1
2
ﻗﺎﻧـﻮن إﻳـﻤـﺎن ﺷﻌﺐ اﷲ
ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ وأذٍنَ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﺳﻴﺎدة اﻟﻤﻄﺮان ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺒﻴﺴﺮي ٢٠٠٨ ،راﻋﻲ اﻟﺠﺒّﺔ
www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoud.mariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam
"ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻄﺒﻌﻪ وﻧﺸﺮﻩ ﺟﻤﻌﻴّﺔ "ﺟﻨﻮد ﻣﺮﻳﻢ أد/١٦٧ ﻋﻠﻢ وﺧﺒﺮ ًﻳﻮزّع ﻣﺠﺎﻧﺎ
3
ﻗﺎﻧـﻮن إﻳـﻤـﺎن ﺷﻌﺐ اﷲ إنّ ﻧﺺّ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﻳﻤﺎن هﺬا ،هﻮ اﻟﻨﺺﱡ اﻟﺬي ﻧﻄﻖ ﺑﻪ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺴﺎدس ﻓﻲ ٣٠ﺣﺰﻳﺮان ١٩٦٨ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﻬﺎ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳّﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻻﺳﺘﺸﻬﺎد اﻟﺮﺳﻮﻟﻴﻦ ﺑﻄﺮس وﺑﻮﻟﺲ ﻓﻲ روﻣﺎ. ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺈﻟﻪ واﺣﺪ ﺁب واﺑﻦ وروح ﻗﺪس ،ﺧﺎﻟﻖ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﻨﻈﻮرة ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻀﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺎﺑﺮة ،واﻷﺷﻴﺎء ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﻈﻮرة ﻣﺜﻞ اﻷرواح اﻟﺨﺎﻟﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻰ أﻳﻀًﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ،١ وﺧﺎﻟﻖ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴّﺔ واﻟﺨﺎﻟﺪة ﻓﻲ آﻞّ إﻧﺴﺎن. ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ اﻹﻟﻪ اﻟﻮاﺣﺪ هﺬا ،هﻮ ﺣﺘﻤًﺎ واﺣﺪ ﻓﻲ ﺟﻮهﺮﻩ اﻟﻘﺪّوس إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﺣﺪّ آﻤﺎ ﻓﻲ آﻞّ آﻤﺎﻻﺗﻪ ،وﻓﻲ ﺳﻠﻄﺘﻪ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ،وﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ ،وﻓﻲ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﻓﻲ إرادﺗﻪ وﻣﺤﺒّﺘﻪ .إﻧّﻪ اﻟﻜﺎﺋﻦ ٢آﻤﺎ أوﺣﻰ هﻮ ذاﺗﻪ ﻟﻤﻮﺳﻰ؛ وأﻧّﻪ ﻣﺤﺒّﺔ ،آﻤﺎ ﻳﻌﻠّﻤﻨﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻳﻮﺣﻨّﺎ :٣ﺑﻤﻌﻨﻰ أنّ هﺬﻳﻦ اﻻﺳﻤﻴﻦ، اﻟﻜﺎﺋﻦ واﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﻳﻌﺒّﺮان ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ،ﻟﺬاك اﻟﺬي أراد أن ﻳﻌﺮّﻓﻨﺎ ﺑﺬاﺗﻪ ،واﻟﺬي "ﻣﺴﻜﻨﻪ ﻧﻮر ﻻ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨﻪ" ،٤وهﻮ ﻓﻲ ذاﺗﻪ ﻓﻮق آﻞّ اﺳﻢ ،وﻓﻮق اﻷﺷﻴﺎء آﻠّﻬﺎ وآﻞّ ﻋﺎﻗﻞ ﻣﺨﻠﻮق .اﷲ وﺣﺪﻩ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ١ ٢ ٣ ٤
راﺟﻊ دﻧﺰﻧﺠﺮ .٣٠٠٢ ﺧﺮ .١٤/٣ ١ﻳﻮ .٨/٤ ١ﺗﻴﻤﻮ .١٦/٦
4
اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ واﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻈﻬﻮرﻩ أﺑًﺎ واﺑﻨًﺎ وروح ﻗﺪس وﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ﻟﻨﺎ، ﺑﻔﻀﻞٍ ﻣﻨﻪ ،ﻟﻨﺸﺎرآﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،هﻨﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻹﻳﻤﺎن وﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت ﻓﻲ اﻟﻨﻮر اﻷﺑﺪيّ. ﺗﺸﻜّﻞ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ أزﻟﻴﺎ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ آﻞّ ﻣﻨﻬﻢ هﻮ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻹﻟﻬﻲّ اﻟﻮاﺣﺪ وذاﺗﻪ ،واﻟﺬي ﻳﻜﻮّﻧﻮن ﺣﻴﺎة اﷲ اﻟﺴﻌﻴﺪة واﻟﺤﻤﻴﻤﺔ اﻟﻤﺜﻠّﺚ اﻟﺘﻘﺪﻳﺴﺎت ،واﻟﺬي ﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻳﺘﺨﻄّﻰ ﻣﺎ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪرة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ أن ﺗﺪرآﻪ.١ ﻋﻠﻰ أﻧّﻨﺎ ﻧﺸﻜﺮ اﻟﺼﻼح اﻹﻟﻬﻲّ ﺣﻴﺚ أنّ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﺸﻬﺪوا ﻣﻌﻨﺎ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ وﺣﺪاﻧﻴّﺔ اﷲ ،وإن ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮا ﺳﺮّ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس اﻟﺴﺎﻣﻲ. ﻧﺆﻣﻦ إذًا ﺑﺎﻵب اﻟﺬي وﻟﺪ اﻻﺑﻦ ﻣﻨﺬ اﻷزل ،وﺑﺎﻻﺑﻦ ،آﻠﻤﺔ اﷲ ،اﻟﻤﻮﻟﻮد ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺬ اﻷزل ،وﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻷﻗﻨﻮم اﻟﻐﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮق اﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ اﻵب واﻻﺑﻦ آﺤﺒّﻬﻤﺎ اﻷزﻟﻲّ .وهﻜﺬا ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﺗﻔﻴﺾ ﺣﻴﺎة اﻹﻟﻪ اﻟﻮاﺣﺪ وﻏﺒﻄﺘﻪ ﺴﺘَﻬﻠَﻚ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎم ،ﻓﻲ اﻻﻣﺘﻴﺎز واﻟﻤﺠﺪ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺨّﺼﺎن اﻟﻜﺎﺋﻦ و ُﺗ ْ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮق ،ودوﻣًﺎ "ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺠﱠﻞ اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﻮث واﻟﺜﺎﻟﻮث ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺪة".٢ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮبّ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،اﺑﻦ اﷲ .إﻧّﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷزﻟﻲّ، اﻟﻤﻮﻟﻮد ﻣﻦ اﻵب ﻗﺒﻞ آﻞّ اﻟﺪهﻮر واﻟﻤﺴﺎوي ﻟﻶب ﻓﻲ اﻟﺠﻮهﺮ، واﻟﺬي ﺑﻪ آﺎن آﻞّ ﺷﻲء .ﺗﺠﺴﱠﺪَ ﺑﻌﻤﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻲ ﺣﺸﺎ اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ وﺻﺎر إﻧﺴﺎﻧًﺎ :هﻮ ﻣﺴﺎوٍ إذًا ﻟﻶب ﻓﻲ ١ ٢
دﻧﺰﻧﺠﺮ .٨٠٤ دﻧﺰﻧﺠﺮ .٧٥
5
اﻷﻟﻮهﻴّﺔ ودون اﻵب ﻓﻲ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وواﺣﺪ ﻓﻲ ذاﺗﻪ ،ﻻ ﻓﻲ ﺧﻠﻂ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ،ﺑﻞ ﻓﻲ وﺣﺪة اﻷﻗﻨﻮم.١ ﺳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﻣﻤﻠﻮءًا ﻧﻌﻤﺔ وﺣﻘﺎ .ﺑﺸّﺮ ﺑﻤﻠﻜﻮت اﷲ وأﻧﺸﺄﻩ، وﻋﺮّﻓﻨﺎ ﺑﺎﻵب ﻓﻲ ذاﺗﻪ .أﻋﻄﺎﻧﺎ وﺻﻴّﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة أن ﻧﺤﺐّ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀًﺎ آﻤﺎ أﺣﺒّﻨﺎ .ﻋﻠّﻤﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎت اﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ :ﻓﻘﺮ اﻟﺮوح واﻟﻮداﻋﺔ ،ﺗﺤﻤﱡﻞ اﻷﻟﻢ ﺑﺼﺒﺮ واﻟﻌﻄﺶ إﻟﻰ اﻟﺒﺮّ ،اﻟﺮﺣﻤﺔ وﻃﻬﺎرة اﻟﻘﻠﺐ ،اﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻼم وﺗﺤﻤّﻞ اﻻﺿﻄﻬﺎد ﻷﺟﻞ اﻟﺒﺮّ. وﺗﺄﻟّﻢ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺑﻴﻼﻃﺲ اﻟﺒﻨﻄﻲ .إﻧّﻪ ﺣﻤﻞ اﷲ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻷﺟﻠﻨﺎ ،واﻓﺘﺪاﻧﺎ ﺑﺪﻣﻪ اﻟﺜﻤﻴﻦ .وﻗﺒﺮ، وﺑﻘﻮّﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴّﺔ ،ﻗﺎم ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﺮﻓﻌﻨﺎ ﺑﻘﻴﺎﻣﺘﻪ ﻟﺸﺮآﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﻌﻤﺔ .وﺻﻌﺪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء. وﺳﻴﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺪ هﺬﻩ اﻟﻤﺮّة ،ﻟﻴﺪﻳﻦ اﻷﺣﻴﺎء واﻷﻣﻮات ،آﻞّ واﺣﺪ ﺣﺴﺐ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻪ .ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﺗﺠﺎوﺑﻮا ﻣﻊ اﷲ ورﺣﻤﺘﻪ ﻳﺬهﺒﻮن إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،واﻟﺬﻳﻦ رﻓﻀﻮهﻤﺎ رﻓﻀًﺎ ﻗﺎﻃﻌًﺎ ﻳﺬهﺒﻮن إﻟﻰ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻄﻔﺊ .وﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻤﻠﻜﻪ. ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﺬي هﻮ اﻟﺮبّ وﻣُﻌﻄﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،واﻟﺬي ﺪ ﻟﻪ وﻳﻤﺠﱠﺪ ﻣﻊ اﻵب واﻻﺑﻦ .آﻠّﻤﻨﺎ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎء ،أرﺳﻠﻪ ﻳﺴﻮع ﻳُﺴﺠ ُ إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ وﺻﻌﻮدﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﺟﻠﻮﺳﻪ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ اﻵب. ﻟﻴﻨﻴﺮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻳﺤﻴﻴﻬﺎ وﻳﺤﻔﻈﻬﺎ وﻳﻘﻮدهﺎ .ﻳﻄﻬّﺮ أﻋﻀﺎءهﺎ ،إذا ﻟﻢ ﻳﺘﺠﻨّﺒﻮا ﻧﻌﻤﺘﻪ .إنّ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺬي ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﻔﺲَ ﺣﺘّﻰ اﻟﺼﻤﻴﻢ، ﻳﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺠﺎوب ﻋﻠﻰ دﻋﻮة ﻳﺴﻮع" :آﻮﻧﻮا آﺎﻣﻠﻴﻦ ،آﻤﺎ أنّ أﺑﺎآﻢ اﻟﺴﻤﺎويّ آﺎﻣﻞ هﻮ".٢ ١ ٢
دﻧﺰﻧﺠﺮ .٧٦ راﺟﻊ ﻣﺘﻰ .٤٨/٥
6
ﻧﺆﻣﻦ أنّ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺘﻲ ﻣﻜﺜﺖ دوﻣًﺎ ﻋﺬراء ،هﻲ أمّ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﺘﺄﻧّﺲ رﺑّﻨﺎ وﻣﺨﻠّﺼﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،١وﻧﻈﺮًا إﻟﻰ هﺬا ﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻔﺮﻳﺪ ،وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﺑﻨﻬﺎ اﻓﺘُﺪﻳ ْ ﺳﺎﻣﻴﺔ ،٢وﺣُﻔﻈﺖ ﻣﻦ آﻞّ دﻧﺲ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ ،٣واﻣﺘﻸت ﻣﻦ ﻋﻄﻴّﺔ اﻟﻨﻌﻤﺔ أآﺜﺮ ﻣﻦ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ اﻷﺧﺮى.٤ ﻷﻧّﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺮﺑﺎط وﺛﻴﻖ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻢ ٥ﺑﺴﺮﱠي اﻟﺘﺠﺴّﺪ واﻟﻔﺪاء، وﻷﻧّﻬﺎ اﻟﻌﺬراء اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ واﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ارﺗﻔﻌﺖ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻷرﺿﻴّﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ إﻟﻰ ﻣﺠﺪ اﻟﺴﻤﺎء،٦ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل اﺑﻨﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﺳﺘﺒﺎﻗًﺎ ﻟﻤﺼﻴﺮ اﻷﺑﺮار اﻟﻌﺘﻴﺪ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ .وﻧﺆﻣﻦ أنّ أمّ اﷲ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ هﻲ ﺣﻮاء اﻟﺠﺪﻳﺪة وأمّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ٧اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﱢﻞ دورهﺎ اﻷﻣﻮﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻣﺴﺎهِﻤﺔً ﺑﻮﻻدة اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﻘﺘﺪﻳﻦ وﻧﻤﻮّهﺎ.٨ ﻧﺆﻣﻦ أنّ اﻟﺠﻤﻴﻊ أﺧﻄﺄوا ﺑﺂدم ،ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ أنّ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﺁدم ،أوﻗﻌﺖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﺑﻴﻦ آﻞّ اﻟﻨﺎس ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺤﻤّﻞ ﻧﺘﺎﺋﺞ هﺬﻩ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﺧﻠِﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ أﺑﻮﻳﻨﺎ اﻷوﻟﻴﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ُ واﻟﺒﺮارة ،وﺣﻴﺚ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻳﻌﺮف ﻻ اﻟﺸﺮّ وﻻ اﻟﻤﻮت. ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨
دﻧﺰﻧﺠﺮ .٢٥٢-٢٥١ راﺟﻊ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﺳﺘﻮر ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .٥٣ دﻧﺰﻧﺠﺮ .٢٨٠٣ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﺳﺘﻮر ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .٥٣ اﻟﻤﺮﺟﻊ ذاﺗﻪ ،ﻋﺪد ٥٣و ٥٨و.٦١ دﻧﺰﻧﺠﺮ .٣٩٠٣ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﺳﺘﻮر ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .٦٣ ،٦١ ،٥٦ ،٥٣ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﺳﺘﻮر ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .٦٢
7
ﻓﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ،ﻗﺪ ﺗﻌﺮّت ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺴﻬﺎ ،وﺟُﺮﺣﺖ ﻓﻲ ﻗﻮاهﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ اﻟﺬاﺗﻴّﺔ ﻓﺨﻀﻌﺖ ﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻤﻮت واﻧﺘﻘﻠﺖ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ،وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﻮﻟﺪ آﻞﱡ إﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .ﻧﻌﻠﻦ إذًا ،ﻣﻊ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮﻳﺪﻧﺘﻴﻨﻲ ﺑﺄنّ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ "ﻻ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒّﻪ ،ﺑﻞ ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎر" ،وهﻜﺬا هﻲ "ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﻜﻞّ واﺣﺪ".١ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ رﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻗﺪ اﻓﺘﺪاﻧﺎ ﺑﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ وﻣﻦ آﻞّ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ آﻞّ واﺣﺪ ﻣﻨّﺎ .ﻓﺤﺴﺐ آﻠﻤﺔ اﻟﺮﺳﻮل" ،ﺣﻴﺚ آﺜﺮت اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ، ﻓﺎﺿﺖ اﻟﻨﻌﻤﺔ".٢ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ واﺣﺪة أﺳّﺴﻬﺎ اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻤﻐﻔﺮة اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ .هﺬﻩ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻤﻨﺢ ﺣﺘّﻰ ﻟﻸوﻻد اﻟﺼﻐﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮا ﻗﺎدرﻳﻦ أن ﻳﺮﺗﻜﺒﻮا ﺧﻄﻴﺌﺔ واﺣﺪة ﺷﺨﺼﻴّﺔ .ﻷﻧّﻬﻢ ﻗﺪ وُﻟﺪوا ﻣﺤﺮوﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻳﻮﻟﺪون "ﻣﻦ اﻟﻤﺎء واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس" ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺴﻮع.٣ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻜﻨﻴﺴﺔ واﺣﺪة ﻣﻘﺪّﺳﺔ آﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ورﺳﻮﻟﻴّﺔ ،ﺑﻨﺎهﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺼﺨﺮة اﻟﺬي هﻮ ﺑﻄﺮس .إﻧّﻬﺎ ﺟﺴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﺴﺮّي .إﻧّﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﺆﻟّﻒ ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء وﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ روﺣﻴّﺔ .إﻧّﻬﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻷرﺿﻴّﺔ وﺷﻌﺐ ١ ٢ ٣
دﻧﺰﻧﺠﺮ .١٥١٣ روم .٢٠/٥ دﻧﺰﻧﺠﺮ .١٥١٤
8
اﷲ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﺰﻳّﻨﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮر اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ. إﻧّﻬﺎ أﺻﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﷲ وﺑﺪاﻳﺘﻪ ،ﺑﻬﺎ ﻳﻜﺘﻤﻞ ،ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮيّ، ﻋﻤﻞ اﻟﻔﺪاء وﺁﻻﻣﻪ واﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﻮ إﻟﻰ إﻧﺠﺎزهﺎ اﻟﺘﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺪ ﻣﺘﺨﻄّﻴﺔ اﻟﺰﻣﻦ .١ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻳﻜﻮّن اﻟﺮبّ ﻳﺴﻮع آﻨﻴﺴﺘﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﺳﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﻠﺌﻪ .٢ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أﻋﻀﺎءهﺎ ﻳﺸﺎرآﻮن ﻓﻲ ﺳﺮّ ﻣﻮت اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻗﻴﺎﻣﺘﻪ، وﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻌﻤﻞ .٣ﻓﻬﻲ إذًا ﻣﻘﺪّﺳﺔ وإن ﺗﺤﻮي ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻬﺎ ﺧﻄﺄة ،ﻷنّ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﺎة أﺧﺮى ﺳﻮى ﺣﻴﺎة اﻟﻨﻌﻤﺔ .ﻳﺘﻘﺪّس أﻋﻀﺎؤهﺎ ﺑﻌﻴﺸﻬﻢ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وﺑﺘﺨﻠﱡﺼﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻳﺴﻘﻄﻮن ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ واﻟﺬﻧﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ إﺷﻌﺎع ﻗﺪاﺳﺘﻬﺎ .ﻟﻬﺬا هﻲ ﺗﺘﺄﻟّﻢ ﻟﺨﻄﺎﻳﺎهﺎ وﺗﺘﻮب ﻋﻨﻬﺎ، وﻟﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻟﺘﺸﻔﻲ أوﻻدهﺎ ﺑﺪم اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻋﻄﻴّﺔ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. وﻷﻧّﻬﺎ وارﺛﺔ اﻟﻤﻮاﻋﻴﺪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺑﻨﺔ اﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﺎﻟﺮوح وﺑﺈﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺬي ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ آﺘﺒﻪ ﺑﻤﺤﺒّﺔ وﺗﻜﺮّم ﺁﺑﺎءﻩ وأﺑﻨﻴﺎءﻩ .ﻟﻘﺪ ُأﺳّﺴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻞ ،وﻧَﻘَﻠﺖ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ آﻠﻤﺘﻬﻢ اﻟﺤﻴّﺔ دوﻣًﺎ وﺳﻠﻄﺎﺗﻬﻢ آﺮﻋﺎة ﻓﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻄﺮس واﻷﺳﺎﻗﻔﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮآﻴﻦ ﻣﻌﻪ .وإذ ﻳﻌﻀﺪهﺎ دوﻣًﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،ﺗﻘﻮم ﺤﻔَﻆ وﺗُﺴﻠﱢﻢ وﺗَ ْ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﺄن ُﺗ ْ ﺸﺮَح وﺗَﻨْﺸﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ أوﺣﺎهﺎ اﷲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎء ،وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺎﻣّﺔ ﺑﺎﻟﺮبّ ﻳﺴﻮع.
١ ٢ ٣
اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﺳﺘﻮر ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد ٥و.٨٠ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﺳﺘﻮر ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد ٧و.١١ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﺳﺘﻮر ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .٥٠ ،١٢ ،٧
9
ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤّﻨﻪ آﻠﻤﺔ اﷲ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ واﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻺﻳﻤﺎن ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧّﻬﺎ ﻣﻮﺣﺎة ﻣﻦ اﷲ ،إﻣّﺎ ﺑﺤﻜﻢ اﺣﺘﻔﺎﻟﻲّ ،وإﻣّﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴّﺔ اﻟﻌﺎدﻳّﺔ واﻟﻌﻤﻮﻣﻴّﺔ ،١وﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻌﺼﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻬﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻄﺮس ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠّﻤﻦ آﺮاعٍ وﻣﻌﻠّﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ٢أي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪّد ﻀﻤَﻨُﻬﺎ اﻟﺠﺴﻢ اﻷﺳﻘﻔﻲّ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد ﻣﻌﻪ.٣ ﻗﻀﻴّﺔ ﻣﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻳَ ْ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳّﺴﻬﺎ اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﺻﻠّﻰ ﻷﺟﻠﻬﺎ هﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام واﺣﺪة ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن واﻟﻌﺒﺎدة وﻓﻲ رﺑﺎط اﻟﺸﺮآﺔ اﻟﺘﺴﻠﺴﻠﻴّﺔ .وﻓﻲ ﻗﻠﺐ هﺬﻩ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،إن ﺗﻨﻮّع اﻟﻄﻘﻮس اﻟﻠﻴﺘﺮﺟﻴّﺔ اﻟﻐﻨﻲّ ،وﺗﻌﺪّد اﻟﺘﺮاﺛﺎت اﻟﻼهﻮﺗﻴّﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻّﺔ ﻻ ﺗﺆذي وﺣﺪﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﻈﻬﺮهﺎ أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ.٤ وﻧﻌﺘﺮف أﻳﻀًﺎ ﺑﻮﺟﻮد ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺤﻖّ واﻟﻘﺪاﺳﺔ ﺧﺎرج هﻴﻜﻞ آﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ .وهﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﺗﻬﺪف إﻟﻰ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .٥آﻤﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻌﻤﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺗﻼﻣﻴﺬ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﺤﺒّﺔ هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة .٦وﻟﻨﺎ اﻟﺮﺟﺎء ﺑﺄنّ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮا ﺑﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﺮآﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،ﺳﻴﻨﻀﻤّﻮن إﻟﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﻴﻊ واﺣﺪ وراﻋﻲ واﺣﺪ.
١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦
دﻧﺰﻧﺠﺮ .٣٠١١ دﻧﺰﻧﺠﺮ .٣٠٧٤ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ
اﻟﺜﺎﻧﻲ، اﻟﺜﺎﻧﻲ، اﻟﺜﺎﻧﻲ، اﻟﺜﺎﻧﻲ،
ﻧﻮر ﻧﻮر ﻧﻮر ﻧﻮر
اﻷﻣﻢ، اﻷﻣﻢ، اﻷﻣﻢ، اﻷﻣﻢ،
ﻋﺪد ﻋﺪد ﻋﺪد ﻋﺪد
.٢٥ .٢٣ .٨ .١٥
10
ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ هﻲ ﺿﺮورﻳّﺔ ﻟﻠﺨﻼص ،ذاك أنّ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻮﺳﻴﻂ اﻟﻮﺣﻴﺪ وﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻼص ،ﻳﺠﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺎﺿﺮًا ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ اﻟﺬي هﻮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .١ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻹﻟﻬﻲّ ﻟﻠﺨﻼص ﻳﺸﻤﻞ آﻞّ اﻟﺸﻌﻮب .واﻟﺬﻳﻦ ،دون ﺧﻄﺄ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻳﺠﻬﻠﻮن إﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ وآﻨﻴﺴﺘﻪ ،وﻟﻜﻨّﻬﻢ ﻳﻔﺘّﺸﻮن ﻋﻦ اﷲ ﺑﺈﺧﻼص وﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻳﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﻜﻤّﻠﻮا إرادﺗﻪ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺈﻳﻌﺎزات ﻣﻦ ﺿﻤﻴﺮهﻢ ،هﺆﻻء أﻳﻀًﺎ ،واﻟﺮبّ وﺣﺪﻩ ﻳﻌﺮف ﻋﺪدهﻢ ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ أن ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼص.٢ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ اﻟﻘﺪّاس ،اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻪ اﻟﻜﺎهﻦ ﻣﻤﺜّﻞ ﺷﺨﺺ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻘﻮّة اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﺬي ﻗﺒﻠﻪ ﺑﺴﺮّ اﻟﺪرﺟﺔ ،واﻟﺬي ﻳﻘﺪّﻣﻪ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﺴﻴﺢ واﺳﻢ أﻋﻀﺎء ﺟﺴﻤﻪ اﻟﺴﺮيّ ،هﻮ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮة ﺳﺮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺬاﺑﺤﻨﺎ .وآﻤﺎ ﺣﻮّل ﺳﻴّﺪﻧﺎ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺨﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺴﺮيّ إﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ ودﻣﻪ واﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺪّﻣﺎ ﻷﺟﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺨﻤﺮ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪّﺳﻬﻤﺎ اﻟﻜﺎهﻦ ﻳﺘﺤﻮّﻻن إﻟﻰ ﺟﺴﺪ ودم اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﻤﺠّﺪ اﻟﺠﺎﻟﺲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .وﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ ﺣﻀﻮر اﻟﺮبّ اﻟﺴﺮيّ ،ﺗﺤﺖ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻤﺮﱡ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﺤﻮاﺳﻨﺎ ﺑﺬات اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،هﻮ ﺣﻀﻮر ﺣﻘﻴﻘﻲّ واﻗﻌﻲّ وﺟﻮهﺮيّ.٣ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺣﺎﺿﺮًا هﻜﺬا ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﺮّ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮة اﻻّ ﺑﺘﺤﻮّل ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺨﺒﺰ ﻋﻴﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ، وﺑﺘﺤﻮّل ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺨﻤﺮ ﻋﻴﻨﻬﺎ إﻟﻰ دﻣﻪ .وﺣﺪهﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺨﺒﺰ ١ ٢ ٣
اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .١٤ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .١٦ دﻧﺰﻧﺠﺮ .١٦٥١
11
واﻟﺨﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺮاهﺎ ﺣﻮاﺳﻨﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ هﻲ وﻻ ﺗﺘﺤﻮّل .هﺬا اﻟﺘﺤﻮّل اﻟﺴﺮيّ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪّ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺴﻤّﻴﻪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺸﻜﻠﻴﻦ .إنّ آﻞّ ﺷﺮح ﻻهﻮﺗﻲ ،ﻳﺤﺎول إﻓﻬﺎم هﺬا اﻟﺴﺮّ وﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﻟﻺﻳﻤﺎن اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲّ ،ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺆآّﺪ أﻧّﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وهﺬا ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﻘﻠﻨﺎ ،ﻗﺪ ﺗﻮﻗّﻒ وﺟﻮد اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺨﺒﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧّﻪ هﻮ ﺟﺴﺪ اﻟﺮبّ ﻳﺴﻮع ودﻣﻪ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻧﻌﺒﺪ ،ﻣﻊ أﻧّﻬﻤﺎ أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺤﺖ أﺷﻜﺎل اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺨﻤﺮ اﻟﺴﺮﻳّﺔ .١هﺬا ﻣﺎ أرادﻩ اﻟﺮبّ ﻓﻌﻼً ،ﺣﺘّﻰ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ذاﺗﻪ ﻏﺬاءً ،وﺣﺘّﻰ ﻳﺸﺮآﻨﺎ ﺑﻮﺣﺪة ﺟﺴﺪﻩ اﻟﺴﺮّي.٢ إنّ وﺟﻮد اﻟﺮبّ اﻟﻤﻤﺠّﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﻮﺣﻴﺪ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﻘﺴﻢ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﻜﺎﺛﺮًا .إﻧّﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﺮّ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ اﻷرض اﻟﻌﺪﻳﺪة ،ﺣﻴﺚ ﻳُﺤﺘﻔَﻞ ﺑﺎﻟﻘﺪاس .وﻳﺒﻘﻰ ﺣﺎﺿﺮًا ،ﺑﻌﺪ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ، ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺤﻲّ ﻟﻜﻞّ ﻣﻦ آﻨﺎﺋﺴﻨﺎ. وهﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ واﺟﺐ ﻋﺬب أن ﻧﻌﺒﺪ وﻧﻜﺮّم ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎﻧﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺮاهﺎ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ،اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﺘﺠﺴّﺪ اﻟﺬي ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺮاﻩ واﻟﺬي دون أن ﻳﺘﺮك اﻟﺴﻤﺎء هﻮ ﺣﺎﺿﺮ أﻣﺎﻣﻨﺎ. ﻧﻌﺘﺮف أنّ ﻣﻠﻜﻮت اﷲ اﻟﺬي اﺑﺘﺪأ هﻨﺎ ﺑﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،اﻟﺬي ﻳﺰول ﺷﻜﻠﻪ وﻧﻤﻮّﻩ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻣﻊ ﺗﻘﺪّم اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻧﻴّﺔ واﻟﻌﻠﻢ أو اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻘﻮم هﺬا اﻟﻨﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ داﺋﻤﺔ وأﺷﺪّ ﻋﻤﻘًﺎ ﻟﻜﻨﻮز اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻼﻣﺤﺪودة ،وﻋﻠﻰ رﺟﺎء داﺋﻢ وأﺷﺪّ ﻗﻮّة ﻟﻠﺨﻴﺮات اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوب داﺋﻢ وأﻗﻮى ﺣﺮارة ﻟﻤﺤﺒّﺔ اﷲ، ١ ٢
دﻧﺰﻧﺠﺮ .١٦٥٤-١٦٥١ ،١٦٤٢رﺳﺎﻟﺔ ﺳﺮّ اﻹﻳﻤﺎن ،ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺴﺎدس. اﻟﺨﻼﺻﺔ اﻟﻼهﻮﺗﻴّﺔ ،ﺗﻮﻣﺎ اﻷآﻮﻳﻨﻲ ،٣اﻟﺴﺆال ،٧٣اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ.
12
وﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻊ داﺋﻢ وأوﺳﻊ وﻓﺮة ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ واﻟﻘﺪاﺳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس. ﺑﻴﺪَ أنّ هﺬا اﻟﺤﺐّ ﺑﺎﻟﺬات هﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﻳﻜﻮن هﻤّﻬﺎ اﻟﺪاﺋﻢ ﺧﻴﺮ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺰﻣﻨﻲّ واﻟﺤﻖّ .واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔﻚّ ﺗﺬآﱢﺮ أوﻻدهﺎ ﺑﺄن ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ هﻨﺎ ﻣﺴﻜﻦ داﺋﻢ ،ﺣﺎﺛّﺔ إﻳّﺎهﻢ أﻳﻀًﺎ ﻟﻴﺴﺎهﻤﻮا ،آﻞّ ﺣﺴﺐ دﻋﻮﺗﻪ ووﺳﺎﺋﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ وﻃﻨﻬﻢ اﻷرﺿﻲ ،وﻓﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻌﺪل واﻟﺴﻼم واﻷﺧﻮّة ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ، وﻳﺒﺬﻟﻮا ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻹﺧﻮﺗﻬﻢ ،وﺑﻨﻮع ﺧﺎص اﻷﺷﺪّ ﻓﻘﺮًا ﻣﻨﻬﻢ واﻷﺷﺪّ ﺗﻌﺎﺳﺔ .إنّ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻋﺮوس اﻟﻤﺴﻴﺢ ،اﻟﻘﻮﻳّﺔ ﺑﺤﺎﺟﺎت اﻟﺒﺸﺮ ،ﺑﺄﻓﺮاﺣﻬﻢ وأﻣﻨﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﺑﺂﻻﻣﻬﻢ وﺟﻬﻮدهﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى أﻣﻨﻴﺘﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺿﺮة ﻟﺘﻨﻴﺮهﻢ ﺑﻨﻮر اﻟﻤﺴﻴﺢ ،وﻟﺘﺠﻤﻌﻬﻢ آﻠّﻬﻢ ﻓﻴﻪ ،وهﻮ ﻣﺨﻠّﺼﻬﻢ اﻟﻮﺣﻴﺪ .ﻻ ﻳﻌﻨﻲ هﺬا اﻟﺒﺘّﺔ ﺑﺄنّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﻜﻴّﻒ هﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻣﻊ أﺷﻴﺎء هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻻ ﺑﺄنّ ﺣﺮارة اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺮبّ واﻟﻤﻠﻜﻮت اﻷﺑﺪيّ ﻗﺪ اﻧﻘﻀﺖ.
ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ .ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ ﻧﻔﻮس ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺗﻮن ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺳﻮاء آﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺘﻄّﻬﺮوا ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻬﺮ، ﺳﻮاء آﺎن ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺮهﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻐﺎدرون ﻓﻴﻬﺎ أﺟﺴﺎهﻢ ،ﻳﺄﺧﺬهﻢ اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻟﻰ اﻟﻔﺮدوس آﻤﺎ ﺻﻨﻊ ﻣﻊ ﻟﺺّ اﻟﻴﻤﻴﻦ ،هﻢ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺷﻌﺐ اﷲ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت اﻟﺬي ﺳﻴﻐﻠﺐ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘّﺤﺪ اﻟﻨﻔﻮس ﺑﺄﺟﺴﺎدهﺎ.
13
ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ ﻋﺪد اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻐﻔﻴﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﺣﻮل ﻳﺴﻮع وﻣﺮﻳﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس ﻳﺘﺸﻜّﻞ آﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻤﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻓﻲ ﻏﺒﻄﺔ داﺋﻤﺔ ﺗﺸﺎهﺪ اﷲ آﻤﺎ هﻮ ،١وﺣﻴﺚ هﻲ أﻳﻀًﺎ ،وﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺗﺸﺎرك ﻣﻊ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻹﻟﻬﻲّ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرﺳﻪ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺪ ،ﻣﺘﻀﺮّﻋﻴﻦ ﻷﺟﻠﻨﺎ وﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻬﻢ اﻷﺧﻮﻳّﺔ.٢ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺸﺮآﺔ آﻞّ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻣﻦ هﻢ ﻓﻲ ﺣ ﱟ ﺞ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻣﻦ هﻢ ﻣﺎﺋﺘﻮن وﻳﻜﻤّﻠﻮن ﺗﻄﻬﻴﺮهﻢ ،وﻣﻦ هﻢ ﻓﻲ ﻏﺒﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،هﺆﻻء آﻠﱡﻬﻢ ﻳﺸﻜّﻠﻮن آﻨﻴﺴﺔ واﺣﺪة. وﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄنّ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ اﻟﺸﻔﻮﻗﺔ وﻣﺤﺒّﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻪ هﻲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺸﺮآﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺻﻐﺎء داﺋﻤﺔ ﻟﺼﻠﻮاﺗﻨﺎ آﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻳﺴﻮع ﻟﻨﺎ: "أﻃﻠﺒﻮا ﺗﺠﺪوا" .٣وﺑﺈﻳﻤﺎن أﻳﻀًﺎ ورﺟﺎء ﻧﺘﻮﻗّﻊ ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﻮﺗﻰ واﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﺪهﺮ اﻵﺗﻲ. ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻣﺒﺎرآًﺎ اﷲ اﻟﻤﺜﻠّﺚ اﻟﺘﻘﺎدﻳﺲ .ﺁﻣﻴﻦ.
١ ٢ ٣
١ﻳﻮ ٢/٣؛ دﻧﺰﻧﺠﺮ .١٠٠٠ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻧﻮر اﻷﻣﻢ ،ﻋﺪد .٤٩ ﻟﻮ ١٠-٩/١١؛ ﻳﻮ .٢٤/١٦
14