ضغط الدّم

Page 1


‫ضغط الدم‬

‫الربوفي�سور دي جي بيڤرز‬ ‫ترجمة‪ :‬مارك عبود‬


‫الثقافة‬ ‫العلمية‬ ‫للجميع‬

‫كتاب‬ ‫‪85‬‬

‫املجلة العربية‪1434 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة امللك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬ ‫بيڤرز‪ ،‬دي جي‬ ‫�ضغط الدم‪ / .‬دي جي بيڤرز؛ مارك عبود ‪ -‬الريا�ض‪1434 ،‬هـ‬ ‫‪� 192‬ص ؛ ‪� 19 * 11٫5‬سم‬ ‫ردمك ‪978-603-8086-87-2 :‬‬ ‫‪ -1‬الظهر ‪� -‬أمرا�ض �أ‪ .‬العنوان ب‪ .‬عبود‪ ،‬مارك (مرتجم)‬ ‫‪1434 / 1526‬‬ ‫ديوي ‪616،132‬‬ ‫رقم الإيداع‪1434 / 1526 :‬‬ ‫ردمك‪978-603-8086-87-2 :‬‬

‫تنبيه‬

‫ال ي�ش ّكل هذا الكتاب بدي ًال عن الم�شورة الطبيّة ال�شخ�صية‪ ،‬بل يمكن اعتباره مكم ًال لها للمري�ض الذي‬ ‫يرغب في فهم المزيد عن حالته‪ .‬قبل البدء ب�أي نوع من العالجات‪ ،‬يجب دائم ًا ا�ست�شارة الطبيب‬ ‫المخت�ص‪ .‬وهنا تجدر الإ�شارة‪ ،‬على �سبيل المثال ال الح�صر‪� ،‬إلى �أن العلوم الطبيّة في تقدّم م�ستمر‬ ‫و�سريع‪ ،‬و�أن بع�ض المعلومات حول الأدوية والعالجات المذكورة في هذا الكتيّب‪ ،‬قد ت�صبح قديمة قريب ًا‪.‬‬

‫الطبعة الأوىل ‪1434‬هـ ‪2013 -‬م‬

‫جميع حقوق الطبع محفوظة‪ ،‬غير م�سموح بطبع �أي جزء من �أجزاء هذا الكتاب‪� ،‬أو‬ ‫اختزانه في �أي نظام الختزان المعلومات وا�سترجاعها‪� ،‬أو نقله على �أي هيئة �أو ب�أي و�سيلة‪،‬‬ ‫�سواء كانت �إلكترونية �أو �شرائط ممغنطة �أو ميكانيكية‪� ،‬أو ا�ستن�ساخ ًا‪� ،‬أو ت�سجي ًال‪� ،‬أو‬ ‫غيرها �إال في حاالت االقتبا�س المحدودة بغر�ض الدرا�سة مع وجوب ذكر الم�صدر‪.‬‬

‫رئي�س التحرير‪ :‬د‪ .‬عثمان ال�صيني‬ ‫ملرا�سلة املجلة على الإنرتنت‪:‬‬

‫‪www.arabicmagazine.com‬‬

‫‪info@arabicmagazine.com‬‬

‫الريا�ض‪ :‬طريق �صالح الدين الأيوبي (ال�ستني) ‪� -‬شارع املنفلوطي‬ ‫تليفون‪ 966-1- 4778990 :‬فاك�س‪� ،966-1- 4766464 :‬ص‪.‬ب‪ 5973 :‬الريا�ض ‪11432‬‬ ‫هذا الكتاب من �إ�صدار‪Family Doctor Publications Limited :‬‬ ‫‪Copyrights ©2013 - All rights reserved.‬‬

‫‪Understanding Blood Pressure was originally published‬‬ ‫‪in English in 2010. This translation is published by‬‬ ‫‪arrangment with Family Doctors Publication Limited.‬‬


‫حول الكاتب‬

‫البروفي�سور دي جي بيڤرز‬ ‫دكتوراه في الطب ‪ ،MD‬خريج الكلية‬ ‫الملكية للأطباء ‪� ،FRCP‬أ�ستاذ فخري‬ ‫في الطب‪ ،‬جامعة برمنجهام‪ .‬من عام‬ ‫‪1977‬حتى عام ‪ ،2011‬كان يعمل كطبيب‬ ‫ا�ست�شاري فخري في م�ست�شفى المدينة‬ ‫في برمنجهام‪ .‬ع�ضو م�ؤ�س�س ورئي�س‬ ‫�سابق للجمعية البريطانية للعناية بمر�ضى‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬ورئي�س التحرير‬ ‫الم�ؤ�س�س لمجلة ارتفاع �ضغط الدم عند‬ ‫الإن�سان «هيومان هايبرتن�شن»‪ .‬تتركز‬ ‫اهتماماته الرئي�سية حول الجوانب الإكلينيكية التي تخ�ص ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم و�أهمية اتباع النهج الذي يرتكز على ال�سكان‪ .‬وعن طريق‬ ‫التعاون الوثيق مع �أطباء الن�ساء والتوليد‪ ،‬قام منذ �سنوات عديدة‬ ‫ب�إدارة عيادة متخ�ص�صة في عالج ارتفاع �ضغط الدم الذي يحدث‬ ‫�أثناء الحمل‪.‬‬


‫خبرات المريض‬ ‫ت�شا َرك المعرفة والخبرة ب�ش�أن ال�صحة المعت ّلة‬

‫يتمتع كثير من الأ�شخا�ص الذين عانوا من م�شكلة �صحية معيّنة‬ ‫بحكمة �أكبر نتيجة ذلك‪.‬‬ ‫ونحن نجعل من موقعنا الإلكتروني (‪،)www.familydoctor.co.uk‬‬ ‫م�صدر ًا يمكن لمن يرغبون في معرفة المزيد عن مر�ض ما �أو‬ ‫حالة ما‪ ،‬اللجوء �إليه لال�ستفادة من خبرات من يعانون من هذه‬ ‫الم�شاكل‪.‬‬ ‫و�إن كنت قد عانيت من تجربة �صحيّة يمكن �أن تعود بالفائدة‬ ‫على من يعانون من الحالة نف�سها‪ ،‬ندعوك �إلى الم�شاركة في‬ ‫�صفحتنا عبر النقر على تبويب «خبرة المري�ض» في الموقع‬ ‫‪( www.familydoctor.co.uk‬انظر في الأ�سفل)‪.‬‬ ‫ •�ستكون معلوماتك في �صفحة «خبرة المري�ض» مجهولة الهويّة‬ ‫بالكامل‪ ،‬ولن يكون هناك �أي رابط يدل عليك‪ ،‬كما لن نطلب �أي‬ ‫معلومات �شخ�صية عنك‪.‬‬ ‫ •لن تكون �صفحة «خبرة المري�ض» منتدى �أو مح ًال للنقا�ش‪ ،‬فال‬ ‫فر�صة للآخرين لأن يدلوا بتعليقاتهم �إن بالإيجاب �أو بال�سلب‬ ‫على ما كتبت‪.‬‬ ‫‪Click here‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقدمة‬

‫‪1............................................................‬‬

‫ما هو �ضغط الدم؟‬

‫‪4...............................................‬‬

‫قيا�س �ضغط الدم ‪9.................................................‬‬ ‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟ ‪26............................‬‬ ‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‪39...............................‬‬ ‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟ ‪64.......................‬‬

‫العالج من دون عقاقير‬

‫‪77.........................................‬‬

‫العالج عن طريق العقاقير ‪85......................................‬‬

‫حاالت خا�صة‬

‫‪131..................................................‬‬

‫التقدم في مجال البحث في فرط �ضغط الدم‪143..................‬‬ ‫�أ�سئلة و�أجوبة‪148...................................................‬‬ ‫الجداول البيانية للتنب�ؤ بمخاطر �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‪151.......‬‬

‫الفهر�س‬

‫‪157.......................................................‬‬

‫�صفحاتك‪167.......................................................‬‬



‫مقدمة‬

‫ما مدى انت�شار ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫�إذا كنت فوق �سن الثالثين‪ ،‬وال يمكنك �أن تتذكر متى كانت �آخر‬ ‫مرة قمت فيها بفح�ص �ضغط دمك‪ ،‬ف�إنه يجب عليك �أن تذهب لر�ؤية‬ ‫الطبيب‪ ،‬حيث يمكن �أن تكون واحد ًا من �ضمن �سبعة �إلى ع�شرة‬ ‫ماليين �شخ�ص ممن يعانون من ارتفاع �ضغط الدم في �إنجلترا‪.‬‬ ‫وعادة ما ي�ستخدم الأطباء م�صطلح «ارتفاع �ضغط الدم» لو�صف هذه‬ ‫الحالة‪ ،‬والتي قد ال ت�سبب �أية �أعرا�ض على الإطالق ل�سنوات عديدة‪،‬‬ ‫لكنها يمكن �أن ت�ؤدي في النهاية �إلى م�ضاعفات خطيرة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫�أمرا�ض القلب وال�سكتات الدماغية‪.‬‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬يتم ا�ستخدام كلمة ارتفاع �ضغط الدم من �أجل‬ ‫الإ�شارة �إلى م�ستوى �ضغط الدم الذي ثبت في عدة حاالت متفرقة‬ ‫�أنه فوق المعدل الطبيعي‪ ،‬والذي يحتاج �إلى العالج لمنع الم�ضاعفات‬ ‫التي قد تحدث على المدى الطويل‪.‬‬

‫من الذي يعاني من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫تعتبر هذه الحالة �شائعة جد ًا (‪ )%20 - 10‬من ال�سكان في‬ ‫المملكة المتحدة (�إنجلترا)‪ ،‬وكلما تقدم بك العُمر‪ ،‬كلما ازداد‬ ‫احتمال الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‪ .‬وتتوقف الإ�صابة بارتفاع �ضغط‬ ‫الدم على عدد من العوامل المت�صلة بذلك‪ ،‬والتي ت�شمل‪:‬‬

‫‪1‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ •الوراثة ‪� -‬إذا كان والداك يعانيان من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬فهنالك‬ ‫احتمال قوي ب�أن ت�صاب �أنت �أي�ض ًا بارتفاع في �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ •النظام الغذائي ‪ -‬وخ�صو�ص ًا كميات الملح والم�شروبات‬ ‫الممنوعة التي ت�ستهلكها‪.‬‬ ‫ •الخلفية العِرقية‪.‬‬

‫ •ما �إذا كنت م�صاب ًا بداء ال�سكري‪.‬‬

‫ •ما �إذا كنت تعاني من زيادة في الوزن‪.‬‬

‫ •ما �إذا كنت معتاد ًا على ممار�سة التمارين الريا�ضية بانتظام‪.‬‬

‫كيف يتم ت�شخي�ص ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫�إذا كان كل ما �سبق يبدو مقلقاً‪ ،‬فثمة �أنباء جيدة للغاية‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن ت�شخي�ص ارتفاع �ضغط الدم ب�سهولة‪ :‬يمكن قيا�س �ضغط الدم‬ ‫ب�سرعة وب�شكل غير م�ؤلم في المركز الجراحي �أو المركز ال�صحي‬ ‫للطبيب‪ .‬وعندما تكون النتيجة فوق المعدل الطبيعي‪ ،‬يمكن تكرار‬ ‫الفح�ص ثالث �أو �أربع مرات عند ال�ضرورة من �أجل الت�أكد من �أن‬ ‫الرقم الأول لم يكن مجرد �صدفة‪.‬‬

‫كيف يتم عالج ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫حتى لو كنت م�صاب ًا بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬قد تكون فرد ًا من‬ ‫العديد من الأفراد الذين ال يحتاجون �إلى العالج الدوائي لبع�ض‬ ‫الوقت (وربما ال تحتاج �إليه على الإطالق) ب�شرط �أن تقوم ببع�ض‬ ‫التغييرات الوا�ضحة في �أ�سلوب حياتك‪ ،‬والتي لن تفيد فقط في‬ ‫خف�ض �ضغط الدم لديك‪ ،‬بل �ستجلب العديد من الفوائد ال�صحية‬ ‫العامة �أي�ضاً‪.‬‬ ‫عندما يكون العالج مطلوباً‪ ،‬ف�إنه يوجد عدد من الأدوية المتوفرة‬ ‫الفعالة جداً‪ ،‬والتي عادة ما يتم تناولها على �شكل �أقرا�ص‪ ،‬مرة واحدة‬ ‫‪2‬‬


‫مقدمة‬

‫يومياً‪ .‬وال يعاني معظم النا�س من �أية م�شاكل على الإطالق عند‬ ‫ا�ستخدام الأدوية‪ ،‬ولكن‪� ،‬إذا تعر�ضت لأي �أعرا�ض جانبية ب�سبب تناول‬ ‫�أحد الأدوية‪ ،‬فعادة ما توجد بدائل �أخرى‪ ،‬على القدر نف�سه من الفعالية‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما ت�ؤدي معظم الأدوية الحديثة �إلى �آثار جانبية قليلة جداً‪.‬‬ ‫وقد �أظهرت الأبحاث �أن التحكم في ارتفاع �ضغط الدم عن طريق‬ ‫العالج الدوائي يمكن �أن يقلل من خطر حدوث ال�سكتة الدماغية‬ ‫بن�سبة (‪ ،)%40- 35‬كما يقلل من خطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‬ ‫التاجية بن�سبة (‪.)%25 - 20‬‬

‫المر�ض قليل الأعرا�ض‬

‫يعتبر الأمر الأكثر �أهمية في ارتفاع �ضغط الدم هو �أنك �إذا لم‬ ‫تقم بفح�ص �ضغط الدم‪ ،‬ف�إنك قد ال تعرف �أنك م�صاب بارتفاع‬ ‫�ضغط الدم �إال بعد �أن تحدث لك �أ�ضرار ج�سيمة‪ .‬ويمكن التحكم‬ ‫في حاالت ارتفاع �ضغط الدم الخطيرة بمجرد �أن يتم التعرف‬ ‫عليها‪ ،‬كما يمكن التقليل ب�شكل كبير من فر�ص حدوث الم�ضاعفات‬ ‫الخطيرة التي تهدد الحياة‪ ،‬ب�شرط �أن تحافظ على تناول العالج‬ ‫المو�صوف لك والقيام بالفحو�ص المنتظمة‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ ‬

‫ ي�صيب ارتفاع �ضغط الدم من �سبعة �إلى ع�شرة ماليين �شخ�ص‬ ‫في المملكة المتحدة (�إنجلترا)‪.‬‬

‫ ‬

‫ في الغالب ال يتم ت�شخي�ص ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ ي�ساعد عالج ارتفاع �ضغط الدم في �إنقاذ الأرواح‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫ما هو ضغط الدم؟‬ ‫�ضغط الدم‬

‫عندما يتحدث الأطباء عن �ضغط الدم‪ ،‬ف�إنهم يق�صدون ال�ضغط‬ ‫الموجود داخل الأوعية الدموية الكبيرة عندما يقوم القلب ب�ضخ‬ ‫الدم لكي يدور في جميع �أنحاء الج�سم‪ .‬وعلى وجه العموم‪ ،‬كلما كان‬ ‫�ضغط الدم منخف�ضاً‪ ،‬كلما كان ال�شخ�ص �أكثر �صحة على المدى‬ ‫الطويل (عدا بع�ض الحاالت النادرة جد ًا التي يكون فيها �ضغط الدم‬ ‫المنخف�ض ب�شكل مفرط ناتج ًا عن مر�ض حقيقي)‪.‬‬

‫�ضغط الدم‬

‫�ضغط الدم هو ال�ضغط المتولد داخل الأوعية الدموية الكبيرة (ال�شرايين)‬ ‫عندما يقوم القلب ب�ضخ الدم لكي يدور في جميع �أنحاء الج�سم‪.‬‬ ‫جدار �شريان مرن‬

‫�ضغط منخف�ض‬ ‫‪4‬‬

‫�ضغط مرتفع‬

‫موجة من �ضغط الدم ناتجة‬ ‫عن �إحدى �ضربات القلب‬


‫ما هو �ضغط الدم؟‬

‫الدورة الدموية‬

‫يلتقط الدم الأوك�سيجين الموجود في الرئتين من الهواء الذي‬ ‫ن�ستن�شقه‪ ،‬ويدخل هذا الدم الم�ؤك�سج (المحمل بالأوك�سيجين)�إلى‬ ‫القلب ثم يتم �ضخ الدم �إلى جميع �أجزاء الج�سم في الأوعية الدموية‬ ‫التي ت�سمى ال�شرايين‪ .‬وتتفرع الأوعية الدموية الكبيرة (ال�شرايين)‬ ‫�إلى �أوعية دموية �صغيرة وي�ستمر التفرع حتى ي�صل الدم �إلى‬ ‫ال�شرايين المجهرية‪ ،‬التي تتفرع في النهاية �إلى �شبكات �صغيرة من‬ ‫الأوعية الدموية المعروفة با�سم ال�شعيرات الدموية‪.‬‬ ‫هذه ال�شبكة من ال�شرايين الكبيرة وال�شرايين المتو�سطة الحجم‬ ‫وال�شعيرات الدموية ال�صغيرة ت�سمح للدم بالو�صول �إلى كل خلية من‬ ‫خاليا الج�سم‪ ،‬و�إيداع الأوك�سيجين الذي يُ�ستخدم من قِبل الخاليا‬ ‫لتوليد الطاقة الحيوية التي تحتاج �إليها من �أجل البقاء‪.‬‬ ‫ما �إن ينتهي الدم من �إيداع الأوك�سيجين في الخاليا‪ ،‬يعود الدم‬ ‫غير الم�ؤك�سج �إلى القلب عن طريق الأوردة‪ ،‬لكي يتم �ضخه مرة ثانية‬ ‫�إلى الرئتين اللتقاط المزيد من الأوك�سيجين‪.‬‬ ‫خالل كل �ضربة‪ ،‬تنقب�ض ع�ضلة القلب لدفع الدم في �أنحاء‬ ‫الج�سم‪ .‬ويكون ال�ضغط ال�صادر عن القلب عندما يقوم باالنقبا�ض‬ ‫في �أعلى م�ستوياته‪ ،‬ويعرف ذلك با�سم ال�ضغط االنقبا�ضي (�أعلى‬ ‫قيمة)‪ ،‬ثم تنب�سط ع�ضلة القلب قبل �أن تقوم باالنقبا�ض التالي‪،‬‬ ‫ويكون ال�ضغط عند االنب�ساط في �أدنى م�ستوياته‪ ،‬ويعرف ذلك‬ ‫با�سم ال�ضغط االنب�ساطي (�أقل قيمة)‪ .‬ويتم قيا�س كل من �ضغط‬ ‫الدم االنقبا�ضي و�ضغط الدم االنب�ساطي عندما تقوم ب�إجراء فح�ص‬ ‫ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫ولي�س من ال�سهل تحديد الخط الفا�صل بين �ضغط الدم الطبيعي‬ ‫و�ضغط الدم غير الطبيعي‪ .‬ولعل �أف�ضل تعريف هو الم�ستوى الذي �إذا‬ ‫ارتفع عنه �ضغط الدم يكون العالج �ضرورياً‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫جهاز الدورة الدموية (القلب والأوعية الدموية)‬

‫ر�سم بياني ُيظهر القلب والدورة الدموية كما ُيظهر تفريغ الدم �إلى القلب‬ ‫عن طريق الأوردة (الزرقاء) حيث يتم �ضخه �إلى الرئتين و�إلى بقية‬ ‫الج�سم عن طريق ال�شرايين (الحمراء)‪ .‬وتتفرع الأوعية الدموية الكبيرة‬ ‫(ال�شرايين) �إلى الأوعية الدموية ال�صغيرة ثم �إلى �شبكات �صغيرة من‬ ‫الأوعية الدموية المعروفة با�سم ال�شعيرات الدموية‪ ،‬حيث يتم تمرير‬ ‫الأوك�سيجين والمواد المغذية من الدم �إلى الخاليا المحيطة بها‪.‬‬ ‫ثاني �أك�سيد الكربون‬ ‫داخل الرئة‬ ‫الأوك�سيجين‬

‫خاليا الدم‬ ‫الحمراء‬ ‫الرئتان‬ ‫القلب‬

‫تبادل الغازات في الرئتين‬ ‫المادة الغذائية‬ ‫الأوك�سيجين‬

‫الكبد‬

‫تمرير المواد الغذائية والأوك�سيجين‬ ‫من الدم �إلى الأن�سجة‬ ‫�شريان‬ ‫مجهري‬

‫ال�شعيرات الدموية‬ ‫�شبكة ال�شعيرات الدموية‬ ‫‪6‬‬

‫وريد‬ ‫مجهري‬

‫ال�شرايين = حمراء‪ ،‬الأوردة = زرقاء‬


‫ما هو �ضغط الدم؟‬

‫الت�سل�سل الذي ي�شكل �ضربات القلب‬

‫توجد ثالث مراحل في ت�سل�سل �ضربات القلب‪ ،‬ويجب �أن يتم الحفاظ‬ ‫على توقيت هذه المراحل ب�شكل دقيق بغ�ض النظر عن مدى بطء �أو‬ ‫�سرعة نب�ضات القلب‪.‬‬ ‫الجانب الأي�سر‬ ‫الجانب الأيمن‬ ‫يعود الدم غير الم�ؤك�سج من الج�سم �إلى‬ ‫يعود الدم الم�ؤك�سج من الرئتين �إلى‬ ‫القلب‪ ،‬ويتجمع في الأذين الأي�سر فيما‬ ‫القلب‪ ،‬ويتجمع في الأذين الأيمن‬ ‫الأذين الأي�سر‬

‫الأذين الأيمن‬

‫الدم من‬ ‫الرئتين‬ ‫البطين الأيمن‬

‫ال�ضغط‬ ‫االنب�ساطي‬

‫البطين الأي�سر‬

‫ينقب�ض البطين الأي�سر‪ ،‬وي�ضخ الدم‬ ‫الم�ؤك�سج �إلى الج�سم‬

‫فيما‬

‫ينقب�ض البطين الأيمن‪ ،‬وي�ضخ الدم غير الم�ؤك�سج‬ ‫�إلى الرئتين‬

‫�ضغط الدم يرتفع‬

‫ي�صب الدم الم�ؤك�سج في البطين الأي�سر‬

‫فيما‬

‫ي�صب الدم غير الم�ؤك�سج في البطين الأيمن‬

‫الدم �إلى الج�سم‬

‫الدم �إلى الرئتين‬

‫ال�ضغط‬ ‫االنقبا�ضي‬

‫‪7‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ما الذي يحدد �ضغط الدم؟‬ ‫يتم تحديد �ضغط الدم عن طريق‪:‬‬ ‫ •قوة ال�ضخ لكل �ضربة من �ضربات القلب ‪ -‬كلما ازدادت قوة‬ ‫ال�ضخ‪ ،‬ارتفع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ •حجم الدم في الدورة الدموية – كلما كان حجم الدم �أكبر‪،‬‬ ‫كان �ضغط الدم �أعلى‪.‬‬ ‫ •قُطر الأوعية الدموية – كلما كانت الأوعية الدموية �أ�ضيق‪،‬‬ ‫كان �ضغط الدم �أعلى‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬

‫‪8‬‬

‫ ‬

‫ يحدث ارتفاع �ضغط الدم ب�سبب �ضيق ال�شرايين المجهرية في‬ ‫كل الأن�سجة‪.‬‬

‫ ‬

‫ ال�ضغط االنقبا�ضي هو ال�ضغط الذي يحدث في الأوعية‬ ‫الدموية الكبيرة عندما ينقب�ض القلب‪.‬‬

‫ ‬

‫ ال�ضغط االنب�ساطي هو ال�ضغط الناتج عن ارتخاء ع�ضلة‬ ‫القلب بين ال�ضربات‪.‬‬


‫قياس ضغط الدم‬ ‫كم مرة يجب �أن يقا�س �ضغط الدم؟‬

‫يتم قيا�س �ضغط الدم لدى معظم النا�س على الأقل مرة واحدة‪،‬‬ ‫ربما بوا�سطة الطبيب �أو الممر�ضة في عملية جراحية‪� ،‬أو في‬ ‫الم�ست�شفى‪� ،‬أو في حالة المر�أة الحامل في عيادة ما قبل الوالدة‪.‬‬ ‫وربما تكون قد اخترت �أن تقوم بقيا�س �ضغط الدم في �صيدلية �أو‬ ‫متجر للأطعمة ال�صحية �أو حتى حاولت قيا�سه بنف�سك با�ستخدام‬ ‫�إحدى الأدوات الخا�صة التي يمكن �شرا�ؤها من ال�صيدليات من دون‬ ‫و�صفة طبية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال يقوم حوالى ‪ %30‬من الأ�شخا�ص البالغين بقيا�س‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬لأنهم عادة ما ي�شعرون ب�أن �صحتهم جيدة تمام ًا وبالتالي‬ ‫ال يحتاجون لزيارة �أطبائهم‪ .‬ولأن حالة ارتفاع �ضغط الدم عادة ما‬ ‫تكون خالية من الأعرا�ض‪� ،‬سيجد العديد من ه�ؤالء الأ�شخا�ص �أنهم‬ ‫م�صابون بارتفاع �ضغط الدم �إذا خ�ضعوا لأي اختبار روتيني‪ .‬ويو�صي‬ ‫الأطباء حالي ًا ب�أنه ينبغي على جميع البالغين �أن يقوموا بفح�ص‬ ‫�ضغط الدم على الأقل مرة كل خم�س �سنوات‪ .‬و�إذا لم يكن �ضغط‬ ‫الدم طبيع ّي ًا تماماً‪ ،‬ف�إنه من ال�ضروري �إجراء اختبارات متكررة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫كيف يتم قيا�س �ضغط الدم؟‬

‫على الرغم من �أن الأ�سلوب الأمثل هو قيا�س �ضغط الدم الفعلي‬ ‫داخل ال�شرايين‪� ،‬إال �أنه من الوا�ضح �أن ذلك غير مجد على نطاق‬ ‫وا�سع لأنه �سي�شمل ا�ستخدام الإبر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن الح�صول على‬ ‫�صورة دقيقة لل�ضغط الذي بموجبه يتم �ضخ الدم با�ستخدام �أ�سلوب‬ ‫�أقل تدخالً‪ ،‬حيث يُطلب منك عادة الجلو�س ثم يلف ال�شخ�ص الذي‬ ‫يقوم باالختبار كفة مبطنة بالمطاط حول �أعلى الذراع‪ ،‬وت�شكل تلك‬ ‫الكفة جزءا من جهاز قيا�س ال�ضغط المعروف با�سم مقيا�س �ضغط‬ ‫الدم‪.‬‬

‫تحديد‪/‬قيا�س �ضغط الدم االنقبا�ضي‬

‫يتم نفخ الكفة‪� ،‬إما عن طريق ال�ضخ الب�سيط بوا�سطة اليد �أو‬ ‫ب�شكل �أوتوماتيكي بوا�سطة جهاز القيا�س الإلكتروني‪ ،‬ويت�سبب ذلك‬ ‫في �إيقاف تدفق الدم �إلى الذراع ب�صورة م�ؤقتة‪ .‬بعد ذلك يتم تفريغ‬ ‫الكفة من الهواء ببطء حتى ي�صبح ال�ضغط منخف�ض ًا بما يكفي لكي‬ ‫يبد�أ الدم في المرور تحت الكفة‪ .‬وتتمكن الأجهزة الإلكترونية لقيا�س‬ ‫�ضغط الدم من الك�شف عن تدفق الدم‪ .‬وفي كثير من الأحيان‪ ،‬يمكن‬ ‫للطبيب �أو الممر�ضة اال�ستماع عبر ا�ستخدام ال�سماعة الطبية التي‬ ‫تو�ضع على ال�شرايين �أ�سفل الكفة ثم �سماع ال�صوت عندما يبد�أ الدم‬ ‫في التدفق‪.‬‬

‫تحديد‪/‬قيا�س �ضغط الدم االنب�ساطي‬

‫�أثناء ا�ستمرار تفريغ الكفة من الهواء‪ ،‬يحدث ا�ضطراب في‬ ‫ال�شريان الموجود �أ�سفلها حيث يتم �إغالقه جزئياً‪ .‬وفي النهاية‪،‬‬ ‫�ست�صل الكفة �إلى ال�ضغط الذي ال يوجد عنده �أي �ضيق في‬ ‫ال�شريان الموجود �أ�سفلها‪ ،‬وفي هذه المرحلة ت�ستطيع المانومترات‬ ‫الإلكترونية (�أجهزة قيا�س ال�ضغط) �أن تكت�شف عدم وجود �أي‬ ‫ا�ضطراب‪ .‬وبد ًال من ذلك‪� ،‬سيالحظ الطبيب �أو الممر�ضة �أن‬ ‫�أ�صوات اال�ضطراب قد اختفت‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫ي�سمى ال�ضغط الذي يبد أ� عنده الدم في المرور تحت الكفة با�سم‬ ‫�ضغط الدم االنقبا�ضي‪ ،‬بينما ي�سمى ال�ضغط الذي ال توجد عنده �أي‬ ‫ا�ضطرابات في ال�شريان با�سم �ضغط الدم االنب�ساطي؛ وذلك لأن‬ ‫�ضغط الكفة يكون منخف�ضاً‪ .‬ويتزامن �ضغط الدم االنقبا�ضي مع‬ ‫�أق�صى �ضغط داخل ال�شجرة ال�شريانية بينما يتزامن �ضغط الدم‬ ‫االنب�ساطي مع �أدنى �ضغط في الدورة الدموية‪.‬‬

‫م�شكالت القيا�س‬

‫يعتبر هذا الأ�سلوب لقيا�س �ضغط الدم �أ�سلوب ًا غير مبا�شر لكن‬ ‫من �أكبر مميزاته �أنه �سهل التنفيذ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬توجد �أربعة م�صادر‬ ‫للخط�أ عندما يتم قيا�س �ضغط الدم بهذا الأ�سلوب‪.‬‬

‫المري�ض‬

‫من الممكن �أن تحدث بع�ض القراءات الخاطئة ل�ضغط الدم‬ ‫المرتفع �إذا كان المري�ض قلق ًا جد ًا �أو �شارك في �أي نقا�ش حيويّ ‪.‬‬ ‫ويمكن التقليل من هذا النوع من الخط�أ �إذا تم قيا�س �ضغط الدم في‬ ‫بيئة هادئة و�سلمية‪ .‬وفي بع�ض الأحيان يمكن �أن تكون القراءة الأولى‬ ‫ل�ضغط الدم مرتفعة‪ ،‬لكن القراءة الثانية �أو الثالثة تكون ثابتة �إلى‬ ‫حد كبير حيث ي�صبح المري�ض معتاد ًا على �أ�سلوب القيا�س‪.‬‬ ‫يمكن �أن ي�ؤدي �أي تفاعل بين المري�ض والمراقب‪/‬المالحظ‬ ‫�إلى رفع �ضغط الدم على المدى الق�صير‪ .‬وب�صفة خا�صة‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫يحدث ارتفاع كبير في �ضغط الدم عندما يتم قيا�س ال�ضغط عن‬ ‫طريق الطبيب‪� ،‬أو بدرجة �أقل‪ ،‬عن طريق ممر�ضة‪ .‬وي�سمى هذا في‬ ‫بع�ض الأحيان با�سم «ت�أثير المعطف الأبي�ض»‪.‬‬

‫المراقب (المالحظ)‬

‫كان خط�أ المراقب (قارئ جهاز قيا�س �ضغط الدم) اتباعه‬ ‫الطريقة القديمة لقيا�س �ضغط الدم با�ستخدام �سماعة الطبيب‬ ‫وعمود الزئبق؛ وذلك لأن قرار الطبيب �أو الممر�ضة حول ما �إذا كان‬

‫‪11‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫كيف يتم قيا�س �ضغط الدم؟‬

‫‪ -1‬يتم و�ضع كفة قابلة للنفخ حول الجزء‬ ‫العلوي من الذراع عند م�ستوى القلب‪.‬‬ ‫المو�ضع‬

‫تدفق متوا�صل للدم‬ ‫(من دون انقطاع)‬ ‫كفة غير منتفخة‬

‫‪ -2‬يتم نفخ الكفة حتى يتوقف‬ ‫تدفق الدم‬ ‫كفة منتفخة‬

‫‪12‬‬

‫توقف الدم‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫كيف يتم قيا�س �ضغط الدم؟ (تابع)‬ ‫‪ -3‬يتم تفريغ الكفة بما يكفي‬ ‫فقط لتدفق الدم من خاللها‪،‬‬ ‫وحينئذ يكون ال�ضغط الموجود‬ ‫في الكفة م�ساوي ًا لأعلى �ضغط في‬ ‫ال�شرايين‪ ،‬والذي ي�سمى �ضغط الدم‬ ‫االنقبا�ضي‪.‬‬

‫‪� -4‬أثناء اال�ستمرار في تفريغ الكفة‪،‬‬ ‫يحدث ا�ضطراب في تدفق الدم‬ ‫بال�شريان‪ ،‬والذي يمكن الك�شف عنه‪.‬‬

‫اال�ضطراب‬ ‫‪ -5‬يتم تفريغ الكفة حتى تختفي‬ ‫تمام ًا �أ�صوات اال�ضطراب‪،‬‬ ‫وحينئذ يكون ال�ضغط الموجود‬ ‫في الكفة م�ساوي ًا لأدنى �ضغط في‬ ‫ال�شرايين‪ ،‬والذي ي�سمى �ضغط الدم‬ ‫االنب�ساطي‪.‬‬ ‫تدفق متوا�صل للدم (من دون انقطاع)‬ ‫‪13‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫بامكانهم �سماع �أ�صوات �ضغطي الدم االنقبا�ضي واالنب�ساطي كان‬ ‫قرار ًا �شخ�صي ًا وغير مو�ضوعيّ وعُ ر�ضة للخط�أ �أو الميل �أو الر�أي‪.‬‬ ‫ومع الأ�سف‪ ،‬تعتبر جودة قيا�س �ضغط الدم من قِبل بع�ض الأطباء‬ ‫والممر�ضات �سيئًة للغاية‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى مبالغة خطيرة في قيا�س‬ ‫�ضغط الدم‪.‬‬

‫الكفة‬

‫�إذا كانت الكفة �صغيرة جداً‪ ،‬ف�سوف تكون قراءة �ضغط الدم‬ ‫�أعلى من ال�ضغط الفعلي‪ .‬ومن المهم �أي�ض ًا �أن تكون الكفة عند‬ ‫م�ستوى القلب نف�سه‪� :‬إذا كانت الكفة فوق م�ستوى القلب‪� ،‬ستكون‬ ‫قراءة �ضغط الدم �أقل من ال�ضغط الفعلي‪ ،‬و�إذا كانت الكفة تحت‬ ‫م�ستوى القلب‪ ،‬ف�ستكون قراءة �ضغط الدم �أعلى من ال�ضغط الفعلي‪.‬‬

‫جهاز قيا�س �ضغط الدم (المانومتر)‬

‫يجب �أن تتوفر الدقة في كل �أجهزة قيا�س �ضغط الدم الإلكترونية‬ ‫وكذلك �أجهزة قيا�س ال�ضغط التي تعتمد على الزئبق‪ .‬وقد اجتازت‬ ‫معظم الأجهزة الإلكترونية الموجودة في ال�سوق حالي ًا المعايير التي‬ ‫و�ضعتها جمعية ارتفاع �ضغط الدم البريطانية (‪ .)BHS‬ومن المهم‬ ‫�أال يتم ا�ستخدام �أي �أجهزة �إال �أجهزة قيا�س ال�ضغط التي تمت‬ ‫الموافقة عليها من قِبل ‪ ،BHS‬حيث يمكن �أن تتلف �أجهزة الزئبق �إذا‬ ‫لم تتم �صيانتها ب�شكل منتظم‪.‬‬ ‫عند عدد قليل من المر�ضى‪ ،‬ثبت �أنه من الم�ستحيل قيا�س �ضغط‬ ‫الدم با�ستخدام �أجهزة قيا�س �ضغط الدم الإلكترونية‪ .‬وفي مثل هذه‬ ‫الظروف‪ ،‬يجب على الطبيب �أو الممر�ضة �أن ي�ستخدم مقيا�س �ضغط‬ ‫الدم المعتمد على الزئبق‪ .‬وال يزال قيا�س �ضغط الدم با�ستخدام‬ ‫جهاز زئبق موثوق به هو «المعيار الذهبي»‪ ،‬لكن ظهور الأجهزة‬ ‫الأوتوماتيكية و�شبه الأوتوماتيكية‪ ،‬يجعلنا نادر ًا ما نحتاج �إلى‬ ‫مانومترات الزئبق‪ .‬وينبغي على جميع المراكز ال�صحية والعيادات‬ ‫الخارجية للم�ست�شفيات �أن يتوفر لديها مقيا�س �ضغط الدم بوا�سطة‬ ‫الزئبق في حالة جيدة‪ ،‬في حين ينبغي �أن تتواجد الأجهزة �شبه‬ ‫الأوتوماتيكية في كل غرفة �إكلينيكية (عالجية)‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫يعتبر مقيا�س �ضغط الدم الزئبقي (مانومترات الزئبق) الطريقة التقليدية‬ ‫لقيا�س �ضغط الدم‪ ،‬لكن ظهور الأجهزة الإلكترونية لقيا�س �ضغط الدم‬ ‫جعلتنا نادر ًا ما نحتاج �إلى مانومترات الزئبق‪.‬‬

‫من �أهم المميزات الموجودة في الأجهزة الإلكترونية لقيا�س‬ ‫�ضغط الدم‪� ،‬أن الطبيب يمكنه �أن ي�أخذ قراءات متتالية من دون جهد‬ ‫وبالتالي يمكنه الح�صول على �صورة �أو�ضح ل�ضغط الدم الحقيقي‬ ‫عندما ي�صبح المري�ض على دراية بالتقنية‪ .‬ويوجد �شعور متزايد‬ ‫�أن القيا�س ال�سريع ل�ضغط الدم مرة واحدة فقط عن طريق مقيا�س‬ ‫�ضغط الدم الزئبقي لي�ست له قيمة �إكلينيكية‪ .‬وينبغي �أن يتم تكرار‬ ‫قيا�س �ضغط الدم المرتفع �أكثر من مرة‪ ،‬حيث تثبت معظم القراءات‬ ‫لفترة تتراوح من خم�س �إلى ع�شر دقائق‪.‬‬

‫�أخذ قراءة �ضغط الدم‬

‫عادة يُطلب منك �أن تجل�س ثم يتم لف الكفة على الجزء العلوي‬ ‫من الذراع بحيث يكون عند م�ستوى القلب‪ .‬ومن المهم جد ًا �أن تكون‬ ‫م�سترخي ًا �إلى �أق�صى حد ممكن‪ ،‬و�أن يكون الذراع مدعوم ًا من خالل‬

‫‪15‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫و�ضع الكوع على من�ضدة‪ ،‬حيث �إن الجهد المبذول في رفع الذراع يمكن‬ ‫�أن يت�سبب في حدوث قراءة عالية ل�ضغط الدم ب�شكل خاطئ‪.‬‬ ‫يتّ�سم �ضغط الدم عند كل �شخ�ص ب�أنه متغير جداً؛ فقد يرتفع‬ ‫�ضغط الدم لديك �إذا كنت ت�شعر بالقلق �أو التوتر‪ ،‬لذلك يجب عليك‬ ‫�أن ت�سترخي بقدر ما ت�ستطيع �أثناء قيا�س �ضغط الدم‪ .‬و�سيقوم‬ ‫الطبيب �أو الممر�ضة على الأرجح ب�أخذ القراءة الأولى كدليل‬ ‫تقريبي ثم ي�أخذ قراءة ثانية للح�صول على القراءة الفعلية‪ .‬و�إذا‬ ‫ا�ستقر �ضغط الدم بو�ضوح عند م�ستوى منخف�ض بين القراءة الأولى‬ ‫والثانية‪ ،‬فقد يكون من ال�ضروري �أخذ قراءة ثالثة �أو حتى رابعة من‬ ‫خالل زيارة �أخرى للعيادة بعد عدة �أيام �أو �أ�سابيع‪ ،‬لكي تت�أكد من �أن‬ ‫الرقم النهائي يمثل حق ًا القيمة الفعلية ل�ضغط الدم‪ .‬ويعتبر ذلك‬ ‫خا�ص �إذا كانت النتيجة في القراءة الأولى �أو الثانية‬ ‫مهم ًا ب�شكل ّ‬ ‫�أعلى قلي ًال من المعدل الطبيعي‪ .‬وتوجد بع�ض الأدلة التي ت�شير �إلى‬ ‫�أن �ضغط الدم ي�صل �إلى «�أدنى م�ستوياته» عند معظم النا�س في‬ ‫الزيارة الرابعة‪ ،‬مع حدوث انخفا�ض قليل بعد ذلك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يوجد‬ ‫العديد من اال�ستثناءات لهذه القاعدة‪.‬‬

‫�أيّ ذراع ينبغي ا�ستخدامه لقيا�س �ضغط الدم؟‬

‫‪16‬‬

‫يجب فح�ص �ضغط الدم في البداية في كِ ال الذراعين‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك‪� ،‬إذا لم يكن هناك فارق مهم في القراءة بين الذراعين‪ ،‬يمكن‬ ‫�إجراء الفح�ص في �أقرب ذراع‪ .‬وتوجد اختالفات مهمة بين الذراعين‬ ‫في حوالى ‪ %10‬من ال�سكان‪ .‬ف�إذا وُجد فارق بين الذراعين‪ ،‬وجب‬ ‫قيا�س �ضغط الدم في الذراع الذي يعطي �أعلى �ضغط‪ .‬ويعتبر ذلك‬ ‫�أكثر �شيوع ًا في المر�ضى كبار ال�سن‪ ،‬وربما يكون ال�سبب هو �ضيق‬ ‫الأوعية الدموية في الذراع (راجع �صفحة ‪.)28‬‬ ‫�إذا كان الجزء العلوي من الذراع �أكبر من المتو�سط (المحيط‬ ‫�أكثر من ‪� 33‬سنتيمتر)‪ ،‬ف�إن ال�شخ�ص الذي يقوم بقيا�س �ضغط الدم‬ ‫ينبغي �أن ي�ستخدم كفة �أكبر حجماً‪ ،‬و�إال �سيح�صل على قراءة عالية‬ ‫ل�ضغط الدم ب�شكل خاطئ‪ .‬ويزيد محيط الذراع عند حوالى ‪%15‬‬ ‫من الأ�شخا�ص الم�صابين بارتفاع �ضغط الدم عن ‪� 33‬سنتيمتر‪،‬‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫ولذلك فمن المهم للغاية �أن يتم ا�ستخدام الحجم ال�صحيح للكفة‬ ‫والذي ينا�سب محيط الذراع‪.‬‬

‫الوقوف‪� ،‬أم الجلو�س‪� ،‬أم اال�ستلقاء ؟‬

‫لي�س من المعتاد �أن يُطلب من ال�شخ�ص الوقوف من �أجل فح�ص‬ ‫�ضغط الدم لأنه يكون من ال�صعب تقديم الدعم للذراع‪ ،‬ولكن توجد‬ ‫بع�ض الحاالت التي يُطلب فيها الوقوف؛ على �سبيل المثال‪ ،‬لدى مر�ضى‬ ‫ال�سكري‪ ،‬وكبار ال�سن �أو ال�شخ�ص الذي يعاني من الدوار �أو �أي �أعرا�ض‬ ‫�أخرى عند الوقوف‪ .‬ويُطلب الوقوف من مر�ضى ال�سكري لأن �ضغط‬ ‫الدم قد ينخف�ض عندما يقفون‪ .‬وال يحدث عادة �أي تغيير كبير في‬ ‫�ضغط الدم عند الوقوف �إنما في حاالت معينة‪ ،‬بما في ذلك حاالت‬ ‫مر�ض ال�سكري‪ ،‬من الممكن �أن يحدث تغيير في �ضغط الدم‪ ،‬وي�شار‬ ‫�إلى ذلك با�سم انخفا�ض �ضغط الدم الو�ضعي‪ ،‬وقد يكون انخفا�ض‬ ‫ال�ضغط م�صحوب ًا بالدوار في بع�ض الحاالت وقد ال يحدث الدوار في‬ ‫حاالت �أخرى‪ .‬وال يوجد �أي جدوى من قيا�س �ضغط الدم في و�ضعية‬ ‫اال�ستلقاء؛ حيث تعتمد جميع الأبحاث الإكلينيكية ب�ش�أن ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم وعالجه على ت�سجيالت ال�ضغط في و�ضعية الجلو�س‪.‬‬

‫�ضغط الدم االنقبا�ضي و�ضغط الدم االنب�ساطي‬

‫كما ر�أينا‪ ،‬ي�شمل قيا�س �ضغط الدم ت�سجيل كل من م�ستوى‬ ‫ال�ضغط الأعلى (االنقبا�ضي) و م�ستوى ال�ضغط الأدنى (االنب�ساطي)‬ ‫في الدورة الدموية‪ ،‬وبالتالي ف�إن القراءة �ست�سجل رقمين‪ .‬ومن‬ ‫الناحية التقليدية‪ ،‬يتم التعبير عن �ضغط الدم عن طريق و�ضع قيمة‬ ‫ال�ضغط االنقبا�ضي فوق قيمة ال�ضغط االنب�ساطي‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫‪ 94/140‬ملم زئبق (ملّيمترات من الزئبق)‪.‬‬

‫‪140‬‬ ‫‪94‬‬

‫ال�ضغط االنقبا�ضي‬ ‫ال�ضغط الذي يحدث في الدورة الدموية عندما ينقب�ض القلب‬ ‫ال�ضغط االنب�ساطي‬ ‫ال�ضغط الذي يحدث في الدورة الدموية بين �ضربات القلب‬ ‫‪17‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ولطالما كانت الأهمية الن�سبية ل�ضغط الدم االنقبا�ضي و�ضغط‬ ‫الدم االنب�ساطي مو�ضوع الكثير من الأبحاث‪ .‬في الواقع‪ ،‬وعلى عك�س‬ ‫ما يعتقد معظم النا�س‪ ،‬يعتبر ال�ضغط االنقبا�ضي عند الذين تزيد‬ ‫�أعمارهم عن ‪ 40‬عام ًا �أكثر �أهمية من ال�ضغط االنب�ساطي‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫عندما يتعلق الأمر بتوقع مَ ن الذي يمكن �أن يُ�صاب ب�أمرا�ض القلب‬ ‫ومن الذي لن يُ�صاب بها‪ ،‬ولكن الم�شكلة هي �أن �ضغط الدم االنقبا�ضي‬ ‫يختلف اختالف ًا كبير ًا لدى كل �شخ�ص‪ ،‬ويحدث هذا االختالف ب�صورة‬ ‫�أكبر عند كبار ال�سن‪ .‬تم الت�أكيد على �أهمية �ضغط الدم االنقبا�ضي‬ ‫في الآونة الأخيرة من خالل ن�شر درا�ستين موثوق بهما‪ ،‬حيث �أظهرت‬ ‫هاتان الدرا�ستان �أن خف�ض �ضغط الدم االنقبا�ضي كان مفيد ًا عند‬ ‫الأ�شخا�ص الذين كان �ضغط الدم االنب�ساطي لديهم عادي ًا �أو حتى �أقل‬ ‫من المعدل الطبيعي‪ .‬وتُعرف هذه الحالة طب ّي ًا با�سم فرط �ضغط الدم‬ ‫االنقبا�ضي المعزول (‪ ،)ISH‬وغالب ًا ما ت�صيب هذه الحالة الأ�شخا�ص‬ ‫فوق �سن الخام�سة وال�ستين‪ ،‬و�إذا لم يتم عالجها‪ ،‬ي�صبح ه�ؤالء‬ ‫الأ�شخا�ص �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة ب�أمرا�ض القلب �أو ال�سكتة الدماغية‪.‬‬ ‫وب�شكل عام‪ ،‬كلما كانت قراءات �ضغط الدم منخف�ضة‪ ،‬كلما كان ذلك‬ ‫�أف�ضل‪ .‬وعند عالج ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬يكون الهدف هو الحد من‬ ‫كافة عوامل الخطر للإ�صابة ب�أمرا�ض القلب مثل التدخين وم�ستويات‬ ‫الكول�ستيرول في الدم‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وكذلك الحفاظ على �ضغط الدم‬ ‫تحت ‪ 80/140‬ملم زئبق‪.‬‬

‫فرط �ضغط الدم الم�صاحب لر�ؤية الطبيب‬

‫‪18‬‬

‫تنطبق م�صطلحات فرط �ضغط الدم ب�سبب «ر�ؤية الطبيب‪/‬‬ ‫المعطف الأبي�ض» �أو ب�سبب «المكتب»‪ ،‬على الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يحدث لديهم ارتفاع في �ضغط الدم عند ر�ؤية الطبيب فقط‪ .‬وقد‬ ‫�أ�صبح من الممكن في ال�سنوات الأخيرة �أن يتم قيا�س �ضغط الدم‬ ‫على مدى الأربع والع�شرين �ساعة في المنزل (با�ستخدام الأجهزة‬ ‫الإلكترونية الأوتوماتيكية)‪ ،‬وقد �أظهر ذلك �أن �ضغط الدم لدى‬ ‫كثير من النا�س يعود �إلى المعدل الطبيعي في غ�ضون �ساعة �أو �أكثر‬ ‫من مغادرة المركز الجراحي �أو الم�ست�شفى‪ .‬وعندما يحدث ذلك‪،‬‬ ‫يو�صف ال�شخ�ص ب�أنه يعاني من فرط �ضغط الدم الم�صاحب لر�ؤية‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫الطبيب‪ /‬المعطف الأبي�ض‪ .‬وت�سمى هذه التقنية للك�شف عن فرط‬ ‫�ضغط الدم الم�صاحب لر�ؤية (الطبيب ‪ /‬المعطف الأبي�ض) با�سم جهاز‬ ‫قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪.)ABPM‬‬ ‫وحتى وقت قريب‪ ،‬كانت الأهمية الدقيقة لفرط �ضغط الدم‬ ‫الم�صاحب لر�ؤية الطبيب‪ ،‬م�صدر الكثير من النقا�ش‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬توجد‬ ‫الآن عدة درا�سات متتابعة طويلة الأجل على الآالف من الأ�شخا�ص الذين‬ ‫تم قيا�س �ضغط الدم لديهم في بيئة العيادات‪ ،‬و�أي�ض ًا عن طريق جهاز‬ ‫قيا�س �ضغط الدم المتنقل‪ .‬ولقد �أ�صبح من الوا�ضح �أن الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يرتفع عندهم �ضغط الدم �أثناء وجودهم في العيادة فيما يكون طبيعي ًا‬ ‫للغاية بالن�سبة للأربع والع�شرين �ساعة المتبقية من اليوم‪ ،‬معر�ضون‬ ‫للإ�صابة بال�سكتة الدماغية �أو الأزمة القلبية تمام ًا مثل الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يتمتعون ب�ضغط طبيعيّ جد ًا طوال الوقت‪ .‬وال يعتبر فرط �ضغط الدم‬ ‫الم�صاحب لر�ؤية الطبيب من الحاالت الخطرة‪ ،‬على الأقل على المدى‬ ‫الق�صير‪ .‬ولكن على المدى الطويل‪ ،‬من خم�س �إلى ع�شر �سنوات‪ ،‬قد‬ ‫ي�صاب بع�ض الأ�شخا�ص الذين يعانون من فرط �ضغط الدم الم�صاحب‬ ‫لر�ؤية الطبيب‪ ،‬بارتفاع �ضغط الدم الم�ستمر في العيادة والمنزل على‬ ‫ح ّد �سواء‪ .‬ولذلك �إذا كنت من الأ�شخا�ص الم�صابين بفرط �ضغط الدم‬ ‫الم�صاحب لر�ؤية الطبيب‪ ،‬وال تحتاج �إلى العقاقير التي تخف�ض �ضغط‬ ‫الدم‪ ،‬فينبغي �أن يُعاد فح�صك عن طريق الطبيب �أو الممر�ضة على‬ ‫الأقل مرة كل عام‪ .‬ودفعت اال�ستنتاجات المذكورة �أعاله ك ًال من المعهد‬ ‫الوطني لل�صحة والتميز الإكلينيكي «ناي�س» وجمعية ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫البريطانية «بي �إت�ش �إ�س» �إلى ن�شر �إر�شادات جديدة في �أغ�سط�س ‪2011‬‬ ‫(انظر «التقدم في مجال البحث في فرط �ضغط الدم»‪� ،‬صفحة ‪.)143‬‬ ‫ويو�صي ك ًال من معهد «ناي�س» وجمعية «بي �إت�ش �إ�س» جميع الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يرتفع لديهم �ضغط الدم ب�شكل خفيف �أو متو�سط‪ ،‬ب�أنه ينبغي‬ ‫عليهم �أن ي�ستخدموا جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل ‪ ABPM‬من �أجل‬ ‫الت�أكد مما �إذا كان �ضغط الدم لديهم ي�ستقر عند و�ضعه الطبيعي بمجرد‬ ‫�أن يبتعدوا عن المركز ال�صحي للطبيب �أو العيادة‪ .‬ويعتبر جهاز قيا�س‬ ‫�ضغط الدم المتنقل هو المعيار الذهبي لتقييم الحاجة لتلقي العالج‪،‬‬ ‫طبق ًا لتو�صيات معهد«ناي�س» وجمعية «بي �إت�ش �إ�س»‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪)ABPM‬‬

‫‪20‬‬

‫تملك بع�ض المراكز ال�صحية الكبيرة �أجهزتها الخا�صة للقيام‬ ‫بقيا�س �ضغط الدم المتنقل ‪ ،ABPM‬وقد تُقرر بع�ض المراكز‬ ‫ال�صغيرة �إحالة بع�ض الحاالت �إلى ق�سم العيادات الخارجية لأمرا�ض‬ ‫القلب في الم�ست�شفى المحلي‪� .‬أي ًا كان المكان الذي يتم فيه قيا�س‬ ‫�ضغط الدم المتنقل ‪� ،ABPM‬ستحتاج �إلى الح�ضور �صباح ًا يومين‬ ‫على التوالي‪ ،‬و�ست�ستمر كل معاينة لمدة ن�صف �ساعة تقريباً‪.‬‬ ‫في �صباح اليوم الأول‪� ،‬سيقوم الفني �أو الممر�ضة بو�ضع الكفة على‬ ‫الجزء العلوي من ذراعك الأي�سر �إذا كنت ممن ي�ستخدمون اليد اليمنى‪،‬‬ ‫�أو على ذراعك الأيمن �إذا كنت ممن ي�ستخدمون اليد الي�سرى‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك يتم �إدخال الأنبوب المطاطي تحت القمي�ص �أو الرداء الداخلي ثم‬ ‫يتم تو�صيله �إلى ال�شا�شة المعلقة في الحزام‪ ،‬والتي يكون حجمها مقارب ًا‬ ‫لحجم كتاب الجيب (على الرغم من �أنها �أثقل قليالً)‪ .‬وبعد ذلك يتم‬ ‫ت�شغيل جهاز العر�ض لكي يتم ت�سجيل �أول قراءة في العيادة‪ ،‬و�ستكون‬ ‫بعد ذلك قادر ًا على مغادرة العيادة والذهاب �إلى عملك اليومي العادي‪.‬‬ ‫و�ستنتفخ الكفة تلقائي ًا كل ن�صف �ساعة‪ ،‬ولذلك عندما ت�شعر ب�أن الكفة‬ ‫تنتفخ‪ ،‬حاول �أن تحافظ على ثبات ذراعك ب�أق�صى قدر ممكن‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪� ،‬ستكون قادر ًا على القيام بجميع المهام اليومية بما في ذلك‬ ‫القيادة‪ ،‬وال�شيء الوحيد الذي ال يمكن القيام به هو اال�ستحمام‪ .‬وعلى‬ ‫عك�س ما قد يتوقع المرء‪ ،‬يمكن تحمل قيا�س �ضغط الدم المتنقل ب�شكل‬ ‫جيد جد ًا من قِبل الغالبية العظمى من النا�س‪ .‬وتجد قلة قليلة من‬ ‫النا�س �أنه يعيق �أن�شطتهم اليومية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬تجد قلة قليلة من النا�س‬ ‫�أن ذلك ي�ؤثر على نومهم‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إذا كنت ت�شعر ب�أن انتفاخ الكفة‬ ‫ي�ؤثر فع ًال على النوم‪ ،‬يجب �أن تخبر الطاقم الطبي بالعيادة عند العودة‬ ‫في �صباح اليوم التالي‪ ،‬حيث يعتبر قيا�س �ضغط الدم �أثناء الليل مهم ًا‬ ‫للغاية‪ .‬و�إذا لم ي�ستقر �ضغط الدم عند النوم‪ ،‬فقد يتم ت�صنيفك على‬ ‫�أنك ل�ست من «المر�ضى ذوي �ضغط الدم الليلي الثابت»‪ ،‬ومن المعروف‬ ‫�أن ذلك ال�صنف من المر�ضى �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بالأزمة القلبية �أو‬ ‫ال�سكتة الدماغية‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إذا كانت الليلة مليئة بالقلق‪ ،‬ف�إن عدم‬ ‫ا�ستقرار �ضغط الدم يكون �أقل �أهمية‪.‬‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪)ABPM‬‬

‫ُي�ستخدم جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪ )ABPM‬عندما يتم‬ ‫قيا�س �ضغط الدم لديك و�أنت تتحرك‪ ،‬وتعي�ش حياتك اليومية‬ ‫العادية‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫وبعد مرور �أربع وع�شرين �ساعة على تركيب جهاز العر�ض‪،‬‬ ‫يجب عليك العودة �إلى العيادة لكي يقوم �أحد �أفراد الطاقم الطبي‬ ‫ب�إزالتها‪ .‬و�سيقوم العاملون بالعيادة بفك �شيفرة �شا�شة العر�ض‬ ‫من �أجل الح�صول على تقرير من خالل الكمبيوتر‪ .‬و�سي�شمل هذا‬ ‫التقرير كل القراءات التي تم ت�سجيلها ل�ضغط الدم‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫متو�سط ال�ضغط �أثناء ​​�ساعات النهار و�ساعات الليل‪ .‬ومن الممكن‬ ‫�أن يعطيك بع�ض العاملين بالعيادة ن�سخً ة من التقرير ولكن البع�ض‬ ‫الآخر قد يف�ضل �إر�سال التقرير �إلى الطبيب بحيث يمكنك مناق�شة‬ ‫الأمر بمزيد من التف�صيل‪.‬‬

‫جهاز قيا�س �ضغط الدم المنزلي (‪)HBPM‬‬

‫يوجد بديل معقول لجهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪)ABPM‬‬ ‫وهو جهاز قيا�س �ضغط الدم المنزلي (‪ .)HBPM‬ومع ذلك‪ ،‬ال توجد‬ ‫حتى الآن �أي معلومات عن �أهمية قيا�س �ضغط الدم بهذه الطريقة‬ ‫على المدى الطويل‪ ،‬ولذلك يبقى جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل‬ ‫يو�صي ب�أن جميع‬ ‫هو المعيار الذهبي‪ ،‬ولكن هذا الكاتب اعتاد �أن ِ‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬ينبغي �أن يراقبوا‬ ‫�ضغط الدم في المنزل‪.‬‬ ‫تبلغ قيمة جهاز قيا�س �ضغط الدم المنزلي (‪ )HBPM‬نحو‬ ‫ع�شرين جنيه ًا ا�سترلينياً‪ ،‬وتعتبر معظم الأجهزة موثوقة ودقيقة‪.‬‬ ‫ومن الأف�ضل �أن ت�شتري الأجهزة التي �أقرتها جمعية ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم البريطانية «بي �إت�ش �إ�س» (‪ .)BHS‬و�إذا كان لديك �شك‪،‬‬ ‫ف�سيكون من المفيد �أن ت�أخذ معك جهاز العر�ض في المرة المقبلة‬ ‫التي ترى فيها الطبيب‪ ،‬حيث �سيكون من الممكن التحقق من جهاز‬ ‫العر�ض ح�سب قراءات العيادة‪.‬‬ ‫يجب عدم �شراء الأجهزة المنزلية التي تعمل من خالل كفات‬ ‫المع�صم �أو حتى كفات الإ�صبع‪ ،‬حيث تعتبر دقة هذه الطريقة في‬ ‫قيا�س �ضغط الدم م�شكوك ًا فيها‪ ،‬وذلك لأنه من المهم �أن تكون الكفة‬ ‫في نف�س م�ستوى القلب‪ ،‬وهو ما ي�صعب تنفيذه في �أجهزة المع�صم‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫ينبغي �إجراء قيا�س �ضغط الدم المنزلي في غرفة هادئة‪ ،‬ويف�ضل‬ ‫�أال يوجد �أي �شخ�ص �آخر في الغرفة‪ .‬وينبغي �أال تقوم بقيا�س �ضغط‬ ‫الدم �إذا كنت تحت �ضغط �أو في حالة انزعاج‪ .‬ويتم لف الكفة حول‬ ‫الجزء العلوي من ذراعك كما هو الحال في العيادة‪ .‬و�إذا كان محيط‬ ‫ذراعك �أكثر من ‪� 33‬سم‪ ،‬ينبغي �أن ت�شتري كفة �أكبر حجماً‪ .‬ويجب‬ ‫�أن تت�أكد من �أن ذراعك م�ستقر على من�ضدة بحيث تكون الكفة في‬ ‫نف�س م�ستوى القلب‪ .‬والأهم من كل ذلك‪� ،‬أن تكون م�سترخياً‪.‬‬ ‫قم بت�شغيل جهاز العر�ض‪ ،‬وبعد ب�ضع ثوان ا�ضغط على زر‬

‫�أجهزة قيا�س �ضغط الدم الأوتوماتيكية‬

‫يمكن �أن تكون �أجهزة قيا�س �ضغط الدم الأوتوماتيكية �سهلة اال�ستخدام‪،‬‬ ‫لكن يجب عليك �أن تختارها بعناية من �أجل �ضمان الدقة‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫البداية‪� .‬ستنتفخ الكفة با�ستمرار ثم تنكم�ش‪ ،‬وخالل االنكما�ش �سيتم‬ ‫قيا�س �ضغط الدم‪ .‬وينبغي �أن ت�سجل على الأقل ثالث قراءات لل�ضغط‬ ‫بحيث يكون الفا�صل الزمني بين كل قراءة والتي تليها حوالى ‪60‬‬ ‫ثانية‪ .‬و�إذا كان �ضغط الدم مرتفع ًا في القراءة الأولى ولكنه ا�ستمر‬ ‫في الثبات مع تكرار القيا�س‪ ،‬فقد يكون من المفيد �أن تح�صل على‬ ‫القراءة الرابعة �أو حتى الخام�سة‪.‬‬ ‫قم بقيا�س �ضغط الدم �أحيان ًا في ال�صباح‪ ،‬و�أحيان ًا في فترة ما‬ ‫بعد الظهر‪ ،‬و�أحيان ًا في الم�ساء‪ .‬وبذلك �ستح�صل على «ت�صور» دقيق‬ ‫ل�ضغط الدم على مدار اليوم‪.‬‬ ‫وقبل كل �شيء‪ ،‬من المهم �أن تكتب كل قراءات �ضغط الدم جنب ًا‬ ‫�إلى جنب مع التاريخ والوقت‪ .‬ومن الأف�ضل �أن ت�شتري دفتر ًا �صغير ًا‬ ‫لالحتفاظ بجميع قيا�سات �ضغط الدم‪ .‬وعند ا�ست�شارة الطبيب �أو‬ ‫الممر�ضة‪ ،‬ينبغي �أن ت�أخذ الدفتر معك‪ ،‬وذلك لأن القراءات المنزلية‬ ‫لل�ضغط تكون �أكثر �أهمية من تلك القراءات التي تُقا�س في العيادة‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ ‬

‫ من المهم �أن تكون م�سترخي ًا تمام ًا عندما يتم قيا�س �ضغط‬ ‫الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ من المعروف الآن �أن �ضغط الدم االنقبا�ضي على نف�س‬ ‫القدر من الأهمية‪ ،‬وربما يكون �أكثر �أهمية‪ ،‬من �ضغط الدم‬ ‫االنب�ساطي‪.‬‬

‫ ‬

‫ يمكن ا�ستخدام الأجهزة الأوتوماتيكية لقيا�س �ضغط الدم‬ ‫بعيد ًا عن العيادة �أو المركز ال�صحي‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫ما هو فرط ضغط الدم‬ ‫وما أهميته؟‬ ‫ت�شخي�ص فرط �ضغط الدم‬

‫‪26‬‬

‫يوجد معياران (حد �أق�صى وحد �أدنى) من �أجل ت�صنيف‬ ‫ال�شخ�ص على �أنه يعاني من ارتفاع �ضغط الدم �إلى الم�ستوى الذي‬ ‫يتطلب ا�ستخدام العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪ .‬وت�أخذ تلك‬ ‫العقاقير في االعتبار المخاطر الإجمالية على القلب والأوعية الدموية‬ ‫من حيث �إمكانية الإ�صابة بالأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪ .‬عند‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يكونون �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بالأزمة القلبية �أو‬ ‫ال�سكتة الدماغية‪ ،‬والذين يعانون من تلف في الأوعية الدموية �أو‬ ‫الم�صابين بداء ال�سكري‪ ،‬يكون الحد هو ‪ 90/140‬ملم زئبق‪� .‬أما‬ ‫عند الأ�شخا�ص الآخرين الذين يُعتبرون �أقل عُ ر�ضة للإ�صابة بالأزمة‬ ‫القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪ ،‬والذين ال توجد عندهم �أي م�شكالت‬ ‫طيبة �أخرى‪ ،‬يكون الحد هو ‪ 100/160‬ملم زئبق‪ .‬وقد تتغير هذه‬ ‫الحدود مع زيادة البحث في هذا المجال‪.‬‬ ‫يوجد احتمال �أكبر الرتفاع �ضغط الدم مع التقدم في ال�سن‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ف�إن ارتفاع �ضغط الدم �إلى الم�ستوى الذي يعتبر فيه العالج‬ ‫�ضرورياً‪ ،‬يحدث عند ‪ %20-10‬من المر�ضى الذين يبلغون من العمر‬ ‫ع�شرين عاماً‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يحتاج ما ي�صل �إلى ‪ %60‬من المر�ضى‬ ‫الذين تزيد �أعمارهم على �ستين عام ًا �إلى العالج‪.‬‬


‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟‬

‫ولهذا ال�سبب يُ�صنَّف �أحيان ًا �ضغط الدم الذي يكون �أقل من‬ ‫‪ 90/140‬ملم زئبق و�أعلى من ‪ 80/120‬ملم زئبق‪ ،‬تحت ا�سم‬ ‫«�ضغط الدم فوق الطبيعي» �أو «مقدمات فرط �ضغط الدم»‪ ،‬وذلك‬ ‫لأن ن�سبة كبيرة جد ًا من الأ�شخا�ص الذين يتراوح �ضغط الدم لديهم‬ ‫بين المقايي�س ال�سابقة‪� ،‬سيتعر�ضون للإ�صابة بارتفاع خفيف في‬ ‫�ضغط الدم في ال�سنوات التالية من �أعمارهم‪.‬‬

‫تعريف فرط �ضغط الدم‬

‫تعتبر قراءات �ضغط الدم م�ؤ�شر ًا دقيق ًا �إلى متو�سط ​​ العمر‬ ‫المتوقع‪ :‬كلما ازداد �ضغط الدم‪ ،‬ازداد الخطر‪ .‬حتى الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يتمتعون ب�ضغط دم متو�سط‪ ،‬يمكن �أن يكونوا �أكثر عُ ر�ضة‬ ‫لخطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب مقارنة بالأ�شخا�ص ذوي �ضغط الدم‬ ‫�أقل من المتو�سط‪ .‬ولهذا ال�سبب‪ ،‬ف�إنه من ال�صعب للغاية التو�صل �إلى‬ ‫تعريف ب�سيط يعبر عن فرط �ضغط الدم‪ .‬وربما تكون وجهة النظر‬ ‫الأكثر منطقية هي تعريف فرط �ضغط الدم على النحو التالي‪:‬‬ ‫«ذلك الم�ستوى من �ضغط الدم الذي يكون فيه العالج با�ستخدام‬ ‫العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط مفيد ًا �أكثر منه �ضاراً»‪.‬‬ ‫�إذا كان �ضغط الدم لديك �أكثر من ‪ 160/100‬ملم زئبق‪ ،‬و�إذا‬ ‫كان لديك العديد من عوامل الخطر المختلفة لأمرا�ض القلب‪ ،‬مثل‬ ‫ارتفاع الكول�ستيرول في الدم‪� ،‬أو التدخين‪� ،‬أو وجود ا�ستعداد عائلي‬ ‫للإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‪ ،‬ف�إنه من الجدير باالهتمام �أن تقوم بعالج‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم لديك‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬بالن�سبة لبع�ض ال�شباب الذين يعانون من‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم ب�شكل طفيف‪ ،‬وبالإ�ضافة �إلى عدم وجود عوامل‬ ‫الخطر الأخرى لأمرا�ض القلب‪ ،‬تكون الفائدة من العقاقير الخاف�ضة‬ ‫ل�ضغط الدم قليلة للغاية‪ ،‬كما يمكن �إيقاف العالج بالعقاقير‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فمن المهم �أن يتم �إعادة فح�ص �ضغط الدم عند ه�ؤالء‬ ‫الأ�شخا�ص كل �ستة �أ�شهر تقريباً‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫القاتل ال�صامت (فرط �ضغط الدم)‬

‫ي�سمى فرط �ضغط الدم با�سم القاتل ال�صامت؛ وذلك لأنه ال‬ ‫ي�سبب عادة �أي �أعرا�ض حتى مرحلة مت�أخرة من المر�ض‪ .‬وعلى عك�س‬ ‫ما يعتقد كثير من النا�س‪ ،‬ف�إن من غير الممكن �أن ي�شعر ال�شخ�ص‬ ‫ب�ضغط الدم الخا�ص به‪ ،‬وتعتبر الطريقة الوحيدة لمعرفة ما �إذا كان‬ ‫�ضغط الدم لديك مرتفع ًا �أم ال‪ ،‬هي �أن يُقا�س ال�ضغط بوا�سطة �أحد‬ ‫�أجهزة قيا�س �ضغط الدم ‪ -‬انظر ال�صفحات ‪.24 - 9‬‬ ‫ولأن فرط �ضغط الدم ال ي�سبب �أي �أعرا�ض حتى تبد�أ الم�ضاعفات في‬ ‫الظهور‪ ،‬ف�إن ما يقرب من ن�صف الأ�شخا�ص الم�صابين ال يدركون �أنهم‬ ‫يعانون من فرط �ضغط الدم‪ .‬ويعتبر الحل الوحيد لهذه الم�شكلة لجميع‬ ‫البالغين هو الذهاب �إلى طبيب العائلة لإجراء فح�ص دوريّ ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫ما �سبب �أهمية فرط �ضغط الدم؟‬

‫‪28‬‬

‫ت�شبه الأوعية الدموية الأنابيب المطاطية التي تحمل الدم‬ ‫با�ستمرار �إلى �أي مكان في الج�سم يحتاج �إلى الدم‪ .‬ويجب على‬ ‫ال�شرايين التي تحمل الدم من القلب �أن تتحمل ال�ضغط الكبير الذي‬ ‫يتم به �ضخ الدم من القلب‪ .‬و�إذا كان �ضغط الدم �أعلى من المعتاد‬ ‫على مدى �سنوات عديدة‪ ،‬كما في فرط �ضغط الدم غير المُعالَج‬ ‫بالعقاقير‪ ،‬يحدث بع�ض التلف في الأوعية الدموية‪ .‬ويمكن �أن ت�صبح‬ ‫بطانة ال�شرايين خ�شنة و�سميكة‪ ،‬ما ي�ؤدي في النهاية �إلى ت�ضيّق‬ ‫ال�شرايين وجعلها �أقل مرونة عما كانت عليه من قبل‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬تتر�سب داخل ال�شرايين مادة دهنية ت�سمى الع�صيدة‪.‬‬ ‫�إذا �أ�صبح ال�شريان �ضيق ًا للغاية‪ ،‬ال ي�ستطيع الدم �أن يمر من‬ ‫خالله ب�شكل �صحيح‪ ،‬وبالتالي يتم حرمان �أجزاء الج�سم التي تعتمد‬ ‫على هذا ال�شريان من �إمدادات الدم وكذلك الأوك�سيجين البالغ‬ ‫الأهمية الذي يحمله‪ .‬وكلما ازداد ال�شريان في ال�ضيق‪ ،‬ازداد احتمال‬ ‫الإ�صابة بالجلطة الدموية (التخثر) عند منطقة الع�صيدة‪ ،‬ما قد‬ ‫ي�سبب االن�سداد الكامل لل�شريان‪ ،‬وبذلك يت�سبب في موت �أجزاء‬ ‫الج�سم التي يخدمها ال�شريان‪ .‬ويُطلَق على المنطقة الميتة من القلب‬ ‫�أو الدماغ ا�سم االحت�شاء‪.‬‬


‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟‬

‫عوامل الخطر الأخرى‬

‫يمكن �أن ي�ؤدي ارتفاع �ضغط الدم على مدى �سنوات عديدة �إلى‬ ‫كل هذه الم�شاكل‪ ،‬والمق�صد الأكبر من قيا�س �ضغط الدم بانتظام‬ ‫وعالجه بالعقاقير على نحو فعال �إذا كان مرتفعاً‪ ،‬هو منع حدوث‬ ‫هذه الم�ضاعفات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�أنت �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بهذه‬ ‫الم�ضاعفات �إذا كنت تدخن‪ ،‬و�إذا كانت لديك م�ستويات عالية من‬ ‫الكول�ستيرول في الدم من دون معالجة‪ .‬ويرجع ال�سبب وراء ذلك �إلى‬ ‫�أن تدخين ال�سجائر ي�ضر الأوعية الدموية بنف�س الطريقة التي يفعلها‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬حيث ي�ؤدي التدخين �إلى زيادة ال�ضيق وحدوث‬ ‫ت�صلب ال�شرايين‪ ،‬كما ت�صبح بطانة ال�شرايين �سميكة وخ�شنة‪.‬‬ ‫وي�ؤدي �أي�ض ًا ارتفاع الكول�ستيرول في الدم �إلى تر�سب الع�صيدة‬ ‫في بطانة ال�شريان‪ .‬وعندما تحدث عملية «ت�صلب ال�شرايين» التي‬ ‫تغذي ع�ضلة القلب‪ ،‬يُ�سمى ذلك مر�ض القلب التاجي ‪ .CHD‬وتحدث‬ ‫عملية «ت�صلب ال�شرايين» �أي�ض ًا في الأوعية الدموية التي تغذي المخ‪.‬‬ ‫وكما هو الحال في ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬لي�س من الممكن �أن يكون‬ ‫م�ستوى الكول�ستيرول في الدم منخف�ض ًا للغاية‪ ،‬وبالمثل يفيد العالج‬ ‫بالعقاقير التي تخف�ض الكول�ستيرول في الحفاظ على الحياة‪.‬‬ ‫ويوجد عامل �آخر من عوامل الخطر ال�شائعة التي يمكن �أن‬ ‫ت�ؤدي �أي�ض ًا �إلى ت�ضييق ال�شرايين في المخ والقلب والأطراف ال�سفلى‬ ‫وهو مر�ض ال�سكري (النوع ‪ 2‬من مر�ض ال�سكري) والذي ي�صيب‬ ‫من ‪ %5-4‬من ال�سكان البي�ض‪ ،‬ومن ‪ %15-10‬من مر�ضى جنوب‬ ‫�آ�سيا ومر�ضى منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية في المملكة‬ ‫المتحدة‪ .‬وي�ؤدي ارتفاع م�ستويات ال�سكر في الدم �إلى تلف ال�شرايين‬ ‫على نحو مماثل لما ي�سببه �ضغط الدم المرتفع‪.‬‬ ‫وعادة ما يحدث مر�ض ال�سكري من النوع (‪ )1‬عند ال�شباب‬ ‫الذين هم �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة ب�أمرا�ض الكلى وتلف �شبكية العين‪.‬‬ ‫ويعتبر تقريب ًا كل الأ�شخا�ص الذين يعانون من مر�ض ال�سكري من‬ ‫النوع (‪ ،)1‬م�صابين بارتفاع في �ضغط الدم‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الجلطة الدموية في ال�شريان التاجي (الخثار التاجي)‬

‫يحدث ان�سداد ال�شريان التاجي عندما تتكون جلطة في ال�شرايين التاجية‬ ‫التي تحمل الدم �إلى ع�ضلة القلب‪ .‬وفي الأزمة القلبية‪ ،‬تتكون الجلطة‬ ‫عادة فوق َقطع في اللوح الليفي في �أحد الأوعية المري�ضة‪.‬‬

‫�ضعف تدفق‬ ‫الدم‬

‫الوعاء‬ ‫الدموي‬

‫غطاء‬ ‫ليفي‬

‫تر�سبات‬ ‫الدهون‬

‫ن�سيج ندبي ي�شكل غطا ًء‬ ‫ليفي ًا فوق تر�سبات الدهون‬

‫تك ّون تر�سبات الدهون على‬ ‫جدران ال�شرايين‬

‫�إعاقة تدفق‬ ‫الدم‬ ‫الجلطة‬

‫انق�سام‬ ‫الغطاء‬

‫منطقة التلف‬ ‫تتكون جلطة كبيرة ل�سد المنطقة‬ ‫المت�ضررة‪ ،‬ما يت�سبب في �إغالق ال�شريان‬ ‫‪30‬‬

‫ينق�سم الغطاء ال�صلب‪ ،‬مما‬ ‫يزيد من م�ساحة التلف‬


‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟‬

‫عوامل الخطر لمر�ض القلب التاجي (‪)CHD‬‬

‫قلة التمرين‬ ‫التوتر‬

‫التوتر‬

‫البدانة‬

‫البدانة‬

‫البدانة‬

‫ال�سكري‬

‫ال�سكري‬

‫ال�سكري‬

‫ال�سكري‬

‫ارتفاع �ضغط الدم ارتفاع �ضغط الدم ارتفاع �ضغط الدم ارتفاع �ضغط الدم ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫ارتفاع م�ستوى‬ ‫الكول�ستيرول‬

‫ارتفاع م�ستوى‬ ‫الكول�ستيرول‬

‫ارتفاع م�ستوى‬ ‫الكول�ستيرول‬

‫ارتفاع م�ستوى‬ ‫الكول�ستيرول‬

‫ارتفاع م�ستوى‬ ‫الكول�ستيرول‬

‫ارتفاع م�ستوى‬ ‫الكول�ستيرول‬

‫التدخين‬

‫التدخين‬

‫التدخين‬

‫التدخين‬

‫التدخين‬

‫التدخين‬

‫التدخين‬

‫تزايد خطر الإ�صابة بمر�ض القلب التاجي‬

‫توجد عدة عوامل تتحكم في احتماالت �إ�صابة الفرد ب�أمرا�ض ال�شرايين‬ ‫التاجية‪ .‬وكلما ارتفع عدد عوامل الخطر التي تنطبق عليك‪ ،‬كلما ارتفع‬ ‫احتمال �إ�صابتك ب�أمرا�ض ال�شرايين التاجية‪.‬‬

‫عوامل الخطر‬

‫كلما ارتفع عدد عوامل الخطر التي تنطبق عليك‪ ،‬كلما زاد‬ ‫احتمال �إ�صابتك ب�أمرا�ض ال�شرايين التاجية‬

‫يوجد الآن �إدراك متزايد ب�أن الأ�شخا�ص الذين ال تعمل لديهم‬ ‫الكلى بال�شكل الجيد الذي ينبغي �أن تعمل به‪ ،‬تالحظ عندهم زيادة‬ ‫في خطر الإ�صابة بالأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية خالل ال�سنوات‬ ‫المقبلة من حياتهم‪ .‬وم�ؤخراً‪� ،‬أ�صبح ه�ؤالء المر�ضى يعتبرون الأكثر‬ ‫عُ ر�ضة للخطر‪ ،‬وهم في حاجة �إلى عناية فائقة ومراقبة دقيقة‬ ‫ل�ضغط الدم وكذلك م�ستويات الكول�ستيرول في الدم‪.‬‬ ‫لي�س الهدف هو جعل ال�صورة قاتمة للغاية‪ ،‬لكن الهدف الأكبر‬ ‫من فح�ص �ضغط الدم هو �أنك �إذا اكت�شفت �إ�صابتك بفرط �ضغط‬ ‫الدم‪ ،‬فمن الممكن �أن تتعامل معه على نحو فعال وبالتالي يتراجع‬ ‫خطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب وال�سكتات الدماغية �إلى و�ضعه‬ ‫الطبيعي‪ .‬ولي�س المهم مدى �شدة فرط �ضغط الدم في المقام الأول‪،‬‬ ‫لكن المهم حق ًا هو �إلى �أي مدى يمكن التحكم في �ضغط الدم خالل‬ ‫ال�سنوات الالحقة من العمر‪.‬‬ ‫ومن الأف�ضل �أن تكون م�صاب ًا بارتفاع �ضغط الدم الحاد الذي‬ ‫يتم عالجه ب�شكل جيد‪ ،‬من �أن تكون م�صاب ًا بارتفاع خفيف في �ضغط‬

‫‪31‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الدم ويظل مُه َم ًال وال يخ�ضع للعالج بالعقاقير‪.‬‬

‫الآثار بعيدة المدى الرتفاع �ضغط الدم‬

‫على الرغم من وجود العديد من الآثار المحتملة والخطيرة‬ ‫الرتفاع �ضغط الدم على المدى البعيد‪� ،‬إال �أنه ال بد من الت�أكيد على‬ ‫�أنه يمكن الوقاية من كل هذه الم�ضاعفات عن طريق العالج الفعال‬ ‫با�ستخدام العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫الذبحة ال�صدرية‬

‫القلب عبارة عن ع�ضلة مثل �أي ع�ضلة �أخرى يحتاج �إلى �إمدادات‬ ‫الدم الخا�صة بها‪ ،‬والتي تمدّها به ال�شرايين التاجية‪ .‬و�إذا �أ�صبحت‬ ‫هذه ال�شرايين التاجية �ضيقة‪ ،‬ف�إن الدم لن ي�صل �إلى ع�ضلة القلب‬ ‫بكفاءة‪ .‬وعندما يحتاج القلب �إلى العمل بقوة �أكبر من المعتاد‪ ،‬كما‬ ‫في حالة �صعود التل مثالً‪ ،‬لن تتمكن ع�ضلة القلب من الح�صول على‬ ‫�إمدادات الدم والأوك�سيجين التي تحتاج �إليها ما ي�سبب ذلك �آالم ًا‬ ‫في ال�صدر‪ ،‬وتعرف تلك الحالة با�سم �إقفار ع�ضلة القلب �أو الذبحة‬ ‫ال�صدرية‪.‬‬

‫الأزمة القلبية‬

‫�إذا حدث �ضيق في ال�شريان التاجي وبعد ذلك تكونت جلطة‬ ‫دموية وبالتالي حدث االن�سداد الكلي‪ ،‬ف�إن الجزء الذي يعتمد على‬ ‫هذا ال�شريان التاجي من ع�ضلة القلب يموت‪ .‬وتُعرَف تلك الحالة‬ ‫با�سم ان�سداد ال�شريان التاجي‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى احت�شاء ع�ضلة القلب‬ ‫�أو الأزمة القلبية‪ .‬ومن �أكثر الأعرا�ض ال�شائعة لهذه الحالة حدوث‬ ‫�ألم �ساحق عبر الجزء الأمامي من ال�صدر‪.‬‬

‫توقف القلب و�ضيق التنف�س‬

‫على مر ال�سنين‪ ،‬كلما �أ�صبحت ال�شرايين �أكثر �ضيق ًا و�أقل مرونة‬ ‫نتيجة لفرط �ضغط الدم‪� ،‬سيكون من ال�صعب جد ًا على القلب �أن‬ ‫ي�ضخ الدم بكفاءة �إلى بقية �أجزاء الج�سم‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟‬

‫التغيرات التي ت�سبب الذبحة ال�صدرية �أو ال�سكتة القلبية‬ ‫تدفق محدود للدم‬

‫ال�شرايين‬ ‫التاجية‬

‫تدفق طبيعي للدم‬

‫القلب‬

‫التغيرات في الأوعية الدموية التاجية التي ت�سبب الذبحة ال�صدرية‬ ‫منع تدفق الدم‬

‫ال�شرايين‬ ‫التاجية‬

‫تدفق طبيعي للدم‬

‫القلب‬

‫التغيرات في الأوعية الدموية التاجية التي ت�سبب ال�سكتة القلبية‬ ‫‪33‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫توقف القلب و�ضيق التنف�س‬

‫تتدفق ال�سوائل الزائدة من الدم �إلى �أن�سجة الرئة‪ ،‬ثم تتجمع داخلها مما‬ ‫ي�سبب �ضيق التنف�س‪.‬‬ ‫الرئتان‬

‫�شبكة الأنابيب ال�شعرية‬ ‫الأكيا�س‬ ‫تتجمع ال�سوائل في‬ ‫الهوائية‬ ‫الم�ساحات الهوائية‬ ‫داخل الرئتين‬

‫ت�ؤدي زيادة عبء العمل في النهاية �إلى �إحداث ال�ضرر بالقلب‬ ‫كما ي�ضعف �أداءه‪ .‬وتتجمع ال�سوائل في الرئتين‪ ،‬مما ي�سبب �ضيق‬ ‫التنف�س‪ ،‬خ�صو�ص ًا عندما يكون ال�شخ�ص في و�ضع اال�ستلقاء‪ ،‬ويُعرَف‬ ‫ذلك با�سم ق�صور البطين الأي�سر �أو ف�شل البطين الأي�سر ‪.LVF‬‬

‫�ضربات القلب غير المنتظمة‬

‫يزيد ارتفاع �ضغط الدم من احتمال حدوث �إيقاع �سريع غير‬ ‫منتظم للقلب يُطلق عليه الرجفان الأذيني‪ .‬وي�صبح الخطر �أكبر من‬ ‫ذلك بكثير �إذا تم تناول كمية من الم�شروبات الممنوعة تزيد عن‬ ‫ع�شرة �أكواب في الأ�سبوع‪ .‬ويعتبر الرجفان الأذيني في حد ذاته من‬ ‫�أهم �أ�سباب ال�سكتة القلبية‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟‬

‫ال�سكتة الدماغية‬

‫يمكن �أن ي�ؤدي �ضيق ال�شريان الذي يحمل الدم والأوك�سيجين‬ ‫�إلى المخ �إلى فقدان م�ؤقت للوظيفة في ذلك الجزء من المخ الذي‬ ‫يخدمه هذا ال�شريان‪ ،‬وهو ما يُعرف با�سم الأزمة الدماغية العابرة‬ ‫(‪ .)TIA‬ويت�سبب الإغالق الدائم لل�شريان عن طريق تجلط الدم �إلى‬ ‫وفاة ذلك الجزء من الدماغ الذي يعتمد على هذا ال�شريان‪ ،‬ما ي�ؤدي‬ ‫�إلى االحت�شاء الدماغي الذي يت�سبب بال�سكتة الدماغية‪ .‬وب�شكل �أقل‬ ‫�شيوعاً‪ ،‬قد يحدث تمزق للأوعية الدموية الموجودة في الدماغ‪ ،‬مما‬ ‫ي�ؤدي �إلى حدوث نزيف في الدماغ (النزيف الدماغي)‪.‬‬

‫ال�سكتة الدماغية‬

‫ُيطلق على ان�سداد ال�شريان الذي يقوم بتوريد الدم �إلى الدماغ ا�سم‬ ‫ال�سكتة الدماغية‪.‬‬ ‫المنطقة الدماغية‬ ‫المحرومة من الدم‬

‫المخ‬

‫جلطة دموية‬ ‫ال�شريان الذي‬ ‫يمد المخ‬ ‫بالدم‬

‫القلب‬ ‫‪35‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫االختالل العقلي‬

‫يعتبر الأ�شخا�ص الذين يعانون من فرط �ضغط الدم المُهمَل‬ ‫لفترة طويلة‪� ،‬أكثر عُ ر�ضة لخطر الإ�صابة باالختالل العقلي �أو‬ ‫االنحطاط المعرفي‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �ضعف الذاكرة ق�صيرة المدى‬ ‫وتزايد الن�سيان‪ .‬وحتى الآن لم يتم تنفيذ �أي درا�سة عالجية‬ ‫متخ�ص�صة طويلة المدى من �أجل اختبار ما �إذا كان خف�ض �ضغط‬ ‫الدم يقلل من االختالل العقلي �أم ال‪ ،‬وعلى الرغم من وجود تجربة‬ ‫واحدة يمكن االعتماد عليها لدى المر�ضى الم�سنين‪� ،‬أظهرت بع�ض‬ ‫الأدلة �إمكانية الوقاية من االختالل العقلي‪.‬‬

‫مر�ض ال�شريان المحيطي‬

‫يمكن �أن تتلف الأوعية الدموية الرئي�سية في ال�ساقين‪ ،‬ما ي�ؤدي‬ ‫�إلى قلة تدفق الدم وحدوث �ألم في ع�ضالت ال�ساق عند الم�شي‪ ،‬وهو‬ ‫ما ي�سمى العرج المتقطع‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يمكن �أن ي�ؤدي �ضيق‬ ‫�أو ان�سداد ال�شرايين ال�صغيرة في القدمين �إلى فقدان �أ�صابع القدم‬ ‫خا�ص لدى‬ ‫ب�سبب الغرغرينا‪ ،‬وتزداد خطورة هذه الم�شكلة ب�شكل ّ‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من مر�ض ال�سكري‪.‬‬

‫تلف الكُلى‬

‫عندما تت�أثر الأوعية الدموية التي تغذي الكليتين ف�إن النتيجة‬ ‫قد تكون التلف التدريجي للكلى‪ ،‬ما ي�ؤثر على تخل�ص الج�سم من‬ ‫النفايات‪ ،‬بما في ذلك الأدوية‪ .‬ولهذا ال�سبب يعتبر �إجراء اختبار‬ ‫دم لفح�ص وظائف الكلى (م�ستويات الكرياتينين في الدم) جزء ًا‬ ‫�أ�سا�سي ًا من االختبارات العادية التي يتم �إجرا�ؤها على �أي �شخ�ص‬ ‫يعاني من فرط �ضغط الدم‪ .‬وكما ذكرنا �سابقاً‪ ،‬توجد معلومات‬ ‫متزايدة على �أن الأ�شخا�ص الذين يعانون حتى من التلف الخفيف‬ ‫للكلى يتعر�ضون ب�شكل كبير لخطر الإ�صابة بال�سكتة القلبية �أو‬ ‫ال�سكتة الدماغية‪ ،‬وحتى الآن لم يتم فهم الأ�سباب التي ت�ؤدي �إلى‬ ‫ذلك ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟‬

‫تلف الكلى‬

‫توجد كليتان عند كل �شخ�ص‪ ،‬ووظائف الكلى هي �إفراز البول وتنظيم‬ ‫المياه وتحليل تركيب وحمو�ضة الدم‪.‬‬ ‫تمثيل لعملية التر�شيح‬ ‫التي تقوم بها الكلى‬ ‫الكلى‬

‫الماء‬

‫الوعاء الدموي‬ ‫الأبهر‬

‫الوريد الأجوف‬ ‫ال�سفلي‬

‫تلف العين‬

‫من الممكن �أي�ض ًا �أن تت�أثر الأوعية الدموية ال�صغيرة الموجودة‬ ‫في العين‪ ،‬على الرغم من �أن ذلك قد ال ي�صبح وا�ضح ًا �إال بعد �أن‬ ‫تحدث �أ�ضرار كبيرة للعين‪ .‬وب�شكل نادر جداً‪ ،‬قد يحدث تلف �شبكية‬ ‫العين في حاالت فرط �ضغط الدم الحاد جداً‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى حدوث‬ ‫االحت�شاءات والنزيف والتورم في الع�صب الب�صري‪ .‬وما زالت هذه‬ ‫الحالة ت�سمّى فرط �ضغط الدم الخبيث‪ ،‬رغم �أنه مع تطور العالج في‬ ‫الوقت الحا�ضر �أ�صبحت التوقعات جيدة للغاية‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬

‫‪38‬‬

‫ ‬

‫ يعتبر ارتفاع �ضغط الدم �أحد عوامل الخطر الثالثة التي ت�ؤدي‬ ‫�إلى الإ�صابة بالأزمة القلبية وال�سكتة الدماغية‪.‬‬

‫ ‬

‫ ت�شمل العوامل الأخرى التدخين وارتفاع م�ستويات الكول�ستيرول‬ ‫في الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ ي�سهم خف�ض �ضغط الدم (وخف�ض ن�سبة الكول�ستيرول في‬ ‫الدم) في �إنقاذ الأرواح‪.‬‬


‫ما الذي يسبب فرط‬ ‫ضغط الدم؟‬ ‫ت�صنيف فئات فرط �ضغط الدم‬

‫في ‪ %95‬من الحاالت‪ ،‬ال يوجد �سبب محدد وراء فرط �ضغط‬ ‫الدم‪ ،‬وتُعرف هذه الحالة با�سم فرط �ضغط الدم ا ألَولي �أو فرط‬ ‫�ضغط الدم الأ�سا�سي‪� ،‬أما الـ ‪ %5‬من الحاالت المتبقية فيُعانون‬ ‫من م�شاكل في الكلى �أو الغدد الكظرية التي تقع في الجزء العلوي‬ ‫من الكلى‪ ،‬وهذه الم�شاكل هي التي ت�سبب فرط �ضغط الدم‪ .‬وي�شير‬ ‫الأطباء �إلى هذه الحالة با�سم فرط �ضغط الدم الثانوي‪.‬‬

‫عوامل الخطر الرتفاع �ضغط الدم‬

‫يوجد عدد من العوامل المختلفة التي قد ت�سهم في الت�سبب في‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬وتلعب الوراثة دور ًا في الإ�صابة بارتفاع �ضغط‬ ‫الدم ما يعني �أن فرط �ضغط الدم يمكن �أن ي�ستمر في العائالت‪.‬‬ ‫ويتجه �ضغط الدم نحو االرتفاع مع التقدم في ال�سن ويرجع ذلك‬ ‫جزئ ّي ًا �إلى التغيرات في نمط الحياة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �أن كثير ًا من‬ ‫النا�س يزيد وزنهم وبالتالي ي�صبحون �أقل ن�شاط ًا مع التقدم في‬ ‫ال�سن‪ ،‬ومن الممكن �أن ت�سهم هذه العوامل في تطوير فرط �ضغط‬ ‫الدم‪ .‬والأهم من ذلك‪� ،‬أنه يزداد ارتفاع �ضغط الدم مع التقدم في‬ ‫ال�سن لدى الأ�شخا�ص الذين يتناولون الكثير من الأطعمة المالحة‪.‬‬ ‫تلعب الأ�صول العرقية دور ًا في الإ�صابة بفرط �ضغط الدم‪ ،‬حيث‬ ‫يعتبر معدل انت�شار فرط �ضغط الدم بين �سكان منطقة الكاريبي ذوي‬

‫‪39‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫العوامل التي تزيد من خطر الإ�صابة بالأمرا�ض القلبية‬ ‫الوعائية‬ ‫القابلة للتعديل‪/‬التحوير‬ ‫(يمكن تغييرها)‬ ‫ •التدخين‬ ‫ •ارتفاع الكول�ستيرول‬ ‫ •مر�ض ال�سكري‬ ‫ •ال�سمنة‬ ‫ •�ضغط الإجهاد‬ ‫ •عدم ممار�سة الريا�ضة‬ ‫ •النظام الغذائي ‪ -‬الملح‬ ‫ •الم�شروبات الممنوعة‬

‫‪40‬‬

‫غير القابلة للتعديل‪/‬التحوير‬ ‫(التي ال يمكن تغييرها)‬ ‫ •العوامل الوراثية‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المثال ‪ -‬وراثة ارتفاع م�ستوى‬ ‫الكول�ستيرول في الدم‬ ‫ •الجن�س ‪ -‬الرجال �أكثر من‬ ‫الن�ساء في الإ�صابة بارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‬ ‫ •العمر‬ ‫ •الأ�صول العرقية‬

‫الأ�صول الأفريقية الذين يعي�شون في المجتمعات الغربية‪� ،‬أعلى من‬ ‫ال�سكان البي�ض‪ .‬وربما يكون ال�سبب هو �أن �سكان منطقة الكاريبي ذوي‬ ‫الأ�صول الأفريقية يتعاملون مع الملح بطريقة مختلفة عن غيرهم من‬ ‫الجماعات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تُظهر درا�سات الهجرة �أنه على الرغم من وجود‬ ‫دور كبير للأ�صول العرقية‪� ،‬إال �أن النظام الغذائي والعوامل الأخرى‬ ‫التي تخ�ص نمط الحياة تعتبر �أكثر �أهمية‪ .‬ويعتبر كل من يعي�ش في‬ ‫الدول الغربية الأكثر ثراءً‪� ،‬أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بفرط �ضغط الدم من‬ ‫�أولئك الذين يعي�شون في المناطق الريفية من البلدان النامية‪ .‬ومن‬ ‫الممكن �أن يكون ال�سبب هو �أن النظام الغذائي الغربي يحتوي على‬ ‫�سعرات حرارية عالية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى منتجات الألبان والملح‪ ،‬والتي‬ ‫ت�سبب مع قلة ممار�سة التمارين الريا�ضية انت�شار ًا متزايد ًا لأمرا�ض‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم وال�سمنة ومر�ض ال�سكري‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يرتفع �ضغط‬ ‫الدم لدى ال�سكان في البلدان النامية ب�سبب التحول �إلى النمط الغربي‬ ‫من الأطعمة والأن�شطة‪ .‬وينت�شر ارتفاع �ضغط الدم حالي ًا ب�شكل كبير‬ ‫في البلدان والمدن التي توجد في �أفريقيا و�آ�سيا‪.‬‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫يختلف �ضغط الدم دائم ًا على مدار اليوم‪ ،‬وعادة يكون �أعلى‬ ‫�أثناء ممار�سة الريا�ضة حيث يحتاج القلب �إلى �ضخ الدم في الج�سم‬ ‫ب�شكل �أ�سرع‪ ،‬على الرغم من �أن الأ�شخا�ص الذين يمار�سون الريا�ضة‬ ‫ب�شكل منتظم يتمتعون ب�ضغط دم منخف�ض بالمقارنة مع الأ�شخا�ص‬ ‫الذين ال يمار�سون �أي ن�شاط �أثناء وقت الفراغ‪ .‬وب�شكل عام‪ ،‬يكون‬ ‫�ضغط الدم �أقل عند النوم �أو الراحة‪.‬‬

‫كيف يقوم الج�سم بتنظيم و�ضبط �ضغط الدم؟‬ ‫الجهاز الع�صبي الودي (ال�سمبثاوي)‬

‫يوجد جهازان في الج�سم ي�شتركان في م�ساعدتنا على الحفاظ على‬ ‫�ضغط الدم الطبيعي في كل الظروف بقدر الإمكان‪ ،‬و�أحد هذه الأجهزة‬ ‫هو الجهاز الع�صبي الودي‪/‬ال�سمبثاوي الذي يطلق بع�ض المواد الكيميائية‬ ‫مثل الأدرينالين والنورادرينالين‪ ،‬والتي يمكنها �أن تفتح �أو تو�سع ال�شرايين‬ ‫المجهرية �أو تقوم بت�ضييقها من خالل انقبا�ض الأوعية‪ ،‬على النحو‬ ‫المطلوب‪ ،‬اعتماد ًا على �أجزاء الج�سم المطلوب تجهيزها للعمل‪.‬‬ ‫يعمل هذا الجهاز لكي يمَكننا من اال�ستجابة لأي �أزمة من خالل‬ ‫تركيز مواردنا المادية التي نحتاج �إليها لم�ساعدتنا على النجاة من‬ ‫�أي تهديد محتمل‪ ،‬ويعني ذلك �أن يتم �إيقاف وظائف الج�سم غير‬ ‫ال�ضرورية ‪ -‬مثل اله�ضم ‪ -‬طوال مدة الأزمة من �أجل التح�ضير‬ ‫للمواجهة �أو الهروب‪ .‬بالن�سبة للإن�سان البدائي‪ ،‬كان ذلك �ضروري ًا‬ ‫عندما كانت الحياة مليئة بالمخاطر المادية‪ ،‬ولكن بالن�سبة لمعظم‬ ‫النا�س في هذه الأيام‪ ،‬يتم ا�ستدعاء هذا الجهاز على الأرجح في‬ ‫معظم الأوقات ب�سبب ال�ضغط النف�سي �أو العاطفي ولي�س ب�سبب‬ ‫مواقف تهدد الحياة ب�شكل فعلي‪ .‬ونتيجة للت�أثير االنقبا�ضي لهذا‬ ‫الجهاز على الأوعية الدموية ال�صغيرة‪ ،‬يمكن �أن تلعب هذه العملية‬ ‫دور ًا كبير ًا في الإ�صابة بفرط �ضغط الدم‪ .‬ويمكن ا�ستخدام الأدوية‬ ‫التي تعمل على هذا الجهاز ‪ -‬على �سبيل المثال حا�صرات الم�ستقبل‬ ‫�ألفا و حا�صرات الم�ستقبل بيتا ‪ -‬من �أجل التحكم في عمله‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫جهاز الرينين–�أنجيوتن�سين‬

‫يوجد جهاز �آخر مهم هو �أنزيم يتم �إنتاجه عن طريق الكلى‪،‬‬ ‫والمعروف با�سم الرينين‪ ،‬والذي ين�شط هرمون يُدعى �أنجيوتن�سين‬ ‫‪ .2‬ويعمل �أنجيوتن�سين ‪ 2‬على انقبا�ض الأوعية الدموية‪ .‬ويمكن �أن‬ ‫ت�ساعد العقاقير التي تمنع عمل �أنزيم الأنجيوتن�سين على خف�ض �ضغط‬ ‫الدم‪ ،‬وت�سمى تلك العقاقير مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫(‪ )ACE‬وحا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪.)ARB‬‬ ‫يحفز �أنزيم الأنجيوتن�سين �أي�ض ًا �إطالق هرمون يدعى‬ ‫الألدو�ستيرون من الغدد الكظرية‪ .‬وي�سبب هذا الهرمون احتبا�س‬ ‫الملح والماء عن طريق الكلى ما قد يرفع من �ضغط الدم‪.‬‬

‫الكال�سيوم‬

‫يوجد في الأوعية الدموية المجهرية‪ ،‬خاليا ع�ضلية مل�ساء في‬ ‫الجدران تنقب�ض عند ارتفاع تركيزات الكال�سيوم‪ .‬وتزداد م�ستويات‬ ‫الكال�سيوم في الخاليا الع�ضلية المل�ساء عند الأ�شخا�ص الذين يعانون‬ ‫من فرط �ضغط الدم بن�سبة �أكبر من ذوي �ضغط الدم الطبيعي‪،‬‬ ‫على الرغم من �أن ال�سبب ال يزال غير معروف حتى الآن‪ .‬ويدخل‬ ‫الكال�سيوم �إلى الخاليا من خالل قنوات الكال�سيوم‪.‬‬ ‫عند الأ�شخا�ص الذين يعانون من فرط �ضغط الدم‪ ،‬يُعتقد �أن‬ ‫هذه الزيادة في تركيز الكال�سيوم ت�ؤدي �إلى انقبا�ض ال�شرايين‬ ‫ما يجعل من ال�صعب على القلب �أن يقوم ب�ضخ الدم من خاللها‪.‬‬ ‫ويُعتقد �أي�ض ًا �أن انقبا�ض ال�شرايين على المدى الطويل ي�ؤدي �إلى‬ ‫تلف جدرانها‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى مزيد من االرتفاع في �ضغط الدم‪.‬‬ ‫وت�سمح الأدوية التي تعمل على �إغالق قنوات الكال�سيوم (حا�صرات‬ ‫قنوات الكال�سيوم ‪ ،CCB‬مثل نيفيديبين) بفتح ال�شرايين مرة �أخرى‬ ‫مما يخف�ض من �ضغط الدم‪ .‬وعلى الرغم من �أن جميع الهرمونات‬ ‫المذكورة هنا (الرينين‪ ،‬الأنجيوتن�سين‪ ،‬الألدو�ستيرون‪ ،‬الأدرينالين‪،‬‬ ‫النورادرينالين) تلعب دور ًا كبير ًا في �ضبط معدالت �ضغط الدم عند‬ ‫جميع الأ�شخا�ص‪� ،‬إال �أنه يبدو �أن الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم هم الأكثر ت�أثُّر ًا بتلك الهرمونات‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫ال�شرينات ال�ضيقة (المنقب�ضة) والمت�سعة (المنب�سطة)‬

‫ُت�سمى الأوعية الدموية المجهرية داخل الدورة الدموية با�سم «ال�شرينات»‪،‬‬ ‫وعندما تنقب�ض تلك ال�شرينات‪ ،‬ف�إنها تحول دون تدفق الدم وبالتالي ت�ؤدي‬ ‫�إلى ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬وت�شير الأ�سهم الكبيرة �إلى ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬

‫عندما تنقب�ض ال�شرينات‬ ‫– يرتفع �ضغط الدم‬

‫�شرينات منقب�ضة‬

‫عندما تت�سع ال�شرينات‬ ‫– ينخف�ض �ضغط الدم‬

‫�شرينات عادية‬

‫�شرينات مت�سعة‬

‫ال يوجد عدد كبير من هذه الهرمونات في دم الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعانون من فرط �ضغط الدم‪ ،‬ولكن منع �آثارها عن طريق الأدوية ي�ؤدي‬ ‫�إلى خف�ض �ضغط الدم‪ ،‬فقط �إذا كان �ضغط الدم مرتفع ًا من البداية‪.‬‬ ‫ويعتبر ال�سبيل الم�شترك لجميع هذه الآليات هو ت�ضييق �أو‬ ‫انقبا�ض ال�شرينات‪ ،‬ما ي�سبب زيادة المقاومة لتدفق الدم‪ .‬ولأن‬ ‫القلب يوا�صل �ضخ الدم ب�شكل طبيعي‪ ،‬ال بد �أن يرتفع ال�ضغط داخل‬ ‫النظام ال�شرياني ب�أكمله‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫فرط �ضغط الدم‪ :‬الم�شاكل التي تحدث في م�سار‬ ‫الدورة الدموية‬

‫تتميز جدران ال�شرايين ال�سليمة ب�أنها مرنة‪ ،‬حيث ت�سمح للجدار ب�أن ينثني‬ ‫مع موجة �ضغط الدم‪ .‬ولكن �إذا حدث ت�صلب للجدار‪ ،‬ف�سيفقد القدرة على‬ ‫االنثناء وبالتالي �سيرتفع ال�ضغط في الدورة الدموية‪.‬‬ ‫جدار مرن‬

‫جدار مت�صلب‬

‫�إذا حدث انقبا�ض‪�/‬ضيق في ال�شرينات‪ ،‬تزداد المقاومة لتدفق الدم‪.‬‬ ‫ولأن القلب يوا�صل �ضخ الدم ب�شكل طبيعي‪ ،‬يرتفع �ضغط الدم داخل‬ ‫الدورة الدموية‪.‬‬ ‫�شرينات‬ ‫منقب�ضة‬

‫ما �سبب �أهمية نمط الحياة؟‬

‫‪44‬‬

‫�شرينات‬ ‫عادية‬

‫بالن�سبة لك كفرد‪ ،‬يعتمد م�ستوى �ضغط الدم على التفاعل الذي‬ ‫يحدث بين العوامل الوراثية �أو الموروثة والم�ؤثرات التي تحكم نمط‬ ‫حياتك‪ .‬وينت�شر فرط �ضغط الدم ب�شكل وا�ضح في العائالت‪ ،‬ويبقى‬ ‫ذلك �صحيح ًا حتى بعد الأخذ في الحُ �سبان حقيقة �أن العائالت‬ ‫ت�شترك في �أ�سلوب الحياة والنظام الغذائي نف�سهما‪.‬‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫ت�أثير ارتفاع �ضغط الدم الم�ستمر على القلب‬

‫مع ا�ستمرار ارتفاع �ضغط الدم لفترة طويلة‪ ،‬ت�صبح ع�ضلة القلب �أكثر‬ ‫ُ�سمك ًا �ضخامة حيث �إنها تعمل بقوة �أكبر من �أجل مواجهة زيادة ال�ضغط‪.‬‬ ‫وت�صبح ع�ضلة القلب ال�سميكة �أكثر ت�صلب ًا كما ت�ؤدي وظائفها ب�صورة �أقل‬ ‫كفاءة من ع�ضلة القلب العادية‪.‬‬

‫ع�ضلة القلب‬ ‫البطينية‬ ‫ال�سميكة‬ ‫الأقل كفاءة‬

‫ع�ضلة القلب‬ ‫العادية‬

‫وبف�ضل مجموعة من الأبحاث الممتازة التي �أجريت بهدف‬ ‫المقارنة بين التوائم الذين ن� أش� كل منهم على حدة �أو التوائم‬ ‫الذين ن�ش�أوا معاً‪ ،‬و�أي�ض ًا بين الأطفال الذين تم تبنّيهم‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫مع الأطفال الذين لم يتم تبنيهم‪� ،‬أ�صبح من الممكن تحديد مقدار‬ ‫الت�شابه في �ضغط الدم داخل العائالت والناتج عن الوراثة‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫مع المقدار الناتج عن �أوجه الت�شابه في نمط الحياة‪ .‬وب�شكل عام‪،‬‬ ‫يعود ن�صف ن�سبة االختالف في �ضغط الدم بين النا�س للعوامل‬ ‫الوراثية‪ ،‬بينما يرجع الن�صف الآخر �إلى العوامل الغذائية التي تعود‬ ‫�إلى مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬

‫تناول الملح‬

‫ي�ؤثر تناول الملح ب�شكل مبا�شر على �ضغط الدم؛ فقد تبين �أن‬ ‫االرتفاع في �ضغط الدم كلما تقدمنا​​في ال�سن‪ ،‬والذي يحدث في كل‬ ‫‪45‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫المجتمعات الح�ضرية‪ ،‬يحدث جزئي ًا نتيجة لكمية الملح التي نتناولها‪.‬‬ ‫ولذلك ي�ساعد الحد من تناول الملح على خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫وربما ي�ؤدي تناول الملح بكميات عالية على مدى �سنوات عديدة‬ ‫�إلى ارتفاع �ضغط الدم عن طريق زيادة محتوى ال�صوديوم في الخاليا‬ ‫الع�ضلية المل�ساء في جدران ال�شرينات‪ .‬ويبدو �أن المحتوى العالي‬ ‫لل�صوديوم يعمل على ت�سهيل دخول الكال�سيوم �إلى الخاليا‪ ،‬وهذا بدوره‬ ‫يت�سبب في انقبا�ض الخاليا‪ ،‬وت�ضييق القطر الداخلي لل�شرينات‪.‬‬ ‫يوجد بع�ض الأدلة على �أن الأ�شخا�ص الذين لديهم نزعة‬ ‫موروثة للإ�صابة بفرط �ضغط الدم‪ ،‬يعانون من القدرة المنخف�ضة‬ ‫لأج�سامهم على التخل�ص من الملح‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬توجد �أدلة كافية على‬ ‫�أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص ي�ستهلكون كميات من الملح �أكثر من �أي �شخ�ص‬ ‫�آخر‪ ،‬ومع ذلك قد ي�صرون على اال�ستمرار في تناول ما ي�أكلونه‪.‬‬

‫الدليل من الدرا�سات‬

‫‪46‬‬

‫لطالما كانت العالقة بين الملح وفرط �ضغط الدم مثيرة للجدل‬ ‫على مر ال�سنين‪ ،‬ويرجع ذلك �أ�سا�س ًا �إلى �أن الأبحاث الأولية لم يكن‬ ‫يتم تنفيذها بما يكفي من العناية والدقة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬وفي منت�صف الثمانينيات‪� ،‬أظهرت درا�سة مقارنة دولية‬ ‫موثوق بها وجود عالقة وثيقة بين تناول الملح و�ضغط الدم‪ ،‬عند‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫المقارنة بين ال�شعوب في اثنتين وثالثين دولة مختلفة‪ .‬فعلى �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬ظهر �أن الأ�شخا�ص اليابانيين والبولنديين والبرتغاليين‬ ‫والذين يتناولون الملح بكميات كبيرة‪ ،‬هم من �أكثر ال�شعوب عُ ر�ضة‬ ‫للإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم وال�سكتات القلبية وال�سكتات الدماغية‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬وُجد �أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص الذين يتناولون كمية‬ ‫كبيرة من الملح في وجباتهم‪ ،‬هم �أكثر الأ�شخا�ص عُ ر�ضة للإ�صابة‬ ‫بارتفاع �ضغط الدم مع التقدم في ال�سن‪ .‬من جانب �آخر وعلى خالف‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد وُجد �أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص الذين يتناولون كمية قليلة من‬ ‫الملح في وجباتهم‪ ،‬ال يحدث لديهم �سوى زيادة طفيفة في �ضغط‬ ‫الدم مع التقدم في ال�سن‪ ،‬وبالتالي ف�إن الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‬ ‫بين ه�ؤالء الأ�شخا�ص تكون �أقل �شيوعاً‪ .‬وكما �س�أو�ضح الحق ًا في هذا‬ ‫الكتاب‪ ،‬توجد الآن �أدلة قوية على �أن تقليل كمية الملح في النظام‬ ‫الغذائي تعمل على خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فمن الم�ؤكد وجود بع�ض االختالفات في طريقة‬ ‫تعامل ج�سم كل �شخ�ص مع الملح‪ ،‬حيث يعتبر بع�ض الأ�شخا�ص �أكثر‬ ‫ح�سا�سية للملح من غيرهم‪ .‬وربما ينطبق ذلك على الأ�شخا�ص الذين‬ ‫لديهم تاريخ عائلي قوي من الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬كما �أنه من‬ ‫الوا�ضح �أي�ض ًا �أن كبار ال�سن هم �أكثر ح�سا�سية للملح من غيرهم‪،‬‬ ‫وكذلك �سكان منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‪.‬‬

‫الأطفال والملح‬

‫في الآونة الأخيرة‪� ،‬أ�صبح من الم�ؤكد وجود عالقة بين تناول‬ ‫الملح والإ�صابة الالحقة بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬وذلك بف�ضل درا�سة‬ ‫معتمدة بد�أت من خالل متابعة مجموعة من الأطفال الر َُّّ�ضع الذين‬ ‫تم فطامهم على نظام غذائي قليل الملح بالمقارنة مع مجموعة‬ ‫�أخرى من الأطفال الذين تم فطامهم على نظام غذائي به معدالت‬ ‫طبيعية من الملح‪ .‬وبعد �ستة �أ�شهر كان �ضغط الدم �أف�ضل (�أقل)‬ ‫عند الأطفال الرُّ�ضع الذين تم فطامهم على نظام غذائي قليل الملح‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تمت متابعة ن�سبة من ه�ؤالء الأطفال الرُّ�ضع لمدة خم�سة‬ ‫ع�شر عاماً‪ ،‬وظهر �أن �ضغط الدم عند ه�ؤالء الأطفال ظ ّل منخف�ض ًا‬ ‫ب�شكل وا�ضح‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫و�إذا كان من الممكن �إقناع الأطفال با�ستهالك كميات �أقل من‬ ‫الملح‪ ،‬فقد نتمكن من وقايتهم من الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم من‬ ‫الأ�سا�س‪ ،‬ما يعني �أنه ينبغي علينا �أن نتابع ب�شكل كبير كمية الملح‬ ‫الموجودة في المقرم�شات (رقائق البطاط�س) والوجبات الخفيفة‬ ‫الأخرى التي ي�ستهلكها الأطفال في الوقت الحا�ضر بكميات كبيرة‪.‬‬ ‫وتقع ال�شركات الم�صنِّعة للمواد الغذائية حالي ًا تحت �ضغط كبير من‬ ‫وكالة المعايير الغذائية من �أجل الحد من الملح والدهون في الأغذية‬ ‫الجاهزة وال�سريعة‪ ،‬وقد بد�أت ال�شركات الم�صنِّعة لتلك الأغذية في‬ ‫اال�ستجابة لتلك المعايير‪ .‬وقد �أظهرت درا�سة حديثة �أن الأطفال‬ ‫الذين يتناولون كميات كبيرة من الم�شروبات الغازية ال�سكرية يميلون‬ ‫�أي�ض ًا �إلى ا�ستهالك كميات كبيرة من الوجبات الخفيفة المالحة‪.‬‬ ‫كذلك من المثير لالهتمام �أن نالحظ �أن الكميات العالية من‬ ‫الملح تعتبر �سبب ًا من �أ�سباب الإ�صابة بمر�ض الربو و�سرطان المعدة‬ ‫ومر�ض ه�شا�شة العظام (فقدان العظام للمعادن)‪.‬‬

‫الوزن‬

‫‪48‬‬

‫يعتبر الأ�شخا�ص الذين يعانون من زيادة في الوزن �أكثر عُ ر�ض ًة‬ ‫للإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم بالمقارنة مع الأ�شخا�ص ذوي الأج�سام‬ ‫الرفيعة‪ .‬وقد يرجع ذلك جزئ ّي ًا �إلى �أن �أج�سام الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعانون من ال�سمنة المفرطة‪ ،‬عليها �أن تعمل ب�شكل �أكبر من �أجل‬ ‫حرق ال�سعرات الحرارية الزائدة التي ت�ستهلكها‪ ،‬وقد يكون جزء من‬ ‫ال�سبب �أي�ض ًا �أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص يميلون �إلى تناول كميات كبيرة‬ ‫من الملح �أكثر من المعتاد‪ ،‬وربما يكون من �ضمن الأ�سباب �أن ه�ؤالء‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من ال�سمنة لديهم ا�ستعداد بدني لمقاومة‬ ‫هرمون الإن�سولين‪ ،‬وهو الهرمون الذي يتحكم في ن�سبة ال�سكر في‬ ‫الدم (الجلوكوز)‪ ،‬وقد ي�ؤدي ذلك �إلى الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‪،‬‬ ‫على الرغم من �أنه لم يتم التو�صل �إلى فهم ذلك ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫على الرغم من �أنّ الأ�شخا�ص الذين يعانون من زيادة الوزن‬ ‫يكون �ضغط الدم لديهم �أعلى من الأ�شخا�ص ذوي الوزن الطبيعي‪،‬‬ ‫�إال �أن ذلك قد يكون مرتبط ًا جزئي ًا بميل الأطباء والممر�ضات الذين‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫ي�ستخدمون �أجهزة �ضغط الدم‪� ،‬إلى زيادة تقدير �ضغط الدم لدى‬ ‫الأ�شخا�ص ذوي الوزن الزائد‪ .‬وكلما ات�سع محيط الجزء العلوي من‬ ‫الذراع الذي تو�ضع عليه كفة قيا�س �ضغط الدم‪ ،‬ازدادت المبالغة في‬ ‫التقدير الزائد ل�ضغط الدم‪ .‬ومن الممكن �أن يتم التغلب على ذلك‬ ‫ب�صورة جزئية �إذا ما ت�أكد الطبيب �أو الممر�ضة من ا�ستخدام كفة‬ ‫�أكبر حجم ًا للذراع عندما يكون ذلك مطلوباً‪.‬‬

‫م�ؤ�شر كتلة الج�سم‬

‫مع ذلك‪ ،‬وحتى بعد الأخذ في االعتبار هذا الميل �إلى المبالغة‬ ‫في قيا�س �ضغط الدم‪ ،‬ال يزال هناك عالقة مقنعة بين وزن‬ ‫الج�سم و�ضغط الدم‪ .‬ولي�س من الممكن �أن نقول �إن ال�شخ�ص‬ ‫يعاني من زيادة الوزن على �أ�سا�س الوزن الفعلي للج�سم فقط‬ ‫(لأن الأ�شخا�ص الذين يتمتعون بطول القامة يكون وزنهم �أكبر من‬ ‫الأ�شخا�ص ق�صيري القامة) ولذلك ي�ستخدم الأطباء ما ي�سمى‬ ‫م�ؤ�شر كتلة الج�سم ‪ ،BMI‬حيث يتم الح�ساب عن طريق قيا�س الوزن‬ ‫بالكيلوجرام ثم ق�سمة الوزن على مربع الطول بالمتر (انظر الإطار‬ ‫الموجود في ال�صفحة ‪.)50‬‬ ‫ويعتبر ال�شخ�ص الذي لديه م�ؤ�شر كتلة الج�سم ‪� 30‬أو �أكثر يعاني‬ ‫من البدانة‪ ،‬في حين �أنه �إذا كان م�ؤ�شر كتلة الج�سم ما بين ‪ 25‬و ‪،30‬‬ ‫ف�إن ال�شخ�ص يعتبر من �أ�صحاب الوزن الزائد‪.‬‬

‫ن�سبة محيط الخ�صر �إلى محيط الحو�ض‬

‫ت�شير الأدلة الحديثة �إلى �أن م�ؤ�شر كتلة الج�سم ال ي�شكّل �أكبر‬ ‫عوامل الخطر للإ�صابة ب�أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‪ .‬ويتحول‬ ‫االهتمام الآن �إلى «ن�سبة محيط الخ�صر �إلى محيط الحو�ض»‪ .‬ويعني‬ ‫ذلك �أنه �إذا ات�سع محيط الخ�صر (كما هو الحال في الكِ ر�ش �أو‬ ‫البطن الكبيرة) بالمقارنة مع محيط الحو�ض‪ ،‬ف�إن هناك فر�صة‬ ‫�أكبر للإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬ومر�ض ال�سكري‪ ،‬والنوبات‬ ‫القلبية وال�سكتات الدماغية‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الوزن المطلوب (كم ينبغي �أن يكون وزنك؟)‬

‫ •يعتبر م�ؤ�شر كتلة الج�سم (‪ )BMI‬مقيا�س ًا مفيد ًا للوزن ال�صحي‪.‬‬ ‫ •اح�سب الطول بالمتر والوزن بالكيلوجرام‪.‬‬ ‫ •اح�سب م�ؤ�شر كتلة الج�سم بالطريقة التالية‪:‬‬ ‫الوزن بالكيلو جرام‬ ‫م�ؤ�شر كتلة الج�سم = ‬ ‫(الطول بالمتر) ‪( x‬الطول بالمتر)‬ ‫ ‬ ‫على �سبيل المثال‬ ‫‪70‬‬ ‫‪ 24.8‬‬ ‫=‬ ‫‪1.68 x 1.68‬‬ ‫ ‬ ‫ •ينبغي عليك �أن تحافظ على م�ؤ�شر كتلة الج�سم في حدود ‪24.9 – 18.5‬‬ ‫ •الر�سم البياني الموجود �أدناه هو �أ�سهل و�سيلة لتقدير م�ؤ�شر كتلة‬ ‫الج�سم‪ .‬قم ب�أخذ قراءة ك ّل من الطول والوزن‪ .‬ت�شير النقطة التي‬ ‫تتالقى عندها الخطوط في الر�سم البياني �إلى م�ؤ�شر كتلة الج�سم‪.‬‬ ‫الطول (بالأقدام والبو�صات)‬

‫”‪6’ 3‬‬ ‫‪18st 13lb‬‬

‫”‪6’ 1‬‬

‫”‪5’ 11‬‬

‫”‪5’ 7‬‬

‫”‪5’ 9‬‬

‫”‪5’ 5‬‬

‫”‪5’ 3‬‬

‫”‪5’ 1‬‬

‫”‪4’ 11‬‬

‫‪18st 2lb‬‬

‫”‪4’ 9‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪115‬‬

‫بدين جد ًا‬

‫‪17st 5lb‬‬

‫‪110‬‬

‫‪≥40‬‬

‫‪16st 7lb‬‬

‫‪105‬‬

‫‪15st 10lb‬‬

‫‪100‬‬

‫بدين‬

‫‪14st 13lb‬‬

‫‪95‬‬

‫‪14st 2lb‬‬

‫‪90‬‬

‫‪13st 5lb‬‬ ‫‪12st 8lb‬‬

‫‪11st 11lb‬‬ ‫‪11st 0lb‬‬

‫‪85‬‬

‫الوزن الزائد‬

‫الوزن‬ ‫المطلوب‬ ‫(ال�صحيح)‬

‫‪80‬‬

‫‪29.9-25‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪24.9-18.5‬‬

‫‪10st 3lb‬‬

‫‪65‬‬

‫‪9st 6lb‬‬ ‫‪8st 9lb‬‬ ‫‪7st 12lb‬‬ ‫‪7st 1lb‬‬ ‫‪1.90‬‬

‫‪50‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪55‬‬

‫دون الوزن المطلوب‬

‫‪50‬‬

‫‪<18.5‬‬

‫‪1.85‬‬

‫‪1.80‬‬

‫‪1.75‬‬

‫‪1.70‬‬

‫‪1.65‬‬

‫‪1.60‬‬

‫الطول (بالأمتار)‬

‫‪1.55‬‬

‫‪1.50‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪1.45‬‬

‫الوزن (بالكيلوجرام)‬

‫الوزن (بال�ستون والباوند)‬

‫‪39.9-30‬‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫�أهمية �إنقا�ص الوزن‬

‫�أظهرت الدرا�سات اال�ستق�صائية ال�سكانية �أن التفاوت في �ضغط‬ ‫الدم بين الأ�شخا�ص في ما يتعلق بوزنهم هو حوالى مليمتر واحد من‬ ‫الزئبق (ملم زئبقي) للكيلوجرام الواحد (�أو لكل رطلين) في الوزن‪.‬‬ ‫وعندما يزداد الوزن‪ ،‬يمكن اتخاذ مقدار الزيادة التي حدثت كم�ؤ�شر‬ ‫على مقدار االرتفاع الذي حدث في �ضغط الدم‪ .‬وعندما ينق�ص‬ ‫الوزن ينخف�ض �ضغط الدم بمقدار يمكن معرفته با�ستخدام المعادلة‬ ‫ال�سابقة نف�سها‪.‬‬ ‫تعتبر العالقة بين وزن الج�سم و�ضغط الدم �أكثر تعقيد ًا مما كان‬ ‫يُعتقد في البداية‪ ،‬ومن الممكن �أي�ض ًا �أن تكون مت�صلة ببع�ض الآثار‬ ‫الهامة لمجموعة من الهرمونات‪ ،‬كما يمكن �أن تكون مرتبطة بقدرة‬ ‫الج�سم على التعامل مع الملح‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يعتبر فقدان الوزن من‬ ‫الناحية العملية و�سيلة فعالة جد ًا لخف�ض �ضغط الدم‪.‬‬

‫تناول الم�شروبات الممنوعة‬

‫ي�ؤثر تناول الم�شروبات الممنوعة على م�ستوى �ضغط الدم‪ .‬وعلى‬ ‫وجه العموم‪ ،‬كلما ارتفع معدل تناول الم�شروبات الممنوعة‪ ،‬ارتفع‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬على الرغم من �أنه لم يتم فهم ال�سبب وراء ذلك حتى‬ ‫الآن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يعتبر �ضغط الدم عند الأ�شخا�ص الذين ال يتناولون‬ ‫الم�شروبات الممنوعة �أعلى قلي ًال من �ضغط الدم عند الأ�شخا�ص‬ ‫الذين ي�شربون الم�شروبات الممنوعة ب�شكل معتدل‪ .‬بالن�سبة للرجال‪،‬‬ ‫من الممكن �أن يكون تناول ك�أ�س �أو ك�أ�سين من احد انواعها يومي ًا له‬ ‫ت�أثير وقائي فعّال �ضد الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‪ .‬ويعتبر الم�ستوى الآمن‬ ‫لتناول الم�شروبات الممنوعة بالن�سبة للن�ساء حوالى ثلثي المقدار الذي‬ ‫يتناوله الرجال‪ ،‬وهو ما ي�ساوي ك�أ�س ًا واحد ًا يومياً‪.‬‬ ‫ويعتبر الأ�شخا�ص الذين يتناولون الم�شروبات الممنوعة بكميات‬ ‫�أكبر من ذلك‪ ،‬وكذلك الأ�شخا�ص الذين يفرطون في احت�ساء الخمور‪،‬‬ ‫�أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬كما توجد احتماالت‬ ‫قوية لإ�صابتهم بال�سكتات القلبية والدماغية‪ .‬وعندما يتوقف ه�ؤالء‬ ‫‪51‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الأ�شخا�ص عن تناول الم�شروبات الممنوعة‪ ،‬ينخف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن العالقة بين تناول الم�شروبات الممنوعة‬ ‫وارتفاع �ضغط الدم معترف بها حالي ًا ب�شكل كبير‪ ،‬فمن المده�ش �أنه‬ ‫لم يكت�شف �أي �أحد حتى الآن �آلية مقنعة لتف�سير كيفية حدوث ذلك‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يو�صي الأطباء من الناحية العملية ب�أن الرجال يجب �أال‬ ‫يتناولوا �أكثر من ‪ 21‬وحدة من الم�شروبات الممنوعة في الأ�سبوع‪� .‬أما‬ ‫الن�ساء فيجب �أال يتناولن ما يزيد عن ‪ 14‬وحدة في الأ�سبوع‪ .‬وينبغي‬ ‫�أن يتم تناول هذه الوحدات على مدار الأ�سبوع‪ ،‬ولي�س تناولها كلها مرة‬ ‫واحدة‪ .‬ومن الم�ستح�سن �أال يزيد ا�ستهالك الم�شروبات الممنوعة عن‬ ‫ثالثة �أنواع في اليوم الواحد بالن�سبة للرجال‪ ،‬وم�شروبين في اليوم‬ ‫بالن�سبة للن�ساء‪.‬‬

‫التوتر‬

‫يمكن �أن ي�ؤدي التوتر �إلى ارتفاع �ضغط الدم على المدى‬ ‫الق�صير‪ ،‬لكنه ربما ال ي�شمل ارتفاع �ضغط الدم على المدى الطويل‪.‬‬ ‫وقد ت�ساعد �أ�ساليب اال�سترخاء على تح�سين نمط الحياة‪ ،‬ولكن تلك‬ ‫الأ�ساليب قد تكون غير كافية للتحكم في ارتفاع �ضغط الدم الفعلي‪.‬‬ ‫تعتبر العالقة بين التوتر و�ضغط الدم عالقة مربِكة ومحيرة‪،‬‬ ‫ومعظم الأبحاث ال�سابقة التي �أجريت في هذا المجال‪ ،‬لم تكن‬ ‫مُر�ضية وفق ًا للمعايير الحديثة‪.‬‬

‫التوتر ق�صير الأمد (غير المزمن)‬

‫‪52‬‬

‫ال يوجد �أي �شك في �أن مثيرات التوتر الحادة يمكن �أن ت�ؤدي‬ ‫�إلى ارتفاع حاد في �ضغط الدم‪ .‬وعلى �سبيل المثال‪� ،‬إذا تلقيت بع�ض‬ ‫الأخبار ال�سيئة �أو المحزنة للغاية‪ ،‬فقد يحدث لديك ارتفاع في �ضغط‬ ‫الدم بعد ذلك بوقت ق�صير‪ .‬وبالمثل في حاالت التجارب‪ ،‬ي�ؤدي‬ ‫ال�ضغط النا�شئ عن �إجراء العمليات الح�سابية الذهنية في بيئة‬ ‫�صاخبة‪� ،‬أو حتى مجرد تنظيم مجموعة من الأ�شياء مختلفة الحجم‪،‬‬ ‫�إلى ارتفاع حا ّد مفاجئ في �ضغط الدم‪.‬‬ ‫�إذا ذهبت لر�ؤية الطبيب‪� ،‬سواء كان طبيبك الخا�ص �أم طبيب ًا في‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫عيادة �إحدى الم�ست�شفيات‪ ،‬ف�إن ذلك يجعلك ت�شعر بالقلق والتوتر‪،‬‬ ‫ومن المرجح �أن يرتفع لديك �ضغط الدم‪ .‬ولهذا ال�سبب‪ ،‬ينبغي �أن‬ ‫يطلب منك الطبيب �أن تعود �إليه مرة �أخرى‪ ،‬و�أن يتم قيا�س �ضغط‬ ‫الدم �أكثر من مرة في حالة ارتفاعه عند الزيارة الأولى‪ .‬والفكرة هي‬ ‫�أنه بمجرد �أن ت�صبح معتاد ًا على البيئة والإجراء‪� ،‬ستكون �أكثر قدرة‬ ‫على اال�سترخاء و�ست َكوِّن قراءة ال�ضغط انعكا�س ًا �أكثر دقة ل�ضغط‬ ‫الدم بعد �أن تتخل�ص من �أي توتر‪.‬‬

‫التوتر طويل الأمد (المزمن)‬

‫على الرغم من �إدراك ت�أثير هذا النوع من التوتر ق�صير المدى‬ ‫على م�ستوى �ضغط الدم‪� ،‬إال �أنه ال توجد �أدلة كافية على �أن التوتر‬ ‫المزمن (التوتر طويل المدى) ي�سبب ارتفاع �ضغط الدم المزمن‪.‬‬ ‫ولم تُظهر الدرا�سات المُعتمَدة �أي عالقة بين م�ستويات التوتر‬ ‫تق�ص‬ ‫وارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬وذلك وفق ًا للتقييم الذي تم من خالل ّ‬ ‫مف�صل ودقيق‪.‬‬ ‫وال تزيد معدالت الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم �أو �أمرا�ض القلب‬ ‫عند الأ�شخا�ص الذين يعملون في وظائف مجهدة للغاية بالمقارنة‬ ‫مع الأ�شخا�ص الذين يعملون في وظائف غير مجهِ دة‪ .‬وقد �أدى عدم‬ ‫وجود مقايي�س معتمَدة للتوتر �إلى عرقلة البحث في هذا المجال‬ ‫ب�شكل كبير‪ ،‬وبالتالي ف�إن المو�ضوع ال يزال مو�ضع جدل‪.‬‬ ‫توجد بع�ض الأدلة على �أن الأ�شخا�ص الذين ال ي�ستطيعون التحكم‬ ‫في الحياة اليومية �أثناء العمل بال�شكل المطلوب‪ ،‬هم �أكثر عُ ر�ضة‬ ‫للإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم من الأ�شخا�ص الذين يمكنهم �أن ي�ؤثروا‬ ‫في حياتهم العملية ب�شكل �أكثر فعالية‪ .‬وبالتالي ترتفع احتماالت‬ ‫الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم لدى العمال اليدويين‪ ،‬ب�صورة �أكبر من‬ ‫الم�س�ؤولين التنفيذيين �أو المديرين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تتعلق االختالفات‬ ‫بين هذه الجماعات �أي�ض ًا باالختالفات في نمط الحياة والنظام‬ ‫الغذائي‪ ،‬ومن ال�صعب الت�أكد مما �إذا كانت تلك االختالفات نتيجة‬ ‫للتوتر وحده �أم ال‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫تناول البوتا�سيوم‬

‫‪54‬‬

‫ي�ساعد تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على البوتا�سيوم ‪-‬‬ ‫مثل الفواكه والخ�ضروات – في الحفاظ على �ضغط الدم المنخف�ض‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الأ�شخا�ص الذين تحتوي وجباتهم الغذائية على كمية‬ ‫عالية من البوتا�سيوم‪ ،‬غالب ًا ما يتناولون كميات قليلة من الملح‪،‬‬ ‫ولذلك فمن ال�صعب معرفة ما �إذا كانت الن�سبة المنخف�ضة للملح‬ ‫�أو الن�سبة العالية للبوتا�سيوم هي الأكثر فائدة‪ .‬ويبدو �أن البوتا�سيوم‬ ‫هو من العنا�صر المفيدة في حد ذاته‪ .‬وتوجد �أدلة قوية جد ًا على‬ ‫�أن الأ�شخا�ص الذين يح�صلون على نظام غذائي يحتوي على كميات‬ ‫قليلة من البوتا�سيوم‪ ،‬يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬في حين �أن‬ ‫�أولئك الأ�شخا�ص الذين ي�أكلون الكثير من الفاكهة والخ�ضار يتمتعون‬ ‫ب�ضغط دم منخف�ض‪ ،‬كما تقل لديهم احتماالت الإ�صابة بال�سكتة‬ ‫القلبية وال�سكتة الدماغية‪ .‬ويعتبر هذا �أمر ًا منطق ّي ًا لأننا نعرف �أن‬ ‫الخاليا ت�ستجيب للكميات العالية من البوتا�سيوم من خالل التخل�ص‬ ‫من ال�صوديوم (الموجود في الملح)‪.‬‬ ‫يعتبر ت�أثير تناول البوتا�سيوم على �ضغط الدم ت�أثير ًا �صغير ًا‬ ‫بالمقارنة مع ت�أثير الملح‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمن المعلوم �أن االختالفات في‬ ‫تناول الملح بين النا�س ترتبط �أي�ض ًا بوجود اختالفات متوازية في‬ ‫تناول البوتا�سيوم‪ .‬وبعبارة �أخرى‪ ،‬يميل الأ�شخا�ص الذين يتناولون‬ ‫الكثير من الأطعمة الغنية بالبوتا�سيوم �إلى تناول كميات قليلة ن�سبي ًا‬ ‫من الملح‪ ،‬في حين �أن الأ�شخا�ص الذين يتناولون كميات كبيرة من‬ ‫الملح يميلون �إلى تناول كميات �أقل من الفواكه والخ�ضروات التي‬ ‫تحتوي على البوتا�سيوم‪.‬‬ ‫وقد ت�أكدت هذه النتيجة في عام ‪ 2006‬بعد ن�شر عر�ض مف�صل‬ ‫لجميع الدرا�سات ال�سكانية التي بحثت في مجال تناول الفاكهة‬ ‫والخ�ضروات وعالقة ذلك بالإ�صابة بال�سكتة القلبية وال�سكتة‬ ‫الدماغية‪ .‬وثبت �أن الأ�شخا�ص الذين ي�ستهلكون �أكثر من خم�س‬ ‫ح�ص�ص من الفاكهة و‪�/‬أو الخ�ضار كل يوم‪ ،‬تقل لديهم معدالت حدوث‬ ‫ال�سكتات الدماغية والقلبية عن ه�ؤالء الأ�شخا�ص الذين ي�ستهلكون‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫�أهمية تناول الطعام ال�صحي‬

‫ينبغي �أن تتناول الكثير من الفواكه والخ�ضروات من �أجل تح�سين ال�صحة‬ ‫العامة والعافية‪.‬‬

‫�أقل من ثالث ح�ص�ص في اليوم الواحد‪ .‬و�أثارت درا�سة �أخرى‪،‬‬ ‫نُ�شرَت �أي�ض ًا في عام ‪ ،2006‬احتما ًال قو ّي ًا ين�ص على �أن البروتين‬ ‫النباتي الذي يوجد في الحبوب والمك�سرات هو الذي يحافظ على‬ ‫انخفا�ض �ضغط الدم با�ستمرار‪ ،‬على الرغم من �أنه قد يوجد �أي�ض ًا‬ ‫بع�ض الأثر الذي يرتبط بالمحتوى العالي من البوتا�سيوم‪.‬‬

‫الدهون الحيوانية‬

‫كانت الدرا�سات ال�سابقة التي بحثت في العالقة بين تناول‬ ‫الدهون الحيوانية (خ�صو�ص ًا في �شكل منتجات الألبان) ومعدل‬ ‫�ضغط الدم غير مقنعة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد �أظهرت درا�سة حديثة موثوقة‬ ‫جد ًا من الواليات المتحدة �أن تخفي�ض كمية الدهون الحيوانية ي�ؤدي‬ ‫�إلى انخفا�ض كبير في �ضغط الدم‪.‬‬

‫ت�أثير النظام الغذائي على �ضغط الدم‬

‫�أظهرت درا�سة �أجريت ب�شكل دقيق في الواليات المتحدة الأمريكية‪،‬‬ ‫تُعرف با�سم تجربة النظم الغذائية للوقاية من الإ�صابة بفرط �ضغط‬ ‫الدم (نظام «دا�ش» الغذائي ‪� ،)DASH‬أن اتباع نظام غذائي يحتوي على‬ ‫كمية منخف�ضة من الدهون الحيوانية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى زيادة تناول ك ّل من‬ ‫الفاكهة والخ�ضار‪ ،‬ي�ؤديان مع ًا �إلى انخفا�ض �ضغط الدم عند الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يعانون من فرط �ضغط الدم وكذلك عند الأ�شخا�ص ذوي �ضغط‬

‫‪55‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ت�أثير النظام الغذائي على �ضغط الدم‬

‫يو�ضح ذلك الآثار التي تقع على �ضغط الدم االنقبا�ضي ب�سبب‬ ‫اتباع نظام غذائي عادي (يتم التحكم فيه)‪ ،‬ونظام «دا�ش»‬ ‫الغذائي (المناهج الغذائية للوقاية من الإ�صابة بفرط �ضغط‬ ‫الدم ‪ - DASH‬ن�سبة منخف�ضة من منتجات الألبان والدهون‬ ‫الحيوانية ون�سبة عالية من الفاكهة والخ�ضر)‪ ،‬وذلك في‬ ‫الأنظمة الغذائية التي تحتوي على ن�سب عالية ومتو�سطة​​‬ ‫ومنخف�ضة من الملح‪ .‬وظهر �أن االنتقال من اتباع نظام غذائي‬ ‫غير �صحي �إلى اتباع نظام غذائي �صحي يعمل على تخفي�ض‬ ‫�ضغط الدم االنقبا�ضي بمقدار ‪ 8،9‬ملم زئبقي‪ ،‬ويعتبر هذا‬ ‫الأثر م�ساوي ًا تقريب ًا لذلك الأثر الذي ينتج عن ا�ستخدام �أحد‬ ‫العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط‪.‬‬ ‫�ضغط الدم االنقبا�ضي (بالملم زئبق)‬

‫متو�سط‬ ‫منخف�ض‬ ‫معدل تناول ال�صوديوم (الملح)‬

‫مرتفع‬

‫نظام غذائي عادي (متحكم فيه)‬ ‫نظام «دا�ش» الغذائي = كثير من الفواكه‬ ‫والخ�ضروات وقليل من الدهون الحيوانية‬

‫‪56‬‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫الدم الطبيعي‪ .‬وعندما يتم ا�ستخدام كال النظامين الغذائيين معاً‪،‬‬ ‫ي�صبح لكل منهما ت�أثير م�ضاف على الآخر‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬حدث‬ ‫المزيد من االنخفا�ض في �ضغط الدم عند الم�شاركين في التجربة بعد‬ ‫�أن قاموا بتخفي�ض ا�ستهالكهم من الملح �أي�ضاً‪ .‬وبالتالي‪� ،‬أدى االنتقال‬ ‫من اتباع نظام غذائي غير �صحي �إلى اتباع نظام غذائي �صحي �إلى‬ ‫انخفا�ض �ضغط الدم االنقبا�ضي بمقدار ‪ 8،9‬ملم زئبقي‪ ،‬ويعتبر هذا‬ ‫الأثر م�ساوي ًا تقريب ًا لذلك الأثر الذي ينتج عن ا�ستخدام �أحد العقاقير‬ ‫الخاف�ضة لل�ضغط‪ .‬ومن الوا�ضح �أنه يوجد العديد من العوامل الغذائية‬ ‫التي ت�ؤثر على �ضغط الدم‪ ،‬وت�شكل تلك العوامل الغذائية مو�ضوع ًا‬ ‫لم�شروع بحث دوليّ كبير‪ ،‬بد�أ في عام ‪ .1997‬و�أظهرت النتائج النهائية‬ ‫�أنه يمكن تف�سير االختالفات في �ضغط الدم بين الأفراد من خالل‬ ‫عوامل التغذية وعوامل نمط الحياة‪ ،‬وذلك بعد الأخذ في االعتبار ت�أثير‬ ‫التقدم في العُمر‪.‬‬

‫التمارين الريا�ضية‬

‫على الرغم من �أن �ضغط الدم يرتفع بحدة في الوقت الذي تقوم‬ ‫فيه بممار�سة التمارين الريا�ضية‪� ،‬إال �أنك �إذا فعلت ذلك بانتظام‪،‬‬ ‫فغالب ًا ما �ستكون �أكثر �صحة و�سي�صبح �ضغط الدم لديك �أقل من‬ ‫�ضغط الدم عند الأ�شخا�ص الذين ال يمار�سون �أي تمارين ريا�ضية‪.‬‬ ‫ويرجع ذلك جزئ ّي ًا �إلى �أنك �ست�صبح �أكثر رغبة في تناول الطعام‬ ‫ال�صحي‪ ،‬وعدم التدخين وعدم الإفراط في تناول الم�شروبات‬ ‫الممنوعة‪ ،‬على الرغم من �أن ممار�سة التمارين الريا�ضية لها �أي�ض ًا‬ ‫ت�أثير مبا�شر على خف�ض �ضغط الدم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ينبغي عليك �أن‬ ‫تمار�س التمارين الريا�ضية ب�شكل منتظم وبمقدار معتدل‪ ،‬بد ًال من‬ ‫ممار�سة التمارين بقوة �شديدة على فترات متباعدة‪.‬‬

‫�أعرا�ض فرط �ضغط الدم‬

‫قد ال تظهر �أي �أعرا�ض على الغالبية العظمى من الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يعانون من فرط �ضغط الدم‪ .‬ويعتقد بع�ض النا�س �أنه يمكنهم‬ ‫�أن ي�شعروا بم�ستوى �ضغط الدم لديهم‪ ،‬ولكن في الواقع‪ ،‬من المرجح‬ ‫�أنهم ي�شعرون بال�ضغط النف�سي من الح�ضور �إلى الم�ست�شفى �أو من‬ ‫بع�ض الأحداث الأخيرة الع�صيبة في حياتهم‪ ،‬ومن الممكن �أن ي�ؤدي‬

‫‪57‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫هذا التوتر ق�صير المدى �إلى ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬وقد ال يكون له �أي‬ ‫ت�أثير‪ .‬وتعني حقيقة �أن فرط �ضغط الدم ال ي�سبب �أي �أعرا�ض‪� ،‬أنه‬ ‫غالب ًا ال يتم ت�شخي�ص فرط �ضغط الدم ل�سنوات عديدة‪ ،‬وخالل ذلك‬ ‫الوقت يكون لدى ال�شخ�ص بع�ض الأدلة الخفية على حدوث تلف في‬ ‫خاليا المخ �أو القلب �أو الكلى‪ .‬في مرحلة الحقة‪ ،‬من الممكن �أن يذهب‬ ‫ال�شخ�ص �إلى الطبيب لأنه بد�أ ي�شعر بالمر�ض‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬من‬ ‫الممكن �أن يكون ال�شخ�ص م�صاب ًا ب�سكتة دماغية �صغيرة �أو م�صاب ًا‬ ‫بذبحة �صدرية (�ألم في ال�صدر ناتج عن زيادة المجهود) �أو م�صاب ًا‬ ‫حتى بنوبة قلبية‪ .‬وقد ي�شعر ال�شخ�ص الذي �أ�صيب بق�صور في القلب‬ ‫ب�ضيق النف�س عند اال�ستلقاء‪ ،‬في حين �أن الف�شل الكلوي يمكن �أن يكون‬ ‫م�س�ؤو ًال عن التعب والإرهاق العام‪ ،‬ف�ض ًال عن �ضيق التنف�س‪.‬‬

‫ال تنتظر حتى ت�شعر بالمر�ض لكي تقوم بفح�ص �ضغط الدم‬

‫ي�ؤدي فرط �ضغط الدم �إلى م�شاكل خطيرة‪ ،‬ولهذا ال�سبب ال ينبغي‬ ‫�أبد ًا االنتظار حتى ت�شعر �أنك مري�ض لكي تذهب لفح�ص �ضغط الدم‪.‬‬ ‫يو�صي الر�أي الطبي الحالي ب�أن كل �شخ�ص فوق �سن الع�شرين يجب �أن‬ ‫يذهب �إلى الطبيب من �أجل �إجراء فح�ص دوريّ ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫ومن المحتمل �أن تكون قراءة �ضغط الدم الخا�صة بك طبيعية ولن‬ ‫تحتاج �إلى اتخاذ �أي �إجراءات‪ ،‬و�إذا كان الأمر كذلك‪ ،‬ينبغي عليك �أن‬ ‫تقوم ب�إعادة فح�ص �ضغط الدم كل ثالث �أو �أربع �سنوات فقط‪ ،‬ولكن‬ ‫يجب على بع�ض الأ�شخا�ص الذين تكون قيم ال�ضغط لديهم هي الحدود‬ ‫الق�صوى لل�ضغط‪� ،‬أن يقوموا بفح�ص �ضغط الدم ب�شكل متكرر على‬ ‫فترات متقاربة‪ .‬وينبغي �أي�ض ًا على ال�شباب والأطفال الذين يعانون من‬ ‫ال�سمنة �أو �أمرا�ض الكلى �أو الذين لديهم تاريخ عائلي قوي للإ�صابة‬ ‫بفرط �ضغط الدم‪� ،‬أن يقوموا بفح�ص �ضغط الدم ب�شكل دوريّ ‪.‬‬

‫ما مدى �شيوع‪/‬انت�شار فرط �ضغط الدم؟‬

‫‪58‬‬

‫ي�صبح فرط �ضغط الدم �أكثر �شيوع ًا مع التقدم في ال�سن‪ ،‬وال �سيما‬ ‫عند الأ�شخا�ص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح‪ ،‬لذلك يجب �أن‬ ‫ن�ضع في االعتبار عامل ال�سن عندما نبحث في انت�شار فرط �ضغط الدم‪.‬‬ ‫غالب ًا ما يكون �ضغط الدم عند الن�ساء قبل �سن الي�أ�س (�أثناء‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫ال�سنوات التي توجد بها الدورة ال�شهرية) �أقل من �ضغط الدم عند‬ ‫الرجال في العمر نف�سه‪ ،‬على الرغم من �أن الفارق بين الجن�سين ي�صبح‬ ‫�أقل و�ضوح ًا فوق �سن الخم�سين عام‪ .‬ويرجع ذلك �إلى �أنه قبل �سن الي�أ�س‬ ‫(قبل انقطاع الطمث)‪ ،‬يمكن �أن تكون الن�ساء محمية ن�سبي ًا من الإ�صابة‬ ‫ب�أمرا�ض القلب بف�ضل الهرمون الأنثوي الذي يُطلق عليه الإ�ستروجين‪.‬‬ ‫لكن م�ستويات الإ�ستروجين تنخف�ض بعد �سن الي�أ�س‪ ،‬وتت�ساوى الن�ساء مع‬ ‫الرجال من حيث احتماالت الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‪.‬‬ ‫يجب �أن تتوافر المو�ضوعية في �أي خط فا�صل يو�ضع بين ما‬ ‫ي�سمى ارتفاع �ضغط الدم و�ضغط الدم الطبيعي‪ .‬وحتى لو كان �ضغط‬ ‫الدم لديك في حدود المتو�سط ​​بالن�سبة لعامة النا�س‪ ،‬ف�إن ن�سبة‬ ‫الخطر التي تواجهها �أعلى من ن�سبة الخطر التي يواجهها �شخ�ص‬ ‫�آخر لديه �ضغط دم �أقل من هذا الم�ستوى‪ .‬وبالتالي يعتبر �ضغط‬ ‫الدم الذي تكون قراءته ‪ 80/140‬ملم زئبقي يحمل توقعات �أ�سو�أ‬ ‫قلي ًال من �ضغط الدم الذي تكون قراءته ‪ 70/130‬ملم زئبقي‪.‬‬ ‫وكما �أو�ضحنا في وقت �سابق‪ ،‬يعتبر التعريف الأكثر فائدة‬ ‫لفرط �ضغط الدم هو ذلك الم�ستوى من �ضغط الدم الذي ي�صبح‬ ‫عنده العالج الدوائي �ضروري ًا من �أجل وقاية ال�شخ�ص من الإ�صابة‬ ‫ب�أمرا�ض القلب وال�سكتة الدماغية وال�سكتة القلبية‪ ،‬وغيرها من‬ ‫م�ضاعفات فرط �ضغط الدم‪ .‬وبنا ًء على �آخر ما تو�صل �إليه العلم‪،‬‬ ‫على �أ�سا�س التجارب الموثوقة لعالج فرط �ضغط الدم من خالل‬ ‫العقاقير‪ ،‬وبالمقارنة مع الأقرا�ص الوهمية �أو الزائفة‪ ،‬يعتبر العالج‬ ‫�أمر ًا �ضروري ًا �إذا ثبتت قراءات �ضغط الدم عند ‪ 100/160‬ملم‬ ‫زئبقي �أو �أكثر في جميع الأعمار‪ .‬ويعتبر هذا الحد �أقل من ذلك عند‬ ‫الأ�شخا�ص الذين تزيد لديهم احتماالت الخطر بحكم �أنهم م�صابون‬ ‫بالأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪� ،‬أو �إذا كانوا م�صابين �أي�ض ًا‬ ‫بمر�ض ال�سكري‪ .‬عند ه�ؤالء الأ�شخا�ص‪ ،‬يو�صى حالي ًا بالعالج �إذا‬ ‫ثبت �أن قراءة �ضغط الدم فوق ‪� 85/140‬إلى ‪ 90/140‬ملم زئبقي‪.‬‬ ‫ت�ستقر قيمة �ضغط الدم االنب�ساطي عند حوالى ‪ %25‬من النا�س‬ ‫حول ‪ 90‬ملم زئبقي �أو �أكثر‪ ،‬على الرغم من �أنه يجدر الت�أكيد على �أن‬ ‫العديد منهم �سيح�صل على قراءة �أقل ل�ضغط الدم عند �إعادة قيا�س‬

‫‪59‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫�ضغط الدم‪ ،‬وفي تلك الحالة ال يعتبر العالج بالعقاقير �أمر ًا �ضرورياً‪.‬‬ ‫ولكن �إذا لم ينخف�ض م�ستوى �ضغط الدم عندما يتم قيا�سه مرة �أخرى‪،‬‬ ‫فمن الممكن �أن تكون في حاجة �إلى العالج من خالل العقاقير‪� .‬إذا‬ ‫كان �ضغط الدم االنب�ساطي �أقل من ‪ 90‬ملم زئبقي‪ ،‬ولكن �ضغط الدم‬ ‫االنقبا�ضي �أكثر من ‪ 160‬ملم زئبقي‪� ،‬سيتم ت�شخي�صك على �أنك م�صاب‬ ‫بفرط �ضغط الدم االنقبا�ضي المعزول ‪ .ISH‬وتعتبر هذه حالة نادرة عند‬ ‫الأ�شخا�ص تحت �سن ال�ستين عاماً‪ ،‬لكنها ت�صيب ‪ %30-20‬من الذين‬ ‫تزيد �أعمارهم عن ثمانين عاماً‪ .‬وقد �أظهرت الأبحاث الحديثة �أن‬ ‫العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم االنقبا�ضي فعال جد ًا‬ ‫في الوقاية من الأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية عند المر�ضى الذين‬ ‫يعانون من فرط �ضغط الدم المعزول‪.‬‬ ‫�إذا �أخذنا في االعتبار جميع �أنواع فرط �ضغط الدم التي ت�صيب‬ ‫الأ�شخا�ص الذين تزيد �أعمارهم عن �ستين عاماً‪� ،‬سنجد �أن نحو‬ ‫‪ %40-35‬من الرجال والن�ساء في المملكة المتحدة في حاجة �إلى مزيد‬ ‫من التقييم على �أ�سا�س ارتفاع �ضغط الدم االنب�ساطي �أو ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم االنقبا�ضي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تعتبر هذه الن�سبة �أقل بين الأ�شخا�ص‬ ‫الذين ي�ستهلكون الملح بن�سبة �أقل من متو�سط ا�ستهالك عامة النا�س‪.‬‬

‫التباين الجغرافي‬

‫‪60‬‬

‫ت�شير الدرا�سات اال�ستق�صائية �إلى �أن ما بين �سبعة �إلى ع�شرة ماليين‬ ‫�شخ�ص في المملكة المتحدة يعانون من ارتفاع م�ستويات �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ويبدو �أن العوامل االجتماعية واالقت�صادية تلعب دور ًا مهما في الإ�صابة‬ ‫بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬حيث يعتبر الأ�شخا�ص الذين يعي�شون في المناطق‬ ‫الأكثر فقراً‪� ،‬أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بفرط �ضغط الدم من �أولئك الذين‬ ‫يعي�شون في المناطق الأكثر ثراءً‪ .‬وبكل ت�أكيد‪ ،‬تنت�شر �أمرا�ض القلب‬ ‫وال�سكتات الدماغية بن�سبة �أكبر في ال�شمال وال�شمال الغربي من �إنجلترا‬ ‫وفي ويلز وا�سكتلندا‪ ،‬عما هي عليه في جنوب �شرق �إنجلترا‪ ،‬على الرغم‬ ‫من �أن ذلك يعك�س �أي�ض ًا عادات التدخين في تلك الأماكن‪ .‬ويجب الت�أكيد‬ ‫على �أن معظم م�ستويات �ضغط الدم ال ترتفع �إال بن�سبة قليلة فقط‪ ،‬كما �أن‬ ‫تلك الم�ستويات �ستعاود االنخفا�ض عندما يتم قيا�سها من جديد‪ .‬وتتراوح‬ ‫تقديرات عدد الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم والذين‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫ن�سبة الوفيات الناجمة عن الإ�صابة بمر�ض القلب‬ ‫التاجي موزعة ح�سب المناطق في المملكة المتحدة‬ ‫ن�سبة الوفيات ب�سبب‬ ‫مر�ض القلب التاجي‬ ‫مرتفع جد ًا‬ ‫مرتفع‬ ‫متو�سط‬ ‫منخف�ض‬ ‫منخف�ض جد ًا‬

‫لندن الكبرى‬

‫الم�صدر‪ :‬قاعدة بيانات �إح�صائيات م�ؤ�س�سة القلب البريطانية‬ ‫‪61‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫يحتاجون �إلى العالج عن طريق العقاقير‪ ،‬بين ‪ %15-10‬من الأ�شخا�ص‬ ‫البالغين‪ .‬وتمثل تلك الن�سبة عدد ًا �ضئي ًال جد ًا من الأ�شخا�ص الذين‬ ‫تتراوح �أعمارهم بين ع�شرين وثالثين عاماً‪ ،‬ولكنها ت�شمل حوالى ن�صف‬ ‫الأ�شخا�ص الذين تزيد �أعمارهم عن �سبعين عاماً‪.‬‬ ‫تعتبر حالة ارتفاع �ضغط الدم من �أكثر الحاالت الطبية المزمنة‬ ‫وغير المعدية انت�شار ًا في العالم‪ .‬ويوجد حوالى ‪ 50‬مليون �شخ�ص في‬ ‫الواليات المتحدة ممن لديهم م�ستويات �ضغط دم تتطلب عالج ًا عن‬ ‫طريق العقاقير‪ ،‬وي�شبه هذا الرقم تلك الأرقام الموجودة في الدرا�سات‬ ‫التي تُجرَى على دول االتحاد الأوروبي‪ .‬ويزيد معدل انت�شار الإ�صابة بفرط‬ ‫�ضغط الدم في المملكة المتحدة عن معدل انت�شاره في فرن�سا و�إيطاليا‬ ‫و�إ�سبانيا واليونان‪ ،‬بينما ي�شبه المعدل ال�سائد في ال�سويد والدنمارك‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬يعتبر فرط �ضغط الدم �أكثر �شيوع ًا عند الأ�شخا�ص ذوي الأ�صول‬ ‫الأفريقية الذين يعي�شون في ك ّل من المملكة المتحدة والواليات المتحدة‬ ‫الأمريكية‪ .‬ولم تت�ضح حتى الآن الأ�سباب وراء ذلك ب�شكل كامل‪ ،‬ولكن من‬ ‫الممكن �أن يكون ال�سبب هو �أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص يتعاملون مع الملح في‬ ‫وجباتهم الغذائية بطريقة مختلفة تجعل �أج�سامهم تحتفظ بكميات كبيرة‬ ‫من الملح‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى ارتفاع �ضغط الدم لديهم‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ ‬

‫ تنت�شر الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم في العائالت‪.‬‬

‫ ‬

‫ ترتبط الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم بتناول كميات عالية‬ ‫من الملح‪ ،‬وزيادة الوزن‪ ،‬والإفراط في تناول الم�شروبات‬ ‫الممنوعة‪.‬‬

‫ ‬

‫ نادر ًا ما يكون ارتفاع �ضغط الدم نتيجة لمر�ض كامن في الكلى‬ ‫�أو نتيجة لبع�ض الإفرازات الهرمونية الزائدة‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫كيف يتم التحقق من‬ ‫ارتفاع ضغط الدم؟‬ ‫لماذا نحتاج �إلى �إجراء مزيد من االختبارات؟‬

‫ينبغي �أن يتم �إجراء المزيد من االختبارات والفحو�صات‬ ‫للأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع م�ستوى �ضغط الدم‪ .‬وتوجد‬ ‫ثالثة �أ�سباب رئي�سية وراء �ضرورة �إجراء تلك االختبارات‪:‬‬ ‫‪ . 1‬الت�أكد من م�ستويات الكول�ستيرول في الدم‪� :‬إذا كنت تعاني من‬ ‫ارتفاع م�ستوى الكول�ستيرول في الدم وكذلك ارتفاع �ضغط الدم‪،‬‬ ‫ف�إنك تعتبر �أكثر عُ ر�ضة لخطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب وال�سكتات‬ ‫الدماغية (مخاطر �أمرا�ض القلب الوعائية)‪ ،‬و�ستحتاج �إلى العالج‬ ‫عن طريق العقاقير من �أجل خف�ض كل من �ضغط الدم وم�ستويات‬ ‫الكول�ستيرول و�إعادتها مر ًة �أخرى �إلى و�ضعها الطبيعي‪.‬‬ ‫‪ . 2‬التحقق من الأمرا�ض الكامنة التي تت�سبب في ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم‪ :‬في بع�ض الأحيان‪ ،‬قد يكون ال�سبب في الإ�صابة بارتفاع‬ ‫�ضغط الدم هو بع�ض �أمرا�ض الكلى وبع�ض الأمرا�ض النادرة‬ ‫جد ًا في الغدة الكظرية التي تقع فوق الكلى‪.‬‬ ‫‪ .3‬التحقق من حدوث �أي ق�صور في القلب �أو حدوث الف�شل الكلوي‪:‬‬ ‫قد يحدث ذلك �إذا كان المري�ض يعاني من ارتفاع �ضغط‬

‫‪64‬‬


‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫الدم لفترة طويلة ولم يُعالج‪ ،‬لذلك يتم �إجراء اختبارات الدم‬ ‫لقيا�س وظائف الكلى‪ ،‬كما يتم تقدير حجم القلب عن طريق‬ ‫مخطط كهربية القلب (ر�سم القلب الكهربي) ‪ ،ECG‬وال يو�صى‬ ‫با�ستخدام ت�صوير ال�صدر بالأ�شعة ال�سينية لأنه ال يعطي م�ؤ�شر ًا‬ ‫يمكن االعتماد عليه لحجم القلب‪.‬‬

‫االختبارات الروتينية‬

‫ينبغي �أن يتم �إجراء اختبار بول ب�سيط لكل الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬كما يتم �أخذ عينة �صغيرة من الدم‪،‬‬ ‫ثم يتم �إجراء مخطط كهربية القلب‪ .‬وبعد ذلك �سيقا�س وزنك‪ ،‬و�إذا‬ ‫لزم الأمر‪� ،‬سيتم تقديم الم�شورة حول كيفية �إنقا�ص الوزن‪ ،‬والذي‬

‫االختبارات الروتينية‬ ‫�سيتم قيا�س وزنك‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫االختبارات الروتينية (تابع)‬

‫�سيقوم الطبيب بفح�ص �صدرك‪.‬‬

‫�سيقوم الطبيب بفح�ص بطنك‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫االختبارات الروتينية (تابع)‬

‫قد يقوم طبيبك بفح�ص الكاحلين للتحقق من وجود �أي تورم �أو‬ ‫للتحقق من النب�ضات الموجودة في قدميك‪.‬‬

‫يمكن �أخذ عينة �صغيرة من الدم‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫من المرجح �أن ي�ساعد على تقليل م�ستوى �ضغط الدم‪.‬‬ ‫بعد ذلك �سيقوم الطبيب بفح�ص القلب وال�صدر والبطن والنب�ضات‬ ‫الموجودة في ال�ساقين‪ .‬هذا‪ ،‬وقد يعطي ذلك بع�ض الم�ؤ�شرات حول ما‬ ‫�إذا كان ارتفاع �ضغط الدم قد �أثر على القلب �أو على الكلى‪.‬‬ ‫ي�ؤدي ذلك النوع من التلف الذي يحدث في القلب والذي يُ�سمى ف�شل‬ ‫القلب (ق�صور القلب)‪� ،‬إلى احتبا�س ال�سوائل الذي ي�ؤدي بدوره �إلى تراكم‬ ‫ال�سوائل في الرئتين ويمكن �أن يتم �سماع ذلك من خالل �سماعة الطبيب‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬من الممكن �أن ي�سبب ذلك ت�ضخم الجانب الأي�سر‬ ‫من القلب والذي يمكن الك�شف عنه من قِبل الطبيب‪ .‬وال يمكن ت�شخي�ص‬ ‫الف�شل الكلوي �إال عن طريق اختبارات الدم واختبارات البول‪.‬‬ ‫�إذا كنت تعاني من ارتفاع �شديد في �ضغط الدم‪ ،‬ف�سوف ي�ستخدم‬ ‫الطبيب على الأرجح �أداة ت�سمى منظار العين من �أجل فح�ص الجزء‬ ‫الخلفي من العين (�شبكية العين)‪ ،‬بحيث يكون من الممكن تقييم‬

‫االختبارات الروتينية (تابع)‬

‫قد يقوم طبيبك بفح�ص �شبكية العين‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫الأوعية الدموية ال�صغيرة‪ .‬وفي حالة االرتفاع الطفيف في �ضغط‬ ‫الدم‪ ،‬تظهر بع�ض التغيرات الطفيفة جد ًا في هذه الأوعية الدموية‪،‬‬ ‫ولكن في حالة ارتفاع �ضغط الدم الحاد‪ ،‬من الممكن �أن يحدث نزيف‬ ‫في �شبكية العين بالإ�ضافة �إلى حدوث تلف بع�ض المناطق في �شبكية‬ ‫العين‪ ،‬والتي ي�شار �إليها با�سم «البقع القطنية ال�صوفية ال�شكل»‪.‬‬

‫اختبار البول‬

‫بعد الفح�ص الإكلينيكي‪� ،‬سيُطلب منك تقديم عينة �صغيرة من‬ ‫البول لكي يتم فح�صها‪ .‬و�إذا تم العثور على ن�سبة من ال�سكر في‬ ‫البول‪ ،‬ف�إن ذلك يزيد من احتماالت الإ�صابة بمر�ض ال�سكري‪ ،‬و�إذا‬ ‫تم العثور على ن�سبة من البروتين في البول‪ ،‬فمن الممكن ت�شخي�ص‬ ‫ذلك ب�أنك م�صاب ب�أحد �أنواع الف�شل الكلوي‪ .‬وفي الآونة الأخيرة‪ ،‬تم‬ ‫تقييم الأهمية البالغة لوجود البروتين في البول ب�شكل كامل‪ .‬ومن‬ ‫ال�ضروري �أن يتم �إجراء اختبارات روتينية‪/‬دورية للبول على جميع‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من �أي �شكل من �أ�شكال ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬

‫اختبار الدم‬

‫يتم �أخذ فحو�صات الدم لقيا�س ن�سبة الكول�ستيرول فيه‪ ،‬ون�سبة‬ ‫الكول�ستيرول الحميد ‪ ،HDL‬وكذلك من �أجل اختبار وظائف الكلى‪.‬‬ ‫و�إذا كانت وظائف الكلى طبيعية‪ ،‬ف�إنه عاد ًة ما تكون ن�سبة الكرياتينين‬ ‫�أقل من ‪ 120‬ميكرومول‪/‬لتر (‪/μmol‬لتر)‪ .‬و�سيتم ت�شخي�ص المري�ض‬ ‫على �أنه م�صاب بالف�شل الكلوي الحاد �إذا كانت ن�سبة الكرياتينين‬ ‫في الدم �أكبر من ‪/μmol 600‬لتر‪ .‬و�إذا كانت الكلى ال تعمل ب�شكل‬ ‫�صحيح‪ ،‬ف�إن م�ستويات اليوريا والكرياتينين بالدم تبد�أ في االرتفاع‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يتم قيا�س م�ستويات ال�صوديوم والبوتا�سيوم في‬ ‫الدم‪ ،‬حيث تعتبر م�ستويات ال�صوديوم والبوتا�سيوم غير طبيعية عند‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم وذلك لأن �أج�سامهم‬ ‫تحتفظ بال�صوديوم ب�سبب وجود ورم حميد �صغير في الغدة الكظرية‬ ‫يُنتج هرمون ًا ي�سمى الألدو�ستيرون‪ ،‬وت�سمى هذه الحالة متالزمة «كون»‬

‫‪69‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫(‪( )Conn‬فرط الألدو�ستيرونية البدئية)‪.‬‬

‫مخطط كهربية القلب‬

‫‪ECG‬‬

‫يقوم مخطط كهربية القلب بت�سجيل الن�شاط الكهربائي للقلب‪.‬‬ ‫ويحقق ا�ستعمال مخطط كهربية القلب هدف ًا مزدوجاً‪ .‬الأول‪ ،‬يُمكن‬ ‫�أن يعطي م�ؤ�شر ًا غير مبا�شر لحجم القلب‪ .‬وعندما يكون �ضغط الدم‬ ‫مرتفع ًا جداً‪ ،‬ف�إن القلب يت�ضخم من �أجل التعامل مع حجم العمل‬ ‫المتزايد‪ ،‬وي�ؤدي ذلك �إلى زيادة الفولتية (الجهد الكهربي) في‬ ‫مخطط كهربية القلب‪ .‬يطلق على ذلك ا�سم ت�ضخم البطين الأي�سر‬

‫ا�ستعمال مخطط كهربية القلب‬

‫‪ECG‬‬

‫قد يخ�ضع المر�ضى الذين ُي�شتبه في �إ�صابتهم بمر�ض في ال�شريان التاجي‬ ‫�أو ارتفاع �ضغط الدم لإجراء مخطط كهربية القلب �أثناء الم�شي على‬ ‫جهاز الم�شي الريا�ضي‪ ،‬بحيث يتم ذلك تحت �إ�شراف طبي دقيق‪ .‬وقد‬ ‫يكون �إجراء مخطط كهربية القلب �أثناء ممار�سة الريا�ضة مفيد ًا جد ًا في‬ ‫�إظهار التغيرات التي ت�شمل نق�ص الأوك�سيجين �أو نق�ص التروية بالدم في‬ ‫جدار القلب‪ ،‬وهي التغيرات التي ال تظهر �أثناء الراحة‪.‬‬ ‫المري�ض‬

‫جهاز العر�ض (ال�شا�شة)‬

‫الطبيب‬

‫ب�ساط د ّوار‬ ‫‪70‬‬

‫الم�ساعد‬


‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫‪ LVH‬والذي يعتبر من الأمور المهمة للغاية‪ .‬وعندما يتم اكت�شاف‬ ‫�أن �أحد الأ�شخا�ص يعاني من ت�ضخم البطين الأي�سر‪ ،‬ف�إن الحاجة‬ ‫للعالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم ت�صبح �أكثر‬ ‫�إلحاحاً؛ لأن ذلك ي�شير �إلى �أن ع�ضلة القلب تتعر�ض لإجهاد كبير‬ ‫في محاولة للقيام بالجهد الالزم ل�ضخ الدم في جميع �أنحاء الج�سم‬ ‫ب�ضغط متزايد‪.‬‬ ‫�أما الهدف الثاني من القيام بمخطط كهربية القلب هو �أنه قد‬ ‫بع�ض التغيرات التي توحي بوجود �ضيق �أو ان�سداد في ال�شرايين‬ ‫يُظهر َ‬ ‫التاجية التي تغذي ع�ضلة القلب‪ ،‬ويطلق على تلك العملية «نق�ص‬ ‫الأوك�سيجين»‪ .‬وتحدث هذه الحالة عند بع�ض الأ�شخا�ص الذين يعانون‬ ‫من الذبحة ال�صدرية (�ألم في ال�صدر) عند بذل الجهد‪ .‬وحتى �إن لم‬ ‫تكن قد تعر�ضت من قبل لأي عار�ض من �أعرا�ض الذبحة ال�صدرية‪،‬‬ ‫وال يوجد ما يدعو لالعتقاد ب�أنك �أ�صبت بالأزمة القلبية‪� ،‬إال �أنه قد‬ ‫تظهر عليك �أعرا�ض نق�ص الأوك�سيجين والتي تعتبر في غاية الأهمية‪.‬‬

‫اختبارات �أخرى‬

‫ت�شمل هذه االختبارات الفحو�صات الروتينية �أو الدورية التي‬ ‫يحتاجها كل �شخ�ص يعاني من ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬ولن تحتاج �إلى‬ ‫�إجراء فحو�صات �أكثر تف�صي ًال �إال �إذا كنت تعاني من ارتفاع حاد في‬ ‫�ضغط الدم‪� ،‬أو �إذا كان طبيبك ي�شتبه في �أن تكون م�صاب ًا ببع�ض‬ ‫الحاالت الم�س�ؤولة عن م�شاكل �ضغط الدم‪.‬‬ ‫يوجد ما ي�صل �إلى ‪ %5‬من الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬م�صابين بالحاالت الطبية التي تكمن وراء الإ�صابة‬ ‫بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬وت�شمل تلك الحاالت �أمرا�ض الكلى والغدة‬ ‫الكظرية‪ .‬وهنا من الممكن �أن تتم �إحالة المري�ض �إلى عيادة‬ ‫متخ�ص�صة في الم�ست�شفى المحلي‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يوجد ما‬ ‫بين ‪� 3‬إلى ‪ %4‬من الأ�شخا�ص م�صابين بارتفاع �ضغط الدم الحاد‬ ‫جداً‪ ،‬وهم يحتاجون �إلى مزيد من الفح�ص الدقيق والرعاية الكاملة‬ ‫عن طريق �أخ�صائيّ في ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ال ينبغي �أن تذهب الغالبية العُظمى من الأ�شخا�ص الذين يعانون‬

‫‪71‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫‪72‬‬

‫من ارتفاع �ضغط الدم �إلى الم�ست�شفى لأي �سبب من الأ�سباب على‬ ‫الإطالق‪ ،‬حيث يمكن �أن يح�صلوا على الرعاية من قبل الطبيب‬ ‫المعالج‪ .‬من الممكن وجود بع�ض االختالفات الملحوظة في ن�سبة‬ ‫المر�ضى المحولين �إلى عيادات الم�ست�شفى‪ ،‬حيث يتوقف ذلك على‬ ‫مدى توافر الخدمات المحلية والأطباء المخت�صين في �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ويعتمد ذهاب المري�ض �إلى �إحدى عيادات الم�ست�شفى على نهج‬ ‫الطبيب المعالج في مثل هذه الحاالت‪ .‬وقد يقوم بع�ض الأطباء ب�إحالة‬ ‫عدد كبير من المر�ضى لكي يتم فح�صهم مرة واحدة فقط �أو مرتين من‬ ‫�أجل �إجراء تقييم كامل في الم�ست�شفى ومن ثم االعتناء ب�أنف�سهم بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬في حين يقوم البع�ض الآخر من الأطباء ب�إحالة الحاالت ال�صعبة‬ ‫فقط �إلى �أحد المتخ�ص�صين في الم�ست�شفى‪.‬‬ ‫ويَ�ستند اال�شتباه في وجود بع�ض الأ�سباب الكامنة وراء ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم �إلى وجود بروتين في البول �أو وجود نتائج غير طبيعية لالختبار‬ ‫الروتيني للدم‪ ،‬والتي تعتبر دلي ًال على �ضعف وظائف الكلى‪ .‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى ذلك‪� ،‬إذا وُجِ د �أن م�ستويات البوتا�سيوم في الدم كانت منخف�ضة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ذلك يزيد من احتمال وجود بع�ض الحاالت التي ت�ؤدي �إلى ذلك في الغدد‬ ‫الكظرية (متالزمة «كون» ‪ -‬فرط الألدو�ستيرونية البدئية)‪.‬‬ ‫من الممكن �أي�ض ًا �أن يُحال المري�ض �إلى �إحدى عيادات الم�ست�شفى‬ ‫�إذا كان �ضغط الدم يختلف اختالف ًا كبير ًا من دقيقة �إلى �أخرى �أو من‬ ‫�ساعة �إلى �أخرى �أو حتى من يوم �إلى �آخر‪ .‬وهناك حالة نادرة للغاية يطلق‬ ‫عليها «ورم القواتم»‪ ،‬والتي تن� أش� ب�سبب الإفراز المتقطع لكميات كبيرة‬ ‫من الأدرينالين والنورادرينالين من خالل ورم موجود في الغدة الكظرية‪.‬‬ ‫ومن �أهم الأعرا�ض التي تظهر على معظم المر�ضى الذين يعانون من‬ ‫هذه الحالة‪ ،‬وجود نوبات من معدل النب�ض ال�سريع جد ًا (خفقان القلب)‬ ‫بالإ�ضافة �إلى ال�صداع‪.‬‬ ‫عندما يذهب المري�ض �إلى �إحدى عيادات الم�ست�شفى‪ ،‬قد ي�ضطر‬ ‫�إلى تكرار بع�ض اختبارات الدم التي قام بها الطبيب من قبل‪ ،‬ويهدف‬ ‫ذلك �إلى مجرد الت�أكد من وجود �أي �شيء غير طبيعي‪ .‬و�إذا كان‬ ‫يوجد ا�شتباه في �أن يكون المري�ض م�صاب ًا بمتالزمة «كون» (فرط‬ ‫الألدو�ستيرونية البدئية)‪ ،‬والتي يحدث فيها ارتفاع �ضغط الدم نتيجة‬


‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫الت�صوير بالموجات فوق ال�صوتية‬

‫ت�صوير الكلى بالموجات فوق ال�صوتية‬ ‫جهاز العر�ض‬

‫المري�ض‬

‫مخطط ال�صدى‬

‫محول‬ ‫الطاقة‬

‫للإفرازات الزائدة من هرمون ي�سمى الألدو�ستيرون‪ ،‬فمن الممكن �أن‬ ‫يقوم طبيب الم�ست�شفى بقيا�س ن�سبة الألدو�ستيرون في الدم‪.‬‬

‫ت�صوير الكلى بالموجات فوق ال�صوتية‬

‫لكي يتم ا�ستبعاد �أي �شكل من �أ�شكال �أمرا�ض الكلى‪ ،‬فمن المعتاد‬ ‫�أن يتم �إجراء الت�صوير بالموجات فوق ال�صوتية للتحقق من حجم‬ ‫و�شكل الكلى‪ .‬وقد �أ�صبح هذا االختبار على نحو متزايد اختبار ًا‬ ‫روتين ّي ًا للأ�شخا�ص الم�صابين بارتفاع �ضغط الدم ال�شديد لأنه �آمن‬ ‫وال ي�سبب �أي �إزعاج‪.‬‬

‫جمع عينات البول على مدار يوم كامل‬

‫من الممكن �أي�ض ًا �أن يُطلب منك جمع عينات البول على مدار‬ ‫يوم كامل‪ ،‬بحيث يمكن قيا�س نتاج الأدرينالين والنورادرينالين‬ ‫‪73‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫تخطيط القلب بالموجات فوق ال�صوتية‬

‫يتم و�ضع �أداة يطلق عليها محول الطاقة (ناقل الطاقة) على ال�صدر‪ ،‬ثم‬ ‫ُت�صدِ ر تلك الأداة حزمة من الأ�شعة ال�صوتية‪ ،‬ويتم الح�صول على �صورة‬ ‫للقلب من خالل الأ�شعة ال�صوتية المنعك�سة‪.‬‬ ‫جهاز العر�ض‬

‫الطبيب‬

‫محول الطاقة‬

‫الأ�شعة ال�صوتية‬

‫المري�ض‬ ‫محول‬ ‫الطاقة‬

‫القلب‬ ‫‪74‬‬

‫جدار ال�صدر‬


‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫في الج�سم على مدار يوم كامل‪ .‬ويمكن �أن ي�شير ارتفاع م�ستويات‬ ‫الأدرينالين والنورادرينالين �إلى �أنك قد تكون م�صاب ًا بما ي�سمى «ورم‬ ‫القواتم» (انظر ال�صفحة ال�سابقة)‪.‬‬

‫مخطط �صدى القلب‬

‫من الممكن �أن يقوم طبيب العيادة �أي�ض ًا بقيا�س حجم القلب عن‬ ‫طريق مخطط �صدى القلب‪ ،‬وهو عبارة عن ت�صوير القلب بالموجات‬ ‫فوق ال�صوتية‪ .‬ويتميز مخطط �صدى القلب عن مخطط كهربية القلب‬ ‫ب�أنه يعتبر اختبار ًا �أكثر دقة للك�شف عن وجود ت�ضخم في القلب‪ .‬و�إذا‬ ‫�أظهر هذا االختبار وجود ت�ضخم في القلب‪ ،‬ف�إنه من ال�ضروري للغاية‬ ‫�أن يتم ا�ستخدام العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫عالجات مخ�ص�صة للمري�ض‬

‫في كثير من الأحيان‪ ،‬تتم �إحالة بع�ض الأ�شخا�ص �إلى عيادة‬ ‫الم�ست�شفى بعد الت�أكد من �أن �ضغط الدم لديهم يقاوم العالج‪،‬‬ ‫وبالتالي قد ي�ضطر طبيب الم�ست�شفى �إلى تغيير تركيبات العقاقير‬ ‫والم�ستح�ضرات من �أجل الح�صول على �أف�ضل تحكم في �ضغط الدم‪.‬‬ ‫وعندما ي�صبح �ضغط الدم تحت ال�سيطرة ويتم ت�صنيف الحالة‬ ‫ب�شكل �شامل‪� ،‬سيُطلب منك عادة �أن تَخرج من العناية في العيادة و�أن‬ ‫تعود �إلى المتابعة مع طبيبك‪ ،‬ولن ت�ضطر �إلى العودة للم�ست�شفى �إال‬ ‫�إذا ظهرت الم�شاكل مرة �أخرى‪ .‬وبعد �أن يتم التحكم ب�ضغط الدم‪،‬‬ ‫يجب عليك �أن تزور الممر�ضة كل ثالثة �أ�شهر‪ ،‬كما ينبغي عليك �أن‬ ‫تزور طبيب العائلة على الأقل مرة في ال�سنة من �أجل �إجراء بع�ض‬ ‫الفحو�صات الروتينية‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬

‫‪76‬‬

‫ ‬

‫ ينبغي على جميع الأ�شخا�ص الذين يتم ت�صنيفهم على �أنهم‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪� ،‬أن يقوموا ب�إجراء اختبارات بول‬ ‫فورية‪ ،‬واختبار دم واحد‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى مخطط كهربية القلب‪.‬‬

‫ ‬

‫ يوجد عدد قليل فقط من المر�ضى الذين يحتاجون �إلى‬ ‫الإحالة �إلى العيادات المتخ�ص�صة في ارتفاع �ضغط الدم من‬ ‫�أجل �إجراء المزيد من الفحو�صات‪.‬‬


‫العالج من دون عقاقير‬ ‫�أهمية النظام الغذائي ونمط الحياة‬

‫يُطلَق على هذا العالج في بع�ض الأحيان التخفي�ض «غير الدوائي»‬ ‫ل�ضغط الدم‪ ،‬ولقد ثبت �أنه ي�ؤدي �إلى نتائج جيدة‪ .‬وب�شكل عام ي�شمل‬ ‫ذلك العالج �إدخال بع�ض التغييرات الب�سيطة ن�سبي ًا على النظام‬ ‫الغذائي ونمط الحياة‪ ،‬حيث يمكن �أن يقدم لك الطبيب الر�أي‬ ‫المنا�سب حول كيفية القيام بها‪ ،‬على الرغم من �أنه قد يكون من‬ ‫ال�صعب تنفيذها بالن�سبة لبع�ض المر�ضى �أكثر من غيرهم‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ي�ستحق الأمر فع ًال �أن يبذل المري�ض �أق�صى ما في و�سعه؛ لأنه‬ ‫في حال نجاح تلك الطريقة‪ ،‬من الممكن حينئذ �أن يعود �ضغط الدم‬ ‫�إلى و�ضعه الطبيعي من دون الحاجة �إلى العالج عن طريق العقاقير‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫تقليل تناول الملح‬

‫من الم�ؤكد �أن طبيبك �سين�صحك �أن تحاول تقليل كمية الملح التي‬ ‫تتناولها‪ .‬ويعتبر متو�سط ​​ا�ستهالك الملح بالن�سبة للرجال في المملكة‬ ‫المتحدة حوالى ‪ 10‬جرامات يومياً‪ ،‬بينما يتراوح متو�سط ا�ستهالك الملح‬ ‫عند الن�ساء ما بين ‪� 6‬إلى ‪ 7‬جرامات في اليوم الواحد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ي�ستهلك‬ ‫عدد كبير جد ًا من النا�س نحو ن�صف هذه الكمية وبالتالي فهم يتمتعون‬ ‫ب�ضغط دم منخف�ض‪ .‬ويُ�ضاف حوالى جرام واحد من الملح الذي يتم‬ ‫تناوله يومي ًا في الغذاء عندما يكون الطعام على المائدة �أو �أثناء الطهي‪،‬‬ ‫�أما الكمية المتبقية من الملح فت�أتي معظمها من الأطعمة الجاهزة‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك لحوم البرجر‪ ،‬وفطائر اللحوم‪ ،‬والنقانق‪ ،‬والجبن‪ ،‬والوجبات‬ ‫‪77‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الخفيفة المملحة‪ ،‬والأطعمة المعلبة (مثل الخ�ضروات المعلبة)‪ ،‬والخبز‪،‬‬ ‫والحبوب �أو البقوليات التي يتم تناولها في وجبة الإفطار‪ .‬من الممكن �أن‬ ‫تقوم بتقليل تناول الملح من خالل االمتناع التام عن �إ�ضافة الملح �إلى‬ ‫الطعام على المائدة �أو عند الطبخ‪ .‬حاول �أن تزيد من ا�ستهالك اللحوم‬ ‫الطازجة والفواكه والخ�ضروات الطازجة‪ ،‬كما حاول �أن تتناول الأغذية‬ ‫الجاهزة بحيث يكون ذلك هو اال�ستثناء ولي�س القاعدة‪ .‬ومن الممكن �أن‬ ‫ت�ستخدم جميع الأع�شاب والتوابل من �أجل �إ�ضافة النكهة �إلى الأطعمة بد ًال‬ ‫من ا�ستخدام الملح عند الطهي‪.‬‬

‫�إجراء التغييرات‬

‫من الممكن �أن يكون التكيف مع نظام غذائي قليل الملح �صعب ًا‬ ‫بع�ض ال�شيء في البداية‪ ،‬لكنك �إذا ا�ستطعت �أن تحافظ على تناول‬ ‫كمية قليلة من الملح با�ستمرار‪ ،‬فقد تجد �أنك �أ�صبحت تف�ضل الطعام‬ ‫الذي يحتوي على كمية قليلة من الملح بعد مرور حوالى �شهر تقريباً‪.‬‬ ‫و�إذا قررت �أن تعود مرة ثانية �إلى العادات القديمة في تناول‬ ‫الطعام‪� ،‬ستجد �أن مذاق الطعام قد �أ�صبح مالح ًا جداً‪ ،‬و�أنك قد‬ ‫«تحولت» �إلى الطعام قليل الملح‪.‬‬ ‫وتعتبر تلك العملية هي نف�سها التي تحدث مع الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يقلعون عن �إ�ضافة كميات كبيرة من ال�سكر �إلى ال�شاي �أو القهوة‪،‬‬ ‫حيث �إنه بمجرد �أن يعتاد ه�ؤالء الأ�شخا�ص على تناول ال�شاي �أو‬ ‫القهوة من دون ال�سكر �أو بكمية قليلة من ال�سكر‪ ،‬ف�إنهم غالب ًا ما‬ ‫يجدون �أن �إ�ضافة ولو كمية �ضئيلة من ال�سكر تجعل طعم ال�شاي �أو‬ ‫القهوة مثير ًا لال�شمئزاز‪ ،‬لدرجة �أنهم يف�ضلون �شرب الماء بد ًال من‬ ‫ذلك‪ .‬ومن الممكن �أن يحدث ال�شيء نف�سه عند التغيير من نظام‬ ‫غذائي كثير الملح �إلى نظام غذائي قليل الملح‪.‬‬

‫الملح و�صناعة المواد الغذائية‬

‫مع الأ�سف‪ ،‬ف�إن �صناعة المواد الغذائية قد ا�ستجابت للم�شكلة التي‬ ‫ي�سببها الملح ل�ضغط الدم ب�شكل محدود‪ .‬وكان الملح �سابق ًا ي�ستخدم‬ ‫كمادة حافظة مفيدة‪ ،‬لكن التكنولوجيا الحديثة للغذاء والتبريد جعلت‬

‫‪78‬‬


‫العالج من دون عقاقير‬

‫من الممكن تخفي�ض محتوى الملح في الأغذية المُ�صنَّعة‪ .‬ول�سوء الحظ‪،‬‬ ‫فقد �أ�صبح الكثير من النا�س الآن «مدمنين» على الأطعمة المالحة‪.‬‬ ‫وقد جرى الترويج لدعاية غير م�ستندة �إلى �أدلة من جانب بع�ض‬ ‫ممثلي �صناعة المواد الغذائية‪ ،‬حيث قالوا �إنه ال توجد عالقة بين‬ ‫الملح و�ضغط الدم‪ ،‬و�إن جميع الخبراء الذين قاموا بالبحث في هذا‬ ‫المجال هم على خط�أ‪.‬‬ ‫ال يطالب الخبراء ب�ضرورة التقليل الحاد من تناول الملح‪ ،‬ولكنهم‬ ‫يطالبون بتقليل المحتوى الملحي �إلى نف�س الم�ستوى الموجود يوجد‬ ‫في وجبات عدد كبير من الأ�شخا�ص الذين يف�ضلون نوعية الغذاء‬ ‫الجيد من دون �أي �إ�ضافات �أو مواد حافظة‪.‬‬ ‫وتوجد بع�ض الأدلة التي تربط بين �ضغط الدم المنخف�ض عند‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يتقلدون المنا�صب العليا في الوظائف التنفيذية‬ ‫والإدارية‪ ،‬واال�ستهالك القليل من الملح‪ ،‬وكذلك �إلى حقيقة �أن عدد ًا‬ ‫كبير ًا منهم ال يعاني من زيادة في الوزن‪.‬‬

‫بدائل الملح‬

‫توجد عدة بدائل للملح متوفرة حالي ًا في ال�صيدليات‪ ،‬وتحتوي‬ ‫تلك البدائل على القليل من كلوريد ال�صوديوم والكثير من كلوريد‬ ‫البوتا�سيوم‪ .‬وعلى الرغم من �أنه من الناحية المثالية ال ينبغي لأحد‬ ‫�أن يقوم ب�إ�ضافة بلورات من �أي مادة كيميائية �إلى الغذاء‪� ،‬إال �أنه من‬ ‫الممكن �أن تَ�ستخدم بدائل الملح �إذا كنت حق ًا ال ت�ستطيع �أن تتحمل‬ ‫الغذاء ذو المحتوى المنخف�ض من الملح‪ ،‬ولكن ب�شرط �أن تكون‬ ‫مت�أكد ًا من �أن وظائف الكلى لديك تعمل ب�صورة طبيعية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ال تن�س �أن ملح البحر والملح ال�صخري‬ ‫و«الملح الطبيعي»‪ ،‬كل هذه الأمالح تحتوي على نف�س تركيب‬ ‫ملح الطعام (كلوريد ال�صوديوم) وبالتالي ال تعتبر بدائل للملح‪.‬‬ ‫وينبغي عليك �أن ت�ستخدم بدائل الملح بعناية �إذا كنت تتناول �أحد‬ ‫العقاقير «الحافظة للبوتا�سيوم» مثل حبوب �سپيرونوالكتون «مد ّر‬ ‫حافظ للبوتا�سيوم» والأميلوريد (مد ّر للبول) �أو الأنزيم المحول‬ ‫للأنجيوتن�سين (‪� )ACE‬أو حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين‬

‫‪79‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫(‪ ،)ARB‬كما ينبغي �أن ت�ستخدم البدائل بعناية �إذا كانت الكلى ال‬ ‫تعمل ب�شكل جيد‪ ،‬حيث �إنه قد يكون لديك م�ستويات مرتفعة من‬ ‫البوتا�سيوم‪ .‬و�إذا كنت في �شك‪ ،‬فعليك �أن تطلب م�شورة الطبيب‪.‬‬

‫التحكم في الوزن‬

‫كما �أ�شرنا من قبل‪ ،‬ف�إن كل كيلوجرام (رطلين) يتم �إنقا�صه من‬ ‫الوزن‪ ،‬ي�ؤدي �إلى انخفا�ض �ضغط الدم بن�سبة حوالى ملّيمتر واحد من‬ ‫الزئبق‪ .‬ولذلك‪� ،‬إذا كان �ضغط الدم مرتفع ًا بن�سبة قليلة‪ ،‬وليكن مث ًال‬ ‫‪ 95/165‬ملم زئبق‪ ،‬ف�إنه قد ينخف�ض �إلى و�ضعه الطبيعي �إذا نجحت‬ ‫في �أن تفقد كيلوجرام ًا واحد ًا فقط من الوزن‪ .‬وتوجد مجموعة من‬ ‫الأدلة الموثوق بها الم�ستخل�صة من التجارب الإكلينيكية التي تثبت‬ ‫�أن فقدان الوزن ي�ؤدي �إلى خف�ض �ضغط الدم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إنه لي�س‬ ‫من ال�سهل القيام ب�إنقا�ص الوزن‪� ،‬إال �إذا توافرت لديك الن�صيحة‬ ‫المنا�سبة والدافع القوي‪ ،‬كما ينبغي �أن ت�أخذ في االعتبار �أي�ض ًا‬ ‫�ضرورة خف�ض كمية الملح في النظام الغذائي‪.‬‬ ‫وت�شير الأبحاث �إلى �أنه �إذا كان ال�شخ�ص يعاني من زيادة في الوزن‪،‬‬ ‫فمن المرجح �أن ينق�ص وزنه ب�شكل �أكبر �إذا تمت �إحالته �إلى اخت�صا�صي‬ ‫تغذية �أو خبير تغذية‪ ،‬مما لو قال له الطبيب بب�ساطة �أن يقوم ب�إنقا�ص‬ ‫وزنه‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يوجد احتمال كبير للو�صول �إلى الوزن المطلوب‬ ‫�إذا قام ال�شخ�ص بزيادة كمية التمارين الريا�ضية التي يمار�سها وخف�ض‬ ‫كمية الم�شروبات الممنوعة التي يتناولها‪� ،‬إذا اقت�ضى الأمر‪.‬‬ ‫وتتفق كل ال�سلطات الطبية تقريب ًا في جميع التخ�ص�صات على‬ ‫�أننا ينبغي �أن نتبع «النظام الغذائي االحترا�سي» الذي يحتوي على‪:‬‬ ‫ •كميات قليلة من الملح‪.‬‬ ‫ •كميات قليلة من الدهون الحيوانية‪.‬‬ ‫ •المزيد من الأ�سماك‪.‬‬ ‫ •المزيد من الفاكهة والخ�ضروات‪.‬‬ ‫وي�ؤدي هذا النظام الغذائي �إلى الحماية من �أمرا�ض عديدة‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك مر�ض ال�سرطان‪.‬‬ ‫‪80‬‬


‫العالج من دون عقاقير‬

‫االعتدال في تناول الم�شروبات الممنوعة‬

‫توجد �أدلة قوية على �أن تناول كميات معتدلة من الم�شروبات‬ ‫الممنوعة ي�ؤدي �إلى خف�ض �ضغط الدم وربما ال يحتاج ال�شخ�ص‬ ‫�إلى التخلي عنه تماماً‪ .‬لقد �أو�صى كل من الكليات الملكية للأطباء‪،‬‬ ‫والأطباء النف�سانيين والأطباء عموم ًا في المملكة المتحدة �أن يكون‬ ‫الحد الأق�صى لتناول الم�شروبات الممنوعة هو ‪ 21‬وحدة منها في‬ ‫الأ�سبوع للرجل و ‪ 14‬وحدة في الأ�سبوع للمر�أة‪ .‬ويجب �أن تتجنب‬ ‫الإ�سراف في �شرب الم�شروبات الممنوعة لأنها يمكن �أن ت�سبب‬ ‫ال�سكتات الدماغية‪ .‬ويوجد بع�ض الأدلة التي تم التو�صل �إليها م�ؤخر ًا‬ ‫والتي ت�ؤكد �أن كبار ال�سن هم �أكثر المر�ضى عُ ر�ض ًة لل�ضرر الناجم‬ ‫ُن�صح كبار ال�سن‬ ‫عن الم�شروبات الممنوعة‪ .‬ولذلك فمن المرجح �أن ي َ‬ ‫بتناول عدد وحدات �أقل من الوحدات الـ‪ 14‬والـ ‪ 21‬المذكورة �أعاله‪.‬‬ ‫من الممكن �أن ي�ؤدي تناول م�شروب �أو اثنين من الم�شروبات‬ ‫الممنوعة يومي ًا �إلى تقليل خطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫قد ي�ؤدي تناول �أكثر من �أربعة م�شروبات ممنوعة يومي ًا �إلى زيادة‬ ‫خطر ارتفاع �ضغط الدم وال�سكتة القلبية والدماغية‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫وجود �آثار �ضارة على الكبد والجهاز الع�صبي ونمط الحياة‪.‬‬

‫ممار�سة التمارين الريا�ضية‬

‫لقد �أثبتت الأبحاث وجود ارتباط وا�ضح بين ممار�سة المزيد‬ ‫من التمارين الريا�ضية وانخفا�ض �ضغط الدم‪ ،‬إ� ّال �أن الآليات لي�ست‬ ‫م�ؤكدة تماماً‪ ،‬وربما ترتبط ب�شكل جزئي بالتغييرات الغذائية التي‬ ‫يقوم بها الأ�شخا�ص في كثير من الأحيان في الوقت نف�سه الذي يبد�أون‬ ‫فيه ممار�سة الريا�ضة ب�شكل منتظم‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إذا كنت تعاني من‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬فينبغي عليك �أن ت�ستخدم المنطق ال�سليم عند‬ ‫اتخاذ قرار بو�ضع برنامج لممار�سة التمارين الريا�ضية‪ .‬على �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬لي�س من الحكمة بالن�سبة للرجل متو�سط العمر الذي يعاني من‬ ‫زيادة الوزن مع ارتفاع �ضغط الدم ال�شديد والذي لم ي�سبق له القيام‬ ‫بممار�سة التمارين الريا�ضية‪� ،‬أن يقوم بممار�سة التمارين الريا�ضية‬ ‫‪81‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫بال�شكل الذي يجعله ي�شعر بالإرهاق‪ .‬ومن الأف�ضل بكثير �أن يختار‬ ‫برنامج ًا منا�سب ًا يتم من خالله زيادة التمارين الريا�ضية تدريج ّياً‪.‬‬ ‫من الممكن �أن تبد أ� با�ستخدام ال�ساللم بد ًال من الم�صعد �أو‬ ‫ال�سلم المتحرك عندما يكون عليك �أن ت�صعد طابقين �أو ثالثة طوابق‪.‬‬ ‫حاول �أن تم�شي �إلى موقف لل�سيارات �أو محطة للحافالت �أكثر بُعد ًا‬ ‫عند الذهاب من و�إلى العمل �أو المحالت‪ .‬ويعتبر �أي �شكل من �أ�شكال‬ ‫الريا�ضة مفيد ًا ب�شرط �أال ي�سبب لك �أي �إرهاق‪ ،‬لكن عليك �أن تبذل‬ ‫ما يكفي من الجهد من �أجل الح�صول على ارتفاع طفيف في معدل‬ ‫نب�ضات القلب وبالقدر الذي يجعلك ت�شعر بالتعرق قليالً‪.‬‬

‫المكمالت الغذائية المحتوية على البوتا�سيوم‬

‫على الرغم من وجود بع�ض الأدلة على �أن زيادة كمية البوتا�سيوم‬ ‫في النظام الغذائي ت�ؤدي �إلى خف�ض �ضغط الدم‪ ،‬ف�إنه يجب �أال تتناول‬ ‫مكمالت البوتا�سيوم في �شكل �أمالح �أو �أقرا�ص البوتا�سيوم‪ .‬وبد ًال من‬ ‫ذلك‪ ،‬يجب �أن تتم زيادة كمية البوتا�سيوم في النظام الغذائي عن‬ ‫طريق تناول الفواكه والخ�ضروات الطازجة بكميات كبيرة وفي الوقت‬ ‫نف�سه يتم خف�ض كمية الملح التي ت�أتي من تناول الأطعمة المُ�صنَّعة‪.‬‬

‫ا�ست�شارة اخت�صا�صي عند التوتر‬

‫كما �أو�ضحنا من قبل‪ ،‬ال توجد �أدلة كافية على �أن التوتر المزمن‬ ‫ي�سبب ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الكثير من الأ�شخا�ص‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم ومن التوتر ب�شكل كبير وذلك للعديد‬ ‫من الأ�سباب‪ :‬نتيجة للم�شاكل ال�شخ�صية‪� ،‬أو القلق في العمل‪� ،‬أو بع�ض‬ ‫حاالت القلق التي ال يمكن العثور على �أي �سبب وا�ضح لها‪.‬‬ ‫�إذا كان ذلك ينطبق عليك‪ ،‬فقد تكون ا�ست�شارة اخت�صا�صي‬ ‫في التوتر‪� ،‬أو العالج النف�سي في الحاالت الق�صوى‪ ،‬من الأمور‬ ‫التي ت�ساعد في الحد من التوتر وانخفا�ض �ضغط الدم في الوقت‬ ‫نف�سه‪ .‬وعلى خالف ذلك‪ ،‬ال يوجد �أي �سبب يدعو لالعتقاد ب�أن‬ ‫معظم الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم لن يح�صلوا‬ ‫على �أي فائدة من ا�ست�شارة اخت�صا�صي في الإجهاد‪� ،‬أو من تقنيات‬ ‫‪82‬‬


‫العالج من دون عقاقير‬

‫اال�سترخاء‪� ،‬أو اليوجا‪� ،‬أو التغذية الحيوية الرجعية �أو التقنيات‬ ‫الأخرى التي تهدف �إلى الحد من الإجهاد والتوتر‪.‬‬ ‫�ستكون النتيجة على الأرجح هي �أن المري�ض ي�صبح �أكثر قدرة‬ ‫على اال�سترخاء عند ر�ؤية الطبيب‪ ،‬بعد ا�ست�شارة اخت�صا�صي في‬ ‫الإجهاد‪ ،‬لكن هذا النوع من عالج الإجهاد والتوتر ال يبدو �أنه ي�ؤثر‬ ‫على قراءات �ضغط الدم المنزلية على مدار الأربع والع�شرين �ساعة‬ ‫التالية‪ ،‬والتي يتم الح�صول عليها عن طريق �أجهزة قيا�س �ضغط‬ ‫الدم الإلكترونية‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا المجال �أحد المجاالت المثيرة للجدل‪ ،‬لكن‬ ‫وجهة النظر الحالية تن�ص على �أن الأثر الذي ينتج عن ا�ست�شارة‬ ‫اخت�صا�صي في الإجهاد‪ ،‬ودوره في التحكم في ارتفاع �ضغط الدم‪،‬‬ ‫هو �أثر كبير وفعال حتى الآن‪.‬‬

‫العالجات التكميلية‬

‫تم تجربة عدد كبير من المنتجات التكميلية والتي يطلق عليها‬ ‫ا�سم «المنتجات الطبيعية» من �أجل التعامل مع الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫�أظهرت درا�ستان كبيرتان موثوق بهما �أن الفيتامينات الم�ضادة‬ ‫للأك�سدة لي�س لها �أي ت�أثير على �ضغط الدم �أو مخاطر القلب والأوعية‬ ‫ُن�صح ب�شدة عدم ا�ستخدامها‪.‬‬ ‫الدموية‪ ،‬لذلك ي َ‬ ‫في الآونة الأخيرة‪ ،‬تبين �أن منتجات الزبادي التي تحتوي على‬ ‫اللبن الرائب قد يكون لها ت�أثير قليل على �ضغط الدم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لكي‬ ‫تكون تلك المنتجات فعالة على المدى البعيد‪ ،‬قد يحتاج المري�ض‬ ‫�إلى تناول عبوتين من الزبادي كل يوم لمدة تتراوح من ‪� 20‬إلى ‪30‬‬ ‫يو�صى �أي�ض ًا با�ستخدام هذا النظام‪.‬‬ ‫عاماً‪ ،‬ولذلك ال َ‬ ‫ت�شير بع�ض الأدلة �إلى �أن الثوم قد يكون له ت�أثير طفيف على‬ ‫�ضغط الدم‪� .‬إن معظم الثوم الذي ن�ستهلكه موجود في الأطعمة التي‬ ‫يتم ت�صنيفها على �أنها �أطعمة عالية الم�ستوى‪ ،‬وقد تكون المحتويات‬ ‫الأخرى التي توجد في تلك الأطعمة هي التي تعطي الفائدة ولي�س الثوم‬ ‫وحده‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمن المعروف طب ّي ًا �أن الثوم لي�ست له �أي �أ�ضرار‪.‬‬ ‫‪83‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬

‫‪84‬‬

‫ ‬

‫ يمكن �أن ي�ؤدي �إجراء بع�ض التغييرات الب�سيطة ن�سبي ًا على‬ ‫النظام الغذائي و�أ�سلوب الحياة �إلى خف�ض �ضغط الدم وعدم‬ ‫الحاجة �إلى العالج من خالل العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ ت�شير بع�ض الأدلة القوية �إلى �أن تقليل كمية الملح في النظام‬ ‫الغذائي ي�ؤدي �إلى خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ �إذا كنت تعاني من زيادة في الوزن‪ ،‬ف�إن �إنقا�صه ي�ساعد على‬ ‫خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ �أثبتت الأبحاث وجود ارتباط وثيق بين ممار�سة التمارين‬ ‫الريا�ضية بانتظام وانخفا�ض �ضغط الدم‪.‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬ ‫تطور العالج عن طريق العقاقير‬

‫حتى الخم�سينيات من القرن الحالي‪ ،‬لم يكن يوجد �أي �شيء‬ ‫تقريب ًا يمكن �أن يفعله الأطباء من �أجل خف�ض �ضغط الدم‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تَعرَّ�ض المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم الحاد �إلى‬ ‫الإ�صابة بالأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية والف�شل الكلوي‪،‬‬ ‫فوقف الأطباء مكتوفي الأيدي حيال تلك الأمرا�ض‪ .‬وخالل �أواخر‬ ‫الخم�سينيات و�أوائل ال�ستينيات‪� ،‬أ�صبحت العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط‬ ‫الدم متوفرة‪ ،‬و�ساعدت تلك العقاقير على خف�ض �ضغط الدم و�إنقاذ‬ ‫الأرواح‪ .‬لكن العديد من هذه العقاقير البدائية كان ي�ؤدي �إلى �آثار‬ ‫جانبية خطيرة‪ ،‬لذلك لم تعُد تُ�ستخدَ م حالياً‪ ،‬ولم يكن يتم ال�سماح‬ ‫با�ستخدام تلك العقاقير �إال مع المر�ضى الذين يعانون من حالة �سيئة‬ ‫للغاية‪ .‬خالل ال�سبعينيات‪ ،‬ظهر بع�ض العقاقير التي تتميز ب�أن الآثار‬ ‫الجانبية التي تنتج عنها قليلة وغير خطيرة‪ ،‬وبالتالي كان من الممكن‬ ‫�إعطاء تلك العقاقير للأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع متو�سط‬ ‫في �ضغط الدم والذين كانوا �أقل عُ ر�ضة لمخاطر الإ�صابة ب�أمرا�ض‬ ‫القلب والأوعية الدموية‪.‬‬ ‫تم تنفيذ عدد كبير من التجارب التي �أجريت ب�شكل جيد والتي‬ ‫تمت من خاللها المقارنة بين العالج بالعقاقير والعالج بالأقرا�ص‬ ‫الوهمية‪ .‬ولم يتم ا�ستكمال كل هذه التجارب بعد �أن تبين �أن الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يتناولون العالج عن طريق العقاقير تقل لديهم احتماالت‬ ‫الإ�صابة بالأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية‪ ،‬عن �أولئك الذين‬ ‫يتلقون العالج الوهمي‪ .‬وبعد جمع نتائج كل هذه التجارب‪� ،‬أ�صبح‬ ‫من المعروف حالي ًا �أن العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط‬ ‫الدم لجميع م�ستويات فرط �ضغط الدم‪ ،‬ي�ؤدي �إلى تخفي�ض معدالت‬ ‫الإ�صابة بال�سكتات الدماغية بن�سبة تتراوح من ‪ ،%40-35‬وتخفي�ض‬

‫‪85‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫معدالت الإ�صابة بمر�ض القلب التاجي بن�سبة تتراوح ‪.%25-20‬‬ ‫ومن الممكن �أن يتعر�ض الأ�شخا�ص الذين يعانون من فرط �ضغط‬ ‫الدم للإ�صابة بالأزمات القلبية نتيجة لعوامل �أخرى‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫تدخين ال�سجائر �أو وجود م�ستويات عالية من الكول�ستيرول في الدم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يمكن القول حالي ًا �أنه من الممكن �أن يتجنب ال�شخ�ص‬ ‫م�ضاعفات فرط �ضغط الدم �إذا �أمكن التحكم في م�ستوى �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ويعتبر التطور الذي حدث في العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم ‪-‬‬ ‫والتي ال ينتج عنها �إال �آثار جانبية قليلة بالإ�ضافة �إلى فوائدها الهائلة‬ ‫في مجال الوقاية من الأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية ‪ -‬واحد ًا‬ ‫من �أكبر التطورات التي حدثت في الرعاية الطبية منذ الحرب‬ ‫العالمية الثانية‪ .‬ويعتبر هذا التطور على �أقل تقدير م�ساوي ًا للثورة‬ ‫التي تحققت في تطوير الم�ضادات الحيوية الفعالة‪.‬‬ ‫لقد �أظهرت العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم قدر ًا كبير ًا من‬ ‫الفعالية في تقليل �أو منع الف�شل الكلوي عند مر�ضى ال�سكري �سواء كانوا‬ ‫م�صابين �أو غير م�صابين بارتفاع �ضغط الدم‪ .‬وفي الآونة الأخيرة‪ ،‬ثبت‬ ‫�أن بع�ض العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم تمنع حدوث التلف في �شبكية‬ ‫العين عند الأ�شخا�ص الذين يعانون من مر�ض ال�سكري‪.‬‬ ‫عالو ًة على ذلك‪ ،‬من الممكن �أن ي�ؤدي عالج فرط �ضغط الدم‬ ‫عن طريق ا�ستخدام بع�ض العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪� ،‬إلى تقليل‬ ‫احتمال حدوث الأزمات القلبية في الم�ستقبل عند الأ�شخا�ص الذين‬ ‫تعر�ضوا للإ�صابة بالأزمة القلبية من قبل‪ ،‬كما تفيد تلك العقاقير في‬ ‫تقليل احتماالت الإ�صابة بق�صور في القلب‪.‬‬

‫عالج كبار ال�سن‬

‫يجب على كل من يزيد �ضغط الدم عنده ب�شكل م�ستمر عن ‪100/160‬‬

‫‪86‬‬

‫ملم زئبق‪� ،‬أن يتناول العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط‪ ،‬أ� ّي ًا كان عمره‪.‬‬ ‫ويعتبر العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم فعا ًال‬ ‫خا�ص مع الأ�شخا�ص الذين تتراوح �أعمارهم من ‪� 60‬إلى ‪80‬‬ ‫ب�شكل ّ‬ ‫عاماً‪ ،‬والذين يواجهون خطر ًا بالغ ًا من الإ�صابة بال�سكتة الدماغية‪/‬‬ ‫القلبية �إذا لم يتم عالجهم عن طريق العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫الدم‪ .‬وغالب ًا ما يقلق كبار ال�سن من �أنهم قد يعانون من ال�سكتة‬ ‫الدماغية‪/‬القلبية‪ ،‬ولكن من الممكن �أن نطمئنهم ب�أن العالج عن‬ ‫طريق العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط يمكنه �أن يمنع حدوث ال�سكتة‬ ‫الدماغية‪/‬القلبية �إلى ح ّد كبير‪ ،‬وبالتالي يعتبر ذلك �سبب ًا قو ّي ًا‬ ‫للحفاظ على �أخذ الأقرا�ص على النحو الذي و�صفه الطبيب‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2008‬نُ�شرَت درا�سة عن عالج المر�ضى الذين تزيد‬ ‫�أعمارهم عن ‪� 80‬سنة من خالل العقاقير (راجع �صفحة ‪ )140‬وكان‬ ‫يطلق على تلك الدرا�سة «درا�سة فرط �ضغط الدم عند الطاعنين في‬ ‫ال�سن ‪ .»HYVET‬وبالمقارنة مع العالج الوهمي (الأقرا�ص الوهمية)‪،‬‬ ‫ظهر �أن العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط قد �أدى �إلى‬ ‫انخفا�ض معدالت الإ�صابة بال�سكتات الدماغية‪/‬القلبية بن�سبة‬ ‫‪ ،%30‬وانخفا�ض معدالت الإ�صابة بق�صور في القلب بن�سبة ‪،%64‬‬ ‫وانخفا�ض معدالت الوفيات الناجمة عن جميع الأ�سباب الأخرى‬ ‫بن�سبة ‪ .%21‬ومن غير المحتمل �أن تكون هناك �أي درا�سات بعيدة‬ ‫المدى من �أجل المقارنة بين النتائج في حالة ا�ستخدام العالج‬ ‫وفي حالة عدم ا�ستخدامه‪ ،‬حيث �إنه لم يعد لها �أي مبرر‪ .‬ولكن من‬ ‫الممكن �أن يتم ت�صميم الجيل القادم من التجارب من �أجل المقارنة‬ ‫بين �أنواع مختلفة من العالج الن�شط‪.‬‬

‫التحكم في �ضغط الدم‬

‫تعتبر جميع العقاقير التي تهدف �إلى خف�ض �ضغط الدم على‬ ‫القدر نف�سه من الفعالية تقريباً‪ ،‬حيث ت�ؤدي �إلى انخفا�ض �ضغط‬ ‫الدم االنقبا�ضي بمقدار ‪ 10‬ملم زئبقي‪ ،‬كما ت�ؤدي �إلى انخفا�ض‬ ‫�ضغط الدم االنب�ساطي بمقدار ‪ 5‬ملم زئبقي‪ .‬ي�ستجيب مختلف‬ ‫الأ�شخا�ص لتلك العقاقير بطرق مختلفة‪ :‬فعلى �سبيل المثال‪،‬‬ ‫ي�ستجيب كبار ال�سن ب�شكل �أف�ضل لبع�ض الأدوية �أكثر من غيرها‪،‬‬ ‫كذلك الحال بالن�سبة للأ�شخا�ص الذين ي�سكنون منطقة الكاريبي‬ ‫ذوي الأ�صول الأفريقية‪ .‬والجدير بالذكر �أنه من الممكن �أن يتحقق‬ ‫االنخفا�ض نف�سه في م�ستويات �ضغط الدم الذي يحققه �أي عقار من‬ ‫العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪� ،‬إذا كان هناك التزام �صارم من‬

‫‪87‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫قِبل المري�ض بن�صائح الطبيب ب�ش�أن الحد من تناول الملح‪ ،‬وفقدان‬ ‫الوزن واالكتفاء بتناول كميات معتدلة من الم�شروبات الممنوعة‪.‬‬ ‫�إذا كنت ت�ستخدم العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط‪،‬‬ ‫فيجب �أن تتذكر �أي�ض ًا �أن ت�أثير بع�ض العقاقير يكون �أكبر �إذا قمت‬ ‫بتقليل ا�ستهالك الملح في الوقت نف�سه الذي تتناول فيه تلك العقاقير‪،‬‬ ‫لذا ف�إن الأمر ي�ستحق بذل الجهد الالزم لخف�ض كمية الملح‪.‬‬

‫ا�ستخدام عالجات متعددة (العالجات التوليفية)‬

‫عاد ًة يكون تناول قُر�ص واحد يومي ًا كافي ًا لل�سيطرة على �ضغط‬ ‫الدم عند حوالى ربع الأ�شخا�ص الذين يخ�ضعون للعالج عن طريق‬ ‫العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط‪ .‬ولكن يحتاج معظم الأ�شخا�ص الباقين‬ ‫�إلى العالج المزدوج من خالل ا�ستخدام اثنين من العقاقير‬ ‫المختلفة‪ ،‬ويحتاج حوالى ‪ %25‬من الأ�شخا�ص �إلى العالج الثالثي‬ ‫(ثالثة عقاقير مختلفة) من �أجل ال�سيطرة على �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ولح�سن الحظ‪ ،‬لو كنت بحاجة �إلى العالج الثالثي‪ ،‬فهذا يعني‬ ‫عاد ًة �أن تتناول ثالثة �أقرا�ص فقط يومياً‪ .‬ومن الممكن �أن تتناول‬ ‫كل الأقرا�ص مع ًا في جرعة واحدة‪� ،‬إما في ال�صباح �أو في الم�ساء‪.‬‬ ‫وقد قَل ا�ستخدام الأنواع الأخرى القديمة من العقاقير‪ ،‬التي يجب‬ ‫�أن يتم تناولها مرتين �أو ثالث مرات يومياً‪ ،‬باعتبارها �أنواع ًا عفا‬ ‫عليها الزمن‪ .‬ويعتبر ذلك �أمر ًا جيداً‪ ،‬لأنه كلما زاد عدد المرات التي‬ ‫يجب �أن تتناول فيها الأقرا�ص يومياً‪ ،‬زاد احتمال ن�سيان تناول �إحدى‬ ‫الجرعات في بع�ض الأحيان‪.‬‬

‫�ضغط الدم الذي ي�صعب التحكم فيه‬

‫�إذا كنت واحد ًا من الأ�شخا�ص القالئل الذين يكون من ال�صعب‬ ‫جد ًا التحكم في �ضغط الدم لديهم‪ ،‬فمن الممكن �أن تتم �إحالتك‬ ‫�إلى �أخ�صائي‪ ،‬وهناك عدد قليل من الأ�شخا�ص الذين يكاد يكون‬ ‫من الم�ستحيل ال�سيطرة على �ضغط الدم عندهم‪ .‬ربما يكون ال�سبب‬ ‫على الأرجح هو �أنهم لم يبد�أوا العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة‬

‫‪88‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫ل�ضغط الدم حتى مرحلة مت�أخرة من تطور المر�ض‪ ،‬وبالتالي تفاقمت‬ ‫التغييرات الهيكلية في ال�شرايين ال�صغيرة �إلى ح ّد لم تعد العقاقير‬ ‫ت�ؤثر عليها ب�شكل جيد‪.‬‬ ‫لقد بات من الوا�ضح ب�شكل متزايد وجود ت�أثير كبير للمعطف‬ ‫الأبي�ض (فرط �ضغط الدم الم�صاحب لر�ؤية الطبيب) على الكثير‬ ‫من الأ�شخا�ص الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم الذي ال يمكن‬ ‫ال�سيطرة عليه‪ ،‬وقد يك�شف جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل ‪ABPM‬‬ ‫�أن ال�ضغط يكون غير من�ضبط عندما يقا�س فقط في عيادة الطبيب‪.‬‬ ‫وبعد �أن يترك المري�ض عيادة الطبيب‪ ،‬قد يك�شف جهاز قيا�س �ضغط‬ ‫الدم المتنقل ‪� ABPM‬أن �ضغط الدم في الواقع من�ضبط ب�شكل جيد‪.‬‬ ‫ويعتبر ذلك �أحد الأ�سباب التي تجعل الإر�شادات الطبية ت�ؤكد ب�شكل‬ ‫متزايد على �أهمية قيا�س �ضغط الدم في المنزل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال بد من الت�أكيد على �أن معظم الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬م�صابون بارتفاع طفيف فقط في‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬والذي يمكن ال�سيطرة عليه ب�سهولة‪ .‬و�إذا كنت من فئة‬ ‫ه�ؤالء‪ ،‬فمن الممكن �أن تح�صل على الرعاية الجيدة من قِبل الطبيب‬ ‫والممر�ضة‪.‬‬

‫العالج طويل الأمد‬

‫يوجد عند الكثير من الأ�شخا�ص اعتقاد خاطئ �أنهم �سيحتاجون‬ ‫�إلى تناول العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم لفترة ق�صيرة فقط‪ ،‬تمام ًا‬ ‫مثل تناول جرعة من الم�ضادات الحيوية لفترة ق�صيرة‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫يمكنهم �أن يتخل�صوا من الأمر كله‪ .‬يعتبر ذلك �سوء فهم خطير‬ ‫للغاية‪ ،‬حيث �إن ال�شخ�ص �إذا ما توقف عن تناول الأقرا�ص‪ ،‬ف�سيكون‬ ‫�أكثر عُ ر�ضة لخطر الإ�صابة بالأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪.‬‬ ‫ينبغي �أن يتم تناول العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم في ما تبقى‬ ‫من حياة المري�ض‪ ،‬مع وجود ا�ستثناءات قليلة جداً‪ .‬وكلما تقدم‬ ‫المري�ض في العمر‪ ،‬كلما ارتفع خطر الإ�صابة بال�سكتة الدماغية‪،‬‬ ‫وبالتالي تزداد اال�ستفادة من العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم ب�شكل‬ ‫‪89‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫كبير‪ .‬و�إذا توقف المري�ض عن تناول العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط وظل‬ ‫�ضغط الدم منخف�ضاً‪ ،‬ف�إن ذلك يبعث على الت�سا�ؤل عما �إذا كان‬ ‫المري�ض قد �أ�صيب فع ًال بفرط �ضغط الدم في �أي وقت م�ضى‪� ،‬أو عما‬ ‫�إذا كان العالج قد بد�أ على �أ�سا�س قراءة واحدة ل�ضغط الدم المرتفع‬ ‫تم قيا�سها عندما كان المري�ض تحت الإجهاد �أو التوتر‪ ،‬وذلك ب�سبب‬ ‫قيا�س �ضغط الدم في بيئة غير م�ألوفة‪ .‬في واقع الأمر‪ ،‬ف�إن احتمال‬ ‫�أن يكون �أي �شخ�ص يعاني من فرط �ضغط الدم الحقيقي قادر ًا على‬ ‫التوقف عن تناول الأقرا�ص الخاف�ضة لل�ضغط‪ ،‬هو احتمال �ضعيف‪.‬‬

‫تغيير نمط الحياة‬

‫‪90‬‬

‫مع ذلك‪� ،‬إذا كنت تعاني من ارتفاع طفيف في �ضغط الدم ب�شكل‬ ‫�أ�سا�سي‪ ،‬و�إذا لم تكن في حاجة �إلى �أكثر من قُر�ص واحد يومي ًا من �أجل‬ ‫�ضبط �ضغط الدم‪ ،‬ف�إنه من الممكن �أن تتوقف عن العالج بالعقاقير‬ ‫الخاف�ضة لل�ضغط �إذا قمت ببع�ض الأمور و�أهمها تغيير النظام الغذائي‬ ‫بحيث يكون قليل الملح وقليل الد�سم‪ ،‬تناول الخ�ضروات �أو الفاكهة بما‬ ‫ال يقل عن خم�س مرات في اليوم الواحد‪� ،‬إنقا�ص الوزن‪ ،‬التقليل من‬ ‫تناول الم�شروبات الممنوعة‪ ،‬وممار�سة المزيد من التمارين الريا�ضية‪.‬‬ ‫حتى مع ذلك‪ ،‬ف�إن ما يَقرُب من ن�صف الأ�شخا�ص الذين يتمكنون‬ ‫من القيام بذلك �سيحتاجون �إلى �إعادة بدء العالج بالعقاقير في‬ ‫مرحلة معينة‪ .‬و�إذا وافق الطبيب على �أن يتوقف المري�ض عن العالج‬ ‫بالعقاقير‪ ،‬ف�إنه �سيطلب من المري�ض �أن يراه بانتظام من �أجل‬ ‫الفح�ص والمتابعة‪ ،‬و�ستكون الزيارات في البداية �شهري ًة ثم ت�صبح‬ ‫بعد ذلك كل ثالثة �أ�شهر‪ .‬من المحتمل جد ًا �أن يرتفع �ضغط الدم‬ ‫في نهاية الأمر مرة �أخرى‪ ،‬و�سيحتاج المري�ض �إلى العودة لتناول‬ ‫الأقرا�ص الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫من المرجَّ ح للغاية �أن الأ�شخا�ص الذين يحتاجون �إلى العالج‬ ‫المزدوج (تناول عقارين مختلفين في الوقت نف�سه) للتحكم في‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬لن يكونوا قادرين على التوقف عن العالج بالعقاقير‬ ‫نهائ ّياً‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يوجد بع�ض الأدلة على �أن الأ�شخا�ص الذين كان‬ ‫من ال�صعب التحكم في �ضغط الدم لديهم في البداية‪ ،‬والذين‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫يحتاجون �إلى ا�ستخدام العالج الثالثي �أو الرباعي‪ ،‬قد ي�صبح الت�أثير‬ ‫في �ضغط الدم لديهم �أ�سهل بكثير مع مرور ال�سنين‪ ،‬وبالتالي فمن‬ ‫الممكن تخفي�ض عدد الأدوية �أو العقاقير التي يتناولونها‪.‬‬

‫التوقف عن العالج‬

‫مثل الكثير من النا�س الذين يتناولون العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط‬ ‫الدم‪ ،‬قد تميل �إلى التوقف عن تناول تلك العقاقير �أو التوقف بالفعل‬ ‫عن تناولها من دون العودة �إلى الطبيب‪ .‬من ال�سهل جد ًا �أن تقنع‬ ‫نف�سك ب�أنك ال تحتاج فع ًال لتلك العقاقير لأنك على ما يرام ولأنك‬ ‫ال ت�شكو من �أي عار�ض‪ .‬لكنك �إذا قمت بذلك‪ ،‬ف�إنه من المحتمل‬ ‫�أن ينتهي بك الأمر في يوم ما ب�أن تجد نف�سك في ق�سم الحوادث‬ ‫والطوارئ في الم�ست�شفى المحلي‪ ،‬لأنك �ستكون قد �أ�صبت ب�إحدى‬ ‫م�ضاعفات فرط �ضغط الدم‪ ،‬مثل الأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪.‬‬ ‫وبد ًال من ذلك‪ ،‬قد تعود في النهاية �إلى الطبيب و�أنت مُ�صاب‬ ‫بارتفاع �شديد في �ضغط الدم والذي يكون من ال�صعب للغاية التحكم‬ ‫فيه‪ ،‬وبالتالي �ستحتاج بعد ذلك �إلى تناول ثالثة �أو �أربعة �أو حتى‬ ‫خم�سة عقاقير مختلفة‪ .‬من الممكن �أن تتجنب حدوث ذلك �إذا‬ ‫داومت على تناول العالج الذي و�صفه لك الطبيب‪ ،‬والذهاب ب�شكل‬ ‫منتظم �إلى عيادة الطبيب من �أجل الفح�ص والمتابعة‪.‬‬

‫مراقبة الحالة ال�صحية والعالج‬

‫بعد �أن يتم تقييم فرط �ضغط الدم لديك من قِبل الطبيب‪،‬‬ ‫والتحكم في ال�ضغط عن طريق العالج‪ ،‬ربما �ستحتاج �إلى القيام‬ ‫بفح�ص �ضغط الدم �أربع مرات فقط في ال�سنة‪ .‬ومن المهم �أن تعود‬ ‫�إلى تلك الفحو�صات من �أجل الت�أكد من �أن �ضغط الدم من�ضبط‪،‬‬ ‫ومن المحتمل �أن تتم مقابالتك مع �إحدى الممر�ضات التي تم‬ ‫تدريبها تدريب ًا خا�صاً‪ ،‬بد ًال من الطبيب‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫التحكم في فرط �ضغط الدم‬

‫ت�ضمن المراقبة المنتظمة للحالة ال�صحية والمراجعة المنتظمة للعالج‪،‬‬ ‫ب�أن يكون �ضغط الدم تحت ال�سيطرة على �أف�ضل وجه ممكن‪.‬‬

‫ومن حين لآخر‪ ،‬قد تحتاج �إلى �إجراء اختبارات �أخرى �إلى جانب‬ ‫قيا�س �ضغط الدم‪ ،‬مثل اختبارات الدم التي تفح�ص وظائف الكلى‪،‬‬ ‫�أو في بع�ض الأحيان مخطط كهربية القلب ‪ ،ECG‬وينبغي �أي�ض ًا‬ ‫�أن يتم فح�ص م�ستويات الكول�ستيرول في الدم‪ ،‬وذلك لأن ارتفاع‬ ‫ن�سبة الكول�ستيرول في الدم يعتبر من �أهم عوامل الخطر للإ�صابة‬ ‫ب�أمرا�ض القلب تمام ًا مثل ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬وبالتالي ف�إن العالج‬ ‫الخاف�ض للكول�ستيرول ي�ساعد �أي�ض ًا في الحفاظ على حياة المري�ض‪.‬‬

‫العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‬

‫‪92‬‬

‫توجد الآن مجموعة كبيرة من العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫مما يعني �أن الطبيب �أ�صبح قادر ًا على ت�صميم العالج بحيث يتالءم مع‬ ‫االحتياجات الفردية لكل مري�ض‪ .‬ومن المهم بالن�سبة للمري�ض �أن يعرف‬ ‫�أ�سماء العقاقير التي يتناولها‪ ،‬وكيف تعمل تلك العقاقير‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫�أ�سماء الأدوية‬

‫قد ي�صف لك الطبيب �أحد الأدوية للم�ساعدة في التحكم في فرط �ضغط الدم‪.‬‬

‫الآثار الجانبية المحتملة لها‪ .‬وبف�ضل التح�سينات التي �أدخلت على‬ ‫العقاقير‪� ،‬أ�صبح من الممكن جد ًا التقليل من الآثار الجانبية للعقاقير‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم �أو حتى تجنب تلك الآثار تماماً‪.‬‬ ‫ي�صف الق�سم التالي من هذا الكتاب العقاقير المتوافرة حالياً‪.‬‬ ‫وينبغي عليك �أن ت�ضع في اعتبارك �أنه يوجد عاد ًة عدد كبير من‬ ‫العقاقير المختلفة عن كل الفئات المذكورة في هذا الكتاب‪ ،‬مع‬ ‫وجود اختالفات فردية طفيفة بين تلك العقاقير‪.‬‬ ‫من المُربِك بع�ض ال�شيء �أن كل الأدوية لها ا�سمان‪ .‬يُطلق على‬ ‫الأ�سماء البارزة الموجودة على العلبة تعبير الأ�سماء التجارية (على‬ ‫�سبيل المثال‪� :‬إي�ستين ‪ ،Istin‬زي�ستريل ‪ ،Zestril‬كوزار ‪ ،)Cozaar‬لكن‬ ‫هذه الأ�سماء يمكن �أن تختلف �إذا قام عدد من �شركات الأدوية بت�سويق‬ ‫الدواء نف�سه‪ ،‬فيما يطلق على الأ�سماء التي تُكتب بحروف �صغيرة‪،‬‬ ‫تعبير الأ�سماء العلمية �أو الأ�سماء الكيميائية (على �سبيل المثال‪:‬‬ ‫�أملوديبين‪ ،‬لي�سينوبريل‪ ،‬لو�سارتان)‪ ،‬حيث يعطِ ي اال�سم العلمي فكرة‬ ‫عن الفئة التي ينتمي �إليها الدواء‪ ،‬ومن الأف�ضل �أن ن�ستخدم اال�سم‬ ‫العلمي حتى و�إن كان يبدو �أطول قلي ًال في بع�ض الأحيان‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫‪94‬‬

‫تتوفّر حالي ًا ثالث فئات رئي�سية �شائعة اال�ستخدام من الأدوية‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين‪.‬‬ ‫‪ -2‬حا�صرات قنوات الكال�سيوم ‪.CCB‬‬ ‫‪ -3‬الأدوية المدرّة للبول‪.‬‬ ‫توجد فئات �أخرى من الأدوية الخاف�ضة ل�ضغط الدم والتي ما‬ ‫زالت ت�ستخدم في بع�ض الأحيان في ظروف خا�صة‪ .‬و�سيتم و�صف‬ ‫جميع الفئات في هذا الق�سم‪ ،‬ولكن الفئات الثالث المذكورة �أعاله‬ ‫هي الركيزة الأ�سا�سية للعالج عند الغالبية العظمى من المر�ضى‪.‬‬ ‫الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين‬ ‫تمنع هذه الأدوية �إفراز الهرمون الذي يُ�سمى �أنجيوتن�سين (‪.)2‬‬ ‫وي�ؤدي هذا الهرمون �إلى ت�ضييق الأوعية الدموية ال�صغيرة التي‬ ‫تُ�سمى ال�شرايين المجهرية (ال�شرينات) وبالتالي ي�ؤدي �إلى زيادة‬ ‫المقاومة لتدفق الدم‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬يرتفع �ضغط الدم في ال�شرايين‬ ‫الكبيرة وتحدث الإ�صابة بفرط �ضغط الدم‪ .‬تتوفر حالي ًا ثالث فئات‬ ‫من الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬مثبطات الأنزيم المحوّل للأنجيوتن�سين (‪.)ACE‬‬ ‫‪ -2‬حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪.)ARB‬‬ ‫‪ -3‬مثبطات الرينين المبا�شرة (‪.)DRI‬‬ ‫مثبطات الأنزيم المحوّل للأنجيوتن�سين (‪)ACE‬‬ ‫تم ا�ستعمال �أول دواء من فئة مثبطات الأنزيم المحول‬ ‫للأنجيوتن�سين (‪ ،)ACE‬والذي يُ�سمى كابتوبريل‪ ،‬لأول مرة في �أواخر‬ ‫ال�سبعينيات‪ .‬ويعتبر كابتوبريل مُخدِ ر ًا ق�صير المفعول يجب �أن يتم‬ ‫تناوله على الأقل مرتين يومياً‪ ،‬ولذلك ال يُ�ستخدَ م كابتوبريل في‬ ‫الوقت الحا�ضر �إال بن�سبة قليلة للغاية‪ .‬ومن �أ�شهر مثبطات الأنزيم‬ ‫المحول للأنجيوتن�سين (‪ )ACE‬و�أكثرها ا�ستخدام ًا لي�سينوبريل‪،‬‬ ‫بيريندوبريل‪ ،‬راميبريل‪ .‬وقد �أظهر العديد من التجارب طويلة الأمد‬ ‫�أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪ )ACE‬ت�ؤدي �إلى خف�ض‬ ‫�ضغط الدم ومنع الأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫ذلك‪ ،‬ت�ؤدي تلك المثبطات �إلى تقليل �أو ت�أخير تدهور وظائف الكلى‬ ‫(الف�شل الكلوي) والذي يحدث عند مر�ضى ال�سكري والأ�شخا�ص‬ ‫الذين يعانون من �أمرا�ض الكلى الأولية (االلتهاب الكلوي)‪ .‬وت�ساعد‬ ‫تلك المثبطات �أي�ض ًا على ت�أخير �أمرا�ض العين التي ت�صيب مر�ضى‬ ‫ال�سكري‪.‬‬

‫مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪)ACE‬‬ ‫ •�إناالپريل‬ ‫ •فوزينوپريل‬ ‫ •�إيميداپريل‬ ‫ •ليزينوپريل‬ ‫ •بيريندوپريل‬ ‫ •كويناپريل‬ ‫ •راميپريل‬ ‫ •تراندوالپريل‬

‫تَبين �أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪ )ACE‬قد‬ ‫�ساعدت الكثير من الأ�شخا�ص في البقاء على قيد الحياة خ�صو�ص ًا‬ ‫الأ�شخا�ص الذين كانوا يعانون من ق�صور في القلب‪ ،‬والأ�شخا�ص‬ ‫الذين �سبق لهم �أن �أ�صيبوا بالأزمة القلبية‪ .‬وال يوجد ترابط بين‬ ‫هذه الآثار المفيدة على الكلى والعينين والقلب‪ ،‬والآثار الناتجة عن‬ ‫خف�ض �ضغط الدم‪ ،‬وذلك لأن تلك الآثار قد حدثت عند الأ�شخا�ص‬ ‫الذين ال يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫بنا ًء على ما �سبق‪� ،‬أ�صبح من الوا�ضح �أن ظهور مثبطات الأنزيم‬ ‫المحول للأنجيوتن�سين (‪ )ACE‬كان �إنجاز ًا كبير ًا في تاريخ مر�ض‬ ‫فرط �ضغط الدم‪ ،‬ولهذا ال�سبب يتم عالج الكثير من المر�ضى عن‬ ‫طريق مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‪ .‬وكانت الم�شكلة‬ ‫الوحيدة في ا�ستعمال تلك المثبطات هي الآثار الجانبية الناتجة عنها‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫كيفية عمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫(‪ )ACE‬وحا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪)ARB‬‬

‫تقوم مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪ )ACE‬بمنع ت�أثير هرمون‬ ‫�أنجيوتن�سين (‪ ،)2‬حيث ي�ؤدي هرمون �أنجيوتن�سين (‪� )2‬إلى انقبا�ض‬ ‫الأوعية الدموية‪ ،‬بينما تعمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين على‬ ‫تو�سيع الأوعية الدموية‪ ،‬وبالتالي خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬

‫بعد‬

‫الدواء‬

‫قبل‬

‫تو�سع الأوعية الدموية‬ ‫ّ‬

‫تمنع مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫ت�أثير الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫جزء غير ن�شط‬

‫انقبا�ض‬ ‫الأوعية‬ ‫الدموية‬

‫�أنجيوتن�سين (‪)1‬‬ ‫�أحد مثبطات الأنزيم‬ ‫المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫�أنجيوتن�سين(‪)2‬‬

‫تحتل حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪،)ARB‬‬ ‫الم�ستقبالت التي توجد في جدار الخلية حتى ال‬ ‫ي�ستطيع الأنجيوتن�سين (‪� )2‬أن يمار�س ت�أثيره‬ ‫‪96‬‬

‫م�ستقبالت الأنجيوتن�سين على‬ ‫جدران خاليا الأوعية الدموية‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫يوجد اثنان من الآثار الجانبية المهمة لمثبطات الأنزيم المحول‬ ‫للأنجيوتن�سين‪ .‬الأثر الجانبي الأول هو الوذمة الوعائية الحادة �أو‬ ‫المتكررة‪ ،‬لكنها نادر ًا ما تكون من الآثار التي تهدد الحياة‪ .‬الأثر‬ ‫الجانبي الثاني هو ال�سعال الجاف‪ ،‬ويعتبر هذا الأثر مزعج ًا لكنه‬ ‫لي�س خطيراً‪ .‬من ح�سن الحظ �أن الإ�صابة بالوذمة الوعائية نادر ًا ما‬ ‫تحدث (ت�صيب �شخ�ص ًا واحد ًا من كل خم�سة �آالف �شخ�ص) لكنها‬ ‫تظهر ب�صورة �أكبر عند الأ�شخا�ص ذوي الأ�صول الأفريقية‪ .‬ت�ؤدي‬ ‫الوذمة الوعائية �إلى تورم ال�شفتين والل�سان والذي يكون م�صحوب ًا‬ ‫بحدوث انقبا�ض في الحنجرة‪ .‬وفي العادة تكون الوذمة الوعائية‬ ‫متقطعًة بحيث تظهر �أحيان ًا وتختفي �أحيان ًا �أخرى‪� .‬إذا كنت تتناول‬ ‫�أحد مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين والحظت تورم ال�شفتين‬ ‫والل�سان‪ ،‬ف�إنه يجب عليك �أن تتوقف عن تناول هذا الدواء فور ًا و�أن‬ ‫تحدد موعد ًا عاج ًال مع الطبيب من �أجل اال�ست�شارة‪ .‬ويجب �أال يتم‬ ‫تناول �أي دواء من مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين مرة‬ ‫�أخرى‪ ،‬حيث توجد بع�ض البدائل الأخرى المتوفرة (انظر �أدناه)‪.‬‬ ‫ويت�سم ال�سُ عال الجاف الذي ي�صيب حوالى ‪ %20‬من الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يتناولون �أحد مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‪ ،‬ب�أنه‬ ‫لي�س خطير ًا وربما يكون خفيف ًا للغاية‪ .‬في الواقع‪ ،‬ربما ال تدرك �أنك‬ ‫م�صاب بال�سعال الجاف �إال �إذا �س�ألك �أحد الأ�شخا�ص عما �إذا كنت‬ ‫م�صاب ًا بال�سعال‪ .‬وفي بع�ض الأحيان‪ ،‬يكون ال�سعال ب�سيط ًا للغاية‬ ‫لدرجة �أنه ال ي�سبب لك �أي �إزعاج على الإطالق‪ ،‬لكنه من الممكن �أن‬ ‫ي�سبب بع�ض الإزعاج للزوج �أو الزوجة حيث تزيد حدته �أثناء الليل‪.‬‬ ‫على الرغم من الأثرين الجانبيين اللذين تم ذكرهما من قبل‪ ،‬تعتبر‬ ‫مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين �آمنة للغاية بالإ�ضافة �إلى �أنه‬ ‫يمكن تحملها ب�شكل جيد‪ .‬ومن المعتاد �أن يبد أ� المري�ض بجرعة منخف�ضة‬ ‫(على �سبيل المثال‪ ،‬ليزينوپريل ‪ 5‬ملجرام) ثم يتم رفع الجرعة تدريجي ًا‬ ‫حتى ي�صل �إلى الجرعة الكاملة (ليزينوپريل ‪ 20‬ملجرام) على مدى‬ ‫فترة ال تتجاوز ب�ضعة �أ�سابيع‪ .‬وينبغي �أن يتم ا�ستخدام مثبطات الأنزيم‬ ‫المحول للأنجيوتن�سين ب�صورة تدريجية خ�صو�ص ًا مع الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعانون من الف�شل الكلوي �أو ق�صور في القلب‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪)ARB‬‬

‫تم ا�ستعمال �أول دواء من حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين‬ ‫‪ ،ARB‬والذي يُعرف با�سم اللو�سارتان‪ ،‬عام ‪ .1995‬و�سرعان ما �أ�صبح‬ ‫وا�ضح ًا �أن هذا العقار ومناف�سيه (على �سبيل المثال‪ ،‬فال�سارتان‪،‬‬ ‫�إربي�سارتان‪ ،‬كاندي�سارتان) ال يت�سبب في حدوث الآثار الجانبية التي‬ ‫ت�شمل ال�سعال �أو الوذمة الوعائية‪ ،‬والتي تحدث مع مثبطات الأنزيم‬ ‫المحول للأنجيوتن�سين‪ .‬في الواقع لم يتم تحديد �أي �آثار جانبية خطيرة‬ ‫من ا�ستعمال حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين‪ .‬وتعتبر حا�صرات‬ ‫م�ستقبالت الأنجيوتن�سين على القدر نف�سه من الفعالية الموجودة في‬ ‫غيرها من العقاقير التي يتم ا�ستخدامها من �أجل تخفي�ض �ضغط‬ ‫الدم‪ ،‬و�أو�ضحت التجارب الطويلة المدى �أن حا�صرات م�ستقبالت‬ ‫الأنجيوتن�سين ال تقل كفاءة عن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫في الحد من النوبات القلبية وال�سكتات الدماغية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تقلل‬ ‫حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين من معدل الوفيات بين المر�ضى‬ ‫الذين �سبق لهم �أن �أ�صيبوا ب�أزمة قلبية �أو ق�صور في القلب‪ ،‬كما �أنها‬ ‫تقلل من معدالت الإ�صابة بالف�شل الكلوي �سواء كان المري�ض م�صاب ًا‬ ‫�أو غير م�صاب بمر�ض ال�سكري‪ .‬ويرى عدد من الأطباء �أن حا�صرات‬ ‫م�ستقبالت الأنجيوتن�سين يجب �أن تحل محل مثبطات الأنزيم المحول‬ ‫للأنجيوتن�سين في الممار�سة الإكلينيكية الروتينية‪.‬‬

‫حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪)ARB‬‬ ‫ •كاندي�سارتان‬ ‫ •�إپرو�سارتان‬ ‫ •�إيرب�سارتان‬ ‫ •لو�سارتان‬ ‫ •�أولمي�سارتان‬ ‫ •تلمي�سارتان‬ ‫ •ڤال�سارتان‬

‫‪98‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫مثبطات الرينين المبا�شرة (‪)DRI‬‬

‫ال يتوفر من مثبطات الرينين المبا�شرة في المملكة المتحدة �سوى‬ ‫عقار �ألي�سكيرين‪ ،‬والذي بد أ� ا�ستعماله عام ‪ .2005‬يعتبر هذا العقار‬ ‫فعا ًال للغاية تمام ًا مثل غيره من مثبطات وحا�صرات الأنجيوتن�سين‬ ‫في خف�ض �ضغط الدم‪ ،‬وال ينتج عنه �سوى �آثار جانبية قليلة جداً‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ال توجد حتى الآن �أي درا�سات طويلة الأمد لمعرفة ما �إذا كان‬ ‫عقار �ألي�سكيرين يقلل من الأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية وق�صور‬ ‫القلب والف�شل الكلوي �أم ال‪� .‬إال �أنه يوجد ما يدعو �إلى االعتقاد ب�أن‬ ‫عقار �ألي�سكيرين لن تظهر له �أي نتائج مفيدة بالن�سبة لتلك الأمرا�ض‪.‬‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬ينبغي �أال يتم �إعطاء عقار �ألي�سكيرين �إال للمر�ضى‬ ‫الذين ال ي�ستطيعون تحمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫‪� ACE‬أو حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين ‪.ARB‬‬ ‫وبالمقارنة مع حا�صرات قنوات الكال�سيوم‪ ،‬ومدرات البول‪ ،‬ف�إنّ‬ ‫ك ًال من مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين ‪ ACE‬وحا�صرات‬ ‫م�ستقبالت الأنجيوتن�سين ‪ ،ARB‬له ن�صف القدر من الكفاءة في خف�ض‬ ‫�ضغط الدم عند كبار ال�سن وعند المر�ضى ذوي الأ�صول الأفريقية‪.‬‬ ‫وال يعتبر ذلك اكت�شاف ًا غير متوقع لأنه من المعروف منذ فترة طويلة‬ ‫�أن هذه المجموعات من المر�ضى �أقل ن�شاط ًا في ما يخ�ص منظومة‬ ‫الرينين–�أنجيوتن�سين‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬أظهرت مثبطات الرينين المبا�شرة‬ ‫قدر ًا كبير ًا من الفاعلية في تقليل �أو ت�أخير الف�شل الكلوي عند مر�ضى‬ ‫الكلى �سواء كانوا م�صابين �أم غير م�صابين بمر�ض ال�سكري‪ ،‬بالن�سبة‬ ‫لجميع الأعمار وجميع الفئات‪ ،‬مما ي�شير ب�شدة �إلى �أن الآثار المفيدة‬ ‫لهذه الأدوية على الكلى ال عالقة لها ب�آثار خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫لهذا ال�سبب‪ ،‬يُن�صح ب�أن يتناول المر�ضى الأدوية المثبطة‬ ‫والحا�صرة للأنجيوتن�سين فقط في حاالت فرط �ضغط الدم غير‬ ‫المعقدة‪ ،‬باعتبارها الأدوية الأ�سا�سية بالن�سبة للمر�ضى الأ�صغر �س ّن ًا‬ ‫والمر�ضى الذين لي�سوا من �أ�صول �أفريقية‪.‬‬ ‫‪99‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم‬

‫‪CCB‬‬

‫تم ا�ستعمال حا�صرات قنوات الكال�سيوم للمرة الأولى في �أوائل‬ ‫الثمانينيات‪ ،‬وهي تعمل عن طريق �إعاقة عمل الكال�سيوم في خاليا‬ ‫الع�ضالت المل�ساء في جدار ال�شرايين‪ .‬ويُعتقد �أن االنقبا�ض الذي‬ ‫يحدث في الع�ضالت المل�ساء‪ ،‬والذي يحدث جزئي ًا ب�سبب الكال�سيوم‪،‬‬ ‫ي�ؤدي �إلى �ضيق الأوعية الدموية ما ي�سبب الإ�صابة بارتفاع �ضغط‬ ‫الدم‪ .‬وت�ؤدي �إعاقة عمل الكال�سيوم �إلى تو�سيع الأوعية الدموية ما‬ ‫يت�سبب في انخفا�ض �ضغط الدم‪.‬‬

‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم‬

‫‪CCB‬‬

‫ •�أملوديپين‬ ‫ •ديلتيازيم‬ ‫ •فيلوديپين‬ ‫ •�إ�سراديپين‬ ‫ •ال�سيديپين‬ ‫ •ليركانيديپين‬ ‫ •نيكارديپين‬ ‫ •نيفيديپين‬ ‫ •ني�سولديپين‬ ‫ •ڤيراپاميل‬ ‫تتميز حا�صرات قنوات الكال�سيوم ب�أنها فعالة مثل غيرها من الأدوية‬ ‫في خف�ض �ضغط الدم بالن�سبة لجميع الفئات الإثنية وكافة الأعمار‪.‬‬ ‫ويو�صى با�ستخدام حا�صرات قنوات الكال�سيوم بالدرجة الأولى للمر�ضى‬ ‫َ‬ ‫من كبار ال�سن والأ�شخا�ص ذوي الأ�صول الأفريقية‪.‬‬ ‫ويُطلَق في بع�ض الأحيان على ‪ CCB‬ا�سم حا�صرات الكال�سيوم‪� ،‬أو‬ ‫م�ضادات الكال�سيوم‪� ،‬أو حا�صرات دخول الكال�سيوم‪.‬‬ ‫ويوجد نوعان من حا�صرات قنوات الكال�سيوم‪:‬‬ ‫‪100‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫كيفية عمل حا�صرات قنوات الكال�سيوم‬

‫عندما يدخل الكال�سيوم �إلى الخاليا الع�ضلية‪ ،‬تنقب�ض تلك الخاليا‪ .‬وتعمل‬ ‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم على الحد من كمية الكال�سيوم التي تدخل �إلى‬ ‫الخاليا وبالتالي تمنع تقل�ص الع�ضالت التي تبطن جدران الأوعية الدموية‪.‬‬ ‫(تو�سع) الأوعية الدموية‪ ،‬ينخف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ونتيجة لتمدد ّ‬ ‫قبل‬ ‫انقبا�ض‬

‫الدواء‬

‫القلب‬ ‫الرئتان‬

‫بعد‬ ‫تو�سع‬ ‫ُّ‬

‫المعدة‬ ‫الكلى‬ ‫المثانة‬ ‫حا�صرات قنوات‬ ‫الكال�سيوم‬ ‫بعد‬ ‫تحول حا�صرات قنوات الكال�سيوم‬ ‫دون امت�صا�ص الكال�سيوم‬

‫الكال�سيوم‬

‫قبل‬ ‫دخول الكال�سيوم �إلى الخاليا‬ ‫‪101‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫‪ -1‬حا�صرات قنوات الكال�سيوم من م�شتقات البيريدينات ثنائية‬ ‫الهيدروجين ‪.DHP‬‬ ‫‪ -2‬حا�صرات قنوات الكال�سيوم من غير م�شتقات البيريدينات ثنائية‬ ‫الهيدروجين ‪.non-DHP‬‬

‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم من م�شتقات البيريدينات ثنائية‬ ‫الهيدروجين ‪DHP‬‬

‫كان �أول نوع من حا�صرات قنوات الكال�سيوم من م�شتقات‬ ‫البيريدينات ثنائية الهيدروجين هو عقار نيفيديپين (لتو�سيع الأوعية‬ ‫الدموية)‪ .‬في بادئ الأمر لم يتحمل المر�ضى التركيبة ال�سائلة لهذا‬ ‫العقار على �صورة كب�سولة جيالتينية‪ ،‬حيث �إنه بمجرد �أن يتم ذوبان‬ ‫الكب�سولة في المعدة ينطلق الدواء الن�شط ويتم امت�صا�صه في مجرى‬ ‫الدم ب�شكل مفاجئ‪ .‬وكان ذلك ي�ؤدي �إلى ال�صداع ال�شديد‪ ،‬واحمرار‬ ‫الوجه‪ ،‬وانخفا�ض �سريع في �ضغط الدم‪ .‬لم تعد هذه الآثار الجانبية‬ ‫تمثل م�شكل ًة عندما �أ�صبح نيفيديبين متاح ًا على �شكل �أقرا�ص‬ ‫(نيفيديپين ريتارد)‪ .‬والآن‪ ،‬وبعد ا�ستعمال الأقرا�ص طويلة المفعول‬ ‫(‪� ،)LA‬أ�صبح من النادر التعر�ض لل�صداع �أو احمرار الوجه‪.‬‬ ‫ويعتبر تورم الكاحل من �أهم الآثار الجانبية التي تنتج عن‬ ‫ا�ستخدام حا�صرات قنوات الكال�سيوم من م�شتقات البيريدينات‬ ‫ثنائية الهيدروجين‪ .‬وال يحدث هذا التورم ب�سبب احتبا�س ال�سوائل‪،‬‬ ‫كما يحدث في ق�صور القلب االحتقاني‪ ،‬لكن ذلك يرجع �إلى ت�سرب‬ ‫ال�سوائل من الأن�سجة (الخلوية) �إلى الفجوات بين الخاليا‪ .‬وال يُعد‬ ‫تورم الكاحل من الآثار الخطيرة لكنه قد يكون قبيح ًا جداً‪ .‬قد يكون‬ ‫تورم الكاحل �أكثر �شيوع ًا عند الن�ساء من الرجال‪ .‬ولم يعد هذا الأثر‬ ‫الجانبي �شائع ًا بعد ظهور �أقرا�ص نيفيديبين الحديثة طويلة المفعول‪.‬‬ ‫من �أكثر حا�صرات قنوات الكال�سيوم من م�شتقات البيريدينات‬ ‫ثنائية الهيدروجين ا�ستخدام ًا هو عقار �أملوديپين‪ .‬يحتاج �أملوديپين‬ ‫خم�سة �أيام حتى يعطي ت�أثيره الكامل‪ ،‬وعند التوقف عن تناوله ي�أخذ‬ ‫وقت ًا طوي ًال لكي يزول �أثره‪ .‬ونادر ًا ما يحدث ال�صداع واحمرار الوجه‬ ‫‪102‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫وتورم الكاحل عند ا�ستخدام هذا الدواء بجرعة منخف�ضة ال تزيد عن‬ ‫خم�سة مليجرامات يومياً‪ ،‬ولكن �إذا تم ا�ستخدام ع�شرة مليجرامات‬ ‫(�أعلى جرعة) يحدث تورم الكاحل عند حوالى ‪ %50‬من المر�ضى‪.‬‬ ‫وعندما يتم ا�ستخدام �أملوديپين �إلى جانب �أحد الأدوية المثبطة‬ ‫للأنجيوتن�سين‪ ،‬يوجد دليل كبير على حدوث نوع من الت�ضافر‬ ‫والتعاون بينهما‪ ،‬ما يعني �أن الفعالية التي تن�ش�أ عن ا�ستخدام‬ ‫العقارين مع ًا ت�صبح م�ضاعفة في خف�ض �ضغط الدم مما لو تم‬ ‫ا�ستخدام كل دواء على حدة‪ .‬وتوجد �أدلة على �أن �أحد حا�صرات‬ ‫م�ستقبالت الأنجيوتن�سين ‪ ،ARB‬وهو عقار ڤال�سارتان‪ ،‬يقلل التورم‬ ‫الذي يحدث في الكاحل والذي ي�سببه عقار �أملوديپين‪.‬‬ ‫وقد تم تقييم كلٍّ من النيفيديپين والأملوديپين من خالل‬ ‫الدرا�سات طويلة المدى‪ ،‬فتبين �أنهما ي�ساعدان في الحد من الأزمات‬ ‫القلبية وال�سكتات الدماغية‪.‬‬

‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم من غير م�شتقات البيريدينات‬ ‫ثنائية الهيدروجين ‪non-DHP‬‬

‫ت�شمل هذه الأدوية فيراباميل وديلتيازيم �إ ّال �أن تلك الأدوية لها‬ ‫تركيبات كيميائية مختلفة تماماً‪ ،‬كما �أنها تختلف عن حا�صرات‬ ‫قنوات الكال�سيوم من م�شتقات البيريدينات ثنائية الهيدروجين‪.‬‬ ‫ويعني ذلك �أن الأثر الجانبي المتمثل في تورم الكاحل والذي ينتج‬ ‫عن حا�صرات قنوات الكال�سيوم من م�شتقات البيريدينات ثنائية‬ ‫الهيدروجين‪ ،‬لن يحدث �أبداً‪ .‬ويعتبر الأثر الجانبي الرئي�سي لدواء‬ ‫فيراباميل هو الإم�ساك‪ ،‬وهو لي�س مزعج ًا بالن�سبة لمعظم المر�ضى‬ ‫ولكن ينبغي �أن يُن�صح المري�ض بتناول �أي نوع من الملينات �إذا كان‬ ‫الإم�ساك ي�سبب له م�شكلة‪ .‬وال يتم التوقف عن تناول هذا الدواء‬ ‫ب�سبب هذه الآثار الجانبية �إال في حاالت نادرة جداً‪ .‬وي�شيع ا�ستخدام‬ ‫كلٍّ من فيراباميل وديلتيازيم عند المر�ضى الذين يعانون من �أمرا�ض‬ ‫القلب والذين ال توجد لديهم �أي عالمات على ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫وقد ظهر �أن هذه الأدوية ت�ؤدي �إلى تخفي�ض معدالت الوفيات عند‬ ‫‪103‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫المر�ضى الذين �سبق لهم �أن �أُ�صيبوا بالأزمة القلبية‪.‬‬

‫مُدِ رّات البول‬

‫تم ا�ستعمال �أدوية الثيازيد المدرّة للبول لأول مرة عام في‬ ‫خم�سينيات القرن الما�ضي وظلت ل�سنوات عديدة الركيزة الأ�سا�سية‬ ‫لعالج ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬و�ساعدت ب�شكل كبير في الحد من الأزمات‬ ‫القلبية وال�سكتات الدماغية لدى مر�ضى ارتفاع �ضغط الدم على‬ ‫مدى �سنوات عديدة‪.‬‬ ‫�أما الآن‪ ،‬وبعد ظهور الأدوية الجديدة الفعالة للغاية‪� ،‬أ�صبح‬ ‫ويو�صى الآن ب�أن يتم‬ ‫َ‬ ‫ا�ستخدام �أدوية الثيازيد قلي ًال جداً‪.‬‬ ‫ا�ستخدامها َكَحل ثالث عندما يكون الجمع بين حا�صرات م�ستقبالت‬ ‫الأنجيوتن�سين وحا�صرات قنوات الكال�سيوم غير كاف للت�أثير على‬ ‫�ضغط الدم‪ .‬وتعتمد مدرات البول في عملها على تحفيز الكلى لإنتاج‬ ‫المزيد من البول‪ ،‬وي�ؤدي ذلك �إلى حدوث انخفا�ض طفيف في حجم‬ ‫الدم الكُلي‪ ،‬وبالتالي �إلى انخفا�ض ال�ضغط في الأوعية الدموية‪.‬‬ ‫لهذا ال�سبب تُ�سمى عاد ًة مدرات البول «حبوب الماء»‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬ت�ؤثر مدرات البول ب�شكل مبا�شر على الأوعية الدموية‪ ،‬حيث‬ ‫ت�ؤدي �إلى تقليل االنقبا�ض الذي يحدث في ال�شرايين‪ ،‬مما ي�ساعد‬ ‫�أي�ض ًا على انخفا�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫توجد ثالث فئات من مدرات البول‪:‬‬ ‫‪� -1‬أدوية الثيازيد المدرّة للبول‪.‬‬ ‫‪ -2‬مدرات البول ال�شبيهة ب�أدوية الثيازيد‪.‬‬ ‫‪ -3‬مدرات البول الحافظة للبوتا�سيوم‪.‬‬

‫�أدوية الثيازيد‬

‫يعتبر �أكثر �أدوية الثيازيد ا�ستخدام ًا في المملكة المتحدة هو‬ ‫بندروفلوميثيازيد (بندروفلوازيد �سابقاً)‪ .‬ي�ؤدي بندروفلوميثيازيد �إلى‬ ‫خف�ض �ضغط الدم والوقاية من الأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية‬ ‫عندما يتم تناوله بجرعة منخف�ضة ال تزيد عن ‪ 2.5‬ملجرام يومياً‪.‬‬ ‫‪104‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يتميز بندروفلوميثيازيد ب�أنه �أرخ�ص دواء لخف�ض‬ ‫�ضغط الدم حتى الآن‪ ،‬حيث يكلف �أقل من ‪ 50‬بن�س ًا في ال�شهر‪ .‬وتتمثل‬ ‫الم�شكلة الرئي�سية التي تنتج عن ا�ستخدام �أدوية الثيازيد‪ ،‬في �آثارها‬ ‫المتعددة على كيمياء الج�سم‪ ،‬حيث تعمل �أدوية الثيازيد من خالل‬ ‫تحفيز الكليتين على �إزالة كميات كبيرة من الملح والماء من الج�سم‪،‬‬ ‫ومن الممكن �أن يحدث فقدان �شديد للملح في بع�ض الأحيان‪ ،‬ما‬ ‫يت�سبب في حدوث نق�ص في الملح بدرجة تهدد الحياة‪.‬‬

‫�أدوية الثيازيد المد ّرة للبول‬ ‫ •بندروفلوميثيازيد‬ ‫ •�سيكلوپينثيازيد‬ ‫ •هيدروكلوروثيازيد‬ ‫ •هيدروفلوميثازيد‬

‫وت�ؤدي �أدوية الثيازيد �أي�ض ًا �إلى تحفيز الكلى على خف�ض محتوى‬ ‫البوتا�سيوم في الج�سم‪ ،‬مما قد يكون له �آثار �سلبية على �ضربات‬ ‫القلب‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يمكن �أن تكون �أدوية الثيازيد �سبب ًا في‬ ‫احتبا�س حم�ض اليوريك‪ ،‬وهو المادة التي ت�سبب مر�ض النقر�س‬ ‫(داء المفا�صل)‪ .‬من الممكن �أن ت�ؤدي �أدوية الثيازيد �إلى تقليل تحمل‬ ‫ال�سكر‪ ،‬مما قد يعجل في بع�ض الأحيان في ظهور مر�ض ال�سكري‬ ‫من النوع (‪ .)2‬و�أخيراً‪ ،‬يمكن �أن تت�سبب �أدوية الثيازيد في فقدان‬ ‫الرجال للقدرة �أو المحافظة على قوة االنت�صاب‪.‬‬ ‫ومع هذه القائمة الطويلة من الآثار الجانبية‪ ،‬قد يكون من‬ ‫الغريب �أن �أدوية الثيازيد ما زالت ت�ستخدم على نطاق وا�سع حتى‬ ‫الآن‪ .‬ويرجع ال�سبب وراء ا�ستمرار ا�ستخدامها �إلى �أنها كانت �أول‬ ‫العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم التي يمكن تحملها‪ ،‬حيث كانت كل‬ ‫الأدوية التي �سبقتها ت�ؤدي �إلى �آثار جانبية �شديدة‪ .‬عالو ًة على ذلك‪،‬‬ ‫ت�ساعد �أدوية الثيازيد في الحفاظ على الأرواح ب�شكل م�ؤكد‪ ،‬كما �أنها‬ ‫‪105‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫كيفية عمل �أدوية الثيازيد المدرّة للبول‬

‫يعمل هذا النوع من الأدوية على تو�سيع الأوعية الدموية‪ ،‬وخلق م�ساحة‬ ‫�أكبر للح�صول على حجم معين من الدم‪ ،‬وبالتالي ينخف�ض ال�ضغط في‬ ‫الدورة الدموية‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬تقوم تلك الأدوية بتحفيز الكلى على‬ ‫�إفراز الماء والملح‪ ،‬مما يقلل من حجم الدم في الدورة الدموية‪ ،‬وي�ؤدي‬ ‫ذلك بالتالي �إلى انخفا�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫الدواء‬

‫قبل‬ ‫بعد‬ ‫ات�ساع الوعاء‬ ‫الدموي‬ ‫الدم‬

‫المعدة‬ ‫الكلى‬

‫المثانة‬ ‫الماء والملح‬ ‫‪106‬‬

‫نفرون الكلى (وحدة‬ ‫التر�شيح التي تزيل‬ ‫الف�ضالت من الج�سم)‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫فعالة للغاية وغير مكلفة‪ .‬يمكن �أي�ض ًا الو�صول �إلى الحد الأدنى من‬ ‫الآثار الجانبية المتعلقة بالأي�ض المذكورة �أعاله �إذا تم ا�ستخدام‬ ‫جرعات قليلة من �أدوية الثيازيد‪.‬‬ ‫ال يعتبر مدر البول الثيازيدي‪ ،‬هيدروكلوروثيازيد (‪،)HCTZ‬‬ ‫الدواء الوحيد المتوفر في المملكة المتحدة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتم ا�ستخدامه‬ ‫من خالل جرعات ثابتة متكررة من الأقرا�ص التي تحتوي على اثنين‬ ‫من العقاقير والتي ت�شمل العقاقير الحا�صرة للأنجيوتن�سين‪ .‬ومن‬ ‫�أ�شهر الأمثلة على هذه الأدوية‪ :‬ليزينوپريل‪ ،HCTZ/‬لو�سارتان‪HCTZ/‬‬ ‫وڤال�سارتان‪.HCTZ/‬‬

‫مدرات البول ال�شبيهة ب�أدوية الثيازيد‬

‫من �أ�شهر هذه الأدوية عقار كلورتاليدون (كلورثاليدون �سابقاً)‬ ‫وعقار �إنداپاميد‪ .‬وقد تبين �أن تلك الأدوية ت�ساعد في الحد من‬ ‫الأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية‪ .‬وي�ستخدم دواء كلورتاليدون‬ ‫ب�صورة �أكبر في الواليات المتحدة‪ ،‬حيث يتم �إجراء معظم البحوث‪.‬‬ ‫ومن الممكن �أن تكون الآثار الجانبية التي تنتج عن هذه الأدوية �أقل‬ ‫من الآثار الجانبية الناتجة عن بندروفلوميثيازيد‪ .‬مع ذلك‪ ،‬من‬ ‫المحتمل �أي�ض ًا �أن يكون �سبب انخفا�ض معدل حدوث الآثار الجانبية‬ ‫هو ا�ستخدام جرعات �أقل من هذه الأدوية‪.‬‬ ‫وتعتبر �أدوية الثيازيد ومدرات البول ال�شبيهة ب�أدوية الثيازيد‬ ‫مفيدة جد ًا عندما تُ�ضاف �إلى �أحد الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين‬ ‫(�أو حا�صرات بيتا ‪ -‬انظر �أدناه)‪ .‬وعلى النقي�ض من ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫ا�ستخدام تلك الأدوية في العالجات التوليفية مع حا�صرات قنوات‬ ‫الكال�سيوم لي�س فعا ًال بدرجة كبيرة في خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬

‫الأدوية المد ّرة للبول الحافظة للبوتا�سيوم‬

‫ت�شمل هذه الأدوية دواء �سپيرونوالكتون ودواء الأميلوريد‪ .‬كانت‬ ‫هذه الأدوية تُ�ستخدَ م �سابق ًا كعالج توليفي لمواجهة �آثار فقدان‬ ‫البوتا�سيوم الذي يحدث ب�سبب �أدوية الثيازيد المدرّة للبول‪ .‬وعندما‬ ‫يُ�ستخدَ م �أحد هذه الأدوية ب�شكل منفرد‪ ،‬ف�إنه ال يكون فعا ًال بدرجة‬ ‫‪107‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫كبيرة‪ .‬علم ًا ب�أن تلك الأدوية ال تُ�ستخدم كثير ًا في الآونة الأخيرة‪.‬‬ ‫ومن الناحية التقنية‪ ،‬يعتبر �سپيرونوالكتون �أحد م�ضادات‬ ‫م�ستقبالت الألدو�ستيرون غير االنتقائية (‪ .)ARA‬والألدو�ستيرون‬ ‫هو الهرمون الذي يتم �إفرازه من الغدد الكظرية‪ ،‬والذي ي�ؤدي �إلى‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم لأنه يت�سبب في احتبا�س الملح والماء‪ .‬ويمنع‬ ‫�سپيرونوالكتون هذا الت�أثير ب�شكل فعال‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فقد حظي هذا‬ ‫الدواء بالمزيد من االهتمام في الآونة الأخيرة‪ .‬وتوجد حالي ًا بع�ض‬ ‫الأدلة المجربة التي ت�ؤكد بقوة �أن دواء �سپيرونوالكتون يقلل من معدل‬ ‫الوفيات عند المر�ضى الذين يعانون من ق�صور �شديد في القلب‪،‬‬ ‫والذي يحدث عادة بعد الإ�صابة بالأزمة القلبية‪ .‬ويتلقى �أي�ض ًا معظم‬ ‫ه�ؤالء المر�ضى الم�صابين بق�صور القلب‪� ،‬أحد الأدوية الحا�صرة‬ ‫للأنجيوتن�سين‪ .‬وقد دفعت هذه النتائج بع�ض المخت�صين في ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم �إلى الت�سا�ؤل عما �إذا كان من الممكن ا�ستخدام دواء‬ ‫�سپيرونوالكتون بجرعات منخف�ضة كحل رابع بالن�سبة للمر�ضى‬ ‫الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم الذي ي�صعب التحكم فيه‪ .‬وفي‬ ‫عام ‪ ،2007‬تم ن�شر اثنتين من الدرا�سات التي تعتمد على المراقبة‬ ‫والمالحظة‪ ،‬والتي �أظهرت وجود ت�أثير رائع لدواء �سپيرونوالكتون‬ ‫عندما �أُ�ضيف �إلى مجموعة من العقاقير التي كانت تحتوي على �أحد‬ ‫الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين‪ ،‬و�أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم‪،‬‬ ‫و�أحد الأدوية المدرّة للبول‪ .‬ومن المرجح �أن يزداد ا�ستخدام‬ ‫�سپيرونوالكتون بعد هذه النتائج‪.‬‬ ‫�إن الم�شكلة الرئي�سية في ا�ستخدام دواء �سپيرونوالكتون هي الآثار‬ ‫الجانبية الناتجة عن ا�ستخدامه‪ .‬ومن الممكن �أن يتم تقليل معظم‬ ‫الآثار الجانبية �إلى �أدنى ح ّد ممكن �إذا تم ا�ستخدام جرعات قليلة‬ ‫فقط من �سپيرونوالكتون‪ .‬وبالن�سبة للرجال‪ ،‬يمكن �أن ي�سبب دواء‬ ‫�سپيرونوالكتون �ضعف ال�صدر �أو ت�ضخمه‪ .‬وي�ؤدي ذلك تقريب ًا �إلى منع‬ ‫ا�ستخدام هذا الدواء من قبل للرجال‪ .‬وال يُحدث دواء �سپيرونوالكتون‬ ‫�أي �آثار جانبية على ثديي المر�أة‪.‬‬ ‫‪108‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫وتوجد م�شكلة �أخرى ترتبط ب�آلية عمل �سپيرونوالكتون‪ ،‬حيث‬ ‫ي�ؤدي هذا الدواء �إلى احتبا�س البوتا�سيوم‪ .‬من الممكن جعل زيادة‬ ‫البوتا�سيوم في الدم طفيفة وغير خطيرة من خالل ا�ستخدام‬ ‫�سپيرونوالكتون بجرعات منخف�ضة‪ .‬وتحدث الزيادة الكبيرة في ن�سبة‬ ‫البوتا�سيوم في الدم عند ا�ستخدام هذا الدواء كعالج مترافق مع‬ ‫�أحد الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين مثل ليزينوپريل �أو لو�سارتان‪.‬‬ ‫في بع�ض الأحيان تزيد ن�سبة البوتا�سيوم في الدم عن ‪ 6.0‬مليمول‪/‬‬ ‫لتر‪ ،‬مما قد ي�ؤدي �إلى م�شاكل خطيرة في �ضربات القلب‪ .‬وتزداد‬ ‫خطورة هذه الم�شكلة ب�شكل خا�ص عند المر�ضى الذين يتلقون هذه‬ ‫الأدوية لعالج ق�صور القلب ولي�س لعالج ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬وتنت�شر‬ ‫هذه الم�شكلة �أي�ض ًا عند المر�ضى الذين يعانون من اختالل وظائف‬ ‫الكلى‪ ،‬ومن مر�ض ال�سكري‪ .‬وينبغي على جميع الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يتناولون دواء �سپيرونوالكتون‪� ،‬أن يقوموا بفح�ص وظائف الكلى‬ ‫ون�سبة البوتا�سيوم في الدم بطريقة منتظمة‪.‬‬ ‫يتوفر حالي ًا �أحد م�ضادات م�ستقبالت الألدو�ستيرون الأكثر انتقائية‪،‬‬ ‫ويُعرف با�سم �إيپليرينون‪ .‬ولقد ثبت �أن هذا الدواء ي�ؤدي �إلى تخفي�ض‬ ‫معدالت الوفيات عند المر�ضى الذين يعانون من ق�صور في القلب‪.‬‬ ‫ولكونه م�ضاد ًا انتقائياً‪ ،‬فهو ال ي�سبب م�شاكل بال�صدر عند الرجال‪ .‬ولم‬ ‫تُ�سجّ ل �أي معلومات تقريب ًا عن �أثر دواء �إيپليرينون على المر�ضى الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم الذي ي�صعب التحكم فيه‪.‬‬ ‫يعتبر دواء �أميلوريد هو �أحد الأدوية المدرّة للبول والحافظة‬ ‫للبوتا�سيوم‪ ،‬وال يوجد �أي ارتباط كيميائي بين �أميلوريد و�سپيرونوالكتون‪.‬‬ ‫يَعتمد دواء �أميلوريد في عمله على تحفيز الكلى لإزالة الملح والماء مع‬ ‫الإبقاء على البوتا�سيوم‪ .‬وال يكون دواء �أميلوريد فعا ًال جد ًا عند ا�ستخدامه‬ ‫وحده‪ ،‬لذلك يُ�ستخدم في بع�ض الأحيان مع �أحد �أدوية الثيازيد المدرّة‬ ‫للبول‪ .‬في الآونة الأخيرة‪ ،‬حظي دواء �أميلوريد بمزيد من االهتمام من‬ ‫حيث ا�ستخدامه كَحل رابع في عالج المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم الذي ي�صعب التحكم فيه‪.‬‬ ‫‪109‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الأدوية الأخرى الخاف�ضة ل�ضغط الدم‬

‫المو�صى بها‬ ‫َ‬ ‫تعتبر فئات العقاقير الثالثة المذكورة �أعاله هي‬ ‫باعتبارها الحل الأول والثاني والثالث من العقاقير التي ت�ستخدم في‬ ‫عالج فرط �ضغط الدم‪ .‬وتتوفر �أنواع �أخرى من العقاقير الخاف�ضة‬ ‫ل�ضغط الدم والتي يمكن ا�ستخدامها في حاالت خا�صة‪:‬‬ ‫ •حا�صرات م�ستقبالت بيتا الأدرينالية (حا�صرات بيتا)‪.‬‬ ‫ •حا�صرات �ألفا‪.‬‬ ‫ •العقاقير مركزية العمل‪.‬‬ ‫ •الموَ�سّ عات المبا�شرة‪.‬‬

‫حا�صرات الم�ستق ِبل بيتا‬

‫تم ا�ستعمال حا�صرات الم�ستقبِل بيتا لأول مرة في �ستينيات القرن‬ ‫الما�ضي لعالج الذبحة ال�صدرية (�ألم القلب الناتج عن الإجهاد)‪.‬‬ ‫وقد تبين بعد ذلك �أن هذه الأدوية ت�ؤدي �إلى الحفاظ على الأرواح عند‬ ‫المر�ضى الذين �سبق لهم �أن عانوا من الأزمة القلبية والذين يعانون‬ ‫من ق�صور في القلب‪ ،‬وما زالت هذه العقاقير هامة للغاية في عالج‬ ‫�أمرا�ض القلب‪.‬‬

‫حا�صرات الم�ستقبل بيتا‬ ‫ •�أ�سيبوتولول‬ ‫ •�أتينولول‬ ‫ •بي�سوپرولول‬ ‫ •كارڤيديلول‬ ‫ •�سيليپرولول‬ ‫ •البيتالول‬ ‫ •ميتوپرولول‬ ‫ •نيبيڤولول‬

‫‪110‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫كيفية عمل حا�صرات الم�ستقبل بيتا‬

‫ت�ؤدي حا�صرات الم�ستقبل بيتا �إلى منع و�صول هرمون النورادرينالين �إلى‬ ‫الم�ستقبالت الأدرينالية الموجودة في القلب‪ ،‬وت�ؤدي بالتالي �إلى �إبطاء‬ ‫�سرعة القلب‪ ،‬مما يقلل من قوة االنقبا�ضات وبالنتيجة خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫الدواء‬ ‫ت�أثير حا�صرات الم�ستقبل‬ ‫بيتا على القلب‬

‫امت�صا�ص‬ ‫الج�سم للدواء‬ ‫المعدة‬ ‫ت�ؤدي حا�صرات الم�ستقبل‬ ‫بيتا � ً‬ ‫أي�ضا �إلى تقليل �إطالق‬ ‫الرينين من الكليتين‪ ،‬وتعمل‬ ‫وبالتالي على خف�ض م�ستوى‬ ‫الأنجيوتن�سين في الدم‬ ‫الخاليا‬ ‫الع�ضلية‬

‫هرمون‬ ‫النورادرينالين‬ ‫�أحد مواقع‬ ‫م�ستقبالت هرمون‬ ‫الأدرينالين‬

‫حا�صرات‬ ‫الم�ستقبل‬ ‫بيتا‬ ‫بعد‬ ‫تمنع حا�صرات الم�ستقبل بيتا ارتباط‬ ‫هرمون النورادرينالين بالقلب والخاليا‬ ‫الع�ضلية للأوعية الدموية‪.‬‬

‫قبل‬ ‫يرتبط هرمون النورادرينالين‬ ‫بالم�ستقبالت التي توجد في القلب‬ ‫والخاليا الع�ضلية للأوعية الدموية‪.‬‬ ‫‪111‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫تعمل حا�صرات الم�ستقبل بيتا عن طريق عرقلة عمل هرموني‬ ‫النورادرينالين والأدرينالين‪ ،‬اللذين يُعدّان الج�سم لحاالت الطوارئ‬ ‫وهو ما يُ�سمى ا�ستجابة الج�سم وفق نظرية «الكر والفر»‪ .‬وت�ؤدي هذه‬ ‫الهرمونات القوية �إلى تو�سيع بع�ض الأوعية الدموية وت�ضييق البع�ض‬ ‫الآخر‪ ،‬وال�سيطرة على تدفق الدم �إلى الأع�ضاء الحيوية مثل القلب‪.‬‬ ‫كما ت�ؤدي �إلى زيادة �سرعة نب�ضات القلب وتجعله يقوم ب�ضخ الدم‬ ‫بقوة كبيرة‪ .‬تعمل حا�صرات الم�ستقبل بيتا على وقف حدوث كل‬ ‫ذلك‪ ،‬وبالتالي فهي ت�ؤدي �إلى �إبطاء �سرعة نب�ضات القلب‪ ،‬وتقليل قوة‬ ‫االنقبا�ضات‪ ،‬وانخفا�ض �ضغط الدم‪ .‬تعمل هذه الأدوية �أي�ض ًا من خالل‬ ‫منع �إطالق الرينين من الكليتين‪ ،‬وبالتالي ت�ؤدي �إلى تقليل م�ستويات‬ ‫هرمون �أنجيوتن�سين (‪ )2‬في الدورة الدموية‪ ،‬وهو الهرمون الذي‬ ‫يت�سبب في �ضيق الأوعية الدموية ورفع �ضغط الدم‪ .‬وربما تكون هذه هي‬ ‫الآلية الرئي�سية التي ت�ؤثر بها تلك الأدوية على خف�ض �ضغط الدم‪ .‬وقد‬ ‫�أ�صبحت حا�صرات الم�ستقبل بيتا (خ�صو�ص ًا �أتينولول) من �أكثر الأدوية‬ ‫الخاف�ضة لل�ضغط انت�شار ًا في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬حيث �إنها �أف�ضل من‬ ‫غيرها من العقاقير المتاحة حالي ًا من حيث قدرة الج�سم على تحملها‪.‬‬ ‫لكن الأثر الجانبي الرئي�سي لتلك الأدوية هو الخمول‪ .‬وفي كثير‬ ‫من الأحيان‪ ،‬لم يكن المر�ضى يالحظون ذلك في البداية‪ ،‬لذلك‬ ‫كان معظمهم �سعداء بموا�صلة تناول تلك الأدوية‪ .‬وقد تت�سبب �أي�ض ًا‬ ‫حا�صرات الم�ستقبل بيتا في حدوث �أحالم اليقظة‪ ،‬وانخفا�ض القدرة‬ ‫على بذل الجهد‪ .‬ومر ًة �أخرى‪ ،‬كان ذلك كله خفيف ًا في البداية ولم‬ ‫يكن مزعجاً‪ .‬لكن هذه الآثار الجانبية �أ�صبحت �أكثر و�ضوح ًا عند‬ ‫المر�ضى عندما توقفوا عن تناول حا�صرات الم�ستقبل بيتا‪ ،‬وغدا‬ ‫الكثير منهم ي�شعرون ب�أنهم الآن �أكثر ن�شاط ًا كما �أنهم �أ�صبحوا‬ ‫ينامون ب�شكل �أف�ضل‪.‬‬ ‫‪112‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫وبما �أن حا�صرات الم�ستقبل بيتا تعمل عن طريق خف�ض م�ستويات‬ ‫الرينين والأنجيوتن�سين في الدم‪ ،‬فلي�س من الغريب �أن تكون تلك‬ ‫الأدوية �أقل فعالية عند المر�ضى كبار ال�سن والأ�شخا�ص ذوي الأ�صول‬ ‫الأفريقية‪ ،‬على غِ رار الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين المذكورة �أعاله‪.‬‬ ‫ت�ؤثر حا�صرات بيتا �أي�ض ًا على م�ستقبالت بيتا الموجودة في‬ ‫ال�شعب الهوائية‪ .‬ومن الممكن �أن تت�سبب تلك الأدوية في حدوث‬ ‫نوبات الربو لدى الأ�شخا�ص الذين يعانون بالفعل من مر�ض الربو‪.‬‬ ‫عند ظهور الأدوية الحديثة الخاف�ضة ل�ضغط الدم (الأدوية‬ ‫الحا�صرة للأنجيوتن�سين وحا�صرات قنوات الكال�سيوم) في �أواخر‬ ‫الت�سعينيات‪ ،‬تم �إجراء اثنتين من الدرا�سات المقارنة الرئي�سية‬ ‫للتحقيق في ما �إذا كانت تلك الأدوية �أف�ضل‪� ،‬أو م�ساوية‪� ،‬أو �أقل من‬ ‫حا�صرات الم�ستقبل بيتا في الوقاية من الأزمات القلبية وال�سكتات‬ ‫الدماغية‪ .‬نُ�شرت الدرا�سة الأولى‪ ،‬والتي �سُ ميت تجربة التدخل بعقار‬ ‫لو�سارتان للو�صول �إلى النتائج الإكلينيكية (‪ )LIFE‬في عام ‪.2002‬‬ ‫وفي هذه التجربة تم تق�سيم ‪ 9000‬مري�ض من مر�ضى ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم �إلى مجموعات بحيث تتناول كل مجموعة �إما حا�صر‬ ‫الأنجيوتن�سين – عقار اللو�سارتان‪� ،‬أو حا�صر بيتا – عقار �أتينولول‪.‬‬ ‫وعندما يكون من ال�ضروري ال�سيطرة على �ضغط الدم‪ ،‬ف�إنه يتم‬ ‫�إ�ضافة �أحد �أدوية الثيازيد المدرّة للبول‪ .‬وطبق ًا لنتائج هذه التجربة‪،‬‬ ‫�أدى دواء اللو�سارتان �إلى انخفا�ض معدل الإ�صابة بال�سكتات الدماغية‬ ‫بن�سبة ‪ ،%25‬وانخفا�ض معدل ظهور حاالت جديدة من مر�ض ال�سكري‬ ‫بن�سبة ‪� %25‬أي�ضاً‪ .‬ولم يتم الت�أكد حتى الآن مما �إذا كان ذلك هو �أثر‬ ‫�إيجابي لدواء لو�سارتان �أو �أثر �سلبي لدواء الأتينولول‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ ،2005‬تم ن�شر تجربة النتائج الطبية لأمرا�ض القلب‬ ‫على مواطني المقاطعات الإنجليزية الإ�سكندنافية (‪ .)ASCOT‬قارنت‬ ‫‪113‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫هذه التجربة التي �أجريت على ‪ 19000‬مري�ض من مر�ضى ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬بين المر�ضى الذين يتناولون دواء الأتينولول (حا�صر‬ ‫الم�ستقبل بيتا) والمر�ضى الذين يتناولون دواء �أملوديپين (حا�صر‬ ‫قنوات الكال�سيوم)‪� .‬أظهرت النتائج �أن المر�ضى الذين يتناولون دواء‬ ‫الأتينولول زادت لديهم معدالت الإ�صابة بال�سكتات الدماغية بن�سبة‬ ‫‪ ،%23‬كما زاد معدل ظهور حاالت جديدة من مر�ض ال�سكري بن�سبة‬ ‫‪ ،%30‬عن المر�ضى الذين يتناولون دواء �أملوديپين‪.‬‬ ‫ولقد ت�أثرت �آراء خبراء فرط �ضغط الدم ب�شكل كبير بعد هذه‬ ‫الدرا�سات المقارنة الكبيرة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى زيادة الوعي بالآثار‬ ‫الجانبية الخبيثة التي ت�سببها حا�صرات بيتا‪ .‬وفي عام ‪� ،2006‬صدرت‬ ‫مجموعة من الإر�شادات الم�شتركة عن الجمعية البريطانية لفرط‬ ‫�ضغط الدم (‪ )BHS‬والمعهد الوطني لل�صحة والتميز الإكلينيكي‬ ‫تو�صي ب�أنه ال ينبغي �أن تُ�ستخدَ م حا�صرات الم�ستقبل بيتا‬ ‫(‪ِ )NICE‬‬ ‫كدواء �أول‪� ،‬أو ثانٍ ‪� ،‬أو ثالث في عالج فرط �ضغط الدم‪� ،‬إال في حالة‬ ‫وجود �أمرا�ض القلب المتزامنة مع فرط �ضغط الدم‪.‬‬ ‫وبالتالي عادت حا�صرات الم�ستقبل بيتا حالي ًا �إلى حيث كانت‪،‬‬ ‫باعتبارها عالج ًا مهم ًا للغاية بالن�سبة للمر�ضى الذين يعانون من‬ ‫�أمرا�ض القلب‪ .‬وينبغي �أال ت�ستخدم حا�صرات الم�ستقبل بيتا في‬ ‫عالج ارتفاع �ضغط الدم عند المر�ضى الذين ال يعانون من �أمرا�ض‬ ‫القلب (ر�أي الأغلبية)‪� .‬إذا كنت تتناول �أحد حا�صرات الم�ستقبل بيتا‬ ‫من �أجل عالج ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬فيجب �أال تتوقف عن تناول هذا‬ ‫الدواء من دون مناق�شة ذلك مع طبيبك �أوالً‪ ،‬حيث يكون من الأف�ضل‬ ‫بالن�سبة للكثير من المر�ضى �أن يتم التخل�ص التدريجي من حا�صرات‬ ‫بيتا بد ًال من التوقف عن تناولها ب�شكل مفاجئ‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪،‬‬ ‫�سيكون من ال�ضروري عاد ًة �أن ي�صف لك طبيبك دوا ًء بدي ًال من‬ ‫�إحدى الفئات الثالث المذكورة في بداية هذا الق�سم من الكتاب‪.‬‬ ‫‪114‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫حا�صرات الم�ستقبل �ألفا‬ ‫ •دوك�سازو�سين‬ ‫ •�إندورامين‬ ‫ •پرازو�سين‬ ‫ •تيرازو�سين‬

‫حا�صرات الم�ستقبل �ألفا‬

‫تعمل حا�صرات الم�ستقبل �ألفا من خالل �إعاقة ت�أثير هرمون‬ ‫الأدرينالين على الع�ضالت التي ت�شكل جدران الأوعية الدموية‬ ‫ال�صغيرة‪ .‬ي�ؤدي هرمون الأدرينالين �إلى انقبا�ض الأوعية الدموية‬ ‫وارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬وبالتالي ت�ؤدي حا�صرات الم�ستقبل �ألفا �إلى‬ ‫ا�سترخاء الأوعية الدموية وانخفا�ض �ضغط الدم‪ .‬ونتيج ًة لذلك‪،‬‬ ‫من الممكن �أي�ض ًا �أن تت�سبب تلك الحا�صرات في حدوث الدوخة �أو‬ ‫الدوار‪ ،‬خ�صو�ص ًا عندما يقف المري�ض فج�أة‪ ،‬ولكن في ما عدا ذلك‪،‬‬ ‫ال توجد �سوى �آثار جانبية قليلة‪.‬‬ ‫كان في ما م�ضى من ال�ضروري �أن يتم تناول حا�صرات الم�ستقبل‬ ‫�ألفا ثالث مرات في اليوم‪ ،‬وكانت تلك الحا�صرات ت�سبب بع�ض الآثار‬ ‫الجانبية التي ت�شمل الدوخة والدوار وجفاف الفم‪� .‬أما في الآونة‬ ‫الأخيرة‪ ,‬فقد تم ا�ستعمال اثنين من حا�صرات الم�ستقبل �ألفا التي‬ ‫يمكن �أن ي�أخذها المري�ض مرة واحدة يومياً‪ :‬وهما دوك�سازو�سين‪،‬‬ ‫وتيرازو�سين‪ ،‬وتعتبر هذه الأدوية �آمنة لكنها ما زالت ت�سبب الدوار‬ ‫عند بع�ض المر�ضى‪ .‬ويمتد ت�أثير حا�صرات الم�ستقبل �ألفا �إلى‬ ‫الأجزاء الأخرى من الج�سم‪ ،‬كما ت�ؤثر على �ضغط الدم‪ .‬وقد ثبت �أن‬ ‫هذا النوع من الحا�صرات على وجه الخ�صو�ص ي�ساعد على ا�سترخاء‬ ‫المثانة‪ ،‬ويعتبر ذلك مفيد ًا للغاية مع كبار ال�سن من الرجال الذين‬ ‫يعانون من ت�ضخم البرو�ستاتا ولديهم بالتالي �صعوبة في التبول‪.‬‬ ‫‪115‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫وعلى النقي�ض من ذلك‪ ،‬يمكن �أن ت�ؤدي حا�صرات الم�ستقبل �ألفا �إلى‬ ‫�سل�س الإجهاد �أو فقدان ال�سيطرة على المثانة (�سل�س البول) لدى‬ ‫الن�ساء‪ .‬وب�سبب هذا الأثر الجانبي ال�شائع والذي اليزال قيد البحث‪،‬‬ ‫يُحظر ا�ستخدام حا�صرات الم�ستقبل �ألفا عند المر�ضى من الن�ساء‪.‬‬ ‫وقد ثبت �أن حا�صرات الم�ستقبل �ألفا ت�ؤدي �إلى حدوث تح�سن‬ ‫طفيف في الوظيفة الجن�سية عند بع�ض الرجال‪ .‬وربما لهذا ال�سبب‬ ‫يتم ا�ستخدام حا�صرات الم�ستقبل �ألفا �أحيان ًا كعالج �أول مع الرجال‬ ‫الذين يعانون من �ضعف االنت�صاب والذين يجدون �صعوبة في‬ ‫الح�صول �أو الحفاظ على االنت�صاب‪ ،‬وكذلك الرجال الذين يعانون‬ ‫من �صعوبات في التبول ب�سبب الإ�صابة بت�ضخم البرو�ستاتا‪.‬‬ ‫في عام ‪� ،2000‬أظهرت درا�سة �أمريكية مو�سّ عة �أن دواء‬ ‫الكلورتاليدون‪ ،‬وهو �أحد الأدوية ال�شبيهة ب�أدوية الثيازيد المدرّة للبول‪،‬‬ ‫كان �أف�ضل من دواء دوك�سازو�سين (�أحد حا�صرات الم�ستقبل �ألفا) في‬ ‫منع حدوث ق�صور القلب‪ .‬وما زالت هذه التجربة مثيرة للجدل بع�ض‬ ‫ال�شيء‪ ،‬ولم تقبل بع�ض ال�سلطات الطبية نتائج هذه التجربة‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن الغالبية قد اتفقت على �أنه ينبغي �أن تُ�ستخدم حا�صرات الم�ستقبل‬ ‫�ألفا لعالج المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم ال�شديد الذي‬ ‫ي�صعب التحكم فيه‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى العالجات الأخرى‪.‬‬

‫العقاقير مركزية العمل‬

‫يوجد اثنان من العقاقير التي تندرج تحت هذه الفئة من الأدوية‬ ‫وهما ميثيل دوبا‪ ،‬وموك�سونيدين‪ .‬تعتمد هذه الأدوية في عملها على‬ ‫الت�أثير في ذلك الجزء من المخ الذي يتحكم في �ضغط الدم‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من �أن العقاقير مركزية العمل �أنقذت حياة الكثيرين في‬ ‫الما�ضي‪� ،‬إال �أنه نادر ًا ما يُ�ستخدم هذا النوع من العقاقير حالياً‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من �أنها �آمنة تماماً‪� ،‬إال �أنها غالب ًا ما ت�سبب التعب والخمول‪،‬‬ ‫‪116‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫كيفية عمل حا�صرات الم�ستقبل �ألفا‬

‫ت�ؤدي حا�صرات الم�ستقبل �ألفا �إلى منع و�صول هرمون النورادرينالين �إلى‬ ‫الم�ستقبالت الألفا‪�-‬أدرينالية التي توجد في الع�ضالت التي ت�شكل جدران الأوعية‬ ‫الدموية‪ ،‬ما ي�ؤدي �إلى ات�ساع الأوعية الدموية‪ ،‬وبالتالي �إلى خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫بعد‬ ‫ات�ساع الأوعية الدموية‬

‫قبل‬ ‫انقبا�ض الأوعية الدموية‬

‫الدواء‬

‫امت�صا�ص‬ ‫الج�سم‬ ‫للدواء‬

‫�أحد حا�صرات‬ ‫الم�ستقبل �ألفا‬

‫نورادرينالين‬

‫الخلية‬ ‫الع�ضلية‬

‫بعد‬ ‫تمنع حا�صرات الم�ستقبل �ألفا و�صول‬ ‫هرمون النورادرينالين �إلى الخاليا الع�ضلية‬ ‫التي ت�شكل جدران الأوعية الدموية‬

‫�أحد مواقع‬ ‫الم�ستقبالت‬ ‫الألفا‪�-‬أدرينالية‬

‫قبل‬ ‫يرتبط هرمون النورادرينالين‬ ‫بالم�ستقبالت التي توجد في الخاليا‬ ‫الع�ضلية التي ت�شكل جدران الأوعية الدموية‬

‫‪117‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫بالإ�ضافة �إلى �أنها ت�سبب االكتئاب عند ا�ستخدامها بجرعات عالية‪.‬‬

‫العقاقير مركزية العمل‬

‫ •كلونيدين‬ ‫ •ميثيل دوپا‬ ‫ •موك�سونيدين‬ ‫وتتميز الأدوية الجديدة‪ ،‬التي تعمل بطرق مختلفة‪ ،‬ب�أن �آثارها‬ ‫الجانبية قليلة وغير خطيرة‪ ،‬ولذلك ال يتم ا�ستخدام ميثيل دوپا‬ ‫حالي ًا �إال عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعالة في تخفي�ض م�ستوى‬ ‫�ضغط الدم‪.‬‬ ‫وما زال الأطباء ي�صفون ميثيل دوبا للن�ساء الحوامل بحيث‬ ‫يكون من الم�ؤكد �أن ا�ستخدامه �آمن بالن�سبة لهم‪ .‬ولأ�سباب وجيهة‬ ‫جداً‪ ،‬يميل الأطباء �إلى عدم و�صف العقاقير في فترة الحمل �إال �إذا‬ ‫تم ا�ستخدامها ل�سنوات كثيرة جداً‪ .‬ويرجع ذلك بب�ساطة �إلى �أن‬ ‫ا�ستخدام الدواء في جميع �أنحاء العالم �سيجعل الأطباء على ثقة من‬ ‫�أنه لن تكون هناك �أي �آثار �سلبية على الجنين‪ .‬وتوجد مجموعة من‬ ‫الأدلة القوية على �أن ميثيل دوپا �آمن تمام ًا في فترة الحمل‪.‬‬ ‫مع ذلك‪� ،‬إذا تم تناول دواء ميثيل دوپا �أثناء فترة الحمل‪ ،‬فمن‬ ‫المحتمل بعد الوالدة �أن يتم تغيير نوع الدواء الذي تتناوله المري�ضة‪،‬‬ ‫�إذا كان �ضغط الدم ال يزال محتاج ًا �إلى العالج‪.‬‬ ‫في الآونة الأخيرة‪ ،‬تم ا�ستعمال دواء جديد يعمل مركز ّي ًا يُ�سمى‬ ‫موك�سونيدين‪ .‬ويبدو �أن لهذا الدواء �آثار ًا جانبية �أقل من ميثيل دوپا‪،‬‬ ‫ولكن ال توجد �أي درا�سات طويلة المدى عن فعاليته في الوقاية‬ ‫من الأزمات القلبية �أو ال�سكتات الدماغية‪ .‬ولهذا ال�سبب غالب ًا ما‬ ‫يتم ا�ستخدام موك�سونيدين كدواء م�ضاف باعتباره حلاّ ً رابع ًا عند‬ ‫‪118‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫المر�ضى الذين يعانون من �ضغط الدم غير المن�ضبط والذي ي�صعب‬ ‫التحكم فيه عن طريق الأدوية التقليدية‪ .‬وطبق ًا لآخر ما تو�صل �إليه‬ ‫العلم في المرحلة الراهنة‪ ،‬ال ينبغي �أن يُ�ستخدم دواء موك�سونيدين‬ ‫عند المر�ضى من الن�ساء �أثناء فترة الحمل‪.‬‬

‫مبا�شرة الت�أثير‬ ‫مو�سعات الأوعية ِ‬ ‫ِّ‬

‫ت�شمل هذه المو�سعات �أدوية الهيدراالزين والمينوك�سيديل‪ .‬ونادر ًا‬ ‫ما ت�ستخدم هذه الأدوية في الوقت الحا�ضر‪ .‬ي�ستخدم هيدراالزين‬ ‫في بع�ض الأحيان عن طريق الحقن �أو عن طريق الفم لعالج ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم ال�شديد �أثناء فترة الحمل‪ .‬على المدى الطويل‪ ،‬من‬ ‫الممكن �أن ي�ؤدي هيدراالزين �إلى الإ�صابة بمر�ض يُ�سمى الذئبة‪،‬‬ ‫والذي ي�شبه التهاب المفا�صل الروماتويدي‪ .‬يعتبر دواء مينوك�سيديل‬ ‫من مو�سِّ عات الأوعية القوية جداً‪ ،‬والذي ثبت �أنه يكون فعا ًال للغاية‬ ‫في عالج ارتفاع �ضغط الدم الذي ي�صعب التحكم فيه‪� ،‬إ ّال �أنه ي�ؤدي‬ ‫�إلى تورم الكاحل والنب�ض ال�سريع‪ .‬ومع ظهور الأدوية الجديدة التي‬ ‫تم و�صفها �سابقاً‪� ،‬أ�صبح من النادر ا�ستخدام دواء مينوك�سيديل‪.‬‬

‫العالجات التوليفية‬

‫كما �أو�ضحنا من قبل‪ ،‬يحتاج �أكثر من ن�صف المر�ضى الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم �إلى تناول �أكثر من دواء من �أجل‬ ‫التحكم فيه‪ ،‬لكن ذلك يعني �أن المري�ض �سيكون عليه �أن يتناول �أربعة‬ ‫�أقرا�ص يومي ًا كحدٍّ �أق�صى‪ ،‬وربما يكون العدد �أقل في بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫تعتبر بع�ض التركيبات من الأدوية �أكثر فعالية من غيرها‪.‬‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬تعتبر حا�صرات الم�ستقبل بيتا ومثبطات الأنزيم‬ ‫المحول للأنجيوتن�سين �أف�ضل الأدوية التي يمكن تناولها مع �أحد‬ ‫�أدوية الثيازيد المدرّة للبول �أو �أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم‪ ،‬على‬ ‫‪119‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الرغم من وجود ا�ستثناءات كثيرة لتلك القاعدة‪.‬‬ ‫في الغالب ال توجد �أي فائدة يمكن الح�صول عليها من طريق‬ ‫الجمع بين حا�صرات الم�ستقبل بيتا ومثبطات الأنزيم المحول‬ ‫للأنجيوتن�سين ‪� ،ACE‬أو الجمع بين �أحد �أدوية الثيازيد المدرّة للبول‬ ‫و�أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم‪.‬‬ ‫�إذا كنت �ضمن المر�ضى القالئل الذين يحتاجون �إلى العالج‬ ‫الثالثي (ثالثة �أدوية) من �أجل �ضبط �ضغط الدم‪ ،‬فلن توجد لديك‬ ‫على الأرجح �أي تفاعالت‪/‬تداخالت دوائية هامة‪ .‬وتتمثل �أف�ضل‬ ‫طريقة في ا�ستخدام اثنين �أو �أكثر من العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط‬ ‫الدم بجرعات منخف�ضة ولي�س ا�ستخدام دواء واحد بجرعة عالية‪.‬‬ ‫ويمكن تناول جميع العقاقير مع ًا مرة واحدة يومياً‪ ،‬وحتى العالج‬ ‫الرباعي يتطلب تناول �أربع حبوب فقط معاً‪ .‬لم�ساعدة المر�ضى‬ ‫الذين يحتاجون �إلى العالج التوليفي‪ ،‬يوجد العديد من العقاقير‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم على �شكل �أقرا�ص تحتوي على اثنين من‬ ‫العقاقير المختلفة التي تعمل مع ًا ب�شكل جيد (على �سبيل المثال ‪-‬‬ ‫زي�ستوريتيك‪ ،‬كوزار كومپ)‪.‬‬

‫�إر�شادات الجمعية البريطانية للعناية بمر�ضى فرط‬ ‫�ضغط الدم (‪)BHS‬‬

‫نَ�شرت الجمعية البريطانية للعناية بمر�ضى فرط �ضغط الدم‬ ‫(‪ )BHS‬مجموعة من الإر�شادات العالجية المفيدة جد ًا في ما‬ ‫يخ�ص اختيار الأدوية بالن�سبة للمر�ضى الذين يعانون من ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‪ .‬وتم تحديث هذه الإر�شادات العالجية مرة عام ‪،2006‬‬ ‫ومرة​​�أخرى عام ‪ .2011‬ب�شكل عام‪ ،‬ينبغي �أن يتم ا�ستخدام مثبطات‬ ‫الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين ‪� ،ACE‬أو حا�صرات م�ستقبالت‬ ‫الأنجيوتن�سين ‪ ARB‬باعتبارها العالج الأول مع المر�ضى �صغار ال�سن‬

‫‪120‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫والمر�ضى الذين يعانون من مر�ض ال�سكري‪ ،‬في حين ينبغي �أن يتم‬ ‫ا�ستخدام حا�صرات قنوات الكال�سيوم ‪ CCB‬مع المر�ضى كبار ال�سن‬ ‫والمر�ضى ذوي الأ�صول الأفريقية‪.‬‬ ‫وبما �أن ‪ %75‬من جميع المر�ضى الم�صابين بارتفاع �ضغط‬ ‫الدم يحتاجون �إلى �أكثر من دواء لل�سيطرة على �ضغط الدم لديهم‪،‬‬ ‫ف�إن الإر�شادات العالجية التي ن�شرتها الجمعية البريطانية للعناية‬ ‫بمر�ضى فرط �ضغط الدم ‪ BHS‬تقدم �أي�ض ًا اقتراحات معقولة حول‬ ‫اختيار الدواء الذي يمكن �إ�ضافته‪ .‬من المعتاد �إ�ضافة �أحد مثبطات‬ ‫الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين �أو �أحد حا�صرات م�ستقبالت‬ ‫الأنجيوتن�سين ‪� ARB‬إلى �أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم ‪،CCB‬‬ ‫و�إ�ضافة �أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم ‪� CCB‬إلى �أحد مثبطات‬ ‫الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين ‪� ACE‬أو �أحد حا�صرات م�ستقبالت‬ ‫الأنجيوتن�سين ‪ .ARB‬و�إذا كانت التركيبة التي تحتوي على �أحد‬ ‫حا�صرات الأنجيوتن�سين مع �أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم‪ ،‬غير‬ ‫كافية لخف�ض �ضغط الدم �إلى ما دون ‪ 80/140‬ملم زئبق‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإر�شادات العالجية ت�شير �إلى �أن الخطوة التالية هي �إ�ضافة �أحد‬ ‫�أدوية الثيازيد المدرّة للبول‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الإر�شادات العالجية لعام ‪ 2011‬ال�صادرة عن المعهد‬ ‫الوطني لل�صحة والتميز الإكلينيكي ‪ NICE‬في ما‬ ‫يخ�ص اختيار الدواء للمر�ضى الذين يعانون من‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫العمر �أكثر من ‪� 55‬سنة �أو من‬ ‫�أ�صول �أفريقية‬

‫العمر �أقل من ‪� 55‬سنة‬ ‫�أو م�صاب بال�سكري‬

‫‪C‬‬

‫‪A‬‬

‫�سمات المري�ض‬ ‫الخط الأول‬ ‫للعالج‬

‫‪A+C‬‬

‫الخط الثاني‬ ‫للعالج‬

‫‪A+C+D‬‬

‫الخط الثالث‬ ‫للعالج‬

‫يلحظ �إ�ضافة الثيازيد المد ّر للبول �أو ال�سپيرونوالكتون �أو‬ ‫حا�صرات بيتا �أو حا�صرات �ألفا‬ ‫يلحظ العودة للأخ�صائي‬

‫الخط الرابع‬ ‫للعالج‬

‫الم�صطلحات‬ ‫‪� =A‬أحد حا�صرات الأنجيوتن�سين‬ ‫‪� =C‬أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم‬ ‫‪ =D‬الثيازيد‪ /‬ال�شبيه بالثيازيد المد ّر للبول‬

‫تم تو�ضيح نظام الخلط في ال�شكل الموجود �أعاله (با�ستخدام‬ ‫الإر�شادات العالجية لعام ‪ 2011‬ال�صادرة من المعهد الوطني‬ ‫لل�صحة والتميز الإكلينيكي ‪ .NICE‬وباخت�صار يمكن القول �أن النظام‬ ‫هو ‪� A‬أو ‪� C‬أو ‪� A + C‬أو ‪.A + C + D‬‬ ‫وهكذا �أزيلت حا�صرات بيتا من هذه التو�صية‪ ،‬وهبطت �أدوية‬ ‫الثيازيد لت�صبح في المرتبة الثالثة في عام ‪.2011‬‬

‫فرط �ضغط الدم المقاوم للعالج الثالثي ‪+ C + D‬‬

‫‪A‬‬

‫ال يوجد توافق في الآراء ب�ش�أن ما يجب القيام به �إذا ظل �ضغط‬ ‫الدم فوق ‪ 80/140‬ملم زئبق على الرغم من ا�ستخدام العالج‬ ‫‪122‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫الثالثي ب�أعلى الجرعات على النحو المبين �أعاله‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إليك‬ ‫هنا بع�ض االقتراحات‪:‬‬ ‫ •هل �ضغط الدم لديك مقاوم فع ًال للعالج؟ فمن الممكن �أن يكون‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم من ت�أثير المعطف الأبي�ض للطبيب‪ ،‬بحيث‬ ‫يرتفع �ضغط الدم عند ر�ؤية الطبيب فقط‪ .‬وينبغي عليك �أن‬ ‫ت�ستخدم جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪� ،)ABPM‬أو ‪� -‬إذا‬ ‫تعذر ذلك ‪� -‬أن تقوم بنف�سك بقيا�س �ضغط الدم في المنزل‪.‬‬ ‫ومن الممكن �أن تجد �أن �ضغط الدم على ما يرام بمجرد �أن‬ ‫تغادر المركز ال�صحي‪.‬‬ ‫ •هل تن�سى في بع�ض الأحيان �أن تتناول الأقرا�ص ؟ ي�صعب االلتزام‬ ‫بالأنظمة العالجية المعقدة‪ ،‬ومن الممكن �أن يقوم طبيبك‬ ‫بتب�سيط النظام العالجي الذي تتناوله دون فقدان للفعالية‪.‬‬ ‫و�أحيان ًا يكون من الممكن تناول عقارين في قر�ص واحد‪.‬‬ ‫ •هل �أنت ملتزم باتباع نظام غذائيّ �صحيّ ؟ يجب عليك �أن تبذل‬ ‫جهد ًا كبير ًا للحد من تناول الملح‪ ،‬وممار�سة المزيد من التمارين‬ ‫الريا�ضية وتقليل كمية الم�شروبات الممنوعة التي تتناولها حيثما‬ ‫كان ذلك منا�سباً‪.‬‬ ‫ •هل تعاني من فرط الوزن؟ �إذا فقدت رطلين من الوزن �سينخف�ض‬ ‫�ضغط الدم لديك بمقدار ‪ 1‬ملم زئبق‪ .‬حاول �أن تفقد ‪� 10‬أرطال‬ ‫من الوزن‪ ،‬و�سينخف�ض �ضغط الدم لديك بن�سبة ‪ 5‬ملم زئبقي‪.‬‬ ‫ •هل ن�سينا �أحد الأ�سباب الطبية التي تكمن وراء ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫لديك؟ قد يقرر طبيبك �أن يقوم ب�إحالتك �إلى �أحد الأخ�صائيين‬ ‫في ارتفاع �ضغط الدم للت�أكد من عدم وجود �أي مر�ض في الكلى‬ ‫�أو �أي مر�ض هرموني يقف وراء ارتفاع �ضغط الدم عندك‪.‬‬ ‫و�إذا كنت تعاني فع ًال من ارتفاع �ضغط الدم المقاوم‪� ،‬سيكون من‬ ‫ال�ضروري �إ�ضافة دواء رابع‪ .‬وتوجد هنا عدة احتماالت‪:‬‬ ‫‪123‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ •زيادة جرعة دواء الثيازيد المدر للبول (على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫بندروفلوميثيازيد ‪ 5‬ملجرام)‪.‬‬ ‫ •�إ�ضافة �أحد م�ضادات الألدو�ستيرون‪ ،‬مثل �سپيرونوالكتون‪25 ،‬‬ ‫ملجرام‪.‬‬ ‫ •�إ�ضافة �أحد حا�صرات �ألفا‪ ،‬مثل دوك�سازو�سين ‪ 4-2‬ملجرام‬ ‫يومياً‪.‬‬ ‫ •�إ�ضافة �أحد حا�صرات بيتا (على �سبيل المثال‪ ،‬بيزوپرولول ‪2.5‬‬ ‫ملجرام)‪.‬‬ ‫ •�إ�ضافة موك�سونيدين بن�سبة تتراوح بين ‪ 400-200‬ميكروجرام يومياً‪.‬‬ ‫و�سيكون وا�ضح ًا من االحتماالت العديدة المذكورة �أعاله �أنه ال‬ ‫توجد معلومات كافية عن العالج التوليفي الذي ينبغي تناوله‪ ،‬ولكن‬ ‫خطة عمل هذا الكاتب هي‪:‬‬ ‫الرجال‪ + A + C + D :‬دوك�سازو�سين‬ ‫الن�ساء‪� + A + C + D :‬سپيرونوالكتون‬

‫قاطنو منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‪ ،‬والمر�ضى‬ ‫ذوو الأ�صول الآ�سيوية‬ ‫مجتمع قاطني منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‬

‫يعتبر فرط �ضغط الدم �شائع ًا جد ًا بين �سكان منطقة الكاريبي‬ ‫ذوي الأ�صول الأفريقية‪ .‬وفي الواليات المتحدة‪ ،‬ينت�شر فرط �ضغط‬ ‫الدم ب�شكل م�ضاعف مما هو الحال عليه بالن�سبة لل�سكان البي�ض‬ ‫والالتينيين‪ ،‬وي�سجل المعدل نف�سه في المملكة المتحدة‪ .‬وعلى‬ ‫النقي�ض الحاد‪ ،‬ال ينت�شر ارتفاع �ضغط الدم في المناطق الريفية‬ ‫ب�أفريقيا ن�سبي ًا لكنه ينت�شر ب�شكل كبير للغاية بين �سكان المدن‪.‬‬ ‫وتوجد بع�ض الأدلة القوية على �أن زيادة انت�شار ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫في مجتمع قاطني منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية في‬ ‫المملكة المتحدة والواليات المتحدة‪ ،‬لها عالقة مبا�شرة بتناول‬ ‫‪124‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫الملح‪� .‬أما في �أفريقيا‪ ،‬ومع ازدياد التح�ضر‪ ،‬يالحظ ارتفاع حاد‬ ‫في تناول الملح مع انخفا�ض متزامن في كمية البوتا�سيوم (الذي‬ ‫يمكن الح�صول عليه من الفواكه والخ�ضروات)‪ ،‬وقد �ساهمت هذه‬ ‫الأ�سباب في ارتفاع �ضغط الدم بين النا�س‪.‬‬ ‫مع التو�سع العمراني‪ ،‬تحدث يحدث في العادة �أي�ض ًا �أن يزداد‬ ‫وزن الج�سم ب�شكل حاد‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى زيادة ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫وال توجد �أدلة مقنعة على �أن قاطني منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول‬ ‫الأفريقية داخل المملكة المتحدة والواليات المتحدة الأمريكية‬ ‫ي�ستهلكون المزيد من الملح عن �أي �شخ�ص �آخر‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أنهم في الواليات المتحدة الأمريكية غالب ًا ما يتبعون نظام ًا غذائي ًا‬ ‫يحتوي على ن�سبة منخف�ضة من البوتا�سيوم لأنهم ي�أكلون كميات‬ ‫ب�سيطة من الفواكه والخ�ضروات الطازجة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫قاطني منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية �أكثر ح�سا�سية لكمية‬ ‫الملح عن الأ�شخا�ص الذين لهم �أ�صول عِ رقية مختلفة‪.‬‬ ‫وربما كنتيجة للح�سا�سية المتزايدة للملح‪ ،‬ثبت �أن قاطني منطقة‬ ‫الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية الذين يعانون من فرط �ضغط الدم‬ ‫لديهم م�ستويات منخف�ضة من هرمونات الرينين والأنجيوتن�سين‬ ‫الثاني في الدم‪ .‬ويعتبر ذلك مهم ًا جداً؛ لأنه كما ر�أينا‪ ،‬ف�إن بع�ض‬ ‫العقاقير التي تخف�ض �ضغط الدم تفعل ذلك عن طريق منع ت�أثير هذه‬ ‫خا�ص‪ .‬ولذلك ف�إنه لي�س من المفاجئ �أن نكت�شف �أن‬ ‫الهرمونات ب�شكل ّ‬ ‫هذه الأدوية �أقل فعالية عند المر�ضى الذين لديهم م�ستويات منخف�ضة‬ ‫من هرمونات الرينين والأنجيوتن�سين من الأ�سا�س‪ .‬لذلك‪ ،‬ف�إنه على‬ ‫الرغم من �أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين ‪ ACE‬وربما‬ ‫حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪ )ARB‬قد ال تعمل ب�شكل جيد‬ ‫�إذا كنت من قاطني منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‪� ،‬إال �أنه‬ ‫توجد بع�ض البدائل الفعالة‪ ،‬وهي الأدوية التي تعمل بطريقة مختلفة‬ ‫مثل �أدوية الثيازيد المدرّة للبول‪ ،‬وحا�صرات قنوات الكال�سيوم‪،‬‬ ‫وحا�صرات �ألفا وربما �أي�ض ًا العقاقير التي تعمل ب�شكل مركزيّ ‪.‬‬ ‫‪125‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ويوجد عامل �آخر مهم هو �أن معدل انت�شار مر�ض ال�سكري بين‬ ‫مر�ضى منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية في المملكة المتحدة‬ ‫ي�ساوي ثالثة �أ�ضعاف المعدل بالمقارنة مع ال�سكان البي�ض‪ ،‬وعاد ًة‬ ‫يعاني المر�ضى من مر�ض ال�سكري وارتفاع �ضغط الدم معاً‪ .‬و�إذا‬ ‫كنت تعاني من مر�ض ال�سكري الم�صحوب بارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬ف�أنت‬ ‫من �أكثر المر�ضى عُ ر�ض ًة لخطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب والأوعية‬ ‫الدموية‪ ،‬ما يعني �أن الطبيب �سيطلب منك في الغالب �أن تبد�أ في‬ ‫تناول الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط‪ ،‬حتى ولو كنت تعاني من مجرد‬ ‫ارتفاع طفيف في �ضغط الدم‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬اتفقت وجهات النظر الحالية على �أن كل �شخ�ص‬ ‫يعاني من مر�ض ال�سكري وارتفاع �ضغط الدم معاً‪ ،‬أ� ّي ًا كانت �أ�صوله‬ ‫العِرقية‪ ،‬ينبغي �أن يح�صل على هذا النوع من العالج �إذا ا�ستمر‬ ‫م�ستوى �ضغط الدم لديه فوق ‪ 80/140‬ملم زئبق‪.‬‬ ‫ويعتبر مر�ض القلب التاجي (النوبات القلبية والذبحة ال�صدرية)‬ ‫�أقل �شيوع ًا ن�سبي ًا بين مر�ضى منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‬ ‫في المملكة المتحدة‪ ،‬وبدرجة �أقل في الواليات المتحدة‪ .‬من ناحية‬ ‫�أخرى‪ ،‬تنت�شر ال�سكتات الدماغية والف�شل الكلوي بدرجة كبيرة‪ .‬ولم‬ ‫يتم الت�أكد تمام ًا من �أ�سباب هذه االختالفات العِرقية‪ ،‬ولكن من‬ ‫وجهة النظر العملية‪� ،‬إذا كنت ال تنتمي �إلى مجتمع قاطني منطقة‬ ‫الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‪ ،‬فينبغي عليك �أن ت�ضع في اعتبارك‬ ‫�أهمية ما يلي‪:‬‬ ‫ •الحد من تناول الملح‪.‬‬ ‫ •القيام بقيا�س �ضغط الدم بانتظام‪.‬‬ ‫ •اال�ستعداد لبدء العالج عن طريق تناول العقاقير الخاف�ضة‬ ‫ل�ضغط الدم (والحفاظ على تناول العالج) في حال ا�ستمرار‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم لديك‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬هناك �أخبار جيدة‪ ،‬وهي وجود بع�ض الأدلة على �أن‬ ‫‪126‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫مر�ضى منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية الذين يعانون من ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم يح�صلون على فائدة �أكبر من اتباع نظام غذائي قليل الملح‪،‬‬ ‫بالمقارنة مع مر�ضى ارتفاع �ضغط الدم ذوي الأ�صول الأوروبية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫‪ ACE‬وحا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين‪ ARB‬تعتبر �أقل فعالية‬ ‫مع المر�ضى ذوي الأ�صول الأفريقية‪� ،‬إال �أنه يوجد بع�ض الأدلة على‬ ‫�أن هذه الأدوية فعالة في منع الف�شل الكلوي عند مر�ضى منطقة‬ ‫الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية الذين �سبق لهم �أن عانوا من‬ ‫�أمرا�ض الكلى‪ .‬ويُعتقد �أن ال�سبب في ذلك هو الت�أثير المبا�شر لهذه‬ ‫الأدوية على الكلى والذي ربما ال يكون له �أي عالقة بالت�أثير على‬ ‫�ضغط الدم‪ .‬ويحتاج ه�ؤالء المر�ضى في كثير من الأحيان �أي�ض ًا �إلى‬ ‫�أدوية الثيازيد المدرّة للبول‪� ،‬أو حا�صرات قنوات الكال�سيوم‪ ،‬من‬ ‫�أجل الت�أثير على �ضغط الدم‪.‬‬

‫المجتمع الآ�سيوي‬

‫يعتبر الأ�شخا�ص الذين ترجع �أ�صولهم �إلى جنوب �آ�سيا والذين‬ ‫يعي�شون في المملكة المتحدة �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بارتفاع �ضغط‬ ‫الدم من ال�سكان البي�ض‪ .‬ويُعتقد �أن ذلك قد يكون مت�ص ًال بالمَيل‬ ‫الكبير لزيادة الوزن و�إلى ارتفاع وتيرة الإ�صابة بمر�ض ال�سكري‪.‬‬ ‫وتعتبر معدالت الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب التاجية (الذبحة ال�صدرية‬ ‫والأزمات القلبية) في المجتمعات الآ�سيوية التي ت�سكن في المملكة‬ ‫المتحدة مرتفعة للغاية‪ ،‬وربما يرجع ذلك جزئي ًا �إلى �أن بع�ض الأفراد‬ ‫يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة الد�سمة‪.‬‬ ‫وكما هو الحال مع مجتمع قاطني منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول‬ ‫الأفريقية‪ ،‬ف�إنه ال يوجد تف�سير لالختالفات العِرقية حتى الآن‪ .‬وعلى‬ ‫�أ�سا�س الأدلة الحالية‪ ،‬ال يبدو �أن الأ�شخا�ص ذوي الأ�صول الآ�سيوية‬ ‫ي�ستجيبون ب�شكل مختلف عن الأ�شخا�ص البي�ض عند تناول الفئات‬ ‫المختلفة من الأدوية الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫‪127‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الجماعات العرقية الأخرى‬

‫في الوقت الحالي‪ ،‬ال نعرف �إال القليل ن�سبي ًا عن ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم والمخاطر المرتبطة به في ما يخ�ص الجماعات العرقية‬ ‫الأخرى في المملكة المتحدة‪ .‬يتناول بع�ض الأ�شخا�ص ذوي الأ�صل‬ ‫ال�صيني كميات كبيرة من الملح في طعامهم‪ ،‬وهو ما قد يف�سر‬ ‫ارتفاع معدل ال�سكتات الدماغية في كل من ال�صين واليابان‪ .‬ال‬ ‫توجد �أي معلومات تقريب ًا حول هذا المو�ضوع في المملكة المتحدة‪،‬‬ ‫ونظر ًا لذلك‪� ،‬أ�صبح من ال�ضروري اتباع الن�صيحة ال�سابقة ب�ش�أن‬ ‫خف�ض الملح‪ ،‬مهما كانت الأ�صول العِرقية‪ .‬وال يوجد �أي دليل على‬ ‫�أن عالجات طب الأع�شاب �أو التوابل ال�شرقية �أو الآ�سيوية م�ضرة ب�أي‬ ‫�شكل من الأ�شكال‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ينبغي عليك �أن تحذر من عالجات طب‬ ‫الأع�شاب ال�شرقية التي يتم ا�ستيرادها من ال�صين‪ ،‬حيث تعتبر بع�ض‬ ‫هذه العالجات �سامة جداً‪ ،‬وال توجد �أي رقابة على جودة محتوياتها‪.‬‬

‫دواء الأ�سبرين‬

‫تبين �أن الجرعة المنخف�ضة من الأ�سبرين (‪ 75‬ملجرام مرة‬ ‫واحدة يومياً) ت�ساعد في تقليل معدل الوفيات في ما يخ�ص المر�ضى‬ ‫الذين �سبق لهم �أن عانوا من الأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪.‬‬ ‫وت�شير بع�ض الأدلة القوية على �أن الأ�سبرين مفيد �أي�ض ًا بالن�سبة‬ ‫للمر�ضى الذين هم �أكثر عُ ر�ضة لخطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‬ ‫والأوعية الدموية‪ .‬ولم يتم الت�أكد حتى الآن من دور الأ�سبرين‬ ‫بالن�سبة للمر�ضى الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم ب�صرف النظر‬ ‫عن عوامل الخطر الأخرى‪ .‬لقد تم �إجراء تجربة واحدة مُخ�ص�صة‬ ‫لدواء الأ�سبرين على ‪ 19000‬مري�ض‪ ،‬تناول ن�صفهم الأ�سبرين فيما‬ ‫تناول الن�صف الآخر الأقرا�ص الوهمية‪ ،‬ولم تُظهر تلك التجربة �أي‬ ‫فوائد في الحد من ال�سكتة الدماغية‪ .‬وقد �أظهرت التجربة حدوث‬ ‫انخفا�ض في معدل الإ�صابة ب�أمرا�ض ال�شرايين التاجية بن�سبة‬ ‫‪ ،%45‬لكن هذا االنخفا�ض المتوا�ضع حدثت في مقابله زيادة في‬ ‫معدل الإ�صابة بنزيف المعدة بن�سبة ‪.%52‬‬ ‫يتفق الر�أي العام على �أن جميع المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع‬ ‫‪128‬‬


‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫�ضغط الدم �أو �أمرا�ض القلب �أو الذين �سبق لهم �أن عانوا من ال�سكتة‬ ‫الدماغية‪ ،‬يجب �أن يتناولوا دواء الأ�سبرين‪ ،‬ولكن في حالة �إذا كان �ضغط‬ ‫الدم لديهم يتم التحكم فيه ب�شكل جيد‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف�إن المر�ضى الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬والذين هم �أكثر عُ ر�ضة لخطر الإ�صابة‬ ‫ب�أمرا�ض القلب والأوعية الدموية ب�سبب ارتفاع م�ستويات الكول�ستيرول‬ ‫�أو تدخين ال�سجائر‪ ،‬يجب عليهم �أن يتناولوا دواء الأ�سبرين‪.‬‬ ‫في ما يخ�ص الن�سبة المتبقية من المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬والذين ال توجد لديهم �أي عوامل خطر �أخرى‪ ،‬تعتبر فوائد‬ ‫الأ�سبرين قليلة كما يوجد احتمال كبير للإ�صابة بنزيف في المعدة‪.‬‬

‫العقاقير الخاف�ضة للكول�ستيرول‬

‫يعتبر ال�ستاتين من �أكثر العقاقير الخاف�ضة للكول�ستيرول‬ ‫ا�ستخدام ًا (على �سبيل المثال ‪� -‬سيمڤا�ستاتين‪� ،‬أتورڤا�ستاتين)‪.‬‬ ‫وقد ثبت �أن تلك العقاقير قد �أدت �إلى زيادة معدالت البقاء على‬ ‫قيد الحياة بالن�سبة للمر�ضى الذين يعانون من الأزمات القلبية‪،‬‬ ‫والمر�ضى الذين ال يعانون من �أمرا�ض القلب ولكنهم �أكثر عُ ر�ضة‬ ‫للإ�صابة بها‪ .‬وي�شمل ذلك تقريب ًا كل المر�ضى الذين يعانون من‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬حتى ولو كانت م�ستويات الكول�ستيرول في الدم‬ ‫غير مرتفعة‪ .‬ويحتاج هذا التعليق الأخير �إلى ال�شرح والتو�ضيح‪.‬‬ ‫في تجربة النتائج الطبية لأمرا�ض القلب على مواطني‬ ‫المقاطعات الإنجليزية الإ�سكندنافية (‪ ،)ASCOT‬خ�ضع ع�شرة‬ ‫�آالف من المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬والذين‬ ‫كانوا عُ ر�ضة لل�سكتة الدماغية �أو الأزمة القلبية‪ ،‬لهذه التجربة‪ ،‬لكن‬ ‫م�ستويات الكول�ستيرول في الدم لم تكن مرتفعة عندهم (�أقل من‬ ‫‪ 6.5‬مليمول‪/‬لتر)‪ .‬تم �إعطاء عقار �ستاتين �إلى ن�صف المر�ضى‬ ‫بينما تناول الن�صف الآخر من المر�ضى الأقرا�ص الوهمية‪ ،‬وكان من‬ ‫المقرر �أن تتوقف هذه التجربة بعد نحو ثالث �سنوات‪ .‬ولقد �أظهرت‬ ‫النتائج حدوث انخفا�ض كبير للغاية في معدالت الإ�صابة بال�سكتة‬ ‫الدماغية و�أمرا�ض القلب التاجية بالن�سبة للمر�ضى الذين كانوا‬ ‫يتناولون �أدوية ال�ستاتين‪.‬‬ ‫‪129‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫لذلك نعرف الآن �أن ن�سبة كبيرة جد ًا من المر�ضى الذين يعانون‬ ‫من ارتفاع �ضغط الدم ينبغي �أن يتناولوا دواء �ستاتين‪ .‬ويعتبر‬ ‫اال�ستثناء الوحيد هو تلك المجموعة من المر�ضى الذين ال تزيد‬ ‫لديهم ن�سبة مخاطر القلب والأوعية الدموية عن ‪ %20‬في ال�سنوات‬ ‫الع�شر المقبلة من عمرهم (انظر الر�سوم البيانية الملونة في �آخر‬ ‫هذا الكتاب)‪ .‬وت�شمل تلك المجموعة ب�شكل �أ�سا�سي المر�ضى الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم مع عدم وجود عوامل الخطر الأخرى‬ ‫والذين تقل �أعمارهم عن خم�سين �سنة‪ ،‬وهم �أقلية‪.‬‬

‫الفوائد العالمية لنمط الحياة ال�صحي‬

‫تتوفر الن�صائح ذاتها للجميع في ما يخ�ص نمط الحياة؛ حيث ي�ؤدي‬ ‫اتباع نظام غذائي غني بالدهون وبه كميات كبيرة من الملح‪ ،‬وكميات‬ ‫قليلة من الفاكهة والخ�ضار‪� ،‬إلى �آثار �صحية �سيئة تتعلق ب�صحة القلب‬ ‫والأوعية الدموية‪ ،‬في حين ي�ؤدي اتباع نظام غذائي قليل الد�سم‪ ،‬قليل‬ ‫الملح‪ ،‬ويحتوي على كميات كبيرة من الفواكه والخ�ضروات �إلى نتائج‬ ‫مفيدة للغاية‪ .‬ي�ساعد النظام الغذائي ال�صحي على الوقاية من اعتالل‬ ‫ال�صحة ب�شكل عام‪ ،‬والوقاية من �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية ب�شكل‬ ‫خا�ص‪ .‬ومهما كانت الجماعة العرقية التي تنتمي �إليها‪ ،‬يجب عليك �أن‬ ‫ّ‬ ‫تتجنب تناول كميات كبيرة من الم�شروبات الممنوعة‪ ،‬و�أن تعتاد على‬ ‫ممار�سة المزيد من التمارين الريا�ضية‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬

‫‪130‬‬

‫ ‬

‫ تتوفر مجموعة كبيرة من الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط‪.‬‬

‫ ‬

‫ جميع الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط تقريب ًا على القدر نف�سه من الفعالية‪.‬‬

‫ ‬

‫ ما يقرب من ن�صف المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم يحتاجون �إلى اثنين �أو �أكثر من الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط‬ ‫من �أجل �ضبط �ضغط الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ الأدوية الحديثة الخاف�ضة ل�ضغط الدم لها �آثار جانبية �أقل‪.‬‬


‫حاالت خاصة‬ ‫الن�ساء الحوامل‬

‫عاد ًة يبقى �ضغط الدم على حاله �أو ينخف�ض قلي ًال �أثناء الحمل‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬قد يجد بع�ض الن�ساء �أن �ضغط الدم لديهم مرتفع خالل‬ ‫فترة الحمل‪� ،‬إ ّال �أن ذلك يحدث ب�سبب بقاء �ضغط الدم مرتفع ًا لفترة‬ ‫طويلة قبل الحمل من دون �أن يتم قيا�سه‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يعتبر‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم نتيجة لل�صدفة البحتة وال توجد له �أي عالقة‬ ‫فعلية بالحمل‪ ،‬وكل ما في الأمر �أنه غالب ًا ما يتم قيا�س �ضغط الدم‬ ‫�أثناء فترة الحمل‪ .‬ال تختلف طريقة التعامل مع �ضغط الدم �أثناء‬ ‫الحمل عن طريقة التعامل بالن�سبة لأي �شخ�ص يتم ت�شخي�صه على‬ ‫�أنه يعاني من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬على الرغم من �أن اختيار الأدوية‬ ‫قد يكون مختلفاً‪.‬‬ ‫ي�صاب حوالى ‪ %25‬من الن�ساء الالتي ينتظرن الطفل الأول‪،‬‬ ‫بارتفاع قليل في �ضغط الدم في الثلث الأخير من فترة الحمل‪� .‬إذا‬ ‫لم يكن لديهم �أي تلف في الكلى ولم يظهر البروتين في البول عند‬ ‫�إجراء االختبارات‪ ،‬ف�إنه قد ال يتم في هذه الحالة ا�ستخدام العالج‬ ‫عن طريق العقاقير من �أجل خف�ض �ضغط الدم‪ .‬ولم يتم الت�أكد حتى‬ ‫الآن من �أهمية االرتفاع القليل في �ضغط الدم �أثناء فترة الحمل‪ ،‬لكن‬ ‫المراقبة الدقيقة �أمر بالغ الأهمية‪.‬‬

‫مقدمات ت�سمم الحمل‬

‫يُطلَق ا�سم �ضغط الدم الحَ ملي في بع�ض الأحيان على ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم الذي ي�صيب الن�ساء في الن�صف الثاني من فترة الحمل‪،‬‬ ‫والذي ال يكون م�صحوب ًا بوجود �أي بروتين في البول‪ .‬وقد �أ�صبح الآن‬ ‫وا�ضح ًا �أن ارتفاع �ضغط الدم الحملي قد يكون في الحقيقة مجرد‬ ‫�شكل خفيف جد ًا من ت�سمم الحمل‪.‬‬

‫‪131‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫يعتبر ت�سمم الحمل من الأمور الخطيرة جد ًا بالن�سبة لل�سيدة‬ ‫وللطفل على ح ّد �سواء‪ .‬وي�صيب ت�سمم الحمل نحو ‪ %5‬من الن�ساء‬ ‫في الن�صف الثاني من حملهن الأول‪ ،‬ويُعرف ب�أنه �ضغط الدم الذي‬ ‫يزيد عن ‪ .90/160‬وعاد ًة يك�شف اختبار البول عن وجود بروتين‬ ‫فيه‪ ،‬و�إذا لم يتم اكت�شافه فمن الممكن �أن يتطور الو�ضع �إلى حالة‬ ‫خطيرة جد ًا يُطلق عليها ت�سمم الحمل الذي ي�صيب المر�أة ببع�ض‬ ‫النوبات المر�ضية ال�سيئة وي�ضع ك ًال من الأم والجنين في خطر‪.‬‬ ‫من ال�ضروري في هذه الحالة �أن يتم دخول الم�ست�شفى والخ�ضوع‬ ‫للعالج المتخ�ص�ص‪ .‬و�إلى الآن ال يوجد ت�صور كامل عن �سبب هذه‬ ‫الحالة �أو حتى كيفية الوقاية منها‪ .‬ويعتبر ت�سمم الحمل �أقل �شيوع ًا‬ ‫في الحملين الثاني والثالث (�إذا كان الحمل من قِبل نف�س الأب)‪.‬‬ ‫لهذا ال�سبب‪ ،‬يتم فح�ص �ضغط الدم والبول في كل مرة تذهب‬ ‫فيها الحامل �إلى العيادة المتخ�ص�صة بالحمل‪ .‬و�إذا كان الطبيب قد‬ ‫لك من قبلُ �أحد الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط للمرة الأولى عند‬ ‫و�صف ِ‬ ‫حدوث الحمل‪ ،‬ف�إنه على الأرجح �سيتم التوقف عن تناول هذا العالج‬ ‫بمجرد �أن يتجاوز طفلك نحو �أ�سبوعين من العمر‪ ،‬ولكن �سيطلب‬ ‫الطبيب غالب ًا �أن تعودي من �أجل �إجراء الفحو�صات الدورية‪ .‬ولن‬ ‫يعاني معظم الن�ساء الذين �أ�صيبوا بارتفاع �ضغط الدم خالل فترة‬ ‫الحمل الأول‪ ،‬من �أي م�شكلة �أخرى في المرة المقبلة‪.‬‬

‫عالج �ضغط الدم في فترة الحمل‬

‫في فترة الحمل‪ ،‬تو�ضع قيود �شديدة على اختيار العقاقير الخاف�ضة‬ ‫ل�ضغط الدم‪ .‬ومن المعروف �أن ميثيل دوپا (�أحد الأدوية التي تعمل‬ ‫ب�شكل مركزي) �آمن تماماً‪ ،‬وقد يكون البيتالول �أي�ض ًا من الأدوية‬ ‫الآمنة‪ ،‬وقد تبين من خالل ثالث درا�سات �أن �أتينولول (�أحد حا�صرات‬ ‫بيتا) ي�ؤدي �إلى انخفا�ض نمو الطفل‪ ،‬ولذلك لم يعد يو�صى به بالن�سبة‬ ‫للن�ساء الحوامل �أو الن�ساء الالتي من المحتمل �أن ي�صبحن حوامل‪.‬‬ ‫ال ينبغي �أبد ًا �أن يتم ا�ستخدام مثبطات الأنزيم المحول‬ ‫للأنجيوتن�سين والأدوية الحا�صرة لم�ستقبالت الأنجيوتن�سين في فترة‬ ‫الحمل تحت �أي ظرف من الظروف‪ ،‬كما ال ينبغي �أبد ًا �أن تُ�ستخدم‬

‫‪132‬‬


‫حاالت خا�صة‬

‫تلك الأدوية في عالج الن�ساء الالتي �أ�صبحن على و�شك الوالدة‪.‬‬ ‫بع�ض التقارير تفيد ب�أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫قد ت�سبب بع�ض الت�شوهات الخلقية‪ ،‬على الرغم من �أن �آخر درا�سة‬ ‫مو�سَّ عة في �إنجلترا لم تثبت ت�أكيد هذه المخاطر‪.‬‬ ‫و�إذا تبين �أن �ضغط الدم يقاوم العالج‪ ،‬يمكن في هذه الحالة �أن تتم‬ ‫�إ�ضافة دواء نيفيديبين (�أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم) �إلى العالج‪،‬‬ ‫على الرغم من �أنه ال توجد �سوى معلومات محدودة عن ا�ستخدامه‪.‬‬ ‫ومن المعروف حالي ًا �أن الن�ساء الالتي �سبق لهن �أن عا َنيْنَ من‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم �أثناء الحمل ثم ا�ستقر لديهن بعد �أن تمت والدة‬ ‫الطفل‪ ،‬هن �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم وم�ضاعفاته في‬ ‫المراحل المت�أخرة من الحياة‪ .‬ولهذا ال�سبب‪ ،‬ينبغي �أن يتم فح�ص‬ ‫�أي �سيدة كانت تعاني من ارتفاع �ضغط الدم �أثناء الحمل على الأقل‬ ‫مرة واحدة في العام من قِبل طبيب العائلة �أو الممر�ضة الممار�سة‪.‬‬

‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من �أمرا�ض ال�صدر‬

‫�إن النقطة الأهم هي �أنه ال يمكن تناول �أدوية حا�صرات بيتا �إذا كان‬ ‫المري�ض يعاني من �أي �شكل من �أ�شكال الربو �أو ال�صفير عند التنف�س‬ ‫�أو �صعوبات التنف�س الم�شابهة‪ ،‬ولكن ال توجد �أي م�شكلة في ما يتعلق‬ ‫بالأدوية الأخرى الخاف�ضة لل�ضغط‪ .‬ومن الممكن �أن ت�ؤدي مثبطات‬ ‫الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين �إلى ال�سعال الجاف المزعج‪ ،‬لكن في‬ ‫العادة ال يكون ذلك مقترن ًا بحدوث �ضيق في التنف�س‪ .‬و�سيختفي ال�سعال‬ ‫بمجرد التوقف عن تناول الأقرا�ص‪ ،‬حيث يمكننا اعتماد الكثير من‬ ‫العالجات البديلة‪.‬‬

‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من الذبحة ال�صدرية‬

‫�إذا كنت تعاني من هذه الحالة‪� ،‬ستحتاج �إلى تقييم مف�صل‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك قيا�س م�ستويات الكول�ستيرول في الدم‪ ،‬و�إذا لزم الأمر‪،‬‬ ‫�ستتناول العقاقير الخاف�ضة للكول�ستيرول‪.‬‬ ‫قد تكون �أدوية حا�صرات بيتا مفيدة ب�شكل خا�ص في خف�ض وتيرة‬ ‫نوبات الذبحة ال�صدرية‪ ،‬لكنك �ستحتاج �إلى مراقبة دقيقة من قِبل‬ ‫الطبيب �أثناء الفترة التي تتناول فيها تلك الأدوية‪ .‬وينبغي �أن يُحال‬

‫‪133‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫معظم المر�ضى الذين يعانون من الذبحة ال�صدرية �إلى �أخ�صائي‬ ‫القلب في الم�ست�شفى من �أجل �إجراء ت�صوير مف�صل للقلب ب�أ�شعة‬ ‫�إك�س (ت�صوير الأوعية التاجية)‪.‬‬

‫بعد الإ�صابة ب�أزمة قلبية‬

‫بعد الإ�صابة ب�أزمة قلبية قد ي�ستفيد المري�ض من تناول الأدوية‬ ‫الخاف�ضة للدهون‪ ،‬مثل �سيمفا�ستاتين الذي ي�ؤدي �إلى خف�ض م�ستويات‬ ‫الكول�ستيرول في الدم‪ ،‬وذلك للتقليل من مخاطر الإ�صابة ب�أزمات‬ ‫قلبية �أخرى‪ .‬وقد تكون مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫وحا�صرات بيتا لها مزايا �إ�ضافية من وجهة نظرك؛ لأنها ف�ض ًال‬ ‫عن قدرتها على ال�سيطرة على �ضغط الدم‪ ،‬ف�إنها تجعل القلب يعمل‬ ‫بهدوء‪ ،‬كما ت�ساعد على حماية ع�ضلة القلب من �أي �أ�ضرار �أخرى‪.‬‬ ‫وعادة ما يو�صي الطبيب بتناول جرعة منخف�ضة من الأ�سبرين يومياً‪.‬‬

‫بعد الإ�صابة بال�سكتة الدماغية‬

‫�إذا كنت قد تعر�ضت للإ�صابة بال�سكتة الدماغية من قبل‪ ،‬فقد‬ ‫ي�ؤدي خف�ض �ضغط الدم ب�سرعة �إلى حدوث بع�ض الأ�ضرار‪ ،‬ولكن على‬ ‫المدى الطويل‪ ،‬ي�ؤدي الحفاظ على �ضغط الدم المنخف�ض �إلى الحد‬ ‫من خطر تكرار الإ�صابة بال�سكتة الدماغية‪ .‬ويتوقف اختيار الأدوية‬ ‫المنا�سبة للعالج على ر�أي الطبيب‪ ،‬وكونك قد تعر�ضت للإ�صابة بال�سكتة‬ ‫الدماغية ال يعني �أنه ال يمكن تناول بع�ض الأنواع من الأدوية‪ ،‬كما �أنه ال‬ ‫يعني �أن الأدوية الأخرى على وجه الخ�صو�ص قد تكون هي المنا�سبة‪.‬‬ ‫و�إذا �أظهرت نتائج االختبارات �أن �سبب ال�سكتة الدماغية هو الجلطة‬ ‫الدماغية (تجلط الدم في الدماغ) ولي�س حدوث نزيف في الدماغ‪ ،‬ف�إن‬ ‫الطبيب �سيطلب منك �أن تتناول الأ�سبرين بجرعات منخف�ضة‪.‬‬

‫التوتر واالكتئاب‬

‫�إذا كنت تعاني من االكتئاب �أو التوتر ب�ش�أن ارتفاع �ضغط الدم‪،‬‬ ‫فمن الجدير بالذكر �أن عالج ارتفاع �ضغط الدم عن طريق العقاقير‬ ‫الخاف�ضة لل�ضغط كانت �أعظم �إنجاز طبي خالل الخم�سين �سنة‬ ‫الما�ضية‪ ،‬وذلك لأنها �أدت �إلى انخفا�ض باهر في معدل الإ�صابة‬ ‫بالأزمة القلبية وال�سكتة الدماغية‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫حاالت خا�صة‬

‫وفي بع�ض الأحيان يتم �إعطاء جرعات منخف�ضة من حا�صرات بيتا‬ ‫للمر�ضى الذين يعانون من التوتر المفرط‪� ،‬أو الذين يتعر�ضون لبع�ض‬ ‫النوبات من الذعر‪ ،‬حيث يمكن �أن ي�ؤدي هذا العالج �إلى الحد من حدة‬ ‫التوتر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يوجد �أي ت�أثير لأدوية حا�صرات بيتا على تغيير‬ ‫المزاج العام للمري�ض‪ ،‬فهي لي�ست عقاقير نف�سية‪ ،‬كما �أنها لي�ست معنية‬ ‫على الإطالق بتغيير العادات (على عك�س الفاليوم‪/‬الديازيپام)‪.‬‬ ‫قد تكون الأدوية القديمة من حا�صرات بيتا مثل بروبرانولول‪،‬‬ ‫والعقاقير التي تعمل مركز ّي ًا مثل ميثيل دوپا‪ ،‬غير منا�سبة للمري�ض‬ ‫لأنها من الممكن �أن ت�ؤدي �إلى الخمول واالكتئاب والإرهاق‪ ،‬ولذلك �إذا‬ ‫كان لديك مَ يل نحو االكتئاب‪ ،‬فمن الأف�ضل �أن تتجنب هذه الأدوية‪.‬‬ ‫وال يوجد لأدوية الثيازيد المدرّة للبول من الفئات الحديثة من الأدوية‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪� ،‬أي �آثار على الحالة المزاجية للمري�ض‪.‬‬ ‫و�إذا كان االكتئاب الذي تعاني منه يتم التعامل معه عن طريق‬ ‫عالجات الليثيوم‪ ،‬يجب �أال تتناول �أدوية الثيازيد المدرّة للبول من‬ ‫�أجل خف�ض �ضغط الدم‪ ،‬وذلك لأن م�ستويات الليثيوم في الدم قد‬ ‫ترتفع بعد ذلك �إلى م�ستويات خطيرة للغاية‪.‬‬

‫حبوب منع الحمل‬

‫ت�ؤدي معظم حبوب منع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم‬ ‫�إلى ارتفاع �صغير وغير خطير في م�ستوى �ضغط الدم‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن �ضغط الدم االنب�ساطي يرتفع �إلى �أكثر من ‪ 90‬ملم زئبق عند‬ ‫نحو ‪ %5‬من الن�ساء ‪ -‬وت�شمل عاد ًة هذه الن�سبة المر�ضى كبار ال�سن‪،‬‬ ‫والمر�ضى ذوي الوزن الزائد والمر�ضى الذين لديهم تاريخ �سابق‬ ‫من قراءات �ضغط الدم المرتفعة‪ .‬وفي حاالت نادرة‪ ،‬من الممكن �أن‬ ‫ت�ؤدي حبوب منع الحمل وحدها �إلى ارتفاع �ضغط الدم الحاد حيث‬ ‫ي�صل �إلى الم�ستوى الذي يتطلب العالج‪.‬‬ ‫تتوفر مجموعة من الأدلة على �أن الم�ستح�ضرات التركيبية الحديثة‬ ‫التي يتم تناولها عن طريق الفم بجرعات منخف�ضة‪ ،‬وكذلك الحبوب‬ ‫التي تحتوي على هرمون البروج�سترون فقط ت�ؤدي �إلى ارتفاع طفيف‬ ‫في �ضغط الدم بالمقارنة مع الم�ستح�ضرات التركيبية القديمة التي يتم‬

‫‪135‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫تناولها عن طريق الفم بجرعات عالية‪ .‬ومن الممكن �أن تتناول المري�ضة‬ ‫حبوب منع الحمل التركيبية عن طريق الفم حتى لو كانت تعاني من‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬ب�شرط �أن تتم متابعتها بعناية من قِبل الطبيب‬ ‫�أو الممر�ضة الممار�سة‪ .‬ومن المهم للغاية �أن تتجنب المري�ضة زيادة‬ ‫الوزن‪ .‬ومعظم الم�ضاعفات التي قد تنجم عن تناول حبوب منع الحمل‬ ‫عن طريق الفم ت�صيب كبار ال�سن من الن�ساء الالتي يُدخنَّ ال�سجائر‪.‬‬

‫العالج بالهرمونات البديلة‬

‫‪HRT‬‬

‫تعتبر كمية هرمون الإ�ستروجين في العالج بالهرمونات البديلة‬ ‫(‪� )HRT‬أ�صغر بكثير من كمية هرمون الإ�ستروجين الموجودة في حبوب‬ ‫منع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم‪ .‬في الما�ضي‪ ،‬كان الأطباء‬ ‫حذرين بع�ض ال�شيء من و�صف العالج بالهرمونات البديلة للن�ساء‬ ‫الالتي يعانين من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬لكن اال�ستطالعات الأخيرة‬ ‫ت�شير �إلى �أن العالج بالهرمونات البديلة �آمن جد ًا ب�شرط �أن تتم مراقبة‬ ‫المري�ضة بعناية من قِبل الطبيب‪ .‬وال يعتبر ارتفاع �ضغط الدم في حد‬ ‫ذاته �سبب ًا لعدم تناول العالج بالهرمونات البديلة‪ ،‬ولكن يجب على‬ ‫المري�ضة �أن تتجنب الوزن الزائد الذي يمكن �أن يحدث �أحيان ًا مع هذا‬ ‫العالج‪ .‬ال يوجد �أي دليل على �أن العالج بالهرمونات البديلة يتعار�ض‬ ‫ب�أي �شكل من الأ�شكال مع الأدوية الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫اقترحت الدرا�سات ال�سابقة �أن العالج بالهرمونات البديلة ‪HRT‬‬ ‫قد يكون مرتبط ًا بحدوث انخفا�ض لمخاطر الإ�صابة بالأزمة القلبية‬ ‫وال�سكتة الدماغية‪ .‬ول�سوء الحظ‪� ،‬أظهرت التجارب التي �أجريت‬ ‫ب�شكل جيد على الدواء الوهمي �أن ذلك لي�س �صحيحاً‪ .‬وفي الواقع‪،‬‬ ‫حدث ارتفاع ب�سيط جد ًا في معدل الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب وال�سكتة‬ ‫الدماغية عند الن�ساء الالتي يتناولن العالج بالهرمونات البديلة‪.‬‬ ‫ونتيجة لتلك االكت�شافات‪ ،‬يرى معظم الأطباء �أنه ال ينبغي‬ ‫و�صف العالج بالهرمونات البديلة ‪ HRT‬عند محاولة منع �أمرا�ض‬ ‫القلب‪ ،‬ولكن ينبغي �أن يو�صف العالج بالهرمونات البديلة فقط لمنع‬ ‫الأعرا�ض المزعجة المرتبطة ب�سن الي�أ�س (تغيرات الحياة)‪ .‬ولم يعد‬ ‫يو�صى با�ستخدام العالج بالهرمونات البديلة لأكثر من خم�س �سنوات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫�إال �إذا كان ذلك �ضروري ًا بالفعل للتخفيف من الأعرا�ض المزعجة‪.‬‬ ‫‪136‬‬


‫حاالت خا�صة‬

‫الأطفال‬

‫نادر ًا ما يحدث ارتفاع �ضغط الدم ال�شديد عند الأطفال‪ ،‬و�إذا‬ ‫ما حدث ف�إنه غالب ًا ما يكون مرتبط ًا ب�أمرا�ض الكلى الخطيرة‪،‬‬ ‫لذا ينبغي �أن يتم فح�ص ه�ؤالء الأطفال في م�ست�شفيات الأطفال‬ ‫المتخ�ص�صة‪ .‬يعتبر الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والأطفال‬ ‫الذين لديهم تاريخ عائلي قوي من ارتفاع �ضغط الدم هم �أكثر‬ ‫الأطفال عُ ر�ض ًة للإ�صابة بارتفاع طفيف في �ضغط الدم‪ .‬و�إذا كنت‬ ‫تعاني من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬يجب عليك �أن تدرك �أن �أطفالك �أي�ض ًا‬ ‫قد يتعر�ضون لخطر الإ�صابة بارتفاع �ضغط الدم‪ .‬لذلك ينبغي �أن‬ ‫تت�أكد من �أن نظامهم الغذائي يحتوي على �أقل كمية من الملح بقدر‬ ‫الإمكان‪ .‬وب�صفة خا�صة‪ ،‬ال ت�سمح لهم بتناول كميات كبيرة من‬ ‫رقائق البطاط�س �أو الوجبات الخفيفة المملحة الأخرى �أو الأطعمة‬ ‫ال�سريعة مثل البرجر‪ .‬ومن المهم �أي�ض ًا عدم ال�سماح بازدياد وزنهم‪.‬‬ ‫وفي حاالت نادرة جداً‪ ،‬يمكن �أن يحدث ارتفاع �ضغط الدم نتيجة‬ ‫لمر�ض وراثي يطلق عليه ا�سم مر�ض التكي�س الكلوي‪ .‬ويتم ت�شخي�ص‬ ‫هذا المر�ض في حياة ال�شخ�ص البالغ‪ ،‬ولكن �إذا كان �أحد الوالدين‬ ‫يعاني من هذه الحالة فينبغي معرفة �أنه من المحتمل �أن ي�صاب‬ ‫ن�صف الأطفال بهذا المر�ض‪ .‬و�إذا كنت تعاني من مر�ض التكي�س‬ ‫الكلوي‪ ،‬فيجب اتخاذ الترتيبات الالزمة من �أجل فح�ص الأطفال‬ ‫والت�أكد من عدم وجود هذا المر�ض لديهم‪.‬‬

‫مر�ض ال�سكري‬

‫منذ عام ‪ ،1995‬حدث تقدم طبي كبير في فهم كيفية عالج‬ ‫المر�ضى الم�صابين بمر�ض ال�سكري‪ .‬ويعاني �أكثر من ن�صف ه�ؤالء‬ ‫المر�ضى من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬وتظهر نتائج كبيرة من خالل‬ ‫ا�ستخدام الأدوية الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫يتعر�ض مر�ضى ال�سكري لنوعين من تلف الأوعية الدموية‪:‬‬ ‫ •تلف الأوعية الدموية ال�صغيرة الذي ي�صيب �شرايين العينين‬ ‫والكليتين والأع�صاب‪.‬‬ ‫‪137‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ •تلف الأوعية الدموية الكبيرة الذي ي�صيب �شرايين الدماغ‬ ‫وال�ساقين والقلب‪.‬‬ ‫تو�صي‬ ‫وكحا�صل لتلك النتائج وغيرها من اال�ستنتاجات الأخرى‪ِ ،‬‬ ‫حالي ًا الجمعية البريطانية للعناية بمر�ضى ارتفاع �ضغط الدم‪،‬‬ ‫ب�ضرورة انخفا�ض �ضغط الدم لدى مر�ضى ال�سكري �إلى �أقل من‬ ‫‪ 80/130‬ملم زئبق‪� ،‬إذا كان ذلك ممكناً‪.‬‬

‫نوعان من مر�ض ال�سكري‬

‫من الجدير بالذكر �أي�ض ًا �أنه يوجد نوعان من مر�ض ال�سكري‪،‬‬ ‫مع وجود تداخل قليل بين النوعين‪ .‬يوجد مر�ض ال�سكري من النوع ‪1‬‬ ‫(المعتمد على الإن�سولين)‪ ،‬والذي يبد�أ في مرحلة الطفولة �أو المراحل‬ ‫المبكرة من الحياة‪ .‬ويعتبر المر�ضى الذين يعانون من هذا النوع من‬ ‫مر�ض ال�سكري‪� ،‬أكثر عُ ر�ضة لتلف الأوعية الدموية الدقيقة الذي‬ ‫ي�صيب الكلى و�شبكية العين‪ .‬ويتم تقريب ًا عالج جميع المر�ضى الذين‬ ‫يعانون من هذا النوع من ال�سكري عن طريق حقن الإن�سولين‪ .‬وبمجرد‬ ‫�أن ت�صاب الكلى بالتلف‪ ،‬يرتفع �ضغط الدم وي�صبح من ال�ضروري �أن‬ ‫يتم عالج ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫خالف ًا لذلك‪ ،‬يوجد مر�ض ال�سكري من النوع ‪( 2‬غير المعتمِ د‬ ‫على الإن�سولين) والذي ي�صيب عادة كبار ال�سن الذين يعانون من‬ ‫زيادة الوزن في كثير من الأحيان‪ ،‬والذين يعانون �أي�ض ًا من ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‪ .‬ويعتبر ه�ؤالء الأ�شخا�ص �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بالأزمات‬ ‫القلبية وال�سكتات الدماغية نتيجة لتلف الأوعية الدموية الكبيرة‪ .‬وقد‬ ‫يكون العالج في البداية من خالل النظام الغذائي �أو تناول الأقرا�ص‬ ‫الم�ضادة لمر�ض ال�سكري عن طريق الفم‪ ،‬كما يمكن �أن يتم عالج‬ ‫القليل من المر�ضى عن طريق حقن الإن�سولين‪ .‬وفي كال نوعي مر�ض‬ ‫ال�سكري‪ ،‬تبين �أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪)ACE‬‬ ‫وحا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين ت�ؤدي �إلى منع �أو ت�أخير الف�شل‬ ‫الكلوي حتى في حالة عدم وجود ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬وتتوفر الآن بع�ض‬ ‫الأدلة القوية على �أن خف�ض �ضغط الدم وخف�ض م�ستويات الكول�ستيرول‬ ‫في الدم عند مر�ضى ال�سكري‪ ،‬ي�ؤديان �إلى الوقاية من الأزمات القلبية‬ ‫‪138‬‬


‫حاالت خا�صة‬

‫وال�سكتات الدماغية‪ .‬و�أظهرت درا�سة بريطانية مهمة جد ًا نُ�شرت في‬ ‫عام ‪� 1998‬أن خف�ض �ضغط الدم �إلى ما دون ‪ 85/140‬ملم زئبقي كان‬ ‫مفيد ًا للغاية عند الأ�شخا�ص الم�صابين بمر�ض ال�سكري من النوع ‪.2‬‬ ‫يجب على كل الأ�شخا�ص الذين يعانون من مر�ض ال�سكري �أن‬ ‫يقوموا بفح�ص م�ستويات الكول�ستيرول في الدم وتناول العالج الذي‬ ‫ي�ؤدي �إلى تخفي�ضها �إذا كانت تلك الم�ستويات مرتفعة‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬من ال�ضروري محاولة �ضبط ن�سبة ال�سكر في الدم �إلى �أق�صى‬ ‫درجة ممكنة‪ ،‬وذلك �إما عن طريق الأقرا�ص �أو عن طريق الإن�سولين‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬من المهم للغاية �أن يتم خف�ض �ضغط الدم‪.‬‬ ‫وتوجد بع�ض الأدلة القوية على �أن اتباع نظام غذائي قليل الملح يكون‬ ‫خا�ص مع المر�ضى الذين يعانون من مر�ض ال�سكري‬ ‫مفيد ًا ب�شكل ّ‬ ‫من النوع ‪ ،2‬كما يعزز هذا النظام الغذائي �أي�ض ًا من ت�أثير بع�ض‬ ‫العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫من �أجل الو�صول �إلى الم�ستوى المطلوب من �ضغط الدم عند‬ ‫المر�ضى الذين يعانون من مر�ض ال�سكري‪ ،‬يكاد يكون من ال�ضروري‬ ‫دائم ًا �أن يتناول ه�ؤالء المر�ضى ما ال يقل عن اثنين �أو ثالثة‪ ،‬في‬ ‫بع�ض الأحيان‪ ،‬من مختلف �أنواع الأدوية الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬ ‫ويف�ضل حالي ًا معظم المتخ�ص�صين في عالج مر�ض ال�سكري �أن‬ ‫يتم ا�ستخدام مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين �أو حا�صرات‬ ‫م�ستقبالت الأنجيوتن�سين كعالج �أول‪ ،‬لأنه ثبت �أنها ت�ؤدي �إلى ت�أخير‬ ‫الف�شل الكلوي الذي ي�صيب مر�ضى ال�سكري‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،2007‬تم ن�شر تجربة دولية كبرى حول �ستخدام العقاقير‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم في عالج مر�ض ال�سكري (التجربة الدوائية‬ ‫«‪ - »ADVANCE‬للعناية بمر�ضى ال�سكري و�أمرا�ض الأوعية الدموية)‪.‬‬ ‫و�أظهرت هذه التجربة �أن عالج مر�ضى ال�سكري عن طريق مزيج‬ ‫من �أحد مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين والذي يطلق عليه‬ ‫پيريندوپريل‪ ،‬مع �أحد �أدوية الثيازيد المدرّة للبول والذي يطلق عليه‬ ‫�إنداباميد‪ ،‬قد �ساعد في الحد من حدوث م�ضاعفات مر�ض ال�سكري‬ ‫والأوعية الدموية‪ .‬وقد �أدى هذا العالج �إلى فائدة مماثلة عند ك ٍّل من‬ ‫المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم والأ�شخا�ص ذوي �ضغط‬ ‫‪139‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الدم الطبيعي‪ .‬و�أكدت هذه التجربة العديد من وجهات النظر التي تقول‬ ‫�إنه من الناحية العملية يجب على جميع المر�ضى الذين يعانون من‬ ‫مر�ض ال�سكري �أن يتناولوا �أحد مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫‪� ،ACE‬أو تناول �أحد حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين ‪� ،ARB‬إذا لم‬ ‫يتم تحمل مثبط الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‪.‬‬ ‫ومن ثم فمن المعتاد �إ�ضافة �أحد حا�صرات قنوات الكال�سيوم �إذا‬ ‫لزم الأمر‪ .‬ويمكن �أن ي�ؤدي ا�ستخدام �أدوية الثيازيد المدرّة للبول‬ ‫بجرعات عالية �إلى تفاقم مر�ض ال�سكري‪ ،‬وكان ذلك هو ال�سبب الذي‬ ‫جعلها �أقل �شيوع ًا في الما�ضي‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فمن المعروف حالي ًا �أنه �إذا‬ ‫تم ا�ستخدام �أدوية الثيازيد المدرّة للبول بالجرعة ال�صحيحة‪ ،‬ت�صبح‬ ‫هذه الأدوية مفيدة للغاية في عالج المر�ضى الذين يعانون من مر�ض‬ ‫ال�سكري‪ ،‬حيث يتم عاد ًة ا�ستخدام هذه الأدوية كعالج �إ�ضافي‪ .‬يوجد‬ ‫�إجماع متزايد على �أن الأولويات في عالج مر�ض ال�سكري من النوع ‪،2‬‬ ‫هي عالج �ضغط الدم والكول�ستيرول‪ .‬وي�ؤدي �أي�ض ًا خف�ض ن�سبة ال�سكر‬ ‫في الدم بع�ض الفوائد‪ ،‬لكن �ضغط الدم والكول�ستيرول �أكثر �أهمية‪.‬‬

‫كبار ال�سن‬

‫منذ عدة �سنوات‪ ،‬كان يُنظر �إلى كبار ال�سن على �أنهم مجموعة‬ ‫فرعية منف�صلة وينبغي �أن يتم التعامل معهم ب�شكل مختلف عن‬ ‫ال�شباب‪ ،‬ولكن من المعروف الآن �أن هذا الر�أي غير �صحيح‪.‬‬ ‫فكلما تقدم ال�شخ�ص في العمر‪ ،‬ارتفع �ضغط الدم لديه و�أ�صبحت‬ ‫بالمقابل مخاطر الإ�صابة بالأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية‬ ‫�أكبر‪ .‬وقد �أظهرت التجارب الأخيرة �أن عالج ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫عن طريق العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط هو العالج الفعال وخ�صو�ص ًا‬ ‫عند كبار ال�سن‪ ،‬حيث يمكن من خالل تلك العقاقير الوقاية من‬ ‫العديد من الأزمات القلبية وال�سكتات الدماغية‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬يزداد احتمال الإ�صابة بالأمرا�ض الأخرى عند كبار ال�سن‪،‬‬ ‫بما في ذلك مر�ض ال�سكري والتهاب المفا�صل‪ ،‬و�إذا كان المري�ض‬ ‫يعاني من �أحد هذه الأمرا�ض‪ ،‬ف�إنه قد يحتاج �إلى تناول الأدوية‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫حاالت خا�صة‬

‫خالف ًا لذلك‪ ،‬ال يتغير عالج ارتفاع �ضغط الدم �أ ّي ًا كان عمرك‪.‬‬ ‫�إذا كان م�ستوى �ضغط الدم با�ستمرار �أكبر من ‪ 100/160‬ملم‬ ‫زئبقي حتى بعد اتباع الن�صائح التي تخ�ص تغيير نمط الحياة‪ ،‬ف�إنه‬ ‫يجب عليك �أن تبد�أ في تناول الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط‪.‬‬ ‫ويبدو �أن �أدوية الثيازيد المدرّة للبول وحا�صرات قنوات الكال�سيوم‬ ‫تكون �أكثر فاعلية بينما تكون مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‬ ‫وحا�صرات بيتا �أقل فاعلية في عالج المر�ضى من كبار ال�سن‪ .‬وقد‬ ‫يحتاج المري�ض في بع�ض الأحيان �إلى تناول عقارين مختلفين‬ ‫بجرعات منخف�ضة بد ًال من تناول دواء واحد بجرعات عالية‪.‬‬ ‫ينبغي عليك �أن تت�أكد �أن �ضبط �ضغط الدم عن طريق الأدوية‬ ‫الخاف�ضة له يكون فعا ًال ب�شكل خا�ص في الوقاية من الإ�صابة بال�سكتات‬ ‫الدماغية‪ .‬وال يوجد ما يدعو لالعتقاد �أنك لن تمار�س الحياة الطبيعية‬ ‫الن�شطة �إذا قمت باتباع نظام غذائي �صحي ال يحتوي على الكثير من‬ ‫الملح‪ ،‬بل يحتوي على كميات كافية من الفاكهة والخ�ضروات الغنية‬ ‫بالبوتا�سيوم‪ .‬وقد �أدى عالج ارتفاع �ضغط الدم عن طريق الأدوية‬ ‫الخاف�ضة لل�ضغط عند كبار ال�سن �إلى نتائج رائعة في جميع الأعمار‪.‬‬ ‫�شَ هد عام ‪ 2008‬ن�شر تجربة عالجية كبرى تم �إجرا�ؤها على‬ ‫المر�ضى من الرجال والن�ساء الذين تزيد �أعمارهم عن ‪ 80‬عاماً‪،‬‬ ‫وكان يطلق على تلك الدرا�سة‪« :‬درا�سة فرط �ضغط الدم عند‬ ‫الطاعنين في ال�سن (‪ .»)HYVET‬وحتى ذلك الحين كانت توجد‬ ‫بع�ض ال�شكوك حول ما �إذا كان العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة‬ ‫لل�ضغط مفيد ًا في عالج المر�ضى في ذلك الع�صر �أم ال‪ .‬و�أ�شارت‬ ‫المعلومات القليلة المتوافرة في ذلك الوقت �إلى �أنه على الرغم‬ ‫من حدوث انخفا�ض في معدل الإ�صابة بال�سكتات الدماغية‪� ،‬إال‬ ‫�أن ذلك على ما يبدو كان يقابله ارتفاع طفيف في معدل الوفيات‬ ‫الناجمة عن الأ�سباب الأخرى‪ .‬وكان من الوا�ضح �أنه ال بد من‬ ‫�إجراء تجربة مخ�ص�صة لتو�ضيح هذه النقطة‪ .‬وفي درا�سة ‪،HYVET‬‬ ‫تم توزيع ‪� 3845‬شخ�ص ًا من الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫ب�شكل ع�شوائي من �أجل تناول �إما �أحد الأدوية المدرّة للبول ال�شبيهة‬ ‫بالثيازيد – وهو دواء �إنداپاميد ‪ -‬جنب ًا �إلى جنب مع تناول �أحد‬

‫‪141‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين‪ ،‬وهو دواء بيريندوبريل‪� ،‬أو‬ ‫تناول �أحد الأقرا�ص الوهمية المنا�سبة‪ .‬وكانت نتائج تلك التجربة‬ ‫رائعة للغاية‪ ،‬حيث كان العالج فعا ًال في تخفي�ض معدل الإ�صابة‬ ‫بال�سكتات الدماغية بن�سبة ‪ %30‬و تخفي�ض معدل الإ�صابة بق�صور‬ ‫في القلب بن�سبة ‪ ،%64‬كما حدث انخفا�ض بن�سبة ‪ %21‬في معدل‬ ‫الوفيات الناجمة عن الأ�سباب الأخرى‪ .‬وكانت الآثار الجانبية وردود‬ ‫الفعل ال�سلبية للأدوية‪� ،‬أكثر �شيوع ًا بين المر�ضى الذين تم اختيارهم‬ ‫ب�صورة ع�شوائية لتناول الأقرا�ص الوهمية‪.‬‬ ‫ويكاد يكون من الم�ؤكد �أن هذه التجربة التاريخية التي تم‬ ‫�إجرا�ؤها في المملكة المتحدة �ستكون التجربة الأخيرة التي يتم فيها‬ ‫توزيع المر�ضى ب�شكل ع�شوائي �إلى مجموعة تتناول العالج الن�شط‬ ‫الفعال‪ ،‬ومجموعة تتناول العالج الوهمي غير الفعال‪ .‬وتعتبر كل‬ ‫التجارب التي تتبع هذا الت�صميم في الوقت الحالي غير مبرَّرة من‬ ‫الناحية الأخالقية‪ .‬ومن المتفق عليه حالي ًا �أن جميع المر�ضى الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم في جميع الأعمار يجب �أن يتناولوا‬ ‫الأقرا�ص الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬

‫‪142‬‬

‫ ‬

‫ يجب تقييم �ضغط الدم بعناية عند الن�ساء الحوامل‪ ،‬ويعتبر‬ ‫العالج عن طريق العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم �ضروري ًا في‬ ‫بع�ض الأحيان‪.‬‬

‫ ‬

‫ ت�ؤثر �أمرا�ض القلب و�أمرا�ض ال�صدر ومر�ض ال�سكري على‬ ‫اختيار العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫ يتم عالج �ضغط الدم لدى المر�ضى الذين تزيد �أعمارهم‬ ‫عن ‪ 65‬عام ًا بالطريقة نف�سها التي يتم بها عالج �ضغط الدم‬ ‫لدى ال�شباب‪ ،‬وي�ساعد ذلك بالت�أكيد على الوقاية من الأزمات‬ ‫القلبية وال�سكتات الدماغية‪.‬‬


‫التقدم في مجال البحث‬ ‫في فرط ضغط الدم‬ ‫لقد كان مو�ضوع �ضغط الدم ب�شكل عام‪ ،‬وارتفاع �ضغط الدم‬ ‫ب�شكل خا�ص‪ ،‬محور عدد كبير من الأبحاث الطبية منذ الحرب‬ ‫العالمية الثانية‪ .‬ولقد ا�ستفدنا ب�شكل جيد من الدرا�سات ال�سكانية‬ ‫ال�ضخمة التي �أو�ضحت لنا الكثير حول الأ�شخا�ص الأكثر عُ ر�ضة‬ ‫لخطر الإ�صابة بالأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪ .‬وقد وجهت تلك‬ ‫الأبحاث االنتباه �إلى حقيقة �أن ارتفاع �ضغط الدم هو �أكثر حالة‬ ‫مر�ضية مزمنة منت�شرة على هذا الكوكب‪.‬‬ ‫ونظر ًا للحقيقة التي تقول �إن الأ�شخا�ص الذين يعتبر �ضغط الدم‬ ‫لديهم متو�سط ًا ​​ تمام ًا بالن�سبة لأعمارهم‪ ،‬هم �أكثر عر�ضة للإ�صابة‬ ‫بارتفاع �ضغط الدم من الأ�شخا�ص الذين يملكون �ضغط دم �أقل من‬ ‫المتو�سط​​‪ ،‬ف�إنه �إذا كان علينا �أن نفعل �أي �شيء للحد من عدد الأ�شخا�ص‬ ‫الذين ي�صابون ب�أمرا�ض القلب �أو الدماغ �أو الكلى‪ ،‬ينبغي �أن نبذل كل‬ ‫ما بو�سعنا من �أجل الو�صول �إلى انخفا�ض في متو�سط �ضغط الدم لدى‬ ‫مجموع ال�سكان‪ .‬وبالتالي يعتبر �ضغط الدم ق�ضية مهمة من ق�ضايا‬ ‫ال�صحة العامة التي يمكن حلها عن طريق �إجراءات ال�صحة العامة‪.‬‬ ‫تتوفر مجموعة من الأدلة القوية على �أنه يمكن تخفي�ض متو�سط �ضغط‬ ‫الدم عند ال�سكان بوا�سطة خطط ال�صحة العامة‪ .‬و�إذا كان من الممكن‬ ‫خف�ض متو�سط ​​ا�ستهالك الملح بين ال�سكان‪ ،‬ف�إن متو�سط �ضغط الدم‬ ‫�سينخف�ض‪ .‬والخبر ال�سار هو �أن انخفا�ض ًا حدث في المملكة المتحدة‬ ‫بن�سبة ‪ %10‬في متو�سط تناول الملح​​على مدى العقد الما�ضي‪.‬‬ ‫وبالمثل‪� ،‬إذا �أمكننا �أن ننجح في تحقيق بع�ض التراجع في الموجة‬ ‫‪143‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫المت�صاعدة من ال�سّ منة‪� ،‬سي�ستفيد جميع ال�سكان‪ .‬كما ينبغي تحقيق‬ ‫بع�ض التراجع في ما يخ�ص ارتفاع ا�ستهالك الم�شروبات الممنوعة‬ ‫وقلة الن�شاط البدني‪ .‬وكما �أو�ضحنا من قبل‪� ،‬أثبتت درا�سة «دا�ش» ‪-‬‬ ‫المناهج الغذائية للوقاية من الإ�صابة بفرط �ضغط الدم ‪� - DASH‬أن‬ ‫ا�ستراتيجيات النظام الغذائي ونمط الحياة يمكن �أن ت�ؤدي �إلى انخفا�ض‬ ‫�ضغط الدم ولو على المدى الق�صير‪ .‬وما زلنا في حاجة �إلى درا�سات‬ ‫�أكبر و�أطول مثل درا�سة ‪ DASH‬للبحث في هذه الم�س�ألة‪.‬‬ ‫ت�شير التوقعات �إلى �أن متو�سط ​​ �ضغط الدم عند ال�سكان في‬ ‫العالم النامي �سيرتفع مع زيادة التح�ضر‪� ،‬إ�ضافة �إلى اعتماد النمط‬ ‫الغربي في الحياة‪ ،‬واتباع الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات‬ ‫كبيرة من الدهون والملح‪ ،‬وانخفا�ض ا�ستهالك المنتجات النباتية‪.‬‬ ‫وقد �أ�صبح ارتفاع �ضغط الدم م�شكلة متزايدة في �أفريقيا و�آ�سيا‪ ،‬لذا‬ ‫يجب على �سلطات ال�صحة العامة في هذه البلدان النامية �أن تتجنب‬ ‫الأخطاء التي وقعنا فيها في الغرب‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد ال�صحة العامة‪ ،‬فمن غير المرجح �أن يتم اكت�شاف‬ ‫�أي عامل جديد غير متوقع من العوامل البيئية �أو نمط الحياة ك�سبب‬ ‫لمتو�سط �ضغط الدم بين ال�سكان �أو ك�سبب لحدوث ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم‪ .‬ولقد تبين من خالل الدرا�سة ال�سكانية «الدرا�سة العالمية» على‬ ‫العنا�صر الغذائية الكبرى وال�صغرى و�ضغط الدم ‪ ،INTERMAP‬التي‬ ‫�أجريت في المملكة المتحدة والواليات المتحدة وال�صين واليابان‪،‬‬ ‫�أن كل االختالفات تقريب ًا في �ضغط الدم التي تظهر بين ال�سكان عند‬ ‫المقارنة بينهم‪ ،‬يمكن تف�سيرها من خالل مختلف العوامل الغذائية‬ ‫ونمط الحياة‪ .‬ولقد تو�صل العلم �إلى معرفة �سبب ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫بين ال�سكان‪ ،‬ون�أمل في �أن ينخف�ض في يوم من الأيام‪.‬‬ ‫و�إذا تطرقنا �إلى ارتفاع �ضغط الدم على الم�ستوى الإكلينيكي‪،‬‬ ‫�سنجد �أي�ض ًا �أننا قد ح�صلنا على معلومات كثيرة ومهمة من خالل‬ ‫العديد من التجارب التي �أجريت ب�شكل جيد على عالج ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم‪ .‬ويكاد يكون من الم�ؤكد �أن تجربة درا�سة فرط �ضغط الدم عند‬

‫‪144‬‬


‫التقدم في مجال البحث في فرط �ضغط الدم‬

‫الطاعنين في ال�سن ‪� ،HYVET‬ستكون التجربة الأخيرة التي تتم فيها‬ ‫المقارنة بين العالج الن�شط الفعال‪ ،‬والعالج الوهمي غير الفعال‪ .‬ونعلم‬ ‫حالي ًا من هم المر�ضى الذين ي�ستفيدون من انخفا�ض �ضغط الدم‪،‬‬ ‫ومن هم المر�ضى الذين ال ي�ستفيدون من ذلك‪ .‬وربما تكون المجموعة‬ ‫الوحيدة التي نحتاج �إلى مزيد من المعلومات عنها هي الأطفال و�صغار‬ ‫البالغين‪ .‬ومن غير المرجح �أن يتم �إجراء �أي تجربة طويلة الأمد حول‬ ‫هذا المو�ضوع‪ ،‬حيث �إن الخطر من عُ مر خم�س �سنوات �إلى ع�شر �سنوات‬ ‫�ضئيل جد ًا �إلى حد �أن الدرا�سات قد تحتاج �إلى وجود ع�شرات الآالف‬ ‫من المر�ضى من �أجل �إعطائهم الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط �أو الأدوية‬ ‫الوهمية لمدة ع�شر �سنوات �أو �أكثر‪ ،‬ولذلك ف�إن التكلفة �ستكون باهظة‪.‬‬ ‫حتى الآن توجد تجربتان عن عالج ارتفاع �ضغط الدم على‬ ‫المدى الق�صير‪ .‬وتوجد حالة يطلق عليها «مقدمات فرط �ضغط‬ ‫الدم»‪ ،‬وهي الحالة التي يكون فيها م�ستوى �ضغط الدم عند ال�شخ�ص‬ ‫في الجزء الأعلى من المعدل الطبيعي‪ .‬ويوجد احتمال بن�سبة ‪%50‬‬ ‫في �أن ي�صاب ه�ؤالء الأ�شخا�ص بارتفاع �ضغط الدم الفعلي في‬ ‫ال�سنوات المقبلة من عمرهم خالل فترة تتراوح بين خم�س �سنوات‬ ‫وع�شر �سنوات‪ ،‬وعلى المدى الطويل‪ ،‬يوجد �أي�ض ًا احتمال �أكبر ب�أن‬ ‫ي�صاب ه�ؤالء الأ�شخا�ص ب�أمرا�ض القلب وال�سكتات الدماغية‪ .‬وال‬ ‫يمكن �إنكار الفائدة التي يمكن الح�صول عليها من �إعطاء العقاقير‬ ‫الخاف�ضة ل�ضغط الدم للأ�شخا�ص الذين يعانون من مقدمات ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‪ ،‬ولكن يبدو �أنه من غير الممكن �أن يتم القيام بتمويل‬ ‫و�إدارة التجارب طويلة الأجل‪.‬‬ ‫وبنا ًء على المالحظة التي تفيد ب�أن الأ�شخا�ص الم�صابين ب�ضعف‬ ‫وظائف الكلى هم �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة ب�أمرا�ض القلب مما قد يتوقع‬ ‫المرء بالنظر �إلى عوامل الخطر المعروفة للإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‬ ‫والأوعية الدموية‪ ،‬يفكر الأطباء في ما �إذا كانت توجد �آليات غير‬ ‫معروفة حتى الآن عن �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية التي ت�صيب‬ ‫ه�ؤالء المر�ضى‪ .‬وبالتالي توجد حاجة �إلى المزيد من البحث في‬ ‫�آليات تلف الأوعية الدموية‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫يوجد اهتمام متزايد في الوقت الحالي ب�ش�أن دور �ضغط الدم‬ ‫المركزي‪ .‬ويختلف �ضغط الدم الذي يتم قيا�سه في العيادات الطبية في‬ ‫الجزء العلوي من الذراع‪ ،‬عن �ضغط الدم المركزي الذي يمثل �ضغط‬ ‫الدم القريب من الدماغ والقلب والكليتين‪ .‬ويبدو �أن �ضغط الدم المركزي‬ ‫هو الأهم من الناحية العملية‪ .‬قريب ًا �سيكون من الممكن قيا�س �ضغط‬ ‫الدم المركزي من خالل الممار�سة الإكلينيكية الروتينية‪� ،‬إذ يوجد حالي ًا‬ ‫عدد كبير من البحوث التي تُجرى في هذا المجال‪ .‬وربما ي�صبح في يوم‬ ‫من الأيام �ضغط الدم المركزي هو ال�ضغط الذي يتم قيا�سه وعالجه‪.‬‬ ‫ال بد من الت�سا�ؤل عما �إذا كنا بحاجة �إلى المزيد من العقاقير‬ ‫الجديدة الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪ ،‬حيث توجد لدينا الآن خيارات‬ ‫ممتازة من الأدوية التي تخف�ض �ضغط الدم لكنها في الوقت نف�سه‬ ‫ت�ؤدي �إلى القليل من الآثار الجانبية‪ .‬هل نحن بحاجة �إلى �أكثر من‬ ‫ذلك؟ والجواب في ر�أي هذا الكاتب هو «ربما ال»‪ .‬وب�شكل عام‪،‬‬ ‫من المعروف حالي ًا كيف يتم التحكم في �ضغط الدم با�ستخدام‬ ‫العالجات التوليفية ‪ A + C + D‬التي تم تو�ضيحها من قبل (راجع‬ ‫�صفحة ‪ .)122‬فهل �ستكون الفئة الجديدة من الأدوية الخاف�ضة‬ ‫لل�ضغط لديها �أي ميزة على ما لدينا بالفعل؟ عموم ًا ينبغي ت�شجيع‬ ‫االبتكار الدوائي‪ ،‬ولكن هل �ستتجه الأولويات �إلى �أمور �أخرى في‬ ‫فترات الركود المالي العالمي ؟‬ ‫هناك مجال واحد نحتاج فيه �إلى المزيد من المعلومات حول‬ ‫كيفية التعامل مع الأقلية من المر�ضى الذين يعانون من �ضغط الدم‬ ‫المقاوم الذي ال يمكن ال�سيطرة عليه على الرغم من ا�ستخدام‬ ‫العالجات التوليفية ‪ .A + C + D‬ما هي �أف�ضل و�سيلة لعالج ه�ؤالء‬ ‫المر�ضى؟ من الوا�ضح �أننا بحاجة �إلى �إجراء �إحدى التجارب التي‬ ‫ت�ساعدنا في معرفة العقاقير التي يمكن �إ�ضافتها ك�صف رابع من‬ ‫الأدوية‪ .‬قد يظهر دواء جديد تماماً‪ ،‬غير متواجد حالياً‪� ،‬أو حتى لم‬ ‫يتم البدء في ت�صنيعه‪.‬‬ ‫�إنّ �أحد المجاالت المثيرة جد ًا لالهتمام وهو ا�ستخدام بتر‬ ‫الع�صب الكلوي لخف�ض �ضغط الدم‪ .‬وفي خم�سينيات القرن الما�ضي‪،‬‬

‫‪146‬‬


‫التقدم في مجال البحث في فرط �ضغط الدم‬

‫عندما كانت العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم غير متاحة �أو لم يكن‬ ‫من الممكن تحملها من قِبل المر�ضى‪ ،‬تم عالج بع�ض المر�ضى عن‬ ‫طريق قطع الع�صب ال�سمبثاوي ال�صدري القطني‪.‬‬ ‫كانت تلك عملية جراحية كبرى لقطع ال ُعقَد الع�صبية ال�سمبثاوية‬ ‫على كل جانب من جوانب العمود الفقري‪ .‬وقد �ساعد ذلك على‬ ‫انخفا�ض �ضغط الدم لكنه لم يكن مجدي ًا ب�شكل �شامل‪ .‬مع ظهور‬ ‫الأدوية الخاف�ضة ل�ضغط الدم الفعالة والمقبولة‪ ،‬لم تعد هناك حاجة‬ ‫لقطع الع�صب ال�سمبثاوي ال�صدري القطني‪ .‬وفي الآونة الأخيرة‪،‬‬ ‫كان هناك اهتمام متزايد ب�ش�أن عرقلة الأع�صاب ال�سمبثاوية التي‬ ‫تغذي الكليتين‪ .‬ويمكن �أن يتحقق ذلك الآن من دون عملية جراحية‬ ‫كبرى عن طريق �إدخال �أنبوب دقيق في �شريان الفخذ ثم دفع الأنبوب‬ ‫�إلى داخل ال�شرايين التي تغذي الكلى‪ .‬وفي هذا المكان يتم �إطالق‬ ‫نب�ضة من الموجات فوق ال�صوتية الحادة‪/‬ال�شديدة داخل ال�شريان‬ ‫الكلوي من �أجل بتر (تدمير) �أع�صاب الكلى في الجزء الخارجي‬ ‫من ال�شريان‪ .‬وقد �أظهرت البحوث الأولية حدوث انخفا�ض مثير‬ ‫في �ضغط الدم على المدى الق�صير‪ .‬وفي ال�سنوات الع�شر المقبلة‪،‬‬ ‫�سيكون دور بتر الع�صب الكلوي في عالج ارتفاع �ضغط الدم المقاوم‬ ‫هو محور الكثير من الأبحاث‪.‬‬ ‫توجد وجهة نظر تقول �إن الع�صر الذهبي للبحث في ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم يقترب من نهايته‪ .‬فنحن نعلم الآن لماذا يحدث ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم عند النا�س‪ ،‬كما نعرف من هم الأ�شخا�ص الذين ينبغي �أن يتم‬ ‫عالجهم من ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬ونعرف �أي�ض ًا كيفية عالج ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم‪ .‬وال�س�ؤال الكبير الآن هو كيف يمكن الوقاية من الإ�صابة‬ ‫بارتفاع �ضغط الدم من الأ�سا�س‪ ،‬وكيف يمكن الك�شف عنه عندما‬ ‫يحدث‪ ،‬وكيف يمكن تقديم العالج الفعال �إلى مئات الماليين من‬ ‫النا�س في جميع �أنحاء العالم‪ .‬هذا هو التحدي الذي علينا مواجهته‬ ‫في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫‪147‬‬


‫أسئلة وأجوبة‬ ‫ما هو فرط �ضغط الدم؟‬

‫يمكن تعريف فرط �ضغط الدم بب�ساطة على �أنه الحالة التي‬ ‫يكون فيها �ضغط الدم �أعلى من المتو�سط‪ .‬و�إذا ما ا�ستمر االرتفاع‬ ‫في ال�ضغط‪ ،‬فمن الممكن �أن ي�شتد خطر الإ�صابة بالأزمة القلبية �أو‬ ‫ال�سكتة الدماغية‪.‬‬

‫هل يمكن القيام ب�أي �شيء للوقاية من تلك الأمرا�ض؟‬

‫نعم‪ ،‬ي�ؤدي خف�ض �ضغط الدم بالت�أكيد �إلى الوقاية من الأزمات‬ ‫القلبية وال�سكتات الدماغية‪.‬‬

‫كيف يمكنني معرفة ما �إذا كنت م�صاباً بفرط �ضغط الدم �أم ال؟‬

‫تعتبر الطريقة الوحيدة لمعرفة ما �إذا كنت م�صاب ًا بارتفاع �ضغط‬ ‫الدم هي �أن يتم قيا�س �ضغط الدم من قِبل الطبيب �أو الممر�ضة‬ ‫الممار�سة‪ .‬و�أخ�شى �أنه ال توجد �أي عالقة بين ارتفاع �ضغط الدم و�أي‬ ‫�أعرا�ض محددة‪ ،‬بما في ذلك ال�صداع‪ .‬وبالتالي يجب على جميع البالغين‬ ‫في بريطانيا �أن يقوموا ب�إجراء فح�ص دوري‪/‬روتيني ل�ضغط الدم‪.‬‬

‫كيف يمكنني الح�صول على �ضغط دم منخف�ض؟‬

‫يمكنك �أن تقوم بذلك عن طريق اتباع نظام غذائيّ قليل الملح‬ ‫مع تناول الكثير من الفواكه والخ�ضروات الطازجة‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬يجب عليك �أن تحاول تجنب الوزن الزائد‪ ،‬و�أن تتناول كميات‬ ‫معتدلة من الم�شروبات الممنوعة‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫�أ�سئلة و�أجوبة‬

‫ما الحل �إذا لم يكن ذلك فعاالً؟‬

‫�إذا لم تنجح العالجات غير الدوائية وحدها في الح�صول على‬ ‫�ضغط الدم المنخف�ض‪ ،‬ف�إن العالج عن طريق الأدوية‪/‬العقاقير‬ ‫يكون �ضروري ًا في معظم الأحيان‪ .‬مع ذلك‪ ،‬توجد مجموعة كبيرة من‬ ‫العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪ ،‬ومن الممكن �أن ن�ضمن لك �أنك لن‬ ‫تعاني من �أي �آثار جانبية‪.‬‬

‫هل �س�أكون قادراً على التوقف عن العالج؟‬

‫ينبغي �أن يتم التوقف عن تناول الأدوية الخاف�ضة لل�ضغط تحت‬ ‫الإ�شراف الطبي والمتابعة الدقيقة فقط‪ .‬ويحتاج تقريب ًا جميع المر�ضى‬ ‫�إلى تناول العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط ب�شكل مطلق طوال حياتهم‪ .‬حتى‬ ‫لو كنت قادر ًا على وقف العالج‪ ،‬يجب عليك �أن تذهب �إلى الطبيب مرة‬ ‫على الأقل كل ب�ضعة �أ�شهر من �أجل الفح�ص والمتابعة‪.‬‬

‫ما هو �سبب ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫يبدو �أن ارتفاع �ضغط الدم ينجم عن التفاعل الذي يحدث بين‬ ‫العوامل الجينية (الموروثة) والعوامل التي ترتبط بنمط الحياة‪.‬‬ ‫وهناك اتجاه لدى جميع المجتمعات الغربية �إلى ا�ستهالك كميات‬ ‫كبيرة من الملح في الطعام‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يمكن �أن تكون زيادة‬ ‫الوزن والبدانة من �أ�سباب ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬كما يمكن �أن ي�ؤدي‬ ‫الإفراط في تناول الم�شروبات الممنوعة �إلى ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ال ن�ستطيع �إعطاء كل الإجابات عن هذا ال�س�ؤال في‬ ‫النهاية‪ .‬ومن الجدير بالذكر �أنه عند �أقلية �صغيرة جد ًا من النا�س‪،‬‬ ‫يمكن �أن نكت�شف �أن �أمرا�ض الكلى هي ال�سبب في ارتفاع �ضغط الدم‪.‬‬

‫هل �سي�ؤثر �ضغط الدم �أو طرق العالج على نمط حياتي؟‬

‫بالت�أكيد ال‪ ،‬حيث تتميز الأدوية الحديثة ب�أنها خالية تقريب ًا من‬ ‫الآثار الجانبية‪ ،‬و�ستعود في الغالب �إلى الحياة الطبيعية المليئة‬ ‫بالن�شاط والعمل والإثارة‪ .‬يعتبر المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع‬

‫‪149‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫�ضغط الدم ال�شديد فقط هم الذين يجب عليهم �أن يتوقفوا عن العمل‪،‬‬ ‫وحتى حينما يحدث ذلك‪ ،‬يكون التوقف لفترة وجيزة لي�س �أكثر‪.‬‬

‫ما مدى انت�شار فرط �ضغط الدم؟‬

‫يوجد ما يقرب من ع�شرة ماليين مواطن بريطاني م�صابين‬ ‫بارتفاع �ضغط الدم‪ .‬وال يحتاج جميع ه�ؤالء الأ�شخا�ص �إلى العالج‬ ‫عن طريق العقاقير الخاف�ضة لل�ضغط‪ ،‬لكنهم جميع ًا بحاجة �إلى‬ ‫�إ�شراف دقيق من قِبل الطبيب �أو الممر�ضة الممار�سة‪.‬‬

‫‪150‬‬


‫الجداول البيانية للتنبؤ بمخاطر‬ ‫أمراض القلب واألوعية الدموية‬ ‫يمكننا الآن �أن نح�سب ن�سبة خطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‬ ‫التاجية �أو ال�سكتة الدماغية في الم�ستقبل بالن�سبة لكل �شخ�ص‪ .‬وفي‬ ‫مار�س ‪ ،2004‬ن�شرت الجمعية البريطانية للعناية بمر�ضى ارتفاع‬ ‫�ضغط الدم (‪ )BHS‬تقريرها الرابع ب�ش�أن الإر�شادات العالجية‬ ‫للتعامل مع مر�ض ارتفاع �ضغط الدم‪ .‬تم ن�شر هذا التقرير في «مجلة‬ ‫ارتفاع �ضغط الدم عند الإن�سان» (جورنل �أوف هيومان هايبرتن�شن)‬ ‫بالإ�ضافة �إلى ن�سخة مخت�صرة في «المجلة الطبية البريطانية»‬ ‫(بريتي�ش مديكال جورنل)‪ .‬ت�ضمّن التقرير الرابع لجمعية ‪BHS‬‬ ‫مجموعة من الجداول البيانية الملونة التي يمكنك من خاللها ح�ساب‬ ‫احتمال الإ�صابة بالأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية في ال�سنوات‬ ‫الع�شر المقبلة من عمرك‪ .‬وكانت الجداول البيانية الملونة ال�سابقة‬ ‫ت�سمح بح�ساب خطر الإ�صابة بالأزمات القلبية فقط من دون �إمكانية‬ ‫ح�ساب خطر الإ�صابة بال�سكتة الدماغية‪ ،‬لذلك كانت ذات قيمة‬ ‫محدودة في عالج المر�ضى الذين يعانون من ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫والذين يتعر�ضون �أي�ض ًا لخطر الإ�صابة بال�سكتة الدماغية‪ .‬وتَعتمد‬ ‫هذه التوقعات على درا�سة متابعة ا�ستغرقت ‪ 54‬عام ًا في فرامنجهام‪،‬‬ ‫ما�سات�شو�ست�س‪ ،‬الواليات المتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫لقد تبين �أن تنب�ؤ فرامنجهام ينطبق ب�شكل كبير على غير‬ ‫الأميركيين‪ .‬و�إذا �أردت �أن تح�سب خطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‬ ‫والأوعية الدموية (‪ )CVD‬في ال�سنوات الع�شر المقبلة من عمرك‪،‬‬ ‫�سيكون عليك معرفة �ضغط الدم االنقبا�ضي الحالي (�أعلى قيمة‬ ‫لل�ضغط عندما يتم �ضخ الدم من القلب)‪ ،‬وكذلك ن�سبة الكول�ستيرول‬ ‫‪151‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الكلية في الدم مق�سومة على البروتين الدهني عالي الكثافة‬ ‫(كول�ستيرول ‪ ،)HDL‬والذي غالب ًا ما ي�شار �إليه با�سم «الكول�ستيرول‬ ‫الجيد»‪ .‬وبعد ذلك عليك �أن تختار الخانة ال�صحيحة من الر�سوم‬ ‫البيانية الملونة الموجودة في ال�صفحات من ‪156-154‬وفق ًا للجن�س‬ ‫والعمر‪.‬‬ ‫يمكنك بعد ذلك �أن ترى ما �إذا كانت ن�سبة الخطر للإ�صابة‬ ‫بالأمرا�ض القلبية الوعائية ن�سبة مرتفعة (�أكثر من ‪ %20‬على مدى‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة) �أم ن�سبة متو�سطة (من‪� )%20-10‬أم‬ ‫ن�سبة منخف�ضة (�أقل من ‪ .)%10‬وربما يحتاج الأ�شخا�ص الذين‬ ‫تزيد لديهم ن�سبة الخطر �إلى تناول العقاقير الخاف�ضة للكول�ستيرول‬ ‫�أي�ضاً‪� ،‬أما الحد الأدنى من ال�ضغط الذي يجب �أن يبد�أ معه العالج‬ ‫عن طريق تناول العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم هو ‪ 90/140‬ملم‬ ‫زئبق‪ .‬ويمكن من خالل التخفي�ض الناجح ل�ضغط الدم وتخفي�ض‬ ‫ن�سبة الكول�ستيرول في الدم‪� ،‬أن تتقل�ص ن�سبة الخطر للإ�صابة‬ ‫بالأمرا�ض القلبية الوعائية �إلى ح ّد كبير‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تبين‬ ‫هذه الجداول البيانية الفوائد الهائلة للإقالع عن التدخين‪ .‬وتعتبر‬ ‫الم�شاكل الرئي�سية في هذه الجداول البيانية هي �أنها لي�ست مفيدة‬ ‫بالن�سبة للمر�ضى الذين هم في الواقع �أكثر عُ ر�ضة للإ�صابة بالأزمة‬ ‫القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‪ ،‬كما �أن هذه الجداول ال ت�أخذ في االعتبار‬ ‫مر�ض ال�سكري المتزامن مع تلك الأمرا�ض �أو حتى ت�أثير التاريخ‬ ‫العائلي ال�سيئ للإ�صابة ب�أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‪ .‬كما توجد‬ ‫م�شكلة �أخرى في هذه الجداول‪ ،‬هي �أنه لم يتم الت�أكد من مدى‬ ‫دقتها وجودتها عند مر�ضى منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‪،‬‬ ‫والمر�ضى الذين يرجع �أ�صلهم �إلى جنوب �آ�سيا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تقدم هذه‬ ‫الجداول دلي ًال مفيداً‪ ،‬كما تلفت االنتباه �إلى �أهمية النظر �إلى جميع‬ ‫عوامل الخطر ولي�س فقط �إلى �ضغط الدم‪.‬‬

‫م�ستويات الكول�ستيرول‬

‫ي�أتي الكول�ستيرول الموجود في �أج�سامنا من م�صدرين هما‪:‬‬ ‫النظام الغذائي‪ ،‬وبع�ض الكول�ستيرول الذي ن�صنعه ب�أنف�سنا‪ .‬ولكي‬ ‫‪152‬‬


‫الجداول البيانية للتنب ؤ� بمخاطر �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‬

‫ي�صل الكول�ستيرول �إلى �أن�سجة الج�سم‪ ،‬ال بد من حمله في بالزما‬ ‫الدم في �شكل جزيئات ت�سمى «البروتينات الدهنية»‪ .‬وتُعرّف‬ ‫البروتينات الدهنية على �أنها عائلة من الجزيئات التي ت�شمل خم�س‬ ‫فئات رئي�سية‪ ،‬حيث لكل فئة من هذه البروتينات وظائف مختلفة‪.‬‬ ‫وقد تم تحديد �أ�سماء تلك البروتينات اعتماد ًا على الكثافة الن�سبية‪،‬‬ ‫و�أكثر فئات البروتينات �أهمية في ما يخ�ص نقل الكول�ستيرول هي‬ ‫البروتين الدهني منخف�ض الكثافة ‪ LDL‬والبروتين الدهني عالي‬ ‫الكثافة ‪ .HDL‬وتمثل جزيئات البروتين الدهني منخف�ض الكثافة‬ ‫‪ LDL‬معظم الكول�ستيرول الموجود في الدم‪ ،‬على الرغم من �أن عدد‬ ‫جزيئات البروتين الدهني عالي الكثافة ‪� HDL‬أكبر من عدد جزيئات‬ ‫‪ .LDL‬وال�سبب في ذلك هو �أن ‪ HDL‬يحتوي على ن�سبة كبيرة ن�سبي ًا من‬ ‫البروتين‪ ،‬ون�سبة قليلة ن�سبي ًا من الكول�ستيرول في كل جزيء‪.‬‬ ‫وي�ؤدي االرتفاع المتزايد في م�ستوى البروتين الدهني عالي‬ ‫الكثافة ‪ HDL‬في الدم‪� ،‬إلى انخفا�ض مخاطر الإ�صابة ب�أمرا�ض‬ ‫ال�شرايين التاجية‪ ،‬وي�ؤكد ذلك وجهة النظر التي تطلِق على ‪HDL‬‬ ‫ا�سم الكول�ستيرول الجيد‪ ،‬رغم �أن الأ�سباب التي ت�ؤدي �إلى ذلك لي�ست‬ ‫وا�ضحة تماماً‪ .‬ولكن ذلك قد يكون مرتبط ًا بالحقيقة التي تقول �إن‬ ‫‪ HDL‬يزيل الكول�ستيرول من الخاليا ويحمله �إلى الكبد‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫ي�ؤدي ‪� HDL‬إلى منع تراكم الكول�ستيرول في المواقع الحيوية مثل‬ ‫جدران ال�شرايين‪ ،‬ما يقلل من خطر ت�صلب ال�شرايين‪ .‬ويوجد احتمال‬ ‫�آخر لتف�سير الآثار الواقية لبروتين ‪ HDL‬وهو �أن لديه ن�شاط ًا م�ضاد ًا‬ ‫للأك�سدة‪ .‬ويُعتقد �أن �أك�سدة البروتين الدهني منخف�ض الكثافة ‪LDL‬‬ ‫تحدث قبل امت�صا�ص الجزيئات داخل جدران ال�شرايين‪ ،‬كما توجد‬ ‫بع�ض الأدلة‪ ،‬و�إن لم تكن مقنعة‪ ،‬على �أن المواد الم�ضادة للت�أك�سد قد‬ ‫تحُ ول دون حدوث هذا التغيير الذي يحدث في جزيئات ‪ ،LDL‬وبالتالي‬ ‫ت�ساعد في الوقاية من الإ�صابة بت�صلب ال�شرايين‪.‬‬

‫‪153‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫ح�ساب خطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‬

‫‪CVD‬‬

‫لح�ساب خطر الإ�صابة بالأمرا�ض القلبية الوعائية بالن�سبة لأي �شخ�ص على مدى‬ ‫الع�شر �سنوات المقبلة من عمره‪ ،‬ا�ستخدم الجدول (انظر ال�صفحتين ‪،155‬‬ ‫‪ )156‬لتحديد نوع الجن�س‪ ،‬وحالة التدخين (مدخن‪/‬غير مدخن)‪ ،‬والعمر‪.‬‬ ‫وبعد ذلك‪ ،‬عليك �أن تعرف‪:‬‬ ‫ •م�ستوى �ضغط الدم‪.‬‬ ‫ •الن�سبة الإجمالية للكول�ستيرول ‪.TC‬‬ ‫ •ن�سبة البروتين الدهني عالي الكثافة (‪ - )HDL‬و�إذا كانت غير معروفة‪،‬‬ ‫يمكن �أن تفتر�ض �أنها ت�ساوي ‪ 1.0‬مليمول‪/‬لتر‪.‬‬ ‫على �سبيل المثال‪� ،‬إذا كنت رجال يبلغ ‪ 50‬عام ًا من العمر‪ ،‬غير مدخن‪ ،‬وال‬ ‫تعاني من مر�ض ال�سكري‪ ،‬ولديك الن�سب التالية‪:‬‬ ‫ •م�ستوى �ضغط الدم = ‪ 80/120‬ملم زئبق‪.‬‬ ‫ •الن�سبة الإجمالية للكول�ستيرول ‪ 6.2= TC‬مليمول‪/‬لتر‪.‬‬ ‫ •ن�سبة البروتين الدهني عالي الكثافة (‪ 1.3 = )HDL‬مليمول‪/‬لتر‪.‬‬ ‫بالتالي �سيكون‪:‬‬ ‫ �ضغط الدم االنقبا�ضي ‪ 120 = SBP‬ملم زئبق‪.‬‬‫ الن�سبة الإجمالية للكول�ستيرول‪/‬ن�سبة البروتين الدهني عالي الكثافة‬‫‪.4.8 = 1.3/6.2 = TC/HDL‬‬

‫وبا�ستخدام الجدول ال�صحيح (انظر ال�صفحتين ‪ ،)156-155‬حدد‬ ‫على المحور العمودي و‪ TC/HDL‬على المحور الأفقي‪ ،‬ثم اقر�أ ن�سبة الخطر‬ ‫(انظر المثال �أدناه)‪.‬‬ ‫في الحالة التالية‪ ،‬ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأزمة القلبية �أو ال�سكتة الدماغية‬ ‫المميتة �أو غير المميتة‪� ،‬أقل من ‪ %10‬على مدى ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫الرجال الذين ال يعانون من مر�ض ال�سكري‬ ‫غير مدخن‬ ‫مدخن‬ ‫ ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬‫العمر �أقل من ‪ 50‬عام ًا‬ ‫القلبية الوعائية �أقل من ‪ %10‬في‬

‫‪SBP‬‬

‫‪t‬‬

‫‪154‬‬

‫‪t‬‬

‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬‫القلبية الوعائية ‪ %20-10‬في‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬‫القلبية الوعائية �أكثر من ‪ %20‬في‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬


‫الجداول البيانية للتنب ؤ� بمخاطر �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‬

‫الجداول البيانية للتنب�ؤ بمخاطر �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‬

‫الرجال الذين ال يعانون من مر�ض ال�سكري‬

‫ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬ ‫القلبية الوعائية �أقل من ‪ %10‬في‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬ ‫القلبية الوعائية ‪ %20-10‬في ال�سنوات‬ ‫الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬ ‫القلبية الوعائية �أكثر من ‪ %20‬في‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ن�سبة الخطر للإ�صابة‬ ‫بالأمرا�ض القلبية‬ ‫الوعائية في ال�سنوات‬ ‫الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫‪� = SBP‬ضغط الدم االنقبا�ضي‬ ‫(مم زئبق)‪.‬‬ ‫‪ = TC/HDL‬الن�سبة الإجمالية‬ ‫للكول�ستيرول‪ /‬ن�سبة البروتين‬ ‫الدهني عالي الكثافة‪.‬‬

‫غير مدخن‬ ‫مدخن‬ ‫العمر �أقل من ‪ 50‬عاماً‬

‫العمر من ‪ 59 – 50‬عام ًا‬

‫العمر ‪ 60‬عام ًا ف�أكثر‬

‫حقوق الطبع والن�شر‪-‬‬ ‫جامعة مان�ش�ستر‬

‫انظر �إلى الإر�شادات الموجودة في الإطار في ال�صفحة ‪ 154‬لمعرفة طريقة‬ ‫ا�ستخدام هذه الخرائط لح�ساب خطر الإ�صابة بالأمرا�ض القلبية الوعائية‬ ‫بالن�سبة لأي �شخ�ص على مدى الع�شر �سنوات المقبلة من عمره‪.‬‬ ‫‪155‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الجداول البيانية للتنب ؤ� بمخاطر �أمرا�ض القلب والأوعية الدموية‬

‫الن�ساء الالتي ال يعانين من مر�ض ال�سكري‬ ‫مدخن‬ ‫ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬ ‫القلبية الوعائية �أقل من ‪ %10‬في‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬ ‫القلبية الوعائية ‪ %20-10‬في‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ن�سبة الخطر للإ�صابة بالأمرا�ض‬ ‫القلبية الوعائية �أكثر من ‪ %20‬في‬ ‫ال�سنوات الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫ن�سبة الخطر للإ�صابة‬ ‫بالأمرا�ض القلبية‬ ‫الوعائية في ال�سنوات‬ ‫الع�شر المقبلة‪.‬‬

‫غير مدخن‬

‫العمر �أقل من ‪ 50‬عام ًا‬

‫العمر من ‪ 59 – 50‬عام ًا‬

‫‪� = SBP‬ضغط الدم االنقبا�ضي (ملم زئبق)‪.‬‬ ‫‪ = TC/HDL‬الن�سبة الإجمالية‬ ‫للكول�ستيرول‪ /‬ن�سبة البروتين الدهني‬ ‫عالي الكثافة‪.‬‬

‫العمر ‪ 60‬عام ًا ف�أكثر‬

‫حقوق الطبع والن�شر‪ -‬جامعة مان�ش�ستر‬

‫انظر �إلى الإر�شادات الموجودة في الإطار في ال�صفحة ‪ 154‬لمعرفة طريقة‬ ‫ا�ستخدام هذه الخرائط لح�ساب خطر الإ�صابة بالأمرا�ض القلبية الوعائية‬ ‫بالن�سبة لأي �شخ�ص على مدى ال�سنوات الع�شر المقبلة من عمره‪.‬‬ ‫‪156‬‬


‫الفهرس‬ ‫مقدمة‬

‫‪1. ...............................................................‬‬ ‫ما مدى انت�شار ارتفاع �ضغط الدم؟‪1. .......................................‬‬ ‫من الذي يعاني من ارتفاع �ضغط الدم؟ ‪1. ..................................‬‬ ‫كيف يتم ت�شخي�ص ارتفاع �ضغط الدم؟‪2. ...................................‬‬ ‫كيف يتم عالج ارتفاع �ضغط الدم؟‪2. .......................................‬‬ ‫المر�ض قليل الأعرا�ض ‪3. ...................................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية ‪3. .........................................................‬‬

‫ما هو �ضغط الدم؟‬

‫‪4. .............................................‬‬ ‫�ضغط الدم ‪4. ...............................................................‬‬ ‫الدورة الدموية ‪5. ...........................................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية ‪8. .........................................................‬‬

‫قيا�س �ضغط الدم‬

‫‪9. ................................................‬‬ ‫كم مرة يجب �أن يقا�س �ضغط الدم؟‪9. ......................................‬‬ ‫كيف يتم قيا�س �ضغط الدم؟‪10..............................................‬‬ ‫تحديد‪/‬قيا�س �ضغط الدم االنقبا�ضي ‪10....................................‬‬ ‫تحديد‪/‬قيا�س �ضغط الدم االنب�ساطي ‪10....................................‬‬ ‫‪157‬‬


‫�ضغط الدم‬ ‫م�شكالت القيا�س‪11.........................................................‬‬ ‫المري�ض ‪11.............................................................‬‬ ‫المراقب (المالحظ) ‪11...............................................‬‬ ‫الكفة ‪14................................................................‬‬ ‫جهاز قيا�س �ضغط الدم (المانومتر) ‪14...............................‬‬ ‫�أخذ قراءة �ضغط الدم ‪15...................................................‬‬ ‫�أيّ ذراع ينبغي ا�ستخدامه لقيا�س �ضغط الدم؟‪16......................‬‬ ‫الوقوف‪� ،‬أم الجلو�س‪� ،‬أم اال�ستلقاء ؟‪17.................................‬‬ ‫�ضغط الدم االنقبا�ضي و�ضغط الدم االنب�ساطي‪17..........................‬‬ ‫فرط �ضغط الدم الم�صاحب لر�ؤية الطبيب ‪18..............................‬‬ ‫جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪20.............................)ABPM‬‬ ‫جهاز قيا�س �ضغط الدم المنزلي (‪22............................ )HBPM‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪25.........................................................‬‬

‫ما هو فرط �ضغط الدم وما �أهميته؟‬

‫‪26..................‬‬ ‫ت�شخي�ص فرط �ضغط الدم‪26...............................................‬‬ ‫تعريف فرط �ضغط الدم ‪27.................................................‬‬ ‫القاتل ال�صامت (فرط �ضغط الدم) ‪28................................‬‬ ‫ما �سبب �أهمية فرط �ضغط الدم؟ ‪28.......................................‬‬ ‫عوامل الخطر الأخرى ‪29...................................................‬‬ ‫الآثار بعيدة المدى الرتفاع �ضغط الدم‪32...................................‬‬ ‫الذبحة ال�صدرية ‪32....................................................‬‬ ‫الأزمة القلبية ‪32.......................................................‬‬ ‫توقف القلب و�ضيق التنف�س‪32..........................................‬‬ ‫�ضربات القلب غير المنتظمة ‪34.......................................‬‬ ‫ال�سكتة الدماغية ‪35....................................................‬‬ ‫االختالل العقلي ‪36.....................................................‬‬ ‫‪158‬‬


‫الفهر�س‬ ‫مر�ض ال�شريان المحيطي‪36............................................‬‬ ‫تلف ال ُكلى ‪36...........................................................‬‬ ‫تلف العين ‪37...........................................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪38.........................................................‬‬

‫ما الذي ي�سبب فرط �ضغط الدم؟‬

‫‪39......................‬‬ ‫ت�صنيف فئات فرط �ضغط الدم‪39..........................................‬‬ ‫عوامل الخطر الرتفاع �ضغط الدم‪39........................................‬‬ ‫كيف يقوم الج�سم بتنظيم و�ضبط �ضغط الدم؟ ‪41..........................‬‬ ‫الجهاز الع�صبي الودي (ال�سمبثاوي)‪41................................‬‬ ‫جهاز الرينين–�أنجيوتن�سين‪42.........................................‬‬ ‫الكال�سيوم ‪42...........................................................‬‬ ‫ما �سبب �أهمية نمط الحياة؟ ‪44.............................................‬‬ ‫تناول الملح ‪45..........................................................‬‬ ‫الدليل من الدرا�سات ‪46...........................................‬‬ ‫الأطفال والملح‪47..................................................‬‬ ‫الوزن ‪48................................................................‬‬ ‫م�ؤ�شر كتلة الج�سم ‪49..............................................‬‬ ‫ن�سبة محيط الخ�صر �إلى محيط الحو�ض ‪49......................‬‬ ‫�أهمية �إنقا�ص الوزن‪51.............................................‬‬ ‫تناول الم�شروبات الممنوعة ‪51.........................................‬‬ ‫التوتر ‪52...............................................................‬‬ ‫التوتر ق�صير الأمد (غير المزمن) ‪53.............................‬‬ ‫التوتر طويل الأمد (المزمن)‪53...................................‬‬ ‫تناول البوتا�سيوم ‪54....................................................‬‬ ‫الدهون الحيوانية‪57....................................................‬‬ ‫ت�أثير النظام الغذائي على �ضغط الدم‪57...............................‬‬ ‫التمارين الريا�ضية ‪57..................................................‬‬

‫‪159‬‬


‫�ضغط الدم‬ ‫�أعرا�ض فرط �ضغط الدم ‪58................................................‬‬ ‫ال تنتظر حتى ت�شعر بالمر�ض لكي تقوم بفح�ص �ضغط الدم‪58.........‬‬ ‫ما مدى �شيوع‪/‬انت�شار فرط �ضغط الدم؟ ‪59................................‬‬ ‫التباين الجغرافي‪61....................................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪63.........................................................‬‬

‫كيف يتم التحقق من ارتفاع �ضغط الدم؟‬

‫‪64............‬‬ ‫لماذا نحتاج �إلى �إجراء مزيد من االختبارات؟‪64...........................‬‬ ‫االختبارات الروتينية‪65.....................................................‬‬ ‫اختبار البول‪69.........................................................‬‬ ‫اختبار الدم‪69..........................................................‬‬ ‫مخطط كهربية القلب ‪70........................................ ECG‬‬ ‫اختبارات �أخرى ‪71.....................................................‬‬ ‫ت�صوير الكلى بالموجات فوق ال�صوتية ‪73..........................‬‬ ‫جمع عينات البول على مدار يوم كامل ‪73..........................‬‬ ‫مخطط �صدى القلب ‪75............................................‬‬ ‫عالجات مخ�ص�صة للمري�ض ‪75........................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪76.........................................................‬‬

‫العالج من دون عقاقير‬

‫‪77.......................................‬‬ ‫�أهمية النظام الغذائي ونمط الحياة‪77......................................‬‬ ‫تقليل تناول الملح ‪77........................................................‬‬ ‫�إجراء التغييرات‪78.....................................................‬‬ ‫الملح و�صناعة المواد الغذائية‪78.......................................‬‬ ‫بدائل الملح‪79..........................................................‬‬ ‫التحكم في الوزن‪80.........................................................‬‬ ‫االعتدال في تناول الم�شروبات الممنوعة‪81.................................‬‬ ‫‪160‬‬


‫الفهر�س‬ ‫ممار�سة التمارين الريا�ضية‪81..............................................‬‬ ‫المكمالت الغذائية المحتوية على البوتا�سيوم ‪82...........................‬‬ ‫ا�ست�شارة اخت�صا�صي عند التوتر ‪82........................................‬‬ ‫العالجات التكميلية ‪83......................................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪84.........................................................‬‬

‫العالج عن طريق العقاقير‬

‫‪85..................................‬‬ ‫تطور العالج عن طريق العقاقير ‪85.........................................‬‬ ‫عالج كبار ال�سن‪86..........................................................‬‬ ‫التحكم في �ضغط الدم‪87...................................................‬‬ ‫ا�ستخدام عالجات متعددة (العالجات التوليفية) ‪88..................‬‬ ‫�ضغط الدم الذي ي�صعب التحكم فيه‪88................................‬‬ ‫العالج طويل الأمد ‪89.......................................................‬‬ ‫تغيير نمط الحياة‪90....................................................‬‬ ‫التوقف عن العالج ‪91..................................................‬‬ ‫مراقبة الحالة ال�صحية والعالج‪91..........................................‬‬ ‫العقاقير الخاف�ضة ل�ضغط الدم ‪92.........................................‬‬ ‫الأدوية الحا�صرة للأنجيوتن�سين ‪94.........................................‬‬ ‫مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪94....................... )ACE‬‬ ‫حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪98.................. )ARB‬‬ ‫مثبطات الرينين المبا�شرة (‪99............................ )DRI‬‬ ‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم ‪100................................ CCB‬‬

‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم من م�شتقات البيريدينات‬ ‫ثنائية الهيدروجين ‪102.................................... DHP‬‬ ‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم من غير م�شتقات البيريدينات‬ ‫ثنائية الهيدروجين ‪103............................. non-DHP‬‬ ‫ُم ِد ّرات البول‪104.......................................................‬‬ ‫�أدوية الثيازيد‪104.................................................‬‬

‫‪161‬‬


‫�ضغط الدم‬ ‫مدرات البول ال�شبيهة ب�أدوية الثيازيد‪107.........................‬‬ ‫الأدوية المد ّرة للبول الحافظة للبوتا�سيوم ‪107....................‬‬ ‫الأدوية الأخرى الخاف�ضة ل�ضغط الدم‪110.............................‬‬ ‫حا�صرات الم�ستق ِبل بيتا ‪110......................................‬‬ ‫حا�صرات الم�ستقبل �ألفا ‪115......................................‬‬ ‫العقاقير مركزية العمل ‪116.......................................‬‬ ‫مبا�شرة الت�أثير‪119..............................‬‬ ‫مو�سعات الأوعية ِ‬ ‫ِّ‬ ‫العالجات التوليفية‪119................................................‬‬ ‫�إر�شادات الجمعية البريطانية للعناية بمر�ضى فرط �ضغط الدم (‪120.... )BHS‬‬ ‫فرط �ضغط الدم المقاوم للعالج الثالثي ‪122............. A + C + D‬‬ ‫قاطنو منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‪ ،‬والمر�ضى ذوو الأ�صول الآ�سيوية ‪124.....‬‬ ‫مجتمع قاطني منطقة الكاريبي ذوي الأ�صول الأفريقية‪124............‬‬ ‫المجتمع الآ�سيوي‪127..................................................‬‬ ‫الجماعات العرقية الأخرى‪128.............................................‬‬ ‫دواء الأ�سبرين ‪128.........................................................‬‬ ‫العقاقير الخاف�ضة للكول�ستيرول‪129........................................‬‬ ‫الفوائد العالمية لنمط الحياة ال�صحي‪130.................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪130.......................................................‬‬

‫حاالت خا�صة‬

‫‪131....................................................‬‬ ‫الن�ساء الحوامل ‪131........................................................‬‬ ‫مقدمات ت�سمم الحمل‪131.............................................‬‬ ‫عالج �ضغط الدم في فترة الحمل ‪132.................................‬‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من �أمرا�ض ال�صدر‪133...........................‬‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من الذبحة ال�صدرية ‪133.........................‬‬ ‫بعد الإ�صابة ب�أزمة قلبية ‪134...............................................‬‬ ‫بعد الإ�صابة بال�سكتة الدماغية‪134.........................................‬‬ ‫التوتر واالكتئاب‪134........................................................‬‬ ‫‪162‬‬


‫الفهر�س‬ ‫حبوب منع الحمل ‪135......................................................‬‬ ‫العالج بالهرمونات البديلة ‪136...................................... HRT‬‬ ‫الأطفال ‪137................................................................‬‬ ‫مر�ض ال�سكري ‪137.........................................................‬‬ ‫نوعان من مر�ض ال�سكري ‪138..............................................‬‬ ‫كبار ال�سن‪140..............................................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪142.......................................................‬‬

‫التقدم في مجال البحث في فرط �ضغط الدم‬

‫‪143...‬‬

‫�أ�سئلة و�أجوبة‬

‫‪148....................................................‬‬ ‫ما هو فرط �ضغط الدم؟ ‪148...............................................‬‬ ‫هل يمكن القيام ب�أي �شيء للوقاية من تلك الأمرا�ض؟ ‪148.................‬‬ ‫كيف يمكنني معرفة ما �إذا كنت م�صاب ًا بفرط �ضغط الدم �أم ال؟ ‪148......‬‬ ‫كيف يمكنني الح�صول على �ضغط دم منخف�ض؟‪148.......................‬‬ ‫ما الحل �إذا لم يكن ذلك فعا ًال؟‪149........................................‬‬ ‫هل �س�أكون قادر ًا على التوقف عن العالج؟ ‪149.............................‬‬ ‫ما هو �سبب ارتفاع �ضغط الدم؟‪149........................................‬‬ ‫هل �سي�ؤثر �ضغط الدم �أو طرق العالج على نمط حياتي؟‪149...............‬‬ ‫ما مدى انت�شار فرط �ضغط الدم؟ ‪150.....................................‬‬

‫الجمعية البريطانية للعناية بمر�ضى ارتفاع �ضغط‬ ‫الدم ‪ -‬الجداول البيانية للتنب�ؤ بمخاطر �أمرا�ض‬ ‫القلب والأوعية الدموية ‪151...................................‬‬ ‫م�ستويات الكول�ستيرول ‪152.................................................‬‬

‫‪163‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫فهر�س الجداول والر�سوم التو�ضيحية‬ ‫�ضغط الدم ‪4................................................................‬‬ ‫جهاز الدورة الدموية (القلب والأوعية الدموية) ‪6..........................‬‬ ‫الت�سل�سل الذي ي�شكل �ضربات القلب‪7........................................‬‬ ‫ما الذي يحدد �ضغط الدم؟ ‪8...............................................‬‬ ‫كيف يتم قيا�س �ضغط الدم؟ ‪12.............................................‬‬ ‫قيا�س �ضغط الدم ‪15........................................................‬‬ ‫جهاز قيا�س �ضغط الدم المتنقل (‪21.............................)ABPM‬‬ ‫�أجهزة قيا�س �ضغط الدم الأوتوماتيكية ‪23..................................‬‬ ‫الجلطة الدموية في ال�شريان التاجي (الخثار التاجي)‪30...................‬‬ ‫عوامل الخطر لمر�ض القلب التاجي (‪31........................... )CHD‬‬ ‫التغيرات التي ت�سبب الذبحة ال�صدرية �أو ال�سكتة القلبية‪33.................‬‬ ‫توقف القلب و�ضيق التنف�س‪34...............................................‬‬ ‫ال�سكتة الدماغية ‪35.........................................................‬‬ ‫تلف الكلى ‪37...............................................................‬‬ ‫العوامل التي تزيد من خطر الإ�صابة بالأمرا�ض القلبية الوعائية‪40.........‬‬ ‫ال�شرينات ال�ضيقة (المنقب�ضة) والمت�سعة (المنب�سطة) ‪43................‬‬ ‫فرط �ضغط الدم‪ :‬الم�شاكل التي تحدث في م�سار الدورة الدموية ‪44.......‬‬ ‫ت�أثير ارتفاع �ضغط الدم الم�ستمر على القلب‪45.............................‬‬ ‫الوزن المطلوب (كم ينبغي �أن يكون وزنك؟) ‪50............................‬‬ ‫وحدات تناول الم�شروبات الممنوعة (ما هي الوحدة؟) ‪52..................‬‬ ‫�أهمية تناول الطعام ال�صحي‪55.............................................‬‬ ‫ت�أثير النظام الغذائي على �ضغط الدم ‪56...................................‬‬

‫ن�سبة الوفيات الناجمة عن الإ�صابة بمر�ض القلب التاجي موزعة ح�سب‬ ‫المناطق في المملكة المتحدة ‪62............................................‬‬ ‫االختبارات الروتينية‪65.....................................................‬‬ ‫‪164‬‬


‫الفهر�س‬ ‫ا�ستعمال مخطط كهربية القلب ‪70................................... ECG‬‬ ‫الت�صوير بالموجات فوق ال�صوتية ‪73........................................‬‬ ‫تخطيط القلب بالموجات فوق ال�صوتية ‪74.................................‬‬ ‫التحكم في فرط �ضغط الدم ‪92.............................................‬‬ ‫�أ�سماء الأدوية ‪93............................................................‬‬ ‫مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪95....................... )ACE‬‬ ‫كيفية عمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتن�سين (‪ )ACE‬وحا�صرات‬ ‫م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪96...................................... )ARB‬‬ ‫حا�صرات م�ستقبالت الأنجيوتن�سين (‪98........................... )ARB‬‬ ‫حا�صرات قنوات الكال�سيوم ‪100..................................... CCB‬‬ ‫كيفية عمل حا�صرات قنوات الكال�سيوم ‪101................................‬‬ ‫�أدوية الثيازيد المد ّرة للبول ‪105............................................‬‬ ‫كيفية عمل �أدوية الثيازيد المد ّرة للبول‪106.................................‬‬ ‫حا�صرات الم�ستقبل بيتا‪110................................................‬‬ ‫كيفية عمل حا�صرات الم�ستقبل بيتا‪111....................................‬‬ ‫حا�صرات الم�ستقبل �ألفا ‪115...............................................‬‬ ‫كيفية عمل حا�صرات الم�ستقبل �ألفا‪117....................................‬‬ ‫العقاقير مركزية العمل‪118.................................................‬‬ ‫الإر�شادات العالجية لعام ‪ 2011‬ال�صادرة عن المعهد الوطني لل�صحة‬ ‫والتميز الإكلينيكي ‪ NICE‬في ما يخ�ص اختيار الدواء للمر�ضى الذين‬ ‫يعانون من ارتفاع �ضغط الدم ‪122..........................................‬‬ ‫ح�ساب خطر الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب والأوعية الدموية ‪154......... CVD‬‬ ‫الرجال الذين ال يعانون من مر�ض ال�سكري ‪155............................‬‬ ‫الن�ساء الالتي ال يعانين من مر�ض ال�سكري ‪156............................‬‬

‫‪165‬‬



‫صفحاتك‬

‫هذا الكتاب يحتوي ال�صفحات التالية لأنها قد ت�ساعدك على‬ ‫�إدارة مر�ضك �أو حالتك وعالجها‪.‬‬ ‫وقد يكون مفيداً‪ ،‬قبل �أخذ موعد عند الطبيب‪ ،‬كتابة الئحة‬ ‫ق�صيرة من الأ�سئلة المتعلقة ب�أمور تريد فهمها لتت�أكد من �أنك لن‬ ‫تن�سى �شيئاً‪.‬‬ ‫يمكن �أن ال تكون بع�ض ال�صفحات مرتبطة بحالتك‪.‬‬ ‫و�شكر ًا لكم‪.‬‬

‫‪167‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫تفا�صيل الرعاية ال�صحية للمري�ض‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫‪168‬‬


‫�صفحاتك‬

‫تفا�صيل الرعاية ال�صحية للمري�ض‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫‪169‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫م�شاكل �صحيّة ملحوظة �سابقاً ‪� -‬أمرا�ض‪ /‬جراحات‪/‬‬ ‫فحو�صات‪ /‬عالجات‬ ‫الم�شكلة‬

‫‪170‬‬

‫ال�شهر ال�سنة‬

‫العمر حينها‬


‫�صفحاتك‬

‫م�شاكل �صحيّة ملحوظة �سابقاً ‪� -‬أمرا�ض‪ /‬جراحات‪/‬‬ ‫فحو�صات‪ /‬عالجات‬ ‫الم�شكلة‬

‫ال�شهر ال�سنة‬

‫العمر حينها‬

‫‪171‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫م�شاكل �صحيّة ملحوظة �سابقاً ‪� -‬أمرا�ض‪ /‬جراحات‪/‬‬ ‫فحو�صات‪ /‬عالجات‬ ‫الم�شكلة‬

‫‪172‬‬

‫ال�شهر ال�سنة‬

‫العمر حينها‬


‫�صفحاتك‬

‫م�شاكل �صحيّة ملحوظة �سابقاً ‪� -‬أمرا�ض‪ /‬جراحات‪/‬‬ ‫فحو�صات‪ /‬عالجات‬ ‫الم�شكلة‬

‫ال�شهر ال�سنة‬

‫العمر حينها‬

‫‪173‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫مواعيد الرعاية ال�صحية‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫‪174‬‬


‫�صفحاتك‬

‫مواعيد الرعاية ال�صحية‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫‪175‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫مواعيد الرعاية ال�صحية‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫‪176‬‬


‫�صفحاتك‬

‫مواعيد الرعاية ال�صحية‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫‪177‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫العالج (العالجات) الحالية المو�صوفة من قبل طبيبك‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫‪178‬‬


‫�صفحاتك‬

‫العالج (العالجات) الحالية المو�صوفة من قبل طبيبك‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫‪179‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫�أدوية �أخرى‪ /‬متممات غذائية تتناولها من دون و�صفة طبيّة‬

‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫‪180‬‬


‫�صفحاتك‬

‫الأ�سئلة التي �ستطرحها خالل موعدك مع الطبيب‬

‫(تذكّر �أن الطبيب يعمل تحت �ضغط كبير لناحية الوقت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف�إن اللوائح الطويلة لن ت�ساعدكما كليكما)‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪181‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫الأ�سئلة التي �ستطرحها خالل موعدك مع الطبيب‬

‫(تذكّر �أن الطبيب يعمل تحت �ضغط كبير لناحية الوقت‪ ،‬وبالتالي ف�إن‬ ‫اللوائح الطويلة لن ت�ساعدكما كليكما)‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪182‬‬


‫�صفحاتك‬

‫الأ�سئلة التي �ستطرحها خالل موعدك مع الطبيب‬

‫(تذكّر �أن الطبيب يعمل تحت �ضغط كبير لناحية الوقت‪ ،‬وبالتالي ف�إن‬ ‫اللوائح الطويلة لن ت�ساعدكما كليكما)‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪183‬‬


‫�ضغط الدم‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪184‬‬


‫�صفحاتك‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪185‬‬


‫كتب طبيب العائلة‬ ‫معلومات وخيارات و�صحة �أف�ضل‬ ‫الكتب المتوفرة من هذه ال�سل�سلة‪:‬‬ ‫• التوحّ د‪ ،‬فرط الحركة‪ ،‬خلل القراءة • �أم���را����ض ال��ع��ي��ون‪ ،‬ال��م��ي��اه البي�ضاء‬ ‫والزَّرق‬ ‫والأداء‬ ‫• الغذاء والتغذية‬ ‫• الكحول وم�شاكل ال�شرب‬ ‫• ق�صور القلب‬ ‫• الح�سا�سية‬ ‫• ج���راح���ة ال��ت��ه��اب مف�صلي ال���ورك‬ ‫• �ألزهايمر و�أنواع �أخرى من الخرف‬ ‫والرّكبة‬ ‫• الذبحة ال�صدرية والنوبات القلبية‬ ‫• ع�سر اله�ضم والقرحة‬ ‫• القلق ونوبات الذعر‬ ‫• متالزمة القولون الع�صبي‬ ‫• داء المفا�صل والروماتيزم‬ ‫• �سن الي�أ�س والعالج الهرموني البديل‬ ‫• الربو‬ ‫• ال�����ص��داع الن�صفي و�أن����واع ال�صداع‬ ‫• �آالم الظهر‬ ‫الأخرى‬ ‫• �ضغط الدّم‬ ‫• ه�شا�شة العظام‬ ‫• الأمعاء‬ ‫• مر�ض باركن�سون‬ ‫• �سرطان الثدي‬ ‫• الحمل‬ ‫• �سلوك الأطفال‬ ‫• ا�ضطرابات البرو�ستاتا‬ ‫• �أمرا�ض الأطفال‬ ‫• ال�ضغط النف�سي‬ ‫• الكول�ستيرول‬ ‫• ال�سكتة الدماغية‬ ‫• داء االن�سداد الرئوي المزمن‬ ‫• الأمرا�ض الن�سائية‪ ،‬داء المبي�ضات‬ ‫• االكتئاب‬ ‫والتهابات المثانة‬ ‫• مر�ض ال�سكري‬ ‫• ا�ضطرابات الغدة الدرقية‬ ‫• الإكزيما‬ ‫• دوالي ال�ساقين‬ ‫ال�صرع‬ ‫• داء ّ‬

‫�أكثر من خم�سة ماليين ن�سخة �أجنبية مباعة في بريطانيا!‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.