خارطة موقف
من ميسك بالسلطة يف سورية؟
مقابلة
قائد إحدى الكتائب لـ «جرس» :هكذا «رسقنا» النفط وأنا مستعد للمحاسبة
الثالثاء 16نيسان / 2013العدد السادس عرش /السنة األوىل
سورية أسبوعية مستقلة
تحت أعني الثوار ثروة سورية النفطية يبددها النظام واللصوص
الحجة «مريم الخليفة» تطهو للمقاتلني والجرحى يف الرقة عىل الحطب
ملوقفها املتضامن مع الريف الدمشقي النظام يتفنن بعقاب العاصمة
www.fasebook.com/jesrpress
كيف تخطط ملرشوع ناجح؟ جمعية إغاثية طبية منوذجاً
www.twitter.com/jesr_press
املعارضة ..االنفصال عن الواقع
عبد النارص العايد يوماً بعد يوم تتباعد الشقة بني املعارضة السياسية السورية، والشعب السوري الثائر ،ومن سلوكها وترصفاتها تبدو منفصلة عن الواقع ،عىل النحو الذي كان عليه النظام يف بداية الثورة ،ونقول مع بداية الثورة ،ألن النظام بعد اشتباكه مع املجتمع السوري لسنتني بات خبريا ً وقريباً من الواقع مبا ال يقاس مع املعارضة السياسية التي أصبحت يف واد آخر متاماً. وبينام يعج الداخل السوري ،وخاصة املحرر ،مباال يحىص من املشاكل التي تحتاج إىل دراسة وترصف ما ،يبحث الساسة يف الكواليس عن مصالحهم الحزبية والشخصية بال كلل، ويف العلن يعقدون اجتامعات ال تنتهي لتشكيل التشكيالت، وهيكلة الهياكل ،أما مثقفو املعارضة ،أو مدعوها ،فيقيمون املؤمترات يف أفخم يف الفنادق ليخرجوا منها بحصيلة من العالقات العامة ،تضاف إىل رصيدهم ،وال يشء سوى ذلك. يقام اآلن يف استنبول مؤمتر واسع للـ «العدالة االنتقالية» ويتلوه مؤمتر أكرث سعة للـ «السلم االهيل» ،وسبقهام العديد من املؤمترات وورشات العمل وما إليها ،دون أدىن نتيجة ملموسة. لن نردد الكالم الشائع القائل إن منكويب الداخل أوىل باملبالغ التي ترصف ،مع أن الكالم محق وغاية يف الوجاهة ،فإقامة كل واحد من املدعوين تكلف يف الليلة الواحدة ماال يقل عن ثالمثائة دوالر أمرييك، وهي تكفي إلقامة أود عائلة ملدة شهر عىل األقل. ما سنتكلم عنه هو مفارقة العناوين املطروحة للمشاكل واالحتياجات التي يطرحها الواقع ،هناك ما ال يحىص من القضايا السورية التي يجدر بالباحثني واملثقفني أن يبحثوها ويضعوها يف إطارها الصحيح ،ويقدمون عنها دراسات تفصيلية للساسة والرأي العام السوري. ماذا عن نفط املناطق املحررة املرسوق واملهدور؟ ماذا عن احتياجات السكان؟ وأين الدراسات التفصيلية ألزمة التعليم والخدمات؟ ماذا عن العبث الذي طال كافة مرافق الدولة ومؤسساتها بغياب وجود سلطة مركزية ،وكيف السبيل إىل استعادة دورها ووظيفتها؟ إن األموال التي تنفق يف هذه املؤمترات ،هي جزء مام قدم للشعب السوري ،بسبب ما يعانيه من قتل ودمار ،وليس من العدل ،وال من املسؤولية ،أن ينفق يف بحث قضايا أقل ما يقال فيها إنها ثانوية ،ولن تعرتضنا إال عىل املديني املتوسط والطويل. عىل املعارضة السورية أن تعرف أن النظام مبا استفاده من دروس االشتباك مع الواقع اليومي للسوريني ،بدأ يعمل عىل استعادة ثقة بعض املجتمعات به ،تحديد ا ً الواقعة تحت سيطرته ،وخاصة لدى املقارنة بجحيم الحياة يف املناطق املحررة التي يفتك بها الفقر واملرض والجهل واستبداد بعض حملة السالح من راكبي موجة الثورة ،وإن سمعة املعارضني وسريتهم ليست أفضل من سرية أزالم النظام إال فيام ندر، وإذا كان يحلو للبعض أن يقول إنه يتحدى أن يجرؤ أحد من مسؤويل النظام عىل زيارة املناطق املحررة ،فإنني أؤكد أن ما من مسؤول يف املعارضة قادر عىل زيارة تلك املناطق أيضاً.
jesr.press@gmail.com