العدد الرابع والشرون من جسر

Page 1

‫حتقيق‬ ‫تقرير‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬

‫حقول الحنطة ميدانًا للمعارك‪..‬‬ ‫حشرات طائرة تغزو دمشق وريفها‬

‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫الثالثاء ‪ 18‬حزيران ‪ / 2013‬العدد الرابع‬

‫تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم‬

‫في فهم التدخل االيراني والتصدي له‬

‫مهزلة دولية ام فرصة لوقف العنف‪...‬‬

‫الرقة ما بعد التحرير‪...‬‬ ‫فشل في االدارة وسخط‬ ‫على المعارضة‬

‫القصة الكاملة لمقتل‬ ‫الطفل (سلمو) في حلب‬ ‫على أيدي متطرفين‬

‫‪9‬‬

‫‪www.facebook.com/jesrpress‬‬

‫كوميديا‬

‫‪10‬‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫‪11‬‬

‫عبد الناصر العايد‬ ‫يطول شرح خطة اخلميين اليت وضعها قبيل االستيالء على احلكم يف‬ ‫ايران‪ ،‬لكن ميكن اختصارها باآليت‪:‬‬ ‫وضع تصوراً إليران تكون فيه دولة مركزية للشيعة‪ ،‬حتتكر متثيلهم‪،‬‬ ‫ومتارس من خالهلم نفوذاً مضاعفاً يف اإلقليم والعامل‪ .‬ولتحقيق ذلك‬ ‫كان ال َّبد من إنعاش األيديولوجيا الشيعية اليت ختاملت لقرون‪ ،‬فابتدع‬ ‫نظرية الويل الفقيه مللء الفراغ املركزي الذي تركه غياب اإلمام‪ ،‬وزود‬ ‫املشروع خبطة عمل إضافية هي اليت أمساها تصدير الثورة‪ ،‬اليت يف‬ ‫جوهرها إيقاظ اجليوب الشيعية خارج إيران واستقطاهبا‪ ،‬لتكون أوراق‬ ‫تأثري سياسي يف يد الويل الفقيه على الدول اليت يعيشون فيها‪ ،‬وكسب‬ ‫املزيد من تلك األوراق عرب استئناف التبشري أو الدعوة‪.‬‬ ‫لكن املشروع الذي عرقله صدام حسني لعقد من الزمان‪ ،‬خبا‬ ‫املؤسس‪ ،‬وصعود اإلصالحيني القوميني‬ ‫وهجه لعقد آخر بعد رحيل ِّ‬ ‫الذي يعتقدون أن مكانة بالدهم تتحدد مبا ميلكه شعبهم من قوة‬ ‫يف الداخل‪ ،‬قبل أن يصعد املتشددون جمدداً ويغتنموا فرصة الفراغ‬ ‫والفوضى اللتني أحدثهما سقوط االحتاد السوفيايت‪ ،‬وجتاذبات مرحلة‬ ‫احلرب على اإلرهاب‪ ،‬ليحققوا مكاسب كبرية يف العراق والبحرين‬ ‫واليمن ولبنان‪ ،‬وحيكموا قبضتهم على النظام السوري‪.‬‬ ‫وهتدد الثورة السورية اليوم خبسارة نظام الويل الفقيه لكل تلك‬ ‫املكاسب‪ ،‬فيما لو جنحت يف اسقاطه النظام‪ ،‬لذلك سعى من خالل‬ ‫التدخل املباشر‪ ،‬وبوجه مذهيب صريح‪ ،‬إىل حماولة نزع الصفة احلقوقية‬ ‫والسياسية عن هذه الثورة‪ ،‬وتصويرها كصراع بني السنّة والشيعة‪،‬‬ ‫وبذلك يتمكن من رفع االستقطاب املذهيب حوهلا ويف سائر املنطقة‪،‬‬ ‫وتدفع مزيداً من الشيعة للجوء إليها‪ ،‬تتدخل ايران على اساسه‬ ‫كحامية للعلويني والشيعة من اضطهاد الغالبية السنّية‪ ،‬يلي ذلك‬ ‫طرح صيغة ما لرتتيب وضعهم يف جيب منفصل‪ ،‬أو مندمج على‬ ‫غرار حزب اهلل‪ ،‬هتيمن عليه إيران حبكم احلاجة والضرورة‪ ،‬وتتصرف‬ ‫به وفق اخلطة اخلمينية‪.‬‬ ‫إن تدخل النظام االيراين يف سوريا بال أفق أو أمل‪ ،‬و ما ختلي قادته‬ ‫اليوم عن كافة شعاراهتم و اكاذيبهم من حترير القدس إىل احلرص‬ ‫على اإلسالم‪ ،‬وظهورهم بوجه مذهيب صريح وحاقد‪ ،‬إال تعبري عن‬ ‫افالسهم واهنيار مشروع اخلميين الكبري‪ ،‬لكن ما خيشى منه أن يتسبب‬ ‫هذا التدخل يف صدع يف اجملتمع السوري ال تزول آثاره على مدى‬ ‫عقود طويلة من الزمن وملنع حدوث ذلك ليس أمامنا سوى التحصن‬ ‫باألساس الوطين الدميوقراطي الذي انطلقت منه ثورتنا‪ ،‬فكوهنا ثورة‬ ‫لكل السوريني قوالً وفعالً‪ ،‬بال متييز من أي نوع كان‪،‬هو ما سيمنع‬ ‫تفكك النسيج السوري يف هذه املرحلة احلساسة‪ ،‬وكوهنا دميوقراطية‬ ‫هي ما سيتيح إمكانية اندماج املكونات املختلفة‪ ،‬واشرتاكها يف‬ ‫مشروع وطين مستقبلي أكثر جاذبية مما يعدنا به اآلخرون‪ ،‬أعداء‬ ‫وأصدقاء‪ ،‬وافضل من اخليارات املفتوحة على االحرتاب والدمار‪ ،‬اليت‬ ‫جتعل من سورية مسرحاً لصدام احلضارات الشرق أوسطية‪ ،‬ذات‬ ‫اإلرث الطويل يف التناحر العبثي واالنتقام الالهنائي‪.‬‬ ‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.