مرض باركنسون

Page 1

‫كتب طبيب العائلة‬

‫مرض باركنسون‬

‫‪Family Doctor Books‬‬

‫‪Parkinson's Disease‬‬

‫مرض‬ ‫باركنسون‬

‫«�أقدّر و�أعلم �أنّ المر�ضى يقدّرون �أي�ض ًا المعلومات الج ّيدة والموثوقة‪ .‬وتو ّفر كتب طبيب العائلة‬ ‫ال�صادرة عن الرابطة الطب ّية البريطان ّية هذا النوع من المعلومات التي ال ب ّد من قراءتها»‪.‬‬ ‫ال�صحة‪.‬‬ ‫الدكتور ديفيد كولين‪-‬ثوم؛ مدير الرعاية ال�صح ّية الأول ّية‪ ،‬ق�سم‬ ‫ّ‬ ‫«�إن المر�ضى الذين يعانون من م�شاكل طب ّية وال ي�ستطيعون اتّخاذ القرارات العالج ّية الفور ّية‬ ‫بحاج ٍة �إلى معلومات موجزة وموثوقة‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬ما عليهم �سوى االطالع على كتب طبيب‬ ‫العائلة ال�صادرة عن الرابطة الطب ّية البريطان ّية؛ �إنني �أن�صح بقراءتها»‪.‬‬ ‫الدكتورة هيالري جونز؛ طبيبة عامة‪ ،‬مذيعة‪ ،‬وكاتبة‪.‬‬

‫ال�صحة �أو المر�ض‬ ‫«يلج�أ الكثير من المر�ضى �إلى الإنترنت بهدف الح�صول على المعلومات عن‬ ‫ّ‬ ‫ وهذا �أمر خطير جد ًا‪� .‬أنا �أن�صح ه�ؤالء الأ�شخا�ص بقراءة كتب طبيب العائلة ال�صادرة عن‬‫الرابطة الطب ّية البريطان ّية لأ ّنها بمثابة الم�صدر الأول للمعلومات‪� .‬إ ّنها �سل�سلة ممتازة»!‬ ‫الدكتور كري�س �ستيل؛ طبيب عام‪ ،‬مذيع‪ ،‬وكاتب‬

‫مرض باركنسون‬

‫مثالي للمر�ضى‪ .‬فهي تت�ض ّمن معلومات وا�ضحة‬ ‫«تم ّثل �سل�سلة كتب طبيب العائلة م�صدر معلومات ّ‬ ‫الحالي في مجال‬ ‫الذهبي‬ ‫وموجزة وحديثة ومن�صو�صة من قبل الخبراء الرائدين‪� ،‬إنها المعيار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫توفير المعلومات للمر�ضى‪ .‬وقد د�أبت على ن�صح مر�ضاي بقراءتها منذ �سنوات»‪.‬‬ ‫الدكتور مارك بورتر؛ طبيب عام‪ ،‬مذيع‪ ،‬وكاتب‪.‬‬

‫الربوفي�سور توين �شابريا‬ ‫ترجمة‪ :‬هال �أمان الدين‬

‫الخ�صائ�ص التي تتم ّيز بها كتب طبيب العائلة‪:‬‬

‫• مكتوبة من قبل ا�ست�شار ّيين رائدين في مجاالت االخت�صا�ص‬ ‫• من�شورة بالتعاون مع الرابطة الطب ّية البريطان ّية‬ ‫ب�شكل منتظم‬ ‫• خا�ضعة للتحديث والمراجعة من قبل الأط ّباء ٍ‬

‫الثقافة العلمية للجميع‬ ‫(ثقافتك)‬

‫كتاب‬ ‫‪114‬‬


‫مرض باركنسون‬ ‫الربوفي�سور توين �شابريا‬ ‫ترجمة‪ :‬هال �أمان الدين‬


‫الثقافة‬ ‫العلمية‬ ‫للجميع‬ ‫(ثقافتك)‬

‫كتاب‬ ‫‪114‬‬

‫املجلة العربية‪1434 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة امللك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬ ‫�شابريا‪ ,‬توين‬ ‫مر�ض باركن�سون‪ / .‬توين �شابريا؛ هال �أمان الدين ‪ -‬الريا�ض‪1434 ،‬هـ‬ ‫‪� 144‬ص ؛ ‪� 19 * 11٫5‬سم‬ ‫ردمك ‪978-603-8138-17-5 :‬‬ ‫‪ -1‬باركن�سون (مر�ض) �أ‪ .‬العنوان ‬ ‫‪1434 / 9015‬‬ ‫ديوي ‪616,833‬‬ ‫رقم الإيداع‪1434 / 9015 :‬‬ ‫ردمك‪978-603-8138-17-5 :‬‬

‫ب‪� .‬أمان الدين‪ ،‬هال (مرتجمة)‬

‫تنبيه‬

‫ال ي�ش ّكل هذا الكتاب بدي ًال عن الم�شورة الطبيّة ال�شخ�صية‪ ،‬بل يمكن اعتباره مكم ًال لها للمري�ض الذي‬ ‫يرغب في فهم المزيد عن حالته‪ .‬قبل البدء ب�أي نوع من العالجات‪ ،‬يجب دائم ًا ا�ست�شارة الطبيب‬ ‫المخت�ص‪ .‬وهنا تجدر الإ�شارة‪ ،‬على �سبيل المثال ال الح�صر‪� ،‬إلى �أن العلوم الطبيّة في تقدّم م�ستمر‬ ‫و�سريع‪ ،‬و�أن بع�ض المعلومات حول الأدوية والعالجات المذكورة في هذا الكتيّب‪ ،‬قد ت�صبح قديمة قريب ًا‪.‬‬

‫الطبعة الأوىل ‪1435‬هـ ‪2014 -‬م‬

‫جميع حقوق الطبع محفوظة‪ ،‬غير م�سموح بطبع �أي جزء من �أجزاء هذا الكتاب‪� ،‬أو‬ ‫اختزانه في �أي نظام الختزان المعلومات وا�سترجاعها‪� ،‬أو نقله على �أي هيئة �أو ب�أي و�سيلة‪،‬‬ ‫�سواء كانت �إلكترونية �أو �شرائط ممغنطة �أو ميكانيكية‪� ،‬أو ا�ستن�ساخ ًا‪� ،‬أو ت�سجي ًال‪� ،‬أو‬ ‫غيرها �إال في حاالت االقتبا�س المحدودة بغر�ض الدرا�سة مع وجوب ذكر الم�صدر‪.‬‬

‫رئي�س التحرير‪ :‬د‪ .‬عثمان ال�صيني‬ ‫ملرا�سلة املجلة على الإنرتنت‪:‬‬

‫‪www.arabicmagazine.com‬‬

‫‪info@arabicmagazine.com‬‬

‫الريا�ض‪ :‬طريق �صالح الدين الأيوبي (ال�ستني) ‪� -‬شارع املنفلوطي‬ ‫تليفون‪ 966-1- 4778990 :‬فاك�س‪� ،966-1- 4766464 :‬ص‪.‬ب‪ 5973 :‬الريا�ض ‪11432‬‬ ‫هذا الكتاب من �إ�صدار‪Family Doctor Publications Limited :‬‬ ‫‪Copyrights ©2013 - All rights reserved.‬‬

‫‪Understanding Parkinson's Disease was originally‬‬ ‫‪published in English in 2010. This translation is published by‬‬ ‫‪arrangment with Family Doctors Publication Limited.‬‬


‫عن الكاتب‬

‫البروفي�سور توني �شابيرا هو بروفي�سور‬ ‫في علم الأع�صاب ال�سريري وطبيب‬ ‫�أع�صاب ا�ست�شاري‪� ،‬صاحب خبرة‬ ‫كبيرة في معالجة الم�صابين بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬يتركز اهتمامه ب�شكل‬ ‫�أ�سا�سي على البحث عن �أ�سباب هذا‬ ‫المر�ض والم�ساعدة في تطوير عالجات‬ ‫جديدة له‪.‬‬


‫خبرات المريض‬ ‫ت�شارك المعرفة والخبرة ب�ش�أن ال�صحة المعت ّلة‬

‫يتمتع كثير من الأ�شخا�ص الذين عانوا من م�شكلة �صحية مع ّينة‬ ‫بحكمة �أكبر نتيجة ذلك‪.‬‬ ‫ونحن نجعل من موقعنا الإلكتروني (‪،)www.familydoctor.co.uk‬‬ ‫م�صدر ًا يمكن لمن يرغبون في معرفة المزيد عن مر�ض ما �أو‬ ‫حالة ما‪ ،‬اللجوء �إليه لال�ستفادة من خبرات من يعانون من هذه‬ ‫الم�شاكل‪.‬‬ ‫و�إن كنت قد عانيت من تجربة �صح ّية يمكن �أن تعود بالفائدة‬ ‫على من يعانون من الحالة نف�سها‪ ،‬ندعوك �إلى الم�شاركة في‬ ‫�صفحتنا عبر النقر على تبويب «خبرة المري�ض» في الموقع‬ ‫‪( www.familydoctor.co.uk‬انظر في الأ�سفل)‪.‬‬ ‫ •�ستكون معلوماتك في �صفحة «خبرة المري�ض» مجهولة الهو ّية‬ ‫بالكامل‪ ،‬ولن يكون هناك �أي رابط يدل عليك‪ ،‬كما لن نطلب �أي‬ ‫معلومات �شخ�صية عنك‪.‬‬ ‫ •لن تكون �صفحة «خبرة المري�ض» منتدى �أو مح ًال للنقا�ش‪ ،‬فال‬ ‫فر�صة للآخرين لأن يدلوا بتعليقاتهم �إن بالإيجاب �أو بال�سلب‬ ‫على ما كتبت‪.‬‬ ‫‪Click here‬‬


‫المحتويات‬

‫مقدمة‪1.............................................................‬‬

‫كيف يعمل الدماغ‬

‫‪4.................................................‬‬

‫خ�صائ�ص مر�ض باركن�سون ‪13. ...................................‬‬ ‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‪22. ..........................‬‬ ‫ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون ‪39. ....................................‬‬ ‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‪50. ...................‬‬ ‫العملية الجراحية لمر�ض باركن�سون‪71. ...........................‬‬ ‫�أ�سئلة تُطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون ‪78. .................‬‬ ‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‪92. ..................................‬‬ ‫�آفاق الم�ستقبل ‪107. ................................................‬‬ ‫معجم الم�صطلحات‪110. ...........................................‬‬ ‫الفهر�س ‪114. .......................................................‬‬ ‫�صفحاتك‪122. ......................................................‬‬



‫مقدمة‬

‫ما هو مر�ض باركن�سون؟‬

‫يهدف هذا الكتاب �إلى تقديم �شرح مب�سط عن مر�ض باركن�سون‬ ‫ب�أ�سلوب وا�ضح و�سهل الفهم‪ .‬ف�إذا كنت �أو كان �أحد �أقاربك �أو‬ ‫�أ�صدقائك المقربين من الم�صابين بهذا المر�ض‪ ،‬ف�سي�ساعدك هذا‬ ‫الكتاب على التعامل ب�إيجابية مع عالجاته‪ ،‬والتعاي�ش اليومي معه‪.‬‬ ‫كما يمكنك قراءة هذا الكتاب بهدف الإلمام �أو لالطالع على كل‬ ‫جديد يحدث على �صعيد هذا المر�ض‪.‬‬ ‫مر�ض باركن�سون هو من �أكثر اعتالالت الجهاز الع�صبي �شيوعا‪ً.‬‬ ‫ي�ؤثر هذا المر�ض في حركة الع�ضالت‪ ،‬وتعود معظم �أعرا�ضه �إلى‬ ‫حدوث تلف في الخاليا الع�صبية في منطقة �صغيرة جد ًا من الدماغ‪.‬‬ ‫وتتمثل مظاهره الأ�سا�سية باالرتعا�ش‪ ،‬وت�صلب الع�ضالت والحركات‬ ‫البطيئة‪ ،‬وتمنح هذه الأعرا�ض �صاحب المر�ض في النهاية هيئة‬ ‫خا�صة وطريقة م�شي مختلفة‪.‬‬ ‫من �أجل الإلمام بهذا المر�ض ال بد �أن تفهم بنية الدماغ ووظائفه‬ ‫�أو ًال‪ .‬وهذا ما يتناوله الف�صل الأول من هذا الكتاب‪ .‬و�أما الف�صول‬ ‫الثالثة التالية فتقدم �شرح ًا لمظاهر المر�ض‪ ،‬وكيفية التعرف �إليه‪،‬‬ ‫‪1‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫وكل ما هو معروف عن �أ�سباب الإ�صابة به‪.‬‬ ‫كان الدكتور جيم�س باركن�سون �أول من و�صف هذا المر�ض عام‬ ‫المرجح �أن المر�ض كان موجود ًا منذ مئات‬ ‫‪ 1817‬في لندن‪ .‬ومن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ال�سنين‪ ،‬غير �أنه �أ�صبح �أكثر �شيوعا في الزمن الحالي‪ .‬وهذا �أمر‬ ‫متوقع لأن مر�ض باركن�سون ال ي�صيب في الأغلب �إال من ّ‬ ‫تخطى‬ ‫ال�ستين �أو ال�سبعين من العمر‪ ،‬وقد بات معظمنا يعي�شون �إلى هذه‬ ‫ال�سن‪ .‬كما �أن الأطباء اليوم �أكثر دراية بهذا المر�ض‪ ،‬وهم قادرون‬ ‫على ت�شخي�صه ب�شكل �أف�ضل‪ .‬ويرى البع�ض �أن عوامل �أخرى‪ ،‬منها‬ ‫التلوث البيئي‪� ،‬ساهمت في زيادة انت�شاره (راجع �صفحة ‪.)29-28‬‬ ‫تمكنت الأبحاث الطبية من تحديد بع�ض الأ�سباب البيوكيميائية‬ ‫للمر�ض‪ ،‬وكيفية ت�أثيرها في وظائف الدماغ م�سبب ًة الأعرا�ض‬ ‫المتعارف عليها‪ .‬والأهم من ذلك هو �أن الأبحاث مهدت الطريق‬ ‫لتوفير عالج لهذه الأعرا�ض‪ .‬وي�شرح الف�صل «الأدوية الم�ستخدمة‬ ‫لعالج مر�ض باركن�سون» (�صفحة ‪ )50‬كيفية معالجة هذا المر�ض‬ ‫با�ستخدام العقاقير‪ .‬فقد �أ ّدت العقاقير الحديثة‪ ،‬التي ابتكرت‬ ‫في ال�سنوات الع�شر الأخيرة‪� ،‬إلى حدوث تغيرات م�ؤثرة في مجال‬ ‫ال�سيطرة على �أعرا�ض المر�ض والت�أثيرات ال�شكلية للم�صابين به‬ ‫حديث ًا‪ .‬ويتركز العديد من الأبحاث‪ ،‬في الوقت الراهن‪ ،‬على تطوير‬ ‫عالجات ت�ساهم في الحد من �سرعة تقدم المر�ض‪� ،‬أو حتى تج ّنب‬ ‫ذلك‪ .‬ومن المتوقع �أن تتوفر مثل هذه العقاقير في غ�ضون ال�سنوات‬ ‫الع�شر القادمة‪ .‬وبتوا�صل التقدم في هذا المجال فقد ت�صبح بع�ض‬ ‫�أجزاء هذا الكتاب غير ذات �صلة ب�سبب التطور القائم‪ .‬و�سوف نقوم‬ ‫بمراجعة دائمة للم�ستجدات‪ ،‬بهدف تحديث هذا الكتاب بح�سب ما‬ ‫تقت�ضيه الحاجة‪.‬‬ ‫و�سنناق�ش في الف�صول الالحقة من هذا الكتاب الأوجه العملية‬ ‫للتعاي�ش مع هذا المر�ض‪ -‬وهو ما قد ي�صبح �أكثر �سهولة �إذا ما‬ ‫جرى ا�ستخدام الدعم المتوفر �إلى �أق�صى الحدود‪ ،‬مثل المعالجين‬ ‫الفيزيائيين والممر�ضات المتخ�ص�صات‪.‬‬ ‫ومن ناحيتي �أهدي هذا الكتاب �إلى جميع الم�صابين بمر�ض‬ ‫‪2‬‬


‫مقدمة‬

‫باركن�سون‪ ،‬ولزوجاتهم (و�أزواجهم) ولأفراد عائالتهم الآخرين –‬ ‫فهم ي�شكلون م�صدر �إلهام للذين يواجهون م�شاكل �أقل �صعوبة في‬ ‫الحياة‪ .‬كما �أهديه �إلى الأطباء والعلماء الذين يعملون جاهدين‬ ‫لتطوير عالج نهائي لهذا المر�ض‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ مر�ض باركن�سون هو من �أكثر اعتالالت الجهاز الع�صبي‬ ‫�شيوع ًا‬ ‫ ي�صيب مر�ض باركن�سون في الأغلب من تجاوزوا ال�ستين �أو‬ ‫ال�سبعين من العمر‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫كيف يعمل الدماغ‬

‫لكل جز ٍء من �أجزاء الدماغ المختلفة وظيفة مختلفة‬

‫انطالق ًا من �أن �أعرا�ض مر�ض باركن�سون هي نتيجة حدوث‬ ‫تغيرات في الدماغ‪ ،‬فقد يكون من المفيد التعرف قلي ًال �إلى كيفية‬ ‫عمل الدماغ‪.‬‬ ‫يقع دماغ الإن�سان داخل الجمجمة‪ ،‬وتمتد منه الأع�صاب نحو‬ ‫العينين والأنف‪ ،‬وعبر قاعدة الجمجمة و�صو ًال �إلى العمود الفقري‪،‬‬ ‫وهذه ال�شبكة من الأع�صاب هي التي ت�ش ّكل الجهاز الع�صبي‬ ‫المركزي‪ .‬ويحتوي الدماغ على ماليين الخاليا الع�صبية‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى‬ ‫�أنواع �أخرى من الخاليا التي ت�ساعد الأع�صاب على القيام بوظائفها‬ ‫على �أتم وجه‪ .‬ولكل �إن�سان �أنواع خا�صة من الخاليا الع�صبية في‬ ‫�أجزاء مختلفة من دماغه‪ ،‬وي�ستخدم ك ُّل منها لوظيفة محددة‪.‬‬ ‫ت�ش ّكل ق�شرة الدماغ (�أو اللحاء) الطبقة الخارجية للدماغ‪ ،‬وهي‬ ‫عبارة عن �سطح مث ّلم‪ ،‬يبدو �شك ًال مثل حبة الجوز! وتنق�سم ق�شرة‬ ‫الدماغ �إلى عدة �أق�سام‪ ،‬وتحتوي على ن�سبة مرتفعة من الخاليا‬ ‫الع�صبية‪ .‬ويقع اللحاء الحركي (ويطلق عليه هذا اال�سم لأنه يتحكم‬ ‫بالحركة) في مقدمة الدماغ‪ ،‬وهو مهم جد ًا في القيام بالحركات‬ ‫الطوعية (الإرادية)‪ ،‬فعلى �سبيل المثال عندما ترغب في تحريك‬ ‫يدك �أو الم�شي ير�سل �إ�شارات عبر رزمة من الأن�سجة الع�صبية‬ ‫�إلى الجزء المنا�سب من ج�سمك‪ ،‬وتُعرف هذه الأن�سجة بالم�سلك‬ ‫الهرمي‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫كيف يعمل الدماغ‬

‫الجهاز الع�صبي المركزي‬

‫ي�ش ّكل الدماغ والحبل ال�شوكي الجهاز الع�صبي المركزي‪ .‬وي�ؤدي الدماغ الكثير‬ ‫من الوظائف المعقدة‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬هو م�صدر وعينا‪ ،‬وذكائنا و�إبداعنا‪.‬‬ ‫كما �أنه يراقب ويتح ّكم بمعظم العمل ّيات الج�سدية‪ ،‬بوا�سطة الجهاز الع�صبي‬ ‫المحيطي‪ ،‬بدء ًا بالعمليات الال�إرادية‪ ،‬مثل التنف�س‪ ،‬و�صو ًال �إلى الن�شاطات‬ ‫الطوعية المعقدة‪ ،‬مثل قيادة الدراجة الهوائية‪.‬‬ ‫الدماغ‬ ‫جذع الدماغ‬ ‫الحبل ال�شوكي‬ ‫الأع�صاب ما بين‬ ‫ال�ضلعية‬

‫الع�صب الفخذي‬ ‫الع�صب الوركي‬ ‫الع�صب الظنبوبي‬

‫يقع اللحاء الح�سي خلف اللحاء الحركي بم�سافة قليلة‪ ،‬ويتلقى‬ ‫الر�سائل التي تتع ّلق بالأحا�سي�س مثل اللم�س‪ ،‬والحرارة واالهتزاز‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫الح�س والحركة‬

‫لكل جهة من الدماغ لحا�ؤها الح�سي والحركي الخا�ص بها‪ ،‬لت�شعر باللم�س‬ ‫وتتحكم بالحركة في الجهة المعاك�سة للج�سم‪ .‬وتحتل الحركات التي تت�ضمن‬ ‫م�ستوى �أعلى من التعقيد‪� ،‬أو �أع�ضاء الج�سم ال�شديدة الح�سا�سية للم�س‪،‬‬ ‫م�ساحات �أكبر ن�سبي ًا من اللحاء ال ُمعالج‪.‬‬ ‫اللحاء الحركي‬

‫اللحاء الح�سي‬ ‫الأولي‬

‫الجذع ال�ساق‬ ‫ال�ساق‬ ‫القدم‬

‫الجذع ال�ساق اليد‬ ‫الأ�صابع‬ ‫ال�ساق‬ ‫العين‬ ‫القدم‬ ‫الوجه �أ�صابع‬ ‫�أ�صابع‬ ‫القدم‬ ‫ال�شفتان‬

‫القدم‬

‫الل�سان‬ ‫الحنجرة‬

‫الخريطة الحركية للدماغ‬

‫موقع الدماغ‬ ‫اليد الأ�صابع‬ ‫العين‬ ‫الوجه‬ ‫ال�شفتان‬ ‫الل�سان‬ ‫الحنجرة‬

‫الخريطة الح�سية للدماغ‬

‫يقع اللحاء القذالي في م�ؤخرة الدماغ‪ ،‬وتتع ّلق وظيفته بالب�صر‪.‬‬ ‫ويتلقى هذا اللحاء الإ�شارات من العينين بحيث يعك�سها �إلى �صور‬ ‫وا�ضحة‪ ،‬وهو ما يتيح للمرء الر�ؤية‪.‬‬ ‫ينف�صل المخيخ عن الن�صفين الدماغيين اللذين ي�شكالن‬ ‫الق�سم الأكبر من الدماغ‪ .‬ويعمل المخيخ على الحفاظ على توازن‬ ‫‪6‬‬


‫كيف يعمل الدماغ‬

‫وظائف اللحاء الدماغي‬

‫لكل منطقة من اللحاء الدماغي وظائفها المحددة‪.‬‬

‫اللحاء الح�سي الأولي يتلقى‬ ‫يقوم اللحاء الحركي الأمامي‬ ‫ير�سل اللحاء الحركي‬ ‫البيانات المتعلقة بالأحا�سي�س الإ�شارات �إلى الع�ضالت بتن�سيق التح ّركات المعقدة مثل‬ ‫على م�ستوى‬ ‫العزف على �آلة مو�سيقية ‬ ‫الجلد‪ ،‬ء الع�ضالت‪ ،‬من �أجل القيام‬ ‫المفا�صل والأع�ضا‬ ‫بالتح ّركات الطوعية‬ ‫لحاء الف�ص الجبهي‬ ‫لحاء الربط الح�سي‬ ‫يقوم بتحليل المعلومات‬ ‫يتعامل مع الت�صرفات‬ ‫ال ُمتع ّلقة بالأحا�سي�س‬ ‫ال�شخ�صية ‬

‫لحاء الربط‬ ‫الب�صري يك ّون‬ ‫ال�صور بعد �أن يتم‬ ‫تحليل البيانات‬ ‫الب�صرية‬

‫اللحاء الب�صري‬ ‫الأ ّولي الذي يتلقى‬ ‫التحفيز الع�صبي‬ ‫من العين منطقة فيرنيك‬ ‫تترجم اللغة‬ ‫المكتوبة‬ ‫لحاء الربط‬ ‫والملفوظة ال�سمعي يحللّ‬ ‫ويترجم البيانات‬ ‫ال�صوتية‬

‫منطقة بروكا‬ ‫الكالمية‬ ‫ويتعلق عملها‬ ‫بالمعلومات‬ ‫لحاء ال�سمع الأولي الكالمية ‬ ‫يميز خا�صيات‬ ‫ال�صوت المحددة‬

‫موقع الدماغ‬

‫الج�سم‪ ،‬كما ي�سمح لك بتن�سيق الحركات وت�أدية المهام الدقيقة‬ ‫والمعقدة مثل العزف على البيانو‪.‬‬ ‫عموم ًا يميل �أحد �أجزاء دماغك �إلى التحكم بحركة و�إح�سا�س‬ ‫الجزء المعاك�س من الج�سم‪� .‬أما بع�ض الوظائف المحددة فيتحكم‬ ‫بها جزء واحد من الدماغ ‪ -‬على �سبيل المثال‪ ،‬النطق الذي ي�سيطر‬ ‫على التحكم به الجزء الأي�سر من الدماغ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫كيفية انتقال التحكم الدماغي‬

‫يتوا�صل ك ٌل من الن�صفين الأيمن والأي�سر للدماغ مع الع�ضالت والأع�ضاء‬ ‫رزم الأع�صاب التي تعبر من جهة �إلى �أخرى من الدماغ‪ .‬ولهذا‬ ‫الح�سية عبر ِ‬ ‫ال�سبب يتحكم الجزء الأي�سر من الدماغ بالق�سم الأيمن من الج�سم والعك�س‬ ‫بالعك�س‪.‬‬ ‫الن�صف الأي�سر للدماغ‬ ‫الن�صف الأيمن للدماغ‬

‫‪8‬‬


‫كيف يعمل الدماغ‬

‫الجملة خارج الهرمية‬

‫تُعتبر الجملة خارج الهرمية (�أو الكتل الع�صبية الأ�سا�سية) جزء ًا �شديد الأهمية‬ ‫من الدماغ بالن�سبة �إلى مر�ض باركن�سون‪ .‬فهذه المنطقة تُناغم الحوافز‬ ‫ال ُمر�سلة من �أق�سام الدماغ المختلفة للم�ساعدة على التحكم بالتحركات‬ ‫المتنا�سقة‪.‬‬ ‫الجمجمة‬ ‫الجملة خارج‬ ‫المخ‬ ‫الهرمية (�أو الكتل‬ ‫الع�صبية الأ�سا�سية)‪،‬‬ ‫ويت�ضمن‪ :‬المهاد‪،‬‬ ‫النواة الذنبية‪،‬‬ ‫البطامة‪ ،‬الكرة‬ ‫ال�شاحبة‪ ،‬النواة‬ ‫المادة ال�سوداء‬ ‫المخيخ‬ ‫جذر الدماغ‬ ‫الحبل ال�شوكي‬

‫تُعتبر منطقة الجملة خارج الهرمية (�أو الكتل الع�صبية‬ ‫الأ�سا�سية)‪ ،‬التي ت�ضيف التناغم على الحوافز ال ُمر�سلة من الدماغ‬ ‫نحو الم�سلك الهرمي‪ ،‬جزء ًا �شديد الأهمية من الدماغ بالن�سبة �إلى‬ ‫مر�ض باركن�سون‪ .‬وهذا التناغم خارج الهرمي هو وظيفة مناطق‬ ‫مختلفة من الدماغ تعمل �سوي ًا من �أجل تنظيم حركة الج�سم‪ .‬وقد‬ ‫�سميت �أق�سام الجملة خارج الهرمية وفق ًا لمظهر كل منها‪ ،‬وذلك عند‬ ‫درا�سة الدماغ بعد الوفاة‪ .‬وتت�ضمن المادة ال�سوداء‪ ،‬النواة الذنبية‬ ‫والبطامة (اللتان ت�شكالن الج�سم المخطط)‪ ،‬الكرة ال�شاحبة‪ ،‬نواة‬ ‫ما تحت المهاد‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫وتقع هذه المناطق داخل قاعدة الدماغ وتت�صل باللحاء الحركي‪.‬‬ ‫وتعاني المادة ال�سوداء من �أكبر خ�سارة في الخاليا الع�صبية ب�سبب‬ ‫الإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫ال تعمل مناطق الدماغ ب�شكل منف�صل– فالتوا�صل الدائم بين‬ ‫الخاليا الع�صبية المختلفة ومناطق الدماغ المتعددة هو ما يتيح‬ ‫للدماغ ت�أدية وظائفه المعقدة بفعالية ودقة متناهيتين‪.‬‬

‫ات�صال الخاليا الع�صبية‬

‫تتوا�صل الخاليا الع�صبية في ما بينها بوا�سطة نوعين من‬ ‫الر�سائل‪� :‬أحدهما كهربائي‪ ،‬والآخر كيميائي‪ .‬وتلتقي الخاليا‬ ‫الع�صبية عند نقاط تُعرف ب ـ «نقاط الت�شابك الع�صبي»‪ .‬وتمر‬ ‫الر�سالة الكهربائية عبر الع�صب و�صو ًال �إلى نقطة الت�شابك الع�صبي‪،‬‬ ‫حيث يتم تحويل هذه الر�سالة من ر�سالة كهربائية �إلى ر�سالة‬ ‫كيميائية ب�إطالق ناقلة ع�صبية من نهاية الع�صب عند نقطة الت�شابك‬ ‫الع�صبي‪ .‬بعدئذ تتفاعل هذه الناقلة الع�صبية مع الم�ستقبالت في‬ ‫الجهة المقابلة من نقطة الت�شابك الع�صبي‪ ،‬ويتحول هذا التفاعل‬ ‫بين المك ّون الكيميائي والم�ستقبالت �إلى ر�سالة كهربائية من جديد‪،‬‬ ‫تنتقل بدورها عبر الع�صب التالي‪ .‬وت�ستمر هذه العملية �إلى �أن تنتقل‬ ‫الر�سالة من ع�صب �إلى �آخر‪.‬‬ ‫هناك عدة �أنواع من المر�سالت الكيميائية �أو الناقالت الع�صبية‬ ‫في الدماغ‪ .‬فالخاليا في المادة ال�سوداء ت�ستخدم الدوبامين كناقلة‬ ‫ع�صبية‪ .‬ولكن حين ي�صاب المرء بمر�ض باركن�سون ينخف�ض م�ستوى‬ ‫الدوبامين ب�سبب انخفا�ض م�ستوى خاليا المادة ال�سوداء‪ ،‬ما ي�ؤثر في‬ ‫الإ�شارات ال ُمر�سلة من المادة ال�سوداء �إلى �أجزاء الدماغ الأُخرى‪.‬‬ ‫كما ي�ؤثر على عمل الجملة خارج الهرمية‪ ،‬وي�ؤدي �إلى ظهور �أعرا�ض‬ ‫مر�ض باركن�سون في نهاية المطاف‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫كيف يعمل الدماغ‬

‫كيف تنقل الخاليا الع�صبية الإ�شارات‬

‫ب�شكل �أ�سا�سي‪ ،‬رزمة من �أ�سالك الهاتف التي تنقل وت�ستقبل‬ ‫�إن دماغك ي�شبه‪ِ ،‬‬ ‫الر�سائل داخل دماغك ومن �أجزاء �أُخرى من ج�سمك و�إليها‪ .‬يتم �إر�سال بع�ض‬ ‫الر�س ـ ـ ــائل عبر التحفيز الكه ــربائي؛ فيما تعتمد ر�سـ ــائل �أُخرى على �إطالق‬ ‫ونقل مكونات كيميائية محددة تُ�س ّمى الناقالت الع�صبية‪.‬‬ ‫الخلية الع�صبية الأولى‬ ‫المحور الع�صبي (الع�صبون)‬ ‫الر�سالة‬ ‫ُجزيئيات الناقالت‬ ‫الع�صبية (الدوبامين)‬ ‫عملية نقل الر�سالة‪:‬‬ ‫تع ُبر ُجزيئيات الناقالت‬ ‫الع�صبية �شق اال�شتباك‬ ‫الع�صب‪ ،‬وتلت�صق بمواقع‬ ‫الم�ستقبالت الع�صبية‪،‬‬ ‫وهكذا يتم نقل الر�سالة‬

‫الخلية الع�صبية الثانية‬ ‫المخ‬

‫عقدة الت�شابك الع�صبي‬

‫الحوي�صالت‬ ‫�شق الت�شابك الع�صبي‬ ‫موقع الم�ستقبالت الع�صبية‬

‫المخيخ‬ ‫جذر الدماغ‬ ‫الحبل ال�شوكي‬ ‫‪11‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫في المراحل الأولى من مر�ض باركن�سون‪ ،‬يت�أثر عادة جزء واحد‬ ‫من الدماغ فقط‪� ،‬أو يت�أثر جزء منه �أكثر من الجزء الآخر‪ .‬وال نعرف‬ ‫حتى اليوم �سبب ت�أثر جزء من الدماغ قبل الآخر‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ يبدو �أن منطقة الجملة خارج الهرمية (�أو الكتل الع�صبية‬ ‫الأ�سا�سية)‪ ،‬التي تقع في عمق الدماغ‪ ،‬هي جزء �شديد الأهمية‬ ‫من الدماغ عند الحديث عن مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫ ال�سبب الرئي�سي الكامن خلف الأعرا�ض الأ�سا�سية لمر�ض‬ ‫باركن�سون هو خ�سارة الخاليا الع�صبية في المادة ال�سوداء‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫خصائص مرض‬ ‫باركنسون‬

‫ما مدى �شيوع مر�ض باركن�سون؟‬

‫مر�ض باركن�سون اعتالل ع�صبي �شائع – ولكن ي�صعب تحديد‬ ‫مدى تف�شيه‪ .‬وت�شير بع�ض التقديرات �أن �شخ�ص ًا واحد ًا من �أ�صل‬ ‫‪� 300‬شخ�ص ي�صاب بهذا المر�ض‪ .‬وهناك حوالى مئتي �ألف �شخ�ص‬ ‫م�صابين بهذا المر�ض في المملكة المتحدة‪ .‬و�أما احتمال �إ�صابة‬ ‫�شخ�ص ما بمر�ض باركن�سون في حياته فيقدر بحوالى واحد على‬ ‫�أربعين‪� ،‬أو واحد على خم�سين‪ .‬وعلى الرغم من �إمكانية الإ�صابة‬ ‫بالمر�ض بدء ًا من �سنوات المراهقة حتى الن�ضوج ‪� ،‬إال �أنه ي�شيع �أكثر‬ ‫فيمن تتجاوز �أعمارهم الخم�سين �سنة‪ .‬وكثير ًا ما يتم التغا�ضي عن‬ ‫�أعرا�ض المر�ض عند الم�سنين‪ ،‬باعتبارها نتيجة طبيعية للتقدم‬ ‫بال�سن‪ ،‬ما يعني �أن الن�سبة الحقيقية لمدى �شيوعه هي �أعلى بكثير‬ ‫من تلك التقديرات‪.‬‬ ‫ال يوجد دليل وا�ضح على تزايد ظهور مر�ض باركن�سون بمرور‬ ‫الزمن‪ .‬ولكن يتم في الوقت الحالي ت�شخي�ص المزيد من الأ�شخا�ص‬ ‫الم�صابين به‪ ،‬وذلك جزئي ًا ب�سبب تزايد الوعي حول المر�ض‬ ‫والتح�سن الملحوظ في دقة الت�شخي�ص‪ .‬كما ي�شكل ارتفاع ن�سبة‬ ‫ّ‬ ‫الم�سنين من عدد ال�سكان عام ًال �آخر‪ ،‬لأن مر�ض باركن�سون �أكثر‬ ‫�شيوع ًا لدى الم�سنين‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫تف�شي مر�ض باركن�سون‬

‫�صورة تقديرية لمدى تف�شي مر�ض باركن�سون مع التقدم بال�سن‬

‫أعوام )‬ ‫ال�سن (‬ ‫بال‪Age‬‬ ‫)‪(years‬‬

‫تتفاوت التقديرات حول ن�سبة تواتر هذا المر�ض حول العالم‪-‬‬ ‫ال نعرف فع ًال �إذا ما كان هذا التفاوت هو نتيجة اختالف جغرافي‬ ‫حقيقي في تو ّزع المر�ض‪.‬‬

‫هل ي�سبب التلوث مر�ض باركن�سون؟‬

‫طالما اعتُبر التلوث البيئي‪ ،‬الناتج عن النه�ضة ال�صناعية‪،‬‬ ‫م�ساهم ًا �أ�سا�سي ًا في انت�شار مر�ض باركن�سون‪ .‬ف�إذا �صح هذا‪ ،‬فمن‬ ‫المتوقع �أن يكون المر�ض �أكثر �شيوع ًا في الدول ال�صناعية‪ ،‬وهو ما‬ ‫توحي به بع�ض التقديرات‪ .‬ولكن قد يعك�س هذا الأمر بكل ب�ساطة‬ ‫ال�سهولة الكبرى التي تتيح بوا�سطتها �أنظمة الرعاية ال�صحية‬ ‫المتطورة القيام بتقدير �أكثر دقة في ما يتعلق بتف�شي مر�ض‬ ‫باركن�سون‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪Frequency‬‬ ‫‪Parkinson’s‬‬ ‫مر�ض‪of‬باركن�سون‬ ‫‪disease‬معدل تواتر‬

‫‪90‬‬

‫‪80‬‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬


‫خ�صائ�ص مر�ض باركن�سون‬

‫هل الجن�س ٌ‬ ‫عامل م�ؤث ٌر؟‬

‫ي�ؤثر مر�ض باركن�سون في الرجال بمعدالت �أكبر ن�سبي ًا مما‬ ‫ي�ؤثر في الن�ساء‪ .‬وقد يكون للهرمونات الن�سائية دور وقائي من هذا‬ ‫المر�ض‪ .‬وتحاول �أبحاث عديدة حالي ًا درا�سة مدى �إ�سهام العوامل‬ ‫الجينية في حدوث المر�ض (راجع �صفحة ‪ .) 23‬فلهذه العوامل دور‬ ‫بارز في �شرح الأنواع الأكثر ندرة من هذا المر�ض‪ ،‬وهي الأنواع التي‬ ‫تظهر قبل بلوغ �سن الـ‪ ( 50‬راجع �صفحة ‪.) 26‬‬

‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون‬

‫في معظم الأحيان‪ ،‬تتطور �أعرا�ض مر�ض باركن�سون ب�شكل‬ ‫تدريجي على مدار فترة زمنية تُق ّدر بعدة �أعوام ولي�س عدة �أ�شهر‪.‬‬ ‫وقد ال يعي ال�شخ�ص الم�صاب �أن لديه �أعرا�ض هذا المر�ض‪.‬‬

‫�أعرا�ض مبكرة لمر�ض باركن�سون‬

‫ارتعا�ش �إحدى اليدين �أو االثنتين مع ًا‪ ،‬هو العر�ض المبكر الأكثر �شيوع ًا لمر�ض‬ ‫باركن�سون‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫ولكن غالب ًا ما ُيالحظ �أحد الأقارب �أو الأ�صدقاء المقربين‬ ‫�أعرا�ض المر�ض �أو ًال‪ ،‬فيبدي تعليق ًا �أن ال�شخ�ص المعني بد�أت‬ ‫حركته تبط�ؤ �أو �أنه يرتع�ش ‪ -‬وهو ما قد ال يالحظه الم�صاب بنف�سه‪.‬‬ ‫وفقط عند ت�شخي�ص المر�ض يمكن للمري�ض �أو �أفراد عائلته من‬ ‫العودة �إلى الما�ضي لمعرفة ما حدث بال�ضبط‪ ،‬و�إدراك �أن الأعرا�ض‬ ‫(على الرغم من خفة حدتها وعدم ت�سببها بحدوث �أي �إعاقة) كانت‬ ‫موجودة منذ فترة طويلة من الزمن‪ ،‬ولن يكون في ذلك فائدة تُرجى‪.‬‬ ‫تتفاوت هذه الأعرا�ض الأولية الخفيفة‪ .‬لكن عادة ما يكت�سب‬ ‫ال�شخ�ص الم�صاب تدريجي ًا مجموعة من المزايا الخا�صة التي تُم ّيز‬ ‫مر�ض باركن�سون‪ .‬وال ي�صاب جميع المر�ضى بكل �أعرا�ض المر�ض‪.‬‬ ‫وتتيح مجموعة هذه الأعرا�ض ب�إجراء الت�شخي�ص النهائي‪ ،‬على‬ ‫الرغم من ا�شتباه �أحد الأقارب �أو حتى الطبيب العام بوجود المر�ض‪.‬‬ ‫ففي معظم الحاالت يقوم الطبيب العام ب�إحالة الم�صاب �إلى طبيب‬ ‫متخ�ص�ص للح�صول على ت�شخي�ص حتمي للحالة وتقديم الن�صح‬ ‫حول كيفية التعامل معه‪.‬‬ ‫و�سنتناول في ما يلي بع�ض �أعرا�ض المر�ض الأكثر �شيوعا‪ً.‬‬

‫التباط�ؤ‬

‫‪16‬‬

‫يالحظ المر�ضى �أو �أقاربهم �أنهم ي�شعرون بالتعب ب�شكل �سريع �أو‬ ‫�أن حركتهم بد�أت تتباط�أ‪ .‬ويمكن �أن تتع ّلق للحالة بطريقة الم�شي �أو‬ ‫ب�سرعة اال�ستيعاب‪ ،‬كما قد ي�شعرون ب�أنهم �أ�صبحوا خرقى‪ ،‬وال �س ّيما‬ ‫عند محاولتهم �إتمام المهام الدقيقة التي تتطلب ا�ستخدام الأيدي‪،‬‬ ‫مثل عملية تركيب الأزرار وف ّكها‪ .‬وت�صبح الحركات الأوتوماتيكية �أكثر‬ ‫ُبطئ ًا‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬يقوم المرء بابتالع لعابه �أو يطرف بعينيه‬ ‫ب�شكل �أقل تواتر ًا‪� .‬إذا ق ّلت عملية االبتالع ب�شكل كبير‪ ،‬قد يتراكم‬ ‫ٍ‬ ‫اللعاب داخل الفم‪ ،‬ومن الممكن �أن ي�سيل �إلى الخارج من طرف الفم‬ ‫من دون �سيطرة‪ .‬كما قد يبدو وجه المري�ض �أقل حركة‪ ،‬وقد ت�صبح‬ ‫تعبيرات وجهه �أقل عفوية‪ .‬وفي المراحل الأكثر تطور ًا‪ ،‬قد يبدو وجه‬ ‫المري�ض �أ�شبه بالقناع‪� ،‬إذا ما ق ّلت �إيماءات وجهه ب�شكل كبير‪.‬‬ ‫قد ت�سمع �أطباءك يتحدثون عن حالة بطء الحركة ‪ -‬وهو ما‬


‫خ�صائ�ص مر�ض باركن�سون‬

‫يعنون به عدم الحركة �أثناء الجلو�س �أو الوقوف‪� ،‬أي عدم تقاطع‬ ‫ال�ساقين وف�صلهما �أو عدم تحريك الذراعين واليدين‪.‬‬

‫الت�ص ّلب‬

‫يواجه الم�صابون بالمر�ض حالة متزايدة من الت�ص ّلب‪ ،‬وال‬ ‫�س ّيما عند الأطراف كالذراعين وال�ساقين‪ .‬وقد ي�سبب هذا الت�صلب‬ ‫م�شاكل عند ارتداء المالب�س‪ .‬ويترافق الألم في بع�ض الأحيان مع‬ ‫حالة الت�صلب هذه‪ ،‬وكثير ًا ما يلج�أ مر�ضى باركن�سون �إلى طبيب‬ ‫العائلة ي�شكون من «كتف متجمدة»‪ .‬ويعود �سبب الإ�صابة بهذه الحالة‬ ‫يف�سر الألم‬ ‫�إلى ت�ص ّلب الع�ضالت المحيطة بالكتف والع�ضد‪ ،‬وقد ّ‬ ‫الذي يرافق هذه الحالة ب�أنه م�شكلة في المفا�صل‪.‬‬ ‫وتتفاقم حالتا الت�صلب والتباط�ؤ في فترة تطور المر�ض‪ ،‬فتتّحدان‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬فت�ؤثران في قدرة الإن�سان على ال�سير ب�شكل‬ ‫�صحيح‪� ،‬إ�ضافة �إلى عدة مهام �أُخرى (انظر الن�ص في الأ�سفل)‪.‬‬

‫االرتعا�ش‬

‫يبد�أ االرتعا�ش عادة في اليد �أو في القدم‪ ،‬ويكون ب�سيط ًا‪ ،‬بحركة‬ ‫ال تتعدى جزء ًا من البو�صة (�أي خم�سة ميلليمترات �أو �أقل)‪ ،‬تتكرر‬ ‫من ثالث �إلى خم�س مرات في الثانية‪ .‬و�أما على م�ستوى اليد‪ ،‬فغالب ًا‬ ‫ب�شكل �أ�سا�سي‪ .‬وتظهر‬ ‫ما يت�أثر الخن�صر وال�سبابة والإ�صبع الو�سطى ِ‬ ‫الحركة المتكررة وك�أن الم�صاب يقوم بدحرجة طابة‪� ،‬أو حبة دواء‪،‬‬ ‫بين �إبهامه و�إ�صبعيه الأولين‪ .‬ومن هنا �أتت ت�سمية «ارتعا�ش الحبة‬ ‫المتدحرجة»‪ .‬كما يمكن �أن يت�أثر ال�ساعد فتتحرك اليد ب�صورة‬ ‫دائرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يظهر االرتعا�ش عادة عندما يكون ال�شخ�ص �ساكنا‪ ،‬ويختفي‬ ‫عندما يحاول المري�ض التقاط �شيء ما‪ .‬ويزداد االرتعا�ش �سوء ًا مع‬ ‫حدوث التوتر والقلق والحما�س‪ .‬ويمكن للمري�ض كبح هذه االرتعا�شات‬ ‫ب�شكل �إرادي لوقت ق�صير‪ ،‬ولكن ذلك يتطلب منه كثير ًا من التركيز‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫�إال �أن االرتعا�ش �سرعان ما يعاوده عندما يح ّول المرء انتباهه �إلى‬ ‫�أمر �آخر‪ .‬ويختفي هذا االرتعا�ش في العادة في �أثناء النوم كذلك‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫عدم توازن و�ضعية الج�سم‬

‫مع تفاقم المر�ض‪ ،‬قد يعاني المري�ض من عدم الثبات‪ ،‬كما قد‬ ‫يتعر�ض لل�سقوط‪ .‬ويحدث هذا عاد ًة عندما ي�ؤثر المر�ض في ردود‬ ‫الفعل التي تُمكن الإن�سان ال�سليم من �سرعة تفادي التع ّثر �أو زلة‬ ‫القدم‪ .‬وي�صعب في العادة ت�صويب �أي نوع من فقدان التوازن التي‬ ‫ُي�صاب بها مر�ضى باركن�سون‪ ،‬وذلك ب�سبب حالتي الت�ص ّلب والتباط�ؤ‬ ‫اللتين ترافقان المر�ض‪.‬‬

‫�أعرا�ض �أُخرى‬

‫قد ي�سبق الإ�صابة باالرتعا�ش ب�سنوات عديدة ظهور بع�ض‬ ‫الأعرا�ض‪ ،‬مثل الت�ص ّلب والتباط�ؤ‪ .‬وتت�ضمن هذه الأعرا�ض فقدان‬ ‫حا�سة ال�شم‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬و�أنواع ًا محددة من ا�ضطرابات النوم التي‬ ‫يقوم فيها الأ�شخا�ص (وال �س ّيما الرجال)‪ ،‬بتمثيل الأحالم التي‬ ‫تراودهم ب�شكل عنيف �أحيان ًا‪.‬‬

‫الت�شخي�ص وتطور المر�ض‬

‫في البداية ت�ؤثر الأعرا�ض الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون (التباط�ؤ‪،‬‬ ‫الت�ص ّلب‪ ،‬االرتعا�ش‪ ،‬وعدم التوازن) في جهة واحدة من الج�سم‬ ‫فقط‪ .‬ومع تفاقم المر�ض قد تت�أثر الجهة الأُخرى كذلك‪ .‬ويعك�س‬ ‫ظهور الأعرا�ض على جهة واحدة من الج�سم خ�سارة الخاليا‬ ‫الع�صبية في المادة ال�سوداء في الجهة المعاك�سة من الدماغ‪.‬‬

‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون‬

‫ •التباط ؤ�‬ ‫ •الت�ص ّلب‬ ‫ •االرتعا�ش‬ ‫ •عدم التوازن في و�ضعية الج�سم‬

‫‪18‬‬


‫خ�صائ�ص مر�ض باركن�سون‬

‫ت�سارع الم�شي‬

‫قد يتح ّول الم�شي تدريجي ًا �إلى هرولة‪ ،‬وهذا ما ُي�س ّمى ب ـ «الم�شي المت�سارع»‪.‬‬

‫مع تطور �أعرا�ض المر�ض قد تت�أثر مجموعة مختلفة من‬ ‫الن�شاطات اليومية للمري�ض‪ .‬وغالب ًا ما يتغ ّير خط الكتابة‪ ،‬في�صبح‬ ‫�أ�صغر حجم ًا (ميكروغرافيا)‪ّ ،‬‬ ‫ويتخذ �شك ًال �أكثر انحدار ًا‪ .‬كما‬ ‫يمكن �أن ترى ت�أثير االرتعا�ش على كتابة المري�ض‪� ،‬إذا ما وجد في‬ ‫اليد ال ُم�سيطرة (اليد ال ُم�ستخدمة للكتابة)‪ .‬كما قد يت�سبب فقدان‬ ‫البراعة اليدوية بوجود �صعوبة عند رباط الحذاء �أو ربطة العنق �أو‬ ‫الخياطة‪ .‬وذلك في الوقت الذي ي�صبح فيه التحدث �أكثر ليونة‪.‬‬ ‫كما قد تت�أثر طريقة الم�شي كذلك‪ .‬ففي المراحل الأولى‬ ‫للمر�ض‪ ،‬قد ال تت�أرجح الذراع التابعة للجهة المت�أثرة بالمر�ض ب�شكل‬ ‫�سليم عندما يم�شي الم�صاب‪ .‬ولكن مع تفاقم المر�ض الحالة نجد‬ ‫بخطى �أق�صر‪ ،‬كما يمكن �أن يحدودب ظهره‪ ،‬ما‬ ‫�أن المري�ض يم�شي‬ ‫ً‬ ‫يزيد من �صعوبة الحفاظ على التوازن‪ ،‬لأنه ينقل مركز الجاذبية‬

‫‪19‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫في الج�سم قلي ًال نحو الأ�صابع‪ ،‬ما ي�ؤدي �إلى حدوث حالة من عدم‬ ‫التوازن‪ .‬وتزداد �سرعة الخطوات الق�صيرة (الم�شي ال ُمت�سارع) في‬ ‫محاولة للحاق بمركز الجاذبية‪ ،‬ويتحول الم�شي ب�شكل تدريجي �إلى‬ ‫هرولة‪ .‬وبعد �سل�سلة من الخطوات الق�صيرة قد يجد المرء �أن قدميه‬ ‫�أ�صبحتا �شبه م�س ّمرتين‪ ،‬ويطلق على هذه الحالة ا�سم «التج ّمد»‪.‬‬ ‫يعد االرتعا�ش‪ ،‬والتباط�ؤ‪ ،‬والت�ص ّلب الأعرا�ض الأ�سا�سية لمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬غير �أن الم�صابين به قد يعانون‪ ،‬في المراحل المبكرة‬ ‫منه‪ ،‬من �أعرا�ض ثانوية �أُخرى‪ .‬وتت�ضمن هذه الأعرا�ض الثانوية‬ ‫الإم�ساك‪ ،‬الحاجة المتكررة للتب ّول‪ ،‬والب�شرة الدهنية‪ .‬كما قد‬ ‫يعاني بع�ض المر�ضى من االكتئاب واالرتباك‪ ،‬وهي �أعرا�ض غالب ًا‬ ‫ما تكون ناتجة عن حدوث م�شاكل في عمل ناقالت ع�صبية �أخرى‬ ‫(انظر الن�ص �أدناه)‪ .‬كما يمكن �أن يفقد المري�ض حا�سة ال�شم �أو يمر‬ ‫بحاالت من الأرق مع �أحالم قوية‪ ،‬وقد ت�سبق هذه الأعرا�ض غيرها‬ ‫في مراحل المر�ض الأولى‪.‬‬ ‫تتفاوت �سرعة تطور مر�ض باركن�سون من �شخ�ص �إلى �آخر‪.‬‬ ‫فعموم ًا يتطور المر�ض ب�شكل بطيء لدى المر�ضى الذين ت�سيطر‬ ‫االرتعا�شات على حالتهم المر�ضية‪ ،‬ويعاني ه�ؤالء من حاالت ت�ص ّلب‬ ‫وتباط�ؤ‪ ،‬ولكن بم�ستويات خفيفة �إلى متو�سطة‪ .‬بينما يميل المر�ض‬ ‫عند المر�ضى الأ�صغر �سن ًا �إلى التطور ب�سرعة �أكبر في البداية‪،‬‬ ‫ولكن غالب ًا ما ت�ستقر الحالة بعد مرور ‪� 5‬إلى ‪� 10‬أعوام‪ .‬و�أما الذين‬ ‫ي�صابون بالمر�ض في �سن مت�أخرة فيتطور المر�ض لديهم ب�صورة‬ ‫�أكثر بطئ ًا على مدى ع�شرة �أعوام تقريب ًا‪ .‬وقد يزداد المر�ض تعقيد ًا‬ ‫في الحاالت ال�شديدة التطور (في ما يخ�ص الحركة)‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫عند الإ�صابة باال�ضطرابات الحركية (راجع �صفحة ‪� )56‬أو زوال‬ ‫مفعول العقاقير (راجع �صفحة ‪.)55 - 54‬‬

‫ال�شكل الخارجي‬

‫‪20‬‬

‫�أدت الإدارة الحديثة لمر�ض باركن�سون �إلى تح�سينات جوهرية‬ ‫في ما يتعلق بنوعية حياة المر�ضى على المدى الطويل‪ .‬ففي الواقع‪،‬‬ ‫�أ�صبح ب�إمكان الغالبية العظمى من الم�صابين التط ّلع �إلى مدى حياة‬


‫خ�صائ�ص مر�ض باركن�سون‬

‫طبيعي‪.‬‬ ‫�إن تطور المر�ض هو انعكا�س للنق�ص الم�ستمر في الخاليا‬ ‫الع�صبية ال ُمنتجة للدوبامين في منطقة المادة ال�سوداء‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى بدء تناق�ص الخاليا الع�صبية‪ ،‬في مناطق �أُخرى من الدماغ‪ ،‬ال‬ ‫عالقة لها ب�إفراز الدوبامين‪.‬‬ ‫وي�ؤدي الأمر الأخير �إلى ظهور �أعرا�ض ال تتجاوب مع العقاقير‬ ‫التي تعطي مفعول الدوبامين (الأدوية المحفزة للدوبامين)‬ ‫الليفودوبا �أو الأدوية الم�ؤثرة في الدوبامين‪ .‬وي�شكل الإخفاق في‬ ‫تعديل م�سار تطور مر�ض باركن�سون عائق ًا كبير ًا �أمام العالجات‬ ‫الحديثة‪ ،‬كما ُيعتبر �أ�سا�س ًا لجهود بحثية مهمة تهدف �إلى اكت�شاف‬ ‫عقاقير تحمي الأع�صاب‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ يقدر احتمال �إ�صابة �شخ�ص ما بمر�ض باركن�سون خالل حياته‬ ‫ما بين ‪ 1‬من ‪ 40‬و‪ 1‬من ‪.50‬‬ ‫ هذا المر�ض هو �أكثر �شيوع ًا بعد �سن الخم�سين‪� ،‬إال �أنه قد‬ ‫يحدث في �سن ُمبكرة‪.‬‬ ‫ �أعرا�ض مر�ض باركن�سون هي التباط�ؤ‪ ،‬الت�ص ّلب‪ ،‬االرتعا�ش‬ ‫وعدم التوازن في و�ضعية الج�سم‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫األسباب األساسية‬ ‫لمرض باركنسون‬

‫م�سببات �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‬

‫ال�سبب الأ�سا�سي لأعرا�ض مر�ض باركن�سون هو خ�سارة الخاليا‬ ‫التي ت�ص ِّنع الدوبامين‪� ،‬أو تحتوي عليه‪ ،‬في المادة ال�سوداء‪ .‬وي�ؤثر‬ ‫هذا في عمل الجملة خارج الهرمية‪ ،‬كما ي�ؤدي �إلى حدوث مظاهر‬ ‫نموذجية من الت�ص ّلب‪ ،‬والق�سوة‪ ،‬واالرتعا�ش‪ .‬وتتجاوب هذه الأعرا�ض‬ ‫مع العالجات التي تهدف �إلى تعوي�ض خ�سارة الدوبامين‪.‬‬ ‫غير �أن خاليا الدوبامين في المادة ال�سوداء لي�ست الخاليا‬ ‫الوحيدة التي تت�أثر بمر�ض باركن�سون‪ .‬فالمر�ض ي�ؤثر كذلك في‬ ‫خاليا �أُخرى في مناطق �أُخرى من الدماغ‪ ،‬ت�ستخدم مواد كيميائية‬ ‫مثل �أ�سيتايل كولين (‪ )acetylecholine‬و‪ - 5‬هايدروك�سي تريبتامين‬ ‫(‪ )5-hydroxytryptamine‬كناقالت ع�صبية‪ .‬وقد يت�سبب النق�ص‬ ‫في هذه الخاليا بحدوث مظاهر �أخرى للمر�ض‪ ،‬كعدم التوازن‬ ‫في و�ضعية الج�سم (�إ�ضافة �إلى الم�شاكل التي ي�سببها نق�ص‬ ‫الدوبامين)‪ ،‬مثل االكتئاب واالرتباك‪ .‬ومن الطبيعي �أال ت�ستجيب مثل‬ ‫هذه الأعرا�ض للعالجات التي تهدف �إلى تح�سين نظام الدوبامين‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫�أج�سام ليوي‬

‫تُظهر الفحو�صات المجهرية لمنطقة المادة ال�سوداء عند �أحد‬ ‫مر�ضى باركن�سون خ�سارة في خاليا الدوبامين‪ .‬وال يمكن �إتمام هذه‬ ‫الفحو�صات �إ ّال بعد وفاة المري�ض‪ ،‬لأي �سبب كان‪ ،‬بعد موافقة الجهة‬ ‫المعنية‪ .‬كما تُظهر الفحو�صات وجود بنى بروتينية تُ�س ّمى �أج�سام‬ ‫ليوي (‪ )Lewy bodies‬في بع�ض الخاليا الع�صبية المتبقية‪.‬‬ ‫تت�ألف �أج�سام ليوي من خليط من البروتينات‪ ،‬بما فيها‬ ‫اليوبيكويتين و�ألفا‪�-‬سلينوكليين (راجع العوامل الجينية في الأ�سفل)‪.‬‬ ‫كما يمكن �أن تظهر هذه الأج�سام غالب ًا في �أجزاء �أُخرى من الدماغ‪،‬‬ ‫في مر�ض باركن�سون ف�ض ًال عن بع�ض االعتالالت الع�صبية الأُخرى‪،‬‬ ‫والتي تت�ضمن نوع ًا من العته‪.‬‬ ‫ولكن ال نزال حتى اليوم نجهل �أهمية �أج�سام ليوي في مر�ض‬ ‫باركن�سون‪.‬‬

‫ما الذي ي�سبب خ�سارة خاليا الدوبامين في المادة‬ ‫ال�سوداء؟‬

‫على م ّر ال�سنوات القليلة الما�ضية‪� ،‬أ�صبح من الجلي �أن هناك‬ ‫العديد من الأ�سباب للإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪ ،‬ولي�س �سبب ًا واحد ًا‬ ‫فقط‪ .‬ويتر ّكز االهتمام اليوم على الدور الذي قد تمار�سه الأ�سباب‬ ‫الجينية في مر�ض باركن�سون‪ ،‬والت�أثيرات البيئية التي قد تت�سبب‬ ‫بحدوث هذا المر�ض‪� ،‬إ�ضافة �إلى كيفية تكاتف هذه العوامل الجينية‬ ‫والبيئية مع ًا لتت�سبب بالإ�صابة بالمر�ض‪.‬‬

‫العوامل الجينية‬

‫تع ّد م�ساهمة العوامل الجينية في الت�سبب بمر�ض باركن�سون‬ ‫�شديدة التعقيد‪ ،‬ولكن من الوا�ضح �أن لبع�ض الجينات عالقة ب�أ�شكال‬ ‫متوارثة محددة من المر�ض‪ .‬غير �أن معظم حاالت المر�ض ال تُظهر‬ ‫عام ًال جيني ًا وا�ضح ًا‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫�أج�سام ليوي‬

‫تُظهر الفحو�صات المجهرية لمنطقة المادة ال�سوداء لأحد مر�ضى باركن�سون‬ ‫خ�سارة في خاليا الدوبامين‪� ،‬إ�ضافة �إلى وجود بنى بروتينية تُ�س ّمى �أج�سام‬ ‫ليوي في بع�ض الخاليا الع�صبية المتبقية‪.‬‬ ‫مقطع مجهري لخلية ع�صبية من المادة ال�سوداء‬ ‫خلية ع�صبية‬ ‫المخيخ‬

‫المخ‬

‫جذع الدماغ‬ ‫الحبل ال�شوكي‬ ‫ج�سم ليوي‬

‫�صورة �إلكترونية ميكروغرافية لج�سم ليوي‬

‫وتوجد المكونات الجينية لكل �شخ�ص في جميع خاليا الج�سم‪،‬‬ ‫ويكون معظمها داخل الحم�ض النووي للكروموزومات (ال�صبغيات)‬ ‫الموجودة داخل نواة الخلية‪ .‬وت�ش ّكل الحبيبات الخيطية م�صدر ًا �آخر‬ ‫و�أ�صغر حجم ًا للمعلومات الجينية‪ .‬فالحبيبات الخيطية هي جزيئيات‬ ‫فرعية �صغيرة من الخلية‪ ،‬وهي م�س�ؤولة عن �إنتاج الطاقة‪ ،‬وي�ؤدي‬ ‫ال�ضرر الذي يلحق بها دور ًا في ت�سبب الإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫الجينات‬

‫ •تت�ألف الجينات في ج�سم الإن�سان من ‪ 30,000‬زوج‪ ،‬ي�أتي كل‬ ‫فرد من كل زوج من �أحد الوالدين‪.‬‬ ‫ •يتطابق العديد من �أزواج الجينات من حيث البنية و�أ�سلوب‬ ‫العمل‪� ،‬إال �أن بع�ضها قد يختلف �أو يتح ّول‪.‬‬ ‫ •من الممكن �أن تنتج الجينات المتح ّولة �أفعا ًال مختلفة قلي ًال‪.‬‬ ‫وي�ص ّنف علماء الجينات هذه الجينات المتح ّولة �إلى فئتين ‪:‬‬ ‫م�سيطرة ومتلقية‪.‬‬ ‫ •�إذا كان �أحد �أفراد الزوج الجيني متحو ًال وقوي ًا �أو م�سيطراً‬ ‫في �آن‪ ،‬ف�سيمنع الجينة الطبيعية في الزوج من القيام بعملها‪،‬‬ ‫وينتج بروتين ًا �شاذ ًا �أو يقوم بوظيفة غير �سوية‪.‬‬ ‫ •�إذا كانت الجينة المتحولة هي ال�ضعيفة �أو المتلقية‪ ،‬ف�ست�سيطر‬ ‫عليها �شريكتها الطبيعية‪.‬‬ ‫ •نادر ًا ما ت�صبح الجينات المتلقية فاعلة‪ ،‬فهذا يحدث فقط‬ ‫�إذا ما ورث ال�شخ�ص النوع نف�سه من الجينات المتلقية من‬ ‫ِكال الوالدين‪.‬‬

‫ينتقل الحم�ض النووي لل�صبغيات من ِكال الوالدين �إلى الأبناء‪،‬‬ ‫غير �أن الحم�ض النووي للحبيبات الخيطية ينتقل فقط من الأُم‬ ‫�إلى �أبنائها‪ .‬وتتك ّون كل جينة من �سل�سلة من الحم�ض النووي مح ّدد‬ ‫التكوين‪ .‬وتقوم الجينات ب�إنتاج البروتينات التي ت�شكل �أ�سا�س جميع‬ ‫الخاليا والوظائف في الج�سم‪ .‬فالجينات هي التي تح ّدد المعالم‬ ‫التي تختلف من عائلة �إلى �أُخرى مثل طبيعة ال�شعر �أو لون العينين‪.‬‬ ‫ت�ؤدي الجينات القوية �إلى ما ي�س ّمى بموروث ج�سدي م�سيطر‪ ،‬في‬ ‫حين ت�ؤدي الجينات المتلقية �إلى ما ي�سمى بموروث ج�سدي متلقي‪.‬‬ ‫ف�إذا كان �أحد الوالدين يملك جينة ج�سدية م�سيطرة م�سببة للمر�ض‪،‬‬ ‫ف�ستنتقل هذه الجينة �إلى ن�صف الأبناء‪ ،‬وبذلك يكون معدل احتمال‬ ‫�إ�صابة كل طفل بالمر�ض بن�سبة ‪ 50‬بالمئة‪ .‬و�أما �إذا كان لدى ٍّ‬ ‫كل‬ ‫‪25‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫من الوالدين جينة �ضعيفة واحدة‪ ،‬فثمة احتمال ي�صل �إلى واحد‬ ‫من �أربعة �أن يرث كل طفل جينة متح ّولة من ِكال الوالدين‪ ،‬وكذلك‬ ‫احتمال الإ�صابة بالمر�ض‪.‬‬

‫التعرف �إلى �أول تح ُّول جيني‬

‫تم التعرف �إلى �أول جينة متح ّولة م�سببة لمر�ض باركن�سون في‬ ‫عام ‪ 1997‬في عائلة �أميركية كبيرة من �أ�صل �إيطالي‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫�أربع عائالت يونانية‪ .‬فقد الحظ العلماء �أن الجينة التي تنتج بروتين‬ ‫�ألفا‪�-‬سلينوكليين في هذه العائالت مختلفة (متحولة)‪ .‬وبما �أنها‬ ‫جينة قوية‪ ،‬فقد ظهرت لدى العائالت المذكورة موروثات ج�سدية‬ ‫م�سيطرة لمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫ت�ؤدي الجينة عادة �إلى ظهور مر�ض باركن�سون في �أعمار مبكرة‪،‬‬ ‫مع ظهور الأعرا�ض لدى الم�صابين في بداية �سن الأربعين‪ .‬ويتطور‬ ‫المر�ض بمعدل �سريع‪ ،‬ما ي�ؤدي �إلى وفاة معظم الم�صابين في غ�ضون‬ ‫ع�شر �سنوات‪ .‬و ُيع ّد تح ّول جينة �ألفا‪�-‬سلينوكليين �أمر ًا نادر ًا جد ًا‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬قد ُتثبت هذه التحوالت �أهميتها‪ .‬فالعلماء‬ ‫يقومون اليوم بدرا�سات حول ت�أثير بروتين �ألفا‪�-‬سلينوكليين في‬ ‫خ�سارة الخاليا في المادة ال�سوداء‪ .‬كما يمكن لهذه الدرا�سات �أن‬ ‫تقدم �إلينا �أدلة ت�ساهم في فهم الأنواع الأكثر �شيوع ًا من هذا المر�ض‪.‬‬

‫التع ّرف �إلى ثاني تح ّول جيني‬

‫‪26‬‬

‫تم اكت�شاف الجينة الثانية الم�سببة لمر�ض باركن�سون في‬ ‫مجموعة من المر�ضى اليابانيين ممن �أُ�صيبوا بالمر�ض في عمر‬ ‫المراهقة‪ .‬وكان التح ّول ح�صل في جينة �ضعيفة (ج�سيمة متلقية)‬ ‫ُمنتجة لبروتين «باركن»‪ .‬ومنذ ذلك الحين تم التع ّرف �إلى هذه‬ ‫التح ّوالت لدى ن�سبة كبيرة من الم�صابين المراهقين في بقية �أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬وال �س ّيما لدى �أُولئك الذين تظهر لديهم �أعرا�ض �سريرية قبل‬ ‫بلوغ �سن الثالثين‪ .‬غير �أنه تم التع ّرف �أي�ض ًا �إلى تح ّوالت «باركن»‬ ‫هذه لدى م�صابين بالمر�ض تجاوزا �سن الخم�سين‪ .‬ومن المثير‬ ‫لالهتمام هو وجود جينة «باركن» متحولة واحدة فقط لدى بع�ض‬ ‫المر�ضى‪.‬‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫هكذا يبدو �أن تحوالت «باركن» ت�سبب مر�ض باركن�سون ب�شكل �أكثر‬ ‫�شيوع ًا من تحوالت الألفا‪�-‬سلينوكليين‪ .‬كما يمكن لتحوالت «باركن»‬ ‫�أن ت�ؤدي �إلى ظهور جميع المظاهر ال�سريرية الأ�سا�سية لمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬والتي غالب ًا ما تترافق مع بع�ض المظاهر الغريبة ‪� -‬أظهر‬ ‫المر�ضى اليابانيون تح�سن ًا ملحوظ ًا في ما يتعلق با�ضطرابات النوم‪.‬‬ ‫كما تمكن العلماء من درا�سة �أدمغة بع�ض المر�ضى ممن يعانون من‬ ‫تحوالت «باركن»‪ ،‬ولم يتم العثور لديهم حتى الآن على �أي �أج�سام‬ ‫ليوي‪.‬‬

‫التعرف �إلى ثالث جينة متح ّولة‬

‫تم العثور على التح ّول الثالث الم�سبب لمر�ض باركن�سون لدى‬ ‫عائلة واحدة في الجينة الم�س�ؤولة عن �إنتاج بروتين ‪.UCH-L1‬‬ ‫ويبدو �أن ل ـ «الباركن» والـ «‪ »UCH-L1‬عالقة بعملية التخ ّل�ص من‬ ‫البروتينات داخل الخاليا الع�صبية‪ .‬وعندما يتع ّلق المو�ضوع بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬فال وجود فعلي ًا لأي اهتمام بدرا�سة طريقة التخل�ص من‬ ‫البروتينات غير ال�ضرورية في الخاليا الع�صبية‪.‬‬

‫التحوالت الجينية التي تم التعرف �إليها حديث ًا‬

‫على مدى ال�سنوات القليلة الما�ضية تم التع ّرف �إلى بروتينات‬ ‫�أخرى مثل‪ ،DG-1‬والزهري‪ ،1 -‬و‪ ،LRRK2‬بينما ال تزال عدة‬ ‫بروتينات �أُخرى تنتظر ت�صنيفها‪ .‬وت�شكل تحوالت الجينة التي تنتج‬ ‫الـ ‪ LRRK2‬ال�سبب الأكثر �شيوع ًا لمر�ض باركن�سون‪ :‬من واحد �إلى‬ ‫اثنين بالمئة من الحاالت في المملكة المتّحدة‪ .‬و�أما في �شمال‬ ‫�أفريقيا فتبلغ الن�سبة ‪ .% 40‬فموروث هذه الجينة م�سيطر ج�سدي ًا‪،‬‬ ‫غير �أن قدرة التحوالت على الت�سبب بمر�ض باركن�سون تختلف ب�شكل‬ ‫كبير من �شخ�ص �إلى �آخر‪ .‬وي�شير هذا الأمر �إلى �إمكانية ُم�ساهمة‬ ‫عوامل جينية �أو بيئية �أُخرى في الإ�صابة بمر�ض باركن�سون ناجم عن‬ ‫‪.LRRK2‬‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن التحوالت الجينية المحددة التي �سبق ذكرها‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫هنالك تزايد ًا ب�سيط ًا في خطر الإ�صابة بمر�ض باركن�سون لدى �أقارب‬ ‫المري�ض من الدرجة الأولى (�أحد الوالدين‪� /‬أحد الأبناء‪� /‬أخ‪/‬‬

‫‪27‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫�أُخت)‪ .‬وتزداد ن�سبة الخطر هذه �إذا كان قريبان �أو �أكثر م�صابين‬ ‫بالمر�ض‪ .‬ويحدث ذلك فقط في العائالت القليلة التي تحمل جينات‬ ‫مر�ض باركن�سون الموروثة الم�سيطرة‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬تحوالت‬ ‫الألفا‪�-‬سينوكليين‪ ،‬حيث تنتقل الجينة الم�س�ؤولة عن المر�ض من‬ ‫جيل �إلى �آخر ب�شكل منتظم‪.‬‬

‫العوامل البيئية‬

‫‪28‬‬

‫بما �أنه ال يوجد لدى معظم مر�ضى باركن�سون تاريخ عائلي وا�ضح‬ ‫للمر�ض‪ ،‬ف ُيفتر�ض �أن الجينات ال تقوم ب�أي دور �أ�سا�سي لدى معظم‬ ‫الم�صابين به‪ .‬ولذا تح ّول التركيز �إلى العوامل البيئية التي قد ت�ؤدي‬ ‫�إلى الإ�صابة بهذا المر�ض‪.‬‬ ‫ولكن على الرغم من �إجراء عدة درا�سات حول العالم‪ ،‬لم يتم‬ ‫التع ّرف �إلى �أي ت�أثير بيئي وا�ضح‪ ،‬يمكن اعتباره م�سبب ًا للإ�صابة‬ ‫بمر�ض باركن�سون‪ .‬فهناك بع�ض الت�أثيرات البيئية ال�ضعيفة ن�سبي ًا‬ ‫التي قد تزيد من خطر الإ�صابة بالمر�ض ب�شكل ب�سيط ‪ -‬مثل �شرب‬ ‫مياه الآبار‪� ،‬أو البقاء بالقرب من المطاحن الخ�شبية‪� ،‬أو ا�ستخدام‬ ‫ع ّمال الزراعة للمبيدات الح�شرية والنباتية ‪ -‬لكن هذه العوامل قد‬ ‫ت�ساهم بن�سبة قليلة جد ًا من الحاالت فقط‪.‬‬ ‫ثمة دالئل مهمة ت�شير �إلى ُم�س ّببات مر�ض باركن�سون من «عامل‬ ‫بيئي» غير م�ألوف‪ .‬ففي بداية الثمانينيات قرر �أحد المتخ�ص�صين‬ ‫في الكيمياء الحيوية ‪ -‬وكان عاط ًال عن العمل في كاليفورنيا ‪� -‬إنتاج‬ ‫مخ ّدر �شبيه بالهيروين يمكنه بيعه في ال�شوارع للمدمنين‪ .‬ول�سوء‬ ‫الحظ كانت خلطته الكيميائية قذرة نوع ًا ما‪ ،‬وكانت ُمل ّوثة بمركب‬ ‫ُيعرف با�سم «ميثايل فينايل تيترا هايدروبايريدين» (‪.)MPTP‬‬ ‫ف�أُ�صيب بع�ض المدمنين �س ّيئي الحظ‪ ،‬الذين ا�ستخدموا هذا المخ ّدر‬ ‫بدي ًال من الهيروين‪ ،‬وحقنوه في عروقهم‪ ،‬بمر�ض باركن�سون بعد‬ ‫مرور �أُ�سبوع �أو �أ�سبوعين من تناول الجرعة‪.‬‬ ‫اكت�شف العلماء �أن مركب ‪ MPTP‬يتحول في الدماغ �إلى مركب‬ ‫�آخر هو ‪ ،MPP+‬فتمت�صه الخاليا الع�صبية الم�ستخدمة للدوبامين‬ ‫بفعالية‪ .‬وتدخل هذه المركبات �إلى الحبيبات الخيطية وت�ؤثر في‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫ت�صنيع الطاقة في الخلية‪ .‬كما تُنتج �أي�ض ًا الجذور الحرة (انظر‬ ‫الن�ص �أدناه) التي تُلحق ال�ضرر ب�أجزاء عديدة من الخلية‪ .‬لذا يمكن‬ ‫اعتبار المر ّكب ‪�ُ MPP+‬س ّم ًا �شديد الفاعلية‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن التقييمات �أظهرت �أن ‪� 200‬إلى ‪� 400‬شخ�ص‬ ‫تقريب ًا تعر�ضوا لمركب ‪� ،MPTP‬إال �أنه لم ُي�صب بمر�ض باركن�سون‬ ‫فعلي ًا �سوى حوالى ع�شرة �أ�شخا�ص‪ .‬ولربما يعود ال�سبب في ذلك‬ ‫بب�ساطة �إلى كمية المخدر التي تعاطاها كل �شخ�ص‪ .‬كما قد يعني‬ ‫ذلك �أي�ض ًا �أن لدى بع�ض الأ�شخا�ص قابلية م�سبقة لتلقي ت�أثير‬ ‫مركبات مثل ‪ .MPTP‬وقد �أيدت هذه المالحظات االقتراح الذي‬ ‫ي�شير �إلى �أن بع�ض مر�ضى باركن�سون قد �أُ�صيبوا بالمر�ض من ج ّراء‬ ‫قابلية جينية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تع ّر�ضهم لعامل بيئي مع ّين‪.‬‬

‫�أهمية درا�سة الدماغ‬

‫لجميع الدرا�سات التي تتع ّلق ب�أ�سباب وطريقة الإ�صابة (الم�صدر‬ ‫والعملية التي يبد�أ بها المر�ض) بمر�ض باركن�سون هدف �شديد‬ ‫الأهمية‪ .‬ف�ست�ساهم هذه الدرا�سات في فهم الأ�سباب المحتملة‬ ‫للمر�ض‪� ،‬إ�ضافة �إلى الآلية التي ت�ؤدي �إلى فقدان الخاليا‪ ،‬ما قد‬ ‫ي�ساعد على ابتكار العالجات التي قد تقي من الإ�صابة بالمر�ض �أو‬ ‫تُبطىء تطوره‪ .‬وقد بد�أت الدرا�سات في هذا المجال ت�ؤتي ثمارها‪،‬‬ ‫ويتم حالي ًا اختبار عدة عقاقير جديدة بهدف تحديد مدى قدرتها‬ ‫على تعديل م�سار مر�ض باركن�سون وتح�سين المظهر الخارجي‬ ‫للم�صابين‪ .‬ويتناول هذا الكتاب هذا المو�ضوع بتف�صيل �أكبر في‬ ‫ف�صل «الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون» (�صفحة ‪.)50‬‬ ‫وتُع ّد درا�سة عملية الإ�صابة بمر�ض باركن�سون درا�سة ُمتع ّمقة‬ ‫لل�شذوذ الكيميائي والبيولوجي الذي يطر�أ في الدماغ نتيجة �أ�سباب‬ ‫جينية‪� ،‬أو عوامل بيئية‪� ،‬أو كليهما‪ .‬وال نملك حتى الآن �سوى بع�ض‬ ‫قطع الأحجية‪ ،‬وقد �شرحناها �أدناه‪ .‬فمنذ ظهور نموذج ‪ MPTP‬الذي‬ ‫�سبق و�صفه‪ ،‬تم اكت�شاف �أنواع كثيرة من ال�شذوذ البيوكيميائي‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫روا�سب الحديد‬

‫كان االرتفاع الإ�ضافي بم�ستوى تر�سب الحديد في المادة‬ ‫ال�سوداء هو �أحد التغ ّيرات التي تم تحديدها لدى الم�صابين بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬ولكن من الأرجح‪� ،‬أنه لي�س ال�سبب الأ�سا�سي لمر�ض‬ ‫باركن�سون ‪ -‬فغالب ًا ما نالحظ وجود م�ستويات مرتفعة من الحديد‬ ‫في الأن�سجة المت�ضررة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬يمكن للحديد‬ ‫المتراكم بم�ستويات مرتفعة‪ ،‬وال �س ّيما ب�شكل تفاعلي حر (ما ي�سهل‬ ‫دخوله في تفاعالت كيميائية مع محتويات الخاليا الأُخرى)‪� ،‬أن‬ ‫ي�سبب حدوث زيادة كبيرة بمعدل ت�صنيع الجذور الحرة المدمرة‬ ‫(هي ذرات �صغيرة �شديدة الن�شاط تتفاعل مع الدهون والبروتينات‬ ‫داخل الخلية‪ ،‬فتُغ ّير بالتالي هيئتها ووظيفتها في �آن)‪ .‬ولذا‪ ،‬قد ال‬ ‫يكون الحديد هو العامل الأ�سا�سي الذي ي�ؤدي �إلى الإ�صابة بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬غير �أنه عن�صر م�ساهم في حدوث ال�ضرر الدماغي‪.‬‬

‫ممر الطاقة‬

‫يتركز ال ـ ‪ MPP+‬داخل الحبيبات الخيطية‪ ،‬ويقوم بمج ّرد‬ ‫دخوله‪ ،‬بكبح عمل �أحد الإنزيمات الم�سمى «ال ُمركب ‪ .»1‬وي�شكل هذا‬ ‫رجح‬ ‫الجزء الأول من الممر الذي يز ّود الخلية بالطاقة‪ .‬فلذا من ال ُم ّ‬ ‫�أن ي�ؤدي هذا الكبح لإنزيم «المركب ‪� »1‬إلى موت الخلية الع�صبية‪.‬‬ ‫قام العلماء بدرا�سة مجموعة من الأدمغة تعود �إلى م�صابين‬ ‫بمر�ض باركن�سون‪ ،‬بعد ح�صول الوفاة وموافقة الجهات المعنية‪،‬‬ ‫فوجدوا نق�ص ًا كبير ًا في ن�شاط «المركب ‪ »1‬في المادة ال�سوداء‪،‬‬ ‫ما قاد �إلى �إجراء درا�سة تناولت دور �شذوذ الحبيبات الخيطية في‬ ‫الت�سبب بمر�ض باركن�سون‪ .‬وقد �أظهرت بع�ض الدرا�سات �أن الم�ستوى‬ ‫المنخف�ض لن�شاط «المركب ‪ »1‬موجود �أي�ض ًا في بع�ض الأن�سجة‪ ،‬مثل‬ ‫ال�صفائح �أو الع�ضالت‪ .‬ومن الممكن �أن ي�س ّهل هذا عملية التع ّرف‬ ‫‪30‬‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫�إلى وجود المر�ض قبل ظهور الأعرا�ض‪.‬‬ ‫من المثير لالهتمام �أن العديد من الأ�سباب الجينية لمر�ض‬ ‫باركن�سون تت�ضمن الجينات التي تقوم بت�صنيع بروتينات الحبيبات‬ ‫الخيطية‪.‬‬

‫الجذور الحرة‬

‫يترافق الـ ـ ‪ MPP+‬كذلك مع ارتفاع معدالت �إنتاج الجذور الحرة‪،‬‬ ‫التي تمار�س دور ًا في ت�أثير الـ ـ ‪ MPTP‬في الت�سبب بمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫وقد �أ�صبحت ال�صلة بين الجذور الحرة ومر�ض باركن�سون �أقوى‪ ،‬بعد‬ ‫�أن تم تحديد حدوث حاالت من التوتر المتزايد الم�سبب للت�أك�سد‬ ‫وال�ضرر الالحق بالخاليا في �أدمغة الم�صابين بمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫تقوم الحبيبات الخيطية ب�إنتاج معظم الجذور الحرة الموجودة‬ ‫في الخلية‪ .‬وعاد ًة ما تكون �أعداد هذه الجذور تحت ال�سيطرة تمام ًا‬ ‫كي ال ت�ؤدي �إلى حدوث �ضرر في الخلية‪ .‬على �أي حال من الممكن �أن‬ ‫تنتج الحبيبة الخيطية �أعداد ًا �أكبر من الجذور الحرة‪� ،‬إذا لم تكن‬ ‫تعمل ب�شكل ج ّيد‪ .‬وقد يدمر ذلك حبيبة خيطية �أخرى‪ ،‬ما قد ي�ؤدي‬ ‫�إلى ت�س ّرب الجذور الحرة �إلى الخلية‪ ،‬ما يت�سبب حينئذ بحدوث �ضرر‬ ‫�أكبر‪ .‬وقد يكون �ضرر الحبيبات الخيطية وتوليد الجذور الحرة مع‬ ‫مر�ض باركن�سون �أمرين في حالة ا�ستمرارية وت�ضخم ذاتيين‪.‬‬

‫الكال�سيوم‬

‫ي�ش ّكل الكال�سيوم عن�صر ًا �شديد الأهمية لعمل الخلية الطبيعي‪،‬‬ ‫ب�شكل دقيق بنقله من الخلية و�إليها بعملية ا�ستقالب‪.‬‬ ‫ويتم التحكم ٍ‬ ‫وثمة دالئل ت�شير �إلى وجود معالجة غير ُمنتظمة للكال�سيوم في‬ ‫الخاليا الدماغية لدى الم�صابين بمر�ض باركن�سون‪ .‬وقد يكون ذلك‬ ‫ناتج ًا عن ال�ضرر الذي لحق بالحبيبات الخيطية‪ ،‬لأنها �أحد �أهم‬ ‫مواقع تراكم الكال�سيوم‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫االلتهاب‬

‫تُظهر �أدمغة الم�صابين بمر�ض باركن�سون بع�ض الدالالت على‬ ‫وجود التهابات في منطقة المادة ال�سوداء‪ .‬غير �أن هذه التغ ّيرات قد‬ ‫توجد كذلك في �أمرا�ض �أُخرى ت�ؤدي �إلى انحالل الجهاز الع�صبي‪،‬‬ ‫رجح �أن يكون هذا‬ ‫ولي�ست حكر ًا على مر�ض باركن�سون‪ .‬ومن غير ال ُم ّ‬ ‫عام ًال �أ�سا�سي ًا في االعتالل – بل هو في الأغلب تفاعل تجاه ال�شذوذ‬ ‫الحا�صل في المادة ال�سوداء‪ .‬على �أي حال‪ ،‬قد ي�ساهم االلتهاب‪ ،‬كما‬ ‫هو الحال مع ارتفاع م�ستويات الحديد‪ ،‬بحدوث ت�ضرر الخاليا‪.‬‬

‫التدخين والكافيين‬

‫لقد تم التحقيق في بع�ض العوامل البيئية التي ُيعتقد �أنها قد تح ّد‬ ‫من خطر الإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪ .‬و ُيع ّد التدخين من �أحد هذه‬ ‫العوامل‪ .‬كما �أظهر الكثير من الدرا�سات �أن ن�سبة الإ�صابة بمر�ض‬ ‫دخنين �أقل تواتر ًا منها عند غير ال ُم ّ‬ ‫باركن�سون عند ال ُم ّ‬ ‫دخنين‪ .‬وال‬ ‫نزال نجهل كيف يت�سبب التدخين بذلك‪ .‬فمن الممكن �أن يحتوي‬ ‫التبغ على بع�ض المواد الكيميائية الوقائية‪� ،‬أو �أن �شيئ ًا في تركيبة‬ ‫ّ‬ ‫المدخنين �أنف�سهم يحميهم من الإ�صابة بالمر�ض‪� .‬إال �أن الأطباء ال‬ ‫ين�صحون بالتدخين ب�سبب �أخطاره الكثيرة ال ُمثبتة بو�ضوح‪ .‬وي�ش ّكل‬ ‫الكافيين عام ًال �آخر؛ فا�ستن�شاق مقدار كبير منه يق ّلل من فر�صة‬ ‫الإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪ ،‬ولكن ثمة حاجة �إلى �إجراء المزيد من‬ ‫الدرا�سات حول هذا المو�ضوع‪.‬‬

‫ال�شذوذ البيوكيميائي‬

‫�سبق �أن عر�ضنا في هذا الف�صل موجز ًا عن ت�أثير بع�ض التغ ّيرات‬ ‫البيوكيميائية في ت�سبب الإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪ .‬وقد تم تحديد‬ ‫عدة تغ ّيرات �شاذة‪ ،‬وال �س ّيما في المادة ال�سوداء‪ .‬وت�شكل التغ ّيرات‬ ‫الثالثة الأكثر ثبات ًا دلي ًال على‪:‬‬ ‫‪32‬‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫ •ال�ضرر الناتج عن الجذور الحرة‬ ‫ •الخلل الوظيفي في الحبيبات الخيطية‬ ‫ •االلتهابات‬ ‫كما ت�شير الدالئل �إلى وجود �آلية لل�ضرر يطلق عليها ا�سم «الإثارة‬ ‫ال�سامة للأع�صاب» ‪.‬‬

‫ال�ضرر الناتج عن الجذور الحرة‬

‫الجذور الحرة هي بنى ذرية ( �شديدة ال�صغر ) يمكنها التفاعل‬ ‫مع مواد �أخرى داخل الخلية بهدف تغيير بنية هذه المواد‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تعديل وظائفها‪ .‬ويتم �إنتاج الجذور الحرة بطرقٍ متنوعة‪ .‬ولهذه‬ ‫الجذور �أهداف متعددة ‪ -‬ال تتّ�سم جميعها بال�سوء‪ .‬فعلى �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬تقوم الجذور الحرة بدور مهم في ُمحاربة العدوى؛ كما �أن‬ ‫بع�ض �أنواع كريات الدم البي�ضاء تقتل البكتيريا عبر �إنتاج الجذور‬ ‫ب�شكل عام‪.‬‬ ‫الحرة‪� .‬إال �أن الجذور الحرة �ضارة ٍ‬ ‫يتم �إنتاج �أكثر �أنواع الجذور الحرة �شيوع ًا من الأوك�سيجين‬ ‫(�أيونة الد�سموتاز)‪ .‬و ُي�ص ّنع معظم الجذور الحرة التي تُنتجها �أي‬ ‫خلية من الأوك�سيجين‪ ،‬في الحبيبات الخيطية‪ ،‬كنتاج جانبي طبيعي‬ ‫لممر �إنتاج الطاقة‪ .‬وفي الحاالت الطبيعية‪ ،‬يتم احتواء جذور‬ ‫الأوك�سيجين هذه داخل الحبيبات الخيطية‪ ،‬ولكن كما ذكرنا �سابق ًا‪،‬‬ ‫لخلل وظيفي‪ ،‬ف�إن الجذور الحرة‬ ‫�إذا ما تع ّر�ضت الحبيبات الخيطية ٍ‬ ‫تت�س ّرب �إلى الخارج‪ ،‬ويمكن �أن تُلحق ال�ضرر بالخلية‪ .‬وتحتوي �أنواع‬ ‫�أُخرى من الجذور الحرة‪ ،‬وهي التي تحتوي على ُجزيئيات ُمنتجة‬ ‫للجذور‪ ،‬على بيروك�سيد الهايدروجين ‪ ،‬و�أيونة الهايدروجين‪،‬‬ ‫و�أوك�سيد النيتريك‪.‬‬ ‫كما تزداد كثافة �إنتاج الجذور الحرة �إذا كان الحديد موجوداً‬ ‫بكم ّي ٍات وافرة وبهيئة تفاعلية حرة‪ .‬كما يمكن �أن يتراكم ال�ضرر‬ ‫الناتج عن الجذور الحرة كعملية طبيعية مع التقدم بال�سن‪ ،‬حتى �إنه‬ ‫قد يكون �سبب ًا ثانوي ًا لتق ّدم الحيوانات بال�سن‪.‬‬ ‫ثمة كثير من الأنظمة الدفاعية في الج�سم تعمل من �أجل‬ ‫‪33‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫الوقاية من ال�ضرر الناتج عن الجذور الحرة‪ .‬وتت�ضمن هذه الأنظمة‬ ‫الإنزيمات التي ت�ستطيع �أن تُح ّول الجذور الحرة �إلى جزيئيات غير‬ ‫�ضارة‪� .‬إ�ضافة �إلى �أن فيتامينات مع ّينة ‪ -‬فيتامين ‪ E‬على �سبيل المثال‬ ‫– ت�ؤدي دورها في الوقاية من ال�ضرر الناتج عن الجذور الحرة‪.‬‬ ‫يوجد العديد من التغ ّيرات البيوكيميائية في المادة ال�سوداء لدى‬ ‫الأ�شخا�ص الم�صابين بمر�ض باركن�سون‪ ،‬ما ُي�شير �إلى وجود فائ�ض‬ ‫من الجذور الحرة ال ُمنتجة في هذه المنطقة‪ ،‬ف�ض ًال عن وجود �ضرر‬ ‫في الخاليا ب�سبب هذه الجذور الحرة‪ .‬كما تمت مالحظة مثل هذا‬ ‫ال�ضرر ج ّراء الجذور الحرة‪ ،‬على الأن�سجة في اعتالالت �أخرى‬ ‫منها التهاب المفا�صل الروماتيزمي‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى اعتالالت �أُخرى‬ ‫ت�ؤدي �إلى انحالل الجهاز الع�صبي‪ ،‬مثل مر�ض �ألزهايمر ومر�ض‬ ‫هانتنغتون‪ .‬وبالتالي يمكننا القول �إن ال�ضرر الناتج عن الجذور‬ ‫الحرة لي�س ِحكر ًا على مر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫الخلل الوظيفي للحبيبات الخيطية‬

‫‪34‬‬

‫للحبيبات الخيطية دور مهم ت�ؤديه‪ ،‬وال �س ّيما‬ ‫كما ذكرنا �سابق ًا‪ُ ،‬‬ ‫في ما يتع ّلق ب�إنتاج الطاقة من �أجل عملية الأي�ض في الخلية‪� .‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ذلك‪ ،‬فقد اكتُ�شف حديث ًا دور الحبيبات الخيطية المهم في‬ ‫تحديد موعد موت الخلية‪ ،‬فهي ت�شير �إلى ذلك عبر تدهور م�ستواها‬ ‫الوظيفي‪ .‬وا�ستناد ًا �إلى الدالئل التي ُيق ّدمها حدوث الت�سمم ب ُمركب‬ ‫‪ ،MPTP‬تم التحقق من وظيفة الحبيبات الخيطية في المادة ال�سوداء‬ ‫ل ُم�صابين ُمتوفين بمر�ض باركن�سون‪ .‬و�أظهر هذا التحقيق وجود‬ ‫نق�ص ُمع ّين في كمية «المركب ‪�( »1‬إنزيم ُم�صنع للطاقة)‪ .‬ولم‬ ‫يقت�صر هذا فقط على �إثبات العالقة ال ُمبا�شرة بين مر�ض باركن�سون‬ ‫والت�سمم بالـ‪ ،MPTP‬بل �أنه �أوحى �أي�ض ًا ببع�ض التف�سيرات الممكنة‬ ‫لوجود �ضرر ناجم عن الجذور الحرة في دماغ الم�صاب بمر�ض‬ ‫باركن�سون ‪� -‬أي فقدان الحالة الوظيفية الطبيعية للحبيبات الخيطية‪.‬‬ ‫الحبيبات الخيطية في دماء‬ ‫كما تم تحديد حاالت ال�شذوذ في ُ‬ ‫ن�سبة من الم�صابين بمر�ض باركن�سون‪ ،‬حتى �أن بع�ض الباحثين‬ ‫وجدوا �شذوذ ًا وظيفي ًا للحبيبات الخيطية في ع�ضالت بع�ض‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫المر�ضى‪ .‬وتوحي هذه االكت�شافات �أن الخلل الوظيفي للحبيبات‬ ‫الخيطية‪ ،‬قد ال يكون ِحكر ًا على �أدمغة الأ�شخا�ص الم�صابين بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪� .‬إذا كان هذا �صحيح ًا‪ ،‬وكان هناك فع ًال انت�شار وا�سع‬ ‫للخلل الوظيفي للحبيبات الخيطية في مر�ض باركن�سون‪ ،‬فذلك يعني‬ ‫�أن هنالك عام ًال وراثي ًا �أم بيئي ًا ذو ت�أثير �سام يت�سبب بحدوث ذلك‬ ‫الخلل‪.‬‬ ‫�أدى اكت�شاف النق�ص في «المركب ‪ »1‬في مر�ض باركن�سون �إلى‬ ‫�إجراء بع�ض الأبحاث على �أحد المبيدات النباتية‪ ،‬وا�سمه «روتينون»‪.‬‬ ‫والروتينون كابح قوي ومحدد «للمركب ‪ »1‬الميتوكوندري (الناتج‬ ‫عن الحبيبات الخيطية)‪ ،‬وقد برزت �آراء تقول �إنه �إذا كان نق�ص‬ ‫«المركب ‪� »1‬شديد الأهمية في مر�ض باركن�سون‪ ،‬فقد يكون الروتينون‬ ‫قادر ًا على محاكاة هذا االعتالل ب�إجراء تجربة على الحيوانات‪.‬‬ ‫وقد تمت برهنة هذا الأمر فع ًال في اختبار �أُجري على الفئران‪،‬‬ ‫�إذ �أدى تعري�ضها البطيء �إلى الروتينون‪ ،‬على امتداد حوالى ال�شهر‪،‬‬ ‫�إلى ظهور �شذوذ في الدماغ ي�شبه تمام ًا ال�شذوذ الموجود لدى‬ ‫الم�صابين بمر�ض باركن�سون‪ .‬و�أكدت هذه التجارب �أهمية ال�شذوذ‬ ‫ب�شكل مثير‬ ‫في الحبيبات الخيطية في مر�ض باركن�سون‪ ،‬وطرحت ٍ‬ ‫لالهتمام �إمكانية ت�سبب بع�ض المبيدات الح�شرية والنباتية الإ�صابة‬ ‫بالمر�ض‪� .‬إال �أن الدرا�سات التي تتع ّلق بن�سبة تواتر الحاالت ال ُم�سجلة‬ ‫لتع ّر�ض المر�ضى لمثل هذه المبيدات الح�شرية والنباتية قبل الإ�صابة‬ ‫بمر�ض باركن�سون‪ ،‬لم تحدد �أي دور وا�ضح لهذه المواد الكيميائية‬ ‫لدى ُمعظم ه�ؤالء المر�ضى‪.‬‬ ‫تلقت نظرية الحبيبات الخيطية لمر�ض باركن�سون ت�أييد ًا كبيراً‬ ‫ج ّراء �إدراك واقع تمر ُكز عدة جينات ُمنتجة للبروتينات الم�سببة‬ ‫للمر�ض في منطقة المادة ال�سوداء‪ .‬وتت�ضمن الباركن‪ ،‬و«‪،»DJ 1‬‬ ‫والزهري ‪ .1‬كما تم �إثبات ت�أثير الألفا‪�-‬ساينوكليين والـ ‪ LRRK2‬على‬ ‫الحالة الوظيفية للحبيبات الخيطية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتركز اليوم كم كبير من‬ ‫العمل على فهم كيفية تو ُّرط الحبيبات الخيطية في الت�سبب بالمر�ض‪،‬‬ ‫وعما �إذا كان ُيمكن تطوير عقاقير لتح�سين عمل الحبيبات الخيطية‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫�صورة مقطعية لخلية ب�شرية نموذجية‬

‫الخاليا هي الوحدات المجهرية‪ ،‬الوظيفية وال ُبنيوية الأ�سا�سية لجميع الكائنات‬ ‫الحية‪.‬‬ ‫النواة ‪ -‬تحتوي على‬ ‫غ�شاء الخلية‬ ‫الحم�ض النووي للخلية‪.‬‬ ‫(المواد الجينية)‬

‫الحبيبات الخيطية‬

‫الحبيبات الخيطية‪.‬‬

‫رجح �أن لمر�ض باركن�سون �أ�سباب ًا ُمتعددة‪ ،‬وقد يكون‬ ‫من ال ُم ّ‬ ‫ال�ضرر الناتج عن الجذور الحرة وال�شذوذ في الحبيبات الخيطية‬ ‫عاملين مهمين في بع�ض الحاالت فقط‪ .‬كما يمكن �أن يكون لمر�ض‬ ‫باركن�سون �أ�سباب ال عالقة لها ب� ٍأي من هذه الأمور‪.‬‬

‫االلتهابات‬

‫ب�شكل �أ�سا�سي‪ ،‬رد فعل يقوم به النظام الدفاعي‬ ‫االلتهابات هي‪ٍ ،‬‬

‫‪36‬‬


‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫في ج�سم الإن�سان ل ُمحاربة بع�ض الكائنات الحية التي تغزوه‪� ،‬أو‬ ‫ليتفاعل �ضد �أن�سجة �شاذة من داخل الج�سم نف�سه‪ .‬ويزداد جريان‬ ‫الدم في المنطقة ال ُملتهبة فترتفع �أعداد الخاليا البي�ضاء ال ُمدافعة‬ ‫عنها‪ .‬وعاد ًة ما تكون االلتهابات �أكثر �شيوع ًا في حاالت العدوى‪ ،‬غير‬ ‫�أن الخاليا الملتهبة تظهر �أي�ض ًا في �أدمغة الأ�شخا�ص الم�صابين‬ ‫ببع�ض اال�ضطرابات في الجهاز الع�صبي‪.‬‬ ‫من ال ُمرجح �إذ ًا �أن ال يكون وجود الخاليا الملتهبة في المادة‬ ‫ال�سوداء لدى الأ�شخا�ص الم�صابين بمر�ض باركن�سون رد فعل على‬ ‫ال�شذوذ الحا�صل في تلك المنطقة من الدماغ‪ ،‬بل هو ُم�سبب �أ�سا�سي‬ ‫للمر�ض‪ .‬ومع ذلك من الممكن �أن ت�ساهم التغ ّيرات االلتهابية‬ ‫الموجودة في تلك المنطقة بت�ضرر الخاليا الع�صبية‪ ،‬كما قد ت�ساعد‬ ‫محاربة االلتهاب على التخفيف من �سرعة تطور المر�ض �أو حتى‬ ‫الوقاية من تفاقمه‪ .‬وتظهر في بع�ض النتائج الحديثة اقتراحات‬ ‫تقول �إن الأ�شخا�ص الذين يتناولون �أدوية م�ضادة لاللتهابات‪ ،‬مثل‬ ‫تلك ال ُم�ستخدمة في التهابات المفا�صل‪ ،‬هم �أقل ُعر�ضة للإ�صابة‬ ‫بمر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫الإثارة ال�سامة للأع�صاب‬

‫يرجع ال�ضرر الناجم عن الإثارة ال�سامة للخلية �إلى ال�ضرر الذي‬ ‫قد ُيحدثه تفعيل الخاليا الع�صبية من قبل الغلوتاميت‪ .‬والغلوتاميت‬ ‫هو مادة كيميائية موجودة ب�شكل طبيعي في الدماغ‪ ،‬وي�ســتخدم‬ ‫كـ«ر�سول» لنقل الر�سائل الكيميائية بين الخاليا‪� .‬إال �أن تفعيل الخاليا‬ ‫الع�صبية بوا�سطة الغلوتاميت قد ُيطلق �سل�سلة من الأحداث التي‬ ‫ت�ؤدي في نهاية المطاف �إلى �إلحاق ال�ضرر بالخلية‪.‬‬ ‫ويعود هذا ال�ضرر الذي يلحق بالخلية �إلى الجذور الحرة الم�سماة‬ ‫«�أوك�سيد النيترات» التي تقوم الخلية نف�سها ب�إنتاجها بعد �أن يف ّعل‬ ‫الغلوتاميت �أجهزة اال�ستقبال الخا�صة به على �سطح الخلية ‪ -‬وتُ�سمى‬ ‫هذه العملية بالإثارة ال�سامة للأع�صاب‪.‬‬ ‫قد تقوم الإثارة ال�سامة للأع�صاب ب�أداء دور في داء الع�صبون‬ ‫الحركي ومر�ض هانتنغتون‪ .‬وقد تم �إيجاد دليل على هذا النوع‬

‫‪37‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫من ال�ضرر الذي يلحق بالخاليا الع�صبية لدى الم�صابين بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬وال ي�ستطيع الأ�شخا�ص ال�سيطرة على كمية الغلوتاميت‬ ‫في �أدمغتهم‪ ،‬كما ال يوجد �أي عالقة تربط هذا الأمر بم�صدر غذائي‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ تم تحديد بع�ض الجينات التي ت�ؤدي �إلى الإ�صابة ب�أنواع وراثية‬ ‫من مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫ حتى الآن لم يتم تحديد ُم�ساهمة بيئية وا�ضحة في الت�سبب‬ ‫بحدوث الإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫ ُيعتبر الخلل الوظيفي للحبيبات الخيطية عام ًال �شديد الأهمية‬ ‫في مر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫تشخيص مرض‬ ‫باركنسون‬

‫�أهمية الأعرا�ض‬

‫كما �سبق �أن �شرحنا جدول الأعرا�ض (راجع �صفحة ‪،)18 - 15‬‬ ‫تت�ضمن خ�صائ�ص مر�ض باركن�سون التباط�ؤ‪ ،‬والت�ص ّلب واالرتعا�ش‪.‬‬ ‫لهذا قد يبدو لك �أن ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون وا�ضح للغاية – غير‬ ‫�أن الواقع لي�س بهذه الب�ساطة‪.‬‬ ‫ال يوجد ثمة اختبار محدد للمر�ض‪ ،‬لذا يتم الت�شخي�ص باالعتماد‬ ‫على نموذج الأعرا�ض‪ .‬وبما �أن المر�ض يتطور تدريجي ًا‪ ،‬ي�صعب على‬ ‫كاف من الأعرا�ض‪.‬‬ ‫عدد ٍ‬ ‫الطبيب الت�أكد من الت�شخي�ص قبل ظهور ٍ‬ ‫كما �أن كثير ًا من المر�ضى ال تظهر عليهم الأعرا�ض جميعها‪ .‬ف�أحيان�أً‬ ‫تكون التغ ّيرات خادعة في المراحل الأولى فقط‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‬ ‫هناك عدد من الأمرا�ض التي تحمل �أعرا�ض ًا م�شابهة لأعرا�ض‬ ‫مر�ض باركن�سون‪ .‬ف�إذا ا�ستمر ال�شك‪ ،‬فمن الم�ستح�سن �أن يراقب‬ ‫الطبيب المري�ض ِعو�ض ًا عن ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون – �إذ حالما‬ ‫يتم الت�شخي�ص ال يمكن �إبطاله من دون ال�شعور ببع�ض الكرب‪.‬‬ ‫ال يحاول العديد من كبار ال�سن البحث عن �أي ت�شخي�ص لأنهم‬ ‫ال يبالون كثير ًا بمظاهر مر�ض باركن�سون‪ ،‬معتبرين �إياها جزء ًا من‬ ‫عملية التق ّدم في ال�سن‪ .‬وللأ�سف‪ ،‬يعاني ه�ؤالء المر�ضى من �أعرا�ض‬ ‫ومعاناة غير �ضرورية ل�سنوات عديدة‪ ،‬بد ًال من الإفادة من العالجات‬ ‫‪39‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫المتوفرة‪ ،‬والتمتع بنوعية حياة �أف�ضل‪.‬‬ ‫على الرغم من عدم وجود اختبارات ُمحددة لمر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫ُيمكن لفحو�صات ُمع ّينة �أن تُق ّدم دالئل تدعم الت�شخي�ص ال�سريري‬ ‫لهذا المر�ض بقيا�س قدرة الدماغ على �إنتاج الدوبامين (انظر‬ ‫ال�صورة �صفحة ‪ .) 41‬وت�ستخدم مثل هذه الفحو�صات عمليات مثل‬ ‫الت�صوير المقطعي ب�إ�صدار البوزيترون (‪� )PET‬أو الت�صوير المقطعي‬ ‫المحو�سب ب�إ�صدار فوتون منفرد (‪.)SPECT‬‬ ‫يقي�س الت�صوير المقطعي ب�إ�صدار البوزيترون بوا�سطة‬ ‫الفليورودوبا قدرة الدماغ على �إنتاج الدوبامين‪ ،‬ما يعك�س بالتالي‬ ‫وظيفة الأع�صاب التي تحتوي على الدوبامين‪ .‬غير �أن هذه الفحو�صات‬ ‫ال تُ�ستخدم كاختبارات معيارية لت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‪ .‬و�أما‬ ‫الت�صوير المقطعي المحو�سب ب�إ�صدار فوتون منفرد‪ ،‬فيقي�س كثافة‬ ‫ناقالت الدوبامين – البروتين في �أطراف الأع�صاب ‪ -‬وبالتالي فهو‬ ‫داللة عن عدد الخاليا الع�صبية للدوبامين‪.‬‬

‫كيف يتم الت�شخي�ص‬

‫‪40‬‬

‫عندما تلج�أ �إلى طبيبك في المرة الأولى مع �أعرا�ض ت�شير‬ ‫�إلى احتمال �إ�صابتك بمر�ض باركن�سون‪ ،‬فهو عادة ما يطرح عليك‬ ‫ف�صلة‪ .‬وتدور الأ�سئلة حول‪ :‬الفترة التي‬ ‫مجموعة من الأ�سئلة ال ُم ّ‬ ‫امتدت خاللها الأعرا�ض‪ ،‬و ُمع ّدل التطور‪ ،‬و�أي �أعرا�ض �إ�ضافية قد‬ ‫ت�شير �إلى ت�شخي�ص ُمغاير‪ ،‬ووجود �أي تاريخ عائلي لمر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫والأهم‪ ،‬عما �إذا تناولت �أي نوع من الأدوية (راجع «االعتالالت التي‬ ‫تحاكي مر�ض باركن�سون»‪� ،‬صفحة ‪.)44‬‬ ‫بعدئذ �سيقوم الطبيب بفح�صك‪ .‬و�سيقوم بمراقبتك بدقة تامة‬ ‫ٍ‬ ‫لمالحظة وجود �أي ارتعا�شات عندما تكون في حالة من ال�سكون‪،‬‬ ‫و�سيالحظ كيفية م�شيك‪ ،‬و�إن كانت ذراعاك تت�أرجحان بحرية‬ ‫وخطواتك طبيعية ومدى قدرتك على االلتفاف ب�سهولة من دون �أن‬ ‫تفقد توازنك‪ .‬و�إذا اعتقد طبيبك العام �أنك قد تكون م�صاب ًا بمر�ض‬ ‫باركن�سون فعلى الأرجح �أنه �سيحيلك �إلى طبيب ُمتخ�ص�ص لإجراء‬ ‫التقييم‪.‬‬


‫ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‬

‫ت�صوير مقطعي محو�سب ب�إ�صدار فوتون منفرد‬

‫الت�صوير المقطعي بوا�سطة الكومبيوتر ب�إ�صدار فوتون منفرد‪ .‬يتم �إدخال‬ ‫النترونيوكاليد �إلى الج�سم حيث تمت�صه ناقالت الدوبامين الموجودة في‬ ‫الخاليا الع�صبية في الدماغ‪ .‬ويتلقى الت�صوير المقطعي المحو�سب ب�إ�صدار‬ ‫فوتون منفرد البث‪ ،‬ويك ِّون بالتالي �صورة تحدد عدد خاليا الدوبامين الع�صبية‬ ‫ال ُمتبقية‪.‬‬

‫�آلة الت�صوير‬ ‫المري�ض‬ ‫�سرير قابل تعديل‬

‫تُظهر ال�صور الم�أخوذة على امتداد ‪� 48‬شهر ًا لمري�ض قيد الدرا�سة‪ ،‬الخ�سارة‬ ‫التدريجية لناقالت الدوبامين‪.‬‬ ‫�أعلى‬ ‫�أكثر‬ ‫انخفا�ض ًا‬ ‫‪48‬‬

‫‪36‬‬

‫‪24‬‬

‫‪12‬‬

‫‪41‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫فح�ص متخ�ص�ص‬

‫�سيراقب الطبيب بدقة تامة وجود �أي ارتعا�شات عندما تكون في حالة من ال�سكون‪،‬‬ ‫و�سيالحظ كيف تم�شي و�إذا ما كانت يداك تت�أرجحان بحرية وخطواتك طبيعية‬ ‫ومدى قدرتك على االلتفاف ب�سهولة من دون �أن تفقد توازنك‪� .‬إنّ طلب الإحالة �إلى‬ ‫طبيب ُمتخ�ص�ص هو فكرة ج ّيدة حتى لو لم يقترح الطبيب العام ذلك‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫�سيكون الطبيب المتخ�ص�ص‪ ،‬تمام ًا كطبيب الأع�صاب �أو الطبيب‬ ‫المتخ�ص�ص ب�أمرا�ض الم�سنين‪ ،‬والذي لديه اهتمام خا�ص بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬هو ال�شخ�ص الأن�سب للقيام بت�شخي�ص دقيق ولتقديم‬ ‫العالج الأف�ضل‪.‬‬ ‫يت�ضمن الفح�ص الطبي التف�صيلي للأع�صاب تقييم ًا لقدرتك‬ ‫على ال ُنطق وحركة عينيك‪ ،‬وتقييم دقيق لأطرافك‪ ،‬ومدى حرية‬ ‫تحركها وقوتها‪� ،‬إ�ضافة �إلى ردود فعلك الال�إرادية وا�ستجاباتك‬ ‫الح�سية بالطبع‪.‬‬


‫ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‬

‫الت�صوير المقطعي المحو�سب‬

‫ُيطلق الت�صوير المقطعي المحو�سب الأ�شعة ال�سينية نحو الدماغ من زوايا‬ ‫ُمختلفة‪ .‬وتتلقى �أجهزة اال�ستقبال الأ�شعة ال�سينية و ُيحلل الكومبيوتر المعلومات‬ ‫ل ُيعطي �صورة عن الدماغ‪.‬‬ ‫م�صدر الأ�شعة ال�سينية‬ ‫�شعاع الأ�شعة ال�سينية‬ ‫المري�ض‬ ‫مثال عن‬ ‫نتاج الت�صوير‬ ‫المقطعي بوا�سطة‬ ‫الكومبيوتر‬ ‫كا�شف الأ�شعة ال�سينية‬

‫كما تُطرح غالب ًا �أ�سئلة مهمة حول ال�سيطرة على المثانة‬ ‫والأمعاء‪ .‬ويمكن �أن يظهر الخلل الوظيفي للمثانة في �أمرا�ض مع ّينة‬ ‫تحاكي مر�ض باركن�سون‪ .‬كما ي�شكل الإم�ساك �أي�ض ًا عار�ض ًا �شائع ًا‬ ‫لدى مر�ضى باركن�سون‪.‬‬ ‫يمكن �إجراء بع�ض االختبارات‪ ،‬مثل فح�ص الدم �أو البول‪ ،‬للتحقق‬ ‫من وجود اعتالالت �أخرى (انظر ال�صفحة التالية) تحمل �أعرا�ض ًا‬ ‫م�شابهة لأعرا�ض مر�ض باركن�سون‪ .‬وفي بع�ض الأحيان قد تقوم بفح�ص‬ ‫عينيك ال�ستبعاد الحاالت الأكثر ُندرة التي ُت�شبه مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫ب�شكل روتيني‪ ،‬لإجراء �صورة‬ ‫ويقوم بع�ض الأطباء ب�إحالة مر�ضاهم‪ٍ ،‬‬ ‫مقطعية محو�سبة �أو �صورة بالرنين المغناطي�سي قد ت�ساعد على‬ ‫ا�ستبعاد بع�ض الت�شخي�صات الأُخرى‪ .‬يعتقد �آخرون �أن هذا الأمر غير‬ ‫�ضروري �إال �إن كان ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون �صريح ًا �أو مبا�شر ًا‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫الرنين المغناطي�سي‬

‫ت�ستخدم �صورة الرنين المغناطي�سي مغناطي�س ًا قوي ًا ال�صطفاف الذ ّرات في‬ ‫الجزء المطلوب درا�سته من الج�سم‪ .‬وتقوم الموجات الإ�شعاعية بك�سر هذا‬ ‫اال�صطفاف‪ُ ،‬م�سببة �إر�سال الإ�شارات من الذ ّرات‪ .‬ويمكن قيا�س هذه الإ�شارات‪،‬‬ ‫مف�صلة للأن�سجة والأع�ضاء‪.‬‬ ‫وبالتالي ت�شكيل �صورة ّ‬ ‫�آلة الفح�ص بالرنين المغناطي�سي‬ ‫المغناطي�س‬ ‫المري�ض‬ ‫مثال عن نتاج‬ ‫�صورة الرنين‬ ‫المغناطي�سي‬

‫االعتالالت التي تحاكي مر�ض باركن�سون‬ ‫�ضمور الأجهزة المتعدد‬

‫هناك العديد من اعتالالت الجهاز الع�صبي المجتمعة تحت‬ ‫ت�سمية «�ضمور الأجهزة المتعدد»‪ .‬وتت�ضمن هذه االعتالالت خل ًال‬ ‫في عدة �أق�سام من الدماغ‪ ،‬بما فيها المادة ال�سوداء‪ .‬وتحاكي هذه‬ ‫الأعرا�ض �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪ ،‬لك ّنها عادة ما تت�ضمن مظاهر‬ ‫�إ�ضافية مثل التلعثم في النطق‪ ،‬وحركات غير طبيعية للعينين‪ ،‬وعدم‬ ‫الثبات‪ ،‬وتغ ّيرات في ردود الفعل‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ًة �إلى ذلك يمكن �أن تت�أثر وظيفة المثانة ب�سبب �إ�صابة‬ ‫‪44‬‬


‫ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‬

‫�أع�صاب مراكز ال�سيطرة على المثانة بال�ضرر‪ .‬ويتم ت�شخي�ص �ضمور‬ ‫الأنظمة المتعدد عبر الإ�شارات ال�سريرية‪ ،‬وال يوجد اختبار مع ّين‬ ‫لتمييزه عن مر�ض باركن�سون ب�شكل حا�سم‪ .‬ويتجاوب هذا االعتالل‬ ‫ب�شكل �ضعيف مع �أدوية الدوبامين‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫ال�شلل التدريجي فوق النووي‬

‫ال�شلل التدريجي فوق النووي هو نوع �آخر من االعتالالت التي‬ ‫تحاكي مر�ض باركن�سون‪ .‬ويتميز هذا المر�ض عاد ًة بتحركات غير‬ ‫طبيعية للعينين‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى ت�صلب الج�سم ب�أكمله ولي�س الأطراف‬ ‫فقط‪ .‬ويكون العالج موجه ًا للدعم ب�شكل �أ�سا�سي‪.‬‬

‫باركن�سونية تالية اللتهاب الدماغ‬

‫يمكن لاللتهابات الفيرو�سية للدماغ �أن ت�سبب مر�ض باركن�سون‬ ‫في بع�ض الأحيان‪ .‬وقد تف�شى مر�ض باركن�سونية تالية اللتهاب الدماغ‬ ‫ب�شكل وا�سع في بداية القرن الع�شرين‪ .‬وال نزال ن�شهد اليوم ظهور‬ ‫ٍ‬ ‫وقت �إلى �آخر‪ ،‬ولكنها نادرة‪ .‬فهناك �أعرا�ض‬ ‫بع�ض الحاالت من ٍ‬ ‫تميزه عن مر�ض باركن�سون‪ ،‬منها نوبة �شخو�ص الب�صر ‪ -‬وتتمثل في‬ ‫م ّد الر�أ�س وحدوث حركات دائرية للعينين ‪ -‬بالإ�ضافة �إلى حدوث‬ ‫تغير في دورة النوم‪-‬اال�ستيقاظ‪ .‬وتتجاوب هذه الحالة مع �أدوية‬ ‫الدوبامين‪.‬‬

‫مر�ض ول�سون‬

‫مر�ض ول�سون هو اعتالل ال ب ّد من تمييزه عن مر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫ذلك �أن العالجات الم�ستخدمة فيه ُمختلفة تمام ًا‪ .‬فمر�ض ول�سون هو‬ ‫ا�ضطراب �صبغي ج�سدي متنحي‪ ،‬يحدث عندما يرث ال�شخ�ص زوج ًا‬ ‫من الجينات ال�ضعيفة من كال الوالدين‪ .‬وي�ؤدي المر�ض �إلى حدوث‬ ‫تر�سب النحا�س في �ألياف‬ ‫خلل في ا�ستقالب النحا�س‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وب�شكل خا�ص‪ُ ،‬‬ ‫محددة منها الكبد‪ ،‬العين والدماغ‪.‬‬ ‫من الممكن �أن يبد�أ المر�ض في �أي �سن من �سني المراهقة‬ ‫حتى �سن بلوغ المرء الخم�سين‪ .‬ولهذا ال�سبب غالب ًا ما يتم التحقق‬ ‫‪45‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫من �إمكانية الإ�صابة بمر�ض ول�سون عند المر�ضى الذين يظهرون‬ ‫ب�شكل‬ ‫�أعرا�ض ًا باركن�سونية قبل �سن الخم�سين‪ .‬ويتم هذا الأمر‬ ‫ٍ‬ ‫ب�سيط‪� ،‬إذ تُجرى بع�ض اختبارات الدم للت�أكد من م�ستويات النحا�س‬ ‫وال�سيرولوبالزمن (البروتين الذي يحمل النحا�س في الدماء)‪،‬‬ ‫تر�سب للنحا�س (في بع�ض‬ ‫كما تُفح�ص العينين للتحقق من وجود ُ‬ ‫الأحيان ال ُيمكن ر�ؤية هذه التر�سبات �إال بوا�سطة منظار ا�ستك�شافي‬ ‫خا�ص بطبيب العيون)‪ ،‬ويتم كذلك فح�ص البول بحث ًا عن وجود‬ ‫�إفراز زائد للنحا�س‪.‬‬ ‫عاد ًة ما يكون العالج ف ّعا ًال في �إعادة ال�صحة �إلى المري�ض‬ ‫ويت�ضمن العالج �إعطاء هذا الأخير �أقرا�ص ًا ت�ساعد على زيادة �إفراز‬ ‫النحا�س من الج�سم وبالتالي وقاية الخاليا من ال�ضرر‪.‬‬

‫�أقرا�ص م�ضادة للذهان‬

‫‪46‬‬

‫لعل ال�سبب الأكثر �شيوع ًا لظهور الأعرا�ض التي تحاكي مر�ض‬ ‫باركن�سون هو نوع من العقاقير العالجية الم�ضادة للذهان‪ .‬فغالب ًا‬ ‫ما تعطى هذه الأقرا�ص الم�ضادة للذهان‪ ،‬مثل الهالوباريدول‬ ‫والكلوربرومازين‪ ،‬في حاالت اال�ضطرابات النف�سية ال ُكبرى‬ ‫كانف�صام ال�شخ�صية‪ ،‬ولكن من الممكن ا�ستخدامها �أي�ض ًا للمر�ضى‬ ‫الذين يعانون من االرتباك وال�سلوك غير الطبيعي‪ .‬حتى �أنها ت�ستعمل‬ ‫لتهدئة المر�ضى �أحيان ًا‪ .‬فالطبيب �سي�ستف�سر عما �إذا كان المري�ض‬ ‫الذي تظهر لديه �أعرا�ض باركن�سونية قد تناول �أي نوع من الأدوية‬ ‫حديث ًا‪� ،‬إذ قد تكون ال�سبب في ظهورها‪.‬‬ ‫�إن ال�سبب الذي يجعل الأقرا�ص الم�ضادة للذهان ت�سبب �أعرا�ضاً‬ ‫م�شابهة لأعرا�ض مر�ض باركن�سون لدى بع�ض المر�ضى‪ ،‬هو قدرتها‬ ‫على �إحداث ت�أثير جانبي م�شابه لنق�ص الدوبامين ذلك من خالل‬ ‫كبح �أجهزة ا�ستقبال الدوبامين‪ .‬ولح�سن الحظ �أن هذه الأعرا�ض‬ ‫تختفي عند التوقف عن ا�ستخدام تلك الأقرا�ص‪� ،‬إال �أنها قد ت�ستمر‬ ‫في بع�ض الأحيان‪ .‬وي�ش ّكل الخلل الحركي في الوجه والفم ‪ -‬وهي‬ ‫حركات غريبة وغير طوعية لل�سان والفم ب�شكل خا�ص‪ ،‬وعادة ما‬ ‫تكون متوا�صلة ‪ -‬مظهر ًا �شائع ًا �آخر لت�أثير بع�ض الأقرا�ص الم�ضادة‬


‫ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‬

‫للذهان‪ .‬وغالب ًا ما تختفي هذه الأعرا�ض �أي�ض ًا مع توقف ا�ستخدام‬ ‫الأقرا�ص‪� ،‬إال �أن زوالها قد يحتاج‪ ،‬في بع�ض الأحيان‪� ،‬إلى �أ�شهر �أو‬ ‫�سنوات – وتكون �أحيان ًا دائمة‪.‬‬ ‫ال حاجة �إلى القول ب�أن مثل هذه الأقرا�ص‪ ،‬يجب عدم تناولها‬ ‫من قبل الم�صابين بمر�ض باركن�سون‪ .‬ولح�سن الحظ فب�إمكاننا‬ ‫�أن نجد اليوم �أقرا�ص ًا جديدة م�ضادة للذهان ال ت�ؤدي �إلى حدوث‬ ‫ت�أثيرات جانبية خطيرة‪ ،‬وبالتالي يمكن ا�ستخدامها من قبل مر�ضى‬ ‫باركن�سون‪ .‬وتحتوي هذه الأقرا�ص على مركبات مثل الأولنزابين‪،‬‬ ‫الكلوزابين والكوتيابين‪.‬‬

‫�أدوية �أُخرى‬

‫ت�ؤدي بع�ض العالجات الأُخرى في بع�ض الأحيان �إلى حدوث‬ ‫ارتعا�شات‪ .‬وهي تت�ضمن �أجهزة اال�ستن�شاق ال ُم�ستخدمة لداء الربو‬ ‫ على �سبيل المثال‪� ،‬سالبوتامول ( فنتولين ) ‪ -‬وبع�ض الأقرا�ص‬‫ال ُم�ستخدمة لمر�ض الجذام �أو �آالم ال�شقيقة ‪ -‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫فالبروات ال�صوديوم ( �إبيليم )‪.‬‬

‫االرتعا�ش الأ�سا�سي‬

‫عند المر�ضى الذين يظهر االرتعا�ش لديهم كعار�ض وحيد‪ ،‬قد‬ ‫يكون االرتعا�ش الأ�سا�سي هو الت�شخي�ص المنا�سب‪ .‬ونجد هذه الحالة‬ ‫في عائالت حوالى ن�صف الم�صابين بهذه الحالة‪ .‬فهي نتيجة وراثة‬ ‫�صبغية ج�سدية مهيمنة (ت�أثير الجينة القوية)‪ ،‬وعادة ما يكون هناك‬ ‫تاريخ ُيظهر وجود ارتعا�ش م�شابه لدى �أحد الوالدين �أو الأجداد‪.‬‬ ‫ويختلف هذا االرتعا�ش عن ارتعا�ش مر�ض باركن�سون‪ ،‬فهو غالباً‬ ‫ما يبد�أ بالظهور في جهتي الج�سم مع ًا‪ ،‬وال يظهر عند المري�ض في‬ ‫أمر ما‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪،‬‬ ‫حاالت ال�سكون‪ ،‬بل عندما ي�ستعد للقيام ب� ٍ‬ ‫لي�س لدى الم�صابين باالرتعا�ش الأ�سا�سي �أي �أعرا�ض من �أعرا�ض‬ ‫الت�ص ّلب �أو التيب�س‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد ي�صعب �أحيان ًا التمييز بين مر�ض‬ ‫باركن�سون واالرتعا�ش الأ�سا�سي‪ .‬فمن الأف�ضل البحث عن ن�صيحة‬ ‫المتخ�ص�صين في حالة ال�شك‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫فرط ن�شاط الغدة الدرقية‬

‫ي�شكل فرط ن�شاط الغدة الدرقية �سبب ًا �آخر لالرتعا�ش‪ ،‬ومن‬ ‫المفتر�ض �أن يتم التحقق منه‪ .‬وت�ؤدي هذه الحالة �إلى حدوث ارتعا�ش‬ ‫خفيف‪� ،‬إذ تكون كمية الحركة قليلة‪ ،‬لك ّنها موجودة ب�شكل م�ستمر‬ ‫دم ب�سيط‪ ،‬ويتم‬ ‫تقريب ًا‪ .‬ويتم ت�شخي�ص هذه الحالة ب�إجراء اختبار ٍ‬ ‫ب�شكل مبا�شر ن�سبي ًا‪ .‬وعلى العك�س من ذلك‪ُ ،‬يمكن لتد ّني‬ ‫العالج ٍ‬ ‫ن�شاط الغدة الدرقية �أن ي�ؤدي �إلى حدوث حالة من التباط�ؤ‪ ،‬يمكن‬ ‫الخلط �أحيان ًا بينها وبين �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫الحاالت التي قد تحاكي مر�ض باركن�سون‬ ‫ •�ضمور الأنظمة المتعدد‬ ‫ •ال�شلل التدريجي فوق النووي‬ ‫ •باركن�سونية تالية اللتهاب الدماغ‬ ‫ •مر�ض ول�سون‬ ‫ •�أدوية �أُخرى‬ ‫ •االرتعا�ش الأ�سا�سي‬ ‫ •فرط ن�شاط الغدة الدرقية‬

‫‪48‬‬


‫ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ يتم الت�شخي�ص بوا�سطة الأعرا�ض ال�سريرية ‪ -‬وعند ال�ضرورة‬ ‫يمكن دعمه بوا�سطة الت�صوير المقطعي‬ ‫ هناك العديد من الحاالت الع�صبية التي تحاكي مر�ض‬ ‫باركن�سون – وب�شكل عام ال تتجاوب هذه الحاالت ج ّيد ًا مع‬ ‫عالجات الدوبامين‬ ‫ في بع�ض المر�ضى تكون اختبارات الدم‪ ،‬كالفحو�صات‬ ‫واالختبارات الأُخرى �ضرورية ال�ستبعاد الت�شخي�صات المغايرة‬

‫‪49‬‬


‫األدوية المستخدمة‬ ‫لعالج مرض باركنسون‬

‫تقنيات ت�أثير الأدوية‬

‫كما �سبق و�شرحنا في ف�صل �سابق‪ ،‬تتوا�صل الخاليا الع�صبية‬ ‫با�ستخدام ر�سائل كيميائية تدعى الناقالت الع�صبية‪ .‬وتتنقل هذه‬ ‫الر�سائل من خلية ع�صبية �إلى �أخرى عبر و�صالت تجمعهما‪ ،‬تدعى‬ ‫ت�شابك ع�صبي‪ .‬وفي حالة مر�ض باركن�سون‪ ،‬تُفقد الخاليا الع�صبية‬ ‫التي ت�ستخدم الدوبامين كناقل ع�صبي‪ .‬كما �أن هناك خ�سارة لخاليا‬ ‫ع�صبية ت�ستخدم �أنواع ًا �أخرى من الناقالت الع�صبية‪ ،‬منها �أ�ستيل‬ ‫كولين و‪5-‬هيدروك�سي التريبتامين‪ ،‬ما ي�ؤدي �إلى تفاعل مر ّكب بين‬ ‫لبع�ض منها‬ ‫ناقالت ع�صبية مختلفة‪ ،‬ينتج عنه ح�سا�سية متزايدة ٍ‬ ‫لدى مر�ضى باركن�سون‪.‬‬ ‫ثمة العديد من الأدوية التي ت�ساعد على التخفيف من �أعرا�ض‬ ‫مر�ض باركن�سون‪ ،‬وهي تعمل بعدة طرق مختلفة‪ .‬وتعو�ض �أدوية‬ ‫الدوبامين عن نق�ص الدوبامين بزيادة مخزون هذه المادة في‬ ‫حاك للدوبامين وتف ّعل‬ ‫الدماغ‪ .‬كما �أن هناك �أدوية �أخرى تعمل ك ُم ٍ‬ ‫الم�ستقبالت في الخاليا الع�صبية التي قد تتفاعل مع الدوبامين‬ ‫نف�سه (مثبطات الدوبامين)‪ .‬وتخفف بع�ض الأدوية الأخرى من‬ ‫الح�سا�سية المفرطة لدماغ مر�ضى باركن�سون من �أ�ستيل كولين‬ ‫‪50‬‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫(الأدوية الم�ضادة للح�سا�سية من الكولين)‪ .‬و�أخير ًا‪ ،‬يمكن ا�ستخدام‬ ‫العالجات التي تهدف �إلى �إعاقة الإثارة ال�سامة للأع�صاب (راجع‬ ‫ال�صفحة ‪ .) 37‬وقد تم التطرق �إلى كل واحدة من هذه التقنيات في‬ ‫الجدول التالي‪.‬‬

‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬ ‫اال�سم العام‬ ‫�صنف الدواء‬ ‫كو‪-‬بينيلدوبا ؛‬ ‫بديل الدوبامين‬ ‫(ليفودوبا) ممزوج كو‪-‬كاريلدوبا‬ ‫مع مثبط للإنزيم‬

‫�أ�سماء الأدوية الم�سجلة‬ ‫مادوبار‪� ،‬سينميت‪،‬‬ ‫�ستافيلو‬

‫مثبطات �إنزيم‬ ‫�إ�ضافية‬

‫�إنتاكابون‪،‬‬ ‫تولكابون‬

‫كومت�س‪ ،‬تا�سمار‬

‫مناه�ضات‬ ‫الدوبامين‬

‫�أبومورفين‪،‬‬ ‫بروموكريبتين‪،‬‬ ‫كابرغوالين‪،‬‬ ‫لي�سورايد‪،‬‬ ‫بيرغواليد‪،‬‬ ‫براميبيك�سول‪،‬‬ ‫روبينيرول‪،‬‬ ‫روتيجوتاين‬ ‫�سيليجيلين‪،‬‬ ‫را�ساجيلين‬

‫�أبو‪-‬غو‪ ،‬بارلودل‪،‬‬ ‫كابا�سر‪ ،‬لي�سورايد‪،‬‬ ‫كيالن�س‪ ،‬ميرابك�سين‪،‬‬ ‫ريكويب‪ ،‬نيوبرو‬

‫مثبطات الموامين‬ ‫الم�ؤك�سد‬

‫�ألديبريل‪ ،‬زيالبار‪،‬‬ ‫�أزيليكت‬

‫تريهيك�سفينيديل‪ ،‬بروفلك�س‪ ،‬بيورفين‪،‬‬ ‫الأدوية الم�ضادة‬ ‫دي�سيبال‬ ‫للح�سا�سية من الكولين �أورفينادرين‬ ‫�سيميتريل‬ ‫�أمانتادين‬ ‫مثبطات الإثارة‬ ‫ال�سامة للأع�صاب‬ ‫‪51‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫ليفودوبا‬ ‫كيف يعمل؟‬

‫الليفودوبا هو �أول دواء تم �إنتاجه من �أجل مر�ضى باركن�سون‬ ‫بعد التو�صل �إلى اكت�شاف مفاده �أن م�ستويات الدوبامين منخف�ضة‬ ‫في �أدمغة الم�صابين بهذا المر�ض‪ .‬وتمت�ص الخاليا الموجودة في‬ ‫الدماغ ليفودوبا وتح ّوله �إلى دوبامين‪ ،‬ما يخفف من �أعرا�ض مر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬ويمكن �أخذ هذا الدواء بعدة طرق‪ ،‬ولكن الأكثر �شيوع ًا‬ ‫هو تناوله عبر الفم على �شكل �أقرا�ص �أو �سائل‪.‬‬ ‫يتك�سر ‪ % 99‬من دواء ليفودوبا الذي يتم تناوله عبر الفم‬ ‫في الأمعاء بوا�سطة �إنزيمين‪ ،‬هما الحم�ض الأميني الأروماتي‬ ‫دي كربوك�سيليز (‪ )AAAD‬وكاتيكول‪� -‬أو‪ -‬ميثيل تران�سفيري�س‬ ‫(‪ .)COMT‬ومن �أجل التخفيف من هذا ‪ ،‬ف�إن �أقرا�ص ليفودوبا التي‬ ‫تت�ألف من كو‪-‬بينيلدوبا وكو‪-‬كاريلدوبا تحتوي على مادة كابحة تعيق‬ ‫عمل �أحد الإنزيمات التي تدمر الليفودوبا‪ .‬ويزيد هذا الأمر من‬ ‫�إمكانية امت�صا�ص الدم لليفودوبا‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ف�إن المادة‬ ‫الكابحة لي�ست فعالة بالكامل‪ ،‬فمعظم الليفودوبا ي�ستمر بالتك�سر في‬ ‫الأمعاء‪ .‬وقد تم التو�صل �إلى مثبط �إنزيم �إ�ضافي‪ ،‬هو �إينتاكابون‪،‬‬ ‫ي�ساهم في تقلي�ص تك�سر ليفودوبا في الأمعاء‪ .‬كما ت�ساعد مثبطات‬ ‫الإنزيمات �أي�ض ًا في تخفيف الأعرا�ض الجانبية لدواء ليفودوبا‪ ،‬مثل‬ ‫الغثيان والتقي�ؤ وا�ضطرابات الجهاز اله�ضمي‪.‬‬ ‫عندما ي�صل دواء ليفودوبا �إلى الدم‪ ،‬يتم نقله �إلى الدماغ حيث‬ ‫تمت�صه الخاليا الع�صبية التي ت�ستخدم الدوبامين كناقل ع�صبي‬ ‫– وهي الخاليا الم�صابة بمر�ض باركن�سون‪ .‬وتح ّول هذه الخاليا‬ ‫المتبقية ليفودوبا �إلى دوبامين‪ .‬وحينئذ يخزن الدوبامين في الخاليا‬ ‫الع�صبية‪ ،‬وي�صبح جاهز ًا ليتم ا�ستخدامه كناقل ع�صبي‪ ،‬وهكذا‬ ‫يخل�صنا من نق�ص الدوبامين الناتج عن موت كثير من الخاليا في‬ ‫المادة ال�سوداء‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫تمت�ص الخاليا الع�صبية الموجودة في الدماغ ليفودوبا‬ ‫وتح ّوله �إلى دوبامين‬

‫يخفف �إينتاكابون من كمية‬ ‫ليفودوبا التي يتم تدميرها‬ ‫في الأمعاء ب�سبب الإنزيمات‬ ‫الإنزيم‬ ‫الذي يدمر‬ ‫ليفودوبا �إينتاكابون‬ ‫الطليق‬

‫ابتالع الدواء‬

‫�شعيرة دموية‬ ‫جدار �شعيرة‬ ‫دموية‬ ‫ليفودوبا‬

‫الر�سالة تنقل‬ ‫تمت�ص الخاليا الع�صبية ليفودوبا‬ ‫وتح ّوله �إلى دوبامين‬ ‫مع وجود ليفودوبا‬ ‫تنتقل الر�سالة عبر الن�سيج الع�صبي‬ ‫�إلى عقدة الت�شابك الع�صبي‬ ‫يجتاز الناقل الع�صبي الت�شابك الع�صبي‬ ‫تتن�شط الخاليا الم�ستقبلة‬ ‫الر�سالة تنتقل‬

‫ع�صبون‬

‫الر�سالة ال تنتقل‬ ‫الر�سالة‬ ‫عقدة الت�شابك الع�صبي‬ ‫من دون ليفودوبا‬ ‫تبعث الخاليا الع�صبية �إ�شارات كهربائية‬ ‫عبر الن�سيج الع�صبي‬ ‫ال يوجد كمية كافية من الناقالت‬ ‫الع�صبية لتجتاز الت�شابك الع�صبي‬ ‫الر�سالة ال تنتقل‬ ‫‪53‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫ت�أثير «التناق�ص التدريجي»‬

‫عندما يبد�أ المري�ض با�ستخدام ليفودوبا‪ ،‬تكون النتائج مذهلة‬ ‫بحدوث تح�سن �سريع وجوهري في ما يخ�ص �أعرا�ض مر�ض‬ ‫باركن�سون التي تت�ضمن التيب�س وبطء الحركة‪ .‬فقد ال يحتاج‬ ‫المري�ض في المراحل الأولية (ال�سنتان الأوليان) �سوى �إلى جرعتين‬ ‫�أو ثالث جرعات من ليفودوبا في اليوم‪ .‬ولكن بمرور الوقت تبد�أ‬ ‫فعالية الجرعة بالتناق�ص تدريجي ًا‪ .‬وربما يعود ال�سبب في ذلك �إلى‬ ‫ا�ستمرار خ�سارة الخاليا الع�صبية القادرة على امت�صا�ص ليفودوبا‬ ‫وتحويله �إلى دوبامين‪ .‬كما قد ي�ساهم الدواء نف�سه في عملية «التراجع‬ ‫التدريجي»‪ .‬ويكت�شف المر�ضى �أن المفعول الإيجابي لجرعة ليفودوبا‬ ‫ال ي�ستمر لوقت طويل‪ ،‬ويبد�أون باختبار �أعرا�ض يطلق عليها «التراجع‬ ‫التدريجي» �أو «االنكفاء»‪� ،‬إذ تظهر بع�ض الأعرا�ض من جديد‪ ،‬ومنها‬ ‫ال�ضعف والجمود‪.‬‬ ‫يمكن الحد من ت�أثيرات «التراجع التدريجي» بعدة طرق‪ .‬وت�أتي‬ ‫الأقرا�ص بجرعات مختلفة‪ ،‬لذا يمكن للمري�ض بب�ساطة �أن يزيد من‬ ‫عدد الجرعات‪ ،‬لت�صل �إلى �أربع �أو خم�س مرات في اليوم‪ ،‬بد ًال من‬ ‫جرعتين �أو ثالث جرعات يومي ًا‪ .‬كما يمكن �أي�ض ًا ا�ستبدال �أقرا�ص‬ ‫الدواء بتلك التي تحتوي على جرعة �أكبر من ليفودوبا‪ .‬وبد ًال من‬ ‫ذلك‪ ،‬يمكن للمري�ض �أن ي�أخذ جرعة متو�سطة من ليفودوبا‪ ،‬ليتجنب‬ ‫حدوث انخفا�ض �أو ارتفاع �شديد لمعدل الدواء في دورته الدموية‪.‬‬ ‫تم التو�صل �إلى مقاربة جديدة في �أواخر العقد الأخير من القرن‬ ‫الع�شرين‪ ،‬وهي �إ�ضافة �أدوية تعمل على كبح �إنزيم كومت (‪)COMT‬‬ ‫�إلى �أقرا�ص ليفودوبا‪ .‬ويعمل هذا المركب على زيادة و�صول ليفودوبا‬ ‫�إلى الدماغ – لذا فهو يبدو كزيادة جرعة ليفودوبا في قر�ص الدواء‪.‬‬ ‫و�أما تولكابون فهو �أول دواء م�ستخدم‪ ،‬وهو يعمل على كبح �إنزيم‬ ‫كومت‪ .‬وبعد �أن تم �سحبه من الأ�سواق في عام ‪� ،1998‬أُعيد �إنتاجه‬ ‫من جديد‪ ،‬ولكن ا�ستعماله محدود‪ ،‬وذلك لإمكانية ت�سببه ب�إتالف‬ ‫الكبد‪ .‬ويتم في الوقت الحالي ا�ستخدام �أنتاكابون ‪ -‬الذي ال ي�ؤثر في‬ ‫الكبد‪ ،‬ويبدو �أنه و�سيلة عالج فعالة و�آمنة‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫الإنتاكابون (مثل تولكابون) غير فعال �سوى عند مزجه مع‬ ‫كل من‬ ‫ليفودوبا‪ .‬وهناك قر�ص واحد متوفر يحتوي على ليفودوبا مع ٍ‬ ‫مثبط دوبا ديكاربوك�سليز و�إنتاكابون‪ ،‬وي�سمى �ستافيلو‪ .‬وهو يطيل‬ ‫عمل ليفودوبا‪ ،‬ويوفر على المر�ضى تناول �إنتاكابون في �شكل قر�ص‬ ‫دواء م�ستقل‪.‬‬

‫الأعرا�ض الجانبية‬ ‫الغثيان‬

‫من الناحية النظرية‪ ،‬لجميع الأدوية التي ت�ؤخذ في �شكل �أقرا�ص‬ ‫�أعرا�ض جانبية‪ ،‬وليفودوبا لي�س ا�ستثناء من القاعدة‪ .‬فيمكن لدواء‬ ‫ليفودوبا في بع�ض الأحيان �أن ي�سبب الغثيان والتقي�ؤ وا�ضطراب‬ ‫الجهاز اله�ضمي‪ ،‬على الرغم من �أنه تم الحد من هذا الأمر في‬ ‫الوقت الحا�ضر نظر ًا �إلى احتواء الدواء دائم ًا على مثبط لإنزيم‬ ‫(‪ .)AAAD‬وي�شعر بع�ض المر�ضى بالغثيان عندما يبد�أون با�ستخدام‬ ‫ليفودوبا‪ ،‬ولكن هذا العر�ض يبد�أ بالتال�شي مع ا�ستمرار العالج‪.‬‬

‫النعا�س‬

‫ي�ؤدي هذا الدواء �أي�ض ًا �إلى النعا�س‪ .‬فيجد المر�ضى �أنف�سهم‬ ‫ينامون ب�سهولة في �أثناء النهار‪ ،‬و�أحيان ًا في �أوقات غير منا�سبة‪.‬‬ ‫ولكن هذا العر�ض قد ي�صيب حتى المر�ضى الذين ال يتم عالجهم‬ ‫من مر�ض باركن�سون‪ ،‬ولكن الأمر �أكثر �شيوع ًا لدى �أولئك الذين‬ ‫يتناولون ليفودوبا �أو نواه�ض الدوبامين‪ .‬وقد يعاني بع�ض المر�ضى‪،‬‬ ‫وبالأخ�ص الم�سنين‪ ،‬من االرتباك �أو الهلو�سة عندما يتناولون دواء‬ ‫ليفودوبا‪.‬‬

‫الدوار‬

‫قد ي�ؤدي ليفودوبا �إلى خف�ض �ضغط الدم‪ ،‬خ�صو�ص ًا كرد فعل‬ ‫على تغير الو�ضعية (الإغماء الناتج عن تغير و�ضعية الج�سم)‪.‬‬ ‫فعلى �سبيل المثال‪ ،‬عندما ينه�ض المرء من ال�سرير �أو يقف ب�سرعة‬ ‫عن الكر�سي‪ ،‬يتمثل رد الفعل الطبيعي للج�سد بزيادة �ضغط الدم‬ ‫‪55‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫لم�ستوى ي�سمح له بالو�صول �إلى الدماغ‪ .‬وقد يتعار�ض ليفودوبا في‬ ‫بع�ض الأحيان مع رد الفعل الطبيعي هذا‪ .‬كما قد ي�شعر المر�ضى‬ ‫ببع�ض الدوخة �أو الدوار‪� ،‬أو قد يفقدون الوعي في �أ�سو�أ الحاالت‪،‬‬ ‫�إن وقفوا ب�سرعة كبيرة‪ .‬ويمكن ال�سيطرة على هذه الحالة ب�سهولة‬ ‫كبيرة‪ ،‬وذلك بتغيير الو�ضعية ببطء‪ .‬فعلى �سبيل المثال يمكن‬ ‫ثوان قبل �أن يقف �أو �أن‬ ‫للمري�ض �أن يجل�س على جانب ال�سرير لب�ضع ٍ‬ ‫ينتظر للحظة بعد �أن يقف عن كر�سيه قبل �أن يم�شي‪.‬‬ ‫هناك عدد قليل من الأ�شخا�ص الذين ال يتحملون دواء ليفودوبا‪،‬‬ ‫لذا عليهم �أن يجربوا عالجات بديلة‪.‬‬

‫خلل الحركة ( الحركات الال�إرادية )‬

‫�إن عر�ض خلل الحركة (الحركات الال�إرادية)‪ ،‬هو واحد من �أهم‬ ‫الأ�سباب التي تحد من ا�ستعمال ليفودوبا‪ .‬فبالكاد يظهر هذا الأمر‬ ‫في البداية‪ ،‬وهو ال يتجاوز االرتعا�ش الب�سيط �أو االلتواء في الكتف‪� ،‬أو‬ ‫الذارع �أو اليد‪ .‬وي�صبح الأمر �أكثر و�ضوح ًا و�إزعاج ًا مع مرور الوقت‪،‬‬ ‫لي�صل �إلى درجة دراماتيكية في بع�ض الأحيان‪ ،‬وي�سبب تك�شيرة �أو‬ ‫ترنح ًا �شديد الو�ضوح‪ .‬وقد ت�صيب هذه الحركات الال�إرادية �أي جزء‬ ‫من الج�سم‪ ،‬من �ضمنها الفم والل�سان‪ .‬ويواجه النا�س �صعوبة كبيرة‬ ‫في كبتها‪ ،‬ويزعجهم هذا العر�ض خ�صو�ص ًا في �أثناء تواجدهم بين‬ ‫النا�س‪ .‬ولكن ول�سوء الحظ ف�إن م�شكلة خلل الحركة تتفاقم بفعل‬ ‫التوتر والقلق‪.‬‬ ‫غالب ًا ما ي�صاب المر�ضى بخلل الحركة في الوقت الذي يترافق‬ ‫مع تناول �أقرا�ص ليفودوبا‪ ،‬وعموم ًا بعد حوالى �ساعة ون�صف من‬ ‫تناول قر�ص الدواء – حينئذ يكون معدل ليفودوبا في الدم مرتفع ًا‪.‬‬ ‫وقد تدوم هذه الحالة لمدة ‪ 30‬دقيقة �أو �أكثر‪ .‬و ُي�شار �إلى هذا الأمر‬ ‫بخلل الحركة « لذروة الجرعة»‪ .‬وال يترافق �أحيانا بدء خلل الحركة‬ ‫مع توقيت تناول ليفودوبا‪ .‬فبع�ض المر�ضى يبد�أون باختبار هذه‬ ‫الأعرا�ض مبا�شرة بعد تناولهم للقر�ص‪ ،‬ثم تختفي هذه الأعرا�ض‬ ‫لتعاود للظهور من جديد عند تال�شي فعالية قر�ص الدواء‪ .‬وت�سمى‬ ‫هذه الحالة خلل الحركة ثنائي الطور‪ ،‬وربما تثيرها ن�سبة معينة من‬ ‫‪56‬‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫ليفودوبا في الدم‪.‬‬ ‫ي�صنف مزيج خلل الحركة والتراجع التدريجي في خانة يطلق‬ ‫ويرجح ظهور هذه الأعرا�ض‬ ‫عليها «الم�ضاعفات الحركية» لليفودوبا‪ّ .‬‬ ‫لدى ن�صف المر�ضى الذين يتناولون ليفودوبا لمدة ت�صل �إلى خم�س‬ ‫�سنوات‪ .‬ويبدو �أن مر�ضى باركن�سون الأ�صغر �سن ًا (هم الذين ي�صابون‬ ‫بالمر�ض قبل عمر الخم�سين) �أكثر عر�ضة للم�ضاعفات الحركية‪.‬‬ ‫ف�سوف يعاني ‪ % 70‬من ه�ؤالء المر�ضى من الم�ضاعفات الحركية‬ ‫في غ�ضون ثالث �سنوات من بدء تل ّقيهم العالج بدواء ليفودوبا‪.‬‬ ‫ال ُيعرف حتى الآن ال�سبب الذي ي�ؤدي �إلى حدوث الم�ضاعفات‬ ‫الحركية �إثر تناول ليفودوبا‪ .‬فكما �سبق �أن ذكرنا‪ ،‬قد يكون «التراجع‬ ‫التدريجي» مرتبط ب�شكل �ضمني بتفاقم المر�ض‪ .‬وعلى ما يبدو‪،‬‬ ‫يرتبط خلل الحركة بالنمط المتقطع لتناول الدواء‪ ،‬وبالتفعيل‬ ‫المتقطع لم�ستقبالت الدوبامين في الدماغ‪ .‬وكذلك فكلما كانت حالة‬ ‫المري�ض متفاقمة عند بدء تناوله ليفودوبا‪ ،‬ازداد احتمال تعر�ضه‬ ‫لخلل الحركة‪.‬‬ ‫في �ضوء هذه االكت�شافات‪ ،‬تم تطوير ا�ستراتجيات مختلفة من‬ ‫�أجل بناء مخطط طويل الأمد يهدف �إلى �إدارة �ش�ؤون مر�ضى داء‬ ‫باركن�سون‪ .‬و�سيتم �شرح هذه اال�ستراتجيات في ما يلي‪.‬‬

‫نواه�ض الدوبامين‬ ‫كيف تعمل؟‬

‫نواه�ض الدوبامين هي �أدوية لها ت�أثير ي�شبه ليفودوبا لكن مع‬ ‫اختالف في �آلية العمل‪ :‬هي ت�شتبك بم�ستقبالت الدوبامين وبالتالي‬ ‫تعو�ض عن الدوبامين‪ .‬وغالب ًا ما يتم و�صف هذا الدواء في �شكل‬ ‫�أقرا�ص‪ ،‬ولكن يمكن �أي�ض ًا حقنه داخل الوريد‪ .‬وال حاجة �إلى تح ّول‬ ‫نواه�ض الدوبامين في الدماغ‪ ،‬بل هي تعمل مبا�شرة كناقل ع�صبي‬ ‫للدوبامين‪ .‬ويمكن لهذا الدواء �أن ي�سيطر على �أعرا�ض مر�ض‬ ‫باركن�سون التي تكون نتيجة نق�ص الدوبامين‪ ،‬وهكذا يمكن ا�ستخدامه‬ ‫لت�أجيل الحاجة �إلى و�صف دواء ليفودوبا‪ .‬كما يمكن و�صف نواه�ض‬ ‫الدوبامين وليفودوبا في � ٍآن‪ ،‬ما يتيح تناول جرعات �أقل من ليفودوبا‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫كيف تعمل نواه�ض الدوبامين؟‬

‫نواه�ض الدوبامين ت�شبه ليفودوبا من حيث المفعول‪ ،‬لكن طريقتها بالعمل‬ ‫تختلف‪ :‬فهي ت�شتبك بم�ستقبالت الدوبامين وهكذا تحل محل الدوبامين‪.‬‬ ‫مع وجود نواه�ض الدوبامين‬ ‫تنتقل الر�سالة عبر الع�صبون �إلى عقدة‬ ‫الت�شابك الع�صبي‬ ‫يجتاز الناقل الع�صبي الت�شابك الع�صبي‬ ‫تتن�شط الخاليا الم�ستقبلة‬ ‫الر�سالة تنتقل‬

‫ناه�ض‬ ‫دوبامين‬

‫جدار‬ ‫ال�شعيرة ال�شعيرة‬ ‫الدموية‬ ‫الدموية‬

‫ا لر �سا لة‬ ‫تنتقل‬ ‫يحفز ناه�ض الدوبامين‬ ‫مراكز م�ستقبالت الدوبامين‬

‫‪58‬‬

‫من دون نواه�ض الدوبامين‬ ‫تبعث الخاليا الع�صبية ب�إ�شارات‬ ‫كهربائية عبر الع�صبون‬ ‫ال يوجد كمية كافية من الناقالت‬ ‫الع�صبية لتجتاز الت�شابك الع�صبي‬ ‫الر�سالة ال تنتقل‬

‫الر�سالة‬

‫الع�صبون‬

‫الر�سالة ال‬ ‫تنتقل‬ ‫عقدة الت�شابك‬ ‫الع�صبي‬ ‫الناقل الع�صبي‬ ‫ابتالع الدواء‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫تظهر �أهمية نواه�ض الدوبامين في �سيطرتها على الت�صلب‬ ‫وبطء الحركة اللذين ي�صيبان مر�ضى باركن�سون‪ .‬كما قد ت�ساهم‬ ‫�أي�ض ًا في ال�سيطرة على االرتعا�ش لدى بع�ض المر�ضى‪.‬‬ ‫تتوفر مجموعة متنوعة من نواه�ض الدوبامين (انظر الجدول‬ ‫�صفحة ‪ .)51‬وتدوم فعالية نواه�ض الدوبامين التي تم تطويرها‬ ‫حديث ًا لوقت �أطول‪ ،‬ويبدو �أن المر�ضى يتقبلونها ب�شكل �أف�ضل‪ .‬وعادة‬ ‫تكون الجرعة الأولية لهذا الدواء خفيفة جد ًا‪ ،‬ثم تزداد تدريجي ًا في‬ ‫مدة ال تتجاوز ب�ضعة �أ�سابيع‪ .‬وي�ساعد هذا الأمر على تجنب م�شكلة‬ ‫الغثيان‪ .‬ف�إذا ما �شعر المري�ض بالغثيان‪ ،‬فعادة ما يزول هذا العر�ض‬ ‫بموا�صلة تناول الدواء‪ .‬وبد ًال من ذلك‪ ،‬يمكن للمري�ض تناول دواء‬ ‫م�ضاد للغثيان‪ ،‬مثل دومبيريدون‪ ،‬والذي يمكن تناوله في الأ�سبوعين‬ ‫الأولين من بدء تناول نواه�ض الدوبامين‪ ،‬وهذا يجنب المري�ض‬ ‫ال�شعور بالغثيان‪ .‬كما �أنه من ال�ضروري �أن تُزاد جرعة نواه�ض‬ ‫الدوبامين تدريج ّي ًا‪ ،‬حتى ن�صل �إلى الجرعة اليومية الفعالة‪.‬‬ ‫ي�ؤخذ روتيجوتين (نيبرو) ناه�ض دوبامين في �شكل ل�صقة‬ ‫جلدية‪ .‬ويجب تغيير الل�صقة مرة كل يوم‪ .‬ويمكن و�ضع هذه الل�صقة‬ ‫�أعلى الذراع‪� ،‬أو الج�سد �أو الفخذ‪ .‬وقد يعاني بع�ض المر�ضى من‬ ‫يوم واحد‪ .‬وفي حاالت نادرة‪ ،‬قد‬ ‫احمرار الجلد‪ ،‬لكنه يزول بعد مرور ٍ‬ ‫يعاني المر�ضى من ح�سا�سية من الل�صقة‪.‬‬ ‫ويمكن لفعالية نواه�ض الدوبامين �أن توازي فعالية ليفودوبا �إذا‬ ‫تم تناولها بجرعات �صحيحة‪ .‬ومن �أهم �إيجابيات نواه�ض الدوبامين‬ ‫�أنها ال تت�سبب بحدوث م�ضاعفات حركية‪ ،‬ومنها التراجع التدريجي‬ ‫وخلل الحركة‪ .‬وقد �أظهرت جميع الدرا�سات التي �أُجريت على نواه�ض‬ ‫دوبامين مثل كابرغولين (كابا�سير)‪ ،‬وروبينيرول (ريكويب)‪،‬‬ ‫وبراميك�سول (ميرابيك�سين)‪ ،‬وبيرغوليد (�سيالني�س) �أن المر�ضى‬ ‫الذين بد�أوا عالجهم بنواه�ض الدوبامين هم �أقل عر�ضة للإ�صابة‬ ‫‪59‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫بخلل الحركة‪ ،‬مقارنة بالذين بد�أوا بتناول ليفودوبا‪ .‬وفي الحقيقة‪،‬‬ ‫ف�إن المر�ضى الذين تمكنوا من تناول نواه�ض الدوبامين للق�ضاء‬ ‫على �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪ ،‬كانت ن�سبة تعر�ضهم لم�ضاعفات‬ ‫حركية منخف�ضة جد ًا‪.‬‬ ‫يتوفر كل من براميك�سول وروبينيرول ب�أقرا�ص ت�ؤخذ مرة في‬ ‫اليوم‪ ،‬ما ي�سهل على المر�ضى تذكرها!‬

‫الأعرا�ض الجانبية‬

‫�إن نطاق الأعرا�ض الجانبية لنواه�ض الدوبامين ي�شبه �أعرا�ض‬ ‫ليفودوبا‪ ،‬با�سثناء انخفا�ض �إمكانية التعر�ض لخلل الحركة‪ .‬ولكن‬ ‫نوبات االرتباك والهلو�سة �أكثر �شيوع ًا لدى المر�ضى الذين يتناولون‬ ‫نواه�ض الدوبامين من �أولئك الذين يتناولون ليفودوبا‪ .‬ولذا يجب‬ ‫الحذر عندما يتناول كبار ال�سن نواه�ض الدوبامين‪ ،‬لأنهم �أكثر‬ ‫عر�ضة للإ�صابة بهذه الأعرا�ض‪ .‬وهناك �أعرا�ض جانبية �إ�ضافية‬ ‫لنواه�ض الدوبامين‪ ،‬قد تت�ضمن تورم الكاحلين �أو ظهور بقع على‬ ‫الرجلين‪ .‬ونادر ًا ما ت�شكل هذه الأعرا�ض الجانبية �أي م�شاكل خطيرة‪.‬‬ ‫وقد يترافق تناول نواه�ض الدوبامين مع النعا�س‪ .‬وقد ذكرت بع�ض‬ ‫التقارير النوم المفاجئ‪ .‬ف�إن كنت ممن يواجهون م�شكلة النعا�س‪،‬‬ ‫فعليك التحدث مع طبيبك‪ ،‬وال تقد ال�سيارة و�أنت م�صاب به‪.‬‬ ‫لقد لوحظ وجود تغيرات �سلوكية لدى مر�ضى باركن�سون‪.‬‬ ‫وهذه الأعرا�ض �أكثر �شيوع ًا لدى �أولئك الذين يتناولون نواه�ض‬ ‫الدوبامين‪ .‬وقد تزداد الرغبة الجن�سية‪ ،‬نتيجة وجود الدوبامين في‬ ‫الدماغ‪ .‬وهذا الأمر م�شترك بين المر�ضى الذين يتناولون ليفودوبا‬ ‫�أو نواه�ض الدوبامين‪ .‬وقد يظهر لدى المر�ضى هو�س بلعب القمار‬ ‫�أو الت�س ّوق؛ و�أما الأ�شخا�ص الأكثر عر�ضة فهم من كان لديهم تاريخ‬ ‫‪60‬‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫لهذا النوع من ال�سلوكيات قبل �إ�صابتهم بمر�ض باركن�سون‪ .‬وتع ّد هذه‬ ‫الت�صرفات �أكثر �شيوع ًا في حالة نواه�ض الدوبامين‪ .‬ويمكن التخل�ص‬ ‫من هذه الت�صرفات بتخفي�ض الجرعة �أو التوقف عن تناول الدواء‪.‬‬ ‫كما لوحظ �أن بع�ض نواه�ض الدوبامين القديمة (�أرغوت)‪ ،‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬كابرغولين وبيرغوليد قد ت�سبب تليف (ت�صلب) في‬ ‫�صمامات القلب‪ .‬ولذلك‪ ،‬فال تُ�ستخدم هذه الأدوية �إال ب�شكل محدود‬ ‫جد ًا‪.‬‬

‫�أبومورفين‬

‫�أبومورفين هو ناه�ض دوبامين �سريع المفعول وق�صير الأمد‪،‬‬ ‫ي�ؤخذ عن طريق الحقن‪ .‬وهو مفيد جد ًا للمر�ضى الذين يواجهون‬ ‫توتر ًا �شديد ًا‪ .‬وتو�صف الجرعة بعناية �شديدة لكل مري�ض على حدة‪،‬‬ ‫ويمكن �أن ت�ؤخذ في �شكل حقنة با�ستعمال القلم الحاقن (‪.)PenJet‬‬ ‫ومن ال�سهل تناول هذه الحقنة‪ ،‬فهي تزود المري�ض بجرعة �صغيرة‬ ‫من الأبومورفين تحت الجلد‪ ،‬حيث يتم امت�صا�صها ب�سرعة‪ .‬وتظهر‬ ‫النتيجة عادة بعد حوالى ع�شر دقائق‪ ،‬وقد يدوم مفعولها من ‪� 60‬إلى‬ ‫‪ 90‬دقيقة‪ .‬وفي بع�ض الحاالت يكون من الأف�ضل �أخذ �أبومورفين عبر‬ ‫حقن تحت الجلد بوا�سطة م�ضخة مو�صولة �إلى م�ستخدمها‪.‬‬

‫الأدوية الم�ضادة للح�سا�سية من الكولين‬

‫ُ�ص ّممت الأقرا�ص الم�ضادة للح�سا�سية من الكولين لكي تعيق‬ ‫عمل ناقالت �أ�ستيل كولين في الأع�صاب‪ ،‬والتي ت�ستخدم هذه‬ ‫المادة الكيميائية كناقل ع�صبي‪ .‬وما زالت م�ضادات الح�سا�سية من‬ ‫الكولين‪ ،‬مثل تري�أك�سيلفنديل و�أورفينادرين ت�ستخدم لل�سيطرة على‬ ‫مر�ض باركن�سون‪ ،‬وقد �أثبتت �أنها فعالة ب�شكل معتدل‪ .‬ولكن تبرز‬ ‫م�شكلتها بترافقها مع الأعرا�ض الجانبية �أكثر من نواه�ض الدوبامين‬ ‫‪61‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫�أو ليفودوبا‪ .‬وتت�ضمن هذه الأعرا�ض الجانبية جفاف الفم والتوتر‪.‬‬ ‫ويجب على المر�ضى الذين يعانون من المياه الزرقاء والرجال‬ ‫الم�صابين بالبرو�ستات �أن يتوخوا الحذر في تناول هذه الأدوية‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬لي�س هناك �أي �صلة بين م�ضادات الح�سا�سية‬ ‫من الكولين وخلل الحركة‪.‬‬

‫مثبطات �إنزيم �أحادي الأمين الأوك�سيديز‬

‫يعيق �سيليجيلين ورا�ساجيلين ن�شاط �إنزيم موجود في الدماغ‬ ‫يدعى �أحادي الأمين الأوك�سيديز «ب»‪ ،‬فهذا الإنزيم يدمر الدوبامين‪.‬‬ ‫ولذا ف�إن �إعاقة عمله تحافظ على وجود الدوبامين في الدماغ لوقت‬ ‫�أطول‪ .‬ويح�سن كل من هذين الدواءين من �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫على الرغم من �أن ت�أثيرهما محدود‪ .‬كما يمكن ا�ستخدامها ب�شكل‬ ‫م�ستقل �أو مع ليفودوبا ونواه�ض الدوبامين‪.‬‬ ‫برزت منذ ب�ضع �سنوات‪ ،‬مخاوف احتمال ارتفاع معدل الوفيات‬ ‫لدى المر�ضى الذين يتناولون �سيليجيلين‪ ،‬ولكن �أثبتت الدرا�سات‬ ‫المعمقة التي �أجريت منذ ذلك الوقت �أن ال عالقة لدواء �سيليجيلين‬ ‫بهذا الخطر‪ ،‬و�أنه وهو دواء �آمن‪ ،‬يمكن تحمله ب�شكل جيد‪ .‬ولكن قد‬ ‫ي�سبب عقار �سيليجيلين االرتباك لدى بع�ض المر�ضى‪.‬‬ ‫كان �سيليجيلين �أحد الأدوية الم�ستخدمة ب�شكل كبير في الواليات‬ ‫المتحدة الأمريكية با�سمه التجاري «داتاتوب»‪ .‬ودعا هذا الأمر �إلى‬ ‫التحقق من �إن كان لدى �سيليجيلين وفيتامين «�إي» �أي ت�أثير �إيجابي‬ ‫في تخفيف وتيرة تطور مر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫كيف يعمل �سيليجيلين‪ /‬را�ساجيلين‬

‫يعيق �سيليجيلين �أو را�ساجيلين ن�شاط الإنزيم الموجود في الدماغ‪ ،‬والذي يعمل‬ ‫على تدمير الدوبامين‪.‬‬ ‫‪ – 1‬نقل الر�سالة‬

‫تنتقل الر�سالة عبر الع�صبون �إلى عقدة الت�شابك الع�صبي‬ ‫يجتاز الناقل الع�صبي الت�شابك الع�صبي‬ ‫تتن�شط الخاليا الم�ستقبلة‬ ‫الر�سالة تُنقل‬

‫الناقل الع�صبي‬ ‫(دوبامين)‬

‫عقدة الت�شابك‬ ‫الع�صبي‬ ‫الع�صبون‬

‫ت�شابك ع�صبي الحوي�صالت‬

‫�إنزيم �أحادي الأمين‬ ‫يتم امت�صا�ص‬ ‫المزيد الأوك�سيديز «ب»‬ ‫من الدوبامين‬

‫‪ – 3‬مع مثبطات �إنزيم �أحادي الأمين الأوك�سيديز «ب»‬ ‫يعيق �سيليجيلين �أو را�ساجيلين ن�شاط �إنزيم‬ ‫�أحادي الأمين الأوك�سيديز «ب» الموجود في‬ ‫الدماغ‪ ،‬والذي يعمل على تدمير الدوبامين‪ ،‬ما‬ ‫يتيح وجود المزيد الدوبامين‪.‬‬

‫�إعادة امت�صا�ص الدوبامين‬

‫‪ – 2‬بعد نقل الر�سالة‬ ‫�إما تتم �إعادة امت�صا�ص الدوبامين‬ ‫في عقدة الت�شابك الع�صبي �أو يدمرها‬ ‫�إنزيم �أحادي الأمين الأوك�سيديز «ب»‬ ‫في الت�شابك الع�صبي‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫جاءت نتائج �سيليجيلين �إيجابية‪ ،‬على الرغم من �أن كثيرين اعتبروا‬ ‫�أن هذا الت�أثير الإيجابي لم ي� ِأت نتيجة حماية �سيليجيلين للخاليا‬ ‫الع�صبية الموجودة في المادة ال�سوداء‪ ،‬بل هو نتيجة �إيجابية مبا�شرة‬ ‫رجحت درا�سات مخبرية حديثة قدرة بع�ض‬ ‫لتح�سن الأعرا�ض‪ .‬كما ّ‬ ‫الأدوية الم�شابهة ل�سيليجيلين على �إبطاء تقدم مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫و ُيع ّد را�ساجيلين نوع ًا جديد ًا من مثبطات �إنزيم �أحادي الأمين‬ ‫الأوك�سيديز «ب»‪ ،‬وهو �أكثر فعالية من �سيليجيلين‪ .‬ويجب �أن ي�ؤخذ‬ ‫مرة واحدة في النهار فقط‪ .‬وقد ثبت �أنه يخفف من �أعرا�ض مر�ض‬ ‫باركن�سون في جميع مراحله‪ .‬كما ثبت �أنه ي�سهل تحمل هذا المر�ض‪،‬‬ ‫كما �أن �أعرا�ضه الجانبية محدودة جد ًا‪ .‬ويختلف را�ساجيلين عن‬ ‫�سيليجيلين‪ ،‬لأن �أي جزء منه ال ُي�ستقلب ليتحول �إلى من�شطات‪ .‬وقد‬ ‫ت�ساهم المن�شطات الم�ستقلبة في �سيليجيلين في ظهور �أعرا�ضه‬ ‫الجانبية‪.‬‬ ‫لقد اقترحت �إحدى الدرا�سات التي �أجريت على مر�ضى‬ ‫باركن�سون �أن را�ساجيلين قد يعدل ويبطئ نمو المر�ض‪ .‬كما �أظهرت‬ ‫هذه الدرا�سة‪ ،‬التي �أجريت على ما يزيد من ‪ 1000‬مري�ض في �أولى‬ ‫مراحل مر�ض باركن�سون‪� ،‬أن الأ�شخا�ص الذين بد�أوا بتناول الدواء‬ ‫في مرحلة مبكرة هم �أف�ضل حا ًال بقليل من الذين بد�أوا بتناول الدواء‬ ‫بعد ت�سعة �أ�شهر‪.‬‬

‫الأمانتادين‬

‫‪64‬‬

‫ي�ستخدم الأمانتادين لعالج العديد من الم�شاكل ال�صحية‪،‬‬ ‫ومنها العدوى الفيرو�سية مثل الإنفلونزا‪ .‬وهو يخفف قلي ًال من‬ ‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪ .‬كما ي�سهل تحمله �أي�ض ًا‪ ،‬لكنه ي�سبب بع�ض‬ ‫الأعرا�ض الجانبية مثل الطفح الأرجواني على الرجلين‪ .‬وال يبدو �أن‬ ‫الآثار الإيجابية لأمانتادين لدى مر�ضى باركن�سون دائمة المفعول‪،‬‬ ‫�إذ تبد�أ النتائج التي تعطيها الأقرا�ص بالتال�شي بعد ‪� 12-6‬شهر ًا‪.‬‬ ‫يخفف الأمانتادين من خلل الحركة لدى بع�ض المر�ضى‪ ،‬من‬ ‫دون �أن ي�ساهم في تفاقم الأعرا�ض الأخرى‪.‬‬ ‫وقد برز حديث ًا اهتمام �إن كان الأمانتادين والأدوية الم�شابهة قد‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫ي�ؤثر في ت�أخير تطور مر�ض باركن�سون‪ .‬وال توجد �أي معلومات لدعم‬ ‫هذا الر�أي في الوقت الحا�ضر‪.‬‬

‫ا�ستراتجية لعالج مر�ض باركن�سون وال�سيطرة عليه‬ ‫�أهمية الفرد‬

‫على الرغم من وجود بع�ض االختالفات الفردية البارزة بين‬ ‫المر�ضى الذين تم ت�شخي�ص �إ�صابتهم بمر�ض باركن�سون‪ ،‬لكن‬ ‫هناك مبادئ عامة من المفيد اتباعها في تطوير ا�ستراتيجية طويلة‬ ‫الأمد لعالج هذا المر�ض‪ .‬ومن الم�ؤكد �أن بع�ض المر�ضى يتجاوبون‬ ‫مع �أحد الأدوية �أكثر من غيرها‪ ،‬حتى �إن كانت فئة الدواء واحدة‪.‬‬ ‫ومن ال�ضروري في بع�ض الأحيان �أن يتغير الدواء �إن كان المري�ض‬ ‫ال يتجاوب معه ب�شكل جيد �أو بد�أ يعاني من �أعرا�ضه الجانبية‪ .‬لكن‬ ‫بالطبع‪ ،‬ال يمكن تقييم رد فعل المري�ض على العالج �إال بعد مرور‬ ‫عدة �أيام �أو �أ�سابيع‪ ،‬لأن مفعول الدواء يتطلب وقت ًا‪ ،‬وغالب ًا ما يكون‬ ‫رد الفعل مرهون ًا بكل يوم على حدة‪.‬‬

‫متى يبد�أ العالج‬

‫كما �سبق �أن ذكرنا‪ ،‬فال ينتج عن ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‬ ‫بال�ضرورة بدء العالج مبا�شرة‪ .‬فالعالج يرتبط تقليدي ًا بحدة‬ ‫الأعرا�ض لدى المري�ض وت�أثيرها في حياته االجتماعية والعملية‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬البع�ض يعتبر �أنه‪ ،‬على الرغم من �أن هذه اال�ستراتيجية تعتبر‬ ‫جيدة لدواء ليفودوبا ‪ -‬لأن ت�أجيله ي�ؤخر احتمال خطر التعر�ض‬ ‫للم�ضاعفات الحركية ‪� -‬إال �أن هذه اال�ستراتيجية ال تنطبق بال�ضرورة‬ ‫على عقاقير �سيليجيلين‪� ،‬أو را�ساجيلين‪� ،‬أو نواه�ض الدوبامين‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬بات بع�ض �أطباء الأمرا�ض الع�صبية ين�صحون‬ ‫المر�ضى ببدء تناول هذه الأدوية عند ت�شخي�ص المر�ض‪ ،‬وذلك‬ ‫لم�صلحتهم لأن لهذا العالج المبكر فائدة طويلة الأمد على الدماغ‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬الجدال حول هذا المو�ضوع م�ستمر‪ ،‬ويجب �أن ُيتخذ القرار‬ ‫بتوقيت بدء العالج‪ ،‬بناء على مناق�شة دقيقة بين المري�ض وطبيبه‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫الخط الأول للعالج‬

‫على الرغم من االختالفات في وجهات النظر التي تعر�ضنا‬ ‫لها �سابق ًا‪ ،‬ي�شعر العديد من ذوي االخت�صا�ص‪� ،‬أن من الأف�ضل‬ ‫البدء بتناول نواه�ض الدوبامين �أو مثبطات �إنزيم �أحادي الأمين‬ ‫الأوك�سيديز «ب» �أو ًال‪� ،‬إال �إن كانت هناك �أ�سباب وجيهة للقيام‬ ‫بعك�س ذلك‪ .‬فكل من هذين الدواءين فعال‪ ،‬وي�سهل تحمله لدى‬ ‫غالبية المر�ضى‪ ،‬ولكليهما �إيجابيات متميزة عن ليفودوبا عندما‬ ‫ي�ؤخذان وحدهما‪ ،‬وذلك لعدم اقترانهما بالأعرا�ض الجانبية بعيدة‬ ‫الأمد‪ ،‬وخ�صو�ص ًا خلل الحركة والتراجع التدريجي‪ .‬ولكن‪ ،‬في بع�ض‬ ‫الظروف من المنطق البدء با�ستعمال ليفودوبا‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫في حالة الم�سنين عندما يكون احتمال خطر الم�ضاعفات بعيدة‬ ‫الأمد لليفودوبا لي�س على درجة من الأهمية‪ ،‬وفي حالة الأ�شخا�ص‬ ‫الذين لديهم �ضعف في قدراتهم العقلية‪.‬‬ ‫يعتبر العديد من الدرا�سات �أن مثبطات �إنزيم �أحادي الأمين‬ ‫الأوك�سيديز «ب»‪� ،‬أو نواه�ض الدوبامين هي العالجات الأولية لمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬وتظهر نواه�ض الدوبامين فعالية �أكثر من �سيليجيلين �أو‬ ‫را�ساجيلين‪.‬‬ ‫يبدو �أن نواه�ض الدوبامين قادرة على حماية المر�ضى لعدة‬ ‫�أعوام‪ ،‬على الرغم من �أن هذه الحماية ال تمتد �إلى �أجل غير م�سمى‪.‬‬ ‫فعلى �سبيل المثال‪ ،‬بعد مرور ما يقارب خم�س �سنوات‪ ،‬يحتاج‬ ‫حوالى‪ % 70‬من المر�ضى الذين بد�أوا عالجهم بتناول نواه�ض‬ ‫الدوبامين‪� ،‬إلى زيادة بع�ض جرعات ليفودوبا �إلى هذا العالج‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬فما زال ‪ % 30‬من مر�ضى باركن�سون يكتفون فقط‬ ‫بتناول نواه�ض الدوبامين‪ .‬ت�ؤدي نواه�ض الدوبامين �إلى تح�سن في‬ ‫الأعرا�ض �أكثر من مثبطات �إنزيم �أحادي الأمين الأوك�سيديز «ب»‪،‬‬ ‫ولكن �أقل من ليفودوبا‪.‬‬

‫الخط الثاني للعالج‬ ‫‪66‬‬

‫�إذا بد�أ المري�ض �أو ًال بتناول �سيليجيلين �أو را�ساجيلين‪ ،‬فغالب ًا‬ ‫ما ت�أتي نواه�ض الدوبامين في المرحلة الثانية‪ .‬في حين �إذا بد�أ‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫المري�ض عالجه بنواه�ض الدوبامين‪ ،‬فيجب حينئذ زيادة جرعة هذا‬ ‫الدواء تدريجي ًا على مر ال�سنوات حتى ي�ستمر المري�ض باال�ستفادة‬ ‫منه‪ .‬ولكن‪ ،‬عند مرحلة معينة لن ت�ؤدي زيادة الجرعة �إلى تخفيف‬ ‫�إ�ضافي للأعرا�ض‪ ،‬وقد تت�سبب بظهور �أعرا�ض جانبية‪ .‬وفي هذه‬ ‫المرحلة‪ ،‬ين�صح معظم الأطباء زيادة ليفودوبا �إلى العالج‪ .‬و�أما‬ ‫�إذا ا�ستمر المري�ض بتناول نواه�ض الدوبامين ف�سيج ّنب نف�سه خطر‬ ‫الم�ضاعفات التي ت�سببها ليفودوبا‪ ،‬لأن الجرعة المطلوبة �ستكون‬ ‫حينذاك �أقل‪.‬‬ ‫يجب �أن يدرك المري�ض المنافع المهمة لدواء ليفودوبا وقدرته‬ ‫على تح�سين نوعية الحياة ومتو�سط العمر المتوقع‪ .‬فلدى بع�ض‬ ‫المر�ضى معتقد خاطئ‪ ،‬مفاده �أنه يجب عليهم االنتظار لأطول وقت‬ ‫ممكن‪ ،‬والمحاولة بكافة الطرق �أن يتجنبوا البدء بتناول ليفودوبا‪.‬‬ ‫وهذا الخوف من ليفودوبا ال مبرر له‪.‬‬ ‫عندما يبد�أ المري�ض بتناول ليفودوبا تكون عادة الجرعة مرتين‬ ‫�أو ثالث في اليوم‪ .‬وقد تبرز الحاجة بمرور الوقت‪� ،‬إلى زيادة كمية‬ ‫وتواتر الجرعة‪ .‬وقد ت�ضاف الأدوية التي تعمل على تثبيط �إنزيم‬ ‫كومت (�إنتاكابون)‪ ،‬في مرحلة معينة من هذه العملية‪ ،‬لإطالة مدة‬ ‫الإفادة من ليفودوبا وعالج عار�ض التراجع التدريجي‪.‬‬ ‫ي�سبب خلل الحركة الذي ي�صيب بع�ض المر�ضى الذين يتناولون‬ ‫ليفودوبا �إزعاج ًا كبير ًا‪ .‬ف�إذا حدث هذا الأمر‪ ،‬فحينئذ تكون معدالت‬ ‫ليفودوبا في الدم في �أعلى م�ستوى لها‪ ،‬ويمكن التو�صل �إلى تناول‬ ‫جرعة وتردد معين من ليفودوبا يخففان من خلل الحركة‪ .‬كما قد‬ ‫ت�سبب نواه�ض الدوبامين خل ًال في الحركة‪ ،‬ولكن لي�س من الم�ؤكد‬ ‫�إن كان ذلك نتيجة تناولها وحدها‪� ،‬أم �أن الأمر يتطلب التعر�ض‬ ‫الم�سبق لليفودوبا‪ .‬لذا �إن كان ثمة من يعاني من خلل الحركة‪ ،‬وهو‬ ‫يتناول هذين النوعين من الأدوية‪ ،‬يجب حينها التو�صل �إلى نوع من‬ ‫التوازن ما بين جرعات ليفودوبا ونواه�ض الدوبامين‪ ،‬وبين تطور خلل‬ ‫الحركة وال�سيطرة على �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪ .‬كقاعدة عامة‪ ،‬في‬ ‫هذه المرحلة من المر�ض‪ ،‬كلما �أكثر المر�ضى من تناول ليفودوبا‬ ‫‪67‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫�أو ناه�ض الدوبامين‪ ،‬ازداد تعر�ضهم لخلل الحركة؛ وكلما خففوا‬ ‫الجرعة‪ ،‬ازداد احتمال معاناتهم من �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫ويمكن ا�ستخدام �أمانتاندين للحد من خلل الحركة �إن كان �شديد‬ ‫الإزعاج‪.‬‬

‫تناول الأدوية‬

‫‪68‬‬

‫يجد بع�ض المر�ضى �أن تفاعلهم مع ليفودوبا‪ ،‬وكذلك نواه�ض‬ ‫الدوبامين‪ ،‬يعتمد لدرجة كبيرة على توقيت وجبات الطعام‬ ‫والجرعات‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪� ،‬إن وجبة الطعام التي تحتوي على‬ ‫كثير من البروتين قد تخف�ض امت�صا�ص ليفودوبا‪ .‬لذا يجد بع�ض‬ ‫المر�ضى �أنه من الأف�ضل ت�أجيل تناول الوجبة الغنية بالبروتين �إلى‬ ‫�آخر النهار‪ ،‬وذلك بعد الجرعة الأخيرة‪ .‬وربما يكون �أف�ضل توقيت‬ ‫لتناول نواه�ض الدوبامين هو قبل ‪ 30‬دقيقة �أو بعد ‪ 45‬دقيقة من‬ ‫تناول وجبة الطعام‪ .‬لذا ف�إن التالعب بوجبة الأكل قد ي�ؤدي في‬ ‫بع�ض الأحيان �إلى نتيجة �إيجابية في �سياق هذه التقلبات‪ .‬لذا عليك‬ ‫التحدث �إلى اخت�صا�صي تغذية بهذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫لقد ثبت �أخير ًا �أن �أمانتاندين (انظر ال�صفحة ‪ )64‬قد يخفف‬ ‫من تكرار خلل الحركة وح ّدته لدى ن�سبة من مر�ضى باركن�سون‪� ،‬إن‬ ‫كان يتم تناول دواء ليفودوبا بجرعات ثابتة‪.‬‬ ‫�أما �إن كان خلل الحركة �شديد ًا لدرجة ال تُحتمل‪ ،‬وذلك بالإ�ضافة‬ ‫�إلى نوبات تجمد وتوتر ال يمكن التنب�ؤ بها‪ ،‬فيمكن م�ساعدة المر�ضى‬ ‫ب�إعطائهم الدواء مبا�شرة �إلى المعدة عبر �أنبوب‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫ديودوبا الذي يمكن �إعطائه عبر حقنة �أو حتى بوا�سطة الجراحة‪.‬‬ ‫كما يمكن �إعطاء نواه�ض الدوبامين‪ ،‬مثل �أبومورفين‪ ،‬بوا�سطة‬ ‫نظام م�ضخة بوا�سطة �إبرة يتم �إدخالها تحت الجلد (�ضخ تحت‬ ‫الجلد)‪ .‬و ُي�شرف على هذا النظام‪ ،‬على الأقل في البداية‪ ،‬في‬ ‫الم�ست�شفى‪ ،‬لكن يمكن للمر�ضى �أو للأ�شخا�ص الذين يهتمون بهم �أن‬ ‫يتعلموا كيف يغيرون الإبرة وم�ضخة الحقنة‪ .‬ف�إن ا�ستخدمت ب�شكل‬ ‫�صحيح‪ ،‬فيمكن لهذه العملية �أن تح�سن �أعرا�ض مر�ض باركن�سون‬ ‫ب�شكل جوهري وذلك بالإ�ضافة �إلى الم�ضاعفات الحركية‪ .‬وقد يكون‬


‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫هذا الأمر ح ًال بعيد الأمد بالن�سبة �إلى بع�ض المر�ضى‪ ،‬ولكن بالن�سبة‬ ‫�إلى معظمهم فهذه الطريقة لي�ست عملية �سوى لفترات ق�صيرة‪.‬‬ ‫ويمكن الآن �إعطاء ليفودوبا في �شكل هالم‪ ،‬وذلك بوا�سطة‬ ‫م�ضخة مو�صولة �إلى �أنبوب يدخل مبا�شرة �إلى المعدة من جدار‬ ‫البطن‪ .‬وقد تخفف هذه العملية من التقلبات‪ ،‬لكنها ال تنا�سب �سوى‬ ‫�أقلة مختارة من المر�ضى‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ هناك عدة �أنواع من الأدوية وهي تعمل بطرق مختلفة لكي‬ ‫تعو�ض عن نق�ص الدوبامين‬ ‫كل على حدة �أو بالمزج‬ ‫ يمكن ا�ستخدام مختلف �أنواع الأدوية ٍ‬ ‫بينها‬ ‫ يعو�ض دواء ليفودوبا عن نق�ص الدوبامين؛ وتحاكي نواه�ض‬ ‫الدوبامين عمل الدوبامين؛ وت�ساعد مثبطات �إنزيم �أحادي‬ ‫الأمين الأوك�سيديز «ب» على �إطالة عمل الدوبامين الموجود‬ ‫في الدماغ‬ ‫ �إن ا�ستراتيجية �إدارة الأدوية م�صممة لكل فرد على حدة‬ ‫وتتغير بناء على التطورات في مجال العلوم الطبية‬

‫‪70‬‬


‫العملية الجراحية‬ ‫لمرض باركنسون‬

‫تاريخ العمليات الجراحية‬

‫�سيتفاج�أ بع�ض القراء عندما يعلمون �أن تاريخ العمليات الجراحية‬ ‫التي �أجريت على مر�ضى باركن�سون يعود �إلى الن�صف الأول من‬ ‫القرن الع�شرين‪ .‬فقد كانت الإجراءات القديمة تت�ضمن َب ْ�ض ُع ال ُك َر ِة‬ ‫َّ‬ ‫ال�ش ِاح َبة و َب ْ�ض ُع المِ هاد‪ .‬غير �أن ذلك كان ي�ؤدي �إلى تدمير �أجزاء‬ ‫من العقد القاعدية التي كان ُيعتقد �أنها تفاقم من �أعرا�ض المر�ض‪.‬‬ ‫وكانت تنطوي تلك العمليات �آنذاك على �أعرا�ض جانبية خطيرة‪ ،‬لذا‬ ‫تم التخلي عنها بعد اكت�شاف دواء ليفودوبا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ندرك في الوقت الحالي �أن هناك حدودا للعالج بعقار ليفودوبا‪،‬‬ ‫في حين تحتوي جراحة المخ والأع�صاب على فوائد جمة وو�سائل‬ ‫لفح�ص الدماغ‪ .‬وقد �أدى هذا �إلى حدوث تطورات حديثة في �إجراء‬ ‫العمليات الجراحية التي تُجرى على مر�ضى باركن�سون‪.‬‬

‫َب ْ�ض ُع ال ُك َر ِة َّ‬ ‫ال�شاحِ َبة‬

‫يمكن القيام بعدة �أنواع من الإجراءات‪ .‬ولكن ربما يبقى َب ْ�ض ُع‬ ‫ال ُك َر ِة َّ‬ ‫ال�ش ِاح َبة واحد ًا من الإجراءات الأكثر تكرار ًا‪ .‬فهي تت�ضمن‬ ‫تدمير �أجزاء من المخ با�ستخدام �شحنة كهربائية �أو عملية تجميد‪،‬‬ ‫‪71‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫وذلك بوا�سطة م�سبار دقيق يو�ضع بعناية داخل الدماغ‪ .‬غير �أن‬ ‫�إدخال الم�سبار �إلى الدماغ قد ي�ؤدي �إلى حدوث م�ضاعفات محتملة‪،‬‬ ‫منها النزيف وال�سكتة الدماغية‪ ،‬على الرغم من ندرة حدوث ذلك‪،‬‬ ‫وال �س ّيما �إذا �أُجريت العملية على يدي جراح دماغ يتمتع بالخبرة‪.‬‬ ‫كما يمكن الح ّد من الأعرا�ض الذي ت�شمل التيب�س وت�صلب الأطراف‬ ‫والرجفة وخلل الحركة في الجزء المقابل من الج�سد‪ .‬و�أما �إن كان‬ ‫جانبا الج�سد م�صابين بالمر�ض‪ ،‬فحينئذ يمكن َب ْ�ض ُع ال ُك َر ِة َّ‬ ‫ال�ش ِاح َبة‬ ‫من الجانبين‪ ،‬غير �أن خطر حدوث الم�ضاعفات يزداد كثير ًا في تلك‬ ‫الحالة‪ ،‬وقد يت�ضمن حدوث م�شاكل في النطق‪ ،‬والبلع‪ ،‬وفي القدرات‬ ‫الذهنية‪.‬‬

‫َب ْ�ض ُع المِ هاد‬

‫هناك �إجراء مماثل ي�سمى َب ْ�ض ُع المِ هاد‪ ،‬يمكن تنفيذه على‬ ‫المهاد‪ .‬و ُيعتقد �أنه ي�ساعد خ�صو�ص ًا المر�ضى الذين يعانون من‬ ‫الرجفة‪.‬‬

‫التحفيز العميق للدماغ‬

‫هناك نوع �آخر من العمليات �أكثر تطور ًا ُيطلق عليه «التحفيز‬ ‫العميق للدماغ»‪ ،‬وقد ابتكره عدد من جراحي الدماغ في فرن�سا‪.‬‬ ‫وتُجرى هذه الجراحة حالي ًا في العديد من المراكز الطبية حول‬ ‫العالم‪ ،‬حيث يتم �إدخال �سلك دقيق �إلى موقع محدد من الدماغ‪،‬‬ ‫ويتم و�صله بجهاز تنظيم �ضربات القلب لكي ت�صدر تحفيز ًا كهربائي ًا‬ ‫دقيق ًا عند طرف ال�سلك‪ .‬ويع ّد موقع �إدخال ال�سلك �أ�سا�سي ًا لنجاح‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتم حاليا اختيار موقعين‪ ،‬نواة تحت المهاد �أو المخ‪ ،‬ويتم و�صله‬ ‫بجهاز تنظيم �ضربات القلب‪ ،‬ويو�ضع تحت الجلد عند الكتف‪ .‬ويبقى‬ ‫كل من ال�سلك وجهاز تنظيم �ضربات القلب داخل الج�سم؛ ويكون‬ ‫بمقدور المري�ض �أن ي�ش ّغل �أو يوقف ت�شغيل جهاز تنظيم �ضربات‬ ‫القلب‪.‬‬ ‫‪72‬‬


‫العملية الجراحية لمر�ض باركن�سون‬

‫التحفيز العميق للدماغ‬

‫يتم �إدخال �سلك رفيع �إلى منطقة محددة من الدماغ‪ ،‬ويتم و�صله بجهاز تنظيم‬ ‫�ضربات القلب لكي ت�صدر تحفيز ًا كهربائي ًا دقيق ًا عند طرف ال�سلك‪.‬‬ ‫منظر �أمامي للدماغ‬ ‫منظر جانبي للدماغ‬ ‫�سلك رفيع‬

‫طرف ال�سلك‬ ‫تمثيل لل�سلك المو�صول‬ ‫�إلى «عمق الدماغ»‬

‫جهاز تنظيم‬ ‫�ضربات القلب‬ ‫‪73‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫قد تتح�سن �أعرا�ض بطء الحركة‪ ،‬والت�صلب وخلل الحركة على‬ ‫جانبي الج�سد‪ .‬ولكن على العك�س من حالة ب�ضع الكرة ال�شاحبة‪،‬‬ ‫يمكن للتحفيز العميق للدماغ �أن يعمل على جانبي الج�سد‪ ،‬من‬ ‫دون وجود �أي خطر من التعر�ض لأعرا�ض جانبية بارزة‪ .‬لكن الأمر‬ ‫مقترن بمخاطرة بن�سبة منخف�ضة جد ًا للإ�صابة بالنزيف �أو ال�سكتة‬ ‫الدماغية‪� .‬إال �أن الم�ضاعفات قد تن�ش�أ ب�سبب العدوى �أو ك�سر ال�سلك‪،‬‬ ‫لكن هذا نادر الحدوث‪.‬‬ ‫يجب �أن يجري فريق من الأطباء عملية التحفيز العميق للدماغ‪،‬‬ ‫ب�شرط �أن ي�ضم الفريق ج ّراح �أع�صاب يتمتع بخبرة‪ ،‬و�أ�شخا�ص ًا‬ ‫لبرمجة جهاز تنظيم �ضربات القلب من �أجل تحفيز الدماغ ب�شكل‬ ‫�صحيح‪.‬‬

‫زرع الخاليا‬

‫‪74‬‬

‫تُجرى درا�سات على نطاق وا�سع لإيجاد طريقة لإعادة تفعيل‬ ‫وظائف الدماغ لدى مر�ضى باركن�سون‪ ،‬وذلك عبر زرع خاليا‬ ‫في المناطق المت�ضررة من الدماغ‪ .‬وقد جرت تجربة زرع خاليا‬ ‫من لب الكظر للمري�ض (التي تنتج عادة مواد نواقل ع�صبية تنتج‬ ‫الدوبامين)‪ ،‬غير �أن الأعرا�ض لم تتح�سن �إال قلي ًال‪.‬‬ ‫تم التو�صل �إلى نتائج مختلطة من الخاليا التي �أخذت من‬ ‫خاليا �أجنة ب�شرية مجه�ضة‪ .‬فقد تطورت هذه الخاليا لت�صبح‬ ‫خاليا ع�صبية من النوع المفقود من المادة ال�سوداء في حالة مر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬وتعد هذه عملية معقدة جد ًا‪� ،‬إذ �إن الح�صول على‬ ‫الخاليا في المرحلة ال�صحيحة من تطور الجنين‪ ،‬واالحتفاظ بها‬ ‫ح ّية‪ ،‬وحقنها في المكان ال�صحيح من الدماغ يتطلب خبرة كبيرة‪.‬‬ ‫غير �أن النتائج التي يتم الح�صول عليها ال تزال متباينة‪ .‬فقد ح�صلت‬ ‫بع�ض المجموعات على نجاح مذهل في ال�سيطرة على الأعرا�ض‪،‬‬ ‫وحتى في اختفائها‪ .‬ولكن البع�ض الآخر كان ن�صيبه الف�شل و�ساهمت‬ ‫الم�ضاعفات في ازدياد �سوء �أعرا�ضهم‪ .‬ومن الوا�ضح �أن هذه التقنية‬ ‫ال تزال في مرحلة التطور‪ ،‬ويجب �ألاّ يجريها �سوى مجموعات من‬ ‫الأطباء تتمتع بخبرة كبيرة‪.‬‬


‫العملية الجراحية لمر�ض باركن�سون‬

‫من الممكن �إجراء االختبارات على �أدمغة �أ�شخا�ص ماتوا لأ�سباب‬ ‫مختلفة‪ ،‬بعد �سنة �أو �سنتين من خ�ضوعهم لعمليات زرع الأجنة‪ .‬وقد‬ ‫ات�ضح �أن خاليا الجنين لم تبقَ ح ّية فح�سب‪ ،‬بل توا�صلت مع خاليا‬ ‫دماغ المري�ض وو ّفرت له م�صدر ًا للدوبامين‪ .‬وكانت هذه النتائج‬ ‫م�شجعة جد ًا‪ .‬ولكن‪ ،‬يبدو �أن زرع خاليا الأجنة في الدماغ �سيبقى‬ ‫�إجراء نادر ًا‪ ،‬يتطلب �شخ�ص ًا مخت�ص ًا‪ ،‬وذلك �أن الح�صول على مواد‬ ‫من الأجنة‪ ،‬ينطوي على كثير من الم�شاكل العملية والأخالقية‪.‬‬ ‫يجري العمل حالي ًا على تطوير خاليا ب�شرية يمكن تنميتها‬ ‫في المختبر ويمكنها �إنتاج الدوبامين‪ .‬وربما يتم ذلك بالتالعب‬ ‫بالحم�ض النووي (‪ .)DNA‬ويمكن بعد ذلك‪ ،‬و�ضع هذه الخاليا في‬ ‫كب�سولة خا�صة لتحميها وت�سمح بخروج الدوبامين‪ .‬ويمكن �أن تكون‬ ‫هذه الكب�سوالت مجهرية‪ ،‬لكي يتم �إدخالها �إلى المنطقة ذاتها في‬ ‫الدماغ كما يحدث في عملية زرع الأجنة‪.‬‬

‫الخاليا الجذعية‬

‫تُجرى حالي ًا �أبحاث �إ�ضافية ال�ستخدام خاليا جذعية مط ّورة من‬ ‫خاليا المري�ض نف�سه‪ .‬فيمكن لهذه الخاليا‪ ،‬ومن خالل الإ�شارات‬ ‫الجينية ال�صحيحة‪� ،‬أن تتحول �إلى �أي نوع �آخر من الخاليا‪ ،‬ومن‬ ‫�ضمنها الخاليا الع�صبية‪ .‬وهذا ما يح�صل عادة بعد التلقيح – ف�إن‬ ‫عدد ًا قلي ًال من الخاليا التي ت�أتي من بوي�ضة ملقحة يتطور لي�صبح‬ ‫عدة �أنواع من الخاليا التي تك ّون الطفل‪ .‬وجدير بالذكر �أن كل خلية‬ ‫في ج�سم الإن�سان تحتوي على معلومات جينية ت�سمح لها بالتحول‬ ‫�إلى �أي نوع من الخاليا – الأمر يعتمد فقط الجينات النا�شطة �أو‬ ‫المو�ضوعة «مو�ضع الت�شغيل»‪ .‬وي�أمل الأطباء في �إيجاد طريقة لت�شغيل‬ ‫الجينات التي تتحول �إلى خاليا ع�صبية ال�ستخدامها في تح�سين‬ ‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪ .‬وال يزال هذا البحث في مراحله الأولى‪،‬‬ ‫لذا فالأمر يتطلب عدة �سنوات قبل التمكن من تطبيق هذا العالج‬ ‫بنجاح‪ .‬علم ًا �أن جميع �إجراءات زرع الخاليا ال تزال في مرحلة‬ ‫التجارب‪ ،‬ولي�ست متوفرة كعالجات حتى تاريخ كتابة هذا الكتاب‬ ‫(في عام ‪ .)2011‬كما ال يوجد ثمة دليل قاطع على �إمكانية ا�ستخدام‬

‫‪75‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫عالج الخاليا الجذعية لعالج مر�ضى باركن�سون‪ ،‬على الرغم من �أن‬ ‫بع�ض العيادات حول العالم ت ّدعي العك�س‪ ،‬وتطلب مبالغ طائلة لقاء‬ ‫العالج‪.‬‬

‫عوامل النمو‬

‫عوامل النمو هي جزيئات يمكن الح�صول عليها من مجموعة‬ ‫من �أنواع مختلفة من خاليا الج�سم‪ .‬وهي موجودة ب�شكل طبيعي‬ ‫وم�ص ّممة لت�شجيع النمو ون�ضوج الخاليا‪ .‬ولقد تم ا�ستخدام عوامل‬ ‫النمو التي ت�أتي من الدماغ والخاليا الدبقية (نوع من الخاليا‬ ‫موجود في الدماغ) بنجاح على بع�ض النماذج التي تعاني من مر�ض‬ ‫باركن�سون (حيوانات مثل الجرذان التي تعاني من �أعرا�ض ت�شبه‬ ‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون) وعلى بع�ض مر�ضى باركن�سون‪.‬‬ ‫قد تت�ضمن تقنية التو�صيل الحقن المبا�شر في الدماغ‪� ،‬أو ربما‬ ‫زرع خاليا في الدماغ قادرة على ت�صنيع عوامل النمو هذه‪ .‬وهناك‬ ‫ثمة دواء يتم تناوله عبر الفم قد ي�ساهم في زيادة �إنتاج عوامل‬ ‫النمو‪ ،‬وهو الآن قيد التجربة في العيادات‪ .‬وعلى الرغم من �أن هذا‬ ‫البحث مثير لالهتمام‪� ،‬إال �أنه ال يزال في مراحله الأولى‪ .‬ولكن �إذا‬ ‫ما دعمت تجارب �إ�ضافية ا�ستخدام عوامل النمو‪ ،‬فقد ت�صبح �إ�ضافة‬ ‫مفيدة في عالج مر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫العملية الجراحية لمر�ض باركن�سون‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ يمكن للتقنيات الجراحية الحديثة �أن تعود بالنفع على بع�ض‬ ‫الأ�شخا�ص‪ ،‬فمخاطرها قليلة‪ ،‬وهي في تناق�ص م�ستمر‬ ‫ يع ّد التحفيز العميق للدماغ تقنية ماهرة يزداد ا�ستخدامها‬ ‫انت�شار ًا‬ ‫ تن�شط جد ًا الأبحاث حول زراعة الخاليا‪ ،‬وقد ت�ساعد كثير ًا‬ ‫في عالج المر�ض في الم�ستقبل‬

‫‪77‬‬


‫أسئلة تطرح‬ ‫باستمرار حول‬ ‫مرض باركنسون‬

‫لماذا �أنا؟‬

‫غالب ًا ما يت�ساءل المر�ضى عن �سبب تعر�ضهم لمر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫و�إن كان ال�سبب يعود �إلى �شيء ما قاموا به في حياتهم‪ .‬على �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬هل �ساهم عملهم �أو حميتهم الغذائية في حدوث المر�ض‪.‬‬ ‫عموم ًا‪ ،‬من النادر جد ًا �أن ي�ؤدي �أي عمل يقوم به الإن�سان �إلى جعله‬ ‫عر�ضة للإ�صابة بمر�ض باركن�سون‪ .‬ويقين ًا ال يوجد �أي نوع من‬ ‫الم�أكوالت نعرف �أنه يزيد من خطر التعر�ض لهذا المر�ض‪ .‬و�أما‬ ‫العنا�صر البيئية التي �سبق �أن تم تحديدها‪ ،‬فيبدو �أنه ال يوجد لها‬ ‫عالقة قوية بالأ�سباب‪.‬‬ ‫ربما نكت�شف مع مرور الوقت المزيد عما يجعل المر�ضى عر�ضة‬ ‫للإ�صابة بهذا المر�ض‪ .‬وحتى بالن�سبة �إلى الأ�شخا�ص الذين لديهم‬ ‫تاريخ عائلي بالمر�ض‪ ،‬با�سثناء العائالت ذات التاريخ القوي و�إ�صابة‬ ‫�أكثر من �شخ�ص في جيل واحد‪ ،‬تع ّد �إمكانية الم�ساهمة الجينية‬ ‫منخف�ضة‪.‬‬ ‫‪78‬‬


‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون‬

‫من الم�ؤكد �أن المري�ض الذي �أُ�صيب �أحد �أخوته �أو �أكثر بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬ولكن �أبويه طبيعيان‪ ،‬ربما يكون قد ورث ما ي�سمى ت�أثير‬ ‫جيني �ضعيف من كال الوالدين‪ ،‬وقد ينتجان المر�ض مع ًا‪ .‬وتع ّد‬ ‫«جينة باركن» هي �أبرز مثال على هذا الأمر (انظر ال�صفحة ‪.)27‬‬ ‫عموم ًا‪ ،‬غالب ًا ما يكون الجواب عن هذا ال�س�ؤال «ال نعرف»‪.‬‬

‫ما هو ال�سبب؟‬

‫كما �سبق �أن ذكرنا‪ ،‬فعلى الرغم من �أن ال�سنوات الع�شر الأخيرة‬ ‫�شهدت تطورات مهمة حول فهمنا لبع�ض �أ�سباب مر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫وكيف يمكن �أن يتعر�ض الدماغ للتلف خالل تطور المر�ض‪ ،‬فما زلنا‬ ‫غير قادرين على معرفة جميع الأ�سباب المختلفة وتفا�صيلها‪.‬‬

‫هل هو مر�ض وراثي – هل �سينتقل مني �إلى �أوالدي؟‬

‫هناك ميل جيني لمر�ض باركن�سون لدى �أقلية فقط من المر�ضى‪.‬‬ ‫ف�إن كان �أحد الوالدين‪� ،‬أو �أحد الأ�شقاء �أو ال�شقيقات‪ ،‬م�صاب ًا بمر�ض‬ ‫باركن�سون ف�سيزداد قلي ًال خطر تعر�ض ال�شخ�ص نف�سه للمر�ض‪،‬‬ ‫ولكن الخطر �ضئيل‪ .‬لذا فالجواب عن هذا ال�س�ؤال‪ ،‬يجب �أن يكون‬ ‫«من الم�ستبعد»‪ .‬ولكن اال�ستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو تلك‬ ‫العائالت النادرة التي تع ّر�ض فيها للمر�ض عدد من الأجيال‪ ،‬و�أكثر‬ ‫من �شخ�ص �ضمن الجيل الواحد‪.‬‬

‫منذ متى بد�أ هذا المر�ض؟‬

‫غالب ًا ما يالحظ مر�ضى باركن�سون �أن �أعرا�ض المر�ض بد�أت‬ ‫تت�سلل �إليهم‪ ،‬فعندما يراجعون الما�ضي‪� ،‬سوف يكت�شفون �أنه م�ضى‬ ‫‪� 18-12‬شهر ًا منذ بدء ظهور الأعرا�ض‪ ،‬قبل �أن يطلبوا ا�ست�شارة‬ ‫طبية‪ .‬وقد ي�ساعد �شريك حياة المري�ض ب�شكل جيد في تقييم الفترة‬ ‫الزمنية التي ظهرت فيها هذه الأعرا�ض‪ .‬غالب ًا ما يكون هذا ال�شريك‬ ‫بارع ًا في اكت�شاف التغيرات في نمط التعامل �أو في حركة �شريكه‬ ‫حتى قبل المري�ض نف�سه‪.‬‬ ‫لكن تلف خاليا الدماغ يبد�أ قبل ظهور الأعرا�ض‪ .‬فلدى غالبية‬ ‫‪79‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫مر�ضى باركن�سون‪ ،‬يبد�أ تدمير الخاليا الع�صبية‪ ،‬ربما قبل خم�س‬ ‫�أو ع�شر �سنوات من ت�شخي�ص المر�ض‪ .‬وهذا بالت�أكيد ب�شكل عام‪،‬‬ ‫فهناك بع�ض الحاالت اال�ستثنائية‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬الأفراد الذين‬ ‫ورثوا جينة قوية متحولة (مثل‪� ،‬ألفا �سينكلين)‪� ،‬أو �أولئك الذين ورثوا‬ ‫جينتين �ضعيفتين متحولتين (مثل باركن) لديهم عيب وراثي منذ‬ ‫الوالدة‪ ،‬وربما بد�أ تك�سر الخاليا في �أدمغتهم قبل عدة عقود من‬ ‫ت�شخي�ص المر�ض في الأربعينيات �أو الخم�سينيات من �أعمارهم‪.‬‬ ‫كما �أن الأ�شخا�ص الذين تعر�ضوا ل�سم (‪ ،)MPTP‬ي�صابون بمر�ض‬ ‫باركن�سون بعد مرور ‪ 14-7‬يوم ًا‪.‬‬

‫علي توقعه؟‬ ‫ما الذي ّ‬

‫يتغير م�سار مر�ض باركن�سون ب�شكل كبير‪ ،‬وال نخطئ حين نقول‬ ‫�إن كل مري�ض يختلف عن غيره‪ .‬فهناك �أ�سباب بيولوجية مهمة تف�سر‬ ‫هذا االختالف‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪� ،‬إن ك ًٍال من التكوين الجيني للفرد‪،‬‬ ‫و�شخ�صيته وحالته ال�صحية العامة ت�ؤثر في طريقة تطور �أعرا�ض‬ ‫مر�ض باركن�سون لديه‪ .‬كما �أن للحالة ال�صحية الجيدة والموقف‬ ‫الإيجابي ت�أثير ًا �إيجابي ًا وا�ضح ًا في م�ستقبل مر�ضى باركن�سون‪.‬‬ ‫ي�ستمر تدمير الخاليا الع�صبية‪ ،‬ولكن معدل التقدم يختلف من‬ ‫مري�ض �إلى �آخر‪ .‬فهناك العديد من المر�ضى الذين يم�ضون عدد ًا‬ ‫من ال�سنوات من دون حدوث �أي تغيير يذكر في مر�ضهم‪ .‬وال يوجد‬ ‫�سوى عدد قليل من المر�ضى الذين يتطور المر�ض لديهم ب�سرعة‪.‬‬ ‫وال توجد حالي ًا و�سيلة للح ّد من �سرعة تطور المر�ض‪� ،‬أو �إيقافه‪ ،‬لكن‬ ‫هناك العديد من الأبحاث التي تدر�س هذا الأمر‪ ،‬وقد حقق بع�ضها‬ ‫نجاح ًا مهم ًا‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فالإجابة عن هذا ال�س�ؤال‪ ،‬هي �أنه ال ب ّد من ت�أكيد تق ّلب‬ ‫المر�ض‪ .‬كما �أن على المري�ض �أن يدرك �أهمية الحالة الذهنية‬ ‫الإيجابية و�أ�سلوب الحياة ال�صحي‪ .‬وثمة �أمر �آخر يدعو �إلى التفا�ؤل‪،‬‬ ‫وهو التطورات الطبية الحا�صلة‪ ،‬والتي تهدف �إلى �إبطاء وتيرة المر�ض‪.‬‬ ‫‪80‬‬


‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون‬

‫هل يجب علي �أن �أبد�أ الآن بالعالج؟‬

‫ي�ساعد الدواء في تخفيف الأعرا�ض لديك‪ ،‬وال �س ّيما تلك‬ ‫المتعلقة بنق�ص الدوبامين‪ .‬لذا من الأف�ضل �أن تبد�أ بالعالج عندما‬ ‫تبد�أ الأعرا�ض بالت�أثير في حياتك – �إما من الناحية االجتماعية �أو‬ ‫في العمل‪.‬‬ ‫�إن كنت مري�ض ًا �صغير ًا في ال�سن وتعمل في وظيفة �ضاغطة جد ًا‪،‬‬ ‫ربما عليك �أن تبد�أ العالج باكر ًا كي تتمكن من البقاء في عملك‪،‬‬ ‫ولكي تعمل ب�صورة طبيعية ن�سبي ًا‪ .‬و�أما �إن كنت قد تقاعدت وال‬ ‫تزعجك كثير ًا الأعرا�ض المتمثلة بالرجفة �أو ال�صالبة‪ ،‬فيمكنك‬ ‫حينئذ ت�أجيل البدء بالعالج‪.‬‬ ‫عليك �أن تناق�ش مع طبيبك بالتف�صيل �أف�ضل وقت لبدء العالج‪.‬‬ ‫�إننا نتفهم �أنك تريد ت�أخير البدء بالعالج‪ ،‬ولكن �إن كان الأمر ي�ضعف‬ ‫نمط حياتك ب�شكل وا�ضح‪ ،‬فقد يطلب منك الطبيب �أن تعيد النظر‬ ‫بالمو�ضوع‪ .‬ويف�ضل بع�ض الأطباء ت�أجيل البدء بتناول دواء ليفودوبا‪،‬‬ ‫نظر ًا �إلى �أعرا�ضه الجانبية في الأمد البعيد‪ .‬في حين يعتقد �أطباء‬ ‫�آخرون �أن الم�ضاعفات الحركية التي تنتج عن ليفودوبا‪ ،‬ال تتطور‬ ‫عاج ًال ب�شكل وا�ضح كنتيجة لبدء هذا العالج ب�شكل مبكر‪.‬‬ ‫عندما نفكر �إن كنا �سنبد�أ بالعالج‪ ،‬علينا �أن ندرك �أن جميع‬ ‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون‪ ،‬لن تتح�سن نتيجة تناول ليفودوبا �أو نواه�ض‬ ‫الدوبامين‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬قد ال تتح�سن م�شكلة الإم�ساك وبع�ض‬ ‫التغيرات الو�ضعية‪ ،‬لذا عليك �أن تناق�ش هذا المو�ضوع مع طبيبك‬ ‫الذي �سيكون بمقدوره �أن ي�صف لك عالجات منا�سبة لهذه الحاالت‪.‬‬

‫علي �أن �أبد�أ؟‬ ‫ب�أي عالج ّ‬

‫عندما توافق على البدء في تلقي العالج‪� ،‬ستجد العديد من‬ ‫الخيارات‪ .‬وهذه الخيارات تعتمد �إلى حد ما على ميزاتك المحددة‪.‬‬ ‫‪81‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫يوافق الآن كثير من الأطباء المخت�صين على �أنه من الم�ستح�سن‬ ‫�أن يبد�أ العالج بمثبطات �إنزيم �أحادي الأمين الأوك�سيديز «ب»‪� ،‬أو‬ ‫�أحد نواه�ض الدوبامين‪� ،‬إال في حال كان ثمة �سبب وجيه للقيام‬ ‫بعك�س ذلك‪ .‬وي�سهل ا�ستخدام هذه الأدوية‪ ،‬وال يوجد لها �أعرا�ض‬ ‫جانبية مزعجة‪ ،‬كما �أنها تخفف من �أعرا�ض المر�ض من دون‬ ‫تعري�ض المري�ض لخطر الإ�صابة بخلل الحركة في الأمد البعيد‪،‬‬ ‫والمقترن بتناول ليفودوبا‪.‬‬ ‫هناك العديد من �أنواع نواه�ض الدوبامين‪ ،‬ونوعان من مثبطات‬ ‫�إنزيم �أحادي الأمين الأوك�سيديز «ب» التي يمكن االختيار بينها‪.‬‬ ‫و�أما النواه�ض الأكثر ا�ستعما ًال التي تم التو�صل �إليها حديث ًا فهي‬ ‫براميبرك�سول وروبينيرول‪ ،‬وكالهما متوفران بجرعة واحدة في‬ ‫اليوم‪ .‬كما �سبق �أن ذكرنا في الف�صل الذي يتناول العالج (انظر‬ ‫ال�صفحة ‪ ،)50‬فغالب ًا ما تكون الأقرا�ص في البداية ذات جرعات‬ ‫�صغيرة‪ ،‬ثم تزداد تدريجي ًا‪ .‬ويمكن الحفاظ على الأعرا�ض والتغيرات‬ ‫في نمط حياتك في مرحلة ثابتة من تناول نواه�ض الدوبامين‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما يدوم الأمر لعدة �سنوات‪ ،‬لكنك في النهاية قد تحتاج �إلى‬ ‫تلقي عالج �إ�ضافي يتمثل بليفودوبا‪.‬‬ ‫لكن‪� ،‬إن لم تكن الم�ضاعفات الحركية تمثل لك م�شكلة بارزة‬ ‫جد ًا‪ ،‬ك�أن تكون على �سبيل المثال‪ ،‬عجوز ًا �أو تعاني من حالة طبية‬ ‫حرجة‪ ،‬فربما من الأف�ضل حينها �أن تبد�أ بتناول ليفودوبا‪.‬‬ ‫تذكر �أن هناك تطور ًا م�ستمر ًا في معالجة مر�ض باركن�سون‪ ،‬وقد‬ ‫تتعدل الن�صيحة المعطاة �أعاله مع اكت�شاف �أدوية جديدة‪.‬‬

‫�إذا تلقيت العالج‪ ،‬ما هي الأعرا�ض التي �ستتح�سن؟‬

‫لن تح�صل على فائدة �إال �إن كنت تتناول كمية منا�سبة من‬

‫‪82‬‬


‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون‬

‫نواه�ض الدوبامين �أو ليفودوبا‪ .‬و�سوف يعدل الطبيب الجرعة بعناية‪،‬‬ ‫كما قد يتطلب الأمر عدة �أ�سابيع للح�صول على الجرعة المنا�سبة‪.‬‬ ‫غير �أن جرعة را�ساجيلين (‪1‬ملغ) وجرعة �سيليجيلين (‪ 10‬ملغ)‬ ‫ثابتة وت�ؤخذ مرة في اليوم‪.‬‬ ‫ومن المرجح �أن يح�سن الدواء من الأعرا�ض المتعلقة بنق�ص‬ ‫الدوبامين في الدماغ‪ .‬ويبرز التح�سن الأكبر في ال�صالبة والبطء‬ ‫(الت�صلب وبطء الحركة)‪ .‬كما تتح�سن الرجفة عند بع�ض المر�ضى‪،‬‬ ‫ولكن لي�س جميعهم‪ .‬و�أما الأعرا�ض المتمثلة بالإم�ساك‪ ،‬والو�ضعية‬ ‫غير الم�ستقرة‪ ،‬وا�ضطرابات التعرق‪ ،‬وفرط اللعاب‪ ،‬والوقوع فال‬ ‫تت�أثر كثير ًا‪.‬‬

‫�إن لم �أتناول الدواء‪ ،‬ماذا �سيح�صل؟‬

‫هذا يعتمد على مرحلة المر�ض التي و�صلت �إليها‪ .‬ف�إن لم تكن‬ ‫قد بد�أت العالج فحينئذ لن تُحرم من المنافع التي تقدمها الأدوية‬ ‫الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‪ .‬وربما يعود ال�سبب في ذلك‬ ‫�إلى قرار م�شترك بينك وبين طبيبك‪ ،‬مفاده �أنه لم يحن بعد الوقت‬ ‫المنا�سب لبدء العالج‪.‬‬ ‫�أما �إن كنت قد بد�أت العالج و�أفدت منه‪ ،‬فهذا يعني �أن �أعرا�ض‬ ‫المر�ض لديك �ستعود �إلى الظهور في غ�ضون �أيام‪ ،‬وربما تكون �أ�سو�أ‬ ‫مما كانت عليه قبل البدء بالعالج‪ .‬و�أما �إن توقفت عن تناول ليفودوبا‬ ‫�أو نواه�ض الدوبامين‪ ،‬فال بد �أن يتم ذلك تدريجي ًا‪ ،‬ولي�س فج�أة‪.‬‬

‫ما الذي يمكنني القيام به لأ�ساعد نف�سي؟‬

‫�إن الموقف الإيجابي من مر�ض باركن�سون وعالجه مهمان‪،‬‬ ‫ويعمالن على جعلك ومن حولك تتغلبون على المر�ض‪ .‬كما �أن‬ ‫ممار�سة التمارين الريا�ضية مهمة‪ ،‬لأنها �ستبقي المفا�صل والع�ضالت‬ ‫مطواعة‪ ،‬وتجعلك تحافظ على قوتك‪ .‬ومن الطبيعي‪� ،‬أن قدرة‬

‫‪83‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫المري�ض على ممار�سة التمارين الريا�ضية �ستختلف من �شخ�ص‬ ‫�إلى �آخر‪ .‬فقد يتمكن البع�ض من اتباع برنامج تمارين ر�سمي‪ ،‬بينما‬ ‫يتمكن �آخرون فقط من ممار�سة الم�شي لن�صف �ساعة مرة �أو مرتين‬ ‫في اليوم‪ .‬كما يجد بع�ض المر�ضى �أن قيادة الدراجة الهوائية مفيد‬ ‫ومنا�سب لهم‪.‬‬ ‫كما �أن العالج الفيزيائي مهم �أي�ض ًا‪ ،‬وقد ي�ستفيد معظم المر�ضى‬ ‫من برنامج تمارين يعطى لهم‪ .‬وال بد من �أن يتم الأمر في البداية‬ ‫ب�إ�شراف معالج فيزيائي م�ؤهل‪ ،‬ولكن عندما تتعلم القيام بالحركات‬ ‫الريا�ضية ب�شكل �صحيح‪ ،‬يمكنك ممار�ستها في البيت وحدك‪.‬‬ ‫ربما ت�شعر بالقلق من مر�ضك ومن الظهور بين النا�س‪ ،‬ولكن‬ ‫حاول �أن تتفادى العزلة االجتماعية – لأنها قد ت�ضرك وت�ضر عائلتك‬ ‫ب�شكل كبير‪ .‬كما �أن عليك �أن تبذل �أق�صى جهدك لتحافظ على �أكبر‬ ‫قدر ممكن من الن�شاط االجتماعي‪ .‬ف�ستجد �أن معظم الأ�شخا�ص‬ ‫الذين تقابلهم مفيدين جد ًا‪ ،‬ومتعاطفين معك وي�شجعونك على‬ ‫مواجهة مر�ض باركن�سون‪ .‬كما قد تحتاج �إلى القليل من الت�شجيع‬ ‫للخروج‪ ،‬ولكنك �ست�شعر باالرتياح وال�سعادة عنما تتواجد في �أماكن‬ ‫عامة مع �أ�صدقائك‪.‬‬ ‫كما �أن �إدخالك بع�ض التغيرات في حميتك الغذائية التي‬ ‫�أثبتت �أنها تح�سن من �أعرا�ض المر�ض لديك‪ .‬ولكن �إن كنت تتناول‬ ‫ليفودوبا‪ ،‬وخ�صو�ص ًا منذ عدة �أعوام‪ ،‬فعليك �أن تحذر من توقيت‬ ‫تناولك للبروتين‪ .‬فوجود الكثير من البروتين في وجبتك الغذائية‬ ‫قد يح ّد من امت�صا�ص ليفودوبا‪ .‬وفي حال حدوث هذا‪ ،‬فعليك �أن‬ ‫تعدل طريقة تناولك للبروتين – ربما يمكنك �أن تتناول فطور ًا وغداء‬ ‫خفيفين‪ ،‬وتتناول وجبتك الأ�سا�سية في الم�ساء‪.‬‬ ‫ي�ستفيد معظم الأ�شخا�ص �إذا اكت�شفوا المزيد عن مر�ض‬ ‫باركن�سون وطرق عالجه‪ .‬ولذا عليك �أن تت�شارك �أنت‪ ،‬وطبيبك‪،‬‬ ‫‪84‬‬


‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون‬

‫و�أفراد العائلة في �إدارة مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫�إنك تمتلك الأف�ضلية في جميع القرارات‪ ،‬ولكن غالب ًا ما يكون‬ ‫من المفيد �أن تناق�ش الأمور المهمة معهم‪ .‬وال ب ّد للقيام بذلك من‬ ‫تو ّفر معلومات عامة كثيرة حول المر�ض‪ .‬ون�أمل �أن يز ّودك هذا‬ ‫الكتاب بالمعلومات التي تحتاج �إليها‪.‬‬

‫هل �سيق�صر هذا المر�ض عمري؟‬

‫قبل البدء با�ستخدام ليفودوبا‪ ،‬كان مر�ض باركن�سون مقترن ًا‬ ‫بتخفي�ض متو�سط العمر المتوقع‪ .‬ولكن‪ ،‬بعد االنت�شار الوا�سع لهذا‬ ‫الدواء وغيره من العالجات الحديثة‪ ،‬مثل نواه�ض الدوبامين‪ ،‬ال‬ ‫يبدو �أن مر�ض بارك�سون ي�ؤثر ب�شكل ملحوظ في العمر االفترا�ضي‬ ‫للمري�ض‪ .‬ويمكنك الآن �أن تتوقع معدل عمر طبيعي ًا ن�سبي ًا ونوعية‬ ‫حياة جيدة‪.‬‬

‫هل ي�ؤثر المر�ض في تفكيري وذاكرتي؟‬

‫�إن كنت تعاني من مر�ض باركن�سون‪ ،‬فقد تواجه في بع�ض الأحيان‬ ‫م�شاكل تتعلق باالرتباك �أو الهلو�سة‪ .‬كما قد يت�سبب العالج �أو االختالل‬ ‫الوظيفي لخاليا دماغك بحدوث ذلك‪ .‬وال تبرز هذه الم�شكلة �سوى‬ ‫في مراحل متقدمة من المر�ض‪ .‬ول�سوء الحظ‪ ،‬ال ي�ساعد ليفودوبا‬ ‫�أو نواه�ض الدوبامين في عالج مثل هذه الم�شاكل‪ ،‬كما يمكن لهذه‬ ‫الأدوية �أن تجعلها �أكثر �سوء ًا �أحيان ًا‪ .‬فالم�شاكل الجدية المتعلقة‬ ‫بالتفكير والذاكرة‪� ،‬أو بالخرف‪ ،‬ت�ستدعي الت�أكد من �أنك ال تعاني‬ ‫�سوى من مر�ض باركن�سون‪ ،‬وال �س ّيما �إن ظهرت هذه الأعرا�ض في‬ ‫مرحلة مبكرة من المر�ض‪ .‬فالكثير من الأمرا�ض التي ت�شبه مر�ض‬ ‫باركن�سون تترافق مع م�شاكل وا�ضحة في التفكير والذاكرة‪.‬‬ ‫ي�صاب كثير من مر�ضى باركن�سون بالإحباط‪ .‬وهذا ر ّد فعل‬ ‫طبيعي على المر�ض‪ .‬وت�شير بع�ض الدرا�سات �إلى �أن الأمر قد يحدث‬

‫‪85‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫لدى ن�سبة ت�صل �إلى ‪ % 75‬من مر�ضى باركن�سون‪ .‬وغالب ًا ما ّ‬ ‫ت�شخ�ص‬ ‫هذه الحالة‪ ،‬وي�شعر المر�ضى �أحيان ًا �أن ذلك جزء من المر�ض‪ .‬ولكن‬ ‫هذا غير �صحيح‪ ،‬وال ب ّد من معالجة م�شكلة الإحباط على حدة‪.‬‬ ‫والأهم‪ ،‬هو �أنه قد ينتج عن الإحباط ال�شديد ذاكرة �ضعيفة وم�شاكل‬ ‫في التفكير‪ ،‬ولذا قد ي�ؤدي العالج الفعال للإحباط لي�س فقط �إلى‬ ‫تح�سن تفكيره‪ .‬فعالج الإحباط‬ ‫تح�سين مزاج المري�ض‪ ،‬بل �أي�ض ًا �إلى ّ‬ ‫المتبع مع مر�ضى باركن�سون هو العالج المتبع عادة لهذه الحالة‬ ‫نف�سها – �إذ يتم االختيار بين العالج النف�سي والأدوية الم�ضادة‬ ‫لالكتئاب‪ .‬وقد �أثبت عقار «براميبيك�سول» �أنه يخفف من م�شكلة‬ ‫الإحباط لدى مر�ضى باركن�سون‪.‬‬

‫هل يمكنني اال�ستمرار بالعمل؟‬

‫لي�س ثمة ما يمنعك من اال�ستمرار بالعمل‪ .‬ي�ستطيع كثير من‬ ‫المر�ضى ممن ي�شغلون مختلف الوظائف �أن يوا�صلوا عملهم ب�صورة‬ ‫طبيعية تقريب ًا‪ .‬وقد يحتاج بع�ض المر�ضى �إلى تناول الأدوية من �أجل‬ ‫البقاء في عملهم‪ .‬وهناك بع�ض المنافع التي يمكن الح�صول عليها‬ ‫من ج ّراء البقاء في العمل‪ .‬فالعمل يرفع من معنوياتك‪ ،‬ويحافظ على‬ ‫توا�صلك االجتماعي‪ ،‬كما يحافظ �أي�ض ًا على معنويات عائلتك‪ ،‬هذا‬ ‫طبع ًا بالإ�ضافة �إلى المنفعة المادية التي تجنيها‪.‬‬ ‫�أما �إن كنت متقاعد ًا وتعمل بدوام جزئي‪ ،‬فلي�س ثمة ما يدعو �إلى‬ ‫تعار�ض هذا مع مر�ض باركن�سون‪ .‬ولكن �أحيان ًا قد تحتم طبيعة عملك‬ ‫عليك التوقف عن العمل �إن كانت �أعرا�ض المر�ض لديك خطيرة‪� ،‬أو‬ ‫�إن كنت تعمل في مكان مع ّر�ض للخطر‪ .‬كما قد يكت�شف الأ�شخا�ص‬ ‫الذين ي�شغلون وظائف �ضاغطة �أن �أعرا�ض مر�ضهم تتفاقم‪ .‬ولكن‬ ‫حتى بالن�سبة �إلى ه�ؤالء الأ�شخا�ص‪ ،‬فالعالج الفعال قد ي�ساعدهم‬ ‫على اال�ستمرار بالعمل لعدة �سنوات‪.‬‬ ‫‪86‬‬


‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون‬

‫هل �أ�ستطيع قيادة ال�سيارة؟‬

‫ي�ستطيع العديد‪ ،‬من مر�ضى باركن�سون‪ ،‬بل �أغلبهم‪ ،‬موا�صلة‬ ‫القيادة عندما يتم ت�شخي�ص �إ�صابتهم بالمر�ض‪ .‬ولكن ينبغي �أن‬ ‫ترا�سل الهيئة الحكومية المخت�صة التي تحدد �أهليتك �صحي ًا للقيادة‪،‬‬ ‫وذلك فقط من �أجل ال�سجالت‪ .‬و�سوف ير�سل �إليك الم�س�ؤولون في‬ ‫الهيئة ا�ستمارة ب�سيطة‪ ،‬كما قد يتلقى طبيبك العام �أي�ض ًا نموذج ًا‬ ‫ب�سيط ًا‪ .‬وهذا ما يجب على �أغلب المر�ضى القيام به‪ ،‬ويمكنهم‬ ‫متابعة القيادة‪ ،‬على الرغم من �ضرورة تجديدهم لرخ�صة القيادة‬ ‫�أكثر من المعتاد‪ ،‬وذلك لكي تبقى الهيئة الحكومية التي تحدد من هو‬ ‫م�ؤهل �صحي ًا للقيادة على علم بو�ضعهم ال�صحي‪ .‬ويجب عليك �أي�ض ًا‬ ‫�أن تعلم �شركة الت�أمين بالأمر‪.‬‬ ‫�إن كنت �أنت �أو زوجتك قلقين من قدرتك على القيادة‪ ،‬فيمكنك‬ ‫التوا�صل مع الوكالة الحكومية التي تحدد من هو الم�ؤهل �صحي ًا‬ ‫للقيادة وتطلب تقييم ًا لقدرتك على القيادة‪ .‬فهناك العديد من‬ ‫مراكز التقييم في المملكة المتحدة على �سبيل المثال‪ ،‬وقد يتطلب‬ ‫الأمر منك االنتظار لب�ضعة �أ�سابيع �أو �أ�شهر قبل �إجراء التقييم‪.‬‬ ‫كما �سبق وذكرنا (في ال�صفحة ‪ ،)55‬قد ي�سبب ليفودوبا �أو‬ ‫نواه�ض الدوبامين النعا�س‪ .‬وقد ينتج عن ذلك ا�ست�سالمك للنوم‬ ‫في ظروف غير منا�سبة‪ .‬ف�إن كنت ت�شعر بالنعا�س‪ ،‬فعليك �أال تقود‬ ‫ال�سيارة‪ ،‬بل خذ قيلولة �أو ًال حتى ت�شعر �أنك بكامل ن�شاطك‪ .‬ف�إن كان‬ ‫هذا يثير قلقك‪ ،‬فا�س�أل طبيب العائلة �أو طبيبك المخت�ص‪ .‬فقواعد‬ ‫قيادة ال�سيارة‪ ،‬لدى تناول �أي نوع محدد من �أدوية مر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫تختلف من بلد �إلى �آخر‪.‬‬

‫من �أين يمكنني الح�صول على المزيد من المعلومات؟‬

‫هناك العديد من م�صادر المعلومات المهمة‪ .‬قد يكون بع�ضها‬ ‫‪87‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫�أف�ضل من الآخر‪ ،‬وذلك وفق ًا لظروفك‪.‬‬ ‫ويعد طبيبك العام هو �أحد م�صادر هذه المعلومات‪ .‬فهو غالب ًا �أول‬ ‫من ي�شك‪� ،‬أو ّ‬ ‫ي�شخ�ص �إ�صابتك بمر�ض باركن�سون‪ ،‬وقد يكون م�صدر‬ ‫ً‬ ‫معلومات مفيد جدا‪ .‬كما يمكن لطبيبك العام‪� ،‬إ�ضافة �إلى م�ست�شارك‬ ‫الطبي‪� ،‬أن ي�ساعدك على ال�سيطرة على مر�ضك على مر ال�سنين‪.‬‬ ‫كما �أن م�ست�شارك الطبي هو �أي�ض ًا م�صدر جيد للمعلومات‪.‬‬ ‫فقد يكون الم�ست�شارون في حالة مر�ض باركن�سون �أطباء �أمرا�ض‬ ‫ع�صبية‪� ،‬أو �أطباء متخ�ص�صين في �أمرا�ض كبار ال�سن‪ .‬وغالب ًا ما‬ ‫يدير الأ�شخا�ص الذين يتميزون باهتمام خا�ص بمر�ض باركن�سون‬ ‫(المخت�صون با�ضطراب الحركة) عيادات مخت�صة من �أجل عالج‬ ‫مثل ه�ؤالء المر�ضى‪.‬‬ ‫وتعد �أف�ضل طريقة للح�صول على المعلومات من طبيبك العام‬ ‫�أو من االخت�صا�صي من خالل تدوين الأ�سئلة و�أخذ القائمة معك‪.‬‬ ‫فغالب ًا ما تتبخر الأ�سئلة من ذهن المر�ضى عندما ُي�س�ألون �إن كانوا‬ ‫يودون طرح الأ�سئلة‪ .‬لذا ف�إعداد قائمة مخت�صرة تحتوي على نقاط‬ ‫و�أ�سئلة �ست�ساعدك �أنت وطبيبك‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن عدد الممر�ضات المخت�صات بمر�ض باركن�سون‬ ‫في تزايد عبر البالد‪ .‬ف�إن كان ثمة ممر�ضة في ح ّيك‪ ،‬فقد تكون هي‬ ‫�أي�ض ًا م�صدر ًا مهم ًا للمعلومات والدعم‪ .‬ولكي تعرف المزيد عن دور‬ ‫مثل هذه الممر�ضات‪ ،‬انظر ال�صفحة ‪.92‬‬ ‫كما يمكنك �أن تجد كم ًا هائ ًال من المعلومات على الإنترنت‪ ،‬وفي‬ ‫المجالت والجرائد‪ .‬فقد تع ّودت على ح�ضور كثير من المر�ضى �إلى‬ ‫عيادتي وهم يحملون ُق�صا�صات‪ ،‬وي�س�ألونني عن ر�أيي بما ورد فيها‪.‬‬ ‫وهذا �أمر جيد‪ ،‬فهو ي�ساعد مر�ضى باركن�سون في الح�صول على‬ ‫وجهة نظر متوازنة في ما يخ�ص بع�ض �أ�صناف الأدوية التي تر ّوج‬ ‫لها ال�صحافة‪.‬‬ ‫‪88‬‬


‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون‬

‫�إ�ضافة �إلى ما �سبق تقدم جمعية المملكة المتحدة لمر�ض‬ ‫باركن�سون ما �أمكن لأي �شخ�ص يعاني من هذا المر�ض‪ .‬و ُيع ّد هذا هو‬ ‫المركز الخيري الوحيد في المملكة المتحدة الذي ي�ساعد الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يعانون من مر�ض باركن�سون‪ .‬فهو يزود المر�ضى بالتوعية‪،‬‬ ‫والرعاية‪ ،‬والمعلومات‪ ،‬والأبحاث‪ .‬وتملك هذه الجمعية �شبكة وفروع ًا‬ ‫في كافة �أنحاء المملكة‪ ،‬وهي تقدم الن�صائح والدعم والن�شاطات‪.‬‬

‫هل �سيتم التو�صل �إلى عالج؟‬

‫�أنا واثق من �أن الطب الحديث �سيجد دواء �شافي ًا لمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬كما �أنني متفائل �أن هذا �سيح�صل في غ�ضون الخم�سة‬ ‫ع�شر �أو الع�شرين عام ًا المقبلة‪ .‬فتاريخي ًا‪ ،‬كانت �أدوية مر�ض‬ ‫باركن�سون تعمل فقط على الأعرا�ض‪ ،‬ولم تكن ت�ؤثر في �أ�سباب‬ ‫المر�ض �أو في تطوره‪ .‬ولكن من الوا�ضح �أن تح�سين الأعرا�ض التي‬ ‫ت�صيب المري�ض وا�ستعادة وظائفه الحيوية ونوعية حياته هي غاية‬ ‫في الأهمية‪ .‬كما �أن تطوير الأدوية التي قد ت�ساهم في تخفيف وتيرة‬ ‫المر�ض مهمة جد ًا �أي�ض ًا‪ .‬فبع�ض الأدوية الم�ستخدمة حالي ًا من �أجل‬ ‫الح ّد من الأعرا�ض‪ ،‬ت�ساهم �أي�ض ًا في تخفيف �سرعة تطور المر�ض‪.‬‬ ‫كما قد ت�ؤدي الأدوية التي يجري تطويرها حالي ًا �إلى �إيجاد‬ ‫العالج ال�شافي‪ .‬وهي تت�ضمن �أدوية ُيطلق عليها «الأدوية التي تحمي‬ ‫الأع�صاب»‪� ،‬أو عالجات �إنقاذ الأع�صاب‪ ،‬والتي تهدف �إلى تح�سين‬ ‫�أداء الأع�صاب المري�ضة �أو المدمرة في المادة ال�سوداء‪ ،‬كما �أنها‬ ‫تمنع ت�ضرر الأع�صاب ال�سليمة‪ .‬وتعتبر هذه العالجات التي تخ�ضع‬ ‫في الوقت الحالي لالختبار طبية – هذا يعني‪� ،‬أنها في �شكل‬ ‫�أقرا�ص‪ -‬ما �سي�سمح لجميع المر�ضى بالح�صول عليها‪.‬‬ ‫ويتمثل الم�سار الآخر المهم للعالج في اكت�شاف المزيد عن‬ ‫الأ�سباب التي ت�ؤدي �إلى الإ�صابة بالمر�ض‪ .‬فقد تحقق الكثير من‬ ‫‪89‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫التطورات المهمة على مدى ال�سنوات الع�شر الما�ضية‪ ،‬ووتيرة التقدم‬ ‫تتزايد مع مرور الوقت‪ .‬لذا ف�أنا واثق ب�أنه �سيتم التو�صل �إلى �إيجاد‬ ‫�شاف‪.‬‬ ‫عالج ٍ‬ ‫ولكن عليكم توخي الحذر‪ .‬فلن يتم التو�صل �إلى هذا العالج �إال‬ ‫من خالل �أبحاث وم�صادر كافية مكر�سة لمر�ض باركن�سون‪� .‬أما �أنت‬ ‫كمري�ض م�صاب بمر�ض باركن�سون‪ ،‬فيمكنك وعائلتك الم�شاركة‬ ‫في الجهود المبذولة‪ ،‬وغالب ًا ما تكون الطريقة الأف�ضل عبر جمعية‬ ‫المملكة المتحدة لمر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫هل يمكن للعالجات «البديلة» �أن ت�ساعدني؟‬

‫يرتكز العالج التقليدي لمر�ض باركن�سون على الفهم العلمي‬ ‫للم�شكلة الكيميائية التي يتع ّر�ض لها الدماغ‪ ،‬والتي ت�ؤدي �إلى ظهور‬ ‫�أعرا�ض المر�ض‪ .‬ويهدف العالج �إلى ا�ستعادة �أكبر قدر ممكن من‬ ‫المواد الكيميائية المفقودة‪ .‬و�أما الهدف من الأنواع الإ�ضافية من‬ ‫العالج مثل العالج النف�سي والعالج الوظيفي فهو للحفاظ على‬ ‫وظائف الج�سم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عندما ي�س�أل المر�ضى عن العالجات «البديلة» فهم غالبا ما‬ ‫يق�صدون عالجات الطب العلمي‪ .‬ولكن‪ ،‬بو�صفي طبيب ًا‪ ،‬ف�إنني �أود �أن‬ ‫�أرى هذه العالجات تثبت نف�سها في النواحي التجريبية واالختبارية‪.‬‬ ‫ف�أنا دائم ًا �أقلق عندما ُيطلب من المر�ضى دفع مبالغ كبيرة من المال‬ ‫لقاء عالجات «بديلة»‪ ،‬لم تثبت فاعليتها علمي ًا‪.‬‬ ‫لذا من الأف�ضل �أن تناق�ش مع طبيبك العالجات «البديلة» التي‬ ‫تود تجربتها‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن بع�ض عالجات الأع�شاب تحتوي على‬ ‫مك ّونات تتداخل مع الأقرا�ص الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون‬

‫هل هناك �أي تجارب على الأدوية يمكنني الم�شاركة فيها؟‬

‫ُيجرى با�ستمرار اختبارات على عالجات لمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫فقبل الترخي�ص لها‪ ،‬يجب �أن تبرهن هذه الأدوية �أ ّنها تخفف من‬ ‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون �أكثر من الأدوية الموجودة حالي ًا‪.‬‬ ‫تمر جميع الأدوية في مرحلة تجارب واختبارات‪ .‬وغالب ًا ما يقوم‬ ‫بهذه التجارب اخت�صا�صيون في مر�ض باركن�سون‪ .‬ف�إن كنت تريد‬ ‫الم�شاركة في هذه االختبارات‪ ،‬فناق�ش الأمر مع الطبيب المخت�ص‬ ‫الذي يقوم بالتجارب‪ .‬فقد يتكلم معك االخت�صا�صي عن التجربة‬ ‫ويعطيك ن�شرة عنها‪ .‬و�ستخبرك الن�شرة عن هدف التجربة‪ ،‬وعن‬ ‫الفوائد المرجوة والأعرا�ض الجانبية المحتملة لأي نوع جديد من‬ ‫العالجات‪.‬‬ ‫هذه التجارب غاية في الأهمية لأنها �ضرورية قبل البدء‬ ‫با�ستخدام �أي عالج ب�شكل روتيني‪ .‬وهذه �شهادة لم�ساعدة مر�ضى‬ ‫باركن�سون وعائالتهم حتى يتم �إنتاج كثير من الأدوية الجديدة‪،‬‬ ‫والتي ال يمكن �إنتاجها من دون م�ساعدة من المر�ضى‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫التعايش مع‬ ‫مرض باركنسون‬

‫�أهمية الدعم المعنوي‬

‫تعتمد نوعية الحياة لأي �شخ�ص م�صاب بمر�ض باركن�سون‬ ‫على عدة عوامل‪ .‬ويزداد حجم الدعم الذي يهدف �إلى الم�ساعدة‬ ‫على الحفاظ على هذه النوعية �أو تح�سينها‪ .‬وقد �أثبتت الممر�ضات‬ ‫المخت�صات بمر�ض باركن�سون �أنهن م�صدر مهم لإ�سداء الن�صيحة‬ ‫والدعم والتوعية‪ ،‬كما �أنهن �صلة و�صل لخدمات �أخرى مثل عالجات‬ ‫�إعادة الت�أهيل‪.‬‬

‫دور الممر�ضة المخت�صة بمر�ض باركن�سون‬

‫تتواجد الممر�ضات المخت�صات بمر�ض باركن�سون في المجتمع‬ ‫�أو في الم�ست�شفى‪ .‬ف�أعدادهن في تزايد منذ عام ‪ ،1992‬وذلك‬ ‫عندما بد�أن بممار�سة �أدوارهن بمبادرة من جمعية مر�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫بم�ساعدة العديد من �شركات الأدوية‪ .‬ويوجد حالي ًا حوالى ‪190‬‬ ‫ممر�ضة في كافة �أنحاء البالد‪ .‬ولكن ال توجد حتى الآن ممر�ضة في‬ ‫كل منطقة‪.‬‬ ‫�إنهن ممر�ضات م�سجالت‪ ،‬ويملكن خبرة وا�سعة في طب‬ ‫الأمرا�ض الع�صبية �أو العناية بالعجزة وذوات تدريب متخ�ص�ص في‬ ‫طرق �إدارة مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫‪92‬‬


‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫ممر�ضة مخت�صة بمر�ض باركن�سون‬

‫�إن الممر�ضات المخت�صات بمر�ض باركن�سون م�صدر مهم لتلقي الن�صيحة‬ ‫والدعم والمعرفة‪ ،‬كما �أنهن �صلة و�صل �إلى خدمات �أخرى مثل عالجات �إعادة‬ ‫الت�أهيل‪.‬‬

‫ويت�ضمن عملهن تقييم الحاجة �إلى عناية خا�صة‪ ،‬وتطوير نوعية‬ ‫حياة الفرد‪ ،‬وتفادي �أو الحد من الم�ضاعفات التي تترافق مع مر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬فقد تت�ضمن هذه الم�ضاعفات �صعوبة في الحركة‪،‬‬ ‫وم�شاكل في التبول‪ ،‬والإم�ساك‪ ،‬والعجز الجن�سي‪ ،‬والأعرا�ض‬ ‫الجانبية التي تنتج عن العالج‪ .‬فيمكن للممر�ضة المخت�صة بمر�ض‬ ‫باركن�سون الم�ساعدة عبر تقديم ن�صائح مبا�شرة �أو ربما با�ست�شارة‬ ‫�سواها من االخت�صا�صيين من �أجل الح�صول على م�ساعدة محددة‪.‬‬ ‫قد ي�شعر كثيرون عندما يتم ت�شخي�ص �إ�صابتهم بمر�ض‬ ‫باركن�سون‪ ،‬بكثير من االرتباك وال�ضغط – وال يقت�صر هذا على‬ ‫المري�ض وحده‪ ،‬بل يتعداه �إلى �أ�صدقائه وعائلته‪ .‬ويلي ذلك مرحلة‬ ‫من الحيرة والخوف مما قد يحدث في الم�ستقبل‪ ،‬وتتكاثر الأ�سئلة‪.‬‬ ‫هنا يمكن للممر�ضة المخت�صة بمر�ض باركن�سون �أن تق�ضي وقت ًا‬ ‫‪93‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫مع المري�ض في هذه المرحلة الحرجة‪ ،‬وت�ستمع �إلى مخاوفه‪ ،‬وتز ّوده‬ ‫بالمعلومات الموثوقة والحديثة‪ ،‬وبالمعرفة والن�صائح‪ .‬كما يمكنها‬ ‫�أي�ض ًا �أن ت�ضع مع المري�ض خطة منا�سبة للعناية به‪ ،‬وللبقاء على‬ ‫توا�صل دائم معه‪ .‬فمجرد معرفة �أن ثمة �شخ�ص ًا مخت�ص ًا يملك خبرة‬ ‫عميقة حول مر�ض باركن�سون‪ ،‬جاهز دائم ًا للرد على االت�صاالت‬ ‫الهاتفية‪ ،‬يمنح الطم�أنينة والثقة للمري�ض وعائلته‪.‬‬ ‫خالل مراحل المر�ض المختلفة‪ ،‬ت�ساعد الممر�ضة المخت�صة‬ ‫بمر�ض باركن�سون على الحد من قلق المري�ض و�ضغطه النف�سي‪،‬‬ ‫وذلك عبر �إدارة الم�ضاعفات التي تنتج عن المر�ض‪ .‬ويمكن �أي�ض ًا‬ ‫التز ّود بمعلومات �أخرى من مراكز الخدمات التطوعية‪ ،‬وخدمات‬ ‫الدعم والمنظمات‪.‬‬ ‫كما يمكن لطبيبك بم�ساعدة الممر�ضة المخت�صة بمر�ض‬ ‫باركن�سون �أن يز ّودك بمقاربة كلية (لكل الج�سم) ل�صحتك عبر‬ ‫الدعم الج�سدي واالجتماعي والنف�سي‪ .‬فهما يت�صرفان كمحاميي‬ ‫المري�ض‪ ،‬ويزودانه بخدمات �شاملة ترتكز عليه نف�سه‪ .‬والهدف من‬ ‫ذلك هو م�ساعدة كل �شخ�ص م�صاب بمر�ض باركن�سون على الحفاظ‬ ‫على ا�ستقالليته‪ ،‬لكي يتحكم في النهاية بجميع ظروفه‪.‬‬

‫عالج �إعادة الت�أهيل لمر�ضى باركن�سون‬

‫قد ي�ؤثر مر�ض باركن�سون في كثير من الن�شاطات اليومية‪.‬‬ ‫وتهدف العالجات �إلى التخفيف من هذه الم�شاكل عبر م�ساعدتك‬ ‫على تلقي المعرفة والمهارات التي تحتاج �إليها من �أجل متابعة القيام‬ ‫بجميع ن�شاطاتك ال�سابقة‪� ،‬سواء في العمل �أو في المنزل‪ ،‬وفي �أوقات‬ ‫فراغك‪ ،‬وفي حياتك العائلية واالجتماعية‪ .‬وهناك ثالثة عالجات‬ ‫متوفرة‪:‬‬ ‫ •العالج الفيزيائي‬ ‫ •العالج الوظيفي‬ ‫ •عالج النطق وال�ضعف اللغوي‬ ‫‪94‬‬


‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫العالج الفيزيائي‬ ‫من هم المعالجون الفيزيائيون؟‬

‫يعاين المعالجون الفيزيائيون م�شاكل حركة الج�سم العامة لدى‬ ‫المري�ض‪ ،‬فهم ي�سعون �إلى م�ساعدتك على تحقيق �أف�ضل م�ستوى‬ ‫من الن�شاط با�ستخدام �أف�ضل نوعية ممكنة من الحركة‪ .‬كما �أنهم‬ ‫�سيدربونك على كيفية ال�سيطرة على النواحي الج�سدية لمر�ض‬ ‫باركن�سون‪.‬‬ ‫عادة ما يكون المعالجون الفيزيائيون الم�ؤهلون �أع�ضاء في‬ ‫جمعية ت�شارترد للعالج الفيزيائي (في المملكة المتحدة)‪ .‬هم‬ ‫كالأطباء تمام ًا يتخ�ص�ص الواحد منهم في مجاالت مختلفة من‬ ‫المعالجة الفيزيائية‪.‬‬

‫العالج الفيزيائي‬

‫�سيحاول المعالجون الفيزيائيون م�ساعدتك على التغلب على م�شاكل الحركة‬ ‫العامة التي تواجهك‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫ولكن ال يمكن اعتبار جميع المعالجين الفيزيائين خبراء في‬ ‫اال�ضطرابات الع�صبية �أو بمر�ض باركن�سون‪ ،‬فالذين يهتمون منهم‬ ‫باال�ضطرابات الع�صبية هم ذوو مرتبة مهمة (لي�سوا مبتدئين �أو من‬ ‫ذوي التدريب العادي)‪ ،‬وغالب ًا ما يطلق عليهم ا�سم معالجين نف�سيين‬ ‫للأع�صاب‪ .‬وقد يكونون �أع�ضاء في جمعية ت�شارترد للمعالجين‬ ‫الفيزيائين المهتمين بطب الأمرا�ض الع�صبية‪� ،‬أو ممن تلقوا تدريب ًا‬ ‫مخت�ص ًا �إ�ضافي ًا‪.‬‬

‫ما هو نوع الم�شاكل التي ي�ساعد العالج الفيزيائي على‬ ‫عالجها؟‬

‫يتمثل العالج الفيزيائي في تعلم التحرك ب�شكل طبيعي �أكثر‬ ‫وبجهد �أقل‪ .‬وهو ال يقت�صر على الحركات الروتينية والعالج النظامي‬ ‫لتجنب التدهور‪ ،‬بل ي�شمل تعلم مهارات وتقنيات تجعل الت�أقلم مع‬ ‫المر�ض �أكثر �سهولة‪.‬‬ ‫قد يجعل مر�ض باركن�سون المهمات الأوتوماتيكية‪ ،‬كعقد ربطة‬ ‫العنق‪� ،‬أو ربط الحذاء �أكثر بطئ ًا‪ .‬وقد تح�سن بع�ض التقنيات التي‬ ‫تت�ضمن ا�ستراتيجيات تعلم ذلك‪ ،‬والتي تت�ضمن التكلم عن المهمة‬ ‫خالل �أدائها‪� ،‬أو االعتماد على �أهداف مرئية من �أجل تح�سين الأداء‪.‬‬ ‫وتعرف هذه المقاربات بالتلميح‪ .‬كما قد ي�ساعد في بع�ض الأحيان‬ ‫تحول الحركة �إلى عدد من الخطوات‪� ،‬أو �أن تقوم بمثل هذه المهمة‬ ‫بطريقة جديدة‪ .‬وهنا ي�أتي دور المعالجين الفيزيائيين في تعلم‬ ‫جميع هذه التقنيات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫غالب ًا ما يترافق مر�ض باركن�سون �أي�ضا مع الت�صلب وو�ضعية‬ ‫الج�سد ال�سيئة‪ .‬في البداية ينتج هذا من ت�أثير مر�ض باركن�سون‬ ‫على الحركة‪ ،‬ولكن ت�صبح و�ضعية الج�سد الحق ًا �أمر ًا اعتيادي ًا‪ ،‬كما‬ ‫ت�صبح المفا�صل والع�ضالت �أكثر ت�ص ّلب ًا‪ .‬ويت�ضمن العالج الفيزيائي‬ ‫التخفيف من هذا الت�ص ّلب‪.‬‬ ‫عندما ت�صبح الحركة �صعبة‪ ،‬من ال�سهل �أن ت�صبح في و�ضع‬ ‫ج�سدي غير مالئم‪ .‬وقد ين�صحك المعالج الفيزيائي ب�ش�أن التمارين‬ ‫المنا�سبة لحالتك‪ -‬على �سبيل المثال‪ ،‬تقنية �ألك�سندر �أو ال�سباحة‪.‬‬ ‫‪96‬‬


‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫العالج الوظيفي‬ ‫ما هو العالج الوظيفي؟‬

‫قد تعني الإ�صابة بمر�ض باركن�سون مواجهة �صعوبات جمة في‬ ‫ممار�سة حياتك اليومية‪ ،‬ومنها العناية بنف�سك وبعائلتك‪� ،‬أو مزاولة‬ ‫عملك �أو حتى ق�ضاء �أوقات فراغك‪ .‬كما قد تجد �أي�ض ًا �صعوبة في‬ ‫الذهاب �إلى الأماكن التي تحتاج �إلى الو�صول �إليها‪� ،‬سواء كانت في‬ ‫المنزل �أو في المجتمع‪ .‬و�سيعمل المعالج الوظيفي معك من �أجل‬ ‫تحديد مجاالت ال�صعوبة التي تواجهك وي�ضع لك برنامج عالج‬ ‫خا�ص للتغلب على هذه الم�شاكل‪.‬‬

‫العالج الوظيفي‬

‫قد ي�ساعدك العالج الوظيفي في تحديد و�إيجاد الحلول للم�شاكل التي تواجهك‬ ‫في حياتك اليومية‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫المالب�س التي ي�سهل ارتدا�ؤها‬

‫ي�صبح ارتداء المالب�س �أ�سهل بوجود حمالة �صدر تغلق من الأمام‬

‫�إن المعالجين الوظيفيين الم�ؤهلين م�سجلون لدى الم�ؤ�س�سات‬ ‫المخت�صة في الدولة‪ ،‬وربما يكونون من حملة الدبلوم �أو ال�شهادة‬ ‫الجامعية‪ .‬وتمام ًا مثل المعالجين الفيزيائيين‪ ،‬يخت�ص المعالجون‬ ‫الوظيفيون في عدة مجاالت مختلفة‪ .‬فقد يكون المعالجون‬ ‫الوظيفيون المهتمون بالأمرا�ض الع�صبية �أع�ضاء في الجمعية‬ ‫الوطنية للمعالجين الوظيفيين الع�صبيين‪� ،‬أو ربما خ�ضعوا لتدريبات‬ ‫مخت�صة‪.‬‬

‫ما هي الم�شاكل التي ي�ساعد العالج الوظيفي على حلها؟‬

‫ي�ساعد العالج الوظيفي مر�ضى باركن�سون وعائالتهم على‬ ‫تحديد الم�شاكل التي ت�ؤثر في نمط حياتهم‪ ،‬والتخفيف من حدة مثل‬ ‫هذه الم�شاكل التي يواجهونها‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫ا�ستراتيجيات من �أجل مهمات م�ألوفة‬

‫قد يعلمك المعالج الوظيفي ا�ستراتيجيات جديدة للتغلب على م�شاكل المهمات‬ ‫الم�ألوفة ‪ -‬على �سبيل المثال النهو�ض عن الكر�سي‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫وعلى غرار المعالجين الفيزيائيين‪ ،‬قد يعلمك المعالجون‬ ‫الوظيفيون ا�ستراتيجيات جديدة عند القيام بمهام م�ألوفة‪،‬‬ ‫مثل ارتداء المالب�س‪ .‬كما قد يز ّودك المعالجون الوظيفيون‪� ،‬أو‬ ‫ين�صحونك باقتناء �أدوات ب�سيطة تجعل �أداء مهمتك �أكثر �سهولة‪.‬‬ ‫على �سبيل المثال‪ ،‬ا�ستخدام فتاحة علب كهربائية �أو غالية قالبة‪� ،‬أو‬ ‫التزود برافعة كر�سي‪.‬‬

‫�أدوات منزلية عملية‬

‫قد ت�ساعدك الأدوات المنزلية على القيام ب�أعمالك داخل المنزل‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫كما قد يزودونك بالن�صائح حول تهيئة منزلك‪ ،‬وكيفية تمويل‬ ‫ذلك‪ .‬ويت�ضمن هذا الأمر القيام ببع�ض التعديالت الب�سيطة‪ ،‬مثل‬ ‫�إزالة ال�سجاد المتحرك و�أغطية الأر�ض التي قد تت�سبب في تعثرك‪� ،‬أو‬ ‫تزويد المنزل بق�ضبان لتم�سك بها �أثناء تنقلك‪ .‬وتت�ضمن التعديالت‬ ‫الأكبر تجهيز الحمام بمعدات ت�س ّهل عليك الو�صول �إليها �أو م�صاعد‬ ‫بد ًال من ال�ساللم‪.‬‬ ‫يجد العديد من مر�ضى بارك�سنون �أن القيام بالمهمات اليومية‬ ‫م�ضن‪ ،‬وقد ي�شعرون بالتعب‪ .‬و�سيعمل المعالجون‬ ‫الروتينية �أمر‬ ‫ٍ‬ ‫الوظيفيون معك لإيجاد روتينات يومية و�أ�سبوعية �أقل �إجهاد ًا‪ ،‬ما‬ ‫�سي�سمح لك بمتابعة القيام بن�شاطاتك المهمة‪.‬‬ ‫قد يزودك المعالجون الوظيفيون بن�صائح حول و�سائل ت�سمح لك‬ ‫بموا�صلة عملك‪ ،‬وا�ستخدام و�سائل النقل‪ ،‬واال�ستمتاع ب�أوقات فراغك‬ ‫وغيرها من الخدمات االجتماعية‪ ،‬حتى تبقى حياتك االجتماعية‬ ‫ن�شطة �أكبر قدر ممكن‪.‬‬

‫عالج النطق وال�ضعف اللغوي‬ ‫من هم معالجو النطق وال�ضعف اللغوي؟‬

‫ي�شمل عمل معالجي النطق وال�ضعف اللغوي تقييم ومعالجة‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون من م�شاكل في التوا�صل و‪� /‬أو البلع‪.‬‬ ‫ومعالجو النطق وال�ضعف اللغوي الم�ؤهلون هم �أع�ضاء في الكلية‬ ‫الملكية لعالج النطق وال�ضعف اللغوي‪ ،‬وهم حائزون �شهادة جامعية‪.‬‬

‫ما هي الم�شاكل التي ي�ساعد عالج النطق وال�ضعف اللغوي‬ ‫على حلها؟‬

‫تتطور لدى ما يقارب ن�صف مر�ضى باركن�سون بع�ض �صعوبات‬ ‫التوا�صل‪ .‬وهي تت�ضمن كالم ًا غير مفهوم‪ ،‬وعبارات غير م�سموعة‪،‬‬ ‫و�ضعف ًا في التعبير‪ ،‬والتحدث �إما ب�سرعة كبيرة �أو ببطء �شديد‪ .‬وقد‬ ‫تت�ضمن م�شاكل التوا�صل الأخرى �صعوبة في الكتابة‪ ،‬وتعابير وجه‬ ‫ولغة ج�سد محدودة‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫عالج النطق وال�ضعف اللغوي‬

‫يقيم معالجو النطق وال�ضعف اللغوي ويعالجون الأ�شخا�ص الذين يواجهون‬ ‫�صعوبات في التوا�صل و‪� /‬أو البلع‪.‬‬

‫�سيعمل معالج النطق وال�ضعف اللغوي مع مري�ض باركن�سون‪،‬‬ ‫ومتى ما دعت الحاجة‪ ،‬مع عائلته �أو من يهتم به‪ .‬وهو الذي يحدد‬ ‫�أين ت�ؤثر الم�شاكل في نمط الحياة‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬عند ا�ستعمال‬ ‫الهاتف‪� ،‬أو حين يتكلم ال�شخ�ص في اجتماعات �أو في المحال‬ ‫التجارية‪ .‬وقد يت�ضمن العالج ممار�سة تمارين تعمل على تح�سين قوة‬ ‫ال�صوت‪ ،‬وبالتالي و�ضوح النطق‪ .‬وقد يجد بع�ض النا�س �أن ا�ستخدام‬ ‫مكبر ال�صوت �أمر مفيد‪.‬‬ ‫وتت�ضمن �أنواع م�شاكل البلع التي يواجهها مر�ضى باركن�سون‬ ‫�صعوبة ال�سيطرة على اللعاب‪ ،‬و�صعوبة م�ضغ الم�أكوالت القا�سية‬ ‫وبطء البلع‪ .‬وقد يتعر�ض بع�ضهم لنوبات �سعال واختناق خالل تناول‬ ‫الطعام‪.‬‬ ‫‪102‬‬


‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫يق ّيم كل معالج للنطق وال�ضعف اللغوي م�شكلة البلع‪ ،‬ويقدم‬ ‫الن�صائح حول �أ�سهل درجة كثافة للم�أكوالت والم�شروبات و�أكثر طرق‬ ‫الأكل وال�شرب �أمن ًا‪.‬‬

‫علي مقابلة ه�ؤالء المعالجين؟‬ ‫متى ّ‬

‫يعتقد معظم المعالجين الفيزيائيين �أن عليهم مقابلة مر�ضى‬ ‫باركن�سون بعد وقت ق�صير من ت�شخي�ص �إ�صابتهم حتى يت�سنى‬ ‫لهم فهم دور العالج الفيزيائي‪ ،‬وما يمكنه القيام به‪ ،‬وما اليمكنه‬ ‫تحقيقه‪ ،‬ولتفادي ح�صول �أي تطور لأي م�ضاعفات غير �ضرورية‪،‬‬ ‫مثل و�ضعية الج�سد ال�سيئة‪ .‬وبعد ذلك يمكن للمر�ضى اللجوء �إلى‬ ‫المعالج الفيزيائي عندما يلحظون حدوث تغير في الحركة‪ ،‬ما قد‬ ‫يعيق ن�شاطهم اليومي‪.‬‬ ‫عليك �أن تطلب مقابلة المعالج الوظيفي �إذا �شعرت �أن �إ�صابتك‬ ‫بمر�ض باركن�سون ت�ؤثر في �أي مجال من مجاالت حياتك اليومية‪.‬‬ ‫كما �أن عليك �أن تطلب مقابلة معالج النطق وال�ضعف اللغوي �إن‬ ‫�شعرت �أن مر�ض باركن�سون ي�ؤثر في قدرتك على الكالم �أو البلع‪،‬‬ ‫ولو ب�شكل خفيف جد ًا‪ .‬وغالب ًا ما يكون من الأ�سهل تعلم التقنيات‬ ‫التعوي�ضية‪ ،‬عندما تكون م�شاكل النطق والبلع غير قوية ن�سبي ًا‪.‬‬

‫كيف تتم �إحالتي �إلى المعالج؟‬

‫غالب ًا ما يحيلك طبيب �أو م�ست�شار العائلة �إلى المعالجين‪ .‬وقد‬ ‫تتمكن في بع�ض المجاالت الممر�ضة المخت�صة بمر�ض باركن�سون‬ ‫من �أخذ القرار بهذا الخ�صو�ص‪.‬‬ ‫يعمل المعالجون في عدد من الإطارات المختلفة‪ .‬فهم قد‬ ‫ينطلقون من �إطار جمعية العناية بال�صحة‪� ،‬أو �أق�سام المر�ضى‬ ‫الخارجيين في الم�ست�شفيات‪� ،‬أو في الخدمات االجتماعية‪ .‬ولكل‬ ‫واحد من هذه الإطارات منظور �أو مقاربة مختلفة ب�شكل ب�سيط‪ ،‬على‬ ‫الرغم من وجود بع�ض التداخل بين جميع هذه الإطارات‪.‬‬ ‫ب�صورة عامة‪� ،‬إن تمت م�شاهدتك في ق�سم المر�ضى الخارجيين‬ ‫في م�ست�شفى نهاري‪ ،‬فعندها �سترتكز معظم فحو�صاتك على تعلم‬ ‫‪103‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫مهارات وتقنيات جديدة يمكنك ممار�ستها في هذا الق�سم من‬ ‫الم�ست�شفى‪ ،‬ومن ثم القيام بذلك في المنزل‪ .‬و�ستحاول فرق منظمات‬ ‫�إعادة الت�أهيل زيارتك في منزلك لتت�أكد من ت�أديتك مهامك في‬ ‫مجتمعك‪ .‬وغالب ًا ما تزودك الخدمات االجتماعية بالمعدات وتقترح‬ ‫عليك طرق ًا للت�أقلم مع المر�ض‪.‬‬ ‫قد تكون �إحالتك �إلى معالج في �إطار خاطئ تجربة محبطة لك‪.‬‬ ‫ف�إن كنت تريد الدخول �إلى الحمام من �أجل اال�ستحمام والخروج‬ ‫منه‪ ،‬ولكنك ال تريد �أن يكتظ حمامك ب�أدوات الم�ساعدة‪ ،‬فيمكن‬ ‫حينئذ �إحالتك �إلى المعالج الفيزيائي �أو الوظيفي الموجود في‬ ‫منطقتك ‪ -‬لكن لي�س المعالج الموجود في الم�ست�شفى النهاري‬ ‫المحلي‪� ،‬أو في مركز الخدمات االجتماعية‪ ،‬لأنك حينها �ستح�صل‬ ‫على لوح لال�ستحمام‪ .‬لذلك‪ ،‬من المهم �أن تكون وا�ضح ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫نوع الم�ساعدة التي تريده‪.‬‬

‫علي توقعه من معالجي؟‬ ‫ما الذي ّ‬

‫يجب عليك �أن تتوقع من معالجك �أن يق�ضي معك وقت ًا ليحدد‬ ‫المجاالت التي تواجه فيها �صعوبات وتود الح�صول على تغيير ما‬ ‫لذلك‪ .‬بعدها يمكنك توقع الح�صول على مدة عالج �أو تدخل تهدف‬ ‫بعدئذ لخطة عالج‬ ‫�إلى الحد من ال�صعوبات التي حددتها‪� .‬ستخ�ضع ٍ‬ ‫تقليدية مرة في الأ�سبوع على مدى �ستة �أ�سابيع‪ ،‬وقد تكون المدة‬ ‫�أق�صر‪ .‬وبعد هذه المدة �سينتهي العالج‪ ،‬لكنك �ستح�صل بالطبع على‬ ‫�إر�شادات وا�ضحة عن الوقت الذي �سيعاد فيه تقييم و�ضعك‪.‬‬

‫ما الذي �سيتوقعه معالجي مني؟‬

‫يجد المعالجون �سهولة �أكبر في العمل مع الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يملكون �أفكار ًا وا�ضحة عما يريدون تغييره وال�سبب وراء ذلك‪ .‬لذا‬ ‫فمن المفيد �أن تفكر بهذا قبل مقابلة معالجك‪ .‬كما �سيطلب منك‬ ‫العديد من المعالجين القيام بنوع من التمارين الريا�ضية في المنزل‬ ‫ليبنوا على ما �سبق �أن تعلمته في ح�ص�ص العالج‪ ،‬ولينقلوا قدر‬ ‫الإمكان ما تعلمته في ح�ص�ص العالج �إلى حياتك اليومية‪.‬‬ ‫‪104‬‬


‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫مع مرور الوقت قد تقابل عدد ًا من المعالجين المختلفين في‬ ‫عدد من الأطر‪ .‬لذا من المهم جد ًا �أن تحتفظ بالئحة ب�أ�سماء‪،‬‬ ‫و�أق�سام عمل‪ ،‬و�أرقام هواتف جميع المعالجين الذين �سبق �أن التقيت‬ ‫بهم‪ .‬و�سي�ساعد هذا المعالجين من فرق واخت�صا�صات مختلفة على‬ ‫التحدث مع بع�ضهم ليتجنبوا تكرار العالج ذاته‪.‬‬

‫�إعادة الت�أهيل والعالج المتعدد التخ�ص�صات‬

‫عادة ما يكمل هذان العالجان بع�ضهما‪ ،‬ويك ّمالن التدخالت‬ ‫الطبية والجراحية‪ ،‬لأنهما يعمالن ب�شكل فردي على عنا�صر مختلفة‬ ‫من ال�صحة والمر�ض‪� ،‬أو على عنا�صر م�شابهة‪ ،‬ولكن بطريقة‬ ‫مختلفة‪ .‬فغالب ًا ما �ستجد �أنك �ستح�صل على �أف�ضل النتائج عندما‬ ‫يعمل المعالجون مع ًا ومعك من �أجل �إيجاد الحل الأف�ضل لم�شكلة ما‪.‬‬ ‫على �سبيل المثال‪ ،‬على الرغم من �أن ك ًال من المعالجين‬ ‫الفيزيائيين والوظيفيين قد يعملون على ت�سهيل االنتقال من ال�سرير‬ ‫�إلى الكر�سي‪ ،‬لكنهم �سيقاربون هذا الهدف بطرق و�أهداف عامة‬ ‫مختلفة‪ .‬يهدف المعالج الفيزيائي �إلى زيادة قوة ومرونة الع�ضالت‬ ‫عبر التمارين‪ ،‬وكذلك عبر تعليم ا�ستراتيجيات تحرك �أف�ضل‪.‬‬ ‫هدفهم الأ�شمل هو تمكين المري�ض من الوقوف عن كر�سيه ب�أكبر‬ ‫ا�ستقاللية ممكنة‪ .‬ومن جهة �أخرى‪ ،‬قد يق ّيم المعالج الوظيفي مدى‬ ‫علو وثبات الكر�سي التي ينتقل منها ال�شخ�ص‪ ،‬ويعلمه ا�ستراتيجيات‬ ‫الحركة والتلميحات والتركيز‪ ،‬وكذلك يتفح�ص الن�شاطات التي قد‬ ‫يقوم بها ال�شخ�ص عندما يقوم من عن كر�سيه‪.‬‬ ‫يعمل العديد من المعالجين �ضمن فرق متعددة التخ�ص�صات‬ ‫وي�ستخدمون عدد ًا من المقاربات المختلفة لل�سيطرة على م�شكلة‬ ‫واحدة‪ .‬وقد ي�شكل ه�ؤالء المعالجون جمعية �إعادة ت�أهيل �أو يعملون‬ ‫في م�ست�شفى نهاري مخت�ص بمر�ض باركن�سون‪ .‬و�إن لم يكن المعالج‬ ‫يعمل �ضمن فريق‪ ،‬فربما تبرز الحاجة �إلى عامل رئي�سي من �أجل‬ ‫موازنة وتن�سيق الرعاية‪ ،‬وغالب ًا ما يكون هذا ال�شخ�ص هو الممر�ضة‬ ‫المخت�صة بمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫‪105‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬ ‫ قد تزودنا الممر�ضة المخت�صة بمر�ض باركن�سون بالدعم‬ ‫والن�صائح وتكون الرابط الأ�سا�سي بين الخدمات الأخرى‬ ‫ يعلمك المعالج الفيزيائي كيفية ال�سيطرة على م�شاكل الحركة‬ ‫التي تواجهك‬ ‫ يق ّدم لك المعالج الوظيفي حلو ًال عملية لم�شاكلك اليومية‬ ‫ ي�ساعدك معالج النطق وال�ضعف اللغوي في مجا َلي التوا�صل‬ ‫والبلع‬

‫‪106‬‬


‫آفاق مستقبلية‬

‫هناك ا�ستثمارات �ضخمة من ناحية المال والجهد من �أجل �إيجاد‬ ‫�شاف من مر�ض باركن�سون‪ .‬فقد تطور ب�شكل �سريع جد ًا‪ ،‬على‬ ‫عالج ٍ‬ ‫مدى الع�شر �سنوات الما�ضية‪ ،‬كل من فهمنا للأ�سباب التي ت�ؤدي �إلى‬ ‫الإ�صابة بمر�ض باركن�سون وطرق عالج المر�ضى‪ .‬و�ست�ستمر ن�سبة‬ ‫التغيير هذه بالتزايد‪ ،‬كما �ستخلق العديد من الفر�ص لتح�سين حياة‬ ‫مر�ضى باركن�سون‪.‬‬

‫العالج الطبي‬ ‫التخفيف من الأعرا�ض‬

‫هناك العديد من الأدوية قيد التطوير لتح�سين �أعرا�ض مر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬وتت�ضمن الأدوية المنتجة حديث ًا را�ساجيلين ورقعة‬ ‫روتيجوتين و�أ�شكال نواه�ض الدوبامين التي يتم تناولها مرة في‬ ‫اليوم مثل براميبيك�سول وروبينيرول‪ .‬وتت�ضمن الأدوية الأخرى التي‬ ‫هي في مرحلة �أخيرة من التطور العيادي �سافينامايد‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من الأدوية يطلق عليها ا�سم �أديناو�سين ‪ A2A‬الم�ضادة‪ .‬وقد �أظهر‬ ‫�سافينامايد �أنه مفيد للأعرا�ض الحركية عند �إ�ضافته �إلى ليفودوبا‬ ‫ونواه�ض الدوبامين الموجودة �أ�سا�س ًا‪ .‬وتُجرى �أي�ض ًا الأبحاث على‬ ‫هذا الدواء للتعرف �إلى �أي ت�أثير ممكن له على خلل الحركة‪ .‬وهناك‬ ‫حالي ًا العديد من الأدوية الأخرى التي تخ�ضع حالي ًا لدرا�سة مكثفة‬ ‫من �أجل مفعول م�ضاد لبطء الحركة‪.‬‬ ‫‪107‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫حماية الأع�صاب‬

‫ال يزال الهدف الأق�صى من تطوير �أدوية لمر�ض باركن�سون هو‬ ‫التخفيف من‪� ،‬أو منع تطور المر�ض‪ ،‬ذلك بالإ�ضافة �إلى التخل�ص‬ ‫من �أعرا�ضه‪ .‬فقد �أظهرت جميع الأدوية مثل نواه�ض الدوبامين‪،‬‬ ‫ورا�ساجيلين‪ ،‬و�إنزيم ‪ Q10‬ا�ستفادة المر�ضى منها‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫احتماالت الحد من �سرعة تطور المر�ض‪ .‬وقيمت �إحدى الدرا�سات‬ ‫ت�أثير را�ساجيلين‪ ،‬وقارنت المر�ضى في المراحل الأولى من المر�ض‬ ‫الذين بد�أوا العالج على الفور مع �أولئك الذين بد�أوا تناول الدواء‬ ‫بعد ت�سعة �أ�شهر من �إ�صابتهم بالمر�ض‪ .‬فبعد ثمانية ع�شر �شهر ًا من‬ ‫بدء التجربة‪ ،‬تبين �أن الذين بد�أوا بتناول جرعة ملغ واحد‪ ،‬الم�سموح‬ ‫بها‪ ،‬هم �أف�ضل حا ًال من ناحية الوظيفة الحركية‪ .‬على الرغم من‬ ‫�أن الفوارق كانت قليلة ن�سبي ًا‪ ،‬فقد �أظهرت الإح�صاءات بو�ضوح‬ ‫انخفا�ض ن�سبة تطور المر�ض خالل مدة الدرا�سة بمعدل ‪.% 30‬‬ ‫وال يزال ثمة جدال �إن كانت النتائج تمثل حماية الأع�صاب �أو تقنية‬ ‫بديلة للت�أثير‪.‬‬

‫الجراحة‬

‫ال تزال الجراحة في الوقت الحالي خيار ًا مت�أخر ًا لمر�ضى‬ ‫باركن�سون‪ .‬ولكن ثمة تجارب �أولية حول غر�س عوامل نمو‪ ،‬مثل عامل‬ ‫الخاليا الدبقية الم�ستمدة من الع�صب �أو عامل الع�صب الم�ستمد‬ ‫من الدماغ‪ ،‬بدت تجارب واعدة‪ .‬ويجب التو�سع في مثل هذه التجارب‬ ‫ليتم التيقن من فوائدها‪ .‬ولم تظهر التجارب التي ت�ستخدم زرع‬ ‫الأجنة �أي نتائج �إيجابية وا�ضحة حتى الآن‪ .‬ولكن الأبحاث في هذا‬ ‫المجال ال تزال م�ستمرة‪ ،‬وقد تكون الدرا�سات الم�ستقبلية واعدة‬ ‫ب�شكل �أكبر‪.‬‬ ‫ثمة �أمر �آخر مهم للغاية في عالج مر�ض باركن�سون‪ ،‬وهو تطوير‬ ‫�أبحاث الخاليا الجذعية‪ .‬ويمكن لهذه الخاليا من خالل تقنية‬ ‫محددة �أن تتحول �إلى خاليا ع�صبية‪ ،‬ومن �ضمنها خاليا الدوبامين‬ ‫الع�صبية‪ .‬ومن ناحية نظرية‪� ،‬إذا تمت زراعتها في الدماغ‪ ،‬فقد‬ ‫‪108‬‬


‫�آفاق م�ستقبلية‬

‫تقوم هذه الخاليا بعمل الخاليا الع�صبية التي فقدت ب�سبب مر�ض‬ ‫باركن�سون‪ .‬وال يزال هذا البحث �أي�ض ًا في مراحله الأولى‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك تطورات تتم بمعدالت �سريعة‪.‬‬ ‫�أخير ًا‪ ،‬يمكن �إدخال كب�سوالت الخاليا �إلى الدماغ‪ ،‬والتي هي‬ ‫خاليا قادرة على �ضخ الدوبامين الموجود داخل كب�سوالت محمية‪،‬‬ ‫قد تعو�ض عن �ضخ الدوبامين في دماغ المري�ض‪.‬‬ ‫كما �سبق �أن ر�أينا‪ ،‬فهناك عدد هائل من الأبحاث الواعدة التي‬ ‫تبعث على تفا�ؤل مر�ضى باركن�سون في الم�ستقبل‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫معجم المصطلحات‬ ‫�أج�سام ليوي‪ :‬م�ساحات �صغيرة (�ضمنية) في الخاليا الع�صبية‬ ‫موجودة لدى كل المر�ضى الم�صابين بداء باركن�سون‪ .‬تظهر هذه‬ ‫الأج�سام تحت المجهر على �شكل فقاقيع زهرية اللون‪ ،‬ويظهر في‬ ‫داخلها لب محاط بهالة من الخارج‪.‬‬ ‫�أحادي الجانب‪ :‬ي�ؤثر في �أحد جانبي الج�سم‪.‬‬ ‫الأدوية الم�ضادة للكولينيات‪� :‬أدوية تت�صدى للأ�ستيلكولين‪،‬‬ ‫الناقل الع�صبي القريب من الدوبامين‪ ،‬والذي يزداد لدى الم�صابين‬ ‫بمر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫االرتعا�ش‪ :‬الرجفة‪ ،‬التي ت�صيب الج�سم �أو الأطراف �أثناء‬ ‫حالة ال�سكون �أو الجمود‪ ،‬و�أثناء الو�ضعيات الج�سدية �أو �أثناء القيام‬ ‫بالحركة‪.‬‬ ‫ب�ضع الكرة ال�شاحبة‪ :‬التدمير الجراحي للعقد القاعدية‪.‬‬ ‫بطء الحركة‪ :‬عدم القدرة على التحرك بال�سرعة المعتادة‬ ‫للج�سم‪.‬‬ ‫ت�أرجح الذراع‪ :‬قدرة الذراع على الت�أرجح ب�شكل طبيعي ومن دون‬ ‫محاولة متعمدة للقيام بذلك �أثناء الم�شي‪.‬‬ ‫الت�صلب‪ :‬التيب�س‪ ،‬مقاومة الج�سم للحركة الفعالة‪.‬‬ ‫الت�صوير المقطعي ب�إ�صدار البوزيترون‪ :‬تقنية ت�ستخدم المواد‬ ‫الم�شعة لدرا�سة كيفية عمل الدماغ‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫الم�سرد‬

‫تعذر الحركة‪ :‬فقدان حركة الإرادة المق�صودة‪.‬‬ ‫التوتر الم�ؤك�سد‪� :‬إطالق مركبات الأوك�سيجين ( الجذور الحرة‬ ‫الم�سببة للت�سمم) من قبل الخاليا‪ ،‬والتي تعمل كما يعمل التوتر الذي‬ ‫يتلف الخلية‪.‬‬ ‫ثنائي الجانب‪ :‬ي�ؤثر في كال جانبي الج�سم؛ �أحادي الجانب‬ ‫تعني الت�أثير في جانب واحد من الج�سم‪.‬‬ ‫جراحة بالتوجه اللم�سي‪ :‬عمل جرح �صغير في الجمجمة‬ ‫بوا�سطة �آلة يحملها �إطار �صلب مثبت على الجمجمة‪ ،‬ومزودة‬ ‫بمج�سات‪ ،‬لتحديد المنطقة الم�صابة من خالل ثالثة �أبعاد‪.‬‬ ‫الحبيبات الخيطية‪ :‬جزيئات �صغيرة من الخلية مهمتها �إنتاج‬ ‫الطاقة‪ .‬الحم�ض النووي التابع للحبيبات الخيطية ينتقل من الأم‬ ‫(ولي�س الأب) �إلى الأوالد‪.‬‬ ‫الخرف‪ :‬انحطاط في القدرات العقلية‪ ،‬الذاكرة والقدرة على‬ ‫اتخاذ قرارات و�أحكام عقالنية‪.‬‬ ‫خلل الحركة‪ :‬الحركات غير االعتيادية (ما عدا االرتعا�ش)‬ ‫التي ت�سببها الأدوية الم�ستخدمة في مر�ض باركن�سون‪ .‬وغالب ًا ما‬ ‫تكون التلوي‪ ،‬االنتفا�ض �أو الت�شنج الحركي‪.‬‬ ‫الدوبامين‪ :‬واحد من الناقالت الع�صبية‪ ،‬يتم �إنتاجه في‬ ‫العقد القاعدية‪ ،‬يتناق�ص عند الإ�صابة بمر�ض باركن�سون وبع�ض‬ ‫اال�ضطرابات المرتبطة به‪.‬‬ ‫دوباميني‪ :‬مكون الدوبامين (الليفودوبا على �سبيل المثال)‬ ‫�أو محفز للدوبامين في الخاليا المتلقية (كالبرغوليد على �سبيل‬ ‫المثال)‪.‬‬ ‫الزهم‪� :‬إفرازات دهنية ( ناتجة عن �إفراز الغدد الزهمية ) من‬ ‫الب�شرة نجدها لدى بع�ض الأ�شخا�ص العاديين كما تبرز لدى بع�ض‬ ‫مر�ضى باركن�سون‪.‬‬ ‫‪111‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫ال�سحنة‪ :‬مظهر الوجه في مر�ض باركن�سون جامد في الأغلب‪،‬‬ ‫وك�أنه قناع‪.‬‬ ‫ال�شلل فوق النووي التدريجي‪ :‬حالة انتكا�سية تترافق مع حركة‬ ‫محدودة للعينين‪ ،‬كما تترافق مع خلل في الكالم وال�صوت كما هو‬ ‫الحال في مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫�ضمور متعدد الأجهزة‪ :‬ا�ضطراب يحدث فيه انكما�ش لعدد من‬ ‫�أجهزة الخاليا الع�صبية الدماغية على نطاق وا�سع‪ .‬ي�سبق الإ�صابة‬ ‫بمر�ض باركن�سون �أو يليها فقدان ال�سيطرة على �ضغط الدم‪ ،‬التعرق‪،‬‬ ‫وعمل المثانة (تبول غير �إرادي)‪.‬‬ ‫العقد القاعدية‪ :‬مجموعة كبيرة من الخاليا الع�صبية موجودة‬ ‫في مكان عميق من المادة ال�سوداء في الدماغ‪.‬‬ ‫الكرة ال�شاحبة‪� :‬أحد الزوجين في النواة الع�صبية التي تكون‬ ‫العقد القاعدية‪.‬‬ ‫المادة ال�سوداء‪ :‬هي مادة ذات لون �أ�سود ت�شكل جزء ًا من العقد‬ ‫القاعدية؛ وهي غنية بخاليا الدوبامين التي تربط ما بين بقية‬ ‫�أجزاء الدماغ وتوجهها لإنجاز الحركات العادية‪.‬‬ ‫مر�ض ج�سم ليوي‪ :‬مزيج من مر�ض باركن�سون والخرف‪ ،‬تظهر‬ ‫فيه �أج�سام ليوي بكثافة عالية‪ ،‬لي�س فقط في �أعماق الكرة ال�شاحبة‪،‬‬ ‫بل في غالف الق�شرة الدماغية �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫المناه�ض‪ :‬عامل يعيق �أو يكبح العمل في الموقع �أو الم�ستَق ِبل‬ ‫حيث ي�ؤدي عمله‪ .‬انظر �أي�ض ًا الناه�ض‪.‬‬ ‫الميثيل‪ -‬فينيل‪ -‬تتراهيدروبيريدين‪ :‬عقار �شبيه بالهيروين‬ ‫يمكن �أن ي�سبب مر�ض باركن�سون‪.‬‬ ‫الناقالت الع�صبية‪ :‬المواد الكيميائية (كالأدرينالين �أو‬ ‫�أيبينفرين �أو الدوبامين �أو الأ�سيتيلكولين) التي تنقل نب�ضات‬ ‫الع�صب‪.‬‬ ‫‪112‬‬


‫الم�سرد‬

‫الناقالت الع�صبية‪ :‬مواد كيميائية تنقل وتمرر الر�سائل‬ ‫من الخلية �إلى الخلية التالية‪ ،‬فت�سبب �إما تحفيز �أو كبح الوظيفة‬ ‫المق�صودة‪� .‬إنها �أ�شبه بالتيار الكهربائي الذي يعمل كناقل للموجات‬ ‫ال�صوتية في الراديو‪.‬‬ ‫الناه�ض‪ :‬عوامل تقود �أو تحفز العمل في الموقع �أو الم�ستَق ِبل‬ ‫حيث ي�ؤدي عمله‪ .‬وعلى العك�س منه‪ ،‬المناه�ض‪( :‬الم�ضاد) هو الذي‬ ‫يعيق �أو يكبح الوظيفة‪.‬‬ ‫نواة تحت المهاد‪� :‬أحد الزوجين الواقعين في �أعماق النواة‬ ‫الع�صبية والتي تكون العقد القاعدية‪.‬‬ ‫نواه�ض الدوبامين‪� :‬أدوية ت�س ّير �أو تحفز عمل الخاليا الناقلة‬ ‫للدوبامين والتي ينطلق منها هذا الأخير‪.‬‬ ‫و�ضعية‪ :‬ت�شير �إلى و�ضع الج�سم �أو الأطراف‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫الفهرس‬ ‫مقدمة‬

‫‪1.........................................................‬‬

‫ما هو مر�ض باركن�سون؟‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪3..................................................‬‬

‫كيف يعمل الدماغ‬

‫‪1..........................................‬‬

‫‪4..........................................‬‬

‫من �أجزاء الدماغ المختلفة وظيفة مختلفة ‪4..............‬‬

‫لكل جزءٍ‬ ‫ات�صال الخاليا الع�صبية‪10................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪12................................................‬‬

‫خ�صائ�ص مر�ض باركن�سون‬

‫‪13...........................‬‬

‫ما مدى �شيوع مر�ض باركن�سون؟ ‪13................................‬‬ ‫هل ي�سبب التلوث مر�ض باركن�سون؟‪14.............................‬‬

‫هل الجن�س عام ٌل م�ؤث ٌر؟‬ ‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون ‪15.......................................‬‬ ‫التباط�ؤ‪16..................................................‬‬ ‫الت�ص ّلب ‪17................................................‬‬ ‫االرتعا�ش‪17................................................‬‬ ‫عدم توازن و�ضعية الج�سم ‪18..............................‬‬ ‫�أعرا�ض �أُخرى ‪18..........................................‬‬ ‫‪15........................................‬‬

‫‪114‬‬


‫الفهر�س‬ ‫الت�شخي�ص وتطور المر�ض‪18.......................................‬‬ ‫‪20........................................‬‬

‫ال�شكل الخارجي‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪21................................................‬‬

‫الأ�سباب الأ�سا�سية لمر�ض باركن�سون‬

‫‪22.............‬‬

‫م�سببات �أعرا�ض مر�ض باركن�سون ‪22..............................‬‬ ‫‪23............................................‬‬

‫�أج�سام ليوي‬ ‫ما الذي ي�سبب خ�سارة خاليا الدوبامين في المادة ال�سوداء؟ ‪23...‬‬ ‫العوامل الجينية‪23.........................................‬‬ ‫التعرف �إلى �أول تح ُّول جيني ‪26...................‬‬ ‫التع ّرف �إلى ثاني تح ّول جيني ‪26..................‬‬ ‫التعرف �إلى ثالث جينة متح ّولة ‪27.................‬‬ ‫التحوالت الجينية التي تم التعرف �إليها حديث ًا‪27..‬‬ ‫العوامل البيئية ‪28..........................................‬‬ ‫�أهمية درا�سة الدماغ‪29.............................................‬‬ ‫روا�سب الحديد‪30..........................................‬‬ ‫ممر الطاقة ‪30.............................................‬‬ ‫الجذور الحرة‪31...........................................‬‬ ‫الكال�سيوم‪31...............................................‬‬ ‫االلتهاب ‪32................................................‬‬ ‫التدخين والكافيين‪32......................................‬‬ ‫ال�شذوذ البيوكيميائي ‪32...........................................‬‬ ‫ال�ضرر الناتج عن الجذور الحرة‪33........................‬‬ ‫‪115‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬ ‫الخلل الوظيفي للحبيبات الخيطية‪34......................‬‬ ‫االلتهابات‪36...............................................‬‬ ‫الإثارة ال�سامة للأع�صاب‪37...............................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪38................................................‬‬

‫ت�شخي�ص مر�ض باركن�سون‬

‫‪39...........................‬‬

‫�أهمية الأعرا�ض‪39.................................................‬‬ ‫كيف يتم الت�شخي�ص‪40.............................................‬‬

‫االعتالالت التي تحاكي مر�ض باركن�سون‪44........................‬‬ ‫�ضمور الأجهزة المتعدد‪44.................................‬‬ ‫ال�شلل التدريجي فوق النووي ‪45............................‬‬ ‫باركن�سونية تالية اللتهاب الدماغ‪45........................‬‬ ‫مر�ض ول�سون‪45............................................‬‬ ‫�أقرا�ص م�ضادة للذهان ‪46.................................‬‬ ‫�أدوية �أُخرى ‪47.............................................‬‬

‫االرتعا�ش الأ�سا�سي‪47......................................‬‬ ‫‪48..............................‬‬

‫فرط ن�شاط الغدة الدرقية‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪49................................................‬‬

‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‬

‫‪50.....‬‬

‫تقنيات ت�أثير الأدوية‪50.............................................‬‬ ‫ليفودوبا ‪52.........................................................‬‬

‫كيف يعمل؟‬ ‫‪116‬‬

‫‪52.............................................‬‬


‫الفهر�س‬ ‫ت�أثير «التناق�ص التدريجي» ‪54.............................‬‬ ‫الأعرا�ض الجانبية ‪55......................................‬‬ ‫الغثيان‪55..........................................‬‬ ‫‪55.........................................‬‬

‫النعا�س‬ ‫الدوار‪55...........................................‬‬ ‫خلل الحركة ( الحركات الال�إرادية ) ‪56...........................‬‬ ‫نواه�ض الدوبامين ‪57..............................................‬‬ ‫كيف تعمل؟ ‪57.............................................‬‬ ‫الأعرا�ض الجانبية ‪60.....................................‬‬ ‫�أبومورفين‪61.......................................................‬‬ ‫الأدوية الم�ضادة للح�سا�سية من الكولين ‪61........................‬‬ ‫مثبطات �إنزيم �أحادي الأمين الأوك�سيديز‪62.......................‬‬ ‫الأمانتادين ‪64.....................................................‬‬ ‫ا�ستراتيجية لعالج مر�ض باركن�سون وال�سيطرة عليه ‪65............‬‬ ‫�أهمية الفرد‪65.............................................‬‬ ‫متى يبد�أ العالج ‪65........................................‬‬ ‫الخط الأول للعالج ‪66.....................................‬‬ ‫الخط الثاني للعالج‪66.....................................‬‬ ‫تناول الأدوية ‪68...........................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪70................................................‬‬

‫العملية الجراحية لمر�ض باركن�سون‬

‫‪71.............‬‬

‫تاريخ العمليات الجراحية ‪71.......................................‬‬ ‫‪117‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫َب ْ�ض ُع ال ُك َر ِة َّ‬ ‫ال�ش ِاح َبة‬ ‫َب ْ‬ ‫�ض ُع المِ هاد ‪72.....................................................‬‬ ‫التحفيز العميق للدماغ ‪72..........................................‬‬ ‫زرع الخاليا ‪74.....................................................‬‬ ‫الخاليا الجذعية ‪75.......................................‬‬ ‫عوامل النمو ‪76.....................................................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪77................................................‬‬ ‫�أ�سئلة تطرح با�ستمرار حول مر�ض باركن�سون ‪78..................‬‬ ‫لماذا �أنا؟ ‪78.......................................................‬‬ ‫ما هو ال�سبب؟ ‪79..................................................‬‬ ‫هل هو مر�ض وراثي ‪ -‬هل �سينتقل مني �إلى �أوالدي؟ ‪79............‬‬ ‫منذ متى بد�أ هذا المر�ض؟‪79......................................‬‬ ‫علي توقعه؟‪80.............................................‬‬ ‫ما الذي ّ‬ ‫هل يجب علي �أن �أبد�أ الآن بالعالج؟‪81.............................‬‬ ‫علي �أن �أبد�أ؟ ‪81.........................................‬‬ ‫ب�أي عالج ّ‬ ‫�إذا تناولت العالج‪ ،‬ما هي الأعرا�ض التي �ستتح�سن؟‪82...........‬‬ ‫�إن لم �أتناول الدواء‪ ،‬ماذا �سيح�صل؟ ‪83...........................‬‬ ‫ما الذي يمكنني القيام به لأ�ساعد نف�سي؟ ‪83......................‬‬ ‫هل �سيق�صر هذا المر�ض عمري؟‪85...............................‬‬ ‫هل ي�ؤثر المر�ض في تفكيري وذاكرتي؟ ‪85.........................‬‬ ‫هل يمكنني اال�ستمرار بالعمل؟ ‪86.................................‬‬ ‫هل �أ�ستطيع قيادة ال�سيارة؟ ‪87.....................................‬‬ ‫من �أين يمكنني الح�صول على المزيد من المعلومات؟‪87..........‬‬ ‫‪71............................................‬‬

‫‪118‬‬


‫الفهر�س‬ ‫هل �سيتم التو�صل �إلى عالج؟‪89....................................‬‬ ‫‪90....................‬‬

‫هل يمكن للعالجات «البديلة» �أن ت�ساعدني؟‬ ‫هل هناك �أي تجارب على الأدوية يمكنني الم�شاركة فيها؟ ‪91.....‬‬

‫التعاي�ش مع مر�ض باركن�سون‬

‫‪92.......................‬‬

‫�أهمية الدعم المعنوي ‪92...........................................‬‬ ‫‪92.....................‬‬

‫دور الممر�ضة المخت�صة بمر�ض باركن�سون‬ ‫عالج �إعادة الت�أهيل لمر�ضى باركن�سون ‪94........................‬‬ ‫العالج الفيزيائي‪95........................................‬‬ ‫من هم المعالجون الفيزيائيون؟‪95................‬‬ ‫ما هي نوع الم�شاكل التي ي�ساعد العالج الفيزيائي‬ ‫على عالجها؟ ‪96..................................‬‬ ‫العالج الوظيفي ‪97.................................................‬‬ ‫ما هو العالج الوظيفي؟‪97.........................‬‬ ‫ما هي الم�شاكل التي ي�ساعد العالج الوظيفي على‬ ‫حلها؟‪98...........................................‬‬ ‫عالج النطق وال�ضعف اللغوي ‪101..........................‬‬ ‫من هم معالجو النطق وال�ضعف اللغوي؟‪101.......‬‬ ‫ما هي الم�شاكل التي ي�ساعد عالج النطق وال�ضعف‬ ‫اللغوي على حلها؟‪101..............................‬‬ ‫متى علي مقابلة ه�ؤالء المعالجين؟ ‪103....................‬‬ ‫كيف تتم �إحالتي �إلى المعالج؟ ‪103................................‬‬ ‫ما الذي علي توقعه من معالجي؟ ‪104..............................‬‬ ‫‪119‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬ ‫‪104...............................‬‬

‫ما الذي �سيتوقعه معالجي مني؟‬ ‫�إعادة الت�أهيل والعالج المتعدد التخ�ص�صات‪105...................‬‬ ‫النقاط الأ�سا�سية‪106...............................................‬‬

‫�آفاق م�ستقبلية‬

‫‪107...........................................‬‬

‫العالج الطبي‪107...................................................‬‬ ‫‪107................................‬‬

‫التخفيف من الأعرا�ض‬ ‫حماية الأع�صاب‪108.......................................‬‬ ‫الجراحة ‪108.......................................................‬‬

‫معجم الم�صطلحات‬ ‫�صفحاتك‬

‫‪110....................................‬‬

‫‪122..................................................‬‬

‫فهر�س الجداول والر�سوم التو�ضيحية‬

‫الجهاز الع�صبي المركزي‪5.........................................‬‬ ‫‪6...................................................‬‬

‫الح�س والحركة‬ ‫وظائف اللحاء الدماغي‪7...........................................‬‬ ‫كيفية انتقال التحكم الدماغي‪8....................................‬‬ ‫الجملة خارج الهرمية ‪9.............................................‬‬ ‫كيف تنقل الخاليا الع�صبية الإ�شارات‪11...........................‬‬ ‫تف�شي مر�ض باركن�سون‪14..........................................‬‬ ‫�أعرا�ض مبكرة لمر�ض باركن�سون ‪15...............................‬‬ ‫‪120‬‬


‫الفهر�س‬ ‫‪18.......................................‬‬

‫�أعرا�ض مر�ض باركن�سون‬ ‫ت�سارع الم�شي‪19....................................................‬‬ ‫�أج�سام ليوي ‪24....................................................‬‬ ‫الجينات‪25.........................................................‬‬ ‫�صورة مقطعية لخلية ب�شرية نموذجية‪36...........................‬‬ ‫ت�صوير مقطعي محو�سب ب�إ�صدار فوتون منفرد ‪41.................‬‬ ‫فح�ص متخ�ص�ص‪42...............................................‬‬ ‫الت�صوير المقطعي المحو�سب ‪43..................................‬‬ ‫الرنين المغناطي�سي ‪44............................................‬‬ ‫الحاالت التي قد تحاكي مر�ض باركن�سون ‪48.......................‬‬ ‫الأدوية الم�ستخدمة لعالج مر�ض باركن�سون‪51.....................‬‬ ‫تمت�ص الخاليا الع�صبية الموجودة في الدماغ ليفودوبا وتح ّوله �إلى‬ ‫دوبامين ‪53.........................................................‬‬ ‫كيف تعمل نواه�ض الدوبامين؟‪58..................................‬‬ ‫كيف يعمل �سيليجيلين‪ /‬را�ساجيلين ‪63.............................‬‬ ‫التحفيز العميق للدماغ ‪73..........................................‬‬ ‫ممر�ضة مخت�صة بمر�ض باركن�سون ‪93.............................‬‬ ‫العالج الفيزيائي ‪95................................................‬‬ ‫العالج الوظيفي ‪97.................................................‬‬ ‫المالب�س التي ي�سهل ارتدا�ؤها ‪98..................................‬‬ ‫ا�ستراتيجيات من �أجل مهمات م�ألوفة‪99...........................‬‬ ‫�أدوات منزلية عملية‪100............................................‬‬ ‫عالج النطق وال�ضعف اللغوي‪102...................................‬‬ ‫‪121‬‬


‫صفحاتك‬

‫هذا الكتاب يحتوي ال�صفحات التالية لأنها قد ت�ساعدك على‬ ‫�إدارة مر�ضك �أو حالتك وعالجها‪.‬‬ ‫وقد يكون مفيد ًا‪ ،‬قبل �أخذ موعد عند الطبيب‪ ،‬كتابة الئحة‬ ‫ق�صيرة من الأ�سئلة المتعلقة ب�أمور تريد فهمها لتت�أكد من �أنك لن‬ ‫تن�سى �شيئ ًا‪.‬‬ ‫يمكن �أن ال تكون بع�ض ال�صفحات مرتبطة بحالتك‪.‬‬ ‫و�شكر ًا لكم‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫�صفحاتك‬

‫تفا�صيل الرعاية ال�صحية للمري�ض‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫الوظيفة‪ :‬‬ ‫مكان العمل‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫‪123‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫م�شاكل �صح ّية ملحوظة �سابقاً ‪� -‬أمرا�ض‪ /‬جراحات‪/‬‬ ‫فحو�صات‪ /‬عالجات‬ ‫الم�شكلة‬

‫‪124‬‬

‫ال�شهر ال�سنة‬

‫العمر حينها‬


‫�صفحاتك‬

‫مواعيد الرعاية ال�صحية‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬

‫‪125‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫مواعيد الرعاية ال�صحية‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬ ‫اال�سم ‪:‬‬ ‫المكان‪ :‬‬ ‫التاريخ‪ :‬‬ ‫الوقت‪ :‬‬ ‫الهاتف‪ :‬‬

‫‪126‬‬


‫�صفحاتك‬

‫العالج (العالجات) الحالية المو�صوفة من قبل طبيبك‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫‪127‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫العالج (العالجات) الحالية المو�صوفة من قبل طبيبك‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫ا�سم الدواء‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫‪128‬‬


‫�صفحاتك‬

‫�أدوية �أخرى‪ /‬متممات غذائية تتناولها من دون و�صفة طب ّية‬ ‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬ ‫الغاية‪ :‬‬ ‫الوقت والجرعة‪ :‬‬ ‫تاريخ البدء‪ :‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬ ‫‪129‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫الأ�سئلة التي �ستطرحها خالل موعدك مع الطبيب‬

‫(تذ ّكر �أن الطبيب يعمل تحت �ضغط كبير لناحية الوقت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف�إن اللوائح الطويلة لن ت�ساعدكما كليكما)‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪130‬‬


‫�صفحاتك‬

‫الأ�سئلة التي �ستطرحها خالل موعدك مع الطبيب‬

‫(تذ ّكر �أن الطبيب يعمل تحت �ضغط كبير لناحية الوقت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف�إن اللوائح الطويلة لن ت�ساعدكما كليكما)‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪131‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪132‬‬


‫�صفحاتك‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪133‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪134‬‬


‫�صفحاتك‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪135‬‬


‫مر�ض باركن�سون‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪136‬‬


‫�صفحاتك‬

‫مالحظات‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪137‬‬


‫كتب طبيب العائلة‬ ‫معلومات وخيارات و�صحة �أف�ضل‬ ‫الكتب المتوفرة من هذه ال�سل�سلة‪:‬‬ ‫التوحد‪ ،‬فرط الحركة‪ ،‬خلل القراءة • �أم���را����ض ال��ع��ي��ون‪ ،‬ال��م��ي��اه البي�ضاء‬ ‫• ّ‬ ‫والزَّرق‬ ‫والأداء‬ ‫• الغذاء والتغذية‬ ‫• الكحول وم�شاكل ال�شرب‬ ‫• ق�صور القلب‬ ‫• الح�سا�سية‬ ‫• ج���راح���ة ال��ت��ه��اب مف�صلي ال���ورك‬ ‫• �ألزهايمر و�أنواع �أخرى من الخرف‬ ‫وال ّركبة‬ ‫• الذبحة ال�صدرية والنوبات القلبية‬ ‫• ع�سر اله�ضم والقرحة‬ ‫• القلق ونوبات الذعر‬ ‫• متالزمة القولون الع�صبي‬ ‫• داء المفا�صل والروماتيزم‬ ‫• �سن الي�أ�س والعالج الهرموني البديل‬ ‫• الربو‬ ‫• ال�����ص��داع الن�صفي و�أن����واع ال�صداع‬ ‫• �آالم الظهر‬ ‫الأخرى‬ ‫• �ضغط الدّم‬ ‫• ه�شا�شة العظام‬ ‫• الأمعاء‬ ‫• مر�ض باركن�سون‬ ‫• �سرطان الثدي‬ ‫• الحمل‬ ‫• �سلوك الأطفال‬ ‫• ا�ضطرابات البرو�ستاتا‬ ‫• �أمرا�ض الأطفال‬ ‫• ال�ضغط النف�سي‬ ‫• الكول�ستيرول‬ ‫• ال�سكتة الدماغية‬ ‫• االن�سداد الرئوي المزمن‬ ‫• الأمرا�ض الن�سائية‬ ‫• االكتئاب‬ ‫• ا�ضطرابات الغدة الدرقية‬ ‫• مر�ض ال�سكري‬ ‫• دوالي ال�ساقين‬ ‫• الإكزيما‬ ‫ال�صرع‬ ‫• داء ّ‬

‫�أكثر من خم�سة ماليين ن�سخة �أجنبية مباعة في بريطانيا!‬


‫كتب طبيب العائلة‬

‫مرض باركنسون‬

‫‪Family Doctor Books‬‬

‫‪Parkinson's Disease‬‬

‫مرض‬ ‫باركنسون‬

‫«�أقدّر و�أعلم �أنّ المر�ضى يقدّرون �أي�ض ًا المعلومات الج ّيدة والموثوقة‪ .‬وتو ّفر كتب طبيب العائلة‬ ‫ال�صادرة عن الرابطة الطب ّية البريطان ّية هذا النوع من المعلومات التي ال ب ّد من قراءتها»‪.‬‬ ‫ال�صحة‪.‬‬ ‫الدكتور ديفيد كولين‪-‬ثوم؛ مدير الرعاية ال�صح ّية الأول ّية‪ ،‬ق�سم‬ ‫ّ‬ ‫«�إن المر�ضى الذين يعانون من م�شاكل طب ّية وال ي�ستطيعون اتّخاذ القرارات العالج ّية الفور ّية‬ ‫بحاج ٍة �إلى معلومات موجزة وموثوقة‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬ما عليهم �سوى االطالع على كتب طبيب‬ ‫العائلة ال�صادرة عن الرابطة الطب ّية البريطان ّية؛ �إنني �أن�صح بقراءتها»‪.‬‬ ‫الدكتورة هيالري جونز؛ طبيبة عامة‪ ،‬مذيعة‪ ،‬وكاتبة‪.‬‬

‫ال�صحة �أو المر�ض‬ ‫«يلج�أ الكثير من المر�ضى �إلى الإنترنت بهدف الح�صول على المعلومات عن‬ ‫ّ‬ ‫ وهذا �أمر خطير جد ًا‪� .‬أنا �أن�صح ه�ؤالء الأ�شخا�ص بقراءة كتب طبيب العائلة ال�صادرة عن‬‫الرابطة الطب ّية البريطان ّية لأ ّنها بمثابة الم�صدر الأول للمعلومات‪� .‬إ ّنها �سل�سلة ممتازة»!‬ ‫الدكتور كري�س �ستيل؛ طبيب عام‪ ،‬مذيع‪ ،‬وكاتب‬

‫مرض باركنسون‬

‫مثالي للمر�ضى‪ .‬فهي تت�ض ّمن معلومات وا�ضحة‬ ‫«تم ّثل �سل�سلة كتب طبيب العائلة م�صدر معلومات ّ‬ ‫الحالي في مجال‬ ‫الذهبي‬ ‫وموجزة وحديثة ومن�صو�صة من قبل الخبراء الرائدين‪� ،‬إنها المعيار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫توفير المعلومات للمر�ضى‪ .‬وقد د�أبت على ن�صح مر�ضاي بقراءتها منذ �سنوات»‪.‬‬ ‫الدكتور مارك بورتر؛ طبيب عام‪ ،‬مذيع‪ ،‬وكاتب‪.‬‬

‫الربوفي�سور توين �شابريا‬ ‫ترجمة‪ :‬هال �أمان الدين‬

‫الخ�صائ�ص التي تتم ّيز بها كتب طبيب العائلة‪:‬‬

‫• مكتوبة من قبل ا�ست�شار ّيين رائدين في مجاالت االخت�صا�ص‬ ‫• من�شورة بالتعاون مع الرابطة الطب ّية البريطان ّية‬ ‫ب�شكل منتظم‬ ‫• خا�ضعة للتحديث والمراجعة من قبل الأط ّباء ٍ‬

‫الثقافة العلمية للجميع‬ ‫(ثقافتك)‬

‫كتاب‬ ‫‪114‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.