جسر | العدد الثاني | 9 كانون الثاني 2013

Page 1

‫‪jesr.info@gmail.com‬‬ ‫ﺳــــــﻮرﻳﱠــﺔ‪ .‬اﺳـــــــﺒﻮﻋــﻴﱠــﺔ‪ .‬ﺣـــــﺮّ ة ﺗـﺼـــــــﺪر ﻣــﻦ دﻳــــﺮ اﻟـــــﺰور‬

‫«الغطرسة» أصل‬ ‫االستبداد ومقتله‬

‫افتتاحية العدد ‪ /‬عبد النا�صر العايد‬ ‫كما يف كل خطاباته ال�سابقة‪ ،‬بدا طاغية �سورية‪ ،‬متغطر�س ًا‪ ،‬متعالي ًا‬ ‫ومتحدي� � ًا �شعب ��ه‪ ،‬ومتملق� � ًا الق ��وى اخلارجية‪ ،‬التي يظ ��ن يف قرارة‬ ‫نف�سه‪� ،‬أن هذا ال�شعب ما كان ليثور‪ ،‬ولن ينت�صر عليه‪� ،‬إن مل تدعمه‪.‬‬ ‫وه ��و به ��ذا ا إلن ��كار‪ ،‬وبتحديه ل�شعب ��ه‪ ،‬واال�ستخفاف ب ��ه‪� ،‬إمنا يعيد‬ ‫�سرية الديكتات ��ور يف كل مكان وزمان‪ :‬الغطر�س ��ة‪ ،‬وجنون العظمة‪،‬‬ ‫الذي يجعله يتخيل نف�سه‪ ،‬فوق �إرادة ال�شعب‪ ،‬و�أقوى من �إرادته‪ ،‬وهو‬ ‫ككل ديكتات ��ور‪ ،‬ي�ستزيد النقمة عليه‪ ،‬ويرفع م ��ن ا�ستعداد الثائرين‬ ‫للت�ضحي ��ة يف �سبيل �إزاحته‪ ،‬ويزيدهم �إ�صرار ًا وعزمية‪ ،‬على امل�ضي‬ ‫يف درب الكفاح‪ ،‬حتى ي�سقطونه حتت �أقدامهم‪.‬‬ ‫عل ��ى املقل ��ب الآخر‪ ،‬متل ��ق الطاغية الغ ��رب و�أمري ��كا‪ ،‬وكاد يتو�سل‬ ‫�إليه ��م‪ ،‬ويق�سم لهم‪� ،‬إن ما يواجهه هم التكفريين وتنظيم القاعدة‪،‬‬ ‫ال ��ذي �إن ق�ضي عليه ف�إنه �سيفتك بهم‪ ،‬وهي معادلة الذل التي تقود‬ ‫على كل ديكتاتور �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫تبدو ال�ص ��ورة الآن بعد خط ��اب ال�سفاح‪ ،‬وت�صريح ��ات الدول ذات‬ ‫ال�صل ��ة‪ ،‬وردود الفع ��ل املتع ��ددة عليه ��ا‪ ،‬عل ��ى ال�شكل الت ��ايل‪ ،‬ثمة‬ ‫حماول ��ة دولية حلل الق�ضية ال�سورية‪ ،‬يقب ��ل مبوجبها الثوار بخروج‬ ‫آ�م ��ن للطاغية وزبانيته‪ ،‬ونقل ال�سلطة �إىل حكومة هجني من النظام‬ ‫ال�سابق وقوى الثورة واملعار�ضة ال�سورية‪ ،‬وقد حاول الطاغية ا�ستباق‬ ‫الب ��ازار‪ ،‬ورفع من م�ستوى �شروطه‪ ،‬وط ��رح على الغرب حتديد ًا‪ ،‬ما‬ ‫ميكن �أن يقدمه من خدمات ووعود‪ ،‬ويف الوقت عينه ما يهدد به من‬ ‫جرائم ومذابح‪.‬‬ ‫ونعتق ��د جازم�ي�ن‪� ،‬أن الث ��وار الذين يت�شبث ��ون ب�أر�ضه ��م وموقفهم‪،‬‬ ‫ودفع ��وا ويدفع ��ون الغ ��ايل والثم�ي�ن يف �سبي ��ل ذل ��ك‪ ،‬ال يعنيهم ولن‬ ‫يعنيهم كل تل ��ك ال�صفقات واملناورات ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬وهم ما�ضون يف‬ ‫ح ��رب التحرير ال�شعبي ��ة‪ ،‬حتى حتق ��ق �إرادتهم ب�إ�سق ��اط النظام‪،‬‬ ‫وحماكمة ومعاقب ��ة كل رموزه وزبانيته‪ ،‬وهو ما نعتقد �أنه �أي�ضا الر َّد‬ ‫املنا�سب على ما �أ�سماها املجرم بـ «املبادرة»‪.‬‬ ‫لكن ذلك لن يتحقق �أي�ض ًا دون ممار�سة �سيا�سية م�س�ؤولة وح�صيفة‪،‬‬ ‫م ��ن قبل املمثل�ي�ن ال�سيا�سيني للث ��وار‪ ،‬خا�صة يف االئت�ل�اف الوطني‬ ‫لق ��وى الثورة واملعار�ضة‪ ،‬ال ��ذي ينبغي له �أن يرتقي يف جهده وعمله‪،‬‬ ‫�إىل م�ست ��وى ت�ضحيات وطموحات الث ��ورة ال�سورية‪ ،‬و�أن يبذل مزيد ًا‬ ‫من اجلهد على �صعيد طرح الق�ضية ال�سورية على امل�سرح ال�سيا�سي‬ ‫ال ��دويل‪ ،‬بفاعلية أ�ك�ب�ر‪ ،‬لك�سب املزيد من امل�ؤيدي ��ن حلقوق ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري امل�شروعة‪ ،‬وو�ضع القوى الدولية‪� ،‬أم ��ام ا�ستحقاق �سيا�سي‬ ‫و�إن�س ��اين وتاريخ ��ي‪ ،‬ال ميكنه ��ا التمل�ص من ��ه‪� ،‬أو ا�ستخ ��دام ذرائع‬ ‫الديكتاتور وحججه‪ ،‬لاللتفاف على تلك احلقوق واملطالب‪.‬‬ ‫الثاين‬ ‫العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون‬ ‫‪1 20132013‬‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ ا وﻟﻰ ‪ -‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ 8 -‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‬


‫عقب «احلل» الذي طرحه األسد‬

‫مظاهرات في دير الزور وادلب ‪ ..‬معارضة الداخل واخلارج ترفض‪ ..‬مواقف دولية تتباين‪ ..‬وسط صمت روسي‬ ‫�أخبارنا‬ ‫مل يل ��ق اخلطاب ال ��ذي �ألق ��اه الرئي�س ب�ش ��ار الأ�سد‬ ‫ترحيب� � ًا �سوى من حليفته �إيران‪ ،‬بينما قوبل بالرف�ض‬ ‫م ��ن قبل �سوريني يف الداخل واخلارج‪ ،‬وو�صفه الغرب‬ ‫بـ»الواه ��ي»‪ ،‬ومل ي�صدر عن رو�سي ��ا �أي تعليق �أو حتى‬ ‫ترحيب بـ «مبادرة الأ�سد»‪.‬‬ ‫مظاهرات �سورية‬ ‫خرج �أهايل حي احلميدية بدير الزور رغم الق�صف‬ ‫يف مظاهرة عقب اخلطاب منددين به‪ ،‬وراف�ضني �أية‬ ‫مب ��ادرة ي�أتي بها‪ ،‬ورفعوا �شع ��ارات تدعو �إىل �إ�سقاط‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وتعر�ضت املدينة على م ��دار الأ�سبوع الفائت لق�صف‬ ‫عني ��ف على �أحي ��اء العر�ض ��ي و احلويق ��ة والكنامات‬ ‫واجلبيلة والعريف واملوظفني و�سفرية التحتاين‪.‬‬ ‫مبادرة الأ�سد‬ ‫و�ألقى الأ�س ��د‪ ،‬الأحد الفائت‪ ،‬خطاب� � ًا يف دار الأوبرا‬ ‫بدم�ش ��ق‪ ،‬قدم فيه م ��ا �سماه «ح ًال للأزم ��ة ال�سورية»‬ ‫ويقوم «احلل» على وقف «العمليات الإرهابية من قبل‬ ‫امل�سلح�ي�ن‪ ،‬والتزام الدول املمولة لهم بعدم التمويل»‪،‬‬ ‫ويتل ��و ذل ��ك وقف� � ًا للعملي ��ات الع�سكرية م ��ن اجلي�ش‬ ‫ال�س ��وري م ��ع االحتف ��اظ بح ��ق ال ��رد‪ ،‬ثم يت ��م حوار‬ ‫ب�ي�ن جميع الأط ��راف ويو�ضع ميثاق وطن ��ي‪ ،‬ود�ستور‬ ‫وقوان�ي�ن انتخاب ��ات و�أح ��زاب و�إدارة حملية جديدة‪،‬‬ ‫و�إجراء انتخابات برملانية ثم ت�شكيل حكومة جديدة‪،‬‬ ‫وعقد م�ؤمتر للم�صاحلة و�إ�صدار عفو‪.‬‬ ‫«معار�ضة الداخل» ترف�ض‬ ‫و�صف ��ت هيئ ��ة التن�سي ��ق الوطني ��ة لق ��وى التغي�ي�ر‬ ‫الدميقراط ��ي من دم�شق مبادرة الرئي�س الأ�سد ب�أنها‬ ‫«غري واقعية‪ ،‬وغري عملية»‪.‬‬ ‫واعت�ب�رت اخلطاب وم ��ا حمله من ق ��راءات ومبادرة‬ ‫لإنه ��اء ثورة ال�شعب‪ ،‬جاء ليقوم بـ «قطع الطريق على‬ ‫ما حمله الأخ�ضر االبراهيمي من مبادرة حلل �سلمي‪،‬‬ ‫يج ��ري التح�ضري له ب�ضمانات رو�سي� �ةـ �أمريكية بناء‬

‫على اتفاق جنيف»‪.‬‬ ‫واعت�ب�رت الهيئة �أن «تلك املب ��ادرة تطلب من خ�صوم‬ ‫الأ�س ��د �إلقاء �أ�سلحته ��م والتعامل معهم كمنت�صر‪ ،‬يف‬ ‫الوق ��ت ال ��ذي تبدو ا ألم ��ور على غري ما ه ��ي عليه يف‬ ‫الأر�ض»‪.‬‬ ‫وانتق ��د تيار بن ��اء الدولة املعار�ض يف بي ��ان له خطة‬ ‫الرئي� ��س اال�سد لـ «ح ��ل االزمة»‪ ،‬قائ�ل ً�ا �إن «ال�صورة‬ ‫الت ��ي عر�ضها الرئي� ��س الأ�سد عما يجري يف البالد ال‬ ‫تعبرّ عن كامل حقيقة جمري ��ات ال�صراع الدائر‪ ،‬وال‬ ‫خطوات احلل التي قدمها كافية لتكون خارطة طريق‬ ‫�أو برناجم ًا حل ��ل �سيا�سي ينهي الأزم ��ة التي متر بها‬ ‫البالد»‪.‬‬ ‫احلل يبد أ� برحيل اال�سد‬ ‫م ��ن جهته‪ ،‬رف� ��ض االئت�ل�اف الوطني «احل ��ل» الذي‬ ‫طرح ��ه الأ�س ��د معت�ب�ر ًا �إياه جاء ل� �ـ» �إف�س ��اد اجلهود‬ ‫الدبلوما�سية لإنهاء ال�صراع»‪.‬‬ ‫وقال املتح ��دث با�سم االئتالف وليد البني �إن «الأ�سد‬ ‫باملب ��ادرة الت ��ي اقرتحه ��ا يريد قط ��ع الطري ��ق على‬ ‫التو�ص ��ل �إىل ح ��ل �سيا�س ��ي ق ��د ينت ��ج ع ��ن االجتماع‬ ‫الأمريك ��ي الرو�سي القادم م ��ع الأخ�ضر االبراهيمي‪،‬‬ ‫وهو ما لن تقبل به املعار�ضة ما مل يرحل هو ونظامه»‪.‬‬ ‫واعترب رئي�س املجل�س الوطني جورج �صربا يف ت�صريح‬ ‫لوكال ��ة �أنب ��اء الأنا�ضول اخلطاب «ا�ستم ��رار للحرب‬ ‫املعلنة عل ��ى ال�شعب» م ؤ�ك ��د ًا �أن «املعار�ض ��ة ال�سورية‬ ‫ترف�ض �أي مبادرة ال تبد�أ برحيل ب�شار الأ�سد»‪.‬‬ ‫«حماولة مت�سك بال�سلطة»‬ ‫ويف بيان للمتحدث با�سم اخلارجية الفرن�سية‪ ،‬فيليب‬ ‫الليو‪ ،‬اعترب مقرتحات الرئي� ��س الأ�سد حول الت�سوية‬ ‫ال�سلمي ��ة لـ «الأزم ��ة ال�سيا�سية الداخلي ��ة» التي ج َرت‬ ‫الب�ل�اد �إىل «حافة الهاوي ��ة والكارثة» هي «مقرتحات‬ ‫واهي ��ة»‪ ،‬الفت� � ًا �إىل �أن «البدي ��ل الوحي ��د الذي ميكن‬ ‫التفاو�ض على �أ�سا�سه هو الرحيل الفوري للأ�سد»‪.‬‬ ‫وو�صفت وزارة اخلارجية الأمريكية يف بيان للمتحدثة‬

‫با�سمه ��ا‪ ،‬فكتوري ��ا نوالند‪ ،‬اخلط ��اب ب أ�ن ��ه «حماولة‬ ‫للتم�س ��ك بال�سلط ��ة»‪ ،‬معت�ب�رة �إي ��اه « تقوي�ض جلهود‬ ‫املبعوث الأممي �إىل �سورية الأخ�ضر الإبراهيمي»‪.‬‬ ‫�إيران تثمن وال�صني تدعم الت�سوية ال�سلمية‬ ‫و�أثنى وزير خارجية إ�ي ��ران‪ ،‬علي �أكرب �صاحلي‪ ،‬على‬ ‫مب ��ادرة الأ�سد معت�ب�ر ًا �أنها «تنبذ التط ��رف والعنف‬ ‫والإره ��اب‪ ،‬وتدع ��و �إىل ر�س ��م امل�ستقب ��ل ال�سيا�س ��ي‬ ‫ل�سورية‪ ،‬ا�ستناد ًا ملب ��ادئ التعددية ال�سيا�سية‪ ،‬وتهيئة‬ ‫الظروف املالئمة لتبلور مالمح عملية �سيا�سية �شاملة‬ ‫مبنية عل ��ى �أ�سا�س احلوار الوطن ��ي‪ ،‬و�صياغة د�ستور‬ ‫جدي ��د و�إج ��راء انتخاب ��ات مم ��ا يف�ض ��ي �إىل ت�شكيل‬ ‫حكومة جديدة»‪.‬‬ ‫وعل ��ق املتح ��دث با�س ��م اخلارجي ��ة ال�صيني ��ة‪ ،‬هونغ‬ ‫يل‪ ،‬عل ��ى خطة الأ�سد بالق ��ول «ت�ؤيد ال�ص�ي�ن التزام‬ ‫�أطراف النزاع يف �سورية باخلطة امل�شرتكة التي جرى‬ ‫�إقراره ��ا للت�سوي ��ة ال�سلمي ��ة يف الب�ل�اد»‪ ،‬و�أ�ضاف �إن‬ ‫«ال�صني تقف موقف ًا فاعال ووا�ضحا يف هذه امل�س�ألة»‪.‬‬ ‫كما ذكر املتحدث با�سم اخلارجية ال�صينية �أن بالده‬ ‫«تدعو ال�سلطات ال�سورية والقوى املعار�ضة �إىل العمل‬ ‫عل ��ى وقف املواجه ��ات امل�سلحة ب�أ�س ��رع وقت ممكن‪،‬‬ ‫انطالق ًا من امل�صالح الأ�سا�سية للدولة وال�شعب»‪.‬‬

‫ناشطونفيديرالزوريدعونلتشكيلمجلسمحليمنالنشطاءالذينلم يغادروها‬ ‫�أخبارنا‬ ‫�أ�صدر جمموعة من الأطباء واملهند�سني واحلقوقيني‬ ‫واملعلم�ي�ن ومقاتلي اجلي�ش احل ��ر يف دير الزور بيان ًا‪،‬‬ ‫دع ��وا فيه �إىل ت�شكيل جمل�س حملي خا�ص يف املدينة‪،‬‬ ‫ويتكون من �أبنائها الذين بقوا يف الداخل للدفاع عنها‬ ‫ومل يخرجوا‪ ،‬ليتوىل هذا املجل�س ت�سيري �ش�ؤون املدينة‬ ‫يف الوقت احلايل‪.‬‬ ‫وق ��ال م�ص ��درو البي ��ان �إن «املجل� ��س �سي�ض ��م جميع‬ ‫�أطي ��اف املجتم ��ع الراغب ��ة يف العم ��ل �ضمن ��ه م ��ن‬ ‫�أبن ��اء املدين ��ة يف الداخ ��ل‪ ،‬و�سيتم تر�شي ��ح عدد من‬ ‫الأ�شخا� ��ص‪ ،‬ملن�ص ��ب رئي� ��س املجل�س‪ ،‬ليت ��م انتخابه‬ ‫الحق ًا من قبل جميع الأع�ضاء»‪.‬‬ ‫وي�أتي ذلك مغاير ًا ملا جرت عليه العادة بتعيني رئي�س‬ ‫املجل� ��س عن طري ��ق التزكية يف جمي ��ع املجال�س التي‬ ‫‪ 2‬العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫�شكلت يف اخلارج‪.‬‬ ‫وذك ��ر أ�ح ��د الأطب ��اء امل�شارك�ي�ن يف �إ�ص ��دار البي ��ان‬ ‫�أن «فك ��رة �إن�شاء جمل� ��س خا�ص باملدين ��ة‪ ،‬نبعت من‬ ‫حاجته ��ا لرتتي ��ب البي ��ت الداخلي‪ ،‬والعم ��ل من �أجل‬ ‫الداخ ��ل‪ ،‬حي ��ث يك ��ون مرجعي ��ة جلمي ��ع النا�شطني‪،‬‬ ‫كحكومة م�صغرة ت�ضم جميع �أطياف ومكونات املدينة‬ ‫يف املناطق املحررة‪ ،‬وينظم بالتوافق والت�شاور‪ ،‬ودون‬ ‫�إق�صاء �أحد‪ ،‬ودون النظ ��ر �إىل اخلارج‪ ،‬ومن يعرتف‬ ‫بهذا املجل�س �أم ال»‪.‬‬ ‫وفيم ��ا يتعل ��ق باملكات ��ب الت ��ي �ستنبثق ع ��ن املجل�س‪،‬‬ ‫ق ��ال الطبي ��ب « املجل� ��س �سي�ضم ع ��دة مكاتب‪ ،‬وهي‬ ‫مكتب ع�سك ��ري فيه جمموعة م ��ن الع�سكريني الذين‬ ‫ر�شحته ��م كتائ ��ب اجلي� ��ش احل ��ر املوجودي ��ن داخل‬ ‫املدينة‪ ،‬ومكتب طبي ميثل جمموعة متوافق عليها من‬

‫الأطب ��اء واملمر�ض�ي�ن وال�صيادل ��ة‪ ،‬ومكتب اخلدمات‬ ‫الفني ��ة وي�شم ��ل النظافة وامل ��اء‪ ،‬واملكت ��ب الإعالمي‬ ‫املمث ��ل مبجموع ��ة م ��ن الإعالمي�ي�ن‪ ،‬ومكت ��ب �إغاثي‬ ‫ي�شمل طيف من املكات ��ب واملنظمات الإغاثية العاملة‬ ‫عل ��ى �أر�ض الواقع‪ ،‬ومكتب العالق ��ات العامة‪ ،‬ومكتب‬ ‫�سيا�سي‪ ،‬ومكتب حلق ��وق الإن�سان‪ ،‬وهناك مقرتحات‬ ‫قي ��د الدرا�س ��ة لإن�ش ��اء مكات ��ب ت�شمل كاف ��ة املرافق‬ ‫الأخرى»‪.‬‬ ‫يذك ��ر أ�ن ��ه ت�ش ��كل �سابق� � ًا جمل� ��س لث ��وار دي ��ر الزور‬ ‫يف ‪ 2011/9/29‬برئا�س ��ة ريا� ��ض احل�س ��ن‪ ،‬و�أب ��رز‬ ‫مكاتبه‪ ،‬املكتب الع�سك ��ري‪ ،‬واملكتب الإغاثي‪ ،‬واملكتب‬ ‫الإعالم ��ي‪ ،‬وان�ضم هذا املجل� ��س لالئتالف الوطني‬ ‫وله مكتب داخل املدينة‬


‫ر�أي ‪� -‬سهيل نظام الدين‬ ‫ح�ين ي�ح� ّوم ط� ّي��ار ف��وق مدينة �سو ّرية ه��ذه الأ ّي ��ام‪،‬‬ ‫وير�صد –بطريقة ما– جت ّمع ًا ب�شري ًا كبري ًا‪ ،‬فلن‬ ‫يكون من الع�سري اال�ستنتاج �أنه واحد من احتمالني‪،‬‬ ‫ف�إ ّما فرن �أو حمطة وقود‪.‬‬ ‫للمراقب احليادي‪� ،‬سيبدو هذا �أ�شبه بـ «نف�ضة حياة»‬ ‫و�سط خرائب متداعية حمرتقة وحدائق طفحت على‬ ‫وجهها القبور‪ ،‬لك ّنه بالن�سبة ملن خرج ليقتل هدف‬ ‫ثمني‪ ،‬والهراء املتعلق بذريعة وجود –�أو عدم وجود–‬ ‫م�سلحني يف امل�ك��ان‪ ،‬القيمة له حني يكون املدنيون‬ ‫ج��زء ًا من ال�صورة‪ ،‬بل �إنّ ا�ستغالل هذا املنطق ال‬ ‫يعني �سوى �أن الط ّيار خرج ليقتل مدنيني‪ ،‬هم حمور‬ ‫التمرد ال�صلب‪ ،‬والرحم الذي يخرج من امل�سلحون‪.‬‬ ‫الق�صف م��ن اجل��و ه��و ذروة فعل قتل متعمد لأي‬ ‫ترابط �سوري يف مكان واحد‪ ،‬لنقل �إ ّنه بات الآن نوع ًا‬ ‫من الذهان ال�سادي الذي ي�ستويل على كل تف�سريات‬ ‫النظام وجي�شه و�شبيحته‪ ،‬ويتعلق بعدم القدرة على‬ ‫ت�صور وجود �سوريني «معا»‪ ،‬وحني ق�صفت قبل �أكرث‬ ‫م��ن �سنة مظاهرة يف ح��ي اجلبيلة يف دي��ر ال��زور‪،‬‬ ‫بقذيفة مدفعية خم�ص�صة ل��دك التح�صينات‪ ،‬مل‬ ‫يكن ثمة م�سلحون‪ ،‬بل ع�شرات من ال�شبان قرروا‬ ‫«معا» ق�ضاء �سهرة لإ�سقاط النظام يف ال�شارع‪ ،‬الأمر‬ ‫نف�سه تكرر يف حم�ص ودرعا وحلب مرات ومرات‪.‬‬ ‫�ضرب فرن �أو حمطة وقود لي�س ق�صف ًا ع�شوائي ًا‪ ،‬كما‬ ‫يف الفيديو املروع لتدمري مدينة قلعة احل�صن مث ًال‪،‬‬

‫جغرافيا اخلبز السورية‬

‫بل قرار حمكم بو�ضع مئات اال�شخا�ص من املحتم‬ ‫يف مثل هذا الظروف �أن يكون بينهم �أطفال ون�ساء‬ ‫يف دائرة اخلطوط املتقاطعة‪ ،‬ثم �إر�سال �صاروخ ال‬ ‫يتيح لهم حتى فرة الفرار �أو االحتماء‪ ،‬وقد يكون‬ ‫لدى الطيار جرعة من الرغبة يف الإبادة ال ت�ستوعبها‬ ‫ذخرية �صاروخ واحد‪ ،‬فيتبعه ب�آخر لقتل من حالفه‬ ‫احلظ و�أ�صيب فقط‪ ،‬كما تقول الأج�ساد التي تفحمت‬ ‫حتى الت�صقت ببع�ضها يف املليحة‪.‬‬ ‫اخلبز والنار هما �آخر �أوتاد احلياة يف �سورية‪ ،‬ولكي‬ ‫ت�صل معادلة «الأ�سد �أو نحرق البلد» �إىل مبتغاها‪،‬‬ ‫فيجب �أن يتحول كل �شيء �إىل م�صدر للموت‪ ،‬و�أن‬ ‫يتحول ال��وق��وف امل��ذل ل�ساعات طويلة �أم��ام فرن‪،‬‬ ‫�إىل عمر كامل من الرعب يف انتظار �صاروخ �أطلقه‬ ‫ط ّيار �سيعود �إىل قاعدته ليتفاخر �أمام رفاقه ب�صيده‬ ‫الكبري‪ ،‬فقد قتل رغيف ًا‪.‬‬ ‫يف اجلغرافيا ال�سورية الآن اقليمان اخلبز– ال�سالح‬ ‫‪ ،‬الأول تر�سم ح��دوده ق��درة النظام على التحكم‬ ‫ب�ط��رق اجل��وع يف امل��دن وال �ق��رى امل�ح��ا��ص��رة‪ ،‬وهنا‬ ‫يرتك الرغيف معلق ًا على واجهة احل��دث اليومي‪،‬‬ ‫وحم�سوب ًا يف منطق املقاي�ضة بني الركون �إىل هدوء‬ ‫مل يعد الأ�سد يحلم ب�أكرث منه‪ ،‬وبني ترك الأمهات‬ ‫والآب��اء حتت رحمة �سياط �أن�ين اطفالهم اجلياع‪،‬‬ ‫فكيف �ستف�سر البنتك �أ ّنك تقاوم من �أجل حريتها‪،‬‬ ‫و�أن��ت عاجز �أم��ام �ضمور ج�سدها؟‪ ،‬وكيف �ستف�سر‬ ‫خ�ضوعك ال�سريع جل�ل�ادك‪ ،‬وق �ب��ول «خ �ب��زه»‪ ،‬بل‬

‫وانت�صارك على �شركائك يف الثورة؟‪ ،‬حني تعود اىل‬ ‫البيت ب�أكرث من «ربطة»‪� ،‬أال ي�صبح خبزك هكذا حلم‬ ‫الآخرين؟‪..‬‬ ‫�إقليم اخلبز الثاين هو ذاك اخل��ارج عن �سيطرة‬ ‫اجلوع‪ ،‬حني ميكن لبع�ض الثوار �أن ي�ؤمنوا ما يقيم‬ ‫�أود املدنيني‪ ،‬فت�أتي «امليغ» لتخلط اخلبز بالدم‪ .‬القتل‬ ‫العام بوح�شيته البعيدة �إال عن يد الدعاء على القاتل‪،‬‬ ‫يجعل الرغيف مقامرة باحلياة كلها من �أجل فر�صة‬ ‫ملوا�صلة بع�ض احلياة‪.‬‬ ‫كم مرة �سي�س�أل الأب نف�سه عن �أولويات احلياة يف‬ ‫�أ�سرته لري�سل �أحد ًا �إىل الفرن؟ لي�س من االن�سانية‬ ‫يف �شيء �أن ت�شرتي خبز ًا باحتمال موتك �أو موت‬ ‫�أحد اطفالك‪ .‬لكن �أحد ًا �سيذهب و�ستتبادل العائلة‬ ‫دور الوقوف ودور انتظار ال�صاروخ مع كل خطوة‬ ‫نحو �شباك حديدي جعله نظام حقن �إدم��ان الفقر‬ ‫يف املجتمع �أربعني �سنة‪ ،‬رمز ًا حلياة الكفاف قبل �أن‬ ‫يحوله يف حلظة معركته الأخرية �إىل رعب من طحني‬ ‫وماء وملح‪.‬‬ ‫يف الأثر �أن ال�سيد امل�سيح ا�ستبدل حلمه بك�سرة خبز‬ ‫ودمه بر�شفة نبيذ حني كان كل ال�شرق �سورية‪ ،‬وبعد‬ ‫�أن ح ّولت دم�شق من كان يتلوى م�صري احلواريني �إىل‬ ‫ر�سول با�سم نبي املحبة‪ ،‬ا�ستقر اخلبز على �صورته‬ ‫املقد�سة يف �سورية‪ ،‬ولي�ست معادلة �صعبة ملن �أراد �أن‬ ‫يحرق البلد يف �أن يجد ما يجمع ال�سوريني منذ الأزل‬ ‫«خبزهم»‪ ،‬ليقتل ما �سيجمعهم �إىل الأبد «حريتهم»‪.‬‬

‫العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪3 2013‬‬


‫املجلس احمللي في «تل أبيض»‬

‫حتد لتأمني اخلبز في ظل ظروف صعبة ومفاوضات لضم األكراد للمجلس‬

‫خا�ص ‪ /‬ج�سر‬ ‫بتحرير مدينة تل �أبي�ض يف الرقة‪ ،‬تكاتفت اجلهود‬ ‫لت�شكيل جمل�س حملي يتوىل ت�أمني احتياجات �سكانها‬ ‫الذين يقارب عددهم ‪� 30‬ألف ن�سمة مع ريفها‪.‬‬ ‫ا�ستطلعت «ج�سر» �آراء مواطنني يف املدينة حول‬ ‫اخلدمات املقدمة لهم‪ ،‬كما التقت رئي�س املجل�س‬ ‫املحلي �سعد ال�شوي�ش يف ت��ل �أبي�ض للحديث عن‬ ‫ال�صعوبات التي تواجههم و�سبل تذليلها‪ .‬‬ ‫اخلبز متوفر‬ ‫�أثنى �أحد املواطنني على عمل املجل�س املحلي الذي‬ ‫اخت�صر عليه معاناة الوقوف �أم��ام الفرن ل�ساعات‬ ‫طويلة‪ ،‬من خ�لال اعتماد املجل�س طريقة املندوب‬ ‫الذي يجلب اخلبز للحارة �أو القرية‪ ،‬ويوزعه مبعدل‬ ‫رغيفني لكل �شخ�ص‪� ،‬إال �أنه لفت �إىل �أن تلك الكمية‬ ‫«قليلة»‪ ،‬مربر ًا ذلك بقوله «يقول املجل�س املحلي �إن‬ ‫كمية الطحني قليلة‪ ،‬واملطحنة ال تطحن كتري ًا ب�سبب‬ ‫انقطاع الكهرباء الدائم»‪.‬‬ ‫وفيما يخ�ص الكهرباء‪ ،‬ما تزال تل �أبي�ض حت�صل على‬ ‫الكهرباء من املحولة الرئي�سية يف الرقة اخلا�ضعة‬ ‫ل�سيطرة النظام‪ ،‬الأم��ر ال��ذي يجعل انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي عن املدينة ي�صل �إىل ‪� 15‬ساعة يومي ًا‪� ،‬أو‬ ‫ي�ستمر نهار ًا كام ًال يف بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫عمل طوعي‬ ‫واع�تر���ض أ�ح��د ال�شبان عند ال�س�ؤال عن اعرتافه‬

‫ب�شرعية املجل�س املحلي‪ ،‬قائ ًال «نحن بحالة حرب‬ ‫وثورة ومن يعمل من �أجل البلد‪ ،‬ال يحتاج �إىل �شرعية‬ ‫م��ن أ�ح��د‪ ،‬وال�شباب يف املجل�س املحلي متطوعون‬ ‫وي �ق��وم��ون ب��واج�ب�ه��م ب�شكل ان �� �س��اين‪ ،‬ون�ح��ن نثني‬ ‫على جهودهم‪ ،‬فهم يقومون ب�أعمال �إغاثة وت�أمني‬ ‫االحتياجات الأ�سا�سية لل�سكان‪ ،‬ويتحملون �أعباء‬ ‫لي�ست ب�سيطة»‪.‬‬

‫و�إىل الآن تن�صب �أعمال املجل�س املحلي على الإغاثة‪،‬‬ ‫يف ظل تدفق الالجئني على مدينتهم‪ ،‬ومنع ال�سلطات‬ ‫الرتكية دخولهم �إىل �أرا�ضيها لعدم وجود خميمات‪،‬‬ ‫حيث يقيم ه�ؤالء يف املدار�س‪ ،‬الأمر الذي حرم �أطفال‬ ‫مدينة تل �أبي�ض من التعليم‪ ،‬وعزز ذلك قيام �إحدى‬ ‫مقاتالت النظام بق�صف املدينة‪ ،‬فامتنع االهايل عن‬ ‫�إر�سال �أطفالهم للمدار�س خوف ًا عليهم‪.‬‬

‫مقابلة خاصة ‪ /‬سعد الشويش‪ :‬وعدتنا احلكومة التركية‬ ‫بالتبرع مبطحنتني للقمح وبنائهما قرب احلدود‬ ‫حممود الدروي�ش‬ ‫ما الهدف من ت�شكيل املجل�س املحلي؟‬ ‫ت�شكل املجل�س بهدف ت�أمني اخلدمات للمواطن‪ ،‬من‬ ‫رغيف اخلبز والكهرباء واملياه‪ ،‬و�إعادة املهجرين �إىل‬ ‫بيوتهم‪ ،‬وا�ستقبال الالجئني الذين يفرون من ق�صف‬ ‫النظام لهم‪ ،‬وت�أمني احتياجاتهم ال�ضرورية‪ ،‬علم ًا‬ ‫�أن هناك باملدينة �أكرث من ‪ 1500‬الجئ‪ ،‬يقدم لهم‬ ‫املجل�س عن طريق مكتب الإغاثة اخلدمات ال�ضرورية‬ ‫لهم من م�سكن وطعام و�شراب ودواء‪.‬‬ ‫ما املكاتب التابعة للمجل�س املحلي؟‬ ‫مكتب التن�سيق بني املجل�س املحلي واملجل�س الع�سكري‪،‬‬ ‫مكتب الإغاثة‪ ،‬الهالل الأحمر‪ ،‬الأف��ران والتموين‪،‬‬ ‫البلديات وت�ضم الكهرباء واملياه واملحروقات‪ ،‬مكتب‬ ‫العالقات اخلارجية‪ ،‬مكتب ا إلع�لام‪ ،‬مكتب حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬والهيئة الق�ضائية وال�شرعية‪.‬‬ ‫‪ 4‬العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫املحامي �سعد ال�شوي�ش‪ ،‬اعتقل على يد قوات النظام خالل الثورة‪ ،‬ا�ست�شهد ابنه يف اجلي�ش احلر �أثناء عمليات القتال مع جي�ش النظام‪،‬‬ ‫وله ابن �آخر يعمل �ضمن �صفوف اجلي�ش احلر �أي�ضاً‬


‫ه ��ل تتلق ��ون الدع ��م امل ��ايل م ��ن جه ��ات خارجي ��ة �أو‬ ‫داخلية؟‬ ‫مل نتلق قر�ش ًا �سوري ًا من �أية جهة‪.‬‬ ‫من �أين تتم تغطية م�صاريف املدينة؟‬ ‫امل ��ورد ال��وح�ي��د للمجل�س ه��و ال �ف��رن‪ ،‬حيث نقوم‬ ‫بطحن القمح املوجود يف �صوامع احلبوب‪ ،‬اخلا�ضعة‬ ‫ل�سيطرتنا‪ ،‬لت�أمني اخلبز‪.‬‬ ‫�إذا كنتم حت�صلون على القمح باملجان‪ ،‬كيف تقومون‬ ‫ب�أخذ ثمن اخلبز من املواطن؟‬ ‫دورنا هو دعم مادة اخلبز‪ ،‬حيث ربطة اخلبز تكلف‬ ‫�أكرث من ثمنها بثالثة �أ�ضعاف فاملجل�س ي�شرتي مادة‬ ‫املازوت بـ ‪ 30‬ل‪�.‬س‪ ،‬ويبيعه للفرن بـ ‪ 8‬ل‪�.‬س‪ ،‬وي�شرتي‬ ‫اخلمرية ب�ستني �أل��ف ل�يرة‪ ،‬ويبيعها للفرن بثمانية‬ ‫�آالف ل�يرة‪ ،‬والفائ�ض من هذا امل��ورد نقوم ب�إنفاقه‬ ‫كرواتب لعمال النظافة‪ ،‬وم�صاريف �آليات النظافة‬ ‫والكهرباء‪ ،‬ومايلزم من �إ�صالحات �ضرورية للبنية‬ ‫التحتية‪ ،‬و�أنوه �أن �سعر ربطة اخلبز ‪15‬ل‪�.‬س‪.‬‬ ‫ما �آلياتكم لت�أمني اخلبز دون انقطاع ؟‬ ‫طلبنا م��ن احل�ك��وم��ة ال�ترك�ي��ة �إدخ���ال القمح �إىل‬ ‫�أرا�ضيها‪ ،‬ليتم طحنه يف املطاحن الرتكية‪ ،‬لكنهم‬ ‫رف�ضوا ذلك‪ ،‬ووعدونا بالتربع مبطحنتني تبنى يف‬ ‫الأرا� �ض��ي ال�سورية بالقرب من احل��دود‪ ،‬من �أجل‬ ‫تزويدها بالكهرباء �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫ه ��ل هن ��اك مراك ��ز �صحي ��ة تق ��دم اخلدم ��ات‬ ‫للمواطنني؟‬ ‫نعم هناك امل�شفى الوطني بتل �أبي�ض‪ ،‬يوجدفيه‬ ‫كادر طبي‪ ،‬وندعمه مبا لدينا من قدرات كاللأدوية‬ ‫�إن وج��دت‪ ،‬وامل��ازوت �إن وج��د‪ ،‬فنحن نح�صل على‬ ‫امل��ازوت من تربعات اجلي�ش احل��ر �أو ن�شرتيه من‬ ‫ال�سوق ال�سوداء ب�أ�سعار مرتفعة‪ ،‬بعد منع النظام‬ ‫دخول املحروقات �إىل املدينة‪.‬‬ ‫هل هناك م�شاكل مع اجلي�ش احلر؟‬ ‫نعم هناك م�شاكل‪ ،‬ولكن لي�س مع اجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫ب��ل م��ع بع�ض أ�ف ��راد اجلي�ش احل��ر‪ ،‬فكما يوجد يف‬ ‫املعار�ضة ال�سيا�سية مت�سلقني‪ ،‬يوجد يف اجلي�ش احلر‬ ‫مت�سلقني هم من ي�سيئون �إىل �صورة اجلي�ش احلر‬ ‫واملواطن والبلد‪.‬‬ ‫كي ��ف ه ��ي عالقتك ��م ب�أطي ��اف املعار�ض ��ة كاملجل� ��س‬ ‫الوطني واالئتالف الوطني؟‬ ‫نحن جزء من املعار�ضة‪ ،‬ف�أنا مث ًال ع�ضو يف املجل�س‬ ‫الوطني‪ ،‬وال�سيد �أكرم دادا هو ع�ضو مبجل�سنا املحلي‬ ‫وع�ضو أ�ي���ض� ًا باملجل�س الوطني ال���س��وري‪ ،‬وندعم‬

‫�ساحة احلرية (البلدية �سابقاً) يف ال�شارع الرئي�سي بتل ابي�ض‬

‫االئتالف الوطني رغم الأخطاء التي يرتكبها‪ ،‬وهو‬ ‫�أمر طبيعي فلكل معار�ضة �أخطاء‪.‬‬ ‫منذ ف�ترة ت�شكل جمل�س حملي ملحافظة الرقة يف‬ ‫مدينة �أورفة الرتكية‪ ،‬ما موقفكم من هذا املجل�س؟‬ ‫ت�شكل هذا املجل�س برئا�سة املحامي عبداهلل اخلليل‪،‬‬ ‫وه��وال ميثلنا وال ميثل ال��داخ��ل كونه ت�شكل ب�سرية‬ ‫ويف فنادق �أورف��ة‪ ،‬والنعرف �أ�شخا�صه �أو داعميه‪،‬‬ ‫و�أغفل املكون العربي ملدينة تل �أبي�ض‪ ،‬حيث مثلت‬ ‫املدينة ب�شخ�صني من �أكراد الميثلون �أكراد املدينة‪،‬‬ ‫وب�شخ�صني من الرتكمان ‪�،‬أوالد عمومة‪ ،‬والميثلون‬ ‫ت��رك�م��ان امل��دي�ن��ة‪ ،‬ون�ح��ن ن�ق��وم مب�ساعدة ال �ث��وار‪،‬‬ ‫وهم جال�سون ب�أورفة واليفعلون �شيء �سوى �إطالق‬ ‫الت�صريحات على الفي�س بوك‪.‬‬ ‫ما �أبرز امل�شاكل التي تواجه مدينة تل �أبي�ض؟‬ ‫�أه��م امل�شاكل ه��ي ت��أم�ين رغ�ي��ف اخل�ب��ز‪ ،‬وانقطاع‬ ‫الكهرباء املتكرر ولفرتات طويلة جد ًا‪.‬‬ ‫مب ��اذا تن�صحون ثوار املدن والبل ��دات التي �ستتحرر‬ ‫الحقا؟‬ ‫نن�صحهم بالإ�سراع يف ت�شكيل جمال�س حملية من‬ ‫ال�ق��وى ال�ث��وري��ة‪ ،‬حتى الي�ك��ون هناك ف��راغ خدمي‪،‬‬ ‫وحتى التتعر�ض املمتلكات العامة واخلا�صة للتخريب‬

‫من قبل خمربني‪.‬‬ ‫ه ��ل ت�ؤيدون دخ ��ول جبهة حترير الرقة اىل مدينة‬ ‫الرقة؟‬ ‫نحن ندعم جبهة حترير الرقة‪ ،‬ون�ؤيد �أي عمل �ضد‬ ‫النظام املجرم‪ ،‬ولكن قبل الدخول اىل مدينة الرقة‬ ‫ندعوهم لتحرير القطع الع�سكرية يف الريف كاملظرت‬ ‫والفرقة ‪ 17‬واللواء ‪ 93‬يف عني عي�سى‪.‬‬ ‫ما م�صري املجل�س املحلي بعد �سقوط النظام؟‬ ‫بعد �سقوط النظام‪ ،‬وت�شكيل حكومة انتقالية‪� ،‬سنقوم‬ ‫بحل املجل�س �إن طلب منا ذلك‪.‬‬

‫عمال الكهرباء يف تل ابي�ض‬

‫تقع مدينة تل �أبي�ض على احلدود ال�سورية– الرتكية‪ ،‬وتعتمد على الزراعة ب�شكل كبري وعلى التجارة كونها متال�صقة مع تركيا‪ ،‬ويوجد فيها معرب جتاري يعد من‬ ‫�أكرب املعابر الربية مع اجلمهورية الرتكية‪.‬‬ ‫ت�شكل املجل�س املحلي مبدينة تل �أبي�ض يف‪ ،2012/9/22‬وبا�شر عمله يف ‪ ،2012/9/27‬وجاء نتيجة الت�شاور بني القوى الثورية املدنية والع�سكرية بعد عملية‬ ‫التحرير‪ ،‬ومت االتفاق على الأ�سماء ثم اجتمع الأع�ضاء وانتخب رئي�س املجل�س املحلي‪ ،‬ويخلو املجل�س حالي ًا من املكون الكردي‪� ،‬إال �أن رئي�سه نوه �إىل �أن املفاو�ضات‬ ‫جارية ل�ضمهم‪ ،‬و�أكد املحامي �شهاب ا�سماعيل ع�ضو املجل�س املحلي الكردي لـ «ج�سر» وجود مفاو�ضات‪� ،‬إال �أنه بني �أن اخلالف يكمن يف ن�سبة متثيل الأكراد يف‬ ‫املجل�س‪ ،‬داعي ًا �إىل �أن يتم التفاو�ض ب�شكل ر�سمي ولي�س من خالل �أفراد ليتم متثيل كافة مكونات املدينة داخل املجل�س‪.‬‬

‫العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪5 2013‬‬


‫تلميع الغرب لصورة عائلة األسد‬ ‫ن�صار‬ ‫ترجمة و�إعداد‪� :‬سانتياغو ّ‬ ‫كيف تدافع عن ّ‬ ‫ب�شار الأ�سد بع�شر خطواتٍ �سهلة‬ ‫( ُن�شرت املقالة على �صفحة الفي�سبوك اخلا�صة بـ‬ ‫أمريكي ذي الأ�صول‬ ‫بورزو داراغاهي «ال�صحفي ال‬ ‫ّ‬ ‫الإي��ران�ي��ة‪ ،‬وامل��دي��ر ال�سابق ملكتب ب�غ��داد ل�صحيفة‬ ‫ل��و���س �أجن�ل����س ت��امي��ز‪ ،‬وال� ��ذي أ���ص�ب��ح م�ن��ذ �أي �ل��ول‬ ‫‪ 2011‬مرا�سل �صحيفة فاينن�شال تاميز يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا»‪ .‬وقد كتب مم ّهدًا «هذا‬ ‫دليل امل�ستخدم الذي �أقدّمه للمحللني وال�صحفيني‬ ‫الذين يريدون الدّفاع عن ب�شار الأ�سد‪ ،‬حمتفظني‬ ‫مب�صداقيتهم يف الغرب»)‪.‬‬ ‫• ا�ستمر يف ذك��ر جبهة ال� ّن���ص��رة واجل�م��اع��ات‬ ‫اجلهادية الإ�سالمية الأخ ��رى‪ ،‬دون ذك��ر الغالبية‬ ‫العظمى م��ن اجل�م��اع��ات امل�س ّلحة غ�ير املتط ّرفة‪،‬‬ ‫أ�سا�سا من ال�س ّكان الب�سطاء املدافعني‬ ‫والتي ت�ش ّكلت � ً‬ ‫عن مدنهم وقراهم‪.‬‬ ‫• عند الإ�شارة �إىل املعار�ضة امل�س ّلحة‪ ،‬تابع �إ�صرارك‬ ‫ال�سحر ّية «القاعدة»‪.‬‬ ‫على ا�ستخدام الكلمة ّ‬ ‫• ُم َّر مرو ًرا �سري ًعا على وح�ش ّية ال ّنظام (لن تبقى‬ ‫لك م�صداقية �إن جتاهلتها)‪ ،‬ولكن جت ّن ْب الإ�شارة‬ ‫ال�سلم ّية لدكتاتورية‬ ‫�إىل بدايات ّ‬ ‫ال�صراع واملعار�ضة ّ‬ ‫َ‬ ‫الوح�شي‬ ‫الق�صف‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ث‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫�ش‬ ‫�‬ ‫ا أل� �س��د‪ .‬وحت��ا�‬ ‫ّ‬ ‫للطريان �ضد املدن ّيني يف طوابري اخلبز ومنازلهم‪.‬‬ ‫• با ِل ْغ يف احلديث عن الناتو‪ ،‬دول اخلليج‪ ،‬والدّعم‬ ‫الغربي للمعار�ضة بهدف رفع �شعب ّية الأ�سد املناه�ض‬ ‫ّ‬ ‫الغربي‪.‬‬ ‫الي�سار‬ ‫�صفوف‬ ‫يف‬ ‫إمربيالية‬ ‫لل‬ ‫ّ‬ ‫• ر ّكز على �أخطاء املعار�ضة ال�ضعيفة وغري ّ‬ ‫املنظمة‬ ‫يف اخل��ارج‪ ،‬متجاه ًال �شبكات ال ّنا�شطني واملجتمع‬ ‫املد ّ‬ ‫ين التي تتقدم تدريج ًيا يف توليّ امل�س�ؤوليات يف‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫• ِ�ص ْف رو�سيا ب�أنها ط� ٌ‬ ‫�رف �شريف ي�سعى حل ّل‬ ‫ال�صراع �سلم ًّيا‪ ،‬ولي�ست العب �شطرجن ماكر ال يكرتث‬ ‫ّ‬ ‫للمدن ّيني ال�سور ّيني‪ ،‬عدا عن قتلها �آالف ّ‬ ‫ال�شي�شان ّيني‬ ‫حني حاولوا التم ّرد يف الت�سعين ّيات‪.‬‬ ‫• ا�ستمر يف التحذير من عواقب انهيار الدولة يف‬ ‫‪ 6‬العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫�سوريا‪ :‬حرب طائف ّية‪ ،‬الجئون يف �أوروبا‪ ،‬وقيام دول ٍة‬ ‫�إ�سالم ّية‪.‬‬ ‫• بالغ يف ذكر احل��وادث القليلة ل�سوء ت�ص ّرفات‬ ‫الثوار والفيديوهات املفربكة‪ ،‬واعتربها مم ّث ًال عن‬ ‫املعار�ضة ب�أكلمها‪.‬‬ ‫• ِ�صف املعار�ضة ب�أنها عنيدة‪ ،‬هم الذين يرف�ضون‬ ‫جر �أية‬ ‫ت�سوي ًة �سيا�س ّية‪ ،‬ولي�س ال ّرئي�س ال��ذي مل ُي ِ‬ ‫إ�صالحات طوال ‪� 10‬سنوات‪ ،‬و�أطلقَ ال�ش ّبيحة لقتل‬ ‫�‬ ‫ٍ‬ ‫ال�سلم ّيني حني اعرت�ضوا‪.‬‬ ‫املتظاهرين ّ‬ ‫• اد ُع اهلل (حتى لو كنت ملحدً ا) كيال ي�صل الث ّوار‬ ‫�إىل دم�شق‪ ،‬افتح امللفات وراجع ما قدّم َت ُه للنظام‪،‬‬ ‫وتفا�صيل املحادثات التي ح�صلتَ فيها على الفيزا‬ ‫ولقاءاتك مع امل�س�ؤولني‪.‬‬ ‫�أ�سم ��اء الأ�س ��د‪ :‬ه ��ل تتح ّول ديان ��ا �سوري ��ا �إىل ماري‬ ‫�أنطوانيت؟‬ ‫(مت اال�ستناد يف ه��ذا الق�سم على مقاالتٍ ومواقع‬ ‫غ��رب� ّي��ة م�ت�ع��ددة‪ ،‬ول�ك��ن االع�ت�م��اد الأك�ب�ر ك��ان على‬ ‫م �ق��ال��ة ت� ��وم ج��وغ �ي �غ��ان يف «جم �ل��ة ب ��ي ب ��ي ��س��ي»‬ ‫الربيطانية‪� ،‬شباط ‪.)2012‬‬ ‫ّهمت �أ�سماء الأ�سد بالدعم الدائم لزوجها حتى‬ ‫ا ُت ْ‬ ‫الوح�شي على مدينتها الأ�صلية‪،‬‬ ‫الق�صف‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫بد‬ ‫أن‬ ‫بعد �‬ ‫ّ‬ ‫حم�ص (تتحدّر �أ�سماء ا ألخ��ر���س من عائل ٍة �سن ّية‬ ‫الر�سمي الوحيد الذي‬ ‫حم�ص ّية)‪ .‬وقد كان التّ�صريح‬ ‫ّ‬ ‫قالته‪ ،‬بعد ما يقارب العام على بداية الثورة ال�سورية‪،‬‬ ‫يف إ�مي �ي��ل �أر��س�ل��ه مكتبها �إىل �صحيفة «ال�ت��امي��ز»‬ ‫الربيطانية‪:‬‬ ‫رئي�سا لطائفة‬ ‫«�إنّ الرئي�س هو رئي�س �سوريا‪ ،‬ولي�س ً‬ ‫واحدة‪ ،‬وتقوم ال�س ّيدة الأوىل بدعمه يف ذلك الدّور‪.‬‬ ‫ال ت��زال �أجندة ال�س ّيدة الأوىل تر ّكز على الأعمال‬ ‫اخل�يري��ة التي لطاملا كانت م�شغول ًة بها‪ ،‬بخا�صة‬ ‫يف تنمية ال��ري��ف‪ ،‬ع��دا عن م�ساعدة الرئي�س عند‬ ‫ال�صدع‬ ‫احلاجة‪ .‬ويف هذه الأيام هي منهمك ٌة يف ر�أب ّ‬ ‫وت�شجيع احلوار‪� .‬إنها ت�ستمع وتخ ّفف من �آالم عائالت‬ ‫�ضحايا العنف»‪.‬‬ ‫ويف فيديو �آخر مت تداوله على الإنرتنت قالت ب�أنها‬

‫«تتعاطف مع �ضحايا العنف من املدن ّيني»‪ ،‬ولكن تبينّ‬ ‫الح ًقا ب�أن هذا الفيديو كان �ضمن ح��وا ٍر عن حرب‬ ‫غزة عام ‪.2009‬‬ ‫وبعد العقوبات التي طالتها‪ ،‬ال �سيما جتميد الأر�صدة‬ ‫املالية ومنع دخولها �إىل الدول الأوروبية والواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬فيما عدا بريطانيا بحكم جن�س ّيتها‪� ،‬أفردت‬ ‫جملة «فوغ» مل ًّفا عنها بعنوان «ورد ٌة يف ال�صحراء»‪،‬‬ ‫�أث��ار الكثري من اجل��دل واالعرتا�ضات بني �صفوف‬ ‫املعار�ضة ال�سورية عدا عن ال�صحافة الغرب ّية‪ ،‬مما‬ ‫�أجرب املجلة على �سحب امللف من موقعها الإلكرتوين‪،‬‬ ‫لأن «ما يجري يف �سوريا من عنف‪ ،‬ال يتنا�سب مع‬ ‫القيم التي تدعو �إليها جملة «فوغ»‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل ف�سخ‬ ‫العقد مع ال�صحف ّية امل�س�ؤولة عن امللف‪.‬‬ ‫تعترب �أ�سماء الأ�سد �إحدى زوجات الر�ؤ�ساء القالئل‬ ‫مم��ن دخلن ال�صحافة الغربية من بابها الوا�سع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الغربي‪ ،‬عدا عن‬ ‫ب�سبب جن�سيتها الربيطانية وتعليمها‬ ‫ّ‬ ‫�أناقتها و�أزيائها الباذخة التي جعلت بع�ض ال�صحفيني‬ ‫الغرب ّيني ي�ش ّبهونها بالأمرية الراحلة ديانا‪ .‬وقد كانت‬ ‫امل�ساحة التي تُفردها ال�صحف الغرب ّية ل�صورها غري‬ ‫م�سبوق ٍة لأية «�سيدة �أوىل» عرب ّية‪ ،‬وكذلك كان اندفاع‬ ‫القنوات وال�صحف واملقدّمني الأمريكيني والغربيني‬ ‫حوارات معها‪.‬‬ ‫لإجراء‬ ‫ٍ‬ ‫اليومي‬ ‫وحتّى بعد امللف ال�شهري يف «ف��وغ»‪ ،‬والقمع‬ ‫ّ‬ ‫ربر لها �سكوتها‬ ‫الذي ميار�سه زوجها‪ ،‬ال زال البع�ض ي ّ‬ ‫بحجة �أنها «ال ت�ستطيع فعل �شيء»‪ ،‬وقد ّمتت مقارنتها‬ ‫مع ن�ساءٍ �أخريات كنّ «ال�سيدة الأوىل» يف بالدهنّ ‪،‬‬ ‫ولكنهنّ وق�ف��نَ �ضد دكتاتورية �أزواج �ه��نّ ال �سيما‬ ‫�سوزانا هيغو�شي التي و�صفت زوجها رئي�س بريو‬ ‫«�ألبريتو فوجيموري» ب�أنه «دكتاتور» وطلبت الطالق‪،‬‬ ‫وقامت مبنح لقب «ال�سيدة الأوىل» البنتها‪.‬‬ ‫من «دي��ان��ا ّ‬ ‫ال�شرق» �إىل «م��اري �أنطوانيت �سوريا»‬ ‫غياب تام‬ ‫ت��راوح��ت �أل�ق��اب �أ�سماء الأ��س��د‪ ،‬يف ظل ٍ‬ ‫لها‪ ،‬وتعتيم كامل على أ�خ�ب��اره��ا‪ ،‬ب�صرف ال ّنظر‬ ‫عن الإ�شاعات املتداولة ب�أنها هربت من �سورية‪،‬‬ ‫وا�ستقرت هي و�أوالدها يف بلدها الثاين بريطانيا‪.‬‬


‫بأيد أمينة؟‬ ‫نفط املناطق احملررة هل هو ٍ‬ ‫خا�ص ‪ /‬ج�سر‬ ‫حت��ت �ضغط احل��اج��ة‪ ،‬وان �ق �ط��اع إ�م� ��داد املناطق‬ ‫ال�شرقية باملواد النفطية من قبل النظام ال�سوري‪،‬‬ ‫جل أ� الأهايل والقوى الثورية وجهات �أخرى ال�ستخراج‬ ‫النفط والتجارة مب�شتقاته بطرق بدائية‪ ،‬دون �أي‬ ‫ح�ساب للهدر والتخريب الذي تخلفه هذه العملية‪،‬‬ ‫وال للمخاطر البيئة وال�صحية املرتتبة على ذلك‪.‬‬ ‫التقت «ج�سر» اخلبري يف جمال النفط علي احل�سني‬ ‫اال�سماعيل ( �أحد النا�شطني الثوريني يف منطقة دير‬ ‫ال��زور‪ ،‬وخبري نفطي عمل ل�سنوات طويلة يف رو�سيا‬ ‫وجورجيا واليمن وماليزيا واجلزائر)‪ ،‬للحديث حول‬ ‫هذا املو�ضوع‪.‬‬ ‫ما الأخ�ط��ار املرتتبة على ا�ستخراج النفط بعيداً‬ ‫عن التقنيات املعتمدة عاملياً؟‬ ‫�إن فتح بئر النفط يحتاج �إىل عدة �شركات يف عدة‬ ‫اخت�صا�صات‪ ،‬وه��و عملية دقيقة وح�سا�سة ولها‬ ‫قوانني علمية‪ ،‬وعدم الأخذ بتلك القوانني ي�ؤدي �إىل‬ ‫انفجار البئر �أو تهدمه‪� ،‬أو ه��روب النفط منه �إىل‬ ‫مناطق �أخرى‪ ،‬ناهيك عن خماطر الإ�شعاع والغازات‬ ‫ال�سامة التي تنطلق مبجرد فتح البئر‪ ،‬وبع�ضها قابل‬ ‫لال�شتعال‪ ،‬وهذا ما حدث يف بئر قرب منطقة خ�شام‪،‬‬ ‫و�أدى اال�شتعال االنفجاري �إىل احرتاق ‪� 80‬شخ�ص‬ ‫قبل نحو �أ�سبوعني‪.‬‬ ‫م��ا ال�ط��رق التي يلج�أ �إليها حالياً القائمون على‬ ‫حقول النفط يف املناطق املحررة ال�ستخراجه‪ ،‬وكم‬ ‫تبلغ كمية الإن �ت��اج؟ و أ�ي ��ن ت��ذه��ب تلك الكميات؟‬ ‫بح�سب معلوماتك‪.‬‬ ‫هي طرق بدائية تعتمد على �ضخ النفط بال�ضغط‬ ‫الطبيعي �أو مب�ضخات عادية مثل التي ت�ستخدم يف‬ ‫�آبار املاء‪ ،‬و �أقدر كمية امل�ستخرج من الآبار املفتوحة‬ ‫الآن مثل حقل التنك والعمر واجلفرة و�سواها‪ ،‬من‬ ‫الآب��ار الواقعة يف ريف دير ال��زور املحرر بالكامل‪،‬‬ ‫بع�شرة �آالف برميل يومي ُا‪ ،‬ويباع الربميل اخلام مبا‬ ‫يرتاوح بني مببلغ ‪2000‬و ‪2500‬ل‪�.‬س‪ ،‬وال �أعلم متام ًا‬

‫�أين يتم ت�صريفه‪ ،‬لكن �شاهدت ا�ستهالك حملي يف‬ ‫التدفئة وال�سيارات والآليات الزراعية‪ ،‬وميكننا القول‬ ‫�أن النا�س تعتمد عليه ب�شكل كامل بعد �أن قطع النظام‬ ‫االم��دادات النفطية عن املنطقة منذ �أ�شهر طويلة‪،‬‬ ‫كما تباع يف احل�سكة وال��رق��ة‪ ،‬و�سمعت عن تهريب‬ ‫بع�ضها اىل خارج احلدود‪.‬‬ ‫م ��ا م� ��دى خ� �ط ��ورة امل �� �ص��ايف ال �ب��دائ �ي��ة ال �ت��ي يتم‬ ‫ا�ستخدمها لت�صفية النفط؟‬ ‫ال ميكن ت�سميتها حتى بالبدائية وال ميكن ا�ستخدامها‬ ‫يف �أي ظرف‪ ،‬وهي عملي ًا عبارة عن ت�سخني النفط يف‬ ‫برميل �أو �إناء مغلق وله قطارة‪ ،‬وقد ينتج عنها بع�ض‬ ‫امل�شتقات امللوثة بن�سبة عالية جدا بالر�صا�ص وغريه‪،‬‬ ‫ولو كان االمر بهذه ال�سهولة لأن�ش�أت كل دولة مئات‬ ‫امل�صايف‪ ،‬وهذه امل�صايف �أو ما ي�سمى كذلك عبارة عن‬ ‫قنابل قابلة لالنفجار يف �أي حلظة وبع�ضها انفجر‬ ‫بالفعل‪.‬‬ ‫مكونات النفط‬ ‫يتكون النفط من الهيدروكربونات‪ ،‬التي تتكون من‬ ‫مركبات ع�ضوية حتتوي على الهيدروجني والكربون‪،‬‬ ‫وبع�ض ا ألج���زاء غ�ير الكربونية مثل النيرتوجني‬ ‫والكربيت والأك�سجني‪ ،‬وبع�ض الكميات ال�ضئيلة‬ ‫من الفلزات مثل الفاناديوم �أو النيكل‪ ،‬ومثل هذه‬ ‫العنا�صر ال تتعدى ‪ %1‬من تركيب النفط‪.‬‬ ‫خماطره‬ ‫وك��ان م��دي��ر �أنظمة ال�سالمة املهنية و ال�صحة و‬ ‫البيئة لدى �شركة �شلمربجري للبرتول الأ�ستاذ مي�سر‬ ‫ابراهيم قد ن�شر على �صفحات التوا�صل االجتماعي‬ ‫مقالة ح��ول خماطر ا�ستخراج النفط دون ا ألخ��ذ‬ ‫مبعايري ال�سالمة على االن�سان والبيئة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫تتمثل املخاطر يف كون احلرائق النفطية ت�ؤدي عادة‬ ‫�إىل انبعاث العديد من املركبات ال�سامة وامل�ضرة‬ ‫ب�صحة الإن�سان �أهمها‪:‬‬ ‫‪ -١‬ثاين �أك�سيد الكربون ‪%95‬‬ ‫‪� -٢‬أول �أك�سيد الكربون ‪%1‬‬ ‫‪� -٣‬أبخرة ع�ضوية ‪%4.2‬‬

‫‪ -٤‬امليثان ‪%0.35‬‬ ‫‪� -٥‬سخام ‪%0.45‬‬ ‫‪ -٦‬دقائق ع�ضوية‬ ‫وبالن�سبة لت�أثري �أول �أك�سيد الكربون على �صحة‬ ‫الإن�سان ف�إنه يتم امت�صا�ص غاز �أول �أك�سيد الكربون‬ ‫من خالل الرئتني‪ ،‬حيث يتحد ب�شكل مبا�شر و�سريع‬ ‫مع خ�ضاب الدم‪ ،‬وهذا يرفع من م�ستوى الكربوك�سيل‬ ‫يف الدم وانخفا�ض يف تركيز الأوك�سجني الذي ي�صل‬ ‫�إىل �أع�ضاء ج�سم الإن�سان‪ ،‬وخ�صو�ص ًا القلب والدماغ‬ ‫والع�ضالت‪ ،‬ويتعطل عمل ا أله��داب التي تعمل على‬ ‫تنظيف الهواء الداخل �إىل الرئتني‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل‬ ‫حدوث ازرقاق يف اجل�سم والت�سمم ثم الوفاة‪.‬‬ ‫ومن �أعرا�ض ت�سمم االن�سان بغاز �أول �أك�سيد الكربون‪،‬‬ ‫الإ�صابة بال�صداع والغثيان والإعياء و�صعوبة التنف�س‬ ‫والتقي�ؤ وارت �خ��اء الع�ضالت وق�صور ح��اد يف عمل‬ ‫القلب و�أالم يف ال�صدر‪ ،‬وحتدث الوفاة يف حال مل يتم‬ ‫�إ�سعاف من يتعر�ض لرتكيز مرتفع منه‪.‬‬ ‫وح ��ذرت منظمة ال�صحة العاملية حديث ًا م��ن �أن‬ ‫الأبخرة الع�ضوية كالناجتة عن حرق البرتول �سبب‬ ‫مبا�شر للإ�صابة ب�سرطانات الرئة واملثانة‪.‬‬ ‫�أما غاز امليثان �أو ما ي�صطلح عليه غاز امل�ستنقعات‪،‬‬ ‫ف�ت��أث�يره ي�سبب االخ�ت�ن��اق ال���س��ري��ع‪ ،‬ويف احل��االت‬ ‫اخلطرية ي�سبب فقدان الوعي‪،‬توقف القلب‬ ‫و�آث��ار حرق النفط على ال�صحة العامة �أكرب بكثري‬ ‫من فوائدها يف التدفئة‪ ،‬حيث �أن الدخان املنبعث‬ ‫م��ن النفط اخل ��ام يحمل امل ��واد الهيدروكربونية‬ ‫والآروم��ات�ي��ة وال�سخام وال��ذي له ا ألث��ر الكبري على‬ ‫ال�صحة العامة‪ ،‬وقد ر�صدت الدرا�سات الإح�صائية‬ ‫يف املناطق التي يلج أ� فيها النا�س �إىل �إحراق النفط‬ ‫اخل��ام اىل ارتفاع عدد امل�صابني ب�أمرا�ض اجلهاز‬ ‫التنف�سي واجلهاز اله�ضمي‪ ،‬وازدياد بالغات حاالت‬ ‫ال��والدة املبكرة والإجها�ض والعيوب اخللقية لدى‬ ‫حديثي ال��والدة وحاالت الطفح اجللدي وم�شاكل يف‬ ‫الذاكرة وال�صداع واخلمول و�ضعف املناعة‪.‬‬ ‫العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪7 2013‬‬


‫«قرنة عداي»‬ ‫نزوح قط‬

‫«ك ّماز العكفة»‪ ،‬قط يف الثالثة من عمره‪ ،‬كان ي�سكن‬ ‫يف الر�شدية‪ ،‬خلف نادي الفتوة‪ ،‬لونه �أ�شقر و �شنباته‬ ‫مليئة باحليوية و الهورنة ‪...‬‬ ‫يف ال�شهر التا�شع‪ ،‬كان ي�أخذ قيلولته املعتادة داخل‬ ‫�سيارة �سوزوكي ‪ ،‬يبحث عن الربد فوق دبو البانزين‪،‬‬ ‫ا�ستغل بع�ض ال�ساعات الهادئة من غري ق�صف و غفا‬ ‫‪..‬‬ ‫فتح عينيه ليجد نف�سه يف الرقة‪ ،‬جمرب�آ على النزوح‬ ‫مع �أ�صحاب ال�سوزوكي التي كان نائم�آ يف داخلها‪ ،‬بعد‬ ‫�أن احرتق بيتهم بالكامل‪� ،‬سافروا وال ميلكون �سوى‬ ‫ثيابهم التي تك�سيهم‪ ،‬و بع�ض �أ�ساور الذهب يف يد‬ ‫الأم ‪...‬‬ ‫الآن‪ ،‬يجل�س «ك � ّم��از العكفة» على حائط مدر�سة‬ ‫النزوح يف الرقة‪ ،‬هو على هذه الو�ضعية منذ ثالثة‬ ‫�أيام‪ ،‬ال ي�أكل وال ي�شرب �إال ما تي�سر‪ ،‬وا�ضع�آ يف فمه‬ ‫عظمة رفيعة �أخذها من فخذ دجاجة متيب�س‪ ،‬لي�شغل‬ ‫نف�سه عن فكرة التدخني‪ ،‬و انقطاع الدخان نتيجة‬ ‫الإفال�س ‪...‬‬ ‫على حائط النزوح الأجرب‪ ،‬ي�سند ر�أ�سه على يده و‬ ‫يرتك قدمه تتدىل‪ ،‬يفرك �شنبيه التي مل ت�شم الد�سم‬ ‫منذ �أ�سابيع‪ ،‬و قد امتلأ ر�أ�سه ان�شغالآ على حبيبته‬ ‫«فكرية» التي تركها بجانب احلاوية املجاورة ملركز‬ ‫«اللقاء الأ�سري» يف الر�شدية‪ ،‬كان ينوي الإرتباط‬ ‫اجل��دي معها منذ �سنتني ‪ ،‬لكن للأ�سف ‪ ،‬دائم�آ‬ ‫�شهر �شباط هو من ال�شهور املتوترة �سيا�سي�آ ‪ ،‬لذلك‬ ‫بالنهاية قرر �أن يكمل م�سرية احلب العذري‪ ،‬بالزواج‬ ‫العذري‪ ،‬بني نازح و �صامدة حتت الق�صف‪.‬‬ ‫مل يختلط «ك�م��از» م��ع قطط ال��رق��ة ‪� ،‬صنع لنف�سه‬ ‫ن�صف حياة يف املدر�سة ‪ ،‬كل م�ساء ينزل من حائطه‬ ‫ليجل�س بجانب «حبابة لبوبة» و يتم�سح بها و ال يرتكها‬ ‫حتى ت�ضحك على حركاته ‪« ،‬حبابة لبوبة» فقدت‬ ‫حفيدتها بالق�صف ‪ ،‬مل تبت�سم �إال �أمام «كماز»‪.‬‬ ‫�أكرث �شيء ميلكه كماز يف هذا الوقت‪ ،‬هو الوقت‪...‬‬ ‫ملل يلب�سه كالفرو الذي يك�سيه‪ ،‬ال�شم�س مت�شي ببطئ‬ ‫و الليل �شديد الظلمة‪ ،‬ال يك�سر عتمته �سوى بع�ض‬ ‫الذكريات و فتافيت الأمل ‪...‬‬ ‫دائم�آ يفكر بتلك الزاوية املرتفعة يف اخلرابة‪ ،‬جهزها‬ ‫ليتزوج فيها‪ ،‬و يعي�ش مع حبيبته فكرية بجوار حاوية‬ ‫قريبة من بيت �أحد الزناكيل ‪...‬‬ ‫حتى اخلرابة ق�صفوها‪ ،‬و الزناكيل هجرو البيت بعد‬ ‫�أن �أ�صبح حاوية ي�سكنها الكالب «حماة الوطن»‪.‬‬ ‫على حائط النزوح امل�ؤقت يبت�سم كماز �ساخر�آ من‬ ‫حزنه‪ ،‬لن يجد �صعوبة يف �إيجاد بيت جديد ‪ ،‬فكل‬ ‫الدير �أ�صبحت خرابة‪ ،‬ي�سكنها املوت و القطط ‪...‬‬ ‫قرر كماز �أن يهاجر للريف‪ ،‬ليلتحق بقافلة من الرجال‬ ‫‪ ،‬ينوون النزول للدير ليدافعوا عمن بقي فيها‪ ،‬و ي�أوي‬ ‫�إىل «حبابة» �أخرى يف الر�شدية ليوا�سيها‪.‬‬

‫‪ 8‬العدد الثاين ‪ 9 /‬يناير ‪ /‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫«اخلريطة»‪ ...‬أم الشهداء‬

‫�أحمد العمر‬ ‫مع انطالق �شرارة الثورة‪ ،‬كانت مراكز املحافظات احلا�ضن الأول للتظاهرات ال�سلمية‪ ،‬ويف دير الزور �شارك‬ ‫ب�ضع �شبان يف التظاهرات ال�سلمية قادمني من بلدتهم «اخلريطة»‪ ،‬وما لبثوا �أن نقلوا احلراك الثوري �إىل‬ ‫قريتهم‪ ،‬التي كان �أوىل القرى امل�شاركة يف الثورة يف منطقة الريف الغربي‪.‬‬ ‫وخرجت �أول تظاهرة من «اخلريطة» يف ‪ ،2011/6/12‬لت�شهد بعدها ات�ساع ًا يف عدد التظاهرات و�أعداد‬ ‫املتظاهرين‪.‬‬ ‫ورد ًا على تلك التظاهرات ال�سلمية‪ ،‬اقتحم جي�ش النظام البلدة عدة مرات ليقوم باعتقاالت‪ ،‬ويف ‪2012/2/23‬‬ ‫ارتكب جمزرة يف البلدة ب�إعدام خم�سة �شبان ميداني ًا‪ ،‬ورد ًا على ذلك انتف�ضت القرية وحتول احلراك الثوري‬ ‫فيها �إىل الت�سلح‪.‬‬ ‫ومتكن الثوار من تدمري دبابة جلي�ش النظام عندما اقتحمها يف ‪،2012/3/19‬و�سقط حينها �شهيدان‪ ،‬وت�شكلت‬ ‫�أول كتيبة يف املنطقة و�سميت «كتيبة �شهداء اخلريطة»‪.‬‬ ‫وا�ستمرت البلدة بتقدمي ال�شهداء ففي ‪ 2012/5/23‬ا�ست�شهد اثنان من عنا�صر اجلي�ش احلر خالل ا�شتباكات‬ ‫يف مدينة دير الزور‪.‬‬ ‫وانتهج النظام بعد ذلك �سيا�سة ق�صف البلدة بقذائف املدفعية‪ ،‬وحاويات املتفجرات من الطائرات‪ ،‬ودمر‬ ‫عدد ًا من منازل‪.‬‬ ‫وو�صل عدد �شهداء البلدة �إىل الآن �أكرث من ع�شرين �شهيد ًا‪.‬‬ ‫وتقع بلدة «اخلريطة» غرب مدينة دير الزور‪ ،‬على ال�ضفة اليمنى لنهر الفرات‪ ،‬وي�صل عدد �سكانها �إىل حوايل‬ ‫‪�15‬ألف ن�سمة‪ ،‬معظم �سكانها من الطبقة الفقرية واملتو�سطة‪ ،‬واعتمادهم الرئي�سي على الزراعة �إ�ضافة �إىل‬ ‫الأعمال احلرة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.