Steve Jobs

Page 1

‫رئي�س جمل�س االدارة رئي�س التحرير‬ ‫فخري كرمي‬ ‫ملحق ثقايف ا�سبوعي ي�صدر عن جريدة املدى‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫الرجل الذي غير العالم‬


‫‪2‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫بطاقة �شخ�صية‬

‫من �أقواله‬

‫ة �ستانفورد‬ ‫دد يف جامع‬ ‫الطالب اجل�‬ ‫ك�بر والأهم‬ ‫ي الأداة الأ‬ ‫خطاب �أم��ام‬ ‫املوت �آت ه‬ ‫ يف‬‫«حقيقة �أن‬ ‫»‪.‬‬ ‫ة‬ ‫يا‬ ‫حل‬ ‫والأهم يف ا‬ ‫)‪:‬‬ ‫نا اجتاهات‬ ‫‪20‬‬ ‫(‪05‬‬ ‫رب‬ ‫‪« :)19‬ال تهم‬ ‫لتحقيق خياراتنا الأك ي ب�وي» (‪85‬‬ ‫مما ي�سمى‬ ‫ما اىل ذلك‬ ‫جملة «ب�لا‬ ‫ت جدوى و‬ ‫يف ح�وار مع‬ ‫ن للإن�سان»‪.‬‬ ‫را�سا‬ ‫‬‫ك‬ ‫وق ولذا فال جنري د ده هو �إنتاج الأف�ضل املم ي و�أن��ا �أعود‬ ‫ال�س‬ ‫كان �إح�سا�س‬ ‫ري‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫لت�سويق‪ .‬كل‬ ‫«‬ ‫ة‪ ،‬ذ ّكرتني‬ ‫لوازم ا‬ ‫«فورت�شيون» (‪ :)2000‬يبوبة عميق‬ ‫ر مع جملة‬ ‫يف حالة غ‬ ‫عبارة عن‬ ‫ يف حوا‬‫الأمريكية‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫نا‬ ‫عت‬ ‫ت ال�سيارات‬ ‫هو �أن �صنا‬ ‫عندما �صار‬ ‫اىل «�أب �ل» ال�سبعينيات‬ ‫على نحو ما‪،‬‬ ‫ديرتويت يف‬ ‫ب‬ ‫�صميم» كلمة فكاهية �صميم يعني‬ ‫ى عجالت»‪،‬‬ ‫‪« :)1994‬الت‬ ‫خط�أ لأن الت‬ ‫وارب عل‬ ‫د» (‬ ‫ظهر»‪ .‬هذا‬ ‫ق حوار مع جملة «واي��ار انها تعني «امل‬ ‫صاحب القرب‬ ‫س يعتقدون‬ ‫ يف‬‫ثـر ثراء و�‬ ‫ديد من النا�‬ ‫ن �أكون الأك‬ ‫�سا�س ب�أنني‬ ‫لأن الع‬ ‫»‪.‬‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫�ش‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫دواخلي �إح‬ ‫ي يعمل بها‬ ‫‪« :1993‬ال يه‬ ‫ش النوم ويف‬ ‫الكيفية الت‬ ‫جورنال»‪،‬‬ ‫ب اىل فرا�‬ ‫حوار مع «وول �سرتيت قا هو �أن �أذه‬ ‫يف‬ ‫ما يهمني ح‬ ‫ م يف املدفن‪.‬‬‫الأفخ‬ ‫فع النا�س»‪.‬‬ ‫شيئا بديعا ين‬ ‫�أجنزت �‬ ‫لندن‪ :‬ب�سبب ال‬ ‫ثورة التكنولو‬ ‫جي‬ ‫ة‬ ‫�آي‬ ‫ا‬ ‫لت‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ح‬ ‫دثها‪ ،‬ق‬ ‫ن�شتاين وولت د‬ ‫ورن �ستيف جو‬ ‫يزين‪ ،‬وقطعت‬ ‫بز‬ ‫حا‬ ‫حم‬ ‫فل‬ ‫بع‬ ‫طا‬ ‫ة‬ ‫ظ‬ ‫ت‬ ‫با‬ ‫ام‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫إب‬ ‫عا‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫دا‬ ‫ع وامل‬ ‫مل الإذاعي‬ ‫أمثال توما�س اد‬ ‫جد‪ .‬مل يكتف‬ ‫ع‬ ‫ة والتلفزيوني‬ ‫ي�سون و�ألربت‬ ‫رب �شركته التي‬ ‫جوبز (‪1 – 1955‬‬ ‫ة براجمها العا‬ ‫‪01‬‬ ‫دي‬ ‫جع‬ ‫‪)2‬‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫لب‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ث‬ ‫هي‬ ‫ها‬ ‫ل‬ ‫نب‬ ‫من‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫وق‬ ‫ة‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫وف‬ ‫ت‬ ‫أز‬ ‫ات‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫خلل‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫نا‬ ‫ع‬ ‫يز‬ ‫ف»‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫طو‬ ‫ك‬ ‫ما هو ا‬ ‫‪ 56‬عاما‬ ‫لأكرب م‬ ‫يلة وخمت‬ ‫ن نوعها يف العا‬ ‫وفاته فثمة � حلال مع البقية‪.‬‬ ‫لفة على �صناع‬ ‫و‬ ‫مل‪،‬‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫وف‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫قا‬ ‫تك‬ ‫منا‬ ‫ل‬ ‫نو‬ ‫لع‬ ‫فع‬ ‫لو‬ ‫ل‬ ‫دي‬ ‫ج‬ ‫يا‬ ‫أمران‬ ‫هذا م‬ ‫د من ا‬ ‫متيز بهما هذا‬ ‫ن دون حاجة ا‬ ‫لتحليالت التي‬ ‫اال‬ ‫الرجل‪ :‬الأول‬ ‫ىل «القيادة من‬ ‫خرجت بها و�س‬ ‫�س‬ ‫عتماد فقط عل‬ ‫ائ‬ ‫عي‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ري‬ ‫ىل‬ ‫ع‬ ‫زت‬ ‫«ا‬ ‫الم‬ ‫ه‪.‬‬ ‫جل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫كا‬ ‫دو‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫لي‬ ‫و�‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫صو‬ ‫بك‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫تك‬ ‫عي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذا ي�سع‬ ‫ها اىل ما‬ ‫د �إعالن‬ ‫نولوجيا‬ ‫ى �إىل االنعتاق‬ ‫تريده حقا من‬ ‫»‪ ،‬والثاين �إ�صرا‬ ‫ره‬ ‫دو‬ ‫مما‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫جل‬ ‫ن‬ ‫ري‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ّار‬ ‫ده‬ ‫عل‬ ‫ا‬ ‫عل‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫جل‬ ‫ى‬ ‫ماهري‬ ‫أنه ممكن‪.‬‬ ‫بناء على ما �سب‬ ‫ق �أن تداولته‪،‬‬

‫من «�‬

‫شبه لقي‬ ‫ط‬ ‫»‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ىل‬ ‫«‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫وجه‬

‫دخل �ستيف بول جوبز التاريخ باو�سع ابوابه‬ ‫و�سجل فيه ا�ضخم االخرتاعات التكنولوجية‬ ‫ال �ت��ي جت �ع��ل اجل �ن ����س ال �ب �� �ش��ري ي�ف�خ�تر بها‬ ‫على مدى ال�سنني‪� .‬ستيف جوبز رحل وترك‬ ‫لنا كنز م��ن االخ�تراع��ات العظيمة واالفكار‬ ‫التي �سن�ستخدمها ونطورها لنح�صل على‬ ‫تكنولوجيا جديدة ومفيدة للب�شرية‪ .‬اليكم اهم‬ ‫اجنازات االن�سان املرحوم �ستيف جوبز‪:‬‬

‫يل للت‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ملعا�ص‬

‫رة‬

‫ق‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ق‬ ‫يقي‬

‫‪ .1‬الكمبيوتر ال�شخ�صي‬

‫اجتمع �ستيف جوبز و�صديقيه �ستيف وزنياك‬ ‫ورونالد واين يف عام ‪ 1976‬واقاموا �شركة‬ ‫ابل بهدف ت�سويق اول جهاز كمبيوتر ابل ‪1‬‬ ‫الذي �صممه اال�صدقاء الثالثة‪ .‬ولكن التحول‬ ‫الكبري جاء مع جهاز ابل ‪ 2‬الذي بيع بكميات‬ ‫ك�ب�يرة وا��ص�ب��ح يعد الكمبيوتر ال�شخ�صي‬ ‫االول يف التاريخ‪.‬‬

‫‪ .2‬مكنتو�ش‬

‫لندن ‪ /‬رويرتز‬

‫وهكذا �أتيح للعامل �أن ي�شهد ثورة تكنولوجية‬ ‫وراء الأخرى من اخرتاعاته وت�صاميمه‪ :‬من‬ ‫ال� �ـ«�آي ب��ود» م��رورا ب��ال �ـ«�آي ف��ون» وو�صوال‬ ‫اىل الـ«�آي باد»‪ .‬ورمبا كانت الفكرة ال�ضمنية‬ ‫التي ميكن و�ضعها يف عبارة «�أن��ا �أعلم منكم‬ ‫مبا حتتاجون» مرفو�ضة يف حال �أتت من �أي‬ ‫�شخ�ص �آخر كونها تنطوي على درجة عالية‬ ‫من اال�ستعالء‪ .‬لكنها كانت مقبولة من �ستيف‬ ‫جوبز لأن ما �أتى به الينا كان هو ما نبحث عنه‬ ‫بال�ضبط ولكن من دون �أن نعلم‪.‬‬ ‫وال �شك يف �أن ن�ف��وذ ج��وب��ز ك�ف��رد يعد �أكرب‬ ‫�أث��را من ذل��ك ال��ذي �أح��دث��ه عرب �شركة «�أب��ل»‪.‬‬

‫ف�ق�ب��ل ب���روز جن �م��ه‪ ،‬ك��ان��ت ��س��اح��ة الأج �ه��زة‬ ‫التكنولوجية تع ّرف نف�سها باحلاجة العملية‬ ‫فقط وم��ن دون م��ا يدعو اىل اللم�سة الفنية‬ ‫غي جوبز هذا املفهوم‬ ‫واجلمال‪ .‬وبالطبع فقد رّ‬ ‫ف�صارت التكنولوجيا «جميلة �أي�ضا»‪ ،‬وفتح‬ ‫ه��ذا ال�ب��اب �أم ��ام م � ّد م��ن امل��واه��ب يف اخللق‬ ‫الفني والت�صميم الغرافيكي والت�سويق ما‬ ‫كانت لي�أتي اليه من �أي �سبيل �آخر‪.‬‬

‫مكانة بارزة يف التاريخ‬

‫�ستيف جوبز ه��و امل�ؤ�س�س امل���ش��ارك وكبري‬ ‫املديرين التنفيذيني ل�شركة «�أبل كومبيوتر»‪،‬‬ ‫وك��ان كبري امل��دي��ري��ن التنفيذيني يف �شركة‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫كو‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬ابنا غري �شرعي‬ ‫�شباط) ‪ 1955‬يف �سان فران�سي�س‬ ‫يفن بول جوبز يف ‪ 24‬فرباير (‬ ‫تاح جون جنديل‪ ،‬الذي كان يف‬ ‫ولد �ست‬ ‫�سوري من حم�ص‪ ،‬هو عبد الف‬ ‫ريكية‪ ،‬جوان كارول �شيبله‪ ،‬و�أب‬ ‫بوع من والدته‪ ،‬قررت والدته‬ ‫لأم �أم‬ ‫سورا يف العلوم ال�سيا�سية‪ .‬وبعد �أ�س‬ ‫اته العليا و�صار يف ما بعد بروفي�‬ ‫الرا‪ ،‬من ماونتني فيو‪ ،‬كاليفورنيا‪،‬‬ ‫درا�س‬ ‫عنه فتبناه بول جوبز وزوجته ك‬ ‫لتي كانت طالبة جامعية التخلي‬ ‫ا‬ ‫و«هوم�ستيد هاي �سكول» على‬ ‫و�سمياه �ستيفن بول جوبز‪.‬‬ ‫يف «كويرتينو ميديل �سكول»‬ ‫ّ‬ ‫وبز تعليمه االبتدائي والثانوي‬ ‫رد» يف باول �آلتو‪ ،‬كاليفورنيا‪.‬‬ ‫تلقى ج‬ ‫م�سائية يف �شركة «هيوليت باكا‬ ‫يل‪� ،‬إ�ضافة اىل تلقيه حما�ضرات‬ ‫عمل اىل جانب �ستيف ووزنياك‪.‬‬ ‫التوا‬ ‫ركة وظيفة يف العطلة ال�صيفية ف‬ ‫بورتالند‪ ،‬اوريغون‪ ،‬لكنه هجر‬ ‫و�سرعان ما منحته ال�ش‬ ‫لثانوية والتحق بكلية «ريد» يف‬ ‫‪ 197‬تخرج جوبز يف املدر�سة ا‬ ‫فيها عددا من الدورات التعليمية‬ ‫عام ‪2‬‬ ‫يقطع عالقته بالكلية �إذ تلقى‬ ‫�سة بعد مو�سم واحد‪ .‬ومع ذلك مل‬ ‫لأيام قائال ان الف�ضل يف تعدد‬ ‫الدرا‬ ‫خريجي الكلية م�شريا اىل تلك ا‬ ‫درا�سة اخلط‪ .‬وعام ‪ 2005‬خاطب‬ ‫درا�سته اخلط يف الكلية يف ذلك‬ ‫منها‬ ‫سبة حلروفه يعود ب�شكل تام ل‬ ‫وط نظام «ماك» وامل�سافات املتنا�‬ ‫خط‬ ‫�شركة «�أتاري» لألعاب الفيديو‪.‬‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫جوبز و ووزنياك على وظيفة يف‬ ‫اية ع�شرينياتهما‪ ،‬ح�صل كل من‬ ‫ي�سمح مل�ستخدمه ب�إجراء مكاملات‬ ‫يف بد‬ ‫فطورا «ال�صندوق الأزرق» الذي‬ ‫حقا ا�ستفادا من خربتيهما فيها‬ ‫ّ‬ ‫وتر �شخ�صي ال�ستخدامه اخلا�ص‪،‬‬ ‫وال‬ ‫ا�ستطاع ووزنياك بناء كومبي‬ ‫فية طويلة امل�سافة‪ .‬ويف ما بعد‬ ‫دت «�أبل كومبيوتر» يف الأول من‬ ‫هات‬ ‫ركة بينهما لت�سويقه‪ .‬وهكذا ول‬ ‫نعه جوبز ب�ضرورة ت�أ�سي�س �ش‬ ‫ف�أق‬ ‫�أبريل (ني�سان) ‪.1976‬‬

‫اه�������م ان�������ج�������ازات س���ت���ي���ف ج���وب���ز‬

‫س‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫اعا لعب‬ ‫اجلم‬

‫‪3‬‬

‫«بيك�سار» لإن�ت��اج �أف�ل�ام ر��س��وم الكومبيوتر‬ ‫املتحركة حتى ا�شرتتها �شركة «دي��زين» عام‬ ‫‪ .2005‬وتاريخه يف عامل الأعمال ثري ومتفرد‬ ‫وبالتايل مثري للجدل‪ .‬ويعد �أكرب �إجنازاته يف‬ ‫عامل الكومبيوتر خلطه املوفق بني االجتاهني‬ ‫العملي واملظهر‪.‬‬ ‫وق ��د �أح� ��دث ج��وب��ز‪ ،‬م��ع ��ش��ري�ك��ه امل�ؤ�س�س‬ ‫�ستيف ووزنياك‪ ،‬ثورة يف عامل الكومبيوتر‬ ‫ال�شخ�صي يف �أواخ� ��ر ال�سبعينيات‪ .‬ويف‬ ‫مطالع الثمانينيات ك��ان ب�ين الأوائ ��ل الذين‬ ‫اكت�شفوا القيمة التجارية لأنظمة ت�شغيل‬ ‫الكومبيوتر بالر�سومات والت�صاميم والف�أرة‬ ‫بدال من طباعة الأوامر �أو �إ�صدارها با�ستخدام‬

‫لوحة املفاتيح‪.‬‬ ‫على �أن «�أب��ل كومبيوتر» �أطاحته عام ‪1985‬‬ ‫ب�سبب تعدد ال�شكاوى من مزاجه احلاد املتقلب‬ ‫و�أ��س�ل��وب �إدارت���ه ال�شر�س‪ .‬ف�أ�سّ �س �شركته‬ ‫«نيك�ست كومبيوتر» وا�شرتى �شركة «بيك�سار»‬ ‫من املخرج ال�سينمائي جورج لوكا�س بخم�سة‬ ‫ماليني دوالر (باعها يف ما بعد لديزين مببلغ‬ ‫‪ 7.4‬مليارات دوالر‪� ،‬أي �أنه حقق ربحا بن�سبة‬ ‫‪ 1479‬يف املائة) ثم عاد �إىل «ابل كومبيوتر»‪.‬‬ ‫وكانت هذه العودة �أح��د �أجن��ح القرارات يف‬ ‫تاريخ العامل التجاري‪ .‬فبنهاية الت�سعينيات‬ ‫� �ص��ارت م�ن�ت�ج��ات ال���ش��رك��ة ال�ب�ي���ض��اء اللون‬ ‫اجلميلة الت�صميم مو�ضة يف حد ذاتها يحر�ص‬

‫على اقتنائها �أ�صحاب الذوق الرفيع الذين ال‬ ‫ي�ضعون ال�شكل يف م�ستوى �أدنى من امل�ضمون‬ ‫(مثلما هو احل��ال مع الكومبيوتر ال�شخ�صي‬ ‫«بي �سي» الذي يعمل بنظام «ويندوز»)‪ .‬ويف‬ ‫ال�سنوات التي تلت‪ ،‬ا�ستطاع ه��ذا العبقري‬ ‫ذو اللم�سة الذهبية �أن يبيع للعامل ‪ 60‬مليون‬ ‫جهاز «�آي ب��ود» ومليار �أغنية ع�بر التنزيل‬ ‫الإل �ك�تروين و‪ 45‬مليون برنامج تلفزيوين‬ ‫�أي�ضا عرب التنزيل الإلكرتوين و�أكرث من ‪10‬‬ ‫ماليني جهاز «�آي ماك»‪ .‬وهكذا ارتفعت قيمة‬ ‫ال�سهم يف «�أب ��ل كومبيوتر» يف ال�ف�ترة بني‬ ‫‪ 1997‬و‪ 2006‬خم�سة �أ�ضعاف من ‪ 16‬دوالرا‬ ‫�إىل ‪ 90‬دوالرا‪.‬‬

‫يف عام ‪ 1984‬اطلقت ابل اعالنا جتاريا غريبا‬ ‫�آنذاك يتحدث عن جهاز مكنتو�ش وهو عبارة‬ ‫ع��ن كمبيوتر لال�ستخدام ال�ع��ام يعتمد على‬ ‫الف�أرة وعلى الت�شغيل بوا�سطة اجلرافيك�س‬ ‫على ال�شا�شة‪ ،‬والتخلي عن ا�ستخدام نظام‬ ‫دو���س البدائي ال��ذي ك��ان منت�شرا حتى ذلك‬ ‫احل�ين‪ .‬وظهرت طريقة النوافذ وتعدد املهام‬ ‫وغريها الكثري من املزايا التي عرفها غالبية‬ ‫النا�س الحقا من �شركة ميكرو�سوفت‪ ،‬برغم‬ ‫ان جوبز واب��ل ك��ان اول من ا�ستخدمها قبل‬ ‫اجلميع‪.‬‬

‫‪ .3‬بيك�سار‬

‫يف عام ‪ 1985‬مت ابعاد �ستيف جوبز عن ادارة‬ ‫ابل‪ ،‬بعد ان خ�سر معركة اال�ستيالء على زمام‬ ‫االمور يف ال�شركة ل�صالح جون �سكويل‪ ،‬الذي‬ ‫جلبه قبل ذلك جوبز بنف�سه للعمل يف ابل‪.‬‬ ‫غ� � ��ادر ج ��وب ��ز اب � ��ل وق� � ��رر ان ال��ت��ح��والت‬ ‫التكنولوجية ال�ضخمة ميكن القيام بها بعيدا‬ ‫عن ابل اي�ض ًا‪ ،‬ف�أقام �شركة اطلق عليها ‪Next‬‬

‫ل�صناعة �أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬وهي التي �ستعيده‬ ‫الح �ق��ا اىل ق �ي��ادة اب��ل جم���ددا‪،‬و�أق���ام �شركة‬ ‫بيك�سار لالفالم الطويلة امل�صممة بوا�سطة‬ ‫احلا�سوب‪.‬‬ ‫وهكذا خا�ض جوبز من خالل �شركته بيك�سار‬ ‫جت��رب��ة االف�ل�ام الطويلة امل�صممة م��ن خالل‬ ‫جرافيك�س الكمبيوتر بالكامل‪ ،‬وكان اول فيلم‬ ‫انتجته بهذا اال�سلوب يحمل عنوان ق�صة دمية‬ ‫الذي ح�صد جناحا باهرا‪ ،‬وكان اول فيلم يتم‬ ‫انتاجه بوا�سطة الت�صميم املحو�سب‪.‬‬

‫‪ .4‬جهاز ‪iMac‬‬

‫يف عام ‪ 1996‬ا�ستحوذت �شركة ابل على‬ ‫�شركة ‪ Next‬التي اقامها �ستيف‬ ‫جوبز فعاد جوبز معها اىل ابل‬ ‫م��ن جديد وم��ا ان م��ر ع��ام واحد‬ ‫على ذلك حتى ا�صبح يف عام ‪1997‬‬ ‫مديرا عاما ل�شركة ابل وا�ستمر يف هذا‬ ‫املن�صب حتى ا�ستقال قبل ايام‪.‬‬ ‫يف ه��ذه الفرتة تعاون جوبز مع امل�صمم‬ ‫القدير جوناثان ايف ال��ذي �صمم الحقا‬ ‫جهاز االي�ف��ون واالي�ب��اد‪ ،‬وانتج من‬ ‫ت���ص�م�ي�م��ه ج �ه��از كمبيوتر‬ ‫‪ iMac‬الذي يعد االول من‬ ‫�سل�سلة االج�ه��زة التي يبد�أ‬ ‫ا�سمها بحرف (‪ )i‬والذي جاء‬ ‫خمتلفا من حيث ال�شكل واالداء‬ ‫عن االجهزة التي كانت �سائدة اىل‬ ‫ذلك احلني‪.‬‬ ‫اجل ��دي ��د امل �ل �ف��ت ل�ل�ن�ظ��ر يف اجل �ه��از‬ ‫امل ��ذك ��ور ان ك ��ل اج ��زائ ��ه م ��وج ��ودة يف‬ ‫�شا�شته‪ ،‬واجل�ه��از عبارة عن �شا�شة ولوحة‬ ‫مفاتيح وف ��أرة وال �شيء �آخ��ر‪ ،‬ناهيك عن انه‬ ‫ظهر ب�ألوان غري تقليدية‪.‬‬

‫‪ .5‬متاجر ابل‬

‫يف ع��ام ‪ 2001‬حت��ول��ت اب��ل ب�ق�ي��ادة �ستيف‬ ‫جوبز اىل �شركة ت�سوق اجهزتها التي تبتكرها‬ ‫وت���ص�ن�ع�ه��ا‪ ،‬ف��أف�ت�ت�ح��ت اول م�ت�ج��ر ل �ه��ا يف‬

‫فريجينيا ثم يف كاليفورنيا ثم انت�شرت املتاجر‬ ‫اىل ما وراء البحار والقارات االخرى‪.‬‬ ‫اليوم يوجد ‪ 330‬متجرا ر�سميا ل�شركة ابل‬ ‫حول العامل‪ .‬ويقت�صر عمل هذه املتاجر على‬ ‫ب�ي��ع منتجات و�أج �ه��زة و�إك �� �س �� �س��وارات من‬ ‫�صناعة اب��ل فقط‪ .‬وكانت ه��ذه املتاجر �سببا‬ ‫رئي�سا وعن�صرا هاما يف ا�ستقطاب‬ ‫امل�ستخدمني اليها بو�صفها‬ ‫م� � � ��راك� � � ��ز لأح� � � � ��دث‬ ‫االج �ه��زة و�آخ ��ر ما‬ ‫ت ��و�� �ص� �ل ��ت ال �ي��ه‬ ‫التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪ .6‬جهاز االيبود ‪iPod‬‬

‫كانت اال�سواق يف عام ‪ 2001‬تعج باالجهزة‬ ‫ال �ت��ي ت���ش�غ��ل م �ل �ف��ات امل��و� �س �ي �ق��ى‪ ،‬املعروفة‬ ‫مب�شغالت ‪ ،MP3‬ولكن ظهور االيبود الذي‬ ‫يندرج هو الآخر �ضمن امل�شغالت لهذه امللفات‬ ‫املو�سيقية‪ ،‬جعل بقية االج�ه��زة تغو�ص يف‬ ‫ظالله‪ .‬فقد حتول االيبود االول وب�سرعة اىل‬ ‫جناح كبري بف�ضل ت�صميمه الرائع اجلذاب‪،‬‬ ‫وب�ف���ض��ل ادوات الت�شغيل وال�ت�ح�ك��م التي‬ ‫تظهر على �شا�شته‪ ،‬ومنذ ظهوره اختفت من‬ ‫اال�سواق الدي�سكات العادية غري امل�ضغوطة‬ ‫لأجهزة الكمبيوتر‪( .‬هل تتذكرونها؟)‬

‫‪ .7‬االيتونز‪iTunes -‬‬

‫م��ن ال �ع��وام��ل ال �ت��ي ا�سهمت‬ ‫يف جناح جهاز االيبود يف‬ ‫ال�سوق‪ ،‬هو ظهور متجر‬ ‫امل��و� �س �ي �ق��ى ‪iTunes‬‬ ‫‪ Store‬ال � ��ذي افتتح‬ ‫يف ع���ام ‪ 2003‬وال���ذي‬ ‫ات��اح امل�ج��ال ام��ام حمبي‬ ‫املو�سيقى للتزود مبلفات‬ ‫مو�سيقية ب�صورة قانونية‬ ‫م��ن خ�لال كمية هائلة جدا‬ ‫م��ن االغ � ��اين امل �ن��وع��ة التي‬ ‫يحتويها املتجر‪.‬‬ ‫ال �ن �ج��اح ك� ��ان م �� �ش�ترك��ا جلهاز‬ ‫االيبود وملتجر االيتونز فكل منهما‬ ‫�ساعد الآخ��ر على النجاح‪ ،‬وب�سرعة‬ ‫فائقة ا�صبح االيتونز اكرب متجر يف العامل‬ ‫للمو�سيقى‪.‬‬

‫‪ .8‬جهاز االيفون – ‪iPhone‬‬ ‫يف عام ‪ 2007‬خرج علينا �ستيف جوبز بجهاز‬ ‫ج��دي��د مل يعرفه الب�شر م��ن ق�ب��ل‪ ،‬ان��ه هاتف‬ ‫االيفون الذي جاء ليقول ان عهد الهواتف ذات‬ ‫الأنظمة املعقدة واملتعددة االزرار‪ ،‬قد انتهى‪.‬‬ ‫ج��اء االي �ف��ون بنظام ت�شغيل ب�سيط و�سهل‬

‫اال��س�ت�خ��دام ب�شا�شة مل����س وا��س�ع��ة م��ن دون‬ ‫ازرار‪ ،‬وفر�ض نف�سه على اجلميع ب�أنه الهاتف‬ ‫ال��ذك��ي مم��ا ج�ع�ل��ه �آخ ��ر ��ص�ي�ح��ات الهواتف‬ ‫اخلليوية وترك خلفه بعيدا جدا بقية الهواتف‬ ‫اخلليوية‪ ،‬وا�صبحت بف�ضله �شركة ابل بني‬ ‫ليلة و�ضحاها امرباطورية للهواتف النقالة‪.‬‬

‫‪ .9‬متجر االب �ستور‬

‫ك��ان االي�ف��ون ع�ب��ارة ع��ن ن�صف ال�ث��ورة التي‬ ‫احدثها �ستيف جوبز يف عامل الهواتف النقالة‪.‬‬ ‫يف يوليو‪ /‬متوز من عام ‪ 2008‬افتتحت ابل‬ ‫متجر التطبيقات اخلا�صة بجهاز االيفون‬ ‫وهو االب �ستور‪ ،‬وبهذا و�ضعت ال�شركة نقطة‬ ‫البداية لعهد جديد لال�ستخدام العملي للجهاز‬ ‫يف العمل ويف احلياة اليومية ويف الرتفيه‪.‬‬ ‫وف �ج ��أة مل يعد ال�ه��ات��ف ال��ذك��ي يقت�صر على‬ ‫االت�صاالت الهاتفية‪ ،‬وامن��ا ا�صبح اق��رب اىل‬ ‫الكمبيوتر النقال يت�صفح االنرتنت ويت�ضمن‬ ‫التدوينات واملفكرات وحالة الطق�س وا�سعار‬ ‫اال�سهم يف البور�صات وغ�يره��ا العديد من‬ ‫املعلومات التي تطورت ب�سرعة الربق‪.‬‬

‫‪ .10‬جهاز االيباد – ‪iPad‬‬

‫ح�ين ظ�ه��ر ج �ه��از االي��ب��اد االول ق�ب��ل قرابة‬ ‫ع��ام ون�صف من الآن‪ ،‬ا�ستقبلناه ب�شيء من‬ ‫التحفظ‪ ،‬وك�ن��ا ن ��ردد‪ :‬م��ا ه��ذا اجل �ه��از؟ ومن‬ ‫يحتاج جهاز كهذا وملاذا علينا ان ن�ستخدمه؟‬ ‫مل مي��ر وق��ت ط��وي��ل ح�ت��ى اق�ت�ن��ع الكثريون‬ ‫منا ب�ضرورة هذا اجلهاز اللوحي ال��ذي جاء‬ ‫لينجز مهمة تاريخية وهي ان يحل حمل جهاز‬ ‫الكمبيوتر البيتي‪ .‬فهو جهاز يتنقل معنا وفيه‬ ‫كل ما ن�شاء القيام به على جهاز الكمبيوتر‬ ‫البيتي الكبري‪.‬‬ ‫�إذا ج��وب��ز مل يخطئ ح�ين راه ��ن ع�ل��ى طرح‬ ‫جهاز جديد مل يكن احد يحلم بوجوده‪ ،‬فحقق‬ ‫اجلهاز بن�سختيه االوىل والثانية جناحا فاق‬ ‫كل التوقعات‪ ،‬لدرجة دفعت جميع ال�شركات‬ ‫التكنولوجية اىل انتاج اجهزة لوحية على‬ ‫غرار االيباد‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫‪5‬‬

‫سيرة حياة ستيف جوبز تتصدر أكثر‬ ‫الكتب مبيعا قبل صدورها‬

‫والده ال�سوري اال�صل‬

‫نيويورك‪�/‬سي ان ان‬

‫ويف وقت �أُقيمت م��زارات خارج متاجر �آبل‬ ‫يف انحاء العامل ح��دادا على وفاة جوبز عن‬ ‫‪ 56‬عاما �أعلنت دار �ساميون ان��د �شو�سرت‬ ‫للن�شر ان موعد �صدور �سرية حياته بطبعة‬ ‫ورقية و�أخ��رى الكرتونية �سيكون الآن ‪24‬‬ ‫ت�شرين الأول‪/‬اكتوبر بدال من اواخر ت�شرين‬ ‫الثاين‪/‬نوفمرب كما كان مقررا يف ال�سابق‪.‬‬ ‫وكان جوبز التقى �آخر مرة مع كاتب �سريته‬ ‫وولرت �آيزاك�سون رئي�س حترير جملة تامي‬ ‫�سابقا وم�ؤلف كتب عن ان�شتاين وبنيامني‬ ‫فرانكلن‪ ،‬قبل ا�سبوعني ال �أك�ث�ر‪ ،‬ح�ين كان‬ ‫يعرف ان نهايته باتت قريبة‪ .‬ويف تقرير‬

‫م��ن امل�ت��وق��ع ان تن�شره جم�ل��ة ت��امي يف ‪17‬‬ ‫ت�شرين الأول‪/‬اك��ت��وب��ر ي�ت��ذك��ر �آيزك�سون‬ ‫ان��ه وج��د ج��وب��ز ي �ت ��أوه امل� � ًا يف غ��رف��ة نوم‬ ‫ع�ل��ى ال�ط��اب��ق الأر� �ض��ي م��ن م�ن��زل��ه يف بالو‬ ‫�آلتو بوالية كاليفورنيا‪ .‬وقال جوبز لكاتب‬ ‫�سريته انه �أ�ضعف من ان ي�صعد ال�سلم اىل‬ ‫غرفته القدمية‪ .‬وتنقل �صحيفة الغارديان عن‬ ‫�آيزك�سون ان عقل جوبز برغم املر�ض "كان مل‬ ‫يزل متوقدا وفكاهته الذعة"‪.‬‬ ‫وك��ان جوبز برغم �شهرته العاملية حري�صا‬ ‫ب�صفة خ��ا��ص��ة ع�ل��ى اب �ق��اء ح�ي��ات��ه اخلا�صة‬ ‫بعيدة عن الأ�ضواء‪ ،‬مبا يف ذلك حياة جنله‬ ‫وبناته من زوجته التي �شاركته حياته ‪20‬‬

‫عاما وابنته الأخرى من عالقة �سابقة‪ .‬ولكنه‬ ‫قال لكاتب �سريته انه مل يكن موجودا معهم‬ ‫على الدوام ويريدهم ان يعرفوا ال�سبب وان‬ ‫يفهموا ما كان يفعله‪.‬‬ ‫ي�ستند الكتاب اىل �أك�ثر م��ن ‪ 40‬مقابلة مع‬ ‫جوبز وع�شرات املقابالت الأخ��رى مع افراد‬ ‫عائلته وا�صدقائه وم��ع معجبني وخ�صوم‬ ‫جتاريني وزمالء حاليني و�سابقني‪.‬‬ ‫وت�صف دار ��س��امي��ون ان��د �شو�سرت للن�شر‬ ‫جوبز ب�أنه رج��ل "ت�سوقه �شياطني"‪ ،‬رجل‬ ‫مي�ك��ن ان ي��دف��ع امل�ح�ي�ط�ين ب��ه اىل الغ�ضب‬ ‫والي�أ�س‪.‬‬ ‫وق ��ال ال�ن��ا��ش��ر ان ج��وب��ز ب��رغ��م ت�ع��اون��ه يف‬

‫كتابة �سرية حياته‪ ،‬مل يطلب مراقبة ما يُكتب‬ ‫وال حتى احلق يف ق��راءة ما يُكتب قبل ن�شر‬ ‫ال���س�يرة‪ .‬وان��ه مل يحدد ممنوعات ال ميكن‬ ‫التقرب منها وك��ان ي�شجع من يعرفهم على‬ ‫الكالم ب�صدق‪ .‬وكان جوبز يتكلم ب�صراحة‪،‬‬ ‫واح �ي��ان��ا ب���ص��راح��ة � �ش��دي��دة ال �ق �� �س��وة‪ ،‬عن‬ ‫الأ�شخا�ص الذين عمل معهم وتناف�س �ضدهم‪.‬‬ ‫ويقدم ا�صدقا�ؤه واع��دا�ؤه وزم�لا�ؤه �صورة‬ ‫بال رتو�ش عن عواطفه و�سعيه وراء الكمال‬ ‫وهواج�سه وفنه و�شيطنته ونزعته القهرية‬ ‫اىل ال�سيطرة‪ ،‬التي ا�سهمت كلها يف حتديد‬ ‫مقاربته �إزاء العمل واالبتكارات التي طرحها‬ ‫لتكون يف متناول اجلميع‪.‬‬

‫عائلة جوبز البيولوجية‪ ...‬والد عر�ضه للتبني و�شقيقة التقاها بعد ‪ 27‬عام ًا‬

‫عبد الفتاح جندلي السوري األصل لم يعلق‬ ‫على وفاة ابنه ستيف‬

‫لندن ‪ /‬العربية نت‬

‫امتنع عبد الفتاح جنديل الأب البيولوجي‬ ‫مل ��ؤ� �س ����س � �ش��رك��ة �آب���ل �ستيف ج��وب��ز عن‬ ‫التعليق على وفاة ابنه ذائع ال�صيت عاملي ًا‪،‬‬ ‫الذي مل تكن له عالقة به‪.‬‬ ‫وك��ان ج�ن��ديل (‪ 80‬ع��ا ًم��ا)‪ ،‬وه��و �أمريكي‬ ‫م�سلم من �أ�صل �سوري و�أ�ستاذ متقاعد يف‬ ‫العلوم ال�سيا�سية‪� ،‬أب��دى يف وق��ت �سابق‬ ‫ندمه على التنازل عن ابنه وعر�ضه للتبني‪.‬‬ ‫ونقلت �صحيفة انرتنا�شنال بزنيز تاميز عن‬ ‫جنديل‪ ،‬ال��ذي يعمل مبن�صب نائب رئي�س‬ ‫يف كازينو فندق بومتاون والربوفي�سور‬ ‫ال�سابق يف جامعة نيفادا �أن ال �شيء لديه‬ ‫يقوله‪ .‬و�أ�ضاف �أنه يعرف نب�أ وفاة ابنه‪.‬‬ ‫ي�أتي امتناع جنديل عن التعليق على وفاة‬ ‫ابنه‪ ،‬بعدما �أع��رب يف مقابلة مع �صحيفة‬ ‫ذي �صن يف �آب (�أغ�سط�س) عن رغبته يف‬ ‫لقاء �ستيف‪ .‬وقال يف حينها �إنه يعي�ش على‬ ‫�أمل �أن يت�صل �ستيف به قبل فوات الأوان‪.‬‬ ‫وا�ضاف "ان تناول فنجان قهوة‪ ،‬ولو مرة‬ ‫واحدة معه‪� ،‬سيجعلني �سعيدًا جدًا"‪.‬‬ ‫وكان جنديل طالب ًا �سوري ًا من حم�ص يدر�س‬ ‫العلوم ال�سيا�سية يف ال��والي��ات املتحدة‪،‬‬ ‫حني �أجنبت له جوان كارول �شيبل زميلته‬ ‫يف الدرا�سة ابنهما خ��ارج �إط��ار الزوجية‬ ‫يف عام ‪ .1955‬وتبنى الطفل الزوجان بول‬ ‫وكالرا جوبز من والية كاليفورنيا ف�س ّمياه‬ ‫�ستيفن بول‪.‬‬ ‫ويبدو �أن جوبز مل يحاول لقاء �أبيه حتى‬ ‫بعدما طلب علن ًا ّ‬ ‫مل ال�شمل‪.‬‬

‫وافادت تقارير ان جنديل ندم على حديثه‬ ‫ل�صحيفة ذي �صن وقال ملجلة رينو غازيت‬ ‫جورنال يف ايلول (�سبتمرب) انه لن يتطرق‬ ‫اىل ابنه يف العلن ثانية‪.‬‬ ‫وح�ي�ن � �ش��اع م��ر���ض ج��وب��ز ب�ع��د �إ�صابته‬ ‫ب���س��رط��ان ن ��ادر يف ال�ب�ن�ك��ري��ا���س‪� ،‬أر�سل‬ ‫جنديل ملفه الطبي �إليه بالربيد ب�أمل �أن‬ ‫ي�ساعد يف عالجه‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫وب��رغ��م �أن ج �ن��ديل ك ��ان يف ل�ه�ف��ة للقاء‬ ‫ابنه‪ ،‬قال �إن "كربياءه" العربي ال�سوري‬ ‫مينعه م��ن امل �ب��ادرة بنف�سه �إىل االت�صال‬ ‫به‪ .‬و�أو�ضح يف حديث ل�صحيفة ذي �صن‬ ‫"�أن الأم��ر قد يبدو غريب ًا‪ ،‬ولكنني ل�ست‬ ‫م�ستعد ًا‪ ،‬حتى �إذا كان �أحدنا على فرا�ش‬ ‫املوت‪ ،‬لأن التقط الهاتف لالت�صال به"‪.‬‬ ‫وا�ضاف‪�" :‬إن على �ستيف نف�سه �أن يفعل‬

‫ذلك لأن كربيائي ال�سوري ال يريده �أن يظنّ‬ ‫ذات ي��وم ب�أنني طامع يف ث��روت��ه‪ .‬ف�أنا ال‬ ‫�أريدها‪ ،‬و�أملك مايل اخلا�ص‪ .‬ما ال �أملكه‬ ‫هو ابني‪ ....‬وهذا يحزنني"‪.‬‬ ‫تزوج جنديل و�شيبل بعد ع�شرة �أ�شهر على‬ ‫التنازل عن ابنهما للتب ّني‪ ،‬و�أجنبا �أخت‬ ‫جوبز البيولوجية الكاتبة الروائية منى‬ ‫�سمب�سون‪ ،‬التي �سهرا على تربيتها‪.‬‬

‫وب��رغ��م �أن جوبز رف�ض لقاء وال ��ده‪ ،‬ف�إن‬ ‫ع�لاق��ة ك��ان��ت تربطه مب�ن��ى‪ .‬والتقته منى‬ ‫�أول مرة حني كانا بالغني‪ ،‬بعدما دعته �إىل‬ ‫حفلة لرتويج روايتها "يف �أي مكان �إال هذا‬ ‫املكان"‪ ،‬التي ك�شفت فيها �أنها �شقيقة جوبز‪،‬‬ ‫الذي كان وقتذاك يف ال�سابعة والع�شرين‬ ‫من العمر‪.‬‬ ‫وكان جوبز يزورها بانتظام يف مانهاتن‪،‬‬ ‫كما افادت �صحيفة نيويورك تاميز‪ .‬وقالت‬ ‫منى �سمب�سون لل�صحيفة ان�ه��ا و�ستيف‬ ‫"قريبان ج �دًا و�أك��نّ له اعجابًا كبريًا"‪.‬‬ ‫وقال جوبز "نحن عائلة‪ ،‬وهي من �أف�ضل‬ ‫ا�صدقائي يف العامل"‪.‬‬ ‫وكان لتعرف جوبز �إىل �شقيقته واكت�شافه‬ ‫مدى متاثل �أحدهما مع الآخ��ر ت�أثري كبري‬ ‫يف نف�سه‪ .‬وكتب �ستيف ل��ور يف �صحيفة‬ ‫نيويورك تاميز �إن ت��أث�ير ذل��ك يف جوبز‬ ‫كان على ما يبدو �إح�سا�س بالقدرية املهدِّئة‬ ‫ـ ا�ستعجا ًال اق��ل �إىل ال�سيطرة على بيئته‬ ‫امل�ب��ا��ش��رة وث�ق��ة �أك�ب�ر ب� ��أن م� ��آالت احلياة‬ ‫مربجمة اىل حد ما باجلينات"‪.‬‬ ‫وبعد �سنوات قليلة على ذل��ك‪ ،‬ق��ال جوبز‬ ‫�إنه واثق ب�أن تكوين �شخ�صيته كان نتيجة‬ ‫خرباته‪ ،‬ولي�س والديه �أو جيناته‪ .‬وكان‬ ‫ج��وب��ز كثري اال� �ش��ارة اىل وال��دي��ه اللذين‬ ‫تبنياه على انهما "الوالدان احلقيقيان‬ ‫الوحيدان" اللذان لديه‪.‬‬ ‫وعرف جوبز من �شقيقته تفا�صيل �أخرى‬ ‫عن والديهما‪ ،‬ودع��ا �أ ّم��ه التي �أجنبته �إىل‬ ‫بع�ض الفعاليات‪.‬‬

‫جوبز مع م�ؤ�س�سي �شركة ابل‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫�سكاي مع جوبز يف االيام االوىل لت�أ�سي�س ابل‬

‫جون سكالي يكشف اسرار عبقرية جوبز‬ ‫كان �ستيف جوبز يبلغ من العمر ‪� 28‬سنة يف‬ ‫عام ‪ 1983‬ويعد واحد ًا من املفكرين الأكرث‬ ‫ابتكار ًا يف وادي ال�سيليكون وعلى الرغم‬ ‫من ذلك‪ ،‬ف�إن جمل�س �إدارة �آبل مل يكن على‬ ‫ا�ستعداد لتعيينه كرئي�س تنفيذي لل�شركة‬ ‫واخ �ت��ار ب ��د ًال م�ن��ه ج��ون ��س�ك��ايل الرئي�س‬ ‫التنفيذي ل�شركة بيب�سي كوال الذي ا�شتهر‬ ‫بعمل حملة (حتدي بيب�سي) الدعائية‪.‬‬ ‫متكن �سكايل من رفع مبيعات �آبل من ‪800‬‬ ‫مليون دوالر �إىل ‪ 8‬بليون دوالر خالل فرتة‬ ‫رئا�سته لآبل والتي امتدت لع�شر �سنوات‪.‬‬ ‫ولكنه ك��ان �أي�ضا رئي�س �آب��ل عندما رحل‬ ‫�ستيف ج��وب��ز مم��ا �أدى ب�شركة �آب ��ل �إىل‬ ‫"جتربة قريبة م��ن املوت" ح�سب تعبري‬ ‫�سكايل‪.‬‬ ‫يف �أول مقابلة متكاملة له عن هذا املو�ضوع‬ ‫حتدث �سكايل مع ليندر كاهني حمرر موقع‬ ‫(‪ )cultofmac‬كيف كانت طبيعة تعاونه‬ ‫م��ع جوبز وكيف ك��ان الت�صميم وقواعده‬ ‫يحكمان كل �شيء يف �آبل ومايزاالن‪ .‬وملاذا‬ ‫ينبغ �أن يكون رئي�س ًا تنفيذي ًا لآب��ل يف‬ ‫مل ِ‬ ‫املقام الأول؟‪.‬‬ ‫�أنت تتحدث عن "منهجية �ستيف‬ ‫جوبز" ما منهجية �ستيف؟‬

‫�ستيف ‪ ،‬من حلظة ما التقيت به ‪� ،‬أحب دائم ًا‬ ‫املنتجات اجلميلة ‪ ،‬وخا�صة الأجهزة‪ .‬جاء‬ ‫اىل منزيل ‪ ،‬وك��ان معجب ًا به لأن��ه كان لدي‬ ‫�أقفال للأبواب م�صممة بطريقة خا�صة‪� .‬أنا‬ ‫در�ست الت�صميم ال�صناعي ‪ ،‬وال�شيء الذي‬ ‫كان يربط بيننا �أنا و �ستيف كان الت�صميم‬ ‫ال�صناعي ولي�س احلو�سبة‪.‬‬ ‫كان لدى �ستيف هذه الر�ؤية التي تبد�أ من‬ ‫جتربة امل�ستخدم‪ .‬و�أن الت�صميم ال�صناعي‬ ‫ه��و ج��زء م�ه��م ج ��د ًا م��ن الإن �ط �ب��اع الأويل‬ ‫للم�ستخدم عن املنتج‪ .‬لقد وظفني يف �آبل‬ ‫لأن��ه �آم��ن ب ��أن الكمبيوتر �سي�صبح منتج ًا‬ ‫ا�ستهالكي ًا يف نهاية امل �ط��اف‪ .‬ك��ان��ت هذه‬ ‫فكرة ثورية يف مطلع الثمانينيات امليالدية‪.‬‬ ‫�أح�س جوبز ب��أن الكمبيوتر �سيغري العامل‬ ‫و�أنه �سيكون مبثابة "دراجة للعقل"‪.‬‬ ‫ما الذي يجعل منهجية �ستيف خمتلفة عن‬ ‫اجلميع هو �أنه يعتقد دائم ًا �أن �أهم القرارات‬ ‫التي تتخذها لي�ست هي الأ�شياء التي تقوم‬ ‫بها ‪ ،‬ولكن الأ�شياء التي قررت عدم القيام‬ ‫بها‪.‬‬ ‫هو �شخ�ص يحب تب�سيط الأمور‪� .‬أذكر �أنني‬

‫ذهبت �إىل منزل �ستيف وبالكاد كان هناك‬ ‫�أث��اث‪ .‬كانت هناك �صورة لأين�شتني‪ -‬الذي‬ ‫ك��ان معجبا ب��ه ب�شكل ك �ب�ير‪ -‬وك ��ان لديه‬ ‫م�صباح (ت�ي�ف��اين) وكر�سي و��س��ري��ر‪ .‬كان‬ ‫الي�ؤمن ب�أنه يجب �أن ميتلك الكثري ولكنه‬ ‫كان حذر ًا يف اختياراته ب�شكل ال ي�صدق‪.‬‬ ‫ميكنك �أن تفهم �آبل ب�شكل �أف�ضل �إذا نظرت‬ ‫لكل �شيء فيها بعني امل�صمم �سواء كان ذلك‬ ‫ت�صميم ال�شكل واملظهر لتجربة الإ�ستخدام‬ ‫�أو الت�صميم ال�صناعي �أو ت�صميم‬ ‫الأنظمة وحتى يف �أ�شياء مثل‬ ‫طريقة و��ض��ع ل��وح��ات الدوائر‬ ‫ال�ك�ه��رب��ائ�ي��ة‪ .‬ك��ان م��ن الواجب‬ ‫�أن تظهر اللوحات ب�شكل جميل‬ ‫لعيني �ستيف جوبز عندما ينظر‬ ‫�إليها على ال��رغ��م م��ن �أن جوبز‬ ‫عندما �صنع املاكنو�ش مل يتح‬ ‫مل�ستخدميه �إمكانية فتحه لأنه‬ ‫ال يريدهم �أن يغريوا �أي �شيء‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫مت �إت �ب��اع ه��ذه املنهجية �أي�ض ًا‬ ‫ع� �ن ��دم ��ا ب� �ن ��ى ج ��وب ��ز م�صنع‬ ‫املاكنتو�ش‪ .‬لقد كان من املفرت�ض‬ ‫�أن يكون �أول م�صنع �آيل ولكنه‬ ‫ك � ��ان م �� �ص �ن �ع � ًا ل�ل�اخ� �ت� �ب ��ارات‬ ‫وال �ت �ج �م �ي��ع ال �ن �ه��ائ��ي م � ��زود ًا‬ ‫بالروبوتات الآلية‪ .‬لي�س �شيئ ًا‬ ‫ج��دي��د ًا ال�ي��وم كما ك��ان قبل ‪25‬‬ ‫عام ًا‪ .‬ولكن �أ�ستطيع �أن �أتذكر‬ ‫عندما ج��اء الرئي�س التنفيذي‬ ‫جل �ن�رال م ��وت ��ورز ‪ ،‬ج�ن�ب��ا �إىل‬ ‫جنب م��ع رو���س ب�يرو ‪ ،‬وخرج‬ ‫ملجرد �إل �ق��اء نظرة على م�صنع‬ ‫ماكنتو�ش‪ .‬كل ما كنا نفعله هناك‬ ‫هو التجميع النهائي واالختبار‬ ‫ولكن كان يتم ذلك بطريقة جميلة‬ ‫جد ًا‪ .‬كان ت�صميم امل�صنع جمي ًال‬ ‫كما كان ت�صميم املنتج نف�سه‪.‬‬ ‫الآن �إذا قفزت للأمام ونظرت �إىل‬ ‫املنتجات اللي ي�صنعها �ستيف‪،‬‬ ‫لقد تغريت التقنية و�أ�صبحت �أك�ثر قدرة‬ ‫على عمل الأ�شياء حيث �أ�صبحت الأ�شياء‬ ‫�أ�صغر و�أرخ�ص و�أك�ثر توفر ًا‪ .‬و�أ�صبحت‬ ‫�آب��ل ال ت�صنع �أي م��ن املنتجات بنف�سها‪.‬‬ ‫عندما كنت يف �آبل كان النا�س يدعون �آبل‬ ‫"�شركة دعاية متكاملة عمودي ًا" ومل يكن‬ ‫هذا مديح ًا‪ .‬ويف الواقع هذا ما عليه جميع‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ال�شركات اليوم مثل �آبل و �إت�ش بي ومعظم‬ ‫ال�شركات الآخرى ت�ستعني مب�صادر خارجية‬ ‫وهي خدمات ت�صنيع االلكرتونيات‪.‬‬ ‫هل تعترب �شركة نايك ت�شبيه ًا‬ ‫جيداً؟‬

‫نعم على الأرج��ح نايك ت�شبيه قريب‪ .‬ولكن‬ ‫ال�شركة التي �أعجب بها �ستيف هي �سوين‪.‬‬ ‫كنا معتادين على زيارة �أكيو موريتا (�أحد‬

‫م�ؤ�س�سي �شركة �سوين) وكان لديه معايري‬ ‫راق �ي��ة م�ث��ل ال�ت��ي ل��دى �ستيف واالح�ت�رام‬ ‫للمنتجات اجلميلة‪� .‬أذك ��ر عندما �أعطانا‬ ‫�أكيو �أنا و�ستيف جهازي �سوين ووكمان‪.‬‬ ‫لأول مرة ن�شاهد �شيئ ًا من هذا القبيل لأنه مل‬ ‫يكن يوجد جهاز مثله‪ .‬كان هذا قبل ‪ 25‬عام ًا‬ ‫وكان �ستيف مفتون ًا به‪ .‬كان �أول �شيء فعله‬

‫بجهازه هو تفكيكه والنظر �إىل كل قطعة فيه‬ ‫كيف مت تركيبه وكيف مت ت�صميمه‪.‬‬ ‫لقد افتنت �ستيف جوبز مب�صانع �سوين‪.‬‬ ‫لقد ذهبنا لتفقدها وكان العاملون يرتدون‬ ‫مالب�س خمتلفة الألوان كالأخ�ضر والأحمر‬ ‫والأزرق مت اختيارها بدقة تبع ًا لوظائفهم‬ ‫يف امل�صنع‪ .‬مت التفكري يف كل �شيء بعناية‬ ‫وكانت امل�صانع نظيفة ج��د ًا‪ .‬هذه الأ�شياء‬ ‫تركت انطباع ًا كب ً‬ ‫ريا على �ستيف‪.‬‬ ‫ك��ان م�صنع امل��اك ه�ك��ذا متام ًا‪.‬‬ ‫مل يكن لديهم مالب�س خمتلفة‬ ‫الألوان ولكنه كان �أنيق ًا كم�صانع‬ ‫�سوين التي ر�أيناها بال�ضبط‪.‬‬ ‫كان �ستيف يريد �أن يكون مثل‬ ‫��س��وين ولي�س مثل �آي ب��ي �إم‬ ‫وال ميكرو�سوفت‪ .‬كان يريد �أن‬ ‫يكون مثل �سوين‪.‬‬ ‫ال �ي��اب��ان �ي��ون ك ��ان ��وا دائ� �م� � ًا ما‬ ‫ي�� �ب� ��د�أون ب �ح �� �ص��ة م���ن �سوق‬ ‫القطع �أو ًال‪ .‬فمث ًال تبد�أ �شركة‬ ‫بال�سيطرة على �سوق ح�سا�سات‬ ‫الكامريات وت�سيطر �أخرى على‬ ‫�سوق الذاكرة وثالثة على �سوق‬ ‫الأق���را����ص ال���ص�ل�ب��ة وغ�يره��ا‪.‬‬ ‫فكانت قوتهم ال�سوقية ُتبنى‬ ‫م��ن القطع وتتجه نحو املنتج‬ ‫ال �ن �ه��ائ��ي‪ .‬ك� ��ان ه� ��ذا طبيعي ًا‬ ‫بالن�سبة للإلكرتونيات العادية‬ ‫ح� �ي ��ث ي� �ك ��ون ال�ت�رك� �ي ��ز على‬ ‫تخفي�ض النفقات وم��ن يتحكم‬ ‫بتكلفة القطع الرئي�سية يكون يف‬ ‫مو�ضع قوة‪ .‬ولكن هذه الطريقة‬ ‫مل جتد نفع ًا مع الإلكرتونيات‬ ‫الرقمية حيث �أن��ك �ستبد�أ من‬ ‫اجلهة اخلط�أ من �سل�سلة القيمة‪.‬‬ ‫يجب �أن ال تبد�أ من القطع و�إمنا‬ ‫تبد�أ من جتربة امل�ستخدم‪.‬‬ ‫وميكنك �أن ترى اليوم امل�شكلة‬ ‫ال �ك �ب�يرة ل ��دى ��س��ون��ى م�ن��ذ ‪15‬‬ ‫عام ًا م�ضت بعدما بد�أت �صناعة‬ ‫الإل�ك�ترون�ي��ات الرقمية الإ�ستهالكية‪ .‬لقد‬ ‫�أخط�أوا الطريق متام ًا يف منظومتهم‪ .‬كان‬ ‫من املمكن �أن ت�صنع �سوين جهاز الآيبود‬ ‫ولكن �آب��ل ه��ي التي �صنعته‪� .‬آي ب��ود هو‬ ‫مثال كامل على منهجية �ستيف يف الإبتداء‬ ‫من امل�ستخدم واالجت��اه نحو نظام متكامل‬ ‫من جميع النواحي‪.‬‬

‫�أريد ان �أ�س�أل عن الأبطال لدى‬ ‫�ستيف جوبز‪ .‬ذكرت �أن �إدوين الند‬ ‫كان �أحد �أبطاله؟‬

‫نعم �أذك��ر عندما ذهبت م��ع �ستيف ملقابلة‬ ‫الدكتور الن��د‪ .‬كان الند مطرود ًا من �شركة‬ ‫ب��والروي��د وك��ان لديه معمله اخلا�ص على‬ ‫نهر �شارلز يف كامربيدج‪ .‬كان ع�ص ًر رائعا‬ ‫لأننا كنا جال�سني يف �أحد غرف الإجتماعات‬ ‫الكبرية على ط��اول��ة ف��ارغ��ة‪ .‬ك��ان الدكتور‬ ‫الند و�ستيف ينظران �إىل منت�صف الطاولة‬ ‫طوال الوقت ويتحدثان‪ .‬كان الدكتور الند‬ ‫يقول‪� " :‬أ�ستطيع �أن �أرى ما يجب �أن تكون‬ ‫عليه كامريا بوالرويد‪ .‬كانت حقيقة بالن�سبة‬ ‫يل كما لو كنت �أراها قبل �أن يتم �صناعتها"‪.‬‬ ‫وق��ال �ستيف ج��وب��ز‪" :‬نعم هكذا بال�ضبط‬ ‫ر�أيت املاكنتو�ش‪ .‬لو �س�ألت �أح��د ًا مل ير من‬ ‫قبل �إال �آلة حا�سبة عن الكيفية التي يجب �أن‬ ‫يكون بها املاكنتو�ش ملا �إ�ستطاع �إجابتي‪.‬‬ ‫مل ي�ك��ن ه �ن��اك ط��ري�ق��ة لعمل ب�ح��ث ل�سوق‬ ‫امل�ستهلكني عنه‪ .‬لذلك كان علي �أن �أ�صنعه ثم‬ ‫�أريه للنا�س و�أ�سالهم ما ر�أيكم الآن"؟‪.‬‬ ‫ل�ق��د ك��ان��ت ل��دي�ه�م��ا ال �ق��درة ع�ل��ى �إكت�شاف‬ ‫املنتجات بد ًال من �إخرتاعها‪ .‬لقد قال الإثنان‬ ‫�أن هذا املنتجات كانت موجودة دائم ًا ولكن‬ ‫�أحد ًا مل يرها من قبل‪ .‬كامريا بوالرويد كانت‬ ‫موجودة دائم ًا واملاكنتو�ش ك��ان موجود ًا‬ ‫دائم ًا وامل�س�ألة م�س�ألة �إكت�شاف فقط‪ .‬كان‬ ‫�ستيف يكن �إع�ج��اب� ًا ك�ب� ً‬ ‫يرا للدكتور الند‪.‬‬ ‫وكانت تلك لرحلة فاتنة بالن�سبة له‪.‬‬ ‫ج��اء رو���س ب�يرو م��رات ع��دة �إىل �آب��ل وزار‬ ‫م�صنع املاكنتو�ش‪ .‬كان رو�س مفكر ًا للنظم‪.‬‬ ‫�أ�س�س رو�س �شركة �إي دي �إ�س وكان م�ؤ�س�سا‬ ‫لل�شركات‪ .‬كان ي�ؤمن بالأفكار الكبرية التي‬ ‫ميكن �أن تغري ال �ع��امل‪ .‬ك��ان بط ًال �آخ��ر من‬ ‫�أبطال �ستيف‪.‬‬ ‫وك ��ان �أك �ي��و م��وري�ت��ا ب��و��ض��وح واح� ��د ًا من‬ ‫الأبطال العظماء لدى �ستيف‪ .‬وكان م�ؤ�س�س ًا‬ ‫بنى �شركة �سوين وقدم معها منتجات رائعة‬ ‫�ستيف هو رجل املنتجات‬ ‫�أنت تقول يف كتابك �أنك يف البداية‬ ‫وقبل كل �شيء كنت تريد �أن جتعل‬ ‫�آبل �شركة ت�سويق للمنتجات؟‬

‫ ق�ضيت �أن��ا و�ستيف �أ�شه ًرا للتعرف على‬‫بع�ضنا البع�ض قبل ان�ضمامي لآبل‪ .‬مل يكن‬ ‫لديه خربة كبرية يف الت�سويق غري ما تعلمه‬

‫بنف�سه‪ .‬ه��ذا هو املعتاد من �ستيف‪ ،‬عندما‬ ‫يرى ب�أن �شيئ ًا ما �سيكون مهمًا ف�إنه يحاول‬ ‫ا�ستيعابه قدر الإمكان‪.‬‬ ‫واح��دة من الأ�شياء التي �أعجبت �ستيف‪:‬‬ ‫�شرحت ل��ه كيف �أن��ه لي�س ه�ن��اك ف��رق بني‬ ‫بيب�سي ك��وال وكوكاكوال ولكن كوكا كوال‬ ‫كانت تبيع �أكرث من بيب�سي بن�سبة ‪� 9‬إىل ‪.1‬‬ ‫كانت مهمتنا يف بيب�سي �أن نقنع النا�س �أن‬ ‫بيب�سي كان منتج ًا ي�ستحق االهتمام ومن‬ ‫ثم التحول �إليه‪ .‬قررنا �أن نتعامل مع بيب�سي‬ ‫كربطة ع�ن��ق‪ .‬ك��ان ال�ن��ا���س يف ذل��ك الوقت‬ ‫يهتمون بربطة العنق التي يرتدونها‪ .‬كانت‬ ‫ربطة العنق تعك�س الطريقة التي حتب �أن‬ ‫ي�شاهدك بها الآخرون‪ .‬ولذلك كان علينا �أن‬ ‫جنعل بيب�سي مثل ربطة العنق اجلميلة‪.‬‬ ‫عندما حتمل بيب�سي يف ي��دك ف ��إن��ه يجب‬ ‫�أن يعك�س الطريقة التي تريد �أن يراك بها‬ ‫الآخرون‪.‬‬ ‫ل �ق��د ع�م�ل�ن��ا ب �ع ����ض الأب� �ح���اث واكت�شفنا‬ ‫�أن ال �ن��ا���س ع �ن��دم��ا ك��ان��وا ي� ��ودون تقدمي‬ ‫امل�شروبات الغازية لأ�صدقائهم يف املنزل‬ ‫ف�إنهم يت�صرفون بطريقتني خمتلفتني‪� .‬إذا‬ ‫ك��ان لديهم ك��وك��ا ك��وال يف ال�ث�لاج��ة كانوا‬ ‫ي��ذه �ب��ون �إىل امل �ط �ب��خ ل�ي�ف�ت�ح��وا الثالجة‬ ‫ويح�ضروا زجاجة الكوكا كوال لي�ضعونها‬ ‫على الطاولة ثم ي�سكبون الكوكا ك��وال يف‬ ‫الك�أ�س �أم��ام �ضيوفهم‪ .‬بينما لو كان لديهم‬ ‫بيب�سي كوال يف الثالجة ف�إنهم يذهبون �إىل‬ ‫املطبخ ليفتحوا الثالجة وي�سكبوا البيب�سي‬ ‫ك��وال يف الك�أ�س يف املطبخ ث��م يح�ضرون‬ ‫ال�ك��أ���س فقط ل�ضيوفهم‪ .‬وال�ف�ك��رة ه��ي �أن‬ ‫ال �ن��ا���س ك��ان��وا ي�ت�ح��رج��ون م��ن �أن يعرف‬ ‫�ضيوفهم �أن م��ا يقدمونه لهم ه��و بيب�سي‬ ‫ك��وال‪ .‬رمب��ا يعتقد �ضيوفهم �أن�ه��م يقدمون‬ ‫كوكا كوال لأن كوكا كوال كانت تتمتع بقبول‬ ‫�أف�ضل‪ .‬لقد كانت هي ربطة العنق الأف�ضل‪.‬‬ ‫�أعجبت هذه الفكرة �ستيف كثريًا‪.‬‬ ‫حتدثنا كثريًا عن �أن الت�صور يتقدم الواقع‪.‬‬ ‫وكيف �أنك �إذا �أردت �أن تخلق واقعًا فيجب‬ ‫�أن تكون ق��اد ًرا على �صنع الت�صور‪ .‬عملنا‬ ‫ذلك يف بيب�سي و�أ�سميناه (جيل بيب�سي)‪.‬‬ ‫ت�ع�ل�م��ت م ��ن حم��ا� �ض��رة �أل �ق �ت �ه��ا الدكتور‬ ‫(مارجرت ميد) �أن احلقيقة الأه��م بالن�سبة‬ ‫ل�ل�م���س��وق�ين ��س�ت�ك��ون ه��ي ظ �ه��ور الطبقة‬ ‫املتو�سطة الغنية ‪ -‬وه��و م��اع��رف بجيل‬ ‫الطفرة ال�سكانية �آنذاك ‪ -‬وهو جيل بلغ من‬ ‫العمر ‪ 60‬عام ًا الآن‪ .‬كانوا ي�ستطيعون �شراء‬ ‫�أ�شياء �أكرث من حاجتهم‪ .‬عندما عملنا (جيل‬ ‫بيب�سي) كان هذا اجليل هو هدفنا الرئي�سي‪.‬‬ ‫كان الرتكيز على م�ستخدم امل�شروب ولي�س‬ ‫على امل�شروب نف�سه �أبدًا‪.‬‬ ‫ك��وك��ا ك��وال رك ��زت دائ � ًم��ا ع�ل��ى امل�شروب‪.‬‬ ‫بينما ركزنا نحن على م�ستخدم امل�شروب‪.‬‬ ‫�أظهرنا �أنا�سً ا يركبون الدراجات الرتابية‬ ‫�أو يتزجلون على املاء �أو يطريون الطائرات‬ ‫ال��ورق�ي��ة �أو ي�ق�ف��زون ب��امل�ظ�لات‪ -‬يعملون‬ ‫�أ�شياء خمتلفة‪ .‬ويف النهاية يكون بيب�سي‬ ‫ه��و اجل��ائ��زة دائ� ًم��ا ك��ان ه��ذا كله يف بداية‬ ‫ظهور التلفزيونات امللونة‪ .‬كنا �أول �شركة‬ ‫ت�ستخدم �أ��س�ل��وب احل �ي��اة يف الت�سويق‪.‬‬ ‫�أول و�أطول حملة �إعالنية ت�ستخدم �أ�سلوب‬ ‫احلياة كانت ‪-‬وما زالت‪ -‬بيب�سي‪.‬‬ ‫عملنا ذلك يف بداية ظهور التلفزيون امللون‬ ‫وبداية ظهور ال�شا�شات الكبرية مثل �شا�شة‬ ‫الـ‪� 19‬إن�ش‪ .‬مل نذهب �إىل م�صوري الإعالنات‬ ‫التلفزيونية لأنهم كانوا ي�صورون �إعالناتهم‬ ‫لل�شا�شات ال�صغرية بالأبي�ض والأ�سود‪.‬‬ ‫ذه�ب�ن��ا �إىل ه��ول �ي��وود و�أح �� �ض��رن��ا �أف�ضل‬ ‫خمرجي الأفالم وطلبنا منهم �أن يعملوا لنا‬ ‫�أفالم ًا مدتها ‪ 60‬ثانية‪ .‬كانت �أفالمًا تعر�ض‬ ‫�أ�سلوب احلياة‪ .‬كان كل مايف املو�ضوع هو‬ ‫�صنع الت�صور ب�أن بيب�سي هو رقم ‪ 1‬لأنك ال‬ ‫ت�ستطيع �أن تكون رقم ‪� 1‬إال �إذا فكرت ب�أنك‬ ‫رقم ‪ .1‬كان عليك �أن تظهر كرقم ‪.1‬‬ ‫�أحب �ستيف هذه الأفكار كثريًا‪ .‬كان الكثري‬ ‫من عملنا وت�سويقنا مرك ًزا على متى نخرج‬

‫املاك لل�سوق‪ .‬كان يجب �أن نفعل ذلك بطريقة‬ ‫�إدراك��ي��ة عالية لتجعل ال�ن��ا���س مت�شوقني‬ ‫ملعرفة م��اذا ميكن �أن يعمل ه��ذا املنتج‪ .‬مل‬ ‫يكن املنتج ي�ستطيع عمل الكثري يف البداية‪.‬‬ ‫ك��ان��ت معظم التقنية فيه موجهة لتجربة‬ ‫امل�ستخدم‪ .‬ويف احلقيقة و�صلنا رد فعل‬ ‫عنيف حيث قال النا�س �أنه لعبة‪� .‬إنه ال يعمل‬ ‫�شي ًئا‪ .‬ولكنه يف نهاية املطاف عمل �أ�شياء‬ ‫كثرية عندما �أ�صبحت التقنية �أقوى‪.‬‬ ‫ت�شتهر �آبل ب�إعالنات �أ�سلوب احلياة الآن‪.‬‬ ‫�إنها تظهر �أنا�سً ا يعي�شون حيا ًة يح�سدون‬ ‫عليها بف�ضل منتجات �آب��ل‪� .‬شباب ع�صري‬ ‫ي�ستمع با�ستمتاع للآي بود‪.‬‬ ‫ال �أن�سب هذا �إىل نف�سي‪ .‬ذكاء �ستيف يكمن‬ ‫يف قدرته على ر�ؤية �شيء ثم فهمه ثم �إيجاد‬ ‫طريقة لو�ضعه يف منهجيته الت�صميمية‪-‬‬ ‫الت�صميم هو كل �شيء‪.‬‬ ‫لدي ق�صة طريفة‪ :‬كان لدى �أحد �أ�صدقائي‬ ‫اجتماعني مع �آبل ومايكرو�سوفت يف نف�س‬ ‫اليوم‪ .‬كان هذا يف ال�سنة املا�ضية �أي �أنه‬ ‫منذ عهد قريب‪ .‬ذهب �إىل اجتماع �آبل (كان‬ ‫بائعًا لآب��ل) وحاملا دخل امل�صممون الغرفة‬ ‫توقف اجلميع عن احلديث لأن امل�صممون‬ ‫ه��م �أك�ث�ر ال�ن��ا���س امل�ح�ترم�ين يف ال�شركة‪.‬‬ ‫يعرف اجلميع �أن امل�صممني يتحدثون با�سم‬ ‫�ستيف لأن�ه��م ك��ان��وا ي��رف�ع��ون تقاريرهم‬ ‫�إليه مبا�شرة‪ .‬هذا يحدث يف �آبل فقط‬ ‫حيث يرفع امل�صممون تقاريرهم �إىل‬ ‫الرئي�س التنفيذي مبا�شرة‪.‬‬ ‫ب��ع��د ذل � ��ك ويف ن �ف ����س ال��ي��وم‬ ‫ذه ��ب ��ص��دي�ق��ي �إىل اجتماعه‬ ‫م ��ع م��اي �ك��رو� �س��وف��ت‪ .‬ك��ان‬ ‫اجل�م�ي��ع ي�ت�ح��دث��ون يف‬ ‫االجتماع وبعد ذلك‬ ‫ب� ��د�أ االج �ت �م��اع ومل‬ ‫ي �ح �� �ض��ره �أح� ��د من‬ ‫امل� ��� �ص� �م� �م�ي�ن‪ .‬ك ��ان‬ ‫ج� �م� �ي ��ع ال �ت �ق �ن �ي�ي�ن‬ ‫جال�سني ويحاولون‬ ‫�أن يطرحوا �أفكارهم‬ ‫ع ��ن م ��ا ي �ج��ب عمله‬ ‫يف الت�صميم‪ .‬هذه‬ ‫و�� � �ص� � �ف � ��ة‬ ‫لكارثة‪.‬‬

‫اجلميع حول �ستيف يعلم �أن��ه يغرد خارج‬ ‫ال�سرب‪� .‬إنه ي�ضع معايريًا خمتلفة عن التي‬ ‫ي�ضعها �أي رئي�س تنفيذي �آخر‪.‬‬ ‫�إن��ه رج��ل يحب الب�ساطة ودائ�م� ًا ما يب�سط‬ ‫الأ�شياء �إىل �أب�سط م�ستوى لها‪� .‬إن��ه لي�س‬ ‫ً‬ ‫ب�سيطا و�إمن��ا مب�سط‪� .‬ستيف م�صمم نظم‪.‬‬ ‫�إنه يب�سط التعقيد‪.‬‬ ‫�إذا ك�ن��ت ��ش�خ� ً���ص��ا ال ي�ه�ت��م ب��ذل��ك ف�سوف‬ ‫تنتهي �إىل نتائج ب�سيطة‪ .‬يده�شني عدد‬ ‫ال�شركات التي تقع يف ه��ذا اخل�ط��أ‪ .‬انظر‬ ‫�إىل مايكرو�سوفت زون‪� .‬أتذكر �أين ذهبت‬ ‫�إىل معر�ض االلكرتونيات اال�ستهالكية حيث‬ ‫�أطلقت مايكرو�سوفت الزون‪ .‬لقد كان مم ًال‬ ‫جدًا مبعنى الكلمة حتى �أن النا�س مل يهتموا‬ ‫ال ��زون‬ ‫بالنظر �إليه‪..‬لقد كان‬ ‫مي ًتا‪ .‬كان الأمر‬ ‫ك � � ��أن �أح � � �دًا‬ ‫و�� � � � �ض � � � ��ع‬ ‫خ� ��� �ض���ا ًرا‬ ‫متعفنة يف‬

‫‪7‬‬

‫البقالة‪ .‬مل يكن �أحد يريد االقرتاب منه‪� .‬أنا‬ ‫مت�أكد ب�أن م�صمميه �أنا�س �أذكياء ولكن مت‬ ‫ت�صميمه بفل�سفة خمتلفة‪ .‬الكلمة الأ�سطورية‬ ‫عن مايكرو�سوفت وه��ي �صحيحة �إىل حد‬ ‫بعيد ه��ي �أن�ه��م ي�صيبون ال�ه��دف يف املرة‬ ‫الثالثة‪ .‬فل�سفة مايكرو�سوفت هي �إطالق‬ ‫املنتج �أو ًال ثم �إ�صالحه فيما بعد‪� .‬ستيف‬ ‫الميكن �أن يفعل ذلك �أبدًا‪� .‬إنه ال يطلق املنتج‬ ‫حتى يكون كام ًال‪.‬‬ ‫هذا (طريقة �ستيف) يدفع بع�ض‬ ‫النا�س قلي ً‬ ‫ال �إىل اجلنون‪ ،‬هل دفعك‬ ‫�أنت �إىل اجلنون؟‬

‫لي�ست لدي م�شكلة �أن يدفعني �شخ�ص قلي ًال‬ ‫�إىل اجل �ن��ون �إذا ك��ان ه��ذا ال�شخ�ص على‬ ‫�صواب دائمًا‪ .‬عندما �أفكر يف املا�ضي �أعتقد‬ ‫�أن��ه ك��ان خط ًئا كبريًا عندما عُينت رئي�سً ا‬ ‫تنفيذيًا لآبل‪ .‬مل �أكن �أنا اخليار الأول الذي‬ ‫يريده �ستيف‪ .‬كان �ستيف يريد �أن يكون هو‬ ‫الرئي�س التنفيذي‪ .‬ك��ان هو اخليار الأول‬ ‫ولكن جمل�س الإدارة مل يكن م�ستعدًا جلعله‬ ‫رئي�سً ا تنفيذيًا وهو يبلغ من العمر ‪� 25‬أو‬ ‫‪ 26‬عامًا �آنذاك‪.‬‬ ‫لقد ا�ستبعدوا ك��ل اخل �ي��ارات الوا�ضحة‬ ‫م��ن املر�شحني ذوي اخل�ب�رة التقنية‪..‬‬ ‫يف نهاية املطاف قال ديفيد روكفيللري‬ ‫(وال���ذي ك��ان م��ن ك�ب��ار امل�ساهمني‬ ‫يف �آب ��ل) دع��ون��ا جن��رب �صناعة‬ ‫�أخرى‪ .‬دعونا نذهب �إىل �أف�ضل‬ ‫�صائد ر�ؤو�س (�شخ�ص يبحث‬ ‫ع ��ن ال�ت�ن�ف�ي��ذي�ين وي�سعى‬ ‫لتوظيفهم) يف الواليات‬ ‫امل��ت��ح��دة الأم��ري �ك �ي��ة‪:‬‬ ‫جريي رو�ش‪.‬‬ ‫ج� � � � � � � � � � � � � ��ا�ؤوا‬ ‫ل � �ت� ��وظ � �ي � �ف� ��ي‪.‬‬ ‫ذه �ب��ت ومل �أك��ن‬ ‫�أع��ل��م ��ش�ي� ًئ��ا عن‬ ‫الكمبيوتر‪ .‬كانت‬ ‫ال �ف �ك��رة �أن نعمل‬ ‫�أن� ��ا و� �س �ت �ي��ف مع‬ ‫بع�ضنا البع�ض‪.‬‬

‫اجهزة ابل يف بداية انتاجها‬

‫�سيكون هو ال�شخ�ص التقني و�س�أكون �أنا‬ ‫ال�شخ�ص الت�سويقي‪ .‬ال�سبب يف �أنني قلت‬ ‫كان من اخلط�أ تعييني كرئي�س تنفيذي هو‬ ‫�أن �ستيف �أراد دائمًا �أن يكون هو الرئي�س‬ ‫ال�ت�ن�ف�ي��ذي‪ .‬ل�ق��د ك��ان م��ن امل�م�ك��ن �أن يكون‬ ‫جمل�س الإدارة �أكرث �صد ًقا لو قالوا‪ :‬دعونا‬ ‫جند طريقة لنجعل �ستيف رئي�سً ا تنفيذيًا‪.‬‬ ‫رك��ز �أن ��ت ع�ل��ى الأ� �ش �ي��اء ال �ت��ي ت�ب�رع فيها‬ ‫ولريكز هو على الأ�شياء التي يربع فيها‪.‬‬ ‫تن�س �أن �ستيف كان رئي�سً ا ملجل�س الإدارة‬ ‫ال َ‬ ‫و�أكرب م�ساهم وكان يدير ق�سم املاكنتو�ش‪.‬‬ ‫ول��ذل��ك ك ��ان ه��و رئ�ي���س��ي وم��ر�ؤو� �س��ي يف‬ ‫الوقت نف�سه‪ .‬كان الأمر مظه ًرا زائ ًفا بع�ض‬ ‫ال�شيء وتخميني �أننا مل نكن لنختلف لو‬ ‫�أدى جمل�س الإدارة عمله ب�شكل �أف�ضل‬ ‫�شخ�صا‬ ‫بالتفكري ل�ي����س يف ك�ي��ف جن�ل��ب‬ ‫ً‬ ‫ليكون مدي ًرا تنفيذيًا ويوافق عليه �ستيف‬ ‫فقط و�إمنا كيف نخلق و�ضعًا ي�ضمن جناح‬ ‫ال�شركة مبرور الوقت؟‬ ‫�أنا �أخط�أت خطئني غبيني جدًا وناد ٌم عليهما‬ ‫ح ًقا لأنني �أعتقد �أنهما كانا �سيحدثان فر ًقا‬ ‫لآب ��ل‪ .‬الأول ك��ان عندما ق��ارب��ت معاجلات‬ ‫موتوروال على نهاية عمرها؛ عملنا فري ًقا‬ ‫م��ن �أف �� �ض��ل ال�ت�ق�ن�ي�ين ل��دي �ن��ا ل�ي�ب�ح�ث��وا ثم‬ ‫لين�صحونا مبا يجب عمله‪ .‬عادوا وقالوا لنا‬ ‫�إنه لي�س هناك فرق بني املعاجلات التي تعمل‬ ‫مبعمارية ري�سك (‪ ،)RISC‬لنخرت التي‬ ‫توفر لنا �أف�ضل �صفقة جتارية فقط‪ .‬ولكن ال‬ ‫تختاروا معمارية �سي�سك (‪ .)CISC‬ري�سك‬ ‫هي حو�سبة جمموعة التعليمات امل�صغرة‬ ‫و�سي�سك هي حو�سبة جمموعة التعليمات‬ ‫املعقدة‪.‬‬ ‫�ضغطت ��ش��رك��ة �إن �ت��ل ب���ش��دة لنبقى معهم‬ ‫ولكننا ذهبنا �إىل �آي ب��ي �إم وموتوروال‬ ‫ومعاجلهم باور بي �سي (‪.)PowerPC‬‬ ‫ت�أخرنا يف �إدراك فظاعة هذا القرار‪ .‬لو كنا‬ ‫عملنا مع �إنتل لكنا قادرين �أكرث على جعل‬ ‫من�صة �آبل �سلعة �أ�سا�سية مما كان �سي�ؤثر‬ ‫ب�شكل كبري على �شركة �آبل يف الت�سعينات‬ ‫امليالدية‪ .‬لذلك ف��إن القطار قد فاتنا متامًا‪.‬‬ ‫ذهبت �إن�ت��ل وا�ستثمرت ق��راب��ة ‪ 11‬مليون‬ ‫دوالر يف تطوير معاجلاتها لت�صبح قادرة‬ ‫على معاجة الر�سوميات‪ ،‬لقد ك��ان ق��را ًرا‬ ‫تقنيًا مريعًا‪ .‬ل�سوء احلظ مل �أكن م�ؤه ًال من‬ ‫الناحية التقنية واتبعت ن�صائح تقنيي �آبل‪.‬‬ ‫اخلط�أ الآخر وهو ف�شل �أكرب من جانبي لو‬ ‫فكرت فيه جيدًا ك��ان من ال��واج��ب علي �أن‬ ‫�أع��ود ل�ستيف‪ .‬كنت �أري��د مغادرة �آب��ل‪ ،‬بعد‬ ‫نهاية ‪� 10‬سنوات مل �أك��ن �أري��د البقاء �أكرث‬ ‫من ذلك‪ .‬كنت �أريد العودة لل�ساحل ال�شرقي‪.‬‬ ‫�أخربت جمل�س الإدارة برغبتي يف الرحيل‬ ‫وكانت �آي بي �إم حت��اول توظيفي يف ذلك‬ ‫ال��وق��ت‪ .‬طلب جمل�س الإدارة مني البقاء‪.‬‬ ‫بقيت يف �آب��ل وبعد ذلك قاموا بف�صلي‪ .‬مل‬ ‫�أكن �أرغب يف البقاء �أكرث من ذلك فع ًال‪.‬‬ ‫ق��رر جمل�س الإدارة �أن علينا بيع �شركة‬ ‫�آب��ل‪ .‬لذلك ُكلفت مبحاولة بيع �آب��ل يف عام‬ ‫‪ .1993‬ذهبت وحاولت بيعها لأي تي �آند‬ ‫ت��ي (‪ )AT&T‬و �آي ب��ي �إم (‪)IBM‬‬ ‫و�آخرين‪ .‬مل جند �أحدًا يريد �شراءها‪ ،‬ظنوا‬ ‫�أن �ه��ا خم��اط��رة ك�ب�يرة لأن مايكرو�سوفت‬ ‫و�إنتل كانتا ناجحتني جدًا �آن��ذاك‪ ،‬لكني لو‬ ‫فكرت جيد ًا لقلت ‪ ”:‬مل ال نعود للرجل الذي‬ ‫�صنع كل هذا ويفهمه؟ مل ال نعود ونوظف‬ ‫�ستيف ليدير ال�شركة من جديد؟‪.‬‬ ‫ه��ذا وا�ضح ج�دًا الآن‪ .‬لقد ك��ان ه��ذا القرار‬ ‫ال�صحيح الذي يجب اتخاذه‪ .‬مل نفعل ذلك‬ ‫و�أن��ا �أل��وم نف�سي على هذا‪ .‬كان هذا القرار‬ ‫�سيحفظ �آبل من جتربة االقرتاب من املوت‬ ‫التي مرت بها‪ .‬يف الواقع �أنا مقتنع �أنه لو مل‬ ‫يعد �ستيف �إىل ال�شركة يف الوقت الذي عاد‬ ‫فيه ‪�-‬أي لو انتظر ملدة �ستة �أ�شهر �أخرى‪-‬‬ ‫لأ�صبحت �آب ��ل ج ��زءًا م��ن ال �ت��اري��خ‪ .‬كانت‬ ‫�ستختفي متامًا‪.‬‬ ‫عن ‪computer world /‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫الرهان دائم ًا كان على العمالء و�سر التميز هو ال�سهل املمتنع‬

‫إمبراطورية ستيف جوبز وآبل‪ ..‬حقبة تقنية جديرة بالدرس‬ ‫منذ بدايات �سرتاتيجية العمل التقنية التي‬ ‫َع��مِ ��د �ستيف ج��وب��ز �إىل اال�ستعانة بها يف‬ ‫تطوير منتجات �شركة �آبل‪ ،‬وهو يحر�ص كل‬ ‫احلر�ص على تقدمي الأف�ضل والأح��دث‪ ،‬مبا‬ ‫يعك�س ر�ؤية وعبقرية متفردة ل�شخ�ص‪� ،‬سبق‬ ‫لكثريين �أن و�صفوه ب��أن��ه "عقل وجوهر"‬ ‫�شركة �آبل‪.‬‬ ‫ومل جتد �صحيفة كري�ستيان �ساين�س مونيتور‬ ‫الأمريكية ما تدلل به على ذلك �أف�ضل من تلك‬ ‫املقالة ال�صحافية التي �سبق و�أن مت ن�شرها يف‬ ‫متوز‪ /‬يوليو عام ‪ ،1991‬والتي كانت ت�ؤكد‬ ‫حينها �أن امل�ستقبل لي�س لأجهزة احلوا�سيب‬ ‫و�إمن��ا لتقنية احلو�سبة‪ ،‬وه��ي املقالة التي‬ ‫�أثنى جوبز عليها كث ً‬ ‫ريا �آن��ذاك‪ ،‬من منطلق‬ ‫�أن امل�ستقبل عبارة عن فعل ولي�س قول‪ ،‬وهي‬ ‫الر�ؤية التي ترتكز عليها �آبل اليوم‪.‬‬ ‫وقد �سبق ملجلة "فورت�شن ‪� "Fortune‬أن‬ ‫�أك��دت يف حتقيق لها �أن جوبز جنح بف�ضل‬ ‫ب�صريته ال�سرتاتيجية يف حت��وي��ل �شركة‬ ‫�آبل �إىل �أكرث ال�شركات التي حتظى ب�إعجاب‬ ‫امل�ستخدمني حول العامل‪ .‬ولفتت املجلة يف‬ ‫ال�سياق ذات��ه ك��ذل��ك �إىل �أن��ه جن��ح يف جعل‬ ‫ال�شركة �أك�ث�ر حم ��اور ال�ترف�ي��ه واال�ستماع‬ ‫والقراءة وامل�شاهدة تف�ضي ًال يف العامل‪ ،‬حيث‬ ‫تركز �إ�سرتاتيجية عمل ال�شركة على الب�صرية‬

‫التي ت�ؤكد �أن امل�ستقبل للتطبيقات‪.‬‬ ‫وعاودت �ساين�س مونيتور لرتجع �سر تفوق‬ ‫ال�شركة خالل ال�سنوات الأخ�يرة �إىل ثالثة‬ ‫�أ�سباب‪:‬‬ ‫‪ -1‬برغم �أن ال�شركة يعمل بها ‪� 45‬ألف‬ ‫موظف‪� ،‬إال �أنها ما زال��ت تبدو لكثري من‬ ‫املراقبني مبثابة نوع من �أن��واع ال�شركات‬ ‫�أو الن�شاطات التجارية النا�شئة‪.‬‬ ‫‪ -2‬يف ظ��ل غ��رق االقت�صاد الأم�يرك��ي يف‬ ‫رك��ود ت��ام وع��دم ق��درة ال��والي��ات املتحدة‬ ‫على ت�سوية �أزمات ديونها املتنامية‪ ،‬ظهرت‬ ‫اقرتاحات ب�أن تقوم �شركة �آبل‪ ،‬مبا متتلكه‬ ‫م��ن احتياطات نقدية �ضخمة تقدر ب�ـ ‪76‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬مب�ساعدة و�إن�ق��اذ احلكومة‬ ‫الفيدرالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬جاء �إعالن �ستيف جوبز عن ا�ستقالته‬ ‫من من�صبه كرئي�س تنفيذي لل�شركة ليثري‬ ‫عالمات ا�ستفهام وتكهنات وكذلك قدرا‬ ‫كبريا من م�شاعر القلق بخ�صو�ص جوبز‬ ‫وال�شركة‪.‬‬ ‫وم��ن ب�ين ه��ذه ال �ت �� �س��ا�ؤالت ت�ل��ك التي‬ ‫طرحتها ال�صحيفة يف ه��ذا اجلانب‪:‬‬ ‫طبيعة احل��ال��ة ال�صحية جل��وب��ز‪ ،‬وما‬ ‫تداعيات ق��رار ا�ستقالته على ال�شركة‪،‬‬ ‫وم��ا م��دى ق��وة تيم ك��وك وبقية �أف��راد‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫طاقم العمل‪ ،‬وهل لهم �أن يوا�صلوا م�سل�سل‬ ‫النجاحات الذي �سبق �أن بد�أه جوبز؟‬ ‫لكن الت�سا�ؤل الأب��رز ال��ذي يجب طرحه يف‬ ‫تلك املرحلة هو ذل��ك املتعلق ب��الأم��ور التي‬ ‫ميكن لبقية العاملني يف املجال نف�سه يف‬ ‫الواليات املتحدة �أن يتعلموها ‪ -‬ال�سيما �إن‬ ‫مت التعامل مع تلك املرحلة االنتقالية التي‬ ‫متر بها �شركة �آبل على �أنها فر�صة للت�أمل‬ ‫ فقد تظهر درو� ��س يف الإدارة ودرو���س‬‫يف الفل�سفة وامل�م��ار��س��ة ق��د ت�ستفيد منها‬ ‫ال�شركات الأمريكية‪.‬‬ ‫والآن‪ ،‬وب�ع��د م��رور ‪ 20‬ع��ام � ًا على الثناء‬ ‫ال��ذي خ�ص به جوبز ذل��ك املقال ال�صحايف‬ ‫ال��ذي ك��ان يتحدث عن م�ستقبل احلو�سبة‪،‬‬ ‫وق��ت �أن ك��ان��ت متثل ال�ي��اب��ان ت�ه��دي��د ًا على‬ ‫الواليات املتحدة‪� ،‬أ�ضحت ال�صني اليوم هي‬ ‫املناف�س االقت�صادي الذي يت�صدر عناوين‬ ‫الأخبار‪ ،‬ال�سيما و�أن الإقت�صاد الأمريكي‬ ‫ما زال يبدو منغم�س ًا يف حالة من الركود‪،‬‬ ‫وحتقيق ال�شركات عوائد �ضخمة من‬ ‫دون �أن تنتج ب�ضائع �أو منتجات‬ ‫تثري انبهار العمالء‪ ،‬وتعبري‬ ‫ال� �ع� �م���ال‪� ،‬إن ك ��ان ��وا‬ ‫حمظوظني والتحقوا‬ ‫بوظيفة‪ ،‬عن كرههم‬

‫لتلك الوظائف‪.‬‬ ‫بعدها‪ ،‬م�ضت ال�صحيفة تقول �إن الواليات‬ ‫املتحدة قد عادت على ما يبدو للمرحلة التي‬ ‫�سبق �أن و�صفها الأ�سطورة ال�سابق ب�شركة‬ ‫�إنتل‪� ،‬أن��دي غ��روف‪ ،‬ب�أنها "مرحلة انعطاف‬ ‫تاريخية"‪ ،‬وه��و ال��وق��ت ال��ذي يتوجب فيه‬ ‫قيام �إحدى ال�شركات‪� ،‬أو كيان اقت�صادي ما‪،‬‬ ‫عند ح��دوث تغيري كبري بالبيئة التناف�سية‪،‬‬ ‫بالتكيف ب�صورة كبرية مع الظروف اجلديدة‪،‬‬ ‫�أو التعر�ض خلطر االنقرا�ض‪ .‬وهي اجلزئية‬ ‫التي يجب اال�ستفادة فيها من �آبل‪.‬‬ ‫ون�ق�ل��ت ال�صحيفة ع��ن ال�بروف�ي���س��ور بوب‬ ‫�سوتون‪ ،‬ال��ذي د َّر���س يف جامعة �ستانفورد‬ ‫على مدار ‪ 28‬عام ًا‪ ،‬قوله‪" :‬الت�سا�ؤل الأف�ضل‬ ‫قد يتم طرحه ب�ش�أن ما الذي ميكن ل�شركة �آبل‬ ‫�أن تعلمه لقطاع الأعمال الأمريكي‪ .‬فقد ظل‬ ‫�شعار �إع��ادة اخ�تراع الإدارة من بيرت دراكر‬ ‫�إىل غ ��اري ه��ام��ل ه��و التب�شري لالمركزية‬ ‫وال���ش�ف��اف�ي��ة‪ .‬ث��م ج ��اءت �آب���ل‪ ،‬ت�ل��ك ال�شركة‬ ‫ال�شفافة وغ�ير املركزية ب�شكل مذهل‪ ،‬لي�س‬ ‫م��ن اخل��ارج وال حتى م��ن ال��داخ��ل‪ .‬ونتيجة‬ ‫لتناغم �سيا�ستها‪ ،‬كان الرتكيز هناك وا�ضح ًا‬ ‫والإدارة غري مثقلة"‪.‬‬ ‫وت��اب��ع ��س��وت��ون حديثه ع��ن ال�شركة بقوله‬ ‫" وتت�سم �آبل �أي�ض ًا بكونها �شركة ر�صينة‬

‫مكبوحة االنفعال‪ ،‬وهذا الأمر حتديد ًا لي�س‬ ‫بال�شيء ال��ذي ميكن ل�ل�آخ��ري��ن تعلم فعله‪.‬‬ ‫ف�إىل جانب ذلك‪ ،‬هناك �شركات �أخ��رى تت�سم‬ ‫بامليزة نف�سها‪ .‬ويتعني على �شركات �أمريكية‬ ‫�أخرى مل تنل �سوى احتقار زبائنها لتقدميها‬ ‫م�ستوى خدميا �سيئا �أن ت�ستفيد من �آبل‪ ،‬التي‬ ‫تقوم بت�صنيع منتجات ب�سيطة ب�شكل جيد‪،‬‬ ‫وتتبع �سيا�سة ال�سهل املمتنع"‪.‬‬ ‫ويف حديث له مع ال�صحيفة �أي�ض ًا‪ ،‬قال ريغيز‬ ‫ماكينا‪ ،‬عميد الت�سويق والعالقات العامة يف‬ ‫وادي ال�سيليكون‪ ،‬الذي متتد عالقات العمل‬ ‫التي جمعته ب�آبل وجوبز �إىل العام ‪:1977‬‬ ‫"رمبا مت ت�أ�سي�س �آبل يف منت�صف �سبعينيات‬ ‫ال�ق��رن امل��ا��ض��ي‪ ،‬لكن ال�شركة و�سيتف كانا‬ ‫�أطفا ًال يف عقد ال�ستينيات" ثم م�ضى ماكينا‬ ‫يثني على طريقة التفكري التي كان يتميز بها‬ ‫جوبز يف �إدارته ال�شركة‪ ،‬وتقدمي املنتجات‪،‬‬ ‫يف الوقت الذي كانت تذهب فيه ال�شركة دوم ًا‬ ‫بعيد ًا عن النظام التقليدي للقيم التجارية‪،‬‬ ‫على ح�سب قول ماكينا‪.‬‬ ‫ولفتت �ساين�س مونيتور يف حمور مت�صل‬ ‫�إىل �أن �آبل قد جرى ت�أ�سي�سها على افرتا�ض �أن‬ ‫الو�ضع القائم هو العدو‪ .‬وعاودت لتنقل عن‬ ‫ماكينا هنا قوله‪ ":‬دائم ًا ما متيزت �آبل ب�أنها‬ ‫�شركة ذات ثقافة متمردة‪ ،‬حتى م��ع منوها‬ ‫يف احلجم والنجاحات‪ .‬لكنها دائم ًا ما كانت‬ ‫تتمرد بطريقة جتعل منها امنوذج ًا لل�شركات‬ ‫بنا ًء على الأ�سلوب والفئة والت�صميم"‪.‬‬ ‫وه��ي القيم التي انعك�ست ل��دى الأ�شخا�ص‬ ‫الذين التحقوا بالعمل يف ال�شركة‪ .‬وقال هنا‬ ‫ماكينا‪ ":‬حني �أتى جوبز �إىل �آبل مرة �أخرى‬ ‫ع��ام ‪ ،1997‬تعقب على الفور امل�شكلة التي‬ ‫كانت تعانيها ال�شركة �آنذاك‪ .‬وقام مبعاجلتها‪،‬‬ ‫وقام كذلك بتب�سيط املنظومة‪ ،‬وتخل�ص من‬ ‫الفرق املناف�سة‪ ،‬وجعل العاملني يتناف�سون‬ ‫من �أجل �إفادة ال�شركة‪ ،‬ولي�س من �أجل العراك‬ ‫مع بع�ضهم البع�ض‪ .‬لكن الدر�س الأهم الذي‬ ‫ميكن تعلمه من �آب��ل هو النظر �إىل الأ�شياء‬ ‫بطرق غري تقليدية‪ .‬كما يتيح لك االخرتاع‬ ‫احل�صول على ق�سط م��ن ال���س��وق‪ .‬وبغ�ض‬ ‫النظر عن مدى كفاءتك‪ ،‬ف�إن مبقدورك دائم ًا‬ ‫�أن تقوم بذلك على نحو �أف�ضل‪ .‬وقد جنحت‬ ‫�آبل يف �إظهار قيمة البحث دائم ًا عن الكمال"‪.‬‬ ‫ك�م��ا حت��دث ك�ي��ث ياما�شيتا‪ ،‬ال ��ذي يرت�أ�س‬ ‫حالي ًا جمل�س �إدارة �شركة ‪SYPartners‬‬ ‫لال�ست�شارات ال�ت��ي ي��وج��د مقرها يف �سان‬ ‫فران�سي�سكو‪ ،‬عن جتربة عمله مع �آبل وكذلك‬ ‫�شركة ‪ NeXT Computer‬التي �أ�س�سها‬ ‫جوبز بعد طرده من �شركة �آبل عام ‪.1986‬‬ ‫و�أك��د حينها �أن��ه ك��ان يرتبط بعالقة وطيدة‬ ‫ب�شركة �آبل‪ .‬وقال هنا‪ " :‬ل�ست مت�أكد ًا ما �إن‬ ‫كانت �آبل تفكر حتى يف املناف�سة‪ .‬فهي متفردة‪،‬‬ ‫وال تزعج نف�سها ب�ش�أن الآخرين‪ .‬وحني عملت‬ ‫م��ع �ستيف‪ ،‬مل تكن هناك مناق�شات تقريب ًا‬ ‫ب�ش�أن املناف�سة‪ .‬وك��ان هدفنا ه��و �أن نقدم‬ ‫الأف�ضل‪ .‬وعندما تفكر بهذا ال�شكل‪ ،‬ف�إنك تفكر‬ ‫بالأ�شياء ب�شكل خمتلف"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ياما�شيتا‪�" :‬أرى �أن القوة احلقيقية‬ ‫ل���ش��رك��ة �آب ��ل رمب ��ا تتمثل يف و�سو�ستها‪.‬‬ ‫ال��و� �س��و� �س��ة ب �خ �� �ص��و���ص ك ��ل �� �ش ��يء‪ .‬فهي‬ ‫مو�سو�سة ب�ش�أن �سل�سلة التوريد‪ ،‬ومو�سو�سة‬ ‫ب�ش�أن ت�صميم املنتجات وك��ذل��ك التغليف‪.‬‬ ‫وتوا�صل ال�شركة م�ضيها دائم ًا على طريق‬ ‫حت�سني ذات �ه��ا‪ ،‬واالرت �ق��اء بنف�سها لأف�ضل‬ ‫امل�ستويات‪ .‬وتعتمد �سيا�ستها الت�سويقية‬ ‫على م�ساعدة عمالئها على اال�ستفادة ب�أق�صى‬ ‫درجة ممكنة من منتجات ال�شركة‪ ،‬ليكونوا‬ ‫�أف�ضل العمالء �أي�ض ًا"‪.‬‬ ‫و�أك ��دت ال�صحيفة يف اخل�ت��ام �أن ال�شركات‬ ‫الأمريكية كافة بات يتعني عليها اليوم‪ ،‬يف ظل‬ ‫ما يحدث من تغيريات �سريعة وغري متوقعة‬ ‫مب �ج��االت الأع �م��ال وال�سيا�سة واملجتمع‪،‬‬ ‫�أن تتكيف مع ه��ذا االنعطاف ال�سرتاتيجي‬ ‫العاملي‪.‬‬

‫عن ‪ /‬كر�ستيان �ساين�س‬ ‫مونيتور‬

‫�ستيف جوبز يف �أعني‬ ‫الأمركيني‪:‬‬ ‫رحيله خ�سارة للب�شرية‬ ‫وفـــاة �ستيف جوبز �أثارت حزن و�أ�سف ّ‬ ‫كل الذين عرفوه‬ ‫م��ن قريـب �أو م��ن بعيد وك� ِّ�ل ال��ذي��ن �أ�صبحت �أجهزة‬ ‫�شركته �آب��ل جـــزءا من حياتهم اليومية‪ .‬ردود �أفعال‬ ‫كثيــــرة ُ�ســـجلت لدى خمتلف ال�شرائح االجتماعية فــــي‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية حيث و�ضع النا�س باقـــات‬ ‫ال��ورود و�أ�شعلوا ال�شموع عند مداخل حمالت �شركة‬ ‫�ستيف جوبز مثلما هو ال�ش�أن يف مدينة نيويورك حيث‬ ‫قال �إيفاري�ست لوفيفر �أحد املعجبني بعبقريــــة �ستيف‬ ‫جوبز‪ :‬وُلدتُ يف مطلع ال�سبعينيات‪ ،‬فكنت �أخاف �آبل‬ ‫اثنني �أي ماكينتو�ش‪ ..،‬بعدها بُعثتْ �شركة �آب��ل من‬ ‫جديد يف منت�صف الت�سعينيات‪.‬‬ ‫�أن��ا اليوم �أ�ؤل��ف الكثري من املو�سيقى‪ ،‬وك��ل ما �أفعله‬ ‫يتم على �أج�ه��زة �آب��ل‪� .‬أن��ا �أح��ب ه��ذه الأج�ه��زة و�أحب‬ ‫�صاحبها‪..‬و�أ�شعر باحلزن لرحيله‪� .‬أم�س‪ ،‬كنت �أمام‬ ‫ير ذلك…‬ ‫�شا�شة التلفزيون �أتابع ك� َّل التعليقات وغ� َ‬ ‫خرب وفاته جد حمزن‪ .‬ال�شاب داي�شريو تا�شريو �سائح‬ ‫رب وفاة جوبز وهو يف الواليات املتحدة‬ ‫ياباين َب َل َغ ُه خ ُ‬ ‫�صب �أعيننا‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫يجب‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫الأمريكية‪،‬‬ ‫نبقي �إر َث��ه ُن َ‬ ‫َ‬ ‫ونحاو َل �أن ننج َز ما كان يرغب يف �إجنازه‪ ،.‬لأنه جعل‬ ‫العامل �أف�ضل بكثري مما كان يف جمال الإبداع‪.‬‬ ‫ه �ن��دي‬ ‫وت�ق��ول الفتاة الأمريكية م��ن �أ�صل‬ ‫غي‬ ‫ب� ِ�ري��ا � �س��ا ْن��دن��ا‪� :‬أع �ت �ق��د �أن ��ه رَّ‬ ‫جم � ��رى ح� �ي ��ات� �ن ��ا‪ .‬فب�شرائي‬ ‫الآيفون‪ ،‬تغريت حتى اللغة‪� ،‬إذ‬ ‫مل �أعد �أ�ستخدم كلمة الهاتف‪،‬‬ ‫بل ح ّلت حملها كلمة الآيفون‬ ‫والآيباد‪.‬‬ ‫ديفيد ك��ارول �أ�ستاذ الت�صميم‬ ‫الإعالمي َيعد �ستيف جوبز �أح َد‬ ‫عظماء التاريخ الكبار‪ :‬نحن �أي�ضا‬ ‫ن�ق�دِّر �إ�سهاماتِه يف جم��ال الأع �م��ال يف‬ ‫�أم��ري�ك��ا وخ��ارج �ه��ا‪ ،‬وق��د ُي�ع��د يف امل�ستقبل‬ ‫�صناعيا ع�م�لاق��ا يف م���ص��اف ال�ك�ب��ار على‬ ‫غ��رار توما�س �إيدي�سون وه�نري فورد‪،‬‬ ‫وب��ال �ت��ايل �سيُنظر �إل �ي��ه ك ��أح��د عظماء‬ ‫التاريخ‪.‬الأمريكيون من جميع �أنحاء‬ ‫البالد ت�أثروا لرحيل �ستيف جوبز‪ ،‬كهذه‬ ‫املر�أة �أي�ضا يف الغرب الأمريكي‪� ،‬إذ تقول‬ ‫عن تركة جوبز‪� :‬إنها تركة ممتعة‪ .‬لقد كان‬ ‫ق��و ًة من ِق��وى الطبيعة‪ .‬مل نعد نقول هل لديك‬ ‫جهاز املو�سيقى النقال �أو هل عندك وولكمان؟‬ ‫�أ�صبحنــا نقول �أريد جهاز �آيباد �أو �آيبود‪ ،‬هذه هي‬ ‫الأجهزة التي �أ�صبحنا نف�ضلها‪.‬‬

‫�أ�سطورة القرن الواحد‬ ‫والع�شرين يوا�صل جناحاته‬ ‫حتى بعد رحيله‬ ‫ال��والي��ات املتحدة خ�سرت نابغة ‪�..‬ستحدد �أف�ك��اره �شكل‬ ‫العامل لأجيال عدة كما ورد �سيل من ردود الفعل على �شبكات‬ ‫التوا�صل االجتماعي مما ي�شهد على حجم الرمز الذي بات‬ ‫يج�سده مهند�س كل جناحات �آب��ل‪ .‬ففي ال�صني وحدها مت‬ ‫ت�سجيل قرابة ‪ 35‬مليون مدونة �صغرية عند ظهر اخلمي�س‬ ‫الفائت‪ ،‬تناولت م�ؤ�س�س �آبل على خدمة املدونات ال�صغرى‬ ‫الرئي�سية يف البالد �سينا ويبو‪ .‬وعلى �صعيد �آخر هبطت‬ ‫�أ�سهم �أبل يف بداية تداوالت بور�صة فرانكفورت بعد وفاة‬ ‫�ستيف جوبز الرئي�س التنفيذي ال�سابق لل�شركة والذي كان‬ ‫يعد قلب وروح ال�شركة‪ ،‬وبحلول ال�ساعة ‪ 0616‬بتوقيت‬ ‫كريننت�ش انخف�ضت �أ�سهم ال�شركة امل��درج��ة يف بور�صة‬ ‫فرانكفورت ‪ 3.3‬باملائة‪.‬‬ ‫وقال روجر بيرتز ع�ضو جمل�س �إدارة �شركة كلوز براذرز‬ ‫�سايدلر هذا اخلرب يطغى اليوم على الأق��ل على املناق�شات‬ ‫الدائرة ب�ش�أن الأزمة املالية‪ .‬وجاءت ردود فعل البور�صات‬ ‫بعد �إعالن جمل�س �إدارة �شركة �آبل عن وفاة �ستيف جوبز‪،‬‬ ‫الذي �شارك يف ت�أ�سي�س املجموعة العام ‪ 1976‬و�أطلق �أهم‬ ‫منتجاتها من كمبيوتر ماكنتو�ش �إىل جهازي �آي بود و�آي‬ ‫باد‪ .‬ولكن يبدو �أن �ستيف جوبز‪� ،‬أحد م�ؤ�س�سي �شركة �آبل‬ ‫العمالقة للإلكرتونيات‪ ،‬ال يزال يوا�صل �سل�سلة جناحاته‬ ‫التي تفوق اخليال‪ ،‬حتى بعد وفاته‪ .‬فقد ت�صدر كتاب حول‬ ‫ال�سرية الذاتية لرئي�س �آبل الراحل‪ ،‬قوائم الكتب الأف�ضل‬ ‫مبيع ًا اليوم اخلمي�س‪ ،‬بالرغم من �أن��ه لن يطرح للبيع يف‬ ‫املكتبات حتى �أواخر ال�شهر اجلاري‪.‬‬ ‫وقد كان من املقرر يف الأ�صل ن�شر الكتاب يف ‪ 21‬ت�شرين‬ ‫الثاين‪/‬نوفمرب املقبل‪ ،‬غري �أن دار ن�شر �سيمون و�شو�سرت‬ ‫قررت تقدمي موعد الن�شر �إىل ‪ 24‬ت�شرين االول بعد �إعالن‬ ‫خرب وفاته‪ .‬وجاء الكتاب على ر�أ���س قائمتي �أم��ازون و�آي‬ ‫تيونز للكتب الأف�ضل مبيع ًا‪ ،‬بينما �أتى يف املرتبة الثالثة على‬ ‫قائمة موقع بارنيز �آند نوبل الإلكرتوين‪.‬وولد �ستيف‬ ‫جوبز يف �سان فران�سي�سكو يف ‪� 24‬شباط‪/‬‬ ‫فرباير ‪ ،1955‬وكان يعاين منذ �سنوات عدة‬ ‫من م�شاكل �صحية بعدما �أ�صيب يف ‪2004‬‬ ‫بنوع نادر من �سرطان البنكريا�س وخ�ضع‬ ‫يف ‪ 2009‬لعملية زرع كبد‪.‬‬ ‫ومنذ كانون الثاين‪/‬يناير وحتى وفاته كان‬ ‫جوبز يف عطلة مر�ضية �أعلن خاللها يف‬ ‫‪� 24‬آب‪�/‬أغ�سط�س املا�ضي ا�ستقالته كمدير‬ ‫عام لآبل‪ ،‬تاركا هذا املن�صب مل�ساعده تيم‬ ‫كوك‪ .‬حيث وافته املنية الأربعاء الفائت‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 56‬عاما‪ ،‬ليرتك بذلك فراغ ًا‬ ‫كب ً‬ ‫ريا يف ع��امل التكنولوجيا ويف قلوب‬ ‫حمبيه‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫اوباما‪ :‬لقد ج�سد روح العبقرية‬ ‫االمريكية‬ ‫ميدفيديف‪ :‬كان مثاال يحتذى‬ ‫�شهدت العديد من ال��دول مظاهر نعي لرحيل ايقونة‬ ‫ثورة االلكرتونيات ويف الواليات املتحدة نعى الرئي�س‬ ‫الأم��ري �ك��ي ب ��اراك �أوب��ام��ا �ستيف ج��وب��ز‪ ،‬ال��ذي تويف‬ ‫الأرب�ع��اء املا�ضي بالتوقيت املحلي للواليات املتحدة‪،‬‬ ‫ج�سد روح العبقرية الأمريكية‪ ،‬وي�صنف �ضمن‬ ‫قائال �إنه َّ‬ ‫�أعظم املبتكرين الأمريكيني‪.‬‬ ‫وقال �أوباما يف بيان‪ :‬كان �ستيف بني �أعظم املبتكرين‬ ‫الأمريكيني ولديه من ال�شجاعة ما يكفي للتفكري ب�شكل‬ ‫خمتلف واجل ��ر�أة الكافية ليعتقد �أن��ه ق��ادر على تغيري‬ ‫العامل وك��ان لديه من املوهبة ما يكفي لفعل ذلك‪.‬ومن‬ ‫جهته قال الرئي�س الرو�سي دميرتي ميدفيديف‪� :‬إن رجل‬ ‫الأعمال الأمريكي الراحل �ستيف جوبز‪� ،‬ضرب مثاال‬ ‫يحتذي به اجلميع طيلة حياته‪.‬‬ ‫وكتب ميدفيديف على موقع تويرت الإلكرتوين للتوا�صل‬ ‫االجتماعي �إن �أنا�سا مثل �ستيف جوبز يغريون وجه‬ ‫العامل‪ .‬وكان ميدفيديف قد التقى مع جوبز يف �صيف‬ ‫عام ‪ 2010‬خالل زيارة له �إىل الواليات املتحدة‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫ميدفيديف‪� :‬أق��دم خال�ص تعازي جلريانه وم��ن قدروا‬ ‫ذكاءه وموهبته‪.‬وذكرت وكالة �أنباء انرتفاك�س الرو�سية‬ ‫�أن متاجر �شركة �آبل يف مدينة �سانت بطر�سبورغ‪ ،‬ثاين‬ ‫�أكرب مدينة يف رو�سيا‪ ،‬علقت �صور جوبز ‪.‬‬ ‫ويف �أملانيا نعى احتاد نا�شري ال�صحف الأملانية �ستيف‬ ‫جوبز‪ .‬وقال �ألك�سندر فون رايبنيت�س‪ ،‬املدير التنفيذي‬ ‫للق�سم الإلكرتوين باالحتاد الأملاين لنا�شري ال�صحف‪،‬‬ ‫ناعيا جوبز‪� :‬إنه يوم حزين لنا‪ ..‬لقد غري �ستيف جوبز‬ ‫العامل بالن�سبة لنا �أي�ضا‪.‬و�أ�شار رايبنيت�س �إىل �أن جهاز‬ ‫�أي باد ال��ذي تنتجه �شركة �آب��ل حرك �سوق احلا�سوب‬ ‫اللوحي يف العامل وان��ه ميثل اخليار الأمثل للمجالت‬ ‫على االنرتنت م�ضيفا‪:‬ن�شعر باالمتنان له على ما فتحه‬ ‫لقطاعنا من �إمكانيات‪.‬‬ ‫ويف ا�سرتاليا قالت رئي�سة ال��وزراء اال�سرتالية جوليا‬ ‫غيالرد‪ :‬كل واحد منا حماط يف حياته اليومية مبنتجات‬ ‫ابتكرها ه��ذا العبقري لي�س من املبالغ القول ان��ه غري‬ ‫ال�ع��امل‪ .‬من جهته �أعلن رئي�س بلدية نيويورك مايكل‬ ‫بلومربغ �أن الواليات املتحدة خ�سرت نابغة �سوف يبقى‬ ‫يف ذاكرتنا مثل �إدي�سون واين�شتاين‪ ،‬نابغة �ستحدد‬ ‫�أف �ك��اره �شكل ال�ع��امل لأج�ي��ال ع��دة ‪ .‬وق��ال امل��دي��ر العام‬ ‫احلايل للمجموعة تيم كوك يف ر�سالة الكرتونية وجهها‬ ‫�إىل موظفي �آبل ون�شر ن�صها �أن �آبل فقدت رجال �صاحب‬ ‫ر�ؤية ومبدعا عبقريا‪ ،‬والعامل فقد �إن�سانا عظيما‪ .‬وقال‬ ‫كوك يف ر�سالته �أن �ستيف خلف وراءه �شركة ما كان‬ ‫احد �سواه ليتمكن من بنائها‪ ،‬وروحه �ستظل �أبدا �أ�سا�س‬ ‫�آبل‪.‬‬

‫م�����ال�����ئ ال�����دن�����ي�����ا وش������اغ������ل ال����ن����اس‬ ‫ودع العامل ب�أ�سى وحزن وا�ضح االربعاء الفائت �أهم رواد‬ ‫الإلكرتونيات و�صناع املعلوماتية املهرة‪ ،‬قابل العامل نب�أ‬ ‫وف��اة �أ�سطورة الإلكرتونيات و�أح��د م�ؤ�س�سي �شركة �آبل‬ ‫العمالقة �ستيف جوبز‪ ،‬بحزن كبري و�شديد‪ ،‬لكن اي�ضا بثناء‬ ‫غزير‪ ،‬ووفاء طافح على اجنازاته‪ .‬كما توالت التعازي على‬ ‫رحيل ملهم �شركة �آب��ل من زعماء عامليني ور�ؤ��س��اء دول‪،‬‬ ‫م��ن رج��ال ب��ارزي��ن يف ق�ط��اع الأع �م��ال‪ ،‬وم��ن �شخ�صيات‬ ‫عامة معروفة‪ ،‬وااله��م من قبل حمبيه الكرث ح��ول العامل‬ ‫الذين ذرفوا دموعا لرحيله‪ .‬وكان جوبز‪ ،‬قد ولد يف �سان‬ ‫فران�سي�سكو لأم �أمريكية هي ج��وان ك��ارول �شيبل و�أب‬ ‫مولود يف �سوريا‪.‬‬ ‫رحل �ستيف جوبز املبتكر الفذ الذي �أع��اد ت�شكيل �صناعة‬ ‫احلا�سوب والهاتف املحمول يف العامل وغري عادات املاليني‬ ‫من الب�شر ‪� .‬ستيف جوبز من مواليد عام خم�سة وخم�سني‬ ‫ب��والي��ة يف ��س��ان فران�سي�سكو االم��ري�ك�ي��ة وك��ان �شغوفا‬ ‫بالتكنولوجيا‪ ،‬وبرغم عدم �إكماله درا�سته اجلامعية‪ ،‬حظي‬ ‫بفر�صة التدرب يف �شركة ‪ HP‬للإلكرتونيات حيث تع ّرف‬

‫ب�شريكه ووزنياك‪ ،‬ليكون رفيق دربه يف الإبداع و توالت‬ ‫بعدها النجاحات تلو االخرى ‪ .‬عام اربعة و ثمانني‪ ،‬ابتكرت‬ ‫ماكينتو�ش اخرتاعا جديدا يف عامل التكنولوجيا‪ ،‬باال�ضافة‬ ‫اىل ف�أرة احلا�سوب‪ ،‬جوبز مل يكن عبقريا يف املعلوماتية‬ ‫فقط‪ ،‬بل كان �ساحرا يف جمال الت�سويق‪.‬‬ ‫لقد ا�سال لعاب اال�سواق العاملية بالتفاحة املق�ضومة‪ ،‬رمز‬ ‫�شركته‪ .‬بعد ت�سعة اع��وام‪ ،‬ا�س�س �شركة خا�صة اخرى به‬ ‫�أطلق عليها �إ�سم ‪ ،next‬ثم انتقل �إىل ال�سينما لي�ؤ�س�س‬ ‫�شركة بيك�سار وك��ان �أول من دم��ج الر�سوم املتحركة مع‬ ‫تكنولوجيا املعلوماتية ‪.‬‬ ‫بعدها‪ ،‬بد�أ ع�صر �آبل الذهبي مع �إطالق الـ ‪ Imac‬وبد�أت‬ ‫معركة الربجميات م��ع املناف�س الأك�ب�ر ‪.Microsoft‬‬ ‫و ابتكر حوا�سيب �صغرية وجميلة با�سعار ال تتجاوز‬ ‫االل��ف وثالثمائة دوالر وج��اء بالهواتف الذكية والكتب‬ ‫االلكرتونية‪ ،‬لينطلق بعدها جوبز مبنتجات ا�صغر حجما‬ ‫واكرث جماال‪ .‬عام الفني وواحد‪ ،‬ا�صدر االيبود وعام الفني‬ ‫و �سبعة الهاتف الذكي االيفون و عام الفني وع�شرة كان‬

‫اللوح االلكرتوين االيباد ‪.‬‬ ‫يف �شهر حزيران يونيو املا�ضي‪ ،‬اطل �ستيف جوبز على‬ ‫عامل التكنولوجيا‪ ،‬بحلة متوا�ضعة‪ ،‬و بج�سم نحيل‪ ،‬انهكه‬ ‫املر�ض ليقدم ابتكارا جديدا يتمثل بال اي كلود ‪ .‬لقد مثلت‬ ‫ابل جناحا مهنيا كبريا ل�ستيف جوبز‪ ،‬ابعدت عنه �شبح‬ ‫ال�سرطان ال��ذي اكل‬ ‫الفقر لكنها مل ت�ستطع ابعاد داء‬ ‫ج�سده‪ ،‬لريحل و يرتك‬ ‫زوج � � ��ة و ارب� �ع ��ة‬ ‫اط� �ف���ال ‪ .‬ب��وف��اة‬ ‫ج��وب��ز‪ ،‬خ�سرت‬ ‫املعلوماتية احد‬ ‫عباقرتها الذين‬ ‫�شغلوا الدنيا‬ ‫با بتكا ر ا تهم‬ ‫ال �ت��ي ا�ستفاد‬ ‫منها املاليني من‬ ‫الب�شر‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫الرج��ل ال��ذي غـيـ��ر العـالـ��م‬ ‫ح�سب اعتقاده ال يوجد �إال رجال قليلون غريوا جمرى التاريخ كنيوتن‪� ،‬شيك�سبري �أو �أن�شتاين و هو يرى نف�سه �أحدا منهم‪� ،‬إنه الرجل الذي‬ ‫�أراد تغيري العامل باملعلوماتية‪� ،‬إنه الرجل الوحيد الذي ميكنك انتظار م�ؤمتراته كما تنتظر مباراة يف كرة القدم‪� ،‬إنه �أي�ضا من يجربك‬ ‫على الإنتظار ملدة �أيام يف طابور كبري �أمام كل متاجره يف العامل عند �صدور �أي منتج جديد‪� .‬إنه من دون �شك �ستيف جوبز �أحد م�ؤ�س�سي‬ ‫�شركة التفاحة مع �ستيف �آخر‪� ،‬ستيف وزنياك‪ .‬قرر جوبز الإ�ستقالة من من�صبه كاملدير التنفيذي لل�شركة التي �أ�س�سها‪ ،‬يف ‪� 24‬أغ�سط�س‬ ‫‪ 2011‬و كل العامل ت�أ�سف لذلك‪ ،‬رحيل �أعظم مدير تنفيذي للع�شرية الأخرية و �إذا كنتم ما زلتم تظنون �أنه لي�س كذلك فاربطوا الأحزمة‬ ‫لننطلق يف رحلة عرب الزمن‪� 56 ،‬سنة �إىل الوراء لنكت�شف ق�صة جناح الرجل املعجزة �ستيف جوبز‪.‬‬

‫كيف ن�ش�أ �ستيف جوبز ؟�ستيف بول جوبز‬ ‫يحمل دم ��ا ع��رب�ي��ا م��ن �أب �ي��ه البيولوجي‪،‬‬ ‫ال�سوري عبد الفتاح ج��ون ج�ن��ديل‪ ،‬حامل‬ ‫دوك� �ت ��وراه يف ال �ع �ل��وم ال���س�ي��ا��س�ي��ة التي‬ ‫حت�صل عليها ب��ال��والي��ات املتحدة و هناك‬ ‫يف �أمريكا تعرف على والدة �ستيف‪ ،‬جوان‬ ‫كارول �شيبل و �أجنب منها �ستيف جوبز و‬ ‫منى �سيمب�سون (كاتبة �أمريكية) و الذي مت‬ ‫تبنيهما من عائلتني خمتلفتني بعد انف�صال‬ ‫الأبوين‪.‬‬ ‫و هكذا تبد�أ ق�صة �ستيف جوبز يف ‪1955‬‬ ‫ب �ح��ي ك��وب��رت �ي �ن��و يف والي� ��ة كاليفورنيا‬ ‫بالواليات املتحدة مهد التقنية احلديثة‪ ،‬على‬ ‫بعد كيلومرتات فقط عن منطقة ‪Silicon‬‬ ‫‪� Valley‬أو وادي ال�سيليكون �أين ن�ش�أت‬ ‫�أك�ب�ر ال���ش��رك��ات ال�ع��امل�ي��ة كهوليت باكارد‬ ‫(‪� ،)HP‬أب��ل‪� ،‬إنتل و �صن ميكرو�سي�ستمز‬ ‫(‪ .)SUN‬ح�ي��ث ن���ش��أ يف ع��ائ�ل��ة اجلوبز‬ ‫املتوا�ضعة لكن ه��ذا مل مينعه م��ن حتقيق‬ ‫�أحالم الكبار (تغيري العامل)‪ ،‬و كالعديد من‬ ‫�أبناء حيه كان �شغف �ستيف بالإلكرتونيات‬ ‫و لتغيري العامل تبدو البداية متعرثة مبا �أنه‬ ‫كان جمرد م�صلح هاو للأجهزة الإلكرتونية‬ ‫يف العطل الأ�سبوعية و مل يكن بارعا جدا‬ ‫يف ذلك‪.‬‬ ‫و ب �ع��د �إن� �ه ��ائ ��ه درا�� �س ��ات ��ه ال �ث��ان��وي��ة يف‬ ‫‪Homestead High School‬‬ ‫بكوبرتينو يف ‪ ،1972‬التحق �ستيف جوبز‬ ‫بجامعة ‪ Reed College‬يف بورتالند‬ ‫التابعة لوالية �أوريغون �أي��ن �سيتخلى عن‬ ‫درا�سته بعد ثالثي وحيد‪ .‬لكنه و يف املقابل‬ ‫وا�صل متابعته للدرو�س كطالب ح��ر‪ ،‬مما‬ ‫�ساعده يف متابعة درو���س مهمة يف علوم‬ ‫اخلط التي يرجع �إليها الف�ضل يف جمالية‬

‫خطوط املاك التي ترونها اليوم‪ ،‬ح�سب ما‬ ‫قاله يف اخلطاب ال�شهري الذي �ألقاه بجامعة‬ ‫�ستانفورد يف ‪: 2005‬‬ ‫[‪ ]...‬تعلمت خطوط ‪ Serif‬و ‪San Serif‬‬ ‫و ح ��ول ت�ع��دي��ل امل���س��اف��ة ب�ين احل� ��روف و‬ ‫الكلمات‪ ،‬ح��ول ما يجعل الطباعة الرائعة‬ ‫رائ �ع��ة ب�ح��ق [‪ ]...‬مل ي�ك��ن ه��ذا م �ف �ي��د ًا يف‬ ‫حياتي لكن بعد ع�شر �سنوات‪ ،‬عندما كنا‬ ‫نقوم بت�صميم حا�سوب املاكنتو�ش الأول‬ ‫ج��اءت �إيل ه��ذه اخلطوط و قمت برتكيبها‬ ‫يف نظام م��اك‪ ،‬و ك��ان هو احلا�سوب الأول‬ ‫ذو الطباعة اجل �ي��دة‪ .‬فلو مل �أق��م بدرا�سة‬ ‫تلك املادة يف اجلامعة ملا �أ�صبح لنظام ماك‬ ‫خطوط متعددة و ذات م�سافات متنا�سبة‪.‬‬ ‫حتى بالن�سبة لنظام ال��وي�ن��دوز ال��ذي قام‬ ‫بتقليد امل ��اك‪ ،‬فلو مل �أدر����س تلك امل ��ادة ملا‬ ‫�أ�صبح لكل جهاز �شخ�صي هذه اخلطوط و‬ ‫مل يكن لديهم هذه الطباعة للخطوط الرائعة‬ ‫التي يعملون عليها حتى الآن‪.‬‬ ‫عا�ش جوبز �شبابا عاديا‪ ،‬ك�أي �شاب �أمريكي‬ ‫و ت�أثر كثريا ب�أفكار الهيبيز يف بداية درا�سته‬ ‫ب��اجل��ام �ع��ة‪ ،‬ال���ش�ع��ر ال �ط��وي��ل‪ ،‬ال�سراويل‬ ‫املفتوحة‪ ،‬املو�سيقى املناه�ضة‪ ،‬املخدرات و‬ ‫خا�صة بهدف واحد �أمامهم‪ ،‬تغيري العامل‪ .‬يف‬ ‫تلك الفرتة كانت جلوبز جمموعته اخلا�صة‬ ‫و كان يذهب هو و زمالئه �إىل مزرعة �أ�شجار‬ ‫التفاح �أي��ن ك��ان��وا ينعزلون ع��ن جمتمعهم‬ ‫ملمار�سة معتقداتهم‪.‬‬ ‫و يف هذه الفرتة من �شبابه �سيلتقي جوبز‬ ‫م��ع رج ��ل ��س�ي�غ�ير ح �ي��ات��ه‪ ،‬ج� ��اره �ستيف‬ ‫وزنياك �أح��د عباقرة كاليفورنيا و �أول من‬ ‫اخرتع جهاز الكمبيوتر‪ ،‬ا�ضغط على التايل‬ ‫لنكت�شف �سر هذا الرجل!‬ ‫ل �ق��ا�ؤه م��ع �ستيف وزن �ي��اك و �إن �ت��اج �أول‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫جوبز يف �شبابه‬

‫كمبيوتر �شخ�صي يف العامل‪:‬‬ ‫�ستيف وزن �ي��اك ه��و مهند�س �أم��ري�ك��ي من‬ ‫�أ��ص��ول بولندية م��ن مواليد ‪� 11‬أغ�سط�س‬ ‫‪ /‬اب ‪ 1950‬ب�سان خو�سيه يف كاليفورنيا‬ ‫�أي �أنه يكرب �صديقه جوبز بخم�س �سنوات‪،‬‬ ‫وزنياك �أو ‪ WOZ‬كما يناديه البع�ض هو‬ ‫�أح��د ع�ب��اق��رة جيله يف والي��ة كاليفورنيا‪.‬‬ ‫فمنذ �سن الثالث �سنوات كان �ستيف يجيد‬ ‫ال �ق��راءة‪� 7 ،‬سنوات �صنع الطفل ال�صغري‬ ‫جهاز رادي��و ب�إمكانياته اخلا�صة‪� 13 ،‬سنة‬ ‫الإلكرتونيات مل تعد �سرا بالن�سبة �إليه و‬ ‫اخ�تراع��ات �ستيف وزن �ي��اك ت�ت��واىل �أهمها‬ ‫كانت العلبة الزرقاء �أو (‪� .)Blue Box‬إىل‬ ‫�أن قام باخرتاع اجلهاز الذي �سيغري حياة‬ ‫الثنائي �ستيف‪� ،‬أول جهاز كمبيوتر منزيل‬ ‫عرفته الب�شرية‪ .‬التقى الثنائي �ستيف خالل‬ ‫درو�س �صيفية يف علوم احلا�سوب بناد يدعى‬ ‫‪،Homebrew Computer Club‬‬ ‫كالهما �أبدى �إعجابه بالإلكرتونيات و كون‬ ‫ال�شابان �صداقة ال مثيل لها‪.‬‬ ‫�سنوات قليلة بعد ذل��ك و يف ‪� 1975‬أنهى‬ ‫�ستيف وزنياك جهازهما اجلديد ب�إمكانياته‬ ‫اخل��ا� �ص��ة‪ ،‬الأب� ��ل ‪� 1‬أول ج �ه��از كمبيوتر‬ ‫�شخ�صي يف التاريخ اجلهاز ك��ان حمدودا‬ ‫لكن يف ذلك الوقت كان جهازا ثوريا ف�أجهزة‬ ‫الكمبيوتر كانت ت�شبه خ��زان��ات كبرية من‬ ‫دون �شا�شة و ال لوحة مفاتيح‪ .‬وزنياك مل‬ ‫يكن فخورا باخرتاعه و كان عليه �أن يريه‬ ‫�إىل �أ�صدقائه يف النادي ليدرك قيمة جهازه‬ ‫اجلديد‪ ،‬الكل كان منبهرا فب�إمكانيات ب�سيطة‬ ‫متكن م��ن �صنع جهاز كمبيوتر‪ ،‬جوبز مل‬ ‫يخف �إع�ج��اب��ه باجلهاز و ل��دي��ه الآن فكرة‬ ‫وح �ي��دة يف ذه �ن��ه‪ ،‬ب�ي��ع اجل �ه��از‪ .‬وزنياك‬ ‫اعرتف �أنه مل يفكر يوما يف بيعه لكن جوبز‬

‫كان م�صرا على ذلك‪ ،‬و حني قال له وزنياك ‪:‬‬ ‫ماذا لو خ�سرنا مالنا‪� ،‬أجاب جوبز ‪ :‬حينها‬ ‫نكون قد �أ�س�سنا �شركتنا اخلا�صة على الأقل‪،‬‬ ‫و قرر جوبز حينها مبا�شرة ت�سمية ال�شركة‬ ‫�أبل فمن �أين جاء ذلك الإ�سم ؟ تتذكرون تلك‬ ‫املزرعة التي كان يجتمع فيها مع �أ�صدقائه‬ ‫الهيبيز يف ف�ترة �شبابه‪ ،‬نعم كانت مزرعة‬ ‫للتفاح مع الع�ضة على اليمني لتفادي الت�شابه‬ ‫مع حبة طماطم و تلك الأل��وان كانت ترمز‬ ‫لفكرة الهيبيز ‪ :‬تغيري العامل‪.‬‬ ‫م�ن��ذ ال �ب��داي��ة �سيك�شف �ستيف ج��وب��ز عن‬ ‫موهبته غري العادية يف الت�سويق‪ ،‬فتخيلوا‬ ‫�شابا م��ن الهيبيز ي��ري��د بيع جمموعة من‬ ‫الأج� �ه ��زة غ�ير اجل��اه��زة ب�ع��د يف � �س��وق ال‬ ‫وج��ود له �أ�صال‪ .‬و �أول �صفقة جلوبز بدت‬ ‫ك�أنها لعبة �أطفال‪ ،‬فلقد متكن من احل�صول‬ ‫على طلب توفري ‪ 100‬جهاز كمبيوتر لفائدة‬ ‫متجر ‪� The Byte Shop‬أول متجر‬ ‫للإعالم الآيل يف وادي ال�سيليكون‪ ،‬وزنياك‬ ‫مل ي�صدق ذل��ك حينما �أخ�بره �صديقه ب�أول‬ ‫عقد جتاري لهم‪ $ 500 ،‬للجهاز الواحد �أي‬ ‫ب�صفقة قيمتها ‪ 50.000‬دوالر‪ .‬هذه القيمة‬ ‫�ست�ستخدم يف تطوير �أجهزتهم طوال �صيف‬ ‫‪ 1976‬يف منزل جوبز‪ ،‬و بد�أت �أبل يف غرفة‬ ‫�شقيقة جوبز ثم انتقلوا �إىل غرفة الإ�ستقبال‬ ‫لينتهي بهم الأمر يف امل��ر�آب‪ .‬العمل يف ذلك‬ ‫امل�ك��ان مل مينعهم م��ن ت�سويق ‪ 200‬جهاز‬ ‫�آخ��ر يف �شهرين‪ ،‬لكن امل�شكل ال��ذي واجهه‬ ‫�ستيف هو حمدودية الفئة املهتمة باجلهاز‪،‬‬ ‫فكمبيوتر �أب ��ل ‪ 1‬ك��ان معقدا ج��دا و فقط‬ ‫املهند�سون البارعون ي�ستطيعون ت�شغيله‪،‬‬ ‫فلقد ك��ان يجب و�صله م��ع جهاز التلفاز و‬ ‫ال�ق�ي��ام ببع�ض الإع � ��دادات ب��ات�ب��اع خمطط‬ ‫لذلك‪ ،‬باخت�صار عملية ت�شغيله كانت ت�شبه‬ ‫حل معادلة يف الريا�ضيات‪.‬‬ ‫جوبز تفطن لذلك مبا �أن هدفه كان بيع جهازه‬ ‫للعموم و لهذا �سيطلب من وزنياك تطوير‬ ‫جهازه لهذا الغر�ض‪ ،‬الأمر الذي مل ي�ستغرق‬ ‫�سوى ب�ضع �أ�سابيع قبل �أن يك�شف جلوبز‬ ‫م�شروع الأب��ل ‪� .2‬صحيح �أن التطوير كان‬ ‫من وزنياك لكن كل ما تبقى اهتم به جوبز‬ ‫ب��دءا م��ن الت�صميم ال��ذي �سيتغري لي�صبح‬ ‫�شكله �أك�ثر قابلية للت�سويق م��ع �شا�شة و‬ ‫قارئ الأقرا�ص املرنة و غطاء من البال�ستيك‬ ‫و اللون الأبي�ض‪ ،‬ق��ام جوبز بتحويل �آلة‬ ‫غام�ضة �إىل جهاز موجه للإ�ستهالك‪ .‬و ال‬ ‫يتبقى الآن �إال �إق�ن��اع العائالت الأمريكية‬ ‫ب�شراء جهازهم و لهذا �سيطلق حملة �إعالنية‬ ‫�ستن�شرها خمتلف املجالت‪ ،‬يظهر فيها رجل‬ ‫�أعمال يتابع �أ�سهمه يف البور�صة مبا�شرة‬ ‫من منزله‪ ،‬الإعالن يبدو م�ستقبلي لكن جوبز‬ ‫تخيل الإنرتنت قبل ‪� 20‬سنة من ظهورها‪.‬‬ ‫و منذ الإعالن عن جهازهم اجلديد يف عامه‬ ‫الأول حققت �أبل مبيعات رائعة بالن�سبة لها‪،‬‬ ‫‪ 1000‬كمبيوتر يف ال�شهر‪.‬حكاية �أبل حتولت‬ ‫�إىل ق�صة جن ��اح‪ ،‬يف ب��داي��ة الثمانينيات‬ ‫ال�شركة ال�صغري التي بد�أت يف مر�آب �صغري‬ ‫حتولت �إىل مقر �ضخم يف وادي ال�سيليكون‬ ‫و ا�ستطاع جوبز غزو الواليات املتحدة بـ‬ ‫‪ 300.000‬جهاز بيع حتى الآن‪ ،‬مدار�س‬ ‫�أمريكا �أ�صبحت مزودة ب�أجهزة �أبل و على‬ ‫الأبل ‪� 2‬إذا تعلم الأمريكيون الإعالم الآيل‪.‬‬ ‫مع نهاية الثمانينيات �أبل توا�صل جناحاتها‬ ‫و ح��ان ال��وق��ت ل�ل��دخ��ول �إىل ال�ب��ور��ص��ة‪5 ،‬‬ ‫ماليني �سهم بيع يف ب�ضع دقائق فقط لتقفز‬ ‫قيمة ال�شركة بن�سبة ‪ % 23‬يف يومها الأول‪.‬‬ ‫وبهذا �أ�صبح الثنائي مليونريين بعد ‪� 14‬سنة‬ ‫من العمل مبيزانية و�صلت �إىل ‪ 300‬مليون‬ ‫دوالر لكليهما‪ ،‬جوبز ‪� 30‬سنة و وزنياك ‪35‬‬ ‫هذا الأخري �سيقتني �سيارة بور�ش الفاخرة‬ ‫بلوحة ترقيم حتمل �إ�سم �أبل ‪ 2‬و �شيئا ف�شيئا‬ ‫بد�أ خمرتع �أبل الإن�سحاب من ال�شركة‪.‬‬ ‫وزنياك قرر الإن�سحاب‪ ،‬لكن الرحلة بالن�سبة‬ ‫ل�ستيف جوبز مل ت�ب��د�أ بعد فهناك مناف�س‬ ‫� �ش��ر���س ��س�ي�ظ�ه��ر‪ IBM ،‬ع �م�لاق �أمريكا‬ ‫ال ��ذي ي���ص��در يف ‪ 1981‬كمبيوتر ‪IBM‬‬ ‫‪ PC‬امل�ستوحى ب�شكل كبري من الأب��ل ‪.2‬‬

‫‪11‬‬

‫هرقل رمز لقوة ابل‬

‫اجلهاز مل يكن مناف�سا من الناحية التقنية‬ ‫و ال الربجمية لأبل فموظفي ال�شركة ا�شرتو‬ ‫ن�سخة منه و بعد تفكيكه الكل بد�أ ي�سخر من‬ ‫رداءة اجلهاز مقارنة معهم‪ ،‬لكن الأمريكيون‬ ‫ما زال��وا يثقون يف �أج�ه��زة ‪ IBM‬و الكل‬ ‫يف�ضل �شراء منتجات العالمة التي كانت‬ ‫تبدو �أكرث �أداء من �أبل‪ ،‬لكن جوبز‪.‬‬ ‫يطيح ب�شركة ‪�: IBM‬صحيح �أن �أبل بد�أت‬ ‫ب��داي��ة م�ت�ع�ثرة �أم ��ام �أج �ه��زة ‪ IBM‬التي‬ ‫مل تكن �أق��وى و ال �أك�ثر �أداءا من الأب��ل ‪،2‬‬ ‫لكن ال�صورة املهيمنة لل�شركة منعت جناح‬ ‫هذا الأخ�ير‪ ،‬و ذلك لأن هذه الأجهزة كانت‬ ‫حتمل بكل ب�ساطة ث�لاث��ة ح ��روف‪IBM ،‬‬ ‫فكانت هي العالمة املوثوقة يف تلك الفرتة‬ ‫و اجلميع يريد احل�صول على جهاز ‪IBM‬‬ ‫ب�أي ثمن و مهما كانت جودة املناف�سة‪ .‬لكن‬ ‫رجلنا لن ي�ست�سلم بهذه الب�ساطة لأن��ه كان‬ ‫على ثقة كبرية بتفوقه على اجلميع يف جمال‬ ‫الكمبيوتر‪.‬‬ ‫�ستيف جوبز يريد �سحق جهاز ‪ IBM‬للمرة‬ ‫الأخرية و لهذا �سيبد�أ يف خطته بالتفاو�ض‬ ‫م��ع ع�م�لاق �آخ��ر بطموحاته نف�سها‪ ،‬رجل‬ ‫الأع�م��ال ال�شهري ‪ John Sculley‬الذي‬ ‫ك��ان ي�شغل من�صب رئي�س �شركة بيب�سي‬ ‫ك��وال يف ت�ل��ك ال �ف�ترة (‪ )1983–1977‬و‬ ‫ا�شتهر ‪ Sculley‬ب�إطاحته برمز امل�شروبات‬ ‫الأمريكية كوكا كوال‪ .‬املهمة كانت لعبة �أطفال‬ ‫بالن�سبة لرجل موهوب مثل �ستيف جوبز‬ ‫الذي �أنهى �سل�سلة مفاو�ضاته مع مع ‪John‬‬ ‫‪ Sculley‬بعبارته ال�شهرية‪:‬‬ ‫هل تنوي بيع املاء املحلى طوال حياتك‪� ،‬أم‬ ‫�أنك تريد تغيري العامل معي؟‬ ‫جوبز و بعد �أي��ام قليلة م��ن ت��ويل ‪John‬‬ ‫‪ Sculley‬مهامه كمدير تنفيذي ل�شركة‬ ‫�أب�� ��ل‪ ،‬ك��ر���س م �ع �ظ��م وق��ت��ه يف م�شروعه‬ ‫اجلديد املاكنتو�ش‪ .‬امل�شروع كان مهما جدا‬ ‫بالن�سبة له لدرجة �أنه �سحب كل ما له عالقة‬ ‫م��ع م���ش��روع الأب���ل ‪ 2‬و ط�ل��ب م��ن اجلميع‬ ‫الت�ضحية من �أج��ل اجلهاز القادم ال��ذي لن‬ ‫يعطي ‪� IBM‬أي��ة فر�صة للمناف�سة‪ ،‬فقام‬ ‫بت�صميم �أقم�صة خا�صة للمهند�سني الذين‬ ‫يعملون على امل�شروع اجلديد كتب عليها ‪90‬‬ ‫�سا‪�/‬أ�سبوع و �أنا �أحب ذلك‪.‬‬ ‫‪� 90‬ساعة �أ�سبوعيا و �أن��ا �أح��ب ذل��ك جنون‬ ‫ج��وب��ز مل ي�ت��وق��ف ه�ن��ا ف�ق��ط ب��ل ذه ��ب �إىل‬ ‫�أب�ع��د م��ن ذل��ك‪ ،‬فبعد ‪�� 3‬س�ن��وات م��ن العمل‬ ‫اجلاد �أ�صبح املاكنتو�ش جاهزا للت�سويق و‬ ‫تاريخ ال�صدور كان ‪ .1984‬و مل يكن اختيار‬ ‫ال �ت��اري��خ ��ص��دف��ة مب��ا �أن ��ه �سي�ستخدم هذا‬ ‫التاريخ كرمز حلربه �ضد ‪ ،IBM‬لأن ‪1984‬‬ ‫هو عنوان �أحد �أ�شهر الكتب العاملية للكاتب‬ ‫‪� Eric Arthur Blair‬صاحب الإ�سم‬ ‫امل�ستعار ‪ ،George Orwell‬الرواية‬ ‫تنب�أ فيها الكاتب مبجتمع ا�ستبدادي لي�س له‬ ‫طموحات و ال م�شاعر يحكمه دكتاتور �سمي‬ ‫بالأخ الأكرب �أو ‪ ،BIG BROTHER‬و‬ ‫لإطالق املاكنتو�ش يريد رجلنا �أن ي�ستوحي‬ ‫فكرة �إعالنه من الكتاب و هنا �سي�ستعني ب�أحد‬ ‫�أ�شهر خمرجي الأفالم‪ ،‬الربيطاين ‪Ridley‬‬ ‫‪ Scott‬و �أب ��رز �أف�لام��ه ‪Gladiator‬‬ ‫يف ‪ 2000‬و روب��ن ه��ود (‪ .)2010‬ر�سالة‬ ‫الإع �ل�ان ك��ان��ت وا� �ض �ح��ة‪ ،‬ح�ي��ث ظ�ه��ر فيها‬ ‫ع �م��ال �شبه �آل �ي�ين ب ��أوج��ه ��ش��اح�ب��ة (و هم‬ ‫ميثلون كل املوظفني و ال�شركات املربغمة‬ ‫على ا�ستخدام �أجهزة ‪ )IBM‬يتجهون نحو‬ ‫�صالة عر�ض خطاب للأخ الأك�بر (‪،)IBM‬‬ ‫و خالل العر�ض تظهر عداءة (�أبل) �ستلعب‬ ‫دور امل�ن�ق��ذ بتحطيمها �شا�شة ال�ع��ر���ض و‬ ‫حترير العامل من كل ال��رداءة و احلوا�سيب‬ ‫الكبرية التي كانت ت�سيطر على العامل‪ ،‬ثم‬ ‫ختمت ال�شركة الإعالن بـ ‪:‬‬ ‫يف ‪ 24‬يناير‪ /‬كانون الثاين �ستعر�ض �أبل‬ ‫املاكنتو�ش‪ .‬و �سرتون ملاذا ‪ 1984‬لن يكون‬ ‫مثل ‪.1984‬‬ ‫و ع��دم ظهور جهاز املاكنتو�ش ك��ان ل�سبب‬

‫◄‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫وحيد‪� ،‬ستيف جوبز يريد �أن يح�ضى ب�شرف‬ ‫ت �ق��دمي اجل �ه��از �شخ�صيا يف ع��ر���ض يليق‬ ‫بال�شعب الأمريكي‪ .‬و بالفعل الكل كان يف‬ ‫املوعد يوم ‪ 24‬يناير‪ /‬كانون الثاين ‪1984‬‬ ‫مل�شاهدة العر�ض الأ�سطوري لأبل‪ ،‬و جوبز‬ ‫مل يحطم �أمال احل�ضور الذين �سي�شاهدون‬ ‫لأول م��رة ج �ه��از كمبيوتر م �ن��زيل مبعنى‬ ‫ال�ك�ل�م��ة‪ ،‬فلقد ك��ان امل��اك�ن�ت��و���ش �أول جهاز‬ ‫يدعم ال �ف ��أرة مب��ا �أن�ه��ا مل تكن معروفة من‬ ‫قبل و حمل معه حتديثات ث��وري��ة‪ :‬ظهور‬ ‫الأيقونات‪ ،‬النوافذ‪ ،‬امللفات‪� ،‬شريط املهام‪،‬‬ ‫ق��ارئ الأق��را���ص املرنة و تطوير كبري على‬ ‫الر�سوميات ترجمت ب ��أول برنامج للر�سم‬ ‫على احل��ا��س��وب‪ .‬و يف ال�ت��ايل �أول عر�ض‬ ‫للماكنتو�ش‪.‬‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫مبيعات اجلهاز ناجحة حتى الآن لكن للأ�سف‬ ‫لن تطول كثريا‪ ،‬فكل تلك الإجنازات �ستتبخر‬ ‫بعد �شهور قليلة م��ن ظ�ه��ور املاكنتو�ش و‬ ‫ال�سبب كان عبقري �آخر‪ ،‬بيل جيت�س‪.‬‬ ‫بيل جيت�س يحطم �أبل و يطرد �ستيف جوبز‬ ‫‪:‬من ال يعرف بيل جيت�س‪ ،‬الرجل املحبوب‬ ‫لدى اجلميع كم�ؤ�س�س ومدير ملايكرو�سوفت‬ ‫�أو كرجل �إن�ساين �أو ك�أغنى �أغنياء العامل‬ ‫لعدة �سنوات متتالية (‪ .)2007-1996‬و‬ ‫�أحد �أخطاء جوبز كانت ا�ستخفافه بالرجل‬ ‫الذي كان يزوده بالربجميات‪ ،‬فبيل جيت�س‬ ‫بنف�س طموحات �ستيف جوبز نف�سها �أن�ش�أ‬ ‫م�ؤ�س�سته و هو ما زال �شابا يف الع�شرين‬ ‫من عمره و هو باملنا�سبة من مواليد �سنة‬ ‫‪ ،1955‬نعم بعمر �صديقه اللذوذ �ستيف‪.‬‬

‫ن� �ح ��ن �إذا يف ب� ��داي� ��ة � �س �ن��ة ‪ ،1984‬و‬ ‫مايكرو�سوفت مل تكن تلك ال�شركة العمالقة‬ ‫التي نعرفها اليوم و كان بيل جيت�س يدير‬ ‫جمموعة من ال�شباب يف م�ؤ�س�سة �صغرية‬ ‫ت�ه�ت��م ب�ت�ط��وي��ر ال�ب�رام��ج ف �ق��ط‪ .‬و يف تلك‬ ‫ال�ف�ترة ك��ان بيل جم��رد م��زود ب�سيط يعمل‬ ‫يوميا عند �شركة �أب��ل و ال �أح��د ك��ان يرى‬ ‫فيه اخلطر القادم‪ ،‬فا�ستغل رجلنا العبقري‬ ‫ه��ذه الالمباالة للتعرف على �أ��س��رار جهاز‬ ‫املاكنتو�ش فلقد ك��ان ي���س��أل ع��ن ك��ل �شيء‬ ‫يتعلق بطريقة عمله بداية من نظام الت�شغيل‬ ‫�إىل طريقة عمل الأداة اجلديدة الف�أرة‪ .‬املدير‬ ‫التنفيذي ال�سابق ملايكرو�سوفت مل يخفي‬ ‫�إعجابه بجوهرة �أبل‪ ،‬و �شارك �شعوره يف‬ ‫كلمة �ألقاها علنا مدح فيها املاكنتو�ش‪:‬‬

‫[‪� ]...‬إذا كنت تريد �أن ت�صبح مرجعا‪ ،‬فال‬ ‫يجب �أن ت�أتي بجهاز خمتلف فقط بل يجب‬ ‫�أن يكون جهازا جديدا حقا يجعلك تنبهر‪ .‬و‬ ‫من بني كل الأجهزة التي ر�أيتها‪ ،‬املاكنتو�ش‬ ‫ه��و اجل �ه��از ال��وح�ي��د ال ��ذي و��ص��ل �إىل هذا‬ ‫امل�ستوى [‪]...‬‬ ‫كل �شيء ي�شري �إىل �أن بيل جيت�س يح�ضر‬ ‫ل�شيء ما م�ستقبال ف�إعجابه هذا �سيدفعه �إىل‬ ‫القيام بكل ب�ساطة‪ ،‬بنقل فكرة املاكنتو�ش‬ ‫و برجمة نظامه اخلا�ص ثم بيعه لل�شركات‬ ‫املناف�سة مثل ‪ IBM‬و ‪ .Compaq‬و‬ ‫يف �أحد الأيام كان بيل جيت�س يتحدث �أمام‬ ‫جوبز مع �أحد موظفي �أبل عن طريقة عمل‬ ‫الف�أرة‪ ،‬و هنا تفطن �ستيف جوبز لأول مرة‬ ‫بخطورة املوقف ف�صرخ يف وجه موظفه و‬

‫طلب منه �أال يتكلم عن املاكنتو�ش يف وجود‬ ‫جيت�س‪� .‬ستيف جوبز كان حمقا يف تخوفاته‬ ‫لكن للأ�سف‪ ،‬فات الأوان و �سنة واحدة كانت‬ ‫كافية لبيل جيت�س حتى يعلن عن �أول نظام‬ ‫ت�شغيل مبعنى الكلمة‪.‬‬ ‫و ب ��أع �ج��وب��ة مت�ك�ن��ت �أج �ه��زة ال� �ـ ‪ PC‬من‬ ‫ت��دارك ت�أخرها يف جم��ال �أنظمة الت�شغيل‪،‬‬ ‫الف�أرة‪ ،‬الأيقونات‪ ،‬النوافذ‪ ،‬امللفات‪� ،‬شريط‬ ‫املهام‪ ،‬قارئ الأقرا�ص املرنة‪ ،‬كل ما له عالقة‬ ‫باملاكنتو�ش ظهر يف ن�سخة مقلدة و ب�سعر‬ ‫�أقل بكثري من جهاز �أبل الذي و�صل �سعره‬ ‫حينها �إىل ‪ $ 2638‬مقابل ‪ $ 99‬للويندوز‬ ‫‪ 1.0‬و ال �ف��رق ب�ين مايكرو�سوفت و �أب��ل‪،‬‬ ‫ه��و �أن م��ع م��اي�ك��رو��س��وف��ت ل�ست بحاجة‬ ‫�إىل تطوير نظامك اخلا�ص �أو �شراء جهاز‬

‫جديد لتح�صل على التقنيات التي و�صلت‬ ‫�إليها �أب��ل‪ .‬و مبجرد �سماعه اخل�بر ال�سيئ‬ ‫طلب �ستيف جوبز من موظفيه املجيء ببيل‬ ‫جيت�س‪ ،‬جيت�س مل يتهرب و كان واثقا من‬ ‫نف�سه و مبجرد دخوله �إىل مكتب �ستيف بد�أ‬ ‫م�ؤ�س�س �أبل ي�صرخ يف وجهه ‪ :‬لقد خنتنا‪،‬‬ ‫لقد نقلت املاك‪ ،‬كيف ميكن �أن نثق فيك بعد‬ ‫كل هذا…‪ ،‬لكن جيت�س مل يهتز لهذا و رد‬ ‫بكل ه��دوء ‪ :‬ال �أرى �أي م�شكل‪ ،‬فكالنا قلد‬ ‫‪� ،Xerox‬أنت دخلت من الباب و نحن من‬ ‫النافذة‪.‬‬ ‫و هكذا حلت الكارثة ب�أبل و لأول مرة منذ‬ ‫�إن�شائها‪� ،‬أح�س اجلميع �أن �شركة كوبرتينو‬ ‫يف خطر حقيقي و كل الأنظار ت�صوب الآن‬ ‫نحو م�ؤ�س�سها �ستيف جوبز‪ .‬و مل يكن �أمام‬

‫‪13‬‬

‫املدير التنفيذي (حينها) ‪ John Sculley‬الأخرية التحليق يف عامل املعلوماتية لتنتقل‬ ‫�إال اتخاذ قرار عزل �ستيف جوبز من �شركة ال�شركة الحقا للرتكيز على الربجميات فقط‪.‬‬ ‫الكثري منكم يعرف ا�ستوديو ‪ Pixar‬ال�شهري‪،‬‬ ‫�أبل‪.‬‬ ‫�ستيف جوبز يوا�صل رحلته مع ‪ Next‬و فهو منتج فلم حكاية لعبة ‪ Toy Story‬من‬ ‫‪ Pixar‬ثم ‪: Disney‬برغم كون جوبز دي��زين‪ .‬قبل ذل��ك و حتديدا يف ‪ 1986‬كان‬ ‫قائد رائع ل�شركة �أبل‪� ،‬إال �أنه مل يكن حمبوبا الفريق جزءا من �شركة ‪ Lucasfilm‬و قام‬ ‫م��ن ب�ع����ض امل��وظ �ف�ين ال��ذي��ن ن �ظ��روا �إليه �ستيف جوبز بالإ�ستحواذ عليه مقابل ‪10‬‬ ‫ك�شخ�ص متقلب الأو�ضاع‪ ،‬و بحلول منت�صف ماليني دوالر و مل تكن ‪ Pixar‬تعني �شيئا‬ ‫عام ‪ 1985‬بد�أ �صراع قوي داخل �شركة �أبل للعامل‪ ،‬قبل ظهور �أول فلم كرتوين يف العامل‬ ‫�أدى يف النهاية �إىل قرار طرده من ال�شركة ‪ Toy Story‬بعد ت�سع �سنوات من جميء‬ ‫ال�ت��ي �أ�س�سها‪ .‬ه��ذا ك��ان نتيجة لإنخفا�ض �ستيف‪ .‬ال�شركة الأ�صلية كان من املفرت�ض �أن‬ ‫�شديد يف حجم مبيعات ال�شركة يف العام تكون �شركة لت�صنيع احلوا�سيب املخ�ص�صة‬ ‫ل �ل �ج��راف �ي �ك ����س‪ ،‬و‬ ‫ال��ذي �سبقه‪ .‬عالقة‬ ‫ل �ك �ن �ه��ا توقفت‬ ‫جوبز كانت ت�سري‬ ‫ب� �ع ��د �� �س� �ن ��وات‬ ‫يف طريق م�سدود‬ ‫م��ن الالربحية‪،‬‬ ‫م� ��ع ‪Sculley‬‬ ‫ل �ت �� �ص �ب��ح الحقا‬ ‫و ب ��ال� �ت ��ايل ق ��رر‬ ‫� �ش��رك��ة لإن� �ت ��اج‬ ‫الأخ�ير الإ�ستغناء‬ ‫ال � � � ��ر�� � � � �س � � � ��وم‬ ‫ع� � � ��ن خ� ��دم� ��ات� ��ه‬ ‫ال � �ك� ��رت� ��ون � �ي� ��ة‬ ‫نهائيا‪� .‬صحيح �أن‬ ‫احل ��ا�� �س ��وب� �ي ��ة‬ ‫ع��زل��ه م��ن ال�شركة‬ ‫ب� � ��ال � � �ت � � �ع� � ��اون‬ ‫ك� � ��ان ق� � � ��رارا من‬ ‫م� � � � ��ع دي� � � � ��زين‬ ‫ال���ص�ع��ب ه�ضمه‪،‬‬ ‫ال� �ت ��ي � �س��اع��دت‬ ‫لكن �ستيف جوبز‬ ‫يف مت� � ��وي� � ��ل‬ ‫ل �ي ����س م ��ن ال �ن��وع‬ ‫م�شاريعها‪.‬‬ ‫ال� � ��ذي ي�ست�سلم‬ ‫ب � ��د�أت ‪Pixar‬‬ ‫�أم��ام �أول عقبة بل‬ ‫جوبز �شابا‬ ‫يف حت � �ق � �ي� ��ق‬ ‫بالعك�س هذا دفعه‬ ‫�إىل الأمام و وا�صل ت�ألقه بت�أ�سي�سه �شركتني جناحات كبرية بعد حكاية لعبة‪ ،‬و �أ�صبحت‬ ‫جديدتني �ستعيده �إىل ع�صر النجاحات‪ .‬و م�شهورة على النطاق العاملي ب�شكل كبري‬ ‫مل يخفى جوبز ذلك حيث قالها �أم��ام طالب جدا‪ .‬العقد مع ديزين �شارف على الإنتهاء مع‬ ‫نهاية العام ‪ ،2004‬و �ستكون خ�سارة كبرية‬ ‫جامعة �ستانفورد يف ‪: 2005‬‬ ‫وقتها اجتمعنا مع �أع�ضاء جمل�س الإدارة لديزين فقدان هذا الأ�ستوديو الكبري‪ .‬جوبز‬ ‫وكانوا جميعهم يف ال�صف معه (‪ .)Sculley‬مل ي�ستطع الإتفاق مع رئي�س ديزين حينها‬ ‫طردت من ال�شركة التي �أ�س�ستها و �أنا بعمر و ه��و مايكل اي�سرن‪ ،‬و ب��اءت املفاو�ضات‬ ‫الثالثني‪ .‬كل ما كنت �أعمل عليه يف مرحلة بالف�شل يف نهاية املطاف‪ .‬لقد بد�أ جوبز فعليا‬ ‫بالبحث عن طرف‬ ‫� �ش �ب��اب��ي اختفى‪.‬‬ ‫�آخر ليتعاقد معه‬ ‫ب � �ق � �ي� ��ت �� �ش� �ه ��ور‬ ‫يف ن �� �ش��ر �أف�ل�ام‬ ‫ع��دي��دة مل �أع ��رف‬ ‫الأ�ستوديو‪ .‬يف‬ ‫فيها ما �أفعل [‪]...‬‬ ‫�أكتوبر ‪ /‬ت�شرين‬ ‫وق� �ت� �ه ��ا ح ��اول ��ت‬ ‫االول ‪ 2005‬عني‬ ‫الهروب من وادي‬ ‫بوب ايجر مكان‬ ‫ال���س�ي�ل�ك��ون‪ .‬لكن‬ ‫اي�سرن يف قيادة‬ ‫�شيئا م��ا بداخلي‬ ‫� �ش��رك��ة دي� ��زين‪،‬‬ ‫ب� � � ��د�أ ب ��ال� �ظ� �ه ��ور‬ ‫و ب��ال��ت��ايل ق��ام‬ ‫ببطء‪ ،‬مازلت �أحب‬ ‫بوب ب�إ�ستئناف‬ ‫ما �أفعله [‪]...‬‬ ‫امل � �ف� ��او� � �ض� ��ات‬ ‫ك� ��ون� ��ه � �ش �خ ����ص‬ ‫ف��ورا مع جوبز‪.‬‬ ‫م�ب��دع و �شغوف‪،‬‬ ‫هذه املفاو�ضات‬ ‫كان من ال�صعب �أن‬ ‫ان�ت�ه��ت ب�إقتناء‬ ‫يقف �ستيف مكانه‬ ‫جوبز تلميذا‬ ‫ديزين ا�ستوديو‬ ‫م ��ن دون طموح‬ ‫ج��دي��د‪ ،‬و �أ��س����س �ستيف ��ش��رك��ة ‪ NeXT‬بك�سار كامال ب�شراء جميع �أ�سهمه‪ .‬املثري‬ ‫‪ Computer‬لي�ضيف �إىل العامل جتارب بالأمر �أن هذا القرار �أدى لو�صول جوبز اىل‬ ‫جديدة كما كان يفعل مع �أبل‪ .‬الأجهزة التي مكانه كبرية يف ديزين‪ ،‬و هي حتول جوبز‬ ‫ق��دم�ه��ا �ستيف م��ن خ�ل�ال ‪ NeXT‬كانت بعد ال�صفقة �إىل املالك لأكرب ن�سبة من �أ�سهم‬ ‫غالية الثمن‪ ،‬و ذلك ب�سبب التقنيات املتقدمة ديزين‪ ،‬بن�سبة ‪ %7‬من �أ�سهم ال�شركة‪ .‬حتى‬ ‫املدجمة فيها‪ .‬يف النهاية ق��ام �ستيف ببيع روي من عائلة دي��زين ال ميلك �أك�ثر من ‪%1‬‬ ‫ه��ذه الأج �ه��زة على القطاعني الأك��ادمي��ي و من �أ�سهم ال�شركة‪ .‬جوبز بهذا �أ�صبح جزءا‬ ‫العلمي لأنهما رمبا الوحيدين القادرين على م��ن جمل�س �إدارة �شركة دي��زين‪ ،‬و �أ�صبح‬ ‫يدير �أع�م��ال ر��س��وم دي��زين و عالقاتها مع‬ ‫توفري ثمنها‪.‬‬ ‫الح �ق��ا ق ��ام ��س�ت�ي��ف ب �ت �ق��دمي م �ف �ه��وم جديد الأ�ستوديوهات املختلفة‪.‬‬ ‫ي� �ن ��وي ب���ه ث�� ��ورة ت �ق �ن �ي��ة ج���دي���دة و هو عودة �ستيف جوبز و �أبل ‪:‬نحن �إذا يف عام‬ ‫‪ interpersonal‬كمبيوتر‪ .‬ب�إخت�صار ‪ ،1997‬و خ�لال ه��ذه الفرتة كانت �أب��ل يف‬ ‫�شديد هي فكرة تتيح للنا�س التوا�صل فيما انهيار م�ستمر و وا�صلت مايكرو�سوفت‬ ‫بينهم ب�ح��ري��ة �أك�ب�ر مم��ا ��س�ب��ق‪ .‬يف وقتها التهامها حل�ص�ص الأخ�ي�رة حتى و�صلت‬ ‫ك��ان ال�بري��د الإل �ك�تروين يقت�صر فقط على ح�صة بيل جيت�س من �سوق �أنظمة الت�شغيل‬ ‫احلروف و الن�صو�ص‪ ،‬ثم قدمت ‪� NeXT‬إىل ن���س�ب��ة ‪ ،% 97‬و مل ي�ستقر املجل�س‬ ‫فكرة دخ��ول ال�صور املرئية و ال�صوتيات الإداري قبل رجوع جوبز على مدير معني‪،‬‬ ‫�ضمن الربيد الإل�ك�تروين �أي �أن ‪ NeXT‬و تعاقب على املن�صب العديد م��ن امل��دراء‬ ‫ق��دم��ت ج�ه��از الإن�ترن��ت قبل ‪� 6‬سنوات من التنفيذيني �آخ��ره��م ك��ان جيلربت �أمرييو‬ ‫ظ �ه��وره��ا‪ .‬و ب��رغ��م ه ��ذا مل ت�ستطع هذه‬

‫◄‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪14‬‬ ‫‪ Gilbert Amerio‬الذي بدوره مل يجد ح ًال لإنقاذ‬ ‫ال�شركة غري �إع��ادة م�ؤ�س�سها �ستيف جوبز حيث دعاه‬ ‫للإن�ضمام ملجل�س الإدارة وتعيينه كم�ست�شار لل�شركة‬ ‫يف عام ‪ ،1995‬بعد �أن ا�ستحوذت �أبل على �شركة نك�ست‬ ‫بقيمة ‪ 400‬مليون دوالر‪ ،‬و يف ‪ 1996‬ن�شرت جملة‬ ‫‪ Business Week‬مقالة تنب�أت فيه ب�سقوط �أبل و‬ ‫عنونت على غالفها انهيار رمز �أمريكي‪ ،‬بعدها ب�سنة �أي‬ ‫يف ‪ 1997‬مت تعيني �ستيف جوبز رئي�س ًا تنفيذي ًا م�ؤقت ًا‪،‬‬ ‫ويف يناير ‪ 2000‬مت تعني �ستيف جوبز رئي�س ًا تنفيذي ًا‬ ‫دائم ًا لل�شركة حيث كان ميلك ‪ 30‬مليون �سهم حينها‪.‬و‬ ‫من الوا�ضح �أن جوبز ا�ستغل فرتة غيابه عن ال�شركة‬ ‫لإعداد خمطط الإنقاذ‪ ،‬حيث �أنه و مبا�شرة بعد عودته يف‬ ‫‪ 1997‬قرر الرجل الذهبي عقد م�ؤمتر �ضخم على الطريقة‬ ‫الهوليودية لعر�ض م�شروعه‪ ،‬م�ؤمتر ‪Macworld‬‬ ‫مبدينة بو�سطن �سنة ‪ .1997‬الكل ك��ان يف املوعد يف‬ ‫انتظار مفاجئات �ستيف‪ ،‬الذي مل يخيب �آمال احل�ضور‬ ‫بالإعالن عن �شراكة (تخيلوا مع من)مايكرو�سوفت ال‬ ‫لي�س مزحة مبا �أن احل�ضور اعتربها كذلك لكن جوبز‬ ‫مل يعودنا على امل��زاح يف �أم��ور تتعلق باملناف�سة‪ ،‬لي�س‬ ‫هذا فقط بل كان مديرها التنفيذي بيل جيت�س اخلائن‬ ‫كما و�صفه ع�شاق التفاحة كان �أي�ضا حا�ضرا يف القاعة‬ ‫مبا�شرة عرب الأق�م��ار ال�صناعية‪ ،‬لي�ؤكد �شخ�صيا هذه‬ ‫العالقة اجل��دي��دة بني �شركتي �أب��ل و مايكرو�سوفت و‬ ‫�أهم ما جاء فيها ‪ :‬تزويد املاكنتو�ش بربنامج الأوفي�س‪،‬‬ ‫اعتماد مت�صفح ‪ Internet Explorer‬كاملت�صفح‬ ‫الإفرتا�ضي للنظام و تقدمي �صك قيمته ‪ 150‬مليون يورو‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2278‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )15‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫اول جهاز كومبيوتر ابل‬ ‫لأبل‪� .‬شاهدوا العر�ض يف التايل ‪:‬‬ ‫و بعد �أن �أو��ض��ح ر�ؤي�ت��ه امل�ستقبلية للعودة ب�أبل �إىل‬ ‫املناف�سة‪ ،‬انطلق رجلنا مبا�شرة يف م���ش��روع جديد‬ ‫�سيطلق عليه �إ�سم ‪ iMac‬لكن عليه �أوال �إيجاد الت�صميم‬ ‫امل�ن��ا��س��ب جل �ه��ازه اجل��دي��د ال ��ذي ��س�ي��ذه��ل ال �ع��امل مرة‬ ‫�أخرى‪ ،‬و هنا �سيكت�شف بني �أروقة ال�شركة م�ستقبل �أبل‬

‫�صاحب ت�صاميم �أجهزة �أبل الرائعة (الأيفون‪ ،‬الأيباد‪،‬‬ ‫الأيبود‪ ،‬امل��اك بوك…) �إن��ه الربيطاين‪ ،‬جوناثان �إيف‬ ‫‪( Jonathan Ive‬نائب رئي�س ق�سم الت�صميم احلايل)‬ ‫ال�شاب �صاحب الـ ‪ 25‬عاما‪ ،‬فبعدما �أذهل رئي�سه بت�صميم‬ ‫جهاز الـ ‪ iMac‬ب�ألوانه الرائعة‪ ،‬مل يرتدد جوبز حينها‬ ‫يف تبني ذلك الت�صميم‪ .‬و بعد عام فقط و يف ‪ 1998‬حان‬

‫وقت الإع�لان عن جهاز �أبل اجلديد‪ ،‬الذي �سيعود بقوة‬ ‫�إىل املنازل الأمريكية و يحقق �أرباحا مريحة لل�شركة لكن‬ ‫الكمبيوتر مل يثري �إعجاب ال�شركات مبا �أن الويندوز كان‬ ‫�أكرث تطورا من الناحية الربجمية بالإ�ضافة �إىل توفر‬ ‫برامج تدعم هذا الأخري �أكرث من املاكنتو�ش‪.‬‬ ‫جوبز لديه م�شروع �آخر على الورق‪ ،‬يريد املناف�سة يف‬ ‫جمال جديد و لهذا فهو بحاجة مرة �أخرى �إىل جوناثان‬ ‫�إيف الذي �سيكلفه مبهمة ت�صميم جهازه القادم‪ ،‬الأيبود‬ ‫ذل��ك اجل�ه��از ال�صغري بالت�صميم غ�ير امل ��أل��وف و الذي‬ ‫ب�إمكانه تخزين كم هائل من مقاطعك املو�سيقية (‪1000‬‬ ‫مقطع مو�سيقي يف جيبك‪ ،‬كما جاء يف الإع�لان)‪ ،‬و هو‬ ‫باخت�صار �أف�ضل م�شغل مو�سيقى يف بداية القرن الـ ‪.21‬‬ ‫و يف ‪� 23‬أكتوبر ‪ /‬ت�شرين االول ‪� 2001‬أعلنت �أبل عن‬ ‫جهازها الثوري اجلديد‪ ،‬يف ‪ 3‬نوفمرب ‪ /‬ت�شرين الثاين‬ ‫‪ 2001‬ظهرت �أول ن�سخة لربنامج ‪ iTunes‬ال�شهري‬ ‫على موقع ال�شركة لإدارة ملفاتك املنقولة نحو م�شغل‬ ‫املو�سيقى‪� ،‬أ�سبوع واح��د بعد ذل��ك �أوىل ن�سخ الأيبود‬ ‫تظهر لأول م��رة على ال���س��وق‪ .‬اجل�ه��از يحمل ‪Go 5‬‬ ‫م��ن حجم التخزين‪ ،‬ال�شحن و نقل البيانات تتم عرب‬ ‫‪ FireWire‬ومتوافق مع �أجهزة �أبل فقط (‪Mac‬‬ ‫‪ 9 OS‬و ‪ Mac OS X‬مع ‪ )2.0 iTunes‬ثم مع‬ ‫الويندوز يف ‪ .2002‬يف ‪� 2010‬أبل ت�سيطر على �سوق‬ ‫م�شغلي املو�سيقى‪ 275 ،‬مليون جهاز مت بيعه من �أبل‬ ‫م�ن��ذ ان�ط�لاق�ت��ه‪ ،‬ويف ‪ 2009‬اع�ت�رف ‪Eli Harari‬‬ ‫املدير التنفيذي ل�شركة ‪ SanDisk‬بفوز �أبل يف هذا‬ ‫املجال قائال ‪ :‬ال ميكننا �إزاحة الأيبود‪.‬‬

‫طموح جوبز مل يتوقف هنا بل �سيقتحم جماال جديدا‬ ‫بالن�سبة ل�شركته و طبعا مع م�صممه املدلل‪ ،‬جوناثان‬ ‫�إي��ف ال��ذي �سي�صمم مرة �أخ��رى جهازا �سيلقى جناحا‬ ‫ب��اه��را حتى يومنا ه��ذا‪ ،‬هاتف الأي �ف��ون ال��ذك��ي ب�أول‬ ‫�شا�شة مل�س و الذي اكت�شفه العامل يف ‪ 9‬يناير ‪،2007‬‬ ‫جملة ‪ Time‬و�صفته باخرتاع ال�سنة‪ ،‬يف ‪� 2008‬أعلن‬ ‫�ستيف جوبز عن تطبيقات الأيفون‪ .‬اليوم تنوي �أبل‬ ‫�إ�صدار الن�سخة اخلام�سة من هاتفها و الذي من املتوقع‬ ‫�أن ي�صدر قبل �شهر �أكتوبر القادم‪ ،‬بعد �أن �أعلنت عن‬ ‫تخطيها حاجز ‪ 100‬مليون هاتف يف حجم مبيعات‬ ‫الهاتف خالل امل�ؤمر الذي عقدته يف مار�س ‪).2011‬‬ ‫و ن��وا� �ص��ل م��ع �إب ��داع ��ات �ستيف ج��وب��ز ال���ذي وجه‬ ‫اهتماماته منذ ‪� 2001‬إىل الأج�ه��زة املحمولة‪ ،‬مقدما‬ ‫لنا بذلك طريقة جديدة للتناغم بني الإن�سان و الأجهزة‬ ‫الإلكرتونية‪� .‬أعلنت �أبل عن جهازها اجلديد و الأول من‬ ‫نوعه يف ‪ 27‬يناير ‪ ،2010‬لي�سوق يف ‪� 30‬أبريل من‬ ‫نف�س ال�سنة بالواليات املتحدة حمققا مبيعات و�صلت‬ ‫�إىل ‪ 3‬مليون ن�سخة يف ‪ 80‬يوم فقط‪ 2 .‬مار�س ‪2011‬‬ ‫�أعلن جوبز عن الن�سخة الثانية من الأيباد برغم عطلته‬ ‫املر�ضية التي �أعلن عنها يف ‪ 11‬يناير ‪ ،2011‬ليكون‬ ‫موعد الت�سويق يف ‪ 11‬مار�س بالواليات املتحدة‪ .‬حقق‬ ‫الأيباد ‪ 2‬مبيعات و�صلت �إىل ‪ 15‬مليون ن�سخة يف ‪9‬‬ ‫�أ�شهر‪.‬‬ ‫للأ�سف النهايات ال�سعيدة ال ن�صادفها �إال يف الروايات‬ ‫ففي ‪ 2004‬اكت�شف ال�ع��امل �أن �ستيف جوبز م�صاب‬ ‫ب�سرطان البنكريا�س (�أخ�ط��ر ال�سرطانات و �أكرثها‬

‫فتكا)‪ ،‬و برغم خطورة املر�ض ق��رر �ستيف ا�ستخدام‬ ‫العالج الطبيعي �إال �أن هذا مل يجدي نفعا‪ ،‬و انتقل بعدها‬ ‫ب�ستة �أ�شهر (امل��دة التي حددتها الإدارة للعالج) �إىل‬ ‫املداواة بامل�ست�شفى �أين �سيجري عملية جراحية �ستتم‬ ‫بنجاح‪ .‬عودة جوبز كانت �سريعة بداية من معر�ض �أبل‬ ‫‪� Apple Expo‬سبتمرب ‪ .2004‬ليختفي بعدها ملدة‬ ‫�سنتني و يظهر يف م�ؤمتر �أبل مبنا�سبة ‪WWDC‬‬ ‫‪ 2006‬يف �سان فران�سي�سكو‪ ،‬بنق�ص كبري يف وزنه‪.‬‬ ‫‪� 27‬أغ�سط�س �أعلنت ‪ Bloomberg‬عن طريق اخلط�أ‬ ‫خرب وفاة جوبز يف مقالة من ‪� 17‬صفحة‪ ،‬لكنها �سحبته‬ ‫بعد ‪ 30‬ثانية من ن�شره‪ .‬يناير ‪ 2009‬ن�شر �ستيف جوبز‬ ‫يف ر�سالة عرب الإنرتنت معلومات عن مر�ضه م�ؤكدا �أن‬ ‫نق�ص الوزن يرجع �إىل احلمية التي كان عليه اتباعها‪.‬‬ ‫يوليو ‪ 2009‬ك�شفت �صحيفة ‪� WSJ‬أن ج��وب��ز قام‬ ‫بعملية زرع للكبد‪� 9 ،‬سبتمرب �أكد م�ؤ�س�س �أبل اخلرب‬ ‫و ق��ال ب ��أن الكبد نقل م��ن �شاب م��ات يف ح��ادث مرور‬ ‫يف الع�شرينات من عمره‪ ،‬و ك�شف للجمهور �أنه‬ ‫�سيتربع ب�أع�ضائه هو �أي�ضا‪ 2011 .‬قرر رجل‬ ‫�أب��ل الأ�سطوري الإ�ستقالة من من�صبه‬ ‫كمدير تنفيذي ل�شركة كوبرتينو‪ ،‬و‬ ‫هذا ما جاء يف ن�ص الر�سالة ‪:‬‬ ‫لطاملا قلت �إنه �إذا جاء اليوم الذي‬ ‫ال ميكنني فيه من القيام بواجباتي‬ ‫ع�ل��ى �أك �م��ل وج��ه ووف �ق � ًا للتوقعات‬ ‫املطلوبة من الرئي�س التنفيذي‪ ،‬ف�إنني‬ ‫�س�أكون �أول من يعلمكم بذلك‪ .‬ل�سوء‬

‫يف بداية هذا اليوم �سمعنا عن خرب �إ�ستقالة �ستيف‬ ‫جوبز‪ ،‬الرئي�س التنفيذي و�أحد م�ؤ�س�سي �شركة �آبل‬ ‫من من�صبه كرئي�س تنفيذي لل�شركة‪� ،‬ستيف كان يف‬ ‫واجهة ال�شركة منذ بداية ت�أ�سي�سها حتى يف فرتة‬ ‫طرده من �آبل حينما اقتنعوا ب�أن اف�ضل قرار ميكن‬ ‫اتخاذه �آن ذاك هو رحيل �ستيف عن ال�شركة وفعلاً‬ ‫رح��ل ولكن ك��ان ارتباطه ب�آبل م�ستمر ب�شكل كبري‬ ‫ويف نهاية املطاف عاد لها‪.‬‬ ‫�إ�ستقالة جوبز عن من�صبه كرئي�س تنفيذي لل�شركة‬ ‫�أتى بوقت منا�سب ج�دًا‪� ،‬صحيح ب�أن اخلرب �صدمة‬ ‫خ�صو�صا ب��أن �ستيف �أ�صبح معرو ًفا ب�أنه‬ ‫للجميع‬ ‫ً‬ ‫هو الكل يف الكل حينما تتعلق الأمور مبنتجات �آبل‬ ‫لكن هذا الأمر غري �صحيح متامًا‪ .‬حتت قيادة �ستيف‬ ‫جوبز هناك العديد من الأ�شخا�ص الذين قادوا �سفينة‬ ‫�آبل اىل النجاح وبقيادة وا�ضحة للأهداف واملهام من‬ ‫قبل جوبز وذلك يعني ب�أن ال�شركة مل ولن تعتمد على‬ ‫�شخ�ص واحد وهذا ما يخفى على الكثري من حمبي‬ ‫ذلك الرجل وتلك ال�شركة‪.‬‬ ‫ملاذا �أتت هذه الإ�ستقالة يف الوقت املنا�سب؟ الأمر‬ ‫ب�سيط من ناحية جتارية‪ ،‬ف�إرتباط ا�سم ب�شركة كبرية‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫احلظ‪ ،‬لقد جاء ذلك اليوم‪.‬‬ ‫هكذا انتهت رحلة �ستيف م��ع �أب��ل‪ ،‬ال��رج��ل ال��ذي حلم‬ ‫بتغيري ال�ع��امل و ه��و الآن ي�غ��ادر م��ن ال�ب��اب الوا�سع‪،‬‬ ‫ا�ستمتعنا مبناف�سته ال�شر�سة يف كل املجاالت التقنية‪،‬‬ ‫ا�ستمتعنا ب�أجهزته الثورية‪ ،‬مل نرى �أن�شتاين �أو نيوتن‬ ‫لكننا ف �خ��ورون ب��ر�ؤي��ة �ستيف ب��ول ج��وب��ز‪ .‬و موقع‬ ‫�إلكرتوين فخور �أي�ضا ب�إهدائه هذه ال�صورة التذكارية‪،‬‬ ‫وداعا �ستيف بكل ب�ساطة‪.‬‬

‫هذه الدرا�سة مقتب�سة عن موقع‬ ‫‪apple‬‬

‫رئي�س جمل�س الإدارة‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫التحرير‬ ‫‪----------------‬‬‫نزار عبد ال�ستار‬

‫آبل بعد جوبز‪ ،‬الى أين؟‬ ‫بحجم �آبل الآن م�ضر مب�ستقبل ال�شركة على املدى‬ ‫الطويل ومن كان يتابع �آبل ب�شكل دقيق يف ال�سنني‬ ‫الأخرية‪ ،‬يالحظ ب�أن جمل�س الإدارة و�آبل تعمل ب�أن‬ ‫يتم الف�صل عن �إرتباط �آبل فقط ب�ستيف جوبز ور�أينا‬ ‫ذلك حتى يف الأح��داث التي تقوم بها �آب��ل‪ ،‬فنالحظ‬ ‫جوبز يقوم بالتقدمي وال ي�ستمر طوي ًال حتى يقوم‬ ‫بدعوة �شخ�ص �أخر ليقوم بالتحدث عن بع�ض النقاط‬ ‫الأخرى مثل العرو�ض التجريبية وما �شابه‪� .‬إ ًذا �آبل‬ ‫حتاول ب�أن تقوم ب�إظهار الأ�شخا�ص والفريق الكامل‬ ‫الذي يعمل مع جوبز ليقومون ب�إنتاج هذه املنتجات‬ ‫الرائعة والتي طغت على العامل‪.‬‬ ‫�ستيف جوبز �إ�ستطاع جلب العديد م��ن املوظفني‬ ‫ال��رائ�ع�ين ليعملوا معه وزرع فيهم نف�س العقلية‬ ‫والفكر الذي ميتلكه �ستيف ومن املمكن �أن ال تكون‬ ‫ب�شكل كامل لكن املوظفني املهمني وامل��ؤث��ري��ن يف‬ ‫ال�شركة يحملون نف�س التوجه ويت�شاركون حب‬ ‫الإبداع و�إنتاج �أف�ضل املنتجات يف العامل‪ .‬تيم كوك‬ ‫�أح��د �أولئك الأ�شخا�ص ال��ذي ق��ام جوبز بتوظيفهم‬ ‫بنف�سه عام ‪ 1998‬حينما كان يعمل يف كومباك وكان‬ ‫العديد يُ�شري ب�أنها خطوة خطرية بقبول وظيفة يف‬

‫‪15‬‬

‫�آبل حينما كان الو�ضع يف تدهور حينما عاد جوبز‬ ‫�إىل ال�شركة‪ .‬تيم حينما قدم لآب��ل كان وقتها نائب‬ ‫رئي�س العمليات ب�شكل عاملي وبعد ذلك بفرتة �أ�صبح‬ ‫رئي�س العمليات ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫�إ ًذا جوبز عمل جُ هدًا ال يُ�ستهان به وبعقلية نادرة‬ ‫ج� �دًا ا��س�ت�ط��اع رف��ع قيمة ��ش��رك��ة ك��ان��ت يف ‪1998‬‬ ‫ت�ساوي ‪ 4‬بليون دوالر �إىل �شركة قيمتها ال�سوقية‬ ‫ت�ساوي �أك�ثر من ‪ 300‬بليون دوالر يف عام ‪2011‬‬ ‫وب��ذل��ك ت�صبح �أع �ل��ى ��ش��رك��ة يف ال �ع��امل م��ن حيث‬ ‫القيمة ال�سوقية وتتعدى �شركة ‪ Exxon‬النفطية‪.‬‬ ‫وك��رئ�ي����س ت�ن�ف�ي��ذي‪ ،‬مل ي�ك��ن كالبقية‪ ،‬ف�ه��و رئي�س‬ ‫تنفيذي ا�ستثنائي يُتابع �أه��م الأم��ور يف ال�شركة‬ ‫ك�إدارة �آبل يومًا عن يوم ومتابعة القرارات اخلا�صة‬ ‫بها و�صو ًال �إىل التفا�صيل ال�صغرية مثل الإهتمام‬ ‫بالكافترييا املوجود يف مقر ال�شركة وموقف �ستيف‬ ‫جوبز مع فيك نائب رئي�س الأعمال الإجتماعية يف‬ ‫جوجل هو خري مثال لإهتمام �ستيف جوبز كرئي�س‬ ‫تنفيذي مميز عن البقية‪ .‬ومع ذلك �سفينة �آبل لي�ست‬ ‫بقيادة �شخ�ص واح��د‪ ،‬فكما �أن��ه جلوبز ن�صيب من‬ ‫هذا النجاح فلجونثان �آيف “نائب رئي�س الت�صميم‬

‫ال�صناعي يف �آبل” وتيم كوك “الرئي�س التنفيذي‬ ‫حاليًا ورئي�س العمليات �ساب ًقا يف �آبل” و� ً‬ ‫أي�ضا فيل‬ ‫�شيلر “نائب رئي�س الت�سويق العاملي” كل �أولئك‬ ‫الأ�شخا�ص لهم ن�صيب من تلك احل�صة وذلك النجاح‬ ‫املبهر‪.‬‬ ‫وج��ود �ستيف جوبز كرئي�س ملجل�س الإدارة هو‬ ‫خيار رائع و�أ�شار يف ر�سالة ا�ستقالته ب�أنه ال يزال‬ ‫موظ ًفا لدى �آبل ولدى العديد من امل�صادر املقربة من‬ ‫ال�شركة مثل والت موزبرغ ب�أن دور �ستيف لن يتغري‬ ‫و�سيبقى مطلعًا ب�شكل كبري على خ��ط املنتجات‬ ‫و�سي�شارك ب�صناعة منتجات رائعة و�سيرتك له‬ ‫ب�صمة كبرية بدور �إنتاج منتجات رائعة‪ .‬لكن �إدارة‬ ‫�آبل ب�شكل كامل ومبا�شر يوم عن يوم �ستكون من‬

‫�إدارة تيم كوك‪.‬‬ ‫�ستيف جوبز يحمل عقلية نادرة جدًا يف هذا الزمن‪،‬‬ ‫�سواء كنت تختلف بحب ال�شركة �أم ال‪� ،‬ستيف جوبز‬ ‫غري العديد من القواعد يف قطاع التكنولوجيا و�أثر‬ ‫عليها بب�صمات وا�ضحة للجميع وب�إبداع ال يختلف‬ ‫عليه اثنان‪ .‬هذا ال�شخ�ص قام بت�أ�سي�س �شركة بعام‬ ‫‪ 1976‬يف كراج بيتهم والآن �أ�صبحت هذه ال�شركة‬ ‫من �أهم ال�شركات يف العامل يف قطاع التكنلوجيا‬ ‫و�أكرب �شركة من ناحية القيمة ال�سوقية يف العامل‪.‬‬ ‫�ست�ستمر �آبل بالعطاء و�ستقدم املنتجات الأف�ضل‪،‬‬ ‫ت�س�ألني كيف؟ �س�أجيبك �أن��ه يف �آب��ل ال زال��ت روح‬ ‫�ستيف الإبداعية موجودة وكل موظف لدى �آبل هو‬ ‫بطريقة ما‪� ..‬ستيف جوبز‬

‫االخراج الفني‬ ‫‪----------------‬‬‫م�صطفى التميمي‬ ‫الت�صحيح اللغوي‬ ‫‪----------------‬‬‫حممد حنون‬

‫طبعت مبطابع م�ؤ�س�سة املدى‬ ‫لالعالم والثقافة والفنون‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.