1
2
اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺴﻮع ﻳﺘﺤﺪّث إﻟﻰ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ )(١٩٤٧-١٨٦٥ )ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺨﺎص ﻻ ﻏﻴﺮ( هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻴﺲ ،ﻃﺒﻌًﺎ ،دﻟﻴﻼً آﺎﻣﻼً ،ﺑﻞ ﻣﺠﺮّد ﻋﻮن ﻟﻠﻌﻴﺶ وﻟﻠﺼﻼة ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺗﻤﺎﻣًﺎ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻋﻠّﻤﻪ ﻳﺴﻮع ﻟﺨﺎدﻣﺔ اﷲ ،ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ. ﻧﺄﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﺋﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴّﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة أن ﻳﺪرآﻮا ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أآﺜﺮ دﻋﻮة ﻳﺴﻮع إﻟﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ
أذِن ﺑﻄﺒﻊ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﺳﻴﺎدة اﻟﻤﻄﺮان
ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺒﻴﺴﺮي ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻷﻗﺪس ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن /٦٩أد – ﻟﺒﻨﺎن
www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoud.mariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam
ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻄﺒﻌﻪ وﻧﺸﺮﻩ ﺟﻤﻌﻴّﺔ "ﺟﻨﻮد ﻣﺮﻳﻢ" ﻋﻠﻢ وﺧﺒﺮ /١٦٧أد
ﻳﻮزّع ﻣﺠﺎﻧﺎً
3
اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٤.......... اﻟﺤﺞّ اﻟﻮرع ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﻚ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٢٤... ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺎت اﻟﺜﻼث٢٤...................................... ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٣١..................................... ﺛﻼث ﻋﺸﺮة زﻳﺎرة إﻟﻰ ﻳﺴﻮع٧٨............................... ﻟﻮﻳﺰا )اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ(٨٧................................................. ﺗﻜﺮّس ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٩١....................................... ﺻﻠﻮات ﻟﻼﻧﺼﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٩٣.. ................ زﻳﺎرات اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ١٠٣ .................... اﻟﺴﺒﺤﺔ١٠٣........................................................... اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷرﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ١٠٥ ........ ﺧﺎﺗﻤﺔ١١٧.............................................................. ﺻﻼة ﻷﺟﻞ ﺗﻄﻮﻳﺐ ﺧﺎدﻣﺔ اﷲ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ١١٩.......... ﻣﻠﺤﻖ اﻟﺼﻠﻮات١٢٠.................................................
4
ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ )(١٩٤٧ – ١٨٦٥ وُﻟﺪت ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ ﻓﻲ آﻮراﺗﻮ )ﺑﺎري( ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ٢٣ﻧﻴﺴﺎن ١٨٦٥وﺗﻌﻤّﺪت ﻓﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﺴﻪ .ﻋﺎم ،١٨٧٥اﻗﺘﺒﻠﺖ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻓﻲ آﻨﻴﺴﺔ آﻮراﺗﻮ .ﺑﻌﻤﺮ ١١ﺳﻨﺔ ،أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻨﺖ ﻣﺮﻳﻢ ،وﺑﻌﻤﺮ ١٩ﺳﻨﺔ ،ﺛﺎﻟﺜﻴّﺔ دوﻣﻴﻨﻴﻜﻴّﺔ. ﺑﻌﻤﺮ ١٧ﺳﻨﺔ ،وﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺪﻋﻮة ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ،ﻗﺪّﻣﺖ ذاﺗﻬﺎ ﻟﻠﺮبّ ﺿﺤﻴّﺔ ﻣﺤﺒّﺔ وﺗﻌﻮﻳﺾ .ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،ﻻزﻣﺖ اﻟﻔﺮاش ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٦٤ﺳﻨﺔ ،دون أن ﺗﻜﻮن ﻣﺮﻳﻀﺔ ،ﺗﻌﻴﺶ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ اﻹﻓﺨﺎرﺳﺘﻴّﺎ ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻓﻲ ٢٨ﺷﺒﺎط ،١٨٩٩واﻧﺼﻴﺎﻋًﺎ ﻹرادة ﻣﻌﺮّﻓﻬﺎ ،ﺑﺎﺷﺮت ﺗﺪوﻳﻦ ﻳﻮﻣﻴّﺎﺗﻬﺎ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ،وأﻧﻬﺘﻬﺎ ﻓﻲ ٢٨آﺎﻧﻮن اﻷول ،١٩٣٨وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﻠّﻤﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺳﻮى ﺳﻨﺔ واﺣﺪة. اﺗّﺨﺬت اﻟﻄﻮﺑﺎوي أﻧﻴﺒﺎل ﻣﺎرﻳﺎ دي ﻓﺮاﻧﺴﻴﺎ ﻣﺮﺷﺪًا وﻣﺮاﻗﺒًﺎ ﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﺒﺪأت ﻟﻘﺎءاﺗﻬﺎ ﺑﻪ ﻋﺎم ١٩١٠إﻟﻰ ﺣﻴﻦ وﻓﺎﺗﻪ ﻋﺎم .١٩٢٧ ﺗﻮﻓّﻴﺖ ﻓﻲ ٤ﺁذار ١٩٤٧ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺧﺘﺎرهﺎ اﷲ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ "ﻟﻴﺄت ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". ﻓﻲ ٢٨ﺁذار ،١٩٩٤واﻓﻖ ﻣﺠﻤﻊ دﻋﺎوى اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺪء ﺑﺪﻋﻮى ﺗﻄﻮﻳﺐ ﺧﺎدﻣﺔ اﷲ ،ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ ،اﻟﺜﺎﻟﺜﻴّﺔ اﻟﺪوﻣﻴﻨﻴﻜﻴّﺔ. ﻓﻲ ٢٠ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،اﻓﺘﺘﺢ اﻟﻤﻮﻧﺴﻨﻴﻮر آﺮﻣﻴﻠﻮ آﺎﺳﺎﺗﻲ ،رﺋﻴﺲ أ ﺳﺎﻗﻔﺔ ﺗﺮاﻧﻲ – ﺑﺎرﻟﻴﺘﺎ – ﺑﻴﺴﺎﻳﻠﻲ ، ﻣﺮاﺳﻢ اﻟﺘﻄﻮﻳﺐ واﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ آﺮﺋﻴﺲ ﻟﻬﺎ، واﺣﺘﻔﻞ ﺑﻘﺪّاس اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺤﻀﻮر ﺳﺎﺋﺮ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
5
واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ أﻗﻄﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﺸﺎرآﺔ آﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ أهﺎﻟﻲ آﻮراﺗﻮ ،وهﻜﺬا ﺑﺪأت ﻟﻮﻳﺰا رﺣﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬاﺑﺢ. اﻋﺘﺒﺎرًا ﻣﻦ ٢٨آﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻟﻐﺎﻳﺔ ٣ﺷﺒﺎط ،١٩٩٦وﺑﺴﻤﺎح ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﻳﻤﺎن ،أُﺧﺬت ﻧﺴﺦ ﻋﻦ ٣٤ ﻣﺠﻠّﺪًا ﻣﺨﻄﻮﻃًﺎ آﺘﺒﺘﻬﺎ ﺧﺎدﻣﺔ اﷲ آﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﺬآﻮر ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١٩٣٧وﻗﺪ أُﻓﺮج ﻋﻨﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻮﺿﻊ دراﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﻋﻮى. ﺷﺮوﺣﺎت ﻟﻤﻀﻤﻮن هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺘﻀﻤّﻦ هﺬا اﻟﻜﺘﻴّﺐ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻷرﺑﻌﺔ اﻵﺗﻴﺔ: اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻜﺘﺸﻒ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ. ﺞ اﻟﻮرع اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺎت اﻟﺜﻼث ﻓﻲ اﻟﺤ ّ اﻟﺨﻠﻖ واﻟﻔﺪاء وﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات. ﻟﻮﻳﺰا )اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ( اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ اﻟﺰﻳﺎرات اﻟﺜﻼث ﻋﺸﺮة ﻟﻠﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،واﻻﺑﺘﻬﺎﻻت اﻟﺨﻤﺴﺔ وﺗﻜﺮﻳﺲ اﻟﺬات، وﺻﻠﻮات أﺧﺮى ﻟﻼﻧﺼﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وأﺧﻴﺮًا: زﻳﺎرات اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﺘﻀﻤّﻨﺔ ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻳﻠﻴﻬﺎ أرﺑﻌﺔ وﻋﺸﺮون ﺗﺎﻣّﻼً. ﺧﺎﺗﻤﺔ وﺻﻼة ﻟﺘﻄﻮﻳﺐ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ ﺗﻜﻤّﻼن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻤﺆﻟّﻔﺎت اﻷرﺑﻌﺔ. ﺗﻨﺒﻴﻪ :ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ اﻟﻤﺆﻧّﺚ )ﻟﻮﻳﺰا اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠّﻲ( ،ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺬآﺮ ﺣﺴﺐ اﻟﺸﺨﺺ.
6
ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻮﻳﺰا" :ﻋﺪﻳﻨﻲ ﺑﺄن ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻟﻲ أﻣﻴﻨﺔ وﺳﻮف أدﻓﻖ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤّﺎ ﻳﺪهﺶ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ .ﻟﺪيّ ﻣﺨﻄّﻄﺎت آﺒﺮى ﻟﺪﻳﻚ ﺷﺮط أن ﺗﺄﺗﻤﺮي ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻲ .ﻣﺴﺮّﺗﻲ هﻲ أن أﺟﻌﻠﻚ ﺻﻮرة آﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨّﻲ .ﺗﺸﺒّﻬﻲ ﺑﻲ ﻣﻦ وﻻدﺗﻲ إﻟﻰ ﻣﻮﺗﻲ .ﻻ ﺗﺨﺸﻲ اﻟﻨﺠﺎح ﻷﻧّﻲ ﺳﺄﻋﻠﻤﻚ آﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ذﻟﻚ: ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ") .آﺘﺎب اﻟﺴﻤﺎء ،ﻣﺠﻠّﺪ ،١ص .(٥٠ هﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻬﺪﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﺮبّ أن ﻳﺘﻘﺒّﻞ ﺗﻤﺠﻴﺪًا آﺎﻣﻼً ﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،أي ﻣﻨﺬ ﺁدم ﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ إﻧﺴﺎن. ﻣﻨﺬ أن ﺧُﻠﻖ ﺁدم ،آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻌﻮد ﻓﻴﺤﺐّ اﷲ ﻣﺤﺒّﺔ آﺎﻣﻠﺔ وﻳﻤﺠّﺪﻩ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء وﻓﻲ آﻞّ ﺣﻴﻦ ،ﻷﻧّﻪ آﺎن ﻳﻨﻌﻢ ﺑﻌﻄﺎء اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﻔﻘﺪ هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ ﺑﺴﻘﻮﻃﻪ وﻣﺎ آﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻗﺪرﺗﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺣﺪهﺎ أن ﺗﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ اﷲ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻷنّ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻻ ﺣﺪّ ﻟﻬﺎ. ﻳﺴﻮع أﻓﻬﻢ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﺄنّ اﷲ وﺿﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻵدم ﻣﻨﺬ أن ﺧﻠﻘﻪ .ﻓﻘﺪ ﺳﻜﻨﺘﻪ ﻻ ﻟﺸﻲء إﻻّ ﻷﻧّﻪ ارﺗﻀﻰ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺮوح اﷲ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻓﻜﺎرﻩ ،وآﻠﻤﺎﺗﻪ وﻧﻈﺮاﺗﻪ، وﺣﺮآﺎﺗﻪ ،وﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻪ وﺗﻨﻔّﺴﻪ وﻓﻲ آﻞّ ﻇﺮف ...ﻣﻦ هﻨﺎ ،إنّ ﺟﻤﻴﻊ أﻓﻌﺎل ﺁدم آﺎﻧﺖ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻧﻈﺎم إﻟﻬﻲّ ،ﻓﻘﺪ ارﺗﻀﻰ ﺑﺄن ﻳﺪع اﷲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ .ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ،ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻪ آﺎﻧﺖ آﺎﻣﻠﺔ، وﺑﺬﻟﻚ آﺎن ﻳﻤﺠّﺪ اﷲ وﻳﺘﺂﻟﻒ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺔ ﺧﺎﻟﻘﻪ .ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أنّ إرادﺗﻪ آﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﻣﺎ ،ﻟﻜﻨّﻪ آﺎن ﻗﺎﻧﻌًﺎ ﺑﺄن ﻳﺪع اﷲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺮﻳّﺔ.
7
ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أنّ ﺁدم آﺎن إﻟﻬﻴﺎ؛ ﺑﻘﻲ ﻣﺠﺮّد ﺧﻠﻴﻘﺔ ،ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺧﻠﻴﻘﺔ ﻗﺎﻧﻌﺔ ﺑﺄن ﺗﺪع اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮام. ﻳﺸﺒّﻪ ﻳﺴﻮع اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﻜﻮب ﻣﺎء ﻓﺎرغ ﻓﻴﻪ ﻣﺎء اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،هﺬا ﻣﺎ أﻗﺮّﻩ اﷲ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺧﺺّ وﺿﻊ اﻹﻧﺴﺎن. ﻓﺎﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻟﻢ ﺗُﺨﻠﻖ آﻲ ﺗﻨﻔﺮد ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠّﺖ ،إﻟﻰ ﺣﻴﻦ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻧﻮاﺣﻲ آﻴﺎن ﺁدم اﻟﺬي آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﻣﻊ هﺪﻳّﺔ اﻹرادة اﻟﺤﺮّة ،أن ﻳﺘﺨﻠّﻰ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ،ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﺗﻤﺠﻴﺪ اﷲ ﺗﻤﺠﻴﺪًا آﺎﻣﻼً .ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺨﻠّﻰ هﻮ ذاﺗﻪ ﻋﻦ هﺪﻳّﺘﻪ ﺑﺄآﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮة اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ.
اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن وهﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺴﺆال اﻵﺗﻲ ﻳﻄﺮح ﻏﺎﻟﺒًﺎ :هﻞ آﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟ اﻟﺠﻮاب :ﻻ! ﺣﺘّﻰ اﻵن ،اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن آﺎﻧﻮا ﻣﺆهّﻠﻴﻦ ﻷن ﻳﻄﺎﺑﻘﻮا ذواﺗﻬﻢ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أي أﻧّﻬﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘّﻘﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﻔﻌﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ،وآﻴﻒ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻔﻌﻠﻮﻩ ،ﻓﻘﺪ ﻟﺒّﻮا إرادﺗﻪ ﻋﻠﻰ أآﻤﻞ وﺟﻪ .ﻣﻊ ذﻟﻚ، إنّ هﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻻ ﺗﻘﻮم ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ اﷲ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﻼك هﺬﻩ اﻹرادة ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أنّ ﻧﺪع اﷲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻃﻮاﻋﻴّﺘﻨﺎ .ذﻟﻚ ﻣﺎ ارﺗﻀﺎﻩ ﺁدم إﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ،وذﻟﻚ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻳﺴﻮع ﺣﻴﻦ آﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺸﺮﻳّﺘﻪ.
8
ﻟﺪى ﺣﺼﻮل ﻟﻮﻳﺰا ﻋﻠﻰ هﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ٨أﻳﻠﻮل ،١٨٨٩أﻇﻬﺮ ﻳﺴﻮع أنّ ﻟﻮﻳﺰا رﺳﻤﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﻬﺪ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض وأنّ هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ هﻲ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ.
آﻴﻒ أﻋﻠﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﻨﺒﻮءة اﻷوﻟﻰ وردت ﻓﻲ ﺳﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ١٥ :٣ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺮبّ اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن .اﷲ آﺎن ﻳﻌﻠﻦ ﻣﺠﻲء اﻟﻔﺎدي: اﻟﻤﺴﻴﺢ .اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﻮا ﻳﺼﻠّﻮن ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ اﻟﻨﺒﻮءة ،ﻓﺠﺎء ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻐﺎدر اﻷرض ،أﻋﻄﺎﻧﺎ ﻧﺒﻮءة أﺧﺮى ﻧﺠﺪهﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة اﻟﺘﻲ ﻋﻠّﻤﻨﺎ إﻳﺎهﺎ :اﻷﺑﺎﻧﺎ. هﺬﻩ اﻟﻨﺒﻮءة هﻲ اﻵﺗﻴﺔ" :اﻟﻤﻠﻜﻮت ﻳﺄﺗﻲ وﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء" .ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ ﺁﺧﺮ ،إنّ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻤﺠّﺪون اﷲ ﺑﺸﻜﻞ آﺎﻣﻞ ،وﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻟﻤﺤﺒّﺘﻪ .ﻟﺬا ،أﻧﺘﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،اﺳﺄﻟﻮا هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻟﺘﻨﻌﻤﻮا ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .ﻟﻘﺪ ﺻﻠّﻴﻨﺎ ﻟﻨﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس وذﻟﻚ آﻲ ﻧﺘﺂﻟﻒ آﻠﻴﺎ ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻨﺎ. ﻣﻦ هﻨﺎ ﻧﺪرك ﻟﻤﺎذا ﻗﺮّر ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺠﻲء؟ ﻓﺎﻟﺪاﻓﻊ إﻟﻴﻪ آﺎن ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺎم ،أي إﻟﻰ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ.
9
اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس واﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ :اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ آﻞّ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻّﺔ اﻟﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ،إﻧّﻬﻢ ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﻮن اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ذاﺗﻬﺎ .ﻟﺬا ،ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﻮى اﻟﺘﺂﻟﻒ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺴﺮّة اﻟﺦ ...ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻳﻮﺟّﻪ اﻵب آﻞّ ﻣﺤﺒّﺘﻪ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ إﻟﻰ اﺑﻨﻪ ،وﺑﻔﻌﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ،ﻳﻌﻴﺪ اﻻﺑﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻵب. ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ،آﺎن ﺁدم ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ .ﻳﺴﻮع هﻮ أﻳﻀًﺎ اﻣﺘﻠﻚ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض .وهﻜﺬا ،إنّ ﺁدم ﻳﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ ،آﻤﺎ آﺎن ﻳﺴﻮع ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ .ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إنّ ﻳﺴﻮع )اﻻﺑﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮق( وﺁدم )اﻻﺑﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮق( آﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ اﻵب ﺑﻔﻌﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺎ ﻳﻤﺘﻠﻜﺎﻧﻬﺎ. ﺻﻼة ﻳﺴﻮع )ﻳﻮ(١٧ : إﻧّﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﺰاء .ﻳﺼﻠّﻲ ﻷﺟﻞ ذاﺗﻪ ،وﻷﺟﻞ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ وأﺧﻴﺮًا ﻷﺟﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺼﺒﺤﻮن ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ .ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ،ﻳﺴﺄل ﻳﺴﻮع اﻵب" :ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا واﺣﺪًا ﻓﻴﻨﺎ آﻤﺎ أﻧﺎ وأﻧﺖ واﺣﺪ". آﻤﺎ ﻣﺮّ ﺑﻨﺎ ،اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮث ﻟﻴﺴﻮا ﻣﺠﺮّد أﺻﺪﻗﺎء، إﻧّﻬﻢ واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن آﻞّ ﺗﻠﻤﻴﺬ واﺣﺪًا ﻣﻊ ﻳﺴﻮع آﻤﺎ ﻳﺴﻮع واﺣﺪ ﻣﻊ اﻵب ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ أﻳﻀًﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﺪى ﻳﺴﻮع واﻵب .هﺬا ﻣﺎ دﻋﺎ إﻟﻴﻪ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﺼﻼة اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﻣﻮﺗﻪ.
10
آﻴﻔﻴّﺔ ﻗﺒﻮل هﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻘﺒﻮل هﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻻ ُﺑﺪّ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮق إﻟﻴﻬﺎ ،وﻣﻦ اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ إﻣﺎﺗﺔ إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﻗﺎل ﻳﺴﻮع" :ﻟﺴﺘﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ،إﻟﻰ ﺑﺎب ﺣﺘّﻰ وﻻ إﻟﻰ ﻣﻔﺘﺎح ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﻜﻲ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧﺰع اﻟﺤﺼﺎة ﻣﻦ إرادﺗﻬﺎ .ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ إﻻّ أن ﺗﺘﻮق إﻟﻴﻬﺎ ،وﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻜﻞّ اﻟﻌﻤﻞ ) ١٠ﺷﺒﺎط (١٩٢١ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢّ ﺟﺪا أن ﻧﺘﺬآّﺮ أﻧّﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻷن ﻧﺘﻮق إﻟﻰ اﻟﻬﺪﻳّﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺈرادﺗﻨﺎ اﻟﺬاﺗﻴّﺔ .إﻧّﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ آﻠّﻪ ،ﻷﻧّﻪ وﺣﺪﻩ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻔﻌﻞ إﻟﻬﻲّ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺒﻘﻰ ﻣﺠﺮّد ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت. أﻣﺜﻮﻟﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة :ﻧﺴﻴﺎن اﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻤﺮّة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮّر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﻔﺲ اﻋﺘﻨﺎق اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺘﻌﻠّﻢ أن ﺗﻨﺴﻰ ذاﺗﻬﺎ .ﻗﺎل ﻳﺴﻮع إنّ هﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘًﺎ واﺣﺪًا ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ :إﻧّﻬﺎ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ وﻃﻴﻠﺔ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺷﺎرﺣًﺎ ذﻟﻚ آﺎﻵﺗﻲ" :ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺗﻨﺴﻰ اﻟﻨﻔﺲ ذاﺗﻬﺎ، هﻲ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻤﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ أو ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻔﻌﻠﻪ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧّﻲ أﻧﺎ اﻟﺬي ﻞ :إﻧّﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﻳﻮدّ أن أﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ .ﻓﺈن ﺻﻠّﺖ ،ﻓﻠﺘﻘ ْ ﻳﺼﻠّﻲ ،ﻓﻨﺼﻠّﻲ ﻣﻌًﺎ ،وإن ﻋﻤﻠﺖ ،إﻧّﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﻳﻮدّ أن ﻳﻌﻤﻞ، ﻓﻨﻌﻤﻞ ﻣﻌًﺎ ،وإن ﻣﺸﺖ ،أآﻠﺖ ،ﻧﺎﻣﺖ ،اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ أو ﺗﺴﻠّﺖ ،إﻧّﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﻳﻮدّ أن ﻳﻤﺸﻲ ،وﻳﺄآﻞ ،وﻳﻨﺎم ،وﻳﺴﺘﻴﻘﻆ وﻳﺘﺴﻠّﻰ، ﻓﻨﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻌًﺎ ...وﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة .ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﻏﻴﺮ ،ﺗﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ أ ن ﺗﻨﺴﻰ ذاﺗﻬﺎ وﺗﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻲّ ) ١٤ﺁب (١٩١٢ ﺗﻨﺒﻐﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻧﻘﻮم ﺑﻪ ﻷﻧّﻪ هﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﻌﻨﺎ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ.
11
ﻣﺎ هﻲ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ؟ إن اﻗﺘﺮﻓﻨﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ ،ﻧﻔﻘﺪ هﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻷﻧّﻪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن أن ﻧﻄﻠﺐ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع آﻲ ﻳﺨﻄﺄ .وإن ﺗﻠﻮﻧﺎ ﻓﻌﻞ ﻧﺪاﻣﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺴﺄل ﻳﺴﻮع أن ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻬﺪﻳّﺔ إﻟﻴﻨﺎ، وﺳﻴﻔﻌﻞ ذﻟﻚ. ﻳﺴﻮع ﻳﺘﺸﻮّق إﻟﻰ اﻣﺘﻼآﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﺪﻩ إﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻴﻨﺎ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻻ ﻏﻴﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻳﺴﻮع أن ﻳﻀﻤﻦ إﻋﺎدة اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﻤﺠﺪ إﻟﻰ اﻵب. إن آﺎﻧﺖ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﻣﻤﻴﺘﺔ ،ﺗﻮﺟﱠﺐ اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ ﺳﺮّ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ، ﺛﻢّ ﻧﺴﺄل ﻳﺴﻮع أن ﻳﻌﻴﺪ إﻟﻴﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ. اﻟﺼﻼة ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﻼة ﺗﺬآّﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﻠّﻤﻪ ﻳﺴﻮع ﻋﻦ ﻧﺴﻴﺎن اﻟﺬات. ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧﺒﺪأ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ" :ﻳﺴﻮع ﻳﻮدّ أن ﻧﺼﻠّﻲ ،ﻓﺄﺻﻠّﻲ ﻣﻌﻪ". هﺬﻩ اﻷﻣﺜﻮﻟﺔ أﻋﻄﺎهﺎ ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻮﻳﺰا" :أرﻳﺪ أن أﻋﻠّﻤﻚ اﻟﻄﺮﻳﻖ آﻲ ﺗﻌﺮﻓﻲ آﻴﻒ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ ﻣﻌﻲ .أدﺧﻠﻲ ﻓﻲّ ،ﺣﻮّﻟﻲ ذاﺗﻚ ﻓﻲّ، ﺧﺬي آﻞّ ﻣﺎ ﺗﺠﺪﻳﻨﻪ ﻓﻲّ" ) ٩ﺷﺒﺎط .(١٩٠٨ ﻓﻠﻨﺘﺬآّﺮ أنّ آﻞّ ﺷﻲء ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺬهﺒﻴّﺔ" :ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ وﻳﺴﻮع ﻳﻘﻮم ﺑﻪ آﺎﻣﻼً" .ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أنّ ﻳﺴﻮع ﻟﻢ ﻳﻘﻞ "ﻓﻜّﺮوا" ﺑﻞ "ارﻏﺒﻮا" .اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺆﺗﻲ ﺷﻴﺌًﺎ؛ إﻧّﻬﺎ رﻏﺒﺔ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
12
اﻟﺼﻼة ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻞ ﺷﻲء ،ﻧﺘﻮق إﻟﻰ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻳﺴﻮع )وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة ﻗﺒﻞ آ ّ اﻟﺬهﺒﻴّﺔ(؛ وهﻜﺬا ،ﻧﺘﺤﻮّل ﻓﻲ ذاﺗﻪ )أﻳﻀًﺎ ،وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة اﻟﺬهﺒﻴّﺔ(. آﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻳﻘﻮل" :ﻧﺤﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ آﻲ ﻧﻔﻌﻞ آ ّ ﻞ ﺷﻲء آﺄنّ آﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﺴﻮع ﺁﺧﺮ :ﻓﻜﺮًا ،وآﻼﻣًﺎ ،وﻋﻤﻼً ،وﺗﺼﺮّﻓًﺎ، وﺣﺮآﺔ ،وﺗﻨﻬّﺪًا ،وﺧﻔﻘﺎن ﻗﻠﺐ ،آﻞّ ﺷﻲء ﻋﺪا اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ". ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻧﺄﺧﺬ آﻞّ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻳﺴﻮع .وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل، أﻋﻄﻰ ﻳﺴﻮع ﻟﻮﻳﺰا ﻓﻲ ١٤ﺁب ١٩١٢اﻟﺸﺮح اﻵﺗﻲ" :ﺣﻴﻦ آﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﺨﻔﻴّﺔ ،أي إﻟﻰ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي ،ﺣﻴﻦ ﺑﺪأت ﻣﻬﻤّﺘﻲ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ ،أﺧﺬت آﻞّ ﺷﻲء ﻣﻦ آﻞّ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻲ :اﻷﻓﻜﺎر ،اﻟﻜﻠﻤﺎت ،اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻦ ﺁدم ﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ ت ﺣﻴﺎة آﻞّ إﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ إﻧﺴﺎن ،وأﻋﺪ ُ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،آﻞّ ﻣﻨﻜﻢ ﻟﺪﻳﻪ اﻷﻟﻮهﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻟﻤﺎذا؟ ﻷنّ هﻨﺎك ﺻﻴﻐﺔ إﻟﻬﻴّﺔ ﻻ ﻏﻴﺮ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺮﻓﻊ إﻟﻰ اﷲ ﻣﺠﺪًا آﺎﻣﻼً". ﻣﺤﺎوﻟﺘﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ اﷲ ﺗﺒﻘﻰ دون اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺪاﺳﺔ. ﻳﺴﻮع ﻟﻢ ﻳﻘﺪّم ﺣﺎﻻً اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻨﺎ إﻟﻰ اﻵب ،ﺑﻞ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ذاﺗﻪ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﺄﺗﻮن ﻓﻴﻪ وﺣﺪآﻢ. ﻓﺒﻌﺪ أن ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻧﻌﻢ ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ: اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻴﻪ. ﺗﺤﻮﻳﻞ آﻞّ آﻴﺎﻧﻜﻢ ﻓﻴﻪ. -أﺧﺬ ﻣﺎ ﺗﺠﺪوﻧﻪ ﻓﻴﻪ.
13
اﻵن ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻜﻢ أن ﺗﺠﺪوا ﻓﻲ ﻳﺴﻮع اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻜﻢ اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺔ ﻓﻴﻪ ،ﺧﺬوهﺎ ،اﺟﻌﻠﻮهﺎ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ )ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺬهﺒﻴّﺔ( وﻗﺪّﻣﻮهﺎ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ اﻵب .ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ اﻟﺨﺎﺻّﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺣﻴﺎة ﺳﻮاآﻢ ،ﻓﻜﻠّﻤﺎ أﻣﻜﻨﻜﻢ ذﻟﻚ ﻓﻴﺴﻮع هﻮ اﻟﺬي ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ. اﻟﺼﻼة ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻤﺎ أنّ ﻳﺴﻮع أﻋﺎد ﺣﻴﺎة اﻟﺠﻤﻴﻊ )ﻣﻦ ﺁدم ﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ إﻧﺴﺎن( وﻓﻘًﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أﺻﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﻳﻀًﺎ أن ﻧﺼﻠّﻲ وﻧﻌﻤﻞ ،وﻧﺘﻜﻠّﻢ ،وﻧﻤﺸﻲ وﻧﺄآﻞ ،وﻧﻨﺎم وﻧﻠﻬﻮ اﻟﺦ ...ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻮﻳﺰا: "ﻓﻲ ﻧﻈﺮي ،ﺁﺧﺬ ﻋﻴﻮن اﻟﻨﺎس؛ وﻓﻲ ﺻﻮﺗﻲ ،آﻼﻣﻬﻢ ،وﻓﻲ ﺗﺤﺮّآﺎﺗﻲ ،ﺗﺤﺮّآﺎﺗﻬﻢ ،وﻓﻲ ﻳﺪيّ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ،وﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻮاﻃﻔﻬﻢ وأﺷﻮاﻗﻬﻢ ،وﻓﻲ ﻗﺪﻣﻲّ ﺧﻄﻮاﺗﻬﻢ ،وﺑﺠﻌﻞ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻪ ﻧﺎﺑﻌًﺎ ﻣﻨّﻲ ،ﻓﺈﻧّﻲ أرﺿﻲ اﻵب ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻲ". "اﻵن ،ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ أن ﺗﻔﻌﻠﻮﻩ أﻧﺘﻢ أﻳﻀًﺎ؟ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﺴﺘﻄﺎع ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺒّﻨﻲ! ﺻﻠّﻲ ،ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ،وارﻓﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻓﻜﺎرك إﻟﻲّ ،ﻓﺴﺘﻜﻮن أﻓﻜﺎر آﻞّ إﻧﺴﺎن، وﻋﻴﻨﻴﻚ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﺳﺘﻌﻜﺴﺎن ﻧﻈﺮة آﻞّ إﻧﺴﺎن ،وآﻼﻣﻚ، وﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻚ وﻋﻮاﻃﻔﻚ وأﺷﻮاﻗﻜﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻟﻜﻞّ ﻣﻦ إﺧﻮﺗﻚ وأﺧﻮاﺗﻚ آﻲ ﺗﻌﻮّﺿﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻬﻢ. "آﻲ ﺗﺤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮر واﻟﻨﻌﻤﺔ واﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ، ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺠﺪي ذاﺗﻚ ﻓﻲ ذاﺗﻲ وﻓﻲ آﻞّ ﻣﻨﻬﻢ .ﺻﻠّﻲ ﻣﻌﻲ وﺳﺘﻜﻮن ﻟﻶب اﻟﻤﺴﺮّة ،وﻳﻘﻮل اﻟﺒﻼط اﻟﺴﻤﺎوي :ﻣﻦ اﻟﺬي
14
دﻋﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض؟ ﻣﻦ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻮدّ اﻋﺘﻨﺎق اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ وﺗﻀﻤّﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ؟ آﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﱢﻌَﻢ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨـﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء إﻟﻰ اﻷرض؟ ) ٣أﻳّﺎر .(١٩١٦ ﺻﻼة ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻷﺟﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻵن وﻗﺪ ﻋﺪﻧﺎ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧﺼﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻳﺴﻮع وﻋﺪ ﺑﺄنّ ذﻟﻚ ﺳﻴﺘﻢّ آﻤﺎ ﻟﻮ أنّ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺼﻠّﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﻮ أنّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء ﺻﻠّﺖ ﻣﻌًﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺸﺮﻳّﺔ ،ﻓﻜﻞّ ﺻﻠﻮاﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﺼﻼة واﺣﺪة ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻷنّ ﻟﻠﺼﻼة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻗﻴﻤﺔ واﺳﺘﺤﻘﺎﻗًﺎ ﻻﻣﺘﻨﺎهﻴﺎ ،وهﻲ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻴﺰات ﻳﺴﻮع وﻃﻮاﻋﻴّﺘﻪ اﻟﺤﻘّﺔ ،ﻷﻧّﻪ هﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ آﻠّﻪ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻵن أن ﻧﺼﻠّﻲ اﻟﻮردﻳّﺔ ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،وأن ﻧﺼﺤﺐ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ ﻓﺮد اﻟﺦ... وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈنّ اﷲ ﻳﻘﺘﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻮدة آﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺤﺒّﺔ واﻟﻤﺠﺪ ﻣﺘﺮاﻓﻘﺔ ﻣﻊ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ورﻏﺒﺎﺗﻨﺎ .ﺗﺬآّﺮوا ﻋﻈﻤﺔ ﻓﺮﻳﻘﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺁدم ﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ إﻧﺴﺎن. دورة ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ هﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤّﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳُﻘﺎل ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺪورة ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ،آﺎن ﻳﺴﻮع ﻳﺤﺪّث ﻟﻮﻳﺰا ﻋﻦ اﻟﻜﻮن ،وﻗﺪ أﻣﻜﻨﻬﺎ ﺳﻤﺎع ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻘﻮل" :أﺣﺒّﻚ" .أآﺎن ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻧﺠﻤﺔ ،أو آﻮآﺐ ،أو ﻗﻤﺮ اﻟﺦ ...ﻓﻔﻴﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ
15
ﺑﻬﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎر ،اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻳﺴﻮع وﻗﺎل" :ﻟﻮﻳﺰا أﻳﻦ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻟﻲ؟ وﻗﺪ ﺷﺮح ﻟﻬﺎ أﻧّﻬﺎ ﻟﻮ رﻏﺒﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻷﻣﻜﻨﻬﺎ هﻲ أﻳﻀًﺎ أن ﺗﻀﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء ،ﻷﻧّﻪ هﻮ اﻟﺬي ﺳﻴﺼﻨﻊ ذﻟﻚ ﻷﺟﻠﻬﺎ. ﻳﺴﻮع ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻧﺤﻦ أﻳﻀًﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺘﻌﺒّﺪﻧﺎ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ،هﺬا ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻮﻧﻪ دورة ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ .ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﺒّﺮ أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ ﻷﺟﻞ آﻞّ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ وﺻﻨﻌﻪ ﻳﺴﻮع ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ وﺻﻌﻮدﻩ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻧﺘﻢّ دورات اﻟﻔﺪاء. ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﺒّﺮ أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎل اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،واﻷﺳﺮار واﻟﺼﻠﻮات ،واﻹﻟﻬﺎﻣﺎت واﻟﻨﱢﻌَﻢ اﻟﺦ ...إﻧّﻬﺎ دورات ﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات ،وﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ ﻟﻴﺰا اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺪورات ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار. أﺣﺒّﻚ ﻣﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﺘﺒﺖ ﻟﻮﻳﺰا :آﺎن ﻳﺴﻮع ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺘﺤﻢ أﺗﺎح ﻟﻲ أن أرى ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲّ ،وﻓﻤﻪ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ،وآﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ .ﻓﻔﻴﻤﺎ آﻨﺖ أراﻩ هﻜﺬا ،ﻗﺎل ﻟﻲ" :أﻧﻈﺮي ،ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،آﻢ أﻧﺎ ﻣﻠﺘﺤﻢ ﺑﻚ ،ﻻ ﻟﺸﻲء إﻻّ ﻷﺷﻜّﻞ واﺣﺪًا ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻮدّ أن ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ .إﻧّﻲ أﺗﻤّﻢ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ داﺧﻠﻬﺎ وﺧﺎرﺟﻬﺎ وأﺻﻨﻊ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻّﺔ .ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ اﻟﻘﻮل إنّ ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﺗﺘﻨﺸّﻘﻪ وﻳﺤﻲ آﻞّ آﻴﺎﻧﻬﺎ ،وﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻨﻮر اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﺮﺋﻴﺎ وﻣﺴﻤﻮﻋًﺎ ،وﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ
16
ﺗﺪﻓﺊ وﺗﺨﺼﺐ وﺗﺠﻌﻞ آﻞّ ﺷﻲء ﻳﻨﻤﻮ وﻳﻜﺒﺮ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘّﺤﺪ اﻹرادة ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻲ ،ﻓﺤﻴﺎﺗﻲ ﺳﺘﺘﻜﻮّن ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ". ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻴﺴﻮع" :أﺣﺒّﻚ" .ﻓﻘﺎل" :هﻞ ﺗﻮدّﻳﻦ ،ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،أن ﺗﺤﺒّﻨﻲ ﺣﻘﺎ" .ﻗﻮﻟﻲ" :أﺣﺒّﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ" .ﺁﻧﺬاك ،ﺳﺘﻤﻸ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض وﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ،وﺗﻨﻌﻜﺲ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻋﺎﻟﻴًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق. اﻵن ،إن ﺷﺌﺖ أن ﺗﻘﻮﻟﻲ" :أﻋﺒﺪك ،أﺑﺎرآﻚ ،أﺳﺒّﺤﻚ ،أﺷﻜﺮك". وأﻧﺖ ﻣﺘّﺤﺪة ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻲ ،ﻷﻧّﻚ ﺳﻮف ﺗﻤﻠﺌﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﺑﺘﻌﺒّﺪاﺗﻚ وﻣﺒﺎرآﺎﺗﻚ ،وﺗﺴﺎﺑﻴﺤﻚ وﺷﻜﺮاﻧﻚ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ .إﻧّﻬﺎ ﻣﺠﺮّد أﻣﻮر ﺳﻬﻠﺔ وﺑﺴﻴﻄﺔ وﻗﻴّﻤﺔ" ) ٢ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول .(١٩١٣ اﻟﺴﻴّﺪة اﻟﻌﺬراء واﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺴﻮع ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﻢ :اﻟﻤﻠﻜﺔ واﻷم ﻟﻤﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .إﻧّﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺜﺎﻟﺚ )ﺑﻌﺪ ﺁدم وﺣﻮاء( اﻟﺬي أﻋﻄﻲ هﺪﻳﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻓﻤﻨﺬ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻼ دﻧﺲ ،آﺎن ﻳﺴﻮع، آﺈﻧﺴﺎن ،اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺬي ﺣﻈﻲ ﺑﻬﺪﻳﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﺛﻢّ آﺎﻧﺖ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮن :ﻧﻌﻢ ،ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳﺔ .اﻟﺴﻴّﺪة اﻟﻌﺬراء أﻋﻄﺖ ٣١درﺳًﺎ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ )ﻣﺮاﺟﻌﺔ آﺘﺎب :ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(. ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳّﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ،ﻓﻲ ﻳﻮم واﺣﺪ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﺴﻌﻲ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻴﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﺪّة ﺳﻨﻮات.
17
ﺛﻼث ﻣﺮّات ﻓﻲ اﻟﻴﻮم ،ﺻﺒﺎﺣًﺎ وﻇﻬﺮًا وﻣﺴﺎءً ،ﺗﺮﻏﺐ اﻟﻌﺬراء ﻓﻲ أن ﻳﺠﻠﺲ أﺣﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻴﻬﺎ وﻳﺨﺎﻃﺒﻬﺎ" :أﺣﺒّﻚ ،ﻳﺎ أﻣّﻲ، ﻓﺄﺣﺒّﻴﻨﻲ أﻳﻀًﺎ وهﺒﻴﻨﻲ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ .ﺑﺎرآﻴﻨﻲ ﻷﻗﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮك اﻟﻮاﻟﺪي .ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﺎء ،ﺗﺮﻏﺐ اﻟﻌﺬراء أﻳﻀًﺎ أن ﻧُﻘﺪّم إﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎل ﻧﻬﺎرﻧﺎ. أﻓﻌﺎل ﺗﻤﻬﻴﺪﻳّﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻳﺴﻮع أن ﻧﻘﺪّم إﻟﻴﻪ آﻞّ ﺷﻲء ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻬﻮض ﻣﻦ اﻟﻨﻮم آﻲ ﻳﺘﻢّ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻋﻤﺎل ﻋﺎدﻳّﺔ ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ آﺎﻻﻏﺘﺴﺎل ،وﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم ،واﻟﺼﻼة اﻟﺦ. ﻓﻠﻨﻘﻞ" :ﻳﺴﻮع ﻳﺮﻳﺪ ذﻟﻚ :إذن ﺳﺄﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد ﺑﻪ ) ١٤ﺁب .(١٩١٢ إن ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻚ اﻟﺬاآﺮة ،ﺛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﻨﻮال ﻃﻴﻠﺔ ﻧﻬﺎرك .ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﻆ أنّ ﻳﺴﻮع ﻻ ﻳﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺿﻌﻒ اﻟﺬاآﺮة ،ﻓﺄﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮّ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻗﺎل ﻳﺴﻮع" :هﻨﺎك ﻋﻤﻼن ﺿﺮورﻳﺎن :اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي اﻟﺬي ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺪاد وﻳﺪع اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻲ اﻹﻋﺪاد وﻳﻮﺳّﻌﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻤﻘﺒﻞ" ) ٢٧أﻳﺎر .(١٩٢٢ دﻋﻮة اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ هﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻳﺮﻳﺪ ﻳﺴﻮع أن ﻧﺪﻋﻮ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻓﺮد وﻓﻲ آﻞّ أﻣﺮ .ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻧﻨﺴﻰ ذواﺗﻨﺎ ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧُﻨـﺰل اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ" :ﺗﻌﺎﻟﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﺗﻌﺎﻟﻲ ...ﻓﻲّ" .وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل:
18
ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲّ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺗﻌﺎﻟﻲ آُﻠﻲ ﻓﻲّ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻗﻮدي ﻓﻲّ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺗﻌﺎﻟﻲ اﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲّ ،ﺻﻠﻲ ...اﺳﺘﺮﻳﺤﻲ ...ﺗﺤﺪّﺛﻲ ...أﻳﺘﻬﺎاﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻮﻳﺰا إنّ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻢّ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻄﻮﺑﺎوي أﻧﻴﺒﺎل دي ﻓﺮاﻧﺴﻴﺎ آﺎن هﺬا اﻟﻄﻮﺑﺎوي ﻣﺮﺷﺪًا ﻟﻠﻮﻳﺰا ،وإذ ﺗﺄﺛّﺮ ﺑﺮوﺣﺎﻧﻴّﺔ آﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، أﺳّﺲ رهﺒﺎﻧﻴّﺘﻴﻦ ،واﺣﺪة ﻟﻶﺑﺎء اﻟﺮوآﺎﺳﻴﻮﻧﻴﺴﺖ ،وأﺧﺮى ﻟﺒﻨﺎت اﻟﻐﻴﺮة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺗﻮﻓّﻲ ﻋﺎم ،١٩٢٦وﻃﻮّﺑﻪ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ٧ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول .١٩٩٠أﻟّﻒ اﻟﺴﺒﺤﺔ اﻵﺗﻴﺔ: اﻷﺑﺎﻧﺎ ،اﻟﺴﻼم ،اﻟﻤﺠﺪ. اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻶب :ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺒّﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻦ آﻞّ ﻋﺸﺮة أﺑﻴﺎت. ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء :ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺒّﺎت اﻟﺼﻐﺮى ﻣﻦ آﻞّ ﻋﺸﺮة أﺑﻴﺎت. ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺒﺤﺔ" :ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ،وأﺳﺒّﺤﻚ، وأﻋﺒﺪك ،وأﺑﺎرآﻚ وأﺷﻜﺮك .أﻳّﻬﺎ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس". ﺁﻣﻴﻦ.
19
اﻟﺘﻜﺮّس ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ "أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،هﺎ أﻧﺎ أﻣﺎم ﺑﻬﺎء ﻧﻮرك. ﻓﻠﻴﻔﺘﺢ ﻟﻲ ﺻﻼﺣﻚ اﻷزﻟﻲّ وﻳُﺪﺧﻠﻨﻲ ﻷﻋﻴﺶ ﻓﻴﻚ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ. "أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،أﺳﺠﺪ أﻣﺎم ﺿﻴﺎﺋﻚ ،أﻧﺎ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت آﻲ ﺗﻀﻌﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎف أﺑﻨﺎﺋﻚ وﺑﻨﺎﺗﻚ. أﻧﺤﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﻣﻲ وأﺳﺄل ﻧﻮرك وأﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﻐﺮﻗﻴﻨﻲ ﻓﻲ ذاﺗﻚ وﺗﺒﻌﺪي ﻋﻨّﻲ آﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،آﻮﻧﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ وارﺗﻜﺎز إدراآﻲ وﺑﻬﺠﺔ ﻗﻠﺒﻲ وآﻞّ آﻴﺎﻧﻲ .ﻻ أﻗﺒﻞ ﻗﻄﻌًﺎ أن ﺗﺤﻴﺎ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ، ﺳﺄﻧﺒﺬهﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻨّﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺎح ﻟﻲ أن أﺑﻨﻲ ﻓﻲ ذاﺗﻲ اﻟﻔﺮدوس اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻼم واﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻤﺤﺒّﺔ .ﺁﻧﺬاك، ﺳﺄآﻮن ﻓﺮﺣًﺎ داﺋﻤًﺎ ،وﺳﺘﻜﻮن ﻟﻲ ﻗﻮّة ﻓﺮﻳﺪة وﻗﺪاﺳﺔ ﺑﻬﻤﺎ ﺳﻴﺘﻘﺪّس آﻞّ ﺷﻲء وﺗﻘﻮداﻧﻪ إﻟﻰ اﷲ. أﻧﺤﻨﻲ أﻣﺎﻣﻚ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وأﺳﺄل اﻟﻌﻮن ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وأﺳﺘﻌﻴﺪ اﻟﻮﺿﻊ اﻷول ﻟﻠﺨﻠﻴﻘﺔ ،آﻤﺎ آﺎن ﻓﻲ اﻷﺳﺎس. أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﻣﻠﻜﺔ وﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﺧﺬﻳﻨﻲ ﺑﻴﺪي وأدﺧﻠﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺿﻴﺎء اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺎ أﻣﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،آﻮﻧﻲ دﻟﻴﻠﻲ وﻋﻠّﻤﻴﻨﻲ أن أﻋﻴﺶ وأن أﺣﻔﻆ ذاﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺎ أﻣﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ إﻧّﻲ أآﺮّس ذاﺗﻲ ﺑﻜﻠّﻴﺘﻬﺎ ﻟﻘﻠﺒﻚ اﻟﻄﺎهﺮ .ﻋﻠّﻤﻴﻨﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، وﺳﺄﺻﻐﻲ إﻟﻴﻚ ﺑﻜﻞّ اﻧﺘﺒﺎﻩ .ﻟﻔّﻴﻨﻲ ﺑﻤﻌﻄﻔﻚ آﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺮأ اﻟﺤﻴّﺔ
20
اﻟﺠﻬﻨّﻤﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻓﺮدوس ﻋﺪﻧﻲ ﻓﺘﻌﻴﺪﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺘﺎهﺔ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ،هﺒﻨﻲ ﻧﺎرك ﻟﺘﺤﺮﻗﻨﻲ ،وﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻲّ ،وﺗﻐﺬّﻳﻨﻲ آﻲ ﺗﻌﻴﺪﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ،إﺣﻤﻨﻲ واﺣﺮس ﻗﻠﺒﻲ ،وأﺑﻖِ ﻣﻔﺘﺎح إرادﺗﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ .اﺣﺘﻔﻆ ﺑﻘﻠﺒﻲ وﻻ ُﺗﻌِﺪﻩ إﻟﻲّ آﻲ ﻻ أﺑﺘﻌﺪ أﺑﺪًا ﻋﻦ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ. ﻳﺎ ﻣﻼآﻲ اﻟﺤﺎرس ،اﺣﺮﺳﻨﻲ ،اﺣﻤﻨﻲ ،ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ آ ّ ﻞ ﺷﻲء آﻲ ﺗﺰهﺮ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪﻧﻲ وﺗﺠﺘﺬب ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﻔﺎل إﻟﻰ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺁﻣﻴﻦ.
آﻴﻔﻴّﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺪورة ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،دﻋﻨﻲ أﺳﻜﺐ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،وأﻧﺸﺮ ﻎ اﺗﺴﺎﻋَﻬﺎ ،وأآﺜّﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وأﺑﻠ ُ اﻷﻋﻤﺎل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ اﻷزﻟﻲّ. أﻋﻂِ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻷﺑﻴﻚ وروﺣﻚ اﻟﻘﺪّوس ﻋﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ وﺟﻮدهﺎ ،وأﻓﻜﺎرهﺎ وأﻗﻮاﻟﻬﺎ وأﻋﻤﺎﻟﻬﺎ. ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ اﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷرض وأودﻋﻮا اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وأﻓﻜﺎرهﻢ وأﻗﻮاﻟﻬﻢ.
21
ﺛﻢّ ،ﻓﻠﻨﺘّﺤﺪ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻲ ﻧﻘﺪّم إﻟﻰ اﻵب ﻣﺪﻳﺤًﺎ آﺎﻣﻼً ،وﻋﺒﺎدة آﺎﻣﻠﺔ ،وﻣﺠﺪًا آﺎﻣﻼً وﻋﺮﻓﺎﻧًﺎ آﺎﻣﻼً وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺧﻠﻘﻬﻢ وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻟﻨﻮدع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻷﺷﺮار وﻟﻨﻘﺪّﻣﻬﻢ إﻟﻰ اﻵب ﺗﻜﻔﻴﺮًا آﺎﻣﻼً ،واﺗّﻀﺎﻋًﺎ وﻣﺤﺒّﺔ ،وﻃﺎﻋﺔ، ﻼ. وﻣﺠﺪًا وﺗﺒﺠﻴ ً ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ ﺟﻨﺒﺎت اﻟﺴﻤﺎء ،وﺟﻬﻨﻢ ،واﻟﻤﻄﻬﺮ ،واﻷرض، وﺟﻨّﺔ ﺁدم وﺣﻮاء وإﻟﻰ أي ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﻋﺎﻗﻠﺔ أو ﻳﺸﻬﺪ وﺟﻮد ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت .ﻟﻨﺪﺧﻞ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻦ أﻓﻜﺎرهﻢ وأﻗﻮاﻟﻬﻢ وأﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ وﺟﻮدهﻢ وﻧﻘﺪّم إﻟﻰ اﷲ اﻵب ،ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،آﻞّ اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺘﺒﺠﻴﻞ واﻟﻌﺮﻓﺎن. ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ اﻵن إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ وﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺨﻠﻮق ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ،ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﻣﻮﺟﻮد داﺧﻞ وﺧﺎرج هﺬﻩ اﻟﻤﺠﺮّات اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻨﺠﻮم واﻟﻜﻮاآﺐ وآﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء وﺻﻮﻻً إﻟﻰ أﺻﻐﺮ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺬرّة. ﻟﻨﺪﺧﻞ اﻵن إﻟﻰ داﺧﻞ آﻞّ ﺷﻲء :اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﻟﻨﻘﻞ ﷲ ﺑﺼﻮت ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻣﺘﻨﺎﻏﻢ :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك، أﺳﺒّﺤﻚ ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ آﻞّ ﻣﺠﺪ ﺗﺴﺘﺤﻘّﻪ ﻋﻈﻤﺘﻚ .ﻧﺤﻦ ﻣﻤﺘﻨّﻮن ﻟﻮﺟﻮدﻧﺎ وﻧﺘﻮﺧّﻰ ﺷﻴﺌًﺎ واﺣﺪًا وهﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪﺗﻬﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻦ أﺷﻌّﺘﻬﺎ ،إﻟﻰ ﺣﺮارﺗﻬﺎ ،إﻟﻰ ﻓﻮاﺋﺪهﺎ اﻟﻤﺬهﻠﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ.
22
ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ اﻟﻜﻮاآﺐ ،واﻟﻨﺠﻮم واﻟﻤﺬﻧﺒﺎت وإﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء ﻣﻦ ﻧﻴّﺮات ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺎ هﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﻨﻘﻮل ﷲ ﺑﺼﻮت ﻣﺘﻨﺎﻏﻢ :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك، أﺳﺒّﺤﻚ وأﻧﺎ ﻣﻤﺘﻦّ ﻟﻚ ،ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،ﻣﻦ أﺟﻞ وﺟﻮدﻧﺎ". ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ ،ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻّﺔ ،إﻟﻰ اﻷرض وﻟﻨﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ آﺎﺋﻨﺎت اﻟﻔﻀﺎء ،وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ وﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﺑﻠﺪ وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ،وﻟﻨﻘﺪّم إﻟﻰ اﻟﺮبّ ،ﻓﻲ آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ ،آﻞّ اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺘﺒﺠﻴﻞ واﻟﻤﺠﺪ واﻟﺸﻜﺮ. ﻟﻨﺪﺧﻞ اﻵن ،ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﻻﻓﺖ وﺑﻜﻞّ ﻣﺤﺒّﺔ ﻓﻲ وﺟﻮد ﺁدم وﺣﻮاء وﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس :وﺟﻮدهﻢ ،أﻓﻜﺎرهﻢ ،أﻗﻮاﻟﻬﻢ ،أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺧﻼل ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺨﻔﻴﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻟﻨﻮﺣّﺪ ﻣﺸﻴﺌﺘﻨﺎ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ، وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻘﺪرة اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮّة وآﺎﻣﻠﺔ ﻓﻠﻨﻘﺪّم إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس :آﻞّ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،واﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ،واﻟﺴﺠﻮد، واﻟﺸﻜﺮ ،واﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﺟّﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺮﻓﻌﻮﻩ إﻟﻰ اﻵب .ﻧﻮدّ أن ﻧﻌﺒّﺮ ﻋﻦ آﺎﻣﻞ ارﺗﻀﺎﻧﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﻤﻴﻊ أوﺻﺎﻓﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،وﻧﺠﻌﻠﻚ ﺗُﺴﺮّ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ وﻧﻨﺪهﺶ ﺣﻴﻦ ﻧﺮاك ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ. ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ! إﻧّﻨﺎ ﻧﻌﺒﺪك. اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺎ ﺧﺺّ اﻟﺪورة ﺣﻮل اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،ﺟﺮى اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣّﺔ ،ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﻠﺪورات اﻟﻤﻔﺼﻠﺔ آﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﺒﻌﺾ أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﻪ .ﻣﺜﻼً :ﺣﻴﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﻔﻀﺎء،
23
ﻳﻮدّ اﻟﺒﻌﺾ ﺗﺤﺪﻳﺪ آﻞّ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺎء ،وآﻞّ ﻧﺪﻳﻔﺔ ﺛﻠﺞ ،وآﻞّ ﻏﻴﻤﺔ، وآﻞّ ﺣﺸﺮة ،وآﻞّ ﻃﻴﺮ اﻟﺦ... ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻟﻴﺴﺖ دورات اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ هﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ .ﻓﻬﻨﺎك أﻳﻀًﺎ دورة اﻟﻔﺪاء وﺗﻘﺪﻳﺲ اﻹﻧﺴﺎن ذاﺗﻪ ،وهﻲ ﺗﻤﺜّﻞ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﷲ .ﻓﻠﻜﻲ ﻧﻘﻮم ﺑﺪورة اﻟﻔﺪاء ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺘﺒّﻊ أﻋﻤﺎل رﺑّﻨﺎ ،وأﻣّﻨﺎ ،واﻟﺮﺳﻞ ،ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ آﻞّ ﻣﺎ أﻧﺠﺰوﻩ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧّﻬﻢ ﻋﺎﺷﻮا ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ أرادﻩ اﷲ ﻟﺪى ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أﻳﻀًﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺧﺺّ اﻟﺒﺎﺑﻮات ،واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،واﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ آﻞّ ﻣﺮة ﻧﺘﻨﺎول اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،أو ﻧﻘﺘﺒﻞ اﻷﺳﺮار ،أو ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺒﺎرك ﻟﺪى دﺧﻮﻟﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،أو ﻧﺮآﻊ أﻣﺎم اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،أو ﻧﺼﻠّﻲ أو ﻧﻘﻮم ﺑﺈﻣﺎﺗﺎت اﻟﺦ... ﻣﺜﺎﻻً ﻋﻠﻰ دورة اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺘﺒّﻊ ﺣﻴﺎة ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ وﺳﻮاهﺎ ﻣﻦ روّاد هﺬا اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺪاﺳﺔ أﻣﺜﺎل ﺑﻴﻼﻧﺠﻴﻪ اﻟﺘﻲ ﻃﻮّﺑﻬﺎ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ. هﺬا اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﺗﺸﻬﺪﻩ اﻷرض؛ إﻧّﻪ ﻳﻌﻴﺪ إﻟﻰ اﷲ اﻟﺘﻤﺠﻴﺪ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس ﺑﺎﻟﺬات ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪورة ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻓﻠﻨﺘﺤﺪّ داﺋﻤًﺎ وأﺑﺪًا ﺑﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﻨﻘﻢ ﺑﻜﻞّ ﺷﻲء ﻣﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺮح أﺑﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،راﻓﻌﻴﻦ إﻟﻴﻪ أﻋﻈﻢ ﺗﻤﺠﻴﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ وآﻞّ ﻓﺮد ﻣﺎﺿﻴًﺎ وﺣﺎﺿﺮًا وﻣﺴﺘﻘﺒﻼً. ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
24
اﻟﺤﺞّ اﻟﻮرع ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﻚ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ أﻋﺰّاﺋﻲ اﻟﻘﺮّاء ،ﻧﺴﺄل ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء أن ﺗﻤﺪّآﻢ ،ﺑﺎهﺘﻤﺎﻣﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪي ،ﺑﺎﻟﺼﻠﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜّﻨﻜﻢ ﻣﻦ أن ﺗﺒﺎدﻟﻮا اﻟﺮبّ ﻣﺤﺒّﺔ إﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻤﺤﺒّﺔ إﻟﻬﻴّﺔ .ﺗﺬآّﺮوا إن أﻧﺘﻢ ﺗﻠﻮﺗﻤﻮهﺎ ﺑﺤﺮارة ،ﻓﺴﺘﻜﻮن ﻟﻜﻢ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﷲ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﻣﻌﻪ ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺨﻠﻖ واﻟﻔﺪاء ،وﻋﻠﻰ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻪ واﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻌﺮﺷﻪ ،آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ أن ﺗُﻌﺮَف ،وﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻨـﺰول ﻋﻠﻰ اﻷرض. وهﻜﺬا ،ﺳﻮف ﺗﺘﺼﺮّﻓﻮن ﺑﺎﻟﺴﻤﻮات ،واﻟﺸﻤﺲ ،واﻟﺨﻠﻖ، واﻟﺤﻴﺎة ،وﺁﻻم ﻳﺴﻮع ودﻣﻮﻋﻪ ،وآﺬﻟﻚ ﺁﻻم أﻣّﻪ وﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ وﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ وآﻞّ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ. ﻋﻨﻮان هﺬﻩ اﻟﺼﻠﻮات" :اﻟﺤﺞّ اﻟﻮرع ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﻚ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ". ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺎت اﻟﺜﻼث إﺧﻮﺗﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ ،اﻵن وﻗﺪ دﻋﻮﻧﺎآﻢ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم "ﺑﺰﻳﺎرات اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" ﺑﺘﻼوة "ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ ،واﻟﻔﺪاء وﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات" ،ﻓﻨﻮدّ أن ﻧﺸﺮح ﻟﻜﻢ اﻟﻤﻌﻨﻰ واﻟﻨﻮاﻳﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺼﻼة اﻟﺮاﺋﻌﺔ.
25
"زﻳﺎرات اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" ﺗﺘﻀﻤّﻦ ٢٤ﺗﺄﻣّ ً ﻼ ﺗﻤﺜّﻞ رﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺧﻮاﻃﺮ وﺻﻠﻮات ﻣﻦ ﺧﻼل آﻠﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻘﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻪ. ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﻧﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺮبّ ﻣﻊ ﺗﺄﻣّﻞ وﺟﻴﺰ ﻋﻨﺪ آﻞّ "ﺳﺎﻋﺔ" ،ﻓﺬﻟﻚ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺔ وﻋﺮﻓﺎن ﻓﻲ آﻞّ ﺗﺄﻣّﻞ ،ﻓﻨﺘﺬآّﺮ اﻟﺘﺄﻣﻼت وﻧﺤﻔﻈﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﺤﺒّﺔ ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻨﺎ .ﻧﺴﻤّﻴﻬﺎ" :ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ ،واﻟﻔﺪاء وﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات" ،ﻷﻧّﻨﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻧﻘﻮم ﺑﺰﻳﺎرة ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻖ ،واﻟﻔﺪاء وﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات ﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،آﻤﺎ ورد ﺳﺎﺑﻘًﺎ. ﺗﻌﻠﻤﻮن أنّ آﻞّ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدًا ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﻗﺪ ﺧﻠﻘﻪ اﷲ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ .هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،آﻲ ﺗَﺨﻠﻖ ،آﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻘﻮل :ﻟﻴﻜﻦ ...ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻟﻴﻜﻦ اﻟﻨﻮر ،ﻓﻜﺎن اﻟﻨﻮر ،وﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﻨﻮال ،ﺑﺪأ اﷲ ﺑﺨﻠﻖ آﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﻣﻮﺟﻮد. ﻋﻤﻞ اﻟﻔﺪاء هﻮ أﻳﻀًﺎ ﺛﻤﺮة ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ ،وﻗﺪ اآﺘﻤﻞ ﺑﺘﺠﺴّﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ وﺁﻻﻣﻪ وﻣﻮﺗﻪ وﻗﻴﺎﻣﺘﻪ .وﻟﻜﻦ ،آﻲ ﺗﺘﻢّ "اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺨﻼﺻﻴّﺔ" .ﻗﺮّر اﷲ أن ﺗُﻠﻔﻆ "ﻟﻴﻜﻦ" أﺧﺮى ،ﻓﻜﺎﻧﺖ آﻠﻤﺔ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،وآﺎﻧﺖ ﻣﺮﻳﻢ هﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ" :ﻟﻴﻜﻦ ﻟﻲ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻚ" ،وﺑﻬﺎ اﻗﺘﺒﻠﺖ وﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب ﻟﺬاك اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﺒّﺎر. ﺗﺘﻤﻴﻢ اﻟﻔﺪاء ،اﻟﺬي هﻮ ﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات وﺗﻤﺠﻴﺪ اﷲ ،ﺳﻮف ﻳﺘﻄﻮّر ﻣﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ" :ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،اﻟﻤﺒﺎدرة أﺗﺖ ﻣﻦ اﷲ أﻳﻀًﺎ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺪاء ،هﻜﺬا ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ وﺗﻘﻮل
26
ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﺎ .ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﻨّﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺮﻳﻢ ،أن ﻳﻘﻮل هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ وﻳﻌﻴﺸﻬﺎ آﻞّ ﻳﻮم ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ .ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﻳﻤﻠﻚ اﷲ ﻓﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .إنّ إﺗﻤﺎم أو ﺗﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ هﻮ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎل اﷲ. اﻟﻬﺪﻳﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮدّ اﷲ أن ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ هﻲ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،هﻲ ﻓﻲ أن ﺗﻤﻠﻚ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،هﻲ اﻟﻤﻠﻜﻮت اﻟﺬي اﺳﺘﺤﻘّﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻨﺎ وﻗﺪ ﻋﻠّﻤﻨﺎ أن ﻧﻠﺘﻤﺴﻪ ﻣﻦ اﻵب. اﷲ ﻳﻮدّ أن ﻳﻬﺒﻨﺎ هﺬا اﻟﻤﻠﻜﻮت ﻣﻦ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،واﻟﺠﻤﺎل، واﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﻔﺮح اﻟﺬي ﻻ ﺣﺪّ ﻟﻪ ،ﻟﻜﻨّﻪ ﻳﻮدّ أﻳﻀًﺎ أن ﻧﺴﺘﻌﺪّ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ .ﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ،ﻳﻘﺘﻀﻲ أن ﻧﻌﺮﻓﻪ ،وﻧﺤﺒّﻪ وﻧﺘﻮق إﻟﻴﻪ وﻧﺘﻮﺳّﻠﻪ. ﻓﻠﻜﻲ ﻧﻌﺮف هﺬا اﻟﻤﻠﻜﻮت ،ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ آﻠﻤﺎت اﷲ وﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﻠّﻤﻨﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .إن ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻠﻜﻮت اﷲ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﺘّﺴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﺎت ﺧﺎدﻣﺔ اﷲ "ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ ،اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﺮى ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" .هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت هﻲ ﻣﺤﻮر أﺳﺎس ﻟﻤﻔﻬﻮم ﻣﻠﻜﻮت اﷲ. ﺳﻨﺤﺐّ هﺬا اﻟﻤﻠﻜﻮت إن ﻃﺒّﻘﻨﺎ آﻼم اﷲ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺮﻳﻢ أﻣّﻨﺎ ،ورددﻧﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ آﻠﻤﺔ "ﻟﻴﻜﻦ" ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻣﻮﺣﺪﻳﻦ إﻳّﺎهﺎ ﻣﻊ أﻋﻤﺎل ﻳﺴﻮع وﻣﺮﻳﻢ .أﺧﻴﺮًا ،اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻔﻀﻠﻰ ﻷن ﻧﺘﻮق إﻟﻰ هﺬا اﻟﻤﻠﻜﻮت وﻧﻄﻠﺒﻪ هﻲ ﻓﻲ ﺗﻼوة هﺬﻩ "اﻟﺴﺒﺤﺔ" ،ﻷﻧّﻨﺎ إن ﻃﺒﻌﻨﺎ أﻋﻤﺎل اﷲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت: "أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،أﺑﺎرآﻚ ،أﺷﻜﺮك" ،ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﻋﺒّﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻋﻦ أروع
27
ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺒّﺔ ،وﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ،ﻳﺒﺪأ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻨﺎ اﻣﺘﻼك ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻪ، وﻣﻌﻬﻤﺎ ﻣﻌًﺎ ،ﻧﺘﻌﻠّﻢ أن ﻧﺴﺄل اﻵب ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ. هﺬﻩ أﻳﻀًﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎم اﻟﻮاﺟﺐ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺬي ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ آﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ وهﻮ: اﻟﻌﺒﺎدة ،اﻟﻤﺒﺎرآﺔ ،واﻟﺸﻜﺮ ﷲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻪ وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﺤﻨﺎ إﻳّﺎهﺎ وﻳﻮدّ أن ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﻬﺎ ﻣﻌﻨﺎ. آﻢ آﻨﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﻣﻊ ذاﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺧﺺّ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،آﺎﻧﺖ أﻓﻜﺎري ﺗﻮﺣﻲ إﻟﻲّ ﺑﺄﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن أﻓﻌﻞ هﺬا ،وﺑﺄنّ هﺬﻩ اﻟﺼﻴﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﻻ ﺗﺮﺿﻲ ﻳﺴﻮع ،وﺑﺄنّ آﻞّ ذﻟﻚ آﺎن ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ. وآﺎن ﻳﺴﻮع ﻳﺘﻨﻘّﻞ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ وﻳﻘﻮل" :ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﻠﻤﻲ ،ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،أن هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ اﷲ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،هﻲ ﺣﻖّ إﻟﻬﻲّ ﻳﻨﺪرج ﻓﻲ اﻟﻮاﺟﺐ اﻷول اﻟﻤﻔﺮوض ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .اﻟﺨﻠﻖ ُ ﺟﻌِﻞ ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن، وأآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،أﻓﻀﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ آﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻮات ،واﻟﺸﻤﻮس ،واﻟﻨﺠﻮم ،واﻟﺒﺤﺎر ،واﻷراﺿﻲ واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت وﻣﺎ ﺗﺒﻘّﻰ ﻟﻜﻢﱟ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﻤﺰﻣﻌﺔ أن ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻰ ﻧﻮر هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻲ ﻳﻜﻮن ﻟﻜﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻜﺘﻤﻞ وﻋﺎﻟﻢ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ. "ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ،آﺎن اﻷﻣﺮ هﻜﺬا .ﺣﻴﻦ ﺧُﻠﻖ آﻞّ ﺷﻲء ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺁدم اﻟﺸﺎهﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻜﻮن ﺳﻌﻴﺪًا وﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻜﻞّ اﻟﺨﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻪ اﷲ إﻳّﺎهﺎ .ﻓﺈن أوﺟﺪﻧﺎ
28
هﺬﻩ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻓﻘﺪ آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن هﺬا اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺨﻠﻖ أﻳﻀًﺎ آﻤﺎ ﻟﻮ أنّ اﻟﺨﻠﻖ ﺧﻠﻘُﻪ. "ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﻮل" :اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻲ ...وأﺣ ّ ﺐ ﻧﻮرهﺎ ﻗﺪر ﻣﺎ أﺷﺎء؟ واﻟﻤﺎء ﻟﻲ ...ﻓﺄرﺗﻮي وأﻟﺒّﻲ ﺑﻪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻲ؟ ﻣﻦ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﻘﻮل :اﻷرض ،واﻟﻨﺎر واﻟﻬﻮاء هﻲ أرﺿﻲ وﻧﺎري وهﻮاﺋﻲ؟ هﻜﺬا وهﻠﻢّ ﺟﺮّا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺘﻬﺎ .ﻓﺈن اﺣﺘﺎج اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﺎ وﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈنّ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺳﺪا ﻓﻲ وﺟﻪ ﺧﻴﺮاﺗﻲ ،هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺳﺨﻴّﺔ ،وآﻞّ ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ اﻟﺠﺎﺣﺪة ﻟﻠﻌﺮﻓﺎن". وﺣﻴﺚ إنّ هﺬا هﻮ ﺣﺎل اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،ﻓﻘﺪ ارﺗﺒﻄﺖ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ ﺑﻜﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ ،ﻓﺼﺎر ﻟﺰاﻣًﺎ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ أن ﺗﺒﺎدل اﷲ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻬﺎ، واﻣﺘﻨﺎﻧﻬﺎ وﺷﻜﺮهﺎ. هﺬا اﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ اﷲ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﻧﺴﺎن ،هﻮ أوّل اﺧﺘﻼس ﻟﻠﺨﻠﻴﻘﺔ ﻟﻌﻄﺎﻳﺎ اﷲ ﺑﻌﺪم اﻋﺘﺮاﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼﺪر اﻟﺬي أﺗﺖ ﻣﻨﻪ ،وهﻮ اﻟﺬي أﺣﺒّﻬﺎ ﺣﺒﺎ ﺟﻤﺎ ،ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ،ﻳﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ اﻟﻮاﺟﺐ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ هﺬا اﻟﺨﻄﺄ. اﷲ اهﺘﻢّ ﺑﻤﺠﺪﻧﺎ ،وﺣﻤﺎﻳﺘﻨﺎ وﻣﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ،وﻟﻢ ﻳﺪع ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ أﻋﺎﻇﻢ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ أﺻﺎﻏﺮهﺎ إﻻّ وﺿﻌﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻣﻊ آﻞّ إﻧﺴﺎن. "أﺟﻞ ،إﻧّﻬﺎ أﻣّﻲ اﻟﺘﻲ ﻣﻸت اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻣﺤﺒّﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ اﷲ .ﺛﻢّ آﺎﻧﺖ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻲ اﻟﺘﻲ أﺗﻤّﺖ واﺟﺒﻬﺎ اﻟﻤﻘﺪّس اﻟﺬي ﻗﺼّﺮت اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ،واﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ
29
أﺑﻲ ﻳﺮأف ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺬﻧﺐ ،ﻓﺘﻮﺣّﺪت ﺻﻠﻮات أﻣّﻲ ﻣﻊ ﺻﻠﻮاﺗﻲ :أﻻ ﺗﻮدّﻳﻦ أن ﺗﻜﺮّري هﺬﻩ اﻟﺼﻠﻮات؟ إﻧّﻲ ﻟﻬﺬا دﻋﻮﺗﻜﻢ آﻲ ﺗﻨﻀﻤّﻮا إﻟﻴﻨﺎ وﺗﻌﻤﻠﻮا أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ". ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺣﺎوﻟﺖ ﻗﺪر إﻣﻜﺎﻧﻲ ،أن أﻗﻮم ﺑﺰﻳﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻷرﻓﻊ إﻟﻰ اﷲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،واﻟﻤﺠﺪ واﻟﻌﺮﻓﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .وﻳﺒﺪو ﻟﻲ أﻧّﻲ أرى ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﺗﻮاﺻﻼً ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻣّﻲ وﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ .هﺬا اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻳﺸﻜّﻞ أروع ﺗﺂﻟﻒ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ،وﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ وﺧﻠﻴﻘﺘﻪ ،ﻓﻜﻞّ ﺗﻮاﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ هﻮ ﻧﻐﻢ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺳﻤﺎويّ ﻳﺨﻠﺐ اﻷﻟﺒﺎب. إﻟﻴﻜﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻴّﺔ وﻓﻌّﺎﻟﺔ ﺟﺪا ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺤﺠّﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻋﻤﺎل اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض. اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ، ﺗﺮﺗﻤﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ، ﺗﺘّﺤﺪ ﺑﻪ وﺗﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أوﺟﺪهﺎ. اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ ،إﻧّﻬﺎ ﺗﻘﺘﺒﻞ ﻣﻨﻪ آﻞّ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﻀﻨﻪ ﻋﺒﺮ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻟﻤﻘﺘﺪرة ،راﻓﻌﺔ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﻤﺠﺪ واﻟﺴﺠﻮد ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ آﺎﺋﻦ ﻣﺨﻠﻮق. ﺛﻢّ ،ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن ﻟﺘﻘﺘﺒﻞ اﻟﻨﻔﺤﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻣﻦّ ﺑﻬﺎ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺁدم ،ﻧﻔﺤﺔ ﻣﺘﺠﺪّدة ﺗﺘﺠﺪّد ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﺗﺮﺣﻞ
30
ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس وﺗﻌﻮّض ﻋﻤّﺎ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ آ ّ ﻞ ﻣﻨﻬﻢ .ﺗﻌﺮض أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎل اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻷم ﻓﺘﻌﺘﺒﺮهﺎ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ، وﺗﺮﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ إﻟﻬﻬﺎ آﺄﻧّﻬﺎ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ. ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻤﻌّﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ وﺑﻜﻞّ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﻟﻜﻞّ ﻋﻤﻞ ﻟﻴﺴﻮع ،اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﺨﺎصّ اﻟﻤﺘﺂﻟﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ آﺎن وﺿﻴﻌًﺎ ،ﻣﺮﻓﻘًﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ واﻟﺘﻮﺳّﻞ ﻟﻤﺠﻲء اﻟﻤﻠﻜﻮت ،ﺛﻢّ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺗﻪ وﺗﺼﺤﺒﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،وﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﺘﻄﻠﺐ إﻟﻴﻪ ،ﺑﺤﻖّ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﺧﻴﺮًا ﺗﺼﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﺻﻌﻮدﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻣﺘﻮﺳّﻠﺔ إﻟﻴﻪ آﻲ ﻳﺮﺳﻞ ﺳﺮﻳﻌًﺎ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﺗﺴﻬﻴﻼً ﻟﺘﻼوة هﺬﻩ اﻟﺼﻠﻮات ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤّﺎ هﻨﺎك ﻣﻦ اﻧﻬﻤﺎآﺎت ،ﺟﺮى ﺗﻘﺴﻴﻢ "اﻟﺤﺞّ اﻟﻮرع" إﻟﻰ ٢٤ﺟﺰءًا ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻴﻮم ،وﺛﻢّ ﺗﻌﺮﻳﻒ آﻞّ ﺟﺰء "ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺔ" ،وﺗﻌﻨﻮﻧﺖ: "اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" .ﺑﺈﻣﻜﺎن آﻞّ ﻓﺮد أن ﻳﺘﻠﻮهﺎ: دﻓﻌﺔ واﺣﺪة. ﻣﻮزّﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻣﻪ. ﺗﻼوة ﺳﺎﻋﺔ واﺣﺪة ﻣﻊ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊاﻟﺴﺎﻋﺎت. -اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ أو اﺧﺘﻴﺎر ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺪاورة.
31
ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ آﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺻﺤﺒﺘﻬﺎ وﺗﻘﺘﺒﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺗﺘﺒﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﻮات واﻟﺸﻤﺲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،وﺧﻔﻘﺎن ﻗﻠﺒﻲ ،وﻧﻔﺤﺔ روﺣﻲ ،وﻣﺮآﺰ إدراآﻲ .أﻧﺖ ﺗﻐﻤﺮ ﺣﻘﺎرﺗﻲ وأﺗﻼﺷﻰ ﻓﻴﻚ .إﻧّﻲ أدﻧﻮ ﻣﻨﻚ آﻄﻔﻞ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻲ ،وأﺗﻤﺴّﻚ ﺑﻴﺪك ،وﻣﻌﻚ أدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻮر اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴّﺔ .ﺁﻧﺬاك ،ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣﺸﺎهﺪة اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي ﻳﻘﻮل ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻷوﻟﻰ وﻳﻔﺮج ﻋﻦ ﺟﻢّ ﻣﻦ اﻟﻨﻮر ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﻌﻪ أن أرى اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،دع ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻘﺘﺒﻞ آﻞّ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ،واﻟﻘﺪرة ،واﻟﻘﺪاﺳﺔ واﻟﻨﻮر ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،آﻲ ﻻ أﺧﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺳﻮى هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺣﺘّﻰ إذا اﻏﺘﻨﻴﺖ ﺑﻬﺎ ،أﻣﻜﻨﻨﻲ أن أﺳﺘﻮﻋﺐ آﻞّ ﺷﻲء وأﻋﻮّض ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ وأﺑﻘﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،دﻋﻨﻲ أﻳﻀًﺎ أرﺣﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻷﺗﺘﺒّﻊ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ،آﻢ هﻮ راﺋﻊ اﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻜﻠﻤﺘﻬﺎ ﻧﺜﺮت ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﻨﺠﻮم واﻟﻜﻮاآﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺬهﻠﻨﺎ ﺑﺄﻧﻮارهﺎ. ﻗﺎل آﻠﻤﺔ أﺧﺮى ﻓﺨﻠﻖ اﻟﺸﻤﺲ ،وﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﺨﻠﻖ اﻟﺮﻳﺢ واﻟﻬﻮاء واﻟﺒﺤﺮ وﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم وﺗﻨﺴﻴﻖ ﻳﺄﺳﺮان اﻟﻨﻔﺲ.
32
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ ﺧﻠﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺠﻮم ،هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّﺔ أودّ أن أﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺤﺒّﺘﻲ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ،ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺳﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء .ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أزﻳّﻦ ﺳﻤﺎﺋﻲ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ،أودّ أن أﻋﻄﻲ ﺻﻮﺗﻲ ﻟﻜﻞّ ﻧﺠﻤﺔ آﻲ ﺗﻌﻴﺪ ﻣﻌﻲ: "ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ،ﻋﺴﻰ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻋﺎﺟﻼً ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻓﻠﺘﺘﻤﺠّﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .إﻧّﻲ أﺳﺒّﺢ وأﻋﺒﺪ ﻗﺪرﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .اﺟﻌﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﺗﺘﻬﻴّﺄ ﻟﻔﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ وﻗﺒﻮل ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﺌﺘﻚ". ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﺗﺎﺑﻊ دورﺗﻲ وأﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺲ .إﻧّﻲ أﺗﺄﻣّﻞ ﻓﻴﻚ ﺣﻴﻦ دﻓﻘﺖ اﻟﻨﻮر اﻵﺗﻲ ﻣﻦ ﺣﻀﻦ أﻟﻮهﻴّﺘﻚ ﻟﺘﻜﻮّن اﻟﺸﻤﺲ، ﻧﺠﻤﺔ اﻟﻨﻬﺎر ،هﺬا اﻟﺠﺴﻢ اﻟﺴﻤﺎوي اﻟﺬي هﺪﻓﻪ أن ﻳﻐﻤﺮ اﻷرض وﺟﻤﻴﻊ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ آﻲ ﻳﻌﻄﻲ آﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺒﻠﺔ ﻧﻮر وﻣﺤﺒّﺔ. وهﻜﺬا ،ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ ﻳﺼﺒﺢ آﻞّ ﺷﻲء ﺣﺴﻨًﺎ، ﻣﺜﻤﺮًا ،ﻣﻠﻮّﻧًﺎ ﻣﺰﻳّﻨًﺎ وﻣﻐﺘﻨﻴًﺎ. ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺧﻠﻘﺖ هﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺣﻀﻨﻚ ﻟﻤﺠﺮّد ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻟﻲ .وﻋﻠﻴﻪ ،أودّ أن أﻗﺘﺒﻞ ﻓﻲ ذاﺗﻲ آﻞّ ﻧﻮرهﺎ وﺣﺮارﺗﻬﺎ وﺟﻤﻴﻊ ﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻬﺎ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﺑﺪوري ﻣﻦ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ﺷﻤﺴﻲ اﻟﺨﺎﺻّﺔ ،وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ،أﺳﺒّﺤﻚ ،وأﻣﺠّﺪك ،وأﻃﻴﻌﻚ أﻧﺖ اﻟﺒﻬﺎء اﻷﺑﺪيّ ،واﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻷﺑﺪﻳّﺔ .أﺟﻞ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أودّ أن أﻏﻤﺮك ﺑﺎﻟﻨﻮر ذاﺗﻪ واﻟﺤﺮارة ذاﺗﻬﺎ آﻤﺎ هﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ، أﺑﻌﺚ إﻟﻴﻚ ﺑﻘﺒﻼﺗﻲ اﻟﻼهﺒﺔ.
33
أودّ ﺑﺼﻮﺗﻲ أن أﻓﻌّﻞ ﺿﻴﺎء اﻟﺸﻤﺲ وﺟﻤﻴﻊ ﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻬﺎ آﻲ أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ ،ﻣﻦ ﻋﻠﻴﺎﺋﻚ وﺻﻮﻻً إﻟﻰ أﺳﻔﻞ ﻣﻜﺎن ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ أﺷﻌّﺘﻬﺎ ،أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .أﻻ ﺗﺮى ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أنّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻮدّ اﺧﺘﺮاق ﺣﺠﺐ اﻟﻨﻮر آﻲ ﺗﻨـﺰل وﺗﻤﻠﻚ وﺳﻂ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،إﻧّﻲ ﺁتٍ ﻋﻠﻰ أﺟﻨﺤﺔ أﺷﻌّﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻷﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ آﻲ ﺗﺴﺮع وﺗﺮﺳﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﺳﺄﻟﻚ ،ﻣﻦ وﺳﻂ هﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ ،أن ﺗﺪع ﺿﻴﺎءك ﻳﻨـﺰل إﻟﻰ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس آﻲ ﻳﻀﻴﺌﻬﻢ ﺑﻨﻌﻤﺘﻚ وﻳﻬﺒﻬﻢ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻓﻴﺤﺘﺮق ﻓﻴﻬﻢ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. أﺟﻞ ،ﻟﻮ أﻧﺤﺪر ﺿﻴﺎؤك إﻟﻴﻬﻢ ﻟﻌﻜﺴﻮا ﺑﻬﺎءك اﻹﻟﻬﻲّ ،وﻣﻦ ﺛ ّ ﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﺣﻘﺪ وﻻ ﻣﺮارة ،وﺳﻴﻨﻌﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻬﻨﺎﺋﻚ ،وﻳﺘﺠﺪّد وﺟﻪ اﻷرض. ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،آﻤﺎ أﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪة ﻟﺘﻤﻜّﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل" :ﺷﻤﺴًﺎ أﻋﻄﻴﺘﻨﻲ ،ﺷﻤﺴًﺎ أﻋﻄﻴﻚ" .إﻧّﻲ أﻣﺘﻠﻚ ﺟﺴﻤًﺎ ﺳﻤﺎوﻳﺎ ﻳﺴﺄل أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .هﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﻘﺎوم هﺬا اﻟﻨﻮر اﻟﺪاﻓﻖ اﻟﺬي ﻳﺒﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ؟ أﺳﺮع ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع! هﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ هﻲ ﻣﺨﺒﺮﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﻧﻮرهﺎ ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،ﻳﻜﺸﻒ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﺘﻜﻦ ﻗﺪاﺳﺘﻪ وﺗﻮﻗﻪ اﻟﻤﺘّﻘﺪّ ﻓﻲ أن ﻳﺮى هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺿﻴﺎﺋﻪ ﺣﺎﻓﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ وﻗﺪاﺳﺘﻬﺎ.
34
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺒﺤﺮ واﻟﺮﻳﺢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،هﺎ أﻧﺎ اﻵن أﺷﺎهﺪ ﺧﻠﻖ اﻟﺒﺤﺮ .ﻣﺎ هﺬا اﻟﻀﺠﻴﺞ؟ أﺳﻤﻊ هﺪﻳﺮًا ﻣﺘﻮاﺻﻼً؟ إﻧّﻪ رﻣﺰ ﺣﺮآﺘﻚ اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻗّﻒ أﺑﺪًا .أدﺧﻞ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ،إﻧّﻲ أﺗﺒﻨّﺎهﺎ ﻷﻋﻄﻴﻬﺎ آﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، وأﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. أﻧﻈﺮ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﺎ أﻧﺎ ﻣﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ أﻧﺰل إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻟﻤﺤﻴﻂ. ﻓﺤﻴﺜﻤﺎ أرى اﻟﺤﺮآﺔ ،واﻟﺤﻴﺎة أو هﺪﻳﺮًا ﻣﺎ ،ﻻ أﺗﻤﺎﻟﻚ ﻣﻦ أن أﺻﻌّﺪ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻗﻲ" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،أﺷﻜﺮك ،أﺑﺎرآﻚ ،أﻣﺠّﺪك، وﻣﻊ ﺻﻮﺗﻲ اﻟﻤﻤﺘﺰج ﺑﻬﺪﻳﺮ اﻟﺒﺤﺮ وﺑﻤﺮور اﻷﺳﻤﺎك ،وﺑﺎﻷﻣﻮاج اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺣﻴﻨًﺎ واﻟﻬﺎدﺋﺔ ﺣﻴﻨًﺎ ﺁﺧﺮ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻬﺒﻨﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أﻻ ﺗﻮاﻓﻖ ﻣﻌﻲ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻄﺮات اﻟﻤﺎء ﻣﻊ هﺪﻳﺮهﺎ ،هﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ أﺻﻮات ﺗﻘﻮل" :ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ! ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ! ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻄﻔﻮ ،هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺗُﺪﺧﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﺎﻃﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت آﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ. إﻧّﻲ ﺁﺗﻴﺔ ﻷﺑﺎرك وأﺣﺐّ ﺣﺮآﺘﻚ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺤﺮ وهﺪﻳﺮك ﻓﻲ أﻣﻮاﺟﻪ اﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ وﻧﻘﺎءك اﻟﺼﺎﻓﻲ وﻧﻌﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻒّ وﺗﺴﺘﺮ آﻞّ ﺷﻲء.
35
ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ،أﺳﺄﻟﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أن ﺗﺠﻌﻞ ﺷﻌﺒﻚ ﻗﻮﻳﺎ، ﻧﻘﻴﺎ ،واﻣﻨﺤﻪ روﺣًﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤًﺎ .دﻋﻪ ﻳﻌﺶ ﺧﻔﻴﺎ وﻣﻐﻤﻮرًا ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ واﻷﺑﺪﻳّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،اﻵن أراﻗﺐ اﻟﺮﻳﺢ ﺑﻨﺴﻴﻤﻬﺎ اﻟﻤﻨﻌﺶ وﻗﻮّﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ وﺟﻨﻮﻧﻬﺎ ،ﺗﺪﻣّﺮ اﻷﺷﻴﺎء ،ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ وﺗﻨـﺰﻋﻬﺎ .أﻋﺘﺒ ُﺮ أنّ اﻟﺮﻳﺢ، آﻲ ﺗﺤﺐّ وﺗﺴﺒّﺢ وﺗﻤﺠّﺪ وﺗﺒﺎرك ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،ذﻟﻚ أﺷﺒﻪ ﺑﺄﻧﻴﻦ ﻳﺘﺤﻮّل إﻟﻰ هﺪﻳﺮ .إﻧّﻬﺎ ﻣﺤﺒّﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺌﻦّ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺢ واﻟﺘﻲ ﺗﻮدّ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ .وﺑﻤﺎ أﻧّﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ أنّ ﻟﻴﺲ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺼﻐﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺌﻦّ وﺗﺘﻜﻠّﻢ ﺑﺄﺻﻮات ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﻮدّ أن ﺗﻤﻠﻚ وﺗﺴﻮد ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻬﺎ .ﻓﺒﺤﻖّ ﺳﻴﺎدة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﻴﺔ ،دع ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻳﺄتِ وﺳﻂ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﻟﻴﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘّﻰ ﻻ ﺗﺘﻤﻜّﻦ إﺣﺪاهﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻪ .إﺟﺬﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻃﺮاوﺗﻪ ،اﺳﺘﺨﺪم ﻗﻮّﺗﻪ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ وﺟﻨﻮﻧﻪ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت آﻲ ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ وﺗﺒﻘﻴﻬﺎ أﺳﻴﺮة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،وﺗﺼﻐﻲ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ إﻟﻰ أﻧّﺎﺗﻚ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ودﻋﻬﺎ ﺗﺪرك أﻧّﻚ ﺗﻮدّ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻓﺈن ﺑﺪا ﻟﻚ أﻧّﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﻐﻲ إﻟﻴﻚ ،ﺁﻧﺬاك أهﺪر وارﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﻋﺎﻟﻴًﺎ ،ﺣﺘّﻰ إذا أﺻﻤّﺘﻬﺎ أﺻﻮاﺗﻚ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎن آﻞّ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ ذاﺗﻬﺎ وﺗﺮﺿﻰ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ آﻤﻌﻠّﻢ أﺳﻤﻰ. وﻋﻠﻴﻪ ،أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﻋﻮد ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺮﻳﺢ ﻷﺳﺄﻟﻚ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .ﻓﻤﻊ آﻞّ هﺒّﺔ رﻳﺢ ،أودّ أن أﻧﻘﻞ إﻟﻰ آﻞّ ﻓﺮد ﻗﺒﻠﺘﻪ وﻣﻼﻃﻔﺎﺗﻪ وﻋﻨﺎﻗﻪ اﻵﺳﺮ.
36
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺗﻄﻴﺮ ﻓﻮق اﻷرض آﻠّﻬﺎ ﻣﻨﺬهﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺒﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ ،إنّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ﺗﻤﻸ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺑﺄﺳﺮهﺎ ،وأﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت .ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻲ ،أﺳﺘﻌﺪّ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺮﺣﻠﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻜﻮن ﺑﺄﺳﺮﻩ .أﺳﺎﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ،وﻓﻴﻪ أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت، وهﻲ ﺗﺘﻨﻔّﺲ ،ﻣﻦ ﺗﻨﺸّﻖ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻘّﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ .أودّ أن أﺳﺒّﺢ وأﻣﺠّﺪ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﻓﻲ آﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ ﻷﺿﻤّﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أودّ أن أﻃﻴﺮ ﻓﻮق اﻷرض آﻠّﻬﺎ وأﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ أوراق اﻟﻌﺸﺐ، واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ،واﻷزهﺎر واﻷﺷﺠﺎر وﻗﻤﻢ اﻟﺠﺒﺎل واﻷودﻳﺔ ،وأﺳﺄﻟﻚ أن ﻳﻤﺘﺪّ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ إﻟﻰ آﻞّ اﻷرض .أودّ أن أﻋﻄﻲ ﺻﻮﺗﻲ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ آﻲ ﻳﺘﻤﻜﻨّﻮا ﻣﻦ اﻟﻘﻮل" :ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وﻟﺘﻌﻢّ آﻞّ ﻣﻜﺎن". أﺻﻎِ إﻟﻲّ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع! أﺳﺄﻟﻚ ،وأﻧﺎ أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﻐﺎر اﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ وزﻗﺰﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﺸﺠﻴّﺔ ،أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. أﻃﺒﻊ أﻳﻀًﺎ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﺠﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﺤﻤﺎﻣﺔ وأﺳﺄﻟﻚ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻣﺎ ﻣﻦ آﺎﺋﻦ ﺣﻲّ ﻻ أودّ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻴﻪ ،ﻣﻦ هﻨﺎ ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن أردّد ﻻزﻣﺘﻲ ﺑﺪون ﺗﻮﻗّﻒ وﻣﻊ آﻞّ آﺎﺋﻦ ﺣﻲّ" :ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ"! أودّ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أن أدﺧﻞ إﻟﻰ ﺑﻄﻦ اﻷرض وأﺑﻘﻲ هﻨﺎك ﻗﻠﺒﻲ وﻧﺒﻀﺎﺗﻪ آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﻳﺤﺒّﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻳﻬﺘﻒ ﻣﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء" :ﻟﻴﺄت ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ وﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ"!
37
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن وﺗﻨﻀﻢّ إﻟﻰ اﻧﺸﺮاح اﷲ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﺷﻌﺮ ﺑﺄنّ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﺗﺠﺘﺬﺑﻨﻲ إﻟﻴﻚ وأ ّ ن ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﻮدّ أن ﺗﻜﻮن ﺷﺎهﺪة ﻋﻠﻰ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ. ﻳﺒﺪو ﻟﻲ أﻧّﻚ ﻟﻦ ﺗﻜﻮن راﺿﻴًﺎ إن اﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎل ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .ﺣﺘّﻰ وإن ﺗﻌﺬّر ﻋﻠﻲّ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﺷﻲء ،ﻓﻤﻊ ذﻟﻚ ﻳﺴﺮّك أن أﺑﻘﻰ ﺷﺎهﺪة وأآﺮّر ﻻزﻣﺘﻲ: "أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،أﺳﺒّﺤﻚ ،وأﺷﻜﺮك". وهﺎ أﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن ،أﺗﺄﻣّﻠﻚ هﻨﺎ ،ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،وأﻧﺖ ﻣﻊ اﻵب واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﺗﻮﻗﻮﻣﻮن ﺑﺼﻨﻊ اﻟﺠﻮهﺮة اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ،راﺋﻌﺘﻜﻢ اﻟﻔﻨﻴّﺔ ،ﺗﻤﺜﺎل اﻹﻧﺴﺎن .ﺑﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺻﻨﻌﺘﻤﻮﻩ! أي ﺟﻤﺎل أﻋﻄﻴﺘﻤﻮﻩ! أي رهﺎﻓﺔ إﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻨﺤﺘﻤﻮﻩ! ﻟﻘﺪ ﺗﻮﻗّﻔﺘﻢ ﻟﺘﺘﺄﻣّﻠﻮﻩ وأﻧﺘﻢ ﺗﺼﻨﻌﻮﻧﻪ .أﻋﺠﺒﻜﻢ ﻓﻘﻠﺘﻢ ﻓﻲ اﻧﺪﻓﺎع" :آﻢ راﺋﻊ ﺗﻤﺜﺎﻟﻲ"! ﻣﺤﺒّﺘﻜﻢ ذهﺒﺖ ﺑﻌﻴﺪًا ،ﺗﺠﺎوزت ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ اﻟﺤﺪود .وإذ ﺗﻌﺬّر ﻋﻠﻴﻜﻢ آﺒﺘﻬﺎ ،ﻧﻔﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺜﺎل ﻣﺎﻧﺤﻴﻦ إﻳﺎﻩ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺸﺒﻪ ﺑﻜﻢ: ﻓﺨﻠﻘﺘﻢ اﻹﻧﺴﺎن .ﻣﻸﺗﻤﻮﻩ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻜﻢ إﻟﻰ درﺟﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﺤﻴﻄﺎﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻّﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ آﻲ ﻳﺤﺐّ ﺧﺎﻟﻘﻪ .اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ ﺁﻧﺬاك ﻏﺎﺻﺖ ﻣﻊ أﻣﻮاﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺨﺎﻟﻘﺔ ﻓﺎﻧﺒﺮت اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﺨﻠﻴﻘﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﺤﺒّﺘﻲ هﻲ أﻳﻀًﺎ ﺗﻨﺸﺮح ﻟﻌﻤﻞ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن، أﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻚ اﻟﻤﺒﺪع ﻳﻘﻮل" :آﻢ هﻲ راﺋﻌﺔ ﺧﻠﻴﻘﺘﻲ! إنّ ﺻﺪى ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ ﻳﺸﺪّﻧﻲ وﻳﻬﺰّﻧﻲ؟ وﺻﻮﺗﻬﺎ اﻟﻨﺎﻋﻢ اﻟﻌﺬب ﻳﺪوّي ﻓﻲ
38
أذﻧﻲ .آﻢ أﻧﺎ ﻣﻐﺘﺒﻂ ﻟﻤﻨﺤﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة ،هﺬﻩ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮن ﻓﺮﺣﻲ واﻋﺘﺰازي. ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أودّ أن أﻗﺘﺒﻞ ﻧﻔﺤﺘﻚ اﻟﺨﻼّﻗﺔ .أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أرﻏﺐ ﺑﺘﻠﻬّﻒ ﻓﻲ أن أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك ﺑﺎﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ واﻟﻜﻤﺎل ﻧﻔﺴﻪ آﻤﺎ أﺣﺒّﻚ وﻋﺒﺪك ﺑﻬﻤﺎ أﺑﻲ اﻷوّل ﺁدم. ﺣﺘّﻰ وإن آﻨﺖ ﺧﻠﻴﻘﺔ ﻋﺪﻳﻤﺔ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق ،أودّ أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أن أﻗﺘﺒﻞ ﻣﺤﻴﻄﺎت ﻣﺤﺒّﺘﻚ وﻧﻮرك آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ،ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻣﻦ أن أﺻﻨﻊ أﻣﻮاﺟًﺎ هﺎﺋﺠﺔ .ﻣﺎ إن ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻚ ﺣﺘّﻰ ﺗﻀﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻲ .أﺟﻞ ،أﻋﻄﻴﻚ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻷﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺤﻴﻄﺎت اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،وﻣﻊ أﻣﻮاﺟﻲ ،أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ وﺗﺘﻢّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أَدﺧﻞ اﻵن ﻓﻲ وﺣﺪة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﻣﻦ أن ﺗﺼﺒﺢ واﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ .ﻣﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄّﻲ آﻞّ ﺷﻲء ،ﻳﺘﺮدّد ﺻﻮﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،إﻧّﻪ ﻳﻤﺘﺪّ إﻟﻰ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ وﻳﻐﻮص ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق، ﻳﺪﻋﻮ وﻳﻬﺘﻒ" :ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". إﻧّﻲ أﺗﺒﻨّﻰ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،واﻟﻤﺠﺪ ،واﻟﺴﺠﻮد ،واﻟﺸﻜﺮان، واﻷﻓﻜﺎر ،واﻟﻨﻈﺮات واﻟﻜﻠﻤﺎت ،واﻷﻋﻤﺎل واﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺁدم ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻷﻗﺪّم ﻟﻚ ﻣﻌﺎودة ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ .وإذ أﺷﻌﺮ ﺑﺄنّ
39
ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻲّ ﻓﻌﻠﻬﺎ ،ﻓﺎﺳﻤﺢ ﻟﻲ أن أﺳﺄﻟﻚ وأﺑﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ آﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ. ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن ،اﻟﻌﻴﺪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗّﻒ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﺨﻠﻴﻘﺔ. اﻹﻧﺴﺎن أﺻﺒﺢ أﻟﻌﻮﺑﺔ إﻟﻬﻴّﺔ وأﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨّﺎﻩ اﻵب ﻣﻦ ﻓﺮح وﻣﺴﺮّة. إنّ اﻣﺘﻼك اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن، ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻷوﻟﻮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮن :آﻞّ ﺷﻲء آﺎن ﻣﻨﺘﻈﻤًﺎ وﻣﺘﻨﺎﺳﻘًﺎ .ﺣﺘّﻰ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻨﺠﻮم ،واﻟﺸﻤﺲ واﻟﺒﺤﺮ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﺸﺮّف ﺑﺨﺪﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ .ﻟﻘﺪ آﺎن ﺁدم ﺑﺴﻤﺔ اﻟﺨﻠﻖ وﻓﺮﺣﻪ ،آﻞّ ﺷﻲء آﺎن ﻳﺬآّﺮﻩ ﺑﺨﺎﻟﻘﻪ ورﺑّﻪ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺴﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ وﻻ ﻳﺪع ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﻤﻜﺘﻤﻠﺔ. وإذ رأى اﷲ ﺁدم وﺣﻴﺪًا ،ﻓﻘﺪ ﺷﺎء أن ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ،ﻓﺴﻠّﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮﻣًﺎ ﻋﻤﻴﻘًﺎ واﻧﺘـﺰع ﺿﻠﻌًﺎ ﻣﻦ أﺿﻼﻋﻪ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺮأة وﻗﺪّﻣﻬﺎ إﻟﻴﻪ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. أﻣّﻨﺎ اﻷوﻟﻰ ﺣﻮاء ﺑﻘﻴﺖ هﻲ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ وﺣﺪة اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺗﻨﺎﻓﺴﺖ ﻣﻊ ﺁدم ﻓﻲ اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﻟﻤﺤﺒّﺔ ذاك اﻟﺬي أﻋﻄﺎهﺎ اﻟﺤﻴﺎة .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻧﻔﺴﻲ أﻳﻀًﺎ ﺗﻮدّ أن ﺗﻐﻮص ﻓﻲ وﺣﺪة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﻦ أﺧﺮج أﺑﺪًا ﻣﻦ أﻣﻮاج اﻟﻤﺤﺒّﺔ هﺬﻩ اﻟﺘﻲ ﻣﻌﻬﺎ آﺎن أﺑﻮاﻧﺎ ﻳﺤﺒّﺎن وﻳﻤﺠّﺪان ﻋﻈﻤﺘﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،ﻣﻦ وﺳﻂ هﺬﻩ اﻷﻣﻮاج أواﺻﻞ اﻟﻬﺘﺎف" :ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،وﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻣﺤﻘّﻘﺔ أﻳﻨﻤﺎ آﺎن".
40
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺎﺿﺮة ﻟﺪى ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺁدم ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن ﺗﺤﺎول اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻋﻦ اﻹهﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ
ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أن ﻗﺪرة وﺣﺪة اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺣّﺪت ﻋﻤﻞ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﻊ ﻋﻤﻞ أوﻟﻰ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ :ﺁدم وﺣﻮاء ،ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﻤﺎ ﻳﺸﺎرآﺎن ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮات وﻣﺒﻬﺠﺎت. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أودّ ﻣﻌﺎودة ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ وﺣﺪة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. هﻨﺎك أودّ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨـﺰﻟﻲ وهﻨﺎك ،أودّ أن أﺟﺪ ﻓﺮﺣﻲ وﺳﻌﺎدﺗﻲ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ ،وﻟﺘﻌﺎﺳﺘﻬﻤﺎ ،اﺑﺘﻌﺪ ﺁدم وﺣﻮاء ﻋﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻟﻴﻌﻤﻼ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ إرادﺗﻬﻤﺎ ،ﻓﺎﻧﺤﺪرا ﻣﻦ ﻗﻤﺔ اﻟﺴﻌﺎدة إﻟﻰ هﺎوﻳﺔ اﻟﺒﺆس واﻟﺸﻘﺎء .اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض اهﺘﺰّﺗﺎ ﻟﺪى رؤﻳﺘﻬﻤﺎ أروع اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻳﻨﺘﻔﻀﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ .اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺟﻤﻌﺎء ارﺗﺠّﺖ وأﻧﺖ ﺑﺎﻟﺬّات ،أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّوس ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻷﺳﻰ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻣﺎ أﻗﺪﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ. ﺗﻌﺰﻳﺔ ﻟﻘﻠﺒﻚ ،هﺎ أﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ .أودّ أن أُﻋ ّ ﺪ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وأن ﻻ أﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق. أﻗﻮم ﺑﺬﻟﻚ آﻲ أﺳﺘﻌﻴﺪ ،وإن ﻗﻠﻴﻼً ،ﻣﺎ أﺿﺎﻋﻪ اﻷﺑﻮان اﻷوﻻن ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ ،وأﻣﺤﻮ وﺻﻤﺔ اﻟﻌﺎر اﻟﺘﻲ ارﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻦ آﻞّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻴﺴﺘﻤﺮّ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺮح واﻟﻬﻨﺎء اﻟﻠﺬان رﻓﻌﺎهﻤﺎ إﻟﻴﻚ ﻓﻲ اﻷﻳّﺎم اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺨﻠﻴﻘﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أﻋِﺪ أﻳﺎم ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .ﺟﺪّد اﻷﻓﺮاح واﻟﻤﺴﺮّات واﻻﻧﺸﺮاﺣﺎت ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ.
41
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻮاﺻﻞ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺗﻌﺮض أﻣﺎﻣﻬﺎ أﺑﺮز ﺷﺨﺼﻴّﺎت اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﺗﺘﻮق إﻟﻰ اﻟﻔﺪاء
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻟﻦ أدﻋﻚ وﺣﺪك أﺑﺪًا ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻚ ،ﻟﻦ أرﻓﺾ ﺪ ﻋﻠﻨًﺎ ﺑﺄﻧّﻲ ﻻ أودّ أن أﻋﻤﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ،وأﻋِ ُ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ .إﻧّﻲ أوﺛﻘﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻲ ﻋﺮﺷﻚ آﻲ ﻻ أﻋﻮد ﻷﺗﺎﺟﺮ ﺑﻬﺎ .ﺳﺘﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻤﻴﻖ وﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﺁدم وﺣﻮاء ﺿﺪّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﺗﺤﺎدي اﺗﺤﺎدًا آﺎﻣﻼً ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ،أآﻮن ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ذاﺗﻲ ﺷﻴﺌًﺎ واﺣﺪًا ﻣﻌﻚ. ﻳﺎ أﻋﺰّ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻧﺘﺼﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أرﻏﺐ ﻓﻲ أن أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻋﻦ آﻞّ ﻓﻜﺮة ،وﺗﻌﻮﻳﺾ وﻣﺠﺪ أدﻳﻦ ﺑﻪ ﻟﻚ، ﻣﻨﺬ أوّل ﻓﻜﺮة ﻓﻲ رأس ﺁدم إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻓﻜﺮة ﻟﺪى ﺁﺧﺮ ﺧﻠﻴﻘﺔ، آﻲ أﺳﺄل ،ﺑﺎﺳﻢ آﻞﱟ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،اﺟﻌﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺪرآﻮن ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ اﷲ ﺣﺘّﻰ ﻳﺠﻌﻠﻮهﺎ ﺗﺴﻮد وﺗﻤﻠﻚ. ﻞ ﻧﻈﺮة ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ ،وآﻞّ آﻠﻤﺔ ﻣﻦ أودّ أن أﺧﺘﻢ آ ّ آﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﻲ واﻟﻨﻔﺤﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺘﻤﺪّهﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ. أودّ أن أﻋﻴﺪ أﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ،وآﻞّ ﺧﻄﻮة ،وآﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻗﻠﺐ ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،أودّ أن أﻋﻮّض ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ وأﻗﻮل :ﺗﻌﺎل ،ﺗﻌﺎل إﻟﻰ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺗﺠﺎوﺑًﺎ ﻣﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أودّ أن أﻋﻮّض ﻋﻦ آﻞّ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻠﺬﻳﻦ آﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت أن ﺗﺆدّﻳﻬﻤﺎ ﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻋﺎﺷﺖ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ ،أﺳﺄﻟﻚ اﻟﻤﻠﻜﻮت.
42
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻋﺮض اﻵن أﻣﺎﻣﻲ رﻣﻮز اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻢ ،أﺗّﺎﻣﻞ ﻓﻲ رواﺋﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. إﻧّﻲ أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ذﺑﻴﺤﺔ إﺑﺮاهﻴﻢ وﻃﺎﻋﺔ اﺳﺤﻖ ﻷﻃﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ،ﺑﻤﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أﻃﺒﻊ أﻳﻀًﺎ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺁﻻم ﻳﻌﻘﻮب وﺣﺰن ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺠﺪﻩ ،وﺑﻬﺎ أﺳﺄل أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ. إﻧّﻲ أﻗﻴﻢ ،ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ،ﻓﻲ ﻗﺪرة ﻣﻌﺠﺰات ﻣﻮﺳﻰ ،وﻗﻮّة ﺷﻤﺸﻮن ،وﻗﺪاﺳﺔ داود ،وﺻﺒﺮ أﻳّﻮب .ﻷﺟﻞ ﺟﻤﻴﻊ هﺬﻩ اﻷﺷّﻌﺔ ﻣﻦ ﻧﻮر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،ﻻﺣﻆ آﻴﻒ أﺣﺎول ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺟﻴﺎل ،إﻋﺎدة ﺗﺮﺳﻴﻢ أﻋﻤﺎل ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ آﻲ أﺳﺄل أن ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وﻳﺤﺒّﻮهﺎ وﻳﺘﻮﻗﻮا إﻟﻴﻬﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أرى أنّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻘﺘﺮب أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت .ﻓﺤﻴﻦ أﻟﻘﺖ أﺷﻌﺔ ﻧﻮرهﺎ ،ﺷﻤﻠﺖ اﻷﻧﺒﻴﺎء وأوﺣﺖ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﺠﻴﺌﻚ إﻟﻰ اﻷرض ،ﻣﺤﺪّدًا اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن واﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ آﻞّ ﻧﺒﻲّ وآﻞّ إﻳﺤﺎء أﻧﺖ ﻣﺼﺪرﻩ وأﻗﻮل: "أﺣﺒّﻚ ،أﺑﺎرآﻚ ،أﺷﻜﺮك" ،وأﺳﺄل ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .إنّ آﻞّ وﻋﺪ ﺗﻌﻬّﺪت ﺑﻪ ،وآﻞّ إﻳﺤﺎء أﻇﻬﺮﺗﻪ ﺑﺸﺄن ﻧﺰوﻟﻚ إﻟﻰ اﻷرض آﺎن ﻋﻬﺪًا ﻗﺎﻃﻌًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈنّ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﺎن هﻮ أﻳﻀًﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﻤﻠﻜﻮت ﻓﺪاﺋﻚ .ﻟﻤﺎذا ﺗﺒﻄﺊ ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ؟ إﻧّﻚ ﻻ ﺗﺪع اﻷﺷﻴﺎء ﻧﺼﻒ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ،وﻻ ﺗﻌﻄﻲ أﺑﺪًا ﺧﻴﺮاﺗﻚ ﻣﺠﺰّأة ،إن آﻨﺖ ﺗﻤﺪّﻧﺎ ﺑﻨﺼﻒ ﻋﻄﺎﻳﺎك ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺪاﺋﻚ ،ﻓﺄﻧﺠﺰ ﻋﻤﻠﻚ :دع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻤﻠﻚ وﺗﺴﻮد ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت.
43
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻐﻮص ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﺎت اﻟﻨﻮر واﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻷمّ اﻟﺴﻤﺎء إﻧّﻬﺎ ﺗﺼﻠّﻲ آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻰ اﻷرض
أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،أﺣﺲ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ ﺗﺘﺪﻓّﻖ ﻓﻲّ .أرى ،ﺑﻔﺮح ﻋﻈﻴﻢ ،أﻧّﻚ ﺗﻀﻊ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺟﺎﻧﺒًﺎ وﺗﺴﺘﻌﺪّ ﻷﻓﺮاح ﺟﺪﻳﺪة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن .إﻧّﻚ ﺗُﺸﻴﻊ ﻣﺤﻴﻄﺎت ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة واﻟﺤﻜﻤﺔ ،واﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺠﻤﺎل ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻤﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﺑﻜﻼﻣﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗُﺨﺮج ﻣﻦ أﻋﻤﺎق هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﺣﻴﺎة اﻟﻤﻠﻜﺔ ،اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﺔ ،اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ أي ﻋﻴﺐ، اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻨﻘﺎوة واﻟﻌﺬوﺑﺔ واﻟﺠﻤﺎل آﻲ ﺗﺄﺳﺮ آﻞّ أﻟﻮهﻴّﺘﻚ. ﻣﻊ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻼ دﻧﺲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻠﻜﺔ ،ﺑﺪأتِ اﻷﻓﺮاح ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض .اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺑﺄﺳﺮهﺎ ﺗﻬﻠّﻠﺖ ﺑﻤﻠﻜﺘﻬﺎ .أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ ،أآﺮّﻣﻬﺎ .إﻧّﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺴﺮّة اﻵب ،واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .إﻧّﻲ أدﻋﻮ اﻟﺴﻤﺎء، واﻟﺸﻤﺲ ،واﻟﺮﻳﺢ ،واﻟﺨﻠﻴﻘﺔ آﻠّﻬﺎ ،واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌﻴﻦ ﻟﻴﺮﻧّﻤﻮا ﻣﻌﻲ ﻣﺪاﺋﺢ هﺬﻩ اﻟﻤﻠﻜﺔ وﻳﺴﻠّﻤﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ آﺴﻴّﺪة ،آﺄمّ، وآﻤﺨﺘﺎرة ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت. أﻟﺴﺖِ أﻧﺖ هﻜﺬا ،ﻳﺎ أﻣّﻲ؟ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺮﻓﻌﻮن إﻟﻴﻚ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وﻣﺪاﺋﺤﻬﻢ .ﻣﺼﻴﺮﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻚ ،ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻧﺼﻠّﻲ ﻣﻌًﺎ إﻟﻰ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي هﺎﺗﻔﻴﻦ" :ﻓﻠﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ إﻟﻰ اﻷرض".
44
أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،ﻗﺪّﻣﻴﻨﺎ إﻟﻰ اﷲ ،ﻓﻠﺴﻮف ﻳﻨﺪهﺶ ﻟﺪى رؤﻳﺘﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺣﻮﻟﻚ وهﻲ ﺗﻘﻮل ﻣﻌﻚ: "ﻓﻠﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ". أﺟﻞ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،إﻧّﻚ ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧﺮ ﺳﻮى أﻧّﻚ ﺗﺪﻓﻘﻴﻦ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﺘﻲ أوﺷﻜﺖ أن ﺗﻮﻟﺪ .إﻧّﻚ ﻻ ﺗﺘﻮﻗّﻔﻴﻦ ﻋﻦ إﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻧﻌﻤًﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﺘﻮﺳّﻊ أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ ﻣﺤﻴﻄﺎت ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺤﺪودة .ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﺗﺠﺪﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻌﻄﻴﻚ آﻞّ ﺷﻲء وأن ﺗﻌﻮّض ﻋﻦ آﻞّ ﺷﻲء .هﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻧﺼﺎﻋﺔ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﻤﻔﺮوض ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ أن ﺗﻘﺪّﻣﻪ إﻟﻴﻚ .ﻟﺬا ،أﻧﺖِ ﺗﺸﺮﺣﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻓﻮرًا ﻗﺼّﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺴﺎﻗﻂ ،وﺁﻻﻣﻚ ،وﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة اﻟﺘﻲ ﻧﺒﺬﺗﻬﺎ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻬﺪﻳﻦ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞّ ﺷﻲء ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻄﻴﻚ ﺑﺴﺨﺎء ﻋﻄﻴّﺔ إرادﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻّﺔ وﺗﺘﻌﻬّﺪ اﻟﺘﻌﺮّف إﻟﻴﻬﺎ آﻤﺎ هﻲ .وإذ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﻤﺸﻴﻴﺌﺘﻚ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وهﻜﺬا ﺑﻨﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻤﻠﻜﻮت اﻷول ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أﺳﻤﻊ اﻵن ﺻﺪى ﻻزﻣﺘﻬﺎ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ" :ﻓﻠﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻔﺪاء ،ﻓﻠﻴﺄتِ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻓﻠﻴﺄت اﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي ،ﻟﻦ أﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ رآﺒﺘﻴﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻬﺒﻨﻲ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ". أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ ،أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي ،أﻋﻴﺪ ﻣﻊ ﻣﻠﻴﻜﺘﻲ وأﻣﻲ ﻣﺎ اﻋﺘﺪت أن أردّدﻩ" :ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" .ﻓﻤﻊ ﺑﻘﺎﺋﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻚ ،ﺳﺄﻃﻮّﻗﻚ ﺑﺬراﻋﻲّ وأﺑﻘﻰ هﻜﺬا ﺣﺘّﻰ ﺗﺆآّﺪ ﻟﻲ أنّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻦ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻨﺎس وﻳﺤﺒّﻮهﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺳﻮف ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻠﻜًﺎ آﺎﻣﻼً.
45
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻷم ،ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي
آﻲ ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻊ ﻣﻠﻜﺘﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻲ أﺑﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎوي .هﻨﺎك ،ﺳﻮف أﺻﻠّﻲ ،ﺳﻮف أﺑﻜﻲ ،ﺳﻮف أﺗﻮق إﻟﻰ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وﻣﻊ اﺑﺘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻤﺤﺒّﺔ، وﻗﺒﻼﺗﻲ اﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ،وﻣﻊ ﻗﺪرة إرادﺗﻚ اﻵﺳﺮة ،ﺳﻮف أﺑﺘﻬﻞ إﻟﻰ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي آﻲ ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض. وأﻧﺖِ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ،ﺿﻌﻲ ﻳﺪك ﻋﻠﻰ اﺑﻨﺘﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮة. دﻋﻴﻨﻲ أﻋﺒﺮ ﺑﺤﺮ ﻣﺤﺒّﺘﻚ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻣﻦ أن أﺳﺄﻟﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ .إﻧّﻲ أﺗﺒﻨّﻰ ﺳﺠﻮدك اﻟﺨﺎﻟﻘﻲ .أﺗﺒﻨّﻰ ﺻﻠﻮاﺗﻚ ،وﺗﻀﺮّﻋﺎﺗﻚ وﺗﻠﻬﻔّﺎﺗﻚ آﻲ أﺳﺄﻟﻪ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ آﻲ أﺿﻊ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺁﻻﻣﻚ وﺑﻜﺎﺋﻚ ﺗﻌﺎﺳﺘﻲ ،وإﺣﺒﺎﻃﻲ ،وﻓﺸﻠﻲ ،وإﻣﺎﺗﺎﺗﻲ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ أن أﺳﺄﻟﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻋﺎﺟﻼً وﻳﺤﻞّ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس وﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ. ﻓﻜﻤﺎ أﺗﻴﺖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وأﻧﺰﻟﺘﻪ إﻟﻰ اﻷرض ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻚ ،أﺳﻌﻲ آﻲ ﻳﻨـﺰل ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻣﻦ أﻋﺎﻟﻲ ﻋﺮﺷﻪ اﻟﺴﻤﺎوي وﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت اﻷرض.
46
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺗﺼﺤﺐ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻣّﻪ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺘﻲ وأﻣّﻲ ،ﻻ أودّ أن أﻋﻴﺶ ﺑﺪوﻧﻚ .إﻧّﻲ أوﺣّﺪ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻚ آﻲ ﺗﺼﺒﺢ واﺣﺪة وأﺳﺄل ﻣﻌﻚ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وإذ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ،أﺧﻔﻲ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻚ اﻟﻮاﻟﺪيّ "ﻣﺤﺒّﺘﻲ وﺁﻻﻣﻲ ﻷآﺮّم اﺑﻦ اﷲ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﺒﻲ .ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﻧﺰﻟﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء إﻟﻰ ﺳﺠﻦ أﺣﺸﺎﺋﻚ ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻪ أﻋﻤﺎﻟﻲ اﻟﻤﺘّﺤﺪة ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ وأﺳﺄﻟﻪ أن ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ ﻋﺎﺟﻼً ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أودّ أن أﺣﺒﺲ ذاﺗﻲ ﻓﻴﻚ آﻲ أﺑﻘﻰ ﻣﻊ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ وأﺻﺤﺒﻪ ﻓﻲ اﻧﻔﺮادﻩ .أودّ اﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻪ وأﻗﻮل ﻟﻪ: "أﺣﺒّﻚ ،أﺳﺒّﺤﻚ ،وأﺷﻜﺮك". أرى ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﻨـﺰاع، واﻟﻤﻮت واﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﻳﺘﺒﻴّﻦ ﻟﻲ أﻧّﻚ ﺗﻮدّﻳﻦ اﻟﻘﺒﻮل ﺣﺎﻻً ﺑﺤﺎﻻت اﻟﻤﻮت هﺬﻩ ارﺿﺎءً ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘﻤﺰّق ﺣﻴﺚ أراك ﺗﻨﺎزع وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﻃﻔﻼً. ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮي ﻳﺴﻮع ،أودّ أن أﻗﺪّم ﺣﻴﺎﺗﻲ إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﺎ دام هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ ،آﻤﺎ أودّ أن ﺗﻤﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﻣﺎ دام هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺤﻴﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ.
47
أﺟﻞ ،أودّ أن ﺗﺘﺄﻟّﻖ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ آﻲ ﺗﺨﻔّﻒ ﻣﻤّﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﺰاع وأﻟﻢ. ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،آﻢ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺁﻻم ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻣّﻚ! إﻧّﻚ هﻨﺎك ﺑﻼ ﺣﺮاك .اﻟﻤﻜﺎن ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ ،ﺣﺘّﻰ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ إﺻﺒﻌﻚ أو ﻗﺪﻣﻚ أو ﻟﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ .ﻓﺴﺠﻨﻚ ﻣﻈﻠﻢ ،وﻻ أﺷﻌّﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،أودّ أن أﺟﻠﺐ ﺣﻴﺎة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻀﻴّﻖ ﻷوّل إﻗﺎﻣﺔ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻲ أﻃﺮد اﻟﻌﺘﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ .أودّ أن أﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺘﻲ وﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎﺋﻚ اﻟﻤﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺤﺮّك ،وأﺳﺄﻟﻚ ،ﺑﺤﻖّ ﺁﻻﻣﻚ ،أن ﺗﻤﻜّﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮّك ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت آﻲ ﺗﺒﺪّد ﺑﻨﻮرهﺎ ﻟﻴﻞ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻤﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻤﻌﺒﻮد ،إن ﻟﻢ ﺗﺪﻋﻨﻲ أﺗﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻴﻚ اﻵن وأﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮ ،ﻗﻞ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞّ ﻣﺘﻰ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟ أﻻ ﺗﻌﻠﻢ ،ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أنّ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻮدّ اﻟﺘﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﺪرة وﻗﻮّة ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ هﺪﻓﻲ ،أﺳﺘﻌﻴﻦ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ :اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻊ ﻧﺠﻮﻣﻬﺎ ،اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻊ ﻗﻮّة ﻧﻮرهﺎ وﺣﺮارﺗﻬﺎ ،اﻟﺮﻳﺢ ﻣﻊ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ واﻟﺒﺤﺮ ﻣﻊ أﻣﻮاﺟﻪ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ. إﻧّﻲ ﺑﺼﻮﺗﻲ أﻧﺸّﻂ آﻞّ ﺷﻲء ،أدﻋﻮ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻟﺘﻘﺪّم إﻟﻴﻚ، ن ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،إ ّ
48
ﻣﺎ أودّﻩ ﻟﻚ ،وأﻧﺖ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻟﻠﻨﻮر ،هﻮ أن أراك ﻣﺤﺎﻃًﺎ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ أﻋﻤﺎﻟﻚ وآﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮل ﻣﻌﻲ" :أﺣﺒّﻚ ،أﺳﺒّﺤﻚ، أﺷﻜﺮك ،وأﻋﺒﺪك ،وﻣﻌﻬﺎ أودّ أن أﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ. ﻋﻨﺪ وﻻدﺗﻚ ،وأﻧﺖ ﺗﺮﺗﺠﻒ ،اﺣﺘﻤﻴﺖ ﻓﻮرًا ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ اﻷم اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ ،ﻓﻀﻤّﺘﻚ إﻟﻰ ﺻﺪرهﺎ ،ﻗﺒّﻠﺘﻚ ،وأدﻓﺄﺗﻚ ،وأرﺿﻌﺘﻚ وﻣﺴﺤﺖ دﻣﻮﻋﻚ .أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ،أودّ أن أﺿﻊ ذاﺗﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ أﻣّﻚ آﻲ ﺗﺘﻼﻗﻰ ﻗﺒﻼﺗﻲ ﻣﻊ ﻗﺒﻼﺗﻬﺎ .أودّ أن أدع ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻣﻊ ﻟﺒﻨﻬﺎ اﻟﺒﺘﻮﻟﻲ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن أﻏﺬّﻳﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻨﻲ .إنّ آﻞّ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻟﻚ ،أودّ أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أن أﻓﻌﻠﻪ ﻟﻚ .أﻧﻈﺮ، ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ! ﻟﺴﺖ وﺣﺪي ،ﻓﻜﻞ ﺷﻲء هﻮ ﻣﻌﻲ: اﻟﺸﻤﺲ ﻟﺘﺪﻓﺌﻚ وأﻋﻤﺎﻟﻚ ﻟﺘﺠﻔّﻒ دﻣﻮﻋﻚ .أﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ وﺗﺸﻬﻖ ﻷﻧّﻚ ﻻ ﺗﺠﺪ ذاﺗﻲ ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ .ﻟﻜﻨّﻲ أودّ ،ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ،أن أرﻧّﻢ ﻟﻚ آﻲ ﺗﻨﺎم .ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺳﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲّ أن أﺳﺄﻟﻚ ،ﺣﻴﻦ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ،ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
49
اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺎﺷﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ أﻣّﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ أﺛﻨﺎء أوﺟﺎع اﻟﺨﺘﺎن وﺗﻮدع اﻹرادات اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺠﺮح ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ" ،أﺣﺒّﻚ ،أﺳﺒّﺤﻚ ،أﺷﻜﺮك" ،ﺗﺘﺒﻌﻚ ﻓﻲ آ ّ ﻞ ﻣﻜﺎن ﻷﺳﺄﻟﻚ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أودّ أن أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻚ ،ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺗﻨﻔّﺲ، ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻚ ،ﻋﻠﻰ ﺑﺆﺑﺆ آﻞّ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ،ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ دﻣﻚ ،ﻋﻠﻰ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ وﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﻦ أﻓﻜﺎرك .ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ أﺿﻌﻬﺎ ﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﻟﻬﺎث اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺳﺠﻮد ﺻﺎﻣﺖ ﻟﺘﺒﻘﻴﻚ داﻓﺌًﺎ. ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،إﻧّﻲ أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻊ اﻟﺬي اﻧﺘﺎﺑﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺘﺎن وﻓﻲ آﻞّ ﻧﻘﻄﺔ دم أُرﻳﻘﺖ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺘﻪ ﻣﻦ أﻟﻢ ،أﺳﻜﺐ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻓﻲ دﻣﻌﻚ وﻓﻲ دﻣﻮع ﻣﺮﻳﻢ وﻳﻮﺳﻒ اﻟﻠﺬﻳﻦ آﺎﻧﺎ ﻳﺸﺎهﺪاﻧﻚ ﺗﺘﺄﻟّﻢ .ذاك اﻟﺪم ،وذاك اﻟﻮﺟﻊ ،وﺗﻠﻚ اﻟﺪﻣﻮع ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،أﺑﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ ،وأﻧﺎ أﺿﻤّﻚ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ،آﻲ ﻻ ﺗﺰداد أﻟﻤًﺎ ﻣﻦ ﺟﺮح ﺧﺘﺎﻧﻚ ،وأن ﺗﻀﻊ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺠﺮح ﺟﻤﻴﻊ اﻹرادات اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وأن ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﺣﻴﺎة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
50
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ هﺮﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺟﻤﻌﺎء إﻟﻰ ﻣﻼﻃﻔﺔ اﻟﻄﻔﻞ وﺗﻄﻠﺐ ﻣﺠﻲء اﻟﻤﻠﻜﻮت ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﻤﻌﺒﻮد ،ﻓﻴﻤﺎ آﺎن ﺟﺮح ﺧﺘﺎﻧﻚ ﻳﻨـﺰف ،آﺎن هﻨﺎك أﻟﻢ ﻳﻨﺘﺎﺑﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺨﺺ ﻣﺴﺘﺒﺪّ ،ﻗﺎﺳﻲ اﻟﻘﻠﺐ ،ﻳﻮدّ ﻗﺘﻠﻚ، ﻓﺎﺿﻄﺮرت إﻟﻰ اﻟﻬﺮب إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﻣﻠﺠﺄ .أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪث ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺧﻴﺎﻧﺔ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺎﺿﻄﻬﺎدهﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻲ ﻻ ﺗﺪﻋﻬﺎ ﺗﻤﻠﻚ وﺗﺴﻮد؟ أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻤﻌﺒﻮد ،أودّ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ،وﻗﺒﻼﺗﻲ، وﻣﺸﺎرآﺘﻲ ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻚ ﺣﺎﻓﺰًا ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﺘﻜﻮﻧﺎ ﻣﺸﻴﺌﺔ واﺣﺪة. ﻣﻦ أﺟﻞ أن أﻃﻠﺐ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺈﻧّﻲ أراﻓﻖ ﻣﺮﻳﻢ وهﻲ ﺗﺤﻤﻠﻚ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻬﺎ ،وأودّ ،وهﻲ ﺗﻤﺸﻲ ﺑﻚ ،أن ﺗﺼﻐﻲ إﻟﻰ هﻤﺴﺎت ﻻزﻣﺘﻲ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،أﺳﺒّﺤﻚ ،أﺷﻜﺮك". وأﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺧﻄﻮة ،وآﻞّ ﺣﺒّﺔ ﺗﺮاب ،وآﻞّ ﻋﺸﺒﺔ ﺗﺪوﺳﻬﺎ .أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،وأﻧﺖ ﺗﻬﺮب ،ﻟﺘﻌﻄﻴﻨﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،آﻲ أداﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ وأﺳﺄل اﻧﺘﺼﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﺷﻌﺮ ﺑﺄنّ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘﻤﺰّق ﺣﻴﻦ أراك ﺗﺒﻜﻲ وأﺳﻤﻌﻚ ﺗﺸﻬﻖ ﻷﻧّﻬﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻨﻚ آﻲ ﻳﻘﺘﻠﻮك .ﻓﻠﻜﻲ ﺗﺘﻮﻗّﻒ دﻣﻮﻋﻚ
51
ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ،أودّ أن أﻗﻮم ﺑﺮﺣﻠﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻜﻮن وأن ﺗﺼﻐﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ اﻋﺘﺪت أن أﻗﻮﻟﻪ" :أﺣﺒّﻚ" ،وإﻟﻰ اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﻤﻌﻬﻮدة" :هﺒﻨﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ" ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﺒﺤﺎر ،ﻓﻲ آﻞّ ﻗﻄﺮة ﻣﺎء وﻓﻲ اﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوح وﺗﺠﻲء .أودّ أن أﺗﺴﻠّﻖ أﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﺎل وأﻧﺤﺪر إﻟﻰ أﻋﻤﻖ اﻟﻮدﻳﺎن ﻷوﻗﻆ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت واﻷزهﺎر واﻷﺷﺠﺎر وأﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮدّد ﻣﻌﻲ" :أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ". أودّ أن ﻳﺒﻠﻐﻚ ﺻﺪى ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻋﻠﻰ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺮﻳﺢ ،وأن ﺗﺼﻠﻚ ﻗﺒﻼﺗﻲ وﻣﻼﻃﻔﺎﺗﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﺎري اﻟﻤﻴﺎﻩ .ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮي اﻟﺤﺒﻴﺐ، أﺳﺄل اﻟﺸﻤﺲ أن ﺗﻨﻴﺮ وﺟﻬﻚ وأن ﺗﺮدّد ﻣﻌﻲ" :أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ" أﺳﺄل ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ أن ﺗﺰﻗﺰق ﻟﻚ آﻲ ﺗﻐﻔﻮ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،إﻧّﻲ أﺗﺤﺪّ ﻣﻊ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ،ﻣﻊ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻨﺠﻮم واﻟﺠﺒﺎل ،واﻟﺒﺤﺮ، واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ،وأهﺘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺼﻮت واﺣﺪ :ﻧﺤﺒّﻚ ،ﻧﺤﺒّﻚ آﺜﻴﺮًا". ﻧﻮدّ ﺑﺬﻟﻚ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض .هﺬا اﻟﺼﻮت اﻟﻤﻮﺣّﺪ ﻳﺘﺮدّد ﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻷم اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻒ" :أرأﻳﺖ، ﻳﺎ اﺑﻨﻲ! إنّ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﺗﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﺗﻌﻴﺪ وﺣﺪﺗﻬﺎ .ﻣﻌﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﻮﻟﻮج ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ،أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أﺳﺄل أن ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض".
52
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﺼﺮ .ﺗﻘﺪّم إﻟﻴﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ آﻤﺴﻜﻦ وﺗﺴﺄﻟﻪ ،ﻣﻊ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ
ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،هﺎ أﻧﺖ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﺮﻓﻘـﺔ أﻟﻤـﻚ، ودﻣﻮﻋــﻚ ،ﻣــﻊ اﻟﺨﺸــﻴﺔ أن ﺗﺼــﺒﺢ ﻣﻨﺴــﻴﺎ .وإذ ﺗﺨﻠّــﻰ ﻋﻨــﻚ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،اﺿﻄﺮرت إﻟﻰ دﺧـﻮل ﺧﻴﻤـﺔ ﻣﻌﺮّﺿـﺔ ﻟﻠﺮﻳـﺎح واﻷﻣﻄـﺎر، ﻷﻧّﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟﻢ ﻗـﺪّم إﻟﻴـﻚ ﻣﻜﺎﻧًـﺎ ﻻﺋﻘًـﺎ ﻟﺘﻌـﻴﺶ ﻓﻴﻪ .آـﻢ ﺗﺄﻟّﻤـﺖ ،أﻳّﻬـﺎ اﻟﻄﻔـﻞ اﻟﺤﺒﻴـﺐ ،ﺣـﻴﻦ رأﻳـﺖ إﻧﺴـﺎﻧﻴّﺘﻚ ﺗﻘﺎﺳــﻲ ﻣﺮاﺣــﻞ اﻻﻧﺘﻈــﺎر ﻧﻔﺴــﻬﺎ اﻟﺘــﻲ ﻗﺎﺳــﺘﻬﺎ ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة .ﻻ أﺣـﺪ ﻳﻘـﺪّم إﻟﻴـﻚ ﻧﻔﺴـﻪ آﻤﻠﺠـﺄ آـﻲ ﺗﻤﻠـﻚ .أﻧـﺖِ أﻳﻀًــﺎ ،أﻳّﺘﻬــﺎ اﻟﻤﺸــﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ ،ﻻ ﺗــﺰاﻟﻴﻦ ﺗﺎﺋﻬــﺔ ،ﻣﻨــﺬ أﺟﻴــﺎل ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺗﺒﺤﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن ﺗﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻴﻪ وﻻ ﺗﺠﺪﻳﻨﻪ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺁﻻم ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺴﺎوة ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ،أرى أﻣّﻨﺎ ﺗﺨﻔﻲ دﻣﻮﻋﻬﺎ ﻟﺘﻬﺪّئ ﺻﺮاﺧﻚ وﺗﻘﺪّم روﺣﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻤﻜﺎن داﺋﻢ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻓﻴﻪ .أودّ أﻳﻀًﺎ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻷﺟﻔّﻒ وﺟﻬﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮد ،وأﺿﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻓﻲ آﻞّ دﻣﻌﺔ ،وﻗﺒﻠﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ اﻟﻤﺮﺗﺠﻔﺘﻴﻦ ،ﺳﺎﺋﻠﺔ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،وﻣﻘﺪّﻣﺔ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻴﻜﻮن ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﺴﻜﻨًﺎ داﺋﻤًﺎ. أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﻣﺮآﺰ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻴﻤﺔ اﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ ،أودّ أن أﺗﺘﺒﻊ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻚ وأﻋﻤﺎل اﻟﺴﻴّﺪة اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﺰّك ﻓﻲ اﻟﺴﺮﻳﺮ ،أودّ أن أهﺰّك أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ
53
وأﺳﺎﻋﺪك ﻋﻠﻰ أن ﺗﻨﺎم ﻋﻠﻰ وﻗﻊ ﺗﺮﻧﻴﻤﺘﻲ اﻟﻤﻔﻀّﻠﺔ" :أﺣﺒّﻚ، أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ". ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻬﻴّﺊ ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻟﺘﻠﺒﺴﻚ ،أودّ أن أﺧﺒّﺊ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻮط اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮّ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ :أﺣﺒّﻚ ،أﺳﺒّﺤﻚ، أﺷﻜﺮك ،أﻋﺒﺪك" .وهﻜﺬا ،ﺑﻌﺪ أن ﺗﻠﺒﺴﻚ أﻣّﻨﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﻣﻦ أنّ ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻗﺪ ﺣﺎآﺘﻬﺎ ﻣﺤﺒّﺘﻲ وﻧﻔﺤﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻗﻠﺒﻲ ،ﻟﺪى ﻗﻴﺎﻣﻚ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮات اﻷوﻟﻰ ،أودّ أن أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﺪوﺳﻬﺎ ،آﻤﺎ أودّ أن أﺣﻤﻴﻚ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻓﻮرًا ﻣﻦ أن أﺿﻤّﻚ وأﺷﺪّك إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ إن أﻧﺖ ﺗﻬﺎوﻳﺖ. أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺴﻤﺎويّ ،ﻣﺎ إن ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻲ ﻟﻮﺣﺪك ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ أﻣّﻚ .أﻧﺖ ﺗﻠﻮي رآﺒﺘﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻷرض، وﺑﺬراﻋﻴﻚ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺘﻴﻦ ﺗﺼﻠّﻲ وﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﻼص اﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺳﺎﺋﻼً ﺑﺰﻓﺮات ﻻهﺒﺔ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .آﻢ ﻳﻨﺒﺾ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ! إﻧّﻪ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﻔﺠﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﻮّة ﻣﺤﺒّﺘﻚ وﺁﻻﻣﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺼﻐﻴﺮ ،دﻋﻨﻲ أﺿﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﺗﺤﺖ رآﺒﺘﻴﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ آﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن اﻷرض ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪا ﻷﻋﻀﺎﺋﻚ اﻟﻄﺮﻳّﺔ. دﻋﻨﻲ أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ آﻔّﻲ ﻳﺪﻳﻚ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺘﻴﻦ ،وأﺣﺘﻔﻆ ﺑﺬراﻋﻴﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ آﻲ ﻻ ﺗﻌﻮد ﻓﺘﺘﺄﻟّﻢ آﺜﻴﺮًا .وﻓﻴﻤﺎ أﻧﺎ أﺳﺎﻋﺪك ،ﺧﺬﻧﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدﺗﻴﻦ وﻗﺪّﻣﻨﻲ إﻟﻰ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ آﺎﺑﻨﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ،واﻣﻨﺤﻨﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﺘﻤﺘﻠﻜﻨﻲ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت.
54
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺎﺿﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﺑﺄﻃﻔﺎل ﻣﺼﺮ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ وهﻮ ﻳﺒﺎرآﻬﻢ ،ﻳﺼﻠّﻲ وﻳﻮدع ﺑﺮآﺘﻪ اﻹرادات اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ
أﻳّﻬــﺎ اﻟﻄﻔــﻞ اﻟﺴــﻤﺎويّ ،ﻣﺤﺒّﺘــﻚ ﺗﺤﺜّــﻚ اﻵن ﻋﻠــﻰ ﻣﻐــﺎدرة ﺧﻴﻤﺘﻚ اﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ .أﻃﻔﺎل ﻣﺼﺮ ﻳﺘﺤﻠّﻘﻮن ﺣﻮﻟﻚ .أﻧـﺖ ﺗﺤـﺪّﺛﻬﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻟﻠﻄﻒ ﻓﺘﺜﻴﺮ إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ .ﺑﻌﺪ أن ﺗﺒﺎرآﻬﻢ ،ﺗﻌﻮد ﻣﺴـﺎرﻋًﺎ إﻟﻰ أﻣّﻚ ،ﻷنّ ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ ﺗﺠﺘﺬﺑﻚ إﻟﻴﻬﺎ ،وﺗﺮﺗﻤـﻲ ﺑـﻴﻦ ذراﻋﻴﻬـﺎ .ﻳـﺎ ﺣﺒّــﻲ ،أودّ أن أﺗﺒﻌــﻚ أﻳﻨﻤــﺎ آﻨــﺖ .أودّ أن أدع آﻠﻤــﺎﺗﻲ "أﺣﺒّــﻚ، أﻋﺒﺪك ،أﺳﺒّﺤﻚ ،أﺷﻜﺮك" ﻳﺘـﺮدّد ﺻـﺪاهﺎ ﺗﺤـﺖ ﺧﻄﻮاﺗـﻚ وﻓـﻲ ﺗﺼ ـﺮّﻓﺎﺗﻚ وأﻗﻮاﻟــﻚ اﻟﺘــﻲ ﺗﻔــﻴﺾ ﺣﻴــﺎة ،ﻷﻃﻠــﺐ إﻟﻴــﻚ أن ﻳــﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ .وﻓﻴﻤﺎ أﻧﺖ ﺗﺒﺎرك اﻷﻃﻔﺎل ،ﺑﺎرك ﻧﻔﺴﻲ أﻳﻀًـﺎ واﻃﺒﻌﻬـﺎ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. إﻧّــﻲ أﻟﺤــﻖ ﺑــﻚ ،أﻳّﻬــﺎ اﻟﻄﻔــﻞ اﻹﻟﻬ ـﻲّ ،وأﻧــﺖ ﺗﻤﺸــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺤﻘﻮل ،وﺗﺠﻤﻊ اﻷزهﺎر .ﻓﻌﻨﺪ آﻞّ ﻣﺮّة ﺗﻨﺤﻨﻲ ﻟﺘﺠﻤﻌﻬـﺎ ،أودّ أن أﻋﻴــﺪ ﻻزﻣﺘــﻲ" :أﺣﺒّــﻚ ،أﺣﺒّــﻚ .أﺳــﺄﻟﻚ أن ﺗﻘــﺪّم إﻟــﻰ أﺑﻴــﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ زهﺮة ﻧﻔﺴﻲ آﻲ ﺗﻌﺮف وﺗﺤﺐّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ وﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺳﻮاهﺎ.
55
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﻔﻰ ،اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع اﻟﻌﺎﺋﺪ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮة وﺗﺴﺄﻟﻪ ﺑﺈﻟﺤﺎح أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ اﻹﻟﻬﻲّ أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،اﻵن وﻗـﺪ اﻧﺘﻬـﻰ اﻟﻤﻨﻔـﻰ ،ﻓﺄﻧـﺖ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮة .أودّ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻚ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ﻣﺮدّدة" :أﺣﺒّـﻚ، أﻋﺒـﺪك ،أﺳـﺒّﺤﻚ" .أدﻋـﻮ ﻧــﻮر اﻟﺸــﻤﺲ إﻟـﻰ ﻣﺴــﺎﻋﺪﺗﻲ آــﻲ ﻳﺮﺳﻞ أﺷﻌّﺘﻪ اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻟﻚ .أﻧﺎﺷﺪ اﻟﻨﺠﻮم آـﻲ ﺗﻤﻄـﺮ ﻋﻠﻴــﻚ ﻣﺤﺒّﺘــﻲ .ﺁﻣــﺮ اﻟــﺮﻳﺢ ﻓــﻲ ﺛﻮرﺗﻬــﺎ وهﻴﺠﺎﻧﻬــﺎ أن ﺗﺮاﻓــﻖ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻣﻊ هﺒﻮﺑﻬﺎ واﺷﺘﺪاد ﻋﻮاﺻﻔﻬﺎ .أﻃﻠﺐ إﻟﻰ ﺟﻤﻴـﻊ ﻃﻴـﻮر اﻟﺴﻤﺎء أن ﺗﺼﺤﺒﻚ ﺑﺘﻐﺎرﻳﺪهﺎ وزﻗﺰﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﺮدّدة" :أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّـﻚ". وأﺳﺄل اﻟﺨﺮاف آﻲ ﻳﺘﺮاﻓﻖ ﺛﻐﺎؤهﺎ ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ،آﻤـﺎ أﻃﻠـﺐ ﻣــﻦ اﻟﺒﺤــﺮ أن ﻳﺮﺳــﻞ أﻣﻮاﺟــﻪ وهــﻲ ﺗﺘﻜﺴّــﺮ ﻋﻠــﻰ اﻟﺸــﺎﻃﺊ ﻣﺮدّدة" :أﺣﺒّﻚ"! اﻵن ،وﺻﻠﺖ إﻟـﻰ اﻟﻨﺎﺻـﺮة ،وﺗـﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴـﺖ .اﺳـﻤﺢ ﻟـﻲ ﺑـﺄن أدﺧﻞ ﻣﻌـﻚ وأﻗـﺪّم إﻟﻴـﻚ ﺗﺮﻧﻴﻤﺘـﻲ "أﺣﺒّـﻚ" آـﻲ أآﺴـﺒﻚ ﻓـﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺤﺐّ وأﺣﺼﻞ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ﺗﺮﻏـﺐ ﻓﻴـﻪ أﻧـﺖ واﻟﻤﻠﻜـﺔ أﻣّـﻚ، ﺑﻤﻌﻨــﻰ أن ﻳﻌــﺮف اﻟﻨــﺎس ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ وﻳﺠﻌﻠﻮهــﺎ ﺗﻌــﻢّ ﺟﻤﻴــﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت. ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮع ،ﺣﻴــﺎﺗﻲ ،إﻧّــﻲ أﻗــﻴﻢ ﻣﻌــﻚ آــﻲ أﻃﺒــﻊ ﺑﻼزﻣﺘــﻲ: "أﺣﺒّــﻚ ،أﻋﺒــﺪك ،أﺳ ـﺒّﺤﻚ ،أﺷــﻜﺮك" آ ـﻞّ ﻋﻤــﻞ ﻣــﻦ أﻋﻤﺎﻟــﻚ ﺳﺎﺋﻠﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. إﻧّﻲ أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺬي ﺗﺘﻨﺎوﻟﻪ آﻲ أﺳـﺄﻟﻚ ﻃﻌﺎم ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻷﺟﻞ ﺟﻤﻴـﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗـﺎت .أﺳـﻜﺐ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟـﻚ ﻓــﻲ اﻟﻤــﺎء اﻟــﺬي ﺗﺸــﺮﺑﻪ ﺳــﺎﺋﻠﺔ أن ﻳــﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻤــﺎء اﻟﻨﻘــﻲ
56
ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ﻣﻦ أن ﻳﻨﺴﻜﺐ ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻨﺎ وﻳﻌﻄﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة .ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟــﻚ ﺗﺼــﺤﺒﻚ أﻳﻨﻤــﺎ آــﺎن .ﺣــﻴﻦ ﺗﺄﺧــﺬ ﻣﻄﺮﻗــﺔ وﻣﺴــﺎﻣﻴﺮ ﻟﺘﻘــﻮم ﺑﻌﻤﻠﻚ اﻟﻴﻮﻣﻲ ،أﺳـﺄﻟﻚ أن أن ﺗﺴـﻤّﺮ ﺟﻤﻴـﻊ اﻹرادات اﻟﺒﺸـﺮﻳّﺔ وﺗﻤﻨﺤﻬﺎ ﺣﺮﻳّﺔ اﻟﺤﻴﺎة آﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺘﺌﻚ. ﺣــﻴﻦ ﺗﻨﻔــﺮد ﻓــﻲ ﻏﺮﻓﺘــﻚ ﻟﺘﺼــﻠّﻲ أو ﺗﻨــﺎم ،ﻻ أودّ أن أﺗﺮآــﻚ وﺣﺪك .ﺑﺒﻘﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﻗﺮﺑﻚ ،ﻟﻦ أﺗﻮﻗّﻒ ﻋـﻦ اﻟﻬﻤـﺲ ﻓـﻲ أذﻧـﻚ: "أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒـﺪك" ،وﻣـﻊ ﺻـﻠﻮاﺗﻚ ،ﺳﺄﺳـﻌﻰ أن ﻳـﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻚ، وﻋﺒﺮ ﻧﻮﻣﻚ ،ﺳﺄﻃﻠﺐ ﺗﻨﻮﻳﻢ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺣﺘّﻰ ﻻ ﺗﻔﻴﻖ أﺑﺪًا. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع إﻟﻬﻲّ ،أﺷﻌﺮ ﺑـﺄﻧّﻲ ﺳـﺄآﻮن ﺗﻌﻴﺴـﺔ إن ﺗﻌـﺬّر ﻋﻠـ ّ ﻲ اﻟﻠﺤــﺎق ﺑــﻚ أﻳﻨﻤــﺎ آــﺎن ﻷُﺳــﻤﻌﻚ ﻻزﻣﺘــﻲ اﻟﻤﻌﻬــﻮدة" :أﺣﺒّــﻚ، أﻋﺒﺪك ،أﺳﺒّﺤﻚ ،وأﺷﻜﺮك". أراﻓﻘﻚ إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﺑﻌﻤـﺮ اﺛﻨﺘـﻲ ﻋﺸـﺮة ﺳـﻨﺔ ﺣـﻴﻦ ﺗﻮارﻳـﺖ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ أﻣّﻚ ﻣﺴﺒّﺒًﺎ ﻟﻬﺎ أﻟﻤًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﻟﺨﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻘـﺪاﻧﻚ .إﻧّـﻲ أدع ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﺗﺘﺴﻠّﻞ إﻟـﻰ ﺟﺰﻋﻬـﺎ وأﻟﻤﻬـﺎ ﻣـﻦ أن ﺗﻜـﻮن ﻗـﺪ ﻓﻘﺪﺗﻚ آﻲ أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن أﻓﻘﺪ إرادﺗﻲ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ إﻟﻰ اﻷﺑـﺪ وأن ﺗﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت أن ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻻ ﻏﻴﺮ. اﻵن ،أﺿﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺮح اﻟﺬي ﺷﻌﺮﺗﻤﺎ ﺑـﻪ ﻣﻌًـﺎ ﺣـﻴﻦ ﺗﻼﻗﻴﺘﻤﺎ .أودّ أن أﺑﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،آﻲ ﺗـﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗـﺎت ﻣﻦ أن ﺗﻌﻄﻴﻚ ﻓﺮﺣًﺎ وﻣﺮﺿﺎة ﺗﺴﺘﻤﺪّهﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﻜـﻮت ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
57
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺮاء .ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺮ اﻷردن وﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻋﻤﺎد ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﺴﻤﺎويّ ،أودّ أن أﺗﺒﻌﻚ إﻟـﻰ آـﻞّ ﻣﻜـﺎن .أراك ﻋﻠـﻰ وﺷﻚ أن ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺼﺤﺮاء وﺗﺘﺮك أﻣّﻚ .ﺗﻘﻮل ﻟﻬﺎ" :إﻟﻰ اﻟﻠﻘـﺎء ،ﻳـﺎ أﻣّﻲ ،ﻟﻦ أﻃﻴﻞ ﻏﻴﺎﺑﻲ ،ﺗﺎرآًﺎ ﻟﻚ ﻣﻠﻜـﻮﺗﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ ﻋـﻮن وﺣﻴـﺎة. ﺳــﻴﻜﻮن وﺳــﻴﻠﺔ ﺗﻮاﺻــﻞ ﺑﻴﻨــﻚ وﺑﻴﻨــﻲ .ﺳﺘﺸــﺎرآﻴﻦ ،ﺑﻔﻌــﻞ ﻣﺸــﻴﺌﺘﻲ ،ﺑﺠﻤﻴــﻊ أﻋﻤــﺎﻟﻲ .ﺑﻬــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ ،ﺣﺘّــﻰ وإن آﻨّــﺎ ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ،ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻣﺘّﺤﺪﻳﻦ آﺄﻧّﻨﺎ واﺣﺪ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﻣﺴﻜﻨﻲ ﺑﻴﺪي وﺧـﺬﻧﻲ ﻣﻌـﻚ .ﻻ ﺗـﺪﻋﻨﻲ أﺿﻴﻊ ﺧﻄﻮة واﺣﺪة ﻓﻲ آـﻞّ ﻣـﺎ ﺗﻔﻌـﻞ ،ﻷﻧّـﻲ أودّ أن أﻃﺒـﻊ آـﻞّ ﺷﻲء ﺑﻄﺎﺑﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ. ﻣــﻦ أﺟــﻞ أن أﺳــﺄل ﻣﺠــﻲء ﻣﻠﻜــﻮت ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠــﻰ اﻷرض، ﻓﺈﻧّﻲ أﺗﺒﻌﻚ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة وأﻧـﺖ ﺗﺴـﻴﺮ وﺣـﺪك ﻣـﺮدّدة" :أﺣﺒّـﻚ، أﻋﺒﺪك ،أﺳﺒّﺤﻚ ،أﺷﻜﺮك". آﻞّ ﻣﺮّة ﺗﻨﻔّﺴﺖ ،أودّ أن ﺗﺘﻨﻔّﺲ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟـﻚ ،أودّ أن أدﺧﻠﻬـﺎ ﻓﻲ أﻗﻮاﻟﻚ وأﻗـﺪّﻣﻬﺎ ﻣـﻊ آـﻞّ اﻟﺘﻔﺎﺗـﺔ ،ﺣـﻴﻦ ﺗﺼـﻞ إﻟـﻰ اﻷردن، ﻓﺈﻧّﻲ أﻣﻸ ﻣﺎءﻩ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ﻟـﻚ ،وﺣـﻴﻦ ﻳﺴـﻜﺐ ﻳﻮﺣﻨّـﺎ اﻟﻤﻌﻤـﺪان اﻟﻤﺎء ﻋﻠـﻰ رأﺳـﻚ ﻟﻴﻌﻤّـﺪك ،ﺳﺘﺸـﻌﺮ ﺑﻜـﻞّ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻣﻤﺰوﺟـﺔ
58
ﺑــﺬﻟﻚ اﻟﻤــﺎء ،ﻣﺤﺒّــﺔ ﺗــﺬآّﺮ ﺑﻤــﺎء اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّــﺔ ﻟﻤﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ وﺑﻮﺻﻮل ﻣﻠﻜﻮﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻓﻲ ذاك اﻟﻌﻤـﻞ اﻟﻌﻠﻨـﻲ ﻟﻌﻤـﺎدك ،أﺳـﺄل اﻟﻨﻌﻤـﺔ، اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺆآّﺪ أﻧّﻚ ﻟﻦ ﺗﻤﻨﻌﻬﺎ ﻋﻨّﻲ ،وهﻲ أن ﺗﻨﻘّﻲ ﻧﻔﺴـﻲ ﺑﻴﺪﻳﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﻴﻦ ﺑﻤﺎء ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ اﻟـﺬي ﻳﻬـﺐ اﻟﺤﻴـﺎة، ﻓــﻼ أﻋــﻮد أﺳــﻤﻊ وﻻ أرى وﻻ أﻋﻠــﻢ ﺷــﻴﺌًﺎ ﺧﺎرﺟًــﺎ ﻋــﻦ ﺣﻴــﺎة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أﺟﻞ ،أﻃﻠـﺐ أن ﻻ ﻳﻜـﻮن وﺟـﻮدي ﺷـﻴﺌًﺎ ﺁﺧـﺮ ﺳﻮى ﻋﻤﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮّ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﺒّﻲ اﻟﻤﻌﺒﻮد ،إﺳﻤﺢ ﻟﻲ أن أﺗﺒﻌﻚ ﻓـﻲ اﻟﺼـﺤﺮاء. هﻨﺎك ،ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻻ ﺗﺪﻋﻚ وﺣـﺪك .ﺳـﺄﺑﻘﻰ إﻟـﻰ ﺟﺎﻧﺒـﻚ ﻟـﻴﻼً وﻧﻬﺎرًا .وﺣﻴﻦ ﺗﺘﺄﻟّﻢ وﺗﻌﻄﺶ وﺗﺼﻠّﻲ وﺗﺒﻜﻲ ﻟﺘﺤﺴّﺴﻚ ﺑـﺎﻧﻔﺮاد ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺈﻧّﻲ ﺳﻮف ﺁﺗﻴﻚ ﺑـﺎﻟﻌﺰاء ﻣـﻦ ﺧـﻼل هﺘـﺎﻓﻲ اﻟﻤﺄﻟﻮف" :أﺣﺒّﻚ". إﻧّﻚ ﺗﺤﺲّ ﺑـﺄﻟﻢ ﺷـﺪﻳﺪ ،ﻟـﻴﺲ ﻓﻘـﻂ ﻷنّ ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ﻻ ﺗﺴﻮد اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،وﻟﻜﻦ ﻷنّ هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻗـﺪ وﺿـﻌﺘﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻤﻨﻔﻰ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈنّ ﺑﺸﺮﻳّﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳـﺔ ﺗﺒﻜـﻲ وﺗﺒﺘﻬـﻞ ،ﺑﺎﺳـﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺼﺎﻟﺤﺎ وﺗﻨﺼﻬﺮا ﻣﻌًﺎ.
59
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،دﻣﻮﻋﻚ دﻣﻮﻋﻲ وﺻﻠﻮاﺗﻚ ﺻـﻠﻮاﺗﻲ .إﻧّـﻲ أﺳـﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﻧﺰاع ﻗﻠﺒﻚ ،ﻓﺄآﺒّﻠﻪ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﻣﺤﺒّﺘﻲ آـﻲ أرﻏﻤـﻚ ﻋﻠـﻰ ﻣﻨﺤﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض! ﻳـﺎ ﺣﻴـﺎﺗﻲ ،أﺻـﻎِ إﻟﻴﻬــﺎ :إﻧّﻬــﺎ ﻧﺒﻀ ـﺎت ﻗﻠﺒــﻚ وﺗﺄوّهﺎﺗــﻚ ،إﻧّﻬــﺎ دﻣﻮﻋــﻚ ،ﺻــﻠﻮاﺗﻚ، وﺁﻻﻣﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻦّ إﻟﻰ ﻣﻠﻜـﻮت ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ .إن ﻟـﻢ ﺗﺼـﻎِ إﻟﻲّ ،ﻓﺎﺻﻎِ ،أﻗﻠّﻪ إﻟﻰ ذاﺗﻚ .ﻟﺪى ﻋﻮدﺗﻚ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺮاء ،اﺟﻌﻠﻨﻲ أﻃﻤﺌﻦّ إﻟﻰ أنّ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﺻﺒﺢ وﺷﻴﻜًﺎ. ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮع ،ﻗﻠــﺐ ﻗﻠﺒــﻲ ،هــﺎ أﻧــﺖ اﻵن ﺗﻐــﺎدر اﻟﺼــﺤﺮاء ،ﺗﺼــﻞ ﻣﺴﺮﻋًﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻨـﺰل ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺻﺮة ،ﺣﻴﺚ ﻣﺤﺒّﺔ أﻣّـﻚ اﻟﺴـﻤﺎوﻳّﺔ ﺗﺪﻋﻮك ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر .ﻳـﺎ ﻟﻠﻤﺸـﻬﺪ اﻟﻤـﺆﺛّﺮ! اﻷمّ واﻻﺑـﻦ ﻳﺘﻌﺎﻧﻘﺎن ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎب .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺎ أﻳﻀًـﺎ أودّ أن أﻗﺎﺳـﻤﻚ ﻋﻨﺎﻗـﻚ اﻟﺒﺮيء وﻧﺎر ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻷﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ! أﻧـﺖ أﻳﻀًﺎ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،أﻃﻠﺒﻲ ﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ وﺻـﻠّﻲ آـﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ،وﻳﻤﻠـﻚ ﻋﻠـﻰ اﻷرض آﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
60
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ ﻋﺮس ﻗﺎﻧﺎ ﺗﻄﻠﺐ إﻟﻴﻪ أن ﻳﺴﺘﺒﺪل اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ
وﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﺒّﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒـﺪأ ﺣﻴﺎﺗـﻚ اﻟﻌﻠﻨﻴّـﺔ ﻗﺎدﺗـﻚ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻷن ﺗﺤﻀﺮ ﻣﻊ أﻣّﻚ ﻋﺮس ﻗﺎﻧﺎ .أراﻓﻘﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ،وأﺷـﻌﺮ ﺑﺄنّ ﻗﻠﺒﻚ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ ﻋﺎﻣﻼ اﻻرﺗﻴﺎح واﻷﻟﻢ ،ﻟﺘﺬآﱡﺮك أﻧّﻪ ﺳﺒﻖ ﻟـﻚ أن ﺑﺎرآﺖ ﻋﺮﺳًﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن :ﺁدم وﺣﻮاء .آﺎن زواﺟًﺎ ﻣﺰدوﺟًﺎ ﺑــﻴﻦ ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ واﻹرادة اﻟﺒﺸــﺮﻳّﺔ ،وزواﺟًــﺎ ﺑــﻴﻦ اﻟﺮﺟــﻞ واﻟﻤﺮأة .وآﻬﺪﻳﺔ أﻋﻄﻴﺘﻬﻤﺎ اﻟﺨﻠﻴﻘـﺔ ﺑﺄﺳـﺮهﺎ ،وﻓـﻮق آـﻞّ ذﻟـﻚ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻴﻬﻤﺎ وﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﺨﻠﻮق. ﻳﺎ ﻳﺴـﻮﻋﻲ ،أودّ اﻻﻗﺘـﺮاب ﻣﻨـﻚ ﻷﺿـﻊ ﻓـﻲ ﻋﻴﻨﻴـﻚ ،وﺻـﻮﺗﻚ، وﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻚ ﻣﺎ أردّدﻩ" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك وأﺷﻜﺮك". ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﺮّك إﻟﻰ اﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ ﺗﻮﺳّـﻼت أﻣّﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﺤﻮّل اﻟﻤﺎء ﺧﻤﺮًا ،أﺗﻮﺳّـﻞ إﻟﻴـﻚ أن ﺗﺼـﻨﻊ اﻷﻋﺠﻮﺑﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ أن ﺗﺤﻮّل اﻹرادة اﻟﺒﺸـﺮﻳّﺔ إﻟـﻰ اﻟﻤﺸـﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،أﻧـﺖ اﻟﺘـﻲ أﺑـﺪﻳﺖ اهﺘﻤﺎﻣًـﺎ آﺒﻴـﺮًا ﺑﻤﺴـﺎﻋﺪة اﻟــﺰوﺟﻴﻦ ،أَ ْﺑــﺪي ،اﻵن ،اﻻهﺘﻤــﺎم إﻳّــﺎﻩ آــﻲ ﺗﻤﻠــﻚ ﻣﺸــﻴﺌﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﺗﺒﻌﻚ وﻟﻦ أﺗﺨﻠّﻰ ﻋﻨﻚ آـﻲ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟـﻲ .إﻧّـﻲ أوﻇّـﻒ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟـﻚ ﻓـﻲ ﺟﻤﻴـﻊ أﻋﻤﺎﻟـﻚ، وأهﻤﺲ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ أذﻧﻚ "هﺒﻨﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻚ اﻟـﺬي ﻳﺨﻔـﻖ ﺑـﻪ ﻗﻠﺒﻚ وﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻔﻬﺎ ﻓﻲ أﻗﻮاﻟﻚ ،وﺗﻌﻤﻞ ﻓـﻲ ﻳـﺪﻳﻚ،
61
وﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻚ .أﺻﻎِ إﻟﻰ ﺗﻨﻬّﺪاﺗﻲ ،أﺻﻎِ إﻟﻰ ﺻـﻮﺗﻚ ﻓـﻲ ﺻــﻮﺗﻲ واﺟﻌﻠﻨــﻲ ﻗــﺎدرًا ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــﻴﺶ ﻓــﻲ ﻣﻠﻜــﻮت ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أرى أﻧّﻚ ﻋﻠـﻰ وﺷـﻚ أن ﺗﺘـﺮك أﻣّـﻚ ﻟﺘﺒـﺪأ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ وﺗﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ أورﺷﻠﻴﻢ .هﻨﺎك ،ﺳﻮف ﺗﻠﻘﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻬﻴﻜــﻞ ،آﻼﻣــﻚ اﻹﻟﻬ ـﻲّ وﺗﻌﻠــﻦ أﻧّــﻚ اﻟﻤﺴــﻴﺢ اﻟــﺬي ﺗﻨﺘﻈــﺮﻩ اﻷﻣﻢ. وﻟﻜﻦ ،آـﻢ ﻣـﻦ اﻵﻻم واﻟﺼـﻌﺎب اﻟﻘﺎﺳـﻴﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮهـﺎ ﻗﻠﺒـﻚ ،إ ّ ن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن إﻟﻴﻚ ،ﺑﺪﻻً ﻣﻦ أن ﻳﺮﺗﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻚ وﻳﻌﻠﻨﻮك ﻣﺨﻠّﺼﻬﻢ اﻟﺴﻤﺎوي ،ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻚ ﺑﺎزدراء ،ﺛـﻢّ ،ﻳﺒﺘﻌـﺪون وهــﻢ ﻳﻜ ـﺰّون ﻋﻠــﻰ أﺳــﻨﺎﻧﻬﻢ .ﺟﺤــﻮدهﻢ أﺑﻘــﺎك هﻨــﺎك وﺣﻴ ـﺪًا ﺗﺴــﺘﺠﺪي اﻟﺨﺒــﺰ ،ﺛ ـﻢّ ،ﺗﻐــﺎدر ﺗﻠــﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨــﺔ ،ﻓﺎﻓﺘﺮﺷــﺖ اﻷرض ﻣَﺮﻗﺪًا ،وﺗﻠﺤﻔﺖ اﻟﺴﻤﺎء ،وأﻣﻀﻴﺖ اﻟﻠﻴﻞ وﺣـﺪك ﺗﺒﻜـﻲ وﺗﺼـﻠّﻲ وﺗﻘﺪّم إﻟﻰ اﻵب ﺗﻮﺳّﻼﺗﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻳﺪوا أن ﻳﻌﺮﻓﻮك. ﻳـﺎ ﻳﺴـﻮع ،ﺣﺒّـﻲ ،ﺗﻌـﺎل ﺑـﻴﻦ ذراﻋـﻲّ واﺳـﺘﺮح .أودّ أن أﺑﻜـﻲ وأﺻﻠّﻲ ﻣﻌﻚ .أودّ أن أُﺳﻤﻌﻚ ﻣﺎ رددﺗﻪ ﺳﺎﺑﻘًﺎ" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒـﺪك، أﺳــﺒّﺤﻚ ،أﺑﺎرآــﻚ وأﺷــﻜﺮك" .وﺳــﻂ اﻵﻻم اﻟﺘــﻲ ﺗﻘﺎﺳــﻴﻬﺎ، واﻟﺪﻣﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﺬرﻓﻬﺎ .واﻟﻜﻼم اﻟﺬي ﺗﻔﻮّهﺖ ﺑﻪ وﻟـﻢ ﻳﻌﻴـﺮوﻩ أي اهﺘﻤﺎم .إﻧّﻲ أﺿﻊ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟـﻚ أﻣـﺎم ﺧﻄﻮاﺗـﻚ ووراءهـﺎ وﺗﺤﺘﻬـﺎ آﻲ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﻗـﺪﻣﺎك ﺑﺼـﻼﺑﺔ ﺗﻠـﻚ اﻷرض اﻟﻌﻘـﻮق ،ﺑـﻞ ﺑﻨﻌﻮﻣـﺔ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ .أودّ أن أﻗﻮل ﻟﻚ :أﻧﻈﺮ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،آﻢ أﻧﺖ ﺗﺘﺄﻟّﻢ! ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﻓﺘﻨﺘﻬﻲ ﺁﻻﻣﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل.
62
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﻌﺠﺰاﺗﻪ وﺗﺴﺄﻟﻪ أن ﻳﺼﻨﻊ اﻟﻤﻌﺠﺰة اﻟﻜﺒﺮى ﺑﻘﻴﺎﻣﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎة ﻗﻠﺒﻲ ،إنّ ﻣﺤﺒّﺘـﻚ ﻻ ﺗﺘﻮﻗّـﻒ .أﻧـﺖ ﺗﻌـﻮد إﻟـﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﻟﺘﻌﻠّﻢ اﻟﻜﻼم اﻹﻟﻬﻲّ .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أنّ اﻟﻜﺒﺎر واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳـﺄﺑﻮن أن ﻳﻌﺮﻓﻮك ،هﻨﺎك أﻧﺎس أﻣﻴّﻮن ﻣﺴﺎآﻴﻦ ﻳﺘﺠﻤّﻌﻮن ﻓﺠﺄة ﺣﻮﻟـﻚ. اﻧﺠﺬﺑﻮا إﻟﻴﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻚ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ وﺻﻮﺗﻚ اﻟﺴﺎﺣﺮ وآﻼﻣـــﻚ اﻟﻨﺎﻓـــﺬ .ﺗﻬﻠّﻠـــﺖ روﺣـــﻚ ،ﻓﻌﺮﻓـــﺖ آﻴـــﻒ ﺗﺆﻧﺴـــﻬﻢ، وﺗﻌﻠّﻤﻬﻢ ،وﺗﺸﻔﻴﻬﻢ ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞّ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ آـﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﺒـﺮوﻧﻬﻢ ﺣﺜﺎﻟﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وهﻜﺬا ،أﺻﺒﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺻﺪﻳﻘًﺎ وﻣﻌﻠّﻤًـﺎ ،وﺷـﺎﻓﻴًﺎ، ﺗﻌــﺮف آﻴــﻒ ﺗﺨﺎﻃــﺐ آـﻼ ﻣــﻨﻬﻢ .ﻟــﻢ ﻳﺨﻄــﺮ ﻟــﻚ أﻧّــﻚ ﺗــﻨﺤﻂ إن ﻟﻤﺴــﺘﻬﻢ آــﻲ ﺗﺸــﻔﻴﻬﻢ ،ﻓﻠﻘــﺪ آﺎﻧــﺖ ﺗﻬ ـﺰّك رؤﻳــﺔ اﻷﻋﻤــﻰ، واﻷﺧﺮس ،واﻷﻃـﺮش ،واﻷﻋـﺮج ،واﻟﻜﺴـﻴﺢ واﻷﺑـﺮص .آـﻞّ هـﺬا اﻟﺒﺆس آﺎن ﻳﺨﺘﺮق ﻗﻠﺒﻚ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﻄﻒ وﻳﺤﻦّ. آﻢ ﻳﺘﻤﺰّق ﻗﻠﺒﻚ ﻟـﺪى رؤﻳﺘـﻚ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ اﻟﺒﺸـﺮﻳّﺔ ﺗﺘﺤـﻮّل إﻟـﻰ ﺑﺆس وﺷﻘﺎء وهﻲ اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟـﺖ ﻣـﻦ ﺑـﻴﻦ ﻳـﺪﻳﻚ ﻓـﻲ ﻣﻨﺘﻬـﻰ اﻟﺠﻤــﺎل واﻟﻜﻤــﺎل! إﻧّﻬــﺎ ﺗﻠــﻚ اﻹرادة اﻟﺴــﺎﻗﻄﺔ اﻟﺘــﻲ ﻗــﺎدت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ إﻟﻰ اﻟﺒـﺆس .ﻓﻴـﺎ ﺣﺒﻴﺒـﻲ ،ﻓﻠﻴـﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻚ ﺑﻴﻨﻨـﺎ آـﻲ ﻳﺰﻳﻞ اﻟﻜﺂﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒّﺐ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن.
63
إﻧّﻲ أدع ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﺗﺼﺤﺐ ﻋﻤﻠﻚ اﻟﺬي ﺑﻪ أﻋﺪت اﻟﺒﺼﺮ إﻟﻰ اﻷﻋﻤﻰ آﻲ ﻳﺪرك اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ هﻲ ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ .آـﻢ ﻣـﻦ ﻋﻤﻴــﺎن ﻻ ﻳﺘﺤﺴّﺴــﻮﻧﻬﺎ! ﺑــﺄيّ ﺻــﻠﻮات ﺣــﺎرّة أﺳــﺄﻟﻚ أن ﺗﻤــﻨﺢ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﻌﻢ آﻲ ﻳﻌﺮﻓﻮا ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ وﻳﻌﻤﻠﻮا ﺑﻬﺎ. أراك ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺴﻤﻊ إﻟﻰ اﻷﻃﺮش ﺑﻘـﻮّة آﻠﻤﺘـﻚ .إﻧّـﻲ أﺿﻢّ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟـﻚ إﻟـﻰ ﺻـﻮﺗﻚ ،وأﺳـﺄﻟﻚ أن ﺗﻌﻴـﺪ اﻟﺴـﻤﻊ إﻟـﻰ اﻟﺬﻳﻦ أﺻﻤّﻮا ﺁذاﻧﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﻤﺎع ﺻﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻧﺖ ﺗﺤﻞّ ﻋﻘﺪة ﻟﺴﺎن اﻷﻃـﺮش ،وأﻧـﺎ ،اﻟﺠﺎﺛﻴـﺔ ﻋﻨـﺪ ﻗـﺪﻣﻴﻚ، أﻧﺤﻨﻲ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻴﻚ وأﺳﺘﺤﻠﻔﻚ أن ﺗﺤـﻞّ ﻋﻘـﺪة ﻟﺴـﺎن ﻣـﻦ ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺘﻔ ـﻮّﻩ ﺑﻤﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ ،آــﻲ ﻳــﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺠﻤﻴــﻊ، ﺑﺪون اﺳﺘﺜﻨﺎء ،ﻣﻦ أن ﻳﺘﻜﻠّﻤﻮا ﻟﻐﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،إنّ ﻗﻠﺒﻚ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ أﻟﻢ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻠﺒﺆس اﻟﺒﺸﺮيّ .ﻟـﺬا، ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻌﺠﺰاﺗﻚ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺟﻌﻠﻬـﺎ ﺗﻤﻠـﻚ ﻋﻠـﻰ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗـــﺎت .ﺟﻌﻠـــﺖ اﻟﻌـــﺮج ﻳﻤﺸـــﻮن ،واﻟﺒـــﺮص ﻳﻄﻬـــﺮون، واﻟﻤﺨﻠّﻌﻴﻦ ﻳﺸﻔﻮن .وأﻧﺎ ،ﻳﺎ ﻣﺨﻠّﺼﻲ ،إذ أﺻـﺤﺒﻚ دوﻣًـﺎ ﻣـﻊ ﻣـﺎ أردّدﻩ" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒـﺪك ،أﺑﺎرآـﻚ وأﺷـﻜﺮك" ،أﺳـﺄﻟﻚ أن ﺗﺸـﻔﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﺟﻮن ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻲ ﻳﺘﻄﻬّﺮ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﺮص اﻹرادة اﻟﺒﺸــﺮﻳّﺔ اﻟﺘــﻲ ﺷـﻮّهﺘﻬﻢ روﺣًــﺎ ورﺑﻤــﺎ ﺟﺴـﺪًا ،وأن ﺗﺒــﺮئ آـﻞّ آﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺟﺮاء إرادﺗﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ.
64
ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ هـﻲ وراء ﺟﻤﻴـﻊ اﻟﺸـﺮور ،ﻓﺄﺳـﺄﻟﻚ أن ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻌﺠﺰة اﻟﻤﻌﺠﺰات ،ﺑﺠﻌﻞ ﻣﻠﻜﻮﺗـﻚ ﻳﻤﻠـﻚ ﻋﻠـﻰ اﻷرض آﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻤﺎء ﻣــﻦ أﺟــﻞ وﺿــﻊ ﺣــﺪّ ﻟﻠﺒــﺆس اﻷﺧﻼﻗــﻲّ واﻟﺠﺴﺪيّ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻒّ ،ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻌﻠﻨﻴّـﺔ ،ﻋـﻦ ﻧﺸـﺮ آﻠﻤﺘـﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن ،وﻋﺰﻳﺖ اﻟﺤﺰاﻧﻰ .وﻟﻤﺎ اﻟﺘﻘﻴﺖ أﻣﺎ ﺗﺒﻜـﻲ وهــﻲ ﺗﺮاﻓــﻖ اﺑﻨﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘﺒــﺮ ،ﻟــﻢ ﺗﺘﻤﺎﻟــﻚ أن ﺗﺮاهــﺎ ﺗﺒﻜــﻲ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ وأﻋﺪت اﺑﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة وﺳﻠّﻤﺘﻬﺎ إﻳّﺎﻩ. ﻳــﺎ ﺣﺒّــﻲ ،أراﻓﻘــﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺘــﻲ ﺣــﻴﻦ أﻋــﺪت اﻟﺤﻴــﺎة إﻟــﻰ اﻟــﺬﻳﻦ ﻓﻘــﺪوهﺎ .ﻟﻘــﺪ ﺗﻮﺳّــﻠﻮا إﻟﻴــﻚ ﻹﻋــﺎدة اﻟﺤﻴــﺎة إﻟــﻰ اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻨﻔــﻮس اﻟﻤﻴﺘــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ إﻟــﻰ ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ آــﻲ ﺗﺠﻔّــﻒ دﻣﻮع هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ .ﺑﻌﺪ آﻢّ ﻣـﻦ اﻷﺟﻴـﺎل أآﺜـ ُﺮ ﻣـﻦ أمّ ﺗﺒﻜـﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺮى اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﺘﺨﻠّﻴﻦ ﻋﻨﻬﺎ.
65
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻣﺤﺒّﺘـﻚ ﺗـﺪﻓﻌﻚ ﻟﻠـﺬهﺎب أﻳﻨﻤـﺎ آـﺎن ،ﻓﻘـﺪ دُﻋﻴﺖ ﻷن ﺗﻘﻴﻢ ﺻـﺒﻴّﺔ ﻣـﻦ اﻟﻤـﻮت ﻓﻠـﻢ ﺗـﺮﻓﺾ ،ﻓﺄﺧـﺬت ﻳـﺪهﺎ ﺑﻴﺪك وأﻋﺪﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ إﻟﻴﻬﺎ أن ﺗﻨﻬﺾ ﻗﺎﺋﻼً" :اﻟﺼﺒﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ،إﻧّﻬﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ،ﻗﻮﻣﻲ!" ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،آﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨـﺎﻣﻮن ﻟﻨـﻮم إرادﺗﻬـﻢ اﻟﺒﺸـﺮﻳّﺔ! إﻧّـﻲ أودّ أن أﻃﺒــﻊ ﻣﺤﺒّﺘــﻲ ﻟــﻚ ﻓــﻲ اﻟﻌﻤــﻞ اﻟــﺬي ﻗﻤــﺖ ﺑــﻪ ﺑﺈﻋــﺎدة اﻟﺼﺒﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻷﻃﻠـﺐ إﻟﻴـﻚ أن ﺗﻌﻴـﺪ هـﺆﻻء اﻟﻨـﺎﺋﻤﻴﻦ إﻟـﻰ ﺣﻴﺎة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .إﻧّﻚ ﺑﻠﻤﺴـﺔ ﻣـﻦ ﻳـﺪك ،وﺑﻔﻌـﻞ ﻗـﺪرﺗﻚ ،ﺳـﻮف ﺗﺘﺤﺮّر اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ ﻧﻘﺺ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺸﻜّﻞ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳــﺎ ﺣﺒﻴﺒــﻲ ﻳﺴــﻮع ،ﻣﺸــﻬﺪ ﻣــﺆﺛّﺮ ﺁﺧــﺮ ﻳﻨﺘﻈــﺮك :ﻣﺮﺗــﺎ وﻣــﺮﻳﻢ ﺗﺪﻧﻮان ﻣﻨﻚ وهﻤﺎ ﺗﻨﺘﺤﺒﺎن ﻟﻤﻮت أﺧﻴﻬﻤﺎ ،ﻓﺘﺄﺛّﺮت إﻟﻰ ﺣـﺪّ أﻧّـﻚ ﺑﻜﻴﺖ ﻣﻌﻬﻤﺎ وﻃﻠﺒﺖ إﻟﻴﻬﻤﺎ أن ﺗﻘﻮداك إﻟـﻰ ﻗﺒـﺮ ﻟﻌـﺎزر .هﻨـﺎك، ﻗﻠﺖ ﺑﺼﻮﺗﻚ اﻵﻣﺮ" :ﻟﻌﺎزر أﺧﺮج ﻣﻦ هﻨﺎك" .ﻓـﻲ اﻟﺤـﺎل ،أﻋﺪﺗـﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة. ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،ﻟﻤﺎذا ﺗﺒﻜـﻲ وﺗﻘﺎﺳـﻲ ﻣﺜـﻞ هـﺬا اﻷﻟـﻢ؟ آـﺎن ﻟﻌـﺎزر ﻳﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء اﻟﻤﻠﻮّﺛﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮّ واﻟﻤﺘﺤﻮﻟّـﺔ إﻟـﻰ ﺟﺜّﺔ ﻋﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. أﺟﻞ ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎة ﻗﻠﺒﻲ ،دﻋﻨﻲ أﺑﻜﻲ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ آـﻞّ ﻣـﻦ أﻋﻤﺎﻟـﻚ ﻣﻀﻴﻔﺔ" :أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك" ،وﻃﺎﻟﺒﺔ إﻟﻴﻚ أن ﺗﻮﺟّﻪ إﻟﻰ آـﻞّ ﻧﻔـﺲ
66
ﻣﺎ ﻗﻠﺘُﻪ ﻟﻠﻌﺎزر" :أﺧﺮﺟﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﺮ إرادﺗﻚ اﻟﺒﺸـﺮﻳّﺔ وﻋـﻮدي إﻟـﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ اﻹﻟﻬﻴّﺔ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻣﻌﺒـﻮدي .ﻟـﻦ أﺗﺨﻠّـﻰ ﻋﻨـﻚ ﻟﺤﻈـﺔ واﺣـﺪة ،وﻋﻠﻴـﻪ، ﺳﻮف أﺻﺤﺒﻚ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬك .ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺎم ﻓﻲ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،أرى ﻋﺎﺻــﻔﺔ ﺗﻬــﺐّ وﺗﻠﻘــﻲ اﻟﺮﻋــﺐ ﻓــﻲ ﻗﻠــﻮب اﻟﺮﺳــﻞ ،ﻓــﺄﻳﻘﻈﻮك ﺻﺎرﺧﻴﻦ" :ﻧﺠّﻨﺎ ،ﻳﺎ ﻣﻌﻠّﻢ ،إﻧّﻨﺎ ﻧﻜﺎد ﻧﻤﻮت". ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮع ،هــﺬﻩ اﻟﺰوﺑﻌــﺔ ﺗﺮﻣــﺰ ﺑﺸــﻜﻞ ﺻــﺎرخ إﻟــﻰ اﻟﻌﺎﺻــﻔﺔ اﻟﻤــﺪﻣّﺮة اﻟﺘــﻲ ﺗﺤــﺪﺛﻬﺎ اﻹرادة اﻟﺒﺸــﺮﻳّﺔ .ﻓﻤــﻦ ﺧــﻼل اﻷﻣــﻮاج اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺗﻬﺪّدﻧﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮق ،إﻧّﻲ أﻧﻀﻢّ إﻟـﻰ اﻟﺮﺳـﻞ وأﺑﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ" :ﻧﺠّﻨﺎ ﻳﺎ ﻣﻌﻠّﻢ ،إﻧّﻨﺎ ﻧﻜﺎد ﻧﻤﻮت". ﺑﻔﻌﻞ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ اﻟﺬي ﺑﻪ هﺪأت اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﻣُـﺮِ ،اﻟﻴـﻮم ،ﻋﺎﺻـﻔﺔ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻲ ﺗﻬﺪأ وﺻﺎﻟﺢ إرادﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻲ ﻧـﻨﻌﻢ ﺑﺎﻷﻣﺎن ﺑﻴﻦ ﻳﺪي ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أراك ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻚ أﻳﻀًﺎ إﻟﻰ أورﺷـﻠﻴﻢ ،أﺻـﺤﺒﻚ ﻣـﻊ ﻻزﻣﺘﻲ اﻟﻤﻌﻬﻮدة" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،وأﺷﻜﺮك" .وﻟﻜـﻦ ،آـﻢ ﻳﺤـﺰّ اﻷﻟﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺒﻴّﻦ ﻟﻚ أنّ اﻟﻬﻴﻜـﻞ ،ﺑﻴـﺖ أﺑﻴـﻚ ،ﻣـﺪﻧّﺲ آﺄﻧّﻪ ﺳﻮق ﻟﻠﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء .ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﻟﻤﺸﻬﺪ ،ﻏﻀـﺒﺖ ﻓﺄﺧـﺬت ﺳﻮﻃًﺎ وﻗﻠﺒﺖ آﻞّ ﺷﻲء وﻃﺮدت اﻟﻤﺪﻧّﺴـﻴﻦ .آﻨـﺖ ﻣﺤﻘـﺎ ﻓـﻲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ،ﻓﻬﺮب اﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮعُ ،أﺣــﻴﻂ ذﻟــﻚ اﻟﺴــﻮط ﺑﻤﺤﺒّﺘــﻲ ،وأﺳــﺄﻟﻚ أن ﺗﺒﻘﻴــﻪ ﻣﻌﻚ آﻲ ﺗُﺨﺮج ﻣﻦ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻣﺎ ﻳـﺪﻧّﺲ هﻴﻜﻠـﻚ اﻹﻟﻬـﻲّ اﻟﺬي هﻮ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ .ذﻟّﻞ هﺬﻩ اﻹرادة آﻲ ﻻ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ،ﺑﻞ آﻲ ﺗﺨﻀﻊ آﻠﻴﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
67
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮاﻓﻖ ﻳﺴﻮع ﻟﺪى دﺧﻮﻟﻪ أورﺷﻠﻴﻢ ﺗﺴﺄﻟﻪ أن ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻤﺎ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ رﺳﻤﻪ ﻟﻸﺳﺮار ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﺴﻤﺎوي ،أراﻓﻘﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ﻟﺪى دﺧﻮﻟﻚ اﻟﻈﺎﻓﺮ إﻟـﻰ أورﺷﻠﻴﻢ .إﻧّﻲ أﻃﺒﻌﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ راﻓﻘـﻪ :ﻓـﻲ أﻏﺼـﺎن اﻟﻨﺨﻴـﻞ، اﻟﺜﻴﺎب اﻟﻤﻄﺮوﺣـﺔ ﻋﻨـﺪ ﻗـﺪﻣﻴﻚ ،هﺘﺎﻓـﺎت اﻟﺘﻬﻠﻴـﻞ اﻟﺘـﻲ آﺎﻧـﺖ ﺗﺮدّدهﺎ اﻟﺠﻤﻮع" :ﻣﺒﺎرك اﻵﺗﻲ"! ﻳﺎ ﻣﻠﻴﻜﻲ اﻹﻟﻬﻲّ ،ﻣﻈﻬﺮك آﻔﺎﺗﺢ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أرﻗﺐ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﺄنّ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻋﻠـﻰ اﻷرض .وﻋﻠﻴـﻪ ،ﻓـﺈﻧّﻲ ﻟﻦ أﺗﺨﻠّﻰ ﻋﻨﻚ ،ﻟﻦ أﺗﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻚ إﻟﻰ أن ﺗﻌﺪﻧﻲ ﺑﻘﺮب ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ. ﻳﺒﺪو ﻟﻲ أﻧّـﻚ ﺗﻬﻤـﺲ ﻓـﻲ أذﻧـﻲ" :أﻳّﺘﻬـﺎ اﻟـﻨﻔﺲ ،اﺗﺒﻌﻴﻨـﻲ. ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺤﺒّﺘﻚ .أﻋﺪاﺋﻲ ﻏﺎروا ﻣﻦ هﺘﺎﻓـﺎت اﻟﺠﻤﻮع :ﻣﺒﺎرك اﻵﺗﻲ ،ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﻗﺘﻠـﻲ .ﻓﻘﺒـﻞ أن أﻣـﻮت ،أودّ أن أرﺳﻢ ﺳﺮّ اﻷﻓﺨﺎرﺳﺘﻴّﺎ آﻲ أﺗﺮك ذآﺮًا ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻟﻠﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻤﺘﺄﺟّﺠـﺔ اﻟﺘﻲ أآﻨّﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻲ ،وآﻲ أﻋﻴﺶ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﻴﺎة أﺑﺪﻳّﺔ .أﻓﻴﺪي ﻣـﻦ هــﺬﻩ اﻟﻬﺪﻳــﺔ اﻵﺗﻴــﺔ ﻣﻨّــﻲ آــﻲ ﺗﺴــﺄﻟﻴﻨﻲ ﺑــﺎﻃّﺮاد ،ﻣﻠﻜــﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ اﻹﻟﻬﻴّﺔ".
68
ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،إﻧّﻲ أﺗﺤﺪّ ﺑﻚ ﻷﺿﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻓـﻲ ﺟﻤﻴـﻊ اﻷﺳـﺮار اﻟﺘﻲ رﺳﻤﺘﻬﺎ .أﺿﻢّ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّﺔ إﻟﻰ آـﻞّ ﻣﻌﻤﻮدﻳّـﺔ ،وأﺳـﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻨﺢ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ﻣﻌﻤّﺪ .أآﺮّر هـﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻷﻋﻠـﻦ اﻧﺘﺼـﺎر ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ﻓـﻲ آـﻞّ ﺷــﺨﺺ ﻣﺜﺒّــﺖ ،وأﻃﺒــﻊ هــﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺳـﺮّ ﻣﺴــﺤﺔ اﻟﻤﺮﺿﻰ آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ آﻞّ ﻣﻨﺎزع ﻣﻦ أن ﻳﻌـﻴﺶ اﻟﻠﺤﻈـﺔ اﻷﺧﻴـﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ،أﻃﺒﻌﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺳـﺮّ اﻟﻜﻬﻨـﻮت آﻲ ﻳﺘﺂﻟﻒ اﻟﻜﻬﻨـﺔ ﻣـﻊ ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ وﻳﻤﺘﻠﻜـﻮا ﻣﻠﻜﻮﺗـﻚ وﻳﻨﺸـﺮوﻩ، آﻤﺎ أﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮّ اﻟﺰواج آﻲ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ اﻷﺳﺮ وﻓﻖ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ اﻹﻟﻬﻲّ ،وأﻃﺒﻌﻬﺎ أﺧﻴﺮًا ﻋﻠﻰ ﺳﺮّ اﻟﺘﻮﺑﺔ آـﻲ ﻳﻤـﻮت آـﻞّ ﻣـﺆﻣﻦ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وﻳﺤﻴﺎ ﺑﺤﻴﺎة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﺨﻠّﺼـﻲ ،أرﻏـﺐ ﻓـﻲ أن ﻻ ﺗﻔﺎرﻗـﻚ أﺑـﺪًا ﻣﺤﺒّﺘـﻲ، وﻟﺘﺒــﻖَ ﻣﻌــﻚ إﻟــﻰ اﻷﺑــﺪ .أﺿــﻊ ﻻزﻣﺘــﻲ" :أﻋﺒــﺪك ،أﺳــﺒّﺤﻚ، وأﺷﻜﺮك" .ﻓﻲ آﻞّ ﻗﺮﺑﺎﻧﺔ ،وﻓﻲ آـﻞّ دﻣﻌـﺔ ذرﻓﺘﻬـﺎ ،وﻓـﻲ آـﻞّ إهﺎﻧﺔ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻚ ،وﻓـﻲ آـﻞّ ﻓﻌـﻞ ﺗﻌـﻮﻳﺾ ﻗﻤـﺖ ﺑـﻪ ﻷﺳـﺄل أن ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ﻳﺎ ﺑﻴـﺖ اﻟﻘﺮﺑـﺎن اﻟﺴـﻤﺎويّ ،إﺟﻤـﻊ اﻹرادات اﻟﺒﺸـﺮﻳّﺔ وﻗﻴّـﺪهﺎ ﺑﺴﻼﺳــﻞ ﻣﺤﺒّﺘــﻚ .اﺳــﺘﺨﺪم ﻣــﺎ هﻨــﺎك ﻣــﻦ وﺳــﺎﺋﻞ ﺳــﻤﺎوﻳّﺔ ﻟﺘﺘﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وأﻋﻄﻨﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣـﻦ أن ﺗﻜﻮن واﺣﺪة ﻣﻊ إرادﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
69
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن وﻓﻲ ﺁﻻﻣﻪ ﻳـــﺎ ﻳﺴـــﻮع اﻟﻤﻌـ ـﺬّب ،اﻵن وﻗـــﺪ أﻋﻄﻴـــﺖ ذاﺗـــﻚ ﻓـــﻲ ﺳـ ـ ّﺮ اﻷﻓﺨﺎرﺳﺘﻴّﺎ آﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ آﻞّ ﻣﻨّﺎ؛ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻃﻮع آﻞّ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ ﺑﻘﻮﻟـﻚ ﻟﻬـﻢ" :ﻟـﻦ أﺗـﺮآﻜﻢ ،ﻳـﺎ أﺑﻨـﺎﺋﻲ ،ﺳـﺄﺑﻘﻰ ﻣﻌﻜــﻢ ﺟﻤﻴﻌًــﺎ آــﻲ ﻳﺘﻜـﻮّن ﻣﻠﻜــﻮت ﻣﺸــﻴﺌﺘﻲ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ ﺑﻴــﻨﻜﻢ". اﻵن ،ﻣﺤﺒّﺘﻚ اآﺘﻔﺖ ،وهﺎ أﻧﺖ ﺗﺪﺧﻞ راﺿﻴًﺎ ﺑﺤﺮ ﺁﻻﻣﻚ. أراك ﺗﺘﺠــﻪ إﻟــﻰ ﺑﺴــﺘﺎن اﻟﺠﺴــﻤﺎﻧﻴّﺔ .ﺗﻨﺤﻨــﻲ ﻋﻠــﻰ اﻷرض ﻟﺘﺼ ـﻠّﻲ ،ﻓﻴﻀــﻄﺮب ﺗﻨﻔّﺴــﻚ ،ﺗﺘﻨﻬّــﺪ ،ﺗﻨــﺎزع وﺗﻌــﺮق دﻣًــﺎ! آ ـﻞّ ﺷﻲء ﻳﺘـﺮاءى أﻣﺎﻣـﻚ :ﺧﻄﺎﻳـﺎ اﻟﻌـﺎﻟﻢ وأوﺟـﺎع اﻵﻻم .آـﻞّ وﺟـﻊ ﻳﺤﻤﻞ وﺻﻤﺔ اﻟﻌﺎر ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻺرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺻـﺮاﻋﻬﺎ ﻣﻊ اﷲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﻨﺎزع ،إنّ ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﺤﻤّﻞ رؤﻳﺘﻚ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ دﻣﻚ .أﺳﺄﻟﻚ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺑﺤـﻖّ هــﺬا اﻻﺳﺘﺸــﻬﺎد اﻟﻤﺮﻳــﺮ ،أن ﺗﺠﻌــﻞ ﻣﻠﻜﻮﺗﻬــﺎ ﻳﻌـﻢّ ،وأن ﺗﻤﻴــﺖ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أودّ أن أوﺗﻴﻚ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺨﻔّـﻒ ﻣـﻦ ﺁﻻﻣـﻚ ﺑﻮﺿﻊ ﻻزﻣﺘﻲ" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،وأﺳـﺒّﺤﻚ" ﻓـﻲ آـﻞّ ﻗﻄـﺮة ﻣـﻦ دﻣﻚ ،وﻓﻲ آﻞّ ﻋﺬاب ،وزﻓﺮة وآﺂﺑﺔ .أودّ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ،أن أﺻـﻨﻊ ﻏﻴﻮﻣًﺎ آﺜﻴﻔﺔ ﻷﺣﺠﺐ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻳﻚ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤـﺮوّع ﻟﻠﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗﻤﻠـﻚ ،ﻟﻤـﺎ ﺗﺤﻤّﻠﺖ آﻞّ هﺬﻩ اﻟﻌـﺬاﺑﺎت ،وﻟﻤـﺎ ﻗﺎﺳـﻴﺖ اﻟﻨــﺰاع اﻟﻤﺮﻳـﺮ .ﻟـﺬا، اﺟﻌﻠﻨﻲ أﻃﻤﺌﻦ إﻟﻰ أنّ اﻧﺘﺼﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻦ ﻳﺘـﺄﺧّﺮ ﻓـﻲ أن ﻳﺘﺤﻘّﻖ.
70
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ،أﻋـﺪاؤك هـﻢ اﻵن ﻓـﻲ اﻟﺒﺴـﺘﺎن ،ﻳﻘﻴّـﺪوﻧﻚ ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ ،ﻳﺮﺑﻄﻮن ﻗﺪﻣﻴﻚ ،وﻳﺠﺮّوﻧﻚ ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى. ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أراﻓﻘﻚ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ﻷﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺁﻻﻣﻚ، وأﺳﺄﻟﻚ ،ﻣﻊ اﻟﺴﻼﺳﻞ واﻟﻘﻴـﻮد ﻧﻔﺴـﻬﺎ اﻟﺘـﻲ ﺗـﺘﺤﻜّﻢ ﺑـﻚ ،أن ﺗﻘﻴّﺪ إرادﺗﻨﺎ اﻟﻤﺘﻤﺮّدة آـﻲ ﻻ ﺗـﺘﻤﻜّﻦ ﻣـﻦ اﻟﺘﺼـﺪّي ﻟﻤﺸـﻴﺌﺘﻚ، وإﻧّﻤﺎ ﻟﺘﺪﻋﻬﺎ ﺗﻤﻠﻚ وﺗﺴﻮد. ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮﻋﻲ ،أﻋــﺪاؤك ﻻ ﻳﻌﻄﻮﻧــﻚ أي ﺳــﻼم .إﻧّﻬــﻢ ﻳﺰﻳــﺪون ﺁﻻﻣــﻚ ،ﻳﻐﻄﻮﻧــﻚ ﺑﺎﻟﺒﺼــﺎق ،وﻳﺘّﻬﻤﻮﻧــﻚ ﺑﺄﻧّــﻚ ﻣﺸــﺎﻏﺐ ،ﺛــﻢّ ﻳﺴﺠﻨﻮﻧﻚ ﺑﻌـﺪ اﻟﺤﻜـﻢ ﻋﻠﻴـﻚ ﺑـﺎﻟﻤﻮت .ﻳـﺎ ﻳﺴـﻮﻋﻲ اﻟﺴـﺠﻴﻦ، ﺳﺄﺑﻘﻰ ﻣﻌﻚ. ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﺗﻤﺘﺰج ﺑﺎﻟﺒﺼـﺎق اﻟـﺬي اﻧﻬﻤـﺮ ﻋﻠﻴـﻚ ﻟﺘﻌـﻮّض ﻋـﻦ ﻣــﺪى اﻹهﺎﻧــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻟﺤﻘــﺖ ﺑــﻚ ،وﻟﺘﻜــﻮن ﻧــﻮرًا ﻓــﻲ ﺳــﺠﻨﻚ اﻟﻤﻈﻠﻢ ،وﺗﺼﺤﺒﻚ وﺗﺤﻀّﻚ آﻲ ﺗﺤﺮّرﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ إرادﺗﻨﺎ وﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨّﺎ أﺑﻨﺎء ﻟﻤﻠﻜﻮﺗﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻌﺬّب ،أﻋﺪاؤك ﻳﺤﺮّروﻧـﻚ ﻣـﻊ اﻟﻘﺼـﺪ اﻟﺠﻬﻨّﻤـﻲ ﺑﺄن ﻳـﺬﻳﻘﻮك ﺁﻻﻣًـﺎ ﻣﺒﺮّﺣـﺔ أﺷـﺪّ وﻳﻤﻴﺘـﻮك .إﻧّﻬـﻢ ﻳﺠﺮّوﻧـﻚ أﻣـﺎم اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﺤــﺎآﻢ ﻣــﻦ ﺑــﻴﻼﻃﺲ إﻟــﻰ هﻴــﺮودس ﺳــﺎﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨــﻚ ،أﻟﺒﺴــﻮك آﻤﻬـﺮّج ،ﻣﺴـﺒّﺒﻴﻦ ﻟــﻚ أﻟﻤًــﺎ ﻻ ﻳﻄــﺎق .ﺁﻩ ،آــﻢ ﺗﺄﻟّﻤﺖ! أودّ ﺑﻤﺤﺒّﺘــﻲ ﻟــﻚ أن أﺿــﻊ ﻟــﻚ ﺛﻮﺑًــﺎ ﻣــﻦ ﻧــﻮر ﻷﺑﻬــﺮ وأﺧــﺰي أﻋﺪاءك ،وأدﻋﻮهﻢ آﻲ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮا ﺑﺄﻧّﻚ ﻣﻠﻜﻬﻢ .ﻳﺎ ربّ ،اﺷـﻔﻨﺎ ﻣـﻦ اﻟﺠﻨﻮن اﻟﺬي ﺗﻘﻮدﻧﺎ إﻟﻴﻪ إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﺟﻨـﻮن ﻳﻔﻘـﺪﻧﺎ ﻣﻌﺮﻓـﺔ اﻟﺨﻴﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻷﻧّﻪ ﻳﺤﻮل دون أن ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
71
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻴﺴﻮع ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻪ اﻵن ،ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮﻋﻲ اﻟﻤﻌــﺬّب ،ﻳﻘﻮدوﻧــﻚ ،ﻣــﺮّة أﺧــﺮى ،أﻣــﺎم ﺑﻴﻼﻃﺲ! ﻋﺬاﺑﺎت أﺧﺮى ﺗﻨﺘﻈﺮك! ﺑﻌﺪ أن ﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴـﻚ ﺑﺎﻟﺠﻠـﺪ، ﻳﻨﺘـﺰﻋﻮن ﺛﻴﺎﺑﻚ وﻳﺮﺑﻄﻮﻧﻚ إﻟﻰ ﻋﻤﻮد ﻟﻴﺠﻠﺪوك ﺑﺼـﻮرة وﺣﺸـﻴّﺔ. إﻧــﻲ أﻗﺒّــﻞ ﻗــﺪﻣﻴﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺘــﻴﻦ وأُرﻓــﻖ آـﻞّ ﺟﻠــﺪة ﺑﻤﺤﺒّﺘــﻲ ﻟــﻚ. ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻨﺸﻄﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﻤﺰﻳﻖ آﻞّ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﺴـﻤﻚ وﻟـﺪى ﻇﻬـﻮر آﻞّ ﺟﺮح ﻋﻠﻴﻪ .أﺑﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ آﻲ ﺗﻨـﺰع ﻋﻨّﺎ ﻟﺒﺎس إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﻠﺒﺴﻨﺎ ﻟﺒﺎس ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮﻋﻲ اﻟــﺬي ﺟﻠــﺪوك .اﻵن ،ﻻ أﺣــﺪ ﻳﻌﺮﻓــﻚ ،ﻗﻠﺒــﻲ ﻻ ﻳﺤﺘﻤــﻞ أن ﻳﻜــﻮن ﺷــﺎهﺪًا ﻋﻠــﻰ ﻣﺜــﻞ هــﺬا اﻟﺘﻌــﺬﻳﺐ اﻟــﺬي ﻟــﻢ ﻳﻜﺘﻒِ ﺑـﻪ أﻋـﺪاؤك .أودّ أن أهـﻮّن ﻋﻠﻴـﻚ آـﻞّ ذﻟـﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺘـﻲ ﻟـﻚ وﺳــﺠﻮدي وﺗﺴــﺒﻴﺤﻲ وﺷــﻜﺮي .أودّ أن أﺧﻠّﺼــﻚ ﻣــﻦ أﻳــﺪﻳﻬﻢ اﻷﺛﻴﻤــﺔ .إﻧّﻬــﻢ ﺑﻜ ـﻞّ ﻗﺤ ـﺔٍ ﻳﻜﻠّﻠﻮﻧــﻚ ﺑﺎﻟﺸــﻮك ،وﻳﻠﺒﺴــﻮﻧﻚ رداء ﻗﺮﻣﺰﻳﺎ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧّﻚ ﻣﻠﻚ ،وﻳﻬﺰأون ﻣﻨﻚ واﺿﻌﻴﻦ ﻗﺼﺒﺔ ﻓﻲ ﻳﺪك. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻓﻠﺘﺠﻤّﻞ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ آﻞّ ﺷﻮآﺔ ﺗﻨﻐـﺮز ﻓـﻲ رأﺳﻚ وﺗﺨﻔّﻒ ﻣﻦ ﻧﺰاﻋﻚ اﻟﻘﺎﺳﻲ. ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮع ،اﻧــﺰع ﻋﻨّــﺎ اﻹآﻠﻴــﻞ اﻟﻤــﺰوّر اﻟــﺬي ﺗﻜﻠّﻠﻨــﺎ ﺑــﻪ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .إﻧﺰع ﻋﻨّﺎ ذاك اﻟﺮداء اﻟﺒﺮّاق ،واﻧﺘــﺰع ﻣـﻦ أﻳـﺪﻳﻨﺎ ﻗﺼـﺒﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺠﺪﻳﺔ .هﺒﻨﺎ إآﻠﻴﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. اﻣﻨﺤﻨﺎ ﻟﻮﻧﻬﺎ اﻟﻤﻠﻮآﻲّ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨّـﺎ أﺑﻨـﺎءك اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّـﻴﻦ ،ودع ﺻﻮﻟﺠﺎن ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ.
72
ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮع ،ﻣﻠﻜــﻲ ،ﻣﺤﺒّﺘــﻲ ﻟــﻚ ﺗﺨﺘــﺮق ﺻــﺮاخ اﻟﺠﻤــﻮع اﻟﻤﺘﻌﻄّﺸﺔ إﻟـﻰ اﻟـﺪم .إﻧّـﻲ أﺑـﺪي ﻟـﻚ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ وأﻧـﺖ ﺗﺴـﻤﻊ اﻟﺼــﺮاخ اﻟﻈــﺎﻟﻢ اﻟﻤﻄﺎﻟــﺐ ﺑــﺎﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴــﻚ ﺑــﺎﻟﻤﻮت" :اﺻــﻠﺒﻪ! اﺻﻠﺒﻪ!" أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أودّ أن أُﺳﻤﻊ ﺻﺮاﺧﻲ وأﺿﻊ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟـﻚ ﻓـﻲ آﻞّ ﺻﻮت وﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻩ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت. ﻳــﺎ ﻳﺴــﻮع ،دع اﻹرادة اﻟﺒﺸــﺮﻳّﺔ ﺗُﺼــﻠﺐ وﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ ﺗﺴﻮد ،ﺑﺤﻖّ اﻷﻟﻢ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺬي اﻧﺘﺎﺑﻚ ﻣـﻦ ﺟـﺮاء هـﺬﻩ اﻹداﻧـﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ،ﻧﺠّﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﻟﺬي ﺑﻪ ﻧـﺪﻳﻦ ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ .دع إرادﺗﻨــﺎ ﺗﻤــﻮت ﻋﻠــﻰ ذاﺗﻬــﺎ ،وﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ ﺗﺘﻌــﺎﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼــﺮة ﻟﺘﻀــﻊ ﻣﻠﻜﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ.
73
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ ،ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﻋﺬاﺑﺎﺗﻪ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ
وﺗﺴﺄﻟﻪ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،إنّ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ أن ﻳﺘﺤﻤّﻞ ﻣﺎ هﻮ أآﺜﺮ ،ﻓﺈﻧّـﻚ ﻣـﺎ إن ﺷﺎهﺪت اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺣﺘّﻰ ﻗﺒّﻠﺘﻪ وﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺒﻴﻚ. ﻳـــﺎ ﻳﺴـــﻮع ،أودّ أن أﺣﻀـــﻦ ﺻـــﻠﻴﺒﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺘـــﻲ وﻋﺒـــﺎدﺗﻲ وﺗﺴــﺒﻴﺤﻲ .ﺑﺤ ـﻖّ ﺻــﻠﻴﺒﻚ ،أﺳــﺄﻟﻚ أن ﺗــﺘﻤﻜّﻦ ﺁﻻﻣــﻚ ﻣــﻦ أن ﺗــﺆﺗﻲ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗــﺎت ﻗــﺪرة ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ وﺗﺆهّﻠﻬــﺎ ﻟﻘﺒــﻮل ﺳــﻴﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬــﺎ .ﻋﻨــﺪ آ ـﻞّ أﻟــﻢ ﻳﻨﺘﺎﺑــﻚ ،وآ ـﻞّ ﻗﻄــﺮة دم ،وآ ـﻞّ ﺳــﻘﻮط ﻋﻠــﻰ اﻷرض ،وآــﻞّ ﻣــﺮّة اﻧﺘﺰﻋــﻮا ﺷــﻌﺮًا ﻣــﻦ ﺷــﻌﺮك اﻟﻤﺨﻀّﺐ ﺑﺎﻟﺪم ،وﺗﺄوّهﺖ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻗﻚ ،ﻓﺈﻧّﻲ أرﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﻋﺎﻟﻴًﺎ: "ﺗﻌﺎل! ﻓﻠﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﺤﻮق ﺑﺎﻷﻟﻢ ،ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺜّﺮك وﺟﺮّهﻢ إﻳـﺎك ،وﺻـﻠﺖ ﻓــﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳــﺔ إﻟــﻰ ﻗﻤّــﺔ اﻟﺠﻠﺠﻠــﺔ .إﻧّﻬــﻢ ﻳﻌﺮّوﻧــﻚ ﻣــﻦ ﺛﻴﺎﺑــﻚ وﻳﻤﺪّدوﻧﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،وﻳﺼﻠﺒﻮﻧﻚ .ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟـﻚ ﺗﺘﺴـﻠّﻞ إﻟـﻰ أﺟﺰاء ﺟﺴﻤﻚ اﻟﻤﻬﺸّﻤﺔ وإﻟﻰ ﺿﻠﻮﻋﻚ اﻟﻤﻔﻜّﻜﺔ وإﻟـﻰ اﻟﺜﻘـﻮب اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﺘﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ .أﺳﺄﻟﻚ ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أن ﺗﻨﺘـﺰع ﻣﻨّﺎ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﺼﻠﻮب ،اﻟﺬي ﺣﻄّﻤﻚ اﻷﻟـﻢ ،أﻧـﺖ ﺗﻨـﺎزع ﻋﻠـﻰ اﻟﺼــﻠﻴﺐ .دع ﻣﺤﺒّﺘــﻲ ﻟــﻚ ﺗﻄﺒــﻊ ﻋــﺬاﺑﻚ واﻧﻘﺒــﺎض ﻗﻠﺒــﻚ .دع آﻠﻤﺎﺗﻲ ﺗﺆﺗﻴﻚ اﻟﻌﺰاء وﺗـﺮوي ﻋﻄﺸـﻚ وﺗﻄﺒـﻊ آـﻞّ آﻠﻤـﺔ ﻗﻠﺘﻬـﺎ ﻞ إﻟﻴـﻚ أن ﺗﻤﻨﺤﻨـﺎ اﻟﺸـﻮق اﻟﻤﻀـﻄﺮم ﻷن ﻋﻠﻰ اﻟﺼـﻠﻴﺐ .أﺑﺘﻬـ ُ ﻧﻌﻴﺶ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺖ إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ واﺟﻌـﻞ ﺣﻴـﺎة ﻣﻠﻜﻮﺗـﻚ ﻓـﻲ ﺑﺤﻖّ ﻣﻮﺗﻚ ،أﻣ ْ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻠﻮب آﻲ ﻳﻤﺘـﺪّ ﻇـﺎﻓﺮًا ﻣﻨﺘﺼـﺮًا ﻋﺒـﺮ اﻟﺠـﻨﺲ اﻟﺒﺸـﺮيّ وﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
74
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻟﺘﺪﻓﻦ ﻣﻌﻪ إرادﺗﻬﺎ. ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺗﻨﺤﺪر إﻟﻰ اﻟﺠﺤﻴﻢ، وﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،ﺗﺴﺄل أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﻧﺖ اﻵن ﻣﺎﺋـﺖ! ﺁﻩ ،آـﻢ أودّ ﻟـﻮ أﻣـﻮت ﻣﻌـﻚ ،وﻟﻜـﻦ ﻟﻸﺳﻒ ،ﻟﻢ أُﻋﻂَ ذﻟﻚ وأﻗﻮل :ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ! ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ! أودّ أن ﺁﺧـــﺬك ﺑـــﻴﻦ ذراﻋـ ـﻲّ ﻷﺣـــﻴﻂ ،ﺑﻤﺤﺒّﺘـــﻲ ،إﻧﺴـــﺎﻧﻴّﺘﻚ اﻟﻤﻌﺬّﺑﺔ .وهﻜﺬا ،ﻟﻦ ﺗﻌـﻮد ﺗـﺮى ﺳـﻮى ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ،وﻻ ﺗﺴـﻤﻊ إﻻّ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ،وﻻ ﺗﺤﺘﻚّ إﻻّ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ .هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒـﺪك، أﺳﺒّﺤﻚ ،وأﺷﻜﺮك" ﻟﻦ ﺗﻔﺎرﻗﻚ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻔﺎرق اﻟﺤﻴﺎة ،أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ دﻓﻨًﺎ ﻻﺋﻘًـﺎ ﺑـﻚ. أﺳــﺄﻟﻚ ،ﻣــﻊ ﻣﺤﺒّﺘــﻲ ﻟــﻚ ،أن ﺗــﺪﻓﻦ إرادﺗﻨــﺎ اﻟﺒﺸــﺮﻳّﺔ آــﻲ ﻻ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة. ﻓﻲ ﺗﺮاﻓﻘﻲ اﻟﺪاﺋﻢ ﻣﻌﻚ ،أﺗﺒﻌـﻚ إﻟـﻰ اﻟﺠﺤـﻴﻢ ﺑﺼـﺤﺒﺔ أﻣّـﻲ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﺰّى .ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﺆﺛّﺮ! ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،هﻨﺎك اﻷب اﻷوّل ﺁدم .هﻨـﺎك إﺑـﺮاهﻴﻢ ،وﺟﻤﻴـﻊ اﻵﺑـﺎء واﻷﻧﺒﻴﺎء ،واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ،وﺟﻤﻴـﻊ اﻷﺑـﺮار ﻓـﻲ اﻟﻌﻬـﺪ اﻟﻘـﺪﻳﻢ. ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﺮﺣﺖ ﺑﻠﻘﻴﺎك ﻓﺮﺣًﺎ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ،ﻓﺨﺮّت ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻚ وﻋﺒــﺪﺗﻚ وأﺣﺒّﺘــﻚ وﺷــﻜﺮﺗﻚ .ﻣــﻊ ذﻟــﻚ ،ﻳﺒــﺪو أنّ اﻻﺣﺘﻔــﺎء ﻇ ـﻞّ ﻧﺎﻗﺼًﺎ ،وﻟﻜﻲ ﻳﻜﺘﻤﻞ ،اﺟﺘﻤﻌﺖ وهﺘﻔﺖ ﺑﺼﻮت واﺣﺪ" :ﻧﺸـﻜﺮك، أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺨﻠّﺺ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ وﺗﺄﻟّﻤﺖ ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﻨـﺎ .اﻵن ،وﻗـﺪ
75
اﻓﺘﺪﻳﺘﻨﺎ ،أآﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ" :ﻓﻠﺘﻤﻠﻚ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". أﻻ ﺗﺴﻤﻊ ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﺻـﻮاﺗًﺎ ﻋﺰﻳـﺰة ﻋﻠﻴـﻚ؟ أﻻ ﺗﺴـﻤﻊ ﺗﻮﺳّـﻞ اﻷمّ اﻟﻤﻔﺠﻮﻋﺔ؟ اﻟﻴﻮم ﻳﻮم ﻣﻮﺗﻚ هﻮ أﻳﻀًﺎ ﻳـﻮم اﻧﺘﻈـﺎرك .اﻣﻨﺤﻨـﺎ اﻧﺘﺼﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹرادات اﻟﺒﺸـﺮﻳّﺔ .ﻳﺴـﻮع ،أﻳّﻬـﺎ اﻟﻈﺎﻓﺮ ،أراك ﺗﻐﺎدر اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻣﻊ آﻮآﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﺮار. أﻧﺖ ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﺘﺘﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤـﻮت وﺗﻘـﻴﻢ إﻧﺴـﺎﻧﻴّﺘﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات .ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣـﻦ ﻟﺤﻈـﺔ راﺋﻌـﺔ! ﻓﻠﻜـﻲ أﺣﺘﻔـﻞ ﺑﻬـﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺠﻠﻴﻞ وأﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴـﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،أودّ أن أﺧﻔﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻓـﻲ اﻟﻘﺒـﺮ ،ﻓـﻲ ﻗﻴﺎﻣﺘـﻚ وﻓﻲ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻚ. وأﻧﺖ ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،آـﻲ ﺗﺤﺘﻔـﻞ ﺑﻴـﻮم اﻟﺒﻬﺠـﺔ هـﺬا ،ذﻟّـﻞ إرادﺗﻨـﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،وارﻓﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ.
76
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﺑﻌﺪ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .هﻲ ﺣﺎﺿﺮة ﻋﻨﺪ ﺻﻌﻮدﻩ
وﺗﺴﺄل أن ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺗﺮﻧّﻢ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﻻزﻣﺔ ﺣﺒّﻬﺎ: "ﻓﻠﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض" ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻢ ﺗﻐﺎدر إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺣﺎﻻً ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘـﻚ ،ﻣﻤّـﺎ ﻳﺆآّـﺪ ﻟﻲ أﻧّﻚ ﺗﻮدّ إﻗﺎﻣـﺔ ﻣﻠﻜـﻮت ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ﺑـﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗـﺎت. إﻧّﻲ ﻟﻦ أﺗﺮآﻚ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ،وأﺗﺒﻌﻚ ﺧﻄﻮة ﺧﻄـﻮة ﻣـﻊ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻷﻣّـﻚ ﻓـﻲ آﻤـﺎل ﺑﻬﺎﺋـﻚ .وإذ أﺷـﺎﻃﺮك ﻓﺮﺣـﻚ، أﺳﺄﻟﻚ ،ﺑﻜﻞّ إﻟﺤﺎح ،أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟﻚ ﺗﺮاﻓﻘﻚ ﺣﻴﻦ ﻇﻬﺮت ﻟﻤـﺮﻳﻢ اﻟﻤﺠﺪﻟﻴّـﺔ وﻟﻠﺮﺳـﻞ .ﺳـﺎﺋﻠﺔ أن ﻳﻌــﺮف اﻟﻜﻬﻨــﺔ ،ﺑﻨــﻮع ﺧــﺎص ،ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّــﺔ .وﻣــﻦ ﺧﻼﻟﻬــﻢ آﺮﺳﻞ ﺟﺪد ،ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨـﺎس .أﺗﺒﻌـﻚ ،ﺑﻤﺤﺒّﺘـﻲ ﻟـﻚ ،ﻓـﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤـﺎل اﻟﺘـﻲ ﻗﻤـﺖ ﺑﻬـﺎ ﻷﺟـﻞ أﺻـﺪﻗﺎﺋﻚ ﺑﻌـﺪ اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ. أﺧﻴﺮًا ،أدﻋﻮ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻟﺘﺸﻬﺪا ﻳﻮم ﺻﻌﻮدك اﻟﻤﺠﻴﺪ. ﺣﻴﻦ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻣﻈﻔﺮًا وﺗﻔﺘﺢ اﻷﺑـﻮاب اﻟﺘـﻲ ﻇﻠّـﺖ ،أﺟﻴـﺎ ً ﻻ وأﺟﻴﺎﻻً ،ﻣﻘﻔﻠﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،أﺿـﻊ ﻣﺤﺒّﺘـﻲ ﻟـﻚ ﻋﻠـﻰ هـﺬﻩ اﻷﺑﻮاب اﻷﺑﺪﻳّﺔ .أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﻟﺒﺮآﺔ إﻳﺎهﺎ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬـﺎ ﻟﺘﻼﻣﻴـﺬك ﻟـﺪى ﺻﻌﻮدك ،أن ﺗﺒﺎرك اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺗﻌﺮف وﺗﻘﻴّﻢ هﺪﻳّــﺔ اﻟﺤﻴــﺎة اﻟﺘــﻲ ﺗﻌﻴﺸــﻬﺎ ﺑﻤﻘﺘﻀــﻰ ﻣﺸــﻴﺌﺘﻚ .ﺑﺤـﻖّ ﻣﺤﺒّﺘــﻚ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء ،أﺳﺄﻟﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ،أن ﺗـﺪع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻨـﺰل ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﺑﻮاب وﺗﻤﻠـﻚ ﻋﻠـﻰ اﻷرض آﻤـﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
77
ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﻧﺖ اﻵن ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ اﻵب ،وﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗـﻊ اﻟـﺬي أﻧﺎ ﻓﻴﻪ ،أﻋﺒﺪك ،أﺳﺒّﺤﻚ ،أﺷﻜﺮك وأﺻﻨﻊ دوﻣًﺎ ﺳﻼﺳـﻞ ﻃﻮﻳﻠـﺔ ﺗﺼﻞ اﻷرض ﺑﺎﻟﺴﻤﺎء. أﺳﺘﻤﻴﺤﻚ أن ﺗﺒﻘﻲ أﺑﻮاب ﻣﺴﻜﻨﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺁﺗـﻲ وأﺳـﺠﺪ ﻋﻨـﺪ ﻗـﺪﻣﻴﻚ وأردّد ﺗﺮﻧﻴﻤـﺔ ﺣﺒّـﻲ: "أرﺳﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸـﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّـﺔ ،وﻟـﺘﻜﻦ هـﺬﻩ اﻟﻤﺸـﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء" .ﺁﻣﻴﻦ.
78
ﺛﻼث ﻋﺸﺮة زﻳﺎرة إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس اﻟﺰﻳﺎرة اﻷوﻟﻰ هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﺣﺒّﻚ وأﺗﺄﺳّﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠّﻔـﻲ ﻋـﻦ زﻳﺎرﺗـﻚ. أﻋﺒﺪك ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ آﻨﺎﺋﺲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﻞّ أن ﻳﺰورك ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ .اﺟﻌﻞ ﻗﻠﺒﻲ أﺷـﺒﻪ ﺑﻤﺼـﺒﺎح ﻣﺸـﺘﻌﻞ ﻳﺸـﺘﻌﻞ دوﻣًﺎ ﻓﻲ ﺣﻀـﻮرك آـﻞّ ﻳـﻮم ،آـﻞّ ﺳـﺎﻋﺔ ،آـﻞّ ﻟﺤﻈـﺔ ﻣـﻦ اﻵن وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻷزﻟﻲّ ،أﺷـﻜﺮك ﻋﻠـﻰ ﺟﻤﻴـﻊ اﻟـﻨﻌﻢ اﻟﺘـﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬـﺎ ﻟﻸم اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ واﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖَ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎآﻮرة ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ. أﻳّﻬﺎ اﻻﺑﻦ اﻷزﻟﻲّ ،أﺷﻜﺮك ﻋﻠـﻰ ﺟﻤﻴـﻊ اﻟـﻨﻌﻢ اﻟﺘـﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬـﺎ ﻟﻸم اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ وﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ أﻣﺎ ﻟﻚ داﺋﻤﺔ اﻟﺒﺘﻮﻟﻴّﺔ. أﻳّﻬــﺎ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس اﻷزﻟـﻲّ ،أﺷــﻜﺮك ﻋﻠــﻰ ﺟﻤﻴــﻊ اﻟﻤﻮاهــﺐ واﻟــﻨﻌﻢ اﻟﺘــﻲ أﻏــﺪﻗﺘﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻄﻮﺑﺎوﻳّــﺔ ﻣــﺮﻳﻢ وﺟﻌﻠــﺖ ﻣﻨﻬــﺎ ﻋﺮوﺳًﺎ ﻟﻚ ﺑﺪون دﻧﺲ. أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،ارﺣﻤﻨﻲ. ﻳﺎ ﻣﻼآﻲ اﻟﺤﺎرس ،ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ. ﻳﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ،داﻓﻊ ﻋﻨّﻲ. ﻳﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ روﻓﺎﺋﻴﻞ ،راﻓﻘﻨﻲ. ﻳﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺟﺒﺮاﺋﻴﻞ ،اﺣﻤﻨﻲ. ﺁﻣﻴﻦ.
79
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ ﻣﺘﻌﺐ وﻣﻨﻬﻚ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺟﻤﻴﻊ اﻻﻧﺘﻬﺎآﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺗﻜﺐ ﺑﺤﻖّ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻷﺳﺮار اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﺬﺑﻴﺤﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﻀﻄﺮّ إﻟﻰ اﻟﻨـﺰول ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻮب ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆهّﻠﺔ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎآﻦ ﻟﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أودّ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺪّاﺳﺎت اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﺑﻄﺎﺑﻊ دﻧﻴﻮي .أودّ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻄﻮاﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ هﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض، وﺗﺤﺮّآﺎﺗﻚ ،وآﻼﻣﻚ واﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ أﻧﺠﺰﺗﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻌﺬراء اﻟﻤﻔﺠﻮﻋﺔ ،أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻴﻚ .اﺳﻬﺮي ﻋﻠﻰ آﻼﻣﻲ وﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮاﺗﻲ .ﺁﻣﻴﻦ.
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ هﻠّﻤﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ هﻨﺎ وأﻧﺎ أﻋﺒﺪك .أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ أﻓﻌﺎل ﺳﺠﻮد ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻧﺠﻮم اﻟﺴﻤﺎء ،وذرّات اﻟﻜﻮن ،وﻃﻴﻮر اﻟﻔﻀﺎء .أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻌﺬراء اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ ،أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻴﻚ .ﺣﺮّرﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺋﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن وﻗﻮدي ﺧﻄﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت إﻟﻰ ﻳﺴﻮع .ﺁﻣﻴﻦ.
80
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺮاﺑﻌﺔ هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﺖ ﻷآﻮن ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ هﻨﺎ وﺣﺪك ،ﻣﺘﺮوك ،ﻓﺠﺌ ُ ﻣﻌﻚ .أﺣﺒّﻚ .أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﻤﺤﺒّﺔ .أودّ أن أﺗﺬآّﺮك داﺋﻤًﺎ ،وأن أآﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪّة ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﻋﻤّﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻚ ﻣﻦ إهﺎﻧﺎت وﺷﺘﺎﺋﻢ. أودّ أن أﺣﺒّﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﺒّﻮﻧﻚ ،وأن أﺳﺒّﺤﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﻘﺮوﻧﻚ ،وأن أﺑﺎرآﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺪّﻓﻮن ﻋﻠﻴﻚ، وأن أﻃﻠﺐ اﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﻨﻴﻮﻧﻚ ،وأن أرآﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺬّر ﻋﻠﻴﻬﻢ ذﻟﻚ .أودّ أن أﻗﻮم ﺑﻤﺎ هﻮ ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﺗﻜﺮﻳﻤًﺎ ﻟﻮﺟﻮدك ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس وﻻ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ. أودّ أن أﻋﻴﺪ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻗﻄﺮات اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻜﻮن، وﺣﺒّﺎت اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻷﺳﻤﺎك ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت. ﻳﺎ ﺳﻴّﺪة اﻟﻮردﻳّﺔ أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻴﻚ .اﺟﻌﻠﻲ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻟﻤﺠﺪ اﷲ، ووﺟّﻬﻲ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس. اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ هﻨﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ وﻣﻌﺬّب ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أ ّ ن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢّ وﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻤﻠﺬات واﻟﺜﺮوات اﻟﻀﺨﻤﺔ .أﻧﺖ واهﺐ آﻞّ
81
ﺷﻲء ،وهﻢ ﻻ ﻳﺘﺨﻠّﻮن ﻋﻦ ﻧﻘﻄﺔ زﻳﺖ وﻋﻦ اﻟﻨـﺰر اﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﻊ ،واﻷﺳﻮأ أﻧّﻬﻢ ﻳﺄﺗﻮن إﻟﻴﻚ وآﻠﻬﻢ ﺗﺸﺎوف وﻋﺠﺮﻓﺔ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧّﻬﻢ هﻢ اﻷﺳﻴﺎد ،وأﻧﺖ اﻟﺨﺎدم. ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻓﻘﺮك ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ﺧﻴﺮات اﻟﻔﺮدوس .ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ إﻣﺎﺗﺎﺗﻚ ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ اﻟﻄﻌﻢ اﻟﺸﻬﻲّ ﻟﻠﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب أﺑﻨﺎﺋﻚ .أود أن أﻋﻴﺪ أﻓﻌﺎل اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ هﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﺣﺮآﺎت اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻨﺎس. ﻳﺎ أمّ اﻟﻔﺎدي ،أﻃﺒﻊ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻚ ﺟﻤﻴﻊ ُﻗﺒَﻞ ﻳﺴﻮع .اﺟﻌﻠﻴﻨﻲ أﻋﺸﻖ ﺟﻤﺎﻟﻚ ،واﺟﻌﻠﻲ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﺗﻌﺸﻖ ﺟﻤﺎل ﻳﺴﻮع. ﺁﻣﻴﻦ. اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺴﺎدﺳﺔ هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ هﻨﺎ ﻣﻬﺎن .أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ أﻓﻌﺎل ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس .أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ أﻳﻀًﺎ أﻓﻌﺎل ﻧﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻨﺎس. ﻳﺎ أم اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس: اﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻚ اﻟﻴﺴﺮى :ﻗﻮدي ﺧﻄﺎي اﻟﻤﺘﺮدّدة. أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻚ اﻟﻴﻤﻨﻰ :ﻗﻮدي ﺧﻄﺎي ﻓﻲ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺼﺤﻴﺢ أﻗﺒّﻞ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى :ﺣﺮّرﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﻮدﻳّﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎن. أﻗﺒّﻞ ﻳﺪك اﻟﻴﻤﻨﻰ :اﺟﻌﻠﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﻟﻤﺘﻌﺒّﺪﻳﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﻴﻦ. أﻗﺒّﻞ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻄﺎهﺮ :ادﻓﻨﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ وﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع .ﺁﻣﻴﻦ.
82
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﺳﺠﻴﻨًﺎ ﻓﻘﻂ ،أﻧﺖ ﻣﻘﻴّﺪ أﻳﻀًﺎ. اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺤﺮّرك هﻲ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ﻗﻠﻮب اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻷن ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻴﻚ ،ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﺮّر ،وﻳﺼﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﻘﻴّﺪ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﻣﺤﺒّﺘﻚ. ﺑﺄي أﻟﻢ ﺗﺸﺎهﺪ اﻟﻨﺎس ﺁﺗﻴﻦ إﻟﻴﻚ ﺑﺪون اآﺘﺮاث ،وﻻ ﻳﺒﺪون أي رﻏﺒﺔ ﻓﻲ أن ﻳﻘﺘﺒﻠﻮك؟ وﺗﺸﺎهﺪ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﺮﻓﻀﻮن أن ﻳﻘﺘﺒﻠﻮك؟ وﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻘﺘﺒﻠﻮﻧﻚ وﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺴﻮاك ،آﺄﻧّﻚ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،اﺳﻤﺢ ﻟﻲ أن أﺟﻔّﻒ دﻣﻮﻋﻚ ،وأﺣﺘﻔﻆ ﺑﺼﺮاخ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ،وﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻗﺪّﻣﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن ﻣﻦ أﺷﻮاق وﺗﺄوّهﺎت وﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﺒّﺔ ،آﻤﺎ أﻗﺪّم ﻣﺴﺮّة أﻣّﻚ وﻣﺤﺒّﺔ اﻵب واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. أﺿﻊ ذاﺗﻲ أﻣﺎم أﺑﻮاب ﺑﻴﻮت اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻷداﻓﻊ ﻋﻨﻚ وأﺗﺼﺪّى ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻮدّون اﻗﺘﺒﺎﻟﻚ .ﻻ ﻟﺸﻲء إﻻّ ﻟﻴﺤﺒّﻮك ،أرﻳﺪ أن أﻋﻴﺪ هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﺮّات اﻟﻔﺮح اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻗﺪّﻳﺴﻮك ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس. ﻳﺎ أﻣّﻲ وﻣﻠﻴﻜﺘﻲ ،اﻟﻤﻜﻠّﻠﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻧﻌﻢ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس، ارﺳﻠﻲ ﻣﻦ ﻋﺮﺷﻚ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻀﺮورﻳّﺔ آﻲ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻨﺎس ،واﺟﻌﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻢ ﺗﺸﻜّﻞ ﺳﻠّﻤًﺎ آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮد ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء.
83
ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،اﺳﻬﺮي ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻃﻔﻲ وأﻣﻨﻴﺎﺗﻲ ،وﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻲ وأﻓﻜﺎري ،ﺣﻮّﻟﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ وﺿﻌﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ أﺑﻮاب ﺟﻤﻴﻊ ﺑﻴﻮت اﻟﻘﺮﺑﺎن آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن أآﻮن داﺋﻤًﺎ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع .ﺁﻣﻴﻦ.
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ هﻨﺎ ﻣﻐﺘﻢّ وﻣﺮهﻖ وأﻧﺎ ﺟﺌﺖ ﻷوﻧﺴﻚ. وﻟﻜﻦ آﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﻟﻲ ذﻟﻚ وأﻧﺎ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﻳﺎ واﻟﺸﻘﺎء؟ ﻟﺬا، ﺖ إﻟﻴﻚ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﻔﺠﻮﻋﺔ .هﺒﻴﻨﻲ ﻗﻠﺒﻚ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻔ ُ أن أوﻧﺲ اﺑﻨﻚ .وأﻧﺖ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﺎ إﻧّﻲ ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻘﻠﺐ أﻣّﻚ ،ﺑﺪم ﺷﻬﺪاﺋﻚ وﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ. وأﻧﺖ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﻔﺠﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ﻗﻠﺐ اﺑﻨﻚ واﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ آﻲ أوﻧﺴﻚ ،آﻤﺎ أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ﻣﺤﺒّﺔ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس اﻟﺘﻲ ﻏﻤﺮك ﺑﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ﺣﻴﻦ آﻠّﻠﻚ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض. أودّ أن أﻋﻴﺪ أﻓﻌﺎل اﻟﻌﺰاء هﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻷزهﺎر واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺄﺳﺮهﺎ .ﺁﻣﻴﻦ.
84
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺠﻮع واﻟﻌﻄﺶ ﻷ ّ ن هﻨﺎك ﻧﻔﻮﺳًﺎ ﻻ ﺗﻘﺪّم إﻟﻴﻚ إﻻّ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺬي ﻻ ﻳﻐﺬّي ،ﺣﺘّﻰ وإن آﺎﻧﺖ ﻣﻜﺮّﺳﺔ ﻟﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أودّ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻟﻬﺐ اﻟﻨﺎر وأﺷﻌّﺔ اﻟﺸﻤﺲ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،راﻓﻘﻴﻨﻲ دوﻣًﺎ ﺑﻨﻈﺮك ،أﺣﻴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺮداﺋﻚ واﺣﻤﻴﻨﻲ. ﺁﻣﻴﻦ.
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻌﺎﺷﺮة هﻠﻤّﻲ، ﻳﺴﻮع.
أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ
ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أﻧﺖ هﻨﺎ ﺧﺎﺿﻊ آﺘﻘﺪﻣﺔ داﺋﻤﺔ إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﻵب .أودّ أنّ أﻗﺪّم ذاﺗﻲ ﺿﺤﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﻤﺮّات اﻟﺘﻲ ﻗﺪّﻣﺖ ذاﺗﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرض .أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ أﻓﻌﺎل ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﻤﺮّات اﻟﺘﻲ أﺗﻨﻔّﺲ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻗﻴﺎم اﻟﻨﺎس ﺑﺄﻓﻌﺎل اﻟﻐﻀﺐ واﻟﻌﺼﻴﺎن. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ،واﻟﻤﺤﺎﻣﻴﺔ ،واﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺪاء ،أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺤﻜﻤﻲ أﻓﻜﺎري وﺗﺮﺳﻠﻲ أﺷﻌّﺔ ﻧﻮر ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ روﺣﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻘﻮل واﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻳﺴﻮع.
85
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،آﻢ أﻧﺖ وﺣﻴﺪ وﻣُﻬﻤَﻞ ،أﻧﺖ ﺟﺎﺋﻊ إﻟﻰ ﻣﺤﺒّﺔ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ ،وﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻚ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﻚ .ﻟﺬا ،أودّ ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أن ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻘﻠﻮب اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وأﻏﻤﺮهﺎ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻗﻠﺒﻚ اﻹﻟﻬﻲّ آﻲ ﺗﺸﺘﻌﻞ وﺗﺘﻄﻬّﺮ ﻓﻲ ﻧﻴﺮان ﻣﺤﺒّﺘﻚ اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،ﻓﺘﻌﻮّض ﻋﻦ اﻟﺠﺤﻮد اﻟﺒﺸﺮيّ. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ،أﻣّﻲ ،أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺮﻓﻌﻲ هﺬﻩ اﻟﺘﻘﺪﻣﺔ وهﺬﻩ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت إﻟﻰ ﻳﺴﻮع اﺑﻨﻚ وأن ﺗﺤﻮّﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻚ .ﺁﻣﻴﻦ.
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،آﻔﺎك ﻧﻜﺮاﻧًﺎ وﺟﺤﻮدًا وﻻﻣﺒﺎﻻة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺑﻨﺎﺋﻚ .ﻟﺬا ،أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﻌﺮﻓﺎن واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻮﻓﺎء ﻷﻧّﻚ ﺧﻠﻘﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗﻚ وﻣﺜﺎﻟﻚ. أودّ أن أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ أﺣﺴﻨﺖ ﺑﻪ إﻟﻴﻨﺎ .آﻤﺎ أودّ أن أﺗّﺤﺪ ﺑﻚ وأﺣﺲّ ﺑﺎﻷوﺟﺎع اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺳﻴﺘﻬﺎ .أﺗّﺤﺪ أﻳﻀًﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻹهﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻚ ووﺟﻮدك ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن. أودّ أن ﺁﺗﻲ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺑﻨﺎﺋﻚ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ :آﻬﻨﺘﻚ ،اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨّﻲ ،اﻟﺨﻄﺄة ،اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ ،ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ،اﻟﻤﻨﺎزﻋﻴﻦ آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ ﻧﻮاﻳﺎ ﻗﻠﺒﻚ.
86
إﻧّﻲ أﻋﻬﺪ إﻟﻴﻚ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﻄﻬﺮﻳّﺔ آﻲ ﺗﺘﻤّﻜﻦ ﻣﻦ أن ﺗﻄﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء. أودّ أن أﻋﻴﺪ هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﺪد أﻣﻮاج اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت وأوراق اﻟﺸﺠﺮ .ﺁﻣﻴﻦ.
اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺳﻜﻨﻲ زﻳﺎرﺗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،آﻢ أﻧﺖ ﻣﺸﺘﺎق إﻟﻰ أن ﻳﻌﺮف اﻟﻨﺎس ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ! ﻣﻦ ﺧﻼل اﺣﺘﺠﺎﺑﻚ اﻟﺴﺮّي ،أرﺳﻞ أﻧﻮارك اﻟﺒﻬﻴّﺔ وزوّد اﻟﻘﻠﻮب ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ﻟﺘﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ،اﺟﻤﻌﻲ اﻟﻘﻠﻮب وﺿﻌﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أﺳﻌﺪﻳﻨﺎ وﺷﺪّدي ﻋﺰاﺋﻤﻨﺎ ﺑﺒﺮآﺘﻚ اﻟﻮاﻟﺪﻳّﺔ .ﺁﻣﻴﻦ.
87
ﻟﻮﻳﺰا )اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ( "اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﺮى ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻋﺬوﺑﺘﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ﺑﺤﺴﺐ رأﻓﺘﻚ .أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺤﻖّ آﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮد ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ .إن ﻧﻠﺖ اﻟﺨﻼص ﻓﺬﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺠﺪك ،وﺁﻻﻣﻚ وﻣﺤﺒّﺘﻚ .أﺟﻞ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ،ﻓﺘﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻧﻔﺲ أﺧﺮى ﺗﺮﻧّﻢ ﻣﺪاﺋﺤﻚ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻮدﻳﻊ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ .أﻧﺎ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ آﻨﻴﺴﺘﻚ اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺪﻳﺘﻬﺎ ﺑﺪﻣﻚ اﻹﻟﻬﻲّ .ﻻ ﺗﺘﺨﻞﱠ ﻋﻨّﻲ أﻧﺎ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ آﻨﻴﺴﺘﻚ ،ﻓﻤﺤﺒّﺔ ﺑﻬﺎ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ،ﻳﺎ إﻟﻬﻲ. ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺳﺮّ ﻗﺮﺑﺎﻧﻚ .ﻻ ﺗﺪع اﻟﻔﺘﻮر ﻳﺪبّ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ،ﺑﻞ ﺑﺤﻖّ ﻣﺤﺒّﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ .ﻳﺎ إﻟﻬﻲ. اﺑﺘﻬﺎل ١ ﻖ رأﻓﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺤ ّ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻲ أﺳﺮة وزﻣﻼء وأﺻﺪﻗﺎء .ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨّﻲ أن أﺣﺒﺒﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ،وأن ﺁﺗﻴﻚ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮس .وﻟﻜﻦ ،آﻴﻒ ﻳﺴﻌﻨﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻜﻞّ ذﻟﻚ وأﻧﺎ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ،ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ اﻟﻘﺪاﺳﺔ؟ إﻧّﻲ ﻋﺎﺟﺰة وﻏﻴﺮ ﻣﺆهّﻠﺔ .ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞّ ،ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺪﻳﺘﻬﺎ ﺑﺪﻣﻚ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ .وﻟﻜﻦ ،ﻟﻢ ﻋﻠﻲّ ﺗﻘﺪﻳﻢ آﻞّ هﺬﻩ اﻟﻤﺒﺮّرات؟ أﻟﺴﺖ اﻟﺮأﻓﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ واﻟﺴﺨﺎء ﺑﺎﻟﺬات؟ هﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ،ﻳﺎ ﻋﺸﻴﻖ ﻧﻔﺴﻲ ،أن ﺗﺒﻘﻴﻨﻲ ﺳﺎﺟﺪة أﻣﺎﻣﻚ وﻻ
88
ﺗﺼﻐﻲ إﻟﻰ اﺑﻨﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﻗﻠﺒﻬﺎ وﺗﻄﻠﻌﻚ ﻋﻠﻰ رﻏﺒﺘﻬﺎ اﻟﻤﺘﻘﺪة ،وﺗﺘﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺔ. أﻻ ﺗﺼﻐﻲ إﻟﻲّ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ رأﻓﺘﻚ؟ ﻓﺈن وددتَ أن ﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﺤﻮدي ،ﻓﻬﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﺮﻓﺾ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻷﻣّﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﻷﺟﻠﻲ؟ هﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﺮﻓﺾ ذﻟﻚ ﻟﻤﻼآﻲ اﻟﺤﺎرس اﻟﺬي ﻳﻌﺒﺪك ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﻳﺮﻧّﻢ ﺗﺴﺎﺑﻴﺤﻚ. اﺑﺘﻬﺎل ٢ ﻖ رأﻓﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴّﺔ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺤ ّ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻋﺘﺮف ﺑﺄﻧّﻲ ﺟﺎﺣﺪة آﻞّ ﻋﻄﻴّﺔ ﻣﻨﻚ .ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﺣﻴﻦ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ،ﻓﺄي ﺷﻲء أﺳﺄﻟﻪ ﺳﻮى ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ أردﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﺪاﺋﻚ واﻧﺘﺼﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ؟ ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،إﻧّﻚ آﻠّﻲ اﻟﻘﺪرة ،ﻓﺄﺣﺮﻗﻨﻲ ﺑﻨﺎرك ،وﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺄن أهﻴﻨﻚ .ﺣﻮّل ﺣﻴﺎﺗﻲ إﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺗﻜﻔﻴﺮ ،وﺗﻌﻮﻳﺾ ،ووﻓﺎء ،وﺳﺠﻮد ورﺳﺎﻟﺔ ،وﺗﻀﺤﻴﺔ وﻣﺤﺒّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أودّ أن أﻋﻴﺶ ﻣﺄﺧﻮذة ﺑﻚ ،ﻣﺮﺗﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻚ ،ﻻ أﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﺳﻮاك ،ﻣﺴﺘﻤﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن. اﺑﺘﻬﺎل ٣ ﻖ رأﻓﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴّﺔ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺤ ّ أﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧّﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوريّ أن أﺟﻤﺢ ﺑﺎﻧﺪﻓﺎﻋﺎﺗﻲ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ،وأن أﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻲ ﺑﺄﻟﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ .ﺳﺄﺣﺘﺎج إﻟﻰ أن أﺣﺐّ اﻟﺼﻼة ،واﻟﺼﻤﺖ ،واﻟﻌﻤﻞ ،واﻹﻣﺎﺗﺔ ،واﻹﻳﻤﺎن اﻟﻘﻮﻳﻢ ،وﻣﺨﺎﻓﺔ اﷲ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ أﻗﻮم ﺑﻪ ،وأن أﻣﻸ اﻟﻔﺮاغ ﻓﻲّ وﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ
89
اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻲ ،وأن أﺣﻔﻆ ﻗﻠﺒﻲ ﻧﻘﻴﺎ وأزﻳّﻨﻪ ﺑﺎﻟﻮرود واﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ واﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ...ﻓﺄي ﺷﻲء ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺤﻘّﺔ؟ أﻓﻬﻤﻨﻲ ،ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺻﺒﺢ ﻗﺪّﻳﺴﺔ؟ هﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻘﻂ ﺑﺄن أﺣﻤﻞ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﺻﻠﺒﺎن آﻞّ ﻳﻮم؟ هﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ،ﻋﻠﻰ أآﻤﻞ وﺟﻪ ،ﺑﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨّﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﻳﻮم ﻣﻦ أﻳّﺎم ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أآﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻮاﺟﺐ ،أم ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﺘﺤﺴّﺲ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس؟ آﻢ هﻮ راﺋﻊ أن ﻳﺆﺧﺬ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻷﻟﻢ واﻟﻤﺤﺒّﺔ! وآﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ﺗﺒﻠﻎ آﻤﺎﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻢّ ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮ اﷲ ،هﺬﻩ اﻟﺘﻲ ﺳﻮف أﺣﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ وﺗﻘﺮّر ﻣﺼﻴﺮ ﺧﻼﺻﻲ اﻷﺑﺪيّ؟ اﺑﺘﻬﺎل ٤ ﻖ رأﻓﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺤ ّ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ ذاﺗﻚ ،ﻋﻠّﻤﻨﻲ ،آﻦ ،ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻌﻠّﻤﻲ اﻟﺼﺒﻮر .أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ،ﻣﻊ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ،أن ﺗﻌﻠّﻤﻨﻲ أن أﺑﻘﻰ ﻓﻲ اﺗﻀﺎﻋﻲ وﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻲ ،وأن ﻻ أﻳﺄس ﻓﻲ ﺷﺪاﺋﺪي. ﻋﻠّﻤﻨﻲ أن ﻻ أآﻮن ﻓﻈّﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎدﺛﺎﺗﻲ ،أن ﻻ أﺗﺄﻓّﻒ ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻲ ،أن أآﻮن ﻣﻄﻴﻌﺔ ﺑﺪون أن أﻧﺤﺮف ،أن ﻻ أﻣﻴّﺰ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻲ وأن ﻻ أﺗﻠﻮّن ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻠﻲ .ﻋﻠّﻤﻨﻲ ،ﻣﻊ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻏﻨﺎﻃﻴﻮس ،أن أآﻮن ﺳﺨﻴّﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،وأن أﺧﺪم ﺣﺘّﻰ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ،أن أﻋﻄﻲ ﺑﺪون ﺣﺴﺎب ،أن أآﺎﻓﺢ دون أن أﺧﺸﻰ اﻟﺠﺮاح وأن أﺗﻼﺷﻰ ﺑﺪون وﺟﻊ.
90
اﺑﺘﻬﺎل ٥ ﻖ رأﻓﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،إﺣﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺤ ّ ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ ﻷﺑﻠﻎ إﻟﻴﻚ وأرﺿﻴﻚ وﺣﺪك .هﻠﻢّ واﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ .ﻻ أﺑﺘﻐﻲ ﺳﻮى أن أﺣﺒّﻚ وﺣﺪك ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،وأودّ أن أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﺮاء آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﺮاء .دع روﺣﻲ ﺗﺮﺗﺎح ﻓﻴﻚ وﺣﺪك ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺻﻔﺔ أهﻮاﺋﻲ ورﻳﺎح ﺗﺠﺎرﺑﻚ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺈرادﺗﻲ ،اﺟﻌﻞ آﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺗﺮﻧﻴﻤﺔ ﺗﺴﺒﻴﺢ ،وﻓﻌﻞ ﺷﻜﺮ وﺳﺠﻮدًا ﻟﻘﻠﺒﻚ اﻹﻟﻬﻲّ .ﻣﺎ إن ﺗﺘﺤﻄّﻢ اﻟﻘﻴﻮد ،اﺟﻌﻠﻨﻲ ،ﻟﻤﺮّة أﺧﻴﺮة، أﻗﻮم ﺑﻘﻔﺰة ﻧﻮﻋﻴّﺔ ﻷرﺗﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻤﺼﻠﻮب ،اﻟﻤﺮآﺰ اﻹﻟﻬﻲّ ﻟﻠﻤﺤﺒّﺔ ،واﻟﻐﻴﺮة ،واﻟﻨﻘﺎء واﻟﺘﺠﺮّد اﻟﻜﺎﻣﻞ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺤﻖّ رأﻓﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،اﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ! ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ،أم اﻟﺮﺟﺎء واﻟﻤﺤﺒّﺔ ،إﻧّﻲ أﺧﺘﺒﺊ ﻓﻲ ﻇﻞّ رداﺋﻚ اﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺮأﻓﺔ. ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻣﺜﺎﻟﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺎﻣﻲّ اﻟﻤﻔﻀّﻞ وﻣﺜﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع وﻣﺮﻳﻢ وﻳﻮﺳﻒ ،ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﺎن واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ،ﻣﻌﻜﻢ ،ﻟﻦ أﺧﺸﻰ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع وﻣﺮﻳﻢ وﻳﻮﺳﻒ ،اﺟﻌﻠﻮا ﻣﻨّﻲ ﻗﺪّﻳﺴﺔ.
91
ﺗﻜﺮّس ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،هﺎ أﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻈﻤﺔ ﺿﻴﺎﺋﻚ. ﻓﻠﺘﻔﺘﺢ ﻟﻲ رأﻓﺘﻚ اﻷﺑﻮاب وﺗﺪﺧﻠﻨﻲ ﻓﻴﻚ ﻷﺣﻴﺎ هﻨﺎك ﺣﻴﺎﺗﻲ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﻌﺒﻮدة ،أﻧﺤﻨﻲ أﻣﺎم ﺿﻴﺎﺋﻚ ،أﻧﺎ ،ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،آﻲ ﺗﻀﻌﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎف أﺑﻨﺎﺋﻚ وﺑﻨﺎﺗﻚ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أﺳﺄﻟﻚ ،وأﻧﺎ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻣﻲ ،أن ﺗﻤﻨﺤﻴﻨﻲ أﻧﻮارك ،وأن ﺗﻐﻤﺮﻳﻨﻲ ﻓﻲ ذاﺗﻚ ،وأن ﺗﺒﻌﺪي ﻋﻨّﻲ آﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ .آﻮﻧﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،واﻧﻄﻼﻗﺔ إدراآﻲ ،وﺑﻬﺠﺔ ﻗﻠﺒﻲ ،وآﻞّ آﻴﺎﻧﻲ .ﻻ أودّ ،ﻗﻄﻌًﺎ ،أن ﺗﻌﻴﺶ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ؛ ﺳﺄرﻣﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻨّﻲ وأﺑﻨﻲ ﻓﻲ ذاﺗﻲ ﻓﺮدوس اﻟﺴﻼم اﻟﺠﺪﻳﺪ واﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻤﺤﺒّﺔ .هﻨﺎك ،ﺳﺄآﻮن ﺳﻌﻴﺪة دوﻣًﺎ ،وﺳﺘﻜﻮن ﻟﻲ ﻗﻮّة ﻓﺮﻳﺪة وﻗﺪاﺳﺔ ﺗﻘﺪّس آﻞّ ﺷﻲء وﺗﻌﻴﺪﻩ إﻟﻴﻚ. أﺳﺄﻟﻚ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وأﻧﺎ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ أﻣﺎﻣﻚ ،اﻟﻌﻮن ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺤﺮاب ﻣﺤﺒّﺘﻚ ،وﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻨﻈﺎم اﻷول ﻟﻠﺨﻠﻴﻘﺔ آﻤﺎ آﺎن ﻓﻲ اﻷﺳﺎس. أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ،ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺧﺬﻳﻨﻲ ﺑﻴﺪي وأدﺧﻠﻴﻨﻲ ﺿﻴﺎء اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،آﻮﻧﻲ دﻟﻴﻠﻲ وﻋﻠّﻤﻴﻨﻲ آﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن أﻋﻴﺶ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ وآﻴﻒ أﺳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ.
92
أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ،إﻧّﻲ أآﺮّس ذاﺗﻲ ﺑﻜﻠﻴّﺘﻬﺎ ﻟﻘﻠﺒﻚ اﻟﻄﺎهﺮ. ﻋﻠّﻤﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻴﻪ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻹﺻﻐﺎء إﻟﻴﻚ .ﻏﻄّﻴﻨﻲ ﺑﺮداﺋﻚ آﻲ ﻻ ﺗﻌﻮد اﻟﺤﻴّﺔ ﺗﺘﺠﺮأ ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪﻧﻲ ﻟﺘﻘﻮدﻧﻲ وﺗﻌﻴﺪﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺘﺎهﺎت اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻣﻨﺤﻨﻲ ﻧﺎرك ﻟﺘﺤﺮﻗﻨﻲ، وﺗﻼﺷﻴﻨﻲ ،وﺗﻐﺬّﻳﻨﻲ وﺗﺪﻋﻢ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ،آﻦ ﻣﺤﺎﻣﻲّ ،وﺣﺎرﺳًﺎ ﻟﻘﻠﺒﻲ ،واﺣﺘﻔﻆ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﺑﻤﻔﺎﺗﻴﺢ إرادﺗﻲ .إﺣﻔﻆ ﻗﻠﺒﻲ وﻻ ﺗﻌﺪﻩ إﻟﻲّ آﻲ ﻻ أﺣﻴﺪ أﺑﺪًا ﻋﻦ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ. ﻳﺎ ﻣﻼآﻲ اﻟﺤﺎرس ،اﺣﻔﻈﻨﻲ ،اﺣﻤﻨﻲ وﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ آ ّ ﻞ ﺷﻲء آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪﻧﻲ ﻣﻦ أن ﺗﺰدهﺮ وﺗﺠﺘﺬب ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺁﻣﻴﻦ.
93
ﺻﻠﻮات ﻟﻼﻧﺼﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﺟﺌﺖ ﻷﻋﺒﺪك ،وأﺑﺎرآﻚ ،وأﺷﻜﺮك ﺖ آﻲ أﻗﻴّﺪ ﺑﻌﺮﺷﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ ﺷﻲء وآﻞّ إﻧﺴﺎن .ﺟﺌ ُ اﻹرادات اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻣﻨﺬ اﻹﻧﺴﺎن اﻷوّل وﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ إﻧﺴﺎن ﻟﻴﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻌﺮّﻓﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﻴﻌﺒﺪوهﺎ وﻳﺤﺒّﻮهﺎ وﻳﺠﻌﻠﻮهﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﻲ وادٍ ﺳﺤﻴﻖ، وأودّ أن ﺁﺧﺬهﺎ وأﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺖ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ وﺿﻌﻬﺎ اﻷوّل ،أي إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﺟﺌ ُ أرﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻚ آﻲ أﻋﻴﺪ أﺑﻨﺎءك ،إﺧﻮﺗﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ، وأﻗﻴّﺪهﻢ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ .ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻷﺟﻠﻬﻢ أودّ أن أﻋﻮّض وأرﻓﻊ إﻟﻴﻚ اﻟﻤﺠﺪ واﻹآﺮام آﻤﺎ ﻟﻮ أنّ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻤﻠﻮا ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ،ﻟﻜﻨّﻲ أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﻻ ﺗﺪﻋﻲ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﻴﺔ ،دﻋﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻨـﺰل إﻟﻰ اﻷرض آﻲ ﻻ ﺗﺠﺪ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺑَﻌﺪ ،ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ .إهﺎﻧﺎت ﻋﺪّة ﺳﺒّﺒﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .وﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻬﺎ ،ﻳﻐﺮق اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ؛ وﺣﺪهﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ آﻞّ هﺬا اﻟﺸﺮّ .ﻟﺬﻟﻚ ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺴﻌﺪي اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻻ أﺗﻮﺧّﻰ ﺳﻮى أن ﺗُﻌﺮَف ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ و ُﺗﺤَﺐّ وﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻠﻮب. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أﺣﺒّﻚ ﻷﻧﻚ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وﺗﺠﺴّﺪت ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻣّﻚ اﻟﻄﺎهﺮة .إﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻚ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺪم اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻚ.
94
أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻀﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻘﻠﺒﻚ ﻷﻃﺒﻊ ﻧﺒﻀﺎت ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻠﻮب ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ. أﺣﺒّﻚ ﻟﺪى ﺗﻨﺸّﻘﻚ اﻟﻬﻮاء ﻟﻠﻤﺮّة اﻷوﻟﻰ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ أوّل ﺿﻴﻖ اﻧﺘﺎﺑﻚ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻣﻮع اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ذرﻓﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ أﻣّﻚ .أو ّد اﻻﺗﺤﺎد ﺑﺼﻠﻮاﺗﻚ ،وﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺗﻚ وﺗﻘﺪﻣﺎﺗﻚ ،وأن أﺧﺘﻢ آﻞّ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑـ "أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ". أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ ﺗﺤﻤّﻞ ﺁﻻﻣﻚ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻗﻄﺮة ﻟﺒﻦ رﺿﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﺪي أﻣّﻚ .أودّ ،ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ،أن أﺗﺤﺴّﺲ اﻷﻏﻄﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻔّﺘﻚ ﺑﻬﺎ أﻣّﻚ ﻟﺘﻀﻤّﻚ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ. أوﺳّﻊ ﻧﻄﺎق ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻘﺶ اﻟﺬي ﺟﻤﻌﺘﻪ أﻣّﻚ ﻋﻨﺪ وﻻدﺗﻚ ﻟﺘﺠﻌﻠﻚ ﺗﻨﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﺬود ﺣﻴﺚ ﺗﻀﺎﻳﻖ ﺟﺴﻤﻚ اﻟﻄﺮي ﻣﻦ ﺧﺸﻮﻧﺔ اﻟﻘﺶ ،وﺣﻴﺚ ﺑﺎﻷآﺜﺮ ،أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﻗﺴﺎوﺗﻬﺎ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻦ ﺗﻨﻬّﺪاﺗﻚ ،وﻓﻲ آﻞّ دﻣﻌﺔ ذرﻓﺘﻬﺎ ،وﻓﻲ آﻞّ ﻋﻨﺎء ﻟﺤﻖ ﺑﻚ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﺎﻃﻔﺔ وﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ أﻣّﻚ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ ُﻗﺒَﻠﻚ ﻷﻣّﻚ ،ﻓﻲ آﻞّ آﻠﻤﺔ ﻗﻠﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺬي ﺗﻨﺎوﻟﺘﻪ ،ﻓﻲ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﻲ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ وﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﺷﺮﺑﺘﻪ. أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻗﻤﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺨﻔﻴّﺔ.
95
أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺘﻘﻴﺘﻬﻢ ،وﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﺗﻨﺸّﻘﺘﻪ، وﻓﻲ اﻟﻌﻈﺎت اﻟﺘﻲ أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أودّ أن أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﺣﺘّﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺮوق ﻗﻠﺒﻚ ﻻ ﻷﺟﻠﻲ وﺣﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻷﺟﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﺻﻼة ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻬﻮض ﻣﻦ اﻟﻨﻮم أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،ﺣﻴﻦ أﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻲّ ﻋﻠﻰ ﻧﻮر هﺬا اﻟﻴﻮم، أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﺪّد اﻟﺘﻜﺮﻳﺲ اﻟﺬي ﺑﻪ آﺮّﺳﺘﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ. أودّ أن أﻋﻴﺪ ﺗﺠﺪﻳﺪﻩ ﻣﺮدّدة ﻣﻊ ﻣﺮﻳﻢ أﻣّﻲ "ﻟﻴﻜﻦ ﻟﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﻮﻟﻚ"؟ وﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻋﻨﺪ ﺗﺠﺴّﺪﻩ" :هﺎ أﻧﺎ ،أﻳّﻬﺎ اﻵب ،ﺁتٍ ﻷﻋﻤﻞ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ" ،وﻓﻲ اﻟﺒﺴﺘﺎن" :ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﺑﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ". ﺣﺘّﻰ أﻋﻴﺶ داﺋﻤًﺎ ﺣﺴﺐ إرادﺗﻚ ﺣﺘّﻰ ﺗﺼﺒﺢ أﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ وﻃﻌﺎﻣﻲ وآﻞّ ﺷﻲء ﻟﻲ. إﺳﻤﺢ ﻟﻲ ،اﻵن ،أن أدﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،وأآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ، أﻋﻄﻨﻲ ﻳﺪك وﺿﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﺗّﺴﺎع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،آﻲ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ هﻨﺎك ﺷﻲء ﻻ ﻳﻜﻮن اﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ .أودّ ،ﻳﺎ ربّ ،أن ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻴﻮم ،ﺻﻐﻴﺮة أم آﺒﻴﺮة ،ﻋﺎدﻳﺔ أم روﺣﻴّﺔ ،ﻋﺎﻣﻼً ﻋﻠﻰ اﺗﺴﺎع ﺣﻴﺎة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻓﻲّ ،وﻓﻲ آﻨﻴﺴﺘﻚ، وﻟﺘﺼﺒﺢ ﺻﻼة ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﺗﺮدّد" :ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،أودّ ﻣﻦ ﺧﻞ
96
ال ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ،أن أﻗﻮم ﺑﻮاﺟﺒﻲ اﻷوّل آﺨﻠﻴﻘﺔ ،ﻓﺄردّد ﻣﻊ ﻳﺴﻮع وﻣﺮﻳﻢ" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،أﺑﺎرآﻚ وأﺷﻜﺮك" ،ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ ﻣﺎ أوﺟﺪﺗﻪ وﺻﻨﻌﺘﻪ ﻷﺟﻠﻲ وﻷﺟﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ .وﺑﻤﺎ أﻧّﻨﺎ ﻧﺠﺪ آﻞّ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،أودّ أن أﺑﺪأ هﺬا اﻟﻨﻬﺎر ﺑﺠﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﻲ آﻞّ ﻓﻜﺮة ،ورﻏﺒﺔ ،وﻧﺒﻀﺔ ،وﺗﻨﻔّﺲ، وﺣﺮآﺔ ،واﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ،وﻋﻤﻞ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ ،وﺗﺼﻨﻌﻪ وﺳﻮف ﺗﺼﻨﺘﻪ ،آﻲ أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ اﻟﻘﺒﻠﺔ ،واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ، واﻟﺴﺠﻮد ،واﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻚ. ﻳﺎ ربّ ،أودّ أﻳﻀًﺎ أن أوﺣّﺪ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺁدم ﻓﻲ اﻟﻨﻮر اﻷﺑﺪيّ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ،وﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ وﺳﻴﺼﻨﻌﻬﺎ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻌﺒﻮدة. أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،أودّ أن أﻋﻴﺶ دوﻣًﺎ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻸﻧﻲ ﻣﻦ روﺣﻚ ،اﻟﻘﺪّوس وﺗﻤﻨﺤﻨﻲ اﻟﻌﻮن واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ .إﻧّﻚ إذ ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻮﻳﺰا "اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ،اﻣﻨﺤﻨﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻬﺎ ،آﻲ أﻗﺘﺪي ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ ﻟﻚ وﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ،وﻓﻲ أﻣﺎﻧﺘﻬﺎ وإﺻﻐﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﻋﻠّﻤﺘﻬﺎ إﻳّﺎﻩ ،ﺣﺘّﻰ ﺗﺴﺘﻤﺮّ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. ﺁﻣﻴﻦ.
97
ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﺒﻠﻮغ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،إﻟﻴﻜﻢ رﻏﺒﺎت ﻟﻮﻳﺰا )اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ(: ﻳﺎ ربّ ،أرﺳﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،أﺷﻌﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺄﺷﻌّﺔ ﻣﺤﺒّﺘﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﻓﺮﺣًﺎ ﺣﻴﻦ أﺣﺲّ ﺑﻨﺪاء ﻣﺤﺒّﺘﻚ. ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺤﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺣﻲ ﺣﻤﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن. أﻋﺒﺪ ﻳﺴﻮع ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ،وأﻓﻜّﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﻴﺴﻮع. ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻜﻠّﻴﺘﻪ ﻟﻴﺴﻮع ،ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ .إﻧّﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﺣﺎﺿﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ،وﺣﺎﺿﺮ ﻷن ﻳﻤﻨﺢ اﻟﻨﻌﻢ ﻟﻤﻦ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻪ. ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻄﻴﺮ وﺗﻄﻴﺮ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﺣﻴﺚ اﻟﻘﺮﺑﺎن ،ﺳﺠﻴﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ .أﻋﻄﻨﻲ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﺮاب ﻣﺤﺒّﺔ ،ﻷنّ ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﺠﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﺪون اﻟﻤﺤﺒّﺔ. آﻢ أﻧﺖ ﺑﻬﻲّ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع! أﻧﺖ أب ﻣﺤﺐّ ،أب ﻣﻌﺰﱟ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، ﻋﺰﱢ ﻗﻠﺒﻲ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﻠﻢّ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬي ﻳﺤﺒّﻚ وﻳﺘﻮق إﻟﻴﻚ :هﻠّﻢ وأﻋﺪ ﻗﻠﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻘﻮّة ﻣﺤﺒّﺘﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أودّ أن ﺗﻤﺪّﻧﻲ ﺑﺄﻟﺴﻨﺔ اﻟﻠﻬﻴﺐ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﺴﺒﻴﺢ اﺳﻤﻚ اﻟﻘﺪّوس. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﺐ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﻣﺤﺒّﺔ ،ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻷﻗﺪس، اﺟﺮح ﻗﻠﺒﻲ وأﺷﻌﻠﻪ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ.
98
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺗﺴﺒﻴﺤًﺎ ﻟﻚ ،أﻋﻄﻴﻚ ﻗﻠﻮب اﻟﺸﺎروﺑﻴﻢ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، أﻃﻔﺊ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻤﺘّﻘﺪة ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،وأﻋﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺮاﺣﺔ دون أن ﻳﺨﺸﻰ أي إﺳﺎءة. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،زﻧﺒﻘﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ،ﻗﻠﺒﻲ ﺧﺎل ﻣﻦ أي إﻧﺴﺎن ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء زﻧﺒﻘﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،اﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻴﻚ ،وﺟﺒﻴﻨﻚ ،وروﺣﻚ وﻗﻠﺒﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ ﻧﺎر ﻣﺤﺒّﺔ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺎرد ،ﻓﺄﺷﻌﻠﻪ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﺎ ﻋﺪت أﻋﺮف ﻣﺎذا أﻗﻮل ،ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ أﻧﺎ! ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻨﻔﺲ :ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،ﻟﻬﺒﺔ ﻗﻠﺒﻲ ﺳﻮف ﺗﺤﺮﻗﻚ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ .ﻗﺒّﻠﺖ ﻗﺪﻣﻲّ ،ﺟﺒﻴﻨﻲ وﻗﻠﺒﻲ ،وﻳﺴﻮﻋﻚ ﻳﻐﻤﺮ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻻهﺒﺔ .أﻧﺖ ﺗﻜﻠّﻠﻴﻦ رأﺳﻲ ،وﻳﺴﻮﻋﻚ ﻳﻜﻠّﻠﻚ ﺑﺈآﻠﻴﻞ ﻣَﻦ اﺧﺘﺎرهﺎ ﻗﻠﺒﻪ. اﻟﻨﻔﺲ :ﻣﺤﺒّﺔ وﺗﺄوهﺎت ...أﻧﺎ ﻟﻚ ﺑﻜﻠّﻴﺘﻲ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ.
99
اﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس هﻠﻢّ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ُز ْر ﻧﻔﻮس ﻣﺆﻣﻨﻴﻚ اﻣﻸ ﺑﻨﻌﺘﻤﻚ اﻟﻌﻠﻮﻳّﺔ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﺘﻲ أوﺟﺪﺗﻬﺎ. أﻧﺖ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﻤّﻰ اﻟﻤﺮﺷﺪ. أﻧﺖ ،ﻋﻄﻴّﺔ اﻟﻌﻠﻲّ، ﻳﻨﺒﻮع ﺣﻴﺎة ،ﻧﺎر ،ﻣﺤﺒﺔ، ﺗﻜﺮّس ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻮر. أﻧﺖ روح اﻟﻤﻮاهﺐ اﻟﺴﺒﻊ إﺻﺒﻊ ﻳﻤﻴﻦ اﻵب روح اﻟﺤﻖّ اﻟﻤﻮﻋﻮد أﻧﺖ ﻣﻠﻬﻢ أﻗﻮاﻟﻨﺎ، أﺷﻌﻠﻨﺎ ﺑﻨﻮرك، إﻣﻸ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ، أﻋﻀﺪ داﺋﻤًﺎ ﺑﻘﻮّﺗﻚ، ﺿﻌﻒَ ﺟﺴﺪﻧﺎ، أﺑﻌﺪ اﻟﻌﺪو ﺑﻌﻴﺪًا، إﻣﻨﺤﻨﺎ ﺳﻼﻣﻚ ﺑﻼ إﺑﻄﺎء، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺟﻴﻬﻚ وإرﺷﺎدك، ﺳﻮف ﻧﺘﺠﻨّﺐ آﻞّ ﺧﻄﺄ، إﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﺮف اﷲ اﻵب، أوحِ ﻟﻨﺎ اﻻﺑﻦ، وأﻧﺖِ روﺣﻬﻤﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ، اﺟﻌﻠﻨﺎ دوﻣًﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻚ .ﺁﻣﻴﻦ.
100
ارﺣﻤﻨﺎ ارﺣﻤﻨﺎ ارﺣﻤﻨﺎ ارﺣﻤﻴﻨﺎ
ﻟﻴـــــﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗــــــﻚَ ﻟﻴـــــﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗــــــﻚَ
ﻃﻠﺒﺎت إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ربّ ،ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ، ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﺌﻚ، أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس، ﻳﺎ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ، أﻋﺒﺪك، أﺷﻜﺮك، أﻋﻮّض ﻋﻦ إهﺎﻧﺎﺗﻨﺎ، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﻀﻴﺎء، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﻘﺪاﺳﺔ، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﻮﺣﺪة، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﺒﻬﺎء اﻷﺑﺪيّ، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﺮأﻓﺔ، ﻳﺎ ﻧﺒﻊ اﻟﻘﺪرة، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺪك ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺨﻠﻖ، ﻳﺎ ﻣﻦ أﻧﺖ ﻧﻮر اﻟﻮﺣﺪة، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻮّل اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﺢ هﺒﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺁدم وﺣﻮاء ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻮدّ ﺟﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة ﻳﺴﻮع، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻮدّ أن ﺗﻤﻠﻚ آﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻔﻮس، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻮدّ أن ﺗﻐﺮق اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻨﺎر اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس،
101
ﻟﻴــﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗـــﻚَ
ﻳﺎ ﻣﻦ اﺧﺘﺮت اﻟﻌﺬراء اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ أﻣﺎ ﻟﻠﻔﺎدي، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ اﻷمّ اﻟﻄﻮﺑﺎوﻳّﺔ ﻋﺮوﺳًﺎ ﻟﻠﺮوح اﻟﻘﺪس، ﻳﺎ ﻣﻦ اﺧﺘﺮت اﻟﻌﻔﻴﻒ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺎرﺳًﺎ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ وﺿﻌﺖ ﻣﻼآًﺎ ﺣﺎرﺳًﺎ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن، ﻳﺎ ﻣﻦ اﺧﺘﺮت ﻟﻮﻳﺰا آﺄوّل اﺑﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ أﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻌﻄﻴّﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﺖ ﺟﺴﻢ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﺠﺮوﺣﺎت ﺁﻻم ﻳﺴﻮع، ﻳﺎ ﻣﻦ اﺧﺘﺮت ﻟﻮﻳﺰا رﺳﻮﻟﺔ ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻟﻮﻳﺰا اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﺮى ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺎ ﻣﻦ اﺧﺘﺮت آﻮراﺗﻮ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻟﻴﺸﻊّ ﻣﻨﻪ ﺿﻴﺎء ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء، أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﺳﺘﻤﻌﻲ إﻟﻴﻨﺎ ﺟﻤﻌﺎء أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض أﺻﻐﻲ إﻟﻴﻨﺎ ﺟﻤﻌﺎء أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻧﺤﻦ ﻧﺜﻖ ﺑﻚ ﺟﻤﻌﺎء
ﻟﻨﺼﻞﱢ :ﻳﺎ ربّ ،أﻓﺾ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺿﻴﺎء اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺰهﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،وﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وآﻞّ ﻧﻔﺲ آﻲ ﺗﻜﻮن ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ﺁﻣﻴﻦ.
102
آﻴﻔﻴّﺔ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ )ﻣﺠﻠّﺪ ٩ ،٨ﺷﺒﺎط (١٩٠٨ ﻳﺴﻮع" :أودّ أن أﻋﻠّﻤﻜﻢ آﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻣﻌﻲ: أوّﻻً :ﻋﻠﻴﻜﻢ أن ﺗﻠﺠﻮا إﻟﻰ داﺧﻠﻲ ،وﺗﺘﺤﻮّﻟﻮا ﻓﻲّ وﺗﺄﺧﺬوا ﻣﺎ ﺗﺠﺪوﻧﻪ ﻓﻲّ. ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﺣﻴﻦ ﺗﻤﺘﻠﺌﻮن ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻣﻨّﻲ ،إذهﺒﻮا إﻟﻰ اﻟﺨﺎرج واﻋﻤﻠﻮا ﻣﻌًﺎ ﻣﻌﻲ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﺘﻢ وأﻧﺎ واﺣﺪ ،إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧّﻲ إن ﺗﺤﺮّآﺖ، ﺗﺘﺤﺮّآﻮن ،وإن ﻓﻜّﺮت ،ﺗﻔﻜّﺮون ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﻓﻜّﺮ ﺑﻬﺎ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،ﺗﺼﻨﻌﻮن ﻣﺎ أﺻﻨﻌﻪ. ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻧﻘﻮم ﺑﻪ ﻣﻌًﺎ ،اﻧﺴﺤﺒﻮا ﻣﻨّﻲ ﻟﺤﻈﺔ واذهﺒﻮا ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وأﻋﻄﻮهﺎ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻨﺎﻩ ﻣﻌًﺎ ،أي ﺑﺈﻋﻄﺎء آﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺛﻢّ ﻋﻮدوا ،ﺑﻼ إﺑﻄﺎء ،ﻟﺘﻌﻄﻮﻧﻲ ،ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،آﻞّ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺮﻓﻌﻮﻩ إﻟﻲّ ،ﻣﺼﻠّﻴﻦ ﻷﺟﻠﻬﻢ ،ﻋﺎذرﻳﻦ ،ﻣﻌﻮّﺿﻴﻦ ﻓﻲ اﺗﺤﺎد ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ .أﺟﻞ ،أﺣﺒّﻮﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،أﺷﺒﻌﻮﻧﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ،ﻟﺪيّ ﺷﻬﻮة وﺣﻴﺪة: اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،واﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ .إذًا ،أﺣﺒّﻮﻧﻲ! أﺣﺒّﻮﻧﻲ!
103
زﻳﺎرات اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻠﺨﻠﻖ ،ﻟﻠﻔﺪاء ،وﻟﺘﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات. ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻮردﻳّﺔ اﻟﻤﺼﻐّﺮة اﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻴّﻬﺎ "ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻠﺨﻠﻖ واﻟﻔﺪاء وﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬات" هﻲ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺈآﻠﻴﻞ ﻣﺆﻟّﻔﺔ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ذات ﺛﻼث ﺣﺒّﺎت :ﺑﻴﻀﺎء ﺣﻤﺮاء وﺧﻀﺮاء ،ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺄﻳﻘﻮﻧﺔ ﻟﺴﻴّﺪة ﻏﻮادﻟﻮب ،ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮهﺎ اﻟﻌﺒﺎرة: "ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ" .أﻟﻮاﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜّﻞ ﻣﺎ ﺟﺮى ﻟﺨﺎدﻣﺔ اﷲ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻗﺘﺒﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺮبّ ،ﺑﻌﻤﺮ ٢٣ﺳﻨﺔ ،ﻧﻌﻤﺔ "اﻟﺰواج اﻟﺼﻮﻓﻲّ" ﺑﺤﻀﻮر اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ﺣﻴﻦ أﻋﻄﺎهﺎ ﻳﺴﻮع ﺧﺎﺗﻤًﺎ ﻣﺮﺻّﻌًﺎ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺣﺠﺎرة :أﺑﻴﺾ ،أﺣﻤﺮ وأﺧﻀﺮ ،ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات ،وﻓﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﺴﻪ ،وهﺒﻬﺎ ﻳﺴﻮع ﻋﻄﻴّﺔ "اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺼﻠّﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ ،ﻧﺴﺄل اﷲ ﺑﺈﻟﺤﺎح أن ﻳﻬﺒﻨﺎ اﻟﻌﻄﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ ،آﻤﺎ ﻧﻄﻠﺐ اﻟﺸﻲء ذاﺗﻪ ﺣﻴﻦ ﻧﺘﻠﻮ :اﻷﺑﺎﻧﺎ.
104
آﻴﻒ ﻧﺼﻠّﻲ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .ﺁﻣﻴﻦ رﺑّﻲ وإﻟﻬﻲ ،اﻵن وﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺘﺄهّﻠﺔ ﻷن أزور أﻋﻤﺎل ﻳﺪﻳﻚ، أﺳﺄل ﻋﻮن اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .اﻣﻨﺤﻨﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻹدراك آﻲ أﺣﺼُﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺎﻣّﺔ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أودّ أن أﺗّﺤﺪ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ ﻷﻗﻮم ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮﺣﻠﺔ. ﻣﻌﻚ ،أودّ أن أﻏﻮص ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻚ آﻲ ﺗﺘﻢّ ،ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة أﻣّﻚ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ آﻞّ دﻧﺲ، ﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻓﻲ أن أﺻﺤﺒﻚ ﻣﻊ ﻻزﻣﺘﻲ" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك، اﻟﻤﻬﻤّ ُ أﺑﺎرآﻚ وأﺷﻜﺮك" .وأﻟﺒّﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻚ وﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻇﻮاهﺮ اﻟﺨﻠﻖ ،واﻟﻔﺪاء وﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. أودّ أﻳﻀًﺎ أن ﺁﺗﻲ ،ﺑﻜﻞّ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻚ ،وﺑﺤﻀﻮر اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس، وﻣﻌًﺎ ،وﻣﻊ أﻣّﻨﺎ ﻧﺴﺄل "أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،وأن ﺗﺘﻢّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". اﻵن ،اﺧﺘﺎروا واﺣﺪًا ﻣﻦ اﻷﺟﺰاء اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻟّﻒ "اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷرﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" ،واﺑﺪأوا ﺑﻘﺮاءة اﻟﺘﺄﻣّﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ آﻞّ ﺳﺎﻋﺔ .ﺑﻌﺪ آﻞّ ﺳﺎﻋﺔ ،اﺗﻠﻮا ﻣﺮّة واﺣﺪة آﻼ ﻣﻦ اﻷﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺤﺒّﺎت اﻟﺒﻴﺾ واﻟﺤﻤﺮ واﻟﺨﻀﺮ ،واﺑﺘﻬﻠﻮا ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ :هﻠﻤّﻲ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﻣﻠﻜﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض" اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺤﺒّﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻜﺒﻴﺮة .ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﺴﺖّ ،اﺗﻠﻮا ﻣﺮّة واﺣﺪة اﻷﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﻳﺎ اﻟﺤﺒﺮ اﻷﻋﻈﻢ.
105
اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷرﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺠﺰء اﻷول اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ،ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ وﺗﺮﺗﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ اﻹﻟﻬﻲّ ﻟﺘﺘّﺤﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻻ ﺗﻮدّ أن ﺗﺘﺮآﻪ وﺣﺪﻩ ،ﺑﻞ أن ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء .ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ ،ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﺟﺬورهﺎ وﺗﺠﺪ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ. هﻨﺎك ،ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ اﻹﻟﻬﻲّ ،آﻞّ ﺷﻲء ﺣﺎﺿﺮ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧّﻪ ﻻ ﻳﺰال ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ اﻟﺨﻠﻖ. اﻟﻨﻔﺲ ،ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ ،ﺗﻮدّ ﻣﻊ آﻞّ ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ ،اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ آ ّ ﻞ ﺷﻲء ﻣﺨﻠﻮق .ﻟﺒﻠﻮغ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻘﺘﺒﻞ ﻣﺴﺘﻮدع اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮهﺎ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻓﻲ آﻞّ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪرة .وهﻜﺬا ،ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ آﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﻟﺨﺎﻟﻘﻬﺎ آﻲ ﺗﻘﺘﺒﻞ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ،وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺒﺎدل اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ ،وﺗﺮﻓﻊ اﻟﻤﺠﺪ وﺗﺆدّي اﻟﺴﺠﻮد إﻟﻰ اﻟﺬي ﻳﺤﺒّﻬﺎ .اﷲ ﻳﻮدّ أن ﻳﻜﻮن أﺑﻨﺎؤﻩ ﻣﻌﻪ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ .ﻳﻮدّ ﺣﻀﻮر وﻣﺤﺒّﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺒّﻬﻢ وﺑﺄيّ ﻣﺤﺒّﺔ ﻳﻌﻤﻞ! ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺗﻨﺘﻘﻞ اﻟﻨﻔﺲ إﻟﻰ اﻟﻔﺮدوس وﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ أﻋﻄﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻺﻧﺴﺎن .اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻨﺠﺮح وﺗﺤﺎول اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻟﻔﻘﺪاﻧﻬﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أﺧﻴﺮًا ،ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﻟﺘﻌﻮد ﻓﺘﻨﻀﻢّ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس وﺗﻌﻮّض ﻋﻦ آﻞّ ﻣﻨﻬﻢ.
106
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﺸﻤﺲ ﺖ ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،إﻧّﻲ أﺗﺒﻨّﻰ آﻞّ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺻﻨﻌ ْ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻸى ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ،ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻣﻦ أن أوﺳّﻊ ﺳﻤﺎء ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪرة .وهﻜﺬا، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺰﻳﻴﻨﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ،أودّ أن أﻋﻄﻲ ﺻﻮﺗﻲ ﻟﻜﻞّ ﻧﺠﻤﺔ آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺗﻌﻴﺪ ﻣﻌﻲ" :ﻳﺴﻮع ،أﺣﺒّﻚ ،وﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ إﻟﻰ اﻷرض" .أﺗﻄﻠّﻊ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ ﻷﺟﻠﻲ ،وأودّ أن أﻗﺘﺒﻞ ﻧﻮرهﺎ وﺣﺮارﺗﻬﺎ وﺟﻤﻴﻊ ﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻬﺎ ،آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ،أﻧﺎ ﺑﺪوري ،ﻣﻦ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ﺷﻤﺴﻲ، وﻣﻌﻬﺎ أﺑﺎرآﻚ ،وأﻣﺠّﺪ ،وأﺳﺒّﺢ اﻟﻨﻮر اﻷﺑﺪيّ ،وﻣﺤﺒّﺘﻚ ،وﺑﻬﺎءك.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺒﺤﺮ واﻟﺮﻳﺢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،إﻧّﻲ أﺗﻄﻠّﻊ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ وأﺳﻤﻊ هﺪﻳﺮﻩ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺬي ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﺣﺮآﺘﻚ اﻷﺑﺪﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻗّﻒ أﺑﺪًا .أدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺮآﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴّﺔ وأﻋﻄﻴﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ،وأﺳﺄﻟﻚ، ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .أزور اﻟﺮﻳﺢ ،أﻳﻀًﺎ ،آﻲ أﺣﺐّ، وأﺳﺒّﺢ ،وأﻣﺠّﺪ وأرﻧّﻢ وأﺑﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﻘﻮّة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،دع ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻳﺄﺗﻲ وﺳﻂ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻦ ﻳﻌﻮد ﺑﺈﻣﻜﺎن أي إﻧﺴﺎن أن ﻳﻘﻒ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ.
107
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺗﺤﻠّﻖ ﻓﻮق اﻷرض ﻣﻨﺬهﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أرى ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻣﺎﻟﺌﺔ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،أودّ أن أﺳﺒّﺢ، وأﻣﺠّﺪ وأﻃﺒﻊ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﺘﺂﻟﻒ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ آﻲ ﺁﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت إﻟﻰ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أودّ ،أﻳﻀًﺎ ،أن أﺣﺚّ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺼﻮﺗﻲ ،آﻲ ﻳﻬﺘﻔﻮا ﻣﻌًﺎ ،ﻓﻠﺘﺄتِ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وﻟﺘﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن وﺗﻨﻀﻢّ إﻟﻰ ﻣﺮﺿﺎة اﷲ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﺎ أﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس أﺗﺄﻣّﻞ آﻴﻒ ﺷﺎرآﺖ ﻣﻊ اﻵب واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻹﻧﺴﺎن ،اﻟﺬي هﻮ راﺋﻌﺔ أﻋﻤﺎﻟﻚ .آﻢ ﺗﻄﻠّﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺤﺒّﺔ! أﻣﺪّوﻩ ﺑﻜﻞّ اﻟﺠﻤﺎل ،ووﺿﻌﻮا ﻓﻴﻪ أوﺻﺎﻓًﺎ إﻟﻬﻴّﺔ ،وﻧﻔﺨﻮا ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻴﺎة وﺟﻌﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗﻬﻢ وﻣﺜﺎﻟﻬﻢ .أودّ، أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ ،اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺤﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﺗﻠﻚ .أودّ أن أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك ﺑﺎﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ أﺣﺒّﻚ ﺁدم وﻋﺒﺪك .وإذ ﻗﺪّم إﻟﻴﻚ أﻋﻤﺎل ﺁدم ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ.
108
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺎﺿﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﺁدم ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن وﺗﺤﺎول اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻹﺳﺎءة ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،ﺁدم وﺣﻮاء ﺗﺨﻠّﻴﺎ ﻋﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻟﻴﻌﻤﻼ ﺑﺈرادﺗﻬﻤﺎ، ﻓﺎﻧﺘﻘﻼ ﻣﻦ ذروة اﻟﻬﻨﺎء إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻟﺒﺆس ﺗﻌﺰﻳﺔ ﻟﻘﻠﺒﻚ ،أودّ أن أﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻨﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻟﻦ أﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻚ أﺑﺪًا.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻮاﺻﻞ ﻓﻌﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،وﺗﻌﺮض أﻣﺎﻣﻬﺎ أهﻢّ رﻣﻮز اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻧّﻲ أﻋﺮض أﻣﺎﻣﻲ أهﻢّ رﻣﻮز اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ وأﺗﺄﻣّﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻢ ﻣﻌﺠﺰات ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ،أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻓﻲ ذﺑﻴﺤﺔ إﺑﺮاهﻴﻢ ،وإﺳﺤﻖ ،وﻳﻌﻘﻮب وﻣﻮﺳﻰ اﻟﺦ... وأﺳﺄل ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻣﺘﺒﻨﻴّﺔ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ وﻣﻘﺪّﻣﺔ إﻳّﺎهﺎ ﷲ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧّﻬﺎ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ، وﻣﺘﺄﻣّﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ وﺑﻜﻞّ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻃﺎﺑﻌﺔ آﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻬﺎ وﻣﺘﻮﺳّﻠﺔ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض
109
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻌﻮّض ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﺎت اﻟﻨﻮر واﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻟﻸم اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ وﻣﻌﻬﺎ ﺗﺼﻠّﻲ آﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺤﺒّﺔ إﻟﻰ اﻷرض أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،أراك ﺗﺒﺮز إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ﻣﺤﻴﻄﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ،واﻟﺤﻜﻤﺔ ،واﻟﻤﺤﺒّﺔ ،واﻟﺠﻤﺎل. ﻣﻦ أﻋﻤﺎق هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت دﻋﻮت ﻣﺮﻳﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﺨﻠﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﻨﻘﺎوة .ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻚ ﺑﻼ دﻧﺲ ،أﻧﺎدي اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻟﺘﻬﺘﻒ ﻣﻌﻲ إﻟﻰ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي" :ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ إﻟﻰ اﻷرض". اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﺮﻳﻢ اﻻﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي آﻲ ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷمّ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،ﻣﺪّي أﻣّﻲ ﻳﺪك وﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻮر ﺑﺤﺮ ﻣﺤﺒّﺘﻚ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ،ﻣﻦ أن أﻟﺢّ أآﺜﺮ ﻓﻲ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .إﻧّﻲ أﺗﺒﻨّﻰ ﺳﺠﻮدك ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ وآﺬﻟﻚ ﺻﻠﻮاﺗﻚ ،وﺗﻀﺮّﻋﺎﺗﻚ ،وﺗﺄوّهﺎﺗﻚ ،ﻷﺳﺄل ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ وﺗﺼﺤﺐ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻣّﻪ ﻓﻴﻤﺎ أﺗﺄﻣّﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ،أﺧﺘﺒﺊ ﻓﻲ أﺣﺸﺎء ﻣﺮﻳﻢ وأﻗﺪّم اﻹآﺮام إﻟﻰ اﺑﻦ اﷲ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺼﻐﻴﺮ ،آﻢ ﺗﺄﻟّﻤﺖ وأﻧﺖ ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻣّﻚ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻻﻧﻘﺒﺎﺿﺎت ،واﻟﺠﺤﻮد واﻟﻌﺘﻤﺔ! أﻗﺒّﻞ
110
أﻋﻀﺎءك اﻟﻄﺮﻳّﺔ ،وأﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت ﺁﻻﻣﻚ ،أن ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ أن ﺗﺤﺮّك اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﺗﺒﺪّد ﺑﻨﻮرهﺎ ﻇﻼم اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع وهﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ أﻣّﻪ أﺛﻨﺎء اﻟﺨﺘﺎن وﺗﻀﻢّ إﻟﻰ ﺟﺮﺣﻪ آﻞّ اﻹرادات اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،اﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺣﺘﻤﻠﺖ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ أﺛﻨﺎء ﺧﺘﺎﻧﻚ ،ﻷﺗﻮﺳّﻞ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﺑﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ آﻲ ﺗﻀﻢّ إﻟﻰ ﺟﺮﺣﻚ ﺟﻤﻴﻊ إرادات اﻟﻨﺎس وﺗﻤﻨﺤﻨﺎ، ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﺣﻴﺎة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ هﺮﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﻼﻃﻔﺔ اﻟﻄﻔﻞ وﺗﺴﺄل ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻤﻌﺒﻮد ،اﺿﻄﺮرت إﻟﻰ اﻟﻬﺮب ﻟﺘﺠﺪ ﻣﻼذًا ﺑﺴﺒﺐ إﻧﺴﺎن ﻇﺎﻟﻢ أراد ﻗﺘﻠﻚ .إﻧّﻪ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﻬﺪ اﷲ ﺑﺘﻤﺮّدهﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وأﻧﺎ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، أودّ ،ﻓﻲ هﺮﺑﻚ ،أن أﺷﻌﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ﻟﻚ؛ وإذ أﻧﺖ ﺗﻬﺮب ﻟﺘﻤﻨﺤﻨﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،أودّ أن أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ آﻞّ وﺟﻮدي ﻷداﻓﻊ ﻋﻦ وﺟﻮدك وأﺳﺄل اﻧﺘﺼﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ.
111
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﺼﺮ .ﺗﻘﺪّم إﻟﻴﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻟﻪ وﺗﺴﺄل ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ هﺎ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﻨﻬﻜًﺎ ،داﻣﻴًﺎ ،ﻣﻨﺴﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻓﺎﺿﻄﺮرت إﻟﻰ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ .آﻞّ ذﻟﻚ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺘﺎﺋﻬﺔ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﻗﺎﻣﺔ ﻓﻼ ﺗﺠﺪ .أﻧﻀﻢّ إﻟﻴﻚ ،ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ،ﻷﻣﺴﺢ دﻣﻮﻋﻚ وأﻗﺪّم ﻗﻠﺒﻲ إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻲ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﺗﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ.
اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة وﺗﺼﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺨﻔﻴّﺔ ،ﺛﻢّ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ ،وﺗﺴﺄﻟﻪ ﻣﺠﻲء اﻟﻤﻠﻜﻮت.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺎﺿﺮة ﻟﺪى اﻧﻀﻤﺎم ﻳﺴﻮع إﻟﻰ أﻃﻔﺎل ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻤﺮّة اﻷوﻟﻰ ﻳﺘﻄﻠّﻌﻮن إﻟﻴﻪ وهﻮ ﻳﺒﺎرآﻬﻢ ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺴﻤﺎوي ،أﻃﻔﺎل ﻣﺼﺮ ﻳﺘﺤﻠّﻘﻮن ﺣﻮﻟﻚ .أﻧﺖ ﺗﻌﻠّﻤﻬﻢ وﺗﺒﺎرآﻬﻢ .ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﺣﺒﻚ أﻳﻨﻤﺎ آﻨﺖ ،أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك، أﺑﺎرآﻚ ،أﺷﻜﺮك ،وأﻃﻠﺐ ﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ.
112
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﻔﻰ ،اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع اﻟﻌﺎﺋﺪ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮة وﺗﻄﻠﺐ إﻟﻴﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ،اﻵن وﻗﺪ ﻋﺪت ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻔﻰ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮة، ﻓﺈﻧّﻲ أﺗﺒﻌﻚ ﺧﻄﻮة ،ﺧﻄﻮة ،وأردّد" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك ،أﺑﺎرآﻚ وأدﻋﻮ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺟﻤﻌﺎء ﻷن ﺗﺼﺤﺒﻚ". أﻧﺖ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮة .أودّ اﻟﺪﺧﻮل ﻣﻌﻚ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻴﻢ، واﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻧﻴﻢ" :أﺣﺒّﻚ" .أودّ أن أﻏﻤﺮك ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ وأن ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ ،وهﻮ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻷم :أن ﻳﻌﺮف اﻟﻨﺎس ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ،ﺗﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺮ اﻷردن وﺗﻄﻠﺐ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ آﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ! أراك ﻣﻨﻄﻠﻘًﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺮاء .إﻧّﻲ أﺗﺒﻌﻚ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ،وأﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻋﻨﺪ اﻷردن ،أﻃﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎهﻪ ﻗﺒﻠﺔ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ،وأﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ اﻟﻤﺎء اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس.
113
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ ﻋﺮس ﻗﺎﻧﺎ .أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻪ أن ﻳﺴﺘﺒﺪل اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺎﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻘﺪ ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻲ ﻋﺮس ﻗﺎﻧﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺬآّﺮت أﻧّﻚ ﺑﺎرآﺖ ﻋﺮﺳًﺎ ﺁﺧﺮ هﻮ ﻋﺮس ﺁدم .ﺁﻧﺬاك ،ﺣﻀﺮت ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺰواج :أﺣﺪهﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ، واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻴﻦ رﺟﻞ واﻣﺮأة ،آﺎﻧﺖ هﺪﻳﺘﻚ إﻟﻰ اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ :ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻤﺎء إﻟﻰ ﺧﻤﺮ ،أﺑﺘﻬﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺤﻮّل اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﻌﺠﺰاﺗﻪ وﺗﻄﻠﺐ إﻟﻴﻪ أن ﻳﺠﺘﺮح اﻟﻤﻌﺠﺰة اﻟﻜﺒﺮى ﺑﻘﻴﺎﻣﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﻌﻠّﻤﻲ ،وﻃﺒﻴﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻋﺪا أﻧّﻚ ﺗﺒﻠﺴﻢ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺸﻔﻴﻬﻢ ﻣﻦ أﻣﺮاﺿﻬﻢ .اﻟﺒﺆس ﻳﺪﻣﻲ ﻗﻠﺒﻚ .ﻣﺎ آﺎن آﻞّ هﺬا اﻟﺸﻘﺎء ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺒﺘﻌﺪ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﺬا ،أﻧﺖ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰاﺗﻚ ﻟﺘﺪع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس.
114
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻋﻨﺪ دﺧﻮﻟﻪ أورﺷﻠﻴﻢ وﺗﻄﻠﺐ إﻟﻴﻪ أن ﺗﻨﺘﺼﺮ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﺛﻢّ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻟﺪى رﺳﻤﻪ اﻷﺳﺮار ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﺴﻤﺎويّ ،أﺗﺒﻌﻚ ﻟﺪى دﺧﻮﻟﻚ أورﺷﻠﻴﻢ ،هﺬا اﻟﺪﺧﻮل ﻳﻮﺣﻲ إﻟﻲّ ﺑﺎﻻﻧﻄﺒﺎع ﺑﺄنّ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺁتٍ ﻗﺮﻳﺒًﺎ .ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،ﺟﺌﺖ ﻗﺮﺑًﺎ ﻣﻨﻚ ﻷردّد ﻻزﻣﺘﻲ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ" :أﺣﺒّﻚ، أﻋﺒﺪك ،أﺑﺎرآﻚ وأﺷﻜﺮك" ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ ﺳﺮّ رﺳﻤﺘﻪ. اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﺘﺠﺴّﺪ ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة .ﺗﺘﺒﻨّﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺳﺮار اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺗﻐﻤﺮهﺎ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻬﺎ وﺗﻘﺪّﻣﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،ﻃﺎﻟﺒﺔ إﻟﻴﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ اﻹﻟﻬﻲّ .آﺬﻟﻚ ،ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺁﻻﻣﻪ إﻟﻰ ﻣﻮﺗﻪ ،ﺗﻨـﺰل ﻣﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺮ وﺗﻄﻠﺐ إﻟﻴﻪ اﻧﺘﺼﺎر ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﺤﻖّ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ اﻟﻤﺠﻴﺪة .أﺧﻴﺮًا ،ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺻﻌﻮدﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء آﻲ ﺗﺤﻀّﻪ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ اﻹﻟﻬﻲّ إﻟﻰ اﻷرض. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴّﺔ ﻃﻮال ﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﻨـﺰاع ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺴﺘﺎن ،آﻞّ ﺷﻲء ﻣﺎﺛﻞ أﻣﺎﻣﻚ :ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻨﺎس وﺁﻻﻣﻚ ،وآﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻤﺨﺰي ﻟﺴﻼح اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أآﺮّر ﻻزﻣﺘﻲ" :أﺣﺒّﻚ، أﻋﺒﺪك ،أﺑﺎرآﻚ وأﺷﻜﺮك" ﻓﻲ آﻞّ ﻗﻄﺮة ﻣﻦ دﻣﻚ ،ﻓﻲ أوﺟﺎﻋﻚ وﺁﻻﻣﻚ .وﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﺎدر اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴّﺔ ،أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺆآّﺪ ﻟﻲ أن اﻧﺘﺼﺎر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻦ ﻳﺘﺄﺧّﺮ.
115
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ وﻓﻲ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﺗﺼﻠّﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻤﻠﻜﻮت
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﺗﺒﻌﻚ وأﻃﺒﻊ ﺁﻻﻣﻚ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ ﺣﺘّﻰ اﻟﻨﻔﺲ اﻷﺧﻴﺮ. اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﺷﻌﺮت ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻗﺪ ﺣﺮّرﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﻟﺬي ﻧﺴﺒّﺒﻪ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ،إﻧّﻪ ﻳﻤﻴﺖ إرادﺗﻨﺎ ﻋﻦ ذاﺗﻬﺎ وﻳﺪع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻌﻮد ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻣﻨﺘﺼﺮة ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ اﻵن ﻓﻲ ﻃﻮر اﻟﻨـﺰاع ،وﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﺗﻠﻔﻆ اﻟﻨﻔﺲ اﻷﺧﻴﺮ. أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ،ﺑﺤﻖّ ﺁﻻﻣﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،أن ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻮق إﻟﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ.
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻨﺪﻓﻦ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻟﺘﺪﻓﻦ إرادﺗﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﺗﻨﺤﺪر إﻟﻰ اﻟﺠﺤﻴﻢ وﺗﻄﻠﺐ، ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻪ ،ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،اﻵن ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻚ ،أﻃﺒﻊ اﻟﻘﺒﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ وأﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺪﻓﻦ إرادﺗﻲ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻴّﺘﺔ إﻟﻰ اﻵﺑﺪ .أرى، ﺑﺎﻧﺪهﺎش ،ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﻐﺘﺒﻂ ،ﺗﺴﺠﺪ أﻣﺎﻣﻚ ،ﺗﻌﺒﺪك وهﻲ ﺗﺮدّد" :ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺨﻠّﺺ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ وﺗﺄﻟّﻤﺖ ﻷﺟﻠﻨﺎ" .اﻵن ،وﻗﺪ اﻓﺘﺪﻳﺘﻨﺎ ،أآﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ واﺟﻌﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء".
116
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺸﺮون ﻳﺴﻮع ﻳﻌﻮد ﻣﻨﺘﺼﺮًا ﻣﻦ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،اﻟﻨﻔﺲ ﺷﺎهﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﺗﻄﻠﺐ إﻟﻰ اﻷم اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ وإﻟﻰ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﺮار أن ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺟﻮﻗﺔ اﻷﺻﻮات اﻟﻌﺰﻳﺰة ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ، وﺗﻮﺳّﻼت أﻣّﻚ؟ اﻟﻴﻮم ،ﻳﻮم ﻣﻮﺗﻚ هﻮ أﻳﻀًﺎ ﻳﻮم اﻧﺘﺼﺎرك وﻳﻮم ﻇﻔﺮ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟ اﻣﻨﺤﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎدرﺗﻚ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،أن ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻹرادات اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺘﺒﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﺗﺴﺄﻟﻪ أن ﺗﻌﻮد اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أراك اﻵن ﺗﺘّﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ آﻲ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت وﺗﻘﻴﻢ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ ﻣﻨﻪ .ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ راﺋﻌﺔ! ﻟﻼﺣﺘﻔﺎء ﺑﻬﺎ وﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ،أودّ أن أﻃﺒﻊ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺮ ،ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻣﺘﻚ وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي أﻧﺖ ﻓﻴﻪ .ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،ﺑﺤﻖّ هﺬﻩ اﻟﻐﺒﻄﺔ ،ﺧﺬ إرادﺗﻲ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ودع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻓﻴﻨﺎ داﺋﻤًﺎ وأﺑﺪًا. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺎﺿﺮة ﻋﻨﺪ ﺻﻌﻮد ﻳﺴﻮع وﺗﺴﺄﻟﻪ أن ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺗﺮﻧّﻢ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار: "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ إﻟﻰ اﻷرض" ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ،ﺑﺪﺧﻮﻟﻚ اﻟﻈﺎﻓﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﺤﺖ اﻷﺑﻮاب اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻣﻨﺬ أﺟﻴﺎل ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ.
117
أﻗﺒّﻞ هﺬﻩ اﻷﺑﻮاب اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،وﺑﺎﻟﺒﺮآﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬك ﻋﻨﺪ ﺻﻌﻮدك ،أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺒﺎرك ﺟﻤﻴﻊ اﻹرادات اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻲ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺗﻌﺮف وﺗﺜﻤّﻦ ﻋﻄﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻌﺎﺷﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،وأﻧﺖ اﻵن ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ اﻵب ،أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺒﻘﻲ أﺑﻮاب ﺳﻤﺎﺋﻚ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ آﻲ أﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺁﺗﻲ وأﺟﺜﻮ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻚ ،وأﻃﻮّﻗﻚ ﺑﺬراﻋﻲّ ،وأردّد ﺗﺮﻧﻴﻤﺔ ﻣﺤﺒّﺘﻲ" :ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﻟﺘﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ هﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". ﺗﻼوة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﻳﺎ اﻵب اﻷﻗﺪس. ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻠﻨﺎ آﻲ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ دورة اﻟﻨﻔﺲ هﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻧﺘﻤﻨّﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ أن ﺗﺼﻠﻮا أﻗﻠّﻪ واﺣﺪًا ﻣﻦ أﺟﺰاء هﺬﻩ اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ. ﺑﺬﻟﻚ ،ﺗﺘﻮﻗّﻒ رواﺑﻂ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎل اﷲ وﺗﺤﻮزوﻧﻬﺎ. اﻟﺘﺄﻣّﻼت واﻟﺼﻠﻮات ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ "آﺘﺎب زﻳﺎرات اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" اﻟﺬي آﺘﺒﺘﻪ ﻟﻮﻳﺰا .ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬا اﻟﻜﺘﻴّﺐ ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻜﻢ أن ﺗﻜﻤﻠﻮا ﻣﺎ ﺗﻌﻠّﻤﺘﻢ أن ﺗﻔﻌﻠﻮﻩ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ .ﻓﺒﻤﺠﺮّد أﻧّﻜﻢ أدرآﺘﻢ اﻟﻨﻴﺔ واﻟﺮوح اﻟﻠﺘﻴﻦ آﺎﻧﺘﺎ وراء هﺬﻩ اﻟﺪورات ،وﺑﻔﻌﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺰﻳﺎراﺗﻜﻢ اﻟﺨﺎﺻّﺔ أو ﺑﺮﺣﻼﺗﻜﻢ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﷲ.
118
ﻧﺘﻤﻨّﻰ ،ﻓﻲ اﻟﺨﺘﺎم ،اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻷهﻤﻴّﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ إدﺧﺎل ﺗﻤﺮﻳﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ هﺬا ﻓﻲ ﺻﻠﻮاﺗﻜﻢ ،ﺑﻞ أن ﺗﺤﺘﻔﻈﻮا ﺑﻮﺿﻌﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ وﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﻧﻬﺎرآﻢ .هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﺠﺪهﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ آﺘﺎﺑﺎت ﻟﻮﻳﺰا" :اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﻘﻂ أن ﻧﺴﺘﻮﻋﺐ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﺑﻞ أن ﻳﻤﺘﺪّ ﻣﻠﻜﻮﺗﻬﺎ ،أي أن ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻨﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻹﻟﻬﻴّﺔ". هﻞ ﺗﻮدّون ﻣﻌﺮﻓﺔ آﻴﻒ ﻧﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، أي آﻴﻒ ﻧﻌﻴﺶ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻃﻮال ﻧﻬﺎرﻧﺎ؟ ﻟﻮﻳﺰا ﺗﺠﻴﺐ ﻓﻲ إﺣﺪى رﺳﺎﺋﻠﻬﺎ" :ادﻋﻮا اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ،ﺳﻮاء أآﺎن ﻋﺎدﻳﺎ أم روﺣﻴﺎ" .وﻷنّ آﻞّ ﺷﻲء هﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺤﺐّ ﻣﻌﻜﻢ .إن دﻋﻮﺗﻢ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺴﺘﻤﻨﺤﻜﻢ ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ آﻲ ﺗﺤﺒّﻮهﺎ؟ وﺳﺘﻬﺒﻜﻢ ﻗﺪاﺳﺘﻬﺎ ﻟﺘﺘﻘﺪّﺳﻮا ،واﻟﻨﻮر ﻟﺘﻌﺮﻓﻮهﺎ .ﺳﻮف ﺗﻼﺷﻲ اﻟﻀﻌﻒ، واﻟﺒﺆس واﻷﻟﻢ ،ﻓﻠﻦ ﻳﻌﻮد ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺣﻴﺎة ﻓﻴﻜﻢ، وﻟﻜﻨّﻬﺎ وﺣﺪهﺎ اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﺘّﺴﻊ وﺗﺆﺗﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻜﻞّ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ) .رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻮﻳﺰا ،آﻮراﺗﻮ .(١٩٣٩/١/٢ ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ!
119
ﺻﻼة ﻷﺟﻞ ﺗﻄﻮﻳﺐ ﺧﺎدﻣﺔ اﷲ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻤﻨﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ، ﺣﻴﻦ ﻧﺼﻠّﻲ ،أن ﻧﻄﻠﺐ ﺗﻤﺠﻴﺪ اﺳﻢ أﺑﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ.
وﺣﻴﺚ إﻧّﻨﺎ ﻧﺘﻮق ﺑﺤﺮارة إﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺤﺒّﺘﻪ ،وﻋﺪﻟﻪ وﺳﻼﻣﻪ ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﺠّﺪ ﺧﺎدﻣﺘﻚ ﻟﻮﻳﺰا "اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" اﻟﺘﻲ ،ﺑﺼﻠﻮاﺗﻬﺎ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ وﺁﻻﻣﻬﺎ اﻟﻤﺒﺮّﺣﺔ ،ﺷﻔﻌﺖ ﺑﺨﻼص اﻟﻨﻔﻮس وﻣﺠﻲء ﻣﻠﻜﻮت اﷲ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
إﻧّﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮارهﺎ ﻧﺼﻠّﻲ إﻟﻴﻚ ،أﻳّﻬﺎ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻧﺘﻘﺒّﻞ ﺑﻔﺮح ﺻﻠﺒﺎﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷرض آﻲ ﻧﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﻤﺠﻴﺪ اﺳﻢ أﺑﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎويّ واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺁﻣﻴﻦ.
120
ﻣﻠﺤﻖ اﻟﺼﻠﻮات ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻷﻗﺪس ،ﺑﻚ ﺛﻘﺘﻲ وﻓﻴﻚ رﺟﺎﺋﻲ ﻋﺒﺎدة اﻟﻘﻠﺐ اﻷﻗﺪس ﺳﻮف ﺗﺨﻠّﺺ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺻﻼة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺴﺎﻋﻴﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ إﻟﻰ وﻋﻮد اﻟﻘﻠﺐ اﻷﻗﺪس ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺮﻏﺮﻳﺘﺎ-ﻣﺎري ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،ﻧﺘﺬآّﺮ وﻋﻮدك اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻋﻦ اﻟﺴﻌﺎدة ،ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎت ،وﻧﺬآّﺮك ﺑﺜﻘﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺮﻏﺮﻳﺖ – ﻣﺮﻳﻢ. .١ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،هﺒﻨﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻀﺮورﻳّﺔ ﻟﺤﺎﺟﺘﻨﺎ وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .٢ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،ﺿﻊ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ وﻋﺪﺗﻨﺎ .٣ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،ﻋﺰّﻧﺎ ﻓﻲ ﺿﻴﻘﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .٤ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،آﻦ ﻣﻼذﻧﺎ اﻷآﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻨﺎ وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .٥ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺸﺮ ﺑﺮآﺎﺗﻚ اﻟﻐﺰﻳﺮة ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻨﺎ وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .٦ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،آﻦ ﻟﻠﺨﻄﺄة ﻣﺤﻴﻂ رﺣﻤﺔ وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ
121
.٧ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،ﺿﻊ اﻟﻨﺨﻮة ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻔﺎﺗﺮة وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .٨ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،دع اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺤﺎرّة ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ إﻟﻰ آﻤﺎل أآﺒﺮ وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .٩ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،ﺑﺎرك اﻟﺒﻴﻮت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﺻﻮرﺗﻚ وﺗﻜﺮّﻣﻬﺎ وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .١٠ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،هﺐ رﺳﻠﻚ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺎﻟﺔ اﻟﻘﻠﻮب اﻷآﺜﺮ ﺗﺤﺠّﺮًا وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .١١ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،اﺣﻔﺮ ﻓﻲ ذاﺗﻚ ذاﺗﻲ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ أﺳﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﺮون هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎدة وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ .١٢ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ،هﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن دوﻧﻤﺎ اﻧﻘﻄﺎع ،ﻓﻲ أول ﺗﺴﻌﺔ أﻳّﺎم ﺟﻤﻌﺔ ،ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴّﺔ وﻗﺒﻮل اﻷﺳﺮار وﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﻪ ،ﻳﺎ ربّ
ﺻﻼة :ﻳﺎ ربّ ،ﻧﻮدّ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ روح اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮهﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻮﻋﻮد .ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻧﺤﺴﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﻜﺒﻮﺗﻴﻦ .اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﺮﻓﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس اﻟﻤﺘﺄﻟﻤﻴﻦ ،أﻧﺖ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ إﻟﻰ دهﺮ اﻟﺪهﻮر .ﺁﻣﻴﻦ.
122
ﺗﻜﺮّس ﺧﺎص ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻷﻗﺪس ،إﻧّﻲ ﺁتٍ ،إﻧّﻲ أرآﺾ إﻟﻴﻚ ﻷﻧّﻚ ﻣﻼذي اﻟﻮﺣﻴﺪ ورﺟﺎﺋﻲ اﻷآﻴﺪ .أﻧﺖ دواء ﻟﺪاﺋﻲ ،وﻋﺰاء ﻟﺒﺆﺳﻲ، وﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﺧﻄﺎﺋﻲ ،وﺑﺪﻳﻞ ﻋﻦ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻨﻲ، وﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻜﻞّ ﻃﻠﺒﺎﺗﻲ ،واﻟﻨﺒﻊ اﻟﻤﺘﺪﻓّﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻀﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﻮر، واﻟﻘﻮّة واﻟﻌﺰم ،واﻟﺴﻼم واﻟﺒﺮآﺔ .إﻧّﻲ واﺛﻖ ﻣﻦ أﻧّﻚ ﻟﻦ ﺗﻤﻞّ ﻣﻨّﻲ ،وﻟﻦ ﺗﻨﻔﻚ ﺗﺤﺒّﻨﻲ وﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ وﺗﺤﻤﻴﻨﻲ ،ﻷﻧّﻚ ﺗﺤﺒّﻨﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ﻻﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ. ارﺣﻤﻨﻲ ،ﻳﺎ ربّ ،ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻈﻢ رﺣﻤﺘﻚ ،واﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ،ﻓﻲّ، وﻷﺟﻠﻲ ،آﻞّ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ،ﻷﻧّﻲ أﺳﻠّﻤﻚ ذاﺗﻲ ﻣﻊ ﻣﻞء وآﺎﻣﻞ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺄﻧّﻚ ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻠّﻰ أﺑﺪًا ﻋﻨّﻲ )اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺎدﻟﻴﻦ – ﺻﻮﻓﻲ ﺑﺎرات( "اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﻗﻄﻌًﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ إﻟﻰ ﻣﺎ آﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻨﻮي أن ﺗﻜﻮﻧﻪ".
هﻠﻤّﻮا إﻟﻲّ... "أرﻳﺪ أن ﻳﻌﻠﻦ آﻬﻨﺘﻲ ﻋﻈﻴﻢ رﺣﻤﺘﻲ .أرﻳﺪ أن ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨّﻲ اﻟﺨﻄﺄة دون أن ﻳﺨﺸﻮا أي ﺷﻲء ،ﺣﺘّﻰ وﻟﻮ أنّ اﻟﻨﻔﺲ آﺠﺜّﺔ ﻓﻲ ﻣﻞء ﺗﺤﻠّﻠﻬﺎ ،ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﺸﺮﻳﺎ ،أي ﻋﻼج ،ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻣﺎم اﷲ ،ﻟﻬﺐ رﺣﻤﺘﻲ ﻳﺬﻳﺒﻨﻲ .إﻧّﻲ ﻣﺘﺸﻮّق ﻷﻏﺪﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس. أي ﺧﻄﻴﺌﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺮذوﻟﺔ ،ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ رﺣﻤﺘﻲ ،ﻓﺒﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺰداد .إﻧّﻲ أﺗﺴﺎهﻞ ﻣﻊ اﻟﺨﻄﺄة أآﺜﺮ ﻣﻤّﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ اﻷﺑﺮار .ﻷﺟﻠﻬﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،وﻷﺟﻠﻬﻢ أهﺮﻗﺖ دﻣﻲ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮا اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨّﻲ".
123
ﺗﻘﺪﻣﺘﻲ اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ ،ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻗﻠﺐ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻄﺎهﺮ ،ﺻﻠﻮاﺗﻲ، وأﻋﻤﺎﻟﻲ ،وأﻓﺮاﺣﻲ وأﺗﺮاﺣﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻴﻮم ،ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد ﺑﺎﻟﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻓﻲ أﻗﻄﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ .أﻗﺪّﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﻳﺎ ﻗﻠﺒﻚ اﻷﻗﺪس: ﻟﺨﻼص اﻟﻨﻔﻮس ،واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ووﺣﺪة ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ .أﻗﺪّﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﻳﺎ اﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ورﺳﺎﻻت اﻟﺼﻼة، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﻳﺎ اﻟﺤﺒﺮ اﻷﻋﻈﻢ ﻟﻬﺬا اﻟﺸﻬﺮ. ﻟﻴﻜﻦ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻘﺪّوس ﻓﻲ ﻓﻤﻲ وﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ وﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻟﻴﻜﻦ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻘﺪّوس ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ وﻟﻴﻄﻬّﺮ ﻣﺨﻴّﻠﺘﻲ وﻟﻴﻘﻮﱢ إرادﺗﻲ ،ﻟﻴﻜﻦ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻘﺪّوس ﻓﻲّ وﻓﻮﻗﻲ وأﻣﺎﻣﻲ وﺑﻘﺮﺑﻲ وﻟﻴﻜﻦ ﻓﻲ آﻞّ أﻓﻜﺎري وأﻗﻮاﻟﻲ وأﻋﻤﺎﻟﻲ. ﻟﻴﻜﻦ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻘﺪّوس ﺣﺎﻣﻴًﺎ إﻳّﺎيّ ﺿﺪّ هﺠﻤﺎت اﻟﺸﺮﻳﺮ وﺗﺠﺎرﺑﻪ. ﻓﻠﻴﺤﻔﻈﻨﻲ ﻣﻦ آﻞّ ﻓﻜﺮ ﻣﺤﺒﻂ ،وﻣﻦ ﻓﻘﺪان ﻟﻠﺸﺠﺎﻋﺔ ،وﻣﻦ آﻞّ ﺧﻮف ،ﻟﻴﻜﻦ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻘﺪّوس ﺛﻘﺘﻲ اﻟﻐﻴﺮ اﻟﻤﺘﺰﻋﺰﻋﺔ وﻗﻮّﺗﻲ وﻋﺰاﺋﻲ ،ورﺟﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻓﻲ اﻟﻤﻮت ﻟﺘﺤﻞّ ﻋﻠﻲﱠ ﺑﺮآﺔ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﻘﺪرة +وﺣﻜﻤﺔ اﻻﺑﻦ +اﻹﻟﻬﻲّ وﻣﺤﺒّﺔ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس +ﻟﻴﺒﺎرآﻨﻲ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺼﻠﻮب ﺑﺪﻣﻪ اﻟﺜﻤﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ اﻵب +واﻻﺑﻦ +واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس.+ ﻟﻴﺒﺎرآﻨﻲ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻗﻠﺒﻪ اﻹﻟﻬﻲّ ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ إﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺁﻣﻴﻦ.
124
ﺗﻘﺪﻣﺔ اﻟﺼﺒﺎح ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﻳﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أﻗﺪّم إﻟﻴﻚ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻷﻗﺪس وﻟﻤﺠﺪﻩ ،أودّ أن أﻗﺪّم آﻞّ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ، وآﻞّ ﺗﻔﻜﻴﺮ ،وأﻋﻤﺎﻟﻲ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪا ،ﻣﻮﺣّﺪة إﻳّﺎهﺎ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،آﻤﺎ أودّ أن أﻋﻮّض ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎي ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ أﺗﻮن ﻣﺤﺒّﺘﻪ .ﺣﺒّﻚ اﻟﺮﺣﻴﻢ. ﻳﺎ إﻟﻬﻲّ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ ،ﻣﻊ أﺣﺒّﺎﺋﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻷﺗﻤّﻢ آﻠﻴﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،وأن أرﺗﻀﻲ ،ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﻚ ،ﺑﺄﻓﺮاح وأﺗﺮاح هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ،آﻲ ﻧﺘﻤﻜّﻦ ،ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺎ ،ﻣﻦ أن ﻧﺘّﺤﺪ ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء إﻟﻰ اﻷﺑﺪ .ﺁﻣﻴﻦ.
اﷲ وﺣﺪﻩ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﺎﻣﻜﺚ ﻓﻲّ ،ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،أﻣﻠﻚ وﺣﺪك ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،وﻟﻴﻜﻦ ﻣﻐﻠﻘًﺎ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮك .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع آﻦ ﻗﻮّﺗﻲ آﻦ ﺣﺒّﻲ ورﺟﺎﺋﻲ .ﺑﻚ وﻟﻚ أﺿﻊ إرادﺗﻲ وﻓﻜﺮي وروﺣﻲ وﻗﻠﺒﻲ ﺣﺘّﻰ ﺗﺮى أﻧﺖ وﺣﺪك ﺣﺒّﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﻮدﻳﻊ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﻠﻮ ﻓﻠﻴﺮنّ ﺻﻮﺗﻚ داﺋﻤَﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ وﻟﻴﻜﻦ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﺪور ﺣﻮاﻟﻲّ داﺧﻠﻴﺎ وﺧﺎرﺟﻴﺎ ﺻﻮﺗًﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮا ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ داﺋﻤًﺎ إﻟﻴﻚ،
125
إﻟﻰ ﻣﺤﺒّﺘﻚ وﻟﺘﻤﻨﻌﻨﻲ ﺣﻼوة ﺻﻮﺗﻚ اﻹﻟﻬﻲّ ﻋﻦ ﺳﻤﺎع أي ﺻﻮت ﺑﺸﺮيّ ﺁﺧﺮ ﻃﺎﺋﺶ ﻣﻬﻤﺎ آﺎن .هﺒﻨﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻚ وﺣﺪهﺎ ﻣﻊ ﻧﻌﻤﺘﻚ وهﻲ ﺣﺴﺒﻲ وآﻔﺎﻳﺘﻲ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع آﻦ ﻟﻲ آﻞّ ﺷﻲء ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء .ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻻ أﺣﺐّ ﺷﻴﺌًﺎ إﻻّ ﻓﻴﻚ وﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺗﺘﻼﺷﻰ وﺗﻐﺮق ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺖ ﺳﺮاﺟﻲ اﻟﻤﻀﻲء ﻓﻲ ﻧﻬﺎري ﻟﺘﺒﻌﺪ ﻋﻨّﻲ اﻟﺘﺠﺎرب واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮﻳﺮة وﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺜﺒﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺖ ﻧﻮري اﻟﻤﻀﻲء ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ،ﻟﺘﺒﻌﺪ ﻋﻨّﻲ اﻷﺣﻼم اﻟﺸﺮﻳﺮة واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺼﻌﺒﺔ ،وﺗﻀﻲء ﻟﻴﻠﻲ وﻧﻬﺎري .ﺑﺬﻟﻚ أﻋﻴﺶ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﻧﻮرك .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺖ ﻣﻠﻜﻲ وﺳﻴّﺪي وﻣﺨﻠّﺼﻲ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع إﻧّﻲ أﻓﺴﺪ ﻋﻤﻠﻚ وأﺧﻮﻧﻚ إن ﻟﻢ ﺗﺮاﻗﺒﻨﻲ وﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻲ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أهﺒﻚ ﺣﺒّﻚ اﻟﻤﻀﻄﺮم ﻟﺘﺤﺮق ﺑﻪ آﻞّ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ وﺗﻠﻬﺐ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﻴﺤﺒّﻚ آﻞّ إﻧﺴﺎن وﻻ ﻳﻬﻴﻨﻚ إﻧﺴﺎن ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم .إﻧّﻲ أﻋﺒﺪ ﺣﻨﻮّك ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻨﺎهﻲ وأرﻳﺪ أن أآﻮن أهﻼً ﻟﻌﻔﻮك اﻟﺠﻮاد وأن أﺣﺒّﻚ وأﺑﻐﺾ ذاﺗﻲ آﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺋﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .وأﻃﻠﺐ اﻟﺴﻤﺎح ﻣﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪي ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻋﻦ آﻞّ ﺧﻄﺎﻳﺎي وذﻧﻮﺑﻲ اﻟﺘﻲ أﻧﺎ ﻣﺴﺆول ﻋﻨﻬﺎ ،وأﻧﺖ ﺗﺮﻳﻨﻲ إﻳّﺎهﺎ .ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ أﻣّﻲ أزﻳﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻴﺪﻳﻚ اﻟﻮاﻟﺪﻳﺘﻴﻦ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﻨﻊ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ أن ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻓﻲّ .وآﻮﻧﻲ داﺋﻤًﺎ ﻣﻌﻲ .ﺁﻣﻴﻦ.
126