياتـكم ..و اإلغــداق علينـا بسعـادة أتبعتـها بغـمـزة جـعلتـه يضحـك بصـوت أعـلى و أعـلى " َنـم َنـم ..غـدا حفلـة التـعارف التـي أعـدهـا َسعــيد .. غـدا ُيعـرفنـا عـلى خطـيبتـَ ُه التي أبقـاهـا سِ ـرا إلى االن .. ُتـرى كـيف تبـدو حـبيبـتك يا َسعـيد و لماذا ال تتحـدث عنـها ..أتـغا ُر عليـها م ّنـا ؟ أم تخـاف عليـها من الحـسد ؟ أم أنـك أيضـا من حـراس قُدسيـة الحـب الذين ُيشهـرون سيـف الغمـوض للدفـاع عمن يحبون ؟ هللا يهنـيّك يا صـَديقي. ت النـوم .. يتمم دعـوا ِ ويتـذكر وجـه أمـ ّ ُه و يشعـر بقبلتـها على خـده .. لنـوم خفـيف . و يبتـسم وعينـاه تستسلم أخـيرا ٍ
4
4321صـباحـا .. و ال تـزا ُل تتـلوى كمـحمـوم ٍة في فـِراشـها .. أق ُل من سـاعـ ٍة عـلى ميعـاد استـيقـاظهـا و ضجـيج مُنبـههـا ضبطـت منبهها على نفس ميعاد استيقاظها اليومي رغم أنها في أجـازة
تـرى لماذا يسمـونـّه ضجـيج ؟ لم يـعد أحـد هنـا يستـيقظ الستيـقاظي منـذ أمـ ٍد بعيـد أظـنُ أننـي لم أعـد طِ فـلة كمـا يقـولون ,لكن ربما لو أزعـج أحـدهم نـفسـه ليودعني صبـاحـا لكـان شيئا جمـيال ..على مـاأظـن . ب ه ..هل هذه صيغـة مبالغـة ؟ لمـاذا من األسـاس يسمـونه مُن ِبـه ..مـ ُ نــ ِ زامـت و هي تعـص ُر جفنـيها :نـامي أيتـها البلـها ُء في َم ُتفـكريـن ؟!!!
اليـوم بالتـحـديد يجب أن آخـذ كـفايتـي من النـوم .. ال يجب أن يـرانـي النـاس بعينين منتـفخـتين ..يجب أن أبـدو جميـلة حفـلة تـعارف ؟ ..منذ متى يحتـاج النـاس حـفالت ُتنـ َظم خصيصـا للتـعارف .. ليتعـارفـوا ؟!
مهم في حياتنا ال يأتينـا النوم ليوم ٍ " في رأيـك لماذا كلما أردنا أن ننام لنستيقظ منتعـشين ٍبل و كـأن الوقت و الجسـد يعمـالن معـا ضـد مـصلحتنـا ؟ أقصـد أليس من المـفتـرض أن يعمـل الجـس ُد في مصـلحة صـاحـبه ؟ ضحـِك من سؤالها و قال :لهـذا يسمـونـه األرق .. َربما تعـددت أسبـابـه لكن يبقى األرق واحـدا " ..
ُ لسـت متـأكدة من هـذه الخـطوة .. ال أدري لماذا يصرون جميعا على حضوري .. من يعرفني منهم يعرفني ..و ال يحتاج إلى مزي ٍد من التعارف ومن ال يعرفني لن تكفيه حفلة واحـدة -غالبا نصبح كلنا فيها كاذبين تلقائيا -ليتعرف عليّ
آذان الفـجـر .. قـامـت كـ يـرقـة تجـاهد للـخروج من شرنـقتـها إلى النـور هللا هنا \ هنـاك \ في كـل مكـان ..تريـد أن ترفرف إليـه ت المـجـهـدة هللا مِشـكـاة ال تـحـرق الفـراشـا ِ و هي تشـعر بنـفسـها مُثقـلة لكن ليسـت ثقيـلة .. تـئن لكنها لم تقـع بعـد .. تتنـهـد و َتعـ ُد ش ْهـقاتـِها و زفـرْ ا ِتـها لكن ما استـيئسـت من الحـياة بعـد تـوضـأت و اخمـدت كـل حيـرتـها و وحـدتـها في سجـد ٍة طـويـلة لم تـقل فيـها الكـثير لكن هللا سمـع منـها الكـثيـر... سّـبحـت هلل و بكـت لـ حـالهـا .. سلمت عن يمينها و يسـارهـا و استسلمت لـ ورائـها المـزدحم بالوجـوه غير أن وجـهـا واحدا فقط يـظـل بـارزا .. قش فـرعـوني محـفور في الجـرانـيت الداخلي لمعبـد الذاكـرة كـن ٍ طلـسم يصـيب كـل من يحـاول مسـحـه من مكـانه بلعنـة القـدمـاء أهـل الوفـاء و الحـب .. تنهـدت هي و تهـادت الشمـس َمـرحـة في جـلبـاب الصـباح
" أتـدرين البـد أن ميـالد الروح في جـسـ ِد آدم كـان مع أول الصبـحليست عنـدي معـلومـة أكـيدة ..لكن هكـذا ميـالد ال يليق به إال هكـذا ميـعـاد أصـف لـكِ نشوتي كل صبـاحٍ و الشمـسُ ُت ُ بـعث من جـدي ٍد من رحم ليتنـي أستـطيع أن َ الغـيب ..
آ ٍه منـك و من فلـسفتـك ..أال تتعـب ؟أحسد قـدرتك عـلى عدم االكـتراث بكـل هـؤالء الذين ال يفهمـون فلسفتـك وال َغيـم حديثـك الذي سُـرعـان مـا يُمـطرعـلى رأس من يسمـعك .. يضحكـان وهللا ال أتـفلسف وال أعـرف حتى تعريف الفلسفةَ األلفـاظ المجرد َة من المعاني و المواقف المـجردة من االنـفـعاالت غير أ ّني أكـره و الحـياة المجردة من التأمل \ من الروح .. ت ذا تفهمـين ولم تـهربي بعـد ..فـ إمـا أنـكِ ذكـية جدا أو غبيـة جـدا ثم هـاأن ِ وضحـك حتى أدمعـت عينـاه " عـادت للـ آن لتـُكمـل سـؤالـه ..أو عاشـقة جـدا \ واهـمـة جـدا ياصـديقي أم أنني من أولئك البنـات الالتـي يُعـامـلهن الرجـال عـلى أنـهنّ أخـواتهم ؟ عـلى أي أسـاس يصنـفونـهن ؟.. كـيف يجـرؤون عـلى تصنـيفـهن أصـال بغـير استـئذانـهـن ؟ لكن ..من يُثبـت لي أني أحبه ذاك النوع من الحب ربما هو صديقي ال أكـثر .. ربما هو عـلى حـق ..نحـنُ رائعـان ألننـا منفصـالن .. كيانـان متـوازيـان ال ينبغي أن يتـقـاطـعا ..نلتـقي لقـاء النِـقـاط بالنِـقـاط نتصـافـح تصـاف َح الممـاس بالدائـرة .. نجـتمـع اجتمـاع الفـراشـة بـالضِ يــاء ..تـأخذه كله دون أن تـأخـذه حـقا .. تتـركـه كـلُه دون أن تتـركـه حـقـا .. آه ..دائمـا ماكنت حمـقاء اذا تعلق األمر بالريـاضيـات ..أو بالـحب أنا طـالبتـُه بأكـثر مما يطـيق و انتـظرت منه ماال يمكنـه تـقـديمـه لي البشر مـعادن و من الحمـاقة صـياغـة الحـديد للحـ ُلي او تشكـيل الذهب لـقضـبان الـسجـن أنـا انتـظرت من النـعامـة أن تـطير من أجـلي و من الصـقر أن يصبح وديعا في قفـص
ُ شرفتـي .. ممم .. آآلن أستـفيق ؟! أم أننـي أضـنـاني بُـعده لدرجة تجعـلني أرضى بـه دون زيـادات أرضـى بـعـِـالقـ ٍة يتـوقف نمـوهـا عنـد هذه المرحـلة عِ ـالقـة راقيـة ..لكن هـذا آخـرها .. ال يجمعني به سوى طـاول ٍة خشبيـ ٍة في مقـهى ب و كـوب من القهـوة و قطعتـي سُـكـر و طيـف ح ِ و كبـريـــائـي ؟!! .. دفنـت وجـههـا في وسـادتـها و صـَ َرخـت ..آآآآه و جـاء من الـ المكـان صـوت أنغـام
هاتمناله الخير من قلبى ..علشان يستاهل دنا هتمنى تلف الدنيا تانى ..تانى و نتقابل ت \ وحـيدة تبقيـن َب َكـت و َب َكـت ..وحـيدة ِجـئـ ِ
حفتكرله حاجات كتير كانت ما بينا حفتكر لحظه لقانا وانسى لحظه ماافترقنا لما كنا بنقسم الفرحه فـ عـيونا حفتكرله حاجات كتير واتمناله الخير
تـذكـرت كـيف التـقيـا أول مـرة : " -هـل يجـلس أحـد هنـا ..و أشـار إلى ال ُفسـحة البسيطة في طـرف المدرج التي كـانت
تجلس عليه .. نظـرت إلـيه و قد بـدا لها أنـها لم تـره من قبـل ..طويـل عـريض وسيـم و ربمـا مغرور و هي ال حـاجة بها إلى تحمـل فظـاظـة أمـثاله عـذرا ..صـديقتي ستـأتي حـاال .. اومـأ لها بـرأسـه و جـلس في المقعد الذي يليها .. شيئا ما أثـار فضـولهـا تجـاهه ..تـابعتـهطـالب بـال دفتـر وال أقـالم يبدوا جـليا أنه ليس من رواد المـدرجـات وال يعـي كـثيرا ممـا يقال عـلى أيـة حـال .. ظـل طوال المحـاضرة يسـأل من على يمينه عن معنى هذه و المقصود من تـلك و متى ُذكـِر كـذا و في أي جزء بالتحديد من الكتـاب ورد هذا .. ت صديقتـها ألنه لم يكن هنـاك صديقة من األسـاس انتهت المحـاضرة و لم تـأ ِ كـان يهم بالمغـادرة عندما ألقى نـظرة سريعة على المكـان الخالي و ابتسم لهـا ال تعـلم ماالذي دفعها لالبتسام خجال حينـها ..انحنى بجوارها يهمس لها :سـأغفـ ُر لكِ .. وابتسم كـ بابا كنيسـ ٍة نال اعتـراف التـائب الخجـالن .. و رحل سريعا ..
واقفـة أمـام الكـافتـيريا بحقيبتها الكبيرة تفتش فيها عن عمـالتها المعدنية بعدما تـذمـر البائع من عدم وجـود " فكـة " لديه .. و محفظتها في يديها و نظـارتها الشمسية تكـاد تسقط من على وجههـا و هـاتفهـا ال يكـف عن النـواح و يد سمـراء ممـدودة من نافذ ِة الكـافتـيريا بـ كو ٍ ب مغطـى .. ال تعلم من أين أتى لكنه ناولها الكوب و دفـع لهـا ولم يكلمها و لم يبتسم ..فقط اومـأ بـرأسـه و ذهـب تفسير و أصـابهـا الغضب :هـذا ماكـان ينقصنـي أصبحت مدينة لشـاب ال أعـرفه بـٍ مـال ..افففف عدة أيام و وجدتة يودع صديقا عند باب الكلية..
انطلقت إليه كـسهم يأبى أال ُيـردي فريستـه اسمـع ..أنا حـرةُ باعتـذار وال تفسير ..و حركات الرجا ِل تلك لن تخـيل عل ّي لست مدينة أنا ٍ إيـاك أن ُتـوهم نـفسـك أن لك علي حق أن أفـ .. قـاطعهـا 4 :جنيهـات و ينتهي االمر أربـ ُع ماذا؟ ..جنيهـ مـاذا ..ارت َبكـت ثمنُ مـشروبـك 4جنـيهـات ..أو ربما اقـَدِم لكِ تخفيضا ألني كـرجـ ٍل فشـلت في تمريرحركـات الرجال إياها كما تقولين و بالتالي عل ّي أن أدفع ثمن خيبتي ..صحيح ؟ مممم ...لنجعـلها جنيهيـن إذن .. ضحكــت ..و لم يضـحك آسفـة ..أظنُ أني فعال مدينة لك باعتـذار .. ضحك :ال يا صديقتي بل مدينة بكو ٍب من القهوة و حب ِة بنادول ..و اعتذار ضحكـا كالهما " .. َ آتت دقـ ُ ات السـاعـة لتعيـدهـا إلى حاضرها السـاع ُة اآلن العـاشرة صبـاحـا بـال رغبـ ٍة أعدت لنفسها كوبا من القـهوة .. و بحـركات اتـومـاتيـكيـة تفحـصت للمرة االخـيرة فسـتانـها السواريـه و حذاءها و حقيبة يدها و بصـو ٍ خـال من االنـفعـاالت هاتفت صديقتها التي ستمرعليها للذهاب معا إلى الحـفلة .. ت ٍ آلـو .. كـيف حـالك ؟ .. الحمـدهلل ..بخـير ..فقط لم أ َنـم جيدا هذه الليلة.. ال أدري ..قلبي مقبـوض .. مـن قال لن أذهـب ..
أنـا فقط حـضـرني أنـاس ال أعلم لم تـذكرتهم الليـلة بالتحـديد ههههههه ال ليسـوا شيـاطينـا ..أطـياف ربمـا أو أرواح خـير أعلم أني يجب أن أذهـب ..ماعلـينا متى تمـرين بـي تمام .. سـأكون جـاهزة سـالم
5 آذان الـظـهر .. وهـى الزالت ذاهـلة عنـها .. كـطـائرة وضعـت على نـظام الـ " الطـيار اآللي " كـذلك روحـهـا أمـسـكت بـ فستـانـها و حمـلته على كـلتي ذراعيـها كـ وليـ ٍد هش و قربتـه من وجـهـها و دفنـت رأسـها فيه .. رفعـت عينـاها لتجـد نفسـها أمـام امـرأة غـريبـة بالكامل تحمـل فستـانا ُ يليق بـ عروس .. تطـالعـهـا من المـرآة .. امـرأة شـاحـبة ,عينـاهـا غـائرتـان و شفـتاهـا ال حـياة فيهمـا وتنـظر لهـا نظـرة تهـديد تـفعـل .. تـفعـل \ أو ربمـا تتـوسـل إليـها :أرجـوكِ ال و كـأنهـا تـأمـرُهـا :ال ِ ِ
انتـفضـت كمـن مسـها تيـار كـهربـائي مبتـعدة عن المـرآة و جـلسـت على االرض محتضنـة فستـانهـا ..
ُ يليـق بـكِ .. " الفيـروزيُ عالقة نس ٍ ب و روح أخـبر ُتك مـرارا أن بينـَكِ و بين البـحر عـالقـة مـا .. ب أعماقِـه " .. و كـأنـكِ ابنتـ َ ُه ..اآلتـية من صُـل ِ َبـ َكـت وكـلمـاته تتـردد على مـسامعهـا .. ُتـرى لو رأيتنـي اآلن ستـظل تنـسبني إلى البـحـر ؟ ابنـ ُة البـحر لم تعـرف أنـها ُتحـسن العوم إال عنـدما أخبرتهـا أنت بذلك ابنـ ُة البـحر اآلن َغـرقـى و ال تـقـاوم .. ابنـ ُة البـحر تقـوقعـت . الفـيروزي ال يليـق باألرواح الممـزقـة " الفيروزي يُنـعش و يقـوي جـهاز المنـاعـة " هذا ما ُكتـب على أحـد المنـتـديات آآآه ..عن أي منـاعـة يتـحـدث هـؤالء .. ـذر وال فـرع أي منـاعـ ٍة لشجـر ٍة غـادرت موطـنهـا ..بال ِج ٍ
ت أشـجـار َتـصنـ ُع غـابتـهـا الخـاصـة " أنا و أنـ ِعالم ملي ٍء بالحمقى الذين يقطعون أخـشاب نبقى معـا لنـحمي وطنـا افتـراضيا في ٍ الصـداقة ليصنعـوا منـها محـارم قـابـلة إلعـادة التـدويـر أتظـن حـقـا أن الصـداقـة إذا استـهلكـت ..يمكن إعـادة تـدويـرهـا ؟ ال أدري ..كم جميل لو بقينا أصدقاء إن كل امرأة تحتاج إلى كف صديق كن صديقي أتـوافقـين ؟ عـالم ؟ عـلى مـا تقـوله االغنيـة .. أتدري أن سعـاد الصبـاح هي مؤلفتـها ؟ حقـا ؟ ظـننـ ُت ُه نـزار القبـاني ..على أيـة حـال أنا لم أسـألكِ عن كاتبها رجـال هو أمامـرأة ؟ ت مـثلها ؟ سـأل ُتـكِ :هل أنـ ِ كـ إنـسانـة ..نعمف صـديق ؟ أوليس ك ُل إنـسان يحتـا ُج إلى كـ ِ لكن هواياتي كبيرة و طموحاتي ال متنـاهـية ُ ُ لست نصـفا ينتـظ ُر نِصـف لست ضئيـلة و أنـا
تـرفقـي أيتها المـرأة الحـديديةإننـا نتكلم عن احتياجنا الفِطـري للتـراحم و التـقارب ال عن ضعف فينـا بل عن إنسـانية جُبـلنـا عليها
كن صديقي ليس في األمر انتقاص للرجولة الشرقي غير أن َ بدور غير أدوار البطولة ال يرضى ٍ بـدور غير أدوار البطولة ؟ اآلن ما رأيُك أنت ..أترضىٍ ضحِكت و ضحك عليها و لم يجُب " أنا من محبي البطولة الجمـاعية َ ..آه لو تعـلم أن تِلك المـرأة الحـديدية جبـل ظاهـره القسوة و باطنه أجـوف .. تحـولت إلى ٍ ليس بسببك .. لكن ككل مفقود مرغوب أقول لنفسي ربما لو كـنت هنـا ألوقدت النـارعلى معدني فال افـقـد جـذوة الحياة و نشـوة االنفعـال أتعلم ..أسوأ ما يمكن أن يحدث ألحدنا هو أن يفقد انفـعاالتـه مجـرد ٍة فال يعود يتـألم لجـرح و ال يرقص لـفرح ..تتحـول كل انفعـاالته إلى أسمـا ٍء َ لمسمى مفقود
ارتـدت فستـانهـا و جلست طويال أمـام المـرآه تخـفي اثـار قِلة النوم و كـثرة الذكـريات تحت مكيـاجـها .. رنّ هـاتفـها : آسفه لم أسمـعه
ُ قلت آسـفة جـاهزة حاال سالم
6 َقبــلت صديقتـها و احتضنتـها بعدما أغلقت خلفها باب السيارة .. بـدأت السيارة في التـحرك و هي تنظر إلى الفـراغ و تبتـسم .
" لمـاذا تقبلـّن بعـضكـن كل مـرة بحـفاوة من التـقت بـ أمهـا بعـد غيـاب َعقـ ٍد منالزمـان ؟ و الغـريب أنكـن تودعـن بعضـكن بنـفس الحـفاوة .. يمر أقـل من يوم و تلتـقون مجـددا بنفس االشتـياق .. كم أنتـُن مُدعـيات و ممـلالت ههههههه قـل أنكم تغـارون م ّنـا ..فـ أنتم بـاردون كـ ألواح الثـلج .. تلتقون ُفـتنـهـقون ضحكـا ثم تتـغامزون بـكالم ال نفهمه نحـن لكننا ندرك تمـاما أنه فـارغ مثال رؤوسـكم .. بل أنكم إذا وجِـع أحدكم ال يخـبر صـاحبـه و ال يبوح لـه وكأنهـا تعـليما ٍ ت ُأنـزلت عليكم في كتيب ( كيف تكـون رجـال ) ؟!
آتعـلمين ؟عنـدما يرزقنـي هللا بـ آدم ..سـ أعلمه أن الحـزن حـالة إنـسانية ال داعي للخجـل منـها و أن دمـوعه و إن كـانت مقدسة ال يجب أن يـراهـا المسـوخ إال أن نزولها يروي صحـاري نـفوسنـا .. و أننـا نصـير رجـاال أكـثر عنـدما نكـون آدمـييـن أكـثر .. و أننـا نصير آدميين أكـثر عنـدما نثق بـ ارواحنـا و نتـركـها تقـودنـا نحو فهم أعمق لمـشاعـرنـا .. سـ أقول له أن هذه الدنيا كثيرة المتغـيرات و أن األكيـدان الوحـيدان الذي عـليه أن يثـق فيهمـا همـا هللا ( اآلكـد المُطـلق ) و روحـه ( اآلكـد النـسبي ) اآلكـد النسبي ؟! نعم الروح ُتمنـح لنا لفتـرة محـدودة فقط نجـاهد لنعرف َق ْـدرهـا لكننـا نعـرف القـليل عنهـافقـط ..
و إذا هـرول إل ّي ليقول :بابا أنـا خـائف .. سـ أحتضنـه و أشيـر إلى قلبـه و أقـول هنـا يسكـن هللا في صـدور المـؤمنين و مـن َسكـن هللا قلبـه ..ال يخـاف ُ اشتـقت آلدم و لمعـت عينـاه وهو يقـول : ضحـك حتى ابتسمـت " فـ َبكـت هي و استـدرك هو و َ ت .. هـاااااي إنـ ِانتـبهـت على يـ ِد صـديقتـها و هي تلكزهـا في كتـفهـا نعم نعم ..ردت عليها مابكِ ؟ سـألتـها صـديقتـها هـل تعتـقدين أننـا كـامالت ؟!ضحكت صديقتـها :ماذا تعنـين ؟ َ هـل نحـنُ كـامالت ..قـويـات ..مثلهـم ؟أخفضت رأسهـا كمـا لو كـانت باحت بما الينبـغي مث ُل الرجـال تقصـدين ؟ت ممم غريب سؤالك ..أو ربما ليس السؤا ُل هو الغريب بل الغريب أن يأتي منكِ أن ِ بالتـحديد .. طـالما رأيتـُك مثـال األنـوثـة الواثقـة في نفسـها التي تـرفض أن توضـع في مقارنـة مع الرجـولة .. ال يعنـيها الصيغـة الجسـدية التي صـاغـها هللا فيهـا بـقدر ما يعنيـها الروح التي طالما معين إلهي واحـد استمـاتت في الدفـاع عن أنها كلها تـأتي من ٍ ماذا بكِ ؟ ال أدري ما بي ..فجـأة تزلزلت األرض تحت قـدمي .. تـداخـلت المـعاني \ تشـابكـت المسمـيات و اشتبـكت معـا لتختبر مـدى َجـلَدي و اتضـح ُ ُ أصبـحت بـال حيـلة أمـام احتـالل الشجـن و قـاومـت كـثيرا حتى اس ُتنـفِذت ح َيلـي و أننـي مستطـونـات الـ ( مـاذا لـو ) التـي تمـزق أوصال روحـي.
ت تعلمين أني لم أخرج قط عن األدب العام و لم أدافع قط عن الشـاذات عن المجتمع باسم أن ِ التحـرر أو التساوي لكن ما لم أحسب حـسابـه أبـدا هو كيف أ َفـرِّ ق بين حـب الصـداقة و الحب الصـادق ؟ ال افهم ؟راق يقف على حدود الصـداقة و يراعي هللا فيكِ كيف اذا رزقـَكِ هللا صـديقا ٍكيف تكتفين بهذا ال َق ْ ــدر ؟ ماذا تقـولين لقلبـك و عقـلك حينـها كي ال يحـب هذا الصـديق أكـثر ممـا ينبغي ؟
-صديقتي لماذا اآلن ..أفصحـي ؟
أرجـوكِ ال ُتكـيفي أسـئلتي عليّ بالتحـديد و حاولي أن تجـاوبيها في العمـوم .تجـ ّردي منـي .. المـوضـوع أشبـه بأن يقـدموا لكِ " تشوكـلت كيـك " كـبيرة و يخبرونك أنها كلها لكِ لكن في الحقيقة ال يمكنك أن تتنـاولي أكـثر من قِطـع ٍة واحدة و ال أن تحمـليها معكِ للـبيـت !! ضحكـا كليـهمـا. َ وصـال أخـيرا إلى قـاعـة الحـفالت .
7 تـرجـال من السيـارة . و دخـال معا كـفراشتـين تحيط بهما هالتي النور و الجمـال .. مالت عليها صديقتها لتخـبرهمـا :دائمـا كهـرمـان ٍة مشـعة و محظوظة من تمشي تحتمظل ِة نورك .. ضحكـت من قولهـا و ابتسمت. َ أتبعت صـديقتـها :عنـدي إحـسـاس أن كيـوبيـد الخـاصُ بك يتربصُ بكِ اآلنو يُـعد أسهمـه. تحشـمي يالئيمة يكفيني أمي و كيـوبيـداتـها في البيـت .رأتهمـا سلمى و كانت تقف بجوار ( سعيـ ِدهـا ) كما كـانـوا يسمونه فيما بينهم جرت عليهما و احتضتنتها هي بالذات و شدتها من يديها تمر بها على الطاوالت طاولة طاولة و تقدمها لهم على أنهـا األم الروحية لها .. و أنهـا لوالها ربما ما كانـت ُخطـِبـت لـسعـيد حتى أن سعيد نفسه جـاءها مهروال يبدي آيـات العـرفـان :مـرحـبا بأكـثر ال ّدالالت جمـاال و ثقـافـة .. مرحـبا بـ ثقيـل الدم \ الطـائر المُنـقرض سعيـد كيف حـالك ؟.. بنصف ابتـسامة علقت سلمى :و لمـاذا تـركتنـي أقـع فيه إذا ؟! غمـزتهـا :آلن الطـيور عـلى أشكـالهـا تقـعضحـك سعـيد و سـأل خطيبتـه :و أنـا يا سلمى ..ثقيل الدم هـا ؟ َبتقعـير جـعلها تنطـقها كـفقيه ٍة أزهـريـة و أتبعـت :أنت ثقيل الدم فعـال أي نعم ..قالتهاٍ ضحـِك الجمـيع .. َ سـعيـد يتـوسط الجمـيليتين عـن يسـاره خطـيبتـه في االورجـواني الفـاتح و عن يمينه في مواجـهـة سلمى تقـف ابنـة البُحـر في الفيـروزي و ظـهـرها للـباب أقـدار من اإلشتـياق المتمـنـع .. أقـدام من الصـدفـة و و عـلى مـسافـ ِة ٍ ٍ
يقفُ رجـال عـند البـاب ُ شـلت روحـه عنـد ال َع َتـب ِة فلم يجـاوزهـا .. يحـدق في الفسـتان و يخفـق قلبـه .. يـرهُ من قبل لكن لـونـا و هيـئة كـ هـذيـن ال ينبغيـان لسـواهـا لم َ تبـاطأ َنفسـه ال يـدري لمـاذا ؟ اهـدأ ...هي مجـرد صدي َقـ ُتك و سعـيد رجـل صـالح .. صديقتي ؟! .. كانت صديقتي ..حتى تكـ ّبر كالنـا على االعتـراف لآلخـر بـ احتـياجـه و سعـيد رجـل صـالح لكن ..لها ؟!! صمـوت الذي ال ُيـتم كتـابا بـدأه \ الذي يكره الفـلسفه كما يكره األسـئلة ؟ سعـيد ال َ
" أتـعرف ..ال أظـن أنني يمكننـي أن آ َمـن لرجـ ٍل ال يتـفلسف على تـربيـ ِة أوالدي "سعـيد ُمـرحـبا من بعـيد : مـرحـبا بالـ ( بحـر ) أخـيرا فِضـت عـلينـا ..لمـاذا تـأخرت ؟ و هو ال يزا ُل واجمـا ..متيبـسا في َم َحـله تخـشب كـدمـية بـال روح يهـزهـا سعـيد و هو يصـافحها و يحتـضنـها تعـال تـعال أعـرفـك علـى النـاس .. كـانت سلمى قـد تحـركت حتى كـادت أن تلتصق بها .. ذاك الـ ( بحـر ) هو صديقه المـقرب ,انـظري إليه ببـذتـه السمراء بالكـامل فيمـا عـدا ربطـة عـنقه .. شهـقت و هي تـقول الـ بحـر يرتـدي ربطـة عنـق فيروزيـة أي صـدف ٍة هذه و غمـزتهـا . و هي ال تكـاد تتـنفس .. الهواء فجـأة صـار ثقيـال خـانقا محمـال بالـيود ..و كـأن إعـصارا بحـريـا اعتـصر رمـال متحـرك ٍة بـال قـرار فـؤادهـا ,قـَـدماهـا لم تعـودا قويتين بل كـأنهمـا تـغـوصـان في ٍ تشـعر به و لم تـره بـعد .. و كـأن كـل شي ٍء حـولهـا تحـول تلقـائيـا إلى مجـال بـث .. ُتـبث من خـاللـه ذبـذبـا ٍ ت كـانت ظـنـت أنهـا تـوقفـت عن استـقبـالهـا منـذ أمـد
أتبعت سلمى :يقال أن حبيبته أو صديقتـه هي من أطـلقـت عليه الـبحـر ..هنـا خـارت قواها و ارتكـزت على يدي سلمي التي سريعـا أجـلستهـا و أسـرع إليهمـا سعيد يسـأل مـا بها .. اومـأت بـرأسهـا أنـا بخـير .. أحتـاج أن استنشق الهواء قليال ..وحـدي ارتشفت قليال من الماء و استجمعت قواها لتسير خـارجة .. ك ُل ما يُسيـط ُر عليـها اآلن هو :كيف تمـر بالبـحر دون أن تـغرق فيـه ؟ .. تـقـابـال .. فيروز فسـتـانـها .. هي ابنـة البـحر في ِ و هو البـحر في عتمـة بـّذت ُه .. التقـت األعـين .. خـاطر يجـو ُل في ذهنـه .. و ألف ٍ وسعيـد و سلمى يسـرعـان إليـهما ,أشـار سعـيد إليهمـا :أخـيرا التـقيتمـا .. ُ أردت أن أقدم لك سلمـى ..خطـيبتـي .. سنتكـركمـا تتعـارفان فقط ضحـك بـ هيستـيريا استـفزت الجمـيع .. َ تـدارك الموقف و انحنى انـحنـاء ٍة رقيـقة لسلمى :مـبروك سـعيد رجـل صـالح ..بل األصـلح بيننـا بارك هللا لكمـا و عليكمـا و جمـع بينكمـا في خـير انسحـبا الخطـيبين كـ كومـبارس أديـا دورهما و عليهما اآلن أن يتـالشيا سريعـا من أمام األبطـال الحـقيقين للروايـة .. بقيـا متـواجـهـين يحيط بهما غـالف جوي من التحـفز صمـ ٍ ت ال يعلم مـداه إال هللا منـفصالن عـن العـالم ,غـرقى في َ أذهـان قُتـلت لتـوهـا .. أرواح ال تجـد بين اللغـات لغـة تعـبر عنـها ..
تـابعـت سيـرهـا تجـاه البـاب تـردد هو .. ثم َتبعـها .. ثـانية ؟أتـرحـليـن ثـانيـة ؟ لم يكـن مقـدرا لنـا أن نلتـقي ..التـقينـا لهـوا سـابقا و سـهوا اآلن .. دعنا ال ننـكأ جـرحـا لن ُتـوقف نـزيفه بضـع كـلمـات لم نلتـقي قـط لـهوا وال سـهواعلى األقـل بالنسبة لي .. بل القدر يجمـعنا مرة أخرى ,يبدوا أننـا من أحباب هللا الذين يمنحهم فرصة أخرى كي ال ك كمـن يدف ُع خجـال أو يخـبىء تـوسـال . يُصـروا عـلى حمـاقـاتهم ..و ضحـ َ صبـرهم .. أو كي يختـبر مـدى َربما الحمـاقة أننـا التقينـا ال أننـا افتـرقنـا ماض سرعـان ما سينحسر ربما ال يليق بالبحـر ..أن َيـقتـل كبريـائه اآلن على شـاطى ِء ٍ عنه األمـل ليعـود إلى ركـوده و صمـته ..الكـبريـاء الذي يحيا به و يقتـ ُل به غيـره. زفـر بضـع زفـرا ٍت كمـن ينـفخ على النـار صحـيح منـذ متى صـ َِرت بحـرا ؟ ت ابنـة البـحر ت أن ِ منـذ أن كنـ ِت دوامـ َة َفـ ْقـ ٍد أكـثر مِنـكِ ميـنـاء سـالم منـذ صِ ـر ِ ُ مـنذ أصررتـي على أن تعـقدي األمـور أكـثر فـ أكـثر كـل مـرة أصـررت َ َ أنت على أال تـأخذني على محمـل الجد كـل مـرة ؟ أوُ أخذت ما بيننـا على محمـل الروح ..أال يكفيكِ ؟ -
أنا مرهـقة ..ال تغرقني بفلسفتك اآلن ..ارجع لسعـيد .. سأعـود ..ت لي معروفـا أخـير ؟ لكن قبلها هال فعل ِ قل و سـأرىأجـيبينـي : هـل أنـا خـائن\ كـذاب ؟ هل نافى فِعـلي قولي؟ هل كنت غـامضا أكـثر ممـا ينبغي ؟ سيئا أكـثر ممـا ينبغي ؟ متالعبا أكـثر ممـا ينبغي؟ غائبـا أكـثر ممـا ينبغي ؟ سـ أجيبك ..ال ألني مدينة لك بل آلني أحتـاج إلى أن أخلي خزان َة روحي منـك إلى األبد ـشر مُـدن و بعض المدن متى َتغـربنـا ع ّنـها ال يكون لنا إليـها حـق و ألني أعلم أن بعض ال َب ِ عـودة ..سـ أخـبرُك أنت جيد َق ْـدر ما أحتـاج و حـاضر أكثر مما أحتـاج .. و هـذا هو بالتحـديد ما ال تحتـاجـه أنـت ..لكنك إما أنك لم تفهم فعال أو فهمـت و استمـرأت االستمـرار في تخديري و المُخـدر ماهو إال مسكـن لآلالم لكنه جيـدا أكـثر مما ينبغي فال تعود الحـياة جيـدة بدونـة الكثـير من األلم حتى نتطـهر منـه لذلك نحتـا ُج إذا -أردنـا الـخـالص -إلى توبـة \ إلىِ و نعود قـادرين على استعمال المسكنات العادية لآلالم العـادية ..
لم تكـوني ُُ تـليق بكِ األوجـاع العـاديـة .. قط عـاديـة وال أنـا وجـعـك الممـيز ..تـذكـرين ؟ تـَعـبـت أو ربما َهـرمـت على تـلك األنـواع الممـيزة من الوجـع ..كلماتها األخـيرة قالتها و هي تبتعد و تشير إلى تـاكسي لم يحاول أن يلحق بها و هي لم تظـنه يفعل حـرهُ ..و نـفسـها كـرهـت فستـانهـا و َب َ شيئا مـا مايزال حـيا بيننـا ..هذا ما يتردد في ذهنـها إلى اآلن ألم متـراكم ..و األل ُم دليل عشم و العشم دليل حياة هـذا الكـرُه المفـاجىء دليل ٍ مر يومـان و هاتفهـا مغلق .. و عنـدمـا فتحتـه وجـدت 01رسـائل من سلمى و صديقاتها و واحـدة منـه .. ارتـعشـت أمـامـها ..و تنـهدت وهي تـردد اسمـه شيء ما يقول ال تـقرأي و كـ ُل شـي ٍء يقـول اقـرأي سكين انتحـارهـا بحـرك ٍة ال إرادية ألقت الهـاتف بعيدا عنـها ..كمن تتخـلص من ِ مم تخـافيـن ؟ .. حتـى هو لم يجـرؤ عـلى قـول مـايـريد في اتـصال فـأرسـله في َنص أم تـرى ..هي احدى الرسـائل التي تخـبرك بمن حـاول االتـصال بك .. باتصـال مفقـود أمـسكت هـاتفهـا و بـدا لها أنها رسـالة نـصيـة ليست إخطـارا ٍ تذكـرت عنـدما قـال :" أري ُدكِ أن تتـأكـدي أ ّنه لو اختـلج في خاطـري شيء مـا سـأخبرُكِ به مبـاشرة
تعـلمين أنني ال تروق لي الطرق الغير مباشرة في الوصول إلى الهـدف تكـهن تصـرُفـا ِتي " لذا ال تمـارسي ألعـاب التخمـين في ِ
هـل خـان ُته قواه اآلن و استتـر ُخـلف َنـص ؟.. افتحـيهـا و ينتـهي األمـر ..ماذا لديكِ لتخـسريـه ؟ ت عـلى استـعداد أن تعـيدي المحـاولة ثـانية ؟ أو ربمـا السؤال هـو ..هل أن ِ مـاذا لو يزا ُل عـلى عهـده القـديم ...صـديق .. ستـظل ال ُك َرة في ملعـبك كمـا كـانت دومـا مـلعبه دون أن تحـرزي هـدفـك ؟ هـل يُرضيكِ أن تبقي في ِ ماذا لو أنـه اعتـرف لنـفسه أنني من يبحث عنـها لكنه ككـل الرجـال ال يُـقّـدِر ما بيـن يـديه حتى يفقـده.. كـيف ستتـأكدين أنه يفعـل ذلك متجردا من ضغط البُـعد و ال َفـقد ؟ قلـبهـا يوشك عـلى خيـانتـها .. و روحـها اعتـزلـت اللعـبة بـأكمـلها ..و العـقل قـرر عـدم االنحـياز . و الـرسالة تحـدق بهـا . الرسـالة تـومـض كمـن يتحـداهـا .. و قـلبهـا ينـبُض كمـن يتـرجـاهـا ... و هـي أضعـفُ من أن تعتـرف بضعـفهـا و أقوى من أن تتـخلى عن قوتـها. تمـت.
" ال تجالس أنصاف العشاق ،وال تصادق أنصاف األصدقاء .. ال تعش نصف حياة ،وال تمت نصف موت.. ال تختر نصف حل ،وال تقف في منتصف الحقيقة.. ال تحلم نصف حلم ،وال تتعلق بنصف أمل " ... جـبران خـليـل جـبران
" إلى التـي تـرى في األلم كـرامـ ٍة ُتجـَمـل العـذاب .. عـلنـي أعـلمـها الـرقص عـلى الـرمـاد .. من يـرقص ..ينـفض عنـه غبـار الـذاكـرة كـفى مـكـابـرة ..قـومـي للـرقـص " أحـالم مـستـغـانمـي