العدد الثامن والعشرون من جسر

Page 1

‫حتقيق‬ ‫مدن الثورة‬

‫‪4‬‬

‫معاناة الصناعيين والحرفيين في درعا‬ ‫حي القابون ‪ ..‬صمود يومي رغم صراعات المجالس‬

‫‪5‬‬ ‫تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم‬

‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫الثالثاء ‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‪ /‬السنة األولى‬

‫مشاريع نظرية‪..‬وماذا بعد؟!!‬ ‫عبد الناصر العايد‬

‫حصار حلب ‪ ..‬من يحاصر من؟‬

‫الكتائب تعتقل ‪..‬‬

‫أهالي درعا بين مطلب الحرية‬

‫الزراعة القاتلة وأزمة‬

‫والناشطون يعتصمون‬

‫والتهديد بلقمة الخبز‬

‫الهرمونات الصناعية‬

‫‪8‬‬

‫‪www.facebook.com/jesrpress‬‬

‫‪9‬‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫‪11‬‬

‫قبل أيام نشر الدكتور برهان غليون ما قال إنه برنامج العمل الذي "ليس‬ ‫أمام املعارضة وال ينبغي أن يكون" غريه‪ ،‬وخلصه يف النقاط األربعة التالية ‪:‬‬ ‫‪ -١‬تنظيم القوات املقاتلة‪ ،‬وتغيري اسرتاتيجيتها‪ ،‬وتشكيل قيادة عسكرية‬ ‫ميدانية‪ ،‬وهيكلية مركزية‪ ،‬واالنتقال من الدفاع عن اجلزر احملررة إىل اهلجوم‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك فك احلصار املفروض على املدن واألحياء‪ ،‬وتطوير تكتيكات‬ ‫العمل خلف خطوط العدو‪ ،‬وقطع مواصالت قوات األسد وميليشياته‬ ‫احلليفة‪ ،‬وتشتيت قواه وزعزعة استقراره‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تنظيم اإلدارة واخلدمات للشعب يف املناطق احملررة‪ ،‬ومناطق النزوح‬ ‫وخميمات الالجئني‪.‬‬ ‫‪ -٣‬انتزاع استقالل القرار الوطين‪ ،‬ووقف التدخالت اخلطرية يف شأن الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬وقيادة اجليش‪ ،‬واألركان واالئتالف‪.‬‬ ‫السعي إىل تأمني وزيادة املوارد الالزمة لتحقيق هذه األهداف‪،‬‬ ‫‪ّ -٤‬‬ ‫وإنشاء صندوق قومي يساهم فيه كل السوريني‪ ،‬وأنصار الثورة السورية‪ ،‬مبا‬ ‫يستطيعون معه إبداع صيغ للتضامن‪ ،‬والتكافل‪ ،‬والدعم العاملي للسوريني‪،‬‬ ‫داخل سورية وخارجها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من بساطة هذا الربنامج "اإلسعايف"‪ ،‬وعدم ارتقائه إىل مستوى‬ ‫برنامج العمل السياسي‪ ،‬إال أنه أيضاً غري قابل للتنفيذ لعدم وجود إرادة‬ ‫سياسية أو جمتمعية منظمة تدفع أو تسعى لتحقيقه‪ ،‬وحىت إن وجدت فئة أو‬ ‫جمموعة متحمسة له فإهنا ستُصدم بعائق عدم وجود برنامج تنفيذي واضح‪،‬‬ ‫مؤسساتية تسندها‪.‬‬ ‫أو هيكلية ّ‬ ‫لقد آن للمعارضة السورية أن تنضج‪ ،‬وتؤسس مشاريعها ومقرتحاهتا بطريقة‬ ‫منهجية وعلمية راسخة‪ ،‬يف أرض الواقع وبني الناس ومعهم‪ ،‬وليس يف‬ ‫"اخلارج" مبعنييه الواقعي واجملازي‪ ،‬واملثقف والسياسي السوري الذي هلل‬ ‫للثورة وبشر الشعب بالنصر املؤزر‪ ،‬مطالب اليوم ‪ -‬مع تعقد املسألة الثورية‬ ‫يف الداخل ‪ -‬بتحمل مسؤولياته كمثقف أوالً‪ ،‬وكمبشر ثوري ثانياً‪ ،‬فاجلهد‬ ‫النظري الذي يعرض يف كتاب أو مقال ال يرفع التكليف الوطين‪ ،‬واإلنساين‪،‬‬ ‫أي من املفكرين‪ ،‬أو املثقفني‪ ،‬أو السياسيني‪ ،‬وال بد أن‬ ‫واألخالقي عن ٍّ‬ ‫يقرتن تنظريهم بعمل دؤوب وحقيقي وواقعي‪ ،‬وقبل ذلك ينبغي أن تسبقه‬ ‫مواقف جريئة وواضحة من كافة قضايا الثورة‪ ،‬وعلى رأسها ما أمساه الدكتور‬ ‫برهان بـ" التدخالت اخلطرية يف شأن الثورة السورية"‪ ،‬كما جرى مؤخراً‬ ‫عندما متّ انتخاب قيادة جديدة لالئتالف من مزاد رخيص حول‪ :‬من يقود‬ ‫الثورة سياسياً‪ ،‬وكان الدكتور برهان ومثله كثر (من قادة الرأي والسياسة يف‬ ‫املعارضة) شهوداً‪ ،‬ومتفرجني ومشاركني فيه‪ ،‬ومل نسمع منهم كلمة اعرتاض‬ ‫واحدة!‪.‬‬ ‫العربة يف هذا الربنامج أو سواه من مبادرات السوريني واقرتاحاهتم هي‬ ‫يف واقعيته أوالً‪ ،‬وإمكانية تنفيذه ثانياً‪ ،‬بغض النظر عن مدى ضخامة‬ ‫واسرتاتيجية هذا الربنامج‪ ،‬فربنامج متواضع يضعه رجل سوري بسيط‪ ،‬لدفع‬ ‫غائلة اجلوع عن أوالده‪ ،‬وتشبثه به بأظافره وأهداب عينيه حىت تنفيذه‪ ،‬هو‬ ‫أهم ‪ -‬مبا ال يقارن ‪ -‬من كل تلك الربامج الالمعة اليت تُطرح يف الفيسبوك‪،‬‬ ‫أي شيء!‪.‬‬ ‫أو على صفحات اجلرائد‪ ،‬دون أن يـُنـَّف َذ منها ُّ‬ ‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


‫أخبار سياسية‬ ‫االئتالف يتجاوز خالفاته وينتخب رئيسًا جديدًا‬

‫انتخب االئتالف السوري املعارض يف السادس من الشهر‬ ‫اجلاري السيد أمحد اجلربا رئيساً لالئتالف يف اجتماع له‬ ‫وصرح أديب الشيشكلي وهو عضو بارز يف‬ ‫يف اسطنبول‪َّ ،‬‬ ‫االئتالف السوري املعارض تعليقاً على انتخاب اجلربا‪ :‬إ ّن‬ ‫التغيري كان ضرورياً‪ .‬مضيفاً‪ :‬إ ّن القيادة السابقة ‪ -‬يف إشارة‬ ‫فشلت يف أن تقدم للشعب‬ ‫السيد معاذ اخلطيب ‪-‬‬ ‫ْ‬ ‫إىل ّ‬ ‫أي شيء جوهري‪ ,‬حيث كانت مشغولة بالسياسة‬ ‫السوري‬ ‫ّ‬ ‫الداخلية‪ .‬وأ ّك َد الشيشكلي‪ :‬إن اجلربا مستعد للتعاون مع‬ ‫اجلميع‪.‬‬ ‫يذكر أن اجلربا هو أحد شيوخ قبائل "الشُّمر" العربية‪ ،‬واليت‬ ‫تقطن مشال ِ‬ ‫شرق سوريا يف مناطق القامشلي واحلسكة‪ ,‬وهلا‬ ‫امتداد يف اجلزيرة العربية‪.‬‬

‫تجمد تمويل تسليح‬ ‫تفجير يهزُّ المربع األمني لحزب اهلل‬ ‫الواليات المتحدة ّ‬ ‫انفجرت سيارة نقل صغرية فيما يسمى بـ" املربع األمين " المعارضة السورية‬ ‫حلزب اهلل اللبناين يف الضاحية اجلنوبية لبريوت‪ ،‬مما أدى إىل‬ ‫سقوط أكثر من مخسني جريح‪ ،‬وحبسب شهود عيان فإن‬ ‫عدد من‬ ‫التفجري استهدف املربع األمين الذي تتمركز فيه ٌ‬ ‫اجلمعيات املدنية التابعة حلزب اهلل والذي يبسط سيطرته‬ ‫على منطقة التفجري‪.‬‬ ‫وكان عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية قد نددت‬ ‫بالتفجري وأبدت "ختوفها" من حماوالت األطراف تفجري‬ ‫الوضع يف لبنان حبسب رئيس حكومة تصريف األعمال‬ ‫جنيب ميقايت الذي وصف مسبيب التفجري "بيد احلقد‬ ‫واإلجرام اليت ترتبص بلبنان"‪.‬‬ ‫ومن جهته أعرب رئيس احلكومة اللبنانية األسبق سعد‬ ‫احلريري عن سخطه جتاه التفجري‪ ،‬ودعا مجيع األطراف إىل‬ ‫أعلى درجات الوعي واليقظة يف مواجهة املخاطر اليت حتيط‬ ‫بلبنان واملنطقة‪.‬‬ ‫وأدان االئتالف السوري املعارض "التفجري اإلرهايب" معترباً‬ ‫الزم نظام بشار‬ ‫"أن استهداف اآلمنني دون متييز هو ٌ‬ ‫سلوك َ‬ ‫منذ نشأته"‪ ،‬ودعا االئتالف يف بيان التنديد اجملتمع الدويل‬ ‫وأصدقاء الشعب السوري للوقوف أمام مسئولياته للجم‬ ‫جير املنطقة إىل حالة الفوضى والتدهور‬ ‫النظام السوري الذي ّ‬ ‫األمين املتصاعد"‪.‬‬ ‫ويأيت هذا التفجري الذي يعتربه مراقبون األول من نوعه منذ‬ ‫سنوات‪ ,‬عقب تدخل مقاتلي حزب اهلل يف املعارك الدائرة‬ ‫بني كتائب الثوار وجيش النظام وحتديداً يف معارك ريفي‬ ‫محص ودمشق‪.‬‬

‫بعد مشاورات طويلة بشأن مسألة تسليح واشنطن‬ ‫لقوات املعارضة السورية‪ ،‬أعلنت مصادر يف جملس األمن‬ ‫القومي األمريكي أنه تقرر جتميد متويل مثن شحنات‬ ‫األسلحة اليت سرتسل للمعارضة السورية‪.‬‬

‫ووفق ما نقلته وكالة رويرتز لألنباء عن تلك املصادر فإنه‬ ‫طب ًقا "لقواعد ضمنية تراعيها السلطة التنفيذية والكوجنرس‬ ‫تتعلق بشؤون املخابرات متّ عرقلة خطة إرسال أسلحة‬ ‫ملقاتلي املعارضة؛ بذريعة قلقها من أن تقع هذه األسلحة يف‬ ‫أيدي املقاتلني اإلسالميني مثل جبهة النصرة"‪.‬‬ ‫كما أفادت رويرتز أن "جلنيت املخابرات يف جملسي الشيوخ‬ ‫والنواب أعربتا عن حتفظات حول سعي الرئيس باراك أوباما‬ ‫لدعم مقاتلي اجليش احلر‪ ،‬مؤكدتني أن الطريق الوحيد‬ ‫لتنفيذ اخلطة األمريكية هي تبديد احلكومة ملخاوفهم"‪.‬‬ ‫وأماطت املصادر مبجلس األمن القومي اللثام عن أن وزير‬ ‫"سراً"‬ ‫اخلارجية جون كريي أطلع جلنيت املخابرات بالتفصيل ّ‬ ‫رداً على‬ ‫يف أواخر يونيو املاضي عن خطط تسليح املعارضة ّ‬ ‫األدلة املتزايدة على أن قوات األسد استخدمت أسلحة‬ ‫كيماوية‪ ،‬إال أن اللجنتني رفضتا اخلطة‪ ،‬وبعثتا برسالة‬ ‫للحكومة األمريكية تثري أسئلة عنها‪.‬‬ ‫وحبسب ما أكدته رويرتز‪ ،‬فإن الرئيس األمريكي ال حيتاج‬ ‫إىل موافقة الكوجنرس إلعطاء الضوء األخضر لتسليح‬ ‫املعارضة السورية‪ ،‬كما أكدت مصادر عديدة أن أوباما‬ ‫يتمتع بالفعل بسلطة قانونية ليأمر مبثل هذه الشحنات‪.‬‬

‫والبرلمان البريطاني يضع قيودًا‪..‬‬ ‫أقر الربملان الربيطاين يوم اخلميس إجراءً يُلزم رئيس‬ ‫ّ‬ ‫الوزراء ديفيد كامريون مبنح اجمللس حق االعرتاض‬ ‫أي خطوة مستقبلية لتسليح املعارضة السورية يف‬ ‫على ّ‬ ‫تصويت رمزي قالت احلكومة إهنا ستحرتمه‪.‬‬ ‫أي قرار بتسليح‬ ‫وتقول بريطانيا إهنا مل تتّخذ بعد ّ‬ ‫املعارضني‪ ،‬ولكن جناحها يف مايو أيار يف املسامهة برفع‬ ‫حظر سالح يفرضه االحتاد األورويب على سوريا زاد‬ ‫التكهنات بأهنا تعتزم القيام بذلك‪.‬‬ ‫وجاء قرار جملس العموم مبوافقة ‪ 114‬صوتاً مقابل‬ ‫صوت واحد بإلزام احلكومة باحلصول على "موافقة‬ ‫واضحة مسبقة" ألي قرار مستقبلي بتزويد املعارضة‬ ‫السورية بأسلحة فتاكة‪.‬‬ ‫ورغم رمزيته إال أنه قرار مهم ألنه يعين أن كامريون‬ ‫سيجد من املستحيل منع الربملان من التصويت على‬ ‫األمر‪ ،‬وهو ما وصفته مصادر حكومية بأنه يرقى اىل‬ ‫أي قرار بتزويد املعارضة‬ ‫مستوى حق النقض على ّ‬ ‫بالسالح‪.‬‬ ‫السورية ّ‬ ‫املشرعني من حزب احملافظني املنتمي‬ ‫ويقول العديد من ّ‬ ‫له رئيس الوزراء إهنم قلقون من أ ّن إرسال أسلحة إىل‬ ‫الصراع‬ ‫ويوسع ّ‬ ‫املعارضة سيؤدي إىل تصعيد احلرب‪ّ ،‬‬ ‫ويزيد من خماطر سقوط األسلحة يف أيدي اإلسالميني‬ ‫املتشددين‪.‬‬

‫تعيين قيادة قطرية جديدة للبعث‬ ‫أعلن التلفزيون السوري أ ّن رئيس النظام اجتمع مع‬ ‫قيادات حزب البعث ومت "اختيار" قيادة قطرية جديدة على‬ ‫الشكل التايل‪ :‬بشار األسد " أميناً قطرياً "‪ ،‬وائل احللقي‪،‬‬ ‫حممد جهاد اللحام‪ ،‬عمار ساعايت‪ ،‬عماد مخيس‪ ،‬حممد‬ ‫شعبان عزوز‪ ،‬هالل هالل‪ ،‬عبد الناصر شفيع‪ ،‬عبد املعطي‬ ‫املشلب‪ ،‬فريوز املوسى‪ ،‬أركان الشويف‪ ،‬يوسف األمحد‪ ،‬جنم‬ ‫األمحد‪ ،‬خلف املفتاح‪ ،‬حسني عرنوس‪ ،‬مالك علي‪.‬‬ ‫ومل يذكر املصدر آلية اختيار اجملموعة اجلديدة اليت غاب‬ ‫عنها من القيادة السابقة فاروق الشرع نائب رئيس‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬وكان من ضمن أعضائها وزير الدفاع األسبق‬ ‫حسن تركماين‪ ،‬ورئيس األمن القومي هشام خبتيار اللذين‬ ‫قُتال يف انفجار "خلية األزمة" بدمشق يف ‪ 18‬متوز‪/‬يوليو‬ ‫‪ ،2012‬وغابت الوجوه األمنية والعسكرية عن القيادة‬ ‫اجلديدة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬


‫أخبار اقتصادية‬ ‫إعداد‪ :‬سامي إبراهيم‬

‫وزارة االقتصاد تقترح تحويل أموال المودعين بالليرة لقطع أجنبي‬

‫أوضحت مصادر يف وزارة االقتصاد والتجارة اخلارجية‪ ،‬أن‬ ‫الوزارة تقدمت مبقرتح إىل مصرف سوريا املركزي‪ ،‬السماح‬ ‫للمودعني لدى املصارف املرخصة مبالغ كبرية من العملة‬ ‫السورية بتحويلها إىل ودائع بالقطع األجنيب‪ ،‬وإعطائها هلم‬ ‫وفق أسعار املصرف املركزي‪ ،‬هبدف "ضبط اخللل احلاصل‬ ‫يف سوق العمالت"‪.‬‬ ‫وقالت هذه املصادر‪ ،‬اليت مل تكشف عن امسها‪ ،‬بأن‪" :‬هذه‬ ‫الطريقة ميكن أن تساهم يف توفري السيولة باللرية السورية‪،‬‬ ‫باإلضافة لتخفيف طلب الضغط على القطع األجنيب‬ ‫ألغراض املضاربة اليت تؤدي إىل خلل مستمر يف ميزان‬ ‫سعر الصرف‪ ،‬وختفض من قيمة العملة الوطنية"‪ ،‬موضحة‬

‫بيع الدوالر لمؤسسات الصرافة بـ ‪247.5‬‬

‫أنه خالل ذلك يكون "اهلدف من اإليداع فرتات طويلة ليرة على أن تبيعه بـ ‪ 250‬ليرة‬ ‫احلفاظ على األموال املودعة كقيمة‪ ،‬وهو ما يريده املواطن‬ ‫أعلن حاكم املصرف املركزي أديب ميالة‪ ،‬يوم األربعاء‪،‬‬ ‫الذي يلجأ إىل حتويل ما يكتنزه من مبالغ باللرية السورية‬ ‫أنه "مت بيع قطع أجنيب بالدوالر ملؤسسات الصرافة بسعر‬ ‫إىل قطع أجنيب سواءً بالدوالر أو اليورو"‪.‬‬ ‫‪ 247.50‬لرية‪ ،‬على أن تقوم ببيعه بسعر ‪ 250‬لرية"‪،‬‬ ‫الفتاً إىل أن "التدخل يف سوق الصرف سيتم على األقل‬ ‫وأشارت املصادر اىل أن "حاكم املصرف املركزي وعد‬ ‫مرتني يف األسبوع"‪.‬‬ ‫بدراسة املقرتح‪ ،‬بعد فرتة طويلة من اإليداع عندما يلجأ‬ ‫املودع إىل سحب ودائعه اليت حولت إىل قطع أجنيب ال‬ ‫وأعقب تصرحيات ميالة‪ ،‬عن التدخل يف السوق‪ ،‬اخنفاض‬ ‫تعطى له بالقطع وإمنا باللرية السورية وفق األسعار اليت‬ ‫أسعار صرف الدوالر يف السوق السوداء‪ ،‬حيث سجل‬ ‫حيددها مصرف سورية املركزي بشكل مستمر‪ ،‬وبذلك‬ ‫‪ 280‬لرية‪ ،‬ومن مث استقر عند ‪ 250‬لرية‪ ،‬بعد أن وصل‬ ‫يكون الدوالر أو اليورو يف هذه احلالة مقياساً للقيمة وأداة‬ ‫اىل ‪ 315‬لرية يف وقت سابق‪ ،‬وفقا ملتعاملني‪ ،‬إذ ارتفع يف‬ ‫لالدخار‪ ،‬وليس وسيلة للتبادل"‪.‬‬ ‫غضون األسبوع املاضي حنو ‪ 100‬لرية‪.‬‬ ‫وكانت مصادر مطلعة‪ ،‬أشارت يف وقت سابق إىل أن‬ ‫ميالة اجتمع األربعاء املاضي مبؤسسات الصرافة لبيع املبالغ‬ ‫املطلوبة من أجل تغطية السوق من القطع األجنيب‪ ،‬واملقدرة‬ ‫بنحو ‪ 50‬مليون يورو‪ ،‬وذلك يف وقت حقق فيه الدوالر‬ ‫ارتفاعاً كبرياً يف السوق السوداء‪.‬‬

‫وكانت أسعار الذهب والدوالر قد وصلت يوم الثالثاء‬ ‫املاضي إىل أعلى سعر هلا بتاريخ سوريا‪ ،‬حيث سجل سعر‬ ‫الغرام عيار ‪ 21‬قرياطاً ‪ 10800‬لرية‪ ،‬يف حني ارتفع سعر‬ ‫صرف الدوالر مقابل اللرية بالسوق السوداء إىل ‪ 295‬لرية‪،‬‬ ‫الحلقي‪ :‬لدينا مخزون استراتيجي من القمح لعامين‬ ‫قال رئيس جملس الوزراء وائل احللقي‪ ،‬يوم األحد وقد ترتفع هذه النسبة إذا شهدت البالد حمصوالً يف وقت حافظ على سعره الرمسي يف اليوم الثاين على التوايل‬ ‫(‪ 104.99‬لرية للمبيع و‪ 104.36‬لرية للشراء)‪.‬‬ ‫املاضي‪ ،‬أن احلكومة تدعم املشتقات النفطية واملواد ضعيفاً كما حدث يف ‪.2010‬‬ ‫التموينية بأضعاف ما كانت تدعمها سابقاً‪ ،‬مؤكداً ويعد القمح حمصوالً اسرتاتيجياً ومصدراً للقطع‬ ‫أن "لدى سوريا خمزون اسرتاتيجي من القمح يكفي األجنيب بالنسبة لسوريا اليت حققت االكتفاء ويأيت هذا االرتفاع عقب توقعات مصادر يف السوق‬ ‫لعامني‪ ،‬لكن يتم استرياد القمح والطحني بسبب الذايت من هذا احملصول يف مثانينيات القرن املاضي السوداء بأن يصل سعر صرف الدوالر مع دخول شهر‬ ‫خروج أكثر من ‪ %40‬من املطاحن عن اخلدمة"‪ .‬وأضحت مصدرة للقمح منذ العام ‪ ،1994‬قبل رمضان إىل ‪ 250‬لرية كسعر حقيقي يباع به ويشرتى‪،‬‬ ‫موضحة أن مجلة من العمليات نفذت بسعر ‪ 220‬لرية‬ ‫وكانت منظمة األمم املتحدة لألغذية والزراعة أن تعود السترياده عام ‪.2008‬‬ ‫للدوالر‪ ،‬مما يكرس حقيقته ويبعده عن الومهية اليت كانت‬ ‫"فاو"‪ ،‬قالت الشهر املاضي‪ ،‬إن من املتوقع أن‬ ‫يرتاجع إنتاج سوريا من القمح هذا العام جمدداً يشار اىل أن القمح استثين من العقوبات الغربية تُرمى هبا أسعار السوق خالل الفرتة املاضية‪.‬‬ ‫ليهبط دون ‪ 2.3‬مليون طن‪ .‬وذلك بعد أن كان املفروضة على سوريا‪ ،‬لكن جتاراً يقولون إن‬ ‫رئيس احلكومة وائل احللقي قد أعلن أن اإلنتاج مشاكل متويل املشرتيات أبعدت سوريا عن سوق‬ ‫من القمح هلذا العام سيزيد على ‪ 2.5‬مليون طن‪ .‬احلبوب العاملية حيث اكتفت بصفقات صغرية‬ ‫وتزرع سوريا عادة معظم احتياجاهتا من القمح بينما لشراء القمح خالل األشهر القليلة املاضية وغالبا‬ ‫تشكل الواردات أقل من ‪ % 25‬من االستهالك ما يرتبها جتار يف الشرق األوسط وآسيا‪.‬‬

‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫‪3‬‬


‫حتقيق‬ ‫معاناة الصناعيين والحرفيين في درعا‬ ‫عمر المحمد – درعا‬

‫تقع المدينة الصناعية في وسط مدينة درعا‪ ،‬وقد‬ ‫كانت من أهم الشرايين التي ترفد الحياة االقتصادية‬ ‫في درعا المدينة خاصة والمحافظة بشكل عام‪ ،‬فهي‬ ‫تحوي حوالي ‪ 2500‬محل وورشة من مختلف المهن‬ ‫والحرف من المطابع الورقية حيث كانت المطبعة‬ ‫العلمية المعروفة ألهالي درعا‪ ،‬إلى الورشات المختلفة‬ ‫األخرى وقطع غيار السيارات واكسسواراتها‪.‬‬ ‫أضحت املنطقة الصناعية على خط التماس بني قوات‬ ‫النظام وقوات املعارضة حيث تعترب النقطة الفاصلة بني‬ ‫منطقة السد واملخيم من جهة (واليت هي حتت سيطرة‬ ‫قوات املعارضة)‪ ،‬وحي الكاشف واحملطة اليت تقع حتت‬ ‫سيطرة القوات النظام‪.‬‬ ‫بعد مرور أكثر من عامني على الثورة السورية وحوايل‬ ‫السبعة أشهر على استيالء املعارضة على بعض املناطق‬ ‫يف مدينة درعا‪ ،‬وبسبب الظروف االقتصادية السيئة‬ ‫وبسبب غالء املعيشة‪ ،‬اختذ بعض أصحاب املهن من‬ ‫بيوهتم ورشات للعمل ومنهم من اضطر بعد هنب حمله‬ ‫أو تدمريه إىل العمل كأجري عند غريه‪ ،‬ومنهم من اضطر‬ ‫للهروب خارج البلد حبثاً عن لقمة العيش‪ ،‬ومنهم من‬ ‫أصيب إصابة أدت إىل إعاقة منعته من العمل فاضطر‬ ‫للعمل حبرفة أو عمل غري العمل الذي أتقنه باألصل‪.‬‬ ‫استطلعت "جسر" آراء بعض هؤالء‪ ،‬وشرحوا لنا جانباً‬ ‫من معاناهتم‪ .‬ففي حي السبيل يف مدينة درعا‪ ،‬يقيم لؤي‬ ‫الذي يعمل يف ميكانيك السيارات‪ ،‬والذي اضطر إىل‬ ‫إخراج بعض من أدوات عمله من حمله إىل بيته والعمل‬ ‫أمام بيته ليؤمن لقمته ولقمة عائلته‪ .‬ويف هذا السياق‬ ‫يقول لؤي‪" :‬بقينا حوايل الثالثة أشهر‪ ،‬ال جيرؤ أحد على‬ ‫الذهاب إىل احملالت إىل أن سنحت الفرصة‪ ،‬وذهبت‬ ‫إلحضار بعض من معدايت اليت تساعدين على البدء‬ ‫بالعمل من بييت‪ ،‬حيث أقمت ورشة متواضعة وأعمل‬ ‫هبا اآلن‪ .‬فغالء املعيشة يتطلب جمهوداً أكرب من أجل‬ ‫العيش‪ .‬العمل مل يعد كالسابق‪ ،‬فعدد السيارات يف املدينة‬ ‫بات قليالً مقارنة بالسابق بسبب حاالت السرقة واستيالء‬ ‫األمن على الكثري من السيارات‪ ،‬فضالً على اعتمادنا‬ ‫على سيارات الريف اليت مل تعد قادرة على الوصول إىل‬ ‫املدينة وعدم توفر قطع الغيار‪ ،‬حيث كان االعتماد على‬ ‫دمشق هبذا اخلصوص واليوم طريق دمشق بات مقطوعاً‬ ‫أغلب األحيان‪ .‬لذا اضطررت إىل رفع أجور اإلصالح‬ ‫متاشياً مع الغالء‪ ،‬ما أدى إىل إحجام الكثريين عن‬ ‫إصالح سياراهتم"‪.‬‬ ‫أما نظمي (صاحب ورشة أملنيوم )‪ ،‬فقد قام بنقل ورشته‬ ‫إىل بناء قيد اإلنشاء قريب من حمل إقامته اجلديد‪ ،‬بعد‬ ‫أن اضطر لرتك بيته يف طريق السد بسبب الدمار الذي‬ ‫طاله‪ ،‬ويقول إنه فعل ذلك (نقل الورشة) خوفاً من النهب‬ ‫من قبل قوات النظام يف املنطقة الصناعية أوالً‪ ،‬ومن أجل‬ ‫متابعة عمله‪ .‬ولكن اعتقال والده ستة أشهر‪ ،‬وفصله من‬

‫‪4‬‬

‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫عمله‪ ،‬جعل لؤي املعيل للعائلة اآلن باإلضافة إىل أخيه‬ ‫طالب االقتصاد يف جامعة دمشق الذي اضطر إليقاف‬ ‫تسجيله ومساعدته بالعمل‪ .‬ويقول لـ "جسر"‪" :‬ال يتجاوز‬ ‫عملنا اليوم بني إصالح هنا أو هناك والتجهيز السريع‬ ‫لألمور الضرورية‪ ،‬فلم يعد العمل كما يف السابق ومل يعد‬ ‫الناس يهتمون بالتفاصيل (كاملطابخ مثالً والرتاسات)‪.‬‬ ‫اليوم الناس تضع األبواب والشبابيك كيفما كان وبأقل‬ ‫التكاليف وبأقل األسعار وأردأ األنواع من أجل السكن‪.‬‬ ‫فالناس ال يعرفون أين سيبيتون غداً‪ .‬إضافة إىل ارتباط‬ ‫أسعار املواد بالدوالر الذي يرتفع يومياً‪ ،‬ما أسهم يف‬ ‫ضعف حركة العمل"‪.‬‬ ‫أما أنس الذي يعمل جناراً‪ ،‬والذي أصيب بطلق ناري‬ ‫من قناص قريب من املنطقة الصناعية أثناء عودته من‬ ‫العمل‪ ،‬وأجريت له ثالث عمليات اضطر خالهلا لرتكيب‬ ‫صفيحة بالساعد مثبتة برباغي‪ ،‬فيقول لـ "جسر"‪" :‬بعد أن‬ ‫أصبحت شبه معاق‪ ،‬ومل أعد قادراً على العمل يف مهنيت‬ ‫األساسية‪ ،‬اضطررت للعمل كبائع خضار على بسطة‪،‬‬ ‫ويساعدين بعض أطفايل الذين تركوا الدراسة ألعيل العائلة‬ ‫املؤلفة من أربعة أشخاص وزوجيت"‪ .‬ويتابع حديثه بشأن‬ ‫إصابته‪" :‬أسعفت إىل املشفى امليداين يف املخيم‪ ،‬مث نُقلت‬ ‫إىل نصيب لتجرى يل ثالث عمليات متالحقة‪ ،‬ومل يرتكوين‬ ‫حىت تأكدوا من سالميت ووضع الصفيحة‪ ،‬ومل أتكلف لرية‬ ‫واحدة‪ .‬لكن ما إن عدت وتعافيت حىت صدمت بأن يل‬ ‫عائلة وال بد أن تعيش وال يوجد معيل غريي‪ ،‬ومتنيت على‬ ‫اجلهات اإلغاثية أو املكتب املايل باالئتالف ختصيص‬ ‫راتب يل‪ ،‬فأنا اليوم ال أقوى على محل كيلو واحد بيدي‬ ‫ويوجد الكثريين ممن هم مثلي‪ ،‬ومل جند أي شخص ممن‬ ‫يدعون دعمهم للجرحى فيما عدا شخص واحد‪ ،‬قدم يل‬ ‫مشكوراً مبلغاً كمساعدة‪ ،‬ولكن هذا ال يكفي فملف‬ ‫اجلرحى وخصوصاً حنن احلرفيني الذين نعتمد على أيدينا‬ ‫جيب أن يوىل أمهية وتوضع له إحصائية من أجل التعامل‬ ‫معنا ومساعدتنا"‪.‬‬

‫أما سامر محاميد‪ ،‬الذي يعمل يف كهرباء السيارات‬ ‫واملقيم حالياً يف األردن يف مدينة إربد‪ ،‬فيقول‪" :‬اعتقلت‬ ‫ستة أشهر يف العام املاضي‪ ،‬حيث مورس حبقي أشد أنواع‬ ‫العذاب اجلسدي‪ ،‬حىت أنين مل أستطع أن أمشي يوم أفرج‬ ‫عين‪ .‬ويف االعتقال قررت اهلرب إىل أي بلد‪ .‬املهم أن ال‬ ‫أعيش يف كابوس إعادة االعتقال وتكرار التجربة‪ .‬ويف‬ ‫اليوم الذي خرجت فيه‪ ،‬وضبت حقيبة فيها ما يلزمين من‬ ‫ثياب وغريه‪ ،‬وكذلك زوجيت وطفلي الذي ولد و أنا يف‬ ‫السجن واجتهت إىل نصيب (حيث املعرب إىل الزعرتي)‪،‬‬ ‫ودخلت األردن كالجئ‪ .‬وبعد أيام خرجت بكفالة من‬ ‫املخيم ومنذ حوايل الشهرين وجدت عمالً يف أحد الورش‬ ‫يف مدينة إربد وأنا اآلن أعمل كأجري براتب ‪ 150‬دينار‬ ‫أردين (أي ما يعادل ‪ 200‬دوالر أمريكي)‪ ،‬وهذا األجر‬ ‫غري كاف فأنا أدفع ‪ 100‬دينار للسكن وبطاقة املفوضية‪،‬‬ ‫واخلمسون دينار الباقية تكاد ال تكفي شيئاً‪.‬‬ ‫ويضيف سامر بأن الكثريين من أصدقائه أصحاب املهن‬ ‫قد اعتقلوا "حبجة التعامل مع املسلحني"‪ ،‬ومنهم من تويف‬ ‫حتت التعذيب ومنهم (رضوان الربيدي) الذي اعتقل‬ ‫بتهمة صناعة عبوات ناسفة وتويف حتت التعذيب يف الفرع‬ ‫‪ 215‬بدمشق‪ ،‬ومنهم من اليزال معتقالً منذ أكثر من‬ ‫سنة كاحلاج يوسف احملاميد‪ ،‬ومنهم من هرب إىل دول‬ ‫اللجوء كمصر واألردن‪.‬‬ ‫يشتكي كذلك سامر من أمر‪ ،‬وهو أن فئة الصناعيني‬ ‫واحلرفيني ال يوجد هلا صوت داخل اهليئات الثورية‪،‬‬ ‫ويطلب من االئتالف باعتباره‪ ،‬حسب ادعائه‪" ،‬ممثالً‬ ‫للشعب السوري" أن جيدوا حالً ولو مؤقتاً‪ ،‬فشرحية واسعة‬ ‫منهم تضررت وحمله يف املنطقة الصناعية ال يعرف ماذا‬ ‫حل به‪.‬‬ ‫هذه شرائح من أصحاب مهن مختلفة وبعض من‬ ‫معاناتهم لكن ما خفي كان أعظم‪.‬‬


‫مدن الثورة‬ ‫حي القابون ‪ ..‬صمود يومي رغم صراعات المجالس‬ ‫شيفان يوسف – دمشق‬ ‫منذ اندالع الثورة يف آذار ‪ ،2011‬قال أبناء القابون‬ ‫كلمتهم برفض االستبداد وانطلقوا حنو حلمهم باحلرية‪ .‬و‬ ‫مل يكن حال القابون وأهله‪ ،‬يف ظل السياسة اإلقصائية‬ ‫من قبل النظام للمناطق اخلارجة عن عباءته‪ ،‬خمتلفاً عن‬ ‫حال الباقني من احلصار واالعتقاالت والتضييق على أهل‬ ‫املنطقة من حيث العمل و لقمة العيش‪ .‬وحبكم املوقع‬ ‫اجلغرايف للحي على سفح قاسيون ومتامخته لكل من‬ ‫برزة وجوبر والغوطة الشرقية‪ ،‬وعلى متاس شبه قريب من‬ ‫بعض القطع العسكرية اليت يتمركز فيها احلرس اجلمهوري‪،‬‬ ‫أضحت القابون هدفاً متكرراً ملدفعية النظام اليت تتناول‬ ‫أطرافه وشيئاً من عمقه من خالل الدبابات املتمركزة على‬ ‫أوتوسرتاد محص ‪ -‬دمشق ومن مدفعية اجلبل "مدفعية‬ ‫قاسيون"‪ .‬كما تتعرض يومياً لقصف مكثف من رامجات‬ ‫الصواريخ املتمركزة يف حي عش الورور اجملاور له باإلضافة‬ ‫ملدفعية املنطقة الصناعية اليت يتمركز هبا جيش النظام‪.‬‬ ‫شحن باهظة‪ ،‬بسبب خطورة الطريق‪ .‬وال خيفى على أحد لدمار جزئي فيه‪ ،‬علماً أنه أصالً جزء من مدرسة وال حيقق‬ ‫قصف وقنص يومي‬ ‫ولتسليط الضوء على معاناة من بقي من أهايل احلي وما ما يعانيه الناس هنا من ضعف اإلمكانيات املادية‪ ،‬وانعدام إال اليسري من ظروف العمل الطيب و العقامة‪.‬‬ ‫يعانون منه جراء العمليات العسكرية هناك‪ ،‬يقول (أ‪.‬م)‪ ،‬العمل و عدم القدرة يف اخلروج إليه وال سيما خارج احلي‪.‬‬ ‫وهو رجل يف اخلمسني من العمر‪ ،‬وال يزال مع جزء من‬ ‫خالفات المجلسين المحلي والعسكري‬ ‫أحد‬ ‫حتدث‬ ‫إذ‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫حكاية‬ ‫فتلك‬ ‫األطفال‬ ‫حليب‬ ‫أما‬ ‫عائلته يف احلي املنكوب لـ "جسر" بأن حياهتم اليومية‬ ‫وبعيداً عن األوضاع املعيشية‪ ،‬تربز مشكلة أخرى تتمثل‬ ‫عمله‬ ‫عن‬ ‫"جسر"‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫أمحد"‬ ‫"أبو‬ ‫اإلغاثة‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫الناشطني‬ ‫باتت تقتصر على التنقل بني األقبية املظلمة على مدى‬ ‫يف تراكم نزاعات اجملالس العسكرية اليت مل تستطع حىت‬ ‫السرييالك‪،‬‬ ‫و‬ ‫األطفال‬ ‫كحليب‬ ‫الغذائية‬ ‫اد‬ ‫و‬ ‫امل‬ ‫بعض‬ ‫تأمني‬ ‫يف‬ ‫ساعات النهار‪ .‬فالقصف ال يتوقف إال لوقت قليل‪ ،‬هذا‬ ‫اآلن برغم عدوها الواحد‪ ،‬إال أن تكون متفرقة‪ ،‬ما حيز‬ ‫الرضع‪،‬‬ ‫و‬ ‫لألطفال‬ ‫الالزمة‬ ‫احلليب‬ ‫كميات‬ ‫"إن‬ ‫بالقول‪:‬‬ ‫الوقت الذي يضيق هبم لتأمني احتياجاهتم األساسية من‬ ‫بنفس الكثريين‪ .‬وال خيفى على أحد من الصامدين هناك‬ ‫املوجودين‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بع‬ ‫ر‬ ‫تكفي‬ ‫ال‬ ‫كإغاثة‬ ‫إليهم‬ ‫تصل‬ ‫اليت‬ ‫طعام وشراب‪ ،‬إضافة حملاولة الرتدد إىل أقرب نقطة طبية‬ ‫من أبناء احلي‪ ،‬عندما يعلم الدور العائلي الذي يلعبه‬ ‫ما‬ ‫أضعاف‪،‬‬ ‫عدة‬ ‫احدة‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫العلبة‬ ‫سعر‬ ‫تفاع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫عن‬ ‫عدا‬ ‫لتلقي العالج عند احلاجة له أو تأمني بعض األدوية‬ ‫البعض يف التدخل بالشؤون‪ ،‬والسيطرة ليس فقط على‬ ‫الكميات‬ ‫من‬ ‫بكثري‬ ‫أقل‬ ‫تأمينها‬ ‫يتم‬ ‫اليت‬ ‫الكميات‬ ‫جيعل‬ ‫الالزمة‪ ،‬كالضغط و السكري واملسكنات وشرابات‬ ‫أحد اجملالس العسكرية هناك‪ ،‬بل يتعداه ليربز الدور‬ ‫احتياجات‬ ‫وتنوع‬ ‫املدخول‬ ‫حمدودية‬ ‫حبكم‬ ‫وذلك‬ ‫الالزمة‪،‬‬ ‫األطفال عندما تقتضي احلاجة‪ .‬يف حني يرى "أبو مضر"‪،‬‬ ‫العائلي يف التمدد أكثر وصوالً إىل اجمللس احمللي‪ ،‬وحماولة‬ ‫الناشطني‬ ‫لئك‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫عمل‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫علم‬ ‫األطفال‪،‬‬ ‫سيما‬ ‫ال‬ ‫الناس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهو أحد شباب احلي الذي ُحرم عامه الدراسي الثاين‬ ‫إقصاء البعض من هذا اجمللس بسبب خالفات شخصية‪،‬‬ ‫يتعداه‬ ‫بل‬ ‫فحسب‬ ‫األطفال‬ ‫حليب‬ ‫تأمني‬ ‫على‬ ‫يقتصر‬ ‫ال‬ ‫يف كلية العمارة يف جامعة دمشق‪ ،‬أن معاناة احلي ال‬ ‫ما ينعكس سلباً على حياة الناس من تعطيل إدارة شؤوهنم‬ ‫لألطفال‪،‬‬ ‫األساسية‬ ‫و‬ ‫الالزمة‬ ‫ابات‬ ‫ر‬ ‫الش‬ ‫اع‬ ‫و‬ ‫أن‬ ‫تأمني‬ ‫إىل‬ ‫تقتصر على القصف فحسب‪ ،‬بل تتعدى ذلك وصوالً‬ ‫من قبل اجمللس احمللي املختار أصالً بالتزكية‪ ،‬الذي‬ ‫الغذائية‬ ‫السالت‬ ‫و‬ ‫العصبية‬ ‫األدوية‬ ‫و‬ ‫املزمنة‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫األم‬ ‫أدوية‬ ‫و‬ ‫لفقدان حياهتم يف حماولة الوصول ألعماهلم أو مدارسهم‬ ‫يتعارض مع مبدأ احلرية اليت دفعت القابون‪ ،‬كغريها من‬ ‫كاخلبز‪.‬‬ ‫األخرى‬ ‫احلياة‬ ‫مقومات‬ ‫وبعض‬ ‫األغطية‪،‬‬ ‫و‬ ‫أو جامعاهتم عند حدود احلي‪ ،‬بسبب انتشار القناصة‬ ‫أحياء دمشق الثائرة‪ ،‬مثن املناداة هبا كسبيل حياة‪ .‬ويعرب‬ ‫الذين ال مييز رصاص حقدهم بني طفل أو امرأة أو حىت‬ ‫بعض السكان عن ذلك بالقول بأن هذا ال يعين بالضرورة‬ ‫التنكر لبعض املوجودين يف اجمللسني احمللي والعسكري‪،‬‬ ‫شيخ عجوز‪ ،‬وال سيما ما يعرف بقناص "مفرق الغفران" واقع طبي سيء‬ ‫الذي قام بقنص رجل يف األربعني من العمر يومها‪ ،‬ومل وعن الواقع الطيب بشقه الواسع وامللح يف تلك املنطقة لكنها حتماً ال ختوهلم بالتايل التفرد‪ ،‬بل ال بد من أن‬ ‫يستطع أحد بعد الوصول إىل جثته‪ ،‬كما قام بقنص امرأة‬ ‫يعب أحد أطباء املشفى امليداين‪ ،‬وهو أحد أهم تدفعهم تلك التضحيات لإلنصاف أكثر يف حق أهلهم‪.‬‬ ‫احملاصرة‪ّ ،‬‬ ‫بعد ذلك بيوم‪ .‬وقناص "بناء النوياليت"‪ ،‬وآخرون عند النقاط الطبية هناك‪ ،‬بالقول بأن الواقع الطيب‪ ،‬وخاصة وكمثال على ذلك جند اخلالف القائم يف اهليئة الطبية‬ ‫مداخل احلي األساسية‪ ،‬وهم يشكلون كارثة حقيقة اجلراحي‪ ،‬سيء للغاية من حيث توفري املواد الطبية والغازات العاملة هناك‪ ،‬وما حصل من مشاكل بينهم بفعل اخلالف‬ ‫ألهايل احلي الصامدين هناك‪ّ ،‬‬ ‫ويصعب من مهمة العيش‪ ،‬الطبية الالزمة للعمليات اجلراحية‪ ،‬وخاصة اإلسعافية منها األساسي يف اجمللس احمللي اليت تعترب اهليئة الطبية رديفاً‬ ‫بسبب‬ ‫املنطقة‬ ‫لتلك‬ ‫حيث يصعب دخول مواد إغاثية‬ ‫كاألوكسجني والنرتوس وغريها‪ ،‬باإلضافة إىل عدم توافرها هاماً ومؤثراً له‪ ،‬وعواقب هذا اخلالف على تقدمي العالج‬ ‫احلصار اخلانق‪.‬‬ ‫يف شبكات صحية وآمنة‪ .‬ما يضطرهم بالتايل إىل اللجوء للناس هناك‪.‬‬ ‫لألسطوانات اليت متثّل أخطاراً أخرى عدا عن صعوبة‬ ‫وصوهلا خشية تعرضها للنريان‪ ،‬وما حيمله ذلك من خطورة‬ ‫حصار خانق وإغاثة شحيحة‬ ‫االنفجار و إيذاء الناس‪ .‬كما ال يتوافر يف املشفى سوى‬ ‫"إن‬ ‫بقالية‪:‬‬ ‫صاحب‬ ‫وهو‬ ‫وخبصوص ذلك يقول (ي‪.‬ب)‪،‬‬ ‫كادر قليل يعمل بإمكانيات شحيحة ال يتجاوز الستة‬ ‫بعض السيارات القادمة من املناطق املتامخة للقابون حمملة أطباء يف جمال اجلراحة العامة والعظمية والبولية والنسائية‪،‬‬ ‫بكميات قليلة من اخلضار واملعلبات وبعض البقوليات ومتطوعني اثنني ال يزاالن طالبني يف كلية الطب‪ ،‬يعمالن‬ ‫واألرز‪ ،‬تفشل مراراً يف بلوغ احلي‪ ،‬بسبب احلواجز الكثيفة على العناية باألطفال‪ ،‬ومتابعة اجلروح املتوسطة والصغرى‪.‬‬ ‫جليش النظام اليت تتقصد اإلساءة تارة‪ ،‬واملنع من الدخول وال بد من اإلشارة إىل أن العمل يتم على طاولة عمليات‬ ‫أحياناً كثرية‪ .‬هذا إن مل يصب بعضها اآلخر بنريان واحدة لكل االختصاصات وجلميع املرضى‪ ،‬مع وعود‬ ‫القناصة‪ ،‬مما جيعل املعاناة متزايدة يوماً بعد يوم يف تأمني متكررة مبحاولة تأمني طاولة أخرى للعمليات‪ ،‬خاصة يف‬ ‫قوت الناس‪ ،‬ناهيك عن غالء سعر املادة أصالً بسبب ظل ما يلحق باملستشفى من دمار‪ ،‬حيث تعرض املشفى‬ ‫تدهور االقتصاد عموماً‪ ،‬وما يضاف إىل ذلك من أجور للقصف يف الطابق الثاين منذ حواىل أربعة أسابيع‪ ،‬ما أدى‬ ‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫‪5‬‬


‫تقرير‬ ‫حصار حلب ‪ ..‬من يحاصر من؟‬ ‫حسين الغجر – حلب‬ ‫معبر بستان القصر هو آخر المعابر العاملة في مدينة‬ ‫تم اغالق معبر النهر في حي‬ ‫حلب كلها بعد أن ّ‬ ‫الشيخ رز ودوار الموت منذ أيام‪ .‬وهذا ما دفع‬ ‫بالعديد من الناشطين خاصة إلى التحرك بعد قيام‬ ‫بعض العناصر القائمين على المعبر بمنع المدنيين‬ ‫من إدخال مواد غذائية الى الطرف الغربي عبر بستان‬ ‫القصر ‪.‬‬ ‫معبر بستان القصر تجارة للقوت‬ ‫خالل األسابيع األخرية وبعد أن تقدم اجليش احلر‬ ‫على اجلبهة الغربية ملدينة حلب‪ ،‬ما نتج عنه إغالق‬ ‫طريق حلب دمشق الدويل‪ ،‬ليبقى املنفذ األخري والوحيد‬ ‫لألحياء الغربية هو معرب بستان القصر‪ ،‬والذي جرت‬ ‫لماذا لم يتم اإلعالن عن الحصار؟‬ ‫حماوالت عديدة لضبطه من قبل جلان مدنية اهتمت‬ ‫ما ذنب الكثير من سكان القسم الغربي ليتم حرمانهم‬ ‫بالسرقة أوالً وليس التشبيح آخراً‪ ،‬ليصل املوضوع يف‬ ‫من قوت يومهم؟‬ ‫هناية املطاف إىل استالم إحدى كتائب اجليش احلر‬ ‫للمعرب ‪.‬‬ ‫كما حتدث أحد الناشطني يف مدينة حلب‪ ،‬رفض‬ ‫ذكر امسه‪ ،‬عن قيام بعض العناصر بإدخال سيارات‬ ‫تجاوزات وعمولة مرور‬ ‫حمملة باملواد الغذائية يف وقت مبكر من النهار ليستفيد‬ ‫يؤكد أحد سكان حي بستان القصر لـ "جسر" بأن‬ ‫منها بعض التجار هناك‪ ،‬وكذلك العناصر املتواجدين‬ ‫املعرب يتم إدارته بطريقة غري مسؤولة‪ .‬ففي الفرتة األخرية‬ ‫على املعرب‪ ،‬متحدثاً عن صعوبة كبرية يف توثيق تلك‬ ‫أصبحنا نرى بعض التصرفات املشينة للثورة أوالً وآخرا‬ ‫ً االنتهاكات بسبب منع اإلعالميني من التصوير‪ ،‬بل‬ ‫منها عملية التفتيش وإهانة بعض األشخاص كبارا‬ ‫ً وتعرض البعض منهم للضرب على أيدي عناصر احلاجز‬ ‫وصغاراً دون أي اعتبار أو تقدير‪ ،‬وكذلك يتم منع‬ ‫آخرهم مراسل شبكة "حلب نيوز" وامسه عبيدة ‪.‬‬ ‫إدخال أي نوع من املواد الغذائية مما دعا بعض املواطنني‬ ‫للحيلة وإخفاء حليب األطفال واخلبز بني أغراضهم‬ ‫مظاهرات رافضة للحصار وشكاوى للهيئة الشرعية‬ ‫الشخصية‪ .‬ومن حالفه احلظ يف إخفاءه للقليل‪ ،‬عرب‬ ‫قام بعض الناشطون مبحاوالت عديدة مع إدارة املعرب‬ ‫بسالم‪ ،‬ومن مل ينجح يف ذلك متّ مصادرة تلك املواد‪ ،‬ما‬ ‫للتوصل إىل حل ال يؤثر على احلصار املراد إقامته على‬ ‫يؤدي إىل ازدحام كبري حيث جيلس الكثري من املدنيني‪،‬‬ ‫النظام وال حيرم املدنيني من قوهتم‪ ،‬ويفتح باباً للتجارة‬ ‫وغالبيتهم من النساء واألطفال الذين يعربون طريق‬ ‫يسربون املواد الغذائية لألحياء‬ ‫املوت‪ ،‬سعيا منهم للحصول على قليل من اخلبز أو أو الربح الفاحش للذين ّ‬ ‫ً‬ ‫احملاصرة‪ ،‬ولكن مل تنتج شيء يذكر‪ .‬بل ويؤكد أحد‬ ‫احلليب من األحياء احملررة ليمنعوا من إدخال أي شيء‬ ‫الناشطون‪ ،‬الذي يسكن أهله يف القسم الغريب وهو‬ ‫من قبل من يعتربوهنم املنقذ‪ ،‬رمبا على حد قوله‪ ،‬وحنن‬ ‫يف الشرقي‪ ،‬بأهنم تعرضوا للضرب واإلهانة واالهتام‬ ‫نتساءل هنا‪:‬‬ ‫بالتشبيح جملرد مطالبتهم بفك احلصار‪ .‬ويؤكد كذلك‬ ‫من قرر منع إدخال المواد الغذائية؟‬ ‫بأ ّن النظام بعناصره وشبيحته هم آخر املتضررين منه‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫ويشري إىل تعرض بعض العوائل لالبتزاز واالستغالل من‬ ‫قبل الشبيحة والنظام مقابل اخلبز والطعام واحلليب‪ .‬فهم‬ ‫يسيطرون على األفران حيث ميتلكون املخزون اخلاص‬ ‫هبم‪ .‬فلماذا يصر القائمون على املعرب على منع إدخال‬ ‫املواد الغذائية اخلاصة‪ ،‬وماذا سيؤثر على النظام لو جاع‬ ‫األطفال والنساء يف مناطق مل يتم حتريرها من قبل اجليش‬ ‫احلر‪ ،‬وما ذنب من تأخر حترير أحيائهم؟‬ ‫وبني رافض للحصار ومؤيد له‪ ،‬يبقى اهلم الوحيد للمواطن‬ ‫احلليب يف كال الطرفني هو تأمني حاجاته يف ظروف أقل‬ ‫ما ميكن توصيفها بأهنا حرب رمبا تطول‪ ،‬على ح ّد تعبري‬ ‫البعض‪ .‬وحتت أي تربير أو مسمى للحصار يبقى الرهان‬ ‫الوحيد على الثورة والثوار الذين تعرضوا لكل أنواع املوت‬ ‫والعذاب والتضحيات‪ ،‬إلثبات جديد على أن ثورهتم‬ ‫هي ثورة قيم وأخالق ينصف فيها اجلميع‪.‬‬ ‫وقد تمت إعادة افتتاح المعبر يوم الخميس الماضي‪،‬‬ ‫والسماح للمواطنين بإدخال المواد الغذائية‪ ،‬حسب‬ ‫الحاجة‪ ،‬بعد صدور بيان من علماء حلب‪ ،‬وموافقة‬ ‫الهيئة الشرعية في المدينة‪ .‬وقد لوحظ ازدحام شديد‬ ‫على إثر صدور قرار إعادة فتح المعبر‪.‬‬


‫نازحون‬ ‫مدارس حلب سكن للنازحين‬ ‫جورج ‪.‬ك‪ .‬ميالة ‪ -‬حلب‬ ‫يف مدينة حلب كل شيء تغري‪ ،‬فعندما متر أمام أي‬ ‫مدرسة جتد أهنا شيء خمتلف متاماً عما كانت عليه‪.‬‬ ‫بسطات تزين باب املدرسة تبيع أشياء بسيطة ختدم‬ ‫اإلنسان الفقري الذي ازداد فقره اليوم‪ ،‬وعندما تدخل إىل‬ ‫إحدى الباحات جتد أهنا أصبحت مكاناً لطهو الطعام‪،‬‬ ‫ومحامات املدرسة أصبحت مكاناً للغسيل‪.‬‬

‫في رمضان ‪ 2012‬بدأت الحكاية‬

‫عندما بدأ دخول اجليش احلر إىل املناطق السكنية‬ ‫يف حلب‪ ،‬وتصاعدت االشتباكات بني اجليشني احلر‬ ‫والنظامي واشتد القصف العشوائي على الريف واملدينة‪،‬‬ ‫نزح الكثري من سكان الريف الشمايل وسكان املدينة‬ ‫باجتاه مركز املدينة ‪.‬‬ ‫يروي أبو طالل النازح من قرية دارة عزة لـ "جسر"‪ " :‬نزل‬ ‫أربعة براميل على قريتنا خالل أسبوع واحد‪ ،‬وماتت أسر‬ ‫ود ّمرت بيوت جرياننا فاضطررنا للنزوح‬ ‫كاملة يف القرية‪ُ ،‬‬ ‫واجتهنا حللب‪ .‬مل نكن نعرف وجهتنا بالضبط فقضينا‬ ‫يومني صائمني يف العراء يف حديقة األشرفية‪ ،‬استهلكت‬ ‫إلطعام اسريت كل ما أملك من نقود‪ ،‬إىل أن أتى جمموعة‬ ‫من الشباب و اصطحبونا إىل هذه املدرسة"‪.‬‬

‫تعاون بين المتبرعين والجمعيات األهلية‬

‫بعد موافقة من مديرية الرتبية‪ ،‬سارعت كثري من‬ ‫اجلمعيات األهلية واخلريية يف املدينة‪ ،‬مبساعدة شباب‬ ‫متطوعني‪ ،‬إىل رعاية وتنظيم شؤون النازحني بدعم ومتويل‬ ‫من جتار املدينة‪.‬‬ ‫وختتلف مدرسة عن أخرى من حيث اخلدمات املقدمة‬ ‫فيها تبعاً للجمعية اليت تكفلها‪ .‬بعض املدارس تقدم‬ ‫احلاجيات األساسية لألطفال من حليب وحفاضات‪،‬‬ ‫ويف إحداها يقدم ثالث وجبات يومية مع مواد التنظيف‪،‬‬ ‫ويف أخرى وجبة واحدة‪ ،‬وهناك من اجلمعيات من مل‬ ‫تستطع أن تقدم سوى مراكز اإليواء وتنظيم أمور‬ ‫النازحني‪.‬‬ ‫تقول أم حممد النازحة من حي الشعار لـ "جسر"‪" :‬مل‬ ‫نشعر بالضيق يف البداية‪ .‬كانت مائدة رمضان عامرة‬ ‫بكل أصناف الطعام والشراب‪ ،‬وأهل اخلري كثر‪ .‬كان‬ ‫الطعام حينها أفضل مما كنا نتناوله سابقاً‪ ،‬لكن احلال‬ ‫قد تغري اآلن"‪.‬‬

‫آلة الحرب التي تطارد الجميع‬

‫امتدت املناوشات العسكرية لتصل اىل أحياء مساكن‬ ‫السبيل والسريان واألشرفية والشهباء اجلديدة اليت يتواجد‬ ‫فيها الكثري من جتمعات النازحني‪ ،‬واصبحت يف أية‬ ‫حلظة عرضة لسقوط قذيفة طائشة من أحد الطرفني‪،‬‬ ‫عدا عن املخاوف اليت متأل نفوس الناس لكثرة احلواجز‬ ‫ودوريات النظام يف الشوارع‪ .‬تروي أم عدنان لـ "جسر"‬ ‫قصة زوجها‪" :‬يف الساعة اخلامسة من مساء يوم أربعاء‪،‬‬ ‫عاد زوجي من عمله فطلبت منه أن حيضر يل بعض‬ ‫اخلضار من أمام املدرسة‪ .‬خرج حينها ومل يعد‪ ،‬ويف‬

‫صباح السبت التايل جاءت دورية من األمن اجلنائي عن الكثري من حاالت القمل واجلرب اليت انتشرت لدى‬ ‫وأخذتين إىل الفرع ألتعرف على جثته‪ .‬وجدته مقتوالً األطفال‪ ،‬ومع اشتداد احلر وكثرة القمامة‪ ،‬وتأخر ترحيلها‬ ‫بطلق ناري من اخللف‪ ،‬وأخربين أهايل احلي أن احلاجز من قبل البلدية‪ ،‬ستشكل هذه األوبئة خطراً إضافياً‪.‬‬ ‫اجملاور اعتقله ألنه من بلدة حيان الثائرة"‪.‬‬ ‫قلة دعم ومخاوف أمنية‬ ‫شبكات سرية لرتويج املخدرات والدعارة يف املدارس ماريا متطوعة يف إحدى اجلمعيات املسامهة يف رعاية‬ ‫يتناقل بعض السكان أشاعات مل تستطع "جسر" أن النازحني‪ ،‬تقول لـ "جسر"‪ " :‬كنا نأمل أن ال تستمر‬ ‫تتأكد منها‪ ،‬عن وجود شبكات لتجارة بعض أنواع هذه األزمة ألكثر من شهرين‪ .‬بدأ مجيع املتطوعني العمل‬ ‫احلبوب املخدرة يف تلك املدارس‪ ،‬ويستغلون شباباً جبد حىت أن العديد منا تركوا جامعاهتم وتفرغوا للعمل‬ ‫يسكنون هناك لتوزيعها وتروجيها‪ .‬كما كشفت بعض اإلغاثي‪ ،‬ووصلنا النهار والليل لتأمني مستلزمات حياة‬ ‫اجلمعيات عن وجود شبكات للدعارة حتاول استغالل النازحني‪ ،‬لكن هذه األزمة طالت كثرياً‪ ،‬واستنفدت‬ ‫النازحات للعمل معها مستغلة حاجتهم املاسة للمال‪ .‬الكثري من معنوياتنا"‪ .‬فيما يتحدث فريد عن جانب‬ ‫مترد‬ ‫آخر‪" :‬أقف كل يوم عدة مرات خجالً من نازح يطلب‬ ‫واقع صحي ٍّ‬ ‫قدمت بعض اجلمعيات أدوية لألمراض املزمنة كأمراض دواءً أو ماالً أو طعاماً‪ .‬ال منلك اليوم الكثري لنقدمه هلم‪،‬‬ ‫القلب والضغط والسكري‪ ،‬لكن مجعيات أخرى مل وال أعرف أين تذهب املاليني اليت تربع هبا العامل للشعب‬ ‫تفعل‪ ،‬ومجيعها اعتذرت عن تأمني أدوية األمراض السوري‪ ،‬عدا عن عدم وجود تعويض مادي جلهودنا‪،‬‬ ‫املستعصية كأدوية السرطان و الكلية بسبب ارتفاع مثنها فبيننا من ترك عمله من أجل أداء هذا الواجب"‪.‬‬ ‫ويضيف نرباس ‪" :‬رغم أن عملنا إنساين إال أنه حمفوف‬ ‫أو عدم توفرها يف السوق‪.‬‬ ‫تقول احلاجة أم بكري القادمة من منطقة طريق الباب‪ :‬باملخاطر األمنية وال توجد أي جهة تقدم التغطية لعملنا‪،‬‬ ‫"عمري سبعون عاماً‪ ،‬وحباجة مستمرة لدواء الضغط‪ ،‬فقد تكرر االعتداء واالعتقال على عدة متطوعني من‬ ‫وإبر السكري‪ ،‬وال أملك من مثنها لرية‪ .‬طلبت من قبل عناصر األمن منهم كمال أمحد (ناشط إغاثي)‪ ،‬مت‬ ‫فردوا بعدم وجود إمكانية لديهم‪ ،‬اعتقاله منذ أكثر من سبعة شهور من مدرسة يف حي‬ ‫إدارة اجلمعية الدواء ّ‬ ‫ونصحوين أن أذهب إىل مشفى الرازي أو اجلامعة‪ ،‬األشرفية وال أحد يعلم مكانه"‪.‬‬ ‫ووجدت بأهنم ال يقدمون الدواء ألحد هناك‪ ،‬لكن أما عيسى من اعزاز فيقول‪" :‬أما اليوم فنحن على أبواب‬ ‫إحدى الصيدليات تربعت بتزويدي بالدواء شهرياً لكثرة رمضان ٍ‬ ‫ثان‪ ،‬وها حنن على حال أسوأ من ذي قبل‪.‬‬ ‫فاملعونات أقل بكثري‪ .‬بالكاد تسد رمقنا‪ ،‬وال عمل‪،‬‬ ‫ما سألتها عنه"‪.‬‬ ‫ويقول أبو عمر النازح من اخلالدية يف محص ‪" :‬أصيبت واألسعار جنونية‪ .‬بيوتنا دمرت ومل نعد منلك إال رمحة‬ ‫زوجيت بالسرطان‪ ،‬ومل أستطع الذهاب إىل دمشق اهلل"‪.‬‬ ‫لعالجها‪ .‬مل أكن أملك مثن العالج وال حىت أجرة‬ ‫الطريق‪ .‬قدمت اجلمعية مثن جرعة واحدة فقط من ال أفق للحل‬ ‫العالج الكيميائي‪ ،‬واستدنت مثن أكياس الدم‪ ،‬ولكن مل تقول رمي‪ ،‬وهي نازحة من سيف الدولة إىل مدرسة حبي‬ ‫استطع أن أكمل عالجها وماتت بعد شهرين"‪.‬‬ ‫السليمانية عن تصورها للغد‪" :‬عندما تركت غرفيت ليالً‬ ‫تصورت أين سأعود اليها بعد أيام أو أموت‪ ،‬لكن بييت‬ ‫األوبئة تهدد حلب مع قدوم الصيف‬ ‫كثرة أعداد القاطنني يف املدارس‪ ،‬وقلة دورات املياه بأكمله هتدم وأشعر أين بني اخلوف وقسوة احلياة أموت‬ ‫واحلمامات‪ ،‬وانقطاع الكهرباء‪ ،‬وانعدام معظم مصادر على مراحل وال شيء جيعلين أمتىن أن أحيا يف الغد"‪.‬‬ ‫الطاقة‪ ،‬واقرتاب الصيف‪ ،‬كل هذا جعل هذه التجمعات جوع وفقر وخوف يف مدارس حلب الشهباء‪ ،‬والتزال‬ ‫السكانية حاضناً كبرياً لألمراض املعدية‪ .‬إذ يقطن يف على جدراهنا شعارات حزب البعث‪ ،‬وصور حافظ‬ ‫مدرسة النفط يف حلب اجلديدة حوايل مخسمئة إنسان األسد‪ .‬كل ذلك واألزمة ال زالت مفتوحة يف حلب‬ ‫يقتسمون سبع دورات للمياه فقط‪ ،‬و قد ظهرت عدة الواقعة حتت سيطرة النظام‪ ،‬واليت تفتقد ألبسط احلاجيات‬ ‫أمراض قد تتحول إىل أوبئة كمرض التهاب الكبد اإلنسانية من ماء وكهرباء عدا عن مئات اآلالف من‬ ‫املعروف "أبو صفار" و "اللشمانيا" (حبّة حلب)‪ ،‬عدا النازحني واملشردين‪.‬‬ ‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫‪7‬‬


‫إضاءات‬ ‫الكتائب تعتقل ‪ ..‬والناشطون يعتصمون‬ ‫هبة الحامض ‪ -‬الرقة‬ ‫دخلت مدينة الرقة مع بداية تحريرها حالة من الفوضى‬ ‫العسكرية نظراً لسيطرة عدد كبير من الكتائب عليها‬ ‫وغياب سلطة أو مجلس ينظم هذه الكتائب ويضبط‬ ‫ممارساتها‪ ،‬وكان من نتائج هذه الفوضى اعتقاالت‬ ‫عشوائية استهدفت الشباب الثوري بشكل عام‪،‬‬ ‫واإلعالميين بشكل خاص من قبل الكتائب المسيطرة‪.‬‬ ‫الناشط فراس النايف من أوائل املشاركني يف الثورة كان‬ ‫أحد هؤالء املعتقلني والذي مت احتجازه من قبل "أحرار‬ ‫الشام" وخضوعه للتعذيب (اجلَلد) يف مقرهم‪ ،‬يتحدث‬ ‫عن أسباب اعتقاله‪ " :‬كان سبب اعتقايل هو منزل جارنا‬ ‫الذي أراد "أحرار الشام" أن يستولوا عليه‪ ،‬فذهبت إىل‬ ‫مقرهم ألستفسر عن سبب االستيالء على املنزل‪ ،‬أخربوين‬ ‫أهنم سيأخذون املنزل بالقوة ألن صاحبه من الطائفة‬ ‫الشيعية‪ .‬لكن هذا الكالم غري صحيح‪ ،‬فقلت هلم أن ال‬ ‫شيء يؤخذ بالقوة‪ .‬عندها هجم علي حوايل ستة عناصر‬ ‫وأنزلوين إىل القبو"‪.‬‬ ‫وبتابع فراس حديثه لـ "جسر" متحدثاً عن التعذيب الذي‬ ‫خضع له يف املقر‪ ،‬وما جرى معه أثناء فرتة االعتقال‪:‬‬ ‫"بعدها أدخلوين إىل غرفة التحقيق حيث يوجد احملقق "أبو‬ ‫اليمان" الذي بدأ باستجوايب‪ .‬وأثناء التحقيق معي مسعت‬ ‫صوت أخي يف الغرفة الثانية‪ ،‬فذهبت إليه وبدأت أتكلم‬ ‫مع العناصر إال أن كالمي مل يعجبهم‪ ،‬فهجموا علي‬ ‫وقام األمري أبو الرباء بضريب بكبل كهرباء رباعي مخس‬ ‫ضربات‪ ،‬بينما ضربين باقي العناصر بأيديهم وأقدامهم‪ ،‬مث‬ ‫أخذوين إىل الزنزانة‪ .‬بقيت يف الزنزانة حوايل ساعة ونصف‪،‬‬ ‫من مث أخرجوين إىل األمري أبو مصعب الذي اعتذر مين‬ ‫كما كان يفعل األمن سابقاً‪ ،‬إال أين مل أقبل االعتذار ألنه‬ ‫من الواضح أن ما فعلوه معي مقصود السيما أن هناك‬ ‫بني الستني والسبعني معتقل عندهم وقد أراين بعضهم أثار‬ ‫التعذيب على أجسادهم"‪.‬‬

‫يعتقد بأن صاحبه "شبيح"‪ ،‬وهم جريان فراس‪ ،‬فخرجت‬ ‫عائلة فراس وأخذت تشتم عناصرنا يف حني مل يبد العناصر‬ ‫أي رد‪ ،‬بعدها خرج فراس وبدأ هو أيضاً بإطالق الشتائم‪،‬‬ ‫ما استفز العناصر و اعتقلوه‪ .‬وأثناء فرتة االعتقال قام‬ ‫أحد العناصر بضربه على يده بالعصا ال غري‪ .‬أي مل يتم‬ ‫تعذيبه أو جلده كما قيل"‪ .‬وقد اعتذر األمري أبو مصعب‬ ‫وعناصره من فراس النايف"‪.‬‬ ‫أما اإلعالميون فهم الشرحية األكثر تعرضاً لالعتقال يف‬ ‫املدينة نظراً لوجودهم الدائم يف الشارع‪ ،‬واحتكاكهم مع‬ ‫تلك الكتائب‪ .‬سامل الورد هو أحد اإلعالميني الذين‬ ‫سامهوا يف إيصال أخبار الرقة لوسائل اإلعالم منذ بداية‬ ‫الثورة‪ ،‬وقد مت اعتقاله أثناء قيامه مبهمة إعالمية رمسية من‬ ‫قبل أحرار الشام‪ .‬ويتحدث لـ "جسر" هنا عن ظروف‬ ‫اعتقاله‪ " :‬كنت يف مهمة رمسية إلعداد تقرير حول أزمة‬ ‫اخلبز يف حمافظة الرقة‪ .‬مت اعتقايل أمام فرن الفردوس بطريقة‬ ‫تعسفية‪ ،‬وقد مت وضع عصبة على عيين وتكبيلي‪ ،‬كما‬ ‫قاموا بإهانيت أمام الناس وتكفريي عندما أخربهتم انين‬ ‫إعالمي من تنسيقية شباب الرقة‪ .‬مت أخذي بعدها إىل‬ ‫اهليئة الشرعية ألحرار الشام‪ ،‬والتحقيق معي حول الغاية‬ ‫من التصوير مع تفتيش موباياليت وكافة أغراضي‪ ،‬كما‬ ‫أراين أحد احملققني كبالً رباعياً وقال يل باحلرف الواحد‪:‬‬ ‫"سيأكل هذا الكبل من حلمك"‪ ،‬بينما تعامل معي احملقق‬ ‫اآلخر بصورة إنسانية‪ .‬أنا أرفض طريقة االعتقال‪ ،‬وأسباهبا‬ ‫غري املقبولة‪ .‬حنن خرجنا من أجل احلرية ولن نرضى بديالً‬ ‫عنها"‪.‬‬

‫من املعروف أن النظام السوري مارس هذه االعتقاالت‬ ‫بصورة مهينة ومذلة‪ .‬و يعترب اعتقال أطفال درعا الشرارة‬ ‫األوىل للثورة السورية‪ ،‬لذا فإن الناشطني مل يكونوا غافلني‬ ‫يف حني أنكر املسؤول يف املكتب اإلعالمي حلركة أحرار عن هذه القضية‪ ،‬بل كانوا يف كل اعتقال ألحد الشباب‬ ‫الشام‪ ،‬أبو أسيد‪ ،‬خضوع الناشط فراس ألي نوع من أنواع ينظمون االعتصامات املفتوحة أمام مقرات الكتائب حماولة‬ ‫التعذيب‪ ،‬وروى القصة التالية‪" :‬ذهب عناصرنا إىل منزل منهم للضغط عليها يف سبيل اإلفراج عن املعتقلني‪ .‬وتشري‬

‫‪8‬‬

‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫الناشطة مىن فريج‪ ،‬وهي أحد الداعني لتلك االعتصامات‪،‬‬ ‫ومن املشاركني هبا بكثرة‪ ،‬لـ "جسر" إىل السبب الذي‬ ‫دفعهم لتنظيم تلك االعتصامات‪ " :‬كانت االعتصامات‬ ‫احتجاجاً على االعتقاالت التعسفية العشوائية‪ ،‬وعدم‬ ‫معرفة أسباب االعتقال‪ ،‬بل وحىت اجلهة اليت تقوم بذلك‪.‬‬ ‫فسياراهتم بدون لوحات وهم ملثمون"‪.‬‬ ‫وعند سؤاهلا عما إذا كان لتلك االعتصامات نتائج‬ ‫حقيقية وملموسة‪ ،‬أو لقيت أي رد من اجلهات اليت قامت‬ ‫نلق أي استجابة أو رد‬ ‫باالعتقال‪ ،‬جتيب الناشطة مىن‪" :‬مل َ‬ ‫على اعتصاماتنا‪ ،‬ومل تعرتف بعض اجلهات بوجود املعتقلني‬ ‫عندها‪ ،‬بالرغم من التسريبات اليت تبني عكس ذلك"‪.‬‬ ‫بالرغم من ذلك يقول الناشطون إهنم لن يستسلموا أو‬ ‫يقفوا عند هذا احلد‪ ،‬وإمنا سيستمرون يف احتجاجاهتم‬ ‫واعتصاماهتم حىت يفرج عن كافة املعتقلني‪ ،‬على حد تعبري‬ ‫الناشطة مىن‪.‬‬ ‫والبد من اإلشارة أن هناك أسماء كثيرة سياسية معروفة‬ ‫في المدينة قد تم اعتقالهم منذ شهور‪ ،‬دون معرفة‬ ‫مكانهم‪ ،‬منهم المحامي عبد اهلل الخليل والسيد محمد‬ ‫صبحي وآخرون‪ ،‬ما يطرح إشكالية أمنية حقيقية في‬ ‫مدينة محررة كالرقة‪.‬‬


‫إضاءات‬

‫أهالي درعا بين مطلب الحرية والتهديد بلقمة الخبز‬ ‫سارة الحوراني – درعا‬ ‫ساعات طويلة قضتها أم محمد وهي تنتظر بضع أرغفة‬ ‫من الخبز‪ ،‬علّها تعود بها إلى منزلها بعد توقف الفرن‬ ‫الوحيد عن العمل لمدة خمسة أيام‪ ،‬ومنذ الصباح‬ ‫الباكر وقفت بدورها لتقترب رويداً رويداً من النافذة‬ ‫المخصصة للبيع‪ ،‬وقبل بلوغها الهدف خرج أحدهم‬ ‫لينادي "خلص الخبز" وليضيع صوتها المخنوق‬ ‫بدموعها بين عشرات األصوات التي ضاق فضاء درعا‬ ‫البلد به‪.‬‬ ‫مل تكن أم حممد ذات السبعني عاماً املرأة الوحيدة اليت‬ ‫عادت إىل منزهلا كما خرجت منه‪ ،‬بل العشرات مثلها‬ ‫عادوا جيرون ذيول اجلوع واحلرمان‪ ،‬بعد ساعات طويلة‬ ‫حتت قذائف اهلاون وقصف الطائرات‪.‬‬ ‫بكلمات مرجتفة تقول (أم حممد)‪" :‬جئت إىل الفرن منذ‬ ‫الصباح الباكر‪ ،‬وانتظمت بالدور الذي بدأ يكرب وميتد‬ ‫شيئاً فشيئاً حىت ضاقت املساحة بنا‪ ،‬كان لدي أمل‬ ‫باحلصول ولو على القليل من اخلبز‪ ،‬فأنا أعيش مع زوجي‬ ‫الطاعن يف السن أيضاً‪ .‬ال أعرف ماذا أقول وملن أتوجه إال‬ ‫بالدعاء إىل رب العباد ضاعت البالد "‪.‬‬ ‫هبذه الكلمات املقتضبة تعود أم حممد مثقلة اخلطوات‬ ‫وتكاد تسقط على األرض بعد انتظار طويل‪.‬‬

‫مغامرة البحث عن الرغيف‬

‫املستبدة‪ ،‬وعلى الرغم من تلك املعارك مل ينجح الكثري‬ ‫االلتزام بالدور كباقي اجلمع‪.‬‬ ‫(أبو أمحد) من هؤالء الذين أحضروا كل أفراد عائلته منهم يف احلصول على الغنيمة وذهبت معاركهم ودفاعهم‬ ‫للحصول على اخلبز‪ ،‬وكثرياً ما كان يرتك دوره ويتقدم إىل املستميت دون طائل‪ ،‬وغادروا متوعدين اآلخرين جبولة‬ ‫الشباب املسؤولني عن التنظيم حمتجاً على التسهيالت اليت أخرى يف األيام القادمة‪.‬‬ ‫قدمت لبعض األشخاص‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫صباح‬ ‫الثالثة‬ ‫الساعة‬ ‫منذ‬ ‫يقول أبو أمحد‪" :‬جئت‬ ‫ً سياسة التجويع والتدمير‬ ‫مصطحباً زوجيت وأوالدي ونساء إخويت آملني احلصول تواجه منطقة حوران بشكل كامل أزمة خانقة يف احلصول‬ ‫على اخلبز‪ .‬يف البدء طلب منّا االلتزام بالدور‪ ،‬وهذا ما على مادة الطحني‪ ،‬وذلك ضمن سياسة حرمان املناطق‬ ‫فعلناه لكنين شاهدت بأم عيين بعض األشخاص الذين الثائرة اليت يتبعها النظام ملعاقبة األهايل وتأليبهم على‬ ‫جاؤوا متأخرين ببضع ساعات عنّا‪ ،‬قد حصلوا على اخلبز الثائرين واملقاتلني‪ ،‬من خالل حرماهنم من خمصصات‬ ‫وحنن ال نزال ننتظر دورنا‪ .‬إنه الظلم بعينه الذي خرجنا الطحني‪ ،‬وقصف وتدمري األفران ومستودعات الطحني‬ ‫ضده يعود إلينا بلون وشكل آخر"‪.‬‬ ‫واإلحراق املمنهج حلقول القمح يف مدن وقرى وبلدات‬ ‫استطاعت ابنتا أبو أمحد احلصول على حصتيهما من حوران‪ ،‬واستهداف أصحاهبا بالقصف أو القنص أثناء‬ ‫اخلبز ليشري إىل زوجته وباقي نساء العائلة مبغادرة الصف عمليات إطفاء احلرائق‪ ،‬ما أدى إىل إتالف مئات‬ ‫للعودة إىل املنزل‪ ،‬وعند سؤايل له "هل سيكفيك اخلبز الدومنات وحرمان املنطقة من االستفادة منها‪ .‬كل ذلك‬ ‫أنت وكل أفراد أسرتك؟" ضحك بقهر وجاء جوابه أسهم يف ارتفاع كبري يف أسعار الطحني ووصل إىل مبالغ‬ ‫ساخراً‪" :‬سنطعم األوالد اخلبز وحنن نكتفي باجملدرة‪ ..‬اهلل خيالية‪ ،‬وعجز الكثري من املواطنني من شرائه حيث تراوح‬ ‫يفرجها"‪.‬‬ ‫مثن كيس الطحني العادي مثالً ما بني ‪1500-2000‬‬ ‫لرية سورية‪ ،‬يف حني تراوح طحني الزيرو السعودي ما‬ ‫بني ‪ 6500- 5000‬لرية‪ .‬ونتيجة لذلك قامت بعض‬ ‫دموع تأبى النزول وقلوب صغيرة متعبة‬ ‫بعد عناء طويل ومعارك ضارية استطاعت الطفلة بتول اهليئات واملنظمات اإلغاثية بإدخال كميات من مادة‬ ‫الوصول إىل النافذة احلديدية الصغرية املخصص للنساء‪ ،‬الطحني بعد تأمينها من خارج البالد‪ ،‬لكن كثرياً ما يتم‬ ‫وبقيت ما يقارب الساعة أمام النافذة اليت أغلقت فجأة احتجازه من قبل قوات النظام‪ ،‬وبعض منه يتم االستيالء‬ ‫معلنة نفاد اخلبز‪ ،‬لتتساقط دموعها بني أمل وقهر وخذالن‪ .‬عليه من بعض اللصوص الذين يقومون ببيعه يف وقت‬ ‫مل تستطع احلصول على بضع أرغفة لعائلتها اليت تنتظرها‪ .‬الحق‪.‬‬ ‫حاولت حمادثتها إال ّإنا رفضت ووضعت يديها على‬ ‫أفران‪ ،‬يقع القسم األكرب منها يف املناطق اليت تسيطر‬ ‫وجهها يف حماولة منها إلخفاء دموعها وقهرها وغادرت عليها املعارضة‪ ،‬ولذلك تعرضت لدمار كبري وهائل نتيجة‬ ‫مكسورة اإلرادة على عكس ما جاءت إىل الفرن‪ ،‬يرافقها للقصف املمنهج هلا‪ ،‬أو باختاذها كمراكز وحواجز أمنية‬ ‫األمل الذي داعب خميلتها يف الطريق‪.‬‬ ‫من قبل عناصر اجليش النظامي‪ .‬وخالل املعارك مت تدمريها‬

‫قدمت الشابة (بامسة ‪.‬ن) من إحدى األحياء اليت يسيطر‬ ‫عليها النظام ويتوافر فيها خمبز يعمل بشكل طبيعي‪ ،‬لكنها‬ ‫فضلت القدوم منذ ساعات الفجر األوىل مع جارهتا إىل‬ ‫درعا البلد‪ ،‬مشرية إىل أ ّن سبب قدومها إىل هذا الفرن يعود‬ ‫إىل االعتداءات اللفظية وأحيانا اجلسدية اليت يتعرض هلا‬ ‫املواطنني‪ ،‬دون متييز بني امرأة أو رجل‪ ،‬فاجلنود والشبيحة‬ ‫املتواجدون هناك يقومون باستفزاز األهايل‪ ،‬وخاصة بشتم‬ ‫الفتيات والنساء بألفاظ جارحة تنال الشرف والعرض‪،‬‬ ‫وكثرياً ما قاموا باالعتداء على الرجال والشباب أمام‬ ‫األهايل و إهانة الصغري قبل الكبري‪ ،‬الفتة إىل أ ّن املخاطر‬ ‫اليت تتعرض هلا كثرية وخاصة انتشار القناصة على األبنية‬ ‫املرتفعة‪ ،‬واليت تكشف كل الطرق اليت تربط بني درعا البلد‬ ‫ودرعا احملطة‪ ،‬وكثري من األشخاص فقدوا أرواحهم قي‬ ‫تلك الشوارع‪ ،‬ومع ذلك خياطر الناس حبياهتم للحصول‬ ‫على احلصة املخصصة من مادة اخلبز واملقررة خبمسني لرية‬ ‫فقط للشخص الواحد‪.‬‬ ‫بسمة أيضاً عادت دون احلصول على حصتها متسائلة‬ ‫صعوبة في التنظيم‬ ‫هل سيخبز الفرن غداً؟‬ ‫واجهت العناصر املكلفة بتنظيم الدور وآلية احلصول على‬ ‫اخلبز مهمة صعبة يف ضبط األمور وفك االشتباكات‬ ‫منذ ساعات الصباح الباكر‬ ‫بني املواطنني‪ ،‬وكان اخلاسر األكرب من هذه االشتباكات‬ ‫إىل‬ ‫صفهم‬ ‫د‬ ‫امت‬ ‫بل‬ ‫النساء‬ ‫ومل تكن معاناة الرجال أقل من‬ ‫هم األطفال الصغار‪ ،‬حيث كانوا يدفعون خارج الصف‬ ‫ّ‬ ‫عشرات األمتار‪ ،‬وشهد معارك طاحنة بينهم‪ ،‬وأحدهم واحتالل أماكنهم من قبل األكرب سناً‪ ،‬لكن األطفال‬ ‫خلع حذائه وضرب أحد الشباب الذي طلب من الرجل دافعوا عن حقوقهم بشراسة ورفضوا اخلضوع لسلطة الكبري‬

‫بشكل كامل كالفرن اآليل يف منطقة العباسية بدرعا البلد‬ ‫وهو خمبز عام وفرنان آخران للقطاع اخلاص‪ ،‬وبذلك‬ ‫يبقى فرن واحد يعمل بطاقته الكاملة يف درعا البلد‪ ،‬فيما‬ ‫لو توفرت له مادة الطحني واخلبز‪ ،‬يف حني أُغلق الفرن‬ ‫االحتياطي يف منطقة خميم درعا ألسباب جمهولة‪ .‬وتشري‬ ‫املعلومات إىل خالفات بني بعض القادة العسكريني يف‬ ‫اجليش احلر حول اإلشراف عليه‪.‬‬ ‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫‪9‬‬


‫عني على العامل‬ ‫إعداد‪ :‬سامي إبراهيم‬

‫الخالفات بين اطراف المعارضة العسكرية مستمرة‬ ‫سلّطت صحيفة "نيويورك تاميز" األمريكية‪ ،‬يف مقالة يف‬ ‫عددها الصادر يوم ‪ 7‬حزيران اجلاري‪ ،‬الضوء على اخلالفات‬ ‫اليت بدأت بالتفاقم بني كتائب املعارضة املسلحة‪ ،‬وبشكل‬ ‫أخص بني كتائب من اجليش احلر من جهة‪ ،‬وعناصر‬ ‫حمسوبة على جبهة النصرة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وأشارت الصحيفة إىل أن تزايد عدد وحضور املتش ّددين‬ ‫اإلسالميني احملسوبني على تنظيم القاعدة‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫إخفاق املعارضة املسلّحة يف االنضواء حتت قيادة موحدة‬ ‫تسبّب يف تأخر الواليات املتحدة األمريكية يف االلتزام‬ ‫بتعهداهتا بشأن تسليح املعارضة السورية‪.‬‬ ‫وقام كاتب املقالة باستعراض عدد من األمثلة عن تلك‬ ‫اخلالفات‪ .‬ففي الرقة‪ ،‬انتشرت أخبار بأن مقاتلني حمسوبني‬ ‫على جبهة النصرة قاموا بطرد كتيبة من اجليش احلر خارج‬ ‫ٍ‬ ‫أعضاء منها بشرب اخلمر‪ ،‬ما جيعلهم غري‬ ‫الرقة‪ ،‬بسبب اهتام‬ ‫مؤهلني للقتال ضد النظام‪ .‬كما مت اهتام كتيبة من املقاتلني‬ ‫املتشددين بقطع رأس مقاتلني معارضني ورمي جثتيهما يف‬ ‫حاوية للقمامة مبدينة الدانة التابعة حملافظة إدلب‪.‬‬ ‫وحبسب الصحيفة‪ ،‬استناداً على أقوال لسكان حمليني‪ ،‬فإن‬ ‫معظم هذه النزاعات واخلالفات ترتكز يف حمافظات الرقة‪،‬‬ ‫وإدلب‪ ،‬وحلب‪ .‬وتعود األسباب يف معظمها إىل تبادل‬ ‫بالتهرب‬ ‫االهتامات بني كتائب اجليش احلر وجبهة النصرة ّ‬ ‫من القتال‪ ،‬وفرض مبالغ مالية على احلواجز‪ ،‬وبيع النفط من‬ ‫اآلبار اليت سيطروا عليها‪.‬‬ ‫ونقلت الصحيفة عن "أبو عبد اهلل"‪ ،‬وهو قائد عسكري‬ ‫متش ّدد إلحدى كتائب "أحرار الشام" يف مدينة الرقة‪،‬‬ ‫قوله بأن رجاله عمدوا إىل طرد مقاتلني تابعني لـ "كتيبة‬ ‫الفاروق" من املدينة ألسباب عسكرية وأخالقية‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد إخفاقهم يف مد يد العون ملقاتلي املعارضة املسلحة‬ ‫يف مدينة القصري اليت سقطت بيد النظام الشهر املاضي‪،‬‬ ‫واختتم أبو عبد اهلل حديثه بالقول‪" :‬نريد مقاتلني حقيقيني‪.‬‬ ‫وليس أناساً كسولني يكتفون برفع علم الثورة وقضاء وقتهم‬ ‫يف االسرتخاء وتل ّقي التمويل"‪.‬‬

‫روسيا تتهم المعارضة المسلحة باستخدام‬ ‫أسلحة كيميائية‬ ‫ويف سياق منفصل‪ ،‬أشارت صحيفة "الغارديان" الربيطانية‬ ‫إىل اهتامات روسية للمعارضة املسلحة السورية باستخدام‬ ‫غاز السارين يف اهلجوم الذي استهدف بلدة خان العسل‬ ‫التابعة ملدينة حلب يف ‪ 19‬آذار املاضي‪.‬‬ ‫وكان هذا اهلجوم قد تسبب مبقتل ‪ 26‬شخصاً‪ ،‬بينهم‬ ‫‪ 16‬جندياً من اجليش النظامي‪ ،‬وجرح ‪ 86‬آخرين حبسب‬ ‫معظم التقارير‪ .‬وكانت كل من احلكومة السورية واملعارضة‬ ‫املسلحة قد تبادال االهتامات باستخدام أسلحة كيميائية‬ ‫يف هذا اهلجوم‪ ،‬كما نفى كل منهما استخدام مثل هذه‬ ‫األسلحة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫وقال مندوب روسيا يف األمم املتحدة‪ ،‬فيتايل تشوركني‪ ،‬بأن جرائم األسد"‪ .‬وأضاف البيان‪" :‬يعترب الشعب السوري‬ ‫خرباء روس قاموا بزيارة موقع اهلجوم‪ ،‬وأخذوا عيّنات من روسيا بأهنا شريك لنظام األسد يف قتل املدنيني السوريني‬ ‫املكان‪ .‬ومت حتليل هذه العينات يف خمترب روسي تشرف عليه األبرياء"‪.‬‬ ‫منظمة احلد من انتشار األسلحة الكيميائية‪ .‬وتابع حديثه‪:‬‬ ‫"لقد أشارت التحاليل بوضوح إىل أن املواد الكيميائية ودعا االئتالف األمم املتحدة إلرسال بعثة لتقصي احلقائق‬ ‫املستخدمة يف اهلجوم مشبعة بغاز السارين وليست معاجلةً لدخول املناطق اخلاضعة لسيطرة املعارضة داخل األراضي‬ ‫صناعياً‪ .‬وهذه املواد ليست مواداً منوذجية لالستخدام السورية للتحقيق يف استخدام األسلحة الكيميائية من قبل‬ ‫الكيميائي‪ ،‬كما هو عليه األمر يف األسلحة الكيميائية النظام السوري‪ ،‬حبسب اهتامات االئتالف‪.‬‬ ‫التقليدية‪ ،‬ما جيعل كل الدالئل تشري إىل أن املعارضة‬ ‫املسلحة هم من استخدموا هذه املواد يف خان العسل"‪،‬‬ ‫على حد تعبريه‪.‬‬ ‫وكانت احلكومة السورية قد دعت‪ ،‬يوم االثنني املاضي‪،‬‬ ‫آكي سيلسرتوم‪ ،‬وهو املدير السويدي لبعثة تقصي احلقائق‬ ‫وأشار تشوركني إىل أنه أعلم األمني العام لألمم املتحدة بان التابعة لألمم املتحدة خبصوص ادعاءات استخدام األسلحة‬ ‫كي مون نتائج هذه التحاليل‪.‬‬ ‫الكيميائية يف سوريا‪ ،‬لزيارة دمشق ولقاء وزير اخلارجية‬ ‫هبدف التباحث خبصوص التحقيق يف هجوم خان العسل‬ ‫فقط‪ ،‬فيما أشارت األمم املتحدة إىل رغبتها بتحقيق أمشل‪.‬‬ ‫واالئتالف الوطني السوري ينفي االتهامات‬ ‫ويف السياق ذاته‪ ،‬نشرت صحيفة "واشنطن بوست" ومل حيدث اتفاق إىل اليوم بني احلكومة السورية واألمم‬ ‫األمريكية نفياً هلذه االهتامات من قبل االئتالف الوطين املتحدة على مدى التحقيق املفرتض‪ ،‬كما مل يتم إجراء أي‬ ‫السوري املعارض‪ .‬وأوضحت الصحيفة بأن استخدام مثل حتقيق مستقل يف هذه املسألة‪.‬‬ ‫هذه األسلحة سيعيق دعم ومتويل وتسليح الغرب للمعارضة‬ ‫السورية يف حال ثبتت االهتامات‪ .‬وكانت كل من الواليات وكان املندوب الربيطاين يف األمم املتحدة‪ ،‬مارك ليال‬ ‫املتحدة األمريكية‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وبريطانيا قد قالت بعدم وجود غرانت‪ ،‬قد قال رداً على التقرير الروسي الذي يتهم املعارضة‬ ‫أدلة تثبت امتالك أو استخدام املعارضة املسلحة ألسلحة املسلحة باستخدام أسلحة كيميائية يف خان العسل‪" :‬من‬ ‫كيميائية‪.‬‬ ‫اجليد بأن النظام السوري قد مسح خلرباء روس جبمع عيّنات‬ ‫من موقع اهلجوم الذي نتجت عنه اهتامات باستخدام‬ ‫وقال االئتالف السوري يف بيان له رداً على االهتامات أسلحة كيميائية‪ ،‬ولكن األمر األكثر أمهية هو جوب مساح‬ ‫الروسية‪" :‬هذا التحليل األخري الستخدام أسلحة كيميائية النظام بدخول حمققني مستقلني وذوي مصداقية تابعني‬ ‫يف خان العسل حماولة يائسة من روسيا خلداع العامل وتربير لألمم املتحدة"‪.‬‬


‫قضية‬

‫الزراعة القاتلة وأزمة الهرمونات الصناعية‬ ‫حيدر هوري – حلب‬ ‫أفرزت األزمة السورية عدداً من المشكالت الجديدة‬ ‫القديمة‪ ،‬ومن ضمنها استخدام المزارعين للهرمونات‬ ‫الصناعية في زراعتهم بغية تحقيق أرباح فاحشة في ظل‬ ‫الغالء الفاحش الذي سيطر على أغلب المناطق السورية‬ ‫بسبب نقص المنتجات الزراعية في األسواق نتيجة نزوح‬ ‫المزارعين عن مناطقهم وبالتالي بقاء األراضي الزراعية‬ ‫بوراً‪ ،‬وبسبب قلة الوارد من هذه المنتجات من البلدان‬ ‫المجاورة كاألردن مثالً ‪.‬وأمام ازدياد الطلب على هذه‬ ‫المنتجات ازداد استخدام الفالحين لهذه المواد الضارة‬ ‫بصحة اإلنسان والتربة على حد سواء‪ .‬فهل أصبح‬ ‫الحصول على غذاء خال من المواد السمية القاتلة حلما‬ ‫صعب التحقق؟‏‬

‫تباين آراء المختصين الزراعين‬

‫وللوقوف عند هذه املسألة أجرت "جسر" عدداً من‬ ‫اللقاءات مع املهندسني الزراعيني ممن هم على متاس مباشر‬ ‫مع املزارعني يف منطقة عفرين ذات الطبيعة الزراعية اخلصبة‬ ‫للتأكد من مدى تأثري استخدام هذه املواد وعن صحة‬ ‫األقاويل الرائجة بني الناس عن شرائهم خلضار وفاكهة ال‬ ‫طعم هلا أو أن أحجامها غري طبيعية و تزداد بعد شرائها‬ ‫ووضعها يف حافظاهتم وحقيقة جلوء املزارعني إىل اهلرمونات‪.‬‏‬ ‫تقول املهندسة ليالف عمر‪" :‬اهلرمون عبارة عن منشط للنمو‬ ‫يعطي طاقة حيوية للنبات من أجل إنبات سريع ومنتظم‬ ‫وامتداد سريع للجذور ومنو قوي وحماصيل أوفر وأحسن من‬ ‫حيث املواصفات‪ .‬وغالباً ما يستخدم لزيادة النمو وتكوين‬ ‫الثمار وتلوينها‪ .‬وللهرمون نوعان ‪ :‬نوع ضروري لنمو النبات‬ ‫ونوع آخر ممنوع وال يسمح باستخدامه ألنه ضار بالصحة‬ ‫وغالبا ينصح باستخدام اهلرمون يف مراحل النمو األوىل‪ .‬أرى‬ ‫أن استخدام اهلرمون غري ضار يف مرحلة الشتلة واإلزهار‪،‬‬ ‫أما يف غري هذه األوقات قد ترتك آثاراً ضارة بالصحة البشرية‬ ‫واحليوانية على حد سواء"‪.‬‬

‫ال أضرار إذا تم استخدام الهرمونات بطرق‬ ‫علمية‬

‫وختم إبراهيم كالمه بضرورة التزام املزارع بالتعليمات‬ ‫واإلرشادات املرفقة مع املواد واملخصبات الزراعية اليت‬ ‫يستخدموهنا من حيث نسبة الرتكيز وفرتة األمان ومراحل‬ ‫االستخدام‪ ،‬كما نصح الناس بغسل الثمار قبل أكلها باملاء‬ ‫النقي‪ ،‬والعمل على االحتفاظ باملنتج الزراعي الذي يصلهم‬ ‫من املزرعة فوراً لفرتة من الوقت لضمان ختلص املنتج مما‬ ‫يعلق به من متبقيات ضارة‪ ،‬وتقشري الثمار قبل أكلها‪.‬‬ ‫االستخدامات العشوائية للهرمون ترتب أضراراً على الصحة‬ ‫وأشار املهندس م‪ .‬خليل إىل أن اهلرمون يدخل يف حياة‬ ‫النبات بشكل دائم ألنه ضروري يف منو النبات وحيفز الرباعم‬ ‫على النمو لتخرج النبتة من حالة السكون‪ .‬وتستخدم هذه‬ ‫الطريقة يف إنبات البندورة والفليفلة خصوصاً‪.‬‏‬ ‫أما عن االستخدامات األخرى للهرمون‪ ،‬فيشري خليل‬ ‫إىل أهنا غري علمية وغري صحية وهدفها بيع احملاصيل قبل‬ ‫نضجها‪ ،‬مثلما حيدث يف البندورة حني تكون خضراء ويتم‬ ‫رش اهلرمون عليها فتصبح يف اليوم الثاين محراء وكبرية‪ ،‬وهذا‬ ‫ليس منواً طبيعياً بل هو تكاثر سريع للخاليا النباتية نتيجة‬ ‫اهلرمون يؤدي إىل خلل بالنبات أوالً وأذية لإلنسان الذي‬ ‫يستهلك هذا النبات‪.‬‬ ‫ويرى خليل بأن سبب انتشار استخدام اهلرمونات يف‬ ‫النباتات هو ارتفاع أسعار بعض املنتجات كالبندورة‪ ،‬بسبب‬ ‫األحداث اجلارية ونقص الكميات الواردة إىل األسواق‪،‬‬ ‫مشرياً إىل أن الثمار املرشوشة باهلرمون تتميز بأهنا فارغة وبال‬ ‫بذور‪ ،‬كما يوجد عدم جتانس يف املقطع العرضي للثمرة‪،‬‬ ‫ووجود فاصل بني الثمرة والسطح اخلارجي‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫اهرتاء لب الثمرة بشكل سريع كما هناك عالمات تظهر‬ ‫على املستهلك عند تناوله هلذه املنتجات كاإلسهاالت‬ ‫وآالم املعدة واخنفاض الضغط املفاجئ وعوارض أخرى‪.‬‬ ‫وخيتم املهندس قوله بأنه يتوقع بأن نسبة استخدام اهلرمون يف‬ ‫عفرين ال تتجاوز ‪ %1‬وهذه النسبة عالية برأيه‏‪.‬‬ ‫ويف تصرحيات لـ "جسر" أشار مهندس مهتم مبجال‬ ‫تغذية النبات إىل أن هرمونات النمو تنقسم إىل مثبطات‬ ‫ومنشطات‪ ،‬وهذه ال تشكل خطراً بل اخلطر يكمن يف‬ ‫منظمات النمو االصطناعية اليت تستخدم يف عمليات‬ ‫خمتلفة للنبات كمقاومة األعشاب‏‪ ،‬احلد من تساقط الثمار‏‪،‬‬ ‫زيادة حجم الثمار‏‪ ،‬واحلصول على مثار بكورية‪.‬‏‬ ‫وأشار أيضاً بأن منظمة الصحة العاملية أكدت على منع‬ ‫استخدام منظمات النمو بكل أبعادها يف اجملال النبايت‬ ‫واحليواين‪ ،‬وجيب أن يكون تركيز اهلرمون يف املنتج الطبيعي‬ ‫وليس االصطناعي‪ .‬لذا جيب وضع ضوابط ‏إلدخال هذه‬ ‫املادة‪ ،‬لعدم وضعها بطرق عشوائية بني أيدي الفالحني‬ ‫الذين يستخدموهنا أحياناً يف عمليات الرش للخضار‬ ‫والفواكه وبدون مرجعية علمية وإلزام وزارة الزراعة ومديرياهتا‬ ‫باحملافظات مبراقبة املنتج وحتديداً يف البيوت احملمية إضافة‬ ‫لتوعية املواطن خبطورة اهلرمونات على الصحة العامة‪.‬‬

‫أما املهندس م‪ .‬إبراهيم فيقول‪" :‬أمجع املختصون يف علم‬ ‫النبات على أن املنتج الزراعي ال يتأثر كثرياً نتيجة استخدام‬ ‫املخصبات واملنشطات الزراعية‪ .‬واحلديث عن أضرارها مبالغ‬ ‫فيه إذا التزم املزارع باستخدامها يف أوقاهتا احملددة وبالنسب‬ ‫احملددة علمياً‪ ،‬وبينوا أن ما يستخدم من هرمونات نباتية‬ ‫يساعد يف سرعة منو الثمار وإنضاجها وآثاره اجلانبية تكاد‬ ‫تكون معدومة‪ .‬كما أن بعض النباتات تفرز من ذاهتا‬ ‫هرمونات نباتية تساعد أيضاً يف تسريع عملية منو الثمار‬ ‫وإنضاجها"‪.‬‬ ‫أما خبصوص اختالف مذاق وحجم اخلضار والفاكهة عما‬ ‫كان سابقاً‪ ،‬فأوضح إبراهيم بأنه ناتج عن استخدام بذور‬ ‫وأشتال مل تكن مستخدمة سابقاً‪ ،‬وبسبب املبالغة يف الري‬ ‫الصحة البشرية في خطر‏‬ ‫ففي املاضي كانت الزراعة غالباً بعلية‪.‬‬ ‫ويشري اخلرباء إىل أن خماطر استعمال منظمات النمو تتجلى‬

‫يف أهنا تزيد معدل انقسام اخلاليا بشكل مفرط‪ ،‬وبأن عدم‬ ‫استخدامها بطرق علمية يؤدي إىل طفرات يف اخلاليا الناجتة‬ ‫ويساهم يف زيادة احتمال اإلصابة بالسرطان‪.‬‏‏‬ ‫ويف لقاء مع أحد األطباء قال لـ "جسر"‪ :‬عدد كبري من‬ ‫املرضى الذين يتوافدون إىل عياديت هم من الشباب ممن‬ ‫يشكون من العجز اجلنسي‪ ،‬ورغم إعطائي العقاقري اليت‬ ‫توافق احلالة فإهنا ال تعطي النتائج املرجوة‪ .‬وأخرياً طلبت‬ ‫منهم االلتزام حبمية خاصة واالبتعاد عن تناول اخلضار‬ ‫والفواكه اليت تستعمل فيها اهلرمونات وبعد فرتة كانت‬ ‫النتائج إجيابية"‪.‬‏‬ ‫ويشري إىل أن هذا دليل واضح على أن استخدام اهلرمونات‬ ‫يف الزراعة سوف تؤدي إىل مجلة من األمراض السيئة مثل‬ ‫الفشل الكلوي واألمراض املعوية والسرطانات والعجز‬ ‫اجلنسي‪.‬‬ ‫اهلرمونات الزراعية حمرمة إذا كان الضرر نتيجة استخدامها‬ ‫وحول رأي الشريعة اإلسالمية يف استخدام هذه املواد‪،‬‬ ‫سألت "جسر" بعض العلماء وخطباء املساجد يف عفرين‪،‬‬ ‫فكان جواب اخلطيب فرهاد مصطفى‪" :‬إذا كان هناك‬ ‫أي ضرر صحي فاستخدامه حرام للحديث (كل ما أضر‬ ‫بابن آدم فهو حرام)‪ .‬وإذا مل يكن هناك أضرار صحية‪،‬‬ ‫وكان هناك فوائد زراعية منها فال إشكال بشرط أن الناس‬ ‫يتعارفون على استخدامها يف عفرين"‪ .‬ولكي ال يكون األمر‬ ‫غشاً‪ ،‬فاألفضل أن يبني املزارع للناس استخدامه للهرمونات‪،‬‬ ‫وعندها يكون املشرتي باخليار إما أن يشرتي أو حيجم عن‬ ‫الشراء‪ ..‬واهلل أعلم"‪.‬‬ ‫وقال إمام آخر‪" :‬هذا يـَُع ّد غشًّا يف املبيع‪ .‬والغش حمرم‪،‬‬ ‫ويضاف إىل هذا أن املواد الكيميائية املضافة إىل الثمار أو‬ ‫ضار بصحة من يتناولوهنا‪ ،‬وقد‬ ‫طعام احليوانات هلا تأثري ّ‬ ‫هنى الشارع عن األضرار باملسلم‪ُ ،‬فروي عن النيب ـصلى اهلل‬ ‫عليه وسلم) أنه قال‪" :‬ال ضرر وال ضرار يف اإلسالم"‪..‬‬ ‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫لنتجنب أضرار الهرمونات الصناعية‬

‫أمام هذه املشكلة اخلطرية وأمام تباين آراء املختصني حول‬ ‫استخدام اهلرمونات الصناعية وبعد لقاءات مع بعض األطباء‬ ‫وخمتصي التغذية نرى أن احلل يكمن يف‏ توعية املزارعني حول‬ ‫كيفية استخدام هذه املواد وآثارها على الصحة البشرية‪،‬‬ ‫‏ووضع ضوابط على تداول هذه املنشطات وبيعها يف‬ ‫الصيدليات الزراعية من قبل اجلهات املعنية‪ ،‬لنشعر بنكهة‬ ‫احلياة من خالل طعم هذه اخلضار والفاكهة على األقل‪.‬‬ ‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬

‫‪11‬‬


‫األخرية‬

‫المدارس الميدانية في دير الزور‬ ‫قصف يومي‪ ..‬والصفوف في المالجئ‬ ‫غيث األحمد – دير الزور‬ ‫رغم القصف املتواصل واألصوات القوية واستحالة الظروف‬ ‫املعيشية‪ ،‬مع تصاعد وترية الصراع وما خلّفه من تدمري‬ ‫للمؤسسات‪ ،‬ومعظم البىن التحتية مبا فيها املدارس واجلامعات‪،‬‬ ‫إال أ ّن رغبة احلياة تتحدى املوت‪ ،‬رغم توقف معظم املدارس يف‬ ‫مناطق التوتر وحتوهلا إىل نقاط عسكرية أو تدمريها بشكل كامل‪.‬‬ ‫يعي السوريون أ ّن إعادة بناء املستقبل تبدأ بإعادة بناء جيل جديد‬ ‫متعلم‪ ،‬وأ ّن انقطاع األطفال عن استكمال تعليمهم يسبّب فجوة‬ ‫يف مستقبل سوريا‪ .‬لذا تالقت جهود العديد من املتطوعني إلحياء‬ ‫املدارس امليدانية داخل املناطق احملاصرة اليت يسيطر عليها اجليش‬ ‫احلر‪.‬‬

‫‪ 9‬مدارس ميدانية‬

‫توجد املدارس امليدانية مبدينة دير الزور يف األقبية أغلب األحيان‪،‬‬ ‫حيث خيتار القائمون عليها األماكن األكثر أماناً‪ .‬ومن املمكن أن‬ ‫حتتوي املدرسة الواحدة على أكثر من مرحلة دراسية‪.‬‬ ‫ست منها تضم‬ ‫ويوجد يف مدينة دير الزور ‪ 9‬مدارس ميدانية‪ٌّ ،‬‬ ‫املرحلة االبتدائية فقط‪ ،‬واثنتان تضمان املرحلتني اإلعدادية‬ ‫والثانوية‪ ،‬ومدرسة وحيدة تضم املرحلة االبتدائية واإلعدادية‪،‬‬ ‫وتتلقى مجيعها الدعم من قبل اجمللس احمللي ملدينة دير الزور‪ ،‬بعد‬ ‫أن كانت معتمدة على دعم هيئات ومجعيات أهلية ذات قدرات‬ ‫حمدودة‪ .‬ويتم تدريس املناهج السورية ذاهتا مع حذف مادة الرتبية‬ ‫القومية‪.‬‬ ‫ولقد مت ترخيص مجيع هذه املدارس من قبل اجمللس احمللي الذي‬ ‫يتبع بدوره لالئتالف الوطين السوري املعارض‪ ،‬ويقوم على عملية‬ ‫مدرسون من فئة اجلامعيني واملعاهد‪ ،‬وال تفرض على الطلبة‬ ‫التعليم ّ‬ ‫أية أفكار أو توجهات‪ ،‬واملالحظات اليت توجه للطالب هي تلك‬ ‫املتعلقة باألخالق فقط‪.‬‬

‫فيما الثالث‪ ،‬ويبلغ من العمر سبعة عشر عاماً‪ ،‬انضم إىل اجليش األقبية لتكون أكثر أمناً للطالب"‪ .‬وقد أشار بأن عمله مع باقي‬ ‫احلر وال يرغب يف إكمال تعليمه قبل حترير كامل املدينة‪ .‬ويقول املدرسني تطوعي ومن دون أي أجر‪.‬‬ ‫أمي ال أقرأ وال أكتب‪ .‬أمسع من‬ ‫أبو عبد الرمحن لـ "جسر"‪" :‬أنا ّ‬ ‫األصغر‬ ‫ابين‬ ‫و‬ ‫قرآنية‪،‬‬ ‫وآيات‬ ‫أبنائي أهنم تعلموا جدول الضرب‬ ‫الشهادات الثانوية بإشراف االئتالف الوطني‬ ‫تستمر‬ ‫أن‬ ‫جيب‬ ‫الكتابة‪.‬‬ ‫و‬ ‫اءة‬ ‫ر‬ ‫تعلم الصالة‪ ،‬املهم أهنم تعلموا الق‬ ‫ومن جهته قال مثىن احلاج‪ ،‬رئيس املكتب الرتبوي باجمللس احمللي‬ ‫احلياة دون توقف"‪.‬‬ ‫ملدينة دير الزور لـ "جسر"‪" :‬إن مجيع املدرسني القائمني على‬ ‫وأوضح أبو عبد الرمحن بأنه ال مينع أوالده من الذهاب إىل عملية التعليم هم من محلة الشهادات الثانوية واملعاهد واجلامعات‪،‬‬ ‫املدرسة‪ ،‬لكن القصف اليومي على أحياء املدينة هو أكثر العوائق واألغلبية هم من املعاهد واجلامعات‪ .‬ويقوم اجمللس احمللي بدعم‬ ‫اليت تفصل أوالده عن تعليمهم‪.‬‬ ‫تلك املدارس‪ ،‬ومل يكن هناك أي دعم أو ارتباط بأي جهة أخرى‬ ‫كاإلخوان املسلمني أو أي تنظيم أخر‪ .‬وال يتم فرض أي أفكار‬ ‫أما مروة‪ ،‬وهي طالبة يف الصف الثاين اإلعدادي (الثامن)‪ ،‬فتقول‪ :‬أو توجهات على الطالب‪ ،‬فيما عدا بعض املالحظات القليلة‬ ‫"املدرسون متعاونون معنا‪ ،‬ويبذلون جهداًكبرياً لنتمكن من اجتياز املرتبطة باألخالق اليومية"‪.‬‬ ‫امتحاناتنا بنجاح‪ .‬وخالل هذا الوقت‪ ،‬يسعى القائمون علينا وأوضح احلاج بأن الشهادة اإلعدادية أصبحت مرحلة انتقالية ومل‬ ‫لتوفري مجيع حاجاتنا ضمن اإلمكانيات املتاحة"‪.‬‬ ‫تعد شهادة‪ ،‬أما امتحانات الشهادة الثانوية فتم حتديد موعدها يف‬ ‫وتضيف مروة‪" :‬حناول أن نستثمر بعض الوقت الكبري الذي منتلكه ‪ ،2013 / 8 / 15‬وستكون األسئلة موحدة بني مجيع املدارس‬ ‫بالتعليم‪ ،‬حيث ال يوجد شيء لنقوم به بسبب احلصار اخلانق على يف املناطق احملررة بسورية‪ ،‬وبإشراف من االئتالف الوطين السوري‬ ‫املدينة‪ ،‬فنسعى إلكمال حتصيلنا العلمي إىل حني عودة احلياة إىل الذي يتكفل بوضع األسئلة‪ .‬واختتم احلاج كالمه بالقول بأن هذه‬ ‫جمراها الطبيعي"‪.‬‬ ‫الشهادات لقيت اعرتاف كل من مصر وليبيا واليمن حىت اآلن‪.‬‬

‫جميع المدارس ضحية للقصف‬

‫من جهته قال األستاذ معاذ أحد مدرسي مادة الرياضيات مبدرسة‬ ‫ميدانية مبدينة دير الزور‪ ،‬واحلاصل على إجازة يف اهلندسة املدنية‬ ‫من جامعة حلب‪" :‬إننا نعمل على تعليم الطالب املتواجدين يف‬ ‫املناطق احملاصرة مبدينة دير الزور الذين انقطعوا عن مدارسهم‪،‬‬ ‫وذلك إلكمال حتصيلهم العلمي‪ ،‬وربطهم باملدارس وعدم جرهم‬ ‫إىل العمل املسلح"‪.‬‬ ‫وتابع كالمه لـ "جسر"‪" :‬مجيع املدارس يف املناطق اليت يسيطر‬ ‫القصف أكبر العوائق‬ ‫عليها عناصر اجليش احلر تعرضت للقصف والدمار‪ ،‬وهي غري‬ ‫"أبو عبد الرمحن"‪ ،‬أب لثالثة أوالد‪ ،‬يتابع اثنان منهم الدراسة آمنة على اإلطالق‪ ،‬لذلك مت إنشاء هذه املدارس امليدانية يف‬

‫‪12‬‬

‫‪ 16‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثامن والعشرون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.