Media manual

Page 1

ÆÆÆWOŽUL²ł≈ Ÿu½ WO öŽ≈ W¹ƒ— u×½

wŽUL²łù« ŸuMK ”U Š w öŽ≈ qO œ ÂöŽù«Ë wŽUL²łù« ŸuM « ŸËdA d³Ž

2012


2


‫نحو رؤية إعالمية نوع إجتماعية‪...‬‬ ‫دليل إعالمي من إعداد‪:‬‬ ‫فداء البرغوثي‪ :‬اخلبيرة اإلعالمية في مجال قضايا النوع اإلجتماعي‬ ‫رمي عبد احلميد‪ :‬باحثة إعالمية‬

‫إشــراف‬

‫سهير فراج‬

‫متابعة إدراية‬ ‫رشا موسى‬ ‫محمد فرارجة‬

‫‪3‬‬

‫إدارة مالية‬

‫سالم درعاوي‬ ‫هذا اإلصدار في عام ‪ 2012‬هو عبارة عن دليل إعالمي للعاملني والعامالت‬ ‫في مجال اإلعالم املرئي واملسموع واملكتوب حول كيفية إعداد مواد إعالمية‬ ‫حساسة للنوع اإلجتماعي‪ ،‬من إعداد وإشراف تنمة وإعالم املرأة‬ ‫«تام» وجميع احلقوق محفوظة لها‪.‬‬


4


‫مـــن نــحــن‪« :‬تــام ‪ -‬صوت من ال صوت لهم‪ /‬ن»‬ ‫تنمية وإعالم املرأة «تام»‪ ،‬جمعية أهلية غير ربحية غير حكومية تأسست عام ‪ ،2003‬لتشمل‬ ‫أعضاء وعضوات من مختلف محافظات الضفة الغربية حصلت على ترخيص من وزارة‬ ‫الداخلية عام ‪.2004‬‬

‫رؤيتنا‪:‬‬

‫تصبو جمعية تنمية وإعالم املرأة (تام) ‪ -‬إلى حتقيق مجتمع حر ودميقراطي يتسم بالعدالة‬ ‫واملساواة واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬ويتمتع فيه كل فرد باحلرية واملساواة واحلصول على‬ ‫حقوقهم‪ /‬ن بشكل كامل دون أي متييز‪.‬‬

‫رسالتنا‬

‫نسعى إلى تغير الثقافة السلبية السائدة والصورة النمطية للنساء‪ ،‬من خالل إعالم حر‬ ‫ومغاير وإيصال صوت من ال صوت لهم‪ /‬ن‪.‬‬ ‫تقوم برامج تام على مبادئ حقوق اإلنسان بصفة عامة ومبادئ حقوق املرأة بصفة خاصة‪.‬‬ ‫وتؤدي رسالتها من خالل تصميم وتنفيذ برامج تركز على زيادة الوعي عبر وسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬وتدريب األفراد والنساء العامالت في مجال اإلعالم‪ ،‬وإنتاج املواد اإلعالمية التي تروج‬ ‫ملبادئ املساواة بني اجلنسني‪( ،‬النوع اإلجتماعي) وتلبي إحتياجات املجتمع الفلسطني‪.‬‬

‫قيمنا ومبادئنا وفلسفتنا‬

‫إن فلسفتنا مستخلصة من االتفاقيات الدولية املتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬وتهدف إلى تعزيز‬ ‫حرية التعبير واملساهمة في التغيير الثقافي اإليجابي في املجتمع الفلسطيني وأهمية املساواة‬ ‫والعدالة بني اجلنسني (النوع اإلجتماعي) والقضاء على كافة أشكال التمييز‪.‬‬

‫تعتمد مبادئ تام على الدميقراطية‪ ،‬ونبذ العنف‪ ،‬وحماية الطبيعة املادية والروحية‬ ‫للبشر‪ .‬وترسخ بشكل كبير املشاركة «وخصوصاً مشاركة املستفيدين‪ /‬ات في‬ ‫كل مرحلة من مراحل املشاريع وتشمل التخطيط والتنفيذ والتقييم»‪ .‬كما‬ ‫تعمل تام مببدأ الشراكة‪ ،‬واإلبداع‪ ،‬والعمل اجلماعي لضمان اجلودة‬ ‫واستمرار عملية التنمية الدائمة‪ ،‬وتقوم أنظمة تام على الشفافية‬ ‫واملسألة وذلك ألننا نؤمن أن هذه املبادئ أساس ّية للتأثير على‬ ‫املجتمعات نحو التغيير اإليجابي‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫أهداف تـام‬ ‫>‬ ‫ ‬

‫> ‬ ‫>‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫>‬

‫رفع مستوى معرفة املجتمع مبفاهيم النوع اإلجتماعي وحقوق النساء خاصة وإحترامها‬ ‫وحث النساء على املطالبة بها وممارستها‪.‬‬ ‫تعزيز مقدرة النساء والفئات املهمشة للتعبير عن أنفسهن‪ /‬م وقضاياهن‪ /‬م وإكسابهن‪ /‬م‬ ‫الوسائل إليصال أصواتهن‪ /‬م للمجتمع‪.‬‬ ‫زيادة نسبة متثيل النساء وقضاياهن في اإلعالم‪ ،‬وتعزيز مقدرة اإلعالم احمللي ليكون‬ ‫مبنيا على مباديء حقوق اإلنسان والنوع اإلجتماعي‬ ‫تعزيز لغة احلوار في املجتمع عبر اإلعالم‬

‫الهيئة التأسيسية لتنمية وإعالم املرأة ‬ ‫ ‬ ‫ > د‪ .‬رجاء السرغلي‬ ‫ ‬ ‫ > سهير فراج‬ ‫ > عبير كيالني ‬ ‫ > جيهان أنسطاس ‬ ‫ ‬ ‫ > فرحة أبو الهيجا‬ ‫ ‬ ‫ > حازم بليدي‬ ‫ ‬ ‫ > رقية تكروري‬

‫‪6‬‬

‫الهيئة اإلدارية لتنمية وإعالم املرأة خالل عام ‪2012‬‬ ‫> د‪ .‬رجاء نافع السرغلي‬ ‫> ليندا جرايسة‬ ‫> عبير كيالني‬ ‫> فاتن فرارجة‬ ‫> فادي موسى‬ ‫> فرحة أبو الهيجا‬ ‫> كفاح صالح‬


‫مقدمـــة املؤسســة‬ ‫النوع اإلجتماعي يعني لنا‬ ‫>‬ ‫ ‬ ‫>‬ ‫ ‬ ‫>‬ ‫ ‬

‫> ‬ ‫> ‬ ‫>‬ ‫ ‬ ‫> ‬

‫حتقيق وسيادة العدالة املطلقة‬ ‫حتقيق السالم واملساواة‬ ‫إكتشاف الذات وتوسيع األفق‬ ‫أن نتقبل اإلخفاق والنقد كما نحتفي بالنجاح واملديح‬ ‫أن نتقبل بعضنا بعضا ونعيش معا مبحبة بغض النظر عن اإلختالفات‬ ‫وال يعني حرباً بني اجلنسني أو أن النساء ضد الرجال‬ ‫بل يعني أن النساء والرجال كالهما يناضل من أجل العدالة واملساواة‬

‫منبــع الفكــرة‬ ‫جاءت فكرة إنتاج هذا الدليل في مجال النوع اإلجتماعي في اإلعالم مبختلف محافظات‬ ‫الضفة الغربية كون اإلعالم يشكل عام ًال أساسياً من عوامل تكوين املوروث الثقافي والبناء‬ ‫اإلجتماعي للشعوب في عصرنا احلاضر‪ ،‬وكون اخلبرات القادرة على التوعية بأهمية‬ ‫وجود إعالم حساس للنوع اإلجتماعي تنحصر في مواقع معينة في فلسطني وتوزيعها غير‬ ‫شامل من ناحية جغرافية‪ ،‬إضافة إلى أن هناك اختالف في فهم مفهوم النوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫لذا جاءت فكرة تنمية وإعالم املرأة (تام) في تصميم هذا املشروع والذي يتكون من عدة‬ ‫مراحل املرحلة األولى هي تدريب مدربني ومدربات في النوع اإلجتماعي واإلعالم وفيما‬ ‫بعد تقوم املجموعة التي مت تأهيلها بتدريب عاملني وعامالت في قطاع اإلعالم مبختلف‬ ‫محافظات الضفة لتعكس املفهوم الذي تؤمن به جمعيتنا ونؤمن بأنه هو الفهم احلقيقي‬ ‫والصحيح للنوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫بعد انتهاء مرحلة التدريب تقوم املجموعات بإنتاج مواد إعالمية حساسة للنوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫ونحن بدورنا نصدر دليلني‪ :‬األول موجه للمدربني واملدربات والثاني هو هذا املوجه‬ ‫لإلعالميني واإلعالميات‪.‬‬ ‫نأمل بذلك أن نكون قد ساهمنا بقدر ولو بسيط في نشر الوعي بقضايا‬ ‫النوع اإلجتماعي في املجتمع الفلسطيني‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫الخروج من إطار العزلة اإلجتماعية‪ ...‬نحو رؤية إعالمية نوع إجتماعية‬ ‫ما هو النوع اإلجتماعي؟‬

‫يعتبر التمييز املفاهيمي بني اجلنس والنوع اإلجتماعي الذي طورته «آن أوكلي» (أوكلي‪،‬‬ ‫‪ )1972‬أداة حتليلية مفيدة في توضيح األفكار‪ .‬ووفقا لهذا التمييز‪ ،‬يرتبط اجلنس‬ ‫بالبيولوجيا‪ ،‬في حني تتجدد هوية النوع اإلجتماعي للرجال والنساء من مختلف الطبقات‬ ‫اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية‪ ،‬في أي مجتمع إجتماعيا وسيكولوجيا (ويتضمن ذلك‬ ‫كونه تاريخياً وثقافياً أيضا)‪.‬‬ ‫إن بعض السمات البيولوجية والفيزيائية (الكروموسومات‪ ،‬وأعضاء اجلنس الداخلية‬ ‫واخلارجية‪ ،‬والهرمونات‪ ،‬والسمات الثانوية للجنس)‪ ،‬تؤدي إلى حتديد كل من اجلنسني‬ ‫املذكر واملؤنث‪ .‬أما حتديد النوع اإلجتماعي‪ ،‬فينبغي أن يؤخذ في اإلعتبار‪ ،‬التصورات‬ ‫اإلجتماعية والثقافية لألدوار والسمات األنثوية والذكرية‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬يوجد إرتباط‬ ‫ملحوظ‪ ،‬وإن لم يكن كليا‪ ،‬بني اجلنس املؤنث والنوع اإلجتماعي املؤنث‪ ،‬واجلنس املذكر‬ ‫والنوع اإلجتماعي املذكر‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫يتم تعلم النوع اإلجتماعي من خالل عملية التطبيع‪ ،‬ومن خالل ثقافة املجتمع اخلاص‬ ‫املعني‪ .‬وفي كثير من الثقافات‪ ،‬يتم تشجيع الصبيان على األعمال التي ترتبط بسمات‬ ‫الذكور‪ /‬والبنات بعكس ذلك‪ /‬وذلك من خالل “اللعب” التي تعطى لألطفال (البنادق‬ ‫للصبيان‪ ،‬والدمى للبنات)‪ ،‬ويقاس النظام بحسب كل من الطرفني‪ ،‬نوع الوظائف واملهن‬ ‫التي تطمح إليها هذا الطرف أو ذاك‪ ،‬وكذلك صور كل منهما في وسائل اإلعالم‪ .‬إن‬ ‫األطفال يتعلمون النوع اإلجتماعي منذ مولدهم‪ .‬إنهم يتعلمون الكيفية التي ينبغي أن‬ ‫يسلكوها من أجل إدراك اآلخرين لهم‪ ،‬أو إدراكهم هم ألنفسهم‪ ،‬كذكور أو إناث‪ .‬وطوال‬ ‫حياتهم‪ ،‬يتم تشجيع هذا االجتاه من قبل الوالدين‪ ،‬واملعلمني‪ /‬املعلمات‪ ،‬والنظراء‪ ،‬والثقافة‪،‬‬ ‫واملجتمع‪.‬‬ ‫يستخدم كل مجتمع اجلنس البيولوجي كأحد معايير النوع اإلجتماعي‪ ،‬غير أنه فيما‬ ‫وراء هذا املنطلق‪ ،‬ال تتفق أية ثقافتني بشأن ما مييز أحد طرفي النوع اإلجتماعي عن‬ ‫اآلخر‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإنه يوجد تنوع ملحوظ في أدوار النوع اإلجتماعي بني مختلف الثقافات‪.‬‬ ‫وعليـه‪ ،‬فــإن مفهــوم النـوع اإلجتماعي‪ ،‬يعنـي مختلـف األدوار والسلوكيـات‪ ‬املناسبـة‪ ‬التـي‬ ‫يحددهــا‪ ‬املجتمـع‪ ‬لكـل‪ ‬من الرجل‪ ‬واملرأة‪ ‬مسبقــاً فـي ضـوء‪ ‬موروثـات‪ ‬إجتماعية‬ ‫ومنظومة‪ ‬ثقافيـة تضم‪ ‬مجموعـة مـن العـادات‪ ‬والتقاليد‪ ‬والقيم السائدة‪ ‬في مجتمع‪ ‬ما‬


‫وفي‪ ‬فترة زمنية‪ ‬معينة‪ ،‬كما يعنى بدراسة العالقات القائمة بينهم والتي عادة ما تكون‬ ‫غير متوازنة على حساب املرأة في توزيع القوة‪ ،‬وتكون النتيجة إحتالل الرجل مكانة فوقية‪،‬‬ ‫بينما تأخذ املرأة وضعاً ثانوياً في املجتمع‪ .‬وال يقتصر املفهوم على النساء والرجال بل ميتد‬ ‫ليطال العالقة بني الفئات املهمشة والفئات التي متلك النفوذ بهدف اإلخضاع والسيطرة‪ ،‬كما‬ ‫يشمل الطريقة التي حتدد بها خصائصهم وسلوكياتهم وهوياتهم من خالل مسار التعايش‬ ‫اإلجتماعي‪ .‬ويرتبط النوع اإلجتماعي عموما بحاالت الالمساواة في النّفوذ وفي إمكانية‬ ‫اإلستفادة من اخليارات واملوارد‪ .‬وتتأثر املواقع املختلفة للفئات املهمشة ومنها النساء واألطفال‬ ‫والفقراء من الرجال وذوي اإلحتياجات اخلاصة باحلقائق التاريخية والدينية واإلقتصادية‬ ‫والثقافية‪ .‬وميكن لتلك العالقات واملسؤوليات أن تتغير‪ ،‬وستتغير حتماً عبر الزمن‪.‬‬ ‫ويقر إستخدام مصطلح النوع اإلجتماعي في هذا الدليل املوجه لإلعالميات واإلعالميني‬ ‫بجانب التقاطع بني جتربة النساء والفئات املهمشة على صعيد التمييز وإنتهاكات حقوق‬ ‫اإلنسان وليس فقط باإلعتماد على اجلنس‪ ،‬بل كذلك من جهة عالقات قوى أخرى ناشئة‬ ‫عن العنصر أو االنتماء العرقي أو الطائفة أو الطبقة أو العمر أو القدرة‪ /‬العجز أو الدين‬ ‫ومجموعة من العوامل األخرى مبا في ذلك مدى إنتمائهن الى السكان األصليني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتشكل العالقات‬ ‫ويتم تعريف النساء والرجال بطرق مختلفة حسب إختالف املجتمعات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتشكل عالقات النّوع‬ ‫يسمى عالقات النّوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫التي يتقاسمها النساء والرجال ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫املؤسسات مثل األسرة واملدرسة واملؤسسة‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫وتشكلها كذلك مجموعة متن ّوعة من ّ‬ ‫القانونية واإلعالم أو السوق‪ .‬وتتمثل عالقات النوع اإلجتماعي في عالقات قوى تراتب ّية‬ ‫بني النساء والرجال متيل إلى تكريس دونية النساء‪ .‬وغالبا ما تُقبل تلك العالقات التراتبية‬ ‫على أنها "طبيعية" ولكنّها عالقات محدّ دة إجتماعياً ومتوطنة ثقافيا وقابلة للتغيير عبر‬ ‫الزمن‪ .‬وتشكل عالقات النوع اإلجتماعي ديناميكية تتميز بالصراع والتعاون في نفس الوقت‬ ‫وتتخللها محاور أخرى من اإلعتبارات املتراكمة التي تشمل الطائفة أو الطبقة أو العمر أو‬ ‫احلالة اإلجتماعية أو املوقع داخل األسرة‪ .‬وتتحدّ د اإلختالفات بني اجلنسني مثل القدرة على‬ ‫الوالدة وفق إعتبارات بيولوجية وتختلف عن أدوار النوع اإلجتماعي املمالة إجتماعياً‪.‬‬ ‫وباعتبار ما سبق ذكره فان أي حتليل مراع ملتطلبات النوع اإلجتماعي يعني الطريقة‬ ‫املنهجية في تناول تأثيرات التنمية املختلفة على النساء والرجال‪ .‬ويتطلب أي حتليل مراع‬ ‫ملتطلبات النوع اإلجتماعي فصل البيانات حسب اجلنس وفهم كيفية تقسيم‬ ‫العمل ومكافأته‪ .‬ويتعني أن يتم التحليل املراعي ملتطلبات النوع اإلجتماعي‬ ‫في كافة مراحل عملية التنمية ويتعني على املرء أن يتساءل كيف‬ ‫سيؤ ّثر أي نشاط أو قرار أو مخطط معني بشكل مختلف على النساء‬ ‫والرجال (باركر ‪.)1993‬‬

‫‪9‬‬


‫الفرق بين الجنس والنوع اإلجتماعي‬ ‫مفهوم اجلنس‬

‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫أنثى وذكر‬ ‫يبني االختالف البيولوجي‬ ‫ للرجل (اإلخصاب)‪.‬‬‫ للمرأة (احلمل والوالدة واإلرضاع)‪.‬‬‫مرتبط أساسا «بوظيفة التوالد»‬ ‫يتميز بالدوام منذ والدة الفرد حتى مماته‪.‬‬ ‫ال ميكن تغييره‪.‬‬

‫مفهوم النوع اإلجتماعي‬

‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫‪10‬‬

‫التنشئة‪ ‬اإلجتماعية‪ ‬التي‪ ‬حتدد‪ ‬طريقة‪ ‬سلوك‪ ‬األفراد‪ ‬حسب‪ ‬جنسهم‬ ‫تختلف‪ ‬من‪ ‬مجتمع‪ ‬إلى‪ ‬آخر‪ ‬ومن حقبة‪ ‬زمنية‪ ‬إلى‪ ‬أخرى‬ ‫األدوار‪ ‬والعالقات‪ ‬اإلجتماعية‪ ‬للجنسني‪ ‬تتضمن‪ ‬حتقيق‪ ‬الرجل‪ ‬واملرأة‪ ‬لتوقعات‪ ‬مجتمعية‪ ‬‬ ‫ال‪ ‬يقتصر‪ ‬التمييز‪ ‬بني‪ ‬األفراد‪ ‬وفرصهم‪ ‬في‪ ‬احلياة‪ ‬على أساس‬ ‫النوع‪ ‬فقط‪ ‬بل‪ ‬على‪ ‬أساس‪ ‬اإلنتماء‪ ‬الطبقي‪ ‬والدين‪ ‬واللون‪.‬‬

‫عالقات النوع اإلجتماعي‬

‫ عالقات‪ ‬القوى‪ ‬والفئات املهمشة ومن بينها النساء واألطفال والفقراء من الرجال والنساء‬‫واألشخاص ذوي اإلعاقة والفئات التي متلك النفوذ بهدف اإلخضاع والسيطرة‪.‬‬ ‫بسببها‪ ‬تشغل‪ ‬الفئات املهمشة ومن بينها النساء واألطفال والفقراء من الرجال والنساء‬ ‫واألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ‬مرتبة‪ ‬دونية في‪ ‬املجتمع‪ .‬ميكن‪ ‬أن‪ ‬تكون‪ ‬عالقات‪ ‬تعاون‪ ‬وتوا‬ ‫صل‪ ‬ودعم‪ ‬مشترك‪ ‬أو‪ ‬ميكن‪ ‬أن‪ ‬تكون‪ ‬عالقات‪ ‬فصل‪ ‬ومتييز‪ ‬وتنافس‪ ‬وتضارب‪ ‬بسبب‪ ‬‬ ‫االختالف‪ ‬وعدم‪ ‬املساواة‪.‬‬ ‫ تدل‪ ‬على‪ ‬كيفية‪ ‬توزيع‪ ‬السلطة بني‪ ‬الفئات املهمشة ومن بينها النساء واألطفال والفقراء‬‫من الرجال والنساء واألشخاص ذوي اإلعاقة والفئات التي متلك النفوذ بهدف اإلخضاع‬ ‫والسيطرة‪.‬‬ ‫ توضح‪ ‬العالقات‪ ‬بني‪ ‬الناس‪ ‬ومجتمعاتهم إذا‪ ‬اختلفت‪ ‬هذه‪ ‬العالقات‪ ‬بسبب اجلنس‪ ‬أو‬‫العرق أو الطبقة أو الدين‪.‬‬


‫هوية النوع اإلجتماعي بإعتبار عامل اجلنس كمثال‪ ،‬وميكن تطبيقه‬ ‫على العوامل األخرى كما ذكرنا سابقا مثل العرق أو الطبقة أو الدين‪.‬‬ ‫ حتدد‪ ‬الطريقة‪ ‬التي‪ ‬ينظر‪ ‬اليها‪ ‬للنساء‪ ‬والرجال‪ .‬‬‫ حتدد‪ ‬توقعات‪ ‬وأسلوب‪ ‬تفكيرهم وتصرفاتهم‪.‬‬‫‪ -‬حتدد‪ ‬الصفات‪ ‬واألدوار‪ ‬واألنشطة‪ ‬واملسؤوليات‪ ‬املرتبطة‪ ‬بالرجال والنساء‪ ‬في‪ ‬وقت‪ ‬معني‪ .‬‬

‫أدوار النوع اإلجتماعي‬

‫إن دور كل من املرأة والرجل ال مينح بصفة فطرية أو طبيعية عند الوالدة حسب اجلنس‪،‬‬ ‫بل هو دور»الكائن اإلجتماعي» الذي يتطور ويتنوع حسب األجيال والبيئة اإلجتماعية‬ ‫والثقافية‪ .‬هذا ما أكدته الدراسات اإلنثروبولوجية التي ترتكز على املقارنة بني الثقافات‬ ‫كمجال إهتمام ومنهجية بحث‪ .‬ولقد بينت نتائج هذه الدراسات أن األنشطة والسلوك‬ ‫وحتى سمات الشخصية التي نعتبرها عادة في مجتمعاتنا خاصة باملرأة‪ ،‬قد تكون خاصة‬ ‫بالرجل في مجتمعات أخرى‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير بدور “األم” و“الزوجة” إذ يتولى‬ ‫مسؤولية البيت ورعاية وتربية األطفال ويكون “األم احلنون” الساهرة على إحتياجات‬ ‫كل أفراد األسرة بينما تكون املرأة “الزوج” و“االب” املعيل والولي ومصدر السلطة‪.‬‬ ‫إن دراسات األدوار هذه والتباين امللحوظ بني الثقافات واملجتمعات‪ ،‬وفي العديد من األحيان‬ ‫ضمن نفس الثقافة ونفس املجتمع‪ ،‬يؤكد بأن التفرقة القائمة على اجلنس قد تتأثر‬ ‫بالطبقات اإلجتماعية واملستوى التعليمي‪ ،‬والعمل‪ ،‬ومرحلة التنمية التي وصل إليها املجتمع‬ ‫أو الطبقة اإلجتماعية التي ينتمي إليها الفرد‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬يجب التمييز بني دور املرأة ودور الرجل “ككائن إجتماعي” ودورهما اإلجنابي‬ ‫البيولوجي الذي يرتبط بجنس كل منهما وال يستطيعان تغييره‪.‬‬ ‫لذا إذا أردنا أن ندرك معنى الذكر واألنثى‪ ،‬أي الرجل واملرأة‪ ،‬خارج نطاق املميزات اجلنسبة‬ ‫األولية واملميزات اجلنسية الثانوية‪ ،‬فإن ذلك سيتم من وجهة نظر (النوع اإلجتماعي)‬ ‫ونعني به “املواصفات احلضارية‪ ،‬الثقافية واإلجتماعية‪ ،‬التي يتصف بها أي من نوعي‬ ‫اجلنس البشري‪ .‬ومتثل هذه املواصفات نتاج عملية تاريخية معقدة‪ ،‬لذلك فهي حالة غير‬ ‫ثابتة‪ ،‬أي هي قابلة للتغيير حسب املكان والزمان‪ ،‬عكس املواصفات البيولوجية‬ ‫التي ال تقبل التغيير”‪( .‬كوثر ‪)1995‬‬

‫‪11‬‬


‫وفي الواقع‪ ،‬فإن الرسالة اجلوهرية التي يريد أن يؤديها مفهوم “النوع اإلجتماعي” تتضمن‬ ‫أن هذا املصطلح يشمل املرأة والرجل على حد سواء‪ ،‬واملرأة والرجل املتواجدين في مجتمع‬ ‫واحد ووجهة نظر املرأة والرجل بالنسبة إلى كل القضايا التنموية التي تهم املجتمع‪.‬‬ ‫إن عمليات اإلجناب واحلمل والوالدة‪ ،‬هي عمليات بيولوجية بحتة‪ ،‬تتميز بها األنثى في‬ ‫كل املخلوقات‪ ،‬باإلضافة الى أنها تطعمت مبميزات ثقافية جعلت مصير املرأة مرتبطا‬ ‫مبصير الطفل‪ .‬وكذلك العكس‪ ،‬مع أن املسؤوليات واملهام سواء خصت التربية أو اإلعالة‬ ‫االقتصادية أو الرعاية الوجدانية‪ ،‬بإمكان املرأة والرجل على السواء القيام بها‪ ،‬كما بينته‬ ‫الدراسات األثروبولوجية أو التحوالت اإلجتماعية في العديد من املجتمعات ومنها العربية‪.‬‬ ‫يرى املجتمع بأن املرأة ال تصلح نظرا لطبيعتها اجلنسية لبعض األعمال منها أعمال القوة‬ ‫(اجلنس الضعيف)‪ ،‬والقيادة (تخضع إلى العاطفة)‪ ،‬وما زال املجتمع رغم هذا الواقع هو الذي‬ ‫يحدد عبر تصوراته وقيمه ما ميكن أو ال ميكن للمرأة القيام به‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫مفهوم تقسيم العمل‬

‫تقسيم العمل على أساس النوع اإلجتماعي هو إسناد مهام محددة ألشخاص محددين‪،‬‬ ‫ويصبح هذا التقسيم جزءا من الهيكلية اإلجتماعية‪ ،‬فالتقسيم املسبق للعمل يتخذ صفة‬ ‫القاعدة اإلجتماعية في املجتمع‪ ،‬ومثال على ذلك‪ ،‬أن تعتني النساء باألطفال يصبح طبيعي‬ ‫وتصبح إحدى سمات النساء اإلعتناء باألطفال‪.‬‬

‫ما هو املقصود بالدور؟‬

‫هو منوذج لسلوك فرد‪ ،‬ولكل رجل‪ /‬إمرأة أكثر من دور واحد يقوم في حياته‪ .‬ويحدد‬ ‫الدور مركزه‪ /‬مركزها اإلجتماعي والدور متغير وفقا للتغيرات اإلجتماعية واإلقتصادية‬ ‫والثقافية والدينية والسياسية التي يتأثر فيها الفرد‪.‬‬ ‫وتنحصر هذه األدوار في أربع أشكال وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬األدوار اإلجنابية‪:‬‬

‫تتألف من األدوار واألعمال املرتبطة بالدور اإلجنابي والتي ينتج عنها عدد من املسؤوليات‬ ‫واملهام املنزلية والعائلية والتي تقوم بها املرأة غالبا‪ .‬وفي بعض املجتمعات يقوم الرجال ببعض‬ ‫املهام املرتبطة بهذا الدور‪ .‬ميثل هذا الدور مسؤوليات إعادة إنتاج القوى العاملة وصيانتها‬ ‫وتشتمل على‪:‬‬ ‫‪ .1‬مسؤوليات حمل الطفل ووالدته‬ ‫‪ .2‬رعاية األطفال وتربيتهم‬ ‫‪ .3‬مسؤولية رعاية القوى العاملة (الكبار)‬ ‫‪ .4‬العمل املنزلي‬ ‫وبالرغم من أهمية الدور إال أنه عادة ما ينظر له على أنه عمل غير حقيقي‪ ،‬وإمنا جزء من‬ ‫الطبيعة والفطرة البشرية اخلاصة بالنساء‪.‬‬

‫‪ .2‬األدوار اإلنتاجية‪:‬‬

‫األدوار التي يقوم بها كل من الرجال والنساء مقابل أجر أو مقايضة‪ .‬وتشمل اإلنتاج في‬ ‫السوق أو في املنزل وتدر الدخل ومبا لهذا الدور من قيمة تبادلية فهو يكتسب أهمية‬ ‫مجتمعية خاصة‪ .‬يقوم كل من الرجال والنساء بهذا الدور عادة‪ ،‬ولكن يعرفه‬ ‫مجتمعيا على أنه دور للرجال‪ .‬وما زال هناك تقسيم واضح لهذا الدور ما‬ ‫بني النساء والرجال حيث ُت ّعرف بعض األدوار على أنها أدوار أنثوية في‬ ‫حني تعرف أخرى على أنها ادوار ذكورية‪ ،‬علما بأن هذه التقسيمات‬ ‫متغيرة وتتأثر بعوامل عديدة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪ .3‬األدوار اإلجتماعية‪:‬‬

‫يعتبر هذا الدور إمتداد للدور اإلجنابي‪ ،‬حيث أن محوره يركز على احملافظة على املجتمع‬ ‫البشري‪ ،‬ولكن ميتد اإلهتمام من إهتمام أسري إلى إهتمام مجتمعي‪ .‬يؤدي هذا الدور بشكل‬ ‫تطوعي ويعني بتوفير املوارد النادرة‪ ،‬وتنظيم إستخدامها من قبل املجتمع باإلضافة إلى‬ ‫تقدمي اخلدمات التي تساعد املجتمع البشري على البقاء والتطور‪ .‬يقوم بهذا الدور الرجال‬ ‫والنساء‪ ،‬ويعتمد توزيعه ما بني اجلنسني على املفاهيم املجتمعية والثقافية املجتمعية السائدة‬ ‫في املجتمع ولكن في الغالب ما تقوم املرأة به‪ .‬ومن األمثلة عليه العمل في شكل مجموعات‬ ‫غير منظمة ملصلحة احلي واحلصول على خدمات أفضل أو إحضار املياه في املناطق الريفية‪.‬‬

‫‪ .4‬األدوار احمللية والسياسية‪:‬‬

‫األدوار السياسية في كافة املؤسسات اإلقتصادية السياسية واإلجتماعية‪ ،‬ويتلخص هذا‬ ‫الدور بسلطة إتخاذ القرار سواء في األسرة أو خارجها‪ .‬وما زال املجتمع ينظر لهذا الدور على‬ ‫أنه دور خاص بالرجال بالرغم من محاولة النساء إقتحام هذا املجال وعادة ما يكون هذا‬ ‫الدور مدفوع األجر إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة (معنوية) إلرتباطه إرتباطاً وثيقاً‬ ‫باملركز والسلطة‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر انه ال يكفي حتليل األدوار والعمل الذي يقوم به كل من الرجل واملرأة بل‬ ‫يتطلب أيضا حتليل طبيعة العمل‪ ،‬الوقت الذي يستغرقه‪ ،‬أهميته وقيمته املالية أو املعنوية‪.‬‬

‫حاجات النوع اإلجتماعي (العملية واإلستراتيجية)‬

‫‪14‬‬

‫حاجات النوع اإلجتماعي‪ :‬هي اإلحتياجات الناجتة عن األدوار والعالقات اإلجتماعية احملددة‬ ‫إجتماعياً بني املرأة والرجل‪.‬‬ ‫تنقسم إلى‪:‬‬ ‫ احلاجات العملية‬‫‪ -‬احلاجات اإلستراتيجية‬

‫احلاجات العملية‪:‬‬

‫هي التي تساعد كل منهما على القيام بدورها‪ /‬بدوره احملدد لهما بشكل أفضل دون القفز‬ ‫عن الصورة النمطية للعالقات السائدة في مجتمع بعينه‪.‬‬

‫احلاجات اإلستراتيجية‪:‬‬

‫هي التي تسعى إلى تغيير الوضع اإلجتماعي والسياسي واإلقتصادي لكل من الرجل واملرأة‬ ‫من خالل تغيير الصورة النمطية لكل منهما‪.‬‬


‫حاجــات النـوع اإلجتماعي‬ ‫احلاجـات العمليـة‬

‫احلاجـات االستراتيجيـة‬

‫قصيرة األمد‬

‫طويلة األمد‬

‫مشتركة لكل النساء‬

‫مشتركة لكل النساء‬

‫تشمل النساء كمستفيدات وليس‬ ‫كمشاركات‬

‫حتث على املشاركة الفاعلة للمرأة من‬ ‫اجل التغيير‬

‫تتعلق باألمور اليومية – الغذاء‪ ،‬الدخل‪،‬‬ ‫الصحة‪..‬الخ‬

‫تتعلق بوضع املرأة السلبي في املجتمع‬ ‫وقلة املوارد املتوفرة لها وتعليمها وشدة‬ ‫حساسيتها للفقر والعنف‬

‫سهلة التحديد‬

‫صعبة التحديد‬

‫ممكن أن تعالج من خالل توفير مواد‬ ‫وموارد‬

‫تغيير العالقات اإلجتماعية ومكانة املرأة‬ ‫هو الهدف املرجو‬

‫تعالج من دون تغيير األدوار والعالقات‬ ‫اإلجتماعية‬

‫ممكن معاجلتها من خالل زيادة التوعية‬ ‫حول النوع اإلجتماعي وزيادة ثقة املرأة‬ ‫بذاتها‪ ،‬وتعليمها وتدريبيها ومتكينها‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫هرم ماسلو للحاجات المادية‬

‫‪16‬‬

‫الوصول الى املصادر واملوارد والتحكم بها‬ ‫تتضمن املوارد واملصادر‪:‬‬

‫‪ .1‬موارد ومصادر مادية وتشمل‪:‬أموال‪ ،‬توفير‪ ،‬قرض‪ ،‬مصاغ‪ ،‬أرض‪ ،‬بيت‪ ،‬شقة‪ ،‬عيادة‪،‬‬ ‫ورشة‪ ،‬سيارة ‪.‬الخ‬ ‫‪ .2‬مصادر بشرية وتشمل‪ :‬أفراد أسرة أو عائلة يعملون بال أجر في مصلحة ميلكها رب‬ ‫األسرة أو العائلة‪ ،‬مث ًال الزوجة التي تعمل في مزرعة أو حقل الزوج أو العائلة‪.‬‬ ‫‪ .3‬مصادر أخرى وتشمل‪ :‬معلومات‪ ،‬معرفة‪ ،‬مؤسسات إقراض‪ ،‬خدمات أساسية‪ ،‬نظام قانوني‬ ‫وقضائي‪ ،‬نظام تأمني صحي مدعوم من الدولة‪ ،‬إحتالل مراكز صنع القرار‪ ،‬مجموعات‬ ‫ضاغطة‪ ،‬مؤسسات أهلية وحكومية‪ ...‬الخ‬


‫كثيرا ً ما تتأثر أدوارنا ومكانتنا ومدى مشاركتنا في املجتمع مبا نحصل عليه من موارد‬ ‫ومصادر ومبدى سيطرتنا على التصرف بها وعلى توزيعها‪ ،‬وميكن لألفراد أو اجلماعات‬ ‫الوصول إلى موارد ومصادر متنوعة ومتعددة األشكال مثل التي وردت أعاله‪ ،‬ميكن لهذه‬ ‫املوارد واملصادر ان تتوفر ولكن احلصول عليها صعباً أو غير ممكناً‪ ،‬وميكن لألفراد احلصول‬ ‫على هذه املصادر واملوارد واألهم من ذلك كله هو سيطرتهم عليها وتصرفهم بها‪.‬‬

‫إطار‪ ‬لونغوي‪ ‬للتمكني‪ ‬واملساواة‬

‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫التمتع باملساواة‪ ‬في احلاجات‪ ‬األساسية (التغذية واملسكن‪ ‬والصحة الخ‪.)...‬‬ ‫الفرص املتساوية‪ ‬في التعليم‪ ‬والتدريب والعمل واألجور والوصول للمصادر‪.‬‬ ‫توعية النساء والرجال‪ ‬والتصحيح الثقافي‪ ‬ليتالءم مع الوصول بالنساء للمساواة‪.‬‬ ‫املساواة في املشاركة‪ ‬في صنع القرار‪.‬‬ ‫املساواة‪ ‬في امللكية والتحكم في املصادر‪.‬‬

‫مساواة النوع اإلجتماعي بإعتبار عامل اجلنس كمثال‪ ،‬وميكن تطبيقه‬ ‫على العوامل األخرى كما ذكرنا سابقا مثل العرق أو الطبقة أو الدين‪.‬‬ ‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫ال‪ ‬تعني أعداد‪ ‬متساوية‪ ‬من النساء والرجال في جميع األنشطة‪.‬‬ ‫ال تعني معاملة الرجال والنساء بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫متثل تطلعات مختلفة للعمل من أجل مجتمع ال يعاني فيه أفراده (رجال‪ /‬نساء) من‬ ‫الفقر والتفاوت القائم على‪.‬‬ ‫إدراك النساء والرجال إلحتياجاتهم األولية في ظل مواجهة عراقيل مختلفة‪.‬‬ ‫اإلسهام في العملية التنموية بطرق مختلفة‪.‬‬ ‫مرتبطة إرتباطا وثيقاً بتمكني املرأة‪( ،‬أي حتقيق املساواة عندما تتصرف النساء بالنيابة‬ ‫عن أنفسهن)‪.‬‬ ‫أخذ موقع مساو للرجل‪ ‬واملشاركة‪ ‬بشكل متساو‪ ‬في العملية‪ ‬التنموية من أجل‪ ‬الوصول‬ ‫الى‪ ‬التحكم بعوامل اإلنتاج‪ ‬بشكل متساو مع الرجل‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫اإلعالم والنوع اإلجتماعي‬ ‫كانت وسائل اإلعالم املكتوبة منها واملسموعة واملرئية منذ عقود مضت‪ ،‬مبنية على‬ ‫أسطورة كبيرة إسمها» املوضوعية»‪ ،‬األمر الذي دفعنا لإلعتقاد بأن اإلعالميني‪ /‬ات ميكن‬ ‫أن يقوموا بتغطية األحداث بطريقة “محايدة” ال تزكي وجهة نظر على أخرى وبطريقة‬ ‫تروي الوقائع وتكشف عن «احلقيقة» ‪ .‬لكن ولألسف‪ ،‬فإن الواقع الفعلي مختلف قليال عن‬ ‫هذه النظرة املثالية أو النموذجية‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد بات اإلدراك في الساحة اإلعالمية بأن‬ ‫املوضوعية ليست ممكنة‪ ،‬على قاعدة أننا بشر قبل أن نكون إعالميات وإعالميني‪ ،‬وأن‬ ‫العقول ليست مبثابة أوراق نسجل عليها تفاصيل كل مادة من املواد اإلعالمية ليتم إنتاجها‬ ‫كعمل متكامل بدون أن تتاثر باإلنحياز البشري‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬نحن جميعاً نتاج لعمليات إجتماعية كبيرة في عالم غير متكامل‪ ،‬ولن يكون‬ ‫من الواقعي التظاهر بأنه ال يوجد لدينا بعض التجارب واملواقف‪ ،‬وحتى بعض التحيز‬ ‫والتحامل‪ .‬وحني نقوم بعملنا في مجال اإلعالم فال بد أن تكون لدينا مجموعة مسبقة من‬ ‫املشاعر واملواقف املعقدة التي تؤثر على احلصيلة النهائية للمواد اإلعالمية التي يتم إنتاجها‪،‬‬ ‫سواء إعترفنا بذلك أم لم نعترف‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫لكن ثمة حقيقة يجب اإلعتراف بها‪ ،‬بأن هناك أكثر من حقيقة و أكثر من جانب‬ ‫للقصص واحلكايا والعناوين التي نقوم بتغطيتها‪ ،‬كما علينا اإلعتراف بأن هناك بعض‬ ‫العناصر والتفاصيل التي ال نستطيع رؤيتها بسبب أحكامنا املسبقة‪ .‬لكن هذا ال يعني البتة‪،‬‬ ‫أن نتوقف عن النضال من أجل حتري الدقة‪ ،‬والتوازن‪ ،‬والنزاهة وتوفير األدلة في قصصنا‪،‬‬ ‫بل يعني ضرورة أن نكون على وعي تام ملا يجول في دواخلنا من مخزون تراكمي من‬ ‫األحكام التي تشكلت في عواملنا‪ ،‬كما يعني ضرورة العمل على تطوير آليات ميكن من‬ ‫خاللها التعرف على بعض جوانب حتيزنا بغية جتاوزها وتصحيحها سعيا ألن نكون على‬ ‫قدر من النزاهة‪ ،‬كما قال أحد املدربني اإلعالميني “نستطيع أن نسعى ألن نكون نزيهني‪،‬‬ ‫ال ألن نكون موضوعيني”‪.‬‬ ‫معظم حتاملنا مبني على اخلوف من “اآلخر”‪ .‬وهذا “اآلخر” قد يكون شخصاً من ثقافة‬ ‫أخرى أو من بلد آخر أو من عرق مختلف (العرقية)‪ ،‬أو من اجلنس اآلخر‪ ،‬إن قائمة “اآلخر”‬ ‫ال تنتهي تقريبا‪ ،‬لكن ال تقتصر على هؤالء املختلفني عنا بحكم الدين‪ ،‬الطبقة‪ ،‬العمر‪،‬‬ ‫القدرات اجلسدية أو العقلية‪ ،‬أو اللغة‪ .‬وهذه السلوكيات واملواقف متيل ألن تترسخ وتعزز‬ ‫بسبب الوضع الراهن‪ ،‬حتى وأن مت رفضها على املستوى الرسمي‪.‬‬ ‫هناك الكثير من اجلدل األكادميي حول مسألة إن كانت وسائل اإلعالم تضع األجنده‬


‫اإلجتماعية او تقوم فقط بإبرازها‪ .‬وألن آراء اإلعالميني الشخصية تؤثر على قصصهم‬ ‫وموادهم اإلعالمية‪ ،‬والن تلك القصص يشاهدها اآلالف من الناس‪ ،‬لذا تقع على عاتق‬ ‫اإلعالميني‪ /‬ات مسؤولية أخالقية أكبر ملنع التحيز من التسلل ألعمالهم‪.‬‬ ‫التغطية احلساسة للنوع اإلجتماعي في اإلعالم‬ ‫تعتبر وسائل اإلعالم مبثابة البوابة األولى التي يفترض أن تعكس بدقة واقع مجتمعنا‬ ‫الفلسطيني على إختالف تفاصيله السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية والسياسية احلياتية‪،‬‬ ‫لذا فمن املهم العمل بشكل جدي على إنتاج تغطية إعالمية وإخبارية كاملة ومتنوعة‬ ‫في آن معا‪ ،‬تأخذ بعني اإلعتبار عكس وجهات نظر مختلف الفئات املجتمعية التي تشكل‬ ‫فسيفساء هذا الوطن‪ ،‬بغض النظر عن اجلنس واملكانة والطبقة والعرق والدين‪ .‬ومن املهم‬ ‫مبكان إشراك النساء والفئات املهمشة كاألشخاص ذوي اإلعاقة واألقليات في املجتمع إلنتاج‬ ‫هذه التغطية اإلعالمية املتنوعة‪ ،‬على مستوى اإلعالميني‪ /‬ات وعلى مستوى صناعة القرار‬ ‫اإلعالمي‪ .‬لكن مجرد وجود عدد أكبر من النساء واألشخاص ذوي اإلعاقة واألقليات في‬ ‫غرف األخبار ومواقع صناعة القرار ال يعتبر مبثابة ضمان إلنتاج تغطية إعالمية حساسة‬ ‫للنوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫فطبيعة األخبار والتقارير واملواد اإلعالمية على اختالفها‪ ،‬باإلضافة إلى اخليارات التي تؤخذ‬ ‫فيما يستحق وما ال يستحق نشره أو بثه في وسائل اإلعالم املمسموعة واملرئية‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن الطريقة التي يتم من خاللها إنتاج املواد اإلعالمية والتي يجب أن يطالها التغيير‪.‬‬ ‫فالنساء والفئات املهمشة بحاجة إلى أن يتم معاملتهم بإعتبارهن‪ /‬م مصادر أساسية لألفكار‬ ‫والعناوين واحلكايا التي تتمحور حولها القصص‪ ،‬كما يجب أن يتم إجراء املقابالت إنطالق‬ ‫من قاعدة أساسية تأخذ بعني االعتبار إعطاء القيمة املعنوية للمصادر من مختلف الفئات‬ ‫املجتمعية كمحاورين‪ /‬ات وخبراء أو خبيرات في سياق الفكرة األساسية التي يتم تناولها‬ ‫في املواد اإلعالمية‪.‬‬ ‫فما تهتم به النساء اإلعالميات أو حتى الفئات املهمشة من اإلعالميني واإلعالميات هو إثاره‬ ‫قضايا يهتم بها الرجال عادة‪ ،‬أو إثارة قضايا تكرس الصورة النمطية للفئات املهمشة على‬ ‫إختالفها‪ ،‬لذا فإنه من الضرورة مبكان أن ال تكون الفئات املهمشة أو أن يكون كل من‬ ‫الرجال والنساء في بوتقة إنعزالية قائمة على أساس النوع اإلجتماعي‪ ،‬بغية جتنب أي فصل‬ ‫في اخلطوط بني اجلنسني من حيث من يكتب عن ماذا‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫وعليه‪ ،‬ميكن أن يلعب كل من الذكور واإلناث في الساحة اإلعالمية دورا ً أساسياً في‬ ‫تغيير املواقف والصور النمطية للنساء على أساس اجلنس‪ ،‬أو الصور النمطية للفئات املهمشة‬ ‫إلعتبارات قائمة على أساس املكانة اإلجتماعية أو الطبقة اإلقتصادية وغيرها من العوامل‬ ‫التي تلعب دورا في تعزيز الصور النمطية لكل فئة من الفئات عبر مختلف وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫فاإلعالميون‪ /‬ات يحق لهن‪ /‬م اخليار واإلختيار وإحداث الفرق في التغطية اإلعالمية‬ ‫احلساسة للنوع اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫تـأسيس وتطوير النظرة إلدماج النوع اإلجتماعي في اإلعالم والقفز عن‬ ‫إطار العزلة اإلجتماعية‬ ‫من املهم جد ًا أن نأخذ النقاط التالية بعني اإلعتبار‪:‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫‪ .2‬‬

‫‪. 3‬‬

‫‪ .4‬‬

‫‪. 5‬‬

‫‪. 6‬‬

‫‪. 7‬‬

‫إن التركيز على النوع اإلجتماعي في اإلعالم ال يعتبر تهديدا لإلعالميني‪ /‬ات‪ ،‬بل‬ ‫يفترض أن يتم النظر إليه بأنه حتد إلنتاج تقارير ومواد إعالمية نوعية‪.‬‬ ‫عادة ما تكون املواد اإلعالمية التي تتعلق بقضايا النوع اإلجتماعي (خصوصا عن النساء)‬ ‫مرتبطة بالصور النمطية واملفاهيم واملعتقدات الشائعة عن كل من املرأة والرجل‪ ،‬لكنها‬ ‫تغفل اجلوانب األخرى التي تتعلق بالقضايا التي تثير مسألة العالقات الغير متوازنة بني‬ ‫الفئات املجتمعية املهمشة والفئات التي متلك النفوذ بهدف اإلخضاع والسيطرة‪.‬‬ ‫ثمة إفتراضات تدّ عي بأن النساء أكثر قدرة على إثارة العناوين والقضايا التي تتعلق‬ ‫بالنوع اإلجتماعي وأكثر قدرة على العمل في مجال إعالم النوع اإلجتماعي‪ .‬إال أن هذه‬ ‫اإلفتراضات ال ميكن إثبات صحتها لسببني رئيسيني‪ ،‬األول يتعلق بكون العناوين التي‬ ‫تتعلق بالنوع اإلجتماعي‪ ،‬ال تهتم فقط بقضايا املرأة بل متتد لتطال مسألة العالقات‬ ‫الغير متوازنة بني الفئات املجتمعية املهمشة ومنها النساء والفقراء من النساء والرجال‬ ‫واألطفال واألشخاص ذوي اإلعاقة وما بني الفئات التي متلك النفوذ بهدف اإلخضاع‬ ‫والسيطرة‪ ،‬أما السبب الثاني فيتعلق بالرجال الذين يثيرون املواضيع التي تتعلق بالنوع‬ ‫اإلجتماعي إذا شعروا بأن هناك مسافات سياسية آمنة إلثارة النقاش التي تتعلق بقضايا‬ ‫النوع اإلجتماعي (خصوصا عن النساء)‪.‬‬ ‫الصور النمطية الشائعة للنوع اإلجتماعي متجذره بشكل عميق في مجتمعنا وفي ذواتنا‬ ‫وعواملنا اخلاصة‪ ،‬وال ميكن أن نتسم باملوضوعية بشكل مطلق‪ ،‬لكن باإلمكان حتري‬ ‫الدقة والنزاهة في العمل اإلعالمي‪ ،‬من خالل العمل على حصر مجاالت حتيزنا في‬ ‫قضايا النوع اإلجتماعي ومن ثم بذل املزيد من اجلهد للتغلب عليها‪.‬‬ ‫كل العناوين والقضايا لها عالقة بالنوع اإلجتماعي‪ ،‬ما هو مطلوب مهنيا أن نتعلم‬ ‫كيفية حتديد احملاور ومختلف وجهات النظر النوع إجتماعية وإبرازها في كل‬ ‫موضوع‪ ،‬األمر الذي ال بد سينعكس إيجابا على إنتاج مواد إعالمية أكثر عمقا وأهمية‪.‬‬ ‫النساء لسن كالرجال بحكم السياق الثقافي واإلجتماعي الذي يعيش في ظله‪ ،‬من حيث‬ ‫التعرض لنفس التجارب في التعامل مع وسائل اإلعالم أو في سهولة الوصول إلى‬ ‫نفس املصادر (كالهاتف‪ ،‬الفاكس‪ ،‬واإلمييل)‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن األمر قد يتطلب‬ ‫جهدا إضافيا من أجل ضمان الوصول إلى كافة الشرائح النسوية في‬ ‫املجتمع الفلسطيني‪.‬‬ ‫الوسائل اإلعالمية يجب أن تستند على كتابة القصة بأمانة‬

‫‪21‬‬


‫‪22‬‬

‫وبشكل مباشر‪ ،‬دون إضافة أي نعوت أو صفات غير ضرورية‪ .‬لذا‪ ،‬فإن إنتاج أي مادة‬ ‫إعالمية حول النساء يكون مليئا بنعوت وأوصاف للجسد واملظهر‪ ،‬وبانطباعات حول‬ ‫“السلوك املقبول وغير املقبول” ميثل خرقا لهذا املعيار‪.‬‬ ‫‪ .8‬غالبا ما يقوم اإلعالميون‪ /‬ات بتخطي النساء الرئيسيات في قضية ما والتوجه إلى‬ ‫مصادر ثانوية من الذكور للحصول على التعليقات أو التحليالت‪ .‬وهذا ببساطة أمر غير‬ ‫مهني‪ .‬وعليه‪ ،‬ينبغي تشجيع العامالت والعاملني في هذا املجال البحث عن تلك املصادر‬ ‫في حال غيابها‪.‬‬ ‫‪ . 9‬يجب أن تشكل قضايا النوع اإلجتماعي جزءا من القوانني األخالقية‪ ،‬ومن أنظمة العمل‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬ومن دليل أنظمة املؤسسات‪ ،‬وأن ال تترك مسألة النوايا احلسنة لألفراد‪.‬‬ ‫‪ .10‬بشكل عام‪ ،‬متيل غرف التحرير لتصنيف بعض انواع القصص بناء على عناصر‬ ‫عشوائية او افتراضات قدمية‪ .‬إذ يتم عادة تصنيف قصص «النوع اإلجتماعي» بأنها‬ ‫قصص «مهمة لكنها مملة»‪ ،‬ويتم احالتها إلى إعالمية تكون في الغالب مسؤولة عن زاوية‬ ‫معينة‪ ،‬وهي الصفحة التي تتعلق بشؤون املرأة في معظم األحيان‪.‬‬ ‫‪ .11‬هناك ميل لإلفتراض بأن القصة ‪ -‬أي قصة – والتي تكون املرأة موضوعها هي قضية‬ ‫نوع إجتماعي بشكل تلقائي‪ .‬هذا التوجه يهمل حقيقة أن النوع اإلجتماعي هو أمر‬ ‫متعلق بعالقات النفوذ بني الرجال والنساء‪ ،‬كما العالقات بني الفئات املهمشة والفئات‬ ‫التي متلك النفوذ بهدف اإلخضاع والسيطرة‪ ،‬كما أنه يتعلق أيضا بالطبيعة الديناميكية‬ ‫لهذه العالقات التي تتغير من وقت آلخر ومن مكان آلخر‪ .‬فاملادة اإلعالمية احلساسة‬ ‫للنوع اإلجتماعي ال تركز فقط على حوادث وعناوين بعينها‪ ،‬لكنها تبحث أيضا في‬ ‫كيفية تأثر كل من الرجال والنساء والفئات املهمشة بشكل مختلف بتلك احلوادث‬ ‫وتلك العناوين‪ .‬املهم هنا هو أن كل القصص ميكن النظر إليها من منظور النوع‬ ‫اإلجتماعي‪ .‬وعلى سبيل املثال تعتبر املادة اإلعالمية التي يتم إنتاجها حول مستويات‬ ‫اإلكتئاب املرتفعة للعمال الذين مت طردهم من مصنع ما‪ ،‬هي قصة نوع إجتماعي‬ ‫حتديدا إذا متت دراسة أبعاد عملية التنشئة اإلجتماعية التي يكتسب الرجال فيها مكانة‬ ‫وإحتراما نتيجة دورهم كمعيلني لألسرة‪ ،‬وحني يزول مصدر هذه املكانة‪ ،‬فقد يكون‬ ‫من الصعب عليهم حتديد أدوارهم في العائلة أو املجتمع‪.‬‬


‫النوع اإلجتماعي في اإلعالم وعناصر أساسية ال ميكن جتاوزها‬

‫قبل احلديث عن العناصر األساسية للتغطية التي يجب توافرها في املواد اإلعالمية‬ ‫احلساسة للنوع اإلجتماعي‪ ،‬على مستوى املصادر ومدى تنوعها أو السياق الذي تأتي فيه‬ ‫مثل هكذا تغطية‪ ،‬أو وجهات النظر التي تعكسها املواد اإلعالمية‪ ،‬ال بد من التطرق بشكل‬ ‫سريع على أسس التغطية اإلعالمية للمواد التي يتم إنتاجها في وسائل اإلعالم املرئية‬ ‫واملسموعة واملكتوبة‪ .‬على قاعدة أن اإلعالميني‪ /‬ات حني يكتسبون املعرفة واملهارة حول‬ ‫تغطية األحداث اجلارية في املجتمع‪ ،‬فال بد أن يتم ترجمتها إلى مواد إعالمية يتم نشرها‬ ‫عبر وسائل اإلعالم من خالل اإلستناد على املبادئ اإلعالمية للتغطية اجليدة التي تتمحور‬ ‫حول العناوين التالية‪:‬‬ ‫‪ . 1‬الدقة‪ :‬هي أحد املبادئ األساسية للمهنة اإلعالمية‪ ،‬وعلى اإلعالميني‪ /‬ات العمل على‬ ‫حترير وحتليل األخبار والقصص والتقارير‪ ،‬وبذل مزيد من اجلهد وبإستمرار لتقدمي‬ ‫احلقائق فقط‪ ،‬بعيدا عن التعبير عن أي وجهة نظر وبعيدا ً عن اإلنحياز أو التحامل أو‬ ‫إستخدام الكلمات أو اجلمل التقريرية التي تصدر أحكاماً وبعيدا ً عن التحريف وإختالق‬ ‫احلقائق‪ ،‬وعدم حتريف اخلبر إلستمالة الرأي العام‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنه من الضروري التركيز‬ ‫على أساسيات إنتاج املادة اإلعالمية الدقيقة‪ ،‬الواضحة‪ ،‬والنزيهة بصفتها أداة لنقل‬ ‫قصص تتصف بأقل قدر من التمييز‪ .‬وإن استدعت احلاجة إلبراز جوانب القصة‪ ،‬فعلى‬ ‫املراسلني‪ /‬ات عكس آراء العامة‪ ،‬ال إسقاط آرائهم‪ /‬ن اخلاصة على املوضوع‪ ،‬كما يجب‬ ‫طرح وجهات النظر املعارضة أيضا‪.‬‬ ‫‪ .2‬التوازن‪ :‬ويتم حتقيق التوازن من خالل توفير مصادر متنوعة في املادة اإلعالمية على‬ ‫إختالف أشكالها‪ ،‬مع احلرص على أن ال يؤثر ذلك على انحياز الصحفي‪ /‬ة أو املصلحة‬ ‫الشخصية للحقائق الواردة في القصة أو املستبعدة منها‪ ،‬أو على األشخاص الذين يتم‬ ‫إجراء املقابالت معهم‪ /‬ن أو الذين ال تشملهم‪ /‬ن املقابالت‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،1996‬وأثناء تنفيذ برنامج تدريبي قامت به مؤسسة “‪ ”IPS‬حول النوع‬ ‫اإلجتماعي في وسائل اإلعالم‪ ،‬إعترف الصحفيون بأنهم ال يقومون في الكثير من‬ ‫األحيان بإجراء مقابالت مع النساء بسبب معتقداتهم الشخصية التي تتعلق بإميانهم‬ ‫مثال بأن “النساء غير مطلعات على األمور”‪“ ،‬وأن نساء الريف أميات غير متعلمات”‪،‬‬ ‫“وأن النساء ال يعرفن شيئاً عن اإلقتصاد”‪ .‬وهذه التحامالت أبقت الصحفيني ممتنعني‬ ‫عن إجراء املقابالت مع النساء كمصدر للمعلومات‪ ،‬مما خلق حالة من عدم‬ ‫التوازن فيما يتعلق باملتحدث عن قضاياهن ‪ -‬وهم الرجال بشكل رئيسي‪.‬‬ ‫ويعني التوازن أيضا إبراز كافة اجلوانب املتعلقة مبوضوع ما‪ ،‬عبر‬ ‫طرح وجهة النظر السائدة‪ ،‬ووجهات النظر املعارضة أو املكملة‪،‬‬ ‫فاحلصول على احلقائق الصحيحة وطرح املادة اإلعالمية ضمن‬

‫‪23‬‬


‫واقعها احمللي واإلقليمي أو العاملي‪ ،‬إضافة إلى إستخدام البيانات املناسبة‪ ،‬هي فقط بعض‬ ‫الطرق الرئيسية املستخدمة تغطية قضية ما ضمن السياق اخلاص بها‪.‬‬ ‫‪ . 3‬اللغة الواضحة واملختصرة‪ :‬وتساعد هذه اللغة على فهم املعاني احلقيقية التي‬ ‫تهدف املادة اإلعالمية إيصالها إلى اجلمهور‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ال بد من العمل اجلدي على تفهم‬ ‫املصطلحات وتفسير «املفردات املتخصصة»‪ ،‬من أجل تطوير املهارات الكتابية‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫ابتكار طرق أكثر فعالية لتفسير األمور للعامة‪.‬‬ ‫‪ .4‬طرح األسئلة والتشكيك في كل األمور‪ :‬وهناك مهارة أخرى يجب أن يتحلى‬ ‫اإلعالميون‪ /‬ات بها‪ ،‬وهي مهارة “التشكيك باملعارف التقليدية”‪ ،‬والبداية تكون بالتعامل‬ ‫أوال مع املعلومة مع وجود قدر صحي من الشك‪ ،‬من خالل سؤال الذات أوال‪ :‬هل أصدق‬ ‫الفرضية األساسية أم ال؟‬ ‫ مثال‪ :‬النوع اإلجتماعي‪ ،‬اصطالحا هو تركيبة إجتماعية وليس «حقيقة مطلقة»‪،‬‬ ‫كما أن باإلمكان تغييره‪ .‬فاحلديث عن النوع اإلجتماعي‪ ،‬أو إدراج منظور النوع‬ ‫اإلجتماعي بشكل منسجم في املواد اإلعالمية هي إحدى طرق القفز عن الصورة‬ ‫النمطية والتقسيمات التقليدية ألدوار النساء والرجال وبني الفقراء من النساء والرجال‬ ‫والفئات التي تعمل على إخضاعهم‪ /‬ن أو السيطرة عليهم‪ /‬ن‪ ،‬بينما يعتبر البحث املتعمق‬ ‫واملتواصل لعالقات النوع اإلجتماعي في القصص املروية في التقارير واملواد اإلعالمية‬ ‫على إختالفها‪ ،‬من إحدى طرق حتدي عدم املساواة‪ .‬ولفهم الصحيح لكيفية تأثير النوع‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫املضطهدة‪ ،‬يمُ ّ كن اإلعالميني‪ /‬ات‬ ‫املضطهدة والفئات‬ ‫اإلجتماعي على العالقات بني الفئات‬ ‫من طرح أسئلة مختلفة حول املعلومات املتوفرة ومن ثم اخلروج بقصة “جديدة‪ ،‬ومن‬ ‫منظور حساس للنوع اإلجتماعي”‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪. 5‬‬

‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫‪ -‬‬

‫السياق وفهم البيانات‪ :‬من املهم العمل على تطوير املهارات التي تتعلق بفهم وإستخدام‬ ‫البيانات بشكل صحيح‪ .‬وفيما يلي بعض املؤشرات التي يجب أخذها بعني اإلعتبار‪:‬‬ ‫من الضرورة احلرص على إدراك الفهم الصحيح ملا تعنيه األرقام اإلحصائية‪ ،‬إذا كانت‬ ‫متضمنة في التقارير اإلعالمية‪ ،‬حتى ال نفقد الداللة احلقيقية لتلك األرقام‪ ،‬وبالتالي يتم‬ ‫إيصال املعلومة اخلطأ‪.‬‬ ‫من املهم السؤال عن مصدر اإلحصائيات ومدى مصداقيتها وعن حداثة املعلومات‪.‬‬ ‫من املهم العمل على توضيح اإلختالفات والتناقضات التي ميكن أن تظهر في اإلحصائيات‪،‬‬ ‫إال إذا كانت هناك أسباب معقولة تقف وراء هذه التناقضات‪ .‬فمثال‪ ،‬قد تكون هناك‬ ‫فئات سكانية متنوعة شملها املسح‪ ،‬أو قد تكون البيانات مستمدة عبر فترات زمنية‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫من املهم العمل على إظهار التواريخ للبيانات املستخدمة في التقارير اإلعالمية‪ ،‬علما‬ ‫بأن الدراسات التي مت إجراؤها قبل سنة أو أكثر ليس بالضرورة أن تكون منتهية‬


‫‪ -‬‬

‫‪ -‬‬

‫ ‬‫‪ -‬‬

‫‪ -‬‬

‫الصالحية‪ ،‬على إعتبار أن بعض الدراسات تستغرق شهور عدة أو سنوات لتنفيذها‪ ،‬لتأتي‬ ‫بعدها فترة حتليل النتائج‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن اإلحصائيات املتعلقة بدراسة ما (كاملسوحات‬ ‫الوطنية)‪ ،‬والتي يبدأ تنفيذها قبل سنوات‪ ،‬تعتبر حديثة إذا كانت قد نشرت للتو‪.‬‬ ‫من الضرورة مبكان العمل على فحص احلقائق واملعلومات بشكل مستمر‪ ،‬فمثال‪ ،‬عند‬ ‫تغطية القضايا املتعلقة بالعنف املبني على النوع اإلجتماعي‪ ،‬وبالرغم من إدراكنا‬ ‫للتعقيد املتعلق مبثل هكذا قضايا‪ ،‬إال أنه من املهم العمل على قيام اإلعالميني‪ /‬ات بإعادة‬ ‫فحص املعلومات التي توصلوا إليها عن طريق املقابالت‪ ،‬أو من خالل املنشورات الرسمية‪،‬‬ ‫أو من البحوث أو من الوثائق األخرى‪ ،‬وذلك كي تتبلور مادة إعالمية نوعية عن العنف‬ ‫املبني على النوع اإلجتماعي من خالل الفهم العميق للسياق الذي تأتي فيه قضايا العنف‪،‬‬ ‫حيث يتطور مثل هذا الفهم من خالل الفحص والتأكد املستمر من احلقائق لضمان‬ ‫عناصر الدقة‪.‬‬ ‫حني يعثر اإلعالميون‪ /‬ات على املعلومات واإلحصائيات في املنشورات الوطنية‪ ،‬يجب‬ ‫أن يتم فحصها ومقارنتها مع اإلحصائيات الواردة في وثائق األمم املتحدة مثال والعكس‬ ‫صحيح أيضا‪ ،‬على إعتبار أن ذلك يساعد على التحقق من األرقام وأيضا الكشف عن أي‬ ‫تناقض في املعلومات‪.‬‬ ‫حني يتم الكشف عن التناقضات في املعلومات أو اإلحصائيات‪ ،‬فيجب العمل على إيجاد‬ ‫تفسير لها قبل إستخدام ذات األرقام “كحقائق” أو“كمعلومات عامة” في املواد‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬ ‫على اإلعالميني واإلعالميات جتنب نقل نتائج بحوث دون البحث في العوامل التي قد‬ ‫تكون أثرت في النتائج‪ ،‬على قاعدة أن وسائل اإلعالم تبني مبدأ الشك العام حني يتعلق‬ ‫األمر باألبحاث‪ ،‬ويتم ترجمة هذا املبدأ عبر طرح األسئلة بإستمرار حول مصدر هذه‬ ‫األبحاث وأهدافها‪ ،‬مثل‪ :‬هل كان البحث مرعيا؟ من أي جهة أو من أي منظمة متت‬ ‫رعايته؟‬ ‫ما هي منهجية البحث املستخدمة؟ هل تتطابق النتائج مع اإلحصائيات؟‬

‫‪ .6‬تنوع املصادر‪ :‬يبدو أن أكثر املصادر املتوفرة التي ميكن الوصول إليها بسهولة أكثر هي‬ ‫الرجال‪ ،‬لكن ينبغي بذل اجلهود احلقيقية للبحث عن أصوات النساء وضمان حضورها في‬ ‫املواد اإلعالمية بشكل متوازن مع الرجال (كمستجوبات ومتحدثات ومحلالت ومصادر‬ ‫ثرية إلنتاج إعالمي أكثر عمقاً‪ ،‬كما علينا بذل جهود أخرى على مستوى تنوع حضور‬ ‫الفئات املجتمعية األخرى من النساء والرجال (حضرية‪ ،‬ريفية‪ ،‬عصرية‪،‬‬ ‫شعبية‪ ،)...،‬في املشاهد اإلعالمية ملختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬وبالتأكيد هذا‬ ‫ينطبق على حضور كافة الفئات املجتمعية األخرى من األطفال‬ ‫واألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وهذا من أجل حتقيق التوازن النوعي‬ ‫لإلنتاج اإلعالمي احلساس للنوع اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫مراعاة الفروق القائمة على أساس النوع اإلجتماعي ‬

‫هناك بعض اإلرشادات التي لو متت مراعاتها في التغطية اإلعالمية املكتوبة واملسموعة‬ ‫واملرئية‪ ،‬أن نقف على أول محطة من محطات التغطية اإلعالمية احلساسة للنوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫فمثال‪ ،‬تعتبر إجابة املادة اإلعالمية على األسئلة التالية‪ :‬من وماذا وأين ومتى وملاذا وكيف‪،‬‬ ‫من املبادئ األساسية التي يتم تعليمها لإلعالميني‪ /‬ات في الكليات اإلعالمية‪ ،‬وميكن تطبيق‬ ‫ذات املنهج وذات األسلوب ملمارسة اإلعالم املكتوب واملسموع واملرئي بغية الوصول إلى تغطية‬ ‫إعالمية حساسة للنوع اإلجتماعي‪ .‬كما أن هناك مجموعة من األسئلة التي ميكن من‬ ‫خالل اإلجابة عليها أن تكون مبثابة داعم لإلعالميني‪ /‬ات في امليدان وفي غرف التحرير‬ ‫تكوين وجهات نظر متنوعة ومتعددة‪ ،‬مبا في ذلك تلك التي تراعي الفروق القائمة على‬ ‫أساس النوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫اإلعالمي‪/‬ة الذي يقوم بإنتاج املادة اإلعالمية‬ ‫• اإلعالمي‪ /‬ة‬ ‫• بحاجة إلى أن ميتلك وعياً بالقضايا التي تتعلق بالنوع اإلجتماعي‪ ،‬ومحاولة إدماج هذا الوعي‬ ‫في آلية العمل التي ينتجها‪.‬‬ ‫• في مكان العمل‪ ،‬في غرف التحرير‪ ،‬حيث تتخذ القرارات التي تتعلق باملواد اإلعالمية التي يتم‬ ‫تغطيتها‪ ،‬وعلى مستوى املعلومات التي جمعها‪.‬‬ ‫• على مدار الساعة‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫• وذلك إلن املهنية والعدالة واملنطق املتوازن يتطلبها‪.‬‬ ‫• من خالل اإلدراك ملاهية اللغة املستخدمة‪ ،‬ومن خالل التوجه القائم على العدالة واألفق املتنور‪ ،‬ومن‬ ‫خالل االختيار احلساس للنوع اإلجتماعي للقصص واملصادر املستخدمة في إنتاج املادة اإلعالمية‪.‬‬


‫هناك مجموعة أخرى من األسئلة التي ميكن أن تساعد اإلعالميني‪ /‬ات في امليدان وفي‬ ‫غرف التحرير‪ ،‬للحفاظ على تنوع وجهات النظر ملراعاة التغطية اإلعالمية احلساسة للنوع‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬في املواد اإلعالمية والتي مت تطويرها من قبل معهد بوينر للصحافة في‬ ‫الواليات املتحدة األمكريكية‪:‬‬ ‫• من هو املصدر املفقود من املادة اإلعالمية؟‬ ‫• ما هو سياق املادة اإلعالمية؟‬ ‫• إلى أين ميكن التوجه من أجل مزيد من املعلومات التي تتعلق باملادة اإلعالمية؟‬ ‫• متى نستخدم الهوية األنثوية والذكرية‪ ،‬واإلثنية والعرقية؟‬ ‫• ملاذا يجب تضمني معلومات أو حجب معلومات أخرى؟‬ ‫• من خالل قراءة الصحف واإلستماع إلى الراديو ومشاهدة التلفاز اململوك أو الذي يتبنى الفئات املتنوعة‪.‬‬ ‫• اإلتصال مع املنظمات التي تتعامل مع فئات متنوعة من املجتمع‪.‬‬ ‫• السؤال الدائم عن األشخاص الذين حتترم وجهات نظرهم في املجتمع‪.‬‬ ‫• البحث الدائم عن قيادات غير رسمية‪.‬‬ ‫• البقاء على تواصل دائم مع اجلمهور املتنوع الذي يعكس وجهات نظر متنوعة‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫كيف ميكن جتنب التغطية اإلعالمية التي ال تراعي الفروق القائمة على‬ ‫أساس النوع اإلجتماعي؟‬

‫هناك العديد من األسئلة التي مت تطويرها والتي ينبغي اإلجابة عليها عند قراءة أو‬ ‫اإلستماع أو مشاهدة التقارير واملواد اإلعالمية على إختالف أشكالها‪ ،‬للكشف عن مدى مراعاة‬ ‫ذات املواد للفروق القائمة على أساس النوع اإلجتماعي على النحو التالي‪:‬‬

‫ما هي املصادر التي مت إعتمادها في املواد اإلعالمية؟‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫كم من هذه املصادر حكومية أو مسؤولي شركات؟‬ ‫ما مدى مساهمة اجلماعات التي تهتم باملصالح العامة؟‬ ‫كم من هذه املصادر تعود للنساء‪ ،‬وأي نساء؟‬ ‫كم من هذه املصادر تعود لألقليات؟‬

‫ما هي وجهات النظر التي تتبناها هذه املواد اإلعالمية؟‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪28‬‬

‫مصلحة من تخدم هذه املواد اإلعالمية؟‬ ‫هل هذه املصالح واإلهتمامات تتوافق مع مصلحة احلكومة؟‬ ‫هل هذا يتوافق مع مصلحة الشركات في العالم؟‬ ‫هل املادة اإلعالمية تخدم مصلحة اجلمهور؟ أي جمهور؟‬

‫هل هناك معايير مزدوجة في املواد اإلعالمية؟‬

‫ ما هي املعايير املزدوجة أو املتناقضة التي ميكن التقاطها في املادة اإلعالمية؟ نذكر منها‬‫على سبيل املثال‪ ،‬ال احلصر‪ ،‬اآلباء الذين يعيشون وحدهم‪ ،‬بفعل الطالق أو الترمل‪ ‬يتعاطف‬ ‫معهم الناس بسبب ظروفهم‪ ،‬في حني أن األمهات العزباوات “يستحقون” املشقة‪.‬‬

‫ما هي القوالب النمطية املستخدمة في املادة اإلعالمية؟‬ ‫ هل ثمة قوالب منطية لفئات إجتماعية بعينها مت إستخدامها في املواد اإلعالمية؟‬‫ كيف مت تصوير هذه الفئة في املادة اإلعالمية؟‬‫‪ -‬هل هذه الفئة مرتبطة دائما بخصائص وسمات معينة؟‬


‫هل اللغة التي مت إستخدامها في املادة اإلعالمية متحيزة؟‬ ‫ هل اللغة املستخدمة في املادة اإلعالمية موضوعية بشكل يضمن عدم تقلب الرأي العام؟‬‫ هل اللغة املستخدمة في املادة اإلعالمية موضوعية بشكل يضمن للقراء تكوين آرائهم‬‫اخلاصة؟‬

‫هل تأتي املادة اإلعالمية في سياقها؟‬ ‫‪ -‬هل القصة وضعت في سياق كي يتمكن القراء من تكوين آرائهم اخلاصة؟‬

‫هل الرسومات املستخدمة مطابقة للمحتوى؟‬ ‫ هل الصور والرسوم التوضيحية املستخدمة تتناقض مع احملتوى؟‬‫ هل تقود الصور والرسومات التوضيحية إلى فهم القراء ملضمون املادة اإلعالمية بشكل‬‫مختلف؟‬ ‫هذه احملاور التي متت اإلشارة إليها سابقا من أجل جتنب التغطية الغير حساسة للنوع‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬والتي تتعلق باملصادر ومدى تنوعها أو السياق الذي تأتي فيه مثل هكذا تغطية‪،‬‬ ‫أو وجهات النظر التي تعكسها املواد اإلعالمية‪ ،‬ليست كافية بالقدر الذي ميكن في حال‬ ‫اإللتزام بها ضمان تغطية حساسة للنوع اإلجتماعي‪ ،‬بل من املهم مراعاة اللغة وكذلك‬ ‫الصور التي نستخدمها في كتابة املواد اإلعالمية املكتوبة منها واملسموعة واملرئية إلنتاج‬ ‫تغطية إعالمية حساسة للنوع اإلجتماعي‪ .‬فاللغة وكذلك الصور تعتبر مبثابة أدوات‬ ‫ديناميكية إلعطاء صورة عن الواقع الذي حتيا في ظله مختلف الفئات املجتمعية‪ ،‬واملهمشة‬ ‫منها‪ .‬ولكي نكون على قدم املساواة حقا‪ ،‬يجب أن يتم النظر إلى الفئات املجتمعية املهمشة‪،‬‬ ‫ومنها النساء واألطفال والفقراء من النساء والرجال وذوي االحتياجات اخلاصة واالستماع‬ ‫إليهم‪ ،‬األمر الذي يقتضي القضاء على اللغة التي تشوه أو ستثني أو تسيئ لهذه الفئات‪.‬‬ ‫كما أن ذات اللغة أو الكلمات التي نختارها قد توحي بأن هناك حكماً متعلقاً بأهمية هذا‬ ‫الشخص أو الظرف‪ ،‬أما حني يتم إستخدام صيغ املبالغة والتلطيف والتجريح‪ ،‬فإن ما نقوم‬ ‫به في الواقع هو ما وصفته كيت ودز “إستخدام اإلستنتاج كبديل عن احلقيقة”‪ .‬وعلى‬ ‫سبيل املثال حني نكتب قصة ونطلق على الشخصيات كلمات مثل “شبه عاريات‪،‬‬ ‫مطلقه مرتني‪ ،‬أم عزباء لثالثة أطفال‪ /‬شقراء جميلة‪ /‬سعيدة بزواجها‪ /‬رجل‬ ‫رقيق ويتحدث بنعومة”‪ ،‬فإننا في واقع األمر نستخدم ذات الكلمات كرمز‬ ‫يقود القارئ إلى بعض اإلستنتاجات الغير مدعمة بأي شيء أخر في‬ ‫القصة سوى حتاملنا ورأينا اخلاص‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫وعليه‪ ،‬فإن توخي احلذر في إستخدام اللغة والصور في وسائل اإلعالم ستعكس صورة‬ ‫حقيقية عن املجتمع عموماً للجمهور والقراء‪ ،‬األمر الذي ينعكس إيجابياً على تطوير وعي‬ ‫الناس تدريجيا‪ .‬فوسائل اإلعالم ميكن أن تكون َس ّباقة في تغيير إدراك الناس وتصوراتهم‬ ‫في املجتمع من خالل إستخدام مصطلحات جديدة حساسة للنوع اإلجتماعي بشكل منتظم‬ ‫وممنهج‪ ،‬ومن خالل إعطاء تفسيرات منطقية للمصطلحات التي ميكن أن تترك آثارا ً سلبية‬ ‫وغير مقبولة من خالل وضعهم في قوالب منطية تؤثر على تكريس نظرة دونية نحوهم‪ /‬ن‪.‬‬

‫هذه بعض األمثلة السريعة إلستخدامات اللغة احلساسة للنوع اإلجتماعي‬ ‫باعتبار عامل اجلنس‬ ‫‪ .1‬جتنب‪ /‬ي إستخدام مصطلحات تعزز فكرة ذكورية املناصب التي عادة ما يتم إحتاللها‬ ‫من قبل الرجل‪ ،‬والتي تعزز فكرة أن هذه املواقع ذكورية بإمتياز‪ .‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫إستخدام كلمة ُمديرة‪ُ ،‬محافِ ظة‪ ،‬نائبة‪ ،‬بد ًال من مدير‪ ،‬محافظ‪ ،‬أو نائب‪ .‬وحتى إن‬ ‫كانت بعض املصطلحات حتمل مضمونا سلبيا كمصطلح نائبة‪ ،‬والتي تفسر على أنها‬ ‫املصيبة‪ ،‬ولكن أي مصطلح ميكن لن يكون له أكثر من داللة وأكثر من معنى‪ ،‬فال‬ ‫ميكننا التشدق دوما بسلبية بعض املصطلحات التي تقف عائقاً أمام تعزيز فكرة النساء‬ ‫في مواقع قيادية أو مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫‪ .2‬جتنب‪ /‬ي إستخدام املصطلحات أو العبارات التي حتمل في طياتها مضامني تعزز فكرة‬ ‫تبعية النساء للرجال‪ ،‬أو تعزز فكرة رؤية النساء بوصفهن ممتلكات بتسميتهن إشارة الى‬ ‫أزواجهن أو آبائهن‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬تغطية حلدث ما أو ملؤمتر التي تعبر عن حضور‬ ‫اجلنسني لذات احلدث بإستخدام مصطلح «مندوبي املؤمتر وزوجاتهم»‪ ،‬على إعتبار أن‬ ‫هذا املصطلح يعطي إنطباعا بأن النساء غير مستقالت ويعرفن من خالل أزواجهن‬ ‫وآبائهن وأوالدهن‪.‬‬ ‫‪ .3‬جتنب‪ /‬ي إستخدام لغة موازية لإلشارة إلى الرجل واملرأة‪.‬‬ ‫‪ .4‬تبديل ترتيب الكلمات في العبارات التي تشمل كال اجلنسني‪ ،‬بد ًال من تكرار مصطلحي‪:‬‬ ‫«النساء والرجال» في مختلف املواد اإلعالمية‪ ،‬ميكن العمل على تناوب املصطلحني على‬ ‫النحو التالي‪« :‬النساء والرجال» تارة و «الرجال والنساء» تارة أخرى لتجنب إعطاء االنطباع‬ ‫بأن النساء دائما يقفن خلف الرجال‪ ،‬أو أن الرجال يقفوا خلف النساء‪.‬‬


‫‪ .5‬التعريف عن النساء كأفراد مستقالت بذواتهن‪ ،‬بدال من كونهن زوجات ألشخاص‪،‬‬ ‫أمهات‪ ،‬جدات‪ ،‬أو أرامل‪.‬‬ ‫‪ .6‬جتنب‪ /‬ي الصور والقوالب النمطية بني التي تفرض أدوارا ً بعينها على كل من اجلنسني‪،‬‬ ‫منها على سبيل املثال العبارات التي تشير إلى الدور اإلجنابي للنساء بوصفهن املسؤوالت‬ ‫عن الرعاية لألبناء والزوج وكبار السن في املجال اخلاص‪ ،‬أو الدور اإلنتاجي للرجال‪ ،‬في‬ ‫املجال العام‪ ،‬بوصفهم املسؤولني عن اإلعالة اإلقتصادية لألسرة‪.‬‬ ‫‪ .7‬جتنب‪ /‬ي العبارات التي تشير إلى النوع التقليدي من العالقات بني اجلنسني‪.‬‬ ‫‪ . 8‬إبتكار مصطلحات محايدة لتجنب اإلفتراضات حول جنس الشخص‪ .‬على سبيل املثال‪:‬‬ ‫فبدال من إستخدام عبارة «الرجال يحبون الراحة»‪ ،‬وإستبدالها بعبارة «الناس يحبون‬ ‫الراحة»‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ميكن ألي إعالمي‪ /‬ة وضع قائمة خاصة باللغة احلساسة للنوع اإلجتماعي‬ ‫إلعتمادها‪ ،‬وأخرى غير حساسة للنوع اإلجتماعي لتجنبها‪:‬‬

‫‪32‬‬

‫إستخدام مصطلحات في اللغة‬ ‫غير حساسة للنوع اإلجتماعي‬

‫إستخدام مصطلحات في اللغة‬ ‫حساسة للنوع اإلجتماعي‬

‫بعد عودة سمير ورانيا من عملهما‪ ،‬حيث‬ ‫يعمل االثنني بدوام كامل‪ ،‬يقوم سمير‬ ‫مبساعدة رانيا في األعمال املنزلية‪.‬‬

‫بعد عودة سمير ورانيا من عملهما‪ ،‬حيث‬ ‫يعمل االثنني بدوام كامل‪ ،‬يقوم سمير‬ ‫بتحمل مسؤولياته مع رانيا في األعمال‬ ‫املنزلية‪ ،‬أو يتشاركان معا في األعمال املنزلية‪.‬‬

‫العلماء الباحثون غالبا ما يهملون‬ ‫زوجاتهم وأطفالهم‪.‬‬

‫العلماء الباحثون غالبا مايهملون أسرهم‬

‫الرجل واملرأة‬

‫الرجل واملرأة‪ ،‬املرأة والرجل‬

‫رجل و زوجة‬

‫الزوج والزوجة‪ ,‬الزوجة والزوج‬

‫نصفي األجمل‬

‫زوجة‪ ،‬وزوج‬

‫السيد سمير وزوجته‬

‫السيد سمير وزوجته السيدة رانيا‬ ‫أو سمير وزوجته رانيا‬

‫اإلعالميون‬

‫اإلعالميون واإلعالميات‪ ،‬أو اإلعالميات‬ ‫واإلعالميون‪ ،‬أو اإلعالميون‪ /‬ات‬

‫الرجال يحبون الراحة‬

‫الناس يحبون الراحة‬


‫إختيار الصور احلساسة للنوع اإلجتماعي‬ ‫بحسب املقولة الشائعة فإن “الصورة تغني عن ألف كلمة”‪ .‬وهذا ينطبق متاما على الصور‬ ‫التي عادة ما يتم إستخدامها في وسائل اإلعالم املكتوبة واملرئية‪ ،‬فالصور ذات الدالالت‬ ‫احلساسة للنوع اإلجتماعي ميكن أن تعزز وتدعم مادة صحفية مؤلفة من ألف كلمة‬ ‫وتضعها في سياقها الصحيح‪ ،‬بينما ميكن أن تضيع دالالت نص من الكتابة النثرية النوعية‬ ‫املؤلفة من ألف كلمة‪ ،‬بسبب صورة واحدة غير مناسبة‪.‬‬

‫هذه بعض األمثلة السريعة الستخدامات الصور احلساسة للنوع اإلجتماعي‪:‬‬ ‫ ينبغي العمل على احلد من نشر صور النساء الفاتنات اجلميالت بصور لنساء حققن‬‫النجاحات في مختلف امليادين‪.‬‬ ‫ ثمة حاجة ملحة إلزالة الصور غير املتكافئة للمرأة االجنبية في اللباس الرياضي اخلفيف‬‫ومسابقات ملكات اجلمال الخ‪ ،‬وإستبدالها بصور أكثر إيجابية للنساء احملليِ ات من خالل‬ ‫قيامهن مبمارسة بعض النشاطات الرياضة‪.‬‬ ‫ في احلاالت املتعلقة بقيام الشخصيات الهامة بتقدمي اإلحسان‪ ،‬يجب أن ال يتم تقدمي‬‫احلدث بأسلوب ترويجي‪ ،‬كما ينبغي عدم نشر صور األشخاص الذين يتلقون اإلحسان‬ ‫(الزكاة)‪.‬‬ ‫ ينبغي أن ال يتم إظهار النساء في الصور بصورة سلبية أو منطية (كضحايا أو منكسرات‬‫أو عدميات الثقة أو خجوالت أو كملكات جمال)‪ ،‬على إعتبار أن هذا التسطيح يؤدي‬ ‫إلى تشويه احلقيقة التي جتعلنا نتجاهل الفروقات والتعقيدات والتجارب اخلاصة بكل‬ ‫كائن بشري‪ .‬إن موضوع إختيار صور يرتبط إلى حد كبير بإختيار املصادر التي‬ ‫نتحدث وبكيفية احلديث‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫كيف ميكننا إحداث فرق في التغطية اإلعالمية احلساسة للنوع اإلجتماعي؟؟‬

‫‪34‬‬

‫هذا ملخص لقائمة احملاور التي يجب ألي إعالمي وإعالمية حملها في جعبة التغطية‬ ‫احلساسة للنوع اإلجتماعي من أجل إحداث الفرق النوع إجتماعي على املستوى اإلعالمي‪:‬‬ ‫كيف ميكنك أن حتدث فرقا؟‬ ‫ما هي املصادر التي مت إعتمادها في التقرير؟‬ ‫ما هي املصادر األخرى التي ستشملها؟‬ ‫ما هي وجهات النظر التي تتبناها هذه املواد اإلعالمية؟‬ ‫ما هي وجهات النظر األخرى التي ستشملها؟‬ ‫هل هناك معايير مزدوجة في التقرير الصحفي؟‬ ‫كيف ميكنك جتنب ذلك؟‬ ‫هل هناك قوالب منطيه في التقرير الصحفي؟‬ ‫كيف ميكنك جتنب ذلك؟‬ ‫هل اللغة املستعملة متحيزة؟‬ ‫ما نوع اللغة التي ستستخدمها؟‬ ‫هل التقرير يعرض في سياق أو إطار محدد؟‬ ‫ماذا ميكن فعله من أجل إعطاء التقرير سياق أو إطار محدد؟‬ ‫هل الصور املستخدمة تتوافق مع املضمون؟‬ ‫ما هو نوع الصور التي ستبحث عنها؟‬ ‫في أحد التقارير الصحفية املكتوبة في إحدى الصحف األجنبية التي تتعلق بالعنف ضد‬ ‫املرأة‪ ،‬أضاف الصحفي جملة «الفتاة (س)‪ ،‬التي تدخن وتسكر‪ ،‬قالت بأنها اغتصبت على يد‬ ‫عصابة ومت ضربها وسرقتها في أكثر من مناسبة»‪.‬‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫ما هو تأثير إضافة التفصيالت اخلاصة بالتدخني وشرب اخلمر؟‬ ‫ما هو القصد من وراء تلك التفاصيل؟‬ ‫ما هي الصورة النمطية املالئمة‪ ،‬ضمن سلوكيات النوع اإلجتماعي‪ ،‬التي تستند إليها‬ ‫تلك التفاصيل؟ هل سبق وقرأت قصة متت فيها اإلشارة فيما إذا كان الرجل ضحية‬ ‫اجلرمية يسكر أو يدخن؟‬ ‫هل تزيد تلك التفاصيل أم تقلل من التعاطف مع الضحية؟‬ ‫هل تقودك تلك التفاصيل لبناء استنتاجات غير مدعمة باحلقائق؟‬ ‫هل تعطيك هذه التفاصيل أية معلومات عن القيم الشخصية للصحفي؟‬ ‫هل يؤثر ذلك على مصداقية الصحفي؟‬


‫منوذج إلنتاج مادة إعالمية من منظور حساس للنوع اإلجتماعي‬ ‫من الذي يعمل؟‪ ....‬من الذي يربح؟‬ ‫ميكن لإلعالميني‪ /‬ات من مختلف الوسائل اإلعالمية املكتوبة منها واملسموعة التوجه لزيارة‬ ‫بعض املخيمات أو املناطق الريفية التي تعمل فيها النساء أو الرجال مبهن حرفية أو تراثية‬ ‫(كالتطريز أو صناعة اخلزف أو ما شابه) إلجراء عدد‬ ‫من املقابالت هناك‪ ،‬بالتركيز على احملاور التالية‪:‬‬ ‫ ما هي الظروف التي يعمل في ظلها الرجال والنساء؟‬‫ كيف يحصل كل منهن‪ /‬م على املواد اخلام وكم ثمنها؟‬‫ كم عدد الساعات التي تستغرقها القطعة الستكمالها؟‬‫ بكم يستطيعون بيعها؟‬‫ كيف ميكن لهذه األرباح أن تساهم في أوضاع أسرهم اإلقتصادية؟‬‫بعد االنتهاء من إجراء املقابالت مع عمال وعامالت املهن احلرفية‪ ،‬ميكن زيارة بعض احملال‬ ‫التجارية في املدينة‪ ،‬أو في الفنادق أو املناطق السياحية التي يرتادها الزوار األجانب‪ ،‬وفحص‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫ كم يبلغ سعر السلعة املماثلة هناك؟‬‫ كم يبلغ الفرق بني سعر السلعة التي يبيعها الرجال والنساء العاملني‪ /‬ات في املهنة وذات‬‫السلعة التي يتم بيعها في احملالت التجارية؟‬ ‫ كيــف ميكــن وصـــف الظروف التي يعمل فيها أصحاب أو صاحبات احملال التجارية‬‫مقارنة مع الظروف التي يعمل في ظلها الرجال والنساء؟‬ ‫من هو الذي يعمل ومن هو الذي يربح؟‬ ‫هذا العنوان بعد تغطتيه إعالميا ميكن أن يشكل نقطة انطالق للبحث في قضايا كثيرة‬ ‫تتعلق بالنوع اإلجتماعي والعالقات غير املتوازنة بني مختلف الفئات اإلجتماعية من كال‬ ‫اجلنسني على اختالف املكانة اإلجتماعية واالقتصادية والسياسية والعرقية والدينية‪.‬‬ ‫دعونا نتخيل بأننا سنقوم بزيارة بلد ما ألول مرة‪ ،‬وأننا ال نعرف شيئا عن اقتصاده وال عن‬ ‫العالقات اإلجتماعية والسياسية فيه‪ .‬وعليه‪ ،‬قمنا بإختيار ثالث صحف وقمنا بقرائتها‬ ‫بشكل معمق‪ ،‬أو قمنا باإلستماع لثالث محطات إذاعية بواقع ‪ 6‬ساعات مثال‬ ‫لكل محطة‪ ،‬وذلك بغية تدوين بعض املالحظات إستنادا إلى احملاور التالية‪:‬‬ ‫ عدد التقارير املكتوبة عن الرجال؟‬‫‪ -‬عدد التقارير املكتوبة عن النساء؟‬

‫‪35‬‬


‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫طبيعة األدوار املخصصة لكل منهم في القصص الصحفية الواردة في تلك الصحف‪ ،‬أو‬ ‫التغطية اإلعالمية التي قامت بها كل محطة إذاعية؟‬ ‫ما الذي يقومون به؟ وما الذي ال يقومون به؟‬ ‫هل تركز كل من الصحف الثالث أواحملطات اإلذاعية على أمور مختلفة عن األخرى؟‬ ‫هل تغطي بعض العناوين والقضايا واألشخاص أكثر من قضايا وعناوين وأشخاص‬ ‫آخرين؟‬ ‫اعتمادا على التحليالت السابقة «فقط»‪ ،‬ما طبيعة اإلنطباعات التي ميكن تكوينها عن‬ ‫املجتمع؟ من هو الشخص الذي له مكانة في ذلك املجتمع؟ ما هي النشاطات التي لها‬ ‫أهمية في املجتمع؟‬ ‫ما هي أدوار الرجال؟ والنساء؟ وما هي أهمية كل من تلك الصحف أو تلك احملطات؟‬ ‫ما هي الرسالة من وراء كل هذا؟‬

‫إختيار القصة‬

‫‪36‬‬

‫ليست فقط القصص واحلكايا والعناوين التي نختار أن نكتب عنها تعطي القراء أو املستمعني‪ /‬ات‬ ‫معلومات حول القيمة النسبية التي نعطيها لبعض املجموعات أو الفئات أو األفراد‪ ،‬بل تلك القصص‬ ‫واحلكايا والعناوين التي نتجاهلها والتي تعطي أيضا مثل هكذا معلومات‪ .‬وحني تتجاهل‬ ‫وسائل اإلعالم مجموعات معينة من الفقراء والنساء واألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬فإن هذا‬ ‫يرتقى إلى مستوى “إبادة رمزية”‪ ،‬على إعتبار أن هذا التجاهل يعني في جوهره إيصال‬ ‫رسالة مفادها أننا ال نعتقد بأن هذه اجلماعات تستحق إهتمامنا ولذلك فهي غير موجودة‬ ‫ضمن أهدافنا وأولوياتنا‪ ،‬حتى وإن لم نقصد إيصال مثل هكذا رسالة‪.‬‬

‫منظور‬

‫أما على مستوى املنظور الذي نختار من خالله رواية القصة‪ ،‬كتابة التقرير‪ ،‬التحقيق‬ ‫الصحفي أو إنتاج مادة إعالمية مسموعة‪ ،‬فهو جدير باإلهتمام أيضا‪ .‬وميكن التعمق‬ ‫في املنظور الذي يتم من خالله إنتاج أي مادة إعالمية ذات حساسية جتاه قضايا النوع‬ ‫اإلجتماعي من خالل إستثارة جملة من التساؤالت على النحو التالي‪:‬‬


‫من املتحدث؟‬ ‫عن من يتم احلديث في القصة؟ وبأي طريقة يتم احلديث عنه؟‬ ‫ما هي القيمة اإلخبارية املوجودة في هذه القصة؟ (مثال‪ :‬هل هي عن األغنياء أصحاب‬ ‫النفوذ أم عن الفقراء أم عن النساء وأي نساء‪ ،‬هل هي عن أناس متشابهني أم مختلفني عنا؟‬ ‫هل هي عن شؤون بعيدة أم قريبة عنا؟‬ ‫هل تركز القصة على أحداث أم على أوضاع وإجراءات؟‬ ‫ما مدى صالحية ومالئمة هذه القيم ملجتمعنا في الوقت احلالي؟‬

‫صناعة األخبار في اإلعالم‬ ‫تزداد أهمية وسائل اإلعالم كل يوم في مجتمعاتنا العربية‪ ،‬وخصوصا في ظل الثورات‬ ‫العربية التي تسعى إلى احلرية وضحد اإلستبداد والدكتاتورية على موارد اإلنتاج ووسائل‬ ‫اإلعالم املسيطر عليها من قبل الطبقة احلاكمة‪ .‬بالرغم من وجود أكثر من ‪ 500‬قناة‬ ‫فضائية عربية لعب اإلعالم البديل وصحافة املواطن الدور األبرز في حشد اجلمهور الشبابي‬ ‫وإبراز األصوات املهمشة التي كان اإلعالم الرسمي يهدف إلى تهميشها واإلنحراف عنها‪.‬‬ ‫ففي تونس كان التلفزيون الرسمي يقدم احلياة في املجتمع التونسي على أنها “وردية”‬ ‫وجتلت هذه األكاذيب خالل الثورة‪ ،‬أما التلفزيون املصري فكان ينقل لنا صورا مغايرة ملا‬ ‫يجري في ميدان التحرير من إحتجاجات على نظام مبارك‪ ،‬وكذلك التلفزيون الليبي الذي‬ ‫ال يزال يبث أغاني متجد القائد الذي يقوم في الوقت نفسه بقتل شعبه‪.‬‬ ‫إن املشاركة امللحوظة لكافة فئات املجتمعات العربية املهمشة من قبل األنظمة واإلعالم‬ ‫التابع لها أبرزت في اإلعالم البديل أكثر من أي إعالم آخر‪ .‬ففي مقال نشرته مجلة التامي‬ ‫‪ Time Magazine‬أعربت املجلة عن “صدمتها” بالدور الذي لعبته املرأة في الثورات‬ ‫العربية والذي وصفته بالدور القيادي مثل أسماء محفوظ التي كانت حتث الشباب عبر‬ ‫صحافة املواطن إلى املشاركة واملطالبة بالعدالة والدور البارز الذي لعبته محاميات ليبيات‬ ‫ملكافحة نظام القذافي في بنغازي‪ -‬ليبيا‪ 1.‬أولئك النساء ونساء أخريات تظاهرن إلى جانبهن‪،‬‬ ‫يكن قريبات أو‬ ‫كن في موقع إتخاذ القرار‪ ،‬ولم ّ‬ ‫جزءا ال يتجزأ من الثورة ومن صانعيها‪ ،‬إذ ّ‬ ‫كن قسما ديناميكياً وحيويا‪ ،‬ومبثابة محرك الثورة‪.‬‬ ‫داعمات‪ ،‬وإمنا ّ‬

‫‪http://www.time.com/time/world/article/0,8599,2059435,00.html‬‬

‫‪1‬‬

‫‪37‬‬


‫تقرير الرصد اإلعالمي العاملي ‪GMMP 2010‬‬

‫املوضوعات اإلخبارية‬ ‫املوضوعات اإلخبارية‬ ‫شهرة‪ ،‬فنون‪ ،‬رياضة‬ ‫إجتماعية وقانونية‬ ‫جرائم وعنف‬ ‫علوم‪ ،‬صحة‬ ‫إقتصاد‬ ‫سياسة حكم‬ ‫اعتبر ضحية‬ ‫مت تعريفه مبركز العائلة‬

‫‪38‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2005‬‬

‫نساء ‪ %‬رجال ‪ %‬نساء ‪ %‬رجال ‪%‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪82‬‬

‫‪24‬‬

‫‪76‬‬

‫‪28‬‬

‫‪72‬‬

‫‪36‬‬

‫‪74‬‬

‫‪28‬‬

‫‪72‬‬

‫‪30‬‬

‫‪70‬‬

‫‪22‬‬

‫‪78‬‬

‫‪34‬‬

‫‪76‬‬

‫‪22‬‬

‫‪78‬‬

‫‪32‬‬

‫‪68‬‬

‫‪20‬‬

‫‪80‬‬

‫‪20‬‬

‫‪80‬‬

‫‪14‬‬

‫‪86‬‬

‫‪19‬‬

‫‪81‬‬

‫‪19‬‬

‫‪8‬‬

‫‪18‬‬

‫‪8‬‬

‫‪17‬‬

‫‪5‬‬

‫‪18‬‬

‫‪5‬‬

‫ولكن التغطية اإلعالمية لهذه الثورات واخليارات املتخذة في نوعية تقدمي القصص الصحفية‬ ‫ما زالت تفتقر إلى استخدام النساء كمصادر لألخبار وإجراء املقابالت معهن بالشكل الكافي‬ ‫مقارنة مع استخدام الرجال كمصادر لألخبار واملعلومات‪ .‬إن نتائج تقرير الرصد اإلعالمي‬ ‫العاملي ‪ GMMP‬في تصوير وتقدمي كل من الرجل واملرأة في األخبار لعام ‪ 2010‬في‬ ‫‪ 108‬دولة في العالم‪ .‬أبرز أن املرأة غير مقدمة بشكل كاف في التغطية اإلخبارية على‬ ‫النقيض من الرجل ونتيجة لهذا النقص فإن الصورة املقدمة للعالم “غير متوازنة”‪ .‬وبحسب‬ ‫نتائج هذا التقرير‪ ،‬بلغت نسبة النساء في األخبار املطبوعة واإلذاعة والتلفزيون ‪ 24%‬فقط‬ ‫أما نسبة الرجال فقد بلغت ‪.76%2‬‬ ‫أعتبر التقرير بأن هذا املعدل يعتبر تطورا ملحوظا ففي بداية مشروع الرصد اإلعالمي العاملي‬ ‫?‪ who makes the news‬عام ‪ 1995‬كانت النساء متثل ‪ 17%‬فقط من مجمل املواد‬ ‫اإلعالمية‪ .‬ويذكر التقرير بأنه وعلى الرغم من هذه الزيادة البطيئة والثابتة ‪ 6%‬في تواجد‬ ‫املرأة في األخبار على مدار العشر سنوات املاضية‪ ،‬اال أن صورة الرجل هي املهيمنة على األخبار‪.3‬‬ ‫‪ 2‬تقرير الرصد اإلعالمي العاملي ‪2010 GMMP‬‬ ‫‪ 3‬املرجع السابق‬


‫تقرير الرصد اإلعالمي العاملي ‪GMMP 2010‬‬ ‫املوضوعات اإلخبارية‬

‫‪2005‬‬ ‫رجال ‪%‬‬ ‫نساء ‪%‬‬

‫‪2010‬‬ ‫رجال ‪%‬‬ ‫نساء ‪%‬‬

‫حدث في خبر‬ ‫رأي عام‬

‫‪34‬‬

‫‪66‬‬

‫‪66‬‬

‫‪44‬‬

‫خبرة شخصية‬

‫‪31‬‬

‫‪69‬‬

‫‪69‬‬

‫‪36‬‬

‫شاهد عيان‬

‫‪30‬‬

‫‪70‬‬

‫‪70‬‬

‫‪29‬‬

‫خبرة‬

‫‪17‬‬

‫‪83‬‬

‫‪83‬‬

‫‪20‬‬

‫متحدث شخصي‬

‫‪14‬‬

‫‪86‬‬

‫‪86‬‬

‫‪19‬‬

‫وفي إطار هذه الزيادة يصرح التقرير بأن املعدل احلالي للتغيير سيستغرق أكثر من ‪40‬‬ ‫عاما للوصول إلى املساواة بني الرجل واملرأة في اإلعالم‪ ،‬هذه الصورة غير متطابقة مع الواقع‬ ‫الذي فيه يشكل نصف سكان العالم على األقل من اإلناث‪.‬‬ ‫وتستمر وتيرة زيادة ظهور املرأة في األخبار على مدى العقد املاضي ففي عام ‪ ،2005‬إرتفع‬ ‫تقدمي املرأة في األخبار ليصل إلى ‪ %21‬في ‪ .2010‬وخالل ‪ 5‬سنوات إزداد وجود املرأة في‬ ‫األخبار العلمية والصحية من ‪ %22‬عام ‪ 2005‬إلى ‪ %32‬في ‪ .2010‬بالرغم من زيادة‬ ‫نسب وجود املرأة في هذه املجاالت إال أن النسبة ال ترتفع النساء في موضوعات األخبار‬ ‫ذات (الدرجة العالية من األولوية) في األجندة اإلخبارية‪ :‬إزداد تواجد املرأة في القصص‬ ‫السياسية واحلكومية من ‪ %14‬سنة ‪ 2005‬إلى ‪ %19‬فقط في ‪.2010‬‬

‫‪39‬‬


‫املرأة ضحية‬

‫‪ %18‬من املواد اإلخبارية‪ ،‬تصور املرأة (كضحية) مقارنة مع ‪ %8‬من الرجال الذين صنفوا‬ ‫كضحايا‪ .‬في املقابل‪ ،‬صورت النساء كناجيات بنسبة متثل ضعف نسبة الرجال‪ .‬في حني‬ ‫أن الفجوة بني النسبة املئوية للنساء والنسبة املئوية للرجال كضحايا ال تزال كبيرة‪ ،‬مع‬ ‫أنها بدأت تضيق تدريج ًيا منذ عام ‪.1995‬‬ ‫والالفت‪ ،‬أنه في عام ‪ُ 2010‬س ِجلت ‪ %6‬من النساء (كناجيات( مقابل ‪ %3‬للذكور‬ ‫وتناقضت هذه النتيجة مع احلاالت التي سجلت عام ‪ 2005‬عندما رصدت ‪ %4‬من النساء‬ ‫(كناجيات( مقارنة ب ‪ %8‬من الذكور (الناجيني)‪.‬‬ ‫يكشف التمحيص الدقيق لتصنيف فئات الضحايا عن بعض التغييرات امللحوظة‪ .‬إرتفعت‬ ‫النسبة املئوية لإلناث كضحايا للعنف املنزلي‪ ،‬واإلعتداء‪ ،‬واإلغتصاب الزوجي والقتل من‬ ‫قبل أفراد األسرة املقربني والشركاء من ‪ %9‬قبل خمس سنوات إلى ‪ %14‬في عام ‪2010‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬أوضحت قصص األخبار أن الفجوة بني نسبة اإلناث إلى الذكور الناجني‬ ‫من العنف املنزلي قد إتسعت نسب ًيا‪ ،‬من ‪ 4:6‬في عام ‪ ،2005‬إلى ‪ 4:13‬في عام ‪.2010‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن تصوير وسائل اإلعالم للمرأة كضحية للعنف املنزلي يقابله تصور معارض‬ ‫للنساء كناجيات من هذا العنف‪.4‬‬ ‫‪40‬‬

‫الهوية والعائلة‬ ‫مت تعريف النساء بحسب العائلة في املواد اإلخبارية ‪ 4‬مرات أكثر من الذكور‪ ،‬مما‬ ‫يتناقض مع اإلعتقاد السائد بأن الرجل يبتعد عن املسؤوليات األسرية‪ .‬تُعتَبر هذه النتيجة‬ ‫مخالفة لإلحصاءات‪ ،‬التي تفترض أن تعريف املرأة في املواد األخبارية باملهن واملهام البارزة‬ ‫سيطمس ويخفف تصنيفها من خالل العائلة‪ ،‬وزيادة دورها وسلطاتها في املجتمع‪ .‬كما‬ ‫سيعزز تصنيف املرأة (خارج نطاق العائلة) هويتها ككائنة مستقلة ومشاركة فعالة في‬ ‫املجتمع األوسع (خارج املنزل)‪ .‬ومن الواضح أن القواعد الثقافية املسلم بها‪ ،‬هي املسؤولة عن‬ ‫تشكيل نظرتنا عن العالم‪ .‬مع ذلك‪ ،‬هناك توجه نقدي يدعو إلستجواب وتشكيك كل ما‬ ‫هو إجتماعي – ثقافي قائم ومعتبر (طبيعي)‪.‬‬ ‫‪ 4‬تقرير الرصد اإلعالمي العاملي ‪GMMP 2010‬‬


‫النظام األبوي‬ ‫هشام شرابي‬

‫‪41‬‬

‫ينبثق مفهوم النظام األبوي أو البنية األبوية عن منوذج األبوية كما عهدته – وتعهده – املجتمعات‬ ‫القدمية أو التقليدية السابقة لعصر احلداثة في ُبناه السياسية واإلجتماعية والنفسية‪ .‬ما مييز هذا‬ ‫املفهوم‪ ...‬هو ازدواجيته النظرية‪ ،‬إنه يشير إلى نظامني مترابطني ال إلى نظام واحد‪ :‬النظام األبوي‬ ‫التقليدي أو القدمي‪ ،‬والنظام األبوي اجلديد أو املستحدث‪ .‬والنظام القائم في املجتمع العربي اليوم‬ ‫ليس نظاماً تقليدياً باملعنى التراثي‪ ،‬كما أنه ليس معاصرا ً باملعنى احلداثي‪ ،‬بل هو خليط غير‬ ‫متمازج من القدمي واحلديث‪ ،‬من التراثي واملعاصر‪ ،‬نظام غريب يختلف عن أي نظام آخر‪.‬‬ ‫أما أهم السمات التي متيز هذا النظام اإلجتماعي من وجهة نظر شرابي‪ ،‬فيمكن حصرها‬ ‫في ثالثة عناصر هي‪:‬‬ ‫إستبعاد املرأة ونفي وجودها اإلجتماعي كإنسان والوقوف بوجه كل محاولة لتحريرها‬ ‫حتى عندما رفع شعار حترير املرأة في نهاية القرن التاسع عشر من قبل رواد النهضة‬ ‫العربية احلديثة ظل العداء لها مستمرا ً ذلك ألن املجتمع األبوي ال يعرف كيف يعرف ذاته‬ ‫إال بصيغة الذكورية وصفتها‪ ،‬إنه مجتمع ذكوري ال وظيفة فيه لألنوثة إال تأكيد تفوق‬ ‫الذكر وتثبيت هيمنته‪ ،‬من هنا كانت العقبة املركزية في وجه التغيير الدميقراطي‬ ‫الصحيح في هذا املجتمع‪ ،‬ففي غياب املساواة بني الرجل واملرأة يغيب مبدأ املساواة في‬ ‫املجتمع ككل»‪.‬‬ ‫سيادة الروح السلطوية الشمولية املتمثلة في ذهنية امتالك احلقيقة الواحدة التي ترفض‬ ‫النقد وال تقبل احلوار إال عندما تريد فرض سيطرتها ومن هذا املنطلق‪ ،‬فإن التفاعل‬ ‫واحلوار بني األفراد واجلماعات ال يرمي إلى التوصل إلى تفاهم أو اتفاق بني وجهتي نظر‪،‬‬ ‫بل إلى إظهار احلقيقة الواحدة وتأكيد انتصارها على كل وجهات النظر األخرى‪ .‬لهذا‬ ‫فإن الذهنية األبوية واألبوية املستحدثة علمانية كانت أم دينية‪ ،‬ال تستطيع تغيير موقفها‬ ‫ألنها ال تريد أن تعرف إال حقيقتها‪ ،‬وال تريد إال فرضها على اآلخرين‪ ،‬بالعنف واجلبر إن‬ ‫لزم األمر‪.‬‬


‫تتمثل إحدى أهم السمات األساسية املميزة للمجتمع األبوي بنوعيه التقليدي واملستحدث‬ ‫في هيمنة األب‪ .‬وليس املقصود باألب هنا تلك العالقة البيولوجية الوراثية‪ .‬وإمنا املقصود‬ ‫هو كل ما يرمز لألب في املجتمع العربي من قيم إجتماعية وتصورات أنثروبولوجية ثاوية‬ ‫في الالشعور اجلمعي والتراث الثقافي والديني‪ ،‬إذ إنه – أي األب – املركز الذي تنتظم‬ ‫حوله العائلة‪ ،‬بنمطيها املدني والطبيعي‪ ،‬وتبعاً لذلك‪ ،‬فإن العالقات القائمة بني احلاكم‬ ‫واحملكوم‪ ،‬وبني األب واألبن‪ ،‬هي عالقات عمودية‪ :‬ففي كلتا احلالتني تتكشف إرادة األب‬ ‫عن كونها اإلرادة املطلقة‪ ،‬وتتجسد في املجتمع والعائلة إجماعاً مفروضاً يرتكز إلى العادة‬ ‫واإلكراه‪ .‬ثم إن أكثر النواحي فعالية وتقدماً في الدولة ذات النظام األبوي املستحدث في‬ ‫األنظمة احملافظة و(التقدمية) على السواء هي جهاز األمن الداخلي‪ ،‬أي املخابرات‪ .‬ففي سائر‬ ‫األنظمة ذات البنية األبوية املستحدثة يهيمن جهازان متوازيان‪ ،‬عسكري – بيروقراطي‬ ‫وبوليسي سري‪ ،‬ويتحكم هذا األخير بشؤون احلياة اليومية‪ ،‬فيقوم بضبط مجريات األمور‬ ‫املدنية والسياسية‪ .‬وتبعاً لذلك‪ ،‬فإن املواطنني العاديني ليسوا محرومني فعلياً من بعض‬ ‫حقوقهم األساسية فحسب‪ ،‬بل إنهم أيضاً سجناء الدولة وعرضة حلكمها الطاغي وقهرها‬ ‫الدائم‪ .‬الشيء الذي يغذي النزوع النفسي لدى األفراد إلى العودة للمؤسسات األولية املتمثلة‬ ‫في العائلة والقبيلة والطائفة‪ ،‬غير أنهم سرعان ما يكتشفون أن هذه املؤسسات جميعها‬ ‫تتبدى عن أشكال مماثلة من التسلط والقمع‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫هشام شرابي‪ ،‬النظام األبوي ‪1988‬‬


‫تقرير الرصد اإلعالمي العاملي ‪GMPP‬‬ ‫املوضوعـــات االخباريــــة‬

‫‪43‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪2005‬‬

‫نساء ‪ %‬رجال ‪ %‬نساء ‪ %‬رجال ‪%‬‬

‫مهنة غير محددة‬

‫‪42‬‬

‫‪58‬‬

‫‪41‬‬

‫‪59‬‬

‫شهرة‬

‫‪42‬‬

‫‪58‬‬

‫‪41‬‬

‫‪59‬‬

‫تعليم وصحة‬

‫‪27‬‬

‫‪73‬‬

‫‪31‬‬

‫‪69‬‬

‫ناشط‪ ،‬جمعيات أهلية‬

‫‪23‬‬

‫‪77‬‬

‫‪34‬‬

‫‪66‬‬

‫موظف حكومي‬

‫‪17‬‬

‫‪83‬‬

‫‪17‬‬

‫‪83‬‬

‫رياضة‬

‫‪16‬‬

‫‪84‬‬

‫‪11‬‬

‫‪89‬‬

‫أعمال وقانون‬

‫‪14‬‬

‫‪86‬‬

‫‪16‬‬

‫‪84‬‬

‫سياسي‬

‫‪12‬‬

‫‪88‬‬

‫‪17‬‬

‫‪83‬‬

‫وتشير هذه النتائج إلى ضرورة اتباع نهج أكثر حدة لتحرير املمارسات الصحفية من‬ ‫السلطة الذكورية وجعلها حساسة للنوع اإلجتماعي‪ .‬كما تلعب الصور النمطية دورا هاما‬ ‫في تصنيف النساء بالنسبة لعائالتهن ‪ -‬ما يقرب من ‪ 4‬أضعاف الرجال وهذا يتعارض مع‬ ‫اجلهود الرامية للتأكيد على استقاللية النساء كأفراد لها أدوار وحقوق ومسؤوليات في‬ ‫املجتمع األوسع خارج املنزل واألسرة‪.‬‬

‫أهمية تركيز الصحفيني على احلساسية اجلندرية في تناول األخبار‪:‬‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫تعتبر األخبار مصدر املعلومات األهم لألغلبية‪ ،‬ويعكس اخلبر بدوره فهم املجتمعات‬ ‫لقضاياه ودرجة اإلستجابة لألحداث واملتغيرات‪.‬‬ ‫مقدرة األخبار على حتديد املوضوعات السياسية واملجتمعية التي تستحوذ على املركز‬ ‫الرئيسي في النقاش‪ .‬وإثارة الرأي العام الذي يعتبر العنصر األساسي واألهم حلرية الرأي‬ ‫والدميوقراطية‪.‬‬ ‫ترصد األخبار التغيرات في السياسات احمللية واخلارجية خالل أوقات الكوارث اإلنسانية‬ ‫أو احلرب‪.‬‬ ‫وصف النوع بشكل الئق هو مبثابة مطمح مهني وأخالقي مماثل الحترام الدقة والعدالة‬ ‫واألمانة” أيدين هوايت‪ :‬األمني العام لإلحتاد الدولي للصحفيني بخصوص الوصول الى‬ ‫حق متوازن‪1.‬‬


‫املعايير األساسية ألخبار حساسة للنوع اإلجتماعي‬ ‫ تتميز املواد اإلخبارية احلساسة بخلق مجال لوجود املرأة بطرق عديدة‪ ،‬مثل اآلراء‬‫املقتبسة‪ ،‬تقدمي النساء كخبيرات في املجاالت السياسية واإلقتصادية والعلمية والتي‬ ‫تنسب عادة إلى خبراء من الذكور‪ .‬ترتبط احلساسية بنوعية وكيفية تقدمي املرأة‬ ‫في املواد اإلخبارية‪ ،‬فعند تقدميها كضحية أو عرضها من خالل صور منطية مقولبة‪،‬‬ ‫ال يؤثر سلبيا على حساسية النوع اإلجتماعي فحسب بل يقدم صورة سلبية للمرأة‪.‬‬ ‫ إعتبار املرأة موضوعا للتقرير أو اخلبر أو التحقيق الصحفي ال يعتبر املعيار الوحيد‬‫للحصول على مادة إعالمية ذات حساسية النوع اإلجتماعي‪ ،‬تتبنى املواد اإلعالمية‬ ‫احلساسة نهجا معمقا للبحث في الزوايا غير املتعارف عليها‪ ،‬كما تنظر إلى إشارات‬ ‫أبعد من األخبار واألحداث الواضحة‪ ،‬وتركز على أهمية املواقع اإلجتماعية وهياكل‬ ‫السلطة والعالقات اإلجتماعية بني الفئات املختلفة في املجتمع‪.‬‬ ‫ إستخدام مصطلحات تراعي الفوارق واملساواة بني اجلنسني‪ ،‬ال يعني إزالة كل آثار اجلنس‬‫أو النوع في املادة اإلعالمية‪ .‬إخفاء اجلنس بشكل كامل ال يساعد في إنتاج أخبار‬ ‫حساسة للنوع اإلجتماعي‪ .‬إذا كنت تغطي حدثا عن مؤمتر وكان املسؤول إمرأة‪ ،‬لن‬ ‫تكون مادتك حساسة للنوع اإلجتماعي إذا قمت فقط باستخدام مصطلح لغوي‬ ‫صحيح‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫كيف نعمل على إنتاج أخبار حساسة للنوع اإلجتماعي‬ ‫الوعي بالقضايا املجتمعية والنوع اإلجتماعي‬ ‫ اإلنتباه إلى اإلستخدام اللغوي‬‫ متثيل الفئات املجتمعية املهمشة‬‫ جتنب الصور النمطية‬‫ التنويع في إستخدام املصادر‬‫احملور األول‪ :‬الصور النمطية‬ ‫عند النظر إلى املعلومات التفصيلية لتقرير الرصد اإلعالمي العاملي ‪who makes the‬‬ ‫?‪ 2010 news‬جند أن نوعية املوضوعات اإلخبارية التي تتواجد فيها املرأة بنسبة أعلى‬ ‫من غيرها تتركز في “مهنة غير محددة” حيث بلغت نسبتها ‪ 42%‬في ‪ .2010‬ويذكر‬ ‫التقرير بأن متثيل املرأة “ كربة منزل” طغى على متثيلها في املهن األخرى (كخبيرة‬ ‫إقتصادية‪ ،‬طبيبة‪ ،‬سياسية‪ ،‬معلمة الخ)‪.‬‬


‫ومن امللفت أيضا ترتيب منطقة الشرق األوسط في العالم من حيث متثيل املرأة في اإلعالم‪.‬‬ ‫شاركت في التقرير ‪ 5‬دول عربية (مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬تونس واإلمارات العربية) باإلضافة‬ ‫إلى إسرائيل‪ .‬وبينت الدراسة أن منطقة الشرق األوسط كانت قد إحتلت املرتبة األعلى في‬ ‫العالم في تعزيز الصور النمطية اجلندرية عند املعاجلة اإلخبارية‪ .‬فقد بلغت نسبة املواد‬ ‫اإلعالمية التي تعزز هذه الصور ‪ % 81‬تبعته إفريقيا التي بلغت نسبة املواد املعززة للصور‬ ‫النمطية ‪.% 77‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪7 0%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪‬‬

‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬

‫‪‬‬

‫‪1 0%‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪45‬‬

‫‪0%‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫بالرغم من ذلك‪ ،‬تشير الدراسة بأن الشرق األوسط وأوروبا هي األقاليم الوحيدة التي ساوت‬ ‫بني مقدمي النشرات اإلخبارية من النساء والرجال‪.‬‬


‫تقرير الرصد اإلعالمي العاملي ‪2010 GMMP‬‬ ‫يعتبر اإلبتعاد عن الصور النمطية في التغطية اإلعالمية من أصعب األمور التي يواجهها‬ ‫الصحفيون في عملهم‪ ،‬وذلك لعدم وجود مبادئ واضحة ونهائية لتجنب هذه الصور في‬ ‫الثقافات املختلفة‪ :‬هناك إستراتيجيات ونصائح ميكن إتباعها ولكن الدور األهم‪ ،‬يكمن بوعي‬ ‫الصحفي بقضايا مجتمعه وأهمية إيجاد توازن أو حساسية النوع اإلجتماعي في التغطية‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬ ‫مت تفنيد ‪ 3‬صور منطية في اإلعالم املرئي واملسموع حتى اآلن بحسب (جندر‬ ‫لينكس) الذي مت تطويره بواسطة النوع اإلجتماعي ووسائل اإلعالم‬

‫‪46‬‬

‫‪ . 1‬الصور النمطية السمجة‪ :‬تُعرف بالنمطية أيضا‪ ،‬وهي التي تقدم النساء والرجال في‬ ‫أدوار مقولبة مثل أن تكون النساء موضوعا للجنس أو أن يكون الرجال قياديني أو أقوياء‪.‬‬ ‫تكثر الصور النمطية السمجة في اإلعالم اإلخباري‪ ،‬األفالم‪ ،‬األغاني املصورة واإلعالنات‬ ‫التلفزيونية‪.‬‬ ‫‪ .2‬الصور النمطية اخلبيثة‪ :‬وهي تعزز أفكار األنوثة أو الذكورة “مثل عذاب األم لفقدان‬ ‫طفل بد ًال من عذاب األبوين” مثال آخر‪ ،‬القصص التي يشار فيها إلى النساء تبعا‬ ‫لعالقاتهم الشخصية أو العائلية التي ليس لها صلة باملادة اإلخبارية‪-‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫يشار إلى وزيرة حكومية بأنها زوجة فالن‪.‬‬ ‫‪ .3‬الفرص الضائعة‪ :‬التي كان من املمكن إثرائها وإدراج سلسلة متنوعة من وجهات النظر‬ ‫املختلفة‪ ،‬أو إلقاء الضوء على تطبيقات عملية مختلفة للنساء والرجال‪ .‬ويشمل هذا‬ ‫النوع من الصور النمطية مواد إعالمية تفتقر إلى التوازن اجلنسي في املصادر وتخلو‬ ‫من منظور جنسي كان ميكن أن ُيثري املادة اإلعالمية الواعية أو احلساسة للنوع‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬وهي املواد اإلعالمية التي حترص على مناقشة املوضوعات من منظور‬ ‫النوع اإلجتماعي احلساس كما تتميز هذه املواد بتوازن املصادر وإستخدام اللغة بشكل‬ ‫حساس كما تناقش وتكشف عن تأثير املوضوع على فئات مجتمعية متنوعة وبشكل‬ ‫مختلف‪.‬‬


‫دراسة حالة (‪ )1‬من الصور النمطية الضمنية ‪2010‬‬ ‫لقاء إذاعي‪ :‬كيف نربي أطفالنا في عصر اإلعالم‬ ‫املصدر‪ :‬إذاعة فلسطينية خاصة (الضفة الغربية)‬ ‫بدأت محاورة البرنامج بنقاش أهمية املسؤولية املشتركة بني الزوج والزوجة لتنشأة الطفل‪.‬‬ ‫واستضافت أم (ربة منزل) وخبيرة نفسية‪.‬‬ ‫للوهلة األولى يتبني للمستمع بأن هذه املادة اإلذاعية تؤكد مفهوم الشراكة املتبادلة بني‬ ‫األم واألب في إطار تربية األطفال وأهمية تلك الشراكة على النمو السيكولوجي الصحي‬ ‫للطفل إال أن إستخدام مصادر املعلومات وإستطالع آراء الناس شكل بحد ذاته صورة منطية‬ ‫ضمنية تناقضت مع الرسالة املباشرة‪.‬‬ ‫مت إستضافة ‪ 5‬آراء ألمهات وربات بيوت فقط دون وجود أب واحد في املجموعة مما عزز‬ ‫الصورة النمطية للمرأة في عاملها املنزلي ومسؤوليتها األولى في تربية األطفال‪.‬‬ ‫إن عدم استشارة أو استضافة أي رجل للحديث عن جتربته في تربية األطفال جتاهل‬ ‫حقيقة العديد من النساء الفلسطينيات الالتي يعملن داخل وخارج املنزل‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫من املهم أن تكون أصوات النساء مسموعة ولكن إختيار املصادر بشكل غير متوازن ميكن أن‬ ‫يرسل رسالة عكسية‪ ،‬هنا يرسخ غياب صوت الرجل‪ -‬األب – الزوج الصورة النمطية التي‬ ‫مفادها بأن تنشئة األطفال ال تشغل الرجال والتي تعارض األفكار التي طرحت في بداية‬ ‫البرنامج بأن كال من املرأة والرجل مسؤوالن عن تنشة وتربية أطفالهما‪.‬‬


‫دراسة حالة (‪ )2‬من الصور النمطية اخلبيثة وإضاعة الفرص ‪2011‬‬ ‫تقرير تلفزيوني‪ :‬زالزال اليابان‬ ‫املصدر‪ :‬فضائية عربية‬

‫يتحدث التقرير عن كارثة إنسانية تسبب مبقتل ‪ 10‬آالف شخص وفقدان سبعة آالف‬ ‫أخرين‪ .‬تتألف هذه القصة التلفزيونية من قصتني منفصلتني مت بثهما معا لتعميق اخلبر‬ ‫املتعلق بزلزال اليابان‪.‬‬ ‫تستعرض الكاميرا أثار الدمار وبقايا املنازل والسيارات واملصانع ثم تنتقل إلجراء مقابالت مع‬ ‫ثالثة رجال‪ .‬بالرغم من أن التقرير ال يعرض هوياتهم إال أن اثنني كانوا من ضمن طاقم‬ ‫اإلنقاذ ويبدو الثالث من لغته ومظهره أنه سياسي يتحدث عن اإلجراءات التي ستتخذها‬ ‫احلكومة اليابانية لتفادي أقل اخلسائر املمكنة‪ .‬في نهاية املادة اإلخبارية األولى متت اإلشارة‬ ‫إلى حاجة الشعب الياباني الى دراسة التدابير الصحية واللوجستية الالزمة‪ ،‬وتظهر صور‬ ‫خاطفة لعمال إطفاء يتحدثون مع أناس يكدسون صناديق في أركان الشارع‪ .‬تفسح هذه‬ ‫املادة اإلخبارية املجال للقصة الثانية التي تدور في قاعة للبلدية وتنتقل الكاميرا ملقابلة إمرأة‬ ‫تبكي مرجتفة الصوت ألن عائلتها فقدت أثناء الزلزال‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫يعكس التقرير التلفزيوني الكثير من املمارسة الصحفية لغرف األخبار التليفزيونية بحيث‬ ‫ترتبط املرأة بدور الضحية‪ -‬مت مقابلة امرأة واحدة كضحية و ‪ 3‬رجال من ذوي املناصب‬ ‫العليا‪ -‬وبهذا عزز التقرير الصور النمطية اخلاصة بالنساء العاطفيات والضحايا‪ ،‬على عكس‬ ‫الرجال صانعي القرار والقادرين على حل املشكالت‪.‬‬ ‫أضاع التقرير فرصة يظهر بها للمشاهدين القوى احملركة بني اجلنسني‪ ،‬واجلهود التعاونية‬ ‫بني كال من النساء والرجال في مواجهة التحديات في املجتمع‪ ،‬وفي هذه احلالة ما تسببه‬ ‫الكوارث الطبيعية من تكاثف وتوحد الفئات املجتمعية املختلفة‪.‬‬


‫بعض املبادئ التوجيهية العامة للصحفيني املعدة من قبل اإلحتاد الدولي‬ ‫للصحفيني لتجنب الصور النمطية في التغطية اإلعالمية‪:‬‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪49‬‬

‫اإلمتناع عن استخدام أوصاف املرأة التي تشمل ‪ :‬الوضع املادي‪ ،‬الوضع العائلي‪ ،‬إال إذا كان‬ ‫ضروريا للمادة الصحفية‪ .‬ميكنك أن تختبر نفسك بالسؤال إذا كنت ستشمل نفس‬ ‫املعلومات عن رجل‪.‬‬ ‫من املهم أن حتدد اجلمهور املستهدف وتتأكد من احترام التوازن بني اجلنسني في‬ ‫اختيار اخلبراء” أو الشهود‪ .‬ميكنك إعداد قائمة لنساء على استعداد للتحدث وميكن‬ ‫الوصول اليهن‪.‬‬ ‫تأكد من إعطاء املرأة اإلسم اخلاص بها وليس “زوجة فالن” أو “أم فالن” أو “ابنة‬ ‫فالن”‪.‬‬ ‫جتنب استخدام األوصاف التي تصور املرأة بطبيعتها البيولوجية أو تسند أدوار للجنسني‪.‬‬ ‫السعي لتمثيل كال اجلنسني كإنسان كامل وغير مقتصر على مجموعة من‬ ‫اخلصائص احملددة مسبقا‪.‬‬ ‫تصوير املرأة التي تتحدى الصور النمطية الشائعة‪ ،‬مثل املرأة القيادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬الطبيبة‪،‬‬ ‫الخ‪....‬‬ ‫تأكد من احلصول على أصوات نساء الفئات املهمشة في املجتمع مثل املرأة الريفية‬ ‫(الفالحة) ‪ ،‬ذوي اإلحتياجات اخلاصة والنساء من األقليات العرقية واإلثنية‪.‬‬ ‫حاول إظهار صور لرجال ونساء متعاونني في بناء املجتمع‪ ،‬فضال عن نقل العالقات بني‬ ‫اجلنسني على أنها صراع‪.‬‬

‫جتنب‪ /‬ي‪:‬‬ ‫وصف النساء الناجحات بإسم “أخت الرجال” أو “تساوي ‪ 100‬رجل” أو غيرها من العبارات‬ ‫املتعارف عليها‪.‬‬


‫املرأة واإلعالم‬ ‫جابر عصفور‬

‫ميكن لإلعالم أن ميارس دورا نقيضا لدوره السلبي‪ ،‬وذلك عن طريق صياغة وتثبيت‬ ‫وإشاعة صورة امرأة جديدة‪ ،‬مساوية للرجل‪ ،‬وموازية له في قوة احلضور املجتمعي وفاعلية‬ ‫التأثير السياسي واإلقتصادي والثقافي‪ .‬ويكون ذلك بواسطة التركيز على الرسائل التي‬ ‫تدعم صورة هذه املرأة اجلديدة وتبث جتلياتها املختلفة‪ ،‬ملحة عليها‪ ،‬مكررة مناذجها‪ ،‬وذلك‬ ‫مبا يعمل تدريجيا على حتول الوعي املجتمعي من صورة املرأة القدمية السلبية التابعة‪ ،‬الى‬ ‫صورة املرأة اجلديدة الفاعلة واملستقلة‪ .‬وبذلك تتمثل أذهان الرجال صورة مختلفة‪ ،‬سرعان‬ ‫ما تتعود عليها بفعل العادة‪ ،‬والتكرار‪ ،‬وسرعان ما تتقبل التصديق بفعل التأثيرات اإلبداعية‬ ‫التي تكتسبها أشكال الرسائل‪ ،‬فتتغير أفكار الرجال التقليدية عن املرأة‪ ،‬وتتعدل تصوراتهم‬ ‫السلبية عن حضورها‪ ،‬ويغدو الرجال مستعدين للتعامل املتكافيء مع املرأة من غير عقد‬ ‫الهيمنة والتفوق والقوامة املوروثة من تقاليد جامدة‪.‬‬ ‫(جابر عصفور‪ ،‬املرأة واإلعالم‪ .‬احلوار املتمدن‪)2003 ،‬‬

‫اإلختبار الثالثي لدمج النوع اإلجتماعي في التغطية اإلخبارية‬

‫‪50‬‬

‫هناك إختبار ميكنك إستخدامه أيضاً ملعرفة مدى تغطيتك للنوع اإلجتماعي من خالل‬ ‫دراسة ‪ 3‬عناصر‪ :‬إتساع التغطية‪ ،‬عمق التغطية وزاوية التغطية‪.‬‬

‫اسئلة اإلختبار‪:‬‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫ما املناطق اجلغرافية التي تعاجلها في مادتك اإلعالمية؟‬ ‫هل تشمل مادتك على السياق اإلجتماعي والتاريخي والثقافي للموضوع؟‬ ‫هل قمت بجمع معلومات من مصادر مختلفة؟‬ ‫هل تصب املادة اإلخبارية في مصلحة فئة معينة؟ من؟‬ ‫هل تخدم املادة اإلعالمية مصلحة اجلمهور؟‬ ‫هل تتناقض الصور في التقرير ‪ -‬التحقيق مع محتوى املادة؟‬

‫اتساع التغطية‬

‫عمق التغطية‬

‫زاوية أو نهج التغطية‬


‫احملور الثاني‪ :‬تنوع املصادر املستخدمة‬

‫يعتبر تنوع املصادر من أهم النقاط إلنتاج صحافة متوازنة وحساسة للنوع اإلجتماعي‪ .‬يتم‬ ‫إنشاء التوازن من خالل توفير مجموعة متنوعة من املصادر في املادة اإلعالمية والتأكد‬ ‫من أن معتقدات الصحفي ال تؤثر على احلقائق بأي شكل من األشكال‪ ،‬كإستبعاد أي مصدر‬ ‫أو تضمني آخر بناء على الرأي الشخصي للصحفي‪.‬‬ ‫التوازن يعني أيضا إعطاء مساحة لكل جوانب القضية‪ ،‬مبا فيها الرأي السائد‪ ،‬إضافة إلى آراء‬ ‫مختلفة ومتناقضة‪.‬عند النظر مرة أخرى إلى مؤشرات التقرير العاملي ‪who makes the‬‬ ‫‪ news‬نالحظ بأن نسبة رصد املرأة كمصدر للمعلومات كانت متدنية للغاية ‪ %91‬عام‬ ‫‪ 2010‬وخاصة في املوضوعات السياسية واإلقتصادية ويعود ذلك للمعتقد السائد بأن “املرأة‬ ‫ليست على دراية بهذه القضايا “ باإلضافة إلى مشاكل أخرى تتعلق بإرتفاع نسبة األمية بني‬ ‫النساء وخصوصا في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫إن مؤشر انخفاض نسبة مشاركة املرأة في استطالعات الرأي السياسية واحلياة العامة يرتبط‬ ‫ارتباطا وثيقا بعدم مشاركتها في إنتاج املواد اإلعالمية كمصدر للمعلومات “كخبيرة”‬ ‫أو “كرأي عادي” مما يؤدي إلى إختالل في توازن املادة اإلعالمية وموضوعيتها‪ ،‬كما‬ ‫يشجع على عدم مشاركة املرأة سياسيا في املجتمع وحرمانها من ممارسة حقوق املواطنة‬ ‫بحسب صندوق األمم املتحدة اإلمنائي ومركز قيادة املرأة العاملي ‪.5‬‬ ‫‪51‬‬

‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪5‬‬

‫يحرم املرأة من حقوقها ومسؤولياتها كمواطنة‬ ‫يستبعد وجهات نظر سياسية‪.‬‬ ‫يحرم املجتمع من معارف املرأة ومهارتها ونظرتها إلى األمور‪.‬‬ ‫مبادئ توجيهية عامة حول إستخدام املرأة كمصدر للمعلومات‪:‬‬ ‫إستخدم املرأة العادية كمصدر متاماً كما تستخدم رأي الرجل في الشارع‪ ،‬ال تفترض‬ ‫أن رأي الرجل يعكس رأي املرأة‬ ‫املرأة اخلبيرة‪ :‬هناك العديد من النساء املؤهالت في كل املجاالت عليك البحث عنهن‪ ،‬أثبتت‬ ‫العديد من الدراسات بأن املرأة اخلبيرة تقدم وجهة نظرها من زوايا تختلف عن الرجل‪.‬‬ ‫إستخدم األصوات املهمشة كمصادر بد ًال من النخبة الثقافية واإلجتماعية باإلضافة إلى‬ ‫الرواية الرسمية املستهلكة واملستخدمة بكثرة‪ ،‬حاول التركيز على آراء الفئات املهمشة‬ ‫مثل النساء من الطبقة العاملة‪ ،‬الالجئيني إلخ‬ ‫عند إستخدام البيانات واإلحصائيات تأكد من أنك تفهم بالضبط ما تعني هذه األرقام‪.‬‬ ‫‪Local Action, Global Change, UNIFEM and the Centre for Women’s Global Leadership, 1999‬‬


‫فمن السهل أن يغيب املغزى احلقيقي من إحصائية ما‪.‬‬ ‫ اسأل‪ /‬ي عن مصدر اإلحصاءات وموثوقيتها وقارنها بإحصائيات مختلفة حول نفس‬‫املوضوع‪.‬‬ ‫جتنب‪ /‬ي‬ ‫السـيـاســـة الرمـزيــــــة ‪ --‬اإلعتـمــــاد عـلـــى جـنــس واحــد لغالبـيـــة اآلراء‪ ،‬ومــن‬ ‫ثـــم إستـخــــدام اقتباس واحـــد للجـنــس اآلخـــر عــلـــى إفـتـــراض أن امـــرأة واحـــدة‬ ‫تـتحـــدث عـــن جـمـيـــع النســــاء‪.‬‬

‫وثيقة عمل بكني‬

‫هي مسودة العالم لتحقيق املساواة بني اجلنسني إنبثقت هذه الوثيقة من مؤمتر املرأة‬ ‫والتنمية العاملية لألمم املتحدة عام ‪ 1995‬في بكني‪ ،‬الصني‪ .‬وتستهدف املسودة وسائل‬ ‫اإلعالم ضمن ‪ 12‬مجال إعالمي مختلف‪.‬‬ ‫تدعو الوثيقة إلى «زيادة مشاركة املرأة في التعبير عن آرائها وصنع القرار في وعبر‬ ‫وسائل اإلعالم واإلتصال التكنولوجية» التزمت احلكومات مبا فيها الدول العربية واإلسالمية‬ ‫بتطبيق وثيقة بكني دون شروط‪ ،‬وتعهدت بزيادة عدد برامج املرأة‪ ،‬ومكافحة العنف ضد‬ ‫النساء واألطفال‪ ،‬وتشجيع التدريب اإلعالمي املتخصص للمرأة في وسائل اإلعالم املختلفة‪.‬‬ ‫وتلزم اإلتفاقية الدول املوقعة بدعم ومتويل وسائل اإلعالم البديلة وجميع أشكال اإلتصاالت‬ ‫التي تلبي إحتياجات املرأة‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫وثيقة عمل بكني ‪ -‬متكني املرأة‬

‫شدد إعالن بكني في الفقرة (‪ )12‬على ضرورة متكني املرأة والنهوض بها‪ ،‬مبا في ذلك احلق‬ ‫في حرية الفكر والضمير والدين واملعتقد‪ .‬وعُ ّرف مصطلح متكني املرأة بأنه إعطاء املزيد‬ ‫من القوة للمرأة‪ ،‬والقوة تعنى هنا مستوى أعلى من التحكم‪ ،‬وإمكانية التعبير واإلستماع لها‪،‬‬ ‫والقدرة على التعريف واإلبتكار من منظور املرأة‪ ،‬والقدرة على إتخاذ اخليارات اإلجتماعية‪،‬‬ ‫والتأثير في كل القرارات املجتمعية‪ ،‬وليس فقط في املناطق اإلجتماعية املقبولة للمرأة‪،‬‬ ‫متساو‪ ،‬وكيان إنساني مستقل‪ ،‬والقوة هنا تعني أيضا املقدرة على‬ ‫وإحترامها كمواطن‬ ‫ٍ‬ ‫املساهمة واملشاركة في كل املستويات اإلجتماعية وليس العائلية فحسب‪ ،‬وتعني أيضا‪ً:‬‬ ‫مشاركة معترف بها ذات قيمة‪.‬‬

‫جداول لقياس حساسية النوع اإلجتماعي في املواد اإلعالمية املرئية‬ ‫واملسموعة ‪6‬‬ ‫نسبة‬ ‫مدة‬ ‫صور‬ ‫املادة‬ ‫اإلعالمية النساء‬

‫‪53‬‬

‫صور أخرى‬ ‫نسبة‬ ‫صور لفئات مجتمعية‬ ‫الرجال‬ ‫مختلفة‬

‫األدوار التي‬ ‫مثلتها صور‬ ‫النساء‬

‫األدوار التي‬ ‫األدوار التي‬ ‫مثلتها الصور‬ ‫مثلها الرجال‬ ‫األخرى‬

‫جدول الرصد الكمي‬ ‫الفئة‬ ‫املجتمعية املمثلة‬

‫العمر العرق‬

‫احلالة‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫واإلقتصادية‬

‫الشكل‬ ‫واملظهر اخلارجي‬

‫املدة‬ ‫املكان الذي‬ ‫متثله الفئة الزمنية‬

‫‪6 Whose Perspective? A Guide to Gender-Sensitive Analysis of the Media, Women‟s Media‬‬ ‫‪Watch, Jamaica, 1998‬‬


‫جدول رصد املضمون‬

‫احملور الثالث‪ :‬تغطية الفئات املهمشة‬ ‫وسائل اإلعالم تستطيع متثيل وإظهار العالم بطرق مختلفة‪ ،‬هنالك كم هائل من الطرق‬ ‫املختلفة واملتناقضة التي نتمكن من خاللها بناء معان عن عاملنا‪ ،‬ومن املهم جدا ً أن نعلم من‬ ‫وما الذي لم يؤخذ باحلسبان‪ ،‬وكيف يظهر اإلعالم األشياء واألشخاص واألحداث والعالقات‬ ‫املختلفة ‪( .3‬ستيوارت هول‪)1986 ،‬‬ ‫تلعب اإلنقسامات العرقية دورا ً واضحاً في احلروب والصراعات في العالم وفي الوطن العربي‬ ‫وتشكل الفروقات الدينية والعرقية أساس هذا اخلالف‪ .‬يتعرض الصحفي أثناء تغطيته‬ ‫ملواقف حساسة وأحيانا مستحيلة بسبب الضغوط السياسية واإلجتماعية مما يصعب عمله‬ ‫ويجعل من املوضوعية واحلياد في هذه املواضيع شبه مستحيلة‪.‬‬

‫نصائح للعثور على مصادر بصورة عامة‪:‬‬ ‫ ‬‫‪ -‬‬

‫‪54‬‬

‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫‪ -‬‬

‫عندما تغطي مادة إخبارية تتعلق بأقلية عرقية أو إجتماعية أو دينية أو غيرها‪،‬‬ ‫فمن املهم جدا ً مقابلة ممثلني‪ /‬ات من تلك املجموعة‪ ،‬وشمل وجهات نظرهم في املادة‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬ ‫احلذر عند إستخدام عبارات مثل (كما يعلم اجلميع‪ ،‬من الواضح‪ ،‬في حقيقة األمر)‬ ‫وغيرها من املفردات التي تفترض وجود حقيقة مطلقة‪ .‬ترتبط هذه املصطلحات عادة‬ ‫بإدخال حتيزات الصحفي الشخصية إلى محتوى املادة اإلخبارية‪.‬‬ ‫احلذر في إستخدامك للكلمات والعبارات‪ .‬اإلنتباه عند إستخدام مصطلحات عرقية أو أثنية‬ ‫أو دينية‪ .‬ميكن للغة أن تزيد من التوترات العرقية واإلجتماعية‪ ،‬حتى لو لم يكن هذا ما‬ ‫تقصد القيام به‪.‬‬ ‫عند تغطية املواضيع التي تنطوي على صراعات بني الفئات اإلجتماعية‪ .‬تكلم‪ /‬ي مع‬ ‫الطرفني واستمع‪ /‬ي إلى‬ ‫الشكاوى املشروعة ووجهات النظر‪ ،‬وقدمها بدقة دون تفنيدها باألبيض واألسود‪.‬‬ ‫إن إستخدام مصادر معلومات من خلفيات متنوعة ال يخدم أساسيات اإلعالم املهني‬ ‫فحسب بل يزيد من مصداقية الوسيلة اإلعالمية عند فئات مختلفة من املجتمع‪.‬‬ ‫إحرص‪ /‬ي على تقدمي سياق األحداث للموضوعات التي تغطيها‪( ،‬السياق هو البعد‬ ‫الديني و السياسي والتاريخي للموضوع) املشاكل اإلجتماعية ال تنشأ من فراغ‪ ،‬يجب‬ ‫على الصحفي اإلملام بتاريخ املشكلة‪ /‬املوضوع الذي يغطيه حتى اذا لم تستطع إدراج كل‬ ‫املعلومات‪ ،‬أذكر‪ /‬ي النقاط األساسية فقط في مادتك‪.‬‬ ‫ابحث‪ /‬ي عن طرق غير إعتيادية لتغطية القضايا املتعلقة باإلختالفات اإلثنية السياسية‬


‫‪ -‬‬

‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫أو الدينية‪ .‬من املمكن قضاء يوم كامل مع شخص بال مأوى أو مع الجئ لفهم مجريات‬ ‫حياتهم‪ .‬ما هي آمالهم ومخاوفهم؟ هل تتوافق مع القوالب النمطية أم ال؟‬ ‫إيجاد مصادر معلومات في الفئات املهمشة‪ .‬إبحث‪ /‬ي عن األشخاص الذين هم على‬ ‫إستعداد إلطالعك حول‬ ‫أهم املوضوعات التي تتناولها هذه الفئات وإتصل‪ /‬ي مع املنظمات غير احلكومية التي‬ ‫متثل هذه الفئات لدراسة التطورات السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية‪.‬‬ ‫التحقق من املعلومات وال تقبل‪ /‬ي كل ما تسمع‪ ،‬تذكر أن لكل شخص منظور مختلف‬ ‫لألمور ومصلحة خاصة‪ ،‬يجب أن توازن بني ما تسمعه من اآلخرين وما ميكنك مراقبته‪.‬‬ ‫ال تستخدم‪ /‬ي مصدر واحد لفئة مجتمعية مهمشة‪ ،‬عليك تقدمي مجموعة واسعة من‬ ‫وجهات النظر بشكل واضح‪.‬‬ ‫من املمكن أن تواجه آراء سلبية ومنطية حول مختلف الفئات املهمشة‪ ،‬أحيانا يستخدم‬ ‫السياسيون ورجال الدين تعابير مسيئة أو محرضة بقصد أو بغير قصد‪ ،‬حاول التخلص‬ ‫من أية مصطلحات حتريضية أو مهينة‪.‬‬

‫نصائح حول إجراء مقابالت مع أشخاص من فئات إجتماعية مهمشة‬ ‫‪ -‬‬

‫‪55‬‬

‫ ‬‫‪ -‬‬

‫ ‬‫‪ -‬‬

‫حاول‪ /‬ي أن تبدي حساسية جتاه األشخاص الذين يختلفون عنك‪ .‬اذا كان مصدر‬ ‫املعلومات يتحدث للمرة األولى إبدأ النقاش بالسؤال عن احلياة اليومية (العمل‪ ،‬األسرة‪،‬‬ ‫الهوايات) إلى أن يشعر الشخص بالراحة وستتيح له‪ -‬لها الفرصة بالتعرف إلى جوانب‬ ‫متعددة من حياته‪.‬‬ ‫في بعض األحيان توضع شروط من قبل مصدر املعلومات (كعدم ذكر اإلسم‪ ،‬أو ذكر‬ ‫اإلسم األول دون اسم العائلة) تفهم‪ /‬ي الشروط وال حتاول‪ /‬ي إقناعهم بغير ذلك‪.‬‬ ‫إذا كان لديك خيار ملكان إلجراء املقابلة‪ ،‬إختاري‪ /‬إختر مكانا يشعر الشخص املقابل‬ ‫بالراحة فيه‪ -‬غالبا يكون منزل الشخص أو املكتب‪ ،‬سيساعدك ذلك لفهم منظور الشخص‬ ‫ورؤيته‪-‬ها في محيطهم الطبيعي وفي هذه احلالة قد تكشف لك أشياء جديدة ومختلفة‬ ‫عن الطابع الرسمي للمقابلة‪.‬‬ ‫دع‪ /‬ي مصدر املعلومات يسرد لك احلدث بطريقته اخلاصة‪ ،‬حتى لو بدا ذلك غير‬ ‫مرتبط باحلدث الذي تغطيه‪ ،‬حاول تنظيم ما يكفي من الوقت حتى ال تضغط على‬ ‫مصدر املعلومات للحصول على املعلومات بسرعة‪.‬‬ ‫أكتب‪ /‬ي قائمة من األسئلة قبل الذهاب إلى املقابلة ولكن إستخدمها كدليل عام‪،‬‬ ‫عليك أن تصغي بتمعن ملا يقوله املصدر‪ ،‬وميكنك إكتشاف زوايا جديدة للموضوع وتكوين‬ ‫أسئلة تتوافق معها‪.‬‬


‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫مهما إختلفت عن الفئة التي تغطيها عليك أن ال توجه أية نصائح عن كيفية إدارة شؤون حياتهم‪.‬‬ ‫بعد اإلنتهاء من املقابلة حاول أن تعترف لنفسك عن أي حتيز أو حكم مسبق لألقلية التي تغطيها ضع‬ ‫هذه األفكار جانبا وحاول مراجعة معلوماتك دون حتيز‪.‬‬ ‫تذكر‪ /‬ي أن مصادرك هم خبراء أيضا‪ .‬اخلبير ليس مجرد طبيب أو عالم أو سياسي‪ .‬ال تفترض أنك‬ ‫تعرف ما سوف يقوله لك‪ ،‬وظيفتك هي أن تنقل منظور املصدر للجمهور دون حتيز‪.‬‬ ‫اسأل‪ /‬ي املصدر عن مصادر أخرى على إستعداد لتقدمي آرائهم‪ .‬سيساعدك ذلك على إيجاد مصادر‬ ‫معلومات مستقبلية‪.‬‬ ‫توخى احلذر بكيفية إستخدام املعلومات‪ .‬عندما يوافق شخص ما على التحدث معك‪ ،‬فإنه قد يشعر بأنه‬ ‫يقدم لك خدمة كبيرة‪ .‬حاول‪ /‬ي أن تتفهم هذه املشاعر دون القبول بشروط غير مهنية من قبل‬ ‫املصدر‪.‬‬

‫احملور الرابع‪ :‬اللغة املستخدمة‪ ...‬ما هي اللغة احلساسة للنوع اإلجتماعي؟‬

‫‪56‬‬

‫حتتوي اللغة العربية على مزايا كثيرة متيزها عن باقي اللغات ولكن لألسف في كثير من‬ ‫األحيان يتم استخدام الضمائر واألسماء الذكورية لإلشارة ملجوعة حتتوي على اجلنسني‪.‬‬ ‫على الصحفي أن يفكر مليا في استخدامه للضمائر واألسماء‪ .‬فهناك عالقة وطيدة بني‬ ‫اإلستخدام اللغوي والواقع اإلجتماعي‪.7‬‬ ‫تنتشر ظاهرة تذكير املناصب الوظيفية في الوسائل اإلعالمية العربية وخصوصا في‬ ‫اخلطاب السياسي واإلجتماعي‪ .‬لم نعد نسمع عن الوزيرة الفالنية بل عن معالي الوزير‬ ‫ِ‬ ‫(حذف تاء التأنيث) واألمني العام لوزارة كذا الدكتورة‪ .....‬والقاضي فالنة والنائب فالنة‬ ‫واألستاذ الدكتورة كذا‬

‫تذكير اللغة العربية‬

‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫تنقسم ُ‬ ‫ومذكر‪ .‬وال توجدُ في العرب َّيةِ‬ ‫كلمة‬ ‫بس فيه إلى مؤن ٍَّث‬ ‫ُ‬ ‫اللغة العرب َّي ُة إنقساماً ال لَ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫واحد ٌة ِ‬ ‫يضاف‬ ‫تتذك ُر مبا‬ ‫قليلة تتأنَّث أو‬ ‫ومفردات‬ ‫احلروف‬ ‫تش ُّذ عن هذه القاعدة (سوى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫بحيث َّأن جمي َع األسماء وجمي َع األفعال إما مؤن ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّثة أو‬ ‫إليها من ضمائر أو كلمات‪،) ...‬‬ ‫َّ‬ ‫كيف ميضي بنا َم َ‬ ‫َ‬ ‫مذكر ٌة ال َ‬ ‫املنهجي ل ُّلغة إلى‬ ‫ثالث لهما‪ .‬فلنتص َّور‬ ‫رك ُب ال َّتذكيرِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرت َِب في‬ ‫بالوظائف‬ ‫دريجي من اإلستعمال‪ ،‬فنبدأ‬ ‫محوِ التأنيث ال َّت‬ ‫والرتَب (جميع ُّ‬ ‫واملناصب ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫دون أن‬ ‫ثم‬ ‫اجليش واألمن العام‬ ‫نذهب – من َ‬ ‫مذكرة‪ :‬العقيد سوسن‪ ،‬والرائد فاطمة‪َّ ،)....‬‬ ‫ُ‬

‫‪ 7‬كلينمان )‪(2000:6‬‬


‫ندري – إلى تذكير األفعال واألسماء‪ .‬والشاهدُ على َ‬ ‫لحظ في صحيفةِ أ َّول من‬ ‫ذلك ال يكا ُد ُي َ‬ ‫محافظ كذا السيد ُة فالن مبادر َة«‪ ،.....‬مع َّ‬ ‫ُ‬ ‫(ثم َن) التي هي‬ ‫«ثم َن‬ ‫خط نْي َ‬ ‫حتت كلمة َّ‬ ‫أمس‪َّ :‬‬ ‫شك‪ ،‬فاع ُلهُ مؤن ٌَّث دون ٍّ‬ ‫دون ٍّ‬ ‫فِ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫شك‪ .‬وهذا ليس خطأً ُلغو ّياً ارتك َبهُ مح ِّر ٌر جاهل‪،‬‬ ‫عل‬ ‫مذك ٌر َ‬ ‫بل إساء ٌة أيدولوج َّي ٌة مباشر ٌة للمرأة؛ فاحمل ِّر ُر املسكني‪ ،‬الذي ليس من ابتك َر تذكي َر املناصب‪،‬‬ ‫املنصب (محافظ)‪ ،‬فوجد أنَّهُ ال ي ّت ُ‬ ‫وافق عليه‪َ ،‬‬ ‫وإن كان من َ‬ ‫وقف حائرا ً أما َم ذكور َّيةِ‬ ‫ِ‬ ‫سق‬ ‫(ثم َن)‪ ،‬مع َّأن احمل ِّر َر نفسه لن يتج َّرأ َ أن ُي ّؤن َِّث فِ ع ًال صد َر عن (العني)‬ ‫األمر إال بتذكيرِ فعلِهِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫حسني عايش مث ًال‪ ،‬مع َّأن كلم َة (عني) في أصلها مؤن ٌ‬ ‫كصفة‬ ‫َّثة‪ ،‬أو يؤن َِّث كلم َة (ع ّالمة)‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فاقعة‪.‬‬ ‫التأنيث فيها‬ ‫وعالمة‬ ‫ملذك ٍر‪ ،‬مع أنَّها تصحُّ للذكر واألنثى‬ ‫زليخة أبو ريشة‪ ،‬باحثة في قسم اللغة العربية‪2010،‬‬

‫إستخدام اللغة الغير حساسة أو “الذكورية” يعزز الصورة النمطية بأن الرجل “أقوى‬ ‫وأفضل من املرأة” إن معاجلة الفوارق بني اجلنسني في كتاباتك سواء لإلعالم املرئي‬ ‫أو املسموع ليست باملهمة السهلة‪ ،‬وخصوصا أنه ليست هناك حتى اآلن ‪ -‬و قد تكون‬ ‫أبدا ‪ -‬مجموعة من املبادئ التوجيهية امللموسة التي تسند إليها خياراتك اللغوية‬

‫‪57‬‬

‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫احلذر من إستخدام الضمائر‪ ،‬لألسماء املؤنثة واملذكرة‪.‬‬ ‫االنتباه للمصطلحات احلساسة والغير احلساسة للنوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫جتنب‪ /‬ي ربط الرجال والنساء مع بعض املهن‪.‬‬ ‫هل لغتك محددة وغير متحيزة ضد املرأة؟‬ ‫هل تشمل لغتك النساء والرجال؟‬ ‫هل تستخدم‪ /‬ي مصطلحات محايدة بني اجلنسني‪ ،‬واملعلومات ذات الصلة مصنفة حسب‬ ‫نوع اجلنس؟‬ ‫ما هي الصفات التي يتم استخدامها؟ هل هي ذات صلة وموضوعية؟‬ ‫هل حتتوي الصفات التي تستخدمها أي حتيز أو أي صور منطية؟‬


‫لغة حساسة للنوع اإلجتماعي‬

‫لغة غير حساسة بالنوع اإلجتماعي‬

‫عامل‪-‬ة البريد‬

‫ساعي البريد‬

‫على قيد احلياة‬

‫حي يرزق‬

‫على صواب‪ -‬محق‪-‬محقة‬

‫مصيب‪ -‬مصيبة‬

‫معالي الوزيرة‬

‫معالي الوزير‬

‫األستاذة‬

‫األستاذ‬

‫هل لديك وصف مادي؟ هل هو ذو صلة باملوضوع؟ هل ينطبق على الرجال والنساء؟‬ ‫‪Écouter‬‬ ‫‪Lire phonétiquement‬‬

‫األجندة السنوية للتغطية اإلعالمية‪.‬‬ ‫احلـدث السنـوي‬ ‫‪58‬‬

‫أول أسبوعني من شهر مارس من كل سنة ‪ ،‬وهي جلنة‬ ‫األمم املتحدة املعنية بوضع املرأة جتتمع في نيويورك‬ ‫إلستعراض التقدم احملرز املساواة بني اجلنسني( بيجني ‪5+‬‬ ‫و ‪ 10+‬والتي عقدت خالل هذه الدورات‪.‬‬

‫التاريــخ‬ ‫‪ 14-1‬مارس‬

‫يوم املرأة العاملي‬

‫‪ 8‬مارس‬

‫عيد األم‬

‫‪ 21‬مارس‬

‫اليوم العاملي حلرية الصحافة‬ ‫ستة عشر يوما ملكافحة العنف ضد املرأة‬ ‫يوم حقوق اإلنسان‬

‫‪ 3‬مايو‬ ‫‪ 10‬نوفمبر ‪ -25‬ديسمبر‬ ‫‪ 10‬ديسمبر‪،‬‬


‫«حتليل الصورة السيميائي»‬ ‫«التفكير مستحيل من دون صور»‬ ‫أرسطو‬ ‫ال ميكن تصور احلياة املعاصرة من دون الصور‪ ،‬فالصور موجودة في كل مكان إنها ال تكف‬ ‫عن التدفق واحلصور في كل حلظة من حياتنا‪ .‬إننا بالفعل نعيش في «حضارة الصورة»‬ ‫كما قال الناقد الفرنسي روالن بارت‪.‬‬ ‫لقد أصبحت الصور مرتبطة اآلن على نحو لم يسبق له مثيل بكل جوانب حياة اإلنسان‪.‬‬ ‫خاصة التلفزيون والسينما واإلنترنت وفنون اإلعالن بشكل عام دورا رئيسيا في تشكيل‬ ‫وعي اإلنسان املعاصر‪.‬‬ ‫يرتبط التفكير بالصورة مبا يسمى التفكير البصري كما يعرفه أرنهامي‪ :‬محاولة لفهم‬ ‫العالم من خالل لغة الشكل والصورة ويرتبط هذا التفكير باخليال واإلبداع‪ .‬ما زالت مباحث‬ ‫الصورة في العالم العربي «تعاني الضعف والوهن» كما يشير فريد الزاهي نظرا إلى هيمنة‬ ‫اللغوي على البصري في حقل الثقافة العربية وللتعقد املنهجي الذي تفرضه مقاربات‬ ‫الصورة مبختلف أنواعها وأمناطها»‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫لن نهتم هنا بالصور في معناها اخلارجي فقط املرتبط باإلدراك والرؤية‪ :‬أي ما يحدث أمامنا‬ ‫في أرض الواقع أو على شاشات التلفزيون والسينما التي تتجسد وتتوالد وتضغط وتؤثر‬ ‫وتهيمن على املشاهد‪ .‬بل إضافة لذلك وجودها الداخلي‪ .‬فالصور اخلارجية صور الفيديو‬ ‫والسينما والفوتوغرافيا والتلفزيون ليست صورا موجودة ما لم يدركها اإلنسان ويتفاعل‬ ‫معها ويتأثر بها سلبا أو إيجابا‪ .‬وما نقصده هنا بلفظة الوجود من حيث التأثير‪ .‬فاإلنسان هو‬ ‫األصل واألساس ومن دون تفاعله مع هذه الوسائط لن يكون لها وجودها املنشود‪.‬‬ ‫هناك فروقات بني الصور اإلدراكية والصور العقلية كما يقول العلماء واملفكرون‪ :‬صور‬ ‫اخلارج وصور الداخل على الرغم فيما بينهم من تفاعل مستمر ولعل أبرز هذه الفروقات‬ ‫هو أن التفكير بالصور يتجاوز حد الواقع املدرك اللحظي املباشر‪ ،‬فهو ميكن املرء من استدعاء‬ ‫املاضي ومعايشته كما لو كان يحدث مرة أخرى‪ .‬من خالل استعراض الصور واألفالم‬ ‫التي ترتبط بهكما ميكن للمشاهد أن يفكر في املستقبل ويتصوره‪ .‬هكذا يتحرك املرء‬ ‫من خالل الصور عبر إطار زمني ممتد ومنفتح كما ميكنه أن يتحرر من القيود املكانية‬ ‫وأن يفكر ويتفاعل مع أشخاص يوجدون في أماكن بعيدة كما لو كانوا أمام عينيه‪.‬‬ ‫إنه يتجاهل أو يتجاوز العوائق الطبيعية املوجودة‪ .‬إن الصورة مرتبطة بالذاكرة واخليال‬ ‫واإلبداع واإلستمتاع أيضا‪ ،‬لكن عالم الصورة له جوانب سلبية قد ترتبط به‪ :‬وهي حتويل‬ ‫اإلنسان إلى كائن سلبي مستقبل ملا يقدم له أيا ما كان عليه من دقة أو تزييف لتحول‬


‫إلى كائن مستهلك للصور وما ترتبط به هذه الصور من عوالم خاصة بالدعاية واإلعالن‬ ‫والترويج للسلع‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬شاكر عبد احلميد (‪ .)2004‬مقدمة كتاب عصر الصورة‪ :‬اإليجابيات والسلبيات‪.‬‬ ‫عالم املعرفة‪ .‬مطابع السياسة‪ :‬الكويت‪.‬‬

‫«مقدمة عن نظرة ستورت هول وعملية التمثيل الصوري”‬

‫التمثيل‬

‫املعنى‬

‫‪60‬‬

‫الصورة‬

‫السهم األول يعرض املعنى احلقيقي للصورة كما تعرض شيء إلى شخص ما‪ .‬ولكن السهم‬ ‫الثاني يعرض الصور املعروضة في وسائل اإلعالم‪ :‬حيث أن “املعنى احلقيقي” للصورة‬ ‫محرف‪ ،‬ويعرض به جانب واحد فقط‪ ،‬مما يؤدي إلى ما يدعوه ستوارت هول ب”فجوة‬ ‫التمثيل”‪ .‬يالحظ وجود هذا النوع من التمثيل في وسائل اإلعالم‪ ،‬ويشير هول إلى أن‬ ‫األحداث التي تظهر في وسائل االعالم “تعمل بشكل أساسي على معنى ثابت أو صحيح‬ ‫يصعب على أساسه قياس التشويه والتحريف”‪ ،‬مما يؤدي إلى وجود فجوة في التمثيل بني‬ ‫صورة ومعناها‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ميكننا القول إن معاني األحداث يتوقف على الكيفية التي متثل بها‪،‬‬ ‫مبعنى أن املسيطر على وسيلة التمثيل يتحكم بتحديد املعنى‪ :‬وإلى أن ميثل هذا احلدث أو‬ ‫الشيء لن يكون هناك “معنى”‪ .‬لذلك التمثيل هو أهم عملية “تؤسس” للحدث‪ ،‬وال وجود‬ ‫للواقع خارج عملية التمثيل‪.‬‬


‫اإلعالم‬ ‫عملية اإلتصال‬

‫غياب املعنى‬

‫‪61‬‬

‫الصورة‬

‫املغزى‬

‫املعاني غير املمثلة‬

‫التفسير أو الـتأويل‬

‫إعادة التفسير‬ ‫أو التأويل‬

‫املعنى‬

‫تقوم وسائل اإلعالم من خالل عملية اإلتصال على إقتراح صورة معينة في سياق معني‬ ‫أو خطاب محدد‪ ،‬مما يؤدي إلى حتديد املغزى وتفسيره من قبل املشاهد‪ /‬ة‪ ،‬وينتج معاني‬ ‫لهذه اإلقتراحات‪ .‬يوضح هول أن إظهار صورة معينة يعمل على تغييب وإستبعاد عناصر‬ ‫معينة لصالح أخرى وهو ما يسميه باملعنى “اخلفي” وهنا يشير أن املعاني اخلفية ستعمل‬ ‫في نهاية املطاف إلى إعادة عملية التفسير‪.‬‬ ‫إن عملية التوصل إلى املغزى وتفسيره من قبل املشاهد‪ /‬ة يدعو الكثير من العوامل الشخصية‬ ‫والتي تؤثر على حتديد املعنى مثل‪ :‬الهوية والتاريخ والثقافة والفكر‪.‬‬ ‫يشدد ستيوارت هول على دور وسائل اإلعالم كقوة تعمل على إقتراح صورة ضمن سياق‬ ‫خاص يحمل املعنى الرئيسي الذي تود إيصاله‪ .‬وهذه احملاوالت في حتديد املعاني تعكس‬ ‫في واقع األمر مظهر من مظاهر السلطة وأيديولوجية التحكم من خالل الصور املطروحة‪.‬‬


‫وينطبق هذا بصفة خاصة عندما يتم “إصالح” صورة خاصة مبجموعة معينة من البشر‬ ‫على سبيل املثال‪ :‬الصور املطروحة لذوي البشرة السوداء من الرجال حتدد كيف يرى‬ ‫ويتعامل املجتمع مع هؤالء في «العالم احلقيقي”‪ .‬ولكن إذا مت إعادة تفسير وفحص وحتليل‬ ‫الصور نفسها آخذة باإلعتبار السياقات املختلفة ستتغير الصور النمطية وستفتح آفاق‬ ‫جديدة ملفهوم الهوية والقوة من خالل توليد معاني وصور جديدة‪.‬‬ ‫يوضح هول أنه من املهم جدا إستجواب عملية التمثيل لتحديد ما يلي‪ :‬من أين تأتي هذه‬ ‫الصور؟ من الذي ينتج الصور؟ من هو املستبعد في عملية التمثيل؟ ومن مت إستبعاد رأيه‬ ‫في إنتاج هذه الصور؟‬

‫‪62‬‬


‫«علم السيميائية (‪ )Semiotics‬والتلفزيون»‬ ‫إن عملية التواصل بحد ذاتها هي الرسالة‪ ،‬الفكرة األساسية للباحث اإلعالمي الكندي‬ ‫ماكلوهان هي أن الرسالة تتأثر بشكل كبير عن طريق عملية التواصل‪ .‬إن الوسائل‬ ‫اإلعالمية تطمس احملتوى‪ ،‬ال توجد أهمية لبحث «كيف» تقدم لنا هذه الوسائل اإلعالمية‬ ‫عند دراسة وحتليل مضمون النص اإلعالمي‪« .‬نحن نشكل أدوات التمثيل ولكنها أصبحت‬ ‫تشكلنا»‪:‬‬

‫علم السيميائية (ٍ‪ :)Semiotics‬دراسة اإلشارات وكيف يخلق املعنى‪.‬‬

‫اإلشارة‪ :‬شيء ميثل شيء آخر‪ .‬كل شيء هو عبارة عن إشارة‪.‬‬ ‫الصورة‪ :‬مجموعة من اإلشارات‪.‬‬

‫ويقول أمبرتو إيكو (‪ )Umberto Eco‬أنه ميكن تعلم كل اإلشارات إلى حدّ ما‪ ،‬ولكن‬ ‫معانيها تعتمد على السياق الثقافي‪ .‬الناس يقولون «إن الكاميرا ال تكذب أبداً»‪ .‬وميكننا أن‬ ‫نقول «الكاميرا تكذب دائماً»‪ .‬نحن دائماً نستخلص إستنتاجات عن ما نراه‪:‬‬ ‫‪ .1‬عرض الصور‪ /‬الصوت التي مت تعريف معانيها من خالل نظم معتقداتنا‪ ،‬واخلبرة‪،‬‬ ‫والثقافة والتاريخ بد ًال من «الطبيعة»‪.‬‬ ‫‪ .2‬يجعلنا نتوهم أنها معلومات واقعية بحتة‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫فيما يلي جند كيف ينظر األشخاص إلى اإلشارات‪:‬‬

‫استعراض (ٍ‪:)Semiotics‬‬ ‫الدال (املادة ‪ /‬التحفيز ‪ /‬املرجع)‬ ‫علم السيميائية اإلشارة مكونة‬ ‫شجرة النخل على جزيرة‬ ‫من جزئني الدال واملغزى‬ ‫مهجورة‬

‫املغزى‬

‫ال شيء يجري خارج نظام اإلشارة‪ ،‬مما يعني أن كل شيء هو إشارة‪ .‬ويعتقد بيرس بأنه‬ ‫يوجد هناك ‪ 3‬أنواع من اإلشارات‪:‬‬

‫‪64‬‬

‫الرمزية‬

‫‪Iconic‬‬

‫املؤشرة‬

‫من املمكن تسميتها‬ ‫بالتقليدية والتعسفية‬ ‫وهي إشارات نستعملها‬ ‫ثقافيا‪ ،‬أي أنها خاصة‬ ‫بثقافة معينة دون غيرها‬ ‫مثال‬ ‫احلطة الفلسطينية‪.‬‬

‫تشبه ما متثله‪ ،‬ولكن هل‬ ‫حقاً؟ هذه اإلشارات تبدو‬ ‫رمزية لكنها جتعلنا نفكر‬ ‫بحالة أكبر من اإلشارة‬ ‫الظاهرة‬ ‫مثال‪ :‬صورة لقبة الصخرة‬

‫وجودي اإلرتباط بني الدال‬ ‫واملغزى‪ ،‬ويعتمد بدرجة‬ ‫أقل على الرمزية ولكن في‬ ‫بعض احلاالت ميكن وجود‬ ‫رمزية‪ .‬أمثلة‪ :‬الدخان‬ ‫يعني النار‪ ،‬بصمات املخلب‬ ‫تعني احليوان‪.‬‬


‫«قراءة النوع اإلجتماعي باستخدام لغة اإلشارات واإليحاء»‬ ‫يستند علم السيميائية (‪ )semiotics‬على مفهومني رئيسيني األول كل معنى مبني‬ ‫على عكسه‪ ،‬واملفهوم الثاني اإلشارة دائماً تدل على شيء آخر‪ .‬لدى الطالب بالفعل فهم‬ ‫جيد ملفهوم املعارضة (املعنى العكسي)‪ :‬عادة ما يحرض األخيار ضد األشرار؛ تبدأ القصص‬ ‫مبشكلة إجتماعية أو فردية وتنتهي بحل املشكلة‪ .‬صورة قطرات من الرطوبة تتساقط‬ ‫ببطء ومتجمدة في أحد اإلعالنات ملشروب يروي العطش‪ ،‬تظهر إلى جانب صور جلفاف‪،‬‬ ‫وصور للهيب احلرارة املتوقدة؛ صور الغسيل املشرق والنظيف إلى جانب املرأة املستهلكة‬ ‫السعيدة تظهر دائماً في املعارضة مع صور امرأة قلقة بجوار كومة من املالبس القذرة‬ ‫والتي مظهرها ممل‪ .‬كل إشارة أو صورة تعني شيئاً آخر‪ ،‬ودائما ما تعتمد على الثقافة‬ ‫والنوع‪ .‬وميكن للصوت أو للصور البصرية لعاصفة رعدية أن يكون داللة على خطر أو‬ ‫فترة فاصلة رومانسية‪ .‬ميكن أن يرتبط اللون األسود باألناقة وبسمو املنزلة اإلجتماعية‬ ‫(في إعالنات املالبس) وبالشر (في أفالم الدراما واإلثارة) أو باحلزن وباحلداد (في الثقافة‬ ‫الغربية)‪ .‬ميكن أن يعني اللون األحمر اخلطر‪ ،‬والرومانسية‪ ،‬أو اإلغراء اجلنسي‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫باالشتراك مع األخضر واألبيض في إعالن املعكرونة‪ ،‬تغيرت داللة اللون األحمر للداللة على‬ ‫البلد إيطاليا‪ ،‬الذوق اإليطالي‪ ،‬واألصالة الثقافية‪ .‬املالمح التقنية ميكن أن تستخدم أيضاً‬ ‫للداللة على املعنى‪ :‬استخدام زوايا الكاميرا ميكن أن تظهر املنتجات بحجم أكبر أو النساء‬ ‫بحجم أصغر وأكثر ضآلة؛ املؤثرات اخلاصة ميكن أن تظهر اللعب أكثر إثارة وذات منحى‬ ‫مثير لإلهتمام‪ ،‬وإستخدام اللون ميكن أن يصور ويصف املزاج‪ ،‬والهوية الوطنية (األخضر‬ ‫والذهبي)‪ ،‬أو النوع اإلجتماعي (انظر اجلدول ‪.)1‬‬ ‫‪65‬‬

‫هذه اإلختالفات في التمثيل السيميائي (‪ )Semiotic‬ميكن متييزها على أساس النوع‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬سواء في بناء املعنى داخل الوحدات النص ّية‪ ،‬وكذلك في األنواع‪ .‬أوبرا الصابون‪،‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬تستخدم على نطاق واسع اللقطات املقربة في األماكن املغلقة‪ ،‬والسرعة‬ ‫البطيئة‪ ،‬واملوسيقى الناعمة‪ ،‬والشخصيات املتعددة‪ ،‬واحلبكات‪ ،‬للداللة على ما يسميه‬ ‫أصحاب النظريات في وسائل اإلعالم النصوص األنثوية‪ .‬اإلعالنات املوجهة للفتيات (على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬إعالنات ‪ Clearasil‬أو إعالنات الدمى) واإلعالنات املوجهة إلى النساء (على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬منتجات العناية بالبشرة أو مساحيق التنظيف املنزلية) تتشابه في بنيتها من‬ ‫ناحية املالمح التقنية‪ .‬إن النصوص الذكرية (على سبيل املثال‪ ،‬أفالم الدراما واإلثارة أو‬ ‫اإلعالنات التي تستهدف الذكور)‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬متيل إلى استخدام اللقطات الواسعة في‬ ‫األماكن املفتوحة في الهواء الطلق‪ ،‬السريعة‪ ،‬واملوسيقى املعدنية الصاخبة‪ ،‬شخصية واحدة‬ ‫(البطل)‪ ،‬وتكون أكثر تركيزا ً على تطور احلبكة بشكل خطي‪ .‬هذه الهيكلية املبنية‬ ‫على معنى النوع اإلجتماعي من خالل املالمح التقنية هي بالضبط ما نقصده في الهيكلية‬


‫اإلجتماعية للنوع اإلجتماعي‪ .‬البناء املتعمد للتمثيل واملعنى في التمييز النمطي على أساس‬ ‫النوع اإلجتماعي‪ ،‬ليس لديه صلة قوية جدا ً مع أي من اخلصائص البشرية (الطبيعية)‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن انتشار القوالب النمطية على أساس النوع اإلجتماعي من اجلدار إلى اجلدار‬ ‫عبر جميع وسائل اإلعالم على مستوى البنية السردية ومعاني النصوص‪ ،‬يجعل من السهل‬ ‫أن تظهر وسائل اإلعالم مبظهر املنطقية‪ ،‬والعاملية‪ ،‬والطبيعية واحلقيقية‪ .‬معظم الطالب‬ ‫واملعلمني وأولياء األمور واجلمهور بصفة عامة‪ ،‬مييلون إلى إتباع مثل هذه األيديولوجيات‬ ‫اجلوهرية املبنية على النوع اإلجتماعي‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن املهم تربوياً أن التطبيقات ملفهوم املعنى‬ ‫العكسي في حتليل متثيل النوع اإلجتماعي‪ ،‬متضي دائماً من الشرح الواضح بأن نصوص‬ ‫وسائل اإلعالم والنصوص الثقافية تبني الفرق النوع اإلجتماعي كمعارضة عكسية –‬ ‫وهذا ال يعني أنها تعكس بعض اإلختالفات البيولوجية األسطورية‪ ،‬بني الفتيات والفتيان‪،‬‬ ‫والنساء والرجال‪.‬‬

‫املثال األول‪:‬‬

‫‪66‬‬

‫بعض السلع مثل منتجات (‪ )Estée Lauder‬تبني من خالل البحث العلمي رسومات‬ ‫بيانية لكي تظهر أن هذه املنتجات أفضل من الطبيعة وسوف حتسن مظهرك‪ ،‬مستحضرات‬ ‫جتميل أخرى حتاول أن تس ّوق نفسها من خالل إضافة مك ّونات من الطبيعة مثل‬ ‫(االفوكادو)‪ .‬من باب احترام العلم حتاول شركات اإلعالن أن جتعل املكونات العلم ّية‬ ‫في مستحضراتها تظهر أفضل من الطبيعة‪ .‬في إعالن مستحضرات التجميل (‪Oil of‬‬ ‫‪ )Olay‬يظهرون تفاحة جافة (ذابلة) حتى يبينوا ماذا تفعل الطبيعة لبشرتك مقارنة‬ ‫مع تفاحة طازجة نضرة بعد استخدام مستحضر التجميل‪ .‬جتعل مستحضرات التجميل‬ ‫هذه املرأة تشعر بكفاءتها‪ ،‬ولكن املأساة (الدراما) هي بعدم كفاءة هذه اإلعالنات ألنها توحي‬ ‫للمستهلك‪ /‬ة أن لديه‪ /‬ها مشكلة (جلد متجعد)‪ ،‬وأن تخسر نضارة بشرتها وباستخدام‬ ‫مستحضر التجميل تستأصل املشكلة من جذورها فتشعر بأنها أصبحت تسيطر على األمور‪/‬‬ ‫كفؤة‪ .‬هذه الكفاءة تعادل الهوية الذاتية واحترام الذات والكفاءة اإلجتماعية وتطمئن‬ ‫النفس‪ .‬عاد ًة ما تنجذب املرأة لهذه اإلعالنات املأساة ولكن اآلن أصبح الرجل ُيستغل أيضاً‪.‬‬

‫املثال الثاني‪:‬‬

‫يبينون لنا في دعاية وإعالن (‪ )Complete care‬انه عندما نضيف املادة إلى ورقة‬ ‫شجر جافة وذابلة تصبح ورقة خضراء ناعمة ونضرة‪ ،‬نستطيع أن نرى كيف أن العلم‬ ‫(املرطب كمادة تعيد احليوية والنضارة) يستخدم على الطبيعة (مفهوم ورقة الشجر اجلافة‬ ‫القدمية تصبح خضراء يانعة) حتقق التقنيات اللغوية هذا التحول مثل استخدام الكلمات‬


‫(منعش) و (يعيد النضارة) و(يعيد احليوية) و (يجعل يديك تظهر أكثر شباباً ونضارة)‪.‬‬ ‫تركيبة النوع اإلجتماعي تتحقق من خالل زوايا الكاميرا في لقطات مقربة تركز على‬ ‫األيدي الناعمة أو على نظرة السرور على وجه العارضة التي تظهر سعادتها من استخدام‬ ‫املستحضر‪ .‬تكون سرعة تسلسل اإلعالن بطيئة ومسترخية وهادئة – شديدة األنوثة‪.‬‬ ‫تكون األلوان ناعمة‪ ،‬وردي وأخضر باهت تبعث على االسترخاء وفيها أنوثة‪ .‬الرمزية هي‬ ‫عبارة عن ورقة الشجر التي متثل القدمي واجلاف واملتشقق والهش (الطبيعة) وتصبح‬ ‫خضراء ونضرة وناعمة بعد إستخدام املستحضر‪ .‬جميع هذه التقنيات تدعم إيديولوجية‬ ‫اإلستهالك والنوع اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫ميكن ان يبدأ حتليل النص عن قرب من خالل نص مطبوع ساكن (استاتيكي) مثل‬ ‫اإلعالنات في املجالت والصحف‪ ،‬سلسلة اإلعالنات األخيرة املطبوعة لسيارات (‪Toyota‬‬ ‫‪« )Paseo‬تويوتا باسيو» هي عبارة عن مثال ج ّيد ملا ورد‪ ،‬العديد من اإلعالنات التي‬ ‫تستهدف القراء الذكور والتي تنشر في مجالت األخبار تستخدم بشكل بارز املصطلحات‬ ‫الذكرية‪ ،‬األلوان والشكل الذي يلقي الضوء على ميزات السيارة من قوة ومالمح ميكانيكية‪،‬‬ ‫املوجهة للنساء (التي تنشر في مجالت ‪ Dolly ،Cleo‬الخ‪ )...‬والتي‬ ‫مقارنة باإلعالنات ّ‬ ‫تستخدم املصطلحات التي تروق حلساسية النساء للبيئة‪ ،‬والتي تسلط الضوء على ركوب‬ ‫السيارة املريح‪ ،‬ميزات األمان‪ ،‬اختيار األلوان‪ ،‬ميكن أن تعلم مقارنات شبيهة وذلك مث ًال‬ ‫بعرض اإلعالنات التلفزيونية ملنتج احلبوب (‪ )Kellogg’s Special k‬وملنتج حبوب‬ ‫آخر هو (‪ )Nutri-Grain‬جنباً إلى جنب‪ ،‬الفروق القائمة على النوع اإلجتماعي بني‬ ‫اإلعالنيني‪ /‬ات الذين يروجان لنفس منتج احلبوب تلفت النظر‪ ،‬يجد الطالب سهولة في‬ ‫التعرف على التركيبة السيميوتيك للنوع اإلجتماعي في اإلعالنيني‪ /‬ات‪.‬‬ ‫معظم إعالنات منتج احلبوب (‪ )special k‬تستهدف النساء وتظهرهن بأشكال متنوعة‬ ‫من النقاش حول أوزانهن‪ ،‬في هذه اإلعالنات تظهر بشكل واضح متارين اللياقة البدنية‪ ،‬أو‬ ‫مالئمة لباس جديد ضيق ألجسامهن‪ ،‬في هذا اإلعالنات تظهر النساء دائماً في داخل البيت‬ ‫منشغالت باحلديث‪ ،‬وهن محط إعجاب بناتهن وأزواجهن ملظهرهن اجلميل وفي إطار من‬ ‫خالل عدسات بؤرة ناعمة (‪ )soft - focus‬وعاد ًة ما تكون املوسيقى واأللوان والتسلسل‬ ‫ناعمة وبطيئة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن إعالنات منتج احلبوب (‪)Nutri-Grain‬‬ ‫تظهر الرجال في نشاطات رياضة الشاطئ (الرجل احلديدي) وهم يتحركون ويتدافعون‬ ‫بسرعة‪ ،‬هذه اإلعالنات متثل الرجال في اخلارج وال يتحدثون مع بعضهم البعض في خضم‬ ‫املنافسة‪ ،‬املعادن الرئيسية املوجودة في منتج احلبوب تعرض على الشاشة بشكل واضح‬ ‫وبدهانات حديدية لونها أحمر ساخن وتصاحبها موسيقى صاخبة عالية تتناسب مع تناغم‬ ‫التزلج على األمواج ومع الرجال‪.‬‬


‫نصني متناقضني للنوع اإلجتماعي لتقدمي مفاهيم‬ ‫كمادة للمقدمة‪ ،‬ميكن استخدام ّ‬ ‫استخدام اإلشارات واملعاني في النصوص (‪ )semeiotic concepts‬كذلك لبدء‬ ‫املناقشة حول كيف ّية تصوير الهو ّية اجلندرية وخصائص النوع اإلجتماعي في وسائل‬ ‫اإلعالم‪ .‬مواد أخرى مسجلة (ليس على األثير مباشرة) ميكن أن تشمل نشرة أخبار لتعريف‬ ‫توزيع النوع اإلجتماعي ومتثيله‪ :‬من الذي يغطي أي نوع من القصص املختلفة؟ من هم‬ ‫األشخاص الناطقون بإسم أي نوع من القضايا؟ كم عدد املواد اإلخبارية في نشرة أخبار‬ ‫معينة تهم النساء‪ /‬الرجال أو االثنني معا؟ ميكن إستخدام مقاطع من البرنامج الشهير في‬ ‫وقتنا احلاضر (‪ )Beverly Hills 90210‬من أجل حتليل متثيل النوع اإلجتماعي ومن‬ ‫أجل مناقشة قضايا امتياز الطبقات واإلقصاء على خلفية عنصرية‪ ،‬وكيفية التعامل مع‬ ‫القضايا اإلجتماعية الها ّمة للمراهقني مثل (القيادة بعد شرب اخلمر‪ ،‬املخدرات‪ ،‬اخلروج للقاء‬ ‫اجلنس اآلخر‪ ،‬الطالق‪ ،‬منع احلمل‪ ،‬ممارسة اجلنس بشكل آمن‪ ،‬الخ‪ )...‬في هذا البرنامج‪.‬‬ ‫مدى واقعية تصوير النوع اإلجتماعي؟؟ هل تهتم الفتيات الصغيرات بالشباب الذكور‬ ‫واألزياء ومواد التجميل أكثر من اهتمامهن بخيارات فرص العمل والقضايا الفكرية‪ ،‬كيف‬ ‫يتم تصوير الدراسة في املدرسة واألساتذة واملعلمني واآلباء واألمهات؟؟ ميكن ربط املعاجلة‬ ‫التجارية للقضايا اإلجتماعية في مثل هذه البرامج بشكل أكبر مع برامج أخرى مثل‬ ‫(‪ .)ABC’s Attitude‬ميكن مناقشة اإلختالفات في نوع البرامج (على شكل أفالم‬ ‫وثائقية سلوكية‪ ،‬أو على شكل مجلة أخبار) أو في كيفية مخاطبة اجلمهور أو في متثيل‬ ‫النوع اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫مثل الروايات املطبوعة تستخدم نصوص التلفزيون جميعها أساليب ملخاطبة اجلمهور‬ ‫وإستراتيجيات نيل إعجاب اجلمهور‪ .‬نحن نعلم األطفال أن يكتبوا القصص واضعني في‬ ‫ذهنهم ألي جمهور ستوجه هذه القصص‪ ،‬وإن يستخدموا إستراتيجيات في النص لرسم‬ ‫الصورة بالكلمات‪ .‬يعمل التلفاز الشيء نفسه‪ .‬ميكن أن يطلب من الطالب أن يأخذوا بعني‬ ‫االعتبار الصور اجلندرية ومخاطبة اجلمهور بإختبار إستراتيجيات نيل إعجاب اجلمهور‪.‬‬ ‫ما هي خصائص (لغة االشارة وااليحاء) (‪ )Semiotic‬التي تستخدم لتسويق املنتجات‬ ‫للفتيات‪ /‬للنساء وللفتيان‪ /‬للرجال؟؟ على سبيل املثال إعالنات مستحضر (‪)clearasil‬‬ ‫تعجب الفتيات من ناحية ثقتهن مبظهرهن ومن ناحية حاجتهن اإلجتماعية ألن يكون‬ ‫لديهن شعبية لدى الشباب الذكور‪ ،‬تظهر الفتيات في هذه اإلعالنات وبشرتهن مليئة‬ ‫باحلبوب والبثور وال يضعن مساحيق جتميل‪ ،‬ومظهرهن مزري وال يبتسمن وعادة ما يلبسن‬ ‫مناشف احلمام باللون الزهري‪ .‬إعالنات السيارات تعجب الرجال وحبهم للمغامرة وتغذي‬ ‫اخليال الذكوري لرعاة البقر( (‪ )cowboy‬مثل إعالنات سيارات (�‪Outback Paje‬‬ ‫‪ )ro‬وتعجب شعورهم باملسؤولية عن حماية األسرة وأمنها مثل اإلعالنات احلديثة للسيارات‬ ‫من نوع (‪ )Mitsubishi and Nissan Bluebird‬في هذه اإلعالنات تصور املرأة‬


‫راكبة بالسيارة إلى جانب السائق وتطرح األسئلة‪ ،‬والرجل هو الذي يقود السيارة ولديه‬ ‫املوجهة للنساء تعجب شعور املرأة باملسؤولية جتاه صحة‬ ‫جميع اإلجابات التقنية‪ .‬اإلعالنات ّ‬ ‫وتتوجه‬ ‫عائلتها والنظافة والتغذية (معظم إعالنات املنظفات املنزلية وإعالنات األغذية)‬ ‫ّ‬ ‫هذه اإلعالنات أيضاً إلى عدم إحساس املرأة بالثقة من ناحية شكل أجسامهن ورشاقتهن مثل‬ ‫(إعالنات التغذية‪ ،‬واحلمية الغذائية‪ ،‬وإعالنات مستحضرات التجميل)‪ .‬يتم بناء النصوص‬ ‫التلفزيونية وهم يضعون في ذهنهم نوعية معينة من املشاهدين ويستخدمون اإلعجاب‬ ‫النفسي في إطار من رموز لغة اإلشارات واإليحاء التي تتالعب من خالل الصور النمطية‬ ‫اجلندرية الثقافية‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫املصادر‬ ‫‪Luke, Carmen. “READING GENDER AND CULTURE IN MEDIA DISCOURSES AND‬‬ ‫‪TEXTS.” In The literacy lexicon. New York/Sydney: Prentice-Hall, 1996. (1-26).‬‬


‫العناصر السيميائية‬

‫األنثويــــة‬

‫الذكريــــة‬

‫زوايا آلة التصوير‬ ‫(الكاميرا)‬

‫لقطات مق ّربة‪ :‬مساحة‬ ‫خاصة بؤرة لينة ناعمة؛‬ ‫لقطات من أعلى إلى أسفل‪:‬‬ ‫صغيرة‬

‫لقطات طويلة واسعة‪:‬‬ ‫مساحة عامة بؤرة عادية؛‬ ‫لقطات من أسفل إلى أعلى‪:‬‬ ‫واسعة‬

‫اللون‬

‫ثانوي‪ ،‬لون فاحت ناعم‬

‫أولي أساسي‪ ،‬لون غامق‬ ‫ومعدني‬

‫السرعة‬

‫بطيئة‬

‫سريعة‬

‫اإلضاءة‬

‫ناعمة‪ ،‬منكسرة‪ ،‬حميمة‬

‫مشرقة مشعة‪ ،‬صارخة‪،‬‬ ‫عامة‬

‫الصوت‬

‫األصوات ناعمة‪ ،‬واملوسيقى‬ ‫بطيئة‬

‫األصوات قوية صاخبة‪،‬‬ ‫واملوسيقى سريعة‬

‫‪Semiotic Elements‬‬

‫عناصر السرد الروائية‬ ‫‪70‬‬

‫احلبكة‬

‫نهاية مفتوحة وحبكات‬ ‫متعددة حل املشاكل‬

‫احلبكات مغلقة وأحادية‬ ‫حل املشاكل‬

‫الشخصيات‬

‫شخصيات متعددة؛ ذات‬ ‫صلة بعضها ببعض‪،‬‬ ‫والشبكة اإلجتماعية‬

‫شخصية واحدة؛ بطل‬ ‫موجه نحو هدف‬ ‫إثارة ّ‬ ‫معني‬

‫اللغة‬

‫احلوار‪ ،‬واحملادثة‪ ،‬داعمة‬ ‫استجواب‪ ،‬صوت هادئ‬

‫املونولوج واألوامر؛ حازم‬ ‫& سلطوي صوت جهوري‬

‫إعدادات املكان‬

‫في الداخل‬

‫في اخلارج‬


‫متييز النوع اإلجتماعي و الثقافة‬ ‫في اخلطابات والنصوص في وسائل اإلعالم‬

‫‪71‬‬

‫التلفزيون في يومنا احلاضر هو املربي جلماهير حاشدة و تأثيره قوي جدا ً على احلياة‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬ونظرة الناس للعالم‪ ،‬وسلوك املستهلك وتشكيل الرأي العام‪ .‬شبكة السلع‬ ‫األساسية ونظم اإلشارات البصرية الرمزية التي نعيش في ظلها‪ ،‬تنتشر بالفعل بشكل‬ ‫كثيف للغاية إلى درجة أننا فشلنا في أن نالحظ الكثير منها‪ .‬في استراليا‪ %99 ،‬من‬ ‫مجموع األسر متتلك جهاز تلفزيون و‪ %60‬من األسر متتلك جهازين أو أكثر‪ ،‬و‪ %72‬من‬ ‫مجموع األسر متتلك أجهزة فيديو‪ .‬ومن الواضح أن كل شخص مع ّرض ملشاهدة منظور‬ ‫التلفزيون للواقع اإلجتماعي‪ .‬مشاهدة التلفزيون تستغرق من األطفال أكثر وقت من أي‬ ‫نشاط آخر باستثناء النوم‪ ،‬وأطفال املدارس ميضون في مشاهدة التلفزيون في املتوسط‬ ‫بني ‪ 30 - 18‬ساعة في األسبوع‪ .‬العديد من األطفال يشاهدون أكثر من ذلك بكثير‪،‬‬ ‫والعديد من األطفال يشاهدون أقل من ذلك بكثير‪ .‬قبل بلوغه سن ‪ 18‬عاماً‪ ،‬يكون املشاهد‬ ‫العادي قد شاهد ما يقارب ‪ 14000‬ساعة من برامج التلفزيون‪ ،‬ولكن خالل تلك الفترة‬ ‫ذاتها يكون قد أمضى فقط ‪ 12000‬ساعة في غرف الصف أمام املدرسني والنصوص (لوقا‪،‬‬ ‫‪ .)1990‬هذه األرقام ال تشمل الوقت الذي تستغرقه قراءة الكتب املصورة واملجالت‪ ،‬ولعب‬ ‫ألعاب الفيديو‪ ،‬أو اللعب بالدمى التي تعرضها وتر ّوج لها وسائل اإلعالم‪ .‬حسب تقديري‪ ،‬فإن‬ ‫النصوص الثقافية والشعبية التي يعرضها التلفزيون والتي يراها الطالب يومياً‪ ،‬هي على‬ ‫األقل‪ ،‬مصادر هامة للتعلم‪ ،‬إن لم تكن أكثر أهمية من النصوص املطبوعة التي يعتبرها‬ ‫املربون كنصوص ذات الصلة بتعلم الثقافة‪ .‬إن انتشار التلفزيون وكمية الوقت الكبيرة‬ ‫التي يقضيها األطفال أمام شاشات التلفزيون‪ ،‬تشير إلى أن التعلم من خالل وسائل اإلعالم‬ ‫لم يعد قادرا ً على أن يكون إضافة للمناهج الدراسية‪ ،‬ولكن يجب أن يعامل على أنه وسيلة‬ ‫تستحق دراسة جادة‪ :‬كنص إجتماعي‪ ،‬وكرمز ثقافي‪ ،‬وكممارسة إجتماعية‪.‬‬ ‫في أوسع معانيها‪ ،‬طريقة التعلم من خالل وسائل اإلعالم تهدف إلى جعل الطالب مشاهدين‬ ‫ناقدين وانتقائيني‪ ،‬وقادرين على التفكير الناقد بشكل حاسم على الرسائل اإلعالمية‪،‬‬ ‫واستخدام هذه املهارات التحليلية كناقدين في إنتاج املطبوعات والنصوص السمعية ‪-‬‬ ‫البصرية اخلاصة بهم‪ .‬وتهدف املهارات التحليلية إلى منع قبول الطالب للمواد التربوية‬ ‫الشعبية من خالل وسائل اإلعالم بدون تفكير‪ ،‬وإلى وضع استراتيجيات جديدة للتفكير‬ ‫في املعاني التي تعرضها وتنقلها وسائل اإلعالم‪ ،‬واملعاني التي يبنيها املشاهدين ألنفسهم‪.‬‬ ‫األسئلة التحليلية األساسية في أي برامج للدراسات تقوم فيها وسائل اإلعالم عاد ًة هي‬


‫األسئلة التالية‪ :‬كيف يتم تصوير املجتمع‪ ،‬والثقافة‪ ،‬واألشخاص؟ ما هي املواقف والقيم التي‬ ‫تعززها هذه الصور؟ ما هي امليزات واملالمح التقنية‪ ،‬والرموز واإلشارات التي يتم استخدامها‬ ‫لتوليد املعاني؟ كيف يؤثر ما نرى ونقرأ على ما لدينا من آراء عن اآلخرين‪ ،‬وعلى النظرة‬ ‫العاملية لدينا‪ ،‬وعلى عالقاتنا اإلجتماعية وسلوكياتنا؟ كيف ميكن لآلخرين‪ ،‬الذين يأتون‬ ‫من مختلف املواقف واخللفيات اإلجتماعية والثقافية‪ ،‬قراءة ورؤية نص معني وماذا ميكن‬ ‫أن يعني هذا النص بالنسبة لهم؟ تطوير طريقة فهم كيف تنتقد وحتلل موقف القراء‬ ‫املشاهدين‪ /‬ات من النصوص يجب أن تتوسع طريقة الفهم هذه دائماً ملساعدة الطالب على‬ ‫فهم السياق اإلجتماعي والثقافي لدى املشاهدين والنصوص‪ :‬وهذا يعني‪ ،‬كيف ميكن أن‬ ‫يكون رد فعل اآلخرين‪ ،‬بناء و‪ /‬أو مقاومة معاني تركيبة النصوص‪ .‬تقوم دراسات وسائل‬ ‫اإلعالم حول اللغة والتعلم بقدر ما هي حول الدراسات اإلجتماعية والثقافية (باكنغهام‪،‬‬ ‫‪.)1993‬‬

‫‪72‬‬

‫العدالة اإلجتماعية‪ ،‬التي هي أساس املناهج وطرق التدريس‪ ،‬تعترف بالفروق والتباين‬ ‫في هوية الطالب‪ ،‬ومواقع سكنهم‪ ،‬ومواقفهم مما يقرأون‪ ،‬واملوارد الثقافية التي جلبوها‬ ‫معهم‪ .‬وأسلوب الدراسات الثقافية للتعلم من خالل وسائل اإلعالم‪ ،‬الذي يرتكز على‬ ‫مبادئ العدالة اإلجتماعية‪ ،‬يدرك بأن النصوص اإلعالمية يطلع عليها الطالب من طبقات‬ ‫إجتماعية مختلفة‪ ،‬ومن نوع إجتماعي مختلف‪ ،‬وخلفيات ثقافية مختلفة‪ .‬من منطلق‬ ‫العدالة اإلجتماعية‪ ،‬ميكن أن تظهر حتليالت وسائل اإلعالم كيفية هيكلة التضمينات‬ ‫واالستثناءات في اخلطاب العام‪ :‬التهميش‪ ،‬عدم األهمية (‪ ،)trivialisation‬أو إثارة‬ ‫العاطفة واخليال (‪ )romanticisation‬عند االستراليني األصليني وغيرهم من‬ ‫األقليات الثقافية‪ ،‬واألشخاص مثلي اجلنس وقضاياهم‪ ،‬واجلماعات الريفية‪ ،‬والفتيات‬ ‫والنساء‪ ،‬واألشخاص املعوقني الخ‪ ...‬النصوص اإلعالمية التي تعرضها وسائل اإلعالم على‬ ‫الطالب يومياً‪ ،‬سنة بعد سنة‪ ،‬هي النصوص ذاتها التي تساعد على حتديد شكل فهمهم‬ ‫في املساواة اإلجتماعية أو‪ /‬التمييز اإلجتماعي‪ ،‬وهي بالتالي نصوص مناسبة بشكل بارز‬ ‫للتعليم من أجل قضايا العدالة اإلجتماعية وحول قضايا العدالة اإلجتماعية في السياقات‬ ‫الثقافية املعاصرة‪.‬‬ ‫التلفزيون‪ ،‬والطفولة وثقافة الشباب‪:‬‬ ‫قبل وقت طويل من دخول األطفال املدارس‪ ،‬يكون قد مت بالفعل تشكيل معظمهم إجتماعياً‬ ‫من خالل اللعب‪ ،‬والقيم اإلجتماعية والسلوكيات واملواقف‪ ،‬ويكون قد أصبح لديهم ذخيرة‬ ‫لغوية تشكلت من ألعاب الفيديو‪ ،‬والبرامج التلفزيونية واأللعاب التي تروج لها وسائل اإلعالم‬ ‫والتي تشكل بالنسبة لهم خبرة الطفولة‪ .‬ثقافة الطفولة هي عبارة عن عالم من النسيج‬


‫‪73‬‬

‫املتداخل الذي يربط البرامج التلفزيونية باألفالم‪ ،‬وألعاب الفيديو‪ ،‬واأللعاب‪ ،‬والقمصان‪،‬‬ ‫واألحذية‪ ،‬واأللعاب‪ ،‬والطباشير امللونة‪ ،‬وكتب التلوين‪ ،‬وأغطية األس ّرة‪ ،‬واملناشف‪ ،‬وعلب‬ ‫أقالم الرصاص اخلشبية‪ ،‬واحلقائب التي يضعوا فيها طعام الغداء‪ ،‬وحتى ورق اجلدران‬ ‫(اجنلهارد‪1986 ،‬؛ ‪ .)Seiter، 1991‬وإلى جانب حتوالت البضائع إلى شخصيات في فيلم‬ ‫أو برنامج تلفزيوني‪ ،‬متتد رموز وسائل اإلعالم لتصل إلى سلسلة مطاعم الوجبات السريعة أو‬ ‫إلى املسابقات املوجودة على غالف علب احلبوب وصفقات التصفية اخلاصة‪ ،‬والتسوق للمواد‬ ‫الترفيهية في مركز جتاري كبير يضم لعبة متثل (‪ ،)Batmobile‬أو دينو اجلوراسي‬ ‫من منتزه الديناصورات‪ ،‬أو هومر سيمبسون‪ ،‬واملسابقات (على سبيل املثال‪ ،‬اجلائزة رحلة‬ ‫ملركز الدراسات العاملية ملقابلة الشخصية)‪ .‬في هذه الشبكة من النسيج املتداخل بني وسائل‬ ‫اإلعالم والسلع التي تتالعب بالطفولة والطفل‪ ،‬والتي في الواقع تبني مرحلة الطفولة‬ ‫والشباب بشكل عام‪ .‬وهذا العالم من النسيج املتداخل بني اخلطابات الثقافية والسلع الذي‬ ‫يشارك فيه على حد سواء األطفال واآلباء بنشاط‪ .‬يشكل التلفزيون الطفل في وقت مبكر‬ ‫من الطفولة في عالم من القصص واخليال وعالم املواد اإلستهالكية‪ ،‬نسبة إلى كون‬ ‫التلفزيون يقع في وسط احلياة العائلية (غير أن األسر قد يتم تشكيلها)‪ ،‬وعبر الرجوع‬ ‫إلى أشكال السرد الروائية األخرى مثل األفالم والقصص والكتب املصورة‪ ،‬وألعاب الفيديو‪،‬‬ ‫وأشرطة الفيديو واملوسيقى (غالباً املوسيقى التصويرية للفيلم)‪ ،‬والتي تشكل ألعاب األطفال‬ ‫واملراهقني‪ ،‬والتي هي امتداد ال يتجزأ للثقافة الشعبية‪ .‬وفي هذا الصدد يعتبر التلفزيون‬ ‫مبثابة نوع من تبادل املعلومات عن النصوص وعن املصنوعات اليدوية االستهالكية على‬ ‫حد سواء‪ .‬وبالنسبة لألطفال‪ ،‬اإلنتقال من السرد الروائي إلى السلع اإلستهالكية ‪ -‬على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬من محول الرسوم املتحركة إلى محول األلعاب؛ من رسوم الدمى املتحركة إلى‬ ‫توزيع ماكدونالدز دمى صغيرة لألطفال‪ ،‬أو التحول من أفالم سبيلبرغ إلى عرض الرسوم‬ ‫املتحركة‪ ،‬أو مسابقات سلسلة مطاعم الوجبات الغذائية السريعة – هو شيء طبيعي‬ ‫ويصبح اعتيادي ألنه نسيج اخللفية الثقافية الذي من خالله تأتي خبرة مرحلة الطفولة‪.‬‬ ‫الشراء من خالل النظام ‪ ،‬سواء كان ألعاب «نينتندو»‪ ،‬أو «سيجا»‪ ،‬أو «سالحف النينجا»‪،‬‬ ‫أو «كعكة الفراولة احللوة»‪ ،‬أو «ملصقات امللفوف»‪ ،‬أو دمية «باربي»‪ ،‬أو نظام «جوراسيك‬ ‫بارك»‪ ،‬وهذا يعني على حد سواء الشراء من خالل الروايات األيديولوجية اخلاصة (من بنية‬ ‫األسرة‪ ،‬واألدوار بني اجلنسني‪ ،‬وعالقات القوة)‪ ،‬أو من خالل البناء اإلجتماعي للواقع الذي‬ ‫هو حقيقي‪ ،‬ومادي‪ ،‬ويشكل اخلبرات املعيشية ملرحلة الطفولة ومرحلة النضوج (‪Kinder،‬‬ ‫‪ .)1991‬اآلباء تأخذ أطفالها إلى «ماكدونالدز» وتشتري لهم أحدث األلعاب على شكل‬ ‫متاثيل‪ .‬اآلباء يحتفظون بإيصاالت السوبر ماركت‪ ،‬بحيث يقدمونها إلى مدرسة أطفالهم‬ ‫لكي تتمكن املدرسة من شراء أجهزة الكمبيوتر ماك(‪ .)mac‬الفتيات الصغيرات تستجيب‬ ‫لهذه الصور الثقافية لألنوثة‪ ،‬وتقوم بتجويع نفسها للحصول على «املظهر» أو لبناء أنفسهن‬


‫على داللة صورة مادونا (‪ .)Schwichtenberg، 1993‬اآلباء يشترون لألطفال السلع‬ ‫املعلن عنها في التلفزيون من احلبوب (‪ )cereal‬أو زبده الفول السوداني (‪peanut‬‬ ‫‪ )butter‬التي يصر على شرائها األطفال وذلك لتجنب الصراعات املربكة واحملرجة في‬ ‫السوبر ماركت‪.‬‬ ‫هذه املمارسات اإلستهالكية واإلجتماعية اليومية تشكل العالقات اإلجتماعية واملادية بني‬ ‫اآلباء واألبناء‪ .‬وبشكل أوضح‪ ،‬فإن انغماس األطفال في النصوص اإللكترونية لوسائل اإلعالم‬ ‫والسلع من الثقافة الشعبية‪ ،‬يشكل جزءا ً هاماً من جتاربهم اليومية‪ .‬عدم املشاهدة لهذه‬ ‫األشكال الثقافية والنصوص‪ ،‬وعدم تعليم األطفال كيفية بناء وسائل إعالمنا والتفاهمات‬ ‫اإلعالمية وكيف أن هذه التجربة في بنية النصوص واملعرفة والعالقات اإلجتماعية‪،‬‬ ‫تعتبر تربوياً وسياسياً شيئاً يدل على عدم مسؤولية‪ .‬هي شيء يدل على عدم املسؤولية‬ ‫في عصر ترث فيه األجيال احلالية عاملاً تسوده تكنولوجيا ورمزية وسائل اإلعالم سواء‬ ‫في العمل أوفي أوقات الفراغ‪ ،‬والتي تختلف إختالفا كبيرا ً عن الطريقة التي نشأ عليها‬ ‫معظمنا‪.‬‬

‫تسويق النوع اإلجتماعي‪:‬‬

‫‪74‬‬

‫وعلى الرغم من بعض التغييرات خالل العقد األخير من الزمن في تصوير النساء والرجال‬ ‫في وسائل اإلعالم‪ ،‬إال أن متثيل النوع اإلجتماعي ال يزال محدودا ً بالصور النمطية‪ .‬ال يزال‬ ‫عدد الرجال يفوق عدد النساء في جميع أنواع البرنامج بنسبة ‪.)Luke، 1990( 1:3‬‬ ‫يهيمن الرجال على «األصوات املبالغ فيها» بغض النظر عن املادة اإلعالمية املنتجة‪ .‬يكبر‬ ‫سن الرجال وهم مستمرون في الظهور على الشاشة في حني أن النساء تختفي تقريباً‬ ‫في حوالي سن ‪ 30‬لتظهر بعد ذلك فقط في أدوار اجلدة‪ .‬تعتبر خطوط الوجه واللياقة‬ ‫البدنية في قامة اجلسم والشعر الذي ميلؤه الشيب في الرجال الذكور عالمات مميزة‬ ‫تدل على الوقار والنضج‪ ،‬في حني أن نفس هذه السمات في النساء تعتبر غير الئقة‬ ‫وتدل على كبر السن‪ ،‬وال تصلح لالستهالك العام ولعرضها على شاشات التلفزيون‪ .‬يحل‬ ‫الرجال معظم املشاكل السياسية واإلجتماعية في حني أن النساء عموماً ينتظرن أن يأتي‬ ‫أحد إلنقاذهن‪ ،‬وأن يقال لهن كيف يعملن الشيء الصحيح‪ ،‬أو أن يتم مغازلتها ومالحقتها‬ ‫عاطفياً‪ .‬في نصوص اإلعالنات‪ ،‬ال تزال املرأة تظهر وهي تضع رأسها في األفران‪ ،‬وفي‬ ‫مالبس الغسيل القذرة‪ ،‬وفي املراحيض أو في أحواض االستحمام وهي تبحث عن القاذورات‬ ‫واجلراثيم اخلفية‪ ،‬وتبذل اجلهد املضني الختيار املنتج األفضل‪ .‬حتصل املرأة على هويتها‬ ‫وتكسب إعجاب ومحبة أفراد األسرة من خالل اإلجنازات املنزلية التي تنجزها وذلك يتوقف‬ ‫دائماً على جتسيدها في اختيار املنتج الصحيح‪ .‬الدروس التي تعطى بالنسبة للفتيات هي‬


‫أن النساء هن عموماً طائشات وناقصات عقل وضعيفات ال حول لهن وال قوة‪ ،‬سواء النساء‬ ‫الكادحات في املنزل‪ ،‬أو األمهات اخلارقات (‪ )supermums‬القديسات‪ ،‬أو صفارات اإلنذار‬ ‫من النواحي اجلنسية‪ ،‬أو النساء الغبيات اللواتي اصاب دماغهن الشلل‪ .‬الدروس التي تعطى‬ ‫بالنسبة لألوالد هي أن الرجال من املفترض أن يكونوا قادرين على املنافسة في العمل وفي‬ ‫اللعب‪ ،‬وأن يكونوا رياضيني متحمسني ونشيطني وصناع القرار‪ ،‬وأن تكون لديهم معرفة في‬ ‫كل شيء تقريباً‪ ،‬وأن يكونوا قادرين على حل جميع املشاكل الصغيرة والكبيرة‪ .‬وبينما‬ ‫في الواقع يوجد هنالك استثناءات ملحوظة في تصوير الصور النمطية للجنسني من ناحية‬ ‫النوع اإلجتماعي‪ ،‬ولكن تلك االستثناءات ليست هي القاعدة‪.‬‬

‫تسويق العرق والثقافة‬

‫‪75‬‬

‫ميكن وصف متثيل وسائل اإلعالم 'العرق' والثقافة‪ ،‬في أحسن األحوال‪ ،‬بأنه التهميش‬ ‫والرومانسية‪ ،‬وفي أسوأ األحوال‪ ،‬من خالل إغفال صارخ‪ .‬تصوير األشخاص امللونني على‬ ‫شاشة التلفزيون األسترالية هم في الغالبية من األميركيني من أصل أفريقي‪ :‬من البرامج‬ ‫الكوميدية املستوردة‪ ،‬والبرامج احلوارية النهارية‪ ،‬ومن أشرطة الفيديو املوسيقية وحتى‬ ‫ملجموعة من البرامج اإلذاعية الرياضية األميركية‪ .‬في املقابل‪ ،‬الثقافات االسترالية‪ ،‬للسكان‬ ‫األصليني‪ ،‬وللمهاجرين ليست جزءا ً من املشهد اليومي في التلفزيون املرئي (‪)televisual‬‬ ‫بأي شكل‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬تظهر هذه الثقافات رومانسية ومهمشة كقصص 'ذات أهمية‬ ‫خاصة' تعرض في نهاية نشرة األخبار التلفزيونية أو ميكن في اجلزء اخللفي إلحدى‬ ‫الصحف‪ .‬وإذا استحقت عنواناً رئيسياً في الصفحة األولى أو املكان األول في نشرة األخبار‪،‬‬ ‫يكون ذلك دائماً تقريباً في سياقات سلبية‪ .‬وخاصة في الصحف‪' ،‬األسود' عادة ما يرتبط‬ ‫بدالالت سلبية‪« :‬العنف األسود»‪« ،‬واإلستيالء على األرض أسود»‪« ،‬والناشطني السود»‪،‬‬ ‫«والشجارات السوداء»‪« ،‬والسكر األسود»‪ .‬ومثل هذا التمثيل االستطرادي مدمر في النهاية‬ ‫على حد سواء لثقافات السكان األصليني واملجتمعات احمللية‪ ،‬وإلى القراء واملشاهدين من أصل‬ ‫أجنلو ‪ -‬أسترالي الذين أصبحوا في وضع قراءة ومشاهدة اإلختالف الثقافي مع اإلحساس‬ ‫باخلوف والقلق على أساس معلومات خاطئة‪.‬‬ ‫الطبيعة أحادية الصبغة للتلفزيون األسترالي لم تفعل سوى القليل لتقدمي مناذج قدوة‬ ‫إيجابية ألطفال السكان األصليني واملهاجرين‪ ،‬أو لتقدمي صورة متوازنة لثقافات السكان‬ ‫األصليني واملهاجرين إلى جميع االستراليني‪ .‬لذلك يجب على أي منهج تعليمي مركزي في‬ ‫مادة اإلعالم‪ ،‬أن يحتوي على أسلوب تربية مناهضة للعنصرية والتي تعطي الطالب املهارات‬ ‫التحليلية‪ ،‬واملفردات السياسية التي يستطيعوا بواسطتها حتدي العنصرية على مستويني‪:‬‬ ‫‪ )1‬حتليل كيف ميكن لألشكال الروائية واأليديولوجيات في وسائل اإلعالم أن تساهم في‬ ‫تهميش وتنميط جماعات السكان األصليني واملهاجرين‪.‬‬


‫‪ )2‬حتليل كيف ميكن للرسائل اإلعالمية املساعدة في تشكيل مشاعر اجلمهور ومفاهيم‬ ‫الطالب أنفسهم ومواقفهم جتاه االختالفات العرقية واإلثنية والثقافية‪.‬‬ ‫في والية كوينزالند الشمالية‪ ،‬تعتبر السياحة الثقافية هي الدوار املتصاعد للمال؛ لذلك‬ ‫فإن السكان األصليني وثقافة السكان األصليني كثيرا ما تظهر في وسائل اإلعالم احمللية‬ ‫واإلعالنات املطبوعة للترويج ملختلف أشكال السياحة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن غالبية هذا الصور‪،‬‬ ‫متيل إلى إظهار السكان األصليني املتميزين في األداء واألعمال الفنية الثقافية ‪ -‬وعادة ما‬ ‫يرتدون زياً تقليدياً ويؤدون الرقصات القبلية للسياح املفتونني (ومعظمهم من البيض)‪.‬‬ ‫يرتبط متثيل نسل سكان البلد األصليني وأيضاً الفضول األنثروبولوجي وارتباطات 'القبلية'‬ ‫و'البلدي األصلي' والتي بدورها تعارض املفهوم لكل ما هو تقدمي‪ ،‬وغربي‪ ،‬ومتحضر‪ ،‬وشامل‪.‬‬ ‫السلبي‪ ،‬والتقليدي‪ ،‬واملُعارض من الدالالت الكثيرة التي تبرز في عناوين الصحف الوطنية‬ ‫واحمللية مثل‪« :‬تراث السكان األصليني يسرق األضواء»‪« ،‬والصخرة من العصور املاضية» في‬ ‫إشارة إلى يوتهو يندي (‪ ،)Yindi Yothu‬و«قضية سوداء‪ ،‬زبد أبيض»‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫في كثير من األحيان‪ ،‬متثيل وسائل اإلعالم للشعوب األصلية تظهرهم كأنهم غير‬ ‫متحضرين‪ ،‬وعلى الفطرة‪ ،‬وقبليني‪ ،‬وغير مثقفني‪ ،‬وجامحني ومتوحشني‪ .‬وعالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن اجلهود املبذولة من قبل السكان األصليني السترداد ثقافتهم البائدة من املستعمر‪،‬‬ ‫وللتأكيد على حرية تقرير املصير‪ ،‬أو فقط لكتابة قواعد اللعبة ألنفسهم ‪ -‬سواء من خالل‬ ‫السياحة الثقافية أو من خالل 'بيع' األعمال الفنية الثقافية – تعيدهم بقوة إلى موضعهم‬ ‫أو 'إعادة القبلية' لهم في نقاشاتهم حول الهوية الثقافية التي تقرأ من قبل الثقافة السائدة‬ ‫ك 'بدائية' أو 'قبلية‪.‬‬ ‫وبالتأكيد‪ ،‬فإن وسائل اإلعالم املطبوعة واإللكترونية تعزز وتقوي هذا اجلانب من أصالة‬ ‫سكان البلد األصليني مع أن التصوير اآلخر األكثر شيوعاً هو‪ :‬أصالة سكان البلد األصليني‬ ‫هي مشكلة إجتماعية‪.‬‬ ‫التغطية اإلعالمية لقضايا السكان األصليني‪ ،‬بأن جماعات أو أشخاص مييلون إلى تصويرهم‬ ‫على أنهم محرضني‪ ،‬ومتأثرين بالسياسة‪ ،‬وسكارى ممولني من قبل الرعاية اإلجتماعية‪،‬‬ ‫أو هم السبب في كثرة االضطرابات اإلجتماعية في املجتمعات البيضاء احمللية 'املستقرة'‪.‬‬ ‫في اخلطاب اإلعالمي‪ ،‬يصور الشخص املتعلم املتكلم من السكان األصليني‪ ،‬ويلقب بسرعة‬ ‫باحملرض السياسي‪ ،‬وبالناشط املتطرف‪ ،‬أو باملتعاطف مع السود‪ .‬إن طاقم األخبار سريعاً ما‬ ‫يقوم بتغطية شجارات املجتمع احمللي‪ ،‬أو املشاجرات في مسيرات أو جتمعات السكان األصليني‬ ‫لالحتجاج واملطالبة بحقوقهم في األرض (‪ )landright‬خارج قاعات احملاكم‪ .‬وكلما‬


‫يكون من املمكن القبض على السكان األصليني (أو جماعات عرقية أخرى) وحيثما يكون‬ ‫من املمكن القبض عليهم في الفيلم كمثيري الشغب‪ ،‬ومثيري االضطرابات‪ ،‬و (بشكل‬ ‫أفضل) العنف‪ ،‬تكون وسائل اإلعالم موجودة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عدة آالف من األشخاص من السكان‬ ‫األصليني في وظائف عادية‪ ،‬ويقومون بتربية األطفال العاديني في املنازل العادية وفي‬ ‫الضواحي‪ ،‬يتم التغاضي متاماً عنهم من قبل وسائل اإلعالم‪ :‬فهم ال يظهرون في برامج‬ ‫الترفيه‪ ،‬أو برامج األخبار‪ ،‬أو برامج الشؤون اجلارية في أوقات الذروة للمشاهدة‪ .‬مت جتاهل‬ ‫مبادرات السكان األصليني على سبيل املثال في مجال الفنون‪ ،‬أو األعمال التجارية‪ ،‬أو الرعاية‬ ‫املجتمعية‪ ،‬أو الصحة أو التعليم‪ .‬في جميع أنحاء البالد‪ ،‬مت إنشاء العيادات الصحية واملدارس‬ ‫البديلة للسكان األصليني ولسكان جزر املضيق‪ ،‬ومت إنشاء املبادرات التجارية واإلعالمية‪.‬‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬تخرج بأعداد قياسية الطالب من السكان األصليني ومن سكان‬ ‫مؤسسات التعليم العالي‪ .‬ولكن تغطية وسائل اإلعالم ملجتمعات السكان‬ ‫جزر املضيق من ّ‬ ‫األصليني 'العادية' في املدن والضواحي وإجنازاتهم تكون مستبعدة بشكل منهجي من‬ ‫اخلطاب اجلماهيري العام‪ .‬يوجد هنالك منهاج الدراسات اإلعالمية الهامة ملعاجلة القضايا‬ ‫مثل السياسة الثقافية وسياسة سوء التمثيل والتحيز واالستبعاد‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫كما هو احلال في حتليل النوع اإلجتماعي‪ ،‬يتم إتباع نهج الدراسات الثقافية لتفكيك‬ ‫التمثيل الثقافي باستخدام التحليل السيميائي (‪ ،)Semiotic‬في الوقت املناسب وأيضاً‬ ‫حسب األهمية السياسية‪ .‬بالرغم من أن احلضارة األحادية هي بقايا متحجرة من املاضي‪،‬‬ ‫ولكن حتى اآلن ال تزال العنصرية تنتشر وتبرز في الشوارع‪ ،‬وفي املدرسة‪ ،‬وفي وسائل‬ ‫اإلعالم‪ .‬إن ما يعنيه أن يكون اإلنسان مواطناً في األلفية اجلديدة‪ ،‬ال ميكن أن يكون مبني‬ ‫على أساس اإلثنية األبوية‪ ،‬أو على االستبعاد العنصري املنهجي‪ ،‬أو على النخبة الثقافية‪.‬‬ ‫ميكن البدء مبنهج تربوي معاكس من أجل مناهضة العنصرية‪ ،‬وذلك بتفكيك (فهم)‬ ‫نظم التمثيل مثل متثيل القمع‪ ،‬وإعادة بناء (تكوين) الصور والنصوص اإليجابية والبناءة‪.‬‬ ‫وفيما يلي بعض اخلطوط العريضة لدرس بصيغ موجزة وذلك لدراسة العرق‪ ،‬والثقافة في‬ ‫الصور التي تعرضها وسائل اإلعالم‪.‬‬


‫علم السيميائية (‪ :)Semiotics‬قراءة العرق والثقافة‬ ‫الوحدة التالية التي أعدها معلم اللغة اإلجنليزية للكبار لطالب وطالبات الصف ‪ ،11‬كانت‬ ‫تعتمد بشكل بسيط على السنة العاملية للسكان األصليني في العالم (لوقا وبيشوب )‪Luke‬‬ ‫‪ ،& (Bishop‬حتت الطبع)‪ .‬وكانت مهمة الطالب تتمثل بتجميع سجل اآلراء استنادا ً‬ ‫على مجموعة متنوعة من املدخالت‪ .‬في مرحلة التوجيه‪ ،‬نظمت جلسة عصف ذهني تقوم‬ ‫على استخدام إستراتيجية 'البطاطا الساخنة' لتنشيط الوعي املعرفي املوجود لدى الطالب‪.‬‬ ‫وشملت األسئلة‪ :‬ما معنى السكان األصليني؟ هل تعرف أحد من السكان األصليني املشهورين؟‬ ‫ما هي خبرتك الدراسية مع السكان األصليني؟ ما هي جوانب التي تعرفها من ثقافة السكان‬ ‫األصليني؟ كيف يصور السكان األصليني وثقافاتهم في وسائل اإلعالم؟ مت وضع ردود‬ ‫الطلبة على اجلدران ومتت مناقشتها‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫في اخلطوة التالية‪ ،‬مت تقدمي ملخص ألنشطة القراءات واملشاهدة املقررة‪ .‬وجاءت نسبة‬ ‫كبيرة من الطالب في هذه املدرسة من جزر مضيق توريس (‪ ،)Torres‬ولذلك‪ ،‬فقد‬ ‫أمضوا اجللسة التالية في قراءة مقتطفات من «‪ ،»Thathilgaw Emerit Lu‬وهو‬ ‫تاريخ مختصر للثقافة ولألعمال الفنية في مضيق توريس‪ .‬وقد أظهر الطالب معارضة ال‬ ‫تذكر لهذا الدرس‪ ،‬ويرجع ذلك جزئيا إلى مالئمة املواد ملفاهيمهم املسبقة حول كيف‬ ‫كان يبدو سكان اجلزر 'حقاً'‪ .‬وشاهد الصف بعد ذلك شريط الفيديو «‪،»Barbikuera‬‬ ‫وهو عبارة عن تفسير السكان األصليني الساخر للقوالب النمطية للسكان البيض في‬ ‫األساطير األسترالية‪ .‬بل هو نوعا ما من انعكاس األدوار‪ :‬نظرة على ‪Australiana‬‬ ‫أبيض‪ ،‬وعلى العالقات بني السود‪ /‬والبيض‪ ،‬من وجهة نظر السكان األصليني‪ .‬ويبدأ الفيلم‬ ‫مع مجموعة من السكان األصليني يهبطون في منطقة خليج سيدني‪ ،‬ويقاطعون عائلة‬ ‫استعمارية بيضاء تقوم بالشواء‪ ،‬وبعد االستفسار عن اسم املكان‪ ،‬نقوم مجموعة السكان‬ ‫األصليني بأخذ حيازة األرض‪ ،‬ويعلنون أن اسمها «‪( »Barbikuera‬أي‪ ،‬املنطقة املخصصة‬ ‫للشواء)‪ .‬وأصبح الطالب غير مستريحني متاماً عندما كشف الفيلم‪ ،‬رفضهم قبول العديد‬ ‫من النقاط التي أثيرت‪ .‬وفي سياق آخر‪ ،‬كذلك طالب السنة اجلامعية األولى من السكان‬ ‫األصليني الذين شاهدوا هذا الفيلم مع الطالب البيض رفضوا هذا الفيلم‪ .‬وزعموا أن الفيلم‬ ‫حاول تبسيط القضايا التاريخية املعقدة من خالل الفكاهة‪ ،‬ورفضوا أيضاً انعكاس األدوار‬ ‫على أساس أنه يضع متاثل بني اإلختالفات الثقافية والتاريخية العميقة (أي‪ ،‬لم يكن السكان‬ ‫األصليني مستعمرين ولن يحملوا اخلصائص اإلجتماعية للسكان البيض)‪ .‬كانت هذه‬ ‫الردود مؤشر على مدى التنوع في املواقف عند قراءة ثقافة معينة ملجموعة ميكن أن توجد‬ ‫في أي فصل من الفصول الدراسية‪.‬‬


‫أصبحت مشاعر عدم الراحة عند الطالب والطالبات أكثر وضوحا عند مشاهدتهم عرض‬ ‫فيلم «املنفى واململكة» (‪ ،)Exile and the Kingdom‬وهو فيلم وثائقي تاريخي‪،‬‬ ‫انتاج «اي بي سي» (‪ ،)ABC‬عن مجموعة من السكان األصليني في أستراليا الغربية في‬ ‫منطقة (‪ .)Kimberleys‬ورفض العديد من الطالب أن يصدقوا املعاملة القاسية والغير‬ ‫إنسانية التي ُيعامل فيها السكان احملليني من قبل األوروبيني‪ .‬باملناسبة‪ ،‬في الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وجدت دراسة حديثة أن معظم املراهقني يرفضون القبول بأن محرقة احلرب العاملية الثانية‬ ‫قد حدثت في أي وقت مضى‪ .‬هذا احملو للذاكرة التاريخية هو جزء مما يحاول علم التربية‬ ‫ملناهضة للعنصرية التصدي له‪ .‬وقدمت بعد ذلك مجموعة متنوعة من القراءات إلى طالب‬ ‫الصف (على سبيل املثال‪ ،‬شعر ‪Yindi Yothu‬؛ مقتطفات من كتاب ديفيد سوزوكي‬ ‫«حكمة كبار السن»)‪ ،‬التي تزود الطالب باملفردات املناسبة لتمكينهم من التحدث والكتابة‬ ‫على نحو فعال في أي نوع من املواضيع من اختيارهم‪ .‬باإلضافة إلى سجل اآلراء‪ ،‬بلغت‬ ‫الوحدة ذروتها في عمل خطاب عام جماهيري حول موضوع «املصاحلة سوف تكون جيدة‬ ‫جلميع االستراليني»‪ .‬وأظهر الفريق الفائز إستيعاب للمفاهيم تثير اإلعجاب‪ ،‬وقدرة على‬ ‫نسج مفردات السكان األصليني واملجاز في الورقة التي قدموها في الصف‪ .‬مكنت هذه‬ ‫الوحدة الطالب من تفكيك النص الثقافي واالفتراضات اخلاصة فيهم‪ ،‬ومكنتهم من إعادة‬ ‫بناء مجموعة من املعاني تدل على معرفة نقدية أكبر‪ ،‬وعادلة اجتماعياً‪ ،‬حول تصنيفات‬ ‫العرق والثقافة‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫إستراتيجية أخرى لتحليل بناء العرق والثقافة‪ ،‬هي دراسة الصور املعروضة عن ما يسمى‬ ‫الدول النامية‪ ،‬والتي صيغت في املقام األول في خطاباتهم عن الفقر‪ ،‬واملجاعة‪ ،‬واإلنحطاط‬ ‫اإلجتماعي (‪ Jackson‬جاكسون‪ .)1992 ،‬إعالنات وكالة الغوث‪ ،‬التي توجد في‬ ‫معظم املجالت‪ ،‬هي نصوص مفيدة لكي نبدأ فيها التحليل السيميائي (‪Semiotic‬‬ ‫‪ .)analysis‬في اجلهود املبذولة جلمع األموال‪ ،‬وكاالت الغوث ووكاالت اإلعالنان‬ ‫تتواطأ لبناء صور من البؤس الوطني والفردي وصور املجاعة‪ .‬مالمح النصوص املكتوبة‬ ‫تتضمن استخدام اللقطات 'من أعلى إلى أسفل' التي تظهر موقف الشخص (األشخاص) الذي‬ ‫في حاجة إلى املعونة (عادة األم أو الطفل) ينظر إلى القارئ من أسفل إلى أعلى بعيون‬ ‫تتوسل‪ .‬اللقطات من أعلى إلى أسفل جتعل األشياء (األشخاص) تبدو صغيرة‪ ،‬وال حيلة لها‪،‬‬ ‫وسلبية‪ ،‬غير مهمة إلى جانب (أو بعكس) األشياء (األشخاص) الكبيرة والغربية ‪' ،‬املنقذة‬ ‫البيضاء' ‪ -‬املتحدث املشهور باسم وكالة الغوث ‪ -‬الذي هو تشمله عادة مثل هذه اإلعالنات‪.‬‬ ‫استخدام الضمائر («تستطيع أنت أن تساعد»‪« ،‬أموالك أنت ميكن أن تنقذ»‪« ،‬األمر متروك‬ ‫لكم»‪ ،‬وغيرها)‪ ،‬واملزاج املرئي وعالقته باملوضوع (‪( )thematisation‬الصور باألسود‬ ‫واألبيض)‪ ،‬تبني رؤية سلبية 'للعالم الثالث' التي هي دائماً تقريبا بحسب النوع اإلجتماعي‪:‬‬ ‫نحن نرى األوالد واألمهات واألطفال الرضع – وال نرى الرجال ‪ -‬بأيد ممدودة واجلوع‬


‫ظاهر في عيونهم‪ .‬عالقة املوضوع بالعلم السيميائي (‪)Semiotic thematisation‬‬ ‫تتضمن ما يلي‪ :‬التوسالت هي شخصيات‪ ،‬وتركز عليك «أنت»؛ التصوير باألسود واألبيض‬ ‫يستخدم عادة لتسليط الضوء على اخلطاب 'أسود‪ /‬أبيض' والتعارض الصارخ بني (الغرب)‬ ‫األموال والثراء (والعالم الثالث) الفقر؛ التأييد والرعاية عادة ما تظهر إناث بيض من الشهيرات‬ ‫في وسائل اإلعالم اللواتي يرتدين في كثير من األحيان اللباس التقليدي 'العرقي' (اخلرز‪،‬‬ ‫واألقراط‪ ،‬واألقمشة املنسوجة‪ ،‬الخ‪ .)...‬إن استخدام الشخصيات املعروفة في وسائل اإلعالم‬ ‫يضفي املصداقية على برامج املعونة‪ ،‬واستخدام النساء يناسب املعادلة األيديولوجية للمرأة‬ ‫وهي أنها من مقدمات الرعاية‪ .‬هذه النصوص تضع القارئ (الشخص الغربي األبيض) في‬ ‫موقف املستعمر املذنب‪ ،‬الذي مثله مثل األنثى املشهورة البيضاء و‪ /‬أو األم التي تتبنى الولد‬ ‫في الصورة‪ ،‬والتي لديها ديون تاريخية أخالقية يجب عليها أن تدفعها‪ .‬حملة إعالنات‬ ‫املساعدات للعام الثالث‪ ،‬فض ًال عن اإلعالنات التلفزيونية التي تستخدم شعوب ومناطق العالم‬ ‫الثالث وتثير العاطفة جتاههم (‪( )romanticize‬على سبيل املثال‪ ،‬إعالن نسكافيه جولد‬ ‫«دراما وثائقية»‪ ،‬من جامعي النب البرازيلي أو الكيني؛ إعالن الروم البكاردي «‪Baccardi‬‬ ‫‪ »Rum‬الكاريبي؛ أو اجلينز ليفي في مواقع جنوب الواليات املتحدة)‪ ،‬ميكن فيها استخدام‬ ‫الطرق في التحليالت والدراسات اإلجتماعية للواقع اإلقتصادي للبلدان النامية‪ ،‬وسياسات‬ ‫اإلستعمار‪ ،‬واإلعتماد على املعونة في العالم الثالث‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫كما لوحظ في وقت سابق‪ ،‬إن التحليل الكمي ميكن أن يشمل الدراسات اإلستقصائية‬ ‫واإلستطالعات من املجالت أو من التسجيالت حتت الهواء ألي برنامج تسلية أو أخبار أو‬ ‫برامج الشؤون احلالية أو من اإلعالنات‪ .‬وهناك عدد من الصور التي متثل السكان األصليني‪،‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬تكشف عن عدم وجودهم تقريباً في جميع أنواع وأشكال وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫وتكشف عن االستخدام املتكرر للمعارضة اللغوية والبصرية خلطاب البيض والقيم اخلاصة‬ ‫فيهم‪ .‬إن إعالنات السياحة في التلفزيون أو في امللصقات (البوسترات)‪ ،‬هي أيضاً نصوص‬ ‫مفيدة إلظهار إثارة العواطف (‪ )romanticisation‬و القبلية (‪ )tribalisation‬في‬ ‫ثقافات السكان األصليني وسكان جزر‪ .‬نص مفيد بشكل خاص كمادة ترويجية للسياحية‬ ‫في والية كوينزالند هو الفيديو الذي سجلته وكاالت السياحة والسفر بعنوان ال تنسى‬ ‫(‪ ،)Unforgettable‬وحول هذا الفيديو مت بناء وحدة لتحليل وسائل اإلعالم‪ ،‬مكونة‬ ‫من مدرسي اللغة اإلجنليزية للصفوف الثانوية‪ ،‬مبا في ذلك توزيع أوراق عمل على الطالب‬ ‫حول التحليل السيميائي ٍ(‪ .)Semiotic Analysis‬الفيديو يتكون من ثالثة إعالنات‬ ‫عن السياحة في كوينزالند‪ ،‬كل إعالن يستهدف جمهورا ً مختلفاً‪ .‬دراسة الكيفية التي‬ ‫بنيت فيها أصالة السكان األصليني بشكل مختلف لقراءات مختلفة‪ /‬ومشاهدات مختلفة‬ ‫للجماهير املختلفة – لسياح جنوب شرق آسيا‪ ،‬وأميركا‪ ،‬والسياح االستراليني ‪ -‬تبني كيف‬ ‫ميكن أن تكون الثقافة كسلعة‪ ،‬وتصورها لتناسب األذواق املختلفة للمشاهدين‪ ،‬واألسواق‬


‫االستهالكية املختلفة‪ .‬وتظهر أمثلة من أوراق العمل التي عملها الطالب والتي ميكن أن‬ ‫نبدأ فيها التحليل السيميائي (‪( )Semiotic Analysis‬ويفضل أن تكون مكونة من‬ ‫مجموعات صغيرة) لثالثة نصوص مختلفة في اجلدول ‪.2‬‬ ‫إن دراسة التلفزيون ووسائل اإلعالم األخرى هو شيء مهم ليس فقط بسبب تأثيرها العميق‬ ‫وإنتشارها‪ ،‬ولكن بسبب الطبيعية 'اخلاصة فيها'‪ :‬في الطرق التي تدخل فيها كجزء من‬ ‫حياتنا اليومية‪ ،‬وطريقة التصوير واملعلومات بشكل انتقائي فيها‪ ،‬متثل بشكل خاطئ العالم‬ ‫من حولنا‪ .‬في رأيي‪ ،‬إن كيفية بناء وتوصيل وسائل اإلعالم للمعلومات والصور يشكل‬ ‫وجهات نظرنا عن العالم وممارساتنا اإلجتماعية والتي يجب أن تكون جزءا ً من املخزون‬ ‫العادي للمعرفة عند كل شخص‪ .‬وينبغي أن تكون وسائل اإلعالم والتعليم‪ ،‬بالتالي جزءا ً‬ ‫أساسياً من التربية من أجل املواطنة املسئولة في عصر تتوفر فيه وعلى نحو متزايد جميع‬ ‫اإلتصاالت البصرية‪ ،‬والرمزية‪ ،‬واملتعددة الثقافات (‪ ،)polycultural‬واألهم من ذلك‬ ‫سياسية‬

‫‪81‬‬


‫خصائص النصوص‬

‫‪82‬‬

‫نصوص الكتابة اخلطية‬ ‫وضع النص‬ ‫أسلوب الطباعة‬ ‫املفردات‬ ‫القواعد النحوية‬ ‫النصوص الكالمية‬ ‫احلوار‬ ‫اخلطاب‬ ‫الصوت العالي‬ ‫النصوص الشعرية‬ ‫الصوت‬ ‫منط املوسيقى‬ ‫التيمبو (اإليقاع)‬ ‫اآلالت املوسيقية‬ ‫املفاتيح (الكبرى‪ /‬الصغرى)‬ ‫املؤثرات الصوتية‬ ‫فترات الصمت‬ ‫الشخصيات‬ ‫اجلنس‬ ‫السن‬ ‫العرق‬ ‫املالبس‬ ‫تصفيف الشعر‬ ‫مستحضرات التجميل‬ ‫الوقوف‪ /‬املشي‬ ‫احلركات‬ ‫تعبيرات الوجه‬ ‫اإلعدادات‬ ‫املكان‪ :‬املدينة‪ /‬الريف‬ ‫(الطبيعة‪ /‬الثقافة)‬ ‫الوقت‪ :‬املاضي واحلاضر‬ ‫واملستقبل‬ ‫أي ساعة من اليوم‬ ‫اإلضاءة‬

‫املقطع رقم‬ ‫‪1‬‬

‫املقطع رقم‬ ‫‪2‬‬

‫املقطع رقم‬ ‫‪3‬‬


‫اخلالصـــة‪:‬‬ ‫علينا دائما أن نتذكر ونركز على النقاط التالية‪:‬‬ ‫األخبار منتقاة‪ ،‬يتم اختيار حدث واحد ليكون أكثر أهمية من حدث آخر‪.‬‬ ‫وسائل اإلعالم ال تقدم مجرد معلومات بل تقدم رسائل تعيد تشكيل مفاهيم مجتمعية‪.‬‬ ‫من خالل حتديد أنواع القصص اإلخبارية املستخدمة‪ ،‬واختيار الكلمات واللغة املستخدمة‪،‬‬ ‫واختيار األشخاص املختصني إلعطاء وجهات نظرهم‪ ،‬واختيار الصور‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫يبرز التحيز لفئة مجتمعية معينة في اإلعالم من خالل «اخليارات» التي تتخذ من قبل‬ ‫الصحفيني‪ ،‬رؤساء التحرير واملعلنني‪.‬‬ ‫من املمكن تعلم كل اإلشارات إلى حدّ ما‪ ،‬ولكن املعاني تعتمد دائما على السياق الثقافي‪.‬‬ ‫وهذا يدحض القول «إن الكاميرا ال تكذب أبداً»‪ .‬وميكننا أن نقول «الكاميرا تكذب دائماً»‪.‬‬ ‫نحن دائماً نستخلص إستنتاجات عن ما نراه‪ - :‬عرض الصور‪ /‬الصوت الذي يتم تعريف‬ ‫معانيه من خالل نظم معتقداتنا‪ ،‬واخلبرة‪ ،‬والثقافة والتاريخ بد ًال من «الطبيعة»‪ .‬وبذلك‬ ‫يجعلنا نتوهم أنها معلومات واقعية بحتة‪.‬‬ ‫ال شيء يجري خارج نظام اإلشارة‪ ،‬مما يعني أن كل شيء هو إشارة‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫مهم جدا استجواب عملية التمثيل لتحديد ما يلي‪ :‬من أين تأتي هذه الصور؟من الذي ينتج‬ ‫الصور؟ من هو املستبعد في عملية التمثيل؟ ومن مت إستبعاد رأيه في إنتاج هذه الصور؟‬ ‫عند استخدام التحليل النوعي (املضمون)‪ :‬يستخدم لفهم ووصف املضمون الفعلي للرسائل‬ ‫اإلعالمية املختلفة الواضحة واكتشاف اخلفية منها‪ .‬وميكن استخدام هذه املنهجية لتحليل‬ ‫الرسائل في اإلعالنات‪ ،‬التلفزيون‪ ،‬الراديو‪ ،‬األفالم‪ ،‬املجالت‪ ،‬املسلسالت التلفزيونية واألغاني‬ ‫املوسيقية‪ .‬ويجب بحث اخلصائص التالية‪:‬‬ ‫العمر‪ ،‬العرق‪ ،‬احلالة اإلجتماعية واالقتصادية‪ ،‬الشكل واملظهر اخلارجي‪ ،‬املكان الذي متثله‬ ‫الفئة‪ :‬قرية‪ ،‬مدينة‪ ،‬مخيم‪.‬‬


)Footnotes( Gender Equality in Journalism .IFJ. 2009 1 Local Action, Global Change, UNIFEM and the Centre for Women’s 2 Global Leadership, 1999 )1986 ،‫ (ستيوارت هول‬3

84


85


86


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.