نموذج تطوير المدارس

Page 1

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬ ‫ا ﺻــﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ١٤٣٦ - ١٤٣٥‬ﻫـ‬



‫أتمنى أن تحملوا هذه المسؤولية بجد واجتهاد وتحسوا بمسؤوليتكم‪،‬‬ ‫وأعتق��د أن ه��ذه ـ إن ش��اء اهلل ـ فيك��م‪ ،‬بي��د أن��ي أتمن��ى أن ت��زداد هذه‬

‫”‬

‫المسؤولية‪ ،‬وأن تربوا أجيالنا الحاضرة والمستقبلة على الخير وعلى العدل‬ ‫واإلنصاف‪ ،‬وخدمة الدين والوطن بصبر وعمل‬

‫”‬

‫خادم الحرمين الشريفين‬ ‫الملك عبد اهلل بن عبد العزيز‬

‫‪4‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪5‬‬


‫ﻧﻤــﻮذج ﻟﺘﻄﻮﻳــﺮ اﻟﻤــﺪارس‬ ‫إن ﺑﻨــﺎء‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ﻳﺸــﻜﻞ ا ﺳــﺎس اﻟﺬي ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ ا ﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت واﻟﺒﺮاﻣﺞ‪،‬‬ ‫ﻓــﻲ ﻣﺸــﺮوع "ﺗﻄﻮﻳــﺮ" وﻓــﻲ وزارة‬ ‫اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ‬ ‫اﻟﻤــﺪارس وإدارات اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫وﻛﻴﺎﻧــﺎت ﺟﻬــﺎز وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴــﺔ‬ ‫واﻟﺘﻌﻠﻴــﻢ‪ ,‬وﺗﺄﺗــﻲ ﻫــﺬه اﻟﻮﺛﻴﻘــﺔ‬ ‫‪..‬ﺧﻄﻮة ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وال�صالة وال�سالم على �أ�شرف الأنبياء واملر�سلني ‪� ...‬أما بعد‪:‬‬ ‫فمنذ �أن ت�أ�س�س م�شروع امللك عبداهلل بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام‪ ،‬وهو ُيعمل التفكري وي�ستحث‬ ‫الذهن يف البحث عن �أن�سب الإ�سرتاتيجيات لتطوير املدار�س‪ ،‬لذا فقد اجته ـ ب�صورة حثيثة ـ �إلى تنفيذ‬ ‫كثري من الدرا�سات والأبحاث العلمية‪ ،‬وعقد الكثري من ور�ش العمل‪ ،‬و�أقام حلقات النقا�ش‪ ،‬ووقف على‬ ‫عدد من جتارب املدار�س الناجحة؛ لكي يتلم�س �أف�ضل الطرق يف تطوير املدار�س‪ ،‬وهذه اجلهود مل ت�أت‬ ‫من فراغ‪ ،‬بل �أتت يف �إطار �إ�سرتاتيجية تطوير التعليم التي عكف م�شروع "تطوير" على بنائها‪ ،‬وكان من‬ ‫�ضمنها برنام ٌج لتطوير املدار�س‪.‬‬ ‫��وذج لتطوير امل��دار���س ي�ش ّكل الأ�سا�س ال��ذي تنطلق منه كثري من الإ�سرتاتيجيات‬ ‫�إن بناء من ٍ‬ ‫والربامج‪ ،‬يف م�شروع "تطوير" ويف وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬الرامية �إلى تطوير املدار�س و�إدارات‬ ‫الرتبية والتعليم وكيانات جهاز وزارة الرتبية والتعليم‪ ,‬وت�أتي هذه الوثيقة خطوة مهمة يف الت�أ�سي�س‬ ‫لربنامج تطوير املدار�س‪ ،‬لإحداث التطوير يف جميع عنا�صر العملية التعليمية ب�صورة من�سجمة‬ ‫ومتكاملة‪ ،‬وقد روع��ي يف النموذج �أن تكون ر�ؤيته وا�ضحة‪ ،‬و�أن تكون �إ�سرتاتيجياته وعملياته‬ ‫و�أدواته مبنية وفق منهجية علمية وعلى �أ�س�س تربوية‪ ،‬تراعي ظروف الواقع وتطلعات امل�ستقبل‪.‬‬ ‫�إننا نتطلع يف م�شروع "تطوير" �إلى �أن يجد هذا النموذج الطموح طريقه �إلى �أر�ض الواقع‪،‬‬ ‫ب�شكل ن�ستطيع من خالله �أن نحدث نقلة نوعية يف العمليات التعليمية والرتبوية يف مدار�سنا‪،‬‬ ‫بحيث تتواكب براجمها ومناهجها وبيئاتها وثقافتها الرتبوية مع التطورات التي تعي�شها اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫و�إين �إذ �أعرب عن �سعادتي بتقدمي هذا املنتج العلمي‪ ،‬ف�إين �أتوجه بال�شكر اجلزيل والثناء‬ ‫العميق للفريق الفني على ما بذلوه من وقت وجهد يف بناء هذه الوثيقة‪ :‬فكر ًا‪ ،‬وحترير ًا‪ ،‬وميتد‬ ‫�شكري وتقديري �إلى جميع الزمالء والزميالت الذين قدموا كثري ًا من الأفكار والر�ؤى‪.‬‬ ‫الرئي�س التنفيذي ل�شركة تطوير للخدمات التعليمية‬

‫‪6‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪7‬‬


‫اﻟﻔﻬﺮس‬

‫‪8‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫�ص‬ ‫املو�ضوع‬ ‫‪11‬‬ ‫متهيد‬ ‫‪12‬‬ ‫هيكلية الوثيقة‬ ‫‪14‬‬ ‫الق�سم الأول‪ :‬اخللفية وال�سياق‬ ‫‪15‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫‪17‬‬ ‫�أو ًال ‪ :‬التحديات‬ ‫‪17‬‬ ‫التحديات اخلارجية‬ ‫‪20‬‬ ‫التحديات الداخلية‬ ‫‪24‬‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬واقع املدار�س‬ ‫ثالث ًا‪ :‬الدرو�س امل�ستفادة من النماذج‬ ‫‪25‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬ر�ؤية املدر�سة‬ ‫‪27‬‬ ‫‪32‬‬ ‫متطلبات بناء النموذج‬ ‫‪34‬‬ ‫الق�سم الثاين ‪ :‬النموذج املفاهيمي للمدر�سة ومكوناته‬ ‫�أو ًال‪ :‬املنطلقات ال��ن��ظ��ري��ة ل��ن��م��وذج ت��ط��وي��ر امل��دار���س ‪35‬‬ ‫ث��ان��ي�� ًا‪��� :‬س��م��ات امل��در���س��ة يف من����وذج ت��ط��وي��ر امل��دار���س ‪37‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬مكونات منوذج تطوير املدار�س‬ ‫‪46‬‬ ‫املنهج‬ ‫‪51‬‬ ‫التدري�س‬ ‫‪54‬‬ ‫متطلبات تطوير التدري�س‬

‫�ص‬

‫املو�ضوع‬

‫�ص‬

‫املو�ضوع‬

‫التقومي‬ ‫بيئات التعلم وم�صادره‬ ‫متطلبات م�صادر التعلم‬ ‫البنية الأ�سا�سية‬ ‫التوجيه والإ�شاد‬ ‫تعليم ذوي االحتياجات اخلا�صة‬ ‫الأ�سرة واملجتمع املحلي‬ ‫القيادة الرتبوية‬ ‫الق�سم الثالث ‪ :‬البناء التنظيمي لنموذج املدر�سة‬ ‫�أو ًال‪ :‬وزارة الرتبية والتعليم‬ ‫ثاني ًا‪� :‬إدارة الرتبية والتعليم‬ ‫ثالث ًا‪ :‬املدر�سة‬ ‫املهام وامل�س�ؤوليات‬ ‫الق�سم الرابع ‪ :‬تطوير �أداء املدار�س‬ ‫�أو ًال ‪ :‬بناء خطة تطوير املدر�سة‬ ‫منوذج التغيري املنظم‬ ‫�شركاء التخطيط لتطوير املدر�سة‬ ‫املراحل الأولى لعملية التخطيط‬

‫‪58‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪112‬‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬منوذج عمليات التطوير املهني يف املدر�سة‬ ‫‪115‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬املجتمعات التعلم ّية املهنية‬ ‫‪115‬‬ ‫املجتمعات التعلم ّية املهنية يف املدر�سة‬ ‫‪119‬‬ ‫�أوعية تنمية املجتمعات التعلم ّية املهنية‬ ‫‪122‬‬ ‫الق�سم اخلام�س ‪ :‬خارطة تنفيذ النموذج‬ ‫‪124‬‬ ‫التحويل املنظم‬ ‫‪128‬‬ ‫الق�سم ال�ساد�س ‪ -‬دعم النموذج على امل�ستوى الوطني‬ ‫‪129‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪129‬‬ ‫احلوكمة والإدارة و�ضمان اجلودة‬ ‫‪130‬‬ ‫املباين والبنية التحتية‬ ‫‪130‬‬ ‫املنهج والتدري�س والتعلم والتقومي‬ ‫‪131‬‬ ‫القوى الب�شرية‬ ‫‪132‬‬ ‫التطوير املهني‬ ‫‪134‬‬ ‫الق�سم ال�سابع ‪ :‬املالحق‬ ‫‪135‬‬ ‫املوقف الأول‪ :‬يوم يف حياة مدير مدر�سة‬ ‫‪136‬‬ ‫املوقف الثاين‪ :‬يوم يف حياة معلمة‬ ‫املوقف الثالث‪ :‬ي��وم يف حياة م�شرف تطوير املدر�سة ‪137‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪9‬‬


‫تمهيد‬ ‫تتناول هذه الوثيقة الإطار املفاهيمي لنموذج تطوير املدر�سة‪ ،‬كما ت�صف املمار�سات التعليمية‬ ‫املنبثقة من ذلك الإطار‪ ،‬ولقد مت تطوير منوذج املدر�سة �ضمن مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية‬ ‫وف���ق �أ�س����س ومنطلقات علمية‪ ،‬بذل خاللها جه���ود مكثفة من خرباء م�ش���روع امللك عبد اهلل بن‬ ‫عبدالعزي���ز لتطوير التعليم الع���ام يف البحث عن �أف�ضل املمار�سات التعليمي���ة املحلية والإقليمية‬ ‫والعاملي���ة يف جمال تطوير املدار����س‪ ،‬وقد مت التو�صل �إلى هذا النموذج بع���د درا�سة عميقة لواقع‬ ‫املدار�س والنظ���ام التعليمي يف اململكة‪ ،‬وبعد بحث مت� ٍأن وفاح�ص للتجارب النوعية املختلفة على‬ ‫م�ست���وى الع���امل‪� ،‬إذ مت بناء النموذج ب�صورة تت�ل�اءم مع احتياجات النظ���ام التعليمي يف اململكة‬ ‫العربي���ة ال�سعودي���ة‪ ،‬وب�شكل يحق���ق الر�ؤية امل�ستقبلي���ة لإ�سرتاتيجية تطوير التعلي���م الرامية �إلى‬ ‫وجم�سد مث���ا ًال طيب ًا‬ ‫حتقي���ق نتائ���ج نوعي���ة تتمثل يف متعل���م منتج للمعرف���ة وذي ق���درة تناف�سية‬ ‫ٍ‬ ‫للمواطن ال�سعودي‪.‬‬ ‫ونحت���اج �إل���ى الت�أكيد على �أن النم���وذج ال يعد منتج ًا نهائي ًا يف حد ذات���ه‪ ،‬بل هو وعاء للتطوير‬ ‫وخارط���ة طريق توجه بقية الإ�سرتاتيجيات والربامج وامل�شروعات يف �إ�سرتاتيجية تطوير التعليم‬ ‫الع���ام وتر�سم �أبعادها التطويرية وترتب �أولوياتها‪ ،‬باعتبارها منظومة كاملة ت�ساعد املدار�س يف‬ ‫رحلتها نحو خطة التطوير امل�ستمرة‪.‬‬ ‫لق���د مت تطوير النموذج �ضمن مفهوم املجتمع���ات التعلم ّية املهنية ب�صورة ميكن معها حتقيقه‬ ‫وتعميم���ه على جمي���ع املدار�س‪ ،‬كما يت�س���م النموذج بقدرت���ه على ن�سج ‪� -‬ضم���ن كيانه وثقافته‬ ‫التنظيمي���ة – قدرة متجددة وم�ستم���رة للتعلم والتكيف والتغري والتط���ور �ضمن بيئة حمفزة‪،‬‬ ‫ويت�س���م �أي�ض��� ًا بالتما�ش���ي مع ظ���روف الواقع‪ ،‬كما يعتمد عل���ى التدرج يف �إح���داث التطوير يف‬ ‫النظام التعليمي ب�صورة كاملة‪ ،‬مبا يكفل للمدار�س التطور والنجاح يف حتقيق ر�سالتها‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪11‬‬


‫هيكلية الوثيقة‬ ‫تنق�سم هذه الوثيقة �إلى عدة �أجزاء‪ ،‬يتناول الق�سم الأول اخللفية وال�سياق لإبراز التحديات التي حتيط بالنظام التعليمي بوجه عام وتلك‬ ‫الت���ي حتيط باملدر�س���ة وت�ؤثر فيها‪ .‬يف حني يتناول الق�سم الثاين النم���وذج املفاهيمي للمدر�سة‪ ،‬حيث يتم �إب���راز الأ�سا�س النظري للنموذج‪،‬‬ ‫كم���ا يعر����ض �سمات املدر�سة‪ ،‬ومكونات النموذج‪ ،‬وملا كانت امل�ستويات التنظيمي���ة‪ :‬جهاز الوزارة‪ ،‬و�إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬واملدر�سة هي �أداة‬ ‫التطوير وهدف النموذج يف �آن واحد فقد مت تخ�صي�ص الق�سم الثالث ال�ستعرا�ض وظيفتها والتغيريات التي �ستطر�أ عليها‪ ،‬ثم تنتقل الوثيقة‬ ‫�إل���ى مناق�ش���ة كيفية تطوي���ر �أداء املدر�سة‪� ،‬أما الق�سم اخلام�س فيتن���اول خارطة طريق تنفيذ النموذج على م�ست���وى اململكة‪ .‬وانتهت الوثيقة‬ ‫ب�إ�سرتاتيجيات دعم النموذج على امل�ستوى الوطني‪.‬‬ ‫و�إننا �إذ ن�أمل �أن تكون هذه الوثيقة ثرية يف معلوماتها‪ ،‬و�أداة م�ساعدة ونافعة يف ا�ستخداماتها‪ ،‬ف�إننا نتطلع �إلى ال�شراكة الفعلية من جميع‬ ‫املعنيني واملهتمني بتحقيق ر�ؤية تطوير التعليم و�إ�سرتاتيجياتها ملا فيه م�صلحة كل املتعلمني يف اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويت�س���م النم���وذج ب�أنه ي�ضع املتعلم يف ب�ؤرة االهتمام‪ ,‬فتعليمه وتعلمه هي املهمة الرئي�س���ة يف النموذج و املوجه الأ�سا�س للمكونات الأخرى‬ ‫واملحرك الأول لكل �أن�شطة املدر�سة و�إدارة الرتبية والتعليم ووزارة الرتبية والتعليم لتحقيق جمموعة من ال�سمات لذلك املتعلم من �أهمها‪:‬‬ ‫▪ ▪التم�سك بتعاليم الدين الإ�سالمي وقيمه و�أخالقه‪.‬‬

‫▪ ▪ �أن يكون �إيجابي التعامل مع املجتمع والعامل‪.‬‬

‫▪ ▪�أن يكون معتز بدينة ووالئه ملليكة وانتمائه لوطنه‪.‬‬

‫▪ ▪ �أن يكون �سليم الفكر متكامل ال�شخ�صية‪.‬‬

‫▪ ▪ اال�ستمتاع بالدرا�سة والتمكن من �أن يكون منجز ًا علمي ًا‪.‬‬

‫▪ ▪الإ�سهام يف تنمية وطنه اململكة العربية ال�سعودية وجناحها خالل‬ ‫القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬

‫▪ ▪ �إنتاج املعرفة والتعلم مدى احلياة‪.‬‬

‫ول�ضم���ان التح�س�ي�ن امل�ستمر يف هذا النموذج فقد جع���ل من املدر�سة حمور ًا للتغيري والتطوير �ضمن حقيقة واح���دة مفادها‪� :‬أنه �إذا �أريد‬ ‫للمدار�س �أن تكون �أكرث فاعلية وم�ستدامة التح�سني ف�إن عليها �أن تتبنى منوذج ًا جديد ًا ميكنها من �أن تعمل بو�صفها م�ؤ�س�سة تع ّلمية مهنية‪.‬‬ ‫وحتقيق ًا لهذا املبد�أ يف النموذج فقد مت تبني مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية حيث ت�شجع قيمه وهيكلته و�سيا�ساته و�أنظمته على ت�سريع‬ ‫التعل���م جلميع املنتمني �إليه متعلمني ومعلمني و�إداريني وتربويني‪ ,‬وت�ساعده���م على حتقيق كامل قدراتهم و�إمكاناتهم وتعزز تبادل اخلربات‬ ‫بينهم من جهة وبني املجتمع اخلارجي من جهة �أخرى ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪13‬‬


‫اﻟﻘﺴﻢ ا ول‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎق‬ ‫ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬‫ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت‬‫‪ -‬واﻗﻊ اﻟﻤﺪارس‬

‫ اﻟﺪروس اﻟﻤﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻤﺪرﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬‫‪ -‬رؤﻳﺔ اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫مقدمة‬ ‫تع�ب�ر الر�ؤي���ة اجلديدة للنظام التعليمي يف اململك���ة العربية ال�سعودية عما ت�صبو �إليه القيادة الر�شي���دة واملجتمع ال�سعودي من طموحات‬ ‫لتزويد جميع املتعلمني باملعرفة واملهارات والقيم وال�سلوكيات التي تعينهم على التعامل مع املتغريات احلياتية املختلفة‪ ،‬وامل�شاركة يف العملية‬ ‫التنموي���ة‪ ،‬والنج���اح يف خ�ضم عامل مت�سارع عل���ى جميع الأبعاد‪ ،‬فهذه الر�ؤية ت�ض���ع املتعلمني وتعلمهم وعمليات تطوي���ر املدار�س يف ب�ؤرة كل‬ ‫اال�ستثم���ارات الرتبوي���ة‪� .‬إذ تتمثل طموح���ات الإ�سرتاتيجية يف و�ضع املتعلم�ي�ن وتعلمهم ب�صورة فعلية يف قلب النظ���ام التعليمي‪ ،‬فالغاية هي‬ ‫متكني جميع املتعلمني من املرور بخربات تعليمية تعلمية عالية اجلودة‪ ،‬مما يعينهم على التم�سك واالعتزاز بتعاليم الدين الإ�سالمي وعادات‬ ‫وتقاليد املجتمع ال�سعودي وتنمية القيم الوطنية‪ ،‬ويف ذات الوقت حتقيق �أعلى املعايري الرتبوية والتعليمية‪.‬‬ ‫تنبث���ق �أهمية املدار�س يف �أنها م�ؤ�س�سات تعليمي���ة متخ�ص�صة يق�ضي فيها املتعلمون فرتة طويلة من حياتهم الأكادميية‪ ،‬ولي�س من املبالغة‬ ‫�أن م���ا يق���دم داخل الف�صول الدرا�سية من مادة وكيفية تقدميها والثقافة ال�سائدة ؛ ي�ؤثر مبا�شرة يف �أدائهم الأكادميي‪ ،‬ويف حياتهم احلالية‬ ‫وامل�ستقبلي���ة‪ .‬وغن���ي عن البي���ان الت�أكيد على �أن املدار�س حتوي فريق ًا من املعلمني والقيادات املدر�سي���ة لها دور جوهري يف هذا املجال‪ ،‬ولن‬ ‫نتجاوز احلقيقة حينما ن�ؤكد �أن حتقيق ر�ؤية تطوير التعليم يتوقف ب�صورة كبرية على تطوير املمار�سات التعليمية والرتبوية �سواء يف الف�صول‬ ‫الدرا�سية �أم يف املدر�سة وتزويد املتعلمني ب�أدوات التعلم املنا�سبة‪ .‬كما �أن �إدارة الرتبية والتعليم وفرق الدعم فيها لها �أثر حموري يف تهيئة‬ ‫الظ���روف املنا�سب���ة يف الف�صول واملدار�س لتمكني املتعلمني م���ن التعلم والنمو امل�ستمر‪ ،‬كما �أن �أولياء الأمور له���م دور حا�سم يف جتويد تعلم‬ ‫�أبنائهم‪.‬‬ ‫�إن �إ�سرتاتيجية التعليم التي و�ضعها م�شروع امللك عبد اهلل بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام تطرح عدد ًا من الإجراءات الإ�سرتاتيجية‬ ‫لتحقي���ق الر�ؤي���ة املرج���وة‪ ،‬وي�أتي يف �صميمها �إيجاد ثقاف���ة تعلم �إيجابية على جمي���ع امل�ستويات‪ ،‬وبناء �إجراءات لتطوي���ر املدار�س‪ ،‬وحت�سني‬ ‫عالقته���ا مبحيطه���ا‪ ،‬وحت�سني �أدائها يف تعلي���م املتعلمني‪ .‬وتقدم هذه الوثيقة �إط���ار ًا يرتجم الر�ؤية والإ�سرتاتيجي���ات �إلى توجيهات وا�ضحة‬ ‫ت�ساعد املتخ�ص�صني الرتبويني من كافة م�ستويات النظام الرتبوي على التخطيط للتغيري وقيادته‪.‬‬ ‫�إن هذا النموذج يتالءم مع كل مدر�سة من املدار�س التي وفرتها وزارة الرتبية والتعليم يف كل مكان من الوطن‪ ،‬والتي ي�صل تعدادها �إلى‬ ‫‪ 33000‬مدر�س���ة‪ ،‬ويرتاده���ا ‪ 6‬ماليني متعلم‪ ،‬وي ّدر�س بها ‪ 500,000‬معلم ومعلمة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك ف�إن هذا النموذج ي�أخذ باحل�سبان‬ ‫الف���وارق امللحوظ���ة يف م�ستوى جودة البيئ���ة الدرا�سية‪ ،‬وم�ستوى الدعم اللذين توفرهما كل مدر�سة‪ ,‬كم���ا �أنه منوذج يفتح الباب للإبداع مبا‬ ‫يحتوي���ه م���ن مرونة يف �أجزائه ومكونات���ه وعالقاته‪ ,‬فهو لي�س قوالب جامدة ذات مكونات وعالقات ثابت���ة تطبق بكل تف�صيالتها دون النظر‬ ‫ل�سياق التطبيق وحاجاته‪ ,‬بل هو خارطة للتح�سني ال�شامل وامل�ستمر �ضمن مفاهيم حمددة و�آليات وتنظيمات و�أدوات مرنة‪.‬‬ ‫وم���ن نافل���ة القول‪ ،‬الإ�شارة �إلى �أن وزارة الرتبية والتعليم لها جهود ملمو�سة يف تطوير �أجزاء من النظام التعليمي‪ ،‬حيث نف ّذت جمموعة‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪15‬‬


‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬التحديات‬

‫م���ن امل�شروع���ات النوعية التي تناول���ت معاجلات لق�ضايا �أ�سا�سية كالأمي���ة‪ ،‬و برنامج نظام املقررات‪ ،‬و توفري م�ؤ�س�س���ات ريا�ض الأطفال‪ ،‬و‬ ‫برام���ج املوهوب�ي�ن‪ ،‬و برام���ج للتقومي امل�ستمر‪ .‬وقد �أح���رزت بع�ض هذه امل�شروعات النج���اح الذي يتوافق مع التطلع���ات املن�شودة منها ب�شكل‬ ‫م�ستقل‪ ،‬غري �أن بع�ض امل�شروعات كانت تنفذ �إما مبعزل عن بع�ضها �أو كان يراد منها �أن تقوم وحدها دون �أن تكون جزء ًا من منظومة تطوير‬ ‫�شامل���ة‪ .‬وميك���ن �أن يعزى �ضعف نتائج بع�ض امل�شروعات – �أي�ض َا‪� -‬إلى ارتفاع عدد املدار�س والتنوع اجلغرايف والإدارة املركزية‪ ،‬والتوقعات‬ ‫ب�أنها ميكن �أن حتدث �أثر ًا وحدها‪� ،‬إذ �أ�سهمت كل هذه العوامل يف احلد من �أثر تلك امل�شروعات يف حت�سني خمرجات تعلم الطالب وحت�سني‬ ‫املوارد املخ�ص�صة لهم‪.‬‬ ‫ولأهمية هذه ال�صعوبات والتحديات كان البد من ا�ستعرا�ض �أهم هذه التحديات والعقبات التي تواجه تطوير النظام التعليمي واملدار�س‪.‬‬

‫التحدي���ات هي ال�صعوبات والعوائق النابعة من البيئة املحلي���ة �أو الإقليمية �أو الدولية‪ .‬وحتقيق الطموحات والتطلعات لي�س بالأمر ال�سهل‪،‬‬ ‫حيث تواجه عمليات التطوير الكثري من املتغريات وامل�شكالت وال�صعوبات والعوائق التي متثل حتديات جتعل من مهمة التغيري والتطوير مهمة‬ ‫�صعب���ة وتن���زل بظاللها على النماذج التطويرية املتبناة‪ ,‬فف���ي رحلة بناء منوذج تطوير املدر�سة والتي بنيت لتحقي���ق ر�ؤية التعليم كان هناك‬ ‫الكثري من االنعكا�سات للتحديات املختلفة ذات امل�ستويات املتباينة على النموذج وفل�سفته‪ .‬وهذه التحديات منها ما هو حتديات عاملية ومنها‬ ‫ما هو حتديات �إقليمية‪ ،‬ومنها ما هي ذات طبيعة حملية‪ ،‬ونعر�ض فيما يلي �أهم و�أبرز التحديات الدولية‪ ،‬والإقليمية‪ ،‬واملحلية‪ ،‬التي ا�ستجابت‬ ‫لها ر�ؤية التعليم و ترجمت يف منوذج تطوير املدر�سة حمور التطوير‪.‬‬ ‫التحديات الخارجية‪:‬‬

‫ي�شهد عاملنا املعا�صر منذ عقد الثمانينيات وحتى اليوم‪� ،‬أحداث ًا عاملية مذهلة ومت�سارعة �أحدثت حتوالت جذرية وعميقة يف النظم العاملية‪،‬‬ ‫و�أ�سفرت عن نتائج وتطورات مهمة‪ ،‬و�ضعت العامل و�شعوبه املختلفة �أمام متطلبات وحتديات جديدة‪ ،‬وجعلتها تبحث عن �سبل خمتلفة متكنها‬ ‫من تلبية احتياجات الع�صر ومواجهة حتدياته‪.‬‬ ‫وتتن���وع ه���ذه التحديات لت�شمل خمتل���ف �أبعاد النظم (اقت�صادي���ة‪� ،‬سيا�سية‪ ،‬اجتماعي���ة‪ ،‬ثقافية‪ ،‬تكنولوجية‪ ،‬بيئي���ة‪ )...‬لذا جند بلدان‬ ‫و�شع���وب الع���امل املختلف���ة تبحث عن طرق وو�سائ���ل و�آليات فاعلة ت�ساعده���ا على التعامل مع ه���ذه التغريات بديناميكي���ة منا�سبة ت�ضمن لها‬ ‫اال�ستمرار وال�صمود والقدرة املنا�سبة على التفاعل والت�أثري يف هذه املتغريات من �أجل �ضمان مواقع منا�سبة حتميها من التغريات املت�سارعة‬ ‫ونتائجها املحتملة وغري املحمودة‪.‬‬ ‫واململكة العربية ال�سعودية هي من الدول التي ت�سعى �إلى �أن تتعامل مع هذه التحديات بعقالنية وخطوات مدرو�سة‪ ،‬لت�أكيد مكانتها العاملية‬ ‫وثقله���ا الإ�سالم���ي وم�س�ؤوليته���ا جتاه الأمتني الإ�سالمي���ة والعربية‪ ،‬وفيما يلي �إيجاز لأه���م التحديات التي تواجهها اململك���ة وت�أثري ذلك على‬ ‫النظام التعليمي‪ ،‬والتي – هي �أي�ض ًا‪ -‬كان لها بالغ الأثر على منوذج املدر�سة ومكونات بنائه وفل�سفته الرتبوية ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪17‬‬


‫‪1‬‬

‫العولمة‪:‬‬

‫العومل���ة تعن���ي �إزالة احلواج���ز بكل �أنواعها بني �شع���وب العامل ليبقى الباب مفتوح ًا مل���ن لديه القدرة على الت�أث�ي�ر يف خمتلف �أبعاد‬ ‫احلي���اة ونظمها(االقت�صادي���ة وال�سيا�سية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬والتقنية‪�..،‬إلخ)‪ ،‬وقد �ساعد على ذلك القفزة الهائلة التي �أحدثتها‬ ‫تقني���ة االت�ص���االت واملعلوم���ات التي جعل���ت من العامل ‪ -‬كما يق���ال ‪ -‬قرية كونية �صغ�ي�رة‪ ،‬ولقد تخطت العوملة احلواج���ز لتدخل �إلى‬ ‫اخل�صو�صي���ات الثقافي���ة للمجتم���ع بل جتاوزت ذلك �إلى �أن متكنت م���ن حما�صرة الإن�سان والدخول �إلى بيت���ه لي�صبح املجال مفتوح ًا‬

‫‪2‬‬

‫�أهداف التعليم العام ‪:‬‬

‫• تطوير البيئة التعليمية لتلبية املتطلبات الكمية والنوعية‬ ‫للمرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫• بناء مناهج تعليمية متطورة حتقق تطوي ًرا �شام ًال للمتعلم‬ ‫متكنه من الإ�سهام يف بناء وطنة وجمتمعه‪.‬‬ ‫•حت�سني الكفاءة النوعية للعنا�صر الب�شرية التعليمية والرتبوية‬ ‫لتكون قادرة على ا�ستيعاب �أهداف املناهج التعليمية احلديثة‪.‬‬ ‫• توفري �أن�شطة نوعية غري �صفية لبناء ال�شخ�صية الإ�سالمية‬ ‫املتكاملة املتوازنة للطالب خلدمة الدين والوطن واملجتمع‪.‬‬ ‫• حت�سني الكفاية الداخلية واخلارجية للنظام التعليمي‪.‬‬ ‫• الرعاية الرتبوية للطفولة املبكرة وتهيئة الأطفال للدخول‬

‫�إلى التعليم العام‪.‬‬ ‫• تطوير النظم الإدارية ومكوناتها واحلد من املركزية‪.‬‬ ‫• االرتقاء بنظم تعليم املوهوبني والفئات ذات االحتياجات‬ ‫اخلا�صة والكبار‪.‬‬ ‫• تطبيق نظم اجلودة يف التعليم ومعايريها‪.‬‬ ‫• التو�سع يف امل�شاركة املجتمعية يف التعليم‪.‬‬ ‫مقتب�س من ‪ :‬التقرير املوجز عن خطة التنمية التا�سعة ‪1432/1431‬هـ‪1436/1435-‬هـ (‪-2010‬‬ ‫‪ 2014‬م)‬

‫�أمام الرتويج لأمناط معينة من العالقات االجتماعية والثقافات والأفكار على خمتلف امل�ستويات من خالل و�سائل االت�صاالت املرئية‬ ‫وامل�سموعة املتنوعة‪.‬‬ ‫وق���د �أدرك���ت اململكة هذه التحديات مبكر ًا وتعاملت معها بخطوات مدرو�سة‪ ,‬ويت�ضح ذل���ك جلي ًا يف خطط التنمية اخلم�سية‪ ،‬وي�أتي‬ ‫النظ���ام التعليم���ي يف مقدمة امل�ؤ�س�س���ات التي ت�ؤدي دورا حموري ًا �إلى جان���ب امل�ؤ�س�سات الإعالمية والثقافي���ة واالقت�صادية واملجتمعية‬ ‫وال�سيا�سي���ة للإ�سه���ام يف �إعادة �صياغة هذه الأبعاد يف قوالب تتفق مع قيمنا وتعززها وتتفاعل مع �إيجابيات العوملة وت�ستثمر �إمكاناتها‬ ‫للت�أث�ي�ر فيه���ا ومقاومة �سلبياتها‪ ،‬ويتعدى �أثر اململكة النطاق املحلي بو�صفها دولة رائد ًة لها موقعها البارز وامل�ؤثر يف العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫فكان لزام ًا عليها �أن جتيد التعامل مع العوملة يف جميع الأبعاد بطريقة مدرو�سة‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪3‬‬

‫المنافسة العالمية‪:‬‬

‫التناف�سي���ة تعني القدرة على حتقيق قيم���ة م�ستدامة من خالل امل�ؤ�س�سات وامل�شروعات‪ ،‬والإنتاجية هي املحفز الرئي�سي للتناف�سية‪،‬‬ ‫واملق�صود بالإنتاجية هو م�ستوى الإنتاج املتحقق من كل عنا�صر الإنتاج‪ ,‬والإن�سان هو �أهم هذه العنا�صر‪.‬‬ ‫ويعي�ش العامل اليوم مرحلة تنموية حتكمها القدرة على املناف�سة‪ ,‬والبقاء يف ال�سوق �سيكون للأقوى‪ ,‬لأ�صحاب العقول املبدعة التي‬ ‫ترتج���م الأف���كار �إلى منتجات مناف�سة‪ ،‬وبقوة الكف���اءات القيادية التي تعرف معنى املناف�سة وت�سعى نح���و العاملية‪ ,‬وهذه العقول وهذه‬ ‫الكف���اءات تبن���ى من خالل التعلي���م والت�أهيل والتدريب وقبل ذلك من خ�ل�ال بيئة تعليمية �سليمة حتقق لنا م���ا نرجوه من �سبق عاملي‬ ‫وتنمية حقيقية‪.‬‬ ‫ل���ذا ف����إن النظام التعليمي ي����ؤدي دورا مهم ًا ‪� -‬إلى جانب النظم الأخ���رى ‪ -‬يف و�ضع اململكة يف موقع ميكنها م���ن املناف�سة العاملية‬ ‫والبقاء يف دائرة التفاعل بقوة‪.‬‬ ‫الثورة المعلوماتية ‪:‬‬

‫الث���ورة املعلوماتي���ة ه���ي ثورة ديناميكية مركب���ة ت�شتمل على �أربعة تغ�ي�رات �أ�سا�سية �سريع���ة ي�أتي يف مقدمته���ا‪ :‬القفزة املذهلة يف‬ ‫تكنولوجي���ا احلو�سب���ة ومعاجل���ة املعلومات‪� ،‬إلى جانب تق���دم هائل �آخر يف و�سائ���ل االت�صال واالندماج بني تقني���ة احلو�سبة ومعاجلة‬ ‫البيان���ات وب�ي�ن و�سائل االت�صاالت لت�شكل منظومة تقنية واحدة‪ .‬والتغري الثاين‪ :‬هو تراكم املعرفة والتطور ال�سريع يف ذلك �إلى جانب‬ ‫االنتق���ال م���ن جمرد املعرفة �إلى تطبيقاتها العملية‪ ،‬ثم نقل هذه املعرفة ب�ص���ورة �سريعة ومده�شة من خالل منظومة تقنية املعلومات‬ ‫واالت�ص���االت‪ ،‬لي�أت���ي التغري الثالث املتمث���ل يف ال�شبكة العاملية «الإنرتنت» الت���ي جعلت من املعلومة عند �أط���راف الأ�صابع حتى جعلت‬ ‫العامل كله على منابع حرة للمعلومات ولت�شمل خدماتها كل املجاالت التي توفرها و�سائل االت�صال املختلفة‪ ,‬وت�ضيف �إليها عدد ًا هائ ًال‬ ‫م���ن اخلي���ارات احلرة‪ ،‬لي�أتي التغري الرابع املتمثل يف الت�أثريات الأكيدة واملحتملة التي يرتكها ذلك يف حياتنا ال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫والثقافية واملجتمعية والعلمية ‪.‬‬ ‫وم���ن خ�ل�ال ما �سبق يت�ضح �أننا �أمام حتد كبري فيما يتعلق بث���ورة االت�صاالت واملعلومات لكونها متثل �سالح ًا ذا حدين‪ ،‬تتزايد معه‬ ‫م�س�ؤولي���ة ال���دول يف �إعداد �أفرادها ل�سرع ـ���ة ا�ســتيعـابها وتوفـيـر التجهي���زات الأ�سا�سية الالزمة لنقل هذه التقـني���ات والت�أقلم معـها‬ ‫وا�ستثم���ار �إمكانياته���ا يف خمتلف الأبعاد‪ ،‬ومتكينهم من اال�ستفادة من الكم املعلومات���ي املرتاكم‪ ،‬ويف املقابل توعيتهم بالآثار ال�سلبية‬ ‫لها وما يرتتب على ذلك من خماطر متعددة واتخاذ التدابري الالزمة لتح�صني الن�شء و�صد املخاطر املحتملة عنهم‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪19‬‬


‫‪4‬‬

‫الحفاظ على الثقافة ‪:‬‬

‫يت�س���م املجتم���ع الإن�ساين ب�أن���ه يف حالة حراك دائم وتفاع���ل م�ستمر‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي �إل���ى تغريه وتطوره با�ستم���رار‪ .‬ويعود ذلك �إلى‬ ‫جمموعة من العوامل املتداخلة‪ ،‬وهذه العوامل بع�ضها داخلي وبع�ضها الآخر خارجي‪ .‬وتتمثل جمموعة العوامل الداخلية يف التفاعالت‬ ‫امل�ستم���رة بني م�ؤ�س�سات املجتمع االقت�صادية واالجتماعية وال�سيا�سية والثقافي���ة والعلمية‪� ،‬أما جمموعة العوامل اخلارجية فتتمثل يف‬ ‫عمليات االت�صال بني املجتمع وغريه من املجتمعات وما يرتتب على عمليات االت�صال هذه من ت�أثريات متبادلة يف امليادين االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية والثقافية والعلمية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وترتب���ط �سرع���ة وترية التغري يف املجتم���ع بنتيجة التفاعل بني جمموع���ة العوامل الداخلية وجمموعة العوام���ل اخلارجية الدخيلة‪.‬‬ ‫ويالح���ظ �أن وت�ي�رة التغريات يف املجتمعات الب�شرية اليوم مت�سارعة ب�ش���كل مل ي�سبق له مثيل يف تاريخ الب�شرية‪ ،‬فحجم التغري وكميته‬ ‫على درجة من العمق وال�شمول ي�صعب ت�صورها‪.‬‬ ‫وعملي���ات التغ�ي�ر ال�سريعة ه���ذه متثل عبئ ًا �إ�ضافي ًا عل���ى م�ؤ�س�سات الت�شكيل الثق���ايف والتن�شئة االجتماعية الت���ي ت�ضطلع بالوظيفة‬ ‫الأ�سا�سية يف احلفاظ على هوية املجتمع وا�ستمراريته وحمايته من الذوبان واالندثار‪.‬‬ ‫وي�شكل التعليم ‪� -‬إلى جانب امل�ؤ�س�سات الإعالمية والثقافية واملجتمعية ‪ -‬دورا بارز ًا يف احلفاظ على الهوية الوطنية والقيم الدينية‬ ‫واللغة العربية‪.‬‬

‫التحديات الداخلية‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪20‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫االمتداد الجغرافي ‪:‬‬

‫متت���د اململك���ة العربية ال�سعودية على رقعة جغرافية وا�سع���ة متنوعة الت�ضاري�س بني �سهول و�صحارى وجبال ت�شكل عائق ًا يف كثري‬ ‫من الأحيان �أمام تقدمي خدمات �أف�ضل‪� ،‬إلى جانب ما ينجم عن ذلك من تكلفة عالية يف �إي�صال اخلدمات؛ من طرق وكهرباء ومياه‬ ‫وخدم���ات �صحي���ة وتعليمية وات�صاالت‪ .‬وكذلك �إ�شكاليات التطوير واملتابعة والإدارة لهذه امل�ساحات املتباعدة وهو ما ي�ستدعي اعتماد‬ ‫النه���ج غ�ي�ر املرك���زي يف الإدارة واملراقبة والتنمية م���ن خالل منح مزيد من ال�صالحي���ات للم�ستويات القيادي���ة املختلفة يف املناطق‬ ‫واملحافظ���ات واملراك���ز والتوج���ه ال�ستقاللية املدر�سة املت���درج �ضمن منوذج يتيح لها التطوي���ر الذاتي والدعم وامل�سان���دة من �إدارات‬ ‫الرتبية والتعليم والوزارة‪.‬‬ ‫تباعد المجموعات السكانية الصغيرة ‪:‬‬

‫عل���ى امتداد امل�ساحة اجلغرافية الكبرية للمملكة تنت�ش���ر بع�ض املجموعات ال�سكانية ال�صغرية‪ ,‬الأمر الذي ميثل حتدي ًا كبري ًا �أمام‬ ‫الدول���ة يف الوف���اء مبتطلبات هذه التجمعات والتكلفة العالية املرتتبة على ذلك ‪ ,‬ومن ذلك خدمات التعليم مما ي�ستدعي بناء الكفاءة‬ ‫الداخلية يف النظام ‪-‬يف م�ستوياته املختلفة‪ -‬ليكون قادرا على حتدي كلفة التعليم ومتطلباته‪.‬‬ ‫نسبة النمو السكاني العالية ‪:‬‬

‫تعد ن�سبة النمو ال�سكاين للمملكة واحدة من �أعلى معدالت النمو يف العامل‪ ,‬وهو ما ي�شكل حتدي ًا كبري ًا للدولة مب�ؤ�س�ساتها املختلفة‪,‬‬ ‫وم���ن ذل���ك احلاجة �إلى التو�سع امل�ستمر يف عدد املدار�س وما يرتتب عليه من حاجة �إلى معلمني ومبان وجتهيزات وخالفه‪� ،‬إلى جانب‬ ‫ت�أث�ي�ر ذل���ك على معدل الطالب يف القاع���ات الدرا�سية مما ي�ستدعي �إيجاد حلول ناجعة ل�ضمان تعلي���م فاعل داخل مدار�سنا وابتكار‬ ‫طرائق و�أدوات تعليمية منا�سبة وت�ضافر جلهود م�ضاعفة يف م�ستوياتها املختلفة‪.‬‬ ‫االعتماد على البترول بوصفه موردًا رئيسًا ‪:‬‬

‫مي ّث���ل الب�ت�رول �أحد املوارد املهم���ة يف اململكة‪ ،‬ويكاد يكون املورد الوحيد امل�ستغل‪ ،‬وهو لي�س م���ورد ًا دائم ًا‪ ،‬لذا فقد اتخذت احلكومة‬ ‫قرارا بالتوجه نحو مفهوم اقت�صاد املعرفة الذي ي�ضع وزارة الرتبية والتعليم �أمام حتد كبري يف حتويل هذا التوجه �إلى حقائق مدرو�سة‬ ‫وملمو�س���ة‪ ،‬الأم���ر الذي انعك�س على ر�ؤية التعليم والتي �أكدت �ضمن ر�ؤيتها للمتعلم ب����أن يكون منتجا للمعرفة وم�ستخدم ًا ونا�شر ًا لها‪،‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪21‬‬


‫وال���ذي انعك�س �أي�ض��� ًا على مفهوم منوذج املدر�سة وفل�سفته مما نحا بالقائمني على من���وذج املدر�سة لتبني مفهوم املجتمعات التعلم ّية‬ ‫املهني���ة والت���ي يتعلم فيه���ا �أع�ضا�ؤها مع ًا با�ستمرار‪ ،‬وتنتقل فيها طاق���ات التعلم من فرد �إلى �آخر‪ ،‬و ُتبنى عل���ى اعتقاد �أفرادها �أنهم‬ ‫ط�ل�اب علم دائم���ون (طالب ومعلمني) يف جمتمع دائم التعل���م والتطور والتغري وتنمو قدرات �أع�ضائها ب�ش���كل م�ستمر‪ ،‬وت�شجع فيها‬ ‫الأفكار اجلديدة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪22‬‬

‫البيئة التعليمية ‪:‬‬

‫ا�ستثم���رت اململك���ة العربية ال�سعودية ب�شكل كبري يف بناء �شبكة وا�سعة من املدار����س خالل ال�سنوات الأولى من تطور التعليم‪� ،‬إال �أن‬ ‫املتغريات املت�سارعة يف وترية النمو ال�سكاين والتمدد العمراين يف املدن والقرى واملراكز احل�ضرية �إلى جانب عوامل �أخرى مثل توفر‬ ‫الأرا�ض���ي دف���ع �إلى القبول باملباين امل�ست�أجرة التي هي غالب��� ًا بيئة غري مالئمة للتعليم‪� ،‬إلى جانب بع�ض املدار�س القدمية التي �إما �أن‬ ‫تكون قد جتاوزت عمرها االفرتا�ضي‪ ،‬و�إما �أنها مل تعد منا�سبة ملتطلبات املدر�سة املعا�صرة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫كفاءة وفاعلية نظام التعليم ‪:‬‬

‫رمب���ا يع���د هيكل وزارة الرتبية والتعليم يف اململكة العربية ال�سعودية واحد ًا من �أك�ث�ر الهياكل ات�ساع ًا على نطاق املنطقة‪ .‬كما متثل‬ ‫وزارة الرتبي���ة والتعليم �أكرب م�صلح���ة يف القطاع العام يف الدولة يف عدد املوظفني‪ .‬ولتلبية احتياجات نظام التعليم �أكرث من �أي وقت‬ ‫م�ضى مت �إن�شاء املكاتب الإقليمية واملحلية بهدف توفري اخلدمات املنا�سبة للمعلمني واملدار�س واملتعلمني‪.‬‬ ‫والقي���ادات يف �إدارات الرتبي���ة والتعليم بحاجة لبناء قدراتهم للقيام مب�س�ؤولياتهم القيادية املتنامية لقيادة املدار�س �إلى م�ستويات‬ ‫�أف�ضل من الفاعلية والإبداع‪ ،‬خا�صة يف ظل التوجه �إلى نظام غري مركزي يف الإدارة الأمر الذي يتطلب �إيجاد وحدات تنظيمية داعمة‬ ‫على م�ستوى �إدارات الرتبية والتعليم واملدار�س تدعم التح�سني وترعى بناء الكفاءة يف م�ستوى �إدارات الرتبية والتعليم واملدار�س‪.‬‬

‫ثقافة التعلم ‪:‬‬

‫ينق�سم املجتمع ال�سعودي �إلى فئتني‪ :‬الأولى ت�ستوطن املدن واملراكز احل�ضرية‪ ،‬وهذه الفئة يغلب عليها طابع التمدن والوعي والقدرة‬ ‫عل���ى ا�ستيعاب امل�ستجدات التقني���ة والثقافية‪ ،‬وهو ما ي�ضع املدر�سة ب�شكل عام واملعلم ب�شكل �أخ����ص �أمام حتد كبري لتلبية املتطلبات‬ ‫املتج���ددة له���ذه الفئ���ة فيما يتعلق بالتعلم‪ ،‬والفئة الأخرى تل���ك التي تعي�ش يف �أطراف املدن ويف الق���رى والهجر‪ ،‬وهذه الفئة ال متتلك‬ ‫اخللفية الثقافية الكافية لدعم التعلم وتوفري البيئة املنا�سبة لتعلم �أطفالها‪ ،‬الأمر الذي ي�ضاعف من م�س�ؤولية املدر�سة واملعلم‪.‬‬ ‫االحتراف في التعليم ‪:‬‬

‫ينط���وي النظ���ام التعليمي يف اململكة العربية ال�سعودي���ة على م�ستويات خمتلفة من املعلمني‪ ،‬فبينما ميث���ل احلا�صلون على ال�شهادة‬ ‫اجلامعي���ة الن�سب���ة الك�ب�رى �إال �أن عدد ًا ال ي�سته���ان به منهم يحمل �شهادة معه���د �إعداد املعلمني والدبلوم املتو�س���ط‪� ،‬إلى جانب حملة‬ ‫ال�شه���ادات اجلامعي���ة الذي���ن ال يحملون م�ؤه ًال تربوي ًا‪ ،‬وه���و ما ميثل عبئ ًا م�ضاعف ًا عل���ى وزارة الرتبية والتعلي���م واملدار�س يف عملية‬ ‫التطوي���ر املهن���ي ورفع الت�أهيل للمعلمني الأمر الذي يتطلب ‪-‬من خالل منوذج تطوي���ر املدر�سة ‪ -‬بناء �أدوات وتنظيمات خمتلفة لردم‬ ‫هذه الفجوة املهنية يف �أو�ساط املعلمني وبناء م�سارات مهنية �ضمن منظومة متكاملة من املعايري والتحفيز والتقومي‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪23‬‬


‫ثانيًا ‪ :‬واقع المدارس‬

‫ميك���ن �أن يك���ون هناك تباين يف الأحكام بني املخت�ص�ي�ن واملهتمني يف اململكة حول م�ستوى النظام التعليم���ي ومناحي النجاح التي حققها‪،‬‬ ‫وال�صعوبات التي يعي�شها‪ ،‬والتحديات التي يواجهها‪ � ،‬اّإل �أنه يكاد يكون هناك �إجماع حول �ضرورة حت�سني �أداء املدار�س من حيث الكم والكيف‬ ‫ال�ستيفاء متطلبات القرن احلادي والع�شرين باعتبار هذا املطلب من الأولويات التعليمية الوطنية للمملكة‪ .‬ورغم �أن هناك جهود ًا خمتلفة يف‬ ‫تطوي���ر املدار����س‪� ،‬إال �أنها تبقى ب�صورة جمز�أة لي�س بينها ات�ساق وتكامل‪ ،‬فعلى �سبي���ل املثال هناك برنام ٌج قائ ٌم لتهيئة البنية التحتية املادية‬ ‫للمدار����س اجلدي���دة‪� ،‬إال �أن الكثري من املدار����س القائمة حتتاج �إلى عملية ترميم ملرافقها وف�صولها للوف���اء باحتياجات املتعلمني‪� .‬إذ �إن ثلث‬ ‫���ان م�ست�أجرة �أو �صغرية تفتقر �إلى التجهيزات املتخ�ص�صة الالزمة لتقني���ة املعلومات واالت�صاالت �أو خمتربات العلوم �أو‬ ‫املدار����س تقريبا مب ٍ‬ ‫مراف���ق الأن�شط���ة البدنية‪� ،‬أما الف�صول فهي يف الغالب ذات م�ساحات �ضيقة حتد م���ن فر�ص تطبيق �إ�سرتاتيجيات التعلم احلديثة وممار�سة‬ ‫الأن�شطة اجلماعية و التعاونية‪.‬‬ ‫كم���ا �أن م���ن التحديات التي تواجهه���ا املدار�س هي �أنها تعمل حتت نظ���ام �إداري مركزي‪ ،‬ولقد �أدركت قيادة ال���وزارة هذه العقبة يف وقت‬ ‫مبكر‪ ،‬وهي تتجه بطريقة منهجية مدرو�سة �إلى الإدارة الالمركزية ب�صورة تدريجية تكفل منح �إدارات الرتبية والتعليم واملدار�س م�س�ؤوليات‬ ‫و�صالحيات �أكرث كي تتعامل مع املتغريات املحيطة بها ب�صورة �سريعة وفاعلة‪ .‬فمن الأمثلة على املركزية هي �أن معظم ال�صالحيات الإدارية‬ ‫واملالية وو�ضع ال�سيا�سات والتعامالت املالية وتطبيق عمليات التطوير يتم يف جهاز وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وهذا يحد من قدرة �إدارات الرتبية‬ ‫والتعلي���م واملدار�س على اال�ستجابة للمتغريات الطارئة والقيام بالتطوير والإبداع مبا يتما�شى مع االحتياجات املحلية لإدارة الرتبية والتعليم‬ ‫واملدر�سة‪.‬‬ ‫�إ�ضاف���ة �إل���ى تلك التحديات‪ ،‬يربز �ضع���ف �أداء املتعلمني لي�شكل حتدي ًا �آخ���ر‪� ،‬ألقى بظالله على عنا�صر متع���ددة يف العملية التعليمية مثل‬ ‫املعل���م واملنه���ج والبنية التحتية وغريها‪� ،‬إذ ك�شفت بع�ض الدرا�سات �ضعف نتائج املتعلمني يف اختبارات العلوم والريا�ضيات (‪)TIMMS‬‬ ‫مقارنة ب�أقرانهم يف دول ال�شرق الأو�سط و�آ�سيا‪ .‬كما بينت درا�سات وطنية �أن الطالب يت�سمون ب�ضعف ملحوظ يف الدرا�سات الإ�سالمية واللغة‬ ‫العربية والريا�ضيات والعلوم‪.‬‬ ‫وم���ن ناحية �أخ���رى‪ ،‬يفتقر الإطار القائم للحوكمة وال�سيا�سات الوطنية �إلى البيانات الأولية املرتبطة ب�ضمان اجلودة وامل�س�ؤولية على كافة‬ ‫امل�ستوي���ات‪� ،‬إذ ال توج���د معاي�ي�ر علمية على م�ستوى اململكة لقيا����س �أداء املدار�س وجودتها‪ .‬كما يفتقر الإط���ار التنظيمي لتقومي الطالب �إلى‬ ‫املعايري التي تقي�س املخرجات‪ ،‬كما يفتقر �إلى فر�ص التقومي البنائي الذي ميكن �أن ي�ستخدمه املعلمون للتحكم يف جودة تعلم الطالب‪ � .‬اّإل �أن‬ ‫م�س����ؤويل �إدارات الرتبي���ة والتعليم وم�شرفيها يبذلون جهود ًا يف التحقق من م�ستوى اجلودة من خالل جمموعة من الطرق لتحديد مدى توفر‬ ‫التعلي���م اجلي���د يف املدار�س‪ ،‬وكل ذلك يبقى يف �إطار االجتهادات املخل�صة‪ ،‬كما ميكن و�صف �آثار حتفيز الإبداع وحت�سني جودة تعلم الطالب‬ ‫وحت�صيلهم ب�أنها هي الأخرى �ضعيفة‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫وي�أت���ي يف ه���ذا الإطار �ضعف التقومي العلم���ي لكثري من مكونات العملية التعليمية‪ ،‬فعلى �سبيل املثال تق���ومي جودة التدريب و�أثره احلقيقي‬ ‫يف امليدان‪ ،‬فعلى الرغم من توافر مراكز تدريبية يف كل �إدارة تربية وتعليم‪� ،‬إال �أنه ال توجد طريقة حمددة لتقومي �أداء تلك املراكز وم�ستوى‬ ‫فاعليته���ا و�أثره���ا على �أداء املدار����س‪ .‬وكذلك مديرو املدار�س هم يف الغال���ب �إداريون يتم اختيارهم بناء عل���ى �أقدميتهم يف التدري�س وعلى‬ ‫م�ست���وى �أدائه���م كمعلمني‪� .‬إذ �إن معظمهم لي�س لديه معلومات وافية �أو فر�ص كافية للقيادة �أو العمل با�ستقاللية متكنهم من حت�سني وتطوير‬ ‫ممار�س���ات التعلي���م والتعلم‪ ،‬فتنمية الق���درات القيادية مهمة يف النظام التعليم���ي‪ ،‬وهي ال تتم �إال من خالل التطوي���ر املهني العايل وتطبيق‬ ‫معايري القيادة‪.‬‬ ‫ولع���ل �إدراك تل���ك التحديات ذات امل�ستوي���ات املختلفة يعد حمرك ًا �أ�سا�سي��� ًا يف بناء منوذج تطوير املدار�س‪ .‬حي���ث �أظهرت بع�ض الأبحاث‬ ‫والدرا�س���ات عل���ى امل�ستوى العاملي �أن الف�شل يت�أتى ب�صورة حمتومة �إذا مل تتوافق الإج���راءات املخططة مع طبيعة النظام التعليمي وحتدياته‬ ‫ومل ي���راع فيه���ا التدرج يف تطويرها وتطبيقها‪ .‬وهذا �أحد الأ�سباب لل�شروع يف منوذج تطوير مدر�سي قائم على مفهوم املجتمع التعلمي املهني‬ ‫يتم تنفيذه �ضمن مراحل تطور وا�ضحة‪ ،‬وهذا يعني �أن املدار�س التي لديها اخلربة الكافية يف بناء عمليات للتطوير الرتبوي وتنفيذه ب�صورة‬ ‫�سليمة‪ ،‬قد ت�ستطيع �أن تعمل بقدر معرفتها وخربتها للتوجه نحو التطلعات املن�شودة من النموذج تدريجيا خالل �سنوات معدودة‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬الدروس المستفادة من النماذج المدرسية السابقة‬

‫م���رت املدر�سة خالل العقود املا�ضي���ة مبوجات من التطوير‪ ،‬فمنها ما كان ينظر �إلى املدر�سة على �أنها وحدة للتطوير ومنها ما ينظر �إليها‬ ‫بو�صفه���ا وح���دات جمز�أة ميكن التعامل معها ب�شكل م�ستقل‪ ,‬ومنها ما كان ينظ���ر �إلى �إ�صالح بع�ض الأجزاء فيها كالإدارة املدر�سية �أو متكني‬ ‫املعلم�ي�ن من �إ�سرتاتيجي���ات التدري�س‪ ،‬ومنها ما مت عزلها عن حم�ضنها الطبيعي وهي �إدارة الرتبي���ة والتعليم والتعامل معها مبفهوم النظام‬ ‫املغلق‪ ،‬ومن هذه اجلهود ماهو م�ستمر ي�صارع لأجل البقاء ومنها ما �أوقف تطبيقة‪.‬‬ ‫ومن خالل موجات التطوير هذه ومفاهيمها امل�صاحبة مت تبني مناذج خمتلفة لتطوير املدار�س كنموذج املدار�س الرائدة‪ ،‬ومدار�س م�شروع‬ ‫«تطوي���ر» ال�سابقة‪ ،‬واملدر�س���ة �أو ًال‪ ،‬واملدر�سة اجلاذبة وغريها من النماذج التي كان تطبيقها اليخلو من درو�س ميكن اال�ستفادة منها يف بناء‬ ‫منوذج للمدر�سة يتالءم مع واقعنا واحتياجاته ويحقق الأهداف املن�شودة‪.‬‬ ‫فف ��ي طري ��ق بناء منوذج تطوير املدر�سة مت ا�ستقراء نقاط القوة ومواطن ال�ضعف يف تلك التجارب؛ لال�ستفادة منها وتعزيزها يف منوذج‬ ‫تطوي���ر املدر�س���ة‪ ,‬كما مت �إدراك العقبات الفنية والتنظيمية الت���ي �أحاطت بتطبيق تلك النماذج ال�سابقة لتجن���ب م�سبباتها يف منوذج تطوير‬ ‫املدر�سة‪ .‬وقد متت ر�صد كثري من املكامن التي متت اال�ستفادة منها يف تطوير منوذج تطوير املدر�سة ولعل من �أهمها ما ي�أتي‪:‬‬ ‫ •�أن املدر�سة وحدها ال تتمكن من حتقيق �أهدافها‪ ،‬فاملدر�سة هي نظام مفتوح على �أنظمة �أخرى يت�أثر بها وي�ؤثر فيها مثل �إدارة الرتبية‬ ‫والتعليم‪ ،‬وجهاز وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات املجتمعية كالأ�سرة وامل�سجد‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪25‬‬


‫ •تطوي���ر املدار����س لي�س و�صفة تحُ���دد مبجموعة من املكونات �أو اخلط���وات‪ ،‬فالنموذج يتجاوز هذا املفهوم ال�ضي���ق الذي يختزل عملية‬ ‫التطوير يف وثيقة ت�شتمل على جمموعة من الإجراءات يتوقع من املدار�س اتباعها‪ ،‬فتطوير املدار�س ير�سم من خالل خارطة طريق لعمليات‬ ‫تطوي����ر جمموعة من املكون����ات ذات العالقة بتعليم املتعلمني وتعلمهم على جميع امل�ستويات‪ :‬املدر�س����ة‪ ،‬و�إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وجهاز وزارة‬ ‫الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫ •م���ن غ�ي�ر الفاعل وال املج���دي تقدمي حزمة من الأفكار الرتبوية دفع���ة واحدة ون�شرها بني من�سوبي املدار����س و�إدارة الرتبية والتعليم‪،‬‬ ‫و�إمن���ا منح���ى النمو امل�ؤ�س�سي يتطلب �أن تكون عملية ن�شر الأفكار الرتبوية ب�ص���ورة مدرو�سة وعلى مراحل زمنية حمددة‪ ،‬وفق ًا مل�ستوى‬ ‫منو املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم؛ لتكون قدرتهم على مت ّثيل تلك الأفكار يف �سلوك �أدائهم اليومي‪.‬‬ ‫ •�أن بناء الكفاءة الداخلية وا�ستدامة �أنظمة التطوير يف املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم هي العامل الأهم يف جتويد �أداء املدار�س‪.‬‬ ‫ •التقنية يف املدار�س �أداة م�ساعدة وداعمة لعملية التعلم ولي�ست هدف ًا بحد ذاتها‪.‬‬ ‫ • �أن لدى املدار�س �إمكانيات هائلة ميكن ت�سخريها عن طريق متكني املدر�سة تدريجي ًا من خالل الإدارة الذاتية وو�ضع خطط �إ�سرتاتيجية‬ ‫فعالة‪.‬‬ ‫ •�أن تغي�ي�ر ثقاف���ة املدار�س من خالل �ضخ مفاهيم مدر�سية حديثة من �ش�أنها تعزيز فعالي���ة املدر�سة وكفاءتها‪ ،‬ومن تلك املفاهيم على‬ ‫�سبيل املثال‪�:‬أن املدار�س قادرة على �أن ت�صبح م�ؤ�س�سات تعلمية لها درجة عالية من اال�ستقاللية‪.‬‬ ‫ •التدري�س يف املدار�س‪ ،‬وتخطيط التعليم‪ ،‬والإ�شراف والتقومي هي عوامل فعالة وحرجة يف دعم حت�صيل الطالب‪.‬‬ ‫ •�أن التطوير املهني يف القيادة والإدارة جزء ال يتجز�أ من تغيري كفاءة ومهارات مدير املدر�سة‪.‬‬ ‫ •�أهمية التعامل مع املدر�سة يف عمليات التطوير بح�سبانه وحدة واحدة من خالل بناء املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪.‬‬ ‫ •�أن القيادة التعليمية �ضرورية ملديري املدار�س لتعزيز التعلم والتعليم‪.‬‬ ‫ •�أن التوا�صل مع املجتمعات املحلية مفيد جد ًا لدعم املدار�س من الناحية التعليمية والرتبوية واملهنية واملالية والإدارية‪.‬‬ ‫ •ي�شغل مديرو املدار�س �ش�أن ًا �أكرث و�ضوح ًا يف عملية التغيري الفعال من �ش�أن امل�شرفني الرتبويني‪.‬‬ ‫ •احتمالي���ة مواجه���ة املدار�س للكثري من ال�صعوبات �إذا مل تتوفر لديه���ا �إ�سرتاتيجية فعالة لتقنية املعلومات‪ ،‬الأمر الذي يعوق عملها يف‬ ‫ظل النموذج اجلديد للمدار�س‪.‬‬ ‫ •�أهمية حتديد وظيفة املدر�سة وم�س�ؤوليات موظفيها مع و�ضع �إجراءات مكتوبة من قبل املوظفني �أنف�سهم لتحقيق التغيري الفعال ‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫رابعًا‪ :‬رؤية المدرسة‬

‫�أظه���رت التج���ارب �أن الرتكي���ز على املدر�سة ب�صفتها حمور ًا للتغي�ي�ر والتطوير هو �سر النجاح‪ ،‬وهو ما قاد املعني�ي�ن بتطوير التعليم �إلى تبني‬ ‫التوجه �إلى املدر�سة يف برامج الإ�صالح والتطوير‪ ،‬وقد تبلور ذلك يف �شكل مناذج فاعلة لتطوير التعليم من خالل ما قدمه الباحثون من حماوالت‬ ‫خمتلف���ة حت���ت م�سمى‪ ،‬املدر�سة املتعلم���ة‪ ،‬وتطوير امل�ؤ�س�سة التعليمي���ة‪ ،‬وحت�سني املدار�س‪ ،‬و�إع���داد املعلم‪ ،‬والتطوير املهن���ي‪ ،‬واملدار�س الفاعلة‪،‬‬ ‫والتجدي���د والتغي�ي�ر‪ .‬حيث قدم كل ه����ؤالء مناذج مت�شابهة للتطوير والإ�صالح و�صلت جميعها �إلى حقيقة واح���دة مفادها‪� :‬أنه �إذا �أريد للمدار�س‬ ‫�أن تكون �أكرث فاعلية ف�إن عليها �أن تتبنى منوذج ًا جديد ًا ميكنها من �أن تعمل كم�ؤ�س�سة تع ّلمية مهنية‪ ،‬وتتمثل ر�ؤية املدر�سة يف العنا�صر الآتية‪:‬‬

‫ر�ؤية منوذج تطوير املدار�س‪:‬‬

‫• �أن ت�ضع املدار�س املتعلم يف ب�ؤرة اهتماماتها‪.‬‬ ‫• �أن ت�ساهم املدار�س يف �إعداد املواطن ال�صالح وتنمية‬ ‫القيم الوطنية‪.‬‬ ‫• �أن توفر املدار�س تعليم ًا نوعي ًا عايل اجلودة يتوافق مع‬ ‫متطلبات القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫• �أن تكون مدار�س جاذب ًة ومعزز ًة للتعلم يف جميع مكوناتها‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫• �أن تكون مدار�س متعلمة تدعم عمليات التعلم جلميع‬ ‫�أع�ضائها ‪.‬‬ ‫• �أن تقاد ب�صورة مهنية فاعلة‪ ،‬ولديها معلمون م�ؤهلون‪.‬‬ ‫• �أن تبني �شراكات جمتمعية‪.‬‬

‫تضع المدارس المتعلم في بؤرة اهتماماتها‪:‬‬

‫لق���د مت جت���اوز مرحلة توفري التعليم للجميع �إلى الرتكيز على جودة املخرجات للجمي���ع‪ ،‬وانطالق ًا من مفهوم املدر�سة املتعلمة‬ ‫والرتكي���ز على املدر�سة بو�صفها وحدة للتطوير يك���ون الرتكيز على املتعلم وتعلمه وهو الطموح الذي ن�سعى �إلى حتقيقه من خالل‬ ‫عال من الفعالية يف عمليات التعلم‪ ،‬وتوفري البيئة‬ ‫تعزي���ز ثقاف���ة التعلم لدى جميع �أع�ضاء املدر�سة؛ للو�صول بالطالب �إلى م�ستوى ٍ‬ ‫املنا�سبة لذلك من خالل م�صادر التعلم املتنوعة والرثية �إلى جانب البنية التنظيمية الداعمة للتعلم التي مت ّكن الطالب من التعلم‬ ‫ع���ن طريق اخلربة املع���ززة بالرغبة والدافعية يف البحث عن املعلومات بنف�سه وم���ن م�صادرها املتعددة ‪ .‬ومن خالل هذا املحور‬ ‫فاملدر�سة �سوف‪:‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪27‬‬


‫ •جتعل املتعلم عن�صر ًا ن�شط ًا وفاع ًال يف التعلم‪.‬‬ ‫ • تركز على تنمية �شخ�صية املتعلم مبختلف جوانبها‪.‬‬ ‫ • حتفز املتعلم وتنمي طموحه وتطلعاته للتميز‪.‬‬ ‫ • ترك���ز جمي���ع �أن�شطته���ا عل���ى �إك�ساب الطال���ب املعارف‬ ‫واملهارات املطلوبة يف املواد الدرا�سية‪.‬‬ ‫ •تق���دم خ�ب�رات تعليمية ثري���ة ومتنوعة تلب���ي احتياجات‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫املتعلمني مبختلف قدراتهم العقلية‪.‬‬ ‫ •ت�ستخ���دم �أ�سالي���ب تدري����س و�إ�سرتاتيجي���ات متقدم���ة‬ ‫ومتوافقة مع قدرات املتعلمني‪.‬‬ ‫ •توفر برامج �إر�شادية وقائية وعالجية‪.‬‬ ‫ • توف���ر �أن�شطة غري �صفية موجه���ة لتح�سني التعلم وتنمية‬ ‫ال�شخ�صية املتكاملة‪.‬‬

‫إعداد المواطن الصالح وتنمية القيم الوطنية‪:‬‬

‫تقوم املدر�سة ب�إعداد املواطن ال�صالح وتنمية القيم الوطنية وذلك من خالل الآتي ‪:‬‬ ‫▪ ▪املحافظ���ة عل���ى �أمن الوط���ن الفك���ري والأمن���ي واالجتماعي‬ ‫▪ ▪تنمية الإعتزاز بالدين والوالء للملك والإنتماء للوطن‪.‬‬ ‫والإقت�صادي ‪.‬‬ ‫▪ ▪تعزيز قيمة حب الوطن واالعتزاز به والت�ضحية من �أجله ‪.‬‬ ‫▪ ▪تعزي���ز قيمة الوحدة الوطنية وجعله���ا هدف ًا يعمل اجلميع من ▪ ▪املحافظة على املمتلكات العامة واخلا�صة ‪.‬‬ ‫�أجله ‪.‬‬ ‫▪ ▪تنمي���ة التفكري الإيجابي والتحري عن الأخبار ال�صحيحة من‬ ‫م�صادرها والبعد عن نقل الإ�شاعات ‪.‬‬ ‫▪ ▪تقدير جهود جميع م�ؤ�س�سات الوطن ‪.‬‬ ‫توفر المدارس تعليمًا نوعيًا عالي الجودة‪:‬‬

‫تتمثل ال�صورة املثلى للمدار�س يف التخطيط ال�سليم لعمليات التعلم املبني على ر�ؤية وا�ضحة و�أهداف حمددة‪ ،‬ومن ثم ا�ستخدام‬ ‫�أف�ضل الإ�سرتاتيجيات والطرق والأ�ساليب والو�سائل يف حتقيق الأهداف‪ ،‬للو�صول �إلى الفاعلية والكفاءة‪ .‬ففي املدر�سة‪:‬‬ ‫▪ ▪ يكت�سب املتعلمون املعارف واملهارات الأ�سا�سية يف املواد الدرا�سية جميعها‪.‬‬ ‫▪ ▪ تعزز تنمية التفكري والإبداع‪ ،‬وت�شجع على التجريب واالكت�شاف‪.‬‬ ‫▪ ▪ ترعى املتعلمني املبدعني‪ ،‬وتقدم لهم برامج �إثرائية‪.‬‬ ‫▪ ▪ ت�ساعد املتعلمني الذين يواجهون �صعوبات يف التعلم بربامج عالجية‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫▪ ▪ تقدم فر�ص ًا متنوعة للتعلم داخل املدر�سة وخارجها‪.‬‬ ‫▪ ▪ ت�ضمن التخطيط والتنفيذ اجليد للتدري�س ال�صفي وغري ال�صفي‪.‬‬ ‫▪ ▪ تراقب التقدم يف حت�صيل املتعلمني‪ ،‬وتتدخل بربامج عالجية للمتعرثين عند احلاجة �إلى ذلك‪.‬‬ ‫▪ ▪ توفر م�صادر تعلم ثرية للمتعلمني مبختلف قدراتهم تتالءم مع القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫▪ ▪ توظف التقنية واملحتوى التعليمي الرقمي؛ لتح�سني التعلم‪ ,‬والتوا�صل مع املتعلم وويل الأمر‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومعززة للتعلم في جميع مكوناتها‪:‬‬ ‫جاذبة‬

‫ال معن���ى لأي تط���ور �أو تغ�ي�ر يف املدر�سة باجت���اه املتعلم يف غياب البيئة اجلاذب���ة واملحفزة‪ ،‬لذا ينبغي �أن تك���ون املدر�سة جاذبة‬ ‫للمتعلم�ي�ن م���ن خالل قدرتها على �إ�شب���اع حاجاتهم وميولهم‪ ،‬ومن خ�ل�ال الربامج الرتبوية املتجددة والأ�سالي���ب التدري�سية التي‬ ‫حترتم عقل املتعلم وجتعل منه عن�صر ًا ن�شط ًا وفاع ًال يف التعلم‪ ،‬ومن خالل املبنى املدر�سي الذي يوفر بيئة جاذبة بكل ما يحتويه من‬ ‫جتهي���زات وف�ص���ول وقاعات وم�صادر للتعلم ومالعب وخالفه‪� ،‬إلى جانب البيئة التنظيمية التي تت�سم باملرونة والكفاءة والفعالية‪،‬‬ ‫وكذل���ك البيئ���ة االجتماعية التعاوني���ة احلميمية والإن�سانية التي توف���ر الفر�ص املتكافئة للجميع‪ .‬كما تتبن���ى املدر�سة منظومة من‬ ‫احلوافز الفاعلة لدعم تعلم املتعلمني وبناء �شخ�صياتهم ال�سوية‪ .‬فاملدر�سة‪:‬‬ ‫▪ ▪ ذات مبن���ى جذاب متكامل يوفر املتطلبات الأ�سا�سية للمتعلم ▪ ▪ توف���ر بيئة تعلم تتقب���ل االختالف يف وجه���ات النظر‪ ,‬وتعزز‬ ‫احلوار الب ّناء بني �أع�ضائها‪.‬‬ ‫ومن�سوبي املدر�سة؛ لأداء �أعمالهم بارتياح‪.‬‬ ‫▪ ▪ تع���زز العالقات االجتماعية الإيجابية‪ ,‬وتوجد الوئام والألفة‬ ‫▪ ▪ ت�شبع حاجات املتعلم وميوله وحتقق تطلعاته‪.‬‬ ‫بني من�سوبيها من متعلمني ومعلمني و�إداريني وغريهم‪.‬‬ ‫▪ ▪ ي�شعر فيها املتعلم بالأمن والطم�أنينة واالحرتام والتقدير‪.‬‬ ‫▪ ▪ حتتوي مرافق لت�أدية الن�شاط مبختلف �أنواعه‪.‬‬ ‫▪ ▪ تخلو من العنف اجل�سدي والنف�سي‪.‬‬ ‫▪ ▪ تت�سم باالن�ضباط وااللتزام بالنظام والتعليمات‪.‬‬ ‫▪ ▪ تنمي مناخ ًا وثقافة مدر�سيني �إيجابيني‪.‬‬ ‫▪ ▪ توفر الأمن الفكري الذي يحمي املتعلم من التطرف والغلو‪ ▪ ▪ .‬تذ ّلل ال�صعوبات التي قد تعوق التعلم‪.‬‬ ‫▪ ▪ تهتم مب�شكالت املتعلمني‪ ,‬وتتعامل معهم باحرتام وتقدير‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪29‬‬


‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪30‬‬

‫تنمية القدرات الكامنة يف اال�ستق�صاء والتفكري الناقد‪ ،‬واملحاكاة العقلية‪ ،‬واال�ستدالل املنطقي‪ ،‬واالكت�شاف والتجريب‪.‬‬ ‫و�أن يكون لدى املعلمني القدرة على �إجراء البحوث الإجرائية حلل امل�شكالت التع ّلمية وال�سلوكية لدى املتعلمني‪ ،‬واختبار الر�ؤى‬ ‫وجتريب الإ�سرتاتيجيات لتح�سني الأداء‪ ،‬وكذلك القدرة على التخطيط لعمليات التعلم ا�ستناد ًا �إلى احلاجات التعلم ّية للمتعلمني‬ ‫وا�ستعداداتهم املفاهيمية‪ ،‬ومراعاة قدراتهم و�أمناطهم التفكريية يف تخطيط الن�شاطات التعلم ّية وتنفيذها‪.‬‬ ‫كم���ا يكون لديهم القدرة عل���ى توظيف االختبارات واملقايي�س املتنوع���ة يف تخطيط الن�شاطات التعلم ّي���ة‪ ،‬والتنويع يف الأ�ساليب‬ ‫التدري�سية مبا يتوافق مع خ�صائ�ص املتعلمني‪ ،‬والقدرة على تعزيز التفكري الت�أملي للو�صول �إلى �أفكار جديدة‪ ،‬وحلول غري منطية‪،‬‬ ‫والق���درة عل���ى التعزيز الإيجاب���ي لأفكار املتعلم�ي�ن و�إ�ضافتهم املعرفية‪ ،‬وت�شجيعه���م على التجريب واالكت�ش���اف‪ ،‬وتطوير البدائل‬ ‫واالحتم���االت يف معاجل���ة املعرف���ة‪ ،‬و�إنتاجها‪ ،‬وتدريبهم عل���ى مواجهة املواقف اجلدي���دة لتعزيز ا�ستقالليته���م‪ ،‬واعتمادهم على‬ ‫ذواتهم‪ ،‬والقدرة على ا�ستثمار امل�صادر املفتوحة للمحتوى املعريف والن�شاطات التعلم ّية‪ ،‬والقدرة على تطوير �إ�سرتاتيجيات لتقييم‬ ‫وك�شف مواطن التميز والإبداع لدى املتعلمني‪،‬‬ ‫�إل���ى جان���ب ال�سعي الد�ؤوب نح���و النمو املهني ومواكب���ة امل�ستجدات من �أفكار وتوجه���ات و�إ�سرتاتيجي���ات يف املجاالت املعرفية‬ ‫والرتبوي���ة وبالت���ايل تتحول مها ّم جميع هذه الفئات من �إجراءات رتيبة �إلى وظائف فني���ة واعية تتكامل فيما بينها لتطوير املتعلم‬ ‫ومتكينه من حتقيق ال�سمات املرجوة‪ ،‬وت�سهم يف ت�شكيل بيئة تع ّلمية جاذبة‪ ،‬ي�شعر فيها املتعلم ب�أنه يعي�ش مع فريق مهني يعمل من‬ ‫�أجله‪.‬‬ ‫وبالت���ايل تتحول مه���ا ّم جميع هذه الفئات من �إجراءات رتيبة �إلى وظائف فنية واعية تتكامل فيما بينها لتطوير املتعلم ومتكينه‬ ‫من حتقيق ال�سمات املرجوة‪ ،‬وت�سهم يف ت�شكيل بيئة تع ّلمية جاذبة‪ ،‬ي�شعر فيها املتعلم ب�أنه يعي�ش مع فريق مهني يعمل من �أجله‪.‬‬

‫متعلمة تدعم عمليات التعلم لجميع أعضائها‪:‬‬

‫�صورة املدر�سة هي التي يتعلم فيها �أع�ضا�ؤها مع ًا با�ستمرار‪ ،‬وتنتقل فيها طاقات التعلم من فرد �إلى �آخر‪ ،‬و ُتبنى على اعتقاد �أن‬ ‫�أفراده���ا هم طالب علم دائمون يف جمتمع دائ���م التعلم والتطور والتغري‪ ،‬مدر�سة جت�سد مفهوم املجتمع التعلمي املهني التعاوين‪،‬‬ ‫تنمو قدرات �أع�ضائها ب�شكل م�ستمر‪ ،‬وت�شجع فيها الأفكار اجلديدة‪ ،‬وتتبنى �أمناط ًا من ال�سلوك الإداري الذي ي�ضع املعلم واملتعلم‬ ‫يف املوقع ال�صحيح من خالل جتاوز نظريات التحكم وال�سيطرة �إلى منحه احلقوق الأ�سا�سية‪ :‬كحق املعرفة والتعلم وحق امل�شاركة‬ ‫يف اتخ���اذ القرار وحتم���ل امل�س�ؤولية‪ ،‬وحق العمل يف بيئة منا�سبة له من ناحية املواءمة اجل�سدي���ة والعقلية‪ ،‬وحق ال�شعور باالنتماء‬ ‫�إلى املدر�سة واملجتمع‪ .‬فاملدر�سة‪:‬‬ ‫▪ ▪ تق���وم بالأبح���اث الإجرائي���ة حل���ل امل�ش���كالت التعليمي���ة‬ ‫▪ ▪ متتلك ر�ؤية وا�ضحة‪ ،‬و�أهداف ًا طموحة‪ ،‬وقيم ًا م�شرتكة‪.‬‬ ‫وال�سلوكية‪.‬‬ ‫▪ ▪ جت�سد مفهوم املجتمع التعلمي املهني التعاوين‪.‬‬ ‫▪ ▪ يتعل���م �أفرادها مع ًا با�ستمرار‪ ,‬وتنمو قدراتهم ب�شكل م�ستمر ▪ ▪جترب وتبدع �أفكار ًا وحلو ًال جديدة وتدعمها‪.‬‬ ‫ومطرد‪.‬‬ ‫▪ ▪ يق��� ِّوم من�سوبوه���ا �أنف�سه���م با�ستمرار‪ ,‬ويخطط���ون لتح�سني‬ ‫�أدائهم‪.‬‬ ‫▪ ▪ توفر فر�ص ًا للنمو املهني لأفرادها جميع ًا‪.‬‬ ‫▪ ▪ تحَ تفي بالتميز واالبتكار من متعلميها ومن�سوبيها وتكافئهم‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�شجع فيها الأفكار اجلديدة واملمار�سات املبتكرة‪.‬‬ ‫▪ ▪ حتفز على الإبداع وترعى املوهبة‪.‬‬ ‫▪ ▪تتبنى �أمناط ًا من ال�سلوك الإداري الإن�ساين‪.‬‬ ‫تمتلك قيادة فاعلة ومعلمين مؤهلين‪:‬‬

‫الر�ؤية للمدر�سة �أن يكون فيها �أع�ضاء م�ؤهلون باملعارف واملهارات والقدرات التي تتنا�سب واملهام اجلديدة التي ي�ضطلعون بها‬ ‫يف مدر�ستهم املتعلمة‪ .‬وينبغي �أن تتحمل القيادة يف املدر�سة عبء حتقيق الأهداف الرتبوية والتعليمية بفاعلية وكفاءة‪ ،‬و�أن تكون‬ ‫ق���ادرة على بن���اء ثقافة م�ؤ�س�سية تتمتع فيها املدر�سة بهوية متفردة تقوم على و�ضوح يف الر�ؤية والأهداف‪� ،‬إلى جانب حتديد دقيق‬ ‫ووا�ضح للمهام‪ ،‬وتن�سيق حمكم ل�ضمان التكامل يف الوظائف وامل�س�ؤوليات‪ ،‬للو�صول �إلى مناخ تنظيمي قائم على التعاون والتكامل‬ ‫والتوا�ص���ل وال�شراك���ة واحرتام الآراء‪ ،‬و�أن تكون لديه���ا القدرة على الت�أثري يف الآخرين ومتكينهم م���ن فهم التحوالت التطويرية‪،‬‬ ‫وك�سب ت�أييدهم وا�ستنها�ضهم لإجناز الأهداف امل�شرتكة‪.‬‬ ‫كما حتت�ضن املدر�سة معلمني قادرين على التخطيط لبيئة تعلمية ن�شطة ت�شكل مناخ ًا اجتماعي ًا تفاعلي ًا يت�سم بالأريحية والتعاون‬ ‫يف تنفيذ املهمات التع ّلمية‪ ،‬ولديهم القدرة على توظيف �إ�سرتاتيجيات تعلمية تخاطب العقل وطاقاته الهائلة‪ ،‬وال تتوقف عند حدود‬ ‫تلق ��ي املعرفة وتوظيفها‪ ،‬بل تتع ��دى ذلك �إلى حتليلها‪ .‬واال�ستنباط منها‪ ،‬و�إعادة بنائه ��ا‪ ،‬وتطويرها‪ ،‬والأخذ ب�أيدي املتعلمني نحو‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪7‬‬

‫ذات مسؤولية أسرية ومجتمعية‪:‬‬

‫التعلي���م لي����س خدم���ة تقدمها م�ؤ�س�س���ات تربوية متخ�ص�صة فح�س���ب‪ ،‬بل هو ظاه���رة اجتماعية لها بعدها التنم���وي ووظائفها‬ ‫االجتماعي���ة والثقافي���ة والقيمية واالقت�صادي���ة ال تنف�صل عن املجتمع و�إمن���ا ت�سري معه يف ن�سق تكاملي مط���رد‪ ،‬و�إن كان املجتمع‬ ‫ق ��د �أن ��اط م�س�ؤولية التعليم بهذه امل�ؤ�س�سات التعليمية‪� ،‬إال �أن ذلك ال يعني �أنها معني ��ة لوحدها ب�ش�ؤونه‪ ،‬بل �إن املجتمع كله ب�أفراده‬ ‫الهم والعمل‪ ،‬فالعالقة ت�شاركية تكاملية بني املدر�سة واملجتمع‪ .‬فمن حق الأ�سرة واملجتمع املحلي‬ ‫وم�ؤ�س�سات���ه ينبغي �أن ي�شاطره���ا َّ‬ ‫�أن يعرف���وا �إل���ى �أين تقوده���م هذه املدر�سة وما ال���ذي تفعله مع �أطفالهم ومن �أج���ل �أطفالهم‪ ،‬وكيف له���ا �أن حتافظ على تراثهم‬ ‫وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم احلميدة‪ ،‬وكيف لها �أن تواكب التطورات والتغريات املت�سارعة‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪31‬‬


‫�إذا فاملجتمع معني بكل ما يدور داخل املدر�سة‪ ،‬كما �أن املدر�سة ت�ؤثر ت�أثري ًا مبا�شر ًا يف املجتمع وتت�أثر به‪ ،‬ومن هنا ن�ستنتج �أن‬ ‫العالق���ة وثيق���ة‪ .‬وتتمثل ر�ؤية املدر�سة يف بناء عالقة ت�شاركية يت�شارك فيها املجتمع مع املدر�سة يف بناء ر�ؤيتها التطويرية و�صياغة‬ ‫�أهدافه���ا ومن ث���م دعمها يف حتقيقه���ا ويتحمل معها م�س�ؤولي���ة التطوير والتح�سني‪ ،‬عالق���ة ت�ستثمر فيها املدر�س���ة كل الإمكانات‬ ‫الفكري���ة والب�شري���ة واملادية يف �سبيل حتقيق �أهدافها‪ ،‬كم���ا ي�ستثمر املجتمع جميع �إمكانات املدر�س���ة يف �صناعة الأجيال الواعدة‬ ‫ون�ش���ر الوعي وتعزيز الأف���كار والتوجهات الإيجابية ورفع امل�ستوى الثقايف والرتبوي الواعي م���ن خالل ا�ستثمار الطاقات الفكرية‬ ‫التي حتت�ضنها املدر�سة‪ ،‬فاملدر�سة‪:‬‬

‫وم���ا واجهها م���ن حتديات دولية‪ ،‬و�إقليمية‪ ،‬وحملية‪ ،‬كما مت االعتماد على �إجراء عدد من الأبح���اث والدرا�سات‪ ،‬ودرا�سة النماذج املدر�سية‬ ‫هائل من الدرا�سات العاملية‬ ‫الناجحة يف الدول الأخرى‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى حتليل النماذج املدر�سية الناجحة يف اململكة‪ ،‬كما متت مراجعة ٍ‬ ‫عدد ٍ‬ ‫الت���ي تتناول الأنظمة التعليمية الناجحة‪ ،‬وعقد حلقات م���ن املجموعات الدرا�سية ملجموعات خمتلفة من اخلرباء (ال�شكل ‪ .)1‬بغر�ض بناء‬ ‫من���وذج حمل���ي يقوم على �أف�ضل املمار�سات التعليمية والرتبوية‪ ،‬وبالتايل يعد منوذج تطوير املدار�س يف هذه الوثيقة ركيزة �أ�سا�سية لإحداث‬ ‫تطوير م�ستدام وحتقيق النتائج املطلوبة للنظام املدر�سي‪ ،‬فهذا النموذج ميثل منطلق ًا �أ�سا�سي ًا لتطوير م�ستوى �أداء املدار�س وزيادة حت�صيل‬ ‫املتعلمني �ضمن مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪.‬‬

‫▪ ▪ حتاف���ظ عل���ى قيم املواطن���ة والع���ادات الإيجابي���ة للمجتمع ▪ ▪ تبن���ي عالقة ت�شاركية م���ع الأ�سرة وجمتمعه���ا املحلي لإثراء‬ ‫برامج املدر�سة التعليمية و�أن�شطتها‪.‬‬ ‫ال�سعودي وثقافته‪.‬‬ ‫▪ ▪ ت�ش���رك الأ�سرة واملجتمع املحلي يف اتخ���اذ قراراتها وتقومي ▪ ▪ تتوا�ص���ل م���ع الأ�س���ر بفاعلية وتتي���ح لها فر����ص امل�شاركة يف‬ ‫حت�سني تعليم �أبنائها ومنو �شخ�صياتهم‪.‬‬ ‫براجمها ‪.‬‬ ‫▪ ▪ ت�ش���ارك يف تنمية املجتمع املحلي املحيط بها ويف ن�شر الوعي ▪ ▪ ت�ستفي���د الأ�سرة واملجتم���ع من �إمكانياته���ا املادية والب�شرية‬ ‫للح�صول على فر�ص التعلم مدى احلياة‪.‬‬ ‫الثقايف والرتبوي‪.‬‬

‫متطلبات بناء النموذج‬ ‫يعتم���د م�ش���روع "تطوي���ر" يف حتقيق ر�ؤية �إ�سرتاتيجية التعلي���م على متكني املدار�س من �أن تكون �أداة للتطوي���ر‪� ،‬إال �أن هناك جمموعة من‬ ‫املتطلب���ات الت���ي ينبغ���ي حتقيقها كي تتمكن املدار�س م���ن �أداء هذه املهمة‪ ،‬وي�أتي يف مقدم���ة هذه املتطلبات خلق ثقاف���ة املجتمعات التعلم ّية‬ ‫املهنية‪ ،‬و�إعادة تنظيم املدر�سة ب�صورة ذكية تتوافق مع ذلك املفهوم‪ ،‬وما يتطلب كل ذلك من �إعادة ر�سم املهام‪ ،‬وتو�صيف العالقات القائمة‬ ‫ب�ي�ن املدار����س‪ ،‬و�إدارات الرتبية والتعليم‪ ،‬وجهاز وزارة الرتبية والتعليم‪ .‬كما يتطلب ذلك – �أي�ض ًا‪ -‬تفوي�ض كثري من املهام املركزية احلالية‬ ‫وتنفيذه���ا ب�ص���ورة ال مركزي���ة‪ ،‬و�إلى تقدمي �أ�ساليب جديدة م���ن التطوير املهني‪ ،‬وبن���اء معايري مبنية على املخرجات ت�سه���م يف قيا�س �أداء‬ ‫املدار�س‪ ،‬وحتدد م�ستويات حت�صيل املتعلمني‪ ،‬كما يحتاج �إلى ر�سم توجه جديد يركز على توفري البنية التحتية املنا�سبة ذات العالقة بتجويد‬ ‫مبان ومرافق و�أدوات وو�سائ���ل تعليمية منا�سبة‪ .‬ومبعنى �آخر البد من �إعادة ر�سم ال�سيا�سات التعليمية‪ ،‬وحتديد‬ ‫عمليت���ي التعليم والتعلم من ٍ‬ ‫�أنظم���ة الدعم املتنوع���ة‪ ،‬وتعيني الو�سائل والأدوات املعينة‪ ،‬وتوف�ي�ر ر�أ�س املال الب�شري الالزم؛ لتطبيق النم���وذج وتعميمه يف جميع املدار�س‬ ‫خالل ال�سنوات الع�شر القادمة‪.‬‬ ‫ويف �ض���وء كل ه���ذه االعتبارات‪ ،‬كانت هناك عناية يف بناء منوذج تطوير املدر�س���ة‪� ،‬إذ مت ا�ستقاء مكوناته وفل�سفته ا�ستجابة لر�ؤية التعليم‬ ‫‪32‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪#‬‬

‫‪#‬ال�شكل ‪ :1‬عمليات بناء النموذج املفاهيمي‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪33‬‬


‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ‬ ‫ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ‬ ‫‪ -‬اﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻨﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ ﺳﻤﺎت اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻲ ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬‫‪ -‬ﻣﻜﻮﻧﺎت ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪34‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• �أن يتمكن كل متعلم من الو�صول �إلى �أق�صى قدراته • �أن يتعاون اجلميع داخ��ل املحيط املدر�سي لبناء‬ ‫املجتمعات التعلم ّية املهنية ون�شر القيم الرتبوية‬ ‫املمكنة‪.‬‬ ‫• �أن ي�ؤدي قادة املدر�سة مهم ًة �أ�سا�سي ًة يف العملية والوطنية واالجتماعية‪.‬‬ ‫التعليمية التعلم ّية‪.‬‬

‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬المنطلقات النظرية لنموذج تطوير المدارس‬ ‫نعتقد �أن النظرية العلمية اجليدة هي يف ذاتها تطبيق عملي متميز‪ ،‬فال يوجد �أف�ضل‬ ‫من نظرية وا�ضحة ومتما�سكة تقود العمليات التطبيقية وتوجهها‪ ،‬ويف هذا اجلزء‬ ‫�سنتناول املنطلقات النظرية لنموذج تطوير املدار�س وهي‪:‬‬ ‫أن النموذج ينطلق من مفهوم المجتمعات التعلم ّية المهنية‪:‬‬

‫يعد مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية �أحد املنطلقات الرئي�سة يف منوذج تطوير املدار�س وحمدد اجتاه و�أولويات ن�شاطاتها‪ ،‬فاملدار�س‬ ‫الأكرث فاعلية هي التي تتبنى ذلك املفهوم‪ ،‬فكل فرد يف املدر�سة �أو يف �إدارة الرتبية والتعليم �أو يف جهاز الوزارة هو م�صدر خربة‪،‬‬ ‫وينبغي �أن تتاح الفر�ص للجميع من خالل القنوات املهنية يف تبادل اخلربات واملعارف‪ ،‬فاملدار�س ميكن �أن تنمو وتتطور من داخلها‬ ‫وكذلك �إدارة الرتبية والتعليم والوزارة‪ ،‬عن طريق بناء ال�شبكات املهنية بني جميع امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ ,‬وينجم عن هذا التعلم حت�سن‬ ‫م�ستمر يف جماالت عدة‪ ،‬مثل‪ :‬العمليات‪ ،‬واملنتجات‪ ،‬واخلدمات‪ ،‬وهياكل العمل ووظائف الأفراد‪ ،‬وفرق العمل‪ ،‬واملمار�سات الإدارية‬ ‫وبيئة املجتمع املدر�سي و ُتظهر لنا �أفراد ًا – معلمني ومتعلمني ومديرين و�إداريني ‪ -‬يرتقون على الدوام‪ ،‬مما ي�ؤدي بالتايل �إلى جناح‬ ‫امل�ؤ�س�سة وحتقيق التميز يف �أدائها‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪35‬‬


‫أن النموذج هو عملية أكثر منه نتيجة ‪:‬‬

‫يعد هذا املنطلق من املنطلقات املهمة للنموذج يف كيفية تطويره وتطبيقه‪ ،‬ونق�صد بنموذج تطوير املدار�س ب�أنه منوذج لرحلة تطوير‬ ‫م�ستمرة‪� ،‬إمنا لي�س و�صفة تحُ دد مبجموعة من املكونات �أو اخلطوات‪� ،‬إمنا يتجاوز هذا املفهوم ال�ضيق الذي يختزل عملية التطوير يف‬ ‫وثيقة ت�شتمل على جمموعة من الإجراءات يتوقع من املدار�س اتباعها‪ ،‬فهو ير�سم خارطة طريق لعمليات تطوير جمموعة من املكونات ذات‬ ‫العالقة بتعليم املتعلمني وتعلمهم على جميع امل�ستويات‪ :‬املدر�سة‪ ،‬و�إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وجهاز وزارة الرتبية والتعليم‪.‬‬

‫يعتمد منوذج تطوير املدار�س على �آليات بناء الكفاءة الداخلية للنظام التعليمي مب�ستوياته املختلفة ‪-‬املدر�سة‪ ,‬و�إدارات الرتبية والتعليم‪,‬‬ ‫والوزارة‪ -‬من خالل تطوير الأنظمة و�أطر العمل و�آلياته‪ ،‬والرقي بامل�ستوى املهني للقدرات الب�شرية‪ ،‬فبقدر ارتفاع امل�ستوى املهني ملن�سوبي‬ ‫املدار�س و�إدارة الرتبية والتعليم وتوفري �أدوات التطوير؛ بقدر ما تكون هناك �سرعة يف ا�ستيعاب الأفكار الرتبوية‪ ،‬وبالتايل انعكا�ساتها‬ ‫الإيجابية على �أداء املتعلمني وحتويل عمليات التطوير �إلى ن�شاطات م�ستدامة واحت�سابها جزء ًا ال يتجز�أ من النظام‪ ،‬ولذلك ف�إن النموذج‬ ‫ي�ؤمن ب�أهمية البنية التحتية املادية للمدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم‪ � ،‬اّإل �أن بناء الكفاءة الداخلية للمدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم‬ ‫وتطوير املعلمني والقيادات املدر�سية وامل�شرفني هي التي حتتل الأهمية الكربى يف جتويد �أداء املدار�س‪.‬‬

‫يقوم منوذج تطوير املدار�س على مبد�أ التطور والنمو املتدرج‪ ،‬فاملدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم هي م�ؤ�س�سات تعليمية مزدحمة بكثري‬ ‫زمة من الأفكار‬ ‫من الأعمال اليومية‪ ،‬كما �أن لدى من�سوبيها قناعات تربوية تر�سخت على مدار فرتة من الزمن‪ ،‬ومن ال�صعوبة تقدمي ُح َ‬ ‫الرتبوية دفعة واحدة ون�شرها بني من�سوبي املدار�س و�إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬و�إمنا منحى النمو امل�ؤ�س�سي يتطلب �أن تكون عملي َة ن�شر الأفكار‬ ‫الرتبوية ب�صورة مدرو�سة وعلى مراحل زمنية حمددة‪ ،‬وفق ًا مل�ستوى منو املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم؛ كي يتمكنوا من مت ّثل تلك الأفكار‬ ‫يف �سلوك �أدائهم اليومي‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬سمات المدرسة في نموذج تطوير المدارس‬ ‫ميثل مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية املفهوم الأ�سا�س الذي يقوم عليه منوذج تطوير املدار�س‪،‬‬ ‫فلم يعد املعلمون وحدهم هم املعنيون فقط يف عملية حت�سني التعليم يف املدار�س‪ ،‬بل �أ�صبحت هذه‬ ‫املهمة من �ش�أن كل من له عالقة بالعملية التعليمية من معلمني و�إداريني وطالب و�آباء وغريهم‪,‬‬ ‫فلكل جهة من هذه اجلهات �ش�أن تقوم به يف عملية التح�سني وذلك من خالل حتويل املدار�س‬ ‫وامل�ؤ�س�سات التعليمية �إلى املجتمعات التعلم ّية املهنية ي�ؤمن جميع �أع�ضائها ب�أن حت�سني التعليم‬ ‫عملية تعاونية م�ستمرة ال تتوقف عند حد معني ‪.‬‬

‫أن النموذج هو عملية تطوير متدرجة‪:‬‬

‫أن النموذج هو نموذج تطوير نظام مفتوح‪:‬‬

‫يتعامل منوذج تطوير املدار�س يف عملياته التطويرية مع املدر�سة على �أنها نظا ٌم مفتو ٌح‪ ،‬فاملدر�سة تت�ألف من جمموعة من املكونات والعنا�صر‬ ‫املتنوعة‪ ،‬وهذه العنا�صر هي يف تفاعل م�ستمر فيما بينها‪ ،‬وغايتها يف النهاية تقدمي تعليم نوعي‪� ،‬إال �أن املدر�سة وحدها ال تتمكن من حتقيق‬ ‫�أهداف النموذج‪ ،‬فاملدر�سة هي نظام مفتوح على �أنظمة �أخرى يت�أثر بها وي�ؤثر فيها مثل �إدارة الرتبية والتعليم وجهاز وزارة الرتبية‬ ‫والتعليم وامل�ؤ�س�سات املجتمعية كالأ�سرة‪ .‬لذا‪ ،‬ف�إن منوذج تطوير املدار�س يتعامل مع العنا�صر املختلفة يف الأنظمة امل�ؤثرة يف املدر�سة‪ .‬ومل‬ ‫يتم التعامل مع املدر�سة على �أنها نظا ٌم مغل ٌق يتفاعل ب�صورة حمدودة مع الأنظمة الأخرى لأن ذلك يخالف طبيعة العملية التعليمية التي‬ ‫من �سماتها التعقيد والتفاعل امل�ستمر بني عنا�صرها‪ ،‬ويرتتب على ذلك �أن منوذج تطوير املدار�س يعمل على تطوير الأنظمة امل�ؤثرة يف‬ ‫املدر�سة بعنا�صرها املختلفة كالإ�شراف الرتبوي وتوجيه الطالب و�إر�شادهم والن�شاط واملناهج وغريها من العنا�صر يف �أنظمة �أخرى خارج‬ ‫املدر�سة‪ ،‬ولذا ف�إن الأ�صل يف هذا النموذج التغري وعدم الثبات وذلك لأنه يتعامل مع متغريات كرث ي�ستجيب لها ويعمل على تطوير عملياته‬ ‫ب�شكل م�ستمر‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫أن النموذج يعتمد على تمكين األنظمة واستدامتها‪:‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫�إن مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية هي املحرك الرئي�س لنموذج تطوير املدار�س‪ ،‬فالغاية من هذا املفهوم هي دعم عملية التعليم والتعلم‬ ‫من خالل مت ّثل املدر�سة ملجموعة من ال�سمات هي‪:‬‬ ‫�أفرادها يف كل منا�شطها‪.‬‬ ‫▪ ▪ تخطط ذاتي ًا للتطوير وفق احتياجاتها وتطلعاتها‪.‬‬ ‫▪ ▪ �أنه���ا بيت خربة تت�س���م بثقافة فريدة‪ ،‬وممار�س���ات نوعية متيزها‬ ‫▪ ▪ تت�أمل ممار�ساتها املهنية‪ ،‬وتتفح�ص نتائجها‪.‬‬ ‫▪ ▪ تطل���ق طاق���ات من�سوبيه���ا الكامن���ة للت�أث�ي�ر يف �أداء �أفرادها عرب عن غريها من املدار�س‪.‬‬ ‫قنوات وطرق �إبداعية‪.‬‬ ‫وفر�ص جديدة وفق ت�أملها لتجاربها‬ ‫▪ ▪ تتطلع نحو �آفاق تربوية رحبة ٍ‬ ‫▪ ▪ توف���ر فر�ص التعلم امل�ستمر والتدريب لكل العاملني فيها وتنميتهم وم�ستوى ر�ضا امل�ستفيدين منها‪.‬‬ ‫مهني ًا‪.‬‬ ‫▪ ▪ عملية التعلم فيها عملية ممتعة و�سارة لكل من ينتمي �إليها‪.‬‬ ‫▪ ▪ ت�شج���ع العمل اجل���اد املتميز‪ ،‬وحتفز امل�شارك���ة الفاعلة من جميع ▪ ▪تدع���م الأفكار اجلديدة واجلريئة‪ ,‬وتدع���م االلتزام بقيم ومبادئ‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪37‬‬


‫الت�شاورية لدعم العمل اجلماعي وتو�سيع فر�ص وجماالت احلوار واملناق�شة وتبادل الآراء والأفكار‪.‬‬ ‫▪ ▪ بيئة تناف�سية تعاونية للطالب واملعلمني لإطالق قدراتهم يف �إطار نظم وبرامج ت�ستثمر �إمكانياتهم وتدعمها‪.‬‬

‫مفهوم المجتمعات التعلم ّية المهنية‬

‫ه���و جمتم���ع متعلم مبني على اعتقاد �أن �أفراده طالب علم دائم���ون يف جمتمع دائم التعلم والتطور والتغري والقادر ‪� -‬ضمن كيانه وثقافته‬ ‫التنظيمي���ة ‪ -‬عل���ى ن�سج قدرة متج���ددة وم�ستمرة للتعلم والتكيف والتغ�ي�ر والتطور‪ ،‬فقيمه وهيكله و�سيا�ساته و�أنظمت���ه ت�شجع وت�سرع التعلم‬ ‫جلميع املنتمني �إليه وت�ساعدهم على االرتقاء امل�ستمر و حتقيق كامل قدراتهم و�إمكاناتهم وتعزز تبادل اخلربات بينهم من جهة وبني املجتمع‬ ‫اخلارج���ي من جهة �أخرى ‪ ,‬مما يحق���ق التح�سن امل�ستمر يف العمليات‪ ،‬واخلدمات‪ ،‬وتنظيمات العمل‪ ،‬واملخرجات‪ ،‬الأمر الذي يتطلبه جناح‬ ‫املدر�سة وحتقيق التميز يف �أدائها‪.‬‬ ‫الر�سالة والر�ؤية‬ ‫والقيم امل�شرتكة‬ ‫والأهداف‬

‫املجتمعات التعلم ّية‬ ‫املهنية‬

‫‪38‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫يتمي���ز من���وذج تطوير املدار�س بوجود الت���زام جماعي مببادئ �إر�شادية حتدد بو�ضوح ما يعتقده �أع�ض���اء املدر�سة وما ي�سعون �إلى حتقيقه‬ ‫وكيفية حتقيقه وقيا�سه بوا�سطة املراجعة الذاتية وتنعك�س ذلك من خالل خطة �سنوية تطورها املدر�سة حتدد خاللها ر�ؤية التطوير للمدر�سة‬ ‫وغاياته���ا و�أهدافه���ا وطرق حتقيقها وم�ؤ�شرات الإجناز فيها �ضمن قيم يلتزم بها اجلميع وم�ستم���دة من واقع املدر�سة احتياجها و�أولوياتها‪,‬‬ ‫ويتم ذلك من خالل جلنة التميز واجلودة يف املدر�سة‪ ,‬وي�شارك فيها كل املعنيني داخل املدر�سة وخارجها‪ .‬فنموذج املدر�سة بو�صفه جمتمع ًا‬ ‫تعلمي ًا يقوم على �أربع دعائم ت�شكل الأ�سا�س الذي �ستبنى عليه ن�شاطات املدر�سة بو�صفها جمتمع ًا تعلمي ًا ي�شارك يف ت�شكيلها اجلميع‪.‬‬

‫البحث‬ ‫اجلماعي‬

‫ال�ت�رك���ي���ز ع��ل��ى‬ ‫العمل والتجريب‬

‫مرتكزاتها‬

‫التح�سني‬ ‫امل�ستمر‬

‫أ – الرسالة والرؤية والقيم المشتركة واألهداف‬

‫الرتكيز‬ ‫على النتائج‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪39‬‬


‫‪40‬‬

‫‪1‬‬

‫رسالة المدرسة ‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫رؤية المدرسة ‪:‬‬

‫ي�ستهدف العاملون يف املدر�سة من خالل هذه الدعامة الإجابة على �س�ؤال "ملاذا نحن هنا يف املدر�سة؟ وملاذا ت�أ�س�ست املدر�سة؟"‬ ‫ما الذي �سنعمله مع ًا؟ �إن هذا ال�س�ؤال ي�ستهدف تو�ضيح الغر�ض الأ�سا�سي من املدر�سة‪ ،‬حيث �إن هذا الغر�ض ي�ساعد يف بناء‬ ‫الأولويات بحيث تكون عام ًال مهم ًا يف توجيه خطط املدر�سة وقراراتها‪.‬‬ ‫من خالل طرح الأ�سئلة ال�سابقة نكون قد حولنا انتباه فريق املدر�سة من التفكري غري املت�أمل‪ ،‬يف كيفية ممار�سة فريق املدر�سة �أعمالهم‬ ‫احلالية الروتينية �إلى �أعمال ت�ستدعي الت�أمل العميق والفاح�ص للحكمة والغر�ض من وجود مدر�ستهم يف املقام الأول ووجودهم هم �أع�ضا ًء‬ ‫يف هذه املدر�سة‪� .‬إن معاجلة هذا ال�س�ؤال هي اخلطوة الأولى لتحديد االجتاه لكل من يعمل يف املدر�سة وهي موجهة خلططها‪ ،‬وبالإجابة عن‬ ‫�س�ؤالني �آخرين يعاجلان �صميم الغر�ض من التعليم وهما ماذا يتوقع من املتعلمني �أن يتعلموه؟ وكيف �سنفي مب�س�ؤوليتنا اجلماعية لن�ضمن‬ ‫حدوث هذا التعلم بالن�سبة جلميع املتعلمني؟ ف�إننا نكون قد بنينا ر�سالة للمدر�سة حمكمة ومتكاملة ت�سهم يف �إيجاد جمتمع تعلمي ‪.‬‬

‫ي�ستهدف العاملون يف املدر�سة من خالل هذه الدعامة الثانية الإجابة على �س�ؤال حموري والذي تبنى عليه الر�ؤية وهو‪ :‬كيف يجب �أن‬ ‫نكون لكي نحقق ر�سالتنا؟‪ ،‬ويف �إطار هذا ال�س�ؤال يعمل فريق املدر�سة ب�شكل ت�شاركي على بناء ت�صور واقعي مهم وجذاب ي�صف املدر�سة‬ ‫التي يتمنون �أن ت�صبح مدر�ستهم عليها‪� ،‬إن الر�ؤية تزود من�سوبي املدر�سة مبعرفة االجتاه‪ ،‬وهي قاعدة لتقييم حالتي املدر�سة احلالية‬ ‫وامل�أمولة‪ ،‬وتقومي وتوجيه براجمها و�إجراءات التح�سني احلقيقي وحتقيقه ‪ .‬فالر�ؤية توفر حافز ًا عملي ًا للجميع‪ ،‬لأنها جتعل اجلميع‬ ‫يقفون يف �صف واحد متعا�ضدون ومتعاونون �سعيا لتحقيقها‪� .‬إذ ًا فالر�ؤية هي عر�ض وا�ضح ل�صورة م�ستقبل املدر�سة‪ ،‬هذا امل�ستقبل‬ ‫ير�سمه ويحدد معامله جميع �أع�ضاء املدر�سة من خالل جلنة التميز واجلودة وي�شارك فيها كل من�سوبي املدر�سة ويعر�ضونه ب�صورة‬ ‫باهرة تدفعهم جميعا للعمل مع ًا على حتقيق تلك ال�صورة لت�صبح واقع ًا ملمو�س ًا‪.‬‬ ‫ويتطلب بناء ر�ؤية املدر�سة ا�ستح�ضار قيم املجتمع ومبادئه‪ ،‬وحتديد ر�ؤى التعليم و�أهدافه وم�شاريعه‪ ،‬وا�ستعرا�ض النتائج التح�صيلية‬ ‫للمتعلمني يف املدر�سة خالل فرتة زمنية ممتدة‪ ،‬وتلم�س �إ�شكاليات املدر�سة اخلا�صة وظواهرها الرتبوية والتعليمية وال�سلوكية‪ ,‬وحاجة‬ ‫املجتمع املحيط باملدر�سة‪ ,‬ومراجعة التقارير الرتبوية والتعليمية ب�شكل عام واملتعلقة بتح�سني �أداء املدر�سة‪ ،‬وبعد ذلك ت�أتي مهمة‬ ‫بناء الر�ؤية‪ ،‬وميكن �أن يبد�أ ذلك بت�صور من�سوبي املدر�سة مع قيادة املدر�سة �أنف�سهم بعد خم�س �سنوات مث ًال وكيف ميكن �أن ي�صبحوا‬ ‫جمتمع ًا تعلمي ًا‪ ،‬ثم يبدءون يف و�صف مدر�ستهم كما لو كانوا يرونها ر�أي العني حق ًا‪ ،‬وميكنهم خالل و�صفهم لهذه املدر�سة �أن يناق�ش‬ ‫بع�ضهم بع�ض ًا ويطرحوا الأ�سئلة عن ماهية املدر�سة التي يحلمون بها واملمار�سات والأدوات التي ي�أملون تطبيقها‪ ,‬وبعد �أن يكون قد انتهى‬ ‫من�سوبو املدر�سة من تقييم الر�ؤية و�أخذت حقها من النقا�ش‪ ،‬فت�أتي اخلطوة الثانية وهي �إقرارها ب�شكل جماعي‪ ،‬ثم تعلن لكل جمتمع‬ ‫املدر�سة‪ ،‬وتو�ضح مدلوالتها ب�شكل مب�سط ووا�ضح لتنا�سب كل فئة من من�سوبي املدر�سة متعلمني ومعلمني و�إداريني و�أولياء �أمور‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ملاذا الر�ؤية امل�شرتكة‪:‬‬ ‫▪ ▪ ه���ي نواة خط���ة املدر�سة واملح���رك الأ�سا�س له���ا‪ .‬وميكن من ▪ ▪ لتحفي���ز من�سوب���ي املدر�س���ة وتن�شيطهم من خ�ل�ال الأهداف‬

‫خاللها تق���ومي ال�سيا�سات‪ ،‬والأ�سالي���ب‪ ،‬والربامج‪ ،‬وم�ؤ�شرات‬ ‫الأداء احلالي���ة ث���م حتدي���د التناق����ض ب�ي�ن الأو�ض���اع القائمة‬ ‫يف املدر�س���ة وما ه���و مو�ضح يف عبارة الر�ؤي���ة‪� .‬إن الر�ؤية توفر‬ ‫اجل�سر ال�ض���روري مابني الواقع احلايل للمدر�سة وما ت�أمل �أن‬ ‫ت�صب���ح عليه يف امل�ستقبل والتي توجه �أهداف اخلطة املدر�سية‬ ‫وحتدد م�شاريعها‪.‬‬ ‫▪ ▪ لر�س���م اجت���اه املدر�سة و جعل من�سوبيها �أك�ث�ر قدرة على فهم‬ ‫مهامه���م وتوج���ه جهوده���م مب���ا ي�ضم���ن تكاملها م���ع اجلهود‬ ‫املبذول���ة يف نط���اق جمتم���ع املدر�س���ة‪ ،‬وي�سهل عليه���م �صناعة‬ ‫الق���رار‪ ،‬ومينحهم ثقة �أكرب ب�أنف�سهم ومبا يعملون‪ ،‬وي�صبحون‬ ‫قادري���ن على التقدم نحو الأمام بثق���ة من خالل حمك الر�ؤية‬ ‫وتطابق ما يعملون وات�ساقه مع الر�ؤية‪.‬‬

‫اجلماعية والت���ي جتعلهم ي�شعرون ب�أن ما يقومون به من مهام‬ ‫ي�ص���ب يف حتقيق هذه الأهداف ويحق���ق ر�ؤية املدر�سة‪ ،‬حينها‬ ‫�سي�شعر اجلميع �أن عملهم له معنى و�أن جهدهم له ثمرة وهذا‬ ‫بحد ذاته دافع وحمفز قوي‪.‬‬ ‫▪ ▪لإيجاداملب���ادرة واالنتق���ال م���ن الرتكي���ز عل���ى رد الفع���ل �إلى‬ ‫الرتكيز على املبادرة وا�ستباق امل�شكالت من خالل ا�ست�شراف‬ ‫امل�ستقبل ور�سم م�ستقبل جديد‪.‬‬ ‫▪ ▪لتحدي���د مرجعيات ومعايري حم���ددة للتفوق‪ ,‬حيث �إن املدر�سة‬ ‫الت���ي لها ر�ؤي���ة م�شرتكة �ستتمك���ن من حتديد معاي�ي�ر تربوية‬ ‫ومرحلي���ة للتفوق يقي�س به���ا الأفراد واملدر�س���ة ‪ -‬جمتمعني ‪-‬‬ ‫�أداءهم‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪41‬‬


‫‪3‬‬

‫‪42‬‬

‫قيم المدرسة ‪:‬‬

‫ي�ض���ع من�سوب���و املدر�سة من خالل هذه الدعامة الثالثة «القيم» ما �سيلتزمون به جميع��� ًا‪ ،‬فالقيم لي�ست �إجابة على ت�سا�ؤل ملاذا‬ ‫نح���ن موج���ودون ؟ �أو ماذا نتمن���ى �أن ن�صبح �أو ت�صبح مدر�ستنا؟ ال ب���ل �س�ؤالها هو « كيف يجب �أن نت�ص���رف لبناء املدر�سة التي‬ ‫حتقق ر�سالتنا ؟ ففي القيم ينتقل الرتكيز من الأفكار النظرية �إلى مبادئ ال�سلوك الذي �سيلتزم به اجلميع‪� .‬إن القيم توفر دافع ًا‬ ‫يجعل اجلميع مييز ال�سلوك والت�صرف املنا�سب لتحقيق �أهداف املدر�سة‪ ،‬وهي حلقة الو�صل بني االنفعال وال�سلوك‪ ،‬وبني ما ي�شعر‬ ‫ب���ه �أف���راد املدر�سة وما يعملون���ه‪ ,‬وعندها ال ُيحتاج �إلى لوائح وتعليمات لتوجيه العمل اليومي ب���ل ت�ستبدل بعقود واتفاقيات يبنيها‬ ‫اجلميع مع بع�ضهم البع�ض‪ ،‬مما يوفر االن�ضباط الذاتي والإبداع بطريقة �أف�ضل من ال�ضبط املبا�شر‪.‬‬ ‫ومتث���ل القيم يف من���وذج تطوير املدر�سة �أهم العنا�صر الأ�سا�سية يف حت�سني املدر�سة ذل���ك لأنها حتدد االجتاهات وال�سلوكيات‬ ‫وااللتزام���ات الت���ي يتعني على �أع�ضائه���ا �أن يتمثلوها ويظهروه���ا حينما يعملون لتحقي���ق ر�ؤيتهم‪ ,‬ولذا من امله���م بعد �أن يتو�صل‬ ‫�أع�ضاء املدر�سة �إلى ر�ؤية م�شرتكة‪ ،‬و�أن يعملوا على االتفاق على القيم امل�شرتكة التي يجب عليهم تعزيزها من خالل ممار�ساتهم‬ ‫واحلف���اظ عليه���ا من �أي تغي�ي�ر ومن املهم �أن ي�ش���ارك يف �إقرار هذه القيم وتبنيه���ا جميع �أطراف املجتم���ع املدر�سي من معلمني‬ ‫و�إداريني و�أولياء �أمور وطالب‪.‬‬ ‫وق���د يك���ون من املنا�سب لأع�ض���اء املدر�سة عند احلاجة �إلى اتفاق على القيم امل�شرتكة للمدر�س���ة �أن يعقد الأع�ضاء ور�شة عمل‬ ‫للتباحث حول القيم ومناق�شة �سبل تفعيلها وتبنيها وااللتزام بها من جميع الأع�ضاء وتعد القيم الوطنية و الرتبوية واالجتماعية‬ ‫من القيم املهمة للمجتمع املدر�سي ‪.‬‬ ‫�إن جلن���ة التمي���ز واجلودة �ست�ستفيد ب�شكل كبري من القيم يف تقييم ال�سلوكيات غ�ي�ر املنا�سبة والتوجيه لتغيريها �ضمن خطط‬ ‫املدر�سة‪ .‬كما توفر منظومة القيم للمدير وجلنة التميز واجلودة قوة كبرية من ال�سلطة الأدبية‪ ،‬فال�سلوك غري املالئم يعد انتهاك ًا‬ ‫اللت���زام املجموعة‪ ،‬وبهذا تتحول املمار�سة الإدارية �إل���ى املحافظة على ما مت اتفاق اجلميع عليه‪ ،‬كما �أن القيم ت�ساعد يف التحول‬ ‫من الأفكار �إلى العمل والتطبيق واملمار�سة‪ ،‬وت�شعر اجلميع باالنتماء وال�ش�أن امل�شرتك يف النتائج‪.‬‬ ‫وعلي���ه ن�ؤك���د �أنه ال يكفي �أن تكون للمدر�سة ر�سالة ور�ؤي���ة دون �أن تكون لها قيم م�شرتكة‪ ،‬ف�إذا كانت الر�سالة تدعو �إلى متا�سك‬ ‫املجتمع املدر�سي‪ ،‬والر�ؤية توحد توجههم امل�ستقبلي‪ ،‬ف�إن القيم تلزمهم بتحقيق ر�ؤيتهم‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪4‬‬

‫أهداف المدرسة ‪:‬‬

‫ينبغي على �أع�ضاء املدر�سة �أن يبنوا الأهداف التي يتمنون �إجنازها لتحقيق املدر�سة التي يحلمون بها‪� ،‬إن ال�س�ؤال الذي يحاول‬ ‫فريق املدر�سة الإجابة عليه هو �أي اخلطوات نتخذها �أو ًال؟ ومتى؟ وهو ما يعني حتديد الأولويات‪ ،‬فال بد �أن نحدد ما يجب تنفيذه‬ ‫�أو ًال واخلط���وات املحددة التي يجب اتخاذها لتحقيق الأهداف‪ ،‬والوقت الالزم لتلك العملية‪� .‬إن الأهداف تزود من�سوبي املدر�سة‬ ‫بال�شعور بالأولويات ق�صرية املدى واخلطوات العملية الالزم �إجنازها‪ ،‬والأهداف ت�ساعد على غلق الفجوة بني الواقع وامل�أمول يف‬ ‫املدر�سة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �أنها �ضرورية جد ًا يف بناء املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪ ،‬بحيث يتم تعريف كل جمموعة عمل ب�أهداف تعمل‬ ‫مت�ضافرة لتحقيقها‪ ،‬ويف غياب الهدف امل�شرتك‪ ،‬ال ميكن �أن يكون هناك فريق حقيقي‪ ،‬ولذلك فتوليد الأهداف الفعالة هو جهد‬ ‫م�شرتك يتعا�ضد فيه الفريق التعاوين‪ ،‬بحيث يرى اجلميع كيف �أن حتقيقهم لأهدافهم ي�سهم يف حت�سني املدر�سة‪ .‬مع مالحظة �أن‬ ‫من �أهم �صفات الأهداف �أنها قابلة للقيا�س‪ ،‬فو�ضع �أهداف مرحلية املدة ب�شكل �ضيق واالحتفاء بتحقيقها يجعل من�سوبي املدر�سة‬ ‫ي�شعرون بالثقة والكفاءة الذاتية ب�شكل �أكرب‪.‬‬

‫ب ‪ -‬المجتمعات التعلم ّية المهنية ‪:‬‬

‫يت�صف منوذج تطوير املدر�سة بوجود جمموعة من املجتمعات التعلم ّية املهنية التي يجمعها هدف م�شرتك يدعم بناء قدرة املدر�سة على التعلم‬ ‫ب�شكل تعاوين‪ ,‬فالأفراد الذين ينخرطون يف تعلم جماعي تعاوين ي�ستطيعون �أن يتعلموا من بع�ضهم ويكونوا زخم ًا يعزز التح�سني امل�ستمر‪.‬‬ ‫ج ‪-‬التحسين المستمر‪:‬‬

‫يتميز منوذج تطوير املدر�سة ب�أن من�سوبيه يبحثون با�ستمرار عن طرق �أف�ضل ويلتزمون بالتح�سني امل�ستمر يف البيئة التي ينظر فيها �إلى التجديد‬ ‫والتجريب ال بو�صفها مهام تنجز �أو م�شاريع ت�ستكمل بل ب�صفتها طرق ًا لتنفيذ العمل اليومي الذي يدفعهم با�ستمرار اجتاه حتقيق الر�سالة والر�ؤية‪,‬‬ ‫ويدركون �أن التعلم ال يتحقق بالثبات على حت�سن معني و�إمنا باال�ستمرار يف التح�سن‪.‬‬ ‫د ‪ -‬التركيز على النتائج‪:‬‬

‫يتميز منوذج تطوير املدر�سة ب�أن �أع�ضاءه يدركون �أن تقومي امل�شاريع التعليمية والتجارب والأفكار واملبادرات يكون على �أ�سا�س نتائجها التعليمية‬ ‫الرتبوية‪ ،‬ولي�س على �أ�سا�س النوايا احل�سنة‪ .‬فالفكرة التعليمية اجليدة هي التي ت�ؤدي �إلى نتائج تعليمية جيدة ‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪43‬‬


‫‪äÉ°SÉ«°ùdG‬‬

‫هـ ‪ -‬التركيز على العمل والتجريب‪:‬‬

‫يتميز منوذج تطوير املدار�س بالرتكيز على العمل‪ ،‬ف�أع�ضاء تلك املجتمعات يحولون طموحاتهم �إلى عمل‪ ،‬ور�ؤاهم �إلى واقع‪ ,‬ويدركون �أن التعلم‬ ‫يح����دث دائم���� ًا يف �سياق القي����ام بالعمل‪ .‬ويرتبط الرتكيز على العمل ارتباط ًا وثيق ًا بالرغبة يف التجري����ب‪ -‬ف�أع�ضاء املجتمع املهني يف منوذج تطوير‬ ‫املدر�سة ي�ضعون الفر�ضيات ويختربونها ويقيمونها ويفكرون بـ (ما حدث؟ وملاذا؟) وي�ضعون فر�ضيات جديدة ويجربون اختبارات جديدة ويقيمون‬ ‫النتائ����ج ‪ ,‬كم����ا ترتافق هذه الرغبة يف التجريب بقبول النتائ����ج حتى و�إن خالفت املتوقع‪ ،‬فاملجتمعات التعلم ّي����ة املهنية داخل منوذج تطوير املدر�سة‬ ‫تعترب التجارب الفا�شلة جزء ًا مكم ًال لعملية التعلم‪.‬‬

‫‪°T‬‬

‫‪õjɪàe‬‬

‫‪´ƒæàe‬‬

‫‪áYƒæàe‬‬

‫‪πeÉ‬‬ ‫‪ác‬‬

‫‪Gô°‬‬ ‫‪ûdG‬‬

‫‪OÉ°TQE’G‬‬ ‫‪»HÓ£d‬‬ ‫‪G‬‬

‫‪•É°ûæ‬‬ ‫‪»HÓ£ dG‬‬ ‫‪dG‬‬

‫‪G‬‬

‫‪Qóàd‬‬

‫‪´ƒæ‬‬

‫‪ŸG‬‬ ‫‪ªàé ∏©àdG‬‬ ‫©‬ ‫‪É‬‬ ‫‪ä «ª‬‬ ‫‪¡ŸG á‬‬ ‫‪æ‬‬ ‫«‬ ‫‪á‬‬

‫‪àe‬‬

‫‪πeÉ°T‬‬

‫‪ƒe‬‬

‫‪kÉ¡L‬‬

‫‪õjɪàe‬‬

‫‪44‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪G‬‬

‫‪πeɵàe‬‬

‫‪»YɪL‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪´ƒæà‬‬

‫‪e‬‬

‫وكي حتقق هذه املكونات �أهدافها وتعمل يف ات�ساق تام البد �أن تكون هناك قيادة فاعلة‪ ،‬وعمليات و�إجراءات وا�ضحة‪ ،‬و�سيا�سات تر�سم �أطر‬ ‫العمل‪ ،‬ومعارف ومهارات متقدمة لدى امل�س�ؤولني عن تنفيذ النموذج ‪ ،‬و�سوف نتناول هذه املكونات بال�شرح والتف�صيل‪.‬‬

‫‪ÖdÉ£dG‬‬

‫‪˃≤àd‬‬

‫‪˃‬‬ ‫‪º∏©à ≤J‬‬ ‫‪dG‬‬

‫‪h‬‬

‫‪´ƒæà‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫≤‪˃‬‬ ‫‪º∏©à J‬‬ ‫‪∏d‬‬

‫‪»Ø«X‬‬

‫‪¡e‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‪´ƒæàe‬‬

‫‪`e‬‬

‫‪»æ‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‪C’G‬‬ ‫‪Iô°S ŸGh‬‬ ‫‪™ªàé‬‬

‫`‪¿ô‬‬

‫‪è¡æŸG‬‬

‫‪πeÉ°T‬‬

‫ ‬

‫ املنهج‬ ‫ املجتمعات التعلم ّية املهنية‬ ‫ التدري�س‬ ‫ التقومي‬

‫ ‬

‫ بيئات التعلم وم�صادره‬ ‫ الإر�شاد املدر�سي‬ ‫ الن�شاط املدر�سي‬ ‫ الأ�سرة واملجتمع املحلي‬

‫‪á©HÉàŸG‬‬ ‫‪¬«LƒàdGh‬‬

‫‪ɵà‬‬

‫‪e‬‬

‫‪¢ùj‬‬

‫ثالثًا‪ :‬مكونات نموذج تطوير المدارس‬ ‫�إن منوذج تطوير املدار�س ال يعد منتج ًا نهائي ًا يف حد ذاته ‪ -‬كما ذكر يف املنطلقات النظرية للنموذج ‪ -‬بل ميثل النموذج وعا ًء للتطوير‪،‬‬ ‫وخارطة طريق توجه بقية الإ�سرتاتيجيات والربامج وامل�شروعات يف �إ�سرتاتيجية تطوير التعليم العام‪ ،‬وتر�سم �أبعادها التطويرية‪ ،‬وترتب‬ ‫�أولوياتها‪� ،‬ضمن مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية ب�صورة ميكن حتقيقها وتعميمها على جميع املدار�س ‪.‬‬ ‫ويت�سم النموذج ب�أنه ي�ضع املتعلم يف ب�ؤرة االهتمام‪ ,‬فتعليمه وتعلمه هي املهمة الرئي�سة يف النموذج‪ ،‬واملوجه الأ�سا�س للمكونات الأخرى‪،‬‬ ‫واملحرك الأول لكل �أن�شطة املدر�سة و�إدارة الرتبية والتعليم ووزارة الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫ي�شتمل النموذج املفاهيمي لتطوير املدار�س على جمموعة من املكونات‪ ،‬التي مت ّثل حماور االهتمام جلميع م�ستويات النظام التعليمي املختلفة‬ ‫�أثناء عملية التطوير‪ ،‬وقد مت حتديد تلك املكونات بناء على �أهميتها املبا�شرة يف تعليم الطالب وتعلمهم (ال�شكل ‪ ) 4‬وهي‪:‬‬

‫‪dG‬‬ ‫‪ºYó‬‬

‫‪á∏e‬‬

‫‪ÑdG‬‬ ‫‪áÄ« QóŸG‬‬ ‫‪á«°S‬‬

‫و ‪ -‬البحث الجماعي ‪:‬‬

‫يتميز منوذج تطوير املدر�سة بقناعة �أفراده �أن البحث اجلماعي امل�شرتك حمرك التح�سن والنمو والتجديد حيث يت�ساءل �أع�ضا�ؤه با�ستمرار‬ ‫‪ -‬من خالله‪ -‬عن الو�ضع الراهن وعن البحث عن الأ�ساليب اجلديدة واختبار تلك الأ�ساليب ثم الت�أمل يف النتائج ب�شكل تعاوين‪.‬‬

‫‪L‬‬ ‫‪áHPÉ h‬‬ ‫‪áæeBG‬‬

‫‪IOÉ«≤dG‬‬

‫‪ä É « d ƒ Ä ° ù ŸG h Q G h O C ’ G‬‬ ‫مكونات منوذج تطوير املدار�س‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪45‬‬


‫م���ن �أه���م م�ؤ�شرات �إمكاني���ة املناف�سة يف جمتمع املعرف���ة «وجود �أفراد متعلمني ميكنه���م بناء املعرفة وتوظيفها»‪ ،‬وحتقي���ق ذلك يبد�أ من‬ ‫منهج يت�ضمن خمطط ًا ملا ينبغي �أن ميتلكه املتعلم‪ .‬ومربر البدء من املنهج هو االعتقاد ب�أن له الدور الرئي�س يف قيادة جميع عمليات التعليم‬ ‫والتعلم؛ حيث �ست�سعى مبجملها لتحقيق �أهداف املنهج وتوجهاته‪.‬‬

‫المنهج‬ ‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• توفري مناهج نوعية متميزة وفق املوا�صفات العاملية‪.‬‬ ‫• مي ّكن املنهج املتعلمني من �أن يكونوا مواطنني فعالني وم�س�ؤولني يف القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫• املناهج مرنة وذات موا�صفات علمية وتربوية تراعي م�ستويات املتعلمني وتتحدى قدراتهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مبواقف حقيقية يف احلياة‬ ‫تخ�ص�صات خمتلفة وربطها‬ ‫• تتيح املناهج فر�ص ًا جيدة للتعلم يف‬ ‫ٍ‬ ‫الواقعية‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫واملرتكز الأ�سا�س يف بناء املنهج ي�صطبغ مبا نعي�شه حالي ًا‪ ،‬والتوقعات امل�ستقبلية الحتياجات طالبنا ومطالب املجتمع‪ .‬فنحن نعي�ش �ضمن‬ ‫ع���امل �سري���ع التغري‪ ،‬متقارب ومتوا�ص���ل‪ ،‬يتجدد فيه معنى الهوية حت���ى ت�شتبه احلدود بني الثابت واملتغري‪ ،‬فلم يع���د الهدف تزويد الطالب‬ ‫باملعرف���ة وا�ستهالكه���ا‪ ،‬بل �أ�ضحى الهدف بناء املعرفة و�إنتاجها �ضمن بيئات تربوية مربية متكن من املزج بني فروع املعرفة‪ ،‬و�آليات التعامل‬ ‫معها �أكرث من االنغالق على حت�صيلها �ضمن هذا العامل الذي تكاد تذوب فيه الفوا�صل‪ ،‬ويتوا�صل �أفراده عرب جمتمعات افرتا�ضية يتحاورون‬ ‫فيه���ا ويتعاونون لتحقيق �أهداف م�شرتكة؛ تتج���دد التحديات وحتتد املناف�سة وتتنوع متطلبات القدرة على امل�شاركة‪ ،‬وت�أتي العوملة بني تهديد‬ ‫وفر�ص���ة يف الوق���ت ذاته؛ كل ذل���ك ي�سهم يف حتديد �سمات املنهج وتوجهاته‪ .‬ونطرح �أدناه عدد ًا م���ن ال�سمات التي ن�ؤكد على �أهمية توافرها‬ ‫يف املنهج‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬يعمد منوذج تطوير املدار�س على �إعداد منهج يتنا�سب مع املرحلة النمائية التي و�صل �إليها املتعلمون يف جميع �أوجه النمو‪� .‬إذ �سوف‬ ‫ي�ص���ف حمت���وى املنهج املعرفة وامله���ارات والقيم ال�ضرورية التي يجب �أن يتمك���ن منها كل املتعلمني‪ .‬كما �سيويل املنه���ج اهتمام ًا للدرا�سات‬ ‫الإ�سالمي���ة‪ ،‬و�سي�سع���ى �إلى �ضمان �إجادة القراءة والكتابة باللغ���ة العربية‪ ،‬و�إتقان اللغة الإجنليزية‪ ،‬وحتقي���ق م�ستوى متميز يف الريا�ضيات‬ ‫والعلوم‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى حت�سني املهارات احلياتية كمهارات التوا�صل و�إدارة الوقت واتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫وتع���د ه���ذه املهارات وغريها من امله���ارات الرئي�سة كي ي�صبح املتعلمون مواطنني م�س�ؤولني يف الق���رن احلادي والع�شرين‪ .‬كما �سوف تتاح‬ ‫فر�ص للمتعلمني متكنهم من اال�شرتاك يف ن�شاطات اجتماعية دينية وثقافية و�إبداعية بح�سبانها ن�شاطات املنهج‪.‬‬ ‫و�سيتيح تنفيذ املنهج الفر�صة لن�شاطات تربط بني مواد املنهج مما يتيح فر�ص ًا ثمينة للمتعلمني ال�ستخدام معرفتهم ومهاراتهم وتطبيقها‬ ‫درو�س تدعم تعلم املتعلمني‬ ‫لإب���راز العالق���ات بني مواد املنهج‪ .‬و ُينظم املنهج بطريقة مت ّكن املعلمني من تخطيط الوحدات الدرا�سية و�إعداد ٍ‬ ‫وتقدمه���م‪ .‬كم���ا يت�صف املنهج ب�أنه مرتابط وذو �صلة وثيقة باحلياة وله تطبيقات عملية وله مغزى بالن�سبة للمتعلمني‪� ،‬إذ �سيتمكن املتعلمون‬ ‫ي�شجع‬ ‫من ر�ؤية ال�صلة بني ما يتعلمونه وبني املواقف احلياتية �سواء �أكان ذلك متعلق ًا بحياتهم ال�شخ�صية �أم يف املجتمع �أم يف العامل‪ .‬وهذا ّ‬ ‫املتعلم�ي�ن عل���ى ا�ستخدام امله���ارات التي تعلموها م�سبق ًا وتطبيقه���ا يف مواجهة م�شاكل احلياة احلقيقية‪ ،‬وبهذا ف�إن���ه �سيكون حمفز ًا ودافع ًا‬ ‫وملهم ًا لهم‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪47‬‬


‫وظيفي‬ ‫ٌّ‬

‫معز ٌز للهوية‬

‫سمات المنهج‬

‫�شمو ٌ‬ ‫يل‬

‫لن ينح�صر الرتكيز يف املنهج على البعد املعريف‬ ‫يف عمليتي التعليم والتعلم‪ ،‬فهناك �أب��ع��اد �أخ��رى‬ ‫جتب العناية بها‪ .‬فالتعلم يف جوهره عملية ثقافية‬ ‫اجتماعية – وفردية يف �آن واحد‪ -‬ولي�ست معرفية‬ ‫حم�ضة‪ .‬فمن خالل �سياقات التعلم �سيبني املتعلم‬ ‫مفهوم الذات وقيمتها‪ ،‬وطبيعة العالقة مع الآخرين‪،‬‬ ‫و�أ���ش��ك��ال التوا�صل واحل����وار‪ ،‬وم��ه��ارات ال��ت��ع��اون‪،‬‬ ‫وع����ادات وم���ه���ارات التفكري والإجن�����از وال�����ص��دق‬ ‫وااللتزام‪ .‬كل ذلك يتجاوز حدود املعرفة لي�صل �إلى‬ ‫بناء االجتاهات والقيم وال�شخ�صية املتكاملة‪.‬‬

‫مبني وفق الكفايات‬ ‫ٌّ‬

‫‪48‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ت�سهم اخلربات املقدمة يف املنهج يف تر�سيخ قيمنا التي حث عليها‬ ‫ديننا الإ�سالمي ومبا ين�سجم مع مكانتنا يف العامل حيث مهبط‬ ‫الوحي وموئل احلرمني‪ ،‬والعمل على تعزيز روح املواطنة والإح�سا�س‬ ‫ير�سخ �سمو‬ ‫باالنتماء والوالء لهذا الوطن وقيادته‪ .‬ويف ذات الوقت ّ‬ ‫قيمنا وعاداتنا وت�ساحمنا ورغبتنا يف احلوار املتكايفء وامل�ستوعب‬ ‫لقيم الآخرين ور�ؤاهم‪.‬‬

‫تكاملي‬ ‫ٌّ‬

‫ينظم املنهج ب�صورة �أفقية من خالل‬ ‫�صياغة ك��ف��اي��ات ت�����ؤدي �إل���ى حتقيق‬ ‫ال��ن��ت��ائ��ج (‪ )Outcomes‬عرب‬ ‫خمتلف امل����واد امل��ق��ررة �أو الأن�شطة‬ ‫امل�صاحبة داخل املدر�سة وخارجها‪.‬‬

‫تتجه خربات املنهج �إلى تطوير قدرات املتعلم وت�سهم يف بناء �شخ�صيته املتكاملة عاطفي ًا ومعرفي ًا‬ ‫ومهاري ًا‪ .‬ون�ؤكد وفق ًا لر�ؤيتنا للمتعلم واملدر�سة �أهمية بناء الكفايات وفق �أهميتها للمتعلم فردي ًا‬ ‫وللمجتمع كلي ًا‪ ،‬ولي�س فقط ح�سب ما تقرتحه ف��روع املعرفة التقليدية‪� ،‬أو ما يرى متخ�ص�صو‬ ‫الفروع الأكادميية درا�سته‪ .‬وذلك يتطلب ر�ؤية تكاملية ت�ضمن الرتابط بني �أمناط الكفايات وكيفية‬ ‫ا�ستهدافها عرب قنوات و�سياقات متنوعة‪.‬‬

‫ين�سجم حجم الكم املعريف واملهاري مع ما‬ ‫تتطلبه احتياجات وب��ن��اء �شخ�صية املتعلم‬ ‫املتكاملة وتطوير كفاياته‪ .‬فالنظرة للتعليم‬ ‫العام هو تهيئة تامة ملا بعده ولي�س �إعدادا بحد‬ ‫ذاته‪� .‬إذ �سي�ستجيب املنهج للإعداد للتعليم‬ ‫اجلامعي‪ ،‬وكذلك لنماذج �سوق العمل‪ ،‬ولن‬ ‫تكون مقت�صرة على هذين البعدين‪ ،‬فوظيفة‬ ‫املدر�سة هي �إعداد املتعلم للحياة‪ .‬ولذا‪ ،‬ف�إن‬ ‫مفهوم املنهج يتجاوز الوعاء املعريف املح�ض ‪-‬‬ ‫املنح�صر يف الكتاب املدر�سي ‪� -‬إلى خمطط‬ ‫ل��ف��ر���ص اك��ت�����س��اب امل��ع��رف��ة وال��ت��ع��ام��ل معها‬ ‫وتذويتها و�إعادة بناء معنى خا�ص يتواءم مع‬ ‫خلفية املتعلم و�سياقه الثقايف واالجتماعي‬ ‫وا�ستيعاب تف�ضيالته اخلا�صة‪.‬‬

‫منظومي ومر ّك ٌز‬ ‫ٌّ‬

‫يبنى املنهج حول املفاهيم الكربى الرئي�سة‬ ‫التي تعد حمورية يف تطوير الكفايات �أكرث من‬ ‫الأفكار ال�صغرية واجلزئية‪ .‬و�ستتم العناية‬ ‫بالكفايات تلك التي متثل الأ�سا�سيات التي‬ ‫تتطلب البناء التتابعي دون التقليل من �أهمية‬ ‫الكفايات الإثرائية والتو�سعية‪.‬‬

‫ممت ٌع‬

‫يقدم املنهج خ�برات م�شوقة ذات �صلة بحياة‬ ‫املتعلمني ت��ت��واءم مع احتياجاتهم وطموحاتهم؛‬ ‫لأثر ذلك يف زيادة حافزية املتعلم وزيادة جاذبية‬ ‫املدر�سة بو�صفها جمتمع ًا ي�سهم يف تلبية احتياجات‬ ‫املتعلم وبناء الذات‪.‬‬

‫مر ٌن‬

‫ميتاز املنهج باملرونة‪� ،‬إذ �إنه قابل للتو�سع و�إعادة ترتيب الأولويات وفقا لل�سياق احلقيقي للمتعلم؛ حيث �سيكون تنفيذ املنهج مرتبطا‬ ‫مقيد باملحتوى واملفردات‪ .‬ويتطلب الو�صول لذلك العناية ب�إعداد املعلمني‪ ،‬وزيادة وعيهم مبفهوم املنهج‪،‬‬ ‫بالأهداف والكفايات غري ٍ‬ ‫وتطوير مهاراتهم بتخطيط التدري�س املرتكز حول �أهداف املنهج املتمحورة �أ�ص ًال حول املتعلم‪ .‬ولتحقيق ذلك ف�إن املنهج يتجاوز‬ ‫القوالب الثابتة ليكون لدى املعلم فر�صة يف �أن ي�ضيف ما يرى �أهميته‪� ،‬أو يعيد ترتيب كيفية تخطيط فر�ص التعلم‪ .‬كما �سيكون‬ ‫لدى الطالب فر�صة لتعلم �أو مزاولة ما يتنا�سب مع اهتماماته وخياراته �سواء �أكان داخل املدر�سة �أم خارجها كم�شروعات فردية‬ ‫ٌ‬ ‫ت�شارك وا�س ٌع بني الذكور والإناث يف نوعية اخلربات املقدمة لهما‪ � ،‬اّإل �أنه ي�أخذ‬ ‫�أو جماعية‪ .‬ويف �إطار �سمة املرونة؛ �سيكون هناك‬ ‫باالعتبار االحتياجات املختلفة لكل منهما وتف�ضيالتهم املعرفية وطموحاتهم امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪49‬‬


‫متطلبات تطوير المنهج‬

‫يتطلب بناء املنهج تطوير اخلطط الدرا�سية لت�ستجيب للمنهج وال تقولبه‪ ،‬وتكون مرنة يف ا�ستيعابه ودعم تنفيذه‪ .‬ولكون املنهج �أعطى املعلم‬ ‫واملتعلم الفر�صة لتقدير االحتياجات الواقعية؛ فاخلطط الدرا�سية �أي�ض ًا �سترتك مدى من املرونة على م�ستوى املدر�سة يف توزيع الوزن‬ ‫الزمني الن�سبي ومراعاة ما يحقق الأهداف وي�سهم يف تطوير الكفايات‪.‬‬

‫التدريس‬

‫كما يتطلب �إع��داد املنهج تغيري مفهوم تقومي املنهج‪ .‬فلن يكتفى بالنظر �إلى املخرجات املعرفية للحكم على جودة املنهج‪ ،‬بل �ست�شمل‬ ‫العمليات التنفيذية التي تتم داخل ال�صف املدر�سي وخارجه‪ .‬كما لن ينح�صر تقومي املخرجات الكمية املعرفية‪ ،‬بل �سيتجه الرتكيز �إلى‬ ‫نوعية التعلم ووظيفيته و�إمكانية نقله ل�سياقات �أخرى‪ .‬كما �سيتم التو�سع من تقومي التح�صيل الأكادميي �إلى جوانب �أخرى تن�سجم مع قدرات‬ ‫املتعلمني وتوجهاتهم وتف�ضيالتهم‪.‬‬ ‫و�سوف ي�أخذ منوذج تطوير املدار�س يف ح�سبانه �أن عمليات تقومي املنهج مرتابطة لعدة م�ستويات يغ ّذي بع�ضها بع�ض ًا‪ .‬فتبد�أ من املنهج‬ ‫املو�صى به يف مثل هذه الوثيقة ووثائق م�شابهة‪� ،‬إلى ما مت جت�سيده يف م�صادر التعلم والكتب املدر�سية‪ ،‬ومن ثم ما مت تنفيذه يف ال�صف‬ ‫وخارجه و�أخري ًا ما �أتقنه املتعلم ومتكن من توظيفه يف �سياقات متنوعة‪ .‬وتعمل نتائج التقومي على تقليل الفجوات بني امل�ستويات �أو �إعادة‬ ‫النظر يف قرارات بناء املنهج‪.‬‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• طرائق تدري�س احرتافية ت�ضمن بلوغ كل املتعلمني للأهداف املن�شودة‪.‬‬ ‫• طرائق تدري�س خمتلفة ومتنوعة توفر للمتعلمني فر�ص ًا للنقا�ش والبحث واال�ستق�صاء‬ ‫واالكت�شاف‪.‬‬ ‫• تطلعات عالية امل�ستوى ت�ؤدي �إلى �إح�سا�س املتعلمني بالتحدي ودعمهم بالطرائق املنا�سبة‪.‬‬ ‫�إن من �أكرث العوامل ت�أثري ًا يف التعلم هو ما يقوم به املعلم‪ ،‬فجودة �أي نظام تعليمي مرهونة بجودة معلميه‪ .‬غري �أن الإطار الفكري الذي يتبناه‬ ‫منوذج تطوير املدار�س ملفهوم التدري�س يتجاوز النظرة التقليدية �أحادية االجتاه من املعلم �إلى الطالب واملتمثلة يف املمار�سة ال�سائدة‪ .‬كما ال‬ ‫يذهب بعيد ًا �إلى �إلقاء عملية التعلم برمتها على املتعلم‪ .‬فالر�ؤية يف منوذج تطوير املدار�س ترى �أن العالقة بني التدري�س والتعلم هي عالقة‬ ‫�أ�سا�سية ومهمة وتت�سق مع ما تطرحه التوجهات احلديثة يف التعلم الف ّعال‪ .‬وهي عالقة معقدة‪ ،‬ولي�ست عالقة طردية كمية‪ .‬مبعنى �أن مزيد ًا‬ ‫من التدري�س ال يعني بال�ضرورة مزيد ًا من التعلم‪ .‬بل امل�ؤثر هو نوعية التدري�س وارتباطه ب�أهداف التعلم‪ .‬لذا‪ ،‬ف�إن التدري�س يركز على ثقل‬ ‫املعلم يف تخطيط فر�ص التعلم ب�شتى �صوره الوجدانية واملعرفية واملهارية داخل املدر�سة وخارجها‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪51‬‬


‫سمات التدريس‬

‫�شام ٌل‬

‫رغ��م �أن غالب التدري�س يكون مرتبط ًا باملحتوى‬ ‫املعريف وامل��ه��اري؛ فما ت��زال هناك جوانب يتعلمها‬ ‫الطالب من خالل طبيعة التدري�س و�إ�سرتاتيجياته‬ ‫كمهارات االت�صال واحل��وار والعمل يف الفريق‪ .‬كما‬ ‫�أن للمعلم دور ًا يف م�ساعدة الطالب يف بناء الذات‬ ‫والثقة بالنف�س‪ .‬و�إ�شعارهم بالأمان وعدم اخلوف من‬ ‫اخلط�أ وتقبل نقد الآخرين وتوظيف كل ذلك لتح�سني‬ ‫التعلم‪ .‬و�إظهار توقعات عالية من الطالب تن�سجم مع‬ ‫ا�ستعداداتهم وما ميكنهم فع ًال حتقيقه‪.‬‬

‫ت�شاركي‬ ‫ٌّ‬ ‫طبيعة التعلم يف جوهرها هي عملية اجتماعية ثقافية تبادلية‬ ‫يقوم بها الفرد باال�شرتاك مع من حوله من را�شدين �أو �أقران‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى �سياقه الفردي اخلا�ص‪ .‬وهذه الت�شاركية يجب �أن‬ ‫ت�ؤخذ باالعتبار ابتداء من تخطيط التدري�س ومن ثم تنفيذه‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫موج ٌه نحو �أهداف التعلم‬ ‫مييز منوذج تطوير املدار�س بني التدري�س لأجل تقدمي املادة‬ ‫العلمية �أو من �أج��ل اجتياز االختبارات املدر�سية‪ ،‬وذلك‬ ‫التدري�س الذي ينظر �إلى املتعلم واحتياجاته وا�ستعداداته‪،‬‬ ‫ومن ثم تخطيط التدري�س وفق ذلك‪ .‬فاملعلم ي�ستوعب �أنه‬ ‫يدر�س الطالب بالطريقة التي يتعلمون بها‪ ،‬ولي�س على طالبه‬ ‫�أن يتعلموا بالطريقة التي يدر�س بها‪ .‬فاملعلم ينظر ابتداء �إلى‬ ‫�أهداف التعلم التي ت�أخذ باالعتبار م�ستويات وا�ستعدادات‬ ‫املتعلمني وطبيعة الأهداف التعليمية املرغوب حتقيقها مبا يف‬ ‫ذلك املحتوى املراد �إتقانه‪.‬‬

‫جذاب‬ ‫ٌ‬

‫لن يكون التدري�س فاعال ما مل ينجح املعلم‬ ‫ابتداء يف �شد انتباه الطالب داخل ال�صف‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من �أهمية االنتباه الظاهري بابداء االنتباه‬ ‫والتوا�صل اللفظي‪ ،‬ف�إن التدري�س �سريتقي ليكون‬ ‫جذابا ذهنيا وعاطفيا مما ي�ضمن اال�ستثمار‬ ‫والفعالية ملا يتم داخل ال�صف‪.‬‬

‫متماي ٌز‬ ‫�إن املتعلمني ذكور ًا و�إناث ًا لديهم تف�ضيالت و�أمناط خا�صة يف التعلم‬ ‫ينبغي �أخذها باالعتبار‪ .‬لذا‪ ،‬ي�ستجيب التدري�س لتلك التف�ضيالت‬ ‫من خالل تقدمي مزيج منها يتنا�سب مع تف�ضيالت كل فئة‪ .‬ونتوقع‬ ‫�أن يتم التدري�س من خالل �أكرث من �أ�سلوب داخل ال�صف و�أن يتقبل‬ ‫املعلم هذا التمايز و�سرعة الطالب يف التعلم‪.‬‬

‫ي�شجع اال�ستقاللية‬ ‫ّ‬

‫تتبلور الر�ؤية العامة يف تخطيط التدري�س بالو�صول للمتعلم من االعتماد على الآخرين يف تعلمه �إلى م�ستوى امل�س�ؤولية الفردية عن‬ ‫التعلم‪ .‬ويبد�أ ذلك من خالل حتديد املقدار الذي يحتاجه املتعلم حتى ينتقل من موقعه احلايل ‪-‬بالنظر �إلى كفاية ما ‪� -‬إلى املوقع‬ ‫الذي ميكنه �أن ي�ستقل بتعلم وتطبيق تلك الكفاية امل�ستهدفة يف �سياقات خمتلفة‪ .‬لذا‪� ،‬ست�ستثمر مناذج التدري�س املبنية على حتديد‬ ‫متطلبات التعلم عند تخطيط التدري�س‪.‬‬

‫منمذ ٌج‬ ‫�سيكون تخطيط التدري�س وتنفيذه منظم ًا وفق مناذج و�أدوات‬ ‫�أثبتت فعاليتها يف زيادة كفاءة ٍّ‬ ‫كل من التدري�س والتعلم‪� .‬إن‬ ‫توجه‬ ‫مثل هذه النماذج ميكن �أن ي�ستخدمها املعلمون � ٍ‬ ‫أدوات ّ‬ ‫تخطيط التدري�س وتنفيذه ومن ثم تقوميه ذاتي ًا والت�أمل يف‬ ‫�أحداثه ونتائجه‪ .‬كما ميكن ترجمة هذه النماذج يف برجميات‬ ‫ت�س ّهل وتزيد من كفاءة ا�ستخدامها‪ .‬ولن يبقى التدري�س‬ ‫�أ�سري ًا ملثل هذه النماذج تابع ًا لها؛ بل تبقى �أدوات ّ‬ ‫يوظفها‬ ‫املعلم لتح�سني التدري�س ولي�س لتقنينه �أو تكميمه‪.‬‬

‫متنو ٌع‬

‫ال توج���د �إ�سرتاتيجية واحدة تدري�سي���ة مف�ضلة على �أخرى‪ .‬بل �إن‬ ‫اختيار �أي ا�سرتاتيجية تدري�سي���ة يخ�ضع لتحليل احتياجات املتعلمني‬ ‫وطبيع���ة �أهداف التعلم وامل�صادر التعليمية املتوفرة‪ .‬فما ينا�سب �أحد‬ ‫ال�صفوف قد ال ينا�سب �صف ًا �آخر‪ .‬وما جنح يف حتقيق �أحد الأهداف‬ ‫هدف �آخر يختلف يف م�ستواه ومدى‬ ‫لي�س بال�ضرورة ناجح ًا يف حتقيق ٍ‬ ‫�صعوبت���ه‪ .‬لذا �سيك���ون هناك تنوي���ع �إ�سرتاتيجي���ات التدري�س وتنويع‬ ‫مهام املعلم مع الأخذ باالعتبار العوامل امل�ؤثرة يف جناح التدري�س‪.‬‬

‫معتم ٌد على البحوث‬

‫�أظهرت بحوث ت�صميم التدري�س درا�سات علمية‬ ‫ك��ث�يرة ح���ول ال��ط��رق املنا�سبة ل��ت��دري�����س امل��ع��ارف‬ ‫وامل��ه��ارات‪ .‬فخالل �سنوات طويلة م��ن البحث مت‬ ‫ا�ستهداف املفاهيم الكربى يف غالب املواد الدرا�سية‬ ‫موجهة ب�شكل خا�ص لتدري�س‬ ‫بت�صميمات تدري�سية ّ‬ ‫ه��ذا املفهوم وا�ستك�شاف �أن�سب ال��ط��رق لتعلمه‪.‬‬ ‫ويتوقع �أن يوظف املعلمون نتائج البحوث والدرا�سات‬ ‫واالبتعاد عن �أ�سلوب املحاولة واخلط�أ‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪53‬‬


‫متطلبات تطوير التدريس‬

‫تعتم���د جودة تعلم الطالب واالرتقاء بقدراتهم املختلفة عل���ى نوعية التدري�س‪ ،‬فهناك عالقة قوية بني التدري�س عايل اجلودة وبني التعلم‬ ‫الفعال وارتفاع م�ستويات التح�صيل العلمي لدى املتعلمني‪ .‬ويف منوذج تطوير املدار�س يتجه املعلمون �إلى توظيف طرائق تدري�سة خمتلفة ب�أ�سلوب‬ ‫علمي يراعي جميع املتغريات امل�ؤثرة‪ ،‬كما ي�ستخدم املعلمون �إ�سرتاتيجيات ت�ضمن منح �أثر فعال للمتعلمني �أثناء الدر�س مما يدعوهم �إلى التفاعل‬ ‫الن�شط‪ ،‬حيث يقومون بتهيئة بيئة تعلمية حمفزة للجميع‪.‬‬ ‫ويعتم���د حتقي���ق ذلك على تخطيط املعلم�ي�ن لدرو�سهم‪� ،‬إذ �سيقدمون درو�سه���م بطريقة فعالة لأنهم يقومون ب�إع���داد الدرو�س بطريقة تتيح‬ ‫للمتعلم�ي�ن معرف���ة التوقعات املرجوة منهم وكي���ف يربطون التعلم ال�سابق مبا يتعلمون���ه‪ .‬وي�ستخدم املعلمون يف ذل���ك جمموعة من الن�شاطات‬ ‫عال‬ ‫وامل�صادر من �أجل حتفيز املتعلمني وحثهم على التعلم‪ .‬و ُيع ُّد املعلمون يف منوذج تطوير املدر�سة خرباء‪ ،‬لأنهم يتمتعون مبعرفة ممتازة وفهم ٍ‬ ‫للمواد الدرا�سية التي يقومون بتدري�سها‪ ،‬كما �أنهم خرباء يف كيفية تعلم الطالب‪ ،‬كما ميتلكون املهارات الالزمة مل�ساعدتهم على ممار�سة التفكري‬ ‫ب�أنواعه املختلفة‪.‬‬ ‫�إن حتقي���ق مث���ل هذه ال�سمات مرهو ٌن باملعلم ومدى فهمه وا�ستجابته لها‪ .‬لذا‪� ،‬سيتم تخطيط برامج �إعداد وتدريب املعلم لأخذ هذه ال�سمات‬ ‫باحل�سبان من خالل ا�ستهداف معرفة ومهارة املتعلم يف ٍّ‬ ‫كل من مادة التخ�ص�ص ومبادئ ونظريات التدري�س عامة وكذلك مبادئ و�إ�سرتاتيجيات‬ ‫التدري�س املرتبطة مبادة التخ�ص�ص ب�شكل مبا�شر‪.‬‬ ‫و�س���وف يعمل منوذج تطوي���ر املدار�س على تنمية عادات ومهارات الت�أمل يف التدري�س من قبل املعلمني ب�شكل فردي �أو مب�شاركة زمالئهم‪� .‬إذ‬ ‫�إن هذا املنحى من �أ�سلوب الت�أمل ي�سهم يف تطوير وعي املعلمني مبمار�ساتهم ومن ثم ال�سعي لتطويرها‪ .‬وكلما كان الت�أمل �أكرث تنظيما ومرتبطا‬ ‫ب�أحداث التدري�س احلية كان �أكرث فعالية وت�أثري ًا‪ .‬كما ميكن ت�شجيع املعلمني لتطبيق البحوث الإجرائية املرتبطة بالتدري�س ال�صفي‪ .‬ي�ضاف �إلى‬ ‫ذلك‪� ،‬أن منوذج تطوير املدار�س باعتماده على مفهوم «املجتمعات التعلم ّية املهنية» ي�شجع على تنظيم ملتقيات للمعلمني لتبادل اخلربات �إذ �إنه‬ ‫واع ومتطور‪.‬‬ ‫جمتمع مهني ٍ‬ ‫كما �سيتجه منوذج تطوير املدار�س �إلى تطوير مفهوم التدري�س لدى جميع امل�شاركني يف العملية التعليمية ولي�س املعلم مبفرده‪ .‬فمدير املدر�سة‬ ‫وامل�شرف الرتبوي بل والطالب نف�سه م�ؤثرون ب�شكل كبري يف ممار�سات املعلمني التدري�سية‪ .‬ويتزامن مع ذلك �أي�ضا مع م�سار النمو املهني للمعلمني‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫موجهات التدري�س والتعلم ‪:‬‬

‫▪ ▪التحقق من �أن جميع املتعلمني ا�ستوعبوا �أهداف الدرو�س ون�شاطاتها‪.‬‬ ‫▪ ▪توظيف طرق تدري�س خمتلفة توفر فر�ص ًا للمتعلمني للمناق�شة والبحث واال�ستق�صاء‪.‬‬ ‫▪ ▪�أن يك���ون املعل���م ذا تطلع���ات عالية امل�ستوى من �أج���ل �أن ي�شعر املتعلمون بالتحدي م���ع دعمهم بطريق ٍة‬ ‫منا�سبة من �أجل رفع م�ستوياتهم وطموحاتهم‪.‬‬ ‫الخطوات الرئيسة للتدريس‪:‬‬

‫متر عملية التدري�س بخطوات رئي�سة هي ‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬التخطيط‬

‫يتوقع �أن يت�سم التخطيط للدرو�س بال�سمات الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪دعم �أهداف املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪متكني املتعلمني من �إحراز تقدم �أثناء عملية تعلمهم‪.‬‬ ‫▪ ▪و�ضوح الأهداف للمعلم واملتعلم‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ستخدام بنية رباعية الأجزاء هي‪ :‬املقدمة و�صياغة الأهداف والن�شاطات التدري�سية والتقومي‪.‬‬ ‫▪ ▪ربط الن�شاطات التدري�سية مبحتوى التعلم‪ ،‬وم�ساعدة املتعلمني على تطوير �أنف�سهم‪.‬‬ ‫▪ ▪تطوير مهارات التفكري املتقدمة لدى املتعلمني‪ :‬كالإبداع‪ ،‬والتحليل‪ ،‬وحل امل�شكالت‪ ،‬واتخاذ القرارات‪ ،‬والتطبيق العملي‪.‬‬ ‫▪ ▪التماي���ز يف طرائ���ق التدري�س وفق ًا للف���روق الفردية للمتعلمني ووفق ًا لطبيعة املادة الدرا�سية من خ�ل�ال تنويع املهمات ون�شاطات التعلم‬ ‫والأ�ساليب واملخرجات ب�صورة تتوافر فيها املتعة والإثارة‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ستخدام م�صادر تعليمية حمفزة بتوظيف تقنية املعلومات واالت�صاالت وامل�صادر الأخرى املتوافرة يف البيئة مثل ا�ستخدام ق�صا�صات‬ ‫من ال�صحف‪ ،‬وتلك التي يعدها املعلم مبا يتالءم مع �أهداف الدرو�س ومبا يتما�شى مع املعايري الأخالقية‪.‬‬ ‫▪ ▪توفري م�ستوى من ال�سرعة والتحدي جلميع املتعلمني من خالل توظيف الأ�سئلة الفعالة‪.‬‬ ‫▪ ▪مراعاة توجيهات املدر�سة و�إداراة الرتبية والتعليم و�سيا�سات الوزارة‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪55‬‬


‫ثاني ًا‪ :‬العمليات التدري�سية‬ ‫▪ ▪ي�ستخدم املعلمون يف عملية التدري�س طرائق تدري�سية متنوعة تت�سم عموم ًا بالآتي‪:‬‬ ‫▪ ▪توظيف الأ�سئلة املفتوحة لتحفيز التفكري واال�ستك�شاف والتفاعل‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ستخدام الأ�سئلة املغلقة مل�ساعدة املتعلمني على تركيز تفكريهم وتذكر املعلومات‪ ،‬وكذلك الأ�سئلة املفتوحة لت�شجيعهم على التفكري احلر‪.‬‬ ‫▪ ▪تقم�ص املعلمني الكثري من الأدوار مثل دور املي�سر واملوجه واملدرب واخلبري‪.‬‬ ‫▪ ▪التنويع يف طرائق التدري�س كي يتمكن الطالب من توظيف �أ�ساليب تعلم خمتلفة تتوافق مع �أ�سلوبهم املف�ضل �سوا ًء �أكان ب�صري ًا �أم �سمعي ًا �أم حركي ًا‪.‬‬ ‫▪ ▪متكني املتعلمني من العمل با�ستقاللية وكذلك بطرق تعاونية‪.‬‬ ‫▪ ▪توظيف طرق مهنية لإدارة ال�صف ومت ّثل �سلوكات �إيجابية وت�شجيعية للطالب حلثهم على التح�صيل الأكادميي وبناء �سمات �شخ�صية �إيجابية‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ستثم���ار م�صادر متنوعة لتدعيم الدرو�س مثل اال�ستفادة من املتعلم�ي�ن الآخرين يف ال�صفوف الأخرى‪ ،‬والدعم ال�صفي‪ ،‬واال�ستعانة باخلرباء‪،‬‬ ‫و�أولياء الأمور‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬دعم املعلم لعملية التعلم‬

‫يعمل املعلمون على دعم عملية التعلم من خالل‪:‬‬

‫▪ ▪تق�صي حاجات املتعلمني‪ ،‬مثل حاجات ذوي االحتياجات اخلا�صة من مبدعني وموهوبني وذوي �صعوبات التعلم‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ست�شارة من�سق الرتبية اخلا�صة فيما يتعلق بحاجات املتعلمني يف الوقت املالئم‪.‬‬ ‫▪ ▪العمل على ت�أ�سي�س الدعم ال�صفي ل�ضمان الدعم الفعال جلميع املتعلمني �أثناء تعلمهم‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬دعم الطالب للتعلم‬

‫يقوم املتعلمون مبهمة �إيجابية يف عملية التعلم من خالل‪:‬‬

‫▪ ▪اال�ستعداد للدرو�س مزودين ب�أدوات التعلم املالئمة‪.‬‬ ‫▪ ▪�أداء الواجبات املنزلية لتح�سني عملية تعلمهم ‪.‬‬ ‫بعمل مرتب ودقيق‪.‬‬ ‫▪ ▪االعتزاز ب�أدائهم يف درا�سة املنهج من �أجل الظهور ٍ‬ ‫▪ ▪امل�شاركة الإيجابية الفاعلة يف النقا�شات ال�صفية‪.‬‬ ‫▪ ▪اتباع قواعد �سلوك املدر�سة و�أنظمتها‪.‬‬ ‫▪ ▪حتمل م�س�ؤولية حت�سني عملية تعلمهم‪.‬‬ ‫▪ ▪طلب امل�ساعدة عند احلاجة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫خام�س ًا‪ :‬تقومي نوعية التدري�س والتعلم‬

‫يع���د املعلمون م�س�ؤولني عن حتديد م�ستوى تق���دم الطالب يف ال�صفوف‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تقوميهم م�ستوى �أدائهم يف تعليم الطالب‪ ،‬وحتديد‬ ‫درجة تقدمهم الوظيفي با�ستخدام م�سار النمو املهني‪ ،‬ويتحقق ذلك عن طريق‪:‬‬ ‫▪ ▪التقومي ملدى معرفتهم بالبنية املعرفية للمادة الدرا�سية‪.‬‬ ‫▪ ▪التقومي لنوعية طرق تدري�سهم و�إدارتهم لل�صف ومدى فعالية كل ذلك يف تعلم الطالب‪.‬‬ ‫▪ ▪مراقبة م�ستوى حت�صيل الطالب مقارنة ب�إجنازاتهم ال�سابقة‪ ،‬ومب�ستوى �أقرانهم على ال�صعيد الوطني‪ ،‬وباملعايري املحددة‪.‬‬ ‫▪ ▪التقومي مل�ساهمتهم يف تقدمي الإر�شاد الطالبي وحتقيق تطلعات املدار�س‪.‬‬ ‫▪ ▪الإ�سه���ام يف دع���م تق���دم الطالب ومدى ر�ضاه���م‪ ،‬ومراقبة ذلك التقدم وتوف�ي�ر الدعم و�إ�سداء الن�ص���ح للمتعلمني عل���ى ال�صعيدين الأكادميي‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�شجيع وتطوير قدرة املتعلمني على تقومي تعلمهم وتنمية ح�س امل�س�ؤولية لديهم‪.‬‬ ‫▪ ▪مراقبة �سلوك املتعلمني‪ ،‬و�أداء الواجبات‪.‬‬

‫�ساد�س ًا‪ :‬اعتبارات يف تطوير التدري�س‪:‬‬

‫يعتمد جتويد عملية التدري�س على جمموعة من االعتبارات وهي‪:‬‬

‫▪ ▪االهتمام بنوعية تدريب املعلم‪ ،‬واال�ستفادة من املعلمني ذوي اخلربة الطويلة‪.‬‬ ‫▪ ▪الو�ضوح من �أهم متطلبات التوا�صل‪.‬‬ ‫▪ ▪تتحقق عمليتا التعلم والتعليم اجليد �إذا ما مت تطبيق جميع املتطلبات الأ�سا�سية مثل �إدارة ال�صف‪.‬‬ ‫▪ ▪الو�صول �إلى الت�سهيالت وامل�صادر املنا�سبة بي�سر و�سهولة‪.‬‬ ‫ب�شكل يتما�شى مع املبادرات احلديثة والتطورات احلالية يف طرائق التدري�س‪.‬‬ ‫▪ ▪حتديث معلومات املعلمني با�ستمرار وطرق تدري�سهم ٍ‬ ‫▪ ▪امل�شاركة يف مناق�شات عمليتي التعليم والتعلم �أثناء اجتماعات التخطيط لتنفيذ املنهج من �أجل م�شاركة تبادل اخلربات‪.‬‬ ‫▪ ▪التفاعل الإيجابي مع املعلم امل�شرف يف تخطيط برنامج التطوير املهني اخلا�ص بهم ومع م�ساعد مدير املدر�سة لل�ش�ؤون التعليمية‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪57‬‬


‫التقويم‬

‫املتعلمونعلى‬ ‫يكوناملتعلمون‬ ‫عندمايكون‬ ‫ويتمهذاهذاعندما‬ ‫معينة‪،‬ويتم‬ ‫زمنيةمعينة‪،‬‬ ‫فرتةزمنية‬ ‫املتعلمنييفيففرتة‬ ‫إجنازاتاملتعلمني‬ ‫إجنازات‬ ‫أجلأجلتقومي ا‬ ‫البياناتمن ا‬ ‫التعلمفىفىجمعجمعالبيانات‬ ‫عمليةالتعلم‬ ‫قيا�سعملية‬ ‫ويتمثلقيا�س‬ ‫ويتمثل‬ ‫على‬ ‫تقومي �‬ ‫من �‬ ‫م�ستوى �إجناز‬ ‫حتديدم�صتوى ا‬ ‫والتقومييفيفحتديد‬ ‫القيا�سوالتقومي‬ ‫عملياتالقيا�س‬ ‫ا�ستخدامعمليات‬ ‫ويتما�صتخدام‬ ‫درا�سية‪.‬ويتم‬ ‫وحداتدرا�صية‪.‬‬ ‫انتهاءوحدات‬ ‫ذلكبعدبعدانتهاء‬ ‫يكون���ونذلك‬ ‫التقومي‪،‬وقد‬ ‫لعملياتالتقومي‪،‬‬ ‫���دادلعمليات‬ ‫ا�صتعداد‬ ‫إجنازكلكل‬ ‫وقد يك‬ ‫ا�ستع‬ ‫لذلكميكن‬ ‫ونتيج ًةلذلك‬ ‫أدائية‪،‬ونتيج ٍة‬ ‫أدائية‪،‬‬ ‫أهداف ا‬ ‫البياناتيفيفو�صع ا‬ ‫وت�ستخدمهذههذهالبيانات‬ ‫املحددة‪،‬وت�صتخدم‬ ‫املعايرياملحددة‪،‬‬ ‫علىعلىاملعايري‬ ‫آخرين‪،‬وكذلك‬ ‫باملتعلمنيلالآخرين‪،‬‬ ‫مقار ًنة��� ًةباملتعلمني ا‬ ‫���بمقارن‬ ‫طال ٌ‬ ‫ميكن‬ ‫���داف �‬ ‫و�ضع �أه‬ ‫بناء���اء‬ ‫وكذلك بن‬ ‫طالب ٍ‬ ‫رفع م�صتواها‪.‬‬ ‫بغر�ض رفع‬ ‫امل�ستهدفة بغر�س‬ ‫املعايري امل�صتهدفة‬ ‫م�ستوى املعايري‬ ‫مراجعة م�صتوى‬ ‫مراجعة‬ ‫م�ستواها‪.‬‬ ‫املتعلمنياو�أولياء‬ ‫تزويداملتعلمني و‬ ‫حيث ا���ثإن �إنتزويد‬ ‫الذيحققوه؛‬ ‫التقدمالذي‬ ‫التقدم‬ ‫ومقدار‬ ‫املتعلمني‬ ‫مب�صتوى ا‬ ‫دورية‬ ‫تقارير‬ ‫البيانات‪،‬‬ ‫ويفويف�صوء‬ ‫أولياء‬ ‫حققوه؛ حي‬ ‫ومقدار‬ ‫املتعلمني‬ ‫إجنازإجناز‬ ‫مب�ستوى �‬ ‫دوري���ة‬ ‫تقارير‬ ‫إعدادإعداد‬ ‫يتم ايتم �‬ ‫البيانات‪،‬‬ ‫تلكتل���ك‬ ‫�ض���وء‬ ‫أخرىيفيفمقارنة‬ ‫أخرى‬ ‫التقاريراملدار�س ا‬ ‫هذه���ذهالتقارير‬ ‫والتعلم‪،‬كماكماتفيد‬ ‫التعليموالتعلم‪،‬‬ ‫عملياتالتعليم‬ ‫دعمعمليات‬ ‫ي�صهم���ميف يفدعم‬ ‫التقدماملنجز؛‬ ‫م�ستوىالتقدم‬ ‫تو�ضحم�صتوى‬ ‫بتقارير���رتو�صح‬ ‫مقارنة‬ ‫املدار�سلال‬ ‫تفيد ه‬ ‫املنجز؛ ي�سه‬ ‫أمورهم���م بتقاري‬ ‫ا�أموره‬ ‫فيما بينها‪.‬‬ ‫أدائها فيما‬ ‫ا�أدائها‬ ‫بينها‪.‬‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• تقومي املعلمني للتقدم الذي يحققه املتعلمون‪ ،‬وا�ستخدام هذه املعرفة يف التخطيط للتدري�س وتطويره‪.‬‬ ‫• ا�ستخدام نتائج االختبارات النهائية يف حتديد م�ستوى الأداء ورفع املعايري‪.‬‬ ‫• �إطالع �أولياء الأمور على م�ستوى تقدم �أبنائهم ب�صورة دورية بغر�ض دعم عملية التعليم‪.‬‬ ‫تكم���ن �أهمي���ة التقومي من كون���ه الكا�شف مل�ستوى املتعلم وبالتايل حتديد ماذا ميكن �أن يقدم ل���ه يف عملية التدري�س‪ ،‬وكذلك يك�شف ما ّمت‬ ‫تعلم���ه م���ن �أجل البدء ب�أهداف تعلم ّية �أخ���رى‪� ،‬أو مراجعة �آليات التعليم والتعلم فيما لو مل تتحقق الأه���داف‪� .‬إن التقومي بهذه ال�صورة لي�س‬ ‫نهاية بحد ذاته بقدر ما هو م�ؤثر على ما يليه من قرارات تت�صل بالتعليم والتعلم‪.‬‬ ‫ويوظف املعلمون لتحقيق هذه الغاية �أدوات تقوميية متنوعة لقيا�س تقدم عملية التعلم؛ بغر�ض حتديد امل�ستوى الذي و�صل �إليه املتعلمون‪،‬‬ ‫وما م�ستوى التقدم الذي يجب عليهم حتقيقه؟ وما الطريق الأف�ضل لتحقيق ذلك؟ ومتثل عملية قيا�س وتقومي تعلم الطالب مرتكز ًا �أ�سا�سي ًا‬ ‫للتدري����س املتمي���ز؛ حيث يق���وم املعلمون با�ستخدام القيا�س والتقومي مل�ساع���دة املتعلمني على �إحراز التقدم واالنتق���ال للم�ستوى الأعلى �أثناء‬ ‫العملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪59‬‬

‫‪55‬‬


‫وظيفي‪:‬‬ ‫ٌّ‬

‫سمات التقويم‬

‫مدم ٌج يف التدري�س‬

‫للتقومي ال�صفي �أثر كبري يف دعم التعلم‪ .‬فنتوقع �أن ي�ستثمر املعلمون التقومي من‬ ‫�أجل التعلم من خالل طرح الأ�سئلة ال�صفية املتنوعة املكتوبة وال�شفهية‪ ،‬والتي تهدف‬ ‫�إل���ى حتديد ما لدى املتعلم�ي�ن واالنطالق منه‪ ،‬وا�ستك�شاف م���دى تقدمهم وبالتايل‬ ‫مواءم���ة التدري�س وتكييفه وتطويره‪ ،‬و�أي�ض���ا الت�أكد مما ح�صلوه وبالتايل االنطالق‬ ‫للمهم���ة التعلم ّية الالحقة‪ .‬وينبغ���ي �أن تتحرر �أ�سئلة املعلمني التقوميية من تركيزها‬ ‫عل���ى ما يعرفه الطالب واالنتقال �إلى ما يفكرون فيه‪ ،‬ومن انتظار جواب واحد �إلى‬ ‫�أجوب���ة متعددة بل قد تكون متعار�ضة تعك�س اختالفاتهم‪ ،‬وتوظيف الأ�سئلة ال�صفية‬ ‫لت�صبح مدخ ًال للتدري�س وم�ستك�شف ًا للخربات ونقطة انطالق ملهمات التعلم‪.‬‬

‫لن يكون التقومي غاية بحد ذاته بقدر ما‬ ‫يكون مغذيا لقرارات �أخرى على م�ستوى‬ ‫ال�صف (‪ )Micro‬تت�صل مب�ستوى تعلم‬ ‫الطالب وحتديد جوانب القوة لتعزيزها‬ ‫وجوانب ال�ضعف ملعاجلتها‪ .‬و�سريتبط بناء‬ ‫خطط التعلم الفردية للطالب ب�أدائهم‬ ‫يف التقومي ال�صفي‪ .‬كما �سيفيد املعلم‬ ‫يف مراجعته خططه التدري�سية لتتواءم‬ ‫م��ع ا���س��ت��ع��دادات ال��ط�لاب و�إمكاناتهم‪.‬‬ ‫وعلى م�ستوى �أك�بر (‪� )Macro‬ست�ؤثر‬ ‫ن��ت��ائ��ج ال��ت��ق��ومي يف ا���س��ت��ط�لاع ت��وج��ه��ات‬ ‫(‪ )Trends‬التعلم لدى الطالب ب�شكل‬ ‫عام وحتديد قرارات كربى تت�صل باملنهج‬ ‫والتدري�س وما �سواهما من مكونات‪.‬‬

‫متنو ٌع‪:‬‬

‫تتنوع م�ستويات التقومي‪ ،‬فيبد�أ من التقومي ال�صفي ووظيفته ترتبط بتعلم الطالب ب�شكل مبا�شر ومركز ًا على الأهداف التعلم ّية ال�صفية‬ ‫للدر�س �أو الوحدة‪ ،‬و�سيكون مدر�س ّي ًا ي�سهم يف ا�ستك�شاف م�ستوى التعلم والتعليم على م�ستوى املدر�سة وحتديد احتياجاتها اخلا�صة‪،‬‬ ‫وكذلك يكون على امل�ستوى الوطني من خالل االختبارات املعيارية واملقننة التي تك�شف كفاءة النظام التعليمي ومكوناته‪� ،‬إذ �ست�شارك‬ ‫املدار�س يف االختبارات الدولية لتحديد م�ستوى تعليمنا وكفاءته يف ظل التوجهات العاملية‪ .‬و�سيكون التقومي �أي�ض ًا متنوع ًا مب�صادره‬ ‫و�أدواته حيث يتجاوز الورقة والقلم �إلى �سجالت الإجناز ومناذج العمل والعرو�ض وقوائم الفح�ص والتقومي ال�شفهي والأدائي‪.‬‬

‫م�ستم ٌّر‪:‬‬

‫لن يقت�صر التقومي على اختبارات نهاية الف�صل الدرا�سي بل �سيكون متوا�ص ًال وطبيعي ًا‬ ‫ومدجم ًا يف مهام التعلم اليومية‪ .‬و�ستكون نتائج التقومي مرتبطة مبتابعة املتعلم طيلة �أيامه‬ ‫يف املدر�سة و�سنواته الدرا�سية‪� .‬إذ �سيم ّكن ذلك كلاّ ً من املعلمني و�أولياء الأمور من متابعة‬ ‫الطالب والتعرف على م�ستوياتهم وتقدمي التعزيز والدعم املطلوب ب�شكل م�ستمر‪ .‬ويتطلب‬ ‫ذلك �أن يبنى التقومي يف بيئة تقنية مت ّكن من التغذية امل�ستمرة ومراقبة حتقق الأهداف من‬ ‫قبل ٍّ‬ ‫كل من املعلم وويل �أمره‪ ،‬وو�ضع تعليقاتهم ور�ؤاهم‪.‬‬

‫متطلبات التقويم‬

‫مرتبط ب�أهداف التعلم‪:‬‬

‫يرتبط التق���ومي بالكفايات املتنوعة لتحديد امل�ستوى‬ ‫ال���ذي حققه املتعلم والق���رارات الالحقة لذلك‪ .‬ونتوقع‬ ‫�أن يتف���اوت وقت التقومي وطريقت���ه بح�سب ا�ستعدادات‬ ‫املتعلم�ي�ن وخططهم الفردي���ة يف التعل���م و�سرعتهم يف‬ ‫حتقي���ق املطلوب‪ .‬كما ن�ؤكد على �أهمية �أن يكون التقومي‬ ‫مر ّكزا على الكفايات املهمة والكربى �أكرث من الكفايات‬ ‫الفرعية �أو الأهداف املرحلية‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫�شمو ٌّ‬ ‫يل‪:‬‬

‫ي�شمل التقومي اجلوانب املعرفية واملهارية للمحتوى‪،‬‬ ‫وكذل���ك ا�ستع���دادات املتعلم�ي�ن ومتطلب���ات التعل���م‬ ‫اخلا�ص���ة بهم‪ .‬كما �سيكون التعل���م ت�شخي�صيا لتحديد‬ ‫نقاط انطالق املتعلم�ي�ن يف التعلم ب�صورة تتنا�سب مع‬ ‫قدراتهم‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى التقومي اخلتامي الذي يبني ما‬ ‫حققوه من �أهداف التعلم‪.‬‬

‫يتطلب االنتقال للممار�سات النوعية للتقومي جتاوز مفهومه ال�ضيق يف قيا�س التح�صيل وق�صره على اتخاذ قرارات النجاح من �سنة‬ ‫درا�سية �إلى �أخرى‪ ،‬فهذه الر�ؤية ال�ضيقة حتد من توظيف الأ�ساليب احلديثة يف القيا�س والتقومي‪ ،‬وحتقيق االنتقال يتطلب ا�ستهداف‬ ‫جميع املعنيني بدء ًا بالطلبة �أنف�سهم وكذلك املعلمني و�أولياء �أمور الطلبة بوظائف التقومي‪.‬‬ ‫كما يتطلب �أن توظف الر�ؤية احلديثة للقيا�س والتقومي التعامل مع التقومي كونه نظام ًا �شام ًال مقنن ًا ومبني ًا على املعايري ومدعوم ًا ببيئة‬ ‫تقنية وبنوك لأدوات القيا�س والتقومي بحيث يتمكن املعلمون من تخطيط وتنفيذ التقومي املرتبط بالأهداف التعلم ّية واملنهج من جهة‪،‬‬ ‫وح�سب م�ستويات طالبهم من جهة �أخرى‪ .‬وحتقيق ذلك يتجاوز قدرة املعلم وجهوده الفردية داخل املدر�سة ويتطلب تنميته وتطويره‬ ‫مهني ًا‪.‬‬ ‫وبغر�ض ربط التقومي بالأهداف التعلم ّية والكفايات فن�ؤكد على �أهمية �أن ي�سري بناء معايري التقومي و�أدواته جنب ًا �إلى جنب مع عمليات‬ ‫بناء املنهج لن�ضمن �أن يعك�س بدقة ووظيفية ما ي�ؤمل وا�ضعو املنهج �أن يتحقق لدى املتعلمني‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪61‬‬


‫موجهات القيا�س والتقومي ‪:‬‬

‫• تقومي التقدم الذي يحققه املتعلمون وا�ستخدام هذه املعرفة يف التخطيط لعملية التدري�س‪.‬‬ ‫• ا�ستخدام نتائج التقومي واالختبارات النهائية يف قيا�س الأداء ورفع م�ستوى املعايري‪.‬‬ ‫• �إطالع �أولياء الأمور واملتعلمني مب�ستوى التقدم ب�صورة م�ستمرة‪.‬‬ ‫• ت�شجيع املتعلمني ودعم جهودهم ومكاف�أتهم على �إظهار �سمات �شخ�صي ٍة معينة مثل املثابرة واملبادرة واال�ستقاللية‪.‬‬ ‫• �إطالع الطالب على م�ستوى تقدمهم‪ ،‬والك�شف عن نقاط القوة يف �أدائهم والعمل على تعزيزها‪ ،‬وحتديد نقاط ال�ضعف‬ ‫ومعاجلتها‪.‬‬ ‫• تب�صري الطالب بكيفية التخطيط لعمليات تعلمهم‬

‫عملية التقويم‬

‫تهدف عملية التقومي �إلى تزويد املعلمني باملعلومات والبيانات الالزمة عن �أدائهم‪ ،‬من خالل‪:‬‬ ‫▪ ▪حتديد نقاط القوة ومكامن ال�ضعف يف برنامج التعليم‪.‬‬ ‫▪ ▪حتديد نقاط القوة ومكامن ال�ضعف يف عملية التدري�س‪.‬‬ ‫▪ ▪حتديد احتياجات التخطيط من �أجل تو�ضيح احلاجات امل�ستقبلية للتدري�س و�إجراء عملية املفا�ضلة بني خطط التدري�س‪.‬‬ ‫▪ ▪حتديد املتعلمني الذين يحتاجون امل�ساعدة وو�ضع خطط الدعم‪.‬‬ ‫▪ ▪تزويد �أولياء الأمور باملعلومات والبيانات الالزمة ملعرفة م�ستويات �أبنائهم وم�ستوى تقدمهم‪.‬‬ ‫▪ ▪تزويد من�سوبي املدر�سة باملعلومات والبيانات لبناء اخلطط التطويرية والعالجية‪.‬‬ ‫▪ ▪توظي���ف املعلوم���ات والبيانات يف م�ساعدة الط�ل�اب يف اتخاذ القرارات املنا�سب���ة يف م�سارات تعليمهم يف املراح���ل التالية �أو لأغرا�ض‬ ‫الإعداد ل�سوق العمل‪.‬‬ ‫▪ ▪توفري املعلومات املتعلقة ببناء خطط التوجيه والإر�شاد‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ومن �أجل تنفيذ عمليات التقومي ب�صورة فاعلة‪ ،‬فيتوقع �أن يتم التقومي يف منوذج تطوير املدار�س وفق املراحل الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪التخطيط للتقومي‪.‬‬ ‫▪ ▪ر�صد درجات التقومي‪.‬‬ ‫▪ ▪�إعداد تقارير التقومي‪.‬‬

‫▪ ▪حمتوى تقارير التقومي‪.‬‬ ‫▪ ▪�إدارة عمليات التقومي‪.‬‬

‫�أو ًال‪ :‬التخطيط للتقومي‬

‫ثاني ًا‪ :‬ر�صد درجات التقومي‬

‫يتطل���ب كل فرع من ف���روع املنهج �إجراء عملي���ات تقوميية‪ ،‬لذلك‬ ‫كان الب���د من التخطيط لعمليات التقومي‪� .‬إذ �ستعني املعلم يف حتديد‬ ‫مدى حتقق �أهداف املنهج عرب فح�ص عمليات تنفيذ املنهج‪ ،‬وبغر�ض‬ ‫جتويد عمليات التخطيط للتق���ومي؛ فينبغي �أن ي�ستند �إلى املنطلقات‬ ‫الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪توظيف جمموعة وا�سعة من �أدوات التقومي كاملالحظة واالختبارات‬ ‫و�سجالت الإجناز‪.‬‬ ‫▪ ▪معاي���رة نتائج �أنواع التقومي املختلف���ة مبقارنتها مبعيا ٍر وا�ضح مثل‬ ‫«معاي�ي�ر املناه���ج الوطنية» �أو «معاي�ي�ر االختب���ارات الوطنية»‪� ،‬أو‬ ‫املقارنة ب�أداءات الأقران‪.‬‬ ‫▪ ▪�إ�ش���راك املتعلمني يف عملية التخطي���ط للتقومي اخلا�ص بهم‪ -‬قدر‬ ‫الإم���كان ‪ -‬ويج���ب �أن يكون���وا على اطالع م�سب���ق بكيفية تقوميهم‬ ‫ووقت التقومي‪.‬‬ ‫▪ ▪التخطيط للتقومي الفردي م�سبق ًا وبكل دقة‪.‬‬ ‫▪ ▪توظيف نتائج التقومي يف توجيه عمليات التخطيط امل�ستقبلي‪.‬‬

‫تع���د عملي���ة ر�ص���د نتائ���ج تطبي���ق �أدوات القيا����س والتق���ومي من‬ ‫العملي���ات املهمة‪ ،‬وتكمن �أهميتها يف �إط�ل�اع املتعلمني بتقدمهم‪ ،‬لذا‬ ‫يج���ب �أن تت�س���م هذه العملي���ة بالو�ض���وح‪ ،‬و�سيتم ا�ستخ���دام طريقة‬ ‫معيارية لتوظيف عمليات التقومي و�أنواعه املختلفة‪ .‬وينبغي �أن يعرف‬ ‫املتعلمون و�أولياء الأمور ال�سيا�سة املتبعة يف عملية ر�صد نتائج القيا�س‬ ‫والتقومي ويجب �أن يتم �شرحها لهم‪ ،‬ومن �أهم املوجهات املقرتحة يف‬ ‫هذا املجال‪:‬‬ ‫▪ ▪�أن عملية القيا�س والتقومي عملية م�ستمرة ومنتظمة‪.‬‬ ‫▪ ▪ر�صد نتائج عمليات القيا�س والتقومي وفق منهجية وا�ضحة ت�ستند‬ ‫�إل���ى «معايري املناه���ج الوطنية» �أو «معايري االختب���ارات الوطنية»‪،‬‬ ‫ويج���ب �أن تك���ون العبارات الت���ي ت�صف نتائج التق���ومي ذات �إيحاء‬ ‫�إيجابي وب�صور ٍة مفهومة للمتعلمني‪.‬‬ ‫▪ ▪بن���اء م�ؤ�ش���رات دال���ة للمعلم�ي�ن �أثن���اء تق���ومي �أداء املتعلمني تبني‬ ‫م�ست���وى الإجنازات ك���ي يتمكنوا م���ن �صياغة �أهداف��� ًا م�ستقبلية‪،‬‬ ‫وت�سجيل امللحوظات ح�سب م�ستوى الإجناز ودرجة حتقيق الهدف‬ ‫الذي ي�سعى �إليه املتعلم‪ ،‬ومن املهم �أن ال يتم اخللط بني الناحيتني‬ ‫عند توثيق الدرجات‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪63‬‬


‫▪ ▪يق�ت�رح من���ح درجات عل���ى مق���دار م�ستوى الو�ص���ول �إل���ى املعيار ▪ ▪االحتف���اظ ب�سجالت تقومي مركزية يتم حتديثه���ا ب�صورة دورية‪،‬‬ ‫وترك���ز هذه ال�سج�ل�ات على عينة من م�ستوي���ات الأداء الأ�سا�سية‬ ‫املقرتح‪ ،‬ودرجات �أخرى على اجلهد املبذول بغر�ض التحفيز‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ستخ���دام نظ���ام مع�ي�ن ووا�ض���ح لر�صد نتائ���ج التق���ومي (لر�صد للمتعلم�ي�ن‪ .‬وميكن توظي���ف هذه ال�سج�ل�ات يف النقا�شات املهنية‬ ‫الدرج���ات والتقديرات وغري ذلك )‪ ،‬و�شرحه للمتعلمني و�أن يكون بتحليله���ا وا�ستخدامها يف تقومي الربامج التعليمية‪ ،‬وينبغي توفري‬ ‫دالئل تدعم �سجالت التقومي لدى املعلم‪.‬‬ ‫هناك ات�ساق على م�ستوى املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪حتفي���ز املتعلمني وت�شجيعهم على عملية تق���ومي �أدائهم ذاتي ًا كلما‬ ‫كان ذلك ممكن ًا‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬حمتوى تقارير التقومي‬ ‫▪ ▪توظيف املالحظة يف تقومي مهارات القراءة والكتابة واحل�ساب‪.‬‬ ‫كي تتم اال�ستفادة من التقارير التقوميية لأداء املتعلمني ينبغي �أن‬ ‫▪ ▪رف���ع م�ست���وى التوقع���ات جت���اه العرو����ض التقدميي���ة املنفذة من تت�سم هذه العملية بالآتي‪:‬‬ ‫الطالب‪.‬‬ ‫▪ ▪�أن تك�ش���ف التقارير ال�سنوية لأولي���اء الأمور م�ستوى تقدم الطالب‬ ‫▪ ▪�أن تظه���ر مذك���رات التماري���ن وملف���ات الإجن���از مق���دار التقدم العلم���ي وف���ق نظ���ام "معاي�ي�ر املناه���ج الوطني���ة" �أو "معاي�ي�ر‬ ‫االختبارات الوطنية"‪.‬‬ ‫املحقق‪.‬‬ ‫▪ ▪�أن تت�ضم���ن التقاري���ر ال�سنوي���ة امللحوظ���ات املر�صودة عل���ى �أداء‬ ‫الطالب نحو الو�صول �إلى الأهداف املحددة‪ ،‬كما ميكن �أن ت�شتمل‬ ‫ثالث ًا‪� :‬إعداد تقارير التقومي‬ ‫على الأهداف املرجوة من التعليم يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫▪ ▪يحتف���ظ كل معل���م ب�سجل يوثق في���ه م�ستوى تق���دم كل متعلم بنا ًء‬ ‫على معي���ار معني على �أن يكون ذلك متوافق ًا مع تعليمات الوزارة‪�▪ ▪ ،‬أن ت�ستند الأحكام املبينة يف التقارير على �أدلة و�شواهد ملمو�سة‪.‬‬ ‫وي�ت�رك للمدر�سة حق اختي���ار الطريقة الأن�س���ب لالحتفاظ مبثل ▪ ▪�أن تك���ون التقاري���ر �سهلة الفهم حتى ي�ستوعبه���ا املتعلمون و�أولياء‬ ‫الأمور‪.‬‬ ‫هذه ال�سجالت �شريطة �إدارة تلك العملية ب�إتقان‪.‬‬ ‫▪ ▪�أن تت�ضمن �سجالت املعل���م معلومات كافية تفيد يف �إعداد تقارير ▪ ▪�أن يكون هدف التقرير حتقيق �أثر �إيجابي على �سلوكيات املتعلمني‬ ‫ذات معنى لأولياء الأمور؛ بحي���ث تزودهم مب�ستوى تقدم �أبنائهم وثقتهم ب�أنف�سهم وحما�سهم‪.‬‬ ‫الدرا�سي‪.‬‬ ‫▪ ▪�أن تك���ون وثائ���ق �أداء املتعل���م دقيق���ة وحديثة لأثره���ا املحوري يف‬ ‫عمليات التخطيط للربامج التعليمية‪ ،‬ويجب �أن تك�شف هذه الوثائق‬ ‫م�ستوى التقدم وا�ستمرارية التعلم‪ .‬و�أن تتاح هذه املعلومات جلميع‬ ‫املعلمني‪ ،‬وكذلك للمدار�س على اختالف مراحلها الدرا�سية‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫خام�س ًا‪� :‬إدارة عمليات التقومي‬

‫تتطلب عملية التقومي الفعالة �إدار ًة دقيقة على جميع امل�ستويات ‪:‬‬ ‫‪ .1‬املعلم ‪ :‬يتوقع �أن يقوم باملهمات الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪تقدير م�ستويات �أداء املتعلمني‪.‬‬ ‫▪ ▪يتولى م�س�ؤولية ر�صد الدرجات و�إعداد التقارير التقوميية‪.‬‬ ‫▪ ▪ي�ساع���د املتعلمني يف فهم معايري التقومي كما هي مطبقة و�أي�ض ًا‬ ‫م�ساعدتهم يف اال�ستفادة من نتائج مثل هذا التقومي والتقارير‪.‬‬ ‫‪ .2‬املعلم امل�شرف‪ :‬يتوقع �أن يقوم باملهمات الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪يحتفظ بن�سخة مطبوعة من معايري التقومي التي تتبعها املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪يتولى م�س�ؤولية تطبيق �سيا�سة التقومي التي تتبعها املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪يحلل نتائج التقومي من �أجل قيا�س فعالية عملية التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫▪ ▪يراقب مدى فعالية وا�ستمرارية معايري التقومي على �أداء املتعلم‬ ‫يف ال�صفوف الدرا�سية‪.‬‬ ‫‪.3‬وكيل املدر�سة‪ :‬يتوقع �أن يقوم باملهمات الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪يراقب تطبيق �سيا�سة التقومي التي تتبعها املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪االطالع ومراجعة التقارير املوجهة لأولياء الأمور‪.‬‬ ‫▪ ▪حتليل م�ستويات �أداء الطالب بناء على �صفوفهم الدرا�سية‪.‬‬ ‫‪ .4‬املدير‪ :‬يتوقع �أن يقوم باملهمات الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪يقي����س �أداء املدر�سة مع اال�ستفادة من تقومي امل�شرفني يف �إدارة‬

‫الرتبية والتعليم وتقومي جلنة التميز واجلودة‪.‬‬ ‫▪ ▪توظيف نتائج التقومي يف التخطيط لتطوير املدار�س‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪65‬‬


‫بيئات التعلم‬ ‫ومصادره‬ ‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• �أن تكون املدار�س مبنية وجمهزة وفق املعايري الوطنية و�أن ت�صان ب�صورة دورية‪.‬‬ ‫• �أن يكون ت�صميم وتخطيط الف�صول الدرا�سية واملرافق التعليمية مرن ًا ويلبي احتياجات املعلمني واملتعلمني‪.‬‬ ‫• توفري مواد التعليم والتعلم لتحقيق �أهداف تعليمية حمددة‪.‬‬ ‫• توفري تقنية املعلومات واالت�صاالت عند احلاجة �إليها يف الوقت واملكان املنا�سبني‪.‬‬ ‫• توفري م�صادر التعلم املالئمة وا�ستخدامها ب�صورة فاعلة‪.‬‬

‫�أما م�صادر التعليم والتعلم فلها �ش�أن يف دعم كل من املعلمني واملتعلمني يف ممار�سة مهامهم بكفاءة �أكرب وب�صورة تتجاوز الأطر التقليدية‪.‬‬ ‫ويتم توفري جمموعة وا�سعة من املواد التعليمية يف املدار�س والف�صول الدرا�سية لتحقيق �أغرا�ض التعليم والتعلم‪ ،‬وم�ساعدة املتعلمني يف تطوير‬ ‫مفاهيمه���م ومهاراته���م‪ ،‬وتتباين هذه املواد من مواد مطبوع���ة �إلى مواد عملية ومواد �سمعية ب�صرية وبرجمي���ات ومواد من �شبكة الإنرتنت‪،‬‬ ‫ويت���م تطوي���ر م���واد �إبداعية لتحقيق �أهداف املنهج‪ .‬ويتمث���ل دور هذه املواد يف متكني املتعلمني واملعلمني كي يكون���وا فاعلني يف القرن احلادي‬ ‫والع�شري���ن‪ ،‬من خ�ل�ال تطوير مهاراتهم يف جمال تقنية االت�صاالت واملعلومات‪ .‬ويعد توفري البنية الأ�سا�سية لتقنية املعلومات واالت�صاالت يف‬ ‫املدر�س���ة �شرط���ا �أ�سا�سي ًا لت�ضمني تقنية املعلومات واالت�صاالت يف التعليم والتعلم التي تك���ون م�صممة بعناية وتدار بفعالية‪ .‬وال �سيما يف مثل‬ ‫ه���ذا الع�ص���ر امل�شبع بالتقني���ة يف كل جوانب احلياة‪ ،‬لذا كان لزام ًا ا�ستثمار ذلك والتما�شي معه �أكرث من ذي قبل بحيث يتواءم مع احتياجات‬ ‫املتعلمني وخرباتهم الواقعية‪ .‬وتخ�ضع كل التجهيزات يف املدر�سة �إلى معايري ت�صميم وطنية وموا�صفات معيارية تقنية‪.‬‬ ‫�أم���ا الأثاث والتجهي���زات الأخرى فيتم اختيارها وفق منا�سبته���ا للمراحل العمرية للطالب وملتطلبات املرحل���ة الدرا�سية‪ ،‬و�أن تتنا�سب مع‬ ‫املجموعات الكبرية‪ ،‬وكذلك مع املجموعات ال�صغرية‪.‬‬

‫موجهات بيئات التعلم ‪:‬‬

‫• حتديد احتياجات املدر�سة يف تنفيذ مكونات منوذج تطوير املدار�س املختلفة‪.‬‬ ‫• توفري جمموعة متكاملة من املواد لدعم احتياجات املتعلمني يف املدر�سة للتعلم‪.‬‬ ‫• متكني املدر�سة من توظيف طرق �إبداعية من تطبيق املنهج ودعم احتياجات املتعلمني‪.‬‬

‫ت�ؤث���ر طبيع���ة بيئة التعلم‪ ،‬ونوعية امل�صادر التعليمية على حتفيز املتعلم�ي�ن ودعم املعلمني يف حتقيق �أهدافهم‪ .‬فاملباين املدر�سية املنا�سبة‬ ‫ت�شج���ع املتعلمني كي يتعلموا وذلك لتوافر متطلب���ات التعليم والتعلم‪ ،‬كما ت�ؤدي هذه املباين مهمة كربى يف م�ساعدة املعلمني يف تهيئة البيئة‬ ‫املربي���ة لأداء وظائفه���م ب���كل �إيجابية‪ ،‬كما ت�صب���ح هذه املدار�س م�صدر فخر وث���روة حقيقية للمجتمع املحلي كي ي�ستفي���دوا منها يف �إقامة‬ ‫ن�شاط���ات اجتماعي���ة تربوية‪ .‬ويرمي منوذج تطوير املدار�س �إلى ت�صميم مناذج وطنية للمب���اين املدر�سية؛ تراعي جميع املتغريات التعليمية‬ ‫والرتبوية‪ ،‬وتكون وفق معايري وطنية حتدد م�ستوى جودة املباين اجلديدة للمدار�س‪ .‬وتكون الف�صول واملرافق ذات مرونة لتلبية االحتياجات‬ ‫املتنوعة للمتعلمني واملعلمني‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪67‬‬


‫سمات مصادر التعلم‬

‫منا�سبة للمتعلمني‪:‬‬

‫توف���ر م�ص���ادر التعليم والتعل���م خي���ارات متنوعة بحيث‬ ‫ميك���ن �أن ت�ستجيب لتف�ضي�ل�ات املتعلمني املعرفي���ة والتقنية‬ ‫يف التعام���ل مع املعرفة وممار�سة التعلم‪ ،‬ومنا�سبة ومهي�أة –‬ ‫�أي�ض ًا‪ -‬ل���ذوي االحتياجات اخلا�صة �أو م���ن لديهم �صعوبات‬ ‫تعلمي���ة خا�صة‪ .‬كما ينبغي �أن تك���ون منا�سبة و�آمنة من حيث‬ ‫اال�ستخ���دام‪ ،‬و�أن تتنا�س���ب م���ع املرحل���ة العمري���ة واملرحلة‬ ‫الدرا�سي���ة للمتعل���م‪ ..‬كما تكون منا�سبة م���ن حيث حداثتها‪.‬‬ ‫و�أن تت�ل�اءم مع امل�ساحة املتاحة للمتعلمني ومن�سوبي املدر�سة‬ ‫كونه���ا عام ًال مهم ًا يف توفري فر�ص تعليم �إبداعية‪ ،‬كما يتوقع‬ ‫�أن تراع���ي �سم���ات اجليل احلايل يف ممار�س���ة التقنية حيث‬ ‫متار�س ب�شكل جماعي‪.‬‬

‫متوفرة ومتنوعة‪:‬‬

‫تت�س���اوى املدار�س يف احل�صول على م�صادر التعليم والتعلم‪ .‬و�ستكون جزء ًا من‬ ‫تنفيذ املنهج و�أ�سا�سية يف التعليم والتعلم يح�صل عليها اجلميع بنف�س اجلودة‪ ،‬و�أن‬ ‫تتن���وع وتتعدد كي تكون داعم���ة للمنهج‪ ،‬وت�سمح بحدوث التعل���م يف خمتلف املواقع‬ ‫و�أماكن التجمعات الطالبية ال�صفية وغري ال�صفية وتدعم التفاعل‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫منظومية ومرتابطة‪:‬‬

‫يح�ص���ل املعلم���ون واملتعلم���ون عل���ى‬ ‫امل�صادر م���ن خالل بيئات تقنية �شبكية‬ ‫�س���واء �أكان من خ�ل�ال برجميات ميكن‬ ‫ا�ستخدامها من قبل اجلميع �أم م�صادر‬ ‫قابلة لال�ستخ���دام جماعي ًا وفردي ًا دون‬ ‫اعتب���ار املوق���ع اجلغ���رايف للمتعل���م �أو‬ ‫املعل���م‪ ،‬و�أن تك���ون ذات عالق���ة بالبيئة‬ ‫اخلارجي���ة والع���امل بغر����ض جتوي���د‬ ‫عمليتي التعليم والتعلم‪.‬‬

‫ممتعة وجذابة‪:‬‬

‫يح�ص���ل ك ٌّل م���ن املعلمني واملتعلمني‬ ‫على خيارات تقنية يف حياتهم اخلا�صة‬ ‫مبا يتج���اوز ما يف املدر�س���ة‪ .‬لذا نتوقع‬ ‫�أن تكون م�ص���ادر التعليم والتعلم ذات‬ ‫ت�شجع عل���ى ا�ستخدامها‬ ‫ج���ودة عالي���ة ّ‬ ‫وجتذب الطالب وحتفزهم ال�ستثمارها‬ ‫يف امله���ام التعليمي���ة‪ .‬و�ضم���ن ذلك �أن‬ ‫ت�ستثم���ر التقنيات اخلا�ص���ة بالطالب‬ ‫ونطلعهم على �إمكاناتها التعلم ّية للفرد‬ ‫بالإ�ضاف���ة �إل���ى وظائفه���ا االت�صالي���ة‬ ‫والرتفيهية التي يعرفونها‪.‬‬

‫متطورة ومرنة‪:‬‬

‫ينبغ���ي �أن تلبي م�صادر التعل���م احتياجات املرحلة العمري���ة ومتطلبات املتعلمني‬ ‫وا�شرتاطات تطبيق املنهج‪ .‬كما �أن �سيل التطور التقني وتقادمه ال�سريع‪� ،‬أ�ضحى من‬ ‫ال�صعب مالحقته؛ لذلك ينبغي �أن تكون امل�صادر قادرة على ا�ستيعاب التطور وقابلة‬ ‫للإ�ضاف���ة والتجديد‪ .‬وي���درك منوذج تطوير املدار����س �أهمية ا�ستيع���اب الإ�شكاالت‬ ‫وراء مالحق���ة التجديدات التقنية لذاتها‪ ،‬واالنبهار به���ا بغ�ض النظر عن وظيفيتها‬ ‫وواقعيتها وارتباطها باملنهج والتعليم والتعلم‪.‬‬

‫مرتبطة باملنهج والتدري�س‪:‬‬

‫رغ���م �أن ا�ستخ���دام م�ص���ادر التعليم‬ ‫والتعلم ي�ضفي ج���وا من البهجة والتغيري‬ ‫يف ال�ص���ف؛ �إال �أن العام���ل احلا�س���م يف‬ ‫توظيفها هو مدى �صلتها باملنهج وفعاليتها‬ ‫يف تطوي���ر وتي�س�ي�ر عمليت���ي التعلي���م‬ ‫والتعل���م‪ .‬كما ن�ؤكد عل���ى �أهمية تقدميها‬ ‫كنظ���ام مدمج يف املنهج والتعليم والتعلم‬ ‫والتق���ومي ولي�س���ت ك�أدوات منف�صلة يتم‬ ‫ا�ستخدامها �ضمن قرارات ثانوية تخ�ضع‬ ‫لظروف زمن احل�صة �أو مدى توافرها �أو‬ ‫�إمكانات املعلم‪.‬‬

‫ت�شاركية وتبادلية‪:‬‬

‫ي�ؤك���د منوذج تطوير املدار�س على م�ساعدة املتعلمني كي يكونوا بناة للمعرفة؛‬ ‫وه���ذه ال�ص���ورة تتكرر مع التعامل مع م�صادر التعل���م من خالل تقدميها ب�صورة‬ ‫حتث عل���ى تطويرها‪ ،‬وت�شجي���ع ٍّ‬ ‫كل من املعلمني واملتعلمني عل���ى بناء م�صادرهم‬ ‫ن�شجع �صور ال�شراك���ة مع من هم خارج‬ ‫وم�شاركته���ا وتبادلها مع الآخري���ن‪ .‬كما ّ‬ ‫النط���اق الرتب���وي يف �صور الدعم التقن���ي واالجتماعي والعلم���ي املت�صل بتطوير‬ ‫وتفعيل ا�ستخدام م�صادر التعليم والتعلم‪.‬‬

‫اقت�صادية‪:‬‬

‫ال �ش���ك �أن توف�ي�ر م�ص���ادر التعل���م‬ ‫والتقني���ة �سيكون ذا كلف���ة عالية ومرهقا‬ ‫للميزاني���ات؛ لذا يج���ب �أن تكون قرارات‬ ‫توفريه���ا علمي���ة ومدرو�س���ة ومت�صل���ة‬ ‫بوظيفيته���ا وواقعيته���ا و�صلته���ا بالتعليم‬ ‫والتعل���م وعم���ر ا�ستخدامه���ا وقابليته���ا‬ ‫للتطوي���ر والإ�ضافة �أكرث م���ن اال�ستبدال‬ ‫والتغيري‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪69‬‬


‫متطلبات مصادر التعلم‬ ‫يتم التفكري يف م�صادر التعليم والتعلم جنبا �إلى جنب مع التفكري يف ت�صميم املنهج وتنفيذه ولي�س كعملية الحقة تكميلية‪ .‬وينبغي �أن يكون‬ ‫الرتكيز على القرارات يف توفري التقنية ب�صفة جماعية ت�ضم خرباء املنهج ليحددوا مدى �صلتها مبا يتعلمه الطالب جنب ًا �إلى جنب مع خرباء‬ ‫التقني���ات التعليمي���ة ليحددوا مدى فاعليتها والعمر االفرتا�ضي ال�ستخدامها و�إمكانيات تطويرها وجتديدها‪ .‬ون�ؤكد �أن تنطلق القرارات من‬ ‫حقيقة االحتياج و�إمكانية اال�ستخدام ولي�س املتوفر واملتاح وما ميكن اقتنا�ؤه �أو مواءمته‪ ،‬وفيما ي�أتي تو�صيف عام لهذه امل�صادر‪:‬‬

‫• املواد التعليمية ‪:‬‬

‫يت���م توف�ي�ر جمموعة كبرية من املواد التعليمية التي حتقق �أغرا�ض التعلي���م والتعلم‪ ،‬وت�ساعد يف تطوير املفاهيم العلمية و�إك�ساب مهارات‬ ‫جدي���دة‪ ،‬وتت�ضمن هذه امل�صادر م���واد مطبوعة ومواد عملية ومواد �سمعية ب�صرية وبرجميات ومواد م���ن �شبكة الإنرتنت‪ .‬وب�إمكان املعلمني‬ ‫تطوير مواد تعليمية �أو �إح�ضار مواد من خارج املدر�سة تتما�شى مع املعايري املنظمة لذلك بغر�ض تعزيز التعليم والتعلم‪.‬‬

‫• مركز م�صادر التعلم ‪:‬‬

‫يت�س���م ه���ذا املرفق بالهدوء وتتوفر فيه و�سائل تقنية املعلومات واالت�صاالت‪ ،‬وميكن �أن يكون مكان��� ًا منا�سب ًا للقراءة ومراجعة الكتب‪ ،‬كما‬ ‫تتواف���ر يف املرك���ز �أدوات تقنية ت�ستخدم لتحميل امللفات‪ ،‬وينبغ���ي �أن يه ّي�أ املركز كي تقام فيه املحا�ضرات لأعداد منا�سبة‪ ،‬و�أن يكون مالئم ًا‬ ‫لعق���د جمموع���ات نقا�ش‪ .‬ويجب �أن تكون امل�ساحة التي ت�ساعد على الق���راءة والدرا�سة م�ضاءة جيدا وهادئة‪ ،‬كما يجب �أي�ضا توفر م�ساحات‬ ‫للدرا�سة االنفرادية‪ ،‬و�أن يت�صف املركز ب�إمكانية التجوال املرن‪ ،‬وهذا يتطلب حلو ًال مرنة كتوظيف احلواجز املرنة املتحركة‪.‬‬ ‫موجهات مراكز م�صادر التعلم‪:‬‬

‫• حتديد معايري لنوع امل�صادر التعليمية وكل ما يجب مراعاته �أو جتنبه‪.‬‬ ‫• جتنب حمطات العمل الثابتة واجلامدة عند ت�صميم وتثبيت الأثاث واملعدات‪.‬‬ ‫• �أن يت�ضمن ت�صميم البنية الأ�سا�سية وتقنية املعلومات �أ�سهل و�أحدث اخليارات املمكنة‪.‬‬ ‫• ت�صميم الأر�ضيات واملباين العازلة لل�صوت بعناية لتوفر بيئة تعليمية مثلى‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫• تقنية املعلومات واالت�صاالت‪:‬‬ ‫يتم توفري بنية حتتية منا�سبة لتقنية املعلومات واالت�صاالت لدعم التعليم والتعلم‪� .‬إذ ميكن االعتماد عليها يف توفري �إحدى امل�صادر املهمة‬ ‫يف تعزي���ز التعل���م و�إثرائه �شريطة �أن تك���ون م�صممة بعناية و�أن تدار تلك البني���ة بكفاءة ومهنية‪ .‬وينبغي �أن تراعي تل���ك التقنيات التطورات‬ ‫املت�سارع���ة‪ .‬فق���د �أ�ضحت تقنية االت�صاالت واملعلومات ت�ؤثر ب�صورة كبرية على التط���ور االقت�صادي واالجتماعي يف اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫وم���ن نتائ���ج ذلك‪ ،‬ن�شوء مه���ارات تقنية‪ ،‬تفر�ض على املدر�س���ة �أن متكن املتعلمني من تعريفه���م ب�أحدث و�سائل التقني���ة‪ ،‬و�أن تطور مهاراتهم‬ ‫التقنية‪.‬‬ ‫ولتحقي���ق ذل���ك‪ ،‬يقوم مدير املدر�سة بعمل قيادي لتفعيل تقنية املعلومات واالت�ص���االت يف املدر�سة‪ ،‬ويعمل مع من�سوبي املدر�سة على تطوير‬ ‫ر�ؤي���ة وا�ضح���ة لتوظيف تقنية املعلومات واالت�صاالت‪ ،‬ويت�أكد م���ن �أن هذه التقنية هي �أداة رئي�سة للتعليم والتعل���م‪ ،‬وتطوير �إنتاج املعرفة لدى‬ ‫املتعلمني‪ .‬وترتكز املكونات الأ�سا�سية لنظام املحتوى والبيانات على بنية �أ�سا�سية موثقة و�آمنة وتفي بالغر�ض ‪.‬‬ ‫ومتث���ل البني���ة التحتية لتقنية املعلومات واالت�ص���االت يف املدر�سة و�إدارة الرتبي���ة والتعليم وجهاز الوزارة �شرط ًا �أ�سا�سي��� ًا لتطوير العمليات‬ ‫املدر�سي���ة وجتوي���د نتائجها‪ .‬فه���ذه البنية‬ ‫تدع���م عملي���ات التعليم والتعل���م والتطوير‬ ‫املهن���ي و�إدارة املعرف���ة والتوا�ص���ل والإدارة‪.‬‬ ‫ومتت���از البني���ة ب�أنه���ا ذات كف���اءة وم�صممة‬ ‫بعناي���ة وت���دار بفعالي���ة‪ .‬ويتم توف�ي�ر الإنرتنت‬ ‫الآم���ن جلمي���ع املدار����س م���ع �سرع���ة ات�ص���ال‬ ‫منا�سبة‪ .‬كما تتم العناية باختيار �أجهزة احلا�سب‬ ‫الآيل وفق معاي�ي�ر منا�سبة‪ ،‬وتكون مالئمة للغر�ض‬ ‫وفعال���ة‪ .‬وتلب���ي احتياج���ات جميع املدار����س باحلد‬ ‫الأدنى من توفري �أجهزة حوا�سب �آلية حمدودة‪ ،‬متكن‬ ‫م���ن اال�ستف���ادة م���ن امل�ص���ادر املعرفي���ة يف الإنرتنت‪،‬‬ ‫وت�ساع���د عل���ى تنمية التفاع���ل بني املتعلم�ي�ن‪ ،‬مع توفري‬ ‫احلماية املنا�سة‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪71‬‬


‫وتت�ألف البنية الأ�سا�سية من ثالث عنا�صر حمورية هي‪:‬‬

‫‪ -‬املحتوى‬

‫ت�ؤم���ن للمدار����س برجمي���ات ذات ج���ودة‬ ‫عالي���ة وخدم���ات و�أدوات وم�ص���ادر لتقني���ة‬ ‫املعلوم���ات واالت�صاالت‪ .‬كم���ا ت�صمم برامج‬ ‫تطوي���ر مهن���ي ع���ايل اجل���ودة للمديري���ن‬ ‫واملعلم�ي�ن للت�أك���د من ا�ستمراري���ة تزويدهم‬ ‫باملهارات واملعارف العلمية والرتبوية‪ .‬ويوفر‬ ‫املحت���وى الرقم���ي يف جم���االت معين���ة ذات‬ ‫�أولوية يف املنهج لت�سهيل التعلم‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪ -‬امل�شاركة‬

‫تكمن وظيفة تقنية املعلومات واالت�صاالت‬ ‫يف �أنها ت�سه���ل العمل والتعاون وامل�شاركة بني‬ ‫الأف���راد واملدار�س يف النظ���ام التعليمي على‬ ‫جميع امل�ستويات‪ ،‬ال �سيما دعم املتعلمني ذوي‬ ‫امل�ست���وى الدرا�س���ي ال�ضعي���ف‪� .‬إذ ت�ستخدم‬ ‫تقنية املعلومات واالت�صاالت من �أجل حت�سني‬ ‫التوا�صل بني عنا�صر النظام التعليمي بحيث‬ ‫تتوا�صل وزارة الرتبية والتعليم واملدار�س مع‬ ‫بع�ضها البع�ض وم���ع املتعلمني و�أولياء الأمور‬ ‫م���ن خ�ل�ال تقني���ة املعلوم���ات واالت�صاالت‪.‬‬ ‫ولتحقي���ق ذل���ك مت ّك���ن البواب���ة التعليمي���ة‬ ‫من�سوب���ي املدر�س���ة ومتعلميها م���ن التوا�صل‬ ‫وا�ستف���ادة بع�ضه���م م���ن جت���ارب الآخرين‪،‬‬ ‫وذلك لبناء املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪.‬‬

‫‪ -‬البيانات‬

‫تتي���ح تقنية املعلوم���ات واالت�صاالت تبادل‬ ‫املعلوم���ات والبيان���ات على جمي���ع م�ستويات‬ ‫وزارة الرتبية والتعليم و�إداراتها ومدار�سها‪.‬‬ ‫ويعمل���ون مع��� ًا ل�ضم���ان توف���ر كل املعلومات‬ ‫املتعلق���ة باملتعلمني (مب���ا يف ذلك حت�صيلهم‬ ‫العلم���ي) له���م ولأولياء �أموره���م ومعلميهم‪,‬‬ ‫وه���ذا ي�سه���ل عل���ى جمي���ع املعني�ي�ن اتخ���اذ‬ ‫ق���رارات ر�شي���دة تبنى على بيان���ات حقيقية‬ ‫�س���واء �أكان���ت واردة م���ن املدر�س���ة �أم �إدارة‬ ‫الرتبية والتعلي���م �أو ال���وزارة‪ .‬وتعتمد عملية‬ ‫زيادة فعالي���ة املدر�سة ودع���م املتعلمني على‬ ‫ا�ستخدام البيانات يف اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪73‬‬


‫التوجيه‬ ‫واإلرشاد‬

‫و�س���وف تراعي برامج التوجي���ه والإر�شاد االحتياجات واالهتمام���ات املتنوعة جلميع املتعلمني‪ .‬وتزويدهم بغ����ض النظر عن احتياجاتهم‬ ‫العاطفي���ة والبدني���ة والعقلية بربام���ج وقائية و�أن�شطة علمية تثري التحدي لديهم‪ .‬وتعمل املدر�سة عل���ى م�ساعدة املتعلمني كي يتغلبوا على �أي‬ ‫عائ���ق حمتم���ل يف م�سريتهم العلمي���ة‪ ،‬وتوفري كافة الدعم الذي يحتاجون���ه‪ ،‬كل ذلك يتم يف بيئة �آمنة ي�شارك فيه���ا كافة من�سوبي املدر�سة‪،‬‬ ‫كم���ا يتعلم الط�ل�اب كيفية البقاء �آمنني‪ ،‬مبا يف ذلك تب�صريه���م ب�أ�ساليب احلماية خالل الت�صفح الإلكرتوين‪ .‬كم���ا تعزز املدر�سة الرعاية‬ ‫ال�صحية والروحية والعقلية والعاطفية للمتعلمني‪ .‬وت�شجع ال�شباب من الطالب على االنخراط يف املجتمع وتزويدهم بالفر�ص للقيام بذلك‪،‬‬ ‫�إذ يح�صل جميع املتعلمني على فر�ص مت�ساوية لتعليم متميز ودعم عايل اجلودة على جميع امل�ستويات‪،‬‬ ‫وتق���وم املدر�سة بوظيفته���ا يف بناء نظام �سلوكي و�إدارته ب�صورة علمي���ة‪ ،‬فبدون النظام وال�سلوك الإيجابي ال تت���م عمليتا التعليم والتعلم‬ ‫الفع���ال يف داخ���ل ال�صفوف الدرا�سية‪ .‬وتق���ع م�س�ؤولية تطبيق �أنظمة املدر�س���ة والقوانني واملكاف�آت والعقوبات على جمي���ع من�سوبي املدر�سة‬ ‫وي�شارك يف ذلك �أولياء الأمور واملجتمع‪.‬‬ ‫املوجهات ‪:‬‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• توفري خدمات التوجيه والإر�شاد واال�ست�شارة جلميع املتعلمني عند احلاجة‪.‬‬ ‫• �إتاحة الفر�ص جلميع املتعلمني لتطوير مهاراتهم احلياتية من خالل امل�شاركة يف جمموعة من الن�شاطات االجتماعية‪.‬‬ ‫• تزويد جميع املتعلمني باملعلومات والتوجيهات التي ت�ساعدهم على اختيار التخ�ص�صات الدرا�سية والوظائف‪.‬‬

‫• بناء نظام وا�ضح للمكاف�آت والعقوبات‪.‬‬ ‫• �إدارة ال�سلوك م�س�ؤولية اجلميع يف املدر�سة‪.‬‬ ‫• يكون للمدر�سة الئحة حديثة لقواعد ال�سلوك يلتزم بها جميع املتعلمني‪.‬‬ ‫• غر�س مفهوم حتمل م�س�ؤولية ال�سلوك‪ ،‬وت�أثري ذلك �إيجاب ًا �أو �سلب ًا على �سلوكيات الآخرين‪.‬‬

‫يعتم���د جن���اح عمليتي التعليم والتعلم وحتقق �أهدافها على م�ستوى جودة التوجي���ه والإر�شاد يف املدر�سة‪ ،‬وذلك لأهميته يف حتقيق �أق�صى‬ ‫ق���در م���ن فعالية التعلم من خالل حتديد احتياج���ات املتعلمني وبناء خططهم التعلم ّي���ة و�إبراز خياراتهم امل�ستقبلي���ة يف �ضوء ا�ستعداداتهم‬ ‫وطموحاتهم‪ .‬ولذا‪ ،‬ف�إن �إر�شاد املتعلمني مكون �أ�سا�سي يف منوذج تطوير املدار�س كونه داعم ًا لعملية التعلم‪ ،‬ويجعل املتعلم �أكرث وعي ًا بجوانب‬ ‫قوته ومواطن �ضعفه‪ ،‬وبالتايل يتمكن من حتديد احتياجاته واتخاذ قرارات ر�شيدة بني اخليارات التي �أمامه‪.‬‬ ‫ويه���دف من���وذج تطوير املدار����س �إلى تهيئة املدار�س كي تك���ون مكان ًا منا�سب ًا لتعلي���م املتعلمني ودعمهم وتربيته���م وم�ساعدتهم على حتقيق‬ ‫م�ستوي���ات حت�صيلي���ة عالي���ة يف بيئة �آمن���ة وداعمة ت�ساعده���م يف البقاء �صحيني و�آمن�ي�ن كي ي�صبح���وا �أع�ضا ًء فعال�ي�ن يف املجتمع ومواطنني‬ ‫م�س�ؤول�ي�ن‪ .‬ويع���د التوجي���ه والإر�شاد مرتكز ًا مهم��� ًا يف توفري التوجيه والدعم للمتعلم�ي�ن مل�ساعدتهم يف معرفة اخلي���ارات الدرا�سية والوظائف‬ ‫املنا�سبة لتطلعاتهم‪ ،‬ور�سم خطواتهم امل�ستقبلية القادمة‪ ،‬وتب�صريهم باملعارف واملهارات التي �ستمكنهم من �إيجاد خيارات متعددة يف احلياة‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪75‬‬


‫سمات التوجيه واإلرشاد‬

‫�شمو ٌّ‬ ‫يل‪:‬‬

‫يرك���ز الإر�شاد على بناء �أوجه �شخ�صية املتعل���م ب�صورة متكاملة‪ ،‬ومبا‬ ‫يحق���ق الكفايات املح���ددة‪ .‬ف�إلى جان���ب االهتمام مبدى التق���دم املعريف‪،‬‬ ‫�سي�شم���ل �أي�ض��� ًا اجلان���ب العاطف���ي واالجتماع���ي وبن���اء وحتقي���ق الذات‬ ‫والتوا�صل مع الآخرين‪.‬‬

‫م�ستم ٌّر‪:‬‬

‫ل���ن يقدم الإر�شاد عل���ى �أنه ردة فعل‬ ‫�أو ل���ذوي االحتي���اج الظاه���ر والآين؛‬ ‫ب���ل ي�سته���دف كل املتعلم�ي�ن مبختل���ف‬ ‫م�ستوياته���م‪� ،‬إذ �ستبنى خطط �إر�شادية‬ ‫للمتعلم�ي�ن تبد�أ من دخوله���م املدر�سة‪.‬‬ ‫وت�ضم���ن تلك اخلط���ط �أهداف ًا ق�صرية‬ ‫�ضم���ن ر�ؤى طويلة امل���دى‪ .‬وتخ�ضع تلك‬ ‫اخلط���ط للمراجع���ة والتجدي���د ح�سب‬ ‫التقدم والتطور الذي يظهره املتعلم‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫علمي‪:‬‬ ‫ٌّ‬

‫يتبن���ى التوجي���ه والإر�ش���اد اختب���ارات مقننة‬ ‫وعلمي���ة و�آمن���ة ومكيف���ة حملي���ا ال�ستك�ش���اف‬ ‫ا�ستع���دادات املتعلم�ي�ن وميوله���م وال�صعوب���ات‬ ‫املتوقع���ة واخلي���ارات املنا�سب���ة له���م يف م�ستقبل‬ ‫حياتهم‪ .‬وينبغي النظر �إلى نتائج تلك االختبارات‬ ‫يف �ض���وء �شخ�صية املتعلم وال�سي���اق الذي يعي�شه‬ ‫ولي�س���ت نتائج كمية م�ستقلة‪ .‬كما نذ ّكر ب�أن نتائج‬ ‫تل���ك االختبارات ه���ي م�ؤ�ش���رات وموجهات �أكرث‬ ‫من كونها نتائج حا�سم���ة �أو ت�ستخدم لت�صنيفات‬ ‫غري عادلة‪.‬‬

‫مرتبط بالتعلم‪:‬‬

‫ترتبط عمليات الإر�شاد بتعلم الطالب وحتقيقهم للكفايات املختلفة‪ .‬ويبد�أ ذلك‬ ‫من حتدي���د ا�ستعدادات املتعلمني وقدراتهم والأهداف الت���ي ميكن �أن ي�صلوا �إليها‬ ‫وفق ًا لفروقهم الفردية و�إمكاناتهم ال�شخ�صية‪.‬‬

‫متمايزٌ‪:‬‬

‫تختلف قدرات املتعلمني وتتفاوت �أهدافهم‪ ،‬لذا كان من املهم ا�ستجابة التوجيه‬ ‫متمايز ح�س���ب احتياجات املتعلم�ي�ن ال�شخ�صية‬ ‫إر�ش���اد‬ ‫والإر�ش���اد لذل���ك‪ ،‬وتقدمي � ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والتعلم ّية‪.‬‬

‫جماعي‪:‬‬ ‫ٌّ‬

‫ي�ؤث���ر يف تعل���م الطالب ع���دة �أ�شخا�ص‪ .‬عل���ى ر�أ�سهم املتعل���م نف�سه وكذلك‬ ‫معلم���وه ووالداه وعائلت���ه‪ .‬ويعول منوذج تطوير املدار�س عل���ى �أن ي�شارك جميع‬ ‫ه����ؤالء يف عمليات التوجيه والإر�ش���اد‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى النهج املحوري الذي يقوم‬ ‫ب���ه املر�شد املدر�سي ب�صفته موجه ًا ومن�سق ًا ومتابع ًا ومقدم ًا للن�صائح وامل�شورة‬ ‫جلميع املعنيني‪ .‬ون�ؤكد �أن للمعلم وللوالدين �أدوار ًا خمتلفة يف حتفيز املتعلم يف‬ ‫عمليات التعلم واال�ستعداد له‪.‬‬

‫متنو ٌع‪:‬‬

‫تتن���وع �إ�سرتاتيجي���ات التوجيه والإر�شاد‬ ‫لتكون فردي���ة �أو جماعية ح�س���ب الأهداف‬ ‫املطل���وب حتقيقه���ا‪ ،‬وتلب���ي احتياج���ات‬ ‫املوهوب�ي�ن وم���ن لديه���م �صعوب���ات تعل���م‪.‬‬ ‫وت�شم���ل �إ�سرتاتيجيات���ه ذوي التح�صي���ل‬ ‫العايل و�أولئك املتعرثين درا�سي ًا‪.‬‬

‫متطلبات التوجيه واإلرشاد‬

‫يتطل���ب �إ�ش���راك املعلمني و�أولي���اء الأمور امل�ستهدفني �إعداد برامج تهيئ���ة تتناول تثقيفهم تربوي ًا يف جماالت معين���ة‪ ،‬وذلك لتطوير �أدائهم‬ ‫حمدود يف‬ ‫بغر�ض توظيف مهامهم ب�صورة �إيجابية‪ .‬كما نتوقع �أن يكون التوا�صل مع �أولياء الأمور �أو املهتمني بتوجيه الطالب و�إر�شادهم غري‬ ‫ٍ‬ ‫اللقاءات املبا�شرة ليتجاوز ذلك �إلى ا�ستثمار تقنيات االت�صال لإحاطتهم مب�ستوى املتعلم وتقدمه وطبيعة القرارات املنا�سبة‪.‬‬ ‫ويتطل���ب تقدم الإر�شاد الفاعل بناء وتبني وتكييف ع���دد كبري من الأدوات واالختبارات وتدريب الهيئة املدر�سية على ا�ستخدامها وحتليلها‬ ‫وكيفية الإفادة من نتائجها‪ .‬و�ستكون تلك الأدوات متوفرة من خالل بيئات تقنية ت�س ّهل تقدميها وحتليلها والتوا�صل فيما ت�ضمنته نتائجها‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬ف�إن منوذج تطوير املدار�س يعمل على تهيئة بيئة تعليمية مربية تت�سم بالآتي‪:‬‬ ‫▪ ▪تبن���ي ر�ؤي���ة م�شرتكة وقوانني لل�سل���وك متفق عليها ب�ي�ن جميع من�سوبي اهتمام ًا خا�ص ًا‪ ،‬وحتتف���ي ب�إجنازاتهم‪ ،‬ومتكنهم من حتقيق �أهدافهم‪،‬‬ ‫املدر�س���ة‪ ،‬ويك���ون هن���اك تركيز عل���ى كيفية ت�أث�ي�ر ذلك عل���ى التعليم وتهتم مب�شاكله���م وهذا ي�شجعهم على امل�شارك���ة يف قرارات ون�شاطات‬ ‫املدر�سة‪.‬‬ ‫والتعلم‪.‬‬ ‫▪ ▪حتل���ي جميع املتعلمني واملعلمني ومن�سوبي املدر�سة بالأخالق الإ�سالمية ▪ ▪متك�ي�ن املتعلم�ي�ن ودعمه���م ليتعلم���وا �ضبط النف����س وحتم���ل م�س�ؤولية‬ ‫�سلوكياتهم‪.‬‬ ‫احلميدة وال�سلوك احل�سن يف جميع الأوقات يف املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪يع���د املتعلم���ون هم املهم���ة الأ�سا�سي���ة للمدر�س���ة‪ ،‬ومتنحه���م املدر�سة‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪77‬‬


‫تعليم ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة‬ ‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• بناء منهج �شامل ومنا�سب ويتحدى قدرات املتعلمني‪ ،‬وي�صنف علمي ًا يف املناهج ويف عمليات التقومي املدر�سي ب�أنه‬ ‫منهج ذوي االحتياجات اخلا�صة‪.‬‬ ‫• يلبي املنهج وم�صادر التعلم االحتياجات اخلا�صة للمتعلمني لتحقيق �أكرب قدر من التطور والنمو‪.‬‬ ‫• ت�أمني جميع متطلبات ذوي االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬والتخطيط لها مبا يلبي مطالب واحتياجات جميع املتعلمني‬ ‫اجلهات املتخ�ص�صة لإعداد منهج خا�ص بكل متعلم‪.‬‬ ‫املختلفة واملتنوعة‪ ،‬والعمل جنب ًا �إلى جنب مع الأ�سر ومع‬ ‫ٍ‬ ‫• توفري عدد من املعلمني املتخ�ص�صني يف ال�صف ‪ -‬عند احلاجة – والعمل مع ًا ل�ضمان دعم املتعلمني ذوي‬ ‫االحتياجات اخلا�صة وت�شجيعهم للتغلب على العوائق التي يواجهونها �أثناء عملية التعلم‪.‬‬ ‫• تقدم عمليات التقومي البيانات واملعلومات للمعلمني عن امل�ستوى التعليمي الذي و�صل �إليه املتعلمون‪ ،‬لو�ضع‬ ‫اخلطوات الالحقة لتحقيق التقدم املطلوب‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ي���ويل من���وذج تطوير املدار�س اهتمام ًا كبريا بذوي االحتياج���ات اخلا�صة من خالل ت�أمني جميع املتطلب���ات التعليمية والرتبوية لهذه الفئة‬ ‫يف املدار����س‪� ،‬إذ �سيت���م بناء مناهج خا�ص���ة تلبي احتياجات املتعلمني وتتفق مع قدراتهم يف التعلم وتتالءم م���ع حاالتهم املر�ضية �سوا ًء �أكانت‬ ‫إعاقات ج�سدي���ة �أم فكرية‪ .‬ويقوم على تدري�س‬ ‫�صعوب���ات يف الق���راءة �أم يف امل�سائ���ل احل�سابية �أم كانوا م�صاب�ي�ن بالتوحد �أم كانوا م�صابني ب� ٍ‬ ‫ه���ذه املناهج معلمون معدون له���ذا الغر�ض‪ ،‬و�سيتم حتديد املتعلمني امل�صنفني على �أنهم ذوو احتياجات خا�صة وفق الأ�ساليب العلمية بغر�ض‬ ‫التعامل مع احتياجاتهم ب�صورة تربوية‪ ،‬ويطبق هذا على جميع ذوي االحتياجات اخلا�صة يف كل املراحل‪ ،‬ولن يتم تطبيق االختبارات الوطنية‬ ‫عليهم خل�صو�صية هذه الفئة‪.‬‬ ‫وتعم���ل املدر�س���ة على توفري الدعم �أثناء �إدارة �سلوكيات املتعلمني وتزويدهم مبه���ارات التوا�صل‪ .‬وت�ؤدي املدر�سة دور ًا رئي�س ًا يف ت�أمني مواد‬ ‫وم�صادر التعليم املتنوعة �سواء �أكانت عملية �أم ب�صرية �أم �سمعية �أم حركية وفق حاجات املتعلمني ذوي االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬وتكييف البيئة‬ ‫التعليمية كلما �أمكن ذلك‪.‬‬ ‫ومن املهم �أن يقوم املعلمون مب�ساعدة املتعلمني و�أن يحددوا يف بداية كل �سنة درا�سية م�ستوياتهم الأ�سا�سية حيث �سي�ستخدمون طرق تقومي‬ ‫منا�سبة تت�صف ب�أنها‪:‬‬ ‫▪ ▪مبنية على �أ�س�س وطنية وعلى معايري مرتبطة مبرحلة تطورهم ومنوهم‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�ستخدم عمليات التقومي يف معرفة ما يعرفه املتعلم وما يفعله وما يفهمه ب�صورة تقريبية للمعايري الوطنية للمواد الدرا�سية‪.‬‬ ‫▪ ▪ذات عالقة بحاجات املتعلمني التعليمية املختلفة ومهاراتهم التوا�صلية‪.‬‬ ‫▪ ▪توفر الدعم العملي للمتعلمني عند احلاجة �إلى ذلك‪.‬‬ ‫وتعم���ل املدر�س���ة على تطبيق خط���ط تعليمية على املتعلمني تكون حم���ورا للنقا�ش يف االجتماع���ات مع �أولياء الأمور وم���ع اجلهات الداعمة‬ ‫الأخ���رى‪ ،‬حيث تنتهي تلك اخلطط ببن���اء برنامج تعليمي وفق �أهداف تتفق مع احتياجات املتعلمني‪ .‬وتو�ضح اخلطة ال�صعوبات التي يواجهها‬ ‫املتعلم���ون وكيفي���ة التغلب على مثل هذه امل�شاكل ونوعية امل�صادر والدعم ال�ل�ازم‪ ،‬مع مالحظة �أن املعلمني يقومون مبراجعة اخلطة كل ف�صل‬ ‫درا�س���ي م���ع �أولياء الأمور واجله���ات املخت�صة املعنية بالإ�ضافة �إلى مناق�ش���ة نتائجها معهم‪ ،‬مما ي�ضمن للمتعلمني تلق���ي كل الدعم والتعليم‬ ‫الالزمني لتحقيق التقدم امللمو�س للو�صول �إلى الأهداف املرجوة‪.‬‬ ‫وتقوم املدر�سة بتطوير املنهج بتوفري الفر�ص واملوارد التعليمية لكل املتعلمني من �أجل التغلب على جميع امل�صاعب الدرا�سية وحتقيق التقدم‬ ‫انطالق��� ًا م���ن م�ستوياتهم يف بداية الربنامج التعليمي‪ .‬ويتم تطبيق املنهج وتعديل���ه ب�شكل م�ستمر للتما�شي مع حاجات املتعلمني املختلفة‪ ،‬كما‬ ‫حتت���وي الف�ص���ول الدرا�سية على جميع امل���وارد الالزمة لدعم عملية التعليم والتعل���م مثل توفري م�ساحات تعليمية �إ�ضافي���ة تتما�شى مع و�ضع‬ ‫املتعلمني‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪79‬‬


‫ويتن���اول املنه���ج ن�سبة كبرية من املو�ضوع���ات التي تتناولها مناهج الطالب العادي�ي�ن‪ ،‬لكن تعدله املدر�سة بطريق��� ٍة تتوافق مع و�ضع ذوي‬ ‫االحتياج ��ات اخلا�ص ��ة‪ ،‬مثا ٌل على ذلك توفري م ��واد ولوحات كبرية مطبوعة بخطوط ب ��ارزة لتو�صيل املعلومات بكل ي�س ��ر �إذا كان املتعلمون‬ ‫م���ن ذوي الإعاق���ة الب�صرية‪� ،‬أو عن طريق توف�ي�ر �أدوات عملية ملادة الريا�ضيات وكتب منهجية مي�سرة‪ .‬وق���د يحتاج املتعلمون ذوو الإعاقات‬ ‫اجل�سدية امل�ساعدة للتنقل يف املدر�سة‪� ،‬أو قد ت�ستدعي احلاجة ت�أمني بع�ض الأدوات اخلا�صة بذوي الإعاقات الب�صرية �أو ال�سمعية‪.‬‬ ‫كما تعمل املدار�س على بناء عالقة �شراكة بينها وبني �أ�سر املتعلمني ذوي االحتياجات اخلا�صة وبينها وبني امل�ؤ�س�سات احلكومية وم�ؤ�س�سات‬ ‫بدعم وم�صاد َر �إ�ضافية‪ ،‬فعلى �سبيل املثال ميكن للمدر�سة �أن‬ ‫القط���اع اخلا����ص‪ ،‬مما يتيح للمدر�سة فر�صة تزويد ذوي االحتياجات اخلا�صة ٍ‬ ‫تتع���اون م���ع امل�ؤ�س�س���ات ال�صحية على توفري الدع���م ال�صحي والطبي‪ ،‬والإ�سهام يف �إث���راء املنهج والتعاون مع الأ�سرة‪ ،‬كم���ا �أن العالقات مع‬ ‫ال�ش���ركات ق���د ت�سهم يف توفري فر����ص وظيفية يف امل�ستقبل للمتعلمني من ذوي االحتياجات اخلا�ص���ة‪� ،‬أو �أن تكون راعي ًا ر�سمي ًا للمدر�سة مما‬ ‫يزودها مب�صاد َر تعليمي ٍة متخ�ص�صة‪.‬‬

‫األسرة‬ ‫والمجتمع المحلي‬

‫الموهوبون والمبدعون‬

‫حتدد املدر�سة املتعلمني املوهوبني واملبدعني‪ ،‬وت�ضع منهج ًا خا�ص ًا بهم من خالل املناهج الإ�ضافية والن�شاطات الرثية بعد الدوام الدرا�سي‪،‬‬ ‫ويت���م الرتتي���ب لذلك �إم���ا يف املدر�سة �أو يف الق�سم املخت����ص يف �إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬كما تن�سق املدر�سة الرتتيب���ات و�إمكانية الو�صول �إلى‬ ‫املواقع ذات العالقة بتنمية مواهب املتعلمني‪ .‬وعموم ًا ميكن �أن يلبي املنهج احتياجات املوهوبني واملبدعني من خالل‪:‬‬ ‫▪ ▪حتديد املوهوبني واملبدعني من خالل التقومي املنهجي‪ ،‬وكذلك من خالل الك�شف عنهم عرب تعري�ضهم ملواقف يتيحها املعلمون ليتمكن‬ ‫املتعلمون من �إظهار �إمكانياتهم‪.‬‬ ‫▪ ▪توف�ي�ر منهج وم���وارد مت ّكن املتعلمني من التفوق‪ ،‬ويكون املنه���ج مت�سق ًا مع ال�سيا�سات واملعايري الوطنية م���ع توفري الدعم والتوجيه من‬ ‫�إدارة الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫▪ ▪توف�ي�ر الفر����ص ب�شكل دوري لتقدمي ن�شاطات �إثرائية يف املواد الدرا�سية‪ ،‬حيث تتيح ه���ذه القنوات للمبدعني واملوهوبني متابعة تعلمهم‬ ‫ب�صورة فردية لالرتقاء يف حت�صيل املادة الدرا�سية‪.‬‬ ‫▪ ▪توف�ي�ر الفر����ص للمتعلمني للبحث امل�ستقل واال�ستمتاع بالتعلم و�إظهار مهاراتهم والقيام بالتجارب خارج �إطار الف�صل املدر�سي‪ ،‬وميكن‬ ‫�أن يت���م ذلك من خ�ل�ال الن�شاطات الال�صفية‪ .‬وتقرر املدر�سة فر�ص تنمية املواهب للمتعلم�ي�ن لديها �أو من خالل مدر�سة �أخرى تتمتع‬ ‫بقدرات يف هذا املجال‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�أ�سي����س عالق���ات �شراكة مع الأ�سر وامل�ؤ�س�سات احلكومية وم�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص مم���ا مي ِّكن املدر�سة من توفري الفر�ص للمتعلمني‬ ‫ودعم تعليمهم من خالل الن�شاطات خارج املدر�سة‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• �أن يكون للأ�سرة دور رئي�س يف تعليم �أبنائهم من خالل • تعزيز التعلم الدائم وا�ستفادة املجتمع املحلي من‬ ‫مرافق املدر�سة وم�صادرها‪.‬‬ ‫دعم عمليات التعليم يف املنزل‪.‬‬ ‫• التوا�صل الفعال مع �أولياء الأمور من خالل ا�ستخدام • م�شاركة �أع�ضاء املجتمع بفعالية يف �أن�شطة املدر�سة‬ ‫تقنية االت�صاالت واملعلومات‪.‬‬ ‫ي���درك من���وذج تطوير املدار����س �أن املتعلمني ال يتعلم���ون يف املدر�سة فح�سب‪ ،‬بل جتاوز ذل���ك �إلى التعلم يف املن���زل وامل�ؤ�س�سات املجتمعية‬ ‫الأخرى خارج حميط املدر�سة‪.‬‬ ‫وتدعم املدر�سة املتعلمني بفئاتهم العمرية املختلفة لكي يكونوا مواطنني فعالني وم�س�ؤولني‪ ،‬وتعمل املدر�سة على تنمية �شعورهم بامل�س�ؤولية‬ ‫وت�شكي���ل دوره���م يف املجتمع وجعلهم فخوري���ن مبعتقدهم ووطنهم وقيمه���م وعاداتهم ومقدري���ن لثقافتهم و�إرثهم التاريخ���ي‪ .‬وت�ساعدهم‬ ‫املدر�س���ة يف فه���م امل�س�ؤوليات املرتتبة على كونهم جزء ًا من الأ�سرة واملجتمع املحلي‪� ،‬إذ متكنهم من تنمية هذه القيم من خالل جت�سيدها يف‬ ‫العمل مع املجتمع املحلي‪.‬‬ ‫و�أداء ه���ذا ال���دور يتطل���ب من املدار����س التوا�صل الفعال مع جمي���ع ال�شركاء خا�ص���ة املتعلمني و�أولي���اء الأمور‪ ،‬بغر�ض �إقام���ة �سل�سلة من‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪81‬‬


‫النقا�شات الدورية للت�أكد من �أنهم يتابعون تطور �أبنائهم ويدعمون �أوجه منوهم املختلفة‪ .‬وت�سعى املدر�سة �إلى بناء جمموعة من ال�شراكات‬ ‫م���ع املدار�س الأخ���رى وامل�ؤ�س�سات احلكومية وم�ؤ�س�سات القط���اع اخلا�ص‪ ،‬وت�ستخدم هذه ال�شراكات والروابط لدع���م التعلم لي�س للمتعلمني‬ ‫فق���ط بل وت�شجيعه لعائالتهم و�أع�ضاء املجتمع الآخرين‪ ،‬كي تك���ون املدر�سة مركز �إ�شعاع يف املجتمع املحلي‪ّ ،‬‬ ‫وت�سخر م�صادرها للجميع وفق‬ ‫�آليات منا�سبة‪ ،‬لت�صبح مركز تعلم للمجتمع املحلي‪.‬‬

‫القيادة‬ ‫التربوية‬

‫املوجهات‪:‬‬

‫▪ ▪�ض���رورة بن���اء �إ�سرتاتيجي���ة للتعاون ب�ي�ن املدر�س���ة والأ�سرة بناء ال�شراكات مع الأ�سرة وم�ؤ�س�سات املجتمع‪.‬‬ ‫واملجتمع‪.‬‬ ‫▪ ▪نفيذ م�شروعات تطويرية تعاوني���ة بني املدر�سة وال�شركاء يف‬ ‫▪ ▪�إعداد برامج تطوير مهني ملن�سوبي املدر�سة الكت�ساب مهارات املجتمع‪.‬‬

‫�إن منوذج تطوير املدار�س يعمل على تفعيل م�س�ؤولية الأ�سرة واملجتمع املحلي يف العملية التعليمية التعلم ّية ببناء عالقات م�شرتكة من خالل‪:‬‬ ‫ ال�شراكة‬‫▪ ▪ت�ؤ�س����س املدر�س���ة روابط م���ع امل�ؤ�س�سات احلكومي���ة وم�ؤ�س�سات‬

‫القطاع اخلا�ص‪.‬‬ ‫▪ ▪ي�ستفي���د �أولي���اء الأم���ور و�أف���راد املجتم���ع من مراف���ق املدر�سة‬

‫والتجهيزات وفق �آلية حمددة‪.‬‬ ‫▪ ▪�إتاحة الفر�ص لأولياء الأمور وغريهم من �أفراد املجتمع املحلي‬ ‫لتطوير مهاراتهم الرتبوية‪.‬‬

‫‪ -‬االت�صاالت‬

‫▪ ▪يتوا�صل املتعلمون و�أ�سره���م واملدر�سة من خالل حوارات جادة‬ ‫ب�شكل دوري‪.‬‬ ‫▪ ▪تت�أك���د املدر�س���ة من �أن �أولي���اء الأمور مت تبليغه���م عن فعاليات‬ ‫ خدمة املجتمع‬‫▪ ▪ت�شجي���ع املتعلم�ي�ن واملعلم�ي�ن على تطوي���ر م�شروع���ات خلدمة‬

‫املجتمع وتكون �أداة لتطبيق ما تعلموه‪.‬‬ ‫▪ ▪تعمل املدر�سة مع املجتمع لتطوير الوعي املجتمعي لدى املتعلمني‬ ‫و�إك�سابهم املهارات احلياتية‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫املدر�سة وت�شجيعهم على امل�شاركة فيها‪.‬‬ ‫▪ ▪توظي���ف تقنية املعلومات واالت�صاالت ب�شكل فعال للت�أكد من �أن‬ ‫املتعلمني و�أولياء �أمورهم ميكنهم االطالع على �أدائهم‪.‬‬ ‫▪ ▪تعمل املدر�سة واملجتمع مع ًا من �أجل حت�سني وعي �أبناء املجتمع‬ ‫يف ق�ضايا مثل ال�صحة والنظافة والبيئة‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�شجع املدر�سة املتعلمني على مفهوم العمل التطوعي وجماالته‪.‬‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• �أن يكون للقيادة الرتبوية دور رئي�س يف بناء ر�ؤية تركز على • توظيف مهارات االت�صال مع جميع العنا�صر التعليمية‪.‬‬ ‫• تهيئة بيئة ت�شجع على االبتكار والإب���داع وتكر�س ثقافة‬ ‫تعليم الطالب وتعلمهم‪.‬‬ ‫• �أن تقوم القيادة الرتبوية بتطوير عمليات التعليم والتعلم‪ .‬املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪.‬‬ ‫• �أن تقوم القيادة الرتبوية ب�إدارة التغيري وفق منهجية علمية‪.‬‬ ‫تعد القيادة الرتبوية مرتكز ًا رئي�س ًا يف تطبيق منوذج تطوير املدار�س‪� ،‬إذ يتوقف جناح املدار�س يف �أداء ر�سالتها على وجود القيادة امل�ؤثرة‬ ‫الت���ي تدفع الآخرين ب�صورة احرتافي���ة �إلى العمل الناجح‪ ،‬وحتويل املدر�سة �إلى م�ؤ�س�سة متعلمة تت�س���م بثقافة التعاون والت�شارك‪� .‬إن حتقيق‬ ‫هذه الغايات يتوقف على م�ستوى النجاح يف بناء القيادات الرتبوية التي حتتاج �إلى كثري من اجلهود والإمكانات‪.‬‬ ‫�إن القائ���د يف من���وذج تطوي���ر املدار�س �سواء �أكان مدي���ر مدر�سة �أم مدير �إدارة �أم رئي����س ق�سم �أم م�شرف ًا تربوي��� ًا يتميز ببع�ض ال�صفات‬ ‫وميتلك جمموعة من املهارات التي متكنه من �أداء مهمته القيادية‪ ،‬ويعمل القائد على �أداء جمموعة من املهام من �أهمها‪:‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪83‬‬


‫املدر�س���ة‪ ،‬وتعطيهم �شعور ًا �أكرب باالعتزاز املهن���ي والر�ضا الوظيفي‬ ‫• بناء الر�ؤية و�إدارة التغيري ‪:‬‬ ‫يتمي���ز القائد يف من���وذج تطوير املدار�س بالقدرة عل���ى بناء ر�ؤية وت�ساعده���م فـي تقبل القرار وجتعلهم �أكرث تفهم��� ًا له و�أكرث التزام ًا‬ ‫توجه �أداء املعلمني والعامل�ي�ن وتنظم جهودهم وتبث احلما�س فيهم بتحقيقه‪.‬‬ ‫وت�شجع التزامهم وتوجه الطاقات وتر�شد ا�ستخدام املوارد املتاحة‪ • .‬حل امل�شكالت‪:‬‬ ‫يطبق القائد يف منوذج تطوير املدار�س القيادة التعاونية املتمثلة يف‬ ‫• بناء الدافعية‪:‬‬ ‫يهت���م القائ���د ببن���اء الدافعية ل���دى املعلمني‪ ،‬فهي مفت���اح �إطالق �إ�شراك �أفراد املدر�سة فـي حل امل�شكلة‪ ,‬حيث ينمي �إح�سا�سهم بتبني‬ ‫الطاق���ات و�شح���ذ الهم���م داخ���ل املدر�س���ة؛ للتغل���ب عل���ى العقبات احلل���ول التي �شاركوا فـ���ي الو�صول �إليها‪ ,‬كما �أن ه���ذه العملية تنمي‬ ‫وال�صعوب���ات‪ ،‬فبدون الدافعية قد يفقد �أفراد املدر�سة العمل ب�صورة قدرات من�سوبي املدار�س وتطور خرباتهم يف حل هذه امل�شكالت‪.‬‬ ‫جدية نحو حتقيق ر�ؤية املدر�سة‪.‬‬ ‫• االت�صال‪:‬‬ ‫يهت���م القائ���د ببن���اء الدافعية ل���دى املعلمني‪ ،‬فهي مفت���اح �إطالق يطب���ق القائد يف منوذج تطوي���ر املدار�س مه���ارات االت�صال التي‬ ‫الطاق���ات و�شح���ذ الهم���م داخ���ل املدر�س���ة؛ للتغل���ب عل���ى العقبات جتعل م���ن مدر�ست���ه ذات فاعلي���ة يف �أداء املتعلمني‪ ,‬ف���كل العمليات‬ ‫وال�صعوب���ات‪ ،‬فبدون الدافعية قد يفقد �أفراد املدر�سة العمل ب�صورة القيادي���ة والتطويرية من بن���اء ر�ؤية املدر�سة وتوجي���ه عملية التغيري‬ ‫جدية نحو حتقيق ر�ؤية املدر�سة‪.‬‬ ‫وحتفي���ز املعلمني واتخاذ القرار وح���ل امل�شكالت تعتمد على امتالك‬ ‫مهارات االت�صال‪ ،‬والف�شل فـي االت�صال هو �أ�سا�س م�شكالت التنظيم‬ ‫• اتخاذ القرار‪:‬‬ ‫يقوم القائد الرتبوي باتخاذ قدر كبري من القرارات اليومية مابني و�ضعف الأهداف وانخفا�ض الإنتاجية‪.‬‬ ‫قرارات �إجرائية وقرارات �إ�سرتاتيجية‪ ،‬فهي من الأمور الأ�سا�سية يف • بيئة القيادة الفعالة‪:‬‬ ‫عم���ل القائد‪ ،‬وهذه القرارات لها عالق���ة مبا�شرة يف جناح املدر�سة يقوم القائد يف منوذج تطوير املدار�س بتهيئة بيئة حمفزة للإبداع‬ ‫يف �أداء ر�سالتها‪ ،‬وعملية اتخاذ القرار عملية معقدة يقوم بها القائد بتبن���ي مناخ يت���م فيه ت�شجي���ع امل�شاركة والثق���ة املتبادل���ة ومقا�سمة‬ ‫تتطل���ب منه جمع البيانات والت�أم���ل والتحليل الدقيق واختيار البديل امل�س�ؤولي���ة‪ ،‬وينظ���ر القائ���د �إل���ى زمالئه يف ه���ذا املجال عل���ى �أنهم‬ ‫املنا�س���ب‪ .‬وعملية اتخاذ القرار يف منوذج تطوير املدار�س تتم ب�شكل حمرتفون يتعاونون نحو حتقيق �أهداف املدر�سة‪.‬‬ ‫�أ�سه���ل و�أكرث فاعلية عرب �إ�شراك القيادات املدر�سية واملعلمني وحتى‬ ‫املتعلمني‪� ،‬إذ يعمل اجلميع على طرح جمموعة من اخليارات‪ ،‬وتقدمي‬ ‫عدد من وجهات النظر املختلفة التي ترثي هذه العملية‪.‬‬ ‫وه���ذه ال�شراك���ة يف اتخ���اذ القرار حت�س���ن املعنويات ل���دى �أفراد‬

‫‪84‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫القيادة المدرسية ‪:‬‬

‫�إن قيادة املدر�سة املتعلمة يف منوذج تطوير املدر�سة ال تعني القيادة‬ ‫مبفهومه���ا التقليدي و�إمنا تقوم على �سيا�سة التغيري والتطوير‪ ,‬حيث‬ ‫�إن �إدارة التغي�ي�ر تت�ضمن االنتق���ال باملدر�سة من و�ضعها احلايل �إلى‬ ‫و�ضع �آخر مرغوب فيه خالل فرتة انتقالية‪.‬‬ ‫والقيادة املدر�سية يف منوذج تطوير املدر�سة عملية منظمة ت�سعى‬ ‫لتحوي���ل املدر�سة م���ن املفهوم التقليدي �إلى مفه���وم جمتمع املدر�سة‬ ‫املتعلم���ة من خ�ل�ال ر�ؤية ور�سال���ة وقيم و�أه���داف وا�ضحة وم�شرتكة‬ ‫ومعلنة لتوط�ي�ن ركائز هذا املجتمع با�ستخ���دام الأدوات والإمكانات‬ ‫املتاح���ة‪ .‬والقي���ادة املدر�سية تعمل وف���ق �إ�سرتاتيجي���ة تنمية قدرات‬ ‫املعلم�ي�ن للعم���ل كاملجتمع���ات التعلم ّي���ة املهني���ة مما يق���ود املدر�سة‬ ‫لتحقي���ق مفه���وم املدر�س���ة الفاعلة‪ ،‬وم���ا مييز املدر�س���ة املتعلمة عن‬ ‫غريه���ا وج���ود التزام جماع���ي مبب���ادئ �إر�شادية حت���دد بو�ضوح ما‬ ‫يعتقده �أع�ضاء املدر�سة وي�سعون لتحقيقه‪ ،‬وهذه املبادئ ال حتدد من‬ ‫القيادة فقط‪ ،‬بل الأهم �أن تكون متج�سدة يف عقول ووجدان العاملني‬ ‫يف املدر�سة‪ ,‬كما ينبغي �أن تكون هذه القيادة قادرة على تهيئة البيئة‬ ‫املنا�سبة لتعلم �أفراد املدر�سة‪ ،‬وتبني �إ�سرتاتيجيات ت�ضمن ا�ستمرار‬ ‫هذا التعلم وتوظيفها يف �إحداث تعلم حقيقي لدى الطالب ‪.‬‬ ‫�إن املدي���ر يف املدر�سة املتعلمة يف من���وذج تطوير املدر�سة هو قائد‬ ‫ترب���وي وم�ش���رف مقيم ي�ش���رف على جمي���ع �ش�ؤون املدر�س���ة تعليميا‬ ‫وتربويا و�إداري ًا واجتماعيا‪ .‬فمدير املدر�سة يف منوذج تطوير املدار�س‬ ‫تغريت �أدواره ح�سب الآتي‪:‬‬

‫تطوي���ر املدار����س حتولت م���ن الرتكيز على ج���ودة الإج���راءات �إلى‬ ‫جودة النتائ���ج‪ ،‬فمهما كانت �إجراءات التعليم موجودة ومراعية لكل‬ ‫املعايري ولكنها مل حتقق النتيجة املتوخاة منها فال قيمة لها‪ ،‬ولذلك‬ ‫ف�إن التقومي وحتليل نتائج تعلم الطالب ب�شكل دوري وم�ستمر‪ ،‬حمور‬ ‫تعتم���د علي���ه القي���ادة‪ ،‬يف الت�أكد م���ن �إجنازها و�سريه���ا يف االجتاه‬ ‫ال�صحيح‪.‬‬ ‫ولذلك فنمط القي���ادة يف املدر�سة املتعلمة هو النمط املعتمد على‬ ‫النتائج والت���ي ن�سميها «تعلم الطالب»‪ ،‬ولذل���ك فالقائد يف املدر�سة‬ ‫املتعلم���ة يدي���ر التعل���م يف املدر�سة وداخ���ل ال�صف���وف ويتابع طالبه‬ ‫ويت�أك���د من تعلمه���م ويقارنه مبا يج���ب �أن يتعلموه‪ ،‬وبن���اء على تلك‬ ‫النتائج يق ّوم الأداء‪.‬‬ ‫من �إدارة املدر�سة �إىل قيادة املجتمع املدر�سي‪:‬‬

‫يف�ض���ل املتخ�ص�ص���ون ت�سمي���ة املدر�س���ة املتعلمة مبجتم���ع ولي�س‬ ‫م�ؤ�س�سة‪ ،‬وذلك لأن م�صطلح م�ؤ�س�سة يوحي بالنفعية‪ ،‬ولكن م�صلطح‬ ‫جمتم���ع يوحي بالتع���اون والقيم والثقاف���ة القوية‪ ،‬كم���ا �أن م�صطلح‬ ‫جمتم���ع يوحي بنم���ط �إدارة يعتمد عل���ى القيادة والتوجي���ه �أكرث من‬ ‫�إدارة الإج���راءات‪ ،‬وقائد املدر�س���ة ينبغي �أن ي�ستوعب تلك امل�ضامني‬ ‫ويحولها �إلى �سلوكيات وممار�سات فعلية‪.‬‬ ‫من الإدارة �إىل القيادة‪:‬‬

‫�إن من���وذج تطوير املدار�س يقت�ضي �أن يتحول عمل املدير من عمل‬ ‫�إداري �إل���ى عمل قيادي وذل���ك يف ظل ال�صالحيات التي �سوف ت�سند‬ ‫�إلي���ه وامل�س�ؤولي���ات والواجبات الت���ي يقوم بها‪ ،‬مبعن���ى توجه اهتمام‬ ‫من قيادة التعليم �إىل قيادة التعلم‪:‬‬ ‫املدي���ر وحتول عمله م���ن �أداء الأ�شي���اء ب�صورة �صحيح���ة‪� ،‬إلى قائد‬ ‫التعلي ��م و�سيل ��ة ون�ش ��اط لتحقي ��ق التعل ��م‪ ،‬والتعل ��م ه ��و النتيجة ي�ؤدي الأ�شياء ال�صحيحة‪.‬‬ ‫املق�صودة من التعليم ومن وجود املدر�سة عموم ًا‪ .‬والقيادة يف منوذج‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪85‬‬


‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‬ ‫ﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬ ‫ ﻣﺴﺘﻮى وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬‫ ﻣﺴﺘﻮى إدارات اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬‫‪ -‬ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬

‫‪86‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫• �أن ميتلك جهاز الوزارة و�إدارة الرتبية والتعليم واملدر�سة هيك ًال ي�ضع عمليات التعليم والتعلم يف ب�ؤرة االهتمام‪.‬‬ ‫• �أن ت�سود يف املدار�س ثقافة عمل �إيجابية تعتمد التعاون والت�آزر‪.‬‬ ‫• �أن ي�ؤمن من�سوبو املدار�س بر�ؤية موحدة ويعملوا لتحقيق �أهداف معلنة‪.‬‬

‫يهدف البناء التنظيمي يف منوذج تطوير املدر�سة �إلى و�ضع املتعلم يف ب�ؤرة اهتمام املدر�سة و�إدارة الرتبية والتعليم وجهاز الوزارة‪ ،‬ويف هذا‬ ‫اجلزء يتم تناول تنظيم املدر�سة بحيث ترتكز كل م�ساعيهم وجهودهم على تلبية احتياجات املتعلمني ليتمكنوا من بلوغ �أق�صى قدراتهم‪ ,‬كما‬ ‫مهام �إدارات الرتبية والتعليم والوزارة بحكمها جهات داعمة جلهود املدر�سة لتحقيق �أهدافها‪.‬‬ ‫يحدد َّ‬ ‫وق���د �أعي���د بناء الهي���كل التنظيمي للمدر�سة ور�س���م م�س�ؤوليات العامل�ي�ن وتو�صيفها ب�صورة حتق���ق ر�ؤية التعليم وتدعمه���ا وجت�سد مفهوم‬ ‫املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪ ,‬وهذا البناء التنظيمي يت�سم مبا ي�أتي‪:‬‬ ‫▪ ▪ ا�ستجابة الهيكل التنظيمي يف منوذج تطوير املدر�سة لتحديات الواقع التعليمي‪.‬‬ ‫▪ ▪ ي�ضع الهيكل التنظيمي يف منوذج تطوير املدر�سة املتعلم يف مركز اهتمام املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪ �إعادة ر�سم املهام واالخت�صا�صات لتت�سق مع متطلبات املجتمع املهني التعلمي‪.‬‬ ‫▪ ▪ ر�سمت م�س�ؤوليات املدر�سة لتمتلك حيز ًا من اال�ستقاللية يف عملية التطوير والتح�سني‪.‬‬ ‫وتكمن �أهمية الهيكل التنظيمي يف �أنه يتيح توزيع جميع املوارد وتوظيفها ب�صورة ر�شيدة كي تخدم املتعلمني ب�صورة فاعلة‪ .‬ولعل من الأمور‬ ‫املهم���ة يف البناء التنظيمي �إع���ادة هند�سة الوظائف وامل�س�ؤوليات يف امل�ستويات املختلفة وت�أ�سي�س الوح���دات والفرق واملجال�س الداعمة لعملية‬ ‫التطوير مبا يعزز بناء الكفاءة وا�ستدامة التطوير‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪87‬‬


‫‪1‬‬

‫وزارة التربية والتعليم‬

‫‪ .4‬ضمان منظومة متكاملة لتمهين التعليم‪:‬‬

‫مت ّث���ل وزارة الرتبي���ة والتعليم ر�أ�س الهرم يف النظ���ام التعليمي‪ ،‬لتب ُّو ِئها موقع ًا تنظيمي��� ًا معني ًا بر�سم ال�سيا�سات‬ ‫والتوجهات و�سن القوانني والت�شريعات الكفيلة بتحقيق �أهداف النظام التعليمي يف ظل �سيا�سة الدولة التعليمية‪.‬‬ ‫ونتطل���ع يف منوذج تطوي���ر املدار�س �إلى �أن تقوم الوزارة بتحقيق جمموعة من امله���ام والتطلعات التي من �ش�أنها‬ ‫دعم املدر�سة و�إدارات الرتبية والتعليم لتحقيق ر�ؤية �إ�سرتاتيجية تطوير التعليم على النحو الآتي‪:‬‬

‫�أن متتلك وزارة الرتبية والتعليم منظومة تطوير مهني عالية الكفاءة والفعالية‪ ،‬تقوم على معايري مهنية عالية للرت�شح واملمار�سة املهنية‪،‬‬ ‫وتت�ضمن �سل�سلة من الربامج التطويرية ترتكز على �أ�س�س معرفية ومهارات عملية وخربة متنامية وقيم مهنية جتعل من املعرفة ذات معنى‪،‬‬ ‫�ضم���ن م�س���ار مهني ذي كفاءة وفاعلية‪ ،‬جلميع �شاغلي الوظائف التعليمية‪ ،‬لزيادة معارفهم العلمية ومفاهيمهم الرتبوية وتعزيز اجتاهاتهم‬ ‫ومهاراته���م املهني���ة بانتظام يف �إط���ار املعايري املهنية للو�صول بهم �إل���ى املمار�سة املهنية املحرتفة من خالل �أوعي���ة متنوعة تتكامل يف �سياق‬ ‫يواك���ب امل�ستج���دات والتغ�ي�رات الرتبوية والتعليمية والبيئ���ة التدري�سية ويوثق �صلته���م باملجتمع العلمي‪ ،‬ويربط املدر�س���ة باملتغريات العلمية‬ ‫والتجارب املعا�صرة يف الواقع احلقيقي لتحقيق غاية حت�سني تعلم الطالب‪.‬‬

‫‪ .1‬ضمان حق التعليم للجميع ‪:‬‬

‫�أن تقوم الوزارة ب�ضمان حق التعلم للجميع مبا فيهم ذوو االحتياجات اخلا�صة من خالل بناء الت�شريعات وال�سيا�سات والإجراءات الكفيلة‬ ‫ب�إحلاق كل طفل بالتعليم املبكر " ما قبل التعليم االبتدائي" ل�ضمان تهيئتهم للتعليم االبتدائي وكذلك �ضمان التعليم اخلا�ص "لذوي‬ ‫االحتياجات اخلا�صة" �أينما وجدوا يف هذا الوطن الغايل‪.‬‬ ‫‪ .2‬بناء القيادة الكفائية في كل مستويات نظام التعليم ‪:‬‬

‫�أن تقوم الوزارة ببناء منظومة للقيادة الرتبوية عالية الكفاءة والفاعلية‪ ،‬تنطوي على نظام للك�شف عن القيادات واختيارهم وتر�شيحهم‪،‬‬ ‫كما تنطوي على نظام ت�أهيلي حمرتف‪ ،‬ونظام تطوير مهني م�ستمر ذي فعالية وكفاءة‪� ،‬إلى جانب نظام للتقومي‪ ،‬لتمثل جمموع هذه النظم‬ ‫منظومة قيادية تنتج قيادات تربوية كفائية يف خمتلف م�ستويات نظام التعليم ت�أخذ على عاتقها م�س�ؤولية التغيري وتهيئة البيئة اخل�صبة‬ ‫له وتن�شر الإلهام واحلما�س وت�شحذ الهمم والطاقات لدى العاملني لتقبل التغيري وتبني �أهدافه وم�ضامينه‪.‬‬

‫‪ .5‬ضمان بيئة تعلم آمنة وفاعلة في المدارس‪:‬‬

‫�أن تط��� ّور ال���وزارة حزمة من ال�سيا�س���ات والإجراءات التي ت�ضمن حتقيق الأم���ن اجل�سدي والنف�سي واالجتماع���ي للطالب‪ ،‬وكذلك و�ضع‬ ‫ال�ضمان���ات الكفيلة باملراجعة الدورية لبيئ���ة املدر�سة الفيزيقية ل�ضمان فاعليتها‪ ،‬وكذلك الك�شف ال���دوري على املبنى املدر�سي وجتهيزاته‪،‬‬ ‫وو�ضع اخلطط الكفيلة باتخاذ كافة االحتياطات الالزمة ل�ضمان الأمن وال�سالمة من الكوارث الطبيعية �أو من الكوارث الناجتة عن �أخطاء‬ ‫الإن�سان‪.‬‬ ‫‪ .6‬ضمان صحة الطالب وخدمات التوجيه النفسي واالجتماعي‪:‬‬

‫�أن تط��� ّور ال���وزارة منظومة م���ن ال�سيا�سات والإجراءات والربامج التي تع���زز ال�صحة لدى الطالب‪ ،‬وتغر�س القي���م واملمار�سات ال�صحية‬ ‫ال�سليم���ة‪ ،‬وتوج���د ثقافة �صحية واعية‪� ،‬إلى جانب ت�صمي���م برامج �إر�شادية وتوجيه نف�سي واجتماعي بح�سب طبيع���ة الفئات امل�ستهدفة‪ .‬و�أن‬ ‫تكون هذه الربامج �أ�صيلة يف منظومة العمل املدر�سية نظر ًا ملا تتطلبه طبيعة احلياة احلديثة بتعقيداتها وت�أثرياتها الكثرية‪.‬‬

‫‪ .3‬ضمان استمرارية تحسين المناهج ‪:‬‬

‫�أن ت�ضمن وزارة الرتبية والتعليم ا�ستمرارية تطوير املناهج وحت�سينها من خالل مواكبة امل�ستجدات العلمية واملعرفية‪ ،‬وبناء على نتائج‬ ‫التقومي ل�ضمان فاعليتها ومواكبتها ملتطلبات الع�صر‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪ .7‬تعزيز الشراكة المجتمعية مع المدارس‪:‬‬

‫�أن تط��� ّور ال���وزارة حزمة من الت�شريعات و ال�سيا�سات والإجراءات الكفيل���ة ب�ضمان تعزيز ال�شراكة بني املدر�سة واملجتمع املحلي‪ ،‬وحتديد‬ ‫�أط���ر تل���ك العالقة وطبيعتها مبا يكف���ل �إ�سهام املجتمع ب�شكل فاعل يف دع���م حت�سني التعلم لدى الطالب والرقي مب�ست���وى الأداء للمدر�سة‪،‬‬ ‫وكذلك دعم املدر�سة للمجتمع مبا ي�سهم يف رفع م�ستوى الوعي يف خمتلف �أبعاده‪ ،‬ودعم التعلم امل�ستمر جلميع �أفراد املجتمع‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪89‬‬


‫‪ .8‬ضمان توفر نظام ضبط جودة قوي في كل المستويات‪:‬‬

‫‪ .13‬توسيع فرص التعلم داخل وخارج المدرسة‪:‬‬

‫�أن تط ّور الوزارة حزمة من الت�شريعات وال�سيا�سات والنظم والإجراءات ل�ضمان �ضبط اجلودة من خالل التحكم بعمليات التعليم والتعلم‬ ‫للت�أكد من مدى حتقق املعايري وامل�ستويات القيا�سية التي ت�ضمن الو�صول �إلى الهدف ب�أقل تكلفة واكت�شاف حلقات الهدر وت�شخي�ص الق�صور‬ ‫يف املدخالت والعمليات واملخرجات حتى نحقق �ضبط ًا فعلي ًا جلودة اخلدمة التعليمية ‪.‬‬

‫�أن تقوم ال��وزارة بتو�سيع التعليم داخل املدر�سة وخارجها من خالل التنوع يف م�صادر املعرفة والن�شاطات غري ال�صفية داخل املدر�سة‬ ‫وخارجها‪� ،‬إلى جانب توفري الفر�ص امل�ستمرة �أمام املتعلمني لتطبيق اخلربات يف الواقع احلقيقي‪ ،‬وكذلك �إيجاد قنوات توا�صل بني املتعلمني‬ ‫واملتخ�ص�صني لتو�سيع دائرة اخلربة ودعمها ب�شواهد حية‪.‬‬

‫‪ .9‬ضمان منظومة للحوافز والمحاسبية لدعم التميز‪:‬‬

‫�أن تط ّور الوزارة حزمة من الت�شريعات وال�سيا�سات والنظم والإجراءات ل�ضمان تفعيل منظومة احلوافز املادية واملعنوية لك�سب ثقة الأفراد‬ ‫ومودتهم وحبهم ووالئهم وفاعليتهم يف الأداء بحوافز متنوعة حتقق م�شاركة الأفراد للقيادات يف الهموم والتطلعات‪ ،‬و�إقناعهم �أن تطور‬ ‫امل�ؤ�س�سة يعود عليهم جمي ًعا بالنفع وي�سهم يف بناء م�ستقبل �أف�ضل لهم وللوطن بعامة‪.‬‬ ‫‪ .10‬بناء قاعدة بيانات ومعلومات فاعلة لدعم اتخاذ القرار التربوي‪:‬‬

‫�أن تط ّور الوزارة نظام ًا كفائي ًا وفاع ًال لإدارة البيانات واملعلومات مرتبط ب�شبكة املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم‪ ،‬يت�ضمن قاعدة بيانات‬ ‫متكاملة ومتجددة عن الهيئة التدري�سية‪ ،‬والفئات امل�ساندة‪ ،‬والطالب‪ ،‬واملدار�س‪ ،‬والتجهيزات وكل ما من �ش�أنه �أن ي�سهم يف اتخاذ القرار‬ ‫ال�سليم وال�صحيح‪.‬‬ ‫‪ .11‬تنسيق السياسات واإلجراءات والمهام في النظام التعليمي لدعم المخرجات‪:‬‬

‫�أن تط ّور الوزارة منظومة من التنظيمات وال�سيا�سات والإجراءات ال�سامية والفاعلة واملتنا�سقة واملتكاملة يف خمتلف الأبعاد‪ ،‬املالية والإدارية‬ ‫والتعليمية لدعم املخرجات التعليمية‪.‬‬ ‫‪ .12‬بناء القدرة إلدارة التغيير في كافة المستويات من أجل التحسين المنظم‪:‬‬

‫�أن تعمل وزارة الرتبية والتعليم على بناء القدرات على �إدارة التغيري من خالل ت�أهيل القيادات لتلك املهمة‪ ،‬وغر�س ثقافة التغيري يف املجتمع‬ ‫التعليمي ب�شكل خا�ص واملجتمع ب�شكل عام‪ ،‬بكافة م�ستويات النظام‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪2‬‬

‫إدارة التربية والتعليم‬ ‫حتتل �إدارة الرتبية والتعليم موقع ًا مهم ًا يف النظام التعليمي ميك ُنها من حتقيق مهمة حا�سمة يف م�ساعدة املدار�س‬ ‫وتطوير جوانب �أدائها وحتقيق �أهداف خططها‪ ،‬مبا متلكه من كفاءات ب�شرية و�إمكانات مادية جتعل من الي�سري ت�سريع‬ ‫العمليات التطويرية يف املدار�س وقيادتها وبناء �شبكات من املدار�س املتعلمة بع�ضها مع بع�ض‪.‬‬ ‫�إن �إدارة الرتبية والتعليم هي امل�س�ؤولة املبا�شرة عن ت�سريع عمليات تطوير املدار�س‪ ،‬ويتطلب ذلك �أن تلتزم ببناء‬ ‫قدراتها الب�شرية وتزويدها بالإمكانات املختلفة‪ ،‬وقبل كل ذلك �إعادة ر�سم مهامها وترتيب �أولوياتها‪ ،‬بحيث يكون‬ ‫لها الدور الرئي�س يف متكني املدار�س من الوفاء بواجباتها وحتقيق نواجت تعلم متميزة‪ .‬فمن املهام املرجوة من �إدارة‬ ‫الرتبية والتعليم �أن تكون قائدة للتطوير يف مدار�سها‪ ،‬و�أن مت ّكن املدار�س من حتقيق اجلودة‪ ،‬و�أن تكون حمفزة لالبتكار‬ ‫والإبداع‪ .‬وب�شكل �أدق تعمل �إدارة الرتبية والتعليم على القيام مبجموعة من امل�س�ؤوليات يف �سبيل تطوير �أداء املدار�س‬ ‫وحتقيق ر�سالتها يف جتويد �أداء املتعلمني‪ ،‬وتتمثل هذه املهام يف الآتي‪:‬‬ ‫▪ ▪بن���اء ال�سيا�س���ات والإجراءات الكفيل���ة بتحقيق املعايري‬ ‫املعتمدة؛ لتجويد �أداء �إدارة الرتبية والتعليم واملدار�س‪.‬‬ ‫▪ ▪بناء قدرات املدار�س لتمكينها من قيادة و�إدارة عمليات‬ ‫جتويد الأداء‪.‬‬ ‫▪ ▪توفري فر�ص التطوير املهني لكافة من�سوبي املدار�س‪.‬‬ ‫▪ ▪م�ساعدة املدار�س على حتقيق التميز يف التدري�س‪.‬‬ ‫▪ ▪م�ساع���دة املدار����س يف معاجل���ة ال�صعوب���ات وجت���اوز‬ ‫معوقات حتقيق �أهدافها‪.‬‬

‫▪ ▪دع���م املراجعة الذاتية للمدار����س ومتكينها من �إجرائه‬ ‫بفاعلية‪.‬‬ ‫▪ ▪توفري امل�صادر واملتطلبات واال�ست�شارات والدعم الالزم‬ ‫للمدار�س لتح�سني �أدائها‪.‬‬ ‫▪ ▪توف�ي�ر من�ش����آت متكامل���ة للتدري���ب م���زودة بالتقني���ة‬ ‫والكفاءات الإدارية والفنية‪.‬‬ ‫▪ ▪تخطيط برامج التوا�صل ب�ي�ن املدار�س وتنيفذها لدعم‬ ‫ن�شر املمار�سات الرتبوية الفعالة‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪91‬‬


‫وهذه الوظائف ال تتحقق من �إدارة �أو ق�سم معني‪ ،‬و�إمنا ت�ؤدى من جميع الإدارات والأق�سام املختلفة يف �إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬ومتثل وحدة‬ ‫تطوير املدار�س املرتكز الرئي�س يف دعم املدار�س وم�ساعدتها يف حتقيق �أهدافها‪ ،‬وتن�سيق جهود الأق�سام والإدارات و مكاتب الرتبية‬ ‫والتعليم ‪.‬‬ ‫• وحدة تطوير المدارس‬

‫لوحدة تطوير املدار�س دور رئي�س يف تكري�س ثقافة التعاون وتعزيز‬ ‫مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية يف �إدارة الرتبية والتعليم‬ ‫واملدار�س بغر�ض دعم خطط املدار�س والنهو�ض بها‪ .‬ويتطلب تطبيق‬ ‫منوذج تطوير املدار�س قيام مدير الرتبية والتعليم بت�أ�سي�س وحدة‬ ‫تطوير املدار�س‪ ،‬وهذه الوحدة ت�شتمل على جمموعة من الأع�ضاء‬ ‫يتم اختيارهم وفق تخ�ص�صاتهم وخرباتهم يف جماالت حمددة‪.‬‬ ‫وت�ؤدي هذه الوحدة دور ًا حموري ًا يف دعم املدار�س امل�شاركة يف تطبيق‬ ‫النموذج فني ًا و�إداري�� ًا للو�صول بها �إلى م�ستويات عليا من التميز‪,‬‬ ‫حيث تقوم تلك الوحدة بدرا�سة اخلطط التطويرية للمدار�س التابعة‬ ‫لها‪ ،‬ثم بناء خطط داعمة وفق بيانات ومعلومات وبرامج خطط‬ ‫املدار�س‪� .‬إذ تعمل الوحدة على التوا�صل مع �أق�سام �إدارة الرتبية‬ ‫والتعليم لتن�سق جهودها يف دعم اخلطط التطويرية للمدار�س وذلك‬ ‫من خالل توجيه ن�شاطاتها لتلبية االحتياجات اخلا�صة لكل مدر�سة‬ ‫ومن خالل ت�أ�سي�س ما ي�سمى املجتمعات التعلم ّية املهنية لدعم‬ ‫املدار�س يف تلبية االحتياجات التخ�ص�صية يف املجاالت املختلفة ‪.‬‬ ‫�إن وحدة تطوير املدار�س تتعاون مع جميع الإدارات والأق�سام يف‬ ‫�إدارة الرتبية والتعليم يف حتقيق املهمات الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪امل�شاركة يف بناء الكفاءة الداخلية يف املدار�س‪.‬‬ ‫▪ ▪تقدمي العون ل�ضمان جودة تقومي املدار�س وخططها‪.‬‬ ‫▪ ▪التن�سيق مع اجلهات املخت�صة يف ت�أمني مواد التعلم‪.‬‬ ‫▪ ▪تقدمي امل�شورة املهنية للمدير واملعلمني واال�شرتاك يف املجموعات‬ ‫‪92‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫التعليمية‪.‬‬ ‫▪ ▪دعم املدر�سة باخلربات املهنية االحرتافية من املدار�س الأخرى‪.‬‬ ‫▪ ▪م�ساعدة املدر�سة يف تقومي التعليم والتعلم يف املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪تطوير خطط دعم متكاملة للمدار�س‪.‬‬ ‫▪▪عمل عقود �شراكة (�أداء) مع املدار�س لدعم املدار�س يف تنفيذ خططها‪.‬‬ ‫▪ ▪امل�شارك���ة يف �إجراء تقومي للمدر�سة بنا ًء على �أهداف الأداء التي‬ ‫مت االتفاق عليها‪.‬‬ ‫▪ ▪ترتب���ط الوح���دة تنظيمي ًا مبدي���ر عام الرتبي���ة والتعلي���م‪ .‬ويع ّد‬ ‫مدير الرتبية والتعليم م�شرف ًا عام ًا على الوحدة‪ .‬وت�ضم الوحدة‬ ‫�أع�ضاءه���ا الت�سعة بالإ�ضاف���ة �إلى م�ساعد املدير الع���ام لل�ش�ؤون‬ ‫التعليمية‪ .‬وميار�س مدير الوحدةمهامه يف الوحدة كبقية �أع�ضاء‬ ‫الفريق بالإ�ضافة للمهام الآتية‪:‬‬ ‫يتم ب�ش�أن املدار�س‪.‬‬ ‫ ح�ضور اجتماع املجل�س التعليمي‪ ،‬وعر�ض ما ّ‬‫ حلقة الو�صل بني الوحدة وم�شروع تطوير‪.‬‬‫ تنظيم اجتماعات الوحدة و�إقرار تو�صياتها ورفعها للمدير العام‪.‬‬‫ رفع تقرير �أداء املدار�س �إلى مدير عام الرتبية والتعليم وم�شروع تطوير‪.‬‬‫�إن لأع�ضاء الوحدة يف الربنامج �ش�أن ًا مهم ًا مف�صلي ًا‪ ،‬لذا فلجميع‬ ‫يتم اعتماد‬ ‫الأع�ضاء �صالحيات مهمة نحو املدار�س وخططها‪ .‬وال ّ‬ ‫يتم اعتماد �أي تغيري‬ ‫خطط املدار�س �إال مبوافقة �أع�ضاء الوحدة‪ .‬كما ال ّ‬ ‫يف املدار�س �سواء �أكان فني ًا �أم �إداري ًا �إال مبوافقة �أع�ضاء الوحدة‪.‬‬

‫• مجموعات التعلم المهنية في إدارة التربية‬ ‫والتعليم‬

‫ثاني ًا‪ :‬توجه الإ�شراف الرتبوي �إلى املدر�سة ب�صفتها وحدة للتعلم‪.‬‬ ‫تنطل���ق مهام الإ�شراف الرتب���وي يف منوذج تطوير املدر�سة من خالل‬ ‫هذين البعدين وفق �إطار من التعاون والثقة والعالقات الإيجابية‪� .‬إذ‬ ‫يق���وم امل�شرف الرتبوي مبهمة القائد الرتب���وي واملن�سق واملعزز لأداء‬ ‫املعلم�ي�ن واالخت�صا�صي�ي�ن وتزويده���م ب�أف�ضل املمار�س���ات التعليمية‬ ‫والرتبوي���ة وفق��� ًا للإط���ار املفاهيم���ي لنم���وذج تطوي���ر املدر�سة عرب‬ ‫ت�صمي���م جمموعة من برامج التطوير املهني‪ ،‬كم���ا �أن له �ش�أن ًا كبري ًا‬ ‫يف م�ساع���دة املعلم امل�شرف يف متكينه من وظيفته بال�صورة املرجوة‪،‬‬ ‫وعرب توظيف جمموعة من مناذج الإ�شراف الرتبوي‪.‬‬

‫يتمثل مفه����وم جمموعات التعلم املهني����ة يف �إدارة الرتبية والتعليم يف‬ ‫وجود جمموعات متعاونة من امل�شرفني الرتبويني تعمل مع وحدة تطوير‬ ‫املدر�س����ة لدعم املدار�س يف جماالت تخ�ص�صية خمتلفة كالريا�ضيات‬ ‫والعلوم واللغة العربية والدرا�سات الإ�سالمية‪ ،‬تلك املجموعات حينما‬ ‫حت����دد جمموعة من املدار�����س احتياجاتها‪ ،‬ويتم ك�ش����ف وحدة تطوير‬ ‫املدار�����س عن ت�شابه يف تلك االحتياجات فيما يتعلق بالتخ�ص�ص‪ .‬وكل‬ ‫جمموع����ة ميكن �أن تت�ضمن م�شرفني للم����ادة املراد دعمها وممار�سني‬ ‫يف املدار�����س ومتخ�ص�ص��ي�ن �أكادمييني‪ ،‬وهي جمموع����ات م�ؤقتة تعمل موجهات أداء اإلشراف التربوي‬ ‫لفرتات زمنية حمددة‪.‬‬ ‫يتحدد الإ�شراف الرتبوي مبجموعة من املوجهات هي‪:‬‬ ‫فعل����ى �سيبل املثال ميكن �أن حتتوي جمموعة العلوم على م�شرف علوم‬ ‫▪ ▪�أن الإ�ش���راف الرتبوي عملية مهنية يقوم به���ا امل�شرف الرتبوي‬ ‫وم�ش ��رف تدريب وم�ش ��رف ن�ش ��اط و�أ�ستاذ جامع ��ي متخ�ص�ص –�إن‬ ‫بامل�شاركة مع معلم �أو جمموعة معلمني �أو اخت�صا�صيني لتح�سني‬ ‫�أمك����ن‪ -‬ومعلم م�شرف ملادة العلوم‪ .‬والهدف الأ�سا�س لهذا الفريق هو‬ ‫ج���ودة �أدائه���م‪ ،‬ولتحقي���ق ذلك الب���د �أن ي�ؤدي مهم���ة املالحظ‬ ‫التفك��ي�ر ب�صورة جماعية‪ ،‬وه����ذه الت�شكيلة من االخت�صا�صيني ت�ضمن‬ ‫ل�ل��أداء‪ ،‬واملقوم‪ ،‬ومقدم التغذية الراجع���ة‪ ،‬واملدرب‪ .‬كما يعمل‬ ‫مزيج ًا م����ن الأخ�صائيني واملمار�سني لتطوير ق����درات املدر�سة بحلول‬ ‫عل���ى تهيئة بيئة عمل حمفزة على زيادة الدافعية والتعلم والنمو‬ ‫واقعية تتما�شى مع االحتياجات احلقيقية‪.‬‬ ‫املهني امل�ستمر بينهم‪.‬‬ ‫• اإلشراف التربوي في إدارة التربية والتعليم‬ ‫▪ ▪�أن الإ�ش���راف الرتبوي عملية داعمة يق���وم بها امل�شرف الرتبوي‬ ‫نق�صد بالإ�شراف الرتبوي يف هذا ال�سياق جميع �أن��واع الإ�شراف‬ ‫مل�ساعدة املعلمني واالخت�صا�صي�ي�ن من خالل تزويدهم ب�أف�ضل‬ ‫الرتبوي املمار�س يف �إدارة الرتبية والتعليم �سوا ًء �أكان �إ�شراف مواد‬ ‫املمار�سات املهنية‪.‬‬ ‫�أم �إ�شراف توجيه الطالب و�إر�شادهم �أم الن�شاط الطالبي �أم تدريب‬ ‫▪ ▪�أن الإ�ش���راف الرتبوي عملية ت�أث�ي�ر اجتماعي يقوم بها امل�شرف‬ ‫�أم موهوبني وغريها من �أنواع الإ�شراف الرتبوي‪� .‬إن مفهوم الإ�شراف‬ ‫الرتبوي عرب بناء فرق عمل متعاونة وتكوين جمموعات التعلم‪.‬‬ ‫الرتبوي يف منوذج تطوير املدر�سة ينطلق من بعدين �أ�سا�سيني هما‪:‬‬ ‫▪ ▪�أن الإ�ش���راف الرتبوي عملي���ة تغيري وتطوي���ر م�ستمرين يقوم بها‬ ‫�أو ًال‪� :‬أن عملية الإ�شراف الرتبوي تتوجه �إلى معلم �أو جمموعة معلمني‬ ‫امل�شرف الرتبوي لتغيري م�س ّلمات الرتبويني بغر�ض جتويد العملية‬ ‫�أو اخت�صا�صيني‪.‬‬ ‫التعليمية التعلم ّية والتطبيق الفعال ملفهوم منوذج تطوير املدر�سة‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪93‬‬


‫وظائف اإلشراف التربوي‬

‫اإلشراف التربوي في المدرسة‬

‫يق���وم امل�ش���رف الرتبوي يف من���وذج تطوي���ر املدار����س بالوظائف‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫▪ ▪جتويد الأداء املهني‪ :‬يقوم امل�شرف الرتبوي بتح�سني املمار�سات‬ ‫الرتبوية التي يقوم بها املعلم �أو االخت�صا�صي‪.‬‬ ‫▪ ▪حت�س�ين املنتج��ات والربام��ج‪ :‬يقوم امل�شرف الرتب���وي بتح�سني‬ ‫املنتج���ات التي يف املدار�س من مناهج وبرامج و�أدوات يف املدار�س‬ ‫كي تنا�سب احتياجات املتعلمني‪.‬‬ ‫▪ ▪تطوي��ر النمو املهني‪ :‬يقوم امل�شرف الرتبوي ببناء برامج تطوير‬ ‫مهني ق�صرية وتنفيذها يف املدار�س للمعنيني‪.‬‬

‫ينطل���ق مفهوم الإ�ش���راف الرتبوي على م�ست���وى املدر�سة من �أنها‬ ‫متتل���ك قيادات تربوية لديها املعرفة واخل�ب�رة املهنية التي ينبغي �أن‬ ‫تتاح جلميع املعلمني واالخت�صا�صيني يف املدر�سة‪ ،‬ويعد مدير املدر�سة‬ ‫وم�ساعده واملعلم امل�شرف يف هذا الإطار قيادات �إ�شرافية يف منوذج‬ ‫مهام معينة يف مالحظة م�ستويات �أداء‬ ‫تطوير املدار����س؛ لأن لديهم َّ‬ ‫املعلم�ي�ن واالخت�صا�صي�ي�ن وتطوي���ر معارفهم ومهاراته���م الرتبوية‪،‬‬ ‫وتتمثل جهود هذه القي���ادات يف �أنها دائم ًا داعمة وم�ساندة ملن�سوبي‬ ‫املدر�سة يف مناخ من التعاون والثقة والعالقات الإيجابية‪.‬‬

‫أدوار المشرف التربوي‬

‫ي�ؤدي امل�شرف الرتبوي يف منوذج تطوير املدار�س الأدوار التالية‪:‬‬ ‫امل��درب‪ :‬يق���وم امل�ش���رف الرتب���وي مبهمة امل���درب‪ ،‬حي���ث ي�ساعد‬ ‫املعلم�ي�ن واالخت�صا�صي�ي�ن عل���ى تطوير معارفه���م الرتبوي���ة ومناحي‬ ‫�أدائه���م املهنية وف���ق احتياجاته���م التدريبية‪ ،‬واالرتق���اء بوعيهم نحو‬ ‫معارفهم وممار�ساتهم‪.‬‬ ‫امل�ست�ش��ار‪ :‬يقوم امل�ش���رف الرتبوي مبهمة اخلب�ي�ر من خالل دعم‬ ‫املعلمني واالخت�صا�صيني واقرتاح طرائق �أدائية �أو �إ�سرتاتيجيات عمل‬ ‫متنوعة‪.‬‬ ‫امل�ساند‪ :‬يقوم امل�شرف الرتبوي باالتفاق مع املعلمني امل�شرفني ببناء‬ ‫وتنفي���ذ برامج نقل اخل�ب�رات للمعلمني امل�ستجدي���ن وم�ساعدتهم على‬ ‫االندماج املي�سر يف بيئة العمل املدر�سية يف �إطار من الثقة املتبادلة‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪3‬‬

‫المدرسة‬ ‫مت التاكي���د عل���ى �أن منوذج تطوير املدار�س يتبنى مفهوم املجتمع املدر�سي املبن���ي على اعتقاد �أن �أفراده طالب علم‬ ‫دائم���ون يف جمتم���ع دائم التعل���م والتطور والتغري وقادر على ن�سج ق���درة متجددة ‪� -‬ضمن كيان���ه وثقافته التنظيمية ‪-‬‬ ‫وم�ستم���رة للتعلم والتكيف والتغ�ي�ر والتطور‪ ،‬الأمر الذي انعك�س ‪� -‬أي�ض ًا ‪ -‬بدوره على هيكله و�سيا�ساته و�أنظمته منوذج‬ ‫تطوير املدار�س‪.‬‬ ‫فلقد مت بناء الهيكل التنظيمي لنموذج تطوير املدار�س و�سيا�ساته لي�شجع وي�سرع التعلم جلميع املنتمني �إليه وت�ساعدهم‬ ‫على االرتقاء امل�ستمر و حتقيق كامل قدراتهم و�إمكاناتهم ويعزز تبادل اخلربات بينهم من جهة وبني املجتمع اخلارجي‬ ‫م���ن جهة �أخرى ‪ ,‬مما يحق���ق التح�سن امل�ستمر يف العملي���ات‪ ،‬واخلدمات‪ ،‬وتنظيمات العم���ل‪ ،‬واملخرجات‪،‬الأمر الذي‬ ‫يتطلبه جناح املدر�سة وحتقيق التميز يف �أدائها‪.‬‬

‫المهام والمسؤوليات‬ ‫َّ‬

‫يق���وم من�سوب���و املدر�س���ة ‪� -‬أفراد ًا �أو جماعات ‪ -‬بعدد من امله���ام وامل�س�ؤوليات التي ت�ؤدي �إلى جتويد عمليت���ي التعليم والتعلم �ضمن مفهوم‬ ‫املجتمع املهني التعلمي‪.‬‬ ‫فنج���د �أن البن���اء التنظيمي للمدر�سة قد تغيرّ ع ّما هو عليه لتمكني املدر�سة م���ن حتقيق �أهدافها ومبا ي�ضمن التح�سني وا�ستدامته‪ ,‬فقد مت‬ ‫�إع���ادة ت�شكي���ل البناء التنظيمي للمدر�سة لي�شمل عدة كيانات لدعم التطوي���ر ورعايته‪ ,‬وغريت مهام من�سوبيها لتتنا�سب مع تطلعات املدر�سة‬ ‫اجلديدة وي�ضمن حتقيق ر�ؤيتها‪ ,‬وتتمثل هذه املهام يف الآتي‪:‬‬ ‫تطلعاتنا‪:‬‬

‫▪ ▪قيادة التغيري احلقيقي وامل�ستدام بطريقة تربوية ومهنية‪▪ ▪ .‬تطبيق ر�ؤية التطوير املهني وتفعيلها‪.‬‬ ‫▪ ▪توجيه قدرات املدر�سة وجهودها �إلى عمليات التعليم والتعلم‪▪ ▪ .‬توظي���ف قدرات �أفراد املجتمع املحل���ي و�إ�شراكهم بفعالية يف‬ ‫عملية التغيري‪.‬‬ ‫▪ ▪حتفيز من�سوبي املدر�سة لتطوير عمليات التعليم والتعلم‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪95‬‬


‫القيادة‪:‬‬

‫أ�سا�سي يف جناح املدار�س يف حتقي���ق �أهدافها‪ ،‬فاملديرون وغريهم من القيادي�ي�ن داخل املدر�سة يقومون‬ ‫�إن القي���ادة الفعال���ة ذات �ش���� ٍأن � ٍّ‬ ‫ببن���اء خطة تطوي���ر املدر�سة‪ ،‬والإ�شراف على حتقيقها‪ ،‬وقيادة عمليات التطوير الالزمة‪ ،‬ويف ه���ذا اجلزء �سيتم تناول طبيعة تلك الكيانات‬ ‫ووظائفها يف تطوير الأداء املدر�سي‪.‬‬ ‫مجلس المدرسة*‬

‫يتولى جمل�س املدر�سة م�س�ؤولية دعم عمليات التخطيط والتطوير‪ ،‬وم�ساعدة املدار�س على تطوير �أدائها مبا يحقق م�صلحة كل املتعلمني‪.‬‬ ‫فمجل�س املدر�سة يدعم بناء اخلطط وتنفيذها ومتابعتها‪ ،‬فهو خري داعم وحمفز للمدر�سة من خالل اخلربة والر�ؤى التي ميتلكها‪.‬‬ ‫مدير المدرسة*‬

‫ي�شغل مدير املدر�سة مركز ًا جوهري ًا يف قيادة عمليات تطوير �أداء املدر�سة‪ ،‬لت�سلمه موقع ًا قيادي ًا بارز ًا يف الهيكل التنظيمي للمدر�سة‪ ،‬فهو‬ ‫الذي يقود دفة التوجيه والقيادة يف كل ما يتعلق بجوانب تطوير املدر�سة‪.‬‬ ‫‪# #‬قيادة املدر�سة و�إدارتها لتعليم وتعلم والإدارة الفاعلة للموارد املادية واملالية‪ ،‬وتوجيهها يف حت�سني تعلم ال��ط�لاب‪ ،‬ويف �إنتاج‬ ‫و�إدارة املوارد الب�شرية وتطويرها وفق ر�ؤية املعرفة ون�شرها وتطويرها وتوظيفها يف عمليات‬ ‫فاعلني‬ ‫ي�شمل ه��ذا املعيار معرفة ق��ائ��د املدر�سة مهنية وا�ضحة وملهمة‪ .‬ويج�سد القائد يف التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫لأ�س�س ق��ي��ادة التعلم يف امل��در���س��ة ومنها‪ :‬ذلك كله القدوة املهنية التعليمية الرتبوية ‪# #‬ال�شراكة الأ�سرية واملجتمعية‬ ‫معرفة ال�سيا�سات التعليمية‪ ،‬والإج��راءات لأفراد املدر�سة وملجتمعها املحلي‪.‬‬ ‫ي�شتمل ه��ذا املعيار على معرفة ق��ائ��د املدر�سة‬ ‫الإدارية‪ ،‬واللوائح والأنظمة‪ ،‬والقيم املتعلقة‬ ‫العميقة مب�ؤ�س�سات املجتمع املحلي والقوى النافذة‬ ‫املدر�سة‬ ‫أع�ضاء‬ ‫ل‬ ‫املهني‬ ‫التطوير‬ ‫‪# #‬‬ ‫فيه لبناء دعم جمتمعي لر�سالة املدر�سة ور�ؤيتها‬ ‫بالتعليم‪ ،‬ومعرفة الإ�سرتاتيجيات التعليمية‬ ‫املهني‬ ‫التطوير‬ ‫مل�شاريع‬ ‫��ة‬ ‫س‬ ‫��‬ ‫�‬ ‫��در‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫قائد‬ ‫يخطط‬ ‫و�أهدافها‪ ،‬وي�شمل املعيار قدرة قائد املدر�سة على‬ ‫املختلفة وطرق تطبيقها يف البيئة املدر�سية‪،‬‬ ‫والقدرة على تطبيق التقنيات احلديثة لدعم املبنية على االحتياجات الفعلية لأع�ضاء املدر�سة بناء توا�صل فعال مع الأ�سرة واملجتمع وا�ستثمار‬ ‫وم��ت��ط��ل��ب��ات امل��ه��ن��ة م��ن خ�ل�ال �أوع���ي���ة تطويرية التوا�صل يف دعم تعلم الطالب ويف توعية املجتمع‬ ‫عمليات التعليم والتعلم‪ ،‬و�إدارة التغيري يف‬ ‫خمتلفة و���ش��راك��ات �إ�سرتاتيجية م��ع م�ؤ�س�سات بر�سالة املدر�سة التعليمية والرتبوية‪.‬‬ ‫املدر�سة وفق �إ�سرتاتيجيات �إبداعية مرنة‪ ،‬تعليمية وتربوية‪ ،‬ومتابعة انتقال �أثر تلك امل�شاريع‬

‫* انظر الدليل التنظيمي ملدار�س التعليم العام للعام ‪1434‬هـ الإ�صدار الثاين‬

‫‪96‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫لجنة التميز والجودة*‬

‫تع���د جلن���ة التميز واجلودة عن�صر ًا رئي�س ًا يف تطوير �أداء املدر�سة‪ ،‬ويتوقع من اللجنة �أن تبني ر�ؤية املدر�سة وقيمها مب�شاركة كل الأطراف‬ ‫داخل املدر�سة وخارجها ويحدد الأولويات والأهداف التي من �ش�أنها �أن ت�ؤدي �إلى التطوير ال�شامل لأداء املدر�سة بنا ًء على امل�ؤ�شرات والدالئل‬ ‫التي يتم جمعها ب�صورة منهجية من خالل �إجراءات و�أدوات علمية‪ ،‬ومن ثم بناء الربامج التي حتقق تلك الأهداف والأولويات‪ ،‬كما �ستقوم‬ ‫اللجن���ة بر�ص���د التق���دم يف تنفيذ خطة تطوير املدر�سة‪ ،‬وتتم عمليتا املراقبة والتقومي ب�شكل رئي����س عن طريق هذه اللجنة بتوظيف رزمة من‬ ‫الدالئل وامل�ؤ�شرات وبا�ستخدام جمموعة من الأدوات كاملراجعة الذاتية واال�ستطالعات‪.‬‬ ‫وكالء المدرسة *‬

‫ي�شغ���ل وكالء املدر�س���ة جانب��� ًا حيوي ًا يف قيادة املدر�سة من خالل م����ؤازرة املدير وم�ساعدته ودعمه يف املج���االت الفنية والإدارية املختلفة‪،‬‬ ‫وميك���ن �أن يك���ون هناك �أكرث من وكي���ل يف املدر�سة تبع ًا حلجم املدر�س���ة �أو ظروفها‪� ،‬إذ قد يخ�ص�ص وكيل لل�ش����ؤون التعليمية‪ ،‬ووكيل ل�ش�ؤون‬ ‫الطالب‪ ،‬ووكيل لل�ش�ؤون املدر�سية وقد �أو�ضحت اللوائح والأدلة التنظيمية ملدار�س التعليم العام هذه املهام‪.‬‬ ‫المعلمون المشرفون‬

‫املعلم���ون امل�شرف���ون هي فئة من املعلمني يتميزون يف املجاالت العلمية والرتبوي���ة‪ ،‬ولديهم �سمات قيادية‪ ،‬يتم اختيارهم من مدير املدر�سة‬ ‫وامل�شرف الرتبوي للمادة �ضمن معايري دقيقة‪ ،‬ويقوم املعلم امل�شرف بدور قيادي يف املادة الدرا�سية يف املدر�سة‪ ،‬حيث ي ّدعم تدري�س مواد‬ ‫املهام الرئي�سة‪:‬‬

‫• جت�سيد مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية يف �أدائه املهني‪ ،‬جتويد عمليتي التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫وبني معلمي التخ�ص�ص‪.‬‬ ‫• التخطيط مع زمالئه يف التخ�ص�ص لتطوير تدري�س املواد الدرا�سية‪.‬‬ ‫• دعم تدري�س املادة �أو املرحلة من �أجل حتقيق عملية تعليم • امل�شاركة يف حت�سني املناهج الدرا�سية ذات العالقة بتخ�ص�صه‪.‬‬ ‫وتعلم فعالة‪.‬‬ ‫• تنظيم برامج التطوير املهني ملعلمي التخ�ص�ص وامل�شاركة‬ ‫• امل�شاركة يف بناء خطة تطوير املدر�سة بنا ًء على املتغريات يف تنفيذها‪.‬‬ ‫احلالية والتطلعات امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫• حت�سني �شراكة املدر�سة مع الأ�سرة واملجتمع املحلي مب�ؤ�س�ساته‪.‬‬ ‫• تقومي تعلم املادة �أو املرحلة بناء على البيانات الهادفة �إلى‬ ‫* انظر الدليل التنظيمي ملدار�س التعليم العام للعام ‪1434‬هـ الإ�صدار الثاين‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪97‬‬


‫تخ�ص�صه �أو بع�ض ال�صفوف الدرا�سية بطريقة مهنية احرتافية‪ ،‬وميكن �أن يقود �أحد جوانب تطوير العمل املدر�سي‪ ،‬مثل �أن يقوم مبهام‬ ‫نوعية كم�س�ؤول عن برنامج تطوير مهني حمدد‪.‬‬ ‫ويق���وم املعلم امل�شرف ب����أداء مهمته وفق تعليمات املدر�سة و�إدارة الرتبية والتعليم ووفق من���وذج تطوير املدار�س‪ ،‬ثم ينتقل مع زمالئه �إلى‬ ‫ت�صميم برامج �إبداعية تهدف �إلى جتويد مناحي �أداء املتعلمني‪ .‬فمن املمكن‪� -‬أي�ض ًا‪ -‬عند احلاجة‪� ،‬أن ي�ؤدى هذا التطبيق بني عدة مدار�س‬ ‫�صغرية من خالل تقدمي خدمات الدعم والإ�شراف لتلك املدار�س ال�صغرية‪.‬‬ ‫ب�شكل فعال‪ ،‬والت�أكد من حتقق املعايري الأدائية وحتديد الأهداف‪ ،‬ويتحقق املعلم‬ ‫وينبغي مالحظة �أن م�س�ؤولية املعلم امل�شرف هي دعم تدري�س مواد التخ�ص�ص ٍ‬ ‫امل�شرف من ذلك عن طريق‪:‬‬

‫▪ ▪تق���ومي طريق���ة تدري�س املادة وتخطي���ط الدرو�س وا�ستخدام هذا التحلي���ل من �أجل حتديد املهارات الفاعل���ة ون�شرها وتوجيه العمل‬ ‫لأغرا�ض تطويرية‪.‬‬ ‫▪ ▪دعم تدري�س املنهج مبا ي�سهم يف االرتقاء ب�أداء املتعلمني‪.‬‬ ‫▪ ▪حتلي���ل البيان���ات املتعلق���ة ب�أداء املتعلم�ي�ن وتف�سريها مقارنة بتطلع���ات املدر�سة‪ ،‬واق�ت�راح �أهداف وتطلعات �أخ���رى وو�ضع اخلطط‬ ‫لتحقيقها‪.‬‬ ‫▪ ▪مراقبة تقدم �أداء املتعلمني دوري ًا عن طريق االطالع على الواجبات املنزلية �أو مالحظة الأداء ال�صفي �أو نتائج املتعلمني و�سلوكياتهم‬ ‫ومقارنة ذلك ب�صفوفهم �أو باملعايري املقرتحة ل�ضمان تطوير نوعية التعليم وا�ستمراريته‪.‬‬ ‫▪ ▪تقومي التطور يف حتقيق �أهداف التعليم والتعلم امل�ضمنة يف خطط الأق�سام على �أن تكون متوافقة مع خطة تطور �أداء املدر�سة‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪99‬‬


‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮاﺑﻊ‪:‬‬

‫‪4‬‬

‫ﺗﻄﻮﻳﺮ أداء اﻟﻤﺪارس‬ ‫أو ً‬ ‫ﻻ ‪ :‬ﺑﻨﺎء ﺧﻄﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴ ‪ :‬ﻧﻤﻮذج اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜ ‪ :‬ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫تطلعاتنا‪:‬‬ ‫▪ ▪متكني املدار�س من مراجعة �أدائها ذاتي ًا‪.‬‬ ‫▪ ▪متكني املدار�س من بناء خطة �سنوية لتطوير �أدائها‪.‬‬ ‫▪ ▪متكني �إدارة الرتبية والتعليم من بناء خطط دعم للمدار�س‪.‬‬ ‫▪ ▪�أن يتع���اون من�سوب���و املدار����س و�إدارة الرتبي���ة والتعلي���م يف بن���اء املجتمعات‬

‫التعلم ّية املهنية ون�شر القيم الإيجابية املعززة لهذا املفهوم‪.‬‬

‫م���ن الأهداف الأ�سا�سية يف من���وذج تطوير املدر�سة متكني املدار�س من القيام مب�س�ؤولياتها يف دع���م جوانب �أداء متعلميها لتحقيق �أهداف‬ ‫التعلي���م‪ ,‬ي�شتم���ل من���وذج تطوير املدار�س على عدد م���ن املكونات ذوات العالقة املبا�ش���رة بتطوير �أداء املتعلمني‪ ،‬وتطوي���ر هذه املكونات لي�س‬ ‫مب�س�ؤولي���ة املدر�س���ة وحدها‪ ،‬و�إمنا يتم تطويرها من جميع م�ستويات وزارة الرتبية والتعليم وفق ًا ملهمة كل جهة‪ ،‬فجهاز الوزارة عليه جمموعة‬ ‫االلتزام���ات وامل�س�ؤوليات‪ ،‬وتنفيذ كثري من املب���ادرات لتطوير تلك املكونات‪ ،‬وكذلك �إدارة الرتبية والتعليم عليها كثري من الواجبات‪ ،‬وحتقيق‬ ‫جمموعة من املطالب التي تت�سق مع مبادارت جهاز وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬واملدر�سة من �ش�أنها �أن تقوم ب�أداء جمموعة من املهام يف كل مكون‬ ‫من تلك املكونات املحددة يف النموذج‪ ،‬فاملدر�سة ت�ؤدي وظائف يف حت�سني املنهج‪ ،‬كما تعمل على تطوير ممار�سات القيا�س والتقومي و�أدواتهما‪،‬‬ ‫كم���ا ترف���ع من �أداء التوجيه والإر�ش���اد ب�صورة مهنية‪ ،‬وتوثق عالقاته���ا بالأ�سر واملجتمع املحلي بطرق غري تقليدي���ة‪ ،‬كما حت ّرر التدري�س من‬ ‫املمار�سات النمطية‪ ،‬وتعمل على تطوير بيئات التعلم وم�صادره يف �ضوء مواردها املتاحة‪.‬‬ ‫لق���د �أ�صب���ح م���ن امل�سلمات امل�ستقرة �أن تطوير ه���ذه املكونات وجتويد الأداء الب���د �أن ي�سبق بعمليات جمع معلومات وتق���ومي‪ ،‬كما �أن تطوير‬ ‫�أداء املدر�س���ة يتطل���ب تبني ر�ؤية املجتمعات التعلم ّية املهني���ة ‪ ،‬كما يحتاج �أن يكون التطوير وفق خطة علمية تبنى يف �ضوء منهج علمي وا�ضح‪،‬‬ ‫وتعتمد هذه اخلطة على جمع معلومات وبيانات تقوم بها املدر�سة‪ ،‬حيث ت�ستند على حتليل بيانات �أداء املتعلمني بو�صفه مدخ ًال رئي�س ًا خلطة‬ ‫التطوير‪ ،‬كما ترتكز على حتليل �أداء من�سوبي املدر�سة‪ ،‬وتعيني م�ستوى جودة الأدوات والأوعية املعرفية امل�ستخدمة يف املدر�سة‪ ،‬وحتليل ثقافة‬ ‫العمل ال�سائدة‪ ،‬ويتطلب ذلك و�ضع م�ؤ�شرات يتم يف �ضوئها مقارنة الأداء بها‪ ،‬ومقارنة الأداء ب�أداء املدار�س املماثلة �سواء �أكان على امل�ستوى‬ ‫املحلي‪� ،‬أم على م�ستوى املنطقة التعليمية �أم على م�ستوى اململكة‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪101‬‬


‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬بناء خطة تطوير المدرسة‬ ‫تعد عملية التخطيط لتطوير املدر�سة من �أهم العمليات الإ�سرتاتيجية لتطوير �أداء املدر�سة‪ ،‬وهي عملية يتم من خاللها حتديد �أهداف املدر�سة من‬ ‫�أج���ل التح�س�ي�ن‪ ،‬واتخاذ القرارات حول كيفية حتقيق هذه الأهداف‪ ،‬وتعي�ي�ن الإطار الزمني الذى ي�ستغرقه حتقيق هذه الأهداف‪ .‬ومت ّثل خطة تطوير‬ ‫املدر�س���ة خارط���ة طريق تر�سم التغيريات الت���ي حتتاج املدر�سة للقيام بها وكيفية القيام بتحقيقها‪ ،‬وتعيني املح���ددات الزمنية لإجراء هذه التغيريات‬ ‫الهادف���ة �إلى حت�سني م�ستويات حت�صيل املتعلمني وتزويدهم بامله���ارات املختلفة و�إك�سابهم االجتاهات الإيجابية‪ .‬وقد يكون من املتفق عليه �أن حتقيق‬ ‫هذه النتاجات يتم من خالل جتويد تنفيذ املنهج‪ ،‬وتوظيف طرائق تدري�سية و�إ�سرتاتيجيات نوعية‪ ،‬وتطبيق �أن�شطة تعل ّمية‪ ،‬ودعم الطالب و�إر�شادهم‬ ‫ورعايتهم‪ ,‬وتطوير قدرات املعلمني‪ ,‬وتهيئة بيئة �إيجابية للتعلم‪ ،‬وتفعيل م�شاركة �أولياء الأمور يف تعلم �أبنائهم يف املدر�سة �أو يف الأ�سرة‪.‬‬ ‫وخلط���ة تطوي���ر املدر�سة وظائف عديدة‪ ،‬ف�إ�ضاف���ة �إلى �ش�أنها البارز يف ا�ستثمار م���وارد املدر�سة ب�صورة ر�شيدة‪ ،‬وتوجيهه���ا ب�صورة ذكية لتحقيق‬ ‫�أهداف املدر�سة‪ ،‬ف�إنها متثل �آلية تعاقدية مع املدار�س لتحديد م�ستوى جناحها يف حتقيق �أهدافها‪ ،‬كما متثل قناة للتوا�صل وامل�شاركة بني ذوي العالقة‬ ‫داخل املدر�سة وخارجها‪ ،‬فهي الرابط الذي يجمع الكيانات والأفراد داخل املدر�سة وخارجها نحو حتقيق �أهداف م�شرتكة ‪.‬‬ ‫وينبغي �أن يدرك كل من له عالقة باخلطة �أن التطوير والتغيري احلقيقي يف املمار�سات وانعكا�ساته على النتاجات‪ ،‬يحتاج �إلى وقت لإمتامه‪ ،‬فهذه‬ ‫العملية التتم دفعة واحدة‪ ،‬و�إمنا ب�صورة متدرجة ومطردة‪ ،‬وهذا يعني اجتاه فريق املدر�سة �إلى القيام بالتح�سينات التدريجية‪ ،‬ومن املنا�سب الإ�شارة‬ ‫�إل���ى �أن التغي�ي�ر يحتاج متطلبات البد م���ن توافرها‪ ،‬ولعل من �أهمها امتالك القائمني على و�ضع تلك اخلط���ط الكفايات التخطيطية و تهيئتهم ب�شكل‬ ‫كاف ملمار�سة هذا النوع من التخطيط‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومي���ر بن���اء اخلطة بعدة خطوات‪ ،‬ف�أولى خطوات بناء خطة التطوير هي جمع املعلومات حول م�ستوى �أداء املدر�سة وطالبها‪ ،‬وحتليل تلك املعلومات‬ ‫والبيانات بغر�ض حتديد املواطن التي حتتاج �إلى التح�سني‪ ،‬وهذه املهمة لي�ست مهمة جلنة التميز واجلودة وحدها و�إمنا ت�ستعني باملعلمني‪ ،‬وت�ستق�صي‬ ‫�آراء جمل�س املدر�سة‪ ،‬و�أولياء الأمور وغريهم من �أفراد املجتمع ذوي العالقة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من عدم وجود حمدد زمني للخطة‪ � ،‬اّإل �أنه يف�ضل �أن يتم ت�صميم خطة تطوير املدر�سة لتغطي فرتة زمنية ال تزيد عن ثالث �سنوات‪،‬‬ ‫على ان يتم مراجعتها يف نهاية ال�سنة الأولى للتنفيذ وال�سنة الثانية للوقوف على �سري التنفيذ وادخال التعديالت الالزمة‪ .‬وبطبيعة احلال �سيتم اعادة‬ ‫دورة التطوير يف نهاية ال�سنة الثالثة وبناء خطة تطوير جديدة‪ .‬وقد ترغب املدار�س يف متديد خطتها ل�سنوات �إ�ضافية ل�ضمان اال�ستمرار بنف�س درجة‬ ‫الرتكي���ز والو�صول �إلى �أهدافه���ا‪ .‬ويف جميع احلاالت يجب النظر �إلى خطط املدار�س‪ ،‬على �أنها وثائق عمل ت�ستخدمها املدار�س لر�صد التقدم املنجز‬ ‫على مدار فرتة من الزمن‪ ،‬وينبغي مالحظة احلاجة �إلى مراجعة اخلطط ب�صورة م�ستمرة‪ ،‬للت�أكد من �أنها ت�سري فى نف�س امل�سار‪ ،‬وبنف�س ال�سرعة‪.‬‬ ‫وتعم���ل جلن���ة التميز واجل���ودة يف اخلطة على حتديد جمموعة متنوعة من الق�ضايا يف جمموعة من املح���اور الرئي�سة التي تتمتع بالأولوية ويندرج‬ ‫حتت كل حمور عدد من العنا�صر الفرعية على النحو الآتي‪:‬‬ ‫‪102‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫املحور الأول‪ :‬القيادة والإدارة املدر�سية‪.‬‬ ‫املحور الثاين ‪ :‬التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫املحور الثالث‪ :‬البيئة املدر�سية‪.‬‬ ‫املحور الرابع‪ :‬ال�شراكة الأ�سرية و املجتمعية‪.‬‬ ‫�إن الهدف العام من التخطيط لتح�سني املدر�سة هو رفع م�ستوى حت�صيل الطالب‪ .‬ومع ذلك ومن �أجل �إحداث تغيري حقيقي‪ ،‬حتتاج العملية‬ ‫�إلى حتديد الق�ضايا املهمة‪ ،‬وترتيب الأولويات‪ .‬وبالتايل عند التخطيط للتح�سني‪ ،‬يجب �أن ت�ضع املدار�س �أولوية واحدة يف كل من هذه املحاور‬ ‫الأربعة‪ ،‬حيث تنطوي عملية التخطيط على الإجابة عن �س�ؤال مهم "ما الذي يجب الرتكيز عليه الآن؟ "و" ما الذي ميكن ت�أجيله حتى وقت‬ ‫الحق؟"‬ ‫القيادة والإدارة املدر�سية‪ :‬تعد القيادة الرتبوية مرتكز ًا رئي�س ًا‬ ‫يف تطبيق من��وذج تطوير امل��دار���س‪� ،‬إذ يتوقف جن��اح امل��دار���س يف‬ ‫�أداء ر�سالتها على وجود القيادة امل�ؤثرة التي تدفع الآخرين ب�صورة‬ ‫احرتافية �إلى العمل الناجح‪ ،‬وحتويل املدر�سة �إلى م�ؤ�س�سة متعلمة‬ ‫تت�سم بثقافة التعاون والت�شارك‪� .‬إن حتقيق هذه الغايات يتوقف على‬ ‫م�ستوى النجاح يف بناء القيادات الرتبوية التي حتتاج �إلى كثري من‬ ‫اجلهود والإمكانات‪� .‬إن القائد يف منوذج تطوير املدار�س �سوا ًء �أكان‬ ‫مدير مدر�سة‪� ،‬أم وكي ًال‪� ،‬أم معلم ًا م�شرف يتميز ببع�ض ال�صفات‬ ‫وميتلك جمموعة من املهارات التي متكنه من �أداء عمله القيادي‪.‬‬ ‫فعليه البد من �أن ت�شمل خطة املدر�سة يف �أولوياتها على �أه��داف‬ ‫داعمة للقيادة يف كل م�ستوياتها لتحقق الهدف الأكرب وهو دعم تعلم‬ ‫الطالب وزيادة حت�صيلهم العلمي‪.‬‬ ‫كما يعد املعلم العامل الرئي�س يف العملية التعليمية‪ ،‬فهو ال��ذي‬ ‫ير�شد الطالب ويوجههم يف امل��واق��ف التعليمية‪ ،‬وه��و الأق���در على‬ ‫فهم خ�صائ�صهم وحاجاتهم‪ ،‬وبالتايل م�ساعدتهم يف تكوين عادات‬ ‫ومهارات واجتاهات مرغوب فيها وتنمية قدراتهم‪ ،‬مبا ي���ؤدي �إلى‬

‫جناحهم ورفع م�ستوى �أدائهم‪ ،‬وهذا املحور من �أهم املحاور التي‬ ‫�ستت�ضمنها خطة تطوير املدر�سة‪.‬‬ ‫فال ميكن �أن تنجح خطة املدر�سة �إن مل تهتم بتطوير النمو املهني‬ ‫ملن�سوبيها وذلك بو�ضع الربامج التدريبية والإر�شادية الهادفة‪ ،‬وبناء‬ ‫املجتمع التعلمي املهني داخل املدر�سة‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪103‬‬


‫التعليم والتعلم‪ :‬هدف املدر�سة الأ�سا�س هو دعم تعلم الطالب باحل�سبان جميع �أنواع اخلدمات التعليمية وغري التعليمية املقدمة‬ ‫وحتقيق التوقعات املرجوة‪ ,‬ويوجد لكل منهج مطبق ما ي�سمى بوثيقة لطالب املدر�سة‪ ،‬وذلك عن طريق �إيجاد الربامج املتعلقة برتبية‬ ‫املنهج التي حتدد توقعات التعلم (نواجت التعلم) يف كل �صف ومادة التالميذ ومنوهم ال�شامل‪.‬‬ ‫درا�سية‪ .‬حيث ت�صف ما يتوقع من الطالب �أن يتعلموه �أو يقوموا به‪،‬‬ ‫ويعي القائمون على خطة املدر�سة �أهمية معرفة التوقعات املحددة ال�شراكة الأ�سرية و املجتمعية‪ :‬املدر�سة جزء ال يتجز�أ من‬ ‫من قبل الوزارة ومدى قدرة الطالب يف املدر�سة على حتقيق تلك املجتمع‪ ،‬حت�س مب�شكالته وت�سعى دائم ًا نحو منوه وتطوره‪ ،‬كما ت�شري‬ ‫البحوث �إلى �أن م�شاركة �أولياء الأمور حتديد ًا هي واحدة من �أهم‬ ‫التوقعات‪.‬‬ ‫العوامل التي ت�سهم يف جناح الأبناء يف املدر�سة‪ .‬لذا يقع على عاتق‬ ‫البيئة املدر�سية‪ :‬ت�شرتك املدار�س املتميزة يف جمموعة من املدر�سة من خالل خطتها تنمية العالقات وتوثيقها بني املدر�سة‬ ‫اخل�صائ�ص‪ ،‬منها اهتمامها بتح�سني البيئة التي ت�شجع الطالب وبيئتها املحيطة بها‪ .‬فال بد �أن حتتوي خطة املدر�سة على جمموعة‬ ‫على التح�صيل العلمي وت�ساعدهم على حتقيق نواجت التعلم‪ .‬ففي من الربامج الفعالة التي تهدف �إلى توثيق عالقة املدر�سة بالأ�سرة‬ ‫اخلطة تو�ضع �أهداف لتح�سني البيئة املدر�سية‪� ،‬إذ ت�ستطيع جلنة ومبجتمعها املحلي‪.‬‬ ‫التميز واجلودة �أن ي�سهم يف جعل املدار�س �أماكن منا�سبة للتعلم؛‬ ‫حيث �إن املدار�س الناجحة ت�شرتك يف توافر البيئات املتميزة التي‬ ‫هي حم�صلة جمموعة من اخل�صائ�ص مثل القيادة الفاعلة‪ ,‬وو�ضوح‬ ‫الر�ؤية للجميع‪ ,‬وكون املدر�سة بيئة �آمنة ذات تنظيم حمكم‪ ,‬و ذات‬ ‫عالقة �إيجابية وقوية مع الأ�سرة‪ ,‬وت�ضع توقعات مرتفعة لنجاح‬ ‫ال��ط�لاب‪ ،‬وتركز على م�ستويات مرتفعة من التح�صيل العلمي‬ ‫للطالب وتر�صد تقدمهم ب�صورة علمية‪ ,‬وت�ؤكد على الأن�شطة‬ ‫املت�صلة بالتعلم ‪.‬‬ ‫كما اليقت�صر �أثر اخلطة املدر�سية على تطوير اخلدمات التعليمية‬ ‫امل��ق��دم��ة للطالب داخ���ل الف�صل‪ ،‬ب��ل يتعدى ذل��ك �إل���ى تطوير‬ ‫الأن�شطة غري ال�صفية واخلدمات االجتماعية والإر�شادية والنف�سية‬ ‫وال�صحية‪ .‬ل��ذل��ك ف�لا ب��د �أن ت���أخ��ذ اخل��ط��ة املدر�سية الفعالة‬

‫‪104‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫نموذج التغيير المنظم‬

‫ال تعتمد عملية التخطيط لتطوير املدر�سة على نتائج عملية تقومي املحاور ال�سابقة من حيث واقعها املطبق يف املدار�س فقط‪ ،‬بل تتجاوز ذلك‬ ‫�إلى اعتمادها على جمع معلومات خمتلفة من ر�صد التطلعات والتنب�ؤات امل�ستقبلية وتلم�س توجهات �إدارة الرتبية والتعليم والوزارة‪ .‬فمن‬ ‫خالل ا�ستقراء بيانات املدر�سة وا�ستخال�ص مواطن القوة وال�ضعف يف �أداء املدر�سة وحتديد التنب�ؤات امل�ستقبلية‪ ،‬تعمل جلنة التميز واجلودة‬ ‫على توظيف معلوماته يف حتديد �أهداف خطة التطوير امل�ستقبلية‪ ،‬وملا كانت املدر�سة ‪ -‬ك�أي م�ؤ�س�سة ‪ -‬متتلك موارد ب�شرية ومادية حمدودة‪،‬‬ ‫كان من ال�ضروري �أن تقوم جلنة التميز واجلودة بتحديد الأولويات مب�شاركة من�سوبي املدر�سة‪ ،‬التي ينبغي �أن ترتكز فيها اجلهود وتتجه‬ ‫�إليها املوارد املتاحة‪ .‬ويتم هذا على هدي من منوذج التغيري املنظم الذي يعرب عن ا�ستمرارية عملية التطوير‪.‬‬

‫مدارس‬ ‫النموذج‬

‫نموذج‬ ‫التغيير‬

‫بدأت بجمع‬ ‫المعلومات‬ ‫والمراجعة‬ ‫الذاتية‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪105‬‬


‫ومن املتوقع �أن تتم عملية تطوير املدار�س وفق �سرعات خمتلفة‪ ،‬فاملدار�س تتباين يف امل�ستويات الأدائية‪ ،‬وبالتايل يتفاوت حجم الدعم الذي‬ ‫تتلقاه هذه املدار�س كي تتقدم بالن�سب املنا�سبة لظروفها و�إمكاناتها‪ ،‬فبع�ضها يحتاج �إلى تدخل قوي ومبا�شر من �إدارة الرتبية والتعليم‪،‬‬ ‫وبع�ضها الآخر ميكن �أن ينه�ض بجهود من�سوبيها‪ ،‬وذلك وفق حالة الأداء التي تقع فيها‪ ،‬وبني هاتني النقطتني تقع م�ستويات خمتلفة من‬ ‫املدار�س‪ .‬وبعد �أن تعد جلنة التميز واجلودة اخلطة لتحقيق الأهداف التطويرية للمدر�سة‪ ،‬تر�سل �إلى وحدة تطوير املدار�س يف �إدارة الرتبية‬ ‫والتعليم كي ت�ؤمن لها الدعم املطلوب‪.‬‬

‫شركاء التخطيط لتطوير المدرسة‪:‬‬

‫جميع املعنيني ‪� -‬أفراد ًا وكيانات ‪ -‬بعمل املدار�س لهم �أثر يف عملية التخطيط من �أجل التح�سني‪ .‬حيث ي�شارك كل من�سوبي املدر�سة و�أولياء‬ ‫الأمور واملجتمع املحلي يف بناء اخلطة و�صياغة �أهدافها‪ .‬كما ت�شكل �إدارة الرتبية والتعليم ممثلة بوحدة تطوير املدار�س و�شركائها من‬ ‫الإدارات والأق�سام الإ�شرافية �ش�أن ًا مهم ًا يف دعم خطة تطوير املدر�سة‪ .‬ولكن يظل العمل الأهم مكانه داخل املجتمع املدر�سي نف�سه‪ ,‬حيث �إن‬ ‫فاعلية اخلطة تكون عندما تعمل جلنة التميز واجلودة باملدر�سة مب�شاركة حقيقية من املعلمني واملجال�س املدر�سية‪ ،‬و�أولياء الأمور وغريهم‬ ‫من �أفراد املجتمع بو�صفهم فريق ًا واحد ًا يف و�ضع الأولويات وو�ضع �أهداف التح�سني وتنفيذ الإ�سرتاتيجيات‪ ،‬وتقومي التقدم‪.‬‬ ‫ويف هذا اجلزء‪� ،‬سيتم ا�ستعرا�ض مهام ال�شركاء يف التخطيط لتح�سني املدر�سة‪ ،‬بر�سم اخلطوط العري�ضة لتلك املهام التي يجب �أن ينفذها‬ ‫كل منهم يف كل مرحلة من هذه العملية‪.‬‬ ‫إدارة التعليم‪:‬‬

‫لجنة التميز والجودة‬

‫‪106‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ت�ساعد �إدارة الرتبية والتعليم ‪ -‬ممثلة بوحدة تطوير املدار�س ‪ -‬و�شركا�ؤها من الإدارات املعنية على تقدمي الدعم يف عملية التخطيط لتطوير‬ ‫املدر�سة‪ ،‬حيث تقوم بالأعمال الآتية‪:‬‬ ‫▪ ▪تطوير مهارات جلنة التميز واجلودة يف املدار�س والقيادات يف جماالت خمتلفة ي�أتي يف مقدمتها عملية التخطيط املدر�سي ومتكينهم من‬ ‫تنفيذها وتقومي نتائجها‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�شجي���ع املجال����س املدر�سية‪ ،‬و�أولياء الأمور‪ ،‬وغريهم من �أف���راد املجتمع على امل�شاركة يف و�ضع خطط تطوي���ر املدار�س من خالل التوعية‬ ‫وحتقي���ق الرغب���ة لديهم بامل�شاركة يف ر�سم ال�سيا�س���ات الالزمة ل�ضمان �أن يكون للمجال�س املدر�سية مل�س���ات مهمة يف و�ضع خطط حت�سني‬ ‫املدار�س وتقوميهم‪.‬‬ ‫▪ ▪تنفيذ �آليات التحفيز واملحا�سبية الداعمة لتحقيق الأهداف املعلنة يف خطط تطوير املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ستعرا�ض خطط تطوير املدار�س مع مديرى املدار�س بانتظام‪ ،‬وطلب حتديثات منتظمة عن تنفيذ هذه اخلطط‪.‬‬ ‫▪ ▪توف�ي�ر فر����ص و�أماكن للمدار�س للعمل مع ًا على حل امل�شاكل وتبادل �أف�ضل املمار�سات ومراجعة خطط املدار�س و�ضمان ا�ستخدام املدار�س‬ ‫ملعلومات دقيقة و�شاملة عند و�ضع خططها وتقدمي التغذية الراجعة لها‪.‬‬ ‫▪ ▪دم���ج الأه���داف امل�شرتك���ة يف خطط تطوي���ر املدار�س �ضمن خط���ط �إدارة الرتبي���ة والتعليم وتخ�صي����ص املوارد بطرق تلب���ي االحتياجات‬ ‫والأولويات امل�شرتكة‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪107‬‬


‫أعضاء المدرسة‪:‬‬

‫واملق�صود هنا العاملون يف املدر�سة من معلمني وقيادات وطالب مدعومني مبجال�س وفرق م�ساهمة يف تطوير املدر�سة كمجل�س �إدارة املدر�سة وغريها‪.‬‬ ‫مديرو المدارس‪:‬‬

‫مدي���رو املدار����س هم ق���ادة التغيري داخل مدار�سهم والعن�ص���ر الرئي�سي يف عملية حت�سني املدر�سة‪ .‬حي���ث ي�ضطلعون مبجموعة كبرية من‬ ‫امل�س�ؤولي���ات ل�ضم���ان جناح خطة التح�س�ي�ن وتنفيذها‪ .‬تنح�صر مه���ام املديرين يف التخطي���ط لتح�سني املدر�سة يف التوا�ص���ل الفاعل مع كل‬ ‫املعنيني وتوفري فر�ص التطوير املهني ملن�سوبي املدر�سة وامل�شاركني يف عملية التخطيط مع دوره القيادي الذي ميار�سه يف مدر�سته‪.‬‬ ‫فمديرو املدار�س ميكن �أن يدعموا اخلطة اخلا�صة بتح�سني املدر�سة من خالل مايلي‪:‬‬ ‫▪ ▪التوعية لكل املعنيني عن عملية التخطيط لتح�سني املدر�سة‪ ,‬وم�ساعدتهم على فهم مهمتهم يف العملية ودعوتهم للم�شاركة‪.‬‬ ‫▪ ▪تطوي���ر �سجل املدر�سة ال���ذي يحتوي على معلومات دقيقة عن طبيعة املدر�سة وظروفها وخ�صائ�صها و�إطالع �أولياء الأمور واملجتمع املحلي‬ ‫بتلك التفا�صيل لتمكينهم من فهم �أكرث عن املدر�سة وتقدمي امل�شورة املنا�سبة والدعم الالزم‪.‬‬ ‫▪ ▪م�شاركة جميع �أفراد املجتمع املدر�سي الداخلي واخلارجي بنتائج اخلطة وتوجهاتها ‪.‬‬ ‫▪ ▪ تطوي���ر قن���وات االت�صال م���ع املجتمع املحلي لإتاحة الفر�ص���ة لهم لو�صف م�شاعرهم ح���ول املدر�سة والطرق التي ي���ودون �أن ي�شاركوا من‬ ‫خالله���ا يف تعلي���م �أبنائهم وا�ستخال�ص نتائجها وتقدميها �إلى اجلهات املعني���ة يف عملية التخطيط مل�ساعدتهم على حتديد هدف من �أجل‬ ‫تعزيز م�ستوى م�شاركة �أولياء الأمور‪.‬‬ ‫▪ ▪جم���ع املعلوم���ات بانتظام عن حت�صي���ل الطالب‪ ،‬وا�ستخدام هذه املعلوم���ات يف مناق�شات مع املعلمني حول �ضب���ط وحت�سني �إ�سرتاتيجيات‬ ‫تدري�سه���م‪ ،‬و�ضم���ان ا�ستخدام هذه املعلومات �أي�ض ًا من قبل من يقومون بو�ضع خطة حت�س�ي�ن املدر�سة وا�ستخدامها جزء ًا من عملية ر�صد‬ ‫وتقييم اخلطة‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�شجي���ع جلنة التميز واجل���ودة على قيادة تطوير وتنفيذ اخلطة مع توفري الإ�شراف والتدري���ب الالزمني لهم وللم�شاركني يف بناء اخلطة‪،‬‬ ‫وتقدمي الدعم لهم يف تطوير وتنفيذ اخلطة ‪.‬‬ ‫▪ ▪�ضمان �أن تعك�س خطط التح�سني خ�صائ�ص املدر�سة وجمتمعها وتراعي ظروفها ومواردها‪.‬‬ ‫▪ ▪ قيادة اجتماعات هيئة التدري�س‪ ،‬واملجال�س املدر�سية‪ ،‬و�أولياء الأمور و�أفراد املجتمع الآخرين اخلا�صة بالتخطيط لتح�سني املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪تقومي التنفيذ خلطة حت�سني املدر�سة بانتظام‪.‬‬ ‫▪ ▪قيادة املدر�سة واملجتمع يف االحتفال بالنجاح الذي حتقق يف تنفيذ �أهداف خطة املدر�سة‪.‬‬ ‫‪108‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫المعلمون‪:‬‬

‫مجلس المدرسة‪:‬‬

‫مب���ا �أن املعلم ه���و �صاحب الأث���ر الأكرب على حت�صي���ل الطالب‪،‬‬ ‫وه���و اله���دف الأ�سا�س الذي نرج���وه من التخطي���ط للمدر�سة‪ ,‬فقد‬ ‫كان لزام��� ًا عليه امل�شاركة مبب���ادرات مهمة يف خطة تطوير املدر�سة‬ ‫وتنفيذها‪ ،‬والتي تتطلب منه ما ي�أتي‪:‬‬ ‫▪ ▪امل�شارك���ة الفعال���ة م���ع جلن���ة التمي���ز واجل���ودة يف املدر�س���ة يف‬ ‫جم���ع املعلومات وو�ضع الأولوي���ات‪ ،‬وحتديد الأه���داف‪ ،‬و�صياغة‬ ‫�إ�سرتاتيجيات تنفيذ اخلطة‪.‬‬ ‫▪ ▪العمل ب�شكل وثيق مع جلنة التميز واجلودة وبقية �أع�ضاء املدر�سة‬ ‫و�أولياء الأمور لتنفيذ اخلطة‪.‬‬ ‫▪ ▪امل�شاركة بعمليات التطوير املهني الداعمة للخطة‪.‬‬ ‫▪ ▪�ضم���ان �شمولي���ة الأه���داف ل�س���د احتياجات الط�ل�اب يف جميع‬ ‫م�ستويات التعليم‪.‬‬ ‫▪ ▪دع���م تقييم اخلطة من خالل توفري �أح���دث املعلومات عن تعليم‬ ‫الطالب‪ ،‬والتغذية الراجعة من �أولياء الأمور‪.‬‬

‫م���ن املهم م�شاركة جمل�س املدر�س���ة يف عملية التخطيط للتطوير‬ ‫ل�ضم���ان �أن �أولوي���ات املجتم���ع املدر�س���ي بالكامل تنعك����س يف خطة‬ ‫املدر�سة ‪ .‬فمن خالل تل���ك ال�شراكة ميكن ملجل�س املدر�سة �أن يقدم‬ ‫الدعم املنا�سب من خالل‪:‬‬ ‫▪ ▪امل�شارك���ة الفاعلة يف عملية حتديد الأولوي���ات وحتديد الأهداف‬ ‫والإ�سرتاتيجيات اخلا�صة بتح�سني املدر�سة ك�أع�ضاء من املجتمع‬ ‫املحل���ي‪ ,‬كما يق���وم باعتماد خط���ط التح�سني املقدم���ة من جلنة‬ ‫التميز واجلودة‪.‬‬ ‫▪ ▪مناق�شة �أه���داف اخلطة وحتديثها وا�ستعرا����ض النتائج والتقدم‬ ‫املحق���ق يف املدر�س���ة يف تنفي���ذ اخلطة م���ن خ�ل�ال االجتماعات‬ ‫الدورية للمجل�س‪.‬‬ ‫▪ ▪العمل بالت�شاور مع مدير املدر�سة على بناء �شراكات مع م�ؤ�س�سات‬ ‫املجتمع املحلي االجتماعية وال�صناعية والإعالمية والتعليمية يف‬ ‫تنفيذ اخلطة‪.‬‬ ‫▪ ▪ت�شجيع �أولي���اء الأمور وغريهم من �أف���راد املجتمع ب�شكل منتظم‬ ‫للم�شاركة يف عملية التخطيط من �أجل التح�سني‪.‬‬

‫الطالب‪:‬‬

‫يع���د �ص���وت الطالب من الأ�ص���وات املهمة يف ر�سم توجه خطة املدر�س���ة وحتديد �أهدافها‪ ,‬حيث من املهم �إ�ش���راك طالب املرحلة الثانوية‬ ‫واملتو�سط���ة يف �صن���ع قرارها وذلك من خالل ممثلني له���م يف جمل�س املدر�سة‪ ،‬كما ميكن للطالب دعم اخلط���ة من خالل امل�شاركة يف و�ضع‬ ‫الأه���داف والإ�سرتاتيجي���ات‪ ,‬و امل�ساعدة يف ن�ش���ر اخلطة و�أهدافها لباقي الطالب و�إلى �أولياء �أموره���م‪ ,‬وامل�شاركة الفاعلة يف تنفيذ اخلطة‬ ‫للو�صول �إلى �أهداف املدر�سة املر�سومة‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪109‬‬


‫المراحل األولى لعملية التخطيط‪:‬‬

‫متر عمليات التخطيط مبراحل ثالث �أ�سا�سية وهي مرحلة ت�شكيل‬ ‫جلن���ة التميز واجلودة و جمل�س املدر�سة الداعم لعملية التخطيط ثم‬ ‫يلحق���ه عمليات متعددة جلمع وتقييم املعلوم���ات عن حماور القيادة‬ ‫والإدارة املدر�سي���ة وحم���ور التعليم والتعلم و حم���ور البيئة املدر�سية‬ ‫وحمورالأ�س���رة واملجتم���ع‪ ،‬وميكن جم���ع املعلومات من خ�ل�ال �أدوات‬ ‫خمتلف���ة ولعل من �أهمها املراجعة الذاتي���ة للمدر�سة‪ ,‬ثم يلحق ذلك‬ ‫بعملي���ات حتديد �أولوي���ات التح�سني من خالل �سل�سل���ة من الأن�شطة‬ ‫املختلفة‪.‬‬ ‫المراجعة الذاتية ‪:‬‬

‫تتج���اوز املراجع���ة الذاتي���ة يف من���وذج تطوي���ر املدار����س املفهوم‬ ‫التقليدي للتق���ومي الذي يتعامل مع عنا�صر العملي���ة التعليمية ب�شكل‬ ‫جم���ز�أ‪ ،‬فنجد تقومي��� ًا للمعلم منعز ًال ع���ن تقومي املر�ش���د املدر�سي‪،‬‬ ‫وهذان التقوميان ال يرتبطان بتقومي مركز م�صادر التعلم‪ ،‬وكل هذه‬ ‫�ضعيفة االرتباط بتق ��ومي �أداء مدير املدر�سة‪� .‬إن التقومي التي تعتمد‬ ‫علي���ه جلنة التمي���ز واجلودة يف احلك���م على م�ست���وى �أداء املدر�سة‪،‬‬ ‫ينطلق من ر�سم �صورة �شاملة لأدائها يحدد فيه مواطن القوة ونقاط‬ ‫ال�ضعف يف نواجت التعلم‪ ،‬بهدف التعامل مع مكونات النموذج امل�ؤثرة‬ ‫يف هذه النواجت ب�صورة علمية‪.‬‬ ‫ولتحقيق ه���ذا الهدف‪ ،‬ف�إن �إجراء املراجع���ة الذاتية تعتمد على‬ ‫�أدوات م�صممة جلمع املعلومات ب�صورة علمية وفق خطوات منهجية‬ ‫يت���م م���ن خاللها ر�سم �ص���ورة كاملة ع���ن �أداء املدار����س‪ .‬وال تتوقف‬ ‫جن���اح املراجعة الذاتية يف املدار�س عل���ى توفري الأدوات‪ ،‬بل يتجاوز‬ ‫ذل���ك �إلى متكني جلن���ة التميز واجل���ودة يف املدر�سة عل���ى ا�ستيعاب‬ ‫مفاهي���م التقومي وامت�ل�اك مهاراته و�إجراءاته للو�ص���ول �إلى �أحكام‬ ‫‪110‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫�صادق���ة و�صحيح���ة عن �أداء املدر�سة‪ ،‬ولق���د مت تطوير دليل �إر�شادي‬ ‫للتقومي الذاتي ي�ستعان به يف هذا املجال‪.‬‬ ‫فاملراجع���ة الذاتي���ة املطبق���ة يف من���وذج املدر�سة هو �آلي���ة علمية‬ ‫م�ستم���رة ذات �أه���داف حم���ددة‪ ،‬وتعتم���د عل���ى �أدوات مقننة‪ ،‬وفق‬ ‫�إجراءات ومعايري و�ضواب���ط‪ .‬ت�ستهدف الك�شف الدقيق واملو�ضوعي‪،‬‬ ‫و�إ�صدار تقرير متكامل حول م�ستوى �أداء املدر�سة بكامل عنا�صرها‪،‬‬ ‫وم���ن ثم ر�ص���د الإيجابي���ات وتعزيزه���ا‪ ،‬وال�سلبي���ات ومعاجلتها من‬ ‫خالل خطط عمل مدر�سية‪.‬‬ ‫أهداف المراجعة الذاتية ‪:‬‬

‫ته���دف املراجع���ة الذاتية �إل���ى تق���دمي �أ�سا�س مو�ضوع���ي تنطلق‬ ‫من���ه املدر�سة يف و�ضع �إ�سرتاتيجياتها وخططه���ا امل�ستقبلية لتح�سني‬ ‫الأداء‪ .‬وعل���ى وج���ه التحديد ف�إن املراجعة الذاتي���ة للمدر�سة يهدف‬ ‫�إلى‪ :‬التعرف على م�ستويات جميع �أوجه �أداء الطالب املختلفة‪.‬‬ ‫▪ ▪التعرف على م�ستويات الأداء يف جميع عنا�صر عمل املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪م�ساعدة املدر�سة على �إيجاد معلومات ت�شخي�صية دقيقة يعتمد عليها‬ ‫يف بناء الربامج واخلطط التطويرية على �أ�س�س علمية ومنطقية‪.‬‬ ‫▪ ▪تطوير وحت�سني مهمة مدي���ر املدر�سة بو�صفه قائد ًا وموجه ًا للعمل‬ ‫يف املدر�سة‪ .‬وبالتايل م�س�ؤو ًال عن التطوير والتح�سني‪.‬‬ ‫▪ ▪تنمي���ة الوع���ي ب����أن عملي���ة التطوير والتح�س�ي�ن عملي���ة تكاملية ال‬ ‫تقت�صر على اجلهات العليا امل�س�ؤولة عن التعليم‪.‬‬ ‫▪ ▪تر�سي���خ مفه���وم الرقاب���ة الذاتية لدى مدي���ر املدر�س���ة والعاملني‬ ‫فيه���ا من خالل قيامهم بتق���ومي �أدائهم دومنا ح�سيب �أو رقيب من‬ ‫اخلارج‪ ،‬مما يدفعهم �إلى تعديل �سلوكهم العملي ذاتي ًا‪ ،‬كلما رغبوا‬ ‫يف االطمئنان على م�ستوى �أدائهم‪.‬‬

‫▪ ▪فح�ص عينات من �أعمال الطالب‪.‬‬ ‫القيم الداعمة لعملية المراجعة الذاتية ‪:‬‬ ‫▪ ▪امل�شاركة اجلماعية يف عملية التقومي من جميع من�سوبي املدر�سة‪▪ ▪ .‬االختبارات‪.‬‬ ‫▪ ▪الدع���م اخلارجي للتق���ومي يف خمتلف مراحله م���ن �إدارة الرتبية ▪ ▪العوامل البيئية املحيطة يف املدر�سة وامل�ؤثرة يف �أدائها‪.‬‬ ‫والتعليم ومن امل�شرف‪.‬‬ ‫▪ ▪اال�ستبانات وا�ستطالعات الر�أي‪.‬‬ ‫▪ ▪الفهم امل�شرتك للمفاهي���م املرتبطة باملراجعة الذاتية و�إجراءاته ▪ ▪موقع املدر�سة الإلكرتوين‪.‬‬ ‫وتفعيل خمرجاته يف خدمة عملية التطوير والتح�سني‪.‬‬ ‫▪ ▪االرتب ��اط بنظام التعلي ��م على م�ست ��وى �إدارات الرتبي ��ة والتعليم‬ ‫محاور المراجعة الذاتية ‪:‬‬ ‫والوزارة ل�ضمان التن�سيق الكامل يف خمتلف مراحل التقومي‪.‬‬ ‫▪ ▪ا�ستخدام لغ���ة وم�صطلحات ومفاهيم وا�ضح���ة ومب�سطة ل�ضمان تغطي املراجع���ة الذاتية للمدر�سة حمورين �أ�سا�سني‪ :‬حمور نواجت‬ ‫التعل���م‪ ،‬وحم���ور الأداء املدر�س���ي‪ .‬ينق�س���م املح���ور الأول ال���ى ثالثة‬ ‫�سهولة التطبيق‪.‬‬ ‫▪ ▪حتقي���ق الت���وازن والعدل عند تق���ومي م�ستوي���ات الأداء يف خمتلف جم���االت وهي التح�صيل الدرا�سي‪ ،‬االجتاه���ات وال�سلوك‪ ،‬وال�صحة‬ ‫العامة واللياقة؛ وينق�سم املحور الثاين الى �أربعة جماالت هي القيادة‬ ‫جوانبه‪.‬‬ ‫▪ ▪توفري التدريب والدعم امل�ستمر يف جميع مراحل الإعداد والتطبيق املدر�سية‪ ،‬التعليم والتعلم‪ ،‬البيئة املدر�سية‪ ،‬وال�سرة واملجتمع‪.‬‬ ‫وقد مت ت�صنيف كل جمال يف عدد من املعايري الفرعية‪ ،‬وو�ضع لكل‬ ‫�سواء من داخل املدر�سة �أم من خارجها‪.‬‬ ‫▪ ▪املراجع���ة الذاتي���ة لي�س هدف ًا بذاته و�إمنا داع���م خلطط التطوير معي���ار م�ؤ�شرات �أداء يتم من خ�ل�ال تقوميها التعرف على م�ستويات‬ ‫�أداء املدر�سة و�إجنازاتها (انظر دليل بناء خطة تطوير املدر�سة )‪.‬‬ ‫والتح�سني‪.‬‬ ‫مصادر معلومات المراجعة الذاتية ‪:‬‬

‫▪ ▪بيانات �إح�صائية عامة عن املدر�سة‪ .‬‬ ‫▪ ▪�سجالت ووثائق املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪لقاءات �أولياء الأمور ومالحظاتهم التي تتلقاها املدر�سة مبختلف‬ ‫الو�سائط‪.‬‬ ‫▪ ▪مقابلة العاملني يف املدر�سة‪.‬‬ ‫▪ ▪مقابلة الطالب‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪111‬‬


‫ثانيًا ‪ :‬نموذج عمليات التطوير المهني في المدرسة‬ ‫متثل عمليات التطوير املهني يف املدر�سة داعم ًا مهم ًا للمدر�سة ورافد ًا من روافد التطوير فيها لتمكينها من حتقيق �أهدافها‪ .‬و ت�سري عمليات‬ ‫التطوير املهني يف املدر�سة وفق خطوات ميكن �أن ت�شكل منوذج ًا عملي ًا ل�سريها‪ .‬وت�سري العمليات وفق الرتتيب املرحلي و املبني يف ال�شكل الآتي‬

‫‪ÒjÉ©e‬‬ ‫‪AGOC’G‬‬

‫ﺧﻄﺔ‬ ‫اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‬ ‫اﻟﻤﻬﻨﻲ‬

‫‪èFÉàf‬‬ ‫‪á©LGôŸG‬‬ ‫‪á«JGòdG‬‬

‫‪äÉ«HOCG‬‬ ‫‪á«HÎdG‬‬

‫‪äÉLÉ«àME’G ójó– äGAGôLEG‬‬

‫‪iƒà°ùe‬‬ ‫‪ôjƒ£àdG‬‬ ‫‪»æ¡ŸG‬‬

‫‪èeGÈdG‬‬ ‫‪ájôjƒ£àdG‬‬

‫‪ä’É≤ŸG‬‬ ‫‪᫪∏©dG‬‬

‫‪äÉLÉ«àME’G ójó– èFÉàf‬‬ ‫‪»Ø«XƒdG »æ¡ŸG ƒªædG QÉ°ùe‬‬ ‫‪ƒ‰ QÉ°ùe‬‬ ‫‪»æ¡e‬‬ ‫‪∫ÓN øe á«æ¡ŸG ᫪æàdG‬‬ ‫‪OGôaC’G‬‬

‫‪»æ¡ŸG ƒªædG ÒjÉ©e‬‬ ‫›‪äÉYƒª› - á∏MôŸG äÉYƒª‬‬ ‫‪ΩɪàgE’G äÉYƒª› - ¢ü°üîàdG‬‬

‫‪äÉfÉ«ÑdG‬‬ ‫‪á«aÉc‬‬ ‫‪á°SQóŸG ∫ÓN øe »æ¡ŸG ôjƒ£àdG‬‬

‫‪ .1‬إجراءات تحديد االحتياجات التدريبية ‪:‬‬

‫االحتياج التدريبي هو الفجوة بني الواقع وامل�أمول‪ ،‬وميثل االحتياج التدريبي التطويري الهوة بني الواقع املهني للمعلم وامل�ستوى املهني‬ ‫امل�أمول‪ .‬ويف حالة كون احلاجة ب�سبب ق�صور يف املعارف �أو املهارات �أو االجتاهات‪� ،‬أو ب�سبب التطوير �أو التغيري الذي �سيحدث ف�إن التطوير‬ ‫املهني املنظم واملخطط له ب�أ�سلوب علمي ومنهجي �سليم‪ ،‬قادر على �سد هذه الفجوة‪� .‬أما عملية حتديد احلاجات التدريبية فنق�صد بها ؛‬ ‫هنا اخلطوات والإجراءات املنظمة واملنطقية التي تتبعها جلنة التميز واجلودة يف الك�شف عن النق�ص �أو الفجوة بني الأداء احلايل والأداء‬ ‫املرغوب فيه‪ ،‬ومن ثم حتليل هذه احلاجات للو�صول �إلى ت�شخي�ص دقيق لهذه الفجوة �أو النق�ص من خالل عملية املراجعة الذاتية‪ ،‬متهيد ًا‬ ‫القرتاح الربامج التدريبية والتطويرية املنا�سبة‪.‬‬ ‫وعملية حتديد االحتياجات التدريبية عملية مهمة للغاية بالن�سبة لعملية التطوير املهني‪ ،‬وذلك لأن حتديد االحتياجات وحتليلها هو الأ�سا�س‬ ‫لكل عنا�صر عملية التطوير املهني‪ ،‬لأنها البو�صلة التي توجه التطوير املهني توجيه ًا �صحيح ًا‪ ،‬وي�ضمن ا�ستثمار الوقت واجلهد واملال‪ ،‬ويوجه‬ ‫التطوير املهني نحو الرتكيز على الأداء وحتقيق الأهداف‪.‬‬ ‫مدخالت عمليات حتديد االحتياج التدريبي ‪:‬‬ ‫▪ ▪معاي�ي�ر الأداء ل�شاغل���ي الوظائ���ف التعليمي���ة يف وزارة الرتبي���ة ▪ ▪الربامج التطويرية التي ت�ستهدف العملية الرتبوية والتعليمية‪.‬‬ ‫والتعليم ال�سعودية‪.‬‬ ‫▪ ▪م�ستوى التطوير املهني للفئات امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫▪ ▪نتائج املراجعة الذاتية ‪.‬‬ ‫▪ ▪امل�ؤهالت العلمية للفئات امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫▪ ▪�أدبيات الرتبية مب�ستجداتها واجتاهاتها احلديثة‪.‬‬ ‫‪ .2‬نتائج االحتياجات التدريبية ‪:‬‬

‫يتم يف هذا امل�ستوى حتليل بيانات احلاجات التدريبية ودرا�ستها وت�صنيفها وفق طبيعة احلاجة و�أولويتها‪.‬‬ ‫‪ .3‬مسار النمو المهني الوظيفي ‪:‬‬

‫‪çƒëÑdG ,»FGôLE’G åëÑdG‬‬ ‫‪∫ɪYCG π«∏– ,áeƒYóŸG‬‬ ‫‪π«gCÉàdG èeGôH ,ÜÓ£dG‬‬ ‫‪AÉ«∏©dG‬‬

‫‪äɶMÓe ,¢TÉ≤f äÉ≤∏M‬‬ ‫‪∫ɪYCG π«∏– ,á«Ø°U‬‬ ‫‪,ƒjó«ØdG ôjƒ°üJ ,ÜÓ£dG‬‬ ‫‪ÊhÉ©àdG º«∏©àdG‬‬

‫‪πeCÉàdG‬‬

‫‪112‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪,äÉ«æ≤J ÖjQóàdG äÉWÉ°ûf‬‬ ‫‪º«≤dG ,ájôjƒ£J ™jQÉ°ûe‬‬ ‫‪,ÜÓ£dG äÉ«cƒ∏°S ,á«æ¡ŸG‬‬ ‫‪.á«FÉbƒdG èeGÈdG‬‬

‫يتم يف هذا امل�ستوى ت�صنيف احلاجات التدريبية وفق متطلبات امل�سار املهني وتلبيتها من خالل �أداة التطوير املنا�سبة وفق ما يقت�ضيه احلال‪.‬‬ ‫‪ .4‬معايير النمو المهني ‪:‬‬

‫يت���م يف ه���ذا امل�ست���وى مراجعة هذه احلاج���ات والربامج على �أ�سا�س املعايري املح���ددة للتطوير املهني والتي من �ش�أنه���ا �أن ت�ضمن جودة‬ ‫املدخ�ل�ات والعملي���ات وبالت���ايل املخرج���ات يف كل �أداة م���ن �أدوات التطوير املهني‪ ،‬وتتم عملي���ات التطوير املهني ‪ -‬يف ظ���ل مفهوم املدر�سة‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪113‬‬


‫املتعلمة‪ ،‬ومبا يكفل ت�أ�سي�س وبناء جمتمع املعرفة ‪ -‬على ثالثة م�ستويات خمتلفة على النحو الآتي‪:‬‬ ‫‪1.1‬التنمي��ة املهني��ة من خ�لال الأفراد‪ :‬ب�أدوات خمتلف���ة‪ ،‬مثل‪ :‬البحوث الإجرائي���ة‪ ،‬البحوث املدعومة‪ ،‬حتليل �أعم���ال الطالب‪ ،‬ور�ش‬ ‫العمل‪ ،‬برامج الت�أهيل العليا‪ ،‬وبرامج التدريب املبا�شر‪.‬‬ ‫‪2.2‬النمو املهني من خالل املجموعات‪ :‬ب�أدوات خمتلفة تقوم على مبد�أ التعاون والأهداف امل�شرتكة بني املجموعة‪ ،‬مثل ‪ :‬حلقات نقا�ش‪،‬‬ ‫املالحظة ال�صفية‪ ،‬حتليل �أعمال الطالب‪ ،‬ت�صوير الفيديو‪ ،‬التعلم التعاوين‪ ،‬البحوث الإجرائية الت�شاركية‪ ،‬جمموعات التخ�ص�ص‪.‬‬ ‫‪3.3‬النم��و املهن��ي من خالل املدر�سة‪ :‬ب�أدوات خمتلفة تدعم العمل التع���اوين‪ ،‬وحتقق ر�ؤية املدر�سة و�أهدافها التي يت�شارك فيها اجلميع‪،‬‬ ‫مث���ل‪ :‬امل�شاري���ع التطويرية‪ ،‬القيم املهنية امل�شرتكة‪ ،‬درا�س���ة �سلوكيات الطالب‪،‬‬ ‫الربامج الوقائية‪.‬‬

‫التعلمية المهنية‬ ‫ثالثًا‪ :‬المجتمعات‬ ‫ّ‬ ‫المنا�ص من �أن نتبنى مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية من خالل �شبكة تتيح تبادل املعرفة بني من�سوبي امل�ستويات املختلفة يف وزارة الرتبية‬ ‫والتعليم‪ :‬املدر�سة‪� ،‬إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وجهاز الوزارة‪ ،‬وذلك يف حال ا�ستهداف جتويد الأداء وتنفيذ اخلطط الرامية �إلى االرتقاء بنوعية‬ ‫خمرجات املدر�سة‪ .‬ف�شبكات التعلم املهنية تتيح للأفراد يف امل�ستويات املختلفة ‪ -‬تبادل املعرفة‪ ،‬وحتفز على توليد معارف جديدة‪ ,‬ومتنح‬ ‫فر�ص ًا ال�ستخدامها وتوظيفها‪ .‬في�ستفيد من�سوبو �إدارات الرتبية والتعليم من تبادل الأفكار بينهم وبني زمالئهم يف �إدارة الرتبية والتعليم‪،‬‬ ‫وكذلك مع الإدارات الأخرى‪ ,‬ويتيح للمدار�س تبادل املعارف ونقل اخلربات‪ ،‬كما يوفر بيئة تعلمية مهنية داخل املدر�سة الواحدة ت�ساعد على‬ ‫تغيري م�س ّلمات من�سوبيها‪ ،‬ومن له عالقة بها‪ ،‬وفق �إجراءات وعمليات منظومية يتم من خاللها زيادة املعارف العلمية واملفاهيم الرتبوية‪،‬‬ ‫وتعزيز االجتاهات الإيجابية‪ ،‬وتنمية املهارات املهنية ب�صورة منظمة يف �إطار من املعايري املحددة الرامية �إلى جتويد املمار�سات املهنية‬ ‫ب�شكل احرتايف ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪1‬‬

‫‪ .5‬التأمل ‪:‬‬

‫ويف هذا امل�ستوى يحتاج �أن يت�أمل اجلميع ما عملوه وما �أجنزوه من‬ ‫�أهداف م�شرتكة وما حتقق من ر�ؤيتهم يف مدر�ستهم بغر�ض التقومي‬ ‫وامل��راج��ع��ة والتطوير ال��ذي يحدث حت�سن ًا يف املمار�سة والأداء‬ ‫واملنتجات يف كل م��رة يت�أمل فيها �أع�ضاء املدر�سة منجزاتهم‬ ‫وممار�ساتهم �سواء على م�ستوى الأداء �أم على م�ستوى التطوير‬ ‫املهني‪.‬‬

‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪2‬‬

‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪4‬‬

‫اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻮﻃﻨﻲ‬ ‫ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫اﻟﻤﺪارس‬

‫إدارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻴﻢ‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‪3‬‬

‫اﻟﻤﻌﻠﻤﻮن وﻗﻴﺎدات اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬

‫وﺣﺪة ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫المجتمعات التعلم ّية المهنية في المدرسة‬

‫�إن جلنة التميز واجلودة معنية بتج�سيد مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية من خالل �إيجاد فر�ص للتعلم متنوعة (�أوعية التطوير املهني)‪.‬‬ ‫ويتي���ح مفه���وم املجتمعات التعلم ّية املهنية تبادل اخل�ب�رات بني من�سوبي املدر�سة‪ ،‬وبناء هوية مهنية جماعي���ة‪ .‬فمن خالل مفهوم املجتمعات‬ ‫‪114‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪115‬‬


‫التعلم ّية املهنية‪,‬تت�شكل املجتمعات التعلم ّية املهنية وفق عدة �أ�شكال فيمكن �أن تت�شكل بناء على ال�صف الدرا�سي �أو املادة �أو املدر�سة �أو مكون‬ ‫تطويري‪� ،‬أو معاجلة ظاهرة �سلوكية معينة‪ .‬ولتج�سيد هذا املفهوم ؛ ف�إن املجتمعات التعلم ّية املهنية هذه ميكن �أن توظف بيانات �أداء املتعلمني‬ ‫يف و�ض���ع �إ�سرتاتيجي���ات تدعم �أداء املعلمني وترفع من تعلم املتعلمني‪ .‬فعلى �سبيل املث���ال‪ ،‬ميكن �أن تتكون املجتمعات التعلم ّية املهنية برئا�سة‬ ‫معلم م�شرف ي�ؤدي مهمة قائد التطوير املهني لأقرانه‪ ،‬ويتمثل القدوة املهنية يف املمار�سة النوعية الفعالة‪ .‬وتتعاون املجتمعات التعلم ّية املهنية‬ ‫مع جلنة التميز واجلودة‪ ،‬يف تطوير �آليات املراجعة الذاتية �أو حت�سني خطة تطوير املدر�سة‪ ،‬كما �أن لهم �ش�أن ًا يف تطوير الأداء ال�صفي‪.‬‬ ‫وتت�أل���ف املجتمع���ات التعلم ّية املهنية وفق املهمة التي تت�صدى لها‪ ،‬وبالتايل تكون مهمتها م�ؤقتة ومرهونة بالتعامل مع تلك املهمة‪ .‬وت�ستطيع‬ ‫املجتمع���ات التعلم ّي���ة املهنية‪ -‬ح�سب طبيعة املو�ضوعات املطروحة‪� -‬أن ت�ضم يف �صفوفه���ا �أبرز القيادات الرتبوية امليدانية من داخل املدار�س‬ ‫كاملدير �أو امل�ساعد �أو من�سق تعليم ذوي االحتياجات اخلا�صة �أو املر�شد الطالبي وغريهم‪.‬‬ ‫أشكال المجتمعات التعلم ّية المهنية في نموذج مدرسة تطوير‪:‬‬

‫يت�ص���ف من���وذج تطوير املدر�سة بوجود جمموعة من املجتمعات التعلم ّية املهنية التي يجمعها هدف م�شرتك يدعم بناء قدرة املدر�سة على‬ ‫التعل���م ب�ش���كل تعاوين‪ ,‬فالأف���راد الذين ينخرطون يف تعلم جماعي تع���اوين ي�ستطيعون �أن يتعلموا من بع�ضهم وي َّكون���وا حما�س ًا حتفيزي ًا يعزز‬ ‫التح�سني امل�ستمر‪.‬‬ ‫توجد ملجموعات العمل التعاوين �أوجه و�أغرا�ض خمتلفة حتددها حاجة املدر�سة و�أفرادها‪ ,‬وتوجهها خطة املدر�سة ال�سنوية والتي تبنى على‬ ‫درا�سة لبيانات املدر�سة و�أولوياتها‪ ,‬وهي ذات مهام حمددة‪ ،‬وتعزز فكرة العمل بروح الفريق فمن تلك املجتمعات التعلم ّية املهنية ماي�أتي‪:‬‬ ‫جمموعات التعاون على �أ�سا�س التخ�ص�ص‪:‬‬ ‫ك�أن ي�شكل معلمو مادة الكيمياء حتت قيادة املعلم امل�شرف يف املرحلة الثانوية مبدر�سة معينة جمموعة خا�صة بهم تتولى م�س�ؤولية حتديد‬ ‫نتاج���ات التعلم للطالب وتقومي حت�صيلهم‪ ،‬والعمل على حت�س�ي�ن التعلم والتخطيط للتطوير املهني لأنف�سهم‪ ،‬ونقل اخلربة بع�ضهم �إلى بع�ض‬ ‫و�إل���ى زمالئه���م اجلدد‪ ،‬و�إجراء البحوث الإجرائي���ة اجلماعية‪ ،‬ويف املدار�س ال�صغرية التي يكون معلم املادة فيه���ا فرد ًا واحد ًا ميكن ت�شكيل‬ ‫املجموعات ح�سب معلمي املرحلة كمجموعة معلمي ال�صفوف الأولية‪� ،‬أو جمموعة معلمي ال�صفوف العليا من املرحلة االبتدائية‪�..‬إلخ‬ ‫وم���ن �ص���ور التعاون الذي متار�سه جمموعات التخ�ص����ص �أن تخطط املجموعة لتبادل الزيارات فيما بينه���م وفق خطة مدرو�سة من�سجمة‬ ‫م���ع خط���ة املدر�سة ال�سنوية ثم يعقدون اجتماع ًا يتباحثون فيه حول مالحظاتهم �أثناء تبادل الزيارات ثم يقومون بر�سم خطة للتطوير املهني‬ ‫لأنف�سهم‪ ،‬ولنفرت�ض �أن من بني ما اقرتحوه االلتحاق بربنامج تدريبي يف التعلم التعاوين و بعد �أن ح�ضروا الربنامج عادت املجموعة ور�سمت‬ ‫لنف�سه���ا برنام���ج عمل لتطبيق ما اكت�سبته يف برنامج التعلم التعاوين‪ ،‬وبالفعل بد�أ الفريق يف تبادل الزيارات ومالحظة �أ�ساليب التطبيق لكل‬ ‫واح���د منه���م ومن ثم تدوينها والتباحث فيها يف لقاء خا�ص والعمل على تطوير ممار�ساتهم لعمليات التعليم التعاوين واال�ستعانة بخربات من‬ ‫‪116‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫�سبقهم يف هذا املجال‪ ،‬حتى �أ�صبحوا ممار�سني حمرتفني فيه‪ ،‬وهكذا يف بقية املجاالت‪ ،‬وبهذه ال�صورة تكون املجموعة قد تعاونت على تطوير‬ ‫ذاتها مهني ًا وتعاونت يف التجريب والبحث الإجرائي يف �سبيل حت�سني �أدائهم وحت�سني تعلم الطالب ‪.‬‬ ‫جمموعات التعاون على �أ�سا�س جمموعات الطالب‪:‬‬ ‫وهي جمموعات فر�ضها احتياج املدر�سة وتطلعاتها من خالل خطتها و�أهدافها املر�سومة وتوجهاتها امل�ستقبلية‪ .‬والطالب هنا هم الطالب‬ ‫الذي���ن ي�شرتك���ون يف خ�صائ����ص معينة �أو اهتمامات وميول معين���ة �أو ن�شاطات معينة‪ ،‬فهذه املجموعات ال ترك���ز على حمتوى املنهج فقط بل‬ ‫تتج���اوز ذل���ك �إلى احتياج���ات جمموعة من الط�ل�اب‪ ،‬ك�أن ي�شكل املعلمون جمموعة عم���ل تعاونية للإ�شراف على ط�ل�اب جتمعهم ميول نحو‬ ‫الن�ش ��اط االجتماع ��ي وخدمة املجتمع‪ ،‬وقد ال يجمع املعلمني هنا تخ�ص�ص واحد و�إمنا ما يجمعهم هو طبيعة ن�شاط الطالب‪ .‬ومن �أمثلة ذلك‬ ‫�أي�ض���ا جمموع���ة رعاية املوهوبني مث ًال‪ ،‬حيث ي�ش���رف معلمون من تخ�ص�صات عدة لهم اهتمام برعاي���ة املوهوبني على جمموعة من الطالب‬ ‫جتمعهم خ�صائ�ص املوهبة والإبداع‪.‬‬ ‫وم ��ن �ص ��ور التعاون بني هذه املجموع ��ة التي يجمعها اهتم ��ام الن�شاط العلمي �أن تتع ��اون يف �سبيل الإ�شراف على تنمي ��ة مهارات الطالب‬ ‫العلمية من خالل التخطيط لرعاية مواهب الطالب العلمية وتنميتها و�إتاحة الفر�صة لهم لتجريب �أفكارهم واختبارها‪ ،‬وميكن �أن تبد�أ هذه‬ ‫املجموع���ة عمله���ا باكت�شاف املواهب الطالبية وميول كل طالب‪ ،‬ث���م تبد�أ املجموعة بو�ضع اخلطط والربام���ج املنا�سبة لبناء خربات الطالب‬ ‫ومهاراتهم العلمية‪.‬‬ ‫جمموعات التعاون على م�ستوى املدر�سة‪:‬‬ ‫وهي نتاج ملا تو�صلت له نتائج حتليل البيانات اخلا�صة باملدر�سة وامل�ستخدمة لبناء خطتها‪ ,‬وهي فريق عمل ملناق�شة �أو درا�سة ق�ضية معينة‬ ‫كتح�صي���ل الط�ل�اب‪� ،‬أو �سلوكيات غ�ي�ر مرغوبة ميار�سها الطالب‪ ،‬كما ميكن �أن تقوم املجتمعات التعلم ّي���ة املهنية ب�إجراء البحوث الإجرائية‬ ‫على م�شكالت معينة لدرا�ستها من جميع �أبعادها ومن ثم اقرتاح احللول املنا�سبة لها وجتريبها وتقوميها واقرتاح احللول ومناق�شتها مع بقية‬ ‫عنا�صر املدر�سة وو�ضع اخلطة املنا�سبة للتعامل معها والق�ضاء عليها ب�شكل نهائي �أو على الأقل التقليل من حدتها وت�أثريها على م�سرية العمل‬ ‫الرتبوي والتعليمي يف املدر�سة‪.‬‬ ‫جمموعات التعاون على �أ�سا�س جمال التطوير املهني‪:‬‬ ‫ميك���ن �أن ت�ش���كل فرق تعاونية للدعم املهني ب�صفت���ه متطلب من متطلبات خطة املدر�سة‪ ,‬فاملهتمون بتطبي���ق التعلم باال�ستق�صاء �أو التعلم‬ ‫التعاوين يقومون بتقدمي التغذية الراجعة حول التطبيق فيما بينهم‪ ،‬وتطوير ممار�ساتهم وا�ستفادة بع�ضهم من جتارب بع�ض‪ ،‬وتقدمي التغذية‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪117‬‬


‫الراجع���ة املنا�سب���ة حول ممار�ساتهم‪ ،‬ومن ثم تبني هذه الإ�سرتاتيجية يف املدر�سة‪ ،‬ون�شره���ا بو�صفها ممار�سة وتقدمي اخلربة �إلى الزمالء‬ ‫اجلدد‪ ،‬كما ميكنهم �إجراء البحوث املتخ�ص�صة يف هذا املجال وتطويره‪� ،‬أو قيا�س مدى فاعلية هذا التطبيق‪ ،‬ومن ثم ميكن لهذه املجموعة‬ ‫�أن تطور خرباتها وممار�ساتها حتى ي�صبح ب�إمكانهم �أن ي�شكلوا جمموعة خرباء يف هذا املجال ويقدموا امل�شورة والدعم للآخرين‪.‬‬ ‫جمموعات التميز لدعم التخ�ص�ص‪:‬‬ ‫وهي جماميع ي�شرتك بها �أع�ضاء من داخل و خارج املدر�سة لدعم التخ�ص�ص‪,‬وتتكون جمموعات التميز – وهي غري جلنة التميز واجلودة‬ ‫ م���ن جمموع���ة متعاونة لتحقيق تطوير معلم املادة ومتابعة تطويره من خالل �أدوات و�آلي���ات خمتلفة‪ .‬وتتكون جماميع التميز التعاونية من‬‫متخ�ص�صني يف جماالت تخ�ص�صية ذات العالقة كالإ�شراف والتدريب لال�ستجابة ملتطلبات تخ�ص�صية حمددة وقد ي�شرتك فيها ع�ضو من‬ ‫�أع�ضاء هيئة التدري�س يف اجلامعة للتخ�ص�ص امل�ستهدف لتمكني املجموعة من اخلروج من منطية التفكري وتزويدها باملعلومات التخ�ص�صية‬ ‫املطلوبة‪.‬‬ ‫الفرق بين المجتمعات التعلم ّية المهنية ومجموعات العمل التقليدية‬

‫جمموعات العمل التقليدية‬ ‫اعتماد متبادل متدن ٍ‬ ‫م�س�ؤولية النمو املهني فردية �أكرث منها جماعية‬ ‫الرتكيز على الأداء الفردي فقط‬ ‫م�س�ؤولية الإجناز فردية فقط‬ ‫ال يهتم الأع�ضاء �أثناء ت�أدية عمل املجموعة بنجاح زمالئهم‬ ‫و�إمنا يفكر كل منهم غالب ًا كيف يربز على ح�ساب الآخرين‪.‬‬ ‫القيادة فردية‬ ‫تكاف�أ الإجنازات الفردية على ح�ساب اجلماعية‪.‬‬

‫‪118‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫املجتمعات التعلم ّية املهنية‬ ‫عال ‪.‬‬ ‫اعتماد متبادل �إيجابي ٍ‬ ‫الأع�ضاء م�س�ؤولون عن تعلمهم وتعلم بع�ضهم من بع�ض‪.‬‬ ‫الرتكيز على الأداء امل�شرتك‪.‬‬ ‫م�س�ؤولية الإجناز م�س�ؤولية جماعية‬ ‫نحو �إجناز عمل عايل اجلودة‪.‬‬ ‫ي�شجع الأع�ضاء على �إجناح بع�ضهم ويقومون مع ًا ب�أعمال‬ ‫حقيقية وي�ساعدون ويدعمون جهود زمالئهم من �أجل التعلم‪.‬‬ ‫ي�شرتك جميع الأع�ضاء يف القيادة‪.‬‬ ‫تكاف�أ الإجنازات اجلماعية والفردية‬

‫تفعيل مفهوم المجتمعات التعلم ّية المهنية وتعزيزه‬ ‫• طرق وأدوات‬ ‫ّ‬

‫�إن بن���اء خط���ة املدر�سة وحتقيق �أهدافه���ا وتنفيذ براجمها‪ ،‬يعتم���د على جت�سيد مفهوم املجتمع���ات التعلم ّية املهني���ة يف املدر�سة‪ ،‬وتغيري‬ ‫قناع���ات من�سوبيه���ا‪ ،‬ومن له عالقة بها‪ ،‬وفق �إجراءات وعمليات منظومية يتم من خاللها زيادة املعارف العلمية واملفاهيم الرتبوية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫االجتاه���ات الإيجابي���ة‪ ،‬وتنمي���ة املهارات املهنية ب�ص���ورة منظمة يف �إطار من املعايري املح���ددة الرامية �إلى جتويد املمار�س���ات املهنية ب�شكل‬ ‫احرتايف‪ ،‬وهذا ينطبق على العمل يف �إدارة الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫وتت���م ه���ذه العمليات عرب توظيف �أوعي���ة متنوعة‪ ،‬تتكامل يف �سياق يواك���ب امل�ستجدات والتغريات الرتبوية والتعليمي���ة والبيئة التدري�سية‪،‬‬ ‫ويوثق �صلتهم باملجتمع العلمي‪ ،‬ويربط املدر�سة باملتغريات العاملية والتجارب املعا�صرة يف الواقع احلقيقي لتحقيق غاية حت�سني �أداء املتعلمني‬ ‫على جميع امل�ستويات‪.‬‬ ‫�إن املدر�سة يف حاجة �إلى جتذير مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية ب�صفته عن�صر ًا �أ�سا�سي ًا يف الن�سيج الثقايف للمدر�سة‪ ،‬وبغر�ض م�ساعدة‬ ‫املدر�سة يف حتقيق ذلك فيمكن �أن توظف جمموعة من الأوعية والأدوات والأ�ساليب التي ت�ضمن �إلى حد بعيد تكري�س هذا املفهوم يف �سلوك‬ ‫من�سوب���ي املدر�سة وزيادة فاعلية وكفاءة العملية الرتبوية والتعليمية على جميع امل�ستويات‪ :‬املدر�سة‪ ،‬و�إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وجهاز الوزارة‪،‬‬ ‫وتتكون هذه املنظومة من جمموعة من العنا�صر الكلية التي تتكامل يف حتقيق هذا املفهوم‪ ،‬و�سنتناول يف هذا ال�سياق �أوعية تنمية املجتمعات‬ ‫التعلم ّية املهنية‬ ‫• أوعية تنمية المجتمعات التعلم ّية المهنية‬

‫�إن م�ست���وى تنفي���ذ برامج خطة تطوير �أداء املدر�سة يرتبط بالدرجة الأولى بج���ودة �أداء من�سوبيها وتعاونهم وت�آزرهم يف حتقيق �أهدافهم‬ ‫امل�شرتك���ة‪ .‬ورف���ع �أداء العنا�صر التعليمي���ة يف املدر�سة �أو يف �إدارة الرتبي���ة والتعليم؛ يعتمد على تفعيل مفهوماملجتمع���ات التعلم ّية املهنية يف‬ ‫ممار�ساته���م التي تتم يف �ضوء جمموعة من الإ�سرتاتيجيات والطرائق والأ�سالي���ب ذوات الكفاءة والفاعلية العالية والتنوع والتكامل‪ ،‬وتقدم‬ ‫من خالل �أوعية تطويرية هي‪:‬‬ ‫ التدريب املبا�شر‪:‬‬‫يقدم هذا الوعاء برامج م�صممة على �أ�س�س ومعايري مهنية‪ ،‬ووفق احتياجات تدريبية فعلية للمعلمني والقيادات املدر�سية‪،‬‬ ‫ومبنية ب�شكل علمي حمكم يحقق ر�ؤية التطوير يف املدر�سة‪ ،‬ويتواكب مع امل�ستجدات الرتبوية‪ ،‬ويتطلب تنفيذ التدريب ح�ضور‬ ‫امل�ستهدف�ي�ن �إل���ى مق���رات التدريب‪ ،‬ووفق مفهوم املجتمع���ات التعلم ّية املهنية ميك���ن �أن يتم التدريب م���ن ع�ضو يف املدر�سة‬ ‫كمدير املدر�سة �أو املعلم امل�شرف‪ .‬و�أي ًا كان هذا الع�ضو فينبغي �أن ميتلك املهارات واملعارف الالزمة‪ ،‬و�أن يعد لهذه اجلل�سات‬ ‫التدريبية ب�صورة منا�سبة‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪119‬‬


‫ ور�ش العمل وحلقات النقا�ش‪:‬‬‫يقوم هذا الوعاء على دعوة جمموعة من املعلمني �أو امل�شرفني الرتبويني �أو جمموعة من املخت�صني يكون القا�سم امل�شرتك‬ ‫بينهم مهام وم�س�ؤوليات �أو اهتمامات �أو تخ�ص�صات م�شرتكة‪ ،‬والغر�ض من ور�ش العمل يف الدرجة الأولى �إك�ساب امل�شاركني‬ ‫مهارات معينة‪� ،‬أما حلقات النقا�ش فتتناول مناق�شة جمموعة من االخت�صا�صيني مثل فريق من املعلمني �أو امل�شرفني مفهوم ًا‬ ‫تربوي ًا حديث ًا �أو ق�ضية تربوية �أو مو�ضوع ًا حمدد ًا للو�صول �إلى ر�أي �أو حلول �أو قرارات م�شرتكة يقرها ويتبناها اجلميع‪.‬‬ ‫ امل�ؤمترات والندوات املتخ�ص�صة ‪:‬‬‫يتحق���ق تنفيذ هذا الوعاء ب�إقام���ة م�ؤمتر �أو ندوة ملجموعة من االخت�صا�صيني يف جمال معني‪ ،‬وميكن �أن يقام امل�ؤمتر على‬ ‫م�ستوى �إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬فعلى �سبيل املثال من املمكن �أن يدعى املهتمون يف تدري�س اللغة الإجنليزية‪� ،‬أو مديرو املدار�س‬ ‫الثانوي���ة للبح���ث يف جماالت حمددة يف العم���ل املدر�سي‪ ،‬ويتم يف ه���ذه امل�ؤمترات والندوات التعرف عل���ى �أحدث الدرا�سات‬ ‫العلمية والأبحاث التطبيقية و�إثراء خربات امل�شاركني وتنمية اجتاهاتهم العملية والبحثية‪.‬‬ ‫ الربامج الأكادميية ‪:‬‬‫يق���دم هذا الوعاء برام���ج �أكادميية ت�صمم من جه���ات متخ�ص�صة كاجلامعات واملعاهد وغريها م���ن امل�ؤ�س�سات العلمية‪،‬‬ ‫وميكن �أن يتم ‪� -‬أي�ض ًا – على م�ستوى �إدارة الرتبية والتعليم �أو املدر�سة من خالل قيام جمموعة من املعلمني املتخ�ص�صني يف‬ ‫جمال معني بت�أهيل جمموعات �أخرى من املعلمني �أكادميي ًا‪ ،‬فعلى �سبيل املثال ميكن �أن ي�صمم جمموعة من معلمي الفيزياء‬ ‫بالتعاون مع امل�شرف الرتبوي املخت�ص برناجم ًا �أكادميي ًا لت�أهيل معلمي العلوم يف املرحلة املتو�سطة �أو تدريب معلمي املرحلة‬ ‫االبتدائية غري املتخ�ص�صني يف علم الفيزياء على تدري�س مفاهيم هذا العلم يف مناهجهم‪.‬‬ ‫�إن تبني هذا الوعاء يدعم بناء كفاءات وخربات متخ�ص�صة وم�ؤهلة �أكادميي ًا يف املدار�س ويف �إدارات الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫ البحوث الإجرائية ‪:‬‬‫الغاي���ة من هذا الوعاء هو اكت�ساب املعلمني والقيادات املدر�سي���ة خربات عملية ومعرفية حت�سن �أداءهم‪ ،‬وذلك عرب طرح‬ ‫�أ�سئل���ة عن الو�ضع الراهن‪ ،‬والبحث عن �أ�ساليب جديدة‪ ،‬واختب���ار تلك الأ�ساليب‪ ،‬ثم الت�أمل يف النتائج‪ .‬وينبغي مالحظة �أن‬ ‫عملي���ة البح���ث هي بحد ذاتها ه���دف مهم؛ لأن ما يتعلمه الباحث���ون خالل البحث عن احلل ميثل ر�صي���د ًا كبري ًا من اخلربة‬ ‫ب�أ�سالي���ب وط���رق البحث‪ ،‬ف�ض ًال ع���ن معرفتهم ب�أ�سرع الط���رق التي ميكن �أن تو�صله���م �إلى النتائج وطبيع���ة امل�شكالت التي‬ ‫‪120‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫تواجهه���م و�أبعاده���ا وت�أثريها وعالقتها مع غريها‪� ،‬إ�ضافة �إل���ى �أن هذا التعلم العميق ينتج عنه خربات جديدة ووعي جديد‪،‬‬ ‫وبالتايل �إحداث حتوالت �أ�سا�سية يف االجتاهات وامل�س ّلمات املهنية التي ت�ؤدي يف النهاية �إلى �إحداث تغيريات كبرية يف ثقافة‬ ‫العمل املدر�سي والنظر �إلى جمال الرتبية من زوايا خمتلفة‪ ،‬مما ينتج عنه مكا�سب من اخلربة املحرتفة والثقة املتزايدة يف‬ ‫القدرات واملمار�سات املهنية‪.‬‬ ‫ التدريب بالأقران‪:‬‬‫يعتم���د هذا الوع���اء على مبد�أ تبادل اخلربات واملعارف بني زميلني ي�شرتكان يف املهام وامل�س�ؤوليات والتخ�ص�ص من خالل‬ ‫العم���ل التع���اوين على تطوي���ر �أدائهما وحت�سني ممار�ساتهما املهني���ة‪ ،‬ويتطلب ذلك االتفاق على حتدي���د املجاالت امل�ستهدفة‬ ‫بتبادل اخلربة وت�صميم �أدوات مالحظة للممار�سات املطبقة على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫ التو�أمة املهنية ‪:‬‬‫هي �أداة يتم من خاللها ربط م�ؤ�س�سة تعليمية بقيادة ذات خربة وذات جتارب ناجحة وثرة لتحقيق م�ستوى �أكرب من الفائدة‪،‬‬ ‫وهذا ينطبق على ربط املدر�سة بوحدة تطوير املدار�س يف �إدارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وبالتايل يتم تبادل املعارف واخلربات‪.‬‬ ‫ ال�شبكات املهنية ‪:‬‬‫عب���ارة ع���ن �شبكة مهنية تربط بني جمموعة من االخت�صا�صيني �أو املعلم�ي�ن �أو امل�شرفني الرتبويني �أو مديري املدار�س من‬ ‫خالل قنوات �إلكرتونية وو�سائل االت�صال الأخرى‪ ،‬لتوفر لهم فر�صة تبادل اخلربات والتجارب ودعم بع�ضهم بع�ض ًا وتر�سيخ‬ ‫مفهوم جمتمع املعرفة‪ ،‬كما هو متاح يف البوابة الإلكرتونية مل�شروع «تطوير»‪.‬‬ ‫ جمموعات التخ�ص�ص‪:‬‬‫تت�ش���كل جمموع���ات التخ�ص�ص بناء على اهتمام���ات حمددة �سواء �أكان���ت اهتمامات علمية �أم كان���ت اهتمامات تربوية‪،‬‬ ‫فق���د تتكون جمموعة التخ�ص�ص اعتمادًا عل���ى اهتمامات �أع�ضائها مب�شكلة تربوية حم���ددة‪� ،‬أو تطوير طريقة معينة‪ ،‬ومتثل‬ ‫جمموع���ة التخ�ص����ص فر�صة لتبادل اخلربات والتعاون يف �سبيل حتقيق �أهداف م�شرتكة ترثي خربات املجموعة وحت�سن من‬ ‫�أدائها‪ ،‬فيمكن �أن تت�ش ّكل هذه املجموعات على م�ستوى املدر�سة ممن لديها اهتمام يف ق�ضية �سلوكية معينة‪� ،‬أو لديها اهتمام‬ ‫يف جمال معني كطريقة تدري�س حمددة‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪121‬‬


‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎﻣﺲ ‪:‬‬

‫ﺧﺎرﻃﺔ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻨﻤﻮذج‬

‫‪122‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪5‬‬

‫�إن مرتك���ز عملي���ات من���وذج تطوير املدر�سة ه���و الطالب‪ ,‬فكل عمليات النموذج وجه���ت لرفع م�ستويات �أداء الط�ل�اب‪ ،‬من خالل عمليات‬ ‫متعاقب���ة من التطوير تبد�أ ببناء قدرات املعلمني والقيادات يف م�ستوياتها املختلفة‪ ،‬وت�ضمني الهيكل التنظيمي وحدات ترعى التغيري وت�ضمن‬ ‫ا�ستدامته‪.‬‬ ‫ف�أهداف منوذج تطوير املدر�سة الميكن لها �أن تتحقق من خالل نظام غري م�ستقر �أو من خالل عمليات تطويرية غري م�ستدامة‪ ,‬وال�ستدامة‬ ‫النظ���ام وا�ستق���رارة البد من عمليات مركزة ت�سته���دف بناء الكفاءة وتعزيز القدرة‪ ،‬وهذا لن يتحقق �إال م���ن خالل �أن�شطة ت�ستهدف تطوير‬ ‫القي���ادة والتدري�س و�أدواته والبيئة التعليمية ومتك�ي�ن املدر�سة من التخطيط واملراجعة الذاتية وبناء الوحدات الداعمة للمدر�سة ولأن�شطتها‬ ‫املختلفة‪.‬‬

‫ تطوير التدريس والقيادة المدرسية‪.‬‬‫ بناء قدرات الوحدات الوظيفية‬‫الداعمة ( وحدات تطوير ‪ -‬المدرسة‬ ‫ لجنة التميز والجودة ‪ -‬مجالس‬‫المدرسة )‪.‬‬

‫فلتحقي���ق تل���ك الغاي���ة‪ ,‬مت بناء منوذج تطوير املدر�سة؛ ليتبن���ى منطلقات موجهة يف عملية بناء النموذج وتطبيق���ة‪ ،‬وهذه املنطلقات متثل‬ ‫خال�ص���ة نتائ���ج كثري من الأبحات والدرا�س���ات‪ ،‬وكان من �أهم تلك املنطلقات اعتماد منوذج تطوير املدر�س���ة منوذج ًا لتطوير املدر�سة ولي�س‬ ‫منوذج ًا للمدر�سة يقت�صر على و�صف جمموعة من املكونات �أو اخلطوات‪ ،‬فالنموذج يتجاوز هذا املفهوم ال�ضيق الذي يختزل عملية التطوير‬ ‫يف وثيق���ة ت�شتم���ل على جمموع���ة من الإجراءات يتوقع م���ن املدار�س اتباعها وجني ثم���رات التغيري حال تطبيقها‪ ،‬فالنم���وذج ير�سم خارطة‬ ‫طري���ق م�ستم���رة لعمليات تطوير جمموعة من املكونات ذات العالقة بتعليم املتعلمني وتعلمهم على جميع امل�ستويات‪ :‬املدر�سة‪ ،‬و�إدارة الرتبية‬ ‫والتعليم‪ ،‬وجهاز وزارة الرتبية والتعليم‪ ,‬حيث يقوم منوذج تطوير املدار�س على مبد�أ التطور والنمو املتدرج وفق منحى النمو امل�ؤ�س�سي‪ ،‬الذي‬ ‫يتطلب ن�شر الأفكار الرتبوية ب�صورة مدرو�سة وعلى مراحل زمنية حمددة‪ ،‬وفق ًا ملراحل منو املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم؛ كل ذلك كي‬ ‫تتمكن من ا�ستيعاب الأفكار وترجمتها �إلى �سلوكيات �أدائية مهنية‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪123‬‬


‫ووفق��� ًا له���ذه الر�ؤية‪ ،‬مت ت�ش ّكيل منوذج التحويل املنظم‪ ,‬الذي يقود عملية البناء والتنفيذ �ضمن مراحل ثالث ت�ضمن التحول الفاعل دون‬ ‫���د لواقعن���ا مبا ميلك من قدرات ومقدرات ويتوافق مع نتائج الدرا�سات والأبحاث الداعم���ة للتحول املتدرج يف عمليات التطوير والتغيري‬ ‫حت ًّ‬ ‫وخا�صة يف جهود �إ�صالح التعليم‪.‬‬

‫مرحلة التصميم‬ ‫(‪:)2012 - 2011‬‬

‫تت�ضمن هذه املرحلة بناء النموذج وتو�صيف مكوناته نظر ًيا‪ ،‬وتهدف هذه املرحلة �إلى‬ ‫بناء وثيقة النموذج‪ ،‬واملعايري‪ ،‬و�أدوات اختيار املدار�س‪ ،‬و�إدارات الرتبية والتعليم‪ ،‬ويتم‬ ‫ت�أ�سي�س وحدات تطوير املدار�س واختيار �أع�ضائها وتدريبهم‪ ،‬وبناء منوذج التخطيط لتطوير‬ ‫املدر�سة‪ ،‬واملراجعة الذاتية ‪.‬‬

‫التحويل المنظم‬

‫�إن الهدف الأ�سا�س من منوذج التحويل املنظم هو تبيان كيفية تطبيق النموذج املفاهيمي ومكوناته‪ ،‬وهذه املراحل تتمثل يف الآتي‪:‬‬ ‫ مرحلة الت�صميم‪ :‬وهي مرحلة ت�أ�سي�س النموذج نظري ًا وبناء �أدواته املختلفة‪.‬‬ ‫ مرحلة التطبيق التجريبي‪ :‬وهي مرحلة بناء الكفاءة‪ ،‬حيث يتم فيها التطبيق على عينة من �إدارات الرتبية والتعليم واملدار�س‪.‬‬ ‫ مرحلة التعميم‪ :‬وهي مرحلة ن�شر النموذج وتعميمه على باقي املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم وب�شكل متدرج‪ ،‬وتوفري‬ ‫م�ستلزمات ا�ستدامته‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ‬

‫‪: ᣰûf’G ºgCG‬‬

‫ ‪.áØ∏àîŸG ¬JGhOCGh êPƒªæ∏d »Ø°ù∏ØdG QÉWE’G AÉæH‬‬‫ ‪.¢SQGóŸGh º«∏©àdGh á«HÎdG äGQGOEG QÉ«àNEG‬‬‫ ‪. É¡JGô°TDƒeh á«FGOC’G ÒjÉ©e AÉæH‬‬‫‪.á°SQóŸG ôjƒ£J IóMh ¢ù«°SCÉJ -‬‬

‫‪ -‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‬

‫‪¢SQGóe 210 : AóÑdG‬‬

‫‪: ᣰûf’G ºgCG‬‬

‫ ‪»æ¡ŸG º∏©àdG äÉ©ªà› AÉæH‬‬‫ ‪á«HÎdG äGQGOEGh á°SQóŸG AÉ°†YCG ÖjQóJ‬‬‫‪. º«∏©àdGh‬‬ ‫ ‪. ¢SQGóŸG §£N ôjƒ£J‬‬‫‪.á°SQóŸG IAÉØc IOÉjR -‬‬

‫مرحلة التطبيق (‪2012‬‬ ‫‪:)2014-‬‬

‫‪ -‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ‬

‫‪¢SQGóŸGh äGQGOE’G πc πª°û«d êQóàe πµ°ûH QÉ°ûàf’G‬‬

‫‪: ᣰûf’G ºgCG‬‬

‫ ‪.IófÉ°ùŸGh ºYódG áeƒ¶æe ∫ɪàcEG‬‬‫ ‪. º«ª©àdG AóH‬‬‫ ‪.á°SQóª∏d á«JGòdG IQGOE’G‬‬‫‪.º«∏©àdGh á«HÎdG äGQGOEGh ¢SQGóŸG Úµ“ -‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة‬

‫ﻣﺒﺎدئ ﻧﻤﻮذج اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬

‫‪124‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‬

‫ﺑﻨﺎء اﻟﻜﻔﺎءة‬

‫ا ﻧﺘﺸﺎر واﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ‬

‫‪2012 - 2011‬‬

‫‪2013 - 2012‬‬

‫‪2014‬‬

‫مرحلة التعميم‬ ‫(‪:)2017 - 2014‬‬

‫ت��ه��دف ه���ذه امل��رح��ل��ة �إل���ى التطبيق التجريبي لعينة م��ن امل���دار����س (ع���دد ‪900‬‬ ‫م��در���س��ة) مت اخ��ت��ي��اره��ا م��ن �إح���دى وع�����ش��رون �إداراة تربية وتعليم (ب��ن�ين ‪-‬ب��ن��ات)‪،‬‬ ‫وي��ت��م ال��ت��ع��ام��ل م���ع ت��ل��ك امل���دار����س ���ض��م��ن ع��م��ل��ي��ات ت ّ‬ ‫���دخ���ل م��وج��ه��ة ت��رم��ي �إل����ى رف��ع‬ ‫ال��ك��ف��اءة ال��داخ��ل��ي��ة ل��ل��م��دار���س و�إدارات ال�ترب��ي��ة وال��ت��ع��ل��ي��م‪ ،‬وب��ن��اء ال��ن��م��وذج املكتمل‬ ‫ل��ت��ط��وي��ر امل���دار����س ب��ك��ل ج��وان��ب��ه ال��ف��ن��ي��ة والتنظيمية ليمكن تعميمه ب�شكل علمي‪.‬‬ ‫فمن خالل مرحلة التطبيق يتم بناء �أدوات التمكني التي ت�شتمل على‪:‬‬ ‫ بناء املجتمعات التعلم ّية املهنية بني �أع�ضاء املدر�سة وبني املدار�س وبني �إدارات‬ ‫الرتبية والتعليم ومتكني �أع�ضائها‪.‬‬ ‫ متكني وحدات الدعم (وحدة تطوير املدار�س ‪ -‬جلنة التميز واجلودة) من خالل‬ ‫التدريب‪ ،‬وتزويدها بالأدوات‪ ،‬و�سنّ ال�سيا�سات الداعمة‪.‬‬ ‫ بناء الأنظمة الداعمة كمنظومة الإدارة الإلكرتونية والتدريب الإلكرتوين والتحفيز‬ ‫واملحا�سبية والتقومي وتطبيقها‪.‬‬ ‫ تطوير �أط��ر العمل ملنظومة التخطيط واملراجعة الذاتية وال�شراكة املجتمعية‬ ‫والأدوات التابعة واختبار فاعليتها‪.‬‬ ‫و�ستت�ضمن ال�سنة الثانية من مرحلة التطبيق التخطيط ملرحلة التعميم وفقا لنتائج التقومي‬ ‫�ستوجه عملية التعميم وت�سرعه‪.‬‬ ‫والتي ّ‬ ‫ت�ستمر هذه املرحلة ملدة ثالث �سنوات يتم خاللها التعميم على جميع �إدارات الرتبية والتعليم‬ ‫وجميع مدار�س اململكة العربية ال�سعودية املتبقية من خالل عملية تعميم متدرج‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪125‬‬


‫‪IójóL ¢SQGóe‬‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‬

‫‪‘ Ió`` jóL ¢`` SQGóe‬‬ ‫‪IójóL º«∏©J äGQGOEG‬‬

‫‪‘ Ió`` jóL ¢`` SQGóe‬‬ ‫‪IójóL º«∏©J äGQGOEG‬‬

‫‪‘ Ió`` jóL ¢`` SQGóe‬‬ ‫‪ácΰûe º«∏©J äGQGOEG‬‬

‫‪‘ Ió`` jóL ¢`` SQGóe‬‬ ‫‪ácΰûe º«∏©J äGQGOEG‬‬

‫‪2015 - 2014‬‬

‫‪2016 - 2015‬‬

‫‪IójóL ¢SQGóe‬‬

‫‪IójóL ¢SQGóe‬‬

‫‪IójóL ¢SQGóe‬‬

‫‪2017 - 2016‬‬

‫ويف مرحلة التعميم �سوف ي�ستفاد من مدار�س التجربة يف ن�شر النموذج التي �ست�ساعد على ت�سريع عملية التعميم من خالل نقل التجربة‬ ‫والإ�شراف على بع�ض املدار�س اجلديدة‪.‬‬ ‫ومن التو�صيات التي �سيعمل على مراعاتها يف مرحلة التعميم ماي�أتي‪:‬‬ ‫▪ ▪خف�ض الرتكيز على مدار�س التجربة مع ا�ستمرار عمليات الدعم وامل�ساندة من جهات الدعم يف �إدارات الرتبية والتعليم ‪.‬‬ ‫▪ ▪نقل جتارب وحدات تطوير املدار�س �إلى وحدات التطوير يف �إدارات الرتبية والتعليم اجلديدة يف مرحلة التخطيط ملرحلة التعميم‪.‬‬ ‫▪ ▪بناء �آلية الت�ساق تطبيقات النموذج وامل�شروعات القائمة وخمرجات اخلطة الإ�سرتاتيجية‪.‬‬ ‫▪ ▪ن�شر ثقافة النموذج ومتطلباته جلميع �إدارات الرتبية والتعليم لتهيئة املدار�س قبل تعميم التجربة‪.‬‬ ‫▪ ▪�إعط���اء الفر�ص���ة للمدار�س غري امل�شمولة بتطبي���ق النموذج يف امل�سار التمكين���ي باال�ستفادة من منتجات مرحلة التطبي���ق (الأدلة‪� ,‬أدوات‬ ‫الأنظمة الإلكرتونية‪ ,‬التدريب‪� ,‬أطر العمل‪� ,‬شبكات التعلم املهنية‪ ,‬التو�أمة) ويرتك ذلك لرغبة �إدارات الرتبية والتعليم وحما�سها لتمكني‬ ‫مدار�سها و�إداراتها وفق �آلية م�صممة‪.‬‬

‫‪126‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪127‬‬


‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴــﺎدس‪:‬‬

‫‪6‬‬

‫دﻋﻢ اﻟﻨﻤﻮذج ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﻨﻲ‬ ‫ اﻟﺤﻮﻛﻤﺔ وا دارة وﺿﻤﺎن اﻟﺠﻮدة‪.‬‬‫ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ‪.‬‬‫ اﻟﻤﻨﻬﺞ واﻟﺘﺪرﻳﺲ واﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‪.‬‬‫ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺒﺸﺮي‪.‬‬‫‪ -‬اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫مقدمة‬ ‫�إن تطبي���ق من���وذج تطوي���ر املدار����س ال يقع على عات���ق املدر�سة وحدها‪ ،‬و�إمن���ا يقع على عاتق جمي���ع الكيان���ات يف وزارة الرتبية والتعليم‬ ‫واملدار����س‪ ،‬ب���ل وحتى الكيانات الأخرى خ���ارج النظام التعليمي الر�سمي ذات العالق���ة بال�ش�أن الرتبوي‪ ،‬فتحقيق �سم���ات املتعلم الواردة يف‬ ‫مقدمة هذه الوثيقة يتطلب حقيقة �أن تتعاون جميع هذه املنظومات والكيانات املختلفة؛ لكي تقوم مبهامها املرجوة‪.‬‬ ‫�إن تطبي���ق منوذج تطوير املدار�س يتطلب �إلتزام ًا وطني ًا‪ .‬حيث يقت�ضي تطوير جمموعة من ال�سيا�سات وتوفري متطلباته الب�شرية واملادية‪،‬‬ ‫�إن تطوي���ر �سيا�س���ات العمل وتطبيقها يعد �أهم الطرق امل�ستخدمة ل�ضمان عمليات التطوي���ر واحلفاظ على دميومتها‪ ،‬وطبيعة منوذج تطوير‬ ‫املدار����س تقت�ض���ي تطبيقه ب�صورة منظمة‪ .‬وميثل النموذج حافز ًا للتطوير املنظم‪ ،‬بحيث تتم قيادته عن طريق املوازنة بني كل من‪ :‬الأنظمة‬ ‫واللوائ���ح القائم���ة مع متطلبات النموذج وما تتطلبه من �سيا�سات ولوائح و�أنظمة جدي���دة‪ ،‬فهناك عد ٌد من ال�سيا�سات على ال�صعيد الوطني‬ ‫املهمة لتطبيق النموذج وجعله حقيقة واقعة ميثل جزء ًا من التطوير املنهجي للنظام التعليمي‪.‬‬ ‫وبهدف تفعيل النموذج‪ ،‬فمن املهم النظر يف �أبعاد ال�سيا�سات القائمة التي قد حتتاج �إلى مراجعة‪� ،‬أو قد يحتاج الأمر �إلى و�ضع �سيا�سات‬ ‫جديدة تتنا�سب مع احلاجة‪.‬‬ ‫الحوكمة واإلدارة وضمان الجودة‬

‫�إن من �أهم الأم��ور التي يجب مراعاتها هي احلوكمة والإدارة و�ضمان اجل��ودة‪ ،‬حيث �إن هناك عدة عنا�صر يتعني النظر فيها يف‬ ‫امل�ستقبل‪:‬‬ ‫ التوازن بني الإدارة املركزية والإدارة غري املركزية‪.‬‬ ‫ منح املدار�س مزيد ًا من ال�صالحيات‪.‬‬ ‫ ال�شراكة الأ�سرية واملجتمعية ‪.‬‬ ‫ م�ؤ�شرات جودة �أداء املدر�سة‪.‬‬ ‫ مركز البحوث واالبتكار‪.‬‬ ‫ الرعاية وال�سالمة يف املدار�س‪.‬‬ ‫�إن ال�سيا�سات القائمة تقوم على املركزية يف اتخاذ القرارات‪ ،‬ومن ال�ضروري مراجعة ال�سيا�سات القائمة وتطويرها بالتوافق مع منوذج‬ ‫تطوير املدار�س‪ ،‬ومبا �أن تنفيذ ال�سيا�سة يقع على املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم‪ ،‬ف�إن النظر يف مراجعة م�ستويات امل�س�ؤولية يعد مطلب ًا‬ ‫ملح ًا‪.‬‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪129‬‬


‫المباني والبنية التحتية‬

‫�إن املباين وال ُبنى التحتية هي املجال الثاين على امل�ستوى الوطني الذي يجب �أخذه باحل�سبان كي يتحقق منوذج‬ ‫تطوير املدار�س‪ ،‬فينبغي �أن تكون هناك موا�صفات معيارية حديثة لت�صميم البناء‪ ،‬وو�ضع معايري قيا�سية للأدوات‬ ‫والأثاث جلميع املراحل الدرا�سية‪ ،‬وتطوير �سيا�سات ال�صيانة‪ ،‬وجتديد املدار�س القائمة‪.‬‬ ‫�إن موا�صفات الأبنية وت�صميمها وبناءها قد خدم النظام التعليمي يف املا�ضي‪ ،‬ولكن مع املتطلبات احلديثة‬ ‫لعمليات التعليم والتعلم يف منوذج تطوير املدار�س‪ ،‬يجب الأخذ باحل�سبان ما �إذا كانت هذه الأبنية منا�سبة‬ ‫الحتياجات املدار�س التي يطمح النظام التعليمي �إليها‪.‬‬ ‫المنهج والتدريس والتعلم والتقويم‬

‫�إن املحور الثالث الذي يتعني �أخذه باحل�سبان هو املنهج والتدري�س والتعلم والتقومي‪ ،‬فهناك الكثري من‬ ‫العنا�صر التي يجب مراعاتها يف هذا املجال‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ معايري املنهج‪.‬‬ ‫ الكتب الدرا�سية‪.‬‬ ‫ اخلطط الدرا�سية‪.‬‬ ‫ الوزن الن�سبي للمواد الدرا�سية‪.‬‬ ‫ مدة اليوم الدرا�سي‪.‬‬ ‫ املعايري الأدائية للمتعلمني‪.‬‬ ‫ �سيا�سات تقومي املتعلمني‪.‬‬ ‫فتحتاج هذه العنا�صر �إلى مراجعة دقيقة وت�سديد الق�صور والنق�ص‪ ،‬مع تطوير املكونات الأخرى‪� ،‬إذ يتطلب‬ ‫منوذج تطوير املدار�س توفري �إطار يحتكم �إليه عند التحقق من النتائج‪ ،‬فعلى �سبيل املثال ينبغي توفري املعايري‬ ‫ب�أنواعها املختلفة التي متثل متطلبات للتقومي ب�أ�شكاله املتنوعة والتي على �ضوئها ميكن قيا�س �أداء املتعلمني من‬ ‫خالل تطبيق اختبارات مركزية على امل�ستوى الوطني‪ ،‬وكذلك تنفيذ التقومي التكويني من قبل املعلمني على امل�ستوى‬ ‫املحلي ل�ضمان حتقيق التقدم‪ .‬كما �أن هناك حاجة �إلى توفري قواعد معلومات دقيقةعن مكونات النظام‪ ،‬مثل تلك‬ ‫التي تتناول بيانات املتعلمني �سواء العاديون منهم �أم ذوو االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬وم�ستوى �أدائهم‪ ،‬فمن املهم توفري‬ ‫املعلومات املتعلقة بعمليتي التعليم والتعلم ب�شكل مركزي على م�ستوى املدر�سة و�إدارة الرتبية والتعليم وجهاز الوزارة‪.‬‬ ‫‪130‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫كما يتطلب منوذج تطوير املدار�س مراجعة مدة اليوم الدرا�سي‪ ،‬والبحث عن بدائل منا�سبة يف �إطالة اليوم الدرا�سي‬ ‫ب�صورة غري مبا�شرة من خالل الدرا�سة يف املنزل �أو تنفيذ �أن�شطة ممتدة من املناهج الدرا�سية خارج اليوم الدرا�سي‪.‬‬ ‫وينبغي العناية بالأ�سلوب املنا�سب يف �إجراء عملية التطوير كي يكون لها الأثر املتوقع دون �إغراق امليدان بحجم كبري‬ ‫من املبادرات التطويرية يف فرتة وجيزة‪ ،‬فالطريقة التدريجية منا�سبة؛ حيث يتم ا�ستهداف ق�ضايا حمددة للتطوير وفق‬ ‫خطة زمنية حمددة‪.‬‬ ‫القوى البشرية‬

‫املحور الرابع الذي ينبغي ا�ستح�ضاره لدى الرتبويني و�أ�صحاب القرار هو العنا�صر الب�شرية املتمثلة يف املعلمني‬ ‫والقيادات املدر�سية والتعليمية‪� ،‬إذ �إن منوذج تطوير املدار�س يعتمد على م�ستوى الكفاءات الب�شرية التي ميكن �أن ت�ؤدي‬ ‫م�س�ؤولياتها بكل فعالية و�إتقان‪ ،‬وبغر�ض حتقيق ذلك ينبغي جتويد �أداء هذه العنا�صر عرب عدة مبادرات منها‪:‬‬ ‫ •منح ترخي�ص للمعلمني والقيادات املدر�سية والتعليمية‪.‬‬ ‫ •تطوير معايري مهنية جلميع القيادات الرتبوية‪.‬‬ ‫ •املعايري الأدائية للمعلمني‪.‬‬ ‫ •املعايري الأدائية للقيادات املدر�سية‪.‬‬ ‫ •مراجعة مهام املديرين وامل�شرفني واملعلمني‪.‬‬ ‫ •تطوير �سيا�سات و�إجراءات و�أدوات تقومي العنا�صر الب�شرية‪.‬‬ ‫ •تبني م�سار النمو املهني‪.‬‬ ‫�إن من متطلبات منوذج تطوير املدار�س‪ ،‬بناء نظام تراخي�ص للمعلمني بغر�ض متهني وظائفهم‪ ،‬وزيادة كفاءتهم‪،‬‬ ‫والبد �أن يو�ضح يف هذا النظام حتديد ال�سيا�سات والأ�ساليب العالجية والتطويرية ملن يكون �أدا�ؤه دون امل�ستوى املهني‬ ‫املتوقع‪ .‬كما �أن من املتطلبات لنموذج تطوير املدار�س بناء نظام للحوافز يت�سق مع امل�ستويات الأدائية‪ ،‬بحيث حتدد‬ ‫ماهية هذه احلوافز و�سيا�سات و�إجراءات منحها‪.‬‬ ‫كما يقت�ضي تطبيق منوذج تطوير املدار�س تغيري ًا يف مهام امل�شرفني والقيادات املدر�سية‪ ،‬بحيث تنه�ض بجهود‬ ‫ترتجم مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪ ،‬وتتطور مهني ًا يف م�سار التنمية املهنية كي تتحقق املعايري املهنية يف جوانب‬ ‫�أدائها‪ .‬كما يتطلب منوذج تطوير املدار�س جذب ذوي الكفاءات العالية‪.‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪131‬‬


‫التطوير المهني‪:‬‬

‫ميثل هذا املجال �أحد املجاالت املهمة يف بناء الكفاءة الداخلية يف املدار�س و�إدارات الرتبية والتعليم وجهاز الوزارة‪ ،‬وهناك الكثري من‬ ‫املبادرات التي ينبغي التوجه �إليها كي ينجح منوذج تطوير املدار�س منها‪:‬‬ ‫ بناء قاعدة معلومات مهنية‪.‬‬ ‫ ت�صميم برامج تدريب نوعية‪.‬‬ ‫ ن�شر مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية ‪.‬‬ ‫ بناء �شراكات عاملية مع م�ؤ�س�سات التطوير املهني‪.‬‬ ‫ اال�ستفادة من املنظمات العاملية‪.‬‬ ‫وكل هذه املبادرات وغريها البد �أن يقا�س �أثرها على املمار�سات املهنية يف املدار�س‪ .‬كما يتطلب معرفة مواطن القوة وجوانب ال�ضعف يف‬ ‫مراكز التدريب القائمة من حيث قدرتها على تقدمي الدعم املنا�سب لنموذج تطوير املدار�س‪ ،‬ومن ثم اتخاذ الإجراءات التطويرية املنا�سبة‬ ‫لهذه املراكز‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪133‬‬


‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻊ‪:‬‬

‫اﻟﻤﻼﺣﻖ‬ ‫‪ -‬اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫‪134‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪7‬‬

‫يوم في حياة مدير مدرسة‪:‬‬

‫باجتماع باملعلمني‪ ،‬ولدينا خطة‬ ‫ا�سمي فهد �أعمل مدير ًا ملدر�سة علي بن �أبي طالب الثانوية‪ ،‬بد�أت يوم عملي‬ ‫ٍ‬ ‫مف�صلة لهذا الأ�سبوع وهي مت�ضمنة كل الفعاليات والأحداث التي �ستتم فيه‪ ،‬ومن �أهم الفعاليات هو ت�أكيد ال�شراكة‬ ‫ّ‬ ‫بني املدر�سة والأ�سرة فجميع املعلمني ي�ؤدون مهمتهم يف هذا املجال بحما�س‪ ،‬تلقيت مذكرة متابعة من وكيل املدر�سة‬ ‫ل�ش�ؤون الطالب تفيد �أنه مت �إر�سال ن�شرة تذكريية لأولياء الأمور تت�ضمن كيفية تعزيز �أداء �أبنائهم‪ � ،‬اّإل �أن من الواجب‬ ‫تعزيز هذه العالقة من خالل احلديث معهم ومعرفة ما �إذا كان هناك �أية م�شاكل جتاه حت�صيل �أبنائهم‪.‬‬ ‫د�أبي اليومي يبد�أ با�ستقبال الطالب عند بوابة املدر�سة بالتعاون مع الوكالء وبع�ض املعلمني املكلفني بتلك املهمة‪� ،‬أ�ؤمن �أن التعامل‬ ‫الإن�ساين مع الطالب يحببهم باملدر�سة‪ ،‬وبعد اال�صطفاف ال�صباحي ونهاية الإذاعة ال�صباحية‪� ،‬أقدم بع�ض الإر�شادات �أو بع�ض الأخبار‬ ‫عن �إجنازات املدار�س‪� ،‬أحيانا يقوم بهذا العمل �أحد الوكالء‪.‬‬ ‫�أثناء الدر�س الأول �أقوم بزيارة ف�صول حمددة وفق خطة الزيارات التي �أحتفظ بها جزء ًا من برنامج الد�أب اليومي‪ ،‬حيث �أقوم مبعاينة‬ ‫�أداء �أحد الزمالء بعد اتفاقي امل�سبق معه على هدف زيارتي‪ ،‬وحجم الدعم الذي ميكن �أن �أقدمه للزميل بعد انتهاء الزيارة‪ ،‬دوما تركيزي‬ ‫على م�ستوى حت�صيل الطالب ومعرفة اجتاهاتهم نحو املادة‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء هذا الدر�س يف خطتي اليومية لدي اجتماع مع املعلم امل�شرف ملادة العلوم ملناق�شة التقرير الذي قدمه الأ�سبوع املا�ضي‪،‬‬ ‫اعتاد معلم العلوم �أن يزور املق�صف املدر�سي لالطمئنان على نوعية الأغذية التي ن�ؤمن وذلك لأننا نعترب يف املدر�سة �أن احلياة ال�صحية‬ ‫تعتمد على توافر التغذية اجليدة‪ ،‬فهي عامل جوهري لإعداد املتعلمني لتلقي العلم‪.‬‬ ‫يبد�أ املتعلمون باملغادرة حل�ضور الدر�س الثالث يف املوعد املحدد‪� ،‬أو يتجه بع�ض منهم �إلى املرافق الريا�ضية‪ ،‬و�أماكن التعليم لدينا تت�سم‬ ‫باملرونة‪ ،‬كما �أن املتعلمني يعرفون االعتياد الذي يت�ضمن الو�صول �إلى "مركز م�صادر التعلم " وال�صالة الريا�ضية‪ ،‬الحظت �أن بع�ض‬ ‫املتعلمني لديهم مواعيد مع املر�شد املدر�سي ملناق�شة خطتهم التوعوية يف مكافحة ظاهرة ال�سهر لدى بع�ض الطالب‪.‬‬ ‫�أما �أنا فقد ذهبت مع جمموعة من املعلمني لزيارة املعلم حمد الذي �أبدع يف و�ضع خطة جيدة وتفاعلية للمتعلمني الذين ي�ستمتعون‬ ‫بالتعلم التعاوين وي�شاركون ب�شكل جيد‪ ،‬و�إنني �شعرت بال�سعادة مع الزمالء املعلمني بتقدميه لهذا الدر�س‪ ،‬تعودت �أن نعقد م�ؤمتر ًا ملناق�شة‬ ‫�إيجابيات الدر�س و�سلبياته‪ ،‬ثم ن�ضع خطة للفعالية القادمة‪.‬‬ ‫�أما املوعد التايل بالن�سبة يل فهو االجتماع مع م�شرف وحدة تطوير املدار�س ملناق�شة خطة دعم تطوير املدر�سة‪ ،‬هذا االجتماع �سبقه‬ ‫توا�صل مع زميلي عن طريق الربيد الإلكرتوين‪ ،‬لقد كان خمطط ًا �أن نق�ضي يف االجتماع �ساعة ون�صف مب�شاركة الوكالء واملر�شد الطالبي‪،‬‬ ‫لقد كان اجلميع م�ؤيد ًا �أن ن�ستمر يف جهودنا يف تطوير قدرات جلنة التميز واجلودة وذلك بغر�ض �إدارة التغيري وتنفيذ التوجيهات الوطنية‪.‬‬ ‫نحن جنتمع بانتظام‪ ،‬انتهى اجتماعنا يف املوعد املحدد‪� .‬أديت �صالة الظهر مع من�سوبي املدر�سة‪ ،‬كان لدي اجتماع مع جلنة ال�شراكة‬ ‫املجتمعية لتقوية الروابط بالأ�سرة‪ ،‬وذلك ملناق�شة املراحل النهائية ملهرجان " يدا بيد مع جمتمعنا" كان هدفنا �أن نتعاون مع م�ؤ�س�سات املجتمع‬ ‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪135‬‬


‫املحلي لإطالق بع�ض امل�شاريع التوعوية املتعلقة بالبيئة‪ ،‬فقد الحظ اجلميع �أن املجتمع املحيط باملدر�سة يعاين من بع�ض امل�شكالت البيئية‪.‬‬ ‫يف نهاية اليوم �أطمئن على �أن هناك فريق ًا من املعلمني يبقى مع الطالب لالطمئنان على ان�صرافهم مع �أول��ي��اء �أم��وره��م‪.‬‬ ‫ثم �أعود �إلى املنزل لأجل�س مع عائلتي و�أطلع على �أخبارهم قبل �أن �أبد�أ العمل على الدورة اخلا�صة بي للتعليم عن بعد عن طريق الإنرتنت‬ ‫والبث ال�صوتي (بودكا�ست)‪ .‬وحاملا �أغادر املدر�سة‪ ،‬تنعقد دورات م�سائية لأولياء الأمور و�أبناء املجتمع‪ ،‬ثم يحل يوم �آخر يف املدر�سة‪.‬‬ ‫يوم في حياة معلمة‬

‫ا�سمي �سارة �أنا معلمة لغة �إجنليزية يف املدر�سة الثانية وال�سبعني املتو�سطة يف مدينة تبوك‪ ،‬كما �أين ع�ضوه يف‬ ‫جلنة التميز واجلودة املدر�سي‪� ،‬أناق�ش اليوم مع زميالتي خطة املراجعة الذاتية ‪ ،‬لقد كنت بالأم�س م�ساء يف مركز‬ ‫التدريب حيث كان لدي دورة تدريبية يف املراجعة الذاتية ‪ ،‬وهي ثالث دورة �ألتحق بها منذ بداية العام الدرا�سي‪.‬‬ ‫�أبد�أ يوم عملي بفتح الربيد الإلكرتوين والتحقق من الر�سائل وتهيئة غرفة الف�صل لتكون جاهزة لطالباتي‪ ،‬حيث �إنهن‬ ‫مهتماتويعملنبجد‪�،‬أحاولدوم ًاالت�أكدمن�أنطالباتيلديهنالدعموالتوجيهالالزملتحقيقالنجاحيفالعمل‪،‬كما�أناملتعلماتي�أخذنالتح�ضري‬ ‫للدرو�س على حممل اجلد فتجدهن يرتددن بكرثة على مركز م�صادر التعلم للبحث عن املعلومات جلعل �أعمالهن �أف�ضل وكتاباتهن �أكرث جاذبية‪،‬‬ ‫حقيقة �أنا فخورة بطالباتي‪ ،‬بعد �أن �أطمئن على جاهزية البيئة ال�صفية‪� ،‬أجته �إلى ال�ساحة كي �أ�شارك يف الإ�شراف على اال�صطفاف ال�صباحي‪.‬‬ ‫در���س��ي الأول يعتمد على تطبيق �إ�سرتاتيجية التعلم ال��ت��ع��اوين‪ ،‬بع�ض ال��ط��ال��ب��ات مكلفات بالبحث يف �شبكة الإن�ترن��ت عن‬ ‫مقاالت باللغة الإجنليزية عن جهود اململكة يف احل��وار بني احل�ضارات‪ ،‬طالباتي يتعاونّ مع طالبات �أخ��ري��ات يف م��دار���س �أخ��رى‪.‬‬ ‫ب��ع��د ان��ت��ه��اء ال���در����س‪ ،‬ل���دي اج��ت��م��اع م���ع جم��م��وع��ة م���ن الأم���ه���ات ال�ل�ائ���ي ���س��ب��ق �أن ح����ددت م��ع��ه��ن م���وع���د ًا مل��ن��اق�����ش��ة �سبل‬ ‫ت��ط��وي��ر �أداء ب��ن��ات��ه��ن يف م����ادة ال��ل��غ��ة الإجن��ل��ي��زي��ة‪ ،‬حقيقة �أت����رك امل��ج��ال م��ف��ت��وح�� ًا ل��ه��ن �إذا �أردن مناق�شة �أي����ة ق�����ض��اي��ا تكون‬ ‫لديهن فيما يتعلق بتعليم بناتهن �أو حتى ل�شرح كيف ميكن �أن يكن ق����ادرات على ت��وف�ير ال��دع��م لبناتهن ليحققن النجاح‪.‬‬ ‫بعد ذلك لدي لقاء مع معلمات اللغة الإجنليزية يف ال�صفوف الأخرى ملناق�شة �أف�ضل الإ�سرتاتيجيات يف تدري�س مهارة اال�ستماع‪ ،‬املعلمة‬ ‫�سعاد كان مطلوب منها �أن تقدم خال�صة بع�ض الدرا�سات والأبحاث ملناق�شة بع�ض الإ�سرتاتيجيات يف هذا املجال‪ ،‬كنا خم�ص�صات �ساعة كاملة‬ ‫ملناق�شة ذلك‪ ،‬فر�صة �أن �أثني على مديرة املدر�سة التي خ�ص�صت لنا ح�صتتني متتاليتني لعمل حلقة النقا�ش‪ ،‬عموما قد اتفقنا على �أن تقوم املعلمة‬ ‫�سعاد بتطبيق تلك الإ�سرتاتيجيات غد ًا بح�ضورنا جميع ًا‪ ،‬و ُكلفت املعلمة نورة ب�إعداد ا�ستمارة ملالحظة الدر�س �سوف نناق�شها قبل الزيارة‪.‬‬ ‫بعد ذل��ك ب��د�أت �إع���داد نف�سي لتقدمي ورق��ة عمل يف لقاء املعلمات امل�شرفات ال��ذي �سيعقد يف وح��دة تطوير امل��دار���س يف �إدارة‬ ‫الرتبية والتعليم‪ ،‬و�سيتم ت�سجيل ذل��ك على هيئة ملفات �صوتية للن�شر(بودكا�ست)‪ ،‬ويعد ه��ذا ج��دي��د ًا �إال �أن��ه مفيد ج���د ًا‪ ،‬و�أن��ا‬ ‫�شخ�صي ًا كثري ًا ما �أج��د نف�سي �أم��ام التزامني �أو موعدين يف املدر�سة بالإ�ضافة �إل��ى ه��ذا حيث �إين �أ�ستطيع الت�سجيل يف �أي وق��ت ينا�سبني‪.‬‬

‫و�أقدم لهن الدعم الالزم‪ ،‬كما �أقوم ب�إدارة جملة املدر�سة مع جمموعة �صغرية من املتعلمات من خمتلف الفئات العمرية‪ ،‬و�إنه ملن املثري لالهتمام م�شاهدة كيفية‬ ‫تعاون املتعلمات وا�ستخدامهن للتقنية التي ت�ساعدهن على الإنتاج ومن ثم �إر�سال ما �أنتجنه للن�شر كل �أ�سبوع‪.‬‬ ‫يوم في حياة مشرف وحدة تطوير المدرسة‬

‫ا�سمي عبداهلل �أعمل م�شرف ًا يف �إدارة الرتبية والتعليم يف منطقة املدينة املنورة‪ ،‬و�أنا �أحد �أع�ضاء وحدة‬ ‫تطوير املدار�س‪� ،‬أقدم الدعم ملدر�سة خالد بن الوليد االبتدائية‪� ،‬أبد�أ عملي وفق اخلطة الأ�سبوعية التي ر�سمتها‬ ‫�أنا وزمالئي يف الوحدة‪ ،‬فجميع زمالئي لديهم توقعات مبا �سوف �أجنزه هذا الأ�سبوع‪.‬‬ ‫دعوين �أذكر لكم بع�ض الأعمال التي �سوف �أجنزها‪ ،‬فلدي زيارة جمدولة مع مدير مدر�سة خالد بن الوليد‬ ‫لتقدمي الدعم خلطة تطوير �أداء املدر�سة‪ ،‬وبعد ذلك لدي ور�شة تدريبية يف مركز التدريب للمعلمني امل�شرفني لتدريبهم على مهارات‬ ‫املالحظة ال�صفية‪ ،‬ويف امل�ساء لدي حلقة علمية �شهرية مع مديري مدار�س منوذج تطوير املدار�س تتناول �سبل حت�سني املناهج الدرا�سية‪،‬‬ ‫حقيقة �أنظر ملهمتي يف تقدمي الدعم و�إ�سداء اال�ست�شارات للمديرين ومن�سوبي الإدارة وجلنة التميز واجلودة يف املدر�سة‪ ،‬ق�ضيتي كيفية‬ ‫جت�سيد مفهوم املجتمعات التعلم ّية املهنية بني جميع من�سوبي املدار�س والإدارة‪.‬‬ ‫لقائي مع مدير مدر�سة خالد بن الوليد االبتدائية حمدد املدة‪ ،‬ف�سوف �أق�ضي معه �ساعتني �سوف نتناق�ش حول برامج اخلطة املت�أخر‬ ‫تنفيذها وكيف ميكن �أن �أقدم امل�ساعدة من خالل خربتي مع املدار�س الأخرى التي تنفذ برناجم ًا �شبيه ًا‪� ،‬أتوقع �أننا يف نهاية اللقاء �سن�ضع‬ ‫�إ�سرتاتيجيات لت�سريع تنفيذ تلك الربامج‪� ،‬أفكر �أن نزور فيما بعد مدر�سة �سعد بن �أبي وقا�ص التي متيزمن�سوبوها يف �إجناز كثري من‬ ‫الربامج‪ .‬فلدي ور�شة عمل ال�ساعة العا�شرة �صباح ًا لتدريب املعلمني امل�شرفني على مهارات املالحظة ال�صفية‪ ،‬ويف ال�ساعة الثانية ع�شرة‬ ‫والن�صف �سوف �ألتقي بالوكالء يف جمموعة من املدرا�س‪ ،‬الهدف هو م�ساعدتهم يف تطبيق توجهاتنا و�سيا�ساتنا الوطنية �إلى جانب حتقيق‬ ‫متطلبات وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وتكون عالقتي دائم ًا مع املدار�س حيث �أقدم الدعم لهم بطرق خمتلفة‪ ،‬ف�أحيان ًا يكون الدعم له عالقة‬ ‫بتطوير املوارد الب�شرية من خالل برنامج التطوير املهني امل�ستمر‪ ،‬و�أحيان ًا يكون –بالن�سبة ملدار�س �أخرى‪ -‬له عالقة بالدعم يف بع�ض‬ ‫املجاالت املهمة والعمل عليها لتمكينها من التطور‪.‬‬ ‫فعلي �أن �أقدم كلمة لأولياء الأمور واملحتفلني‪ ،‬و�إنه‬ ‫�أنا مدع ٌّو الليلة لالحتفال ب�إجناز واحدة من املدار�س التي �أنا على ارتباط بها‪ّ ،‬‬ ‫ل�شرف يل القيام بذلك خ�صو�ص ًا �أين �أ�ستمتع بر�ؤية ال�شباب وهم �سعداء بنجاحهم‪.‬‬

‫جدويل يت�ضمن – �أي�ض ًا ‪ -‬تقدمي جل�سات للتوجيه بواقع مرتني يف الأ�سبوع بعد وقت املدر�سة‪ ،‬وذلك لأتيح الفر�صة ملن هن بحاجة ملزيد من التوجيه وامل�ساعدة‬

‫‪136‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪137‬‬


‫م�شروع امللك عبداهلل بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام "تطوير"‬ ‫الريا�ض ‪ -‬طريق مكة (خري�ص) ‪ -‬مقابل امل�ست�شفى الع�سكري‬ ‫�ص‪.‬ب‪ 28228 :‬الرمز الربيدي‪11437 :‬‬ ‫فاك�س‪0112762220 :‬‬ ‫‪www.tatweer.edu.sa‬‬

‫‪138‬‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫ﻧﻤﻮذج ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺪارس‬

‫‪139‬‬


t4edu.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.