جريدة جسر | العدد الأول | 1 كانون الثاني 2013

Page 1

‫‪jesr.info@gmail.com‬‬ ‫ﺳــــــﻮرﻳﱠــﺔ‪ .‬اﺳـــــــﺒﻮﻋــﻴﱠــﺔ‪ .‬ﺣـــــﺮّ ة ﺗـﺼـــــــﺪر ﻣــﻦ دﻳــــﺮ اﻟـــــﺰور‬

‫رحل عام الدم وجاء‬ ‫عام احل�سم‬ ‫افتتاحية العدد ‪ /‬عبد النا�صر العايد‬ ‫ي�ص ��در الع ��دد الأول من جريدة ج�س ��ر بينم ��ا تودع الب�ش ��رية عاماً‬ ‫وت�س ��تقبل �آخر‪� .‬س ��يبقى عام ‪ 2012‬و�صمة عار على مدى التاريخ يف‬ ‫جبني الب�شرية‪ ،‬ففيه وا�صلت �صمتها وتغا�ضيها عن واحدة من �أب�شع‬ ‫اجلرائم التي ارتكبت عرب الع�صور قاطبة‪ ،‬و�أغ�ضت ال�سمع والب�صر‬ ‫ع ��ن جراحات و�أنات �شع ��ب كامل‪ ،‬ك�أنه ال ينتمي لها �أو �أنها ال تنتمي‬ ‫له‪.‬‬ ‫�سيبق ��ى ه ��ذا الع ��ام الذي بل ��غ فيه ع ��دد �شه ��داء الث ��ورة ال�سورية‬ ‫املوثق�ي�ن حتى تاريخ �آخر يوم من ع ��ام ‪� )47728(2012‬شهيد ًا‪ ،‬يف‬ ‫ذاكرة ال�سورين الأحي ��اء‪ ،‬ويف كتب التاريخ‪ ،‬بو�صفه عام البطوالت‪،‬‬ ‫والت�ضحي ��ات‪ ،‬والإ�ص ��رار اال�سط ��وري ل�شعبن ��ا‪ ،‬عل ��ى ني ��ل حريت ��ه‬ ‫وكرامته‪ ،‬مهما كان الثمن‪.‬‬ ‫و�إذ ن�ستقب ��ل ع ��ام ‪ ،2013‬ف�إنن ��ا ال نتوقع �أن يتغ�ي�ر املوقف الدويل‪،‬‬ ‫لكننا �أي�ض ًا ال نفكر للحظة ب�أن تتزعزع �إرادة �شعبنا �أو ترتاخى همته‬ ‫عن طلب احلرية‪ ،‬التي �صارت قاب قو�سني �أو �أدنى‪.‬‬ ‫وجري ��دة ج�س ��ر �إذ تنطلق يف ه ��ذا التوقيت الع�صي ��ب‪ ،‬بعد �أن بذل‬ ‫فري ��ق عمله ��ا جهد ًا امتد لثالث ��ة �أ�شهر‪� ،‬إمنا تطم ��ح �إىل قول ثالثة‬ ‫�أ�شي ��اء رئي�سية‪ :‬نحن نقول �أو ًال �إنن ��ا انت�صرنا فعلي ًا‪ ،‬وم�س�ألة �سقوط‬ ‫الطاغي ��ة هي م�س�أل ��ة �شكلية‪ ،‬وها نحن ن�ص ��در �صحافتنا احلرة يف‬ ‫معظ ��م �أرجاء وطننا‪ ،‬ونق ��ول ر�أينا ونطرح �أفكارنا ب ��كل جر�أة وثقة‬ ‫بالنف�س‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نري ��د �أن نق ��ول ثاني� �ا �إن مكا�سب الث ��ورة ترت�س ��خ‪ ،‬وال تراجع عنها‪،‬‬ ‫وتتج�س ��د بامل�ؤ�س�س ��ات البديلة واجلدي ��دة‪ ،‬التي يت ��م بنا�ؤها ب�أيدي‬ ‫ال�سوريني االحرار‪ ،‬وب�إرادتهم وفكرهم احلر يوم ًا بعد يوم‪.‬‬ ‫وثالث� � ًا‪ ،‬نحن واثقون م ��ن الن�صر‪ ،‬وبد�أنا بر�سم مالم ��ح م�ستقبلنا‪،‬‬ ‫ال ��ذي له عن ��وان عري�ض‪� ،‬سيحمل ��ه �أبناء هذا اجليل عل ��ى �أكتافهم‬ ‫ال�صلبة‪ :‬نه�ضة �سوريا‪.‬‬ ‫جري ��دة ج�سر لن تكون ذلك الن ��داء املوجه اىل العامل الذي خذلنا‪،‬‬ ‫ب ��ل �سيكون همها وحم ��ور اهتمامها‪ ،‬حديث ال�سوري�ي�ن �إىل بع�ضهم‬ ‫البع�ض‪ ،‬ف�ش�أن وطننا‪ ،‬يخ�صنا وحدنا‪ ،‬وم�ستقبله م�س�ؤوليتنا وحدنا‪،‬‬ ‫وم ��ا يتوجب دفعه من ثم ��ن الزدهاره ونه�ضت ��ه‪� ،‬سندفعه نحن‪ ،‬كما‬ ‫دفعنا وندفع‪ ،‬ثمن حريته‪ ،‬وكرامته‪ ،‬و�سيادته‪.‬‬ ‫جري ��دة ج�س ��ر لن ت ��ردد تل ��ك العب ��ارات الت ��ي مللنا م ��ن تردادها‬ ‫و�سماعه ��ا «انظروا ياع ��رب‪ ،‬انظروا يا م�سلمني‪ ،‬انظ ��روا يا عامل»‪،‬‬ ‫ب ��ل �ستخو�ض يف عم ��ق ق�ضايان ��ا و�ش�ؤوننا‪ ،‬وتدعو وتعم ��ل مع �آالف‬ ‫العامل�ي�ن ال�سوري�ي�ن‪ ،‬لبل ��ورة ر�أي ع ��ام‪ ،‬وتفك�ي�ر م�ش�ت�رك‪ ،‬وحلول‬ ‫للق�ضاي ��ا وامل�صاعب التي تنتظرنا وتعرت�ضنا‪ ،‬فحا�ضرنا وم�ستقبلنا‬ ‫لن ي�صنعه �سوانا‪.‬‬ ‫العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين‬ ‫‪1 2013 2013‬‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ ا­وﻟﻰ ‪ -‬اﻟﻌﺪد ا­ول ‪ 1 -‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‬


‫نتائج جولة االبراهيمي يف املنطقة عىل مائدة أمريكية‪ -‬روسية‬ ‫االبراهيمي‪ :‬الحل يجب أن يأيت قبل الذكرى الثانية لألزمة‬ ‫�أخبارنا‬ ‫بع ��د ج ��والت ع ��دة ق ��ام به ��ا املبع ��وث الأممي‬ ‫والعرب ��ي الأخ�ض ��ر االبراهيم ��ي يف املنطق ��ة‪،‬‬ ‫�أعلن ��ت وزارة اخلارجي ��ة الرو�سي ��ة على ل�سان‬ ‫نائ ��ب وزير خارجيته ��ا �أنه م ��ن املرتقب «عقد‬ ‫لق ��اء ثالث ��ي يجم ��ع ك ًال م ��ن رو�سي ��ا و�أمريكا‬ ‫واالبراهيم ��ي يف �شه ��ر كان ��ون االث ��اين»‪ ،‬م ��ع‬ ‫�إ�شارتها يف وق ��ت �سابق �إىل �أنه «ال تزال هناك‬ ‫فر�ص ��ة لت�سوي ��ة �سيا�سية» بح�سب م ��ا جاء على‬ ‫ل�سان وزير خارجيها‪.‬‬ ‫وكان االبراهيم ��ي زار دم�ش ��ق والتق ��ى الرئي�س‬ ‫الأ�س ��د‪ ،‬مغ ��ادر ًا �إىل رو�سي ��ا حي ��ث اجتم ��ع‬ ‫بالفروف‪ ،‬و�صو ًال �إىل القاهرة جمري ًا مباحثات‬ ‫مع الأمني العام للجامعة العربية‪.‬‬

‫وق ��ال االبراهيمي بعد لق ��اءه نبي ��ل العربي �إن‬ ‫«احلل ال�سيا�سي ممكن‪ ،‬لكنه يزداد �صعوبة مع‬ ‫الوقت»‪ ،‬متابع ًا «�إن احلل يجب �أن يكون يف هذه‬ ‫ال�سن ��ة ‪ ،2013‬وقبل الذك ��رى الثانية لبدء هذه‬ ‫الأزمة»‪.‬‬ ‫وفيما يخ�ص احلل ال ��ذي اقرتحه االبراهيمي‬ ‫ف�إن ��ه يت�ضمن بداية وقف �إط�ل�اق نار‪ ،‬وت�شكيل‬ ‫حكوم ��ة كامل ��ة ال�صالحي ��ات‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إىل‬ ‫خطوات خمتلفة ت� ��ؤدي �إىل انتخابات تكون �إما‬ ‫النتخ ��اب رئي� ��س �إذا بقي النظ ��ام رئا�سي و�إما‬ ‫انتخاب برملان يختار حكومة‪.‬‬ ‫وحذر االبراهيمي م ��ن �أن «ا�ستمرار العنف يف‬ ‫�سوري ��ة �سيو�صله ��ا �إىل اجلحيم ال ��ذي �سيكون‬ ‫حينه ��ا بدي ًال ع ��ن العملية ال�سيا�سي ��ة»‪ ،‬م�شري ًا‬

‫�إىل �أن «الن ��زاع يف �سورية ب ��ات يزداد ع�سكرة‪،‬‬ ‫ويتخذ بعدا ًطائفي ًا �شديد اخلطورة»‪.‬‬ ‫بدوره‪� ،‬أك ��د وزير اخلارجي ��ة الرو�سي �سريغي‬ ‫الف ��روف بع ��د لق ��اءه الأخ�ض ��ر االبراهيمي �أن‬ ‫«الرئي�س ال�سوري ال يعتزم الرحيل‪ ،‬و�سيبقى يف‬ ‫من�صب ��ه ليدافع عن م�صال ��ح �سورية» الفت ًا �إىل‬ ‫«وج ��ود فر�صة قائم ��ة لت�سوية الأزم ��ة ال�سورية‬ ‫�سيا�سيا ً»‪.‬‬ ‫وت�ش ��دد رو�سيا با�ستمرار على �ض ��رورة اللجوء‬ ‫�إىل احل ��وار و�إيج ��اد حل �سيا�سي ل� �ـ «الزمة يف‬ ‫�سورية»‪ ,‬بعيد ًا عن التدخل خارجي‪ ,‬وذلك على‬ ‫�أ�سا�س بي ��ان جنيف الداعي �إىل ت�شكيل حكومة‬ ‫انتقالية ت�ض ��م �أع�ضاء من املعار�ضة واحلكومة‬ ‫احلالية يتم التوافق عليهم‪.‬‬

‫«ملتقى الحسكة الوطني» يويص بتوحيد التشكيالت املسلحة‬ ‫وإنشاء صندوق إغايث‬

‫�أخبارنا‬ ‫مب�شارك ��ة كافة الطوائف ال�سورية اختتمت �أعمال‬ ‫«ملتقى احل�سكة الوطني» يف مدينة �أورفا الرتكية‪،‬‬ ‫ال ��ذي �أقيم خالل يومي الثالث والرابع والع�شرين‬ ‫م ��ن �شه ��ر كان ��ون الأول‪ ،‬ورك ��ز بيان ��ه اخلتام ��ي‬ ‫على «�ض ��رورة توحيد كاف ��ة الت�شكي�ل�ات الثورية‬ ‫امل�سلح ��ة‪ ،‬ومطالبة الأهايل بتق ��دمي كافة �أ�شكال‬ ‫الدعم للمجل�س الع�سكري الثوري يف احل�سكة»‪.‬‬ ‫ورع ��ى امل�ؤمت ��ر ك ًال من املجل�س الوطن ��ي ال�سوري‬ ‫واالئتالف الوطني لقوى الث ��ورة وجمل�س القبائل‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬ومب�شارك ��ة �شريح ��ة وا�سعة م ��ن �أبناء‬ ‫حمافظ ��ة احل�سك ��ة مبختل ��ف مكوناته ��ا من كرد‬ ‫وع ��رب و�أ�شوري�ي�ن �سريان وم�سلم�ي�ن وم�سيحيني‬ ‫ويزيديني‪.‬‬

‫وق ��ال لـ «ج�سر» �أحد امل�شارك�ي�ن الذين قدموا من‬ ‫الداخ ��ل وطلب عدم ذكر ا�سمه‪�« :‬ساد امل�ؤمتر جو‬ ‫من اله ��دوء والتفاهم‪ ،‬وتخلله عدد من اجلل�سات‬ ‫�أفردت واحدة منها لل�سلم الأهلي‪ ،‬و�أخرى للتنمية‬ ‫االقت�صادية والإدارية يف املحافظة‪ ،‬كما خ�ص�صت‬ ‫جل�س ��ة لدرا�سة الواق ��ع الع�سك ��ري يف ر�أ�س العني‬ ‫وعم ��وم املحافظة‪ ،‬ومتت بح�ض ��ور رئي�س املجل�س‬ ‫الع�سك ��ري يف حمافظ ��ة احل�سك ��ة العقي ��د ح�سن‬ ‫العب ��دهلل و�أع�ض ��اء املجل�س‪ ،‬وقد رف� ��ض املوقعون‬ ‫كل الدعاوى وامل�سمي ��ات االنف�صالية والإق�صائية‬ ‫والطائفي ��ة والإقليمية‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إىل �إجماعهم‬ ‫على حرمة د ّم �أبناء اجلزيرة»‪.‬‬ ‫وخالل اللقاء مت التوافق على «�إن�شاء جمل�س مدين‬

‫م�ؤقت من �أبناء املحافظة‪ ،‬وكذلك �إن�شاء �صندوق‬ ‫�إغاثي لتلبية االحتياجات املا�سة وال�ضرورية»‪.‬‬ ‫ويف خت ��ام امللتق ��ى‪ ،‬وق ��ع املجتمع ��ون عل ��ى وثيقة‬ ‫ال�ش ��رف الوطني لأبن ��اء اجلزي ��رة ال�سورية التي‬ ‫�أك ��دت عل ��ى وح ��دة �سوري ��ا �أر�ض� � ًا و�شعب� � ًا‪ ،‬بكل‬ ‫مكوناتها القومية والدينية والثقافية‪.‬‬

‫يذك ��ر �أن �أغل ��ب امل�شارك�ي�ن يف امل�ؤمت ��ر كانوا من‬ ‫الداخل ال�سوري‪ ،‬وتواجد قادة الكتائب والف�صائل‬ ‫الثوري ��ة يف املحافظة وعلى ر�أ�سه ��ا قيادة املجل�س‬ ‫الع�سك ��ري الثوري يف احل�سكة‪ ،‬بالإ�ضافة حل�ضور‬ ‫قيادات ال�ص � ّ�ف االول للمجل� ��س الوطني ال�سوري‬ ‫متمثلة ب�أع�ضاء املكت ��ب التنفيذي‪ ،‬ومل ي�سجل �أي‬ ‫ح�ضور للمجل�س الوطني الكردي يف امللتقى‪.‬‬

‫دير الزور وريفها تحت النار منذ مئتي يوم‬ ‫�أخبارنا‬ ‫ما ت ��زال احلمل ��ة الع�سكرية التي ي�شنه ��ا النظام‬ ‫عل ��ى مدينة دير الزور وريفه ��ا م�ستمرة منذ �أكرث‬ ‫من مئتي يوم‪ ،‬خملفة مئات ال�ضحايا من املدنيني‬ ‫واجلي� ��ش احلر وق ��وات النظام ال�س ��وري‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫ع ��ن الدمار ال ��ذي طال البن ��ى التحتي ��ة واملنازل‬ ‫واملمتلكات العامة‪.‬‬ ‫وا�ستمر نزوح الأهايل هرب ًا من الأو�ضاع املتفاقمة‬ ‫وال�صراع امل�سل ��ح حيث �أقاموا يف املدار�س يف ظل‬ ‫قلة امل�ساعدات الإن�سانية‪ ،‬ف�ض ًال عن نق�ص املواد‬ ‫‪ 2‬العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫الطبية الالزمة ملداواة اجلرحى يف امل�شايف‪.‬‬ ‫و�شه ��د حي ال�شيخ يا�سني انقطاع� � ًا للمياه‪ ،‬و�أغلق‬ ‫النظام جمي ��ع املخابز يف حي اجلورة عدا املخبز‬ ‫الآىل الذي �سيطرت عليه قوات النظام‪.‬‬ ‫كما �شهدت �أحياء اجلبيل ��ة والبعاجني واملوظفني‬ ‫والر�شدي ��ة ا�شتب ��اكات عنيفة ب�ي�ن اجلي�ش احلر‬ ‫واجلي�ش ال�سوري‪.‬‬ ‫�أم ��ا يف ريف دير الزور‪ ،‬تعر�ضت كل من املوح�سن‬ ‫واملريعي ��ة والبوعم ��ر وحويج ��ة مظل ��وم لق�ص ��ف‬ ‫مدفع ��ي من مطار دي ��ر الزور خل ��ف العديد من‬

‫ال�شهداء‪ ،‬وق�صفت طائرات املبع بلدة البوعمرو‪.‬‬ ‫وا�سته ��دف الطريان احلربي بل ��دة ال�شحيل بعدة‬ ‫غارات �أ�سفرت عن تدمري عدة منازل‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫ل�سقوط �شهيد و عدد من اجلرحى‪.‬‬ ‫وتعر�ض ��ت مدين ��ة البوكم ��ال لق�ص ��ف عني ��ف‬ ‫بالط�ي�ران احلرب ��ي والقناب ��ل العنقودي ��ة �أ�سفر‬ ‫ع ��ن �سق ��وط �شهداء‪ ،‬ومتك ��ن اجلي� ��ش احلر من‬ ‫ال�سيط ��رة عل ��ى مبن ��ى �شرك ��ة الكهرب ��اء ومبني‬ ‫الأعالف يف امليادين‪.‬‬


‫ر�أي ‪ -‬ماهر عبداهلل‬ ‫يف لعبة ال�سيا�سية‪ ،‬ال ُتقا�س و�سط َّية‬ ‫الت ّيارات ال�سيا�س َّية مبدى مطابقة الع ّدة‬ ‫النظر َّية لهذه التيارات وو�سط َّيتها �إزا َء‬ ‫الواقع‪ ،‬بل مبوقعها مكان َّي ًا من الت َّيارات‬ ‫ال�سيا�س َّية الأخ� ��رى يف ت�ل��ك اللحظة‬ ‫ُ‬ ‫نقب�ض على جذر‬ ‫التاريخ َّية‪ .‬من هنا‬ ‫امل�شكلة‪ ،‬لأ ّن��ه من املمكن لت َّيار �سيا�سي‬ ‫و�سطي يف ال�سعودية �أن يكون راديكال َّي ًا‬ ‫يف �سوريا وباملقابل‪ ،‬من املمكن لت َّيار‬ ‫�سيا�سي رادي �ك��ايل يف �سوريا �أن يكون‬ ‫و�سط َّي ًا يف ال�سعودية‪.‬‬ ‫الأخوان امل�سلمون امل�صريون �أدركوا هذه‬ ‫اللعبة ج ّيد ًا‪ ،‬فلكي ال يقوموا ب�إخ�ضاع‬ ‫ال��ذه �ن � َّي��ة الأي��دي��ول��وج �ي��ة الإ� �س�لام � َّي��ة‬ ‫لعمل َّية تفكيك نقد َّية‪� ،‬أمعنوا بالنفخ‬ ‫يف «ال�ظ��اه��رة ال�سلف َّية» وت�ضخيمها‪.‬‬

‫هنا ح��دث «ان��زي��ا ٌح للو�سط» الم��رئ� ٌّ�ي‬ ‫و غ�ير حم�سو�س يف امل�شهد ال�سيا�سي‬ ‫امل�صري‪ ،‬فتح َّول الأخوان امل�سلمون �إىل‬ ‫ت َّيار �سيا�سي و�سطي ب�سبب ظهور ت َّيار‬ ‫�سيا�سي �أكرث ميين َّي ًة وت�ش ُّدد ًا‪ ،‬ما يعترب‬ ‫من �أكرث االلتفافات براغمات َّي ًة لت َّيارات‬ ‫الإ�سالم ال�سيا�سي‪ ،‬حيث ي�سبق التك ُّيف‬ ‫الواقعي الإنتاج النظري دوم ًا (املوقف‬ ‫م��ن ال��دمي�ق��راط�ي��ة ق�ب��ل و بعد»الربيع‬ ‫العربي»)‬ ‫م �ن��ذ ت��ف� ُّ�ج��ر احل� � ��راك ال �� �س �ي��ا� �س��ي‪-‬‬ ‫االجتماعي يف �سوريا‪ ،‬ظهر يف اخلطاب‬ ‫ال�سيا�سي ال�سوري ُم�صطلح «ت َّيار ثالث»‬ ‫�أو «و�سطي» �أو «ح �ي��ادي»‪ ،‬يف احلقيقة‬ ‫با�ست�سهال‬ ‫ت�ستخدم ه��ذه ال �ع �ب��ارات‬ ‫ٍ‬ ‫كتهم ت�ضم ُر �إدانة‬ ‫�شديد‪ ،‬و �أحيان ًا َّ‬ ‫توجه ٍ‬ ‫�أخالق َّية‪ .‬فلنقم ب�صياغة ال�س�ؤال على‬

‫ٌ‬ ‫قول يف الوسط َّية‬

‫ال�شكل الآتي‪� :‬أال تنكر «جبهة الن�صرة»‬ ‫كل القوى ال�سيا�سية الأخرى يف امل�شهد‬ ‫ال���س��وري؟ �أال يعترب «املجل�س الوطني‬ ‫ورب��ا ت َّيار ًا ثالث ًا)‬ ‫ال�سوري» و�سط َّي ًا ( َمّ‬ ‫حددنا موقعه «مكان َّيا» بالتّ�ضاد مع‬ ‫�إذا َّ‬ ‫«جبهة ال ًن�صرة؟»‪( .‬من اجلدير بالذكر‬ ‫�أن املجل�س الوطني يعترب «هيئة التن�سيق»‬ ‫تيارا �سيا�س َّي ًا و�سطي ًا)‪ ،‬و �إذا ما ظهرت‬ ‫قوى �أك ُرث راديكال َّي ًة وتط ّرف ًا من «جبهة‬ ‫الن�صرة»‪ ،‬فهل ت�صبح «جبهة الن�صرة»‬ ‫و�سط َّية؟‪.‬‬ ‫ال حتدد و�سط َّية �أم عدم و�سط َّية اجلهاز‬ ‫املفاهيمي لأي ت� َّي��ار �سيا�سي بالت�ضاد‬ ‫مكان َّي ًا مع التيارات ال�سيا�س َّية الأخرى‪،‬‬ ‫بل حتدد جذر َّية هذا التيار من خالل‬ ‫واملف�صل م��ن املركب‬ ‫امل��وق��ف املبا�شر‬ ‫ّ‬ ‫ال�سلطوي احلاكم‪.‬‬ ‫العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪3 2013‬‬


‫بعد عزله وانشقاقه‪ ..‬مرافق العامد داوود راجحة يروي تفاصيل تسميم‬ ‫أعضاء خلية إدارة األزمة‬ ‫ج�سر ‪ /‬خا�ص جدا‬ ‫ك�شف املرافق ال�سابق لوزير الدفاع داوود راجحة الرقيب �أول ابو القا�سم‪-‬‬ ‫رف�ض الك�شف عن ا�سمه حالي ًا لأ�سباب �أمنية‪� -‬أن «ما �أ�شيع عن مقتل‬ ‫�ضباط خلية الأزمة يف العام املا�ضي جراء انفجار مببنى الأمن القومي �أمر‬ ‫م�ستحيل»‪.‬‬ ‫وعزا ذلك �إىل �أن «مبنى الأم��ن القومي جماور ملنزل اللواء علي مملوك‬ ‫اللذان يخ�ضعان حلرا�سة �أمنية م�شددة‪� ،‬إ�ضافة للتفتي�ش الدقيق على عدة‬ ‫مراحل» مرجح ًا �أن يكون لقائم بعملية االغتيال «�أحد القادة الأمنيني»‪.‬‬ ‫وكان قد قتل ك ًال من العماد ح�سن تركماين وزير الدفاع ال�سابق ومدير‬ ‫خلية ادارة االزمة ‪ ،‬وزير الدفاع العماد داوود راجحة‪ ،‬ونائبه العماد �آ�صف‬ ‫�شوكت‪ ،‬ومدير مكتب الأمن القومي ه�شام اختيار‪ ،‬و�أ�صيب كل من وزير‬ ‫الداخلية حممد ال�شعار واالمني القطري امل�ساعد حلزب البعث حممد �سعيد‬ ‫بخيتان يف ‪ 18‬متوز ‪� 2012‬إثر «انفجار مبنى الأمن القومي» بح�سب ما ذكر‬ ‫التلفزيون ال�سوري‪ ،‬دون �أن تبث �صور ملوقع التفجري حينها‪.‬‬ ‫ف�شل عملية الت�سميم‬ ‫وقبل عملية االغتيال تلك ت�سربت �شائعات حول ت�سميم ه��ؤالء ال�ضباط‬ ‫الأرب�ع��ة �إال �أن الإع�لام الر�سمي مل يتناقل تلك احل��ادث��ة‪ ،‬وب��دوره��م �أكد‬ ‫نا�شطون �أنه مت �إغالق كافة الطرقات امل�ؤدية �إىل م�شفى ال�شامي بدم�شق‪،‬‬ ‫التي يعالج فيها كبار امل�س�ؤولني عادة‪ ،‬يف حينها‪.‬‬ ‫وعن تلك احلادثة قال الرقيب �أول «العملية متت بوا�سطة ثالث موظفني‬ ‫مدنيني من القيادة القطرية‪ ،‬لكنها ف�شلت كونهم مل يتمكنوا من د�س ال�سم‬ ‫�سوى يف اللنب‪ ،‬الذي يف�سده‪ ،‬ويخفف من ت�أثريه‪ ،‬بح�سب ما عرفت»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف «وفيما يخ�ص املنفذين‪ ،‬فقد قتل �أحدهم‪ ،‬فيما اعتقل الثاين‪ ،‬ورمبا‬ ‫�أعدم الآن‪ ،‬وجنا املنفذ الرئي�سي وهو �سكرتري اخللية يف القيادة القطرية‪،‬‬ ‫حيث خرج فور ًا من بناء القيادة القطرية‪ ،‬لتقوم �سيارة كانت بانتظاره اىل‬ ‫مكان جمهول»‪.‬‬ ‫وقد كان ابو القا�سم حينها من بني مرافقي العماد راجحة ومتواجد يف مبنى‬ ‫القيادة القطرية‪ .‬ونفى �أن يكون ماهر الأ�سد بني ه�ؤالء ال�ضباط �أثناء‬ ‫ت�سميمهم‪.‬‬ ‫‪ 4‬العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫راجحة «متخوف من اغتياله»‬ ‫وذكر الرقيب �أول �أن «العماد داوود راجحة كان متخوف ًا من �إقدام النظام‬ ‫على اغتياله ليل�صق تهمة ال�سلفية والطائفية باملعار�ضة‪ ،‬ويتم املتاجرة به‬ ‫كونه م�سيحي‪ ،‬وهو ما �أدى �إىل نحول الرجل و�إ�صابته بعدة �أمرا�ض فج�أة‪،‬‬ ‫بعد �أن كان مبنتهى احليوية‪ ،‬وميار�س ريا�ضات عنيفة وجمهدة‪ ،‬حتى �أنه بد�أ‬ ‫ي�صعد الأدراج ب�صعوبة بالغة»‪.‬‬ ‫وكانت �أجهزة الأم��ن قامت بتبديل معظم الطاقم ال��ذي يقوم بحرا�سته‬ ‫وحرا�سة منزله‪ ،‬الذين كان معظمهم من امل�سيحيني‪ ،‬وا�ستبدلتهم بعنا�صر‬ ‫من الطائفة العلوية‪.‬‬ ‫خربات �إيرانية �صينية رو�سية تدعم‬ ‫و�أكد الرقيب �أول خالل مرافقته لوزير الدفاع �إىل عدد من املناطق الأمنية‬ ‫والع�سكرية‪� ،‬أنه ح�ضر يف منطقة الدميا�س‪ ،‬تخريج دورة خا�صة بالقتال يف‬ ‫اجلبال من �أجل جبل الزاوية ‪ ،‬وكان هناك مدربون ايرانيون‪ ،‬ف�ض ًال عن �أنه‬ ‫�شاهدهم يف م�شروع �آخر يف �أحد مقرات �أمن الدولة‪.‬‬ ‫وح�ضر �أي�ض ًا م�شروع جتريب �إطالق �صواريخ يف منطقة التنف احلدودية‪،‬‬ ‫وك��ان فيه خ�براء ايرانيون �أي�ض ًا‪ ،‬وذل��ك حني كان العماد راجحة رئي�س ًا‬ ‫للأركان وعلي حبيب وزيرا للدفاع‪.‬‬ ‫كما ذكر �أنه ح�ضر مع العماد داوود راجحة ذات مرة �إىل مركز البحوث‬ ‫العلمية حيث كان فيه خبري �صيني‪ ،‬و�سمع حديث ًا حول نوع من الطلقات‬ ‫ال�سامة يتم ت�صنيعه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أي�ض ًا برفقة راجحة �شاهد ع��ددا من ال�ضباط الرو�س الذين يعطون‬ ‫درو�س ًا نظرية ل�ضباط �سوريني ال يعرف ماهي‪ ،‬وذلك يف مدر�سة الدميا�س‬ ‫الع�سكرية‪.‬‬ ‫الرقيب �أول « ابو القا�سم» ‪ ،‬من مواليد عام ‪ ،1984‬بلدة الب�صرية‪ ،‬دير‬ ‫الزور‪ ،‬عمل الربع �سنوات مع مرافقي العماد داوود راجحة قبل �أن ي�صبح‬ ‫وزير ًا للدفاع‪ ،‬ورافقه يف كافة االجتماعات واجلوالت التفقدية كمرافق �أو‬ ‫�سائق �شخ�صي‪ ،‬نقل من مرافقة العماد داوود راجحة �إىل الفوج ‪ 92‬حيث‬ ‫كان يتم التحقيق معه بعد حادثة ت�سميم �ضباط «خلية الأزمة» ‪ ،‬التي كان‬ ‫على �صلة بها‪ ،‬لين�شق بعدها مبا�شرة ويلتحق ب�صفوف الثوار‪.‬‬


‫املقال الترّ كيز على ق�ضية �أخ��رى‪« :‬والأه��م من‬ ‫تلك الأرق��ام هي ّ‬ ‫الطبيعة الع�سكر ّية للمقاتلني‪،‬‬ ‫�إذ يتمتّع معظمهم بخرب ٍة وا�سعة يف العمليات‬ ‫ال�سابقة يف دول كثرية ك�أفغان�ستان‬ ‫الع�سكر ّية ّ‬ ‫والعراق‪ ،‬لذا كانت العمليات التي تتبناها اجلبهة‬ ‫هي �أكرث العمليات قو ًة من حيث كم ّية اخل�سائر‬ ‫التي يتك ّبدها ال ّنظام»‪.‬‬

‫جبهة ال ُّنرصة بعيون غرب ّية‬ ‫ن�صار‬ ‫ترجمة و�إعداد‪� :‬سنتياغو َّ‬ ‫(امل �ق��ال��ة م���س�ت�ن��دة ع�ل��ى ع ��دة م �ق��االت بحث ّية‬ ‫وحوارات يف دور ّيات ومواقع �إلكرتونية �أمريكية‬ ‫وبريطان ّية‪ .‬وال ب� ّد من الإ��ش��ارة �إىل �أن الآراء‬ ‫ال � ��واردة ال ت �ع�ّب�رّ ب��ال �� �ض��رورة ع��ن وج �ه��ة نظر‬ ‫املرتجم �أو جريدة «ج�سر»)‬ ‫منذ ظهور «جبهة ال ّن�صرة لأهل ّ‬ ‫ال�شام»‪� ،‬أواخر‬ ‫كف�صيل م�س ّلح يعمل على �إ�سقاط‬ ‫عام ‪،2011‬‬ ‫ٍ‬ ‫تباينت الآراء ووجهات ال ّنظر بني‬ ‫نظام الأ�سد‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫مدافع ومهاجم‪ .‬ولكن بقيت تلك االختالفات‬ ‫مقاالت قليلة‪،‬‬ ‫نقا�شات عابرة �أو‬ ‫مقت�صر ًة على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أمريكي‪ ،‬يف كانون الأول‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫القرار‬ ‫�إىل �أن �صدر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2012‬ال��ذي يعترب «جبهة ال ّن�صرة» «منظم ًة‬ ‫�إره��اب �ي��ة بحكم تبع ّيتها لتنظيم ال�ق��اع��دة يف‬ ‫ال �ع��راق»‪ ،‬وق��د ت�ض ّمن ال�ق��رار ذات��ه جتميد �أي��ة‬ ‫تخ�ص متويل اجلبهة‪.‬‬ ‫�أر�صد ٍة مالية ّ‬ ‫يف امل�ؤمتر ال�صحفي ال��ذي تال هذا القرار‪ّ ،‬مت‬ ‫الإعالن كذلك عن جتميد �أر�صد ٍة مال ّية للجي�ش‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبي التابع للنظام‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل �أم��وال �أمين‬ ‫ج��اب��ر (امل � ّت �ه��م بتمويل عمليات ال�ش ّبيحة يف‬ ‫الالذقية) و�شقيقه حممد جابر (املتّهم ب�إر�سال‬ ‫�ش ّبيحة �إىل تركيا بهدف �إي��ذاء معار�ضي نظام‬ ‫الأ�سد هناك)‪.‬‬ ‫بعد ه��ذا الإع�ل�ان الأم�يرك��ي ت�ضاعفت �أع��داد‬ ‫املقاالت والأبحاث واحل��وارات املتع ّلقة بـ «جبهة‬ ‫ال � ّن �� �ص��رة»‪ ،‬واح �ت��دم��ت ال�ك�ث�ير م��ن اجل ��داالت‬ ‫بني م�ؤ ّيدي اجلبهة ومعار�ضيها‪ .‬ا�ستند م�ؤ ّيدو‬

‫الوطني لقوى الثورة‬ ‫اجلبهة (ومنهم االئتالف‬ ‫ّ‬ ‫واملعار�ضة) يف دفاعهم على �أن «جبهة ال ّن�صرة»‬ ‫هي الف�صيل الأه��م يف املعار�ضة امل�س ّلحة‪ ،‬وقد‬ ‫ام�ت��ازت عمل ّياتهم بال�سرعة وال��د ّق��ة‪ ،‬وق��د ورد‬ ‫على ل�سان رئي�س االئتالف ال�شيخ معاذ اخلطيب‬ ‫ب�أن «جبهة ال ّن�صرة تقاتل لإ�سقاط نظام الأ�سد‪،‬‬ ‫وه��ذا يكفينا للدفاع عنها» طال ًبا من احلكومة‬ ‫الأمريكية �أن تعيد النظر بقرارها‪.‬‬ ‫مل تكن الآراء الغرب ّية على تلك ال �دّرج��ة من‬ ‫التّناق�ض‪� ،‬إذ اتفقت جميعها على مهاجمة «جبهة‬ ‫ال ّن�صرة» و�إن اختلفت درجة الهجوم‪.‬‬ ‫ك��ان الهجوم الأ� �ش � ّد م��ن ال �دّوري��ات الأمريكية‬ ‫واملف ّكرين الأمريكيني الأق��رب للي�سار‪� ،‬إذ ورد‬ ‫يف �إح ��دى امل �ق��االت امل�ن���ش��ورة يف م��وق��ع «ن��ورث‬ ‫�ستار» حتت عنوان «جبهة ال ّن�صرة‪ :‬تهدي ٌد للثورة‬ ‫ال�سورية»‪ ،‬ب�أنّ «جبهة ال ّن�صرة ال تقاتل من �أجل‬ ‫ّ‬ ‫احلر ّية بح ّد ذاتها‪ ،‬بل ت�سعى �إىل احلرية بهدف‬ ‫فر�ض قوانينها اخل��ا��ص��ة‪ .‬وب�ع�ي��دً ا ع��ن النا�س‬ ‫امل�ساكني الذين انقادوا �إليها‪ ،‬فمنْ ي�سيطر عليها‬ ‫حقيق ًة هم الأ�صول ّيون و�أيديولوج ّيتهم املتط ّرفة‪.‬‬ ‫لي�س ثمة م�ك��ا ٌن يف الأر� ��ض �أع�ط��ى فيه تنظيم‬ ‫القاعدة حقّ تقرير امل�صري للنا�س ب�أنف�سهم‪ ،‬بل‬ ‫املهم لديهم هو‬ ‫مبا يتوافق مع �أفكاره فح�سب‪ّ .‬‬ ‫ت�سخري الإ�سالم ك�شعا ٍر لهم دون االكرتاث بحقوق‬ ‫ال�س ّنة غري املتوافقني معهم)‪.‬‬ ‫الآخرين (حتى ُّ‬ ‫هذا بب�ساطة ما تدل عليه �أفكارهم وم�سريتهم»‪.‬‬ ‫واكتفت مقال ٌة �أخرى بالإ�شارة �إىل �أعداد الأجانب‬ ‫ال�سورية‪،‬‬ ‫املوجودين �ضمن اجلبهة على الأرا�ضي ّ‬ ‫حيث «ي�ش ّكل الأجانب ما ن�سبته ‪ %20‬من �أعداد‬ ‫املقاتلني يف جبهة ال� ّن���ص��رة»‪ ،‬ث� ّ�م ت��اب��ع كاتب‬

‫�أما الدّور ّيات واملواقع الربيطانية فقد كانت �أقل‬ ‫ح �دّة يف مهاجمتها‪� ،‬إذ كانت معظم العناوين‬ ‫وحم �ت��وى امل �ق��االت تتحدث ب�شكل وا� �ض��ح ب ��أن‬ ‫جبهة الن�صرة (واملتط ّرفني الإ�سالميني ب�شكل‬ ‫عام) ال ت�ش ّكل �إال ن�سب ًة ب�سيطة من العدد الك ّلي‬ ‫للمقاتلني الع�سكريني يف املعار�ضة‪ .‬ففي مقال ٍة‬ ‫يف جملة نيو �ستيت�سمان الربيطانية حتت عنوان‬ ‫«املقاتلون الأ�صول ّيون ج��ز ٌء فح�سب من الثوار‬ ‫�ضد النظام» �أكد كاتب املقال على �أن «ال ّنظرة‬ ‫امل�سبقة املوجودة ل��دي‪ ،‬ول��دى معظم الغرب ّيني‪،‬‬ ‫هي �أن الأ�صوليني �أعداء للغرب بل ويعتربون �أي‬ ‫�أجنبي مبثابة جا�سو�س»‪ .‬ويتابع يف مقاله امل�ستند‬ ‫ع�ل��ى زي���ارة ا�ستغرقت ع��دة �أي���ام يف املناطق‬ ‫ال�شمالية من �سوريا‪« ،‬ه�ؤالء املقاتلون م�شغولون‬ ‫بحربهم �ضد النظام‪ ،‬دون االهتمام بت�أ�سي�س‬ ‫دول ٍة �إ�سالمية �أو فر�ض ّ‬ ‫ال�شريعة‪ ،‬وهم ال يختلفون‬ ‫كث ًريا عن معظم الغربيني املتد ّينني املواظبني‬ ‫على �أداء فرائ�ضهم الدينية»‪.‬‬ ‫وت�شري مقال ٌة �أخ��رى �إىل �أن ر ّد الفعل الطبيعي‬ ‫لدى ال�شعب ال�سوري املناه�ض لنظام الأ�سد هو‬ ‫الوقوف �إىل جانب جبهة الن�صرة‪ ،‬لأن الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية مل تعمل على ت�سليح املعار�ضة‪،‬‬ ‫فيما كانت جبهة الن�صرة تعاين الكثري بهدف‬ ‫حترير املدن ال�سورية من �سيطرة ال ّنظام‪ .‬والأهم‬ ‫هو عدم اعتماد اجلبهة على ت�أمني ال�سالح من‬ ‫الغرب‪� ،‬إذ يتم متويلها من قبل رجال �أعمال يف‬ ‫ال�سعودية وقطر على وجه اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫ويف ع��دة ح ��وارات ق�صرية �أج��راه��ا �صحفيون‬ ‫غرب ّيون دخلوا �إىل �سوريا لنقل �أحداث الثورة مع‬ ‫مقاتلني من اجلي�ش احلر وجبهة الن�صرة‪� ،‬أكد‬ ‫معظم املقاتلني الأجانب ب�أنهم �سيغادرون �سوريا‬ ‫بعد �سقوط النظام �إما �إىل بالدهم �أو �إىل بلدٍ‬ ‫�آخر ملتابعة اجلهاد دون �أن يكون لديهم طموح‬ ‫بت�أ�سي�س �إمار ٍة �إ�سالمية‪ ،‬بينما �أكد البع�ض الآخر‬ ‫ب�أنه �سيعمل لت�أ�سي�س تلك الدولة ال يف �سوريا‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل ويف كل �أرجاء الأمة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وبعيدً ا عن هذه الآراء املتناق�ضة‪ ،‬كان االئتالف‬ ‫وا�ضحا يف رف�ضه للقرار‬ ‫الوطني‪ ،‬كما ذكرنا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الأمريكي على ل�سان رئي�سه ال�شيخ معاذ اخلطيب‬ ‫الذي قال ب�أن «مقاتلي جبهة الن�صرة منا�ضلون‪،‬‬ ‫وال يوجد خط�أ يف القتال با�سم الإ�سالم»‪.‬‬

‫العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪5 2013‬‬


‫يتجنبون تشكيل الطوابري بتكثيف نقاط التوزيع‬ ‫أبو محمد الفران‪ :‬مهام حورصنا سنؤمن لقمة عيش السوريني‬ ‫خا�ص ج�سر | �سارية الفراتي‬

‫بهمة ون�شاط ي�ستيقظ �أبو حممد باكر ًا‬ ‫ليبا�شر مع فريقه ال��ذي يتكون من عدة‬ ‫ا�شخا�ص عملية العجن من �أج��ل ت�أمني‬ ‫اخلبز للنا�س‪ ،‬وذل��ك يف ف��رن خا�ص ال‬ ‫ي�ستفيد من الدعم احلكومي �أن�ش�أه بنف�سه‬ ‫داخل مدينة دير الزور‪.‬‬ ‫م��را� �س��ل «ج �� �س��ر» ال�ت�ق��ى �أب ��و حم�م��د يف‬ ‫ال�ساعة ال�ساد�سة �صباح ًا‪ ،‬حيث كان‬ ‫م�شغو ًال برتتيب ربطات اخلبز‪.‬‬ ‫بابت�سامة هادئة قابل �أبو حممد ال�س�ؤال‬ ‫ح��ول خم ��اوف ي�شعر ب�ه��ا ت��دف�ع��ه ل�ترك‬ ‫مهنته‪ ،‬جراء ا�ستهداف مقاتالت اجلي�ش‬ ‫ال�سوري للأفران‪ ،‬بعد جمازر ارتكبتها يف‬ ‫حلفايا وتلبي�سة خلفت مئات القتلى من‬ ‫املواطنني الذين توجهوا ل�شراء اخلبز‪.‬‬ ‫يقول «من امل�ستحيل �أن نفكر برتك مهنتنا‬ ‫فهي و�سيلة عي�شنا‪ ،‬كما �أن ت��رك عملنا‬ ‫يجعلنا فري�سة �سهلة للنظام ‪ ،‬وعلينا‬ ‫�أال نعطيه ه��ذه الفر�صة‪� ،‬إن توقفنا من‬ ‫�سيطعم �إخوتنا؟»‪.‬‬ ‫وللحيلولة دون ا�ستهداف النظام لطوابري‬ ‫النا�س التي تقف �أم��ام الأف��ران‪ ،‬يتحدث‬ ‫�أب��و حممد ع��ن ال �ط��رق ال�ت��ي ابتدعوها‬ ‫للتخفيف من ع��دد ال�ضحايا يف ح��ال مت‬ ‫ا�ستهداف الفرن «لكي نخفف من عدد‬ ‫النا�س الواقفني �أمام الفرن‪ ،‬عمدنا �إىل‬ ‫الإكثار من نقاط توزيعه‪ ،‬ولو كان ذلك‬ ‫‪ 6‬العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫بكميات �أقل‪ ،‬و�أحيانا نو�صله �إىل املنازل‬ ‫لتخطي تلك امل�شكلة التي باتت تدفع بع�ض‬ ‫النا�س �إىل التخوف من ارتياد االف��ران‬ ‫خوف ًا من ا�ستهدافها»‪.‬‬ ‫غاية �أبو حممد لي�ست الربح ب�شكل م�ستمر‪،‬‬ ‫فما عا�شته مدينة دي��ر ال��زور من ق�صف‬ ‫وح���ص��ار‪ ،‬جعل النا�س يتكاتفون لتقدمي‬ ‫امل�ساعدات لبع�ضهم‪ ،‬فا�ستطاع �أبو حممد‬ ‫مع العاملني معه يف بع�ض الأحيان ت�أمني‬ ‫اخلبز �أحيان ًا باملجان‪ ،‬وتخدمي ما يزيد عن‬ ‫‪ 750‬عائلة نازحة على مدار �أربعة �أ�شهر‪،‬‬ ‫مبعدل ربطتي خبز للعائلة الواحدة‪.‬‬ ‫وت�ع��اين جميع امل��دن ال�سورية م��ن عدم‬ ‫ا�ستقرار يف �أ�سعار اخلبز الذي كان يباع‬ ‫ب �ـ‪ 15‬ل�يرة لي�صل يف ارتفاعه �إىل مئتي‬ ‫لرية يف بع�ض املناطق‪.‬‬ ‫ولكن تلك ال�سيا�سة مل تفلح على الدوام‬ ‫لدى �أ�صحاب املخابز‪ ،‬فيقول �أبو حممد‬ ‫«مع الزمن �أفل�سنا ب�سبب ازدي��اد الطلب‬ ‫وق �ل��ة الإم��ك��ان��ات‪ ،‬وت �� �ض��رر ال�ك�ث�ير من‬ ‫�شرائح املجتمع ‪ ،‬فالغني الذي كان غني ًا‬ ‫قبل �أ�شهر هو اليوم حتت معدل الو�سط‬ ‫بكثري‪ ،‬ول��ذل��ك حولنا العمل على مبد�أ‬ ‫تدوير ر�أ���س امل��ال واملحافظة عليه ‪ ،‬من‬ ‫خ�لال بيع اخل�ب��ز مل��ن ي�ستطيع ��ش��راءه‪،‬‬ ‫وتقدميه جمان ًا ملن ال ي�ستطيع ال�شراء‪،‬‬ ‫وبالتايل الإبقاء على ر�أ���س امل��ال بحدود‬ ‫املعدل املنطقي»‪.‬‬

‫وي�ح�م��ل �أب ��و حم�م��د ال �ن �ظ��ام م�س�ؤولية‬ ‫توفري اخلبز للنا�س‪ ،‬وي�شتكي من غياب‬ ‫الدعم على املازوت والطحني الأ�سا�سيني‬ ‫ل�صناعة اخل�ب��ز‪� ،‬إال �أن��ه ال ينكر وج��ود‬ ‫�أ�شخا�ص ا�ستغلوا حاجة النا�س فتالعبوا‬ ‫ب��الأ��س�ع��ار الأم ��ر ال ��ذي دف�ع��ه وم��ن معه‬ ‫ب�إن�شاء نقاط �أك�ثر للبيع وب�أ�سعار اقل‬ ‫من غريهم فبد�أ النا�س بالتوافد عليها‬ ‫تدريجي ًا‪.‬‬ ‫يبت�سم ق �ل �ي� ً‬ ‫لا ل �ي �ق��ول «ب��ه��ذه اخل �ط��وة‬ ‫ا�ستفدنا يف خلق جو من املناف�سة لك�سر‬ ‫حالة اال�ستغالل يف ال�سوق‪ ،‬ف�أ�سهمنا يف‬ ‫تخفي�ض �سعر الربطة �إىل �أق��ل من مئة‬ ‫ل�يرة بتكاتف ج�ه��ود �أ��ص�ح��اب الأف ��ران‬ ‫الأخرى»‪.‬‬ ‫وت�ضطر غالبية الأفران يف دير الزور �إىل‬ ‫اللجوء لل�سوق ال�سوداء من �أج��ل ت�أمني‬ ‫الطحني واملازوت‪ ،‬خا�صة �أن ن�سبة كبرية‬ ‫م��ن املحافظة خ��ارج �سيطرة النظام‪،‬‬ ‫فتتم �صناعة اخلبز اليدوي يف الأري��اف‬ ‫�أم��ا الأف� ��ران يف امل��دي�ن��ة ف�لا ت��دع��م من‬ ‫قبل ال��دول��ة‪ ،‬في�ضطر ال�ف��ران فيها �إىل‬ ‫احل�صول على امل��واد من خ�لال احل��دود‬ ‫�أو عن طريق التجارة احل��رة مع الرقة‪،‬‬ ‫وم��ن بع�ض العاملني مع النظام‪ ،‬الأم��ر‬ ‫ال��ذي جعل الأ�سعار غري ثابتة ومرتفعة‬ ‫با�ستمرار عن حدها الطبيعي ب�ضعفني‬ ‫وثالثة �أ�ضعاف‪.‬‬


‫يف طريقه‬ ‫ألداء الواجب ‪...‬‬ ‫استشهد‬

‫ق�صة �شهيد‬

‫الطبيب الشهيد‬ ‫عدنان العكييل‪:‬‬ ‫أقسمنا عىل معالجة‬ ‫الناس يف كافة‬ ‫الظروف‬

‫منزله قبيل ا�ست�شهاده بفرتة ك��ان م�شفى‬ ‫ال���س��اع��ي ب��دي��ر ال� ��زور‪� ،‬أق ��ام ف�ي��ه ‪ 45‬ي��وم� ًا‬ ‫متوا�ص ًال‪ ،‬متنق ًال بني اجلرحى وامل�صابني‪،‬‬ ‫متفقد ًا �ش�ؤونهم‪ ،‬مل يغادره �إال بانقطاع التيار‬ ‫الكهربائي‪ ،‬ونفاذ الوقود من املولدات‪ ،‬كان‬ ‫هذا حال ال�شهيد الطبيب عدنان العكيلي‪.‬‬ ‫ا��س�ت���ش�ه��د ال �ط �ب �ي��ب ع ��دن ��ان ال �ع �ك �ي �ل��ي يف‬ ‫‪ 2012/9/27‬بقذيفة �أطلقها جي�ش النظام‬ ‫ال�سوري‪ ،‬بالقرب من منزله‪ ،‬ف�أثناء خروجه‬ ‫من املنزل وقعت قذيفة ق��رب منزل يعرف‬ ‫�أنه م�أهول‪ ،‬فهرع لريى �إن كان به م�صابني‪،‬‬ ‫فجاءته قذيفة �أخ��رى‪ ،‬ا�ست�شهد حينها على‬ ‫الفور‪.‬‬ ‫دفن يف حديقة عامة مبنطقة احلميدية‪ ،‬باتت‬ ‫الحقا ً مدفن ًا لأطباء كرث ا�ست�شهدوا يف تلك‬ ‫الفرتة حني ا�شتد ق�صف قوات النظام على‬ ‫املنطقة‪ ،‬بح�سب ما رواه �أحد جريانه الذين‬ ‫التقتهم «ج�سر»‪.‬‬ ‫ويروي اجلار «كان الطبيب ي�أبى مغادرة دير‬

‫ال��زور حت��دي��د ًا عندما ا�شتد الق�صف على‬ ‫املنطقة‪ ،‬ومل يفكر يف ال�سفر بحث ًا عن فر�صة‬ ‫عمل كما فعل �أطباء كثري‪ ،‬غري �آبهني بحياة‬ ‫الآخ��ري��ن وجراحهم‪ ،‬ك��ان با�ستمرار يحمل‬ ‫حقيبته‪ ،‬ويتنقل بني الأحياء لي�سعف امل�صابني‬ ‫واجلرحى»‪.‬‬ ‫ويتابع «كلما ا�شتد الو�ضع �سوء ًا ونزح �أفراد‬ ‫من املنطقة‪ ،‬كان يقول‪ :‬لن �أن��زح‪ ،‬املال لي�س‬ ‫العامل الوحيد ال��ذي يتحكم ببقائنا هنا‪،‬‬ ‫نحن �أق�سمنا على معاجلة النا�س مهما كانت‬ ‫الظروف‪ ،‬ولن �أتخلى عن هذا الق�سم»‪.‬‬ ‫فانتهت حياة الطبيب وهو يدافع عن ق�سمه‪،‬‬ ‫ملبي ًا نداء الواجب حتى �آخر حلظة‪ .‬والطبيب‬ ‫عدنان العكيلي من مواليد دي��ر ال��زور عام‬ ‫‪� ،1955‬أنهى درا�سته الثانوية يف ديرالزور‪،‬‬ ‫ودخ��ل كلية الهند�سة الكهربائية يف جامعة‬ ‫ح �ل��ب‪ ،‬وح���ص��ل ب�ع��ده��ا ع�ل��ى بعثة ل��درا��س��ة‬

‫الطب يف جامعة ال�صداقة يف مو�سكو‪ ،‬تخرج‬ ‫عام‪ ،1983‬ليعود �إىل دير الزور‪.‬‬ ‫وع�م��ل كطبيب ع��ام يف ق��ري��ة ه�ج�ين‪ ،‬قبل‬ ‫�أن يبد�أ االخت�صا�ص يف كل من دي��ر ال��زور‬ ‫ودم�شق‪ ،‬وبعد �إن�ه��اء االخت�صا�ص عمل يف‬ ‫امل�شفى الوطني بدير ال��زور كطبيب تخدير‪،‬‬ ‫ثم �أ�صبح رئي�س ًا ل�شعبة التخدير يف امل�شفى‬ ‫الوطني‪ ،‬وعني مدير ًا عام ًا للم�شفى الوطني‬ ‫عام ‪� ،1998‬إال �أنه ا�ستقال بعد فرتة وجيزة‪،‬‬ ‫ليعني ثانية مدير ًا عام ًا للم�شفى عام ‪،2011‬‬ ‫وا�ستقال �أي�ض ًا بعد ف�ترة وجيزة‪ ،‬لينخرط‬ ‫ب �ع��ده��ا يف احل� ��راك ال� �ث ��وري‪ ،‬وا� �س �ت �م��ر يف‬ ‫تقدمي امل�ساعدة للم�صابني حلني ا�ست�شهاده‪.‬‬ ‫ولتكرميه مت �إ�صدار طابع من طوابع الثورة‬ ‫يحمل �صورته تخليد ًا لذكراه‪.‬‬

‫‪ 18‬شهيداً يف مجزرة «القحطانية» بينهم عائلة بأكملها‬ ‫‪ ‬ارتكبت ق���وات ال �ن �ظ��ام ��ص�ب��اح ال���س��اد���س‬ ‫والع�شرين من �شهر كانون الأول جمزرة راح‬ ‫�ضحيتها ‪� 18‬شهيد ًا‪ ،‬مت توثيقهم باال�سم‬ ‫الثالثي‪ ،‬بحق �أهايل قرية القحطانية الواقعة‬ ‫يف الريف الغربي ملحافظة الرقة‪.‬‬ ‫وتعر�ضت القرية للق�صف املكثف منذ بداية‬ ‫الليل وحتى �صباح ال�ساد�س والع�شرين من‬ ‫�شهر كانون الأول حلظة وقوع املجزرة‪ ،‬وطال‬ ‫الق�صف �أي�ض ًا عدة قرى ومزارع‪ ،‬لكن مل يبلغ‬

‫عن �إ�صابات‪.‬‬ ‫وم��ن �شهداء املجزرة عائلة ب�أكملها من �آل‬ ‫العلي وهم (علي‪� ،‬شادية‪ ،‬يو�سف‪ ،‬ح�سون)‬ ‫�إ� �ض��اف��ة اىل وال��دت �ه��م‪ ،‬الأم� ��ر ال� ��ذي دف��ع‬ ‫والدهم يا�سني العلي �إىل متزيق دفرت العائلة‬ ‫يف امل�شفى الوطني بالرقة بح�سب م��ا قال‬ ‫املتواجدون هناك‪.‬‬ ‫ويف امل �ق��اب��ل‪ ،‬ق��ال �إلإع�ل��ام امل ��ؤي��د للنظام‬ ‫ال�سوري �إن «جمموعات �إرهابية م�سلحة قامت‬ ‫بارتكاب جمزرة بحق �أهايل القحطانية»‪.‬‬ ‫العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪7 2013‬‬


‫«قرنة عداي» من البعاجني للرديسات‬ ‫�آخر �ساعات الفجر‪ ،‬الفي�سبوك مابي الدومري‪،‬‬ ‫مثل �شوارع الدير بها الوقت ‪...‬‬ ‫�أط�ل��ع م��ن البعاجني متو�ضي‪ ،‬ب�شورت �أ��س��ود و‬ ‫كال�ش و كنزة ري��ال م��دري��د «��ش�ح��ذة»‪ ،‬بجيبي‬ ‫هويتي‪ ،‬وميتني ورقة‪ ،‬وكيتب بالقلم الأزرق زمرة‬ ‫دمي عل كتفي‪...‬برحلة البحث عن الطعام‪.‬‬

‫الدين‪ ،‬منع�شة مثل ر�ضا الوالدين‪ ،‬جتيك بعدها‬ ‫بالقرنة‪ ،‬ريحة الزبالة املكومة من زمان‪.‬‬ ‫يقول العلم �إنو متو�سط عمر الذبابة خم�س طع�ش‬ ‫يوم‪ ،‬ب�س بالدير بي نوع جديد من الذبني نيوي‬ ‫يخللد‪ ،‬و�صار يفكر يكوون نف�سو‪ ،‬و ي�شوف حفادو‬ ‫زيدين‪.‬‬ ‫ريحة احلاوية ت�سطل‪ ،‬مريتو من ميها و تخايلي‬ ‫ذب �ي �ن��ة ب �ق��د ن ����ص ك�ل�ا���ش‪ ،‬وح��وال �ي �ه��ا ذب��اب�ين‬ ‫مراهقني يهتفون «�إىل الأب��د �إىل الأب��د و العمى‬ ‫�أحلى من الرمد»‪.‬‬ ‫ما علينا ‪ ،‬نزلتو بنزلة الردي�سات ‪ ،‬بطلتو عادتي‬ ‫�إنو �أ�شحط بالكال�ش‪ ،‬لأنو �إذا انقطع راح �أ�ضطر‬ ‫�ألزقو ب�شرططون و ينتزع ال�ستايل‪� ،‬صرتو �أم�شي‬ ‫�شوي �شوي‪ ،‬فقدتو الإح�سا�س بالفج�أة ملا �أ�شوف‬ ‫الدمار بالردي�سات‪ ،‬لأن��و تتفاج�أ ب�س �أول مرة‪،‬‬ ‫بعدين ي�صري كل �شي عادي‪..‬‬ ‫رحتو عاجلبيلة‪� ،‬أك�ثر املناطق ايل بيها حياة‬ ‫بالدير‪ ،‬بيها ريحة م��ازوت و ب��ارود‪ ،‬و�أه��م �شي‬ ‫خبز حار ‪...‬‬ ‫�إبن حالل من غام�ض علمو كفخني بربطة خبز‪،‬‬

‫�أم يا�سر و�أوالده� ��ا �صغار يتجولون يف �إح��دى‬ ‫حدائق دم�شق نهار ًا‪ ،‬ليبحثوا عن م�أوى لهم يف‬ ‫الليل ق�سم من الأوالد الذين مل يتجاوز الرابعة‬ ‫ع�شرة يعملون يف �سوق الهال‪ ،‬والباقون يت�سكعون‬ ‫يف ال�شارع حتى جمئ الليل‪ ،‬ه ��ؤالء هجروا من‬ ‫بيوتهم يف دير الزور ومل يح�صلوا على م�ساعدة‬ ‫�إىل الآن‪ ،‬ومنذ عامني مل يدخلوا مدر�سة‪ ،‬لذا‬ ‫�أود �أن �ألفت نظر كل من يهمه الأمر‪� ،‬إىل ه�ؤالء‬ ‫ال�صغار‪ ،‬فهم م�ستقبل �سوريا‪ ،‬وعائلة �أم يا�سر‬ ‫لي�ست الوحيدة‪ ،‬فكم من طفل �أبعد عن مدر�سته‬ ‫ب�سبب الأحداث من امثال ه�ؤالء!‬ ‫ً‬ ‫كانت �سورية حتتل املرتبة التا�سعة عربيا يف حمو‬ ‫الأمية‪ ،‬وت�شري التقارير ال�سابقة ال�صادرة عن‬ ‫احلكومة ال�سورية �إىل �أن الأمية يف تراجع‪ ،‬ولكن‬ ‫حمللون ي�شريون �إىل �أن الثورة وااللتفات لالقتال‬ ‫وال�ت�ه�ج�ير‪ ،‬جعل ن�سبة ك�ب�يرة م��ن الأط �ف��ال ال‬ ‫يلتحقون مبدار�سهم‪ ،‬و�إن حدث فال يوجد التزام‬ ‫حقيقي ب�سبب الظروف ‪.‬‬

‫ظروف املنطقة‪ ،‬لتعليم الأطفال فقط من �أجل‬ ‫حمو الأمية‪ ،‬و�أي�ضا و�ضع خطط م�ستقبلية من‬ ‫قبل املعنيني يف املجل�س الوطني وهيئات الثورة‪،‬‬

‫من دون �أترنيت و ال موبايل‪� ،‬أح�س بالوحدة‪ ،‬ب�س‬ ‫خمي فا�ضي‪ ،‬ما �أ�شغلو �إال تيلي الليل‪ ،‬تا �أ�شتاق‬ ‫ولأن��و موبايلي من دون �شبكة ‪� ،‬أ�ضطريتو �أول‬ ‫ام�ب��ارح �أقلب بالر�سايل‪ ،‬قريتو �أك�ثر من �ألف‬ ‫ر�سالة و�صلتني من �سنة و ج��اي‪� ،‬شي من حب‬ ‫انتهى‪� ،‬شي من �أ�صدقاء عمرهم �أنتهى‪ ،‬و�شي من‬ ‫نا�س بالن�سبة �إيل من بداية الثورة انتهو‪...‬‬ ‫�أ�صلآ �أين طلعتو وماين عرفان وين رايح ‪ ،‬ب�س‬ ‫الأعرفو �إنو رب العاملني يطعمي الع�صافري‪ ،‬مو‬ ‫معقول يرتكنا بال �شغلة ناكلها‪.‬‬ ‫ال�صبحيات ‪ ،‬الدير مثل كرنفال الروائح‪ ،‬الطيبة‬ ‫و املو طيبة‪...‬‬ ‫�أول نف�س ت�سحبو‪ ،‬هو ريحة ال�صبح‪ ،‬ما تتغري ليوم‬

‫لذا �أوجه نداء �إىل كل املجال�س املحلية وامل�ؤ�س�سات‬ ‫الإغاثية وك��ل من يعمل يف التطوع �إىل مراعاة‬ ‫م�س�ألة تعليم �أطفالنا‪� ،‬سواء من خ�لال �إقامة‬ ‫حلقات �صغرية‪ ،‬ولو كان ذلك يف منازل‪ ،‬وح�سب‬ ‫‪ 8‬العدد الأول ‪ 1 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫و كي�س بي معلبات‪ ،‬و علبة كرميلة زاهي !! زاهي‬ ‫بهالأزمة !! ب�س �شبدكم بالكالم ‪ ،‬بق امل��ي من‬ ‫احلنفية مع كرميالية الزهاي �أح�سن من مية‬ ‫براد و �سبعطع�ش طرمز ‪....‬‬ ‫بطريق الرجعة‪ ،‬زيد طلعلي واحد �سفقني بهدلة‪،‬‬ ‫ح�س�سني �إنو �أنا ايل بقتو �سجادة اجلامع‪ ،‬يقلي‬ ‫بي قنا�ص بالزاوية و الزم �أم�شي عاحلايط‪ ،‬و �أقلد‬ ‫�صوت الر�صيف و مدري �إي�ش‪ ،‬يخاب �إممم لوين‬ ‫ميت �أزبطلي من هالبهدلة‪.‬‬ ‫م��ا علينا‪ ،‬رجعتو عالبيت‪ ،‬ايل مابي غ��از من‬ ‫ا�سبوع‪ ،‬تناو�شتو هالفا�س من الربندة‪ ،‬و نزلتو‬ ‫�سفق بال�سجرة املبطوحة باحلارة‪ ،‬م�شان نليقي‬ ‫نار نطبخ بيها الغدا ‪...‬‬ ‫رج�ع�ت��و ب �ي��دي ث��ث ق���ص��ات خ���ش��ب‪ ،‬و بوجهي‬ ‫عالفرا�ش ‪� ،‬آخذيل غفوة من هالزينات ‪...‬‬ ‫قبل ما �أن��ام‪� ،‬صرتو �أتخيل حمل حمود العبد‪ ،‬و‬ ‫�أنا رايح لعندو �أ�شرتي �أكالت من تبع الزناكيل‪،‬‬ ‫كالك�سي و ب��رب�ك��ان و تقري�شة‪ ،‬و �أ�ستطعم و‬ ‫�أتلممظ ‪�...‬إال ما غفيتو‪ ،‬غفوة �سريعة‪ ،‬قبل ما‬ ‫يبل�ش الق�صف‪.‬‬

‫«لفتة»‬

‫ل�ت��دارك الآث��ار اخلطرية لهذا الأم��ر‪ ،‬فنحن ال‬ ‫ميكن �أن نتطلع �إىل بناء �سورية حرة ومزدهرة‪،‬‬ ‫�إال من خالل تهيئة اجليل القادم للنهو�ض بها‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.