رئيس الهيئة االستشارية
د .حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والرتاث
رئيس التحرير
د.علي �أحمد الكبي�سي مدير التحرير
عزت القمحاوي اإلشراف الفني
�سلمان املالك
سكرتير التحرير
نبيل خالد الأغا الهيئة االستشارية
�أ .مبارك بن نا�صر �آل خليفة �أ.د .حممد عبد الرحيم كافود �أ.د .حممد غامن الرميحي د .علي فخرو �أ.د .ر�ضوان ال�سيد �أ .خالد اخلمي�سي جميع امل�شاركات تر�سل با�سم رئي�س التحرير ويف�ضل �أن تر�سل عرب الربيد االلكرتوين للمجلة �أو على قر�ص مدمج يف حدود 1000 كلمة على العنوان الآتي: تليفون )+974( 44022281 : تليفون -فاك�س )+974( 44022690 : �ص.ب - 22404 :.الدوحة -قطر البريد اإللكتروني: aldoha_magazine@yahoo.com
مكتب القاهرة:
� 34ش طلعت حرب ،الدور اخلام�س، �شقة 25ميدان التحرير تليفاك�س5783770 : الربيد الإلكرتوين:
samykamaleldeen@yahoo.com
املواد املن�شورة يف املجلة تعرب عن �آراء كتابها وال تعرب بال�ضرورة عن ر�أي الوزارة �أو املجلة وال تلتزم املجلة برد �أ�صول ما ال تن�شره.
التالعب بالعقول
ثقافة الشباب العربي أنموذجا
بعد ثورات الربيع العربي كثر الحديث عن فئة الشباب العربي في المجتمعات العربية بوصفهم الفئة المحركة لهذه الثورات والمشاركين األساسيين فيها الذين أوصلوه���ا إلى غاياتها حين عجزت النخب السياس���ية والثقافية عن أداء دورها القيادي ،ومع هذا االهتمام طفت على الس���طح أسئلة كثيرة حول هؤالء الشباب بصفة عامة وعن مستوى ثقافتهم بصفة خاصة. ومع أننا أمام كلمتين -ثقافة وش���باب -قد اتس���ع مدلولهما لكننا سنجعل من تحديد معنى لألولى مدخال للنظر في ثقافة تلك الفئة. من أش���هر تعريفات الثقافة أنها «مجموعة المع���ارف والمعلومات والقيم التي يمتلكها الفرد وتحكم سلوكه» فهي مكونة من جزأين أساسيين :المعارف والقيم، وشرط االنتفاع بها هو مدى تأثيرها اإليجابي في سلوك الفرد ،ذلك التأثير الذي يحدث تغييرا ملحوظا في حياته يمكنه من أداء دوره الفاعل في مجتمعه. وإذا كان األمر كذلك فكيف يثقف الشاب العربي نفسه في عصرنا الحاضر؟ هناك شبه إجماع على أن وسائل اإلعالم والتقنية الحديثة هي أكثر المصادر تأثيرا في ثقافة الش���اب العربي ،وأنها ال تقدم له ثقافة جادة بل تضليال في ثوب يضيع بهما وقته ويخسر نفسه ،وال تخلو المصادر األخرى لهو وتس���لية فارغين ّ من التضليل ولو كان يسيرا ،ويزداد الحال سوءا حين ال يكلف الشاب نفسه عناء التفكير الواعي والنقد البناء والتحليل الدقيق فيما يقدم له من معلومات ومعارف بل تراه سلبيا في استقبالها متأثرا بها إلى درجة كبيرة تكاد تفقده هويته وتنزع وقاره. لقد دأبت أكثر هذه الوس���ائل و المصادر على التالعب بعقول كثير من الشباب العربي والتمويه عليهم من حيث ال يشعرون بما تقدمه من قشور المعارف وخداع األف���كار وتمويه المقاصد وتعليب الوعي وتنميط الصورة والتظاهر بمس���ايرة تقدم العصر وحداثته .ولو بحثنا عما يش���اهده هؤالء الشباب من قنوات فضائية أو يقرؤونه من كتب ومجالت أو يس���تمعون إلي���ه من إذاعات وندوات لوجدناها م���ن هذا النوع المضلل الذي انجذبوا إليه م���ن غير وعي غافلين عن واجبهم نحو أنفسهم ومجتمعاتهم. وهن���ا يبرز س���ؤال مهم :من المس���ؤول عن هذا؟ وتتعدد اإلجاب���ات وكل يلقي باللوم على اآلخر :األسرة ،التعليم ،اإلعالم ،المثقفون ،الشباب أنفسهم. والحقيق���ة أن الكل مس���ؤول حين لم ي���درك واجبه بحق ،وأنن���ا بحاجة إلى التع���اون والتكاتف إلعداد خطة تنفيذية متكاملة لتجديد ثقافة ش���بابنا العربي تق���وم على زيادة وعيه بمس���ؤولياته والحفاظ على هويته واس���تثمار طاقاته وتقدير إبداعاته. ِ تلك طائفة من الش���باب ،وطائفة أخرى لم َيضلوا ولم ُي َضلوا ،ثقفوا أنفسهم بقلب ذكي وعقل راجح ورأي سديد فأصبحوا نموذجا يحتذى ،وأثبتوا أنهم أهل لتحمل التبعة والنهوض بالمسؤولية ،فهم عدة الحاضر وأمل المستقبل.
رئي�س التحرير