العدد الثلاثون من جسر

Page 1

‫تقرير‬ ‫قضيّة‬

‫‪4‬‬

‫ُ‬ ‫قود النّ اعم لثورتها‪..‬‬ ‫الو ُ‬ ‫أطفال سوريا ‪َ ..‬‬ ‫َ‬ ‫فكيف رعاهم الوطنيون؟!‬ ‫الوطن‪..‬‬ ‫معاقون‪ ..‬رعوا‬ ‫َ‬

‫‪9‬‬

‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم‬

‫الثالثاء ‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‪ /‬السنة األولى‬

‫أخ ٌ‬ ‫وف في الثورة ؟!‬ ‫َ‬

‫ملف العدد‬

‫بقلم‪ :‬عبد الناصر العايد‬

‫وحدة تنسيق الدعم‪:‬‬ ‫اختالسات‪ ،‬محسوبية‪ ،‬إهمال‪،‬‬ ‫نهم وصراع على السلطة‪.‬‬

‫حفيدة سياسي معروف‪ ،‬وأقارب‬ ‫آخرين قادة في الوحدة رغم‬ ‫انعدام المؤهالت‪.‬‬

‫مئة وعشرة آالف دوالر من‬ ‫رئيسة الوحدة توقع عقدًا بنحو‬ ‫‪ 40‬مليون ليرة سورية مع "أبو الحملة السعودية لدعم الشعب‬ ‫السوري‪ ..‬فص ملح وذاب‪.‬‬ ‫محمد"‬

‫‪www.facebook.com/jesrpress‬‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫أوصلنا عملنا على بعض ملفات الفساد إىل شاب عمل‬ ‫سابقاً مع إحدى املنظمات السورية اليت تقبض عشرات‬ ‫املاليني من الدوالرات باسم الشعب السوري‪ ،‬وتطاهلا‬ ‫اهتامات كثرية بالفساد والتقصري واإلمهال‪ ،‬وميلك الشاب‬ ‫معلومات ووثائق تثبت كل ذلك‪ ،‬وقد عرضها حبماس‬ ‫شديد على اثنني من صحفيينا‪ ،‬مبدياً رغبة صادقة يف وضع‬ ‫احلقائق على الطاولة‪ ،‬بال أحقاد أو ضغائن‪ ،‬و طلب مهلة‬ ‫قصرية لريتب وثائقه وخيلصها مما اعتربه أسراراً شخصية وما‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫كانت وثائقه الكثرية كافية إلدانة بؤرة الفساد تلك‪ ،‬وإهناء‬ ‫وجودها رمبا‪ ،‬لكنه فجأة هرب واختفى‪ ،‬مث عاد ليتواصل‬ ‫معنا طالباً عدم التطرق إىل ما ذكره من معلومات‪ ،‬فقد‬ ‫درس األمر جيداً‪ ،‬واستشار بعض أصدقائه‪ ،‬وتبني له أن‬ ‫كشفه هلذه األدلة ضد بعض أعضاء تلك املنظمة‪ ،‬ورئيستها‬ ‫اليت استأجرت عدداً من القتلة حتت مسمى حراسة‪ ،‬سوف‬ ‫يعرضه للخطر‪ ،‬مبا فيها خطر تصفيته!‪.‬‬ ‫بغض النظر عن تصديقنا لقصة التصفية من عدمه‪،‬‬ ‫وبغض النظر عن الواجب األخالقي الذي يرتتب على كل‬ ‫شخص فيما خيص كشف احلقيقة مهما كانت النتائج‪،‬‬ ‫فإنه مما يدعو لالستغراب فعالً‪ ،‬أن يصدر عن شاب مثل‬ ‫صديقنا ‪ -‬اختار طريق الثورة وعمل يف مؤسساهتا‪ -‬هذا‬ ‫السلوك اجلبان‪ ،‬وهو الذي خرج ثائراً كما يدعي على نظام‬ ‫يخ العامل أكثر منها‬ ‫الشبيحة‪ ،‬العصابة اليت مل يعرف تار ُ‬ ‫طغياناً ووحشية‪.‬‬ ‫لكن اخلوف فيما يبدو ما يزال يستوطن دواخلنا‪ ،‬ويبدو‬ ‫أيضاً أن نظام الطغيان حني حطمه األبطال الثوار‪ ،‬تناثر‬ ‫إىل قطع صغرية سقط بعضها بيننا‪ ،‬ليظهر على شكل طغاة‬ ‫صغار‪ ،‬سيتغذون على جبننا وخوفنا ليكربوا رويداً رويداً‪،‬‬ ‫حىت نصبح عاجزين عن مقاومتهم‪.‬‬ ‫لقد كانت أوىل عتبات احلرية اليت جتاوزناها هي كسر حاجز‬ ‫اخلوف‪ ،‬وهو ما جيب أن ال نعود إىل ما ورائه‪ ،‬سواء يف‬ ‫تطل‬ ‫مواجهتنا لقضايا الفساد أم ظواهر التسلط اليت بدأت ّ‬ ‫برؤوسها هنا وهناك مستغلة انشغال الثوار احلقيقيني باملعركة‬ ‫الرئيسية وهي إسقاط النظام اجملرم‪ ،‬واليت يقع عبء التخلص‬ ‫منها على النشطاء واملثقفني‪ ،‬وكل أولئك الذين يعملون على‬ ‫اخلطوط البعيدة عن خط النريان‪ ،‬ليحموا ظهر الثورة والثوار‬ ‫الذين سقط منهم ما يزيد على املائة ألف شهيد‪ ،‬ومل يتسرب‬ ‫اخلوف إىل قلوهبم‪ ،‬وجسدوا حقاً وفعالً شعارهم الذي رفعوه‬ ‫قبل أكثر من سنتني‪" :‬املوت وال املذلة"‪.‬‬ ‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


‫أخبار سياسية‬ ‫ألفا قتيل في سوريا خالل رمضان‬ ‫نزوح جماعي كردي من تل أبيض إثر اشتباكات مع إسالميين‬

‫أعلِن أمس عن حصيلة جديدة للمعارك الدامية يف سوريا‪،‬‬ ‫حيث أفيد مبقتل أكثر من ألفي شخص يف املعارك بني‬ ‫اجليش احلر والقوات املوالية للنظام يف سوريا منذ بدء شهر‬ ‫رمضان‪ ،‬وقال مدير املرصد السوري حلقوق اإلنسان رامي‬ ‫عبدالرمحن‪« :‬قتل ‪ 2014‬شخصاً يف سوريا منذ بدء شهر‬ ‫رمضان يف العاشر من يوليو» اجلاري‪ .‬وبني هؤالء ‪1323‬‬ ‫من املقاتلني يف صفوف املعارضة ويف صفوف القوات‬ ‫النظامية‪ ،‬ويبلغ عدد املدنيني القتلى ‪ ،639‬بينهم ‪105‬‬ ‫أطفال و‪ 99‬امرأة‪ ،‬وأوضح أن معظم األطفال قُتِلوا يف‬ ‫عمليات قصف‪.‬‬ ‫أكراد وإسالميون‬ ‫يف األثناء‪ ،‬استمرت املعارك بني مسلّحني أكراد ومجاعات‬ ‫إسالمية يف عدد من املناطق مشال سوريا‪ ،‬وقال ناشطون‪:‬‬ ‫إن كتائب إسالمية تشن قصفاً مدفعياً على قرى كردية تقع‬ ‫غريب مدينة تل أبيض على احلدود مع تركيا‪ ،‬مشريين إىل‬ ‫أن محلة نزوج مجاعية تشهدها املناطق الكردية باجتاه مناطق‬ ‫أكثر أمناً وذات طابع كردي أكرب‪ ،‬مثل منطقة كوباين اليت‬ ‫تقع يف غرهبا‪.‬‬ ‫وأصدرت حركة أحرار الشام اليت ختوض القتال ضد القوات‬ ‫الكردية‪ ،‬أهنا متنح وثيقة «عدم تعرض» لكل كردي خضع‬ ‫للتحقيق يف تل أبيض‪ ،‬يف اعرتاف ضمين بتفاقم ظاهرة‬ ‫االنتهاكات ضد املدنيني األكراد‪.‬‬

‫وزير الخارجية المصري‪ :‬مصر ستظل‬ ‫تدعم الثورة السورية‬

‫كما تشهد املناطق الشمالية الشرقية الغنية حبقول النفط‬ ‫أكد وزير اخلارجية املصري نبيل فهمي‪ ،‬دعم بالده‬ ‫وذات الغالبية الكردية اشتباكات من نوع مماثل‪ ،‬وتبنت‬ ‫جبهة النصرة عملية انتحارية أسفرت عن مقتل وجرح للثورة السورية‪ ،‬وإدانتها سفك الدماء يف سورية‪ ،‬واستمرار‬ ‫تأييد احلل السياسي لألزمة السورية‪ ،‬وأكد فهمي أ ّن‬ ‫العشرات من املدنيني واملقاتلني األكراد‪.‬‬ ‫فرض تأشريات دخول على السوريني الراغبني يف اجمليء‬ ‫المزة‬ ‫انفجار ّ‬ ‫إىل مصر‪ ،‬هو إجراء "مؤقت"‪.‬‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬وقع انفجار ضخم‪ ،‬يف مطار املزة العسكري‬ ‫غرب العاصمة دمشق‪ ،‬وهرعت سيارات اإلسعاف‬ ‫واإلطفاء إىل املطار‪ ،‬وقال ناشطون‪ :‬إن القوات النظامية وقال فهمي‪ ،‬يف تصرحيات عقب لقائه رئيس "االئتالف‬ ‫بدأت بتدمري عدد من مباين حي القابون املطلة على الوطين لقوى الثورة واملعارضة" السورية أمحد اجلربا‪،‬‬ ‫أوتوسرتاد دمشق محص‪.‬‬ ‫إن "مصر ستظل تدعم الثورة السورية‪ ،‬حىت يتم تلبية‬ ‫وقالت مصادر حملية‪ :‬إن «القوات احلكومية السورية قامت‬ ‫طموحات الشعب السوري‪ ،‬وإجياد دولة دميقراطية‬ ‫بتدمري عدد من املباين املطلة على أوتوسرتاد دمشق من‬ ‫رحبت باجلربا‪ ،‬بعد أن مت‬ ‫"مصر‬ ‫إن‬ ‫أضاف‪:‬‬ ‫و‬ ‫ية"‪،‬‬ ‫ر‬ ‫عص‬ ‫خالل تفخيخها كما واصلت القصف املدفعي‪ ،‬وبرامجات‬ ‫ّ‬ ‫انتخابه"‪ ،‬موضحاً أنه "مت خالل اللقاء‪ ،‬تناول األوضاع‬ ‫الصواريخ من قواعدها املرابطة على جبل قاسيون»‪.‬‬ ‫«قام‬ ‫احلر‬ ‫ونقلت مصادر يف املعارضة السورية أن اجليش‬ ‫يف مصر وسورية"‪.‬‬ ‫احلي ما‬ ‫يف‬ ‫بتفخيخ مبىن تتخذه القوات احلكومية مقراً هلا‬ ‫ّ‬ ‫أدى إىل مقتل مجيع من كان بداخل املبىن»‪ ،‬مضيفاً أن‬ ‫«اشتباكات عنيفة جرت بني مقاتلي اجليش احلر والقوات من جهته‪ ،‬أكد اجلربا أن "الوزير املصري أبلغه أن فرض‬ ‫احلكومية اليت حتاول اقتحام احلي‪ ،‬وتصدوا هلا موقعة قتلى تأشريات دخول حدث بالنسبة إىل السوريني‪ ،‬ولعدة دول‬ ‫ّ‬ ‫وجرحى يف صفوف القوات احلكومية»‪ ،‬ويف حي بستان أخرى‪ ،‬وأن السوريني ليسوا مستهدفني من هذا اإلجراء"‪،‬‬ ‫القصر يف حلب قتل ‪ 13‬شخصاً وأصيب أكثر من ‪ 20‬وأضاف اجلربا‪" :‬لكن السوريني يف أزمة‪ ،‬ولسنا كغرينا‬ ‫آخرين من جراء سقوط قذيفة على احلي‪.‬‬ ‫من الدول"‪.‬‬ ‫إال أن رئيس االئتالف السوري‪ ،‬أعرب عن اعتقاده بأن‬ ‫"هذا اإلجراء املؤقت‪ ،‬سينتهي خالل الشهر الفضيل"‪،‬‬ ‫أي خالل شهر رمضان‪.‬‬

‫وأشار فهمي إىل أنه "مل يتم طرح مبادرة بعد‪ ،‬وسنواصل‬ ‫االتصال باألطراف السورية املختلفة‪ ،‬وسنناقش احلل‬ ‫السياسي لألزمة يف سورية‪ ،‬وال ميكن قبول سفك الدماء‪،‬‬ ‫'األونروا' ستقدم مساعدات للفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان‬ ‫والزلنا نؤيد احلل السياسي‪ ،‬والذي سيتم مناقشته خالل‬ ‫دعا مكتب وكالة غوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني من وصوهلم إىل لبنان‪ ،‬وأشارت إىل أهنا هتدف من جنيف ‪."2‬‬ ‫"األونروا" يف بريوت النازحني الفلسطينيني من سوريا خالل هذا الطلب إىل تقدمي املساعدات النقدية‬ ‫ورداً على سؤال‪ ،‬حول مشاركة سوريني يف مظاهرات‪ ،‬ويف‬ ‫إىل لبنان إىل تسجيل بياناهتم يف مراكزها‪ ،‬واإلبالغ وخدمات طبية وتعليمية للنازحني الفلسطينيني‪.‬‬ ‫أعمال عنف جتري يف مصر حالياً‪ ،‬رأى وزير اخلارجية‬ ‫عن أماكن إقامتهم‪،‬‬ ‫املصري‪ ،‬أن "تلك األعمال هي أحداث فردية‪ ،‬وال‬ ‫ولفتت إىل أن هذا اإلجراء سينفذ اعتباراً من يوم‬ ‫متثل الشعب السوري بأكمله‪ ،‬أو االئتالف السوري‬ ‫وأكدت "األونروا" يف تعميم هلا‪ ،‬يوم اجلمعة املاضي‪ ،‬االثنني الواقع فيه ‪ 29‬متوز‪/‬يوليو ‪ ،2013‬ويستفيد‬ ‫املعارض"‪ ،‬الفتاً إىل أنه "سيتم التعامل مع املوضوع على‬ ‫أن بإمكان النازحني الفلسطينيني من سوريا إىل لبنان النازحون من خدمات الصحة والتعليم واخلدمات‬ ‫هذا األساس"‪.‬‬ ‫تدوين بياناهتم لدى مراكز األونروا بعد ‪ 14‬يوماً األخرى اليت تقدمها األونروا مبا يف ذلك اخلدمات‬ ‫اليت تقدمها بالشراكة مع أطراف دولية أخرى‬ ‫كاملساعدات غري الغذائية‪.‬‬ ‫وأوضحت أن الالجئين الفلسطينيين من سوريا‬ ‫سيتمكنون من االستفادة من المساعدات النقدية‬ ‫التي تقدمها األونروا فقط بعد تدوين بياناتهم‬ ‫والتحقق من مدة اإلقامة في لبنان‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬


‫أخبار اقتصادية‬ ‫منظمة بريطانية‪ :‬كارثة سوريا أسوأ من مجاعة الصومال‪ ،‬ومصيبة تسونامي !‬ ‫تستنفر منظمات وهيئات خريية بريطانية من أجل إغاثة‬ ‫ماليني املنكوبني السوريني‪ ،‬يف الوقت الذي تزداد فيه‬ ‫األوضاع اإلنسانية سوءاً مع التدهور االقتصادي السريع‬ ‫واملستمر يف سوريا‪ ،‬والذي أدى إىل اهنيار العملة احمللية‬ ‫مع تضاعف يف األسعار ودفع مباليني السوريني إىل اهلبوط‬ ‫دون خط الفقر‪ ،‬فضالً عن أكثر من مخسة ماليني تركوا‬ ‫بيوهتم وهربوا منها بسبب القتال‪.‬‬ ‫ووصف مسؤول يف منظمة إغاثية بريطانية تعمل منذ‬ ‫عشرات السنني ما جيري يف سوريا بأنه "الكارثة اإلنسانية‬ ‫األسوأ اليت يتم التعامل معها"‪ ،‬مشرياً يف حديثه إىل أن‬ ‫"عمال اإلغاثة كانوا يصلون إىل عائالت يف سوريا مل‬ ‫ّ‬ ‫حتصل على اخلبز وال املاء لستة أو لسبعة أيام متتالية"‪.‬‬ ‫أسوأ من مصيبة تسونامي!‬ ‫وقال عثمان مقبل‪ ،‬املدير العام ملنظمة "هيومن أبيل‬ ‫إنرتناشيونال" وهي منظمة بريطانية تطلق على نفسها‬ ‫بالعربية اسم "هيئة األعمال اخلريية"‪ ،‬قال إن "سوريا‬ ‫تشهد كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية"‪ ،‬مشرياً إىل أن‬ ‫كل اهليئات اإلغاثية يف العامل أصبحت منشغلة بتقدمي‬ ‫املعونات واملساعدات للسوريني‪ ،‬ومع ذلك فإن احلاجات‬ ‫املطلوبة أكرب بكثري مما يتم تأمينه بالفعل‪.‬‬ ‫وأضاف مقبل يف حديثه لـ"العربية‪.‬نت" إن الكارثة يف‬ ‫سوريا أسوأ من جماعة الصومال‪ ،‬ومصيبة تسونامي‪ ،‬وزلزال‬ ‫باكستان‪ ،‬مؤكداً أن ما شاهده يف سوريا مل يشاهده يف‬ ‫كل تلك املناطق من قبل‪.‬‬

‫ماليين المنكوبين‬ ‫وحبسب "مقبل" فإن مثة أمرين مييزان األزمة السورية‪،‬‬ ‫عمال اإلغاثة‬ ‫األول هو انعدام األمن‪ ،‬حيث أن كافة ّ‬ ‫مهددون بالقتل أو التعرض للقصف‪ ،‬ورمبا االعتقال‬ ‫خالل أداء مهامهم‪ ،‬أما األمر الثاين‪ ،‬فهو أن األزمة‬ ‫مستمرة ومتفاقمة ويزداد حجمها يومياً‪ ،‬ولذلك فإن‬ ‫حجم املنكوبني اجلدد يومياً أكرب من حجم من تصل‬ ‫يشار إىل أن اللرية السورية فقدت أكثر من ‪ %70‬من‬ ‫إليهم منظمات اإلغاثة واجلمعيات اخلريية‪.‬‬ ‫قيمتها أمام العمالت األجنبية األخرى‪ ،‬ما أدى إىل‬ ‫وقال مقبل إن "هيئة األعمال اخلريية" اليت يديرها أطلقت ارتفاع كبري يف األسعار‪ ،‬وتدهور يف احلياة املعيشية‬ ‫أكرب محلة إغاثية يف تارخيها إلنقاذ من ميكن إنقاذه من للسكان يف سوريا‪ ،‬كما أن مئات اآلالف من السوريني‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬مشرياً إىل أنه يف بداية شهر رمضان فقدوا وظائفهم أو تعطلت أعماهلم ما زاد من املعاناة‬ ‫مت إرسال ‪ 43‬شاحنة إغاثة‪ ،‬تتضمن مليون كيلو من اإلنسانية‪ ،‬ورفع من وترية التدهور االقتصادي يف البالد‪.‬‬ ‫الطحني‪ ،‬من بريطانيا‪ ،‬ومت توزيعها على ‪ 15‬مدينة يف‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وحبسب تقرير صادر عن "املركز السوري لبحوث‬ ‫السياسات"‪ ،‬وهو مركز دراسات قريب من النظام‪ ،‬فإن‬ ‫‪ 6.7‬مليون مواطن سوري أصبحوا حتت خط الفقر يف‬ ‫الوقت الراهن‪ ،‬من بينهم ‪ 3.6‬مليون سوري يعيشون‬ ‫فقراً مدقعاً‪.‬‬

‫وأشار إىل أن القيمة اإلمجالية ملا مت إرساله من مساعدات‬ ‫يف أيام رمضان األوىل بلغ ‪ 600‬ألف دوالر‪ ،‬فيما جيري‬ ‫العمل على توزيع ‪ 40‬ألف سلة غذائية على ‪ 40‬ألف‬ ‫عائلة سورية بقيمة إمجالية ستبلغ ‪ 1.5‬مليون دوالر قبل‬ ‫هناية رمضان احلايل‪.‬‬

‫فقر مدقع‬ ‫وفيما تتدفق املساعدات على املنكوبني داخل سوريا‪،‬‬ ‫والالجئني يف اخلارج‪ ،‬فإن أحدث الدراسات تقول إن‬ ‫خسائر االقتصاد السوري منذ بدأت الثورة السورية وبدأ‬ ‫وتابع‪" :‬هذه أسوأ كارثة إنسانية يواجهها العامل‪ ،‬وأسوأ النظام معها عمليات القمع جتاوز ‪ 84.4‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫كارثة نتعامل معها يف هيئة األعمال اخلريية منذ بدأنا قبل فيما تقول التقديرات إن النظام أنفق على السالح‬ ‫أكثر من ثالثني عاماً"‪.‬‬ ‫والذخرية اليت استخدمها يف أعمال القمع أكثر من سبعة‬

‫الحرب في سوريا تخفض محصول القمح إلى النصف‪ ..‬وتقلص حصة النظام‬ ‫خفضت احلرب األهلية يف سوريا حمصول القمح إىل أسوأ ويوجه تراجع اإلنتاج الزراعي صفعة كبرية لسياسة االكتفاء‬ ‫مستوى له يف حوايل ثالثة عقود‪ ،‬وقلصت حصة النظام من الذايت من الغذاء وهى حجر الزاوية يف جهود بشار األسد‪،‬‬ ‫احملصول مع مواجهتها صعوبات يف جين احلبوب املزروعة يف لتجاوز إجراءات يتخذها الغرب هبدف عزل حكومته‬ ‫وإضعافها عن طريق العقوبات‪.‬‬ ‫مناطق تسيطر عليها املعارضة‪.‬‬ ‫وتشري تقديرات مجعتها رويرتز من أكثر من ‪ 12‬مسئوالً‬ ‫وتاجراً حملياً للحبوب‪ ،‬إىل أن احملصول رمبا يكون اخنفض‬ ‫إىل ‪ 1.5‬مليون طن أو أقل من نصف متوسطه قبل احلرب‪،‬‬ ‫وأقل بكثري من توقعات منظمة األغذية والزراعة التابعة‬ ‫لألمم املتحدة (الفاو)‪.‬‬

‫وقال التجار واملسؤولون إنه رغم سقوط أمطار جيدة هذا‬ ‫العام فإن شح البذور واألمسدة باإلضافة إىل نقص العمالة‬ ‫أدى إىل إنتاج أسوأ حمصول منذ عام ‪ 1984‬عندما تضررت‬ ‫البالد بسبب موجة جفاف شديدة‪.‬‬ ‫وأنتجت األراضي الزراعية الواقعة شرقي حلب واليت شهدت‬

‫احلر‪ ،‬وقوات النظام على‬ ‫قتاالً عنيفاً بني مقاتلي اجليش ّ‬ ‫مدى ‪ 12‬شهراً مضت حنو‪ 50‬ألف طن فقط من القمح‬ ‫هذا العام باملقارنة مع ‪ 175‬ألف طن يف احملصول السابق‬ ‫على األزمة‪.‬‬ ‫ويقول خرباء وجتار حبوب إنه كنتيجة لفقد احلكومة‬ ‫السيطرة على جزء كبري من مناطق زراعة القمح‪ ،‬أصبح‬ ‫نصف إنتاج ‪ 2013‬من القمح على األقل خارج سيطرهتا‪.‬‬ ‫ومما يدعم وجهة نظرهم كميات احلبوب اليت مجعتها اهليئة‬ ‫اليت حتتكر سوق القمح حىت اآلن‪ ،‬إذ قال مسؤولون من‬ ‫املؤسسة العامة لتجارة وتصنيع احلبوب إن املؤسسة تلقت‬ ‫‪ 950‬ألف طن فقط حىت اآلن‪.‬‬ ‫وأفاد مسئول بقطاع احلبوب على صلة بدمشق أن تراجع‬ ‫اإلنتاج احمللى منذ العام املاضي دفع سوريا إىل زيادة وارداهتا‬ ‫من احلبوب مبليون طن على األقل غالبيته من القمح اللني‬ ‫اشرتته من السوق العاملية يف عام ‪.2012‬‬ ‫لكنه وخرباء آخرين يقولون يف أحاديثهم اخلاصة إن نقص‬ ‫العملة الصعبة جيعل سوريا تواجه صعوبات االستمرار يف‬ ‫االسترياد‪ ،‬ودفع ذلك السلطات إىل السعي لفك حسابات‬ ‫أجنبية جممدة لدفع قيمة مشرتياهتا من الغذاء‪.‬‬ ‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫‪3‬‬


‫تقرير‬ ‫ُ‬ ‫قود النّ اعم لثورتها‪..‬‬ ‫الو ُ‬ ‫أطفال سوريا ‪َ ..‬‬ ‫ومسربون من المدارس ‪..‬‬ ‫غتصبون‪ ،‬ومعتقلون‪ ..‬مرضى‪،‬‬ ‫ُشهداء‪ ،‬وجرحى‪ُ ..‬م‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫علي عبد الغني ‪ -‬درعا‬

‫نظرت إليه ّأمه‪ ،‬وهي تشعل الحطب‬ ‫بينما كان يبكي‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫لصنع الخبز‪..‬‬ ‫ني؟ ‪ ..‬يقول‪:‬‬ ‫ ما يبكيك يا بُ ّ‬‫ر ِ‬‫الصغير لكي يشتعل‬ ‫بالحطب‬ ‫النار‬ ‫أيتك تُشعلين‬ ‫ّ‬ ‫الكبير‪.‬‬ ‫ ما يبكيك في ذلك؟‬‫ِ‬ ‫القيامة قبل الكبار‪،‬‬ ‫يوم‬ ‫النار َ‬ ‫ خاف أن تشتعل بي ُ‬‫فأبكي خشيةً من اهلل‪.‬‬ ‫وحركوا ثورًة من‬ ‫عندما أهلب صبية درعا مشاعر الكبار‪ّ ،‬‬ ‫خوف النظام منهم‪،‬‬ ‫البشري‪ ،‬اشت ّد‬ ‫أعظم ثورات التاريخ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ومل ِ‬ ‫فقرر االنتقام منهم‬ ‫خافهم‪،‬‬ ‫كما‬ ‫الكبار‬ ‫يبد خوفاً من‬ ‫ّ‬ ‫معىن‪..‬‬ ‫بكل ما تعنيه الكلمة من ً‬ ‫السوريّة‪ ،‬فكان‬ ‫ورة‬ ‫الث‬ ‫ات‬ ‫يومي‬ ‫ّ‬ ‫لقد شارك األطفال يف كل ّ‬ ‫ّ‬ ‫من األطفال من يقود املظاهرات بأكملها‪ ،‬مثل الطفلة‬ ‫السبيل ‪/‬درعا‪ ،/‬وكان منهم اإلعالميِّني‪ ،‬مثل‬ ‫حي ّ‬ ‫(ر‪0‬م) ّ‬ ‫الشهيد "عمر القطيفان"‪.‬‬ ‫سمى (ثورة األطفال) لكثرة‬ ‫ت‬ ‫ية‬ ‫لقد صارت الثّورة السور ُ ّ‬ ‫كل إنسان‬ ‫ّ‬ ‫الشهداء من عمر ّ‬ ‫الزهور‪ ،‬وال يغيب عن خاطر ّ‬ ‫يد اإلجرام يف‬ ‫تفننت‬ ‫ذي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫(محزة)‬ ‫ذلك اجلسد الناعم‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تثقيب جسده‪ ،‬وتقطيع أوصاله‪.‬‬ ‫يروي (م أ ش)‪" :‬لقد أحضروا لنا تلفازاً‪ ،‬ومجعونا يف ساحة‬ ‫كبرية‪ ،‬يف فرع الفيحاء ليعرضوا لنا الشهيد محزة اخلطيب‪،‬‬ ‫متّ تكرار مقطع الفيديو عشرات املرات‪ ،‬وكان من بني‬ ‫ات األطفال‪".‬‬ ‫املعتقلني عشر ُ‬ ‫بلغ عدد الشهداء من األطفال ‪ 4582( 6621‬ذكور‬ ‫– ‪2039‬إناث) إضافة إىل ‪ 75‬طفل فلسطيين حىت‬ ‫هناية أيار ‪ ،2013‬وتواىل الشهداء من األطفال – تامر‪،‬‬ ‫لكن النظام زاد من‬ ‫وساري‪ ،‬وزينب‪ ،‬وحممد‪ ،‬وكنان ‪ّ -‬‬ ‫وترية القتل‪ ،‬فلم يعد يكتفي بطفل‪ ،‬بل أصبح يرتكب‬ ‫اجملزرة تلو األخرى‪ ،‬وال تغيب سحابة أرواح أطفال احلولة‬ ‫وبانياس عن مآذن دمشق وكنائسها‪.‬‬ ‫مت اعتقال اآلالف من األطفال‪ ،‬ووضعهم يف أقبية‬ ‫املخابرات‪ ،‬وتعذيبهم بطريقة بشعة‪ ،‬وكان يتم أحياناً‬ ‫تعذيب والده أمامه‪ ،‬أو قتله‪.‬‬ ‫يروي (م ع)‪ :‬الطفل عبد الرمحن حممد مقبل‪ 14 ،‬عام‬ ‫وأثناء تعذيبه يف فرع املخابرات اجلوية بدرعا سقطت من‬ ‫جيبه (قلول أو دحاحل)كان يلعب هبا‪ ،‬وبعد ذلك متّ‬

‫‪4‬‬

‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫املمرض ما سيؤدي حتماً إىل تراجعه دراسياً – يف أحسن األحوال‬ ‫إعدامه ميدانياً‪ ،‬بعد أن متّ إعدام والده‪ ،‬وشقيقه ّ‬ ‫ إن التحق باملدرسة‪ ،‬وإذا مل ينخرط يف العمل ملساعدة‬‫"قاسم" أمام ناظريه‪.‬‬ ‫صار الكثري من األطفال يعولون‬ ‫ّ‬ ‫رب األسرة مالياً‪ ،‬بينما َ‬ ‫فقد كثريٌ من األطفال أطرافَهم‪ ،‬أو أُصيبوا بعاهات دائمة أسرهم نتيجة استشهاد األب‪.‬‬ ‫نتيجة القصف العشوائي لقوات النظام لألحياء‪ ،‬والبلدات‬ ‫الثائرة‪ ،‬ويعاين كثري من األطفال أمراضاً و ٍ‬ ‫أزمات نفسية من ٍ‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬أفرز اخنفاض سعر اللرية السوريّة مقابل‬ ‫ٍ‬ ‫نتيجة ما شاهدوه من صوٍر قاسية‪ ،‬أو مسعوه من أصوات القطع األجنيب‪ - ،‬وما تبعه من غالء فاحش‪ ،‬وفقد للكثري‬ ‫ِ‬ ‫لعمليات من املهن‪ ،‬وتوقّف معامل‪ ،‬أو ٍ‬ ‫مدن صناعيّة بأكملها (سبينة‬ ‫تعرضوا‬ ‫القذائف‪ ،‬أو فقداهنم ألصدقاء أطفال ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫العنف‪،‬‬ ‫التسو ُل‪ ،‬و ُ‬ ‫قتل وتعذيب‪ ،‬ناهيك عن احلالة االجتماعية املأساوية مثالً) ‪ -‬عن سلوكيات سلبية‪ ،‬من أمهّها‪ّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫السرقة‪ ..‬وقع ضحيتها على األغلب األطفال‪ ،‬فمارسوا‬ ‫و‬ ‫عليه‬ ‫تب‬ ‫رت‬ ‫ي‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫مع‬ ‫كليهما‬ ‫أو‬ ‫ه‪،‬‬ ‫أم‬ ‫أو‬ ‫أباه‪،‬‬ ‫الطفل‬ ‫لفقد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬أعماالً مهينة مثل مسح األحذية‪ ،‬كما ازدادت ظاهرة‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫بوي‬ ‫الت‬ ‫عيد‬ ‫الص‬ ‫على‬ ‫اقب‪ ،‬ونتائج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫من عو َ‬ ‫الزواج املبكر لإلناث‪.‬‬ ‫ليمة‪.‬‬ ‫الس‬ ‫األخالقية‬ ‫والتّنشئة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت‬ ‫كان القتل أسلوباً من أساليب التخويف‪ ،‬والرتهيب ّ‬ ‫انتهجها النّظام يف ِ‬ ‫وجه أطفال ثورتنا‪ ،‬بعد ذلك‪ ..‬بدأ‬ ‫املدارس‬ ‫فحول‬ ‫مبهامجة التّعليم‪ ،‬لنش ِر األميّة بني األطفال‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ب مقاطع للتعذيب‬ ‫إىل معتقالت ومر َ‬ ‫وسر َ‬ ‫اكز تعذيب‪ّ ،‬‬ ‫تتأصل تلك الصور البشعة يف أذهان‬ ‫داخل املدارس‪ ،‬حىت ّ‬ ‫األطفال وعقوهلم‪ ،‬بعد أن كانت جدران املدارس الداخلية‬ ‫واخلارجية مساحات لنشر أفكار الثورة وشعاراهتا‪ ...‬بعد‬ ‫ذلك‪ ...‬متّ اختاذ أسلوب قصف املدارس‪ ،‬كما فعل يف ‪/‬‬ ‫إدلب‪ /‬فراح ضحية القصف أربعةُ ٍ‬ ‫أطفال مع شهيدين من‬ ‫َ ّ‬ ‫معلّ ِميهم‪.‬‬

‫السوريني‬ ‫يشكل األطفال ‪ %53‬من العدد الكلي لالّجئني ّ‬ ‫يف األردن‪ ،‬الذي يقول إنه يستضيف أكثر من ‪ 540‬ألفاً‬ ‫منذ بداية الثورة يف سوريا‪ ،‬بينهم حنو ‪ 150‬ألفاً يف ‪/‬خميّم‬ ‫الزعرتي‪./‬‬

‫وجتاوز عدد الطالب السوريني امللتحقني جماناً مبدارس‬ ‫اململكة احلكومية ‪ 55‬ألفاً‪ ،‬واملخيّم ال حيتوي غري مدرستني‬ ‫(اجملمع العلمي البحريين‪ ،‬واملدرسة السعودية) تضمان حنو‬ ‫عشرة آالف طالب‬ ‫حيتاج قرابةُ ‪ 25‬ألفاً‬ ‫ّ‬ ‫سوري‪ ،‬بينما ُ‬ ‫ب عدد خميف من‬ ‫تسر َ‬ ‫إىل االخنراط يف التعليم‪ ،‬مما يعين ّ‬ ‫األطفال خارج املدارس‪ ،‬وما يرتتب عليه من أميّة‪ ،‬أو فراغ‬ ‫ه ّدم النّظام ما يقارب ‪ 2400‬مدرسة‪ ،‬وحتولت ‪ 1500‬نفسي‪ ،‬أو ٍ‬ ‫أخالقي‪ ،‬يف ظل ظروف صحيّة سيئة‬ ‫فساد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مدرسة إىل مراكز إليواء الالجئني‪ ،‬وبذلك يكون قد مت جداً‪ ،‬وانتشا ٍر لألمراض واألوبئة‪.‬‬ ‫إخراج طالب ‪ 3900‬مدرسة من مدارسهم‪.‬‬ ‫على مدى سنتني دراسيني كاملتني‪ ..‬هناك أطفال مل ووفقاً لليونيسيف‪ ،‬فإن هناك عدة أسباب متنع هؤالء‬ ‫يلتحقوا باملدارس هنائياً‪ ،‬فقد ترك األطفال مقاعد الدراسة‪ ،‬األطفال من الذهاب إىل املدرسة‪ ،‬من بينها‪ :‬إمياهنم بأهنم‬ ‫التحرش‬ ‫كما يف ‪/‬الرسنت‪ /‬حبمص مثالً‪ ،‬وتسبب ذلك يف هج ٍر سيعودون قريباً إىل سوريا‪ ،‬واخلوف من العنف‪ ،‬و ّ‬ ‫يف الطريق إىل املدرسة‪ ،‬إضافة إىل عمل بعض األطفال‪.‬‬ ‫للكتاب‪ ،‬وقطيعة بني التلميذ ومدرسته‪.‬‬ ‫تعمل بعض املنظمات اإلنسانية مثل اليونيسيف‪ ،‬على‬ ‫قامت قوات النظام بضرب املدن والقرى والبلدات اليت دعم األطفال‪ ،‬ومحايتهم‪ ،‬لكنها ال تغطي إال جزءاً بسيطاً‬ ‫يتحصن فيها اجليش احلر ٍ‬ ‫بيد من حديد‪ ،‬واتّبع بذلك جداً منهم يف سوريا‪ ،‬أو يف خميّمات اللجوء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سياسة األرض احملروقة للبشر‪ ،‬واحلجر‪ ،‬كما شاهدنا حرق‬ ‫وعائالت سوريّة‪ ،‬تنادي وتناشد الضمائر احلية‪،‬‬ ‫أطفال‬ ‫جثث األطفال يف قرية ‪/‬البيضا‪ /‬ببانياس‪ ،‬يف حماولة لضرب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫احلاضنة االجتماعية للجيش احلر‪ ،‬مما أدى إىل حاالت واملنظمات اإلنسانية‪ ،‬من أجل أخذ دورها ‪ -‬وبالسرعة‬ ‫اللجوء‪ ،‬والنزوح اجلماعي ملدن‪ ،‬أو قرى بأكملها ‪/‬مدينة القصوى ‪ -‬حلماية ما بقي من األطفال‪ ،‬ومعاجلة احلاالت‬ ‫ِ‬ ‫استفحال األوبئة‪ ..‬صحياً‪ ،‬وأخالقياً‪،‬‬ ‫احلراك‪/‬يف حمافظة درعا‪ ،‬أو ‪/‬احلزام اجلنويب لريف دمشق‪ ،/‬اإلنسانية هلم‪ ،‬قبل‬ ‫تغي البيئة االجتماعية للطفل‪ ،‬وهذا واجتماعياً‪.‬‬ ‫حيث ترتب على ذلك ّ‬


‫لقاء‬ ‫داريا‪ ..‬شاهد من قلب الحدث‬ ‫بسمة يوسف – ريف دمشق‬

‫المحاصرة منذ ما يزيد على تسعة‬ ‫تزال المدينة‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬ ‫أشهر عصيّة على جنود النظام‪ ...‬حتى مع ارتكاب‬ ‫األخي ِر أبشع المجازر بح ّق أهلها وتهجير معظمهم‪..‬‬ ‫لم يستطع السيطرة عليها بسبب ثبات جنود الجيش‬ ‫الحر فيها‪ ،‬وتسطيرهم أروع مالحم البطولة في ص ّد‬ ‫النظام الغاشم‪..‬‬ ‫يف لقاء خاص لـ" جسر "‪ ..‬مع أحد أفراد اجليش احلر‬ ‫يف داريا‪" ..‬بيربس"‪ ...‬نستطلع احلياة اليومية واملعاناة اليت‬ ‫يعيشها من تبقى يف املدينة من جنود أو مدنيني‪...‬‬ ‫بدأنا احلديث عن حالة العائالت الباقية يف داريا‪ ..‬وأين‬ ‫ظل القصف املتواصل‪..‬‬ ‫يعيشون يف ّ‬ ‫"داريا مل يبقى فيها الكثري من العائالت‪ ،‬وعدد املدنيني‬ ‫فيها قليل‪ ،‬لكن املشكلة تكمن يف األخت التوأم لداريا‬ ‫عائالت بأكملها‬ ‫(املعضمية) اليت ما تزال توجد فيها‬ ‫ٌ‬ ‫ينقصها أدىن متطلبات احلياة‪ ،‬فال غذاء وال دواء‪ ،‬ويودي‬ ‫القصف يومياً حبياة أطفال ونساء ال ذنب هلم إال أهنم بقوا‬ ‫يف بيوهتم‪ ،‬و األمر الذي يزيد األمور تعقيداً هو احلصار‬ ‫فأي حماولة إدخال للمواد اإلنسانية تعترب حماولة‬ ‫املطبق‪ّ ،‬‬ ‫انتحار‪ ..‬فالقناصة يغلقون مجيع املخارج‪ ،‬وال يفرقون بني‬ ‫كبري أو صغري‪ ..‬رجل أو امرأة‪.‬‬ ‫كثري من احملاوالت باءت بالفشل‪ ،‬واستشهدت نساءٌ‬ ‫تبحث عن ِ‬ ‫قوت أبنائها‪ ،‬لتبقى مرميةً جثّة هامدة على‬ ‫أوتوسرتاد األربعني ٍ‬ ‫طحني‪ ،‬وال‬ ‫أليام طويلة‪ ..‬مل يدخل‬ ‫ٌ‬ ‫أي مو ٍاد منذ شهور‪ ..‬حىت اخلبز اليابس‬ ‫خضار‪ ،‬وال ّ‬ ‫أصبح من األحالم‪ ،‬وهذه احلال تنطبق على كلتا املدينتني‬ ‫(داريا واملعضمية)‪".‬‬ ‫أما عن القصف املتواصل الذي مل يتوقف عنها يوماً‪..‬‬ ‫والذي أحلق باملدينة أضراراً كثرية حيدثنا "بيربس " قائالً‪:‬‬ ‫يومي‪ ،‬بشىت أنواع‬ ‫"القصف على داريا و املعضمية شبهُ ّ‬ ‫األسلحة‪ ،‬خاصة أن جغرافيا املنطقة تساعد النظام على‬ ‫تطل‬ ‫القصف‪ ،‬حيث أن جبال املعضمية‪ ،‬والفرقة الرابعة ّ‬ ‫نصب‬ ‫على داريا‪ ،‬واملعضمية تكشف املدينتني كلياً‪ ،‬بينما َ‬ ‫وجهز مرابض ال ّدبابات‪ ،‬وعربات الشيلكا‬ ‫النظام مدفعيته‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫لرتصد الطرق‪...‬‬ ‫الغارات اجلوية تكاد تكون يومية بشىت أنواع القذائف‬ ‫أي نوع من أنواع الذخائر‪ ،‬فرمى‬ ‫واحلمم‪ ،‬فلم يوفّر النظام ّ‬ ‫الصواريخ العنقودية‪ ،‬والفراغية‪ ،‬واملتفجرة على املدينني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومل مييّز بني أهداف عسكرية ومدنية‪ ،‬فكامل املدينتني‬ ‫مستباح‪".‬‬ ‫ مع إطباق القناصة احلصار على املدينة‪ ...‬ما هي‬‫إمكانية التنقل يف املدينة؟‬ ‫"احلركة داخل املدينتني صعبة جداً‪ ،‬وذلك بسبب انتشار‬ ‫القناصة على املباين العالية‪ ،‬ورصد الطرق الواصلة بني‬ ‫املدينتني من جبال املعضمية‪ ،‬وأشهر هذه الطرق طريق‬

‫املوت (طريق فشوخ) الذي تستهدفه الشيلكا‪ ،‬والدبابات‬ ‫يومياً من جبال الفرقة الرابعة‪ ،‬لتقطع أوصال املنطقة‪ ،‬ومتنع‬ ‫التنسيق والعمل املشرتك بني املدينتني‪".‬‬ ‫يف ظل هذا القصف ‪ ..‬دمرت الكثري من األبنية‪ ..‬ما هي‬ ‫أضرار البنية التحتية يف املدينة؟‬ ‫"مدينة داريا مدينة منكوبة بكل ما تعين الكلمة من معىن‪،‬‬ ‫شوه معامل‬ ‫فاألبنية مقصوفة بشكل رهيب‪ ..‬األمر الذي ّ‬ ‫املدينة بشكل كلي‪ ،‬أغلب املساجد مقصوفة بشكل‬ ‫ينفطر له‬ ‫مباشر‪ ،‬لتسقط على األرض مآذهنا يف منظر ُ‬ ‫القلب‪ ،‬وهذه حال مسجد أيب سليمان الديراين الذي‬ ‫أصبح أثراً بعد عني لكثرة استهدافه‪.‬‬ ‫البنية التحتية متضررة بشكل كبري‪ ،‬فأعمدة الكهرباء‬ ‫مرميّة يف الطرق بسبب كثرة القصف‪ ،‬وشبكات املياه‬ ‫والصرف ليستا حبال أفضل‪ ،‬وهي حباجة إىل ترميم كامل‪،‬‬ ‫فاملعارك رمت بظالهلا على كل شيء ‪".‬‬ ‫حدثنا عن طعامكم‪ ..‬هل تتوفر لديكم املواد‬ ‫ ‬‫األولية؟‪ ..‬وكيف توفرون املاء الالزم رغم كل ما تواجهونه‬ ‫من صعوبات؟‬ ‫"مأساة حقيقة تعيشها املدينتان‪ ،‬فاخلبز غري موجود من‬ ‫شهور‪ ،‬واخلضار واملواد التموينية مل تدخل املدينة بسب‬ ‫طعامنا حمصور على مواد كانت باملدينة من رزٍّ‪،‬‬ ‫احلصار‪ُ ،‬‬ ‫وبعض أنواع احلبوب‪ ،‬وكميات من مثار اليقطني‪ ،‬لكن‬ ‫احلصار طال‪ ،‬والوضع املعيشي من سيء إىل أسوء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أسسوا‬ ‫و‬ ‫الصعب‪،‬‬ ‫احلال‬ ‫مع‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫يتعايش‬ ‫أن‬ ‫ار‬ ‫و‬ ‫الث‬ ‫استطاع‬ ‫ّ‬ ‫مطبخاً عاماً يطبخ للجميع من ثوار ومدنيني ويقدم‬ ‫وجبتني يومياً حسب االستطاعة‪ ،‬واملواد املتوفرة اليت تنقص‬ ‫يوماً بعد يوم‪.‬‬ ‫املواد الرئيسية كالطحني واخلضار غري متوفرة من شهور‪،‬‬ ‫ومياه الشرب مقطوعة عن املدينة لزيادة احلصار عليها‪،‬‬ ‫أما املياه املتوفرة فهي مياه اآلبار اليت ال تصلح للشرب‬ ‫ألن مياه داريا كلسية‪ ،‬وحىت أن الكثري قد أصيب بأمراض‬ ‫بسبب املياه‪ ،‬وهنا نواجه مشكلة قلة الوقود الستخراج‬ ‫مضخات تعمل على الديزل"‬ ‫هذه املياه‪ ،‬فهي حباجة إىل ّ‬ ‫صعوبات مجة يتحداها اجليش احلر يف املدينة‪ ..‬أبرزها‬ ‫تأمني مأوى للمقاتلني‪ ،‬ومالجئ للمدنيني‪ ..‬عن هذا‬

‫أجابنا "بيربس" قائالً‪:‬‬ ‫" كثافة القصف دفعت باألهايل إىل سكن املالجئ‬ ‫واألقبية يف ظروف صعبة‪ ،‬فأغلب هذه املالجئ غري جمهزة‬ ‫متاماً للمعيشة‪ ،‬وال تتوفر فيها الظروف الصحية الالزمة‪،‬‬ ‫فال ماء وال كهرباء إال ما ندر‪ ،‬فالكهرباء مقطوعة عن‬ ‫املدينة منذ بداية احلملة العسكرية‪ ،‬واالعتماد هو على‬ ‫مولدات الكهرباء‪.‬‬ ‫أما الثوار فأغلبهم يقيم يف نفس النقاط اليت يرابط فيها‪،‬‬ ‫مقرات‪ ،‬لكنها قريبة جداً من خط اجلبهة‪..‬‬ ‫والبعض له ّ‬ ‫خطوط التّماس مع العدو هي أقل األماكن خطراً بالنسبة‬ ‫للقصف ألن التماس شديد بني اجملاهدين وجنود النظام‪".‬‬ ‫اإلعانات اإلنسانيةُ املدينة؟‬ ‫تدخل‬ ‫هل‬ ‫ ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫"شهدت الشهور اخلمسة األخرية تضييقاً كبرياً من قبل‬ ‫النظام على كل شيء إغاثي أو طيب‪ ،‬مما أدى إىل تراجع‬ ‫احلالة اإلنسانية بشكل كبري جداً‪ ،‬صادر النظام الكثري من‬ ‫السيارات اليت حتمل مواد إغاثية‪ ،‬ووزعها على مناصريه يف‬ ‫احلارة الشرقية املالصقة للمعضمية "‪..‬‬ ‫حدثنا عن معنوياتكم مع هذه املعطيات‪.‬‬ ‫ ‬‫"حالتنا النفسية ممتازة رغم القلة يف كل شيء‪ ..‬غذاء‬ ‫ودواء وذخرية‪ ..‬إصرارنا واضح على االستمرار يف الدفاع‬ ‫عن املدينة رغم احلصار والضيق الشديد‪ ،‬قدمنا الكثري من‬ ‫الشهداء واألحبة مما زادنا حباً باالستمرار والصمود‪"..‬‬ ‫‪...‬وعن الكتائب العاملة على أرض املدينة حدثنا قائالً‪:‬‬ ‫" الكتائب العاملة يف داريا واملعضمية هي‪:‬‬ ‫ ألوية وكتائب الصحابة (لواء املقداد بن عمرو‪ -‬لواء‬‫الفتح املبني ‪ -‬لواء سعد بن أيب وقاص) العاملة يف دمشق‬ ‫وريفها‪.‬‬ ‫لواء شهداء اإلسالم‪.‬‬‫لواء الفجر‬‫أعمار املقاتلني ترتاوح بني ‪ 18‬و‪ 70‬سنة‪ ،‬وكلهم محلوا‬ ‫السالح بعد الكثري من املآسي واآلالم‪ ،‬وأغلبهم دخل‬ ‫معتقالت النظام‪ ،‬وملس الظلم واإلهانة‪ ،‬فخرجوا أسوداً ال‬ ‫ختيفهم طائرات النظام‪ ،‬وال دباباته‪ ،‬فقدموا جتربة صمود‬ ‫دخلت تاريخ البشرية‪".‬‬ ‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫‪5‬‬


‫ملف العدد‬ ‫أيد غير أمينة‪:‬‬ ‫أموال السوريين من جديد في ٍ‬ ‫وحدة تنسيق الدعم‪ :‬اختالسات‪ ،‬محسوبية‪ ،‬إهمال‪ ،‬نهم وصراع على السلطة‪.‬‬ ‫ رئيسة الوحدة توقع عقداً بنحو ‪ 40‬مليون ليرة‬‫سورية مع "أبو محمد"‬ ‫ جمع للسلطات بشكل َم َرضي‬‫حفيدة سياسي معروف‪ ،‬وأقارب آخرين قادة في‬‫الوحدة رغم انعدام المؤهالت‪.‬‬ ‫يمول من لقمة الجياع‪..‬‬ ‫ذراع عسكري ّ‬‫ مئة وعشرة آالف دوالر من الحملة السعودية‬‫لدعم الشعب السوري‪ ..‬فص ملح وذاب‪.‬‬ ‫يستخدمون اللغة االنكليزية لكي ال تعرف رئيسة‬‫الوحدة عما يتحدثون فتهددهم بالطرد "خارج‬ ‫الوحدة"‬ ‫ الشرفاء يستقيلون بخيبة أمل وينسحبون‪..‬‬‫َكثُر احلديث مؤخراً عن آلية عمل وحدة تنسيق الدعم‬ ‫التابعة لالئتالف السوري املعارض واملعروفة اختصاراً‬ ‫بـ ‪ ،ACU‬حيث أثار ناشطون سوريون يف احلقلني‬ ‫املدين واإلغاثي تساؤالت ع ّدة ِّ‬ ‫ك يف نزاهة عمل‬ ‫تشك ُ‬ ‫الوحدة املذكورة وآليَّاهتا‪ ،‬فيشبهها أحدهم "بإحدى أشد‬ ‫اإلدارات فساداً يف حكومة النظام‪ ،‬حيث االختالس‬ ‫واإلمهال واحملسوبيات تطغى على آليات عمل هذه‬ ‫الوحدة"‪.‬‬ ‫فارتأت "جسر" أن تفتح هذا امللف بكامل الشفافية‬ ‫واملهنية املعهودة عنها‪ ،‬ولتضع املواطن السوري يف عني‬ ‫ما حيدث‪.‬‬ ‫توجه أحد الصحفيني من فريق جريدة "جسر" من‬ ‫َّ‬ ‫الداخل السوري إىل مدينة غازي عنتاب الرتكية حملاولة‬ ‫عقد لقاءات مع مسئولني من مكتب الوحدة يف املدينة‪،‬‬ ‫وبعد عدة اتصاالت لـ "جسر" مع أحد املوظفني الذي‬ ‫وعد اجلريدة بعقد لقاءات هلا مع إعالميني تابعني للوحدة‬ ‫لشرح طبيعة عملها ونقل ردها الرمسي حيال االهتامات‬ ‫اليت يوجهها السوريون إليها‪ ،‬إال أنه وبعد الوعد الذي‬ ‫تلقته اجلريدة من املوظف املذكور‪ ،‬بدأ مسلسل التهرب‬ ‫وعدم الرد على االتصاالت‪ ،‬ليعيد إىل األذهان احلكاية‬ ‫رد موظفي ومسؤويل الوحدة على‬ ‫الشهرية عن عدم ِّ‬ ‫اتصاالت املواطنني وشكاويهم‪ ،‬مثلما تناقلتها مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي على االنرتنت‪.‬‬ ‫فلماذا تفضيل العتمة مناخاً لتحركاتها ؟؟‬ ‫َّ‬ ‫متكن املواطن (م‪.‬ب) من اخرتاق "إمييالت" اإلدارة‬ ‫والعاملني يف وحدة تنسيق الدعم ‪ ACU‬ووضع‬ ‫طلب فيها "أن يتقوا اهلل يف دماء‬ ‫رسالة مشرتكة هلم َ‬ ‫ِ‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬ويعودوا إىل رشدهم" حبسب ُمرسل‬ ‫الربيد اإللكرتوين الذي أضاف خماطباً موظفي الوحدة‪:‬‬ ‫لتحسنوا من خالهلا‬ ‫"أنا أخ لكم‪ ،‬وما نصيحيت إال دعوة ِّ‬ ‫أداءكم مبا يليق بتضحيات الشعب وتعيدوا للسوريني‬ ‫بأمس احلاجة إليها يف الظروف الكارثية‬ ‫أمواهلم اليت هم ِّ‬ ‫اليت ميرون هبا" على حد تعبري السيد (م‪.‬ب)‬ ‫قد تعكس هذه الرسالة حجم اإلحباط الذي نال من‬

‫‪6‬‬

‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫الشعب السوري حيال املؤسسات املالية اليت من املفرتض‬ ‫ِ‬ ‫دت لتكون عوناً وسنداً هلم يف حمنتهم العظيمة‪،‬‬ ‫أهنا وج ْ‬ ‫وهي تعكس باملقابل وميض أمل ال يرضى السوريون‬ ‫التنازل عنه حيال هذه املؤسسات ورغبة يف تعقيب‬ ‫خطواهتا لتصويب أدائها وتفعيل دورها يف مساندهتم‪.‬‬ ‫فما هي وحدة تنسيق الدعم‪:‬‬ ‫هي إحدى الوحدات الرئيسية الثالث اليت يتألف منها‬ ‫جسم االئتالف السوري املعارض‪ ،‬واملعروفة اختصاراً بـ‬ ‫‪ ACU‬باإلضافة لوحدة اجملالس احمللية وهيئة األركان‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫س الوحدة منذ تأسيسها السيد "غسان هيتو" الذي‬ ‫ترأ َ‬ ‫افتتح مكتباً هلا يف الرحيانية الرتكية يف تشرين الثاين من‬ ‫العام الفائت‪ ،‬مث استلمت السيدة "سهري األتاسي" نائبة‬ ‫رئيس االئتالف رئاسة الوحدة بعد أن أُنتُ ِخب السيد‬ ‫هيتو رئيساً للحكومة املؤقتة‪.‬‬ ‫يشغل السيد "أنور بنود" منصب املدير التنفيذي يف‬ ‫الوحدة‪..‬‬ ‫تتفرع الوحدة إىل عدة وحدات فرعية وهي‪ :‬وحدة‬ ‫املعلومات اليت يرتأسها السيد "أمني بارودي"‪.‬‬ ‫ووحدة التنسيق اإلنساين ووحدة العمليات اللتان‬ ‫يرتأَّسهما "أنور بنود" ذاته الذي يشغل منصب املدير‬ ‫التنفيذي أيضاً‪.‬‬ ‫اختالس أموال اإلغاثة‪ ،‬محسوبيات وواسطة‪.‬‬ ‫تعزو مصادر مطلعة من داخل الوحدة "اخللل الكبري"‬ ‫الذي يكتنف عملها إىل عدة أسباب منها‪:‬‬ ‫تويل شخص ألكثر من منصب سواء داخل الوحدة‬ ‫ذاهتا‪ ،‬كحالة السيد "أنور بنود" الذي يتوىل رئاسة‬ ‫وحدة التنسيق اإلنساين‪ ،‬ووحدة العمليات باإلضافة‬ ‫إىل توليه منصب املدير التنفيذي للوحدة ككل‪ ،‬أو‬ ‫اخللط بني وظيفتني حساستني داخل الوحدة واالئتالف‬ ‫السياسي املعارض‪ ،‬كحالة السيدة "سهري األتاسي"‪،‬‬ ‫نائبة رئيس االئتالف ورئيسة وحدة تنسيق الدعم‪ ،‬مما‬ ‫خيلق نوعاً من االختالط بني الوظيفتني ويؤثر سلباً على‬ ‫أدائهما معاً‪" ،‬كاستخدام السيدة أتاسي لنفوذها يف‬ ‫االئتالف لتمرير القرارات اإلدارية يف الوحدة والتأثري‬ ‫يف تشغيل املتقدمني للتوظيف فيها بناءً على عالقاهتا‬ ‫الشخصية مع املرشحني"‪ ،‬وذلك استناداً على وثائق‬ ‫تورط السيدة األتاسي‬ ‫وتسريبات تلقتها "جسر" وتؤكد ُّ‬ ‫مكون‬ ‫يف هكذا عمليات‪ ،‬فعلى الرغم من أن الوحدة ِّ‬ ‫من مكونات االئتالف إال أنه مستقل عنه إدارياً ناهيك‬ ‫عن استقالل جهات التمويل اخلاصة بالوحدة عن تلك‬ ‫اليت تقوم بتمويل االئتالف‪.‬‬ ‫أما السبب الثاين الذي تتحدث عنه املصادر‪ ،‬ويعزون‬ ‫إليه ضعف أداء الوحدة‪ ،‬هو‪ :‬مركزية القرار داخلها فيما‬ ‫يتعلق بالتحركات امليدانية وعدم أخذ التقارير من الفرق‬ ‫املنتشرة يف الداخل بعني االعتبار‪ ،‬حيث تتخذ معظم‬ ‫هذه القرارات أيضاً بناءً على حمسوبيات وعالقات‬

‫شخصية‪.‬‬ ‫حيدثنا مصدر مطلع من داخل الوحدة عن عملية توزيع‬ ‫ملبلغ (ثالثني ألف يورو) على العائالت السورية يف مدينة‬ ‫الرحيانية الرتكية عقب التفجريين اللذين استهدفا املدينة‪،‬‬ ‫كمثال على طغيان العالقات الشخصية واحملسوبية‬ ‫على قرار التوزيع يف العملية املذكورة اليت يتحدث عنها‬ ‫املصدر قائالً‪" :‬كان من املفرتض أن يتم توزيع مبلغ‬ ‫عشرين لرية تركية لكل فرد سوري من العائالت احملتاجة‬ ‫داخل الرحيانية بعد التفجريين‪ ،‬وجرت العملية سليمة‬ ‫حىت تلقي الفريق التصال من شخص امسه (إمساعيل)‪،‬‬ ‫قيل أنه "مدعوم" من داخل الوحدة‪ ،‬طلب منهم التوجه‬ ‫إىل عائالت ذكرها امساعيل هذا بعينها‪ ،‬ومن مث تتالت‬ ‫هذه االتصاالت من نفس الشخص ليفرض على الفريق‬ ‫تنفيذ أوامره دون توثيق للعملية كما هو متعارف عليه‪،‬‬ ‫وانتهى التوزيع بكس ٍر يف احلسابات بلغ ألفاً وسبعمائة‬ ‫لرية تركية"‪.‬‬ ‫ويضيف السيد (س) خبري يف األمور اللوجستية واإلغاثية‬ ‫سبباً آخر يعزو إليه سوء أداء الوحدة أال وهو آليات‬ ‫التشغيل وتويل الوظائف داخلها حبسب اخلبري الذي‬ ‫يذكر لـ "جسر" احلادثة التالية‪ ":‬ألهنا حفيدة أحد قيادات‬ ‫املعارضة السورية‪ ،‬ال تزال سارا‪ ،‬وهي يف العشرين من‬ ‫العمر‪ ،‬تتنقل بني فروع الوحدة ومكاتبها دون أن تتمكن‬ ‫من تقدمي أي شيء‪ ،‬كوهنا ال متتلك املؤهالت الكافية‬ ‫حىت لشغل وظيفة بسيطة يف الوحدة‪ ،‬فهي صغرية يف‬ ‫العمر‪ ،‬مل تنه دراستها بعد وليست لديها أية خربة يف‬ ‫اجملالني اإلغاثي أو اإلداري‪ ،‬ومع ذلك عُيّنت كمديرة‬ ‫ألكثر من قسم‪ ،‬مث يتم نقلها إىل قسم آخر بعد أن‬ ‫تفشل يف توجيه أبسط شؤون القسم السابق"‪.‬‬ ‫و َّ‬ ‫نت "جسر" من احلصول على تسريبات ووثائق‬ ‫متك ْ‬ ‫من داخل الوحدة تُظهر حجم التجاوزات واحملسوبيات‬ ‫اليت تطغى على قرارات التوظيف فيها‪ ،‬فتشتكي السيدة‬ ‫(ساندرا) من طلب توظيف ثالثة أشخاص ال ميلكون‬ ‫املواصفات املطلوبة لشغل الوظيفة يف الوحدة‪ ،‬مت متريره‬


‫ملف العدد‬ ‫عرب السيدة سهري األتاسي‪.‬‬ ‫ختتتم ساندرا واليت يُفهم من سياق الوثيقة املسربة أهنا‬ ‫مسئولة عن عمليات التوظيف داخل الوحدة‪ ،‬ختتتم‬ ‫رسالتها بالعتاب واالندهاش‪" :‬أريد أن أتساءل ملاذا علي‬ ‫قبول توظيف ثالثة مرشحني غري مؤهلني؟!"‪ .‬وذلك بعد‬ ‫أن ردت السيدة أتاسي على رفضها األول لقبول هؤالء‬ ‫مبزيد من اإلصرار واإلحلاح على توظيفهم‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن األمساء الثانية (الكنية) الواردة يف‬ ‫ملرشحي اثنني على األقل‪ُّ ،‬‬ ‫تدل على‬ ‫املسربة‬ ‫الوثيقة َّ‬ ‫ْ‬ ‫وجود صلة قرابة تربطهما بقيادات بارزة يف املعارضة‬ ‫السورية‪( ،‬وتتحفظ "جسر" على ذكر األمساء لتنأى‬ ‫بنفسها عن شخصنة القضية)‪.‬‬ ‫أموال الجياع إلى السالح‪ ،‬وكتائب تحرس بالدوالر‪:‬‬ ‫حبسب أحد مصادرنا وهو من العاملني يف الوحدة‪ ،‬فإن‬ ‫الوحدة متلك أربعة مستودعات‪ ،‬ثالثة منها يف الداخل‬ ‫السوري هي‪ :‬مستودع يف إعزاز بريف حلب‪ ،‬والثاين يف‬ ‫مدينة تل أبيض يف الرقة‪ ،‬والثالث وهو األكرب واألكثر‬ ‫فاعلية‪ ،‬مستودع سرمدة بريف إدلب‪ ،‬أما الرابع فيقع يف‬ ‫مدينة الرحيانية الرتكية‪.‬‬ ‫تقوم جمموعات مسلحة تابعة للوحدة حبراسة‬ ‫املستودعات‪ ،‬وتأمني املواد من وإليها‪ ،‬وذلك مقابل‬ ‫رواتب شهرية يتقاضاها احلراس‪ ،‬تصل على سبيل املثال‬ ‫إىل اثين عشر ألف دوالر جملموعة تتألف من حوايل‬ ‫مخسة عشر عنصراً يقومون حبراسة مستودع سرمدة حتت‬ ‫مسمى "كتيبة الفرقان"‪.‬‬ ‫وتتفاوت أجور احلراسة بني مستودع وآخر حبسب قوة‬ ‫نفوذ قائد الكتيبة املكلفة بذلك‪.‬‬ ‫يذكر أن الوحدة تنفي أية عالقة هلا بأطراف النزاع‬ ‫املسلح يف سوريا وتزعم أن عملها يقتصر على تنسيق‬ ‫دعم اإلغاثة للسوريني املتضررين من العنف الدائر يف‬ ‫البالد بغض النظر عن املواقف السياسية‪ ،‬وترفض يف‬ ‫الوقت ذاته أي تواصل مع من حيمل السالح حبسب‬ ‫السيدة "رمية سويدان" أحد املسؤولني يف الوحدة‪.‬‬ ‫عرض على"جسر" جمموعةَ صور‬ ‫إال أن مصدراً مطلعاً َ‬ ‫لكتائب مسلحة تقاتل يف الداخل وتضع شعار الوحدة‬ ‫يثبت أهنا متورطة يف عملية‬ ‫على زيِّها العسكري "مما ُ‬ ‫متويل بعض هذه الكتائب" حبسب تعبري املصدر الذي‬ ‫كشف الصور‪ ،‬ورفض ذكر امسه‪.‬‬ ‫وتواردت أنباء عن توجيه مبلغ مئة ألف دوالر هليئة‬ ‫األركان املسلحة التابعة لالئتالف من خمصصات‬ ‫الوحدة‪.‬‬ ‫فنون في االختالس وغياب التنسيق‪:‬‬ ‫كانت الوحدة قد تلقَّت مبلغاً نقدياً وقدرهُ مئة وعشرة‬ ‫آالف دوالر من احلملة السعودية لدعم الشعب السوري‬ ‫إال أن املبلغ مل يتحول إىل َّ‬ ‫سلت غذائية‪ ،‬ومل يدخل يف‬ ‫الفواتري الرمسية اليت حيتفظ هبا قسم املعلومات يف الوحدة‪،‬‬ ‫حبسب مصدر مطلع داخلها‪.‬‬ ‫ويتحدث املصدر ذاته عن أساليب أخرى للتحايل على‬ ‫الفواتري والسجالت الرمسية منها مثالً‪" :‬نقل كمية من‬ ‫املواد من مستودع تل أبيض إىل مستودع إعزاز حيتاج‬

‫إىل سيارة شحن واحدة‪ ،‬إال أن املسئولني عن العملية‬ ‫يدرجون أجور سيارتني أو ثالث يف فاتورة الصرف"‪.‬‬ ‫تعتمد الوحدة يف متويلها على جهات ومؤسسات رمسية‪،‬‬ ‫منها مرتبطة بوزارة اخلارجية الربيطانية اليت خسرت اثنني‬ ‫من موظفيها يف خميم أطمة بعد اختطافهما هناك من‬ ‫جهة جمهولة‪ ،‬وتنتدب الدول واجلهات املاحنة موظفني‬ ‫أجانب داخل الوحدة كمندوبني عنها ملراقبة عمل‬ ‫الوحدة‪ ،‬منهم املستشارين الربيطانيني سيمون بريي‪ ،‬و‬ ‫كرتين براون‪ ،‬واألسرتالية شاندا مديرة قسم التمويل يف‬ ‫الوحدة‪.‬‬ ‫وتُظهر إحدى الوثائق اليت تلقتها "جسر" غياب التنسيق‬ ‫بني األعضاء يف الوحدة خبصوص عقد اجتماعات‬ ‫تصفها السيدة سهري بـ "عالية املستوى" وهي تعاتبهم‬ ‫بلهجة شديدة‪ ،‬قريبة إىل التوبيخ قائلة‪:‬‬ ‫"من فضلكم اكتبوا بالعريب وبيكفي تتشاوروا وتتحاوروا‬ ‫كأنكم وحدكم‪..‬‬ ‫تقررون اجتماعات عالية املستوى مع األمم املتحدة دون‬ ‫علمي وتلغوهنا دون علمي‪..‬‬ ‫هل هذه هي اإلدارة اليت تتحدثون عنها‪..‬؟؟؟؟‬ ‫هلذه الوحدة رئيس‪ ..‬جيب احرتام الرتاتبية بغض النظر‬ ‫عن املنصب‪...‬‬ ‫ومن ال حيرتم ذلك مكانه خارج الوحدة‬ ‫ومن املقصود هنا يف اإلمييالت باإلدارة؟؟؟؟؟؟؟!!!! "‬ ‫كما ورد‪ ،‬باحلرف‪ ،‬يف رد السيدة األتاسي على حمادثات‬ ‫بني أعضاء يف الوحدة باللغة اإلنكليزية وهم يرتبون‬ ‫للقاءات مع األمم املتحدة من دون علمها‪.‬‬ ‫ظل غياب التنسيق والتفاهم بني مراكز القرار يف‬ ‫ويف ِّ‬ ‫الوحدة‪ ،‬وحىت بني عامليها العاديني تكون التجاذبات‬ ‫بني األطراف وحتكيم الصالت الشخصية سبيالً أوحداً‬ ‫لسري عملها‪ ،‬وسبباً لتخبطها وعدم قدرهتا على تبين‬ ‫أوجاع الناس أو كسب ثقتهم‪.‬‬ ‫ويبعث السيد (بشار تكرييت) أحد العاملني يف الوحدة‬ ‫بتاريخ التاسع من يونيو‪/‬حزيران من العام الفائت برسالة‬ ‫إلكرتونية إىل بريد الوحدة متكنت "جسر" من احلصول‬ ‫عليها ضمن وثائق ورسائل عديدة غريها‪ ،‬يتقدم من‬ ‫خالهلا باستقالته من الوحدة‪ ،‬وإليكم نص الرسالة حرفياً‪:‬‬ ‫"أصدقائي يف وحدة تنسيق الدعم‪،‬‬ ‫أرجو أن تصلكم رساليت هذه وأنتم بأحسن األحوال‬ ‫وأن يسدد اهلل خطاكم‪ ،‬عندما تلقيت رسالة تعييين (يف‬ ‫وحدة تنسيق الدعم) من السيد "هاين خباز" يف ‪15‬‬ ‫آذار أحسست أن الطريق قد فتح يل متاماً ألساهم ولو‬ ‫بشكل بسيط بصنع تاريخ سوريا اجلديد‪ ،‬وإغاثة أهلنا‬ ‫يف الداخل‪ ،‬لقد كانت وحدة تنسيق الدعم كل شيء‬ ‫إال التنسيق وكانت كل شيء إال الوحدة‪ ،‬لألسف مل‬ ‫ينلها شيء من امسها‪ ،‬فاخلالفات الداخلية بني إدارات‬ ‫األقسام دمرت اهلدف الذي مجع هؤالء املدراء يف ذلك‬ ‫املكان‪ ،‬وغياب القيادة أفقد الناس وضوح الرؤية للهدف‬ ‫األمسى الذي جاؤوا من أجله‪ ،‬شعرت أنه واجب علي‬ ‫االصطفاف مع أحد الفرقاء املتصارعني والدخول يف‬ ‫لعبة شد احلبل‪ ،‬وهذا ما مل أستطع أن أحتمله وأتعايش‬

‫معه‪ ،‬مع هناية شهري األول أحسست بنفسي كموظفي‬ ‫القطاع العام الذي ال هدف وال رؤية إال حصوله على‬ ‫راتب هناية الشهر‪ ،‬وأحسست باحتقاري لذايت مقارنة‬ ‫بعظمة تضحيات أهلنا يف الداخل وجراحهم وعوزهم‪،‬‬ ‫أنصح نفسي أوالً وأنصحكم ثانياً بالتخلص من ثقافة‬ ‫األنانية وحب الذات اليت ُزرعت يف نفوسنا خالل‬ ‫العقود املاضية‪ ،‬واليت جعلت املناصب غايتنا السامية‪،‬‬ ‫وتعيني املساعدين هدف من أهدافنا قصرية األمد‬ ‫واالصطفافات السياسية والطائفية منهج حياة‪.‬‬ ‫أتقدم إليكم مجيعاً باستقاليت‪ ،‬وأعتذر منكم مجيعاً‬ ‫وباألخص أخي وصديقي رائد‪ ،‬وأستسمحكم مجيعاَ إن‬ ‫كنت قد أسأت ألحد منكم‪ ،‬وأسأل اهلل أن يهدينا‬ ‫سواء السبيل"‪.‬‬ ‫(بشار)‬ ‫وحصلت "جسر" على وثيقة حتت عنوان "مذكرة تفاهم‬ ‫بني وحدة تنسيق الدعم واملكتب اإلغاثي املوحد يف‬ ‫الغوطة الشرقية" مذيّلة بتوقيع السيدة "سهري األتاسي"‬ ‫رئيسة الوحدة‪ ،‬ويصف خرباء يف القانون املدين صيغة‬ ‫العقد باملريبة بسبب افتقاره إىل تاريخ معني يف متنه‬ ‫الذي يتحدث عن مبلغ ثالمثئة ألف يورو حصلت عليه‬ ‫الوحدة من احلكومة الفرنسية إلغاثة الريف الدمشقي‪،‬‬ ‫وتتقدم الوحدة مببلغ يربو على املئة وعشرة آالف يورو‬ ‫(مايقارب ‪ 40‬مليون لرية سورية) ملن وصفته بالفريق‬ ‫الثاين يف العقد املشار إليه‪ ،‬لتمويل مشاريع قدمها‬ ‫األخري لألول لدعم عدة مناطق يف ريف دمشق‪ ،‬متمثلة‬ ‫بشخص امسه "أبو حممد" هكذا بالضبط وال شيء آخر‬ ‫يشرح من هو أبو حممد هذا‪.‬‬ ‫تبقى األسئلة والشكوك املثارة حول هذه الوحدة كزوبعة‬ ‫تعصف بأوراق السوريني ُاجلياع واملشردين على أبواب‬ ‫دول اجلوار‪ ،‬وتبقى أغلب املشاريع والتقارير اليت أعدَّها‬ ‫النشطاء وقدموها للوحدة لتمويلها وختفيف معاناة‬ ‫السوريني خاصة يف املناطق احملررة واحملاصرة وتلك اليت‬ ‫يعاقبها النظام بقطع املواد الغذائية واألدوية عنها‪ ،‬على‬ ‫رفوف اإلمهال يف خزانات مكاتب وحدة دعم التنسيق‬ ‫الفاخرة واملكيَّفة‪ ...‬فال خوف على األوراق من الضياع‬ ‫هناك‪ ،‬لكن اخلوف وكل اخلوف على البسطاء الذين‬ ‫وضعوا دماءهم وأرواحهم أمانة يف ِ‬ ‫يد َمن حيدق يف‬ ‫الدوار ‪!..‬‬ ‫جثثهم من فوق كرسيِّه َّ‬

‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫‪7‬‬


‫إضاءات‬ ‫قطع الكهرباء في ريف إدلب‪ ..‬بين الهدنة الكاذبة واإلنسانية‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وبحث عن البدائل‪..‬‬ ‫تبادل لالتّهامات‪..‬‬ ‫عبيدة العمر‪-‬إدلب‬ ‫قليلة هي الكهرباء يف ريف إدلب اجلنويب بسبب توقف النظامي‪.‬‬ ‫معظم احملطات عن العمل‪..‬‬ ‫طبعاًكل من صرح لنا رفض ذكر امسه‪ ،‬أو حىت قريته خوفاً‬ ‫"كفرسجنة" بلدة ثائرة من ريف إدلب اجلنويب‪ ،‬تتبع من انتقام ثوار "كفرسجنة" كما يقولون‪!....‬‬ ‫جغرافياً منطقة خان شيخون‪ ،‬زرناها وتابعنا عن قرب رأي تنسيقية بلدة"معرة حرمة"‪:‬‬ ‫أثناء تواجدنا يف بلدة "معرة حرمة" حتدثنا إىل الناشط "علي‬ ‫معاناة س ّكان هذه البلدة‪.‬‬ ‫اخلطيب" عن سبب قطعهم الكهرباء عن بلدة"كفرسجنة"‬ ‫وضع الكهرباء يف البلدة قبل الثورة‪:‬‬ ‫كانت الكهرباء جيدة تصل إىل البلدة من حمطة "بسيدا" فأجاب‪:‬‬ ‫بغض النظر عن ساعات التقنني اليت كانت تطبق على "إن الشبكة الكهربائية ال تتحمل ضغطاً أكثر من احلايل‪،‬‬ ‫معظم مناطق حمافظة إدلب‪ ،‬وكانت السرقات قليلة جداً وأي ضغط زائد سيؤدي إىل أعطال فنية كبرية قد تعجز‬ ‫بسبب خوف الناس من النظام‪ ،‬واخلوف من الغرامات املنطقة عن إصالحها‪".‬‬ ‫اهلدنة الكاذبة‪!..‬‬ ‫املالية املفروضة‪ ،‬ومن السجن أيضاً‪.‬‬ ‫هكذا قال أهايل البلدة لنا‪ ،‬فقد تكلم "علي أبو مجيل"‬ ‫وضع الكهرباء منذ عام إىل اآلن‪:‬‬ ‫توجد أسباب عديدة لقطع الكهرباء عن البلدة‪ ،‬فبعد أن وهو من سكان البلدة‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫قصفت البلدة منذ حوايل عام بأكثر من ‪ 200‬صاروخ "إن ما يقال عن هدنة هو كذب وافرتاء‪ ،‬ليست هدنة‬ ‫وقذيفة‪ ،‬وأكثر من ‪ 20‬غارة جوية بالطريان احلريب مع النظام‪ ،‬بل هدنة إنسانية هدفها حفظ أرواح املدنيني‬ ‫واملروحي‪ ،‬دمرت الشبكة الكهربائية بالكامل تقريباً‪ ،‬وليس أكرت من ذلك‪ ..‬منذ مىت تقطع الكهرباء عن‬ ‫وتوقفت حمطة "بسيدا" عن العمل‪ ,‬ولكن بعد انتهاء األطفال والرضع وخاصة أننا يف الشهر الفضيل‪ ،‬مع هذه‬ ‫الشديدة‪ ,‬فقد بلغ سعر خزان املاء الصاحل للشرب‬ ‫املعركة يف اجلبهة اجملاورة عاد بعض األهايل للبلدة بعد احلرارة ّ‬ ‫"‪ "1500‬لرية سورية‪ ،‬واألهايل يشرتون قطعة اجلليد‬ ‫فرتة من النزوح‪.‬‬ ‫تعاين البلدة اآلن من سرقة أسالك الكهرباء‪ ،‬وهتدم معظم ب‪ 400‬لرية سورية‪ ،‬وهي ال تكفي إال عدة ساعات‪!.‬‬ ‫العواميد الكهربائية‪ ,‬هذا مل مينع أهايل البلدة واجلهات أين أخالق الثورة من هذا‪.‬؟!‪".‬‬ ‫املعنية من إصالح األعطال‪ ،‬وهتيئة الشبكة الكهربائية توجهنا حنو مقر إحدى الكتائب يف البلدة‪ ،‬قابلنا "أبو‬ ‫للعمل‪ ،‬وقد جنحوا يف ذلك بعد أن عانوا كثرياً ودفعوا حممد" وسألناه عن وضع الثوار يف البلدة وقصة اهلدنة‪،‬‬ ‫أمواالً طائلة ‪-‬كما يقولون‪ -‬لكن الكهرباء مل تصلهم فأجاب‪ :‬اهلدنة كاذبة‪ ،‬وتشويه للسمعة من قبل بعض‬ ‫أبداً‪ ،‬مما دفع بعض األهايل إىل االشرتاك وشراء مولدات األشخاص‪ ،‬واهلدف هو اغتنام الكهرباء لصاحل بلدة‬ ‫حمددة وحرمان بلدتنا‪ ,‬باإلضافة إىل أن ثوار البلدة يرابطون‬ ‫للطاقة الكهربائية كي يقضوا أعماهلم اليومية‪.‬‬ ‫يف عدة جبهات ومنها جبهة "حيش" وهذا أكرب دليل‬ ‫اهلدنة‪!......‬‬ ‫أثناء توجهنا لبلدة "كفرسجنة" قمنا بسؤال بعض على أن اهلدنة كاذبة‪...‬‬ ‫األشخاص عن سبب قطع الكهرباء عن هذه البلدة رأي التنسيقية ومسؤوليتها أمام األهايل‪:‬‬ ‫فأجابوا‪ :‬إن أهل بلدة "كفرسجنة" أقاموا هدنة مع اجليش توجهنا كذلك إىل تنسيقية البلدة‪ ،‬وجلسنا مع األستاذ‬ ‫النظامي بوساطة بعض املتسلقني على الثورة‪ ،‬وهم ال "علي صبيح" رئيس التنسيقية‪ ،‬وسألناه عن دورهم كجهة‬ ‫مسؤولة؟‬ ‫يستحقون الكهرباء أبداً‪.‬‬ ‫تنص اهلدنة على أن جيش النظام ال يقصف البلدة فأجاب‪ :‬لقد أجرينا عدة اتصاالت مع التنسيقيات اجملاورة‬ ‫ّ‬ ‫بشرط أن ال يشرتك مسلحو البلدة بأي معركة ضد اجليش للبلدة هبدف حل املشكلة وآخرها كان يف بلدة "معرة‬

‫‪8‬‬

‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫حرمة" وقد باءت جهودنا بالفشل وعدنا خبفي حنني‪!..‬‬ ‫مل يقبل املسؤولون عن الكهرباء يف بلدة "معرة حرمة" أن‬ ‫يعطونا جزءاً من الكهرباء اخلاصة هبم‪ ،‬وكنا قد قبلنا حبصة‬ ‫مقدارها ساعتان يومياً‪ ،‬لكنهم رفضوا ذلك دون أن نعلم‬ ‫ما هو السبب‪ !..‬حنن غري مسؤولني عن انقطاع الكهرباء‬ ‫عن البلدة‪ ،‬ألن توقف حمطة"بسيدا" عن ضخ الكهرباء إىل‬ ‫املنطقة ليس من صنع يدنا بل هو من صنع يد النظام"‬ ‫وع البدائل املتاحة أضاف األستاذ "علي صبيح" قائالً‪:‬‬ ‫لقد حبثنا عن حمطة بديلة ووجدناها‪ ،‬لكن البلدة اجملاورة‬ ‫لنا رفضت أن توصل أسالك بلدتنا مع أسالك بلدهتم‪،‬‬ ‫حبجة أن الكهرباء ضعيفة جداً ال تتحمل بلدتني‪ ،‬الشبكة‬ ‫الكهربائية جاهزة اآلن يف البلدة‪ ،‬لكن – لألسف‪ -‬ليس‬ ‫لدينا حل ملشكلة الكهرباء‪.‬‬ ‫خالصة اجلولة امليدانية‪:‬‬ ‫إذاً‪ ،‬مل يشفع الدمار والنزوح ألهايل بلدة"كفرسجنة"‬ ‫للحصول على ساعتني من الكهرباء يومياً ‪....‬‬ ‫قاربت مدة انقطاع الكهرباء عن البلدة السنة تقريباً‪ ،‬وقد‬ ‫أصيب األهايل باليأس وهم يف حالة من العتب الشديد‬ ‫على وسائل اإلعالم لعدم تغطيتها هكذا مشاكل إنسانية‪,‬‬ ‫وقد أكدوا لنا أن "جسر" أول وسيلة إعالمية غطت‬ ‫مشكلتهم‪ ،‬وناشدوا كل املسؤولني يف جملس حمافظة إدلب‬ ‫للتدخل من أجل حل هذه املشكلة‪ ،‬فهم كما يقولون قد‬ ‫اشتاقوا لكأس ماء بارد ال يدفعون مثنه ‪ 400‬ل‪.‬س‪.‬‬


‫حتقيق‬ ‫التعليم في تل أبيض‪ ..‬تجربة قيد االنتظار وخوف من المجهول‪.‬‬ ‫محمود ال ّدرويش – تل أبيض‬ ‫متطوعون‪ ..‬واالئتالف‬ ‫المدرسون‬ ‫المناهج قديمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شهادات‬ ‫يصدر ال ّ‬ ‫المحررة‪..‬‬ ‫محاوالت إلعادة فتح المدارس في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫وتطورها‪،‬‬ ‫طاملا كا َن التّعليم مقياساً على حضارة ّ‬ ‫الشعوب ّ‬ ‫بالرغم من مجيع املصاعب اليت تواجه هذا‬ ‫ويف سوريا ‪ّ -‬‬ ‫القطاع‪ -‬هناك حماوالت إلعادة إحيائه يف املناطق اليت‬ ‫ينظر أغلب الطالب‬ ‫سيطرت عليها املعارضة‪ ،‬حيث ُ‬ ‫الشهر الثامن على أنه فرصة إلثبات الذات‪،‬‬ ‫واملعلمني إىل ّ‬ ‫وأهنم قادرين على إجناح التجربة التعليمية يف املناطق‬ ‫احملررة‪.‬‬ ‫خالد العمر (‪ )17‬عاماً ‪ -‬طالب مرحلة ثانوية يف مدينة‬ ‫تل أبيض بالرقة‪ -‬مل يرتد املدرسة منذ حترير املدينة من‬ ‫شهر أيلول من العام املاضي‪.2012‬‬ ‫قوات النظام َ‬ ‫سجلت المتحانات الشهادة الثانوية‬ ‫يقول خالد جلسر ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يف مدينة الرقة قبل حتريرها‪ ،‬وكان من املفروض أن أتق ّدم‬ ‫الشهر السادس من العام ‪، 2013‬لكن مدينة‬ ‫المتحانايت َ‬ ‫الرقة حتررت أيضاً من قوات النظام ومل أقدم االمتحان‪.‬‬ ‫أما اآلن فقد نشر اجمللس احمللي برنامج االمتحان‪ ،‬وسيُقام‬ ‫يف منتصف الشهر الثامن من هذا العام‪ ،‬حيث وجد‬ ‫الطالب فرصة للحاق مبا فاهتم‪ ،‬يقول "العمر" جلسر بأنه‬ ‫وجد فرصة لتقدمي االمتحان يف منطقته دون الذهاب‬ ‫إىل مكان آخر‪ ،‬رغم أنه ال يعرف من سيصدر الشهادة‬ ‫يف حال جناحه‪ ،‬وعلى حد تعبري "العمر" َّ‬ ‫فإن الشهادة‬ ‫سيصدرها االئتالف الوطين لقوى املعارضة‪.‬‬ ‫مل تكن مشكلة املرحلة الثانوية هي املشكلة الوحيدة‬ ‫لقطاع التعليم يف مدينة تل أبيض‪ ،‬بل مشل مجيع املراحل‬ ‫التعليمية بدءاً من مرحلة التعليم األساسي انتهاءً باملرحلة‬ ‫الثانوية‪.‬‬

‫وتضيف اآلنسة رقية‪ :‬ليس التقصريُ فقط من جانب‬ ‫التالميذ بل أيضاً من املعلمني الّذين انقطعوا عن التدريس‬ ‫بسبب انقطاع رواتبهم‪.‬‬ ‫وكان جلسر جولة على إحدى املدارس اليت يرتادها التالميذ‬ ‫يف املرحلة االبتدائية برفقة اآلنسة رقية اليت كشفت أن هذه‬ ‫املدرسة ال تستقبل سوى التالميذ من الصف األول وحىت‬ ‫الثالث‪.‬‬ ‫وعن املستوى التعليمي للتالميذ تقول اآلنسة رقية‪َّ :‬‬ ‫إن‬ ‫مستواهم يكاد ينعدم بسبب انقطاعهم فرتةً طويلة أي‬ ‫سنة كاملة عن املدرسة‪ ،‬حيث مل يتلقوا أي تعليم يف هذه‬ ‫السنة رغم حماوالتنا افتتاح املدارس‪.‬‬ ‫كثري من املشاكل تعرتض سبيل هذه املدرسة كقلة‬ ‫الكادر التعليمي يستخدم املناهج‬ ‫املناهج‪ ،‬حيث أن‬ ‫َ‬ ‫القدمية باستثناء بعض املواد كالرتبية الوطنية‪.‬‬ ‫كما كشفت اآلنسة رقية أن املعلمني يأخذون مقابالً‬ ‫مادياً بسيطاً أمسته " باملكافأة" اليت ال تتجاوز العشرة‬ ‫التقت جسر اآلنسة "رقية مسلم" وهي معلمة لغة آالف لرية سورية‪.‬‬ ‫إنكليزية‪ ،‬تقول اآلنسة رقية‪ :‬كانت هناك حماوالت عديدة‬ ‫جلعل التالميذ يف املرحلة االبتدائية يلتحقون مبدارسهم‪ ،‬مل يكن مجيع الطالب يف مدينة تل أبيض مهتمني كثرياً‬ ‫لكن مجيع هذه احملاوالت فشلت بسبب الظروف األمنية بالتعليم وتقدمي االمتحانات‪ ،‬بل هناك العديد منهم ممن‬ ‫السائدة‪ ،‬وامتالء املدارس بالالجئني‪ ،‬إضافةً إىل أن هناك ترك املدارس‪ ،‬والتفت إىل أمور أخرى كالعمل‪.‬‬ ‫كتائب تتخذ من املدارس مقراً هلا‪.‬‬ ‫"حممد العلي" طالب يف الصف األول الثانوي ‪ 16‬عاماً‪،‬‬ ‫التقت به جسر‪ ،‬فقال لنا‪ :‬هناك اآلالف من الطالب‬ ‫السوريني الذين تركوا مدارسهم بسبب ما تتعرض له‬ ‫املنطقة من قصف وتدمري من قبل قوات النظام‪.‬‬ ‫"حممد العلي" يعمل اآلن مع والده يف د ّك ٍ‬ ‫ان لبيع املواد‬ ‫الغذائية‪ ،‬ترك مدرسته منذ العام الفائت‪ ،‬ومل يلتفت هلا‪.‬‬ ‫ويقول العلي‪ :‬علينا أن نلتفت يف هذه األثناء إىل جماهبة‬ ‫مصاعب احلياة املعيشية‪ ،‬فلم يعد شيء كسابق عهده‪،‬‬ ‫أصبح هاجساً للناس بشكل‬ ‫قلة املورد‪ ،‬وارتفاع األسعار‬ ‫َ‬ ‫عام‪ ،‬والبحث عن االمتحانات والتعليم لن " يطعمينا‬ ‫خبز"‪ ..‬على حد تعبري "العلي"‪.‬‬ ‫كما التقت جسر عضو اجمللس احمللي يف مكتب الرتبية‬

‫والتعليم "خلف اخلليل" ‪ 40‬عاماً‪ ،‬حيث أوضح بأن‬ ‫هناك امتحانات قادمة يف منتصف الشهر الثامن‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫دورنا يف اجمللس احمللي هتيئة األجواء للطالب من تأمني‬ ‫املدارس‪ ،‬وجتهيزها باملستلزمات‪ ،‬كاملقاعد وغريها من‬ ‫األمور الضرورية‪.‬‬ ‫يضيف اخلليل‪ :‬إن هناك مدرستني قد مت جتهيزمها اآلن‪،‬‬ ‫وسنقوم بتجهيز املدارس الباقية يف حال اكتمال بناء‬ ‫املخيّم الذي سينتقل إليه النازحون من املدارس‪ ،‬لنقوم‬ ‫بتجهيزهاً أيضاً‪.‬‬ ‫كما كشف اخلليل عن أن االمتحان سيكون موحدًا‬ ‫يف مجيع املناطق احملررة‪ ،‬وبرعاية االئتالف الوطين الذي‬ ‫سيصدر الشهادات‪ ،‬ويؤمن هلا االعرتاف‪.‬‬ ‫وعن عدد التالميذ الذين سجلوا المتحانات الشهادة‬ ‫اإلعدادية والثانوية قال اخلليل‪ :‬هناك ‪ 225‬طالباً باملرحلة‬ ‫اإلعدادية سجلوا أمساءهم للتقدم إىل االمتحانات املقبلة‪،‬‬ ‫و(‪ )170‬طالباً مسجلني للمرحلة الثانوية‪ ،‬وهذه األعداد‬ ‫قليلة بالنسبة للطالب الذين يقدمون كل عام‪.‬‬ ‫وعن املراحل األخرى (التعليم األساسي) يتحدث اخلليل‬ ‫جلسر‪ :‬لدينا اآلن مدرسة تستقبل التالميذ من الصف‬ ‫األول وحىت الثالث‪ ،‬وافتتحناه منذ شهرين‪ ،‬وقد مت دعمها‬ ‫من قبل شخص سوري يعيش خارج القطر (مل يكشف‬ ‫عن امسه)‪ ،‬ووصل عدد التالميذ إىل ‪ 300‬تلميذ‪ ،‬نقدم‬ ‫هلم القرطاسية‪ ،‬وهناك وسيلة نقل (حافلة) تقوم جبلب‬ ‫التالميذ إىل املدرسة‪ ،‬وبعد انتهاء الدوام تقوم احلافة‬ ‫بإيصاهلم إىل بيوهتم‪.‬‬ ‫تلك احملاوالت إلعادة املدارس إىل طبيعتها يعتربها البعض‬ ‫النواة األساسية لرتبية جيل جديد بعيد عن املرحلة السابقة‪،‬‬ ‫ولكن مجيع تلك احملاوالت وجناحها مرتبط باحلالة األمنية‪،‬‬ ‫وحالة الدعم الذي يشتكي اجلميع من نقصه‪.‬‬ ‫قطاع التعليم حيتاج إىل الكثري من العناية‪ ،‬وآلية واضحة‬ ‫لتعطي انطباعاً بأن هناك من خياف على مستقبل الطالب‬ ‫الذين يرتادون املدارس يف املناطق احملررة‪.‬‬ ‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫‪9‬‬


‫نازحون‬ ‫الهروب من الموت إلى الهالك‬ ‫عائالت نزحت إلى الصحراء‪ ،‬وأخرى إلى أحضان النظام‬ ‫الزور‬ ‫فادي جابر – دير ّ‬ ‫لم تمض ساعات على خبر اعتقال ابن العائلة األكبر‬ ‫تم‬ ‫"محمد‪.‬ن" في الشهر الرابع من العام الحالي حتى َّ‬ ‫اتّخاذُ قرار عائلي فوري بالرحيل عن المنزل‪ ,‬واالستقرار‬ ‫في منطقة منسية الجغرافيا في الصحراء‪ ،‬على الحدود‬ ‫اإلدارية الفاصلة بين محافظتي دير الزور والرقة‪.‬‬ ‫ظروف قاهرة ال تكفي كلمة "صعبة" لوصفها عاشتها‬ ‫العائلة بانتظار خرب عن ابنها املعتقل‪ ,‬ووسط صحراء قاحلة‬ ‫وندرة يف البشر حوهلا‪ ،‬قضت العائلةُ أيامها بني العقارب‬ ‫طيين تنقطع عنه‬ ‫والسحايل واحلشرات السامة‪ ،‬يف منزل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الكهرباء‬ ‫ساعات طويلة‪ ،‬أو تكاد ال تصل املنزل إال نادراً‬ ‫خالل النهار‪.‬‬ ‫ويف ظل انعدام أدىن مقومات احلياة مرت الساعات طويلة‬ ‫على األسرة‪ ,‬فال مياه يف املنزل‪ ,‬وال متديدات صحية‪ ,‬فقط‬ ‫خزان مياه يقف قرب باب املطبخ املتهالك‪ ,‬تكلف تعبئته‬ ‫من مياه هنر الفرات غري املعقمة أكثر من ألفي لرية سورية‬ ‫يف كل مرة‪ ,‬لذا ال بد من االقتصاد يف استخدام املياه‬ ‫حىت يف أبسط استعماالت احلياة اليومية‪ ,‬وأما مياه الشرب‬ ‫فمحطة التحلية البعيدة عدة كيلومرتات هي السبيل الوحيد‬ ‫للحصول على املياه وأخذها إىل املنزل نقالً على منت دراجة‬ ‫نارية‪.‬‬ ‫رصاصة قاتلة يف الرأس‪ ،‬وجثة ملقاة يف النهر مع سبعة‬ ‫مغدورين شهداء آخرين‪ ,‬كان املصري األخري حملمد املعتقل‬ ‫منذ شهرين عند فرع األمن العسكري بدير الزور‪ ,‬ولوال أن‬ ‫وجد الثوار اجلثث وسلموها للمستشفى امليداين يف دير‬ ‫الزور‪ ,‬ولوال صدفة تعرف أحد أفراد الطاقم الطيب على حممد‬ ‫واتصاله بذويه‪ ,‬لكان حممد ال يزال جمهول املصري‪ ,‬ولكانت‬ ‫العائلة ما تزال تنتظر‪..‬‬ ‫مرت ثالثةُ أسابيع على استشهاد حممد‪ ,‬وما زالت العائلة‬ ‫مفضلة املوت ألف مرة‬ ‫مصرة على البقاء يف تلك الصحراء‪ّ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫يف اليوم الواحد على االنتقال إىل منطقة أفضل يف الريف‬ ‫الشرقي أو الغريب يتوافر فيها مقومات احلياة بشكل جيد‪.‬‬ ‫حاول أقارهبم ثنيهم عن البقاء يف تلك الصحراء‪ ,‬فقدموا‬ ‫هلم عروضاً سخية لالنتقال إىل مكان أفضل‪ ,‬لكن الرد كان‬ ‫دموع األم وعيوهنا احلائرة باجتاه اجملهول‪ ,‬فهي ال تريد‬ ‫دائماً َ‬ ‫قتل بقيّة أوالدها كما قُتل ابنُها حممد‪.‬‬ ‫أن يُ َ‬ ‫األم بأهنا‬ ‫خبرية نفسية عُرضت عليها القصة تصف وضع ّ‬ ‫تعاين حالة صدمة شديدة نتيجة فقدها ابنها‪ ،‬لذا حتاول‬ ‫مللمة من تبقى منهم حوهلا يف ذلك املكان النائي‪ ,‬وحتاول‬ ‫املربرات للبقاء فيه‪ ،‬فرتاها تصف املكان‬ ‫جاهدة إجياد ّ‬

‫‪10‬‬

‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫للجهات األمنية‪ ,‬ويكفي يف كثري من األحيان أن تنظر يف‬ ‫ب عيناك‪،‬‬ ‫عيين عنص ٍر نظرًة خاطئة حىت تقيّد يداك‪ ،‬وتـَُع ّ‬ ‫صُ‬ ‫ّ‬ ‫السيارة األمنية أو العسكرية مث تعود جثة هامدة‬ ‫وتُرمى يف ّ‬ ‫إىل ذويك بعد عدة أيام‪ ,‬هذا إذا كنت حمظوظاً‪.‬‬

‫باجليد‪ ,‬اآلمن‪ ,‬حيث ال طائرات تقصف‪ ،‬وال صواريخ‬ ‫سكود تدمر املنازل فوق سكاهنا‪ ,‬كل ذلك يف سبيل محاية‬ ‫أبنائها من املوت‪.‬‬ ‫ألي‬ ‫لكن ما حيصل هو أن األم بقرارها املتصلب الرافض ّ‬ ‫حماوالت من قبل العائلة لالنتقال تتسبب يف تعرض أبنائها‬ ‫مستمر من االعتقال‪,‬‬ ‫ملخاطر أكرب نتيجة الظروف السيّئة احمليطة هبم‪ ،‬وقلة فرص يضيف أبو أمحد‪ :‬هنالك ختوف‬ ‫ّ‬ ‫العمل بل وندرهتا‪ ,‬وخماطر الصحراء‪ ،‬واألمراض واجلوع‪ ،‬لكن كثرياً من السكان هنا يفضل انتظار االعتقال يف ظل‬ ‫توافر مقومات احلياة كافة على احلياة حتت رمحة القصف‪.‬‬ ‫والفقر‪ ،‬والعوز الشديد‪.‬‬ ‫ليس مطلوباً أمنياً‪ ,‬وليس يف أفراد عائلته املقربني مقاتلون‬ ‫يف اجليش احلر أو ناشطون هامون‪ ,‬لذا يعترب "أبو أمحد" أن‬ ‫الهرب إلى مناطق خاضعة للنظام‬ ‫مل يكن اهلرب من املوت دائماً إىل مكان منعزل‪ ,‬البقاء يف مناطق خاضعة لسيطرة النظام سيبقي على حياته‪،‬‬ ‫احملررة احملاصرة يف مدينة ‪/‬دير الزور‪ /‬رغم أن جتربة مريرة عاشها أقارب له يف أيلول من العام‬ ‫فبعض سكان األحياء َّ‬ ‫آثر اخلروج إىل املناطق اخلاضعة لسيطرة النظام يف القصور املاضي حني ارتكب العقيد "علي خزام" ومقاتليه جمزرة حبق‬ ‫هروب من حتت الدلف إىل حتت املدنيني يف حي القصور‪ ,‬يومها قتل على أقل تقدير ‪400‬‬ ‫السكن فيها‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫واجلورة و ّ‬ ‫املزراب كما يصفه الصيدالين "أبو أمحد" وأحد اهلاربني من ضحية‪ ،‬يف حني تؤكد توقعات أخرى أكثر مصداقية أن‬ ‫سكان حي احلميدية إىل القصور‪ ،‬حيث يقطن منزل أحد العدد جتاوز الـ‪ 1200‬ضحية بينهم نساء وأطفال‪.‬‬ ‫أقاربه املسافرين خارج البالد‪.‬‬ ‫يف الوقت الذي يصمد فيه عدد كبري من سكان ‪/‬دير الزور‪/‬‬ ‫أي اتصال معه‪ ،‬سواء أكان هاتفياً أم على االنرتنت‪ ,‬داخل األحياء احملررة احملاصرة‪ ,‬ونزوح عدد كبري منهم إىل‬ ‫يف ّ‬ ‫عام يف تلك الريف الشرقي والغريب حيث مقومات احلياة متوفرة بشكل‬ ‫يؤكد أبو أمحد أن احلياة طبيعية واألمان ٌ‬ ‫األحياء‪ ,‬فقط هنالك خطر االعتقال التعسفي دون سبب جيد جداً فإن بعضاً من سكاهنا يفضلون اخليار الصعب‪،‬‬ ‫على يد القوات األمنية املنتشرة يف تلك األحياء‪ ,‬أما عدا والبقاء داخل املناطق اخلاضعة لقوات اجليش احلر‪ ،‬والتعامل‬ ‫بالقدر‪..‬‬ ‫ذلك فال شيء يع ّكر صفو احلياة إال مساع أصوات القصف مع املوت ألف مرة يف اليوم على االقتناع َ‬ ‫احملاصرة‪.‬‬ ‫على األحياء َ‬ ‫تعامل مع املوت صورته العيش يف أسوأ الظروف املناخية‪،‬‬ ‫لكن الواقع يقول غري ذلك‪ ,‬فاألمان الذي يتحدث عنه واإلنسانية يف مناطق مهجورة بعيداً عن القتال والقصف‪,‬‬ ‫"أبو أمحد" وكثريٌ غريه من قاطين املناطق اخلاضعة للنظام‪ ،‬أو االرمتاء يف أحضان النظام يف مناطق خاضعة لسيطرته‪،‬‬ ‫هو أمان نسيب‪ ,‬إذ ال قصف وال قنص‪ ,‬لكن هنالك والتمين أن ال يكونوا هدفاً حلملة اعتقاالت أو إعدامات‬ ‫تفرق بني مطلوب وغري مطلوب ميدانية رمبا حتصل يف أي يوم من األيام‪.‬‬ ‫محالت اعتقال يومية ال ّ‬


‫قضيّة‬ ‫َ‬ ‫فكيف رعاهم الوطنيون؟!‬ ‫الوطن‪..‬‬ ‫معاقون‪ ..‬رعوا‬ ‫َ‬ ‫حسين الغجر – حلب‬ ‫مع بداية معركة الفرقان يف مدينة ‪/‬حلب‪ /‬ويف‬ ‫األسابيع القليلة التالية توقفت معظم املستشفيات‬ ‫عن العمل نتيجة للكثري من األسباب أبرزها القصف‬ ‫الّذي طال مستشفيات املدينة‪ ،‬كما تراجعت قدراهتا‬ ‫نتيجة عدم وجود فرق الصيانة‪ ،‬فتحولت معظمها إىل‬ ‫مستشفيات ميدانية تساعد يف حاالت اإلسعافات‬ ‫األولية‪ ،‬والبسيطة‪ ،‬وبعض العمليات اجلراحية‪.‬‬ ‫مما سبق كان البد جلريدة جسر أن تفتح ملف‬ ‫املصابني‪ ،‬وخاصة من املقاتلني‪ ،‬الفئة اليت تعاين من‬ ‫إمهال وهتميش بعد إصابتهم كما يقول"أبو أمحد"‪،‬‬ ‫وهو مقاتل بساق واحدة‪.‬‬ ‫"أبو أمحد" من مواليد مدينة حلب‪ ،‬كان من أوائل‬ ‫املتظاهرين يف حي امليسر ‪/‬حبلب‪ ،/‬ليتحول فيما بعد‬ ‫إىل مقاتل مث ٍ‬ ‫قائد لكتيبة قاتلت يف معظم جبهات‬ ‫املدينة وخارجها‪ ،‬ويف الشهر التاسع من العام ‪2012‬‬ ‫مستشفى‪،‬‬ ‫تعرض إلصابة بقذيفة دبابة ونُِقل إىل‬ ‫ً‬ ‫استيقظ فيها لريى ساقه قد فارقته إىل األبد‪.‬‬ ‫احلر‪،‬‬ ‫جسر التقت "أبو أمحد" املقاتل يف اجليش ّ‬ ‫سألناه عن إصابته وأسباب تأخر عالجها‪ ..‬فقال‪:‬‬ ‫لست حزيناً لفقداين ساقي‪ ،‬فنحن يف ٍ‬ ‫حرب‪ ،‬ونعلم‬ ‫أن املوت يف كل مكان‪ ،‬بل هو قريب جداً منا‪،‬‬ ‫ليس حني محلنا السالح فحسب‪ ،‬بل حىت حني كنا‬ ‫متظاهرين سلميني‪ ,‬بعد اإلصابة وبرت ساقي جاءتين‬ ‫وعود كثرية من عدة جهات لرتكيب ساق صناعية‪،‬‬ ‫يقارب العام‬ ‫لكن دون فائدة‪ ..‬مضى على إصابيت ما‬ ‫ُ‬ ‫الكامل‪ ،‬وها أنا أسريُ بعكازين مع تأكيدي على عدم‬ ‫للسالح‪ ،‬أو املقاتلني حىت سقوط النظام‪ ،‬وأنا‬ ‫تركي ّ‬ ‫أسأل أين هي اجلهات املسؤولة عنا؟ أليس من حقي‬ ‫أن يتم عالجي؟ هل هذا هو جزائي ؟؟‬ ‫انشق عن النظام يف العام ‪2012‬‬ ‫" أمحد" وهو جمند ّ‬ ‫ٍ‬ ‫جمموعة‪ ،‬تعرض إلصابة أدت إىل برت‬ ‫ليصبح قائد‬ ‫ساقه‪ ،‬حياول منذ أشهر ولكن دون جدوى إجراء‬ ‫عمل جراحي‪ ،‬أو تركيب ساق‪ ،‬ليتحول إىل العمل يف‬ ‫جمال اإلدارة واإلعالم يف لواء التوحيد‪.‬‬ ‫مصابون مهملون رغم ضخامة الدعم‪.‬‬ ‫يسأل "أبو أمحد" عن سبب اإلمهال الطيب الذي‬ ‫يعاين منه مع كث ٍري من رفاقه‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫أِ‬ ‫ُصبنا يف معركة كنا ندافع فيها عن املدنيني الذين‬ ‫الذل والقهر يف كل مدن سوريا‪ ،‬ومل‬ ‫تعرضوا لكل أنواع ّ‬ ‫ّ‬

‫كل ال ّدعم الذي يصل‬ ‫أكن أتوقع أن أُمهَ َل هكذا رغم ّ‬ ‫من مؤسسات سورية وغري سورية‪ ..‬تُركنا وكأننا لسنا‬ ‫من هذا البلد‪ ،‬حني نكون يف تركيا ال أحد يلتفت‬ ‫إلينا‪ ..‬جيب علينا أن حنمل ملف اإلصابة‪ ،‬ونبحث‬ ‫عن مجعية خريية أو جهة داعمة للعالج‪ ،‬وهذا حيزنين‬ ‫كثرياً‪ ..‬يف نفس الوقت أمسع وأرى األموال تُصرف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ولقاءات ثورية ‪ -‬كما يقولون ‪ -‬هنا‬ ‫حفالت‬ ‫على‬ ‫شبايب‪ ..‬أين‬ ‫جتمع‬ ‫وهناك‪ ،‬أو على تشكيل مجعيّة‪ ،‬أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو اجمللس العسكري؟ وأين االئتالف الوطين؟ وأين‬ ‫الشاشات يتبنون االنتصارات‬ ‫هم من نراهم على كل ّ‬ ‫ويهددون النظام ؟! ال أحد‪ ..‬واهلل حتولنا إىل معاقني‬ ‫أي جهة تق ّدم لنا عالجاً أو جزءاً‬ ‫ننتظر الشفقة من ّ‬ ‫منه‪ ،‬وكثرياً ما أمتىن املوت لذلك ال أغادر نقطة‬ ‫سأظل رغم كل ما حدث يل مقاتالً حىت‬ ‫االشتباك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يسقط النظام‪ ،‬أو استُش ِهد ولو بساق واحدة‪ ،‬ولكن‬ ‫ال ب ّد للجهات املختصة بعالج املصابني أن تنظر‬ ‫إلينا‪ ،‬فنحن جزءٌ من هذه الثورة‪ ،‬ولسنا أداة ال قيمة‬ ‫هلا‪ ،‬فقط نقاتل ّإما منوت أو نعوق فنُهمل‪ ،‬وال أريد‬ ‫حق عليهم‬ ‫كل مرة كانت الوعود وحدها‬ ‫احلديث أكثر‪ ،‬لكن ليشعروا بنا‪ ،‬فنحن لنا ٌ‬ ‫تعوضه ّ‬ ‫عما فقده‪ ،‬ويف ّ‬ ‫مجيعاً‪.‬‬ ‫هي اليت تقلق "أمحد" لشهر أو أكثر‪ ،‬ليكتشف يف‬ ‫بعض األحيان ‪ -‬وحني مراجعة اجلهة أو االتصال‬ ‫"أمحد" هو أول منشق عن اجليش‬ ‫النظامي يف مدينة هبا‪ ،‬وبعد هترب العديد منها واالستمرار بالوعود ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫الريف‬ ‫الشمايل‪ ،‬لكن حني بُرتت أ ّن بعض من زاره قبض ماالً على قضيّته وإصابته‬ ‫‪/‬حلب‪ /‬قاتل يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ساقه نتيجةً إلصابته يف املدينة تُِرَك لفرتة أشهر واختفى‪ ،‬ليشعر يف كل مرة بأمل ب ِرت ساقه من جديد‬ ‫أي عالج ‪-‬كما يقول‪ -‬ليبدأ فيما بعد قصة ‪ -‬كما يقول ‪ -‬وهذا ما أدى أمحد يف آخر األمر إىل‬ ‫دون ّ‬ ‫البحث عن جهة داعمة يف تركيا اليت دخلها بساق أخذه قرار العودة إىل حلب‪ ،‬والعمل يف أحد ألويتها‬ ‫أي أوراق تثبت‬ ‫ومنسق‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫واحدة‪ ،‬بطريق التهريب‪ ،‬فهو ال ميلك ّ‬ ‫كإداري ّ‬ ‫أي‬ ‫شخصيته‪ ..‬كلُّها أتلفت أثناء إصابته‪ ،‬ومل تعطه ّ‬ ‫جهة ورقة تثبت ذلك‪ ..‬فقط حيمل ملفات فيديو يؤكد "أمحد" أنّه رأى العشرات من رفاقه الذين‬ ‫يظهر فيها يف معارك ‪/‬حلب‪ /‬وأثناء إصابته‪..‬‬ ‫أقعدهتم املعارك‪ ،‬منهم من يعمل بائعاً‪ ،‬ومنهم من‬ ‫حتول إىل م ٍ‬ ‫قعد يف بيته وعاج ٍز‪ ،‬ومنهم من يبحث‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أقام "أمحد" يف مدينة ‪/‬كلس‪ /‬عدة أشهر‪ ،‬حيث حىت اآلن عن نظرة احرتام ملا قدموه يف ظل هدر‬ ‫يع يعتربها "أمحد"‬ ‫استطاع أن جيد له مكاناً يف إحدى مستشفيات املاليني من األموال على مشار َ‬ ‫أنا ليست بأفضل من ساقه‪ ،‬أو من إنقاذ شاب‬ ‫توسط شخص ّ‬ ‫مدينة ‪/‬نزب‪ /‬القريبة من ‪/‬كلس‪ /‬بعد ّ‬ ‫لدى وايل املدينة‪ ،‬حيث أجريت له عملية تصحيح من العجز أو املوت‪ ،‬وهو يشعر باخلوف كثرياً من‬ ‫البرت‪ ..‬آنذاك اكتشف األطباءُ َّ‬ ‫أن عملية البرت األوىل املستقبل‪ ،‬ويطالب حبقه كإنسان مل يستطع البقاء يف‬ ‫كانت غري صحيحة‪ ،‬وهذا ما تركه يعاين من األمل جيش النظام‪ ،‬وق ّدم وما يزال مستعداً لتقدمي روحه إىل‬ ‫ٍ‬ ‫جهة‬ ‫مدة أشهر‪ ،‬لتبدأ رحلة حبث جديدة عن‬ ‫أي‬ ‫الثورة السورية‪ ،‬فهل عالجه الذي يكلف أقل من ّ‬ ‫تق ّدم له ساقاً صناعيّة‪ ..‬زارته العديد من املنظمات‪ ،‬مبلغ يصرف على دورة إعالمية‪ ،‬أو ٍ‬ ‫حفل لألطفال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إعالن تشكيل تيا ٍر هنا وهناك‪ ..‬ال يستحق النظر‬ ‫السورية هناك‪ ،‬وأجرت معه مقابالت أو‬ ‫واجلمعيات ّ‬ ‫ٍ‬ ‫حتدث يف كل مرة عن إصابته‪ ،‬وعن حلمه‬ ‫بساق إليه؟!‪.‬‬ ‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫‪11‬‬


‫األخرية‬

‫يعدون وجبات اإلفطار للفقراء‪..‬‬ ‫متطوعون في دمشق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يلتقي متطوعون سوريون يومياً يف شهر رمضان عند اجلامع‬ ‫األموي يف دمشق ليعدوا مئات من وجبات اإلفطار لتوزيعها‬ ‫على الفقراء واحملتاجني‪ ،‬وبات كثري من السوريني ال يستطيعون‬ ‫شراء احتياجاهتم األساسية من غذاء وغريه مع استمرار الصراع‬ ‫يف البالد‪.‬‬ ‫وذكر "عصام احلبال" املسؤول عن املبادرة أن املتطوعني يعدون ما‬ ‫يزيد على ألفي وجبة إفطار يومياً يف رمضان‪.‬‬

‫طعام قليل = عمر طويل‬

‫سر‬ ‫اكتشف علماء صينيون أن قلة تناول الطعام هو ّ‬ ‫العمر الطويل‪ ،‬وأن األشخاص الذين يأكلون األطعمة‬ ‫بكميات قليلة حيظون بعمر طويل‪ ،‬وتوصل العلماء‬ ‫الصينيون اىل هذه النتيجة عرب جتربة أجروها على الفئران‪،‬‬ ‫حيث قاموا بتقسيم الفئران على جمموعتني‪ ،‬ومت تغذية‬ ‫اجملموعة األوىل بغذاء ذي سعرات حرارية عالية‪ ،‬بينما مت‬ ‫تغذية الفئة الثانية بغذاء ذي سعرات حرارية منخفضة‪،‬‬ ‫وبعد مرور فرتة من الزمن توازي السن الطبيعي للفئران‪،‬‬ ‫اتضح بأن اجملموعة اليت عاشت على غذاء ذي سعرات‬ ‫حرارية منخفضة عاشت لفرتة أطول وبصحة أفضل مقارنة‬ ‫بالفئران ذات الغذاء ذي السعرات احلرارية املرتفعة اليت‬ ‫ماتت يف وقت مبكر وعانت من ظروف صحية صعبة‬

‫‪12‬‬

‫‪ 30‬تموز ‪ / 2013‬العدد الثالثون‬

‫وقال‪" :‬بلشنا خبمسمئة ومخسني وجبة‪ ..‬بلشنا بعشرين شاب‪..‬‬ ‫وصلنا‪ ،‬وراح نطلع عن ‪ 2000‬وجبة متطوعني‪،‬‬ ‫اليوم حنن فعلياً ّ‬ ‫وسجالتنا موجودة‪ ..‬من فوق ‪ 2500 .. 2000‬متطوع‪ ..‬وكل‬ ‫يوم قابلني للزيادة أكثر‪ ..‬يعين العامل أحبتنا وبالفعل حنن أحببناهم‬ ‫وبتمىن نكون ق ّد األمانة يللي محّلونا إياها‪".‬‬ ‫وأضاف "احلبال" أن املبادرة ال تقبل تربعات مالية لكنها تطلب‬ ‫من املاحنني التربع مبكونات الطعام مثل األرز واللحوم والدجاج‬ ‫واخلضروات والزبد والسكر‪.‬‬ ‫وذكر طاه متطوع يف احلملة يدعى "جمد" أن كل املشاركني يف‬ ‫الطهي أو إعداد الطعام يلتزمون يالقواعد الصحية مثل وضع‬ ‫قفازات يف األيدي وأغطية للشعر أثناء العمل‪.‬‬ ‫و تفتح املبادرة ذراعيها للمتطوعني من كل األعمار ليشاركوا يف‬ ‫إعداد الطعام وطهيه وتغليفه وتوزيعه كلٌّ بقدر استطاعته‪.‬‬ ‫وقال صيب يشارك يف املبادرة يدعى "حممد وائل"‪ :‬أنا مبسوط‬ ‫ألين بدي أشتغل وأساعد الناس الفقراء واحملتاجني ونوزع أكل‬ ‫للفقراء واحملتاجني‪.‬‬ ‫ويتوىل متطوعون توزيع الوجبات بسياراهتم على دور لإليواء‪،‬‬ ‫ومساجد يف دمشق‪.‬‬ ‫َ‬

‫مصادرة حذاء سيدة أمريكية ألن كعبه‬ ‫على شكل مسدس‬

‫صادرت السلطات يف مطار ‪/‬الغوارديا يف نيويورك‪ /‬حذاء‬ ‫سيدة‪ ،‬ألن كعبه على شكل مسدس‪ ،‬ونشرت وكالة أمن‬ ‫النقل األمريكية صورة لفرديتّ حذاء نسائي أسود كعبهما‬ ‫عال‪ ،‬وعلى شكل مسدس‪ ،‬مع تعليق حتت الصورة (( ما‬ ‫ال جيب أن تنتعله خالل املرور يف نقطة التفتيش باملطار))‬ ‫وكانت املرأة سلمت احلذاء لسلطات املطار بدون أي‬ ‫مشكلة‪ ،‬كي تتمكن من الصعود إىل منت الطائرة‪.‬‬ ‫وقالت إهنا ُمنعت من ارتداء احلذاء بسبب شكله الذي‬ ‫يشبه املسدس!‪.‬‬

‫تقل نسبة هذه البكرتيا بسبب تناول األطعمة بكميات‬ ‫مقارنة بالفئة األوىل‪.‬‬ ‫وأثبتت الدراسة بأن فصيلة من البكترييا تنمو يف أجسام كبرية مما يسبب ضعف عام يف البدن ويقصر من عمره‪،‬‬ ‫الكائنات احلية بسبب قلة تناول األطعمة‪ ،‬وتساعد اجلسم وبالتايل ‪ ..‬يرى علماء الصني أن سر احلياة الطويلة يكمن‬ ‫على االحتفاظ خبواص تساعد للعيش لفرتة طويلة‪ ،‬بينما يف األكل القليل‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.