قيود

Page 1

‫‪1‬‬

‫قيود‬


‫قيود‬ ‫لػ‬ ‫سها سيف‬ ‫‪2‬‬

‫قيود‬


‫جميع الحقوؽ محفوظة © عصير الكتب للنشر اإللكتروني‬ ‫‪http://book-juice.com‬‬

‫قيود‬ ‫المؤلفة ‪ :‬سها سيف‬ ‫نشر في ‪ :‬أبريل ‪5102‬‬

‫‪3‬‬

‫قيود‬


‫اكسر‬

‫قيودؾ و تحرر مما انت فيو ‪ ،‬كل ما يقلقك و يتعبك يمكنك التخلص منو فقد بأف تقرر اف‬

‫تتحرر ‪ ،‬حتى قيود الحب يمكنك اف تتخلص منها ربما ستجرحك لكن تأكد انك اف كنت مكبال‬ ‫بالخيانة فلن يستطيع أحد فك قيدؾ‬ ‫بدأت قصة أروى ككل فتاة عادية فقدت والديها فى عمر الثالثة عشر عاما لتجد نفسها وحيدة فى ىذا‬ ‫العالم حتى استقر بها االمر فى منزؿ خالتها رقية التى كانت تحنو عليها و تعاملها كابنتها و كحاؿ أى‬ ‫فتاة فى مثل ظروفها بعد التخرج من الجامعة كاف عليها ايجاد عمل مناسب فهى من ارباب الطبقة‬ ‫المتوسطة ولم تكن تريد اف تكوف عبئا على خالتها خصوصا بعد وفاة زوج خالتها و نزوؿ ابنة خالتها‬ ‫سمر الى المطعم الذى ورثتو عن والدىا لتعمل بو فقد كانت سمر فتاة وحيدة مثل أروى تماما و عرضت‬ ‫عليها كثيرا اف تعمل أروى معها فى المطعم لكن أروى كاف حلمها مختلفا تماما ‪ ،‬أرادت اف تبنى كيانا‬ ‫لنفسها حتى وجدت ضالتها فى اعالنات أحد الجرائد التى تبحث عن موظفين وأخيرا كانت وظيفة‬ ‫أحالمها فى احد أكبر الشركات و قد قررت اال تدعها تفلت منها وقد كانت الفرصة التى غيرت حياتها‬ ‫تماما‬ ‫فتحت أروى عينيها البنيتين الواسعتين و نظرت الى الساعة التى كانت تشير الى السابعة و الربع‬ ‫فانتفضت من السرير لتستعد فقد كانت مقابلة العمل فى الثامنة ‪ ،‬اتجهت الى الحماـ و غسلت وجهها‬ ‫ثم جرت مسرعة الى غرفتها لترتدى الثياب التى كانت قد اختارتها منذ البارحة فهى ما كانت اف تدع أى‬ ‫شىء يفسد ىذا اليوـ عندما رأتها سمر‬ ‫ مالك يا متسربعة انتى ؟‬‫سألتها سمر عندما أجابت أروى و ىى ترتدى مالبسها على عجل‬

‫‪4‬‬

‫قيود‬


‫ أنا أتأخرت جدا ووظيفة بالحجم ده فى شركة زى دى أكيد مش ىيعينونى لو اتأخرت ع المقابلة‬‫أرتدت أروى فستانا أنيقا و حذاء ذو رقبة طويلة و كانت على وشك الخروج عندما نادتها سمر فالتفتت‬ ‫اليها لتلقى سمر بمعطفها الجديد الى أروى‬ ‫ خدى ده عشاف الجو برد‬‫ابتسمت أروى الى سمر فقد كانت دوما تعاملها كأنهما اختاف وارتدت المعطف و خرجت مسرعة الى‬ ‫الشارع فى محاولة اف تجد تاكسى يستطيع ايصالها فى الموعد المحدد‪ ،‬أخيرا وجدت أروى تاكسى و‬ ‫لم يبقى سوى ‪ 02‬دقيقة على ميعاد المقابلة فحاولت حث السائق على االسراع لكنو كاف أبطأ مما‬ ‫يمكن ووسط الزحاـ كاف من المستحيل اف تصل فى الموعد المحدد و أخيرا و بعد معاناة وصلت أروى‬ ‫الى مقر الشركة و لم يتبق سوى دقائق على المقابلة "ىا أنا قادمة" رددت أروى لنفسها و اندفعت من‬ ‫الباب لتصدـ بشاب مما تسبب فى انسكاب القهوة التى كاف يحملها فى يده على معطفها ‪ ،‬نظرت اليو‬ ‫أروى بغضب عندما اعتذر اليها و لكنها كانت متوترة مما جعلها غاضبة جدا‬ ‫ ىو انت مش شايف يعنى انت ماشى فين؟!! ‪ ،‬عاجبك كده!! أعمى‬‫صاحت بو أروى قبل اف تصعد الى أعلى و اتجهت الى الحماـ محاولة تنظيف المعطف لكنها لم تنجح‬ ‫فقررت اف تخلعو و تبقى بفستانها ‪ ،‬كانت متوترة جدا حتى نادت السكرتيرة اسمها‬ ‫ آنسة ‪ /‬أروى كامل ‪ ،‬اتفضلى ؟‬‫اتجهت أروى بخطوات متوترة الى الباب و طرقتو مرتين قبل اف تدخل ‪ ،‬فتحت أروى الباب وعلى‬ ‫وجهها ابتسامو ليلتفت اليها الشاب الذى كاف يجلس على المكتب األنيق الفخم على الفور تالشت‬ ‫االبتسامة من على وجهها حين رأت انو الشاب الذى اصطدمت بو منذ دقائق "ىا قد ضاعت الوظيفة"‬ ‫قالت أروى فى نفسها عندما ابتسم اليها الشاب و مد يده اليها مبتسما فقد عرفها ىو أيضا‬ ‫‪ -‬آسر عز الدين‬

‫‪5‬‬

‫قيود‬


‫نظرت اليو أروى عندما استدارت و توجهت الى الباب فنظر اليها باستغراب‬ ‫ يا آنسة ‪ ،‬انتى رايحة فين ؟‬‫ انا قلت اوفر على نفسى االحراج و أوفر عليك انك تطردنى ىو انا حظى كده من الصبح من كل‬‫الناس اللى ع الكرة األرضية كلهم اخبط فى حضرتك مدير الشركة اللى أنا ىموت و اشتغل فيها فتقوـ‬ ‫القهوة تقع على البالطو بتاع بنت خالتى اصال اقوـ انا اتجنن و اطوؿ لسانى‬ ‫ فعال انتى طولتى لسانك و مكنش يصح انك تتعاملى باألسلوب ده خصوصا اف انا اعتذرت‬‫نظرت أروى الى األرض فى حرج‬ ‫ اعتقد انتى عارفة انك كده خسرتى الوظيفة‬‫قاؿ آسر عندما دخل شاب آخر يرتدى بذلة رسمية كاف مقاربا فى السن آلسر و رمقو بنظرة جادة قائال‬ ‫ آسر ‪ ،‬أظن كفاية كدة‬‫التفت الى أروى التى بدت حائرة و متوترة‬ ‫ أنا آسف حضرتك آنسة‪....‬‬‫ أروى كامل‬‫ أمجد عز الدين رئيس مجلس االدارة‬‫عندىا نظرت أروى الى آسر تتساءؿ اف كلن أمجد ىو رئيس مجلس االدارة فمن ىذا الذى كاف يوبخها‬ ‫منذ لحظات ‪ ،‬الحظ أمجد حيرتها فنظر اليها و أعاد تقديم آسر‬ ‫ آسر عز الدين اخويا و لو أسهم فى الشركة طبعا‬‫ ما احنا اتقابلنا‬‫قاؿ آسر مبتسما ثم اتجو الى الباب على وشك الخروج من المكتب عندما التفت مرة أخرى‬

‫‪6‬‬

‫قيود‬


‫ أمجد بالمناسبة لو عايز رأى انا شايف انها مناسبة‬‫غمز آسر بعينو اليها قبل اف يخرج من المكتب ‪ ،‬التفتت أروى الى أمجد و قد كانت متوترة من كل ما‬ ‫حدث‬ ‫ انا آسف لو كاف ضايقك بس ىو كده ‪ ،‬انتى ىنا عشاف االنترفيو ‪ ،‬صح ؟‬‫أومئت أروى برأسها مرتبكة لكنها حاولت اف تستجمع شجاعتها و تركيزىا تأمل حقا فى اف تحصل على‬ ‫ىذه الوظيفة‬ ‫بعد المقابلة عادت أروى الى المنزؿ و بمجرد اف دخلت أروى من الباب كانت سمر فى انتظارىا تتوؽ‬ ‫لمعرفة ما حدث بالتفصيل كعادتها فضولية لكن أروى تحب تلك الصفة بها فهى تجعلها تشعر اف‬ ‫ىنالك حق من يهتم ألمرىا‬ ‫ ىا ايو اللى حصل ؟‬‫القت أروى بنفسها على االريكة مرىقة و محبطة أيضا‬ ‫ كاف يوـ رىيب ‪ ،‬من أوؿ سواؽ التاكسى السحلفة لحد ما تخانقت مع أخو رئيس مجلس االدارة و‬‫البالطو بتاعك باظ و انتهى اليوـ بهنبقى نتصل بيكى يا آنسة أروى‬ ‫ و ال يهمك انتى تيجى تشتغلى معايا فى مطعم بابا اهلل يرحمو‬‫ شكلها ىترسى على كده‬‫ ىو البالطو بتاعى باظ ؟! ده لسو جديد‬‫ معلش بقى ابقى أجيبلك واحد تانى فى الخطة الخمسينية الجاية‬‫‪ -‬ال يبقى كده قربنا اوى‬

‫‪7‬‬

‫قيود‬


‫فى المساء دخل أمجد الى بهو منزلهم الفخم يكاد المنزؿ يرقى الى قصر لفخامتو و ضخامتو باالضافة‬ ‫الى التحف اللوحات التى يحتويها ‪ ،‬اتجو أمجد نحو أختو كاميليا التى تصغره بعاـ واحد و يشتركاف معا‬ ‫فى الشبو فكالىما يتشاركاف العيوف العسلية و الشعر البنى الناعم الداكن ‪ ،‬كانت كاميليا تجلس مع‬ ‫والدتهم جيهاف ىانم السلحدار سليلة واحدة من اعرؽ العائالت تهتم كثيرا بالعادات و التقاليد و‬ ‫الحفاظ على صورة العائلة ‪ ،‬امرأة قوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى تستطيع فرد طوتها و سيطرتها‬ ‫على أوالدىا و ال يرد احد منهم لها أمرا اال آسر الذى لطالما اعتبر المتمر المشاغب ‪ ،‬كانت كاميليا او‬ ‫كامى كما تحب اف يدعوىا من حولها تشبو والدتها فى غرورىا و شعورىا انها أعلى مستوى من اآلخرين‬ ‫على عكس أختهم الصغرى ريتاج التى كانت تشبو آسر فى تهوره و عناده كثيرا‬ ‫أمجد تتركز على لمار ابنو أختو تلك المالؾ الصغير ذو االربعة أعواـ التى جرت نحوه فحملها‬ ‫ كامى ‪ ،‬القمر دى أحلى منك على فكرة ‪ ،‬حبيبة خالو دى‬‫طبع أمجد قبلة على خدىا عندما لفت ذراعيها الصغيرتين حولو و قبلت خده ىى ايضا عندىا دخل‬ ‫بساـ زوج كاميليا قائال‬ ‫ البنت دى بقت بتحبك أكتر منى انا ابوىا‬‫ دى مشكلتكم انا خالها و الزـ ادلعها‬‫ أمجد أنت عاملها اوضة لعب مش ناقص غير انك تبنى لها مالىى‬‫صرحت كاميليا عندما نظر اليها أمجد قائال‬ ‫ ملكيش دعوة اطلعى منها انتى صح يا لولو‬‫أومئت الصغيرة برأسها و على وجهها ابتسامة مالئكية عندما الحظ أمجد اف ريتاج غير موجودة فسأؿ‬ ‫عنها‬

‫‪8‬‬

‫قيود‬


‫ ىى ريتاج فين ؟‬‫ خرجت تقابل زياد عشاف تحضيرات الفرح‬‫أجابت كاميليا عندما ظهر االمتعاض على وجو والدتهم و قالت‬ ‫ و قالت ىتتعشى بره ‪ ،‬أنا مش عايزة الجوازة دى قولتلكم قبل كده مستواه حاجة و احنا حاجة تانية‬‫ بس ىى بتحبو و خالص يا ماما بقى خطيبها و خالص‬‫قالت كاميليا عندما ظهر الغضب على وجو جيهاف أكثر ‪،‬نادى أمجد على المربية التى حضرت و‬ ‫أخذت لمار منو الى حجرة اللعب التى اعدت خصيصا من اجلها فى المنزؿ ثم جلس أمجد بجوار‬ ‫والدتو‬ ‫ ماما يا حبيبتى انا عارؼ اف انتى مش مرتاحة عشاف ىو مستواه االجتماعى و المادى مختلف بس ىو‬‫راجل بجد و محترـ و بيحبها و ىيخاؼ عليها عشاف كده انا وافقت ‪ ،‬صدقينى سعادتها معاه‬ ‫ اللى حصل حصل ‪ ،‬قوموا يال العشا جاىز‬‫قالت جيهاف مستسلمة و اتجو الجميع الى غرفة الطعاـ‬ ‫جلس الجميع على السفرة التى ترأستها جيهاف ىانم وعلى الجانبين منها أمجد و آسر و جلست كاميليا‬ ‫بجانب زوجها فهما متزوجاف منذ ‪ 7‬سنوات و قد كانت أمها راضية تماما عن ىذا الزواج نظرا للتقارب‬ ‫فى المستوى االجتماعى و المادى بينهم مما جعل حياة كاميليا ال تختلف كثيرا عن حياتها فى منزؿ‬ ‫والدىا ربما انتقلت الى منزؿ أصغر قليال لكنها مازالت تعيش حياة الترؼ‬ ‫‪ -‬وايو اخبار الشغل ؟‬

‫‪9‬‬

‫قيود‬


‫سأؿ بساـ عندما أجابو أمجد‬ ‫ كويس ‪ ،‬الحمد هلل بدور على موظفين جداد ‪ ،‬الموظفين معظمهم اما بيقدموا نشاطهم بيقل وانا عايز‬‫أفكار جديدة زى ما تقوؿ دـ جديد يعنى‬ ‫ السوؽ كلو مبهور انت ازاى قدرت ترجع الشركة تقف على رجلها و تسيطر على أكتر من تالت ارباع‬‫السوؽ بالسرعة دى بعد وفاة والدؾ‬ ‫ أمجد طوؿ عمره عبقرى ربنا يحميو‬‫قالت جيهاف فى فجر و ىى تنظر الى ولدىا فلطالما كاف مصدر فخرىا دوما ولدىا المطيع الذى ال يرد‬ ‫لها أمرا عندىا ابتسم آسر معلقا‬ ‫ طبعا ‪ ،‬فتى والدتو المدلل‬‫قالها آسر ممازحا لكنها نوعا ما كانت حقيقة لم يكن أمجد مدلال لكنو كاف االبن المقرب من والدتو‬ ‫فهو دائما يطيعها و يستمع الى نصائحها تشعر دائما انها بامكانها االعتماد عليو خصوصا بعد وفاة‬ ‫والده فهو جاد و صارـ عكس آسر متهور وىوائى و ال يمكنو االلتزاـ بأى شىء ‪ ،‬وجو آسر حدثو الى‬ ‫أخيو متسائال‬ ‫ انت عملت ايو مع البنت اللى انا قلتلك عليها النهاردة ‪ ....‬أروى ‪ ،‬شغلتها ؟‬‫ لسو مقررتش‬‫ ودى محتاجة تفكير دى صاروخ‬‫قاؿ آسر مبتسما عندما رمقتو والدتو و كاميليا بنظرات غاضبة لم يلقى لها باال بينما أجاب أمجد‬ ‫متهكما‬ ‫‪ -‬أنا بدور على مديرة مكتب مش بدور على عروسة غير كده كانت متوترة و مرتبكة و أنا عايز حد‬

‫‪10‬‬

‫قيود‬


‫يعرؼ يتعامل مع الكوارث اللى بتحصل فى الشركة محتاج سرعة بديهة و تصرؼ‬ ‫ بس بصراحة ىو ما كنش يومها كل اللى حصلها النهاردة غير اف انا اشتغلت عليها ‪ ،‬ده كفاية اللى انا‬‫عاملتو فيها‬ ‫ ال بصراحة كفاية اوى انها استحملت آسر‬‫قالت كاميليا مبتسمة عندما انتفض آسر ممازحا‬ ‫ طالما كده أقوـ انا بقى‬‫ رايح فين ؟‬‫سألت والدتو عندما أجابها و ىو يتجو الى الخارج‬ ‫ ىقابل اصحابى‬‫ و طبعا ىتتأخر معاىم لوش الصبح‬‫ ماما يا حبيبتى أعتقد كفاية ولد واحد مطيع ‪ ،‬سالـ‬‫علق آسر قبل اف ينصرؼ و يترؾ والدتو غاضبة منو كالعادة فهى تريده اف يصبح مثل أمجد و ىو دائما‬ ‫يحاوؿ اف يكوف ابعد ما يكوف عن أخيو ‪ ،‬كثيرا ما كاف يشعر انو بعيدا عن كل التقاليد االجتماعية و‬ ‫العائلية و كل البيروقراطية االجتماعية التى تتمتع بها العائالت الكبرى بالنسبة لو الحياة ابسط من ىذا‬ ‫بكثير و ال تحتاج الى كل ىذه التعقيدات‬ ‫توجو أمجد الى غرفتو و جلس على طاولة التصاميم و بدأ فى الرسم تذكر أروى ‪ ،‬ابتسم لتذكره ارتباكها‬ ‫لكنو شعر اف شيئا ما فى داخلو يجذبو اليها قرر اف يوظفها لكن اليوـ التالى حمل لو مفاجأة اف أروى لم‬ ‫تترؾ رقمها لدى السيكرتاريا ال توجد وسيلة لالتصاؿ بها و بالطبع اختار فتاة أخرى لتستلم وظيفتها‬

‫‪11‬‬

‫قيود‬


‫****‬

‫لمدة ‪ 3‬أياـ‬

‫ظلت أروى فى انتظار اف يأتيها خبر من الشركة و لكن الشىء ‪ ،‬استسلمت لؤلمر‬

‫الواقع و قررت اف تساعد سمر فى المطعم الى اف تجد عمال آخر‪ ...‬كاف المطعم صغيرا و اليوـ اوؿ‬ ‫يوـ عمل لها اتفقت معها سمر اف تبقى ىى فى الفترة الصباحية بينما ستأتى سمر فى المساء بعد‬ ‫االنتهاء من محاضراتها ‪ ،‬كانت اروى تعمل بنشاط فهى أرادت دوما اف ترد جميل خالتها التى احتضنتها‬ ‫فى بيتها و حاولت تعويضها عن حناف والدتها و لم تفرؽ يوما بينها و بين ابنتها سمر على العكس ربما‬ ‫كانت تقسو أحيانا على سمر اكثر منها على أروى ‪ ،‬فى المساء حضرت سمر الى المطعم لتجد أروى‬ ‫تشرؼ بنفسها على كل شىء‬ ‫ ايو النشاط ده كلو ؟ أماؿ لو مكنتيش بتكرىى الشغل ده و انا اللى اتحايلت عليكى كنتى عملتى‬‫ايو؟‬ ‫قالت سمر مبتسمة تحاوؿ اف تخفف عن أروى و تضفى جوا من المرح‬ ‫ ما ىو انا الزـ اتقن اللى انا بعملو و مش عشاف وظيفة احالمى راحت ىقعد أعيط يعنى خالص اللى‬‫حصل حصل الزـ نأخد خطوات فى حاجة تانية‬ ‫ ماشى يا مجتهد ‪ ،‬أطلع انا بقى أغير ىدومى و أكل حاجة ع السريع كده و انزؿ استلم مكانك‬‫قالت سمر ممازحة عندما ابتسمت اليها أروى فى سعادة و بالفعل بعد ما يقارب الساعة استلمت سمر‬ ‫المطعم و صعدت أروى الى المنزؿ ‪،‬كانت تجلس فى ىدوء تقرأ أحد الكتب ولكن عقلها لم يتوقف‬

‫‪12‬‬

‫قيود‬


‫عن التفكير كانت من داخلها حزينة فهى حقا أرادت ىذا العمل لكنها عليها اف تتكيف مع ما تقدمو لها‬ ‫الحياة اليست ىذا ما ظلت تفعلو منذ اف فقدت والديها ‪ ،‬تكيفت مع كونها اصبحت يتيمة ثم تكيفت‬ ‫على حياتها الجديدة ثم ظروؼ دراستها و ىا ىى اآلف تواصل التعامل مع االمر الواقع فالواقع لن يتغير‬ ‫بالبكاء على ما قد خسرت و لكن بالتفكير فيما قد تكسبو و من يدرى ربما تغير الحاؿ غدا و قدمت‬ ‫لها الحياة فرصة أفضل‬ ‫ظلت أروى تعمل فى المطعم لفترة و فى أحد االياـ نزلت أروى الى المطعم مع سمر و لكن احدى‬ ‫العامالت تغيبت مما شكل مشكلة لسمر التى كاف عليها اللحاؽ بجامعتها‬ ‫ يا دى النيلة ‪ ،‬ىاعمل ايو انا دلوقتى و الست مها ىانم مجتش؟‬‫ معلش يا بنتى ىى مش قالت ظروؼ‬‫ انا كنت بسد مكانها لما بتغيب انما انا عندى امتحاف النهاردة‬‫كانت سمر فى حيرة شديدة فقررت أروى اف تتطوع لحل المشكلة‬ ‫ و انا خياؿ مثال ىأسد أنا مكانها‬‫ ال انتى مش متعودة على الشغل ده و بهدلة مكنة الكاشير و الزبائن‬‫ سمر يا حبيبتى انا أكبر منك بسنتين يعنى اعرؼ اتعامل أحسن منك مليوف مرة و ىتشوفى لما تيجى‬‫و تالقى الشغل ماشى زى الساعة ىترفدى مها دى خالص و نوفر مرتبها‬ ‫ تصدقى فكرة ىى تستاىل اصال ‪ ،‬طيب خدى بالك من نفسك و انا مش ىحاوؿ اتأخر يدوب‬‫االمتحاف و ىأجى على طوؿ‬

‫‪13‬‬

‫قيود‬


‫قالت سمر مبتسمة فاآلف يمكنها الذىاب لتأدية امتحاناتها دوف قلق و ستتولى أروى كل شىء و بالفعل‬ ‫غادرت سمر و استلمت أروى زماـ االمور التى كانت أصعب مما تتوقع لكنها استطاعت تدبر أمرىا‬

‫فى نفس الوقت أوقف أمجد سيارتو اماـ المطعم ليحضر قهوتو فقد كاف يحتاج شيئا اليقاظو ليستطيع‬ ‫مواصلة العمل تحت كل ىذا الضغط لم يكن من السهل عليو اف يكوف مديرا لمجموعة شركات والده ‪،‬‬ ‫كاف يعمل بكل جهد حتى يحافظ على الصرح الذى بناه والده و لم يكن يسمح لنفسو او ألى شخص‬ ‫آخر اف يفسد ىذا الميراث و بين استقباؿ عمالء فى المطار فى الخامسة فجرا و االجتماع فى الشركة‬ ‫الساعة الثامنة احتاج حقا الى تلك القهوة فلم ينم سوى ساعة واحدة فى داخل سيارتو على اى حاؿ‬ ‫دخل الى ذلك المطعم الصغير فى طريقو و اتجو ناحية الفتاة التى تقف خلف الكاشير و عندما نظر‬ ‫اليها عرفها انها أروى تلك الفتاة التى تقدمت للعمل فى الشركة نظرت اليو و عالمات الدىشة واضحة‬ ‫على وجهها النها عرفتو ىى أيضا فابتسم اليها‬ ‫ أروى كامل ‪ ،‬صح ؟‬‫ابتسمت أروى و اومئت برأسها متوترة ما الذى اتى بو الى مطعمهم الصغير كانت تتسائل بينما ىو شعر‬ ‫انو سعيد نوعا ما بانو رأىا ثانية‬ ‫ و انتى بقى قررتى تشتغلى ىنا ؟‬‫ الحياة معرضتش عليا وظيفة افضل‬‫‪ -‬أكيد انتى عارفة اف الوظيفة اللى انتى اتقدمتى لها اتشغلت‬

‫‪14‬‬

‫قيود‬


‫أومأت برأسها و على وجهها ابتسامة حزينة‬ ‫ أكيد ‪ ،‬الف الشركة متصلتش بيا فانا بعد ‪ 3‬او ‪ 4‬اياـ فهمت من نفسى ‪ ،‬عادى انا ما كنتش متوقعة‬‫انى اتوظف خصوصا بعد كل اللخبطة اللى حصلت ىو يومها كاف يوـ ملخبط على بعضو ‪ ،‬حظ‬ ‫نظرت أروى اليو و قد كاف يستمع اليها باىتماـ بينما كانت الطلبات تنهاؿ عليها‬ ‫ انا آسفة انا بتكلم كتير ‪ ،‬ممكن أخد طلب حضرتك ؟‬‫ قهوة بالؾ وانك تستلمى شغلك بكرا الصبح فى الشركة‬‫ أكيد ‪ ،‬ثاني‪ .....‬أنت قلت ايو؟‬‫سألت أروى فى دىشة تريد اف تتأكد من اف ما سمعتو كاف صحيحا عندما بدت الجدية على مالمح‬ ‫أمجد‬ ‫ انتى سمعتى صح ؟ و أوؿ قاعدة فى الشغل معايا اف انتى تكونى منتبهة طوؿ الوقت ‪ ،‬انا مبحبش‬‫أكرر كالمى‬ ‫ابتسمت أروى كانت فى منتهى السعادة ثم ناولتو القهوة التى جاء من أجلها‬ ‫ تكونى فى المكتب بكرا الساعة ‪ 8‬صباحا بالظبط‬‫أومأت برأسها فى سعادة كادت اف تطير من على االرض فرحا و أخيرا اولى خطوات تحقيق حلمها و اف‬ ‫تكوف كيانا مستقال كما كانت تحلم دوما واصلت العمل فى المطعم و ىى تبتسم طواؿ الوقت ال يمكن‬ ‫ألى شىء اف يعكر صفو سعادتها اليوـ بعد ساعات وصلت سمر و رأت عينى أروى الالمعتين كانت‬

‫‪15‬‬

‫قيود‬


‫تعرؼ جيدا تلك النظرات‬ ‫ مالك مبسوطة اوى كده؟‬‫سألت سمر عندما اجابت أروى بفرح‬ ‫ أمجد عز الدين كاف ىنا‬‫ مين أمجد ؟؟‬‫ مدير الشركة اللى انا كنت عايزة اشتغل فيها و قالى انى اروح بكرة ‪ ،‬انا مش مصدقة حاسة انى فى‬‫حلم‬ ‫قالت أروى و ىى تكاد تقفز من الفرح عندىا قامت سمر بقرصها فى ذراعها‬ ‫ أى ‪ ،‬ايو ده ؟‬‫أجابت سمر ممازحة‬ ‫‪ -‬ال انا بس بتأكد انك مبتحلميش‬

‫****‬

‫فى‬

‫صباح اليوـ التالى دخلت أروى الى اروقة الشركة و قابلت احدى السكرتيرات التى اوصلتها الى‬

‫مكتبها و اطلعتها على كل التفاصيل و بمجرد اف خرجت السكرتيرة نظرت اروى الى المكتب الفخم‬ ‫فى فرح و ظلت تدور حوؿ نفسها حتى فاجأىا صوت من ورائها‬

‫‪16‬‬

‫قيود‬


‫ متفرحيش اوى كده صدقينى بعد كده ىتندمى انا اصال ندماف‬‫قاؿ آسر و ىو يدخل الى المكتب مبتسما فأجابتو بثقة‬ ‫ معتقدش أنا كاف حلمى انى اشتغل فى مكاف زى ىنا‬‫ اذا كاف كده يبقى اىال بيكى فى الجحيم‬‫فى تلك اللحظة دخل أمجد الى مكتب أروى الذى كاف يمر بمكتبو ‪ ،‬و رمق آسر بنظرة جادة ثم قاؿ‬ ‫بنبرة تتسم بنفس جدية نظرتو‬ ‫ آسر انت بتعمل ايو ىنا ؟ انت ملكش شغل ىنا و اعتقد انت عارؼ القواعد ىنا كويس‬‫نظر آسر الى أروى كأنو يقوؿ لها الم أخبرؾ اف االمر ليس بهذه الروعة قبل اف ينصرؼ بينما كانت‬ ‫أروى مندىشة من الطريقة التى يتعامل بها أمجد مع أخيو فقد كانت بمنتهى الصرامة ‪ ،‬اخرجها صوت‬ ‫أمجد من تفكيرىا عندما ناداىا قائال‬ ‫ أروى ‪ ،‬ايو جدوؿ مواعيد النهاردة ؟‬‫سأؿ أمجد و لم ينتظر ردىا بل دخل فورا الى مكتبو و تبعتو أروى بعد اف أخذت أجندة المواعيد من‬ ‫على المكتب‬ ‫ مواعيد النهاردة ‪.....‬‬‫قبل اف تكمل قاطعها أمجد‬ ‫‪ -‬اجتماع مع قسم التصميمات الهندسية و بعد كده مع المحاسبين و بعدين الزـ اروح موقع المدينة‬

‫‪17‬‬

‫قيود‬


‫الجديدة اشرؼ على العماؿ ىناؾ و بما اف انتى ىتيجى معايا فالفستاف االنيق اللى انتى البساه ىيبوظ ‪،‬‬ ‫أروى لبسك الزـ يتماشى مع الجدوؿ بتاع الشغل‬ ‫ال تنكر أروى انبهارىا و توترىا فى تلك اللحظة ‪ ،‬التفتت و كانت على وشك الخروج من المكتب‬ ‫عندما ناداىا أمجد فالتفتت اليو مرة أخرى‬ ‫ أروى لو عايزة تكملى ىنا الزـ تكونى منتبهة طوؿ الوقت فاىمانى ؟ وحاولى متكونيش متوترة اوى‬‫كده‬ ‫أومئت أروى برأسها و على وجهها ابتسامة مرتبكة و منذ تلك اللحظة انقلبت حياة أروى رأسا على‬ ‫عقب فقد كاف عليها تنفيذ كل أوامر أمجد و كل شىء كاف يجب اف يتم تنفيذه بدقو و احترافية عالية و‬ ‫اال كاف عليها اف تواجو عاصفة غضبو لربما كاف ىذا ىو السبب فى انو ال توجد مديرة اعماؿ استطاعت‬ ‫االستمرار معو لفترة طويلة فقد كاف صعب المراس جدا ‪ ،‬و أخيرا و بعد شهرين من العمل المتواصل‬ ‫استطاعت أروى الحصوؿ على اجازة ‪ ،‬خرجت من الشركة و ىى تشعر بارىاؽ شديد فى محاولة يائسة‬ ‫اليجاد سيارة أجرة تقلها الى المنزؿ عندما توقفت امامها دراجة بخارية مسرعة كانت على وشك اف‬ ‫تصدـ بها‬ ‫ منظرؾ بشع ‪ ،‬مالك ؟‬‫ انا عايزة اناـ شهر اصال‬‫قالت أروى بارىاؽ عندما اسند يديو الى مقود الدراجة و ابتسم اليها قائال‬ ‫‪ -‬أنا حذرتك من األوؿ ‪ ،‬انتى اللى عنيدة‬

‫‪18‬‬

‫قيود‬


‫ اخيرا انا عندى جمعة و سبت أجازة ىأخد استراحة مستحقة‬‫ و مستنية ايو اركبى اوصلك ؟‬‫نظرت أروى الى الدراجة البخارية التى كاف يركبها آسر يبدو عليها انها غالية الثمن لكنها مازالت دراجة‬ ‫بخارية كانت حقا تستغرب تصرفاتو فهو من المفترض انو من عائلة ارستقراطية لكنو ال يتعامل على ىذا‬ ‫االساس مطلقا‬ ‫ ايو مش عجباكى لعلمك دى اغلى من معظم العربيات الجديدة و انا اصال مبحبش العربيات ‪ ،‬اركبى‬‫بقى النك ىتقفى ىنا ساعة و مش ىتالقى تاكسى يسأؿ فيكى ايو اللى ىيجيب تاكسى ىنا اصال كل‬ ‫اللى ىنا عندىم عربيات‬ ‫فكرت أروى قليال ثم قالت‬ ‫ مش مشكلة انا ىمشى ألوؿ الشارع‬‫ عنيدة اركبى ‪ ،‬ىو انا ىخطفك‬‫كانت تشعر باالرىاؽ ووسط الحاح آسر قررت اف تستقل الدراجة البخارية خلفو فهى بالفعل تقف ما‬ ‫يقارب الساعة و لم تجد أى سيارة أجرة فى الجوار و انطلق بها آسر فى نفس الوقت الذى خرجت‬ ‫فيو سيارة أمجد من الجراج ليراىما معا مما جعلو يشعر بالغضب‬

‫****‬

‫فى‬

‫المنزؿ كانت ريتاج فى الحديقة تتحدث مع خطيبها زياد على الهاتف لتخبره بأف يأتى الى‬

‫‪19‬‬

‫قيود‬


‫العشاء فى منزلهم غدا تعلم مقدما انو سيرفض ألنو يحاوؿ تجنب والدتها بعد آخر مرة القت على‬ ‫مسامعو العديد من التعليقات الالذعة التى تجعلو يشعر بأنو ليس أىال للزواج بابنتها و انو فقط يطمع‬ ‫باسم العائلة و اموالها و لكن ريتاج تعلم جيدا اف ىذا غير صحيح‬ ‫ ايوه بقولك عزماؾ على العشا عندنا بعد بكره‬‫ ضرورى ؟‬‫ آه ‪ ،‬طبعا ضرورى‬‫ حاضر ىحاوؿ‬‫قاؿ ببرود يفكر مقدما فى العذر الذى سيقدمو غدا كى ال يحضر‬ ‫ زياد انا عارفة انك بتتفادى مقابلة ماما بس ىى خالص بقت حماتك يعنى الزـ تستحملها‬‫ و اهلل انا ما بكره مامتك بالعكس انا بحترمها ست قوية ومن عيلة بس ىى دايما الزـ تفكرنى بأف‬‫مستوايا اقل منك و انى مستحقيش و انى مش من عيلة كبيرة زيكم‬ ‫ زياد انا بحبك و انت بتحبنى واحنا دلوقتى مخطوبين ده المهم حاوؿ تمشى االمور معاىا عشاف‬‫خاطرى‬ ‫ حاضر يا ستى عشاف خاطرؾ‬‫ابتسمت ريتاج سعيدة انو سيحاوؿ من أجلها عندما رأت سيارة أمجد تدخل من البوابة‬ ‫‪ -‬اوؾ يا حبيبى ىكلمك تانى ‪ ،‬باى‬

‫‪20‬‬

‫قيود‬


‫اتجهت ريتاج نحو اخيها الذى كاف يبدو غاضبا ‪ ،‬كانت على وشك اف تتحدث لكنو بادر بالحديث‬ ‫ آسر ‪ ،‬جو ؟‬‫سألها و ىو يبدو غاضبا كانت ريتاج تعلم جيدا تلك النظرة الحانقة على وجو فأجابتو‬ ‫ أل ‪ ،‬ليو ؟‬‫ مفيش ‪ ،‬انا طالع اوضتى اما يوصل قوليلى‬‫أومأت ريتاج برأسها و دخل أمجد الى المنزؿ بينما ظلت ىى تتساءؿ عما قد يكوف قد فعلو آسر ىذه‬ ‫المرة ‪ ،‬يا ترى اى حماقة ارتكب ليجعل أمجد غاضبا بهذا الشكل‬

‫أما آسر فقد أوقف الدراجة اماـ منزؿ أروى و نزلت لتقف أمامو عندىا سألها‬ ‫ انتى ساكنة ىنا ؟‬‫ ايوه فوؽ المطعم‬‫ كويس انى عرفت بيتك اىو لما اطرد ابقى االقى حتة اروحها و ال الحاج و الحاجة مش ىيوافقوا؟‬‫ مين الحاج و الحاجة ؟؟‬‫ والدؾ ووالدتك‬‫نظرت أروى الى األرض بحزف و اجابت‬

‫‪21‬‬

‫قيود‬


‫ بابا و ماما ماتوا فى حدثة و انا صغيرة‬‫نظر اليها آسر مرتبكا و ندـ على سؤالو فاعتذر منها‬ ‫ أنا آسف‬‫ أنا عايشة مع خالتى وبنتها والمطعم ده بتاع جوز خالتى اهلل يرحمو‬‫ انتوا العيلة عندكوا مبيطولوش باين عليهم‬‫قاؿ آسر ممازحا فى محاولة البعاد نظرة الحزف عن عينيها فابتسمت و قالت‬ ‫ واضح كده على العموـ شكرا على التوصيل‬‫ و ال يهمك‬‫أنطلق آسر بعيدا و أروى تتابعو بعينها ال تنكر اف ىنالك شيئا ما يجذبها اليو ‪ ،‬ابتسمت الى نفسها قبل‬ ‫اف تصعد الى المنزؿ بمجرد اف دخلت من باب الشقة جذبتها سمر الى غرفتهم ‪ ،‬ىمست قائلة‬ ‫ مين اللى انتى كنتى واقفة معاه تحت ووصلك ده ؟؟‬‫ ده آسر اخو مدير الشركة‬‫أجابتها أروى ببساطة لتظهر نظرة تحذير على وجو سمر و قالت تحذر أروى من أف خالتها قد رأتها و‬ ‫انها غاضبة انها سمحت لشخص غريب بتوصيلها و ما اف انهت سمر تحذيرىا حتى دخلت والدتها‬ ‫رقية التى نظرت الى أروى بحدة‬ ‫‪ -‬سمر اخرجى و سيبينى مع أروى عايزاىا فى كلمتين‬

‫‪22‬‬

‫قيود‬


‫نظرت سمر الى أروى قلقة قبل اف تخرج من الغرفة ‪ ،‬التفتت رقية الى ابنة اختها و عقدت يديها الى‬ ‫صدرىا و سألت بحزـ‬ ‫ مين اللى وصلك ده يا أروى ؟‬‫ ده أخو مديرى فى الشغل مكنتش القية تاكسى فعرض عليا يوصلنى‬‫قالت أروى محاولة اف تشرح لكن ىذا لم يقلل من غضب خالتها التى قالت بجدية و صرامة‬ ‫ أروى الموضوع ده ميتكررش تانى مش معنى انى سمحتلك تشتغلى اف الدنيا ىتبقى سايبة فى حاجة‬‫اسمها اصوؿ و انا ربيتك على كده ‪ ،‬أظن واضح‬ ‫ حاضر يا ماما بس باهلل عليكى ما تزعلى منى‬‫قالت أروى و ىى تشعر بأنها أخطأت فرؽ قلب خالتها لها فهى تلك اليتيمة التى ترعاىا فى بيتها و‬ ‫لطالما كانت ضعيفة تجاىها فابتسمت اليها‬ ‫ انتى عارفة انتى غالية عندى قد ايو ‪ ،‬انتى امانة الزـ احافظ عليها‬‫ابتسمت أروى الى خالتها و ظلت تراجع نفسها نعم أخطأت عندما سمحت آلسر اف يوصلها الى‬ ‫المنزؿ ‪ ،‬لم فعلت ىذا ىل اثر بها جنوف و عفوية آسر فأرادت اف تكوف مثلو لكنها ال يمكن اف تكوف‬ ‫مثلو فحياتها مختلفة تماما عن حياتو ىى ليست مثلو و لن تكوف أبدا كذلك ‪ ،‬كيف أقدمت على أى‬ ‫شىء بدوف تفكير كاف ىذا خطأ وعدت نفسها انها لن تفعل أى شىء دوف تفكير مرة أخرى‪ .‬لن تسمح‬ ‫لجنونو اف يسيطر عليها و لن تشاركو ىذا الجنوف مرة أخرى ىذا وعد‬

‫‪23‬‬

‫قيود‬


‫أما آسر فقد دخل الى المنزؿ يصفر فرحا يلعب بسلسلة مفاتيحو لكنو وجد أمجد فى انتظاره و تبدو‬ ‫على وجو عالمات الغضب‬ ‫ خير ‪ ،‬فى ايو ؟‬‫سألو آسر عندما ازداد احمرار وجو أمجد غاضبا و قاؿ بلهجة محذرة‬ ‫ أنا كاـ مرة قلتلك ملكش دعوة بأى موظفة فى الشركة ‪ ،‬ايو اللى خلى أروى تركب معاؾ ؟‬‫ عادى كنت بوصلها‬‫ آسر انا عارفك كويس خليك بعيد عن اى واحدة عندى فى الشركة بالذات دى‬‫ ليو يعنى ؟‬‫سأؿ آسر مبتسما مما استفز أمجد أكثر و لكنو حاوؿ اف يبقى ىادئا فأجابو‬ ‫ ألنى عايزىا تبقى مركزة فى الشغل و بس‬‫ابتسم آسر و اتجو نحو اخيو و قاؿ فى ال مباالة‬ ‫ أمجد يا حبيبى كل واحد و لو شغلو و بعدين انت ايو اللى مضايقك انت ملكش عالقة بيها ىى حرة‬‫و انا كماف حر و كل واحد يعمل اللى ىو عايزه‬ ‫صعد آسر الى غرفتو بينما كاف أمجد يستشيط غضبا أكثر من السابق فهو ال يوافق على طريقة آسر فى‬ ‫الحياة ‪ ،‬دائما ما يرى اف عليو اف يكوف أكثر التزاما ‪ ،‬اال يلهو مع فتياتو كالمعتاد لكن لم تكن تلك‬ ‫فلسفة آسر فهو ال يجبر احداىن على أى شىء بل ىن من يأتين اليو احداىن ال تعطى اال نظرة‬

‫‪24‬‬

‫قيود‬


‫وابتسامة ساحرة و أخرى تقدـ قلبها و مشاعرىا وثالثة تقدـ أكثر من ذلك ىو فقط يتقبل ما تعرضو‬ ‫حواء لكن أخيو ال ينفك يخبره انها ىى من أخرجت آدـ من الجنة‬ ‫مرت األياـ و كاف االسبوع التالى كالجحيم بالنسبة ألروى كأف أمجد كاف يعاقبها النها سمحت آلسر اف‬ ‫يوصلها فهو غاضب طواؿ الوقت يصيح بها ويطلب منها انهاء الكثير من االعماؿ و ىى تعمل جاىدة‬ ‫حتى تكوف جديرة بوظيفتها دخلت أروى الى مكتب أمجد لتخبره اف لديو اجتماع فى اقل من ربع ساعة‬ ‫و اف عليو المغادرة ليلحق بها عندما فاجأىا قائال‬ ‫ الغيها ‪ .....‬و الغى كل مواعيد النهاردة ‪ ،‬احنا طالعين شرـ الشيخ‬‫نظرت اليو فى دىشو ثم سألتو‬ ‫ ليو ؟؟‬‫ القرية السياحية ىناؾ مش عاجبنى الشغل فيها عايز اروح أشوؼ بيهببوا ايو ‪ ،‬احجزى التذاكر و انتى‬‫جايو معايا‬ ‫ بس مفيش تذاكر دلوقتى‬‫ مش مشكلتى‬‫أجابها غير مكترث عندما خرجت أروى من المكتب ال تعرؼ ماذا تفعل حاولت جاىدة مع كل شركات‬ ‫الطيراف ايجاد تذاكر لكن ال جدوى و كانت تعلم جيدا اف أمجد ينتظر خطأ واحد حتى يفصلها من‬ ‫العمل و ىى ال تريد اف تخسر ىذه الوظيفة وضعت رأسها على المكتب فى استسالـ عندما دخل آسر‬ ‫و قاؿ ممازحا‬

‫‪25‬‬

‫قيود‬


‫ مالك بتفكرى تنتحرى ؟؟‬‫ ىهو ‪ ،‬بتضحك على فكرة انا فى مصيبة ىنا و انت بتهزر انو حاسة انى بشتغل مع ميرندا بريستلى‬‫بس على راجل‬ ‫قال ت أروى فى عصبية و لم يتمالك آسر نفسو فانفجر فى الضحك بينما كانت ىى تنظر اليو فى‬ ‫غضب‬ ‫ ده مش شىء مضحك على فكرة‬‫ آسف ‪ ....‬بس انتى مبتفكريش اطلبى طيارة خاصة‬‫ يا سالـ ايو العبقرية دى ما انا دورت بس طبعا ملقتش واحدة اال برضو بالحجز‬‫عندىا التقط آسر ىاتفو و جلس على المكتب و اتصل بشخص ما و أروى تتابعو باىتماـ بينما ىو‬ ‫يتحدث على الهاتف‬ ‫ أىال كابتن محمود ‪ ...‬ايوه معاؾ آسر عز الدين ‪ ،‬انا عايزة طيارة خاصة فى غضوف ساعة بالكتير‬‫ضرورى اوى‬ ‫نظرت أروى بترقب عندما انهى آسر مكالمتو على امل اف يستطيع اف يحصل على الطائرة‬ ‫ أوؾ متشكر جدا‬‫نظرت اليو أروى فى لهفة عندما ابتسم اليها قائال‬ ‫‪ -‬الطيارة ىتكوف جاىزة بعد ساعتين‬

‫‪26‬‬

‫قيود‬


‫انتفضت أروى فى فرح تشكره ال تكاد تصدؽ انها قد نجت من ىذا المأزؽ حقا ‪،‬عندما ابتسم آسر‬ ‫اليها تشبو طفلة حصلت على قطعة حلوى و بينما ينظر كل منهما الى اآلخر خرج أمجد ليجدىما‬ ‫واقفين معا فازداد غضبو و نادا أروى لتتبعو الى مكتبو ‪ ،‬قامت من مكانها و كانت على وشك اف تتبعو‬ ‫الى المكتب عندما أمسك آسر بزراعها‬ ‫ الخدمة دى ىتترد بس مش دلوقتى‬‫تركها آسر و انصرؼ بينما وقفت فى مكانها لبضع ثواف قبل اف تبتسم الى نفسها و دخلت الى مكتب‬ ‫أمجد فخورة انها استطاعت اف تحل المشكلة و الفضل يعود الى آسر‬ ‫ فى طيارة خاصة ىتبقى فى انتظارنا فى المطار بعد ساعتين‬‫أخبرتو أروى فخورة بنفسها عندما القى أمجد ملف التصميمات فى وجهها بغضب و صاح بها‬ ‫ التصميمات دى كلها زى الزفت و تتعاد تانى ما انتوا مش فاضيين تشوفوا شغلكم‬‫ بس دى مش غلطتى مدير قسم التصميمات ىو اللى مسئوؿ عنها‬‫ انتى مديرة اعمالى يعنى انتى مسئولة عن كل حاجة ىنا ‪ ،‬كل حاجة الزـ تبقى مظبوطة على الشعرة‬‫من غير وال غلطة‬ ‫اختنق صوت أروى و ىى تعتذر منو فى محاولة أال تبكى امامو التفت أروى لتخرج من المكتب تحبس‬ ‫دموعها كانت تحت ضغط كبير و لم تعد تتحمل أكثر من ىذا عندما ناداىا مرة اخرى فالتفتت اليو‬ ‫ قوليلهم يجهزوا تصميمات جديدة فى خالؿ يومين و حضرى نفسك عشاف انتى جاية معايا‬‫أومات أروى برأسها و خرجت من مكتبها و أخذت سيارة الشركة ووصلت الى البيت بسرعة و دخلت‬

‫‪27‬‬

‫قيود‬


‫الى حجرتها عندما تبعتها سمر فسألتها سمر عن ما بها فأخبرتها أروى بأنها عليها اف تسافر الى شرـ‬ ‫الشيخ فى غضوف ساعة فاعترضت سمر‬ ‫ نعم ‪ ،‬ماما مستحيل ترضى بكده‬‫ ىى فين ؟‬‫سألتها أروى فهى لم تجدىا عندما دخلت الى المنزؿ كعادتها فأجابتها انها ذىبت لزيارة عمتها فقررت‬ ‫أروى اف ىذا أفضل حتى ال تضطر أروى لمواجهتها ‪ ،‬كانت تتحرؾ بسرعة كأنها تسابق الزمن و ظلت‬ ‫تبحث فى دوالبها قبل اف تلتفت الى سمر‬ ‫ مشفتيش الفستاف االسود و الجاكيت الجينز‬‫نظرت اليها سمر و عقدت يديها الى صدرىا قائلة فى استنكار‬ ‫ انتى البساىم‬‫نظرت اروى الى مالبسها لتجدىا ترتديهم فعال فابتسمت الى سمر و عادت الى ما كانت تفعلو مما أثار‬ ‫استياء سمر اف ترى ابنة خالتها تحت سطوة أمجد المتسلط الذى ال يرضيو اى شىء فصاحت بأروى‬ ‫لتتوقف فنظرت اليها أروى فى دىشة عندما اقتربت سمر منها قائلة‬ ‫ انتى بقالك شهور كأنك فى سباؽ مع الزمن ‪ ،‬أمجد عز الدين مشتراكيش على فكرة‬‫تركت أروى ما فى يدىا و جلست على السرير عندما جلست سمر بجوارىا‬ ‫‪ -‬أنا عارفة بس انا طوؿ عمرى كنت بحلم بالشغل ده و الزـ اتعب اوى عشاف اثبت اف انا جديرة بيو‬

‫‪28‬‬

‫قيود‬


‫ انتى جديرة بيو صدقينى و دلوقتى بسرعة النك اتأخرتى‬‫ىنا دخلت رقية و قد عادت الى المنزؿ للتو و سألت‬ ‫ أتأخرت على فين ؟ انتى راحة فين يا أروى ؟‬‫نظرت سمر و أروى الى بعضهم البعض و ىن تعلماف جيدا اف رقية لن توافق على سفر أروى فهى من‬ ‫كانت ترفض ذىابهم الى الرحالت المدرسية ‪ ،‬كيف ستسمح ألروى بالذىاب‬

‫على الجانب اآلخر نزؿ أمجد من غرفتو الى البهو حيث كانت تجلس اخت ريتاج مع والدتهم‬ ‫ أنا رايح شرـ الشيخ يومين حد عايز حاجة‬‫ خلى بالك من نفسك يا حبيبى‬‫قالت والدتو عندما قبل يدىا ثم التفت الى أختو يسألها‬ ‫ و انتى يا ريتا عايزة حاجة ؟؟‬‫ ربنا يخليك ليا يا أمجد خلى بالك من نفسك‬‫خرج أمجد الى الحديقة متجها الى البوابة عندما تبعتو ريتاج و نادتو فالتفت اليها ‪ ،‬تقدمت نحوه‬ ‫بخطوات مترددة تسأؿ‬ ‫‪ -‬أمجد ‪ ،‬انت ىترجع امتى ؟‬

‫‪29‬‬

‫قيود‬


‫ مش عارؼ يومين تالتة ليو عايزة حاجة ؟‬‫ ال أبدا‬‫قالت بابتسامة لكنو يعلمها جيدا فهى تريد شىء لكنها تخشى االفصاح فابتسم اليها مطمئنا لطالما شعر‬ ‫انها مسئولة منو بعد وفاة والدىم‬ ‫ ال شكلك عايز حاجة‬‫ أنا عايزة ‪ 022‬الف جنيو‬‫أجابتو عندما نظر اليها بدىشة فهى لم تعتاد اف تطلب مبلغا كبيرا ىكذا فاستطردت قائلة‬ ‫ زياد عنده مشاكل فى مكتب التصميمات و انا عايزة اساعده بس من غير ما يحس ىبعت لو حد‬‫على انو شريك‬ ‫ غلط مش عشاف الفلوس ىو لو عرؼ حاجة زى دى ىيزعل منك جدا ‪ ،‬زياد انساف نفسو عزيزة ‪ ،‬انا‬‫لما ارجع ىحل الموضوع ده‬ ‫أومأت برأسها فى حزف عندما عبث أمجد بغرة شعرىا فابتسمت اليو ثم ىم بالخروج عندما دخل آسر‬ ‫ مسافر دلوقتى ؟‬‫أومأ أمجد برأسو عندما ابتسم اليو آسر و احتضنو‬ ‫‪ -‬خلى بالك من نفسك‬

‫****‬ ‫‪30‬‬

‫قيود‬


‫بعد معاناة‬

‫استطاعت أروى اقناع خالتها باف تذىب ‪ ،‬جلست ىى و أمجد فى الطائرة ال يتحدثاف‬

‫حتى وصال الى القرية السياحية و كأف المكاف دوت بو صفارات االنذار فور وصوؿ أمجد الجميع‬ ‫يتسابق ليتقن عملو فقد كاف حازما و صارما جدا رغم صغر سنو لكن موظفيو و منافسيو كانوا يخشونو و‬ ‫يحترموه ايضا ‪ ،‬بالرغم من الطريقة التى كاف يعامل بها أروى لم تستطع اف تمنع نفسها من اف تنظر اليو‬ ‫باعجاب و انبهار كيف استطاع اف يحقق ىذا النجاح الباىر فى تلك السنوات القليلة ‪ ،‬تنظر اليو و ىو‬ ‫يأمر و ينهى ‪ ،‬حزمو و صالبة رأيو يقابلها ذكاء و سرعة بديهة لحل األمور بسالسة يزداد انبهارىا بهذا‬ ‫المتغطرس بمرور الوقت‬

‫فى اليوـ التالى استيقظت أروى و نزلت الى مطعم الفندؽ لتجد أمجد يتناوؿ االفطار‬ ‫ صباح الخير‬‫ صباح الخير ‪ ،‬اقعدى‬‫جلست أروى و على غير العادة كاف يبدو أمجد ىادئا جدا و سألها مبتسما‬ ‫ عندنا ايو النهاردة ؟‬‫ و ال حاجة حضرتك وقفت القرية كلها امبارح انتباه و خلصت كل حاجة ‪ ،‬أعتقد اننا الزـ نرجع كل‬‫حاجة ىنا ماشية مظبوط‬ ‫ و انتى معتقدة اننا ىنا عشاف كده ؟‬‫نظرت اليو أروى بحيرة عندما ابتسم اليها‬

‫‪31‬‬

‫قيود‬


‫ أروى ‪ ،‬انا بجهز ألكبر مدينة سكنية ىتتعمل و الموضوع ده الزـ يكوف فى سرية تامة مش عايز اى‬‫حد فى السوؽ يعرؼ عشاف كده ىقابل المستثمرين ىنا بكرة لو المشروع ده نجح الشركة ىتسيطر على‬ ‫سوؽ العقارات كلو ىنبقى ضمنا السوؽ فى ايدينا وألوؿ مرة ىديكى االختيار اما انك تكونى دراعى‬ ‫اليمين فى الموضوع ده و اقدر اعتمد عليكى او انك مش ىتقدرى قوليلى من دلوقتى‬ ‫فكرت أروى للحظات قبل اف تجيبو‬ ‫ اوعدؾ انى مش ىخيب ظنك‬‫ابتسم أمجد اليها و قد شعر بالراحة انو يستطيع اف يعتمد عليها‬ ‫ اتفقنا خدى النهاردة أجازة عشاف بكرة ىيبقى ورانا حاجات كتير‬‫صعدت أروى الى غرفتها و اتصلت بسمر و خالتها لتتطمئن عليها ثم قضت معظم اليوـ نائمة فقد‬ ‫كانت تشعر باالرىاؽ ‪ ،‬فى االياـ القليلة التالية كانت أروى و أمجد يعمالف جاىدين على اقناع‬ ‫المستثمرين بالمشروع حتى انهم اضطروا الى السفر الى موقع المشروع و بمرور الوقت ازداد اعجاب‬ ‫أروى بشخصية أمجد و كيف انو استطاع تحمل مسئولية كل شىء رغم صغر سنة‬ ‫فى المساء جلست أروى فى بهو الفندؽ فى قلق تنتظر أمجد الذى كاف فى اجتماع مع المستثمرين‬ ‫لمعرفة رأيهم النهائى فى مشروعو عندما دخل من الباب تقدمت نحوه و لكنو تجاىلها و اتجو الى غرفتو‬ ‫عندما تبعتو لتعرؼ ما حدث ‪ ،‬طرقت باب الغرفة عندما فتح لها الباب و بالنظر الى وجهو عرفت أروى‬ ‫انهم خسروا دعمهم فدخلت الى الغرفة و جلست على االريكة المقابلة للسرير حيث كاف يجلس أمجد‬ ‫‪ -‬ىنعمل ايو دلوقتى ؟؟‬

‫‪32‬‬

‫قيود‬


‫نظر اليها أمجد بدوف اى تعابيير على وجهو‬ ‫ واضح جدا اف المستثمرين خذلوؾ ‪ ،‬و الزـ نفكر فى حاجة تانية يعنى مثال ممكن نطلب قرض بس‬‫دى ىتكوف مخاطرة كبيرة اوى ‪ ،‬او ندور على شريك ‪ ...‬شريك اجنبى يدخل ب ‪ %49‬و ساعتها‬ ‫احنا ىيبقى لينا الحق الكامل فى االدارة و ‪....‬‬ ‫قاطعها أمجد و قد ارتسمت ابتسامة على وجهو و قاؿ‬ ‫ وافقوا على المشروع و ىيقدموا لنا كل التسهيالت اللى احنا عايزينها‬‫كانت أروى سعيدة جدا لدرجة جعلتها تقفز من مكانها لكنها التفتت اليو‬ ‫ و انت ليو كاف شكلك مضايق ؟‬‫ كنت عايز اشوؼ رد فعلك و ازاى ىتتصرفى ‪ ،‬كنتى ىايلة فكرتى و بدوف احباط او يأس و ده المهم‬‫ابتسمت اليو أروى فقد كانت المرة األولى التى تسمع فيها اطراءا منو كانت السعادة تغمرىا و نظرت‬ ‫الى أمجد التى كانت عينيو تلمع فى سعادة ىو اآلخر‬ ‫ على العموـ انا حجزت التذاكر عشاف نرجع بكرة الصبح و بالمناسبة اسهم الشركة عليت النهاردة‬‫ابتسم اليها أمجد ابتسامة مرتاحة فأخيرا بدأ ينسجم مع أروى على المستوى العملى و ربما الشخصى‬ ‫أيضا‬

‫بعد منتصف الليل خرجت أروى الى شرفة غرفتها تنظر الى النجوـ فى السماء عندما سمعت صوتا‬

‫‪33‬‬

‫قيود‬


‫بجوارىا فنظرت لتجد أمجد ايضا يقف فى شرفة غرفتو التى كانت مجاورة لغرفتها‬ ‫ مش عارفة تنامى ؟‬‫ ايوه و انت ؟‬‫ بفكر‬‫قالها مجرد كلمة بسيطة لكن كاف يبدو انو كاف يحمل ىما كبيرا‬ ‫ اعتقد اف دى ضريبة كونك وريث االمبراطورية أمجد عز الدين أشهر و أصغر رجل اعماؿ فى السوؽ‬‫ابتسم أمجد ابتسامة حزينة بينما ىربت تنهيدة من بين ثنايا صدره‬ ‫ والدى اتوفى و انا عندى ‪ 02‬سنة كاف الزـ حد يستلم زماـ األمور و ميسبش كل حاجة تنهار ده غير‬‫اف انا كنت وقتها فى الكلية ساعتها قررت انى اتغير و اتحمل المسئولية وعدت نفسى انى مش ىسيب‬ ‫تعب والدى يروح بالعكس ىكبره و ىبقى أحسن من والدى ‪ ،‬اتحولت آللو كل حاجة بميعاد و بحساب‬ ‫بس ساعات وسط كل ده بحس انى عايز أمجد بدور عليو بس ىو مشغوؿ لدرجة انو مبيردش عليا‬ ‫ أنا بدأت اعرؼ االحساس ده من ساعة ما اشتغلت معاؾ و انا مش فاضية اسرح شعرى و للعلم‬‫شعرى الزـ يبقى مظبوط الف المظهر جزء من كونى مديرة اعمالك‬ ‫ طب قوليلى بجد ايو رأيك فيا ؟‬‫قبل اف تجيب أروى قاطعها أمجد‬ ‫‪ -‬و ال استنى انا ىقولك انا ‪ ،‬مجنوف و متكبر و متعجرؼ و نرجسى و مريض بحب السيطرة بس‬

‫‪34‬‬

‫قيود‬


‫وسيم‬ ‫عندىا ضحكت أروى من كالمو عندما قاؿ و ىو يضحك‬ ‫ ايو غريبة كل اللى بيشتغلوا عندى بيفكروا كده‬‫ انا شايفة انك شخصية مميزة ومسئولة و شخص يعتمد عليو و رجل أعماؿ ذكى كماف‬‫ نسيتى وسيم‬‫ انت اللى نسيت محب للسيطرة‬‫ضحك االثناف ثم ساد بينهما حالة من الصمت تبادال فيها النظرات ‪ ،‬حاولت أروى الهروب من نظراتو‬ ‫اليها لكنها شعرت انها ال تريد اف تبتعد بعينيها عنو استفاقت أروى من تلك الحالة و قالت‬ ‫ أعتقد اف احنا الزـ نناـ شوية‬‫ تصبحى على خير‬‫ و انت من أىلو‬‫دخل كل منهم الى غرفتو ليحاوال النوـ فى الساعات القليلة المتبقية‬ ‫فى ىذه االثناء كاف آسر كالمعتاد فى احد النوادى يقضى سهرتو مع اصدقاؤه و بالرغم من اف المكاف‬ ‫كاف يعج بالموسيقى الصاخبة و الفتيات الذى اعتاد اف يرتمين تحت أقدامو كاف كل ما يشغل تفكيره‬ ‫كانت أروى فقد سحرتو عفويتها منذ المرة األولى التى رأىا ‪ ،‬ال يعرؼ ما الذى اصابو ال يستطيع‬ ‫ابعادىا عن تفكيره حتى اف صديقو بدأ يالحظ شروده‬

‫‪35‬‬

‫قيود‬


‫ اللى واخد عقلك ؟ ايو دينا برضو‬‫ دينا مين ؟‬‫ دلوقتى بقت دينا مين مش دى اللى من شهرين كنت ىتموت عشانها‬‫ انت عارفنى كويس انا مبموتش على حد ىى اللى كانت رافعة مناخيرىا فى السما و مفكرة نفسها‬‫برنسيسة و باشارة واحدة جت زيهم كلهم‬ ‫ و واضح انها راحت زيهم كلهم ‪ ،‬ايو الجديد بقى حد نعرفو ؟‬‫ ال دى حاجة تانية خالص و محتاجة ترتيب تانى خالص برضو سيبنى انت بس فى الحالة اللى انا فيها‬‫و ال اقولك انا اتخنقت من الجو‬ ‫ استنى بس رايح فين ؟‬‫لم يجيبو آسر فقط انطلق الى سيارتو استقلها و ظل يسير فى الشوارع ال يستطيع ازاحة أروى من رأسو‬ ‫حتى قرر اف يعود الى المنزؿ فقد كاف الوقت قارب على الفجر‬

‫عاد أمجد و أروى الى القاىرة و لكن االمر بينهما أصبح مختلفا فقد أصبحا نوعا ما اصدقاء فأمجد‬ ‫يعتمد عليها فى كل شىء و ىى لم تخيب ظنو و اثبتت مرات عديدة انها جديرة بالثقة التى منحها اياىا‬ ‫‪ ،‬فى أحد األياـ كاف أمجد فى المكتب ‪ ،‬كاف مستعجال جدا فأخد مفاتيح سيارتو و اتجو الى الخارج‬ ‫مسرعا‬

‫‪36‬‬

‫قيود‬


‫ انت رايح فين ؟‬‫سألتو أروى عندما أخبرىا اف تلغى كل مواعيده لبقية اليوـ تساءلت أروى عن ما يقلقو و يجعلو يترؾ كل‬ ‫شىء ظنا منها اف ىنالك خطب ما لكنها طمأنها‬ ‫ النهاردة حفلة عيد ميالد لمار بنت أختى ‪ ،‬تعالى معايا لو عايزة‬‫ابتسمت أروى فى راحة‬ ‫ ال انا عندى شغل كتير اوى و امضى على دوؿ قبل ما تمشى‬‫اقترب أمجد منها و أخذ القلم الذى فى يدىا و وقع على االوراؽ المطلوبة‬ ‫ بدأتى تبقى زى اىوه خلى بالك بقى‬‫غادر المكتب و عادت ىى الى العمل ابتسمت اليو عندما‬

‫****‬

‫فى‬

‫فيال كاميليا و بساـ كاف الجميع فى حديقة الفيال فيما عدا أمجد و آسر الذى لم يصل أحد‬

‫منهم بعد‬ ‫ أمجد لسو مجاش‬‫قالت ريتاج عندما اكمل زوجها‬ ‫‪ -‬و آسر برضو‬

‫‪37‬‬

‫قيود‬


‫عندىا ضحكت كاميليا و ريتاج عندما علقت كاميليا‬ ‫ و ىو من أمتى آسر بيجى فى معاده اصال‬‫ من دلوقتى‬‫قاؿ آسر و ىو يتجو نحوىم‬ ‫ انا مش مصدقة اف انت جيت و أمجد لسو متأخر‬‫قالت كاميليا عندما أجابها ممازحا‬ ‫ اصل انا بحافظ على مواعيدى‬‫عندىا القت اليو ريتاج ببعض الزينة قائلة‬ ‫ طب اتفضل علق دوؿ بقى يا فالح‬‫ يااااه انا مستنى اليوـ اللى تجوزى فيو و أخلص منك‬‫ عارؼ يا آسر لما تبقى عجوز مكحكح و عايش بائس كده لوحدؾ و مش القى اللى يديك الدوا و‬‫ال ىعبرؾ‬ ‫ ال ىتعبرينى عشاف انتى طيبة يا بيبى و بعدين انا عندى كامى و ال الحوجة ليكى اصال ‪ ،‬صح ؟‬‫ صح‬‫قالت كاميليا و ىى تبتسم عندا دخلت الصغيرة لمار و طلبت من والدىا اف يذىب ليأتى لها بالكعكة‬

‫‪38‬‬

‫قيود‬


‫فأخذ بساـ يد لمار الصغيرة و ذىب معها‬ ‫بعد ساعة كانت لمار تلعب مع أصدقائها الصغار فى الحديقة و كانت معها والدتها وخالتها بينما كاف‬ ‫يجلس آسر و بساـ و زياد الذى حضر منذ قليل و أخيرا دخل أمجد‬ ‫ معلش يا جماعة اتأخرت‬‫ ده انا ىنا من زماف يعنى انا خاؿ أحسن منك‬‫قاؿ آسر بثقة عندما ابتسم أمجد قائال‬ ‫ احلم احلم‬‫اتجو أمجد ناحية لمار التى جرت نحوه فحملها بين ذراعيو‬ ‫ كل سنة و انتى طيبة يا قمر‬‫ فين ىديتى بقى ؟‬‫سألتو عندىا أدرؾ أمجد انو قد نسى الهدية فى مكتبو عندما نزؿ مسرعا فاستدرؾ‬ ‫ دى مفاجأة بعد ما تطفى الشمع ىجيبهالك‬‫وضع أمجد الصغيرة على األرض و اتجو الى سيارتو ليعود ليحضر الهدية من مكتبو و بينما كاف يهم‬ ‫بركوب سيارتو توقف تاكسى اماـ الفيال و نزلت منو أروى تحمل الهدية فاتجو أمجد اليها عندما‬ ‫ابتسمت لو‬ ‫‪ -‬انت نسيت دى‬

‫‪39‬‬

‫قيود‬


‫ لقتيها فين ؟‬‫ فى مكتبك بعد ما انت نزلت‬‫ شكرا و ع العموـ كويس انك جيتى فرصة أعرفك على حبيبتى‬‫رسمت أروى على وجهها ابتسامة مزيفة ففكرة وجود حبية ألمجد لم تروؽ لها و لم تكن تعرؼ لم‬ ‫كانت مستاءة من ىذا لكنها شعرت بأنها تكرىها حتى قبل اف تراىا ‪ .‬دخال معا الى الفيال ‪ ،‬عندما أشار‬ ‫أمجد الى لمار التى كانت تلعب مع صديقاتها‬ ‫ىا ايو رأيك فيها ؟‬ ‫أروى مبتسمة و ملوحة بيدىا الى لمار‬ ‫ ىى دى بقى حبيبتك‬‫قالت مبتسمة و ىى تشعر بالسعادة‬ ‫ بنت اختى كاميليا ‪ ،‬ىى أكتر حد انا بحبو‬‫اتجو أمجد ناحية لمار و أخذ يالعبها بينما وقفت أروى تراقبهما و على وجهها ابتسامة فقد كاف جانبا‬ ‫مختلفا من أمجد لم تراه من قبل كاف كأنو أب بروح طفل‬

‫حل المساء و انتهى حفل عيد الميالد وكاف الجميع يجلسوف معا عندما وقف أمجد و زياد يتحدثاف معا‬ ‫بعيدا عن الجميع‬

‫‪40‬‬

‫قيود‬


‫ زياد ‪ ،‬أنا عايز اتكلم معاؾ‬‫ أنا عارؼ انت عايز تكلمنى فى ايو بس مش ىينفع صدقنى مش ىينفع اشتغل عندؾ فى الشركة ‪ ،‬انا‬‫عايز اعتمد على نفسى و اثبت لوالدتك انى مش طمعاف فى فلوس ريتاج انا بحبها‬ ‫ أنا عارؼ بس انا مش عايزؾ موظف انت ىيبقى عندؾ حصة فى اسهم الشركة انا عرضت ده قبل‬‫كده على بساـ بس ىو رفض ‪ ،‬زياد انا محتاج مهندس زيك معايا موىوب و طموح‬ ‫لم يعرؼ زياد بما يجيبو فقد كاف محتارا جدا عندما رأى ريتاج قادمة نحوىم‬ ‫ ايو يا جماعة بتكلموا فى ايو كل ده ؟‬‫ بحاوؿ أقنعو انو يقف جنبى بس ىو عنيد اوى‬‫ أوعدؾ انى ىفكر‬‫قاؿ زياد و ىو يفكر حقا فيما عرضو عليو أمجد انها فرصة كبيرة لكنو ال يريد اف يثير شكوؾ والدتها من‬ ‫ناحية نواياه على الجانب اآلخر كاف أمجد يبحث عن سعادة اختو يعلم انها سترضى بالحياة مع زياد‬ ‫تحت اى ظروؼ لكنو يريدىا اف تحيا حياة مريحة قدر االمكاف قطعت ريتاج حبل افكارىم قائلة‬ ‫ طب يال تعالوا نروح نقعد معاىم بقى لحسن كده أمجد سايب سكرتيرتو اللى ىو معجب بيها لوحدىا‬‫نظر أمجد اليها مرتبكا و انكر فى سرعة‬ ‫ أنا مش معجب بحد‬‫‪ -‬باين عليك على فكرة و ىى كماف شكلها معجبة بيك‬

‫‪41‬‬

‫قيود‬


‫قاؿ زياد عندما سار أمجد بعيدا عنهم و ىو يتمتم‬ ‫ انتوا االتنين مجانين‬‫عاد الجميع ليجلسوا معا و لكن كلمات ريتاج و زياد تدور فى عقل أمجد ال يستطيع اف يكذب على‬ ‫نفسو ىو بالفعل يشعر باالنجذاب ناحية أروى‬ ‫ بس بجد كوف اف انتى بقالك ‪ 5‬شهور بتشتغلى مع أمجد دى معجزة محدش قعد المدة دى قبل كده‬‫قالت ريتاج موجهة كالمها ألروى التى ابتسمت‬ ‫ ال ابدا مستر أمجد واخد شغلو جد عشاف كده ىو انجح واحد دلوقتى‬‫ ايوه يا عم اىى بتشهد لك اىوه من اولها‬‫علق زياد فأحمرت وجنتى أروى خجال و نظرت الى األرض عندما نظر أمجد الى زياد بحدة‬ ‫ طبيعى ىما بيشتغلوا مع بعض‬‫تدخلت كاميليا التى لم تكن تشعر باالرتياح من تقارب أروى و أمجد‬ ‫ الصراحة انا كاف نفسى أقابل جيهاف ىانم ‪ ،‬مستر أمجد دايما بيتكلم عنها و عن انها انسانة قوية و‬‫مستقلة‬ ‫قالت أروى عندما ابتسم آسر قائال‬ ‫‪ -‬احمدى ربنا انك مقبلتيهاش‬

‫‪42‬‬

‫قيود‬


‫نظرت كاميليا بغضب الى آسر‬ ‫ ايو ؟؟ انا بحب ماما جدا بس ىى دايما بتحكم على تصرفات اآلخرين بشكل فظيع ومفيش حاجة‬‫بتعجبها‬ ‫ ال انت اللى مش بتعجبها النك دايما تعمل مشاكل‬‫علقت كاميليا غاضبة من اخيها و ظل الجميع يتحاوروف بينما كاف أمجد و أروى ينظراف الى بعضهما‬ ‫دوف اف ينطق أى منهم بكلمة حتى جاءت لمار ناحية أمجد و ربتت على يده طالبة منو اف يضعها‬ ‫بسريرىا و يقص عليها احدى قصصها المفضلة كعادتو لكن كاميليا قاطعتها قائلة‬ ‫ تعالى يا بيبى انا ىأحطك فى السرير‬‫ ال خليكى انتى مع اخواتك ىأخدىا انا‬‫اقترح زوجها بساـ عندما اوقفو أمجد قائال‬ ‫ ال انت و ال ىيا دى حبيبة أنكل‬‫قاـ أمجد من مكانو و حمل لمار التى لفت ذراعيها حوؿ رقبتو ‪ ،‬ابتسمت اروى و ىى تراقبو عندما‬ ‫ابتسم اليها ىو اآلخر قائال‬ ‫ معلش يا أروى شوية و ىرجع اوصلك‬‫ أل مش مشكلة خليك انا ىأخد تاكسى‬‫‪ -‬أنا ىوصلها انا‬

‫‪43‬‬

‫قيود‬


‫اقترح آسر فأومأ أمجد برأسو و توجو مع الصغيرة لمار الى الداخل‬ ‫ أمجد متعلق بيها اوى‬‫علق بساـ عندما أضافت كاميليا‬ ‫ و ىى برضو متعلقة بيو أكتر مننا‬‫ ربنا يخليهالكم ‪ ،‬معلش انا مضطرة استأذف ‪ ،‬أنا سعيدة اوى انى اتعرفت عليكم‬‫قالت أروى عندما ابتسمت اليها ريتاج بسعادة فقد أعجبت بشخصية أروى كثيرا‬ ‫ احنا االسعد‬‫ تعالى أوصلك‬‫عرض آسر فهزت أروى رأسها نافية‬ ‫ ال شكرا أنا ىأخد تاكسى‬‫ برضو تاكسى ‪ ،‬يا بنتى مفيش تاكسيات بتيجى ىنا ‪ ،‬انتى مش راضية تقتنعى ليو‬‫استسلمت أروى لؤلمر سوؼ تتركو يوصلها الى اقرب مكاف تستطيع اف تجد وسيلة مواصالت تأخذىا‬ ‫الى المنزؿ ‪ ،‬فاستقلت السيارة و انطلقا معا ‪ ،‬ظال صامتين حتى بادرت أروى بالحديث‬ ‫ بس واضح اف امجد متعلق بلمار اوى انا متخيلتش ابدا انى ممكن اشوفو كده‬‫‪ -‬مختلف عن الشغل ‪ ،‬صح ؟‬

‫‪44‬‬

‫قيود‬


‫أومأت أروى برأسها عندما استطرد آسر فى الحديث‬ ‫ أمجد و كاميليا طوؿ عمرىم قريبين من بعض اوى لما كاميليا اتجوزت كاف نفسها اوى فى طفل بس‬‫حصلت معاىا مشاكل اتأخر الحمل شوية ولما حملت فى لمار كانت تعبانة جدا لدرجة انها كانت‬ ‫ىتموت يوـ ما ولدتها عشاف كده تالقى لمار غالية عند أمجد اوى‬ ‫ بس كويس انكم عيلة مترابطة‬‫ دى ميزتنا الوحيدة‬‫الحظت أروى اف آسر منطلق فى طريق غير طريق منزلها فسألت بتوتر‬ ‫ ده مش طريق البيت احنا رايحين فين ؟‬‫ ىتعرفى‬‫نظرت اليو أروى بقلق فحاوؿ آسر طمأنتها‬ ‫ ايو مالك ىو انا ىخطفك ؟ ‪ ،‬ىوريكى حاجة و ارجعك تانى‬‫ بس أنا أتأخرت و خالتو المرة اللى فاتت زعلت اف انت وصلتنى‬‫ ليو ؟‬‫ عشاف ميصحش انى اركب مع واحد معرفوش‬‫‪ -‬انتى تعرفينى على فكرة‬

‫‪45‬‬

‫قيود‬


‫ ىى االصوؿ كده‬‫نظر اليها مط وال دوف اف يرد يراىا حقا غريبة لم يقابل فتاة مثلها من قبل كأنها نوع جديد من الحياة يريد‬ ‫اف يجربو سئم الفتيات األخريات كثيرا منذ اف التقاىا يريد اف يجذبها الى عالمو لكنها تأبى‬ ‫ الساعة لسو ‪ 9‬و نص ىاخدؾ ساعة و ارجعك متقلقيش بقى‬‫وصل آسر الى النادى الذى اعتاد السهر فيو مع اقرانو ودخلت معو أروى بصحبتو كانت مدىوشة مما‬ ‫تراه ‪ ،‬شعرت انها فى عالم آخر لم تراه من قبل الموسيقى الصاخبة و الشباب و الفتيات يرقصن ‪،‬‬ ‫المشروبات الكحولية تمؤل المكاف شعرت أنها انتقلت الى عالم الغرب المنفتح بمجرد دخولها من‬ ‫الباب فتجمدت مكانها ربما شاىدت تلك المشاىد فى شاشات السنيما و التلفاز لكنها لم تتواجد فى‬ ‫اى ‪ ،‬نظر اليها آسر ليجدىا على تلك الحاؿ‬

‫ مالك وشك اصفر ليو ؟‬‫ انا عايزة اروح‬‫نظر اليها متعجبا ال يستطيع تفسير كم الدىشة التى تظهر على وجهها ال يوجد ما يدعو الى الغرابة ىنا ‪،‬‬ ‫انها فقط عليها اف تحاوؿ اف تكوف جزء من ىذا العالم ‪ ،‬عالمو الصاخب لكنو ال يعلم اف ىذا العالم‬ ‫يخيفها كثيرا ‪ ،‬جذبها من يدىا قائال‬ ‫ متبقيش طفلة ‪ ،‬تعالى‬‫جذبها آسر من يدىا وجلسا بجوار البار ‪ ،‬نظرت الى النادؿ الذى يصب الكؤؤس تلو األخرى‬

‫‪46‬‬

‫قيود‬


‫ دى خمرة! ‪ ،‬صح ؟؟‬‫سألتو عندما ابتسم و اجابها ممازحا‬ ‫ ال فودكا و فى كوكتيل‬‫ فواكو ؟!‬‫أه فواكو ‪ ،‬تجربى ؟‬ ‫ ال طبعا دى حراـ‬‫ طب قومى نرقص‬‫قاؿ و ىو يقف و يجذبها من يدىا لكنها ألوقفتو‬ ‫ ال طبعا مينفعش‬‫ ليو ؟‬‫ عشاف حراـ و عيب‬‫نظر اليها متعجبا و كاد اف يفتح فمو عندما تقدمت فتاة نحوىم ‪ ،‬كانت بالكاد ترتدى مالبس تستر‬ ‫جسدىا التى كانت تعرض مفاتنو على الجميع وضعت يدىا على كتف آسر و قالت بدالؿ‬ ‫ وحشتنى أوى انت فين يا ابنى‬‫‪ -‬عايش اىوه‬

‫‪47‬‬

‫قيود‬


‫أجابها عندما حولت نظراتها الى أروى متساءلة من تلك الفتاة بصحبتو فهى لم تراىا ‪ ،‬كانت أوى ايضا‬ ‫تنظر اليها باستنكار لمالبسها و طريقة تعاملها مع آسر فقرر اف يقدـ كل منهما الى األخرى‬ ‫ أروى ‪ ،‬دينا صاحبتى‬‫ابتسمت اليها أروى ابتسامة غاضبة و بادلتها دينا نفس االبتسامة الصفراء فقد كاف عدـ االرتياح بينهما‬ ‫متبادال ‪ ،‬عادت دينا تتحدث الى آسر متجاىلة وجود أروى تماما مما اثار غضبها حتى اتت احدى‬ ‫صديقات دينا الصطحابها فطبعت قبلة سريعة على وجنة آسر وودعتو ثم لوحت بيدىا ألروى التى‬ ‫رمقتهما بنظرات غاضبة كالخناجر قبل اف تنطلق مغادرة للمكاف فى غضب عندما تبعها آسر مناديا‬ ‫لكنها لم تجيبو ‪ ،‬أخيرا تمكن من اللحاؽ بها و قطع طريقها متسائال‬ ‫ مالك فى ايو ؟‬‫ مفيش‬‫أجابت بعصبية شديدة و ىى تبتعد لتسير فى طريقها لكنو اوقفها مجددا‬ ‫ مشيتى ليو ؟؟‬‫ يعنى مش عارؼ ايو المكاف ده خمرة و انحالؿ و بنات و شباب و حاجة آخر قلة أدب‬‫صاحت بو عندما نظر اليها مستنكرا نبرتها الحانقة‬ ‫ انتى جاية من سنة كاـ ؟؟ الحاجات دى اتلغت من زماف‬‫ ال على فكرة ده ألف دى حياتك انت بس ‪ ،‬ده انتوا مش ناقصكم من الجاىلية غير انكم توأدوا‬‫بنات فى المكاف ده ‪ .‬الحياة فيها حاجات اىم و احسن بكتير من االوبن بوفيو للذنوب اللى انتوا‬

‫‪48‬‬

‫قيود‬


‫عاملينو ده‬ ‫ انتى غريبة اوى‬‫ انت اللى غريب و بعدين ايو البنت اللى البسة لبس و ال ليو اى الزمة اللى كانت بتكلمك دى‬‫تحولت حيرتو الى ابتسامة و سألها‬ ‫ ليو غيرتى ؟‬‫فاجأىا سؤالو شعرت بضربات قلبها تزداد توترت لكنها كاف عليها اف تجيب فأجابت متوترة و ىى تتلعثم‬ ‫فى كلماتها‬ ‫ وأنا اغير ليو يعنى‬‫ يعنى‬‫أجابها و ىو يغمز اليها بعينو فى تحدى كأنها يخبرىا انو يعلم حقيقة ما تشعر بو نحوه فقوبل بعصبيتها‬ ‫الزائدة‬ ‫ روحنى ممكن‬‫ طيب من غير عصبية‬‫ىدوءه يستفزىا فقررت اف تبقى صامتة تنظر من النافذة غاضبة منو و ال تخفى ذلك بينما كاف ىو يشعر‬ ‫انو سعيدا بغيرتها الواضحة للعياف ‪ ،‬أوقف السيارة بعيدا عن الشارع الذى يقع بو منزلها عندما التفت‬ ‫اليو‬

‫‪49‬‬

‫قيود‬


‫ كمل ع البيت‬‫نظر اليها متعجبا‬ ‫ ليو؟ مش قلتى خالتك زعلت‬‫ و انا لو نزلت ىنا يبقى بعمل حاجة غلط انا مش ىخبى عليها انا ىقولها انك وصلتنى الف مكنش‬‫فى مواصالت‬ ‫ و اهلل انتى حكاية‬‫علق قبل اف ينطلق بالسيارة ليوصلها الى المنزؿ ‪ ،‬دخلت أروى الى المنزؿ و أخبرت خالتها عما حدث‬ ‫لكنها اغفلت امر ذىابها الى النادى مع آسر "غيرتى" كانت الكلمة التى ترددت فى عقلها ربما غارت‬ ‫فعال‪ ،‬آسر يحيرىا جدا كثيرا ما يدفعها الى ارتكاب تصرفات ال تريدىا يستفزىا يحولها الى فتاة أخرى‬ ‫ال تريد اف تكونها لكنها كثيرا ما تجد نفسها تنساؽ وراءه ‪ ،‬عكس أمجد تماما الذى بدأت اكتشاؼ‬ ‫جوانب أخرى من شخصيتو و ال تنكر نها معجبة بهذا الجانب من شخصيتو تنظر اليو بانبهار و اعجاب‬ ‫كبيرين ‪ ،‬تعجبت أروى مما كانت تفكر بو و قررت ابعاد ىذه االفكار عن رأسها و التركيز فى عملها و‬ ‫فقط‬

‫أما آسر فقد كاف على وشك اف يعود الى أصدقاؤه و لكن كلمات أروى ربما اثرت بو "حراـ" ‪ ،‬لم يكن‬ ‫آسر يفكر أبدا بهذه الطريق لم يفكر ابدا فيما ىو حراـ نعم ربما رأى أمجد يصلى أحيانا و اليشرب‬ ‫الخمر مثلما كاف يفعل والدىما لكن الحراـ و الحالؿ لم تكن كلمات متداولة فى الوسط الذى كاف‬ ‫يعيش بداخلو ىنالك االصوؿ ‪ ،‬التقاليد ‪ ،‬العادات ‪ ،‬االرستقراطية ‪ ،‬او ربما ىو من يحيط نفسو ىؤالء‬

‫‪50‬‬

‫قيود‬


‫لم يعد يعرؼ حق كل ما يعرفو انو يشعر بغرابة من تأثير كلمة صغيرة من أروى عليو بهذه الطريقة لم‬ ‫تملك كل ىذا التأثير بو و تساءؿ ىل غارت من دينا حقا ‪ ،‬كاف سعيدا بمجرد التفكير فى انها لربما‬ ‫غارت عليو ‪ ،‬عاد الى المنزؿ سعيدا و اتجو الى غرفتو ال يرد اف يتحدث مع أح اغلق عينيو ليرى وجهها‬ ‫الغضب و نظرات الغيرة التى مؤلت جفونها‬

‫بعد أياـ كانت كاميليا و ريتاج تجلساف مع والدتهما فى بهو منزلهم و كل ما يشغل عقل كاميليا منذ‬ ‫حفلة عيد الميالد ىو أمجد اعجابو الواضح بمديره مكتبو ففكرت انو يجب اف يتزوج قبل اف توقع بو‬ ‫تلك الفتاة فى شباكها‬ ‫ انتى عارفة يا مامى ‪ ،‬نيرمين بنت عمة بساـ بقت قمر شفتها فى فرح قلت ىى دى اللى ىتليق‬‫ألمجد ماؿ و جماؿ و أصل‬ ‫قالت كاميليا عندما أجابتها ريتاج‬ ‫ نيرمين مين دى تافو ‪ ،‬كل يومين فى باريس بتعمل شوبنج ‪ ،‬أمجد محتاج واحدة تسنده ويقدر يعتمد‬‫عليها‬ ‫ انتى بالذات تسكتى ‪ ،‬بصى يا مامى أمجد الزـ يتجوز و بسرعة‬‫قالت كاميليا فى عصبية مما أثار قلق والدتها فتساءلت عن السبب‬ ‫ ليو ؟‬‫‪ -‬البنت مديرة أعمالو دى انا مش مرتاحة لها شكلها بتلف عليو‬

‫‪51‬‬

‫قيود‬


‫قالت كاميليا لوالدتها عندما اعترضت ريتاج و قررت الدفاع عن أروى‬ ‫ بالعكس دى بنت محترمة جدا وواضح اف ىو اللى معجب بيها كاف باين عليو يوـ عيد ميالد لمار‬‫ انتى اتجننتى و ال عشاف ماما سمحتلك تجوزى المهندس بتاعك اللى ال نعرؼ اصلو و ال فصلو‬‫ كامى من فضلك ‪ ،‬زياد ابن ناس جدا و مش شرط على فكر يبقى من ذوات الدـ االزرؽ يعنى عشاف‬‫يعجبك فوقى يا ماما عهد البشوات و البهوات خلص انت عايشة فى فيلم رد قلبى‬ ‫انفعلت ريتاج على أختها بشكل كبير فهى ال تحب اف يهين اى أحد خطيبها و ىذا ما تفعلو أختها كلما‬ ‫اتيحت لها الفرصة فى تلك الحظة تدخلت والدتها و نهرتها‬ ‫ ريتاج اتكلمى مع اختك الكبيرة بأسلوب أحسن من كده‬‫انصرفت ريتاج فى غضب ينما لم تعرىا اى من امها او اختها اىتماما فقد كاف اىتمامها منصبا على أمر‬ ‫آخر‬ ‫ ىنعمل ايو يا ماما ؟؟‬‫تساءلت كاميليا لتجيبها أمها فى ىدوء‬ ‫ انا ىشوؼ الموضوع ده‬‫و بينما جلستا تكمالف حديثهما رف ىاتف كاميليا فأجابتو‬ ‫ الو ‪ ،‬انت بتقوؿ ايو؟؟ ازاى ده حصل ؟؟‬‫ظهرت مالمح الخوؼ على مالمحها بشكل كبير مما كاف يقصو المتصل على مسامعها‬

‫‪52‬‬

‫قيود‬


‫فى الشركة‬ ‫انهمك أمجد و أروى فى المشروع اللذاف كانا يخططاف لو فى سرية تامة و لكن العمل بو كاف قائما‬ ‫على قدـ و ساؽ فالمستثمروف سيحضروف لرؤية التصاميم و كل شىء فى الغد و كاف أمجد يحرص على‬ ‫اف يكوف كل شىء جاىزا تماما ‪ ،‬انتهى للتو من تصفح التصاميم امامو و نظر الى أروى‬ ‫ كويس أوى كده كل حاجة جاىزة بمجرد ما نأخد الموافقة ىنتنقل لمرحلة التنفيذ‬‫ اف شاء اهلل خير‬‫رف ىاتف أمجد فأحضرتو أروى من على المكتب و اعطتو لو‬ ‫ مداـ كاميليا‬‫أخذ أمجد الهاتف منها و اجاب‬ ‫ ايوه يا كامى ‪ ...‬ايو اىدى بس انا مش فاىم منك حاجة‬‫أجابتو فى بهاء وو انهيار تاـ بالكاد يستطيع تمييز كلماتها‬ ‫‪ -‬الحقنى يا أمجد لمار اتخطفت‬

‫انطلق أمجد الى المنزؿ بعد اف أجرى اتصاالتو و كانت معو أروى عندما دخل من الباب ليجد كاميليا‬ ‫فى حالة انهيار وبكاء و ريتاج تحاوؿ تهدأتها‬ ‫‪ -‬فى ايو ؟؟ ايو اللى حصل بالظبط ؟‬

‫‪53‬‬

‫قيود‬


‫ مش عارفة السواؽ اتصل بيا و ىو فى المستشفى ‪ ،‬ناس طلعوا عليو ضربوه وخطفوا لمار كاف جايبها‬‫من الحضانة ‪ ،‬انا عايزة بنتى يا أمجد‬ ‫أجابت أخيها و ىىتبكى فربت على ظهرىا فى محاولة لمواساتها و اآلالؼ من األسئلة و المخاوؼ تدور‬ ‫فى عقلو‬ ‫ بساـ فين ؟‬‫ راح للسواؽ المستشفى‬‫أجابتو والدتو عندما ىم بالذىاب فامسكت كاميليا بيده‬ ‫ ىتعمل ايو ؟‬‫سألت فى خوؼ و الدموع تغرؽ وجهها فنظر اليها بحناف و طمأنها‬ ‫ متخافيش و حياتك عندى ىرجعهالك‬‫انطلق أمجد الى حديقة المنزؿ حيث كانت أروى واقفة ال يعرؼ ماذا يفعل ‪ ،‬الخوؼ شل تفكيره تمر‬ ‫المئات من االفكار السوداء فى رأسو يا تروا ماذا فعلوا او يخططوا اف يفعلوا بتلك المالؾ الصغيرة ‪،‬‬ ‫اتجهت أروى نحوه و تساءلت‬ ‫ ىتعمل ايو ؟؟‬‫ مش عارؼ ‪ ،‬خايف ابلغ يأذوىا و مش عارؼ‬‫‪ -‬ىما أكيد خطفوىا عشاف فلوس‬

‫‪54‬‬

‫قيود‬


‫ ياخدوا كل اللى ىما عايزينو المهم انها ترجع سليمة‬‫ انت ليك معارؼ فى الداخلية ؟‬‫ أه طبعا‬‫ خالص كلمهم بس خلى الموضوع ودى مفيش أى حاجة رسمى دى الحاجة الوحيدة اللى نقدر‬‫نعملها اننا نستنى انهم يتصلوا‬ ‫أومأ أمجد برأسو فقد وجدىا فكرة جيدة رفع نظره ليجد سيارة آسر تدخل بسرعة و انطلق منها مسرعا‬ ‫ ايو اللى ريتاج قالتو على التليفوف ده ؟‬‫سأؿ آسر فى قلق عندما اجابو أخيو‬ ‫ لمار اتخطفت و محدش عارؼ ىى فين‬‫سرعاف ما تحوؿ قلقو الى عصبية‬ ‫ ازاى ده يحصل قلتلكم مليوف مرة الزـ يكوف عليها حراسة‬‫ المهم احنا ىنعمل ايو دلوقتى ؟‬‫تساءؿ أمجد عندما نظر آسر اليو قليال و ظل يفكر قبل اف يقوؿ‬ ‫ انا ىتصرؼ‬‫كاف آسر على وشك االنصراؼ عندما أمسك أمجد بذراعو‬

‫‪55‬‬

‫قيود‬


‫ آسر مينفعش أى تهور خالص فى الموضوع ده ‪ ،‬حياة لمار فى خطر‬‫قاؿ أمجد محذرا فهو يعلم اندفاع أخيو جيدا عندىا حذرتو أروى ىى األخرى‬ ‫ مينفعش نبلغ البوليس دلوقتى ممكن يأذوىا‬‫ متقلقشوش ‪ ،‬أنا ليا طريقتى‬‫انصرؼ آسر عندما نظر أمجد الى أروى ال يعرؼ ما عليو فعلو سوى اف يتبع خطتها فاتصل بأحد‬ ‫اصدقاؤه فى الداخلية و اخبره بكل شىء و الذى ابقى الموضوع طى الكتماف‬

‫حل الليل وكاف الجميع فى المنزؿ ما عدا آسر ‪ ،‬الصمت سيد الموقف و الجميع فى انتظار أى خبر‬ ‫حتى أروى كانت معهم عندما دخل بساـ فاندفعت نحوه كاميليا تنظر اليو فى غضب‬ ‫ بنتك فين يا بساـ بيو ؟ قسما باهلل العظيم لو بنتى اتلمس منها شعره ما ىتعرؼ اللى ىأعملو فيك‬‫ كاميليا ‪ ،‬متكلميش جوزؾ بالطريقة دى‬‫صاح بها أمجد لتتوقف لكن بساـ أجاب‬ ‫ سيبها اعصابها تعبانة على العموـ ىى بنتى انا كماف‬‫جلست كاميليا على األريكة و ىى تبكى‬ ‫ فات ‪ 20‬ساعة و محدش عارؼ عنها حاجة حراـ عليكوا دى عندىا ‪ 4‬سنين ‪ ،‬انتوا مش حاسين بيا‬‫‪ ،‬أنا بموت ارحمونى‬

‫‪56‬‬

‫قيود‬


‫حاولت والدتها و أختها تهدأتها الجميع حائر و ليس لديهم من األمر شىء و بينما كاف الجداؿ دائرا اذ‬ ‫بجرس الهاتف يرف ليعلن الصمت فى المكاف توقف الجميع فجأة حتى عن الحراؾ ‪ ،‬اتجو أمجد الى‬ ‫الهاتف و التقط السماعة‬ ‫ ألو‬‫ اللى انتوا بتدوروا عليها معانا‬‫اتاه صوت الخاطف معلنا انو جاىز للتفاوض فحاوؿ أمجد اف يكوف حريصا فى كلماتو ال يريد اغضابهم‬ ‫او اشعارىم بأى قلق حتى ال يؤذوا الصغيرة‬ ‫ اللى انت عايزة بس ارجوؾ اوعى تأذيها‬‫ عشرة مليوف جنيو يكونوا جاىزين بكرا الظهر و ىتصل بيك اقولك تجيبهم فين؟‬‫أغلق أمجد الهاتف و التفت الى الجميع‬ ‫ طالبين ‪ 22‬مليوف بكرا الظهر ‪ ،‬أروى حضرى المبلغ‬‫أومأت أروى برأسها‬ ‫ أنا ىجهزىم دى بنتى‬‫‪ -‬مش وقتو يا بساـ الكالـ ده ‪ ،‬ادعى بس اف ربنا يعديها على خير‬

‫على الجانب اآلخر دخل آسر أحد المالىى الشعبية ليبحث عن صديقو أكرـ الذى كاف من طبقة‬

‫‪57‬‬

‫قيود‬


‫اجتماعية تختلف تماما عن آسر فهو لو دراية بالكثير من الجرمين و البلطجية ‪ ،‬يسكن فى احد‬ ‫الحارات الشعبية و قد كاف اصدقاء آسر يعتمدوف عليو فى الحصوؿ على بعض المواد المخدرة ‪ ،‬ظلت‬ ‫عينى آسر تجوب المكاف حتى لمحو فاتجو نحو ليقابل بترحيب كبير‬ ‫ البرنس بنفسو ىنا ‪ ،‬ده ايو النور ده‬‫رحب بو أكرـ مبتسما لكنو الحظ النظرة الجادة التى على وجهو‬ ‫ أكرـ عايزؾ ضرورى‬‫ خير مالك ؟‬‫ بنت أختى اتخطفت‬‫ ايو؟! مين اللى عمل كده ؟‬‫ ده اللى انا عايز اعرفو‬‫ طب احكيلى بقى حصل فين و امتى وطلبوا فدية و ال أل ؟‬‫قاؿ أكرـ باحثا عن تفاصيل قد تفيده و أطرؽ مستمعا عندما بدأ آسر يخبره بما حدث‬ ‫ كانت راجعة من الحضانة مع السواؽ ضربوه و خدوىا حوالى الساعة واحدة و نص او اتنين بالكتير‬‫لسو متكلمين من شوية و عايزين ‪ 22‬مليوف‬ ‫ والد الحراـ !! ‪ 22‬مليوف‬‫‪ -‬مش مهم الفلوس انا المهم عندى انا اوصل للبنت قبل ما يعملوا فيها حاجة ‪ ،‬أكرـ انا عارؼ انك‬

‫‪58‬‬

‫قيود‬


‫صايع و تعرؼ نص بلطجية مصر ‪ ...‬ساعة و تعرؼ لى ىى فين و بدؿ ما ادفعلهم ‪ 22‬مليوف ليك انت‬ ‫‪ 5‬مليوف بس استلم البنت مفيهاش خدش‬ ‫لمعت عينيى أكرـ عند سماعو المبلغ الذى يعرضو عليو آسر و ابتسم قائال‬ ‫‪ -‬ماشى يا كبير ‪ ،‬اعتبره حصل‬

‫بعد فترة من الوقت كانت كاميليا فى غرفتها بعد اف اعطتها ريتاج مهدىء و كانت ريتاج ووالدتها معها‬ ‫بينما أمجد يجلس فى الحديقة بعد اف تحدث مع الظابط عندما قدمت أروى نحوه فرفع رأسو اليها‬ ‫ الفلوس ىتكوف جاىزة بكرا الساعة ‪ 9‬انا لسو قافلة مع مدير البنك‬‫لم يرد أمجد عندما جلست أروى بجانبو‬ ‫ اف شاء اهلل كل حاجة ىتبقى كويسة‬‫ انا خايف يعملوا فيها حاجة‬‫ تفاءؿ خير و ادعى ربنا اف شاء اهلل ىيردىا لكم بخير‬‫ يا رب ‪ ،‬ىى الساعة كاـ‬‫نظرت أروى الى ساعتها‬ ‫ يا خبر دى ‪ 0‬و نص‬‫‪ -‬انتى اتأخرتى أوى الزـ تروحى ىوصلك‬

‫‪59‬‬

‫قيود‬


‫ انا كلمت خالتو و حكيت لها ع الظروؼ ‪ ،‬المشكلة اف المستثمرين ىيوصلوا المطار الساعة ‪ 4‬و‬‫مفيش حد فى استقبالهم‬ ‫نظر اليها أمجد بحيرة فما حدث انساه األمر كليا و ال يمكنو اف يتركهم فى تلك الظروؼ و كأف أروى‬ ‫قرأت حيرتو فى عينيو دوف اف ينطق‬ ‫ متقلقش انت قلت قبل كدا انك خليتنى دراعك اليمين وده الوقت اللى انا اثبت فيو اف ثقتك فى‬‫محلها‬ ‫ بس ‪....‬‬‫قاطعتو أروى‬ ‫ ثق فيا‬‫أومأ برأسو و قرر اف يضع األمر كلو بين يديها ليس من عادتو اف يثق بأف احد يستطيع اف يقوـ بمهمتو‬ ‫على أكمل وجو خاصة اف كانت تلك المهمة ىى حلم حياتو الذى يسعى اليو من ثالث سنوات لكنو‬ ‫وضع ثقتو بها لم يفكر بعقلو بل اف مشاعره ىى التى تحركو تجاىها‬ ‫ خدى عربية بسواؽ و خلى بالك‬‫ متقلقش‬‫طمأنتو مبتسمة و التفتت على وشك الذىاب عندمما ناداىا فالتفتت اليو‬ ‫‪ -‬انا متشكر اوى‬

‫‪60‬‬

‫قيود‬


‫ابتسمت اليو أروى قبل اف تذىب و فى تلك اللحظة بالتحديد ادرؾ أمجد انو ليس معجبا بها فقط ال‬ ‫انو يحبها و يريدىا اف تكوف شريكة حياتو ىو لم يعرؼ الحب مطلقا لكن مشاعره تجاه أروى كانت حبا‬ ‫منذ اف رأىا فى المكتب ‪ ،‬ىو ال يحب شكلها فقط رغم جمالها األخاذ لكنو يعشق روحها ‪ ،‬طموحها‬ ‫‪،‬بريق عينيها الذى يعكس روحا من االصرار‪ ،‬لديو شعور غريب انها خلقت من أجلو ‪ ،‬كانت ىى حواء‬ ‫بالنسبة اليو ىى فقط لم تكن ألى فتاة أخرى اف تأخذ ىذا المكاف غيرىا‬

‫كانت أروى فى المطارعندما رف ىاتفها حيث ىاتفتها خالتها لتطمئن عليها‬ ‫ ايوه يا ماما‬‫ معقوؿ يا أروى الساعة ‪ 3‬و نص انتى فين؟‬‫قالت خالتها فى غضب عندما أجابتها أروى‬ ‫ فى المطار ‪ ،‬مستر أمجد مش ىينفع يسيب أىلو فى الوضع ده و فى عمالء مهمين الزـ حد‬‫يستقبلهم فى المطار ىما ىيوصلوا على ‪ 4‬يعنى ىبقى عندؾ على ‪ 5‬و متقلقيش انا معايا عربية بسواؽ‬ ‫كماف‬ ‫ ‪ 5‬الصبح يا أروى معقوؿ ؟!‬‫ غصب عنى يا ماما ‪ ،‬ادعى ربنا بس انت البنت ترجع بالسالمة‬‫ يا رب على العموـ اما ترجعى لينا كالـ‬‫ما ىى اال ساعات قليلة استقبلت أروى وفد المستثمرين وصحبتهم الى الفندؽ كاف امامها بضع ساعات‬

‫‪61‬‬

‫قيود‬


‫للنوـ ‪ ،‬لكنها ذىبت الى المنزؿ لتبدؿ مالبسها ‪ ،‬تشعر باالرىاؽ لكنها تعلم جيدا اف عليها اف تثبت‬ ‫جدارتها كما انها تعلقت بمشروع أمجد و ال يمكنها اف تجعل األمر ينهار ‪ ،‬دخلت الى حجرتها و‬ ‫فتحت الدوالب بهدوء حاولت اال تحدث ضجة حتى ال توقظ سمر لكنها استيقظت بالفعل فاعتذرت‬ ‫أروى على ازعاجها‬ ‫ معلش صحيتك‬‫ صحتينى ايو ! انتى فين من امبارح و رايحو فين ؟‬‫ باهلل عليكى يا سمر سيبينى النا الدنيا كلها فوؽ دماغى اوعدؾ اـ ارجع ىحكيلك كل حاجة‬‫انطلفت أروى الى الفندؽ فى الثامنة صباحا لتقابل المستثمرين فى ىذا الوقت فتح أمجد عينيو ليجد‬ ‫نفسو مكانو فى الحديقة بينما كاف ىاتفو يرف نظر الى الهاتف فوجد رقم آسر ‪ ،‬التقط أمجد الهاتف‬ ‫ آسر ‪ ،‬حصل حاجة ؟‬‫ اسمعنى كويس و بسرعة ‪ ..‬أنا عرفت مكاف لمار و رايح اجيبها‬‫تفاجأ أمجد مما يخبره بو أخيو فما كاف منو اال انو حذره مسرعا‬ ‫ ايو ؟؟ ازاى ؟ آسر انا مش عايز تهور‬‫ متخافش اتصل بالبوليس خليو يحصلنى على العنواف ده‬‫فعل أمجد ما أخبره بو آسر و لكنو اصر على االتجاه مع قوات الشرطة الى المكاف و ما اف وصلت الى‬ ‫المكاف اال و سمع صوت الرصاص يدوى فى االجواء اقتحمت قوات الشرطة و سيطرت على الموقف‬

‫‪62‬‬

‫قيود‬


‫و نظر أمجد ليجد آسر يخرج حامال لمار بين يديو فأخذىا منو‬ ‫ متخافش ىى كويسة محصلهاش حاجة بس كانوا مخدرينها فدايخة‬‫أخبره آسر قبل اف ينظر الى آسر ليجد الدـ على قميصو يبدو اف أحد الرصاصات اصابتو ‪ ،‬حاوؿ آسر‬ ‫اف يستند الى أخيو لكنو انهار على األرض ينزؼ فأمسك بو أمجد ليجده يفقد الوعى تدريجيا ‪ ،‬اعتراه‬ ‫خوؼ شديد فاحتماؿ اف يفقد أحد أخوتو كانت قاتلة بالنسبة اليو لن يستطع احتمالها‬ ‫بعد انتهاء أروى من مقابلة المستثمرين و اطالعهم على دراسة الجدوى و التصاميم القت استحساف‬ ‫الجميع ووعدتهم بتدبير لقاء مع أمجد غدا قبل سفرىم ‪ ،‬دخلت أروى الى منزلها و ىى تحاوؿ‬ ‫االتصاؿ بأمجد لكنو لم يجيبها و أخيرا بعد محاوالت عديدة اتاىا صوتو‬ ‫ انا آسفة انى اتصلت كتير بس انا قلقانة‬‫ الحمد هلل لقينا لمار بخير‬‫ الحمد هلل ‪ ،‬أماؿ صوتك مخنوؽ ليو ؟‬‫ آسر اتضرب بالنار و ىو فى العمليات‬‫ ايو؟‬‫سألت أروى فى صدمة عندما شعر أمجد انو يختنق بدموعو فأخبرىا انو سيعاود االتصاؿ بها و اغلق‬ ‫ىاتفو ‪ ،‬تركت أروى الهاتف من يدىا و دموع عينيها تتساقط ‪ ،‬ال تستطيع تفسير ىذا الخوؼ الذى‬ ‫تشعر بو ‪ ،‬يؤلمها قلبها و تخشى على حياتو ‪ ،‬شعور جارؼ ال تستطيع و ال تريد تفسيره و بينما ىى‬ ‫على ىذه الحاؿ دخلت عليها سمر التى قلقت لرؤيتها تبكى‬

‫‪63‬‬

‫قيود‬


‫ أروى انتى بتعيطى ؟!‬‫ آسر اضرب بالرصاص‬‫قالت و ىى تحاوؿ مسح دموعها او التوقف عن البكاء‬ ‫ امتى ده و ايو اللى حصل؟‬‫ معرفش انا الزـ اروح اشوفو‬‫قررت اف تذىب ال تستطيع اف تمكث بعيدة عنو ‪ ،‬حياتو فى خطر و ىى ال تتحمل فكرة اف يصيبو‬ ‫مكروه ‪ ،‬اتجهت الى المشفى محاولة اخفاء دموعها التى فضحت مشاعرىا تجاه آسر ‪ ،‬رغم اختالفهما‬ ‫كالماء و النار لكن ىذا الخوؼ الرىيب الذى تملك منها ال يعكس اال فكرة واحدة ربما تكره طباعو ‪،‬‬ ‫حياتو او تصرفاتو التى تدفعا الى الجنوف لكن لم يعد بامكانها انكار مشاعرىا نحوه ‪ ،‬أسر قلبها و سيطر‬ ‫على مشاعرىا فى غفلة منها‬

‫لكنها ترددت عندما اقتربت من غرفة العمليات و رأت العائلة كلها مجتمعة فكرت لبرىة عما سوؼ‬ ‫يظنو الجميع اذا تواجدت ىنا اآلف ‪ ،‬تلك الدموع فى عينيها ستفضح كل شىء ‪ ،‬ما الذى سيحدث؟‬ ‫أىى جاىزة لتواجو الجميع بحقيقة مشاعرىا؟! كيف ستفعل ىذا و ىى ليست جاىزة حتى لالعتراؼ‬ ‫لنفسها ‪ ،‬تراجعت أروى خطوات للوراء على أمل اال يالحظها أحد و خرجت من المستشفى ‪ ،‬و‬ ‫اتجهت الى المنزؿ لكنها توقفت و دخلت الى المطعم عندما رأتها سمر فاتجهت نحوىا‬ ‫‪ -‬ايو اللى حصل؟‬

‫‪64‬‬

‫قيود‬


‫سألتها سمر لتجيبها بحزف‬ ‫ معرفش‬‫ انتى مش رحتى المستشفى ؟‬‫ ايوه بس لقيتهم قداـ اوضة العمليات لفيت و رجعت قبل ما حد يشوفنى‬‫ ليو؟‬‫صمتت أروى بينما كانت تبكى لم تعرؼ بما عليها اخبار سمر ربما صمتها و تلك الدموع التى انسابت‬ ‫من عينيها روت القصة فقد كاف ابلغ من أى كالـ قد تنطق بو‬ ‫ انتى بتعيطى ليو طيب ؟‬‫ مش عارفة‬‫أجابت أروى بمزيد من الدموع فربتت سمر على كتفها و حاولت اف تهدأىا‬ ‫‪ -‬طب خالص شوية كده واتصلى بأمجد و اعرفى منو اللى حصل‬

‫****‬

‫فى‬

‫المستشفى كاف الجميع فى االنتظار مر الوقت بطيئا على الجميع و أخيرا خرج الطبيب من‬

‫غرفة العمليات فجرى الجميع نحوه‬ ‫‪ -‬خير يا دكتور ؟‬

‫‪65‬‬

‫قيود‬


‫تساءؿ أمجد فى قلق عندما اتاه رد الطبيب واثقا‬ ‫ الحمد هلل الرصاصة ملمستش أى عضو يا دوب تهتك فى بعض االنسجة و العضالت ووقفنا النزيف‬‫الداخلى ىو دلوقتى فى العناية المركزة اف شاء اهلل بعد ‪ 04‬ساعة نقدر نقيم الحالة كويس‬ ‫تنفس الجميع الصعداء و لكن االكثرىم تأثرا كانت جيهاف ىانم التى جلست على الكرسى تبكى عندما‬ ‫ذىب اليها أمجد و احتضنها لتبكى أكثر كطفلة الصغيرة فأوالدىا ىم اغلى ما لديها مهما بدت قوية‬ ‫فهى فى النهاية تحمل قلب أـ ‪ ،‬انضمت كاميليا و ريتاج اليهم فمسحت ريتاج دموع والدتها قائلة‬ ‫ الحمد هلل يا ماما ىو بقى كويس‬‫ احنا نصلى شكر لربنا يا جماعة انو نجاه الحمد هلل‬‫اقترح زياد عندما أومأ أمجد برأسو يشعر بالراحة انهم تخطوا تلك المحنة‬ ‫حل الليل و أروى فى غرفتها كلما امسكت بهاتفها لالتصاؿ بأمجد ترددت و تركتو يقتلها القلق و‬ ‫يقيدىا عقلها الذى يأبى اال اف يكوف لو السلطاف على ذلك القلب الخائف و بينما ىى على تلك الحاؿ‬ ‫سمعت جرس الباب فخرجت من غرفتها و فتحت الباب لتجد أمجد أمامها ‪ ،‬نظرت اليو بدىشة ‪ ،‬ما‬ ‫الذى اتى بو الى منزلها‬ ‫ أنا آسف انى جيت من غير ميعاد بس كاف الزـ اشوفك‬‫ ال أبدا اتفضل‬‫دخل أمجد و اغلقت أروى عندما خرجت خالتها من غرفتها‬

‫‪66‬‬

‫قيود‬


‫ مين يا أروى ؟؟‬‫ ده مستر أمجد يا ماما‬‫ أنا آسف انى جيت فجأة كده بس اضطريت نظرا للظروؼ ومعتقدش كاف ىينفع انى انزؿ أروى فى‬‫ميعاد متأخر زى ده فاضطريت انى أجى‬ ‫ ال ابدا يا ابنى انت تشرؼ فى أى وقت‬‫اتجهت أروى الى الصالوف مع أمجد حيث جلسا معا ‪ ،‬ترددت أروى فى السؤاؿ عن آسر ظلت تفكر‬ ‫ىل يمكن أف يكشف سؤالها حقيقة مشاعرىا لكنها ال يمكنها تجاىل األمر فسألت‬ ‫ مستر آسر عامل ايو؟‬‫ الحمد اهلل العملية كويسة ىو فى العناية المركزة بس مفيش خطر عليو‬‫ الحمد اهلل ‪ ،‬ىعملك حاجة تشربها‬‫ىمت بالوقوؼ عندما أوقفها أمجد‬ ‫ اقعدى مش وقتو ‪ ،‬قوليى بقى ايو اللى حصل بالظبط فى المشروع‬‫أخبرتو أروى بالتفصيل عما دار بينها و بين المستثمرين و استحسانهم للمشروع ‪ ،‬بدا على وجهو‬ ‫عالمات االرتياح فهذا ىو حلمو الذى لن يستطيع أحد اف يثنيو عن تحقيقو ‪ ،‬استكملت أروى كالمها‬ ‫ بس ىما ىيقابلوؾ بكرا الصبح ضرورى‬‫‪ -‬مش مشكلة لنا ىعدى ع الشركة بكرا قبل ما أروح المستشفى‬

‫‪67‬‬

‫قيود‬


‫أومأت أروى برأسها عندما ابتسم اليها يشعر انو مدينا لها بالكثير فقد ساندتو ووقفت الى جواره ‪ ،‬أخيرا‬ ‫شعر انو وجد ف يستطيع اف يعتمد عليو دوف اف يخشى اف يفسد األمر تماما‬ ‫ انا متشكر اوى يا أروى على كل اللى انتى عملتيو‬‫ ده شغلى اللى انا بقبض عليو مرتبى يعنى مش خدمة‬‫ برضوا متشكر اوى انا حاسس انك ىدية ربنا بعتها لى‬‫ابتسمت اليو أروى ولم ترد عندما ىم أمجد بالمغادرة فأوقفتو‬ ‫ معقوؿ ىتمشى من غير ما تشرب حاجة‬‫عندىا تدخلت خالتها التى كانت تجلس فى الخارج لكنها تستمع الى ما يجرى فقد كانت تخشى على‬ ‫أروى كثيرا‬ ‫ ميصحش يا ابنى انت أوؿ مرة تجيلنا‬‫ مرة تانية اف شاء اهلل ‪ ،‬انا مرىق جدا يا دوب اناـ ساعة قبل ما اروح لماما و ريتاج المستشفى‬‫ اف شاء اهلل خير‬‫طمأنتو أروى عندما أضافت خالتها‬ ‫ ربنا يطمنكم على اخوؾ اف شاء اهلل‬‫فتحت أروى الباب و كاف أمجد على وشك الخروج عندما رأى سمر فى وجهو و كاد اف يصتدـ بها‬ ‫فتراجع خطوة الى الوراء و نظر الى األرض معتذرا‬

‫‪68‬‬

‫قيود‬


‫ آسف‬‫ ال ابدا‬‫تنحت سمر جانبا حتى خرج أمجد و غادر ثم دخلت سمر تتساءؿ بفضوؿ كعادتها‬ ‫ مين ده ؟‬‫ مدير أروى فى الشغل‬‫أجابتها والدتها بينما تبعت سمر أروى التى دخلت الى غرفتها وقد ارتاح قلبها اف آسر بخير ‪ ،‬اآلف‬ ‫يمكنها اف تعود الى انكار مشاعرىا تجاىو لكن ابتسامتو مازالت تطاردىا عفويتو و روحو المرحة ‪ ،‬كيف‬ ‫باستطاعتو اف يضحكها فى أسوأ الظرؼ ابتسمت لتذكرىا كل ىذا عندما قطعت سمر حبل أفكارىا و‬ ‫ىى تدخل الى الغرفة قائلة‬ ‫ ايوه يا عم ىو ده بقى سى أمجد اللى معفرتك ليل و نهار‬‫ مالو؟‬‫ ال مفيش ده يجى عنده ‪ 09‬سنة بالكتير‬‫ يعنى ؟‬‫ يعنى شاب و صغير و ناجح و غنى وقمر ايو بقى ؟‬‫نظرت أروى الى سمر غاضبة و علقت‬ ‫‪ -‬و اهلل انتى دماغك فاضية‬

‫‪69‬‬

‫قيود‬


‫ انتى اللى دماغك مليانة‬‫غمزت اليها سمر بعينها قبل اف تخرج من الغرفة ربما أرادت اف تخبرىا انها تعلم حقيقة اعجابها بآسر ‪،‬‬ ‫مجددا مر بخاطرىا كما تتمنى لو انها تراه لتطمئن عليو ‪ ،‬ارتمت أروى على السرير و سحبت الغطاء‬ ‫كأنها تختبىء من أفكارىا و أخيرا استطاعت النوـ‬ ‫مرت االياـ و خرج آسر من المشفى وعاد الى المنزؿ ‪ ،‬كاف يجلس مع اخوتو بعد اف صعدت والدتهم‬ ‫الى الغرفة لترتاح ‪ ،‬كاف الجميع سعيدا بعودتو الى المنزؿ مرة أخرى فابتسمت اليو كاميليا‬ ‫ البيت كاف وحش اوى من غيرؾ‬‫ كاف ىدوء‬‫قالت ريتاج ممازحة عندما قذفها آسر باحدى الوسائد الموضوعة على األريكة‬ ‫ ىى البت دى ىتجوز امتى‬‫ اسبوعين واخلص منك‬‫قالت بفرح عندىا دخل بساـ الذى كانت عالقتو متوترة مع كاميليا منذ يوـ الحادث و سلم على آسر‬ ‫ حمد اهلل على السالمة ‪ ،‬خضتنا يا ابنى‬‫ عمر الشقى بقى اصال و بعدين تجربة‬‫ تجربة سودة ده انا ألوؿ مرة فى حياتى مبقاش عارؼ أعمل ايو لما لقيتو وقع قدامى و بينزؼ ‪،‬‬‫ارحمنا شوية و اىدى بقى اهلل يكرمك‬

‫‪70‬‬

‫قيود‬


‫قاؿ أمجد متذكرا لتلك اللحظات الرىيبة التى مرت عليو و ىو يرى أخيو مصابا عندما أجابو آسر‬ ‫ موعدكش‬‫وجو بساـ نظره الى كاميليا التى ظهر عليها الغضب و الضيق منذ اف دخل الى المنزؿ فأشاحت بوجهها‬ ‫عنو و توقفت عن الكالـ لكنو كاف عازما على اف يتحدث معها‬ ‫ كاميليا عايزؾ فى كلمة‬‫قامت كاميليا من مكانها فى عصبية شديدة‬ ‫ مالهم دوؿ؟‬‫تساءؿ آسر عندما اجابتو ريتاج‬ ‫ متخانقين من ساعة اللى حصل‬‫ كاميليا مزوداىا و بتدلع يعنى ىو بساـ ذنبو ايو ما ىى بنتو زى ما ىى بنتها ‪ ،‬كامى المفروض تعاملو‬‫أحسن من كده‬ ‫قاؿ أمجد الذى كاف يرى اف أختو مخطأه‬ ‫ انا ىطلع ارتاح حاسس انى عايز اناـ سنة‬‫قاؿ آسر عندما بدأت ريتاج فى مشاكستو مرة أخرى‬ ‫‪ -‬على اعتبار انك كنت بتلعب حديد فى المستشفى‬

‫‪71‬‬

‫قيود‬


‫ يا عينى عليك يا زياد عملت ايو فى دنيتك عشاف ربنا يبتليك بيها‬‫ضحك أمجد من مناوشات آسر و ريتاج كاف سعيد بانتهاء كل الدراما العائلية التى عصفت بهم األياـ‬ ‫الماضية و سيعود للتركيز على عملو مرة أخرى لكنو خرج من ىذه التجربة بميزة واحدة أروى‪ .‬كاف‬ ‫احساسو تجاىها اآلف مختلف تماما ربما الفترة األخيرة لم يكن يبحث عن مديرة أعماؿ بقدر ما كاف‬ ‫يبحث عن شريكة لحياتو انسانة يستطيع االعتماد عليها فى جميع جوانب حياتو و قد وجد نفسو‬ ‫يقحامها فى حياتو الشخصية أكثر و أكثر من دوف قصد لتتضح لو الصورة تماما انها الفتاة المثالية‬ ‫بالنسبة اليو‬

‫****‬

‫مرت أياـ‬

‫قليلة و كانت أروى فى مكتب أمجد و عندما خرجت وجدت آسر يجلس على مكتبها‬

‫ابتسمت اليو قائلة‬ ‫ حمد اهلل ع السالمة‬‫ ليو ىو كاف فى حاجة ؟‬‫تساءؿ آسر مدعيا انو ال يعلم ما تتحدث عنو عندما أجابتو فى دىشة‬ ‫ انت مش كنت عامل عملية ؟!‬‫ يعنى انتى كنتى عارفة و مجتيش و ال مرة تسألى عليا ايو حراـ و ال عيب دى كماف‬‫قاؿ معاتبا و ىو ينظر الى عينيها تلك النظرات التى تسيطر عليها تماما تحاصرىا و تحاصر قلبها ‪،‬‬

‫‪72‬‬

‫قيود‬


‫نظرت الى مكتبها و ىى تجلس على مكتبها تهرب من نظراتو‬ ‫ انا كنت بطمن عليك من مستر أمجد‬‫ بس انا كنت عايز أشوفك ‪ ،‬ما تيجى نتغدا سوا النهاردة بعد الشغل‬‫ مينفعش‬‫ يا دى االقفاؿ يا بنتى ارحمينى نفسى مرة تقوليلى طيب على حاجة‬‫لم تجيبو أروى فقد كانت خائفة من مشاعرىا نحوه ال تريد لمشاعر االعجاب اف تتطور الى أكثر من‬ ‫ذلك ‪ ،‬عندىا نظر اليها آسر غاضبا قبل اف يخرج من المكتب دوف اف ينطق بكلمة ايضا شعرت انها‬ ‫مستاءة من الموقف فهى لم تريد اف تغضبو ‪ ،‬لكنها كانت غاضبة أيضا فكلما ابعدتو عن فكرىا عاد‬ ‫ليشق طريقو اليها مرة أخرى كأنو السحر بمجرد اف تراه تعود الى حالة االضطراب التى تحاوؿ جاىدة‬ ‫الخروج منها و بينما ىى منهمكة فى افكارىا دخلت ريتاج من الباب‬ ‫ أروى ‪ ،‬أمجد ىنا‬‫ ايوه بس معاه مكالمة مهمة ‪ ،‬اتفضلى ارتاحى لحد ما يخلص‬‫بمجرد اف انهى أمجد مكالمتو دخلت ريتاج مسرعة و ىى فى منتهى العصبية‬ ‫ أنا فى كارثة الويدينج بالنر بتاعت الفرح رجلها اتكسرت و التيم بتاعها زى الزفت من غيرىا مفيش‬‫أى حاجة زى ما أنا عايزاىا ‪ ،‬كل حاجة بايظة‬ ‫قالت ريتاج بأنفاس متالحقة و عصبية شديدة كاف وجهها أحمر من فرط عصبيتها و توترىا و حاوؿ‬

‫‪73‬‬

‫قيود‬


‫أمجد جاىدة اال يضحك منها فهى كطفلة صغيرة ضاعت لعبتها و ىى اآلف غاضبة‬ ‫ خدى نفسك بس‬‫ أمجد لسو اسبوع ع الفرح ‪ ،‬و كل حاجة بايظة‬‫فكر أمجد قليال ثم ابتسم الى ريتاج التى نظرت اليو منتظرة ما سيفعلو عندما ضغط على الزر مستدعيا‬ ‫أروى فدخلت الى المكتب‬ ‫ حضرتك طبتنى ؟‬‫ بصى يا ريتاج اقعدى مع أروى وشوفى انتى عايزة ايو انا ىسلفها لك ‪ 4‬تياـ أكتر من كده مقدرش‬‫استغنى عنها‬ ‫ بس ىى ىتعرؼ تتصرؼ فى الموضوع ده‬‫ ما ىى عندؾ أسأليها ‪ ،‬ىتعرفى تظبطى الفرح بتاع اآلنسة دى يا أروى ؟‬‫رغم اف الطلب جاء مفاجئا لكن أروى لم تعتاد اف تتراجع فأجابت مبتسمة‬ ‫ ربنا يستر‬‫ ال انا كده اطمنت‬‫قالت ريتاج ممازحة قبل اف تجلسا مع فى مكتب أروى تتحدثاف عن تفاصيل الفرح وما تريده ريتاج‬ ‫بالظبط و بعد اف حصلت أروى منها على كل التفاصيل بدأت فى وضع خطتها‬ ‫‪ -‬اوؾ يا آنسة ريتاج يبقى اف شاء اهلل بكرة ىتصل ببتوع الديكور و ننزؿ على القاعة بتاعت الفرح‬

‫‪74‬‬

‫قيود‬


‫‪ -‬اوؾ ‪ ،‬ميرسى أوى يا أروى و بالمناسبة بالش آنسة دى مشيها ريتاج‬

‫فى المساء عادت أروى الى منزلها وجلست لتشاىد التليفزيوف مع سمر التى كانت تبكى أماـ الفيلم‬ ‫الرومانسى لكن أروى لم تكن تعيره اىتماما فالتفتت اليها سمر لتجدىا فى عالم آخر فأغلقت التلفاز و‬ ‫لم تالحظ أروى حتى ذلك‬ ‫ ايييييو ؟‬‫ ايو فى ايو ؟‬‫ انتى فين يا بنتى اللى واخد عقلك‬‫ مش عارفة النهاردة أمجد طلب منى اف انا اللى انظم فرح أختو بعد ما منظمة االفراح رجلها‬‫اتكسرت‬ ‫ و ايو الغريب فى كده ؟‬‫ الغريب انو بقى بيدخلنى فى تفاصيل حياتو‬‫ يمكن معجب بيكى‬‫ ال طبعا‬‫ ليو أل يعنى انتى ليو مقللة من نفسك‬‫‪ -‬أنا ال مقللة و ال مزودة بس بعقلك كده واحد عايش فى المستوى ده أكيد ياما مر عليو بنات بس‬

‫‪75‬‬

‫قيود‬


‫ىو اصال مش من النوع ده ىو ملتزـ جدا بشغلو و مبيفكرش فى حاجة تانية‬ ‫ أه يعنى مش زى آسر‬‫نظرت اليها أروى بدىشة لذكرىا اسم آسر لكنها فضلت الصمت فهى ال تريد اف تتحدث فى األمر و‬ ‫ربما غضبت من سمر ألنها جرت اسمو الى المناقشة فهى تريد اف تدفن تلك المشاعر بعيدا جدا حتى‬ ‫تنساىا تماما‬

‫فى اليوـ التالى كانت أروى و ريتاج فى قاعة الفرح يحضراف القاعة و التفاصيل و كانت أروى تعمل‬ ‫بمنتهى الجد النجاز كل شىء فى الوقت المحدد‪ ،‬دخل أمجد الى القاعة حيث كانت ريتاج و أروى‬ ‫تجهزاف كل شىء‬ ‫ ايو النشاط ده ؟‬‫ دى ىدية يا أمجد ‪ ،‬روءة ظبطت كل حاجة‬‫ يعنى مبسوطة ؟‬‫أومأت ريتاج برأسها ثم اتجهت الى أحد العماؿ لتخبره عن المكاف الذى يجب اف يضع فيو الزينة‬ ‫ آسف ‪ ،‬اذا كنت دخلتك فى الموضوع ده على غفلة‬‫ ال بالعكس انا مستمتعة ىنا جدا و ممكن افكر اغير النشاط كده‬‫‪ -‬ال لو كده يبقى ترجعى المكتب فورا انا مقدرش استغنى عنك‬

‫‪76‬‬

‫قيود‬


‫نظرت اليو أروى بدىشة عندما استدرؾ متوترا‬ ‫ الشغل يتعطل من غيرؾ‬‫ابتسمت اليو أروى و ألوؿ مرة يالحظ ابتسامتها رقيقة جدا ‪ ،‬ابتسامة قادرة على جعل ىمومك و‬ ‫اوجاعك تتالشى تماما فى وقت قصير اصبحت أروى و ريتاج صديقتين مقربتين فى تلك األياـ القصيرة‬ ‫و لم يتبقى سوى يوماف على زفاؼ ريتاج و اليوـ كانت أروى تعمل على وضع اللمسات النهائية للقاعة‬ ‫عندما قدمت ريتاج نحوىا‬ ‫ روءة انا ىروح أجيب الفستاف مع كامى‬‫قالت ريتاج عندما ابتسمت اليها أروى‬ ‫ مش مشكلة ‪ ،‬النهاردة آخر يوـ ىنا و تبقى القاعة جاىزة و اخترنا الميوزيك و التورتة و البوفية تماـ‬‫و معروؼ ايو اللى ىيتعمل فيهم و‪....‬‬ ‫بينما أروى مستغرقة فى الشرح سمعت صوتا من خلفها جعل قلبها ينبض بسرعة‬ ‫ متقلقيش يا ريتاج انا ىبقى معاىا و ىنظبط كل حاجة روحى انتى عشاف كامى مستنياكى فى العربية‬‫قاؿ آسر مبتسما ألروى التى بدا عليها االرتباؾ و التوتر عندما غادرت ريتاج التفتت أروى عملها لم‬ ‫تكن مرتاحة لوجود آسر فقررت تجاىلو عندما اقترب منها ىامسا‬ ‫ حلو روءة‬‫‪ -‬انا ورايا شغل ممكن نركز‬

‫‪77‬‬

‫قيود‬


‫قالت فى عصبية لتتسع ابتسامتو‬ ‫ ما ىو انتى النهاردة بقى مش ىتهربى منى انسى‬‫ انا مبهربش منك أصال‬‫ طب عينى فى عينك كده انتى بتحاولى تبعدى عنى‬‫ طب و اقرب منك ليو ؟‬‫ ليو أل ؟‬‫ و ليو أه ؟‬‫ احنا ىنلعب اللعبة دى بقى‬‫ انا مبحبش العب اصال‬‫ ع العموـ احنا ورانا شغل‬‫قاؿ متصنعا الجدية و بينما ىما يعمالف معا شعر بالتعب فالجرح مازؿ يؤلمو حتى بعد مرور اسبوعين ‪،‬‬ ‫الحظت أروى ذلك فاتجهت نحوه‬ ‫ انت كويس ؟‬‫سألت فى قلق‬ ‫‪ -‬الجرح بس مؤلم شوية‬

‫‪78‬‬

‫قيود‬


‫ ما ىو انت كاف المفروض ترتاح ‪ ،‬الحادثة ممرش عليها اال اسبوعين‬‫ قلقانة عليا ؟‬‫التفتت أروى لتذىب عندما أمسك آسر برسغها و جعلها تلتفت اليو لتواجهو‬ ‫ انتى مديونة ليا على فكرة من يوـ ما حليت لك مشكلة الطيارة‬‫ عايز ايو ؟‬‫سألت بجدية لتتحوؿ مالمحو الساخرة الى نظرات حانية‬ ‫ بالش تعاملينى بالطريقة دى انتى محسسانى انك مش طايقة وجودى ‪ ،‬اتغيرتى معايا من يوـ الديسكو‬‫اوى بصى ‪ ،‬انسى الموضوع ده و الكأنو حصل دى حياتى غيرينى ‪ ،‬أنا عايز اتغير‬ ‫نظرت اليو أروى تفكر فيما يخبرىا بو ىل ىو صادؽ حقا فى رغبتو اف يتغير تشعر انها سعيدة جدا بما‬ ‫أخبرىا بو لكنها لم تظهر تلك السعادة لو‬ ‫ ماشى اتفاؽ‬‫عندىا اتى أحد العماؿ نحوىم‬ ‫ آنسة أروى العماؿ ىيجيبوا غدا نجيبلك معانا‬‫ ايوه ثانية واحدة‬‫كادت أروى اف تخرج الماؿ من جيبها عندما اوقفها آسر‬

‫‪79‬‬

‫قيود‬


‫ انا عازمك أجيبلك بيتزا‬‫ بيتزا!! خد يا ابنى ىات اتنين كشرى‬‫أخذ العامل الماؿ و اتجو الحضار الطعاـ عندما نظر آسر الى أروى مندىشا‬ ‫ كشرى !!‬‫ ايو متعرفوش ؟‬‫ سمعت عنو‬‫ انا بقى ىعرفك عليو‬‫أحضر العامل الكشرى و جلس آسر و أروى يتناوالف الطعاـ‬ ‫ ىا ايو رأيك ؟‬‫ حلو جدا‬‫ و عماؿ تقولى عيشى حياتك انت اللى مش عايش آخرؾ فى الصياعة البيتزا‬‫ تصدقى انا ليا اصحاب صيع بس دايما انا اللى بعزمهم‬‫ بيستغلوؾ يعنى‬‫ كلو بيستغل كلو دلوقتى انسى‬‫‪ -‬ايو ده انت عندؾ أزمة ثقة ؟‬

‫‪80‬‬

‫قيود‬


‫سألتو أروى عندما ضحك منها قائال‬ ‫ يعنى متهور و مزاجى و دلوقتى بقى عندى أزمة ثقة انا أمراضى بتزيد معاؾ يا دكتور‬‫ضحكت أروى على تعليقو فهى حقا تبالغ فى تحليل كل تصرفاتو ‪ ،‬بقية اليوـ كاف آسر و أروى يجلساف‬ ‫معا يراقبا العماؿ و ىم ينهوف كل شىء ‪ ،‬ظال يتحدثاف فى اشياء كثيرة ‪ ،‬أى شىء و كل شىء ىواياتهم‬ ‫و السنيما و الموسيقى و كرة القدـ حتى السياسة ربما كانت نقاط اختالفهم أكثر من نقاط االلتقاء‬ ‫لكنهما كانا سعيداف بالوقت الذى قضياه معا و استمرت توطدت عالقتهما حتى يوـ زفاؼ ريتاج‬

‫دخلت ريتاج الى القاعة ممسكة بيد أمجد و كاف فى انتظارىما زياد عندما قبل أمجد جهة ريتاج قبل اف‬ ‫يسلمها الى زياد‬ ‫ خلى بالك منها دى طوؿ عمرىا دلوعة البيت‬‫ متقلقش فى عيونى‬‫ و انتى مش عايزه يشتكى منك‬‫ اف شاء اهلل ربنا يخليك ليا يا أمجد‬‫بدأ الزفاؼ الذى كاف انيقا جدا يرقى الى مستوى الزفاؼ الملكى بحق و كانت كاميليا تتنقل بين‬ ‫المدعويين ىى ووالدتها بينما كاف امجد و آسر يقفاف معا و بمجرد دخوؿ أروى من الباب الرئيسى و‬ ‫معها ابنو خالتها سمر علقت أعينهم عليها و لكن أمجد كاف االسرع فى اتخاذ الخطوات نحوىا‬ ‫‪ -‬أتاخرتى ليو ؟‬

‫‪81‬‬

‫قيود‬


‫سأؿ أمجد الذى كاف فى انتظارىا منذ بداية الحفل‬ ‫ سمر ىى اللى عطلتنى‬‫أجابت أروى لتتلقى قرصة فى ذراعها من سمر التى ابتسمت ألمجد‬ ‫ بتهزر طبعا‬‫ابتسم أمجد ابتسامة متزنة لسمر ثم نظر الى أروى‬ ‫ مختلفة النهاردة عن الشغل لؤلحلى طبعا‬‫ابتسمت أروى فى خجل دوف اف تجيبو و كانت كاميليا تراقب الموقف وىى تجلس على الطاولة مع‬ ‫والدتها تشعر بالغضب و الخوؼ من تلك الفتاة التى بدأت تأخذ حيزا كبيرا فى حياة أمجد‬ ‫ نظرات أمجد ليها مش مريحانى لو كاف آسر كنت قلت معلش يومين و ينساىا‬‫قالت كاميليا فى قق عندما طمأنتها والدتها‬ ‫ أمجد مبيكسرليش كلمة و انا مستحيل اوافق على الموضوع ده‬‫ووسط تلك األجواء كانت الرقصة األولى للعروسين اللذاف كانا فى منتهى السعادة ال يكترثا لما يدور‬ ‫حولهم‬ ‫ زياد ىو أنا بحلم‬‫قالت ريتاج و ىى تنظر الى عينيو عندما اتسعت ابتسامتو‬

‫‪82‬‬

‫قيود‬


‫ يعنى المفروض مين اللى يسأؿ السؤاؿ ده ‪ ،‬انا اللى بحلم معقوؿ القمر بين ايديا و ملكى‬‫ دايما كالمك الحلو ده بيخلينى مش عارفة أرد بس على اهلل متتغيرش بعد الجواز‬‫ انتى و شطارتك بقى‬‫ يا سالـ‬‫ يا روحى انا ىفضل أحبك حتى بعد ما أموت‬‫ بعد الشر‬‫كانت كاميليا تقف تراقب أختها فى سعادة عندما جذبها بساـ اليو ليرقصا بجوار ريتاج و زياد فنظرت‬ ‫اليو كاميليا بغضب‬ ‫ ايو ىتفضلى زعالنة منى العمر كلو ‪ ،‬يا ستى حقك عليا بقى انا مهمل و غلطاف بس النهاردة فكرنى‬‫بيوـ فرحنا‬ ‫ابتسمت كاميليا رفما عنها مهما حاولت اف تدارى ابتسامتها لم تفلح فى ذلك‬ ‫ انت مش مالحظ انك لفت االنظار لينا كده‬‫ و ايو يعنى مراتى حبيبتى و اللى غيراف مننا يعمل زينا‬‫ابتسمت كاميليا فى سعادة تامة ىى لم تتزوج بساـ عن حب لكنها ال تنكر انها احبتو كثيرا بعد اف تزوجا‬ ‫أما أروى فقد جلست على طاولتها مع سمر التى تراقب الحفل و ىى مدىوشة مما يحدث حولها و‬ ‫بالطبع ال يفوتها التعليق على كل شىء‬

‫‪83‬‬

‫قيود‬


‫ الفرح ده متكلف كتير اوى ‪ ،‬الناس دوؿ عالم تانى غيرنا خالص و ده مش حقد طبقى على فكرة ‪،‬‬‫بس ايو االتزاف و الوقار اللى على الواد أمجد تحسيو برنس‬ ‫ واد و برنس!! ‪ ...‬لوال انى عارفة انك متربية معايا كنت قلت انتى متربية فى حارة‬‫ دلوقتى بقت وحشة الحارة مثال ‪ ،‬قعدتك مع بتوع الفلل غيرتك‬‫ بطلى ىزار بقى‬‫قالت أروى و ىى تضحك عندما قالت سمر بعيوف المعة‬ ‫ أماؿ اعمل ايو يعنى ؟ انا رقبتى اتلوحت من كمية االلماظات و المجوىرات اللى فى الفرح ده ‪ ،‬ىى‬‫الناس دى جايبة الفلوس دى كلها منين اهلل يرحمك يا بابا الفلوس اللى عملها كلها لحد ما مات‬ ‫متكفيش فرح زى ده ال و ماما خايفة على الدىب بتاعها و تقولك صيغتى ‪ ،‬تيجى تشوؼ‬ ‫ظلت أروى تضحك على انتقادات سمر عندما رأت سمر آسر متجو نحوىم‬ ‫ ده آسر ‪ ،‬صح ؟‬‫سألت سمر أروى التى بدا عليها االرتباؾ‬ ‫ ايوه واسكتى بقى‬‫ تصدقى باهلل انتى محظوظة يا بت انتى‬‫علقت سمر قبل اف تقوـ من مكانها‬ ‫‪ -‬رايحة فين ؟‬

‫‪84‬‬

‫قيود‬


‫ الحماـ و بعدين ىسيبكوا تتكلموا براحتكم عدى الجمايل بقى‬‫نادتها أروى بصوت خافت لكن سمر تجاىلتها ‪ ،‬التفتت أروى مجددا لتجد نفسها وجها لوجو مع آسر‬ ‫الذى جلس على الكرسى المقابل لها‬ ‫ على فكرة انتى مكنش ينفع تيجى الفرح ده‬‫نظرت اليو أروى بتعجب عندما استمر فى الكالـ‬ ‫ ما ىو مينفعش تدخلى من الباب و تغطى على جماؿ العروسة من واجبى كأخو العروسة اتضايق اما‬‫االقى قمر دخل القاعة و نوره غطى على كل الموجودين‬ ‫ انت مبتتغيرش‬‫ انا !! ‪ ،‬عارفة انا لو مبتغيرش كنت شديتك من ايدؾ دلوقتى و رقصت معاكى قداـ الناس دى كلها‬‫ انت مجنوف‬‫ مجنوف بيكى‬‫قاؿ مبتسما عندما ىزت رأسها مستنكرة‬ ‫ آسر ‪ ،‬انا االسطوانات دى مبتمشيش معاي خالص‬‫ انتى متعبة اوى‬‫ النى فهماؾ كويس اوى‬‫قالت مبتسمة عندما ابتسم اليها يحب ذلك العند الذى يراه فى عينيها يشعر انها أميرة فى قلعة حصينة‬

‫‪85‬‬

‫قيود‬


‫لكنو لن يتراجع حتى يقتحم قلعة مشاعرىا ليعلن نفسو ملكا على عرش قلبها و لن يرضى بغير ذلك‬ ‫بعد فترة قررت سمر و أروى الرحيل حتى ال تتأخرا أكثر من ىذا ووقفتاف فى الخارج فى انتظار سيارة‬ ‫أجرة تقلهم الى المنزؿ عندما جاء اليهما أمجد‬ ‫ انتوا ىتمشوا ؟‬‫ ايوه معلش اصلنا اتأخرنا‬‫قالت أروى عندما قاؿ أمجد‬ ‫ طيب استنى السواؽ يوصلك‬‫ ال مفيش داعى احنا ىنأخد تاكسى‬‫قالت أروى و لكن أمجد كاف عنيدا فرفض اف يتركها تذىب بمفردىا‬ ‫ ال استنى كده ىبقى مطمن عليكى ‪ ...‬عليكوا مينفعش تمشوا لوحدكم فى وقت زى ده‬‫ابتسمت أروى اليو عندما ىمست سمر فى أذنها‬ ‫ برنس‬‫استقلت سمر و أروى السيارة و قادىما السواؽ الى المنزؿ و بمجرد اف دخلت سمر من الباب ظلت‬ ‫تحكى لوالدتها عما رأتو فى الفرح بانبهار كبير مما أثار قلق رقية على أروى ىل يمكن اف يكوف ىذا‬ ‫االبهار مؤثرا بها لربما يدفعها اغراء الماؿ و السلطة الرتكاب حماقة او خطا تندـ عليو طواؿ عمرىا‬ ‫‪ -‬و انتى ساكتة ليو يا أروى؟‬

‫‪86‬‬

‫قيود‬


‫سألت خالتها عندما أجابت‬ ‫ ال ابدا يا ماما اصلو كاف عادى يعنى‬‫عندىا اعترضت سمر‬ ‫ عادى يعنى !! عادى مين يا ماما ده كانت الف ليلة و ليلة بس ع الطبيعة‬‫ضحكت أروى على تعليق سمر ثم استأذنت لتدخل الى غرفتها و غيرت مالبسها و كانت على وشك‬ ‫اف تناـ عندما دخلت عليها خالتها‬ ‫ مالك يا أروى بقالك فترة سرحانة و مش مركزة‬‫ ال ابدا يا ماما ضغط الشغل بس‬‫ يا حبيبة ماما انتى مش مضطرة للشغل ده‬‫ انا عارفة بس انا بحب شغلى ووصلت لنقطة متقدمة فيو مستر أمجد بيعتمد عليا فى كل حاجة‬‫دلوقتى‬ ‫ ماشى بس خلى بالك من نفسك ‪ ،‬مفيش حاجة عايزة تحكيها لى‬‫ انا عندى كالـ كتير بس بعدين‬‫ ماشى لينا قعدة مع بعض ‪ ،‬تصبحى على خير‬‫ و انتى من أىلو ياماما‬‫غادرت رقية لتترؾ أروى تفكر فى آسر وجنونو لكنها وجدت نفسها تتذكر كلمات سمر عن أمجد أيضا‬

‫‪87‬‬

‫قيود‬


‫‪ ،‬شعرت اف عقلها و افكارىا كاألرجوحة تتأرجح يمنة و يسرة بين أمجد و آسر فما كاف منها اال اف‬ ‫لجأت الى ما تفعلو دائما ىربت الى النوـ من تلك األفكار المتصارعة برأسها‬ ‫بعد انتهاء حفل الزفاؼ ‪ ،‬أوصل أمجد ريتاج و زياد الى المطار بينما غادرت كاميليا الى منزلها مع‬ ‫زوجها و بقى آسر مستيقظا فى البهو يفكر فى أروى عندما دخل أمجد من الباب‬ ‫ كويس انك صاحى عايزؾ فى موضوع‬‫ موضوع ايو ؟‬‫تساءؿ آسر فنادرا ما يلجأ اليو أخيو بل العكس دائما ىو الصحيح فجلس يستمع الى أخيو الذى جلس‬ ‫على األريكة المقابلة لو‬ ‫ بص يا آسر انا محتاج خبرتك فى اف انت بتنفذ اللى انت عايزة و بتقف دايما ضد قرارات ماما و‬‫بتصر على رأيك و دى حاجة انا عمرى ما عملتها‬ ‫ فى ايو يا ابنى انت عملت مصيبة ؟‬‫ لسو ىعمل ‪ .....‬أنا قررت اتجوز أروى‬‫كانت تلك الكلمات كافية باسكات آسر تماما فهو لم يتوقع أبدا اف يسمع تلك الكلمات من أمجد‬ ‫ أروى مين؟‬‫سألو كأنو يريد اف يتأكد انو يتحدث عن ذات الفتاة التى تعلق بها قلبو منذ اف رآىا‬ ‫‪ -‬ايو اللى أروى مين ىو انا اعرؼ كاـ أروى ‪ ،‬أروى مديرة مكتبى‬

‫‪88‬‬

‫قيود‬


‫ تجوزىا يعنى ازاى يعنى ؟؟‬‫ ىو ايو اللى ازاى اروح اتقدـ وخطوبة و فرح و مأذوف‬‫ ما انا فاىم قصدى ليو ؟؟‬‫ انت اسئلتك غريبة كده ليو ؟ ىتجوزىا ألنى بحبها ‪ ،‬ىى دى االنسانة اللى أنا فضلت أدور عليها‬‫طوؿ عمرى ىى اللى ىتقف جنبى بجد انا عمرى ما حسيت االحساس ده عارؼ يا آسر انا ببقى‬ ‫متلخبط أوى قدامها مش عارؼ أقوؿ ايو و ال اعمل ايو خصوصا انها مش طايشة و ال متهورة زى معظم‬ ‫البنات دلوقتى محترمة و اىلها طيبين و ىتحافظ على حياتنا مع بعض‬ ‫لم يرد آسر فقط كاف تحت تأثير الصدمة ‪ ،‬أربكتو كلمات أمجد فقد كاف ىذا آخر ما يمكن اف يتوقعو‬ ‫اف يقع أخيو فى حب فتاتو بم يرد او يجيبو لم يعرؼ ‪ ،‬اوقفت الصدمة عقلو عن التفكير‬ ‫ آسر مقلتليش ‪ ،‬اعمل ايو ؟‬‫ مش عارؼ‬‫ فى ايو يا ابنى انت مش مركز خالص‬‫ انا تعباف ‪ ....‬ىطلع اناـ ‪..‬نبقى نتكلم بكرة‬‫ ماشى اطلع انا كماف أناـ‬‫دخل آسر الى غرفتو ال يعرؼ ماذا يفعل فهو لم يكن يتوقع أبدا اف أمجد يحب أروى بل و يريد الزواج‬ ‫منها أيضا بدا األمر ككابوس بالنسبة اليو ما الذى يجب عليو اف يفعل أيخبره بأنو يحبها و يفعل كل‬ ‫شىء ليجذب اىتمامها ‪ ،‬ما الذى يجب عليو اف يفعل مئات االسئلة و المواقف و السيناريوىات جالت‬

‫‪89‬‬

‫قيود‬


‫بخاطره لكنو لم يجد لها سوى حال واحدا ‪ ،‬حقيبة مالبسو و حزـ بعضا من امتعتو كانت الساعة قاربت‬ ‫على السادسة صباحا عندا التقط ىاتفو واتصل بيارا ‪ ،‬انها أحد الفتيات التى تعرؼ عليها آسر تعيش‬ ‫حياة أوربية بمعنى الكلمة ال تهتم ىى او عائلتها ال بالعادات و التقاليد وال حتى الدين تعيش يارا حياتها‬ ‫كما تشاء ربما اسهل فتاة اوقع بها آسر على العكس ىى من جاءت اليو و لهذا السبب اتصل بها فهو‬ ‫أراد شخصية بعيدة كل البعد عن أروى التى قرر اف ينساىا تماما فهو لن يستطيع اف يقف فى وجو أخيو‬ ‫فهو متمرد ‪،‬عنيد و متهور لكنو لن يستطيع مواجهة أخاه أبدا بموقف كهذا ربما لو كاف شخصا آخر‬ ‫غير أخيو لقاتلو من أجلها‬ ‫فتحت يارا عينيها و نظرت الى الهاتف بجانبها لترى رقم آسر فالتقطت الهاتف‬ ‫ آسر ‪ ،‬الساعة ‪6‬‬‫ عارؼ بس اجهزى ىنطلع شرـ‬‫ دلوقتى !!‬‫ ايوه دلوقتى ايو مامتك مش ىتوافق‬‫قاؿ متهكما عندما ضحكت يارا قائلة‬ ‫ مامى مسافرة مع جوزىا انا قاعدة لوحدى و بعدين ىو مش فرح اختك كاف النهاردة‬‫ اخلصى يا يارا ىتيجى و ال أل‬‫‪ -‬ىأجى‬

‫‪90‬‬

‫قيود‬


‫ خالص ساعة و اعدى عليكى‬‫ اوكيو ‪ ،‬باى يا بيبى‬‫اغل ق آسر الهاتف لقد أراد االبتعاد عن حياتو المتهورة والبدء من جديد مع أروى لكن ىذا ال يهم اآلف‬ ‫فهى لن تكوف لو أبدا اف نطق بحرؼ واحد فيتحوؿ ىذا المنزؿ الى نار مشتعلة تحرؽ الجميع اذا‬ ‫فليحترؽ ىو فى صمت ‪ ،‬جهز حقيبتو و اتجو الى السيارة فى طريقو لمنزؿ يارا و ما اف وصل وجدىا‬ ‫تنتظره اماـ منزلها فاتجهت الى السيارة و صعدت لتجلس بجواره‬ ‫ ايو يا مجنوف رايحين على فين‬‫ فى داىية‬‫أجابها لتضحك‬ ‫ اذا كاف كده يبقى يال بينا‬‫أما أمجد فقد انطلق الى شركتو صباحا و دخل الى المكتب ليجد أروى فابتسم اليها‬ ‫ صباح الخير‬‫ صباح الخير ‪ ،‬انا قلت انك مش ىتيجى النهاردة‬‫ ال ىو احنا ىنقضى السنة كلها مشاكل ‪ ،‬نفوؽ لشغلنا بقى‬‫ على العموـ انت اللى جبتو لنفسك ‪ ،‬الننا الزـ ننزؿ الموقع مع العماؿ النهاردة‬‫‪ -‬مش مشكلة‬

‫‪91‬‬

‫قيود‬


‫ احنا ىنخلص شوية الورؽ دوؿ وننزؿ‬‫أومأ أمجد برأسو سعيدا بحماس أروى و بالفعل اتجها الى الموقع و كانا يتابعاف كيفية سير العمل و لكن‬ ‫أمجد كاف ينظر الى أروى و تحركاتها و كيف انها اصبحت قادرة على العمل بمفردىا حتى بدوف وجوده‬ ‫و تذكر أوؿ مرة رآىا كم كانت مرتبكة ابتسم أمجد لتلك الذكرى بينما كاف يتحدث أحد المهندسين‬ ‫معو لكن أمجد لم يكن منتبها لما يقولو‬ ‫ و بعدين ىنطلع بالعواميد بس‪....‬بشمهندس أمجد انت معايا‬‫‪ -‬اه معاؾ ‪ ،‬كمل‬

‫****‬

‫فى ىذه‬

‫األثناء كاف آسر قد وصل الى الفيال فى شرـ الشيخ و جلس فى الشرفة يتذكر كل ما‬

‫حصل ربما االبتعاد عن القاىرة ليس الحل فما حدث مازاؿ يطارده ما قالو أمجد عن أروى و اعترافو‬ ‫آلسر انو يحبها حتى أروى نفسها ال يستطيع التوقف عن التفكير بها و بينما ىو سابح فى أفكارة جاءت‬ ‫يارا‬ ‫ حلو اوى انت جايبنى ىنا ليو؟‬‫قالت و ىى تضع يديها على خصرىا عندما أزاح آسر نظاراتو الشمسية من على عينيو و نظر اليها بضيق‬

‫‪ -‬يارا احنا جايين نقضى يومين مش عايز وجع دماغ و زف مش عاجبك روحى‬

‫‪92‬‬

‫قيود‬


‫ ايو مالك ؟ شكل كده فى واحدة جديدة شاغلة دماغك‬‫ ليو يعنى ؟‬‫جلست يارا بجواره و قالت مبتسمة‬ ‫ يا بيبى انا عارفاؾ كويس‬‫ طيب اسكتى ومتجبيش السيرة دى تانى انا جاى ىنا عشاف انسى‬‫ اوكيو يبقى نخليك تنسى‬‫قالت و ىى تغمز لو بعينها فنظر اليها بدىشة‬ ‫ انتى ىتجنينى على فكرة انا عرفت عليكى بنات كتير اوى عمرىا ما فرقت معاكى‬‫ و تفرؽ معايا ليو انا مبحبكش و ال انت بتحبنى ‪ ،‬احنا عالقتنا كده حلوة و مريحة‬‫نظر اليها آسر باستغراب شديد فبالرغم من انو كاف منفتحا جدا لكن يارا كانت حياتها غريبة حتى فى‬ ‫مشاعرىا‬

‫أما فى موقع العمل التفتت أروى لتجد أمجد أمامها عندما ناولها الطعاـ‬ ‫ جبتلك سندويتشات قلت حاجة ناكلها بدؿ ما احنا واقفين‬‫‪ -‬شكرا‬

‫‪93‬‬

‫قيود‬


‫ انتى بتعملى ايو يوـ االجازة ؟‬‫ معظمو بناـ انا مش بحب الخروج اوى ده غير انى كل يوـ ىنا فى الشغل‬‫ انا برضو بحب قعدة البيت‬‫ساد الصمت بينهم قليال عندما قرر أف أمجد اف يخبرىا بكل شىء ‪ ،‬استجمع شجاعتو و نظر اليها‬ ‫ أروى ؟‬‫ نعم‬‫كانت تنظر اليو مباشرة ألوؿ مرة يجد نفسو مرتبكا ال يعرؼ ما يجب اف يقولو و قرر التراجع‬ ‫ تفتكرى الخرسانة كده كفاية‬‫ اه أعتقد انها كده مظبوطة‬‫لمحت احد العماؿ و نادتو قالت و ىى تكم طعامها عندما‬ ‫ عم محمد دى مش ىتبقى كده‬‫قالت أروى متجهة اليو بينما وقف أمجد غاضبا من نفسو انو لم ينطبق بكلمة ربما ىذا ليس المكاف‬ ‫المناسب‬

‫فى المساء كاف آسر و يارا فى أحد النوادى و بينما يجلس على البار رف ىاتفو فنظر الى الهاتف ثم‬ ‫تركو و لم يجيب فأخذتو يارا و نظرت الى اسم المتصل‬

‫‪94‬‬

‫قيود‬


‫ أمجد ‪ ،‬انت مبتردش عليو ليو ؟‬‫أخذ منها آسر الهاتف‬ ‫ قلتلك متكلميش ممكن‬‫ انت مش ىترتاح غير لما تكلم ‪ ،‬خد‬‫ناولتو يارا كأسا آخر‬ ‫ اشرب بقى و احكيلى كل حاجة‬‫شرب آسر الكأس و بدأ فى اخبار يارا بكل شىءعن أروى و حبو لها و اعتراؼ أمجد لو بأنو ىو اآلخر‬ ‫يحبها و انو لن يستطيع مواجهة أخيو بأف كالىما يحب نفس الفتاة‬

‫وصل أمجد الى الفيال ليجد اف لديهم ضيوؼ يجلسوف مع والدتو و كاميليا ‪ ،‬كاف على وشك الصعود‬ ‫الى غرفتو متسلال فى ىدوء لكن كاميليا اعلنت عن وصولو‬ ‫ أىو كويس اف أمجد وصل‬‫ تعالى يا أمجد دى طنط دولت و بنتها منار محدش غريب‬‫قالت والدتو عندما اتجو نحوىم‬ ‫ أكيد طبعا ‪ ،‬البيت بيتهم‬‫‪ -‬ميرسى يا أمجد طوؿ عمرؾ ذوؽ‬

‫‪95‬‬

‫قيود‬


‫قالت دولت ىانم عندما أومأ أمجد برأسو محافظا على ابتسامتو الرزينة بينما كانت منار تختلس النظر‬ ‫اليو‬ ‫ اتأخرت ليو ؟‬‫سألت كاميليا عندما أجاب‬ ‫ كاف عندى شغل كتير ‪ ،‬عن اذنكم‬‫ ال احنا ىنتعشى مع بعض االوؿ‬‫قالت والدتو و جلس الجميع الى العشاء الذى كاف ىادئا سوى من النظرات فقررت كاميليا محاولة فتح‬ ‫حوار بين أمجد و منار‬ ‫ عارؼ يا أمجد ‪ ،‬منار فى اخر سنة فى الجامعة االمريكية‬‫ كويس و بتدرسى ايو يا آنسة منار؟‬‫ ادارة اعماؿ‬‫ اىو لما تتخرجى تشتغلى مع أمجد‬‫قالت كاميليا مبتسمة عندما قاؿ أمجد‬ ‫ شغلنا صعب معتقدش انها تقدر عليو‬‫‪ -‬انت مهندس صح ؟‬

‫‪96‬‬

‫قيود‬


‫سألتو منار فأجابها‬ ‫ ايوه يعنى شغلى بين العماؿ و المواقع و البهدلة‬‫ انا مدخلتش ىندسة عشاف كده‬‫ آنسة منار واضح انها رقيقة اوى‬‫قاؿ أمجد مبتسما عندما نظرت اليو كاميليا فهى تعرؼ ىذه االبتسامة المتهكمة جيدا لن يالحظها غيرىا‬ ‫فهى تعرفو جيدا فمنار لم تعجبو و لكنو كاف مهذبا معهم الى اف غادروا‬ ‫ ايو رأيك؟‬‫سألت والدتو فأجابها متظاىرا انو ال يعرؼ جيدا ما ترمى اليو‬ ‫ فى ايو ؟‬‫ منار‬‫ معجبتوش يا ماما‬‫أجابت كاميليا بدال منو بنبرة غاضب و ىى تجلس على األريكة‬ ‫ ليو دى البنت جميلة و مؤدبة و رقيقة ؟‬‫تساءلت والدتو عندما بدأ فى شرح وجو نظره لها‬ ‫‪ -‬ماما واضح اوى انها من نوع البنات البسكوت الرقيقين اوى و انا النوع ده ما ينفعنيش‬

‫‪97‬‬

‫قيود‬


‫ اماؿ ىتتجوز بنت بتقف دفاع فى ماتش كورة‬‫قالت كاميليا بسخرية عندما ابتسم اليها مما زاد غضبها‬ ‫ انا عايز انسانة قوية تساعدنى و تقف جنبى ‪ ،‬منار دى لو حد زعق فيها ممكن يجيلها انهيار عصبى‬‫ أمجد انا فاىماؾ‬‫قالت كاميليا بعصبية عندما اتجو أمجد نحوىا و قبل رأسها قبل اف يتجو الى أعلى قائال‬ ‫ كامى تصبحى على خير‬‫كاف أمجد فى طريقو الى غرفتو فى األعلى عندما توقف ليسأؿ عن اخيو‬ ‫ ىو آسر فين ؟‬‫ راح شرـ الشيخ‬‫قالت والدتو عندما سأؿ مجددا‬ ‫ و ريتاج ما اتصلتش‬‫ كلمتها من ساعتين طايرة من الفرحة و بيتفسحوا فى باريس‬‫ ربنا يسعدىم ‪ ،‬انا طالع اناـ‬‫غادر أمجد الى غرفتو عندما التفت اختو الى والدتها‬ ‫‪ -‬و بعدين يا مامى شكل البنت دى داخلو دماغو‬

‫‪98‬‬

‫قيود‬


‫ انتى معندكيش صبر ليو سيبيو براحتو يا كامى لحد ما يجى و يكلمنى‬‫قالت والدتو و ىى واثقة اف ىذا الزواج لن يتم لكن كاميليا كانت قلقة من تأثير أروى على أمجد تشعر‬ ‫اف أمجد لن يستسلم بسهولة و ينصاع الى أوامر والدتو‬ ‫على الجانب اآلخر جلس آسر على الرماؿ أماـ البحر مخمورا و كانت يارا بجانبو بعد اف اخبرىا بكل‬ ‫شىء‬ ‫ و ىى بتحب مين بقى ؟‬‫ مش عارؼ ‪ ،‬ساعات بحس انها بتحبنى بس منكرش انى شفت فى عنيها نظرات اعجاب بأمجد‬‫ عارؼ يا آسر انا برضو معجبة بأمجد‬‫نظر اليها آسر مندىشا‬ ‫ ايو اكذب عليك يعنى أمجد أحسن منك فى كل حاجة ناجح و عنده طموح و متزف و عاقل اى بنت‬‫ىتحس باالماف معاه‬ ‫ الناس كلها شايفة كده ‪ ،‬ماما و بابا كانوا بيحبوه اكتر ‪ ،‬كاميليا و ريتاج لو عندىم مشكلة بيلجأوا ليو‬‫ىو مش أنا و أخيرا البنت اللى انا بحبها ىو اللى ىيتجوزىا‬ ‫ انت عارؼ السبب الوحيد اللى خالنى اشيلو من دماغى انى عارفة انو مش ىيبص لى اصل انا مش‬‫استايلو ‪ ،‬أمجد ملوش غير فى الجواز و انا مليش فى الحوار ده زيك كده ‪ ،‬انت مبتحبش أروى دى انا‬ ‫و انت عارفين كويس انت عايز منها ايو و لو خدت اللى انت عايزه ىترميها زى غيرىا ‪ ،‬انت بس‬ ‫زعالف اف أمجد ممكن يهزمك و يفوز بيها دى كل الحكاية‬

‫‪99‬‬

‫قيود‬


‫ ال مش كده أروى مختلفة بجد‬‫ أروى ىتختار أمجد لو اتحطت فى اختيار صدقنى انا عارفة الدنيا دى كويس ‪ ،‬يا ابنى الشركة‬‫بتاعتكم كلها فى جيبو و ىى عارفة ده كويس النها بتشتغل معاه العقل بيقوؿ كده‬ ‫ظل آسر يفكر فى كالـ يارا ىل يمكن اف يكوف حقيقة ‪ ،‬ىل يمكن اف تختار أروى أمجد اف وضعها فى‬ ‫االختيار و لم يختار االنسحاب اف كاف يحبها فليتقدـ و يفز بها ‪ ،‬لم تقهقر كفأر صغير الى جحره ‪،‬‬ ‫ىذا ليس من شيمو و لن يكوف خائفا ضعيفا مهزوما دوف عراؾ حتى ‪ ،‬انتفض آسر واقفا‬ ‫ قومى‬‫ على فين ؟؟‬‫ ىننزؿ مصر‬‫ الساعة ‪ 4‬الفجر و انت متنيل شارب‬‫ متخفيش مش ىنموت النهاردة‬‫ اشمعنى‬‫ خالص خليكى انا نازؿ لوحدى‬‫‪ -‬خالص جاية اىوه ‪ ،‬انا مش عارفة انت طاقق كده ليو يا ابنى اعقل شوية‬

‫فى صباح اليوـ التالى قرر أمجد اخبار أروى بكل شىء و لكنو تردد مرات عديدة حتى جاءت اللحظة‬

‫‪100‬‬

‫قيود‬


‫التى قرر فيها عدـ التراجع كاف يراجع بعض التصاميم مع أروى عندما ىمت بالخروج فناداىا و التفتت‬ ‫اليو‬ ‫ أروى انتى مرتبطة ؟‬‫نظرت اليو أروى مرتبكة من سؤالو‬ ‫ أل حضرتك عارؼ انى ال متجوزة و ال مخطوبة‬‫ تتجوزينى ؟‬‫قاؿ أمجد عندما نظرت اليو كمن أصابتو عاصفة جليدية فعجز عن الكالـ او الحركة فاستطرد أمجد‬ ‫قائال‬ ‫ انا معجب بيكى من فترة و قررت اف انا اعرض عليكى الموضوع ده و كل اللى طالبو منك انك‬‫تفكرى و صدقينى لو كاف جوابك بالرفض على قد ما ىزعل على قد ما ده عمره ما ىيغير حاجة بالنسبة‬ ‫لى ىأفضل احترمك‬ ‫خرجت أروى من المكتب ال تعرؼ ما عليها اف تفعل كانت فى صدمة حقيقة استغرقت بعض الدقائق‬ ‫حتى استوعبت الموقف و المفاجأة بالرغم من مشاعرىا تجاه آسر وجدت اف قلبها ال يرفض أمجد‬ ‫بالكلية مما زاد حيرتها و زاد الموقف تعقيدا ايضا ‪ ،‬انتهت ساعات العمل و كاف على أروى الذىاب‬ ‫فقد غادر أمجد منذ ساعتين و لكنها ظلت جالسة تفكر فى تلك القنبلة التى القاىا أمجد على‬ ‫مشاعرىا و لكنها قررت انو ال فائدة من الجلوس فاتجهت الى خارج الشركة و لكنها بمجرد اف خرجت‬ ‫توقفت سيارة امامها و فتح آسر الباب ‪ ،‬كاف يبدو فى حالة يرثى لها‬

‫‪101‬‬

‫قيود‬


‫ اركبى‬‫بدا طلبو أمرا اكثر منو طلبا‬ ‫ نعم ؟‬‫ أروى ‪ ،‬اركبى بدؿ ما اعمل مشاكل فى الشارع انتى عارفانى‬‫ركبت أروى و ىى مستاءة من طريقة تصرؼ آسر‬ ‫ فى ايو ؟؟‬‫سألتو لكنو لم يجبها فقط انطلق بسرعة جنونية الى اف وصل اال عمارة فتوقف امامها‬ ‫ ممكن تفهمنى فى ايو ؟‬‫ ىتفهمى كل حاجة ‪ ،‬تعالى‬‫ أجى فين ؟‬‫ تعالى بس‬‫دخل آسر الشقة فى الدور األوؿ و دخلت أروى خلفو ال تعرؼ ماذا يريد لكن فضولها يدفعها لمعرفة‬ ‫لم يتصرؼ بتلك الطريقة ‪ ،‬كاف آسر على وشك اف يغلق الباب عندما امسكت أروى بالباب‬ ‫ سيب الباب مفتوح‬‫دخال الى الصالة بعد اف تركا الباب مفتوح‬

‫‪102‬‬

‫قيود‬


‫ ممكن افهم انت جايبنى ىنا ليو ؟‬‫ انا عايز اتجوزؾ‬‫نظرت اليو أروى بصدمة فانو تانى عرض زواج تتالقاه اليوـ وليس من شخصين مختلفين انما أخوين ىل‬ ‫من الممكن اف يتخيل أحد اف ىذا ممكن اف يحدث‬ ‫ مبترديش ليو ؟ أروى أمجد عايز يتجوزؾ ىو قالى كده و قالى انو بيحبك‬‫ قالى النهاردة‬‫ و انتى قولتيلو ايو ؟‬‫ مردتش‬‫ بتفكرى ؟‬‫ آسر ‪ ،‬أنا ‪......‬‬‫قبل اف تكمل قاطعها آسر‬ ‫ احنا نتجوز دلوقتى حاال و الورؽ موجود و الشهود كماف‬‫ عرفى !‬‫ أروى ده مؤقتا على لما نشوؼ ىنعمل ايو‬‫‪ -‬ال طبعا انا مستحيل اعمل كده‬

‫‪103‬‬

‫قيود‬


‫ خالص ىجيب مأذوف و يبقى رسمى بس فى السر لفترة الف أكيد أمجد مش ىيسكت لما يعرؼ‬‫انتى ىتقعدى ىنا و تختفى من حياتو تماما و ىنعيش حياتنا لحد ما ارتب اوضاعى و اخد نصيبى فى‬ ‫الشركة و أخدؾ و نسافر‬ ‫ و ىو ده الحل ‪ ،‬انى اتجوزؾ فى السر زى الحرامية صح ؟‬‫ أماؿ عايزانى اعمل ايو؟‬‫ انا مش ىعمل كده أبدا‬‫ انتى مبتحبينيش انتى لو بتحبينى كنتى وافقتى انك تكونى معايا‬‫ معاؾ فى حياة غلط‬‫ انا مقلتش انى عايز حاجة غلط ‪ ،‬انا لو كنت عايز اذيكى او أخدؾ بالعافية كنت أقدر‬‫ ده بيتهيألك بس انت مغرور اوى ‪ ،‬مفكر ايو أى واحدة انت عايزىا ىتترمى تحت رجليك و اللى‬‫تعقد شوية بسيطة حتة ورقة او جوازة فى السر تجيبها انت شايفنى رخيصة اوى كده‬ ‫صاحت بو أروى غاضبة عندما نظر اليها غاضبا ىو اآلخر و قاؿ متهكمت‬ ‫ بالعكس انتى ذكية اوى ‪،‬انتى فعال حاسباىا صح تعلقينى انا لحد ما ترسمى على أمجد لو صنارة‬‫أمجد غمزت يبقى أحسن و لو محصلش انا موجود صح‬ ‫ آسر انت مش فايق و ال عارؼ انت بتقوؿ ايو‬‫ىمت اروى بالخروج عندما امسك آسر بذراعها‬

‫‪104‬‬

‫قيود‬


‫ انتى رايحة فين؟ مفكرة نفسك ايو انا مش ىسيبك انتى ملكى انا فهمانى‬‫ما كاف من أروى اال اف صفعتو على وجو بكل قوتها قبل اف تخرج من الشقة محاولة اال تبكى وقف‬ ‫آسر مكانو ال يكاد يصدؽ ما حدث للتو لقد رفضتو أروى بل اىانتو أيضا ‪ ،‬كانت أوؿ من يلقى تلك‬ ‫الكلمات على مسامعو ىذا لم يحدث لو قبال لقد اعتاد اف يكوف ىو الجالد ال الضحية حطم قلوبا‬ ‫كثيرة لكن قلبو لم يتحطم من قبل ‪ ،‬شعور موجع لم يعرفو أبدا قبل تلك اللحظة‬

‫****‬

‫عادت‬

‫أروى الى المنزؿ و دخلت الى غرفتها باكية عندما دخلت ورائها سمر قلقة‬

‫ مالك يا أروى انتى بتعيطى ؟‬‫ارتمت أروى فى حضن سمر و ظلت تبكى‬ ‫ بس يا أروى اىدى بس و احكيلى اللى حصل‬‫قصت أروى على سمر كل ما جرى‬ ‫ و انتى زعالنة احمدى ربنا انو كشف آسر على حقيقتو و انتى قررتى تعملى ايو ؟‬‫ قررت أستقيل‬‫ نعم ؟!‬‫ ده قرار مفيهوش رجوع و ال نقاش انا الزـ ابعد عن كل ده ‪ ،‬انا حتى مش ىستقيل انا مش ىورى اى‬‫حد فيهم وشى تانى‬

‫‪105‬‬

‫قيود‬


‫ بس يا أروى ‪......‬‬‫قاطعتها قبل اف تكمل‬ ‫ سمر انا مش عايزة نقاش فى الموضوع ده‬‫حزمت أروى أمرىا اف تترؾ كل شىء و تهرب‬ ‫جاء الليل و مازاؿ آسر يجلس فى الشقة يفكر فيما حدث ألوؿ مرة تواجو فتاة بحقيقتو مغرور و‬ ‫متعجرؼ ال يستطيع اف يقدر قيمة الفتاة التى أمامو ربما كانت لديو فرصة اف يفوز بقلبها لكنو تصرؼ‬ ‫بمنتهى الغباء و كعادتو ىا ىو يندـ على الشىء بعد فعلو اجتاحو غضب من نفسو و أروى و ربما أمجد‬ ‫أيضا‪..‬غضب عارـ بداخلو من كل ما حدث‪.‬‬ ‫أما أمجد فقد عاد الى المنزؿ و ىو يفكر فى قرار أروى كم تمنى اف توافق على طلبو ىو لم يعد يرى‬ ‫غي رىا ىو لم يحب من قبل و ربما تلك ىى مشكلة العشق للمرة االولى انها تكوف االخيرة ‪ ،‬فمن لم‬ ‫يعطى قلبو ألحد للمرة االولى لن يستطيع استرداده مرة أخرى‪.‬‬ ‫على الجانب اآلخر كانت أروى تجلس فى شرفة غرفتها تنظر الى السماء و عينيها ممتلئة بالدموع لم‬ ‫ذىبت مع آسر و لم سمحت لو اف يتسلل الى مشاعرىا بتلك الطريقة و مهما حاولت ابعاده يعود مرة‬ ‫أخرى و لكنها بالتأكيد المرة االخيرة التى ستسمح لقلبها او عقلها التفكير بو ‪ ،‬كاف ىذا قرارا نهائيا‬ ‫بالنسبة اليها ‪ ،‬فقد تم اغالؽ تلك الصفحة من حياتها لؤلبد‬

‫فى اليوـ التالى دخل أمجد الى المكتب و لم يجد أروى فسأؿ احدى السكرتيرات‬

‫‪106‬‬

‫قيود‬


‫ نورا ‪ ،‬ىى أروى مجتش ؟‬‫ أل و اتصلت بيها موبايلها مقفوؿ‬‫ طيب روحى انتى‬‫أمسك امجد بهاتفو و اتصل بأروى لكن ىاتفها كاف مغلقا ‪ ،‬ربما كاف ىذا ىو جوابها لو‪ ،‬شعر بحزف‬ ‫شديد و ربما ندـ على اخبارىا فاآلف ىى قد خرجت من حياتو و ربما لن تعود‬

‫مرت األياـ صعبة حقا عليهم جميعا كانت أروى تقضيها بين المطعم والمنزؿ بينما آسر ال يدخل الى‬ ‫المنزؿ اال بعد طلوع الفجر و أمجد شارد الذىن معظم الوقت ال يعرؼ أحدا منهم متى سيخرج من‬ ‫ىذه الحالة فليس ىناؾ مفر او مهرب الى أين يفر المرأ من قلبو و بما يشعر فى داخلو و فى احد االياـ‬ ‫بينما أروى عائدة الى المنزؿ مع سمر رأت سيارة فى انتظارىم و قد عرفت تلك السيارة تماما و كما‬ ‫توقعت خرج آسر من السيارة ‪ ،‬تجاىلتو أروى و سمر عندما وقف أماـ أروى‬ ‫ أروى ممكن اتكلم معاكى‬‫ مفيش حاجة تتقاؿ‬‫أجابتو ببرود و كانت على وشك الذىاب عندما قطع طريقها مجددا‬ ‫ بس انا لسو عندى كالـ‬‫‪ -‬انا ىستناكى فى المطعم‬

‫‪107‬‬

‫قيود‬


‫قالت سمر قبل اف تنصرؼ ‪ ،‬نظرت أروى الى آسر‬ ‫ نعم عايز ايو ؟‬‫ أروى انتى فهمتينى غلط ‪ ،‬أنا‪....‬‬‫توقف يبحث عن كلمات مناسبة لكنها صاحت بو قبل اف يقوؿ أى شىء‬ ‫ انت ايو؟ انت عمرؾ ما ىتتغير ىتفضل على طوؿ الشاب الغنى المغرور اللى مفكر انو ممكن ياخد‬‫اى بنت ىو عايزىا مفكرتش انت بتجرح مين او بتضايق مين بتدوس على مشاعر الناس كأنها ملهاش‬ ‫قيمة مبتفكرش فى حد غير نفسك و بس‬ ‫ انا آسف ‪ ،‬انا بجد آسف بس انا عايزؾ تعرفى انى عمرى ما شفتك رخيصة زى ما انتى قلتى بس انا‬‫منفعكيش انا كل حياتى سلسلة من االخطاء بس صدقينى انا مستعد اعمل أى حاجة فى الدنيا عشاف‬ ‫تبقى ليا مستحيل اتخيل انك تبقى لحد تانى‬ ‫قاؿ و ىو ينظر الى عينيها عندما نظرت اليو بتحدى‬ ‫ آسر‪....‬انت لو آخر واحد فى الدنيا عمرى ما ىبقى ليك ابدا‬‫قالت أروى قبل اف تذىب و تتركو كانت بالنسبة لها ىذه ىى الطريقة الوحيدة لشفاء جرح كرامتها الذى‬ ‫تسبب بو‪ ،‬ىكذا استطاعت اف ترد لو الصاع‬

‫على الجانب اآلخر كاف أمجد يجلس فى شرفة القصر يفكر بدا مهموما و حزينا عندما سمع صوتا فى‬ ‫البهو كانت ريتاج أختو قد وصلت من السفر‬

‫‪108‬‬

‫قيود‬


‫ مفاجأة‬‫ ريتا !‬‫قامت اليها كاميليا و احتضنتها‬ ‫ وحشتينى اوى ‪ ،‬ازيك يا زياد؟‬‫سلمت كاميليا على زياد ثم سلمت جيهاف عليهم أيضا‬ ‫ وحشتينى اوى يا مامى و البيت وحشنى‬‫قالت ريتاج و ىى تجلس فى حضن والدتها‬ ‫ طيب مش كنتم قلتم كاف حد استقبلكم فى المطار‬‫عاتبتها والدتها عندما قاؿ زياد مدافعا‬ ‫ ريتا ىى اللى صممت اننا نعملها لكم مفاجأة‬‫ بس مفاجأة حلوة ‪ ،‬اماؿ فين أمجد و آسر ؟‬‫سألت رتاج عندما دخل أمجد من الشرفة قادما نحوىا‬ ‫ انا اىوه‬‫جرت ريتاج نحوه و احتضنتو‬ ‫‪ -‬وحشتنى اوى واهلل‬

‫‪109‬‬

‫قيود‬


‫ و انتى كماف يا حبيبتى ‪ ،‬اتبسطتى فى ايطاليا‬‫ اوى اوى‬‫ ازيك يا زياد خالص يا عم اتدبست اىوه رسمى‬‫قاؿ زياد ممازحا‬ ‫ ىنعمل ايو بقى‬‫ أل انا اتفقت معاؾ ىما اسبوعين بعد كده ىنبدأ الشغل‬‫قاؿ أمجد عندما علقت كاميليا‬ ‫ شهر العسل فى الدنيا كلها ‪ 32‬يوـ ‪ ،‬أمجد الوحيد اللى خاله ‪ 25‬يوـ بس‬‫ لما يتجوز ىو ىيعملو ‪ 62‬يوـ‬‫قالت ريتاج عندما ابتسم اليها أمجد ابتسامة حزينة الحظتها ريتاج فقرر االنسحاب‬ ‫ انا ىأروح أشوؼ لمار‬‫ذىب أمجد و كانت ريتاج تشعر بأف ىنالك شيئا ما بداخلو لم يفصح عنو ألحد‬ ‫ انتوا بقى مش ىتروحوا انا بايتة ىنا النهاردة عشاف بساـ مسافر انتوا كماف اقعدوا معانا النهاردة‬‫أومأت ريتاج برأسها لكنها كانت مشغولة جدا بأمجد ‪ ،‬الذى كاف فى الغرفة مع لمار الصغيرة ذىبت‬ ‫ريتاج نحو الغرفة عندما سمعتو يحكى لها قصة قبل اف تناـ‬

‫‪110‬‬

‫قيود‬


‫ وبعدين االمير قالها انو بيحبها و عايز يتجوزىا و فجأة اختفت االميرة و مبقاش عارؼ يدور عليها‬‫فين و بقى مش عارؼ ىل ىو غلط لما طلب منها انو يتجوزىا و ال أل و بعدين ‪...‬‬ ‫ربتت ريتاج على كتفو و ىمست شعر أمجد بيد تربت على كتفو فالتفت ليجد ريتاج التى ىمست لو‬ ‫ خالص نامت‬‫خرج االثناف من الغرفة و توجو أمجد الى غرفتو عندما تبعتو ريتاج‬ ‫ ايو بقى القصة يا أمير ؟‬‫ ىو؟‬‫ القصة مين االميرة اللى مخلياؾ متحير و حالك متشقلب كده‬‫ مفيش‬‫ أمجد انا عارفاؾ كويس و كل أسرارى معاؾ انا ال ماما و ال كامى ‪ ...‬فى حاجة بينك و بين أروى ؟‬‫ اشمعنى أروى ؟‬‫ انت بتحبها دى حاجة مش محتاجة فلسفة ‪ ،‬واضحة زى الشمس من نظرتك ليها‬‫ طلبت منها الجواز‬‫ و ايو اللى حصل ؟‬‫ اختفت مجتش الشغل يعنى محبتش انها تبقى موجودة طالما ىى رافضة بس بجد انا حاسس اف كل‬‫حاجة ناقصة من غيرىا ‪ ،‬احساس غريب اوى ‪ ،‬عمرى ما حسيتو فراغ مفيش حاجة بتمليو زى ما يكوف‬

‫‪111‬‬

‫قيود‬


‫فى اوضو فاضية فى قلبى ضلمة اوى و الهوا بيصفر فيها جوا‬ ‫نظرت اليو ريتاج ال تعلم ما عليها اف تقولو فؤلوؿ مرة ترى أمجد على ىذا الحاؿ عندما دخل آسر الذى‬ ‫سمع حوارىم‬ ‫ روحلها ‪ ....‬روحلها يا أمجد و اتكلم معاىا‬‫قاؿ آسر عندما نظر أمجد اليو‬ ‫ مينفعش ‪ ،‬انى افرض نفسى عليها‬‫ يمكن ىى بتحبك بس خايفة من الوضع اللى حواليك فقالت تبعد‪ ،‬روح و اتكلم معاىا بدؿ ما تقضى‬‫عمرؾ كلو ندماف انك متصرفتش صح فى الوقت الصح‬ ‫فكر أمجد فيما اخبره بو أخيو ربما كاف محقا فيما قالو ‪ ،‬ما أسوأ شىء من الممكن اف يحدث عليو‬ ‫مواجهتها و أال يتراجع دوف اف يسمع منها انها ال تريده‬

‫كانت أروى فى سريها تتظاىر بالنوـ ‪ ،‬عندما تقلبت سمر فى سريرىا ىى األخرى و نظرت ناحية سرير‬ ‫أروى‬ ‫ انا عارفة انك مش نايمة‬‫ عايزة ايو يا سمر ؟‬‫سألت أروى باستياء فهى تعلم اف سمر ستعيد على مسامعها نفس الكلمات مرة أخرى‬

‫‪112‬‬

‫قيود‬


‫ عايزاكى تخرجى من الحالة دى و تفكرى بعقلك‬‫التفتت اليها أروى و ىى تسألها باستنكار و عصبية‬ ‫ يعنى اعمل ايو؟‬‫ يعنى توافقى على أمجد‬‫ انتى اتجننتى‬‫علقت أروى بغضب عندما بدأت سمر فى شرح وجو نظرىا‬ ‫ بالعكس بقى ‪ ،‬أمجد مناسب ليكى جدا وانتى معجبة بيو يا بنتى ده فرصة مبتجيش كل يوـ‬‫ ساعتها آسر ىيفتكر اف كالمو صح‬‫قالت أروى بحزف عندما نظرت اليها سمر و قالت بعصبية‬ ‫ آسر يفتكر اللى ىو عايزه ‪ ،‬أروى اسمعى كالمى مش ىتالقى أحسن من أمجد أخالؽ و مركز مالى و‬‫اجتماعى و بيحبك و عمره ما ىيبص لغيرؾ‬ ‫ نامى يا سمر ‪ ،‬نامى‬‫ ىتخمد ‪ ،‬ناس بتتبطر ع النعمة‬‫ظلت أروى تفكر فى ما قالتو سمر ربما لو لم يكن أمجد أخو آسر لكانت وافقت فورا على الزواج منو‬ ‫فهو رجل بمعنى الكلمة اعجبت بو بعقلها و ربما تكن لو مشاعر ستتحوؿ يوما ما الى حبا عاقال و لكن‬ ‫ىل كاف الحب يوما عاقال ؟! و لم ال ‪ ،‬أال يزين العقل كل شىء دخل اليو بالتأكيد اف زين العقل الحب‬

‫‪113‬‬

‫قيود‬


‫سيجعلو اكثر راحة و ىدوء و اتزاف ايضا بدا ىذا واضحا ففى يوـ واحد انكشف لها كل شىء كاف‬ ‫واضحا جدا الفرؽ بين من أرادىا ملكة يتوجها على عرش قلبو و عقلو معلنا حبو لها بمنتهى الرقى و بين‬ ‫من أرادىا جارية من جواريو ‪ ،‬اسم فى قائمة طويلة لن يكوف لها نهاية وىى ال يمكن اف تكوف ىكذا من‬ ‫يريدىا فليجعلها أميرتو‬

‫****‬

‫فى صباح اليوـ‬

‫التالى كانت سمر تستعد للذىاب الى الجامعة بينما أروى ال تزاؿ بغرفتها عندما‬

‫رف جرس الباب‬ ‫ شوفى مين يا سمر‬‫صاحت والدتها عندما اخذت سمر تتمتم فى استياء‬ ‫ يادى سمر و سنين سمر ده انا شغالو بواب‬‫فتحت سمر الباب لتجد أمجد أمامها‬ ‫ آنسة أروى موجودة ؟‬‫ ايوه طبعا اتفضل‬‫أدخلت سمر أمجد الى الصالوف ثم اتجهت بسرعة الى غرفتها لتجد أروى تبدؿ مالبسها‬ ‫ اروى‪ ،‬أمجد بره‬‫‪ -‬أمجد مين؟؟‬

‫‪114‬‬

‫قيود‬


‫تساءلت أروى فى دىشة‬ ‫ أمجد يا بنتى يال عشاف تقابليو ‪ ،‬ماما قاعدة معاه بره‬‫خرجت أروى و نظرت الى أمجد تشعر انها افتقدتو ربما شغلتها فوضى آسر عن شعورىا الحقيقى تجاىو‬ ‫ ممكن نتكلم لو سمحتى‬‫طلب منها عندما أومأت برأسها فأستأذنت خالتها‬ ‫ طيب انا ىسبيكم تتكلموا‬‫ لو سمحتى يا طنط انا عايز حضرتك تكونى موجودة عشاف تسمعى اللى ىأقولو ‪ ،‬الموضوع انى‬‫طلبت ايد أروى للجواز و ىى مردتش عليا كل اللى عملتو انها مجتش الشغل مع انى قلتلها اف الشغل‬ ‫ملوش عالقة بالموضوع ده لكن ىى فضلت انها تهرب زى الطفلة الصغيرة‬ ‫ أنا ‪.....‬‬‫قاطعها أمجد قبل اف تكمل‬ ‫ انتى مش موافقة بس انا عمرى ما فرضت نفسى عليكى على االقل كنتى بلغينى ردؾ و استقيلى لو‬‫لقيتينى بعاملك بشكل مختلف انا راجل عملى و بعرؼ افصل بين شغلى و مشاعرى و ال انا غلطاف يا‬ ‫طنط‬ ‫ عداؾ العيب يا ابنى‬‫‪ -‬انا جيت بس عشاف افهمك كده يا أروى الجواز قرار شخصى و مش معنى انك ترفضينى انك‬

‫‪115‬‬

‫قيود‬


‫تسيبى الشغل و تختفى ليو منبقاش متحضرين دى قسمة و نصيب و لو عايزة ترجعى الشغل مكانك‬ ‫لسو موجود ‪...‬عن اذنكم‬ ‫أخذ أمجد بضع خطوات ناحية الباب و كالمو يتردد فى عقل أرو ايضا كلمات سمر بالفعل أمجد‬ ‫شخص لن تستطيع تعويضو اف تركتو يذىب نادتو أروى باسمو بدوف القاب ألوؿ مرة فالتفت اليها‬ ‫ أنا موافقة‬‫ابتسم اليها أمجد و قد كاد قلبو اف يطير من الفرح و ما كاف من سمر اال اف اطلقت الزعاريد‬ ‫ حيث كده مش ناقص غير موافقة طنط‬‫قاؿ أمجد مبتسما الى رقية‬ ‫ انت ابن اصوؿ يا ابنى و اى ناس يتمنوؾ بس الحاجات دى ليها اصوؿ‬‫ حضرتك أنا والدى متوفى لكن والدتى ربنا يديها طوؿ العمر ىتيجى تطلب أروى منك رسمى ‪ ،‬تحبى‬‫امتى ؟‬ ‫ الخميس الجاى كويس‬‫قالت سمر فى اندفاع عندما نظرت اليها بحدة عندما تراجعت سمر‬ ‫ وحش الخميس خليها ‪ ...‬ماما ىى اللى تقوؿ‬‫ انتوا تشرفوا فى اى وقت‬‫احتضنت سمر أروى بفرح شديد‬

‫‪116‬‬

‫قيود‬


‫ مبروؾ يا روءة‬‫ابتسمت أروى الى امجد و منذ ىذه اللحظة وعدت نفسها اف يمتلك أمجد قلبها و عقلها وحيدا ال‬ ‫يشاركو فيو أحد أبدا‬ ‫خرج أمجد و كاد قلبو اف يطير من الفرح و لكنو كاف يعلم جيدا المعركة القادمة مع والدتو لن تكوف‬ ‫سهلة لكنو كاف مستعدا لها فهو لن يدع أروى تضيع من بين يديو و فعال فى الليل عندما عاد الى المنزؿ‬ ‫أخبر والدتو و كما كاف من المتوقع استشاطت غضبا‬ ‫ انت اتجننت يا أمجد ‪ ،‬بقى أنا مش عاجبنى كل بنات العائالت دوؿ و فى اآلخر رايح تجوز مديرة‬‫مكتبك‬ ‫ و اهلل يا ماما دى بنت ىايلة ومحترمة و اىلها طيبيين وانا بحبها‬‫ مستحيل يا أمجد‬‫دخل آسر و النقاش محتدما بين والدتو و أخاه‬ ‫ فى ايو يا جماعة ؟ صوتكوا عالى اوى‬‫ البيو راح طلب ايد مديرة مكتبو عشاف يتجوزىا‬‫ مبروؾ‬‫ىنأه آسر بنبرة باردة حاوؿ اف يخفى ورائها حزنو فحبيبتو ضاعت منو و ستزؼ عروسا الى أخيو شعور‬ ‫قاسى انك ال تستطيع اف تكره غريمك حتى بل يتمنى لو السعادة‬

‫‪117‬‬

‫قيود‬


‫ انت عايز تموتنى انت كماف‬‫قالت والدتو فى حنق عندما أجابها آسر‬ ‫ ماما دى حياتو و ىو حر فيها‬‫ الموضوع ده على جثتى‬‫قالت باصرار يعلم أمجد عند والدتو كثيرا فجلس أماـ كرسيها على ركبتيو ممسكا بيدىا‬ ‫ ماما انا عمرى ما خالفتك و مستحيل اعمل حاجة انتى مش راضية عنها بس انتى كده بتحكمى عليا‬‫اعيش تعيس انا محبتش و ال ىحب غيرىا ورحمة بابا متحرمينى انى أكوف سعيد معها‬ ‫نظرت اليو والدتو و ال تعرؼ ما عليها اف تقوؿ فقط ظلت صامتة يبدو اف األمر ليس سهال كما اعتقدت‬ ‫فأمجد لم يعتد مناقشتها من قبل لكن يبدو اف قلبو معلق كثيرا بأروى‬ ‫عادت أروى الى العمل وكانا سعيدين جدا معا بينما كاف آسر يعانى فى صمت تاـ و استمرت محاوالت‬ ‫أمجد فى اقناع والدتو و انضمت اليو ريتاج بينما عارضت كاميليا الفكرة مثل والدتها و لكن أخيرا‬ ‫استطاع أمجد االنتصار فى المعركة‬ ‫ خالص اعمل اللى انت عايزه‬‫قالت والدتو بعدـ رضا وىى تشيح بوجهها عنو لكنو جلس أمامها‬ ‫ مفيش حاجة اسمها اللى انا عايزه انا عايزؾ راضية عنى ‪ ،‬عشاف خاطرى ادى لنفسك فرصة تعرفيها‬‫‪ -‬ماشى يا أمجد ‪ ،‬كلمهم قولهم اننا جايين‬

‫‪118‬‬

‫قيود‬


‫فرح أمجد كثيرا و قبل رأس والدتو‬ ‫ ربنا يخليكى ليا يا رب و ميحرمنيش منك يارب ‪ ،‬انا ىكلم آسر يجى معانا‬‫اتصل أمجد بآسر الذى كاف يجلس كالعادة فى الملهى فالتقط الهاتف‬ ‫ انت فين يا ابنى يال عشاف تيجى معانا ؟‬‫ روحوا انتوا انا مش فاضى‬‫قاؿ آسر بضيق محاوال السيطرة على اعصابو فقد كاف حزينا يائسا لكنو يجب اف يخفى األمر جيدا‬ ‫حتى ال يعلم اى منهم باألمر‬ ‫ انت بتهزر ؟‬‫قاؿ أمجد مستاءا فقد أراد من أخيو اف يكوف بجانبو‬ ‫ أمجد انت عارؼ انا مليش فى الجو ده سالـ‬‫أغلق آسر الهاتف عندما ابتسمت يارا التى كانت تجلس بجانبو ابتسامة سخرية‬ ‫ حد يسيب أخوه و ىو عريس برضو‬‫قالت يارا متهكمة عندما صاح بها غاضبا‬ ‫ مش ناقصاكى‬‫‪ -‬مش انت اللى عملت فيها شهم اتحمل بقى‬

‫‪119‬‬

‫قيود‬


‫قالت يارا بسخرية و ىى تأخذ رشفة من كأسها بينما كاف آسر يجلس تشتعل النيراف فى داخلو و ال‬ ‫يعرؼ طريقا الخمادىا‬

‫أما فى منزؿ أروى كانت سمر تزين أروى فى غرفتهم بينما كانت أروى تشعر بتوتر و فرح ال تستطيع اف‬ ‫تميز كم المشاعر المختلطة التى تمر بها‬ ‫ تسلم ايدى الميك اب و ال احسن كوافير اىوه‬‫ انا متوترة اوى اوى‬‫ دى مجرد قراية فاتحة اماؿ يوـ الفرح بقى ىتبقى عاملو ايو ؟‬‫ باهلل عليكى اسكتى يا سمر و ادعى ربنا يعديها على خير‬‫ يا رب وعقبالى كده‬‫وصل الجميع الى بيت أروى أمجد و ريتاج و زياد و كاميليا و بساـ و جيهاف ىانم والدة أمجد التى‬ ‫كانت تتحدث بعجرفة و لكن خالة أروى استطاعت اف توازف االمور ليمر األمر فى سالـ و قد كاف‬ ‫أمجد و أروى سعيداف للغاية ‪ ،‬الحظت أروى اختفاء آسر لكنها قررت اال تهتم ‪ ،‬حاولت تجنبو و ىو‬ ‫اآلخر تجنبها تماما حتى انو توقف عن الذىاب الى الشركة حتى ال يراىا ‪ ،‬يريد اف ينساىا و رؤيتها فقط‬ ‫ستزيد الوضع سوءا‬ ‫و مرت االياـ و أروى تعيش بها اسعد اياـ حياتها ال تكاد تفترؽ عن أمجد اال ليال بعد انتهاء العمل و‬ ‫ربما خرجت معو بعدىا او اوصلها الى المنزؿ و جلس يتسامر معهم ‪ ،‬كاف أمجد سعيدا كما لم يكن من‬

‫‪120‬‬

‫قيود‬


‫قبل لم يعكر تلك السعادة اال كاميليا التى كانت ضد ىذا الزواج اما عن آسر فقد كاف من سىء الى‬ ‫أسوأ يعانى فى صمت دوف اف ينتبو أحد‪ ،‬يقضى وقتو فى السهر و ال يعود الى المنزؿ باألياـ بدأت‬ ‫والدتو تستاء من تصرفاتو حتى اف أمجد تحدث معو مرات اف يترؾ حياة اللهو و تشاجر مع والدتو‬ ‫مرات أخرى لكن لم يكن يعلم أحد ما يجوؿ حقا فى خاطره يفتقدىا كثيرا ‪ ،‬يحاوؿ اف ينساىا لكنو ال‬ ‫يستطيع ‪ ،‬كلما سمع أمجد يتحدث عنها او اليها يشعر بأف نار الغيرة تحرقو و األسوأ انو ليس مسموحا‬ ‫لو اف يغار فهى اآلف فتاة أخيو ‪ ،‬اتعبو األمر كثيرا شهورمرت و شعوره ال يتغير مازاؿ األلم فى قلبو الى‬ ‫اف قرر اف يسافربعيدا على األقل لن يكوف مجبرا على مواجهتم سيبتعد حتى تلتئم جراحو تماما‬ ‫ىا قد جاء اليوـ الذى كاف سيرحل فيو‪ ،‬استعد أمجد للخروج مع أروى عندما اوقفتو كاميليا‬ ‫ أمجد انت رايح ألروى‬‫ أيوه‬‫أجابها ببرود فعالقتهم متوترة منذ خطبتو ألروى‬ ‫ أنا كده كده مش ىعرؼ اقنعك انك تنساىا اتفضل‬‫قالت مبتسمة و ىى تمد يدىا لو بدعوتى عشاء‬ ‫ ايو دوؿ ؟‬‫ ده حجز فى مطعم لشخصين اعتبرىا ىدية صلح بينا‬‫‪ -‬يعنى خالص‬

‫‪121‬‬

‫قيود‬


‫كاميليا ‪ :‬طالما انت مبسوط خالص‬ ‫ابتسم اليها أمجد عندما رأوا آسر نازال الى االسفل و يحمل فى يده حقيبو سفره‬ ‫ انت رايح فين ؟‬‫ طالع المطار ‪ ،‬انا مسافر‬‫أجابو آسر عندما نظر اليو أمجد متفاجئا‬ ‫ فجأة كده ‪ ،‬طيب استنى اوصلك المطار‬‫ أل انت عارؼ انى مبحبش الوداع‬‫احتضنو أمجد و سلم عليو كاف قلقا بشأنو يشعر اف ىنالك ما يخفيو عنو ‪ ،‬اتجو آسر و سلم على‬ ‫والدتو ثم خرج من الباب على أمل اف يخرج من أزمتو فى ىذه الرحلة ‪ ،‬أما أمجد فقد انطلق الى منزؿ‬ ‫أروى حيث نزلت مسرعة عند سماع صوت سيارتو و جلست بجواره‬ ‫ وحشتينى‬‫قاؿ مبتسما و ىو ينظر الى عينيها فابعدت نظرىا عنو و قد أحمرت وجنتيها خجال و قالت‬ ‫ احنا كنا لسو مع بعض من ساعتين‬‫ ياه كل المدة دى ساعتين بس‬‫‪ -‬كتير صح‬

‫‪122‬‬

‫قيود‬


‫قالت أروى و ىى تضحك ثم سألتو عن وجهتهم‬ ‫ اطلع يال بقى ىنروح فين ؟‬‫ مفاجأة‬‫انطلق أمجد الى طريق المطعم بينما كاف يتحدث مع أروى‬ ‫ ىو احنا رايحين فين ؟‬‫ ده مطعم راقى أوى بس فاتح جديد و بعيد عن الدوشة ايو خايفة اخطفك ؟!‬‫نظرت أروى اليو بابتسامة حالمة‬ ‫ انا عمرى ما خفت و انا معاؾ يا أمجد‬‫اتسعت ابتسامتو و ىو ينظر اليها‬ ‫ اهلل ىو انا اسمى ليو حلو كده لما بتقوليو‬‫ابتسمت أروى فى خجل‬ ‫ انتى اعارفة انا نفسى اما نتجوز نخلف ‪ 22‬عياؿ‬‫ عشرة !‬‫ اصل انا بحب االطفاؿ اوى‬‫‪ -‬و انا بقى ابقى فى وسط العياؿ دوؿ كلهم و اربيهم و يبقى شكلى مدمر طبعا و ساعتها مش ىتحبنى‬

‫‪123‬‬

‫قيود‬


‫زى األوؿ‬ ‫ انا ىفضل طوؿ عمرى أحبك واهلل العظيم انا بحبك أوى‬‫كانت تلك آخر كلمة سمعتها أروى منو قبل اف تسمع صوت اصطداـ ىائل اثر اصطداـ عربتهم‬ ‫بشاحنة على الطريق ‪ ،‬كاف االرتطاـ قويا لدرجة جعلتها تفقد الوعى لفترة قصيرة فتحت عينيها لترى‬ ‫أمجد بجانبها مغشيا عليو و تمؤل الدماء وجهو ثم غابت ىى أيضا عن الوعى تماما وتحوؿ كل شىء الى‬ ‫ظالـ‬

‫****‬

‫كاف‬

‫آسر فى المطار فى انتظار اقالع طائرتو عندما وصلو اتصاؿ من كاميليا أخبرتو ما حدث فذىب‬

‫الى المستشفى مسرعا و لكنو توقف عندما رأى الجميع يقفوف اماـ غرفة العمليات فاتجو ناحية كاميليا‬ ‫يسألها بقلق كبير‬ ‫ ايو اللى حصل ؟‬‫ انا السبب انا اللى قلتلو يروح ‪ ،‬انا السبب‬‫كانت كاميليا تردد كأنها فى حالة انفصاؿ عن العالم منكرة تماما للحقيقة عندىا تقدمت ريتاج نحوه‬ ‫بمنتهى الهدوء‬ ‫‪ -‬أمجد مات ‪ ...‬أخوؾ مات يا آسر‬

‫‪124‬‬

‫قيود‬


‫قالت ريتاج قبل اف تسقط الدموع من عينيها و تدخل فى حالة من البكاء الهستيرى فاحتضنها زياد بينما‬ ‫وقف آسر مدىوشا يحاوؿ استيعاب تلك الصدمة التى تالقاىا ولكنو قبل اف يستطيع استيعاب الموقف‬ ‫سقطت والدتو أماـ الجميع مغشيا عليها‬

‫اليوـ التالى كاف االصعب على الجميع انتهت مراسم دفن أمجد ‪ ،‬ال يزاؿ آسر ال يصدؽ انو يقف أماـ‬ ‫قبر أخيو الذى اختطفتو براثن الموت فى غفلة من الجميع أما والدتو ترقد فى العناية المركزة فى غيبوبة‬ ‫من اثر الصدمة و كاف آسر و كاميليا و بساـ ىم من تولو اجراءات كل شىء بينما كانت ريتاج ال تغادر‬ ‫غرفتها فى المنزؿ و ال تنزؿ الى العزاء فهى لم تكن تسمح لنفسها اف تتقبل فكرة اف أمجد قد مات و‬ ‫غادر دنياىم انها لن تراه ثانية ‪ ،‬دخل زياد الى غرفتها ليجدىا نائمة و بمجرد اف اقترب من السرير‬ ‫انتفضت‬ ‫ أمجد فين ؟‬‫سألت ريتاج ثم غادرت السرير وخرجت من الغرفة متجهة الى أسفل عندما تبعها زياد‬ ‫ استنى بس انتى رايحة فين ؟؟‬‫حاوؿ زياد ايقافها لكنها انطلقت الى االسفل حيث كاف العزاء مقاما فى الفيال التى اكتست بالحزف و‬ ‫السواد‬ ‫ انتوا ايو اللى مقعدكم كده و ايو اللى انتوا عاملينو ده ؟‬‫صاحت بالجميع عندما اتجهت نحوىا اختها كاميليا‬

‫‪125‬‬

‫قيود‬


‫ ريتاج اىدى‬‫ متقوليليش اىدى انتوا ليو بتقولوا اف أمجد مات ىو؟ أمجد مماتش‬‫رددت ريتاج فى حالة من الالوعى ودموعها تتساقط ىى ال تريد اف تصدؽ ما حدث حزنها أكبر من اف‬ ‫تواجو و تحاوؿ ايجاد مهربا حتى ال تواجو الحقيقة‬ ‫ تعالى بس يا ريتاج‬‫أمسك بها زياد عندما التفتت اليو و تعلقت بقميصو تستجديو‬ ‫ اتصل بيو يا زياد خليو يجى‬‫كاف طلبها ال يمكن تلبيتو فما كاف من زياد اال انو أخذ بيدىا و ظل يهدأىا حتى اوصلها الى الغرفة‬ ‫عندما بدأت تبكى‬ ‫ زياد ‪ ،‬انا عايزة أمجد عشاف خاطرى ىاتلى أمجد‬‫ ىو فى رحمة ربنا دلوقتى ‪ ،‬استهدى باهلل يا ريتاج و ادعى لو‬‫أجابها محاوال تهدأتها لكن بكاؤىا ازداد‬ ‫ انا مقدرش أعيش من غيره يا زياد عشاف خاطرى‬‫ضمها زياد اليو بينما كانت تبكى و حاوؿ تهدأتها حتى تعبت من البكاء و غلبها النوـ ودموعها على‬ ‫خديها ‪ ،‬فى الليل دخل آسر الى المنزؿ عندما وجد كاميليا تستعد للذىاب الى المشفى‬ ‫‪ -‬انا ىروح لماما دلوقتى‬

‫‪126‬‬

‫قيود‬


‫ انا لسو جاى من عندىا مفقتش و الدكتور مش قادر يحدد مدى الضرر اللى الجلطة سببتو‬‫ انا ىروح لها اىوه بس مش عارفو بساـ اتأخر ليو ؟‬‫ ىو فين ؟‬‫ راح يقابل رئيس المباحث‬‫فى تلك اللحظة لمحا سيارة بساـ تدخل من بوابة الفيال ‪ ،‬اوقف السيارة و ترجل منها متجها نحوىم‬ ‫ ايو اللى حصل ؟‬‫تساءؿ آسر الذى كاف يرغب فى الحصوؿ على أى معلومات عن المتسبب فى الحادث‬ ‫ مفيش اى أثر ال للعربية و ال السواؽ اللى خبطو ‪ ،‬الموضوع كاف حادثة قضاء و قدر ‪ ...‬ربنا يرحمو‬‫نظر آسر اليو فى حزف شديد عندما ربت بساـ على كتفو قبل اف يغادر بصحبو كاميليا بينماآسر فى‬ ‫مكانو ينظر الى بيتهم الذى امتؤل بالفرح و ىو يكتسى برداء الحزف وجد دموعو تسقط فهو أدرؾ ما‬ ‫حدث اآلف لقد فقد أخاه شعر و كأف روحو قد تمزقت ‪ ،‬يعتصر الحزف قلبو و ال يمكنو ايجاد حل و‬ ‫كأف االياـ الماضية كاف مشغوال وسط االجراءات و الجنازة و العزاء و لكن اآلف ىا ىو وحيدا يواجو‬ ‫مرارة الفقداف ‪ ،‬سار بقدمين متثاقلتين نحو غرفة أمجد فتح الباب ودخل ليجد كل شىء كما تركو أمجد‬ ‫سريره و مالبسو حتى مكتبو و الطاولة التى كاف يرسم عليها التصاميم ‪ ،‬تذكر عندما كاف يدخل ليجلس‬ ‫معو و يتحدثاف مطوال مر شريط الذكريات امامو كأنو شريط لفيلم يتكرر فى ذاكرتو طفولتهم معا و كيف‬ ‫اعتاد اف يعيش طواؿ حياتو فى ظل اخيو الذى يكبره فقط بثالث سنوات لكنو لطالما أحس انو كاف‬ ‫كاألب بالنسبة اليو منذ اف كانا صغارا ‪ ،‬كيف كبرا معا‪ ،‬المتو ذكرى أخر مرة احتضنو فيها قبل اف يتجو‬

‫‪127‬‬

‫قيود‬


‫الى المطار ربما لو كاف يعرؼ اف ىذا سيحدث لم يكن ليتركو و يرحل ولظل ممسكا بو طواؿ عمره‬

‫فتحت أروى عينيها و نظرت حولها لتجد نفسها فى غرفة بالمستشفى عندما التفتت لترى سمر ممسكة‬ ‫بمصحف فى يدىا تقرأ منو فنادتها بصوت ضعيف و مرىق ‪ ،‬انتفضت سمر لسماع صوت أروى و جرت‬ ‫نحو سريرىا‬ ‫ أروى ‪ ،‬انتى فقتى !‬‫قالت سمر بفرحة ال تكاد تصدؽ اف أروى قد استفاقت من غيبوبتها ‪ ،‬وضعت أروى يدىا على رأسها‬ ‫ ىو ايو اللى حصل انا دماغى وجعانى اوى ؟‬‫ استنى انا ىجيب الدكتور‬‫أتى ىربت سمر منها قبل اف تسألها المزيد او تسأؿ عن أمجد فهى ال تعلم ماذا تخبرىا اواف كانت‬ ‫حالتها تحتمل خبرا كهذا ‪ ،‬أخيرا اتى الطبيب و قاـ بفحصها‬ ‫ حمد اهلل ع السالمة ‪ ،‬الزـ نعمل فحوصات و اشعة عشاف نتطمن‬‫ ىو ايو اللى حصل ؟‬‫ حصلت حادثة ودماغك اتخبطت جامد و كنتى فى غيبوبة من اربع اياـ‬‫أجابها الطبيب عندما بدأت تتذكر ومضات عما حدث الحادث و ارتطاـ رأسها و أمجد ‪ ،‬انتابها قلق‬ ‫شديد عن حالتو‬

‫‪128‬‬

‫قيود‬


‫ و أمجد ؟؟ أمجد فين؟‬‫نزلت دموع سمر و ىى تقوؿ‬ ‫ ادعيلو يا أروى‬‫نظرت اليها أروى بقلق‬ ‫ ىو تعباف للدرجة دى‬‫ ىو أكيد مرتاح عند ربنا‬‫أخبرتها سمر عندما نظرت أروى مصدومة و قد تجمعت الدموع فى مقلتيها‬ ‫‪ -‬أمجد مات !!‬

‫مرت االياـ وكاف الجميع يعيش أسوأ حاالتو بالرغم من اف جيهاف عادت الى المنزؿ اال انها اصيبت‬ ‫بشلل فى ذراعها االيمن وقدمها و كانت تتحرؾ على كرسى متحرؾ نتيجة الصدمة بينما ريتاج كانت‬ ‫تحاوؿ جاىدة اف تتخطى األمر لكنها فى وضع يائس تماما اقرب الى الموت من الحياة ‪ ،‬بساـ يدير‬ ‫امور الشركة بدال من أمجد و كاميليا تحاوؿ اف تحل مكاف والدتها الدارة امورالمنزؿ و العائلة اما آسر‬ ‫فقد كاف محطما ال يخرج من المنزؿ دفن نفسو بين الذكريات و ال يريد اف يواجو العالم على الجانب‬ ‫اآلخر خرجت أروى من المشفى وعادت الى المنزؿ و لم تكن أفضل حاال من البقية فقد كانت ترى‬ ‫أمجد كل يوـ فى احالمها التى كانت تنتهى فى كل مرة بالحادث فتستيقظ مرعوبة ‪ ،‬كانت تتذكر أفعالو‬ ‫وكلماتو و ابتسامتو كيف كاف صارما و حالما فى نفس الوقت أحست انها ال تستطيع العيش بدونو كأنها‬

‫‪129‬‬

‫قيود‬


‫احبتو ألف مرة أكثر من السابق لطالما تساءلت اف ىذا مجرد كابوس و ستستيقظ منو ‪ ،‬كانت تصلى و‬ ‫تدعو لو دائما فى تلك الفترة اتجهت الى القرآف و الصالة لربما يخفف عنها ما تشعر بو من الم و بينما‬ ‫كانت تجلس أروى فى سريرىا تطاردىا الذكريات دخلت خالتها و لم تشعر بها أروى‬ ‫ روءة مش ىتقومى تاكلى ؟‬‫مسحت أروى دموع عينيها‬ ‫ مش جعانة يا ماما‬‫جلست خالتها أمامها على السرير و ربتت على كتفها بينما أروى تحاوؿ اف توقف دموعها‬ ‫ يا حبيبتى ده قدر وابتالء من ربنا الزـ نصبر‬‫القت أروى بنفسها بين ذراعى خالتها تبكى‬ ‫ انا عارفة بس غصب عنى ‪ ،‬انا اتكسرت فى عز فرحتى ‪ ..‬غصب عنى واحشنى مش قادرة اتخيل‬‫انى مش ىشوفو تانى خالص ‪ ،‬مش عارفة اعمل ايو ‪ ،‬اخر حاجة قالها لى كانت و اهلل العظيم بحبك و‬ ‫انا حاسة انى بموت مش قادرة حتى اتنفس كل حاجة وجعانى ‪ ....‬وجعانى اوى يا ماما‬ ‫ظلت تبكى و تعالت شهقاتها لبكاء حبيب قدـ لها كل شىء و كانت تربت على ظهرىا محاولة التهدأة‬ ‫من روعها‬ ‫ بس يا حبيبتى بس يا روحى‬‫نامت أروى و ىى تبكى بين ذراعى خالتها و ىى تبكى و خرجت خالتها لتتركها تناـ‬

‫‪130‬‬

‫قيود‬


‫ لسو تعبانة ؟‬‫سألت سمر بقلق عندما جلست والدتها على األريكة و أجابت بحزف‬ ‫ اللى حصل فيها مش شوية‬‫ أروى دى حظها قليل أوى‬‫قالت سمر بحزف عندما علقت والدتها‬ ‫ طوؿ عمرىا يا حبيبتى‬‫ و ال حد من أىل أمجد سأؿ عليها‬‫ سيبيهم باللى ىما فيو يا سمر ‪ ،‬ربنا يكوف فى عونهم يا بنتى‬‫ اهلل يرحمك يا أمجد‬‫‪ -‬اهلل يرحمو‬

‫فى الفيال جلس آسر مع والدتو فى غرفتها يتحدث معها محاوال عدـ ذكر أى شىء عما حدث كاف‬ ‫يستفسر عن صحتها عندما دخلت كاميليا و كاف يبدو عليها االرتباؾ‬ ‫ آسر تليفوف عشانك‬‫‪ -‬بعدين يا كامى‬

‫‪131‬‬

‫قيود‬


‫ ده مهم اوى‬‫نظر آسر الى كاميليا التى بدا عليها االرتباؾ الشديد و احس اف ىنالك شىء ما تخفيو‬ ‫ بعد اذنك يا ماما‬‫اذنك معاؾ يا حبيبى انا ىستريح شوية‬‫خرج آسر و كاميليا الى خارج الغرفة‬ ‫ مالك ؟‬‫ الحقنى ‪ ،‬ريتاج مبتنطقش‬‫ىمست كاميليا بقلق عندما اتجها معا الى غرفة ريتاج التى كانت على سريرىا عندما حاوؿ آسر ايقاظها‬ ‫ دى تلج و بتنزؼ‬‫قاؿ آسر قلقا عندما نظرت اليو كاميليا و قد ازداد توترىا‬ ‫ ىنعمل ايو ؟‬‫ ىأخدىا على المستشفى فورا‬‫حمل آسر ريتاج بين ذراعيو‬ ‫ أنا جاية معاؾ‬‫‪ -‬ال انتى خليكى ىنا و اوعى ماما تحس بحاجة و كلمى زياد يحصلنى ع المستشفى‬

‫‪132‬‬

‫قيود‬


‫أدخل آسر ريتاج الى السيارة و انطلق بسرعة جنونية الى المستشفى و ىو فى منتهى الرعب مما قد‬ ‫يحدث لها فهو ف يتحمل خسارة أخرى ‪ ،‬وصل الى المستشفى واتجهوا بها الى غرة الكشف بينما‬ ‫وقف آسر فى غرفة االنتظار فى الخارج عندما وصل زياد مسرعا‬ ‫ آسر ‪ ،‬مالها ريتاج ؟‬‫تساءؿ زياد فى قلق شديد عندما أجابو آسر‬ ‫ كاميليا دخلت عليها لقيتها مغمى عليها و متلجة و بتنزؼ ‪ ،‬الدكتور عندىا جوا‬‫بعد دقائق خرج الطبيب اليهم فاتجها نحوه و سألو آسر‬ ‫ خير يا دكتور ؟‬‫ جسمها ضعيف جدا و حصلها نزيف كاف ممكن يؤدى الجهاض بس الحمد هلل لحقناىا و الجنين‬‫بخير‬ ‫ جنين ‪ ،‬ىى حامل؟!‬‫سألو زياد متفاجأ عندما أكد لو الطبيب ما قاؿ‬ ‫ تقريبا حامل فى شهر و نص لما نعملها تحاليل ىيباف اكتر بس واضح اف حالتها النفسية سيئة جدا و‬‫ده خطر عليها و على الجنين انا اديتها مهدىء و ىتناـ لحد الصبح ىى محتاجة دكتور نفسى أكيد ‪،‬‬ ‫بعد اذنكم‬ ‫غادر الطبيب و نظر آسر و زياد الى بعضهم فى حيرة فقد كانت حالة ريتاج تزداد سوءا‬

‫‪133‬‬

‫قيود‬


‫ مفيش حل غير اف احنا نشوفلها دكتور نفسى‬‫قاؿ آسر عندما أومأ زياد برأسو موافقا‬ ‫ الحمد هلل اف ربنا نجاىا ‪ ،‬روح انت و انا ىبات معاىا لحد الصبح‬‫خرج آسر من المستشفى ال يريد العودة الى المنزؿ فقد تحوؿ عالمو الى ظالـ عندما قفزت أروى الى‬ ‫ذاكرتو فهو ال يعلم عنها شيئا منذ الحادث و بدوف تردد قرر الذىاب اليها ‪ ،‬وقف آسر أماـ باب منزلها‬ ‫و طرؽ الباب عندما فتحت أروى الباب و نظرت الية متفاجأة‬ ‫ آسر !‬‫ انا محتاج اتكلم معاكى ‪ ،‬أرجوكى‬‫دعتو أروى الى الدخوؿ و أوصلتو الى الصالوف بينما رمقتو سمر بنظرات غاضبة فهى لم تكن تحبو‬ ‫ مالك ؟‬‫سألتها والدتها عندما أجابت سمر فى عصبية‬ ‫ الواد ده واقف فى زورى‬‫ يا بنتى حراـ عليكى ده فيو اللى مكفيو‬‫ خليكى انتى و بنت أختك كده قلبكم طيب و بيضحك عليكم‬‫أجابت سمر فى حنق شديد عندما نهرتها والدتها‬

‫‪134‬‬

‫قيود‬


‫ بنت‬‫ انا قايمة اذاكر أحسن‬‫غادرت سمر الى غرفتها فى عصبية بينما فى الصالوف كانت أروى تجلس أماـ آسر تستمع اليو‬ ‫ من ساعة اللى حصل و انا حاسس اف الدنيا كلها اتهدت فوؽ دماغى كأف أمجد كاف شايل عواميد‬‫البيت فوؽ كتافو و لما راح كل حاجة بدأت تتهد ‪ ،‬أمى اللى طوؿ عمرىا قوية بقت قدامى عاجزة فى‬ ‫السرير و مش عارؼ اعملها حاجة ‪،‬كاميليا اللى يشوفها يقوؿ كبرت عشرين سنة و ريتاج بتموت‬ ‫بالبطىء و آخر حاجة جالها نزيف و كانت ىتموت ىى و اللى فى بطنها لوال ستر ربنا حتى لمار‬ ‫الصغيرة مبتبطلش سؤاؿ عنو و محدش عارؼ يقولها ايو ‪ ،‬انا مش عارؼ اعمل ايو؟ أنا عامل زى اللى‬ ‫تايو بحر و الدنيا حواليا كلها سودة عمرى ما تخيلت اف ممكن ده يحصل انا تعباف اوى و مش عارؼ‬ ‫اتصرؼ يا ريتنى كنت انا اللى مت و ىو اللى عاش‬ ‫ متقولش كده‬‫ انتى مش عارفة انا حاسس بايو ‪ ،‬ىو ارتاح و سابنى اتعذب سابنى و انا مش عارؼ اتصرؼ و ال‬‫عارؼ اصلح حاجة ‪،‬حتى الشغل بساـ ىو اللى اتولى االمور كلها ‪ ،‬أروى أرجوكى انا محتاجك جنبى انا‬ ‫ضايع اوى و مش القى حد‪ ،‬انا مش عايز كل حاجة عملها أمجد تروح‬ ‫أومأت أروى برأسها و قررت اف تساعد آسر فى تخطى تلك المحنة فقد شعرت انها تدين ألمجد بأف‬ ‫تتواجد بجانب اسرتو فى ىذه المحنة‬

‫****‬

‫‪135‬‬

‫قيود‬


‫فى صباح اليوـ‬

‫التالى خرجت أروى من غرفتها مرتدية مالبسها لتخرج عندما نظرت اليها خالتها‬

‫متفاجئة‬ ‫ انتى خارجة يا أروى ؟؟‬‫ ايوه ىروح أسأؿ على ريتاج أخت أمجد ‪ ،‬تعبانة اوى ىأروح اشوفها‬‫ ليو ىو حد كاف سأؿ عليكى و انتى كنتى بين الحياة و الموت؟‬‫تساءلت سمر مستنكرة‬ ‫ أمجد اخواتو كاف أىم حاجة فى حياتو و عشاف كده الزـ أسأؿ‬‫قالت أروى عندما جادلتها سمر أكثر‬ ‫ ىو انتى كنتى مراتو دى كانت مجرد خطوبة حتى مش خطوبة قراية فاتحة ‪ ،‬ابعدى عن الناس دوؿ‬‫بقى يا أروى مخدتيش من وراىم اال وجع القلب و المشاكل ‪ ،‬ما تقوليلها يا ماما‬ ‫ عن اذنكم‬‫خرجت أروى من المنزؿ مستاءة من كلمات سمر و على الجانب اآلخر كانت سمر أيضا غاضبة من‬ ‫تصرفات أروى‬ ‫ انا نازلة رايحة الجامعة‬‫قالت سمر فى غضب ىى ترى انو على أروى اف تطوى صفحة الماضى الذى لم يجلب لها سوى‬ ‫المتاعب ‪.‬‬

‫‪136‬‬

‫قيود‬


‫فى المستشفى فتحت ريتاج عينيها و نظرت الى زياد الذى غلبة النوـ على االريكة‪ ،‬كانت حزينة النها‬ ‫اتعبتو حاولت اف تقوـ من مكانها و نزلت من على السرير و لكنها كادت اف تسقط فاستندت الى‬ ‫العامود بجانبها عندما احدث ضجيجا استيقظ زياد و جرى مسرعا اليها وساعدىا فى العودة الى السرير‬ ‫ ايو اللى قيمك من السرير ؟‬‫ كنت ىصحيك تروح ‪ ،‬ىو ايو اللى حصل؟‬‫ اغم عليكى امبارح ونزفتى ‪ ،‬انتى عارفة انك حامل؟‬‫ حامل !‬‫قالت ريتاج متفاجئة عندما ابتسم اليها و مسح على شعرىا‬ ‫ ايوه يا حبيبتى يعنى دلوقتى فى روح تانية انتى مسئولة عنها‬‫نظرت اليو ريتاج و الدموع تتساقط من عينيها فمسح زياد دموعها‬ ‫ يا حبيبة قلبى ‪ ،‬ده قضاء ربنا و احنا الزـ نرضى بيو وبعدين الدنيا دى اياـ و كلنا ىنتقابل فى األخرة‬‫صح؟‬ ‫أومأت ريتاج برأسها فى حزف عندما قبل زياد رأسها عندىا دخل آسر‬ ‫ ايو يا عم الرومانسية اللى فى المستشفيات دى‬‫قاؿ آسر ممازحا عندما أجابو زياد‬

‫‪137‬‬

‫قيود‬


‫ اطلع منها انت‬‫جلس آسر على الكرسى بجوار السرير‬ ‫ ىا اـ عتريس عاملو ايو النهاردة ؟‬‫ عتريس !‬‫ ايو مش عاجبك عتريس نسميو ايو ابو الخير و اهلل اسم حلو‬‫ شايفة اخوكى‬‫قاؿ زياد لريتاج و ىو يبتسم عندما ابتسمت ىى األخرى قائلة‬ ‫ بس بقى يا آسر ىتضحكنى‬‫ طب ما تضحكى ىو انتى عاملة عقد بشرط جزائى مع النكد‬‫قاؿ آسر عندما اتسعت ابتسامة ريتاج و ظل ثالثتهم يتحدثوف و لم يمر وقت طويل حتى سمعوا طرقا‬ ‫على الباب‬ ‫ ادخل‬‫صاح آسر عندما فتحت أروى الباب و دخلت ابتسمت اليها ريتاج و آسر بينما تفاجىء زياد بوجودىا‬ ‫ سمعت انك تعبانة قلت أجى اشوفك‬‫‪ -‬فيكى الخير و اهلل‬

‫‪138‬‬

‫قيود‬


‫قالت ريتاج مبسمة عندما سألتها أروى‬ ‫ انتى عاملة ايو ؟‬‫ الحمد هلل بتحسن‬‫أجابت ريتاج عندما أضاؼ آسر‬ ‫ الهانم ىتجيب لنا نونو صغير قريب‬‫ بجد ألف الف مبروؾ‬‫قالت أروى فتساقطت دموع ريتاج ليسود الصمت المكاف‬ ‫ ممكن تسيبونا لوحدنا شوية‬‫طلبت أروى عندما خرج آسر و زياد و جلست ىى بجوار ريتاج‬ ‫ انا عارفة انتى ىتقولى ايو بس و اهلل يا أروى غصب عنى‬‫قالت ريتاج و ىى تمسح دموعها‬ ‫ بالعكس انا ىأقولك عيطى و طلعى كل اللى جواكى عشاف ترتاحى‬‫ انا عمرى ما ىرتاح‬‫ كلنا حياتنا مستحيل ترجع زى االوؿ بس الزـ نعيش ‪ ،‬انتى عندؾ جوزؾ و البيبى اللى جاى ليهم حق‬‫عليكى الزـ تتحسنى عشانهم ‪ ،‬تفتكرى لو أمجد شايفك دلوقتى ىيبقى مبسوط من اللى انتى عماله ده‬

‫‪139‬‬

‫قيود‬


‫ وحشنى حاسة انى ضايعة من غيره و كل حاجة ناقصة‬‫قالت ريتاج و ىى تحاوؿ جاىدة ايقاؼ دموعها و قد كانت أروى تحاوؿ اال تبكى ىى األخرى‬ ‫ و أنا كماف ‪ ،‬اوؿ مرة اعرؼ شعور القلب المكسور فعال بس الزـ نكوف اقويا و نرضى بقضاء ربنا و‬‫نساعد بعض‬ ‫و بينما كانت أروى و ريتاج تتحدثاف دخلت كاميليا من الباب فصدمت عندما لمحت أروى‬ ‫ انتى‪....‬مين اللى جاب دى ىنا؟‬‫تساءلت كاميليا فى غضب ناظرة الى أروى‬ ‫ اطلعى برا‬‫صاحت بها كاميليا عندما أوقفتها ريتاج‬ ‫ كامى ايو اللى انتى بتقوليو ده ‪ ،‬أروى جاية تزورنى‬‫ مش كفاية اللى ىى عملتو من ساعة ما دخلت حياتنا و المصايب نازلة علينا‬‫صاحت كاميليا بينمت أروى التى تجمدت مكانها عندما دخل آسر‬ ‫ فى ايو ؟‬‫تجاىلت كاميليا سؤاؿ آسر و صاحت بأروى مجددا‬ ‫‪ -‬ما تحلى عننا بقى ‪ ،‬ياريتك كنتى انتى اللى موتى‬

‫‪140‬‬

‫قيود‬


‫ كاميليا ‪ ،‬كفاية اوى كده‬‫صاح آسر فى اختو غاضبا عندما أجابت أروى بصوت مختنق‬ ‫ انا آسفة ‪ ،‬انا بس حبيت اطمن على ريتاج و انتى معاكى حق يا مداـ كاميليا يا ريتنى انا اللى مت‬‫صدقينى بتمنى كل يوـ انى اكوف مكانو و يكوف ىو لسو عايش‬ ‫خرجت أروى من الغرفة عندما نظر آسر و ريتاج الى كاميليا بغضب ثم جرى آسر وراء أروى‬ ‫ أروى استنى‬‫التفتت اليو أروى و ىى تمسح دموعها‬ ‫ أنا بجد آسف بس ىى كاميليا كده معلش اعذريها الظروؼ مخلية كل واحد فينا مش مركز‬‫ ال عادى و ال يهمك‬‫فى تلك اللحظة جاء زياد‬ ‫ معلش يا آنسة أروى انا بعتذرلك بالنيابة عن ريتاج‬‫ حصل خير‬‫ انا لما شفتك افتكرت التصاميم اللى أمجد جبهالى قبل الحادثة باسبوعين‬‫ تصاميم المشروع‬‫‪ -‬مشروع ايو ؟‬

‫‪141‬‬

‫قيود‬


‫تساءؿ آسر فهو كاف جاىال تماما بأمور الشركة و مشروع أخاه الذى كاف يبقيو طى الكتماف و لم يعلم‬ ‫بو سوى المجموعة القائمةعليو و الذى اختارىم بعناية‬ ‫ انا ىشرحلك‬‫شرحت أروى آلسر كل شىء عن المشروع الذى كاف يحلم أمجد بتنفيذه‬ ‫ أنا اوؿ مرة اسمع عن المشروع ده‬‫قاؿ آسر عندما أوضحت لو أروى األمر‬ ‫ أمجد كاف حريص اوى اف محدش يعرؼ اال فى اضيق الحدود‬‫ يعنى بساـ ميعرفش ؟‬‫سأؿ آسر عندما أجابتو‬ ‫ اعتقد أل ‪ ،‬بس المشروع ده كاف حلم أمجد‬‫ آسر انا مش عايز اتدخل فى شئونكم بس المفروض انت اللى تمسك المجموعة مش بساـ‬‫قاؿ زياد الذى كاف ال يرتاح لبساـ عندما أخبرىم آسر بانو ال يعلم أى شىء عن سير العمل بالشركات‬ ‫ انا معرفش اتصرؼ زى أمجد اهلل يرحمو‬‫ انا ىساعدؾ و نحقق مشروعو مع بعض احنا الثالثة‬‫عرضت أروى فكرتها متحمسة لتنيذ المشروع الذى كاف يحلم بو أمجد ‪ ،‬تعرؼ كم عنى لو ىذا‬ ‫المشروع كاف حلمو الذى يسعى اليو ‪ ،‬ظل آسر يفكر بما طرحو زياد و أروى و ىل بامكانو تحمل تلك‬

‫‪142‬‬

‫قيود‬


‫المسئولية اـ ال ‪ ،‬عاد آسر الى المنزؿ ليجد كاميليا تتحدث مع والدتهم‬ ‫ يعنى بساـ عايز يضم شركاتو و شركاتنا كلها على بعض ؟‬‫تساءلت والدتهم عندما أجابتها كاميليا‬ ‫ ىيبقى اسهل لو يا ماما الف صعب عليو اوى انو يوالى الشركات كلها فى شغل مختلف‬‫ انا ىريحهقا اف كاف سيستطيع القياـ باألمر لكنو‬‫قاؿ آسر و ىو يدخل الى الغرفة عندما نظرت اليو والدتو متعجبة‬ ‫ ازاى ؟‬‫تساءلت والدتو عندما قرر اعالمو بقراره‬ ‫ انا ىمسك شغل المجموعة من بكرا‬‫ و انت ىتعرؼ تمشيها‬‫سألتو أختو ىو ال يعرؼ اف كاف بامكانو تحمل المسئوليو لكن عليو اف يتقدـ اآلف و يكن رجال و اال‬ ‫ضاع كل شىء‬ ‫ أنا مش صغير يا كامى متخفيش و لو قلقانة على نصيبك انا ممكن‪....‬‬‫قبل اف يكمل كالمو قاطعتو كاميليا‬ ‫‪ -‬انت بتقوؿ ايو يا آسر أل طبعا انا بس بقوؿ اف انت متعرفش فى الشغل ده‬

‫‪143‬‬

‫قيود‬


‫ أروى ‪ ،‬ىى اتعلمت كتير من أمجد فى السنة اللى فاتت ‪ ،‬ىتساعدنى‬‫أخبرىم ليظهر الغضب على مالمح كاميليا‬ ‫ تانى ‪ ،‬أروى‬‫قالت كاميليا بغضب عندما فاجئتهم والدتهم بطلبها رؤية أروى‬ ‫ انا عايزة اشوفها‬‫ تشوفى مين يا ماما ؟‬‫ أروى‬‫على الجانب االخر كانت أروى تجلس مع خالتها لتخبرىا انها ستعود الى العمل مرة أخرى لكن خالتها‬ ‫لم تريدىا اف تعود الى ىنالك مرة أخرى تريدىا اف تبتعد و تنسى‬ ‫ بالش يا أروى احنا مش محتاجين شغلك ده يا حبيبتى‬‫انا عارفة يا ماما بس انا الزـ اقف جنب آسر لحد ما يوقف الشركة على رجليها ‪ ،‬اللى حصل ألمجد‬‫اهلل يرحمو ىز المجموعة كلها بشكل كبير فى السوؽ‬ ‫ الضغط ىيبقى كتير عليكى‬‫ ده غير اللى عملتو ست كاميليا فيكى‬‫أضافت سمر عندما نظرت اليها سمر معاتبة‬

‫‪144‬‬

‫قيود‬


‫ أنا غلطانة انى حكيت لك يا سمر‬‫ ايو اللى حصل ؟‬‫تساءلت خالتها عندما أخبرتها أروى بما حدث‬ ‫ مفيش كاميليا اخت أمجد اهلل يرحمو قعدت تقوؿ شوية كالـ ملوش الزمة بس ريتاج و آسر اعتذرولى‬‫و موضوع مش مستاىل اصال‬ ‫بينما كاف النقاش دائرا بينهم رف ىاتف أروى لتجد رقم آسر فأجابت‬ ‫ خير يا آسر؟‬‫ ماما عايزة تشوفك بكرا‬‫تفاجئت من طلبو فهى لطالما سمعت من أمجد عن والدتو فسألتو مرتبكة‬ ‫ خير ؟‬‫ مش عارؼ فجأة طلبت انها تشوفك‬‫ حاضر ‪ ،‬ىعدى عليها بكرا اف شاء اهلل‬‫ انا ىأجى اخدؾ بالعربية‬‫ أل انا ىأجى انا ‪ ،‬سالـ‬‫أغلقت أروى الهاتف‬

‫‪145‬‬

‫قيود‬


‫ خير يا أروى ؟‬‫سألتها خالتها فقد بدا التوتر و القلق واضحا على وجهها‬ ‫‪ -‬والدة أمجد طالبة تشوفنى‬

‫فى اليوـ التالى ذىبت أروى الى القصر و استقبلها آسر و لحسن الحظ لم تكن كاميليا موجودة ‪،‬‬ ‫ادخلها آسر الى غرفة والدتو‬ ‫ ازى حضرتك ؟‬‫سألت أروى بابتسامة متوترة‬ ‫ الحمد هلل ‪ ،‬اتفضلى اقعدى ‪ ،‬آسر ممكن تسيبنا لوحدنا‬‫أجابتها جيهاف و أشارت لها لتجلس على األريكة بجوار السرير كانت أروى مرتبكة فهى تعلم كم كاف‬ ‫أمجد يحترـ و يهاب والدتو واآلف بالرغم من مرضها و عجزىا لكنها تبدو متماسكة و تحيطها ىالة‬ ‫غريبة من الهيبة ‪ ،‬خرج آسر و ترؾ أروى مع والدتو التى اشارت لها اف تقترب منها‬ ‫ تعالى جنبى يا أروى‬‫ذىبت أروى و جلست بجوارىا على السرير‬ ‫ انتى عارفة انا طلبتك ليو ؟ انا عايزاكى تحكيلى اللى حصل ليلتها‬‫توترت أروى أكثر فقد كاف طلبا غريبا اعادىا الى تفاصيل الليلة المشئومة و لكن تحت الحاحمن‬

‫‪146‬‬

‫قيود‬


‫جيهاف قصت عليها ما حدث محاولة اال تزرؼ الدموع و لكنها لم تستطع اماـ دموع جيهاف التى كانت‬ ‫تنهمر كالشالؿ‬ ‫ أنا آسفة بجد آسفة اوى ‪ ....‬انا بجد كنت اف انا اللى أكوف مكانو‬‫ ربنا يحميكى يا أروى ‪ ،‬آسر حكى لى على اللى عملتيو مع ريتاج وانك ىتساعدى آسر فى الشركة‬‫ده غير اف أمجد عمره ما حب حد غيرؾ ‪ ،‬أوؿ مرة يعارضنى كاف عشانك من النهاردة ممكن تعتبرينى‬ ‫أمك و تيجى تزورينى ‪ ...‬انا لما بشوفك بحس انى شيفاه و برتاح‬ ‫ طبعا انا ىأجى لحضرتك كل يوـ‬‫قالت أروى مبتسمة عندما احتضنتها جيهاف تشعر انها اكتسبت أما ‪ ،‬بعد اف جلستا تتحدثاف قررت‬ ‫أروى اف تنصرؼ و تتركها لترتاح خرجت من الغرفة و اتجهت الى أسفل لتجد ريتاج تجلس مع آسر‬ ‫ حمد اهلل ع السالمة‬‫قالت أروى لريتاج مبتسمة‬ ‫ اهلل يسلمك‬‫ خدى بالك من نفسك بقى عشاف البيبى‬‫قالت أروى عندما أضاؼ آسر ممازحا‬ ‫ ايوه عايزين ابو سريع حلو كده‬‫‪ -‬ىو مرة عتريس و مرة ابو سريع‬

‫‪147‬‬

‫قيود‬


‫اعترضت ريتاج على مزاح أخيها عندىا علقت أروى‬ ‫ كده ىيعقد البيبى قبل ما يتولد‬‫ قولى لو‬‫ سيبك من البت دى و عيالها انتى تقدرى تنزلى الشغل امتى ؟‬‫سألها آسر عندما أجابتو‬ ‫ من بكرا عادى‬‫‪ -‬يكوف أحسن يبقى نبدأ من بكرا‬

‫فى اليوـ التالى عادت أروى الى المكتب كانت المرة األولى التى تضع قدمها داخل مكتبها منذ‬ ‫الحادث تسارعت الذكريات الى رأسها دفعة واحدة و شعرت انها ستنهار و تشرع فى البكاء و لكنها‬ ‫قررت اف تكوف قوية بعد مرور ساعة دخل آسر الى المكتب‬ ‫ انت فين كل ده ؟‬‫سألتو بحزـ و صرامة‬ ‫ الساعة ‪9‬‬‫ و مواعيد العمل ىنا من ‪ ، 8‬ده غير اف انت فى فترة تدريب يعنى الزـ مواعيدؾ تتظبط و تبقى مركز‬‫طوؿ الوقت و بعدين ايو اللى انت البسو ده‬

‫‪148‬‬

‫قيود‬


‫نظر آسر الى مالبسو متسائال عما بها‬ ‫ مالو ؟‬‫ الكاجواؿ ده لما نكوف نازلين الموقع انما المكتب بدلة كاملة ‪ ،‬انت ىتقابل عمال و رجاؿ أعماؿ و‬‫مستثمرين المظهر جزء مهم من الشغل كده محدش ىيخدؾ بجدية كده‬ ‫ حاضر‬‫دخل آسر الى المكتب الذى لطالما رأى أمجد يجلس عليو آلمو عدـ وجوده ولكنو علم اف عليو اف‬ ‫يكوف قويا متماسكا لكنو ظل رافضا الجلوس على المكتب فكاف يعمل على طاولة االجتماعات طواؿ‬ ‫الوقت و لم تشأ أروى اف تزعجو فقد كانت تعرؼ سبب تصرفو على ىذا النحو و ظلت أروى تشرح‬ ‫آلسر سير العمل لساعات حتى انهم تجولوا فى كل طرقات الشركة وكاف آسر منبهر جدا من طريقتها ‪،‬‬ ‫كأنو كاف ينظر الى أمجد نفس االلتزاـ و لصرامة و الجدية و بالرغم من انو لم يفكر حتى فى األمر لكن‬ ‫اعجابو بأروى كاف يزداد شيئا فشيئا‬

‫بعد مرور عدة اسابيع كانت كاميليا فى غرفتها غاضبة عندما حاوؿ بساـ تهدأتها‬ ‫ يعنى ىنعمل ايو ؟‬‫ معرفش انا مش عارفة البت دى طلعتلى منين دى مسيطرة على ماما و ريتاج و آسر سيطرة تامة‬‫ و ايو المشكلة ؟‬‫تساءؿ بساـ عندما نظرت لو كاميليا بعصبية‬

‫‪149‬‬

‫قيود‬


‫ يعنى ايو ‪ ،‬ايو المشكلة ؟! انت عارؼ آسر طايش و متهور و محدش عارؼ البت دى بتخطط اليو ‪،‬‬‫اذا كانت لفت أمجد و كاف عامل زى الخاتم فى صباعها مش ىتقدر على آسر‬ ‫ كاميليا مفيش داعى لكل القلق ده‬‫ انت شايف كده ؟‬‫قالت كاميليا و قد بدأت تهدأ قليال عندما ابتسم‬ ‫‪ -‬احنا نركز فى مسستقبلنا و مستقبل بنتنا و متخافيش كل حاجة ىتمشى زى ما انتى عايزاىا‬

‫فى منزؿ أروى رف جرس الهاتف عندما أجابت رقية لتجدىا أخت زوجها‬ ‫ اىال يا احالـ ‪ ،‬ازيك ؟ كده محدش بيشوفك طب بالش تطمنى عليا انا حيا اهلل مرات اخوكى اهلل‬‫يرحمو اطمنى على سمر‬ ‫ مشاغل و اهلل انا قلت اكلمك اطمن عليها ‪ ،‬انتوا عاملين ايو ؟‬‫ الحمد هلل و اخبارؾ انتى ايو ‪ ،‬اخبار دنيا و مازف ؟‬‫ دنيا الحمد هلل ىتجوز الشهر الجاى و مازف اخيرا ىيخلص الدكتوراة و ينزؿ بقى على فرح اختو‬‫ طب كويس و اهلل وحشنا‬‫ظلت رقية تتحدث مع أخت زوجها بينما كانت سمر تنصت الى المكالمة كانت سعيدة جدا عندما‬ ‫علمت بعودة مازف من السفر فلطالما اعجبت بو و لكنها لم تتحدث اليو قط كانت تبقى مشاعرىا فى‬

‫‪150‬‬

‫قيود‬


‫داخلها و لم تبح ألحد بها اال ألروى ‪ ،‬دخلت سمر الى الغرفة و على وجهها ابتسامة حالمة الحظتها‬ ‫أروى‬ ‫ مالك ىيمانة ليو ؟‬‫ مازف جاى‬‫ مازف مين ؟‬‫تساءلت أروى فقد كانت قد نست أمر مازف تماما‬ ‫ مازف ابن عمتى انت نسيتى و ال ايو ؟‬‫ اه افتكرتو ‪ ،‬انا قلت انتى اللى نسيتى‬‫ انساه يا سالـ ‪ ،‬انساه ده كالـ‬‫قالت سمر بعيوف المعة و نبرة عشق دفين عندما ابتسمت اليها أروى‬ ‫ يا سالـ ! ما ممكن يكوف اتجوز و ال خطب و ىو بره‬‫ بعد الشر و النبى يا أروى بالش نكد و سيبينى كده‬‫ طيب ربنا يشفيكى‬‫قالت أروى ضاحكة قبل اف تخرج من الغرفة و تترؾ سمر بين أحالمها الوردية‬

‫‪151‬‬

‫قيود‬


‫فى لندف‬ ‫كانت يارا تجلس مع احدى صديقاتها تتحدثاف‬ ‫ و انتى مش ناوية تنزلى مصر بقالك ‪ 4‬شهور ىنا‬‫ مش جاى لى مزاج بفكر اطلع عى باريس اعمل شوبنج ‪ ،‬بقولك ايو انا زىقانة قومى نخرج‬‫قالت يارا لصديقتها التى جلست على األريكة بارىاؽ‬ ‫ ال انا مش قادرة‬‫ تصدقى انتى ملل ‪ ،‬لو الواد آسر كاف ىنا كنا اتنططنا فى كل حتة‬‫ ما اعتقدش بعد اللى حصل‬‫ظهرت مالمح القلق على يارا مما سمعتو من صديقتها‬ ‫ ليو ىو مالو ؟ انا آخر مرة كلمتو كاف مسافر أمريكا‬‫ ال ما ىو ما سافرش ده حصل مصيبة ‪ ،‬أمجد أخوه مات فى حادثة من ‪ 3‬شهور‬‫أخبرتها صديقتها لتظهر عليها الصدمة‬ ‫ حادثة !!‬‫ ايوه يوـ ما آسر كاف مسافر رجع من المطار‬‫ظلت يارا تفكر لدقائق ثم قفزت من مكانها متجهة الى الباب‬

‫‪152‬‬

‫قيود‬


‫ رايحة فين ؟‬‫سألتها صديقتها فجاءتها اجابتها المفاجئة‬ ‫‪ -‬نازلة مصر‬

‫****‬

‫مرت االياـ‬

‫و آسر و أروى يعمالف معا ربما كانا يسهراف فى المكتب أيضا النهاء العمل على‬

‫المشروع ‪ ،‬كانت أروى سعيدة بالتقدـ الى يحرزه آسر فهو سريع التعلم و كاف زياد يعمل على‬ ‫التصميمات و اليوـ غادر الجميع المكتب و بقى ثالثتهم يعملوف معا‬ ‫ انا تعبت و جعت ىنزؿ أجيب أكل حد عايز ؟‬‫سألهم آسر عندما رفع زياد رأسو بعد اف كاف منكبا على التصاميم‬ ‫ أل شكرا ‪ ،‬ريتاج مبتتعاش من غيرى‬‫ يا عم كل ساندويتش كده ع السريع ‪ ،‬عايزة حاجة يا أروى ؟‬‫ أى حاجة انا ىموت من الجوع‬‫ أوكيو‬‫غادر آسر الى االسفل و لكنو قبل اف يخرج من الشركة وجد يارا تدخل فنظر اليها مندىشا من وجودىا‬

‫‪153‬‬

‫قيود‬


‫ يارا !! ايو اللى جابك ىنا ؟‬‫ انا عايزة اعرؼ انت ىببت ايو بالظبط و اياؾ تكذب عليا‬‫قالت يارا بلهجة صارمة و ىى تضم يدىا الى صدرىا جاءت ىنا لتأكيد شكوكها و لن تذىب قبل اف‬ ‫تحصل على جوابا شافيا‬ ‫ ىببت ايو فى ايو ؟‬‫تساءؿ آسر فهو ال يعرؼ عم تتحدث‬ ‫ فى أمجد ‪ ،‬انت عملت ايو ؟‬‫ عملت ايو ؟ انتى بتكلمى عن ايو ؟‬‫ انا بتكلم عن أمجد ‪ ،‬موت أمجد مكنش حادثة و انت عارؼ كده كويس ‪ ،‬أمجد اتقتل‬‫أخبرتو يارا لينظر اليها مصدوما مما تخبره بو و بينما كاف نقاش يارا و آسر يدور فى االسفل كانت أروى‬ ‫و زياد يعمالف فى المكتب عندما ارتطمت يد أروى بمفاتيح آسر‬ ‫ ايو ده آسر نسى مفاتيحو ؟‬‫ ىاتيها ىنزؿ اديها لو‬‫ ال ىنزؿ أنا خليك انت عشاف تركز فى التصاميم عايزين نخلصهم فى يومين‬‫نزلت أروى الى األسفل عندما رأت يارا و آسر يتجادالف بصوت مرتفع‬

‫‪154‬‬

‫قيود‬


‫ ال ده انتى أكيد اتجننتى‬‫صاح بها آسر غاضبا عندما صاحت بو ىى األخرى‬ ‫ انا اللى اتجننت و ال انت آخر مرة كنت بتتكلم معايا كاف واضح اوى غيرتك منو بس خطة عبقرية‬‫الكل يعرؼ انك مسافر و فى نفس اليوـ أمجد تحصل لو الحادثة و انت بعيد عن اى شبهة صح‬ ‫ انتى شاربو حاجة ‪ ،‬مستحيل تكونى واعية للى بتقوليو‬‫ انا واعية كويس اوى يا آسر وعارفة انا بقوؿ ايو ‪ ،‬انت قتلت أمجد عشاف تأخد مكانو فى البيت و‬‫الشركة و تاخد خطيبتو كماف ‪ ،‬فاكر كالمك اف باباؾ و مامتك بيحبوه اكتر و اف بعد موت باباؾ ىو‬ ‫اللى مسك كل حاجة وازاى اف اخواتك بيثقوا فيو و كنت ىتموت لما أروى فضلتو عليك مكنش‬ ‫قدامك حل تانى عمرؾ ما كنت ىتعرؼ تتفوؽ عليو االسهل انك تزيحو من طريقك‬ ‫نظر آسر اليها و الشرر يتطاير من عينيو و صاح بها بمنتهى العصبية‬ ‫ انتى مجنونة رسمى ‪ ،‬المخدرات خالص قضت على اللى فاضل من دماغك ‪ ،‬انتى بتكلمى عن‬‫اخويا ‪ ،‬فاىمة يعنى ايو اخويا؟ ‪ ،‬انتى مش عارفة انا كنت بحبو قد ايو و ال حسيت بايو بعد ما راح‬ ‫ حزف و ال ذنب ؟‬‫تساءلت يارا متهكمة عندما صاح بها آسر‬ ‫ اطلعى برا يا يارا لما تفوقى ابقى كلمينى و ال اقولك متكلمنيش‬‫‪ -‬ماشى يا آسر بس اعرؼ انك مستحيل ترتاح بعد اللى انت عملتو‬

‫‪155‬‬

‫قيود‬


‫خرجت يارا من الشركة بينما وقفت أروى مكانها مصدومة مما سمعتو ماذا لو كاف ىذا صحيحا ‪ ،‬ال انو‬ ‫غير ممكن ىل يمكن آلسر اف يقتل أخاه ‪ ،‬صعدت أروى بعضا من درجات السلم بهدوء ثم نزلت‬ ‫مصدرة صوتا حتى يعتقد آسر انها لم تسمع او ترى ما حدث بينو و بين يارا ‪ ،‬التفت آسر عندما سمع‬ ‫الصوت‬ ‫ أروى ايو اللى نزلك ؟‬‫أروى القت اليو المفاتيح فالتقطها‬ ‫ نسيت مفاتيحك‬‫ابتسم آسر الها بارتباؾ‬ ‫ اه ‪ ،‬انا كنت بدور عليهم‬‫ مالك شكلك مخضوض ؟‬‫ مفيش بس مرىق شوية‬‫قاؿ آسر ثم ذىب ليحضر الطعاـ ‪ ،‬صعدت أروى لتكمل التصاميم مع زياد و لكنها لم تستطع التركيز‬ ‫فى اى شىء فقد كانت تفكر فيما سمعت بالنسبة اليها كاف ال يصدؽ كأنها كانت فى كابوس عندما‬ ‫انتبو زياد اليها‬ ‫ آنسة أروى ‪ ....‬آنسة أروى ‪ ....‬أروى‬‫‪ -‬ىو؟‬

‫‪156‬‬

‫قيود‬


‫ ال انتى مش ىنا خالص‬‫ ال مفيش بس سرحت شوية‬‫ لو تعبتى روحى انا ممكن أسهر عليهم فى البيت‬‫فكرت أروى فى الذىاب لكنها لم ترد اف تثير شكوؾ آسر‬ ‫ ال انا كويسة‬‫عاد أسر بالطعاـ و ظل ثالثتهم يعملوف فى ىذه االثناء حاولت أروى جاىدة اال ترتبك او تتصرؼ اى‬ ‫تصرؼ يجعل آسر يشك فى انها سمعت ما دار بينو و بين يارا و لكن آسر كاف شارد الذىن يفكر فيما‬ ‫حدث و بعد ساعتين استسلم زياد‬ ‫ آسر‪...‬أسر ‪...‬يادى النيلة انت يا ابنى‬‫ نعم !‬‫ بصوا بقى انتوا االتنين مش مركزين و انا كماف تعبت‬‫قاؿ زياد و ىو يجمع التصاميم من أمامو‬ ‫ انا بقوؿ كده برضو ‪ ،‬تعالى يا أروى اوصلك‬‫عرض عليها آسر لكنها رفضت‬ ‫‪ -‬ال روحوا انتوا انا لسو ىلف اشترى شوية حاجات‬

‫‪157‬‬

‫قيود‬


‫ متأكدة ىتدوخى على لما تالقى تاكسى‬‫سألها زياد عندما أومأت برأسها‬ ‫ مش مشكلة‬‫ ىى بتحب تدوخ نفسها‬‫علق آسر و غادر ثالثتهم عاد آسر و زياد الى المنزؿ ليجدوا ريتاج فى انتظارىم‬ ‫ اتأخرتوا ليو؟‬‫ أخوكى ىارينا شغل فين آسر القديم المريح ده واحشنى‬‫قاؿ زياد مازحا و ىو يجلس على األريكة عندما ضحكت ريتاج‬ ‫ يا سالـ المفروض انى اصدؽ انو بقى ملتزـ مرة واحدة‬‫قالت ريتاج و ىى تنظر الى آسر الذى كاف يبدو فى عالم آخر‬ ‫ آسر سرحاف فى ايو؟‬‫ ال مفيش بس مرىق شوية انا طالع أوضتى‬‫صعد آسر الى غرفتو عندما التفتت ريتاج الى زياد متساءلة عما حل بأخاىا‬ ‫ مالو ؟‬‫‪ -‬تالقيو مرىق متنسيش انو مش متعود ع الشغل ‪ ،‬بقولك ايو انا عايز اتكلم معاكى احنا مش ىنرج‬

‫‪158‬‬

‫قيود‬


‫بيتنا بقى‬ ‫نظرت ريتاج اليو بحيرة فهى ال تريد اف تترؾ والدتها كما اف وجودىا فى القصر أكثر راحة و طمئنينة‬ ‫بالنسبة لها لكنها كانت تعلم اف زياد لم يكن مرتاحا‬ ‫ بس ىسيب ماما ازاى و انت عارؼ تعبها ده غير اف انت عارؼ اف الحمل تاعبنى و مش ىقدر اقوـ‬‫بالبيت لوحدى‬ ‫ طيب نبقى شوية ىنا وىناؾ لحد ما تقومى بالسالمة و نستقر فى بيتنا‬‫‪ -‬اف شاء اهلل‬

‫****‬

‫استلقى‬

‫آسر على السرير و جملة يارا تتردد فى عقلو "موت أمجد مكنش حادثة و انت عارؼ كده‬

‫كويس ‪ ،‬أمجد اتقتل" على الجانب اآلخر دخلت أروى الى المنزؿ لتجد خالتها و سمر تستعداف‬ ‫للخروج‬ ‫ يال روحى البسى بسرعة‬‫قالت سمر تحث أروى اف تسرع‬ ‫ ليو ؟‬‫ فرح دنيا يا حبيبتى عقبالك انتى و سمر‬‫أخبرتها خالتها عندما حثتها سمر على االسراع‬

‫‪159‬‬

‫قيود‬


‫ يال بقى ىنتأخر‬‫ معلش روحوا انتوا انا تعبانة اوى من الشغل‬‫قالت أروى بارىاؽ عندما عارضتها خالتها‬ ‫ تعالى يا بنتى فكى عن نفسك حبة‬‫ معلش يا ماما و اهلل مرىقة‬‫ انتى رخمة يا بت انتى‬‫قالت سمر بغيظ عندما ابتسمت اليها أروى‬ ‫ معلش يا سمورة ‪ ،‬و ابقى قولى لدنيا ألف مبروؾ‬‫غادرت رقية و سمر عندما دخلت أروى الى غرفتها و عقلها يكاد يجن من التفكير فيما حدث ماذا لو‬ ‫كانت يارا محقة وانو لم يكن حادثا ‪ ،‬ماذا لو اف آسر ىو من دبر الحادثة ‪ ،‬ال ال ىذا غير معقوؿ أبدا‬ ‫فهى عرفت عن آسر تهوره و لكن يمكن اف يصل بو الحاؿ الى ىذه الدرجة و لكن لم بدت يارا واثقة‬ ‫جدا من كالمها ‪ ،‬مستحيل لقد كاف حزينا جدا لموت أمجد حتى انو رفض الجلوس على مكتبو فى‬ ‫الشركة‪....‬و لكن ماذا اف كانت يارا محقة و كاف ىذا شعورا بالذنب و ليس بالحزف ماذا لو انو ندـ بعد‬ ‫ما حدث ‪ ،‬تصارعت التساؤالت و االفكار فى رأسها لدرجة انها أرادت اف تتوقف عن التفكير ال بد اف‬ ‫ىذا كابوسا موت أمجد اآلف الشك فى اف آسر ىو من قتلو !‬ ‫فى فرح دنيا كانت عينيى سمر تبحث عن مازف حتى رأتو واقفا مع أصدقاؤه لم يتغير كثيرا منذ آخر مرة‬ ‫رأتو منذ ‪ 4‬سنوات ‪ ،‬كانت سعيدة جدا و خفق قلبها بشدة عندما توجو نحوىم احمرت وجنتاىا و‬

‫‪160‬‬

‫قيود‬


‫نظرت الى األرض كاف غريبا جدا بالنسبة لمن يعرؼ شقاوتها اف يرى خجلها فى تلك اللحظة‬ ‫ ازى حضرتك يا طنط ؟‬‫قالت مازف موجها حديثو الى زوجة خالو‬ ‫ الحمد هلل يا مازف ايو الغربة أخدتك خالص‬‫ ال و اهلل يا طنط بس كاف الزـ عشاف دراستى‬‫ الحمد هلل انو خلص و ىيستقر ىنا ‪ ،‬ايو يا مازف مش تسلم على سمر‬‫قالت والدتو عندما نظر مازف الى سمر مبتسما‬ ‫ معقولة سمر! كبرتى ‪ ،‬اخبارؾ ايو ؟‬‫أجابتو بخجل‬ ‫ الحمد هلل‬‫ بقت فى آخر سنة فى الجامعة كلية تجارة مش شاطرة زيك‬‫قالت والدتها عندما اعترضت عمتها‬ ‫ متقوليش كده دى سمر ست البنات و بقت عروسة قمر ماشاء اهلل‬‫ من الناحية دى محدش يقدر يجادؿ انا مش بعاكس و اهلل انا بقوؿ الحق‬‫علق مازف فكاد قلب سمر اف يقفز من بين ضلوعها يرقص فرحا و ازدادت وجنتيها احمرارا لكنها كانت‬

‫‪161‬‬

‫قيود‬


‫تنظر الى االرض فى خجل و ارتباؾ‬

‫مرت األياـ و كانت أروى تحاوؿ اف تتصرؼ على طبيعتها و لكن كاف التوتر باديا عليها و على آسر‬ ‫ايضا التى كانت تطارده كلمات يارا كلعنة ال يستطيع التخلص منها و كذلك أروى التى كانت تفكر فيما‬ ‫عليها اف تفعلو و لكنها لم تجد اال حال واحدا منطقيا بعد العمل اتجهت أروى الى مكتب رئيس‬ ‫المباحث وطلبت مقابلتو ‪ ،‬دخل أروى الى مكتب الظابط ياسر فى تردد شديد‬ ‫ آنسة أروى ‪ ،‬اتفضلى اقعدى‬‫جلست أروى مرتبكة و مترددة‬ ‫ أنا اروى كامل خطيبة أمجد عز الدين اهلل يرحمو و كنت معاه فى الحادثة‬‫ خير ؟‬‫ أنا عارفة اف وفاة أمجد اتقيدت على انها حادثة بس انا شاكة انها مش حادثة‬‫ ليو بتقولى كده ؟‬‫سألها ياسر و ىو يشعل سيجارة عندما بدأت أروى فى االفصاح عن شكوكها‬ ‫ أمجد كاف لو منافسين كتير فى السوؽ و انا اما فكرت فى الحادثة ‪ ،‬الطريق مكنش ضلمة كانت‬‫عواميد النور منورة و أمجد مكنش سايق بسرعة ‪ ،‬زى ما يكوف سواؽ اللورى قصد انو يخبطو‬ ‫‪ -‬او ممكن يكوف السواؽ كاف شارب و مجرد حادثة‬

‫‪162‬‬

‫قيود‬


‫ ممكن بس ‪.......‬‬‫قاطعها ياسر فقد كاف يشعر انها ال تخبره كل شىء‬ ‫ آنسة أروى انتى شاكة فى حد معين‬‫نظرت اليو أروى و ىى تفكر ىل تخبره عن ما دار بين يارا و آسر لكنها قررت أال تفصح عن األمر ماذا‬ ‫اف كانت تلك الفتاة مخطئة و آسر برىء ستكوف أوقعتو فى مشكلة كبيرة‬ ‫ أل ‪ ،‬بس احساسى بيقولى انها مش حادثة ‪...‬أرجوؾ انا اعرؼ اف حضرتك كنت صديق ألمجد اهلل‬‫يرحمو لو تقدر تفتح التحقيق او تالقى السواؽ او العربية انا اللى فكراه اف لونها كاف أزرؽ ‪ ...‬و كانت‬ ‫لورى كبير و رقمها كاف فى رقم ‪...‬بصراحة مش قادرة افتكر‬ ‫ آنسة أروى انا ىحاوؿ أفتح التحقيق تانى بشكل استثنائى عشاف خاطر أمجد‬‫خرجت أروى من مكتب رئيس المباحث و لديها أمل اف ىذا التحقيق قد يثبت او ينفى ما لديها من‬ ‫شكوؾ و بمجرد اف خرجت من القسم و سارت بعض خطوات رأت سيارة آسر الذى خرج منها متجها‬ ‫نحوىا و قد اندىش لرؤيتها فناداىا‬ ‫ أروى !‬‫التفتت اليو أروى محاولة أال تبدو مرتبكة‬ ‫ آسر !‬‫‪ -‬انتى بتعملى ايو ىنا ؟‬

‫‪163‬‬

‫قيود‬


‫سألها عندما حاولت اف تبدو ىادئة‬ ‫ أنا ‪.....‬كنت بشوؼ وصلوا لفين فى التحقيق فى موضوع سرقة المطعم اصل انا نسيت اقولك انا‬‫مطعمنا اتسرؽ منو فلوس اوؿ امبارح و انت ايو اللى جابك ىنا؟‬ ‫ انا كنت عند واحد صاحبى فى الشارع اللى ورا و انا نازؿ شفتك ‪ ،‬تعالى اوصلك‬‫ شكرا انا ىأخد تاكسى‬‫ أروى انا مش عايز اضايقك بس ياريت نرجع صحاب زى زماف‬‫ احنا عمرنا ما كنا أصحاب‬‫أجابتو ببرود قبل اف تغادر بينما ظل آسر فى مكانو يشعر انها تخفى عنو شيئا‬

‫مرت األياـ و التوتر بين آسر و أروى يزداد شيئا فشيئا فهى اصبحت تخاؼ اف تتواجد بالقرب منو‬ ‫شكها فى انو ربما يكوف من قتل أمجد يدفعها الى الجنوف و قد بدأ آسر يشعر بالضيق من طريقة‬ ‫تعاملها الجافة معو ‪ ،‬كانت أروى تزور جيهاف كالعادة عندما الحظت جيهاف الضيق على وجهها‬ ‫ مالك يا أروى انتى حد مزعلك ؟‬‫سألتها جيهاف عندما ىزت رأسها بالنفى‬ ‫ ال ابدا بس الشغل كتير علينا االياـ دى‬‫‪ -‬فعال آسر و زياد بيرجعوا متأخر اوى ‪ ،‬ربنا معاكم‬

‫‪164‬‬

‫قيود‬


‫ ربنا يخليكى لينا ‪ ،‬انا ىأقوـ بقى و اسيبك‬‫قالت أروى و ىى تقوـ من مكانها عندما ابتسمت اليها جيهاف‬ ‫ طيب يا حبيبتى خلى بالك من نفسك و متطوليش الغيبة عليا‬‫خرجت أروى من غرفة جيهاف لتجد كاميليا أمامها فحاولت تجاىلها و اتخذت خطوات مبتعدة عنها‬ ‫عندما سمعت كاميليا تتحدث‬ ‫ انتى عارفة يا أروى انا معجبة بيكى‬‫نظرت اليها أروى بدىشة عندما اكملت كاميليا كالمها‬ ‫ مبتضيعيش وقت نقلتى من أمجد آلسر بس ذكية أمجد فعال كاف اضمن اصل آسر مزاجى و متقلب‬‫بس ايو انتى قدرتى تسيطرى عليهم كلهم حتى ماما بقت بتدافع عنك بس حسبتك فيها حاجة صغيرة‬ ‫ناقصة انتى نستينى‬ ‫قالت كاميليا بابتسامة سخرية عندما تقدمت منها أروى و نظرت الى عينيها كأنها تخبرىا انها ال تخشاىا‬

‫ مداـ كاميليا ‪ ،‬انا مبحسبهاش ‪ ،‬أمجد اهلل يرحمو كاف خطيبى وكنت بحبو وكل اللى بينى و بين آسر‬‫شغل وبس أنا مديرة مكتبو والمشرفة على المشاريع‬ ‫ صدقينى مش ىتطولى‬‫انصرفت أروى من أمامها و كانت تسير الى بوابة الفيال عبر الحديقة فى نفس الوقت دخل آسر لكنها‬

‫‪165‬‬

‫قيود‬


‫تجاىلتو و ىى تمر بجاره فناداىا‬ ‫ أروى استنى‬‫التفتت اليو فى ضيق و أجابت ببرود‬ ‫ نعم‬‫ انا عايز اعرؼ فى ايو بالظبط مالك معاملتك متغيرة ليو ؟‬‫ أبدا مفيش حاجة‬‫ بس ‪.......‬‬‫قبل اف يكمل قاطعتو‬ ‫ آسر احنا كل اللى بينا عالقة شغل و انا حتى رجعت عشاف خاطر مشروع أمجد ىو الحاجة الوحيدة‬‫اللى مخليانى لسو موجودة ىنا و انا ىستقيل بعد المشروع‬ ‫قالت بصرامة عندما نظر اليها متعجبا‬ ‫ انتى بتعملى معايا كده ليو ؟ عشاف عارفة كويس انى‪.....‬‬‫قاطعتو أروى مرة أخرى‬ ‫‪ -‬آسر متكملش ‪ ،‬مينفعش‬

‫غادرت أروى و عادت الى المنزؿ و اتجهت فورا الى غرفتها ال تعرؼ لم سالت الدموع على خديها‬

‫‪166‬‬

‫قيود‬


‫ربما جرحتها كلمات كاميليا أـ احساساىا بأنها تفتقد أمجد فبعد موتو عادت لتشعر انها يتيمة مرة أخرى‬ ‫و ليس لديها أى شخص لتعتمد عليو أـ الحقيقة التى تريد اف تنكرىا انها صدمت مجددا فى آسر الذى‬ ‫كانت تأمل انو حقا تغير فدائما ىذه المشاعر التى تكنها لو مهما دفنتها بعيدا كانت دائما تعود الى‬ ‫السطح مرة أخرى بينما كانت أروى تفكر سمعت سمر تناديها بصوت عاؿ فجرت أروى الى مصدر‬ ‫صوت سمر فى غرفة خالتها رقية و كانت سمر بجانب رقية تحاوؿ ايقاظها و لكن رقية لم تكن تجيبها‬ ‫‪ ،‬نظرت فى قلق و رعب الى خالتها‬ ‫ فى ايو ؟ مالها ماما ؟‬‫ مش عارفة مرة واحدة قالتلى انها حاسة بهبوط قمت عملت لها ميا بسكر و جيت لقيتها كده‬‫قالت سمر فى رعب و ىى تدلك يد والدتها و تحاوؿ ايقاظها‬ ‫ انا ىكلم االسعاؼ‬‫اتصلت أروى باالسعاؼ و تم نقل رقية الى المستشفى و كانت الفتاتاف فى الخارج عندما خرج الطبيب‬ ‫من غرفتها فجرتا نحوه‬ ‫ خير يا دكتور ؟‬‫سألتو سمر عندما أجاب‬ ‫ واضح اف الضغط وطى عندىا فجأة ىتفضل فى العناية لحد ما نطمن‬‫انهارت سمر فى البكاء و احتضنتها أروى‬

‫‪167‬‬

‫قيود‬


‫ احمدى ربنا يا سمر بس يا حبيبتى اف شاء اهلل خير‬‫مر اليوـ و لم تذىب أروى الى الشركةعندما اتصل بها آسر و علم منها ما حدث لخالتها و انها لن‬ ‫تستطيع الحضور كانت فى المستشفى مع سمر و لم تكن حالة رقية تتحسن و شعرت أروى بأف ىنالك‬ ‫اىماؿ طبى لعالجها عندما اوقفت أحد الممرضات‬ ‫ لو سمحتى ىى ىتفضل ىنا لحد امتى ؟‬‫ معرفش ‪ ،‬اما الدكتور يوصل‬‫أجابتها بال مباالة‬ ‫ بس الدكتور كاف المفروض يوصل من ساعة‬‫قالت سمر عندما اعادت الممرضة عليهم نفس االجابة‬ ‫ اما الدكتور يوصل ‪ ،‬ىو احنا معندناش غيرىا يعنى‬‫استفذ رد الممرضة أروى كثيرا فهى من المفترض اف تعتنى بكل المرضى و تهتم بهم أـ انهم يتالعبوف‬ ‫بحياة البشر بهذا االىماؿ‬ ‫ دى مريضة و فى العناية فاىمة يعنى ايو‬‫عندىا سمعت أروى صوتا خلفها‬ ‫ خير فى ايو ؟‬‫التفتت أروى لتجد آسر الذى جاء الطمئناف على رقية‬

‫‪168‬‬

‫قيود‬


‫ االىماؿ ىنا حاجة مش معقولة من امبارح بليل و ىى فى العناية و مفيش تحسن و مكلمين الدكتور‬‫من أكتر من ساعة‬ ‫شرحت لو أروى األمر عندىا صاح بالممرضة‬ ‫ فين مدير المخروبة دى ؟‬‫قاؿ آسر بصوتا عاليا و بعد احداثو ضجة حضر المدير‬ ‫ خير يا فندـ ؟‬‫ انا عايز اسعاؼ مجهز و دكتور حاال عشاف ىنقلها من ىنا‬‫قاؿ آسؤ بعصبية عندما غضب مدير المستشفى‬ ‫ احنا مستشفى محترـ ‪ ،‬حضرتك مين عشاف تتكلم بالطريقة دى؟‬‫ انا آسر عز الدين و بقولك أحسنلك تعمل اللى انا قلتلك عليو بدؿ ما اقفلهالك بتليفوف‬‫و بالفعل تم نقل رقية باسعاؼ مجهز الى أحد المستشفيات الخاصة و تم وضعها فى العناية المركزة ‪،‬‬ ‫خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة و اتجو نحوىم‬ ‫ دى غيبوبة سكر بس لحقناىا قبل ما تتدىور الحمد هلل‬‫أخبرىم الطبيب عندما قالت أروى‬ ‫‪ -‬بس ىى عمرىا ما اشتكت من السكر‬

‫‪169‬‬

‫قيود‬


‫ و بابا اهلل يرحمو مكنش عنده سكر‬‫أضافت سمر عندما شرح لهم الطبيب األمر‬ ‫ السكر مرض بيتم التعايش معاه بس واضح اف دخلتو كانت شديدة عليها شوية ع العموـ ىى ىتفوؽ‬‫على بليل اف شاء اهلل و ىنعملها التحاليل و الفحوصات الالزمة‬ ‫ متشكرين اوى يا دكتور‬‫شكره آسر عندما ابتسم اليو الطبيب‬ ‫ متقلش كده يا آسر بيو بعد اذنكم‬‫غادر الطبيب عندما التفتت أروى الى آسر‬ ‫ احنا متشكرين اوى يا آسر بجد‬‫ على ايو يا بنتى ربنا يشفيها‬‫ بس المستشفى ىنا واضح انها غالية اوى فمعلش انا ىأحتاج سلفة ع المرتب‬‫قالت أروى بحرج عندما رد آسر‬ ‫ بطلى رخامة‬‫ نعم !‬‫‪ -‬انتى رخمة و بتتكلمى فى حاجات مش وقتها ‪ ،‬فى فلوس فى الحساب خالص‬

‫‪170‬‬

‫قيود‬


‫ مينفعش بجد ‪ ،‬كفاية اللى انت عملتو معانا‬‫قالت سمر ممتنة ألوؿ مرة عندما ابتسم اليها‬ ‫ ممكن لما تقوـ بالسالمة نبقى نتكلم ‪ ،‬معلش انا الزـ امشى عشاف الشغل ربنا يشفيها‬‫غادر آسر عندما التفتت سمر الى أروى‬ ‫ انتى حولتى الواد‬‫علقت سمر فى انبهار‬ ‫ حولتو ؟‬‫ انا حاسة انى شايفة أمجد قدامى مش ده الواد التافو اللى انتى كنتى بتحكى عنو و ال ده آسر اللى‬‫انا شفتو حتى ىدومو و طريقة كالمو‬ ‫نظرت أروى اليها كأنها أدركت ألوؿ مرة اف آسر قد تغير حقا بالفعل أصبح شديد الشبو بأمجد و طباعو‬

‫****‬

‫فى المساء استيقظت‬

‫رقية و بدأت حالتها فى التحسن عندما ذىبت سمر لتحضر بعض‬

‫المتعلقات من الشقة و بقيت أروى مع خالتها فجلست على الكرسى فى الغرفة تفكر فى كل ما حدث‬ ‫و كيف انها لربما أخطأت لم شكت بآسر نعم ىو طائش و متهور واندفاعى قليال لكن ليس لحد القتل‬ ‫راجعت نفسها و ربما استاءت من انها استمعت الى كلمات يارا و لم تمنحو حتى حق الدفاع عن نفسو‬ ‫‪ ،‬مرت االياـ و عادت رقية الى المنزؿ و فى ىذا الوقت تحسنت عالقة أروى و آسر كثيرا فقد كانا فى‬

‫‪171‬‬

‫قيود‬


‫المكتب عندما احضرت أروى بعض السندويتشات فنظر اليها مبتسما‬ ‫ ايو الرضا ده كلو‬‫ ما احنا بنتأخر فى المكتب فقلت بدؿ البيتزا و الفاست فود اللى اتهرينا منو ده‬‫ و دوؿ ايو بقى ؟‬‫ جبنة بالطماطم و مربى مشمش انا اللى عمالىا‬‫ سكرتيرة شاطرة و ست بيت كماف انتى جوىرة يا بنتى‬‫ عايز ايو من اآلخر ؟‬‫ يا ساتر يا رب ‪ ،‬انتى بتشكى فى صوابع ايديكى‬‫قاؿ آسر ممازحا لكن ارتسمت مالمح حزف على وجهها‬ ‫ أنا عشت يتيمة اى حد قابلنى افتكر انى صيد سهل النى مليش أىل فكاف الزـ عليا انى أخد بالى‬‫من نفسى‬ ‫نظر آسر اليها بعيوف حانية يشعر باألسى من أجلها‬ ‫ انا آسف ‪ ...‬بجد آسف على كل مرة ضايقتك فيها‬‫ظل الصمت سائدا بينهما للحظات ينظراف فيها الى بعضهم البعض شعرت أروى اف نظراتو تخترؽ‬ ‫روحها مجددا لكن عليها اف تبعد ىذا الشعور فأشاحت بوجهها بعيدا و حاولت اف تغطى على توترىا‬ ‫قائلة عندما تحدثت أروى‬

‫‪172‬‬

‫قيود‬


‫ ايو احنا ىنقضيها كالـ كل يال ورانا شغل‬‫ابتسم اليها آسر عندما ابتسمت ىى االخرى كاف ينتابها شعورا بالفرح و االرتياح و ظل الوضع على ىذا‬ ‫الحاؿ حتى حلت نهاية االسبوع ليتصل بها رئيس المباحث يريد مقابلتها فذىبت اليو و جلست فى‬ ‫مكتبو‬ ‫ خير يا حضرة الظابط ؟‬‫ انا فتحت التحقيق بشكل سرى زى ما وعدتك و قدرت أوصل للعربية و السواؽ‬‫ فعال ؟‬‫أشعل الضابط ياسر سيجارتو و بدأ يقص األمر عليها‬ ‫ العربية اتباعت تانى يوـ خردة و لسوء حظهم كانت اللورى الزرقا الوحيدة اللى اتباعت يومها كاف‬‫سايقها حمادة دقدؽ وده بلطجى مسجل خطر عندنا المشكلة مش فيو ىو كل اللى يعرفو اف واحد‬ ‫اسمو سيطرة ىو اللى طلب منو يخبط عربية أمجد و ادالو مواصفات العربية والوقت اللى أمجد ىيكوف‬ ‫فيو ع الطريق و فضل مستنيو‬ ‫ و ليو اللى اسمو ‪ ....‬سيطرة ده ىيعمل كده ؟ أكيد فى حد وراه‬‫ سيطرة اعترؼ على اللى دفعلو الفلوس‬‫ مين ؟‬‫‪ -‬طبقا ألقوالو ىو واحد باشا محترـ اسمو آسر باشا‬

‫‪173‬‬

‫قيود‬


‫نظرت اليو مصدومة رغم شكلها لكنها ال زالت ال تصدؽ انو بالفعل ىو‬ ‫ آسر‪...‬آسر أخو أمجد؟!‬‫ لؤلسف‬‫ظلت أروى تحت تأثير الصدمة ال تنطق نعم قد جاءت و لديها شك و لكن فى داخلها كانت تريد نفى‬ ‫ىذا الشك ال تأكيده‬ ‫ آنسة أروى انا ىحاوؿ فتح التحقيق بشكل رسمى بس واضح اف فى حد كبير متدخل عشاف التحقيق‬‫يتحفظ‬ ‫خرجت أروى من المكتب و ىى فى غاية الصدمة و لم تذىب الى المكتب فى اليوـ التالى لكن زياد‬ ‫أخبرىا بما حدث و ىى بدورىا روت لسمر كل شىء فقد أصبح قلبها مثقال من تلك الهموـ‬ ‫ معقولة !!‬‫قالت سمر مصدومة ال تكاد تصدؽ بينما بكت أروى‬ ‫ أنا مش قادرة اصدؽ‬‫ طيب و ايو اللى حصل ؟‬‫ اللى زياد قالو اف اختو كاميليا و جوزىا عرفوا بس خبوا الخبر عن والدتو و اختو ريتاج‬‫ طيب و ىو فين ؟؟‬‫‪ -‬ىرباف بالرغم من اف الظابط مش عارؼ يفتح التحقيق تانى بيقوؿ ناس كبيرة داخلة فى الموضوع‬

‫‪174‬‬

‫قيود‬


‫و بعدين ؟‬ ‫ مش عارفة ‪ ،‬أنا خايفة يا سمر‬‫قالت أروى و ىى تبكى عندما احتضنتها سمر و ربتت على كتفها لم تكن تعرؼ بما عليها اف تخبرىا‬

‫فى صباح اليوـ التالى استيقظت أروى فى الصباح الباكر ونزلت تفتح المطعم و لكنها شعرت بأحد ما‬ ‫خلفها و قبل اف تلتفت وضع أحد ما قطعة قماش على فمها لتخدريها و عندما غابت عن الوعى‬ ‫سقطت المفاتيح من يدىا اماـ الباب فحملها وضعها فى السيارة و انطلق‬

‫فتحت أروى عينيها لتجد نفسها نائمة على أريكة ‪ ،‬كاف نظرىا مشوشا لكنها بدأت ترى أوضح فأوضح‬ ‫عندما رأت آسر يجلس على الكرسى المقابل لها يحدؽ بها‬ ‫*****************‬

‫خرج آسر مسرعا من الفيال عندما لحقت بو أروى‬ ‫ آسر استنى بس ‪ ،‬اىدى بس عشاف نعرؼ نفكر‬‫تجاىلها آسر تماما و استقل سيارتو مندفعا لم تستطع أروى منعو فما كاف منها اال اف ركبت فى داخل‬ ‫السيارة قبل اف ينطلق آسر مسرعا‬

‫‪175‬‬

‫قيود‬


‫قبلها ب ‪ 20‬ساعة‬ ‫فتحت أ روى عينيها لتجد نفسها نائمة على أريكة ‪ ،‬كاف نظرىا مشوشا لكنها بدأت ترى أوضح فأوضح‬ ‫عندما رأت آسر يجلس على الكرسى المقابل لها يحدؽ بها فانكمشت على االريكة و على وجهها‬ ‫الرعب‬ ‫ أروى متخافيش‬‫حاوؿ طمأنتها لكنها لم ترد من شدة خوفها فهى ال تعلم ما يمكن اف يفعلو آسر بعد و لم قاـ‬ ‫باختطافها‬ ‫ أنا الزـ اتكلم معاكى‬‫ تتكلم !! خاطفنى عشاف تتكلم‬‫صاحت بو غاضبة عندما جادلها‬ ‫ يعنى انا لو كنت اتصلت بيكى وطلبت انى اقابلك كنتى ىتوافى‬‫ أل طبعا‬‫ ده الحل الوحيد اللى كاف قداـ خصوصا بعد ما كذبتى عليا و خبيتى انك بتشكى فيا انى قتلت‬‫أمجد‬ ‫ البلطجى اللى انت اتفقت معاه اعترؼ عليك‬‫‪ -‬و انتى صدقتى ؟‬

‫‪176‬‬

‫قيود‬


‫ اماؿ عايزنى اعمل ايو و الشواىد كلها ضدؾ ليو المفروض أصدقك‬‫ عشاف أمجد ده اخويا من ساعة اللى جرا و انا حاسس اف روحى اتكسرت ‪ ،‬و اقتلو ليو عشاف‬‫واحدة مستحيل مهما كانت مين الواحدة دى حتى لو كانت انتى ‪ ،‬فعال أنا محبتش حد فى حياتى قدؾ‬ ‫و ال ىحب غيرؾ دى حقيقة انتى الوحيدة اللى انا فعال حبيتها كاف عندى استعداد انى اعمل اى حاجة‬ ‫عشاف تبقى معايا بس من اللحظة اللى سمعت فيها من أمجد انو بيحبك الموضوع انتهى بالنسبة لى‬ ‫حتى لما طلبت منك اننا نتجوز فى السر دى كانت اكتر حاجة مجنونة ممكن اعملها انما اقتلو‪....‬انا‬ ‫عارؼ انك بتخافى منى و ده بيضايقنى الف عمرى ما ىأذيكى ابدا ‪ ،‬انا يمكن متهور و طايش بس انا‬ ‫مش وحش اوى كده يا أروى‬

‫لم تعرؼ أروى ما عليها فعلو عندما فتح آسر الباب أمامها‬ ‫ انا مش خاطفك ‪ ،‬امشى لو عايزة ‪ ....‬انا قلت كل اللى عندى‬‫سارت أروى بهدوء نحوالباب و اغلقتو‬ ‫ انا أكيد ىأندـ على اللى انا ىأقولو دلوقتى بس أنا واثقة فيك‬‫ابتسم اليها آسر ‪ ،‬عندما خرج زياد من المطبخ‬ ‫ زياد ؟!‬‫تفاجئت أروى لرؤيتو‬ ‫‪ -‬زياد ىو اللى مخبينى ىنا دى فيال كاف اشتراىا لريتاج مفاجأة قبل موت أمجد و قاؿ يفاجأىا بيها بعد‬

‫‪177‬‬

‫قيود‬


‫ما تولد اف شاء اهلل‬ ‫ طيب و احنا ىنعمل ايو الظابط ىيفتح التحقيق و االدلة كلها ضدؾ‬‫سألت أروى عندما ابتسم اليها آسر سعيدا بأنها فعال تثق بو‬ ‫ استنى‬‫اتصل آسر من ىاتفو بشخص ما و اخبره اف يأتى اليهم‬ ‫ انا مش فاىمة حاجة بجد‬‫ اصبرى ممكن‬‫طلب منها آسر عندما استأذنهم زياد‬ ‫ انا الزـ امشى عشاف ىأخد ريتاج للدكتور‬‫ اياؾ تجيب لها سيرة حاجة‬‫حذره آسر عندما أومأ برأسو‬ ‫ متخافش‬‫التفت آسر الى أروى قائال‬ ‫ لو خايفة امشى معاه‬‫‪ -‬انا قررت انى اثق فيك بس انا الزـ اتصل بخالتو و سمر الف زمانهم ىيموتوا من القلق و لو انى مش‬

‫‪178‬‬

‫قيود‬


‫عارفة ىقولهم ايو‬ ‫ قولي لهم انك فى الشغل‬‫ انا حكيت لسمر اللى حصل‬‫ نعم !!‬‫ عارفة انو غلط بس انا كنت متخيلة وقتها انك قتاؿ قتلة‬‫ خالص قوليلهم انك رحتى لواحدة صاحبتك فى المستشفى عشاف تعبانة‬‫ احنا الساعة ‪ 9‬بليل و انا مختفية من الصبح‬‫ قوليلهم انك سافرتى شرـ الشيخ تخلصى حاجة مهمة فى الشغل و كاف الزـ تروحى الف انتى‬‫الوحيدة اللى ممكن تحلى المشكلة و اف زياد ىو اللى كلمك وىما كده كده معتقدين انى ىرباف‬ ‫اتصلت أروى بخالتها و ظلت مع آسر لساعتين فى انتظار قدوـ الشخص الذى اتصل بو وبعد فترة دؽ‬ ‫جرس الباب و فتح آسر الباب لتجد أروى الضابط ياسر يدخل فى منتهى الهدوء فوقفت أروى من‬ ‫مكانها‬ ‫ ىو ايو اللى بيحصل بالظبط ؟‬‫تساءلت أروى مشوشة عندما قرر الظابط ياسر اف يشرح لها األمر‬ ‫ أنا ىشرحلك كل حاجة يا آنسة أروى ‪ ،‬قبل ما حضرتك تجيلى بحوالى اسبوع ‪ ،‬آسر جالى و حكى‬‫لى على الحوار اللى دار بينو و بين يارا و سألنى اذا كاف فى أى احتماؿ اف حادثة أمجد تكوف مدبرة و‬

‫‪179‬‬

‫قيود‬


‫من ساعتها و انا بدأت التحقيق و لما وصلت الف سيطرة اعترؼ على آسر اتأكدت انو مش ىو النو‬ ‫مش منطقى انو ي كوف ىو ويرجع يطلب منى انى افتح التحقيق تانى بس الموضوع كاف الزـ يفضل سر و‬ ‫عشاف كده برضو قلتلك على انو آسر عشاف اللى دبر الحادثة يطمن انها اتدبست فى حد تانى‬ ‫ طيب و الوضع دلوقتى ايو ؟‬‫سألتو أروى عندما أجابهم‬ ‫ قبل ما آسر يكلمنى كنت وصلت لخيط و بطريقتى وصلت للى دفع فعال لسيطرة عشاف يدبر قتل‬‫أمجد‬ ‫ عرفت مين اللى قتلو ؟‬‫سأؿ آسر متشوقا لمعرفة الشخص الذى حرمو من أخاه‬ ‫ عرفت بس الموضوع صعب‬‫قاؿ ياسر مترددا فى االجابة‬ ‫ مين ؟‬‫أعاد آسر سؤالو عندما قرر ياسر اف يخبره‬ ‫‪ -‬ىقولك‬

‫****‬

‫أوقف آسر السيارة‬

‫أماـ فيال كاميليا و اندفع الى الداخل عندما تبعتو أروى كاف الغضب يسيطر‬ ‫‪180‬‬

‫قيود‬


‫عليو ‪ ،‬عندما اندىشت كاميليا التى كانت تجلس فى البهو تقرأ المجالت‬ ‫ آسر فى ايو ؟‬‫سألتو ليجيبها فى غضب عارـ‬ ‫ جوزؾ فين ؟‬‫ ىو فى ايو ؟‬‫ بقولك جوزؾ فين؟‬‫صاح بها فى منتهى العصبية‬ ‫ آسر اىدى بس الزـ نفكر بعقل‬‫قالت أروى محاولة تهدأتو عندىا نزؿ بساـ من أعلى‬ ‫ آسر فى اي‪...‬‬‫لم يكد بساـ يكمل سؤالو فقد تلقى على الفور لكمة قوية من آسر ليسقط بساـ على ركبتو عندىا‬ ‫أخرج آسر مسدسو و صوبو اليو فاندفعت كاميليا لتفصل بينهما‬ ‫ انت اتجننت يا آسر ‪ ،‬ايو اللى انت بتعملو ده ؟‬‫ انا اتجننت فعال ‪ ،‬البيو جوزؾ أجر بلطجية وىو اللى دبر حادثة أمجد من اولها و كاف عايز كماف‬‫يدبس التهمة فيا و اىو يبقى خلص مننا احنا االتنين‬

‫‪181‬‬

‫قيود‬


‫ انت بتقوؿ ايو؟! ‪ ،‬مستحيل‬‫صاحت كاميليا عندما أخبرىا آسر بما حدث‬ ‫ البلطجى بتاعو اعترؼ على كل حاجة ‪ ،‬بس متقلقيش مش ىيدخل السجن عشاف انا ىأقتلو دلوقتى‬‫وقف بساـ و مسح الدـ من على شفتيو‬ ‫ طيب قبل ما تقتلنى أعرؼ بقى القصة كلها عشاف تعرؼ رصاصتك المفروض تكوف فى مين يا آسر‬‫بيو ‪ ،‬الخطة كلها كانت من تدبير كاميليا ‪ ....‬أختك‬ ‫نظر اليهم آسر و اروى فى حالة من الصدمة التامة ‪ ،‬كيف يمكن لكاميليا اف تكوف ىى العقل المدبر‬ ‫لمقتل أمجد فالجميع يعلم جيدا مدى ارتباطهم‬ ‫ بساـ ايو الجنوف اللى انتوا بتقولوه ده‬‫صاحت بو كاميليا متوترة‬ ‫ كل حاجة اتكشفت يا كامى‬‫التفت بساـ الى آسر الذى كاف صامتا ال يكاد يصدؽ ما أخبره بو بساـ للتو ‪ ،‬اف ىذا اعظم درب من‬ ‫الجنوف كيف يعقل اف تكوف األخت ىى العقل المدبر لقتل أخيها الذى طالما أحبها و آثرىا على نفسو‬ ‫ أمجد بدأ يبقى عقبة كبيرة فى السوؽ ناس كتير كانت متضايقة بس الحاؿ كاف ماشى لحد ما قرر‬‫يعمل مشروعو اللى انت بتكملو دلوقتى معجبوش انو يبقى قرش فى وسط قروش السوؽ و قرر يبقى‬ ‫حوت و كاف الزـ ينتهى قبل ما يبقى حوت و يبلع السوؽ كلو لوحده ‪ ،‬حاولنا االوؿ نبوظ المشروع بس‬

‫‪182‬‬

‫قيود‬


‫معرفناش يوـ ما كاف رايح يقابل المستثمرين دبرنا حركة خطف لمار و كاف الموضوع ماشى لحد ما انت‬ ‫ادخلت‬ ‫ انتوا اللى دبرتوا خطف لمار ‪ ،‬وضرب النار ده لوال انى وقفت قدامها كانت الرصاصة جت فيها ‪...‬‬‫فى بنتك!!‬ ‫تساءؿ آسر مصدوما عندما استكمل بساـ اعترافو‬ ‫ الحق كاميليا زعلت فعال منى بس الخطة خرجت عن السيطرة و ىى مكنتش عايزة تكمل بس ىى‬‫اللى حجزت المطعم عشاف أمجد و أروى وىى اللى اتصلت بيا اوؿ ما خرج‬ ‫التفت آسر الى كاميليا التى كانت تبكى‬ ‫ ىو بيكذب صح ‪ ،‬ردى عليا قولي لى انو بيكذب‬‫صاح بها مصدوما عندما أجابتو باكية‬ ‫ مكنش المفروض السواؽ يخبط العربية من ناحية أمجد كاف المفروض يخبطها من ناحيها ىى السبب‬‫كاف المفروض اف ىى اللى تموت ‪ ،‬أمجد كاف المفروض انو يتصاب بس‬ ‫ و بكدا يبقى عندكم وقت تبوظوا المشروع‬‫قالت أروى فى صدمة و لكن آسر تجاىل تعليقها كاف يشعر انو فى كابوس‬ ‫ و انتى برضو اللى دبرتى انهم يتهمونى صح ؟‬‫لم جيبو كاميليا فهى ال تجد ما تدافع بو عن فعلها الشنيع فقد توجهت نحوه و ىى تبكى‬

‫‪183‬‬

‫قيود‬


‫ آسر ‪ ،‬أنا ‪................‬‬‫قاطعها آسر و ىو يصرخ بها‬ ‫ انتى شيطانة ‪ ...‬أمجد محبش حد فى الدنيا قدؾ‪ ،‬روحو كانت متعلقة فيكى ‪ ،‬ليو ؟ ليو تعملى فيو‬‫كده؟ ده كاف ىيموت لما تعبتى يوـ ما ولدتى بنتك فضل بايت جنبك فى المستشفى و مش عايز يروح‬ ‫لحد ما فقتى ‪ ...‬انتى ايو؟؟ انتى ايو بجد ؟ ال انت ال يمكن تكونى كاميليا ما افتكرتيش اما كاف بيشترى‬ ‫بمصروفو حاجات ليكم انتوا االتنين ‪ ،‬كنت انا و ريتاج دايما بنغير من معاملتو ليكى ‪ ،‬كانت لمار اغلى‬ ‫حاجة عنده النها بنتك ‪ ...‬انتى قتلتيو‬ ‫صرخ بها آسر بينما كانت كاميليا تبكى‬ ‫ آسر اهلل يخليك اسمعنى ‪ ،‬أمجد مكنش بيسمع لحد انا حاولت‬‫ اخرسى ‪ ....‬اخرسى خالص ‪ ،‬ده اللى انتى قتلتى اخوكى عشانو انا بقى ىخلص عليو قدامك دلوقتى‬‫وجو آسر مسدسو الى بساـ لكنو قبل اف يطلق النار لمح لمار مختبئة تراقب الموقف عندما لمحتها‬ ‫أروى ايضا فاتجهت نحوىا‬ ‫ ايو يا قمر متخافيش ده ىما بيهزروا ‪ ،‬خالو و بابا بيهزروا‬‫قالت لها أروى فى محاولة لتهدأة الطفلة الصغيرة عندما نظر اليها آسر‬ ‫ خديها و استنينى فى العربية‬‫أمرىا آسر لكنها خافت مما قد يقدـ عليو فصدمتو كبيرة و ال تعرؼ كيف سيكوف رد فعلو عندما صاح‬

‫‪184‬‬

‫قيود‬


‫بها فى غضب‬ ‫ اعملى اللى انا قلت عليو‬‫ما كاف من أروى الى اف انصاعت لما طلبو فأخذت لمار الى السيارة فى الخارج بينما ظل ثالثتهم فى‬ ‫الفيال و كاف آسر ال يزاؿ يوجو سالحو اليهم‬ ‫ طلقها‬‫أمر آسر بساـ عندما أومأ برأسو قائال‬ ‫ حاضر‬‫ دلوقتى حاال طلقها‬‫نظر بساـ الى كاميليا‬ ‫ انتى طالق‬‫ و ىتكتب لى تنازؿ عن كل شركاتك وفلوسك ‪ ....‬انا ىخرجك من ىنا شحات‬‫فعل بساـ كل ما طلبو منو آسر فقد وقع على عقد بيع كل ما يملك آلسر‬ ‫ دلوقتى بقى لو شفتك و لو حتى صدفة ىأقتلك انا سيبتك بس عشاف خاطر بنتك اللى صدقنى ال‬‫انت و ال ىى ىتشفوىا تانى‬ ‫‪ -‬ابوس رجلك يا آسر متحرمنيش من بنتى‬

‫‪185‬‬

‫قيود‬


‫قالت كاميليا و ىى تبكى عندما نظر اليها نظرة باردة ال تحمل سوى الكراىية‬ ‫ ما انتى حرمتى أمى من ابنها و حرمتينى من أخويا مفكرتيش فى امك بالش فى اختك اللى كانت‬‫ىتروح مننا بسبب اللى انتى عملتيو ‪ ،‬انتى ىتسافرى و مش عايز اشوؼ وشك تانى و امك و اختك‬ ‫ميعرفوش حاجة غير انك مسافرة و لمار ىتعيش معانا و متفكريش تشوفيها بالصدفة‬ ‫كاف آسر على وشك الخروج عندما جثت كاميليا على ركبتيها و أمسكت بيد آسر و ىى تبكى‬ ‫ ابوس ايدؾ يا آسر سامحنى ‪ ،‬أبوس ايدؾ‬‫تجاىلها آسر و خرج ليجد أروى ولمار فى السيارة و قد استطاعت أروى اف تهدأ من روع لمار و‬ ‫تجعلها تناـ ‪ ،‬ركب آسر السيارة و انطلق دوف اف ينطق بكلمة وكانت أروى تنظر اليو دوف اف تتحدث‬ ‫فقد تراقب دموعو التى كانت تنزؿ من عينيو رغما عنو مهما حاوؿ ايقافها ربتت أروى على كتفو فى‬ ‫ىدوء بينما كاف ال يزاؿ يقود السيارة فمن بامكانو اف يتخيل بما يشعر اآلف وكيف لو اف يتعايش مع‬ ‫حقيقة اف اختو ىى من قتلت أخاه وماذا اف عرؼ أحد بهذا األمر؟؟ فبينما ىو يعانى من خسارتو ألمجد‬ ‫التى كسرت روحو ىا ىو اآلف يخسر كاميليا لكنو دائما سيتذكر انها ىى التى قتلت أمجد شعر انو ضائع‬ ‫و ال يعرؼ كيف سيواجو ىذا األمر‬

‫قصت أروى على خالتها و سمر كل شىء فقد أرادت اف تبرىء ساحة آسر أمامهم وتحت ضغط خالتها‬ ‫أيضا الخبارىم عن سر اختفائها لكل ىذا الوقت وكانت الصدمة بادية على وجوىهم‬ ‫‪ -‬انا عمرى ما حبيت كاميليا دى ‪ ،‬اهلل يحرقها‬

‫‪186‬‬

‫قيود‬


‫علقت سمر بينما تساءلت خالتها‬ ‫ انتو متأكدين يا أروى ؟‬‫ ايوه يا ماما ىما حكوا كل حاجة آلسر اهلل يكوف فى عونو بجد اللى بيحصلو كتير‬‫ و ىو ىيعمل ايو مع أمو واختو ؟‬‫سألت سمر بفضوؿ عندما اجابتها أروى‬ ‫ مش ىيقلهم حاجة ريتاج حساسة اوى مش ىتستحمل حاجة زى دى و امو ممكن تروح فيها ىى‬‫كماف ‪ ...‬الموضوع ده الزـ يفضل سر و محدش يفتحو ابدا‬ ‫‪ -‬وىى دى حاجة تتقاؿ ال حوؿ و ال قوة اال باهلل‬

‫مر يوماف و آسر فى حالة من الصدمة ‪ ،‬أروى ال تعرؼ بما تواسيو فى موقف كهذا بينما حضرت كاميليا‬ ‫كل شىء لسفرىا و ذىبت لتوديع والدتها و اختها‬ ‫ يعنى ايو ىتسافرى يعنى فجأة اتطلقتى وبعدين عايزة تسافرى لوحدؾ انتى اتجننتى بقى‬‫قالت والدتها فى غضب من تلك القرارات السريعة التى مرت بحياة ابنتها دوف اف تدرى‬ ‫ طيب كنتى استنى شهرين لحد ما اولد‬‫ غصب عنى عايزة اريح اعصابى شوية‬‫‪ -‬طيب و لمار ؟‬

‫‪187‬‬

‫قيود‬


‫سألتها ريتاج عندىا دخل آسر‬ ‫ لمار ىتقعد معنا يا ريتا مينفعش تسافر معاىا‬‫لم تستطع كاميليا اف ترفع عينها الى آسر الذى لم ينظر تجاىها أيضا‬ ‫ السواؽ مستنى تحت ىيوصلك المطار‬‫قاؿ آسر كأنو أمرا منو بأف وقتها قد انتهى و اف عليها اف تغادر و ال تعود ثانية لكن والدتو طلبت منو اف‬ ‫يوصلها ىو لكى تطمئن عليها‬ ‫ طيب وصلها انت يا آسر عشاف اطمن عليها‬‫ معلش يا ماما السواؽ ىيوصلها اصل انا مشغوؿ اوى‬‫خرج آسر من الغرفة و قررت كاميليا اف ترحل ايضا توقفت قليال لتتجو لغرفة آسر و لكنها كانت تعلم‬ ‫اف الدمار الذى حدث بينهم ال يمكن اصالحو مهما حاولت فاتجو الى األسفل و استقلت السيارة فى‬ ‫طريقها الى المطار ؼ رحلة لن تكوف لها منها عودة على االقل لسنوات كاف ثمنا ضئيال تدفعو لما‬ ‫اقترفتو يداىا من ذنب لن يستطيع اخيها الصغير اف يغفر لها قط‬

‫فى الليل نظر آسر من شرفة غرفتو ليجد ريتاج تقف فى الحديقة بمفردىا فنزؿ اليها ‪ ،‬اقترب منها‬ ‫ووقف بجانبها متسائال‬ ‫‪ -‬ايو اللى مصحيكى دلوقتى وواقفة لوحدؾ كده ليو ؟‬

‫‪188‬‬

‫قيود‬


‫ مفيش‬‫أجابتو ريتاج بصوت مختنق و ىى تحاوؿ اف تدارى دموعها‬ ‫ انتى بتعيطى ؟‬‫ غصب عنى يا آسر كل اللى حواليا بيسيبونى و يمشوا أمجد و بعدين كاميليا‬‫قالت و ىى تبكى أكثر عندما مسح دموعها ممازحا ليخفف عنها‬ ‫ و انا ايو يعنى كيس جوافة ما انا معاكى اىوه‬‫عندىا القت ريتاج بنفسها بين ذراعيو فاحتضنها‬ ‫ أوعدنى انك متسبنيش انت كماف عشاف خاطرى‬‫ متخافيش و اهلل عمرى ما ىسيبك يا ستى بس انتى فرفشى كده يخربيتك ىتطلعى الواد نكدى ‪ ،‬ىو‬‫صحيح ولد وال بنت ؟‬ ‫ زياد مرضيش نعمل سونار قاؿ نخليها مفاجأة‬‫ ربنا يقومك بالسالمة و يفرحنا بيو كلنا‬‫ابتسم آسر الى ريتاج و احتضنها مقبال رأسها عند ىذه اللحظة شعر بأنو يفتقد أمجد كثيرا‪ ،‬كم من‬ ‫االعباء كاف يحمل أمجد دوف اف يشتكى و اصبحت ملقاة على عاتقو اآلف‬

‫****‬

‫‪189‬‬

‫قيود‬


‫عاد آسر‬

‫الى العمل و كاف يعمل كالماكينة يهلك نفسو بالعمل و يعود الى المنزؿ فى الليل ليناـ ال‬

‫يريد اف يفكر فى أى شىء سوى العمل و قد الحظت أروى ىذا ‪ ،‬و فى أحد االياـ فى المكتب‬ ‫ أروى الزـ نلحق ننزؿ دلوقتى عشاف نلحق االجتماع‬‫ ‪ 22‬دقايق‬‫أجابت أروى عندما دخل زياد مرتبكا‬ ‫ بساـ اتقتل‬‫أخبرىم زياد لتظهر الصدمة على وجو أروى‬ ‫ ايو؟؟ ازاى؟؟‬‫ الخبر فى الجرايد كلها اتضرب بالرصاص و محدش عارؼ القاتل‬‫نظر زياد و أروى الى آسر الذى تجاىل األمر برمتو قائال‬ ‫ أتأخرنا على االجتماع يال‬‫ذىب الثالثة الى االجتماع مع رئيس البنك و بعد انتهاء االجتماع ذىب آسر و أروى لتناوؿ الغذاء بينما‬ ‫انطلق زياد الى مكتبو‬ ‫ قوليها و ريحى نفسك‬‫‪ -‬اقوؿ ايو ؟‬

‫‪190‬‬

‫قيود‬


‫تساءلت متظاىرة انها ال تعلم عما يتحدث‬ ‫ اقوؿ انا ‪ ،‬مش انا اللى قتلت بساـ بس كنت متوقعها السوؽ مبيرحمش و انا رجعتو شحات وىو كاف‬‫واخد فلوس من ناس كتير يعنى كانت نهاية متوقعة وللعلم فلوسو اللى انا خدتها و فلوس كاميليا كماف‬ ‫محفوظين باسم لمار‪ ،‬ىى ملهاش ذنب فى أى حاجة و أنا مستحيل أخد فلوسها‬ ‫ انا واثقة فيك بس انت شكلك مش كويس أبدا‬‫ مش عارؼ اتخطى اللى حصل ‪ ،‬اتخطاه ازاى اختى الكبيرة اتفقت ىى و جوزىا و قتلوا اخويا ‪ ،‬انا‬‫ممكن اثق فى مين دلوقتى او اصدؽ مين انا حياتى كلها اتقلبت و انهارت و مش عارؼ أعمل ايو‬ ‫ صلحها انت سبت كل حاجة غلط كنت بتعملها حاوؿ تقرب لربنا اكتر ىترتاح‬‫ غريبة انك بتقولى كده ‪ ....‬انتى مش محجبة‬‫ صح ربنا يهدينا بس على فكرة انا بصلى و أمجد كماف كاف بيصلى ‪ ،‬جرب كده واقف بين ايدين ربنا‬‫و احكيلو ىترتاح‬

‫عادت أروى الى منزلها لتجد لديهم ضيوؼ عندما جذبتها سمر الى الغرفة‬ ‫ فى ايو ؟‬‫تساءلت أروى فى فضوؿ لتجيبها سمر و ىى متوترة‬ ‫‪ -‬الحقينى طنط أحالـ و مازف قاعدين مع ماما‬

‫‪191‬‬

‫قيود‬


‫ ليو ؟‬‫ ايو اللى ليو بيكلموىا عليا‬‫ و انتى مالك متلخبطة كده ليو؟‬‫سألتها أروى و ىى مبتسمة فهى تعلم جيدا مقدار حب سمر لمازف ذاؾ الحب الذى اخفتو سنينا طويلة‬ ‫ انا قلبى ىيقف أخيرا ربنا استجاب دعايا و مازف جو لحد عندى من غير ما اقولو و ال كلمة‬‫ أديكم ىتتخطبوا و تقولوا كل اللى انتم عايزينو‬‫عندىا دخلت رقية‬ ‫ سمر تعالى ‪ ،‬عمتك عايزاكى‬‫خرجت سمر فى توتر شديد و دخلت اليهم و بدأ الجميع فى الحديث و كانت أروى تراقب من بعيد و‬ ‫تذكرت يوـ جاء أمجد لطلب يدىا ‪ ،‬أمجد ذلك الحلم الهادىء الذى مر بحياتها‪ ...‬قصة كانت نهايتها‬ ‫حزينة حقا ‪" ،‬اهلل يرحمو" رددت الى نفسها بقلب حزين‬

‫كانت جيهاف تسير فى الردىة بين الغرؼ عندما لمحت آسر فى غرفتو كانت يصلى ابتسمت اليو‬ ‫وظلت تراقبو حتى انتهى من صالتو والتفت ليجدىا‬ ‫ ماما حضرتك بتعملى ايو ىنا ؟‬‫‪ -‬أوؿ مرة اشوفك بتصلى‬

‫‪192‬‬

‫قيود‬


‫ابتسم اليها آسر عندما رف جرس الهاتف فالتقطو آسر ليأتيو صوت زياد متوترا‬ ‫ آسر انا خدت ريتاج ع المستشفى شكلها ىتولد‬‫ طيب ‪ ،‬أنا جايلك متقلقش‬‫أغلق آسر الهاتف عندما نظرت والدتو بقلق‬ ‫ مين ؟‬‫ ده زياد ‪ ،‬ريتاج تعبت و خدىا ع المستشفى انا رايح لهم‬‫اتجو آسر الى المستشفى و عندما وصل وجد زياد خارج غرفة العمليات‬ ‫ ىى فين ؟‬‫ فى العمليات ربنا يستر انا مش عارؼ اتلم على اعصابى‬‫ يا رب اف شاء اهلل خير‬‫عندىا خرجت الممرضة فاتجو آسر و زياد نحوىا‬ ‫ ايو االخبار ؟‬‫سأؿ زياد فى قلق و ارتباؾ لتخبره الممرضو مبتسمة‬ ‫ مبروؾ جالكم ولد يتربى فى عزؾ‬‫‪ -‬و ىى اخبارىا ايو؟‬

‫‪193‬‬

‫قيود‬


‫سألها آسر عندما أجابتو‬ ‫ الحمد هلل زى الفل و ىننقلها االوضة دلوقتى‬‫ابتسم آسر فى فرح بينما كاف زياد مصدوما من الفرحة لقد أصبح أبا‬ ‫ مالك يا ابنى؟‬‫سألو آسر عندما أجاب مصدوما بفرحة‬ ‫ انا بقيت اب‬‫ اماؿ عم ‪ ،‬مبروؾ يا عم‬‫تم نقل ريتاج الى غرفتها و ذىب زياد و آسر لالطمئناف عليها‬ ‫ حمد اهلل على سالمتك يا اللى مدوخانا ‪ ،‬الراجل كاف ىيموت من خوفو عليكى‬‫قاؿ آسر ألختو مبتسما عندما ابتسم زياد اليها و ىو يمسك بيدىا‬ ‫زياد ‪ :‬حقيقة ربنا يخليكى ليا‬ ‫ريتاج ‪ :‬و يخليك ليا يا رب‬ ‫آسر ‪ :‬ايو الرومانسية دى قداـ الواد عيب ‪ ،‬ىا ىتسموه ايو ؟‬ ‫زياد ‪ :‬أمجد ‪ ،‬انا و ريتاج اتفقنا على كده‬ ‫كاف وقع االسم صعبا على آسر و لكنو ابتسم اليهم لم يكن يريد اف يعكر صفو فرحتهم ‪ ،‬خرج آسر‬

‫‪194‬‬

‫قيود‬


‫من الغرفة و قرر اف يتصل بأروى ليخبرىا كاف سعيدا وأراد اف يشركها فى ىذه السعادة ‪ ،‬رف جرس‬ ‫ىاتف أروى التى وضعتو بانبها و ى نائمة فاستيقظت و نظرت الى الساعة التى كانت الرابعة صباحا و‬ ‫عندما وجدت اسم آسر أجابت فى قلق‬ ‫ آسر ‪ ،‬خير حصل حاجة ؟‬‫ عندى خبر حلو‪.....‬ريتاج ولدت و جابت ولد‬‫ بجد الف مبروؾ و ىى كويسة ؟‬‫ الحمد هلل ‪ ،‬معلش انى اتصلت دلوقتى بس معرفش ليو حسيت انى كنت عايز اقولك انتى اوؿ ح‬‫يعرؼ لو حتى مكلمتش امى‬ ‫ ربنا يبارؾ فيو و يجعلو صالح اف شاء اهلل‬‫ يا رب يال روحى كملى نوـ تصبحى على خير‬‫ و انت من اىلو‬‫أغلقت أروى الهاتف ال تعرؼ لم كانت سعيدة بهذا الخبر جدا ربما اوؿ خبر مفرح تسمعو منذ فترة اـ‬ ‫انها سعدت الف آسر شاركها لحظة فرحو و ىا ىى تعود مشاعرىا تجاه آسر من جديد لكنها استسلمت‬ ‫لها تلك المرة و لن تعود لدفنها مرة أخرى‬ ‫فى الصباح ذىبت أروى الى ريتاج فى المستشفى و كانت جيهاف قد حضرت الى المستشفى أيضا‬ ‫‪ -‬حمد اهلل على السالمة‬

‫‪195‬‬

‫قيود‬


‫ اهلل يسلمك‬‫ تعبتى نفسك يا أروى‬‫قالت جيهاف مبتسمة عندما أجابتها أروى‬ ‫ ىما المفروض كانوا طلبونى من امبارح كنت جيت وقفت معاىا دى أختى‬‫ ربنا يخليكى يا روءة‬‫علقت ريتاج ممتنة لوجود أروى فى حياتها فهى تشعر انها تعاملها كأختها فعال‬ ‫ استنوا بقى اما اشوؼ القمر ده‬‫اتجهت أروى الى سرير الطفل و حملتو‬ ‫ الواد ده مفهوش حاجة منك يا ريتا خالص وحش زى ابوه‬‫علقت أروى بمزاح عندما دخل آسر قائال‬ ‫ على اهلل ابوه يسمعك‬‫ ده زياد قمر على اهلل يطلع شبهو‬‫قالت ريتاج عندما ضحك آسر منها‬ ‫ اه يا ختى مين ىيشهد لو‬‫ظلت أروى تالعب الصغير بينما نظر اليها آسر و تمنى فى داخلو اف يكوف لديهما أسرة معا اف تحمل‬

‫‪196‬‬

‫قيود‬


‫أروى بين ذراعيها يوما ما طفلهم الصغير و لكن استفاؽ من أحالمو عندما سألت أروى‬ ‫ ىا سميتوه ايو ؟‬‫ أمجد‬‫ابتسمت أروى بحزف و أعاد االسم آسر الى أرض الواقع فهو كاف يعلم جيدا كم أحبها أمجد و تمناىا‬ ‫زوجتو بل انو خطبها فعال فكيف لو اف يفكر فى خطيبو أخيو ىل عدـ وجود أمجد فى الحياة سيجعلو‬ ‫ينسى كل شىء و يأخذ الفتاة التى احبها أخيو لنفسو ‪ ،‬ىو ال يستطيع اف يفعل ىذا فقد شعر انو يخوف‬ ‫أخيو ‪ ،‬أروى ىى فتاة أمجد و لن تكوف ألحد آخر‬ ‫بعد عدة شهور كانت المرحلة االولى من المشروع كانت انتهت و كاف الجميع سعداء و ىا قد أتى يوـ‬ ‫االجازة و كانت أروى تجلس فى الشرفة تقرأ عندما دخلت سمر‬ ‫ أعملك شاى‬‫ ال شكرا‬‫ طيب اجيبلك عصير و ال اجيبلك باقى الكيكة بتاعت امبارح‬‫ قولى اللى انتى عايزاه مرة واحدة يا سمر‬‫ ماشى ىقوؿ ‪ ،‬فى واحد صاحب مازف اسمو محمود البسيونى مهندس زيك كده من ساعة ما شافك‬‫فى خطوبتنا وىيتجنن عليكى و كلم مازف ونازؿ زف عليو و‪......‬‬ ‫قاطعتها قبل اف تكمل‬

‫‪197‬‬

‫قيود‬


‫ انتى عارفة اف الموضوع ده بالنسبة لى انتهى‬‫ يعنى ىتعيشى طوؿ عمرؾ كده ؟‬‫قالت سمر معترضة عندما أجابتها أروى باصرار‬ ‫ سمر عشاف خاطرى متجبيش سيرة الموضوع ده تانى‬‫ بس ‪.....‬‬‫قاطعتها أروى مجددا‬ ‫ سمر لو بتحبينى قفلى على السيرة دى‬‫مر أسبوع و سمر تحاوؿ اف تقنع أروى و لكن بال فائدة حتى اتى يوـ كاف آسر و أروى يتناوالف الغذاء‬ ‫فى مطعم سمر و كانا على وشك العودة الى الشركة مرة أخرى‬ ‫ىأجيب العربية و انتى حصلينى‬‫قاؿ آسر عندما أومأت أروى برأسها و اضافت‬ ‫ متتأخرش‬‫ذىب آسر الحضار السيارة بينما كانت أروى واقفة مع سمر‬ ‫ ايو اللى جاب آسر معاكى ؟‬‫‪ -‬قلتلو انى ىتغدى ىنا قالى ىيجى و احنا كنا قربين اصال انا اللى مش فاىمة انتى ليو اصريتى انى‬

‫‪198‬‬

‫قيود‬


‫اتغدى ىنا النهاردة ؟‬ ‫و بينما كانت تتساءؿ أروى تقدـ الجواب منها ندما أتى نحوىما شاب يبدو فى اوائل الثالثينات‬ ‫ آنسة أروى‬‫ ايوه‬‫ انا محمود البسيونى اعتقد اف آنسة سمر كلمتك عنى‬‫نظرت أروى الى سمر بغضب فذلك ىو الشاب الذى يريد اف يخطبها و سمر تلح عليها اف تقابلو بينما‬ ‫أروى كانت ترفض ‪ ،‬التفت أروى الى محمود بابتسامة مزيفة ‪ ،‬فى ىذه االثناء احضر آسر السيارة و نزؿ‬ ‫ليرى لم تأخرت أروى ليجدىا تتحدث مع محمود فشعر بالغيرة من ىذا الشاب الذى تتحدث معو‬ ‫فاتجو نحوىم‬ ‫ أروى اتأخرنا‬‫ معلش آسفة مستر آسر عز الدين مديرى فى الشغل ‪ ،‬البشمهندس محمود البسيونى‬‫ تشرفنا‬‫قاؿ آسر محاوال اخفاء غيظو و غيرتو عندما أجاب محمود بلباقة‬ ‫ الشرؼ ليا‬‫ معلش انا مضطرة امشى يا بشمهندس النى أتأخرت‬‫استأذنت أروى منو عندما ابتسم اليها قائال‬

‫‪199‬‬

‫قيود‬


‫ ال أبدا اف شاء اهلل يكوف لنا معاد تانى‬‫رسمت أروى ابتسامة مصطنعة على شفتيها و غادرت مع آسر الذى ركب السيارة فى غضب و كاف‬ ‫يقودىا بسرعة‬ ‫ آسر انت سايق بسرعة اوى‬‫ مين محمود ده ؟‬‫سألها آسر متجاىال تعليقها‬ ‫ صاحب مازف خطيب سمر‬‫ و كاف بيكلمك ليو ؟‬‫ عادى‬‫ عادى ازاى يعنى مكنش القى حد يكلمو قاؿ يكلمك‬‫سألها آسر و قد ازدادت عصبيتو‬ ‫ انت متعصب ليو ؟‬‫ انا مش متنيل انا ىادى اىوه كاف عايز ايو؟‬‫ عايز يتقدـ لى‬‫أجابتو لتشعل نار غيرتو أكثر ‪ ،‬ضغط على المكابح بقوة فتوقفت السيارة فجأة‬

‫‪200‬‬

‫قيود‬


‫ يعنى ايو يتقدـ لك ؟ ىو مش عارؼ انك ‪.......‬كنتى مخطوبة انتى خطيبة أمجد‬‫قاؿ فى حنق شديد فلم تجيبو أروى و بقيت صامتو‬ ‫ مبترديش ليو يعنى انتى موافقة عليو‬‫ مقررتش‬‫اتت اجابتها لتدفعو الى الجنوف أكثر ال يستطيع اف يتخيل مجرد فكرة عابرة اف تكوف أروى لشخص‬ ‫آخر نعم يعلم انها لن تكوف لو لكن لن تكوف لشخص آخر أيضا‬ ‫ يعنى بتفكرى ؟‬‫سألها عندما أجابتو متوترة‬ ‫ مش عارفة انا متلخبطة‬‫ وتتلخبطى ليو وافقى دى حياتك و انتى حرة ‪ ....‬ال انتى مش حرة انتى ملك أمجد وبس مش حد‬‫تانى‬ ‫قاؿ فى تحدى مما اغضبها فقالت بصرامة‬ ‫ انا مش ملك حد ‪ ،‬حتى أمجد نفسو عمره ما قالى انى ملكو انا حرة فى قرارى‬‫ صح براحتك يا أروى اعملى اللى انتى عايزاه‬‫صاح بها غاضبا ليعلو صوتها ىى األخرى‬

‫‪201‬‬

‫قيود‬


‫ انت بتزعق ليو؟‬‫ انا مبزعقش انتى قلتيها انتى حرة‬‫انطلق آسر بعصبية الى الشركة و لم يتحدث ىو و أروى الى اف عاد كل منهم الى منزلو‬

‫عادت أروى الى المنزؿ غاضبة و كانت سمر فى انتظارىا و تعلم جيدا انها ستواجو عاصفة غضب من‬ ‫أروى‬ ‫بمجرد اف دخلت أروى من الباب بدأ الجداؿ بينهم‬ ‫ انتى ايو اللى انتى عملتيو ده يا سمر ؟ تحطينى فى موقف زى ده‬‫قالت أروى غاضبة و كالعادة لم تستسلم سمر فبدأت تجادلها‬ ‫ موقف ايو واحد محترـ و متقدـ لك و عايز يتكلم معاكى فيها ايو دى ؟‬‫ فيها انى مش عايزة اتنيل اتجوز‬‫قالت أروى فى غضب عندما اعترضت سمر‬ ‫ أماؿ ىتفضلى كده ؟‬‫ و انتى مالك؟ دى حياتى و انا حرة فيها‬‫‪ -‬انتى بتقوليلى انا الكالـ ده ع العموـ انا اللى غلطانة النى بحبك و خايفة عليكى‬

‫‪202‬‬

‫قيود‬


‫ خايفة عليا تقومى تخنقينى و تضغطى عليا بالطريقة المستفزة دى‬‫ أروى موت أمجد فات عليو أكتر من سنة و انتى مش أوؿ واحدى تتخطب وخطيبها يموت‬‫ سمر !‬‫صاحت بها أروى غاضبة لتتوقف على الجداؿ فهى لم يعجبها اف تتحدث عن أمجد بتلك الطريقة‬ ‫عندما تنهدت سمر و قررت مصارحة ابنة خالتها بالحقيقة‬ ‫ بصى يا أروى الموضوع ملوش عالقة بأمجد و انتى فاىمة و انا فاىمة‬‫ قصدؾ ايو ؟‬‫سألت أروى فى ارتباؾ فهى تعلم ما ترمى لو سمر جيدا‬ ‫ قصدى اللى انا اقصده‬‫ متلقحيش كالـ يا سمر‬‫ انا مبلقحش كالـ انتى بتحبى آسر من االوؿ بس كنتى خايفة منو و من تصرفاتو الطايشة و ىو جرح‬‫كرامتك فاخترتى أمجد عندا فيو و كل اللى انتى بتعمليو دلوقتى انك بتحولى آسر لشخصية أمجد‬ ‫عشاف يبقى زى ما انتى عايزاه‬ ‫نظرت أروى الى سمر بغضب و دخلت غرفتها و اغلقت الباب فى عصبية شديدة و ىى تفكر فيما‬ ‫قالتو سمر و ىل ىى حقا محقة فى ىذا بالفعل كانت تكن مشاعر آلسر قبل اف ترتبط بأمجد و فعال‬ ‫ترى اف آسر تحوؿ الى نسخة من أمجد ىى تحبو ال يمكنها انكار ىذا لكنها ال يمكن اف تكوف معو‬

‫‪203‬‬

‫قيود‬


‫ليس بعد كل ما حدث‬ ‫عاد آسر الى المنزؿ غاضبا مما حدث ودخل الى البهو ليجد ريتاج تطعم أمجد الصغير‬ ‫ يا ساتر ايو عاصفة داخلو مالك ؟‬‫سألتو ريتاج عندما زفر بضيق قائال‬ ‫ مفيش‬‫ضحكت ريتاج منو قائلة‬ ‫ شكلك مفيش فعال‬‫ و النبى يا ريتاج سبينى فى حالى‬‫ انت عارؼ انى فضولية و زنانة مالك بجد ؟‬‫ أروى ىتجوز‬‫ بجد مين ؟‬‫تساءلت ريتاج فى فضوؿ عندما اجابها آسر فى ضيق‬ ‫ معرفش واحد متقدـ لها‬‫ وانت متضايق ليو؟‬‫سألتو عندما اجابها مستنكرا‬

‫‪204‬‬

‫قيود‬


‫ انتى شايفة اف مفيش حاجة تضايق‬‫ ايوه طبعا ‪ ،‬أروى شابة جميلة و صغيرة و من حقها انها تتجوز و تعيش حياتها‬‫ بالبساطة دى ؟‬‫ ايوه ‪ ،‬احنا صعب نتقبل ده بس ىى كانت خطيبة أمجد بس الحقيقة انها مش ىتدفن نفسها ‪ ،‬فكر‬‫بالعقل يا آسر و متبقاش عاطفى ىى حرة‬ ‫يعلم آسر جيدا اف اختو محقة فمن حق أروى اف تعيش حياتها لكنو ال يريد اف يتقبل األمر مازاؿ يحبها‬ ‫و مازاؿ قلبو معلقا بها رغم كل ماحدث شعر بالغيرة عندما كادت اف تزؼ عروسا ألخيو فكيف بامكانو‬ ‫اف يقبل فكرة اف تزؼ لشخص آخر ‪ ،‬زفر فى ضيق‬ ‫ يوووووه ىو كل شوية حد يقولى ىى حرة‬‫صعد آسر الى غرفتو غاضبا كم يتمنى لو اخبرىا مشاعره بصدؽ و طلب منها الزواج فى العلن بدال من‬ ‫تصرفاتو الصيبيانية التى ادت بهم الى ىذا الموقف‬

‫فى اليوـ التالى بمجرد اف حضرت أروى الى الشركة طلبها آسر الى مكتبو‬ ‫ خير؟‬‫سألت أروى فى عصبية معلنة انها جاىزة لخوض جداؿ آخر معو لكن اتاىا صوتو ىادئا معتذرا‬ ‫‪ -‬أنا آسف انتى فعال حرة فى تصرفاتك‬

‫‪205‬‬

‫قيود‬


‫تحولت عصبيتها الى ىدوء و ابتسمت اليو‬ ‫ انا رفضت العريس‬‫ بجد ؟ قصدى ليو ؟‬‫سألها آسر و قد تهللت اساريره و ظهرت عالمات االرتياح على وجهو‬ ‫ كده‬‫ أحسن شكلو كاف خنيق اصال‬‫ما كاف من أروى اال اف ظلت تضحك‬ ‫ سيبك من كل ده ورانا شغل‬‫ على رأيك‬‫بعد العمل عاد آسر الى المنزؿ سعيدا جدا عندما رأتو ريتاج التى كانت تجلس مع زياد فى الحديقة‬ ‫ آسر ده بقت حالتو صعبة يا عينى‬‫علقت ريتاج فى حيرة عندما سألها زياد عن سبب قولها‬ ‫ ليو ؟‬‫ شوية مكتئب ومش طايق حد وشوية طاير من الفرحة‬‫‪ -‬تفتكرى بذكائك كده ليو يعنى ؟‬

‫‪206‬‬

‫قيود‬


‫سألها زياد ساخرا منها عندما أجابت ببراءة‬ ‫ مش عارفة‬‫ اخوكى بيحب يا أـ العريف ‪ ،‬و تقريبا كده انا حاسة انى عارفة ىو بيحب مين ؟‬‫ مين ؟‬‫‪ -‬بعدين ىتعرفى‬

‫بمرور االياـ كاف آسر و أروى سعيداف بوجدىما معا ربما لم يعترؼ اى منهم لآلخر بما يشعر بو و لكن‬ ‫تصرفاتهما كانت تحكى أكثر من ىذا خاصة تذكر آسر لعيد ميالد أروى و التى كانت سعيدة جدا لهذا‬ ‫االمر و بدأ االمر يظهر للعياف ‪ ،‬تحدث الجميع عنهما و عن الحب الذى يجمعهم بينما لم يتحدثا ىم‬ ‫معا بهذا الشأف ابدا الى اف اتى اليوـ الذى كاف على كل منهما مواجهة االمر كاف يوـ زفاؼ سمر و‬ ‫مازف ‪ ،‬كانت سمر فى منتهى السعادة تكاد اف تطير فرحا و ىى بجانب مازف فى الكوشة و كانت أروى‬ ‫سعيدة جدا لتحقق حلم سمر ‪ ،‬تقف أروى بجوار سمر تساعدىا فى ابقاء تنورة فستانها االبيض مهندمة‬ ‫ مبروؾ يا أحلى قمر فى الدنيا‬‫قالت أروى فى فرح مبتسمة الى ابنة خالتها‬ ‫ انا فرحانة اوى يا أروى انا حاسة انى ىتنش عين من كتر الفرحة‬‫ اهلل اكبر فى عينك متخفيش ماما قامت بالواجب قرت القرآف كلو من أوؿ الفرح‬‫ضحكت الفتاتاف فى منتهى السعادة عندما نزلت أروى تسير بين المدعويين و فجأة شعرت بيد تمسك‬

‫‪207‬‬

‫قيود‬


‫بيدىا التفتت لتجد آسر‬ ‫اتخضيتى ؟‬ ‫سألها و ىو ينظر الى عينيها مبتسما‬ ‫ محدش اتجرأ انو يمسك ايدى قبل كده‬‫أجابتو و ىى تنظر الى عينيو ىى األخرى شيئا ما جعلها تقف أمامو و ال تهرب من نظراتو‬ ‫ اعتبريها أوؿ مرة‬‫قاؿ آسر و ىو الزاؿ ممسكا بيدىا عندما نظرت الى يدىا فى يده قائلة‬ ‫ الناس ىتاخد بالها‬‫ترؾ آسر يدىا و ابتسم اليها عندما ظلت تتنقل فى الحفل و كانت عيناه تراقبها طواؿ الوقت لم يعد‬ ‫يتحمل اف يبقى مشاعره داخل قلبو ‪ ،‬يريد اف يعلن للدنيا كلها انها حبيبتو و انو يريدىا زوجتو لكنو ال‬ ‫يستطيع ‪ ،‬قرر اف يغادر لكنو وجد أروى تتبعو‬ ‫ آسر ‪ ،‬ىتمشى؟‬‫التفت اليها متسائال‬ ‫ عايزانى أستنى ليو ؟‬‫نظرت اليو أروى فى دىشة ال تفهم عما يتحدث‬

‫‪208‬‬

‫قيود‬


‫ انا خالص مش قادر اسكت أكتر من كده‬‫ آسر‬‫قرر اف يكما كالمو رغم انو يعلم انها أرادتو اف يتوقف‬ ‫ ىنفضل نضحك على بعض لحد امتى ‪ ،‬انا و انتى عارفين كويس انا بحبك قد ايو و انا عارؼ انك‬‫بتحبينى ‪ ،‬تقدرى تنكرى بس السؤاؿ انتى بتحبى مين آسر المتهور المغرور و ال آسر اللى انتى عملتيو‬ ‫المتزف العاقل اللى خلتيو نسخة تانية من أمجد ىتختارى مين عشاف مش ىينفع تختارى غير واحد بس‬ ‫‪ ،‬بتحبينى أنا و ال بتحبى صورة أمجد اللى انتى عملتيها ‪ ،‬أنا مهما حاولت مينفعش اكوف أمجد و مش‬ ‫ىقدر أعيش معاكى و انا حاسس انك بتحبى صورة أمجد‬ ‫تساقطت دموع أروى و ىى تستمع الى كلماتو‬ ‫ مفيش اختيار وقت االختيار خلص أمجد طوؿ عمره ىيفضل واقف بينا ‪ ،‬عمر ما ىتنسى انى كنت‬‫خطيبتو واخترتو بالرغم اف انت اللى اجبرتنى على االختيار ده فاكر‬ ‫ يبقى خالص خلصت على كده معدش ينفع نكمل وال حتى اصحاب ‪ ،‬الننا كده بنعذب بعض بس انا‬‫ىريحك و انا اللى ىقرر ‪ ،‬أوعدؾ اف دى آخر مرة ىتشوفينى فيها‬ ‫راقبتو و ىو يغادر كل خطوة يخطوىا بعيدا عنها كانت تؤلمها لكنها تعلم جيدا اف ىذا ىو الحل الوحيد‬ ‫ظلت تراقبو الى اف استقل سيارتو و غادر خرج من حياتها الى األبد ‪ ،‬عادت الى الداخل و ىى تشعر‬ ‫بأف قلبها مكسور حقا‬

‫‪209‬‬

‫قيود‬


‫عاد آسر الى المنزؿ و ظل فى غرفتو عندما دخلت ريتاج الى الغرفة‬ ‫ رجعت بدرى ليو ؟‬‫ زىقت‬‫ ليو ؟‬‫ زىقت من كل حاجة‬‫أجابها و تنهد تنهيدة تكشف عن مكنونات صدره الذى اصبح مثقال بالهموـ‬ ‫ بسبب أروى ‪ ....‬آسر انا عارفة انك بتحبها بس كنت بتتجاىل الموضوع‬‫ بس خالص معدش ينفع اتجاىلو النى كلمتها‬‫ ورفضت ؟‬‫ احنا االتنين قررنا انو مينفعش ىى بتحب أمجد‬‫أجابها عندما ابتسمت اليو ابتسامة حزينة‬ ‫ أل مبتحبوش على األقل مش زى ما ىى بتحبك لو كانت بتحبو مكنش قدرت تحب حد تانى مش‬‫سهل انك تحب و بعدين ترجع تحب تانى ‪ ،‬أروى بتحبك أوى مجرد نظرة عنيها ليك بتقوؿ كتير اوى‬ ‫ حتى لو الناس ىتقوؿ ايو انى اتجوزت خطيبة أخويا‬‫‪ -‬الناس عمرىا ما ىتبطل تكلم و مش ىندمر حياتنا عشاف كالمهم طالما مبتعملش حاجة حراـ يبقى‬

‫‪210‬‬

‫قيود‬


‫خالص‬ ‫‪ -‬الموضوع ده اتقفل خالص‬

‫لى الجانب اآلخر بعد انتهاء فرح سمر و عودة أروى الى المنزؿ دخلت أروى الى غرفتها تبكى عندما‬ ‫دخلت عليها خالتها‬ ‫ أروى مالك ؟‬‫ مفيش يا ماما‬‫قالت أروى و ىى تمسح دموعها عندما اقتربت منها خالتها مبتسمة‬ ‫ بتعيطى عشاف خاطر سمر ‪ ،‬أوؿ مرة مش ىتبات فى سريرىا و انتى كماف ىتباتى لوحدؾ عقبالك يا‬‫حبيبتى‬ ‫زاد بكاء أروى فاحتضنتها خالتها‬ ‫ ايو يا حبيبتى احكيلى‬‫و ألوؿ مرة منذ بداية القصة قصت أروى على خالتها كل ما حدث بينها و بين آسر منذ اف التقيا الى‬ ‫النهاية‬ ‫ يا حبيبتى ده تجربة و ىتعدى منها متعيطيش بقى‬‫حاولت أروى اف تصدؽ و تقنع نفسها انها ستجتاز ىذه التجربة لكنها لم تستطع كانت حزينة و‬

‫‪211‬‬

‫قيود‬


‫مكسورة القلب و حائرة ولكن آسر كاف يعنى حقا ما قالو عندما اخبرىا انها آخر مرة ستراه فيها فقد‬ ‫انتقل الى ادارة فرع الشركة فى لندف و بعد فترة لم تعد أروى تتحمل العمل فى ذلك المكاف الذى‬ ‫يمتؤل كل ركن فيو بثنايا قصتها فغادرت ىى األخرى‬

‫مرت السنوات و كل منهم يحاوؿ اف يداوى جراح قلبو فقد كاف آسر منهكا فى العمل و لم يعد الى‬ ‫مصر طواؿ ثالث سنوات وأروى ايضا كانت تدير المطعم بدال من سمر مما ابقاىا منشغلة أيضا لكنها‬ ‫لم ايا منهما لينسى ما حدث بينها فبمجرد اف يفرغ اى منهما من انهماكو يعود مرة أخرى الى التفكير‬ ‫فى اآلخر مهما مر الوقت لم يزداد االمر اال سوءا فقد تشاركا معا فى الفرح و الحزف كانا فى اسعد‬ ‫ايامهم و احلكها ظالما معا ارتبطت روحهما بشكل كبير كاف صعبا على األياـ اف تفرقهم مهما مر‬ ‫الوقت ‪.‬‬ ‫شعر آسر انو اشتاؽ الى والدتو و اختو فقرر العودة الى مصر فى اجازة قصيرة و بالفعل دخل آسر‬ ‫المنزؿ لتجرى نحوه لمار التى اصبع عمرىا ثماف اعواـ‬ ‫ انكل آسر‬‫صاحت لمار فرحا لرؤيتو عندما احتضنها آسر الذى كاف سعيدا برؤيتها‬ ‫ وحشتيى اوى يا سوسة انتى خالتك وجدتك فين ؟‬‫ فوؽ فى اوضة تيتة‬‫‪ -‬طب ىششش تعالى نعملهم مفاجأة‬

‫‪212‬‬

‫قيود‬


‫طرؽ آسر الباب بهدوء عندما سمع ريتاج تخبر من يطرؽ بالدخوؿ و بمجردد اف فتح الباب و رأتو‬ ‫جرت اليو و القت بنفسها بين ذراعيو‬ ‫ آسر وحشتنى اوى‬‫ و انتى كماف يا ريتا بس سبينى اسلم على ماما أوؿ‬‫اتجو آسر الى والدتو و احتضنها‬ ‫ وحشتيى اوى يا ماما‬‫ و انت أكتر يا حبيب ماما ‪ ،‬انت مش ىتسافر تانى ؟‬‫ ده انا جاى أجازة اسبوع و مسافر‬‫أخبرىم آسر عندما اعترضت ريتاج‬ ‫ يا سالـ أل طبعا شوؼ ىتسافر تانى ازاى‬‫ سيبك من الكالـ ده ابنك فين ‪ ،‬انا ىتجنن و اشوؼ الواد ده‬‫سألها آسر عندما أجابتو‬ ‫ زياد اخده عند مامتو شوية و ىيجوا ‪ ،‬اخليهم يحضروا لك الغدا‬‫‪ -‬ال انا عايز اناـ‬

‫فى الليل ذىب آسر الى النادى فهو لم يذىب الى ىناؾ منذ سنوات ولكن ال يعلم لما قادتو قدماه الى‬

‫‪213‬‬

‫قيود‬


‫ىناؾ ربما كاف القدر فبينما ىو يجلس فى ىدوء اذ رأى طفال صغيرا ربما ال يتعدى عمره السنتين يخطو‬ ‫بخطوات صغيره فظل يراقبو عندما سمع صوتا ينادى على الطفل ‪ ،‬يعرؼ ىذا الصوت جيدا تسارع‬ ‫دقات قل بو أكد لو انها ىى قبل اف يجدىا تقبل نحو الطفل الصغير كانت حبيبتو أروى كما ىى لم تتغير‬ ‫‪ ،‬حملت أروى الصغير‬ ‫ حمودتى كده تقعى يا قمرة اتى صغيرة يا ناس‬‫ظلت أروى تداعب الصغير عندما تقدـ آسر نحوىا و تردد اف يناديها لكنو فعل ناداىا عندما التفتت‬ ‫اليو و على وجهها فرح يشوبو الدىشة ‪ ،‬ابتسمت اليو و قالت بصوت مرتعش‬ ‫ آسر‬‫ ابنك ؟‬‫سألها عندما نظرت أروى الى الطفل الصغير و أومأت برأسها فابتسمت اليها بحزف‬ ‫ شبهك عينيو زى عنيكى بريئة‬‫ و انت عامل ايو ؟ اتجوزت ؟‬‫سألتو عندما أجابها‬ ‫ اتجوزت الشغل‬‫ و متفقين على كده بقى‬‫‪ -‬ماشية‬

‫‪214‬‬

‫قيود‬


‫قاؿ آسر ضاحكا عندما ضحكت ىى األخرى و ظل االثنين واقفين مكانهما يبحثاف عن كلمات فال‬ ‫يجدا ولكن لم يرد ايا منهم الذىاب عندما اتت نحوىم سمر و لكنها لم تالحظ آسر‬ ‫ أروى ىاتى محمد أأكلو‬‫عندىا الحظت سمر آسر‬ ‫ آسر؟!‬‫قالت سمر متفاجئة‬ ‫ ازيك يا سمر ؟‬‫ الحمد هلل‬‫دار بخلد سمر مئات االسئلة لكنها قررت اف تأخذ الصغير ومن يد أروى و تتركهما‬ ‫ تعالى يا حمودة نسيب طنط أروى‬‫ طنط !!‬‫قاؿ آسر مندىشا عندما ابتسمت أروى اليو‬ ‫ ده حمودتى ‪ ،‬محمد ابن سمر و مازف‬‫ابتسم آسر عندما غادرت سمر مع طفلها‬ ‫‪ -‬بتشتغلينى ؟‬

‫‪215‬‬

‫قيود‬


‫أومأت أروى برأسها مبتسمة قاؿ آسر و ىو يضحك عندما‬ ‫ يعنى انتى متجوزتيش‬‫ ال‬‫ اذا كاف كده بقى يبقى وحشتينى اوى‬‫أخبرىا فرحا عندما احمرت وجنتيها و ىمست‬ ‫ وانت كماف‬‫جلس االثناف معا يتحدثاف عن حياتهما السنوات الماضية و شعر كل منهما انو لم يغب عن اآلخر كل‬ ‫ىذا الوقت و لكن ىذا الفراغ فى قلب كل منهما التأـ عندما جلسا معا و توالت لقاءتهما فى النادى‬ ‫حيث كانت تذىب أروى مع سمر وكاف آسر ينتظرىا ربما علمتهما تلك السنوات انهما ينتمياف‬ ‫لبعضهما و ىكذا قررا الزواج و لكنهما كاف عليهما اقناع ما حولهم باألمر و للغرابة الشديدة كانت‬ ‫والدة آسر اوؿ من دعمت قرارىما بينما خالة أروى كانت خائفة من اف يظل شبح خطوبة أروى و أمجد‬ ‫يطاردىم لكنهما تغلبا على كل تلك الصعوبات ووصال الى اليوـ الموعود يوـ زفافهما التى لم ترده أروى‬ ‫فقد كانت تخشى ما سيقولو الناس لكن آسر اصر اف يضرب بكالـ الناس عرض الحائط و اقاـ لها‬ ‫حفل زفاؼ أسطوريا و بينما كانا يرقصا رقصتهما األولى‬ ‫ مش قولتلك ىأمسك ايدؾ و أرقص معاكى قداـ الناس كلها‬‫ انت دلوقتى جوزى يعنى من حقك‬‫قالت أروى مبتسمة عندما نظر آسر الى عينيها‬

‫‪216‬‬

‫قيود‬


‫ تصدقى حلوة جوزى دى طلعتى عينى يا مفترية‬‫ انا برضو ‪ ،‬يعنى ىو انا كنت مبسوطة و انا بعيد عنك‬‫ األكيد بقى اف عمرى ما ىسمح انك تبعدى عنى ابدا ‪ ،‬بحبك‬‫ و انا كماف‬‫ نفسى اسمعها بقى‬‫ بحبك و بموت فيك كماف‬‫و أخيرا اعترفت لو بمشاعرىا ‪ ،‬احتضنها سعيدا أخيرا حبيبتو اصبحت ملكو ‪ ،‬كانا فى منتهى السعادة و‬ ‫أيضا من يحبهم سعيدا جدا من أجلهم و لكن لم يكن الجميع سعيدا من أجلهم فهنالك من الـ أروى‬ ‫كيف لها اف تحب أخو خطيبها السابق و منهم من الـ آسر على انو أحب فتاة أخيو المتوفى و لكن ال‬ ‫يعلم أحد حقيقة االمر انو منذ لقائهما االوؿ عندما وقعت تلك القهوة من يد آسر على معطف أروى‬ ‫وقع حب كل منهما فى قلب اآلخر‬

‫****تمت بحمد اهلل****‬

‫‪217‬‬

‫قيود‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.