ملف العدد
قضيّة سورية أسبوعية مستقلة
5 11
من يريد الدولة العلوية؟ جامعة دمشق ..ثورة األقالم الصامتة
تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم
الثالثاء 13آب / 2013العدد الثاني والثالثون /السنة األولى
الصورةَ ..تنقل و َتقتل!..
السوريين العيد في عيون ّ الهيئة العامة للدفاع المدني في محافظة درعا 7
رهاب الحروب عند األطفال السوريين
www.facebook.com/jesrpress
4
المهنية اإلعالمية بين السبق.. والمصلحة العامة 6
www.twitter.com/jesr_press
هبزاد حاج محو يرسل الصور لإلعالم "ال أريد َمن خيرج يف املظاهرات ،بل أر ُيد َمن ّ يصور و ُ االجتماعي" .هكذا َّعب رئيس النظام السوري يف إحدى تصرحياته ،عن ختوفه من الصخب الذي حتدثهُ كامريات النشطاء البسيطة ،الذين مدى ّ دأبوا على نقل صرخات السوريني ،وحمافل ذحبهم اجلماعية إىل العامل، متَحدِّين يف ذلك التعتيم اإلعالمي الذي رافق آلة البعث القمعية منذ األيام السلطة يف البالد. لتبوئه ُّ األوىل ّ من هنا ،وانطالقاً من إدراك السوريني عموماً حلجم التأثري الذي ختلفه تأملوه الصورة املنقولة ألوجاعهم-بصرف النظر عن األثر املباشر الذي َّ من جتاوب العامل مع عويل دمائهم املسفوكةَّ -قربوا الصورة احلقيقية إىل ذهن الشعب السوري أوالً والعريب والعاملي ثانياً ،عن مدى إجرام العصابة املتسلطة على رقاهبم لعقود ،وكدأب الثورات -إن طال أمدها -قد تتصدَّع يف إحدى جوانبها وتتحلل يف جوانب أخرى ،فتصري فريسة للمرتبِّصني ليمرروا عرب أثري الوجع والفوضى رسائلهم بزالّهتا ،واملتصيِّدين يف مياههاّ ، البغيضة ،بعد أن خلقت الصور السابقة املتكررة نظرة منطية سوداء وحمددة، عن الظالم الذي بات يسود البالد. مصوراً أو صورة صارت وسائل اإلعالم تنقل بني الفينة واألخرى مقطعاً َّ نسب زوراً وهبتاناً للحدث السوري الدامي باعتباره فوتوغرافية مفجعة لتُ َ لكل شرور الدنيا ،فكانت آخر الفيديوهات اليت تناقلها صار مستوعبَاً ِّ َ "الفيسبوكيون" مقطعاً إلحراق ثالثة أشخاص أحياء قالوا ((إهنا عملية "جلبهة النصرة" حترق فيها أكراداً يف ريف حلب بعد املعارك الطاحنة بينها مؤخراً أن املقطع قدمي ويعود و"وحدات احلماية الشعبية" الكردية)) .ليتضح َّ إىل ما بعد سنوات احلرب العراقية حيث يقوم متطرفون إسالميون بإحراق ثالثة أشخاص متَّهمني بالشذوذ اجلنسي!!. لسنا هنا بكل تأكيد ،يف وارد الدفاع عن أي طرف أو اهتامه ،ولسنا يف وارد التقييم الفكري والعملي ملدى قدرة احلركات الراديكالية على اقرتاف هذا الفعل أو سواه أيضاً ،لكن ما تفرضهُ علينا ُحرمة الدم أن نسموا به عن املتاجرة واستخدامه لتأجيج الصراعات وتغذية األحقاد يف بيئة مهيَّأة أصالً للقتل ،فبعد أن أُ ِ لص َق ْت أغلب فدائح البشرية بالشعب السوري ،بات يتصور سوريـَْي يسريان معاً إال ويف يد األول مسدَّساً الرأي العام العاملي ال َّ ليصوهبا إىل رأس اآلخر ،الذي خيفي بدوره سكيناً خلف َّ يتحي الفرصة ِّ ظهره ليذحبه هبا.. عزيزي "الثائر" ،تريَّث فيما تقول ...فالصورة تنقل ،لكنها تقتل أيضاً. jesr.press@gmail.com