باعتبــار الرابطــة العالميــة للحقــوق والحريــات إحــدى المؤسســات الحقوقيــة فــي العالــم ،التــي تعمــل مــن أجــل الحفــاظ على حقــوق اإلنســان والدفــاع عــن المظلومين وكشــف الممارســات واالنتهــاكات التــي ترتكبهــا األنظمــة فــي منطقتنــا العربية؛
17صفر 1436 9ديسمبر 2014 رقم 2014/18 جنيف
وبمناســبة اليــوم العالمــي لحقــوق اﻹنســان الــذي يوافــق 10ديســمبر مــن كل ســنة، تثمــن قيــام بعــض دول الوطــن العربــي واﻹســامي بخطــوات إيجابيــة ترمــي فإنهــا ّ إلــى تعزيــز ضمانــات احتــرام حقــوق اﻹنســان مثــل مبــادرة دولــة البحريــن إلنشــاء المحكمــة العربيــة لحقــوق اإلنســان ومصادقــة المغــرب علــى البروتوكــول اﻹضافــي الرابطة العالمية للحقوق والحريات الملحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب وغيــره مــن ضــروب المعاملــة القاســية أو ترصد الالإنســانية أو المهينــة. تعبــر عــن بالــغ قلقهــا بشــأن لكــن وفــي مقابــل ذلــك فــإن الرابطــة العالميــة ّ االنتهــاكات الواســعة لحقــوق اﻹنســان والتــي مــا تــزال ترتكــب فــي غالبيــة دول عالمنــا العربــي واﻹســامي وتكشــف التناقــض الواضــح مــا بيــن الخطــاب الرســمي وواقــع الحقــوق والحريــات ،و تؤكــد بمــا ﻻ يتــرك مجــاﻻً للشــك عــدم الوفــاء بااللتزامــات الدوليــة. فقــد شــهدت هــذه الســنة تصاعــدا ً لحــاالت االعتقــال التعســفي والتعذيــب االختفــاء القســري والقتــل خــارج إطــار القانــون وعــدم اســتقاللية القضــاء حيــث بلغــت أوجهــا فــي كل مــن مصــر وليبيــا ،كمــا عرفــت منطقــة األحــواز مزيــدا ً مــن االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اﻹنســان تمثلــت فــي االختفــاء القســري واالعتقــال التعســفي مــن قبــل الســلطات اإليرانيــة وتنفيــذ إعدامــات وهــدم البيــوت ومصــادرة الممتلــكات وهــدم اآلثــار التاريخيــة ودور العبــادة وتهجيــر الســكان األصلييــن بشــكل ممنهــج ،والعمــل علــى طمــس الهويــة اﻷصليــة العربيــة لســكان اﻷحــواز. كمــا شــهدت تونــس تكميمــا لحريــة الصحافــة ولنشــاط المؤسســات األهليــة عبــر إغــاق العديــد منهــا وتشــريع قانــون جديــد لمكافحــة اإلرهــاب يزيــد مــن تقييــد بالحريــات ،و علــى إيقــاع آخــر عاشــت عــدد مــن الــدول العربيــة كالعــراق وســوريا وضع ـاً مأســاويا مــن حيــث االعتقــاالت والقتــل خــارج إطــار القانــون وحــاالت إعــدام. كمــا أقدمــت الســلطات الكويتيــة علــى ســحب الجنســية والتجريــد مــن المواطنــة لمعاقبــة اآلراء المخالفــة ،وقمــع األفعــال التــي تنــدرج فــي إطــار الحــق فــي حريــة الــرأي والتعبيــر والتجمــع وتكويــن الجمعيــات ،وعــدم تنظيــم وضعيــة األشــخاص عديمــي الجنســية الذيــن يطالهــم التمييــز ،ويتعرضــون النتهــاكات منهجيــة تمــس بحقوقهــم األساســية ،وكــذا حرمــان المســتوفين للشــروط منهــم مــن الحصــول علــى الجنســية الكويتيــة والتمتــع بالحقــوق المدنيــة والسياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة.
وضعية حقوق اﻹنسان في العالم العربي واﻹسالمي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق اﻹنسان
2-1
وبالنســبة للبنــان كان الفتــاً صــدور تقريــر الفريــق اﻷممــي المعنــي بمناهضــة التعذيــب والــذي اعتبــر أن التعذيــب فــي لبنــان أصبــح ممنهج ـاً مــن قبــل األجهــزة األمنيــة ،إضافــة إلــى توســع حــاالت االعتقــال التعســفي خاصــة فــي صفــوف النازحيــن الســوريين حيــث تــم رصــد اعتقــال المئــات منهــم وإحــراق مخيماتهــم وتدميــر ممتلكاتهــم.
17صفر 1436 9ديسمبر 2014 رقم 2014/18 جنيف
وفــي نفــس الســياق عــرف المغــرب تصعيــدا ً فــي ضــرب حــق المواطنيــن فــي التجمــع الســلمي ،وحرمــان بعــض الجمعيــات مــن اســتعمال الفضــاء العمومــي ومنــع الرابطة العالمية للحقوق والحريات أنشــطتها ،وعــدم فتــح حــوار مــع المعتقليــن المضربيــن عــن الطعــام منــذ أكثــر ترصد مــن شــهر وحتــى الســاعة فــي مجموعــة مــن الســجون ،مــع تعريضهــم للتعذيــب وضعية حقوق اﻹنسان والمعاملــة القاســية والالإنســانية والمهينــة ،واإلجهــاز علــى حقوقهــم التــي في العالم العربي واﻹسالمي ضمنتهــا لهــم القواعــد النموذجيــة لمعاملــة الســجناء ،إضافــة إلــى إســتمرار اعتقــال أشــخاص أصــدر الفريــق اﻷممــي المعنــي باالعتقــال التعســفي لفائدتهــم توصيــات بمناسبة تقضــي بإطــاق ســراحهم وتعويضهــم تعويض ـاً كافي ـاً ،ومواصلــة اعتقــال آخريــن اليوم العالمي لحقوق اﻹنسان منــذ 2003لــم يتمتعــوا بضمانــات محاكمــة عادلــة فضـاً علــى تعرضهــم للتعذيــب، إلــى جانــب اســتعمال قانــون مكافحــة اإلرهــاب فــي غيــاب ضمانــات احتــرام حقــوق اإلنســان. 2-2 إزاء هــذه الوضعيــة ﻻ يســع الرابطــة العالميــة للحقــوق والحريــات إﻻ مطالبــة دول العالــم العربي واﻹســامي ب: توســيع ضمانــات احتــرام حقــوق اﻹنســان بالمصادقــة علــى المواثيــق الدوليــةﻻســيما المعنيــة بالحقــوق المدنيــة والسياســية واحتــرام مقتضيــات المواثيــق الدوليــة المصادقــة عليهــا ،لصيانــة وحمايــة حقــوق اإلنســان وتفعيــل مبــدأ عــدم اﻹفــات مــن العقــاب. العمــل علــى تنفيــذ التوصيــات التــي تصــدر عــن مجلــس حقــوق اإلنســان أواآلليــات األخــرى التابعــة لألمــم المتحــدة بشــأن حالــة حقــوق اإلنســان فــي الــدول العربيــة والعمــل علــى وضــع برامــج لتنفيــذ تلــك التوصيــات. و فــي اﻷخيــر تلفــت الرابطــة العالميــة للحقــوق والحريــات االنتبــاه إلــى أنهــا ســتعمل علــى مقاربــة تهــدف إلــى حمــل دول العالــم العربــي واﻹســامي علــى تفعيــل التوصيــات الصــادرة عــن آليــات اﻷمــم المتحــدة لحمايــة حقــوق اﻹنســان مــن خــال التفاعــل مــع المؤسســات الوطنيــة المعنيــة ومــع اﻵليــات اﻷمميــة ذات الصلــة.
األمانة العامة للرابطة العالمية للحقوق والحريات