1
2
رﻳـﺎﺿـﺔ ﺛـﻼﺛﺔ ﻋﺸـﺮ ﻳﻮﻣًــــﺎ إآﺮاﻣًﺎ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻲّ »أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي« ﺟﻤﻌﻬﺎ وﺗﺮﺟﻤﻬﺎ اﻷب ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻣﺎرﻳﺎ ﻓﺮا اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﻤﺮﺳﻞ اﻟﺮﺳﻮﻟﻲّ وﺧﻮري ﻃﺎﺋﻔﺔ اﻟﻼﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ
أذِن ﺑﻄﺒﻌﻪ ﺳﻴﺎدة اﻟﻤﻄﺮان ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺒﻴﺴﺮي www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoud.mariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam
ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻄﺒﻌﻪ وﻧﺸﺮﻩ ﺟﻤﻌﻴّﺔ "ﺟﻨﻮد ﻣﺮﻳﻢ" ﻋﻠﻢ وﺧﺒﺮ /١٦٧أد ﻳﻮزّع ﻣﺠﺎﻧﺎً
3
ﻧﺒﺬة ﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وُﻟﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﻘﺼﺮ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻘﺮب آﺎﺗﺪراﺋﻴّﺔ ﻟﺸﺒﻮﻧﻪ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل وذﻟﻚ ﻓﻲ ١٥ﺁب .١١٩٥وﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،رآﻊ أﻣﺎم أﻳﻘﻮﻧﺔ اﻟﻌﺬراء وآﺮّس ﻟﻬﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﻨﺬر اﻟﺒﺘﻮﻟﻴّﺔ. ﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﻳﻮﻣًﺎ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺨﻴﻒ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﺘﻘﻮى أﻣّﺎ هﻮ ﻓﻘﺪ رﺳﻢ إﺷﺎرة اﻟﺼﻠﻴﺐ هﻨﺎك ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺧﺎم ﺣﻴﺚ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺤﻔﻮرة ﺑﺼﻮرة داﺋﻤﺔ وهﻜﺬا زاﻟﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺮؤﻳﺎ اﻟﺠﻬﻨّﻤﻴّﺔ. ﻣﻦ آﺘﺎﺑﺎﺗﻪ" :ﻳﻔﻮق اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس آﻞّ اﻟﻌﻠﻮم آﻤﺎ ﻳﻔﻮق اﻟﺬهﺐ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﺎدن اﻷﺧﺮى". • دﺧﻞ رهﺒﻨﺔ ﻣﺎر ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻷﺳﻴﺰي ﺳﻨﺔ .١٢١٨ • ﺳﻴﻢ آﺎهﻨًﺎ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ )ﺳﻨﺔ .(١٢١٩ • ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ آﺎن ﺧﻄﻴﺒًﺎ ﺑﺎرﻋًﺎ ﻳﺸﺮح آﻼم اﻹﻧﺠﻴﻞ. • ذات ﻳﻮم أﺿﺎع ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻓﺼﻠّﻰ آﺜﻴﺮًا ﻟﻴﺠﺪهﺎ ،وهﺬا ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻄﻠﺐ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﻘﺪ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻨﺎ. • ﺗﺤﺪّث ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪة "اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻼ دﻧﺲ" ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻢّ إﻋﻼﻧﻬﺎ )ﻋﺎم (١٨٥٤إذ ﻗﺎل" :إنّ اﻟﻌﺬراء ﺗﻘﺪّﺳﺖ ﻓﻲ أﺣﺸﺎء واﻟﺪﺗﻬﺎ". • وﻓﻲ ﺗﻮﻟﻮز أآّﺪت ﻟﻪ اﻟﻌﺬراء ،ﻓﻲ رؤﻳﺎ ،أﻧّﻬﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺛﻼﺛﺔ أﻳّﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ ﻣﺼﺎﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد ،وأﻧّﻬﺎ ﺻﻌﺪت إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ،ﺣﻴّﺔ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ،وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺗﻤﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ اﺑﻨﻬﺎ ﻳﺴﻮع )ﻋﻘﻴﺪة اﻻﻧﺘﻘﺎل أﻋﻠﻨﺖ ﺳﻨﺔ .(١٩٥٠ • آﺜﺮت اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻪ ﻓﺄﻋﻠﻨﻪ ﻏﺮﻳﻐﻮرﻳﻮس اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻗﺪّﻳﺴًﺎ ﻋﺎم ،١٢٣٢أي ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺗﻪ .وﻓﻲ آﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٤٩ـ أﻋﻠﻨﻪ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻴﻮس اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻣﻼﻓﻨﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ.
4
ﻧﻬﺎر اﻟﺜﻼﺛﺎء هﻮ اﻟﻴﻮم اﻟﻤﺨﺼّﺺ ﻟﻤﺎر اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدواﻧﻲ وذﻟﻚ ﻷﻧّﻪ دُﻓﻦ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻨﻬﺎر. وﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٦١٧ﻃﻠﺒﺖ اﻣﺮأة ﺑﻮﻟﻮﻧﻴّﺔ ﻣﻦ ﻣﺎر اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻃﻠﺒًﺎ ﻣﻠﺤﺎ ،ﻓﺄﺗﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﺰور آﻨﻴﺴﺘﻪ "٩ أﻳّﺎم ﺛﻼﺛﺎء" ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ،واﻋﺪًا إﻳّﺎهﺎ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻃﻠﺒﻬﺎ ،وهﺬا ﻣﺎ ﺗﺤﻘّﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن رﻗﻢ " "٩إﻟﻰ ""١٣ ﺗﺬآﺎرًا ﻟﻠﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﻮﻓّﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ١٣ :ﺣﺰﻳﺮان .١٣٣١ﺷﺠّﻊ اﻟﺒﺎﺑﺎ Leon XIIIهﺬا اﻹآﺮام وﻣﻨﺢ اﻟﺒﺮآﺎت ﻟﻤﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻪ. وهﺬا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﻗﻮاﻟﻪ" :ﻣﺴﺎهﻤﺔ ﻣﻨّﺎ ﻓﻲ ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس، إﻧّﻨﺎ ﻧﻤﻨﺢ اﻟﺠﻤﻴﻊ – ﺷﺮط اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻻﻋﺘﺮاف واﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ – ﻟﻜﻞّ ﻣﻦ ﻳﺼﻠّﻲ أو ﻳﻘﺪّم إﻣﺎﺗﺎت ﻟﻤﺪّة ١٣ﻳﻮم ﺛﻼﺛﺎء او ١٣ﻳﻮم أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ إآﺮاﻣًﺎ ﻟﻤﺎر اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﻧﻤﻨﺢ اﻟﺒﺮآﺎت وﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺘﻘﺪﻣﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﻠﻮات ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﻄﻬﺮﻳّﺔ. وهﺬا ﻣﺪى اﻟﺪهﻮر. أُﻋﻄﻲ ﻓﻲ روﻣﺎ – ﻣﻘﺮّ ﻣﺎر ﺑﻄﺮس
5
ﻓﺎﺗﺤـــﺔ اﻷﻳّــﺎم ﺗُﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﺑﺪء آﻞّ ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﺻﻼة ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻳﺎ ربّ ،أن ﺗﺴﺒﻖ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺑﺮوﺣﻚ ،وﺗﺆﻳّﺪهﺎ ﺑﻤﻌﻮﻧﺘﻚ ،ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺘﺪئَ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻠﻮاﺗﻨﺎ وأﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻣﻨﻚ اﺑﺘﺪاءَهﺎ ﻣﻦ ﻋﻠّﺘﻬﺎ ،وﺗﻨﺘﻬﻲ إﻟﻴﻚ إﻧﺘﻬﺎءَهﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ .ﺑﺮﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﺁﻣﻴﻦ. س :أﻟﻠﻬﻢّ أﺻﻎِ إﻟﻰ ﻣﻌﻮﻧﺘﻲ. ج :ﻳﺎ ربّ ،أﺳﺮع إﻟﻰ إﻏﺎﺛﺘﻲ. اﻟﻴﻮم اﻷوّل ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ أﺧﻄﺎر هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة إﻧّﻨﺎ ﻣﺎ دﻣﻨﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،اﻟﺘﻲ هﻲ ﺷَﺮك اﻟﺮدى ووهَﻖ اﻟﻬﻼك ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻧﻄﻤﺌﻦﱡ إﻟﻴﻪ وﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻣﺎنٍ وﺳﻼم ،واﻷﺧﻄﺎر اﻟﺠﻤّﺔ ﺗﺤﻴﻖ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ آﻞّ ﺟﻬﺔ :أﺧﻄﺎرٌ ﺗﺘﻬﺪّدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ وأﺧﻄﺎرٌ ﺗﻜﺘﻨﻔﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ،أﺧﻄﺎرٌ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ واﺧﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺪن وأﺧﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﺮاري ،أﺧﻄﺎرٌ ﻣﻦ اﻷﻗﺎرب وأﺧﻄﺎرٌ ﻣﻦ اﻷﺑﺎﻋﺪ ،أﺧﻄﺎرٌ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺒﻴﺖ وأﺧﻄﺎرٌ ﻣﻦ اﻹﺧﻮان اﻟﻜﺬﺑﺔ؛ ﻓﻜﻴﻒ آﻨّﺎ وأﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟّﻬﻨﺎ ﺗﻌﺘﺮﺿﻨﺎ اﻷﺧﻄﺎر واﻷهﻮال ﺑﺪون اﻧﻘﻄﺎع .ﻓﻠﻨﻠﺘﺠﺌَﻦﱠ إذن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎل اﻟﺸﻘﻴّﺔ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺸﻔﻴﻊ اﻟﻤﺸﻔﱠﻊ ،وهﻮ ﻣﺴﺘﻌﺪّ داﺋﻤًﺎ ﻹﻏﺎﺛﺔ واﻣﺪاد آﻞّ ﻣﻦ ﺟﺎءﻩ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮًا وﻣﺴﺘﻨﺠﺪًا .وﻟﻨﺼﺮخ إﻟﻴﻪ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺘﺨﺸّﻊ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ:
6
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ،أُﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﺷﻘﺎﺋِﻨﺎ وارثِ ﻟﺤﺎﻟﻨﺎ ،إﻃّﻠﻊ ﻣﻦ ﻋﻠﻮ اﻟﺴﻤﺎء وﺗﻌﻬّﺪﻧﺎ ﺑﻌﻮﻧﻚ .ﻻﺣﻆ آﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎر ﺗُﺤﺪق ﺑﻨﺎ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺳﻔﺮﻧﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷرض ،أرض اﻟﻈﻠﻤﺔ وﻇﻼل اﻟﻤﻮت ،وآﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺮﺷﺪًا أﻣﻴﻨًﺎ وﺗﺮﺳًﺎ ﻣﻨﻴﻌًﺎ وﻣﻌﺰّﻳًﺎ ﺷﻔﻮﻗًﺎ .ﻧﺠّﻨﺎ ﻣﻦ أﺧﻄﺎر اﻟﺮوح واﻟﺠﺴﺪ ،ﺣﺘّﻰ إذا ﻣﺎ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ راﺣﺔ اﻟﺒﺎل وﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ اﻟﻘﻠﺐ ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﻌﻰ ﺑﻨﺸﺎط وﻓﺮح ﻓﻲ أﻣﺮ ﺧﻼﺻﻨﺎ اﻷﺑﺪيّ ،اﻟﺬي ﺑﻪ ﺗﺘﻌﻠّﻖ راﺣﺘﻨﺎ اﻟﺪاﺋﻤﺔ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻳُﺘﻠﻰ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ( ﺧﺒﺮ "إﻧﻲ وﻟﻮ ﺳﻠﻜﺖ ﻓﻲ وادي ﻇﻼل اﻟﻤﻮت ﻻ أﺧﺎف ﺳﻮءًا ﻷﻧّﻚ ﻣﻌﻲ"
)ﻣﺰﻣﻮر (٢٢ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮي ،ﺗﺮى ﻣﻤّﻦ ﻳﺨﺎف ﻣَﻦ آﺎن ﻋﺎﺋﺬًا ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺷﻔﻴﻊ ﻗﺪّﻳﺲ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس؟ ﻓﺈنّ اﻷﺧﻄﺎر ﻋﻠﻰ أﻧﻮاﻋﻬﺎ ﻗﺪ ﺑﺎدت واﺿﻤﺤﻠّﺖ ﻣﻦ ﻗﺪام ﻋﺒﻴﺪﻩ اﻷﻣﻨﺎء ،آﻤﺎ ﻳﺒﻴﺪ اﻟﺪﺧﺎن وﻳﻀﻤﺤﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺬﻓﻪ رﻳﺢٌ ﻋﺎﺻﻔﺔ ،ﺣﺘّﻰ آﺄنّ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ذاﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﺧﻀﻌﺖ ﻷﻣﺮﻩ ،وهﻮ ﻳﺘﺼﺮّف ﺑﻬﺎ آﻴﻒ ﺷﺎء .وﻣﺎ ﻣﻦ أﺣﺪٍ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ودﻋﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،إﻻّ ﻧﺠﺎ ﻣﻨﻪ ﺣﺎﻻً. رُويَ ﻋﻦ رﺟﻞٍ أرﻣﻨﻲّ ﺟﺰﻳﻞ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،إﻧّﻪ ﺑﻴﻨﺎ آﺎن ذات ﻳﻮم ﻳﺼﻠّﻲ أﻣﺎم ﻣﺬﺑﺢٍ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻩ ،ﻣﻘﺎمٍ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﺠﻠﻴﻞ ،أﺗﺎﻩ رﺳﻮلٌ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ :إنّ اﻟﻨﺎر ﻗﺪّ ﺷﺒّﺖ
7
ﺑﺪارك واﻣﺘﺪّ ﻟﻬﻴﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻧﺤﺎء ،وﺳﺘﺤﻴﻠﻬﺎ ﻋﻤّﺎ ﻗﻠﻴﻞ إﻟﻰ آﻮﻣﺔ رﻣﺎد إن آﻨﺖ ﻻ ﺗﺒﺎدر إﻟﻰ إﻃﻔﺎﺋﻬﺎ .ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺎﺑﺪ :دَﻋﻨﻲ أﺻﻠّﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺪر أن ﻳﺘﻼﻓﻰ أﺿﺮاري أآﺜﺮ ﻣﻤّﺎ أﻗﺪر ﻋﻠﻴﻪ أﻧﺎ ذاﺗﻲ ،ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺤﻴﻞ واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ؛ وهﻜﺬا ﻇﻞﱠ ﻣﺼﻠّﻴًﺎ أﻣﺎم ﻣﺬﺑﺢ اﻟﻘﺪّﻳﺲ، ﺑﻜﻞ هﺪوّ وﺛﻘﺔ وأﻣﺎن؛ وﻟﻢ ﻳﺨﺐ أﻣﻠﻪ ،ﻓﺈنّ اﻟﻨﺎر ﻗﺪ اﻧﻄﻔﺄت ﻟﺬاﺗﻬﺎ وﻟﻢ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪار أدﻧﻰ ﺿﺮر ﻳﺴﺘﺤﻖّ اﻟﺬآﺮ. ﻓﺈﺷﻌﺎرًا ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻨّﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ وﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮوف ،ﻗﺪ رﺳﻢ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺘّﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺞ ﺻﻮرة اﻟﺤﺎدث، وأرﺳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎدوا ﻟﺘﺒﻘﻰ هﻨﺎك ذآﺮًا داﺋﻤًﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ وﺗﻌﻈﻴﻤًﺎ ﻟﻤﺠﺪﻩ. وﻳُﺮوى أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ اﺑﻨﺔ ﺷﺎﺑّﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻴ ُﻨﻮَا ،ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ أرﺑﻊ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ،أﻧّﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺣﺴﻨﺔ اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس .ﻓﻔﻴﻤﺎ هﻲ ذات ﻳﻮم ﺗﺸﺮي اﻟﺜﻴﺎب ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺒﻴﺖ ،إذ أﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﻦ اﻟﺪار وﻣﺎﻟﺖ ﻧﺤﻮهﺎ ﺑﻘﺎﻣﺘﻬﺎ آﺜﻴﺮًا ﺣﺘّﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ أن ﺗﻘﻮّم ذاﺗﻬﺎ وﺗﻨﺘﺼﺐ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ، ﻓﻠﺒﺜﺖ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺎل ﻣﻨﺤﻨﻴّﺔ آﺄنّ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﻣﺴﻤّﺮﺗﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ وﺟﺴﻤﻬﺎ آﻠّﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ،إﻟﻰ أن ﺗﺮاآﺾ أهﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﺮوا اﻟﺨﻄﺮ وأﻧﻘﺬوهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ،وﻟﻠﻮﻗﺖ ﺳﻘﻂ ﺟﺎﻧﺐ ذاك اﻟﺤﺎﺋﻂ ﻣﺘﺪاﻋﻴّﺎ .وﻗﺪ أﺧﺒﺮت اﻟﺸﺎﺑّﺔ أﻧّﻬﺎ ﻟـﻤّﺎ آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎل ،رأت اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻗﺪ ﺑﺎدر إﻟﻴﻬﺎ ،وأﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ رأﺳﻬﺎ ،وأﺳﻨﺪهﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ رﻳﺜﻤﺎ أﻗﺒﻞ أهﻠﻬﺎ وﺧﻠّﺼﻮهﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻤﺒﻴﻦ.
8
ﻧﺸﻴﺪ أﻧﻄﻮﻧﻴــــﻮس ﻳــــﺎ ذا اﻟﻮﻗــــﺎر ﻣـــــﻦ اﻷﺑـــــﺎﻟﺲ اﻷﺷـــــﺮار
ﻧﺠﱢﻨــــﺎ ﻣــــﻦ اﻷﺧﻄــــﺎر هﺒﻨــــﺎ اﻧﺘﺼــــﺎرًا داﻧــــﻲ
ﻃـــﺎع اﻟﺤﺪﻳـــﺪ ﻣـــﻊ اﻟﺒﺤـــﺎر ﻣﻨـــــــﻪ ﻳﻨـــــــﺎل اﻷوﻃـــــــﺎر
واﻟﻀـــــﺎﺋﻌﺎت واﻷﺿـــــﺮار ﺣَـــﺪَثٌ وﺷــــﻴﺦ ﻓــــﺎﻧﻲ
أﻋﻄــــﻰ ﻟﻤﺮﺿــــﺎﻧﺎ اﻟﺸــــﻔﺎ ﺣﺎﺟﺎﺗَﻨــــــﺎ آﺮﻣًــــــﺎ آﻔــــــﻰ
ﺑَﺮَﺻًــﺎ وﻣﻮﺗًـــﺎ ﻗـــﺪ ﻧﻔـــﻰ وﺿـــــﻼل ذي اﻟﺒﻬﺘـــــﺎن
أﻋﻀـــــﺎؤﻧﺎ ﺣـــــﺎزت ﻗـــــﻮى ﻳــــــﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﻌــــــﻮن اﻟﻤــــــﻼ
وﺳـــﺆاﻟﻨﺎ ﻧـــﺎل اﻟــــﻤُﻨﻰ ﺑﺎﻟﺴـــــــﺮّ واﻹﻋـــــــﻼن
زاﻟــــــﺖ ﺑــــــﻪ اﻟﻤﺼــــــﺎﺋﺐ واﻟﻨـــــــــﺎس ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋـــــــــﺐ
واﻟﻀــــــﻴﻖ واﻟﻨﻮاﺋــــــﺐ ﺗﻘـــــــــﺮﱡ ﻟﻠﺒـــــــــﺪواﻧﻲ
اﻟﻤﺠــــــﺪ ﻟــــــﻶب اﻟﻔﺮﻳــــــﺪ وﻟﺮوﺣـــﻪ اﻟﻘـــﺪس اﻟﻤﺠﻴـــﺪ
وﻻﺑﻨــﻪ اﻟﻔــﺎدي اﻟﻮﺣﻴــﺪ ﻋﻠـــﻰ ﻣـــﺪى اﻷزﻣـــﺎنِ
س :ﺻﻞﱢ ﻷﺟﻠﻨﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس. ج:
ﻟﻜﻲ ﻧﺴﺘﺤﻖّ ﻣﻮاﻋﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ.
9
ﻟﻨﺼﻞﱢ ﻟﺘﺒﺘﻬﺠﻦﱠ ﺑﻴﻌﺘﻚَ اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺘﺄدﻳﺘﻬﺎ ﻓﺮوض اﻹآﺮام ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻋﻴﺪ ﻣﻌﺘﺮﻓﻚَ اﻟﻄﻮﺑﺎويّ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي ،ﻟﻜﻲ ﺗُﻤﺪﱠ آﻞّ ﺣﻴﻦ ﺑﺎﻹﻏﺎﺛﺎت اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ،ﻓﺘﺆهّﻞ ﻟﻠﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺎﻷﻓﺮاح اﻟﺪاﺋﻤﺔ ،ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ رﺑّﻨﺎ .ﺁﻣﻴﻦ.
ﻏﻴﺮهﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻳﺎ ربّ ،أن ﺗﺸﻤﻞ ﺷﻌﺒﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ،ﺗﻀﺮّﻋﺎت ﻣﻌﺘﺮﻓﻚ اﻟﻨﺒﻴﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس .ﻓﺘﺠﻌﻠﻨﺎ أهﻼً ﻟﻨﻴﻞ ﻧﻌﻤﺘِﻚ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ وﻟﻠﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺎﻷﻓﺮاح اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﺑﻴﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ رﺑّﻨﺎ .ﺁﻣﻴﻦ.
10
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻨﺠّﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻳﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ووﺳﺎوﺳﻪ إنّ ﻋﺪوّﻧﺎ اﻷﻟﺪّ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،إﻧّﻤﺎ هﻮ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ أﺧﺰاﻩ اﷲ .ﻓﺘﺮا ُﻩ ﻳﺠﻮل داﺋﻤًﺎ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻣﺘﺮﺻّﺪًا آﻲ ﻳﺼﻄﺎدﻧﺎ ﺑﻔﺨﺎﺧﻪ وﻳﻮﻗﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ﻓﻴﻄﺮح ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ وأﺟﺴﺎدﻧﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ اﻟﻬﻼك اﻷﺑﺪيّ .وﻟﺬﻟﻚ ُﻳﻨّﺒﻬﻨﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس هﺎﻣﺔ اﻟﺮﺳﻞ ﻗﺎﺋﻼً :أُﺻﺤﻮا واﺳﻬﺮوا ،ﻓﺈنّ إﺑﻠﻴﺲ ﺧﺼﻤﻜﻢ آﺎﻷﺳﺪ اﻟﺰاﺋﺮ ﻳﺠﻮل ﻣﻠﺘﻤﺴًﺎ ﻣَﻦ ﻳﺒﺘﻠﻌﻪ ) ١ﺑﻄﺮس .(٨ :٥ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﺎوم وﺳﺎوس هﺬا اﻟﺨﺼﻢ اﻟﻠﻌﻴﻦ ،وﻧﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻓﺨﺎﺧﻪ؟ ﻓﺈﻧّﻤﺎ ﻧﻘﺪر ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ إذا آﻨّﺎ راﺳﺨﻴﻦ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن ،واﻟﺘﺠﺄﻧﺎ ﺑﺜﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس واﺳﺘﻐﺜﻨﺎ ﺑﻪ .ﻓﺈنّ ﺣﻤﺎﻳﺔ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ﻟﻬﺎ ﻗﻮّة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ وَﺛَﺒﺎت إﺑﻠﻴﺲ ،وﻗﺪ أﻧﻘﺬ ﻋﺒﻴﺪ ُﻩ اﻷﻣﻨﺎء ﻣﺮارًا ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﺟﻮر هﺬا اﻟﻌﺪوّ اﻟﺠﻬﻨّﻤﻲ ،ووﻗﺎهﻢ اﻷﺿﺮار اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻬﻢّ ﺑﺄن ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﺑﻬﻢ. ﻓﻜﻢ وآﻢ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻧﻴﻦ ﻗﺪ أﻧﻘﺬهﻢ ﻣﻦ اﻷرواح اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺜﻠﻮا أﻣﺎﻣﻪ أو أﻣﺎم ﺿﺮﻳﺤﻪ أو أﻣﺎم إﺣﺪى إﻳﻘﻮﻧﺎﺗﻪ .وأآﺜﺮ ﻋﺪدًا ﻣﻦ هﺆﻻء هﻢ اﻟﺬﻳﻦ دﻋﻮا ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،وﻟﻠﻮﻗﺖ ﻏﺮﺑﺖ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻬﻮاﺟﺲ واﻟﻮﺳﺎوس اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴّﺔ .وآﺜﻴﺮون هﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﻔﻜﻮا ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺘﻲ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻋﻘﺪوهﺎ ﻣﻊ ﻗﻮّات اﻟﻈﻠﻤﺔ .ﻓﺈن آﻨّﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ أﻋﺪاﺋﻨﺎ اﻟﺠﻬﻨّﻤﻴّﻴﻦ، ﻓﻠﻨﺴﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وﻧﻬﺘﻒ ﻧﺤﻮﻩ ﺻﺎرﺧﻴﻦ:
11
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﺠﻠﻴﻞ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أﺑﺎ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ،ﻳﺎ ﺗﺮﺳًﺎ ﻣﻨﻴﻌًﺎ وﺣﺼﻨًﺎ أﻣﻴﻨًﺎ ﻟﻨﻔﻮﺳﻨﺎ إزاء وﺛﺒﺎت ﻋﺪوّﻧﺎ اﻟﺠﻬﻨّﻤﻲ ،إﻧّﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺟﻴّﺪًا آﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﻞٍ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ هﺬا اﻟﻠﻌﻴﻦ ،ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻐﻴﻨﺎ وﻳﻐﻮﻳﻨﺎ؛ وآﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻳﺪ وأﺷﺮاك ،ﻳﻨﺼﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﻟﻴﺼﻄﺎد ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ وﻳﺪهﻮرهﺎ ﻓﻲ هﻮّة اﻟﻨﻴﺮان اﻟﺠﻬﻨّﻤﻴّﺔ .ﻓﺄﻧﺖ ﻗﺎدر أن ﺗﺤﺎﻣﻲ ﻋﻨّﺎ ،وﺗﺼﻮﻧﻨﺎ ﻣﻦ آﻴﺪ هﺬا اﻟﺨﺼﻢ اﻟﺸﺮﻳﺮ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺑﺘﺬﻟﱡﻞ ،أن ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻣﻜﺎﻣﻨﻪ وﺧﺪاﻋﺎﺗﻪ اﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ،وأن ﺗﻄﻠﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ اﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻟﻨﻘﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻳﺪﺗﻬﺎ وﻧﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪوّ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة؛ ﻓﻨﺄﺗﻲ ﻟﻨﺘﻤﺘّﻊ ﻣﻌﻚ ﺑﺄﺛﻤﺎر هﺬا اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﻤﻠﻚ اﻟﺨﺎﻟﺪ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ( ﺧﺒﺮ "ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺳﻢ اﻟﺮبّ رﺟﺎؤﻩ وﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ وﻻ إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺎﻻت اﻟﻜﺎذﺑﺔ" )ﻣﺰﻣﻮر (٣٩ ﻪ ﻣﺎ أﻏﺒﻂ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﻔﻮّض أﻣﺮ ُﻩ إﻟﻰ اﻟﺮبّ ﻓﻲ ﺑﻠﻮا ُﻩ وﻣﻨ ُ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻔﺮَج ﻣﻦ اﻟﻀﻴﻖ ،وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻮﺳﺎوس واﻷوهﺎم اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ وﻻ إﻟﻰ أﻗﺎوﻳﻞ اﻟﺪﺟّﺎﻟﻴﻦ واﻟﻤﺤﺘﺎﻟﻴﻦ اﻟﻐﺎﺷّﺔ ،ﻷﻧّﻪ إذا أﺣﺴﻦ ﺗﻮآﱡﻠُﻪ ﻋﻠﻰ اﷲ وواﺻﻞ اﻟﺘﻀﺮّع إﻟﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺜﺒﺎتٍ وﺛﻘﺔٍ، ﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ،ﻻ ﺳﻴّﻤﺎ إذا اﺳﺘﺸﻔﻊ ﻓﻼ ﺑﺪّ ﻣﻦ أن ﻳﺒﻠﻎ ارﺑ ُ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ اﻟﻤﻘﺮّﺑﻴﻦ إﻟﻴﻪ ﻋﺰّ وﺟﻞّ. إنّ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺈذن اﷲ ،ﻓﻲ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻪ ،ﻹﻧﻘﺎذ ﻋﺒﻴﺪِﻩ ﻣﻦ ﺳﻄﻮات
12
اﻷﺑﺎﻟﺲ ووﺳﺎوﺳﻬﻢ اﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ،ﻧﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ إﻳﺮاد اﻟﺤﺎدث اﻟﺬي ﺟﺮى ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺘﺎرﻳﻦ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ اﻟﻤﻠﻚ دﻳﻮﻧﻴﺴﻴﻮس: آﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻣﺮأةٌ ذات ﺳﻴﺮةٍ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﺪوﺣﺔ ،ﻟﻜﻨّﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺒّﺪة ﺧﺎﺻّﺔ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،وآﺎن اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻣﺴﺘﻮﻟﻴًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳﻮﺳﻮس ﻟﻬﺎ ﻟﻴﻼً وﻧﻬﺎرًا أن ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﻴّﻞ ﻟﻬﺎ أن ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﻨﺎﺟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻣﻨﺘﺤﺮة .ﻓﻜﺄن ُ ﻣﺮارًا ،ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻬﺎ :إﻧّﻚ ﻗﺪ اﻗﺘﺮﻓﺖِ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚِ ﺧﻄﺎﻳﺎ آﺒﻴﺮة وﺁﺛﺎﻣًﺎ ﺟﺴﻴﻤﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻋﺎد ﻟﻚِ رﺟﺎءٌ ﺑﺎﻟﺨﻼص ﺳﻮى أن ﺗﻨﺘﺤﺮي ﺣﺒﺎ ﻪ ﻣﺘﻨﻜﺮًا أﺣﻴﺎﻧًﺎ وﺗﺮاءى ﻟﻬﺎ ﻋﻴﺎﻧًﺎ ﺑﻲ .وﻗﺪ ﻏﻴّﺮ اﻟﺸﻴﻄﺎن هﻴﺌﺘ ُ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺼﻠﻮبٍ وآﺎن ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ :اﻋﻠﻤﻲ أﻧّﻲ أﻧﺎ هﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي أﻏﻈﺘِﻪِ ﻣﺮارًا ﻋﺪﻳﺪة ،ﻏﻴﺮ أﻧّﻨﻲ أﻋﻔﻮ ﻋﻨﻚِ واﻏﻔﺮ ﻟﻚِ ﺗﻤﺎم اﻟﻤﻐﻔﺮة وأﻋِﺪكِ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ اﻟﺴﻤﺎوي ،إذا ذهﺒﺖِ ﻓﺮﻣﻴﺖِ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﻧﻬﺮ "اﻟﻄﺎﻏُﺲ" :ﻓﺎﺣﺘﺎرت اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ أﻣﺮهﺎ وﺗﺒﻠﺒﻠﺖ أﻓﻜﺎرهﺎ ،واﺳﻮدّت اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ وﺟﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺮّاء ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺳﺎوس، ﻓﺼﺎرت آﺄﻧّﻬﺎ ﻣﺼﺮوﻋﺔ .ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒٍ وﻗﺴﺎوة ﻟﻔﻈﺎﻇﺔ أﻃﺒﺎﻋﻬﺎ وﺷﺮاﺳﺔ أﺧﻼﻗﻬﺎ ،ﺣﺘّﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﻓﺮﻳﺴﺔ اﻟﻐﻢّ واﻟﻜﺪر واﻟﻘﻨﻮط .ﻓﻔﻲ ﻳﻮم ﻋﻴﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،اﺷﺘﺪّت ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻃﺄة اﻟﻮﺳﺎوس ﻓﻀﺎﻗﺖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ذرﻋًﺎ وﻋﻘﺪت اﻟﻨﻴّﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺬهﺐ ﻓﺘﺮﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ .ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻟﻠﺤﺎل وﺗﻮﺟّﻬﺖ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻘﺼﻮد؛ ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺑﻴﻨﺎ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺮة ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﺟﺘﺎزت ﺑﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﺮهﺒﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ،ﻓﺪﺧﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ وﻃﻔﻘﺖ ﺗﺒﺘﻬﻞ ﺑﺪﻣﻮع ﺳﺨﻴﻨﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن
13
ﻳﻌﻠﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ إذا آﺎن اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺨﺘﻠﺞ ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ هﻮ إﻟﻬﺎمٌ ﻣﻦ اﷲ أو ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن .وﻓﻴﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ وﺗﺼﻠّﻲ ﻧﻌﺴﺖ ﻓﻨﺎﻣﺖ ،ﻓﺘﺮاءى ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وﺑﻴﺪِﻩ ورﻗﺔ ﻓﻨﺎوﻟﻬﺎ إﻳّﺎهﺎ ﻗﺎﺋﻼً :ﺧﺬي هﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ واﺣﻔﻈﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪك ﺗﻨﺠﻲ ﻣﻦ وﺳﺎوس اﻟﺸﻴﻄﺎن وهﻮاﺟﺴﻪ .ﺛﻢّ اﻧﺘﺒﻬﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ﻓﺮأت رﻗﻌﺔ ﻣﻦ رقّ اﻟﻐﺰال ﻣﻌﻠّﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت: "هﻮذا ﺻﻠﻴﺐ ? اﻟﺮبّ اهﺮﺑﻮا أﻳّﻬﺎ اﻷﻋﺪاء اﻟﻤﻜﺎﺑﺮون ﻟﻘﺪ ﻏﻠﺐ ﻞ داود هﻠﻠﻮﻳﺎ هﻠﻠﻮﻳﺎ". اﻷﺳﺪ ﻣﻦ ﺳﺒﻂ ﻳﻬﻮذا أﺻ ُ ﻓﺤﻤﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺜﻘﺔ ﻓﻨﺠﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ وﻋﺎﺷﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺑﻜﻞّ هﺪوٍ وﺳﻼم .وﻟﻤّﺎ ذاعَ ﺧﺒﺮ هﺬﻩ اﻷﻋﺠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد أورﺑّﺎ اﻋﺘﺎد ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﺤﻤﻠﻮا ﻣﻌﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﻗﺎﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎوس اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴّﺔ .وﻗﺪ ﻃﺎﻟﻤﺎ أﻳّﺪ ﻟﻬﻢ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻗﻮّﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻬﺮ اﻷﺑﺎﻟﺲ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر اﻟﺦ ...
14
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻮد هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻓﺨﺎﺧﻪ ﻣﺎ أآﺜﺮ اﻟﻘﻴﻮد واﻟﻔﺨﺎخ ،اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺗﺤﺎول هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻐﺮور ،أن ﺗﻌﺮﻗﻞ ﺧﻄﻮاﺗﻨﺎ ﻟﺘﻌﻴﻘﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻮك ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻼص اﻷﺑﺪيّ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﻠّﻘﻨﺎ ﺑﺄﻧﻮاع زﺧﺎرﻓﻬﺎ اﻟﺨﺪّاﻋﺔ وﺧﻴﺮاﺗﻬﺎ اﻟﺰاﺋﻠﺔ وأﺑﺎﻃﻴﻠﻬﺎ اﻟﻐﺎﺷّﺔ ،ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺒﻲ ﻣﻨّﺎ اﻟﻌﻘﻮل وﺗﺨﻠﺐ اﻷﻟﺒﺎب وﺗﺴﺘﺄﺳﺮ اﻹرادة ،ﻓﺘﺴﺘﻐﻮﻳﻨﺎ وﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪًا ارﻗّﺎء ﻟﻸهﻮاء واﻟﺮذاﺋﻞ واﻟﺸﻬﻮات اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ؛ وﺗﻌﺮّﺿﻨﺎ ﻟﺨﻄﺮ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻋﺒﻮدﻳّﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻣﺪى اﻷﺑﺪﻳّﺔ آﻠّﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﻬﻨّﻢ. ﻓﻠﻜﻲ ﻧﻨﺠﻮ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﺜﺮات وﻧُﻮﻗﻰ هﺬﻩ اﻟﻔﺨﺎخ ،إﻟﻴﻚ ﻧﻠﺘﺠﺊ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ:
ﺻﻼة آﺜﻴﺮون هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ، ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺎﻣﻦ واﻟﻔﺨﺎخ ،اﻟﺘﻲ آﺎن ﻗﺪ ﻧﺼﺒﻬﺎ ﻟﻬﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺼﻄﺎد ﺑﻬﺎ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ وأﺟﺴﺎدهﻢ ،وﻳﻄﻮّﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ اﻟﻬﻼك اﻟﻤﺆﺑّﺪ .ﻓﻨﺴﺄﻟﻚ أن ﺗُﺸﺮآﻨﺎ ﺑﺄﺛﻤﺎر ﺣﻨﻮّك وإﺷﻔﺎﻗﻚ هﺬﻩ؛ إﻧّﻚ ﻧﺎﻇﺮٌ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻚ اﻟﻌﺎﻟﻲ آﺜﺮة اﻷﺷﺮاك ،اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺼﺒﻬﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻐﺮور ﻟﺘﻌﺮﻗﻠﻨﺎ ،وﻋﺎرفٌ آﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻼﺳﻞ واﻟﻘﻴﻮد ﻣﻜﺒّﻠﺔٌ ﺑﻬﺎ ﺣﻮاس أﺟﺴﺎدﻧﺎ وﻗﻮى ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ؛ ﻓﺤﻠﱠﻨﺎ إذًا ﻣﻦ هﺬﻩ
15
اﻟﻘﻴﻮد ،ﻧﺠّﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﺮاك ﻟﻜﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺤﺮﻳّﺔ وﻧﺸﺎط أن ﻧﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ،ﻓﻨﺒﻠﻎ ﺑﺄﻣﺎن وﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎ اﻟﺨﻼص ،ﺣﻴﺚ ﻧﻤﻠﻚ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺴﻤﺎويّ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
ﺧﺒﺮ "ﻟﻘﺪ ﺣﻠﻠﺖ ﻗﻴﻮدي ﻓﻠﻚ أذﺑﺢ ذﺑﻴﺤﺔ اﻻﻋﺘﺮاف وأدﻋﻮ اﺳﻢ اﻟﺮبّ. أوﻓﻲ ﻧﺬوري ﻟﻠﺮبّ أﻣﺎم آﻞّ ﺷﻌﺒﻪ" )ﻣﺰﻣﻮر (١١٥ ﺟﺎء ﻓﻲ آﺘﺎب ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،أﻧّﻪ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ آﺜﻴﺮة ﻗﺪ أﻧﻘﺬ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻋﺒّﺎدﻩ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ واﻟﻘﻴﻮد ،وزآّﺎهﻢ وأﺷﻬﺮ ﺑﺮارﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻤﻸ ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﻲ وﺛﻤﺎﻧﻴﻦ وﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﺮِق ﻷﺣﺪ أﻣﺮاء اﻟﺒﻨﺪﻗﻴّﺔ أواﻧﻲ ﻓﻀّﻴّﺔ ،ﺗﺴﺎوي وأﻟﻒ ﻗﺪ ُ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﺒﻠﻐًﺎ واﻓﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ،ﻓﻮﻗﻌﺖ اﻟﺸﺒﻬﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﺘﺠّﺎر اﻟﺴﺎآﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻮار ﻗﺼﺮ اﻷﻣﻴﺮ ،وآﺎن ذاك اﻟﺘﺎﺟﺮ ﺟﺰﻳﻞ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس؛ ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎ ُﻩ اﻷﻣﻴﺮ وﻃﻔﻖ ﻳﻌﻨّﻔﻪ وﺑﻮﺑّﺨﻪ وﻳﻘﺬﻓﻪ ﺑﺎﻟﺸﺘﺎﺋﻢ .أﻣّﺎ هﻮ ﻓﻜﺎن ﻳﺘﻨﺼّﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﻴﺮ داﻓﻌًﺎ ﻋﻨﻪ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴّﻨﺎت واﻟﻘﺴﻢ وﻟﻜﻦ ﺑﺪون ﻃﺎﺋﻞ، ﻷنّ اﻷﻣﻴﺮ آﺎن ﻳﺰداد ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻨﻘًﺎ وﻏﻀﺒًﺎ ﺣﺘّﻰ ﺳﺎﻣﻪ ﺿﺮﺑًﺎ أﻟﻴﻤًﺎ وأوﺳﻌﻪ ﺳﺒﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻨﻪ أﺧﻴﺮًا ﺳﻮرة اﻟﻐﻀﺐ إﻟﻰ
16
ﺣﺪﱟ أﻧّﻪ اﺳﺘﻞﱠ ﺳﻴﻔﻪ ،وﺿﺮب ﺑﻪ ﻋﻨﻖ ذﻟﻚ اﻟﻤﺘﻬّﻢ ،ﻓﺄﺧﻄﺄت اﻟﻀﺮﺑﺔ ﺛﻼث ﻣﺮّات ،وآﺎن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻮّة ﺧﻔﻴّﺔ ﺗﺮدّ ﻳﺪﻩ ﻋﻦ ذاك اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ اﻟﺬي آﺎن ﺟﺎﺛﻴًﺎ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻴﻪ ﻳﺴﺘﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺐ ﻧﺎر ﻏﻀﺒﻪ وﻟﻢ ﻳﺮﺗﺪع ﻋﻦ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس .وأﻣّﺎ اﻷﻣﻴﺮ ﻓﻠﻢ ﺗﺨ ُ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ رأى ﺗﻠﻚ اﻷﻋﺠﻮﺑﺔ ،ﺑﻞ اﺣﺘﺪم ﻏﻴﻈًﺎ أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ. وأﻣﺮ ﻋﺒﻴﺪﻩ أن ﻳﻮﺛﻘﻮا ذﻟﻚ اﻟﺘﻌﻴﺲ ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ واﻷﻏﻼل، وﻳﻄﺮﺣﻮﻩ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ إﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻠﻤﻪ إﻟﻰ أﻳﺪي اﻟﺤﻜّﺎم. ﻓﺘﺮاءى ﻟﻪ وهﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء واﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وأﺧﺬا ﻳﻌﺰّﻳﺎﻧﻪ .ﺛﻢّ ﺣﻼّ ﻗﻴﻮدﻩ وأﻃﻠﻘﺎ ﺳﺮاﺣﻪ .ﻓﻠﻤّﺎ وﻗﻒ اﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺨﺒﺮ ،ﻧﺪم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮط ﻣﻨﻪ ﺑﺤﻖّ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎ ُﻩ وأﺑﻼﻩ ﻋﺬرًا ﻣﺴﺘﺴﻤﺤًﺎ ﻓﺴﺎﻣﺤﻪ .ﺛﻢّ ذهﺐ ﻟﻠﻮﻗﺖ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎدوا وﺷﻜﺮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨّﺘﻪ ،وﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺑﺤﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﻨﻘﻮﺷًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺟﺮى ﻟﻪ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺗﺬآﺎرًا ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺎزهﺎ ﻣﻦ اﷲ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻨﺎ اﻟﺠﻠﻴﻞ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر اﻟﺦ...
17
اﻟﻴﻮم اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﺤﻔﻈﻨﺎ ﻣﻦ أﺧﻄﺎر اﻟﻐﺮق وأن ﻳﺴﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ ﻣﻮهﺒﺔ اﻟﺪﻣﻮع واﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻨﺼﻮح ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ
ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮي ،ﺗﺮى ﻣَﻦ ﻳﻘﺪر أن ﻳُﺤﺼﻲ ﻋﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻏﺮﻗﻮا ﻓﻲ ﻟﺠﺞ اﻟﺒﺤﻮر اﻟﻤﻀﻄﺮّﺑﺔ ،ﻓﺘﻘﺎذﻓﺘﻬﻢ اﻷﻣﻮاج واﺑﺘﻠﻌﺘﻬﻢ اﻷﻋﻤﺎق .وﻟﻜﻦ آﻢ أآﺜﺮ ﻋﺪدًا هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺘﻠﻌﻬﻢ ﺗﻴّﺎر اﻵﻻم اﻟﺮدﻳّﺔ واﻟﺸﻬﻮات اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ ،ﻓﻴﺘﺪهﻮرون ﻓﻲ وهﺪة اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ .ﻓﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدويّ ﻗﺪ أﺗﺎﻩ اﷲ ﻗﻮّة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﺧﺎﺻّﺔ ﺟﺰاء ﻃﻬﺎرة ﺳﻴﺮﺗﻪ وﺑﺮارﺗﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .ﻓﻜﺜﻴﺮًا ﻣﺎ دﻋﺎﻩ أﻧﺎسٌ ﻋﺪﻳﺪون ،آﺎﻧﻮا ﻗﺪ أوﺷﻜﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮق ،ﻓﺎﺳﺘﺠﺎب دﻋﺎءهﻢ واﻧﺘﺸﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎر اﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ،وآﺜﻴﺮون آﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻏﺮﻗﻰ ﻓﻲ ﻟﺠّﺔ اﻵﺛﺎم ،ﻓﻨﺠّﺎهﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻟﻬﻼك اﻟﻤﺆﺑّﺪ ﺑﻘﻮّة ﻟﺴﺎﻧﻪ ،اﻟﺬي ﺣُﻔﻆ ﺣﺘّﻰ اﻵن ﺻﺤﻴﺤًﺎ وﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻩِ اﻟﺒﻠﻰ واﻟﻔﺴﺎد .ﻓﺈن آﻨّﺎ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ أن ﻧﺸﺘﺮك ﻧﺤﻦ أﻳﻀًﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻓﻠﻨﺘﻀﺮّع إﻟﻰ ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﺻﻼة أﺳﺮع إﻟﻰ ﻣﻌﻮﻧﺘﻨﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،واﻣﺪد ﻟﻨﺎ ﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺿﻴﻘﺎﺗﻨﺎ وﺑﻼﻳﺎﻧﺎ ،واﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻤﺘﺤﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ ﺣﻨﻮّك اﻟﻮاﻓﺮ ،اﻟﺬي ﻗﺪ ﻃﺎﻟﻤﺎ اﺧﺘﺒﺮﻩ ﺑﺬواﺗﻬﻢ ﻋﺒّﺎدك اﻷﻣﻨﺎء .ﻧﺠّﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﺮق اﻟﺠﺴﺪ ،وﺳﺎﻋﺪ إﺧﻮﺗﻨﺎ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻮر ،واﺣﻔﻈﻨﺎ ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻣﻦ ﻏﺮق اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻟﺠّﺔ اﻵﺛﺎم. اﻟﺘﻤﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ دﻣﻮع اﻟﻨﺪاﻣﺔ ،آﻲ ﻧﻨﻘّﻲ ﺑﻬﺎ أدران ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ؛
18
وهَﺒﻨﺎ اﻟﻘﻮّة ﻋﻠﻰ أن ﻧﺠﺘﺎز ﺑﺪون ﻋﻄﺐٍ ﺑﺤﺮ ﻣﻴﻮﻟﻨﺎ وﺷﻬﻮاﺗﻨﺎ اﻟﻤﺘﻼﻃﻢ اﻷﻣﻮاج ،ﻓﻨﺒﻠﻎ ﺑﺎﻷﻣﺎن واﻟﺴﻼم إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﺨﻼص اﻷﺑﺪيّ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ( ﺧﺒﺮ "اﻟﻮﻳﻞ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺠﻠﺒﻮن اﻟﻬﻼك ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎل أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻷنّ ﺷﺮّهﻢ أﻋﻤﺎهﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺪرآﻮا أﺳﺮار اﷲ وﻟﻢ ﻳُﺮﺟﻮا ﺟﺰاء اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﻟﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮوا ﺛﻮاب اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻄﺎهﺮة" )ﺣﻜﻤﺔ ١٦ :١و(٢٢-٢١ :٢ آﺎن ﺳﺒﻌﺔ أﺷﺨﺎص راآﺒﻴﻦ ﻗﺎرﺑًﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ اﻟﺒﻨﺪﻗﻴّﺔ ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ اﻟﺒﻠﺪ ،ﻓﻬﺒّﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻏﻔﻠﺔ رﻳﺢٌ ﻋﺎﺻﻔﺔ وﻗﻠﺒﺖ ﺑﻬﻢ اﻟﻘﺎرب. ﻓﻠﺪى هﺬا اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻤﺮﻳﻊ اﺳﺘﺠﺎر آﻠّﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻤﺠﻴﺪ ،ﻣﺎ ﻋﺪا واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ،آﺎن ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺨﻼﻋﺔ واﻟﺘﻬﺘّﻚ اﻟﻤﺴﺘﺨﻔّﻴﻦ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ أوﻟﻴﺎء اﷲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ؛ ﻟﻜﻨّﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﺟﻨﻰ ﺛﻤﺮة ﻗﻠّﺔ إﻳﻤﺎﻧﻪ إذ أنّ رﻓﺎﻗﻪ اﻟﺴﺘﺔ ﻗﺪ ﺗﻤﺴّﻜﻮا ﺑﺄﻃﺮاف اﻟﻘﺎرب ،ﻓﻨﺠﻮا ﻣﻦ اﻟﻐﺮق وﺑﻠﻐﻮا اﻟﻤﻴﻨﺎ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ .أﻣّﺎ هﻮ ﻓﺒﺎت ﻏﺮﻳﻘًﺎ ﺗﺘﻘﺎذﻓﻪ اﻷﻣﻮاج اﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ ،ﻟﺘﻮآّﻠﻪ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ واﺣﺘﻘﺎرﻩ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻲ اﷲ اﻟﻤﺸﻔّﻌﻴﻦ .ﻓﺎﻧﻈﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﻣﺎذا ﻳﺠﺘﻨﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﺎﻟﺪﻳﺎﻧﺔ .ﻓﺘﺒﺎ وﺗﻌﺴًﺎ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺘﻤﺴّﻚ ﺑﻌﺮوﺗﻬﺎ اﻟﻮﺛﻘﻰ ،وﻻ ﻳﻮﻃّﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﺎ اﻟﺨﻼﺻﻴّﺔ ،ﻻﺳﻴّﻤﺎ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻨﺎ هﺬﻩ ،أﻳّﺎم اﻟﻜﻔﺮ وﻋﺪم اﻻآﺘﺮاث ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر اﻟﺦ
19
اﻟﻴﻮم اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻌﻀﺪﻧﺎ ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻪ آﻴﻼ ﻧﻀﻴﻊ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ أﺑﺪًا وأن ﻳﺤﺎﻓﻆ أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮاﺗﻨﺎ اﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ وﻳﺼﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻒ
إﻧّﻨﺎ ﻧﻔﻘﺪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺧﻴﺮات اﻟﻌﺎﻟﻢ ،آﺎﻟﻤﺎل واﻟﺪراهﻢ واﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت، وﻧﻔﻘﺪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء واﻟﻨﱢﻌَﻢ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻓﺴﻘﻴًﺎ ﻟﻨﺎ إن آﻨّﺎ ﻧﻬﺘﻢ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺎﺿﺔ اﻟﺨﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎ ﻧﺴﻌﻰ ﻣﺠﺪّﻳﻦ ﻓﻲ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﺨﻴﺮات اﻷرﺿﻴّﺔ .ﻓﺴﻮاء أﺿﻌﻨﺎ ﺧﻴﺮات اﻷرض أو ﺧﺴﺮﻧﺎ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء ،ﻓﻠﻨﻠﺘﺠﺌَﻦﱠ ﻓﻲ آﻼ اﻟﺤﺎﻟﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺬي ﺧﺼّﻪ اﷲ ،ﺟﻠّﺖ ﺧﻴﺮﻳّﺘﻪ، ﺑﺈﻧﻌﺎﻣﺎت ﺟﻤّﺔ ﺳﻨﻴّﺔ وﻻﺳﻴّﻤﺎ ﺑﻬﺬا اﻹﻧﻌﺎم اﻟﺴﺎﻣﻲ وهﻮ إﻳﺠﺎد اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ .ﻓﻠﻨﺘﻀﺮّع واﻟﺤﺎﻟﺔ هﺬﻩ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ:
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ،إﻧّﺎ ﻧﺘﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚَ ﺿﺎرﻋﻴﻦ ،أن ﺗﺴﺘﻤﺪﱠ ﻟﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔً ﻓﻌّﺎﻟﺔ آﻴﻼ ﻧﺨﺴﺮ آﻨـﺰ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺜﻤﻴﻦ ،ﺑﻞ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺰﻳﺪ اﻻﺣﺘﺮاس ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ آﻠّﻬﺎ؛ وإن أﺿﻌﻨﺎﻩ ﻣﺮّة ﻟﺴﻮء ﺣﻈّﻨﺎ ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﺎ أن ﻧﺠﺪﱠ وﻧﺴﻌﻰ وراء إدراآﻪ ﺑﻨﺸﺎط ،وأن ﻧﺴﺘﺮدّﻩ ﺳﺮﻳﻌًﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ واﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ؛ ﺛﻢّ ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﺼﻮن ﺧﻴﺮاﺗﻨﺎ اﻷرﺿﻴّﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻒ واﻟﻨﻘﺼﺎن ،إن آﺎن اﻗﺘﻨﺎؤهﺎ ﻻ ﻳﻀﺮﱡ ﺑﺨﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
20
ﺧﺒﺮ "داﺳﺖ ﻗﺪﻣﻲ آﻞّ اﻷرض وﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻌﺐ وآﻞّ أﻣّﺔ ﺗﺴﻠﻄﺖُ، ﺖ ﺑﻘﺪرﺗﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﻜﺒﺎر واﻟﺼﻐﺎر" )ﺳﻴﺮاخ ٩ :٢٤و(١١ ووﻃﺌ ُ إنّ ﻣﻨﺎﻓﻊ اﻻﻟﺘﺠﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻲ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﺧﺒﺮهﺎ ذاﺋﻊ ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن ،ﻳﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺻﻲ واﻟﺪاﻧﻲ ﺣﺘّﻰ أﻧّﻪ ﻳﺴﻮغ ﻟﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﻼ ﻣﺮاء أﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ أو ﻣﺪﻳﻨﺔ أو ﻗﺮﻳﺔ ،إﻻّ وﻓﻴﻬﺎ ﺁﺛﺎر ﻟﺸﻔﺎﻋﺔ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﻲ إﻳﺠﺎد اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﻔﻘﻮدة ،وردّهﺎ إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺑﻄﺮاﺋﻖ ﻋﺠﻴﺒﺔ. روى اﻟﻤﺆرّﺧﻮن ﻋﻦ اﻟﺴﻴّﺪ أﻧﻴﻜﻮس ﻣﻨﺮﻳﻜﺔ أﺳﻘﻒ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﻓﻲ أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ أﻧّﻪ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎد اﻷﺧﺼّﺎء ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس، ﻓﻜﺎن آﻠّﻤﺎ اﻟﺘﺠﺄ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ أو ﻣﻠﻤّﺔ ﻳﻨﺎل ﻣﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﺛﺮ. ﻓﺎﺗّﻔﻖ أﻧّﻪ أﺿﺎع ﺧﺎﺗﻢ أﺳﻘﻔﻴّﺘﻪ ،وآﺎن ﺛﻤﻴﻨًﺎ ﺟﺪا وﻋﺰﻳﺰًا ﻟﺪﻳﻪ، ﻓﻔﺘّﺶ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎد ﺛﻢّ اﻟﺘﺠﺄ إﻟﻰ ﺷﻔﻴﻌﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،وأﺧﺬ ﻳﺴﺘﻌﻄﻔﻪ ﺑﺘﻘﺪﻣﺔ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﻘﺪادﻳﺲ ﻟﻴﻨﻴﻠﻪ ﻣﺮادﻩ .ﻟﻜﻦ آﻞّ ذﻟﻚ ﻗﺪ ذهﺐ ﺳﺪًى ﺑﺪون ﻃﺎﺋﻞ .ﻓﺒﻴﻨﺎ هﻮ ﺟﺎﻟﺲ ذات ﻳﻮم ﻣﻊ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺘﺠﺎذﺑﻮن أﻃﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺮوﻳﺤًﺎ ﻟﻠﻨﻔﺲ ،وﻗﺪ آﺎن هﺆﻻء ﻳﻌﻠﻤﻮن ﺟﻴّﺪًا ﻣﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺳﻘﻒ ﻣﻦ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﻃﻔﻖ آﻞّ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺬآﺮ ﻣﺎ آﺎن ﻳﻌﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﺘﻲ ﻃﺎر ﺻﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻗﻄﺎر؛ ﻓﺄﻗﺮّ اﻷﺳﻘﻒ إذ ذاك ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻣﺘﻨﺎﻧﻪ ﻟﻔﻀﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وﺑﻮﺛﻴﻖ ﺗﻌﻠﱡﻪ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ ،إﻻّ أﻧّﻪ اﺳﺘﺪرك آﻼﻣﻪ ﻗﺎﺋﻼً :ﻟﻜﻦّ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻟﻴﺲ هﻮ ﻣﻌﻲ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮام ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ آﻨّﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻖ اﻷﻳّﺎم .ﻷﻧّﻲ ﻗﺪ
21
ﺗﻮﺳّﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ أن أﺟﺪ ﺧﺎﺗﻤﻲ وﺣﺘّﻰ اﻵن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﺴﺆاﻟﻲ .ﻓﺤﺎﻟﻤﺎ ﻓﺎﻩ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت إذا ﺑﺎﻟﺨﺎﺗﻢ ﻗﺪ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة أﻣﺎم آﻞّ اﻟﺤﻀﻮر .ﻓﺒﻬﺘﻮا ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻟﺪى ﻧﻈﺮهﻢ هﺬا اﻟﺤﺎدث اﻟﻐﺮﻳﺐ ،وﺿﺠّﻮا ﺑﺄﺻﻮات اﻟﻔﺮح واﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻣﺴﺒّﺤﻴﻦ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪرﺗﻪ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻸﻷ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻪ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر
22
اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎدس ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻨﺠّﻴﻨﺎ ﻣﻦ أﻣﺮاض اﻟﺠﺴﺪ إنّ أﻣﺮاض اﻟﺠﺴﺪ وأﺳﻘﺎﻣﻪ ،ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﻀﺮّة ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﺨﻼص اﻟﻨﻔﺲ إذا ﻣﺎ اﺣﺘﻤﻠﻨﺎهﺎ ﺑﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ وﺑﺤﺴﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻺرادة اﻻﻟﻬﻴﺔ .ﻓﻤﻊ هﺬا ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ أن ﻧﺴﺄل اﷲ أن ﻳﻨﺠّﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﺮّهﺎ ،ﻟﻜﻮن ﻣﻌﻠّﻤﻨﺎ اﻹﻟﻬﻲّ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ أرﺷﺪﻧﺎ أن ﻧﺘﻮﺳّﻞ إﻟﻰ أﺑﻴﻪ اﻟﺴﻤﺎويّ ،ﻣﺴﺘﻤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻤﻪ أن ﻳﻨﻘﺬﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮور اﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ واﻷﻣﺮاض اﻟﺒﺪﻧﻴّﺔ أﻳﻀًﺎ .ﻓﺎﺳﺘﻨﺎدًا إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻟﻪ اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻨﺴﺘﺸﻔﻌﻦﱠ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،اﻟﺬي ﺧﻮّﻟﻪ اﷲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎء ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻀﺎل؛ وآﺄﻧّﺎ ﺑﻪ ذﻟﻚ اﻟﻤﻼك اﻟﺬي آﺎن ﻗﺪ أﻗﺎﻣﻪ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺮآﺔ اﻟﺮﻣﺰﻳّﺔ ،اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ أورﺷﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﻐﻨﻢ اﻟﻤﺪﻋﻮّة ﺑﺒﻴﺖ ﺣﺴﺪا أي ﺑﻴﺖ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،اﻟﺘﻲ آﺎن آﻞّ ﻣﻦ ﻳﻨـﺰل ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻮﻳﺞ اﻟﻤﺎء ﻳﺒﺮأ ﻟﻠﺤﺎل ﻣﻦ آﻞّ ﻣﺮض اﻋﺘﺮاﻩ .ﻓﻠﻨﺒﺘﻬﻠﻦﱠ إذًا إﻟﻰ هﺬا اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺸﺎﻓﻲ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺸﻔﻮق واﻟﺤﻨﻮن ،إﻧّﻚ ﻓﻲ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض آﻨﺖ ﺗﺒﺎدر ﺑﺎهﺘﻤﺎم إﻟﻰ إﻏﺎﺛﺔ اﻟﻤﺮﺿﻰ واﻟﻤﺒﺘﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻠﻞ واﻷﺳﻘﺎم .ﻓﻜﺎن اﻟﻌﻤﻴﺎن واﻟﻌﺮج واﻟﺼﻢ ﻳﺒﺮأون ﻣﻦ آﻞّ أﻣﺮاﺿﻬﻢ وﻋﺎهﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺠﺮّد ﺣﻀﻮرك ﻋﻨﺪهﻢ أو ﺑﻤﺴّﻬﻢ ﻃﺮف ﺛﻮﺑﻚ .ﻓﻨﺴﺄﻟﻚ اﻵن وأﻧﺖ ﻣﻤﺠّﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻟﺨﺎﻟﺪ وﻗﻠﺒﻚ ﻣﻀﻄﺮّم أﺷﺪّ اﺿﻄﺮاﻣًﺎ ﺑﻨﺎر اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻘﺪﺳﻴّﺔ ،أن ﺗﺘﻨﺎزل وﺗﻨﻘﺬﻧﺎ
23
ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻣﺮاﺿﻨﺎ وأﺳﻘﺎﻣﻨﺎ اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ؛ أو ﻋﻠﻰ اﻻﻗﻞ اﺳﺘﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺨﻀﻮع ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ؛ ﺣﺘّﻰ إذا ﻣﺎ اﺣﺘﻤﻠﻨﺎ اﻷوﺟﺎع واﻵﻻم ﺑﺘﺠﻤﱡﻞ وﺑﺪون ﺗﺬﻣّﺮ ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻓﻨﻔﻮز ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ( ﺧﺒﺮ ﻗﺎل اﺑﻦ ﺳﻴﺮاخ :ﺑﺎ ﺑﻨﻲّ إذا ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻼ ﺗﺘﻬﺎون ﺑﻞ ﺻﻞﱢ إﻟﻰ اﻟﺮبّ ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻔﻴﻚ ،إﻗﻠﻊ ﻋﻦ ذﻧﻮﺑﻚ وﻗﻮّم أﻋﻤﺎﻟﻚ وﻧﻖﱢ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻦ آﻞّ ﺧﻄﻴﺌﺔ) .ﺳﻴﺮاخ ٩ :٣٨و(١٠ آﺎﻧﺖ زوﺟﺔ أﺣﺪ اﻷﻣﺮاء ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺂآﻠﺔٍ ﻓﻲ ﺻﺪرهﺎ ﺗﺬﻳﻘﻬﺎ ﻣﺮّ اﻟﻌﺬاب واﻷﻟﻢ ،وآﺎن ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﺪَﻣﻬﺎ ﺟﺎرﻳﺔٌ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ اﺳﻤﻬﺎ "أورﺗﻨﺴﻴﺎ ﻏﻠﺒﺎﺗﻨﻴﺎ" ،ﻓﻬﺬﻩ ﻟـﻤّﺎ رأت ﻣﻮﻻﺗﻬﺎ ﺗﺘﻮﺟّﻊ وﺗﺘﻤﻠﻤﻞ ﻟﺸﺪّة اﻷﻟﻢ وهﻲ ﻻ ﺗﺠﺪ ﺳﺒﻴﻼً إﻟﻰ راﺣﺔ ﻣﻦ ﺿﻴﻤﻬﺎ اﻟﺒﺘّﺔ ،ﺗﻨﻬّﺪت راﺛﻴﺔ ﻟﺤﺎﻟﻬﺎ وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻗﻠﺐ :ﺁﻩ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﺗﻲ ﻣﺎ أﺷﻘﻰ ﺣﺎل ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻨﺮ ﺑﻨﻮر اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ. وﻳﺎ أﺳﻔﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ! إذ ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ وﻟﻮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻌﺰاء، اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓّﺮهﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻒﱡ ﻋﻨّﺎ ﺑﻬﺎ اﻵﻻم واﻷﻣﺮاض ،وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗُﻤﺘّﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎم ﻻﺳﻴّﻤﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻷدواء ﻋﻀﺎﻻً ﻳﻌﺰﱡ دواؤهﺎ .ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﻣﻮﻻﺗﻬﺎ وﻣﺎ هﻮ هﺬا اﻟﻌﺰاء؟ أﺟﺎﺑﺘﻬﺎ اﻟﺠﺎرﻳﺔ :إﻧّﻤﺎ هﻮ اﻻﻟﺘﺠﺎء إﻟﻰ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻨﺎ أوﻟﻴﺎء اﷲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﻴﻦ .ﻓﺎﻋﻠﻤﻲ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﺗﻲ ،أﻧّﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ،آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻧﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ رﺑﻖ اﻟﻀﻴﻘﺎت واﻟﺒﻼﻳﺎ إذا اﺳﺘﺸﻔﻌﻨﺎ هﺆﻻء اﻷوﻟﻴﺎء ﺑﺈﻳﻤﺎن وﻗﻠﺐ ﺻﺎدق ،وإﻧّﻲ ﻟﻤﻮﻗﻨﺔ أﻧّﻚ إذا اﻟﺘﺠﺄت إﻟﻰ ﺷﻔﺎﻋﺔ وﻟﻴّﻨﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي
24
واﺳﺘﻐﺜﺖِ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺷﺪّﺗﻚ ﺑﺜﻘﺔ ووﻋﺪﺗﻪ ﺑﺄن ﺗﺘﻤﺴّﻜﻲ ﺑﻌﺮوة اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺎل ﺗﺤﺼﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮج وﺗﺸﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻠّﺘﻚ ﺑﺈذن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .ﻗﺎﻟﺖ هﺬا ﺛﻢّ ﺷﺮﻋﺖ ﺗﻘﺺﱡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﻀًﺎ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ اﻟﺘﻲ أﺟﺮاهﺎ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس؛ ﻓﺘﺄﺛّﺮت اﻷﻣﻴﺮة ﻟﺪى ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﺧﺒﺎر ﺛﻢّ وﻋﺪت ﺑﺄن ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ إذا ﻣﻦﱠ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎء ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس؛ ﺛﻢّ أﻧّﻬﺎ اﺳﺘﺠﺎرت ﺑﻪ ﺑﺈﻳﻤﺎن ﺣﻲّ ،وﻟﻠﻮﻗﺖ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻌﺎس ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﺗﻬﺎ ﻓﻨﺎﻣﺖ ﺑﺮاﺣﺔ ﺗﺎﻣّﺔ .وﻟـﻤّﺎ اﺳﺘﻔﺎﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم رأت أن ﻗﺪ زال ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻤﺮض ﺑﺎﻟﻜﻠﻴّﺔ ،وﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎم اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .ﻓﻠﺸﺪّة ﻓﺮﺣﻬﺎ واﻧﺬهﺎﻟﻬﺎ ،اﺗّﺨﺬت أورﺗﻨﺴﻴﺎ ﺑﻤﻨـﺰﻟﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ ،وﺣﺎﻟﻤﺎ ﺗﻤﻜّﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﺮب ذهﺒﺖ ﺑﻤﻌﻴّﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻼد أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺼّﺮت وﻋﺎﺷﺖ ﺳﺎﺋﺮ ﻋﻤﺮهﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺒﺎدئ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ. )اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر اﻟﺦ(....
25
اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻨﺠّﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﺮَص اﻟﻨﻔﺲ أﻋﻨﻲ ﺑﻪ ﺧﻄﻴﺌﺔ اﻟﺪﻋﺎرة إنّ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ آﻠّﻬﺎ ﻣﻦ أيّ ﻧﻮع آﺎﻧﺖ هﻲ ﺑﻤﻨـﺰﻟﺔ ﺑﺮَص ﻟﻠﻨﻔﺲ؛ إذ أﻧّﻬﺎ ﺗﻤﺴﺦ ﺣﺴﻨﻬﺎ وﺗﺸﻮّﻩ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ،وﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻤﻘﻮﺗﺔ آﺮﻳﻬﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨَﻲ اﻟﺮبّ .وإﻧّﻤﺎ ﺗﻨﻄﺒﻖ هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻨﻮع أﺧﺺّ ﻋﻠﻰ رذﻳﻠﺔ اﻟﺪﻋﺎرة اﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺮي آﺒﺮَص إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻮى اﻟﻨﻔﺲ ﻓﺘﻮﺑﺌﻬﺎ وﺗﻔﺴﺪ ﻣﻨﻬﺎ آﻞّ اﻷﻣﻴﺎل واﻟﻌﻮاﻃﻒ وهﻲ ﻟﻴﺴﺖ آﺴﺎﺋﺮ اﻟﺮذاﺋﻞ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ أﺛﻴﻤًﺎ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ إﻧّﻬﺎ ﺗﺤﻴﻠﻪ ﺑﻜﻠّﻴﺘﻪ إﻟﻰ ﻋﻨﺼﺮ اﻹﺛﻢ واﻟﺮذﻳﻠﺔ .ﻓﻴﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ واﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻟﻠﻨﻔﻮس واﻷﺟﺴﺎد إﻟﻴﻚ ﻧﻠﺘﺠﺊ وﺑﻚ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﻟﻨﻨﺠﻮ ﻣﻦ رذﻳﻠﺔ آﺬا ﻣﺸﻴﻨﺔ ،وإﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪّ آﺮﻳﻬﺔ وﻣﺴﺘﻘﺒﺤﺔ ،وﻧﺼﺮخ إﻟﻴﻚ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق اﻟﻔﺆاد ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ:
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﻬﺎرة ،اﻟﻐﻴﻮر ﻋﻠﻰ ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﺴﻤﻮّ ﻧﻘﺎوﺗﻪ اﺳﺘﺤﻖّ ﻓﻲ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض أن ﻳﺠﺬب إﻟﻴﻪ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺎوات ذاك اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻤﻮﻟﻮد ﻣﻦ ﻋﺬراء ،اﻟﻤﻘﻮل ﻋﻨﻪ إﻧّﻪ ﻳﺮﻋﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻮﺳﻦ ،اﻟﻤﺮﻣﻮز ﺑﻪ إﻟﻰ هﺬﻩ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﻄﻬﺎرة .ﻓﻼ ﻏﺮو إذا رأﻳﻨﺎك ﺣﺎﻣﻼً ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻧﺒﻘﺔ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ،ﻋﻼﻣﺔ ﻟﺸﺪّة ﺷﻐﻔﻚ ﺑﺤﺐّ هﺬﻩ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ
26
اﻟﻤﻼﺋﻜﻴّﺔ .ﻓﺎﻟﺘﻤﺲ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻌﻴﺶ داﺋﻤًﺎ ﻧﺎﺟﻴﻦ ﻣﻦ آﻞّ ﺧﻄﻴﺌﺔ، وﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ اﻟﻌَﻬَﺮ اﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ،ﺣﺘّﻰ إذا ﻣﺎ ﺣﻔﻈﻨﺎ ذواﺗﻨﺎ أﻧﻘﻴﺎء ﻃﺎهﺮﻳﻦ ،ﻧﺴﺘﺤﻖّ أن ﻧﺪﺧﻞ وﻃﻦ اﻷﻃﻬﺎر وﻧﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻨﺼﻴﺐ اﻟﻤﻠﻜﻮت اﻟﻤﻮﻋﻮد ﺑﻪ أﻧﻘﻴﺎء اﻟﻘﻠﻮب .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
ﺧﺒﺮ "ﻗﺪ أُﻋﺪّت اﻷﻗﻀﻴﺔ ﻟﻠﺴﺎﺧﺮﻳﻦ" )أﻣﺜﺎل (٢٩ :١٩ إنّ ﻗﻀﺎء اﷲ ﻳﺤﻞﱡ ﺳﺮﻳﻌًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺨﺮون ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻪ ،ﻷنّ اﻻﺣﺘﻘﺎر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﻬﻢ هﻮ ﻋﺎﺋﺪ إﻟﻴﻪ ﻋﺰّ وﺟﻞّ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻜﻤﺎ أﻧّﻪ ﻳﺴﺒﻎ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮدﻋﺎء اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﻴﻦ ،هﻜﺬا ﻳﻘﺎصّ ﺑﺼﺮاﻣﺔ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻬﺰئ ﺑﺨﻼّﻧﻪ وأﺻﻔﻴﺎﺋﻪ اﻟﻤﻐﺒﻮﻃﻴﻦ. رُوي ﻋﻦ رﺟﻞ أﺑﺮص أﻧّﻪ ﻟﺪى ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻤﻌﺠﺰات اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺻﻔﻴّﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدويّ ،أﻧﺲ وﺛﻴﻖ اﻟﺮﺟﺎء ﺑﻨﻮال اﻟﺸﻔﺎء ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﻓﻌﺰم ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ وﻓﻴﻤﺎ هﻮ ﺳﺎﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻋﺘﺮﺿﻪ ﺟﻨﺪيّ ﻣﻠﺤﺪ ،وﺑﺎدرﻩ ﺑﻜﻼم اﻟﻬﺰء واﻟﺘﻬﻜّﻢ ﻗﺎﺋﻼً" :إﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﻬﺮول أﻳّﻬﺎ اﻷﺣﻤﻖ .أﺗﺨﺎل أنّ ﻋﻈﺎم ذﻟﻚ اﻟﺮاهﺐ اﻟﺮﻣﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ إﺑﺮاﺋﻚ ﻣﻦ داﺋﻚ؟ أو إنّ ذاك اﻟﻤﻴﺖ ﻗﺎدر أن ﻳﺴﻤﻊ دﻋﺎءك! ﻓﻘﻞ ﻟﻪ أن ﻳُﺮﺳﻞ إﻟﻲّ ﺑﺮﺻﻚ إن اﺳﺘﻄﺎع إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼً .ﻓﺈﻧّﻲ ﻻ أﺧﺎف ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺗﻰ" .وأﻣّﺎ اﻷﺑﺮص ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﻬﺬﻩ
27
اﻟﺘﺠﺎدﻳﻒ اﻟﻜﻔﺮﻳّﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻤﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ وﻗﺪ ازداد ﺛﻘﺔ واﺗﻜﺎﻻً ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس .ﻓﻠﻤّﺎ اﻧﺘﻬﻰ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺎدر إﻟﻰ اﻻﻧﻄﺮاح أﻣﺎم ﺿﺮﻳﺢ اﻟﻘﺪّﻳﺲ وﻃﻔﻖ ﻳﺴﺘﺼﺮﺧﻪ وﻳﺼﻠّﻲ إﻟﻴﻪ واﻟﺪﻣﻮع ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﺑﻐﺰارة ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ؛ ﻓﺄﻟﻘﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﺎﺗًﺎ ﻓﻨﺎم .ﻓﺘﺮاءى ﻟﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻃﻬّﺮت ﻣﻦ ﺑﺮﺻَﻚ ،ﻓﻘﻢ واذهﺐ ﺑﻌﻜﺎآﻴﺰك وﻗﺎل ﻟﻪ :هﺎ أﻧّﻚ ﻗﺪ ُ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺠﻨﺪيّ ﻷﻧّﻪ ﻓﻲ اﺣﺘﻴﺎج إﻟﻴﻬﺎ .ﻓﻬﺮع ﻟﺴﺎﻋﺘﻪ وﺟﺎء ذاك اﻟﺠﻨﺪيّ ﻓﺄﻟﻔﺎﻩ ﻣﻐﻄّﻰ ﺑﺎﻟﺒﺮص ﻣﻦ اﻟﺮأس ﺣﺘّﻰ اﻟﻘﺪم ﺁﺧﺬًا ﻣﻨﻪ اﻟﺤﺰن آﻞّ ﻣﺄﺧﺬ ،ﺣﺘّﻰ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﻨﻈﺮﻩ ﻳﻘﻄﻊ اﻷآﺒﺎد. ﻓﻘﺪّم ﻟﻪ اﻟﻌﻜﺎآﻴﺰ ﻗﺎﺋﻼً :إنّ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻗﺪ ﺷﻔﺎﻧﻲ ﺑﺈذن اﷲ، وأﻣﺮﻧﻲ أن ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻜﺎآﻴﺰ .ﻓﺄذﻋﻦ اﻟﺠﻨﺪيّ وﻗﺘﺌﺬٍ ﻣﻘﺮا ﺑﻘﺪرة اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻟﻤﺎ رﺁﻩ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ زوال اﻟﻀﺮﺑﺔ ﻋﻦ ذاك اﻟﻌﺎﺑﺪ وﺣﻠﻮﻟﻬﺎ ﺑﺠﺴﺪﻩ .ﺛﻢّ ﻧﺪم ﻋﻠﻰ ﻗﻠّﺔ إﻳﻤﺎﻧﻪ ،ﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺮّأ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺠﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺑﻪ ﻷﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺆﻣﻞ أن ﻳﻨﺎل ﻧﻌﻤﺔ وﻗﺪ اﺳﺘﻮﺟﺐ اﻟﻨﻘﻤﺔ .ﻏﻴﺮ أنّ رﻓﻴﻘﻪ أﺧﺬ ﻳﺸﺪّد ﻋﺰﻣﻪ وﻳﺸﺠّﻌﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻮﻃّﺪ رﺟﺎءﻩ ﺑﺸﻔﻘﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻴﺐ ﻗﻂّ ﻣﻦ ﺟﺎءﻩ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮًا .وﻣﺎ زال ﻳﺴﻜﻦ روﻋﻪ وﻳﺆﻣّﻨﻪ ﺣﺘّﻰ أﻗﻨﻌﻪ ﺑﺎﻟﺬهﺎب ﻟﺰﻳﺎرة ﺿﺮﻳﺢ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس .ﻓﻠﻤّﺎ ﺑﻠﻐﺎ ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻃﻔﻘﺎ ﻳﺼﻠﻴّﺎن ﻣﻠﻴﺎ وﻗﺪ وﻋﺪ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﺄن ﻳﻐﻴّﺮ ﺳﻴﺮﺗﻪ وﻳﻜﻔِﺮ ﺑﻀﻼﻟﻪ وﻳﻌﺘﻨﻖ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ .ﻓﺸُﻔﻲ ﻟﻠﻮﻗﺖ وﻋﺎد ﻣﻊ رﻓﻴﻘﻪ ﻣﻌﺎﻓﻰ. )اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر اﻟﺦ(
28
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻲّ أن ﻳﺴﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﺑﻬﺎ ﻧﺘﻤﻜّﻦ أن ﻧﻌﻴﺶ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺮوح ﻓﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺘﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺳﻌﻴﺪة إﻧّﻬﺎ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔٌ ﻣﻘﺮّرة ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﺪى اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺑﺮهﺎن وهﻲ :إنّ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺎدةً ﻳﻤﻮت آﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻋﺎش ،ﻓﻜﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﺎة آﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﻓﺎة ،وﻻ ﻳﺠﺮي اﻟﺨﻼف إﻻّ ﻧﺎدرًا .ﻓﻮاﻟﺤﺎﻟﺔ هﺬﻩ ﻣَﻦ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ارﺗﻜﺎب اﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت ﻣﻨﻘﺎدًا ﻟﻤﻴﻞ ﻧﻔﺴﻪ اﻷﻣّﺎرة ﺑﺎﻟﺴﻮء ،وﻣﻌﺘﻜﻔًﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎء ﻏﻠﻴﻞ ﺷﻬﻮاﺗﻪ اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ وأهﻮاﺋﻪ اﻟﻔﺎﺳﺪة ،ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ﻓﻲ أﻣﻮر ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ أن ﻳﺘﻮﻗّﻊ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ أن ﻳﺘﺤﻤّﻞ ﺑﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺨﺎض ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ وﻣﻀَﺾ دوارهﺎ ،وﻻ أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺤﺎﺳﻴّﺎت اﻟﻨﺪم واﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ،وﻻ أن ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺣﺎﺻﻼً ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻞّ ﻣﻦ أراد أن ﻳﻤﻮت ﻣﻴﺘﺔ اﻷﺑﺮار .ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن إﻧّﻤﺎ ﻳﺤﺼﺪ ﻣﺎ زرع ،وآﻴﻔﻤﺎ ﻳﻌِﺶ ﻳﻤُﺖ .وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈن آﺎن ﺑﻮدّﻧﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺘﺔ اﻷﺑﺮار ،ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻌﺪّ ﻟﻠﻤﻮت اﺳﺘﻌﺪادًا ﺣﺴﻨًﺎ ﻣﺘﺠﻨّﺒﻴﻦ اﻻﺛﻢ ،وﻋﺎآﻔﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﺮّ واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ آﻠّﻬﺎ .وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻟﻨﺄﺧﺬنﱠ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺪّﻳﺴﻲ اﷲ اﻟﻤﻐﺒﻮﻃﻴﻦ ﺷﻔﻴﻌًﺎ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎ وﻣﺤﺎﻣﻴًﺎ ﻗﺪﻳﺮًا ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ أﻋﺪاء ﺧﻼﺻﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة وﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻬﺎ أﺑﺪﻳّﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮن أﻣّﺎ ﺳﻌﻴﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ،وأﻣّﺎ ﺗﻌﻴﺴﺔ ﻣﺪى اﻟﺪهﺮ .وﻟﻴﻜﻦ ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ
29
اﻟﻤﻤﺠّﺪ ﺑﻴﻦ أﺻﻔﻴﺎء اﷲ وﺧﻼّﻧﻪ أﻋﻨﻲ ﺑﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدويّ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ،اﻟﺬي ﻣﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺘﺠﺄ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ ،إﻻّ ﻣﺪّ إﻟﻴﻪ ﻳﺪ اﻟﻤﻌﻮﻧﺔ واﻟﻤﺴﺎﻋﺪة وﺑﻠّﻐﻪ ارﺑﻪ ﻋﻠﻰ وﻓﻖ اﻟﻤﺮام .ﻓﻠﻨﺘّﺠﻪ إذًا ﺑﻤﻞء اﻟﺜﻘﺔ ووﻃﻴﺪ اﻟﺮﺟﺎء إﻟﻰ هﺬا اﻟﺸﻔﻴﻊ اﻟﻤﺸﻔّﻊ وﻟﻨﺒﺘﻬﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﺄﺣﺮّ اﻟﻌﺒﺎدة ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻲّ ،ﻳﺎ ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﺨﺼﻮﺻ ّ ﻲ ﻋﻨﺪ اﷲ .إﻧّﻨﺎ ﻧﻨﻄﺮح ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﺑﺎﺗﻀﺎع وﺗﺬﻟّﻞ ،وﺑﻘﻠﺐٍ ﻣﻨﻜﺴﺮ ،وﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺤﻀﺮ إﻟﻴﻨﺎ وﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻨﺎ اﻟﻤﺮﻳﻌﺔ .ﻓﺎﺳﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ ﺟﻠّﺖ رﺣﻤﺘﻪ وﺟﻮدﺗﻪ ،أن ﻧﺠﺘﺎز ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ دار أﺑﺪﻳّﺘﻨﺎ وﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻧﻌﻤﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .اﺟﻌﻠﻨﺎ أن ﻧﺘﺠﺮّد ﻣﻨﺬ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻟﻚ ﻣﻦ آﻞّ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻷرﺿﻴّﺔ ،ﻟﻜﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮج وﻧﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﻀﻴّﻖ اﻟﺬي وﺣﺪﻩ ﻳﻠﺘﺰم آﻞﱡ ﻣﻦ أراد ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻳﻔﻮز ﺑﺎﻟﺨﻼص اﻷﺑﺪيّ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ( ﺧﺒﺮ ﻗﺎل اﷲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن هﻮﺷﻊ اﻟﻨﺒﻲ" :ﺳﺄﻓﺘﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﺠﺤﻴﻢ وأﻧﺠّﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت وأآﻮن اﺳﺘﺌﺼﺎﻟﻚِ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺠﺤﻴﻢ" )(١٤ :١٣ إنّ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻻﻧﻌﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺎد اﷲ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻴّﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻳﺘﺎءَﻩ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت أﻳﻀًﺎ .ﺧﺒّﺮﻧﺎ آﺘﺎب ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ أنّ آﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪﻩ اﻷﻣﻨﺎء ﻗﺪ أﻧﻘﺬهﻤﻢ
30
ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﺐ اﻟﻤﻨﻴّﺔ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ آﺎﻧﻮا اﺣﺘُﻀﺮوا ،وأﻗﺎم ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﺑﻌﺪﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻗﻀﻮا أﺟﻠﻬﻢ. روى اﻷب أﺑﻮﻟﻴﺘُﺲ اﻟﺒﻮﻧﺘﻲ أﻧّﻪ ﻗﺪ رأى ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺷﺨﺼًﺎ ﻗﺪ اﻧﺒﻌﺜﻮا ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس .إﻻّ أنّ اﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﻟﺰﻣﻨﻲّ إﻟﻰ أﺟَﻞٍ ﻣﻌﻠﻮم ﻟﻴﺲ هﻮ ﺑﺎﻟﻤﻨّﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ .وﻟﻜﻦ اﻟﻨﱢﻌﻤﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ واﻟﻔﻮز اﻷآﺒﺮ ،هﻮ أنّ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻤﻮت ﻣﻴﺘﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ وﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺳﻌﻴﺪة .ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻸﻣﻮات اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺗﻮن ﻓﻲ اﻟﺮبّ" )رؤﻳﺎ :١٤: .(١٣وﻗﺪ ﻓﺎز ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨّﻌﻤﺔ أﻳﻀًﺎ آﺜﻴﺮون ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺒّﺪﻳﻦ اﻟﺼﺎدﻗﻴﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ .وهﺎءﻧﺬا ﺷﺎرع ﺑﺬآﺮ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ وﻣﺴﺎﻋﺪة ﻗﺪّﻳﺴﻨﺎ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻬﻢ اﻷﺧﻴﺮة. ﻓﺄﺣﺪهﻢ وهﻮ أﻣﻴﺮٌ اﺳﺒﺎﻧﻲّ ،آﺎن ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺤﺴﻦ إﻟﻰ رهﺒﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ وﻳﻀﻴﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨـﺰﻟﻪ وﻳﻜﺮّم ﻣﺜﻮاهﻢ، وﻳﺤﺎﺿﺮهﻢ ﺑﻜﻞّ داﻟّﺔ واﺣﺘﺮام .ﻓﻠﻤّﺎ دﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ وﻓﺎﺗﻪ ﺟﺎء راهﺒﺎن وﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﺳﻜﻴﻢ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،وﻃﺮﻗﺎ اﻟﺒﺎب ﻣﺴﺘﺄذﻧَﻴﻦ أن ﻳﻌﻮدا اﻟﻤﺮﻳﺾ اﻟﻤﺪﻧﻒ ﻓﺄذن ﻟﻬﻤﺎ .وﻟـﻤّﺎ دﺧﻼ ﺣﺠﺮة اﻟﻤﺮﻳﺾ ،اهﺘﺰّ ﻓﺮﺣًﺎ ﺑﻘﺪوﻣﻬﻤﺎ ﺛﻢّ ﻃﻔﻖ ﻳﻘﻮل :ﻣﺎ أﺳﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﺴﺎﻋﺔ .ﺁﻩ! آﻢ هﻢ ﻋﺰﻳﺰون ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ رهﺒﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ .إﻧّﻲ آﻨﺖ أﺗﻤﻨّﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ أن ﻳﻘﻴّﺾ ﻟﻲ أن أُﺳﻠّﻢ روﺣﻲ ﺑﻤﺆازرة أﺣﺪ آﻬﻨﺔ رهﺒﺎﻧﻴّﺘﻜﻤﺎ أﻳّﻬﺎ اﻷﺑﻮان، وآﻨﺖ ﻣﻨﺬ هﻨﻴﻬﺔ ﻓﻲ آﺂﺑﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳَﺰُرﻧﻲ أﺣﺪ ﻣﻦ رهﺒﺎﻧﻜﻤﺎ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺪّة ﻣﺮﺿﻲ .ﻓﻼ ﺷﻚّ أنّ اﷲ ﺑﻌﺚ ﺑﻜﻤﺎ إﻟﻲّ، ﻓﺘﺒﺎرك اﺳﻤﻪ إﻧّﻪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺮؤوف .ﻓﺈﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻜﻤﺎ ﻳﺎ أﺑﻮيّ أﻻّ
31
ﺗﻔﺎرﻗﺎﻧﻲ ﺣﺘّﻰ أﻗﻀﻲ ﻧﺤﺒﻲ ،وأﺳﻠّﻢ روﺣﻲ إﻟﻰ ﻳﺪ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ. ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻷآﺒﺮ ﺳﻨﺎ ،وﻗﺪ آﺎﻧﺖ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ورﺟﻠﻴﻪ ﺳﻤﺎت ﺟﺮاح اﻟﻤﺼﻠﻮب ،ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻪ :ﻃِﺐ ﻧﻔﺴًﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ وﻗﺮّ ﻋﻴﻨًﺎ؛ إﻧّﻨﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ هﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻗﺪ ﺟﺌﻨﺎ إﻟﻴﻚ .ﻓﺎﻋﻠﻢ إﻧّﻲ أﻧﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻣﻨﺸﺊ اﻟﺮهﺒﺎﻧﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺐّ أﻧﺖ أوﻻدهﺎ ،وأﻣّﺎ هﺬا اﻟﺮاهﺐ رﻓﻴﻘﻲ ﻓﻬﻮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي ،وﻗﺪ أﺗﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮدوس اﻟﺴﻤﺎويّ آﻲ ﻧﺴﺎﻋﺪك ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت ،وﻧﻨﻘﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻌﻨﺎ إﻟﻰ دار اﻟﺴﻌﺎدة .ﻓﻼ ﻳﻘﺪر اﻟﻠﺴﺎن أن ﻳَﺸﺮح ﻋﻈﻢ اﻟﺴﺮور اﻟﺬي ﻃﻔﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ذﻟﻚ اﻷﻣﻴﺮ ،وآﻢ آﺎﻧﺖ ﻣﻴﺘﺘﻪ ﺳﻌﻴﺪة وآﺮﻳﻤﺔ ﻟﺪى اﻟﺮبّ. ﺛﻢّ أنّ أﺣﺪ أﻣﺮاء اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل آﺎن ﻣﺸﺮﻓًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت، ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ أرﺑﻌﺔ رهﺒﺎن ﻓﺮﻧﺴﻴﺴﻴّﻴﻦ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪوﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤّﻞ ﻣﺨﺎض اﻟﻤﻮت وﺳﻜﺮاﺗﻪ وﻳُﻌﺪّوﻩ ﻟﻠﻤﺜﻮل أﻣﺎم ﻣﻨﺒﺮ اﻟﺪﻳﺎن ﺧﻄﻒ ﻋﻦ ﺣﻮاﺳﻪ ورأى اﻟﻌﺎدل .ﻓﻠﻤّﺎ آﺎن ﺁﺧﺬًا ﻓﻲ اﻟﻨـﺰاع ُ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ واﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﻓﺴﺄﻻﻩ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ :أﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﻣَﻦ ﻧﺤﻦ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻤﺎ :إي ﻧﻌﻢ ،إﻧّﻜﻤﺎ ﻟﺮهﺒﺎن ﻣﻦ ﻣﺼﺎف اﻟﻮاﻗﻔﻴﻦ ﺣﻮل ﻓﺮاﺷﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪوﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت. ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ :آﻼ ،ﻓﺈﻧّﻲ أﻧﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ أب هﺆﻻء اﻟﺮهﺒﺎن .وأﻣّﺎ هﺬا ﻓﻬﻮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺳﻠﻴﻞ رهﺒﺎﻧﻴّﺘﻲ؛ وﻗﺪ أﺗﻴﻨﺎ آﻼﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻨـﺰورك .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻤﺮﻳﺾ اﻟﻤﺪﻧﻒ: ﺗﻨﺎزل ﻳﺎ أﺑﺖِ اﻟﻘﺪّﻳﺲ وﺑﺎرك هﺬا اﻟﺜﻮب اﻟﺬي أﻋﺪدﺗُﻪ ﻷُدﻓﻦ ﺑﻪ ﺗﺒﺎرآًﺎ ﺑﺮهﺒﺎﻧﻴّﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ .ﻓﺒﺎرك اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺜﻮب، وﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺘﻌﻄّﻒ ﺛﻢّ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺮؤﻳﺎ. وﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ زال اﻟﻤﺮض ﺑﺎﻟﺘﻤﺎم ﻋﻦ اﻟﻤﺪﻧﻒ ،وﻗﺎم ﻟﺴﺎﻋﺘﻪ ﻣﻌﺎﻓﻰ ،وﻋﺎش ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺪّة اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﻗﻀﺎهﺎ ﻓﻲ
32
أﻋﻤﺎل اﻟﺒﺮّ واﻟﺘﻘﻮى ﻣﻜﺘﻨﻔًﺎ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ذﻳﻨﻚ اﻟﻘﺪّﻳﺴَﻴﻦ اﻟﺠﻠﻴﻠﻴﻦ. ﺛﻢّ رﻗﺪ ﺑﺎﻟﺮبّ. وﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﺜﺎل ﻗﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس إﻟﻰ أﺧﺘﻪ ﻣﺎرﻳّﺎ ﻣﺮﺗﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻬﺎ وآﺎﻧﺖ ﻣﻨﻀﻮﻳﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺮاهﺒﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴّﺎت اﻟﻤﻨﺘﻤﻴﺎت إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺗﻴﻮﻃﻨﻴﻮس .ﻓﻠﻤّﺎ آﺎن ﻳﻮم ﻋﻴﺪ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﺒﺎط ،وآﺎﻧﺖ اﻟﺮاهﺒﺔ اﻟﻤﺬآﻮرة ﻗﺪ أﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت ﺁﺧﺬة ﻓﻲ اﻟﻨـﺰع ،وآﺎﻧﺖ أﺧﻮاﺗﻬﺎ ﺣﻮل ﻓﺮاﺷﻬﺎ ﻳﻌﺰّﻳﻨﻬﺎ وﻳﺸﺪّدﻧﻬﺎ. ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﺛﻢّ هﺘﻔﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ :أﻻ ﻳﺎ أﺧﻮاﺗﻲ ﻓﺎﻓﺴﺤﻦ ﻣﻮﺿﻌًﺎ ﻷﺑﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺗﻴﻮﻃﻨﻴﻮس اﻟﺬي ﺟﺎء ﻟﻴﺰورﻧﻲ، وﻷﺧﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺬي ﺣﻀﺮ ﻟﻴﺼﻄﺤﺒﻨﻲ إﻟﻰ اﻷﺧﺪار اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ .ﻗﺎﻟﺖ هﺬا وﺟﺎدت ﺑﺮوﺣﻬﺎ ﻣﻨﺘﻘﻠﺔ إﻟﻰ ﺟﻮار اﷲ. ﻓﺎﻟﻄﻮﺑﻰ ﻟﻤﺜﻞ هﺆﻻء اﻷﻓﺎﺿﻞ ،واﻟﻄﻮﺑﻰ ﻟﻨﺎ إن ﺣﺬوﻧﺎ ﺣﺬوهﻢ وأﺣﺴﻨّﺎ اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر...
33
اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ وﻳﺴﺪّ أﻋﻮازﻧﺎ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ إنّ أﻧﺎﺳًﺎ آﺜﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻴﺎج إﻟﻰ اﻷﻣﻮر اﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ وﻻ واﺣﺪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻷﻣﻮر اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻻﺳﻴّﻤﺎ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻗﺎل اﻟﺴﻴّﺪ ﻟﻪ اﻟﻤﺠﺪ "إﻧّﻜﻢ ﺑﺪوﻧﻲ )أي ﺑﺪون ﻧﻌﻤﺘﻲ( ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﺗﻌﻤﻠﻮا ﺷﻴﺌًﺎ" )ﻳﻮﺣﻨﺎ .(١٥وﻗﺎل ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺮﺳﻮل "إﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻨﺎ آﻔﺎءة ﻷن ﻧﻔﺘﻜﺮ ﻓﻜﺮًا ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ آﺄﻧّﻪ ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻞ آﻔﺎءﺗﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ" ) ٢آﻮر .(٥ :٣ﻓﺈﻧّﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﺒﺎرّ إﻟﻰ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺒﺮّ واﻟﻘﺪاﺳﺔ وﻳﺤﺘﺎج اﻟﺨﺎﻃﺊ إﻟﻰ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ اﻟﺘﻌﻴﺴﺔ وﻳﻘﻠﻊ ﻋﻦ اﻟﺬﻧﻮب وﻳﺮﺗﺪّ إﻟﻰ اﷲ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮح. وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل أﻧّﻨﺎ آﻠّﻨﺎ ﻧﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻟﻨﺮدع ﺷﻬﻮاﺗﻨﺎ وﻧﻜﺒﺢ أهﻮاءﻧﺎ وﻧﻘﻮّم أﻣﻴﺎﻟﻨﺎ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ وﻧﺴﻠﻚ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻣﻌﺘﻨﻴﻦ ﺑﻌﻤﻞ ﺧﻼﺻﻨﺎ اﻷﺑﺪيّ .ﻓﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺴﺪّ أﻋﻮازﻧﺎ آﻠّﻬﺎ وﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻳﺤﻮل دون إﺗﻤﺎم إرادﺗﻪ. ﻓﻠﻨﻠﺘﺠﺊ إﻟﻴﻪ ﺑﺜﻘﺔ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﺤﻨﻮن اﻟﺸﻔﻮق أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻤﻌﻈّﻢ إﻧّﻨﺎ ﻧﺮاك ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻓﻲ آﻞّ ﺣﻴﻦ ﻹﻏﺎﺛﺔ اﻟﻤﻠﻬﻮﻓﻴﻦ وإﻧﺎﻟﺔ اﻟﻤﻌﻮزﻳﻦ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ آﺜﺮة اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻨﺎ وﺷﺪّة أﻋﻮازﻧﺎ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ .ﻓﺒﺎدر إذًا ﻹﺳﻌﺎﻓﻨﺎ ﻳﺎ ﺷﻔﻴﻊ اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ وﻣﻼذ اﻟﺒﺎﺋﺴﻴﻦ وﻓﺮج
34
اﻟﻤﻜﺮوﺑﻴﻦ .واﺳﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ اﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻀﻴﻖ واﻟﺸﺪاﺋﺪ أو اﻟﺠﻠَﺪ واﻟﻘﻮّة ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺼﺒﺮٍ وﺗﺴﻠﻴﻢ .ﺛﻢّ اﺳﺄل ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص اﻟﻨﱢﻌَﻢ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ اﻟﺤﺎل اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺣﺘّﻰ ﻧﻌﻴﺶ وﻧﻤﻮت آﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻌﺒﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻷﻣﻨﺎء .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ( ﺧﺒﺮ "ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ﻓﺄﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ .ﻣﻌﻪ أﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﻴﻖ ﻓﺄﻧﻘﺬﻩ وأﻣﺠّﺪﻩ" )ﻣﺰﻣﻮر (١٥ :٩٠ آﺎن رﺟﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲّ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺎﺑﻮﻟﻲ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﻓﻦّ اﻟﻐﻨﺎء وآﺎن ﻣﺎهﺮًا ﺟﺪا ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺘﻪ .ﻓﺎﺧﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪهﺮ ودالّ اﻟﺰﻣﺎن. ﻓﺄﺿﺤﻰ ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﺪﻣًﺎ وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳُﻤﻠﻚ ﺷﺮوى ﻧﻘﻴﺮ .ﻓﻠﻤّﺎ رأى أن ﻗﺪ اﻧﺴﺪّت ﻓﻲ وﺟﻬﻪ أﺑﻮاب اﻟﺮزق ﻋﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮة ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻩ ﻓﺎﻧﺘﺤﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ روﻣﻴﺔ اﺑﺘﻐﺎء اﻻﺣﺘﺮاف ﻟﻌﻴﺎﻟﻪ .ﻓﺨﺎب ﻣﺆﻣّﻠﻪ إذ ﻟﻢ ﻳﺤﺮز ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﺘّﻰ وﻻ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﺄودﻩ .ﻓﺎﻟﺘﺠﺄ ﻣﻦ ﺛﻢّ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺘﻼﻓﻰ أﻣﺮﻩ وﻳﻨﺘﺸﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺬﻟّﺔ اﻟﻔﻘﺮ اﻟﻤﺪﻗﻊ .وﻗﺪ ﺗﻘﺪّم ﻳﻮم ﻋﻴﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻘﺒﻮل اﻷﺳﺮار اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻮﻃّﻨًﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ اﻷﻣﻴﻨﺔ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻘﻴﻪ رﺟﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوف ﻣﻨﻪ ودﻓﻊ ﻟﻪ ﺻﺮّة آﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ وﻟـﻤّﺎ وﺻﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ أنّ ُ رﺟﻼً ﺁﺧﺮ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﺟﺎءهﻢ ﺑﻤﺆوﻧﺔ ﺗﻜﻔﻴﻬﻢ ﺑﻀﻌﺔ أﻳّﺎم .وﻟﻢ ﻳﻤﺾِ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺣﻴﻦٌ وﺟﻴﺰ ﺣﺘّﻰ اﺳﺘﺪﻋﻲ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺒﻮﻟﻴﺘﻮ ﺣﻴﺚ أﻗﻴﻢ إﻣﺎﻣًﺎ ﻟﻠﻤﺮﺗّﻠﻴﻦ ﻓﻲ آﻨﻴﺴﺘﻬﺎ اﻟﻜﺒﺮى ﺑﺄﺟﺮة آﺎﻓﻠﺔ ﺑﻤﻌﺎﺷﻪ .ﻓﺸﻜﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﻟﻔﻀﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وواﻇﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻪ آﻞّ أﻳّﺎم ﺣﻴﺎﺗﻪ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر...
35
اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺿﺎﻟﻴﻞ اﻟﻤﻀﺮّة
ﺑﺨﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ وأن ﻳﺴﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ اﺳﺘﻨﺎرة اﻟﻌﻘﻞ. إنّ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ اﺳﺘﻤﺎﻟﺔ إرادﺗﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﺮّ وﺣﺠﺐ ﻧﻮر اﻟﺤﻖّ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ؛ ﻓﺒﺘﻨﺎ واﻟﺤﺎﻟﺔ هﺬﻩ ﻣﺘﺴﻜّﻌﻴﻦ ﻓﻲ دﻳﺎﺟﻴﺮ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﺘﻴﻪ واﻟﻜﺬب واﻟﻀﻼل ،وزاﻏﺖ أذهﺎﻧﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﻮر اﻟﻬﺪى واﻟﺤﻖّ واﻟﺼﻮاب، وﺟﻨﺤﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ إﻟﻰ اﺗّﺒﺎع اﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻓﻔﺴﺪت ﻣﻨّﺎ اﻟﺴﺮاﺋﺮ وأﻋﻤﺖ اﻷهﻮاء اﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴّﺔ اﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ،ﺣﺘّﻰ أُﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮﺷﺎد واﻟﺨﻼص اﻷﺑﺪيّ .ﻓﺘﺒﺎ ﻟﺤﺎل ﺗﻌﻴﺴﺔ وﻣُﺬﻟّﺔ .ﻓﺄﻧﻰ ﻟﻨﺎ اﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﺎل اﻟﺬﻟﻴﻠﺔ .وﻟﻌﻤﺮي أﻧّﺎ وﻧﺤﻦ ﺳﺎﻟﻜﻮن ﻓﻲ هﺬا اﻟﻠﻴﻞ اﻟﻤﺪﻟﻬﻢ اﻟﻤﻤﻠﻮء ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺎوي واﻟﻤﻬﺎﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ إﻻّ أن ﻧﻠﺘﺠﺊ إﻟﻴﻚ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﻳﺎ ﻣﺼﺒﺎح اﻟﺒﻴﻌﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ،اﻟﺴﺎﻃﻊ ﺑﺄﻧﻮار اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻷﺑﺪﻳّﺔ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺤﻘّﺔ ،وﻧﺼﺮخ إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﻔﺆاد ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ:
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻤﻤﺠّﺪ ،ﻳﺎ ﻣﻦ اﺿﻄﺮم ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺴﻌﻴﺮ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ اﻟﻤﺘّﻘﺪة ،وﺑﻨﺎر اﻟﻐﻴﺮة اﻟﺮﺳﻮﻟﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼص اﻟﻘﺮﻳﺐ، ﺣﺘّﻰ أﻧّﻪ ﻧﻬﺾ آﺎﻟﺠﺒّﺎر ﻧﻈﻴﺮ إﻳﻠﻴّﺎ اﻟﻨﺒﻲ ،ﻟﻤﻼﺷﺎة اﻟﻜﻔﺮ
36
وﺗﻤﺰﻳﻖ ﺟﻴﻮﺷﻪ .ﻓﺒﺪﱠد ﻣﻦ ﻗﻠﻮب ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ ﻇﻼم اﻟﺠﻬﻞ واﻟﻀﻼل ،وأﻧﺎر ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺒﺸﺎرة آﻠﻤﺔ اﷲ اﻟﺤﻴّﺔ اﻟﻔﻌّﺎﻟﺔ ،اﻟﺘﻲ هﻲ أﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺳﻴﻒ ذي ﺣﺪّﻳﻦ ،ﺗﻨﻔﺬ ﺣﺘّﻰ ﻣﻔﺮق اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺮوح واﻷوﺻﺎل واﻟﻤﺨﺎخ .ﻓﻜﺎن آﻼﻣﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ﺑﻤﻨـﺰﻟﺔ ﺳﻬﺎم ﻧﺎرﻳّﺔ ﻟﻴّﻨﺖ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﺠﻠﻤﻮدﻳّﺔ وﺳﺤﻘﺘﻬﺎ ،ﺣﺘّﻰ ﻟﻘّﺒﻚ أهﻞ زﻣﺎﻧﻚ ﺑﻤﻄﺮﻗﺔ اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ وﻣﻬﺮاس اﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ وﻣﺴﺘﺄﺻﻞ اﻷﺿﺎﻟﻴﻞ؛ ﻓﺎﻟﺘﻤﺲ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻄّﻠﻊ ﻋﻠﻰ ذواﺗﻨﺎ ﺣﻖّ اﻻﻃﻼع .وآﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺮﺷﺪًا أﻣﻴﻨًﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ هﺬﻩ اﻟﻐﺮﺑﺔ، ﻓﻨﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺠﻨّﺐ اﻷﺿﺎﻟﻴﻞ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﻌﻮﺟّﺔ وﻧﻘﺒﻞ ﺑﺨﻀﻮع اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ ،وﻧﺴﻠﻚ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻣﺮوّﺿﻴﻦ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ وﻣﺨﻀﻌﻴﻦ إرادﺗﻨﺎ آﻞّ ﺣﻴﻦ ﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﻌﻠّﻤﻨﺎ اﻹﻟﻬﻲّ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،اﻟﺬي هﻮ اﻟﻄﺮﻳﻖ واﻟﺤﻖّ وﺣﻴﺎة ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
ﺧﺒﺮ "ﻣﺎ أﻟﻄﻒ روح اﻟﺮبّ اﻟﻤﺤﺐّ ﻟﻠﻨﻔﻮس ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء ،ﻓﻠﻬﺬا ﻳﻮﺑّﺦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﻠّﻮن ،وﻓﻴﻤﺎ ﺧﻄﺌﻮا ﺑﻪ ﻳﺆدّﺑﻬﻢ وﻳﻨﺬرهﻢ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻠﻌﻮا ﻋﻦ اﻟﺸﺮّ وﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ" )ﺣﻜﻤﺔ (٢ :١٢
37
إﻧّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺮز اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﺑﺈﻳﻌﺎز رؤﺳﺎﺋﻪ ،إﻟﻰ ﻣﻴﺪان اﻟﻜﺮازة ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ واﻟﻤﻨﺎﺿﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ، هﻠﻌﺖ ﻟﺴﻄﻮﺗﻪ ﻗﻠﻮب اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ ورﺟﻔﺖ ﻟﻔﺼﺎﺣﺘِﻪ ﻓﺮاﺋﺺ اﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ،ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻔﻨﱢﺪ ﻣﻐﺎﻟﻄﺎﺗﻬﻢ وﻳﺪﺣﺾ أﻏﻼﻃﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮاهﻴﻦ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ واﻟﺤﺠﺞ اﻟﺪاﻣﻐﺔ اﻟﺴﺎﻃﻌﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻠﻢّ ﺑﻐﻴﺮﺗﻪ اﻟﺮﺳﻮﻟﻴّﺔ أدﻧﻰ ﻣﻠﻞ أو ﻓﺘﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﺟّﺔ واﻹرﺷﺎد واﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ،وﻟﻢ ﺗﻨﺼﺮف هﻤّﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟـﻤّﺎ آﺎن ﻳﺒﺼﺮ أﻋﺪاءﻩ اﻷﻟﺪّاء ﻳﺪﺳّﻮن ﻟﻪ اﻟﺴﻤﻮم ﻓﻲ اﻷﻃﻌﻤﺔ وﻳﻜﻤﻨﻮن ﻟﻪ اﻟﻤﻜﺎﻣﻦ ﻟﻴﻔﺘﻜﻮا ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ؛ ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ هﻤّﺘﻪ وﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ آﻴﺪهﻢ ﺑﺮوح اﻟﺤﻠﻢ واﻟﻮداﻋﺔ، وﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﻜﻞّ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ وﻣﻼﻃﻔﺔ ،ﻣﺠﺘﺮﺣًﺎ اﻵﻳﺎت واﻟﻤﻌﺠﺰات ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﻢ وإرﺟﺎﻋﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺧﻼص ﺧﺎرﺟًﺎ ﻋﻨﻬﺎ .وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺣﻠﻢ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ﻋﻠﻰ أﺟﻠﻰ ﺑﻴﺎن ﺣﻴﻦ آﺎن ﻳﺒﺸّﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ رﻳﻤﻴﻨﻲ ،ﻣﻦ أﻋﻤﺎل إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،وﻗﺪ آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ إذ ذاك ﻣﺴﺘﻔﺤﻠﺔ ﺑﻬﺎ اﻷﺿﺎﻟﻴﻞ ،وﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻬﺮﻃﻘﺎت أﻃﻨﺎﺑﻬﺎ ،وﻣﺎدّة إﻟﻴﻬﺎ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ،ﻻﺳﻴّﻤﺎ هﺮﻃﻘﺔ اﻟﺠﺎﺣﺪﻳﻦ وﺟﻮد اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻷﻗﺪس وﺟﻮدًا ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ. ﻓﺘﺤﺎزب أهﻠﻬﺎ وأﻃﺒﻘﻮا ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﻳﺬهﺐ أﺣﺪ ﻻﺳﺘﻤﺎع وﻋﻈﻪ. ﻓﺬهﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ وﺗﺒﻌﻪ آﺜﻴﺮون ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻔﻀﻮل ﺼﺪَ اﻟﺘﻔﺮّج؛ ﻓﻠﻤّﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻘﺼﻮد ،وﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ ﻗ ْ وأﺧﺬ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻷﺳﻤﺎك ﻗﺎﺋﻼً :أﻻ ﻓﺎﺧﺮﺟﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﺒﺎﺋﻚ وأﻋﻴﺮي آﻼم اﷲ اﻷذن اﻟﻮاﻋﻴﺔ ،ﻓﺈنّ اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﺗﺼﺎﻣّﻮا ﻋﻦ ﺳﻤﺎﻋﻪ؛ ﻓﻴﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ اﻟﻌﺠﺎب ،إنّ اﻷﺳﻤﺎك ﻗﺪ ﻟﺒّﺖ دﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺤﺎل ﻓﻄﻔَﺖ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻤﺎء ﻣﺸﺮﺋﺒّﺔ ،وﻗﺪ رﻓﻌﺖ
38
رؤوﺳﻬﺎ واﺻﻄﻔّﺖ ﺻﻔﻮﻓًﺎ ﺑﻜﻞّ ﻧﻈﺎم وﺗﺮﺗﻴﺐ ،ﻳﺘﻘﺪّﻣﻬﺎ اﻷﺻﻐﺮ ﻓﺎﻷﺻﻐﺮ ﺛﻢّ اﻷآﺒﺮ ﻓﺎﻷآﺒﺮ ،ﺣﺘّﻰ إذا ﻣﺎ رأى اﻟﻤﺘﻔﺮّﺟﻮن هﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ اﻟﺒﺪﻳﻊ ،هﺮع ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وأذاﻋﻮا ﺧﺒﺮ هﺬا اﻟﺤﺎدث اﻟﻌﺠﻴﺐ .ﻓﺘﻘﺎﻃﺮ اﻟﻨﺎس أﻓﻮاﺟًﺎ أﻓﻮاﺟًﺎ ،وﻃﺎروا إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ زراﻓﺎت ووﺣﺪاﻧًﺎ ،ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺨﺒﺮ ﻓﺮأوا أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﻌﻆ اﻷﺳﻤﺎك وهﻲ ﻣﺒﺪﻳﺔٌ دﻻﺋﻞ اﻹﺻﻐﺎء واﻹﻧﺼﺎت
39
ﺑﺎﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻣﺮﱠ ذآﺮﻩ .وآﺎن ذﻟﻚ اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﻤﺼﻘﱠﻊ ﻳﺬآّﺮهﺎ ﺑﻤﺎ ﺟﺎد ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻤﻨّﺎن ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎن وآﻴﻒ أﻧّﻪ ﺟﻌﻠﻬﺎ أﻧﻮاﻋًﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ وﺻﻨﻮﻓًﺎ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻳﻘﻮم ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ وﺗﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ وﻗﺪ أﻟﺒﺴﻬﺎ اﻟﺤﺮاﺷﻒ اﻟﺒﻬﻴّﺔ اﻷﻟﻮان ،ودرّﻋﻬﺎ ﺑﻔﻠﻮس ﺗﻘﻴﻬﺎ ﻏﺎﺋﻠﺔ اﻟﺤﺪﺛﺎن ،وأوﻻهﺎ اﻟﺮﺷﺎﻗﺔ واﻟﺨﻔّﺔ ﻓﻲ ﺣﺮآﺎﺗﻬﺎ واﻟﻠﻤﻌﺎن واﻟﺒﺼﻴﺺ ﻓﻲ ﻏﺪواﺗﻬﺎ وروﺣﺎﺗﻬﺎ ،وهﻲ ﺗﺠﻮل ﻓﻲ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻤﺎء ﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﻴﻮر اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻮهﻰ وﻻ آﺪّ وﻻ ﻋﻨﺎء ،ﻓﺘﻔﻀ ُ ﻋﺰاﺋﻤﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻔﻘﺎن ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء وﻋﻠﻰ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ وﺳﺎﺋﺮ اﻟﺪﺑﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ،وآﻴﻒ أﻧّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ وﻗّﺎهﺎ اﻟﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﻄﻮﻓﺎن اﻟﻌﺮﻣﺮم واﺳﺘﺒﻘﺎهﺎ وﺣﺪهﺎ ﺳﺎﻟﻤﺔً ﻣﻦ ﻋﻮاﻃﺐ ذاك اﻟﺨﻄﺐ اﻟﻬﺎﺋﻞ اﻟﺬي ﻋﻢّ آﻞّ ﻃﻴﻮر اﻟﺴﻤﺎء وﺣﻴﻮاﻧﺎت اﻷرض ،ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮح .وآﻴﻒ أنّ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻻﺳﻤﻪ اﻟﺴﺠﻮد ﻗﺪ اﺗّﺨﺬهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻃﻌﺎﻣًﺎ ،وأآﺜﺮهﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﺑﺎهﺮة ﻓﻘﺎت ﺑﻬﺎ اﻷﻟﻮف اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ﻻﺳﺘﻤﺎع آﻼﻣﻪ .وﻗﺪ أوﺟﺪ ﻟﺒﻄﺮس ورﺳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﻢ إﺣﺪاهﺎ اﺳﺘﺎرًا ﻟﻴﺆدّي ﺟﺰﻳﺔ ﻋﻦ آﻠﻴﻬﻤﺎ؛ وإنّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻗﺪ أﺣﻠّﺖ أآﻞ ﺐ ﻟﺤﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ أﻳّﺎم اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻹﻣﺎﺗﺔ ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ؛ ﺛﻢّ اﺧﺘﺘﻢ اﻟﺨﻄﻴ ُ ﻣﻮﻋﻈﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼً :آﻮﻧﻲ ﻣﺒﺎرآَﺔً أﻳّﺘﻬﺎ اﻷﺳﻤﺎك ﻷﻧّﻚ ﺑﻄﺎﻋﺘﻚِ واﻧﻘﻴﺎدك ﻻﺳﺘﻤﺎع اﻟﻮﻋﻆ ﻗﺪ أرﺧﻴﺖ ﺳﺠﺎف اﻟﺤﻴﺎء واﻟﺨﺰي ﻋﻠﻰ وﺟﻮﻩ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬﻳﻦ أﺑﻮا أن ﻳَﺴﻤﻌﻮا آﻼم اﷲ .ﻗﺎل هﺬا ورﺳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﺷﺎرة اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺴﺒﺢ وﺗﺘﻼﻋﺐ ﻣﻈﻬﺮة دﻻﺋﻞ اﻻﺑﺘﻬﺎج واﻟﺴﺮور ،ﺛﻢ ﻏﺎﺻﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء ﻣﺘﻮارﻳﺔ ﻋﻦ اﻷﺑﺼﺎر .ﻓﺒﻬﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮون وارﺗﺪّوا آﻠّﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻀﻼل ﺻﺎﺑﺌﻴﻦ إﻟﻰ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ.
40
أﻣّﺎ زﻋﻴﻢ هﺆﻻء اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ اﻟﻤﺪﻋﻮّ ﺑﻮﻓﻴﻠﱡﺲ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﺎهﺪًا هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺠﺰة اﻟﺒﺎهﺮة اﻟﻈﺎهﺮة .ﻓﻠﻤّﺎ اﺗّﺼﻞ ﺑﻪ ﻧﺒﺄهﺎ أﺧﺬ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ آﺬا ﺣﺎدث ﻣﺬهﻞ .وﻳﺴﺘﺨﻒّ ﺑﻌﻘﻮل اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻐﺮﺑﻮﻧﻪ وﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ﻗﺎﺋﻼً :إﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺴﺘﻐﺮب وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻤﺎك ﺳﻮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺒﺤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪﻓﺔ؛ وإﻧّﻪ ﻻ ﻳﺴﻠﱢﻢ ﺑﻌﻘﻴﺪة وﺟﻮد اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺣﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻷﻗﺪس اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻬﺠﻨﻬﺎ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﺑﻐﻠﺘﻪ اﻟﻌﺠﻤﺎء. ﺛﻢّ ﺧﺎﻃﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺟﻬﺎرًا ﺑﻬﺬا اﻟﻜﻼم وﻗﺎل ﻟﻪ" :إن ﺖ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ت ﻟﻬﺎ أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ وﺁﻣﻨ ُ ﺳﺠﺪت ﺑﻐﻠﺘﻲ ﻟﻠﺒﺮﺷﺎﻧﺔ ﺳﺠﺪ ُ ﺗﺤﺘﻮي ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ودﻣﻪ وﻧﻔﺴﻪ وﻻهﻮﺗﻪ ،وإﻻّ ﻓﻴﻜﻮن اﻋﺘﻘﺎدآﻢ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺑﺎﻃﻼً وآﺎذﺑًﺎ .ﻓﺎﻗﺸﻌﺮّ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻟﺪى ﺳﻤﺎﻋﻪ هﺬا اﻟﻜﻼم اﻟﻜﻔﺮيّ ،ﻟﻜﻨّﻪ اﺳﺘﻌﺎن ﺑﺎﷲ ورﺿﻲ ﺑﺎﻟﺸﺮط ﺑﺈﻟﻬﺎم ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺿﺎرﺑًﺎ أﺟﻼً ﻟﻴﻮم إﺟﺮاﺋﻪ .أﻣّﺎ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻓﺘﻠﻘّﻮا آﻼﻣﻪ هﺬا ﺑﺎﻟﻬﺰء واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ، وأﺧﺬﺗﻬﻢ هﺰّة اﻟﺠﺬل واﻻﺳﺘﻬﺘﺎر ،آﺄﻧّﻬﻢ ﻗﺪ ﻓﺎزوا ﺑﺈآﻠﻴﻞ اﻻﻧﺘﺼﺎر ،ﻟﺰﻋﻤﻬﻢ أنّ إﻧﺠﺎز ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ اﻟﻮﻋﺪ ﻟﻤﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻼت ﺑﻞ ﺿﺮب ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻴّﻼت. أﻣّﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﺬهﺐ إﻟﻰ دﻳﺮﻩ وﻋﻜﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮم واﻟﺼﻼة ،ﺿﺎرﻋًﺎ إﻟﻰ اﷲ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻠﻤﻼ أﻧّﻪ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ ﺗﻤﺠﻴﺪًا ﻻﺳﻤﻪ اﻟﻘﺪّوس وﺧﺬﻻً ﻟﻠﻜﻔﺮة اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ .ﻓﻠﻤّﺎ ﺣﺎن اﻷﺟَﻞ اﻟﻤﺴﻤّﻰ أﻗﺎم اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﺣﺘّﻰ إذا اﻧﺘﻬﺖ ﺧﺮج ﺑﻤﻮآﺐ ﺣﺎﻓﻞ وهﻮ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻷﻗﺪس ،واﻧﺘﺼﺐ ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺣﻴﺚ آﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﺟﻢﱞ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻊ ﺑﻮﻓﻴﻠﱡﺲ وﺑﻐﻠﺘﻪ ،وﻗﺪ آﺎن هﺬا اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ ﻗﺪ أﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﻋﻠﻒ ﺑﻐﻠﺘﻪ وﺳﻘﺎﺋﻬﺎ ﻣﺪّة ﺛﻼﺛﺔ أﻳّﺎم ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ.
41
ﻓﺨﻄﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲّ ﻣﺤﺮّﺿًﺎ إﻳّﺎهﻢ أن ﻳﻨﻌﺸﻮا ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ روح اﻹﻳﻤﺎن واﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﷲ ﺛﻢّ اﺳﺘﺪﻋﻰ اﻟﺒﻐﻠﺔ وأﻣﺮهﺎ أن ﺗﻤﺜﻞ أﻣﺎﻣﻪ وﺗﺴﺠﺪ ﻟﻠﻘﺮﺑﺎن اﻷﻗﺪس ،ﺑﻴﻨﺎ آﺎن ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻳﻘﺪّم ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻠﻴﻖ واﻟﻤﺎء ،ﻓﺎﺋﺘﻤﺮت اﻟﺒﻐﻠﺔ اﻷﻣﺮ ﺣﺎﻻً وﻟﻢ ﺗﻌﺒﺄ ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ .ﻓﺪﻧﺖ وﺳﺠﺪت ﻟﻠﻘﺮﺑﺎن اﻷﻗﺪس وﻟﺒﺜﺖ ﺛﻢّ إﻟﻰ أن ﻋﺎد أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺎﻷﺳﺮار اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. ﻓﻀﺞّ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺎﻟﺼﺮاخ ﻣﻤﺠّﺪﻳﻦ اﷲ ﻓﻲ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻪ ،وارﺗﺪّ ﺑﻮﻓﻴﻠّﺲ إﻟﻰ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲّ وﻗﻀﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻨﻘﻄﻌًﺎ إﻟﻰ ﻋﺒﺎدة اﷲ واﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. وﻟﻘﺪ ﺗﻌﺎﻇﻢ ﻣﺠﺪ ﺳﺮّ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻷﻗﺪس ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﺤﺎء .وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﻗﺪ اﺧﺬ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻤﻨﺢ اﻟﺒﺮآﺔ واﻟﻄﻮاف ﻓﻲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻣﻨﺸﺄﻩ وﻣﺠﺮاﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﻴﻦ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر...
42
43
اﻟﻴﻮم اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﺼﻮن أﻋﻀﺎءﻧﺎ ﻣﻦ اﻵﻓﺎت واﻟﻌﺎهﺎت وأن ﻳﺴﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻨﻜﻮن أﻋﻀﺎء ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ وﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﺠﺴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺴﺮّي إنّ اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﺤﻔﻆ ﺻﺤّﺔ اﻟﺠﺴﺪ ﻟﻴﺲ هﻮ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺬﻣﻮم ،ﺑﻞ ﻣﻤﺪوح وﻣﺤﻤﻮد؛ وﻟﻜﻨّﻪ ﻻزم وﺿﺮوريّ أن ﻳُﺒﺬَل اﻟﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺻﺤّﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻮ اﻟﻨﻔﺲ ﻗﻴﻤﺔً وﺷﺮﻓًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﺪ .ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ إذن أن ﻧﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻜﻞّ ﺣﺮص ﺣﺘّﻰ ﺗﻜﻮن داﺋﻤًﺎ ﺳﻠﻴﻤﺔً ﻣﻦ اﻵﻓﺎت وﻣﻨﺘﻌﺸﺔ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻟﻠﻌﺎر أﻧّﺎ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻧُﻌﻨﻰ ﺪ آﺴﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤّﺔ اﻟﺠﺴﺪ ،ﺑﻘﺪر ذﻟﻚ ﻧﻮﺟ ُ وﻋﺪﻳﻤﻲ اﻻآﺘﺮاث ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ ﺻﺤّﺔ اﻟﻨﻔﺲ وﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﺮوﺣﻴّﺔ .ﻓﺈن ﺷﺌﻨﺎ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻓﻠﻨﻀﺮﻋﻦﱠ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺤﺮارة هﺎﺗﻔﻴﻦ:
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻤﻌﻈّﻢ .ﻳﺎ ﻣﻮزّع ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدك اﻷﺗﻘﻴﺎء .أذآُﺮ آﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻷﺟﻞ ﺷﻔﺎء اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ، ﺷﻔﺎء اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ هﻲ أﻋﻀﺎء ﺟﺴﺪ
اﻟﻨﱢﻌَﻢ ﺑﺠﻮدٍ وﺳﺨﺎء واﻟﻤﻌﺠﺰات ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ وﻻﺳﻴّﻤﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺴﺮّي،
44
ﺪ ﺟْ ﻓﺮددﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﻨﺪاﻣﺔ .ﻓﺘﻨﺎزل و ُ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺪك ﺑﻐﺰارة إﺣﺴﺎﻧﺎﺗﻚ .إﺷﻒِ أﺳﻘﺎﻣَﻨﺎ واﺣﻔﻈﻨﺎ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ آﻞّ ﺷﺮﱟ وﺿﺮّ .وﻟﻜﻦ إﺷﻒِ ﻗﺒﻞ آﻞّ ﺷﻲء ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ اﻟﻤﻌﺘﻠّﺔ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮب واﻟﻤﺂﺛﻢ ،واﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام أﻋﻀﺎء ﺟﺴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﺴﺮّي ،ﺳﻠﻴﻤﺔً ﻣﻦ آﻞّ ﻋﻴﺐ ،وﻣﺘّﺤﺪة ﻣﻌﻪ ﺑﺮﺑﺎط اﻹﻳﻤﺎن اﻟﺤﻲّ ،واﻟﺮﺟﺎء اﻟﺜﺎﺑﺖ واﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻔﻌّﺎﻟﺔ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
ﺧﺒﺮ "ﻓﻲ رﻗﺎد اﻟﻤﻮت ﺟﺴﺪﻩ ﺗﻨﺒّﺄ .ﺻﻨﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻵﻳﺎت وﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ" )ﺳﻴﺮاخ ١٤ :٤٨و(١٥ ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻋﺪد اﻟﻌُﺮج واﻟﻌُﻤﻴﺎن واﻟﻤﺨﻠّﻌﻴﻦ واﻟﺰﻣﻨﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻟﻮا اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎم ﻣﻦ ﻋﺎهﺎﺗﻬﻢ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻣﺜﻠﻮا أﻣﺎم ﺿﺮﻳﺤﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎدوا؛ ﻧﺨﺺﱡ ﺑﺎﻟﺬآﺮ ﻣﻨﻬﻢ اﻣﺮأةً ﻋﺠﻮزًا ﺷﻬﻴﺮةً ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎدوا اﺳﻤﻬﺎ رﻳﻜﺎردا، آﺎﻧﺖ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎهﺎ آﺴﻴﺤﺔ ﻣﺘﺸﻨّﺠﺔ اﻷﻋﻀﺎء ،ﻣﺘﻘﻠّﺼﺔ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻨﻮع ﻣﻬﻮل ﺟﺪا ،ﺣﺘّﻰ إنّ رآﺒﺘﻴﻬﺎ آﺎﻧﺘﺎ ﻣﺤﺎذﻳﺘﻲ ﺻﺪرهﺎ وآﻌﺒﻴﻬﺎ ﻣﻠﺘﺼﻘﻴﻦ ﺑﻌﺠﺰهﺎ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮآّﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﻜّﺎزﺗﻴﻦ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﺟﺜّﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻻﻟﺘﻤﺎس اﻟﺼﺪﻗﺔ .ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻲ
45
ذات ﻳﻮم ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب آﻨﻴﺴﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺗﺴﺘﻌﻄﻲ ،رأت ﺷﺎﺑّﺔ ﻓﻲ زهﺮة ﻋﻤﺮهﺎ ﺧﺎرﺟﺔ ﻣﻦ ذاك اﻟﻤﻘﺎم اﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﺗﻠﻮح ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴّﺎهﺎ أﻣﺎرات اﻟﻔﺮح واﻟﺴﺮور ،وآﺎن ﻳﺤﻔﱡﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮر ﻣﻦ أﻗﺎرﺑﻬﺎ ﻳﺸﺎرآﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮح وﻳﻬﻨّﺌﻮﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧّﻬﺎ أﺑﻠّﺖ ،ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﻣﻦ أﺣﺪﻳﺪاب ﻣﺰﻣﻦ آﺎن ﻗﺪ اﻋﺘﺮاهﺎ. ﻓﺎﻧﺘﻌﺶ روح اﻹﻳﻤﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺴﻴﺤﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ، ووﻃّﻨﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻲّ .ﻓﺄﺧﺬت ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺗﺰﺣﻒ آﻌﺎدﺗﻬﺎ ودﺧﻠﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﺑﺘﻐﺎء زﻳﺎرة ﺿﺮﻳﺤﻪ اﻟﻤﻘﺪّس .وﻟـﻤّﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ هﻨﺎك ﻃﻔﻘﺖ ﺗﺼﻠّﻲ ﻣﺒﺘﻬﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﺸﻔﻴﻬﺎ ﻣﻦ داﺋﻬﺎ .ﻓﻠﻠﻮﻗﺖ ﺷﻌﺮت ﺑﺤﺮآﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﺳﺮت ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺘﺤﻠّﻠﺖ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ واﻧﻔﻜّﺖ رآﺒﺘﺎهﺎ وﺗﺸﺪّدت ﺳﺎﻗﺎهﺎ ،ﻓﺎﺳﺘﻮت ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ وأﺧﺬت ﺗﻤﺸﻲ آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺻﺤﺘﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .ﻓﺬاع ﺧﺒﺮ هﺬﻩ اﻷﻋﺠﻮﺑﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎدوا وﻓﻲ ﺟﻮارهﺎ ،وﺗﻘﺎﻃﺮ اﻟﻨﺎس أﻓﻮاﺟًﺎ ﻟﻴﻘﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺤﺎل .ﻓﻠﻤّﺎ ﺗﺤﻘّﻘﻮا اﻷﻣﺮ ﻋﺎدوا ﻣﻨﺬهﻠﻴﻦ وهﻢ ﻳﺴﺒّﺤﻮن اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺠﺰاتِ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳُﺠﺮﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺻﻔﻴّﻪ اﻟﻤﻌﻈّﻢ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر...
46
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﻨﺠّﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺐ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺸﻘّﺎﺗﻬﺎ إنّ أﻳّﺎم ﺳﻨﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض هﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﺮور ،وﻣﺮﺗﻄﻢ اﻟﺒﻼﻳﺎ واﻟﻨﻜﺒﺎت؛ ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎس ﻣَﻦ ﻧﺮاﻩ ﻳﺘﻘﻠّﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش اﻷوﺟﺎع ،ﻣﻌﺬﱠﺑًﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺄﻧﻮاع اﻷﻣﺮاض اﻟﻌُﻀﺎل واﻷﺳﻘﺎم اﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣَﻦ ﻳﻜﺘِﺌﺐ ﻓﻲ روﺣﻪ ،ﻣﺘﻜﺒّﺪًا ﻣَﻀَﺾ اﻟﻨﻮاﺋﺐ اﻟﻤﻔﺠﻌﺔ واﻷﺣﺰان اﻟﻤﻀﻐﻄﺔ ،وآﻞﱞ ﻣﻨّﺎ ﻳﻘﺘﺎت ﺑﺨﺒﺰ اﻷوﺟﺎع وﻳﺘﺠﺮّع ﻏﺼﺺ اﻟﺤﺴﺮات؛ ﻓﺈن آﻨّﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺠﻠﻲ ﻋﻨّﺎ ﻧﻮﻋًﺎ ﻏﻤﺮات اﻟﻐﻤﻮم وﻧﺘّﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﻔﺮج ﻗﻠﻴﻼً ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣُﻌﺘﻤَﺪ ﺁﺧﺮ ﺳﻮى أن ﻧﻠﻮذ ﺑﺤﻤﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻴﻞَ ﻧﻬﺎرَ ﺑﺘﺴﻠﻴﺔ اﻟﺤﺰاﻧﻰ وإراﺣﺔ اﻟﻤﺘﻌﺒﻴﻦ .ﻓﺈذا آﺎن ﻗﻠﺒﻪ وهﻮ ﻟﻢ ﻳﺰل ﻋﻠﻰ اﻷرض هﻜﺬا ﺣﻨﻮﻧًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮﻳﺐ ،ﻓﻜﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮي ﻳﺒﺎدر ﺑﺄﺷﺪّ ﺣﻨﻮّ وﺷﻔﻘﺔٍ إﻟﻰ إﺳﻌﺎف ﻣَﻦ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻀﻴﻖ ،وهﻮ ﺳﺎآﻦ اﻵن اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻟﺴﻤﺎويّ وﻣﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺮاﺣﺔ ﻗﺪّﻳﺴﻲ اﷲ اﻟﻤﻐﺒﻮﻃﻴﻦ؟ ﻟﻌﻤﺮي آﻔﻰ ﺑﺠﻤﺎهﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ﺷﻬﻮدًا :ﺑﺄﻧّﻬﻢ إذا ﻣﺎ دَﻋﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻲ أﻳّﺔ ﻣﻠﻤّﺔ دهﻤﺘﻬُﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻟﻠﺤﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮج ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺒﻬﻢ وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻓﻲ أﺣﺰاﻧﻬﻢ .ﻓﻌﻠﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﺎء اﻟﻮﻃﻴﺪ ﻟﻨﺘﻀﺮّﻋﻦﱠ ﻧﺤﻦ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ إﻟﻰ ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ:
47
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﻤﻤﻠﻮء رأﻓﺔً وﺣﻨﻮا ،ﻣﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻨﻈﺮك اﻟﻌﻄﻮف ،ﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺪك اﻟﻐﺮﻗﻰ ﻓﻲ ﻟﺠﺞ اﻷﺣﺰان، اﻟﻤﺘﻼﻋﺒﺔ ﻓﻴﻨﺎ أﻣﻮاج اﻟﻤﺤﻦ واﻟﺸﺪاﺋﺪ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺘﻌﻴﺴﺔ؛ إﻧّﻚ ﻓﻲ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻗﺪ أﺿﺤﻴﺖَ ﻧﻤﻮذج اﻟﺮﺣﻤﺔ وﻣﺜﺎل اﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮﻳﺐ ،ﻓﻜﻨﺖَ داﺋﻤًﺎ ﻣﻬﺘﻤﺎ ﻓﻲ إﻧﻘﺎذﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﺋﺐ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ ،ﻓﻨﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺑﺜﻘﺔٍ وداﻟّﺔ أن ﺗﺴﺎرع وﺗﻨﺸﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻀﻴﻘﺎت واﻟﺸﺮور واﻷﺣﺰان، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺬّﺑﻨﺎ ﺑﺪون اﻧﻘﻄﺎع ﻓﻲ اﻟﺮوح واﻟﺠﺴﺪ؛ ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ إذا آﺎن اﺣﺘﻤﺎل هﺬﻩ اﻟﺒﻼﻳﺎ ﻣﻤّﺎ ﻳﻮاﻓﻖ ﺧﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ،ﻓﺎﻟﺘﻤِﺲ ﻟﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔً ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﷲ ،آﻲ ﻧﺘﺤﻤّﻠﻬﺎ ﺑﺼﺒﺮٍ ﺟﻤﻴﻞ وﺑﺘﺴﻠﻴﻢ اﻹرادة اﻟﺘﺎمّ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﺮﺑﻴّﺔ ،ﺣﺘّﻰ إذا ﻣﺎ ﺗﻤّﻤﻨﺎ ﺑﺘﺪﻗﻴﻖ ﻣﺸﻴﺌﺔ أﺑﻴﻨﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻧﺴﺘﺤﻖّ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻧﺼﻴﺐٌ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ اﻟﺪاﺋﻢ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
48
ﺧﺒﺮ "ﻓﻮّض إﻟﻰ اﻟﺮبّ ﻃﺮﻳﻘﻚ وﺗﻮآّﻞ ﻋﻠﻴﻪ وهﻮ ﻳﻔﻌﻞ وﻳُﺨﺮج آﺎﻟﻨﻮر ﺑﺮك وآﺎﻟﻈﻬﻴﺮة ﻗﻀﺎءك" )ﻣﺰﻣﻮر (٣٦
إﻧّﻪ ﺑﺪون ﺷﻚّ ﻻ ﺷﻲء ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن اﻷﺑﻲّ اﻟﻨﻔﺲ، ﻣﺜﻞ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﺜﻠﺐ واﻟﺒﻬﺘﺎن واﺳﺘﻬﺪاﻓﻪ ﻷﻟﺴﻨﺔ اﻟﻠﺌﺎم اﻟﺤﺎدة ؛ ﻓﻤﻦ أﻧﻮاع اﻟﻤﺤﻦ واﻟﻨﻮاﺋﺐ هﺬﻩ ﻗﺪ أﻧﻘﺬ أﻳﻀًﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻋﺒﻴﺪﻩ اﻷﻣﻨﺎء آﻠّﻤﺎ اﻟﺘﺠﺄوا إﻟﻴﻪ ﺑﺜﻘﺔ وﺣﺴﻦ اﺗّﻜﺎل، آﻤﺎ ﺗﻌﺮب ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺟﻠﻴﺎ ﺣﻮادث ﺟﻤّﺔ رواهﺎ ﻣﺴﺠّﻠﻮا ﺣﻴﺎﺗﻪ؛ ﻧﻘﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻳﺮاد اﻟﺤﺎدث اﻵﺗﻲ: ﻟـﻤّﺎ آﺎن ﻗﺪّﻳﺴﻨﺎ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎدوا ﺑﻤﻘﺎم رﺋﻴﺲ إﻗﻠﻴﻤﻲّ ﻋﻠﻰ إﺧﻮﺗﻪ اﻟﺮهﺒﺎن ،أُوﺣﻲ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة أنّ واﻟﺪﻩ اﻟﺴﻴّﺪ ﻣﺮﺗﻴﻨﺲ ﺳﻠﻴﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ دي ﺑﻮﻟﻴﻮن اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺐ واﻟﻨﺴﺐ ،آﺎن ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﺧﺴﺮان ﺷﺮﻓﻪ وﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻌًﺎ ،ﻷﻧّﻪ اﺗّﻬﻢ ﺑﻘﺘﻞ رﺟﻞ وُﺟﺪت ﺟﺜّﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎن ﻗﺼﺮﻩ اﻟﺰاهﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﺸﺒﻮﻧﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺑﻼد اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ،وﻗﺪ أﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪﻋﻮى وﺻﺪر اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺈﻋﺪاﻣﻪ .ﻓﻄﻔﻖ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺒﺘﻬﻞ إﻟﻰ اﷲ ﺑﺄﺷﺪّ ﺣﺮارة ﻷﺟﻞ أﺑﻴﻪ ،ﺛﻢّ ﻧﻬﺾ ﻟﺴﺎﻋﺘﻪ واﺳﺘﺄذن رﺋﻴﺲ اﻟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬهﺎب إﻟﻰ ﻟﺸﺒﻮﻧﺎ ﻟﻴﻨﻘﺬ واﻟﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ،وآﺎن ﻳﻠﺘﺰم أن ﻳﻘﻄﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﻨﻮف ﻋﻦ أرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ اﻟﻤﺠﺪّ .ﺑﻴﺪ أﻧّﻪ وﻃّﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﻜﻼً ﻋﻠﻰ اﷲ ،وﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﻴﻦٍ رأى ذاﺗﻪ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻓﻲ وﺳﻂ ﻣﺠﻠﺲ
49
اﻟﻘﻀﺎة ﻓﻲ ﻟﺸﺒﻮﻧﺎ ،ﻓﺸﺮع ﻳﺤﺎﻣﻲ ﻋﻦ أﺑﻴﻪ وﻳﺒﺮّر ﺳﺎﺣﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ اﻟﺴﺪﻳﺪة واﻟﺒﻴّﻨﺎت اﻟﻤﻘﻨﻌﺔ ،ﺣﺘّﻰ ﺑُﻬﺖ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻣﻦ ﺟﺮأﺗﻪ وﻃﻼﻗﺔ ﻟﺴﺎﻧﻪ وﻃﻮل ﺑﺎﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة؛ إﻻّ أنّ اﻟﻘﻀﺎة آﺎﺑﺮوا ﺁﺑﻴﻦَ أن ﻳﺬﻋﻨﻮا ﻟﻪ ﺑﺤﻘّﻪ وﻳﻨﻘﻀﻮا ﺣﻜﻤﻬﻢ .ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺣﻴﻨﺌﺬٍ :إن آﻨﺘﻢ ﺣﺘّﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ رﻳﺐ ﻓﻲ ﺑﻄﻼن اﻟﺪﻋﻮى وﻟﻢ ﻳﻨﺠَﻞِ ﻟﻜﻢ اﻟﺤﻖّ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎم ،ﻓﻬﻨﺌﺬا ﻣﺴﺘﻌﺪّ ﻷن أﺛﺒﺖ ﻟﻜﻢ ﺑﺮاءة أﺑﻲ ﺑﻔﻢ اﻟﻘﺘﻴﻞ ذاﺗﻪ .ﻓﺴﻠّﻤﻮا ﺑﺬﻟﻚ ،ﺛﻢّ ﺳﺎروا ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﻣﺪﻓﻦ اﻟﻘﺘﻴﻞ ،وﻗﺪ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺟﻢﱞ ﻏﻔﻴﺮ .ﻓﻠﻤّﺎ اﻧﺘﻬﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺒﺮة ﻧﺒﺸﻮا ﻗﺒﺮ اﻟﻘﺘﻴﻞ وآﺎن ﻗﺪ اﻧﺘﻦّ .ﻓﺼﺎح إذ ذاك اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺎﻟﻘﺘﻴﻞ ﻗﺎﺋﻼً :إﻧّﻲ ﺁﻣﺮك ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻨﺎﺻﺮيّ أن ﺗُﻘﺮﱠ ﺑﺎﻟﺤﻖّ ﺻﺎدﻋًﺎ :أﻣﺮﺗﻴﻨﺲ دي ﺑﻮﻟﻴﻮن هﻮ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﻚ؟ ﺖ رأﺳﻪ وﺟﻠﺲ ﻣﺴﺘﻨﺪًا إﻟﻰ ﻳﺪﻩ اﻟﻮاﺣﺪة ﺛﻢّ ﻓﻠﻠﻮﻗﺖ رﻓﻊ اﻟﻤﻴ ُ أﺷﺎر ﺑﻴﺪﻩ اﻷﺧﺮى وﺗﻜﻠّﻢ ﻗﺎﺋﻼً :إنّ ﻣﺮﺗﻴﻨُﺲ دي ﺑﻮﻟﻴﻮن ﻟﻬﻮ ﺑﺮيﱞ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻲ .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﺤﻠّﻪ ﺑﺴﻠﻄﺎن اﻟﻜﻬﻨﻮت ﻣﻦ وﺛﺎق ﺣﺮم آﺎن ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﻓﻠﻤّﺎ ﺣﻠّﻪ ﻋﺎد ﺟﺜّﺔ ﺑﺪون ﺣﺮاك. ﻓﻀﺞّ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺎﻟﺼﺮاخ هﺎﺗﻔﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻮت اﻟﻮاﺣﺪ :أﻋﺠﻮﺑﺔ: أﻋﺠﻮﺑﺔ! ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺳﺮاح ﻣﺮﺗﻴﻨﺲ دي ﺑﻮﻟﻴﻮن واﺷﺘﻬﺮت ﺑﺮارﺗﻪ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻤﻸ .ﻓﺮﻏﺐ اﻟﺤﺎآﻢ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﺴﺄل اﻟﻘﺘﻴﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ؛ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻼ :إﻧّﻲ ﺟﺌﺖ إﻟﻰ هﻨﺎ ﻟﻜﻲ أُﻧﻘﺬ اﻟﺒﺎرّ ﻻ ﻟﻜﻲ أآﺸﻒ ﻗﺎﺋ ً اﻟﺠﺎﻧﻲ .ﺛﻢّ ودع أﺑﺎﻩ وﻋﺎد ﺑﻤﻌﺠﺰة إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎدوا . اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر اﻟﺦ...
50
اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺄل اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أن ﻳﺤﺼﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺪاد ﻋﺒﻴﺪﻩ اﻷﺧﺼّﺎء
وأن ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﺘﻔﻲ ﺁﺛﺎرﻩ ﻓﻲ اﻗﺘﻨﺎء اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ إنّ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻘﻮﻳﺔ واﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﻟﻤﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ اﻹﻧﺴﺎن آﺜﻴﺮًا؛ وﻻﺳﻴّﻤﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ أوﻟﺌﻚ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ أﻋﺪّهﻢ اﷲ ﻟﻴﻮزّع ﻋﻠﻰ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻧﻌﻤَﻪ وﺁﻻءﻩ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﺄﻏﺰر ﻓﻴﻀﺎن وأﺟﺰل ﺳﺨﺎء. ﻓﻼ ﺟﺮم أنّ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس هﻮ ﻣﻦ ﻋﺪاد هﺆﻻء اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﺼّﻬﻢ اﷲ ﻋﻤّﺎ ﺳﻮاهﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ،آﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻨﺎ ﺟﻠﻴﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ،ﻷﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ زاوﻳﺔ ﻣﻦ زواﻳﺎ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ إﻻّ وﻗﺪ ﺗُﺮك ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺛﺎر واﺿﺤﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺟﻮد هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ وآﺮﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻹﺣﺴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺘﻨﻮّﻋﺔ .وﻟﻜﻦ ﻣﻤّﺎ ﻳﺠﺪي اﻹﻧﺴﺎن ﻓﺎﺋﺪة آﺒﺮى ﻻ ﺗُﻘﺎس وﻻ ﺗُﺤﺪّ هﻮ أن ﻳﻘﺘﺪي ﺑﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻷﻧّﻪ ﺑﺪون هﺬا اﻻﻗﺘﺪاء ﻻ ﺗﻘﻮم ﻋﺒﺎدة راهﻨﺔ ﺣﻘّﺔ .ﻓﺈذا ﺷﺌﻨﺎ ﻧﺤﻦ أن ﻧﻜﻮن ﻓﻲ ﻋﺪاد ﻋﺒﺎد اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺼﺎدﻗﻴﻦ، ﻓﻠﻨﻠﺘﺠﺌﻦﱠ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ،إﻧّﺎ ﻧﺘﻀﺮّع إﻟﻴﻚ ﻣﺘﻮﺳّﻠﻴﻦ أن ﺗﺴﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺮبّ ﻧﻌﻤﺔً ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻟﻨﺒﺬل اﻟﺠﻬﺪ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻨﻴّﺔ ،اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﻣﺰداﻧًﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻴﺪان اﻟﺠﻬﺎد واﻟﺒﻼء .ﺛﻢّ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﺳﻴﺮةً ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻣﻨـﺰّهﺔ ﻋﻦ آﻞّ ﻋﻴﺐ ،ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻓﻜﺎرﻧﺎ وأﻗﻮاﻟﻨﺎ
51
وأﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ،ﻓﻨﺴﺘﺤﻖّ ﺑﻬﺎ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻚ وﻣﻌﻮﻧﺘﻚ آ ّ ﻞ أﻳّﺎم ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،وهﻜﺬا ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺎدك اﻷﻣﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻧﻜﻮن ﺷﺮآﺎءك ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ اﻟﺨﺎﻟﺪ واﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
ﺧﺒﺮ "ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﺧﺎﺋﻒ ﻟﻠﺮبّ ﺳﺎﻣﻊ ﻟﺼﻮت ﻋﺒﺪﻩ ﺳﺎﻟﻚٌ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺎت وﻻ ﺿﻮءَ ﻟﻪ .ﻟﻴﺘﻮآّﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ اﻟﺮبّ وﻟﻴﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ إﻟﻬﻪ" )أﺷﻌﻴﺎ (١٠ :٥٠ أي أﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺨﺎف اﷲ وﻧﺼﻐﻲ إﻟﻰ ﺻﻮت اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺜﻮﻧﻨﺎ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻬﻢ وأﻣﺜﻠﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮّ وﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد ﻓﻲ اﻗﺘﻨﺎء اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻟﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ ،ﻣﺎ دﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﺑﺔ هﺬا اﻟﻤﺪﻟﻬﻢّ ﺑﺎﻟﻈﻠﻤﺎت ،وﻧﺒﻠﻎ ﺑﺄﻣﺎنٍ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن اﻟﻨﻮر واﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺨﺎﻟﺪة.
ﻋﺒﻴﺪﻩ ﺗﺠﻨّﺐ اﻟﻨﺠﺎة اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺪاﺋﻢ
روي ﻋﻦ رﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻧﺎﺑﻮﻟﻲ اﺳﻤﻪ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻃﻮرﺗﺎﻣﺎﻧﻮ آﺎن ذات ﻳﻮم ﻗﺎﺻﺪًا إﺣﺪى اﻟﻤﺪن ﻟﻴﺒﺘﺎع ﻧﺴﻴﺠًﺎ؛ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ ﺳﺎﺋﺮٌ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻷودﻳﺔ ،ﻓﺎﺟﺄﻩ ﺛﻼﺛﺔٌ ﻣﻦ ﻣﻌﺎرﻓﻪ آﺎن ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ،ﻓﻬﺠﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ واﻏﺘﺼﺒﻮا ﻣﻨﻪ اﻟﺪراهﻢ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﻌﻪ .ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺮ ﺑﺴﻤﻴّﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،وﻗﺪ آﺎن ﻣﺨﻠﺼًﺎ ﻟﻪ اﻟﻌﺒﺎدة .ﻓﺮﻓﻊ إذ ذاك
52
أﺣﺪ هﺆﻻء اﻟﻠﺼﻮص ﻳﺪﻩ وﺿﺮﺑﻪ ﺑﻔﺄس ﻋﻠﻰ أمّ رأﺳﻪ ،ﻓﺠﻨﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺻﺮﻳﻌًﺎ وهﻮ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﻣﺘﻬﻜّﻤًﺎ :إﺳﺘﺪعِ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻟﻌﻠّﻪ ﻳﺄﺗﻲ وﻳﻨﻘﺬك .ﺛﻢّ ﻃﻔﻖ اﻟﻠﺼّﺎن اﻵﺧﺮان ﻳﻄﻌﻨﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎآﻴﻦ ﺣﺘّﻰ أﺛﺨﻨﺎﻩ ﺟﺮاﺣًﺎ ،وأﻣﺎﺗﻮﻩ ﺷﺮّ ﻣﻴﺘﺔ. ﻓﻮاروﻩ ﺑﻴﻦ اﻷﻋﺸﺎب وﻣﻀﻰ آﻞّ ﻟﺴﺒﻴﻠﻪ .وﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ هﺬا اﻟﺤﺎدث ﺑﺄرﺑﻌﺔ أﻳّﺎم ،ﺟﺎءﻩ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس وأﻗﺎﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت وﻧﻈّﻒ ﺟﺴﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﺪان ،ﺛﻢّ ﻗﺎل ﻟﻪ :إﻧّﻚ دﻋﻮﺗﻨﻲ ﻣﺮّﺗﻴﻦ ﻹﻏﺎﺛﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻀﻴﻖ ،وأﻧﺎ ﻗﺪ ﻧﺎدﻳﺘﻚ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻷﻗﻴﻤﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻓﺎذهﺐ ﺑﺴﻼم؛ وﻟﻜﻦ إﻳّﺎك أن ﺗﺜﺄر ﻣﻦ أﻋﺪاءك ﺑﻨﻔﺴﻚ أو أن ﺗﻘﺘﺺّ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻚَ أن ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻲ ﺑﺈﺧﻼص وﻧﺼﺎﺣﺔ ﻗﻠﺐ ،وأن ﺗﺘﻠﻮ آﻞّ ﻳﻮم ٍ إآﺮاﻣًﺎ ﻟﻲ ﺛﻼث ﻣﺮّات أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ ﻣﺎ دﻣﺖ ﻓﻲ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة؛ ﺛﻢّ راﻓﻘﻪ إﻟﻰ رأس اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻤﺆدّي إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﻜﻴﺮﻧﻮ وﻏﺎب ﻋﻨﻪ .ﻓﺒﻘﻲ ذاك اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻣﺪّة ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻌﻘﻮد اﻟﻠﺴﺎن ،ﻓﺎﺳﺘﺠﺎر ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺴﻤﻴّﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﺤﻞّ ﻋَﻘﺪَﻩ ،ﻓﻄﻔﻖ إذ ذاك ﻳﺬﻳﻊ ﺧﺒﺮ اﻷﻋﺠﻮﺑﺔ .ﺛﻢّ زهﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻧﻀﻮى إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن رهﺒﺎﻧﻴّﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﻜﺒﻴﺮ. ﻓﻠﻤّﺎ ﺑﻠﻎ ﻧﺒﺄ هﺬا اﻟﺤﺎدث اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻣﻄﺮان اﻷﺑﺮﺷﻴّﺔ أﺟﺮى ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﺤﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ وأﺛﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ واﻟﺒﻴّﻨﺎت اﻟﺮاهﻨﺔ. اﻟﻨﺸﻴﺪ :أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻳﺎ ذا اﻟﻮﻗﺎر اﻟﺦ.... ﺗﻨﺒﻴﻪ :إنّ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﻮردة ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﺘﻴّﺐ إﻧّﻤﺎ ﻗﺪ اﻗﺘﻄﻔﻨﺎهﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ آﺘﺎب ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدويّ اﻟﻤﻄﻮّل ﻟﻸب اﻟﻔﺎﺿﻞ اﻟﻤﺪﻗّﻖ ﻋﻤﻨﻮﻳﻞ اﻷزﻓﻴﺪي اﻟﻜﺮﺗﻨﻤﺒﺮي.
53
أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﺻﻞﱢ ﻷﺟﻠﻨﺎ
54
ﺧﺒﺮ ﺗﺘﻠﻰ ﻳﻮم ﻋﻴﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أو ﻟﺪى اﻻﻗﺘﻀﺎء أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﻄﻮﺑﻰ واﻟﻤﺠﺪ ،ﻳﺎ ﻧﻮر اﻟﻌﻠﻢ وﻧﺎر اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﻓﺨﺮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ،وزﻳﻦ وﺷَﺮف رهﺒﺎﻧﻴّﺔ إﺧﻮﺗﻚ اﻟﺼﻐﺎر اﻟﺴﺎروﻓﻴﺔ؛ ﻳﺎ ﺷﻬﻴﺪًا ﺑﺎﻟﺸﻮق وﺗﻠﻤﻴﺬًا ﻣﺤﺒﺎ وﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ ﻷﺑﻴﻚ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺴﺮوﻓﻲّ ،وﻣﺤﺎﻣﻴًﺎ وﻣﻨﺎﺿﻼً ﻋﻦ ﻗﻮاﻧﻴﻨﻪ وﻃُﺮق رهﺒﺎﻧﻴّﺎﺗﻪ.ﻳﺎ رﺟﻞ اﷲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﺗﻮاﺿﻊ اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻳﺎ ﻣﻌﻠّﻢ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ وآﻨّﺎرة اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،وﻗﺒّﺔ اﻟﻌﻬﺪ، واﻟﻤﺒﺸّﺮ اﻟﻐﻴﻮر ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ .ﻳﺎ ﻣَﻦ أﻓﺤَﻢ اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ،وﻓﻨّﺪ أﺿﺎﻟﻴﻠﻬﻢ ﺑﺴﺪﻳﺪ ﺑﺮهﺎﻧﺎﺗﻪ؛ ﻳﺎ ﻣَﻦ أﻃﺎﻋﺖ ﻟﺼﻮﺗﻪ اﻷﺳﻤﺎك واﻟﺒﻬﺎﺋﻢ واﻟﺨﻼﺋﻖ ﻗﺎﻃﺒﺔً ،وارﺗﻌﺪت ﻟﺬآﺮ اﺳﻤِﻪِ ﻓﺮاﺋﺺ اﻟﻤﻠﻮك اﻟ ُ ﻈﻼّم ،وﻧﺠﺖ ﻣﻦ ﺟَﻮرهﻢ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻪ اﻟﻤﺪن واﻟﺒﻠﺪان؛ ودﻋﺎﻩ اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻲ ﺿﻴﻤﻬﻢ وﺿﻴﻘﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﺘﻨﻮّﻋﺔ ﻓﺨﻠّﺼﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺣﺰان وأوﻻهﻢ اﻟﻌﺰاء واﻟﻔﺮج واﻟﺴﻠﻮان؛ إﻧّﺎ ﻧﺘﻀﺮّع إﻟﻴﻚ ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ وﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﺠﺰﻳﻞ اﻟﺤﺐّ، وﻧﺴﺘﺤﻠﻔﻚ ﺑﺪمِ وﺟﺮاح ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺼﻠﻮب اﻟﻤﺤﺒﻮب ﻣﻨﻚ ﻏﺎﻳﺔَ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،أن ﺗﺮﺗﻀﻲ وﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻄﻠﺒﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺠﺎﺋﻨﺎ إﻟﻴﻚ. ﻓﺎﻧﻌﻄﻒ ﺑﻨﻈﺮك اﻟﺸﻔﻮق إﻟﻰ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ .وﺑﻤﺎ أﻧّﻚ ﻓﺰت ﻣﻦ اﷲ ﺑﻤﻮهﺒﺔ إﻳﺠﺎد اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ،هﺒﻨﺎ أن ﻧﺠﺪ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ أﺿﻌﻨﺎهﺎ ﻣﺮارًا ﺑﺎرﺗﻜﺎب اﻟﺨﻄﺄ ،واﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ ﻧَﻔَﺲ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .ردّ اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ إﻟﻰ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲّ اﻟﺬي ﻻ ﺧﻼص ﻷﺣﺪٍ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻋﻨﻪ .ﻗَﻮّ ﺿﻌﻔﺎء اﻟﻘﻠﻮب، ﻋَﺰّ اﻟﺤﺰاﻧﻰ واﻟﻤﻜﺮوﺑﻴﻦ ،وﺳﺪّ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﻌﻮزﻳﻦ. إﻟﺘﻤﺲ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﻐﻔﺮان ﻟﻠﺨﻄﺄة اﻟﺒﺎﺋﺴﻴﻦ ،وﻧﻌﻤﺔ اﻟﺜﺒﺎت ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺒﺮّ ﻟﻸﺑﺮار واﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ .إﺟﻌﻞ ﺳﻜﺎن هﺬﻩ اﻟﺒﻠﺪة ﺗﺤﺖ
55
آﻨﻒ ﺣﻤﺎﻳﺘﻚ اﻟﻮارف ،وﺻُﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺪاﺋﺪ واﻷﻣﺮاض واﻟﺒﻼﻳﺎ ﺑﺎﻟﺮوح واﻟﺠﺴﺪ .إﺟﻌﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻧﺤﺘﻘﺮ ذواﺗﻨﺎ وﻧﺰدري ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﺠﺴﺪ واﻟﺸﻴﻄﺎن ،وﻧﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻴﻮﻣًﺎ ﺣﺘّﻰ إذا ﻣﺎ ﺣﻴﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻧﻤﻮت ﻣﻴﺘﺔ اﻷﺑﺮار اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،ﻓﻨﺴﺘﺤﻖّ أن ﻧﻜﻮن ﺷﺮآﺎءهﻢ ﻣﺤﻈﻮﻇﻲ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺴﻤﺎوي .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺮّة واﺣﺪة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ( دﻋﺎء ﻟﻠﺴﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي أﻳّﻬﺎ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﻤﺒﺎرك ،ﻟﺴﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،إﻧّﻚ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻷهﻞٌ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺼّﻚ ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺎري ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﺑﺤﻔﻈﻪ إﻳّﺎك ﻣﺼﺎﻧًﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﻰ واﻟﻔﺴﺎد ﻣﻨﺬ أﺟﻴﺎل ﻋﺪﻳﺪة ﺣﺘّﻰ اﻟﻴﻮم ،ﻷﻧّﻚ آﻨﺖ ﺑﻤﻨـﺰﻟﺔ ﺁﻟﺔٍ ﻓﻲ ﻳﺪ اﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻻﺟﺘﺮاح آﻞّ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ واﻟﻤﻌﺠﺰات ،وﻗﺪ ﺣﻈﻴﺖ ﻣﺮارًا ﺑﻤﻨﺎﺟﺎة ﻳﺴﻮع وﻣﺮﻳﻢ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻜﻞّ داﻟّﺔ وأﻧﺲ .إﻧّﻚ ﻟﻘﺪ ﺁﺛﺮتَ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرك أن ﺗﺒﻘﻰ زﻣﺎﻧًﺎ ﻣﻘﻴّﺪًا ﺑﻮﺛﺎق اﻟﺘﻮاﺿﻊ ،إﻻّ أﻧّﻚ ﻟـﻤّﺎ آﻨﺖ ﻣﻮﺳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻗﺪ أﻃﻠﻘﺘﻚ أواﻣﺮ اﻟﻄﺎﻋﺔ واﺷﻬﺮت ﻓﺼﺎﺣﺘﻚ ﻟﺪى اﻷﻧﺎم ﻗﺎﻃﺒﺔً ،ﻟﻜﻲ ﺗﻬﺪي اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖّ وﺗﺮدّ اﻟﺨﻄﺄة إﻟﻰ ﺳﺒﻞ اﻟﺘﻮﺑﺔ وﺗﻤﺘﻠﻚ ﻗﻠﻮب ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ؛ ﻓﺄﺿﺤﻴﺖَ ﻟﺬوي اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﺠﺒًﺎ وﻷﺻﺤﺎب اﻟﺠﻮر واﻟﻈﻠﻢ رﻋﺪة ،وﻟﻸﺑﺎﻟﺴﺔ ﺧﺰﻳًﺎ وﻷهﻞ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺣﺒﻮرًا وﻟﻠﻤﺤﺰوﻧﻴﻦ واﻟﺒﺎﺋﺴﻴﻦ ﺳﻠﻮاﻧًﺎ وﺗﻌﺰﻳﺔ ،وﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺒﺸﺮ ﻗﺪوةً وﻣﺜﺎﻻً ﻓﻲ اﻟﺼﻼح واﻟﻘﺪاﺳﺔ واﻟﺘﻘﻮى .أﻳّﻬﺎ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻤّﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺮاﺋﺮ وﻋﻤّﺎ آﻨّﺘﻪ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ،وﻓﻲ اﻹﻧﺒﺎء ﻋﻦ ﻏﻮاﻣﺾ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻼت آﺄﻧّﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺰ اﻟﻮﺟﻮد ،وﻓﻲ ﺗﺴﻤﻴﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔٍ ﺑﻌﻴﺪة ﻟﻜﻞّ ﺷﻌﺐ آﺎن ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف
56
ﻟﻐﺘﻪ ﻳُﺼﻐﻲ إﻟﻰ وﻋﻈﻚ .أﻳّﻬﺎ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﺬي اﺧﺘﺎرﻩ اﷲ ﻟﻴﺪرّب اﻟﻄﻮﺑﺎويّ ﻟﻮﻗﺎ ﺑﻠّﻮدي واﻟﻄﻮﺑﺎوﻳّﺔ هﻴﻼﻧﺔ اﻧﺴﻠﻤﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻜﻤﺎل واﻟﻘﺪاﺳﺔ؛ ﻳﺎ ﻣﻦ اﻧﺠﺬب ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ ﺑﻨﻮع ﻋﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﺳﺮّ ﺑﻪ وﺑﺎرآﻪ. إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ إﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ أﺑﻮﻩ اﻟﻤﻐﺒﻮط ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻓﺮﺁﻩ و ُ ﻳﺎ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﻼّﻣﺔ اﻟﻤﺪﻗّﻖ ﻓﻲ اﻟﻼهﻮت ،واﻟﺤﺎلّ ﻟﺮﻣﻮز اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﻌﻮﻳﺼﺔ .ﻳﺎ ﻟﺴﺎن ﻣﻌﻠّﻢ اﻟﺒﻴﻌﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ اﻟﺮأي واﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻤﺴﻨَﺪ واﻟﻤﻌﺘﻘﺪ .ﻳﺎ ﻟﺴﺎﻧًﺎ ﻗﺪ أﺑﻬﺮ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﻐُﺮر ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ وﺣﻴّﺮ اﻷﻓﻜﺎر ﺑﺪرر أﻟﻔﺎﻇﻪ ،ﺣﺘّﻰ أﻧّﻪ ﻗﺪ دﻋﻲ ﺑﺼﻮاب ﺗﺎﺑﻮت اﻟﻌﻬﺪ وﺑﻮق اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﺠﻬﻴﺮ اﻟﺼﻮت .ﻓﺎﻵن وإن آﻨﺖَ ﺻﺎﻣﺘًﺎ ﻻ ﺗﻔﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﺈﻧّﻚ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﻘﺪر أن ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻚ اﻟﺮﺧﻴﻢ ﻟﻤﻦ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻨﻚ وﻳﻘﺒﻞ إﻟﻴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﻓﺄﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺷﻐﻞ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻟﻚ ﺑﺘﺴﺒﻴﺢ ﻳﺴﻮع ﺳﻴّﺪي، وأﺳﻠّﻢ روﺣﻲ ﻧﻈﻴﺮك ﻧﺎﻃﻘًﺎ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ اﻟﻤﺴﺠﻮد ﻟﻪ .ﺁﻣﻴﻦ. دﻋﺎء ﻧﻄﻖ ﺑﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻧﺎﻓﻨﺘﻮرا ﺣﻴﻦ رأى ﻟﺴﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺳﺎﻟـﻤًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺎﺛﻨﺘﻴﻦ وﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ
أﻳّﻬﺎ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﻤﺒﺎرك ،اﻟﺬي ﺑﺎرك اﻟﺮبّ داﺋﻤًﺎ وﺟﻌﻞ ﻳﺒﺎرآﻪ اﻵن ،إﻧّﻪ ﻟﻘﺪ ﺑﺎن ﺟﻠﻴﺎ ﻣﻘﺪار ﻋﻈﻢ ﺟﻼﻟﻚ ﻟﺪى اﷲ. س :ﺻﻞﱢ ﻷﺟﻠﻨﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس. ج :ﻟﻜﻲ ﻧﺴﺘﺤﻖّ ﻣﻮاﻋﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ. ﻟﻨﺼﻞﱢ أﻳّﻬﺎ اﻹﻟﻪ اﻟﻘﺪﻳﺮ ،اﻟﺼﺎﻧﻊ اﻟﻌﻈﺎﺋﻢ إﻧّﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ آﻤﺎ أﻧّﻚ وﻗﻴ َ ﺖ ﻟﺴﺎن ﻣﻌﺘﺮﻓﻚ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺳﺎﻟـﻤًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻪ ،ﺁﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﻳﻀًﺎ ﻗﻮّة ﻟﻨﺒﺎرآﻚ وﻧﺴﺒّﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﻞّ ﺁنٍ .ﺁﻣﻴﻦ.
57
ﺛﻼث ﻃﻠﺒﺎت ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي
اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﺳﺮﱠ ﺑﻪ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي ،ﻳﺎ ﻣَﻦ ُ اﻟﺒﺎري ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﺮورًا ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻟﻄﻬﺎرﺗﻪ اﻟﻤﻼآﻴّﺔ ،ﺣﺘّﻰ إﻧّﻪ أﻓﺎض ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﱢﻌَﻢ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻵﻻء اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ .إﻧّﻨﺎ ﻧﻠﺘﺠﺊ إﻟﻴﻚ اﻵن ﻣﺴﺘﻐﻴﺜﻴﻦ ﺑﻚ ،وﻧﺴﺄل ﺣﻨﻮّ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻨﻘﻲّ أن ﺗﺮﻣﻘﻨﺎ ﺑﻨﻈﺮك اﻟﻌﻄﻮف ،وﺗﻠﺘﻤﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻟﻠﻔﻮز ﺑﺨﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ .وإﻧّﻨﺎ ﻟﻨﺴﺄﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺّ ﺑﺤﻖّ ﻧﻘﺎوة ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻄﺎهﺮ :أن ﺗﺮﺛﻲ ﻟﺤﺎﻟﻨﺎ وﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨّﺎ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳُﺪﻧّﺲ ﻓﻴﻨﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﻄﻬﺎرة اﻟﺴﻨﻴّﺔ وأﻻّ ﺗﺴﻤﺢ أنّ اﻟﺮوح اﻟﻨّﺠﺲ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ؛ ﻓﺈآﺮاﻣًﺎ وﺣﺒﺎ ﺑﺂﻻم اﻟﻤﺨﻠّﺺ وﻣﻮﺗﻪ أﻃﻔﺊ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻟﻬﻴﺐ اﻟﺸﻬﻮات اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ وﺳﻌﻴﺮ اﻷﻣﻴﺎل اﻟﺸﺮﻳﺮة .ﻓﻼ ﺗﺮذل راﻓﻀًﺎ ﻃﻠﺒﺘﻨﺎ هﺬﻩ ،ﻳﺎ زﻧﺒﻖ اﻟﻄﻬﺮ واﻟﻌﻔﺎف، ﺑﻞ اﺳﺘﺠﺐ ﻟﻤﺎ ﻧﻠﺘﻤﺴﻪ ﻣﻨﻚ ﺑﺤُﺴﻦ اﻻﺗﻜﺎل ووﻃﻴﺪ اﻟﺜﻘﺔ، ﺣﺘّﻰ إذا ﻧﻠﻨﺎ ﻣﻨﺎﻧﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﻠﻚ ﺑﺄﻣﺎن ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺎﻧﻲ ﻣﻨـﺰّهﻴﻦ ﻋﻦ اﻷدﻧﺎس ،ﻓﻨﻔﻮز ﺑﺤﻆّ اﻷﻧﻘﻴﺎء اﻷﻃﻬﺎر، وﻧﺘﻤﺘّﻊ ﻣﻌﻚ ﺑﻤﺸﺎهﺪة ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺪ اﻷﺑﺪيّ. ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
58
اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ،ﻳﺎ ﻣﻦ أُوﺗﻲ ﻣﻦ اﷲ ﺣﻜﻤﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ أﻃﻠﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼن اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺰاﺋﻠﺔ آﺎﻓّﺔ ﻓﺠﺮّدت ﻗﻠﺒﻪ ﺗﺠﺮﻳﺪًا ﺗﺎﻣﺎ ﻋﻦ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،ﻟﻴﻨﻘﻄﻊ إﻟﻰ اﻟﺴﻌﻲ وراء ﻣﺎ ﻳﺆول ﻟﻤﺠﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﺼﺎرت ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺛﻢّ آﻞّ اﻟﺨﻴﺮات اﻷرﺿﻴّﺔ أﻗﺬارًا ﺣﺒﺎ واﻗﺘﺪاءً ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ .إﻧّﻨﺎ ﻧﻠﺘﺠﺊ إﻟﻴﻚ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮﻳﻦ ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ ،أن ﺗﻠﺘﻤﺲ ﻟﻨﺎ ﻧﻮرًا وﺣﻜﻤﺔ ﺑﻬﻤﺎ ﻧﻄّﻠﻊ ﺣﻖّ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼن ﺧﻴﺮات هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻐﺮور ،ﻓﻼ ﺗﻌﻮد ﺗﻐﻮﻳﻨﺎ ﺑﻤﻮاﻋﻴﺪهﺎ اﻟﻜﺎذﺑﺔ وﺗﺸﻐﻒ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﺧﻴﺮاﺗﻬﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻀﺮّة ﺑﻨﻔﻮﺳﻨﺎ .ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﺎ إذًا أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻀﻄﺮم ﺑﻨﺎر اﻟﺤﺐّ اﻹﻟﻬﻲّ أن ﻧﻜﻮن ﺣﻜﻤﺎء ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ ،ﻓﻨﻌﺮف ان ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺷﻴﺎء ﺑﺎﻃﻠﺔ وﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻘﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ ﻋﺰّ وﺟﻞّ، ﻓﻨﻨﻘﻄﻊ إﻟﻰ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺈﺧﻼص اﻟﻘﻨﻮت واﻟﻌﺒﺎدة ،ﻣﺤﺘﻘﺮﻳﻦ آﻞّ ﺧﻴﺮات اﻟﺪﻧﻴﺎ وأﻣﺠﺎدهﺎ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ؛ وهﻜﺬا إذا ﻣﺎ ﺟﺮّدﻧﺎ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺔ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻧﻀﺤﻲ أهﻼً ﻻﻣﺘﻼك اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﻮﻋﻮد ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﺰاهﺪﻳﻦ ﺑﺎﻷﺑﺎﻃﻴﻞ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳّﺔ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
59
اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﻌﻈّﻢ ،اﻟﺬي ﻗﺪ ﻋﻠّﻤﺘﻪ اﻟﺤﻖّ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ :أنّ آﻞّ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،إﻧّﻤﺎ ﺗﺤﺪث ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ وﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﻴﺮ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ،وإن ﻻ ورﻗﺔ ﺗﺤﺮّآﻬﺎ اﻟﺮﻳﺢ إﻻّ ﺑﺈذﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ أو ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻋﺰّ وﺟﻞّ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻓﻮّﺿﺖَ أﻣﻮرك آﻠّﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﺤﻜﻴﻢ وﺳﻠّﻤﺖ إرادﺗﻚ إﻟﻴﻪ ﺗﺴﻠﻴﻤًﺎ ﺗﺎﻣﺎ ،ﺣﺘّﻰ إﻧّﻚ ﻟﻢ ﺗُﺮد ﻓﻲ ﻣﺪّة ﺣﻴﺎﺗﻚ آﻠّﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻄﺎﺑﻘًﺎ آﻞّ اﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻪ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ .ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ أوﻻء ﻻﺟﺌﻮن اﻵن إﻟﻴﻚ ﻣﺴﺘﺠﻴﺮﻳﻦ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻚ ،ﻟﺘﻠﺘﻤﺲ ﻟﻨﺎ ﺑﺤﻖّ ﻃﺎﻋﺘﻚ وﺧﻀﻮﻋﻚ ﻟﻺرادة اﻟﺮﺑﻴّﺔ ،ﻧﻌﻤﺔً ﻧﻜﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪّﻳﻦ داﺋﻤًﺎ ﻟﻘﺒﻮل آﻞّ ﻣﺎ ﺗُﺮﺗّﺒﻪ وﺗﺪﺑّﺮﻩ ﻟﻨﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻷزﻟﻴّﺔ .ﻓﻌﻠّﻤﻨﺎ إذن أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻤﺤﺒﻮب هﺬا اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺴّﺎﻣﻲ ،وهﻮ أن ﻧﺤﺴﻦ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺮﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي اﺣﺘﻤﻞَ اﻵﻻم وﻋﺬاب اﻟﺼﻠﻴﺐ إﻧﻔﺎذًا ﻷﻣﺮ أﺑﻴﻪ اﻟﺴﻤﺎويّ ،ورﻏﺒﺔً ﻓﻲ أن ﻳُﺸﺠّﻌﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺨﻄﺄة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤّﻞ ﻣﺸﺎقّ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ وﺗﺴﻠﻴﻢ اﻹرادة إﻟﻰ اﻷﺣﻜﺎم اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻋﺰّ وﺟﻞّ أن ﻧﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷرض اﻟﺸﻘﻴّﺔ ﺳﺎﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ. وأﻣّﺎ أﻧﺖ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻓﺎدﻳﻨﺎ ،اﻟﺬي أﻋﻄﺎﻧﺎ ﻣﻘﺘﺪًى هﻜﺬا ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼح واﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﻧﺸﻜﺮك ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻨّﺔ ،ﺛﻢّ ﻧﺴﺄﻟﻚ ان ﻧﻨﺘﻔﻊ ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻪ اﻵن وهﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،آﻤﺎ اﻧﺘﻔﻌﻨﺎ ﻓﻲ زﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺈرﺷﺎدﻩ إﻳّﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻤﺆدّي إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺪاﺋﻤﺔ .ﺁﻣﻴﻦ. )ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
60
ﺻﻼة إﻟﻰ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻤﻄﺮ
أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﻄﻮﺑﻰ واﻟﻤﺠﺪ ،ﻳﺎ ﻣَﻦ أﻃﺎﻋﺖ ﻟﺼﻮﺗﻪ اﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﺒﺤﺎر واﻟﺨﻼﺋﻖ ﻗﺎﻃﺒﺔ ،وﻧﺠﺖ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻪ اﻟﻤﺪن واﻟﺒﻠﺪان ،ودﻋﺎﻩ اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻲ ﺿﻴﻘﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﺘﻨﻮّﻋﺔ ﻓﺨﻠّﺼﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺣﺰان وأوﻻهﻢ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ واﻟﻔﺮح واﻟﺴﻠﻮان. إﻧّﻨﺎ ﻧﺘﻀﺮّع إﻟﻴﻚ ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ وﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﺠﺰﻳﻞ اﻟﺤﺐّ ،أن ﺗﺮﺗﻀﻲ وﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺮأﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﻜﻨﺘﻨﺎ هﺬﻩ ،وإﻟﻰ ﺟﻔﺎف اﻷراﺿﻲ وﻳﺒﻮﺳﺔ اﻟﺤﻘﻮل واﻟﺒﺮاري ،ﻓﺈنّ اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻣﻦ ﺟﺮّاء ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺰن ﺷﺪﻳﺪ واﻟﻤﺪن ﻓﻲ ﻓﺰع رهﻴﺐ ،وﻧﺤﻦ ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﺿﻴﻖٍ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ واﻟﻌﺎزة اﻟﻌﺘﻴﺪة أن ﺗﻠﻢّ ﺑﻨﺎ ﻟﻘﻠّﺔ اﻟﻐﻴﺚ واﻟﻤﻄﺮ .ﻓﺎﺳﻤﻊ دﻋﺎءﻧﺎ إذن ﻳﺎ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ واﺻﻎ إﻟﻰ ﺗﻨﻬّﺪات هﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻤّﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮا ﻗﻂّ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ،واﺳﺘﺠﺐ ﻃﻠﺒﺎﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺄﻟﻮن ﺑﺠﺎهﻚ أن ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻨّﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ وإن آﻨﺎ اﺳﺘﺤﻘﻘﻨﺎهﺎ ﺑﻜﻞّ ﻋﺪل؛ ﻓﺎﻣﻨﺤﻨﺎ ﻋﺎﺟﻼً ﻳﺎ ﺷﻔﻴﻌﻨﺎ اﻟﻤﻌﻈّﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﻨّﺔ اﻟﺨﻄﻴﺮة ،وهﻲ أن ﺗﺮﺗﻮي اﻷراﺿﻲ ﺑﺎﻷﻣﻄﺎر اﻟﻐﺰﻳﺮة وأﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻔﻴﺾ اﻟﻨﱢﻌﻢ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت ذاك اﻟﺬي ﻳُﺪﻋﻰ ﻳﻨﺒﻮع اﻟﻤﺎء اﻟﺤﻲّ ،ﻓﻴﺰول ﻋﻨّﺎ هﺬا اﻟﺨﻮف ﻣﻤّﺎ ﺟﺮى وﺳﻮف ﻳﻜﻮن؛ وﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻮى اﻟﺠﻮع واﻟﻌﻄﺶ ﻟﻠﺒﺮّ ﻓﻨﺸﺒﻊ وﻧﺮﺗﻮي ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻷﺑﺪﻳّﺔ .ﺁﻣﻴﻦ.
61
أوّل ﺛﻼﺛﺎء ﻣﻦ آﻞّ ﺷﻬﺮ ﻓﻌﻞ اﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي أذآﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻜﻠﻲّ اﻟﻄﻮﺑﻰ واﻟﻤﺠﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺠﺰﻳﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ آﻨﺖ ﺗﻨﻌﻄﻒ ﻧﺤﻮ اﻟﺸﺒّﺎن اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ .أذآﺮ أﻧّﻚ آﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل ﻳﺴﻮع ﺗﺮﻏﺐ ﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻲ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺣﻮاﻟﻴﻚ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒّﺎن ﻟﺘﻌﻠّﻤﻬﻢ وﺗﺒﺎرآﻬﻢ .أُذآﺮ أﻃﻔﺎل ﺑﺎدوا اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا أوّل ﻣﻦ أﺧﺒﺮوا ﺑﻤﻮﺗﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺮاخ واﻟﺒﻜﺎء ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ :ﻣﺎت اﻟﻘﺪّﻳﺲ ،ﻣﺎت اﻟﻘﺪّﻳﺲ. ﻓﻨﺴﺘﺤﻠﻔﻚ ﺑﺤﻖّ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺒّﺔ :أن ﺗﻮاﺻﻞ داﺋﻤًﺎ إﺣﺴﺎﻧﻚ إﻟﻴﻨﺎ وﺗﻨﻌﻄﻒ ﺑﻨﻈﺮك اﻟﺸﻔﻮق إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ وﺣﺮاﺳﺔ ﺷﺒّﺎﻧﻚ وأﻃﻔﺎﻟﻚ وأن ﺗﺒﺎرآﻬﻢ داﺋﻤًﺎ .وهﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻜﻞّ ورع وﺧﺸﻮع ﻧﻜﺮّس ﻟﻚ ذواﺗﻨﺎ ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺠﺰﻳﻞ اﻟﺤﺐّ ،وإﻟﻴﻚ ﻧﻘﺪّم ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ وآﻞّ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ. ﻓﺘﻨﺎزل واﺳﺘﺠﺐ ﻟﻄﻠﺒﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺠﺎﺋﻨﺎ إﻟﻴﻚ :ﻗﻮﱢ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ،أﺣﻲِ رﺟﺎءﻧﺎ ،أﺷﻌﻞ ﻧﺎر ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ،إﺣﻔﻈﻨﺎ داﺋﻤًﺎ ﺗﺤﺖَ آﻨﻒ ﺣﻤﺎﻳﺘﻚ .ﺑﺎرك رؤﺳﺎءﻧﺎ واﺟﻌﻞ اﻟﺒﺮآﺔ ﻓﻲ أﺷﻐﺎﻟﻨﺎ وأﻋﻤﺎﻟﻨﺎ. ﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ واﺣﺮﺳﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ آﻞّ رﻓﻘﺎﺋﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ واﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ ،ﻧﺠّﻨﺎ وإﻳّﺎهﻢ ﻣﻦ أﺧﻄﺎر هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺸﺮﻳﺮ .إﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺣﺘّﻰ ﻧﻤﻮت ﻣﻴﺘﺔ اﻷﺑﺮار اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،وﻧﺴﺘﺤﻖّ أن ﻧﻜﻮن ﺷﺮآﺎءهﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺴﻤﺎوي .ﺁﻣﻴﻦ. )ﺛﻼث ﻣﺮّات أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم واﻟﻤﺠﺪ(
62
ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدوي آﻴﺮﻳﺎأﻟﻴﺴﻮن آﺮﻳﺴﺘﺎأﻟﻴﺴﻮن
آﺮﻳﺎأﻟﻴﺴﻮن
أﻧﺼﺖ إﻟﻴﻨﺎ إﺳﺘﺠﺐ ﻟﻨﺎ إرﺣﻤﻨﺎ إرﺣﻤﻨﺎ إرﺣﻤﻨﺎ إرﺣﻤﻨﺎ
ﺻﻞّ ﻷﺟﻠﻨﺎ ﺻﻞﱢ ﻷﺟﻠﻨﺎ ﺻﻞﱢ ﻷﺟﻠﻨﺎ
ﻳﺎ رﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺎ رﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي اﷲ ﻳﺎ اﺑﻦ اﷲ ﻣﺨﻠّﺺ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﷲ أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻘﺪّوس اﻹﻟﻪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺔ واﻟﺪة اﷲ ﻳﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ﻋﺬراء اﻟﻌﺬارى أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﻬﺎء رهﺒﺎﻧﻴّﺔ اﻹﺧﻮة اﻷﺻﺎﻏﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس زﻧﺒﻖ اﻟﻄﻬﺎرة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس درّة اﻟﻔﻘﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻣﺜﺎل اﻟﻄﺎﻋﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻣﺮﺁة اﻟﻘﻨﻮت أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻷﻧﺎء اﻟﺴﺎﻃﻌﺔ ﻣﻨﻪ راﺋﺤﺔ اﻟﻌﻔّﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻨﺠﻤﺔ اﻟﻤﺘﻸﻟﺌﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪاﺳﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس زﻳﻦ اﻵداب أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺟﻤﺎل اﻟﻔﺮدوس أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺗﺎﺑﻮت اﻟﻌﻬﺪ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺧﺰاﻧﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻣﻌﻠّﻢ اﻟﺤﻖّ
63
ﺻﻞﱢ ﻷﺟﻠﻨﺎ
ﺑﺤﻖّ ﺷﻮق اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس إﻟﻰ اﻟﺸﻬﺎدة
ﻧﺠّﻨﺎ ﻳﺎ ربّ
ﺑﺤﻖّ آﺮازة اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻤﺴﺘﻌﺮة ﺑﻨﺎر اﻟﻐﻴﺮة اﻟﺮﺳﻮﻟﻴّﺔ
ﻧﺠّﻨﺎ ﻳﺎ ربّ
أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس آﺎروز اﻟﻨﻌﻤﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻣﺴﺘﺄﺻﻞ اﻟﺮذاﺋﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس زارع اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻣﻄﺮﻗﺔ اﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس هَﻮل اﻟﻜﻔﺮة أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻣﻌﺰّي اﻟﺤﺰاﻧﻰ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻤﻄّﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﺎﻟﺸﻮق أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس رهﺒﺔ اﻷﺑﺎﻟﺴﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﺰَع اﻟﺠﺤﻴﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺼﺎﻧﻊ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺑﺪون اﻧﻘﻄﺎع أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس رادّ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻣﻌﻠّﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﺎ ربّ آُﻦ ﻏﻔﻮرًا اﺳﺘﺠﺐ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ربّ ُآﻦ ﻏﻔﻮرًا ﻣﻦ آﻞّ ﺷﺮّ ﻣﻦ آﻞّ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻳﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻣﻦ اﻟﻮﺑﺎء واﻟﻤﺠﺎﻋﺔ واﻟﺤﺮب ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﻷﺑﺪيّ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺤﻖّ ﻣﺤﺒّﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻤﻀﻄﺮّﻣﺔ ﺑﺤﻖّ روح ﻧﺒﻮّة اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس
64
ﺑﺤﻖّ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺘﺎمّ ﻟﻨﺬور اﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﻔﻘﺮ واﻟﻌﻔّﺔ
ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺎ رﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺎ رﺑّﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ
أﻧﺼﺖ إﻟﻴﻨﺎ إﺳﺘﺠﺐ ﻟﻨﺎ إرﺣﻤﻨﺎ أﻧﺼﺖ إﻟﻴﻨﺎ إﺳﺘﺠﺐ ﻟﻨﺎ
آﻴﺮﻳﺎأﻟﻴﺴﻮن آﺮﻳﺴﺘﺎأﻟﻴﺴﻮن آﺮﻳﺎأﻟﻴﺴﻮن )أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺬي اﻟﺦ ...ﺳﺮا( س :وﻻ ﺗﺪﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎرب :ﻟﻜﻦ ﻧﺠّﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻳﺮ.
ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻓﺎﺳﺘﺠﺐ ﻟﻨﺎ
ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺼﺮﻧﺎ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﺠﺴﺪ واﻟﺸﻴﻄﺎن ﻟﻜﻲ ﺗﻌﻀﺪ اﻟﻤﻠﺘﺠﺌﻴﻦ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻲ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻨﺎزل وﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ اﺑﻦ اﷲ
ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻓﺎﺳﺘﺠﺐ ﻟﻨﺎ
ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻧﺤﻦ اﻟﺨﻄﺄة ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺮﺿﻰ وﺗﻀﺮّم ﻓﻴﻨﺎ ﻧﺎر ﺣﺒّﻚ اﻹﻟﻬﻲّ ﻟﻜﻲ ﺗﻤﺘّﻌﻨﺎ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻟﻜﻲ ﺗﻬﺒﻨﺎ ﺑﺤﻖّ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ وﻣﻮهﺒﺔ اﻟﺪﻣﻮع واﻟﺸﻐﻒ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻷﺑﺪﻳّﺔ
65
ﻟﻨﺼ ّ ﻞ أﻳّﻬﺎ اﻹﻟﻪ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﻮداﻋﺔ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﻤﺠّﺪ ﻣﻌﺘﺮﻓﻪ اﻟﻄﻮﺑﺎويّ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻬﺎء اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ اﻟﺒﺎهﺮة ﺗﻌﻄّﻒ وهﺒﻨﺎ أن ﻧﻨﺎل ﻓﻌﻼً ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﻣﺎ ﻧﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﻚ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺑﺎﺳﺘﺤﺎﻗﺎﺗﻪ .أﻧﺖ اﻟﺬي ﺗﺤﻴﺎ وﺗﻤﻠﻚ إﻟﻰ دهﺮ اﻟﺪاهﺮﻳﻦ .ﺁﻣﻴﻦ. زﻳّﺎح ﻣﺎر أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدواﻧﻲ واﻹﻳﻤــــﺎن اﻟﻮﻃﻴــــﺪ ﺑﺎﻟﺤــــــﺐّ واﻟﺮﺟــــــﺎء ﻳــﺎ ﺷــﻌﺎر اﻟﻜﻤــﺎل واﻟﻔﻘـــــﺮ اﻟﺸـــــﺪﻳﺪ ﻓــﻲ اﻟﺨﻀــﻮع واﻟﻨﻘــﺎء أﻋﻄﻴــــﺖَ اﻟﻤﺜــــﺎل * واﻟﻌـــــﻴﺶ اﻟﺮﻏﻴـــــﺪ ﻓﻬﺠــــــﺮت اﻟﺮﺑــــــﻮع ﻧــــــﺎداك ﻣــــــﻮﻻك ﺑﻤـــــــﺮﺁﻩ اﻟﻔﺮﻳـــــــﺪ ﻓــــﻲ وادي اﻟــــﺪﻣﻮع وﺣﻈــــﺖ ﻋﻴﻨــــﺎك * واﺣﺘﻘــــﺮت اﻟﻮﻋﻴــــﺪ ﻓﺤﺎرﺑـــــﺖ اﻟﻀـــــﻼل وأﺿــــﺮﻣﺖَ ﻏﻴــــﺮةً ﻋـــﻦ اﻟـــﺪﻳﻦ اﻷآﻴـــﺪ ﺗﺠﻠّــﺖ ﻓــﻲ اﻟﻨﻀــﺎل واﻣــــﺘﻸت ﺣﻜﻤــــﺔ * ﻟــﺪى اﻻﺑــﻦ اﻟﻮﺣﻴــﺪ آــــﻦ ﻟﻨــــﺎ ﺷــــﻔﻴﻌًﺎ ﻳــــﺎ ﻧــــﺪﻳﻢ اﻹﻟــــﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺴـﻌﻴﺪ ﺣﻤــــــــﻼً ودﻳﻌًــــــــﺎ هـــﺐ ﻟﻨـــﺎ أن ﻧـــﺮاﻩ * اﻟﻤﺨﺘﺎر اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺒﺎر أﻳّﻬﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻤﺰﻳﻞ اﻷﺧﻄﺎر آــــــﻦ ﻟﺨﺪّاﻣــــــــﻚ ﻣﻌﻴــــﻦ ﻓﺎﺣﻤﻨــــــــــﺎ ﻳـــــــــــــﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ وﻗﻮع اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ
أﻳّﻬﺎ اﻟﻐﻴﻮر اﻟﻤﺒﺪّد اﻷﺷﺮار أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﻤﻘﺪار أﻳّﻬـــــــﺎ اﻟﺸــﻔﻴــﻊ اﻷﻣﻴﻦ واﺷﻔﻊ ﻓﻴﻨﺎ آﻞّ ﺣﻴﻦ واﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻬﺮ اﻟﺘﺠﺎرب
66
ﺻﻼة أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻹﻟﻬﻲّ اﻟﺬي ﺗﻨﺎزﻟﺖ وزﻳّﻨﺖ ﻋﺒﺪك اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ وﻓﺮّﺣﺘﻪ ﺑﻤﺮﺁك ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷرض، ﺗﻨﺎزل واﻣﻨﺤﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻜﺮّم ﺗﺬآﺎرﻩ أن ﻧﻘﺘﺪي ﺑﻔﻀﺎﺋﻠﻪ ﻟﻨﺴﺘﺤﻖّ اﻻﺷﺘﺮاك ﻓﻲ ﺣﻈّﻪ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺣﻴﺚ ﻧﺒﺎرك وإﻳّﺎﻩ ﻋﻈﻤﺘﻚ ﻣﻊ أﺑﻴﻚ وروﺣﻚ اﻟﻜﻠّﻲ ﻗﺪﺳﻪ اﻵن وإﻟﻰ دهﺮ اﻟﺪاهﺮﻳﻦ. ش :ﺁﻣﻴﻦ. ك :ﻳﺎ رب اﺳﺘﻤﻊ ﺻﻼﺗﻲ ش :وﺻﺮاﺧﻲ إﻟﻴﻚ ﻳﺄﺗﻲ ك :ﻓﻠﺘﺴﺘﺮح ﻧﻔﻮس اﻟﻤﻮﺗﻰ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ش :ﺑﺮﺣﻤﺔ اﷲ واﻟﺴﻼم ﺁﻣﻴﻦ. ك :اﻟﺴﻼم ﻟﺠﻤﻴﻌﻜﻢ ش :ﻣﻊ روﺣﻚ أﻳﻀًﺎ ك:
أﺑﺎﻧﺎ واﻟﺴﻼم إآﺮاﻣًﺎ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺒﺎدواﻧﻲ
أﺣﺪ اﻟﺸﻤﺎﻣﺴﺔ ﻳـــﺎ ﻣﻨـــﺎرًا ﻓـــﻲ ﻟﻴـــﻞ اﻟﺤﻴـــﺎة ﻳــــــــﺎ هُــــــــﺪى اﻟﺘــــــــﺎﺋﻬﻴﻦ ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ أﻋﻄﻨﺎ ﺣﺴﻦ اﻟﺜﺒﺎت
اﻟﺒﺎر أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس اﻟﺴﺎﻣﻲ اﻟﺼﻔﺎت وﻣـــــــــــــﻼذ اﻟﺒﺎﺋﺴـــــــــــــﻴﻦ ﻋﻠـــﻰ اﻟـــﺪﻳﻦ واﻟﺒـــﺮّ ﻟﻠﻤﻤـــﺎت
67
اﻟﺸﻌﺐ أﺣﻄﻨـــﺎ ﺑﻌﺮﺷـــﻚ ﻣﺘﻀـ ـﺮّﻋﻴﻦ إﺳـــﺘﻤﺪّ ﺻـــﻔﺤًﺎ ﻟﻠﺨـــﺎﻃﺌﻴﻦ
ﻧــﺪقﱡ اﻟﺼــﺪور وﺑــﻚ ﻧﺴــﺘﻌﻴﻦ وﻓﺮﺣًـﺎ إﻟـﻰ آـﻞّ ﻗﻠـﺐ ﺣــﺰﻳﻦ
ﻳـــﺎ ﺣﻤــﻼً ﺑﺎﻟﻮداﻋـــﺔ اﺷـــﺘﻬﺮ ﺷـ ـﺪّد ﻗﻮاﻧـــﺎ ﺑﻮﺟـــﻪ اﻟﺨﻄـــﺮ
ﻋﺒﻴـ ـ ُﺮ اﺗﻀـــﺎﻋﻚ ﻧـ ـﻢّ اﻧﺘﺸـــﺮ واﻋـــﻂِ اﻟﺜﺒـــﺎت وأ ْولِ اﻟﻈﻔـــﺮ
ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺪﻳْﻚ اﻟﻄﻔﻞَ ﻳﺴﻮع أﻣﻄﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘُﻘﻰ واﻟﺨﺸـﻮع
ﺣﻤﻠْـ ـﺖَ وﻗﻠﺒُـــﻚ ﻓﻴـــﻪ وﻟـــﻮع واﻧﻌ ْ ﺶ رﺟﺎﻧـﺎ ﺑـﻮادي اﻟـﺪﻣﻮع
ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻌﻤﺮ آﻨﺖَ اﻟﻤﺜﺎل ﻳــﺎ درّة ﻓــﻲ ﺟﺒــﻴﻦ اﻟﻜﻤــﺎل
ﺗﻬﺪي اﻟﻨﻔﻮس ﺗﻘﻴﻬﺎ اﻟﻀـﻼل ﻗ ـﻮّم ﺧُﻄﺎﻧــﺎ ﻟﺤﺴــﻦ اﻟﻔِﻌــﺎل
ﻟﻨﺼﻞﱢ أﻳّﻬﺎ اﻹﻟﻪ اﻟﻜﻠّﻲ اﻟﻮداﻋﺔ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﻤﺠّﺪ ﻣﻌﺘﺮﻓﻪ اﻟﻄﻮﺑﺎو ّ ي أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﺑﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻬﺎء اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ اﻟﺒﺎهﺮة ﺗﻌﻄّﻒ وهﺒﻨﺎ أن ﻧﻨﺎل ﻓﻌﻼً ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﻣﺎ ﻧﻄﻠﺒُﻪ ﻣﻨﻚ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻪ .أﻧﺖ اﻟﺬي ﺗﺤﻴﺎ وﺗﻤﻠﻚ إﻟﻰ دهﺮ اﻟﺪاهﺮﻳﻦ .ﺁﻣﻴﻦ.
68
ﻣﺪاﺋﺢ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس
١ ﻳـــــــﺎ ﺷـــــــﻔﻴﻌًﺎ ذا اﻗﺘـــــــﺪار آُــــﻦ ﻟﻨــــﺎ ﻓــــﻲ ذي اﻟــــﺪﻳﺎر
ن اﻟﻤﺠﻴـــــﺪ ﻣـــــﺎر أﻧﻄـــــﻮ ُ ﺪ ﻣﻠﺠـــــﺄ اﻷﻣـــ ـﻦِ اﻷآﻴـــ ـ ْ
ﺻُــــــﻦ ﻧﻔــــــﻮس اﻟﻌﺎﺑــــــﺪﻳﻨﺎ آـــــﻦ ﻟﻨـــــﺎ ﺳـــــﻮرًا ﺣﺼـــــﻴﻨًﺎ
ﻊ س اﻟﻤﻨﻴـــ ـ ْ أﻳّﻬـــــﺎ اﻟﺘـــ ـﺮ ُ ﻊ اﻟﻜُﻔـــــﺮ اﻟـــــﺬرﻳﻊ ﻳـــــﺪﻓ ُ
أﻧـــــﺖ ﻧـــــﻮ ُر اﻟﻌﻠـــــﻢ ﺗﻬـــــﺪي وﻣُﻌـــــــﺪﱞ ﺳُـــــــ ْﺒﻞَ رُﺷـــــــﺪٍ
ﻓــــﻲ دﻳــــﺎﺟﻴﺮ اﻟﻀــــﻼل داﻓـــــﻊٌ ﺷـــــﺮﱠ اﻟﻤﺤـــــﺎل
ق اﻟﻤﻨـــــــﺎدي إﻧّـــــــﻚ اﻟﺒـــــــﻮ ُ آــــــﺎرزًا ﻓــــــﻲ آــــــﻞّ ﻧــــــﺎدِ
ﺑﺘﻌــــــــﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﺴــــــــﻴﺢ ﻣﻮﺿِــــﺢ اﻟﺤـــﻖﱢ اﻟﺼّــــﺮﻳﺢ
ﻃﺎﻋـــــﺖ اﻷﺳـــــﻤﺎك ﻃﻮﻋًـــــﺎ وأﺻــــــﺎﺧﺖ ﻟــــــﻚ ﺳَــــــﻤﻌًﺎ
وﻋﻈَـــﻚَ اﻟﻌـــﺎﻟﻲ اﻟﺠﻬﻴـــﺮ إذ ﻟﻬـــــﺎ آﻨـــــﺖ ﺗﺸـــــﻴﺮ
أﺑﻬﺮﺗﻨــــــــــــﺎ ﻣﻌﺠــــــــــــﺰا ٌ ت ﺖ ﻣﻨــــــﻚَ هﺒــــــﺎتٌ أُﺳــــــﺒِﻐ ْ
ﻣﻨـــــﻚَ ﻓـــــﻲ آـــــﻞّ أوان ﻟﻠــــﺬي ﻓﻴــــﻚ اﺳــــﺘﻌﺎن
إﻧّﻨــــــــﺎ ﻧﻬــــــــﺪﻳﻚ ﺷــــــــﻜﺮًا أوﻟﻨــــــــﺎ ﻋﻮﻧًــــــــﺎ وﻳﺴــــــــﺮًا
ﺛـــ ـﻢّ ﺣَﻤـــ ـﺪًا واﻟﺴـــــﻼم وأﺗﻨــــﺎ ﺣﺴــــﻦ اﻟﺨﺘــــﺎم
69
٢ ﻳــــﺎ ﻋﺠﻴﺒًــــﺎ ﻓــــﻲ اﻟﻔﻌــــﺎل ﻳـــــــﺎ ﻣﺜـــــــﺎﻻً ﻟﻠﻜﻤـــــــﺎل
ن اﻟﺸـــــﻔﻴﻊ ﻣـــــﺎر أﻧﻄـــــﻮ ُ آُـــﻦ ﻟﻤـــﺎ ﻧـــﺪﻋﻮ اﻟﺴـــﻤﻴﻊ
ﻳـــــــﺎ ﻣﺤﺒـــــــﺎ ﻟﻴﺴـــــــﻮﻋﺎ ﻳـــــــﺎ ﻋﻔﻴﻔًـــــــﺎ وودﻳﻌًـــــــﺎ
ﻋﻠّـــــﻢ اﻟﺤـــــﺐّ اﻟﺠﻤﻴـــــﻊ آُـــﻦ ﻟﻨـــﺎ اﻟﺤﺼـــﻦَ اﻟﻤﻨﻴـــﻊ
ﻳـــــﺎ ﻟﺴـــــﺎﻧًﺎ ﻣـــــﺎ ﻋـــــﺮاﻩ ﺑـــــــﻞ ﺣَﻤـــــــﺎ ُﻩ ورﻋـــــــﺎﻩ
ﻗـــﻂّ ﺷـــﻲءٌ ﻣـــﻦ ﻓﺴـــﺎد ﺳﺎﻟـــــــــﻤًﺎ ربﱡ اﻟﻌِﺒــــــــﺎد
ﻋﻠّﻤﻨــــــــــﺎ أن ﻧﺼــــــــــﻮﻧﺎ ﻧﻨﻄـــــﻖ اﻟﺤـــــﻖّ اﻟﻤﺒﻴﻨـــــﺎ
ﻟُﺴــــــﻨﻨﺎ ﻣــــــﻦ هــــــﺬﻳﺎن ﻻ ﺑـــــــــﺮوح اﻟﻌﻨﻔـــــــــﻮان
أﻳّﻬـــــﺎ اﻟﺒـــــﻮق اﻟﻌﺠﻴـــــﺐ ب ﻣــــــﻦ ﺑــــــﻪ ﻻنَ اﻟﻘﻠــــــﻮ ُ
ﻊ اﻟﻜـــــﻮنِ ﺻـــــﺪاﻩ ﻣُﺴـــــﻤ ُ واﺳـــــــــﺘﻤﻴﻠﺖ ﻟﻺﻟـــــــــﻪ
إﺟﻌـــــﻞ اﻟﻠُﺴـــ ـﻦَ ﺗﻨـــــﺎدي ﺷـــــــــﺎآﺮاتٍ ﻟﻸﻳـــــــــﺎدي
ﺑﺎﻟﺜﻨــــــــﺎء اﻟﻤﺴــــــــﺘﻄﺎب ﻧﺎﻃﻘـــــــــﺎتٍ ﺑﺎﻟﺼّـــــــــﻮاب
ﻣــــﻦ ﻟــــﻪ ﻃــــﺎع اﻟﻌﻨﺎﺻــــﺮ آــــﻦ ﻟﻨــــﺎ أﻗــــﻮى ﻣــــﺆازر
ﻳــــــﺎ ﻃﺒﻴﺒًــــــﺎ ﻟﻠﺴــــــﻘﺎم ﻓـــــﻲ اﺑﺘـــــﺪاء واﺧﺘﺘـــــﺎم
70
٣ ل ن ﻳـــــﺎ ﺑـــــﺪرَ اﻟﻜﻤـــــﺎ ْ أﻧﻄـــــﻮ ُ آــــــﻦ ﻣﺴــــــﺘﺠﻴﺒًﺎ ﻟﻠﺴــــــﺆال
ل ﺪ ﺑﻨــﻮرِك آــﻞﱠ ﺿــﺎ ْ أرﺷــ ْ ﻦ اﻷﻧــﺎمَ ﻣ ـﻦَ اﻟﻤﺤــﺎل ﺻـ ْ و ُ
ﻳـــــــﺎ ﻧـــــــﺎرَ ﺣـــــ ـﺐﱟ ﺗﺴـــــ ـﻌُﺮ ﻳــــــــﺎ ذا اﻟﻌﺠﺎﺋــــــــﺐ ﺗﺒﻬــــــ ـ ُﺮ
ﻳــــﺎ ﺑﺤــــﺮ ﻓﻀــــﻞٍ ﻳﺰﺧــــ ُﺮ آــﻞّ اﻟــﻮرى ﻣﻨــﻚ اﻟﻔِﻌــﺎل
ﻳـــــــــﺎ ﻣﻮﺟِـــــــــﺪًا ﻟﻠﻀـــــــــﺎﺋ ِ ﻊ ﻗـــــﺪ ﺻـــــﺮت ﺧﻴـــــﺮ ﻣﻀـــــﺎرعِ
ﻳــــــﺎ ﺣﺎﺿـــــﺮًا ﻟﻠﻀــــــﺎر ِ ع ﺑﻄﻬـــــــﺎرة ربﱢ اﻟﺠـــــــﻼل
أدهﺸـــــــــــــﺘﻨﺎ ﺑﻌﺠﺎﺋﺒـــــــــــــﺎ وﻣﻨﺤـــــــﺖَ ﺧﻴـــــــﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒـــــــﺎ
ودﻓﻌـــــﺖَ ﺷـــــﺮﱠ ﻧﻮاﺋﺒـــــﺎ ﻔﺴَـ ـﻨﺎ اﻟﻀـــﻼل ووﻗﻴـ ـﺖَ أﻧ ُ
ﻟﺤﻤــــﺎكَ ﻗــــﺪ ﻟﺠــــﺄ اﻟﺸــــﻌﻮب ﻓﻸﻧــــــﺖ إن ﺷـــــﺒّﺖ ﺣــــــﺮوب
ﻣﺴﺘﻨﺼـــــــﺮﻳﻚ ﻋﻠـــــــﻰ اﻟﺨﻄــــــــــــــــــــــــــــﻮب أدﻧـــــﻰ إﻟﻴﻨـــــﺎ ﻟﻠﻨﻀـــــﺎل
ﻳــــــــﺎ ﻣﺮُﺷــــــــﺪًا ﻟﻠﺤﻜﻤــــــــﺔ ﻳــــــــــﺎ دارﺋًــــــــــﺎ ﻟﻠﻨﻘﻤــــــــــﺔ
ﻳــــــﺎ ﻣﺎﻧﺤًــــــﺎ ﻟﻠﻨﻌﻤــــــﺔ ﻋــﻦ ﺧــﺎﻃﺊ ﻳــﻮمَ اﻟﻨﻜــﺎل
أﺿـــــــــﺮم ﻗﻠﻮﺑًـــــــــﺎ ﻓـــــــــﺎﺗﺮﻩ واﻣــــــــﻨﺢ ﻟــــــــﺪار اﻵﺧــــــــﺮﻩ
ﺑﻤﺤﺒّـــــﺔٍ ﻟـــــﻚَ زاهـــــﺮﻩ ﻣﺘﺸـ ـﻔّﻌًﺎ ﺣﺴـ ـﻦَ اﻟﻤـــﺂل
71
St Antoine est né à Libsonne en 1195 d’une famille noble. A quinze ans, il décide de se consacrer au seigneur et en signe de cette résolution, il trace une croix avec le doigt, sur une des dalles de l’église. Cette croix s’imprime profondément dans la pierre. La décision qu’il vient de prendre est une décision éternelle. « Comme l’or dépasse en valeur tous les autres métaux, la Sainte Ecriture dépasse toute autre science »; écrit-il. En 1218, il suit les frères de Saint François pour devenir franciscain. En 1220, il a 25 ans, après avoir été ordonné prêtre l’année précédente, il part rejoindre l’ermitage de Saint Antoine d’Olivares. A 27 ans, une nouvelle étape commence pour lui et pendant neuf ans, jusqu’à sa mort il annoncera la parole du Christ avec une force ct une puissance que peu de prédicateurs ont atteintes. Un jour, un manuscrit qui lui est particulièrement précieux disparaît. Il prie pendant plusieurs jours jusqu’à ce qu’on le lui rendît. Voilà certainement la raison pour laquelle on invoque Saint Antoine de Padoue quand on a perdu des objets. « Marie fut sanctifiée dans le sein de sa mère »
72
déclare-t-il; intuition et conviction du dogme de l’Immaculée Conception promulgué plus tard en 1854. A Toulouse, il a une vision de la Sainte Vierge qui lui assure qu’elle « demeura trois jours intacte dans le tombeau; qu’elle monta au ciel vivante, entière, portée par les anges; de puis ce jour, elle est au Ciel, à la droite de Jésus son Fils. Une nuit, le Comte Tiso aperçoit une lumière très blanche qui passe sous la porte d’Antoine. Curieux, il regarde par la serrure: Antoine est debout, portant un enfant merveilleux dans ses bras. Cet enfant répand une douce lumière et caresse Antoine qui le berce. C’est l’Enfant-Jésus qui vient annoncer à Antoine que bientôt il viendra le chercher. Le 13 Juin 1231 Antoine, n’a que 36 ans mais il est épuisé, il sent ses forces qui l'’abandonnent et demande à retourner à Padoue pour y mourir. Très vite, les miracles éclatent nombreux autour de sa tombe, si bien que moins d’un an après sa mort, il est canonisé par le Pape Grégoire IX et, en janvier 1946. Pie XII le proclamera Docteur de l’Eglise universelle. Encore aujourd’hui, ceux qui invoquent saint Antoine reçoivent de nombreuses grâces. Du Ciel, il continue à travailler pour l’Eglise et reste un modèle de pauvreté, un messager de paix et de réconciliation. EXTRAIT de FEU et LUMIERE JUIN 1995
73
LES TREIZE MARDIS PREPARATOIRES A LA FETE DE SAINT ANTOINE DE PADOUE (13 JUIN) On sait que le mardi est le jour consacré à saint Antoine de Padoue. Cet usage provient de ce que le Saint fut enseveli un mardi au milieu d’un grand concours de peuple et d’innombrables prodiges dont le souvenir se conserva pieusement parmi les habitants de Padoue qui prirent l’habitude de venir prier le mardi sur la tombe du Saint. En 1617, une dame de Bologne demandait à saint Antoine une grande faveur. Or, une nuit, le Saint lui apparut en songe et lui ordonna d’aller neuf mardis de suite visiter sa chapelle, lui promettant qu’elle serait exaucée, ce qui se réalisa. Peu à peu les fidèles portèrent à treize le nombre des mardis en mémoire du jour où le Saint était mort (13 juin 1331). Cette dévotion a été encouragée et enrichie d’indulgences par Léon XIII. (Bref du 1er Mars 1898): « Volontiers et de grand cœur Nous exauçons les demandes qui nous ont été adressées, et pour augmenter encore la dévotion des fidèles, pour
74
contribuer au salut (les âmes, dispensant avec une pieuse libéralité les trésors de l'Eglise; Nous accordons à tous et à chacun des fidèles de l’un et l’autre sexe, qui vraiment pénitents et confessés et après avoir communié, accompliront pendant treize mardis ou treize dimanches consécutifs et non interrompus (et cela à n’importe quelle époque de l’année, qu’il leur plaira de choisir) quelques méditations prières ou autres exercices de piété en l’honneur de saint Antoine; à ces fidèles, disons-nous. Nous accordons pour chacun des mardis ou des dimanches susdits, la faveur d'une indulgence plénière et rémission de tous les péchés. Nous permettons miséricordieusement dans le Seigneur que cette indulgence soit applicable aux défunts. Nonobstant toutes choses contraires. La présente concession sera valable à perpétuité. Donné à Rome, près Saint-Pierre, sous l’anneau au Pêcheur. Le 1er mars 1898, l’an vingtième de Notre Pontificat ».
75
PREMIER MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui êtes né sous la protection de Marie et lui avez consacré dès l’âge le plus tendre le lis de votre virginité, vous qui avez mis le démon en fuite par le signe de la croix que votre doigt imprima sur le marbre, obtenez-nous une profonde dévotion à cette bonne Mère et la force de triompher de toutes les attaques de l’ennemi infernal. Notre père. Je vous salue, Marie. Gloire au Père, si queris: Si vous voulez des miracles, écoutez: la mort, l’erreur, les calamités, le démon, la lèpre, sont mis en fuite les malades se lèvent guéris: La mer s’apaise, les chaînes tombent des mains des captifs; le jeune homme et le vieillard demandent l’usage de leurs membres et le recouvrement des choses perdues et ils l’obtiennent (à répéter): Les dangers disparaissent la misère n’existe plus, qu’ils le racontent ceux qui ont éprouve ses bienfaits, que les habitants de Padoue le redisent: La mer s’apaise ... Gloire au Père, et au Fils et au Saint- Esprit. La mer s’apaise ... V. Saint Antoine, priez pour nous. R: Afin que nous devenions dignes des promesses de Jésus- Christ.
76
PRIONS O mon Dieu, que la puissante intercession du bienheureux Antoine, votre Confesseur et Docteur, réjouisse votre Eglise, en lui obtenant toujours de nouvelles faveurs spirituelles et la jouissance des joies éternelles. Par Jésus-Christ. Notre- Seigneur. Ainsi soit- il. DEUXIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui pour fuir les dangers et les séductions du monde, dédaignant la noblesse, les richesses et les commodités de la vie, avez embrassé la vie religieuse chez les Chanoines réguliers de saint Augustin, obtenez-nous un véritable mépris pour le monde.
Notre Père, Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris: TROISIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui embrasé du désir de cueillir au Maroc la palme du martyre, êtes entré dans l’Ordre du Séraphique saint François, obtenez-nous l’esprit de pénitence et de mortification.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris:
77
QUATRIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui guidé par un sentiment de profonde humilité, mettiez tout votre soin à vous cacher aux yeux du monde, quand Dieu vous manifesta en un instant comme une arche de science et de sainteté, obtenez-nous de pratiquer une si belle vertu.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris: CINQUIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui, choisi par Dieu pour répandre sa parole, avez reçu de lui le don des langues et la grâce des miracles les plus étonnants, obtenez-nous d’écouter volontiers et avec fruit cette divine parole.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris: SIXIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui par votre ardent amour de Dieu avez mérité de recevoir entre vos bras le divin Enfant Jésus obtenez-nous de le recevoir dans son Sacrement avec toutes les dispositions requises.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris:
78
SEPTIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui, pour confondre les hérétiques, avez prouvé la présence réelle de JésusChrist dans la très sainte Eucharistie en le faisant adorer par un vil animal, obtenez-nous de l’adorer avec une foi vive dans ce divin Sacrement.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris: HUITIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui, sur le refus des hommes de venir entendre la parole de Dieu, avez, à la honte des hérétiques, appelé les poissons de la mer pour leur prêcher, obtenez-nous la parfaite soumission de notre intelligence aux vérités divines.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris: NEUVIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui obtenez de ceux qui vous sont dévots la délivrance des dangers, des souffrances, de la maladie et même de la mort, obtenez-nous d’être délivrés des maux de l’âme et du corps et surtout de la mort éternelle.
79
DIXIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui, comme protecteur de l’innocence, avez fait parler un enfant de quelques jours pour sauver l’honneur de sa mère gravement attaqué, obtenez-nous d’être forts au milieu des persécutions du monde et de conserver intacte la pureté de notre âme.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris:
ONZIEME MARDI Glorieux saint Antoine, qui, pendant que vous prêchiez à Padoue, vous êtes trouvé en même temps a Lisbonne par un étonnant prodige, afin d’arracher votre père à la calomnie et à la mort, obtenez- nous de pardonner du fond du cœur toutes les injures et d’aimer nos ennemis.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris: DOUZIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui, par vos prières, votre zèle et votre sagesse toute céleste, avez converti des milliers d’hérétiques et de pécheurs endurcis,
80
obtenez-nous de nous convertir entièrement et de nous donner à Dieu pour toujours. Notre Père. Je vous
salue Marie. Gloire au Père, si queris: TREIZIEME MARDI Glorieux saint Antoine, vous qui, à l’imitation du Rédempteur, avez consumé votre vie au salut des âmes, obtenez-nous de mériter à la fin de nos jours de voir Jésus comme vous l’avez vu en rendant le dernier soupir et d’aller vous rejoindre au ciel.
Notre Père. Je vous salue Marie. Gloire au Père, si queris: (Extrait du Manuel complet de la dévotion a saint Antoine de Padoue.) Ces prières peuvent être récitées 13 jours de suite si l’on veut. Le chapelet de saint Antoine consiste en 13 (Pater + Ave + Gloria) c-à-d. treize fois le « Notre Père », le « Je vous salue » et « la Gloire » Avec la permission des ordinaires
81
PRIERE EFFICACE Glorieux Saint Antoine! Lumière de la Sainte. Ecriture, égloire des prédicateurs éminents. Parce que vous avez été le sel de la terre, vous êtes le modèle de toutes les vertus, le fidèle serviteur de Marie, le puissant ami de Jésus. Vous êtes aussi le soutien des faibles et des opprimés, le secours des Orphelins, des pauvres et des abandonnés, le consolateur des désoles et des malades, la joie des affligés, le guide des voyageurs, la lumière des égarés, le charitable pourvoyeur de toutes les nécessités et la terreur de l’enfer, nous vous en supplions obtenez-nous une foi vive, une espérance dans le bien et la pratique des vertus, un parfait amour de Dieu et du prochain, la force et la consolation dans les peines et les tentations. Eloignez de nous tous les dangers de l’âme et du corps, secourez-nous dans toutes nos nécessités, obtenez en particulier (indiquer la chose demandée). Faites enfin que nous puissions mourir comme vous dans l’amour de Jésus et de Marie, Nous vous le demandons par la joie ineffable dont votre âme était remplie lorsque Marie vous apparaissait et que l’Enfant- Jésus reposait entre vos bras, et par la gloire indicible dont vous jouissez maintenant dans le Ciel. Ainsi soit-il.
82