1
2
اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﺑﺤﺚ ﻟﻸب أﻏﻨﺎﻃﻴﻮس داﻏﺮ أُﻋﺪﱠ ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ اﻟﺰواج
)ﺟﺒﻴﻞ ﻓﻲ (٢٠٠١/٨/٢٠
أذن ﺑﻄﺒﻌﻪ ﺳﻴﺎدة اﻟﻤﻄﺮان ﺑﻮﻟﺲ إﻣﻴﻞ ﺳﻌﺎدﻩ www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoud.mariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam
ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻄﺒﻌﻪ وﻧﺸﺮﻩ ﺟﻤﻌﻴّﺔ "ﺟﻨﻮد ﻣﺮﻳﻢ" ﻋﻠﻢ وﺧﺒﺮ /١٦٧أد
ﻳﻮزّع ﻣﺠﺎﻧﺎً
3
ﻣﻘﺪّﻣــﺔ ﺤﺐّ .وﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺰواج واﻟﻌﻴﻠﺔ هﻮ ﻗﺼّﺔ اﻟﺤﻴﺎة واﻟ ُ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﺪ ﻓﺼﻮل اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻓﺘﺘّﺴﻊ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻷﺳﺮة اﻟﺒﻴﺘﻴّﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻋﻤﺮ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن .ﻳﺘﻀﻤّﻦ اﻟﺰواج أﺑﻌﺎد اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻣﺤﺎور وﺟﻮدﻩ وﺗﻜﺎﻣﻠﻪ .ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ وآﺮاﻣﺘﻪ ،ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻪ وﺧﻼﺻﻪ وﻃﻘﻮﺳﻪ؛ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ واﻟﻨﻈﺮﻳّﺎت ،ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷدﻳﺎن واﻟﺤﻀﺎرات ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﺗﻌﺮّﺿﺖ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ ﻟﻬﺰّات اﻟﻌﺎدات اﻟﻼّأﺧﻼﻗﻴّﺔ واﻟﻌﺸﻮاﺋﻴّﺔ وﻣﻨﻬﺎ :ﻣﺸﺎﻋﻴّﺔ اﻟﺰواج ،واﻟﻄﻼق اﻟﻜﻴﻔﻲّ ،وﻋﺒﺎدة اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ وﻏﺮاﺋﺰ اﻹﻣﺘﺎع .وﻻ زاﻟﺖ. ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ ﺣﺼﺮاً :اﻟﺰواج ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﻄﺮح اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ. ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺰواج ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﺪاءات أو دواﻓﻊ: .١آﻴﻨﻮﻧﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ. .٢إرادة اﷲ وﺗﺼﻤﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻹﻧﺴﺎن وهﻮﻳّﺘﻪ وﻣﻬﺎﻣﻪ. .٣اﻷﺳﺮة ﺣﻴﺚ ﻳُﺤﻘﱢﻖ اﻹﻧﺴﺎن آﻴﻨﻮﻧﺘﻪ وﻣﻬﺎﻣﻪ ،وﻳُﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﺪاء اﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ وﻏﺎﻳﺎت اﻟﺰواج .إﻧّﻬﺎ ﻗﻮّة اﻟﻔﻄﺮة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ. اﻹﻧﺴﺎن ﺻﻮرة اﷲ: اﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ ﻋﺮّﻓﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺛﺎﻟﻮﺛًﺎ ﻣﺘﺴﺎوﻳًﺎ ،هﻮ ﻓﻲ ذاﺗﻪ ﻣﺤﺒّﺔ ،ﺣﻮار ،ﺧﻠﻖ ،ﺷﺮاآﺔ ،ﺟﻤﺎﻋﺔ أﺷﺨﺎص وﻋﻼﻗﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻟﻪ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺆﻟّﻔﺔ ﻣﻦ أبّ وأمّ ووﻟﺪ ،ﻓﻲ ﺟﺪﻟﻴّﺔ
4
وﺟﻮد ﺑﻴﻦ اﻷﻧﺎ واﻷﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺤﻦ .اﷲ ﺻﻤّﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺤﺐّ واﻻﻧﺸﺪاد واﻻﻧﺠﺬاب ﻧﺤﻮ اﻵﺧﺮ .ﺻﻤّﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟ ُ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺪﻳﻤﻮﻣﺔ وأﻋﻠﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺼّﺔ اﻟﺨﻠﻖ :إﻧّﻬﺎ ﺷﺮﻋﺔ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻵﻳﺎت اﻟﺨﻤﺲ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس» ،ﻻ ﻳﺤﺴﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن وﺣﺪﻩ ،ﻓﺄﺻﻨﻊ ﻟﻪ ﻋﻮﻧًﺎ ﺑﺈزاﺋﻪ« »أﻧﻤﻮا واآﺜﺮوا واﻣﻸوا اﻷرض واﺧﻀﻌﻮهﺎ« »ﻳﺘﺮك اﻟﺮﺟﻞ أﺑﺎﻩ وأﻣّﻪ » «...ﻳﺼﻴﺮان ﺟﺴﺪًا واﺣﺪًا« »ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ اﷲ ﻻ ﻳﻔﺮّﻗﻪ إﻧﺴﺎن«. ﺤ ّ ﺐ ﻳﻌﻨﻲ :ﺗﻜﺎﻣﻠﻮا ،اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﺎﻵﺧﺮ وازدهﺮوا وﺗﻔﺘّﺤﻮا ﺑﺎﻟ ُ واﻟﺤﻴﺎة واﻟﻮﺣﺪة .ﺗﻮاﻟﺪوا وﺗﻜﺎﺛﺮوا واﺷﺘﺮآﻮا ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻌﻲ. آﻤﱢﻠﻮا ﺑﻨﺎء اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮهﺎ ،ﻧﻈّﻤﻮهﺎ وأﻧﺴﻨﻮهﺎ. ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻤّﺎ ﺗﻘﺪّم أنّ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ وﺛﻨﺎﺋﻴّﺔ، ﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة. ﻋﻼﺋﻘﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﺑﻘﺼﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟ ُ ﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة ﻳﻬﺪﻓﺎن إﻟﻰ اﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ .واﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ واﻟ ُ ﻣﺼﻮّﺑﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ .إنّ وﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎن هﻮ ﻧﺪاء إﻟﻰ ﺁﺧﺮ وﻋﺒﻮر ﻣﻦ اﻷﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻧﺖ .اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺮﻣﺞ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻪ وأﻋﻤﺎﻟﻪ، دورة اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺒّﺔ اﻟﻘﻤﺢ اﻟﻤﺄﺳﻮﻳّﺔ، اﻟّﺘﻲ ﻳﺠﺐ أنّ ﺗﻤﻮت ﻋﻦ اﻟﺒﺨﻞ واﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ ،ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮم وﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﻟﻠﺤﺼﺎد" .إنّ ﺣﺒﺔ اﻟﻘﻤﺢ إن ﻟﻢ ﺗﻘﻊ وﺗﻤﺖ ﻓﻲ اﻷرض ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻔﺮدة"... ﺑﺮﻣﺞ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ،ﻟﻮهﺐ اﻟﺤﻴﺎة وﺧﺪﻣﺘﻬﺎ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﺣﺘﻤﻴّﺔ اﻟﺰواج واﻟﻌﻴﻠﺔ.
5
ﺿﺮورة اﻹﺳﺘﻌﺪاد واﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﺰواج: إنّ اﻟﺰواج آﻜﻞّ دﻋﻮة ﻋﻈﻴﻤﺔ أو رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ ،ﻳﺘﻄﻠّﺐ اﻹﺳﺘﻌﺪاد واﻟﺘﻬﻴﺌﺔ وﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺮارﻩ ﻋُﺮﺿﺔ ﻟﻼرﺗﺠﺎل واﻟﺘﺴﺮّع واﻻﻋﺘﺒﺎط. وﻧﻈﺮًا إﻟﻰ أهﻤﻴّﺔ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻷزواج واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺧﺼّﺼﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺨﻄﻮﺑﺔ ﻟﺘﻜﻮن: .١ﻣﺮﺣﻠﺔ اﺳﺘﻌﺪاد )ﻟﻮﻗﺎ (٣٠-٢٨/١٤وﺗﺤﻀﻴﺮ ،اﻧﺘﻈﺎر ﻣﻮﻋﺪ ﺣﻠﻮل اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟّﺘﻲ ﺗﻘﺪّس اﻟﺰواج وﺗﻜﺮّﺳﻪ؛ واﺧﺘﺒﺎر )ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ( واﺧﺘﻤﺎر )ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﺳﺘﻴﻌﺎب واﻟﺘﺤﻮّل( ،ﺗﻤﻬّﺪ اﻟﺨﻄﻴﺒﻴﻦ ﻹدراك دﻋﻮة اﻟﺰواج واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ،وﺗُﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺮّس ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ واﻟﻨﻀﻮج اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،واﻟﺮوﺣﻲّ واﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﻴﺸﻲ واﻟﺼﺤّﻲ. ُ .٢ ﺧﺼّﺼﺖ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﺤﺺ ﺿﻤﻴﺮ وﺗﻌﺮّف ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻚ اﻟﺤﻴﺎة وﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻪ ،ﻻآﺘﺸﺎف ﻃﺒﻌﻪ وأﻓﻜﺎرﻩ ،ﻋﺎداﺗﻪ وهﻔﻮاﺗﻪ، ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ وﻣﺸﺎرﻳﻌﻪ ،ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ وﺧﻴﺎراﺗﻪ ،وﻧﻈﺮﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﺤﻴﺎة واﻵﺧﺮ. .٣ﻟﻠﺒﺤﺚ إذا آﺎن ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ وﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ .إذا آﺎن ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ واﻟﺘﺸﺎﺑﻪ واﻟﺘﻘﺎرب ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ واﻷﻓﻜﺎر ،ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮّرات واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ واﻟﻌﻮاﻃﻒ أم ﻻ. .٤ﻟﻠﺘﺜﻘﻴﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﺣﺘﺮام اﻟﺤﻴﺎة وأﻧﺴﻨﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت وﻣﺴﻴﺮة اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺰواج.
6
.٥ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ وﺗﻮﺿﻴﺢ اﻟﻬﻮﻳّﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻟﻠﺰواج ،ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻜﻮّن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ :ﺟﻤﺎﻋﺔ أﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺗﺒﺸﺮّ ﺑﺈﻧﺠﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﻪ .وﻋﻼﻣﺔ ﻣﺤﺒّﺔ ﻷﻋﻀﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. .٦ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﻤﻮاآﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ اﻹﺳﺘﻌﺪاد، اﻟﺒﻌﻴﺪة واﻟﻘﺮﻳﺒﺔ واﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﺘﺎح ﻟﻠﺸﺒﺎب إآﺘﺴﺎب ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻮﺣﺪة واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﺨﺼﺐ وﻋﺪم اﻻﻧﺤﻼل واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺤﺐّ وﺗﻌﺰّزﻩ ﺳﻠّﻢ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ اﻟّﺘﻲ ﺗﻨﻘﻲ اﻟ ُ وﺗﻘﻮّﻳﻪ .آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻘﻞ ﻋﻘﻠﻴّﺔ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻟﺒﻨﻴﺎت اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻋﻴﺶ ﺣﺮﻳّﺔ اﻟﺮﺿﻰ ودوزﻧﺔ اﻟﻐﺮاﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺤﺐّ. اﻟ ُ .٧ﺧُﺼﺼﺖ اﻟﺨﻄﻮﺑﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻮّة وﻧﻀﻮﺟﻪ واآﺘﺸﺎف ﺳﺮّ واﻷﻣﻮﻣﺔ واﻟﺘﺮﺑﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ وﺻﺪاﻗﺔ اﷲ واﻟﺼﻼة، ﻟﻴﺘﻤﻜّﻦ اﻷزواج ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ وإﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺪّﻣﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻃﺮوﺣﺎت ﻣﺘﺒﺪّﻟﺔ وﻣﺘﺴﺎرﻋﺔ. أﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ اﻹﻋﺪاد واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺰواج اﻟﺴﻌﻴﺪ ،ﺗﺘﻮﺿّﺢ ﻣﻘﻮﻣﺎت وﻏﺎﻳﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ ،وﺗﺘﻔﺘﺢ اﻟﻘﻠﻮب ﻋﻠﻰ اﻹﺻﻐﺎء ﺤﺐّ وﻋﻄﺎء اﻟﺬات ﻟﻨﺪاءات اﷲ وﺟﻬﻮزﻳﺔ اﻹرادة ،ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ دﻋﻮة اﻟ ُ واﻟﺘﻜﺮّس. .٨ﺑﺎﻟﺨﻄﻮﺑﺔ ﻳﺘﻤﺮّس اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺬات وﺣ ّ ﺲ اﻵﺧﺮ وﺟﺪﻟﻴﺔ اﻷﻧﺎ واﻟﻨﺤﻦ .ﻟﻬﺬا ﺟﺎء ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺠﺬريّ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﻟﻠﺰواج. ﻟﻘﺪ اﺗّﻜﻠﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻃﻤﺄﻧّﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،إﻟﻰ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة وﻗﺪ آﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳُﺸﻜﱢﻞ اﻟﻀﻤﻴﺮ
7
اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ اﻟّﺬي ﻳﺮﺑﻲ وﻳﺤﺼّﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ، ﻳﻐﺬّﻳﻬﺎ وﻳﺤﻤﻴﻬﺎ وهﻮ اﻹﻃﺎر اﻟّﺬي ﻳﺤﺘﻀﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻷﻋﺮاف. ﻟﻘﺪ آﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺒﻴﺖ اﻟﻮاﻟﺪي ﻳﺸﻜّﻼن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺤﺐّ واﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﻳﻘﻮدان اﻷﺟﻴﺎل إﻟﻰ واﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻨﻤﻮّ اﻟ ُ إﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺸﻬﺎدة ﻟﻬﺎ. أﺗﺖ ﺣﻀﺎرة اﻻﺳﺘﻬﻼك واﻹﺳﺘﻨﺴﺎخ اﻟﻤﺪﻣّﺮة ﺗﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ واﻟﻤﻘﺪّﺳﺎت وﺗﺴﻮّق اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﻤﻀﻠّﻠﺔ، وﺟﻌﻠﺖ اﻷﺟﻴﺎل ﻓﻲ ﺣﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎت ،ﻣﻤّﺎ هﺪّد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﻗﻴﻢ اﻟﺤﻀﺎرة .ﻓﺒﺎدرت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ راﻋﻴﺔ اﻟﻨﻔﻮس واﻟﺨﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،إﻟﻰ ﺗﻜﺜﻴﻒ اﻟﻨﺸﺎط وإﻋﻼن اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﺗﺤﺮّآﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ إﺻﻼﺣﻴّﺔ إﻧﻘﺎذﻳّﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﻌﻴﻠﺔ واﻟﺰواج ،وإﻋﻼن اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ورﻓﺾ اﻟﻤﺴﺎوﻣﺔ. أﻋﻠﻨﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أنﱠ اﻵﺑﺎء واﻷﻣّﻬﺎت هﻢ اﻟّﺬﻳﻦ ﻳﺨﻠّﺼﻮن اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻳﻌﻮّﺿﻮن ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺺ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺘﺴﺘﻘﻴﻢ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ. وﻟﺬﻟﻚ ﺗﺸﺪﱢد اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ إﻟﺰام اﻟﻤﺮﺷّﺤﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج، وﺗﺤﺜّﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻠﺔ واﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻟﻤﺤﻴﻂ، ﻟﻴﺘﻤﻜّﻨﻮا ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻟﻮﻃﻦ ،ﻟﻘﻨﺎﻋﺘﻬﺎ أﻧّﻪ ﺑﻘﻮة اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﻋﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠّﻖ ﻗﻮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻋﺎﻓﻴﺘﻪ وﺿﻤﺎﻧﺔ ﺑﻘﺎﺋﻪ. ﻓﻬﻲ ﻳﻨﺒﻮع اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ واﻷﺑﺪﻳّﺔ ،وﺑﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﺼﻴﺮ ﺟﺴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺴﺮّي .ﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﺗﺘﺮﺑّﻰ اﻟﻘﻴﻢ وﺗُﻌﺎش وﻳُﺸﻬﺪ ﻟﻬﺎ.
8
أوﻻً :اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﻄﺮح اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة ووﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﻟﻘﺪ أﺳّﺲ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺷﺮآﺔ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟ ُ اﻟﺸﺮاﺋﻊ واﻟﻨﻮاﻣﻴﺲ ،ﻹﺳﺘﻤﺮار اﻟﺠﻨﺲ وﺗﻘﺪّم وﻧﻤﻮّ اﻟﺸﺨﺺ وﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺰواج اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﻼهﻮﺗﻲ واﻟﻮﺣﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺆﺳﺴﺔ إﻟﻬﻴّﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻣﻌًﺎ .واﺧﺘﻼف ﺤﺐّ. اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ هﻮ أﺻﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟ ُ وﺟﺎء اﻟﺰواج ﻋﻴﺪ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ واﻟﻠﻘﺎء ﺑﻴﻦ إرادة اﷲ وإرادة اﻟﺒﺸﺮ ،ﻋﺮس اﻟﻮﺻﺎل واﻟﺠﻮاب ﻋﻠﻰ ﻧﺪاء اﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ وﺗﺼﻤﻴﻢ اﷲ. إﻧّﻬﺎ إرادة اﷲ ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﻓﻲ ﻗﺼّﺔ اﻟﺨﻠﻖ» ،ﻻ ﻳﺤﺴﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن وﺣﺪﻩ ﻓﺄﺻﻨﻊ ﻟﻪ ﻋﻮﻧًﺎ ﺑـﺈزاﺋﻪ« :ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺒﺮ ﺁدم اﻟﻌﺰﻟﺔ واﻟﺤُﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ واﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻴﻠﺔ واﻷﺻﺪﻗﺎء؛ وﻃﻠﺐ اﻟﻌﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺣﺸﺔ واﻟﻌﺰﻟﺔ وﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺎت اﻟﺤﻴﺎة ودﻋﻮات اﻟﺤﻴﺎة. ﻃﻠﺐ اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ واﻟﺮﻓﻴﻘﺔ .ﺟﺎءت ﺣﻮّاء ﻓﻬﺘﻒ ﻟﻬﺎ هﺘﺎف اﻟﻐﺒﻄﺔ واﻟﻔﺮح »هﻮذا ﻟﺤﻢ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﻲ وﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻋﻈﺎﻣﻲ« )ت.ك( ٤:١. ﺤﺐّ واﻟﺴﻌﺎدة »ﻗﺪ رزﻗﺖ رﺟﻼً ﻣﻦ ﻋﻨﺪ هﺘﻔﺖ ﻟﻪ ﻧﺸﻴﺪ اﻟ ُ اﻟﺮبّ« .ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن هﻮ ﻋﻄﻴّﺔ اﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎن واﻟﻬﺪﻳّﺔ ،وﺑﺎﺗﺤﺎدهﻤﺎ ﻣﻌًﺎ ﻳﻜﺘﺸﻔﺎن إزدهﺎرهﻤﺎ ،وﺗﻜﺎﻣﻠﻬﻤﺎ ،وﻳﺸﺘﺮآﺎن ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ ،ﻓﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ اﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ ،وإﻋﻄﺎء اﻟﺤﻴﺎة وﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ،اﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ وﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ.
9
ﻳﺘﺮك اﻟﺮﺟﻞ أﺑﺎﻩ وأﻣّﻪ» .إﻧﺴﻲ ﺷﻌﺒﻚ وﺑﻴﺖ أﺑﻴﻚِ« .هﻤﺎ ﺷﺮﻃﺎن ﺿﺮورﻳّﺎن ﻟﻠﻨﺠﺎح .اﻟﻬﺠﺮة ﻣﻦ اﻟﺬّات واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻵﺧﺮ. وﻳﻌﻮد اﻟﻀﻠﻊ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ وﻳﻜﺘﻤﻞ اﻟﻨﻘﺺ. اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ آﻴﻨﻮﻧﺘﻪ ﻳﺨﺘﺒﺮ ذاﺗﻪ ،ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺸﺪاد وﺗﻮق وإﻧﺠﺬاب وإﻧﺘﺴﺎب إﻟﻰ ﺁﺧﺮ .ﻓﺎﻟﻀﻠﻊ ﻳﺘﻮق إﻟﻰ اآﺘﻤﺎﻟﻪ وﻳﻠﺘﺼﻖ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﺎﻵﺧﺮ وﻳﺼﻴﺮان ﺟﺴﺪًا واﺣﺪًا .هﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﺮاآﺔ واﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻓﻲ وﺣﺪة اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺤﺐّ ،وﺣﺪة اﻟﻤﺸﺎرآﺔ واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ ،وﺣﺪة اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺤﺎل واﻟﻤﺼﻴﺮ. ﺞ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد وﺗﻜﻤﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﻌﻴﻠﺔ ﻳﻠ ُ اﻟﻤﻬﻤّﺔ»:اﻧﻤﻮا وأآﺜﺮوا وإﻣﻸوا اﻷرض وأﺧﻀﻌﻮهﺎ« .وهﺬا ﻣﺎ اﻗﺘﻀﻰ اﻟﺰواج ،وﺑﻨﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔآﻤﺮﺟﻌﻴّﺔ وﻧﻤﻮذج ﻟﻤﺴﻴﺮة اﻹﻳﻤﺎن واﻟﺤﻴﺎة ،ﻷﻧّﻬﺎ: ﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة ،ﺗﻐﺘﺬي ﻣﻦ ﺤﺐّ ،ﻣﻌﺒﺪ اﻟ ُ .١ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺤﻴﺎة واﻟ ُ آﻠﻤﺔ اﷲ واﻷﺳﺮار وﺗﻌﻠّﻢ »اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴّﺔ واﻟﺨُﻠﻘﻴّﺔ، اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ« ﻓﺘﻨﻘﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ. )ﺷﺮﻋﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﻌﻴﻠﺔ( .٢اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻨـﺰﻟﻴّﺔ :ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺼﻼة ،ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻌﻴﺪ واﻟﻤﺸﺎرآﺔ واﻟﺤﻮار ،ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻋﻴﺶ اﻹﻳﻤﺎن واﻟﺮﺟﺎء واﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺸﻬﺎدة ﻟﻬﺎ ،ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺘﻠﻤﺬة ﻋﻠﻰ آﻠﻤﺔ اﷲ. إﻧّﻬﺎ ﺳﺮّ اﻷخّ وﺟﻤﺎﻋﺔ اﻷﺧﻮة واﻟﻐﻔﺮان. إﻧّﻬﺎ ﻋﺒﻮر ﻣﻦ ﻗﻄﺐ اﻷﻧﺎ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ إﻟﻰ ﻗﻄﺐ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ :اﻷﺳﺮة ،اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،اﻟﻮﻃﻦ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ .ﻣﻦ هﻨﺎ
10
ﺗﻮﺟّﻪ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻴﺎل ﺑﺎﻟﻘﻮل »اﺟﻌﻠﻮا ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﺋﻼﺗﻜﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴّﺔ واﺟﻌﻠﻮا ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼﺗﻜﻢ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﺰﻣﺎﻧﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ«. .٣إﻧﺠﻴﻞ اﻟﺴﻼم واﻟﻔﺮح ،وﺷﻬﺎدة اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ واﻟﺮﺟﺎء وأﻳﻘﻮﻧﺔ اﻟﺜﺎﻟﻮث ،ﻓﺘﺆدّي ﺧﺪﻣﺔ اﻷﻧﺠﻠﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة. .٤إﻋﺎدة ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮدوس ،ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎق ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة، ﺤﺐّ. واﻹﻧﺴﺠﺎم واﻟﺴﻼم ،ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﻠﻖ واﻟ ُ .٥هﻴﻜﻞ ﻟﻘﺎء اﻷﺟﻴﺎل وﺷﺒﻜﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺤﺐّ واﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻘﺎدم ﺑﻼ واﻟﻤﺘﻔﺎﻋﻠﺔ وﺧﻤﻴﺮة اﻟﺮﺟﺎء ،ﺷﻬﺎدة اﻟ ُ ﺧﺮﻳﻒ.
11
ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻣﻤﻴّﺰات اﻟﺰواج اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﻟﻠﺰواج ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻣﻀﻤﻮن ﺣﺼﺮيّ وﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﺧﺎﺻّﺔ. ﻓﺎﻟﺰواج ﻓﻲ آﻞّ اﻷدﻳﺎن واﻟﺤﻀﺎرات ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﺪًا ،واﻟﻌﻘﺪ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺨﺎص؛ أﻣّﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻓﺎﻟﺰواج وﻋﺪٌ وﻋﻘﺪ ،ﻋﻬﺪ وﺳﺮّ ،ﻧﻌﻤﺔ وﺧﺪﻣﺔ ودﻋﻮة ،وﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ: .١اﻟﺰواج ﻋﻘﺪ :واﻟﻌﻘﺪ هﻮ اﻹﺗّﻔﺎق اﻟﻤﻠﺰم ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ أﻣﺎم ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﻼﺣﻴّﺔ .ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﺗﺸﺮﻳﻌًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﻟﻠﺰواج .ﻣﻦ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﺰوج؟ وﻣﺎ هﻲ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ؟ وﻣﺎ هﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﻌﺎﺋﻠﻲ .ﻣﻊ اﻟﺘﻘﻴّﺪ ﺑﺸﺮاﺋﻊ اﻻﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ اﻟﻤﺮﻋﻴّﺔ اﻻﺟﺮاء؟ اﻟﺰواج ﻋﻘﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲّ وﻟﻜﻨّﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ،هﻮ ﻋﻬﺪ: .٢اﻟﺰواج ﻋﻬﺪ :ﺗﺬآﻴﺮ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي أﺑﺮﻣﻪ اﷲ ﻣﻊ ﺷﻌﺒﻪ واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻤﻤﻴّﺰة ﻣﻌﻪ ،اﻟﻌﻼﻣﺔ هﻲ اﻟﺨﺘﺎن؛ ﻣﻌﻨﺎﻩ أن ﻳﻀﻊ اﻟﻤﺘﻌﺎهﺪ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮف اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ :اﻟﺮوح واﻟﺠﺴﺪ واﻟﻄﺎﻗﺎت. اﻟﻌﻬﺪ إﺗﺤّﺎد ﺳﺮّي ﺑﻴﻦ روﺣﻴﻦ وﻟﻘﺎء ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻴﻦ .هﻮ ارﺗﺒﺎط ﻋﻼﺋﻘﻲ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ ،ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺤﻘﻮق واﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ .ﻳﺘﻢّ اﻟﻌﻬﺪ ﻃﺒﻘًﺎ ﻟﻄﻘﻮس وﻣﺮاﺳﻴﻢ ﻣﻘﺮّرة ﻓﻲ اﻟﻌﺮف واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺴﺎرﻳﺔ اﻟﻤﻔﻌﻮل .ﻳُﺒﺮم اﻟﻌﻬﺪ ﺑﺤﻀﺮة اﷲ وﻳﻠﺘﺰم اﻟﻄﺮﻓﺎن اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ اﻟﻤﺘﺒﺎدل .ﻳﺼﻴﺮ اﻟﻤﺘﻌﺎهﺪون
12
ﺛﻼﺛﺔ :اﻟﺮﺟﻞ ،اﻟﻤﺮأة واﷲ. هﻮ ﻣﺸﺮوع ﻣﺸﺘﺮك واﻧﺘﻤﺎء وإﺻﻐﺎء إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ،هﻮ ﺟﻮاب ﻋﻠﻰ ﻧﺪاء ﺁﺧﺮ وﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻟﻴﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ وﻳﻜﻤّﻠﻪ .ﻳﻘﻮم ﻋﻬﺪ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ ﺤﺐّ وﻋﻄﺎء اﻟﺬات واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻤﺸﺎرآﺔ واﻻﺣﺘﺮام ،ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎدل اﻟ ُ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﻘﺒّﻞ واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ،ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻴﻪ ﻋﻼﻗﺔ اﷲ ﺑﺸﻌﺒﻪ وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻲ إﺑﺮاﻣﻪ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻮرة واﻟﻤﺜﺎل؛ إﻧّﻪ ﺳﺮّ.
.٣اﻟﺰواج ﺳﺮّ :واﻟﺴﺮّ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻪ اﻟﻼهﻮﺗﻲ ،هﻮ اﻣﺘﺪاد ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺨﻼﺻﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻼﻣﺎتٍ ﺣﺴﻴّﺔ ﺤﺐّ ،ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻃﻘﺴﻴّﺔ ﻇﺎهﺮة ،ﻳﻤﻨﺢ ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن واﻟ ُ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻟﻘﺪاﺳﺔ. ﺑﺎﻟﺘﺠﺴّﺪ دﺧﻞ اﷲ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻤﺎدّة، وﺣﻘّﻖ ﻟﻨﺎ اﻟﺨﻼص واﻟﺤﻴﺎة ﺑﺄﻗﻮاﻟﻪ وأﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﺑﻤﻮﺗﻪ وﻗﻴﺎﻣﺘﻪ .أﺗﻢّ أﺳﺮار اﻟﺨﻼص وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ وﻗﻴﺎﻣﺘﻪ أرﺳﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،وآﻤﺎ أرﺳﻠﻪ اﻵب ،أرﺳﻞ آﻨﻴﺴﺘﻪ وﺳﻠّﻤﻬﺎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻟﺘﻜﻮن ﺳﺮّﻩ أي ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻀﻮرﻩ واﺳﺘﻤﺮار ﺣﻴﺎﺗﻪ وأﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﻤﻨﻈﻮرة ،وﺳﺮّ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺸﺨﺼﻲّ ﺑﻪ ،ﻓﻐﺪوﻧﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت: أ .ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻣﺘﺪاد ﺟﺴﺪﻩ اﻟﻤﻨﻈﻮر، واﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ وﻇﺎﺋﻔﻪ ،اﻟﻨﺒﻮﻳّﺔ،اﻟﻜﻬﻨﻮﺗﻴّﺔ واﻟﻤﻠﻮآﻴّﺔ.
13
بً .ﺑﺎﻷﺳﺮار ﻣﺎهﻴّﺔ اﻟﺴﺮّ :اﻟﺴﺮّ ﺣﺴﺐ اﻹﺻﻄﻼح اﻟﻜﻨﺴﻲ وﺗﻌﺮﻳﺐ آﻠﻤﺔ ) (Sacrementﺗﻌﻨﻲ ﺑﺤﺼﺮ اﻟﻤﻌﻨﻰ ،أﺣﺪ أﺳﺮار اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﺒﻌﺔ ،أيّ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺪّس ﻳﻨﺎل ﺑﻪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔً إﻟﻬﻴّﺔ ،ﺗﻤﻨﺢ اﻟﺨﻼص واﻟﺘﺒﺮﻳﺮ .وﺣﺪث ﻣﻮهﺒﺔ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻳﻮاﺻﻞ ﺣﻴﺎة وأﻋﻤﺎل اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﻟﺨﻼﺻﻴّﺔ ،وﺣﻀﻮرﻩ اﻟﻤﻨﻈﻮر ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻼﻣﺎت وﺣﺮآﺎت وﺻﻮر ورﻣﻮز ﺣﺴﻴّﺔ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ اﻵن. وآﻤﺎ أن اﻷﺳﺮار ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت واﻟﺤﺮآﺎت واﻟﻤﺎدّة، آﺬﻟﻚ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻹﻳﻤﺎن واﻟﻜﻠﻤﺔ »ﻣﻦ ﺁﻣﻦ واﻋﺘﻤﺪ ﻳَﺨﻠُﺺ«. اﻟﺰواج ﺳﺮّ ،ﻳﻌﻨﻲ أن اﷲ ﺣﺎﺿﺮ ﻓﻴﻪ وهﻮ ﻓﺮﻳﻖ ﺛﺎﻟﺚ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺮاﺣﻠﻪ ،ﻳﺸﺮّع ﻟﻪ وﻳﻠﺘﺰم ﻣﻊ اﻷزواج ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ وﻳﻤﻨﺢ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ ﻣﻦ ﻧِﻌَﻢ؛ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن: .١ﺳﺮّ اﺗّﺤﺎد اﷲ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ اﻹﻧﺴﺎن اﻹﻟﻪ اﻟﻤﺘﺠﺴﱢﺪ ،ﺳﺮّ اﺗّﺤﺎد اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .هﻮ دﺧﻮل ﻓﻲ ﺳﺮّ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻔﺼﺤﻲّ ،ﺳﺮّ ﻣﻮﺗﻪ وﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ،وﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ. .٢ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺮة آﻨﻴﺴﺔ ﺑﻴﺘﻴّﺔ وﻋﻼﻣﺔً ﻟﺤﻀﻮر ﻣﻠﻜﻮت اﷲ؛ وﻟﻌﻈﻤﺔ وأهﻤﻴّﺔ هﺬا اﻟﺴﺮّ رأى ﻓﻴﻪ ،اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻬﺪ ﺣﺐﱟ ﻣُﺜﻠﱠﺚ اﻷﺑﻌﺎد: ُ اﻟﺒُﻌﺪ اﻹﻟﻬﻲ :ﻳُﺪﺧِﻞ اﻷزواج ﻓﻲ ﺳﺮّ اﷲ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻬ ٍﺪ ﻣﻌﻪ ،ﻷنّ اﷲ هﻮ ﻳﻨﺒﻮع آﻞّ أﺑﻮّة وﺣﻴﺎة .ﻳﻌﺎهﺪ اﻷزواج ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ أﻣﺮ اﻟﻤﻬﻤّﺔ »اﻧﻤﻮا واآﺜﺮوا واﻣﻸوا اﻷرض ﺤﺐّ ،ﻣﻨﺢ اﻟﺤﻴﺎة واﺧﻀﻌﻮهﺎ« ،أيّ :اﻹآﺘﻤﺎل ﺑﺎﻹﺗّﺤﺎد واﻟ ُ
14
وﺗﻌﻬّﺪهﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ،اﻹﺷﺘﺮاك ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع اﻟﺨﻠﻖ وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﻧﺴﻨﺘﻪ .هﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ وﺗﺬآﻴﺮ ﺑﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﻋﻬﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻊ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. اﻟﺒُﻌﺪ اﻟﺰﻣﻨﻲ :ﻳﺪﺧﻞ اﻷزواج ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاﺑﻂواﻟﺘﻌﻬﱡﺪ واﻹﻧﺘﻤﺎء ﻣﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮاﺻُﻞ اﻷﺟﻴﺎل واﻟﺴُﻼﻻت واﻷﺳﻼف واﻟﺘﺮاﺛﺎت. ﺣﺐﱟ ﻣُﺒﺎﺷﺮ اﻟﺒُﻌﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ :إﻧّﻪ دﺧﻮل ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ُوﺷﺨﺼﻲّ ﻣﻊ ﺷﺮﻳﻚ اﻟﺤﻴﺎة ورﻓﻴﻖ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻳُﻌﺎهﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺤﺐّ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻤُﺸﺎرآﺔ واﻟﺤﻮار ،اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ،ﻋﻠﻰ واﻟ ُ وﺣﺪة اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺤﺎل ﻓﻲ آﻞّ ﺣﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺤﻘﻮل واﻟﻈﺮوف، ﻓﻲ اﻟﺮوﺣﻴّﺎت واﻟﺰﻣﻨﻴّﺎت. أﺟﻞ ،إنﱠ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺰواج اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ ،ﺻﺎرت ﻣﻊ اﻟﺴﻴﱢﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺳﺮا ﻣﻦ أﺳﺮار اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ :ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻀﻮرﻩ وﺑﺮآﺘﻪ وﻧﻌﻤﺘﻪ وإﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﺧﻼص وﺣﻴﺎة إﻟﻬﻴّﺔ وﻗﺪاﺳﺔ؛ ﻓﻲ ﻋﺮس ﻗﺎﻧﺎ ﺑﺎرك اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ وأدﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻔﺪاء. ﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ وﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔﺘّﺢ وﺟﻮاب ﺻﺎرت ﻣﺸﺮوع اﻟ ُ ﻋﻠﻰ دﻋﻮة اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻘﺪاﺳﺔ ،ﻓﻲ أﺑﻌﺎدهﺎ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ. هﻮ ﺗﺮﺟﻴﻊٌ وﺗﺄوﻳﻦ ﻟﻌﺮس اﷲ ﻣﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ. ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮدوس ﺑﻴﻦ ﺁدم وﺣﻮّاء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﺮارة واﻟﻌُﺮس. ﻟﺤﺪث اﻟﺘﺠﺴّﺪ وزواج اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﻷﺟﻠﻬﺎﺗﺮك اﺑﺎﻩ واﺗّﺤﺪ ﺑﻬﺎ وأﻋﻄﺎهﺎ ذاﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن وﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ.
15
اﻟﺰواج ﺳﺮّ ،أيّ: أ -ﻋﻼﻣﺔ ،ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻳُﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻋﺮس اﷲ ﻣﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،وﻳﻮﺣﱢﺪ آﺎﺋﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ واﺣﺪ .ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﺣﺐّ اﷲ ﻟﻠﻨّﺎس، واﻹﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻳُﻮﻟﻲ اﻟﺰوﺟَﻴﻦ أنّ ُﻳﺤِﺐﱠ أﺣﺪهﻤﺎ اﻵﺧﺮ ،آﻤﺎ أﺣﺐﱠ هﻮ آﻨﻴﺴﺘﻪ .وآﻤﺎ أنّ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻻ ﻳُﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﻼ ﻣﺠﺎل أﻳﻀًﺎ ﻹﻧﺤﻼﻟﻴّﺔ اﻟﺰواج ،ﻓﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺨﺒﺰ اﻟّﺬي ﻳﺘﺤﻮﱠل إﻟﻰ ﻗﺮﺑﺎن واﻟﺨﻤﺮ اﻟﻤُﺤﻮﱠل إﻟﻰ دمّ ،ﻓﻼ ﻳﻌﻮدان إﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻹﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﺮﻳّﺔ. ﻟﻘﺪ ﺗﺰوّج اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺴّﺪ ،ﺗﺒﻨّﻰ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﻌﻬّﺪهﺎ وﻋﺎهﺪهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼص واﻟﺸﺮاآﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻟﻜﻲ ﺤﺐّ اﻟﺰوﺟﻲ ،هﻮ ﻋﻼﻣﺔ هﺬا ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻬﺎ ﺷﺨﺼًﺎ واﺣﺪًا .واﻟ ُ ﺤﺐّ واﻟﻌﻬﺪ واﻷﻣﺎﻧﺔ وﺻﻮرة ﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﻮث ،هﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮٌ ﻋﻦ اﻟ ُ ﺤﺐّ اﻟﺸﺎهﺪ ﻟﻮﺣﺪة اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ. ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟ ُ ب -اﻟﺰواج ﺳﺮّ ﻷن ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻣﺸﺎرآﺔ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ .ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ واﷲ ﻳﻨﻔﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮوح .هﻮ ﻋﻄﻴّﺔ اﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ واﻟﺤﻴﺎة ،وﻋﻬﺪ ﻣﻊ اﷲ ﻣﺼﺪر آﻞّ أﺑﻮّة. ج -ﻣﺎ ﻳﻤﻴّﺰ اﻟﺰواج اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ اﻟﺴﺮّ ،هﻮ: ﺣﺐّ ﺤﺐّ ﺑﻘﻠﻮب اﻟﺒﺸﺮ ،وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺆﻧﺴﻦ اﻷزواج ُ إن اﷲ ﻳ ُﺣﺐّ اﷲ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﺎس ،وﻳﺘﺠﻠّﻰ وﻳُﻌﻠَﻦ. اﷲ ،ﻳﺪﺧﻞ ُ
16
ﺑﺎﻟﺰواج ،ﻳﺪﺧﻞ اﻷزواج ﻓﻲ ﺳﺮّ اﷲ وﻳُﺸﺎرآﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖﺑﺎﻟﺘﻜﻠﻴﻒ واﻟﺰﻣﺎﻟﺔ .هﻢ ﻣﻌﺎوﻧﻮ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﻤُﺨﻠﱢﺺ ﻓﻲ ﻋﻄﻴّﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺤﻴﺎة. ﺑﺎﻟﺰواج ﻳﺘﺠﻠّﻰ ﺣﻀﻮر اﷲ اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟّﺬي ﻳﻮاﺻﻞ ﻋﻬﺪاﻟﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة ﻣﻊ اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ. ﺑﺎﻟﺰواج ﻳﺸﻬﺪ اﻷزواج ﻷﺑﻮة اﷲ وأﻣﻮﻣﺘﻪ ﺑﺄﺑﻮّﺗﻬﻢ وأﻣﻮﻣﺘﻬﻢ،وﻳﺼﻴﺮان رﻣﺰًا ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻋﻬﺪ ُ ﺣﺒّﻪ اﻟﻤﺨﺘﻮم ﺑﺪﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ ،ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ أﻣﺎﻧﺘﻪ ﻟﻬﺎ واﺗّﺤﺎدﻩ ﺑﻬﺎ.
آﻠﻤﺔ "اﻟﻨﻌﻢ" وﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻬﺎ: اﻟﻜﺎهﻦ ووﺣﺪة واﻟﻌﻬﺪ اﻟﺘﺤﻮّل
ﺑﻜﻠﻤﺔ »اﻟﻨﻌﻢ« ﻳﺘﻢّ اﻟﺴﺮّ ،وﻳﺒﺎرآﻪ اﷲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺣﺐّ وﺗﻄﻠﱡﻊ وﻳﺘﺤﻮّل اﻟﻌﺮوﺳﺎن ﻓﻲ وﺣﺪة ﺣﻴﺎة و ُ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ وﻋﻤﻞ إﻟﻰ اﻻﺑﺪ .ﻳﺘﺠﺴﱠﺪ اﻟﻮﻋﺪ واﻟﺴﺮّ وﺗﺼﻴﺮ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺳﺮا وﺣﻴﺎةً وﻧﻌﻤﺔ .هﻲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ وﺳﺮّ اﻟﺒﺎﻃﻨﻲّ. ﺤﺐّ اﻟﺒﺸﺮيّ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ أنّ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺴﺮّ ﺗُﻜﻤﱢﻞ هﻜﺬا اﻟ ُ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ،وﺗُﺮﺳﱢﺦ وﺣﺪﺗﻬﻤﺎ ،وﺗﻘﺪّﺳﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ.
17
ﺗﺘﺠﺴّﺪ ﻧِﻌَﻢ ﺳﺮّ اﻟﺰواج ﻓﻲ: ﺤﺐﱢ واﻟﻄﻬﺎرة واﻟﺼﻔﺎء ،ﻓﻴﺼﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل اﻟﻤُﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟ ُ ﺣﺐّ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،وﺗﺘﺤﻮّل اﻷﺳﺮة إﻟﻰ آﻨﻴﺴﺔ ﺑﻴﺘﻴّﺔ ُ وإﻋﻼن ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣﻀﻮر اﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻣﺘﺪاد ﺣﻀﻮرﻩ اﻟّﺬي ﻳُﺤﻮﱢل اﻟﻜﻮن وآﻞّ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ أﻳﻘﻮﻧﺔ ﷲ ،وآﻤﺎ ﺣﻮﱠل اﻟﺴﻴﱢﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺎء ﺧﻤﺮًا ﻓﻲ ﻋﺮس ﻗﺎﻧﺎ ،ﻳُﺤﻮﱢل ُ ﺣﺐّ اﻷزواج إﻟﻰ ﺣﺐﱟ ﻧﺎﺿﺞ وﻧﺒﻴﻞ ،ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺴﻌﺎدة ﺿﻤﻦ ﻧﻔﺤﺔ ﻃﻴﱢﺒﺔ ،إﻟﻰ ُ ﺗﻘﻠّﺒﺎت اﻟﺰﻣﻦ واﻷزﻣﺎت. إﻧّﻬﺎ اﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ وﺧﻴﺮ اﻷزواج ،ﺧﻴﺮ اﻟﻄﻔﻞ ودﻳﻤﻮﻣﺔ اﻟﺴﺮّ واﻷﻣﺎﻧﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ،رأى ﺁﺑﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻠﺴﺎن ﻳﻮﺣﻨّﺎ اﻟﺬهﺒﻲّ اﻟﻔﻢّ، »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘّﺤﺪ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻻ ﻳﺒﺪوان ﺑﻌﺪ آﺸﻲءٍ أرﺿﻲّ ،ﺑﻞ هﻤﺎ ﺻﻮرة اﷲ ﻧﻔﺴﻪ« .أيّ ﻳﻌﻜﺴﺎن ﺤﺐّ ﺤﺐّ واﻟﺼﺒﺮ ،اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﺼﻔﺢ .إنّ ﻟﻠ ُ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﷲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟ ُ ﻣﻴﺰة ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﻮد اﻟﺤﺒﻴﺒﺎن آﺎﺋﻨﻴﻦ إﺛﻨﻴﻦ ،ﺑﻞ ﻳﺼﻴﺮان آﺎﺋﻨًﺎ واﺣﺪًا ...إﻧّﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﺘّﺤﺪَﻳﻦ ،ﺑﻞ هﻤﺎ واﺣﺪ ... ﺤﺐّ ﻳُﻐﻴﱢﺮ ﺟﻮهﺮ اﻷﺷﻴﺎء. اﻟ ُ وﺑﻔﻢّ ﺗﺮﺗﻠﻴﺎﻧﻮس» :إﻧّﻨﻲ ﻟﻌﺎﺟﺰ ﻋﻦ وﺻﻒ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ زواج ﺗﺒﻨﻴﻪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،وﺗُﺜﺒﱢﺘﻪ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ،وﺗﺨﺘﻤﻪ اﻟﺒﺮآﺔ، وﺗُﺒﺸﱢﺮ ﺑﻪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ،وﻳُﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻪ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي«.
18
ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻏـﺎﻳـﺎت اﻟﺰواج ﺗﺘﻤﺤﻮر ﻏﺎﻳﺎت اﻟﺰواج ورﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻵﺗﻲ :اﻟﻮﺣﺪة واﻷﻣﺎﻧﺔ، اﻟﺨُﺼﺐ وﻋﺪم اﻹﻧﺤﻼل وﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ :اﻟﻮﻻدة واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻋﺒﺮ: ﺤﺐّ اﻟﺒﺸﺮي اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،وﺗﻘﺪﻳﺴﻪ .١ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟ ُ ﺤﺐّ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ وﺗﻜﺮﻳﺴﻪ ﺑﺈرادة اﷲ وﻧﻌﻤﺘﻪ ،ﻓﺎﻟ ُ آﺎﺋﻨًﺎ واﺣﺪًا ،ﺑﺤﻀﻮر اﷲ وﺑﺮآﺘﻪ ورﺿﺎﻩ وﺷﻬﺎدة ﺣﻴّﺔ ﺤﺐّ اﻟﻤﺴﻴﺢ. ﻟ ُ .٢اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺸﺨﺼﺎﻧﻲ ،ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة. ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن آﺎﺋﻦ ﺛﻨﺎﺋﻲ ،ﻋﻼﺋﻘﻲ ﻃﺒﻌًﺎ.ﻣﺒﺮﻣﺞ رﺟﻼً وأﻧﺜﻰ ﻣﻌًﺎ؛ وهﻤﺎ آﻜﻞّ ﻧﺼﻔﻴﻦ ،ﻳﻜﻤّﻞ اﻟﻮاﺣﺪ اﻵﺧﺮ ،ﻓﻼ ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻮاﺣﺪ إﻻّ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻄﻲ ﺁﺧﺮ ،ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺂﺧﺮ ،ﻳﺸﺎرك ﺁﺧﺮ، ﻟﻜﻲ ﻳﺼﻴﺮ اﻵﺧﺮ وﻳﺘﺤﻮّل ﺑﻜﻠﻴﺘﻪ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ،ﻳﺼﻴﺮ ﻟﻪ اﻟﻘﻮت ﻳﻐﺬّﻳﻪ ،اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻌﻘﻠﻪ واﻟﻘﻠﺐ ﻟﻘﻠﺒﻪ ،ﻳﺘﻘﺒّﻞ اﻵﺧﺮ ﺑﻜﻠﻴّﺘﻪ ،ﺣﺘّﻰ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﻲء ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻨﻪ ،ﻳﺼﻴﺮ ﻧﺼﻒ آﻴﺎﻧﻪ ﻓﻲ آﻞ ﺣﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻴﺘﺮك أﺑﺎﻩ وأﻣّﻪ وﻳﻠﺰم ﺷﺮﻳﻜﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﻠﺔ.
19
.٣إﻧﺠﺎب اﻟﺒﻨﻴﻦ وﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ» ،اﻧﻤﻮا وأآﺜﺮوا« :هﻲ إرادة اﷲ ﺗﻠﺘﺤﻢ ﻣﻊ إرادة اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﺎة ،ﻟﻴﺘﻜﺎﺛﺮ اﻟﺠﻨﺲ وﻳﺴﺘﻤﺮّ ﻓﻌﻞ اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن. إن ﺗﻘﺒﱡﻞ اﻷوﻻد وﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ هﻤﺎ ﻣﻦ أهﺪاف اﻻﺳﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴّﺔ، ﻳﻨﻄﻠﻘﺎن ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﻤﺘﺒﺎدل اﻟﻤﻔﺘﻮح ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺠﺎب واﻟﺘﺠﺴّﺪ وﺧﻴﺮ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤُﺸﺘﺮك. ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻄﻔﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟ ُ ﺤﺐّ واﻟﺜﻤﺮ ،وإآﻠﻴﻞ ﺤﺐّ واﻻﺗّﺤﺎد ،زهﺮة اﻟ ُ اﻷزواج اﻟﻤﺘﺒﺎدل .هﻮ ﻋﻄﺎء اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮق ،دﻋﻮﺗﻪ أن ﻳﻜﻮن ﺷﺨﺼًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار اﻟﻤﻮهﺒﺔ اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ .وﻣﻦ ﺣﻘّﻪ اﻹﺣﺎﻃﺔ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ،وهﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻹآﺘﻤﺎل ،ﺣﺎﻟﺔ اﻹآﺘﺴﺎب واﻟﺼﻴﺮورة، ﻳﻨـﺰع إﻟﻰ اﻟﻨﻤﻮ واﻟﺒﻠﻮغ ،هﻮ رﺑﻴﻊ اﻟﺤﻴﺎة وإﺳﺘﺒﺎق اﻻﺗﻲ. ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺗﺒﻠﻎ ﺣﻴﺎة اﻷهﻞ واﻷﺳﺮة ﻣﻌﻨﺎهﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﺗﺘﺤﻘﻖ اﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ وﺗُﺜﻤﺮ. وﻻ ﻏﺮاﺑﺔ أن ﻳﺠﻌﻠﻪ اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻗﺒﻠﺔ اﻟﻤﻠﻜﻮت» .دﻋﻮا اﻻﻃﻔﺎل ﻳﺄﺗﻮن إﻟﻲّ« .وﻣﻦ هﻨﺎ واﺟﺐ اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻪ واﻹﺻﻐﺎء إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﺗﺮﺑﻴﺘﻪ وﺗﺜﻘﻴﻔﻪ ﻟﻴﻨﻤﻮ ﺑﺎﻟﻘﺎﻣﺔ واﻟﻨﻌﻤﺔ واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﷲ واﻟﻨﺎس .ﻓﺄﻣﻢ اﻷرض ﺗﻨﺠﺐ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻷرض ،واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺮﺑّﻲ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻷرض واﻟﻤﻠﻜﻮت ﻣﻌًﺎ. ﻳﺤﺘﺎج اﻟﻄﻔﻞ إﻟﻰ اﻟ ُ ﺤﺐّ واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻟﻴﺘﻜﻮّن وﻳﻮﻟﺪ ،وﻳﺒﻘﻰ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻟﻴﻨﻤﻮ وﻳﺘﺮﺑّﻰ وﻳﻨﻀﺞ. أﺣﺸﺎء اﻷمّ ﺗﺆﻣّﻦ ﻟﻠﺠﻨﻴﻦ اﻟﻤﺴﻜﻦ واﻟﻤﻠﺒﺲ واﻟﻐﺬاء ،وﻋﻠﻰ أﺣﺸﺎء اﻟﻌﻴﻠﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺸﺮوع اﻟﺤﻴﺎة ،ﻟﻴﺘﺪرج اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺑﻠﻮغ ﻧﻀﺠﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﻤﻠﻜﻮت :ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺤﻖ
20
واﻟﺤﻴﺎة ،ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻘﺪاﺳﺔ واﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻣﻠﻜﻮت اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺤﺒّﺔ، ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻼم واﻷﺧﻮة ،هﻮ ﺷﻮق اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺪاﺋﻢ وهﺪف اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ. ﻣﻬﻢّ أن ﻧﻨﺠﺐ اﻷوﻻد ﻟﻠﺤﻴﺎة ،واﻷهﻢّ أن ﻧﺆﻣّﻦ ﻟﻬﻢ ﺣﻘﻮق ﺤﺐّ واﻹﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻌﻴﻠﺔ اﻟﺤﻴﺎة :اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟ ُ واﻟﻮﻃﻦ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻧﺆﻣّﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ .ﻣﻦ واﺟﺐ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴّﺔ أوﻻدهﻢ وﻣﻔﺎهﻴﻤﻬﻢ وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ ﻟﻨﻀﻮﺟﻬﻢ وﺳﻌﺎدﺗﻬﻢ وﺧﻼﺻﻬﻢ.
.٤اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ» ،ﻻ ﻳﺤﺴﻦ أن ﻳﺒﻘﻰ اﻹﻧﺴﺎن وﺣﺪﻩ ،ﻗﺎل اﷲ ﺑﻞ اﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻋﻮﻧًﺎ وﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﻪ«؛ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ اﻟﻤﻌﻴﻦ :اﻟﺮﻓﻴﻘﺔ ،اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ واﻟﺰوﺟﺔ ،اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ واﻟﺸﺮﻳﻜﺔ ،هﻲ اﻟﻌﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺣﺸﺔ واﻟﻌﺰﻟﺔ وﺗﺤﻤّﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻬﻤﻮم واﻟﻤﻬﺎم واﺣﺘﻤﺎل ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺤﻴﺎة وﺿﻐﻮﻃﺎﺗﻬﺎ ،ﻗﺴﺎوة اﻟﻤﺮض وﻋﺠﺰ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ. إﻧﻬﺎ رﻓﻴﻘﺔ اﻟﺠﻬﺎد ،وأﺧﺖ اﻟﺴﻼح وﺷﺮﻳﻜﺔ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺤﻠﻴﻔﺔ. إﻧّﻬﺎ ﻧﺼﻒ آﻴﺎﻧﻪ ،ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﺨﺼًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻲ ﻟﻘﺎء اﻟﺠﺴﺪ ﺤﺐّ واﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﻈﻮظ ،ﻳﺆﻣﻦ واﻷﻓﻜﺎر واﻟﻘﻠﻮب .ﻓﻲ ﺷﺮاآﺔ اﻟ ُ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج وﻳﻠﺰﻣﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن ذاﺗﻬﺎ وﺗﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذاﺗﻬﺎ ﺣﺘّﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻣﻌًﺎ ﻳﺤﻘّﻘﺎن دﻋﻮة ﺻﻮرة اﷲ وأهﺪاف اﻟﺤﻴﺎة. ﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة ﺷﺮاآﺔ ،اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ ﺷﺮاآﺔ ﻣﻊ ﺁﺧﺮ ﻓﺎﻟ ُ واﻧﺘﻤﺎء وإﻧﺘﺴﺎب إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ،ﺣﻮار وﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﺁﺧﺮ .وﻟﻴﺲ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻷرض إﻟﻐﺎء ﻗﺮار اﷲ وﺗﺠﺎوز إرادﺗﻪ .ﺗﺘﺠﺴّﺪ هﺬﻩ
21
اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة واﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻓﻲ وﺣﺪة اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻤﺼﻴﺮ ،ﻓﻲ اﻟﺴﻌﺔ واﻟﻀﻴﻖ. ﻣﺎدّة ﺳﺮّ اﻟﺰواج :إنّ ﻣﺎدّة ﺳﺮّ اﻟﺰواج هﻲ اﻟﺰوﺟﺎن اﻟﺮاﺿﻴﺎن ﺑﺘﻮﻟﻴﺔ آﻞّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ. ﺻﻮرة ﺳﺮّ اﻟﺰواج :هﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟّﺘﻲ ﺗُﺤﻘﱢﻖ اﻟﺴﺮّ وﺗُﻜﺮﱢس ﺤﺐّ ،وﺗُﻌﺎﻧﻖ آﻠﻤﺔ اﷲ ،وآﻠﻤﺔ اﷲ ﻓﻌﻞٌ و ُﺗﻘَﺪﱢس وﺗُﺒﺎرك اﻟ ُ ﺤﺐﱢ اﻟﻤُﻌﻠَﻦ ﺧﺎﻟِﻖ .هﻲ ﻧﻌﻢ اﻟﺮﺿﻰ اﻟﺴﺮﻳّﺔ اﻟﻔﻌّﺎﻟﺔ ،آﻠﻤﺔ اﻟ ُ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ اﻟﺼﺮﻳﺢ أو اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﺗﺘﻀﻤﱠﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺳﺮّ ﻋﻬﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻊ ﺤﺐّ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﺑﻬﺎ ﻳﺘﺤﻮﱠل اﻟﺰوﺟﺎن إﻟﻰ ﻋﻼﻣﺔٍ ﻟﻠﻮﺣﺪة واﻟ ُ اﷲ واﻟﺠﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮيّ ،ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. ﺧﺎدم اﻟﺴﺮّ :ﺧﺎدم اﻟﺴﺮّ هﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣُﺒﺎﺷﺮة ﻋﻤﻞ اﻟﺴ ّﺮ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﺴﻴﺢ ،أيّ إﻧّﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻘﺎﻣﻪ؛ ﻓﺎﻟﺰواج هﻮ اﻟﺴﺮّ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟّﺬي ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻪ اﻟﻜﺎهﻦ ،ﺑﻞ اﻟﻌﺮوﺳﺎن اﻟﻮاﺣﺪ ﻟﻶﺧﺮ.
22
راﺑﻌًﺎ :ﻣﻘﻮّﻣﺎت ﺳﺮّ اﻟﺰواج اﻟﺠﻮهﺮﻳّﺔ ورآﺎﺋﺰﻩ .١اﻟﺤﺐّ :ﻗﺎل ﻣﺎر ﺗﻮﻣﺎ » :أن ُﺗﺤِﺐّ هﻮ أن ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻶﺧﺮ« واﻟﺨﻴﺮ آﺎﻟﺤﻴﺎة ،ﻳﺘﻀﻤّﻦ آﻞّ اﻟﺨﻴﺮات .هﺪﻓﻪ اﻵﺧﺮ .ﻗﺎل ﺁﺧﺮ» :أن ُﺗﺤِﺐّ هﻮ أن ﺗﺮﻳﺪ اﻵﺧﺮ ﺷﺨﺼًﺎ وﻣﻮﺿﻮﻋًﺎ« ﻻهﺘﻤﺎﻣﻚ وإﺻﻐﺎﺋﻚ ،ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻀﻤﺎن واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ؛ ﺤﺐّ ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل أآﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ اﻷﻗﻮال. وأن ﺗﺠﻌﻞ اﻟ ُ ﺤﺐّ ﺤﺐّ هﻮ ﺳﺮّ اﻟﻌﻄﺎء وهﺒﺔ اﻟﺬات ﻵﺧﺮ؛ وأﺟﻤﻞ اﻟ ُ اﻟ ُ إﻋﺠﺎب. ﺤﺐّ اﻟﺘﺰام ﺤﺐّ ووﺟﻮدﻩ اﻟﺠﻮاب .اﻟ ُ اﻹﻧﺴﺎن أﺻﻼً دﻋﻮة إﻟﻰ اﻟ ُ اﻟﻌﻬﺪ وﺗﻜﺮﻳﺲ اﻟﺬات ﻹرادة اﻵﺧﺮ وﻧﻤﻮّﻩ وﺗﻔﺘّﺤﻪ وﺳﻌﺎدﺗﻪ .هﻮ اﻧﻔﺘﺎح وﻣﻌﺮﻓﺔ ،ﺣﺮﻳّﺔ وﺧﺮوج ﻣﻦ »اﻷﻧﺎ« إﻟﻰ »اﻷﻧﺖ«، ﻳﻬﺪف إﻟﻰ اﻻﺗّﺤﺎد واﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﻣﻌًﺎ. ﺤﺐّ ﻣﻴﺮون اﻟﺤﻴﺎة وﻋﻄﺮهﺎ. اﻟ ُ ﻳﺨﺘﺒﺮ اﻹﻧﺴﺎن ذاﺗﻪ ﺻﺮﺧﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻧﺖ ،ﻟﻘﺎء ﺁﺧﺮ ،وأن أﻋﻴﺶ ﺤﺐّ ﻣﻌﻨﺎﻩ» :أن أﻗﻮل ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ ﻻ أﻗﺪر أن أآﻮن ﺳﻌﻴﺪًا اﻟ ُ إﻻّ إذا آﻨﺖ أﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪًا«. ﺤﺐّ هﻮ »اﻷﻧﺎ« ،وﺑﻨﻌﻢ ﺤﺐّ هﻮ ﻋﻄﺎء وﺗﻘﺒّﻞ .وﻧﻘﻴﺾ اﻟ ُ اﻟ ُ ﺤﺐّ ﻳﻘﻄﻊ ﺟﺴﺮ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻷﻧﺎ .وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺆﻧﺴﻦ وﻳُﻤﺴﺤﻦ اﻟ ُ ﺤﺐﱡ ﺤﺐّ ،أيّ ﻳُﻌﻘﻠﻦ وﻳُﺮوﺣﻦ ،ﻳﺆﻧﺴﻦ وﻳُﻤﺴﺤﻦ اﻟ ُ ن اﻟ ُ اﻹﻧﺴﺎ ُ اﻟﺤﻴﺎة. ﺤﺐّ اﻟﺒﺸﺮي ﺣﺐّ اﷲ زهّﺮ وأﺛﻤﺮ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ :أﻋﺠﻮﺑﺔ اﻟﺨﻠﻖ؛ اﻟ ُ ُ هﻮ أﻋﺠﻮﺑﺔ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻤﺮّ اﻟﺨﻠﻖ وﺗﺴﻌﺪ اﻟﺤﻴﺎة ،هﻮ ﺑﻨﺎء ﻳﻮﻣﻲ ﻣﻌﺮّض ﻟﻠﺴﻘﻮط. ﻳﺘﻔﺠّﺮ اﻟ ُ ﺤﺐّ ﺑﺎﻟﺨُﺼﺐ واﻟﺘﻄﻮّر واﻟﺘﺠﺪّد ،ﻳﺰرع وﺟﻮدﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺤﺐّ وﻳﺤﺘﺮم وﻳﻔﺘﺪى، ﺤﺐّ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ ﺷﺨﺼًﺎ ﻳ ُ اﷲ .اﻟ ُ
23
ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻐﺮﻳﺰة ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳُﻤﺘﻠﻚ وﻳُﺴﺘﻌﻤﻞ وﻳُﺴﺘﻬﻠﻚ. ﺤﺐّ اﻟﻤﺼﻠﻮب ﻷﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﺗﺘﺄﻧﺴﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺧﺎت اﻟ ُ وﻳﺘﻜﺎﺛﻒ إﺣﺘﺮام وآﺮاﻣﺔ اﻟﺸﺨﺺ وﻓﺮادﺗﻪ ،وأﺧﻼﻗﻴّﺔ وﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ. ﺤﺐّ: ﻳﺘﻌﺎﻇﻢ إﺣﺘﺮام اﻹرادة اﻟﺬاﺗﻴّﺔ وﺷﺨﺼﻴّﺔ اﻵﺧﺮ ،ﻟﻴﺼﻴﺮ اﻟ ُ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﻴﺎﻧﻴّﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺴّﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك واﻟﻌﻼﻗﺎت، وﻓﻲ ﻟﻘﺎء وﺗﻨﺎﻏﻢ ﺣﻤﻴﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻘﻠﺐ واﻟﺠﺴﺪ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ آﻠﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن وأﺑﻌﺎدﻩ. ﺤﺐّ اﺟﺘﻴﺎح ﺳﻠﻤﻲ ﻟﺬات اﻵﺧﺮ ﻳﺮﺣﻞ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻳﺒﺤﺚ اﻟ ُ ﻋﻦ ﺳﺮّﻩ ،ﻳﻐﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﻳﺎﻩ ،ﻓﻴﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ واﻻﻧﺠﺬاب. وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻤﻠّﻜﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻳﺘﻮﻏّﻞ ﻓﻲ ذاﺗﻪ ،ﻳﺼﻴﺮ ﻣﺴﺆوﻻً ﻋﻨﻪ ،ﻓﻲ ﻋﻬﺪﺗﻪ وﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼل ،هﻮ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة. ﻣﻮآﻮلٌ وﻣﺆﺗﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ .هﻮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ وﺣﺼﻨﻪ ﻣﻦ ﺤﺐّ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﻌﺪدﻳّﺔ ﻟﻴﺒﻘﻰ اﻵﺧﺮ ﺷﺨﺼًﺎ ،ﻟﻜﻨّﻪ اﻷذى .اﻟ ُ ﻳﺮﻓﺾ اﻹﻣﺘﻴﺎزات ،ﻓﻜﻞّ ﺷﻲء ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. اﻹﻧﺴﺎن ﻳُﺮاهﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﺴﻌﺎدة ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻬﻮى اﻟﻔﺸﻞ وﻳﺮﺿﺎﻩ؛ وﻟﻜﻲ ﻳﺮﺿﻰ اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺴﺘﻘﺮّ وﻳﺴﻌﺪ ،ﻓﻲ ﺤﺒّﻬﺎ :أﻣﻴﻨﺔً ،ودﻳﻌﺔً ،ﻃﺮوﺑﺔً وداﺋﻤًﺎ ﻃﺒﻌﻪ وﻣُﺒﺘﻐﺎﻩ ،ﻳُﺮﻳﺪ زوﺟﺘﻪ و ُﻳ ُ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺪاﻋﺐ اﻟﻌﺬوﺑﺔ ،ﻓﺘﺼﻴﺮ أﻣﻴﺮة ﻗﻠﺒﻪ واﻟﺤﻀﻮر اﻟﻤُﺘﺄﻟّﻖ، ﻏﻨﺠﻪ واﻟﺪﻻل. وأﺟﻤﻞ ﺻﻮر اﻟﻤﺮأة اﻟﺮاﺋﺪة وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ: ﺤﺐّ واﻷﻣﻮﻣﺔ ،اﻷﻧﺎﻗﺔ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ،اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ اﻟﺮﻗّﺔ واﻟﺤﻨﺎن ،اﻟ ُ واﻹﺳﺘﻘﺒﺎل ورهﺎﻓﺔ اﻟﺬوق واﻟﺤﺪس .هﻲ ﺳﺮّ ﻗﻮّﺗﻬﺎ وهﺎﻟﺘﻬﺎ.
24
ﺑﻬﺎ ﺗﻔﺮض ذاﺗﻬﺎ واﺣﺘﺮاﻣﻬﺎ وﺣﻀﻮرهﺎ .ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻌﻠﱢﻤﺔ واﻟﻤﺮﺑﻴّﺔ، اﻟﺸﺎﻋﺮة واﻟﻌﺎﻟﻤﺔ ،اﻟﻨﺒﻴّﺔ واﻟﺸﺎهﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. وآﻞّ اﻟﺘﺠﺎء إﻟﻰ اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺸﺮاﺳﺔ واﻟﺸﻐﺐ ،ﻓﻲ ﺳﻠﻮآﻴّﺔ اﻟﻤﺮأة ،هﻮ ﻧﺤﺮٌ وﺗﺸﻮﻳﻪ وﺗﺰوﻳﺮ ﻟﺼﻮرﺗﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ،وﺗﻨﻜﱡﺮ وﺗﺪﻣﻴﺮ ﻟﻤﻜﺎﻣﻦ اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﻨﺠﻮﻣﻴّﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ. ﺤﺒّﻪ وﺗﺮﺿﺎﻩ :رﺟﻮﻟﺔ وﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ ،أﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻌﻬﻮد أﻣّﺎ اﻟﻤﺮأة ﻓﺘ ُ واﻟﺤﺼﻦ وﺑﻄﻮﻟﺔ ﻣﻮاﻗﻒ .ﺗﺮﺗﺎح إﻟﻴﻪ :أﻟﺤﺐ اﻟﻤﻀﺤّﻲ. اﻟﻤﺤﺘﻀﻦ واﻷﺑﻮّة اﻟﺤﺎﺿﺮة .ﺗﺮﻓﻀﻪ ﺻﻴّﺎدًا ﻣﻔﺘﺮﺳًﺎ ﻳﺘﻤﻠّﻖ وﻳُﺮاوغ .واﻟﻤﻬﻢّ أن ﻳﻌﻲ آﻞّ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻹﺛﻨﻴﻦ ﺣﻖّ اﻵﺧﺮ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ذاﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ وﻣﻬﺎﻣﻪ وﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺮﺿﺎﻩ اﻵﺧﺮ وﻳُﺮﻳﺪﻩ ﻓﻘﻂ. ﺤﺐّ ،ﺗﻄﻠّﺐ اﻟﺨﻠﻮد .وﺣﺪهﺎ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﻣﻦ ﻣﻤﻴّﺰات اﻟ ُ ﺤﺐّ واﻟﺤﻴﺎة .ﻳﻜﻮن ﺤﺐّ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت وﺗﻌﻄﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻠ ُ اﻧﺘﺼﺎر اﻟ ُ ﺤﺐّ أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة .وﺣﺪﻩ اﻟ ُ ﺣﺐّ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺒﻨﻲ أﺑﺪﻳﺘﻨﺎ ﻷﻧّﻪ أَﺣَﺐﱠ اﻵب واﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﺘّﻰ ُ ﺣﺐّ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ هﺬا وهﻮ أن ﻳﺒﺬل اﻟﻤﻮت» .ﻣﺎ ﻣﻦ ُ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ أﺣِﺒّﺎﺋﻪ« )ﻳﻮ .(١٣-١٢/١٥ ﺣﺐّ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺄﻗﻮاﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ،ﺑﺨﺪﻣﺘﻪ وﻏﻔﺮاﻧﻪ، ﺗﺠﺴّﺪ ُ وﻋﻄﺎء ذاﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺑﺎن وﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ. ﻟﻘﺪ ﺑﺮﻣﺠﻨﺎ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .وﺻﺎر ﻗﻮﻟﻨﺎ ﻟﺸﺨﺺُ » :أﺣِﺒﱡﻚَ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﺎ ﻟﻚ ،أﻧﺖ ﻟﻦ ﺗﻤﻮت ،أراهﻦ ﺤﺐّ ﻓﻲ ﻧﺸﻴﺪ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺤﻴﺎﺗﻲ « .ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻔﺎت هﺬا اﻟ ُ ﺑﻮﻟﺲ» :اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺗﺘﺄﻧﻰ وﺗﺮﻓﻖ ،ﺗﺘﺤﻤّﻞ آﻞ ﺷﻲء، ﺗﺼﺪق آﻞ ﺷﻲء وﺗﺮﺟﻮ آﻞ ﺷﻲء ،وﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء« ) ١آﻮرﻧﺘﺲ .(١٣-٧:٤
25
أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻨﺴﺎء إﺧﻀﻌﻦ ﻷزواﺟﻜﻦ آﻤﺎ ﻟﺮﺑﻨﺎ .أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺟﺎل أﺣِﺒﱡﻮا ﻧﺴﺎءآﻢ آﻤﺎ أﺣَﺐّ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،وﺿﺤﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ .هﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ،وﻻ اﻧﺤﻴﺎز. هﻲ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺗﺤﻴﻂ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﺎﻷﻧﺘﺒﺎﻩ وﺗﺸﻌﺮ ﺑﺤﺎﻟﺘﻪ وﻣﺸﺎﻋﺮﻩ، وﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ إﺳﻌﺎدﻩ ،وهﻜﺬا »ﺗﻌﺒﺮ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ ﺣﻮّاء إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ ،وﻳﻌﺒﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺁدم إﻟﻰ اﻟﻤﺴﻴﺢ«. .٢اﻟﺮﺿﻰ :آﻠﻤﺎت اﻟﺮﺿﻰ اﻟﺰواﺟﻲ ،ﺗﺤﺪّد اﻟﺨﻴﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺰوﺟﻴﻦ وﻟﻸﺳﺮة ،وهﻲ ﻣﻦ أرآﺎن اﻟﺰواج .اﻟﺮﺿﻰ هﻲ آﻠﻤﺔ آﺜﻴﻔﺔ ﻏﻨﻴّﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﻓﻌﻞ إرادة ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﻳﻤﻨﺢ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ وﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﺣﻘًﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ. هﻲ ﻓﻌﻞ إرادة اﺗّﺤﺎد ﺑﻴﻦ ﺣﺮﻳّﺘﻴﻦ ،ﺗﻔﺘﺮض اﺣﺘﺮام اﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎت واﻟﺘﻤﺎﻳﺰات ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻏﻢ واﻧﺴﺠﺎم .إﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻴﻊ ﻟﻨﻌﻢ ﻳﺴﻮع ﻟﻶب ،ﻟﻠﻔﺪاء واﻟﺨﻼص ،ﻧﻌﻢ اﻟﺤﺐّ اﻟﻤﺼﻠﻮب واﻟﻐﻔﺮان؛ ﺗﺮﺟﻴﻊ ﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ واﻟﺘﺰام دﻋﻮة اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ وﺧﺪﻣﺔ اﻟﺨﻠﻖ .هﻲ ﺗﺮﺟﻴﻊ ﻟﻨﻌﻢ اﻟﻌﺬراء واﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﻣﺸﺮوع اﻟﺨﻼص .ﻧﻌﻢ اﻟﻤُﺸﺎرآﺔ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻗﺒﻮل اﻟﻨِﻌَﻢ واﻟﻤﺠﺪ واﻵﻻم واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت واﻟﻤﻮت ﻣﻌﻪ. ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﺷﺘﻘﺎق اﻟﺤﺮوف: ﻢ وﻧﻌﻴﻢ. ن :ﻧﺼﺮ ،ﻧﺪاء ،ﻧِﻌَ ْ ع :ﻋﻄﺎء ،ﻋﻬﺪ ،ﻋﺒﻮر. م :ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ ،ﻣﺤﺒّﺔ ،ﻣﺠﺎﻧﻴّﺔ .ﻣﻴﻼد. هﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺤﺒﻴﺐ ورﻓﻊ اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ اﻷهﻠﻴّﺔ .هﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﺗﻌﻬّﺪ اﻵﺧﺮ. ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻢ:
26
اﻟﺘﺰام دﻋﻮة اﻟﺰواج. إرادة إﺳﻌﺎد اﻵﺧﺮ واﻻﺗﻜﺎل ﻋﻠﻴﻪ.ﺣﺐّ وﺳﻌﺎدة رﻏﻢ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ هﻲ ﻗﺮار ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ُواﻟﻄﻮارىء. اﻟﻨﻌﻢ هﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺠﻮهﺮﻳّﺔ اﻟّﺘﻲ ﺗﺤﻮّل اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻧﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺤﻦ .ﻣﻦ اﻟﻌﺰوﺑﻴّﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﻮﻣﺔ واﻷﺑﻮّة ،ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻧﺘﻈﺎر إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻧﺘﺼﺎر واﻻﺳﺘﻘﺮار .ﻣﻦ اﻻﻓﺮادﻳّﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴّﺔ واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻌًﺎ .ﻣﻦ اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﻴﺮﻳﺔ. إﻧﻬﺎ اﻟﺘﺤﺪّي ﻓﻲ اﻋﺘﻨﺎق ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة وﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ﻣﻊ اﻟﻌﺰوﺑﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻌﺮوﺳﺎن ﻳﺪﺧﻼن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ إﺛﻨﻴﻦ وﻳﺨﺮﺟﺎن ﻣﻨﻬﺎ واﺣﺪًا. آﻠﻤﺔ »اﻟﻨﻌﻢ« ﺗﺤﻮّل اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ إﻟﻰ ﺳﺮّ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺤﻮّل اﻟﻤﺎء ﺧﻤﺮًا ﻓﻲ ﻋﺮس ﻗﺎﻧﺎ ،ﻳﺘﺤﻮّل اﻟﻌﺮوﺳﺎن إﻟﻰ ﻗﺮاﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺬاﺑﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،إﻟﻰ ﺧﺒﺰ إﻓﺨﺎرﺳﺘﻲ وﻳﺒﺪأ ﺳﻔﺮ ﺧﻠﻖ ﺟﺪﻳﺪ. ﻣﻦ هﻨﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤُﺒﻄﻠﺔ :ﻣﻮاﻧﻊ اﻟﻌﻤﺮ ،اﻹآﺮاﻩ ،اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺠﻨﺴﻲ ،اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻨﻔﺴﻲ ،اﻟﺨﺪاع ،اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴّﺔ ،اﻟﻐﻠﻂ ﻓﻲ اﻟﺸﺨﺺ. وﻻ ﻧﻨﺴﻰ أن اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ وﻟﻴﻤﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺘﺤﺪث اﻻﻋﺠﻮﺑﺔ وﺗﻤﺘﻠﻰء أﺟﺎﺟﻴﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺧﻤﺮة ﺤﺐّ واﻟﻔﺮح واﻟﺴﻼم واﻟﻨﻌﻤﺔ واﻟﺤﻴﺎة. اﻟ ُ ﺣﺐّ اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ وﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ .إﻧّﻬﺎ ﺗﻌﻬّﺪ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺮﺿﻰ ﻳﺘﻜﺮّس ُ ﻟﺸﺨﺺ ﻓﺮد ﺻﺎر ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ ﻳﺨﺘﺼﺮ آﻞ اﻻﺷﺨﺎص ﻓﻴﺴﻠﻤﻪ ذاﺗﻪ .هﻮ ﻓﻌﻞ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺤﺪود ﻓﻲ ﺑﻌﺪﻩ اﻟﺰﻣﻨﻲ ،ﻓﻲ ﻓﺮوﻗﺎﺗﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴّﺔ واﻟﺨﻠﻘﻴّﺔ واﻟﻮﻇﺎﺋﻔﻴّﺔ ،اﻟﺬهﻨﻴّﺔ
27
واﻟﺸﻌﻮرﻳّﺔ ﻓﻴﺮﺑﻂ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺑﻤﺼﻴﺮﻩ ،ﻳﺪوزن ذاﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺮآﺔ اﻟﺘﻨﻔﺲ واﻟﻨﺒﺾ ،ﻓﻼ إزدواﺟﻴّﺔ ﺑﻌﺪ ،ﺑﻞ ﺗﺰول ﺧﺎﺻﺘﻲ وﺧﺎﺻﺘﻚ ﻟﺘﺤﻞّ ﻣﺤﻠﻬﺎ» :آﻞ ﻣﺎ هﻮ ﻟﻲ ﻓﻬﻮ ﻟﻚ«. ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ،ﻋﺎش اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺴﺠﺎم واﻟﻮﻓﺎق، ﺤﺐﱢ واﻟﺨﻠﻖ ،ﻓﻜﺎن اﻟﻔﺮدوس وﻣَﻠَﻚَ اﻟﺨﻴ ُﺮ ﻓﻲ اﻷرض. ﺣﺎﻟﺔ اﻟ ُ أﺧﻄﺄ ﺁدم وﺣﻮّاء ،ﻓﺎﻧﻜﺴﺮ اﻟ ُ ﺤﺐﱡ وﺧَﺮِﺑَﺖ اﻷرض ،وﺗﺒﻠﺒﻠﺖ اﻟﺤﻴﺎة .اﻧﻔﺼﻠﺖ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ وآﺎﻧﺖ اﻟﻐُﺮﺑﺔ واﻟﻌﺪاوة واﻟﻤﻮت. ﺤﺐّ واﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﺑﻨِﻌﻤَﺔ اﻟﺴِﺮﱢ واﻟﻔﺪاء ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﺮدوس ﺑﻨَﻌَﻢ اﻟ ُ اﻟﻀﺎﺋﻊ؛ ﺗﺘﻌﺎﻧﻖ إرادة اﻟﺨﺎﻟﻖ ودﻋﻮة اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،وﻳﺒﺪأ اﻟﻌﺮس ﺤﺐﱢ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺪهﺸﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺸﻐﻒ .ﻓﻤﺒﺮوكٌ واﻟﻘﺪّاس؛ ﺑﺎﻟ ُ ﺤﺐﱢ واﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺤﻴﺎة ﻟﻜﻞّ زوﺟﻴﻦ .ﻣﺒﺮوكٌ ﻋﻴﺪ اﻟﻮﺻﺎل اﻟ ُ واﻟﻠﻘﺎء ،واﻟﺮهﺎن ﻣﻔﺘﻮح. ﺑﺎﻟﺮﺿﻰ ﻳﺘﻜﺮس اﻟﺮﺟﻞ رأس اﻟﻤﺮأة واﻟﻤﺮأة ﺗﺎﺟﻪ واﻟﻘﻠﺐ. اﻟﺮﺟﻞ رﺑّﺎن اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺒﻴﺘﻴّﺔ واﻟﻤﺮأة اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ واﻟﺴﻬﺮ ،اﻟﺮاﻋﻴﺔ واﻟﻨﺎﻃﻮر واﻟﻤﺴﺆول ،اﻟﻘﺮﻗﺔ وﻣﻠﻜﺔ اﻟﻘﻔﻴﺮ. وﺗﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﻤﻮاهﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻮّع ،اﻟﻤﺮأة رﺑّﺔ اﻟﺒﻴﺖ واﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴّﺪﻩ ،هﻮ ﺟﺴﺮ اﻟﺒﻴﺖ وهﻲ اﻟﻌﺘﺒﺔ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺮﻣﺰ. .٣اﻷﻣﺎﻧﺔ :هﻲ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﻌﻤﻠﻲ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻹﻟﺰاﻣﺎت اﻟﻌﻬﻮد ﺤﺐّ اﻟﺰوﺟﻴّﺔ .هﻲ اﻹرادة اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﺈﻟﺘﺰام اﻟﺤﺒﻴﺐ ،واﻟﺜﺒﺎت ﺑﺎﻟ ُ واﻟﺘﻤﺴّﻚ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ .ﻗﻴﻞَ أﻧّﻬﺎ اﻟﺘﺤﺪّي واﻷﻋﺠﻮﺑﺔ. ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻔﺪاء ،ﻷﻧّﻬﺎ اﻟﺘﻜﺮﻳﺲ اﻟﺪاﺋﻢ اﻟّﺬي ﻳﺤﻮّل ﺣﺐّ وﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ وﺟﻮدًا ﻣﺴﺘﻘﻼً وﻓﺮﻳﺪًا ﻣﺪى اﻟﻬﻮى إﻟﻰ ُ اﻟﺤﻴﺎة .و»هﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺻﺎدق ﻋﻦ ﺻﺤّﺔ اﻟﻌﻮاﻃﻒ«.
28
ﺤﺐّ وأﻋﻄﺮ اﻟﺰهﻮر. إﻧّﻬﺎ وﺻﻴّﺔ اﻟﻤﻌﻠّﻢ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻗﻮى ﻋﻦ اﻟ ُ هﻲ اﻟﻐﺬاء ﻓﻲ اﻟﻤﻼﻃﻔﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ واﻟﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻨﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴّﺔ اﻟﺨﺎﺻّﺔ وﻗﺒﻮل اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ دون ﺑﻄﻮﻻت وإدﻋﺎء ﺧﺪّاع. ﺗﺒﻘﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ وﺳﻂ اﻟﺰواﺑﻊ واﻻﻋﺎﺻﻴﺮ ،إذا ﻋﻤﻞ اﻷزواج ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺑﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻻﺳﺮار وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻌﻬﻮد ،وإذا ﺟﻨّﺒﻨﺎهﺎ وﺣﺼﻨّﺎهﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻰ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺨﻔّﺔ واﻟﻄﻴﺶ واﻻﺳﺘﻬﺘﺎر. .٤اﻟﺪﻳﻤﻮﻣﺔ :دﻳﻤﻮﻣﺔ اﻟﺰواج ﺗﺴﺘﻠﺰﻣﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻷﺳﺮة وﺧﻴﺮهﺎ اﻟﻌﺎم وﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻮﻟﺪ .هﻲ اﻷﺳﺎس اﻟّﺬي ﻳُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ» :ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ اﷲ ﻻ ﻳﻔﺮّﻗﻪ إﻧﺴﺎن«. ﻓﺸﺮﻳﻚ اﻟﺤﻴﺎة هﻮ ﻧﺼﻒ آﻴﺎن ﺷﺮﻳﻜﻪ ،واﻟﺴﺆال اﻟﺨﻄﻴﺮ :ﺑﺄي ﺣﺎل ﻳﺘﻨﻜّﺮ اﻹﻧﺴﺎن وﻳﺘﺨﻠّﻰ وﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﻧﺼﻔﻪ؟ اﻻﺳﺘﻬﺠﺎن واﻟﻐﺮاﺑﺔ هﻮ رﺧﺺ وﺳﻬﻮﻟﺔ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء واﻟﺘﻨﺼّﻞ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ وآﺄﻧّﻪ ﺷﻲء ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻨﻪ أو ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ؛ ﻣﻊ أنّ اﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ ﻣﻤﻴﺘﺔ واﻟﺸﻠﻞ ﺷﺎﻣﻞ .واﻟﻜﻞ ﺿﺤﺎﻳﺎ .إنّ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻨﺎس واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗُﺒﺮهِﻦ أنّ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺪر أن ﻳﻠﺘﺰم وﻳﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﻴﺮ ﻟﻴﺲ إﻧﺴﺎﻧًﺎ. .٥وﺣﺪة اﻟﺰواج :ﻻ ﺣﻴﺎة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ وﺣﻀﺎرﻳّﺔ ﻣﻦ دون ﻗﻴﻢ أدﺑﻴّﺔ :آﺎﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ واﻣﺘﻼك اﻟﺬات واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وروح اﻟﺘﺠﺮّد واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ وﻣﻦ أﺻﺪق اﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻘﻴﻢ :دﻳﻤﻮﻣﺔ اﻟﺰواج. ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎء ﻗﺮار اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻦ وﺣﺪة اﻟﺰواج ﻗﺎﻃﻌًﺎ، وﺣﺎﺳﻤًﺎ) .ﻣﺘﻰ .(٦-٤/١٩ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻟﻬﺬا ﻳﺘﺮك اﻹﻧﺴﺎن أﺑﺎﻩ وأﻣﻪ وﻳﻠﺰم اﻣﺮأﺗﻪ ﻓﻴﺼﻴﺮان ﺟﺴﺪًا واﺣﺪًا وﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ اﷲ ﻻ ﻳﻔﺮّﻗﻪ إﻧﺴﺎن.
29
إﻧّﻪ ﻗﺮار إﺻﻼﺣﻲ ﺣﻀﺎري ،أﻋﺎد إﻟﻰ اﻟﻤﺮأة آﺮاﻣﺘﻬﺎ وﻣﺴﺎواﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ وﺻﻮّب اﻟﺰواج ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﺪﻳﻤﻮﻣﺔ ،وﻻ ﺟﺪال .إﻧّﻬﺎ ﻣﻮﻗﻒ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﺗﺮك اﻟﺘﺒﻌﻴّﺔ واﻟﻮﺻﺎﻳﺔ اﻻهﻠﻴّﺔ ﻟﻴﺘﺤﻤّﻞ اﻟﺰوﺟﺎن ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﻗﺮارهﺎ اﻟﺤﺮّ؛ إﻧّﻬﺎ دﻋﻮة إﻟﻰ أن ﺣﺒّﻬﻢ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ. ﺣﺐّ اﻷزواج ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ُ ﻳﺘﺨﻄّﻰ ُ .٦اﻟﻌﻔّﺔ ﻓﻲ اﻟﺰواج» :إنّ اﻟﻌﻔّﺔ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻻ ﺗﻌﻨﻲ اﻻﻧﻘﻄﺎع ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺰوﺟﻴّﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ ،ﺑﻞ أﻧﺴﻨﺔ وﺻﻔﺎء ﺗﻠﻚ ﺤﺐّ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟّﺬي اﻟﻌﻼﻗﺎت .ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻤﺘﺠﺪّد ﻋﻦ اﻟ ُ ﻳﺤﻤﻠﻪ آﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻟﻶﺧﺮ واﻟّﺬي ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺮى ﻓﻲ اﻵﺧﺮ آﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻣﻦ اآﺘﻤﺎل ﻋﺎﻃﻔﻲ وإﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﻮد ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اآﺘﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺨﺺٍ ﺁﺧﺮ«. ﺤﺐّ اﻟﻨﺒﻴﻞ ،اﻟﻤﺴﺆول وﺿﻤﺎﻧﺔ آﺮاﻣﺔ اﻟﺸﺨﺺ »هﻲ ﺣﻀﺎرة اﻟ ُ اﻟﺒﺸﺮي«. اﻟﻌﻔّﺔ هﻲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻹرادة وﺻﻘﻞ اﻟﺬات واﻟﺘﻨﺒّﻪ إﻟﻰ ﺣﻀﻮر اﻵﺧﺮ ،وﺿﺒﻂ اﻟﻐﺮﻳﺰة واﻟﺸﻬﻮة .ﻓﺎﻟﻐﺮﻳﺰة واﻟﺸﻬﻮة أﺷﺒﻪ »ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺶ« اﻟّﺬي ﻳﺘﺴﻠّﻖ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ أﻣﺎﻣﻪ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ. اﻟﻌﻔّﺔ هﻲ اﻧﺘﺼﺎر اﻟ ُ ﺤﺐّ وﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ أﺧﻄﺎر اﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ واﻟﻌﺪواﻧﻴّﺔ واﻟﻌﻨﻒ اﻟﺠﻨﺴﻲ واﻻﻏﺘﺼﺎب واﻻآﺮاﻩ .هﻲ اآﺘﺸﺎف ﺳﺮّ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﻓﺮادﺗﻪ واﻧﺘﻈﺎرﻩ وﻟﻬﻔﺔ اﻟﻠﻘﺎء واﻻﺗّﺤﺎد ﺑﻪ. ﺗﻄﺒﻊ ﺣﻴﺎة اﻷزواج ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ واﻟﺴﻼم ،وﺗﻐﺬّي اﻟﻐﻴﺮﻳّﺔ واﺣﺘﺮام اﻵﺧﺮ ،ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ واﻻﻧﻐﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﺬات» .ﺑﺎﻟﻌﻔّﺔ ﺣﺒّﻬﻤﺎ ،وﻟﻬﺬا ﺣﺐّ اﷲ ﺣﺎﺿﺮ ﻓﻲ ُ ﻳُﺪرك اﻟﺰوﺟﺎن أنّ ُ ﺣﺒّﻪ ﺣﺒّﻬﻤﺎ اﻟﺠﻨﺴﻲ ﻓﻲ اﺣﺘﺮام اﷲ وﻗﺼﺪ ُ ﻳﻌﻴﺸﺎن ُ واﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ وﺻﺎﻳﺎﻩ«.
30
ﺧﺎﻣﺴًﺎ :أزﻣﺎت وﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺗﺘﻌﺮّض اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻓﺎت واﻟﺘﺤﺪّﻳﺎت واﻟﻤﺤﻦ وأهﻤّﻬﺎ: .١اﻟﻄﻼق :وهﻮ ﺟﺤﻮد وآﻔﺮ ﺑﺮﻓﻴﻖ اﻟﻌﻤﺮ وﺷﺮﻳﻚ اﻟﺤﻴﺎة واﻋﻼن إﻓﻼس اﻟﻌﻬﻮد واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺨﻠّﻒ ﻣﻦ اﻟﻮﻳﻼت واﻟﺘﺒﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺰوﺟﻴﻦ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻷوﻻد. اﻟﻄﻼق ﻳﺠﻌﻞ اﻷوﻻد ﻳﺘﺎﻣﻰ واﻻهﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ،إﻧﻪ ﺤﺐّ هﻮ اﻟﺪواء ﻣﻊ اﻟﺼﻼة واﻟﻨﻌﻤﺔ واﺳﺘﺌﺼﺎل ﺟﺮح اﻟﻌﻴﺎل ،واﻟ ُ اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﺒﺨﻞ .واﻟﻌﺎر أن ﻻ ﻳﻌﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﻗﻴﻤﺔ اﻵﺧﺮ اﻻ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪﻩ. وﻣﻦ هﻨﺎ ﺗﻌﻤّﺪت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﻋﺪم ذآﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻄﻼق ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ. .٢اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ :هﻲ ﺗﺸﻴﺊ اﻵﺧﺮ واﻻﻧﻔﺼﺎل واﻟﻐﺮﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺬات واﻵﺧﺮ .هﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻐﻴﻴﺐ وﺗﻬﻤﻴﺶ ﻟﻶﺧﺮ ،وﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﻟﻠﺬات ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ،ﻧﺘﺎﺟﻬﺎ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ واﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء. هﻲ ﻃﻌﻦ ﺑﻘﺪس أﻗﺪاس اﻟﺸﺨﺺ اﻟّﺬي ﻧﺴﺘﺒﺪﻟﻪ وآﺄﻧﻪ اﻧﺘﻬﻰ .هﻲ ﺳﺤﻖ اﻷﻧﺖ وﺗﺪﻣﻴﺮﻩ وﺗﻬﺸﻴﻤﻪ ،وﺗﺤﺴﻴﺴﻪ اﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻧﻜﻮن ﻟﻪ ،ﻓﻨﻘﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ واﻻرﺗﺒﺎط. وإذا آﺎﻧﺖ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺠﻢ واﻟﻔﻌﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ،ﻓﻤﺎ هﻲ اﻟﻔﻮاﺋﺪ واﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ؟
31
.٣ﺗﻌﺪّد اﻟﺰوﺟﺎت :هﻮ ﻧﺤﺮ ﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻗﻴﻤﺘﻪ وﻗﺪاﺳﺘﻪ وإﻏﺘﺼﺎب ﺣﻘﻮﻗﻪ. ﺤﺐّ اﻟﻤﺪﻋﻮ ﺣﺮًا :هﻮ ﻣﺸﺎﻋﻴّﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻓﻮﺿﻰ .٤اﻟ ُ اﻟﻐﺮاﺋﺰ وﺳﻴﺎدة اﻷﻧﺎ ،اﻟّﺘﻲ ﺗﻠﻐﻲ اﻵﺧﺮ وﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻪ وﺗﺴﺘﻐﻠّﻪ .ﻓﺎﻟﺸﻬﻮة ﻗﻮة ﻋﻤﻴﺎء ﻳﻘﻮدهﺎ اﻟﺠﻨﻮن.
.٥ﺗﺠﺎرة اﻻرﺣﺎم واﻟﺘﻌﻘﻴﻢ اﻟﻤﻔﺘﻌﻞ :وهﻲ ﻣﺆاﻣﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻗﺪس أﻗﺪاﺳﻬﺎ. .٦اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴّﺔ ﻟﻤﻨﻊ اﻟﻮﻻدة :هﻲ ﺛﺄر ﺤﺐّ واﻟﺘﻨﺎﺳﻞ اﻟﺒﺨﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة .أﻣّﺎ اﻟﺤﻞّ ﻓﻬﻮ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ اﻟ ُ اﻟﻮاﻋﻲ. .٧اﻻﺟﻬﺎض :هﻮ اﻻﺳﺘﻘﻮاء ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺰ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟّﺘﻲ ﺣﺎﻟﻔﻬﺎ اﷲ .وﻋﺪواﻧﻴّﺔ ﻣﺠﺮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻲ اﻻرﺣﺎم وﺗﻌﺪﱟ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻓﻲ ﺻﻮرﺗﻪ. إﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻻﺷﺨﺎص واﻟﺤﻀﺎرة ﺟﻤﻌﺎء، وﺗﺮوﻳﺞ وﺗﺴﻮﻳﻖ ﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻤﻮت .ﻟﻘﺪ ﺻﻮّر اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺠﻨﻴﻦ وهﻮ ﻳﺘﺤﺮّك ﻓﻲ ﺑﻄﻦ أﻣّﻪ ،وﺿﺒﻄﻮا ردّات ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺠﻨﻮﻧﻴّﺔ وهﻮ ﻳﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺺّ اﻟّﺬي ﻳُﻼﺣﻘُﻪ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﻤﺰﻳﻘﻪ واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻪ .وهﺬا ﻣﺎ ﺣﺪا ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻃﺒّﺎء إﻟﻰ اﻟﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻦ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴّﺎت اﻹﺟﻬﺎض.
32
.٨اﻹﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ واﻟﻠﻮاط واﻟﺴﺤﺎق وﺳﻔﺎح اﻟﻘﺮﺑﻰ )ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻨﺴﻴّﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻗﺎرب( واﻟﺪﻋﺎرة ﺤﺐّ وﺗﻌﻘﻴﻤﻪ وﺗﺨﺮﻳﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ واﻟﺨﻼﻋﺔ :إﻧّﻬﺎ ﻧﺤﺮ اﻟ ُ وﻧﻮاﻣﻴﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺬات واﻟﻤﻬﻤّﺔ. .٩اﻧﺘﺸﺎر ﺣﻀﺎرة اﻟﻨﻔﻌﻴّﺔ واﻹﻧﺘﺎج واﻻﻣﺘﺎع :ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻻﺷﺨﺎص آﻤﺎ اﻻﺷﻴﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻋﻄﺎء اﻟﺬات ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ. .١٠ﺻﺮﻋﺎت زواج اﻟﺮﻓﻘﺔ وزواج اﻻﺧﺘﺒﺎر .زواج ﺁﺧﺮ اﻻﺳﺒﻮع وﺗﺠﺎرة اﻻﺟﺴﺎد ﻓﻲ أﺳﻮاق اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ… :أهﺬا هﻮ ﺟﻮاب اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪّي واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ واﻹﺳﺘﻐﻼل واﻹﻏﺮاء اﻟﻤﺸﺒﻮﻩ .وهﻲ اﻟﻤُﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق واﻟﻜﺮاﻣﺔ؟
.١١اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻌﻮز :هﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟّﺘﻲ ﺗﺆزم اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ وﺗﺮهﻘﻬﺎ وﺗُﺸﻐﻞ ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﺠﺒﻬﺎت ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﺎن واﻹﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎرح واﻟﻘﻄﺎﻋﺎت. إنّ هﺬﻩ اﻵﻓﺎت اﻟﻬﺎﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن وإﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻪ ﺳﺒﺒﻬﺎ: ﺣﺒّﻬﺎ واﻻﺳﺎس .وﻣﻦ إﺑﺘﻌﺎد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﺼﺪر ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ و ُ هﻨﺎ وﺟﻮب اﻟﻌﻮدة إﻟﻴﻪ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻨﻈﺮة إﻟﻰ اﻵﺧﺮ ،وﺳﺮّ اﻟﺸﺨﺺ ،ﻟﻠﺘﻨﺒّﻪ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺧﻼﻗﻴّﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﻴﻦ إرادة اﷲ ورﻏﺒﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﺎ.
33
ﺤﺐّ وﺗﺨﺪم اﻟﺤﻴﺎة .ﺗﻌﺎش ﻓﻔﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻳﺘﺠﻠّﻰ اﻟ ُ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ وﺗﺘﺠﺴّﺪ ﻣﺠﺎﻧﻴّﺔ اﻟﻌﻄﺎء ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻓﺔ واﻟﻠﻘﺎء واﻟﺤﻮار ،ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ،ﺑﺎﻻﺧﻮّة واﻟﺴﻼم وﺗﺘﺴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﺎﻻﺣﺘﺮام واﻟﻌﺪاﻟﺔ ،وﻳﺒﻨﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ أآﺜﺮ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ،وﻳﻨﻤﻮ أﻧﺴﺎن أآﺜﺮ إﺗّﺰاﻧًﺎ وﺗﻮازﻧًﺎ ﻓﻲ أﺑﻌﺎدﻩ ووﻇﺎﺋﻔﻪ.
.١٢اﻹﺧﺘﺒﺎرات ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻨّﺔ واﻹﺳﺘﻨﺴﺎخ وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﺴﻞ :إﻧّﻬﺎ ﻣﺆاﻣﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﻌﺪﱟ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﺤﺪﱟ ﻟﻬﺎ .وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﻠﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ وإﻧﺼﺎﻓﻬﺎ.
34
ﺳﺎدﺳًﺎ :ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺣﻮل ﻣﺴﺒّﺒﺎت اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻨﺠﺎح .١ﻣﺤﻮرة اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺎ وﻋﺪم اﻟﻌﺒﻮر ﻣﻦ اﻷﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻧﺖ وﻣﻦ اﻷﻧﺎ واﻷﻧﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺤﻦ. .٢ﻋﺪم اﻟﻌﺒﻮر ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺰوﺑﻴّﺔ واﻟﻤُﺮاهﻘﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨُﻀﺞ واﻷﺑﻮّة واﻷﻣﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ واﻟﻤُﺸﺎرآﺔ وﺣﺲّ اﻵﺧﺮ واﻹهﺘﻤﺎم ﺑﻪ واﻹﺻﻐﺎء إﻟﻴﻪ واﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ.
.٣ﺗﺸﻴﻴﺊ اﻵﺧﺮ واﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ آﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺬّة اﻟﺬاﺗﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب آﺮاﻣﺘﻪ وﺣﺮﻳّﺘﻪ آﺸﺨﺺ آﺎﻣﻞ اﻟﺤﻘﻮق ﺤﺐّ. واﻟﺼﻔﺎت ،وﻋﺪم اﻟﻌﺒﻮر ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺰة إﻟﻰ اﻟ ُ .٤اﻟﺒُﺨﻞ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء وﺑﺎﻟﺬات.
.٥اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺎﻟﺘﺪﺧّﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴّﺔ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﻌﻴﻠﺔ واﻟﺨﺼﻮﺻﻴّﺎت ،واﻹﺻﻐﺎء إﻟﻴﻬﺎ واﻟﻤﻬﺎدﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﺮار اﻟﻌﻴﻠﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻲّ.
35
.٦اﻹهﻤﺎل واﻟﻜَﺴَﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺎت وﻋﺪم اﻹهﺘﻤﺎم ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎم داﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ وﺧﺎرﺟﻪ.
.٧اﻹهﻤﺎل ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺬات واﻟﺜﻴﺎب واﻟﺒﻴﺖ.
أﻣّﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺰّز اﻷﻟﻔﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎر: أ -وﺟﻮب ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻌﻬﻮد ﻓﻲ ذآﺮى اﻟﺰواج ﺑﺨﻠﻮة ﺻﻼة وﺗﻘﻴﻴﻢ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﻔﺸﻞ وأﺧﺬ اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ واﻟﻤﻘﺮّرات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ. ب -ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﺳﺮار ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم واﻟﺼﻼة اﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ وﻟﻮّ ﻟﻠﺤﻈﺎت وﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﺮﺷﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﻳُﺮﺟﻊ إﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ.
ج -ﺗﻜﺮﻳﺲ وﺗﺨﺼﻴﺺ وﻗﺖ ﻳﻮﻣﻲّ ﻟﺘﻼﻗﻲ اﻷزواج واﻟﺤﻮار واﻟﺘﺸﺎور وﺗﺒﺎدل اﻵراء واﻟﺨﺒﺮات واﻹﺻﻐﺎء ﻣﻌًﺎ ﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻷوﻻد واﻟﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﻢ.
36
ﺳﺎﺑﻌًﺎ :ﻃﻘﻮس اﻟﺰواج ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻨّﻰ اﻟﺰواج اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ آﻞ اﻟﻄﻘﻮس واﻟﻤﺮاﺳﻴﻢ واﻟﺮﻣﻮز اﻟّﺘﻲ واآﺒﺖ اﺣﺘﻔﺎل اﻻآﻠﻴﻞ ،ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﺿﻤّﻨﻬﺎ اﺑﻌﺎدًا روﺣﻴّﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺟﺪﻳﺪة: اﻟﻨﻘﺎب أو اﻟﻄﺮﺣﺔ. ﺿﻢّ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦواﻟﺘﻌﺎون. ﺗﺒﺎدل اﻟﺨﻮاﺗﻢ أو اﻟﻤﺤﺎﺑﺲ. ﺗﻜﻠﻴﻞ اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ. اﻟﺸﺮب ﻣﻦ آﺄس اﻟﺨﻤﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ. اﻟﺨﻤﻴﺮة. اﻟﻘﺒﻠﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ. ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﺴﺠﻞ. رﻋﺎﻳﺔ اﻹﺷﺒﻴﻨﻴﻦ. ﺻﻼة اﻟﻤﺸﺎرآﻴﻦ.وآﻠّﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺮﺿﻰ اﻟﻤﺘﺒﺎدل واﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺎﺋﻢ واﻻﺗّﺤﺎد اﻟﺴﺮّي. وﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻳﻀﺎح ،ﻧﺮآّﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: .١اﻟﺨﻮاﺗﻢ :ﺗﺮﻣﺰ اﻟﺨﻮاﺗﻢ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻤﺎل وﻳﺪلّ إﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺻﺒﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ واﻻرﺗﺒﺎط ،ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻴّﻨﺔ أو اﻹﻟﺘﺰام ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ أو ﺑﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻬﺪ أو اﻟﻨﺬر.
37
ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺘﺎم ﻧﻔﺴًﺎ وﺟﺴﺪًا ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة ،وﻋﻼﻣﺔ ﺤﺐّ واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻘﺪاﺳﺔ. اﻟ ُ .٢اﻷآﺎﻟﻴﻞ :آﺎﻧﺖ اﻻآﺎﻟﻴﻞ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ زهﻮر اﻟﻤﻮاﺳﻢ أو أﻏﺼﺎن اﻟﺸﺠﺮ واﻟﻤﻌﺎدن وﺗﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأس ،إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﺨﺺ أو ﻟﻠﺘﻜﺮﻳﺲ أو اﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺘﺼﺎر .وﻗﺪ ﺻﺎر ﻣﺮادﻓًﺎ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴّﺔ. ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺻﺎرت اﻻآﺎﻟﻴﻞ رﻣﺰًا ﻹﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻈﺎر .إﻧّﻪ ﺗﻜﻠﻴﻞ وﺗﺘﻮﻳﺞ ﻟﻜﻞّ ﻣﻦ اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ ﻣﻠﻜًﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻵﺧﺮ وﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﻴﻠﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ واﻟﻜﺮاﻣﺔ. آﻤﺎ أﻧﻪ ﺗﺬآﻴﺮ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ اﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ »أﺧﻀﻌﻮا اﻷرض« ،ورﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻌﻔّﺔ واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻴﻠﺔ. .٣اﻟﻨﻘﺎب أو اﻟﻄﺮﺣﺔ :هﻮ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﺷﻔﺎف ﺗﺤﺠﺐ وﺟﻪ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺘﺰوﺟﺔ ،ﻋﻼﻣﺔ ﻟﺘﺤﺮرهﺎ وآﻮﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺑﺮﺳﻢ اﻟﺰواج .وﺻﺎرت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺼﺮ زﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺑﺪﻟﺔ اﻟﻌﺮوس. .٤اﻟﺨﻤﻴﺮة :ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﺤﻤﺎة ﻟﻠﻜﻨّﺔ ﻋﻨﺪ دﺧﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓﺘﻠﺼﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺘﺒﺔ .وهﻲ رﻣﺰ إﻧﺪﻣﺎج اﻟﻌﺮوس ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺠﺪﻳﺪ آﺈﻧﺪﻣﺎج واﺗّﺤﺎد اﻟﺨﻤﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺠﻴﻦ .ﻓﺎﻟﺨﻤﻴﺮة ﺗﺤﻮّل اﻟﻄﺤﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ وﺗﺘﺤﻮّل إﻟﻴﻪ ،آﻤﺎ ﺗﻌﺒّﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻌﺎدات اﻟﻤﺸﺮﻗﻴّﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﺐ وإﻧﺠﺎب اﻟﺒﻨﻴﻦ. .٥اﻹﺷﺒﻴﻨﺎن :هﻤﺎ اﻟﺬاآﺮة اﻟﺤﻴّﺔ ،ﺗُﺴﺠﱢﻞ ﺣﺪث اﻟﻌﻬﺪ واﻟﺰواج وﺗﺮﻋﺎﻩ ،هﻤﺎ ﻳﻤﺜّﻼن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺤﻀﻮرهﻤﺎ وﻳﺸﻬﺪان رﺳﻤﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻹرﺗﺒﺎط وآﻠﻤﺔ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺠﻮهﺮﻳّﺔ.
38
ﺛﺎﻣﻨًﺎ :ﺗﻨﺎﺑﻴﻪ وﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﺣﺘﻔﺎل اﻟﺰواج ﻳُﻌﺘﺒﺮ اﻟﺰواج ﻣﻦ أآﺒﺮ أﻋﻴﺎد اﻟﺒﺸﺮ ووﻻﺋﻢ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ .هﻮ ﻋﻴﺪ ﺤﺐّ واﻟﻌﻬﺪ واﻟﺴﺮّ .ﻏﻨّﻲ ﺑﺎﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ واﻟﺮﻣﻮز ،ﺑﺎﻟﺮوﺣﺎﻧﻴّﺔ اﻟ ُ واﻟﻤﻌﺎﻧﻲ .وﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ واﻹﻓﻘﺎر أن ﻧﺤﺠﻢ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﺑﻌﺪﻩ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻧﻤﺤﻮر اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺸﺄﻧﻪ واﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ: ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺪﻋﻮة ،اﻷزﻳﺎء واﻟﺰﻳﻨﺔ ،إﺧﺘﻴﺎر اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻗﺎﻋﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ،اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ وﻧﻘﻞ اﻟﺠﻬﺎز ،إﺟﺮاء اﻟﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ، وهﻴﺼﺎت اﻟﺮﻗﺺ واﻟﺒﻬﺎرج واﻟﻐﻨﺎء ،واﻟﺒﺮوﺗﻮآﻮل واﻟﻤﺠﺎﻣﻼت .إﻧﻬﺎ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻌﻴﺪ .وراﺣﺖ ﺗﻮﺛﻨﻦ وﺗُﻌﻠﻤﻦ اﻻﺣﺘﻔﺎل وﺗﻘﺘﻞ اﻟﻌﻴﺪ ﻟﻴﺘﺤﻮّل اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻌﺮس إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎة وإرهﺎق ،ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ رهﻴﻨﺘﻴﻦ ﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻴﻦ ﺗﺘﻨﺎﺗﺸﻬﻤﺎ ﻗﻮى اﻟﻨﻔﻮذ واﻟﺘﺪﺧّﻼت. اﻟﻌﻴﺪ هﻮ ﻋﻴﺶ اﻟﺤﺪث ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ واﻟﺘﺄﻣّﻞ ،ﺑﺎﻟﺼﻼة وﺷﻜﺮ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻘﺎء واﻟ ُ ﺤﺐّ واﻹﻧﺘﺼﺎر ،وﻗﺒﻮل اﻟﺴﺮّ وﺗﺒﺎدل اﻟﺮﺿﻰ وإﺑﺮام اﻟﻌﻬﺪ .هﻮ ﻟﺤﻈﺎت ﺗﺨﺘﺼﺮ اﻟﺰﻣﻦ .وﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮس واﻟﺴﺮّ ،ﺑﻴﻦ اﻻﺣﺘﻔﺎل وﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ،ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻮهﺮ وإﻃﺎرﻩ. وﻟﻜﻲ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل وﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺴﺮّ واﻟﺤﺪّ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻧﻨﺒﻪ اﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ إﻟﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤُﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓﻲ رﻋﻴّﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒَﻴﻦ :ﺷﻬﺎدةﻋﻤﺎد ،ﺷﻬﺎدة إﻃﻼق ﺣﺎل ،اﺳﺘﺠﻮاب ،ﻃﻠﺐ ﺗﻔﺴﻴﺢ ،ﻓﺤﺺ دمّ ،ﺗﺤﻀﻴﺮ زواج ،اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ إذن ﻣﻄﺮان أﺑﺮﺷﻴّﺔ اﻟﺴﻜﻦ، وأﺑﺮﺷﻴّﺔ ﻣﻜﺎن اﻹآﻠﻴﻞ. اﻻﻧﻀﺒﺎط ﺑﺎﻟﻤﻮاﻋﻴﺪ وﺗﻜﺮﻳﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻺﺣﺘﻔﺎلاﻟﺪﻳﻨﻲ ،وﻋﺪم اﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ واﻟﺰﻳﻦ ،ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ.
39
وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻜﻤﻦ اﺣﺘﺮام اﻟﺬات واﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﻓﻲ آﺮاﻣﺘﻬﻢ وارﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻬﻢ وﻗﻴﻤﺔ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﺘﺰام اﻟﻤﻮاﻋﻴﺪ. ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﺪّة ﺳﺎﻋﺔ وﻧﺼﻒ ﻟﻜﻞ إآﻠﻴﻞ وﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺘﺄﺧﻴﺮﻋﻦ اﻟﻤﻮاﻋﻴﺪ ،ﻳُﻠﻐﻰ اﻟﻤﻮﻋﺪ ﺣﻜﻤًﺎ. ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰﻳﻨﻴﻦ وﺿﻊ زهﻮر اﻟﺰﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬاﺑﺢ. رﺳﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺗﻮﻇﻴﻔﻪ:• ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﻟﺘﻨﻈﻴﻔﺎت واﻟﺼﻴﺎﻧﺔ وﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﺮآﺔ اﻟﺴﻴﺮ واﻟﻤﻮاﻗﻒ. • ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮات واﻟﺘﺬآﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺜﺮوة ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻷهﺪاف اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ وﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﻌﻮزﻳﻦ وﺗﺠﻨّﺐ اﻟﻬﺪر ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠّﻪ .وهﻜﺬا ﺗﺘﻮﺿّﺢ ﻣﻨﻬﺠﻴّﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﻳﺴﻬﻞ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ وﻳﺘﱠﻀِﺢ اﻹﻟﺘﺰام اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻹﻧﺠﺎح اﻻﺣﺘﻔﺎل وإﺗﻘﺎﻧﻪ وﺗﺠﻨّﺐ اﻻزﻋﺎج واﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎت واﻟﺘﺸﻨﺠﺎت وﺗﻀﺎرب اﻟﻤﻮاﻋﻴﺪ وﺗﺸﺎﺑﻚ اﻟﻤﺸﺎرآﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮآﺔ اﻟﺪﺧﻮل واﻟﺨﺮوج. • إﻟﺘﺰاﻣًﺎ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺒﻄﺎرآﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺑﻘﺎء أﺑﻨﺎء اﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ﻓﻲ رﻋﺎﻳﺎهﻢ ،وﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺨﺮوج ﻣﻨﻬﺎ واﻻﻗﺮار ﺑﺤﻘّﻬﺎ وﻣﺸﺎرآﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺣﺔ أوﻻدهﺎ. إآﻠﻴـــﻞ ﻣُﺒـــﺎرك ﺑﺎﻟﺴَﻌﺪِ واﻟﺒﻨﻴﻦ
40
ﻓﻬﺮس ﻣﻘﺪّﻣــﺔ٣ .............................................................. أوﻻً :اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﻄﺮح اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ٨............ ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻣﻤﻴّﺰات اﻟﺰواج اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ١١ ........................... ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻏـﺎﻳـﺎت اﻟﺰواج١٨ ........................................... راﺑﻌًﺎ :ﻣﻘﻮّﻣﺎت ﺳﺮّ اﻟﺰواج اﻟﺠﻮهﺮﻳّﺔ ورآﺎﺋﺰﻩ٢٢........... ﺧﺎﻣﺴًﺎ :أزﻣﺎت وﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ٣٠ ﺳﺎدﺳًﺎ :ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺣﻮل ﻣﺴﺒّﺒﺎت اﻟﻔﺸﻞ٣٤ .............. ﺳﺎﺑﻌًﺎ :ﻃﻘﻮس اﻟﺰواج ٣٦......................................... ﺛﺎﻣﻨًﺎ :ﺗﻨﺎﺑﻴﻪ وﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﺣﺘﻔﺎل اﻟﺰواج٣٨ .......... ﻓﻬﺮس٤٠ .............................................................
41
42