1
2
ﺟﻮﻻت اﻟﺮوح ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ
ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ
»آﺘﺎب اﻟﺴﻤﺎء«
دﻋﻮة اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻟﻠﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﻤﻜﺎن واﻟﻬﺪف اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ »ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع واﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ« -ﺳﻦ اﻟﻔﻴﻞ
أذِن ﺑﻄﺒﻊ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﺳﻴﺎدة اﻟﻤﻄﺮان ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺒﻴﺴﺮي
www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoud.mariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam
ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻄﺒﻌﻪ وﻧﺸﺮﻩ ﺟﻤﻌﻴّﺔ "ﺟﻨﻮد ﻣﺮﻳﻢ" ﻋﻠﻢ وﺧﺒﺮ /١٦٧أد
ﻳﻮزّع ﻣﺠﺎﻧﺎً
3
دور اﻟﺮوح ﺑﻌﻤﻞ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻴّﺔ وﻓﻌّﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺮوح ﺑﺄن ﺗﻠﺞ ﺻﻤﻴﻢ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺘﺠﻮب اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،ﺑﺼﻨﺎﺋﻌﻬﺎ ورواﺋﻌﻬﺎ، ﻣﻨﺎﺷﺪة ﺣﻠﻮل اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﺗﺮﺗﻘﻲ اﻟﺮوح ﻟﺘﻤﺜﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﺘﺮﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﻦ اﻹﻟﻬﻲّ وﺗﺘﻤﺜّﻠﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﺗﻤّﻢ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻟﻠﺤﺐّ .ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺮآﻪ وﺣﺪﻩ ﻻ ﺑﻞ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﻣﺸﺎرآﺘﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ. ﺗﻌﻮد اﻟﺮوح إﻟﻰ اﻟﺠﺬور ﻣﺘﺬآّﺮة ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ آﺎن اﷲ ﻳﺨﻠﻖ اﻷﺷﻴﺎء آﻠّﻬﺎ ﻣﻀﻔﻴًﺎ اﻟﺤﺐّ واﻟﻤﺠﺪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﻖ .وإذ ﻳﺒﺜّﻬﺎ ﺣﺒّﻪ اﻷوّل ،ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻣﺒﺎدﻟﺘﻪ اﻟﺤﺐّ اﻟﺬي أﻋﻄﺎهﺎ إﻳّﺎﻩ ﺑﻘﻮّة ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ اﻟﺨﻠﻖ. واﻟﺮوح ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ وﺗﻬﺐ اﻟﺤﺐّ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺤﺐّ وﺗُﻌﻠﻲ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﷲ اﻟﺬي أﺣﺒّﻬﺎ آﺜﻴﺮًا واﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪهﺎ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ وﺗﺸﺎرآﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ .واﷲ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒّﻬﺎ وﻳﻌﻤﻞ ﻷﺟﻠﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺿﺮة ﻓﺘﺮاﻓﻘﻪ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ. ﻣﻦ أﺟﻞ هﺬا ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺮوح إﻟﻰ اﻟﺠﻨّﺔ ﻟﻴﻨﻔﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﷲ ﻣﻦ روﺣﻪ اﻟﻤﺘﺠﺪّدة داﺋﻤًﺎ .وﺗﺴﺎﻓﺮ اﻟﺮوح ﻋﺒﺮ آﻞّ اﻟﻌﺼﻮر وﺗﺤﺘﻀﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻋﻠّﻬﺎ ﺗﻌﻮّض ﻋﻦ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ إﺳﺎءات .وﺗﻐﻮص ﻓﻲ ﺑﺤﻮر اﻷمّ اﻟﻤﻠﻜﺔ ﻓﺘﻌﻤﻞ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ وﺗﻬﺐ اﷲ أﻋﻤﺎل أﻣّﻬﺎ
4
آﻤﺎ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ .وﺗﺤﻠّﻖ اﻟﺮوح ﻓﻮق "اﻟﻜﻠﻤﺔ" ﻓﺘﺸﻬﺪ ﻣﺎ أﻧﺠﺰ هﺬا "اﻟﻜﻠﻤﺔ" ﻋﻠﻰ ﻣﺮّ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل ،ﺳﺎﻋﻴﺔ ﻷن ﺗﻨﺠﺰ هﻲ أﻳﻀًﺎ أﻋﻤﺎﻻً ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ أﻋﻤﺎل "اﻟﻜﻠﻤﺔ" ﺑﻜﻞّ ﺣﺐّ واﻣﺘﻨﺎن .وهﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ إﺣﻼل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض .وﺗﻘﺘﻔﻲ أﺛﺮ "اﻟﻜﻠﻤﺔ" ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ،ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻪ وﺻﻮﻻً إﻟﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻓﺈﻟﻰ اﻟﻴﻤﺒُﺲ .وهﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺮ ﻃﺎﻟﺒﺔ اﻧﺘﺼﺎر ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻣﻤﺠّﺪة ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات .وهﻲ ﺗﺮاﻓﻘﻪ أﺧﻴﺮًا ﻓﻲ ﺻﻌﻮدﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻨﺎدﻳﺔ ﺑﻌﻮدة ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻪ إﻟﻰ اﻷرض. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،ﻻ ﺗﻔﻮّت اﻟﺮوح ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ .إﻧّﻬﺎ ﺗﺤﻮط آﻞّ ﺷﻲء وﺗﺴﺘﻐﻞّ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﷲ ﻣﻨﺎﺷﺪة إﻳّﺎﻩ أن ﻳﺴﻜﺐ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ وأن ﻳﻐﻤﺮ اﻷﺳﺮة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ.
5
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻧﺒﺾ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻀﻌﻴﻒ ،ﻳﺎ ﻧﻔﺲ روﺣﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،ﻳﺎ ﻣﺤﻮر ذآﺎﺋﻲ ،إنّ ﺿﻌﻔﻲ ﻗﺪ زال ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻋﻈﻤﺘﻚ .أﻧﺎ آﺎﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﻌﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻲ ﺑﻤﻔﺮدﻩ ،ﻟﺬﻟﻚ أﻟﺠﺄ إﻟﻴﻚ وأﺿﻊ ﻳﺪيّ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻚ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻣﻌﻚ إﻟﻰ ﻧﻮر ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ. أرى اﻵن اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي ﻳﻠﻔﻆ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ اﻷوﻟﻰ وﻳﺒﺚّ ﻧﻮرًا ﻗﻮﻳًّﺎ ﻳﺒﻬﺮ اﻷﻧﻈﺎر .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،دع روﺣﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻗﺪﺳﻴّﺔٍ وﻗﻮّةٍ وﻧﻮرٍ ﻣﻦ إرادﺗﻚ اﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ﻓﻼ أﺷﻌﺮ ﺳﻮى ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﺗﺘﺤﺮّك ﻓﻲ داﺧﻠﻲ .ﺗﻤﻢّ إرادﺗﻚ ﻓﻲ آﻞّ إﻧﺴﺎن واﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﻞّ ﻣﻨﺘﺼﺮة ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﺴﻮد ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،دﻋﻨﻲ أﺳﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وأﺗﻌﻠّﻢ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ .ﻳﺎ ﻟﺮوﻋﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﷲ؛ ﻓﻬﻮ ،ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻨﻪ ،ﻣﻸ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺰرﻗﺎء ﺑﻤﻼﻳﻴﻦ اﻟﻨﺠﻮم اﻟﻤﺘﻸﻟﺌﺔ! وأﻣﺮ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺄﺷﺮﻗﺖ اﻟﺸﻤﺲ ،وﺛﺎﻟﺜﺔ ،ﻓﻨﻔﺢ اﻟﻬﻮاء وﺗﺤﺮّآﺖ أﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮ وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﺁن ﻣﻌًﺎ .ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪهﺶ اﻟﺮوح! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺧﻠﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﻤﺘﻸﻟﺌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم ﻓﺄﻧﺸﺮ ﺳﻤﺎء ﺣﺒّﻲ ﻓﻲ إرادﺗﻚ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ،أرﻳﺪ أن ﺗﺮدّد آﻞّ ﻧﺠﻤﺔ دﻋﺎﺋﻲ" :ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ،ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،وﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .إﻧّﻨﻲ أﻋﺒﺪ وأﻣﺠّﺪ ﺛﺒﺎﺗﻚ اﻹﻟﻬﻲّ ،ﻟﻌﻞّ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت آﻠّﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ وﻣﻬﻴّﺄة ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أواﺻﻞ رﺣﻠﺘﻲ ﻷﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺲ .أﺗﺄﻣّﻞ إرادﺗﻚ ﺗﺒﻌﺚ ﺷﻌﺎﻋًﺎ هﺎﺋﻼً ﻣﻦ اﻟﻨﻮر ﻟﺘﺨﻠﻖ ﻣﻨﻪ اﻟﺸﻤﺲ ،ذﻟﻚ اﻟﺠﺴﻢ اﻹﻟﻬﻲّ اﻟﺬي ﻏﻤﺮ اﻷرض وﺳﻜﺎﻧﻬﺎ وﻃﺒﻊ ﻋﻠﻰ آﻞّ
6
إﻧﺴﺎن ﻗﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮر وﺣﺐّ .ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ ،ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ آﻞّ ﺷﻲء ﺟﻤﺎﻻً .ﺑﺈرادﺗﻚ رﺳﻤﺖ هﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ ﻷﻧّﻚ ﺗﺤﺒّﻨﻲ .أرﻳﺪ أن أﻋﺎﻧﻖ ﻧﻮرهﺎ وﺣﺮارﺗﻬﺎ وﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ ﻷهﺪﻳﻚ ﺑﺪوري ﺷﻤﺴًﺎ ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ،أﻣﺠّﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ وأﺑﺎرك اﻟﻨﻮر اﻷﺑﺪيّ واﻟﺤﺐّ اﻟﻤﻀﻄﺮم اﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ ،وأﻣﺠّﺪ وأﺑﺎرك ﺟﻤﺎﻟﻚ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻖ اﻟﻔﺮﻳﺪ ورﻗّﺔ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ورهﺎﻓﺔ أذواﻗﻚ. ﺻﺪّﻗﻨﻲ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أﻋﺎﻧﻘﻚ ﺑﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ وأﻧﺜﺮ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﺒﻼت اﻟﺤﺎرّة؛ وأرﻳﺪ ﺑﻨﺪاﺋﻲ أن أﺣﻴﻲ ﺷﻌﺎع اﻟﺸﻤﺲ وﺗﺄﺛﻴﺮاﺗﻬﺎ ،ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ اﻷﻋﺎﻟﻲ وﺻﻮﻻً إﻟﻰ أﺷﻌّﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ إﺣﻼل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﻟﻢ ﺗﻼﺣﻆ أنّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻧﺰع اﻟﺤﺠﺎب ﻋﻦ ﻧﻮر اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺼﻞ ﻧﻮرهﺎ إﻟﻰ اﻷرض وﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ؟ أﻧﺎ ﺁﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺟﻨﺤﺔ ﻧﻮر اﻟﺸﻤﺲ ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ إﺣﻼل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ .ﻣﻦ ﻗﻠﺐ هﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ أﺗﻮﺳّﻠﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ ﺿﻴﺎء ﻧﻮرك ﻳﺨﺘﺮق ﻗﻠﻮب اﻟﺒﺸﺮ ﻟﻴﻨﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺒﺼﻴﺮة ،وأن ﺗﻐﺪق ﻋﻠﻴﻬﻢ إرادﺗﻚ ﻓﺘﻄﺮد ﻣﻨﻬﻢ آﻞّ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ! ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إذا ﻋﻜﺲ ﻧﻮرك اﻟﺠﻤﺎل اﻹﻟﻬﻲّ ﻓﻴﻬﻢ ،زال اﻟﻐﻀﺐ واﻷﺳﻰ وﻧﺎل آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻣﻨﻚ اﻟﺮﻗّﺔ وﺗﺠﺪّد وﺟﻪ اﻷرض .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،آﻢ أﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﻷﻧّﻚ ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ اﻟﺸﻤﺲ وأﻧﺎ ﺑﺪوري ﻣﻨﺤﺘﻚ اﻟﺸﻤﺲ! وﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﻗﻮّة ﺳﻤﺎوﻳّﺔ ﺗﻨﺎدي ﺑﺈﺣﻼل إرادﺗﻚ .أﺗﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﺼﻠّﻲ ﻃﺎﻟﺒًﺎ اﻟﻨﻮر؟ أرﺟﻮك أﺳﺮع وﻻ ﺗﺘﺄﺧّﺮ ،ﻓﻬﺬﻩ اﻟﺸﻤﺲ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﺳﻤﻚ ،دع ﻧﻮرهﺎ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻤﻌﻤﻮرة.
7
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻷن أﺗﺄﻣّﻞ اﻟﺒﺤﺮ .ﺗُﺮى ﻣﺎذا أﺳﻤﻊ؟ أﺳﻤﻊ هﺪﻳﺮًا ﻻ ﻳﻬﺪأ رﻣﺰًا ﻟﺤﺮآﺘﻚ اﻷزﻟﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻜﻴﻦ .أدﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻳﺎ هﺬﻩ اﻟﺤﺮآﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻻ ﺑﻞ أﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷوزّﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ؛ وإﻧّﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺴﺒﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧِﻌﻢ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻟﻮاﻓﺮة .هﻼّ ﻧﻈﺮت ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻟﺘﺮى آﻴﻒ أﻏﻮص ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﻨﺎدﻳًﺎ ﺑﻼ ﺗﻮﻗّﻒ آﻠّﻤﺎ ﻃﺎﻟﻌﺘﻨﻲ ﺣﺮآﺔ أو ﺻﺎدﻓﺖ آﺎﺋﻨًﺎ ﺣﻴًّﺎ أﻧّﻨﻲ "أﺣﺒّﻚ وأﺷﻜﺮك وأﻋﺒﺪك وأﺑﺎرآﻚ وأﻣﺠّﺪك!" وإﻧّﻨﻲ ﺑﺼﻮﺗﻲ هﺬا أﻃﻐﻰ ﻋﻠﻰ هﺪﻳﺮ اﻟﺒﺤﺮ وأﺻﻮات اﻷﺳﻤﺎك وﺗﻼﻃﻢ اﻷﻣﻮاج ﻣﺪًّا وﺟﺰرًا ﻣﺆ ّآﺪًا ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ أﻧّﻚ أﻧﺖ اﻟﺬي ﺳﻜﺒﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻻ ﺗﺴﻤﻊ رﻧﻴﻦ ﻗﻄﺮات اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﺮدّد ﻣﻊ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﺻﻮات "ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ، ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ!" أﻻ ﺗﺮى آﻴﻒ أنّ اﻷﻣﻮاج ﺗﺘﻜﺴّﺮ آﺄﻧّﻤﺎ هﻲ ﺗﺸﻖّ اﻟﺒﺤﺮ ﻟﺘﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻪ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺠﺒّﺎرة وﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﺘﻌﺎﻧﻖ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ وﺗﺤﻞّ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ إﻻّ أن أﻣﺪح ﺗﻮاﺻﻞ ﺣﺮآﺘﻚ وأن أﻋﺒّﺮ ﻋﻦ أﺧﻠﺺ ﺣﺒّﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬا اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻬﺎﺋﺞ وأﻣﻮاﺟﻪ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ وأن أﻣﺠّﺪ ﻧﻘﺎوﺗﻚ اﻟﺒﺎهﺮة ﻓﻲ ﺟﺒﺮوﺗﻬﺎ وﻋﻈﻤﺘﻬﺎ وأن أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ورﺣﺎﺑﺔ ﻗﻠﺒﻚ ﺳﺘﺮًا ﻟﻜﻞّ ﻋﻴﺐ .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖّ هﺬﻩ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ،أن ﺗﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن أآﺜﺮ ﻋﺪاﻟﺔ وﻗﻮّة وﻧﻘﺎوة وأن ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻓﻴﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻚ ﺣﺮآﺘﻚ اﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻨﻬﺎ أﺳﺎﺳًﺎ.
8
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،هﺄﻧﺬا أﺗﺄﻣّﻞ اﻟﻬﻮاء ﺑﻨﺴﻴﻤﻪ اﻟﻌﺬب اﻟﻌﻠﻴﻞ وﺑﺰﻣﻬﺮﻳﺮﻩ اﻟﻘﻮيّ اﻟﻤﺤﺘﺪم اﻟﺬي ﻳﺪﻣّﺮ وﻳﺸﺘﺪّ وﻳﺒﻬﺮ ﻓﻲ ﺁن .أﺗﺄﻣّﻞ اﻟﻬﻮاء ﻷﻧّﻪ ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻚ ﻓﺄﺳﺒّﺢ وأﺣﺐّ وأﻣﺠّﺪ وأﺣﻤﺪ .إنّ ﺣﺒّﻚ اﻟﻤﺘﺠﻠّﻲ ﻓﻲ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺮﻳﺢ ﺗﻌﺼﻒ أﻣﻼً ﺑﺄﻻّ ﻳﺘﻨﻜّﺮ ﻟﻬﺎ إﻧﺴﺎن .ﻟﻜﻦّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ أﺻﻤّﺖ أذﻧﻴﻬﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮاهﺎ ﺗﺤﺘﺪّ وﺗﺘﻜﻠّﻢ ﺑﺄﺻﻮات ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻟﺘﺴﻮد وﺗﻔﺮض ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﻼّ ﺣﻠﻠﺖ ،ﺑﺴﻠﻄﺎن إرادﺗﻚ اﻟﻌﻠﻴّﺔ، ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ وأﺣﻜﻤﺖ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻓﺘﺘﻌﺬّر اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ .هﻼّ ﺟﺬﺑﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻴﻚ ﺑﻨﻀﺎرة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،ﻓﺘﺨﻮر آﻞّ إرادة إﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ أﻣﺎم ﻗﻮّﺗﻬﺎ واﻧﺪﻓﺎﻋﻬﺎ وﺗﺮﺗﻘﻲ اﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ .هﻼّ أﺳﻤﻌﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻧﻴﻨﻚ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ وﻧﺪاءك اﻟﺪاﻋﻲ ﻷن ﺗﺤﻘّﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺎدﺗﻚ؟ وﻟﻜﻦ إذا أﻏﻔﻞ اﻟﺴﻤﻊ ،ﺗﻜﻠّﻢ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ﻳﺨﺘﺮق اﻵذان وﻳﺠﻌﻞ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻳﺪرك إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻬﺎ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أرﻳﺪ أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أن أﺳﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺮﻳﺢ ﺳﻌﻴًﺎ وراء ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .وأرﻳﺪ ﻣﻊ آﻞّ ﻟﻔﺤﺔ هﻮاء ،أن أﺳﺮّ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﻋﺬوﺑﺔ ﻗﺒﻼت ﻣﺸﺌﻴﺘﻚ ورهﺎﻓﺔ ﻟﻤﺴﺎﺗﻬﺎ وﻟﻄﻒ ﻣﻌﺎﻧﻘﺎﺗﻬﺎ.
9
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻟﻘﺪ اﺣﺘﻀﻨﺖ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ آﻠّﻬﺎ ﺗﺤﺖ ذﻳﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺒﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﻓﻌﺎﻻً ﻻ ﺗﺤﺼﻰ وﻻ ﺗﻌﺪّ. ﻟﺬﻟﻚ أﻋﺪدت اﻟﻌﺪّة ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻷﺟﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﺒﺘﻐﺎي اآﺘﺸﺎف هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل .إﻧّﻨﻲ أهﻴﻢ ﻓﻲ اﻷﻋﺎﻟﻲ أﺑﺚّ اﻟﻬﻮاء "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﺘﺘﻨﺴّﻢ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء ،اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ.
أرﻳﺪ ﺑﺤﺒّﻲ أن أﺑﺎرآﻚ وأﻣﺠﺪّك وأﺛﺒّﺖ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻟﻤﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أرﻳﺪ أن أﺟﻮل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻷﺧﺘﻢ اﻟﻌﺸﺐ واﻷزاهﻴﺮ واﻷﻋﻤﺎق اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻨﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن. أرﻳﺪ أن أﺑﺚّ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ وأن أﻣﻨﺢ ﺻﻮﺗﻲ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ﻓﻴﻌﻠﻦ ﻟﻠﻤﻸ "ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض".
هﻼّ أﺻﻐﻴﺖ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع :إﻧّﻨﻲ أودع اﻟﻄﻴﺮ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﻤﻐﺮّد اﻟﻤﺮﻧّﻢ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" وﻣﻌًﺎ ﻧﻨﺎﺷﺪ ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ .إﻧّﻨﻲ أودع اﻟﺤﻤﻞ اﻟﻮﺿﻴﻊ واﻟﻘﻤﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪل "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ"؛ وﺗﻌﻠﻮ أﺻﻮاﺗﻨﺎ ﻣﻨﺎدﻳﺔ ﺑﺤﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ .إﻧّﻨﻲ ﻋﺎزم ﻋﻠﻰ أن أﺿﻔﻲ اﻟﺠﻤﺎل ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺨﻠﻮق ﻣﺮ ّددًا ﻣﺮارًا وﺗﻜﺮارًا ﻣﻊ آﻞّ إﻧﺴﺎن ”!" “Adveniat Regnum tuumﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ!" ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أﻏﻮص إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻷرض وأﻃﻤﺮ ﻗﻠﺒﻲ هﻨﺎك ﻓﻴﺮوح ﻳﺨﻔﻖ ﺣﺒًّﺎ ﻟﻚ وﻳﺒﺚّ ﻣﻦ ﻧﺒﻀﺎﺗﻪ ﺣﺒًّﺎ ﻋﻠﻰ آﻞّ إﻧﺴﺎن هﺎﺗﻔًﺎ "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ وﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ".
10
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﺷﻌﺮ ﺑﺤﺒّﻚ ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ إﻟﻴﻚ وﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻨﺎدﻳﻨﻲ ﻷآﻮن ﺣﺎﺿﺮًا ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﺗﻨﺠﺰﻩ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل .ﻓﺄﻧﺖ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻟﻲ ،ﺗﻨـﺰﻋﺞ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﺸﺎرآﺘﻲ ﻟﻚ ﻓﻲ إﺣﻼل ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ؛ وﻣﻊ أﻧّﻨﻲ ﻻ أﺟﻴﺪ اﻟﺘﺼﺮّف ،ﻓﺈﻧّﻚ ﺗﺴﻌﺪ ﺑﺤﻀﻮري ﻣﺸﺎهﺪاً ﻳﺮدّد "أﺣﺒّﻚ وأﻣﺠّﺪك وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك". هﺎ أﻧﺬا ﻓﻲ اﻟﺠﻨّﺔ .أﺗﺄﻣﻠﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﻊ اﻵب واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﺗﺼﻨﻌﻮن ﻣﻌًﺎ ﺟﻮهﺮة ﺛﻤﻴﻨﺔ ،ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻨّﻴّﺔ أﻻ وهﻲ ﺗﻤﺜﺎل ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺠﺴّﺪ اﻹﻧﺴﺎن .ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻜﺒﺘﻢ ﻣﻘﺪارًا واﻓﺮًا ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ وﻓﻴﻪ ﻧﻔﺤﺘﻢ ﻓﻴﻀًﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل وإﻳّﺎﻩ أﻟﺒﺴﺘﻢ روﻧﻘًﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﺳﻴّﺔ اﻷﻟﻮان اﻟﺒﺎهﺮة! وﻻ ﻳﺴﻌﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ إﻻّ أن ﺗﺘﻮﻗّﻒ ﺑﺮهﺔ ﻓﺘﺘﺄﻣّﻠﻪ ﻋﻴﻨﺎك وﻳﻨﺒﺾ ﻟﻪ ﻗﻠﺒﻚ هﺎﺗﻔًﺎ "ﻳﺎ ﻟﺮوﻋﺔ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ!" وﻣﻦ ﺛﻢّ ﻳﻔﻴﺾ ﺣﺒّﻚ وﻳﺘﺪﻓّﻖ إذ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻟﻔﺘﺮة أﻃﻮل ،ﻓﺘﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ وﺻﻮرﺗﻚ .هﻜﺬا ﺧﻠﻘﺖ اﻹﻧﺴﺎن .ﺧﻠﻘﺘﻪ وأﻏﺪﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺐّ ﻓﺎﺧﺘﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺤﻴﻄًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ ﻳﺒﺎدل ﺑﻪ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺣﺒّﻪ .وﻟﻜﻦّ أﻣﻮاج اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ أﻏﺮﻗﺖ اﻟﺤﺐّ اﻟﻤﺨﻠﻮق ﻓﻲ اﻟﺤﺐّ اﻟﺨﺎﻟﻖ ،ﻣﻤّﺎ أﺷﻌﻞ ﻓﺘﻴﻞ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﻤﺨﻠﻮق. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أرﺗﺠﻒ رهﺒﺔ أﻣﺎم ﻗﺪﺳﻴّﺔ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن! إﻧّﻨﻲ أﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻚ اﻟﺨّﻼق هﺎﺗﻔًﺎ "ﻳﺎ ﻟﺮوﻋﺔ ﻣﺎ
11
ﺧﻠﻘﺖ! إنّ ﺻﺪى ﺣﺒّﻪ ﻳﺨﺘﺮﻗﻨﻲ .إنّ ﺻﻮﺗﻪ اﻟﻌﺬب واﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻢ ﻳﻄﺮب ﻣﺴﻤﻌﻲّ .وإنّ ﻗﺒﻼﺗﻪ ﻣﺮهﻔﺔ وﻣﺘّﻘﺪة! آﻢ أﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﻷﻧّﻨﻲ ﻣﻨﺤﺘﻪ اﻟﺤﻴﺎة! إﻧّﻪ ﺳﻌﺎدﺗﻲ وﺳﺮور ﻗﻠﺒﻲ!" ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أرﻳﺪ أن ﺗﻨﻔﺦ ﻓﻲﱠ ﻧﻔﺴﻚ اﻟﺨّﻼق .أرﻳﺪ أن أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك ﺑﻜﻤﺎل ﺣﺐّ ﺁدم وﻗﺪﺳﻴّﺔ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﻟﻚ .وﻟﺌﻦ آﻨﺖ ﻣﺨﻠﻮﻗًﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖّ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ،إﻻّ أﻧّﻨﻲ أﺗﺸﻮّق ﻷن ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺤﺐّ واﻟﻨﻮر ﻓﺘﺘﺮاﻗﺺ ﻓﻲّ أﻣﻮاج ﻗﻮّﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺧﺎﻟﻘﻲ .ﻧﻌﻢ ،إﻧّﻨﻲ أﻋﻄﻴﻚ اﻟﺤﺐّ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﻴﻀًﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ ،وﺗﻬﺰج أﻣﻮاﺟﻲ ﻋﺎﺗﻴﺔ ﺗﻨﺎدي ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ وﺣﻠﻮل ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻧّﻨﻲ أدﺧﻞ ﻓﻲ وﺣﺪة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻟﺘﺘﻮﺣّﺪ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ وﺣﺒّﻲ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ وﺣﺒّﻚ .وﻓﻲ رﺣﺎب هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ،دع ﺻﻮﺗﻲ ﻳﺠﻠﺠﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﻳﻠﺘﺤﻒ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ آﻠّﻬﺎ وﻳﺨﺘﺮق اﻷﻋﻤﺎق اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ وهﻮ ﻳﺼﺪح "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ وﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض!" ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺪﺳﻴّﺔ ﺁدم وﻣﺠﺪﻩ ﻣﻠﻜًﺎ ﻟﻲ ،وآﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﻓﻜﺎرﻩ وﻧﻈﺮاﺗﻪ وأﻋﻤﺎﻟﻪ وﺧﻄﻮاﺗﻪ هﺪﻳّﺔ ﻟﻚ .وإﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻚ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲّ ،أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻳﺤﻞّ ﺑﻴﻨﻨﺎ. ﻓﻲ اﻟﺠﻨّﺔ ﻳﺘﻨﻌّﻢ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﻤﺨﻠﻮق ﻣﻌًﺎ .ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن أﺻﺒﺢ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺴﺮور اﻹﻟﻬﻲّ وﻓﺮح اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ ،وهﻮ ﺣﺎز اﻷﻓﻀﻠﻴّﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﻮن ﻷﻧّﻪ ﻳﻤﻠﻚ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
12
ﺟﺴّﺪ ﺁدم ﻓﺮح اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ وﺑﻬﺠﺘﻬﺎ .ﻓﻜﻞّ ﺷﻲء آﺎن ﻳﺬآّﺮﻩ ﺑﺨﺎﻟﻘﻪ اﻟﺬي ﺣﺮص داﺋﻤًﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺳﻌﻴﺪًا .وﻟﻤّﺎ رﺁﻩ وﺣﻴﺪًا ،ﺿﻤّﻪ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻪ ﻟﻴﻐﻔﻮَ ،وﻣﻦ ﺛﻢّ ،ﻟﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻪ، أﺧﺬ ﺿﻠﻌًﺎ ﻣﻦ ﺿﻠﻮﻋﻪ وﺧﻠﻖ اﻟﻤﺮأة رﻓﻴﻘﺔ ﻟﻪ ﺗﺆﻧﺲ وﺣﺪﺗﻪ. أﻣّﺎ ﺣﻮّاء ،أﻣّﻨﺎ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﺖ هﻲ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ اﺗّﺤﺎد ﺑﺎﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وآﻢ ﺗﻨﺎﻓﺴﺖ وﺁدم ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﷲ ﻣﺎﻧﺢ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺐّ واﻹﺟﻼل واﻟﺘﻜﺮﻳﻢ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن ﺗﻨﻐﺮس روﺣﻲ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻲ وﺣﺪة إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أرﻳﺪ أن أﺑﻘﻰ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﻏﻤﺮة هﺬﻩ اﻷﻣﻮاج اﻟﻬﺎدرة ﺣﺒًّﺎ ﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ أﺣﺐّ أﺟﺪادﻧﺎ اﻷواﺋﻞ ﺟﻼﻟﺘﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، أﻧﺎدي ﺻﺎرﺧًﺎ "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ وﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض".
13
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،إن ﻗﻮّة إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أﺗّﺤﺪ ﺑﻚ ،رﺑﻄﺖ ﻋﻤﻞ أوﻟﻰ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺑﻌﻤﻞ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﺸﺎﻃﺮﺗﻪ اﻟﺨﻴﺮات واﻟﻤﺴﺮّات .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أرﻳﺪ أن أﺑﺪأ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ وﺣﺪة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ هﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل أﺟﺪادي اﻷواﺋﻞ. وأرﻳﺪ أن أﺑﻨﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ اﻟﺴﻌﺎدة واﻻﺑﺘﻬﺎج. ﻟﻜﻦّ أﺳﻔﻲ ﻋﻤﻴﻖ! ﻓﺂدم وﺣﻮّاء أﺳﺎءا اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﻣﺎﻧﺔ وﻏﻠّﺒﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻓﺎﻧﺤﺪرا ﻣﻦ أﻋﻠﻰ ﻗﻤﻢ اﻟﻔﺮح اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻟﺒﺆس واﻟﺸﻘﺎء .إهﺘﺰّت اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻋﺠﺒًﺎ ﻟﺮؤﻳﺔ أﺣﺴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ وأﻓﻀﻠﻬﺎ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ. إﻧﺨﻀّﺖ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺑﺄﺳﺮهﺎ وﺷﻌﺮتَ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﺑﺎﻷﺳﻰ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻷﻧّﻬﻤﺎ ﺑﻌﻤﻠﻬﻤﺎ هﺬا ،دﻓﻌﺎك ﻷن ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻮب اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻟﺘﺤﺎﺳﺒﻬﻤﺎ وﺗﻘﺎﺿﻴﻬﻤﺎ. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﻧﺎ ﻣﻌﻚ ﻷواﺳﻲ ﻗﻠﺒﻚ وأؤﻧﺴﻪ .إﻧّﻨﻲ أﺗّﺨﺬ ﻣﻦ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻟﻲ وﻟﻦ أﺑﺎرﺣﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم، ﻋﻠّﻲ أﺳﺘﻔﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞّ ﻣﻦ ﺟﺰء ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻮﻓﻴﺮة اﻟﺘﻲ أﺿﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺨﻼﺋﻖ اﻷوﻟﻰ ،وأﻣﺤﻮ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻌﺎر اﻟﺘﻲ وُﺳﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﺎهﻬﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢّ أرﻳﺪ أن أﻗﺒّﻠﻚ وأﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ اﻷﺳﻰ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻚ ﺗﺘّﺸﺢ ﺑﻠﺒﺎس اﻟﻌﺪاﻟﺔ ،وأﻋﻴﺪ إﻟﻴﻚ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻔﺮح اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺷﻌﺮت ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ اﻹﻧﺴﺎن اﻷوّل .أرﻳﺪ أن أﻧﺰع ﻋﻨﻚ هﺬا اﻟﺜﻮب ﻷﺗﺄﻣّﻠﻚ ﻓﻲ وﺷﺎح اﻟﺴﻼم. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﺳﻤﺢ ﺑﺄن ﺗﻌﻮد أﻳّﺎم اﻟﺨﻠﻖ اﻷوﻟﻰ وﺟﺪّد ﺑﻮاﻋﺚ اﻻﺣﺘﻔﺎل واﻟﻔﺮح ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ ﺧﻼﺋﻘﻚ ﺑﺈﺣﻼل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ.
14
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﻦ أﺗﺮآﻚ وﺣﻴﺪًا ﻓﻲ أﺳﺎك وﻟﻦ أﺣﻴﺪ أﺑﺪًا ﻋﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،وﺑﻜﻞّ إﺟﻼل أﻋﺪك ﺑﺄﻻّ أﺗﺼﺮّف وﻓﻖ إرادﺗﻲ .ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺰﻣﻊ أن ُأﺣﻜِﻢ رﺑﻂ إرادﺗﻲ ﺑﻌﺮﺷﻚ ﻓﺘﺬوب إرادﺗﻲ ﻓﻲ إرادﺗﻚ ﺣﺘّﻰ اﻻﻧﺼﻬﺎر .وﻟﻦ أﺗﻮاﻧﻰ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻤّﺎ ارﺗﻜﺐ ﺁدم وﺣﻮّاء ﻣﻦ ﻋﺼﻴﺎن ﻷواﻣﺮك .ﻻ أرﻳﺪ ﺳﻮى أن أﻋﺘﺮف ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ وأن أﻣﺘﺜﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﻜﻠّﻴّﺘﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﻌﺰﻳﺰ ،أودّ أن أﺣﻠّﻖ ﻓﻮق آﻞّ اﻷﻓﻜﺎر ،ﺑﺪءًا ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﺁدم وﺣﺘّﻰ أﻓﻜﺎر ﺁﺧﺮ ﻣﺨﻠﻮق ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض ﻟﺘﻨﺘﺼﺮ ﺑﺬﻟﻚ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺳﺄﻃﺒﻊ ﻓﻲ آﻞّ ﻓﻜﺮ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ وﺗﻤﺠﻴﺪًا ،وأﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ ،أن ﺗﺤﻞّ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ وﺳﻄﻨﺎ .أﺗﻤﻨّﻰ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أن ﻳﻔﻬﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وأﺗﻤﻨّﻰ أﻳﻀًﺎ ﻟﻮ ﺗﺴﻤﺢ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺑﺄن ﺗﺤﻞّ إرادﺗﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض. أرﻳﺪ أن أﻃﺒﻊ آﻞّ ﻧﻈﺮة وآﻞّ آﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻈﺮات اﻟﺨﻼﺋﻖ وآﻠﻤﺎﺗﻬﺎ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" وأودّ أن أﻋﻮّض ﻋﻦ اﻷﺳﻰ اﻟﺬي ﻋﺎﻧﻴﺘﻪ، وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺤﻞّ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ﻓﻴﻨﺎ .وإﻧّﻨﻲ أرﻳﺪ ،ﻣﻊ آﻞّ ﻋﻤﻞ وﺧﻄﻮة وﻧﺒﻀﺔ ﻗﻠﺐ ،أن أردّد هﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ "أﺣﺒّﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع وأرﻳﺪ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻬﺎ". وﻓﻲ ﻇﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،أرﻳﺪ أن أﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ آﺎن ﻳﻔﺘﺮض ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﻘﺔ أن ﺗﻘﺪّم ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﺪ وﺣﺐّ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ اﺳﺘﻈﻠّﺖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .وإﻧّﻲ أﺳﺎﻟﻚ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ أن ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ.
15
ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أﺳﺘﺮﺟﻊ أﺳﺲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ وأن أﺗﺄﻣّﻞ ﻣﻄ ّﻮﻻً ﻣﺎ اﺟﺘﺮﺣﺖ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ رواﺋﻊ ﻓﻴﻬﺎ. ﺳﺄﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺗﻀﺤﻴﺔ إﺑﺮاهﻴﻢ وﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ إﺳﺤﻖ ﻷﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﺮّف آﻞّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وﺳﺄﻃﺒﻊ أﺳﻰ ﻳﻌﻘﻮب "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" وآﺬﻟﻚ أﺳﻰ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺠﺪﻩ وﺳﻴﻄﺎل "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻗﺪرة ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻴّﺔ وﻗﻮّة ﺷﻤﺸﻮن وﻗﺪﺳﻴّﺔ داود وﺻﺒﺮ أﻳّﻮب .وﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﺳﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻣﻦ إﺷﻌﺎﻋﺎت ﻧﻮر ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﺴﻮد ﻓﻲ آﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﻧﻈﺮ آﻴﻒ أﺟﻮل ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﻷﺑﺤﺚ ﻋﻦ أﻋﻤﺎل ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ وأﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﺗُﺤﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺗﻘﺘﺮب أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﺗﺮﺳﻞ إﺷﻌﺎﻋﺎت اﻟﻨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻴﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء وﺗﻜﺸﻒ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﺮّ ﻣﺠﻴﺌﻚ إﻟﻰ اﻷرض ﻣﺤﺪّدًا اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن واﻟﻈﺮوف .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻧّﻨﻲ أﺣﻠّﻖ ﻓﻮق آﻞّ ﻧﺒّﻲ وﻓﻮق آﻞّ وﺣﻲ وأآﺴﻮ آﻞّ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻲ ﺑﺪﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك وأﺳﺄﻟﻚ إﺣﻼل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ" .إنّ آﻞّ وﻋﺪ ﻗﻄﻌﺘﻪ وآﻞّ إﻟﻬﺎم ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻳﺸﻜّﻞ اﻟﺘﺰاﻣًﺎ ﺗﻌﻬّﺪت ﺑﺈﺗﻤﺎﻣﻪ وﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ارﺗﺒﺎط ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ ﺑﻤﻠﻜﻮت اﻟﺨﻼص .ﻟﻤﺎذا إذا ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻻ ﺗﺴﺮع وﺗﻨﺠﺰ ﻋﻤﻠﻚ؟ ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻧﺎﻗﺼًﺎ ،آﻤﺎ أﻧّﻚ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﻓﻘﻂ ﺟﺰءًا ﺻﻐﻴﺮًا ﻣﻤّﺎ ﺗﻤﻠﻚ؛ هﻠﻢﱠ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع .ﻓﺈن آﻨﺖ، ﺑﺘﺤﺮﻳﺮﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ﻗﺪ ﻣﻨﺤﺘﻨﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ،أﺳﺎﻟﻚ أن ﺗﻜﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ ﻓﺘﺮﺳﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻟﺘﺴﻮد ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ!
16
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻳﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس اﻟﻤﻤﺠّﺪ ،اﻵب واﻹﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس، إﻧّﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺤﺒّﻚ ﻳﻔﻴﺾ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ .إﻧّﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺴﻌﺎدة ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘّﺸﺢ ﺑﻮﺷﺎح اﻟﻌﺪاﻟﺔ .وﻟﻼﺣﺘﻔﺎل ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﺬي اﺣﺘﻔﻠﺖ ﺑﻪ ﻳﻮم ﺧﻠﻘﺖ اﻹﻧﺴﺎن، ﺣﺮّآﺖ ﻣﻜﺎﻣﻦ اﻟﻘﻮّة واﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﺤﺐّ واﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن، ﺛﻢّ ،وﺑﻜﻠﻤﺔ ﻣﻨﻚ ،ارﺗﺒﻄﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،وﻣﻦ أﻋﻤﺎق هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻴﻄﺎت ﺧﻠﻘﺖ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻧﻘﻴّﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﻧّﺴﺔ وﺟﻤﻴﻠﺔ أﺑﻬﺠﺖ أﻟﻮهﻴّﺘﻚ ﻓﺮﺣًﺎ. اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء اﺟﺘﻤﻌﺘﺎ ﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎل وﻻدة هﺬﻩ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﻄﺎهﺮة واﺑﺘﻬﺠﺖ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ ﺑﺘﺘﻮﻳﺠﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ .وأﻧﺎ ﺑﺪوري إﻧﺤﻨﻴﺖ أﻣﺎﻣﻬﺎ ،أﻣﺎم ﻣﻦ رﺿﻲَ اﻵب واﻹﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻨﻬﺎ .أدﻋﻮ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﺸﻤﺲ واﻟﻬﻮاء واﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وآﻞّ إﻧﺴﺎن ﻟﻨﻌﻠﻲَ ﻣﻌًﺎ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة وﻟﻨﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ ﺳﻴّﺪة وأﻣًّﺎ اﺧﺘﺎرهﺎ اﷲ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ. أﻻ اﻧﻈﺮي ﻳﺎ أﻣّﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﻠﻮب وارﻣﻘﻲ ﺑﺤﻨﺎﻧﻚ اﻟﻨﻈﺮات اﻟﻤﺘﻠﻬّﻔﺔ إﻟﻴﻚ .ﻣﺼﻴﺮﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ .دﻋﻴﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺣﺒﻠﻚ ،ﻧﺒﺘﻬﻞ إﻟﻰ أﺑﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎوي ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ "ﻟﺘﺤﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض". ﻳﺎ أﻣّﻨﺎ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،ﻗﺪّﻣﻴﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻠّﻪ ﻓﻴﺸﻌﺮ ﺑﻐﻤﺮة اﻟﻔﺮح ﻋﻨﺪ رؤﻳﺔ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺣﻮﻟﻚ ﻣﺮﻧّﻤﺔ ﻣﻌﻚ "ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ".
17
ﻧﻌﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮ ،إﺟﻌﻠﻮا ﺣﺒّﻜﻢ ﻳﺪﻓﻖ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﻮﻟﻮدة ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻓﻴﻀًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﺘّﺘﺴﻊ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن .هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﺗﻌﻄﻴﻜﻢ آﻞّ ﺷﻲء وﺗﻌﻮّض ﻋﻠﻴﻜﻢ آﻞّ ﺷﻲء وﺗﻌﻴﺪ ﻣﺠﺪ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ إﻟﻴﻜﻢ. أﻋﺮﺑﻮا ﻟﻬﺎ ﻋﻦ أﺳﻔﻜﻢ وﻧﺪﻣﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﻋﻠﻰ اﻷﺳﻰ اﻟﺬي ﺳﺒّﺒﺘﻪ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ إذ ﻧﺒﺬت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻳّﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ،إﺳﺘﻮدع ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ آﻞّ ﺷﻲء وهﻲ ﺗﻬﺪﻳﻚ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،وﺑﻜﺮم ﻓﺎﺋﻖ ،ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﺮّس ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ. وﻣﻦ ﺛﻢّ ﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ رهﻦ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ وﺗﺨﺘﺎرهﺎ ﻟﻬﺎ ﻗﺪوة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺘﺘﺄﺻّﻞ ﺟﺬور ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ روﺣﻬﺎ. إﻧّﻨﻲ أﺳﻤﻊ اﻵن ﺻﺪى ﺗﺮدادهﺎ اﻟﺪاﺋﻢ "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺨﻼص ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .وﻟﺘﻜﻦ آﻠﻤﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض .وﻟﻴﺤﻞّ اﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﻤﺨﻠﻮق ،ﻳﺎ أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻷزﻟﻲ ،ﻟﻦ أﺑﺎرح آﻨﻔﻚ أﺑﺪًا ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ ﻣﺎ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ إﻳّﺎﻩ!" ﺁﻩ ،أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ ،أردّد ﻣﻊ أﻣّﻲ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﺼﻼة اﻟﺘﻲ أؤﺛﺮ "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ" .ﻟﻦ أﻧﺤﻨﻲَ أﻣﺎم رأﻓﺘﻚ اﻷﺑﻮﻳّﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺳﺄﻋﺎﻧﻘﻚ ﺑﻘﻮّة ﺣﺘّﻰ ﺗﺆآّﺪ ﻟﻲ أنّ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬّﻴﺔ ﺳﺘﺤﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن وﺳﺘﺴﻮد أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻨﺘﺼﺮة ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء.
18
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،إﻧّﻨﻲ أﺻﻠّﻲ ﻟﻚ ﻃﺎﻟﺒًﺎ أن ﺗﺼﻄﺤﺐ أﻣّﻲ اﻟﻤﻠﻜﺔ روﺣﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة إﻟﻰ آﻨﻒ أﺑﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎوي ،داﻋﻴًﺎ، ﺳﻼً ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺎآﻴًﺎ ،ﻣﺘﻮ ّ اﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺗﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ وﻗﺒﻼﺗﻲ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ وﺑﻔﻀﻞ ﻗﻮّة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ، أﺳﺄل اﻵب اﻷزﻟﻲ أن ﻳﺤﻞّ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،ﺧﺬي ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻳﺪيّ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ وﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻮر ﻣﺤﻴﻂ ﺣﺒّﻚ ﻓﺄﺻﺮّ ،ﺑﻤﻌﻮﻧﺔ هﺬا اﻟﺤﺐّ، ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻤﻠﻜﺔ ﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ ﻟﻜﻲ أﺿﻊ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺗﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة وﻋﺬاﺑﺎﺗﻲ وﺣﺎﺟﺎﺗﻲ وﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺁﻻﻣﻚ وﻋﻤﻖ أﺳﻔﻚ ،ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ أﺳﺮع وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ .ﻳﺎ أﻣّﻲ، آﻤﺎ اﺟﺘﺬﺑﺖ "اﻟﻜﻠﻤﺔ" وﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﻨـﺰل إﻟﻰ اﻷرض وﺗﺤﻞّ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻚ ،إﺟﻌﻠﻲ اﻹرادة اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺗﻨـﺰل ﻣﻦ أﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش اﻟﺴﻤﺎويّ ﻟﺘﺴﻮد آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
19
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻤﻠﻜﺔ ،ﻻ ﺗﺘﺮآﻴﻨﻲ أﺑﺪًا .أﻋﻤﺎﻟﻲ ﺗﻮﺣّﺪت ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻚ، وﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ أﺳﺄل ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﺗﺄﻣّﻞ ﺗﺠﺴّﺪ "اﻟﻜﻠﻤﺔ" وأﺧﻔﻲ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" وآﻞّ ﺁﻻﻣﻲ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻚ ﻣﻊ ﺟﺰﻳﻞ اﻹﺟﻼل ﻻﺑﻦ اﷲ .وﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲّ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻨـﺰل ﻣﻦ رﺣﺎﺑﺔ اﻟﺴﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻚ ،أﻗﺪّم ﻟﻪ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أرﻳﺪ أن أﺣﺒﺲ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻚ ﻓﺄﺑﻘﻰ ﻣﻊ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ وأؤﻧﺴﻪ ﻓﻲ وﺣﺪﺗﻪ اﻟﻤﻮﺣﺸﺔ .أرﻳﺪ أن أﺗﺄﻣّﻞ ﺁﻻﻣﻪ وأن أﺳﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬﺎ دﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك". أرى ﻃﻔﻠﻲ ﻳﺴﻮع ﻳﺘﺄﻟّﻢ ﺁﻻﻣًﺎ ﻣﺒﺮﺣﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ إذ ﻳﺮى اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻌﺎرض اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ وأراكِ أﻧﺖ أﻳﻀًﺎ ،ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ، ﺗﺘﺄﻟّﻤﻴﻦ ،وهﺪﻓﻚ إرﺿﺎء اﻹرادة اﻷﺳﻤﻰ. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘﻤﺰّق إذ ﻳﺮاك ﺗﺨﺘﻨﻖ وأﻧﺖ ﻣﺎ زﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮًا .ﻟﺬﻟﻚ أرﻳﺪ ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ أن أهﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ روﺣﻲ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻻﻗﺖ ﻧﺒﺬًا ﻣﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ .وإﻧّﻨﻲ أرﻳﺪ ﺪدًا أن أﻣﻴﺖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﺗﺤﻴﻲ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻣﺠ ّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﺎ.
20
ﺁﻩ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،آﻢ ﻣﻦ اﻵﻻم ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻣّﻚ اﻟﻄﺎهﺮة ،ﻣﺴﻤّﺮًا ﻻ ﺗﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮاك ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ إﺻﺒﻊ ﻣﻦ أﺻﺎﺑﻊ رﺟﻠﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،وﺗﻌﺬّر ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ اﻟﺠﻤﻴﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻀﻴّﻖ. أرﻳﺪ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ أن أﺑﺜّﻚ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟّﺪهﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وأﻧﺖ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻀﻴّﻖ ،ﻣﻜﺎن إﻗﺎﻣﺘﻚ اﻷوّل ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻟﻌﻠّﻲ أﺑﺪّد اﻟﺴﻮاد اﻟﻤﺨﻴّﻢ ﻋﻠﻴﻪ .أرﻳﺪ أن أزرع ﻗﺒﻼﺗﻲ وأﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪك اﻟﺮﻗﻴﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮاك .أﺻﻠّﻲ وأﺳﺄﻟﻚ ،ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت هﺬﻩ اﻟﻌﺬاﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺳﻴﺖ أن ﺗﻌﻤﻞ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،وأن ﻳﻨﻴﺮ ﺿﻴﺎؤهﺎ ﻟﻴﻞ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﺘﻤﻠﻚ إرادﺗﻚ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،إن ﻟﻢ أﻗﻨﻌﻚ اﻵن وأﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮ ،ﻗﻞ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﺘﻰ ﻳﺘﻢّ ذﻟﻚ وﺗﻨﺘﺼﺮ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟ أﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ أنّ روﺣﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺴﻼح ﺣﺒّﻚ وﺑﻘﻮّة ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وﺛﺒﺎﺗﻬﺎ؟ وﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻟﻬﺪﻓﻲ ،أﺳﺘﻌﻴﻦ ﺑﺈرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺑﺎﻟﺴﻤﺎء وﻧﺠﻮﻣﻬﺎ ،ﻟﺘﺤﻴﻂ ﺑﻚ ،وأﺳﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ وﺑﻘﻮّة ﻧﻮرهﺎ وﺣﺮارﺗﻬﺎ وﺑﺎﻟﻬﻮاء وهﺰﻳﺠﻪ وﺑﺎﻟﺒﺤﺮ وأﻣﻮاﺟﻪ اﻟﻬﻮﺟﺎء .أﺳﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﻘﺔ آﻠّﻬﺎ ،وﺑﺼﻮﺗﻲ أﺣﻴﻲ آﻞّ ﺷﻲء ﺳﺎﻋﻴًﺎ ﻷن أهﺪﻳﻚ ،ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
21
ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺮﻗﻴﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻔﺘّﺢ ﻋﻴﻨﺎك ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻨﻬﺎر ،أرﻳﺪ أن أﺷﻬﺪ ﻣﻊ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎﻟﻚ اﻟﻌﺪﻳﺪة ،ﻣﺮدّدﻳﻦ آﻠّﻨﺎ ﻣﻌﺎً "ﻧﺤﺒّﻚ وﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ وﻧﺸﻜﺮك وﻧﻌﺒﺪك" .أرﻳﺪ أن أزرع ﻗﺒﻠﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ اﻟﻨﺎﻋﻤﺘﻴﻦ! ﻋﻨﺪ وﻻدﺗﻚ ،ﺗﺤﺘﻀﻨﻚ واﻟﺪﺗﻚ ﺑﺬراﻋﻴﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺘﻴﻦ ،وأﻧﺖ ﺗﺮﺗﺠﻒ ،ﻓﺘﻀﻤّﻚ إﻟﻰ ﺻﺪرهﺎ وﺗﻘﺒّﻠﻚ وﺗﺪﻓّﺌﻚ وﺗﻐﺬّﻳﻚ ﺑﺤﻠﻴﺒﻬﺎ. ﻓﺘﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺎء .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ ،أرﻳﺪ أن ﺗﺮﺗﺸﻒ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺣﻠﻴﺒﻬﺎ اﻟﻄﺎهﺮ .أرﻳﺪ أن أﻓﻌﻞ آﻞّ ﺷﻲء ﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻚ أﻣّﻚ. هﻼّ ﻧﻈﺮت ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ .ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ وﺣﺪي .ﺣﻮﻟﻲ اﻟﺸﻤﺲ ﺗﺪﻓﺌﻨﻲ وأﻧﺖ ﺑﺪورك ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻚ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﻧﺖ ﺗﺌﻦّ وﺗﺒﻜﻲ ﻷﻧّﻚ ﺗﻈﻦ أﻧّﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺒﻮب .أﻏﻨّﻲ ﻟﻚ ﺗﻬﻮﻳﺪة "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﺘﻨﺎم ﺑﻬﺪوء ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺤﻮ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲّ أن أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ إﺣﻼل إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
22
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،إنّ دﻋﺎﺋﻲ ﻟﻚ اﻟﻤﻔﻌﻢ "ﺣﺒًّﺎ وﺗﻤﺠﻴﺪًا واﻣﺘﻨﺎﻧًﺎ" ﻳﺘﺒﻌﻚ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺣﻠﻠﺖ ﺳﻌﻴًﺎ وراء ﺗﺤﻘﻴﻖ إرادﺗﻚ .ﺑﻘﺒﻠﺔ أﻧﻮي أن أﻋﺒّﺮ ﻋﻦ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ،ﻣﻊ آﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻚ وﻣﻊ آﻞّ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ أﻧﻔﺎﺳﻚ ،وأن أﺿﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻚ وﻋﻠﻰ ﻣﻘﻠﺘَﻲ ﻋﻴﻨَﻴﻚ وﻋﻠﻰ آﻞّ ﻗﻄﺮة ﻣﻦ دﻣﻚ وﻋﻠﻰ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ اﻟﻮﺿﻴﻌﺔ وﻋﻠﻰ آﻞّ ﻓﻜﺮة ﻣﻦ أﻓﻜﺎرك اﻹﻟﻬﻴّﺔ .أرﻳﺪ أﻳﻀﺎ أن أﺿﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﺑﻴﻦ أﺣﻀﺎن أﻣّﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ وﻓﻲ ﻳﺪﻳﻬﺎ وﻳﺪي اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﺘﺸﻌﺮ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" آﻠّﻤﺎ ﺿﻤّﻚ أﺣﺪهﻤﺎ إﻟﻰ ﺻﺪرﻩ .أرﻳﺪ أﻳﻀﺎ أن ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺐّ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺠﺎﺛﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﺗﻨﻔﺦ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻬﺎ دﻓﺌًﺎ وﺣﺮارة. ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﻔﺎﺗﻦ ،ﻟﺸﺪّة ﺗﻮﻗﻲ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، أﺣﻔﺮ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻟﺪى اﻗﺘﺒﺎﻟﻚ اﻟﺨﺘﺎن وﻓﻲ آﻞّ ﻗﻄﺮة دم ذرﻓﺘﻬﺎ ﻷوّل ﻣﺮّة .أﺳﻜﺐ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻣﻮع اﻟﺘﻲ اﻧﺴﺎﺑﺖ ﻟﻘﺴﻮة اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﺪﻣﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻗﺮﻗﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻮن اﻟﺴﻴّﺪة اﻟﻌﺬراء واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﺁﻻم .هﺬﻩ اﻟﺪﻣﺎء واﻵﻻم واﻟﺪﻣﻮع ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﺗﺮﻧﻴﻤﺔ ﺗﻨﺎﺷﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ! ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﺿﻤّﻚ اﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻌﻠّﻲ أﺧﻔّﻒ ﻣﻦ ﺁﻻم ﺟﺮاﺣﺎﺗﻚ اﻟﻤﻮﺟﻌﺔ .أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﺸﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺬاﺑﺎت إرادة آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻓﻨﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة وﻓﻖ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
23
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮح ﺧﺘﺎﻧﻚ ﻣﺎ زال ﻳﻨـﺰف ،ﻃﺎﻟﻌﻚ أﺳﻰ ﺁﺧﺮ .رﺟﻞ ﺷﺮّﻳﺮ وﻣﺴﺘﺒﺪّ أراد ﻗﺘﻠﻚ ﻓﺎﺿﻄﺮرت إﻟﻰ اﻟﻬﺮوب اﻟﻰ ﻣﺼﺮ. أﻻ ﺗﻌﺒّﺮ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻋﻦ ﺷﻨﺎﻋﺔ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮّض إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺗﺤﺎول أن ﺗﺤﻴﺪهﺎ ﻋﻦ ﺳﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ؟ ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﻔﺎﺗﻦ ،أرﻳﺪ أن ﻳﺘﺪﻓّﻖ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" وﻗﺒﻼﺗﻲ اﻟﺤﺎرّة وإرادﺗﻲ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﺁﻻم ﺷﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ واﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﻧﺼﻬﺎر ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. إﻧّﻨﻲ أﺗﺒﻊ أﻣّﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻚ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻬﺎ ﻷﺳﺄﻟﻚ إرادﺗﻚ. أرﻳﺪ ﻣﻨﻚ ،ﻓﻴﻤﺎ هﻲ ﺗﺴﻴﺮ ،أن ﺗﺴﻤﻊ وﺷﻮﺷﺘﻲ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﺗﻬﻤﺲ "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺣﻤﺪك وأﺷﻜﺮك" .وﺳﺄﺣﻔﺮ هﺬﻩ اﻟﻮﺷﻮﺷﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﻦ اﻷرض وﻋﻠﻰ آﻞّ ورﻗﺔ ﻋﺸﺐ ﺗﻄﺄهﺎ ﻗﺪﻣﺎهﺎ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﺎن .وإذ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻟﺘﻜﻮن ﻟﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﺗﺸﺘﺪّ ﺑﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻷن أهﺒﻚ وﺟﻮدي ﻓﺄداﻓﻊ ﻋﻦ وﺟﻮدك وأﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻨﻔﻄﺮ ﻟﺮؤﻳﺘﻚ ﺗﺒﻜﻲ وﺳﻤﺎﻋﻚ ﺗﺘﻨﻬّﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻄﺎردوﻧﻚ داﻋﻴﻦ ﺑﻘﺘﻠﻚ! أرﻳﺪ ﺑﺤﺒّﻲ أن أوﻗﻒ ﺑﻜﺎءك وأﺟﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ﻣﺒﺸّﺮًا .وﻟﻜﻲ أُدﺧﻞ اﻟﻔﺮح إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ ،أرﻳﺪ
24
أن أﻧﺎدي "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻣﺮ ّددًا "هﺒﻨﻲ إرادﺗﻚ!" ﻣﻦ أﻋﻤﺎق اﻟﺒﺤﺮ وﻣﻦ آﻞّ ﻗﻄﺮة ﻣﺎء وﻣﻦ اﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﺤﺎر. أرﻳﺪ أن أﺗﺴﻠّﻖ أﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﻢ وأن أﺟﻮب أوﺳﻊ اﻟﻮدﻳﺎن وأن أﻧﻌﺶ اﻷزهﺎر واﻷﺷﺠﺎر وأن أﺣﻤﻞ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮار ﻋﺒﺎرة "أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ" .وﻋﻠﻰ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺮﻳﺢ ،أرﻳﺪ أن ﻳﺼﻞ رﺟﻊ ﺻﺪى ﺣﺒّﻲ ،وﻣﻊ آﺘﻞ اﻟﻬﻮاء أرﻳﺪ أن أرﺳﻞ أﺣﺮّ ﻗﺒﻼﺗﻲ وأﻃﻴﺐ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺣﺒّﻲ. ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أرﺳﻞ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺘﻌﺪ ،إﻟﻰ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت دﻋﻮة ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ .أﻧﺎﺷﺪ ﻧﻮر اﻟﺸﻤﺲ اﻟﻤﺸﻊّ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻚ اﻟﺒﻬﻲّ أن ﻳﻬﺘﻒ "أﺣﺒّﻚ" .أﻧﺎدي ﻃﻴﻮر اﻟﺴﻤﺎء ﻟﺘﻐﻨّﻲ ﺗﻬﻮﻳﺪة اﻟﺤﺐّ ﻣﻐﺮّدة ﻣﺰﻗﺰﻗﺔ .إﻧّﻨﻲ ،وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،أﺗّﺤﺪ ﻣﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ آﻠّﻬﺎ ،ﻣﻊ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻨﺠﻮم ،ﻣﻊ اﻟﺠﺒﺎل واﻟﺒﺤﺎر ،ﻣﻊ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت وﻧﻬﺘﻒ ﺑﺼﻮت واﺣﺪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ "ﻧﺤﺒّﻚ وﻷﻧّﻨﺎ ﻧﺤﺒّﻚ آﺜﻴﺮًا ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ إرادﺗﻚ ﻟﺘﺴﻮد ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن". هﺬﻩ اﻟﺼﺮﺧﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﺪوّي ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻣﺮﻳﻢ أﻣّﻨﺎ ،ﻓﺘﻬﺘﻒ ﺑﺪورهﺎ "أﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ ،إنّ ﺣﺒّﻲ ﻳﺘﻨﺎﻏﻢ وﺣﺐّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺑﺄﺳﺮهﺎ؛ ﻓﺄﺟﻤﻌﻬﻢ ﺣﻮﻟﻚ .وﻣﻌﻬﻢ ،أدﺧﻞ إﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﻗﻠﺒﻚ وأﻃﻠﺐ أن ﺗﺤﻞّ إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض!"
25
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،هﺎ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ! درب اﻟﺪﻣﻮع واﻷﺳﻰ ﺳﻠﻜﺖ ،ﻃﻔﻼً ﻣﻨﺴﻴًّﺎ ،ﻣﺘﺮوآًﺎ ﻓﺎﺿﻄﺮرت ﻷن ﺗﻠﺠﺄ اﻟﻰ آﻮخ ﻳﻌﺼﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﻬﻮاء وﻳﺨﺘﺰن اﻷﻣﻄﺎر ،ﻷنّ أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﻘﺪّم ﻟﻚ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻻﺋﻘًﺎ ﺗﺄوي إﻟﻴﻪ .آﻢ ﺗﻘﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺁﻻم ،ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،إذ ﺗﺮى أنّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي واﺟﻬﺘﻪ إرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،وذﻟﻚ ﻷنّ أﺣﺪًا ﻻ ﻳﺴﻠّﻢ ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻞء إرادﺗﻪ ﻟﺘﺴﻮد اﻷرض وﺗﺤﻜﻤﻬﺎ! وهﻲ ﺗﺘﻮق ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ آﻞّ هﺬا، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون ﺟﺪوى. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أراك ﺗﺒﻜﻲ وأﻣّﻨﺎ ﺗﺤﺒﺲ دﻣﻮﻋﻬﺎ ﻟﺌﻼّ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ دﻣﻮﻋﻚ ،وهﻲ ﺗﻬﺐ روﺣﻬﺎ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ﻣﺴﻜﻨًﺎ داﺋﻤﺎ ﻹرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻣﻌﻬﺎ أرﻳﺪ ،وﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻲ ،أن أآﻔﻜﻒ دﻣﻮﻋﻚ وأﻣﺴﺤﻬﺎ ﻋﻦ وﺟﻬﻚ اﻟﻤﺸّﻊ وأن أدﻣﻎ آﻞّ دﻣﻌﺔ ﻣﻦ دﻣﻮﻋﻚ وﺷﻔﺘﻴﻚ اﻟﻤﺮﺗﺠﻔﺘﻴﻦ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" .وإﻧّﻲ أﻗﺪّم ﻗﻠﺒﻲ ﻣﺴﻜﻨًﺎ داﺋﻤﺎ ﻹرادﺗﻚ اﻹﻟﻬّﻴﺔ. ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،رآﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ وﻣﺤﻮرهﺎ ،أرﻳﺪ أن أﻣﺎﺛﻠﻚ وأﻣﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻤﺎﻩ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﻮخ .أرﻳﺪ ﺑﺪوري أن أهﺰّ ﻟﻚ آﻤﺎ هﺰّت ﻟﻚ وأن أﻧﺸﺪ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" آﻲ ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ وﺗﻨﺎم. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع "أﺣﺒّﻚ وأﻣﺠﺪك وأﺣﻤﺪك وأﺷﻜﺮك" وأرﻳﺪ أن أﺧﻔﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮي ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻄﺎن اﻟﻤﻨﺴﺎﺑﺔ ﺑﻴﻦ أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ وهﻲ ﺗﺨﻴﻂ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻬﻴﺐ ﺑﺤﺮارة ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ.
26
ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻗﻠﺒﻲ ،أرﻳﺪ أن أﺣﻔﺮ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺄهﺎ ﻗﺪﻣﺎك اﻟﺼﻐﻴﺮﺗﺎن ،وأرﻳﺪ أن أﺳﺎﻋﺪك ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺮ ،ﻓﺈذا ﺗﻌﺜّﺮت ﺧﻄﻮﺗﻚ ،أﺿﻤّﻚ ﺑﺸﺪّة إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ وأﺣﺘﻀﻨﻚ. ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺴﻤﺎوي ،أراك ﺗﻤﺸﻲ وﺗﺬهﺐ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ أﻣّﻚ وﺗﺮآﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﻟﺘﺼﻠّﻲ وﺗﻨﺎﺟﻲ اﷲ ﻣﻨﺎﺷﺪًا ﺧﻼص ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺸﺮ ،وﺗﻄﻠﺐ ﺑﺸﻐﻒ ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ﻗﻠﺒﻚ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﻘﻮّة ﺣﺘّﻰ ﻳﻜﺎد ﻳﺘﻘﻄّﻊ ﻣﻦ ﺷﺪّة اﻟﺤﺐّ واﻷﻟﻢ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،دﻋﻨﻲ أﻃﺮح "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﻓﺘﻠﻴﻦ اﻷرض وﺗﻤﻠﺲ .دﻋﻨﻲ أﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ودﻋﻨﻲ أﻏﻤﺮك ﺑﺬراﻋﻲّ ﻟﻌﻠّﻲ أﺧﻔﻒّ ﻣﻦ ﺁﻻﻣﻚ. وﺧﺬﻧﻲ ﺑﺪورك ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻚ واﺳﻜﺐ ﻋﻠﻲّ ﻧﻌﻤﺔ إرادﺗﻚ ﺗﻐﻤﺮ ﻗﻠﺒﻲ وﻗﻠﺐ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ.
27
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺴﻤﺎوي ،ﺣﺒّﻚ ﻳﺪﻓﻌﻚ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ آﻮﺧﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮ .ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺗﺤﻠّﻖ اﻷﻃﻔﺎل ﺣﻮﻟﻚ ﻳﺒﻬﺮهﻢ ﺟﻤﺎﻟﻚ وﺗﺬهﻠﻬﻢ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺻﻮﺗﻚ .أﻣّﺎ أﻣّﻚ ﻓﺒﺤﺒّﻬﺎ ﺗﺠﺬﺑﻚ إﻟﻴﻬﺎ .ﻟﺬا ﻣﺎ أن ﺗﺒﺎرك اﻷﻃﻔﺎل ﺣﺘّﻰ ﺗﺮآﺾ ﻟﺘﺮﺗﻤﻲ ﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ .ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ، أرﻳﺪ ان أﺣﺬو ﺣﺬوك ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء .أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺤﻞّ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ وأﻧﺸﺪ "أﺣﺒّﻚ وأﻣﺠﺪك وأﺣﻤﺪك وأﺷﻜﺮك" ﻟﺤﻨًﺎ ﻳﻨﺴﺎب ﺗﺤﺖ ﺧﻄﻮات ﻗﺪﻣﻴﻚ اﻟﻨﺎﻋﻤﺘﻴﻦ وﻓﻲ ﺣﺮآﺔ ﻳﺪﻳﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ وﻓﻲ آﻠﻤﺎﺗﻚ اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة وﻓﻲ ﻧﻈﺮاﺗﻚ اﻟﺴﺎﺣﺮة .ﺑﺎرك روﺣﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺎرك اﻷﻃﻔﺎل ﻓﺘﻨﻄﺒﻊ ﻓﻲّ إرادﺗﻚ اﻟﻤﺤﻴﻴﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،أﺗﺒﻌﻚ ﻓﻲ ﺗﺠﻮاﻟﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻘﻮل ﻣﺰهﻮًّا ﺗﻘﻄﻒ اﻷزهﺎر .أرﻳﺪ ان أﻋﺒّﺮ ﻋﻦ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻣﻊ آﻞّ زهﺮة ﺗﻘﻄﻔﻬﺎ وﺗﺸﺘﻢّ أرﻳﺠﻬﺎ. وأﺻﻠﻲ ﻟﻚ وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻘﺪّم ﻧﻔﺴﻲ اﻟﻮﺿﻴﻌﺔ إﻟﻰ أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ ﻓﻼ أﺑﻐﻲ أو أﺣﺐّ أو أﻧﺸﺪ ﺳﻮى اﻹرادة اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻷﺑﺪﻳّﺔ.
28
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻋﺪت اﻵن ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎك إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮة .أرﻳﺪ أن أﺗﺒﻌﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﺧﻄﻮة ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺪرب. أرﻳﺪ أن أراﻓﻘﻚ وأﻏﻤﺮك ﺑﻮاﺑﻞ ﻣﻦ دﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك، أﺣﻤﺪك" .ﻟﺬﻟﻚ أﻧﺎﺟﻲ ﻧﻮر اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺒﺚّ اﻟﺸﻌﺎع اﻟﻤﻤﺘﻠﺊ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" وأدﻋﻮ اﻟﻨﺠﻮم اﻟﻤﺘﻸﻟﺌﺔ ﻟﺘﻨﺜﺮ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" وﺁﻣﺮ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﻬﻮﺟﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻘﻮّة ﻟﺘﻨﺸﺮ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" وأﻧﺎدي ﻃﻴﻮر اﻟﺴﻤﺎء ﻟﺘﺮاﻓﻘﻚ ﺑﺰﻗﺰﻗﺎﺗﻬﺎ وﺗﻐﺎرﻳﺪهﺎ ﻣﺮدّدة "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" واﻟﻨﻌﺎج ﻟﺘﻨﺎدي ﺑﺜﻐﺎﺋﻬﺎ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﺣﺘّﻰ إﻧّﻨﻲ أﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻴﻂ وﻣﻦ أﻣﻮاﺟﻪ أن ﺗﻬﺠﺮ اﻟﺸﺎﻃﺊ وﺗﺮاﻓﻘﻚ ﺑﺄﺻﺪاء "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ". أﻧﺖ اﻵن ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺻﺮة وﺗﻤﻜﺚ ﻓﻲ ﻣﻨـﺰﻟﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮ .دﻋﻨﻲ أدﺧﻞ ﻣﻌﻚ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻷردّد ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻌﻚ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" وﻷﻏﺰو ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐّ ﻓﻴﺘﺤﻘّﻖ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻣﻨّﻲ وﻣﺎ ﺗﺘﻮق إﻟﻴﻪ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻷم وهﻮ ﺣﻠﻮل إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﺑﻘﻰ ﻣﻌﻚ وأﺳﺒﻎ ﻋﻠﻰ آﻞّ أﻓﻌﺎﻟﻚ ﺻﺮﺧﺔ "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺣﻤﺪك وأﺷﻜﺮك" وأﺳﺄﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ .أﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺬي ﺗﺄآﻠﻪ ﻃﺎﻟﺒًﺎ أن ﺗﻐﺬّي اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ .أﺟﻌﻞ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﻨﺴﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﺑﻬﺎ ﻃﺎﻟﺒًﺎ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻴﺎﻩ إرادﺗﻚ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻨﺎ وﺗﺘّﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻟﻬﺎ.
29
إنّ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﻘﺘﻔﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن .أﺳﺄﻟﻚ ،إذ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻤﻄﺮﻗﺔ واﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻟﺘﻨﺼﺮف إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻚ اﻟﻴﺪويّ أن ﺗﻨـﺰع ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﻢ وﺗﺤﻴﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .وأرﻳﺪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄوي إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﺘﺼﻠّﻲ وﺗﻨﺎم ،أﻻّ أﺗﺮآﻚ ﻟﻮﺣﺪك .ﻣﺎ ﻋﺴﺎي أﻗﻮل ﺑﻌﺪ؟ ﻟﺴﺖ أدري .ﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻟﻦ أﺑﺎرﺣﻚ وﺳﺄﺑﻘﻰ ﺑﻘﺮﺑﻚ أهﻤﺲ ﻓﻲ أذﻧﻚ "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك" .أﺳﺄﻟﻚ ،وأﻧﺖ ﺗﺼﻠّﻲ ،أن ﺗﺤﻞّ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ ،وأﻧﺖ ﺗﻐﻔﻮ ،أن ﺗﺠﻌﻞ إرادة اﻟﺒﺸﺮ ﺗﺮﻗﺪ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻘﺪّوس ،ﺣﺰن آﺒﻴﺮ ﻳﻨﺘﺎب ﻧﻔﺴﻲ إن ﺗﺨﻠّﻔﺖ ﻋﻦ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻚ ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻚ وأﻏﻔﻠﺖ ﺗﻜﺮار أﻧّﻨﻲ "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺣﻤﺪك وأﺷﻜﺮك!" ﺗﺒﻌﺘﻚ وأﻧﺖ ﻓﻲ ﺳﻦّ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﺣﻴﺚ اﺧﺘﻔﻴﺖ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮَي واﻟﺪﺗﻚ ﻣﺴﺒّﺒًﺎ ﻟﻬﺎ ﻗﻠﻘًﺎ آﺒﻴﺮًا. أرﻳﺪ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن أواﺳﻲ ﻗﻠﻖ أﻣّﻚ وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗُﺨﻔﺖ إرادة اﻟﺒﺸﺮ ﻓﺘﺴﻴﺮ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ ﺑﻬﺪي اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وأﺧﻴﺮًا أﺑﺚّ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ اﻟﻔﺮح اﻟﺬي ﺗﻢّ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪﺗﻚ أﻣّﻚ .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺑﻬﺬا آﻠّﻪ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺑﺄﺳﺮهﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﺮح اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ.
30
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ إﻟﻬﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،أرﻳﺪ أن أﺗﺒﻌﻚ أﻳﻨﻤﺎ ﺗﺬهﺐ .أﻧﺖ اﻵن ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﺗﺘﺮك أﻣّﻚ ﻣﺘّﺠﻬًﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺮاء .أﺳﻤﻌﻚ ﺗﻘﻮل ﻟﻬﺎ" :اﻟﻮداع ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أﻏﺎدرك اﻵن ﻟﻜﻨّﻨﻲ أﺳﺘﻮدﻋﻚ إرادﺗﻲ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪك وﺗﺮﻳﺤﻚ وﺗﺮﺷﺪك ،وﺗﻜﻮن وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻲ .إنّ إرادﺗﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﺸﺎﻃﺮﻳﻨﻨﻲ أﻋﻤﺎﻟﻲ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،آﻤﺎ ﻟﻮ آﻨّﺎ ﺷﺨﺼًﺎ واﺣﺪًا". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﺧﺬ ﺑﻴﺪﻳﻚ ﻳﺪيّ ﻓﻼ ﻳﻔﻮﺗﻨﻲ ﺷﻲء ﻣﻤّﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ .أرﻳﺪ أن أﻃﺒﻊ آﻞّ ﺣﺮآﺔ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﺣﺒّﻲ .أﺗﺒﻊ ﺧﻄﺎك ﺪدًا "أﺣﺒّﻚ وأﻣﺠّﺪك وأﺣﻤﺪك وأﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮ وﺣﻴﺪًا ﻣﻜ ّﺮرًا ﻣﺸ ّ وأﺷﻜﺮك" وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺤﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض .أرﻳﺪ أن ﺗﺘﻨﺸّﻖ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ آﻞّ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ أﻧﻔﺎﺳﻚ .وأودّ أن أﺣﻔﺮ هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ آﻞّ آﻠﻤﺔ ﻣﻦ آﻠﻤﺎﺗﻚ وﻓﻲ آﻞّ ﻧﻈﺮة ﻣﻦ ﻧﻈﺮاﺗﻚ .وﻟﻦ أﺗﻮاﻧﻰ ،ﻟﺪى وﺻﻮﻟﻚ إﻟﻰ ﻧﻬﺮ اﻷردنّ ،ﻣﻦ أن أﻏﺮق "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﺘﺸﻌﺮ ﺑﻘﻮّة ﺣﺒّﻲ ﺗﻨﺴﺎب ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻜﺒﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻋﻠﻰ رأﺳﻚ ﻟﻴﻌﻤّﺪك؛ وإﻧّﻨﻲ أﺗﻮق ﻷن ﺗﺤﻞّ ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ اﻟﻤﻨﺴﻜﺒﺔ ﺑﻨﻌﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺟﻤﻌﺎء .ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﺳﺄﻟﻚ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻧﻌﻤﺔ ،وأﻧﺖ ﺣﺘﻤًﺎ ﻟﻦ ﺗﺮﻓﻀﻬﺎ ﻟﻲ .أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ أن ﺗﻨﻘّﻲ روﺣﻲ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺑﻴﺪﻳﻚ وأن ﺗﻐﺴﻠﻨﻲ ﺑﻤﻴﺎﻩ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﺤﻴﻴﺔ ﻓﻼ أﺳﻤﻊ وﻻ أرى وﻻ أدرك ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﺳﻮى إرادﺗﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ.
31
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،دﻋﻨﻲ أﺗﺒﻊ ﺧﻄﺎك ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ﻣﻦ دون أن ﻳﻔﺎرﻗﻨﻲ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" .أرﻳﺪ أن أﺑﻘﻰ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻚ ﻟﻴﻼً وﻧﻬﺎرًا أواﺳﻴﻚ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" آﻠّﻤﺎ أﺣﺰﻧﻚ اﻟﺤﺐّ وﺁﻟﻤﻚ ،ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻚ وﺑﻜﺎﺋﻚ .أﻧﺖ ﺗﺘﺄﻟّﻢ آﺜﻴﺮًا ﻷنّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ .ﻷﺟﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء ﺗﺘﺄﻟّﻢ ﺑﻘﺪﺳﻴّﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ وﺗﻨﺸﺪ اﻻﺗّﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻹرادﺗﻴﻦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ واﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻌﻠّﻬﻤﺎ ﺗﺼﻴﺮان إرادة واﺣﺪة .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إنّ دﻣﻮﻋﻚ دﻣﻮﻋﻲ وﺻﻠﻮاﺗﻚ ﺻﻠﻮاﺗﻲ وﻋﺬاﺑﺎت ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻤﺘّﻘﺪ ﺣﺒًّﺎ هﻲ ﻋﺬاﺑﺎت ﻗﻠﺒﻲ وأرﻳﺪ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن أﺟﺪﻟﻬﺎ آﻠّﻬﺎ ﺳﻼﺳﻞ ﺣﺐّ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﺗﺴﺒﻎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض وأهﻠﻬﺎ! أرﺟﻮ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺴﻤﻌﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ .إنّ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻚ وأﺷﻮاﻗﻚ ودﻣﻮﻋﻚ وﺻﻠﻮاﺗﻚ وﺁﻻﻣﻚ هﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺻﺎدق ﻋﻦ ﻣﺪى ﺗﻠﻬّﻔﻚ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ .ﻓﺈن آﻨﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺴﺘﺠﻴﺐَ ﻟﻄﻠﺒﺎﺗﻲ ،أﻗﻠّﻪ إﺻﻎِ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ .وإﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻚ وأﻧﺖ ﺗﻐﺎدر اﻟﺼﺤﺮاء أن ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻣﺆﺷّﺮ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻳﺒﺸّﺮ ﺑﺤﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻗﻠﺒﻲ ،أﻧﺖ اﻵن ﺗﻐﺎدر اﻟﺼﺤﺮاء وﺗﺘﻮﺟّﻪ، ﻓﻴﻤﺎ اﻟﻘﻠﻖ ﻳﺘﺂآﻠﻚ ،ﺻﻮب ﻣﻨـﺰﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺻﺮة ،وهﻨﺎك ﺗﻨﺘﻈﺮك أﻣّﻚ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﺑﺤﺐّ ﻳﻐﻤﺮ ﺳﻨﺎﻳﺎ ﻋﻤﺮهﺎ .ﻳﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﻤﺆﺛّﺮ! ﺷﻮق أمّ ﻻﺑﻨﻬﺎ واﺑﻦ ﻷﻣّﻪ؛ ﺗﻠﻬّﻒ وﻋﻨﺎق! ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، أودّ ﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻲ وﺑﻨﺎر "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" اﻟﻤﺴﺘﻌﺮة أن أﺷﺎﻃﺮآﻤﺎ ﻃﻬﺎرة اﻟﻌﻨﺎق واﻻﻧﺪﻓﺎع واﻟﻨﻈﺮات اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐّ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻨﻜﻤﺎ إﺣﻼل ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،أرﺟﻮ ﻣﻨﻚ أن اﻃﻠﺒﻲ أﻧﺖ ﺑﺪورك هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻷﺟﻠﻲ وﺻﻠّﻲ ﻟﺘﺤﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
32
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻳﺴﻮع ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ ﻗﺎدك اﻟﺤﺐّ اﻟﻄﺎﻓﺢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺮﻓﻘﺔ أﻣّﻚ ،ﻟﺤﻀﻮر ﻋﺮس ﻓﻲ ﻗﺎﻧﺎ اﻟﺠﻠﻴﻞ .ﺗﺒﻌﺘﻚ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" وﺷﻌﺮت ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻳﻨﺒﺾ ﺣﻨﺎﻧًﺎ وأﺳًﻰ إذ ﺗﺬآّﺮت ﺑﺮآﺘﻚ ﻟﻌﺮس ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن ،ﻋﺮس ﺁدم اﻟﺒﺮيء .ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ آﺎن هﺬا اﻟﻌﺮس ﻋﺮﺳﻴﻦ ،اﻷوّل اﻗﺘﺮﻧﺖ ﺑﻪ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﺎﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ واﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻤﺮأة .وﻗﺪ أﻋﻄﻴﺘﻬﻤﺎ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،وأﻏﺪﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺨﻔﻖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻴﻬﻤﺎ وﻓﻲ ﻗﻠﺐ آﻞّ ﻣﺨﻠﻮق. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أدﻧﻮ ﻣﻨﻚ أآﺜﺮ ﻓﺄآﺴﻮ ﻧﻈﺮاﺗﻚ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ وﺻﻮﺗﻚ اﻟﺸﺠﻲّ وأﻋﻤﺎﻟﻚ اﻟﻤﺬهﻠﺔ ﺑﺪﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ ،أﺑﺎرآﻚ، أﺷﻜﺮك" .ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﺐّ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻚ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻄﻠﺐ أﻣّﻚ اﻟﻤﻠﻜﺔ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﺘﺮح أﻋﺠﻮﺑﺔ ﻓﺘﺤﻮّل اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ إﻟﻰ إرادة إﻟﻬﻴّﺔ وهﻜﺬا ﺗﺤﻞّ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. أﻳّﺘﻬﺎ اﻷمّ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻈﻬﺮي ﻟﻨﺎ اﻻهﺘﻤﺎم ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي أﻇﻬﺮﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﺈﺳﻌﺎد اﻟﻌﺮوﺳﻴﻦ وذﻟﻚ آﻲ ﺗﺠﻌﻠﻲ إرادة اﷲ ﺗﺴﻮد ﻋﻠﻰ اﻷرض! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﺗﺒﻌﻚ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﺬهﺐ ،ﻣﻠﺤًّﺎ وﺑﺪون اﻧﻘﻄﺎع ،ﻋﻠّﻲ ﺑﺈﺻﺮاري أﺣﻈﻰ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أرﻳﺪ .أﺣﻴﻂ أﻋﻤﺎﻟﻚ آﻠّﻬﺎ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" وأهﻤﺲ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ أذﻧﻴﻚ "هﺒﻨﻲ إرادﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺾ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ .هﺒﻨﻲ إرادﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮج ﻓﻲ آﻠﻤﺎﺗﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻚ وﺗﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻚ .إﺳﻤﻊ
33
ﻎ إﻟﻰ ﺻﻮﺗﻚ ﻓﻲّ واﻣﻨﺤﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﺻﺪى ﺗﻨﻬّﺪاﺗﻲ ،إﺻ ِ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﻞّ إرادﺗﻚ". ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﻧﺖ ﺗﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرة أﻣّﻚ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون أن ﺗﻔﺘﺮق إرادﺗﺎآﻤﺎ .أﻧﺖ راﺣﻞ ﻟﺘﺒﺪأ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻌﻠﻨﻴّﺔ، ﺸﺮ ﺑﻜﻠﻤﺘﻚ ﻣﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ أورﺷﻠﻴﻢ وإﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻟﺘﺒ ّ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ وﻟﺘﻌﻠﻦ ﻟﻠﻤﻸ أﻧّﻚ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ. ﻳﺎ ﻟﺤﺰن ﻗﻠﺒﻚ وﻳﺎ ﻟﻠﻤﺮارة واﻷﻟﻢ! ﻓﺒﺪل أن ﻳﺮآﻌﻮا ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻚ اﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠّﺺ اﻟﺴﻤﺎويّ ،اﺳﺘﻘﺒﻠﻮك ﺑﺎﻻزدراء واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ وأداروا ﻟﻚ ﻇﻬﺮهﻢ ﻣﺘﺬﻣّﺮﻳﻦ .ﺗﺮآﻮك وﺣﻴﺪًا، أﻧﻜﺮوا ﺟﻤﻴﻠﻚ ،ﻓﺎﺿﻄﺮرت إﻟﻰ اﻟﺘﺴﻮّل واﻟﺮﺣﻴﻞ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .آﻨﺖ وﺣﻴﺪًا ﻓﺎﻓﺘﺮﺷﺖ اﻷرض ﺳﺮﻳﺮًا واﻟﺴﻤﺎء اﻟﻤﺘﻸﻟﺌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم ﻣﻨـﺰﻻً .أﻣﻀﻴﺖ ﻟﻴﺎﻟﻴﻚ وأﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ وﺗﺼﻠّﻲ ﻣﻠﺘﻤﺴًﺎ اﻟﻤﻐﻔﺮة ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮك. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،هﻠﻢّ أﺿﻤّﻚ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ ﻟﺘﺮﺗﺎح ﻗﻠﻴﻼً. أرﻳﺪ أن أﺑﻜﻲ وأﺻﻠّﻲ ﻣﻌﻚ .أرﻳﺪ أن أهﺪﻳﻚ ﺻﺮﺧﺘﻲ "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك" ،ﻓﻲ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺳﻴﺖ واﻟﺪﻣﻮع اﻟﺘﻲ ذرﻓﺖ واﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﻖَ ﺁذاﻧًﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ .أرﻳﺪ أن أﺿﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" أﻣﺎم ﻣﺴﻴﺮﺗﻚ ووراءهﺎ وﺗﺤﺘﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺗﺤﺲّ ﻗﺪﻣﺎك ﺑﻘﺴﻮة اﻷرض اﻟﻨﺎآﺮة ﻟﻠﺠﻤﻴﻞ إﻧّﻤﺎ ﺑﻌﺬوﺑﺔ ﺣﺒّﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ. أرﻳﺪ أن أﻗﻮل ﻟﻚ "ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻻ ﺗﺮى ﻣﺪى ﻣﺮارة اﻟﻌﺬاب اﻟﺬي ﺗﻘﺎﺳﻲ؟ إذًا ،إﺟﻌﻞ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﺤﻞّ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺿﻊ ﺣﺪًّا ﻗﺎﻃﻌًﺎ ﻟﻌﺬاﺑﺎﺗﻚ".
34
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻧﺒﺾ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻀﻌﻴﻒ ،ﺣﺒّﻚ ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻒ أﺑﺪًا .هﺎ إﻧّﻚ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﻟﺘﻜﺴﺮ ﺧﺒﺰ آﻠﻤﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺗﻮزّﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس .وﻟﺌﻦ آﺎن اﻟﻜﺒﺎر واﻟﻤﺜﻘّﻔﻮن ﻳﺮﻓﻀﻮن ﺗﻌﺮّﻓﻚ ،ﻓﺈنّ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﺒﺴﻄﺎء واﻟﻤﻌﺬّﺑﻴﻦ ﻳﺤﺘﺸﺪون ﺣﻮﻟﻚ ﺗﺠﺬﺑﻬﻢ ﻟﺒﺎﻗﺔ ﺗﺼﺮّﻓﻚ وﻋﺬوﺑﺔ ﺻﻮﺗﻚ اﻟﺬي ﻳﺄﺳﺮ اﻟﻨﻔﻮس .ﻓﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮون وأﻧﺖ ﺗﺘﻜﻠّﻢ ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻢ ﺗﺨﻔﻖ ﺧﻔﻘﺎﻧًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ،ﻓﺘﻐﺮق روﺣﻚ ﺑﻐﻤﺮة اﻟﺴﻌﺎدة ﻷﻧّﻚ ﺗﻮاﺳﻲ وﺗﻌﻠّﻢ وﺗﺸﻔﻲ ﻣﻦ ﻧﺒﺬﻩ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓﺄﻧﺖ ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻔﻘﺮاء وﻣﻌﻠّﻤﻬﻢ وﻃﺒﻴﺒﻬﻢ ،ﻓﻜﻠﻤﺎﺗﻚ ﺗﺒﻠﺴﻢ ﺟﺮاح آﻞّ إﻧﺴﺎن وﻟﻤﺴﺎﺗﻚ ﺗﺸﻔﻲ أوﺟﺎﻋﻪ وأﺳﻘﺎﻣﻪ. ﻣﺆﺛّﺮ ﺟﺪًّا أن ﺗﺮى اﻷﻋﻤﻰ واﻷﺻﻢّ واﻷﻃﺮش واﻟﻤﻘﻌﺪ واﻟﻤﺸﻠﻮل واﻷﺑﺮص وهﻢ ﻳﺘﺤﻠّﻘﻮن ﺣﻮﻟﻚ ،ﻓﻴﻨﻔﻄﺮ ﻗﻠﺒﻚ اﻹﻟﻬﻲّ أﻟﻤًﺎ ﺣﻴﺎل آﻞّ هﺬﻩ اﻟﻤﺄﺳﺎة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،آﻴﻒ ﻳﺴﻌﻚ أن ﺗﻤﻨﺢ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮى ﺣﻮﻟﻚ أنّ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﻤﺜﺎﻟﻴّﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺘﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﺤﻮّﻟﺖ ﺑﻤﺠﻤﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺄﺳﺎة! ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ﻟﻢ ﻳﻘﺪّر ﻗﻴﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﺎﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﺳﺔ وﺷﻘﺎء .ﺁﻩ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وﻟﺘﺤﻞّ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﻟﺘﻘﺺِ آﻞّ اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﻔﻀﻴﻞ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! أﺳﻜﺐ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻣﻊ اﻷﻋﻤﻰ اﻟﺬي اﺳﺘﻌﺎد ﺑﺼﺮﻩ وذﻟﻚ ﻟﻴﺤﺼﻞ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .آﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻴﺎن ﻻ ﻳﺒﺼﺮون إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع،
35
أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﻤﻨﺢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﺗﺄﻣّﻞ ﻋﻈﻤﺘﻬﺎ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أرى أﻧّﻚ ﺑﻘﻮّة ﺻﻮﺗﻚ ،ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻸﺻﻢّ ﺳﻤﻌﻪ .إنّ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﺠﺮي ﻓﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﻄﻠﻘﻪ .وإﻧّﻲ أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺴﻤﻊ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﺻﻤّﻮا ﺁذاﻧﻬﻢ ﻋﻦ اﻹﺻﻐﺎء إﻟﻰ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .إﻧّﻚ ﺗﻔﻚّ ﻋﻘﺪة ﻟﺴﺎن اﻷﺧﺮس .أﺳﺄﻟﻚ وأﻧﺎ ﺳﺎﺟﺪ أﻣﺎم ﻗﺪﻣﻴﻚ أن ﺗﻔﻚّ ﻋﻘﺪة ﻟﺴﺎن أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺠﻴﺪون ﻟﻔﻆ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺘﺘﻜﻠّﻢ آﻞّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻟﻐﺔ إرادﺗﻚ اﻟﻔﺎﺗﻨﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،إنّ ﻗﻠﺒﻚ اﻷﺑﻮيّ ﻳﺘﺄﻟّﻢ ﻟﻤﺂﺳﻲ اﻟﺒﺸﺮ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺠﺘﺮح اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻟﻌﻞّ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﺤﻞّ ﻣﺠﺪّدًا ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ .ﻟﻘﺪ ﺷﻔﻴﺖ اﻟﻤﻘﻌﺪ واﻷﺑﺮص واﻟﻤﺸﻠﻮل وﻏﻴﺮهﻢ .ﻳﺎ ﻣﻨﻘﺬي اﻟﺴﻤﺎويّ ،أراﻓﻘﻚ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﺬهﺐ ﺑﺪﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك" وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺸﺪّد ﻋﺰم آﻞّ ﻣﻦ ﻳﺘﺮدّد ﻓﻲ اﻻﻣﺘﺜﺎل إﻟﻰ إرادﺗﻚ وأن ﺗﻄﻬّﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺬام اﻟﺬي ﺷﻮّﻩ روﺣﻬﺎ وﻃﺎول ﺟﺴﺪهﺎ أﺣﻴﺎﻧًﺎ وأن ﺗﻌﺎﻟﺞ آﻞّ ﻣﻦ ارﺗﻀﻰ اﻟﺸﻠﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،إنّ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ هﻲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﺸﺮّ .ﻟﺬﻟﻚ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﺘﺮح أﻋﻈﻢ أﻋﺠﻮﺑﺔ ﻓﺘﺤﻞّ إرادﺗﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻳﺴﻮع ،أﻣﻀﻴﺖ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺗﻨﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺬار آﻠﻤﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﺗﻮاﺳﻲ اﻟﻤﺤﺰون ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن .ﻟﻜﻨّﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺔ دﻣﻮع أمّ ﺗﺒﻜﻲ وهﻲ ﺗﺮاﻓﻖ اﺑﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺜﻮاﻩ اﻷﺧﻴﺮ
36
ﻓﺄﻗﺎﻣﻚ اﷲ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت وأﻋﺎدك إﻟﻰ أﺣﻀﺎﻧﻬﺎ .ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،إن "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﺮاﻓﻘﻚ وأﻧﺖ ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻦ ﺧﺴﺮهﺎ، وأﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖّ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷرواح اﻟﺘﻲ ﻏﻴّﺒﺖ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وأن ﺗﺠﻔّﻒ دﻣﻮﻋﻬﺎ .ﻓﺤﺘّﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ هﺬا ﻻ ﺗﺰال أﻣّﻬﺎت آﺜﻴﺮات ﺗﺒﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪان وﻟﺪهﻦّ.
37
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ اﻟﺮﻗﻴﻖ ،ﺣﺒّﻚ ﻳﻘﻮدك إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻜﺎن .ﻧﺎدوك ﻟﺘﻌﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ إﺣﺪى اﻟﻔﺘﻴﺎت ،ﻓﺴﺎرﻋﺖ وأﺧﺬت ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻚ وأﻗﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات وأوﻗﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﺟﻠﻴﻬﺎ وﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ "اﻟﻔﺘﺎة ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﺑﻞ هﻲ ﻧﺎﺋﻤﺔ". ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،آﻢ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن ﻏﺎرق ﻓﻲ ﺳﺒﺎت اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .أرﻳﺪ أن أﺟﻌﻞ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﺠﺮي ﻓﻲ اﻷﻋﺠﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺮﺣﺖ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻔﺘﺎة ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات ،وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﺪّ ﻳﺪﻳﻚ ﻓﺘﻐﻤﺮ آﻞّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﻨﺎدﻳﻬﺎ ﺑﺄﺳﺮهﺎ ﻟﺘﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻇﻞّ إرادﺗﻚ .وإﻧّﻚ ،ﺑﻠﻤﺴﺔ ﻳﺪﻳﻚ اﻟﺴﺎﺣﺮﺗﻴﻦ وﺑﺠﺒﺮوت ﻋﻤﻠﻚ ،ﺗﻔﻴﻖ هﺬﻩ اﻷرواح ﻣﻦ رآﻮدهﺎ وﺗﺆﺳّﺲ أوّل ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﺤﻴﺎ ﻓﻲ آﻨﻒ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻌﻄﻮف ،ﻣﺸﻬﺪ ﺁﺧﺮ أﺛّﺮ ﻓﻴﻚ ﺣﻴﻦ أﺗﺖ ﻣﺮﺗﺎ وﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎآﻴﺘﻴﻦ ﺗﻌﻠﻤﺎﻧﻚ ﺑﻤﻮت أﺧﻴﻬﻤﺎ .ﻓﻠﻢ ﺗﻘﻮَ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻚ ،وﺣﺒﺲ دﻣﻮﻋﻚ وﺗﻮﺟّﻬﺖ ﺑﺮﻓﻘﺘﻬﻤﺎ ﻧﺤﻮ ﻗﺒﺮ ﻟﻌﺎزار ﻣﺮﺗﺠﻔًﺎ ﺑﺎآﻴًﺎ وأﻣﺮت ﺑﺈزاﺣﺔ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﺒﺮ وﺻﺮﺧﺖ ﺑﺼﻮت ﻣﺮﺗﺠﻒ ﻣﻠﺆﻩ اﻟﺜﻘﺔ "ﻟﻌﺎزار ﻗﻢ" .ﻓﻘﺎم ﻟﻌﺎزر ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻟﻤﺎذا ﺗﺒﻜﻲ وﺗﺘﺄﻟّﻢ هﻜﺬا؟ أﻷنّ ﻟﻌﺎزار اﻟﻤﺎﺋﺖ ﻳﻤﺜّﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻠّﻬﺎ اﻟﻤﺘﺸﺒّﺜﺔ ﺑﺎﻟﺸّﺮ واﻟﻤﺘﺤﻮّﻟﺔ إﻟﻰ رﻓﺎت ﻋﻔّﻨﺘﻪ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ؟! ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎة ﻗﻠﺒﻲ ،دﻋﻨﻲ أﺑﻜﻲ ﻣﻌﻚ وأﺣﻴﻂ آﻞّ آﻠﻤﺔ ﻣﻦ آﻠﻤﺎﺗﻚ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" و"ﺑﻌﺒﺎدﺗﻲ ﻟﻚ" .ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أﻗﻨﻌﻚ ﺑﺄن ﺗﻘﻮل ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻠﻌﺎزار "ﻗﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﺮ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وادﺧﻞ إﻟﻰ ﺣﻴﺎة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ".
38
ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﻟﻦ أﺗﺮآﻚ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻻ ﺑﻞ ﺳﺄﺗﺒﻌﻚ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬك أﻳﻨﻤﺎ ذهﺒﺖ .أﻧﺖ ﻧﺎﺋﻢ واﻟﺮﻳﺢ ﺗﻌﺼﻒ ﻓﺎرﺗﺒﻚ اﻟﺮﺳﻞ، وهﺒّﻮا ﺻﻮﺑﻚ ﺻﺎرﺧﻴﻦ "ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻢ أﻧﻘﺬﻧﺎ وإﻻّ ﺳﻨﻬﻠﻚ". هﺬا اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻟﺪاآﻨﺔ ﻣﺆﺷّﺮ ﻟﻠﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﻬﻮﺟﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻬ ّ ﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻺرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﺘﺮﺗﻔﻊ اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ وﺗﻀﺮب ﺑﺤﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻬﺪّدة إﻳّﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮق .ﻟﺬﻟﻚ أﺷﺘﺮك ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻞ ﻓﻲ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻨﺼﺮخ ﻣﻌًﺎ "ﻳﺎ ﻣﻌﻠّﻢ أﻧﻘﺬﻧﺎ وإﻻّ ﺳﻨﻬﻠﻚ" .أﺳﺄﻟﻚ اﻵن أن ﺗﺄﻣﺮ رﻳﺎح اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ﻟﺘﻬﺪّئ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،أن ﺗﺨﻔﺖ وأن ﻳﺤﻞّ اﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻨﺮآﻦ ﺑﺄﻣﺎن إﻟﻰ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ﺪدًا ﻓﻲ أورﺷﻠﻴﻢ، ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﻄﻴّﺐ ،أﻧﺖ اﻵن ﻣﺠ ّ أراﻓﻘﻚ ﺑﺪﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ وأﺑﺎرآﻚ وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك" .ﻳﺎ ﻟﻸﺳﻰ اﻟﺬي أﺻﺎب ﻗﻠﺒﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ رأﻳﺖ اﻟﻬﻴﻜﻞ ،ﺑﻴﺖ اﷲ أﺑﻴﻚ ﻣﺪﻧّﺴًﺎ إذ ﺣﻮّﻟﻮﻩ إﻟﻰ ﺳﻮق ﻟﻼﺗّﺠﺎر .ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺎﺑﻚ ﻏﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ وأﺧﺬت ﻋﺼﺎ ورﺣﺖ ﺗﻀﺮب ﻳﻤﻴﻨًﺎ وﻳﺴﺎرًا ﺑﻘﻮّﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﺄوﻗﻌﺖ آﻞّ ﺷﻲء أرﺿًﺎ وﻃﺮدت اﻟﺒﺎﻋﺔ .ﻟﻢ ﻳﻌﺎرض أﺣﺪ ﻋﻤﻠﻚ هﺬا وآﺎن اﻟﻜﻞّ ﻳﺮآﺾ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻳﺴﻮع ،أﺣﻴﻂ هﺬﻩ اﻟﻌﺼﺎ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺄﺧﺬهﺎ ﻣﺠﺪّدًا وﺗﺴﻮق ﺑﻬﺎ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮّﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮّأت ودﻧّﺴﺖ هﻴﻜﻞ أرواﺣﻨﺎ .ﻧﻌﻢ إﺿﺮب ﺑﻘﻮّة ﻓﻼ ﺗﺘﺠﺮّأ أﺑﺪًا ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻷرواح إﻧّﻤﺎ ﺗﺮزح راﺿﺨﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﺒﻀﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
39
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﺴﻤﺎويّ ،أﺳﻴﺮ ﺧﻠﻔﻚ وأﻧﺖ ﺗﺪﺧﻞ أورﺷﻠﻴﻢ ﻣﻠﻜًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺎهﺮًا "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" أﻃﺒﻌﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن :ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ وﻋﻠﻰ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺷﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻚ وﻋﻠﻰ أﺻﻮات اﻟﺤﺸﻮد اﻟﻤﻬﻠّﻠﺔ "هﻮﺷﻌﻨﺎ". ﻳﺎ ﻣﻠﻜﻲ اﻟﺴﻤﺎويّ ،دﺧﻮﻟﻚ دﺧﻮل اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ إﻟﻰ أورﺷﻠﻴﻢ ﻳﺴﺮّ إﻟﻲّ ﺧﺒﺮًا ﻣﻔﺮﺣًﺎ .ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺸّﺮ ﺑﻘﺮب ﺣﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻟﺬا ،ﻟﻦ أﺗﺮآﻚ ﺣﺘّﻰ ﺗﺘﺜﺒّﺖ ﻟﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ اﻟﺴﻌﻴﺪ ،وﻟﻦ أﺗﻌﺐ أو أﻣﻞّ ﻣﻦ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻚ ﻣﻌﻠﻨًﺎ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ". ﺳﻤﻌﺘﻚ ﺗﻬﻤﺲ ﻓﻲ أذﻧﻲ "ﻳﺎ ﻃﻔﻠﻲ ،إنّ ﺣﺒّﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳّﺔ إﻟﻰ رﻓﻘﺘﻚ وﻳﺘﻮق ﻟﺴﻤﺎع اﻟﺤﺸﻮد ﺗﻬﻠّﻞ ﻓﻲ اﻷﻋﺎﻟﻲ "هﻮﺷﻌﻨﺎ!" ﻓﺄﻋﺪاﺋﻲ ﻳﺮﻳﺪون ﻣﻮﺗﻲ ،ﻟﺬﻟﻚ ،أرﻳﺪ ،ﻗﺒﻞ أن أﻣﻮت، أن أﻧﺸﺊ ﺳﺮّ اﻹﻓﺨﺎرﺳﺘﻴّﺎ ﻷﺗﺮك ذآﺮى أﺧﻴﺮة ﻋﻦ اﻟﺤﺐّ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي أآﻨّﻪ ﻷﺑﻨﺎﺋﻲ .وهﻜﺬا أآﻮن وﺳﻄﻬﻢ داﺋﻤًﺎ. إﺳﺘﻐﻞّ هﺪﻳّﺘﻲ هﺬﻩ وأﻟﺢّ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺣﻠﻮل اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ". ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﻋﺎﻧﻘﻚ وأﻏﺮز "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ آﻞّ ﺳﺮّ ﻣﻦ أﺳﺮارك .أﺑﺜّﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻌﻤﻮدﻳّﺔ وأﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﺗﻬﺐ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻌﻤّﺪ .أآﺮّر "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﺘﺜﺒﻴﺖ وأﻃﻠﺐ اﻧﺘﺼﺎر إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻓﻌﻞ ﺗﺜﺒﻴﺖ ،وﺑﻌﺪهﺎ أﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺳﺮّ ﻣﺴﺤﺔ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻟﻴﺤﻈﻰ آﻞّ ﻣﻨﺎزع ﻋﻠﻰ
40
ﻧﻌﻤﺔ إﺗﻤﺎم ﻋﻤﻠﻪ اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .وأﺳﻜﺐ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﻜﻬﻨﻮت وأﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ أن ﺗﺴﺒﻎ إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻬﻨﺔ اﻟﻤﺆﺗﻤﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ اﻹﻟﻬﻲّ واﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﻩ .وأﺣﻔﺮ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﺰواج وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺤﻞّ إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﻲ آﻨﻒ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وأﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻃﺎﻟﺒًﺎ أن ﺗﻤﻴﺖ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وﺗﺤﻴﻲ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻠّﻤﺎ ﺗﻘﺪّم أيّ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﺳﺮّ اﻻﻋﺘﺮاف. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻻ أرﻳﺪ أن ﻳﺘﺮآﻚ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" أﺑﺪًا ﻻ ﺑﻞ أرﻳﺪ أن أﻟﺘﺰم ﺑﻚ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺘﻬﻰ .ﻟﺬﻟﻚ أﺣﻔﺮ دﻋﺎء "أﻋﺒﺪك وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك" ﻓﻲ آﻞّ ﺳﺮّ ﻣﻦ أﺳﺮارك ،ﻓﻲ آﻞّ دﻣﻌﺔ ﺻﺎﻣﺘﺔ ،ﻓﻲ آﻞّ ﻗﺮﺑﺎﻧﺔ ،ﻓﻲ آﻞّ إﺳﺎءة ﺗﻌﺮّﺿﺖ ﻟﻬﺎ وﻓﻲ آﻞ ﻓﻌﻞ ﺗﻌﻮﻳﺾ ارﺗﻀﻴﺘﻪ .أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖّ آﻞّ هﺬا وﺑﺎﻻﺗّﺤﺎد ﻣﻌﻚ أن ﺗﺤﻞّ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺴﻤﺎويّ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺮﻣﻲ ﺳﻬﺎﻣﻚ ﻓﺘﺼﻴﺐ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﻠﻔّﻬﺎ ﺑﻘﻴﻮد ﺣﺒّﻚ .أﻻ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ آﻞّ ﻣﻬﺎرﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺐّ ﻟﺘﻐﺰو ﻗﻠﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻌﻴﻦ؟ هﺒﻨﺎ إرادﺗﻚ ﻟﺘﺼﺒﺢ إرادﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻤﺎ هﻲ إرادﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
41
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺸﺮون ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻈﻠﻮم ،ﺣﻔﻈﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﺘﺪﺧﻞ ﻗﻠﺐ آﻞّ إﻧﺴﺎن وﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺘﺼﺮّف آﻞّ ﻣﺨﻠﻮق ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ "ﻳﺎ أﺑﻨﺎﺋﻲ ،ﻟﻦ أﺗﺮآﻜﻢ أﺑﺪًا .ﺳﺄﺑﻘﻰ ﻣﻌﻜﻢ آﻠّﻜﻢ ﻷﻧﺸﺊ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻲ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻴﻨﻜﻢ" .واﻵن اآﺘﻤﻞ ﺣﺒّﻚ وهﺎ أﻧﺖ ﺗﺒﺤﺮ ﺑﺮوح ﺳﺨﻴّﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺁﻻﻣﻚ. أراك اﻵن ﺗﺘﻮﺟّﻪ ﻧﺤﻮ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻓﺘﺠﺜﻮ أرﺿًﺎ وﺗﻤﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺑﻨﻔَﺲ ﺛﻘﻴﻞ وﺑﺄﻟﻢ آﺒﻴﺮ ﻳﺨﻨﻖ أﻧﻔﺎﺳﻚ .إﻧّﻚ ﺗﺘﻨﻬّﺪ وﺗﺘﺼﺒّﺐ دﻣًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض أﺳﻔًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﻗﺘﺮﻓﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺒّﺐ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺁﻻم ﺗﺤﻤﻞ آﻞّ ﻣﻨﻬﺎ رﺳﻢ ﺳﻼح اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺎرب اﷲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ،أرﻳﺪ أن أﺧﻔّﻒ ﻣﻦ ﺁﻻﻣﻚ داﻋﻴًﺎ ﻟﻚ أﻧّﻨﻲ "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺣﻤﺪك" وهﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻳﻨﺴﺎب ﻣﻊ آﻞّ ﻗﻄﺮة دم ﺗﺬرﻓﻬﺎ وﻣﻊ آﻞّ ﻏﺼﺔ أﻟﻢ ﺗﻘﻄّﻊ ﻗﻠﺒﻚ وﻣﻊ آﻞّ ﺻﺮﺧﺔ وﺟﻊ وﺗﻨﻬّﺪ .أرﻳﺪ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن أآﺪّس اﻟﻐﻴﻮم ﻓﺄﺣﺠﺐ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻳﻚ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﺮﻳﻊ. ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻴﺖ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺮاﻋﻲ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﻴﻮﻓّﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﺎﺳﻲ ﻣﻦ أﻟﻢ ﻣﺮﻳﺮ وﻋﺬاب ﺧﺎﻧﻖ .ﻟﺬا ،أﺳﺄﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﺎدر هﺬا اﻟﺒﺴﺘﺎن ،أن ﺗﺆآّﺪ ﻟﻲ أنّ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺳﺘﺤﻞّ ﻗﺮﻳﺒًﺎ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ،هﺎ ﻗﺪ وﺻﻞ أﻋﺪاؤك إﻟﻰ اﻟﺒﺴﺘﺎن ﻓﺄوﺛﻘﻮا ﻳﺪﻳﻚ ﺑﺎﻟﻘﻴﻮد واﻟﺤﺒﺎل وداﺳﻮا ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺄﻗﺪاﻣﻬﻢ وﺟﺮّوك ﻣﻦ ﻣﺤﺎآﻤﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﻗﺘﻔﻲ أﺛﺮك ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة وأﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ
42
ﺁﻻﻣﻚ آﻠّﻬﺎ وأﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺮﺑﻂ إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻤﺘﻤﺮّدة ﺑﺎﻟﺤﺒﺎل واﻟﻘﻴﻮد ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ أوﺛﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺘﻌﺎرض ﺑﻌﺪ اﻵن وإرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪهﺎ ﻣﻠﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﻳﺜﺎﺑﺮ أﻋﺪاؤك ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺬﻳﺒﻚ وإهﺎﻧﺘﻚ واﺗّﻬﺎﻣﻚ ﺑﺄﻧّﻚ ﻣﺠﺮم .ﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮت وزﺟّﻮك ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﺴﺠﻮن ،ﻟﻦ أﺗﺮآﻚ أﺑﺪًا .ﺳﺄآﺴﻮك "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ هﺬا اﻟﺒﺼﺎق اﻟﻤﻘﺮف اﻟﺬي ﻗﺬﻓﻮك ﺑﻪ، ﻓﺄﺧﻔّﻒ ﻣﻦ اﻧﺰﻋﺎﺟﻚ وأﺳﻜﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ دفء ﺣﺒّﻲ .أرﻳﺪ أن أآﺴﻮك "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻷﺣﻤﻴﻚ ﻣﻦ اﻹهﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻬﺎل ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺎ ﺗﺘﻐﻠّﺐ ﺑﻪ وﻷﺑﻠﺴﻢ ﺟﺮاﺣﺎﺗﻚ ﻓﻴﻜﻮن هﺬا اﻟﺤﺐّ ﻟﻚ ﺳﻼ ً ﻋﻠﻰ أﻋﺪاﺋﻚ .ﻟﻴﻀﻰء "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻇﻠﻤﺔ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﺬي وﺿﻌﻮك ﻓﻴﻪ وﻟﻴﺮاﻓﻘﻚ ﻧﻮرﻩ ﻃﻴﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة .وإﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺤﺮّرﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ إرادﺗﻨﺎ ﻓﺘﺠﻌﻠﻨﺎ أﺑﻨﺎء إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻌﺬّب ،أﺧﺮﺟﻚ أﻋﺪاؤك ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ ﻟﻴﺠﻌﻠﻮك ﺗﻌﺎﻧﻲ أﻗﺴﻰ اﻟﻌﺬاﺑﺎت ﺳﻌﻴًﺎ وراء ﻗﺘﻠﻚ .ﻟﻘﺪ ﺟﺮّوك ﻣﻦ ﺣﺎآﻢ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ،ﺑﺪءًا ﻣﻦ ﺑﻴﻼﻃﺲ واﻧﺘﻬﺎء ﺑﻬﻴﺮودس وﺳﺨﺮوا ﻣﻨﻚ ﺣﺘّﻰ إﻧّﻬﻢ ﺧﻠﻌﻮا ﻋﻨﻚ ﺛﻴﺎﺑﻚ آﻠّﻬﺎ ﻟﺘﻌﺘﺒﺮ ﻣﺠﻨﻮﻧًﺎ ،ﻓﺘﺄﻟﻤﺖ ﺑﺸﺪّة ﻧﺘﻴﺠﺔ هﺬا اﻹذﻻل .ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ آﻢ ﻣﻦ اﻵﻻم ﻋﺎﻧﻴﺖ. أرﻳﺪ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن أﺻﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﻮر هﺎﻟﺔ أﻗﻬﺮ ﺑﻬﺎ أﻋﺪاءك وأﻋﻤﻲ ﻧﻈﺮهﻢ ﻟﻌﻠّﻲ أﻗﻨﻌﻬﻢ ﺑﺄن ﻳﻌﺪﻟﻮا ﻋﻦ ﺗﻌﺬﻳﺒﻚ وأن ﻳﻌﺘﺮﻓﻮا ﺑﻚ ﻣﻠﻜًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ أن ﺗﺸﻔﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮن اﻟﺬي ﺳﺒّﺒﺘﻪ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﺠﻬﻞ اﻟﺨﻴﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ وأﺑﻌﺪﺗﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﺮّف ﺑﺤﺴﺐ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
43
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮون ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻌﺬّب ،ﻣﺠﺪّدًا ﺳﺎﻗﻮك إﻟﻰ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻟﻴﻨـﺰﻟﻮا ﺑﻚ ﻋﺬاﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة .ﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮت وﻣﻦ ﺛﻢّ ﻧﺰﻋﻮا ﻋﻨﻚ رداءك وأوﺛﻘﻮك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮد ﻟﻴﺠﻠﺪوك ﺑﻮﺣﺸﻴّﺔ .إﻧّﻨﻲ أﻋﺎﻧﻖ ﻗﺪﻣﻴﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﻴﻦ وأﺟﻌﻞ ﺻﺪى "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﺮنّ ﻣﻊ آﻞّ ﺟﻠﺪة ﺗﺘﻠﻘّﺎهﺎ .أرﻳﺪ أن أﺻﺮخ وأردّد "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻣﻊ آﻞّ ﺟﺮح ﻳﻨـﺰف وﻣﻊ آﻞّ إﺻﺎﺑﺔ ﺗﺘﻌﺮّض ﻟﻬﺎ ﻷﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﺮّدﻧﺎ ﻣﻦ ﻏﻄﺎء اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﺗﻐﻠّﻔﻨﺎ ﺑﺎﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺟﻠﺪوك ﺑﻘﺴﻮة ﺣﺘّﻰ اﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻋﻠﻲّ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ. ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ رؤﻳﺘﻚ ﺗﺘﻌﺬّب .آﻢ أوّد أن أﻗﻮدك إﻟﻰ ﺷﺎﻃﻰء اﻷﻣﺎن ﻣﺮ ّددًا دﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺳﺠﺪ ﻟﻚ وأﺷﻜﺮك" .آﻢ أوّد أن أﻧﺘﺸﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻳﺎدﻳﻬﻢ اﻟﺸﺮّﻳﺮة! ﻟﻢ ﻳﺮﺗﺢ أﻋﺪاؤك ﺑﻌﺪ! ﻓﺒﺪل أن ﻳﺸﻔﻘﻮا ﻋﻠﻴﻚ ،وﺿﻌﻮا ﻋﻠﻰ رأﺳﻚ ﻔﺎ إآﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺷﻮك وأﻟﺒﺴﻮك رداءً أﺣﻤﺮ وﺣﻤّﻠﻮك ﺻﻮﻟﺠﺎﻧًﺎ ﻣﺰﻳّ ً وراﺣﻮا ﻳﺴﺨﺮون ﻣﻨﻚ ﻣﻄﻠﻘﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻘﺐ اﻟﻤﻠﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أرﻳﺪ أن ﻳﻮﻣﺾ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ آ ّ ﻞ ﺷﻮآﺔ ﺟﺮﺣﺖ رأﺳﻚ ﻟﻌﻠّﻲ أﺧﻔّﻒ ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﺎﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻨﻖ أﻧﻔﺎﺳﻚ .أﺳﺄﻟﻚ أن اﻧﺰع ﻋﻨّﺎ ﺗﺎج اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﺬي وﺿﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ واﻟﺮداء اﻷﺣﻤﺮ اﻟﻤﻤﺰّق وﺧﺬ ﻣﻦ أﻳﺎدﻳﻨﺎ اﻟﺼﻮﻟﺠﺎن اﻟﻤﺰﻳّﻒ واﻣﻨﺤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﺎج إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واآﺴﻨﺎ اﻟﺮداء اﻟﻤﻠﻮآﻲّ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ وهﺒﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﺣﻠﻮل إرادﺗﻚ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﻋﻠﻰ أرواﺣﻨﺎ.
44
ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻣﻠﻜﻲ ،أرﻳﺪ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن أﺗﺒﻌﻚ أﻳﻨﻤﺎ ﺗﺬهﺐ وأرﻳﺪ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن أواﺳﻴﻚ آﻠّﻤﺎ ﺻﺮخ اﻟﻨﺎس وﻧﺎدوا "إﺻﻠﺒﻪ، إﺻﻠﺒﻪ!" أرﻳﺪ ﺑﺪوري أن أﺻﺮخ وﺑﺼﻮت ﻋﺎل "أﺣﺒّﻚ" وأن أﺟﻌﻞ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻔﺔ وﻟﺴﺎن .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع إﺻﻠﺐ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ واﺟﻌﻞ إرادﺗﻚ ﺗﺤﻞّ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ! أﺳﺄﻟﻚ ،ﺑﺎﺳﻢ اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﻋﺎﻧﻴﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮت ،أن ﺗﺤﺮّرﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ،وأﻧﺎﺷﺪك أن ﺗﻤﻴﺖ إرادﺗﻨﺎ وﺗﺤﻴﻲ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ.
45
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺸﺮون ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘﻔﻄّﺮ وﺟﻌًﺎ ﻟﻮﺟﻌﻚ !...ﻋﻨﺪﻣﺎ رأﻳﺖَ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻋﺎﻧﻘﺘﻪ وﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻴﻚ .ﺁﻩ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أرﻳﺪ أن أآﻠّﻞ ﺻﻠﻴﺒﻚ آﻠّﻪ ﺑﺪﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺑﺎرآﻚ" وأﺳﺄﻟﻚ ﺑﺤﻖّ ﺻﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس أن ُﺗﺤﻞّ إرادﺗﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ .أرﻳﺪ أن أﻧﺎدي "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ" ﻓﻲ آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ وﻣﻊ آﻞّ أﻟﻢ وﻓﻲ آﻞّ ﻗﻄﺮة دم ﺗﺬرﻓﻬﺎ وﻓﻲ آﻞّ ﻣﺮّة ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻓﻲ آﻞّ ﻣﺮّة ﻳﺸﺪّون ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻌﺮك اﻟﻤﻤﺘﻠﻰء دﻣًﺎ وﻓﻲ آﻞّ ﻣﺮة ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻌﺬّب ،ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ ﺪدوك ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﺴﺤﻮﻗًﺎ ﻣﺘﺄﻟّﻤًﺎ .واﻵن ﻧﺰﻋﻮا ﻋﻨﻚ ﺛﻴﺎﺑﻚ وﻣ ّ وﺻﻠﺒﻮك ﺑﺪون رﺣﻤﺔ .ﻳﺠﺮي "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ ﺟﺴﺪك اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ وﻳﺬوب ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﻚ اﻟﻤﺘﻜّﺴﺮة وﻓﻲ ﺟﺮوﺣﺎت ﻳﺪﻳﻚ .أﺳﺄﻟﻚ، وأﻧﺎ أﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ ﻋﺬاﺑﺎﺗﻚ ،أن ﺗﺠﺮّدﻧﺎ ﻣﻦ آﻞّ ﺷﻲء ﻳﺤﻮل دون ﺣﻠﻮل إرادﺗﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﺼﻠﻮب ،ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﺁﻻﻣًﺎ ﻣﺒﺮﺣﺔ. ﻟﻴﺘﻨﻲ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أﺧﻔّﻒ ﻋﺬاﺑﺎﺗﻚ وأﺧﻔّﻒ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺮس ﻗﻠﺒﻚ .أرﻳﺪ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن أواﺳﻴﻚ ﻓﻲ أﺣﺰاﻧﻚ وأن أروي ﺗﻠﻬّﻒ ﻋﻄﺸﻚ وأن أﺷﺎرآﻚ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﻔّﻮهﺖ ﺑﻪ وأﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ. أﺳﺄﻟﻚ ،وأﻧﺖ ﺗﻠﻔﻆ أﻧﻔﺎﺳﻚ اﻷﺧﻴﺮة ،أن ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ،ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﺬاﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻴﺖ ،ﺷﻐﻒ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ آﻨﻒ إرادﺗﻚ. أﺳﺄﻟﻚ ﺑﻤﻮﺗﻚ ،أن ﺗﻤﻴﺖ إرادﺗﻨﺎ وأن ﺗﺤﻴﻲ إرادﺗﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻟﺘﺴﻮد ﺑﻘﻮّﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وﻟﺘﺤﻞّ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
46
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﻌﺸﺮون ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،اﻵن وﻗﺪ ﻣﺖّ ،آﻢ أﺗﻤﻨّﻰ ﻟﻮ أﻣﻮت أﻧﺎ أﻳﻀﺎ ﻣﻌﻚ، وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ أن أﻣﻮت اﻵن .ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻻ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ! أرﻳﺪ أن ﺁﺧﺬك ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ ﻷﻏﻤﺮ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" ،ﻓﻼ ﺗﺮى ﺳﻮى "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" وﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺳﻮى "ﺣﺒﻲ ﻟﻚ" وﻻ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﺳﻮى ﻣﻊ "ﺣﺒﻲ ﻟﻚ" .وﻟﻦ ﻳﺒﺎرﺣﻚ أﺑﺪًا دﻋﺎء "أﺣﺒّﻚ وأﻋﺒﺪك وأﺑﺎرآﻚ وأﺷﻜﺮك". ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﺎﺋﺖ ،أرﻳﺪ أن أﻋﻄﻴﻚ ﻗﺒﺮًا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ .أﺳﺄﻟﻚ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" أن ﺗﺪﻓﻦ إرادﺗﻲ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻼ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻣﺠﺪّدًا. أراﻓﻘﻚ داﺋﻤًﺎ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" وﻣﻊ أﻣّﻚ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ،أﻣّﻲ ،أرﻳﺪ أن أﺗﺒﻌﻚ إﻟﻰ اﻟﻴﻤﺒُﺲ .ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﺆﺛّﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻘﺪّس ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻨﻌّﻢ أﺑﺎؤﻧﺎ اﻷواﺋﻞ ﺁدم وإﺑﺮاهﻴﻢ واﻷﻧﺒﻴﺎء آﺎﻓّﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺼﺪّﻳﻖ وآﺬﻟﻚ آﻞّ اﻷﺧﻴﺎر ﻣﻦ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮؤﻳﺔ وﺟﻬﻚ اﻟﻘﺪّوس .وآﻞّ هﺬﻩ اﻷرواح اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺗﻄﻴﺐ ﻓﺮﺣًﺎ ﻟﺮؤﻳﺘﻚ وﺗﺠﺴﺪ أﻣﺎﻣﻚ وﺗﻌﺒﺪك وﺗﺤﺒّﻚ وﺗﺒﺎرآﻚ .ﻟﻜﻦّ ﻓﺮﺣﺘﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ وهﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻚ ﺑﺼﻮت واﺣﺪ "ﻳﺎ ﻣﺨﻠّﺼﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺐ، ﻧﺸﻜﺮك ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء ﻓﻌﻠﺘﻪ وﻋﻠﻰ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﺣﺒّﻨﺎ ،ﻟﻜﻨّﻨﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ،ﺗﺘﻤﻴﻤًﺎ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ، أن ﺗﻜﻤّﻞ ﻋﻤﻠﻚ ﻓﺘﻤﻨﺤﻨﺎ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض".
47
ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﻻ ﺗﺴﻤﻊ أهﺎزﻳﺞ اﻷﻋﺰّاء ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ؟ أﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺗﻀﺮّﻋﺎت اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺬراء؟ اﻟﻴﻮم ﻳﻮم ﻣﻮﺗﻚ هﻮ أﻳﻀًﺎ ﻳﻮم اﻧﺘﺼﺎرك، ﻟﺬﻟﻚ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ اﻧﺘﺼﺎر إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ،أراك ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻴﻤﺒُﺲ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﺎرﻳﻚ وﺗﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻓﺘﻘﻬﺮ اﻟﻤﻮت وﺗﺤﻴﻲ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ. ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻤﺠّﺪة! أرﻳﺪ ،إﺣﺘﻔﺎﻻً ﺑﺎﻧﺒﻌﺎث إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺒﺸﺮ ،أن أﺧﺒّﺊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن ،ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻚ وﻓﻲ ﻗﻴﺎﻣﺘﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات وﻓﻲ ﻧﻮر اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻚ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺬا اﻻﻧﺘﺼﺎر ،وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺤﺒﻂ إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وأن ﺗﺠﻌﻞ إرادﺗﻚ ﺗﻨﺘﺼﺮ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ!
48
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮون ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات ﻟﻢ ﺗﺬهﺐ ﻓﻮرًا إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ،وهﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ إرادﺗﻚ ﺑﺄن ﺗﺤﻘّﻖ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻟﺬا ﻟﻦ أﺗﺮآﻚ ﻟﻠﺤﻈﺔ واﺣﺪة .أﺗﺒﻌﻚ "ﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻟﺪى ﻇﻬﻮرك ﻷﻣّﻚ اﻟﻌﺬراء .وإﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻜﻤﺎ وﺑﺈﻟﺤﺎح، ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻔﺮح اﻟﺬي ﻓﺮﺣﺘﻤﺎﻩ ،أن ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. إنّ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﺮاﻓﻘﻚ ﻟﺪى ﻇﻬﻮرك ﻟﻤﺮﻳﻢ اﻟﻤﺠﺪﻟﻴّﺔ وﻟﻠﺮﺳﻞ ،وأﺳﺄﻟﻚ أن ﻳﺘﻌﺮّف اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻋﻠﻰ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ رﺳﻼً ﺟﺪدًا ﻳﻨﺸﺮون هﺬﻩ اﻹرادة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ .إنّ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻳﺘﺒﻌﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ أﻧﺠﺰت ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘﻚ اﻟﻤﺠﻴﺪة ،ﺣﺘّﻰ ﻓﻲ دﻋﺎﺋﻚ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻟﺘﺸﻬﺪان ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮدك اﻟﻤﻘﺪّس. وﺑﺪﺧﻮﻟﻚ ﻣﻨﺘﺼﺮًا إﻟﻰ اﻟﺠﻨّﺔ ﺗﺸﺮّﻋﺖ اﻷﺑﻮاب اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻟﻘﺮون ﻃﻮﻳﻠﺔ .وﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ أﻃﺒﻊ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺑﻮاب اﻷﺑﺪﻳّﺔ وأﺳﺄﻟﻚ ،ﺑﺎﻟﺒﺮآﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬك اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎرآﻮا ﺑﺎﺣﺘﻔﺎل ﺻﻌﻮدك إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ،أن ﺗﺒﺎرك اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻟﻌﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﻘﺪّر هﺒّﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ إرادﺗﻚ.
49
ﺑﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻨﺎ أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء؟ ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻔﻴﺾ ﺣﺒًّﺎ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،هﺎ أﻧﺖ اﻵن ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ اﻵب .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، إﻧّﻨﻲ أﻋﺒﺪك وأﺣﺒّﻚ وأﺑﺎرآﻚ ﺑﻜﻞّ ﺣﻘﺎرﺗﻲ وﺻﻐﺮي .أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻞ "ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ" ﺳﻠﺴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺎﻷرض. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﺘﺒﻖَ أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺸﺮّﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮاﻋﻴﻬﺎ ﻵﺗﻲ داﺋﻤًﺎ وأﺟﺜﻮ أﻣﺎﻣﻚ وأﺿﻤﻚ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ ﻣﺮ ّددًا ﺑﻼ ﺗﻮان أﻏﻨﻴﺘﻲ اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐّ "أرﺳﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ وﻟﻴﺤﻞّ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض!" ﺁﻣﻴﻦ.
50
ﻓﻬﺮس ﺗﻔﺴﻴﺮ ٣ .......................................... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ٥ .............................. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ٧ .............................. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ٩ .............................. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ١٠ ........................... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ١٣ ........................ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ١٤ ....................... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ١٦ ......................... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ١٨ ........................... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ١٩ ......................... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة ٢٢ ......................... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ٢٣ ................ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة ٢٥ .................. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة ٢٧ .................. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ٢٨ ................. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ٣٠ .............. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة ٣٢ ............. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ٣٤ ...............
51
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮة ٣٧ ................. اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ٣٩ ............... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺸﺮون ٤١ ........................ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮون٤٣ ........... اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺸﺮون ٤٥ ............ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﻌﺸﺮون ٤٦ ............ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮون ٤٨ ........... ﻓﻬﺮس٥٠ ........................................
52