1
٢
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺎ أﺛﻖ ﺑﻚ! ﺻﻠﻮات ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ اﻟﻨﺸﺮة اﻟﺴﺎدﺳﺔ دﻳﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ Cracow ٢٠٠٢ أذِنَ ﺑﻄﺒﻊ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺎدة اﻟﻤﻄﺮان "ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺒﻴﺴﺮي"
www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoudmariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻄﺒﻌﻪ وﻧﺸﺮﻩ ﺟﻤﻌﻴّﺔ "ﺟﻨﻮد ﻣﺮﻳﻢ" ﻋﻠﻢ وﺧﺒﺮ /١٦٧أد
ﻳﻮزّع ﻣﺠﺎﻧﺎً
٣
٤
آﻠﻤﺎت اﻷب اﻷﻗﺪس اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﺣﺪًا ﻣﻦ أهﻢّ واﺟﺒﺎﺗﻬﺎ آﻞّ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﺳﺮّ اﻟﺮّﺣﻤﺔ اﻷﺳﻤﻰ ﺑﻴﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،وإدﺧﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة .هﺬا اﻟﺴﺮّ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ذاﺗﻬﺎ آﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻞ أﻳﻀًﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺧﺎصّ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،هﻮ ﻧﺒﻊ ﻟﺤﻴﺎة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﻨﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺮّض ﻟﻘﻮى ﻇﻠﻢ اﻟﺸﻬﻮة اﻟﻤﺜﻠّﺜﺔ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻴﻪ. اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗُﻌﻠﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ رﺣﻤﺔ اﷲ اﻟﻈﺎهﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺼﻠﻮب واﻟﻘﺎﺋﻢ ،وﺗﻌﺘﺮف ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻄﺮق ﺷﺘّﻰ .ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ذﻟﻚ، إﻧّﻬﺎ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮّﺣﻤﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺎس .وﺗﺮى ﻓﻲ هﺬا ﺷﺮﻃًﺎ ﺿﺮورﻳًّﺎ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﺎﻟﻢ أﻓﻀﻞ و"أآﺜﺮ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ" ،اﻟﻴﻮم وﻏﺪًا .ﻣﻬﻤﺎ آﺎن ،ﻻ ﻳُﻤﻜﻦ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻨﺴﻰ ﻓﻲ أيّ وﻗﺖ وﻻ ﻓﻲ أيّ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ – وﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺮﺟﺔ آﻠﺤﻈﺎﺗﻨﺎ – اﻟﺼﻼة اﻟﺘﻲ هﻲ ﺻﺮﺧﺔ ﻟﺮﺣﻤﺔ اﷲ ﻓﻲ وﺳﻂ أﺷﻜﺎل اﻟﺸﺮّ اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗُﺜﻘﻞ آﺎهﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﻬﺪّدهﺎ .ﺗﺤﺪﻳﺪًا هﺬا هﻮ ﺣﻖّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻲّ وواﺟﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻘّﻬﺎ وواﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ اﷲ وﺗﺠﺎﻩ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ )(Dives in Misericordia 14.15
٥
اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ إنّ ﻣﻬﻤّﺔ إﻋﻼن ﺳﺮّ رﺣﻤﺔ اﷲ وإدﺧﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ،واﻟﺘﻤﺎس هﺬﻩ اﻟﺮّﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،واﻟﺘﻲ ﻳﻮآﻠﻬﺎ اﻷب اﻷﻗﺪس ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،آﺎﻧﺖ ﻣﻌﻬﻮدة إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ آﺸﻬﺎدة ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وﻣﻬﻤّﺘﻬﺎ. وﻟﺪت اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﺳﻨﺔ ١٩٠٥ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ » «Glogoweig ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ » « Lodzﻣﻦ "ﻣﺎرﻳﺎﻧﺎ وﺳﺘﺎﻧﻴﺴﻼو آﻮاﻟﺴﻜﻲ" وآﺎﻧﺖ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺆﻟّﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة أوﻻد .ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻤﻴّﺰة ﺑﺤﺒّﻬﺎ ﻟﻠﺼﻼة ،واﺟﺘﻬﺎدهﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ،واﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﺘﺤﺴّﺲ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻔﻘﻴﺮ .ﻟﻘﺪ درﺳﺖ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻹﺑﺘﺪاﺋﻲّ ،وﻻﺣﻘًﺎ آﻤﺮاهﻘﺔ ،ﺗﺮآﺖ ﻣﻨـﺰل ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﻟﺘﻌﻤﻞ آﺨﺎدﻣﺔ. ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،دﺧﻠﺖ ﺟﻤﻌﻴّﺔ راهﺒﺎت ﺳﻴّﺪة اﻟﺮّﺣﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ دﻋﻴﺖ اﻷﺧﺖ ﻣﺎرﻳّﺎ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ،ﻗﻀﺖ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم واﺟﺒﺎت اﻟﻄﺒﺦ ،واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺤﺪاﺋﻖ وﺣﺎﺟﺒﺔ ﻟﺒﺎب اﻟﺪﻳﺮ. ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ،ﻋﺎدﻳّﺔ ﺟﺪًّا ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻈﺎهﺮ ،روﺗﻴﻨﻴّﺔ وﻣﺮهﻘﺔ ،ﺗﺨﺒّﺊ اﺗﺤﺎدًا اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴًّﺎ ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻣﻊ اﷲ .ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،وﻗﺪ ﺟﺎهﺪت ﺑﺜﺒﺎت ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻬﺪف ،ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺳﻮﻳًّﺎ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ أﺟﻞ اهﺘﺪاء اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ،ﺣﺘّﻰ إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ آﻀﺤﻴّﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﻄﺄة .ﻟﺬﻟﻚ ،ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ آﺮاهﺒﺔ آﺎﻧﺖ ﻣﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﻮﺳﻢ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة، وﻟﻜﻦ أﻳﻀًﺎ ﺑ ِﻨﻌَﻢ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴّﺔ ﻻ ﻳُﺪرآﻬﺎ اﻟﻌﻘﻞ.
٦
ﻟﻘﺪ وﺟّﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻬﻨﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ وﻟﻮ آﺎﻧﻮا ﺑﺴﻄﺎء وآﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺛﻘﺔ ﻻ ﻣﺤﺪودة ﺑﺎﷲ إﻟﻰ هﺬا اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﺳﺮّ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﺬهﻞ" ،ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ أرﺳﻠﺖ أﻧﺒﻴﺎء ﻳﺤﺴﻨﻮن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻟﺸﻌﺒﻲ .أﻣّﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﺈﻧّﻨﻲ أرﺳﻠﻚ ﻣﻊ رﺣﻤﺘﻲ إﻟﻰ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻻ أرﻳﺪ أن أﻋﺎﻗﺐ ﺑﺸﺮﻳّﺔ ﻣﺘﺄﻟّﻤﺔ ﺑﻞ أرﻏﺐ ﻓﻲ أن أﺷﻔﻴﻬﺎ ﺿﺎﻣًّﺎ إﻳّﺎهﺎ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺮﺣﻮم."... إنّ ﻣﻬﻤّﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﺛﻼﺛﺔ واﺟﺒﺎت: ﺗﺬآﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ اﻟﻤﻌﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎباﻟﻤﻘﺪّس واﻟﺘﻲ هﻲ ﺣﻮل ﺣﺐّ اﷲ اﻟﺮﺣﻮم ﺗﺠﺎﻩ آﻞّ إﻧﺴﺎن. إﻟﺘﻤﺎس رﺣﻤﺔ اﷲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ،ﺑﻴﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼلﻣﻤﺎرﺳﺔ أﺷﻜﺎل أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،آﺘﻜﺮﻳﻢ ﺻﻮرة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻊ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ "ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺎ أﺛﻖ ﺑﻚ" ،ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﺤﺘﻔﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ أوّل أﺣﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺼﺢ، ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺼﻼة ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮّﺣﻤﺔ )اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ( وﻧﺸﺮ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﺮّﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺟﻌﻞ ﺗﻴّﺎر اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺮﺳﻮﻟﻲّ ﻣﻦ اﻷوﻟﻴّﺎت ،واﻟﺬيﻳﺘﻜﻔّﻞ ﺑﻤﻬﻤّﺔ إﻋﻼن واﻟﺘﻤﺎس رﺣﻤﺔ اﷲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻳُﺠﺎهﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ آﻤﺎل روح اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻮدﻳﻌﺔ ﺑﺎﷲ ،واﻟﻤﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺗﻤﺎم ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﺮﻳﺐ. ﻣﺮهﻘﺔ وﻣﻀﻌﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻞّ اﻟﺘﺪرﱡﻧﻲ واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤّﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﻄﺄة ﺗﻮﻓّﻴﺖ اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﺑﻌﻄﺮ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻓﻲ » « Karakowﻓﻲ ٥ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷوّل ١٩٣٨وآﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ. ﻓﻲ اﻷﺣﺪ اﻷوّل ﺑﻌﺪ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ،ﻓﻲ ١٨ﻧﻴﺴﺎن ١٩٩٣ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺎر ﺑﻄﺮس ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ،أﻋﻠﻨﻬﺎ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ
٧
اﻟﺜﺎﻧﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ .وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎﻋﻪ اﻟﻌﺎم ،ﻗﺎل" :ﻟﻘﺪ ﺗﻜﻠّﻢ اﷲ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﺮوة اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ آﻮاﻟﺴﻜﺎ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ .ﺗﺮآﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ واﻟﺪاﻓﻊ ﻹآﻤﺎل اﻹﺳﺘﺴﻼم اﻟﺬاﺗﻲّ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ .ﻟﻘﺪ أﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﷲ ﺑﻨﻌﻤﺔ واﺣﺪة ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺨﺘﺒﺮ رﺣﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل رؤﻳﺔ ﻻ ﻳُﺪرآﻬﺎ ﻋﻘﻞ وﻣﻦ ﺧﻼل هﺪﻳّﺔ ﻣﻤﻴّﺰة ﻓﻲ اﻟﺼﻼة اﻟﺘﺄﻣﻠﻴّﺔ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ واﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ،ﻧﺸﻜﺮك ﻋﻠﻰ ﺗﺬآﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺴﺮّ اﻟﺮّﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،هﺬا » ،« Starting Mysteryﺳﺮّ اﻵب هﺬا اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻪ .ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ هﺬا آﻞّ ﺷﺨﺺ واﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳّﺔ إﻟﻴﻪ. اﻷب اﻷﻗﺪس ،ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻋﻠﻦ ﻗﺪاﺳﺔ اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﺣﺪ اﻷوّل ﺑﻌﺪ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ،ﻓﻲ ٣٠ﻧﻴﺴﺎن ٢٠٠٠ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺎر ﺑﻄﺮس ﻓﻲ روﻣﺎ".
٨
اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻤﻌﻄﺎة ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﺟﻮهﺮ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .١اﻟﺜﻘﺔ: ﺗﻈﻬﺮ اﻟﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻨﺎ إﺣﺮازﻩ ﺗﺠﺎﻩ اﷲ .إﻧّﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻷﻣﻞ ﺑﻞ أﻳﻀًﺎ إﻳﻤﺎﻧًﺎ ﺣﻴًّﺎ ،اﺗﻀﺎع ،ﻣﺜﺎﺑﺮة وﻧﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ .إﻧّﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﺼﺮّف ﻃﻔﻞ ﻳﺜﻖ دون ﺣﺪود ﺑﺤﺐّ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ اﻟﺮﺣﻮم وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء ﻓﻲ آﻞّ اﻟﺤﺎﻻت. اﻟﺜﻘﺔ أﺳﺎﺳﻴّﺔ ﺟﺪًّا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧّﻪ ﻣﻦ دوﻧﻬﺎ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻠﺘﻌﺒّﺪ! وذﻟﻚ ﻷنّ ﻋﺒﺎدﺗﻨﺎ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ هﻲ أ ّوﻻً ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺔ. إنّ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺜﻘﺔ وﺣﺪﻩ ﺣﺘّﻰ دون ﻣﻤﺎرﺳﺔ أيّ أﺷﻜﺎل أﺧﺮى ﻟﻠﺘﻌﺒّﺪ ﺗﺆآّﺪ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻟﻸﻧﻔﺲ اﻟﻮاﺛﻘﺔ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ. "أرﻏﺐ .وﻋﺪ ﻳﺴﻮع ،أن أﻏﺪق ﻧﻌﻤًﺎ ﺗﻔﻮق آﻞّ ﺗﺼﻮّر ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻖ ﺑﺮﺣﻤﺘﻲ وﻟﺘﺘﻘﺪّم ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ هﺬا ﺑﺜﻘﺔ آﺒﻴﺮة ،اﻟﺨﻄﺄة ﻳﺒﺮّرون واﻟﺼﺎﻟﺤﻮن ﻳﺜﺒﺘﻮن ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮ. آﻞّ ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﻲ اﻹﻟﻬﻲّ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت". اﻟﺜﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ أﺳﺎس وﺟﻮهﺮ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﺑﻞ أﻳﻀًﺎ اﻟﺸﺮط ﻟﻨﻴﻞ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ" .ﺗﺴﺘﻘﻲ ِﻧﻌَﻢ رﺣﻤﺘﻲ ،ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ،
٩
ﻓﻲ وﻋﺎء واﺣﺪ أﻻ وهﻮ اﻟﺜﻘﺔ .آﻠّﻤﺎ وﺛﻘﺖ اﻟﻨﻔﺲ ،آﻠّﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺜﻖ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻨﺎل .إنّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺪود ﻟﺜﻘﺘﻬﺎ هﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻌﺰﻳﺔ آﺒﻴﺮة ﻟﻲ ،ﻷﻧّﻨﻲ أﻓﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻞّ آﻨﻮز ﻧﻌﻤﻲ .أﺑﺘﻬﺞ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﻄﻠﺐ آﺜﻴﺮًا ﻷﻧّﻬﺎ رﻏﺒﺘﻲ أن أﻋﻄﻲ وآﺜﻴﺮًا ﺟﺪًّا .ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻖ ﺑﺮﺣﻤﺘﻲ هﻲ اﻷآﺜﺮ ﺣﻈًّﺎ ﻷﻧّﻨﻲ أﻧﺎ ﺑﺬاﺗﻲ أهﺘﻢّ ﺑﻬﺎ .ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺗﻮﺳّﻠﺖ إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻲ وﺧﺎب أﻣﻠﻬﺎ أو اﻋﺘﺮاهﺎ اﻟﻮﺟﻞ .إﻧّﻨﻲ أﺑﺘﻬﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻲ".
.٢اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺗُﻈﻬﺮ اﻟﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻨﺎ إﺣﺮازﻩ ﺗﺠﺎﻩ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ "إﻧّﻨﻲ أﻃﻠﺐ ...أﻋﻤﺎل رﺣﻤﺔ ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ ﻧﺤﻮي ،ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺒﺪي ﻟﻘﺮﻳﺒﻚ اﻟﺮﺣﻤﺔ داﺋﻤًﺎ وﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن .ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﺨﺎذﻟﻲ أو ﺗﺤﺎوﻟﻲ اﻻﻋﺘﺬار أو أن ﺗُﻌﻔﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ذﻟﻚ .إﻧّﻨﻲ أﻋﻄﻴﻚ ﺛﻼث ﻃﺮق ﻟﺘﻤﺎرﺳﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻳﺒﻚ :اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﻼم واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﻔﻲ هﺬﻩ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﺜﻼث ﻳﻜﻤﻦ ﻣﻞء اﻟﺮﺣﻤﺔ ،وهﻲ ﺑﺮهﺎن ﻗﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﺣﺒّﻚ ﻟﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗُﻤﺠّﺪ اﻟﻨﻔﺲ رﺣﻤﺘﻲ وﺗﻮﻗّﺮهﺎ". هﺬا اﻟﺘﺼﺮّف ﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﻔﻌّﺎل ﻟﻠﻘﺮﻳﺐ هﻮ أﻳﻀًﺎ ﺷﺮط ﻟﻨﻴﻞ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ .ﻟﻘﺪ ذآّﺮ ﻳﺴﻮع ﺑﺈﻧﺠﻴﻞ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل" :أنّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﺎرس اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ﻟﻦ ﺗﻨﺎل رﺣﻤﺘﻲ ﻳﻮم اﻟﺤﻜﻢ .ﺁﻩ ،ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻨﻔﻮس ﺗُﺪرك ﻓﻘﻂ آﻴﻒ ﺗﺪﺧَ ُﺮ ﻟﻬﺎ اﻟﻜﻨـﺰ اﻷﺑﺪيّ ،ﻟﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺤﻜﻤﻲ ﺑﻞ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻬﺎ.
١٠
ﻳﺮﻏﺐ اﻟﺮبّ ﺑﺄن ﻳُﻨﺠﺰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺪوﻧﻪ ﻋﻤﻞ رﺣﻤﺔ واﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞّ آﻞّ ﻳﻮم "ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ،اﻋﻠﻤﻲ أنّ ﻗﻠﺒﻲ هﻮ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﺬات ،ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ هﺬا ﺗﺘﺪﻓّﻖ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ .أرﻏﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻘﺮّ رﺣﻤﺘﻲ أرﻏﺐ أن ﺗﺘﺪﻓّﻖ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻠﺒﻚ .ﻻ ﺗﺪﻋﻲ أيّ إﻧﺴﺎن ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨﻚ ،أن ﻳُﻐﺎدر دون أن ﻳﻜﺘﺴﺐ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻬﻴﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮارة ﻟﻠﻨﻔﻮس".
١١
ﺻﻮرة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ إنّ ﺻﻮرة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻧﺸﺄت ﻣﻦ رؤﻳﺎ رأﺗﻬﺎ اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﻓﻲ Plockﻓﻲ ٢٢ﺷﺒﺎط ،١٩٣١ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮؤﻳﺎ ﻋﺒّﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﺑﺄن ﺗﺮﺳﻢ هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة وأن ﺗﻜﻮن آﻠﻤﺎت اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺗﺤﺘﻬﺎ" :ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺎ أﺛﻖ ﺑﻚ". ﺗﻤﺜّﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻘﺎﺋﻢ اﻟﺬي ﺗﺤﻤﻞ ﻳﺪاﻩ ورﺟﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺼﻠﺐ ،ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﻤﻄﻌﻮن ،اﻟﻐﻴﺮ ﻇﺎهﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة، ﻳﻨﺒﻌﺚ ﺧﺎرﺟًﺎ ﺷُﻌﺎﻋﺎن :اﻷﺣﻤﺮ واﻟﺸﺎﺣﺐ )اﻷﺑﻴﺾ( .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳُﺌﻞ ﻳﺴﻮع ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ هﺬﻳﻦ اﻟﺸﻌﺎﻋﻴﻦ .ﺷﺮح ﺑﺄنّ اﻟﺸﻌﺎع اﻟﺸﺎﺣﺐ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﻔﻮس ﻃﺎهﺮة وﻳﺮﻣﺰ اﻟﺸﻌﺎع اﻷﺣﻤﺮ إﻟﻰ اﻟﺪمّ اﻟﺬي هﻮ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﻔﻮس. ﻳﻨﺒﺜﻖ هﺬان اﻟﺸﻌﺎﻋﺎن ﻣﻦ ﻋﻤﻖ أﻋﻤﺎق رﺣﻤﺘﻲ اﻟﺮؤوﻓﺔ ﻟـﻤّﺎ ﻓﺘﺢ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻤﻨﺎزع ﺑﺤﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ .ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ، ﻳُﺸﻴﺮ هﺬان اﻟﺸﻌﺎﻋﺎن إﻟﻰ ﺳﺮّ اﻹﻓﺨﺎرﺳﺘﻴّﺎ ،وأﻳﻀًﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﻤﻮﻟﻮدة ﻣﻦ ﺟﻨﺐ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﻄﻌﻮن، آﻤﺜﻞ ﻣﻮاهﺐ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،واﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس هﻮ رﻣﺰ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس "ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻠﺬي ﻳﺴﺘﻈﻞّ ﻓﻲ ﺣﻤﺎهﻤﺎ". ﺗﺼﻮّر اﻟﺼﻮرة إذًا ،رﺣﻤﺔ اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ آُﺸﻔﺖ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺳﺮّ ﻓﺼﺢ اﻟﻤﺴﻴﺢ ،وهﻲ ﺟﻠﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴّﺔ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﺮّ اﻹﻓﺨﺎرﺳﺘﻴّﺎ إنّ هﺪف هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة هﻮ أن ﺗَﺨﺪُم آﻮﻋﺎء ﻟﻨﻴﻞ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ .وأن ﺗﻜﻮن آﻌﻼﻣﺔ ﻟﺘﺬآﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻮﺛﻮق ﺑﺎﷲ وإﻇﻬﺎر اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﺮﻳﺐ .اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻹﻣﻀﺎء ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻮرة" ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺎ أﺛﻖ ﺑﻚ"، ﺗﺘﺤﺪّث ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺛﻘﺔ" .اﻟﺼﻮرة ،ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ،هﻲ ﺗﺬآﻴﺮ ﺑﻄﻠﺒﺎت رﺣﻤﺘﻲ ،ﻷﻧّﻪ ﺣﺘّﻰ أﻗﻮى إﻳﻤﺎن هﻮ ﺑﻼ ﻣﻨﻔﻌﺔ دون اﻷﻋﻤﺎل". إنّ ﺗﻜﺮﻳﻢ هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﻮات واﺛﻘﺔ ﻣﺮﻓﻘﺔ
١٢
ﺑﺄﻋﻤﺎل رﺣﻤﺔ .ﻟﻘﺪ أرﻓﻖ ﻳﺴﻮع اﻟﻮﻋﻮد اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺘﻜﺮﻳﻢ اﻟﺼﻮرة واﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻤﻂ؛ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺨﻼص ،ﺗﻘﺪّم آﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ درب اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ،ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻴﺘﺔ ﺳﻌﻴﺪة ،وآﻞّ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ اﻷﺧﺮى وﺑﺮآﺎت دﻧﻴﻮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺜﻘﺔ آﻞّ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻤﺎرﺳﻮن أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺣﻤﺔ. "إﻧّﻨﻲ أﻗﺪّم ﻟﻠﻨﺎس ،ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ،وﻋﺎءً ﻳﺴﺘﻘﻮن ﺑﻪ داﺋﻤًﺎ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮع اﻟﺮﺣﻤﺔ وهﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻣﻊ اﻹﻣﻀﺎء" :ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺎ أﺛﻖ ﺑﻚ" هﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ذاك اﻟﻮﻋﺎء ﺳﺄﻏﺪق اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس ﺑﻮاﺳﻄﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻟﺬا دﻋﻲ آﻞّ ﻧﻔﺲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻟﺬا دﻋﻲ آﻞّ ﻧﻔﺲ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ ،أﻋﺪ أنّ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮّم هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻟﻦ ﺗﻬﻠﻚ. ﺪ أﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ آﻞّ أﻋﺪاﺋﻬﺎ هﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻻ آﻤﺎ أﻋ ُ ﺳﻴّﻤﺎ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت .أﻧﺎ ﺑﺬاﺗﻲ ﺳﺄﺣﻤﻴﻬﺎ آﻤﺎ أﺣﻤﻲ ﻣﺠﺪي. إنّ ﻟﻬﻴﺐ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳُﺤﺮﻗﻨﻲ ،أرﻏﺐ أن أﻏﺪﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮس اﻟﺒﺸﺮ .ﺁﻩ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ ﺗﺴﺒّﺐ ﻟﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻓﻀﻪ! ... ﻗﻮﻟﻲ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﺔ أن ﺗﺘﺠﻤّﻊ ﺣﻮل ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺮﺣﻮم وأﻧﺎ أﻣﻸهﺎ ﺳﻼﻣًﺎ .ﻟﻦ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻲ ﺑﺜﻘﺔ. ﺣﺪﺛﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ﻋﻦ رﺣﻤﺘﻲ ،دﻋﻲ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻠّﻬﺎ ﺗﺘﻌﺮّف إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺴﺒﺮ .إﻧّﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻷزﻣﻨﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻌﺪهﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮم اﻟﻌﺪاﻟﺔ .ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺪاهﻤﻪ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﺪ، ﻓﻠﻴُﺴﺮﻋﻮا إﻟﻰ ﻳﻨﺒﻮع رﺣﻤﺘﻲ ،ﻓﻠﻴﺴﺘﻔﻴﺪوا ﻣﻦ اﻟﺪم واﻟﻤﺎء اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻓﺎﺿﺎ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن أﻋﻮد آﻘﺎض ﻋﺎدل ،اﻓﺘﺢ أ ّوﻻً ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ ﺑﺎب رﺣﻤﺘﻲ ،إنّ ﻣﻦ ﻳﺮﻓﺾ أن ﻳﻤﺮّ ﻋﺒﺮ أﺑﻮاب رﺣﻤﺘﻲ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻤﺮّ ﻋﺒﺮ أﺑﻮاب ﻋﺪاﻟﺘﻲ".
١٣
ﻓﻌﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲّ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﺟﻮدك ﻻ ﻣﺤﺪود ،وآﻨﻮز ﻧﻌﻤﻚ ﻻ ﺗﻨﻀﺐ .أﺛﻖ ،ﺑﻚ ﺑﻼ ﺣﺪود ،ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻓﻮق آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻚ ،أآﺮّس ﻟﻚ ذاﺗﻲ آﻠﻴًّﺎ ودون ﺗَﺤﻔﱡﻆ ،ﺣﺘّﻰ أﻋﻴﺶ وأﺟﺎهﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ. أرﻳﺪ أن أﻧﺸﺮ رﺣﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺮﺣﻤﺔ، اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﻤﺎدﻳّﺔ ،واﻟﺠﻬﺎد ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اهﺘﺪاء اﻟﺨﻄﺄة، واﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻟﻤﻦ هﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ،واﻓﺘﻘﺎد اﻟﻤﺮﺿﻰ واﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﻴﻦ. اﺣﻤﻨﻲ ﻋﻨﺪهﺎ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺤﻤﻲ ﻣﻠﻜﻚ وﻣﺠﺪك اﻟﺨﺎص .ﻣﻊ أﻧّﻨﻲ أﺣﻴﺎﻧًﺎ أرﺗﺠﻒ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف ،ﻣﺪرآﺔً ﺿﻌﻔﻲ، وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺪيّ ﺛﻘﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪودة .ﺁﻩ ،ﻓﻠﺘﻌﻠﻢ آﻞّ اﻟﺸﻌﻮب أﻋﻤﺎق رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻼ ﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،ﻗﺒﻞ ﻓﻮات اﻷوان، ﺣﺘّﻰ ﻳﺘﻤﻜّﻨﻮا ﻣﻦ وﺿﻊ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑﺤﺒّﻚ اﻟﺮﺣﻮم وﻳﻤﺠّﺪوﻧﻚ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ رﻏﺒﺔ ﻳﺴﻮع ،ﻳُﺤﺘﻔﻞ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أوّل أﺣﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺼﺢ .ﻳُﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻳﺴﻮع ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺳﺮّ اﻟﻔﺼﺢ ﻓﺪاءً ﻟﻺﻧﺴﺎن وهﺬا اﻟﻌﻴﺪ ،ﻟﻴﺘﻮرﺟﻴّﺔ هﺬا اﻟﻴﻮم ﺗﻤﺠّﺪ اﷲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺳﺮّ رﺣﻤﺘﻪ. ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣُﺨﺼّﺼًﺎ ﻟﻌﺒﺎدة ﻣﻔﺮدة ﻟﺮﺣﻤﺔ اﷲ ،ﺑﻞ أﻳﻀًﺎ ﻳﻮم ِﻧﻌَﻢ ﻟﻜﻞّ اﻟﻨﺎس ،وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺّ ﻟﻠﺨﻄﺄة .ﻟﻘﺪ أرﻓﻖ ﻳﺴﻮع هﺬا اﻟﻌﻴﺪ ﺑﻮﻋﻮد ﻋﻈﻴﻤﺔ ،وأﻋﻈﻤﻬﺎ ﻗﺒﻮل اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم .إﻧّﻪ وﻋﺪ اﻟﻐﻔﺮان
١٤
اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺨﻄﺎﻳﺎ وﻟﻠﻌﻘﺎب .ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ،هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻠﺘﻲ ﻧﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﻌﻤﺎد اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻋﻈﻤﺔ هﺬا اﻟﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻜﺰ أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ أنّ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺣﺘّﻰ اﻟﺬﻳﻦ اهﺘﺪوا ﻓﻲ هﺬا اﻟﻴﻮم، ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ أي ﻧﻌﻤﺔ ﻳﻄﻠﺒﻮن إذا آﺎن ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻪ ﻣﻮاﻓﻘًﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﷲ .أرﻳﺪ هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ،ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ...أن ﺗﺒﺎرك اﺣﺘﻔﺎﻟﻴًّﺎ ﻓﻲ اﻷﺣﺪ اﻷوّل ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ،وﺳﻴﻜﻮن هﺬا اﻷﺣﺪ ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ .أرﻳﺪ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻴﺪ اﻟﺮّﺣﻤﺔ ﻣﻠﺠﺄ وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻜﻞّ اﻟﻨﻔﻮس وﺑﺎﻷﺧﺺّ ﻟﻠﺨﻄﺄة اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ .ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺳﺘﻨﻔﺘﺢ أﻋﻤﺎق رﺣﻤﺘﻲ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ، وﺳﺄﺳﻜﺐ ﻣﺤﻴﻄًﺎ ﻣﻦ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮع رﺣﻤﺘﻲ .ﺳﺘﻨﺎل اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮف وﺗﺘﻨﺎول اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻣﻐﻔﺮة آﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺨﻄﺎﻳﺎ وﻟﻠﻌﻘﺎب .ﻓﻲ ذاك اﻟﻴﻮم ﺳﺘُﻔﺘﺢ آﻞّ اﻷﺑﻮاب اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓّﻖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ .ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺨﺎف اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨّﻲ ﺣﺘّﻰ وﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﺧﻄﺎﻳﺎهﺎ أرﺟﻮاﻧﻴّﺔ اﻟﻠﻮن .إنّ ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻗﺪ اﻧﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ أﻋﻤﺎق ﺗﻌﺰﻳﺎﺗﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ وﻳﺘﺜﺒّﺖ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق اﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﻟﻤﺮاﺣﻤﻲ اﻟـﻤُﺤﺒّﺔ. إنّ اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻴﺪ هﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﺴﺎﻋﻴﺔ ﻣﺆﻟّﻔﺔ ﻣﻦ ﺗﻼوة ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻤﺪّة ﺗﺴﻌﺔ أﻳّﺎم ،اﺑﺘﺪاءً ﻣﻦ ﻧﻬﺎر اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ )ﺟﻤﻌﺔ اﻵﻻم( .إنّ ﻳﻮﻣﻴّﺎت اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى أﻣﻼهﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺴﻮع ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻲّ وأرﻓﻘﻬﺎ ﺑﻮﻋﺪ ﻳﺨﺺّ ﺷﺨﺼﻬﺎ وﺣﺪهﺎ .ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﻞّ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ آﺬﻟﻚ أن ﻳﺘﻠﻮا هﺬﻩ اﻟﺘﺴﺎﻋﻴﺔ ﺑﺤﺮارة وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ أدرﺟﻨﺎهﺎ ﻓﻲ آﺘﺎب اﻟﺼﻼة هﺬا.
١٥
ﺗﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أرﻳﺪك ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﻳّﺎم اﻟﺘﺴﻌﺔ أن ﺗﺠﻠﺒﻲ اﻟﻨﻔﻮس إﻟﻰ ﻧﺒﻊ اﻟﺮﺣﻤﺔ آﻲ ﺗﺴﺘﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮّة واﻻﻧﺘﻌﺎش وآﻞّ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ِﻧﻌَﻢ ﻓﻲ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺤﻴﺎة وﻻﺳﻴّﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت. ﺳﺘﺠﻠﺒﻴﻦ آﻞّ ﻳﻮم إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺮﻳﻘًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮق ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ رﺣﻤﺘﻲ )واﺟﻌﻠﻴﻬﻢ ﻳﻐﻮﺻﻮن ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ رﺣﻤﺘﻲ( وﺳﺄﻧﻘﻠﻬﺎ آﻠّﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ ) (...ﺳﺘﻄﻠﺒﻴﻦ آﻞّ ﻳﻮم إﻟﻰ أﺑﻲ ،ﺑﺤﻖّ ﻗﻮّة ﺁﻻﻣﻲ اﻟﻤﺮّة ،اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس. اﻟﻴﻮم اﻷوّل أﺣﻀﺮي ﻟﻲ اﻟﻴﻮم آﻞّ اﻟﺒﺸﺮ ،وﻻﺳﻴّﻤﺎ آﻞّ اﻟﺨﻄﺄة، واﺟﻌﻠﻴﻬﻢ ﻳﺴﺘﺤﻤّﻮن ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ رﺣﻤﺘﻲ .ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻌﺰﻳﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺰﻧﻲ اﻟﻤﺮﻳﺮ اﻟﺬي أﻏﺮﻗﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺪان اﻟﻨﻔﻮس". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ وآﻨﻪ ﻃﺒﻴﻌﺘﻚ هﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ واﻟﻤﻐﻔﺮة ﻟﻨﺎ .ﻻ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﺑﻞ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮدك اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ اﻗﺒﻠﻨﺎ آﻠّﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ وﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ أﺑﺪًا ﻧﻬﺮب ﻣﻨﻪ .ﻧﻄﻠﺐ إﻟﻴﻚ ذﻟﻚ ﺑﺤﻖّ ﻣﺤﺒّﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣّﺪك ﻣﻊ اﻵب واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻤﻘﺪّرة ﻳﺎ ﺧﻼص اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺨﺎﻃﺊ ،أﻧﺖ ﺑﺤﺮ اﻟﻤﺮاﺣﻢ واﻟﺮأﻓﺔ أﻧﺖ ﻋﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﺮﻋﻮن إﻟﻴﻚ ﺑﺘﻮاﺿﻊ ،أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻷزﻟﻲّ ،ﺣﻮّل ﻧﻈﺮك اﻟﺮؤوف ﻧﺤﻮ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ وﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﻨﻀﻮﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ .ﺑﺤﻖّ ﺁﻻﻣﻪ اﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺣﺰﻧًﺎ أﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ رﺣﻤﺘﻚ آﻲ ﻧﻤﺠّﺪ ﻗﻮّة رﺣﻤﺘﻚ إﻟﻰ أﺑﺪ اﻵﺑﺪﻳﻦ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
١٦
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ "اﺟﻠﺒﻲ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﻮس اﻟﻜﻬﻨﺔ واﻟﺮاهﺒﺎت ودﻋﻴﻬﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻮن ﻓﻲ رﺣﻤﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪرك .هﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﻄﻮﻧﻲ اﻟﻘﻮّة ﻷﺗﺤﻤّﻞ ﺁﻻﻣﻲ اﻟﻤﺮّة .ﺗﻔﻴﺾ رﺣﻤﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻢ ،آﻌﺒﺮ ﻗﻨﻮات ،ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ" .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ ،اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ آﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﺻﺎﻟﺢ ،ﺿﺎﻋﻒ ﻧﻌﻤﺘﻚ ﻓﻴﻨﺎ ﺣﺘّﻰ ﻧﺘﻤّﻢ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎق أﻋﻤﺎل رﺣﻤﺘﻚ ،ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﻊ آﻞّ ﻣﻦ ﻳﺮاﻧﺎ أن ﻳﻤﺠّﺪ ﺁب اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ﻳﺎ ﻳﻨﺒﻮع ﺣﺐّ اﷲ اﺳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻨﻘﻴّﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﻤّﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﺸﻌّﺔ آﺎﻟﻨﺠﻮم ﻣﻀﻴﺌﺔ آﺎﻟﻔﺠﺮ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ أدر ﻧﻈﺮك اﻟﺤﻨﻮن إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ )اﻟﻤﺨﺘﺎرﻳﻦ( ﻓﻲ آﺮﻣﻚ ،إﻟﻰ اﻟﻜﻬﻨﺔ واﻟﺮاهﺒﺎت أﻋﻄﻬﻢ اﻟﻘﻮّة واﻟﻨﻮر ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮا إرﺷﺎد اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻼص وﻳﺮﻧّﻤﻮا ﺑﺼﻮت واﺣﺪ ودون اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻟﺮﺣﻤﺘﻚ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺤﺪودة ﺣﺘّﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺟﻴﺎل .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
١٧
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ "أﺟﻠﺒﻲ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻘﻴّﺔ واﻷﻣﻴﻨﺔ ﻟﻴﻐﻮﺻﻮا ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ رﺣﻤﺘﻲ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس ﺣﻤﻠﺖ ﻟﻲ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺼﻠﻴﺐ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻓﻲ وﺳﻂ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﻤﺮارة". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮﺣﻤﺔ أﻧﺖ ﺗﻮزّع ﻧﻌﻤﻚ ،ﺑﻐﺰارة ﻓﺎﺋﻀﺔ ،ﻣﻦ آﻨـﺰ رﺣﻤﺘﻚ ﻟﻜﻞّ واﺣﺪ ﺑﻤﻔﺮدﻩ وﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .إﻗﺒﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ ،وﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻬﺮب ﻣﻨﻪ .ﻧﻄﻠﺐ إﻟﻴﻚ ذﻟﻚ ﺑﺤﻖّ ﺣﺒّﻚ اﻟﻤﺬهﻞ ،اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺮّق ﺑﻪ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺸﺪّة ﻧﺤﻮ أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ. إنّ ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻻ ﺗﺪرك ﻓﻼ اﻟﺨﺎﻃﺊ وﻻ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻳﺴﺒﺮهﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﻈﺮة ﺣﻨﺎن ﺗﺸﺪّﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮب إﻟﻰ ﺣﺒّﻚ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ اﻷزﻟﻲّ ،أدر ﻧﻈﺮك اﻟﺤﻨﻮن ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻔﻮس اﻷﻣﻴﻨﺔ ،وارﺛﺔ اﺑﻨﻚ ﺑﺤﻖّ ﺁﻻﻣﻪ اﻟﻤﺮﻳﺮة أﻋﻄﻬﺎ ﺑﺮآﺘﻚ واﺣﻄﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻚ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ،ﻓﻼ ﺗﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺐّ وﻻ ﺗُﻀﻴّﻊ آﻨـﺰ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،ﺑﻞ ﻣﻊ ﺟﻨﻮد اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،ﺗﻤﺠّﺪ رﺣﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺪّ ﻟﻬﺎ إﻟﻰ أﺑﺪ اﻷﺑﺪﻳﻦ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
١٨
اﻟﻴﻮم اﻟﺮاﺑﻊ "اﺟﻠﺒﻲ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻮﺛﻨﻴّﻴﻦ واﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻲ ﺑﻌﺪ .آﻨﺖ أﻓﻜّﺮ ﻓﻴﻬﻢ أﻳﻀًﺎ ﻃﻮال ﺁﻻﻣﻲ اﻟﻤﺮﻳﺮة وإنّ ﻏﻴﺮﺗﻬﻢ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴّﺔ ﺗﺸﺠّﻊ ﻗﻠﺒﻲ ،ﻟﻴﻐﻮﺻﻮا ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ رﺣﻤﺘﻲ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ ،أﻧﺖ ﻧﻮر آﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ .إﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ﻧﻔﻮس اﻟﻮﺛﻨﻴّﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮك ﺑﻌﺪ .دَع أﺷﻌّﺔ ﻧﻌﻤﺘﻚ ﺗﻨﻴﺮهﻢ أﻳﻀًﺎ ،ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﻣﻌﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ أن ﻳﻤﺪﺣﻮا رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻤﺬهﻠﺔ ،وﻻ ﺗﺪﻋﻬﻢ ﻳﻔﺮّوا ﻣﻦ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ. ﻟﻴﻀﻲء ﻧﻮر ﺣﺒّﻚ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻘﺎﻃﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ هﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ وهﻢ وﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻧﻌﻈّﻢ رﺣﻤﺘﻚ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻷزﻟﻲّ أدر ﻧﻈﺮك اﻟﺮؤوف ﻧﺤﻮ ﻧﻔﻮس اﻟﻮﺛﻨﻴّﻴﻦ وﻧﻔﻮس اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮك ﺑﻌﺪ وﻟﻜﻦ ﺿﻤّﻬﻢ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ )ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ( .إﺟﻠﺒﻬﻢ إﻟﻰ ﻧﻮر اﻹﻧﺠﻴﻞ. ﻟﺘﻌﺮف ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس ﻋﻈﻢ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ ﺣﺒّﻚ هﺒﻬﻢ أﻳﻀًﺎ أن ﻳﻤﺠّﺪوا آﺮم رﺣﻤﺘﻚ ﻣﺪى اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
١٩
اﻟﻴﻮم اﻟﺨﺎﻣﺲ "أﺟﻠﺒﻲ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﻮس اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ واﻟﻤﻨﺸﻘّﻴﻦ ﻟﻴﻐﻮﺻﻮا ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ رﺣﻤﺘﻲ .ﻟﻘﺪ ﺷﺎرآﻮا وﻗﺖ ﺁﻻﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺟﺴﺪي وﻗﻠﺒﻲ ،أي آﻨﻴﺴﺘﻲ .إنّ ﺟﺮاﺣﻲ ﺳﺘﺪﻣﻞ إذا ﻣﺎ رﺟﻌﻮا إﻟﻰ وﺣﺪة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﺨﻔّﻔﻮن ﻣﻦ ﺁﻻﻣﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ،أﻧﺖ اﻟﺠﻮدة ﺑﺎﻟﺬات .أﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﻓﺾ اﻟﻨﻮر ﻟﻤﻦ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﻚ ،إﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ﻧﻔﻮس اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ واﻟﻤﻨﺸﻘّﻴﻦ أﺟﻠﺒﻬﻢ ﺑﻨﻮرك إﻟﻰ وﺣﺪة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻔﺮّون ﻣﻦ رﺣﻤﺔ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ وﻟﻜﻦ ﺷﺪّهﻢ إﻟﻴﻪ آﻲ ﻳﻌﺒﺪوا هﻢ أﻳﻀًﺎ آﺮم رﺣﻤﺘﻚ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻷزﻟﻲّ أدِ ْر ﻧﻈﺮك اﻟﺮؤوف ﻧﺤﻮ ﻧﻔﻮس اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ واﻟﻤﻨﺸﻘّﻴﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺬّروا ﺑﺮآﺎﺗﻚ وأﺳﺎؤوا اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﺮاﺣﻤﻚ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮارهﻢ اﻟﻌﻨﻴﺪ ﻓﻲ ﺿﻼﻟﻬﻢ .ﻻ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺿﻼﻟﻬﻢ ،ﺑﻞ إﻟﻰ ﺣﺐّ اﺑﻨﻚ وإﻟﻰ ﺁﻻﻣﻪ اﻟﻤﺮّة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻢ ،ﻷنّ ﻗﻠﺒﻚ )ﺑﻤﺎ أنّ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺴﻴﺢ( اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ هﻢ أﻳﻀًﺎ، أرﺟﻌﻬﻢ إﻟﻴﻚ ﺣﺘّﻰ ﻳﻤﺠّﺪوا هﻢ أﻳﻀًﺎ رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ إﻟﻰ أﺑﺪ اﻷﺑﺪﻳﻦ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
٢٠
اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎدس "أﺟﻠﺒﻲ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻮدﻳﻌﺔ واﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ وﻧﻔﻮس اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر ﻟﻴﻐﻮﺻﻮا ﻓﻲ رﺣﻤﺘﻲ ،ﺗﺸﺒﻪ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس إﻟﻰ ﺣﺪّ ﺑﻌﻴﺪ ،ﻗﻠﺒﻲ .ﻟﻘﺪ ﻗﻮّﺗﻨﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﺁﻻﻣﻲ اﻟﻤﺮّة .أراهﻢ آﻤﻼﺋﻜﺔ )أرﺿﻴّﺔ ﺗﺤﺮس ﻣﺬاﺑﺤﻲ .أﺳﻜﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻴﻮل اﻟﻤﺮاﺣﻢ .إنّ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ وﺣﺪهﺎ ﻗﺒﻮل ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻓﺈﻧّﻲ أﺧﺺّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﺑﺜﻘﺘﻲ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ،أﻧﺖ ﻗﻠﺖ" :ﺗﻌﻠّﻤﻮا ﻣﻨّﻲ إﻧّﻨﻲ ودﻳﻊ وﻣﺘﻮاﺿﻊ اﻟﻘﻠﺐ" .إﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ،آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻮدﻳﻌﺔ واﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ وﻧﻔﻮس اﻷوﻻد اﻟﺼﻐﺎر .ﺳﺘﺬهﻞ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ .وهﻲ اﻟﺘﻲ ﻳُﻔﻀّﻠﻬﺎ أﺑﻮك اﻟﺴﻤﺎويّ .ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻗﺔ زهﺮ ﻋﻄﺮة أﻣﺎم ﻋﺮش اﻟﺮبّ ،اﷲ ﺑﺬاﺗﻪ ﻳﺒﺘﻬﺞ ﺑﺸﺬاهﺎ ﻟﻴﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻘﺮّ داﺋﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ )ﻳﺎ ﻳﺴﻮع( ﺣﺘّﻰ ﺗﺮﻧّﻢ دون اﻧﻘﻄﺎع ﻧﺸﻴﺪ اﻟﺤﺐّ واﻟﺮﺣﻤﺔ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ ،أدر ﻧﻈﺮك اﻟﺤﻨﻮن ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻮدﻳﻌﺔ واﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻤّﻬﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ .ﺗﺤﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺸﺒﻪ اﻷآﺜﺮ ﻗﺮﺑًﺎ ﻣﻦ اﺑﻨﻚ .ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﻋﻄﺮهﺎ ﻣﻦ اﻷرض وﻳﺒﻠﻎ إﻟﻰ ﻋﺮﺷﻚ ﺑﺎﻟﺬات .ﻳﺎ أب اﻟﺮﺣﻤﺔ وآﻞّ اﻟﺨﻴﺮات. أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﺑﺤﻖّ اﻟﺤﺐّ اﻟﺬي ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس وﺑﺤﻖّ اﺑﺘﻬﺎﺟﻚ ﺑﻬﺎ ،ﺑﺎرك اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ﺣﺘّﻰ ﺗﻤﺪح آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس ﺳﻮﻳّﺔ وﺗﻌﻈّﻢ رﺣﻤﺘﻚ إﻟﻰ أﺑﺪ اﻵﺑﺪﻳﻦ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
٢١
اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ "اﻟﻴﻮم ﻗﻮدي إﻟﻲّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺّ رﺣﻤﺘﻲ ﺑﺎﻹآﺮام واﻟﻤﺠﺪ ﻟﺘﻐﻮص ﻓﻲ رﺣﻤﺘﻲ .ﻟﻘﺪ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس اﻷآﺜﺮ ﺣﺰﻧًﺎ ﻵﻻﻣﻲ ودﺧﻠﺖ أﻋﻤﺎق روﺣﻲ .هﻲ ﺻﻮرة ﺣﻴّﺔ ﻟﻘﻠﺒﻲ اﻟﺮﺣﻮم .وﺳﺘﻠﻤﻊ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس ﺑﺒﻬﺎء ﺧﺎصّ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻵﺗﻴﺔ. ﻓﻼ ﺗﺬهﺐ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﺎر ﺟﻬﻨّﻢ .وﺳﺄﺣﻤﻲ آﻞّ واﺣﺪة ﺑﻤﻔﺮدهﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،اﻟﺬي ﻗﻠﺒﻪ هﻮ اﻟﺤﺐّ ﺑﺎﻟﺬات ،إﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺّ رﺣﻤﺘﻚ ﺑﺎﻹآﺮام واﻟﺘﻤﺠﻴﺪ .ﻓﻬﻲ ﻗﻮﻳّﺔ ﺑﻘﻮّة اﷲ ذاﺗﻪ .وهﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻗﺪﻣًﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ،واﺛﻘﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ،ﻓﻲ وﺳﻂ اﻷﺣﺰان واﻟﺼﻌﻮﺑﺎت. وهﻲ ﻣﺘّﺤﺪة ﺑﻴﺴﻮع وﺗﺤﻤﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻠّﻬﺎ ﻋﻠﻰ أآﺘﺎﻓﻬﺎ. وهﻲ واﺛﻘﺔ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ﻟﻦ ﺗُﺪان ﺑﺸﺪّة ﻷنّ رﺣﻤﺘﻚ ﺳﺘﺨﻠّﺼﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻨـﺰاع. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﺮﻣﺪيّ ،أد ْر ﻧﻈﺮك اﻟﺮؤوف ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺠّﺪ وﺗﺠﻞّ ﺻﻔﺘﻚ اﻟﻌﻈﻤﻰ ،أي رﺣﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪرك واﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ .ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس هﻲ إﻧﺠﻴﻞ ﺣﻲّ .وهﻲ ﺗﺮﻧّﻢ ﻟﻚ ﻧﺸﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻌﻠﻲّ ،وﻳﺪاهﺎ ﻣﻤﻠﻮءﺗﺎن ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺮﺣﻤﺔ ،وروﺣﻬﺎ ﺗﺸﻊّ ﻓﺮﺣًﺎ .أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﻳﺎ اﷲ :أن ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻬﺎ رﺣﻤﺘﻚ ﺑﺤﺴﺐ رﺟﺎﺋﻬﺎ وﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﻚ .ﺣﻘّﻖ ﻓﻴﻬﺎ وﻋﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﻬﺎ :ﺳﺄﺣﻤﻲ أﻧﺎ ﺑﺬاﺗﻲ ،آﻤﺎ أﺣﻤﻲ ﻣﺠﺪي ،ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮّم رﺣﻤﺘﻲ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻬﺎ". )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
٢٢
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ "إﺟﻠﺒﻲ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ هﻲ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ اﻟﻤﻄﻬﺮ وأودﻋﻴﻬﺎ أﻋﻤﺎق رﺣﻤﺘﻲ .وﻟﻴﺒﺮّد ﻟﻬﻴﺒﻬﺎ اﻟﻤﺤﺮق ﺳﻴﻮل دﻣﻲ. إﻧّﻲ أرﻳﺪ ﺧﻼص ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس إﻻّ أﻧّﻬﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻌﺪاﻟﺘﻲ. وإن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻚ أن ﺗﺤﻤﻠﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺮاﺣﺔ .إﺳﺘﻘﻲ اﻟﻐﻔﺮان ﻣﻦ آﻨـﺰ آﻨﻴﺴﺘﻲ وﻗﺪّﻣﻲ ﻟﻬﺎ دون اﻧﻘﻄﺎع اﻟﻐﻔﺮاﻧﺎت واﻟﺘﻘﺪﻳﻤﺎت اﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳّﺔ وﺳﺪّدي اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻤﺘﻮﺟّﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺪاﻟﺘﻲ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ .أﻧﺖ ﻗﻠﺖ أﻧّﻚ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ .هﺎ أﻧﺎ أﺟﻠﺐ إﻟﻰ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﻄﻬﺮ اﻟﻌﺰﻳﺰة ﻋﻠﻴﻚ .وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻌﻮّض إﻟﻰ ﻋﺪاﻟﺘﻚ ،ﻓﻠﻴُﻄﻔﺊ ﺳﻴﻞ اﻟﺪم واﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﺪﻓّﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﻟﻬﻴﺐ ﻧﺎر اﻟﻤﻄﻬﺮ ﺣﺘّﻰ ﺗﺘﻤﺠّﺪ ،ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن أﻳﻀًﺎ ،ﻗﻮّة رﺣﻤﺘﻚ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﺮﻣﺪيّ ،أﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻬﺮ واﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ. أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﺑﺤﻖّ ﺁﻻم ﻳﺴﻮع اﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺣﺰﻧًﺎ وﺑﺤﻖّ آﻞّ اﻟﻤﺮارة اﻟﺘﻲ ﻓﺎﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠﻲّ ﻗﺪﺳﻪ ،إرﺣﻢ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ هﻲ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻤﻚ اﻟﻌﺎدل .ﻓﻼ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ إﻻّ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﺮاﺣﺎت ﻳﺴﻮع ،اﺑﻨﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﻷنّ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﺛﺎﺑﺖ أنّ ﻻ ﺣﺪود ﻟﺠﻮدك وﺻﻼﺣﻚ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
٢٣
اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ "إﺟﻠﺒﻲ إﻟﻲّ اﻟﻴﻮم اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻔﺎﺗﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒّﺒﺖ ﻟﻲ ﺑﺎﻹﺷﻤﺌﺰاز وأودﻋﻴﻬﺎ أﻋﻤﺎق رﺣﻤﺘﻲ .ﺗﺠﺮح هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس ﻗﻠﺒﻲ وﺗﺆﻟﻤﻪ آﺜﻴﺮًا .ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻤّﻠﺖ ﺁﻻﻣًﺎ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻔﺎﺗﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒّﺒﺖ ﻟﻲ ﺑﻨﻔﻮر هﺎﺋﻞ. وﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أﺻﺮخ "ﻳﺎ أﺑﺘﺎﻩ! أﺑﻌﺪ ﻋﻨّﻲ هﺬﻩ اﻟﻜﺄس ،إن آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ إرادﺗﻚ "إنّ رﺟﺎءهﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺨﻼص هﻮ أن ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻲ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ ،أﻧﺖ اﻟﺠﻮدة ﺑﺎﻟﺬات .إﻧّﻨﻲ أﺟﻠﺐ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻔﺎﺗﺮة إﻟﻰ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ .أﻟﻬﺐ ﺑﻨﺎر ﺣﺒّﻚ اﻟﺘﻘﻲّ ﻣﺮّة ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻔﺎﺗﺮة ،ﺣﺘّﻰ ﺗﺪبّ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة، ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻗﻮة رﺣﻤﺘﻚ واﺟﺬب ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮس إﻟﻰ ﺗﺄﺟّﺞ ﺣﺒّﻚ ،وأﻏﺪق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﺒّﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﻷﻧّﻚ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﺮﻣﺪيّ ،أﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻔﺎﺗﺮة واﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺣﺎل ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮأﻓﺔ .ﻳﺎ أب اﻟﺮﺣﻤﺔ ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﺑﺤﻖّ ﺁﻻم اﺑﻨﻚ اﻟﻤﺮﻳﺮة وﺑﺤﻖّ ﻧﺰاﻋﻪ ﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻓﻠﺘُﻤﺠّﺪ هﻲ أﻳﻀًﺎ ﻋﻈﻤﺔ رﺣﻤﺘﻚ. )ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ(
٢٤
اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻘﺪ أﻋﺮب ﻳﺴﻮع ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﺑﺄن ﺗﺒﺎرك ﺻﻮرة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻮﻗﺎر ﺑﺎﺣﺘﻔﺎل رﺳﻤﻲّ وﻋﺎم ،ﺣﺘّﻰ ﻳﺘﻤﻜّﻦ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻣﻦ إﻃﻼع اﻟﻨﻔﻮس ﻋﻦ رﺣﻤﺔ اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺪرآﺔ. وﻟﻚ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻨّﻰ اﻟﺮبّ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﻜﻞّ ﺷﺨﺺ وﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء .ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻌﻤﺔ )ﻣﺜﻼً :أﺗﻤّﻮا اﻋﺘﺮاﻓًﺎ ﺷﺎﻣﻼً؛ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳُﻨﺠﺰوا ﺷﺮوط ﻋﺒﺎدة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ واﻟﺤﺐّ اﻟﻔﻌّﺎل ﻟﻠﻘﺮﻳﺐ( واﻟﺪﻧﻮّ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺎر ﻣﻦ ﻧﺒﻊ اﻟﺤﻴﺎة؛ أي ﻗﺒﻮل اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ.
٢٥
اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ واﻻﻋﺘﺮاف ﻗﺎل اﻟﺮبّ ﻳﺴﻮع ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻨﺎ "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬهﺒﻴﻦ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﺮاف .إﻟﻰ ﻧﺒﻊ رﺣﻤﺘﻲ ،ﻓﺈنّ اﻟﺪمّ واﻟﻤﺎء اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﺪﻓّﻘﺎن ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻨﺴﺎﺑﺎن داﺋﻤًﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ وﻳُﺸﺮّﻓﺎﻧﻬﺎ .آﻞّ ﻣﺮّة ﺗﺬهﺒﻴﻦ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﺮاف اﺳﺘﻐﺮﻗﻲ آﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ رﺣﻤﺘﻲ ﺑﺜﻘﺔ آﺒﻴﺮة ﺣﺘّﻰ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻏﺪق ﺻﻼح ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ آﺮﺳﻲ اﻻﻋﺘﺮاف إﻋﻠﻤﻲ أﻧّﻨﻲ أﻧﺎ ﺑﺬاﺗﻲ ،أﻧﺘﻈﺮك هﻨﺎك .إﻧّﻨﻲ أﺧﺘﺒﺊ ﻓﻲ اﻟﻜﺎهﻦ وﻟﻜﻦ أﻧﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ أﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ .هﻨﺎ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺣﻘﺎرة اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺮﺣﻤﺔ اﷲ .أﺧﺒﺮي اﻟﻨﻔﻮس أﻧّﻬﺎ ﺗﺴﺘﻘﻲ ﻣﻦ ﻧﺒﻊ اﻟﺮﺣﻤﺔ هﺬا ﻓﻘﻂ ﺑﺈﻧﺎء اﻟﺜﻘﺔ .ﻓﺈذا آﺎﻧﺖ ﺛﻘﺘﻬﺎ آﺒﻴﺮة ﻓﻼ ﺣﺪود إذًا ﻟﻜﺮﻣﻲ. إنّ ﺳﻴﻮل اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺗﻐﻤﺮ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻤﺘﻜﺒّﺮ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﻩ وﺗﻌﺎﺳﺘﻪ ﻷنّ ﻧﻌﻤﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ. أﺧﺒﺮي اﻟﻨﻔﻮس أﻳﻦ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻔﺘّﺶ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ،أي ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ )ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ( هﻨﺎك ﺗﺤﺼﻞ اﻵﻳﺎت اﻟﻜﺒﺮى وﺗﺘﻜﺮّر دون اﻧﻘﻄﺎع .ﻻ ﻳﺘﻮﺟّﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺤﺠّﻮا ﻓﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪ إﻟﻰ اﻷﻣﺎآﻦ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ أو أن ﻳﺸﺘﺮآﻮا ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ اﻟﻈﺎهﺮة آﻲ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪوا ﻣﻦ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت. ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﺄﺗﻮا ﺑﺈﻳﻤﺎن إﻟﻰ أﻗﺪام ﻣﻤﺜّﻠﻲ وأن ﻳﻜﺸﻔﻮا ﻋﻦ ﺣﻘﺎرﺗﻬﻢ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻟﻬﻢ ﺟﻠﻴًّﺎ ﺁﻳّﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺜﻞ ﺟﺜّﺔ ﻣﻬﺘﺮﺋﺔ وﻗﺪ ﻓﻘﺪت آﻞّ أﻣﻞٍ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻬﺎ ،ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺑﺸﺮﻳّﺔ ،ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﻨﻈﺮ اﷲ .إنّ ﺁﻳﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗُﻌﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة آﺎﻣﻠﺔ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس. ﺁﻩ آﻢ هﻢ ﺗﻌﺴﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ ﺁﻳﺔ رﺣﻤﺔ اﷲ! ﻋﺒﺜُﺎ ﺗﻨﺎدﻳﻬﻢ ﺳﻴﺴﺒﻘﻬﻢ اﻟﻘﻄﺎر.
٢٦
اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ إنّ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ اﻟﺘﻲ ﺣﻀّﺮهﺎ رﺑّﻨﺎ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرآﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪّاس اﻹﻟﻬﻲّ .ذﻟﻚ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﻗﺒﻮل اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﻐﻔﺮان اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺨﻄﺎﻳﺎ وﺑﺎﻟﻌﻘﺎب.
آﻠﻤﺎت اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ "أرﻳﺪ أن أﺗّﺤﺪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮس اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ...ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺁﺗﻲ إﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮيّ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،اﻣﻸ ﻳﺪيّ ﺑﻜﻞّ أﻧﻮاع اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ اﻟﺘﻲ أرﻳﺪ أن أﻋﻄﻴﻬﺎ ﻟﻠﻨﻔﺲ .ﻏﻴﺮ أنّ اﻟﻨﻔﻮس ﻻ ﺗُﻌﻴﺮﻧﻲ أيّ اهﺘﻤﺎم ،ﻓﺘﺘﺮآﻨﻲ وﺣﺪي ﻟﺘﻨﺸﻐﻞ ﺑﺄﻣﻮر أﺧﺮى .ﺁﻩ آﻢ أﻧﺎ ﺣﺰﻳﻦ ﻟﺠﻬﻞ اﻟﻨﻔﻮس ﻟﻠﺤﺐ. ﺁﻩ آﻢ ﺗﺆﻟﻤﻨﻲ ﻗﻠّﺔ إﺗﺤﺎد اﻟﻨﺎس ﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ. أﻧﺘﻈﺮهﻢ ﻓﻼ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮا ﻟﻲ .أﺣﺒّﻬﻢ ﺑﺼﺪق وﺣﻨﺎن وهﻢ ﻻ ﻳﺜﻘﻮن ﺑﻲ .أرﻳﺪ أن أﻏﺪق ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻌﻤﻲ وهﻢ ﻳﺮﻓﻀﻮﻧﻬﺎ .ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻨﻲ آﺸﻲء ﺟﺎﻣﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻄﻔﺢ ﺣﺒًّﺎ ورﺣﻤﺔ. اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ هﻲ ﺣﻴﺎة اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ. إنّ أﺳﻤﻰ اﻷوﻗﺎت اﺣﺘﻔﺎﻻً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ هﻮ وﻗﺖ أﻗﺒﻞ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ .أﺗﻮق إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻨﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس وأﺷﻜﺮ اﷲ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ﻋﻨﺪ آﻞّ ﻣﻨﺎوﻟﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ .أﺳﺘﻌﺪّ اﻟﻴﻮم ﻟﻘﺪوم اﻟﻤﻠﻚ .ﻣﻦ أﻧﺎ وﻣﻦ أﻧﺖ ﻳﺎ ربّ .ﻳﺎ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﺠﺪ اﻷﺑﺪيّ؟ أﺗﺪرك ﻳﺎ
٢٧
ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ هﻮ ﺁتٍ إﻟﻴﻚ اﻟﻴﻮم؟ ﻧﻌﻢ أدرك .وﻟﻜﻦ ...ﻳﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ ...ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﺴﻚ ﺑﻪ .ﺁﻩ ﻟﻮ آﺎن هﻮ ﻣﺠﺮّد ﻣﻠﻚ ،ﻟﻜﻨّﻪ هﻮ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻠﻮك وربّ اﻷرﺑﺎب ﺗﺮﺗﺠﻒ أﻣﺎﻣﻪ آﻞّ ﻗﻮّة وآﻞّ ﺳﻠﻄﺎن. هﻮ ﺁتٍ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ. أﺳﻤﻌﻪ ﻳﻘﺘﺮب .أﺧﺮج إﻟﻰ ﻟﻘﺎﺋﻪ وأدﻋﻮﻩ .ﻟـﻤّﺎ وﻟﺞ إﻟﻰ ﻣﻘﺮّ ﻗﻠﺒﻲ ،آﺎن ﻗﻠﺒﻲ ﻗﺪ اﻣﺘﻸ ﺑﻮﻗﺎر دﻓﻌﻨﻲ أن أﺳﺠﺪ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻣُﻐﻤًﻰ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف .ﻣﺪّ ﻳﺴﻮع إﻟﻲّ ﻳﺪﻩ وﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﻤﻮدّة أن أﺟﻠﺲ إﻟﻰ ﺟﻨﺒﻪ .وﻃﻤﺄﻧﻨﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻮل" :أﻧﻈﺮي ،ﻟﻘﺪ ﻏﺎدرت ﻋﺮﺷﻲ اﻟﺴﻤﺎويّ ﻷﺗّﺤﺪ ﺑﻚ .إنّ ﻣﺎ رأﻳﺘﻪ اﻵن ﻟﻴﺲ إﻻّ ﺟﺰءًا ﺻﻐﻴﺮًا وﻗﺪ أُﻏﻤﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﻓﺮط اﻟﺤﺐّ .ﻓﻜﻢ ﺳﻴﻨﺬهﻞ ﻗﻠﺒﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺘﺮﻳﻨﻨﻲ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺠﺪي؟ ﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻲّ أن أﻗﻮل ﻟﻚ إنّ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ أن ﺗﺒﺪأ هﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ .آﻞّ ﻣﻨﺎوﻟﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ ﺗﺠﻌﻠﻚ أآﺜﺮ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗًﺎ ﻟﻼﺗﺤﺎد ﺑﺎﷲ ﻃﻮال اﻷﺑﺪﻳّﺔ".
٢٨
ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻣﻠﻰ ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ Vilniusﺳﻨﺔ .١٩٣٥ﻓﻲ اﻟﻈﻬﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ ،آﺸﻒ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻓﺎﻋﻠﻴّﺘﻬﺎ ،وآﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﻋﻮد اﻟﺘﻲ أرﻓﻘﻬﺎ ﺑﻬﺎ. ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺼﻠﻮات إﻧّﻨﺎ ﻧﻘﺪّم ﺟﺴﺪ ودم ،روح وأﻟﻮهﻴّﺔ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻟﻰ اﷲ اﻵب .إﻧّﻨﺎ ﻧﺘّﺤﺪ ﻣﻊ ﺗﻀﺤﻴّﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﻼص اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻣﺘﻨﺎ ﷲ اﻵب اﺑﻨﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺤﺒﻮب ،إﻧّﻨﺎ ﻧُﻘﺪّم اﻟﺒﺮهﺎن اﻷآﺜﺮ إﻗﻨﺎﻋًﺎ ﻟﻴُﺴﺘﺠﺎب ﻟﻨﺎ .إﻧّﻨﺎ ﻧﻄﻠﺐ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﻠﻨﺎ وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ .إنّ آﻠﻤﺔ ﻧﺤﻦ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻮ اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ وإﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻢ أو اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺼﻠّﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻢ "اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ" ﺗﺪلّ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻨﺎس اﻟﻌﺎﺋﺸﻴﻦ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض وﻋﻠﻰ اﻷﻧﻔﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻬﺮ .ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻼوة آﻠﻤﺎت هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ .إﻧّﻨﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺤﺒّﺔ ﺗﺠﺎﻩ أﻗﺎرﺑﻨﺎ اﻟﺬي إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺜﻘﺔ ،هﻮ ﺷﺮط ﺿﺮوريّ ﻟﻨﻴﻞ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ. ﻟﻘﺪ وﻋﺪ ﻳﺴﻮع )اﻟﻨﻔﺲ(" ،ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻲ أن أهﺒﻬﺎ آﻞّ ﺷﻲء ﺗﻄﻠﺒﻪ ﻋﺒﺮ ﺗﻼووة اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ "وأﺿﺎف ،إذا آﺎن ذﻟﻚ ﻣﺆاﺗﻴًﺎ ﻹرادﺗﻲ" .اﻟﻮﻋﻮد اﻟﺨﺎﺻّﺔ ﺗﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺴﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت .هﺬﻩ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﻳﻨﺎﻟﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻳﺘﻠﻮن اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﺑﺜﻘﺔ وﻣﻮاﻇﺒﺔ ﺑﻞ أﻳﻀًﺎ اﻷﻣﻮات اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﻠّﻰ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻢ وﻣﻦ هﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش اﻟﻤﻮت. * "وﻳﻮﺻﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﻬﻨﺔ) ،ﻗﺎل ﻳﺴﻮع( ،ﻟﻠﺨﻄﺄة آﺂﺧﺮ رﺟﺎء ﻟﻠﺨﻼص .ﺣﺘّﻰ وﻟﻮ آﺎن هﻨﺎك ﺧﺎﻃﺊ ﻣﺘﺼﻠّﺐ وﻗﺎم ﺑﺘﻼوة اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﻣﺮّة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ،ﻓﺴﻴﻨﺎل ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻲ رﺣﻤﺘﻲ
٢٩
اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ .ﻟﻘﺪ وﻋﺪ ﻳﺴﻮع ﺑﺄن ﻳﻬﺐ ﻧﻌﻤﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻮن اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ وﻟﻮ ﻟﻤﺮّة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﺷﺮط أن ﺗُﺘﻠﻰ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺛﻘﺔ ﺗﺎﻣّﺔ .إﺗّﻀﺎع ،وﺣﺰن ﺻﺎدق وﻋﻤﻴﻖ وﻧﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ.
ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أ ّوﻻً ﺗﺼﻠّﻴﻦ" :اﻷﺑﺎﻧﺎ ...اﻟﺴﻼم"" ...وﻓﻌﻞ اﻹﻳﻤﺎن"... ﺛﻢّ ﻋﻠﻰ ﺣﺒّﺎت "اﻷﺑﺎﻧﺎ" ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻷزﻟﻲّ .أﻗﺪّم ﻟﻚ ﺟﺴﺪ ودم وﻧﻔﺲ وأﻟﻮهﻴّﺔ اﺑﻨﻚ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،رﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﻜﻔﻴﺮًا ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ وﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ آﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ". وﻋﻠﻰ ﺣﺒّﺎت "اﻟﺴﻼم" ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ" :ﺑﺤﻖّ ﺁﻻﻣﻪ اﻟﻤﻠﻴﺌﺔ أﺣﺰاﻧًﺎ ،ارﺣﻤﻨﺎ وارﺣﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ". وﻓﻲ اﻟﺨﺘﺎم ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺛﻼث ﻣﺮّات" :ﻗﺪّوس أﻧﺖ ﻳﺎ أﷲ ،ﻗﺪّوس أﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﻮيّ ،ﻗﺪّوس اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻮت ،ارﺣﻤﻨﺎ وارﺣﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ".
٣٠
ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ "آﻞّ ﻣﺮّة ﺗﺴﻤﻌﻴﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺪقّ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،اﺳﺘﻐﺮﻗﻲ آﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ رﺣﻤﺘﻲ ﻟﺘُﻤﺠّﺪﻳﻬﺎ وﺗﻌﺒﺪﻳﻬﺎ .اﺳﺄﻟﻲ ﻗﻮّﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ وﻻﺳﻴّﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ .ﻷنّ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﻔﻴﺾ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻧﻔﺲ وﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ". إﻧّﻬﺎ رﻏﺒﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ أن ﺗُﻜﺮّم ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ )اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ( ﻗﺎل إنّ "ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ،ﻓﻴﻬﺎ اﻧﺘﺼﺮت اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪاﻟﺔ. ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ أن ﻧﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻪ اﻟﻤﻮﺟﻌﺔ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗُﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮح ﺗﺎم ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ ﻟﺸﻌﺒﻪ .ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع أن ﻧﻤﺠّﺪ وﻧﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وأن ﻧﺘﻮﺳّﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﺳﺘﺤﻘﺎق ﺁﻻﻣﻪ ،اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ اﻟﻀﺮورﻳّﺔ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ وﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ، وﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻟﻠﺨﻄﺄة. "ﺣﺎوﻟﻲ ﺟﺎهﺪة" ،أوﺻﻰ ﻳﺴﻮع اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ" ،أن ﺗﻘﻮﻣﻲ ﺑﺪرب اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ ،إذا ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻚ واﺟﺒﺎﺗﻚ ،وإذا ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜّﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪرب اﻟﺼﻠﻴﺐ ،أﻗﻠّﻪ ،ﺗﻮﻗّﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺮهﺔ واﻋﺒﺪي ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻤﻠﻲء رﺣﻤﺔ .وإذا ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜّﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗّﻒ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ وﻟﻮ ﻟﺒﺮهﺔ ﻗﺼﻴﺮة. هﺬﻩ هﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ ،آﻤﺎ وﻋﺪ ﻳﺴﻮع" ،اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻓﻴﻬﺎ أن ﺗﺤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﺗﺴﺄﻟﻴﻨﻪ ﻟﻚ وﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .ﻟﻦ أرﻓﺾ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻠﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺪّم إﻟﻲّ ﺑﻄﻠﺐ ﺑﺤﻖّ ﺁﻻﻣﻲ. إنّ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻮﺿﻮح ﺟﻠّﻲ ﻣﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻇﻬﺮًا .ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺻﻠﻮاﺗﻨﺎ ﺧﻼل هﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻮﺟّﻬﺔ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع وﻃﻠﺒﺎﺗﻨﺎ ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﺳﺘﺤﻘﺎق ﺁﻻﻣﻪ اﻟﻤﻮﺟﻌﺔ.
٣١
ﺻﻠﻮات ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ "أﻳّﻬﺎ اﻟﺪم واﻟﻤﺎء اﻟﻠﺬان ﺗﺪﻓّﻘﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع آﻴﻨﺒﻮع رﺣﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﻠﻨﺎ إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻜﻤﺎ". أﻧﺖ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻓﻘﻂ ﺑﻔﻴﺾ ﺣﺒّﻚ ﻟﻨﺎ ﺗﺤﻤّﻠﺖ هﺬﻩ اﻵﻻم اﻟﻤﺮﻋﺒﺔ .إنّ ﺗﺄ ّوهًﺎ واﺣﺪًا ﻣﻨﻚ ﻗﺪ ﻳُﻬﺪّئ ﻋﺪاﻟﺔ أﺑﻴﻚ ،وإنّ آﻞّ ﺗﻮاﺿﻌﻚ هﻮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ رﺣﻤﺘﻚ وﺣﺒّﻚ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺪرك ) (...ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻮﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ أﻓﻀﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ .ﻟﻘﺪ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻔﺘﺢ ﺟﻨﺒﻚ اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻟﻨﺎ ﻳﻨﺒﻮع رﺣﻤﺘﻚ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻀﺐ وأﻋﻄﻴﺘﻨﺎ أﻋﺰّ ﻣﺎ ﻋﻨﺪك اﻟﺪم واﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ .ﺗﻠﻚ هﻲ ﻗﻮّة رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ وﻣﻨﻬﺎ ﺗﺘﺪﻓّﻖ آﻞّ ﻧﻌﻤﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻷزﻟﻴّﺔ ،أﻧﺖ ،أﺳﺄﻟﻚ وأﺗﻮﺳّﻞ رﺣﻤﺘﻚ ﻟﻠﺨﻄﺄة اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ ،ﻳﺎ ﻗﻠﺐ إﻟﻬﻲ اﻟﻌﺬب اﻟﻤﻤﻠﻮء ﺷﻔﻘﺔ ورﺣﻤﺔ ﻻ ﺗُﺪرك ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﻷﺟﻞ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ .ﻳﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ اﻷﻗﺪس ،ﻧﺒﻊ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺬي ﺗﺪﻓّﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﺮق اﻟﺒﺸﺮيّ ،ﺷﻌﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻻ ﺗُﺪرك ،أﺗﻮﺳّﻠﻚ أن ﺗُﻨﻴﺮ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺗﺬآّﺮ ﺁﻻﻣﻚ اﻟﻤﺮّة وﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻬﻼك اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺪﻳﺘﻬﺎ ﺑﺪﻣﻚ اﻟﺜﻤﻴﻦ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﻤﺪّد ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ،أﻋﻄﻨﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﺄن أﺗﻤّﻢ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ إرادة أﺑﻴﻚ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء، داﺋﻤًﺎ وﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪو ﻟﻲ إرادة اﷲ ﺗﻠﻚ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪًّا وﺻﻌﺒﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أن ﺗﻔﻴﺾ ﻋﻠﻲّ، ﻣﻦ ﺟﺮوﺣﺎﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪرة واﻟﻘﻮّة وﻟﺘﺮدّد ﺷﻔﺘﺎي داﺋﻤًﺎ" :ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻳﺎ ربّ".
٣٢
ﻳﺎ ﻣﺨﻠّﺺ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻳﺎ ﻣﺤﺐّ ﺧﻼص اﻟﺒﺸﺮ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻌﺬاب اﻟﻤﺨﻴﻒ ﺗﻨﺴﻰ ذاﺗﻚ ﻟﺘُﻔﻜّﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس، ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮأﻓﺔ ،أﻋﻄﻨﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﻧﺴﻴﺎن ذاﺗﻲ ﻷﻋﻴﺶ آﻠﻴًّﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻨﻔﻮس ،ﻓﺄﺳﺎﻋﺪك ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﻼص ،ﺣﺴﺐ إرادة أﺑﻴﻚ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ. ﻟﻘﺪ ُ ﻣﺖّ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع وﻟﻜﻦ ﻧﺒﻊ اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺪﻓّﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس وﻣﺤﻴﻂ اﻟﺮﺣﻤﺔ آُﺸﻒ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ .ﻳﺎ ﻳﻨﺒﻮع اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺪرك ،اﺣﻢِ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ وأﻓﺾ ﻣﻦ ذاك ﻋﻠﻴﻨﺎ. "إﻧّﻨﻲ أﺣﻤﻲ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﻋﺒﺎدة رﺣﻤﺘﻲ ،ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ،آﻤﺎ ﺗﺤﻤﻲ اﻷمّ اﻟﻌﻄﻮف ﻃﻔﻠﻬﺎ ،وﻟﻦ أآﻮن ﻟﻬﺎ ﻗﺎﺿﻴًﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت ﺑﻞ ﻣﺨﻠّﺼًﺎ رﺣﻮﻣًﺎ. ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،ﻳُﺸﺠّﻊ ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﻋﺒﺎدة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻘﺪ وﻋﺪ ﺑﺄن ﻳﻬﺘﻢّ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺒّﺪون ﻟﺮﺣﻤﺘﻪ ،آﻤﺎ ﺗﻬﺘﻢّ اﻷمّ ﺑﺄوﻻدهﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻤﺎﺗﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎم ﺑﻮﻋﺪ ﻣﻨﻔﺮد ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ﻗﺎﺋﻼً" :إنّ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻤﺘﺤﺠّﺮة ﺳﺘﺘﻮب ﻟﺴﻤﺎع آﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮن ﻋﻦ رﺣﻤﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺪرك ،وﻋﻦ اﻟﺮأﻓﺔ اﻟﺘﻲ أآﻨّﻬﺎ ﻟﻠﺨﻄﺄة ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ .ﺳﺄﻋﻄﻲ ﻗﻮّة ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻨﻮن رﺣﻤﺘﻲ وﻳﻌﻈّﻤﻮﻧﻬﺎ ،ﺳﺄﻣﺴﺢ آﻠﻤﺎﺗﻬﻢ وﺳﺄﻟﻤﺲ ﻗﻠﻮب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮن إﻟﻴﻬﻢ. إنّ أﺳﺲ ﻋﺒﺎدة وﻧﺸﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ هﻲ ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة أﺣﺪ ﺑﺤﺴﺐ روح هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎدة ،أي )ﺑﻤﻌﻨﻰ( روح اﻟﻮداﻋﺔ اﻟﻤﺘّﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻴﺒﺔ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء ،ﻣﺮﻓﻘﺔ ﺑﺤﺐّ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻟﻘﺮﻳﺒﻪ.
٣٣
ﻗﺎل ﻳﺴﻮع" :إنّ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗُﻤﺠّﺪ رﺣﻤﺘﻲ وﺗﻨﺸﺮ ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ ﻣﺸﺠّﻌﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﻟﻦ ﺗﺨﺘﺒﺮ اﻟﺨﻮف ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻬﺎ ،ﺳﺘﺤﻤﻴﻬﺎ رﺣﻤﺘﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻷﺧﻴﺮة. *** أﻳّﻬﺎ اﻟﺤﺐّ اﻷزﻟﻲّ ،أرﻳﺪ أن ﺗﺼﻞ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ .آﻢ أﺗﻤﻨّﻰ أن أآﻮن آﺎهﻨًﺎ ﻷﺗﺤﺪّث دون اﻧﻘﻄﺎع ﻋﻦ رﺣﻤﺘﻚ إﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ اﻟﻐﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﺄس .آﻢ أﺗﻤﻨّﻰ أن أآﻮن ﻣﺮﺳﻠﺔ وأﺣﻤﻞ ﻧﻮر اﻹﻳﻤﺎن إﻟﻰ اﻟﺸﻌﻮب ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺤﻀّﺮة ﺣﺘّﻰ ﺗﻌﺮﻓﻚ اﻟﻨﻔﻮس وأن أﻓﻨﻰ آﻠﻴًّﺎ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ وأﻣﻮت ﻣﻴﺘﺔ اﻟﺸﻬﺪاء ،وأﻓﺮغ ذاﺗﻲ وأﻧﻜﺮهﺎ آﻠﻴًّﺎ ﺣﺒًّﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع وﺑﺎﻟﻨﻔﻮس اﻟﺨﺎﻟﺪة .ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺐّ اﻟﻜﺒﻴﺮ أن ﻳﺤﻮّل اﻷﻣﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮة إﻟﻰ أﻣﻮر آﺒﻴﺮة. إنّ أﻣﻨﻴﺘﻲ اﻟﻜﺒﺮى هﻲ أن ﺗﻌﺮف اﻟﻨﻔﻮس أﻧّﻚ أﻧﺖ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ اﻷﺑﺪﻳّﺔ ﻓﺘﺆﻣﻦ ﺑﻄﻴﺒﺘﻚ وﺗﻤﺠّﺪ رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ.
٣٤
ﺻﻠﻮات ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴّﺎت اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺣﺐّ اﷲ هﻮ اﻟﺰهﺮة ،واﻟﺮﺣﻤﺔ هﻲ اﻟﺜﻤﺮة .ﻟﺘﻘﺮأ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺎﻟﺠﻬﺎ اﻟﺸﻚّ هﺬﻩ اﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﺘﺘﺴﻠّﺢ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﻤﺘﻔﺠّﺮة ﻣﻦ ﻗﻠﺐ اﻵب ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺻﻔﺔ اﷲ اﻟﻌﻈﻤﻰ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺴﺮّ اﻟﺬي ﻻ ﻳُﺪرك ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﻨﺒﻊ اﻟﻤﺘﺪﻓّﻖ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس. إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺪرآﻬﺎ ﻋﻘﻞ ﺑﺸﺮيّ أو ﻣﻼﺋﻜﻲّ، إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ آﻞّ ﺣﻴﺎة وﺳﻌﺎدة ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ هﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎوات ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻳﻨﺒﻮع اﻵﻳﺎت واﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻤﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ اﻧﺤﺪرت إﻟﻰ اﻷرض ﻓﻲ أﻗﻨﻮم اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﺘﺠﺴّﺪ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓّﻖ ﻣﻦ ﺟﺮح ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﻔﺘﻮح ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ أﺟﻠﻨﺎ وﻻﺳﻴّﻤﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﻄﺄة ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ.
٣٥
أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﻼﻣﺤﺪودة ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻹﻓﺨﺎرﺳﺘﻴّﺎ )ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺪرآﺔ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس( ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أﺳﺎس اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﻌﻤﺎد اﻟﻤﻘﺪّس ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮّرﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻳﺴﻮع ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻓﻘﻨﺎ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ آﻠّﻬﺎ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻘﻨﺎ ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت، إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺒﻨﺎ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻓﻘﻨﺎ ﻓﻲ آﻞّ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﺎر ﺟﻬﻨّﻢ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺘﺼﻠّﺒﻴﻦ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺪهﺶ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻻ ﻳﺪرآﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﻼﻣﺤﺪودة ﻓﻲ آﻞّ أﺳﺮار اﷲ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺬﻧﺎ ﻣﻦ آﻞّ ﺑﺆس ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ دﻋﺘﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ.
٣٦
أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ آﻞّ أﻋﻤﺎل اﷲ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،إآﻠﻴﻞ آﻞّ أﻋﻤﺎل اﻟﺮبّ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻧﻐﺮق ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻟﻠﻘﻠﻮب اﻟﻤﻀﻄﺮّﺑﺔ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺮﺟﺎء اﻷوﺣﺪ ﻟﻠﻨﻔﻮس اﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﻟﺮاﺣﺔ ﻟﻠﻘﻠﻮب واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻮف، إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،اﺑﺘﻬﺎج وﻧﺸﻮة اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻣﻠﻬﻤﺔ اﻟﺮﺟﺎء رﻏﻢ آﻞّ ﻳﺄس ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚِ. أﻳّﻬﺎ اﻹﻟﻪ اﻷزﻟﻲّ اﻟﺬي رﺣﻤﺘﻪ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ وآﻨـﺰ رأﻓﺘﻪ ﻻ ﻳﻨﻀﺐ، أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻌﻄﻒ وأآﺜﺮ ﻓﻴﻨﺎ رﺣﻤﺘﻚ ﺣﺘّﻰ ﻻ ﻧﻴﺄس وﻻ ﻧﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﺑﻞ ﻧﺨﻀﻊ ﺑﺜﻘﺔ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻹرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﺑﺤﺪّ ذاﺗﻬﺎ ﺣﺐّ ورﺣﻤﺔ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺪرك وﻻ ُﺗ َ ﺤﺪّ ،ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻤﺠّﺪك وﻳﻌﺒﺪك ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎق؟ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻺﻟﻪ اﻟﻘﺪﻳﺮ، أﻧﺖ اﻟﺮﺟﺎء اﻟﻌﺬب ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﺨﺎﻃﺊ.
٣٧
ﻋﺒﺎدة اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس إﻧّﻨﻲ أﻋﺒﺪك أﻳّﻬﺎ اﻟﺮبّ واﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻤﺨﺘﺒﺊ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،أﻋﺒﺪك ﻷﺟﻞ آﻞّ أﻋﻤﺎل ﻳﺪﻳﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻲ ﻣﺪى ﺣﻜﻤﺘﻚ وﺻﻼﺣﻚ ورﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ربّ .ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮت ﻓﻮق اﻷرض اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺬي ﻳُﺨﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻟﻚ ،وﺣﺘّﻰ ﺟﻤﺎل هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء ﻟﻴﺲ إﻻّ اﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﺿﺌﻴﻼً ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻟﻚ اﻟﺬي ﻻ ﻳُﺪرك .رﻏﻢ أﻧّﻚ اﺧﺘﺒﺄت وأﺧﻔﻴﺖ ﺟﻤﺎﻟﻚ ،ﻓﺈنّ ﻋﻴﻨﻲّ اﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮة ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن ﺗﺒﻠﻎ إﻟﻴﻚ وﺗﺘﻌﺮّف ﻧﻔﺴﻲ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ إﻟﻰ إﻟﻬﻬﺎ اﻟﻌﻠﻲّ وﻳﺴﺘﻐﺮق ﻗﻠﺒﻲ آﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻌﺒﺎدة. ﻳﺎ رﺑّﻲ وﺧﺎﻟﻘﻲ ،ﻳﺸﺠّﻌﻨﻲ ﺻﻼﺣﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪّث ﻣﻌﻚ .ﺗﺰﻳﻞ رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻠﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﺨﻠﻴﻘﺔ إنّ ﺳﻌﺎدة ﻗﻠﺒﻲ هﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺪّث ﻣﻌﻚ ﻳﺎ ربّ .أﺟﺪ ﻓﻴﻚ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ ﻤﻘًﺎ ﻗﻠﺒﻲ .هﻨﺎ ﻳُﻀﻲء ﻧﻮرك ﻋﻘﻠﻲ ﻓﻴﺘﻴﺢ ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻪ أن ﺗﺰداد ﺗﻌ ّ ﺑﻚ .هﻨﺎ ﺗﺘﺪﻓّﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﺟﺪاول ﻧﻌﻤﻚ .هﻨﺎ ﺗﺴﺘﻘﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ. ﻳﺎ رﺑّﻲ وﺧﺎﻟﻘﻲ ،أﻧﺖ وﺣﺪك ،أﺑﻌﺪ ﻣﻦ آﻞّ هﺬﻩ اﻟﻬﺒﺎت ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ذاﺗﻚ وﺗﺘّﺤﺪ ﺑﻤﻮدّة ﻣﻊ ﺧﻠﻴﻘﺘﻚ اﻟﺤﻘﻴﺮة هﻨﺎ ،دون أن ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،ﻳﺘﻔﺎهﻢ ﻗﻠﺒﺎﻧﺎ .هﻨﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ .ﻣﺎ أﻗﻮﻟﻪ ﻟﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﻮ ﺳﺮّﻧﺎ اﻟﺬي ﻟﻦ ﺗﺪرآﻪ اﻟﺨﻼﺋﻖ .ﺗﻠﻚ هﻲ أﺳﺮار اﻟﻤﻐﻔﺮة اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ وﺣﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع وأﻧﺎ .هﺬا ﺳﺮّ رﺣﻤﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻤﺮ آﻞّ ﻧﻔﺲ ﻣﻨﻔﺮدة. أﻋﺒﺪك ﻳﺎ رﺑّﻲ وﺧﺎﻟﻘﻲ ﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻲ وروﺣﻲ .ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﻼﺣﻚ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺪرك .رﻏﻢ أنّ ﻋﺒﺎدﺗﻲ هﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ وﺿﻌﻴﻔﺔ، ﻓﺈﻧّﻨﻲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻷﻧّﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ أﻧّﻚ ﺗﻌﺮف أﻧّﻬﺎ ﺻﺎدﻗﺔ.
٣٨
ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺸﻜﺮ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،اﻹﻟﻪ اﻷزﻟﻲّ ،أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻚ وﺑﺮآﺎﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺤﺼﻰ ،وﻟﺘﻜﻦ آﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻲ أﻧﺸﻮدة ﺷﻜﺮ ﻟﻚ ﻳﺎ اﷲ .وﻟﺘﺴﺮي آﻞّ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ دﻣﻲ ﻷﺟﻠﻚ ﻳﺎ ربّ .إنّ ﻧﻔﺴﻲ هﻲ ﻧﺸﻴﺪ ﻋﺒﺎدة ﻟﺮﺣﻤﺘﻚ .أﺣﺒّﻚ ﻳﺎ اﷲ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ وﺣﺪك.
اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻳّﻬﺎ اﻹﻟﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺮﺣﻤﺔ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺠﻮدة اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،ﺗﺴﺘﻐﻴﺚ اﻟﻴﻮم ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ آﻞّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻣﻦ هﻮّة ﺗﻌﺎﺳﺘﻬﺎ ،ﺗﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ورأﻓﺘﻚ ﻳﺎ اﷲ ،وﺗﺼﺮخ إﻟﻴﻚ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮت ﺣﻘﺎرﺗﻬﺎ .أﻳّﻬﺎ اﻹﻟﻪ اﻟﺮﺣﻮم ،ﻻ ﺗﻨﺒﺬ ﺻﻼة اﻟﻤﻨﻔﻴّﻴﻦ ﻓﻲ اﻷرض .ﻳﺎ اﷲ أﻧﺖ اﻟﺠﻮدة اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻮق أدراآﻨﺎ ،أﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﺟّﻴﺪًا ﺣﻘﺎرﺗﻨﺎ ،وﺗﺪرك أﻧّﻨﺎ ﺑﻘﻮّﺗﻨﺎ وﺣﺪهﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺮﺗﻔﻊ إﻟﻴﻚ ،ﻧﻀﺮع إﻟﻴﻚ ،ﺑﺎدرﻧﺎ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ وﺛﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ رﺣﻤﺘﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ آﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﻤّﻢ ﺑﺈﻳﻤﺎن إرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت. ﻓﻠﺘﺤﻤﻨﺎ ﻗﻮّة رﺣﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﺳﻬﺎم أﻋﺪاء ﺧﻼﺻﻨﺎ ،ﺣﺘّﻰ ﻧﺘﻤﻜّﻦ آﺄﺑﻨﺎء ﻟﻚ ،أن ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺑﺜﻘﺔ ﻣﺠﻴﺌﻚ اﻷﺧﻴﺮ ،ذاك اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ أﺣﺪ ﺳﻮاك .ﻧﺘﻮﻗّﻊ أن ﻧﻨﺎل رﻏﻢ آﻞّ ﺷﻘﺎﺋﻨﺎ ،آﻞّ ﻣﺎ وﻋﺪﻧﺎ ﺑﻪ ﻳﺴﻮع ﻷﻧّﻪ رﺟﺎؤﻧﺎ :ﻧﻌﺒﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻠﺒﻪ ،آﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺎبٍ ﻣﻔﺘﻮح.
٣٩
ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ واﻟﻜﻬﻨﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﺧﺎﺻﺘﻲ ،أﺿﺮع إﻟﻴﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ آﻠّﻬﺎ ،أﻏﺪق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺐّ وﻧﻮر روﺣﻚ وهﺐ اﻟﻘﻮّة ﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻜﻬﻨﺔ ﺣﺘّﻰ ﺗﺘﻮب اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻤﺘﺤﺠّﺮة وﺗﻌﻮد إﻟﻴﻚ ﻳﺎ ربّ .أﻋﻄﻨﺎ ﻳﺎ ربّ آﻬﻨﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ؛ ﺛﺒّﺘﻬﻢ أﻧﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺪاﺳﺔ .أﻳّﻬﺎ اﻟﻜﺎهﻦ اﻷﺳﻤﻰ واﻟﻌﻠﻲ ،ﻟﺘﺮاﻓﻘﻬﻢ ﻗﻮّة رﺣﻤﺘﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن وﺗﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺨﺎخ اﻟﺸﺮﻳﺮ وﻣﻦ اﻷﺷﺮاك اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺼﺐ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻷﻧﻔﺲ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻓﻠﺘﺒﺪّد ﻗﻮّة رﺣﻤﺘﻚ ،ﻳﺎ اﷲ ،وﺗﺰﻳﻞ آﻞّ ﺷﻲء ﻗﺪ ﻳﻠﻄّﺦ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻷﻧّﻚ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﺤﺒﻮﺑﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﻷﺟﻞ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻷﺟﻞ اﻟﺒﺮآﺎت ﻟﻶب اﻷﻗﺪس وآﻞّ اﻹآﻠﻴﺮوس ،وﻧﻌﻤﺔ ارﺗﺪاد اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻘﻠﻴﻠﻲ اﻟﺤﻴﺎء .وأﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺑﺮآﺎت ﺧﺎﺻّﺔ واﻟﻨﻮر ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻜﻬﻨﺔ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﺘﺮف ﻟﻬﻢ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻲ.
ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﻃﻦ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻚ وﻻﺳﻴّﻤﺎ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ أﻣّﻚ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ اﻟﺘﻲ رﺑّﺘﻚ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ أن ﺗﺒﺎرك وﻃﻨﻲ ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻻ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﺑﻞ إﻟﻰ دﻣﻮع اﻷوﻻد اﻟﺼﻐﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺠﻮع واﻟﺒﺮد. أﻋﻄﻨﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ وﻃﻨﻲ رأﻓﺔ ﺑﻬﺆﻻء اﻷﺑﺮﻳﺎء.
٤٠
ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﺐّ اﷲ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻌﺬب ،أﺿﺮم اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ وﺣﻮّﻟﻨﻲ إﻟﻰ ذاﺗﻚ. ﺿﻊ اﻷﻟﻮهﻴّﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﺣﺘّﻰ ﺗﺮﺿﻴﻚ .وﻟﻴﺘﺤﻘّﻖ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮّة اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﺒﻠﻬﺎ آﻞّ ﻳﻮم.
ﻹدراك ﻣﻌﺮﻓﺔ اﷲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ أﻃﻠﺐ إﻟﻰ اﻟﺮبّ أن ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﻓﻜﺮًا ﻳُﻨﻴﺮﻩ اﻹﻳﻤﺎن .أﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺮبّ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت" :أﻋﻄﻨﻲ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻓﻜﺮًا راﺳﺨًﺎ ﻓﻘﻂ آﻲ ﺗﺘﺤﺴّﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﻚ ،ﻷنّ ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ ﻳﺰداد ﺑﺎزدﻳﺎد ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﻚ .أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻓﻜﺮًا ﻗﻮﻳًّﺎ ﺣﺘّﻰ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻓﻬﻢ اﻷﻣﻮر اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .أﻋﻄﻨﻲ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻓﻜﺮًا ﺣﺎدًّا ،أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻮهﺮك اﻹﻟﻬﻲّ وﻣﻘﺮّك، أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺜﻠّﺜﺔ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ .أﻋﻄﻲ ﻓﻜﺮي هﺬﻩ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ واﻟﻤﻘﺪرة ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﻧﻌﻤﺘﻚ اﻟﺨﺎﺻّﺔ .رﻏﻢ أﻧّﻨﻲ أدرك أنّ هﻨﺎك ﺟﺪارة ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ إﻳّﺎهﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻌﻤﺔ ،هﻨﺎك أﻳﻀًﺎ آﻨـﺰ ِﻧﻌَﻢ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ إﻳّﺎﻩ ﻳﺎ ربّ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻄﻠﺒﻪ إﻟﻴﻚ .وإذا آﺎن ﻃﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﺮﺿﻴﻚ ،أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ إذًا ،أن ﻻ ﺗﻀﻊ ﻓﻲّ ﻣﻴﻼً ﻷﺻﻠّﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ".
٤١
اﺑﺘﻬﺎﻻت اﻟﺜﻘﺔ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،ﻳﺎ رﺟﺎﺋﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،وﺿﻌﺖ آﻞّ ﺁﻣﺎﻟﻲ ﻓﻴﻚ وأﻋﻠﻢ أﻧّﻚ ﻟﻦ ﺗﺨﻴّﺒﻨﻲ. *** ﻞ ﺷﻲء أﻋﺮف ﻣﻞء ﻗﻮّة رﺣﻤﺘﻚ وأﺛﻖ أﻧّﻚ ﺳﺘﻌﻄﻴﻨﻲ آ ّ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ اﺑﻨﺘﻚ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ. *** ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺨﺘﺒﺊ ﻓﻲ اﻟﺴﺮّ اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﻠﻬﻴﻜﻞ .ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ورﺣﻤﺘﻲ ،أﻋﺮض ﻟﻚ آﻞّ ﺣﺎﺟﺎت ﺟﺴﺪي وﻧﻔﺴﻲ. ﺑﻮﺳﻌﻚ أن ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻷﻧّﻚ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﺬات .ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺮﺗﻜﺰ آﻞّ رﺟﺎﺋﻲ. ﺻﻠﻮات اﻟﺜﻘﺔ أﻃﻴﺮ إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻚ ،أﻳّﻬﺎ اﻹﻟﻪ اﻟﺮؤوف ،أﻧﺖ وﺣﺪك اﻟﺼﺎﻟﺢ رﻏﻢ أنّ ﺣﻘﺎرﺗﻲ هﻲ آﺒﻴﺮة وإنّ ﺧﻄﺎﻳﺎي هﻲ ﻋﺪﻳﺪة ،أﺛﻖ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻷﻧّﻚ إﻟﻪ اﻟﺮﺣﻤﺔ .ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ أﺑﺪًا ،ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺳﺤﻴﻖ ،وﻻ ﺗﺬآﺮ اﻟﺴﻤﺎء أو اﻷرض أﻧّﻪ ﺧﺎب أﻣﻞ ﻧﻔﺲ اﺗّﻜﻠﺖ ﻋﻠﻴﻚ. ﻳﺎ إﻟﻪ اﻟﺮأﻓﺔ ،أﻧﺖ وﺣﺪك ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺒﺮّرﻧﻲ ،وﻟﻦ ﺗﻨﺒﺬﻧﻲ ﻟـﻤّﺎ ،أﻧﺎ اﻟﺘﺎﺋﺒﺔ ،أﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﺮﺣﻮم ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳُﺮﻓﺾ أﺣﺪٌ ﻗﻂّ ﺣﺘّﻰ وﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ آﺒﺎر اﻟﺨﻄﺄة.
٤٢
اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻨﻜﻮن رﺣﻮﻣﻴﻦ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ أرﻳﺪ أن أﺗﺤﻮّل آﻠﻴًّﺎ إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻚ وإﻟﻰ ﺻﻮرﺗﻚ اﻟﺤﻴّﺔ ،ﻳﺎ ر ّ ب ﻟﺘﻤﺮّ آﻞّ ﺻﻔﺎﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ وآﻞّ رﺣﻤﺘﻚ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺪرآﺔ، ﻋﺒﺮ ﻗﻠﺒﻲ وﻧﻔﺴﻲ إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺒﻲ. ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻳﺎ ربّ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻴﻨﺎي رﺣﻮﻣﺔ ،ﺣﺘّﻰ ﻻ أﺷﻚّ ﺑﺄﺣﺪ أو أﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻈﺎهﺮ ،ﺑﻞ ﻷرى ﻣﺎ هﻮ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ أﻗﺮﺑﺎﺋﻲ وأﺳﺎﻋﺪهﻢ. ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ آﻲ ﺗُﺼﺒﺢ أذﻧﺎي رﺣﻮﻣﺔ ،ﻷﺳﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎت أﻗﺮﺑﺎﺋﻲ وأن ﻻ أﺗﺼﺮّف ﺑﻼ ﻣﺒﺎﻻة أﻣﺎم ﺁﻻﻣﻬﻢ وﺗﻨﻬﺪاﺗﻬﻢ. ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ،ﻳﺎ ربّ ،أن ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺴﺎﻧﻲ رﺣﻮﻣًﺎ ﺣﺘّﻰ ﻻ أﺗﺤﺪّث ﺑﺴﻮء ﺿﺪّ ﻗﺮﻳﺒﻲ ،ﺑﻞ أﻧﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ واﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻳﺎ ربّ ،آﻲ ﺗﻜﻮن ﻳﺪاي رﺣﻮﻣﺔ وﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺣﺘّﻰ ﻻ أﺻﻨﻊ إﻻّ اﻟﺨﻴﺮ ﻷﻗﺮﺑﺎﺋﻲ وأن ﺁﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ آﻞّ اﻟﻤﻬﻤّﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ واﻟﻤﺘﻌﺒﺔ. ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ آﻲ ﺗﻜﻮن رﺟﻼي رﺣﻮﻣﺔ ﺣﺘّﻰ أﺳﺮع ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻗﺮﻳﺒﻲ ،ﻣﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺒﻲ وإرهﺎﻗﻲ .إنّ راﺣﺘﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ هﻲ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻗﺮﻳﺒﻲ. ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻳﺎ ربّ ،آﻲ ﻳﻜﻮن ﻗﻠﺒﻲ رﺣﻮﻣًﺎ ﺣﺘّﻰ أﺷﻌﺮ ،أﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻜﻞّ ﺁﻻم أﻗﺮﺑﺎﺋﻲ أن ﻻ أﺑﻌﺪ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻦ أﺣﺪ .ﺳﺄآﻮن ﺻﺎدﻗﺔ ﺣﺘّﻰ ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﺮف أﻧّﻬﻢ ﺳﻴﺴﺘﻐﻠّﻮن ﻣﻮدّﺗﻲ. وﺳﺄﺣﺒﺲ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ .ﺳﺄﺗﺤﻤّﻞ ﺁﻻﻣﻲ ﺑﺼﻤﺖ .ﻓﻠﺘﺤﻞّ ﻳﺎ ربّ رﺣﻤﺘﻚ ﻋﻠﻲّ.
٤٣
ﻻهﺘﺪاء اﻟﺨﻄﺄة ﻳﺎ إﻟﻪ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ .ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﺎزﻟﺖ ﻓﺄرﺳﻠﺖ ﻟﻨﺎ اﺑﻨﻚ اﻟﻮﺣﻴﺪ آﺒﺮهﺎن ﺳﺎﻃﻊ ﻋﻦ ﺣﺒّﻚ اﻟﺬي ﻻ ﻳُﺤﺪّ وﻋﻦ رﺣﻤﺘﻚ إﻧّﻚ ﻻ ﺗﻨﺒﺬ اﻟﺨﻄﺄة ،ﺑﻞ ﺑﻔﻴﺾ رﺣﻤﺘﻚ اﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ،ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻬﻢ أﻳﻀًﺎ آﻨﻮزك ﻟﻴﺴﺘﻤﺪّوا ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻐﺰارة ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ اﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ،ﺑﻞ أﻳﻀًﺎ آﻞّ ﻗﺪاﺳﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺒﻠﻎ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻨﻔﺲ .ﻳﺎ أب اﻟﻤﺮاﺣﻢ اﻟﻐﺰﻳﺮة، أرﻏﺐ أن ﺗﻌﻮد آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب ﺑﺜﻘﺔ إﻟﻰ رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺘﺒﺮّر أﺣﺪ أﻣﺎﻣﻚ إن ﻟﻢ ﺗﺮاﻓﻘﻪ رﺣﻤﺘﻚ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺤﺪودة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻌﻠﻦ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﺮّ رﺣﻤﺘﻚ ،ﻟﻦ ﺗﻜﻔﻲ أيّ أﺑﺪﻳّﺔ ﻟﻨﺸﻜﺮ ﻟﻚ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻤﺔ آﻤﺎ ﻳﺠﺐ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع آﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ .هﺒﻬﻢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻨﺪاﻣﺔ واﻟﺘﻮﺑﺔ أﺗﺬآّﺮ ﺁﻻﻣﻚ اﻟﻤﺤﺰﻧﺔ .أدرك رﺣﻤﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ وﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺤﻤّﻞ ﻓﻜﺮة أن ﺗﻬﻠﻚ ﻧﻔﺲ آﻠّﻔﺘﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻋﻄﻨﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺨﻄﺄة ،وﻟﺘﺴﺘﻘﺮّ ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺣﻤﺘﻚ .ﺧﺬ ﻣﻨّﻲ آﻞّ ﺷﻲء وﻟﻜﻦ أﻋﻄﻨﻲ اﻟﻨﻔﻮس .أرﻳﺪ أن أﺻﺒﺢ ﺑﺮﺷﺎﻧﺔ ذﺑﻴﺤﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﻄﺄة .ﻟﻴﺨﺒّﺊ هﻴﻜﻞ ﺟﺴﺪي ﺗﻘﺪﻣﺘﻲ ﻷنّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﻘﺪاﺳﺔ هﻮ أﻳﻀًﺎ ﻣﺨﺒﺄ ﻓﻲ ﻗﺮﺑﺎﻧﺔ وأﻧﺖ وﻻ ﺷﻚ ذﺑﻴﺤﺔ ﺣﻴّﺔ .أرﻏﺐ أن أآﻔّﺮ آﻞّ دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ .ﻳﺎ ﺧﺎﻟﻘﻲ وأﺑﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،إﻧّﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ ﻷﻧّﻚ اﻟﺼﻼح ﺑﺎﻟﺬات.
٤٤
ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة أﻳّﻬﺎ اﻟﺒﺮﺷﺎﻧﺔ آﻮﻧﻲ ﻋﻮﻧﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻨﻔﻰ ﺣﺘّﻰ أﺗﻘﻮّى وأﻣﺸﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ اﻟﻤﺨﻠّﺺ ﻻ أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻳﺎ ربّ أن ﺗُﻨـﺰﻟﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺑﻞ أﻧﺎ أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ اﻟﻘﻮّة ﻷﺛﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ .أرﻏﺐ أن أآﻮن ﻣﺜﻠﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻣﻤﺪّدة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ .أرﻳﺪ آﻞّ اﻟﻌﺬاﺑﺎت واﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤّﻠﺘﻬﺎ أﻧﺖ .أرﻳﺪ أن أﺷﺮب آﺄس اﻟﻤﺮارة ﺣﺘّﻰ اﻟﺜﻤﺎﻟﺔ. *** ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻋﻄﻴﻨﻲ اﻟﻘﻮّة ﻷﺗﺤﻤّﻞ اﻷﻟﻢ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻬﺮ وﺟﻬﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺷﺮب آﺄس اﻟﻤﺮارة .ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ أﻧﺖ آﻲ ﺗﺮﺿﻴﻚ ﺗﻀﺤﻴﺘﻲ وﻻ ﺗﺘﻠﻄّﺦ ﺑﺤﺐّ اﻟﺬات .وﻟﻮ داﻣﺖ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻠﻴﻤﺠّﺪك ﻳﺎ ربّ آﻞّ ﺷﻲء ﻋﻨﺪي ،ﺗﻌﺎﺳﺘﻲ وﻗﻮّﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء.
٤٥
ﻟﻤﻴﺘﺔ ﺳﻌﻴﺪة ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺮﺣﻮم ،اﻟﻤﻤﺪّد ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،أﻧﻈﺮ ﺑﺮأﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻨﺎ .ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،اﻟﻤﻄﻌﻮن ﺑﺎﻟﺤﺮﺑﺔ، إﺣﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ .أﻳّﻬﺎ اﻟﺪم واﻟﻤﺎء اﻟﻤﺘﺪﻓّﻘﺎن، ﻣﻦ أﺟﻠﻲ ،ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع آﻨﺒﻊ رﺣﻤﺔ ﻻ ﻳﻨﻀﺐ )ﻃﻬّﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎي وذﻧﻮﺑﻲ( ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﻨﺎزع ،رهﻴﻨﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،أﺑﻌﺪ ﻏﻀﺐ اﻟﺮبّ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻤﺎﺗﻲ. *** ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﺧﺎﺻّﺘﻲ .ﻟﻴﺖ ﺗﻤﺮّ اﻷﻳّﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻤﻨﻔﺎي ﺗﻤﺎﻣًﺎ وﻓﻖ إرادﺗﻚ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ .أﺿﻢّ ﺁﻻﻣﻲ ،وﻣﺮارﺗﻲ وﻧﺰاﻋﻲ اﻷﺧﻴﺮ إﻟﻰ ﺁﻻﻣﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،وأﻗﺪّم ذاﺗﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ﻃﺎﻟﺒﺔ وﻓﺮة رﺣﻤﺔ اﷲ ﻟﻠﻨﻔﻮس وﻻﺳﻴّﻤﺎ ﻟﻨﻔﻮس اﻟﺨﻄﺄة .أﺛﻖ ﺑﺜﺒﺎت ﺑﺈرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﺬات ،واﺋﺘﻤﻦ ذاﺗﻲ آﻠﻴًّﺎ إﻟﻴﻬﺎ .ﺳﺘﻜﻮن رﺣﻤﺘﻚ آﻞّ ﺷﻲء ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷﺧﻴﺮة. ﻟﻮاﻟﺪة اﻹﻟﻪ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ أﻣّﻲ وﺳﻴّﺪﺗﻲ ،أﻗﺪّم ﻟﻚ ﻧﻔﺴﻲ وﺟﺴﺪي وﺣﻴﺎﺗﻲ وﻣﻮﺗﻲ وآﻞّ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ .أﺿﻊ آﻞّ ﺷﻲء ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ .ﻳﺎ أﻣّﻲ ﺧﺒّﺌﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺤﺖ رداﺋﻚ اﻟﺒﺘﻮﻟﻲ وأﻋﻄﻨﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﻃﻬﺎرة اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ .إﺣﻤﻴﻨﻲ ﺑﻘﻮّﺗﻚ ﺿﺪّ آﻞّ اﻷﻋﺪاء ...ﻻﺳﻴّﻤﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺒّﺌﻮن ﺣﻴﻠﻬﻢ وراء ﻗﻨﺎع اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ...ﻳﺎ زﻧﺒﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ،أﻧﺖ ﻟﻲ ﻣﺮﺁة .ﻳﺎ أﻣّﻲ. ***
٤٦
ﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﻤﺮارة ،أﻧﻈﺮي إﻟﻰ ﻳﺎ أمّ اﷲ ﻟﻘﺪ ﻏﺎﺻ ْ ﻃﻔﻠﺘﻚ وﻋﻠّﻤﻴﻬﺎ أن ﺗﺘﺄﻟّﻢ وأن ﺗﺤﺐّ ﺑﻴﻨﻤﺎ هﻲ ﺗﺘﺄﻟّﻢ .ﻗﻮّي ﻧﻔﺴﻲ آﻲ ﻻ ﻳﺤﻄﻤﻬﺎ اﻷﻟﻢ .ﻳﺎ أمّ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﻋﻠّﻤﻴﻨﻲ أن أﺣﻴﺎ ﺑﻘﻮّة اﷲ. *** ﻳﺎ أمّ اﷲ اﻟﻌﺬﺑﺔ .اﺗّﺨﺬ ﺣﻴﺎﺗﻚ آﻤﺜﺎل ﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ،أﻧﺖ ﻟﻲ اﻟﻔﺠﺮ اﻟﺴﺎﻃﻊ أﺿﻴﻊ ذاﺗﻲ ﻓﻴﻚ وأﻓﺘﻦ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻷمّ اﻟﻌﺬراء اﻟﻄﺎهﺮة، ﻓﻴﻚ ﻳﻨﻌﻜﺲ اﻟﺸﻌﺎع اﻹﻟﻬﻲّ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻌﻮاﺻﻒ أﻧﺖ ﻋﻠّﻤﺘﻨﻲ أن أﺣﺐّ اﻟﺮبّ ،أﻧﺖ درﻋﻲ وﺣﻤﺎﻳﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺪو.
٤٧
ﺻﻼة ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﻸ ﻗﻠﺐ اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﺑﺈﺟﻼل ﻋﻤﻴﻖ ﻟﺮﺣﻤﺘﻚ اﻟﻼﻣﺤﺪودة .إﻣﻨﺤﻨﻲ ،إذا آﺎن ذﻟﻚ ﻣﻮاﻓﻘًﺎ ﻹرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،وﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ اﻟﻨّﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﺒﻬﺎ ﺑﺤﺮارة... أﻧﺎ ﻟﺴﺖ أهﻼً ﻟﺮﺣﻤﺘﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺎﻳﺎي وﻟﻜﻦ أﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺮﺿﻰ إﻟﻰ روح اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ وإﻧﻜﺎر اﻟﺬات ﻟﺪى اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ،وآﺎﻓﺊ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻹﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺼﻠﻮاﺗﻲ اﻟﺘﻲ أرﻓﻌﻬﺎ إﻟﻴﻚ ،ﺑﺜﻘﺔ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ. أﺑﺎﻧﺎ ...ﺳﻼم ...ﻣﺠﺪ... أﻳّﺘﻬﺎ اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻠﻨﺎ
٤٨
ﻓﻬﺮس آﻠﻤﺎت اﻷب اﻷﻗﺪس اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ٣ ......... اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ٥ ............................................... اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٨ ........................................... ﺟﻮهﺮ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٨ .................................. .١اﻟﺜﻘﺔ٨................................................................: .٢اﻟﺮﺣﻤﺔ٩.............................................................. ﺻﻮرة اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ١١ ......................................... ﻓﻌﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ١٣ ................................. ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ١٣ ............................................ ﺗﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ١٥ ...................................... اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺮﺣﻤﺔ٢٤ ........................................ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ واﻻﻋﺘﺮاف٢٥ .............................. اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ٢٦ ............................................. آﻠﻤﺎت اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻸﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ٢٦ .......................... ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٢٨ ...................................... ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٢٩ ...................................... ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ٣٠ ................................................... ﺻﻠﻮات ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ٣١ ................................ ﺻﻠﻮات ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴّﺎت اﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻦ٣٤ ........... ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ٣٤ ...................................... ﻋﺒﺎدة اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ٣٧....................................... ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺸﻜﺮ٣٨ ..................................................... اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ٣٨..............................
٤٩
ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ واﻟﻜﻬﻨﺔ٣٩ .................... ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﻃﻦ٣٩................................................... ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﺐّ اﷲ٤٠ ...................................... ﻹدراك ﻣﻌﺮﻓﺔ اﷲ٤٠ .............................................. اﺑﺘﻬﺎﻻت اﻟﺜﻘﺔ٤١ ................................................... ﺻﻠﻮات اﻟﺜﻘﺔ٤١ ...................................................... اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻨﻜﻮن رﺣﻮﻣﻴﻦ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ٤٢ ... ﻻهﺘﺪاء اﻟﺨﻄﺄة٤٣ .................................................. ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة٤٤ ............................................ ﻟﻤﻴﺘﺔ ﺳﻌﻴﺪة٤٥ .................................................... ﻟﻮاﻟﺪة اﻹﻟﻪ٤٥ ....................................................... ﺻﻼة ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟ ﱢﻨﻌَﻢ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ٤٧ ......... ﻓﻬﺮس٤٨...............................................................
٥٠