العدد العشرون من جريدة جسر

Page 1

‫أخبار‬ ‫رأي‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫معركة القصير ‪ ..‬مستمرة‬ ‫االنتخابات الرئاسية اإليرانية واللغم‬ ‫األذري‬ ‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫الثالثاء ‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‪ /‬السنة األولى‬

‫من يقود الثورة؟‬ ‫عبد الناصر العايد‬

‫معركة القصير الكبرى‬

‫قائد المجلس العسكري في‬ ‫الحسكة لـ «جسر»‪ :‬نتحفظ‬ ‫على بعض ممارسات الفصائل‬ ‫اإلسالميةالمتشددة‬

‫أية جدوى من الحملة‬ ‫الوطنية لحماية آثار سورية!‬

‫‪6‬‬

‫‪www.fasebook.com/jesrpress‬‬

‫الجسر المعلق‪..‬‬ ‫ايقونة دير الزور شهيدًا‬

‫‪8‬‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫‪12‬‬

‫من مظاهر عظمة الثورة السورية‪ ،‬إن ال زعيم هلا‪ ،‬فهي‬ ‫ليست ثورة خنب او حزب أو فئة‪ ،‬ومل تنجم عن موقف أو‬ ‫حدث فاصل‪ ،‬وإمنا هي حتوالت تارخيية‪ ،‬جنمت عن تراكم‬ ‫ظواهر سلبية لعقود طويلة‪ ،‬وتقودها الرغبة يف التغيري حنو‬ ‫عامل افضل‪ ،‬ومؤسس على قيم ومفاهيم الكرامة واحلرية‪.‬‬ ‫والن األمر كذلك‪ ،‬فقد فشلت كل حماوالت تزعم الثورة أو‬ ‫اهليمنة الشخصية عليها‪ ،‬واضرت النزعة االستئثارية حيثما‬ ‫ظهرت بتقدم مبسار الثورة‪ ،‬ويف بعض احلاالت أودت بأصحاهبا‪.‬‬ ‫لكن إدراك هذه الواقعة وفهمها‪ ،‬ال يعين‬ ‫اطالقاً إغفال دور القيادة يف جناح أي عمل‬ ‫مجاعي‪ ،‬والتفريق جيدا بني القيادة و الزعامة!‬ ‫حتتاج الثورة إىل قادة ينظمون عملها على األرض‪،‬‬ ‫فصائلها وجمموعاهتا‪ ،‬يتمتعون‬ ‫وينسقون بني‬ ‫باملعرفة واملهارة واللياقة للتعامل مع خمتلف الظروف‬ ‫والصعوبات‪ ،‬دون أي أوهام جتعلهم يظنون للحظة أن‬ ‫ما ينجز على األرض هو بفضلهم أو ملكهم بالذات‪.‬‬ ‫وحتتاج الثورة إىل خرباء قادرين على قراءة الواقع بشكل‬ ‫موضوعي‪ ،‬ومعرفة االمكانيات املتاحة بشكل علمي‬ ‫منهجي‪ ،‬ووضع خطط قابلة للتنفيذ ومراقبتها ميدانياً‪ ،‬على‬ ‫أن ال يدخل يف اعتباره أو خططه حسابات من خارج الواقع‪،‬‬ ‫أو غايات من خارج مجلة األهداف اليت تستهدفها الثورة‪.‬‬ ‫وحتتاج الثورة إىل مفكرين وساسة ميكنهم استشراف املاضي‬ ‫وقراءة احلاضر والتكهن باجتاهات املستقبل‪ ،‬وهؤالء هم من‬ ‫مينحون العمل الثوري رؤاه االسرتاتيجية‪ ،‬اليت بدوهنا يصبح‬ ‫أي عمل اشبه خببط عشواء وفوضى عمياء‪ ،‬ولكن عملهم‬ ‫لن ينجح‪ ،‬وسيفشلون يف تأدية دورهم وواجبهم‪ ،‬إن مل‬ ‫خيلصوا العمل للثورة وجناحها‪ ،‬وأن يروا إىل أنفسهم أيضا‪،‬‬ ‫كمجرد حلقة يف سلسلة متكاملة‪ ،‬تبدأ من أطفال درعا ومتر‬ ‫باملتظاهر الذي خرج معربا عن حلمه ملرة واحدة‪ ،‬وبالناشط‬ ‫السلمي واالغاثي واالعالمي واملقاتل‪ ..‬وأن يرى واحدهم‬ ‫إىل دوره وفضله‪ ،‬أقل مبا اليقارن مع أي شهيد أو معتقل‪.‬‬ ‫لقد قتلتنا‪ ،‬بالفعل املباشر ال بالقول اجملازي‪ ،‬لوثة‬ ‫الزعيم األوحد‪ ،‬والقائد امللهم‪ ،‬ورمز األمة‪ ،‬وما‬ ‫إليها من مظاهر جنون العظمة‪ ..‬وآن لنا أن حنيا‪.‬‬

‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


‫أخبار‬

‫معركة القصير ‪..‬‬ ‫مستمر ة‬

‫يف ظل الصمود الكبري للثوار يف القصري‪ ،‬أرسل «حزب‬ ‫اهلل» اللبناين مزيد من التعزيزات من عناصره اىل مدينة‬ ‫القصري اليت هتامجها قواته مدعومة باعداد كبرية من قوات‬ ‫النظام السوري واسلحته الثقيلة‪ .‬فيما تعرضت املدينة‬ ‫لقصف عنيف بالطريان احلريب واملدفعية‪.‬‬ ‫كما أدى أدى سقوط قذائف نامجة عن تلك املعارك من‬ ‫اجلانب السوري على مناطق حدودية يف مشال لبنان‪ ،‬اىل‬ ‫اصابة تسعة اشخاص جبروح‪ ،‬وفق مصدر حملي‪.‬‬ ‫وأكد مدير املرصد السوري رامي عبد الرمحن «قتل ‪31‬‬ ‫عنصراً من حزب اهلل على االقل منذ االحد‪ ،‬اضافة اىل‬ ‫‪ 68‬من الثوار بينهم ستة جمهولو اهلوية»‪.‬‬ ‫واضاف «من الواضح ان حزب اهلل هو الذي يقود اهلجوم‬ ‫على القصري»‪.‬‬ ‫واشار اىل ان «تسعة عناصر من القوات النظامية وثالثة‬ ‫مسلحني موالني هلا‪ ،‬قتلوا كذلك منذ ان بدأت هذه‬ ‫القوات االحد اقتحام املدينة اليت يسيطر عليها الثوار منذ‬ ‫اكثر من عام»‪.‬‬ ‫واوضح ان «اربعة مدنيني بينهم ثالث نساء‪ ،‬قتلوا ايضا‬ ‫يف اليومني املاضيني»‪.‬‬ ‫وعرضت قناة «املنار» التلفزيونية التابعة لـ»حزب اهلل»‬ ‫لقطات لتشييع مخسة عناصر من احلزب امس يف الضاحية‬ ‫اجلنوبية لبريوت والبقاع‪ ،‬مشرية اىل ان «هؤالء قضوا خالل‬ ‫ادائهم واجبهم اجلهادي»‪.‬‬ ‫وافاد مصدر مقرب من احلزب ان «العدد االكرب من‬ ‫عناصره قتلوا بسبب االلغام اليت زرعها املقاتلون املعارضون‬ ‫يف املدينة»‪.‬‬ ‫واضاف املصدر الذي رفض كشف امسه ان احلزب «ارسل‬ ‫تعزيزات جديدة من عناصر النخبة اىل القصري»‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل انه «اعتقل ايضاً عددا من مقاتلي املعارضة بينهم‬ ‫اجانب»‪.‬‬ ‫وقال املرصد ان «الطائرات احلربية «نفذت غارات على‬ ‫مناطق يف مدينة القصري‪ ،‬وسط قصف عنيف باملدفعية‬ ‫الثقيلة»‪ ،‬مشرياً اىل «استشهاد مقاتلني اثنني» من الثوار‬ ‫يف اشتباكات‪.‬‬ ‫وقال عبد الرمحن ان «مقاتلي املعارضة يبدون «مقاومة‬ ‫شرسة‪ ،‬ويرفضون ترك املدنيني» الذين يقارب عددهم ‪25‬‬ ‫الف شخص‪.‬‬ ‫ويقول خرباء أن هذا اهلجوم الكبري على القصري مرده إىل‬ ‫موقع املدينة االسرتاتيجية اليت تشكل صلة وصل اساسية‬ ‫بني دمشق والساحل السوري‪ ،‬وخط امداد رئيسي لقرهبا‬

‫‪2‬‬

‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫من احلدود اللبنانية‪.‬‬ ‫وتقول اوساط الثوار إن اشرس املعارك تدور يف مناطق اىل‬ ‫الشرق من املدينة حيث توجد عدة قواعد للجيش ويف‬ ‫املداخل اجلنوبية والغربية اليت يسيطر عليها حزب اهلل‪.‬‬ ‫وقال أحد الثوار يف داخل املدينة احملاصرة أن كتائب الثوار‬ ‫يف مشال القصري وغرهبا حتاول صد احدث اهلجمات واليت‬ ‫استشهد فيها ثالثة من املدنيني ليتجاوز عدد الشهداء بني‬ ‫مقاتلني ومدنيني خالل الثماين واالربعني ساعة االخرية‬ ‫‪ 100‬شخص‪ .‬وأكد أن اهلجوم على القصري مل ينجح‬ ‫بعكس ما ذكرته وسائل اعالم النظام‪.‬‬ ‫وأكد أن كتائب الثوار استعدت هلذه املعركة منذ وقت‬ ‫طويل وجهزوا دفاعاهتم منذ أشهر وقاموا بوضع شراك‬ ‫خداعية والغام وقنابل على جوانب الطرق ملواجهة‬ ‫اهلجمات املدرعة وآليات حزب اهلل ‪.‬‬ ‫وقالت مصادر امنية لبنانية ان عدد قتلى حزب اهلل ‪.12‬‬ ‫ومل يعلن حزب اهلل ارقاما بشأن عدد قتاله‪.‬‬ ‫نددت اخلارجية االمريكية بشدة االثنني باهلجوم العسكري‬ ‫الذي يشنه النظام السوري على مدينة القصري االسرتاتيجية‬ ‫مبساعدة حزب اهلل اللبناين‪ ،‬متهمة دمشق بالعمل على‬ ‫التسبب بنزاع طائفي‪.‬‬ ‫وقال مساعد املتحدث باسم اخلارجية باتريك فنرتيل ان‬ ‫«الواليات املتحدة تدين بشدة الغارات اجلوية العنيفة‬ ‫والقصف املدفعي لنظام االسد يف هناية االسبوع على‬ ‫مدينة القصري السورية احملاذية للحدود اللبنانية حيث قتل‬ ‫اكثر من تسعني شخصا‪ .‬ان نظام االسد عرب شنه هذا‬ ‫اهلجوم يتعمد احداث توتر طائفي»‪.‬‬

‫واضاف املتحدث «نندد ايضا بالتدخل املباشر حلزب اهلل‬ ‫(‪ )...‬الذي يؤدي عناصره دورا كبريا يف هجوم نظام»‬ ‫بشار االسد‪.‬‬ ‫واعترب فنرتيل ان «احتالل حزب اهلل لقرى على طول‬ ‫احلدود اللبنانية السورية ودعمه للنظام وامليليشيات املؤيدة‬ ‫لالسد يفاقمان التوتر الطائفي االقليمي ويسامهان يف‬ ‫استمرار محلة الرعب (اليت يشنها) النظام على الشعب‬ ‫السوري»‪.‬‬ ‫قال نائب األمني العام جلامعة الدول العربية أمحد بن‬ ‫حلي إن اجلامعة تدين بشدة األحداث الدامية يف مدينة‬ ‫القصري السورية القريبة من احلدود مع لبنان‪ .‬ودعا بن‬ ‫حلي دمشق‪ ،‬خالل االجتماع الطارئ جمللس اجلامعة على‬ ‫مستوى املندوبني الدائمني‪ ،‬اىل وقف العنف فورا‪ .‬ويبحث‬ ‫االجتماع الذي دعت اليه قطر‪ ،‬ويشارك فيه األمني العام‬ ‫للجامعة العربية نبيل العريب واملبعوث األممي العريب اىل‬ ‫سورية األخضر االبراهيمي‪ ،‬جممل التطورات على الساحة‬ ‫السورية‪ ،‬وخاصة األحداث يف مدينة القصري‪ .‬ويأيت‬ ‫االجتماع قبل يوم واحد من اجتماع للجنة الوزارية العربية‬ ‫املعنية باألزمة السورية على مستوى وزراء اخلارجية العرب‬ ‫املقرر عقده مبقر األمانة العامة للجامعة العربية بعد غد‬ ‫اخلميس برئاسة قطر ملناقشة تطورات األوضاع ىف سورية‪،‬‬ ‫ىف ضوء الدعوة املطروحة لعقد املؤمتر الدوىل اخلاص بإجياد‬ ‫حل سياسى لألزمة السورية ‪ .‬وتبحث اللجنة الوزارية ىف‬ ‫اجتماعها تطورات األوضاع ىف سورية ‪ ،‬خاصة ىف ضوء‬ ‫التفاهم األمريكي الروسي بشأن عقد مؤمتر «جنيف ‪»2‬‬ ‫والبناء على ما مت االتفاق عليه ىف «جنيف ‪ ، »1‬وذلك‬ ‫ىف إطار البحث عن حلول سياسية لألزمة السورية‪. .‬‬


‫رأي‬

‫االنتخابات الرئاسية اإليرانية‬ ‫واللغم األذري‬

‫نوري الجراح‬

‫يف ظل صراع أذري‪ -‬فارسي مرشح ألن يشكل صاعق‬ ‫ألزمة كربى يف إيران‪ ،‬وخالل شهور ثالثة تفصلها عن‬ ‫االنتخابات الرئاسية املزمعة يف ‪ 15‬يونيو (حزيران) املقبل‬ ‫يتصاعد الكالم اليوم عن إيران جديدة لن تعرف طعم‬ ‫اهلدوء ستنتج عن هذه االنتخابات‪ ،‬قد تتحول إىل‬ ‫قوميات تتنازع على جغرافيا سيجري تقسيمها إىل أقاليم‬ ‫‪.‬تؤسس لدول منفصلة‬ ‫لعلها املرة األوىل ُمنذ قيام دولة اخلميين سنة ‪ ،1979‬اليت‬ ‫يدخل فيها الصراع على رأس السلطة يف إيران طوراً قد‬ ‫يدخل البالد يف سلسلة من التطورات والتداعيات اليت ال‬ ‫سابق هلا‪ ،‬ما جيعل مستقبل املتشددين يف البالد جمهوالً‪،‬‬ ‫دون أن يكون البديل اإلصالحي جاهزاً ليكون البديل من‬ ‫اهنيار الكيان كله‪ ،‬خصوصاً أن املكون األذري (نسبته ‪25‬‬ ‫باملائة من اإليرانيني) يعد إيران‪ ،‬انطالقاً من قلعته يف تربيز‪،‬‬ ‫مروراً مبختلف مناطق وجود األذريني‪ ،‬وصوال إىل طهران‬ ‫‪.‬نفسها‪ ،‬بصيف ٍ‬ ‫الهب حقاً‬ ‫فالشكوى األذرية من املظامل والغنب واالستهتار باحلقوق‬ ‫الثقافية واالجتماعية واالقتصادية للمكونات غري الفارسية‪،‬‬ ‫وعلى رأسها األذريني أنفسهم‪ ،‬بلغت مستويات غري‬ ‫عادية‪ ،‬ومالمح انفجار عنف كبري يسبق االنتخابات‬ ‫أو حىت يتزامن معها انطالقاً من تربيز وصوالً إىل طهران‬ ‫يوقظ‪ ،‬بدوره‪ ،‬النزعات القومية واالنفصالية لدى قوميات‬ ‫إيرانية أخرى غاضبة من النخبة احلاكمة (فارسية أساسا)‪،‬‬ ‫كالعرب والكرد والبلوش وغريهم‪ ،‬أمر مل يعد من باب‬ ‫التكهن أو التوقع او التصور البعيد عن الواقع‪ ،‬خصوصاً‬ ‫يف ظل التوجهات الفارسية ألمحدي جناد‪ ،‬االنفجار يطل‬ ‫برأسه يومياً ويكاد انفجاره يتحول إىل حقيقة مل تعد‬ ‫مؤجلة كثرياً‪ ،‬يف ظل ما يصدر‪ ،‬أيضاً‪ ،‬عن املكونات‬ ‫األخرى كاألهوازيني والكرد والبلوش من تظلمات‬

‫وشكاوى اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية بلغت‬ ‫أمساع العامل قريباً وبعيداً‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن إيران‪ ،‬انطالقاً من‬ ‫خمتلف القراءات السسياسية من داخلها وخارجها معاً‬ ‫مقبلة‪ ،‬مع استحقاق االنتخابات الرئاسية يف ‪ 15‬حزيران‪/‬‬ ‫يونيو املقبل‪ ،‬على صيف بالغ السخونة‪ ...‬والبعض يذهب‬ ‫‪.‬أبعد لريى أن صيف إيران املقبل سيكون ثورياً بامتياز‬ ‫واملالحظ أن الصراع احلاد على السلطة والنفوذ بني الرئيس‬ ‫أمحدي جناد وبني حلقة املقربني من املرشد علي خامنئي‪،‬‬ ‫واملرشد نفسه‪ ،‬مل ختف حدته‪ ،‬بل يتصاعد ويتفاقم يف‬ ‫ظل السياسات الكارثية للخارجية اإليرانية‪ ،‬اليت فشلت‬ ‫يف إرضاء اجملتمع الدويل من جهة‪ ،‬واشتغلت‪ ،‬من جهة‬ ‫ثانية على توتري العالقات يف اإلقليم‪ ،‬وصوالً إىل التدخل‬ ‫السافر يف الوضع السوري والذي بلغ درجة الشراكة‬ ‫االنتحارية مع نظام يقتل شعبه وبات سقوطه وشيكاً‪،‬‬ ‫وهو ما يرعب القيادة اإليرانية‪ ،‬وجيعلها متوترة وموتورة‪،‬‬ ‫وقد راكم يف الداخل اإليراين وضعاً ساخطاً بني صفوف‬ ‫فئات شعبية واسعة متضررة من كل هذا يف معاشها‬ ‫واقتصادياهتا‪ ،‬ومستقبلها الوطين‪ ،‬لكوهنا انتهت إىل أهنا‬ ‫تواجه وضعا ميؤوسا منه‪ ،‬ال عالج له إال حبلول جذرية‬ ‫مل يعد يف مستطاع املتشددين تقدميها من دون أن يفلتوا‬ ‫دفة احلكم ويرتكوهنا ملنافسيهم من اإلصالحيني‪ .‬لكن‬ ‫هذا هو بالضبط ما ال يفكر املرشد واجملوعات احمليطة‬ ‫به االستسالم له أبدا‪ .‬وإذا ما أضفنا على هذا الوصف‬ ‫للوضع الداخلي املتفاقم املوقف الدويل من املسألة النووية‬ ‫اإليرانية الذاهب إىل هنايات التشدد مع إيران من خالل‬ ‫رفع درجة العقوبات اإلقتصادية إىل مستويات باتت‬ ‫هتدد باهنيار النظام‪ ،‬ميكننا‪ ،‬إذ ذاك‪ ،‬أن حنصل على‬ ‫وصفة جاهزة النفجار مدو سيعرب عن نفسه‪ ،‬هذه املرة‪،‬‬ ‫يف تظاهرات مرشحة ألن تتحول إىل إنتفاضات صغرية‬

‫غري مرتابطة قومية وعمالية وشبابية لن تتأخر عن موعد‬ ‫االنتخابات‪ ،‬تنطلق هذه املرة ال من تربيز وحدها (مهد‬ ‫انتفاضة ‪1979‬اليت محلت اخلميين ومشروعه إىل السلطة)‬ ‫ولكن من االهواز وكردستان وبلوشستان وغريها من مدن‬ ‫األطراف‪ ،‬لتصل إىل العاصمة طهران كما تصل كرة النار‪.‬‬ ‫ولن يكون ضرباً من اخليال بعد ذلك‪ ،‬توقع ظهور مقاطع‬ ‫فيديو حتمل إىل فضائيات العامل العريب والعامل صور‬ ‫طالب وطالبات يتساقطون مضرجني بالدماء‪ ،‬برصاص‬ ‫احلرس الثوري الطائف على دراجاته النارية وعرباته املدرعة‬ ‫يف املدن اإليرانية والعاصمة طهران على الطريقة السورية‬ ‫اليت هي نفسها طريقة مستنسخة عن طريقة الباسيج يف‬ ‫طهران خالل اضطرابات سنة ‪ .2009‬وبالتايل سيكون‬ ‫هناك عشرات إن مل يكن مئات من أمثال ندى اغا‬ ‫‪.‬سلطان يف شارع االضطراب اإليراين‬ ‫لقد بلغ السيل الزىب‪ .‬كما عرب يل أحد قادة احلركة‬ ‫اإلصالحية املقيم يف لندن سيد عطاء اهلل مهاجراين‪ ،‬وزير‬ ‫الثقافة االسبق‪ ،‬ورفيق خامتي يف حماوالته اإلصالحية‪.‬‬ ‫ورأى مهاجراين أن التغيري قادم الحمالة‪ ،‬وأن االحتماالت‬ ‫كلها واردة يف إيران اليوم‪ ..‬ال سيما على خلفية لوحة‬ ‫الثورة السورية العارمة اليت تشغل اإلقليم كله وتكاد تشعل‬ ‫‪.‬اإلقليم كله‬ ‫ولن يكون هذا السيناريو بعيداً عن املنطق عندما نضيف‬ ‫إىل عوامل األزمة العامة يف إيران‪ ،‬ارتفاع معدالت البطالة‬ ‫لتبلغ نسبة مروعة جتاوزت الـ‪ 35‬باملائة‪ ،‬إىل جانب اهنيار‬ ‫التومان‪ ،‬العملة الرمسية للبالد‪ ،‬يف ظل تضخم إقتصادي‬ ‫‪.‬جتاوزت معدالته الـ ‪ 70‬باملائة‬ ‫ولعل السؤال اجلدير بالطرح اآلن هو ما إذا كان عنصر‬ ‫جديد ميكن أن يدخل على املعادلة اإليرانية عشية‬ ‫االنتخابات‪ ،‬ويقلب املوازين لصاحل انفراج من نوع ما‬ ‫يفككك عناصر التفجري داخل قوى النظام من جهة‬ ‫وبينها وبني الشارع الغاضب من جهة ثانية‪ ،‬من دون أن‬ ‫نعول كثريا على قوى املعارضة االصالحية املنضوية يف‬ ‫احلزبني اللذين يشكالن العمود الفقري للتيار اإلصالحي‪،‬‬ ‫ونعين هبما حزب جبهة املشاركة اإلسالمية الذي تزعمه‬ ‫حممد رضا خامتي شقيق الرئيس اإليراين السابق حممد‬ ‫خامتي‪ ،‬وحزب جبهة جماهدي الثورة اإلسالمية الذي‬ ‫يتزعمه السياسي املخضرم هبزاد نبوي‪ ،‬بسبب ضعف‬ ‫اآلليات اليت تتيح هلما تفعيل عالقتهما باجلماهري الغاضبة‬ ‫جلهة اختاذ مواقف أكثر جرأة وعملية معا من مطالبها‬ ‫اآلخذة يف التوسع والتجذر‪ ،‬مقابل ميوعة موقف كل‬ ‫منهما من األسس اليت ينهض عليها النظام القائم‪ ،‬حبيث‬ ‫ال يعول على هذين التنظيمني يف إحداث قطيعة جذرية‬ ‫‪.‬مع فلسفة املتشددين يف احلكم‬ ‫ولكن من هي القوى السياسية اليت ستشارك يف‬ ‫االنتخابات الرئاسية اإليرانية املقبلة؟ وهل ستقتصر على‬ ‫أركان النظام املتزامحني على السلطة‪ ،‬أم ستتعداهم إىل‬ ‫ممثلني عن قوى سياسية إصالحية ويسارية ودميقراطية‪،‬‬ ‫ال سيما تلك اليت تنتمي إىل احلركة اخلضراء اليت ظهرت‬ ‫على إثر انتخابات ‪ ،2009‬وال يزال الزعيمان املعربان‬ ‫عنها موسوي وكرويب يف اإلقامة اجلربية‪ ،‬وال يبدو أهنما‬ ‫سيودعاهنا من دون حركة مجاهريية يف الشارع تشبه تلك‬ ‫‪.‬اليت عرفتها طهران قبل اربع سنوات‬ ‫لقد شغل السؤال حول هوية القوى اليت ستتنافس يف‬ ‫االنتخابات املقبلة احملللني واملنظرين السياسيني وأهل الرأي‬ ‫يف إيران وخارجها‪ .‬ويف الوقت الذي يتفاءل البعض من‬ ‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫‪3‬‬


‫حتقيق‬ ‫طفلة تغتصب وطفل يصف رفاقه بـ «العراعير»‬ ‫أطفال سورية استبدلوا مدارسهم وبرامجهم بنشرات األخبار وباتوا «قلب الحدث»‬ ‫مرشدة اجتماعية‪ :‬طلب مني إغالق ملف طالبة صف سابع تعرضت الغتصاب‬ ‫جماعي كون المغتصبون «يقومون بحمايتنا»‬ ‫بهزاد حاج حمو‪ /‬الحسكة‬

‫«ماذا بإمكاين أن أقدم لطفل يروي لك بغرابة‪ ,‬مشهد‬ ‫تطاير أشالء والده وأخته الصغرية يف رأس العني؟» قالت‬ ‫ذلك املرشدة النفسية «ساللة»‪ ،‬العاملة يف فريق «آهني»‬ ‫للدعم النفسي‪ ،‬لتعكس الصعوبات اليت تواجه فريق العمل‬ ‫عند قيامهم بإعادة تأهيل األطفال السوريني الذي شهدوا‬ ‫عمليات القصف والقتل‪.‬‬ ‫نصف مليون طفل سوري بني الجئ يف دول اجلوار أو‬ ‫نازح داخل البالد‪ ،‬حبسب األمم املتحدة‪ ،‬ومليونا طفل‬ ‫سوري معرضون للموت نتيجة تواجدهم يف مناطق تشهد‬ ‫نزاعات مسلَّحة‪ ،‬حبسب صحيفة إماراتية‪ ،‬كل ذلك ينذر‬ ‫بنشوء جيل يعاين اضطرابات نفسية‪ ،‬حبسب خمتصني‪،‬‬ ‫فضالً عن انتشار األمية يف صفوفه بعد إغالق الكثري من‬ ‫املدارس يف حمافظات عدة‪.‬‬ ‫ذاكرة طفلة‬ ‫الصف‬ ‫يف‬ ‫(احلسكة)‬ ‫عامودا‬ ‫من‬ ‫طفلة‬ ‫ناسو»‬ ‫«آرتا‬ ‫ّ‬ ‫اخلامس االبتدائي تقول «كل صباح أثناء خروجي من‬ ‫البيت باجتاه املدرسة أتذكر األطفال السوريني الذي‬ ‫شردوا وال يستطيعون االلتحاق مبدارسهم‪،‬‬ ‫استشهدوا و ّ‬ ‫أحزن من أجلهم‪ ,‬وأحياناً ِّ‬ ‫أفكر بعدم الذهاب إىل املدرسة‬ ‫تضامناً معهم»‪.‬‬ ‫وتضيف «هناك أطفال ينامون يف العراء بعد أن قُصفت‬ ‫املدمرة‪( ،‬بشارو) قتل‬ ‫مير أمام مدرسته َّ‬ ‫منازهلم‪ ,‬وهناك من ّ‬ ‫الكثري من أطفال سورية‪ ,‬لن نغفر له»‪.‬‬ ‫تواظب آرتا‪ ,‬منذ األيام األوىل الندالع الثورة‪ ,‬على‬ ‫املشاركة يف كل مظاهرة تنطلق يف مدينتها‪ ,‬لتصعد على‬ ‫أكتاف أحدهم حاملة «املايكروفون» وحنجرهتا الصغرية‬ ‫تصدح بعبارات احلرية‪.‬‬ ‫خماطر التظاهر‬ ‫حيذر األخصائي النفسي «حممد علي عثمان»‪ ،‬وهو‬ ‫عضو يف الفريق احمللي لتنمية الطفولة املبكرة (اليونسكو)‬ ‫يف حديثه لـ «جسر» من مشاركة الطفل يف املظاهرات‪،‬‬ ‫واستخدامه أثناءها لعبارات عنيفة ضد شخص معني‪ ,‬إذ‬ ‫أن ذلك يساعد على تنمية السلوك العدواين‪ ,‬إضافةً إىل‬ ‫دفعه لتبين اجتاهات سياسية وعقائدية مغلَّفة‪ ,‬وهذا ما‬ ‫يسمى باالنتماء األعمى‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫ولكن بنفس الوقت اعترب عثمان أن هذه احلالة أقل‬ ‫خطورة على صحة الطفل النفسية‪ ،‬إذا ما قورنت باحلجم‬ ‫اهلائل من االنتهاكات اليت ُتارس يومياً حبقه‪ ،‬مشرياً إىل‬ ‫وجود حال من االبتذال يف استغالل الطفل يف احلروب‬ ‫والرتويج للقتل‪ ،‬بدفعه حلمل السالح وتشجيعه على‬ ‫االخنراط يف صفوف «اجملموعات املسلحة»‪.‬‬ ‫اختالط املفاهيم‬ ‫«عبدو» (‪11‬عام)‪ ,‬ترك املدرسة منذ عام‪ ,‬يقف‬ ‫طوال النهار جبانب برميل من البنزين لبيعه بسعر السوق‬ ‫السوداء‪ ،‬مرت جبانبه مظاهرة كان من بني املشاركني فيها‬ ‫بعض زمالءه من أيام الدراسة‪ ,‬حتدثوا مع بعضهم بكثري‬ ‫«كنت أشاركهم التظاهرات‬ ‫من الشتائم‪ ,‬مث التفت قائالً‬ ‫ُ‬ ‫قبل أن مينعين والدي من ذلك‪ ,‬هؤالء من مجاعة‬ ‫العرعور»‪.‬‬ ‫مدارس بديلة‬ ‫تعتقد املرشدة النفسية «ساللة» أن هناك جيالً من‬ ‫يتحي الفرصة للظهور يف البالد‪ ،‬نتيجة عدم‬ ‫األميني َّ‬ ‫االهتمام بسلك التعليم وانصراف اجلميع إىل حروهبم‪ ،‬لذا‬ ‫فإهنا تقوم بالعمل مع فريق «آهني» للدعم النفسي‪ ,‬على‬ ‫إحياء فكرة املدارس البديلة‪ ,‬كإجراء ترقيعي للوضع احلايل‪.‬‬ ‫إال أن األخصائي حممد علي عثمان قلل من جدوى هذه‬ ‫اخلطوة رغم اعرتافه بأمهيتها‪ ,‬كونه اعترب أن هذه املدارس‬ ‫البديلة عن املدارس الرمسية لن تستطيع استيعاب مخسة‬ ‫جراء الظروف احلالية‪.‬‬ ‫باملئة فقط من الطالب املتضررين َّ‬ ‫خوف من السالح‬ ‫(سرخبون) ستة أعوام‪ُ ,‬س ِّجل يف الصف األول هلذا العام‬ ‫لكنه ّأب أن يلتحق باملدرسة‪ ،‬والسبب كما يقول «مل‬ ‫أذهب للمدرسة سوى يوم واحد فقط‪ ,‬هناك سيارات‬ ‫كثرية مليئة ٍ‬ ‫برجال حيملون (مسدسات) إهنم خييفونين»‪.‬‬ ‫فأصر‬ ‫اإلجابة‪,‬‬ ‫يف‬ ‫تلعثم‬ ‫سرخبون؟‬ ‫يا‬ ‫يد‬ ‫وبسؤاله ماذا تر‬ ‫َّ‬ ‫يد احلرية (آزادي‪,‬آزادي) لكن‬ ‫عليه والده أن يردد‪ ,‬أر ُ‬ ‫سرخبون حدق بعيون والده قائالً بتحد‪ :‬أريد حلماً‪.‬‬ ‫الصدد إن‬ ‫يقول األخصائي «هوزان زيدو» يف هذا َّ‬ ‫«حماولة تلقني الطفل تيارات سياسية أو مفاهيم‬ ‫إيديولوجية معينة تتخطى مداركه العقلية والذهنية‪ ,‬يؤدي‬ ‫إىل تشويه َملكاته‪ ،‬وضمور قدراته على االختيار احلر»‪.‬‬ ‫اغتصبوها ليحموها‬ ‫مؤخراً بني النشطاء حديث عن حاالت‬ ‫وبات يرتدد َّ‬ ‫وحترش جنسي تتعرض هلا الفتيات الصغريات‪،‬‬ ‫اغتصاب ُّ‬ ‫دون أن جيرؤ أحد على توثيقها أو مالحقة الفاعلني‬ ‫ومعاجلة ضحايا االغتصاب‪ ,،‬ملا يعنيه هذا املوضوع من‬ ‫مس لتقاليد وأعراف اجملتمعات‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫طلبت عدم الكشف‬ ‫وكشفت مرشدة نفسية لـ «جسر» ْ‬ ‫عن امسها‪ ,‬عن حالة اغتصاب َّ‬ ‫متكنت من رصدها يف‬ ‫املدرسة اليت كانت تعمل هبا‪ ,‬فقالت‬ ‫«الحظت سلوكاً‬ ‫ُ‬ ‫انطوائياً شديداً على إحدى طالبات الصف السابع‪,‬‬ ‫يف إحدى جلسايت االعتيادية معهن‪ ،‬وبعد متابعيت هلا‬

‫وانفرادي هبا لعدة جلسات‪ ,‬اعرتفت الطالية باكية أهنا‬ ‫ومنذ شهور تتعرض الغتصاب يومي من قبل جمموعة‬ ‫وصفتهم بزعران احلي»‪.‬‬ ‫وأضافت املرشدة «صعقين اخلرب‪ ,‬لكين مل أرد أن أنقل‬ ‫للطالبة دهشيت‪ ,‬فسألتها عمن يكون هؤالء‪ ،‬وبالفعل‬ ‫فأبلغت مدير املدرسة‬ ‫نت أمساءهم‪ ،‬وكانوا ثالثة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫دو ُ‬ ‫بضرورة التحرك السريع حملاسبة هؤالء‪ ,‬فوافقين الرأي‪,‬‬ ‫إال أنه عاد يف اليوم التايل وطلب مين أن أُغلق ملف‬ ‫هذه الطالبة‪ ،‬وأنسى أمساء اجلناة هنائياً‪ ،‬عرفت الحق ًا‬ ‫أن الثالثة هم ضمن جمموعة أكرب تدَّعي حالياً يف ظل‬ ‫غياب الدولة‪ ,‬محاية املواطنني»‪.‬‬ ‫وكانت مجعية «شاويشكا» قد أقامت مؤخراً ندوة‬ ‫بعنوان «االغتصاب و التحرش اجلنسي»‪ ،‬وبينت‬ ‫إحدى عضوات اجلمعية لـ «جسر» أنه نتيجة غياب‬ ‫احملاسبة احلكومية‪ ،‬وهجرة أرباب العائالت إىل اخلارج‬ ‫للعمل‪ ,‬فضالً عن وفود الغرباء إىل املنطقة‪ ,‬ازدادت يف‬ ‫اآلونة األخرية ظاهرة االغتصاب إىل حد مل يعد بإمكان‬ ‫أحد التعامي عنها‪.‬‬ ‫«بارين» امللقبة بـ «زهرة املظاهرات»‪5( ،‬أعوام)‪ ,‬حت ّدثت‬ ‫كثرياً عن رغبتها يف زيارة محص وتلبيسة خصوصاً‪,‬‬ ‫أجابت‪ :‬يف درعا‪.‬‬ ‫وبسؤاهلا‪ :‬أين تقع محص يا بارين؟‬ ‫ْ‬ ‫املؤجلة‪ ,‬ومشاهد الذبح‬ ‫أطفال سورية‪ ,‬بني طفولتهم َّ‬ ‫اليت يتابعوهنا يومياً‪ ,‬يأملون أن ينتهي كل هذا الصخب‬ ‫لينعموا مبشاهدة برامج األطفال ساعة متواصلة‪ ،‬دون‬ ‫أصوات القصف ودون نشرات األخبار أو انقطاع‬ ‫الكهرباء‪.‬‬

‫أصدرت مديرية الرتبية يف احلسكة قراراً إدارياً يقضي‬ ‫ْ‬ ‫بإغالق ‪ 75‬مدرسة من مدارس مدينة القامشلي‬ ‫بعد خالف بينها وبني وحزب االحتاد الدميقراطي‬ ‫(‪ )PYD‬حول ساعات تدريس اللغة الكردية يف‬ ‫املدارس احلكومية‪ ,‬حيث كانت األخرية قد جلأت‬ ‫بدورها إىل إصدار قرار بضرورة تدريس الكردية‬ ‫يف املدارس احلكومية حتت شعار»لغتنا خط أمحر»‪.‬‬


‫تقرير‬

‫حاالت خطف غامضة في تل أبيض تثير الذعر بين‬ ‫األهالي والنشطاء‬ ‫منذ أول هذا الشهر شاعت حالة من الخوف والقلق‬ ‫لدى اهالي مدينة تل ابيض بسبب خطف ثالثة اشخاص‬ ‫من قبل مجهولين‪ ،‬والعثور على أحدهم مقتوال‪ ،‬في‬ ‫ظل عجز الجهات المسيطرة على المدينة كالجيش‬ ‫‪.‬الحر والكتائب اإلسالمية عن كشف الفاعل أو دوافعه‬

‫ثالث حاالت خطف‬ ‫بتاريخ ‪ 2013-5-1‬خطف احملامي أمحد العجيل من‬ ‫أمام منزله وهو من سكان مدينة تل أبيض مواليد ‪1974‬‬ ‫وكان يعمل حماميا وانضم إىل لواء شيخ اإلسالم ابن‬ ‫تيمية‪ .‬مث وجدت جثته يف أحد حقول القمح على أطراف‬ ‫املدينة بتاريخ ‪ ،2013-5-3‬ووفق الطبيب الشرعي‬ ‫جنمت الوفاة عن الضرب بأداة حادة على الرأس‪.‬‬ ‫تال ذلك حادثة خطف أخرى حملامي آخر‪ ،‬بتاريخ‬ ‫‪ 2013-5-10‬حيث خطف احملامي أنور الكطاف تولد‬ ‫‪ 1982‬يف ظروف غامضة‪ ،‬وهو ايضا حمامي وقائد كتيبة‬ ‫أنس بن مالك العاملة يف مدينة تل أبيض‪ ،‬وعضو جملس‬ ‫حملي مبدينة تل أبيض‪ ،‬واليزال مفقودا ومصريه غامض‬ ‫حىت تارخيه‪.‬‬

‫احملامي امحد العجيل‬

‫مل حيدد العاليا اجلهة اليت قامت بتلك احلوادث ولكنه مل‬ ‫ِ‬ ‫ينف صلة النظام هبا حيث قال‪ :‬إن املستفيد األول من‬ ‫تلك األحداث هو النظام‪ ،‬رمبا مل يقم هبا بشكل مباشر‪،‬‬ ‫إال ان أذرعه األمنية ال تزال داخل املدينة ‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ 2013-5-15‬قامت سيارة جمهولة يقودها‬ ‫كما أن تلك احلوادث مل ترق للمجلس احمللي مبدينة تل‬ ‫ملثمون حبسب شهود عيان خبطف املواطن عرب العباس أبيض كون أحد املختطفني هو عضو باجمللس‪ .‬وعرب رئيس‬ ‫يف وضح النهار واختفت‪ ،‬واملخطوف هو من سكان‬ ‫اجمللس أكرم دادا جلسر عن ختوفه من القادم بقوله‪« :‬هناك‬ ‫مدينة تل ابيض ايضا‪ ،‬وال يعرف عنه أي نشاط‪ ،‬لكنه‬ ‫حالة من القلق والرتقب بني أعضاء اجمللس فال أحد يعرف‬ ‫شقيق عضو اجمللس احمللي مبدينة تل أبيض وائل العباس‪ .‬من املسهدف التايل» ‪.‬‬ ‫يتابع أكرم دادا حديثه قائال‪« :‬مل نعد نعرف املستفيد‬ ‫من هذه احلوادث وماهي الغاية فلم يتصل أحد بذوي‬ ‫املخطوفني طلبا لفدية أو شيء أخر»‪.‬‬ ‫رجح الدادا يف حديثه جلسر عن اجلهة اخلاطفة بأن تكون‬ ‫جهات تابعة للنظام مازالت تعمل داخل املدينة كخاليا‬ ‫نائمة ومل يتم الكشف عنها بعد‪.‬‬ ‫أثارت هذه األفعال حفيظة املواطنني يف املدينة وأبدو‬ ‫سخطهم و قد التقت «جسر» عددا من املواطنني‬ ‫الذين عربوا عن استيائهم من تلك األحداث املتتالية ‪.‬‬ ‫حيث قال حممد احملمود ‪« :‬مل نعد نعرف من حيمي ومن ومل تتوصل أي جهة معنية لوضع حد لتلك احلوادث ولكن‬ ‫خيطف‪ ،‬وملاذا هذه احلوادث وال سببها‪ ،‬وبدأنا نشعر بأننا يقتصر األمر على التشاور بني النشطاء والتجمعات لوضع‬ ‫قد خنطف بأي حلظة ورمبا من داخل بيوتنا»‪.‬‬ ‫ألية لوقف تلك احلوادث وتأمني املدينة يقول أمحد العاليا‪:‬‬ ‫مل يقتصر الذعر على األهايل بل امتد إىل النشطاء يف‬ ‫«بدأنا بالتواصل مع عدد من النشطاء والتجمعات املدنية‬ ‫أمحد‬ ‫املدينة والذين يرون بأهنم االكثر استهدافا‪ ،‬يقول‬ ‫للتوصل إىل حل ووضعه أمام املسؤولني»‪.‬‬ ‫العاليا ‪ 31‬عاما ناشط يف جتمع شباب تل أبيض ‪:‬‬ ‫أما اجمللس احمللي باملدينة فلديه بعض احللول ولكن مل ينفذ‬ ‫بتنا نتلفت ميينا ومشاال حني نسري يف الطرقات‪ ،‬حيث‬ ‫منها شيء حىت هذا الوقت‪ .‬حيث كشف رئيس اجمللس‬ ‫من‬ ‫أننا النعرف من املستهدف وملاذا‪ .‬وأننا نشعر حبالة‬ ‫أكرم دادا عن دراسة قام هبا اجمللس وهي تشكيل قوة أمنية‬ ‫اإلحباط والذعر نتيجة الفراغ األمين احلاصل يف املدينة‪ ،‬مؤلفة من (‪ )200‬شرطي حلماية املدينة وقدمت هذه‬ ‫واليت بسببها اصبحت املدينة أشبه مبدينة األشباح بعد‬ ‫الدراسة لالئتالف الوطين لقوى املعارضة لدعمها ولكنها‬ ‫الساعة السابعة»‪.‬‬ ‫مل تطبق لوقتنا هذه‪.‬‬

‫خوف بين المواطنين‬ ‫والنشطاء‬

‫احملامي انور الكطاف‬ ‫وعن احللول الفورية أجاب الدادا أهنم اجتمعوا مع عدة‬ ‫كتائب من اجليش احلر وطلبوا منهم تأمني املدينة مقابل‬ ‫تكفل اجمللس بتأمني الطعام والشراب للعناصر املناوبة‬ ‫ولكن قادة الكتائب طالبوا بأكثر من ذلك حيث طلبوا‬ ‫رواتب وأموال مقابل تأمني املدينة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للجيش احلر العامل يف املدينة فقد حاولت‬ ‫«جسر» التواصل مع عدة كتائب لكنهم رفضوا احلديث‬ ‫عن األمر وأكتفوا بالقول إننا نعمل على هذا املوضوع‪.‬‬ ‫وبانتظار أن جتلو األيام القادمة جانبا من احلقيقة‪ ،‬خييم‬ ‫اخلوف والرتقب على سكان املدينة احملررة‪ ،‬وتزداد مطالبهم‬ ‫بظهور كيانات متأل فراغ السلطة يف البلدة بشكل جدي‬ ‫ومسؤول‪.‬‬

‫ال حلول على األرض‬

‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫‪5‬‬


‫سوريون‬ ‫السويداء تحتضن ‪ 100‬ألف نازح وأهالي الجبل يقاسمونهم‬ ‫«كسرة الخبز»‬ ‫خلدون الجبل‬ ‫«أأترك أطفايل اخلمسة يقطنون يف قبو رطب صغري أم‬ ‫فضل‬ ‫أفقدهم مجيعاً» تساءل أبو أمحد الدرعاوي‪ ،‬إال أنه ّ‬ ‫اخليار األول على املوت‪ ،‬بل إنه بات اآلن يسعد به‪،‬‬ ‫ويشعره باألمان كونه يف ضيافة أهله‪ ،‬ومل يبتعد كثرياً عن‬ ‫مدينته‪.‬‬ ‫أبو أمحد (‪ 40‬عاماً) النازح مع عائلته من مدينة احلراك‬ ‫يف درعا إىل حمافظة السويداء‪ ،‬يقطن اآلن يف قبو مكون‬ ‫غرفة و ٍ‬ ‫من ٍ‬ ‫احدة‪ ،‬ال تصله الشمس‪ ،‬وال يتجدد فيه اهلواء‪،‬‬ ‫يصمت أبو أمحد بني حلظة وأخرى‪ ،‬فتارة يرفع كفيه إىل‬ ‫السماء‪ ،‬ويناجي اهلل أن ينتقم من نظام األسد‪ ،‬وتارة يدعو‬ ‫باخلري لشباب السويداء‪ ،‬الذي وصف ما يبذلوه من جهود‬ ‫إغاثية بـ «العمل البطويل» يف ظل التضييق الذي تشهده‬ ‫حمافظتهم‪.‬‬ ‫كآالف السوريني ما دفع أبو أمحد للنزوح هو القصف‬ ‫املستمر على مدينته‪ ،‬فرحل مع زوجته وأطفاله اخلمسة إىل‬ ‫إحدى قرى السويداء‪ ،‬مبا عليهم من ثياب فقط‪ ،‬تاركني‬ ‫خلفهم منزالً مؤلفاً من أربعة غرف‪ ،‬وجمهز مبقتضيات‬ ‫احلياة‪.‬‬ ‫يصف أبو أمحد الساعات األخرية قبل نزوحه من احلراك‬ ‫بـ «دقائق املوت البطيء»‪ ,‬فيقول إن «أصوات الطائرات‬ ‫والقذائف ال تفارق مسمعي‪ ،‬وصراخ األطفال والنساء‬ ‫يسكن يف خميليت‪ ,‬ال أعلم كيف محلتين قدماي إىل البيت‬ ‫ألنقذ أوالدي وزوجيت من املوت‪ ،‬وأمتكن من جلب ما‬ ‫ادخرته من عملي يف البيتون‪ ،‬باإلضافة إىل حلي زوجيت»‪.‬‬ ‫وعن طريق السفر‪ ،‬يروي «مررت بالعديد من حواجز‬ ‫النظام يف رحليت الشاقة إىل السويداء‪ ،‬عاملونا بشكل‬ ‫فظيع ولغة التهديد والوعيد مل تفارق ألسنتهم‪ ،‬كنت أتقطع‬ ‫جسد زوجيت حبجة التفتيش‪ ,‬وصلنا إىل‬ ‫عند حتسسهم َ‬ ‫السويداء صباحاً‪ ،‬ومكثنا عند دوار العنقود ألكثر من‬ ‫ثالث ساعات برفقة العديد من العوائل‪ ,‬حىت أتى جمموعة‬ ‫من شباب السويداء‪ ،‬واصطحبوين إىل منزيل احلايل وسط‬ ‫ترحيب من صاحب الغرفة‪ ،‬قائالً لنا‪ :‬هذا ما أملك‪ ،‬ولو‬ ‫كان بإمكاين تقدمي املزيد لفعلت ذلك»‪.‬‬ ‫اآلن بعد مضي ‪ 9‬أشهر على تواجده يف السويداء بدأ‬ ‫أبو أمحد يشعر أن عائلته أصبحت أكرب‪ ،‬حبسب تعبريه‪،‬‬ ‫فقد وقف الشباب املتطوعون إىل جانب العائالت النازحة‬ ‫بشكل كبري‪ ،‬ورغم ضعف اإلمكانات‪ ،‬فإهنم يبذلون‬ ‫جهود جبارة إلظهار كرم الضيافة‪.‬‬ ‫يقول أبو أمحد «احتياجاتنا يف املنزل متوفرة احلمد هلل‪،‬‬ ‫يزورنا الشباب بشكل أسبوعي حاملني يف أيديهم ما‬ ‫استطاعوا مجعه من بيوهتم‪ ،‬ويف معظم األحيان أرى يف‬ ‫عيوهنم نظره اخلجل‪ ،‬ألهنم غري قادرين على تقدمي املزيد‪,‬‬ ‫لكن زيارهتم تعيد األنفاس إيل رغم األخبار احملبطة اليت‬ ‫تصلين بشكل يومي من مدينيت‪ ،‬وتثبت أن الشعب‬ ‫السوري واحد وشريك بالفرح واحلزن والدم وكسرة اخلبز»‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫السويداء تؤدي واجبها‬ ‫قصف النظام املستمر على اجلارة درعا والعاصمة دمشق‬ ‫وخمتلف املدن السورية فضالً عن االشتباكات املستمرة‪،‬‬ ‫أرغم أكثر من ‪ 100‬ألف شخص‪ ,‬وفقاً لسجالت‬ ‫اهلالل األمحر والناشطني العاملني يف جمال االغاثة‪ ,‬للنزوح‬ ‫إىل حمافظة السويداء‪ ،‬توزعوا على مركز املدينة وقراها‪,‬‬ ‫ليتشكل إثر ذلك جمموعات شبابية متطوعة تعىن بأمور‬ ‫اإلغاثة‪ ،‬وتعمل بشكل سري للغاية حتت قسوة التضييق‬ ‫واملالحقة األمنية الدائمة‪.‬‬ ‫ويشكل النازحون القادمون من درعا نسبة تفوق الــ‪%75‬‬ ‫من اجململ العام للوافدين اىل السويداء نظراً لاللتصاق‬ ‫اجلغرايف بني املدينتني ووجود العديد من املنافذ بينهما‪,‬‬ ‫فيما تشكل نسبة النازحني من العاصمة وريفها ‪,%15‬‬ ‫وتتوزع مدن حلب ومحص على النسبة املتبقية‪.‬‬ ‫ورغم السرية املتبعة من املتطوعني يف خمتلف مراحل‬ ‫العمل‪ ,‬إال أهنم مل يسلموا من القبضة األمنية املسيطرة‬ ‫على احملافظة واملتطلعة بكافة السبل إىل إمخاد العمل‬ ‫االغاثي‪ ,‬ما أودى بالعديد من الشبان لالعتقال ولفرتة‬ ‫طويلة بتهمة «متويل مجاعات إرهابية» أمثال (ص‪ .‬ن)‬ ‫و (م‪.‬ع) اللذان اعتقال ألكثر من ‪ 5‬أشهر من قبل أمن‬ ‫الدولة واملخابرات اجلوية على التوايل‪ ,‬كما مت اقتحام‬ ‫مستودعات العمل االغاثي يف أكثر من مناسبة واحتجاز‬ ‫كل ما فيها من مستلزمات العمل‪ ,‬لكن ذلك مل يثن‬ ‫الشبان املتطوعني نع مواصلة العمل حىت اللحظة مع تغيري‬ ‫سياسات العمل اآلمن من فرتة ألخرى وفقاً لظروف كل‬ ‫مرحلة‪.‬‬ ‫يقول «ي‪.‬ش» (‪20‬عاماً) أحد الشباب املتطوعني يف‬ ‫احملافظة إن «أول ما ُيكن أن تُشاهده يف عيون شبان‬

‫وصبايا السويداء املندفعني إىل تلبية حاجات النازحني‪،‬‬ ‫هو اللهفة والصدق احلميم يف تقدمي املساعدة بأي‬ ‫وقت»‪.‬‬ ‫ويتابع «نعمل بشكل يومي ومنظم على توفري احتياجات‬ ‫ضيوفنا من غذاء‪ ،‬حليب أطفال‪ ،‬لوازم أطفال‪ ،‬دواء‪،‬‬ ‫لباس‪ ،‬فرش وغريها‪ ،‬إما بشكل شهري أو نصف شهري‪،‬‬ ‫مع متابعة احلاالت الطارئة‪ ،‬ويتم تأمني املسكن وفقاً‬ ‫لإلمكانيات املتوفرة»‪ ,‬علماً أن مصدر التمويل للعمل‬ ‫االغاثي يأيت من مجع التربعات من األهايل داخلياً‬ ‫ومعونات مالية من شباب السويداء املغرتبني يف اخلارج‬ ‫إضافة إىل جتار احملافظة‪.‬‬ ‫وكانت بدايات اجلهود اإلغاثية ارجتالية إسعافية»‪ ،‬حبسب‬ ‫«ي‪.‬ش»‪ ،‬ومع مرور الوقت بدأ التنظيم‪ ،‬وتشكلت‬ ‫جمموعات منظمة يف كل مناطق احملافظة‪ ،‬ليتم إعداد‬ ‫قوائم بأمساء النازحني‪ ،‬تشمل أعداد كل أسرة على‬ ‫حدى‪ ،‬وما تضم من أطفال وأعمارهم‪ ،‬واحلاجات‬ ‫اخلاصة لكل منها‪.‬‬ ‫كما مت تكريس برنامج عمل يومي يتضمن توضيب‬ ‫السلل الغذائية‪ ،‬وتقسيم العمل بني من يوضب‬ ‫يوزع‪ ،‬ومن يقوم باالستقبال وتلقي‬ ‫احلاجيات‪ ،‬ومن ّ‬ ‫الطلبات‪ ,‬ومبرور الزمن أصبح العمل اإلغاثي من صلب‬ ‫حياة شباب املدينة‪.‬‬ ‫وحمافظة السويداء مل تكن بعيدة عن ثورة الكرامة واحلرية‪،‬‬ ‫فخرجت‪ ،‬رغم التضييق‪ ،‬يف الكثري من املناسبات‪،‬‬ ‫ونادت بإسقاط النظام‪ ،‬وقدمت العديد من الشهداء‬ ‫واملقاتلني يف اجليش السوري احلر‪ ,‬كما فتحت أبواهبا‬ ‫الستقبال املهجرين جراء القصف واالشتباكات‪.‬‬


‫بغياب األمان‬ ‫يحرر‬ ‫سوريون من مختلف االنتماءات يخطفون وسعيد الحظ‬ ‫ّ‬ ‫بفدية‬

‫سارة منصور‬ ‫لم يكن يعلم مصطفى‪ ،‬وهو من محافظة طرطوس مقيم‬ ‫في سلمية‪ ،‬أن مجرد محاولته تفقد منزله الكائن في‬ ‫حي التضامن بدمشق‪ ،‬سيعرضه لساعات خطف مرت‬ ‫عليه كأنها «دهر»‪ ،‬بحسب تعبيره‪.‬‬ ‫يقول مصطفى «بعد أن وردنا خرب مفاده أن عناصر‬ ‫من جيش النظام‪ ،‬اختذت من منزيل مقراً هلا‪ ،‬بسبب‬ ‫االشتباكات احلاصلة مع اجليش السوري احلر‪ ،‬ذهبت‬ ‫إىل دمشق من مدينة السلمية حيث كنت أقيم‪ ،‬وعندما‬ ‫وصلت العاصمة استقليت سيارة أجرة‪ ،‬واجتهت إىل حي‬ ‫التضامن‪ ،‬مل أكن أدري حينها أن حي التضامن قد أصبح‬ ‫حتت سيطرة اجليش احلر بالكامل»‪.‬‬ ‫يتابع «بعد نزويل من السيارة فوجئت جبماعة حتمل‬ ‫البواريد قامت باهلجوم علي واختطفتين‪ ،‬و زعموا أهنم من‬ ‫اجليش احلر‪ ،‬اقتادوين إىل منطقة أخرى‪ ،‬هناك قدموين‬ ‫لشخص قيل أنه زعيم اجملموعة‪ ،‬مث أدخلوين إىل غرفة‪،‬‬ ‫وكنت وقتها معصوب العينني‪ ،‬بعدها أزالوا العصابة عن‬ ‫عيين‪ ،‬واصطحبوين إىل شخص قالوا أنه شيخ اجملموعة‪،‬‬ ‫وبعد أن عرضوا عليه هوييت الشخصية‪ ،‬قال (هذا‬ ‫هم أحد الرجال املسلحني‬ ‫الشخص جيوز ذحبه) حينها ّ‬ ‫بذحبي‪ ،‬ووضع السكني على رقبيت‪ ،‬مل أمتالك نفسي‪،‬‬ ‫فقلت أين معارض وأصلّي‪ ،‬وأصلي من مدينة السلمية‪،‬‬ ‫وشاركت بعدة تظاهرات‪ ،‬فعدل املسلحون عن قتلي إثر‬ ‫كالمي‪ ،‬ووضعوين يف غرفة مع جمموعة أسرى‪ ،‬حيث‬ ‫تعرضت للتعذيب‪ .‬ويف النهاية طلبوا فدية لإلفراج عين‪،‬‬ ‫فدفعت أسريت هلم مبلغ ‪ 300‬ألف لرية سورية «‪.‬‬ ‫عاد مصطفى إىل أهله اليوم‪ ،‬وما أنقذه من املوت أنه‬ ‫معارض للنظام احلاكم‪ ،‬ومع كل ما جرى معه يصر‬ ‫مصطفى على القول «ال يعرب مثل هؤالء عن ثورتنا إهنم‬ ‫عصابة»‪.‬‬ ‫الشرطة ترفع يدها ‬ ‫أما علي الذي يعمل بالتجارة على طريق إدلب ـ طرطوس‪،‬‬ ‫فتحريره مت لقاء مليون لرية‪ ،‬اختطف علي أثناء عمله‬ ‫على الطريق‪ ،‬حيث قاطعه جمموعة رجال‪ ،‬وعصبوا عينيه‬ ‫واقتادوه إىل مزرعة‪.‬‬ ‫يقول علي «مل أعرف مكان وجودي‪ ،‬مسعتهم يتحدثون‬ ‫عرب أجهزة الالسلكي‪ ،‬اللهجة مل تكن غريبة ال بد أهنم‬

‫من الساحل‪ ،‬وضعوين يف ذلك املنزل‪ ،‬ومل يقدم أي من‬ ‫اخلاطفني على إيذائي‪ ،‬وبعد عدة أيام مت أخذي إىل جهة‬ ‫جمهولة بعدها مت إلقائي يف الشارع‪ ،‬وما هي إال أقل من‬ ‫ساعة‪ ،‬حىت جاء أخي وقام بفكي واصطحبين إىل املنزل‪،‬‬ ‫وعلمت فيما بعد من أهلي أن اخلاطفني قاموا بالتفاوض‬ ‫معهم بعلم ومراقبة من الشرطة واألمن‪ ،‬وعندما طلب‬ ‫أهلي من الشرطة حتريري قالوا هلم‪ :‬ال عالقة لنا هبذا‬ ‫تفاوضوا معهم املبلغ املطلوب ليس بكبري‪ ،‬فدفع أهلي‬ ‫مليون لرية سورية‪ ،‬ومت حتريري وأنا اليوم يف أمت الصحة‬ ‫واحلمد هلل»‪.‬‬ ‫الوالد مقابل الولد‬ ‫أما زياد ريف طرطوس‪ ،‬فريوى لـ «جسر» قصة قريبه‬ ‫فراس‪ ،‬حيث أن والد فراس ضابط يف اجليش السوري‬ ‫يعمل يف حلب‪ ،‬وبعد انشقاق سائق والده‪ ،‬وصلته‬ ‫هتديدات بالقتل من لواء عاصفة الشمال يف حلب‪ ،‬فتم‬ ‫اختطاف جاره‪ ،‬وبعد التأكد من هويته‪ ،‬قاموا بإعادته إىل‬ ‫منزله دون إحلاق األذى به‪ ،‬فكان هذا مبثابة إنذار‪.‬‬ ‫يقول زياد « كل ذلك دفع والد فراس إىل ترك املنزل‪ ،‬وقام‬ ‫بإرسال عائلته لإلقامة عند أحد أقاربه يف حلب‪ ،‬وما هي‬ ‫إال أيام حىت اختطف فراس مع ابن خالته لدى نزوله من‬ ‫املنزل لشراء بعض احلاجيات‪ ،‬ومت االتصال بأهله فوراً‪،‬‬ ‫ومل يكن املقابل ماالً كالعادة‪ ،‬فاخلاطفون طالبوا أن يسلم‬ ‫والده نفسه هلم مقابل إعادته‪ ،‬استعان والده بأصدقائه يف‬

‫اجليش لكن دون فائدة‪ ،‬ورفض الوالد تسليم نفسه»‪.‬‬ ‫مضى اآلن أكثر من سبعة أشهر على اختطاف فراس‪،‬‬ ‫وهو اآلن يتواصل مع أهله من خالل اخلاطفني‪ ،‬ومل يصب‬ ‫بأذى‪ ،‬ويعتقد أنه برفقة املخطوفني اللبنانيني‪ ،‬وال يعلم‬ ‫أهله إن كان موجوداً يف حلب أو أنه خارجها‪ ،‬تقول والدة‬ ‫فراس «املهم أن فراس خبري‪ ،‬وال أريد من الدنيا أكثر من‬ ‫ذلك‪ ،‬هو ابين الوحيد‪ ،‬فقدانه يعين يل الكثري‪ ،‬أنا واثقة أن‬ ‫فراس سيعود‪ ،‬وستملئ ضحكته أرجاء املنزل كعادته»‪.‬‬ ‫عناصر النظام تتاجر باملعتقلني‬ ‫ويروي طبيب فضل عدم ذكر امسه‪ ،‬وهو يعمل يف أحد‬ ‫املشايف اخلاصة بدمشق‪ ،‬ما جرى معه عندما سيطر الثوار‬ ‫على حي امليدان الدمشقي العام الفائت‪.‬‬ ‫يقول الطبيب «حني قام الثوار بتحرير احلي وفرضوا‬ ‫سيطرهتم عليه‪ ،‬كرد على هذا قامت قوات النظام حبصار‬ ‫احلي‪ ،‬وضربت مستودعات الذخرية واملشايف امليدانية‪،‬‬ ‫ونصبت حواجزها يف كافة أرجاء احلي القدمي‪ ،‬فجاءت‬ ‫دورية إىل املشفى بعد إبالغ أحد املخربين عن تعاوين‬ ‫مع اجليش احلر‪ ،‬فقاموا باقتيادي إىل سيارهتم وأخذي‬ ‫إىل الفرع‪ ،‬مل يتم التحقيق معي‪ ،‬ومل يتم فتح حمضر يثبت‬ ‫وجودي‪ ،‬والغريب أن أحد عناصر الدورية تواصل مع‬ ‫أهلي‪ ،‬وادعى أنه من عناصر اجليش احلر‪ ،‬وأهنم قاموا‬ ‫باختطايف بعد التأكد من أين عوايين‪ ،‬وطلب فدية من‬ ‫أهلي قيمتها عشرة ماليني لرية سورية‪ ،‬ومل يكن يعلم ذلك‬ ‫العنصر‪ ،‬أن أحد الضباط قام بالتحقيق معي أثناء انشغاله‬ ‫بطلب الفدية‪ ،‬وقبل قيام أهلي بدفع الفدية للخاطفني‬ ‫بيومني‪ ،‬مت إخالء سبيلي‪ ،‬وعدت إىل املنزل ساملاً»‪.‬‬ ‫حوادث الخطف تزايدت كثيراً في اآلونة األخيرة‪،‬‬ ‫ومن يقوم بها ينتمي إما للجان الشعبية أو لعناصر‬ ‫األمن أو للجيش الحر وغيرهم‪ ،‬ولكن ما زال‬ ‫الكثير من النشطاء السوريين يدينون كل تلك‬ ‫األعمال‪ ،‬وخاصة عندما تكون الغاية منها االبتزاز‬ ‫والحصول على مبالغ مالية‪ ،‬معتبرين أن تلك‬ ‫األفعال ال تعبر عن الثورة وأهدافها المنشودة‪.‬‬ ‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫‪7‬‬


‫اضاءات‬ ‫أية جدوى من الحملة الوطنية لحماية آثار سورية!‬ ‫المواطن آخر من يعلم‪...‬فهل يكون أول من يستجيب؟‬ ‫أحمد صائب‬

‫تسليطاً لألضواء على احلملة الوطنية حلماية آثار سورية‪،‬‬ ‫ر ّدت مديرية اآلثار والمتاحف على انتقادات جمعية‬ ‫حماية اآلثار السورية ألداء مديرية اآلثار خالل األزمة‬ ‫عرب موقع سرييا نيوز‪ -‬باعتقادها أنه ليس مطلوباً أن‬‫تستفيض املديرية بتقارير تقنية تفصيلية‪ ،‬كما أهنا غري‬ ‫مضطرة لإلسهاب يف إيضاح أماكن وحيثيات نقل القطع‬ ‫سجلت مديرية‬ ‫األثرية إىل أماكن وصفها باآلمنة‪ ،‬وقد ّ‬ ‫اآلثار تقديرها للمنظمات الثقافية الدولية مثل منظمة‬ ‫اليونسكو واإليكروم واإليكوموس واإليكوم‪ ،‬الذين نظموا‬ ‫دورة تدريبية يف دمشق هبدف تدريب كوادر وطنية على‬ ‫«أساليب وتقنيات محاية الرتاث الثقايف يف حاالت‬ ‫اخلطر»‪ ،‬وأهنت املديرية ردها بتسليط األضواء على احلملة‬ ‫املذكورة اليت أتت يف إطار محلة وزارة الثقافة املسماة‬ ‫«سورية بلدي»‪ ،‬وقد انطلقت فعاليات احلملة يف شهر‬ ‫تشرين األول ‪ 2012‬ساعيةً إىل «إشراك أبناء سورية مجيعاً‬ ‫يف محاية تراثهم العريق ‪-‬الذي يفخرون به‪ -‬من السرقة‬ ‫أو التخريب أو الطمس‪ ،‬وخلق إحساس لدى كل سوري‬ ‫هبويته الوطنية وارتباطها بالرتاث احلضاري»‪ ،‬حسب‬ ‫تصريح املديرية‪.‬‬ ‫وقد مت توزيع إعالنات طرقية تعكس هدف احلملة يف‬ ‫كل املدن واحملافظات السورية حتمل عبارات موجهة‬ ‫لـِ‪23‬مليون سوري ‪-‬حسب وصفهم‪ -‬وتقول‪:‬ال مستقبل‬ ‫لنا دون ٍ‬ ‫ماض‪ ،‬معاً حلماية آثار سورية‪ ،‬تراثنا ينبض باحلياة‬ ‫فلنكن عوناً يف محايته‪ ،‬آثارنا ال تباع وال تشرتى وملك‬ ‫للوطن‪ ،‬ساهم بالدفاع عنها‪ ،‬اآلثار ذاكرة الشعوب واألمم‬ ‫ومن واجبنا محايتها وحفظها ألجيال املستقبل‪.‬‬ ‫وقد مت إطالق احلملة على خلفية الضجة اليت أحدثتها‬ ‫وسائل اإلعالم الدولية واحمللية حول «أزمة اآلثار» يف‬ ‫خضم األزمة اليت تعصف بكل سورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبدورنا نسجل بعض املالحظات على املوضوع‪ ،‬أوهلا ما‬ ‫أحوال الـ ‪ 23‬مليون سوري اآلن‪ ،‬وكم بقي منهم‪ ،‬أولئك‬ ‫الذين توجه هلم عبارات احلملة اليت يبدو أهنا أفلتت من‬ ‫التغن بالشعارات اخلشبية‪ ،‬عبارات مألت شوارع‬ ‫حقبة ّ‬ ‫البلد اليت تسيل فيها الدماء على أن الشعب مل يسمع‬ ‫مبثلها بعد وسيمتثل إليها‪ ،‬فهل يوجهها املدير العام إىل‬ ‫الواقفني على طوابري الغاز واملازوت والبنزين واخلبز‪ ،‬أم إىل‬ ‫التائهني حبثاً عن مأوى وملجأ آمن؟‬ ‫وثاين مالحظاتنا هي أن سلطة اآلثار كغريها من سلطات‬ ‫البلد‪ ،‬تلجأ إىل املواطن حني ال جيد هذا املواطن ملجأً‬

‫‪8‬‬

‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫لديها‪ ،‬فها هم معظم املواطنني السوريني مشردون خارج‬ ‫ديارهم‪ ،‬وهاهي اآلثار خارج أماكنها الطبيعية والقانونية‪،‬‬ ‫فماذا عسى املواطن املنكوب أن يفعل إذا إزاء اآلثار‪،‬‬ ‫وهي تتعرض للقصف والضرب وماذا بإمكانه أن حيمي‬ ‫(رغم أن املديرية أقرت ‪-‬يف ردها ملوقع سرييانيوز أن احلملة‬ ‫حققت جناحاً‪ -‬يف حمافظيت ادلب ودير الزور!)‪.‬‬ ‫ملاذا الشعب هو آخر من يعلم إذا كانوا يريدونه أول من‬ ‫يستجيب؟ وهل املقصود من توجيه شعارات احلملة إىل‬ ‫الشعب هو حتميله مسؤولية ما جيري لآلثار الوطنية؟ إن‬ ‫التدقيق يف معطيات اآلثار واملتاحف السورية عرب سنوات‬ ‫خلت تؤكد ضلوع بعض مسؤوليها الرئيسيني يف الكارثة‬ ‫اليت حلّت باآلثار السورية‪ ،‬كتقاعسهم يف تشغيل اخلرجيني‬ ‫واحلراس والفنيني‪ ،‬وعدم استثمارهم للخربات ومبادرات‬ ‫العمل اجلدية‪ ،‬وهدرهم للتمويالت الضخمة اليت حصل‬ ‫عليها قطاع اآلثار واملتاحف من قبل الدول الشقيقة‬ ‫والصديقة‪ ،‬وعدم تنفيذهم الناجع ملشاريع احلماية واحلفاظ‬ ‫والرتميم والتوثيق الذي عُهدت أمورها لشركات خاصة‬ ‫تستخدم ناسخي بيانات متحفية هي يف أفضل أحواهلا‬ ‫حرب على ورق قدمي لسجالّت متاحف جلها مهرتئ‪ ،‬وال‬ ‫حيمل ملسات املتخصصني يف املعلومات التارخيية واألثرية‪.‬‬ ‫وال بأس‪ ،‬يف سياق احلديث عن جدوى احلملة الوطنية‬ ‫حلماية آثار سورية‪ ،‬من ذكر كارثة واحدة على األقل‪،‬‬ ‫قد متثّل مأساهتا الضربة القاضية للحملة على مستوى‬ ‫جدواها‪ ،‬وليس على مستوى ضرورهتا يف كل زمان‪ ،‬وهذه‬ ‫تتجسد يف مشاركة مديرية اآلثار‬ ‫الكارثة‪ ،‬ومثلها كثري‪ّ ،‬‬ ‫واملتاحف منذ عام ‪ 2000‬حىت عام ‪ 2006‬مبشروع‬ ‫دويل يعىن بتوثيق ورقمنة الرتكة املسمارية للشرق القدمي من‬ ‫ألواح كتابية مسمارية‪ ،‬ومن ضمنها ألواح املدن السورية‬ ‫القدمية املشروع هو ‪The Cuneiform Digital‬‬ ‫متخض‬ ‫‪ Library Initiative CDLI‬وقد ّ‬ ‫املشروع‪ ،‬حسب خبرية متحفية مطّلعة عليه‪ ،‬عن جداول‬ ‫حتصي األلواح املسمارية السورية املكتشفة‪ ،‬وعلى سبيل‬ ‫املثال دون اجلانب األجنيب عدد األلواح املسمارية ٍ‬ ‫ملدن‬ ‫ّ‬ ‫سور ٍية برقم هنائي وثابت يف جداوله‪ ،‬فصادقت مديرية‬ ‫اآلثار على صحة تلك اجلداول‪ ،‬أما يف جداوهلا هي‪،‬‬

‫وضمن نفس املشروع ونفس املدن‪ ،‬فصادقت على عدد‬ ‫خمتلف لأللواح املذكورة وبفروق تناهز املئات بل اآلالف‬ ‫إشاريت ‪ +‬و ـ أمام الرقم املذكور‪ ،‬األمر‬ ‫يف بعض األمثلة مع‬ ‫ْ‬ ‫الذي يعين مصادقة املديرية على جهلها مبا لديها من‬ ‫ألواح مسمارية‪ ،‬وتوقيعها على ما ال تدري رغم مراتب‬ ‫املوقّعني اإلدارية والعلمية‪ ،‬فأي توثيق هذا الذي حيتمل‬ ‫الزيادة والنقصان يف أهم تركة سورية؟ ال سيما وأن بعض‬ ‫املنشورات األجنبية تعرض ألواحاً مسمارية سورية مكتشفة‬ ‫يف مواقعنا األثرية نظامياً وليس هلا وجود يف املتاحف‬ ‫السورية‪ ،‬وال يف جداول املشروع املذكور الذي أمعن يف‬ ‫جرمية هذا التوثيق بعدم ذكر وجود أي لوح مسماري‬ ‫مكتشف يف مدينة قَطْنا ‪/‬املشرفة حبمص كمثال‪ ،‬علماً أن‬ ‫ألواح املدينة املذكورة قد نُشر بعضها يف «كاتالوكات»‬ ‫أجنبية حتمل توقيع بعض مسؤويل مديرية اآلثار‪ ،‬وُتدى‪،‬‬ ‫أي الكاتالوكات‪ ،‬لبعض ضيوف املديرية على أهنا مثرة‬ ‫جهود مشرتكة بينها وبني الغرب!‪.‬‬ ‫ختاماً‪ ،‬فإن األلواح املسمارية السورية هي جزء من‬ ‫الذاكرة األهم للشعب السوري‪ ،‬فكم من محلة وطنية‬ ‫حنتاج الستعادة هذه الذاكرة بعيداً عن شعارات مديرية‬ ‫اآلثار !وهل من املمكن أن نرى ضمن لوحات احلملة‬ ‫الوطنية الطرقية صوراً أللواح مدينة قَطْنا املسمارية احلاضرة‬ ‫يف منشورات الغرب‪ ،‬الغائبة عن متاحفنا لكي حيسم‬ ‫املواطن أمره يف االستجابة للحملة أو عدمها؟‪.‬‬


‫كوميديا جسر‬

‫كوميديا جسر‬

‫نبيل يوسف‬ ‫ـ استهداف الكتاب والناشطني املدنيني هو تفريغ للثورة‬ ‫من مضموهنا الفكري‪.‬‬ ‫ـ «لو كان حافظ األسد عايش كان اختلف السيناريو»‪.‬‬ ‫أربعة دالئل على أن النظام السوري غري مسؤول عن‬ ‫تفجريات الرحيانية‪..‬‬ ‫ـ الدليل األول «ناصر قنديل»‪ :‬الرحيانية كلمة عربية‬ ‫والبلدة عربية وأغلب سكاهنا عرب سوريون من ضمن‬ ‫إقليم اإلسكندرون‪ ...‬فهل من املمكن أن تقتل سوريا‬ ‫مواطنيها الذين خيرجون تأييداً هلا وأحتجاجا على‬ ‫أردوغان‪.‬‬ ‫ماذا لو اعتمد اإلعالم السوري الشفافية؟؟ ـ الدليل الثاني «يلماز أوزباشي»‪ :‬لوكانت سورية هي‬ ‫قامت قوات جيشنا الباسل مدعمة مبليشا الشبيحة اليت املسؤول ملاذا إذاً مل يتم الكشف عن لوحيت السيارتني ورقم‬ ‫يقودها عدد من أقرباء السيد الرئيس بشار األسد بقصف الشاسيه ورقم احملرك والعائدية‪.‬‬ ‫جمموعة من أحياء دير الزور وقتل عدد كبري من املدنيني ـ الدليل الثالث «عمران الزعيب»‪ :‬حنن السوريون تربيتنا‬ ‫هبدف حماولة ثنيهم عن دعم الثورة واجليش احلر وإثباتاً‬ ‫من القيادة السورية أهنا ما زالت متتلك قوة عسكرية‪،‬‬ ‫وصرح مصدر عسكري من الفرقة الرابعة أن الدمار الذي‬ ‫جيري يف املنطقة الشرقية ما زال يف حدود بسيطة وهم‬ ‫بانتظار أمر القيادة بالتخلي عن املنطقة كاملة إلحراقها‬ ‫مبن فيها‪ ،‬كما صرح وزير الدفاع بأن الصواريخ موجهة‬ ‫حنو سد الفرات بانتظار أمر إطالقها عندما تقرر القيادة‬ ‫تسليم املنطقة الشرقية كاملة‪.‬‬ ‫وأرسل الرئيس األسد برقية شكر للقيادة اإلسرائيلية على‬ ‫اختيار الوقت املناسب للقصف اإلسرائيلي حيث متت‬ ‫وأخالقنا وسلوكنا وقيمنا ال تسمح لنا بذلك ‪ ..‬أي أحد‬ ‫التغطية اجلزئية على اجملازر اليت ارتكبتها قواتنا الباسلة حبق يف العامل يستطيع أن يكون قاتال لكن ال يستطيع أي أحد‬ ‫املدنيني يف بانياس والبيضا ضمن محلة «تطهري الساحل يف العامل أن يكون أخالقياً وقيمياً‪.‬‬ ‫من السنة» مؤكداً أن الرد السوري سيقتصر على جمموعة ـ الدليل الرابع «حسين حملي»‪ :‬ألن أردوغان يريد اقناع‬ ‫من الفرقعات اإلعالمية ومطمئناً القيادة اإلسرائيلية أن‬ ‫الواليات املتحدة بالتدخل العسكري يف سورية‪.‬‬ ‫حزب اهلل حتت السيطرة وأنه منهمك اآلن بتدمري القصري ردود الفعل املتوقعة على الدالئل من قبل النظام الرتكي‪...‬‬ ‫والريف اجملاور‪.‬‬ ‫ـ إجراء محلة إقاالت نوعية يف جممل دوائر األمن الرتكي‪.‬‬ ‫بوتني‬ ‫فالميري‬ ‫الروسي‬ ‫ئيس‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫األسد‬ ‫ئيس‬ ‫كما هنأ الر‬ ‫ـ تعديل األمساء العربية للقرى احلدودية‪.‬‬ ‫مبناسبة العيد الوطين الروسي ورجاه اإلسراع بإرسال شحنة ـ نصب كامريات جديدة على خمتلف الطرق مهمتها رصد‬ ‫الصواريخ إىل ميناء طرطوس ومتديد فرتة التحقيق الدويل أرقام الشاسيهات واحملركات للسيارات‪ ،‬وخاصة القابلة‬ ‫باستخدام األسلحة الكيماوية يف سورية‪.‬‬ ‫منها لزرع العبوات الناسفة‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر تعهد وزير االقتصاد السوري بدفع‬ ‫رواتب الشبيحة خالل فرتة ال تزيد عن أربعة أيام بعد‬ ‫وصول هتديدات من شبيحة عش الورور بتنفيذ تفجري يف‬ ‫الوزارة إذا تأخرت رواتبهم‪ ،‬كما تعهد الوزير بزيادة أسعار‬ ‫جديدة وضرائب ورسوم تسهم يف تضييق احلالة املعيشية‬ ‫وزيادة نسبة إغالق األسواق واملهن‬

‫ـ إضافة منهاج «أخالق البعث‪ ...‬سلوك األنظمة القيمية‬ ‫يف شرق املتوسط» للمرحلة الثانوية باللغة العربية حصراً‪.‬‬ ‫ـ منع رئيس احلكومة من إقناع أي طرف بأي شيء‪.‬‬

‫متالزمة البوط العسكري السوري‬ ‫حذاء عسكري فوق طاولة اجتماع للمعارضة‪ ،‬وآخر‬ ‫فوق رأس أحد رجال الدين‪ ،‬وحذاء زرعت فيه ورود‬ ‫محراء‪ ،‬وآخر يضعه مؤيد على رأسه‪ ..‬واملدون «عيد‬ ‫عيسى»يكتب‪ ...‬أعطر رأسي ورقبيت وصدري برائحة‬ ‫نعال اجليش العريب السوري‪..‬‬ ‫البوط العسكري السوري «البسطار» يتم تسليمه‬ ‫للعسكري مبجرد التحاقه باجليش‪ ،‬ويطلب منه بداية‬ ‫حماولة ضربه حبجر لكسر قساوته على األرجل‪ ،‬مث دهانه‬ ‫بعلبة بويا كاملة‪ ،‬حيث تتكفل هي ببث الطراوة يف‬ ‫خشونته وبعد ذلك ميكن للعسكري أن يلبسه ليعاين فيه‬ ‫عدة أيام من تقرحات يف األصابع وروائح عفنة‪ ،‬ومن مث‬ ‫يبدأ برحلة استبدال حذائه الواسع غالباً مع أحد الذين‬ ‫يعانون من ضيقه وهم أقلة حيث تقل قياسات البوط‬ ‫العسكري الصغرية عادة يف اجليش السوري‪ ،‬وغالباً ما‬ ‫يكون البوط العسكري هو سبب يف الرتاخي أثناء الركض‬ ‫وتنفيذ املهمات واملشاريع واهلرب من دوريات الشرطة‬ ‫العسكرية يف الشوارع بسبب سوء صناعته‪ ،‬ويكون احلذاء‬ ‫ذاته سبب يف تراجع الوضع النفسي للعسكري‪ ،‬فهو وفق‬ ‫قول الكثريين من الضباط شرف للعسكري وجيب أن يتم‬ ‫التنظيف اليومي حبيث يصبح كاملرآة حيث يصر الضابط‬ ‫املدرب على رؤية وجهه مبجرد النظر إىل البوط‪.‬‬ ‫وتوصف األنظمة الدكتاتورية العسكرية بأهنا أنظمة‬ ‫البسطار العسكري الذي يضرب كل شيء‪ ،‬وغالباً ما‬ ‫حيمل البوط العسكري مضمون العنف والسيطرة‪.‬‬ ‫ملاذا ال يتم استبدال البوط كرمز انتماء وتأييد للنظام‬ ‫بالقبعة «السيدارة» مثالً‪ ،‬سؤال برسم اهليئة العامة لعشاق‬ ‫األحذية العسكرية‪.‬‬

‫أساطير مفهومية في معجم المعارض المدني‬

‫ـ النظام خياف من الكلمة أكثر من الرصاص‬ ‫ـ العلوي عقوبته مضاعفة‬ ‫ـ زوروا قرى الساحل وشوفوا الفقر فيها‬ ‫ـ كل أهل السلمية معارضني وهي عاصمة الثورة السلمية‬ ‫ـ املعارضة اخلارجية «ما بتمون عاألرض بنوب»‪.‬‬ ‫ـ ناشط اإلغاثة أخطر على النظام من حامل السالح‪.‬‬ ‫ـ انشقاق اجليش قاب قوسني أو أدىن‪.‬‬ ‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫‪9‬‬


‫خدمات‬

‫مدير الهيئة العامة للدفاع المدني في درعا لـ «جسر»‪:‬‬

‫تشكلت الهيئة لخدمة المواطنين وحققت إنجازات ولن يثنينا عن أداء واجبنا‬ ‫قصف النظام لمقر الهيئة‬ ‫مها الرفاعي ‪ /‬درعا‬

‫في كثير من المناطق المحررة بدأت العديد من‬ ‫الهيئات المدنية تتشكل نظراً للحاجة الماسة‬ ‫لوجودها‪ ،‬حيث تقوم تلك الهيئات بأعمال‬ ‫كثيرة‪ ،‬لتخفيف معاناة المدنيين في ظل غياب‬ ‫الخدمات التي كانت تقدمها الدولة سابقاً‪.‬‬ ‫«جسر» التقت مدير الهيئة العامة للدفاع المدني‬ ‫في درعا (وتقوم بمهامها حالياً في حي طريق السد)‬ ‫جهاد محاميد للحديث حول آليات تشكل الهيئة‬ ‫وكوادرها‪ ،‬وأبرز الخدمات التي تقدمها للمواطن‪.‬‬

‫تعرف الهيئة العامة للدفاع المدني؟‬ ‫كيف ّ‬

‫هيئة الدفاع املدين‪ ،‬هي إحدى اهليئات اليت أنتجتها‬ ‫الثورة‪ ،‬و تسعى إىل أن تكون وحدة إدارية متكاملة‪،‬‬ ‫تقوم باألعمال اخلدمية واإلغاثية واإلعالمية بشكل عادل‬ ‫ونزيه وشفاف‪ ،‬وإيصال هذه اخلدمات إىل مستحقيها‪،‬‬ ‫بغض النظر عن انتمائهم الطائفي والفكري‪ ،‬وبعيداً عن‬ ‫الوالءات السياسية‪.‬‬

‫ما الهدف من تشكيل الهيئة؟‬

‫أبرز أهداف اهليئة تقدمي الدعم بكافة أشكاله إىل كافة‬ ‫مناطق احملافظة‪ ،‬بشكل عادل‪ ،‬وحماولة محاية املدنيني من‬ ‫عنف النظام‪ ،‬ورفع سلطة املال واألهداف السياسية عن‬ ‫الدعم املق ّدم للهيئة‪ ،‬وتوحيد اجلهود اإلغاثية واإلعالمية‬ ‫مع املناطق األخرى يف احملافظة‪ ،‬ومنه إىل توحيد هذه‬ ‫اجلهود أيضاً مع باقي العاملني يف احملافظات السورية‪،‬‬ ‫وصوالً إىل هتيئة بيئة ذات كفاءة ومصداقية تكون حاضرة‬ ‫وجاهزة بعد سقوط النظام‪.‬‬ ‫وهتدف اهليئة أيضاً إىل نشر الوعي بني حي سكان طريق‬ ‫السد‪ ،‬وبث األمل والرغبة باحلياة يف نفوسهم‪ ،‬بعد أن‬ ‫قام النظام اجملرم بتدمري منازهلم‪ ،‬وقتل أطفاهلم ونسائهم‬ ‫ورجاهلم‪ ،‬حيث ال خيلو بيت يف حي طريق السد من‬ ‫معاناة‪ ،‬من شاب فقد قدمه إىل أخت فقدت أخاها‬ ‫إىل أم فجعت بابنها‪ ،‬فضالً عن مآسي الناس الذين‬ ‫ينتظرون معتقليهم‪ ،‬فبدأت اهليئة أوالً مبحاولة إيصال‬ ‫فكرة عمل اهليئة‪ ،‬وكافة خدماهتا إىل املدنيني‪ ،‬من خالل‬ ‫«بروشورات» توزع عليهم‪ ،‬حتوي شرحاً مفصالً لطبيعة‬ ‫عمل اهليئة وأهدافها وسبب تواجدها‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫*جتهيز املالجئ وتأمينها بشكل كامل‪.‬‬

‫من هم الكوادر العاملة في الهيئة؟‬

‫هيئة الدفاع يف مدينة درعا‪ ،‬تضم يف كادرها العديد من‬ ‫األشخاص‪ ،‬وهم موجودون يف الداخل السوري‪ ،‬وشاركوا‬ ‫يف احلراك الثوري منذ البداية‪ ،‬معظمهم من الشباب‬ ‫املثقف الواعي‪ ،‬ولديهم احلس العايل باملسؤولية والغرية‬ ‫احلقيقة على الوطن‪ ،‬شعروا باحلاجة إىل تنظيم العمل‬ ‫اإلغاثي واخلدمي والطيب داخل املناطق احملررة‪ ،‬بعد غياب‬ ‫ما أبرز األعمال التي تقوم بها الهيئة؟‬ ‫اخلدمات اليت كان النظام يقدمها سابقاً‪.‬‬ ‫بداية اهليئة تتكون من عدة مكاتب (املكتب الطيب‪،‬‬ ‫هل ملستم تفاعالً من قبل السكان احملليني؟‬ ‫واملكتب اإلغاثي‪ ،‬واملكتب اإلعالمي‪ ،‬واملكتب املايل‪،‬‬ ‫نعم‪ ،‬كان للهيئة من خالل وجودها يف حي طريق السد‪،‬‬ ‫واملكتب التنفيذي‪ ،‬وغريها)‪ ،‬ولكل مكتب دوره الذي‬ ‫وعملها‪ ،‬أثر إجيايب واضح‪ ،‬فباإلمكان رؤية السكان من‬ ‫يقوم به‪ ،‬ومن أولويات اهليئة يف الوقت احلايل تفعيل‬ ‫كافة الفئات العمرية يقومون مبساعدة عمال النظافة الذين‬ ‫اخلدمات اإلغاثية والطبية واخلدمية‪ ،‬وتتلخص أعماهلا‬ ‫هم أساساً جزء من كوادر اهليئة‪ ،‬فيتقامسون العمل يداً‬ ‫باآليت‪:‬‬ ‫بيد‪ ،‬ويتقامسون أيضاً األمل بوجود حياة حرة كرمية‪ ،‬حتت‬ ‫* إعداد املتطوعني للقيام بأعمال اهليئة‪.‬‬ ‫*ترحيل القمامة املرتاكمة يف األحياء إىل املناطق املخصصة غطاء هذه اهليئات وغريها بعد سقوط النظام‪.‬‬ ‫باعتباركم ناشطون على األرض‪ ،‬ألم يعترضكم‬ ‫هلا‪.‬‬ ‫*تقدمي اإلغاثة للمتضررين يف حالة الطوارئ‪.‬‬ ‫النظام خالل عملكم؟‬ ‫*إعداد وتنفيذ ما يلزم من إجراءات هتدف إىل حتقيق احلد كما يلجأ النظام مذ عهدناه إىل تدمري أية فكرة تطمح‬ ‫األدىن من سالمة املواطنني‪ ،‬عند قيام النظام بالقصف‪ ،‬لبناء الوطن وإعماره‪ ،‬فقد قام بقصف مقر اهليئة بطريان‬ ‫وغريها من الكوارث‪ ،‬فضالً عن تقدمي الدعم املادي‬ ‫امليغ‪ ،‬وبقصفه للمقر يؤكد نيته على تدمري الدولة‪ ،‬وتدمري‬ ‫للمتضررين من القصف‪.‬‬ ‫البىن التحتية هلا‪ ،‬ولكننا مستمرون يف أداء واجبنا جتاه‬ ‫*إصالح الكهرباء وخطوط املياه اليت تعرضت للقصف إخوتنا ووطننا‪.‬‬ ‫من قبل النظام‪.‬‬ ‫فرض‬ ‫عند‬ ‫الالزمة‬ ‫ات‬ ‫ز‬ ‫التجهي‬ ‫و‬ ‫اد‬ ‫و‬ ‫امل‬ ‫*ختزين خمتلف‬ ‫ما مصادر تمويل هيئتكم؟‬ ‫احلصار‪.‬‬ ‫اهليئة تعمل مع بعض اجلمعيات واألشخاص داخل وخارج‬ ‫اإلسعاف‪.‬‬ ‫و‬ ‫اإلنقاذ‬ ‫أعمال‬ ‫و‬ ‫وإطفائها‬ ‫ائق‬ ‫ر‬ ‫احل‬ ‫*مكافحة‬ ‫سورية‪ ،‬ومجعيهم ليس لديهم أية غايات سياسية مستقبلية‪،‬‬ ‫*تقدير االحتياجات الدوائية والعالجية بشكل دوري‪،‬‬ ‫ونطمح إىل أن يكون دور اهليئة فاعل يف مجيع املناطق‪،‬‬ ‫ومتابعة عملية التأمني والتخزين والتوريد‪.‬‬ ‫ولكن الكل يعرف صعوبة الوصول إىل املناطق احملتلة‪،‬‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ‫*تطوير املشفى امليداين يف مدينة درعا‪،‬‬ ‫ونطمح أيضاً إىل التواصل مع باقي اهليئات يف املدينة مبا‬ ‫اإلشراف الدائم عليه‪ ،‬واإلشراف أيضاً على كافة النقاط فيها اهليئة الشرعية واهليئة القضائية‪.‬‬ ‫الطبية‪ ،‬ومتابعة إعماهلا واحتياجاهتا‬


‫تتمة‬

‫االنتخابات الرئاسية اإليرانية واللغم األذري بعمليات بيع‬ ‫غير مشروعة‬ ‫نوري الجراح‬ ‫أمثال سعيد حجاريان املنظر املعارض ويعترب االنتخابات‬ ‫«فرصة للتنظيم والعمل»‪ ،‬يدفع التشاؤم صحفياً وناشطاً‬ ‫سياسياً بارزاً كمرتضى كاظميان إىل االعتقاد بأن‬ ‫االنتخابات ستقتصر على منتسيب النظام‪ ،‬ولن يكون ألي‬ ‫من القوى الدميقراطية دور فيها‪ .‬على اعتبار أن املعضلة‬ ‫االساسية والعقبة اليت حتول دون اشرتاك شخصيات من‬ ‫اجلبهة املواجهة للمتشددين يف إيران هي تلك القيود‬ ‫احملكمة اليت وضعوها على نظام االنتخابات وشروطها‬ ‫وطرائقها‪ ،‬وهي قيود لطاملا كان حتديها من قبل خمتلف‬ ‫القوى اإلصالحية والدميقراطية أمرا حمبطاً وعامالً مساعداَ‬ ‫على النفور من فكرة االنتخابات وصوالً إىل إعالن‬ ‫‪.‬املقاطعة‬ ‫وقد برزت هذه املعضلة كعنصر ضاغط على التحالفات‪،‬‬ ‫وتسببت بتشققات كانت غالباً لصاحل املتشددين‪ ،‬لكنها‬ ‫عملت يف وقت من األوقات على تفخيخ صفوف اليمني‬ ‫نفسه ولعبت دور اللغم املنفجر كما حصل يف انتخابات‬ ‫‪ ،1997‬عندما فأجأ رفسنجاين احملسوب على اليمني‬ ‫التقليدي حلفاءه وخصومه بإعالنه التحالف مع قوى‬ ‫اليسار داعماً ترشيح حممد خامتي الذي سيفوز بالرئاسة‬ ‫وسيعترب منذ ذلك الوقت الوجه األبرز املعرب عن طموحات‬ ‫الشباب واملرأة وسائر قوى اجملتمع املدين املنافسة‬ ‫للمتشددين‪ .‬ومنذ ذلك الوقت ستعرف إيران اإلصالحيون‬ ‫يف احلكم‪ ،‬ومن مث الحقا احلركة اإلصالحية يف املعارضة‪،‬‬ ‫بكل ما ستذخر به إيران يف عهد اإلصالحيني يف‬ ‫احلكم وخارجه من حراك نشط‪ ،‬وحيوية فكرية‪ ،‬ونشاط‬ ‫اجتماعي سياسي سيتقلب بني املمكن واملستحيل‪ ،‬وبني‬ ‫السلم واالحرتاب إىل أن توج مع االنتخابات الرئاسية‬ ‫السابقة يف ‪ 2009‬واليت شهدت أحداثا دامية‪ ،‬خلقت‬ ‫وضعاً كئيباً يف إيران‪ ،‬وشكلت تراجعاً كبرياً يف احلريات‬ ‫العامة‪ ،‬السيما مع مصرع الطالبة ندى آغا سلطان على‬

‫يد الباسيج و والدة احلركة اخلضراء ودخوهلا طور احلركة النظام السياسي يف إيران اإلسالمية‪ ،‬فاملرشد خامنئي‬ ‫‪.‬املعارضة احملظورة‬ ‫ينتظر (ويعمل) بفارغ الصرب ليكون تاريخ انتهاء فرتة جناد‬ ‫الرئاسية موعداً مناسباً للشروع يف تصفية مجاعة جناد ورمبا‬ ‫قبل بضعة أشهر‪ ،‬دخل الرئيس أمحدي جناد على املرشد ‪.‬اخلالص منه هو أيضا برميه يف السجن‬ ‫وسأله ما إذا كانت االنتخابات املقبلة ستكون حرة؟‬ ‫يف حني يسابق جناد الوقت وجياهد مبختلف الوسائل‬ ‫فأجاب خامنئي‪ :‬كما عهدهتا احلكومة االسالمية دائماً‪ ،‬إليصال صهره مشائي من بعده إىل مقعد الرئاسة‪ ،‬ليضمن‬ ‫!حرة ونزيهة‬ ‫لنفسه مستقبالً آمناً يبعد عنه شبح انتقام معلمه ومرشده‬ ‫ميكن‬ ‫أمساء‬ ‫أي‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫عما‬ ‫جناد‬ ‫سأل‬ ‫وعندما‬ ‫علي خامنئي وقد كاد كل منهما للثاين على حنو ال سابق‬ ‫أن حيظر عليها املشاركة‪ ،‬أجاب املرشد يتوقف ذلك على ‪.‬له يف العالقة بني مرشد ورئيس‬ ‫االسم‪ .‬إذ ذاك عرض جناد على مرشده أمسني أوهلما‬ ‫وبانتظار حتقق هذا اخليار أو ذاك يبقى الوجه األبرز إليران‬ ‫اإلصالحي مري حسني موسوي جليس اإلقامة اجلربية‪،‬‬ ‫اليوم هو الوجه املتصل بسياستها اإلقليمية والدولية‪ ،‬يف‬ ‫وثانيهما صهره اسفنديار رحيم مشائي صاحب النزعة‬ ‫ظل صراع أذري‪ -‬فارسي مرشح ألن يكون صاعق األزمة‬ ‫الفارسية والشخصية املثرية للجدل‪ .‬فأوما املرشد بـ (ال) الكربى يف إيران (وبني مكوناهتا القومية املختلفة‪ ،‬اليت تعترب‬ ‫‪.‬ملوسوي‪ ،‬وعندما جاء إىل اسم مشائي‪ .‬أدركه الصمت نفسها شعوبا يف امرباطورية وليست شعبا واحدا يف دولة)‬ ‫وخالل شهور ثالثة تفصلها عن االنتخابات الرئاسية‬ ‫وهذا يعين‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬ملن يفهم يف سيمولوجيا املرشد‪ :‬ال املزمعة يف ‪ 15‬يونيو (حزيران) املقبل‪ ،‬يثور الكالم اليوم‬ ‫‪.‬لإلثنني‬ ‫على إيران جديدة لن تعرف طعم اهلدوء ستنتج عن هذه‬ ‫االنتخابات‪ ،‬قد تتحول إىل قوميات تتنازع على جغرافيا‬ ‫مؤسسة‬ ‫‪.‬سيجري تقسيمها إىل أقاليم تؤسس لدول منفصلة‬ ‫جتدر اإلشارة إىل أن استطالعاً للرأي أجرته ّ‬ ‫املفضل للناخب‬ ‫«إيران» حول هوية ّ‬ ‫املرشح الرئاسي ّ‬ ‫اإليراين أسفر عن نتيجة مفادها أ ّن حممد خامتي‪،‬‬ ‫ورحيم مشائي‪ ،‬من أفضل الشخصيّات املرشحة لدى‬ ‫املستطلَعني‪ .‬ويف الوقت الذي ميكن اعتبار خامتي مرشحاً‬ ‫حمتمالً لسريته احلسنة خالل خمتلف األوقات العاصفة‬ ‫اليت عرفتها إيران‪ ،‬فمن املستحيل على مشائي أن يتمكن‬ ‫من الرتشح لكونه متهماً من جانب التيّار املتشدد‬ ‫احلاكم باحنراف عقائدي ومعاداة املؤسسة الدينية ونزعة‬ ‫قومية تنحاز للعنصر الفارسي‪ .‬مع أن خامنئي نفسه غري‬ ‫الفارسي (أذري للمفارقة) ليس أقل احنيازا من مشائي‬ ‫‪.‬لغلبة القومية الفارسية على مراكز القرار يف إيران‬ ‫والواقع أن األشهر الثالثة املقبلة ستكون األخطر يف تاريخ‬ ‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫‪11‬‬


‫األخرية‬ ‫الجسر المعلق‪ ..‬ايقونة دير الزور شهيدًا‬

‫بدء بانشاء جسر دير الزور املعلق سنة ‪ ،1928‬على‬ ‫عهد االنتداب الفرنسي‪ ،‬الستخدامه يف نقل معداهتم‬ ‫وقواهتم من وإىل اجلزيرة الفراتية يف شرق سوريا‪.‬‬ ‫صمم اجلسر املهندس الفرنسي « مسيو فيفو «‪ ،‬وفق‬ ‫األسلوب الغريب يف بناء اجلسور‪ ،‬ومل يكن قد بين حينها‬ ‫مثل هذا اجلسر سوى واحد‪ ،‬يف جنوب فرنسا‪ ،‬وقامت‬ ‫ببنائه « الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات» استمرت‬ ‫االعمال فيه ست سنوات حيث انتهى العمل يف شهر‬

‫‪12‬‬

‫‪ 21‬أيار ‪ / 2013‬العدد العشرون‬

‫اذار سنة ‪ ،1931‬ومت تدشينه يف ‪.1931 \ 4 \ 23‬‬ ‫يتألف اجلسر من ركائز أربعة‪ ،‬تربطها ببعضها قضبان‬ ‫معدنية فوالذية متينة‪ ،‬ويبلغ ارتفاع كل ركيزة ‪36‬م‪ ،‬أما‬ ‫طول اجلسر فيبلغ ‪ 450‬مرتاً وعرضه ‪ 360‬سم وعرض‬ ‫كل رصيف ‪ 40‬سم ليصبح عرض اجلسر ‪ 4‬امتار‪ ،‬وله‬ ‫اربع فتحات على النهر تيلغ طول كل فتحة ‪ 105‬امتار‬ ‫وفتحتان جانبيتان‪.‬‬

‫كلف إنشاء هذا اجلسر مليون وثالمثئة ألف لرية سورية‬ ‫يف ذلك احلني‪ ،‬ويف عام ‪ 1947‬نُ ِور بالكهرباء ويف‬ ‫عام ‪ 1955‬صبغ باللون األخضر وانري اجلسر بانوار‬ ‫ملونه‪ ،‬ويف عام ‪ 1980‬منع من السري عليه بالسيارات‬ ‫والدراجات النارية وحنوها للمحافظة على اجلسر‪ ،‬واقتصر‬ ‫استخدامه على املشاة والنزهة‪.‬‬ ‫قامت قوات النظام السوري بتفخيخ الجسر وتفجيره‬ ‫يوم ‪ 2‬مايو ‪ 2013‬أثناء حربها على الشعب السوري‬ ‫الخماد ثورة الحرية والكرامة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.