العدد 37

Page 1

‫حقوق اإلنسان‬

‫عالميات‬

‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬

‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫عمليات إعدام جماعية على يد القوات النظامية‬ ‫روسيا ترفع البطاقة اإليرانية‬ ‫تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم‬

‫الثالثاء ‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العدد السابع والثالثون‪ /‬السنة األولى‬

‫"رسالة من مواطن"‬

‫الغريب مهدور الدم مسلوب األمالك‬ ‫تدمر‪..‬‬ ‫المدينة التي غيبها اإلعالم‬

‫اتّفاق كردي على اإلدارة المرحلية‬ ‫االنتقالية للمناطق الكردية والمشتركة‬

‫‪7‬‬

‫‪www.facebook.com/jesrpress‬‬

‫ريف الرقة‪:‬‬ ‫بين ثنائية العطش والجوع وللبالء بقية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫‪8‬‬

‫هبزاد حاج محو‬ ‫السيد أمحد الطعمة –رئيس احلكومة االنتقالية اجلديد‪ -‬هذه رسالة من مواطن‬ ‫تسل عن قوميته‪ ،‬دينه‪ ،‬طائفته وحىت مدينته‪ ،‬مواطن سوري وكفى‪..‬‬ ‫سوري‪ ،‬ال ْ‬ ‫لك من "حتت الدماء"‪.‬‬ ‫أرسلها َ‬ ‫َ‬ ‫وأما بعد‪:‬‬ ‫أتلمس جيويب حبذر‪ ،‬تطمئنين أصوات بقايا‬ ‫أستيق ُظ باكراً يا سيدي الرئيس‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أخافت أصوات املدافع أخي الصغري باألمس‬ ‫نقود معدنيَّة أسفلها‪ ،‬كما ْ‬ ‫فنام مذعوراً‪ُّ ،‬أفر للشارع باحثاً عن ٍ‬ ‫فرن ال يزال ينتج خبزاً بعد أن باع جتار‬ ‫األرغفة الطحني والوطن يف مزاد علين‪ ،‬وعلى مرأى كل سلطات األمر الواقع‪،‬‬ ‫أمر بطريقي بني‬ ‫واليت حتمل أيضاً على ظهرها أكياساً من طحيننا املسلوب‪ُّ ..‬‬ ‫متصارع ْي‪ ،‬يسلبين األول هاتفي ونقود‬ ‫حاجزيْن‬ ‫َ‬ ‫مدينتني متجاورتني على َ‬ ‫الركاب معي‪ ،‬ويالحقين عناصر احلاجز اآلخر بتهمة ِّالردة‪ !..‬أمثة سوريون‬ ‫مرتدون يا سيدي؟‪.‬‬ ‫أخي وبعد سنتني على إهنائه للمرحلة الثانوية‪ ،‬ال يزال حيلم باستئناف دراسته‬ ‫(خاطر مرة وسافر إىل الالذقية فاختفى ثالثة أيام‪ ،‬قبل أن تتصل‬ ‫يف اجلامعة‪َ ..‬‬ ‫بنا جهة مسلحة قالت أهنا اختطفته وتريد فدية إلطالق سراحه‪ ،‬لن أخوض‬ ‫لك يف تفاصيل عملية الدفع‪ ،‬لكن سأطرح عليك سؤاله‪ :‬ملاذا كسروا بطاقيت‬ ‫َ‬ ‫الشخصية‪ ،‬فال أستطيع بعدها إخراج جواز سف ٍر للهرب؟)‪.‬‬ ‫أتسمع معي يا سيدي الرئيس أصوات املدافع اليت يطلقها الثوار على مواقع‬ ‫إخوهتم الثوار؟ أتشاهد معي الرؤوس املقطوعة‪ ،‬املعابر احلدودية املغلقة‪ ،‬فِرق‬ ‫التشليح الدولية‪ ،‬أسراب البشر وهي تتخطى األسالك الشائكة؟ أتشعر‬ ‫باإلهانة اليت يتلقاها السوريون يف خيم العار العربية‪ ،‬مبعاناة األطفال الذين‬ ‫حتولت إىل مالجئ؟ والذين ميرون أمام بيوهتم‬ ‫ميرون من أمام مدارسهم اليت َّ‬ ‫ٍ‬ ‫أسأل عوضاً عن طفل‪ :‬هل سيعيدين "طعمة" إىل‬ ‫بعد أن صارت أطالالً؟ ُ‬ ‫مدرسيت؟ إنه زمن األسئلة املباشرة يا سيدي الرئيس‪..‬‬ ‫صادفت حيث أقيم‪ ،‬أمهات وأخوات لضحايا اجملازر‪ ،‬قالوا إن الذي كان‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫شاهدت أ َّم‬ ‫نبذهم‪..‬‬ ‫و‬ ‫قتلهم‬ ‫ن‬ ‫وط‬ ‫اب‬ ‫و‬ ‫أب‬ ‫على‬ ‫يتامى‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫فأصبح‬ ‫مات‪،‬‬ ‫يعيلهم‬ ‫ُ‬ ‫شهيد جائعة يا سيدي الرئيس‪.‬‬ ‫مهيب يف اجملتمع السوري‪ ،‬الغالء سالح‬ ‫شرخ‬ ‫عليك البدء باالعرتاف‪ :‬مثة‬ ‫ٌ‬ ‫آخر يشهره السوريون يف وجوه بعضهم‪ ،‬وخاصة النازحني منهم‪.‬‬ ‫تك خبطاب‪ ،‬ابدأها خبطوة‪ ،‬اكشف األوراق قبل أن تتحول إىل‬ ‫ال تبدأ َّ‬ ‫مهم َ‬ ‫ورقة يسقطها الناس‪ ،‬فشل كل الذين خطبوا يف اجلماهري‪ ..‬الشعوب اجلائعة‬ ‫تفقد قدرهتا على السمع جيداً‪ ،‬هي ختلع أحذيتها ألمرين‪ ،‬لتسهل عليها‬ ‫عملية الركض هرباً من الوطن اجملاعة‪ ،‬ولرتمي هبا منرب اخلطيب‪.‬‬ ‫األمان واخلبز‪ ..‬هكذا أعاد "نظام القتل" السوريني إىل حتكيم غرائزهم يف‬ ‫خياراهتم اليومية‪ ،‬ورمبا حىت املستقبلية‪ ،‬عليك أن تتعامل مع القضية ببأس‬ ‫الطري الذي حيلِّق صباحاً ليلتقط طعام صغاره‪ ،‬وعينه األخرى حترس عشَّهم‬ ‫الصغري بشجاعة‪ ،‬فالقيادة مسألة ذكاء وثقة‪.‬‬ ‫سيدي الرئيس‪ ،‬اهلل يعينك‪.‬‬ ‫التوقيع‪ :‬مواطن سوري‪.‬‬ ‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


‫أخبار سياسية‬

‫اتفاق أميركي ‪ -‬روسي على آلية للتخلص من كيماوي سوريا‬ ‫كريي يؤكد تطبيق الفصل السابع من ميثاق األمم‬ ‫املتحدة إذا مل تلتزم سوريا‬

‫أكد وزير اخلارجية األمريكي "جون كريي" السبت املاضي‪،‬‬ ‫أن أمريكا وروسيا توصلتا إىل اتفاق على آلية للتخلص من‬ ‫أسلحة سوريا الكيماوية‪.‬‬ ‫وشدد على اختاذ إجراءات قوية لتدمري أسلحة األسد‬ ‫الكيماوية‪ ،‬مطالباً سوريا بتقدمي قائمة بأسلحتها الكيماوية‬ ‫خالل األسبوع‪ ،‬موضحاً أن هذا العمل سيكون وفقاً‬ ‫للفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة‪ ،‬والذي جييز‬ ‫استخدام القوة‪.‬‬ ‫وقال يف مؤمتر صحايف مع نظريه "سريغي الفروف" إن‬ ‫خطر األسلحة الكيماوية ال يشمل السوريني‪ ،‬بل ميتد إىل‬ ‫دول اجلوار‪.‬‬ ‫وأعلن كريي أن خطة إزالة أسلحة بشار األسد الكيماوية‬ ‫جيب أن تكون شفافة وذات مصداقية وقابلة للتطبيق‪،‬‬ ‫وأوضح أنه مت االتفاق على تقييم مشرتك حول كمية ونوع‬ ‫األسلحة الكيماوية اليت ميلكها األسد‪ ،‬وكشف أن أسلوب‬ ‫التعامل مع نظام األسد إذا انتهك االتفاق سيعرض للنقاش‬ ‫يف جملس األمن‪ ،‬وأشار إىل أن الرئيس األمريكي ميلك القدرة‬ ‫وفقاً لصالحياته على استخدام القوة للحفاظ على األمن‬ ‫القومي األمريكي‪ ،‬وأوضح كريي أن أمريكا ستشارك يف متويل‬ ‫إزالة أسلحة سوريا الكيماوية‪ ،‬إىل جانب مسامهات أخرى‬ ‫من اجملتمع الدويل‪ ،‬وقال إن تدمري األسلحة الكيماوية‬ ‫السورية جيب أن ينتهي منتصف العام املقبل‪ ،‬كما لفت إىل‬ ‫أن النظام السوري قام بنقل األسلحة الكيماوية إىل مواقع‬ ‫تقع حتت سيطرته‪ ،‬وأن األسد يتحمل مسؤولية وصول‬ ‫املفتشني الدوليني إىل تلك املواقع‪.‬‬

‫ختام مباحثات جنيف‬

‫وكان السبت هو اليوم الثالث من احملادثات بني الوزيرين‬ ‫حول مبادرة طرحتها موسكو ووافقت عليها دمشق‪ ،‬بوضع‬ ‫خمزون األسلحة الكيماوية السورية حتت إشراف دويل‬ ‫هبدف إتالفها‪ ،‬وانضمت سوريا على إثرها إىل معاهدة‬ ‫حظر األسلحة الكيماوية‪ ،‬وعقد الفروف وكريي اجتماعاً‬ ‫يف وقت متأخر من ليل اجلمعة‪/‬السبت‪ ،‬فيما عقد اخلرباء‬ ‫والدبلوماسيون املرافقون هلما عدة جلسات عمل‪.‬‬ ‫ومل تسفر االجتماعات الطويلة عن نتائج حمددة بعد‪،‬‬ ‫أصرا على وصفهما التصرحيات‬ ‫لكن (كريي والفروف) ّ‬ ‫الصحافية بـ"البناءة"‪.‬‬ ‫وتقرتح القوى الغربية جدوالً لتسليم األسلحة الكيماوية‬ ‫خالل أسابيع‪ ،‬وهو ما تعتربه موسكو حالً غري عملي‪ ،‬يف‬ ‫الفروف‪ :‬جملس األمن يراقب التنفيذ‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬قال الفروف إنه مت التوصل إىل وثيقة حول ضوء الظروف املعقدة على األرض‪ ،‬واإلجراءات املطلوبة‬ ‫التخلص من األسلحة الكيماوية يف سوريا خالل وقت لتأمني وتفكيك تلك املواقع احلساسة‪.‬‬ ‫وجيز‪ ،‬وذكر أن دمشق ملتزمة بقرار االنضمام إىل معاهدة‬ ‫حظر األسلحة الكيماوية‪ ،‬وأملح وزير اخلارجية الروسي إىل أبرز نقاط االتفاق األمريكي الروسي حول سورية‬ ‫أن أي انتهاك لالتفاق املوقع ستتم إحالته إىل جملس األمن‪،‬‬ ‫ومل نتحدث عن عمل عسكري‪ ،‬وشدد على ضرورة جتنب منحت الواليات املتحدة وروسيا النظام السوري أسبوعاً‬ ‫السيناريو العسكري الذي سيكون مدمراً للمنطقة‪ ،‬ويضع ليبعث قائمة كاملة بتفاصيل األسلحة الكيميائية اليت‬ ‫العالقات الدولية على شفا هاوية‪ ،‬وأبان أن الوثيقة اليت مت ميلكها‪ ،‬وحوايل شهرين لتدمري معدات إنتاجها‪ ،‬وحوايل‬ ‫إقرارها حول التخلص من كيماوي سوريا حتتاج إىل آليات تسعة أشهر للتخلص من كامل خمزون أسلحته الكيميائية‪.‬‬ ‫عمل من خالل جملس األمن الدويل‪.‬‬ ‫وحول اجلهود الدبلوماسية لتسوية األزمة السورية‪ ،‬قال وزير‬ ‫وترك االتفاق الباب مفتوحاً الستخدام القوة العسكرية ضد‬ ‫اخلارجية الروسي إنه جيب على املعارضة السورية أن تكون‬ ‫النظام السوري إذا استخدم أو نقل أسلحة كيميائية‪.‬‬ ‫مستعدة للمشاركة يف مؤمتر "جنيف‪ ،"2‬والذي يسعى‬ ‫لعقده خالل الشهر اجلاري‪ ،‬ولكنه رمبا يتأجل للشهر وهذه أبرز نقاط االتفاق‪:‬‬ ‫املقبل‪ ،‬وأفاد بأن التخلص من األسلحة الكيماوية يف سوريا ‪-‬تعرب الواليات املتحدة وروسيا عن تصميمهما املشرتك‬ ‫خطوة حنو التخلص من أسلحة الدمار الشامل يف منطقة على ضمان تدمري الربنامج السوري لألسلحة الكيميائية‬ ‫بالطريقة األسرع واألكثر أمناً‪.‬‬ ‫الشرق األوسط بالكامل‪.‬‬ ‫وتوقع الفروف التطبيق الكامل التفاقية حظر األسلحة ‪-‬الواليات املتحدة وروسيا مصممتان على حتضري مشروع‬ ‫الكيماوية يف سوريا‪ ،‬موضحاً أن أي اهتام حول استخدام قرار حيدد معايري خاصة للتدمري السريع للربنامج السوري‬ ‫الكيماوي جيب التحقق منه‪ ،‬منعاً لتقدمي معلومات وإرساله خالل األيام املقبلة إىل اجمللس التنفيذي ملعاهدة‬ ‫مغلوطة‪ ،‬وأوضح أن استخدام القوة من جملس األمن ضد حظر األسلحة الكيميائية‪.‬‬ ‫أي انتهاكات حول استخدام الكيماوي سيكون بعد إثبات‬ ‫الواليات املتحدة وروسيا تعتقدان أن هذه اإلجراءات‬‫ذلك باألدلة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العدد السابع والثالثون‬

‫تنب‬ ‫الواليات املتحدة وروسيا ستعمالن سوياً من أجل ّ‬‫سريع يف جملس األمن الدويل لقرار يشمل مراحل التحقق‬ ‫والتطبيق الفعلي‪.‬‬ ‫سيتم التحقق من التطبيق دورياً‪ ،‬ويف حال عدم احرتام‬‫التعهدات‪ ،‬مبا يف ذلك حصول عمليات نقل غري مسموح‬ ‫هبا‪ ،‬واستخدام أسلحة كيميائية من أي جهة كانت يف‬ ‫سورية؛ على جملس األمن أن يفرض تدابري مبوجب الفصل‬ ‫السابع من ميثاق األمم املتحدة‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة وروسيا توصلتا إىل تقدير مشرتك لعدد‬‫ونوع األسلحة الكيميائية ومها ينتظران أن ترسل سوريا‬ ‫خالل أسبوع قائمة كاملة‪ ،‬تشمل أمساء‪ ،‬وأنواع وكميات‬ ‫ومواقع وأشكال التخزين‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬والبحث والتطوير‪.‬‬ ‫املراقبة األجنع هلذه األسلحة ستتم من خالل نزعها‪ ،‬عندما‬‫يكون ذلك قابالً للتنفيذ‪ ،‬وتدمريها خارج سورية إذا أمكن‪.‬‬ ‫جيب إمتام عملييت النزع والتدمري يف النصف األول من‬‫العام ‪.2014‬‬ ‫على سورية منح إمكانية وصول فوري ودون قيود‬‫للمفتشني الذين عليهم االنتشار يف أسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫يشرتك خرباء من الدول الدائمة العضوية يف جملس األمن‬‫يف بعثة املفتشني‪.‬‬ ‫جيب أن يرغم القرار سوريا على التعاون الكامل يف كل‬‫جوانب التنفيذ‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة وروسيا ستعمالن سوياً من أجل سالمة‬‫املهمة‪ ،‬مؤكدين أن املسؤولية األوىل يف هذا اإلطار تقع على‬ ‫احلكومة السورية‪.‬‬ ‫اتفق الطرفان على حتديد املهل التالية‪:‬‬‫‪ -1‬نتهاء عمليات التفتيش األولية يف نوفمرب‪ /‬تشرين الثاين‪.‬‬ ‫‪ -2‬تدمري معدات اإلنتاج والتعبئة يف نوفمرب‪ /‬تشرين الثاين‪.‬‬ ‫‪ -3‬التخلص الكامل من كل املعدات والتجهيزات لألسلحة‬ ‫الكيميائية يف النصف األول من العام ‪.2014‬‬


‫أخبار اقتصادية‬ ‫روسيا والصين وإيران تترقب على أح ّر من الجمر كعكة إعادة اإلعمار‬ ‫المصالح االقتصادية تُملي على الدول رفض العمل العسكري ضد سوريا‪..‬‬ ‫يقول مراقبون إن دول التحالف مع النظام السوري هي أكرب‬ ‫املستفيدين من جتنيب ضربة عسكرية إىل دمشق حال ُحلت‬ ‫األزمة سياسياً‪ ،‬عندما تبدأ هذه الدول يف عملية إعادة‬ ‫إعمار سورية عرب الدول الثالث الكربى روسيا والصني‬ ‫وإيران‪ ،‬اليت تربطها عالقات سياسية واقتصادية وعسكرية‬ ‫أعمق من الدول املناهضة للنظام السوري‪ ،‬التفاصيل يف‬ ‫التحقيق اآليت‪:‬‬ ‫يقول أستاذ االقتصاد يف جامعة الكويت د‪ .‬يوسف املطريي‬ ‫إن هذه الدول ستجين الكثري من املصاحل االقتصادية‬ ‫املشرتكة خصوصاً بعد توقيع العديد من االتفاقيات خالل‬ ‫السنوات العشر األخرية‪.‬‬ ‫وأشار إىل وجود مصاحل تبادلية مشرتكة من جهة األسلحة‬ ‫والصناعة يف مناح كثرية‪ ،‬السيما بعد أن فقدت موسكو‬ ‫كثريا من نفوذها يف عدد من دول املنطقة يف سبعينات‬ ‫القرن املاضي األمر الذي دفعها إىل مترتس عالقتها يف سورية‬ ‫بالدعم املتبادل يف مناح كثرية‪.‬‬ ‫ولفت املطريي إىل حقيقة تتمثل يف رسالة أرادت هذه الدول‬ ‫إرساهلا ألمريكا ‪ -‬بعيداً عن البعد االقتصادي ‪ -‬تشري من‬ ‫خالهلا إىل وجود قوى أخرى تؤثر يف القرار الدويل‪.‬‬ ‫ويرى أن إيران تربطها عالقات قوية بسورية وحزب اهلل وهي‬ ‫العالقة اليت هلا عمقاً أكرب من النواحي االقتصادية اليت هي‬ ‫األخرى هلا تأثري كبري يف عالقة البلدين‪.‬‬ ‫وذكر أن هذه الدول يهمها يف املقام األول احلفاظ على‬ ‫استقرار سورية اليت تتجذر عالقاهتا معها على مجيع‬ ‫األصعدة‪ ،‬بعد أن أصبحت املنطقة كلها تعيش حالة ارتباك‬ ‫عميقة‪.‬‬ ‫تداعيات سلبية‬ ‫من جهته استبعد أستاذ العلوم السياسة يف جامعه الكويت‬ ‫شفيق الغربا أن تقوم الدول املساندة لسورية مثل روسيا‬ ‫وإيران والصني بأي عمل عسكري يف حال وجهت‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية ضربتها املتوقعة‪ ،‬مشرياً إىل أن‬ ‫دخول تلك الدول اىل دائرة الصراع خيضع من جهة لطبيعة‬ ‫عالقتها مع الواليات املتحدة األمريكية من جانب وإىل‬ ‫عالقتهم مع سورية من جانب آخر وخصوصاً مع نظام‬ ‫األسد‪ ،‬وأضاف "إن روسيا ترتبط بعالقة إسرتاتيجية جيدة‬ ‫مع سورية منذ زمن بعيد‪.‬‬ ‫ال ريب أن الضربة العسكرية اليت تعتزم الواليات املتحدة‬ ‫توجيهها إىل سورية ختلف وراءها تداعيات مشينة على‬ ‫الدول الداعمة للنظام وحينها ستعتمد إسرتاتيجية تلك‬ ‫الدول على ختفيف وطأة الضربة على سورية للحفاظ على‬ ‫مصاحلها‪.‬‬

‫أما دولة الصني فلها وضع خاص حيث أن عالقتها‬ ‫بالواليات املتحدة األمريكية عميقة وتربطها هبا عالقات‬ ‫جتارية ومالية واقتصادية منذ األزل وهلذا فإن دعمها للنظام‬ ‫السوري سيتوقف عند حد معني لن تتعداه حفاظاً على‬ ‫مصاحلها‪.‬‬ ‫الدوافع سياسية‬ ‫قال رئيس جملس اإلدارة والعضو املنتدب يف شركة أبراج‬ ‫املتحدة التابعة لشركة العقارات املتحدة أمحد السميط‬ ‫إن دعم إيران وروسيا والصني للنظام السوري يعزى إىل‬ ‫السياسة بنسبة ‪ 95‬يف املئة حيث رأى أن تلك الدول‬ ‫لن جتين أي منافع اقتصادية جراء دخوهلا إىل دائرة الصراع‬ ‫الذي رمبا كبدها خسائر اقتصادية ضخمة‪ ،‬وقال السميط‬ ‫"إذا كانت معطيات تلك الدول اقتصادية الستطاعت أن‬ ‫تقلص من عالقتها بسورية لكي تتحاشى الصراع ولكن‬ ‫الدوافع سياسية إىل حد كبري‪ ،‬مشرياً إىل أن سوريا تشكل‬ ‫عبئاً اقتصادياً على كاهل الدول املساندة هلا وليس العكس‪،‬‬ ‫وأضاف "ال شك أن الضربة العسكرية ستنعكس سلباً على‬ ‫الكثري من األطراف الداخلة يف الصراع"‪.‬‬ ‫تدهور العملة السورية‬ ‫من جهته قال اخلبري االقتصادي حجاج بو خضور أن‬ ‫االقتصاد السوري حالياً يعاين من ضغوط اقتصادية وسياسية‬ ‫كبرية جداً أثرت سلباً على عملتها اليت اخنفضت أسعارها‬ ‫مقابل الدوالر كثرياً منذ بداية األزمة السورية‪ ،‬ومن املرجح‬ ‫أن ترتفع وترية الضغوط االقتصادية واخلسائر الواضحة‬ ‫والعائمة يف االقتصاد السوري عما عليه قبيل فرتة وجيزة‬ ‫كانت‪ ،‬وبالتايل فمن املتوقع أن يتأثر حجم التبادل التجاري‬ ‫مابني سوريا وبني روسيا والصني اليت تتعامل معهما بنحو‬ ‫‪ 1.5‬مليار دوالر سنوياً كل دولة على حدة لتبلغ إمجايل‬ ‫خسائرها ‪ 3‬مليارات دوالر السيما يف ظل األرقام الصادرة‬ ‫من سوريا عام ‪ 2008‬لكن عندما تقوم احلرب فمن املتوقع‬ ‫أن تنتهي هذه العالقات التجارية وتبدأ بعدها عالقات‬ ‫جتارية وتبادل جتاري على أعلى املستويات مع دول االحتاد‬ ‫األورويب وأمريكا وبالتايل ستقوم هذه الدول بإعادة إعمار‬ ‫سوريا وتنشيط الكثري من املشاريع التنموية العمالقة‪.‬‬

‫مشاريع مشرتكة‬ ‫سورية ‪ -‬روسيا‬ ‫ازداد حجم التبادل التجاري بني روسيا وسوريا يف األشهر‬ ‫العشرة األخرية من العام ‪ 2008‬وبلغ املليار و‪ 300‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬علماً أن القطاع اخلاص يشغل حيزاً كبرياً فيه‪ ،‬ويف‬ ‫غضون أربع سنوات ماضية قبل ‪ 2008‬أسست اللجنة‬ ‫املشرتكة الروسية ‪ -‬السورية للتعاون االقتصادي والتجاري‬ ‫والعملي اإلطار للقانون الذي ينظم العالقات االقتصادية‬ ‫والتجارية والفنية بني البلدين‪.‬‬ ‫وقد أسفر عمل هذه اللجنة عن توقيع جمموعة ال بأس‬ ‫هبا من االتفاقيات اليت سامهت وساعدت على تقريب‬ ‫القطاعني اخلاصني من أحدمها اآلخر‪ ،‬وال سيما تأسيس‬ ‫جملس األعمال السوري ‪ -‬الروسي الذي هو أحد نتائج‬ ‫عمل هذه اللجنة‪.‬‬ ‫سورية ‪ -‬الصني‬ ‫حجم التبادل التجاري بني سورية والصني بلغ يف عام‬ ‫‪ 2010‬أكثر من ‪ 75.16‬مليار لرية سورية أي ما يعادل‬ ‫‪ 1.63‬مليار دوالر شكلت الصادرات السورية إىل الصني‬ ‫منها ما نسبته ‪ 5.2‬يف املائة فقط‪.‬‬ ‫سورية ‪ -‬إيران‬ ‫يقدر حجم التبادل التجاري بني البلدين يف أبريل ‪2012‬‬ ‫بنحو ‪ 700‬مليون دوالر ووقتها قال وزير االقتصاد والتجارة‬ ‫السوري حممد نضال الشعار إنه باإلمكان الرقي به إىل‬ ‫ملياري دوالر خالل عامني‪ ،‬وكانت إيران منذ ذلك احلني‬ ‫قد أعلنت رمسياً عن أهنا بدأت مع سورية عملياً تطبيق‬ ‫اتفاقية التجارة احلرة‪.‬‬ ‫وقال وزير الصناعة والتجارة اإليراين مهدي غضنفري‬ ‫إنه بات بإمكان أغلب البضائع والسلع السورية دخول‬ ‫األراضي اإليرانية دون أي ضرائب أو تعرفة مجركية‪ ،‬باستثناء‬ ‫الئحة قليلة من البضائع وقد قرر مسؤولو البلدين أن يشمل‬ ‫اإلعفاء اجلمركي الكثري من املنتجات يف جمال الصناعات‬ ‫النسيجية واهلندسية والكيماوية والدوائية والغذائية واجللدية‪.‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العددالسابع و الثالثون‬

‫‪3‬‬


‫تقرير‬

‫الغريب مهدور الدم مسلوب األمالك‬ ‫تكسب للشبيحة والعصابات المحلية والحواجز‪..‬‬ ‫التشليح مورد‬ ‫ّ‬

‫خاص جسر‬

‫عصر يوم السابع من أيلول حاصر أربعة رجال يبدو عليهم‬ ‫مظهر الشبيحة رجالً يف مخسينيات العمر يف سوق الصاحلية‬ ‫وسط العاصمة دمشق وقاموا "بتشليحه" وأخذوا ما يف جيبه‬ ‫من أموال دون أن يكون قادراً على فعل أي شيء سوى‬ ‫االمتثال لطلبهم أو التعرض لعواقب وخيمة‪.‬‬ ‫"التشليح" مصطلح عامي يعين السرقة حتت هتدد السالح‪،‬‬ ‫وتعين متاماً سلب الضحية كل ما متلك حىت تبقى عارية‬ ‫من كل شيء‪ ،‬مال وأوراق رمسية وهاتف نقال وكل ما‬ ‫حبوزته من أغراض وممتلكات وهو منتشر منذ أشهر عديدة‬ ‫بشكل واضح على الطرقات العامة بني احملافظات وخاصة‬ ‫يف ساعات الليل بوسائل منظمة وعصابات مسلحة بشكل‬ ‫جيد‪ ،‬وانتشرت جتارة املواد املسلوبة يف عديد املدن السورية‬ ‫سواء اخلاضعة لسيطرة النظام أو الثوار‪ ،‬وتعد طرقات محص‬ ‫تدمر ومحص ‪ -‬حلب والصحراء احمليطة هبا من أهم مناطق‬ ‫تواجد عصابات التشليح املعروفة لدى مجيع أهايل املنطقة‪،‬‬ ‫إال أن انتشاره يف وسط العاصمة دمشق مؤشراً خطرياً على‬ ‫ما آل إليه الوضع األمين يف املدينة وزيادة سطوة عصابات‬ ‫الشبيحة على املواطنني‪.‬‬ ‫الضحية يف هذه اجلرمية السابقة هو إبراهيم والذي يفضل‬ ‫مناداته بأيب خليل مع التأكيد على عدم كشف امسه‬ ‫احلقيقي كامالً أو حىت التقاط صورة له ألنه يسافر إىل‬ ‫دمشق بشكل دوري ملتابعة أوراق رمسية عائلية وألهل‬ ‫مدينته‪ ،‬واخلوف من أن كشف شخصيته ميكن أن يعرضه‬ ‫لالعتقال على حواجز النظام وبالتايل اهلالك‪.‬‬ ‫أبو خليل ناوهلم مخسني ألفاً أمالً يف أن يرتكوه فيما‬ ‫أسلحتهم موجهة إليه وأحدهم يقول له "وحق اإلمام علي‬ ‫إذا منفتشك ومنالقي عندك لرية غري اليي عطيتنا ياهني‬ ‫لناخدك بتعرف وين"‪ ،‬فاستجمع الرجل قواه‪ ،‬قال هلم‬ ‫هبدوء‪ :‬كيف سأعود ملدينيت وأنتم أخذمت كل ما أملك؟‬ ‫فرق قلب الشبيح عليه وأعطاه ‪ 2000‬لرية لكي يعود‬ ‫ملدينته فوراً‪.‬‬ ‫أبو خليل الذي تعرض للتشليح والسلب حتت هتديد‬ ‫السالح يف وسط العاصمة دمشق جهاراً هناراً دون أن‬ ‫يتمكن حىت من االستغاثة بأحد‪ ،‬مل يكن الضحية الوحيدة‬ ‫يف شوارع العاصمة فعصابات الشبيحة تستهدف كثرياً من‬ ‫املارة يف عمليات التشليح وخاصة يف سوق الصاحلية وساحة‬ ‫املرجة اليت يتوافد إليها الكثري من أبناء املنطقة الشرقية‪،‬‬ ‫حيث تذكر أنباء عن تعرض الكثري منهم للتشليح على يد‬ ‫تلك العصابات منها رجل سلب منه الشبيحة وسط ساحة‬ ‫املرجة ‪ 700‬ألف لرية وأبقوا على حياته‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العدد السابع والثالثون‬

‫التشليح على احلواجز‬ ‫حلواجز القوات النظامية واللجان الشعبية والشبيحة حكاية‬ ‫أخرى يف التشليح‪ ،‬تشليح يأخذ شكل األتاوة ملرور‬ ‫السيارات اخلاصة والشاحنات وحافالت نقل الركاب ولكل‬ ‫منها تسعريته اخلاصة للمرور‪.‬‬ ‫ووفق ركاب يسافرون بشكل دوري وميرون من تلك احلواجز‬ ‫فإن كثرياً منها وخاصة حواجز اللجان الشعبية والشبيحة‬ ‫تفرض غرامات على األوراق الرمسية الناقصة‪ ،‬فعلى الراكب‬ ‫أن يربز للشبيح على احلاجز دفرت خدمة العلم ووثيقة تأدية‬ ‫اخلدمة العسكرية واهلوية الشخصية وجواز السفر إن كان‬ ‫مسافراً خارج البالد‪ ،‬ونقصان أي منها يعين ألف لرية سورية‬ ‫غرامة تذهب جليب الشبيح‪.‬‬ ‫وخري مثال عما سبق ما يذكره أبو حممد الذي قدم منذ عدة‬ ‫أسابيع براً من اخلليج يف حافلة ركاب‪ ،‬حيث حتدث عن‬ ‫التشليح الذي تقوم به بعض اللجان الشعبية يف الطريق بني‬ ‫السويداء ودرعا‪ ،‬إال أن أبا حممد أكد أن عناصر اللجان‬ ‫الشعبية ليسوا مجيعاً بذات السوء فمنهم من يساعد الركاب‬ ‫ويدهلم على االسرتاحات واملطاعم ويعاملهم باحرتام‪،‬‬ ‫ومنهم من يشبح بطريقة بشعة‪.‬‬ ‫ويروي كثري من الركاب عمليات التشليح اليت تقوم هبا‬ ‫حواجز القوات النظامية حيث تفرض أتاوة على كل راكب‬ ‫أو سيارة أو حافلة أو شاحنة تنقل اخلضار أو أي مركبة‬ ‫تعرب من احلاجز وترتاوح بني ألف لرية وعشرة آالف لرية‬ ‫وفق مزاج القائمني على احلواجز‪ ،‬وطبعا‪ ،‬هذا كله حيصل‬ ‫مع األشخاص الذين يعربون من تلك احلواجز وهو غري‬ ‫مطلوبني للجهات األمنية‪ ،‬وال ترد أمساؤهم يف كشوف‬ ‫املطلوبني ‪.‬‬ ‫تشليح ذوي القرىب‬ ‫على طريق دير الزور تدمر وحتديداً عند منطقة هريبشة‪،‬‬ ‫بعيداً عن أي حاجز للجيش النظامي أو احلر تنتشر‬ ‫جمموعات تشليح على دراجات نارية تقوم بسلب املارة‬ ‫وسرقة السيارات الصغرية من أصحاهبا حتت هتديد السالح‪،‬‬ ‫وعلى طريق دير الزور ‪ -‬احلسكة بعيداً عن حواجز اجليش‬ ‫احلر تنتشر عصابات أخرى تقوم بتشليح السيارات املارة‬ ‫على الطريق‪.‬‬

‫وغالباً ما يكون اللصوص من سكان املنطقة أو القرى‬ ‫احمليطة مبنطقة نشاطهم وغالباً ما يكونون معروفني لدى‬ ‫السكان احملليني دون اختاذ تدابري حقيقية اجتاههم من قبل‬ ‫كتائب اجليش احلر أو النظام على حد سواء‪ ،‬فالعامل‬ ‫العشائري والقبلي يطغى على أي اعتبار آخر‪.‬‬ ‫ووفق مصادر مؤكدة‪ ،‬قتل شخصان بدم بارد بداية شهر‬ ‫أيلول وأصيب آخران جبروح وألقيت جثثهم يف الصحراء‬ ‫على يد عصابة تشليح على طريق بئر نفط امللح يف ريف‬ ‫دير الزور الشرقي (‪ 100‬كم شرق دير الزور)‪ ،‬وسلب‬ ‫صهريج نقل النفط الذي كانوا قادمني مللئه من البئر‪ ،‬وحجة‬ ‫التشليح والقتل اليت تعرضوا هلا هي أهنم غرباء‪.‬‬ ‫فالغريب وفق التعريف احمللي يف تلك املنطقة‪ ،‬هو كل‬ ‫شخص ليس من القرى احمليطة بالبئر‪ ،‬سواء كان من قرى‬ ‫بعيدة أو من مدينة دير الزور أو أي مدينة أخرى من‬ ‫احملافظة‪ ،‬أو من حمافظة أخرى من سوريا‪ ،‬حىت أن حاجز‬ ‫"املشلحني" يوقف السيارة أو الشاحنة اليت متر يف طريقهم‬ ‫ويسألوهنم عن أصلهم وفصلهم ومكان سكنهم قبل اختاذ‬ ‫القرار بالسلب والقتل أو السماح هلم باملرور‪.‬‬ ‫وأما ابن املنطقة فسيمر دون التعرض ألذى‪ ،‬حيميه عرف‬ ‫العشرية وسالحها املتوفر بغزارة‪ ،‬وأما الغريب فال بأس من‬ ‫تشليحه بل حىت قتله يف عرف العصابات احمللية املعروفة‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬دون اخلوف من أي حماسبة‪ ،‬بل أن هنالك‬ ‫من يذهب إىل تربير ذلك الفعل بأنه من حقهم أن يسطوا‬ ‫على الغريب‪.‬‬ ‫انتشار التشليح ظاهرة مرعبة جتتاح املشهد السوري‪،‬‬ ‫وإن كان املواطن السوري حتت سطوة النظام يف دمشق‬ ‫وبقية املناطق اخلاضعة له‪ ،‬بال حول وال قوة أمام التشليح‬ ‫على يد الشبيحة وحواجز اللجان الشعبية واجليش‪ ،‬فإن‬ ‫ظاهرة التشليح اليت تنتشر يف املناطق اخلاضعة للثوار‬ ‫حتتاج عالجاً مستعجالً ولو كان اللص ابن عم أو من‬ ‫ذوي القرىب وإال‪..‬‬


‫حقوق اإلنسان‬ ‫عمليات إعدام جماعية على يد القوات النظامية تزايد االعتقاالت في سوريا منذ‬ ‫الحديث عن الضربة‬ ‫أدلة جديدة على إعدام ما ال يقل عن ‪ 248‬شخصًا في بلدتين ساحليتين‪.‬‬ ‫ناشطون يقولون‪ :‬إن النظام السوري حيتجز مثانني‬ ‫ألف معتقل يعدون من املختفني قسراً‬

‫قالت "هيومن رايتس" يف تقرير أصدرته اليوم إن القوات‬ ‫النظامية السورية وقوات موالية هلا قامت بإعدام ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 248‬شخصاً يف بلديت البيضا وبانياس يومي ‪ 2‬و‪3‬‬ ‫مايو‪/‬أيار ‪ ،2013‬يف واحدة من عمليات اإلعدام اجلماعي‬ ‫امليداين األكثر دموية منذ بداية النزاع يف سوريا‪.‬‬ ‫يستند التقرير الصادر يف ‪ 68‬صفحة بعنوان "مل يبق أح ٌد‪:‬‬ ‫اإلعدامات امليدانية على يد القوات السورية يف البيضا‬ ‫وبانياس"‪ ،‬إىل مقابالت مع ‪ 15‬شخصاً من سكان البيضا‪،‬‬ ‫و‪ 5‬من سكان بانياس‪ ،‬مبن فيهم شهود شاهدوا أو مسعوا‬ ‫القوات النظامية وتلك املوالية هلا وهي تقبض على أقارهبم‬ ‫مث تقوم بإعدامهم‪ ،‬بالتعاون مع الناجني ومع نشطاء حمليني‪،‬‬ ‫مجّعت هيومن رايتس ووتش قائمة بأمساء ‪ 167‬شخصاً‬ ‫قتلوا يف البيضا و‪ 81‬يف بانياس‪ ،‬واستناداً إىل شهادات‬

‫الشهود واألدلة املستمدة من مقاطع الفيديو‪ ،‬توصلت‬ ‫"هيومن رايتس ووتش" إىل أن األغلبية العظمى قد جرى‬ ‫إعدامهم بعد انتهاء االشتباكات العسكرية وانسحاب‬ ‫مقاتلي املعارضة‪ ،‬واألرجح أن يكون عدد الوفيات الفعلي‬ ‫أعلى‪ ،‬وخاصة يف بانياس‪ ،‬بالنظر إىل صعوبة الوصول إىل‬ ‫املنطقة إلحصاء املوتى‪.‬‬

‫لجنة دولية تؤكد زيادة حدة انتهاكات حقوق‬ ‫اإلنسان في سوريا بصورة غير مسبوقة‬ ‫شددت جلنة أممية مستقلة على احلاجة امللحة لوقف األعمال‬ ‫العدائية يف سوريا والعودة إىل املفاوضات إلجياد تسوية سياسية‬ ‫لألزمة اليت تعصف بالبالد منذ أكثر من سنتني‪.‬‬

‫وقالت اللجنة الدولية املستقلة املكلفة من جملس األمم‬ ‫املتحدة حلقوق اإلنسان بالتحقيق يف انتهاكات القانون‬ ‫الدويل يف سوريا يف بيان إن اللجوء إىل العمل العسكري لن‬ ‫يؤدي فقط إىل تعاظم املعاناة داخل سوريا وإمنا أيضاً إىل‬ ‫استعصاء الوصول إىل التسوية السياسية املتوخاة‪.‬‬ ‫وقالت اللجنة إن الصراع يف سوريا اختذ منعطفاً خطريًا‬ ‫حيث أن أغلب خسائره البشرية وقعت بسبب هجمات‬ ‫غري مشروعة استخدمت فيها األسلحة التقليدية‪.‬‬ ‫يف الوقت ذاته رأت أن اجلدل حول اإلجراءات الدولية اليت‬ ‫جيب اختاذها إذا لزم األمر اتسم بـ"طابع استعجايل" جراء‬ ‫االستخدام املزعوم لألسلحة الكيميائية يف شهر أغسطس‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫وأشارت يف هذا السياق إىل تصريح األمني العام لألمم‬ ‫املتحدة بان كي مون يف مؤمتر صحايف يف ‪ 9‬سبتمرب‬ ‫اجلاري بأن "هناك حاجة للمساءلة" من أجل تقدمي أولئك‬ ‫الذين استخدموا هذا السالح أمام العدالة يف حال تأكيد‬ ‫استخدامه وكذلك من أجل "ردع أي شخص آخر يريد‬ ‫استخدام أساليب احلرب البغيضة هذه"‪.‬‬

‫وأكدت اللجنة أن "احتدام القتال بني القوات احلكومية‬ ‫والقوات املوالية هلا واجلماعات املسلحة املناهضة للحكومة‬ ‫واجلماعات املسلحة الكردية جعل املدنيني هم من يدفعون‬ ‫مثن الفشل يف التفاوض على إهناء هذا الصراع"‪.‬‬ ‫وأشارت إىل أن عشرات آالف األرواح أزهقت‪ ،‬يف حني‬ ‫هرب أكثر من ستة ماليني سوري من منازهلم "ولكل منهم‬ ‫قصة عن الدمار واخلسائر حيث تعيش اليوم جمتمعات‬ ‫بأكملها يف اخليام خارج حدود سوريا إضافة اىل ماليني‬ ‫النازحني يف الداخل ما مزق هذا اجملتمع"‪.‬‬ ‫ولفتت إىل أن الفشل يف التوصل إىل تسوية سياسية مل‬ ‫يؤد إىل تعميق الصراع وتعنته فحسب بل تسبب أيضاً يف‬ ‫توسيعه إىل جهات أخرى جديدة وجرائم مل تكن قبل ذلك‬ ‫يف احلسبان‪.‬‬ ‫واعتربت اللجنة املكلفة بالتحقيق يف انتهاكات القانون‬ ‫الدويل اليت ارتكبت من قبل مجيع أطراف الصراع أن أي رد‬ ‫فعل جيب أن يكون قائماً على محاية املدنيني‪.‬‬ ‫وأشارت إىل إن احلرب املستعرة يف سوريا أخذت طابعاً‬ ‫يرتافق فيه احتدام الصراع باالنتهاكات اليت تقدم عليها كل‬ ‫األطراف مع شبح التدخل العسكري الدويل لذا "فإن سوريا‬ ‫واملنطقة تواجهان خطر ازدياد اشتعال احلرب ما سيؤدي‬ ‫إىل زيادة معاناة املدنيني"‪.‬‬ ‫يف الوقت ذاته شددت اللجنة على أن محاية حقوق‬ ‫اإلنسان واحرتام القانون الدويل اإلنساين أمران مرتابطان‬ ‫بشكل وثيق مع ميثاق األمم املتحدة خاصة فيما يتعلق‬ ‫باإلجراءات اليت يتخذها جملس األمن‪.‬‬ ‫كما رأت اللجنة ضرورة قيام جملس األمن بالعمل كمنرب يتم‬ ‫من خالله التأثري على أطراف النزاع يف سوريا والدول النافذة‬ ‫من أجل تعزيز محاية املدنيني‪.‬‬

‫أكدت الشبكة السورية حلقوق اإلنسان أن وترية االعتقاالت‬ ‫وعمليات اخلطف اليت تقوم هبا القوات النظامية قد شهدت‬ ‫ارتفاعاًكبرياً منذ إعالن واشنطن نيتها توجيه ضربة عسكرية‬ ‫للنظام السوري‪ ،‬مشرية إىل أن االعتقاالت تركزت يف دمشق‬ ‫ومحاة والالذقية على وجه اخلصوص‪.‬‬ ‫ووفقاً لعمليات الرصد اليومي اليت تقوم هبا الشبكة‪ ،‬تزايدت‬ ‫عمليات الدهم واالعتقال واخلطف يف أحناء سوريا فور‬ ‫اإلعالن يف ‪ 26‬من الشهر املاضي عن احتمال ضرب‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وجاء يف التقرير أن النظام اعتقل يف يوم واحد أكثر من‬ ‫‪ 150‬مدنياً يف مدينة دمشق وحدها‪ ،‬تسعون منهم تعرضوا‬ ‫لالعتقال دفعة واحدة يف سوق الصاحلية‪ ،‬يف حني اعتقل‬ ‫‪ 46‬آخرين يف ساحة الرفاعي‪ ،‬ومل تستطع الشبكة التعرف‬ ‫على مصريهم حىت اللحظة‪.‬‬ ‫وقالت الشبكة إن قوات النظام شنت محلة اعتقاالت‬ ‫واسعة يف ريف محاة‪ ،‬وبشكل خاص يف مدينة طيبة اإلمام‬ ‫اليت اعتقل فيها ما ال يقل عن سبعني شخصاً دون توجيه‬ ‫أي هتمة‪.‬‬ ‫ويف الالذقية تكرر املشهد نفسه وفقاً لتقرير الشبكة‪ ،‬حيث‬ ‫تعرضت عائالت بأكملها لالعتقال يف حي الرمل اجلنويب‪،‬‬ ‫كما وثق ناشطون اعتقال عائلة كاملة يف حي بستان‬ ‫احلمامي‪.‬‬ ‫وأضافت الشبكة ‪-‬اليت تتخذ من لندن مقراً هلا‪ -‬أهنا ختشى‬ ‫على مصري املعتقلني واملخطوفني لدى قوات النظام ألهنا‬ ‫ال تقوم بالكشف عن أحواهلم وجهة اعتقاهلم‪ ،‬مما يعين‬ ‫دخوهلم يف عداد املختفني قسراً الذين يتجاوز عددهم مثانني‬ ‫ألفاً‪ ،‬بينهم الكثري من النساء واألطفال‪.‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العددالسابع و الثالثون‬

‫‪5‬‬


‫إضاءات‬

‫المغيبون في أقبية السجون‬ ‫بسمة يوسف ‪ -‬دمشق‬ ‫على جدران تلك الزنازين الصغرية املكتظة أسفل األرض‬ ‫كتب تاريخ دخول كثري من السجناء‪ ..‬ولكن مل يكتب‬ ‫تاريخ للخروج‪ ..‬عليها كتب أحدهم‪..)2012\1\1( ..‬‬ ‫فجاء آخر ليكملها‪( ..‬استشهد يف ‪..)2012\4\1‬‬ ‫منذ بداية الثورة السورية قامت قوات النظام بإخضاع‬ ‫عشرات اآلالف من األشخاص لالعتقال والتعذيب وإساءة‬ ‫املعاملة‪ ..‬يف حماولة إلمخاد نار الثورة وبث الرعب يف نفس‬ ‫كل من مترد على النظام‪..‬‬ ‫(حممد) أحد النشطاء الذين ذاقوا مرارة التعذيب يف أقبية‬ ‫الـ(‪ )215‬يف دمشق‪ ..‬يروي لـ(جسر) حكاية ثالثني يوماً‬ ‫قضاها هناك‪( ..‬قدر اهلل أن أكون من بني الذين تعرفوا على‬ ‫أحد فنادق النظام الذي يتميز بنجومه الـ‪ ،215‬اليت رأينها‬ ‫بأم العني هناك‪ ..‬عندما قاموا بإلقاء القبض علي قادوين إىل‬ ‫ّ‬ ‫سيارة الضابطة معصوب العينني مكبل اليدين‪ ..‬ومل أصل‬ ‫إىل فرع املخابرات العسكرية إال متورم الوجه‪ ..‬عند دخولنا‬ ‫إىل الفرع أمرت بالوقوف جانباً متوجهاً إىل احلائط حيث‬ ‫نلت نصييب من الركالت والصفعات من املارين‪)..‬‬ ‫وتابع قائالً‪( ..‬وملا كنت ناشطاً إغاثياً وقبض علي أمحل يف‬ ‫سياريت معونات لبعض النازحني واملتضررين‪ ..‬أمر احملقق‬ ‫بأخذي للتحقيق يف الطابق السادس‪ ..‬حيث بقيت هناك‬ ‫واقفاً يف املمر ما يزيد عن الساعتني مكبالً حافياً ومغمض‬ ‫العينني‪ ..‬حىت جاء دوري يف التحقيق‪..‬‬ ‫أذكر أن تلك الساعات الثماين اليت قضيتها يف التحقيق‬ ‫كانت األسوأ يف حيايت‪ ..‬حيث استفتح التحقيق بصفعات‬ ‫متتالية على وجهي حىت أصبحت أشعر بالصفعة قبل‬ ‫مالمستها لوجنيت‪)..‬‬ ‫كما بني أن التحقيق كان خارج نطاق اجلرم هنائياً‪ ..‬إن‬ ‫كان هناك جرم‪ ..‬وهدفه الوحيد جتريد اإلنسان من كرامته‬ ‫ومعاملته كحيوان عاص لصاحبه‪..‬‬ ‫إيل بعد ساعتني‬ ‫وأردف قائالً‪" :‬أول سؤال مت توجيهه ّ‬ ‫من اجللد والشبح والضرب املربح املتواصل كان عن املواد‬ ‫الغذائية اليت وجدوها يف سياريت‪ ..‬وعندما أنكرت أهنا‬ ‫إغاثية وزعمت أهنا مؤن ملنزيل بسبب الغالء مت تعليقي من‬ ‫معصمي يف السقف حبيث وقفت على رؤوس أصابعي‪..‬‬ ‫السباب والشتائم‬ ‫إيل ُّ‬ ‫وقاموا بضريب لفرتة طويلة موجهني ّ‬ ‫وخاصة يف العِرض‪ ..‬وكلما أنكرت تفننوا يف التعذيب‬ ‫أكثر‪ ..‬مستخدمني الصاعق الكهربائي والرباعي (وهو كبل‬ ‫كهربائي جمدول) بعد أن أجربوين على خلع مالبسي‪ ..‬وملا‬ ‫كانت إجابيت ثابتة رغم كل هذا كان احملقق يستشيط غضباً‬ ‫ويأمرهم مبواصلة الضرب حىت أضحى الدم املنساب من‬ ‫جسدي أسود اللون‪)..‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العدد السابع والثالثون‬

‫كما أوضح أن كل هذا الصرب والثبات مل يكن إال بفضل‬ ‫اهلل وبسبب عهد قطعه على نفسه هو ورفاقه أن كل من‬ ‫يعتقل جيب أن يكون كتوماً ولو كلفه ذلك روحه‪ ..‬ألن‬ ‫الثورة جيب أن تستمر‪ ...‬فكم من شاب يعرفهم اخنرطوا يف‬ ‫العمل الثوري مل يكونوا كتومني كما ينبغي أدى ذلك إىل‬ ‫اعتقاهلم واعتقال العشرات من بعدهم ألهنم اهناروا حتت‬ ‫وطأة التعذيب‪ ..‬ومل خيرج منهم أحياء إال القليل‪..‬‬

‫يف "حديد واحد" كنا نسمع أصوات التعذيب وال نستطيع‬ ‫إال الدعاء‪ ..‬وإذا دخل السفاح علينا حامالً قطعة ورق‬ ‫عليها بضعة أمساء‪ ..‬ترتعش األجسام وجتحظ العيون و‬ ‫تلهج القلوب بالدعاء أن ال يكون امسنا بني األمساء‪..‬‬ ‫هناك حيث كنا ال نعرف مىت حيني الصباح إال إذا خرج‬ ‫أحد إىل احلمام وقابل أحد الذين جلسوا يف زنزانات هلا‬ ‫نافذة ضيقة يرى منها الضوء‪)..‬‬

‫(بعد انتهاء التحقيق أمرهم بأخذي إىل الزنزانة يف القبو‪..‬‬ ‫حيث استقبلين هناك املسؤول عن السجن فطلبت ماء‪..‬‬ ‫بعدما شربت وظننت أين سأدخل إىل الزنزانة اقتادين إىل‬ ‫غرفة صغرية وأمرين خبلع مالبسي كاملة هذه املرة‪ ..‬وعندما‬ ‫رفضت ذقت نصييب من الضرب مرة أخرى‪ ..‬وبعدها‬ ‫أخذوين إىل "واحد حديد"‪ ..‬وما أدراك ما واحد حديد!‪..‬‬ ‫زنزانة صغرية يف القبو ال نافذة وال متنفس هلا‪ ..‬مساحتها‬ ‫أربعة أمتار يف ستة‪ ..‬حبالتها الطبيعية تستوعب ‪20‬‬ ‫شخصاً‪ ..‬فيها أكثر من ‪ 130‬شخص‪ ..‬استقبلين من يف‬ ‫الزنزانة وأجروا يل اإلسعافات اليت من شأهنا إعادة الدم إىل‬ ‫جماريه‪)..‬‬ ‫("واحد حديد" منوذج مصغر ليوم احلشر‪ ..‬أناس حفاة‬ ‫عراة ألواهنم خمتلفة حسب شدة الكدمات رغم تشابه لون‬ ‫البشرة يف اهلوية‪ ..‬احملظوظ فيها من امتلك مسند لظهره‬ ‫على اجلدار أما من مل حيالفه احلظ فيجلس متكئاً على‬ ‫زميله أو يبقى واقفاً ال جيد له مكاناً‪ ..‬فإذا باغته النعاس‬ ‫هوى على زميله‪..‬‬ ‫يف "حديد واحد" ال يرى لون البالط من تزاحم األجساد‬ ‫عليه وال لون اجلدران من كثرة الذكريات احملفورة عليها بقطعة‬ ‫بالستيكية صغرية أو بطرف إصبع أو بالدم‪ ..‬كثريون كتبوا‬ ‫تاريخ دخوهلم ومل يكتب تاريخ للخروج بعد وكثريون من‬ ‫أكمل بعضهم ذكريات بعض‪ ..‬فكتب ذكرى استشهاد‬ ‫زميله بدموعه ودمه‪ ..‬فأضحت جدران تلك الزنزانة الصغرية‬ ‫دفرت تأريخ وشاهدة لقرب مل يوجد‪..‬‬

‫أما عن الطعام فأخربنا أهنا وجبات صغرية ال تشبع ولكن‬ ‫لتمنع عنهم املوت‪ ..‬حيث يقدم طبق لكل مثانية أشخاص‬ ‫وكم من حالة رآها ألشخاص فقدوا وعيهم جوعاً أو ضيق‬ ‫تنفس‪ ..‬فيخرجوهنم إىل املمرات دقائق معدودة ويعيدوهنم‬ ‫داخالً‪ ..‬حىت اخلروج إىل احلمامات كان يف مواعيد حمددة‬ ‫مرتني أو ثالث يومياً‪..‬‬ ‫كما أكد أن ضيق املكان والروائح الكريهة الناجتة عن‬ ‫االزدحام غري الطبيعي زادت من معاناة املعتقلني‪ ..‬فأدت‬ ‫إىل انتشار القمل وإصابة الكثريين باجلرب وانتشار األمراض‬ ‫اجللدية‪ ..‬مضيفاً أن اجلروح الناجتة عن التعذيب لدى كثري‬ ‫من املعتقلني أصيبت بالتهابات خطرية كادت تودي حبياة‬ ‫بعضهم‪..‬‬ ‫وكثرياً ما خلفت جلسات التحقيق عاهات مستدمية عند‬ ‫بعض املعتقلني كزميله الذي عاد إىل الزنزانة مصاباً بكسور‬ ‫يف الظهر بعد جلسة التحقيق‪ ..‬ومازال يتلقى العالج بعد‬ ‫اإلفراج عنه إىل اليوم‪..‬‬ ‫واختتم حديثه قائالً‪( ..‬من مل يدخل املعتقل‪ ..‬مل ير الوجه‬ ‫احلقيقي للثورة‪ ..‬عندما أفرجوا عين أحسست أين ولدت‬ ‫من جديد‪ ..‬مازال بعض ممن قابلتهم معتقلني إىل اآلن‪..‬‬ ‫وآخرون علمت باستشهادهم‪ ..‬وكلما علمت باعتقال‬ ‫أحد يتجدد حزين وأسرتجع ما حصل معي كأنه اليوم‪..‬‬ ‫ألن من مسع ليس كمن رأى‪)..‬‬ ‫هم الشهداء األحياء كما أطلق عليهم‪ ..‬يعيشون يف حالة‬ ‫تغيب كامل عما جيري يف اخلارج من تطورات متالحقة‪..‬‬ ‫مر العذاب ويدفعون الفاتورة األكرب‪ ..‬ويبقى أملهم‬ ‫يذوقون ّ‬ ‫رؤية ضوء الشمس من جديد‪..‬‬

‫"واحد حديد"‬

‫معاناة مستمرة‬


‫مدن الثورة‬

‫تدمر‪ ..‬المدينة التي غيبها اإلعالم‬ ‫آثار ُد ِّمرت وبساتين أحرقت وأرواح أزهقت‬ ‫فادي جابر‬ ‫آثار تدمر وخاصة معبد "بل" الشهري وجبانبه خنل وزيتون‬ ‫غوطتها محت ثوار املدينة سبعة أشهر من قصف يومي‬ ‫ممنهج وشكلت ساتراً وملجأً لص ّد هجمات القوات‬ ‫النظامية حىت أواخر آب املاضي حيث قررت آخر كتائب‬ ‫الثوار االنسحاب من البساتني نتيجة قلة العتاد والقصف‬ ‫غري املسبوق‪ ،‬اليت وضعت خالل األيام األخرية من املعركة‬ ‫كامل ثقلها البشري والعسكري‪.‬‬ ‫وسط نسيان من وسائل اإلعالم عن تغطية أحداث‬ ‫املدينة إال حماوالت خجولة وأخبار ال تزيد عن ثوان على‬ ‫الشريط اإلخباري‪ ،‬ينطلق القصف من اجلبل احملاذي لقلعة‬ ‫فخر الدين املعين الثاين وباحة السجن السياسي واملطار‬ ‫العسكري وفرع الشبيبة وفرع األمن العسكري برامجات‬ ‫الصواريخ ومدفعية ‪ 130‬والدبابات واهلاون الثقيل وغارات‬ ‫الطريان املروحي والنفاث‪ ،‬مبعدل ‪ 500‬قذيفة يومياً‪.‬‬ ‫قصف ليس أقل آثاره تدمري أجزاء واسعة من املدينة‬ ‫األثرية وتدمري أجزاء كبرية من البساتني واقتالع أشجار‬ ‫أعمارها عشرات بل مئات السنني إضافة ملنع الناس من‬ ‫جين حماصيل بساتينها اليت تعتاش منها‪ ،‬ومل تكتف القوات‬ ‫النظامية بذلك‪ ،‬بل قامت بإحراق أجزاء واسعة من البساتني‬ ‫بعيد انسحاب الثوار منها منعا لعودهتم إليها مرة أخرى‪.‬‬ ‫احتالل املدينة األثرية‬ ‫خالل الشهور املاضية عززت القوات النظامية وجودها ضمن‬ ‫املدينة األثرية فشقت طريقاً ميتد من فرع األمن العسكري‬ ‫حىت فندق الديدمان عرب املدينة األثرية لتسهيل حركتها‬ ‫بعيداً عن الطرق املسيطر عليها من قبل الثوار كما وزعت‬ ‫رامجات الصواريخ واهلاون واملدفعية يف مواقع ضمن املدينة‬ ‫القدمية حتكم السيطرة النارية على املدينة السكنية واألثرية‬ ‫والبساتني‪ ،‬خاصة يف ظل سيطرة الثوار على املناطق احمليطة‬ ‫واقتصار عملياهتم على استهداف أرتال النظام خارج املدينة‬ ‫حفظاً ألرواح املدنيني والنازحني املقدر عددهم بعشرات‬ ‫اآلالف‪.‬‬ ‫املتحدث باسم مجعية محاية اآلثار السورية جابر بكر يؤكد‬ ‫على صعوبة الوصول إىل الكثري من احلقائق خبصوص الدمار‬ ‫وحجم االنتهاكات اليت تعرضت هلا املدينة األثرية‪ ،‬مضيفاً‬ ‫أنه ميكن الوقوف عند أبرز االنتهاكات وأمهها وهو متركز‬ ‫القوات النظامية داخل املنطقة األثرية ذات الطابع اهلش‬ ‫وحتليق الطريان احلريب فوقها والقصف وما يشكله ذلك من‬ ‫خطر عليها‪.‬‬

‫ملتحدث يذكر بأن حكومة النظام كانت أصدرت قبل الثورة‬ ‫بوقت طويل قرارات مبنع مرور الطريان فوق املدينة محاية هلا‬ ‫من التعرض لالهنيار أما اآلن فرامجات الصواريخ واملدفعية‬ ‫تطلق منها وعليها الصواريخ والقذائف اجلمعية اليت توثق‬ ‫االنتهاكات حبق اآلثار السورية وصلتها صور ومقاطع فيدو‬ ‫ومعلومات حول تضرر جدران معبد بل األثري بشكل كبري‬ ‫إضافة إىل األعمدة األثرية إضافة إىل تضرر طبقات أثرية‬ ‫نتيجة مرور اآلليات الثقيلة فوق املنطقة األثرية وشق طريق‬ ‫إمداد عربها‪ ،‬كما تتعرض املنطقة النتهاكات وعمليات‬ ‫ختريب وسرقة ووضعها لقمة سائغة أمام لصوص اآلثار‬ ‫الذين يستغلون الظروف لنهب ما ميكن هنبه‪.‬‬ ‫حظر جتول وتضييق على الناس‬ ‫بعيداً عن املنطقة األثرية تقع املدينة السكنية اليت تعيش‬ ‫بشكل كامل على بضائع تأتيها من خارج املدينة ما جيعل‬ ‫أهلها حتت رمحة أي تقلبات عسكرية أو مدنية وعلى ذلك‬ ‫منعت القوات النظامية استخدام الدراجات النارية وفرضت‬ ‫حظر جتول من املساء حىت الصباح مدة سبعة أشهر‬ ‫انتهى مع انسحاب الثوار من البساتني ووزعت القناصة‬ ‫الستهداف من خيرقه خالل تلك الفرتة أوقعوا عدداً من‬ ‫السكان قتلى وجرحى ‪.‬‬ ‫كما استمرت باعتقاالت تعسفية يف شوارع املدينة ومطاردة‬ ‫النشطاء وخاصة اإلعالميني والعاملني يف القطاع الطيب‪،‬‬ ‫ووزعت احلواجز األمنية الثابتة واملتنقلة يف املدينة وحوهلا‬ ‫مع التدقيق الشديد على املارة حبثاً عن مطلوبني ومتخلفني‬ ‫عن اجليش وأحاطت املستشفى الوحيد يف املدينة بإجراءات‬ ‫أمنية شديدة ما عاد بسببها يراجع املستشفى إال عدد قليل‬ ‫جداً من السكان‬ ‫لكن ملاذا تدمر؟‬ ‫اإضافة إىل املوقع االسرتاتيجي للمدينة املتوسط سوريا وما‬

‫يعنيه من سيطرة على طرق اإلمداد الصحراوية وأنابيب‬ ‫النفط القادمة من العراق ومن املنطقة الشرقية بسوريا‪ ،‬فإن‬ ‫ما جرى صباح السادس من شباط املاضي وتفجري فرع‬ ‫البادية وما سبقه من حتول العمل الثوري يف املدينة إىل‬ ‫العمل الثوري املسلح‪ ،‬بعد أن أصبح العمل السلمي يشكل‬ ‫خطراً على الناشطني‪.‬‬ ‫ووفق شهود عيان‪ ،‬اقتحم يف ذلك اليوم استشهادي من‬ ‫جبهة النصرة السواتر اإلمسنتية والرتابية واحملارس األمامية من‬ ‫اجلهة الشمالية بشاحنة حمملة بأربعة أطنان من املتفجرات‬ ‫فاحتاً الطريق بتفجريها الستشهادي آخر حممالً سيارته‬ ‫حبوايل مخسة أطنان من املتفجرات ليلج داخل الفرع بعده‬ ‫بدقيقتني ويفجرها وسط مجوع العناصر والضباط ويقتل‬ ‫منهم املئات محلت جثثهم بربادات خضار إىل ذويهم‬ ‫إضافة إىل دمار شبه كامل يف معظم مبانيه واحرتاق أغلب‬ ‫سياراته احململة برشاشات الدوشكا و‪ ،14،5‬يف املبىن املرتبع‬ ‫على أكثر من مخسة عشر مربعاً سكنياً غرب املدينة‪ ،‬وقتها‬ ‫تبنت جبهة النصرة التفجري بتسجيل‪ ،‬واكتفى اإلعالم‬ ‫الرمسي وقناة الدنيا بالقول أن تفجرياً إرهابياً استهدف كراج‬ ‫البوملان ومسجداً قريباً منه‪ ،‬أما اإلعالم الثوري واإلعالم‬ ‫العريب واألجنيب فلم يورد عن اخلرب أكثر من عدة كلمات‬ ‫يف الشريط اإلخباري‪.‬‬ ‫مما سبق فإن تدمر تعاين كما كثري املدن السورية تعتيماً‬ ‫إعالمياً شديداً جيعل أخبارها طي النسيان رغم أمهيتها‬ ‫ومنها تفجري فرع األمن العسكري ‪ 215‬املعروف باسم فرع‬ ‫البادية املسؤول عن بادية تدمر حىت احلدود العراقية‪ ،‬والذي‬ ‫يعد واحداً من أضخم األفرع األمنية عدة وعتاداً‪ ،‬وأكثر‬ ‫الفروع األمنية دراً للمال ملرتئسيه وضباطه نتيجة جتارة اآلثار‬ ‫وسواها من األعمال غري املشروعة‪.‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العددالسابع و الثالثون‬

‫‪7‬‬


‫عامليات‬

‫روسيا ترفع البطاقة اإليرانية‬

‫مقطع من مقال مترجم لـ"جورج فريدمان"‪:‬‬ ‫سوريا ‪ ..‬أمريكا ‪ ،‬ومراوغه بوتين‬

‫بالنسبة لطهران اليت ختشى دوماً أن تكون اهلدف القادم‬ ‫بعد دمشق‪ ،‬فإن صواريخ ‪ 300-S‬هذه ستكون أفضل‬ ‫مضاد حىت لصواريخ توماهوك األمريكية‪ ،‬ومن خالل حزب‬ ‫اهلل بقيت إيران الضامن العسكري األكرب للنظام يف دمشق‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬وبسبب عالقاهتا الصعبة مع واشنطن‪ ،‬تطرح‬ ‫موسكو على نفس الطاولة ملفي سوريا وإيران معاً‪،‬‬ ‫فالشريكان (روسيا وإيران ‪ -‬املرتجم) هلما على األقل غاية‬ ‫مشرتكة هي‪ :‬دفع واشنطن للرتاجع عن ضرب سوريا‪،‬‬ ‫"ورفض إسقاط النظام عرب القوة‪ ،‬فالشريكان يلتقيان على‬ ‫األقل على ما هو تكتيكي‪ ،‬مع إن أهدافهما اإلسرتاتيجية‬ ‫خمتلفة"‪.‬‬ ‫يشري إىل هذا االختالف ما يصرح به فالدميري ايسييف‬ ‫مدير مركز الدراسات السياسية قائالً‪" :‬خبالف موسكو فإن‬ ‫طهران تعترب سوريا خطها األول يف صراعها مع إسرائيل"‪.‬‬ ‫ضرب دمشق ملعاقبة الكرملني‬ ‫ختشى موسكو أن ال ترضي صفقتها الصقور يف واشنطن‬ ‫يف الوقت احلاضر‪ ،‬بسبب اإلرث اإليديولوجي الناشئ أيام‬ ‫احلرب الباردة‪ ،‬هؤالء الصقور وخاصة املنتمون إىل املعسكر‬ ‫اجلمهوري ميكن أن يقرروا ضرب دمشق من أجل معاقبة‬ ‫الكرملني‪ ،‬وفق احلسابات الدبلوماسية الروسية‪ ،‬فإن التهديد‬ ‫بتسليم صواريخ ‪ 300-S‬رمبا يبعدهم عن إقناع الواليات‬ ‫املتحدة بالعدول عن قرار الضرب‪.‬‬ ‫صرح رئيس جلنة العالقات اخلارجية يف جملس الدوما الروسي‬ ‫الكسندر بوشكوف قائالً‪" :‬يف الوقت الذي تدق فيه طبول‬ ‫احلرب يف أمريكا‪ ،‬تدرس روسيا تزويد إيران بأسلحة دفاعية "‪.‬‬ ‫فاخلرباء إذاً تساورهم الشكوك يف أن كفاية هذه أساليب‬ ‫كهذه‪ ،‬لكن بالنسبة للدبلوماسية الروسية‪ ،‬ال جيب جتاهل‬ ‫أية مناورة حىت لو كانت يف النهاية بالون اختبار‪.‬‬

‫يف األسابيع املاضية كتبت عن خداع باراك أوباما يف سوريا‪،‬‬ ‫وتضيق اخلناق للوصول للحل العسكري‪ ،‬هناك خداع آخر‬ ‫قائم البد من االنتباه له وفهمه جيداً‪ ..‬هذا اخلداع يأيت‬ ‫من جانب الرئيس الروسي فالدمري بوتن‪ ،‬خيادع بوتني العامل‬ ‫بتصويره أن روسيا من القوى العظمى العاملية‪ ..‬ولكن يف‬ ‫حقيقة األمر روسيا ما هي إال قوة إقليمية واكتسبت هذه‬ ‫القوة بسبب وجودها داخل حميط من الفوضى‪ ،‬حاول أن‬ ‫يصدر فكرة أن روسيا متتلك قوة ضاربة ولقد قام بإنتاج‬ ‫هذه الفكرة بصورة رائعة‪.‬‬ ‫وتعترب سوريا بالنسبة لبوتني مشكلة كبرية تكاد تكشف‬ ‫خداعه ألن أمريكا ستعتمد عليه وعلي قوته املزعومة قريباً‬ ‫وهنا ستكشف أالعيبه املزيفة‪.‬‬ ‫ولكي نفهم تفاصيل اللعبة جيداً البد أن نعود إىل آخر‬ ‫اجتماع مت بني أوباما وبوتني والذي استغرق ‪ 20‬دقيقة‪..‬‬ ‫كان اجتماع بوتني وأوباما الذي أقيم يف روسيا يتسم‬ ‫بالربود وأنه اجتماع غري حاسم‪ ..‬الواليات املتحدة على‬ ‫ما يبدو عازمة علي اختاذ إجراءات وحلول عسكرية يف‬ ‫سوريا مما يقابله رفض من اجلانب الروسي‪ ..‬وهذا يذكرنا‬ ‫بأحداث احلرب الباردة بني البلدين عندما كانت روسيا‬ ‫قوة عاملية وهذا على ما يبدو ما حياول بوتني احلفاظ عليه‬ ‫كمظهر لروسيا‪.‬‬ ‫أوباما قد يسقط النظام السوري ويقوم بتشكيل حكومة‬ ‫سنية أو من املعتقدات غري املعروفة‪ ،‬أو أنه قد ختتار لعارضة‬ ‫هجوم بصواريخ كروز‪ ،‬لكن سوريا لن تتحول إىل عراق ما‬ ‫مل يفقد أوباما السيطرة متاماً‪.‬‬ ‫وهنا تتضح الفكرة أن أمريكا جتر روسيا إلذالل مشابه ملا‬ ‫حدث ألمريكا عام ‪ 2008‬يف أحداث جورجيا وأن الدول‬ ‫احلليفة لروسيا يف املنطقة لن تستطيع روسيا محايتها إذا‬ ‫قررت أمريكا التعامل معها‪.‬‬ ‫سيكون التأثري داخل روسيا مثرياً لالهتمام‪ ..‬وهناك دالئل‬ ‫على ضعف موقف بوتني‪ ..‬ألن أقوى أسلحة بوتني هو‬ ‫خلق الوهم العاملي بأن روسيا قوة عظمى‪ ..‬وهذا سيوضح‬ ‫حجم اخلدعة‪ ..‬لكن على أي حال ال ميكن التأكيد أن‬ ‫األدوار ستبقي كما هي‪ ..‬إن روسيا هي خط الدفاع و‬ ‫أمريكا هي اهلجوم‪.‬‬ ‫جعل بوتني قضية سوريا قضية أساسية بالنسبة له‪ ..‬ومع‬ ‫عدم الدعم األورويب لرفض ما حيدث بسوريا فإن خدعة‬ ‫بوتني يف خطر‪.‬‬ ‫التاريخ لن يتحول هلذا احلدث‪ ..‬وال وضع مستقبل بوتني‪..‬‬ ‫ناهيك عن وضع روسيا ككل‪ ،‬لن يعتمد التاريخ علي هل‬ ‫قامت روسيا حبماية حليفتها سوريا أم ال‪ ..‬فسوريا ليست‬ ‫هبذه األمهية‪..‬‬ ‫هناك العديد من األسباب اليت جتعل الواليات املتحدة قد‬ ‫ال ترغب يف االخنراط يف سوريا‪ ..‬لكن إذا أردنا أن نفهم‬ ‫األزمة بني الواليات املتحدة وروسيا بشأن سوريا‪ ،‬فمن‬ ‫املنطقي أن تنظر يف األزمة من التاريخ احلديث من كوسوفو‬ ‫يف عام ‪ 1999‬إىل جورجيا يف عام ‪ 2008‬إىل ما حنن‬ ‫فيه اليوم‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬بيري افغيل‬

‫يف لعبة القوة واخلداع اليت متارسها روسيا فيما خيص‬ ‫الوضع يف سوريا‪ ،‬حاولت أن تدخل العباً جديداً هو إيران‪،‬‬ ‫يوم اجلمعة برز الرئيس اإليراين اجلديد حسن روحاين على‬ ‫املشهد يف سياق القمة احمللية أوراسياتيك اليت تقام قي‬ ‫قرغيزستان‪ ،‬سيقابل روحاين خالهلا فالدميري بوتني الذي‬ ‫يبحث عن تقوية دبلوماسيته يف وجه الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وفضالً عن ذلك النداء املشرتك من أجل العدول عن الضربة‬ ‫العسكرية‪ ،‬اللقاء وجهاً لوجه سيوفر لسيد الكرملني حسب‬ ‫صحيفة كومريسان أن يقرتح على نظريه اإليراين تسليم مخس‬ ‫بطاريات صواريخ ‪ 300-S‬وأسلحة مماثلة إىل حد كبري‬ ‫لتلك اليت من املتوقع إن موسكو قد سلمتها إىل دمشق رغم‬ ‫نفيها ذلك‪ ..‬وحسب نفس املصدر فإن موسكو اقرتحت‬ ‫أيضاً على طهران بناء مفاعل ثان يف حمطة بوشهر النووية‪.‬‬ ‫روسيا ترغب يف إهناء صراعها مع إيران‬ ‫أقر مصدر عسكري روسي لوكالة انرتفاكس وجود مثل هذه‬ ‫املفاوضات‪ ،‬لكن دميرتي بيسكوف املتحدث باسم فالدميري‬ ‫خص التعاون التكنو عسكري" من‬ ‫بوتني قال‪" :‬إن اللقاء ّ‬ ‫وجهة النظر التجارية الدقيقة‪ ،‬ترغب روسيا يف إهناء صراعها‬ ‫مع طهران‪ ،‬الصراع الذي نشأ مع قرار دميرتي ميدفيديف‬ ‫عام ‪ 2010‬وقف تسليم صواريخ ‪ .300-S‬كان الرئيس‬ ‫الروسي آنذاك قد التزم رمسياً بقرار األمم املتحدة اهلادف إىل‬ ‫معاقبة طهران بسبب برناجمها النووي‪.‬‬ ‫على طريقة األخذ بالثأر جتاوز نظام املاليل العدالة الدولية‪،‬‬ ‫عندما قدم ملزوده املفلس عرضاً بأربعة مليارات دوالر‪،‬‬ ‫واليوم سيكون فالدميري بوتني مستعداً للبدء بالتسليم‪،‬‬ ‫بعد استبدال اسم النسخة املتفق عليها يف العقد األصلي‬ ‫وهي صواريخ ‪ 300-S‬بنمط جديد من النظام الدفاعي‬ ‫‪ 2500-Antey‬املضاد للصواريخ‪ ،‬يف خضم الصراع‬ ‫السوري تكتسب هذه الصفقة التجارية قيمة رمزية‪ ،‬خبالف‬ ‫موسكو تعترب طهران سوريا خطها األول يف صراعها مع إسرائيل‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العدد السابع والثالثون‬


‫مدن الثورة‬

‫اتّفاق كردي على اإلدارة المرحلية االنتقالية للمناطق الكردية والمشتركة‬ ‫آدم إبراهيم‬ ‫يف الثامن من الشهر احلايل اجتمع ممثلون عن كل من‬ ‫اجمللس الوطين الكردي‪ ،‬وجملس شعب غريب كردستان يف‬ ‫القامشلي‪ ،‬ومت يف هناية االجتماع التوقيع بني الطرفني على‬ ‫"مسودة مشروع اإلدارة املرحلية االنتقالية للمناطق الكردية‬ ‫واملشرتكة"‪ .‬حزب االحتاد الدميقراطي ‪ pyd‬وهو صاحب‬ ‫املبادرة‪ ،‬يطرح مشروعه هذا يف سياق مجلة من التغريات اليت‬ ‫استجدت مؤخراً يف املنطقة منها احتدام املواجهات بني‬ ‫قوات احلماية الشعبية والفصائل اإلسالمية على أكثر من‬ ‫جبهة‪ ،‬إىل جانب انضمام اجمللس الوطين الكردي لالئتالف‬ ‫الوطين‪ ،‬يف ذات الوقت الذي جيهد اجمللسني الكرديني‬ ‫إلعادة تفعيل اهليئة الكردية العليا املعطلة منذ أشهر ست‪.‬‬ ‫مسودة املشروع اليت مت توقيعها‪ ،‬واليت ال يتجاوز حجمها‬ ‫الصفحتني‪ ،‬تتضمن تسع بنود تشري بشكل خمتصر إىل‬ ‫مفردات الطرح اجلديد‪ ،‬كما تلمح ملا ميكن تسميته خبارطة‬ ‫طريق لتنفيذ اإلدارة املرحلية االنتقالية على األرض‪.‬‬ ‫مضامني املسودة‬ ‫تبدأ املسودة بتوضيح مربرات مشروع اإلدارة املرحلية‬ ‫االنتقالية بالفراغ اإلداري الذي خلفه النظام يف املناطق‬ ‫الكردية واملشرتكة اليت خرج منها‪ ،‬وتؤكد املقدمة كذلك على‬ ‫أن املشروع ال جيمل أي نوايا انفصالية وال يشكل هتديداً‬ ‫ألي من األطراف الداخلية واإلقليمية‪ ،‬وكذلك محلت‬ ‫دعوة جلميع املكونات والقوى يف املناطق الكردية واملشرتكة‬ ‫لالنضمام للمشروع ومساندته‪ ،‬يلي ذلك البنود التسع اليت‬ ‫اتفق عليها اجمللسان وأمهها‪ :‬تشكيل جلنة لصياغة الدستور‬ ‫املؤقت‪ ،‬وتشكيل هيئة مؤقتة بالتوافق مع خمتلف مكونات‬ ‫املنطقة يكون وظيفتها تشكيل اإلدارة املرحلية الدميقراطية‬ ‫املشرتكة‪ ،‬واليت تعد مبثابة سلطة تنفيذية‪ ،‬وكذلك صياغة‬ ‫قانون النتخابات اجمللس العام الذي ينبغي أن ينتخب‬ ‫خالل ستة أشهر من تشكيل اإلدارة املرحلية‪ ،‬والذي جيسد‬ ‫السلطة التشريعية بدوره‪ ،‬كما وردت اإلشارة للقوى األمنية‬ ‫وقوات احلماية بوصفها مؤسسة وطنية تلتزم بتوفري األمن‬ ‫واالستقرار وهي مسئولة أمام اإلدارة املرحلية‪.‬‬ ‫توضيحات حول املشروع‬ ‫"حكم خلو" القيادي يف حزب االحتاد الدميقراطي‪ ،‬وأحد‬ ‫املوقعني على املسودة‪ ،‬يف مقابلة مع جسر‪ ،‬يبدأ بتوضيح‬ ‫الفرق بني مشروع اإلدارة الذاتية الذي طرح من قبل حزبه‬ ‫يف وقت سابق‪ ،‬وبني املشروع احلايل‪" ،‬فبينما اإلدارة الذاتية‬ ‫هي تصور احلزب لكيفية حل القضية الكردية يف سوريا‬ ‫سياسياً‪ ،‬فإن مشروع اإلدارة املرحلية االنتقالية الذي حنن‬ ‫بصدده اآلن‪ ،‬ال يعدو كونه استجابة للفراغ اإلداري الذي‬

‫خلفه خروج النظام من مناطقنا احملررة "على حد وصفه‪ ،‬ويف‬ ‫مقابلة أخرى مع "فؤاد عليكو" القيادي يف حزب يكييت‪،‬‬ ‫أحد األحزاب املؤثرة يف اجمللس الكردي‪ ،‬يقول‪" :‬إننا وصلنا‬ ‫ملرحلة الدولة الفاشلة‪ ،‬وحنن حباجة إلدارة تسري أمور الناس‬ ‫من النواحي اخلدمية واملعيشية واألمنية‪ ،‬أما التسميات‬ ‫السياسية اليت ميكن أن تطلق على مثل هذا املشروع‪،‬‬ ‫فليست ذات أمهية بالنسبة لنا حالياً‪ ،‬فاألبعاد السياسية‬ ‫للمشروع وسبل معاجلتها مرتبط بتطورات اإلحداث على‬ ‫الساحة السورية" ويضيف عليكو "حنن اآلن يف طور عرض‬ ‫مسودة املشروع على خمتلف املكونات والقوى السياسية‬ ‫واالجتماعية يف املنطقة للتباحث حوهلا وإجراء التعديالت‬ ‫الالزمة وصوالً ألعلى مستوى من التوافق بني اجلميع‪ ،‬وقد‬ ‫تستمر هذه احلوارات ألشهر الحقة"‪.‬‬ ‫جغرافية اإلدارة املرحلية‬ ‫تتوزع مناطق اإلدارة املرحلية املزمع تنفيذها على ثالث‬ ‫حمافظات هي احلسكة‪ ،‬والرقة‪ ،‬وكذلك أجزاء من ريف‬ ‫حلب‪ ،‬تبدأ من املالكية "ديريك" أقصى الشمال الشرقي‬ ‫من سوريا‪ ،‬وصوالً لعفرين يف ريف حلب‪ ،‬مروراً بتل ابيض‬ ‫وحميطها يف الرقة‪ ،‬هي االمتداد الذي اصطلح على تسميته‬ ‫باملناطق الكردية واملشرتكة يف مسودة املشروع احلالية‪ .‬لكن‬ ‫ذلك يصطدم حبقيقة أن املناطق املذكورة تتقاسم السيطرة‬ ‫عليها بشكل أساسي ثالث قوى عسكرية هي قوات‬ ‫النظام‪ ،‬واجليش احلر وفصائل اإلسالمية من جهة ثانية‪،‬‬ ‫ووحدات احلماية الشعبية املقربة من االحتاد الدميقراطي‬ ‫ثالثاً‪ ،‬ما جيعل من الصعب حتقيق تصورات اإلدارة املرحلية‬ ‫على األرض‪ ،‬لكن يبدو أنه مثة خيارات أخرى‪ ،‬حول‬ ‫ذلك يوضح (خلو) "تنفيذ املشروع سيقتصر حالياً فقط‬ ‫على املناطق اخلاضعة لسيطرة قوات احلماية الشعبية‪ ،‬وحنن‬ ‫منفتحون للتحاور والعمل املشرتك مع مجيع القوى األخرى‬ ‫ذات النفوذ يف املنطقة باستثناء النظام"‪.‬‬

‫حماذير داخلية وأخرى خارجية‬ ‫عيش يف وسط إقليمي معادي لقضيتنا القومية واستحقاقاهتا‪،‬‬ ‫وال نستغرب أي تدخالت إقليمية حملاولة إفشال املشروع"‪،‬‬ ‫هكذا علق (خلو) عند السؤال عن توقعات حزبه للمواقف‬ ‫اإلقليمية جتاه مشروع اإلدارة املرحلية للمناطق الكردية‬ ‫واملشرتكة‪ ،‬لكن الواقع أن األجندات اإلقليمية احملتملة‪ ،‬هي‬ ‫ليست أكثر ما خيشى منه‪ ،‬بل إن يف الداخل تعقيدات‬ ‫أخرى قد جتعل من العمل على هكذا مشروع نوعاً من‬ ‫املغامرة‪ ،‬فاحلديث يدور حول معارضة قطاعات اجتماعية‬ ‫ال يستهان هبا إلدارة مرحلية من هذا النوع‪ ،‬وبشكل‬ ‫خاص تلك القطاعات اليت محلت السالح ضد النظام‪.‬‬ ‫"كيوان أمحد"‪ ،‬الناشط يف جلان التواصل العريب الكردي‬ ‫يف القامشلي‪ ،‬يفيدنا بالتايل‪" :‬لقد بدأ اإلحتاد الدميقراطي‬ ‫بالرتويج اإلعالمي للمشروع‪ ،‬بل والعمل على تنفيذ على‬ ‫األرض قبل أشهر طويلة من طرحه سياسياً‪ ،‬وما حيدث اآلن‬ ‫هو دعوة باقي املكونات إىل املشاركة يف هذه اإلدارة على‬ ‫األرضية املؤسساتية اليت شيدها احلزب مسبقاً"‪ ،‬ويضيف‬ ‫امحد‪ " :‬إن املشروع يأخذ طابعاً كردياً ال ميكن إخفائه‪ ،‬ما‬ ‫يعين توجساً لدى باقي مكونات املنطقة‪ ،‬وينعكس رفضاً‬ ‫له رمبا‪ ،‬لكن إمجاال مل تتبلور بعد ردود فعل القوى احمللية‬ ‫حول املوضوع"‪.‬‬ ‫ال زال الغموض خييم على جوانب وأبعاد عدة من املشروع‬ ‫املطروح‪ ،‬كما أن السياق الذي يأيت الطرح عربه يفتح‬ ‫الباب أمام رؤى وتأويالت متباينة حول درجة تسييس‬ ‫هذه اإلدارة املرحلية من قبل القوى الداعمة هلا‪ ،‬لكن يبقى‬ ‫الرهان احلقيقي على مستوى جدية املشاورات اجلارية حالياً‬ ‫بني اجمللسني الكرديني من جهة‪ ،‬والقوى العربية والسريانية‬ ‫واألشورية من ناحية أخرى‪ ،‬واليت ترتكز بشكل أساسي على‬ ‫حماولة إقناع األخرية باالندماج يف املشروع ومساندته‪.‬‬ ‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العددالسابع و الثالثون‬

‫‪9‬‬


‫حتقيق‬

‫ريف الرقة‪ :‬بين ثنائية العطش والجوع وللبالء بقية‬ ‫الطبقة‪ :‬خاص جسر‬ ‫بثوارها‪،‬‬ ‫للثّورة مدهنا‪ ..‬ناسها وأهلها‪ ،‬ومدن الثّورة أدرى ّ‬ ‫قالثّورة ليست مدناً خيالية أو خارج أسوار الوطن‪ ..‬الثورة‬ ‫هي اجلدران اليت حتيطنا‪ ،‬واملنازل اليت كنا نسكنها فباتت‬ ‫الشعبية اليت ضيعنا يف زواياها‬ ‫تسكننا‪ ..‬هي احلارات ّ‬ ‫األمهات علينا لشقاوتنا‬ ‫وحناياها سنني طفولتنا‪ ..‬هي صراخ ّ‬ ‫اخهن علينا لشهادتنا وحنن كبار‪..‬‬ ‫وحنن صغار‪ ..‬مثّ صر ّ‬ ‫الصراخ‪ ،‬فبات أكثر عنفواناً‬ ‫بني الطّفولة و ّ‬ ‫الشباب اختلف ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الشهيد يف املدينة املنكوبة والثائرة يف آن واحد‪..‬‬ ‫مع زغردة ّأم ّ‬ ‫تتحرر من سلطة نظام األسد‪،‬‬ ‫الرقة هي ّأول مركز حمافظة ّ‬ ‫ّ‬ ‫لذلك تسلّطت عليها األضواء‪ ،‬وكانت حمور أقالم الكثريين‬ ‫من الثّوار واملتابعني‪..‬‬ ‫عمر اهلل‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫الرقة املمتد ‪-‬إىل ما ّ‬ ‫أن توجهت يف ريف ّ‬ ‫صور متعددةٌ ناظمها واح ٌد‪ ،‬فالعقد منظوم من‬ ‫تطالعك‬ ‫ٌ‬ ‫عطش وجوع وأوبئة وواسطة العقد فقر مدقع‪.‬‬ ‫الشمال املوغل إىل تركيا مشاالً‪ ،‬ال تقل احلياة فيه قسوة‬ ‫وضراوة عن الغرب الذي كان أول املتحررين وللجنوب‬ ‫حكاية تروى بطرائق خمتلفة‪.‬‬ ‫تنامى الصراع حىت تغلغل يف مكونات املشهد الطبيعي‬ ‫مد وجزٍر الخضرار يتواجد ٍ‬ ‫اب ٍ‬ ‫حبياء ومحرِة تر ٍ‬ ‫طاغية أما‬ ‫بني ٍّ‬ ‫زرقة الفرات فقد احنسرت يف سرير النهر العمالق‪ ،‬ومل تعد‬ ‫تغادره إال ملاماً‪ ،‬وحسم الصراع يف غري مكان واسع شاسع‬ ‫يبل‬ ‫لصاحل الصفرة الكاحلة وصار األخضر نادراً فال ماء ّ‬ ‫يباس احللوق فكيف بالزرع والضرع‪.‬؟؟!‪.‬‬ ‫يف العاشر من تشرين الثاين أواخر العام املنصرم‪ ،‬بدأت‬ ‫الغارات اجلوية تنهال على الريف يف قرى‪ :‬دبسي عفنان‪،‬‬ ‫وفرج‪ ،‬ومطحري‪ ،‬وفخيخة‪ ،‬والغجر وغريها واستمرت‬ ‫متواصلة أليام أسفرت عن ختريب مجيع شبكات اخلدمة‬ ‫الكهربائية‪ ،‬واهلاتفية‪ ،‬والنتيجة احلتمية انقطاع املاء لتعلقها‬ ‫بضرورة توفر الكهرباء‪ ،‬عاشت تلك البقاع عطشاً مزمناً‬ ‫أليام وصل األمر إىل شرب مياه السواقي اآلسنة‪ ،‬حتسن‬ ‫احلال بعدها ولكن اىل أمد‪ ،‬مت إصالح بعض الشبكات‬ ‫جزئياً‪ ،‬وعادت املياه تتدفق من الفرات لكن بتواتر يقل‬ ‫ويرتفع حيناً َّ‬ ‫ليسد بعض االحتياج وما زال العطش سيد‬ ‫املوقف يف كثري من القرى البعيدة اليت ال يصلها املاء إال‬ ‫بالصهاريج (وبالدراهم ال بالكالم الناعم طبعاً)؟؟‬ ‫يقول عبد الرمحن العيسى احلسن من دبسي عفنان‪ :‬بتنا‬ ‫نشرتي املاء بالرباميل سعر الربميل الواحد أكثر من مئيت لرية‬ ‫وعلى رأي املثل‪(:‬اجلمل بلرية وما عدنا لرية) وهذا حال كثري‬ ‫من الناس يف منطقتنا نسي الكثريون متعة االستحمام َّ‬ ‫ألن‬

‫‪10‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العدد السابع والثالثون‬

‫الشرب أوىل‪ ،‬واملشكلة أننا نشرب ماء الري‪ ،‬وليس املاء‬ ‫الصاحل للشرب‪ ،‬وإن كان ماء احلنفية نفسه مبقاييس أبناء‬ ‫املدن ليس صاحلاً للشرب عندهم ولكننا قانعون به‪ ،‬إن‬ ‫عاد‪..‬؟؟‬ ‫نوغل حنو اجلنوب أكثر حيث احلماد املهيمن على بقعة‬ ‫رحبة تنتشر فوقه القرى املتناثرة الكاحلة كثآليل على جلد‬ ‫أباله اليباس والظمأ حيث قرى‪ :‬انباج‪ ،‬صهاريج الوهب‪،‬‬ ‫صريان‪ ،‬صهاريج الدبس وغريها عشرات ما صغر منها وما‬ ‫كرب والقاسم املشرتك عطش ينساب يف كل شيء‪ ،‬اهلواء‬ ‫فخار‬ ‫يلفح وجهك هبجري السموم احلارة والرتاب كأنَّه ٌ‬ ‫ما زال يُصلى على نار هادئة‪ ،‬فينسحب لون الطبيعة‬ ‫الثالث(اخلضرة) كلياً لصاحل صفرة تراب ٍ‬ ‫كاب أما االزرقاق‬ ‫فبات فقط يف السماء وبني ضفيت الفرات البعيد القصي‬ ‫بسبب تعطل شبكات الري وباتت الصهاريج وحدها‬ ‫الصرايا‬ ‫تسقيهم مما كان وقفاً على مواشيهم من احلوايا و َّ‬ ‫املتجمعة من مياه املطر الغابر اليت جفت هي األخرى بعد‬ ‫جائحة اهلجري‪ ،‬فعمداً اىل االستسقاء من جب فيه ماء ال‬ ‫يشبه املاءَ متغريٌ الطعم واللون والرائحة ولكنه يشرب‪ ،‬على‬ ‫مضض‪ ،‬مدفوعون بلهيب عطش يكوي األحشاء‪.‬‬ ‫هنا حني تصلهم لتسمع شكواهم تنفتح عليك طاقة من‬ ‫السماء‪ ،‬تضرع وصراخ‪ ،‬وشكوى تصل عنان السماء كأنك‬ ‫املنقذ اهلابط من العلياء وما إن تسحب غطاء العدسة‬ ‫لتسجل شكواهم تصمت األفواه تكبل األلسنة سياط‬ ‫صمت عميق فالبوح والشكاية رغبة لكن إخفاء االسم‬ ‫الركب كما يقال‬ ‫واهلوية واجب ميليه اخلوف (واخلوف هزاز ُّ‬ ‫هنا‪ )..‬وحنن إذ ننقل تبارحيهم وآالمهم ال ننسى أن نربَّ‬ ‫بوعدنا فال نصرح إال باملستعار من األمساء‪ :‬يقول السيد‬ ‫مائح فيه بقية ماء‬ ‫جب ٍ‬ ‫أبو خلف الذي التقيناه عند ٍّ‬ ‫يديل دلوه ويسحبه برشاء مهرتئ لريينا ماء يظلم املاء إن‬

‫شبه به‪ ،‬ويقول هذا الذي نسميه ماء جتاوزا بات مصدر‬ ‫شربنا بعد أن كان ورد نعاجنا ومواشينا‪.‬‬ ‫وعند صراة ماء رطراط موحل أوقف أحد أبناء احلماد‬ ‫صهرجيه ليمأله وهناك ينربي طفله الصغري شاكياً‪ :‬من‬ ‫الصراة صرنا نستقي ألنفسنا وللحست( الدواب)‬ ‫هذه َّ‬ ‫ويقرتب من املاء العِكر ليغرف حفنة ويرينا ما تسرب منها‬ ‫بني أصابعه الغضة‪ ،‬عرمض وطحلب يثري يف النفس امشئزازاً‬ ‫وقُشعريرة و البقية تعرفوهنا‪ ..‬مل نعد نستحم علينا أن نأيت‬ ‫إىل هنا‪ ،‬نسبح يف هذه املاء ونعود متسخني أكثر مما كنا‬ ‫فاملاء الذي حنمله بالكاد يكفي للشرب وللدواب أما الزرع‬ ‫فبات يف خرب كان‪..‬‬ ‫غياب‬ ‫هنا يأخذ املشهد أبعاداً أكثر مأساوية فال يكفيهم ُ‬ ‫قض مضاجعهم فباغتتهم احلياة جبوائح خمتلفة‬ ‫املاء الذي َّ‬ ‫وطفح جلدي من نوع جديد مسوه جبرب النفط‬ ‫جرب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ويعزون أسبابه إىل حراقات الفيول املنتشرة حوهلم كدمامل‬ ‫يف جسد عليل‪ ،‬وهنا يتحول النفط الذي كان نعمة لقلة‬ ‫إىل نقمة على كثرة والقلة قد استبدلت بقلة جديدة والقادم‬ ‫أخطر‪ ،‬خييل إليك أن بندورا (أساطري يونانية) اليت سرقت‬ ‫صندوق األمراض من السماء ألقته هنا‪ ،‬حصبة وسعال‪،‬‬ ‫وحاالت القيء وأمراض أخرى و ال يقتصر األمر على‬ ‫األطفال‪ ،‬فالكبار ذوي العلل املزمنة باتوا أيضاً مهددين‬ ‫أن يقضوا حتت فقدان الدواء إن مل يقضوا جوعاً وعطشاً‬ ‫والطريق إىل املدينة بعيد ووعر وفوق كل هذا ال مال فيشرى‬ ‫الدواء و ال واهب لعطاء فيحظى به املعسرون فاجلمعيات‬ ‫اإلغاثية ال هتل عليهم إال يف فرتات متباعدة فأيام شهرها‬ ‫أطول من أيام اهلالل ولياليهم طويلة واحلال يرثى هلا فثمة ما‬ ‫يطوى وال حيكى‪ ،‬وكما هو احلال يف صندوق بندورا خيرج‬ ‫كل مرض ويبقى يف القعر شيء واحد وهو األمل‪.‬‬


‫سوريون‬

‫برسم الجمعيات الخيرية واإلغاثية‬ ‫المحتاجون وجدوا من يطعمهم في صيام التطوع‬ ‫الك ْره بعد رمضان‪.‬؟!‬ ‫فمن يقريهم في صيام َ‬ ‫الرقي_ الطبقة‬ ‫قيس ّ‬ ‫هالل رمضان مودعاً عاماً مل يكن كسابقيه ونرجو أال‬ ‫أفل ُ‬ ‫تكون اللواحق مثله بل أعو ُام يس ٍر‪ ،‬ويكاد شوال يلوح بعده‬ ‫بوداع رابك أهنكه اهلزال واجلوع بعد طفرة شبع وعمل يف‬ ‫رمضان والالفت يف رمضاننا هذا كثرة اجلمعيات اخلريية‬ ‫ووتائر خمتلفة‪ ،‬وإن كانت‬ ‫العاملة على األرض بسويات‬ ‫َ‬ ‫ختالف الناس حىت ال اتفاق هلم‬ ‫الغاية واحدة‪ ،‬وهي تأمني وجبات إفطار للصائمني ذوي‬ ‫االحتياج والفقر املدقع ولكن ماذا بعد رمضان‪.‬؟! ومن استطاعت اجلهات اإلغاثية واجلمعيات اخلريية الوقوف‬ ‫يقري اجلياع بعد صيام التطوع إن صاموا كرهاً‪.‬؟!‬ ‫على حاجة أكثر من ألف بيتٍفي رمضان ولكن ماذا بعد‬ ‫اجلود يفقر واإلقدام قتال‬ ‫ذلك‪..‬؟!‬ ‫آفاق وج ٍع شديد‪ ،‬فاجلميع يعلم‬ ‫والسؤال على بساطته يفتح َ‬ ‫مرت مدينة الطبقة بظروف قاسية وقف أهلها على معاناة َّ‬ ‫أن كثريين(أفراد‪ ،‬مجعيات) يضاعفون نشاطهم يف رمضان‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كثري من األسر الوافدة من كل حدب وصوب واملدينة وإن فإن ُمق هالله توانوا ومن كان جيود بشيء فلرمبا ال جيود به‬ ‫نقل ُّ‬ ‫كان أهلوها من الطبقة العمالية جلّهم إن مل ْ‬ ‫كلهم‪ ،‬هذا واقع احلال الذي يدركه اجلميع‪ ،‬وهنا الطامة الكربى‬ ‫فقد جهدوا يقدمون ما استطاعوا وإن كان احلمل لتنوء به‬ ‫كل تلك اجلهات عاملة لرمضان وحسب فإ ّن‬ ‫فلئن كانت ُّ‬ ‫اجلبال‪ ،‬وقد استنزفت طاقتهم خالل العامني اآلفلني‪ ،‬وبات األمر سيفضي اىل جماعة ومصائب ال حتمد عقباها‪ ،‬وقد‬ ‫قسم كبري من أهلها يف حاجة ماسة‪ ،‬ناهيك عن األسر بدأت هتل طالئعها األوىل‪َّ ،‬‬ ‫ألن الوضع هذا العام خمتلف‬ ‫الوافدة اليت ما زال قسم منها قاطناً بني ظهرانيها برتحاب‬ ‫جراء البطالة‪ ،‬وارتفاع نسبة الفقر والغالء‬ ‫عما سلف َّ‬ ‫وما تزال تستقبل وافدين كلما نـُكبت بلدةٌ أو مدينة‪.‬‬ ‫وتضخم العملة وتدين صرفها أمام األخضر(الدوالر) واليوم‬ ‫فقد وصل عدد األسر املستضافة إىل أكثر من َ‬ ‫أحد َ‬ ‫عشر وبعد جمرد التلويح بالضربة األمريكية املعتزمة تصعد الوضع‬ ‫ألف أسرة‪ ،‬أما اليوم فالصورة باتت تقرأ مبعطيات جديدة‪ ،‬سوءاً فقد ارتفعت األسعار بشكل جنوين والناس يف حالة‬ ‫ٍ‬ ‫ومستح) واجلميع‬ ‫(مشته‬ ‫فأهل املدينة من ذوي الدخل احملدود سابقاً‪ ،‬املعدم حالياً‪ ،‬ذهول بني مؤيد ورافض وثالث‬ ‫ٍ‬ ‫ال سيما بعد أن توقفت املعاشات‪ ،‬واألجور منذ أشهر يسعى خلزن الطعام واملؤن متخوفني من جماعة فبات اخلبز‬ ‫خلت‪ ،‬وال يزال األمل معقوداً بعودهتا وإن هم ال يعولون جيلب بعد معركة واقتتال حنن قلنا بعض ما لدينا وما يتسع‬ ‫على هذا كثرياً‪ ،‬واملدينة ال متتلك أي منشآت صناعية أو له اجملال‪ ،‬فما يف جعبة اجلمعيات وما عندها‪.‬؟!‬ ‫أراض زراعية فكل ما فيها ثالث مؤسسات كربى هي سد‬ ‫الفرات واستصالح األراضي والشركة العامة للمشاريع املائية‬ ‫فليسعد النطق إن مل تسعد احلال‬ ‫وبقية أهلها موزعني كعمال وموظفني يف قطاعات صغرى‬ ‫كالتعليم والثقافة واخلدمات‪ ..‬اخل بعض هذه اجلهات ما يقول السيد سليمان احلمد وهو مشرف على أحد املطابخ‬ ‫زال يتقاضى راتبا يذوب بلمح البصر بني عشية وضحاها‬ ‫اإلغاثية‪ :‬قمنا بتوزيع مئات وجبات اإلفطار للعائالت ذات‬ ‫بعد الغالء والتضخم وبقية اجلهات ما زالت تنتظر منذ‬ ‫الفاقة أما خبصوص عملنا بعد رمضان فسيأخذ منحى‬ ‫اشهر فتحول بعض املوظفني لباعة وقود ودخان وأُجراء وما‬ ‫أخر فاهليئات املاحنة ستوجه جهدها لتقدمي معونات نقدية‬ ‫زال بعضهم ينتظر وما بدلوا تبديال‪...‬؟!‬ ‫شهرية إضافة إىل العمل يف كفالة اليتامى وتأمني احتياجهم‬ ‫ما استطعنا إىل ذلك سبيالً‪ ،‬ويديل السيد أسعد اإلبراهيم‬ ‫بدلوه متحدثاً عن هيئة الشام اإلسالمية فيقول‪ :‬سنوجه‬ ‫عملنا يف قادمات األيام حنو إعادة هيكلة بعض املدارس‬ ‫ملتابعة العملية التعليمية وسنظل مند تلك األسر مبا يفد إلينا‬ ‫من اجلهات املاحنة‪ ،‬وعن دور شعبة اهلالل يقول الدكتور‬ ‫عبداهلل مربوك‪ :‬مسألة توزيع احلصص الغذائية سيستمر‬ ‫شهرياً لألسر املدروسة املسجلة‪ ،‬نوزع قرابة ثالثة آالف‬

‫حصة والعدد ال يسد احتياج املدينة وريفها لكن هذا ما‬ ‫بأيدينا كما نقوم اآلن بتوزيع مئة ومخسني حصة‪ ،‬كنا نعول‬ ‫أن تكون الواردات دائمة من املتربعني لنتابع العمل بشكل‬ ‫دائم لكن واقع احلال ينبئ بغري ذلك‪..‬؟!‬ ‫كما تقوم اجلهات اإلغاثية األخرى بتقدمي سالل جيدة‬ ‫لنسبة ال يستهان هبا لذوي االحتياجات اخلاصة واألرامل‬ ‫واملعوزين‪ ،‬أما مجعية الرب للخدمات االجتماعية ذات الباع‬ ‫الطويل يف هذا اجملال فريى العاملون عليها أهنم سيتابعون‬ ‫سيستمر الرفد والتقدمي‬ ‫مشوارهم كما عهدته املدينة حيث‬ ‫ّ‬ ‫لألسر األكثر فقراً وعازةً مبا تقدر عليه وما يتوفر لديها من‬ ‫هبات األجواد‪.‬‬ ‫عيد بأية حال عدت يا عيد‪.‬؟!‬ ‫انقضى رمضان مشبعاً أو مسدود الرمق على أقل تقدير‪،‬‬ ‫أما شوال الذي ابتدر الناس بإطاللته األوىل بعيد استقبله‬ ‫اجلميع (بصدر بيت املتنيب الشهري عيد بأية حال‪..‬؟!)‬ ‫عيد تكلكل فوقهم أليام ثقيالً أعجفاً خايل الوفاض نكأ‬ ‫جراح من فقد عزيزاً‪ ،‬وأبكى أطفاالً مل جيدوا من يشرتي هلم‬ ‫امللبس واملأكل فانفطرت قلوب أهلهم قهراً وهم يشعرون‬ ‫بالعجز إذ ال جيدون مثن اخلبز فكيف امللبس‪ ،‬واحللويات‬ ‫وغريها‪.‬؟!‪.‬‬ ‫أنا الغين وأموايل املواعيد‬ ‫شوال ميضي خملفاً اجلوع والفاقة ومعظم الناس يف املدينة‬ ‫يف حالة يرثى هلا والوعود ما تزال وعوداً واملشاريع ما تزال‬ ‫حرباً على ورق (أو بايتات على الشبكة االفرتاضية) وهناك‬ ‫من يثري من وراء تلك املشاريع اليت خيتفي القائمون هبا وال‬ ‫يصل إىل أهل املدينة إال فتات ال يس ّد رمقاً وال يغين من‬ ‫جوع‪ ،‬أما وعود اجلمعيات واهليئات فلم تؤيت أكلها حىت‬ ‫اليوم‪،‬‬ ‫ويظل السؤال الذي طرحناه كعنوان للمادة معلقاً‬ ‫ُّ‬ ‫بانتظار عمل يكون اإلجابة الشافية ألفواه تنتظر من ُّ‬ ‫يسد‬ ‫رمقها وألجواف ضامرة أهنكتها سنوات عجاف‪.‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العددالسابع و الثالثون‬

‫‪11‬‬


‫األخرية‬

‫العودة إلى المدارس وسط مخاوف األهالي‬ ‫انطلق يوم األحد املاضي العام الدراسي اجلديد يف سوريا‪،‬‬ ‫وسط تزايد خماوف األهايل من األخطار احملدقة بإرسال‬ ‫أبنائهم إىل املدارس يف بلد يشهد حرباً هوجاء منذ حنو‬ ‫عامني ونصف‪.‬‬ ‫ويفضل أغلب سكان دمشق إرسال أطفاهلم إىل مدارس يف‬ ‫ذات احلي حبيث تكون قريبة من منازهلم يف حال حصول‬ ‫أي طارئ‪ ،‬و"ما أكثر هذه الطوارئ" حسبما يقول "أبو‬ ‫حسان القادري" املقيم يف منطقة اجملتهد بوسط العاصمة‪.‬‬ ‫ويعمل أبو حسان الذي يعول أربعة أطفال ‪-‬ثالثة منهم يف‬ ‫املدارس احلكومية‪ -‬ليل هنار ليؤمن تكاليف معيشة األسرة‪،‬‬ ‫ويقول إن "حصول انفجار قريب أو سقوط قذائف متفرقة‪،‬‬ ‫قد يدفع األهايل إىل أن يهرعوا إىل املدارس جللب أطفاهلم‬ ‫واالطمئنان عليهم‪ ،‬ووجود هذه املدارس يف احلي ذاته يسرع‬ ‫من هذه العملية‪ ..‬ال شك أنا مثل كل األهايل أخاف على‬ ‫أبنائي من التفجريات أو االشتباكات"‪.‬‬ ‫ويضيف "لوال تواجد مدارس قريبة من منزيل لكنت فكرت‬ ‫عدة مرات قبل املوافقة على إرسال أبنائي إىل املدارس‪ ،‬حىت‬ ‫لو أوقفتهم عن الدراسة‪ ..‬محايتهم من اخلطر أوىل بالنسبة‬ ‫يل وأهم"‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ 17‬أيلول ‪ / 2013‬العدد السابع والثالثون‬

‫ويرى أبو حسان الذي يعمل صباحاً موظفاً مبرتب شهري‬ ‫وبعد الدوام يف أعمال حرة وهو يف عقده اخلامس‪ ،‬أن‬ ‫احلرب فتكت بكل مناحي احلياة يف سوريا‪.‬‬ ‫وتشاطر "سهى طرابيشي" أبا حسان رأيه يف بعض القضايا‬ ‫حيث إهنا أعادت تسجيل ابنها الذي بلغ الصف الثالث يف‬ ‫مدرسة قريبة من منزهلا‪ ،‬رغم أهنا تقر بأن مستوى التدريس‬ ‫فيها أقل من مدرسته القدمية‪ ،‬لكنها أقرب‪.‬‬ ‫وتقول ربة املنزل املقيمة يف منزل مبنطقة باب شرقي إن‬ ‫"املخاوف من الضربة األمريكية ال تزال ماثلة‪ ،‬مع أهنا‬ ‫تضاءلت كثرياً حالياً‪ ،‬وكنت مرتددة إزاء البقاء يف البلد يف‬ ‫اآلونة األخرية"‪.‬‬ ‫بينما يضيف أبو حسان إن "خويف ليس ناجتاً فقط من‬ ‫ضربة خارجية تقول أمريكا إهنا ضد النظام‪ ،‬إمنا أيضاً أخاف‬ ‫من الفوضى والتفجريات احمللية"‪.‬‬ ‫وقالت سهى أيضاً "اخلوف ال يكون من الضربة حبد ذاهتا‬ ‫بقدر ما يكون من رد فعل األطراف على األرض‪ ،‬من‬ ‫ناحية استغالل مقاتلي املعارضة هلا واهلجوم على العاصمة‪،‬‬ ‫وما يتبع ذلك من اشتباكات وقصف متبادل بني السلطة‬ ‫واملعارضة"‪.‬‬ ‫كما حتتار كارولني مطر يف اإلجابة لدى سؤاهلا عن نيتها‬ ‫إرسال ابنها إىل املدرسة‪ ،‬خاصة مع تصاعد العنف يف‬ ‫املنطقة اليت تقيم فيها‪ ،‬وهي منطقة العباسيني القريبة من‬ ‫حي جوبر الذي يشهد قصفاً واشتباكات متصاعدة‪.‬‬ ‫وتقول كارولني "قبل فرتة سقطت إحدى قذائف اهلاون يف‬ ‫مكان قريب من إحدى املدارس"‪ ،‬وتضيف متسائلة "ال‬ ‫أحد يعلم مىت وأين ستسقط القذيفة التالية"‪.‬‬

‫أب يسمي ابنه اسم مكون من ‪ 40‬كلمة‬ ‫ليعطي درسًا للحكومة!‬

‫قام والد طفل يف الفلبني بتسمية ابنه على شكل أحجية‪..‬‬ ‫ذلك ما مت مع طالب فلبيين يبلغ عمره ‪ 15‬عاماً‪ ،‬ويتكون‬ ‫االسم من ‪ 40‬كلمة فقط باإلضافة إىل اسم عائلته "سي‬ ‫سي سي آي آي"‪.‬‬ ‫وحسب مصادر مطلعة فإن "روفينو راميل"‪ ،‬والد الطالب‪،‬‬ ‫أطلق أمساء طويلة على أوالده إلعطاء درس للحكومة بشأن‬ ‫املرونة‪.‬‬ ‫وقال األب إنه‪ :‬يوم توجه لتسجيل ابنه‪ ،‬أعطاه املوظفون‬ ‫ورقة ال تتسع السم طويل فسأهلم ماذا لو أردت إطالق‬ ‫اسم طويل عليه؟‪ ،‬وكان اجلواب بأن ذلك غري ممكن‪،‬‬ ‫وعندها اختذ القرار باختيار أمساء طويلة جداً لكل أوالده‪.‬‬ ‫والطالب امسه "راتزييل‪ ،‬تيمشيل‪ ،‬إمساعيل‪ ،‬زيروبابل‪ ،‬زابود‪،‬‬ ‫زميري‪ ،‬بايك‪ ،‬بالفاتسكي‪ ،‬فيلو‪ ،‬جودايوس‪ ،‬إيسورينوي‪،‬‬ ‫موريا‪ ،‬نيلغارا‪ ،‬راكوكزي‪ ،‬كوتومي‪ ،‬كريشناموريت‪ ،‬أشرام‪،‬‬ ‫جريام‪ ،‬أوم‪ ،‬أولتيموس‪ ،‬روفينوروم‪ ،‬جانكسي‪ ،‬جانكو‪،‬‬ ‫داميوند‪ ،‬هو‪ ،‬زيف‪ ،‬زاين‪ ،‬زيكي‪ ،‬واكيمان‪ ،‬ووي موو‪،‬‬ ‫تيليتاي‪ ،‬شوهكما‪ ،‬نيسيرتاه‪ ،‬مريكافا‪ ،‬نيغيل‪ ،‬سيفن‪،‬‬ ‫مورننغ‪ ،‬ستار‪ ،‬أوغسنت‪ ،‬سان خوان"‪ .‬جتدر اإلشارة إىل‬ ‫كل منهما‬ ‫أن لذلك الطالب شقيقاً وشقيقة‪ ،‬يتكون اسم ٍّ‬ ‫من ‪ 20‬كلمة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.