العدد 33 من جريدة جسر

Page 1

‫تحقيق‬

‫‪4‬‬

‫تقرير‬

‫‪7‬‬

‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫اإلعدام ذبحًا‪ ..‬بين إنكاره‪ ،‬ورفض‬ ‫تنفيذه‪ ،‬وشرعيته‬

‫من مؤسسات عامة إلى سجون ومعتقالت‬

‫الثالثاء ‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العدد الثالث والثالثون‪ /‬السنة األولى‬

‫تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم‬

‫"حماية الضيوف"‬

‫ُ‬ ‫تاريخ سوريا القديم أيضًا؟‬ ‫يع‬ ‫هل ِب َ‬ ‫حمص‪ ..‬ما بعد الهجوم‪..‬‬

‫‪5‬‬

‫الحسكة‪ ..‬تمو ُت عطشاً‬

‫‪www.facebook.com/jesrpress‬‬

‫‪6‬‬

‫الطّريق إلى دير ّالزور‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫هبزاد حاج محو‬ ‫"ليس يف هذه البالد شعب‪ ،‬مثَّة سكان فقط" هكذا خيتصر السياسي‬ ‫اللبناين كمال جنبالط الواقع اجملتمعي يف لبنان إبان احلرب األهلية اليت‬ ‫شهدهتا البالد‪ ،‬ليربهن على حالة التنابذ واالغرتاب الشديدين على‬ ‫مستوى الفرد واجملتمع هناك‪.‬‬ ‫شاسع بني مصطلحي السكان والشعب يف بقعة جغرافية يطلق‬ ‫الفر ُق ٌ‬ ‫عليها األول(الساكن) لفظة "بلد"مجهورية‪ ،‬مملكة‪...‬إخل‪ ،‬وعليه باملقابل‬ ‫تقع التزامات عدَّة رمبا أكثرها حساسية التقيِّد باألعراف والقوانني النافذة‬ ‫يف البلد املضيف‪ ،‬حيث ال روابط حقيقية جتمع الضيف مع البالد اليت‬ ‫يعيش فيها سوى الرابطة القانونية‪ ،‬مهما قصرت هذه اإلقامة أو طالت‪،.‬‬ ‫إال أن هذه البقعة اجلغرافية ذاهتا تدعى بالنسبة للثاين(املواطن) "وطن"‪،‬‬ ‫بالتايل‪ ،‬مثة واجبات مادية وأخرى معنوية ترتتب على هذا االنتماء ناهيك‬ ‫عن االرتباط الروحي باجلغرافيا والتاريخ واملخزون الثقايف للبالد‪ ،‬والذي‬ ‫يربهن عليه "ابن الوطن" بالتفاعل اإلجيايب مع األحداث املفصلية والدقيقة‬ ‫اليت حتدث يف احمليط العام‪ ،‬مؤسساً حلاضره ومستقبله يف الوطن بشكل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫حال "األقليات" يف سوريا – بعيداً عن تقييم دور املعارضة السياسية‬ ‫واحلديث عن عدم قدرهتا على احتواء ملف األقليات بذهنية وطنية‪ ،‬أو‬ ‫العزف اخلاطئ واملنسوب للمعارضة املسلحة‪ ،‬على هذا الوتر احلساس يف‬ ‫يتجول‬ ‫اجلسم السوري ‪ -‬يشبه إىل حد بعيد حال "كروب سياحي" كان َّ‬ ‫يف سوريا وال جيد نفسه معنياً مبا حيدث حوله من انعطافات تارخيية‪،‬‬ ‫وحرائق تلتهم وجوده وتستعر حتت قدميه يف انتظار مكاملة من خارج‬ ‫احلدود أو مناشدة من سفارة بالده تطلب فيها من رعاياها مغادرة البالد‬ ‫حرصاً على سالمتهم‪.‬‬ ‫رمبا استطاع الراهب اإليطايل "السوري" باولو داليليو اجلمع بني مصطلحي‬ ‫عمد‪ ،‬استناداً للكم اهلائل من العنف الذي ملسه‬ ‫الشعب والسكان أو َ‬ ‫ميارس على البشر احمليطني به من قبل سلطة غامشة‪ ،‬وأحقية مطالب‬ ‫َ‬ ‫املنتفضني باملقابل‪ ..‬فغلب عنده مفهوم املواطنة على مفهوم اإلقامة‪،‬‬ ‫وحتمل بالتايل قسطاً وافراً من واجباته جتاه مضيفيه ووطنهم‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫على األقليات يف سوريا أن تعترب نفسها‪ ،‬ابتداءً‪ ،‬جزءاً مما حيدث وتنطلق‬ ‫من الوطنية السورية يف ممارساهتا السياسية وخياراهتا املرحلية واالسرتاتيجية‬ ‫لكي تكتسب صفة "ابن الوطن" أوالً وحتصل تباعاً على حق احلماية يف‬ ‫مواجهة من يعتدي عليها ويتغافل عن محايتها‪ ،‬فال بد لألقليات أن تتحرر‬ ‫من "شعور الضيف" الذي يع ّد قائمة بسلبيات البلد املضيف فور مغادرته‪.‬‬ ‫نتهرب من معركة احلياة الساعية إىل احلرية والكرامة حبجج‬ ‫علينا مجيعاً أالّ َّ‬ ‫واهية‪ ،‬فاهلروب من معركة احلياة كاهلروب من معركة احلق‪ ،‬واهلارب من‬ ‫احلق ال حق له يف مواجهة اآلخرين‪.‬‬ ‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


‫أخبار سياسية‬

‫الجربا‪ :‬األسد منهار‪ ،‬ومن يحكم سوريا هم‪ :‬إيران وحزب اهلل‪..‬‬ ‫اعترب رئيس االئتالف السوري املعارض أمحد اجلربا أن‬ ‫الرئيس بشار األسد "منهار"‪ ،‬وأن سورية باتت حمكومة‬ ‫من حليفي النظام إيران وحزب اهلل اللبناين‪ ،‬وأشار اجلربا‬ ‫إىل أن مقاتلي املعارضة باتوا يسيطرون على حنو نصف‬ ‫مساحة سورية‪ ،‬وأن األشهر املقبلة ستكون "حامسة"‪.‬‬ ‫وقال رئيس االئتالف لصحيفة "احلياة" السعودية األحد‬ ‫إن "بشار قاتل وجمرم‪ ،‬وأعتقد إن باإلمكان أن يكون‬ ‫هناك شيء امسه بشار فهو منهار"‪ ،‬وأكد اجلربا أن أي‬ ‫تسوية سياسية لألزمة املستمرة منذ أكثر من عامني ال‬ ‫تقبل بوجود بشار وأي من زمرته‪ ،‬وطالب بأن يعاقب‬ ‫على ما ارتكبه من جرائم حرب ضد الشعب السوري يف‬ ‫النزاع الذي أودى حبياة أكثر من ‪ 100‬ألف شخص‪.‬‬ ‫كما قال اجلربا إن األسد "اآلن ال حيكم سورية‪،‬‬ ‫احلاكمون احلقيقيون لسوريا هم احلرس الثوري اإليراين‪،‬‬ ‫ومبشاركة قوية من مقاتلي حزب اهلل"‪.‬‬ ‫وتعد طهران أبرز احللفاء اإلقليميني لنظام الرئيس السوري‪،‬‬ ‫وهي داعمة حلزب اهلل الشيعي الذي يقاتل منذ أشهر إىل‬ ‫جانب القوات النظامية السورية ضد مقاتلي املعارضة‪.‬‬ ‫وأضاف اجلربا "اآلن حنن يف جماهبة ومواجهة مع حزب‬ ‫اهلل‪ ،‬كنا يف السابق جنابه جيش النظام احملبط املفلس‪،‬‬ ‫وفيه انشقاقات كبرية‪ ،‬واآلن نلتقي مع جيش تقوده إيران‬

‫اشتباكات بين الجيش التركي ومهربين‬ ‫على الحدود المشتركة مع سوريا‬ ‫رد ت بإطالق‬ ‫صرح اجليش الرتكي أن القوات الرتكية ّ‬ ‫النار على هجوم تعرضت له على احلدود السورية ـ‬ ‫الرتكية قرب قرية كوساكلي يف مدينة رحيانلي‪ ،‬عندما‬ ‫حاول أكثر من ألف شخص‪ ،‬يعتقد أهنم مهربون عبور‬

‫وحزب اهلل واحلوثيون (من اليمن)‪ ،‬وهم يقودون املعركة‬ ‫بأسلحة متطورة"‪.‬‬ ‫وجدد رئيس االئتالف مطالبة الدول الداعمة له بتزويد‬ ‫اجليش السوري احلر بأسلحة نوعية‪ ،‬وقال إن "تسليح‬ ‫اجليش احلر بأسلحة نوعية متطورة‪ ،‬سيغري مسار الثورة‬ ‫وسينهيها ملصلحة الشعب السوري"‪ ،‬وتابع رداً على‬ ‫سؤال عما إذا كان املقاتلون قد تلقوا هذا النوع من‬ ‫األسلحة "يف احلقيقة لدينا وعود وأمتىن أال تتأخر"‪.‬‬ ‫هذا ويسيطر مقاتلو اجليش على أجزاء واسعة من مشال‬ ‫سورية وشرقها‪ ،‬إضافة اىل مناطق يف اجلنوب وحميط‬ ‫دمشق‪ ،‬إال أن املدن الكربى ما زالت يف غالبيتها حتت‬ ‫سيطرة النظام‪ ،‬باستثناء الرقة (مشال) وهي أول مركز‬ ‫حمافظة خرج عن سيطرة النظام منذ مارس‪/‬آذار املاضي‪.‬‬

‫احلدود الرتكية‪.‬‬ ‫ويأيت هذا احلادث على احلدود السورية الرتكية اليت‬ ‫تشهد توترات متصاعدة يف الشهرين املاضيني يف أعقاب‬ ‫مواجهات مماثلة بني اجلنود األتراك ومئات األشخاص‬ ‫الذين يصفهم اجليش باملهربني‪ ،‬وعادة ما يعرب الالجئون‬ ‫الذين يفرون من العنف يف سوريا احلدود بأعداد‬ ‫كبرية‪ ،‬ويقر مسؤولون أتراك بأن مهربني يندسون بينهم‬ ‫ويدخلون البالد وسطهم يف بعض األحيان‪.‬‬

‫إسرائيل تقصف موقعًا سوريًا بعد إطالق قذائف هاون‬ ‫قال اجليش اإلسرائيلي األحد إنه أطلق صاروخاً باجتاه‬ ‫السوري يف وسط هضبة اجلوالن مساء‬ ‫موقع لقوات النظام‬ ‫ّ‬ ‫السبت‪ ،‬وذلك بعد مالحظة إطالق قذائف هاون منه‬ ‫باجتاه األراضي الواقعة حتت سيطرة االحتالل اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وقال اجليش اإلسرائيلي‪ :‬إن قوة تابعة له أطلقت الصاروخ‪،‬‬ ‫وهو من النوع املضاد للدروع‪ ،‬باجتاه املوقع السوري‪ ،‬الذي‬ ‫لوحظت إصابته‪ ،‬وأكد اجليش يف الوقت نفسه أن‬

‫القذائف اليت أطلقت باجتاه اإلسرائيليني مل تسفر عن وقوع‬ ‫إصابات‪.‬‬ ‫ونقلت اإلذاعة اإلسرائيلية أن ‪ 15‬جرحياً من مصايب‬ ‫املعارك يف سوريا نقلوا إىل مستشفيات يف إسرائيل السبت‪،‬‬ ‫ما يرفع عدد السوريني الذين تلقوا العالج يف مشال إسرائيل‬ ‫منذ اندالع النزاع يف سوريا إىل أكثر من ‪ 130‬شخصاً‪.‬‬

‫كما قال اجليش الرتكي إنه رصد ما بني ‪ 750‬وألف‬ ‫شخص راجلني‪ ،‬وجمموعة أخرى من ‪ 150‬شخصاً‬ ‫على ظهور اجلياد‪ ،‬وحنو ‪ 40‬مركبة يشكلون طابوراً ميتد‬

‫على مسافة ‪ 300‬مرت على امتداد احلدود قرب قرية‬ ‫كوساكلي يف بلدة رحيانلي مبحافظة هاتاي الرتكية‪،‬‬ ‫وأضاف اجليش إن القوات نشرت مدرعات ودبابات‬ ‫على امتداد احلدود ملنع اجملموعة من العبور وأصدرت‬ ‫حتذيرات بالرتكية والعربية يف حماولة ملنعهم من الدخول‪.‬‬ ‫وتابع اجليش إن قوات األمن تدخلت بعد ذلك‪ ،‬وبعد‬ ‫أن أطلقت اجملموعة الدخيلة ما بني ‪ 15‬و‪ 20‬طلقة‬ ‫بالرد باملثل‪ ،‬ومل حيدد‬ ‫من كوساكلي قام اجلنود األتراك ّ‬ ‫اجليش ما إذا كان املهربون أم القرويون هم من فتحوا‬ ‫املهربني الذوا بالفرار بعد أن‬ ‫النار‪ ،‬بينما أ ّكد على أ ّن ّ‬ ‫تركوا مخساً وثالثني حاوية بنزين وراءهم‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العدد الثالث والثالثون‬


‫أخبار اقتصادية‬

‫األزمة السورية‪ :‬الوقع االقتصادي بمخيم الزعتري في األردن‬ ‫هوارد جونسون ‪ -‬خميم الزعرتي ‪ -‬األردن‬ ‫خميم الزعرتي لالجئني السوريني رابع مدينة من حيث كثافة‬ ‫السكان يف األردن‪.‬‬ ‫يفتح باب معدين حلاوية ليكشف عن جمموعة من‬ ‫دخلت‬ ‫الفساتني املطرزة ألواهنا أمحر ووردي وأبيض‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إىل متجر لفساتني الزفاف يستأجره شاب سوري يُدعى‬ ‫عاطف‪ ،‬فيما ذكرنا بأن الرومانسية قد تزدهر أيضاً حىت يف‬ ‫أكثر األماكن تعاسة‪.‬‬ ‫جتارة وأعمال‪ ،‬خمتارات‪..‬‬ ‫يعمل عاطف يف خميم الزعرتي لالجئني السوريني يف‬ ‫األردن‪ ،‬وهو يعد موطناً لنحو ‪ 120‬ألف شخص ممن فروا‬ ‫من القتال يف سوريا‪ ،‬وتقع هذه احلاوية يف شارع أطلق عليه‬ ‫عمال اإلغاثة اسم الشانزليزيه‪ ،‬نظراً ملئات احملال التجارية‬ ‫والشركات املوجودة فيه‪.‬‬ ‫وقضى عاطف يف املخيم أكثر من عام‪ ،‬فاراً من القتال‬ ‫الدائر يف مدينة درعا اليت تبعد عنه حنو ‪ 30‬كم يف سوريا‪،‬‬ ‫وهي مدينة مليئة برجال األعمال نظراً للتاريخ الطويل من‬ ‫التجارة عرب احلدود مع األردن‪.‬‬ ‫قال عاطف‪" :‬لقد بدأنا ذلك مبتجر لبيع عباءات النساء‪،‬‬ ‫وعندما جاءت بعض النساء وقلن إن لديهن حفالت‬ ‫زفاف وال جيدن فساتني‪ ،‬قمنا بشراء فستانني لتأجريمها‪ ،‬مث‬ ‫سارت األمور بشكل جيد‪".‬‬ ‫ويضيف‪" :‬لدينا حفلتان زفاف كل يوم‪ ،‬وهناك أشخاص‬ ‫يأتون من خارج املخيم الستئجار الفساتني ألهنا أرخص‬ ‫هنا‪ ،‬نقدم الفستان لإلجيار مقابل ‪ 10‬دينار (حنو ‪14‬‬ ‫دوالر) سواء كان األشخاص من داخل املخيم أو من‬ ‫خارجه‪".‬‬ ‫ويقول‪" :‬يف بعض األحيان نأخذ فقط مخسة دنانري ممن ال‬ ‫يستطيعون دفع أكثر من ذلك‪".‬‬ ‫ويقدم متجر عاطف مثاالً عن طر ٍ‬ ‫يقة حتاول من خالهلا‬ ‫املفوضية العليا لشؤون الالجئني التابعة لألمم املتحدة أن‬ ‫جتعل احلياة طبيعية يف املخيم من خالل تشجيع التجارة‬ ‫واخلدمات‪ ،‬فإذا حاول البعض إدارة متجر واحلصول على‬ ‫أرباح‪ ،‬فإنه سيتحسن االستقرار يف املخيم‪.‬‬ ‫ومنذ افتتاح املخيم العام املاضي‪ ،‬انتشر نشاط السوق‬ ‫السوداء مع ظهور عصابات متنافسيه واليت حتاول السيطرة‬ ‫على مبيعات غري شرعية للسلع اإلغاثية وسحب إمدادات‬ ‫الكهرباء اخلاصة باملخيم‪ ،‬ينتظر املهربون يف الليل على‬ ‫مشارف املخيم‪ ،‬ويستعدون لالستيالء على اخليام اخلاصة‬

‫باملفوضية العليا لشؤون الالجئني وإمدادات الغذاء‪ ،‬والرجل‬ ‫املكلف بالتعامل مع هذا النوع من التجارة السوداء هو‬ ‫"كيليان كالينشميت"‪ ،‬الذي عينته األمم املتحدة كـ‬ ‫"عمدة" للمخيم‪.‬‬ ‫منع املهربني‬ ‫ويعد "كالينشميت" خمضرماً يف جمال العمل اإلغاثي‪،‬‬ ‫حيث أدار خميمات لالجئني يف جنوب السودان والصومال‬ ‫وكوسوفو‪ ،‬ولكي يقدم يل فكرة حول حجم املخيم‪ ،‬أراين‬ ‫"كالينشميت" الطريق الذي حييط باملخيم والبالغ ‪ 8‬كم‪،‬‬ ‫ويعترب هذا الطريق خط الدفاع األول يف املعركة ضد التجارة‬ ‫غري املشروعة‪.‬‬ ‫وبينما كان يشري "كالينشميت" من النافذة‪ ،‬تصاعدت‬ ‫أعمدة الدخان األسود من جرافات تسوي تالالً من الرتبة‪،‬‬ ‫وأوضح قائالً‪" :‬نغلق طرق اإلمدادات على املهربني‪".‬‬ ‫ولفت كالينشميت انتباهي إىل عالمات مستطيلة فوق‬ ‫األرض‪ ،‬وهي مساحات من األراضي رمست حدودها‬ ‫عصابات متنافسة بزعم امتالكها هلا‪ ،‬وهذا سوق غري رمسي‬ ‫يزدهر أيضاً يف املخيم‪ ،‬ويف منتصف الطريق‪ ،‬كان هناك‬ ‫ما يشبه العربة تقوم جمموعة من الرجال بدفعها‪ ،‬وعندما‬ ‫اقرتبنا‪ ،‬اتضح أهنا حاوية معدة للسكن ويتم سحبها على‬ ‫عجالت‪.‬‬ ‫جاءت هذه احلاويات يف األغلب كتربعات من دول‬ ‫خليجية‪ ،‬وتبيعها أو متتلكها عصابات تقوم إما بالتجارة‬ ‫فيها باملخيم‪ ،‬أو تقطيعها وبيعها خارج املخيم‪.‬‬ ‫يشرح كالينشميت كيف أنه مع استمرار املعارك يف سوريا‪،‬‬ ‫يتنامى شعور بأن املخيم سيستمر لفرتة طويلة‪ ،‬ويقول‪:‬‬

‫"يتم اآلن بناء منازل ذات أرضيات إمسنتية‪ ،‬مع إدخال‬ ‫املياه وإقامة مراحيض ومطابخ‪ ".‬ويتابع‪" :‬حىت أن بعضهم‬ ‫لديه نافورة ليظهر أن األمر يشبه الوطن متاماً‪ ...".‬ولكن‬ ‫كيف ينوي كالينشميت التعامل مع السوق السوداء‬ ‫املزدهرة يف املخيم؟‬ ‫جييب‪" :‬حنن اآلن نقول‪ ،‬يا إخوة‪ ،‬إنه قد حان الوقت‬ ‫لدفع مثن الكهرباء‪ ،‬ألنين راجعت األمر مع عدد قليل‬ ‫من أصدقائي من الذين يقومون بشوي الدجاج‪ ،‬وقال يل‬ ‫أحدهم إنه يبيع مائة دجاجة يف اليوم‪ ".‬ويتابع‪" :‬وبالتايل‬ ‫فهو يربح ما يعادل دوالرين يف الدجاجة الواحدة‪ ،‬ويربح‬ ‫بذلك ‪ 200‬دوالراً يومياً‪ ".‬ويضيف‪" :‬هل سأقطع عنه‬ ‫الكهرباء؟ بالطبع ال‪ ،‬لكنين سأخربه أنين سأمده بالكهرباء‬ ‫لكن عليه أن يدفع‪ ،‬وهم مع ذلك يبتسمون ويقولون نعم‪".‬‬ ‫وقبل انتهاء يوم زياريت ملخيم الزعرتي‪ ،‬قمت جبولة أخرى‬ ‫سريعة يف شارع الشانزليزيه‪ ،‬ووجدت أباً وطفله يبيعان‬ ‫احللوى املغزولة ويستعدون ألمسية جتارية نشطة‪ ..‬وفجأة‬ ‫بدأ جمموعة من الشباب يف الركض‪ ،‬فبعد يوم طويل وحار‪،‬‬ ‫تؤمن‬ ‫اندلع شجار بينهم وبني قوات األمن األردنية اليت ّ‬ ‫وسع صوت قنابل الغاز املسيل للدموع وهي‬ ‫املخيم‪ُ ،‬‬ ‫تصطدم باألسطح املعدنية للمخيمات‪ ،‬ومل يُصب أحد‬ ‫جبروح خطرية‪ ،‬لكن احلادث بقي يف الذاكرة‪...‬‬ ‫بالرغم من بذل املفوضية العليا لشؤون الالجئني جهودًا‬ ‫كبرية جلعل احلياة طبيعية يف خميم الزعرتي‪ ،‬إال أن شارع‬ ‫الشانزليزيه باملخيم ال يزال بعيداً عن قرينه يف االسم بفرنسا‬ ‫كمكان ملمارسة األنشطة التجارية‪.‬‬

‫منظمة الفاو تتوقع انخفاضًا أكبر في أسعار الغذاء في األشهر القادمة‬ ‫قالت منظمة األغذية والزراعة (فاو) التابعة لألمم املتحدة‬ ‫إن أسعار الغذاء يف العامل قد تنخفض أكثر يف األشهر‬ ‫القادمة‪ ،‬بعد أن وصلت إىل أدىن مستوى هلا منذ أكثر من‬ ‫سنة يف يوليو‪/‬متوز‪.‬‬ ‫وكانت أسعار الغذاء قد ارتفعت يف صيف ‪ 2012‬بسبب‬ ‫موجة اجلفاف اليت ضربت الواليات املتحدة‪ ،‬بيد أن حتسن‬ ‫التوقعات يف جمال إنتاج احلبوب يف ‪ 14/2013‬قادت‬ ‫باالجتاه اآلخر حنو اخنفاض األسعار‪.‬‬ ‫وقال "عبد الرضا عباسيان" اخلبري االقتصادي يف الفاو‬

‫األشهر القليلة املاضية‪ ،‬وإن الطقس الذي كان جيداً جداً‬ ‫يف العديد من احلاالت‪ ،‬يعطي أمالً بإنتاج أعلى"‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬إن التوقعات اجليدة إلنتاج حمصول الذرة يف‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية واألرجنتني ومنطقة البحر‬ ‫األسود قد يقود إىل اخنفاض آخر يف األسعار يف هذا‬ ‫املوسم‪ ،‬وأسعار الغذاء قد تواجه ضغوطاً باجتاه اخنفاض‬ ‫أكرب إذا قوي الدوالر األمريكي‪ ،‬فقوة الدوالر تنعكس يف‬ ‫سوق تداول السلع‪ ،‬وجتعلها تبدو أغلى بالنسبة ملتداويل‬ ‫العمالت األخرى‪.‬‬ ‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العددالثالث و الثالثون‬

‫‪3‬‬


‫حتقيق‬

‫اإلعدام ذبحًا‪ ..‬بين إنكاره‪ ،‬ورفض تنفيذه‪ ،‬وشرعيته‬ ‫حسني الغجر ‪ -‬حلب‬ ‫ال ميكن ملتابع اجملريات اليت متر على سوريا وخاصة يف‬ ‫األشهر األخرية أن يتجاوز ظاهرة كثرياً مع أربكت الرأي‬ ‫العام ليس العاملي فقط بل الداخلي أيضاً وذلك من خالل‬ ‫ظهور تسجيالت فيديو لعمليات إعدام بالسكاكني‪ ،‬قيل‬ ‫إن من ينفذها هم جمموعات إسالمية مقاتلة يف سوريا‪،‬‬ ‫لذلك كان البد من البحث والدقيق يف هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حدثت معظم عمليات اإلعدامات بالذبح‪ ،‬واليت مل توثق‬ ‫يف ريف إدلب‪ ،‬مع التأكيد من قبل الكثريين أهنا ال تكاد‬ ‫تذكر بأعدادها القليلة‪ ،‬لكن مشكلة ترويج مقاطع القتل‬ ‫هذه إمنا تنتشر كالنار يف اهلشيم لبشاعتها وغرابة القيام هبا‪.‬‬ ‫الذبح بني التشريع والتطبيق‪:‬‬ ‫يف لقاء جلسر مع جمموعة من ممثلي الفصائل العسكرية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ويف ردها على هذه اإلعدامات قال "أبو محزة"‬ ‫وهو قائد يف احلركة اإلسالمية للدعوة واجلهاد واليت تقاتل‬ ‫يف مدينة حلب‪:‬‬ ‫"إذا نظرنا لتطبيق الشرع فال ضري يف ذلك‪ ،‬فالقصاص‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُول‬ ‫(ولَ ُك ْم ِف الْق َ‬ ‫مفهومه واضح‪ ،‬قال تعاىل َ‬ ‫اص َحيَاةٌ يَاْ أ ِ ْ‬ ‫األَلْب ِ‬ ‫اب لَ َعلَّ ُك ْم تـَتـَُّقو َن)لذلك ال مشكلة لدينا يف تطبيق‬ ‫َ‬ ‫الشرع‪ ،‬فالنظام وجيشه وشبيحته قتلوا األطفال والنساء‪،‬‬ ‫وأحرقوهم‪ ،‬وقطّعوهم‪ ،‬وحنن بالطبع لن نقابل السوء بالسوء‪،‬‬ ‫ولكن لألحكام يف اإلسالم شروط وحمددات ال جيوز اخلروج‬ ‫عنها‪ ،‬وبالنسبة للفيديوهات اليت تنتشر بني فرتة وأخرى أنا‬ ‫فشرعُ اهلل‬ ‫ال أثق هبا‪ ،‬وذلك لعدة أمور منها طريقة القتل‪ْ ،‬‬ ‫رحيم حىت يف حدوده وال يوجد تفسري لطريقة القتل اليت‬ ‫ٌ‬ ‫ظهرت منذ فرتة‪ ،‬ولعل أبرزها هو ما قامت به جمموعة‬ ‫تدعى مبجموعة ‪-‬أيب البنات‪ -‬واليت ترى فيها عملية ذبح‬ ‫وحز بطريقة ال ميكن ألحد أن يتقبلها‪ ،‬فقطع الرأس ال‬ ‫جيوز إال بضربة واحدة‪ ،‬ولذلك رمبا كان من نفذها يريد‬ ‫تشويه صورة اجملاهدين‪ ،‬ورمبا كان مدفوعاً من جهة ال تريد‬ ‫اخلري ال للثورة وال ألحد‪ ،‬والواقع يستوجب علينا استبدال‬ ‫الطرق‪ ،‬فالسيف مل يعد موجوداً لذلك فنحن ال نقبل هكذا‬ ‫إعدامات‪ ،‬وكذلك حنن نؤكد أنه ال بد من وجود حماكمة‬ ‫علنية يطلع عليها الكل‪ ،‬وذلك لعدة أسباب أوهلا كي يعترب‬ ‫الناس ويعلموا ما ذنب احملكوم‪ ،‬وحىت نغلق باب اإلشاعات‬ ‫ٍ‬ ‫متت إىل اإلسالم بصلة‪ ،‬وهو منها براء"‪.‬‬ ‫والرتويج‬ ‫ألشياء ال ُّ‬ ‫أما "أبو عمار" وهو مقاتل منذ بداية الثورة السورية فهو‬ ‫يؤكد على ضرورة التشديد باألحكام وتطبيقها‪ ،‬وذلك‬ ‫لتجنيب البلد والناس املزيد من القتل واإلجرام‪ ،‬ويزيد على‬ ‫ذلك بأنه ال بد من إرهاب العدو الذي قتل حىت اآلن‬ ‫حوايل ‪ 150‬ألف طفل ورجل وأم‪ ..‬ويعقب "أبو عمار"‬ ‫على مشكلة نشر مقاطع الفيديو املصورة لعمليات الذبح‬ ‫والتنكيل بأنه أمر ال ميكن تقبله‪ ،‬ويتساءل‪" :‬ملاذا تنتشر‬

‫‪4‬‬

‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العدد الثالث والثالثون‬

‫هذه املقاطع يف أوقات تسبق انعقاد مؤمت ٍر من أجل‬ ‫سوريا‪،‬وهي قضية هامة يريد أن يقرر فيها اجملتمع الدويل"‬ ‫وجييب "أبو عمار" عن تساؤله بأن األمور واضحة‪ ،‬فهناك‬ ‫أعمال تقوم هبا خمابرات النظام‪ ،‬وكذلك قد تكون العديد‬ ‫من املخابرات متورطة فيها‪ ،‬لتغيري الرأي العام جتاه الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬ولتخويف العامل من اإلسالم‪ ،‬ولذلك حنن ندعوا‬ ‫من تريد من املنظمات احلقوقية أن تقوم مبشاريع مشرتكة‪،‬‬ ‫وحنن مستعدون لذلك‪ ،‬ولرتاقب احملاكم املوجودة‪ ،‬وتوثق‬ ‫احلاالت اليت حتدث فيها جتاوزات‪ ،‬وهذا طبيعي بالنسبة‬ ‫يصب على شعبنا وبلدنا‪،‬‬ ‫للكم اهلائل من املوت الذي ّ‬ ‫ولكن لألسف يكتفي العامل بالتنديد وبناء آرائه على‬ ‫فيديوهات من هنا وهناك دون أن نعلم هل فعالً ينتمي‬ ‫أولئك الذين يظهرون يف الفيديوهات إىل الثورة؟‪ ،‬وهل‬ ‫انتشار هكذا مقاطع يف هذا التوقيت بالذات أمر طبيعي؟‪،‬‬ ‫هذا ما نسعى إىل إعالم الرأي العام به ليعرفوه‪ ،‬لكننا مل‬ ‫نصل إىل ذلك حىت اآلن‪.‬‬ ‫احلاج أبو الدرداء‪ ،‬قيادي يف جتمع كتائب الكفاح يقول‪:‬‬ ‫أنا مع عملية اإلعدام ذحباً ملا هلا من نتائج ترهب العدو‪،‬‬ ‫ولكن بشروط واضحة‪ ،‬وهي أن تكون احملاكمة علنية‪،‬‬ ‫وبوجود أشخاص شرعيني عدول ويوثق برأيهم‪ ،‬وكذلك‬ ‫التأكد من الدالئل على احملكوم‪ ،‬أي أن خيضع لتحقيق‬ ‫كامل وشفاف‪ ،‬ويف احلقيقة حكم اإلعدام هو حكم‬ ‫عاملي‪ ،‬وال بد للظامل أن يدرك أ ّن هناك أفعال إذا ارتكبها‬ ‫سيذبح عليها‪ ،‬وهنا أسأل العامل‪ :‬من يقتل األطفال‪ ،‬ماذا‬ ‫يستحق أن يكون حكمه؟؟ من يهدم البيوت فوق اآلمنني‪،‬‬ ‫ماذا ميكن أن يكون حكمه؟؟ من يغتصب النساء‪ ،‬ماذا‬ ‫ميكن أن يكون حكمه؟؟ وإذا كانت املنظمات العاملية‬ ‫احلقوقية تتابع هذه احلاالت متناسية كل ما حدث‬ ‫وحيدث من موت على مدار سنتني‪ ،‬فهناك مشكلة لديهم‬

‫وليس لدينا‪ ،‬لقد قضينا أكثر من عام وحنن نناشد العامل‬ ‫ِ‬ ‫نلق إال التنديد والكالم‬ ‫أن يُوقفوا بشار وعصاباته‪ ،‬ومل َ‬ ‫الذي مل مينع القتل عنا‪ ،‬لذلك فقد ترَكنا العاملُ نواجه أعىت‬ ‫آالت القتل يف العصر احلديث‪ ،‬ولذلك فإننا سنحاكم‬ ‫كل من قتل ودمر واغتصب مبا شرع اهلل دون خوف أو‬ ‫وجل من أحد‪ ،‬وليبتعد العامل عن مشاعة اإلرهاب‪ ،‬إن‬ ‫ُوِجد إرهاب فهو نتيجة غياب العدل يف العامل‪ ،‬وحنن‬ ‫ماضون إىل أن يأيت نصر اهلل وهو قريب بإذن اهلل‪.‬‬ ‫من الواضح أن معظم مقاطع الذبح والتنكيل وتشويه‬ ‫اجلثث املنتشرة على صفحات االنرتنت هتدف إىل بث‬ ‫الفتنة الطائفية واملذهبية والعقائدية والعرقية يف البالد‪،‬‬ ‫خاصة من خالل عناوين هذه املقاطع اليت تشري – زيفاً‪-‬‬ ‫فئة ٍ‬ ‫إىل ذبح ٍ‬ ‫شك أنه مثّة‬ ‫دينية أو عرقية لفئة أخرى‪ ،‬وال ّ‬ ‫أجندة دولية اشرتكت فيها وسائل اإلعالم هتدف إىل نشر‬ ‫مثل هذه الصور‪ ،‬فموقع اليوتيوب مثالً الذي تنتشر فيه‬ ‫معظم هذه املقاطع‪ ،‬كان يف السابق حيذف كل مقطع‬ ‫يروج للعنف‪ ،‬حىت لو كان هذا العنف‬ ‫يشري أو يدعو أو ّ‬ ‫موجهاً للحيوان‪ ،‬لكن هذا املوقع االلكرتوين ذاته بات‬ ‫ّ‬ ‫تروج وتنشر‬ ‫صامتاً أمام اآلالف من الفيديوهات اليت ّ‬ ‫وتدعو إىل العنف يف سوريا!‪ ،‬مع العلم أن غالبية هذه‬ ‫املقاطع مت تصويرها يف دول أخرى غري سوريا‪ ،‬كالعراق‬ ‫مثالً‪ ..‬والسؤال الذي يفرض نفسه اآلن هو‪ :‬ماذا بعد‬ ‫هذه املقاطع؟ هل سيدرك السوريون بأصالتهم وطباعهم‬ ‫احلميدة أ ّن مثل هذه الصور تسهم يف نشر الفتنة بني أبناء‬ ‫الوطن الواحد‪ ،‬وجتعل البالد ساحةً مفتوحة أمام ويالت‬ ‫الر ِ‬ ‫صاص يعلو على صوت‬ ‫احلرب األهلية‪ ،‬أم أ ّن صوت ّ‬ ‫العقل ؟‪.‬‬


‫سوريون‬

‫حمص‪ ..‬ما بعد الهجوم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أطالل ّ‬ ‫الذكريات الحارقة‪..‬‬ ‫المناطق المهجورة‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ونزيف ال ينضب‪..‬‬ ‫المناطق الثائرة‪ ..‬جبال الصمود‪..‬‬ ‫المناطق الرمادية‪ ..‬ال أرى‪ ،‬ال أسمع‪ ،‬ال أتك ّلم‪..‬‬

‫نوار احلمصي‬ ‫محص تتوقف االبتسامة عن حماكاة احلياة فيطعنك‬ ‫يف َ‬ ‫املطبق على الكائنات‪ ..‬على األمكنة والنفوس‬ ‫الصمت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تستمر يف‬ ‫ة‬ ‫احليا‬ ‫عل‬ ‫النسيان‬ ‫سباق‬ ‫إنه‬ ‫اء‪..‬‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫على ح ّ‬ ‫ّ‬ ‫جرياهنا البطيء على األقل يف عيين طفل‪ ّ،‬أو جناحي محامةٍ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مغربة أحياناً‪..‬‬ ‫يف مساء ٍغائمة‪ ..‬أو ّ‬ ‫كل شيء هنا يشري إىل ٍ‬ ‫حرب هوجاء دارت رحاها بني أبناء‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الوطن الواحد‪ ،‬ومل تضع أوزارها بعد‪..‬‬

‫يهدم النّظام يف محص؟‬ ‫أين ُ‬

‫تطل عليها من املساكن‬ ‫بابا عمرو‪ ..‬املدينة – سابقاً‪ّ -‬‬ ‫الغربية بالقرب من جامعة البعث‪ ..‬فرتاها مقيّدة فارغ ًة‬ ‫جوفاء وحزينة‪ ..‬كزرقاء اليمامة يف أسرها األبدي‪ ..‬ال أرواح‬ ‫بشرية فيها‪ ..‬ختشى إطالة النظر إليها خوفاً من قناصة‬ ‫متر جبانب‬ ‫النظام املتخفني يف جنباهتا‪ ،‬فحىت املركبات ال ّ‬ ‫هذه املدينة الفارغة‪ ..‬وال يوجد بيت ليس فيه دمار أو‬ ‫خراب‪ ..‬إما هت ّدم سقفه أو ُجعلت يف جدرانه فتحات‬ ‫بعض س ّكان بابا‬ ‫كبرية كجراح هذا الوطن العميقة ‪ُ ..‬‬ ‫االدخار‪-‬‬ ‫عمرو انتقلوا إىل املناطق اجملاورة‬ ‫(الشماس – ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنشاءات‪،)..‬كذلك إىل قرى يف ريف املدينة‪ ،‬أغلبية‬ ‫هؤالء من املوظّفني الذين ال يقدرون االبتعاد عن املدينة‬ ‫خشية خسارة وظائفهم(املصدر الوحيد لرزقهم)‪ ،‬من هؤالء‬ ‫(س) موظف حكومي‪ّ ،‬قرر البقاء يف محص‪ ،‬نزح بعائلته‬ ‫من بابا عمرو إىل بلدة "فريوزة"‪ ،‬ويداوم يف عمله يف جامعة‬ ‫البعث‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫مل أشأ السفر بعيداً ألنّين ال أضمن أن أجد عمالً يف‬‫املكان الذي أسافر إليه‪ ..‬أنا أعيل عائلة وجمرب على البقاء‬ ‫هنا حىت ال أخسر وظيفيت‪ ،‬كنت ساكناً يف بابا عمرو‪..‬‬ ‫املدمرة وقليب يتقطع‬ ‫ولسوء احلظ وظيفيت بالقرب من مدينيت ّ‬ ‫على ذكريات املدينة اليت عشت فيها‪ ،‬املعاناة مستمرة يف‬ ‫داخلي ألن على ٍ‬ ‫موعد مع مشهد الدمار يومياً!‬ ‫ّ‬ ‫من العائالت احلمصية من اضطرت إىل النزوح بعيداً‪،‬‬ ‫واإلقامة يف دمشق أو احملافظات الشرقية‪ ،‬أو خارج البالد‪،‬‬ ‫هذه احلالة ال تنطبق على بابا عمرو وحدها وإمنا تبعتها‬ ‫اخلالدية‪ ،‬ومناطق من اإلنشاءات‪ ،‬وبستان الديوان‪ ،‬واحلولة‪،‬‬ ‫والوعر‪ ،‬وغريها من القرى واملناطق املشتعلة‪ ..‬وال ننسى‬ ‫القصري اليت استباحها عناصر حزب اهلل اللبناين بإيعا ٍز من‬ ‫النظام ودع ٍم إيراينٍّ فاضح‪ ..‬بعض املناطق ال تزال مشتعلة‬ ‫وصامدة يف وجه طائرات النظام ومدافعه اليت تنطلق من‬ ‫األحياء املدنية املؤيدة أو الصامدة لتضرب األحياء املطالبة‬ ‫باحلرية‪ ..‬فقد قصف النظام بابا عمرو من املساكن الغربية‬ ‫ّ‬ ‫واإلنشاءات‪ ،‬وقصف اخلالدية بالطائرات‪ ،‬فضالً عن اجملازر‬ ‫اليت ارتكبتها قواته الربية وشبيحته هنا وهناك‪ ،‬لتبث الفتنة‬ ‫الطائفية واإلرهاب يف القرى والبلدات واألحياء املعارضة‬

‫لسياساته الدكتاتورية‪ ..‬وز ّج بعشرات اآلالف من األحرار‬ ‫واحلرائر يف السجون واملعتقالت‪ ،‬مع ّذباً وقاتالً ومغتصباً‪،‬‬ ‫الجئاً إىل سياسة األرض احملروقة‪ ..‬يف الوقت ذاته الذي‬ ‫دعم فيه األحياء املؤيدة من طوائف معيّنة مستخدماً‬ ‫سياسة العصا واجلزرة يف تفريق مشل السوريني‪ ،‬فالحظوا‬ ‫ماذا فعل ؟؟‬

‫أين يبين النظام يف محص؟‬

‫أل ّن منطق العصا واجلزرة يفرض نفسه على سياسة النظام‬ ‫يف محص الثورة‪ ،‬فإ ّن املناطق الرمادية اهلادئة اليت تقف‬ ‫على احلياد من الثورة‪ ،‬أو تعجز عن التصريح مبطالب‬ ‫احلرية‪ ،‬حتظى بدعم النظام الال حمدود‪ ،‬ويتغاضى النظام‬ ‫يف هذا املناطق النظر عن مجيع حاالت التهريب‪ ،‬والفساد‪،‬‬ ‫الغش‪ ،‬واملتاجرة باحلشيش‪ ،‬وبالنّساء‪ ..‬وغالباً ما ينتشر يف‬ ‫و ّ‬ ‫هذه املناطق املدعومة بضائع مسروقة من مناطق منكوبة‪،‬‬ ‫ساهم النظام يف سرقتها ونقلها إىل مناطق مؤيديه دعماً‬ ‫هلم‪ ،‬من جهة‪ ،‬وضرباً للمدنيني املعارضني من جهة ثانية‪،‬‬ ‫ونشراً لعوامل الفتنة واحلرب األهلية من جهة ثالثة‪..‬‬ ‫الزهرة‪ ،‬وخميّم الفلسطينيني املقابل لبابا‬ ‫من هذه املناطق‪ّ ،‬‬ ‫املهربة‪ ،‬والنظامية‬ ‫عمرو‪ ،‬ففي هذه املناطق توجد البضائع ّ‬ ‫بأسعا ٍر زهيدة‪ ،‬وخيتلف الناس يف تأويل سبب رخص‬ ‫هذه املواد‪ ،‬فريى "حممود‪.‬م) ‪ -‬طالب جامعي من حمافظة‬ ‫احلسكة يدرس يف محص‪ -‬أ ّن البضائع اليت تباع بأسعار‬ ‫زهيدة هي من املساعدات اليت جاءت إىل السوريني‬ ‫املنكوبني يف محص‪ ،‬فقام النظام بتوزيعها على مؤيديه‬ ‫الذين قاموا بعرضها للبيع يف األسواق‪..‬‬ ‫لكن (مروان‪.‬د) طالب جامعي من حمافظة إدلب‪ ،‬يدرس‬ ‫ّ‬ ‫يف محص‪ ،‬يقول‪" :‬النظام هو من جلب هذه املعونات‬ ‫أو املواد الغذائية وغريها إىل هذه املناطق على حسابه‪،‬‬ ‫وباعها بأسعار رخيصة جداً‪ ،‬فهو يدعم مؤيديه للحفاظ‬ ‫على هدوئهم"‪.‬‬

‫وأيّاًكان السبب فإن محص العدية (عاصمة الثورة السورية)‬ ‫عانت حروباً فظيعة وليس حرباً واحدةً أتت على األخضر‬ ‫وشردت اآلالف‬ ‫واليابس فيها‪ ،‬فقلت النساء واألطفال‪ّ ،‬‬ ‫تبق عائل ٌة‬ ‫مل‬ ‫من العائالت احلمصية‪ ،‬ففي بستان الديوان‬ ‫َ‬ ‫واحدة‪ ،‬ونزحت مجيعها إىل ريف محص بعد أن شهدت‬ ‫املنطقة أعنف املواجهات بني اجليش احلر‪ ،‬وقوات النّظام‬ ‫اليت قامت يف األخري وبعد أن فقدت السرية على املنطقة‬ ‫جواً‪ ،‬األمر الّذي ّأدى‬ ‫بد ّكها برامجات الصواريخ‪ ،‬وقصفها ّ‬ ‫إىل تدمري معظم البيوت ونزوح مجيع من بقوا على قيد‬ ‫احلياة‪..‬‬ ‫اليوم ال تزال محص مقطّعة األوصال باحلواجز األمنية اليت‬ ‫ش ّددت قبضتها العسكرية على البالد‪ ،‬وأرهبت الناس أّيا‬ ‫إرهاب‪ ..‬محص اليوم أفشلت خمططات النظام الرامية إىل‬ ‫نشوب حرب أهلية يف البالد‪ ،‬لكنّها يف الوقت ذاته تعاين‬ ‫–خاصة يف املناطق الثائرة‪ -‬من نقص شديد يف الطعام‬ ‫ومياه الشرب‪ ،‬وانقطاع مستمر للكهرباء وصل يف الفرتة‬ ‫ست ساعات يومياً على األقل‪ ،‬بينما عزف‬ ‫األخرية إىل ّ‬ ‫معظم املوظفني يف ريف محص عن أعماهلم بسبب صعوبة‬ ‫التنقل‪ ،‬وارتفاع أسعار املواصالت‪ ..‬الدولة من جانبها تقدم‬ ‫عروضاً خجولة لإلبقاء على توازن األوضاع االقتصادية بني‬ ‫مؤيديها‪ ،‬وتوفري املستلزمات األساسية للحياة هلم‪..‬‬ ‫تبقى األسر احلمصية الثائرة والنازحة يف اخلارج والداخل‬ ‫معاً يف انتظار املشيئة اإلهلية يف قلب املوازين يف املدينة‬ ‫اليت استباحها شبيحة النظام‪ ،‬هذه األسر ترتقب األوضاع‬ ‫وتتحمل عبء العيش بال أدىن مستويات املعيشة يف سبيل‬ ‫انتظار الثوار الّذين انشغلوا يف الفرتة األخرية يف جبهة ريف‬ ‫كل هؤالء الشهداء‪ ،‬وهذه‬ ‫دمشق‪ ..‬محص اليت ق ّدمت ّ‬ ‫التضحيات اجلسيمة لن تركع أبداً آللة القمع اليت مل توفّر‬ ‫وسيلة من أجل كسر إرادة ٍ‬ ‫شعب ال يُقهر‪..‬‬ ‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العددالثالث و الثالثون‬

‫‪5‬‬


‫إضاءات‬

‫تموت عطشًا‬ ‫الحسكة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫حسون ‪ -‬احلسكة‬ ‫حممد ّ‬

‫تعرضت احلسكة على مدى سنوات ملوجات طويلة من‬ ‫اجلفاف‬ ‫اجلفاف‪ ،‬لكن هذا الصيف خمتلف‪ ،‬حيث طال‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسا َن ذاته بسبب ّاتاد اجلفاف مع الظروف الصعبة‬ ‫اليت يعيشها الناس يف احلسكة وريفها‪ ،‬وتعيش مدن‬ ‫احلسكة والقامشلي والشدادة أزمة مياه شرب حقيقية‬ ‫ناجتة عن توقف عمل مضخات آبار مياه الشرب بالنسبة‬ ‫للمدن والقرى اليت فيها آبار‪ ،‬بينما توقف الباعة اجلوالون‬ ‫لعل أمهّها هو غالء احملروقات‪.‬‬ ‫عن العمل ألسباب عدة ّ‬ ‫والزراعات ‪-‬كاإلنسان يف احلسكة‪ -‬يف خطر حقيقي‬ ‫السطحية أو‬ ‫خاصة األراضي اليت تعتمد على املياه ّ‬ ‫على آبا ٍر تعمل على الطاقة الكهربائية‪ ،‬كما أن املواشي‬ ‫اليت حتتاج املاء والنبات تقتات به‪ ،‬وكل هذا متوقف يف‬ ‫احلسكة على األهنار واألودية اليت تشهد هذه األيام‬ ‫جفافاً تاماً بالتزامن مع توقف مشروع جر مياه اخلابور‬ ‫إىل احلسكة بسبب توقف اآلبار احملفورة على سرير اخلابور‬ ‫يف رأس العني عن العمل‪ ،‬ومن املمكن أن يكون لذلك‬ ‫كل من املنظومة البيئية والزراعة يف املنطقة‬ ‫تأثريٌ كبريٌ على ٍّ‬ ‫حيث جفت األودية وتقلصت مساحات الزراعة واختفت‬ ‫األشجار‪.‬‬ ‫وحتتل حمافظة احلسكة املرتبة األوىل من حيث اإلنتاج‬ ‫الزراعي للمحاصيل االسرتاتيجية من القطن والقمح حيث‬ ‫يبلغ يف بعض السنوات الـ ‪ %50‬من إنتاج سوريا من هذه‬ ‫احملاصيل يف املواسم اجليدة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن فرتات اجلفاف قبالً استمرت لسنوات‪،‬‬ ‫إالّ أ ّن هذه الفرتة قد تكون كفيلة بإحلاق أضرار هائلة‬ ‫باملزروعات‪ ،‬وبالتايل تنعكس على الثروة احليوانية ومن مث‬ ‫على س ّكان الريف‪ ،‬هذا وكانت موجات اجلفاف العامل‬ ‫الرئيس يف هجرة السكان من ريف احلسكة اجلنويب‪ ،‬ومن‬ ‫منطقة جبل عبد العزيز إىل العاصمة دمشق واحملافظات‬ ‫األخرى يف السنوات السابقة‪.‬‬ ‫اهلطوالت املطرية القليلة يف احلسكة أدت إىل حدوث‬ ‫اجلفاف الذي سبب بدوره نسبة عجز مائي يف األحواض‬ ‫وصل إىل ما بني ‪ 82‬و ‪ ،%97‬وحىت يف املناطق اليت كان‬ ‫حتدث فيها هطوالت جيّدة تسبب اجلفاف املتعاقب‬ ‫يف نضوب العديد من اآلبار والعيون‪ ،‬وقد أثرت هذه‬ ‫احلالة حىت على موارد املياه السطحية خاصة األودية‬ ‫اليت تراجع مستوى املياه فيها بشكل ملحوظ حيث‬ ‫جف اخلابور وروافده املهمة كاجلرجبني الكبري(جومر)‬ ‫والصغري(األمحر)‪.‬غ‬ ‫ويزداد تأثري اجلفاف وانعكاساته وتداعياته على الوضع‬ ‫االقتصاد يف اجملتمع القروي الذي حيتاج بالسرعة القصوى‬ ‫إىل تلبية احتياجاته اآلنية لسكان الريف من املاء الصاحل‬ ‫للشرب وتوفري وسائل لنقلها أو تأمني وصول الكهرباء‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العدد الثالث والثالثون‬

‫انعدام الزراعة التكثيفية على جانيب اخلابور وروافده‬ ‫بسبب جفاف النهر‬

‫شح املياه قتل الزراعة يف ريف احلسكة‪ ،‬فبدت اآلثار‬ ‫اليت تعرض هلا النشاط الزراعي بشكل واضح على املزارع‬ ‫واحملاصيل‪ ،‬وظهرت مشكلة الري غري املنتظم وإقالع‬ ‫املزارعني عن زراعة بعض احملاصيل التكثيفية‪ ،‬وختفيض‬ ‫مساحة احملاصيل الصيفية وحتالفت أسباب كثرية مع جفاف‬ ‫األهنار واملنابع املائية مثل أزمة احملروقات وغالء املواد األولية‬ ‫الزراعية‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق يقول "أبو حسني" وهو فالح يف ريف رأس‬ ‫العني‪ ،‬وهي املنطقة اليت تكثر فيها الزراعات التكثيفية‪ :‬مل‬ ‫نعد نزرع الذرة والبطيخ " الدبشي" بسبب املصروف املرتفع‬ ‫وجفاف اخلابور وروافده متاماً‪.‬‬ ‫وكان لتزايد معدالت اجلفاف أثرها الكبري على األشجار‬ ‫املثمرة اليت تعرضت للجفاف‪ ،‬وانقرض معظمها يف الشتاء‬ ‫الستخدامها يف التدفئة‪ ،‬وجاء اجلفاف ليقتل ما سلم من‬ ‫فأس احلطاب‪..‬‬

‫احلسكة والقامشلي متوتان عطشاً‬ ‫تشهد مدينة احلسكة شحاًكبرياً يف مياه الشرب منذ أسابيع‬ ‫بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مضخات السد الشرقي‬ ‫وعن آبار مياه ‪/‬علوك‪ /‬اليت تغذي مشروع إرواء مدينة ‪/‬‬ ‫احلسكة‪ /‬وناحية ‪/‬تل متر‪ /‬والقرى احمليطة هبا‪.‬‬ ‫وقالت مؤسسة املياه يف احلسكة إنه مت حتويل مصدر تغذية‬ ‫مشروع إرواء مدينة احلسكة من آبار علوك إىل حبرية السد‬ ‫الشرقي من أجل حل مشكلة النقص احلاصل يف املياه‬ ‫بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن آبار علوك‪.‬‬ ‫أما يف القامشلي فذكر سكان املدينة أن وباءً انتشر بني‬ ‫الناس يف املدينة سببه تلوث آبار مياه الشرب وختتصر‬ ‫أعراضه بإقياء وإسهال وآالم يف البطن مع وهن عام باجلسم‪،‬‬

‫فيما يؤكد السكان أن اآلبار ملوثة مبياه الصرف الصحي‬ ‫اليت تتسرب باإلضافة لوقوعها بالقرب من مكب القمامة‬ ‫يف قرية" نافكر" على طريق عامودا‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق تقدم أهايل القامشلي سابقاً بشكاوى‬ ‫عدة إىل اجلهات املسؤولة‪ ،‬وشكلت جلاناً شخصت موقع‬ ‫مكب النفايات وأقرت باخلطر على صحة السكان نتيجة‬ ‫تسرب املياه اآلسنة الناجتة عن تراكم النفايات من املكب‬ ‫إىل أحواض املياه اجلوفية‪ ،‬ويبلغ عدد آبار املدينة ‪ 80‬بئراً‬ ‫متّ إيقاف ‪ 15‬بئراً وإخراجها من اخلدمة لشدة تلوثها‪.‬‬ ‫يعاين سكان احلسكة البالغ عددهم حوايل ‪ 1،5‬مليون‬ ‫نسمة منهم حوايل ‪ 70‬باملائة فقراء‪ ،‬من أزمات مرتاكمة‪،‬‬ ‫ومشكلة املياه وخاصة يف مركز احملافظة وجنوهبا‪ ..‬ويف‬ ‫ريف احلسكة تضاعفت معاناة السكان بسبب اجتياح‬ ‫اجلفاف عشرات املناطق الريفية يف الشدادة وتل محيس‬ ‫وجبل عبد العزيز واهلول وتل براك وانعدام املياه يف هذه‬ ‫املناطق‪ ،‬باإلضافة إىل انعدام شبه كلي ملياه الشرب وعدم‬ ‫جدية املسؤولني يف خدمتها سواء من طرف النظام أو‬ ‫من املعارضة‪.‬‬ ‫أخرياً‪ ،‬مدينة احلسكة كانت تعتمد يف شرهبا سابقاً ‪-‬‬ ‫وبشكل رئيسي‪ -‬على مياه السد الشرقي وحبرية السد‬ ‫الغريب املغذي للسد الشرقي القادمة من منطقة ينابيع ‪/‬‬ ‫رأس العني‪ /‬عن طريق قناة مكشوفة(‪ )1m-2‬وبطول‬ ‫(‪64‬كم)‪ ،‬وبعد انعدام جريان الينابيع يف عام ‪2000‬بدأ‬ ‫ضخ املياه بشكل قسري من الينابيع و(‪ )116‬من اآلبار‬ ‫االرتوازية يف رأس العني واليت تصب السدين‪ ،‬مث بدأت‬ ‫مواصفات املياه الفيزيائية والكيمائية بالتغري حنو السوء‬ ‫بسبب تغري مواصفات الطبقات احلاملة هلذه املياه من‬ ‫ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى التلوث احلاصل يف قناة اجلر‬ ‫كوهنا مكشوفة ومتر بعدد كبري من التجمعات السكانية‪،‬‬ ‫وعلى املدى القريب وبعد عدة سنوات تصبح غري صاحلة‬ ‫للشرب‪ ،‬هذا عدا ما يفقد من املاء بالتبخر والتسرب يف‬ ‫طبقات األرض‪.‬‬


‫حديث النّاس‬

‫ُ‬ ‫حديث النّاس في العيد‬ ‫الدوالر‪..‬‬ ‫الدوالر‪ ،‬ونزل ّ‬ ‫طلع ّ‬

‫ريبال الزين ‪ -‬حلب‬ ‫لعل قضية سعر صرف الدوالر يف السوق السوداء‪،‬‬ ‫واالرتفاع اجلنوين ألسعار املواد الغذائية واالستهالكية‪،‬‬ ‫الشغل الشاغل للسوريني عامة واحللبيني خاصة وينعكس‬ ‫على أحاديثهم أكثر من التطورات السياسية أو العسكرية‬ ‫أو قرارات تسليح الثوار أو تغيري رئيس االئتالف أو جمازر‬ ‫اجليش النظامي‪ ،‬فلقد تعرضت اللرية السورية يف الفرتة‬ ‫األخرية إىل اهنيار سعر صرفها أمام الدوالر‪ ،‬ووصل سعر‬ ‫صرف الدوالر إىل ‪ 350‬لرية سورية‪ ،‬مما أثر بشكل كبري‬ ‫على أسعار املواد الغذائية األساسية يف السوق‪ ،‬فارتفعت‬ ‫بشكل جنوين مبا ال يتناسب مع دخل املواطن سواء من‬ ‫ظل ارتفاع‬ ‫الوظائف احلكومية أو العمل اخلاص‪ ،‬وذلك يف ّ‬ ‫نسب البطالة بشكل كبري‪.‬‬ ‫"أبو حممد" القاطن يف املناطق اليت تسيطر عليها املعارضة‬ ‫والذي يعمل يف حمل لبيع املواد الغذائية باجلملة‪ ،‬حدثنا‬ ‫عن معاناته يف تأمني لقمة العيش إلطعام أطفاله وأحفاده‬ ‫املقيمني يف منزله بعد قصف منزهلم باملدفعية‪ ،‬فيقول‪ :‬إن‬ ‫راتبه يبلغ ألفي لرية يف األسبوع وال يكفي حىت مصروفاً‬ ‫لطعام عائلته‪ ،‬دون حساب أجرة اشرتاك الكهرباء بسبب‬ ‫انقطاعها وفوط األطفال وحليبهم ومصاريف املنزل‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫وتابع "أبو حممد"‪ :‬وبعد هذا االرتفاع يف سعر صرف‬ ‫الدوالر توقفت حركة البيع والشراء بشكل تام تقريباً‪ ،‬فعلبة‬ ‫البسكويت اليت كانت تباع مببلغ ‪ 120‬لرية وصل سعرها‬ ‫الرز إىل أكثر من مائيت‬ ‫اآلن إىل ‪ 400‬لرية‪ ،‬وسعر كيلو ّ‬ ‫لرية‪ ،‬وكيلو العدس إىل حوايل املائة لرية‪ ،‬وقفزت أسعار‬ ‫الزيوت والسمن إىل أقصى مستوياهتا‪ ،‬فتنكة الزيت النبايت‬ ‫وصلت إىل الـ‪ 4800‬لرية بينما كانت تباع قبل نكسة اللرية‬ ‫بـ‪ 2500‬لرية فقط‪ ،‬مما أسهم يف جعل طبخة "اجملدرة" من‬ ‫البذخ والرتف عند الشعب احلليب وهذا أثر علينا سلباً‬

‫حيث اضطر صاحب العمل إىل إغالق احملل وتسريح‬ ‫العمال وقطع أرزاقهم"‪.‬‬ ‫ويبدو أن ال نية لألسعار يف االخنفاض رغم استقرار سعر‬ ‫الصرف تقريباً عند مائيت لرية ونيف‪ ،‬ويضع "رأفت" أحد‬ ‫احلق يف هذا األمر‬ ‫أصحاب حمال بيع املواد الغذائية باجلملة ّ‬ ‫على جتار األزمات الذين ال يهمهم سوى مضاعفة ثروهتم‬ ‫ظل هذا األزمة اإلنسانية‪ ،‬فيقول ‪":‬أحد التجار – لن‬ ‫يف ّ‬ ‫أذكر امسه‪ -‬عندما ارتفع الدوالر رفع أسعاره حبجة ارتفاع‬ ‫سعر الصرف‪ ،‬وبعد هبوطه مل خيفض أسعاره حبجة أنه‬ ‫اشرتى تلك املواد بالسعر املرتفع‪ ،‬مع علمي أنه مل يش ِرت أية‬ ‫بضائع عند ارتفاع الدوالر"‪.‬‬

‫الزمن حىت تعود إىل ما كانت عليه سابقاً‪ ،‬كما حدث‬ ‫يف األرجنتني ذات مرة‪ ،‬حيث اتفق مجيع التجار على‬ ‫رفع سعر طبق البيض‪ ،‬فما كان من املواطنني إال أن‬ ‫ختلو عن شرائه أليام عديدة‪ ،‬كجزاء على رفع السعر‬ ‫بدون مربر‪ ،‬وكسد البيض وكدس يف املستودعات‪ ،‬حىت‬ ‫اضطر التجار أنفسهم إىل ختفيض سعره إىل نصف ما‬ ‫كان عليه قبل رفع السعر‪.‬‬ ‫وكما جنحت اإلضرابات السلمية وإغالق احملال‬ ‫وهز اقتصاده‪،‬‬ ‫التجارية يف زعزعة أركان النظام ّ‬ ‫فاملسامهة يف اإلضراب عن شراء مادة معينة من قبل‬ ‫اجلميع سوف جيرب التجار على إرجاع األسعار إىل‬ ‫حقيقتها خوفاً من كسادها يف مستودعاهتم‪ ،‬ففي هناية‬ ‫األمر هذه األزمة ومهية ومن صنيعة أصحاب رؤوس‬ ‫األموال املستفيدين من رفع األسعار جراء ارتفاع‬ ‫الدوالر وعدم إرجاعها إىل حقيقتها‪.‬‬ ‫احلل الثاين وهو تشكيل مؤسسة استهالكية ذات رأس‬ ‫أو ّ‬ ‫مال كبري‪ ،‬تقوم بشراء كميات كبرية من املواد الغذائية من‬ ‫خمتلف األصناف (رز – سكر – حلوم – خضروات‪....‬‬

‫"عرجبي" –وهي مهنة مبتكرة تقوم‬ ‫أما "حسام" الذي يعمل ّ‬ ‫احلر والنظام على عربيات لقاء‬ ‫على نقل البضائع بني مناطق ّ‬ ‫أجرة مادية‪ -‬يقول‪ ":‬خناطر بأرواحنا كل يوم عدة مرات‬ ‫عند العبور من أمام قناصي النظام املتمركزين يف القصر‬ ‫البلدي واملشارقة‪ ،‬والقناص ال يفرق بني مدين وعسكري‪،‬‬ ‫كل ذلك فقط إلطعام عائالتنا‪ ،‬فوالدي ُسِّرح من العمل‬ ‫بسبب توقف املعمل وهجرة صاحبه خارج البالد‪ ،‬ويف‬ ‫السابق كنا نأخذ على النقلة الواحدة مبلغ مئة إىل مئة‬ ‫ومخسني لرية‪ ،‬ولكن اآلن نضطر إىل مضاعفة املبلغ بسبب‬ ‫ارتفاع األسعار‪ ،‬وصدقين أشعر بغصة عندما آخذ املبلغ من‬ ‫الزبون‪ ،‬لكين مضطر لذلك كي أعيش"‪.‬‬ ‫ظل عجز الثوار مع الفصائل العسكرية على تشكيل‬ ‫ويف ّ‬ ‫تنظيم موحد إلدارة املناطق اليت تسيطر عليها املعارضة‬ ‫بفعالية‪ ،‬وبقاء هذه احملاوالت مقتصرة على أفراد‪ ،‬وعدم‬ ‫القدرة على تعميمها‪ ،‬ستبقى األوضاع على ما هي اخل) وطرحها للبيع يف مراكز تابعة للمؤسسة بعد‬ ‫عليه‪،‬وستسري إىل املزيد من العشوائية‪ ،‬مما يقودنا إىل أحد وضع مربح بسيط عليها لتوفري أجور العمال والبائعني‬ ‫احللني‪ ،‬إما اإلضراب العام عن شراء مادة معينة ملدة من والنقل‪ ،‬عندها سوف تشكل مراكز هذه املؤسسة جذباً‬ ‫للمواطنني بسبب السعر الرخيص مقارنةً مع أسعار هذه‬ ‫املواد الغالية يف األسواق‪ ،‬وذلك بسبب الربح البسيط‬ ‫للمؤسسة فيقتصر على نسبة من ‪ %15-10‬بينما نسبة‬ ‫الربح اليت يضعها بعض التجار تصل إىل الـ ‪%100‬‬ ‫كما أسلفنا الذكر سابقاً‪ ،‬وسيدفع ذلك جتار األزمات‬ ‫إىل ختفيض أسعارهم خوفاً من كساد بضائعهم‪ ،‬ويبقى‬ ‫هذا األمر رهن جهات اإلغاثة اليت متلك الدعم املادي‬ ‫األكرب‪ ،‬وهي القادرة على توفري مثل هذه املؤسسات اليت‬ ‫ختدم اجلميع‪.‬‬

‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العددالثالث و الثالثون‬

‫‪7‬‬


‫قضية‬

‫ُ‬ ‫تاريخ سوريا القديم أيضًا؟‬ ‫يع‬ ‫هل ِب َ‬ ‫مجموعة من أهم مكتشفات مدينة إيمار السورية في متحف أرض التوراة في "إسرائيل"!‬ ‫رند عبد الكرمي‬ ‫يف مقالة له حتمل عنوان "دراسة يف الفن" ‪-‬نشرها يف موقعه‬ ‫اخلاص‪ -‬يتحدث الكاتب اإلسرائيلي "إسرائيل شامري" عن‬ ‫عائلة "ليون ليفي" الشهرية كإحدى العائالت اليهودية اليت‬ ‫استطاعت كسر احملظور يف الديانة اليهودية‪ ،‬ودخول عامل‬ ‫الفن ورسم الوجوه اآلدمية‪ ،‬وصنعت هلا نفوذاً وسلطة‪،‬‬ ‫متكنت من خالهلما نقل التحف من كنائس أوروبا إىل‬ ‫املتاحف‪ ،‬وهو نفوذ يتضح بالبحث والتدقيق‪ ،‬وميتد ليشمل‬ ‫وزارة الثقافة واآلثار السورية‪ ،‬وملفاهتا السرية‪ ،‬فعائلة أو‬ ‫باألحرى‪ ،‬مؤسسة "ليون ليفي"‪ ،‬الرئيس السابق للمنظمة‬ ‫اليهودية الصهيونية األمريكية‪ ،‬هلا اسم آخر يف ملفات وزارة‬ ‫الثقافة واآلثار السورية‪ ،‬تنطوي عليه اتفاقيات التعاون املربمة‬ ‫مع االحتاد األورويب‪ ،‬حىت منتصف عام ‪ ،2011‬للتنقيب‬ ‫يف املواقع األثرية السورية‪ ،‬ونشر نتائج التنقيب يف مؤسسات‬ ‫النشر األمريكية واإلسرائيلية وغريها‪ ،‬ومنها مؤسسة نشر‬ ‫"ليفي" نفسها اليت حتمل اسم مؤسسة "ليفي وايت"‪،‬‬ ‫واليت ‪-‬حسب العقيدة اليهودية‪ -‬ختدم نفسها ويهوديتها‬ ‫و"يهودية إسرائيل" معاً‪.‬‬ ‫تويف "ليون ليفي" عام ‪ ،2003‬مطمئناً إىل استمرار‬ ‫مؤسسته يف "نشاطها السوري" بعد أن ورثتها زوجته "شيليب‬ ‫وايت" ومخسة آخرون ش ّكلوا معها جملس أمناء مؤسسة‬ ‫"ليفي"‪ ،‬وجل أولئك هلم نشاط علمي يف املواقع السورية‪،‬‬ ‫وعلى رأسهم "شيليب" رئيسة األصدقاء األمريكيني ملؤسسة‬ ‫"اآلثار اإلسرائيلية" يف "أورشليم"‪ ،‬و"فيليب كنغ" مدير‬ ‫مؤسسة ليفي وايت للنشر‪ ،‬املختص بـ "إسرائيل التوراتية"‪،‬‬ ‫واملتعمق يف تنقيبات معبد "عني دارا" يف ريف حلب‪ ،‬الذي‬ ‫اعتربه بوقاحة "ثالث أهم اكتشاف تورايت" لعام ‪،2009‬‬ ‫مث "آين كابوت" الباحثة يف متحف "اللوفر" ورئيسة قسم‬ ‫آثار الشرق األدىن القدمي فيه‪ ،‬واليت أجرت يف سوريا‬ ‫تنقيبات يف موقع أوغاريت الساحلي وموقع إميار‪/‬مسكنة‬ ‫بالقرب من حلب‪ ،‬وجهدت عام ‪ 2005‬لربط أوغاريت‬ ‫السورية بالتوراة اليهودية‪ ،‬من خالل مؤمتر عقدته جامعتا‬ ‫"شربروك" و"أدنربه"‪ ،‬وقد حضره وصادق على نتائجه‬ ‫مسؤول كبري يف وزارة الثقافة السورية هو مدير التنقيبات!‪.‬‬ ‫وال يتوقف احلضور القوي واملريب لـ"ليفي" يف جمال اآلثار‬ ‫السورية عند هذا احلد‪ ،‬وال تعاونه مع وزارة الثقافة واآلثار‬ ‫السورية‪ ،‬اليت دأب مسؤولوها منذ مطلع عام‪ 2000‬على‬ ‫إقامة املعارض األثرية السورية يف متحف "امليرتوبوليتان"‪،‬‬ ‫يف مدينة نيويورك‪ ..‬القاعة اليت حتمل اسم"ليفي"‪ ،‬تضم‬ ‫بني معروضاهتا ُتفاً أثرية مل تُعرض يف بلداهنا األصلية‪،‬‬ ‫حتف سورية ضمها "ليفي" إىل جمموعته اخلاصة‬ ‫ومنها ٌ‬ ‫وأهدى بعضها إىل متحف "امليرتوبوليتان" دون "لفت عناية‬ ‫أصحاهبا األصليني!‪ .‬على أن كل ذلك ال يكاد يكون مثار‬

‫‪8‬‬

‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العدد الثالث والثالثون‬

‫ريبة‪ ،‬أمام قيام مؤسسة" ليفي" بأنشطة على األراضي‬ ‫السورية‪ ،‬ملدة اثين عشر عاماً دون أن يثري ذلك ريبة أو‬ ‫حفيظة احلكومة السورية‪ ،‬ونفذت خالهلا اثين عشر مشروعاً‬ ‫توزعت بني التنقيب األثري والنشر‪ ،‬أشرفت عليها املؤسسة‬ ‫ّ‬ ‫ومولتها‪ ،‬منها مشروع دراسة ونشر‬ ‫الصهيونية املذكورة ّ‬ ‫وعرض مئات القطع األثرية املكتشفة يف مدينة أوغاريت‬ ‫السورية الساحلية‪ ،‬بالتعاون بني مؤسسة "ليفي" ومتحف‬ ‫"اللوفر" عامي ‪ ،2009/2008‬ومشروع التنقيب والنشر‬ ‫اخلاص بـ "تل العشارة" الواقع يف الفرات األوسط بسورية‬ ‫عامي ‪ ،2000/1999‬بقيادة "جورجيو بوتشياليت"‪،‬‬ ‫ومشروع "تل املريبط" الفرايت السوري بقيادة "جان‬ ‫إستيفيز" عامي ‪ ،2001/2000‬ومشروع "تل البنات"‬ ‫الفرايت السوري بقيادة "آين بورتر" عامي ‪،2006/2004‬‬ ‫ومشروع "بصرى" يف حمافظة درعا بقيادة "جاكلني دنزر"‬ ‫عامي ‪ ،2008/2007‬ومشروع "إميار" بالقرب من حلب‬ ‫بقيادة "جان كلود مارغرون" عامي ‪،2004/2003‬‬ ‫ومشروع "دورا أوروبوس" يف دير الزور بقيادة "بيري لوريش"‬ ‫عامي ‪ ،2009/2008‬ومشروع "تل بيدر" يف احلسكة‬ ‫بقيادة "آين بورتر" عامي ‪ ،2008/2007‬ومشروع "تل‬ ‫النيب هوري" مشال حلب بقيادة "جانني عبد املسيح" عام‬ ‫‪ .2010‬وقد أثبتت عملية البحث‪ ،‬أن أنشطة مؤسسة‬ ‫"ليفي" ذات البعد األثري يف سوريا هي أنشطة مرتبطة‬ ‫بأبعاد جيوسياسية يف املنطقة‪ ،‬كون املؤسسة املذكورة داعمة‬ ‫لليهودية العاملية‪ ،‬وحلم "إسرائيل الكربى"‪ ،‬وقد ظهرت على‬ ‫سبيل املثال وثيقة مؤرخة يف ‪ 24‬يونيو ‪ ،2002‬تشري إىل‬ ‫شروط ق ّدمها "ليفي" لـ "جورج بوش االبن" تتضمن ضرورة‬ ‫ختلّي الفلسطينيني عن "اإلرهاب" لكي حيصلوا على دولة‪،‬‬ ‫وفضالً عن ذلك فمشاريع "ليفي" يف سوريا مل تتضارب‬ ‫يف اهلدف مع مشاريع كبرية أيضاً ن ّفذهتا يف مواقع الرتاث‬ ‫السوري جامعات ومعاهد ومؤسسات غربية داعمة ألحالم‬

‫"إسرائيل" وتطلعاهتا‪ ،‬ومن هذه املشاريع ما سعى إىل تغيري‬ ‫اخلارطة األركيولوجية واجليوتارخيية السورية وحتماً السياسية‪،‬‬ ‫مثل مشروع ‪ ARCANE‬عامي ‪،2003/2001‬‬ ‫الذي يراد به وضع تسلسل زماين ملناطق الشرق األدىن القدمي‬ ‫وشرق املتوسط‪ ،‬وقد قادت هذا املشروع كربى املؤسسات و‬ ‫"اجلامعات اإلسرائيلية "بفريق علمي عمل معظم أعضائه يف‬ ‫املواقع السورية‪ ،‬وهناك مشروع قواعد بيانات مدينة "إميار"‬ ‫القريبة من حلب‪ ،‬عامي ‪ ،2007/2004‬وقد ن ّفذت‬ ‫هذا املشروع كل من جامعة "تل أبيب"‪ ،‬و "يورام كوهني‬ ‫"و "مشريط سامل "وجامعة "كونستانز" األملانية وعمل فيه‬ ‫"لورنزو دوألفونسو" و "تنكرد كوف" و "ستيفان كمر"‪ ،‬أما‬ ‫أهم مكتشفات مدينة إميار السورية فهي األلواح الكتابية‬ ‫املسمارية اليت أُخرجت من سورية مبوجب تنقيبات رمسية‪،‬‬ ‫ضمن أربع جمموعات‪ ،‬منها جمموعة موجودة يف متحف‬ ‫أرض التوراة يف "إسرائيل"!‪ ،‬وجمموعة أخرى لدى اليهودي‬ ‫األمريكي "جوناثان روزن"‪ ،‬وهناك مشروع ‪ETANA‬‬ ‫وهو مشروع رقمنة ألرشيفات مواقع من الشرق األدىن‬ ‫القدمي ومنها "تل موزان" يف حمافظة احلسكة‪ ،‬وقد شاركت‬ ‫املمولة فهي‬ ‫يف املشروع جامعة "تل أبيب"‪ ،‬أما اجلهة ّ‬ ‫املمول الرئيسي لـ"مركز التاريخ‬ ‫مؤسسة "أندريه وميلون" ّ‬ ‫اليهودي"‪ ،‬وتطول قائمة املشاريع املشاهبة‪ ،‬وال يتسع‬ ‫اجملال هنا لذكرها كلها‪ ،‬لكن ما نود تسليط الضوء عليه‬ ‫هو أن العابثني بتاريخ سوريا ومستقبلها‪ ،‬قد دخلوا إليها‬ ‫يف السنوات السابقة من املطارات السورية‪ ،‬وعرب قاعات‬ ‫الشرف فيها‪ ،‬وهم يعرفون جيداً عما يبحثون‪ ،‬وما يريدون‬ ‫عمله‪ ،‬يستقبلهم يف اجلانب اآلخر بعض املسؤولني فيها‬ ‫عن "اخلراب االسرتاتيجي" يف سوريا‪ ،‬غري أهنم ال يريدون‬ ‫شيئاً سوى جين املزيد من األموال‪ ،‬وحيازة أدوات السلطة‪،‬‬ ‫والتهديد حبرق ما تبقى من حاضر البالد ومستقبلها‪ ،‬بعد‬ ‫أن باعوا تارخيها العظيم بشواهده وآثاره‪.‬‬


‫تقرير‬

‫من مؤسسات عامة إلى سجون ومعتقالت‬ ‫أمين األمحد‬

‫من مركز إيواء للنازحني إىل معتقل‬ ‫قبل أن يتم حتويل مدرسة عدنان املالكي للتعليم األساسي‬ ‫إىل مقر وسجن كانت تقيم فيه ثالث عائالت نازحة‪،‬‬ ‫واحدة من ‪/‬الرسنت‪ /‬وعائلتان من ‪/‬دير الزور‪./‬‬ ‫يشرح "أبو حممد" والذي كانت عائلته من بني العائالت‬ ‫اليت تضررت من االستيالء على املدرسة‪" :‬يف البداية دخلوا‬ ‫املدرسة واستقروا يف بعض الغرف‪ ،‬وعندما حاولت أن‬ ‫أشرح هلم أن وجودهم يضايقنا‪ ،‬خاصة أن لدينا نساء‬ ‫وأطفال خيافون من منظر السالح‪ ،‬أكدوا لنا أهنم لن‬ ‫يضايقوا أحداً منا‪ ،‬وعندما كررت الطلب هلم قالوا يل‪:‬‬ ‫"هذا املكان أصبح لنا‪ ،‬وإذا ما عجبك شوف حمل ثاين"‬ ‫وبالفعل اضطررنا إىل االنتقال إىل مدرسة أخرى خاصة مع‬ ‫ازدياد التهديدات باهلجوم على املقر أو تفجريه"‬ ‫ويضيف أبو حممد‪" :‬احلمد هلل أننا انتقلنا ألنه مل ِ‬ ‫متض‬ ‫سوى أيام قليلة حىت مت استهداف مدرسة عدنان املالكي‪،‬‬ ‫بعبوة ناسفة زرعت بالقرب من غرفة حرس املقر‪ ،‬ذهب‬ ‫ضحيتها عدد من عناصرهم"‪.‬‬ ‫مشاريع محاية أم مشاريع سيطرة‬ ‫تسيطر عناصر (‪ )YPG‬التابعة حلزب االحتاد الدميقراطي‬ ‫الكردي‪ ،‬على العديد من الدوائر واملؤسسات اخلدمية‬ ‫داخل مدينة احلسكة منها "دائرة البحوث الزراعية‪،‬‬ ‫مديرية اجلمارك‪ ،‬أجزاء من حملج احلسكة‪ ،‬ومدرسة عدنان‬ ‫املالكي" بينما تسيطر عناصر حمسوبة على املكون العريب‬ ‫يف احلسكة على املستشفى الوطين‪ ،‬ومؤسسة املياه‪ ،‬وإكثار‬ ‫البذار"‪.‬‬ ‫يرى أحد عناصر الـ(‪" )YPG‬أهنم حيمون تلك املنشآت‬ ‫من السرقة والتخريب‪ ،‬ويستشهد هذا العنصر مبا حدث‬ ‫لدائرة اجلمارك اليت ُنبت بالكامل"‪.‬‬ ‫ويضيف‪" :‬حنن حنقق مصاحل شعبنا‪ ،‬لدينا نظام سيء‪،‬‬ ‫ومعارضة أسوأ‪ ،‬واهلجمات األخرية املوجهة ضدنا أكرب‬ ‫دليل على ذلك"‪.‬‬ ‫لكن أحد املوظفني (رفض الكشف عن امسه)‪ ،‬يف‬ ‫مديرية املوارد املائية واليت سيطرت عليها يف وقت سابق‬ ‫الـ(‪ )YPG‬خيالف ادعاء احلماية‪ ،‬ويقول‪" :‬مديرية املوارد‬ ‫من أغىن املؤسسات احلكومية يف احلسكة خاصة أهنا‬ ‫أشرفت وتشرف على مشاريع كبرية ليس آخرها مشروع‬ ‫ري دجلة‪ ،‬وعندما استولت الـ(‪ )YPG‬على املديرية مت‬ ‫سرقة غالبية اآلليات الثقيلة‪ ،‬وجتهيزات املخابر واملكاتب‬ ‫من أجهزة حاسوب وغريها‪ ،‬وتردد أن تلك اآلليات نقلت‬ ‫إىل املالكية‪ ،...‬وإىل اآلن وبعد خروجهم من املبىن نشاهد‬ ‫بعض سيارات املديرية يستقلها مسلحون تابعون حلزب‬ ‫االحتاد الدميقراطي الكردي"‪.‬‬

‫لكن يف املقابل‪ ،‬مل يقتصر االستيالء على املؤسسات‬ ‫واملرافق احلكومية على عناصر االحتاد الدميقراطي الكردي‪،‬‬ ‫فثمة جهات أخرى تسيطر أيضاً على مرافق عامة ومنها‬ ‫"عناصر محاية املنشآت العامة" احملسوبة على الطرف العريب‬ ‫يف املدينة‪ ،‬واليت تسيطر على كل من املستشفى الوطين‬ ‫ومؤسسة املياه‪.‬‬ ‫ويبني "أبو مصعب"‪ :‬أحد عناصر محاية املنشآت العامة‪:‬‬ ‫"إنه ومع تسليم النظام لعناصر العديد من املراكز األمنية‬ ‫واملؤسسات احلكومية وتكرار حاالت السرقة داخل‬ ‫املستشفى الوطين‪ ،‬طرحت فكرة محاية املستشفى من أجل‬ ‫حترمي استخدامها لفرض أمر واقع حتلم به بعض األطراف"‪.‬‬ ‫بينما يرى "جوان(ناشط ميداين)"‪" :‬إن املسألة هي جزء‬ ‫من كل متصارع يتسابق‪ ،‬ففي حالة الـ(‪ )YPG‬هي كأي‬ ‫مجاعة مسلحة أخرى‪ ،‬بغض النظر عن اجتاهها وسلوكها‪،‬‬ ‫هي حتاول السيطرة وكسب املزيد على األرض بالسالح‪،‬‬ ‫وغريها يسيطر بذات الطريقة‪ ،‬مشكلتنا أننا نفتقد إىل حالة‬ ‫سورية خالصة حىت لو كانت مسلحة‪ ،‬ويف ظل هذا الغياب‬ ‫لتلك احلالة يبقى النزاع بني املكونات قائماً‪ ،‬ويثري احلساسية‬ ‫ورمبا االنفجار يف أي حلظة"‪.‬‬ ‫ويعلق أحد الناشطني السياسيني على ذلك بالقول‪" :‬النظام‬ ‫مل يعد ميتلك القدرة على إدارة شؤون البالد وبالتايل حياول‬ ‫أن جيد من يقوم مبهامه لذلك فهو باحلسكة يتشارك مع‬ ‫بعض القوى القومية والعشائرية لضبط أوضاع احملافظة‬ ‫خصوصاً بعد سقوط بعض مناطقها بيد املعارضة املسلحة‪،‬‬ ‫فوجد النظام ضالته يف الـ(‪ ،)YPG‬ويف بعض التشكيالت‬ ‫العشائرية العربية اليت أدجمها بقوات الدفاع الوطين"‪.‬‬ ‫هتديد السلم األهلي‬ ‫السباق احملموم بني األطراف املتعددة للسيطرة على‬ ‫بعض املؤسسات العامة‪ ،‬شكل هتديداً متزايداً لبنية الرتكيبة‬ ‫اجملتمعية املعقدة واملرتبكة أصالً يف احلسكة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫سيطرة مكون واحد على مؤسسة عامة يثري حساسيات‬ ‫حول تلك املذاهب والقوميات‬ ‫دينية وقومية‪ ،‬كون النظام ّ‬ ‫على مدى سنوات عديدة إىل جمرد كسور‪ ،‬تتبادل الشك‬

‫ٍ‬ ‫بتهديد للسلم‬ ‫والريبة فيما بينها‪ ،‬مما تسبب يف حاالت كثرية‬ ‫األهلي يف املدينة‪ ،‬حيث شكلت أحداث حي الناصرة يف‬ ‫التاسع من نيسان املاضي‪ ،‬ذروة التصادم على املؤسسات‬ ‫العامة يف احلسكة‪ ،‬بعد أن سلم النظام مديرية املوارد املائية‬ ‫لعناصر الـ(‪ ،)YPG‬وهو ما اعتربه أبناء حي املعيشية‬ ‫اجملاور للمديرية استكماالً حلصار حيهم‪.‬‬ ‫يقول "أبو جهاد" أحد سكان حي املعيشية‪" :‬بعد تسليم‬ ‫النظام مديرية املوارد املائية (مشال احلي) شعر سكان احلي‬ ‫أهنم مستهدفون من تلك اخلطوة‪ ،‬بعد أن سلمهم يف وقت‬ ‫سابق البحوث الزراعية( غرب احلي) خاصة وأن اخلطوة‬ ‫جاءت استفزازية بعد استهداف عناصرهم املتواجدين يف‬ ‫مقر تابع هلم (شرق احلي) يف وقت سابق ملظاهرة سلمية‬ ‫كانت تطالب بعودة التيار الكهربائي املقطوع عن احلي‪-‬‬‫بالرصاص احلي‪ ،‬مما أدى إىل استشهاد ثالثة ٍ‬ ‫شبان من احلي‬ ‫بينهم طفل‪ ،‬وجرح العشرات"‬ ‫ويضيف "أبو جهاد"‪ :‬بعد حماوالت ووساطات فاشلة‬ ‫إلخراجهم من املديرية بشكل سلمي‪ ،‬وإزالة حاجزهم‬ ‫من أمامها‪ ،‬ما كان من أبناء احلي سوى حماولة إخراجهم‬ ‫بالقوة‪ ،‬األمر الذي أدى إىل وقوع عدد من القتلى من‬ ‫املسلحني واملدنيني معاً"‪.‬‬ ‫بينما حيمل أحد الناشطني "النظام واملعارضة على حد سواء‬ ‫مسؤولية تدهور السلم األهلي يف احملافظة وإثارة النعرات‬ ‫بني املكونات"‪.‬‬ ‫ويرجع ذلك الناشط السبب يف تكرار مثل تلك احلوادث إىل‬ ‫"تسليم النظام بعض املناطق بشكل كامل إىل الـ(‪)YPG‬‬ ‫وإىل خطأ املعارضة املسلحة الفادح بدخوهلا إىل رأس العني‬ ‫وسوء إدارهتا للمدينة"‪.‬‬ ‫يذكر أن أحداث حي الناصرة واليت شكلت منوذجاً بشع ًا‬ ‫للصراع على املؤسسات العامة انتهت مبقتل العديد من‬ ‫أبناء احلي ومن عناصر الـ(‪ )YPG‬بعضهم أبناء نفس‬ ‫احلي‪ ،‬ومل يسيطر أي من الطرفني على املؤسسة املذكورة‪،‬‬ ‫ألن عناصر األمن أحست خبطورة املوقف (عليها طبعاً)‬ ‫وقررت اسرتجاع املديرية من عناصر الـ(‪ )YPG‬وذلك ما‬ ‫حصل هبدوء تام!!‪.‬‬ ‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العددالثالث و الثالثون‬

‫‪9‬‬


‫يوميات الثورة‬

‫العيد في درعا‪ ..‬الحاضر الغائب بين أهلها‬ ‫سارة احلوراين ‪ -‬درعا‬ ‫وقنص وقتل‬ ‫قصف‬ ‫جئت يا عيد‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وبأي حال َ‬ ‫ٌ‬ ‫عيد ّ‬ ‫يد ‪ ..‬هكذا كان العيد يف حمافظة درعا‪..‬‬ ‫وتشر ُ‬ ‫مل حيمل عيد رمضان الشيء الكثري ألهايل درعا‪ ،‬إال مزيداً‬ ‫من األمل على حبيب حتت الرتاب‪ ،‬أو معتقل يف سجون‬ ‫يح بات‬ ‫هجر خارج أسوار الوطن‪ ،‬أو جر ٍ‬ ‫النظام‪ ،‬أو ُم َّ‬ ‫عاجزاً‪.‬‬ ‫صور كثريةٌ للمأساة اإلنسانية واالجتماعية ال ميكن عدها‬ ‫ٌ‬ ‫وغياب ملظاهر العيد على‬ ‫اقع‪،‬‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫قسوة‬ ‫عن‬ ‫تعرب‬ ‫حصرها‬ ‫أو‬ ‫ٌ‬ ‫الرغم من احملاوالت اليائسة لألهايل لرسم الفرح على وجوه‬ ‫األطفال‪ ،‬فغابت رائحة خبز العيد لتحتل مكاهنا رائحة‬ ‫البارود اليت أزكمت أنوف األهايل‪ ،‬وحىت زيارة القبور باتت‬ ‫تشكل مغامرة خطرة وبالغة الصعوبة لبعض العائالت‪..‬‬

‫قصف متواصل منذ ساعات فجر العيد‬

‫شهدت معظم مدن وقرى وبلدات حمافظة درعا قصفاً عنيفاً‬ ‫منذ ساعات العيد األوىل‪ ،‬فزامحت أصوات االنفجارات‬ ‫حناجر األهايل يف التكبريات‪ ،‬واليت صدحت يف السماء‬ ‫معلنة بشكل رمسي قدوم العيد‪ ،‬فمن ‪/‬درعا‪ /‬جنوباً وحىت‬ ‫‪/‬نوى‪ /‬مشاالً مروراً مبدينة ‪/‬احلارة‪ /‬يف الشمال الغريب‪ ،‬واليت‬ ‫اقتحمت ضمن عملية عسكرية وحشية استخدمت فيها‬ ‫طائرات امليغ‪ ،‬والقصف العنيف بالرامجات واملدافع اليت‬ ‫مهدت لعملية االقتحام العنيفة‪ ،‬وارتُكب حبق أهلها العديد‬ ‫من اجملازر اليت مل تكشف تفاصيلها حىت اللحظة‪ ،‬نظراً‬ ‫إلغالق املنطقة واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة من قبل‬ ‫قوات النظام‪ ،‬إىل ‪/‬نوى‪ /‬املنكوبة واليت تعرضت بدورها‬ ‫لقصف عنيف هي األخرى بالطائرات واملدافع‪ ،‬ليسقط‬ ‫شهداء وجرحى فيها‪ ،‬من بينهم الشهيد الطفل "عمر‬ ‫منصور شحادة عمارين" والذي مل ير ِ‬ ‫تد مالبس العيد‪،‬‬ ‫فمدينته تتعرض لقصف عنيف منذ أكثر من عشرين يوماً‬ ‫استشهد على أثره العديد من األهايل من ضمنهم عائالت‬ ‫بأكملها‪ ،‬ونتيجة لذلك نزح الكثري من األهايل سرياً على‬ ‫األقدام إىل مدن وقرى وبلدات يف حوران‪ ،‬أما مدينة‬ ‫درعا فقد تعرضت األحياء اليت يسيطر عليها النظام إىل‬ ‫عمليات االقتحام وحظر التجوال‪ ،‬ومارس القناصة هوايتهم‬ ‫يف حصد األرواح‪ ،‬وكانت غلتهم وافرة‪ ،‬يف حني قُصفت‬ ‫أحياء درعا البلد وطريق السد احملررة‪ ،‬وأسفرت العمليات‬ ‫العسكرية خالل أيام العيد الثالثة عن سقوط ‪ 39‬شهيداً‬ ‫من بينهم ستة أطفال والعشرات من اجلرحى‪..‬‬

‫أي‬ ‫حىت مصاب‪ ..‬فدرعا بل سوريا كلها منكوبة بأبنائها‪ ،‬و ّ‬ ‫عيد سيأيت علينا يف املستقبل القريب سيكون حزيناً مهما‬ ‫حاولنا صناعة الفرح‪..‬‬ ‫كان املنظر يف مقربة الشهداء بدرعا البلد اليت ضمت‬ ‫رفات شهداء الثورة خميفاً للوهلة األوىل‪ ،‬وكانت شبه‬ ‫خاوية فيما لو قورنت بالسنوات املاضية لوقوعها بالقرب‬ ‫من منطقة العمليات العسكرية‪ ،‬فكان الناس يأتون على‬ ‫عجل ويغادرون مسرعني بعد زيارة خاطفة للقبور خوفاً‬ ‫من القصف الذي مل يتوقف حلظتها‪ ،‬ومل تسلم منه القبور‬ ‫أيضاً‪..‬‬

‫فارتفاع األسعار كان كبرياً مقابل شح يف املنتجات‪ ،‬وخاصة‬ ‫يف املناطق احملررة يف مدينة درعا‪ ،‬وكثري من العائالت عجزت‬ ‫عن شراء مالبس العيد ألطفاهلا مجيعاً‪ ،‬ومنهم من اكتفى‬ ‫بشرائها لطفل أو طفلني فقط‪ ،‬ومن هؤالء عائلة (أبو حممد)‬ ‫املوظف‪ ،‬والذي فقد عمله وبات عاطالً عن العمل‪ ،‬وعاجزاً‬ ‫عن تأمني احتياجات البيت األساسية فكيف مبالبس‬ ‫العيد‪ ،‬يقول‪" :‬إنه لشيء مؤمل أن يأيت العيد وال يكون قادراً‬ ‫على شراء مالبس ألطفاله الذين ينتظرونه بفارغ الصرب‪،‬‬ ‫ومنذ أكثر من عام ونصف ترك وظيفته يف إحدى الدوائر‬ ‫احلكومية‪ ،‬وعمل كعامل حر يف عدة حرف‪ ،‬لكن صحته‬ ‫األطفال والعيد‬ ‫مل تعد تسمح له باالستمرار‪ ،‬وبات عالة على غريه من‬ ‫األقارب وبعض اخلريين الذين يساعدونه كلما توفرت هلم وحدهم األطفال من رسم صور العيد‪ ،‬على الرغم من‬ ‫فقدان األهل واألحبة إال أن العيد واصل مروره عليهم‪،‬‬ ‫املقدرة على ذلك"‪.‬‬ ‫إال أن الظروف باتت صعبة على اجلميع‪ ،‬فمن كان غنيا ومنحهم من هداياه ما استطاع إليه سبيال‪ ،‬حيث انتشرت‬ ‫ً‬ ‫األلعاب‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫ما‬ ‫ا‬ ‫نوع‬ ‫اآلمنة‬ ‫األزقة‬ ‫و‬ ‫األحياء‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫بات يعيش على الكفاف بعد مرور أكثر من عامني ونصف‬ ‫وخاصة أرجوحة العيد‪ ،‬والبسطات الصغرية اليت احتوت‬ ‫العام من عمر الثورة‪ ،‬واجلميع تضررت مصاحله‪ ،‬ومن كان‬ ‫على القليل من األلعاب والدمى‪ ،‬وتعالت ضحكات‬ ‫ميلك متجراً يف األسواق التجارية اليت باتت مهجورة اليوم األطفال اليت غطت على أصوات القصف واالشتباكات‬ ‫أصبح بدوره عاطالً عن العمل‪ ،‬واستنفذ كل مدخراته اليت يف املناطق اجملاورة ‪..‬‬ ‫جنت من عمليات السرقة خالل االقتحامات املتكررة‪.‬‬

‫أمهات الشهداء‪ ..‬احلاضر الغائب يف األعياد‬

‫"أم أمحد" من األمهات اليت زفت شهيداً غالياً على قلبها‪،‬‬ ‫حيث خطفته رصاصة قناص غادرة من بني يديها‪ ،‬ليدفن‬ ‫يف مقربة بعيدة عن منطقة سكنها ويف األحياء املسيطر‬ ‫عليها يف درعا احملطة‪ ،‬ومل تزر أم أمحد ابنها الشهيد من قبل‪،‬‬ ‫فهي جتهل قربه ومكان تواجده‪ ،‬ومع اقرتاب العيد بدأت‬ ‫بالتحضري للزيارة املرتقبة واشرتت بعض احللوى اليت اعتاد‬ ‫ابنها على شرائها يف أيام األعياد لتقوم بتوزيعها على روحه‪،‬‬ ‫وصنعت القهوة املرة أيضاً لكنها مل ختبز خبز العيد كنوع من‬ ‫احلداد على فقدان األحبة‪.‬‬ ‫تقول "أم أمحد" والدموع ال تزال تنهمر من عينيها‪" :‬إن‬ ‫الشوق لفلذة كبدي ال يكاد يضاهيه شوق‪ ،‬ومنذ أن‬ ‫اخرتقت الرصاصة جسده اخرتقت روحي اليت غادرهتا مع‬ ‫جثمانه‪ ،‬وال تزال تأىب العودة هلا منذ أكثر من ستة أشهر‪،‬‬ ‫لقد اشرتيت األشياء اليت حيبها وخاصة احللوى وبعض‬ ‫املالبس له‪ ،‬ووزعتها على الفقراء واحملتاجني‪ ،‬انتظرت اليوم‬ ‫الثاين من العيد حىت استطعت زيارة قربه‪ ،‬غابت الكلمات‬ ‫والعامل من حويل حلظة احتضاين لقربه‪ ،‬هو يف الداخل‬ ‫جس ٌد لكن روحه ترافقين يف كل نبضة يل يف احلياة"" ولفتت‬ ‫وضع اقتصادي صعب أثقل كاهل املواطنني‬ ‫"أم أمحد" إىل أن مشاهد األعداد الكبرية من القبور وخاصة‬ ‫شكل الوضع االقتصادي الصعب ضغطاً هائالً على األسر لشهداء الثورة تعكس حجم األمل الذي يعيشه األهايل‬ ‫اليوم‪ ،‬فكل بيت بات فيه شهيد أو معتقل أو مفقود أو‬ ‫لتأمني بعض احتياجات العيد وأمهها مالبس األطفال‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العدد الثالث والثالثون‬

‫الطفل "عامر ‪.‬م" ابن شهيد‪ ،‬كان يلعب مع أقرانه مرتدياً‬ ‫مالبسه اجلديدة‪ ،‬ومع ذلك ظهر الشوق لوالده من خالل‬ ‫متابعته لألطفال الذين يسريون مع آبائهم عندما حتدثنا‬ ‫إليه‪ ،‬يف البداية كان خجالً لكنه حتدث بكلمات عربت عن‬ ‫مهوم كبرية وأمل جاهد كثرياً إلخفائه‪ ،‬مشرياً إىل زيارة قرب‬ ‫والده الشهيد مع أفراد األسرة وقراءة الفاحتة‪ ،‬ووضع بعض‬ ‫الورود على القرب‪ ..‬من مث زار منزل أقاربه‪ ،‬وبعد أن حصل‬ ‫على العيدية جاء مع أصدقائه للّعب يف املرجوحة‪ ،‬وشراء‬ ‫بعض األلعاب له وألخوته الصغار‪ ..‬هرب عامر بعد هذه‬ ‫الكلمات حامالً ألعابه وخمفياً وجعه ‪..‬‬ ‫مل تقتصر املعاناة على أهل الداخل بل أن الالجئني‬ ‫والنازحني واملشردين كانت معاناهتم مضاعفة وخاصة بعد‬ ‫أن فقدوا كل شيء من منازل ومتاجر ومزارع وحىت أبناء‬ ‫وآباء‪ ،‬يعيشون يف ظروف صعبة ونقص حاد يف كل شيء‪،‬‬ ‫من طعام ودواء وكساء وسط عجز كبري من املؤسسات‬ ‫واملنظمات اإلنسانية عن مساعدهتم لتنتشر األمراض‬ ‫واألوبئة بينهم‪..‬‬


‫مدن الثّورة‬

‫ّ‬ ‫الطريق إلى دير الزّ ور‪..‬‬ ‫حممد احملمود‪ -‬دير الزور‬ ‫كنا قد زرنا املدينة يف وقت سابق‪ ،‬وتعرفنا على ثوارها‬ ‫وجملسها احمللي الذي يعمل جبهود مضاعفة بسبب شح‬ ‫املواد اإلغاثية والطبية‪ ..‬هذه املرة حنن ذاهبون بطلب منهم‬ ‫على اعتبار أنه يتم التجهيز القتحام معاقل النظام وحواجزه‬ ‫اليت مل هتدأ عن قصف املدينة منذ شهور طويلة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فإ ّن أعداداً كبرية من اجلرحى بدون مستشفيات أو أي‬ ‫خدمة طبية ترقى إىل مستوى اإلصابة‪.‬‬ ‫مت التوجه من تركيا إىل مدينة دير الزور صباح يوم اجلمعة‬ ‫‪ 9‬من آب‪/‬أغسطس حماولني تفادي الوقوع يف خطأ‪ ،‬يوم‬ ‫العطلة تكون احلدود فيه مغلقة فنضطر إىل أن نسلك طرقاً‬ ‫غري شرعية عدة كيلو مرتات مشياً على األقدام يف درجات‬ ‫حرارة مرتفعة‪.‬‬ ‫عند الوصول إىل مشارف دير الزور يبدأ مسلسل اخلطورة‬ ‫حيث فرع األمن السياسي الذي يعترب مبثابة قاعدة عسكرية‬ ‫مطلة على الطريق الذي نسلكه والذي أودى حبياة الكثري‬ ‫من املدنيني والعسكريني السالكني هلذا الطريق‪ ،‬يتم قبل‬ ‫املرور من ذلك الشارع اختاذ بعض اإلجراءات‪ ،‬مجع كل‬ ‫ما منلك من حقائب ومعدات على ميني السيارة كنوع من‬ ‫االحرتاز وختفيفاً لطلقات القناص اليت ميكن أن خترتق جدار‬ ‫السيارة املصنوع من الفيرب‪ ،‬رمبا بنسبة ‪ 5‬باملئة‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫إطفاء أنوار السيارة حىت تغطية األنوار الصادرة عن الكيلو‬ ‫مرتاج وبعض األزرار الضرورية‪ ..‬هنا متشي السيارة بسرعة‬ ‫قصوى ملدة دقائق حىت يتم استقبالنا من اجلهة الغربية ليقولوا‬ ‫لنا "احلمد هلل عالسالمة" للمرة األوىل‪ ،‬وهناك بعد حاجز‬ ‫جسر عمالق مت قصفه ألنه وقع يف يد‬ ‫الثوار بعدة أمتار ٌ‬ ‫الثوار‪ ،‬وبالقرب منه جسر حريب صنعه الثوار‪ ،‬يستند إىل‬ ‫أربعة عوارض حديدية متواضعة وجسر حديدي مدعم‬ ‫باخلشب املكسر والضيّق ملرور سيارة كسيارة اإلسعاف‪،‬‬ ‫حيث أن أي خطأ ممكن أن يوقع السيارة ألن املسافة الزائدة‬ ‫عن حجم السيارة هي حوايل العشرين سنتمرت إضافة إىل أنه‬ ‫مطل على قناص أيضا‪ ،‬باملقابل يتم استقبالنا للمرة الثانية‬ ‫والرتحيب واحلمد هلل عالسالمة مرة أخرى‪.‬‬ ‫ندخل املدينة بسالم‪ ،‬لكن مل يتبق من السالم يف هذه‬ ‫املدينة سوى أنصاف األبنية اليت يكاد ال خيلو كل حائط‬ ‫من بيوهتا من آثار الرصاص‪ ،‬واليت تكاد ال توجد فيه شجرة‬ ‫من دون أن تكون مصابة بالرصاص أحياناً حلد وقوعها‬ ‫هي األخرى‪.‬‬

‫تصوير‪ :‬حممد حممود‬

‫بعد أخذ قسط من الراحة ميتد بني احلادية عشرة والنص ليالً‬ ‫إىل الرابعة والنصف صباحاً (يف هذه األثناء يتم التجهيز‬ ‫لضرب معاقل النظام‪ ،‬و حترير منطقة احلويقة االسرتاتيجية‬ ‫بالنسبة لدير الزور حيث أن هناك جسر إمسنيت مي ّكن‬ ‫سيارتني من املرور يف وقت واحد‪ ،‬وهذا أمر عظيم بالنظر‬ ‫إىل اجلسر السابق وخماطر االهنيار يف أي حلظة‪ ،‬ناهيك‬ ‫يفرق بني كبري وصغري‪،‬‬ ‫عن اإلطاللة على القناص الذي ال ّ‬ ‫مدين أو عسكري رجل أو امرأة‪.‬‬ ‫تبدأ املعركة اليت ال تشعر ببدئها فوراً ألن أصوات القصف‬ ‫أي حال‪ ،‬لكن الفرق هو أنه بات هناك نوع‬ ‫ال هتدأ على ّ‬ ‫من الرد من قبل الثوار إضافة إىل ازدياد القصف ليصل إىل‬ ‫حد جنوين‪ ،‬إضافة إىل عدد اجلرحى الذي وصل يومها إىل‬ ‫ٍّ‬ ‫‪ ،60‬رافقنا بعضهم "من احملظوظني‪ ،‬إذ ال يوجد عدد كاف‬ ‫من سيارات اإلسعاف" إىل مستشفى امليادين بسبب عدم‬ ‫استطاعة مستشفيات دير الزور معاجلة أي مصاب‪ ،‬حىت‬ ‫ناري عادي‪ ..‬استشهد يف ذلك اليوم ‪23‬‬ ‫لو كان بطلق ٍّ‬ ‫شخص‪ ،‬مت التعرف على ‪ 19‬و األربعة اآلخرون كان من‬ ‫الصعب التعرف عليهم لعدة أسباب‪..‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬رافقت أحد األصدقاء يف جولة إىل املدينة‬ ‫اجلميلة سابقاً‪ ،‬وصعدنا أحد األبنية املرتفعة لنرى ما حيزن‬ ‫القلب من حطام‪ ،‬ابتداءً بالبناء الذي استخدمنا أدراجه‪،‬‬ ‫كنت مجيلة يف يوم‬ ‫ليس انتهاءً باإلطاللة اليت تقول لك‪ُ :‬‬ ‫و َ‬ ‫من األيام‪ ،‬حيث اجلسر املعلق الذي مت استهدافه بصواريخ‬ ‫جعلته قطعاً معلقة يف اهلواء تبكي الدمار الذي حل باملدينة‪،‬‬ ‫وجسر آخر سبق وذكرته حترر قبل ساعات يركض‬ ‫وختتصره‪ٌ ،‬‬ ‫عليه الناس ألنه ما زال حىت حلظتها مستهدفاً ومطالً على‬ ‫اجلبهة املشتعلة باحلويقة‪.‬‬ ‫ويف حديث مع الثوار الذين كانوا يداً واحدة يف املعركة‪،‬‬ ‫إسالميني وسوريني (وطنيني) من ريف ومدينة‪ ،‬وبعد سؤالنا‬ ‫هلم‪ :‬ماذا بعد احلويقة؟ (ألنه مل يبق سوى مناطق مكتظة‬ ‫بالسكان املدنيني‪ ،‬و بينهم يتمرتس النظام برامجاته وآلياته‬

‫مدججاً بذخرية حيلم الثوار احلصول على ‪ 10‬باملائة منها‬ ‫رمبا لتحرير شرق سوريا)‪ ،‬هنا تتباين األجوبة بني من يريد أن‬ ‫يكمل ما بدأ به مهما كلف األمر‪ ،‬وبني من يريد أن يفكر‬ ‫يف مصري أهله يف املناطق املسيطر عليها من قبل النظام‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل القابعني يف سجون النظام‪ ،‬فمن املمكن‬ ‫تصفيتهم يف حال بدأ اجليش احلر بعملية التحرير أو أحس‬ ‫النظام أنه سيفقد سيطرته على املناطق اليت يغتصبها‪.‬‬

‫قبل االنتهاء من حماولة اختصار الوضع‬ ‫النفط‪ ،‬الذي حتول إىل نقمة هتدد املنطقة برمتها باألوبئة‬ ‫بسبب تكرير النفط بطريقة بدائية‪ ،‬حيث باإلمكان رؤية‬ ‫يسميها‬ ‫فاحلراقات كما ّ‬ ‫ذلك يف طريق الذهاب إىل امليادين‪ّ ،‬‬ ‫أهل دير الزور‪ ،‬والشاحنات الصغرية املخصصة لنقل النفط‬ ‫باجتاه الغرب والشمال الغريب يف طريقه إىل التصدير غري‬ ‫الشرعي‪ ،‬ناهيك عن من يسيطر على تلك اآلبار من‬ ‫جمموعات مسلحة‪ ..‬السيطرة على النفط يف الغالب تكون‬ ‫لصاحب األرض اليت يتواجد هبا بئر النفط‪ ..‬بعض آبار‬ ‫النفط تسيطر عليها جمموعات إسالمية‪ ،‬وبعضها جمموعات‬ ‫أهلية من املنطقة ذاهتا‪ ،‬وهنا ميكن القول إن جزءاً يسرياً من‬ ‫دعم ال يستحق‬ ‫عائدات النفط يذهب لدعم الثوار‪ ،‬مع أنه ٌ‬ ‫الذكر وهو عشوائي وكيفي‪.‬‬ ‫دير الزور‪ ،‬أمام معارك عديدة‪ ،‬بعضها يتعلّق بتحرير ما‬ ‫متخضت عن التّحرير والظرف‬ ‫تب ّقى من املناطق‪ ،‬وبعضها ّ‬ ‫األمنية االستثنائية مثل نقص الغذاء وال ّدواء‪ ،‬وانتشار‬ ‫األمراض من تيفوئيد وكولريا بسبب عدم توفر املياه الصاحلة‬ ‫فعلياً للشرب‪ ،‬إضافة إىل األطفال وحاجتهم إىل اللقاح من‬ ‫األمراض املميتة اليت أضحت دير الزور حاضنة هلا بسبب‬ ‫احلصار و عدم توفر آلية للتخلص من القمامة‪ ،‬وآبار النفط‬ ‫اليت زرعت حوهلا أسلحة قد تفوق تلك اليت استخدمت يف‬ ‫معركة حترير احلويقة‪.‬‬ ‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العددالثالث و الثالثون‬

‫‪11‬‬


‫األخرية‬

‫الصورة التي تسببت بالجدل في‬ ‫المواقع االجتماعية ‪..‬‬

‫للوقاية من غاز السارين‬

‫الصورة األوىل‪ :‬املقصود هبا هو نقد ما نُشَِر عن رجال الكنيسة من استباحة صغار السن‬ ‫(البيدوفيلي يف الفاتيكان)‪.‬‬ ‫الصورة الثانية‪ :‬تتعلق مبوضوع االعتداء على األطفال يف هيئة السياحة يف تايالند‪.‬‬ ‫الصورة الثالثة‪ :‬تشري إىل احلروب وظلم األطفال‪ ،‬حيث ال دخل هلم فيها‪.‬‬ ‫الصورة الرابعة‪ :‬تشري إىل جتارة األعضاء‪ ،‬واألجهزة يف السوق السوداء حيث يكون أول‬ ‫الضحايا هم األطفال من أشد البلدان فقراً‪.‬‬ ‫الصورة اخلامسة‪ :‬تشري إىل األسلحة اجملانية والعصابات واملافيات املتعددة يف الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫السمنة اليت سببتها كربيات شركات الوجبات السريعة‪،‬‬ ‫وأخرياً‪ ،‬الصورة السادسة‪ :‬موضوع ّ‬ ‫واليت ما يزال ضحيتها هم األطفال‪.‬‬ ‫مغادرة املنطقة‪...:‬‬

‫‪ .1‬مغادرة املنطقة اليت مت إطالق السارين فيها إىل منطقة فيها هواء نقي‪.‬‬ ‫‪ .2‬يف حالكنا يف مبىن علينا مغادرة املبىن بالكامل‪ .3 .‬غاز السارين غاز أثقل من اهلواء ويبقى يف املناطق املنخفضة‪،‬‬ ‫علينا املسارعة إىل أعلى مكان ممكن‪ .‬أسطح ‪ ..‬طوابق علوية‬

‫‪ .‬املالبس‪:‬‬

‫‪ .1‬إذا اعتقد الناس أهنم قد تعرضوا للغاز‪ ،‬ينبغي أن خيلعوا مالبسهم‪ ،‬ويغسلوا اجلسم كله بسرعة باملاء والصابون‪،‬‬ ‫و جيب أن يتلقوا الرعاية الطبية يف أسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫‪ .2‬املالبس اليت عليها السارين السائل جيب التخلص منها بسرعة وأي مالبس تلبس عن طريق فتحة للرأس (قبة)‬ ‫جيب أن يتم قصها وسحبها من اجلسم بدالً من متريرها عرب فتحة الرأس‪ -‬إذا كان ممكناً‪ -‬جيب وضع املالبس يف‬ ‫كيس بالستيك مث وضع كيس البالستيك األول يف كيس بالستيك آخر‪ ،‬وإزالة املالبس هبذه الطريقة تساعد على‬ ‫محاية الناس من أي من املواد الكيميائية اليت قد تكون على مالبسهم‪.‬‬ ‫‪ .3‬جيب أن ال تلمس األكياس البالستيكية باليد أو تعرض اجللد هلا‪.‬‬ ‫‪ .4‬يف حال مساعدة اآلخرين خللع مالبسهم‪ ،‬جيب حماولة جتنب ملس أي من املناطق امللوثة وإزالة املالبس بأسرع‬ ‫وقت ممكن‪.‬‬

‫اجلسم‪:‬‬

‫‪ .1‬جيب غسل أي أثر للسارين السائل من اجللد يف أسرع وقت ممكن بعد التعرض للسارين‪ ،‬باستخدامكمياتكبرية‬ ‫من املاء والصابون‪ ،‬الغسل باملاء والصابون يساعد على محاية الناس من أي مواد كيميائية متواجدة على أجسادهم‪.‬‬ ‫‪ .2‬جيب غسل العينني باملاء ملدة ‪ 10‬إىل ‪ 15‬دقيقة إذا كانت العيون حترق أو إذا كانت الرؤية غري واضحة إثر‬ ‫التعرض للمواد الكيميائية‪.‬‬ ‫‪ .3‬إذا مت ابتالع السارين جيب أن ال تقوم بتحريض القيء أو إعطاء سوائل للشرب‪ ،‬ولكن جيب تلقي العناية‬

‫الصورة اليريك رافيلو‬

‫‪12‬‬

‫‪ 20‬آب ‪ / 2013‬العدد الثالث والثالثون‬

‫الطبية على الفور‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.