مبادرة من أرامكو السعودية
قالوا في القراءة
قالوا في القراءة
من ّ منا لم يؤخذ بقراءة الالفتات اإلعالنية في طفولته بينما والده يقود السيارة داخل المدينة في شارع مكتظ بالمتاجر والدكاكين والمحالت والشركات؟ من ّ منا لم يشعر أن عليه أن يسابق السيارة في سرعتها ليقرأ كل الالفتات التي تهرب الى الوراء بينما السيارة تتقدم إلى األمام؟ ّ بفك الحرف أطفاال تصير القراءة فعال كلنا حين نبدأ مالزما لعيشنا ،كما األسئلة الكثيرة التي نطرحها على أهلنا لنمأل وعاء حشريتنا الطفولية. كأنها غريزة متأصلة ال واعية تلك المرتبطة بالقراءة، كأنها جزء من نمو أدمغتنا وأجسادنا. القراءة فعل ّ فضل به الخالق ،سبحانه وتعالى ،جدنا آدم على المالئكة حين ّ «علم َ آدم األسماء كلها» ،أي أنه منح لكل موجود إسما ،فصار البحر بحرا والسماء سماء والشجر شجرا والحجر حجرا ...وهذا ما أقنع المالئكة أن هذا المخلوق من طين يستحق أن يخلق .وهي –القراءة -الفعل األول الذي طلبه المالك جبريل من رسول اهلل محمد ّ صلى اهلل عليه وسلم حين أنزل عليه الوحي« :إقرأ». القراءة فعل اكتشاف ومعرفة وتقارب بين البشر ،هي واحدة مما يميزنا عن الكائنات .أفعال النطق ثم الكتابة ثم القراءة على التوالي دفعتنا إلى طرح األسئلة وبالتالي ّ التطور. إلى بمناسبة يوم الكتاب العالمي ( )2014يقدم مركز الملك ّ الكتيب الذي يدور حول عبد العزيز الثقافي العالمي هذا ّ الكتاب بالقراءة والكتابة والكتب ،إحتفاء منه بهذا آراء اليوم وتكريما للمأخوذين بالحرف.
ثمة الكثير من الروايات العالمية والعربية اختار أصحابها أو كتابها ً قارئا ،والقراءة في الرواية تبدو رديفة لسرد أن يكون البطل فيها الحكاية والدخول في المتاهة ،حتى أبطال الروايات يظهرون كمخلوقات كتابية والكتب ككائنات حية لها روحها التي تنبعث من الكلمات ،وأحيانا تصير أشبه بكوابيس. دون كيخوت ثرفانتس أبرز نموذج من هذه الروايات «دون كيشوت» لإلسباني ميغيل دي ثرفانتس ،التي تصنف في خانة أفضل مئة رواية في العالم ،مع أن كوليردج قال عن «دون كيشوت»« :إنه كتاب ُيقرأ قراءة كاملة مرة واحدة» .دون كيشوت بطل ثرفانتس الذي اصبح مصطلحا صحفيا واجتماعيا ،رجل نحيف هزيل قد ناهز الخمسين عاش في إحدى قرى إسبانيا إبان القرن السادس عشر .كان يقضي كل أوقاته بين كتب مكتبته يقرأ ،ومن كثرة قراءاته في كتب الفروسية والنبل وحكايات البطولة كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية ثم بلغ به الهوس ً حدا جعله يفكر في أن يستعيد دور الفرسان الجوالين وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في األرض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء ،ويدافعوا عن األرامل واليتامى والمساكين. في النهاية يستدرك مؤلف رواية دون كيشوت كي يعيدنا إلى اندحار بطله حيث يقوم البطل أو الفارس الجوال بحرق مكتبته بعد خيباته الطويلة وسياحاته الالمجدية.
كونديرا ،إيكو وأورهان باموق ليس ثرفانتس وحده من جعل من بطل روايته قارئا .لعبة الحديث عن الكتب والمخطوطات والقارئ متوفرة بقوة في الكثير من الروايات العالمية .نلمح بقوة كيف أن بعض أبطال روايات كونديرا ً خصوصا جاروميل في رواية مثقفين وينتقدون الشعر بقوة «الحياة في مكان آخر». القراءة أشبه بفخ في رواية «اسم الوردة» ألمبرتو إيكو يدفعنا لمتابعة وقائع محاوالت مستمرة للكشف عن سر الجرائم الغامضة المتتالية التي تقع داخل جدران أحد األديرة في القرون الوسطى في إيطاليا .ويتردد الحديث عن كتاب مسموم يقال إن له «قوة ألف عقرب» .ويموت كل من يلمس صفحاته ،ألن السم يتسرب إلى أصابعه التي تقلب هذه الصفحات .وهذا الكتاب الغامض المفقود ،هو الجزء الثاني من مخطوطة الفيلسوف اإلغريقي أرسطو عن الشعر ،وهو الجزء الذي خصصه للحديث عن الكوميديا والضحك .ثمة أسرار غامضة تكتنف اختفاء هذا الكتاب... قراءة الكتاب المسموم طريق إلى الموت في رواية إيكو ،أما القارئ في رواية «الحياة الجديدة» للروائي التركي اورهان باموق فيجد في القراءة وسيلة لالنبعاث وتغيير الحياة والتجدد .بطل الرواية شاب جامعي في بداية العشرينات من عمره ،يعيش حياة بسيطة كباقي أقرانه من الشباب في قرية «طاش قشله» التركية مع والدته .يقرأ بطل الرواية ُعثمان كتابا يقع بين يديه مصادفة ليغير هذا الكتاب مجرى حياته .يعاود قراءة الكتاب عشرات المرات ثم يعيد صياغته وكتابته بلغته الخاصة .في كل مرة كان يقرأ فيها الكتاب ثمة ضوء قوي ينبثق منه يصعب على الشاب مقاومته.
في رواية «بالزاك والخياطة الصينية الصغيرة « لداي سيجي يبدو أن الكتب ُت ّ غير الحياة .كذلك لدى رويث زافون الذي أصدر روايتين نجد فيهما القراءة هي البطلة ،القراءة هي المتاهة والجنون والسرد المشوق ،الروايتان بعنوان «لعبة المالك»« ،ظل الريح» تكمالن بعضهما من مختلف النواحي ،تدور أحداث «ظل الريح» في برشلونة في أعقاب الحرب العالمية األولى .بطل الرواية، دانييل ،ابن وراق يبيع الكتب المستعملة والنادرة ،فتى في مقتبل ً يوما إلى مكتبة كبيرة تدعى العمر يعيش مع أبيه الذي يأخذه «مقبرة الكتب القديمة» .مسار الرواية يشبه مسار بطل ثرفانتس. هذه نماذج قليلة عن القارئ بطل الرواية ،أو القارئ المتخيل كوسيلة لقول الحكاية وسردها للقارئ العادي ،القارئ الذي يحمل الكتاب بين يديه ويقرأ عن القارئ ،هكذا الثقافة لعبة القراء ّ تقوم على الدوران .وهنا نستعرض أيضا ما يقوله ّ الكتاب أو ّ الكتاب القراء عن القراءة وتأثيرها عليهم وعلى حياتهم ،وعلى نظرتهم لكل ما يجري حولهم ،وعلى كتابتهم بالتحديد.
مما يحكى أن الشعبي دخل على عبد الملك بن مروان وبين يديه كتاب ينظر فيه ،فقال :يا أمير المؤمنين إن الكتاب خير مقارن وأنبل جليس وآنس أنيس وأصدق صديق وأحفظ رفيق وأكرم ّ محب ،يورد اليك مصاحب وأفصح مخاطب وأبلغ ناطق وأكتم ً وال يصدر عنك ،ويحكي لك وال يحكي عنك ،إن أودعته سرا كتمه، ً علما حفظه ،وإن فاتحته فاتحك ،وإن فاوضته وإن استحفظته ّ صمت عنه صمت عنك ،ينشط فاوضك ،وإن جاريته جاراك ،وإن بنشاطك ،ويغتبط باغتباطك ،وال يرغب عنك رغبته فيك ،وال ذكرا وال يفش عنك ً ً سرا... يتخلف عن حاجتك إليه ،وال يخفي عنك رفاعة رافع الطهطاوي
نعم الحديث والنديم كتـــاب مفشيا ً ً سرا إذا استودعته ال من شعراء الزمن العباسي
تلهو به إن فاتك األحباب ويفاد منه حكمة وصواب.
كنت اختفي بمطالعاتي القصصية عن عيون أهلي كما لو كنت ً أرتكب ً حامال الكتب ألقرأها تحت وزرا من األوزار ...كنت أتسلل ً مفروشا بمالءة تتدلى أطرافها إلى االرض سريري .كان ذلك السرير حاجبة من يختفي تحته كأنها ستارة مسدلة ...لكن تلك الستارة ً أحيانا .وكنت أمضي أقرأ كانت تحجب عني النور .فما كنت أبالي في الظالم حتى أعجز عن تمييز األسطر ،فأخرج خفية وأحضر «شمعة» أشعلها وأعاود القراءة على ضوئها .هكذا كانت تسير األمور ...إلى أن حدث ذات يوم أن جاء موعد الغداء .فكانوا ينادون علي وأنا مستغرق في قراءتي إلى أن فطنت إلى ندائهم المتكرر، ّ ً ً تاركا من ارتباكي الشمعة مهروال فخرجت من تحت السرير موقدة .وبينما نحن منهمكون في طعامنا ،إذا صراخ يتعالى في الطريق والجيران يتصايحون« :حريقة! ..حريقة!» فارتاعت والدتي ً ً ّ قائال :ال مطمئنا لتحري الخبر ،فأجلسها والدي وأرادت النهوض ترتاعي ،إنها وال شك حريقة في الشارع بأحد الحوانيت الصغيرة، والجيران والمارة من دأبهم التهويل! لكن لم تمض لحظة حتى كان الطرق على بابنا نحن والناس يصيحون بنا« :عندكم حريقة.. عندكم حريقة!» .وهنا أفاق أهلي ونهضوا مرتاعين يبحثون في أنحاء المنزل .وإذا الحجرة التي أنام فيها قد تصاعد منها الدخان وتأجج فيها اللهب .وظل الجميع يكافحون النيران حتى انطفأت... وظل والدي يبحث عن أسباب هذا الحريق ويسأل ويتحرى بدقته وتحقيقه ،وأنا ساكت منكمش ال أنبس بحرف... توفيق الحكيم ً ً شيئا يستحق القراءة، شيئا يستحق القراءة ،أو تفعل فإما ان تكتب ً ُ شيئا يستحق أن يكتب عنه. أو تفعل بنجامين فرانكلن
إن الكتاب هو المكان الوحيد الذي يمكنك فيه امتحان هشاشة ّ تحطمها ،أو اكتشاف فكرة متفجرة ،دون أن فكرة ما من دون أن تخشى انفجارها في وجهك .الكتاب هو واحد من المرافئ القليلة الباقية التي يمكن فيها لعقل المرء أن يحصل ،وفي آن ً معا ،على االستفزاز والحميمية ادوارد ب .مورغان صحيح أن ما من أحد يمكنه أن ينزل إلى النهر الواحد مرتين... ولكن هل ثمة يا ترى من نزل إلى نفس الكتاب مرتين؟ مارينا تسفيتايفيا ال يقرأ األطفال كي يعثروا على هويتهم ،أو يحرروا أنفسهم من الذنب ،أو يرووا ظمأ إلى التمرد ،أو التخلص من االستالب. األطفال ليسوا في حاجة إلى علم النفس ...فهم يبقون على أيمانهم باهلل والعائلة والمالئكة والشياطين والساحرات والعفاريت والمنطق والوضوح والدقة وغيرها من األمور ...أما ً ممال ،فإنهم يتثاءبون دون لف أو دوران. حين يكون كتاب يقرأونه وهم ال يتوقعون من كاتبهم أن يحيي اإلنسانية بل يتركون كل ّ الوالدية ...للبالغين. هذه األوهام اسحاق باشفيس سنجر
ً عمرا في تقدير الحساب ،إنما لست أهوى القراءة ألكتب ،وال ألزداد أهوى القراءة ألن لي في هذه الدنيا حياة واحدة ،وحياة واحدة ال تكفيني .والقراءة وحدها هي التي تعطي اإلنسان الواحد أكثر من ً عمقا... حياة واحدة ،ألنها تزيد هذه الحياة عباس محمود العقاد كم قرأت وقرأت ،فكنت ّ أتلون بما أقرأ ،كأني دودة ضعيفة تتلون ّ بلون األرض التي ّ تصفر إن كانت تحبو تدب عليها وتسعى ،فهي ّ فوق الرمال ،وهي تخضر إذا كانت تزحف في المروج .كنت أقرأ الشكاك فأشك ،ثم أقرأ للمؤمنين فأؤمن ،هذا كتاب متشائم أطالعه ،فإذا أنا الساخط الناقم على حياتي ودنياي ،وذلك كتاب ّ ّ الباش المرح الطروب. الهاش متفائل أطالعه ،فإذا انا الدكتور زكي نجيب محمود
ً كان ّ مثال ان نقرأ الجرائد فهي مضيعة للوقت .وكنت يحرم علينا ّ أقرؤها .وكان يحرم علينا ان نقرأ المجالت المصورة وأشباهها ألننا ً صورا للنساء .وكنت أشتريها وأقرؤها .وعندما ظهر في نجد فيها السوق كتاب "الضاحك الباكي" لفكري أباظة كنت أول من اشتراه ألقرأه ،وكتاب "عودة الروح" لتوفيق الحكيم اشتريته وقرأته .وكانت "مجلة الرسالة" الوجبة الغذائية االسبوعية لعقلي وكنت أشتريها وأحرص على قراءتها .ولم أكن أبالي لما كان يقوله البعض عني. بل على العكس كنت ّ أحرض هذا البعض أو غيره على قراءة ما أقرأ .وكنت كلما قرأت ال أشبع .وكنت أشعر بأنني أفهم أكثر وأسرع وفي حاجة الى أن أقرأ... د .سيد عويس ال شك أن الجنة مكتبة كبيرة. غاستون باشالر كل الكتب الجيدة تتشابه في كونها أكثر حقيقية مما لو كانت قد ً فعال ...وأنت حين تنتهي من قراءة واحد منها سوف تشعر حدثت أن كل ما في الكتب قد حدث لك وصار يخصك من اآلن وصاعداً: الجيد والسيء ،الغريب والمثير للندم أو لألسف ،االشخاص واألماكن ،وكيف كان الطقس في ذلك الحين ارنست همنغواي يجب على الكتاب الجيد أن يتركك وقد ازدادت خبرتك خبرات ،ولكن ً ً شيئا من التعب .فأنت ،بعد كل شيء ،ستكون قد محدثا فيك عشت أكثر من حياة واحدة خالل قراءته. ويليام ستايرون
الناس ال يفهمون الكتب إال إذا كان فيها قسط ّ معين من الحياة. ً ً عميقا ،حتى يرى ويعيش كتابا وباألحرى ال يمكن للمرء أن يفهم ً جزءا على األقل مما يحتويه. إزرا باوند كل قارئ يمكن أن ّ يدعي المقدرة على الحكم األدبي ،بل ان في ً ً دخيلة كل قارئ كاتبا نائما ،قد يصحو منه ليكتب قصته .فمن ً قصصا في أيامنا؟ ربما كانوا أولئك الذين ال ذا الذي ال يكتب ً يسعفهم الوقت ،أو انهم يرون ذلك عبثا ال طائل تحته .والحقيقة أن الكاتب الناشئ ال أمل له في النجاة من مدافن الصدفة في األدب إال أن يستخدم كالم الناس ليعبر عن قوانين وخطط... جان ريشار بلوك
لكي يقنع قارئه يحتاج الكاتب القصصي الى 99في المئة من الموهبة و 99في المائة من النظام المحكم ،و 99في المئة من الجهد والعمل ...ومع هذا يجب أال يقنع البتة بما كتبه ألن ما كتبه ال يمكن ً أبدا أن يستنفد إمكانية أن يكون أفضل. ويليام فوكنر في وسعنا ّ تخيل كتب نود قراءتها ،وإن لم تكتب بعد ،وفي وسعنا تخيل مكتبات مألى بكتب نود امتالكها ،حتى لو كانت بعيدة المنال ،ألننا نود أن نبتدع مكتبة تظهر كل اهتماماتنا ،وكل نقاط ضعفنا ،مكتبة تعكس يتنوعها وتعقيدها ،ما نحن عليه ً تماما كقراء .لذا ليس من المعقول االفتراض ،بطريقة مماثلة، بأن هوية مجتمع ،أو هوية وطنية يمكن أن تنعكس في مكتبة ً وأيضا رمزية ،هويتنا عبر تجميع لعناوين تحدد بطريقة عملية الجمعية... البرتو مانغويل
ليس الكاتب بكاتب ألنه اختار التحدث عن بعض أشياء ،بل ألنه اختار التحدث عنها بطريقة معينة .وما من شك في أن األسلوب ّ النص ،ولكن يجب أن َ يم ّر به غير ملحوظ .وما دامت يسمو بقيمة ً الكلمات شفافة يخترقها النظر إلى المعاني فمن الحمق إذا أن يتسرب إليها زجاج غير شفاف .فالجمال هنا قوة دقته تدق عن ً مشرقا أول وهلة ،ولكنه في اإلدراك .هو في لوحة الفنان يبهر الكتاب مستتر يعمل عمله عن طريق اإليحاء ،فهو ال يكره إكراهاً، بل يذهب بالمرء إلى الغابة على غير شعور منه ،فيعتقد أنه إنما يستسلم بمنطق الحجج ،على حين هو في الواقع مسوق بقوة سحرية ال يراها. جان – بول سارتر ليس لدي مشهد أكثر روعة من مشهد عربة قطار األنفاق تعبر أغوار لندن وعلى متنها ركاب بالمئات واأللوف ،ذاهبون إلى ً ً كتابا يقرأه صباحا أو إلى بيوتهم مساء ،وكل منهم يحمل أعمالهم بشغف وهو ساه عن كل اآلخرين .ساه ومع هذا ،من دون أن يرفع ً تماما في اللحظة المناسبة أين عينيه عن صفحات الكتاب ،يعرف ً غارقا في الكتاب وقراءته. سينزل مهما كان غراهام غرين
ما هي القراءة؟ إنها باب يفتح على عالم مسحور. فرانسوا مورياك قراءة رواية ال يمكنكم تركها ولو للحظات ،رواية تطير بكم، وتحاولون أن تجعلوها أطول وأطول ،مثل لذة تستعاد وتتكرر، هي واحدة من السعادات الكبرى في حياتنا اليومية. جان دورمسون
تكون لذة القراءة مزدوجة ،حين يكون في المستطاع مشاطرة آخر نفس الكتب. كاثرين مانسفيلد سئلت عمن سيتولون قيادة الجنس البشري ،قلت أولئك الذين يعرفون كيف يقرأون. فولتير ّ محرض في هذا العالم في الحقيقة ال بد لي من االعتراف بأن خير وفي هذا الزمن على القراءة ،إنما هو التلفزيون ...إذ في كل مرة يحدث فيها أن تمتد يد إلى الجهاز وتديره ،أذهب إلى غرفتي وأغلق ً كتابا. بابها وأقرأ غروشو ماركس ً قادرا على االستمتاع بقراءة كتاب معين مرة بعد مرة إذا لم تكن بعد مرة ،ليس ثمة حاجة إلى أن تقرأه على اإلطالق. اوسكار وايلد إن ما يثيرني ً حقا أكثر من أي شيء آخر هو ذلك الكتاب الذي بعدما أنتهى من قراءته ،أتمنى لو أن المؤلف الذي كتبه كان من أصدقائي وفي إمكاني أن أهاتفه في أي لحظة ّ أود فيها ذلك.. ً كثيرا. لكن المؤسف أن هذا ال يحدث ج .د .سالنجر ال تقرأ كما يفعل األطفال كي ترفه عن نفسك .وال تقرأ ،كما يفعل الطامحون ،ألهداف تربوية ...ال .إقرأ فقط لكي تعيش. غوستاف فلوبير حين يقول لي أحدهم إن أقبح جريمة في عالمنا اليوم هي إحراق الكتب ،أقول له من فوري أن ثمة جريمة أقبح ،وهي عدم قراءة الكتب. جوزف برودسكي
لعل أول شيء ّ تفتح عليه فكري وأنا بعد في سنوات وعيي األولى، هو القراءة .حين أمسكت أول كتاب قرأته وأنا في السادسة، والحقيقة أنني ما عدت أذكر ما هو ،ألنني من فوري انكببت على قراءة كل ما يقع تحت يدي ،حين قرأت أول كتاب ً إذا ،شعرت أن ً صوتا يدعوني إلى كنوز األرض كلها قد انفتحت أمامي وأن ثمة أن أغرف بقدر ما أشاء .وأنا منذ ذلك الحين لم أتوقف عن الغرف. والمدهش أنني بمقدار ما كنت أغرف أكثر ،كنت أالحظ أن الكنز يكبر ويكبر والنور ينتشر أكثر وأكثر .وبعد هذا تجرؤون على أن تسألوني ما هي القراءة؟ اونوريه دي بلزاك القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من أن نعيش مرات عديدة في حياة واحدة. بيار دوماييت إن كل ما على وجه األرض ...وكل ما ّ مر عبر األزمنة ،كل األفكار ً واألحداث واألشخاص ،ما كان لها أن تعني شيئا أو أن تكون موجودة ً حقا ،لوال أنها تنتهي على صفحات كتاب. ستيفان ماالرميه إن كل القراءات الكبرى ،لحظات أساسية في الوجود. الفونس دي المارتين ما هي القراءة؟ ليست القراءة خروجا عن الحياة ويومياتها خالل لحظات يحاول فيها القارئ أن ّ يسري عن نفسه ،بل هي أكثر من هذا بكثير :إنها دخول الى الحياة عن طريق التوغل في أفكار وأحالم وذكريات أولئك الناس الذين سبقونا وعاشوا تجارب سرعان ً أفكارا سرعان ما ما ندرك خالل القراءة أنها تجاربنا ،ووضعوا ندرك أنها أفكارنا ،وحلموا أحالما أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها أحالمنا .هل هذا نوع من السحر؟ ً أبدا ،أنه نوع من الحياة. شاتوبريان
حين صار عمري 14سنة ،كانت سيدات األسرة قد اعتبرنني ً سلفا نموذج «البنت البايرة» ،فأنا نحيلة وسمراء وسوداء الشعر، ومقاييس الجمال الشامي تتطلب بنتا بيضاء وممتلئة وشقراء. ً ً ووداعا لمستقبلي ،فلم يبق لي غير إذا ،ال أمل لي مع الخاطبات، ً ذلك الحل البائس في نظرهن :أن أتعلم .وكان رائعا أن يطلق ً نسائيا ،فقد كنت أحيا في كوكب آخر وتقلقني أمور أخرى سراحي ً ً مختلفة ...وداعا ،إذا ،لخياطة «البسماشكات» ولف «اليبرق» ً ومرحبا بطه حسين وجرجي زيدان وكيتس و»طباخة الكوسا»، وشيللي وبايرون وشكسبير وروايات أرسين لوبين وكل ما تطاله يدي من كتب متفاوتة المستوى بين الرداءة والجودة ،كتب الجيران كتب المدرسة ،كتب باإليجار ...وانفتحت لي دنيا كنت أحدس وجودها ...ولكنها لم تكن كافية! غادة السمان إن كل مؤلف يصور نفسه في عمله ،بطريقة أو بأخرى ،حتى ولو على غير إرادته ،وما قراءة هذا العمل ،بعد كل شيء سوى اكتشاف لجوانية المؤلف. غوته ً يوما أن حياتك اليومية حياة فقيرة ،عليك أال تلوم إذا شعرت ً ً أحدا على هذا .ال تلم إال نفسك ...واعلم أنك لست شاعرا بما فيه ً ً قارئا ستدرك قارئا بما فيه الكفاية .فلو كنت الكفاية ،بل لست ً بسرعة أن ليس ثمة حياة فقيرة ،وأن كنت شاعرا لن تعرف الفقر ً أبدا. راينر ماريا ريلكه أيها الرجل الجائع ،أسرع إلى الكتاب فهو السالح األمضى ضد جوعك. برتولد بريخت ً كتابا أقرأه، لو أعطوني كنوز األرض وحكم العالم ،شرط أال أمتلك لرفضت.. اليبنتس
القراءة وسيلة جيدة للحصول على الثروة من دون سرقة اآلخرين آرليت الغييه إننا نقرأ كي نعرف أننا لسنا وحدنا في العالم. ويليام نيكولسون ليس عليك أن تحرق الكتب كي ّ تدمر الحضارة .فقط اجعل الناس ال يقرأونها.. راي برادبري الكتاب معلم يعلمك بال عصا وال لكمات .بال غضب أو خبز وماء. ً ً بعيدا عن غافيا ،وإن قصدته لن يختفي إذا دنوت منه لن تجده عينك .إن أخطأت لن يوبخك ،وإن كشفت أمامه عن جهلك لن يسخر منك. اليزابيث براوننغ أوليس في األدب من أزياء ال تفنى مع الزمان وال تزيدها األيام إال ً جماال وهيبة ،وال تزيدها قراءتنا لها إال قوة ومتعة؟ ( )...ها نحن ً أوال ،نردد اليوم بعض أبيات من قصائد يقال إنها ُعلقت على باب الكعبة قبل اإلسالم .ونعيد سواها من قصائد لشيخ أعمى يدعى ً قيسا أبا العالء ،ولمتقشف يدعى ابن الفارض ولمجنون يدعى ّ السر في هذه األبيات التي كلما العامري ،ولعشرات سواهم .فما تجددت ّ طال عليها الدهر ّ ّ لذتها المعتقة؟ ما السر في أننا ونحن ال نعرف عن طروادة ،وحرب طروادة ،غير ما رواه الرواة ،نجد لذة في مطالعة أخبارها ،ال كما سطرها المؤرخون ،بل كما أنشدها ّ السر منذ أكثر من ألفي سنة شاعر ضرير اسمه هوميروس؟ ما في أننا ،ونحن نكره الجحيم ،نرتاح إلى زيارته ،ال برفقة القسيسون ً وأخيرا والشيوخ ،بل برفقة شاعر إيطالي تفصلنا عنه ستة قرون؟ ّ السر في أن ما كتبه ممثل ،أو «مهرج» إنكليزي يدعى شكسبير، ما ً ال يزال في يومنا هذا جديدا ،بل هو يتجدد من يوم ليوم؟ ميخائيل نعيمة ً كتابا؟ من ناحية نعيش حياة ثانية غير ما الذي يحدث عند ما نقرأ حياتنا التي نعيشها كل يوم .لكننا من ناحية ثانية نوقظ الكتاب ً كتابا ال ُيقرأ هو مجرد زينة في زاوية نفسه على الحياة .وذلك ألن ً ً هانئا صامتا ،حتى اللحظة التي نتناوله مكتبة في زاوية بيت يرقد
فيها ونبدأ بقراءته ...عندها فقط تدب فيه الحياة ،في اللحظة ً أيضا. نفسها التي تدب فيها الحياة داخلنا نحن جورج صاند علي أن أقرأها ،أشعر شعور عندما أفكر بكل الكتب التي ال يزال ّ اليقين بأن السعادة ال تزال تغمرني. جول رينار ال شك أن القراءة فعل مقاومة حقيقية ...فالقراءة الجيدة يمكنها أن تنقذنا من كل شيء ،يمكنها أن تنقذنا حتى من ذواتنا. دانيال بيناك لقد علمتني قراءاتي ،ومنذ البداية أن التواضع في مهنة الكاتب فضيلة ضئيلة القيمة .ألنك إذا ما جلست لتكتب بتواضع ،ستبقى كاتبا في مستوى متواضعً . ً إذا ،على الكاتب أن يعبىء نفسه بكل ما في العالم من طموح وأن يضع نصب عينيه ،على الدوام، النماذج الكبرى التي يختزنها من قراءاته .في النهاية سيتعلم الواحد منا كيف يكتب تلك النماذج العظيمة التي هي بالنسبة إلي كتابات سوفوكلس ودوستويفسكيً . إذا ،لماذا نحاول أن نكتب ّ ً تواضعا من هؤالء العظام؟ ببساطة إن أفضل ما ما هو أكثر يتوجب عليك عمله ،هو أن تلقي بهم إلى وهاد الموت وتفرض على نفسك أن تكتب أفضل منهم .وهذا أفضل درس يمكن أن تعلمك ّإياه القراءة. غابريال غارسيا ماركيز
ً إن ما يجعل القراءة ً شعورا بالعمق. أمرا بالغ اللذة هو أنها تعطينا حين نقرأ يبقى جزء من روحنا في الخارج ،خارج النص ،ليواصل الثناء على غوصنا في مثل هذا النشاط الذي يتطلب كل هذا القدر من التركيز والذكاء .وأعتقد أن مارسيل بروست ّ عبر بشكل ً ً متنبها بشكل جزءا منا يظل متميز عن هذا األمر حين قال أن أفضل عند الطاولة التي نجلس إليها ،إلى صفحات الكتاب ،إلى هالة المصباح المضيء ،إلى الحديقة التي تحيط بنا ،إلى المشهد البادي عبر النافذة ،بأكثر من انتباهه إلى الكتاب الذي نكون غارقين في قراءته. اورهان باموك أنا أكتب لنفسي في معظم األحيان .ولكن ما أن أنتهي من كتابة الموضوع حتى أشعر برغبة طاغية في أن أنقله إلى الغير... ً ً دائما ،يزعم أنه ال يخجل من مخدوعا بنفسه واألديب حين يكتب الناس وال يفكر فيهم ،وال يكتب إال ليرضي عقله وذوقه وقلبه وطبعه .وهو يخيل إلى نفسه أن األدب نفحات طبيعية تصدر عن أصحابها ألنها ال بد لها من الصدور ( )...كذلك يخدع األديب نفسه ...ولكنه ال يكاد يكتب ،بل ال يكاد يأخذ في الكتابة ،حتى يحس الحاجة الملحة إلى أن يقرأ الناس ما يكتب.. طه حسين عندما كنت في سن المراهقة واضطررت إلى أن أسلك سبيل المنفى من أوروبا إلى الواليات المتحدة .كان األمر في منتهى ً ً حقيقيا .ولكني تغلبت موتا إلي الصعوبة .ترك أوروبا كان بالنسبة ّ ْ َ عليه بالقراءة .هناك اكتشفت القراءة الحقيقية فرحت ألتهم ً وطنا إلي هناك الكتب بحيث نسيت المنفى .كانت القراءة بالنسبة ّ ً حقيقيا... جورج شتاينر
القراءة تشبه ،أكثر ما تشبه ،ذلك النزل اإلسباني الذي ال نعثر فيه إال على ما كان سبق لنا أن وضعناه هناك. اندريه موروا ما هو الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره ،في هذا العالم ،أفضل من القراءة؟ إنه القراءة بين السطور اوغست لوميار ً دائما أن تذوق الكتب ينمو بالتزامن والترابط مع الذكاء. يبدو لي مارسيل بروست حتى اللحظة التي بت أخشى معها أن أفقد ،لسبب أو آخر ،متعة أحس أنني لم أحب هذه القراءة ً ّ أبدا ...فاإلنسان ال القراءة ،كنت يحب أن يتنفس ،لكنه يتنفس. هاربر لي ً محكوما باإلعدام ،وجاءوني في اللحظات األخيرة لو كنت ُ ليسألوني عما أحب أن أحصل عليه قبل أن أعدم ،سأجيب من ُ دون تردد :أحب الحصول على ألف كتاب ،وأن أمنح من الوقت ما يكفي لقراءتها ،مرة ومرتين وربما عشر مرات.. ترومان كابوتي ليس هناك كتاب صالح وكتاب شرير .هناك كتاب كتب بشكل جيد وكتاب كتب بشكل سيء. أوسكار وايلد
إياك أن تثق بشخص ليس في بيته كتب يقرأها! ليموني سنيكت الكتاب هو البئر الذي كلما نهلت منه أكثر ،ازددت غنى من دون أن يصيبه هو أي فقر أو نقصان. بيرك بيك إن الوظيفة األساسية للمكتبة هي أن تساعد القارئ على اكتشاف ً وجودا لها من قبل ،لكنها تلك الكتب التي لم يكن ليظن أن ثمة بعد ذلك تصبح أساسية لوجوده ،بل ال وجود له من دونها. اومبرتو إيكو إن ترتيب مكتبة من قبل صاحبها ،إنما هو ممارسة صامتة لفن النقد جورج لويس بورخس المكتبة غرفة أصدقاء.. طاهر بن جلون إن قراءة المرء لكل الكتب الجيدة ،أشبه بحوار يجريه طوال القراءة مع أكثر أبناء القرون الغابرة ذكاء ونزاهة رينيه ديكارت ما المكتبة ،في نهاية األمر ،سوى المفترق الذي تلتقي عنده كل أحالم البشرية جوليان غرين
ً ً بسيطا في كتابا حين دخلت الغرفة كان الكتاب في يدي .كان عدد قليل من الصفحات اشتريته لتوي لمجرد أن جاري صاحب المكتبة قال لي إنه لكاتب شاب جديد .فتحت الكتاب ما إن جلست ً ً مفاجئا .تثائبت شيئا على مقعدي .للوهلة األولى لم أجد فيه ً قليال ...ثم أمعنت في القراءة فإذا بالغرفة تتحول إلى فردوس من السحر ،والصمت إلى أصوات غناء وتراتيل ،والجدران إلى غابات، ً مغامرا يرتاد اآلفاق، والسقف إلى سماء مشعة .وإذا بي أرى نفسي يطير في الفضاء ،يذهب إلى باطن األرض ...وال يعود إال حين يغلق الكتاب .ما هو هذا الكتاب؟ ليس مهما .فهو أمر يحدث لي ً كتابا .أوليست هذه وظيفة الكتب ومكافأة في كل مرة قرأ فيها القراءة؟ خوليو كورتاثار حين كان صامويل جونسون في أول فتوته ،خيل إليه ،أو ربما قيل له ،أن أخاه الذي يكبره ً سنا ،قد أخفى بعض حبات التفاح خلف كتاب ضخم قابع في واحد من الرفوف العليا في مكتبة الوالد. حينها ،وخفية عن اآلخرين وبخاصة عن أخيه ،أحضر صامويل ً سلما وصعد عليه حتى وصل الى الكتاب المعني .سحب الكتاب ً ً شيئا .خاب أمله ،لكن أمال في العثور على التفاح ،لكنه لم يجد ً الكتاب كان بين يديه فأثار فضوله وراح يقرأ فيه ...كان كتابا من تأليف بترارك .والحال أن الفتى ما ترك الكتاب إال وقد أنتهى من قراءته ،ومن لحظتها لم يتوقف عن القراءة ،حتى بعدما ّ قل اهتمامه بالتفاح ،كما قال لي. جيمس بوزيل حين قرر الحالق والقس أن يغربال مكتبة الفارس ويشذباها من الكتب التي كانت ،فيما يبدو ،سبب جنونه ،أصرت مدبرة المنزل على وجوب رش الغرفة ً أوال بالماء المقدس ألنه ربما كان أحد ً حاضرا ،وربما يلقي هؤالء السحرة الكثر الذين يسكنون الكتب سحره علينا ليعاقبنا على رغبتنا بطردهم من العالم... سرفانتس – دون كيخوتي
إن الرجل الذي ال يقرأ ً كتبا جيدة ،ال يتميز بأي شيء عن ذلك الرجل الذي ال يمكنه قراءة هذه الكتب. مارك توين الكتاب يشبه حديقة نحملها في جيوبنا. مثل صيني إن على الكتاب أن يكون فأس تحطيم الجليد كي يحطم البحار الجامدة داخل أرواحنا فرانز كافكا لعل أفضل ما يفعله الكتاب حين ُيقرأ ،هو أنه يري قارئه أن األفكار األصيلة التي ّ يعبر عنها ،ليست في حقيقة أمرها وبعد كل شيء ،أصيلة إلى هذا الحد. ابراهام لنكلون ترى كم مرة حدد فيها المرء بداية مرحلة جديدة من حياته ،من مجرد قراءته لكتاب هنري دافيد ثورو ً لن يكون هذا البلد ً حضاريا ،إال في اللحظة التي تقول لنا فيها بلدا اإلحصاءات أن شعبه ينفق على شراء الكتب ،على األقل ،بقدر إنفاقه على شراء ّ اللبان. البرت هوبارد
في البلدان ذات القوانين الصارمة المتخلفة ،حين يمنعون على المساجين أن يحصلوا على الكتب وأن يقرأوها ،يكونون مدركين منذ البداية أن هذا إنما هو عقاب أقسى من عقوبة السجن بكثير ...بل مدركين أن السجن من دون كتب هو األشغال الشاقة الحقيقية ،أما السجن مع الكتب فهو نوع من الترف الذي يرى ً تخفيفا لشدة العقوبة إلى الحد مسؤولو هذه البلدان أن فيه األدنى. ترومان كابوتي اإلنسان الذي يمضي أيامه وفي صحبته كتاب ،ال يمكنه ً ابدا االدعاء بأنه وحيد. اليزابيت باريت براوننغ غالبا ما أشعر بنوع خاص ً ً جدا من الرضى عن نفسي حين أنا أتحادث مع الموتى القدامى والجدد ...اولئك الذين يعيشون ويتحدثون بشكل رائع في كتبهم التي أقرؤها .في مثل تلك ً ً وحيدا ،مع أنني غالبا ما أكون اللحظات ،يخيل إلى جيراني أنني في الحقيقة أكون ،على األقل ،في رفقة أكثر من خمسمئة ّ شخص صامت مفكر ،خمسمئة شخص يقوم كل منهم ،للذتي ً ً ً ودائما وقسطا من كالمه، قسطا من أفكاره الشخصية ،بإعطائي بشكل غاية في الذكاء.. لورانس شتيرن ً شخصا يعيش في معزل عن الكتب ،هو شخص لم يتعلم إن ً ً بعد كيف يعيش .إنه وحيد حقا ،حتى وإن كان يعيش متجوال بين أعداد ال تحصى من الناس .أما اآلخر ،الشخص الذي يعتبر الكتب أصدقاءه ،فإنه أمرؤ يمتلك مفاتيح فردوس الملذات ،حيث تنفتح أنقى سعادات الكون للتسرية عنه ...إذ يجد في رفقته أصحاب العقول ّ النيرة الذين عبروا التاريخ. تشارلز نويل دوغالس
القارئ الجيد هو الذي يصنع الكتاب الجيد ،فهو يجد في كل كتاب مقاطع سرعان ما ستبدو هامسة في اذنه بحميمية ،تشعره بأنها ً جميعا ...وانها انما وضعت هنا كي تصل عصية على بلوغ اآلخرين الى اذنه هو وحده دون هؤالء اآلخرين .ومن هنا ال بد من القول ان فائدة الكتاب تكون متوافقة مع حساسية قارئه ...اما أعمق األفكار وضروب الشغف فإنها مثل المعادن الثمينة في المنجم، تبقى نائمة حتى يكتشفها ،في آن ً معا ،عقل وقلب متكافآن. رالف والدو إمرسون ً كتابا ،إذا ما شعرت أنني قادر على أن لن يكون من شأني أن أقرأ أتحدث إلى الرجل الذي كتبه ،طوال نصف ساعة. وودرو ويلسون ً ً جيدا يقول لنا حقيقة شخصيته الرئيسية ،أما الكتاب كتابا إن السيء فإنه يقول لنا حقيقة كاتبه. ج .ك .تشسترون هناك كتب عديدة قرأتها ثم نسيتها من دون أن تترك في نفسي أثرا ...إنها مثل ماء انحدر على لوح رخام مائل لم تعلق منه قطرة. وهناك كتب أخرى قليلة حقا قد أكون نسيت كل تفاصيلها ،لكن جوهرها ال يزال في أعماقي جذوة لم تفقد إشعاعها بعد أن خمد اتقادها يحيى حقي ً كتابا وأخرج منه كما دخلت ال أدخل ّ مفكر عربي
تحرير وتصميم املحترف السعودي 2014
مسابقة أقرأ 2014 مسابقة أقرأ لؤلؤة في عقد برامج مبادرة أرامكو السعودية إلثراء الشباب تم تصميمها الحتفاء الشباب السعودي بحبهم للقراءة ،وتوفير منصة لهم الستعراض جهودهم أمام نظرائهم واملجتمع.
مركز امللك عبد العزيز الثقافي العاملي الذي َيجري تشييده
اآلن في املنطقة الشرقية من
اململكة ،هو مبادرة من أرامكو السعودية التي اختارت موقع
البئر األول مكانًا لتشييده .سوف يكون هذا املركز بإذن اهلل صرحًا
وطنيًا شامخًا نعتز به جميعًا،
وواحة للمعرفة واإلبداع واالبتكار، ومساحة وفيرة للعلوم والفنون
على أشكالها ،منبرًا للفكر والتفاعل الحضاري نطل من خالله على آفاق
التقدم والنهوض ،حيث يلتقي
في متحفه التاريخ والتراث ،وحيث املكتبة التي تل ّبي شغف كل
محب للقراءة والبحث ،وفي ظالله ّ
يجرب األطفال الفن واالبتكار بأمان وانسجام ،هنا تتف ّتح آفاق الخيال ومدارك العلم...
أمامنا قفزة نوع ّية مدهشة
نحو املستقبل ...مستقبلنا!