الجــــامعة اإلسالميـــــة –غـــزة كـليـــــــــــــــــــــــــــــــة اآلداب قســــــــم اللغـــــــة العربيــــــــة
حبث بعنوان:
جهودُ حممد حميي الدين عبد احلميد وآراؤه يف شرحي ابن عقيل وأوضح املسالك إعداد الطالب: حسني مخيس يوسف أبو مسره الرقم اجلامعي 212222121:
إشراف: األستاذ الدكتور :أمحد إبراهيم اجلدبة
(قدم هذا البحث استكماالً ملتطلبات احلصول على درجة اإلجازة العالية (البكالوريوس) يف اللغة العربية وآدابها يف اجلامعة اإلسالمية)
1222م2341-هـ
إه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء إىل كل من أضاء بعلمه عقل غريه ... أو هدى باجلواب الصحيح حرية سائليه …. فأظهر بسماحته تواضع العلماء … وبرحابته مساحة العارفني… أهدي هذا العمل املتواضع...
حسني
أ
شك ـ ـ ــر من حق النعمة الذكر ،وأقل جزاءٍ للمعروف الشكر ... فبعد شــكر امل ــوىل -عز وجل-املتــفضل جبليل النعم ،وعـظـيم اجلزاء ... جيدر بي أن أت ـقــدم بـبالغ االمتــنان ،وجزي ــل العرفان إىل كل من وجهين ،وعلمين ،وأخذ بيدي يف سبيل إجناز هذا البحث ....وأخص بذلك مشريف ،األستاذ الدكتور أمحد اجلدبة. حسني
ب
مقدمـ ـ ـة احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه والتابعني .وبعد، فقد لفت انتباهي الكم اهلائل من الكتب اليت حققها حممد حميي الدين عبد احلميد ،ولفت انتباهي أسلوبه ،ومنهجه يف التحقيق .فخطر ببالي أن أكتب عنه ،جميبًا عن أسئلة كانت يف ذهين، ومنها :من هو حممد حميي الدين عبد احلميد؟ وما هي جهوده وما هي آراؤه؟ وما هي رحلة حممد حميي الدين التحقيقية؟ وقد اخرتت "جهود حممد حميي الدين عبد احلميد وآراؤه يف شرحي ابن عقيل وأوضح املسالك" عنوانًا للبحث .وقد جاء البحث يف أربعة فصول قدمت هلا مبقدمة وأردفتها خبامتة. ففي املقدمة :حتدثت بإمجال عن البحث وسبب اختياره واملنهج الذي سرت عليه. أما الفصل األول :فيتناول التعريف بـ (حممد حميي الدين عبد احلميد) حتت عنوان" :حملات من حياته" تناولت فيها مولده ونشأته وتعليمه ،وأبرز حمطات حياته من أعماله يف التدريس والتأليف والتحقيق ،وغريها إضافة إىل أقوال بعض معاصريه فيه. أما الفصل الثاني :فقد تناول بإجياز جهود (عبد احلميد) التأليفية والتحقيقية مع الرتكيز على الكتب النحوية منها. ويف الفصل الثالث :حتدثت عن املنهج الذي سار عليه يف حتقيقه للكتب املختلفة خاصة كتب النحو منها. أما الفصل الرابع :فقد عرضنا فيه ألبرز آرائه واستدراكاته وردوده النحوية واقتصرنا فيه على ما ورد يف حتقيقه لكتابي أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك ،وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. أما اخلامتة :فقد أثبت فيها البحث بعض األمور اليت خلص إليها بعد هذه الرحلة ،ثم ذكر بعض التوصيات .وصنعت للبحث فهرسًا للمباحث ،وثبتًا ملصادر البحث ومراجعه. ولست أدَّعي أن هذا البحث حييط بسرية حممد حميي الدين عبد احلميد ،فإنه جدير بكتاب يفرد له ،ولكنها كلمات موجزة للتعريف بواحدٍ من سدنة اللغة واألدب ،حياته وجهوده ،مع العناية بأعماله التحقيقية يف اللغة وعلومها ،وآرائه العلمية يف شرحي ابن عقيل وأوضح املسالك. اعتمدت يف مجع البيانات أصالة على الكتب اليت حققها وألفها (عبد احلميد) ،وما جاء يف بت النقل جمالت جممع اللغة العربية بالقاهرة ،إضافة إىل كتب أخرى تناولت جوانب من جهوده وأث ُّ ت يف ت مصادري يف ثب ٍ يف حواشي البحث قصدًا للفائدة والشمول ،وحرصًا على األمانة العلمية ،ووثَّق ُ آخر الكتاب. ومع هذا كله ،فإنين ال أعفي نفسي من اخلطأ أو النسيان .واهلل املوفق للسداد. ت
الفصل األول :لمحات من حياته
نشأته تعليمه عمله بالتدريس في السودان عضويته بالمجمع طرائف في حياته قالوا فيه
نشأته وتعليمه امسه :حممد حميي الدين بن عبد احلميد إبراهيم ،والده الشيخ عبد احلميد إبراهيم كان من رجال ()2 القضاء والفتيا( .)1ويكين بأبي رجاء. مولده :ولد الشيخ حممد حميي الدين يف قرية كفر احلمام مبحافظة الشرقية يوم 12مجادى األوىل 2422هـ املوافق 14أيلول 2022م(.)3 تعليمه :درس يف معهد دمياط الديين حيث كان والده قاضيًا بفارسكور ودمياط ،والتحق باألزهر الشريف عندما نُقِل والده إىل القاهرة ليشغل منصب مفيت وزارة األوقاف. حصل على درجة العاملية من األزهر الشريف مع أول فرقة نظامية وذلك يف عام (2433هـ 2012-م) -تتلمذ على جيل الروَّاد من العلماء الكبار ،وكان أول دفعته.
يف قاعات الدرس اختري مدرسًا باجلامع األزهر ،فظهر من دالئل علمه ونبوغه أن مت اختياره بعد مخس سنوات، من خترجه ليشغل وظيفة مدرس بكلية اللغة العربية عام (2422ه2042-م) ،وكان أصغر أعضاء هيئة التدريس بالكلية سنًّا. اختري سنة (2423ه2042-م) لتدريس ختصص املادة بالدراسات العليا ،وكان ذلك امتيازًا()4
مل حيصل عليه بعض شيوخه وأساتذته ،لكنه ناله جبده واجتهاده.
وزامل الكبار من أساتذته وشيوخه مزاملة خصبة مثمرة ،فاعرتفوا بفضله وعلمه ،وجتاوزت شهرته جدران الكلية واسرتعى انتباه اإلمام األكرب حممد مصطفى املراغي شيخ األزهر فاختاره حماضرًا يف املناسبات الدينية باجلامع األزهر كاإلسراء واملعراج واالحتفال باهلجرة واملولد النبوي. اختري سنة 2041م لتمثيل كلية اللغة العربية باألزهر يف مؤمتر املتنيب يف سوريا
()5
كان يكتب يف جملة اهلدي النبوي اليت كان يصدرها الشيخ حممد حامد الفقي ،ثم حالت ظروف العمل دون االستمرار يف ذلك. رُشِّح لتولي مشيخة األزهر أكثر من مرة وكان هناك إمجاع على أحقيته باملنصب ،كما رشح لتولي رئاسة جامعات عربية وإسالمية إال أن ظروفه الصحية كانت متنع ذلك.
1مجلة التوحيد ،عدد،444ص86 2شرح ابن عقيل ،ج ،2ص394 3مجلة التوحيد ،عدد ،444ص86 4النهضة اإلسالمية في سير أعالمها المعاصرين ،محمد رجب بيومي ،دار القلم ،دمشق ،الطبعة األولى ،ج5993 ،2م ،ص .543 5
حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة ،عدد ،5964 ،2ص 344
2
4
رحلته إىل السودان تقلبت به األيام فأعري عام 2032إىل حكومة السودان لوضع مناهج العلوم الدينية يف كلية احلقوق (كلية غوردون) اليت أنشئت آنذاك ،وظل مدة أربع سنوات يدرس هذه املناهج ،وألف فيها كتبا، الزال بعضها مرجع طالب احلقوق يف جامعة اخلرطوم فذهب إىل السودان أستاذًا للشريعة اإلسالمية بكلية غوردون ،فانتقل من تدريس النحو والصرف إىل تدريس املواريث وأقضية األسرة مما عرف باألحوال الشخصية ،وبدا من اجتهادهما ذاع من آثاره العلمية حني ألف كتابني جيدين عن األحوال الشخصية واملواريث يعدَّان من املراجع الوافية يف بابهما. ()1
ألقى حماضرات عدة يف التفسري مجعها يف كتاب خاص.
العودة إىل مصر يف عام 2034م عاد إىل مصر للتدريس بكلية اللغة العربية ،وعني وكيال هلا. اختري عام 2031م مفتشا باملعاهد األزهرية ،ويف عام 2032انتقل للتدريس بكلية أصول الدين ،ويف عام 2021عني مديرًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية باجلامع األزهر واملعاهد الدينية ،ويف عام 2023عني عميدًا لكلية اللغة العربية( )2وظل يشغل هذا املنصب إىل عام 2020م توىل بعد ذلك التدريس بكلية أصول الدين. عني يف أكتوبر 2013م عميدًا لكلية اللغة العربية ،وبلغ سن التقاعد عام 2012م(.)3
عضويته باجملمع رأى فيه جممع اللغة العربية اللغوي القدير فضمه إىل أعضائه يف عام 2013م ،وذلك يف املقعد الذي خال بوفاة الشيخ حممود شلتوت( )4واختاره عضوًا باللجان التالية: – 2جلنة املعجم الكبري – 1جلنة األصول – 4جلنة إحياء الرتاث القديم – 3جلنة اآلداب.
()5
1النهضة اإلسالمية ،ج ،2ص548 2حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة عدد ،5964 ،2ص 352 3مجمع اللغة العربية في ثالثين عا ًما ،محمد مهدي عالم وآخرون ،الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ،القاهرة ،5988 ،ص .598 4مجلة مجمع اللغة العربية ج ،5983 ،56ص444. 5مجمع اللغة العربية في ثالثين عا ًما ،ص .593
3
لقد كتب األستاذ يف أكثر الفنون العلمية الذائعة بني الدارسني ،كتب يف الفقه شرحا على منت نور اإليضاح يف الفقه على املذهب احلنفي ،ونشر كتاب اللباب للميداني يف شرح كتاب القدوري، وألف كتاب " الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية" وكتاب "اإلقناع يف حل ألفاظ أبي شجاع " للخطيب الشربيين. ويف أصول الفقه فقد حقق كتاب املوافقات للشاطيب ،ومنهاج الوصول يف علم األصول ،واملسودة يف أصول الفقه. وله يف كتب احلديث حتقيق يشمل سنن أبي داود ،وكتاب الرتغيب والرتهيب و"شرح الفقه للسيوطي" ،ويف كتب التوحيد شرح للجوهرة ،وتعليق على رسالة حممد عبده ،ونشر كتاب "الفرق بني الفِرق"للخطيب البغدادي ،وكتاب "مقاالت اإلسالميني لألشعري .وله رسالة يف آداب البحث واملناظرة كانت مقررة على طالب القسم الثانوي. أما يف فنون البالغة واألدب واللغة والتاريخ فال يستطيع باحث سوى اإلملام ببعض دون بعض مثل نشره لكتاب أدب الكاتب ،واملثل السائر ،وجواهر األلفاظ ويتيمة الدهر ،ومعاهد التنصيص ،واملوازنة، وزهر اآلداب ،وجممع األمثال ،والعمدة ،وسرية ابن هشام ،ونفح الطيب ،ونهج البالغة ،ووفيات األعيان، والوايف بالوفيات ،ومروج الذهب ،وتاريخ اخللفاء ،ووفاء الوفا ،وديوان عمر بن أبي ربيعة ،وشرح احلماسة، وشرح املعلقات ،واجلزء األول من ديوان الشريف الرضي ،ويف هذه الكتب ما بلغ عشرة أجزاء وفيها ما بلغ ستة وفيها ما بلغ أربعة أجزاء(.)1
مؤلف وحمقق يف مقتبل الشباب كان حميي الدين نزاعًا للعلم شغوفًا به منذ نشأته األوىل ،إذ تربى يف بيت فقه وقضاء وأكرب ما يدل على أملعية الطالب ،وظهور هالله مبشرًا مبا سيعقبه من إبدار ،أنه طمح إىل التأليف وهو يف ساحة الدرس قبل أن يظفر بدرجة العاملية سنة 2012م ،إذ أقدم على عمل جادٍ مثمر وهو شرح مقامات اهلمذاني .ومؤلف الشرح ،وحمقق النص يف هذا املقتبل من الشباب البد أن يكون بعيد الطموح ،واسع األمل والبد أن يكون قد وعى من مسائل اللغة واألدب والتاريخ العربي ما مسح له باإلتقان ،بل البد أن
1النهضة اإلسالمية ،ج ،1ص.241-241
4
يكون قد وجد من والده منذ نشأته األوىل يف القسم االبتدائي ،دأبًا يف املذاكرة ،ومواصلة التوجيه ،وقوة
التتبع حتى بلغ الطالب أشده واستوى على سوقه(.)1 وفاته تويف يف 12ذو القعدة 2401هـ املوافق 42ديسمرب .)2(2011
طرائف يف حياته ملا سافر إىل سوريا لتمثيل األزهر يف مؤمتر املتنيب ،وكان حمددًا إلقامة هذا املهرجان أسبوع، لكنه جلس يف هذه املهمة شهرًا كامال. وقد طلب من مشيخة األزهر صرف بدل السفر املناسب عن هذه الشهر الذي قضاه يف اإلقامة والسفر هلذه املهمة وقدم طلبًا مرفقًا به املصاريف اليت أنفقها من رسم جواز السفر إىل العربة اليت استقلها من حمطة مصر إىل منزله باحللمية اجلديدة(.)3
قالوا فيه د .حممود حممد الطناحي: "وأما الشيخ حممد حميي الدين عبد احلميد ،فهو صفحة حافلة من تاريخ نشر الرتاث العربي
قدم وحده للمكتبة العربية ما مل تقدمه هيئة علمية مدعومة باملال والرجال(.)4 "ومهما اختلفت آراء الناس يف هذا الرجل ،وتقدير جهوده يف نشر الرتاث ،فال أظن أن أحدًا مياري يف أن هذا اجليل كله ،الذي تعلم النحو وعلمه يف شرق الدنيا وغربها مدين للشيخ بدين كبري جيب أداؤه شكرًا ودعاءً له باملغفرة والرضوان ،فقد عرب زمان ،وأتى زمان وليس بني يدي طلبة العلم من كتب النحو، إال ما أخرجه الشيخ ،حمررًا مضبوطًا ،يف أمجل صورة وأبهاها(.)5
1السابق ،ص.242-243 2مجلة مجمع اللغة العربية ،العدد ،2014 ،42ص.141 3حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة ،جامعة األزهر ،عدد ،2023 ،1ص141
4مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ،محمود محمد الطناحي ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،الطبعة األولى2023 ،م ،ص12 5السابق ،ص .12
5
" وكان آية يف الذكاء والفطنة وحسن السمت ،والغرية على األزهر ،وتارخيه ورجاله ،كما عرف عنه القصد يف القول ،وصون نفسه ،وضبط تصرفاته"(.)1 األستاذ حممد علي النجار: "لقد قيل يف الطربي :إنه كالقارئ الذي ال يعرف إال القرآن ،وكاحملدث الذي ال يعرف إال احلديث ،وكالفقيه الذي ال يعرف إال الفقه ،وكالنحوي الذي ال يعرف إال النحو ،وكاحلاسب الذي ال يعرف إال احلساب ،وكذلك يقال يف الشيخ حممد حميي الدين :إنه كالنحوي الذي ال يعرف إال النحو ،وكالفقيه الذي ال يعرف إال الفقه ،وكاحملدث الذي ال يعرف إال احلديث ،وكاملتكلم الذي ال يعرف إال الكالم وآية ذلك ما ألفه وأخرجه من كتب يف هذه الفنون". قال ذلك الشي ُخ النجار بعد أن قال: س يف معاهده من تأليفه أو إخراجه"(.)2 ُل ما يدرَّ ُ "ولقد أتى على األزهر من الدهر ،وج ُّ األستاذ عبد السالم هارون: "ويف تلك الفرتة اليت قضاها سفريًا علميًا ناجحًا موفقًا يف السودان سعى إليه عارفو فضله، وأكب على حضور جمالسه كثري من تالميذه الذين وثبوا فيما بعد إىل أعلى املناصب ،وظلوا حمتفظني له بالتبجيل واإلعزاز والصلة الوثيقة والعرفان بالفضل إىل يوم لقائه ربه .فقد كان من خصائص فقيدنا أن حيسن استمالة الفضالء إىل جملسه ،وكان حيسن احرتام الناس فيحسن الناس احرتامه ،وجييد توثيق الصلة واملودة بينه وبني من يعرفه حني يلمس فيه الفضل أو يلمح منه بارقة نبوغ، فإذا الصلة قرابةٌ ،وإذا املودة وشيجةٌ من وشائج النسب ،ولقد حفظ هناك كرامة بلده ،وهيبة منصبه، وكان له نفوذُ العلما ِء املبجلني الذين تسمو بهم أقدارهم فوق كل أقدارٍ". "لقد طبع منذ نشأته على التحقيق والتبحر يف العلم ،وحسن الفهم ملا يعاجله من أمور"(.)3 "هو صورة حياة جماهدة مصابرة مرابطة ،مشغوفة بالعلم أينما وجد ،وباملعرفة حيث يلمع ضوؤها .ويف هذا شاهد صدقٍ على التكامل العلمي الذي قلَّ أن يتاح لعاملٍ واحد لَيْس علَى اللََّهِ بِمُسْتنْكَرٍ ...أنْ يجْمع الْعالَم يف واحِ ِد ".
1السابق ،ص.11 2مجلة مجمع اللغة العربية ،ج2011 ،12م ،ص .20 3مجلة مجمع اللغة العربية ،العدد ،41ص.222-223
6
"جلد صارم ،وشغف عارم ،واستنارة دائمة ،واستفادة دائبة “(.)1 األستاذ الدكتور إبراهيم حممد جنا: "كرس حياته معتزًا بكرامته ،وبفضله ،وبعلمه ،مل يتمكن أح ٌد من أن ينال منه إطالقًا ،عرضت عليه املناصب وقيل له إنه يطلب منك أن تقابل بعض املسئولني ،فأبت عليه عزة نفسه أن ختضع لتلك الرغبة قائلًا :إن املنصب إن كانت الدولة تعرتف أنين يف حاجة إليه فلتسنده إليَّ ،وإن مل تكن معرتفة بي فال حاجة إىل مقابلة أي مسئول إطالقًا"(.)2
1السابق ،ص.221 2مجلة المجمع ،ج ،41ص.202
7
الفصل الثاني :جهوده يف التأليف والتحقيق أولًا :جهوده يف التأليف أ .الكتب النحوية والصرفية ب .الكتب الدينية واألدبية ثانيًا :جهده التحقيقي أ – التحقيقات األدبية ب – التحقيقات النحوية واللغوية ج .التحقيقات الدينية والتارخيية والرتاجم
8
أولًا :جهده التأليفي أ – الكتب النحوية والصرفية
-2كتاب " منتهى األرب بتحقيق شرح شذور الذهب " ،البن هشام .صدر عن دار الفكر ،مبصر. -1كتاب " هداية السالك إىل حتقيق أوضح املسالك " وهو كتاب يف النحو وضعه على كتاب "أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك " ،دار إحياء الرتاث العربي ،ط(2001 ،)2م. -4كتاب " منحة اجلليل بتحقيق شرح ابن عقيل " وضعه على كتاب " شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك " ،صدر مع الطبعة اخلامسة عشرة لشرح ابن عقيل عن دار الفكر ببريوت ،عام 2011م. -3كتاب " سبيل اهلدى بتحقيق شرح قطر الندى" وضعه على كتاب "شرح قطر الندى "البن هشام، صدر مع الطبعة األوىل لقطر الندى عن مكتبة السعادة مبصر عام 2014م. -2كتاب "االنتصاف من اإلنصاف" وضعه على كتاب "اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني" ،صدرت طبعته الرابعة عن السعادة مبصر ،عام 2012م. - 1كتاب "التحفة السنية بشرح املقدمة اآلجرُوميَّة" ،صدرت طبعته األوىل عن دار الفيحاء بدمشق عام 2003م – 1دروس التصريف :صدر عن املكتبة العصرية بلبنان عام 2002م. ب – الكتب الدينية واألدبية
– 2كتاب "األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية مع اإلشارة إىل مقابلها يف الشرائع األخرى “: عبارة عن حماضرات ألقاها املؤلف على طالب السنة الثانية يف مدرسة احلقوق العليا يف اخلرطوم. صدرت الطبعة الثانية منه عن املكتبة التجارية الكربى –مطبعة السعادة ،عام 2411ه 2022-م. -1كتاب "شرح مقامات بديع الزمان اهلمذاني" شرحها وحققها حممد حميي الدين عبد احلميد، تقديم :شريف سيد عفت ،منشورات مهرجان القراءة للجميع 1221،م. ”-4شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة" ،صدرت طبعته األوىل عن املكتبة التجارية الكربى-مطبعة السعادة، عام 2412ه2021-م. 9
ثانيًا :جهده التحقيقي أ – التحقيقات األدبية
– 2كتاب " جممع األمثال " ألبي الفضل أمحد بن حممد بن إبراهيم امليداني ،صدرت طبعته الثانية ،عن دار السعادة مبصر .د.ت. – 1كتاب العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده البن رشيق القريواني ،صدر الكتاب يف طبعته األوىل عن املكتبة التجارية الكربى مبصر عام 2043م. – 4املثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر لضياء الدين نصر اهلل بن أمحد املعروف بابن األثري ،صدرت طبعته األوىل عن مكتبة السعادة مبصر عام 2040م. – 3كتاب " يتيمة الدهر يف حماسن أهل العصر " ألبي منصور الثعاليب ،صدرت طبعته الثانية عن مطبعة السعادة بالقاهرة2021 ،م. " – 2روضة العقالء ونزهة الفضالء" ألبي حامت البسيت (حتقيق مشرتك مع عبد القادر محزة وحممد حامد الفقي) ،صدر عن دار الكتب العلمية ببريوت عام 2012م. – 1كتاب "زهر اآلداب ومثر األلباب" ألبي إسحاق احلصري القريواني .صدرت طبعته الرابعة عن مكتبة احملتسب يف عمان عام 2011م. -1كتاب "معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص" لعبد الرحيم بن أمحد العباسي .صدر عن مكتبة عامل الكتب ببريوت عام 2031م. – 2كتاب "أدب الكاتب " ألبي حممد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري .صدر الكتاب يف طبعته الرابعة عن مطبعة السعادة مبصر عام 2014م. – 0ديوان الشريف الرضي ،اجلزء األول ،ألبي احلسن حممد بن احلسني املعروف بالشريف الرضي: صدرت الطبعة األوىل منه عن دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة عام 2030.
10
ب – التحقيقات النحوية واللغوية:
– 2كتاب " شرح شذور الذهب يف معرفة كالم العرب"( )1تأليف ابن هشام األنصاري على كتاب "شذور الذهب يف معرفة كالم العرب " :وضع احملقق على هذا الكتاب كتابًا آخر أطلق عليه " منتهى األرب بتحقيق شرح شذور الذهب " حتدث فيه احملقق عن قيمة هذا الكتاب وأمثاله من كتب ابن هشام يف النحو العربي ،وما قدمه ابن هشام ألبناء العربية ،كما تناول بعض آراء العلماء يف ابن هشام ومؤلفاته من ذلك ما اقتبسه(عبد احلميد) عن ابن خلدون :ما زلنا وحنن باملغرب نسمع أنه ظهر مبصر عامل بالعربية ،يقال له ابن هشام ،أحنى من سيبويه" وقوله" :إن ابن هشام على علمٍ جم يشهد بعلو قدره يف صناعة النحو :وكان ينحو يف طريقته منحى أهل املوصل الذين اقتفوا أثر ابن جين، واتبعوا مصطلح تعاليمه ،فأتى من ذلك بشيء عجيب يدل على قوة ملكته واطالعه". وقد ترجم احملقق ملؤلف الكتاب ،ومدحه مبا يليق به من صفات ذاكرًا تاريخ ومكان والدته ،فهو من مواليد القاهرة يف عام 122للهجرة ،وحتدث عن أساتذته وشيوخه وذكر منهم – 2 :ابن السراج - 1الشهاب عبد اللطيف بن املرحل - 4أبو حيان األندلسي (حممد بن يوسف) - 3التاج التربيزي -2 التاج الفاكهاني. ثم حتدث عن مصنفات ابن هشام اليت وصفها بأنها كثرية كلها نافع مفيد وقد بلغت مصنفاته تسعًا وعشرين مصنفًا ،معظمها يف النحو. مل يلتفت احملقق للمكمالت احلديثة للتحقيق ،فاقتصر يف مقدمته على ذكر طرف بسيط من حياة ابن هشام وأساتذته ،ومؤلفاته ،ومل يتحدث عن نسخ الكتاب ومل يصفها ،ومل يصنع الفهارس التحليلية ،واكتفى بفهرس للشواهد وآخر للموضوعات. – 1كتاب "أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك " حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد ،ومعه كتاب "هداية السالك إىل حتقيق أوضح املسالك" حملمد حميي الدين عبد احلميد .صدر الكتاب يف طبعته اخلامسة عام 2011م عن دار إحياء الرتاث العربي يف بريوت. وقد صدَّر املؤلف الكتاب مبقدمة شرح شذور الذهب نفسها ،فرتجم حلياة ابن هشام ،وذكر شيوخه، ومؤلفاته ،وقد أرفق يف كل جملد فهرسًا ملوضوعات الكتاب ،وأرفق مع اجمللد الثالث فهرسًا للشواهد
1
شرح شذور الذهب في معرفة كالم العرب ،البن هشام ،تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ،دار الفكر ،مصر ،د.ت.
11
الواردة فيه ذاكرًا الشاهد ورقمه يف الكتاب ،ومل يذكر رقم الصفحة اليت هو فيها ،ورتبها حسب حروف الروي ترتيبًا أبتثيًا. – 4كتاب مغين اللبيب عن كتب األعاريب البن هشام األنصاري املصري .ترجم احملقق ملؤلف الكتاب بنفس ترمجة الكتابني السابقني فلم يزد ومل ينقص شيئًا.
()1
ومل يسرف يف صنع الفهارس ،فاكتفى بفهرس للموضوعات ،وآخر للشواهد. – 3كتاب "شرح األمشوني على ألفية ابن مالك" املسمى "منهج السالك إىل ألفية ابن مالك". صدر الكتاب عن دار الكتاب العربي ببريوت عام 2022م. مل حيفل احملقق بأسس التحقيق احلديثة ،فلم يقدم له بكلمة واحدة ،بل بدأ مباشرةً يف تناول الشرح بلسان األمشوني ،كما أنه مل يصنع الفهارس الفنية ،وقد اكتفى بصنع فهرس للمحتويات. ومل يعلق احملقق على أي شيء يف الكتاب ،وإمنا قصر عمله على نشر الكتاب خاليًا من األخطاء مرقمًا بأدوات الرتقيم احلديثة ،وقد يشرح معنى لفظة هنا أو هناك ،وقد رقم الشواهد إال أنه مل يعلق عليها بشرح أو إعراب ،ومل يصنع للكتاب فهارس فنية تيسر تناوله. – 2كتاب " شرح قطر الندى وبل الصدى" البن هشام األنصاري .صدرت طبعته األوىل عن مكتبة السعادة مبصر ،عام 2022م. وضع احملقق على الكتاب شرحًا أطلق عليه " سبيل اهلدى بتحقيق شرح قطر الندى" وقد حتدث عبد احلميد عن منهجه يف هذا الكتاب قائال" :لذلك مل أجد بدا من القيام على هذا الكتاب بضبط أمثلته وشواهده من القرآن الكريم واحلديث الشريف والشعر العربي ،ثم بشرح أبياته شرحا ()2
وسطا بني الوجيز املخل والبسيط اململ ،مع إعراب األبيات إعرابا كامال".
وقد حتدث احملقق عن سبب حتقيقه هذا الكتاب ،وعن سبب وضعه مؤلفه عليه ،رادًا ذلك إىل رغبته يف إصالح األزهر وذلك بإصالح الكتب اليت تدرس فيه. قدم احملقق للكتاب مقدمة بسيطة حتدث فيها عن كتاب قطر الندى فرتجم ترمجة بسيطة ملؤلفه ،وذكر مصنفاته ،ومل يعنتِ احملقق مبكمالت التحقيق فلم يصف نسخ الكتاب ،ومل حيقق
1مغني اللبيب عن كتب األعاريب ،ابن هشام ،المكتبة العصرية ،بيروت2002 ،م. 2قطر الندى وبل الصدى ،شرح وتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ،دار الخير ،ط( ،2002 ،)2ص1
12
عنوانه ،ومل يذكر األدلة اليت أثبت فيها نسبة الكتاب إىل مؤلفه ،ومل يظهر قيمة الكتاب وأهميته عند العلماء. ترجم احملقق لبعض األعالم كما عمل على توثيق األشعار واآليات القرآنية ،واألحاديث النبوية ،وعمل على ضبط النصوص بالشكل الدقيق ثم ذكر املراجع اليت اعتمد عليها يف التوثيق. – 1كتاب "اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني" ألبي الربكات كمال الدين عبد الرمحن بن حممد أبي سعيد األنباري ،وقد وضع عليه احملقق كتابًا أطلق عليه: “االنتصاف من اإلنصاف" حملمد حمي الدين عبد احلميد .ط( ،)3مطبعة السعادة مبصر2012،م. أرفق احملقق يف كل جزء من جزأي الكتاب فهرسًا للمحتويات ،وختم الكتاب بفهرس للشواهد الواردة فيه .قدم احملقق للكتاب مبقدمة خمتصرة حتدث فيها عن سبب حتقيقه للكتاب ،وحتدث عن كتاب االنتصاف من اإلنصاف وعن طريقة نشره له ،ومل يرتجم لصاحب الكتاب ،ومل يبني طريقته ونهجه يف حتقيقه ،ومل خيربنا عن توثيق العنوان ،وال عن طريقته يف إثبات نسبته إىل مؤلفه ،ومل يتحدث عن نسخ الكتاب ،ومل يذكر أهمية الكتاب وقيمته بني الكتب ،ومل يصنع له الفهارس التحليلية. – 1كتاب "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" لبهاء الدين عبد اهلل بن عقيل العقيلي اهلمداني املصري .صدرت طبعته اخلامسة عشرة عن دار الفكر ،عام 2011م. حتدث احملقق يف مقدمته هلذا الكتاب عن ابن مالك ،وعن مصنفاته يف قواعد اللغة وذكر أهمية مصنفاته عند العلماء ،وتناول كتاب اخلالصة الذي عرف باسم "األلفية " ،وذكر أنه مل يسبق مبثلها إال بألفية اإلمام حييى زين الدين بن عبد النور الزﱠواوي اجلزائري ،وقال" :لو مل يشر يف خطبته ()1
إىل ألفية اإلمام ابن معط ملا ذكره الناس ،وال عرفوه".
وتناول باحلديث الشروح اليت أقيمت على األلفية فقال" :إن كثريًا من أجلة العلماء قد تناولوها بالشرح والتحقيق ،والتوضيح والتعليق ،وعلى رأس هؤالء العلماء ابن هشام ،وحممد بدر الدين بن مالك ،ومنهم احلسن بدر الدين املرادي ،ومنهم الشيخ عبد الرمحن زين الدين أبو بكر املعروف بابن العيين ،ومنهم الشيخ عبد الرمحن املكودي ،ومنهم أبو عبد اهلل جابر اهلواري األندلسي، ومنهم األمشوني ،ومنهم إبراهيم األبناسي الشافعي ،ومنهم جالل الدين السيوطي ،ومنهم الشيخ
1شرح ابن عقيل ،ج ،2ص.1
13
حممد بن القاسم الغزي ،ومنهم أبو اخلري حممد مشس الدين بن اجلزري ،ومنهم قاضي القضاة ابن عقيل . ش هلا. ثم قال" :إن هذه الشروح أيضًا تناوهلا العلماء بالشرح والتعليق ،أو بوضع حوا ٍ وقال" :إن هذه الشروح خمتلفة من حيث الطول والقصر ،وإن أصحاب هذه الشروح قد أخذوا طرقًا خمتلفة ،فمنهم من أخذ يبحث عن املزالق للناظم ،ومنهم من كان جيرب النقص ،ويقف مع الناظم، إال أن ابن عقيل أخذ موقفًا وسطًا فلم يعمد إىل اإلجياز فيرتك بعض القواعد اهلامة ،ومل يقصد إىل اإلطناب ،فيجمع من هنا ومن هنا.
()1
ثم حتدث عن نهجه يف حتقيق هذا الكتاب ،من إعراب الشواهد واألبيات وشرحِها شرحًا وسطًا بني االقتصار واإلسهاب ،ثم بيان بعض املباحث اليت أشار إليها الشارح أو أغفلها بتَّة ،يف عبارة واضحة وإجياز دقيق ،ثم ذيل الكتاب خبالصة خمتصرة يف تصريف األفعال ،ألن ابن مالك أغفل النظم فيها يف ألفيته ،وجعل هلا المية خاصة مساها "الميَّة األفعال". ثم وصف نسخ الكتاب ،وقال " :إن نسخ الكتاب اليت بني أيدي الناس ليس فيها نسخة بلغت من اإلتقان حدًا ينفي عنك الريب والتوقف فإنك لتجد يف بعضها زيادة ليست يف بعضها اآلخر ،وجتد بينها تفاوتًا يف التعبري". وقد اعتمد احملقق على اثنيت عشرة نسخة ،وعمل على معارضة بعضها ببعض مما جعله يستخلص أكملها بيانًا ،وأصحها تعبريًا ،ثم إنه وضع زيادات النسخ بني معقوفتني هكذا [ ] ،إال أن احملقق مل يرتجم البن عقيل ،والبن مالك ،ثم إنه مل يذكر مؤلفاتهما ،ومل يذكر شيوخهما ،وال تالميذهما ،ومل يتحدث بشي ٍء عن الكتاب ،وقيمته بني أقرانه من شروح األلفية ،إال ما جاء عرضًا كأن ()2
يقول“ :إنه -أي شرح ابن عقيل -جاء وسطًا بينها.
وهناك مالحظة هامة ،وهي أن شرح عبد احلميد على الكتاب جاء أكثر من نص الكتاب األصلي ،وذلك ملا جاء به احملقق من أشعار واستشهادات وشرحٍ للمفردات واألبيات ،ومن كثرة التفصيالت اليت أدخلها على القضايا واملسائل النحوية اليت وردت بإجياز.
1شرح ابن عقيل،ج ،2ص.2 2السابق ،ص.2
14
خرَّج احملقق األشعار واألعالم خترجيًا بسيطًا ،وذكر بعض مطالع القصائد اليت أخذ منها الشارح شواهده ،وذكر يف بعض األحيان املناسبة اليت قيل فيها الشاهد.
15
ج .التحقيقات الدينية والتارخيية والرتاجم
– 2كتاب "إعالم املوقعني عن رب العاملني" البن قيم اجلوزية :صدرت طبعته الثانية عن دار الفكر ببريوت عام 2011م " – 1الصارم املسلول على شامت الرسول" ،لشيخ اإلسالم تقي الدين أمحد بن تيمية ،الطبعة األوىل الصادرة عن احلرس الوطين السعودي( ،د.ت). -4كتاب "مقاالت اإلسالميني واختالف املصلني" ألبي حسن علي بن إمساعيل األشعري :صدر الكتاب يف طبعته الثانية عن مكتبة النهضة املصرية عام 2010م -3كتاب "الفَرْقُ بني الفِرق وبيانُ الفِرْق ِة الناجيةِ منهم " ألبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي: صدر الكتاب عن دار الرتاث بالقاهرة ،عام 1221م. -2سنن أبي داود املسمى كتاب "السنن" ألبي داود سليمان السجستاني ،ط( ،)2دار الفكر ،د.ت. -1كتاب "سرية ابن هشام " املسمى "السرية النبوية" ألفه حممد بن إسحاق بن يسار ورواه أبو حممد عبد امللك بن هشام البصري ،صدر عن مكتبة حجازي بالقاهرة عام 2041م. -1كتاب "املُسوَّدة يف ُأصُولِ الفِقْه" آلل تيمية (شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية ووالده وجده) .صدر الكتاب عن دار الكتاب العربي ،بريوت( ،د.ت). "– 2الرتغيب والرتهيب" للحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي املنذري ،ط( ،)1دار الفكر، بريوت 2014،م. -0تاريخ اخللفاء للسيوطي ،الطبعة األوىل عن مطبعة السعادة مبصر عام 2021م. -22االختيار لتعليل املختار جملد الدين أبو الفضل عبد اهلل بن حممود بن مودود املوصلي :صدرت طبعته الرابعة عن مطبعة املدني بالقاهرة عام 2013م. – 22وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ،لشمس الدين أمحد بن حممد بن خلكان ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد.
16
الفصل الثالث :منهج حممد حميي الدين عبد احلميد التحقيقي منهجه يف حتقيق منت الكتاب أولًا :ختريج اآليات ثانيًا :ختريج األحاديث ثالثًا :ختريج وحتقيق األشعار رابعًا :ختريج األعالم خامسًا :ختريج األمثال سادسًا :منهجه يف شرح األلفاظ الغريبة سابعًا :منهجه يف الزيادة واحلذف والتغيري والتبديل ثامنًا :منهجه يف ضبط النصوص تاسعًا :التعليق
مكمالت التحقيق عند حممد حميي الدين عبد احلميد أولًا :مقدمة التحقيق ثانيًا :العناية باإلخراج الطباعي ثالثًا :صنع الفهارس رابعًا :االستدراك والتذييل
17
منهج حممد حميي الدين عبد احلميد التحقيقي لقد عين حممد حميي الدين عبد احلميد برتاثنا املخطوط منذ بواكري حياته ،فأخذ جبمعه ودراسته ،وقد وجه عنايته إىل الكتب النحوية منذ دراسته يف األزهر ،وكان جل اهتمامه منصبًا على إخراج كتب الرتاث إىل مريدي اللغة العربية والشادين بها ،فكان مثاال للجد واإلخالص يف التحصيل والعطاء ،فألف وحقق وضبط ونشر الكتب اجلمة اليت ال غنى عنها ألي دارس للعربية وعلومها وللدين والتاريخ وغري ذلك من املعارف. وقد تنوعت مؤلفاته وأعماله التحقيقية بني كتب النحو والدين والتاريخ ،فعمل على التأليف متبحرًا فيما ألف. أما جهوده يف كتب النحو فيكفي أن نطالع تلك الكتب اليت ألفها على كتب ابن هشام ،ﮔ "منتهى األرب بتحقيق شرح شذور الذهب " ،وكتاب "هداية السالك إىل حتقيق أوضح املسالك "، وكتاب "سبيل اهلدى بتحقيق شرح قطر الندى" وغريها من الكتب اليت أنارت الطريق أمام دارسي ح ملسائ ِل النحو من شر ٍح للشواهد وإعرابها، النحو العربي ،مبا فيها من التعريفات والتفصيالت ،وتوضي ٍ وإظهار موطن الشاهد فيها. أما مؤلفاته يف اجلانب األدبي فقد ساعدت الباحث يف ميادين األدب يف توضيح مذاهبه واجتاهاته وقضاياه ،ومن أبرزها كتاب شرح مقامات بديع الزمان اهلمذاني ،وكتاب " شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة " ،و"شرح احلماسة " وغريها. ويف اجلانب التحقيقي فقد مألت حتقيقاته اآلفاق بتنوع موضوعاتها بني املؤلفات الدينية والتارخيية والرتاجم والنحو والصرف واآلداب. وبعد دراسيت ملا قام به من عملٍ حتقيقي استطعت أن أوضح منهجه يف التحقيق ،وقبل احلكم على هذا املنهج البد من توضيح األسلوب الذي اتبعه يف حتقيق املؤلفات املختلفة مع مقارنة منهجه باملنهج األمثل للتحقيق ،أو قل املبادئ واألسس املتبعة يف التحقيق يف العصر احلاضر ،وهذا العمل حيتاج إىل دراسة تطبيقية على ما حققه من كتب ،ولذلك أقول " :إن الكتاب احملقَّق هو الكتاب الذي صح فيه أربعةُ جوانب هي: َّ – 2عنوان الكتاب – 1اسم املؤلف – 4نسبة الكتاب إىل صاحبه – 3حتقيق منت الكتاب. إن حتقيق هذه اجلوانب حيتاج إىل تفتيش يف كتب الرتاث ،وحيتاج إىل بذل جهدٍ مضنٍ يف حتقيقها وخترجيها ،فهل أظهر (عبد احلميد) فيما حقق من الكتب منهجه يف التثبت من عنوان 18
الكتاب ،ومن صاحبه ،ومن صحة نسبة هذا العنوان إىل صاحبه؟ وقبل هذا ،هل قام (عبد احلميد) باستقصاء نسخ الكتاب؟ وهل وصفها يف مقدمته؟ وهل ذكر النسخة اليت اعتمد عليها يف حتقيقه؟ . إن أول خطوة جيب على احملقق أن يقوم بها هي مجع نسخ الكتاب الذي يريد أن جيري عليه عمله التحقيقي ،ثم يعمل دراسة على النسخ ومقابلتها ،بعضها ببعض ،ثم يستخلص نسخة يعتمدها أساسًا لعمله ،ثم عليه أن يشري إىل بقية النسخ كنسخٍ مساعدة. ط هذا اجلانب أهميةً تذكر ،فلم ومن دراسيت ملا حقق من كتب وجدت أن (عبد احلميد) مل يع ِ حيرص على مجع نسخ الكتاب ،ومل يذكرها إال ذكرًا عاجلًا ،على الرغم من بعض اإلشارات إىل بعض النسخ يف بعض الكتب ،من ذلك يقول (عبد احلميد) يف "مغين اللبيب" يف معرض تعليقه على املقدمة " :ختتلف النسخ يف هذه التقدمة ،وظاهر أنها ليست من كالم املؤلف"(.)1 فالحظ أن عبد احلميد ذكر بعض املالحظات البسيطة حول نسخ الكتاب ،لكنه مل يوثِّق صنيعه يف املقدمة فيصف النسخ وصفًا دقيقًا كما يتطلبه النهج األمثل. واملالحظ يف أعمال (عبد احلميد) أنه ال يُعنى كثريًا بالنسخ اخلطية واستقصائها ،وقد اعتمد يف نشر بعض الكتب على ما سبق هلا من طبعاتٍ ،كما صنع يف "شرح احلماسة "للتربيزي ،إال أنه نهج يف بعض كتبه إىل املخطوط كما صنع يف "معاهد التنصيص" فقد أشار إىل النسخ اخلطية وقابل بني النسخ. واملالحظ أن جلَّ اهتمام (عبد احلميد) ينصبُّ على إخراج الكتاب مربأً من األخطاء ،ثم يُكثِر أو يُقِل من التعليقات يف احلواشي دون ذكر _إال ما ندر _ إىل اختالف النسخ ،أو الزيادة والنقص يف اهلوامش ،وهذا يُع ُّد مأخذًا على ما حقق من كتب ،على أن يف كتبه اليت أخرجها اخلري والعلم اجلزيل. ويف حتقيقه لعناوين الكتب جند احملقق قد ذكر يف مقدمة الكتاب ،أو قل يف الصفحة األوىل من الكتاب ،هذا كتاب كذا وكذا دون أن يذكر الطريقة اليت تثبت هذا العنوان وصحة نسبته إىل مؤلفه ،فيقول" :هذا زبدة ما أودعناه شرحنا الكبري على كتاب "أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك"
1مغني اللبيب عن كتب األعاريب ،ابن هشام ،المكتبة العصرية ،بيروت.24/2 ،2002 ،
19
الذي صنَّفه أحنى النحاة اإلمام أبو حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف بن أمحد بن عبد اهلل بن هشام األنصاري ،املصري (.)1 مما سبق نالحظ أن احملقق مل حياول أن يثبت عنوان الكتاب ،ومل يثبت صحة نسبته إىل ابن هشام ،فلم يذكر من ذكر هذا الكتاب ،كما أنه مل يذكر أن ابن هشام قد ذكر مصنَّفَه هذا يف كتبه املختلفة ،ومل يذكر أنه وجد أحدًا قد أخذ عنه ،أو نقل مسأل ًة من مسائله ونسبها إىل هذا املصنف من علماء النحو يف عصره ،وبذلك أقول" :إن عمل (عبد احلميد) يف هذا اجلانب _أال وهو حتقيق عنوان الكتاب وصحة نسبته إىل صاحبه _ حيتاج إىل إعادة نظر.
منهج حممد حميي الدين عبد احلميد يف حتقيق منت الكتاب حتقيق املنت :هو أداؤه صادقًا كما وضعه مؤلفه ،كمًّا وكيفًا بقدر اإلمكان ،وإن أهم اجلوانب اليت ينبغي على احملقق مراعاتها عند التحقيق هي ما يلي: – 2ختريج آيات القرآن الكريم – 1ختريج األحاديث النبوية -4ختريج وحتقيق األشعار – 3ختريج األقوال واألمثال – 2ختريج األعالم وأمساء القرى – 1توضيح األلفاظ الغريبة – 1معاجلة الزيادة
والنقص – 2العناية باملكمالت احلديثة يف الكتاب احملقَّق(.)2 فإذا ما أتقن احملقِّق اجلوانب السابقة ،قلنا إن احملقق قد حاول إخراج نصَّه على النهج األمثل ،فكيف تعامل حممد حميي الدين عبد احلميد مع هذه اجلوانب؟ ً أوال :تخريج اآليات
إن النهج األمثل يف ختريج اآليات يقتضي إصالح ما قد وقع للمؤلف أو الناسخ من خطأ يف أثناء استشهاده بآيات من الذكر احلكيم ،وذلك بالعمل على إصالح اآليات يف املنت ،وذكر اخللل أو اخلطأ يف اهلامش ،واحلق أن عبد احلميد سار على هذا النهج يف خترجيه آليات القرآن الكريم، فذكرها مضبوطة بالشكل الدقيق ،وذكر السورة ،ورقم اآلية فيها ،وإن وجد خطأً يف اآلية أصلحه يف املنت ،وقد أخذ يشرح الغامض من ألفاظها ،ووضح موطن الشاهد.
1أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ،ابن هشام ا ،تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ،دار الطالئع ،القاهرة ،1220 ،ج ،2ص1 2أنظر :تحقيق النصوص ونشرها ،عبد السالم هارون ،وتحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج األمثل ،لعبد هللا عسيالن.
20
ب مِن الْمُحْسِنِني ،علََّق ِن رحْمت اللََّ ِه قَرِي ٌ من ذلك ما جاء يف كتاب “قطر الندى" قوله تعاىل :إ َّ باهلامش رقم ( )2من الصفحة نفسها بقوله" :من اآلية 11من سورة األعراف"( .)1ومنه أيضًا قوله تعاىل :و َل ْن تُ ْف ِلحُوا إِذًا أَبدًا ،علق يف اهلامش رقم ( )2بقوله" :من اآلية 12من سورة الكهف"(.)2 ومن مالحظيت لصنيع عبد احلميد يف كثري من الكتب النحوية اليت حققها أنه قد ذكر موطن االستشهاد ثم ذكر السورة ورقمها ،كما أن احملقق كان يرد اآلية اليت يستشهد بها املؤلف، كأن يقول احملقق" :كما ورد يف التنزيل ،أو كما ورد يف القرآن الكريم ،فإن احملقق يذكر اآليات موطن الشاهد كاملة. ومع كل هذا االجتهاد الذي أبداه املؤلف جنده يغفل هذا الضبط والتوثيق يف كثري من آيات القرآن الكريم ،فلم يرد هذه اآليات إىل السور اليت هي منها ،ومل يذكر رقمها يف بعض األحيان. ويف خترجيه لقراءات القرآن الكريم ،فقد عمل على االهتمام بقراءات القرآن الكريم ،من ذلك ما جاء يف أوضح املسالك يف معرض حديث املؤلف عن دخول حرف النداء على الفعل يف اللفظ حنو: سجُدُوايف قراءة الكسائي ،علق احملقق بقوله" :قراءة الكسائي واردة عن ابن عباس رضي اهلل أالَ يا ا ْ عنهما ،وهي بتخفيف الالم يف "أال" على أن الكلمة "أال" حرف تنبيه .فيكون "يا" حرف نداء ،واملنادى به حمذوف. و(اسجدوا) فعل أمر ،وكأنه قيل" :أال يا هؤالء اسجدوا" ،والدليل على صحة هذا التخريج على هذه سجُدُوا ِللََّ ِه الََّذِي ُيخْرِ ُج الْخبْء، القراءة أن الكسائي الذي رويت عنه يقف على أالَ يا ثم يبتدئ ا ْ وقرأ قوم بتشديد الالم يف "أال" على أنهما كلمتان :األوىل أن املصدرية ،والثانية "ال" النافية ،فيكون بعدها "يسجدوا" وهو فعل مضارع ،والياء فيه ياء املضارعة ،وهو منصوب بأ ْن املصدرية ،واملصدر املنسبك من "أن" املصدرية واملضارع يف موضع نصب على أنه بدل من " أعماهلم" ،أي فزين هلم الشيطان أعماهلم ،وزين هلم عدم عبادة اهلل -إخل ،وكتابتها يف املصحف "أال يسجدوا " تؤيد ذلك(.)3 واملالحظ على حتقيقات (عبد احلميد) النحوية ،أنه عمل على ضبط اآليات وحتقيقها، وخترجيها حسب القرآن الكريم املتداول برواية حفص عن عاصم .ومل ينوه احملقق يف حواشيه إىل األخطاء اليت وقعت يف اآليات.
1قطر الندى وب ّل الصدى ،مطبعة السعادة ،ط( ،2014 ،)2ص 412 2السابق ،ص .411
3أوضح المسالك ،ج ،2ص.12
21
وبذلك يكون (عبد احلميد) قد عمد إىل تصويب ما يقع يف اآليات من خطأ يف النص مباشرة، حسب رواية حفص عن عاصم ،دون اإلشارة إىل اخلطأ يف اهلامش ،وقد الحظ احملقق القراءات القرآنية األخرى يف التحقيق النحوي ،ألن املؤلف قد يقصد املراد بالقراءة األخرى. ثانيًا :تحقيق األحاديث
من املعروف أن النهج األمثل يف حتقيق األحاديث هو ذكر احلديث كما هو يف املنت ،ثم اإلشارة إىل اخلطأ ،وتصويبه يف اهلامش ،وختريج هذه األحاديث بردها إىل أصوهلا من مصادر التخريج واألحاديث ،والتعليق عليها من حيث القوة والضعف. واملالحظ على صنيع (عبد احلميد) ،أنه عمل على حتقيق األحاديث وضبطها وصوَّبها يف املنت مباشرة ،دون اإلشارة إىل اخلطأ يف اهلامش ،كما أنه عمل على شرح الغامض من ألفاظها ،وذكر موطن الشاهد منها يف احلواشي. من ذلك ما جاء يف كتاب "أوضح املسالك"( )1يف معرض حديث املؤلف يف باب الفاعل......" : ب الْخمْر حِني يشْربُها أو ملا دلَّ عليه الفعل كاحلديث " :ال يزْنِي الزَّانِي حِني يزْني وهُو مُ ْؤ ِمنٌ ،وال يشْر ُ وهُو مُ ْؤ ِمنٌ" علق احملقق بقوله ":أخرج هذا احلديث مسلم يف صحيحه يف كتاب اإلميان ""23/2 والبخاري يف كتاب األشربة من صحيحه " 223/1بوالق" وأبو داود "احلديث رقم 3120بتحقيقنا".
1أوضح المسالك ،ج ،2ص.11
22
ثالثًا :تحقيق األشعار
إن األشعار من أهم ما حيتاج يف منت الكتاب إىل حتقيق ،وحتقيقها يقوم على جوانب عديدة. لعل من رأسها التحقق من نسبة األشعار إىل قائليها ،ثم ضبطها ضبطًا سليمًا ،وتكميل الناقص منها، إذ قد ترد بذكر الصدر أو العجز ،ثم ذكر موطن الشاهد منها ،وختريج صاحبها إن مل يذكر ،ثم ردها إىل مصادر التخريج املختلفة. وقد الحظت اهتمام( عبد احلميد) بتخريج األشعار ،خاصة شواهد النحو والصرف فيما حقق من كتب حنوية ،وكان اهتمامه أقل يف كتب األدب ،واملالحظ أيضًا على (عبد احلميد) أنه يف أثناء معاجلته لكتب النحو ،كان يستنفد كل ما لديه من معارف وخربات حنوية ،فيؤلف الكتب املختلفة على كتب النحو وشروحها ،جاعلًا حتقيق الكتاب ضمن شروحه ،أو ضمن الكتب اليت ألفها على كتب النحو ،من ذلك "كتاب عدة السالك إىل حتقيق أوضح املسالك" ،وقد وضح يف هذا الكتاب غايته من تأليفه ،فيقول" :هذا زبدة ما أودعناه شرحنا الكبري على كتاب "أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك" الذي صنفه أحنى النحاة اإلمام أبو حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف بن أمحد بن عبد اهلل بن هشام األنصاري ،املصري .. ،قصدت به تقريب مباحثه ،وإيضاح مشاكله ،وتيسري شواهده، وتسهيل مراجعته ،فجمعت خالصة ما كنت كتبته عليه أيام كلفت بدراسته منذ ثالثني سنة، جانبت فيه اإلفراط والتفريط ،واكتفيت فيها باللمحة الدالة واإلشارة املفهمة "(.)1 ومنه أيضًا كتاب "منحة اجلليل بتدقيق شرح ابن عقيل “ ،وهو كتاب وضعه على "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك " البن عقيل اهلمداني املصري. وإني ألرى أن ما صنعه (عبد احلميد) يف شروحه هذه جعل هذه الكتب سهلة التناول فقرب بعمله املسائل النحوية الواردة فيها. ولكي نبني صنيعه سأقف على بعض النماذج التطبيقية يف حتقيقه وخترجيه لألشعار والشواهد ،فقد نسب األشعار اليت جاءت دون نسب إىل أصحابها ،فردَّها إىل قائليها ما أمكن ذاكرًا املصدر أو املرجع الذي وردت فيه ،من مناذجه التطبيقية ما ورد يف شرح ابن عقيل يف معرض حديث ابن عقيل عن دخول أل على الفعل معلقًا على الشاهد التالي: ما أَنْت بِاحلَ َكمِ التُرْضى حُكُومتُهُ
ي واجلَدلِ الر ْأ ِ ألصِي ِل والَ ذِي َّ والَ ا َ
1أوضح المسالك ،ج ،2ص.1
23
()1
علق مبا يلي:
– 2هذا البيت للفرزدق. – 1ذكر احملقق املناسبة اليت قال فيها الشاعر هذا البيت " وهي يف هجاء رجل من بين عذرة ،كان فضَّل جريرًا على كلٍ من الفرزدق واألخطل ،يف جملس عبد امللك بن مروان ،يف حضور الشعراء الثالثة ،فتغيظ الفرزدق ،وقال أبياتًا منها هذا البيت الشاهد. – 4شرح احملقق املفردات ،ثم شرح البيت شرحً أدبيًا وافيًا. – 3أعرب احملقق البيت إعرابا تامًا. – 2ذكر احملقق موطن الشاهد من البيت وهو (الرتضى) ،إذ أتى بصلة "أل " مجلة فعلية فعلها مضارع. كأن " وإذا حذف االسمُ وكان َّ ومنه ما جاء يف أوضح املسالك يف معرض حديث املؤلف عن ختفيف اخلرب مجل ًة امسية مل حيتج لفاصِلٍ ،كقوله: كَأَنْ ثدْييْهِ حُقََّانِ علَّق احملقق على هذا البيت بقوله" :هذا عجز بيت من اهلزج ،ويروى صدره هكذا: و ِوجْهٍ مُشْرِ ِق اللََّوْنِ ويروى صدره: وصدْرٍ مُشْرِ ِق النحْرِ وهذا الشاهد أحد األبيات اليت استشهد بها سيبويه (ج 2ص )122ومل ينسبوها. ُق -بضم احلاء -وليست تثنية كلمة حُقَّة، شرح احملقق املفردات ،وذكر أن كلمة حُقَّان تثنية كلمة ح َّ وقد ورد ذلك يف فصيح شعر العرب بغري تاء ومن ذلك قول عمرو بن كلثوم التغليب: المِسِيْنـا فِ ال َ حصـاناً ِمنْ ُأكُ َّ
وثدْياً مِثْل حُقَِّ العا ِج رخِصـاً
1شرح ابن عقيل ،ج ،2ص.222-221
24
والعرب تشبه الثديني حبق العاج كما يف بيت الشاهد ،وكما يف بيت عمرو ،ووجه الشبه أنهما مكتنزان ناهدان. أعرب احملقق البيت إعرابًا تامًا ذكر موطن الشاهد وهو قوله" :كأن ثدييه حقان" فقد رويت هذه العبارة بروايتني :إحداهما بنصب "ثدييه " بالياء املفتوح ما قبلها -على أنه اسم كأ ْن املخففة من الثقيلة ،وهذا قليل بالنظر إىل حذف امسها وجميء خربها مجلة .وثانيتهما -وهي املعتربة هنا عند املؤلف -برفع ثدييه على أنه مبتدأ(.)1 راب ًعا :تخريج األعالم
واملقصود باألعالم أمساء األشخاص ،واألماكن والبلدان ،والطوائف ،وامللل وغريها ،فعلى احملقق أن يراعي الدقة يف خترجيها ،ألنها أكثر ما يقع فيه الناسخ من اخلطأ ،وقد عمل (عبد احلميد) جاهدًا على ضبط األعالم الواردة فيما حقق من كتب ،وعمل على خترجيها ،إال أنه أغفل عددًا كبريًا منها ،وتركها دون ختريج. يف خترجيه ألمساء الشعراء ،كان يذكر اسم الشاعر ونسبه ولقبه ،ويذكر املصادر اليت ذكرت فيها ترمجة له ،من ذلك ما علق به (عبد احلميد) على الشاعر أبي العالء املعري ت ألبي العالء املعريَّ ،أمحد بن عبد اهلل بن سليمان ،نادرة الزمان، قال احملقق يف اهلامش" :البي ُ وأوحد الدهر حفظًا وذكاءً وصفاء نفسٍ ،وهو من شعراء العصر الثاني من عصور الدولة العباسية ،فال يُحت َّج بشعره على قواعد النحو والتصريف ،واملؤلف إمنا جاء به للتمثيل ال لالحتجاج واالستشهاد به، أو ليبني أن اجلمهور حلنوه ،وأنه عندهم غري صحيح"( .)2ومنه أيضًا ما جاء يف شرح ابن عقيل يف تعليقه على قول ابن الزبعري: إنَّ للخيْ ِر وللشَّرَِّ مدًى
ال ذ ِلكَ وجْ ٌه وقَبلْ وكِ َ
علق احملقق قائلًا :البيت لعبد اهلل بن الزبعري ،أحد شعراء قريش املعدودين ،وكان يف أول الدعوة اإلسالمية مشركًا يهجو املسلمني ،ثم أسلم ،والبيت من كلم ٍة له يقوهلا _ وهو مشرك _ يوم أحد (.)3
1أوضح المسالك ،ج ،2ص.412 ضا أوضح المسالك ،ج ،2ص.201 2شرح ابن عقيل ،ج ،2ص ،122وانظر أي ً 3شرح ابن عقيل ،ج ،1ص ،11وانظر أوضح المسالك.222/4 ،
25
سا :تخريج األمثال خام ً
األمثال واألقوال املأثورة من األمور اليت جيب على احملقق أن يعمل على حتقيقها وخترجيها وضبطها ،وعليه أن يذكر مكان وجودها يف املصادر املختلفة ،واحلق أن (عبد احلميد) عمل على ضبط األمثال وخترجيها خترجيًا حسنًا ،وعمل على شرحها. من ذلك ما جاء يف "أوضح املسالك" يف معرض حديث املؤلف عن املوضع الرابع من مواضع حذف خرب املبتدأ وجوبًا " ....وشذ قوهلم" حُكْمُكَ مُسمَّطاً" “ ،علق (عبد احلميد) يف اهلامش قائلًا" :هذا مثل من أمثال العرب ،وقد اختلفت رواية كتب األمثال فيه ،فرواه امليداني يف جممع األمثال ( ،)234/2طبع املطبعة األمريية ،وانظره برقم ( )2244يف ( )121/2بالرفع وقال يف شرحه (حكمك مسمطًا) أي مرسل عري جائز ال يعقب. ويروى (:خذ حكمك مسمطًا) أي جموزًا نافذًا ،واملرسل :الذي ال يرد " أ.هـ حبروفه ،ورواه أبو هالل العسكري يف مجهرة األمثال ( )122/2بهامش جممع األمثال للميداني بالنصب ،وقال يف صدره": حكمك مسمطًا " يراد به حكمك مرسلًا ،أي احتكم وخذ حكمك ،قال أبو بكر :خذ حكمك مسمطًا، أي سهلًا .)1("...... ومنه ما جاء يف أوضح املسالك أيضًا يف حديثه عن املبتدأ " املبتدأ :اسمٌ أو مبنزلته ،مُجرَّدٌ من ف راف ٌع ملكْتفًى به. العوامل اللفظيةُ ،مخْب ٌر عنه ،أو وص ٌ هلل ربُّنا" والذي مبنزلته ،حنوُ" :تسْم ُع بِالْمُعيْديِّ خيْرٌ منْ أَ ْن تراهُ ". فاالسم حنوُ" :ا ُ علق (عبد احلميد) أن هذا املثل _ وهو قوهلم "تسمع باملعيدي خري من أن تراه "_ يروى على ثالثة أوجه :أوهلا "ألن تسمع باملعيدي خري " بالم االبتداء وأن املصدرية وهذه الرواية ال إشكال فيها، وذلك ألن املبتدأ فيها مصدر منسبك بواسطة حرف موجود يف الكالم .وثانيها "تسمع باملعيدي خري من أن تراه" بنصب الفعل املضارع مع حذف أن ،ويف هذه الرواية شذوذ من جهة حذف احلرف املصدري الضعيف وبقاء عمله ،وثالثها "تسمعُ باملعيدي خري من أن تراه " برفع املضارع -وهو تسمع -بعد حذف أن ،وقد جاءت هذه الرواية على األصل يف حذف احلرف املصدري مع زوال عمله .وقد اختلفت كلمة العلماء يف توجيهها ،فذهب أكثرهم إىل أن احلرف املصدري مقدر لسبك الفعل باملصدر حتى يقع مبتدأً ،ألن املبتدأ ال يكون إال امسًا ،وذهب قوم إىل أن الفعل إذا أريد به جمرد احلدث صح أن يسند إليه
1أوضح المسالك ،ج ،2ص.121
26
ويضاف إليه ،وال حاجة عند هؤالء إىل تقدير احلرف املصدري ،ويكون من باب استعمال اللفظ من جزء معناه ،وذلك ألن الفعل يدل على احلدث الذي هو مدلول املصدر وعلى الزمان ،وقد جرد هنا من الداللة على الزمان ،واقتصر فيه على اجلزء األول وهو احلدث ". وذكر أن هذا املثل من أمثال العرب يضرب ملن يكون خربه واحلديث عنه خري من مرآه ونظره ،وأول من قاله هو املنذر بن ماء السماء"(.)1 واملالحظ أن احملقق ذكر احلاالت اليت يرد فيها املثل دون أن يرد احلاالت إىل الكتب اليت اعتمد عليها ،أو إىل مصادر التوثيق. واملالحظ أيضًا أن (عبد احلميد) قد عمل على العناية بكل ما حيتاج إىل حتقيق يف كتب النحو ،أمَّا يف كتب األدب والدين ،فقد ركََّز عنايته على إخراج الكتاب صحيحًا مربأً ،ومل ُيعْن كثريًا بالتخرجيات وجاءت تعليقاته يف هذه الكتب خمتصرة وقليلة ،وقد أغفل ختريج كثري من اآليات واألحاديث واألعالم واألشعار واألمثال. سا :منهجه في شرح األلفاظ الغريبة ساد ً
أي كتابٍ حققه إال وشرحها شرحًا وافيًا مستفيضًا، مل يرتك (عبد احلميد) كلمةً غريبة يف ِّ فشرحها يف آيات القرآن ،ويف األحاديث ،واألشعار. وكان يذكر أصلها ومجعها ومفردها ،ففي كتب النحو كان يشرح الشواهد فيشرح األلفاظ املفردة أولًا ،ثم يعمل على شرح البيت ،ويذكر مناسبته إن أمكن ،ثم يعربه ،من ذلك ما جاء يف "شرح ابن عقيل" على قول الشاعر: ال تعسَّفْن رمْالَ كنِعاج الْفَ َ
ت إذْ أقبلَتْ و ُزهْ ٌر تهادى ُقلْ ُ
علََّق احملقق (بقوله)":البيت لعمر بن أبي ربيعة املخزومي" اللغةُ ( :زهْر) مجع زهراء ،وهي املرأة احلسناء البيضاء ،وتقول :زهر الرجل _من باب فرح _ إذا أشرق وجهه وابيض (تهادى) أصله (تتهادى) بتاءين ،فحذف إحداهما ختفيفًا ،ومعناه تتمايل وتتمايس،
1أوضح المسالك ،ج ،5ص.588
27
وتتبخرت( ،نِعاج) مجع نعجة ،واملراد بها هنا بقر الوحش( ،الْفَالَ) الصحراء( ،تعسَّفْن) أخذن على غري الطريق ،و ِملْن عن اجلادَّة"(.)1 ومنه ما جاء يف أوضح املسالك قول الشارح: ال اصْطِبارٌ ألَوْدى كُ َّلُ ذِي مِقَةٍ لَ ْو َ ت من البسيط وعجزه قوله: علَّق احملقق بقوله" :هذا صدر بي ٍ ُن لِلظََّعنِ لَمَّا اسْت َقلََّتْ مطَاياه َّ اللغة (:أَوْدى) فعل الزم معناه هلك( ،مِقَة) حُبَّ ،وفعله (ومق) _كوعد_ والتاء يف مقة عوض عن فاء الكلمة _وهي الواو_ كعِدة وزِنة ،وحنوهما( ،اسْت َقلََّتْ) نهضت وهمَّت بالسري( ،الظََّعن) الرحيل والسفر، ).(2
وهو هنا بفتح العني
ويف كتب الدين واألدب ،فإن معظم عمله التحقيقي قام على شرح الغريب واملعمَّى من األلفاظ ،فأحسن (عبد احلميد) وأجاد يف هذا اجلانب. ومنه ما جاء يف شاهد من شواهد ابن هشام يف أوضح املسالك(:)3 ومِ ْن عِضةٍ ما ينْبُت َّن شكِريُها علََّق (عبد احلميد) على هذا الشاهد بقوله" :هذا الشاهد مث ٌل من أمثال العرب معناه أن الفرع جييء على وفق أصله ،وهو موافق لشطر بيت من الطويل ،وقد وقع هذا الشاهد عجزًا يف بيت ،وهو قول الشاعر: و ِمنْ عِضةً ما ينْبُتْن شكِيْرُها
ت سرق ابْنُهُ إذا مات مِ ْنهُمْ ميِّ ٌ وقد وقع صدرًا لبيت آخر وعجزه قوله: ط الزَّنادُ مِن الزَّنْدِ قدمياً ويقت ّ
1شرح ابن عقيل ،ج ،1ص.142 2أوضح المسالك .221/2 3أوضح المسالك.04/3 ،
28
اللغة( :عِضةٌ) بكسر العني املهملة وفتح الضاد خمففة _شجرة ذات شوك من أشجار البادية ،وللعلماء خالف طويل يف المها ،فقيل المها واو حمذوفة عوض عنها هذه التاء بدليل مجعهم إيَّاها على (عضوات) وقيل :المها هاء حمذوفة عوضت عنها هذه التاء بدليل قوهلم (عضهة) وقوهلم (عاضة)، وقيل :هذه التاء املوجودة هي المه ،وقد أشبعنا القول يف هذه املذاهب واالستدالل هلا يف شرحنا على األمشوني( ،شكِيْرُها) الشكري _بفتح الشني املعجمة بزنة األمري_ ما ينبت حول الشجرة ،وقالوا: (شكرت الشجرة تشكر) من باب فرح يفرح _ إذا نبتت الشكري حول جذورها. ساب ًعا :منهجه في الزيادة والحذف والتغيير والتبديل
لقد عين (عبد احلميد) بإخراج الكتاب كما صدر عن صاحبه ،دون زيادةٍ أو نقصٍ ،ودون تغيريٍ أو تبديل ،قدر ما أمكن ،وقد أجهد نفسه يف البحث عن نسخ الكتب املراد حتقيقها ،لرياجع بعضها ببعض ،ثم حبث عن الكتب اليت يثبت أن الكاتب قد أخذ عنها لرياجع النصوص املنقولة على أصوهلا، حرصًا منه على الدقََّة والصدق واألمانة العلمية. ولقد اعتمد (عبد احلميد) يف أغلب أعماله على نسخ متعدَِّدة جعل أوفاها وأدقَّها أصلًا للتحقيق وما تبقََّى فروعًا عليها تساعد النسخة املعتمدة يف حاالت الطمس ،أو عدم الوضوح ،أو التغيري على أيدي النسَّاخ ،وكان نهجه يقوم على إثبات األصل الدقيق الصحيح يف املنت ،ويشري إىل اختالف النسخ يف احلاشية ،إال إذا تبيَّن له خطٌأ يف املنت وثبت يف أكثر من نسخة كان يعمل على التغيري يف املنت ويشري إىل هذا التغيري يف احلاشية ،وقد وضَّح (عبد احلميد) منهجه يف هذا املوضوع يف مقِّدمة التحقيق لكتاب "معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص" فيقول" :وعرضت ما يف الكتاب من النصوص شعرها ونثرها على أصوهلا من الدواوين ،وجماميع الشعر وأمهات كتب األدب ،وعرضت ما فيه من الرتاجم على مصادرها األوىل كاألغاني ،ووفيات األعيان ،ويتيمة الدهر ،وفوات الوفيات ،ودمية القصر ،وتيسَّر لي أن أدل على املكان الذي يصدر عنه صاحب الكتاب ،وبيَّنت يف حواشي هذه املطبوعة أكثر ما كان يف أصول الكتاب من التحريف واملوضع الذي أخذت عنه ما أخذت من التصحيح ،ومل أغيِّر كلمة من الكتاب إال بثالثة شروط: أوهلا :أال يكون ملا ورد يف الكتاب وجه صحيح ،وثانيها :أن يكون من الظاهر أنَّ العبارة الصحيحة قد تصحَّفت قراءتها على ناسخ الكتاب أو ناشره ،وثالثها :أن يتأكد عندي أن املؤلف نقل هذه الكالم عن
29
اختل شرطٌ من هذه الشروط الثالثة تركت العبارة على حاهلا وبيَّنت يف َّ األصل الذي أراجعه ،فإن ()1
احلاشية أن هذه العبارة وردت يف الكتاب الفالني على الوجه الفالني"
وعمل (عبد احلميد) على معاجلة النقص الذي يرد يف النسخة األصلية ،فكان يضع هذا النقص بني معقوفني ،ثم ينوِّه إىل هذا النقص يف احلاشية ،من ذلك ما جاء يف كتاب "املسوَّدة يف أصول الفقه"" :وحكاه ابن عقيل عن عيسى بن أبان أن [ما خُصَّ] بدليل جاز ختصيصه خبرب الواحد وإال فال " علق احملقق يف احلاشية قائلًا ":ما بني هذين املعقوفني ساقط من (أ)"(.)2 وقد عمل حميي الدين على اإلشارة إىل اختالف النسخ ،فكان جيعل يف املنت النص الذي يوجد يف النسخة اليت اعتمد عليها ،ويضع يف اهلامش ما جيده خمتلفًا عن النسخة األصلية. ويف معاجلة التغيري ،كان يشري إىل ما يطرأ على النسخ من تغيري أو تبديل فقد ورد يف "املسودة يف أصول الفقه" كلمةُ مسألة بدلًت من فصل ،علََّق احملقق بقوله" :يف (أ) فصل مكان مسألة"( .)3ويف معرض معاجلته للعبارات اليت توضع حشوًا يف املنت على أيدي الناسخني أو الناشرين، كان يبينها ويعلق عليها ،منها ما ورد يف منت "املُسوَّدة" قول الدمشقي( :وهو ظاهر ما نقله أبو الطََّيِّب عن احلنفية) ،علق (عبد احلميد) بقوله" :يف (أ) أبو اخلطاب"(.)4 ومنه ما جاء يف مغين اللبيب (:سواء تكون مبعنى مستو [ويوصف به املكان مبعنى أنه نصف بني مكانني] واألفصح فيه حينئذٍ أن يقصر مع الكسر) ،علََّق احملقق على العبارة املوضوعة بني معقوفني بقوله" :هذه العبارة ساقطة من النسخة اليت شرح عليها الدسوقي"( .)5فمن خالل ما سبق نالحظ أنَّ منوهًا إىل صنيعه هذا يف (عبد احلميد) كان يثبت النقص يف النسخة األصلية فيضعه بني معقوفتني ِّ احلاشية ،وقد قصر بعض تعليقاته يف بعض الكتب على ذكر اختالف النسخ ،أو النقص أو السقط ،أو التغيري أو التبديل ،كما صنع يف كتاب " مغين اللبيب".
1معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص ،للعباسي ،تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ،عالم الكتب ،بيروت.2-3 /2 ،2031 ، س َّودَة في أصول الفقه ،ص.220 2ال ُم َ 3السابق ،ص.211 4السابق ،ص210
5مغني اللبيب .232/2
30
ثامنًا :منهجه في ضبط النصوص.
ضبط النصوص من األمور اليت جيب على احملقق أن يقوم بها يف أثناء حتقيقه ألي كتاب، فإعجام احلروف بالنقط ،وتشكيل الكلمات بالشكل الصحيح ،من أهمِّ أعمال احملقق ،إذ أن النقط والتشكيل يف املخطوطات ختتلف من خط آلخر ،وعليه جيب على احملقق أن يستشعر احلذر يف ضبطه، ألن اختالف الضبط يؤدي إىل اختالف املعاني اليت يقصدها املؤلف ،ويغيِّر الكلم عن مواضعه. واحلقُّ أن (عبد احلميد) يف جممل أعماله قد عين عناية فائقة بضبط النصوص ،فضبط ألفاظها ،وشكَّلها شكلًا دقيقًا ينمُّ عن فه ٍم دقيق ملا حيقق من موضوعات ،وعلى احملقق أن يراعي الضبط الذي أراده املؤلف ،فإن وجد لفظًا ،قد ضبطه املؤلف ضبطًا معينًا ،ثم تكرر اللفظ نفسه مرة أخرى ،فعلى احملقق أن يلتزم ما جاء به املؤلف. ويف اجلانب التطبيقي عند (عبد احلميد) جند أنَّ ج َّل ما صنع التزم فيه بالضبط الصحيح، إذ أنَّ هذا العمل كان األساس يف حتقيقاته ،فقد يكون (عبد احلميد) قد قصَّر يف ختريج بعض األعالم أو األشعار أو اآليات ،إال أنَّ العمل الذي برع فيه هو ضبطه لأللفاظ ،واآليات واألشعار ،بطريقةٍ ال يشوبها شك ،وذلك بردِّ هذه األلفاظ إىل املعاجم أو كتب اللغة والنحو والرتاجم. من أجل ذلك نسوق األمثلة التطبيقية اليت تثبت تألّق (عبد احلميد) يف هذا اجلانب. ففي ضبطه آليات القرآن الكريم ،جنده يف كلَّ ما حقق قد عمل ضبطها بالنقط والشكل الدقيق راجعًا يف هذا الضبط إىل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم ،فمنه ما جاء يف كتاب شرح ب سُودٌ ،ومنه ض وحُمْرٌ َّمخْتلِفٌ أَلْوانُها وغَرابِي ُ "شذور الذهب"( )1قوله تعاىل :ومِن ا ْلجِبالِ جُد ٌد بِي ٌ أيضًا قوله تعاىل :فَإِذا نُفِخ فِي الصَُّو ِر نفْخ ٌة واحِدةٌ ،ومنه قوله تعاىل :غَيْ ِر الْمغْضُوبِ علَ ْي ِهمْ. هذه اآليات مجيعها من صفحة واحدة جتدها مضبوطةً ضبطًا صحيحًا بالنقط والشكل. ومنه ما جاء يف شرح ابن عقيل( )2يف باب إن وأخواتها قوله تعاىل :أَ َفلَا يروْن أَ ْن لَا ي ْرجِعُ إِلِ ْي ِه ْم قَوْلًا ،وقوله تعاىل :أَيحْسبُ اإلنْسانُ أَ َّلَ ْن نجْمع عِظَامه ،وقوله تعاىل :أيحْسبُ أَ ْن َلمْ يرهُ أَح ٌد ، وقوله تعاىل :وأَ ْن لَوْ اسْتقَامُوا علَى الطَرِيقَةِ ،وقوله تعاىل :أَو َلمْ يهْ ِد لِلَّذِين ي ِرثُون األرْض مِ ْن بعْ ِد
1شذور الذهب ،ص.220 2شرح ابن عقيل.422/2 ،
31
َأ ْهلِها أَ ْن لَو نشا ُء أصبنا ُه ْم بِذُنُو ِبهِ ْم ،فلم يرتك احملقق آية يف هذا الكتاب إال وضبطها ضبطًا تامًا، حسب رواية حفص عن عاصم. وقد اتبع النهج نفسه يف ضبط حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فمنه ما جاء يف "أوضح املسالك" قوله صلى اهلل عليه وسلم :م ْن تعزَّى بِعزا ِء الْجا ِهلِيَّ ِة فَ َأعِضَُّو ُه بِهنِ أَبِي ِه ولَا تكْنُوا .)1(وقوله: س ولَوْ خاتمًا ِمنْ حدِيدٍ.)2) الْتمِ ْ ويف األشعار ،فقد ضبطها ضبطًا تامًا يف كتب النحو ،أما يف كتب األدب والدين ،فكان يضبط ما يشكل يف قراءته ،فمن ضبطه لألشعار ما جاء يف مغين اللبيب: ض الَّذي يف يديْهِ يُصابُ ببع ِ
بأن الفَتى أليس عجيباً َّ ومنه ما جاء يف شرح ابن عقيل(:)3
غَيْر ما يُ ْرضِيْكُما لَا يُحاوِلُ
خلِيلَيَّ أَنَّى تأْتِيانِي تأْتِيا َأخًا
وكما نالحظ فقد ضبط(عبد احلميد) األشعار ضبطًا تامًا وصحيحًا ،ويف ضبطه لألعالم، فقد ضبطها أيضًا ضبطًا صحيحًا رادًّا ذلك الضبط إىل كتب الرتاجم ،ومعاجم املواقع والبلدان، فمن ذلك ما جاء يف "مغين اللبيب" عند ترمجته البن هشام قول احملقق" :لزم الشِّهاب عبد اللطيف سلْمى املُزْنِي" فقد ضبط بن املرحِّل ،وتال على ابن السَّرَّاج ،ومسع على أبي حيَّان ديوان زُهيْر بن أبي ُ احملقق األعالم واألشعار واآليات وغري ذلك من النصوص ضبطًا سليمًا ،ولذلك جنده يروِّس كتبه بعبارة" :حقَّقَه وفصَّله ،وضبط غرائبه حممد حميي الدين عبد احلميد". تاس ًعا :التعليق
التعليق على بعض القضايا الواردة يف النصَّ من أهم أعمال احملقق ،وهلذا الغرض ،فإن احملقق حيتاج إىل أن يكون على دراية كافية بأسلوب املؤلف ونهجه يف تأليف كتابه ،فهو حيتاج إىل قراءة دقيقة متأنِّية ملنت الكتاب مما جيعل احملقق على دراية باملوضوعات اليت حتتاج إىل تعليق يف احلاشية، إذ أن التعليق مييط اللثام عن الغموض يف منت الكتاب ،الذي يعتور املنت بسبب التقديم أو التأخري يف
1أوضح المسالك.31/2 ، . 2السابق245/5 ، 3شرح ابن عقيل.410/1 ،
32
عباراته ،أو بسبب ورود بعض القضايا باإلجياز أو باإلمجال ،مما حيتاج إىل تفصيل ،وجيعل احملقق يتدخَّل يف احلاشية بالقدر الذي يتناسب مع سياق املؤلف ويوضِّح ما قد يكون مستغلقًا منه. وحيتاج احملقق إىل أن يلتزم جانب الدقَّة يف تعليقاته ،حبيث ال حتتوي إال على معلومات دقيقة ط يف التعليقات من أجل االستكثار مما خيرج وموثَّقة ومناسبة للغرض الذي سيقت من أجله ،وألّا يُفْرِ َ التحقيق عن أصوله ،وعن اهلدف الذي يُرجتى منه ،وعلى احملقق أن يعتمد على املصادر واملراجع ٍّ. األصلية يف كلِّ عل ٍم وفن واحلق أن عبد احلميد قد علق على الكتب اليت حققها تعليقًا يطول يف بعض املؤلفات، ويقصر يف بعضها اآلخر ويرى القارئ للكتب اليت حققها (عبد احلميد) أنه التزم التطويل املفيد يف كتب النحو ،إال يف صنيعه يف "مغين اللبيب" فلم أكد أجد يف هذا الكتاب تعليقًا واحدًا ،بل اقتصر عمله فيه على ذكر النقص أو الزيادة أو االختالف يف النسخ ،أما يف غري هذا الكتاب فقد علق (عبد احلميد) تعليقًا وافيًا مما جعل هذا التعليق خيرج من جمرَّد التعليق على املنت إىل وضع املؤلفات على هذه املتون. ففي "شرح شذور الذهب" جند أن املؤلف مل يرتك مسألة من مسائله إال وقف عليها وقفة تطول أو تقصر حسب ما يناسب هذه املسألة أو تلك ،فخرَّج اآليات واألحاديث واألشعار واألمثال واألقوال وشرح مفرداتها ،وقدم هلا شرحًا أدبيًا وافيًا ،وأعرب الشواهد وبني موطن الشاهد منها ،ثم جنده يفصَِّل املسائل والقضايا اليت جاءت بالعموم أو جاءت غامضة أو ناقصة. من ذلك ما جاء يف (شرح شذور الذهب) عند احلديث عن إعراب اجلملة بعد املعرفة ،يقول: "وكذا شأن اجلمل اخلربية بعد النكرات ،وأمَّا بعد املعارف فهي أحوال ﮐ (جاء زيدٌ يضحك). فإن يف اجلملة تفصيلًا ،وذلك بالنظر علَّق احملقق بقوله" :يستثنى من املعارف احمللى (بأل) َّ إىل معنى (أل) فإن كانت (أل) جنسية فاجلملة صفة ،كما يف قول الشاعر نسبة يف األصمعيات 13 إىل مشر بن عمرو احلنفي": سبُّنِي ولقدْ مر ْرتُ علَى اللّئيمِ ي ُ
***
33
ت لَا يعْنِينِي ت ثُمَّت قُلْ ُ فَمضيْ ُ
وإن مل تكن (أل) جنسية فاجلملة حال ،وعلى ذلك يكون مراد املؤلف أن اجلمل بعد املعارف احملضة _ وهي ما ال تشبه النكرة بوجه من الوجوه _ أحوال ،وبعد النكرات وما أشبهها من املعارف _وهو احمللى بأل اجلنسيَّة_ صفات فافهم ذلك"(. )1 فقد فصل احملقق ما جاء يف العموم على عبارة املؤلف( :وأما املعارف) فشرح املقصود باملعارف يف العبارة. أما تعليقه على الشواهد النحوية ،فلم أجد حمققًا وقف عندها ما وقفه (عبد احلميد) فشرح مفرداتها شرحًا معجميًا ،ثم أمجل شرح الشاهد ،وأعربه إعرابًا تفصيليًا ،وذكر موطن الشاهد منه، كل ذلك ختريج الشاهد وذكر مواطن وجوده ،فمن ذلك تعليقه على شاهد ابن عقيل التالي: َّ ض مِ ْن علِ حتُ عرِي ٌ أقَبُّ مِ ْن ت ْ علَّق عليه (عبد احلميد) بقوله" :هذا البيت ألبي النجم العجلي يصف فيه الفرس ،من أرجوزة له يصف فيها أشياء كثرية ،وأول هذه األرجوزة قوله: جزِلِ ضلِ الْو ُهوبِ الْ ُم ْ الْواسِعِ الْفَ ْ
ألجْلَـلِ احلَمْ ُد ِللّهِ العلِـيَّ ا َ
اللغة" :أقَبُّ" مأخوذ من القبب ،وهو دقة اخلصر وضمور البطن. اإلعراب" :أقَبُّ" خرب ملبتدأ حمذوف أي هو أقب " ِمنْ" حرف جر "تحْتُ" ظرف مبين على الضم يف حمل جر مبن ،واجلار واجملرور متعلق بقوله "أقَبُّ" ،وقوله "ع ِريْضٌ" خرب ثا ٍن "من عل" جار وجمرور متعلق بعريض. الشاهد فيه :ذكروا أن مكان االستشهاد بهذا البيت يف قوله" :من حتت ،ومن عل" حيث بين الظرفان على الضم ألن كلًا منهما قد حذف منه لفظ املضاف إليه ونوي معناه. هكذا قالوا ،وهو كالم خالٍ عن التحقيق ألن قوايف األرجوزة كلها جمرورة كما رأيت يف البيتني الذين أنشدناهما يف أول الكالم على هذا الشاهد فيكون قوله" :من عل" جمرورًا لفظًا مبن ،ويكون من احلالة الثانية اليت حذف فيها املضاف إليه ونوي لفظه ،ويكون االستشهاد بقوله" :من حتت" وحده، فاحفظ ذلك ،وال تكن أسري التقليد(.)2
1شرح شذور الذهب ،ص .124 2شرح ابن عقيل .13/1
34
ومن تعليقاته أيضًا متثيله بالشعر والقرآن الكريم على كثري من املسائل الواردة من غري متثيل ،من ذلك ما جاء يف شرح ابن عقيل تعليقًا على كالم الشارح " :فيجوز حذْفُ اهلاء من ضربته ت وحِيدًا ،وقوله تعاىل :أَهذا الََّذِي بعث فتقول "جاء الذي ضربت" ،ومنه قوله تعاىل :ذرْنِي ومنْ خلَقْ ُ اللََّ ُه رسُولًا التقدير "خلَقْتُهُ ،وبعثه " علَّق (عبد احلميد) بقوله" مل يذكر الشارح شيئًا من الشواهد من الشعر العربي على جواز حذف العائد املنصوب بالفعل املتصرف ،بل اكتفى بذكر اآليتني الكرميتني ألن جميئه يف القرآن دليل على كثرة استعماله يف الفصيح ،ومن ذلك قول عروة بن حزام: وأَنْسى الََّذِي َأعْددْتُ حِني أُجِيبُ
وُأصْرف ع ْن وجْهِي الََّذِي كُنْتُ أَرْتئِي
أراد أن يقول :أصرف عن وجهي الذي كنت أرتئيه ،وأنسى الذي أعددته ،فحذف العائد املنصوب بأرتئي وبأعددت ،وكل منهما فعل تام متصرف(.)1 ومنه أيضًا ما جاء يف تعليقه على كالم املؤلف" :فيشرتط يف اجلامد :أن يكون علَمًا ،ملذكر، عاقل خاليًا من تاء التأنيث ،ومن الرتكيب فإن مل يكن علَمًا مل جيمع بالواو والنون فال يقال يف رجل صغَِّر جاز ذلك حنو" :رُجيْلٌ ،ورُج ْيلُون" ألنه وصْفٌ".... رجُلون ،نعم إذا ُ علق احملقق بقوله وجاء من ذلك قول الشاعر: سْدُد أُبيْنُوها األصاغِرُ خلََّيت
ت تُماضِرُ أنَّين إِمَّا أمُتْ زعم ْ
حمل الشاهد يف قوله " :أُبيْنُوها" فإنه جمع مُصغَّر "ابن" مجع مذكر ساملًا ورفعه بالواو نيابة عن الضمة ،ولوال التصغري ملا جاز أن جيمعه هذا اجلمع ألن ابنًا اسم جامد وليس بعلم ،وإمنا سوغ التصغري ذلك ألن االسم املصغر يف قوة الوصف ،أال ترى أن رجيلًا يف قوة قولك :رجل صغري ،أو حقري، وأن أبينًا يف قوة قولك :ابن صغري؟(.)2 ومن تعليقاته أيضًا أنه كان يذكر املناسبة اليت قيل فيها البيت من الشعر ،ثم يشرح املفردات ويعرب بعض األلفاظ ،من ذلك ما جاء يف شرح ابن عقيل من قول الشاعر: فما هِي إال لَمْح ٌة وتغِيبُ
على َأحْوذِيَّ ْينِ استقلت عشِيَّة
1شرح ابن عقيل.210/2 ، 2السابق12/2 ،
35
علق احملقق بقوله" :البيت حلميد بن ثور اهلاللي ،الصحابي ،أحد الشعراء اجمليدين ،وكان ال يقاربه أحد يف وصف القطاة ،وهو من أبيات له يصف فيها القطاة ،وأول األبيات اليت يصف فيها القطاة قوله: كما انقَبضتْ كدراءُ تسقي فِراخها
شعُوبُ بِشمْظَ َة رِفْهًا واملِيا ُه ُ
ت َل ْم تُصعِّدْ فِي السما ِء وتحْتها غَد ْ
إذا نظَرتْ أَهْوِيَّ ٌة و ُلهُوبُ
ُم قَلَّصتْ ت وما جاء القَطَا ،ث َّ فجاء ْ
ت تنُوبُ مبفْحصِها والواردا ُ
()1
ويف اجململ فقد التزم (عبد احلميد) باإلجياز يف التعليقات ،وقلتها أحيانًا كما يبدو يف حواشي شرح احلماسة للتربيزي ،يف حني جنده يطيل يف الشروح والتعليقات على كتب النحو مثل شرح ابن عقيل، وأوضح املسالك وغريهما ،والعربة عنده ليست بكثرة التعليقات ،وإمنا بالرتكيز على حترير النصَّ وإخراجه مضبوطًا بالشكل ،خاليًا من األخطاء والتصحيف والتحريف فعنده " :أن التوفر على الدقّة النص األصلي للكتاب ،وإخراجه يف ثوبٍ أنيق يوافق رغبات العصر خري من التطويل َّ يف حتقيق باحلواشي اليت قد تطوح باحملقق والقارئ يف بيداوات املنبت الذي ال أرضًا قطع وال ظهرًا أبقى".
مكمالت التحقيق عند حممد حميي الدين عبد احلميد أوال :مقدمة التحقيق.
ملقدمة الكتاب أهمي ٌة كبرية يف التحقيق ،إذ أنها تلقي الضوء على مؤلف الكتاب ،وموضوعه ومنهجه ،والنسخ اليت اعتمد عليها احملقق ،ومنهج التحقيق ،وكل هذه األمور مما ينبغي تناوله يف مقدمة التحقيق. مل يبذل حممد حميي الدين عبد احلميد جهدًا كبريًا يف الرتمجة ألصحاب الكتب اليت حققها ،فيذكر نشأته وحياته ،ورحالته وشيوخه ،وتالميذه ،ومؤلفاته ،واملالحظ يف مقدمات الكتب اليت حققها (عبد احلميد) أنها جاءت خمتصرة جدًا ،فينوَّه تنويهًا بسيطًا باسم املؤلف ،ويف بعضها مل يتحدث مطلقًا عنه ،ففي شرح ابن عقيل مل يرد يف املقدَّمة عنه إال قوله" :ومنهم قاضي القضاة عبد اهلل بهاء الدين بن عبد اهلل بن عبد الرمحن بن عبد اهلل بن عقيل ،القرشي ،اهلامشي ،العقيلي-،نسبة
1شرح ابن عقيل.10/2 ،
36
إىل عقيل ابن أبي طالب -اهلمذاني األصل ،ثم البالسي ،املصري ،املولود يف يوم اجلمعة التاسع من شهر احملرم من سنة 102هـ ،واملتوفى بالقاهرة يف ليلة األربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع األول ،)1("110فلم يذكر مرجعًا واحدًا ترجم البن عقيل. أما يف حتقيقه للكتب اليت ألّفها ابن هشام ،فكان يذكر له ترمجة مكررة ،يذكر فيها باختصار شديد نسبه ،ووالدته وشيوخه وتالميذه ثم يذكر مؤلفاته ووفاته ،ومل يتحدث عن منهجه يف حتقيق هذه الكتب ،ومل يصف نسخها اليت اعتمد عليها يف التحقيق. ويف وصفه للنسخ اليت اعتمد عليها يف حتقيقه لكتاب ما ،فكان نادرًا ما يذكر هذه النسخ ،وإن ذكر فكان ينوَّه تنويهًا بسيطًا ،ومل يورد وصفًا دقيقًا هلذه النسخ. ويف ذكره للمنهج الذي اعتمده ،فكان ينوه بشيء بسيط ،كأن يقول :نهجت نهجًا وسطًا يف شرحي لألبيات ،وأعربت الشواهد وفصلت بعض القضايا اليت جاءت ناقصة عند املؤلفني ،ووضعت النقص أو اختالف النسخ بني معقوفني ،ويف كثري من مقدماته مل يتحدث عن منهجه بشيء. ثانيًا :العناية باإلخراج الطباعي
وتتناول كتابة النسخ كتابة صحيحة ،منظمة الفقرات واحلواشي ،مضبوطةً ضبطًا صحيحًا ،باستخدام عالمات الرتقيم ،وعالمات الكتابة يف الطباعة احلديثة ،متجنبًا التعقيدات الطباعية. أن الكتب اليت أخرجها (عبد احلميد) قد استوفت مجيع ما سبق فأعدَّ كتبه للطباعة واحلقَّ َّ إعدادًا تامًا ،مستخدمًا عالمات الرتقيم ،واضعًا الضبط الصحيح لآليات واألشعار ،مرقمًا الصفحات، متجنبًا التعقيدات الطباعية ،منظمًا الفقرات واحلواشي داخل الكتاب ،وهذا جنده يف كل أعماله. فقد جعل تعليقاته أسفل كل صفحة من صفحات الكتاب ،وكان يشري إىل بداية الفصول واملوضوعات ،وكان يضع أرقامًا لألبواب والشواهد واآليات يف كثري من أعماله ،فجاءت أعماله متقنة من حيث الطباعة واإلخراج.
1شرح ابن عقيل ،المقدمة ص.1
37
ثالثًا :صنع الفهارس
وهي من أهم األمور الين جيب على احملقق مراعاتها ،فيصنع فهرسًا لآليات واألحاديث، واألشعار ،واألعالم ،واأللفاظ الغريبة ،وغريها من الفهارس اليت حيتاجها الباحث عند البحث يف الكتاب ،باإلضافة إىل فهرس ملوضوعات الكتاب. نت (عبد احلميد) كثريًا بالفهارس الفنية ،واكتفى بوضع فهرس ملوضوعات الكتب اليت مل يع ِ حققها ،باإلضافة إىل فهرس للشواهد يف الكتب النحوية ،وأغفل ما تبقى من الفهارس ،إال يف كتاب "سرية النيب" البن هشام ،فقد أرفق فيه فهرسًا لألعالم اشتمل على أعالم الناس والقبائل والطوائف واألماكن ،وأمساء الشعراء ،ووضع يف كتاب "شرح احلماسة" للتربيزي مخسة من الفهارس ،األول منها ألعالم الشعراء ،والثاني لشعر احلماسة مرتبًا على حروف املعجم ،والثالث ألعالم الشعراء الواردين يف الشرح ،والرابع للشعر الذي ورج يف الشرح والتعليقات ،واخلامس لألعالم من غري الشعراء من أمساء الرجال والنساء والقبائل والبطون مرتبة على حروف املعجم أبتثيًا. راب ًعا :االستدراك والتذييل
لقد خلت كتب (عبد احلميد) من هذا العنوان ،مما يشري إىل أنَّ كتبه قد خلت من النقص أو السهو أو اخلطأ أو اإلجياز ،أو كل ما حيتاج إىل توضيح أو إضافة يف نهاية الكتاب ،إذ أنَّ االستدراك والتذييل يوضع يف نهاية الكتاب لرأب اخللل الذي قد يقع يف املنت.
38
الفصل الرابع :آراؤه استدراكات ترجيحات وموافقات ردود واعرتاضات
39
حفلت كتب النحو اليت حققها حممد حميي الدين عبد احلميد بآرائه واستدراكاته
أولًا :االستدراكات: مل خيل كتاب تقريبًا من الكتب النحوية اليت حققها (عبد احلميد) من استدراكاته وإليك بعضًا منها مما ورد يف كتابي شرح ابن عقيل وأوضح املسالك: – 2علق احملقق على قول ابن عقيل " الكلمة إذا دلت على األمر ومل تقبل نون التوكيد فهي اسم فعل" قائلًا ":وكذا إذا دلت على معنى الفعل املضارع ومل تقبل عالمته – وهي مل _ فهي اسم فعل مضارع فإنها تكون اسم فعل مضارع ،وإن دلت على معنى الفعل املاضي ومل تقبل عالمته لذات الكلمة فهي اسم فعل ماض(.)1 – 1ذكر يف احلاشية تعريف املتمكن األمكن واملتمكن غري األمكن _ومل يذكرهما الشارح_ قائلًا" : املتمكن األمكن هو الذي يدخله التنوين ،إذا خال من أل ومن اإلضافة ،وجير بالكسرة ،ويسمى املنصرف. واملتمكن غري األمكن :هو الذي ال ينون وال جير بالكسرة ،إال إذا اقرتن بأل أو أضيف ويسمى االسم الذي
ال ينصرف(.)2 – 4ذكر مواضع استتار الضمري مما مل يذكره الشارح قال ":ذكر املصنف من املواضع اليت جيب فيها استتار الضمري أربعة: بقيت عليه مواضع أخرى جيب فيها استتار الضمري ،األول :اسم فعل األمر حنو :صه ،والثاني :اسم الفعل املضارع حنو :أف وأوه ،والثالث :فعل التعجب ،والرابع :أفعل التفضيل ،واخلامس :أفعال االستثناء، والسادس :املصدر النائب عن فعل األمر حنو قوله تعاىل (:فَضرْب الرَِّقَابِ)(.)3 – 3مل يذكر الشارح مواضع انفصال الضمري فاستدرك ذلك احملقق قائلًا " :مواضع تعني انفصال الضمري عشرة.
1شرح ابن عقيل12./2 ، 2السابق ،ص.41 3السابق ،ص.01
40
األول :أن يكون الضمري حمصورًا ،الثاني :أن يكون الضمري مرفوعًا مبصدر مضاف إىل املنصوب به، الثالث :أن يكون عامل الضمري مضمرًا ،الرابع :أن يكون عامل الضمري متأخرًا عنه ،اخلامس :أن يكون عامل الضمري معنويًا ،وذلك إذا وقع الضمري مبتدأً ،السادس :أن يكون الضمري معمولًا حلرف نفي، السابع :أن يفصل بني الضمري وعامله مبعمول آخر ،الثامن :أن يقع الضمري بعد واو املعية ،التاسع :أن يقع بعد "أما" ،العاشر :أن يقع بعد الالم الفارقة(.)1 - 2ذكر الشارح من أحكام العلم اللفظية ثالثة أحكام يشرتك فيها علم اجلنس وعلم الشخص ،وترك ثالثة أخرى ،فذكرها احملقق: األول :أن يُبتدأ بها بال احتياج إىل مسوغ ،الثاني :أنه ال يضاف حبسب أصل وضعه فال جيوز أن تقول: أسامتنا كما ميتنع أن نقول :جاء حممدُنا ،فإن حصل فيه االشرتاك االتفاقي صحت إضافته .الثالث:
أنه ال ينعت بالنكرة :ألنه معرفة(.)2 - 1قال يف باب اسم اإلشارة :ههنا ثالثة أمور :أوهلا :أن الشارح مل يذكر-تبعًا للمصنف – يف هذا الكتاب من ألفاظ اإلشارة إىل املفرد املذكر سوى (ذا) وقد ذكر العلماء أربعة ألفاظ أخرى :األوىل "ذاءِ" بهمزة مكسورة بعد األلف ،والثاني "ذائِهِ " بهاء مكسورة بعد اهلمزة املكسورة ،والثالث "ذاؤُهُ " بهمزة مضمومة بعدها هاء مضمومة ،والرابع" :آلك" الثاني :أن "ذا" اسم إشارة للمفرد ،وهذا املفرد إما أن يكون مفردًا حقيقة أو حكمًا ،فاملفرد احلقيقي حنو هذا الكتاب ،واملفرد حكمًا :حنو هذا الرهط ،ومنه قوله تعاىل" :عوانٌ بِيْن ذ ِلكَ :أي بني املذكور من الفارض والبكر .األمر الثالث :ألن األصل يف "ذا" أن يشار به إىل املذكر حقيقة ،وقد يشار به إىل املؤنث إذا نزل منزلة املذكر كما يف قوله تعاىلَ :فلَمَّا رأَى الشَّمْس با ِزغَ ًة قَال هذا ربَّي [األعراف .]12:
()3
– 1قال يف باب املوصول معقبًا على قول الشارح" :فإن كان الضمري منفصلًا مل يجُزِ احلذف" ":الذي ال جيوز حذفه هو الضمري الواجب االنفصال ،فأما الضمري اجلائز االنفصال فيجوز حذفه والدليل على ذلك قول الشاعر: ك فَضْ ٌل فَاحْمدنْهُ بِهِ ما اهلل مُوْلِ ْي َ
1شرح ابن عقيل222/2 ، 2السابق212/2 ، 3السابق242/2 ، 4السابق212/2 ،
41
()4
– 2يف تعليقه على حديث املؤلف عن حذف خرب املبتدأ وجوبًا بعد واو املعية "فإن مل تكن الواو نصًا يف املعية مل حيذف اخلرب وجوبًا" قال احملقق ":بل إن دل عليه دليل جاز حذفه وإال وجب ذكره" (.)1 – 0قال يف معرض حديث ابن عقيل عن مواضع حذف املبتدأ وجوبًا ":بقي عليه موضعان آخران مما جيب فيه حذف املبتدأ األول :مبتدأ االسم املرفوع بعد "ال سيما" سواء كان االسم املرفوع بعدها نكرة أم كان معرفة الثاني :بعد املصدر النائب عن فعله الذي بينه وبني فاعله أو مفعوله حبرف جر(.)2 – 22علق يف باب كان وأخواتها على قول ابن عقيل يف حديثه عن تقدم خرب ليس عليه حيث" :وال يتقَدَّمُ املعْمُولُ إال حيث يتقدَّ ُم العامِلُ" قائلًا ":هذه القاعدة ليست مطردة متام االطراد" ثم ذكر مواضع تقدم فيها املعمول ومل جيز فيها تقدم العامل -2إذا خرب املبتدأ فعلًا-مل جيز عند البصريني تقدمه -لئال يلتبس املبتدأ بالفاعل فال يقال ":ضرب زيدٌ" على أن يف ضرب ضمري مسترت ،ومجلته خرب مقدم-1 .خرب إنَّ-إنْ مل يكن ظرفًا أو جارًا وجمرورًا-فال يقال ":إن جالس زيدًا" لكنهم أجازوا تقديم معموله على االسم فيقولون" :إن عندك زيدًا جالس" -4 الفعل املنفي بلم أو لن حنو :مل أضرب -3الفعل الواقع بعد إما الشرطية (.)3 – 22استدراكه على ابن عقيل يف باب ال النافية للجنس ،حكم العطف عليها قائلًا " :ذكر الناظم والشارح حكم العطف على اسم ال ،وحكم نعته ومل يذكر واحد منهما حكم البدل منه .وحاصله أن البدل إما أن يكون نكرة كاسم ال ،وإما أن يكون معرفة ،فإذا كان البدل نكرة جاز فيها الرفع والنصب، فنقول ال أحد ،رجلًا وامرأة فيها ،وال أحد رجل وامرأة فيها وإن كان البدل معرفة مل جيز فيه إال الرفع، وأما التوكيد فال يأتي منه املفعول ،ألن ألفاظه معارف واسم "ال "نكرة ،وال تؤكد النكرة توكيدًا معنويًا(.)4
1
شرح ابن عقيل.124/2 ،
2ا السابق123/2 ، 3السابق112/2 ،
4السابق322/2 ،
42
– 21ذكر يف باب الفاعل تعقيبًا على قول ابن عقيل أن الفعل وشبهه البد له من مرفوع أفعالًا ال حتتاج على الفاعل قائلًا " :بعض األفعال ال حيتاج إىل فاعل فكان على الشارح أن يستثنيه من هذا العموم وذكر منها ثالثة مواضع األول :الفعل املؤكد حنو ":أَتاكِ أَتاكِ الالحِقُون احْبِسِ احْبِسِ" الثاني :كان الزائدة حنو قول الشاعر: ما كان أعرفَ ُه بالدَّو ِن والسفلِ
هللِ درَُّ أنوشروان من رجلٍ
الثالث :الفعل املكفوف مبا حنو :طاملا ،وقلما ،وكثرما ،على رأي سيبويه(.)1 – 24ذكر أغراض حذف الفاعل وإنابة املفعول به مكانه وذكر أنها كثرية لكنها ال تتعدى أن يكون سببها لفظيًا أو معنويًا وذكر من األسباب اللفظية :القصد إىل اإلجياز يف العبارة حنو :وإِنْ عاقَبْتُ ْم فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُم بِهِ[النحل ،]211 :واحملافظة على السجع يف الكالم املنثور حنو ":من طابتْ ت سريته " احملافظة على الوزن يف الكالم املنظوم كقول األعشى: سريرته حُمِد ْ لرجـ ُلً و ُعلّق أُخرى غَريها ا َّ
ت رجُـال غَريِي ُعلّقْتُها عرضـاً ،و ُعلّقَـ ْ
وذكر كذلك من األسباب املعنوية :كون الفاعل معلومًا للمخاطب ال يُحتاج إىل ذكره حنو قوله خلِق الْإِنْسانُ ضعِيفًا" [النساء ،]12:وكونه جمهولًا للمتكلم حنو" :سُرِق متاعِي" ،رغبة املتكلم تعاىل" :و ُ خلِق اخلنزيرُ"، يف اإلبهام على السامع حنو :تصدق بألف دينار ،إظهار تعظيم املتكلم للفاعل حنوُ " : ()2
وإظهار حتقري الفاعل ،وخوف املتكلم من الفاعل أو اخلوف عليه.
– 23ذكر يف باب املفعول فيه أن الشارد قد ذكر أربعة مواضع جيوز فيها حذف العامل يف الظرف وهي: أن يكون صفة ،أو صلة ،أو خربًا ،أو حالًا ،وبقي عليه موضعان :أن يكون الظرف مشغولًا عنه ،وأن يكون ()3
الكالم قد مسع حبذف العامل.
1شرح ابن عقيل311/2 ، 2السابق222-300/2 ، 3السابق.222/2 ،
43
– 22مل يذكر ابن عقيل تعريف اسم الفاعل فذكره احملقق نقلًا عن ابن مالك يف التسهيل وهو": الصفة الدالة على فاعل احلدث ،اجلارية يف مطلق احلركات والسكنات على املضارع من أفعاهلا ،يف حاليت التذكري والتأنيث ،املفيدة ملعنى املضارع أو املاضي "(. )1 – 21علق يف باب عطف النسق بقوله " :ذكر املصنف أن الواو والفاء قد حتذفان مع معطوفهما ومل يذكر أما مع أنها تشاركهما يف ذلك ،ومنه قول أبي ذؤيب: ب إنِّي لِأَ ْمرِهِ دعانِي إلَ ْيها الْقَ ْل ُ
ش ٌد طِلَابُها؟(.)2 سمِيعٌ فَما أَ ْدرِي أَ ُر ْ
– 21ذكر تعريف االختصاص وذكر الباعث عليه ،وكان الشارح مل يذكرهما. االختصاص :لغةً مصدر "اختص فالن فالنًا بكذا" ،أي قصره عليه ،وهو يف االصطالح "قصر حكم مسند لضمري على اسم ظاهر معرفة ،يذكر بعده ،معمول ألخص ،حمذوفًا وجوبًا" الباعث عليه أحد ثالثة أمور األول :الفخر والثاني :التواضع والثالث :بيان املقصود بالضمري(.)3 – 22مل يذكر ابن هشام تعريف مجع املذكر السامل ،يف أوضح املسالك ،فذكره احملقق بأنه" :ضم اسم إىل أكثر منه من غري عطف وال توكيد ،ومل يتغري فيه بناء مفرده"(.)4 – 20علق احملقق يف باب املثنى قائلًا " :ذكر ما أحلق جبمع املذكر السامل مما مسي به ومل يذكر ما أحلق باملثنى مما مسي به منه ،وكان خليقًا بأن يذكره "إذا مسي شخص باسم مشتمل على عالمة التثنية مثل حسنني وزيدين ،فإن هذا االسم ليس مثنى ()5
حقيقة ،وقد أحلقه العرب باملثنى ،فأعربوه -يف أشهر لغاتهم – كإعراب املثنى.
– 12مل يذكر احملقق تعريف النكرة ولكنه أشار إىل مثاله أي تعريف بالرسم فذكره احملقق قائلًا": هذا نوع من التعريف بالرسم وأما التعريف باحلد فهو ":عبارة عما شاع يف جنس موجود أو مقدر"(.)6
1شرح ابن عقيل.221/1 ، 2السابق.134/1 ، 3السابق.101/1، 4أوضح المسالك13/2 ، 5السابق .30/2، 6السابق.11/2 ،
44
ثانيًا :الرتجيحات . 2ترجيح كالم ابن مالك والرماني وابن الطراوة من أن االتصال أرجح يف خرب كان ويف املفعول الثاني من معمولي ظن وأخواتها ،ألن االتصال يف البابني أكثر ورودًا عن العرب ،وورد االتصال يف خرب كان يف احلديث ":إِنْ يكُنْهُ َف َلنْ تُسلََّطَ علَيْهِ وإِنْ َلمْ يكُنْهُ فَال خيْر َلكَ فِي قَ ْتلِهِ" ،وورد االتصال يف باب ظن ،ومل يرد يف القرآن االنفصال يف أحد البابني أصلًا(.)1 ح ُن الََّذُون صبَّحوا الصَّباحا يوم النَُّخيلِ غَارةً مِلحاحا . 1أن (الذون) يف قول الشاعر :ن ْ مبين جيء به على صورة املعرب(. )2 . 4يرى أنه جيوز القياس على حنو" :العبادلة" فتقول :مشأل مشألة إذا قال ما شاء اهلل ،ونعمص نعمصة إذا قال "نعم صباحًا" وطبقل طبقلة إذا قال أطال اهلل بقاءك ،وذلك لكثرة ما ورد من هذا النحو ،وأن ما رآه قدامى العلماء من أن باب النحت مقصور على السماع هو من حتجري الواسع(.)3 . 3تسليمه برأي اجلمهور جبواز كون الفاعل املغين عن اخلرب ضمريًا بارزًا ،كما يكون امسًا ظاهرًا، ()4
لوروده يف الشعر العربي
. 2ترجيحه رأي البصريني _عدا األخفش -أن " خبريٌ " يف قول الشاعر: مقَالَ َة ِلهْبِيٍَّ إِذا الطََّيْرُ مرَّتِ
ب فَالَ تكُ ُم ْلغِيا ري بنُو هل ٍ خب ٌ
خرب مقدم ،وقوله " :بنُو" مبتدأ مؤخر ،وأن قوله ":خبريٌ" يف هذا البيت مما يستوي فيه اجلمع واملفرد واملذكر واملؤنث لكونه على زنة املصدر مثل /الذميل والصهيل ،حيث أن املصدر خيرب به عن املفرد ري ظهِ ٌ واجلمع بلفظ واحد ،فقد وردت صيغة فعيل خمربًا بها عن اجلمع " والْملَائِكَةُ بعْد ذٰ ِلكَ َ "[التحريم .)5(]3:
1شرح ابن عقيل.222/2 ، 2السابق233/2 ،
3السابق.221/2 ، 4السابق.201/2 ، 5السابق.201/2 ،
45
. 1يرى أنه يف قوله تعاىل :فَإِذا هِي حيَّةٌ تسْعى) [طه ]12:إذا مل جتعل مجلة "تسعى" خربًا ثانيًا فهي يف حمل رفع صفة لـ "حية" ،وليست يف حمل نصب حال ،كما قال الشارح (ابن عقيل) ألن "حية" نكرة وال مسوِّغ جمليء احلال منها(.)1 . 1ترجيح كالم سيبويه من أن كان تأتي زائدة بني الصفة واملوصوف ألن اتصاهلا بامسها ال مينع من زيادتها(.)2 . 2أنه يف قولك "ليس زيد بشيء إال شيء ال يعبأ به" جيوز يف شيء الواقع بعد إال الرفع والنصب أما النصب فعلى االستثناء أو البدل وأما الرفع فعلى أحد وجهني :أن يكون خربًا ملبتدأ حمذوف وكأنه قال" :إال هو شيء ال يعبأ به" سواء ()3
كانت ما عاملة أو مهملة ،والثاني :على أنه بدل من شيء األول بشرط أن تكون ما مهملة.
. 0جواز اقرتان املضارع الواقع خربًا لـ كاد بأن –مع قلته-يف النثر والشعر ،وأن قول األندلسيني بأنها ضرورة ال جيوز ارتكابها إال يف الشعر غري صحيح(.)4 . 22يرى أن ما ذهب إليه األخفش – وتابعه عليه ابن جين وعبد القاهر اجلرجاني ،وأبو عبد اهلل الطوال، وابن مالك ،والرضى –من جواز تقديم الفاعل املتصل بضمري يعود إىل املفعول ،هو القول اخلليق بأن نأخذ به ونعتمد عليه ،مع أن اجلمهور على خالفه(.)5 . 22يرى أن ما ذهب إليه سيبويه من جواز جميء املفعول ألجله معرفًا بأل هو الصحيح لكثرة الشواهد الواردة على صحته يف الشعر والنثر ،من ذلك قوله تعاىل :يجْعلُون َأصْابِع ُهمْ فِي آذا ِنهِم مَِّن الصَّواعِ ِق حذر الْموْتِ[البقرة .]20:
()6
. 21يرى ما رآه اجلمهور من أن كل اسم وقع بعد واو املعية وسبقته مجلة ذات فعل أو شبهه ،ومل يصح ()7
عطفه على ما قبله ،فإنه يكون مفعولًا معه .وذلك لورود الشواهد الكثرية على ذلك نظمًا ونثرًا.
1شرح ابن عقيل.112/2 ، 2السابق.102/2 ، 3السابق.421/2 ، 4السابق.442/2 ، 5السابق.302/2 ، 6السابق.211/2 ، 7السابق.202/2 ،
46
. 24وافق مجهرةً من العلماء يف "جارة" يف قول الشاعر :يا جارتا ما أَنْتِ جار ْه " أنه جيوز فيها غري التمييز أن تكون حالًا.
()1
. 23ترجيح تعني كون مجلة " يسبين" يف قول الشاعر" ولقدْ أمُرَُّ على اللّئيمِ يسبَُّين فَمضيْتُ.ثمَّت ُقلْتُ ال يعْنينِي نعتًا(.)2 . 22أن الصحيح هو قول ابن مالك من أن إعراب حنو بنني وغسلني على لغة بين متيم هو باحلركات الظاهرة وليس كإعراب املمنوع من الصرف كما ذهب الفراء ،وذلك ألن فرض الكالم أن هذا النوع من امللحق جبمع املذكر السامل ليس علمًا وأن منعه من الصرف لشبه العلمية وحده غري صحيح ،ألن ()3
العجمة وحدها ال متنع من الصرف إال أن يكون علمًا.
. 21وافق رأي الفراء من أن إعراب "سنني" امللحق جبمع املذكر السامل إمنا يكون باحلركات الظاهرة خالفًا البن جين وابن عصفور بدليل حديث النيب ": ال َّلَهُمَّ اجْعلْها علَيْ ِه ْم سِنِينًا كَسِنِني يُوسُف"(.)4 . 21جتويز إضافة االسم للكنية (. )5 . 22ختتص ماذا من بني أدوات االستفهام جبواز تقديم العامل فيها عليها ،واستدل عليه حبديث رواه البغوي يف مصابيح السنة (2/2بوالق) يف إسالم عمرو بن العاص ،وفيه أن عمرًا قال للنيب :أريد أن اشرتط ،فقال له النيب" :تشرتط ماذا" ومبا روي يف حديث اإلفك أن عائشة رضي اهلل عنها كانت تقول :أقول ماذا" و"أفعل ماذا"(.)6 .20أن تعدية زعم مبعنى ظنَّ إىل مفعوليه بدون واسطة أنَّ املؤكدة ومعموليها سواء أكانت خمففة أم مثقلة غري ممتنع ،خالفًا لألزهري وأبي عبيدة ،اللذين زعما أن ذلك ال يكون يف مستعمل الكالم وإمنا ()7
يكون يف ضرورات الشعر.
1شرح ابن عقيل.112/2 ، 2السابق.201 /1 ، 3أوضح المسالك.24/2، 4السابق.23/2 ، 5أالسابق.212/2 ، 6السابق.231/2، 7السابق.43/1 ،
47
. 12ترجيح مذهب الكوفيني يف قول الشاعر ":إني رأيتُ مِالكُ الشَِّيمةِ األَدبُ " أنه على اإللغاء ،وأن اإللغاء جائز مع التقدم جوازه مع التوسط ،ألن أفعال القلوب ضعيفة.
()1
ثالثًا :الردود واالعرتاضات .2رد اعرتاض الشارح على التمثيل بقولنا (ميني اهلل ألفعلن) على حذف اخلرب وجوبًا الحتمال أن يكون احملذوف هو اخلرب قال احملقق بأنه ال جمال العرتاض الشارح من وجهني األول أن املثال يكفي فيه جمرد االحتمال الذي جيء به من أجله ،ومل يقل أحد أنه جيب أن يتعني فيه الوجه الذي جيء به له ،والثاني :أن الغرض من كالمهم أنَّا إنْ جعلنا هذا املذكور مبتدأً كان خربه هو احملذوف وجوبًا ،وأما حذفه فلكون املبتدأ نصًا ()2
يف اليمني ،وأما الوجوب فألن جواب اليمني عوض عنه وال جيمع بني العوض واملعوض عنه.
.1رد كالم أبي احلسن األخفش من أن "ال" ليس هلا عمل أصلًا ال يف االسم وال يف اخلرب ،ورد مذهب الزجاج من أن "ال" ال تعمل الرفع يف االسم وال تعمل شيئًا يف اخلرب ،واخلرب ال يكون مذكورًا بعدها بأدلة:
ض باقِيا تع َّز فَال شيْءٌ على األَرْ ِ
هلل واقِيا وال وزرٌ مِمَّا قَضى ا ُ
نصرْ ُتكَ إِذْ الَ صاحِب غَيْر خاذِل
فَبُ َّوِئْت حِصْناً بِالكماةِ حصِينا
()3
. 4رد مذهب أبي علي الشلوبني من أن االستفهام عن النفي ال يقع بدليل قول الشاعر: أَال اصْطِبار لِسلْمى أ ْم لَها جلَدٌ
()4
إِذا ُأالَقِي الَّذِي القَا ُه َأمْثالِي
.3رد ما زعمه األزهري وأبي عبيدة بأن زعم ال تتعدى إىل مفعوليها بغري توسط أنَّ بدليل قول الشاعر:
1أوضح المسالك.21-21/1 ، 2شرح ابن عقيل.121/2 ، 3السابق.424/ 2، 4السابق.322/2 ،
48
بُ دبِيبا إنَّما الشَّيْخُ منْ يدِ َّ
ت بِشيْخٍ زعمتْنِي شيْخاً ولَسْ ُ
()1
.2رد كالم ابن احلاج من أن العرب هلا غرض يف اإللباس كما هلا غرض يف التبيني ،وأن ما ذكره ()2
لتدعيم حجته ليس من اإللباس يف شيء ،وإمنا هو من باب اإلمجال.
.1رد كالم ابن جين الذي اشرتط أن كل اسم وقع بعد واو املعية ،وسبقته مجلة ذات فعل أو شبهه ،أن يصح عطفه على ما قبله من جهة املعنى حتى يصري مفعولًا معه ،واجلمهور أنه ال يصح عطفه على ما قبله(.)3 .1رد كالم املربد الذي أنكر أن يقع بعد لوال ضمري من الضمائر املتصلة اليت تكون يف حمل نصب أو يف حمل جر بدليل قول الشاعر: بِ َأجْرامِهِ ِمنْ قُلَّ ِة النِّيقِ مُنْهوِي
طحْت كَما هوي ط ٍن لَوْلَاي ُ كمْ موْ ِ و َ
()4
.2رد مذهب الكوفيني من أن الواو دالة على الرتتيب ألنها لو كانت دالة على الرتتيب لكان يف قوله تعاىل إِنْ هِي ِإالََّ حياتُنا الدنيا نمُوتُ ونحْيا[ املؤمنون ،]41:اعرتاف من الكفار بالبعث بعد املوت ،ألن ()5
احلياة املرادة من حنيا تكون حينئ ٍذ بعد املوت وهي احلشر.
1اشرح ابن عقيل.314/2 ، 2السابق.321/2 ، 3السابق.202/2 ، 4السابق.02/1 ، 5السابق.111/1 ،
49
اخل ـ ــامتـ ـ ــة يف إطار ما تقدم ميكن أن خنلص إىل ما يلي: - 2سلط البحث الضوء على حياة حممد حميي الدين عبد احلميد ،ومسريته العلمية. - 1وضح البحث جهود حممد حميي الدين عبد احلميد التأليفية والتحقيقية ،وأظهر أهمية هذه املؤلفات يف تراثنا. - 4يعد حممد حميي الدين عبد احلميد من الرعيل األول الذين عنوا بإحياء الرتاث العربي ،وقد ظهر ذلك فيما ألف وحقق من كتب. - 3أظهر البحث عناية حممد حميي الدين عبد احلميد بالتأليف النحوي ،إذ وضع مؤلفات على معظم الكتب النحوية اليت حققها. – 2تنوعت حتقيقات حممد حميي الدين عبد احلميد بني التحقيقات األدبية والنحوية واللغوية والدينية والتارخيية والرتاجم. - 1مل يضع (عبد احلميد) جتربته التحقيقية يف مؤلف يتحدث عن موضوع التحقيق كعلم من العلوم. - 1عمل عبد احلميد على ضبط اآليات القرآنية وتصويب ما اعرتاها من أخطاء يف املنت مباشرة فضبطها بالشكل وخرجها من القرآن بذكر السورة واآلية. - 2صوَّب (عبد احلميد) األحاديث يف املنت مباشرة دون اإلشارة إىل األخطاء يف احلاشية ،وعمل على خترجيها رادًّا ذلك إىل كتب احلديث. - 0عمل (عبد احلميد) على ضبط األشعار ونسبها إىل أصحابها ،وكمل الناقص منها وشرحها وأعربها وذكر موطن الشاهد منها ،فأبدع عبد احلميد يف هذا اجلانب. - 22خرَّج (عبد احلميد) األمثال وضبطها بالشكل ،ورَّها إىل كتب األمثال ،وذكر أماكن وجودها يف بعض املصادر -22مل يرتك (عبد احلميد) لفظًا غريبًا إال شرحه مفصِّلًا ذلك ،وبالرجوع إىل املعاجم العربية مستشهدًا على ذلك.
50
- 21برزت عناية (عبد احلميد) يف إخراج الكتاب للطباعة والنشر ،حرصًا منه على نشر الرتاث وبعثه وإحيائه. - 24كان لـ (عبد احلميد) فضلٌ كبري يف تيسري مباحث النحو على الدارسني مبا وضعه على كتب النحو من تعليقات وشروحات قيمة. - 12تراوحت تعليقات (عبد احلميد) بني التطويل واإلجياز فبسط القول يف التعليق على كتب النحو، وأوجز فيما عداها من كتب ،فقد وضع شروحًا على كتب النحو. - 12قلة عناية عبد احلميد مبكمالت التحقيق فجاءت مقدمته خمتصرة ،وقد خلت بعض الكتب من التقديم ،كما أنه مل حيرص على وصف الكتاب ،ومل يتحدث عن منهجه إال يف القليل النادر ،ومل يهتم كثريًا بالفهارس الفنية، - 11صب عبد احلميد اهتمامه التحقيقي على كتب النحو ،فأبدع وأجاد ،فقد يسَّرت حتقيقاته النحوية على الدارسني تناول هذه الكتب ففاق غريه يف هذا اجلانب. - 14متيز عبد احلميد بآرائه وتعليقاته اليت حفلت بها كتب النحو اليت حققها وألفها. - 13يعظم الباحث املهتمني بالرتاث ويدعو األمة إىل االهتمام بأصول تراثها ،وأعمال سلفها. - 12يدعو الباحث غريه إىل تكميل ما فاته يف هذا البحث ،داعيًا اهلل أن ينفعنا بهذا العمل املتواضع.
51
املصادر واملراجع .2األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية مع اإلشارة إىل مقابلها يف الشرائع األخرى ،حممد حميي الدين عبد احلميد ،املكتبة التجارية الكربى-مطبعة السعادة ،القاهرة ،ط(2022 ،)1م. .1االختيار لتعليل املختار ،عبد اهلل بن حممود بن مودود املوصلي ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،مطبعة املدني ،القاهرة ،الطبعة الرابعة2013،م. .4أدب الكاتب ،عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،مطبعة السعادة مبصر ،ط(2014 ،)3م. . 3إعالم املوقعني عن رب العاملني ،البن قيم اجلوزية ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الفكر، الطبعة الثانية2401 ،هـ. . 2اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني" ألبي الربكات كمال الدين عبد الرمحن بن حممد أبي سعيد األنباري ،ط( ،)3مطبعة السعادة ،مصر2012 ،م. . 1أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك " حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد ،ومعه كتاب "هداية السالك إىل حتقيق أوضح املسالك" حملمد حميي الدين عبد احلميد .صدر الكتاب يف طبعته اخلامسة دار إحياء الرتاث العربي ،بريوت ،ط(2011 ،)2م . 1تاريخ اخللفاء ،للسيوطي ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،مطبعة السعادة مبصر ،الطبعة األوىل2021 ،م . 2التحفة السنية بشرح املقدمة اآلجرُوميَّة ،حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الفيحاء ،دمشق، ط(2003 ،)2م. . 0الرتغيب والرتهيب ،للحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي املنذري ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الفكر ،بريوت ،ط(2014،)1م. . 22حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة ،جامعة األزهر ،العدد الثاني2023 ،م .22دروس التصريف ،حممد حميي الدين عبد احلميد ،املكتبة العصرية ،لبنان ،د.ط2002 ،م
52
.21ديوان الشريف الرضي ،اجلزء األول ،ألبي احلسن حممد بن احلسني املعروف بالشريف الرضي ،دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة ،الطبعة األوىل ،م2030 .24روضة العقالء ونزهة الفضالء ،ألبي حامت البسيت ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد وآخرين ،دار الكتب العلمية ،بريوت2012 ،م. .23زهر اآلداب ومثر األلباب ،احلصري القريواني ،مشروح بقلم زكي مبارك ،حققه حممد حميي الدين عبد احلميد ،مكتبة احملتسب ،عمان ،ط(2013 ،)3م. .22سنن أبي داود املسمى كتاب "السنن" ،ألبي داود سليمان بن األشعث السجستاني ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،املكتبة العصرية ،بريوت ،لبنان .21سرية ابن هشام " املسمى "السرية النبوية" ألفه حممد بن إسحاق بن يسار ورواه أبو حممد عبد امللك بن هشام البصري ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،مطبعة حجازي ،القاهرة ،ط(،)2 2041م. . 21شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" لبهاء الدين عبد اهلل بن عقيل العقيلي اهلمداني املصري، حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،ومعه كتاب "منحة اجلليل بتحقيق شرح ابن عقيل" حملمد حميي الدين عبد احلميد ،دار الفكر ،بريوت ،ط(2011 ،)22م. . 22شرح األمشوني على ألفية ابن مالك" املسمى "منهج السالك إىل ألفية ابن مالك" ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الكتاب العربي ،بريوت2022 ،م. . 20شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة ،تأليف حممد حميي الدين عبد احلميد ،املكتبة التجارية الكربى- مطبعة السعادة ،ط(2021 ،)2م. . 12شرح شذور الذهب يف معرفة كالم العرب ،ابن هشام األنصاري ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الفكر ،مصر(.د.ت). .12شرح قطر الندى وبل الصدى ،البن هشام األنصاري ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد، مطبعة السعادة ،مصر ،ط(2014 ،)2م .11شرح مقامات بديع الزمان اهلمذاني ،شرحها وحققها حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الرتاث العربي ،بريوت2012 ،م. 53
.14الصارم املسلول على شامت الرسول ،لشيخ اإلسالم تقي الدين أمحد بن تيمية ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،الناشر :احلرس الوطين السعودي ،اململكة العربية السعودية( .د.ت). . 13العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده البن رشيق القريواني ،صدر عن املكتبة التجارية الكربى مبصر عام 2043م ،ط(،)2 . 12الفَرْقُ بني الفِرق وبيانُ الفِرْقةِ الناجيةِ منهم ،ألبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد، . 11املثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر لضياء الدين نصر اهلل بن أمحد املعروف بابن األثري ،مكتبة السعادة مبصر ،ط(2040،)2م. .11جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة ،العدد الثامن عشر2013 ،م. . 12جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة ،العدد العشرون2011 ،م . 10جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة ،العدد احلادي والثالثون ،مارس 2014م. . 42جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة ،العدد الثاني والثالثون ،نوفمرب 2014م. . 42جممع األمثال " ألبي الفضل أمحد بن حممد امليداني ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد، ط( ،)1مطبعة املدني ،القاهرة. . 41جممع اللغة العربية يف ثالثني عامًا ،حممد مهدي عالم وآخرون ،اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية ،القاهرة2011 ،م. . 44مدخل إىل تاريخ نشر الرتاث العربي ،حممود حممد الطناحي ،مكتبة اخلاجني ،القاهرة ،ط،2 2023م . 43املُسوَّدة يف ُأصُولِ الفِقْه" آلل تيمية (شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية ووالده وجده) ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار الكتاب العربي ،بريوت ،د.ت. . 42معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص ،للعباسي ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،عامل الكتب ،بريوت2031 ،م.
54
. 41مغين اللبيب عن كتب األعاريب البن هشام األنصاري املصري ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،املكتبة العصرية ،بريوت2002 ،م. . 41مقاالت اإلسالميني واختالف املصلني " ألبي حسن علي بن إمساعيل األشعري ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد ،مكتبة النهضة املصرية ،ط(2010 ،)1م. . 42النهضة اإلسالمية يف سري أعالمها املعاصرين ،حممد رجب بيومي ،دار القلم ،دمشق ،الطبعة األوىل، ج2002 ،1م . 40وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ،لشمس الدين أمحد بن حممد بن خلكان ،حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد، . 32يتيمة الدهر يف حماسن أهل العصر ،ألبي منصور الثعاليب ،مطبعة السعادة بالقاهرة ،ط(،)1 .2021
55
فهـ ـ ــرس احملتوي ـ ــات
إهـــــــــــــــــداء ............................................................................................................أ شكـــــــر .............................................................................................................ب مقدمـــــة ..............................................................................................................ت الفصل األول :حملات من حياته 1..................................................................................... نشأته وتعليمه 2.................................................................................................... يف قاعات الدرس 2................................................................................................ رحلته إىل السودان 3............................................................................................... العودة إىل مصر 3.................................................................................................. عضويته باجملمع 3................................................................................................. مؤلف وحمقق يف مقتبل الشباب 4............................................................................... وفاته 5............................................................................................................... طرائف يف حياته 5................................................................................................. قالوا فيه 5.......................................................................................................... الفصل الثاني :جهوده يف التأليف والتحقيق 8...................................................................... أولًا :جهده التأليفي 9............................................................................................. أ – الكتب النحوية والصرفية 9 ....................................................................... ب – الكتب الدينية واألدبية9 ......................................................................... ثانيًا :جهده التحقيقي 11......................................................................................... أ – التحقيقات األدبية 11 ............................................................................... ب – التحقيقات النحوية واللغوية11 ................................................................. : ج .التحقيقات الدينية والتارخيية والرتاجم 11 ........................................................ 56
الفصل الثالث :منهج حممد حميي الدين عبد احلميد التحقيقي 11........................................... منهج حممد حميي الدين عبد احلميد يف حتقيق منت الكتاب 21......................................... أولًا :ختريج اآليات 21 ................................................................................... ثانيًا :حتقيق األحاديث 22 .............................................................................. ثالثًا :حتقيق األشعار 23 ................................................................................ رابعًا :ختريج األعالم 25 ................................................................................ خامسًا :ختريج األمثال 21 .............................................................................. سادسًا :منهجه يف شرح األلفاظ الغريبة 21 .......................................................... سابعًا :منهجه يف الزيادة واحلذف والتغيري والتبديل 29 ............................................ ثامنًا :منهجه يف ضبط النصوص31 ................................................................. . تاسعًا :التعليق 32 ........................................................................................ مكمالت التحقيق عند حممد حميي الدين عبد احلميد 31............................................... أوال :مقدمة التحقيق31 ................................................................................ . ثانيًا :العناية باإلخراج الطباعي 31 .................................................................... ثالثًا :صنع الفهارس 38 ................................................................................. رابعًا :االستدراك والتذييل 38 .......................................................................... الفصل الرابع :آراؤه 39................................................................................................ أولًا :االستدراكات41.......................................................................................... : ثانيًا :الرتجيحات45............................................................................................... ثالثًا :الردود واالعرتاضات 48................................................................................... اخلـــــامتــــــة 51......................................................................................................... املصادر واملراجع 52.................................................................................................... فهــــــرس احملتويـــــات 51..............................................................................................
57