رأي
سوريون
3
عن اإلسالم السياسي والديموقراطية في بلداننا
الطالب وقود الثورة أحالم مؤجلة إلى ما بعد االنتصار
9 تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم
سورية أسبوعية مستقلة
الثالثاء 9تموز / 2013العدد السابع والعشرون /السنة األولى
في االزدواجية التي ما تزال تستوطن في عقولنا!!
عبد الناصر العايد
النظام وأعوانه هم المتهم األول
اغتياالت لقادة في الجيش الحر بمدينة الميادين
مصافي النفط الصغيرة
الفنان حسام السعدي:
الشكل الجديد لتكرير النفط
الثورة أعادتني إلى الرسم
5
www.facebook.com/jesrpress
كيف تبني فريق عمل ناجح؟
7
www.twitter.com/jesr_press
11
مفجع وصادم موقف نسبة كبرية من حاملي لواء احلرية والدميقراطية من الثوار السوريني مما جرى يف مصر ،فقد أيدوا إطاحة اجليش بالرئيس الذي انتخب وفق تصويت اعرتفت كافة منظمات مراقبة الشفافية االنتخابية يف العامل بنزاهته وصحته ،وهو مؤشر خطري على هشاشة فكرة الدميقراطية لدى هؤالء وسطحية نزعتهم إىل احلرية ،األمر الذي يثري الشكوك واملخاوف حول أدائهم املستقبلي ،يف بلد نطمح إىل أن يبىن على أسس متينة حترتم حرية اإلنسان وكرامته ،وتتخذ من حقوقه األساسية دليالً صلباً هلا ،وتعمل وتتحرك وفق اآلليات واملبادئ الدميقراطية املعروفة واملتعارف عليها عاملياً. لقد انطلق بعض من هلّل من السوريني لالنقالب العسكري يف مصر من واقعة حقيقية ،وهي سوء إدارة مرسي ،وحماولته احتكار السلطة وحصرها يف حزبه ،فيما القاعدة املعروفة للحكم الرشيد تقول أن على من يُنتخب حتزبه فوراً ،وإال فإن الفشل سيكون حليفه، رئيساً للبالد أن يتخلى عن ّ وهو خطأ يقع يف كافة الدميقراطيات الناشئة .وكان جيدر بالساسة املصريني وخنبهم أن يعملوا لتقومي املسار واملضي يف التجربة الدميقراطية، على ما فيها من عيوب ،بالوسائل الدميقراطية مثل االحتجاج والتظاهر والعصيان املدين ،حىت إنضاجها ،فقد أثبتت جتارب الدول اليت سبقت عاملنا العريب يف االنتقال الدميقراطي أن مشاكل الدميقراطية حتل باملزيد من الدميقراطية ،وليس بانقالب عسكري!! وينطلق بعض آخر من السورين يف تأييدهم لالنقالب العسكري يف مصر من ختوفاهتم املتعلقة باالجتاه الديين للحكم القائم هناك ،ومن إمكانية تغيريه للدستور ليلتهم حقوق األقليات الدينية والفئات اهلشة مثل املرأة واملثقفني وغريهم ،وهو ختوف يف مكانه ،لكن هل يكون الرد عليه باعتقال رئيس اجلمهورية وتغييبه ،واعتقال قادة وأفراد من هذا احلزب جملرد الشك بالنوايا ،وإغالق وسائل اعالمهم ،وهل حيملنا جمرد التخوف من احتمال أن يقصينا اآلخر إىل إعدامه سياسياً واعالمياً وحقوقياً؟! أال تقول القاعدة الدميقراطية الذهبية "إنين قد أختلف معك يف الرأي ،لكنين أدفع حيايت مثناً حلقك يف قول رأيك والتعبري عنه"!! إن اهتمامنا هبذه القضية "املصرية" اآلن ،فيما جممل األرض السورية تقصف بشىت أنواع السالح املدمر ،ليس ترفاً وال انفصاالً عن الواقع ،فما نعانيه اليوم يف بالدنا من قتل وتدمري ،هو يف أحد أوجهه ،مثن الصمت على جتاوزات يف التفكري والسلوك ،تغاضينا عنها يوماً باعتبارها أشياء عدمية األمهية ،كما حدث من ال مباالتنا يوم مت تغيري دستور بالدنا يف مطلع هذا القرن ،وتنصيب جمرم اليوم رئيساً علينا ،وبوسعنا اآلن أن ننظر إىل هذا اخلراب العميم بيقني تام أنه كان نتيجة هتاوننا آنذاك. إن متسكنا املبدئي بقناعاتنا ووضوحنا وانسجامنا معها وإخالصنا هلا، مهما كلفتنا من مثن ،ومنذ اآلن ،هو الضمانة الوحيدة لبلوغ ثورتنا غايتها ،وتساهلنا أو مهادنتنا للعقلية االزدواجية ،اليت تلوي عنق احلقيقة، وتدير الظهر للمبادئ اليت ت ّدعي اعتناقها ،عند أول مفرتق ،سيجعل من ثورتنا جمرد قفزة يف اهلواء. jesr.press@gmail.com