ﻣﻮاﺿﻴـــﻊ ﻣﻮاﺿﻴـــﻊ اﺟﺘﻤﺎﻋـﻴـ اﺟﺘامﻋـﻴـّـ ّـﺔﺔ ودﻳﻨ ّﻴّﻴــﺔ ــﺔ ودﻳﻨ ِﻗﺼَﺺ وأﺧ َﺒــﺎر ﻃﺮﻳﻔــﺔ
ﻃﺮﻳﻔــﺔ ــﺎرَﻜـــــﻢ ﺣـ وأﺧ َﺒو ِ ﻋ َﺒــﺮ ِﻗ َﺼﺺِ ِﻋ َﺒــﺮ و ِﺣـﻜَـــــﻢ
اﻟﺨﻮري ﻣﺨﺎﻳﻞ ﺻﺎﰲ اﻟﺨﻮري ﻣﺨﺎﻳﻞ ﺻﺎﻓﻲ
٢
٣
ﻣﻮاﺿﻴـــﻊ اﺟﺘﻤﺎﻋـﻴـّـﺔ ودﻳﻨ ّﻴــﺔ ِﻗﺼَﺺ وأﺧ َﺒــﺎر ﻃﺮﻳﻔــﺔ ﺣـ َﻜـــــﻢ ﻋ َﺒــﺮ و ِ ِ
اﻟﺨﻮري ﻣﺨﺎﻳﻞ ﺻﺎﻓﻲ
٤
ﻣﻘﺪّﻣﺔ أﻳّﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ اﻟﺤﺒﻴﺐ هﻮذا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻟﻴﺲ هﻮ آﺘﺎب ﻓﺼﺎﺣﺔ وﻻ ﺑﻼﻏﺔ ﺑﻞ هﻮ آﺘﺎب ﺳﻬﻞ اﻟﻌﺒﺎرة وﻟﻜﻨّﻪ ﻧﺎﻓﻊ وﻣﻔﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮاﺿﻴﻊ دﻳﻨﻴّﺔ وأدﺑﻴّﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ وأﺧﻼﻗﻴّﺔ ،وﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر وﻋﺒﺮ وﻧﻮادر .وﻓﻴﻪ أﻳﻀًﺎ دروس ﻟﻠﺸﺒﺎب واﻟﺸﺎﺑّﺎت ،ﻟﻸب واﻷم واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﻟﻜ ّ ﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﻌﻪ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ !
اﻟﻤﺆﻟّﻒ
٥
اﻷم هﻲ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ ﺖ ﻟﻬﺎ آﺎﻟﺮوح ن اﷲ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﻚ ﻟﺘﻜﻮﻧﻲ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ .ﻓﺄﻧ ِ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷ ّم إ ّ ﻟﻠﺠﺴﻢ ،واﻟﻨﺒﺾ ﻟﻠﻘﻠﺐ ،واﻟﻀﻤﺎد ﻟﻠﺠﺮح .ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺧﺼّﻚ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺑﺼﻔﺎت ﻞ داء ،ﻓﻴﻚ اﻟﻨﻌﻮﻣﺔ ﺗﺘﻤﻴّﺰ ﻋﻦ ﺻﻔﺎت اﻷب .ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻚ ﺻﻴﺪﻟﻴّﺔ ﻓﻴﻬﺎ دواء ﻟﻜ ّ ﻟﺘﺪاوي ﺻﻼﺑﺔ زوﺟﻚ .ﻓﻴﻚ اﻟﻮداﻋﺔ ﻟﺘﺪاوي ﺣﺪّﺗﻪ ،ﻓﻴﻚ اﻟﺼﺒﺮ ﻟﺘﺪاوي ﺿﻴﻘﺎت ﺐ ﻟﺘﺴﺘﻌﺬﺑﻲ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﻣﺼﺎﺋﺒﻬﺎ ،ﻓﻴﻚ اﻟﺠﻠﺪ ﻟﻠﺴﻬﺮ واﻟﺠﻬﺎد ،ﻓﻴﻚ اﻟﺤ ّ ﺳﺒﻴﻞ أوﻻدك ،ﻓﻴﻚ اﻟﺤﻨﺎن ﻟﺘﻌﻄﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻬﻢ وﻧﻘﺎﺋﺼﻬﻢ. ﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻚ ﻋﺬوﺑﺔ ﻣﻈﻬﺮك ﻟﻄﺎﻓﺔ ورﻗﺔ ﻟﺘﻜﻮﻧﻲ ﻣﺴﺮّة اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،أﻧ ِ ﺐ آﺎﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﺎﻟﻘﻠﺐ ﻣﺼﺪر اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺤﺮآﺔ واﻟﻨﺸﺎط ،ﻣﺼﺪر اﻟﺤ ّ واﻟﺤﻨﺎن واﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﻣﺼﺪر اﻷﻓﺮاح واﻟﻤﺴﺮّات ،ﻓﺈذا ﻓﺴﺪ اﻟﻘﻠﺐ ،ﻓﺴﺪ ﻞ ﺣﺮآﺔ وهﻜﺬا إذا ﻓﺴﺪت اﻷ ّم ﻓﺴﺪت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻧﺘﻨﺖ اﻹﻧﺴﺎن آﻠّﻪ وﺗﻌﻄّﻠﺖ آ ّ ﺑﺮاﺋﺤﺔ اﻟﺨﺼﺎم واﻟﺒﻐﺾ واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺠﻌﻠﻲ ﻋﺎﺋﻠﺘﻚ ﺳﻌﻴﺪة ﺿﺎﺣﻜﺔ آﺰهﺮ اﻟﺮﺑﻴﻊ ،ﻋﺎﺑﻘﺔ ﺑﺄرﻳﺞ اﻟﻬﻨﺎء واﻟﺮﻏﺪ وذﻟﻚ ﺑﻨﺸﺎﻃﻚ وﻏﻴﺮﺗﻚ واﻗﺘﺼﺎدك وﺣﺒّﻚ وﻋﻨﺎﻳﺘﻚ وﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻚ، أﻧﺖ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ آﺒﺶ اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ،واﻟﺸﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮق ذاﺗﻬﺎ ﻟﺘﻨﻴﺮ ﻏﻴﺮهﺎ. ﻓﻼ ﺗﺨﺎﻓﻲ أن ﺗﺬﺑﻞ زهﺮة ﺟﻤﺎﻟﻚ ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﺘﻔﺘّﺢ ﺑﺠﻤﺎل إآﻠﻴﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .ﻻ ﺗﺤﺰﻧﻲ أن ﺗﺬهﺐ ﻧﻀﺎرة وﺟﻬﻚ ﻓﺈّﻧﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻮﻩ أوﻻدك .ﻓﺄﺟﻤﻞ ﺛﻮب ﺗﺘﺰﻳّﻨﻴﻦ ﺑﻪ هﻮ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻌﺎﺋﻠﺘﻚ .وأﺑﻬﻰ ﻣﻈﻬﺮ ﺗﻈﻬﺮﻳﻦ ﺑﻪ هﻮ اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻚ. إذا ﻋﺎد زوﺟﻚ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﻣﻀﻨﻮآًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺐ ،ارﺗﺎح ﺑﻠﻄﻔﻚ وﻋﻨﺎﻳﺘﻚ ﺑﻪ ،وإذا ﺛﻘﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ أﻋﺒﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺧﻔّﻔﻴﻬﺎ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎدك وﺗﺪﺑﻴﺮك إذا ﺧﺎﻧﻪ اﻟﺪهﺮ وأﻏﻠﻘﺖ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺠﻌًﺎ وﺣﺎﻓﺰًا ﻟﻠﺠﻬﺎد. أﺑﻮاب اﻟﻌﻤﻞ وأوهﻦ ﻋﺰﻳﻤﺘﻪ اﻟﻬ ّﻢ .وﺟﺪ ﻓﻴﻚ ﻣﺸ ّ
٦ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷ ّم ﻟﻴﻜﻦ هﻤّﻚ اﻟﻮﺣﻴﺪ راﺣﺔ زوﺟﻚ وﻋﺎﺋﻠﺘﻚ وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺮﺿﻴﻦ اﷲ ن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺗﻜﻠّﻔﻚ أﺗﻌﺎﺑًﺎ ﺑﺎهﻈﺔ وﺗﻀﺤﻴﺎت آﺜﻴﺮة ﻓﻼ ﺗﺒﺨﻠﻲ ﺑﻬﺎ وﺗﺨﻠّﺼﻴﻦ ﻧﻔﺴﻚ .إ ّ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻷﻧّﻪ هﻮ اﻟﺬي آﻠّﻔﻚ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻬﻤّﺔ وﺳﺘﻘﻔﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ أﻣﺎﻣﻪ راﻓﻌﺔ اﻟﺮأس ﻓﺨﻮرة ﺑﻤﺎ ﺗﻜﺒّﺪت ﻣﻦ اﻷﺗﻌﺎب واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﻤّﺔ ﻓﺘﺴﻤﻌﻴﻦ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ذاك اﻟﺼﻮت اﻟﻌﺬب اﻟﻤﻔﺮح :ادﺧﻠﻲ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ﺗﻨﻌّﻤﻲ ﺑﺴﻌﺎدﺗﻲ ﻓﺈﻧّﻲ أﻋﻄﻴﻚ ﺑﺪل اﻟﺠﺰء ﻣﻦ ﻞ اﻟﺘﻌﺐ ﻣﻠﻴﻮ ًﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاح واﻟﺴﻌﺎدة وﺑﺪﻗﻴﻘﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻌﺎدة ﺗﻨﺴﻴﻦ آ ّ أﺗﻌﺎﺑﻚ ،ﻓﺘﺒﺎرآﻴﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺗﻌﺎب اﻟﺘﻲ أوﺻﻠﺘﻚ إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺨﺎﻟﺪة .ﺗﺸﺠّﻌﻲ أﻳّﺘﻬﺎ ﻞ ﺻﺒﺮ وﻓﺮح. اﻷم وﺗﻤّﻤﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ وآﻠﻬﺎ اﷲ إﻟﻴﻚ ﺑﻜ ّ "ﺧﺒﺮ" ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس -اﺑﻦ ﺳﻴﺮاخ ﻓﺼﻞ ٣ ﻣﻦ اﺣﺘﺮم أﻣّﻪ ﻓﻬﻮ آﻤﺪﺧّﺮ اﻟﻜﻨﻮز. ﻞ ﻳﻮم. ﻣﻦ أآﺮم أﺑﺎﻩ وأﻣّﻪ ﻳﺴﺘﺠﺎب ﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﻼة آ ّ ن ﺑﺮآﺔ اﻷب ﺗﻮﻃّﺪ ﺑﻴﻮت اﻟﺒﻨﻴﻦ وﻟﻌﻨﺔ اﻷم ﺗﻘﻠﻊ أﺳﺴﻬﺎ ،ﻣﺬﻟّﺔ اﻷم ﻋﺎ ُر ﻟﻠﺒﻨﻴﻦ. ﻓﺈ ّ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻚ هﻔﻮات أﻣّﻚ ﺗَﺠﺰى ﺧﻴﺮًا. ب ﻳﻜﺮّم أﺑﺎﻩ وأﻣّﻪ. ﻣﻦ ﻳﺘّﻘﻲ اﻟﺮ ّ ب. ﻣﻦ ﻏﺎظ أﻣّﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻠﻌﻮن ﻣﻦ اﻟﺮ ّ اﻟﺮب أآﺮم اﻷب ﻓﻲ اﻷوﻻد وأﺛﺒﺖ ﺣﻜﻢ اﻷم ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﻦ ﻣﻦ أهﺎن أﺑﺎﻩ وأﻣّﻪ ﻖ أن ﺗﻘﻠﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻟﻐﺮﺑﺎن. ﻳﺴﺘﺤ ّ اﺗﻌﺎظ واﻟﺪ ﺑﻮﻟﺪﻳﻪ ﺧﺮج أب ﻟﻠﻨـﺰهﺔ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ اﺑﻨﻪ أﻧﻄﻮن وﺑﻴﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى اﺑﻨﺘﻪ أﻧﻄﻮاﻧﺎت ﻗﺎﺻًّﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻔﻜﺎهﺎت وهﻤﺎ ﻓﺮﺣﺎن ﻣﺴﺮوران ﻳﻄﺮﺣﺎن ﺷﺘّﻰ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ واﻟﺪهﻤﺎ وﻻ ﻳﺪﻋﺎن ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺮﻳﺎﻧﻪ دون أن ﻳﺴﺄﻻ واﻟﺪهﻤﺎ ﻋﻨﻪ ،إﻟﻰ أن ﻣﺮّوا ﺑﻌﻤّﺎل ﻳﺮﻣّﻤﻮن ﺟﺴﺮًا ﻧﺎﺻﺒﻴﻦ ﻋﻠﻤًﺎ أﺣﻤﺮ.
٧ ﻓﺴﺄل اﻟﻮﻟﺪان أﺑﺎهﻤﺎ :ﻣﺎ هﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء؟ ن هﻨﺎك ﺧﻄﺮًا آﺒﻴﺮًا ﻓﻴﻨﺘﺒﻪ ﻣﻦ ن هﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أ ّ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻤﺎ أ ّ ﻳﺮاﻩ ،ﻓﻼ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻨﻪ .أﻓﻬﻤﺘﻤﺎ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰَي ﻣﺎ هﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء؟ ﻓﺈذا رأﻳﺘﻤﺎهﺎ ن هﻨﺎك ﺧﻄﺮًا ﻓﺎﺑﺘﻌﺪا ﻋﻨﻪ – ﻧﺸﻜﺮك ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ ﻷﻧّﻚ ﻧﺒّﻬﺘﻨﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ. ﻓﺎﻋﻠﻤﺎ أ ّ وﺑﻌﺪ أن أآﻤﻠﻮا ﻧﺰهﺘﻬﻢ ﻋﺎدو إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ وﻓﻮر دﺧﻮﻟﻬﻢ اﻧﻔﺮد اﻟﻮﻟﺪان ﻳﺘﺸﺎوران ﻣﻨﻬﻤﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻋﺎدﺗﻬﻤﺎ وﻟﻢ ﺗﺒﺎل أﻣّﻬﻤﺎ ﺑﺎﻧﻬﻤﺎآﻬﻤﺎ ﺑﻞ واﺻﻠﺖ ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺸﺎء وأﻣّﺎ هﻤﺎ ﻓﺄﺧﺬا ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﺣﻤﺮاء ورﻓﻌﺎهﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺐ ووﺿﻌﺎهﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﻞ ﻟﻴﻠﺔ وآﺎن ﺑﻌﺪ أن أﻣﺎم ﻗﻨﻴﻨﺔ اﻟﻌﺮق اﻟﺘﻲ آﺎن واﻟﺪهﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻪ أن ﻳﺸﺮﺑﻬﺎ آ ّ ﺗﺪور ﺣﺪّﺗﻬﺎ ﻓﻲ رأﺳﻪ ﻳﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻣﺮأﺗﻪ ﻓﻴﺴﺒّﻬﺎ وﻳﺸﺘﻤﻬﺎ ﻓﺘﺄﺧﺬ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﻣﻊ وﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺮﺗﺠﻔﻴﻦ ﺧﺎﺋﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺻﺨﺐ اﻷب وﺗﻬﺪﻳﺪﻩ .ﻓﺒﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻨـﺰهﺔ ﻓﻜّﺮا ﻓﻲ أن ﻳﺤﺬّرا واﻟﺪهﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﻨﻴﻨﺔ اﻟﻌﺮق اﻟﺘﻲ هﻲ ﺧﻄﺮ آﺒﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻓﻮﺿﻌﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ وأﺧﺬا ﻳﺮاﻗﺒﺎن ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻣﺮ أﺑﻴﻬﻤﺎ .ﺗﻮﺟّﻪ اﻷب ﺣﺴﺐ ﻋﺎدﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﻟﻴﺄﺗﻲ ﺑﻘﻨﻴﻨﺔ اﻟﻌﺮق ،وﻟﺸ ّﺪ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ دهﺸﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎهﺪ اﻟﻌﻠﻢ اﻷﺣﻤﺮ أﻣﺎﻣﻬﺎ وﺑﻬﺖ ﻳﻔﻜّﺮ ﻓﺘﺬآّﺮ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻮﻟﺪﻳﻪ ﻣﻨﺬ هﻨﻴﻬﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ وآﻢ ﺣﺮّﺿﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻴﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻤﺮاء .وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ُﺑﺪّ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن وﻟﺪاي ﻓﻌﻼ هﺬا ﻷﻧّﻲ رأﻳﺘﻬﻤﺎ ﻣﺮﺗﺒﻜﻴﻦ .ﻓﺘﺮك اﻟﻘﻨﻴﻨﺔ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ وراح ﻳﺴﺄل وﻟﺪﻳﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ .ﻓﺄﺟﺎﺑﺎﻩ ﺧﺎﺋﻔﻴﻦ ﺖ أﻧﺖ ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ ﺣﺮّﺿﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺗﺒﻜﻴﻦ :أﻟﺴ َ ن هﻨﺎك ﺧﻄﺮًا؟ ل ﻋﻠﻰ أ ّ ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻤﺮاء ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺪ ّ وأي ﺧﻄﺮ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﻄﺮ .وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ وﺣﺪك وﻋﻠﻰ أﻣّﻨﺎ .آﻢ ﻣﺮّة رأﻳﻨﺎ أﻣّﻨﺎ ﺗﺒﻜﻲ؟ آﻢ ﻣﺮّة ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺪﻣﻮع وﺣﺰن ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰَي ﻣﺎ ﻳﻜﻮن أﺗﻌﺴﻜﻤﺎ وأﺷﻘﺎآﻤﺎ إذا ﺑﻘﻲ أﺑﻮآﻤﺎ ﻳﺸﺮب اﻟﻌﺮق! ! واﻧﻬﻤﺮت دﻣﻮع اﻟﻮﻟﺪﻳﻦ وﻣﺎ ﻋﺎد أﻣﻜﻨﻬﻤﺎ اﻟﺘﻜﻠّﻢ. ﻻ ﻳﺸﺮب اﻟﻌﺮق ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .وﻣﻦ ﺛ ّﻢ ﻓﺘﺄﺛّﺮ اﻟﻮاﻟﺪ وﻋﺎﻧﻘﻬﻤﺎ ﻓﺮﺣًﺎ ﺑﺬآﺎﺋﻬﻤﺎ ووﻋﺪهﻤﺎ ﺑﺄ ّ ﻞ ﻣﺴﺎء ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﺗﺤﻮّﻟﺖ ﻋﻴﺸﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ هﻨﺎء ورﻏﺪًا وﻧﻌﻴﻤًﺎ .وأﺧﺬ ذاك اﻷب آ ّ ﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻌﺮق ﻳﺠﻠﺲ ﻗﺮب وﻟﺪﻳﻪ ﻳﺤﺎدﺛﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﺑﺪ ً وﻳﻼﻋﺒﻬﻤﺎ ﺷﺎﻋﺮًا ﺑﻠﺬّة ﺗﻔﻮق ﻟﺬّة اﻟﻌﺮق!
٨ "ﺧﺒﺮ" ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺠﻨﻮن ﺴﺮّ ﺑﺄﻗﻮال ﻣﺠﻨﻮن ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻣﺮ زار ﻣﻠﻚ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ وراح ﻳﺘﺤﺪّث إﻟﻴﻬﻢ ﻓ ُ ﺑﺈﻋﺪاد ﻃﺎوﻟﺔ ﻳﺸﺮب آﺄس ﻋﺮق ﻣﻊ ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ .ﺛ ّﻢ أﺧﺬ ﻼ :أﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻮﻻي اﻟﻤﻠﻚ ﺗﺸﺮب ﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻨﻮن ﺑﺄن ﻳﺸﺮب ﻓﺎﻋﺘﺬر ﻗﺎﺋ ً ﺑﺎﻟﺸﺮب وأﻟ ّ ﻋﺮﻗًﺎ ﻟﺘﺼﻴﺮ ﻣﺠﻨﻮﻧًﺎ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﺄﻧﺎ إذا ﺷﺮﺑﺖ ﻓﻤﺜﻞ ﻣﻦ أﺻﻴﺮ؟ ﻓﺪُهﺶ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻤﺠﻨﻮن واﺗﻌﻆ ﺑﻬﺎ .ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺷﺮب اﻟﻌﺮق ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻠّﻬﺎ. اﻟﻤﻴﻼد اﻟﻤﺠﻴﺪ اﻟﻤﺠﺪ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼ وﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺴﻼم ﻣﻨﺬ أﻟﻔﻲ ﺳﻨﺔ ﺑﺸّﺮت اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺳﻜﺎن اﻷرض ﺑﺎﻟﺴﻼم .وﻣﻨﺬ أﻟﻔﻲ ﺳﻨﺔ ﺳﻤﻊ اﻟﺒﺸﺮ آﻠﻤﺔ اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺬﺑﺔ اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻧﺮى اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم ﻳﻔﺘّﺶ ﻋﻦ اﻟﺴﻼم وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﻬﻔﺔ وﺷﻮق آﺄﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ. ﻧﺮى اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب واﻟﺪول ﺗﻌﻘﺪ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات ﻷﺟﻞ اﻟﺴﻼم .ﻓﺎﻟﺴﻼم ﻻ ﻳﺴﺘﻘ ّﺮ ﻻ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹﺧﻮّة اﻟﺘﻲ ﻋﻠّﻤﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع أي أن ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻏﻴﺮﻩ آﺄخ ﻟﻪ إّ وﻳﻌﺎﻣﻠﻪ آﺄخ وﻳﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﺪﻋﻮن أﻧّﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﻧﺸﺮ اﻹﺧﻮّة ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﻟﻜﻨّﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪون ﻋﻨﻬﺎ ﺑُﻌﺪ ن اﻷﺧﻮّة أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﻤﺤﺒّﺔ وﻣﺴﺎواة اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺄﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻷرض ﻋﻦ اﻟﺴﻤﺎء .ﻷ ّ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق .ﺣﻘّﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﻳّﺔ .ﺣﻘّﻪ ﻓﻲ دﻳﻨﻪ اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺎح إﻟﻴﻪ ﺿﻤﻴﺮﻩ .ﺣﻘّﻪ ﻓﻲ أوﻻدﻩ وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ .ﺣﻘّﻪ ﻓﻲ إﺑﺪاء رأﻳﻪ .وهﺬﻩ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻳﺤﺮﻣﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﻬﺎ. ﻓﺎﻹﺧﻮّة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺑﺸّﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻣﻨﺬ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻴﻼدﻩ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت .ﺑﺸّﺮ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ .ﻓﻘﺪ ﺁﺧﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻲ ﺻﺎر ﻓﻘﻴﺮًا ﻷﺟﻞ أي ﺻﺎر إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻣﺜﻠﻪ وهﻮ اﻹﻟﻪ ﻣﺒﺪع اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت .هﻮ اﻟﻐﻨ ّ اﻹﻧﺴﺎن .هﻮ اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﻲ ﺻﺎر وﺿﻴﻌًﺎ ﺣﻘﻴﺮًا ﻷﺟﻞ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ،هﻮ ﻏﻴﺮ
٩ اﻟﻤﺎﺋﺖ ﺻﺎر ﻣﺎﺋﺘًﺎ ﻷﺟﻞ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ،هﻮ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ﺻﺎر ﻣﺘﺄّﻟﻤًﺎ ﻷﺟﻞ أﺧﻴﻪ ي اﻟﺠﺒّﺎر ﺻﺎر ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻷﺟﻞ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن. اﻹﻧﺴﺎن ،هﻮ اﻟﻘﻮ ّ ن اﻟﻨﺎس آﻠّﻬﻢ إﺧﻮة ﻟﻬﻢ أب واﺣﺪ ﻓﻲ وﺧﻼﺻﺔ إﻧﺠﻴﻞ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻹﻟﻬﻲ هﻲ أ ّ اﻟﺴﻤﺎء هﻮ اﷲ .ﻓﻘﺪ ﻗﺎل :ﺻﻠّﻮا هﻜﺬا :أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات ...آﻠّﻜﻢ إﺧﻮة أﺑﻮآﻢ واﺣﺪ هﻮ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .ﻓﺈذا آﺎن اﻟﺒﺸﺮ آﻠّﻬﻢ إﺧﻮة ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﻴﺸﻮا آﺎﻹﺧﻮة. ﻓﺎﻹﺧﻮة ﻳﺤﺒّﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ وﻳﺴﺎﻋﺪون ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺷﺎب ﻣﺎذا أﺻﻨﻊ ﻷرث ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء؟ أﺟﺎﺑﻪ :أﺣﺒﺐ إﻟﻬﻚ ...وأﺣﺒﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ آﻨﻔﺴﻚ أي أﺣﺒﺐ أﺧﺎك اﻹﻧﺴﺎن .ﺳﺄل ﺷﺎب ﺁﺧﺮ :أي وﺻﻴّﺔ أﻋﻈﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﻣﻮس؟ أﺟﺎﺑﻪ: ب إﻟﻬﻚ ...واﻟﻮﺻﻴّﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻬﻬﺎ هﻲ أن ﺐ اﻟﺮ ّ اﻟﻮﺻﻴّﺔ اﻷوﻟﻰ هﻲ أن ﺗﺤ ّ ﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ آﻨﻔﺴﻚ .ﻓﺎﻷﺧﻮّة اﻟﺘﻲ ﻋﻠّﻤﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻣﺆﺳّﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺒّﺔ .ﻓﺈذا ﺗﺤ ّ ﺐ اﻹﻧﺴﺎن أﺧﺎﻩ اﻹﻧﺴﺎن آﻨﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻳﻬﻀﻢ ﺣﻘﻮﻗﻪ ،ﻻ ﺣﺮﻳّﺘﻪ وﻻ آﺮاﻣﺘﻪ وﻻ أﺣ ّ ﻳﺘﻌﺪّى ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ وﻻ ﻋﻠﻰ رزﻗﻪ ،وﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ،وﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺴﻼم اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻲ" "أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻹﻟﻬ ّ ن اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻴﻮم ﺗُﻐﻠﻖ أﺑﻮاب ﻋﻘﻠﻬﺎ وﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻮﺟﻬﻚ .ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﺎ. إّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻴﻮم – ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻠﻚ هﻴﺮودس اﻟﺸﺮّﻳﺮ – ﺗﺮﻳﺪ ﻗﺘﻠﻚ .ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻬﺎ وﺳﺎﻣﺤﻬﺎ. اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻴﻮم ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻞ اﻟﻀﻼل واﻷوهﺎم .ﻓﺄﺷﺮق ﻧﻮرك ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻤﺎ أﺷﺮﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻋﺎة! اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻴﻮم ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ دﺳﺘﻮر ﻳﻘ ّﺮ اﻟﺴﻼم ،ﻓﺄﺷﺮق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻮر إﻧﺠﻴﻠﻚ! أﺷﺮق ﻧﺠﻤﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻮك اﻷرض آﻤﺎ أﺷﺮﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻮس ،ﻓﻴﻬﺘﺪوا إﻟﻴﻚ! ﻖ واﻟﺤﻴﺎة .أﻧﺖ ﻣﺤﺒّﺔ وﺣﻨﺎن وﺷﻔﻘﺔ .أﻧﺖ ﻣﻐﻔﺮة أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ أﻧﺖ اﻟﻄﺮﻳﻖ واﻟﺤ ّ وﻣﺴﺎﻣﺤﺔ .أﻧﺖ ﻧﻮر وﺿﻴﺎء وهﺪى. ﺲ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻚ. أﻧﺖ اﻟﻔﺎدي واﻟﻤﺨﻠّﺺ واﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺄﻣ ّ
١٠ هﻞ ﺗﺮآﻊ اﻷﺷﺠﺎر؟ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ﻞ اﻟﻠﻴﻞ أﻣﺎم اﻟﺒﺎب. اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،أﻣّﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻐﻄﺎس ﺗﺸﻌﻞ ﻣﺼﺒﺎﺣًﺎ آ ّ ن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺠﻴﻨﺔ ﺗﺨﺘﻤﺮ رﻏﻢ ﺑﺮودة وﺗﻀﻊ ﻋﺠﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻏﺼﻦ ﺷﺠﺮة واﻟﻐﺮﻳﺐ أ ّ ن اﻷﺷﺠﺎر ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻐﻄﺎس ﺗﺮآﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻴﻞ .وآﺎﻧﺖ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ،ﻟـﻤّﺎ آﻨّﺎ ﺻﻐﺎرًا ،أ ّ ب ﻳﺴﻮع. ﻣﺮور اﻟﺮ ّ ﻞ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ؟ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ آ ّ ن اﻟﻤﺼﺒﺎح ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺬي هﺪى اﻟﻤﺠﻮس إﻟﻰ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،إ ّ اﻟﻤﻐﺎرة ﺣﻴﺚ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع – ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ أن ﻧﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وأﻋﻤﺎﻟﻨﺎ – ﻣﺼﺒﺎﺣًﺎ وﻧﺠﻤًﺎ ﻳﻬﺪي اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻳﺴﻮع .واﻟﻌﺠﻴﻨﺔ ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﺧﻤﻴﺮة اﻟﺒﺮآﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺴﺘﻤ ّﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺑﺪء هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة أن ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ب ﻳﺴﻮع ﻓﻬﻲ ﻗﺪ وﻋﺎﺋﻼﺗﻨﺎ .وأﻣّﺎ ﻗﺼّﺔ رآﻮع اﻷﺷﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﻣﺮور اﻟﺮ ّ ن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻟـﻤّﺎ ﺗﻜﻮن ﺗﻘﻠﻴﺪًا ﺗﻨﺎﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ رﻣﺰًا ﻋﻦ رواﻳﺔ هﻲ أ ّ هﺮب ﺑﻪ أﺑﻮاﻩ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺣﺴﺐ أﻣﺮ اﻟﻤﻼك ﻓﻌﻨﺪ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ اﻷﺻﻨﺎم أﻣﺎﻣﻪ! أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات... ﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة؟ هﻞ ﺗﺘﺄﻣّﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ن ﻣﻦ ﺗﻨﺎدﻳﻪ أﺑﻲ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات هﻮ اﷲ؟ هﻞ ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺄ ّ ﻖ ن اﷲ هﻮ أﺑﻮك وأﻧﺖ اﺑﻦ اﷲ وﻟﻚ ﺣ ّ ﻻ أﻇﻨّﻚ ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺬﻟﻚ!! ﻓﻠﻮ آﻨﺖ ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺄ ّ ﻓﻲ ﻣﻴﺮاﺛﻪ اﻟﺴﻤﺎويّ ،ﻟﻤﺎ آﻨﺖ ﺗﻌﻴﺶ آﻤﺎ ﺗﻌﻴﺶ اﻵن! ﻲ هﻮ ﻣﺴﻜﻦ أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ، ن ﻣﺴﻜﻨﻚ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ ن اﷲ أﺑﻮك وﺑﺄ ّ ﻟﻮ آﻨﺖ ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺄ ّ ﻟﻜﻨﺖ ﺗﺰهﺪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷرض وﻓﻲ ﺧﻴﺮاﺗﻬﺎ ،وﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﺄﻓﻜﺎرك وﻗﻠﺒﻚ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻣﻘ ّﺮ ي! أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ن اﷲ هﻮ أﺑﻮك ،ﻟﻜﻨﺖ ﺗﺤﺴﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻏﻨﻴًّﺎ ﺳﻌﻴﺪًا وﻟﻮ آﻨﺖ ﻓﻘﻴﺮًا ﻟﻮ آﻨﺖ ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺄ ّ ﻣﺘﺄّﻟﻤًﺎ ،وﺗﻌ ّﺪ ﻧﻔﺴﻚ رﻓﻴﻌًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ وﻟﻮ آﻨﺖ ﻣﻨﺴﻴًّﺎ ﻣﻬﻤﻼً ،وﺗﻌ ّﺪ أﻳّﺎﻣﻚ ﻓﻲ هﺬﻩ
١١ ﺳ َﻔﺮًا إﻟﻰ ﻧﻌﻴﻢ أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ ،وﻟﻜﻨﺖ ﺗﺨﺎﻃﺐ اﷲ داﺋﻤًﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻃﻒ :أﺑﻲ اﻟﺤﻴﺎة َ ﻲ ي .أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ أﻧﺎ أﺷﺘﺎق إﻟﻰ ﻣﺸﺎهﺪﺗﻚ .أﺷﺘﺎق إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻘﺮﺑﻚ وﺑﺤﺒّﻚ اﻷﺑﻮ ّ ﻼ :أﺑﻲ ﻧﺤﻦ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﺒﺸﺮ أوﻻدك ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻚ إﻳﻤﺎﻧًﺎ واﺣﺪًا ﻞ إﻟﻰ أﺑﻴﻚ ﻗﺎﺋ ً ﺻﱢ وﻧﻌﺘﺮف ﺑﻚ اﻋﺘﺮاﻓًﺎ واﺣﺪًا .أﺑﻲ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻊ آﺎﻓّﺔ إﺧﻮﺗﻨﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ واﺣﺪًا ﻓﻲ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﺑﻚ ،واﺣﺪًا ﻓﻲ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺣﺪًا ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ أﺳﺮارك اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ. أﺑﻲ اه ِﺪ إﻟﻴﻚ إﺧﻮﺗﻨﺎ اﻟﺒﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻨﻚ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺮﻓﻮك وﻳﻤﺠّﺪوك. أﺑﻲ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻧﺤﻦ اﻟﺒﺸﺮ أﻧّﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ إﺧﻮة وأﻧﺖ أﺑﻮﻧﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ آﺈﺧﻮة أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻴﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺘﻴﻦ وﺑﺤﻀﺮﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. "ﺧﺒﺮ" ﻲ ﻳﻬﺘ ّﻢ ﺑﺒﻨﺎء آﻨﻴﺴﺔ وآﺎﻧﺖ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات ﺗﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ آﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻓﻢ اﻟﺬهﺒ ّ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .ﻓﻘﺪّﻣﺖ ﻟﻪ اﻣﺮأة ﻓﻘﻴﺮة ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺻﻐﻴﺮة ﻓﺮﻓﻀﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﻔﻘﺮ ﺖ ﺖ ﻟﺴ ُ ﻼ ﻟﻬﺎ :أﻧﺖ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ﻓﻘﻴﺮة ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﻣﺴﺎﻋﺪة .ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ :ﻻ ﻳﺎ أﺑ ِ اﻟﻤﺮأة ﻗﺎﺋ ً ﻲ أﻧﺎ اﺑﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ ،أﻧﺎدﻳﻪ ﻓﻘﻴﺮة ﺑﻞ أﻧﺎ ﻏﻨﻴّﺔ ﺟﺪًّا ﻷﻧّﻲ اﺑﻨﺔ ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ وﻏﻨ ّ ﻞ ﻳﻮم ﺑﺼﻼﺗﻲ أﺑﻲ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات .ﻓﺘﻌﺠّﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﻦ إﻳﻤﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة! آّ ﺣﻴﻠﺔ اﺑﻦ ﻋﻠﻰ أﺑﻴﻪ ﻲ ﺑﺤﻴﻠﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ان ﻳﻨﺒّﻪ أﺑﺎﻩ ﻋﻠﻰ إهﻤﺎﻟﻪ واﺟﺒﺎﺗﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ .ﻓﺄﺧﺬ أراد ﺷﺎب ﺗﻘ ّ ﻳﺨﺎﻟﻒ أواﻣﺮ أﺑﻴﻪ وﻻ ﻳﺴﻤﻊ آﻼﻣﻪ وﻻ ﻳﻄﻴﻌﻪ وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﺠﺎوﺑﻪ ﺟﻮاﺑًﺎ ﺟﺎﻓًّﺎ .ﻓﺪُهﺶ اﻷب ﻣﻦ اﻧﻘﻼب اﺑﻨﻪ وﺗﻐﻴﻴﺮ أﻃﺒﺎﻋﻪ وأﺧﻼﻗﻪ وﺗﻜﺪّر أي ﺗﻜﺪﻳﺮ وﺣﺰن أي ﺣﺰن. آﺎن اﺑﻨﻪ ﻣﻄﻴﻌًﺎ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ﺳﻤﻴﻌًﺎ ﺧﻀﻮﻋًﺎ ﻣﺤﺘﺮﻣًﺎ ﻟﻪ ﻳﻠﺒّﻲ أواﻣﺮﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻳﺘﻤّﻢ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﺮﻏﺒﺔ. ﻓﻘﺎل اﻷب ﻻﺑﻨﻪ ﻟﻤﺎذا :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ﺗﻐﻴّﺮت هﺬا اﻟﺘﻐﻴّﺮ واﻧﻘﻠﺒﺖ هﺬا اﻻﻧﻘﻼب؟ ﻓﻤﺎ ت ﺗﻄﻴﻌﻨﻲ وﻻ ﺗﺤﺘﺮم أﻗﻮاﻟﻲ وﻻ ﺗﺴﻤﻊ آﻼﻣﻲ .أﺟﺎب اﻻﺑﻦ :ﻟﻤﺎذا أﻟﺘﺰم أﻧﺎ ﻋﺪ َ ﺑﺄن أﻃﻴﻌﻚ وأﺳﻤﻊ آﻼﻣﻚ؟ ﺗﻠﺘﺰم أن ﺗﻄﻴﻌﻨﻲ وﺗﺴﻤﻊ آﻼﻣﻲ ﻷﻧّﻲ أﻧﺎ أﺑﻮك وﻗﺪ ﺿﺤّﻴﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ وﺗﻌﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺘﻚ!
١٢ ﺖ أﻧﺖ ﻣﻠﺘﺰﻣًﺎ أن ﺗﻄﻴﻊ اﷲ ﻷﻧّﻪ إذا آﻨﺖ أﻧﺎ ﻣﻠﺘﺰﻣًﺎ أن أﻃﻴﻌﻚ ﻷﻧّﻚ أﺑﻲ! أﻟﺴ َ أﺑﻮك اﻟﺴﻤﺎويّ؟ ﻓﻬﺎ أﻧﺖ ﻻ ﺗﺤﺘﺮم أﻗﻮاﻟﻪ وﻻ ﺗﻄﻴﻊ أواﻣﺮﻩ وﻻ ﺗﺘﻤّﻢ واﺟﺒﺎﺗﻚ ﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ! ﺢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ﺣﺘّﻰ دﻣﻪ اﻹﻟﻬ ّ ﻧﺤﻮﻩ .أﻟﻢ ﻳﺨﻠﻘﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم؟ أﻟﻢ ﻳﻀ ﱢ ﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،اﻟﺸﻤﺲ ﻟﺘﻨﻴﺮك واﻟﻬﻮاء ﻟﻴﻨﻌﺸﻚ واﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ أﻟﻢ ﻳﺴﺨّﺮ ﻟﺨﺪﻣﺘﻚ آ ّ واﻷﺷﺠﺎر واﻟﻄﻴﻮر واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت؟ ﻓﺈذا آﺎن ﻳﺤﺰﻧﻚ ﻋﺪم ﻃﺎﻋﺘﻲ ي ﻣﻦ ﻋﺪم ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻟﻪ. ﻟﻚ ،أﻣﺎ ﻳﺤﺰن أﺑﻮك اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻧﺠﺤﺖ ﺣﻴﻠﺔ اﻻﺑﻦ ،إذ ﺗﺄﺛّﺮ اﻷب ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﻼم ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﻋﻤﻴﻘًﺎ ورﺁﻩ ﺻﻮاﺑﻴًّﺎ .وﻣﻦ ﻞ ﺗﺪﻗﻴﻖ .وﻋﺎد اﻻﺑﻦ ﻳﻄﻴﻊ أﺑﺎﻩ وﻳﻜﺮّﻣﻪ. ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ أﺧﺬ ﻳﺘﻤّﻢ واﺟﺒﺎﺗﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ ﺑﻜ ّ "ﺧﺒﺮ" ﻟﻢ أﺟﺪ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ آﺎن ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﻣﺼﻄﻔﻰ آﻤﺎل أﺗﺎﺗﺮك ﺳﻨﺔ ١٩٣٨ﺑﻨﺎت ﺿﺒّﺎط ﻣﺎﺗﻮا ﻓﻲ ﻦ إﻟﻰ ﻣﻌﻠّﻤﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ .أﺛﻨﺎء ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ ﻓﺘﺢ آﺘﺎب ﺻﻠﻮاﺗﻬﺎ ﻓﻌﺜﺮ اﻟﺤﺮب .ﻓﻮآﻞ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬ ّ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺮأهﺎ ﺑﺄﺷ ّﺪ اﻹﻋﺠﺎب .ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻬﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﻠّﻤﻲ ﺗﻠﻤﻴﺬاﺗﻚ اﻟﻴﺘﻴﻤﺎت اﻟﺼﻼة اﻟﺮﺑﻴّﺔ ﺗﻔﺮﺿﻲ ﻋﻠﻴﻬ ّ ﻦ ﺗﻼوﺗﻬﺎ وآﻞ ﻳﻮم .ﻓﺈﻧّﻲ ﻟﻢ أﺟﺪ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ! وﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳّﺎم ﺧﺘﻦ اﻟﺼﺒﻲ ودﻋﻲ اﺳﻤﻪ ﻳﺴﻮع آﺎن اﻟﺨﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺷﺮﻳﻌﺔ أﻣﺮ ﺑﻬﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻏﺎﻳﺔ اﷲ ﻣﻦ وﺿﻊ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻟﺨﺘﺎن هﻲ: .١أن ﻳﻤﻴّﺰ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺑﻘﻴّﺔ اﻟﺸﻌﻮب. ن إﻟﻬﻬﻢ ﺺ ذاك اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻪ ﻟﻴﻌﺮف ﺑﺎﺳﻤﻪ .ﻓﻜﺎن أﻋﺪاؤهﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن :إ ّ .٢أن ﻳﺨﺘ ّ ي ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ. ﻗﻮ ّ .٣أن ﻳﺘﺒﻨّﻰ ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﺐ :أﻧﺘﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮن ﻟﻲ ﺑﻨﻴﻦ وأﻧﺎ أآﻮن ﻟﻜﻢ أﺑًﺎ.
١٣ .٤أن ﻳﻜﻮن اﻟﺨﺘﺎن رﻣﺰ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ واﻵﺛﺎم .ﻓﻜﺎن اﻟﺨﺘﺎن ﻣﻊ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ن اﻟﻨﺎر ﺗﻄﻬّﺮ اﻟﺬهﺐ ﻣﻦ اﻷوﺳﺎخ آﺬﻟﻚ واﻟﺘﻮﺑﺔ ﻳﻄﻬّﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ واﻵﺛﺎم .وآﻤﺎ أ ّ ﺁﻻم اﻟﺨﺘﺎن آﺎﻧﺖ ﻣﻊ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﺗﻄﻬّﺮ ﻣﻦ أوﺳﺎخ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ. ن ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻘﺒﻮﻟﻪ اﻟﺨﺘﺎن ﻇﻬﺮ ﺑﺼﻮرة اﻟﺨﺎﻃﺊ اﻟﻤﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻣﻊ إّ ﻼ ﻟﻠﺘﻮاﺿﻊ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﺎهﺮﻧﺎ ﻗﺪاﺳﺔ وﺑﺎﻃﻨﻨﺎ أﻧّﻪ ﻗﺪّوس اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ .ذﻟﻚ ﻟﻴﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﺜ ً ﺧﻄﻴﺌﺔ! ﻳﺴﻮع ﻻ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺄن ﻳﻄﻴﻊ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻟﺨﺘﺎن ،وﻣﻊ ذﻟﻚ أﻃﺎع هﺬﻩ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻼ آﻲ ﻧﻄﻴﻊ ﺷﺮاﺋﻊ اﷲ. ﻟﻴﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﺜ ً ﻳﺴﻮع ﺗﺤﻤّﻞ ﻋﺎر اﻟﺨﺘﺎن وﺁﻻﻣﻪ ﻟﻴﻌﻔﻴﻨﺎ ﻣﻨﻪ .وأﻗﺎم اﻟﻌﻤﺎد ﻣﻜﺎن اﻟﺨﺘﺎن ﻟﻴﺨﻠّﺼﻨﺎ ن اﻟﺨﺘﺎن هﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺟﺮاﺣﻴّﺔ ﺗﺆﻟﻢ اﻟﻄﻔﻞ آﺜﻴﺮًا. ﻣﻦ ﺧﺘﺎﻧﺔ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ،ﻷ ّ ﺑﺎﻟﺨﺘﺎن أهﺮق ﻳﺴﻮع ﺟﺰءًا ﻣﻦ دﻣﻪ ﻋﺮﺑﻮﻧًﺎ ﻟﻔﺪاﺋﻨﺎ .وﻟـﻤّﺎ آﺒﺮ أهﺮق دﻣﻪ آﻠّﻪ ﻼ ﻟﻔﺪاﺋﻨﺎ. ﺛﻤﻨًﺎ آﺎﻣ ً ﻼ ﻳﻔﻜّﺮ ﻓﻴﻨﺎ وﻳﺘﺄﻟّﻢ ﻷﺟﻠﻨﺎ .وﻧﺤﻦ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ واﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻳﺴﻮع ﻣﻨﺬ آﺎن ﻃﻔ ً واﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ وﻻ ﻧﻔﻜّﺮ ﺑﻴﺴﻮع وﻻ ﻧﺘﺄﻟّﻢ ﻷﺟﻠﻪ. ب ﻳﺴﻮع ﻟﺘﺬآّﺮﻧﺎ ﺑﺂﻻم ﺧﺘﺎﻧﺘﻪ وﻟﺘﻄﺒﻊ ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻗﺪ رﺗّﺒﺖ ﻋﻴﺪًا ﻟﺨﺘﺎﻧﺔ اﻟﺮ ّ ن اﻷﻟﻢ ﻗﺪّﺳﻪ ﻳﺴﻮع ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ وأﺣﺒّﻪ ﻷﺟﻠﻨﺎ. ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﻟﻢ وﻣﺤﺒّﺔ اﻷﻟﻢ .ﻷ ّ ﻞ – أن ﻧﺤﺘﻤﻞ اﻷﻟﻢ ﻷﺟﻞ ﻳﺴﻮع إذا آﻨّﺎ ﻻ ﻧﺤﺒّﻪ آﻤﺎ أﺣﺒّﻪ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ – ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻷﺟﻠﻨﺎ. ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤ ّ ن هﺬا اﻻﺳﻢ ﻗﺪ ﺐ ﻳﺴﻮع وﻧﺮدّد اﺳﻤﻪ اﻟﻌﺬب ﻓﻲ ﻓﻤﻨﺎ وﻗﻠﺒﻨﺎ .ﻷ ّ أﻋﻄﻲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻼك اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﺴﻴّﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء :وﺗﺪﻋﻴﻦ اﺳﻤﻪ ﻳﺴﻮع .وﻣﻌﻨﻰ ﻳﺴﻮع "ﻣﺨﻠّﺺ" واﻟﻤﺨﻠّﺺ ﻗﺪ وُﻟﺪ ﻷﺟﻠﻨﺎ .آﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻤﻼك ﻟﻠﺮﻋﺎة :هﺎ أﻧﺎ أﺑﺸّﺮآﻢ ﺑﻔﺮح ﻋﻈﻴﻢ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ .ﻷﻧّﻪ ﻗﺪ وُﻟﺪ ﻟﻜﻢ اﻟﻴﻮم ﻣﺨﻠّﺺ. وﻟﻨﺘّﺨﺬ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﺳﻢ ﻳﺴﻮع دﺳﺘﻮرًا ﻟﺤﻴﺎﺗﻨﺎ. ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﻧﺸﺘﻐﻞ وﻧﻜ ّﺪ وﻧﺘﻌﺐ .ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﻧﻌﻴﺶ ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ واﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻣﻊ أﺧﻴﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎن. ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﻧﺠﺎهﺮ وﻧﻌﻠﻦ أﻧّﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﻮدﻩ. اﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﻧﻨﺸﺮﻩ ﺑﺤﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ واﺳﺘﻘﺎﻣﺔ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ وﺻﺪق ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻨﺎ.
١٤ ﻞ ﺷﻲء ﺣﺘّﻰ ﺑﺤﻴﺎﺗﻨﺎ .اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ ﻷﺟﻞ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع – إذا اﻗﺘﻀﻰ – ﻧﻀﺤّﻲ ﺑﻜ ّ ﻧﺒﺎدل ﺑﻬﺎ ﻳﺴﻮع هﻲ ﻣﺤﺒّﺔ اﻟﻘﺮﻳﺐ. "ﺧﺒﺮ" ﻣﺤﺒّﺔ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻲ ﺑﺎﺧﺮة ﺣﺎﻣﻠﺔ ٦٨ ﻓﻲ ٩ﻧﻴﺴﺎن ١٩٣٣رآﺐ اﻷﺳﻘﻒ ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺮﺳﻮﻟ ّ راآﺒًﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺛﻼث راهﺒﺎت ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻃﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺧﺮة ﺧﻠﻞ وﺷﺮﻋﺖ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ .ﻓﺄﻧﺰﻟﻮا ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺧﺮة ﻣﺮاآﺐ اﻟﻨﺠﺎة واﻗﺘﺮﺣﻮا ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻘﻒ أن ﻞ واﺣﺪ ﻻ أن ﺗﻨﺠﻮا اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ﻓﻔﻌﻠﻮا وﺑﻘﻲ ﻣﺤ ّ ﻳﺮآﺐ أﺣﺪهﺎ .ﻳﺠﺐ أ ّو ً ﻓﺮﺿﻲ ﺛ ّﻢ رأى ﺷﺎﺑًﺎ ﻓﺼﺎح ﺑﻪ ﺧﺬْ ﻣﺤﻠﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ رﺑﻲ أﻣّﺎ أﻧﺖ ﻓﺨﻠّﺺ ﻦ إﻟﻰ ﻣﺮآﺐ ﻧﻔﺴﻚ وﺟﺴﺪك وﺗﺮك ﻣﺤﻠّﻪ ﻟﻠﺸﺎب .وآﺎﻧﺖ اﻟﺮاهﺒﺎت اﻟﺜﻼث ﻗﺪ ﻧﺰﻟ َ ﻦ ﻟﻬﻢ ﻧﺤﻦ ﻻ ﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺒّﺎن ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﺎﺧﺮة ﻣﻬﺪّدﻳﻦ ﺑﺎﻟﻐﺮق ﻓﻘﻠ َ اﻟﻨﺠﺎة ﻓﺮأﻳ َ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﺎ أﺣﺪ أﻣّﺎ أﻧﺘﻢ ﻓﺘﻨﺘﻈﺮآﻢ ﻋﺎﺋﻼﺗﻜﻢ ،ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻏﺎﺻﺖ اﻟﺒﺎﺧﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ وﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮهﺎ اﻟﺮاهﺒﺎت اﻟﺜﻼث واﻷﺳﻘﻒ راﻓﻌًﺎ ﻳﺪﻩ ﻟﻴﺒﺎرك اﻟﻨﺎﺟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاآﺐ وﻗﺪ وﺻﻠﺖ اﻟﻤﻴﺎﻩ إﻟﻰ ﺻﺪرﻩ. هﻞ ﺗﻔﻜّﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺮﻳﺾ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻷﻟﻢ؟ إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻟﻢ ﻧﻈﺮة دﻧﻴﻮﻳّﺔ ،ﻧﻈﺮة ﻏﻴﺮ دﻳﻨﻴّﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺤﺘﻤﻞ اﻷﻟﻢ .ﺑﻞ ﻞ اﻹﻧﺴﺎن .وأﻣّﺎ إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻟﻢ ﻧﻈﺮة دﻳﻨﻴّﺔ، ﻧﻌﺘﺒﺮﻩ ﻣﻦ أآﺒﺮ اﻟﺸﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﺤ ّ ﻼ آﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ اﷲ إﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻷﻟﻢ ﻣﻦ أﻧﻔﻊ اﻷﻣﻮر ﻟﻺﻧﺴﺎن .اﻷﻟﻢ ﻳﻬﻴّﺊ ﻟﻺﻧﺴﺎن إآﻠﻴ ً ﺟﻤﻴﻼً ،اﻷﻟﻢ ﻳﻌ ّﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﺳﻌﺎدة أﺑﺪﻳّﺔ ﺧﺎﻟﺪة ،اﻷﻟﻢ ﻣﻘﺪّس ﻗﺪّﺳﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻼ ﺑﺂﻻم ﺧﺘﺎﻧﺘﻪ وﻟـﻤّﺎ آﺒﺮ ﻗﺪﺳﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ. ﻃﻔ ً اﻷﻟﻢ ﻳﻜﻔّﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ واﻟﺬﻧﻮب وﻳﻘﺮّب اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ رﺑّﻪ. ن اﻟﻨﺎر ﺗﻨﻘّﻲ اﻟﺬهﺐ وﺗﻈﻬﺮ ﻟﻤﻌﺎﻧﻪ وﺟﻤﺎﻟﻪ ،آﺬﻟﻚ اﻷﻟﻢ ﻟﻺﻧﺴﺎن آﺎﻟﻨﺎر ﻟﻠﺬهﺐ .إ ّ اﻷﻟﻢ ﻳﻨﻘّﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ أدﻧﺎﺳﻬﺎ وﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ اﷲ.
١٥ ن اﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ﻳﺮﻓﻌﺎن اﻟﻄﺎﺋﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﻼء اﻷﻟﻢ ﻟﻺﻧﺴﺎن آﺎﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ﻟﻠﻄﺎﺋﺮ .ﻓﻜﻤﺎ أ ّ ﻓﻴﺤﻠّﻖ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء آﺬﻟﻚ اﻷﻟﻢ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ اﻷرض ﻓﺘﻄﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء. اﻷﻟﻢ ﺷﺬى اﻟﻨﻔﺲ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ إﻟﻰ اﷲ. اﻷﻟﻢ ﺑﺨﻮر اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺤﺮﻗﻪ أﻣﺎم اﷲ ﻓﻌﻞ ﻋﺒﺎدة وﻣﺤﺒّﺔ. اﻷﻟﻢ زﻧﺒﻘﺔ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻔﻮّاﺣﺔ ﻓﻜﻤﺎ أ ّ ن اﻟﺰﻧﺒﻘﺔ ﻻ ﺗﻨﻤﻮ وﻻ ﺗﺘﻔﺘّﺢ وﻻ ﻳﻔﻮح أرﻳﺠﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺮﻗﻬﺎ اﻷﻟﻢ. اﻷﻟﻢ ﺻﻼة اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺤﺎرّة وﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻟﺮﺑّﻬﺎ وﺧﺎﻟﻘﻬﺎ! اﻷﻟﻢ ﺳﻬﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﺷﻖ ﺑﻪ ﻗﻠﺐ اﷲ ﻓﻴﻘﻄﺮ ﺣﺒًّﺎ وﺷﻐﻔًﺎ ﺑﻬﺎ! اﻷﻟﻢ ﻣﻴﺰان ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ ﻟﻴﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻜﻤﺎ أﻧّﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻬﺎ، آﺬﻟﻚ ﻧﻌﻠﻢ درﺟﺔ ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ ﻟﻴﺴﻮع ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻪ اﻟﺬي هﻮ اﻷﻟﻢ .ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻻﺳﻤﻪ اﻟﺴﺠﻮد: ﻞ ﻳﻮم وﻳﺘﺒﻌﻨﻲ ،واﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻷﻟﻢ. ﻣﻦ ﻳﺤﺒّﻨﻲ ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻠﻴﺒـﻲ آ ّ ﺐ ﺑﻴﻦ ﻳﺴﻮع واﻟﻨﻔﺲ. اﻷﻟﻢ آﻠﻤﺔ اﻟﺤ ّ ﺐ اﻷﻟﻢ آﺜﻴﺮون :أﻟﻮف وﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺪاء اﺣﺘﻤﻠﻮا اﻟﻌﺬاب واﻟﻤﻮت ﺑﺮﻏﺒﺔ أﺣ ّ وﺷﻮق ﺣﺒًّﺎ ﺑﻴﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ. أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺮﺿﻰ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﻮن أﻧﺘﻢ آﺎﻟﺸﻬﺪاء ﺗﺴﺘﺤﻘّﻮن إآﻠﻴﻠﻬﻢ وﻣﺠﺪهﻢ. أﻧﺘﻢ أﻋﻀﺎء ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﺔ ،أﻧﺘﻢ ﻳﺪاﻩ اﻟﻤﺜﻘﻮﺑﺘﺎن ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ. أﻧﺘﻢ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﻤﻄﻌﻮن ﺑﺎﻟﺤﺮﺑﺔ ورأﺳﻪ اﻟﻤﻜﻠّﻞ ﺑﺎﻷﺷﻮاك وﺟﺴﺪﻩ اﻟﻤﻤﺰّق ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻟﺪ. أﻧﺘﻢ ذﺑﺎﺋﺢ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺗﻬﺪّﺋﻮن ﻏﻀﺐ اﷲ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. أﻧﺘﻢ زﻧﺎﺑﻖ ﻳﻔﻮح أرﻳﺠﻬﺎ وﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﷲ ﻓﻴﺴ ّﺮ ﺑﻬﺎ. أﻧﺘﻢ اﻟﺒﺨﻮر اﻟﺬي ﻳُﺤﺮَق أﻣﺎم اﷲ ﻹرﺿﺎﺋﻪ. أﻧﺘﻢ اﻟﺼﻼة اﻟﺤﺎرّة واﻻﺑﺘﻬﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ إﻟﻰ اﷲ ﻋﻦ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎء. ن أﺳﻤﺎءآﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺮﺿﻰ اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﺗﺸﺠّﻌﻮا وﺗﻘﻮّوا إّ وأﻇﻬﺮوا ﻣﺤﺒّﺘﻜﻢ ﷲ ﺑﺼﺒﺮآﻢ واﺣﺘﻤﺎﻟﻜﻢ.
١٦ "ﺧﺒﺮ" ب ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺎﺗﻴﻠﺪا ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﺪﻳﻪ إآﻠﻴﻠﻴﻦ ،إآﻠﻴﻞ ورود وإآﻠﻴﻞ ﻇﻬﺮ اﻟﺮ ّ ﺷﻮك .وﻗﺎل ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ أي إآﻠﻴﻞ ﺗﺨﺘﺎرﻳﻦ؟ ﻓﺈذا اﺧﺘﺮت إآﻠﻴﻞ اﻟﻮرد ﻓﺘﻜﻮن ﺣﻴﺎﺗﻚ ت إآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻮك ﻓﺘﻜﻮن ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻵم ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺣﻴﺎة هﻨﺎء وراﺣﺔ وإذا اﺧﺘﺮ ِ وأوﺟﺎع .ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ أرﻳﺪ إآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻮك اﻟﺬي اﺣﺘﻤﻠﺘﻪ أﻧﺖ ﻷﺟﻠﻲ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺁﻻم وأوﺟﺎع وﻟﻜﻨّﻬﺎ اﺣﺘﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﺼﺒﺮ وﻓﺮح ﺣﺒًّﺎ ﺑﻴﺴﻮع.
ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻧﺮى هﺬﻩ اﻷﻳّﺎم ﻣﺒﺸّﺮﻳﻦ آﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻲ اﻟﻤﺬاهﺐ ﻳﺘﺠﻮّﻟﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺪن واﻟﻘﺮى واﻟﺒﻴﻮت ﻟﻴﻮزّﻋﻮا ﻧﺸﺮات وآﺘﺒًﺎ دﻳﻨﻴّﺔ .وﺑﺄﻗﻮاﻟﻬﻢ ﻳﺒﻠﺒﻠﻮن اﻷﻓﻜﺎر وﻳﻀﻠّﻮن اﻟﻌﻘﻮل. ن ﻋﻤﻞ هﺆﻻء اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ ﻣﻀ ّﺮ ﺟﺪًّا .ﻓﻬﻢ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﻜﺬﺑﺔ اﻟﻜﺎهﻦ :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – إ ّ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺬّرﻧﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ إﻧﺠﻴﻠﻪ اﻟﻤﻘﺪّس ﻗﺎﺋ ً ﻼ :اﺣﺬروا اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﻜﺬﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻧﻜﻢ ﺑﻠﺒﺎس اﻟﺤﻤﻼن وهﻢ ذﺋﺎب ﺧﺎﻃﻔﺔ ،ﻳﺘﺠﻠﺒﺒﻮن ﺑﻠﺒﺎس اﻟﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ دﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺸﺮ إﻧﺠﻴﻠﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ .ﻳﺘﺠﻠﺒﺒﻮن ﺑﻠﺒﺎس اﻟﻠﻄﻒ واﻟﻨﻌﻮﻣﺔ واﻟﺘﻬﺬﻳﺐ وﻣﻦ داﺧﻠﻬﻢ ذﺋﺎب ﺧﺎﻃﻔﺔ .ﻳﻤﺰّﻗﻮن ﻧﻌﺎج اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻮادﻋﺔ ﺷ ّﺮ ﺗﻤﺰﻳﻖ، ﻟﻬﻢ أﻟﺴﻨﺔ ﻃﻠﻘﺔ وﺣﺪد ﺗﻈﻬﺮ أﻧّﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ وهﻲ أوهﻰ ﻣﻦ ﺧﻴﻂ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت .ﻓﻬﺆﻻء ﻒ ﻧﻔﺴﻚ ،أي ﻟﻮ آﺎن ﺗﺒﺸﻴﺮهﻢ اﻟﻤﺒﺸّﺮون ﻳﺴﺘﺤﻘّﻮن هﺬا اﻟﻘﻮل :أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﺷ ِ ﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮهﻢ ﺑﺘﺼﺪﻳﻘﻪ ،ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺼﺪﻗّﻮن ﺣﻘﻴﻘﻴًّﺎ وﺻﺎدﻗًﺎ ﻟﻜﺎﻧﻮا هﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﺣ ّ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ ،ﻓﺘﺮاهﻢ ﺷﻴ ًﻌﺎ ﻣﺘﻌﺪّدة وﻣﺬاهﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻣﺪﻳﻨﺔ – هﻤﺒﺮك – ﻓﻲ ﻞ ﺷﻴﻌﺔ ﺗﻨﺎﻗﺾ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن واﻻﻋﺘﻘﺎد. أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ .أﺣﺼﻲ ﻓﻴﻬﺎ ٥١ﺷﻴﻌﺔ آ ّ وﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘّﺤﺪة أﺣﺼﻲ ٥١ﺷﻴﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺸﻴﻊ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻻ أن ﻳﻘﻨﻌﻮا ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ ﺑﺼﺤﺔ ﻋﻠﻰ ٥٠٠ﺷﻴﻌﺔ .ﻓﻠﻴﺠﺘﻬﺪ هﺆﻻء اﻟﻤﺒﺸّﺮون أ ّو ً ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ وﻳﻮﺣّﺪوا إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺣﺘّﻰ ﻧﺼﺪﻗّﻬﻢ!
١٧ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﺳ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس .وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﺟﻬﻨّﻢ .وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ .ﻓﻬﺆﻻء اﻟﻤﺒﺸّﺮون ﻗﺪ ﺷﻮّهﻮا وﺟﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ وأﻇﻬﺮوﻩ ﻞ ﻣﺬهﺐ ﻣﻦ ﻣﺬاهﺒﻬﻢ ﺟﺮﺣﻪ ﺟﺮﺣًﺎ .ﻓﻤﺬهﺐ ﻳﻨـﺰع ﻣﻦ وﺟﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺟﻤﺎل ﺑﺸﻌًﺎ ،آ ّ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮهﺎ ﻳﺴﻮع ﺑﺮﺳﻤﻪ ﺳ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺬي هﻮ ﺳ ّﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻣﺬهﺐ ﻳﻨـﺰع ﻣﻦ وﺟﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺟﻤﺎل اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮهﺎ ﻳﻮم رﺳﻤﻪ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس اﻟﺬي هﻮ ﺳ ّﺮ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨـﺰع ﻣﻦ وﺟﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺟﻤﺎل اﻟﻼهﻮت إذ ﻳﻨﻜﺮون أﻟﻮهﻴّﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨـﺰع ﻣﻦ وﺟﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺟﻤﺎل اﺑﻦ ن اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ اﺑﻦ اﷲ .ﻓﻘﺪ ﻣﺰّﻗﻮا اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﻤﺰﻳﻘًﺎ وﺷﻮّهﻮا اﷲ .إذ ﻳﻨﻜﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ أ ّ وﺟﻬﻪ ﺗﺸﻮﻳﻬًﺎ. هﺎآﻢ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي أﺟﺮاﻩ ﺳﻨﺔ ١٩٣٤اﻟﺪآﺘﻮر – هﻤﺒﺮت ﺑﻨﺲ – اﻟﻤﺪﺑّﺮ ﻓﻲ آﻠﻴّﺔ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ ﺑﺸﺄن إﻳﻤﺎن رﻋﺎة هﺬﻩ اﻟﻤﺬاهﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻋﺪد هﺆﻻء اﻟﺮﻋﺎة ن ٥٠ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣّﺔ ٤١ ،ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻳﺸﻜّﻮن ﻓﻲ وﺟﻮد :١٠٣٩إ ّ اﻟﺴﻤﺎء وﻳﻄﻠﺒﻮن إﻟﻐﺎء هﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻆ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ٨٠ ،ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻳﻨﻜﺮون ﺟﻬﻨّﻢ. وﺳﻨﺔ ١٩٣٩ﻧﺸﺮ اﻟﺮاﻋﻲ – ﻣﺎك آﺮﺛﺘﻲ – ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ – اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻲ ﺑﻴﻦ زﻣﻼﺋﻪ اﻟﺮﻋﺎة ﻗﺎل: ﻻ ﻳﺒﻴّﻦ ﻓﻴﻪ ﺷﺪّة اﻧﺤﻄﺎط اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﻤﺘّﺤﺪة – ﻣﻘﺎ ً "ﺑﻴﻦ ﻣﺌﺘﻴﻦ ٣٥ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻳﻨﻜﺮون ﺳ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ٣٧ .ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻳﻨﻔﻮن أﻟﻮهﻴّﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ٨٢ ،ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻳﻨﻜﺮون وﺟﻮد اﻟﺸﻴﻄﺎن". وﻟﻮ أردﻧﺎ أن ﻧﻌﺪّد ﺷﻬﺎداﺗﻬﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﻼل إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻟﻄﺎل ﺑﻨﺎ اﻟﺸﺮح. ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ،ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،ﻳﻘﻨﻌﻨﻲ وﻟﻜﻦ آﻴﻒ ﻧﺘّﻘﻲ أﺿﺮار هﺆﻻء اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ؟ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷوﻟﻰ هﻲ ﻋﺪم اﻟﺠﺪال ﻣﻌﻬﻢ ﻷﻧّﻬﻢ ﺑﻨﻌﻮﻣﺘﻬﻢ وﻃﻼﻗﺔ ﻟﺴﺎﻧﻬﻢ.ﻳﺠﺮﻋﻮن اﻟﺴ ّﻢ ﻣﻤﺰوﺟًﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ – اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ هﻲ أن ﺗﺠﻤﻊ رﻓﻘﺎءك ﻣﻦ ﻲ ﻣﺮّﺗﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع ﻟﻨﺘﺒﺎﺣﺚ ﺑﺎﻹﻧﺠﻴﻞ وأﺷﺮﺣﻪ ﻟﻜﻢ – اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﺄﺗﻮا إﻟ ّ اﻟﺜﺎﻟﺚ هﻲ أن ﻧﺼﻠّﻲ ﻷﺟﻠﻬﻢ ﻷﻧّﻬﻢ إﺧﻮﺗﻨﺎ وﻧﺤﻦ اﻟﺒﺸﺮ أﺑﻨﺎء أب واﺣﺪ هﻮ اﷲ. ﺖ – واﻧﺸﺎء اﷲ أﺗﻤّﻢ رﻏﺒﺘﻚ!! اﻟﺸﺎب :أﺷﻜﺮك ،ﻳﺎ أﺑ ِ
١٨ رأس ﻣﻦ زﺟﺎج ن رأﺳﻚ اﻋﺘﺮف ﺷﺎب ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﺘﻠﺬّذ ﺑﺄﻓﻜﺎر دﻧﺴﺔ .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻤﻌﺮّف :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ﺗﺼﻮّر أ ّ ﻣﻦ زﺟﺎج واﻟﻨﺎس ﻳﻨﻈﺮون ﻣﺎ داﺧﻠﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺪﻧﺴﺔ .أﻣَﺎ آﻨﺖ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻋﻦ ﻼ .ﻓﺎﷲ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﺮون أﻓﻜﺎرك ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻧﺨﺠﻞ وﺗﻄﺮدهﺎ اﻷﻧﻈﺎر ﺣﻴﺎ ًء وﺧﺠ ً ﻻ ﻓﻴﻤﺪﺣﻮﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎدك وﺷﻬﺎﻣﺘﻚ وﻳﻜﺎﻓﺌﻚ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎرﺗﻚ! ﺣﺎ ً
أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ﺗﺄﻣّﻞ ﺑﺎﻟﻌﺼﻔﻮر آﻴﻒ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﺸّﻪ ﻓﻴﺠﻤﻌﻪ ﻗﺸّﺔ ﻗﺸّﺔ ﺑﻜ ّﺪ وﺗﻌﺐ ،ﺑﻨﺸﺎط وﻏﻴﺮة ،ﺑﻔﺮح واﺑﺘﻬﺎج، ﺐ وﺷﻮق ،ﻟﻴﻬﻴّﺊ ﺑﻴﺘًﺎ ﻟﺼﻐﺎرﻩ. ﺑﺤ ّ ﺗﺄﻣّﻠﻪ آﻴﻒ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﺠﺪ واهﺘﻤﺎم ﻟﻴﻮﻓّﺮ ﻟﻬﺎ اﻟﻐﺬاء ﻓﻴﻨﻘﻠﻪ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻔﻤﻪ .ﻳﺤﺮم ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﺣﺘّﻰ ﻳﺸﺒﻊ ﺻﻐﺎرﻩ .ﺛ ّﻢ ﻳﺄآﻞ هﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻀﻞ ﻋﻦ ﺻﻐﺎرﻩ. أ ّو ً ﺗﺄﻣّﻠﻪ آﻴﻒ ﻳﻌﻠّﻤﻬﺎ اﻟﻄﻴﺮان وﻳﺴﺎﻋﺪهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺤﻤﻠﻬﺎ وﻳﻄﻴﺮ ﺑﻬﺎ روﻳﺪًا روﻳﺪًا ﺣﺘّﻰ ﻳﺸﺘﺪ ﺳﺎﻋﺪهﺎ. ﺗﺄﻣّﻠﻪ واﻗﺘ ِﺪ ﺑﻪ! اﺑﻦ ﺑﻴﺘﺎ وهﻴﺌﺘﻪ ﻷوﻻدك ،وادّﺧﺮ ﻟﻬﻢ اﻟﻤﺎل ﺑﺎﻗﺘﺼﺎدك وﻧﺸﺎﻃﻚ ﻟﺘﻘﺪر أن ﺗﻄﻌﻤﻬﻢ وﺗﻜﺴﻮهﻢ وﺗﻌﻠّﻤﻬﻢ وﺗﺴﺎﻋﺪهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻴﺮان ﻓﻲ د ّو اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﺴﻴﺢ وﻟﻮ اﻗﺘﻀﻰ ﻟﺬﻟﻚ أن ﺗﺤﺮم ذاﺗﻚ آﻤﺎﻟﻴّﺎت اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺜﻞ ﺷﺮب اﻟﺪﺧﺎن واﻟﻌﺮق .ﻓﻬﻞ ق ﺗﺮﺿﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺼﻔﻮر أآﺜﺮ ﺣﻜﻤﺔ وﻧﺸﺎﻃًﺎ ﻣﻨﻚ؟ أآﺜﺮ ﺷﻌﻮرًا وإﺣﺴﺎﺳًﺎ؟ أر ّ ﻗﻠﺒًﺎ وأآﺜﺮ ﺣﻨﺎﻧًﺎ ﻟﺼﻐﺎرﻩ ﻣﻨﻚ ﻷوﻻدك؟ اﺣﺬر أن ﺗﺒﺪّد ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻤﺎر ﻣﺒ ّﺪدًا ﻣﻌﻪ ﺻﺤﺘﻚ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ واﻟﺴﻬﺎد، ﺣﺎرﻣًﺎ ﻣﻨﻪ ﺻﻐﺎرك وﻋﺎﺋﻠﺘﻚ. اﺣﺬر أن ﺗﺒﺪّد ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺮب اﻟﻤﺴﻜﺮات ﻣﺒ ّﺪدًا ﻣﻌﻪ ﺻﺤﺘﻚ وآﺮاﻣﺘﻚ وﻗﻮى ﻞ ﻣﺎ ﻳﺠ ّﺮ اﻟﻮﻳﻼت ﻋﻘﻠﻚ! أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ ،آﻦ ﺷﻬﻤًﺎ ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻨﻔﺲ واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ آ ّ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻠﺘﻚ اﻟﻤﺰﻣﻊ أن ﺗﺆﺳّﺴﻬﺎ. اذﺧﺮ ﻣﺎﻟﻚ وﺻﺤﺘﻚ آﻨـﺰًا ﺛﻤﻴﻨًﺎ ﻟﻨﻔﺴﻚ وﻟﺰوﺟﺘﻚ وﻷوﻻدك وﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻳﺴﻮد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻤّﻦ ﻳﺴﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪن .ﻳﻘﻮل ﺳﻔﺮ اﻷﻣﺜﺎل :ﻟﻴﺴﺖ اﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ وﻣﺤﺒّﺔ اﻟﺬات ﺗﺮﻓﻌﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ اﷲ واﻟﻨﺎس ،ﺑﻞ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺠﻬﺎد!
١٩ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ راﺣﺘﻚ وﻟﺬﺗﻚ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ اﻃﻠﺐ راﺣﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺰﻣﻊ أن ﺗﺆﺳّﺴﻬﺎ! ﻓﻤﺘﻰ آﺎن اﻟﻌﺼﻔﻮر اﺣﻜﻢ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن! ﻣﺘﻰ آﺎن اﻟﻌﺼﻔﻮر أآﺜﺮ ﺷﻬﺎﻣﺔ وآﺮاﻣﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن! ﻓﻼ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺼﻔﻮر أآﺜﺮ ﻋﺎﻃﻔﺔ وﻣﺤﺒّﺔ ﻟﺼﻐﺎرﻩ ﻣﻨﻚ ﻷوﻻدك. اﻷﺳﺮار اﻟﺴﺒﻌﺔ هﻲ .١ :اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ .٢ ،اﻟﺘﺜﺒﻴﺖ .٣ ،اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس .٤ ،اﻟﺘﻮﺑﺔ أي اﻻﻋﺘﺮاف، .٥ﻣﺴﺤﺔ اﻟﻤﺮﺿﻰ .٦ ،درﺟﺔ اﻟﻜﻬﻨﻮت .٧ ،اﻟﺰواج. هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﻗﺪ وﺿﻌﻬﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أﻗﻨﻴﺔ ﺗﺠﺮي ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻴﻨﺎ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ رﺣﻤﺘﻪ وﻧﻌﻤﻪ .وﻗﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ واﺳﻄﺔ ﻟﺨﻼﺻﻨﺎ .وﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ أن ﻳﻀﻊ ن ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ إﻟﻬ ّ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﻷ ّ ﻼ ﻲ .ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻤﻼك أو ﻹﻧﺴﺎن ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻈﻢ أن ﻳﻀﻊ ﻣﺜ ً ﻖ اﻟﻤﻴﺮاث ﻖ اﻟﻨﺒﻮة ﷲ وﺣ ّ ن ﻣﻔﻌﻮل ﺳ ّﺮ اﻟﻌﻤﺎد هﻮ إﻋﻄﺎء اﻹﻧﺴﺎن ﺣ ّ ﺳ ّﺮ اﻟﻌﻤﺎد ﻷ ّ ﻖ اﻟﻤﻴﺮاث ﻓﻲ ي .ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﻴﺮ اﷲ أن ﻳﺨﻮّل اﻹﻧﺴﺎن ﺣ ّ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻖ اﻟﻨﺒﻮة ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .وﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ اﷲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻀﻊ ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ أي اﻟﺴﻤﺎء وﺣ ّ ن ﻣﻔﻌﻮل اﻻﻋﺘﺮاف هﻮ ﻣﺴﺎﻣﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺨﺎﻃﻲ وﺗﺮك أﺛﺎﻣﻪ أﻣﺮ اﻻﻋﺘﺮاف .ﻷ ّ ﻼ وهﻜﺬا ﺺ ﺑﺎﷲ وﺣﺪﻩ وﺑﻤﻦ ﻳﺨﻮّﻟﻪ اﷲ أن ﻳﺴﺎﻣﺢ اﻟﺨﺎﻃﻲ ﺑﺎﺳﻤﻪ آﺎﻟﻜﺎهﻦ ﻣﺜ ً ﻣﺨﺘ ّ اﻟﻘﻮل ﻋﻦ ﺑﻘﻴّﺔ اﻷﺳﺮار. ص ﺑﻪ أي ﻣﺴﺎﻋﺪة إﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻞ ﺳ ّﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺮار اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻟﻪ ﻣﻔﻌﻮل ﺧﺎ ّ آّ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ رﺳﻢ هﺬا اﻟﺴ ّﺮ. ﻖ اﻟﻤﻴﺮاث ﻓﻲ ﻖ اﻟﻨﺒﻮة ﷲ وﺣ ّ ﻓﺎﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺗﻬﺒﻨﺎ اﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ وﺣ ّ ي .واﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻳﻬﺒﻨﺎ ﻗﻮّة وﺷﺠﺎﻋﺔ روﺣﻴّﺔ وﺛﺒﺎﺗًﺎ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن .واﻟﻘﺮﺑﺎن ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎو ّ اﻟﻤﻘﺪّس ﻳﻬﺒﻨﺎ ﻏﺬاء روﺣﻴًّﺎ وﺣﻴﺎة روﺣﻴّﺔ .واﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﻬﺒﻨﺎ اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴّﺔ أي اﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺮض اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻘﺘﺎل. ﻓﺒﻌﺾ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﻻ ﺗﺘﻜﺮّر ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺠﻌﻞ وﺳﻤًﺎ ﻻ ﻳﻤﺤﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻠﻪ وهﻲ ﺛﻼﺛﺔ: اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ واﻟﺘﺜﺒﻴﺖ واﻟﻜﻬﻨﻮت .ﻓﻼ ﻳﺠﻮز ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮّة ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة.
٢٠ ن ﻣﻔﻌﻮل هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎهﻦ اﻟﺬي ﻳﻮزّﻋﻬﺎ ﺻﺎﻟﺤًﺎ آﺎن أم إّ ن اﻟﻤﻮزّع اﻷوّل هﻮ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﺪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﺮّﻳﺮًا ﻷ ّ ﻞ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻌﺮّف .هﺬا ﻻ اﻟﻜﺎهﻦ وﻳﺜﺒﺖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﺳﻘﻒ أو اﻟﻜﺎهﻦ وﻳﺤ ّ ﻳﻨﻔﻲ اﻟﺘﺰام اﻟﻜﺎهﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺻﺎﻟﺤًﺎ وﻳﺎ ﻟﻬﻮل دﻳﻨﻮﻧﺘﻪ إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﻟﺤًﺎ. ﻞ ﺣﺴﺐ اﺳﺘﻌﺪادﻩ وإهﻠﻴّﺘﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻠﻮن هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﻳﻨﺎﻟﻮن اﻟﻨﻌﻤﺔ آ ّ وﻣﻦ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد واﻷهﻠﻴّﺔ ﻻ ﻳﻨﺎل ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﺑﻞ ﺳﺨﻄﻪ آﻤﻦ ﻳﺘﻨﺎول ﺟﺴﺪ اﻟﺮب وهﻮ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ. ن هﺬﻩ اﻷﺳﺮار هﻲ اﻟﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﺨﻼﺻﻨﺎ. إّ ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﺎرس هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺁﻻم ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ. ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺳﺮار وﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧّﻬﺎ رﻣﻮز وﻃﻘﻮس ﺧﺎرﺟﻴّﺔ ﻻ ﻓﺎﻋﻠﻴّﺔ ﻲ ﺧﺪاﻋًﺎ ورﻳﺎء .ﻓﻬﻞ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻳﻌﺪّون ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ آﺎذﺑًﺎ .وﻳﺤﺴﺒﻮن آﻼﻣﻪ اﻹﻟﻬ ّ أوﺿﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ اذهﺒﻮا وﻋﻠّﻤﻮا اﻷﻣﻢ وﻋﻤّﺪوهﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،وﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺮوح ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء؟ هﻞ ﻲ ن اﻟﻌﻤﺎد ﻃﻘﺲ ﺧﺎرﺟ ّ أوﺿﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻘﻮل ﻹﺛﺒﺎت ﺳ ّﺮ اﻟﻌﻤﺎد اﻟﻤﻘﺪّس؟ ﻓﺈذا ﻗﻠﻨﺎ إ ّ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻔﻌﻮل إدﺧﺎل اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﺳﺘﻨﺎدًا ﻋﻠﻰ آﻼم اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﺘﻜﻮن ﻗﺪ ﻧﺴﺒﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺨﺪاع واﻟﺮﻳﺎء. هﻞ أوﺿﺢ ﻣﻦ ﻗﻮل اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ :اﻗﺒﻠﻮا اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻣﺎ ﺣﻠّﻠﺘﻤﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﻣﺎ أﻣﺴﻜﺘﻤﻮﻩ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻳﻜﻦ ﻣﻤﺴﻮآًﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻠﻮ ً اﻟﺴﻤﺎء .هﻞ أوﺿﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻘﻮل ﻹﺛﺒﺎت اﻟﺘﺰام اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻹﻗﺮار ﺑﺨﻄﺎﻳﺎﻩ ﻟﻤﻦ ن اﻻﻋﺘﺮاف ﻟﻴﺲ ﺿﺮورﻳًّﺎ ﻟﻐﻔﺮان ﻞ ﻟﻴﺤﻠّﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻓﺈذا ﻗﻠﻨﺎ إ ّ أﻋﻄﺎهﻢ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺤ ّ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻓﻨﻜﻮن ﻗﺪ ﻧﺴﺒﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻬﺬﻳﺎن وﺛﺮﺛﺮة اﻟﻠﺴﺎن إذ أﻧّﻪ ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻻ ﻓﻲ وﻻ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ إذ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ،ﻣﺎ ﺣﻠﻠﺘﻤﻮﻩ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻠﻮ ً اﻟﺴﻤﺎء. ﻞ ﻧﻈﺮة إﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺒﻴّﻦ ﻏﻠﻄﻬﻢ وﺿﻼﻟﻬﻢ ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺮﺳﻞ إﻟﻰ ن أﻗ ّ إّ ﻳﻮﻣﻨﺎ هﺬا .ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺁﺑﺎء ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ وﻋﻠﻤﺎء وآﺒﺎر وﺑﺎﺑﺎوات ﻋﻈﺎم وأﺳﺎﻗﻔﺔ ﻲﻻ وﻣﺠﺎﻣﻊ ﻣﺴﻜﻮﻧﻴّﺔ ،ﻗﺪ ﻣﺎرﺳﺖ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار اﻟﺴﺒﻌﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﻦ رﺳﻢ إﻟﻬ ّ ﻞ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار أو ﺑﻌﻀﻬﺎ. ي واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺷﺮآﺘﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻜﺮون آ ّ ﺑﺸﺮ ّ ل ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ﺑﻮﺿﻮح واﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺒﺪأ وﻣﺤﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﺗﺪ ّ
٢١ ن اﻟﺮﺳﻞ وﺧﻠﻔﺎءهﻢ ﻗﺪ ﻣﺎرﺳﻮهﺎ وآﺘﺎﺑﺎت اﻵﺑﺎء اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺗﺒﻴّﻦ أ ّ وﻣﺆﻟّﻔﺎﺗﻬﻢ ﺗﺜﺒﺖ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار وﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻬﺎ. ن دم اﻟﻔﺎدي اﻟﺬي ﺟﺮى ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻔﺪاﺋﻨﺎ وﻏﺴﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ .ﻻ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻨﺎ إّ ﻻ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺳﺮار وﺧﺎﺻّﺔ ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس وذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس ...ﻓﺈذا إّ ﻗﻄﻌﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﺎري ﻓﻼ ﻳﺼﻠﻨﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ دم اﻟﻔﺎدي!...
اﻟﺼﻮم زﻣﻦ اﻟﺼﻮم زﻣﻦ ﻣﻘﺪّس ﻗﺪّﺳﻪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺼﻮﻣﻪ أرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻟﻢ ﻳﺬق ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ اﻟﺒﺘّﺔ. ﻼ إﻟﻰ أﺑﻴﻪ ﻣﻦ أﺟﻠﻨﺎ .وﻗﺪ ﻗﺎل ﻻﺳﻤﻪ ﻗﺪّﺳﻪ ﺑﺨﻠﻮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳّﺔ ﻣﺼّﻠﻴًﺎ ﻣﺒﺘﻬ ً اﻟﺴﺠﻮد ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ وﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺒﻌﻪ :ﺻﻮﻣﻮا وﺻﻠّﻮا. زﻣﻦ اﻟﺼﻮم هﻮ زﻣﻦ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ .هﻮ زﻣﻦ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻵﺛﺎم واﻟﺸﺮور .هﻮ زﻣﻦ وﻓﺎء دﻳﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ن ﺗﻔﺴﻴﺢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻮم واﻟﻘﻄﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﺑﻞ ﻳﺨﺴّﺮﻧﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ روﺣﻴّﺔ إّ آﺜﻴﺮة .ﻓﻠﻜﻲ ﻧﻌﻮّض ﻳﺠﺐ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم أن ﻧﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ وﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻘﻮى واﻟﻌﺒﺎدة وﺣﻀﻮر اﻟﻘﺪّاس واﻟﺼﻼة واﻟﺘﻨﺎول .وﻧﺘﺠﻨّﺐ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ وﻧﺤﺎرب أﻣﻴﺎﻟﻨﺎ وﻋﻮاﻃﻔﻨﺎ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ .وﻧﺘﺤﻤّﻞ أﺗﻌﺎﺑﻨﺎ وأﻣﺮاﺿﻨﺎ وﺁﻻﻣﻨﺎ وﻣﺼﺎﺋﺒﻨﺎ ﺑﺼﺒﺮ اﺷﺘﺮاآًﺎ ﻣﻊ ﺁﻻم اﻟﻤﺴﻴﺢ. ﻟﻨﺼﻮّم ﻟﺴﺎﻧﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم اﻟﺴﺎﻓﻞ وﻋﻦ اﻟﻤﺴﺒّﺎت واﻟﺘﺠﺎدﻳﻒ وﻋﻦ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ واﻟﻘﺪح ﺑﺎﻟﻨﺎس .ﻟﻨﻘﻤﻊ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻋﻤّﺎ ﻳﺴﺒّﺐ اﻟﺸﻬﻮة اﻟﻔﺎﺳﺪة ﻟﻨﻘﻤﻊ ﻣﻴﻞ اﻟﻐﻀﺐ واﻟﺤﻘﺪ واﻻﻧﺘﻘﺎم ﻟﻨﻘﺎوم أﻓﻜﺎرﻧﺎ وﻋﻮاﻃﻔﻨﺎ اﻟﺪﻧﺴﺔ. ﻟﻨﻘﺪّس زﻣﻦ اﻟﺼﻮم آﻤﺎ ﻗﺪّﺳﻪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻟﻨﺠﺘﻬﺪ أن ﻻ ﻧﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﺑﻞ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮم واﻟﻘﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر إﻣﻜﺎﻧﻨﺎ.
٢٢ "ﺧﺒﺮ" ﻼ ﻓﻘﺪّﻣﻮا ﻟﻪ ﻟﺤﻤًﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﻠﺨﺎدم ﺁﺗﻨﻲ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﻠﺤﻢ دﺧﻞ ﺷﺎب ﻣﻄﻌﻤًﺎ وﻃﻠﺐ ﻣﺄآ ً ﻷﻧّﻲ ﻻ أآﻞ ﻟﺤﻤًﺎ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ .وآﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻌﻢ ﺟﻤﻬﻮر ﻳﺄآﻠﻮن اﻟﻠﺤﻢ ﻓﻘﻬﻘﻬﻮا هﺎزﺋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺎب وﺳﺎﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺔ. ﻓﺄراد اﻟﺸﺎب اﻟﺸﺠﺎع أن ﻳﻬﺰأ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺪورﻩ .ﻓﻨﺎدى اﻟﺨﺎدم أﻋﻄﻨﻲ ﻟﺤﻤًﺎ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ .ﻓﺒﻬﺖ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺷﺎﺧﺼﻴﻦ إﻟﻴﻪ .ﻓﺘﻨﺎول اﻟﺸﺎب ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻢ ورﻣﺎهﺎ ﻼ :ﺧﺬ ُآﻞْ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺜﻠﻚ ﻗﻄﺎﻋﺔ .ﻓﻠﻘﻔﻬﺎ اﻟﻜﻠﺐ ﻟﻘﻔًﺎ .ﺛ ّﻢ ﻟﻜﻠﺐ آﺎن هﻨﺎك ﻗﺎﺋ ً رﻣﻰ ﻟﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻜ ّﺮرًا ﻟﻪ اﻟﻜﻼم اﻷوّل .ﻓﺨﺠﻞ اﻟﺠﻤﻬﻮر ووﺟﻤﻮا إذ ن اﻟﺸﺎب ﺷﺒّﻬﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﺐ .وأآﺒﺮوا ﺟﺮأة اﻟﺸﺎب اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ. ﻋﻠﻤﻮا أ ّ
ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب ﻞ اﻷدﻳﺎن ﻞ اﻷدﻳﺎن وﺑﻨﻈﺮي آ ّ اﻟﺸﺎب – أﻧﺎ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻌﺼّﺐ أﺣﺘﺮم آ ّ ﻣﻨﻴﺤﺔ! اﻟﻜﺎهﻦ – إﻧﺖ ﻏﻠﻄﺎن آﺜﻴﺮ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – وﻗﻮﻟﻚ هﺬا ﺧﻄﺄ ﻓﻈﻴﻊ ﺟﺪًّا وﻳﺒﺮهﻦ ﻋﻠﻰ أﻧّﻚ ﺑﻼ دﻳﻦ وﺑﻼ إﻳﻤﺎن ﺑﻞ ﻳﺒﺮهﻦ ﻋﻠﻰ أﻧّﻚ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ وﻻ ﻳﻬﻤّﻚ أﻣﺮ اﻟﺪﻳﻦ – ﺳﻴّﺎن ﻋﻨﺪك ﻋﺒﺎدة اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻌﺠﻞ وﻋﺒﺎدة اﷲ ﺧﺎﻟﻖ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض. ﻞ إﻧﺴﺎن وﺗﻌﺘﺒﺮﻩ أﺧًﺎ ﻟﻚ وﺗﺤّﺒﻪ آﻨﻔﺴﻚ ،ﻣﻦ ﻓﺎﻷﺟﺪر ﺑﻚ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – أن ﺗﺤﺘﺮم آ ّ ن اﺣﺘﺮاﻣﻚ دﻳﻦ ﻋﺒﺎدة أن ﺗﺤﺘﺮم اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﻌﺒﺪ اﻟﺸﻤﺲ أو اﻟﻌﺠﻞ ،ﻷ ّ اﻟﻌﺠﻞ واﻟﺸﻤﺲ ﺳ ّﺮ ﻓﻈﻴﻊ ﺿ ّﺪ اﷲ اﻟﺬي ﻟﻪ وﺣﺪﻩ ﺗﺠﺐ اﻟﻌﺒﺎدة .وأﻣّﺎ اﺣﺘﺮاﻣﻚ ل اﻟﺬي ﻳﻌﺒﺪ اﻟﺸﻤﺲ أو اﻟﻌﺠﻞ وﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻟﻪ ﻷﻧّﻪ أﺧﻮك ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻀﺎ ّ ﻲ ﻳﺄﻣﺮك ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ ،ﻓﻬﺬا ﻋﻤﻞ ﺟﻴّﺪ ﺑﻞ ﻋﻤﻞ ن دﻳﻨﻚ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ وﻷﻧّﻪ ﺻﻮرة اﷲ وﻷ ّ ﻞ إﻧﺴﺎن وﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﺗﻌﺰّﻳﻪ ﻓﻲ أﺣﺰاﻧﻪ وﺗﻄﻌﻤﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺪّس أن ﺗﺤﺘﺮم آ ّ ﺟﻮﻋﻪ وﻻ ﺗﻀﺮّﻩ وﻻ ﺗﻬﻀﻢ ﺣﻘﻮﻗﻪ! ﻞ اﻷدﻳﺎن ،دﻳﻦ ﻋﺒﺎدة اﻟﺸﺎب – أﻧﺎ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻻ أﻗﺼﺪ ﺑﻘﻮﻟﻲ إﻧّﻲ أﺣﺘﺮم آ ّ
٢٣ ي واﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻌﺠﻞ ﺑﻞ أﻗﺼﺪ دﻳﻦ اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ واﻟﻤﺎﺳﻮﻧﻲ واﻟﺪرز ّ ﻲ ﺳﻮاء. واﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ واﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻞ إﻧﺴﺎن اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – اﺗﺒﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺘﻬﺎ ﻟﻚ وهﻲ :أﺣﺘﺮم آ ّ وأﻋﺘﺒﺮﻩ أﺧًﺎ ﻟﻚ وأﺣﺒﺒﻪ آﻨﻔﺴﻚ ﺳﻮاء آﺎن ﺷﻴﻮﻋﻴًّﺎ أم ﻣﺎﺳﻮﻧﻴًّﺎ أم ﻣﺴﻠﻤًﺎ أم درزﻳًّﺎ أم ﺑﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﻴًّﺎ أم ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻷ ّ ﻞ ﻲ ﻳﺄﻣﺮك ﺑﺬﻟﻚ وﺻﻞ ﻟﻜﻲ ﻳﻬﺘﺪي آ ّ ن دﻳﻨﻚ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪﻩ اﷲ ،ﻷﻧّﻪ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ أن ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻷدﻳﺎن آﻠّﻬﺎ ﻣﻦ اﷲ وهﻮ اﻟﺬي أوﺣﺎهﺎ ،ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ،واﷲ ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ ذاﺗﻪ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻞ ﻣﺬهﺐ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺬاهﺐ ﺻﺎدﻗًﺎ وﻣﺮﺿﻴًﺎ ﷲ وﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻴﺲ هﻮ ﻋﻠﻰ ﺣ ّ ﺻﺎﺣﺐ آ ّ ﻖ: أي ﺻﺎدﻗًﺎ ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎدﻩ وﺳﻼﻣﺔ ﻧﻴّﺘﻪ وﺣﻤﺎﺳﻪ وﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ وﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب ن اﷲ ﻳﺮﻳﺪ دﻳﻨًﺎ واﺣﺪًا وﻗﺪ أﺛﺒﺘﻪ ﺑﻌﺠﺎﺋﺐ وﻟﻴﺲ دﻳﻨﻪ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪﻩ اﷲ ،ﻷ ّ وﻋﻼﻣﺎت .ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺤﺒّﺬ دﻳﻨﻪ وﻟﻜﻨّﻚ ﺗﻠﺘﺰم أن ﺗﺤﺘﺮم ﺷﺨﺼﻪ وﺗﺤﺒّﻪ ن دﻳﻨﻚ ﻳﺄﻣﺮك ﺑﺬﻟﻚ! ﻷّ اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – وأﻋﺪك ﺑﺄﻧّﻲ ﺳﺄزﻋﺠﻚ ﺑﺄﺳﺌﻠﺘﻲ ﻣﻦ وﻗﺖ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻷﺟﻞ اﻻﺳﺘﻔﺎدة! اﻟﻜﺎهﻦ – ﻻ إزﻋﺎج ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺘﻚ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ! اﻷم ﻣﺎ أﺟﻤﻞ ﻟﻔﻈﺔ أم وﻣﺎ أﺣﻼهﺎ!! ﻣﺎ أﻋﺬب ﻟﻔﻈﺔ أم! ﻓﺎﻟﻌﺼﻔﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺸّﻪ ﻳﺘﻠﻔّﻆ ﺑﻬﺎ ،واﻟﺼﻮص ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺎح أﻣّﻪ ﻳﺘﻠﻔّﻆ ﺑﻬﺎ ،واﻟﺤﻤﻞ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻳﺘﻠﻔّﻆ ﺑﻬﺎ ،واﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻳﺘﻠﻔّﻆ ﺑﻬﺎ. ﺐ ﻟﺼﻐﺎرهﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺶ وﺗﺤﻤﻴﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﻣﺎ أﻋﺬب ﻟﻔﻈﺔ أ ّم ﻓﺎﻷم ﺗﻘﺪّم اﻟﺤ ّ وﺗﺤﻨﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻮق اﻟﺴﺮﻳﺮ! ﺐ واﻹﺧﻼص ،اﻟﻌﻄﻒ واﻟﺤﻨﺎن ،اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻣﺎ أﻋﺬب ﻟﻔﻈﺔ أم! اﻟﺘﻲ ﻣﻌﻨﺎهﺎ اﻟﺤ ّ واﻷﻧﺲ ،اﻟﺮﻗّﺔ واﻟﻠﻄﻒ ،اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ وإﻋﻄﺎء اﻟﺬات ،اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ واﻟﻤﺤﺮﻗﺔ. ﺐ وﻋﻮاﻃﻒ ﻧﺒﻴﻠﺔ. ﻣﺎ أﻋﺬب ﻟﻔﻈﺔ أم! ﻓﺎﻷم آﺘﻠﺔ ﺷﻌﻮر وإﺣﺴﺎس ،آﺘﻠﺔ ﺣ ّ
٢٤ ﻣﺎ أﻋﺬب ﻟﻔﻈﺔ أم وﻗﺖ اﻟﻀﻴﻖ واﻷﻟﻢ .وﻗﺖ اﻟﺸﺪّة واﻟﻮﺟﻊ ،ﻓﻬﻲ ﺑﻠﺴﻢ وﺿﻤﺎد، هﻲ ﺳﻠﻮى وﺗﻌﺰﻳﺔ ،هﻲ ﻗﻮّة وﺷﺠﺎﻋﺔ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﻮﻟﺪ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب آﺮّم أﻣّﻚ واﺣﺘﺮﻣﻬﺎ ن ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺤﺒّﻚ ،وﺑﺪأ ﻳﻨﺒﺾ وأﺣﺒﺒﻬﺎ آﻨﻔﺴﻚ واﺟﻌﻞ ﻗﻠﺒﻚ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺤﺒّﻬﺎ آﻤﺎ أ ّ ﺑﺤﺒّﻚ ﻣﻨﺬ ﺗﻜﻮّﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺸﺎهﺎ. اﺣﺘﻤﻞ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻬﺎ ﻟﺘﺒﺎدﻟﻬﺎ ﺟﺰءًا ﺻﻐﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ. ﻗﻠﺐ اﻷم ﻻ ﻳﺤﻘﺪ ﺐ ﺷﺎب ﻓﺘﺎة ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًا .وﻟـﻤّﺎ ﻃﻠﺐ ﻳﺪهﺎ ﻟﻠﺰواج اﺷﺘﺮﻃﺖ ﻟﻠﺮﺿﻰ أن ﻳﻘﺪّم أﺣ ﱠ ل ﻟﺤﺒّﻪ اﻟﻔﺘﺎة وراح ﻃﻌﻦ أﻣّﻪ ﺑﺴﻜﻴﻦ واﻧﺘـﺰع اﻟﻘﻠﺐ وﺣﻤﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻗﻠﺐ أﻣّﻪ .ﻓﺘﺮْدد ﺛ ّﻢ ذ ّ ﻣﺴﺮﻋًﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺎة .ﻓﻌﺜﺮ وﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وإذا ﺑﺼﻮت ﻣﻦ ﻗﻠﺐ اﻷم ﻳﺴﺄﻟﻪ. هﻞ أﺻﺎﺑﻚ ﺿﺮر ﻳﺎ اﺑﻨﻲ؟ ﻣﻦ أﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب؟ أﻧﺖ اﻟﻘﻮّة واﻟﻨﺸﺎط .اﻟﺤﺰم واﻟﻌﺰم .اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻹﻗﺪام .أﻧﺖ اﻟﺤﺮآﺔ واﻟﻌﻤﺮان. اﻟﺘﻘﺪّم واﻟﻨﺠﺎح .أﻧﺖ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻔﻼّح .ﻓﻼ ﺗﻬﺪم هﺬﻩ اﻟﻤﻮاهﺐ ﺑﺎﻟﻜﺴﻞ واﻟﺘﻮاﻧﻲ واﻟﺨﻤﻮل!! أﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ،ﻋﻤﺎد اﻟﻮﻃﻦ وراﻓﻊ ﻣﺠﺪﻩ وﻣﻌﻠّﻲ راﻳﺘﻪ .أﻧﺖ ﺳﻼﺣﻪ وﺣﺼﻨﻪ وﺣﺎﻣﻲ ذِﻣﺎﻣﻪ ،أﻧﺖ ﻋﻨﻮاﻧﻪ وﻗﻮّﺗﻪ وﺣﺎﻣﻞ ﻋﻠﻤﻪ ،ﻓﻼ ﺗﺨﺮب ﺣﺼﻨﻪ وﺗﻨﻜﺲ راﻳﺘﻪ، وﻻ ﺗﺰدِر ﻣﺠﺪﻩ ﺑﺄﻧﺎﻧﻴﺘﻚ واﺗﺒﺎع أﻣﻴﺎﻟﻚ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ! أﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ،زهﺮة اﻟﺒﻴﺖ وزﻧﺒﻘﺘﻪ ،أﻧﺖ ﺟﻤﺎﻟﻪ وروﻧﻘﻪ ،أﻧﺖ ﺑﻬﺠﺔ واﻟﺪﻳﻚ وﻏﺒﻄﺘﻬﻢ ،أﻧﺖ ﻓﺨﺮهﻢ وﻣﺠﺪهﻢ ،أﻧﺖ ﺗﻌﺰﻳﺘﻬﻢ وﺳﻠﻮاهﻢ ،أﻧﺖ ﺁﻣﺎﻟﻬﻢ وﻋﺼﺎ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻬﻢ .ﻓﺤﺮام ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺨﻴﺐ رﺟﺎءهﻢ وﺗﻬﺪم ﺻﺮح ﺁﻣﺎﻟﻬﻢ .ﺣﺮام ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻨﻜﺲ رأﺳﻬﻢ وﺗﺤﺰن ﻗﻠﺒﻬﻢ ،ﺣﺮام ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻨﻐّﺺ ﻋﻴﺸﻬﻢ وﺗﺬﺑﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وذﻟﻚ ﺑﺘﺒﺬﻳﺮك وإﺳﺮاﻓﻚ وﺑﺎﺳﺘﺮﺳﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺬات واﻟﻤﻼهﻲ وﺑﺎﻧﻘﻴﺎدك ﻟﻠﺸﻬﻮات اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ؟
٢٥ أﻧﺖ أﻳﺬهﺎ اﻟﺸﺎب ،اﻟﺸﻬﺎﻣﺔ واﻟﻌﺰّة أﻧﺖ اﻟ ِﻜﺒَﺮ واإﺟﺎب ،أﻧﺖ اﻟﺘﺸﺎﻣﺦ واﻟﺘﻌﺎﻇﻢ، ض ﺑﺎﻟﻤﺬﻟّﺔ ﻻ ﻟﻮﻃﻨﻚ وﻻ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻚ وﻻ ﻟﻨﻔﺴﻚ! أﻧﺖ اﻟﺘﺮﻓﻊ واﻷﻧﻔﺔ .ﻓﻼ ﺗﺮ َ "ﺧﺒﺮ" اﺣﺘﺮم ﺟﺴﺪك وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻐﻨّﺠﻪ آﺜﻴﺮًا. اﻓﺘﻜﺮ ﺑﻪ ﺣﺴﺐ روح اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺪﻋﻮﻩ أﺧﻲ اﻟﺤﻤﺎر .هﻮ أخ وﻟﻴﺲ ﻋﺪوًّا ،هﻮ رﻓﻴﻖ اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة وهﻮ آﻨـﺰ ﺛﻤﻴﻦ .هﻮ أخ ﺣﻤﺎر وﻟﻴﺲ ﺳّﻴﺪًا ﻣﻌﺪًّا ﻟﻴﺄﻣﺮ ﺑﻞ ﻟﻴﻄﺒﻊ. ﺻﻮرة ﺧﻴﺎﻟﻴّﺔ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ ﻣﺎت رﺟﻞ ووﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس وﺳﺄﻟﻪ ﻣﻦ أﻧﺖ؟ ﻓﻘﺎل :أﻧﺎ ﻓﻼن اﻟﻔﻼﻧﻲ ﻓﻄﻠﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس ﻣﻦ ﻣﻌﺎوﻧﻴﻪ ﺳﺠﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺬآﻮر وأﺧﺬ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ واﺣﺪة واﺣﺪة ﻓﺮأى ﻓﻴﻪ: ﺻﻔﺤﺔ أﻳّﺎم اﻷﺳﺒﻮع وﻗﺖ اﻟﺼﻼة ﺻﺒﺎﺣًﺎ -ﻣﺴﺘﻌﺠﻞ ﻟﻠﺬهﺎب إﻟﻰ اﻟﺸﻐﻞ. ﻞ أﻳّﺎم اﻷﺳﺒﻮع. وﻗﺖ اﻟﺼﻼة ﻣﺴﺎ ًء -ﺗﻌﺒﺎن أو ﻧﻌﺴﺎن أو ﺳﻬﺮان ،وهﻜﺬا آ ّ ﺻﻔﺤﺔ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس اﻟﺒﺎآﺮ – ﻻ ﻳﺰال ﻏﺎرﻗًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم. وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس اﻟﻤﺘﺄﺧّﺮ – ﻓﻲ اﻟﺼﻴﺪ أو ﻓﻲ اﻟﻘﻬﻮة أو ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي أو ﻓﻲ اﻟﺸﻐﻞ أو ﻗﺮب اﻟﺮادﻳﻮ. ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ – ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻖ. وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﻣﺴﺎ ًء – ﺗﻌﺒﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻴﺪا أو ﻓﻲ اﻟﻨـﺰهﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ.
٢٦ ﻞ ﺻﻔﺤﺎت أﻳّﺎم اﻵﺣﺎد .ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻄﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎت وهﻜﺬا آ ّ اﻷﻋﻴﺎد ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد ورأس اﻟﺴﻨﺔ وﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ رﺑّﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻼح. ﻓﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد ﻓﺮأى ﻓﻴﻬﺎ :ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎء إﻟﻰ اﻟﺼﺒﺎح ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻠﻌﺐ.
وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﺻﺒﺎﺣًﺎ – ﻏﺎرﻗًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم. وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﻣﺴﺎ ًء – ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻠﻌﺐ. ﻓﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻴﺪ رأس اﻟﺴﻨﺔ ﻓﺮأى ﻓﻴﻬﺎ :ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎء إﻟﻰ ﺷﺮوق اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻠﻌﺐ. وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﺻﺒﺎﺣًﺎ – ﻏﺎرﻗًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم. وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﻣﺴﺎ ًء – ﻣﻨﺮﻓﺰ ﻏﻀﺒﺎن ﻻﻋﻨًﺎ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻷﻧّﻪ ﺧﺴﺮان. ﻞ هﺬﻩ ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻄﻠﺐ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ﻟﻌﻠّﻪ ﻗﺪ ﺑﻴّﺾ آ ّ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺴﻮداء ﺑﺈﺗﻤﺎم اﻟﻔﺼﺢ ﺑﺎﻋﺘﺮاف وﺗﻨﺎول .ﻓﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﺼﻔﺢ ﻟﻠﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻗﺮّب اﻟﺴﺠﻞ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ إﺗﻤﺎم اﻟﻔﺼﺢ .ﻓﻘﻠﺐ اﻟﺼﻔﺤﺔ ﻟﻔﺼﺢ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وهﻜﺬا إﻟﻰ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ إﺗﻤﺎم اﻟﻔﺼﺢ ﻓﺤﻤﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ وﻗﺎل ﻟﻪ ﺑﺘﻬﺪﻳﺪ :ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺮف وﺗﺘﻨﺎول!! ﻓﺘﻠﻌﺜﻢ اﻟﺮﺟﻞ وﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺑﻜﻠﻤﺔ .ﻓﻘﺎل ب اﻹﻟﻪ. اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس :ﺧﺬ ﺳﺠﻠّﻚ وﻗﺪّﻣﻪ إﻟﻰ رﺑّﻨﺎ .وﻗﺎدﻩ إﻟﻰ أﻣﺎم ﻋﺮش اﻟﺮ ّ وﻓﻴﻤﺎ هﻮ ذاهﺐ وراء اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس وﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺤﺮاﺟﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ أﺧﺬ ﻳﻔﻜّﺮ ب اﻹﻟﻪ اﻟﻤﻬﻴﺐ ﺑﺤﺠّﺔ ﺗﺨﻔّﻒ ﻣﻦ ﺻﺮاﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ .ﺑﻠﻎ إﻟﻰ أﻣﺎم ﻋﺮش اﻟﺮ ّ ب ﻳﺴﻮع اﻟﺪﻳّﺎن ﺳﺠﻠّﻪ اﻟﻤﻠﻄّﺦ وﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺧﻮﻓًﺎ ورهﺒﺔ .وﺑﻠﻤﺤﺔ ﺑﺼﺮ رأى اﻟﺮ ّ ﻲ اﻟﻔﻈﻴﻊ وﻗﺎل ﻟﻪ ﺑﺴﻠﻄﺎن ﺗﻬﻠﻊ ﻟﻪ ﻗﻠﻮب ﻣﻠﻮك اﻷرض ﺑﺎﻵﺛﺎم وﺑﺎﻹهﻤﺎل اﻟﺪﻳﻨ ّ ﻞ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ إﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس :آﻠﻮا ﺟﺴﺪي وﻣﻦ ﻻ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي ﻓﻼ وﺳﻼﻃﻴﻨﻬﺎ :أﻟﻢ أﻗ ّ ﻞ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﺑﻘﻮﻟﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻔﺮﺗﻢ ﻳﺴﺘﺤﻘّﻨﻲ؟ أﻟﻢ أﻋ ِ ﻂ ﺗﻼﻣﻴﺬي واﻟﻜﻬﻨﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﺣ ّ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻏﻔﺮت ﻟﻪ؟ ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻜﺎهﻦ ﻏﻔﺮان ﺧﻄﺎﻳﺎك؟ وﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺘﻨﺎول ﺟﺴﺪي؟ أﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬي ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻊ ﻣﻨّﻲ؟ ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﺮﺗﻚ ﺑﺴﻤﺎع اﻟﻘﺪّاس أﻳّﺎم اﻵﺣﺎد وﻟﻤﺎذا أﻣﺮت أﻧﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬي ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس! إذا آﻨﺖ أﻧﺖ وﻏﻴﺮك ﻻ ﺗﺤﻀﺮوﻧﻬﺎ؟
٢٧ ن اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠّﻤﺖ ﻞ ﻗﻮاﻩ وأﺟﺎب ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ ﻣﺬﻋﻮر :إ ّ ﻓﺠﻤﻊ اﻟﺮﺟﻞ آ ّ ب ﻳﺴﻮع: ﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﻣﻮر .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺮ ّ ﺢ ﻋﻠ ّ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻠّﻤﻨﻲ ذﻟﻚ .وآﺎهﻦ اﻟﺮﻋﻴّﺔ ﻟﻢ ﻳﻠ ّ آﺎهﻦ اﻟﺮﻋﻴّﺔ ﺳﺄﺟﻠﺪﻩ ﺟﻠﺪًا ﻗﺎﺳﻴًﺎ ﺟﺪًّا .وذﻧﻬﺐ واﻟﺪﻳﻚ – اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﻌﻈﻴﻢ -اﻟﺬﻳﻦ أرﺳﻼك إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻻ ﻳﺨﻠّﺼﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎص! اﻏﺮب ﻋﻨّﻲ إﻟﻰ ذاك اﻟﻌﺬاب ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻔّﺮ ﻋﻦ ذﻧﻮﺑﻚ. ﻓﻴﺎ ﻟﻠﺨﻮف واﻟﺠﺬع اﻟﺬي اﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ!!. وﻳﺎ ﻟﻬﻮل اﻟﻌﺬاب!! ﻓﺴﺎﻋﺔ واﺣﺪة ﻓﻴﻪ ﺗﻮازي ﻋﺬاﺑﺎت هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺳﺮهﺎ!! ﻋِﺒﺮة آﺎن ﻓﻴﻠﺒّﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻠﻚ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻘﺪّاس ﻓﺮأى ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﺷﻴّﺘﻪ ﻳﺘﺤﺪّﺛﺎن ﺠﻦّ أﺣﺪهﻤﺎ واﻵﺧﺮ ﻣﺮض ﻣﻦ ﺑﺨﻔّﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﺮﺷﻘﻬﻤﺎ ﺑﻨﻈﺮة ﻏﻀﺐ هﺎﺋﻞ .ﻓ ُ ﺷﺪّة ﺧﻮﻓﻬﻤﺎ. ﻓﻤﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺼﻮّر ﺧﻮف اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺷﻘﻪ اﷲ ﺑﻨﻈﺮة ﻏﻀﺐ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ. أﺧﻲ اﻟﺸﺎب أراك ﻣﺤﺎﻃًﺎ ﺑﺎﻷﻋﺪاء ﻓﺄﺧﺎف ﻋﻠﻴﻚ .أرى اﻟﺸِﺒﺎك واﻟﺸﺮاك ﺗﻨﺼﺐ ﻟﻚ ﻓﺎﻓﺰع. أرى ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻣﻸى ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ واﻟﻤﻬﺎﻟﻚ ﻓﺎﺿﻄﺮب .أرى ﺧﻄﺎك ﻣﻌﺪودة ﻋﻠﻴﻚ ،وأﻣﺎم ﻞ ﺧﻄﻮة آﺒﻮة وﻋﺜﺮة ،ﻓﻴﺮاﻓﻖ ﻗﻠﺒﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻚ ﻣﺬﻋﻮرًا. آّ أرى اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﺘﻔﻨّﻦ ﻓﻲ ﺳﺤﻘﻚ وﺗﺪﻣﻴﺮك .واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻔﺘﺢ ذراﻋﻴﻬﺎ ﻟﺘﻌﺎﻧﻘﻚ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ﺗﻨﻘﻞ إﻟﻴﻚ اﻟﺪاء اﻟﻘﺘّﺎل .وﺗﺪﻋﻮك إﻟﻰ ﺿﻴﺎﻓﺘﻬﺎ ﻓﻲ دورهﺎ: دور اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ واﻟﺮﻗﺺ ،دور اﻟﺨﻤﺮ واﻟﺘﻐﺎزل ،دور اﻟﺨﻼﻋﺔ واﻟﻔﺠﻮر ،دور ﺷﻮاﻃﺊ ﺑﺤﺎرهﺎ وأﻧﻬﺎرهﺎ .ﻓﺎرﺗﺠﻒ ﺟﺰﻋًﺎ ﻋﻠﻴﻚ. أرى اﻟﺠﻤﺎل ﻳﺴﺘﻬﻮﻳﻚ وﺧﺎﻟﻘﻪ ﻗﺪ وﺿﻊ ﻓﻴﻚ ﻣﻴ ً ﻼ إﻟﻴﻪ – ﻓﺄﺧﺸﻰ أن ﺗﻌﺒﺪﻩ وﺗﻨﺴﻰ ﻣﺒﺪﻋﻪ .أرى اﻟﻠﺬّة ﺗﺠﺬﺑﻚ – واﷲ ﻗﺪ وﺿﻌﻬﺎ ﻟﺠﺬﺑﻚ – وﻟﻜﻦ ﻟﻠﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻓﺎﺧﺸﻰ أن ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻧﻈﺎم اﻟﺨﺎﻟﻖ وﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺰواج ﻓﻴﺴﺨﻂ ﻋﻠﻴﻚ.
٢٨ أراك ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﺗﻔﻜّﺮ ﻓﻲ داﺧﻠﻚ وﺗﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﻋﻮاﻃﻔﻚ ورﻏﺒﺎﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻋﻬﺪ ﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻓﻬﻞ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮك وﺗﺄﻣّﻠﻚ .ﺷﺎﺑًّﺎ أدرك آﻨﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺪاﺧﻠّﻴﺔ وﻓﻬﻢ ﻣﻬﻤّﺘﻬﺎ وﻣﻨـﺰﻟﺘﻬﺎ؟ أم ﺗﻨﻘﻠﺐ ﺷﺎﺑًّﺎ أﺧﻄﺄ ﻣﻬﻤّﺘﻬﺎ وﻣﻨـﺰﻟﺘﻬﺎ وراح ﻳﻌﺒﺚ ﺑﺸﺮﻓﻬﺎ وﻗﺪاﺳﺘﻬﺎ وﻳﺪوس ﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ وإرﺳﺎﻟﻴّﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﻣﻴّﺔ؟ ﻓﺈن آﻨﺖ اﻷوّل ﻓﺄهﻨّﺌﻚ وأهﻨّﺊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻚ .وإن آﻨﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺄﺑﻜﻴﻚ وأﺑﻜﻲ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﻚ! ﺖ ﻓﻴﻚ اﻟﻘﻮّة واﻟﻨﺸﺎط واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﺘﻴّﺔ .أﺣﺒﺒﺖ ﻗﺪ أﺣﺒﺒﺘﻚ – ﻳﺎ أﺧﻲ اﻟﺸﺎب – وأﺣﺒﺒ ُ ﺖ ﺖ ﻓﻴﻚ اﻟﻤﺨﻠّﺺ اﻟﺬي ﺳﻔﻚ دﻣﻪ ﻷﺟﻠﻚ .أﺣﺒﺒ ُ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺜﺎل اﻟﺨﺎﻟﻖ وﺟﻤﺎﻟﻪ .أﺣﺒﺒ ُ ﻓﻴﻚ ﺁﻣﺎل اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮاﻧﻲ أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻚ ﺧﻮﻓﻲ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻲ وأﺣﺒّﻚ ﺣﺒّﻲ ﻟﻨﻔﺴﻲ. وهﺬا ﻣﺎ دﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ آﺘﺒﺖ وأآﺘﺐ إﻟﻴﻚ ﺑﻌﺾ رﺳﺎﻻت ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠّﻬﺎ ﺗﻜﻮن هﺪى ﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻚ اﻟﺼﻌﺐ. اﻟﺼﻠﻴﺐ أﻧﻈﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ،ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﺗﺄﻣّﻠﻪ :اﺳﺄﻟﻪ ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻣﻤﺰّق اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻬﺸّﻢ اﻷﻋﻀﺎء؟ ﻓﻴﺠﻴﺒﻚ ﻷﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ! ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﻋﺮﻳﺎن ﻣﺤﺘﻘﺮ ﻣﻬﺎن ﻣﺰدرى ﺑﻚ آﺈﻧﺴﺎن ﺷﺮّﻳﺮ؟ ﻷﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ.ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﻣﻜﻠّﻞ اﻟﺮأس ﺑﺄﺷﻮاك ﻣﺮهﻔﺔ ﺗﺨﺮق ﺣّﺘﻰ اﻟﻌﻈﻢ؟ ﻷﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ.ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﻣﺮﻓﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ آﺄﺣﺪ اﻟﻠﺼﻮص اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻣﺴﻤّﺮ اﻟﻴﺪﻳﻦ واﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺑﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻏﻠﻴﻈﺔ ﺟﺪًّا؟ ﻷﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ.ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﻣﻄﻌﻮن ﺑﺎﻟﺤﺮﺑﺔ وأﺣﺸﺎؤك ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ ﻋﻄﺸًﺎ؟ ﻷﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ.آﻴﻒ ﺗﺤﺒّﻨﻲ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻘﺪار؟ أﺗﻨﺴﻰ ﻣﻦ أﻧﺎ؟ أﺗﻨﺴﻰ أﻧّﻲ دودة ﺣﻘﻴﺮة وﺗﺮاب
٢٩ وﻋﺪم؟ أﺗﻨﺴﻰ أﻧّﻲ ﺧﺎﻃﺊ أﺛﻴﻢ ﻗﺪ ﺗﻌﺪّﻳﺖ وﺻﺎﻳﺎك ودﺳﺖ أواﻣﺮك اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟ أﺗﻨﺴﻰ أﻧّﻲ ﻧﻜﺮت ﺟﻤﻴﻠﻚ وﺟﺤﺪت إﺣﺴﺎﻧﺎﺗﻚ إﻟﻲّ؟ ل واﻟﻌﺪم إﻟﻰ ﻣﻘﺎم اﻹﻟﻪ .آﻤﺎ ﺁﻩ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ – ﻓﺒﻤﺤﺒّﺘﻚ ﻟﻲ ﺗﺮﻓﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﻀﻴﺾ اﻟﺬ ّ ﺐ ﻣﻠﻚ اﺑﻨﺔ ﻓﻼّح ﻓﻘﻴﺮة رﻓﻊ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ وﺻﺎرت ﻣﻠﻜﺔ .هﺬﻩ هﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻲ إذا أﺣ ّ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ وﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻟﻚ ﻋﺮوﺳًﺎ !! ﻓﺄﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ وﻟﻜﻲ أﻇﻬﺮ ﻟﻚ ﻣﺤﺒّﺘﻲ ﻓﺈﻧّﻲ أﺣﺘﻤﻞ ﻷﺟﻠﻚ اﻵﻻم واﻟﻀﻴﻘﺎت واﻻﺿﻄﻬﺎد ﺣﺘّﻰ ﺳﻔﻚ اﻟﺪم .أﺣﺒّﻚ ﻳﺎ ﺐ أن أآﻮن ﺑﻘﺮﺑﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺣﻴﺚ أﺗﻤﺘّﻊ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ .هﻨﺎك إﻟﻬﻲ وأﺣ ّ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻓﻬﻢ وأدرك ﻋﻈﻢ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻟﻲ .وأﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺑﺎدﻟﻚ اﻟﻤﺤﺒّﺔ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ! ﻓﻈﺎﻋﺔ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ دﻋﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻟﻔﻮﻧﺲ ﻟﻴﻜﻮري ﺧﺎﻃﺌًﺎ آﺒﻴﺮًا إﻟﻰ دارﻩ ﻟﻴﺆﻧّﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء ﺳﻠﻮآﻪ وﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻤﺸﻜّﻜﺔ .ﻓﻠﻤّﺎ ﺟﺎء وأراد اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ رأى ﻓﻲ اﻟﻤﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺼﻠﻮﺑًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻓﻮﻗﻒ وﻟﻢ ﻳﺠﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮور ﻓﻮﻗﻪ .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﻣﺘﺮدّد وﺧﺎﺋﻒ؟ دس اﻟﻤﺼﻠﻮب وادﺧﻞ! ﻓﺄﺟﺎب آﻴﻒ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻗﺪ دﺳﺖ ﺑﺨﻄﺎﻳﺎك اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ذاﺗﻪ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة ﺑﺮﺟﻠﻴﻚ! ﻓﺘﺄﺛّﺮ اﻟﺨﺎﻃﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ﺷﺪﻳﺪًا ووﻗﻊ هﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻮﻗﻌًﺎ ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻓﺘﺎب إﻟﻰ رﺑّﻪ ﺗﻮﺑﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ. ﺳ ّﺮ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺮوح ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء. اﻟﺤﻴﺎة ﻧﻮﻋﺎن ﺣﻴﺎة ﺟﺴﺪﻳّﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﺄﺧﺬهﺎ ﻣﻦ أﺑﻮﻳﻨﺎ .واﻟﺤﻴﺎة اﻟﺮوﺣﻴّﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﺄﺧﺬهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ .ﻗﺎل ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ" :اﻟﻤﻮﻟﻮد ﻣﻦ اﻟﺠﺴﺪ هﻮ ﺟﺴﺪ واﻟﻤﻮﻟﻮد ﻣﻦ اﻟﺮوح هﻮ روح". ﺑﺎﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻠﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ اﻟﺘﻲ أﺳّﺴﻬﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ. واﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻋﻴﻠﺔ واﺣﺪة أﺑﻮهﻢ واﺣﺪ هﻮ اﷲ وآﻠّﻬﻢ إﺧﻮة.
٣٠ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺳ ّﺮ ﻗﺪ رﺳﻤﻪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻴﻠﺪﻧﺎ ﻣﻴﻼدًا ﺟﺪﻳﺪًا روﺣﻴًّﺎ ﺑﻪ ي. ﻧﺼﻴﺮ ﺑﻨﻴﻦ ﷲ وورﺛﺔ ﻟﻤﻠﻜﻮﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ .١ :ﺗﻐﻔﺮ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺮﺛﻬﺎ ﻋﻦ أﺑﻮﻳﻨﺎ ﺁدم وﺣﻮاء، وهﺬﻩ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺗﻔﻘﺪﻧﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻓﺎﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ .واﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺗﻐﻔﺮ أﻳﻀًﺎ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻔﻌﻠﻴّﺔ إذا آﺎن ﻗﺎﺑﻞ اﻟﻌﻤﺎد راﺷﺪًا. ي. .٢ﺗﺨﻮّﻟﻨﺎ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﺒﻨﻮّة ﷲ وﺣﻘﻮق اﻟﻤﻴﺮاث ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻖ ﻟﻪ أن ﻳﺘﻨﺎول ن اﻟﻤﻌﻤﻮدّﻳﺔ هﻲ ﺑﺎب ﻟﺒﻘﻴّﺔ اﻷﺳﺮار ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻻ ﻳﺤ ّ .٣إ ّ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس وﻻ أن ﻳﻌﺘﺮف وﻻ أن ﻳﻜﻮن آﺎهﻨًﺎ .وإذا ﺻﺎر آﺎهﻨًﺎ أو ﺗﺰوّج ﻲ ﻓﺰواﺟﻪ وهﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻤّﺪ ﻓﻜﻬﻨﻮﺗﻪ ﺑﺎﻃﻞ وزواﺟﻪ ﺑﺎﻃﻞ .أﻣّﺎ إذا آﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤ ّ ﺻﺤﻴﺢ. اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺿﺮورﻳّﺔ ﻟﻠﺨﻼص ﺑﺈرادة ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﻗﺎل" :ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺮوح ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء". وﻗﺎل ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ" :اﻣﻀﻮا ﺑﺸّﺮوا اﻷﻣﻢ وﻋﻤّﺪوهﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس". اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع :ﻣﻌﻤﻮدﻳّﺔ اﻟﻤﺎء وهﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن وﺗﻜﻮن ش أو ﺑﺎﻟﺴﻜﺐ أو ﺑﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺲ .٢ .ﻣﻌﻤﻮدﻳّﺔ اﻟﺪم وهﻲ أن ﻳﺴﻔﻚ اﻹﻧﺴﺎن دﻣﻪ ﺑﺎﻟﺮ ّ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ آﻤﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻬﺪاء ﻓﻲ ﺑﺪء اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴّﺔ ﻓﻜﺎن ﻋﺸﺮات وﻣﺌﺎت ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ وﻳﺴﻔﻜﻮن دﻣﻬﻢ ﻷﺟﻠﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻤﻜّﻨﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻮل اﻟﻌﻤﺎد .٣ .ﻣﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﻲ أن اﻟﺸﻮق واﻟﻤﺤﺒّﺔ وهﻲ أن ﻳﺘﺸﻮّق اﻹﻧﺴﺎن ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ واﻟﺠﺎهﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻲ أن ﻳﺼﻨﻊ آ ّ ﻼ :إذا ﺗﺸﻮّق رﺟﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ اﷲ ﻣﻨﻪ ...ﻣﺜ ً ﻳﻌﻤﻞ آ ّ ﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻼ اﻟﺨﻴﺮ وﻣﺘﺠّﻨﺒًﺎ اﻟﺸ ّﺮ .ﻧﺎدﻣًﺎ ﻣﻦ آ ّ ﻳﺮﻳﺪﻩ اﷲ ﻣﻨﻪ ﻣﻈﻬﺮًا ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﻟﺮﺑّﻪ ﻓﺎﻋ ً ﺐ ﻳﻌﺘﻤﺪ وﻳﺨﻠّﺺ. ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻣﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ .ﻓﺈﻧّﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻮق واﻟﺤ ّ
٣١ ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺎم ﻟﻴﺲ هﻨﺎ! ﻳﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ آﻴﻒ ﻗﺎم ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ وﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﺣﺠﺮ آﺒﻴﺮ؟ آﻴﻒ ﻗﺎم واﻟﻘﺒﺮ ﻣﺤﺼّﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮد واﻟﻤﺴﻠّﺤﻴﻦ؟ ﻳﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ آﻴﻒ ﻗﺎم ﻳﺴﻮع وآﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻣﺰّﻗﻮا ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﺠﻠﺪ وﺧﺮﻗﻮا ﻳﺪﻳﻪ ورﺟﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ وأﻣﺎﺗﻮﻩ وأرووا ﻏﻠﻴﻠﻬﻢ ﺑﻘﺘﻠﻪ؟ ب اﻟﻤﻮت واﻟﺤﻴﺎة ،ﻷﻧّﻪ إﻟﻪ وإﻧﺴﺎن ،وﻟﻴﺲ هﻮ إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻓﻘﻂ آﻤﺎ ﻗﺎم ﻷﻧّﻪ ر ّ ن ﺑﻘﻴﺎﻣﺘﻪ ﻗﻴﺎم اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أﺳّﺴﻪ. ﻳﻈﻨّﻮن ،ﻗﺎم ﻷ ّ ﻗﺎم ﻟﻴﺤﻘّﻖ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻠﻴﻬﻮد :أهﺪﻣﻮا هﺬا اﻟﻬﻴﻜﻞ أي هﻴﻜﻞ ﺟﺴﺪﻩ ،وأﻧﺎ أﻗﻴﻤﻪ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﻳّﺎم .وﻗﺪ هﺪﻣﻮا هﻴﻜﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﺠﻠﺪ واﻟﺼﻠﺐ واﻟﻌﺬاب واﻟﻤﻮت وﻟﻜﻨّﻪ أﻗﺎﻣﻪ آﻤﺎ ﻗﺎل ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻳّﺎم. ﻗﺎم ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻟﻴﺘﻤّﻢ ﻧﺒﻮّﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ وهﻢ ﺻﺎﻋﺪون إﻟﻰ أورﺷﻠﻴﻢ :هﺎ ﻧﺤﻦ ﺻﺎﻋﺪون إﻟﻰ أورﺷﻠﻴﻢ واﺑﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺴﻠّﻢ إﻟﻰ رؤﺳﺎء اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻓﻴﻬﺰأون ﺑﻪ وﻳﺠﻠﺪوﻧﻪ وﻳﺼﻠﺒﻮﻧﻪ وﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﻘﻮم. ﻗﺎم ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻣﺘ ّﻤﻤًﺎ ﺗﻠﻚ اﻵﻳﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ وﻋﺪ ﺑﻬﺎ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻃﻠﺒﻮا ن هﺬا اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺮّﻳﺮ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻜﻲ ﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﻪ .ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ :إ ّ ﻻ ﺁﻳﺔ ﻳﻮﻧﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻜﻤﺎ آﺎن ﻳﻮﻧﺎن ﻓﻲ ﺑﻄﻦ اﻟﺤﻮت ﺛﻼﺛﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﺁﻳﺔ وﻻ ﻳﻌﻄﻰ إ ّ أﻳّﺎم وﺛﻼث ﻟﻴﺎل هﻜﺬا ﻳﻜﻮن اﺑﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺑﻄﻦ اﻷرض ﺛﻼﺛﺔ أﻳّﺎم وﺛﻼث ﻟﻴﺎل. ل ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ وﻳﺼﻴّﺮﻩ ﺣﻠﻮًا ﻟﺬﻳﺬًا ﺑﻌﺪ ﻗﺎم ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻟﻴﻜﺴﺮ ﺷﻮآﺔ اﻟﻤﻮت وﻳﺬ ّ أن آﺎن ﻣﺮًّا ﻣﺨﻴﻔًﺎ ،آﺎن اﻟﻤﻮت ﺑﺎﺑﺎ ﻣﻈﻠﻤًﺎ ﻳﺆدّي إﻟﻰ وهﺪة اﻟﻌﺬاب ﻓﺼﻴﱠﺮﻩ ﺑﺎﺑًﺎ ﻣﻨﻴﺮًا ﻳﺆدّي إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ. ﺻﻴّﺮ اﻟﻤﻮت ﻧﻮﻣًﺎ هﺎدﺋًﺎ هﻨﻴﺌًﺎ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻨﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻨﺒﻠﺞ ﻟﻪ ﻧﻮر اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺨﺎﻟﺪة، وﺗُﺸﺮق ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻤﺲ اﻷﺑﺪﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ.
٣٢ ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺎد )ﺗﺎﺑﻊ( اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﻣﺎت اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻤّﺪﻩ ﺣﻀﺮﺗﻚ أﻣَﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺴﻤﺎء؟ اﻟﻜﺎهﻦ – ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﷲ وإرادﺗﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺴﻤﺎء! اﻟﺸﺎب – ﻣﺎ هﻮ ذﻧﺐ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﺣﺘّﻰ ﻳُﺤﺮم ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء! اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ذﻧﺐ وﻻ ارﺗﻜﺐ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻌﺬاب وﻟﻜﻨّﻪ ﻻ ﻖ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻠﻮ آﻨﺖ أﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺬﻧﺐ وﻟﻢ ﺗﺨﻄﺄ ﺿ ّﺪ رﺋﻴﺲ ن ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣ ّ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻷ ّ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳّﺔ ،هﻞ ذﻟﻚ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻚ ﺣﻘًّﺎ ﻓﻲ أن ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻗﺼﺮﻩ وﺗﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺨﻴﺮاﺗﻪ؟ اﻟﺸﺎب – ﻻ. ﻖ ﻓﻲ اﻣﺘﻼك اﻟﻜﺎهﻦ – آﺬﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن وﻟﻮ آﺎن ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺄ ﺿ ّﺪ اﷲ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣ ّ اﻟﺴﻤﺎء وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﷲ ﺑﻜﺮﻣﻪ وﻣﺤﺒّﺘﻪ أراد أن ﻳُﺸﺮك اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺴﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻳﺴﺘﺤﻘّﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻼح. اﻟﺸﺎب – وﻟﻜﻦ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﺣﺮم اﻟﺴﻤﺎء ﻷﻧّﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ن ﻗﺼﺎص ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﺁدم ﻣﻦ أﻟﻮف اﻟﺴﻨﻴﻦ .وﻻ أﻗﺪر أن أﻓﻬﻢ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – آﻴﻒ أ ّ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺁدم ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎل اﻷﺑﺮﻳﺎء؟ ﻼ وﻗﺎل ﻟﻪ أﻗﻢ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻣﺜﻞ اﷲ ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺜﻞ ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ دﻋﺎ رﺟ ً ﻗﺼﺮي وﺗﻨﻌّﻢ ﺑﺨﻴﺮاﺗﻲ و ُآﻞْ واﺷﺮب ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺗﻲ وإذا آﻨﺖ أﻣﻴﻨًﺎ وﻣﻄﻴﻌًﺎ ﻟﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎﺗﻚ آﻠّﻬﺎ ﻣﺘﻨ ّﻌﻤًﺎ ﻣﻌﻲ وأﺧﻮّل هﺬا اﻹﻧﻌﺎم ﻷوﻻدك ﻣﻦ ﺑﻌﺪك .ﻓﻬﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ أﻣﻴﻨًﺎ وﻣﻄﻴﻌًﺎ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﻄﺮدﻩ ﻣﻦ ﻗﺼﺮﻩ وﺣﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮاﺗﻪ .ﻓﻬﻞ ﻳﻜﻮن ﻇﻠﻤﻪ أو ﻇﻠﻢ أوﻻدﻩ؟ اﻟﺸﺎب – ﻻ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ. اﻟﻜﺎهﻦ – هﻜﺬا ﺻﻨﻊ اﷲ ﻣﻊ أﺑﻮﻳﻨﺎ اﻷوّﻟﻴﻦ ،دﻋﺎهﻤﺎ إﻟﻰ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻓﺨﺎﻟﻒ ﺁدم وﺣﻮاء وﺻﻴّﺔ اﷲ وﻋﺼﻴﺎ أﻣﺮﻩ ﻓﻄﺮدهﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮدوس وﺣﺮﻣﺎ ﻣﻊ ﻧﺴﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء .وﻟﻜﻦ اﷲ اﻟﺮﺣﻮم اﻟﺤﻨﻮن ﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ وﻋﻠﻰ ﻧﺴﻠﻬﻤﺎ وﺧﻠّﺼﻬﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ
٣٣ ﺗﺠﺴّﺪ اﺑﻨﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ .وﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮاﻟﺬي ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ وﺟﻪ اﻹﻧﺴﺎن واﺷﺘﺮط اﻟﻌﻤﺎد ﻟﺪﺧﻮل اﻟﺴﻤﺎء .ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻻﺳﻤﻪ اﻟﺴﺠﻮد: ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺮوح ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء .وﻗﺎل ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ اذهﺒﻮا ﻋﻠّﻤﻮا اﻷﻣﻢ وﻋﻤّﺪوهﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .وﻣﺜﻞ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﻠﻚ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻷﺣﺪ ﺑﺪﺧﻮل ﻗﺼﺮﻩ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘّﺴﻤًﺎ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﺧﺎﺻّﺔ. اﻟﺸﺎب – أﺣﻴﺎﻧًﺎ آﺜﻴﺮة ﻳﻤﻮت أﻃﻔﺎل دون ﻋﻤﺎد ﻟﻌﺪم وﺟﻮد آﺎهﻦ! ﻞ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺳﻤﺤﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻞ ﺗﻠﺰم – ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﺟﻮد آﺎهﻦ – آ ّ ﻼ آﺎن أو اﻣﺮأة ،ﺷﺎﺑًّﺎ أو ﺷﺎﺑّﺔ ،أن ﻳﻌﻤّﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺸﺮط أن ﻳﻘﻮل :أﻧﺎ إﻧﺴﺎن ،رﺟ ً ﺐ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻬﺔ ،ﻧﺎوﻳًﺎ أن أﻋﻤّﺪك ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وهﻮ ﻳﺼ ّ ن اﻟﻤﺎء ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺎﺣﺒًﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .وﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ إﻟﻰ أ ّ ﻟﻔﻆ اﻟﻜﻠﻤﺎت – أﻧﺎ أﻋﻤّﺪك ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس – اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ وﻟﻮ آﻨﺖ أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ ﻟﻜﻨﺖ ﻋﻤﺪت اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﻣﺎت ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﻞ ﺣﻀﺮﺗﻚ وآﺎن دﺧﻞ اﻟﺴﻤﺎء وﺗﻤﺘّﻊ ﺑﻤﺠﺪ اﷲ. ن اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﻜﺎن ذﻟﻚ أﻋﻈﻢ ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺒّﺔ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻣﻊ أﺧﻴﻚ اﻹﻧﺴﺎن ،إذ إ ّ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ أﻋﻈﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ. "ﺧﺒﺮ" إّ ن اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺎرﻳﺎ داﻧﻴﺲ ﺣﻀﺮت ذات ﻣﺮّة ﻋﻤﺎد ﻃﻔﻞ ﻓﻠﻤّﺎ ﻗﺴﻢ اﻟﻜﺎهﻦ ﻋﻠﻴﻪ رأت اﻟﺮوح اﻟﺸﺮﻳﺮ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻞ وﻳﺒﺘﻌﺪ ﺑﺨﺰي .وﻟـﻤّﺎ ﺻﺒﻎ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻞ وﻳﺴﺘﻘ ّﺮ ﻋﻠﻴﻪ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ. اﻟﻤﻘﺪّس رأت اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻳﺤ ّ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﺎة آﺎن ﻣﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﺪ ﻓﺮأى راﻋﻴًﺎ ﻳﺮﻋﻰ ﻏﻨﻢ رﺟﻞ ﻏﻨﻲ .ﻓﺴﺄﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ :آﻢ ﺗﻜﺴﺐ ﻣﻦ رﻋﺎﻳﺘﻚ اﻟﻐﻨﻢ؟ أﺟﺎب اﻟﺮاﻋﻲ :ﻣﻮﻻي أآﺴﺐ ﻗﺪر ﻣﺎ ﺗﻜﺴﺐ ﺟﻼﻟﺘﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ.
٣٤ ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻤﻠﻚ وﻗﺎل ﻟﻠﺮاﻋﻲ :هﻞ أﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮن؟ -أﻧﺎ – ﻣﻮﻻي اﻟﻤﻠﻚ – ﺑﻌﻘﻠﻲ اﻟﺴﻠﻴﻢ وآﻼﻣﻲ ﻋﻴﻦ اﻟﺼﻮاب آﻼﻧﺎ ﻧﻜﺴﺐ اﻟﺴﻤﺎء إذا أﺣﺴﻨّﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ .وآﻼﻧﺎ ﻧﻬﻠﻚ ﻓﻲ ﺟﻬﻨّﻢ إذا أﺳﺄﻧﺎ اﻟﻌﻤﻞ! ﻓﺎﺳﺘﺤﺴﻦ اﻟﻤﻠﻚ آﻼم اﻟﺮاﻋﻲ وﻧﻘﺪّﻩ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل! "ﺧﺒﺮ" إﺑّﺎن اﻟﺜﻮرة اﻻﻓﺮﻧﺴﻴّﺔ ،وﺟﺪ اﻟﺜﻮّار ﺷﺎﺑًّﺎ ﻳﻄﺎﻟﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ .ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ ﻲ ﻋﻠّﺔ ﺧﻼﺻﻲ اﺣﺮﻗﻪ ،ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ آﻴﻒ أﺣﺮﻗﻪ وﻗﺪ ﻋﻠّﻤﻨﻲ ﻣﺒﺎدي اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ وﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮدي ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻮﺿﻌﻮا ﻳﺪﻩ ﻓﻮق اﻟﻨﺎر ﻓﻔﻀّﻞ أن ﺗﺤﺘﺮق ﻳﺪﻩ وﻻ أن ﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر! ﻳﻠﻘﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻧﺎﺳﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ ﺧﺮج ﻧﺎﺳﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻜﻪ ﺑﺈﻟﻬﺎم ﻣﻦ اﷲ وﺗﻮﺟّﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .ﻣ ّﺮ أﻣﺎم اﻟﺴﺒﻖ ﻓﺮأى اﻟﻨﺎس ﺗﺘﻬﺎﻓﺖ ﻟﻠﺪﺧﻮل .ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎﺳﻚ دون أن ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ .وإذا ﺑﻪ أﻣﺎم ﺻﻔﻮف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﺘﺮاﺻّﺔ ﺣﻮل ﻣﻴﺪان ﻓﺴﻴﺢ ﻳﺒﺬﻟﻮن اﻟﻤﺎل ﻻﻗﺘﻨﺎء أوراق ﺻﻐﻴﺮة ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ هﻲ. ﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻴّﺎل ﻳﻠﻬﺐ ﻇﻬﺮ ﻻ ﻋﻠﻰ آ ّ وﻣﺎ إن ﻗﺮع ﺟﺮس ﺻﻐﻴﺮ ﺣﺘّﻰ رأى ﺧﻴﻮ ً ﺣﺼﺎﻧﻪ ﺑﺴﻮط ﻓﺘﺠﺮي ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻴﻮل ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﺒﺮق .ورأى اﻟﻨﺎس ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺟﺎﺣﻈﺔ ن ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺗﺠﺮي ﻣﻊ اﻟﺨﻴﻮل. ووﺟﻮهﻢ ﻣﺘﻘﻠّﺼﺔ وآﺄ ّ ورأى اﻟﻨﺎﺳﻚ أﻳﻀًﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﻩ اﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ .رأى ﺷﺮذﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺮاآﻀﺔ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻣﺒﺘﻬﺠﻴﻦ ﻓﺪهﺶ اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻣﻦ ﻓﺮح اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ .ﻓﺪﻋﺎ ﺷﻴﻄﺎﻧًﺎ ﻣﻨﻬﻢ وﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎ هﻮ ﺳﺒﺐ ﻓﺮﺣﻜﻢ؟ أﺟﺎب اﻟﺸﻴﻄﺎن :ﻧﻔﺮح ﺑﺎﻟﺸﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ .ﻓﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪّدون ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻖ وﻣﻌﻪ ﻳﺒﺪّدون ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ؟ آﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒّﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺨﻠﻮن ﻋﻠﻰ واﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻀﺮورﻳّﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ وﻳﺼﺮﻓﻮن ﻣﺎﻟﻬﻢ ﺟﺰاﻓًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻖ؟
٣٥ آﻢ ﻣﻦ اﻵﺑﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﻣﻮن أوﻻدهﻢ اﻟﺼﻐﺎر ﺿﺮورﻳّﺎت اﻟﺤﻴﺎة وﻳﻨﻔﻘﻮن ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻖ؟ آﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒّﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﺸﺮاﺋﻊ اﷲ ﻷﻧّﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻤﻜّﻨﻮن ﻣﻦ اﻟﺰواج ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺒﺬﻳﺮ ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻖ؟ ﻣﺎ أآﺜﺮ اﻟﺬﻳﻦ هﺪﻣﻮا ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﺣﻴﺎة ﻏﻴﺮهﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﺒﻖ؟ وﻣﺎ أﺑﺸﻊ اﻟﺘﺠﺎدﻳﻒ واﻟﺸﺘﺎﺋﻢ واﻟﻠﻌﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺬﻓﻬﺎ أﻓﻮاﻩ اﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ؟ وﻣﺎ أﻗﺒﺢ اﻟﺸﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﺒﻖ؟ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮاﻧﺎ أﻧﺎ ورﻓﻘﺘﻲ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻣﺒﺘﻬﺠﻴﻦ. ﻓﺤﺰن اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺮور وﻋﺎد إﻟﻰ ﻣﻨﺴﻜﻪ آﺌﻴﺒًﺎ ﺣﺰﻳﻨًﺎ وأﺧﺬ ﻳﺒﻜﻲ ﻼ اﷲ أن ﻳﻠﻬﻢ اﻟﻨﺎس اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺴﺒﻖ! وﻳﺼﻠّﻲ ﺳﺎﺋ ً آﻴﻒ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻔﻜّﺮ اﻟﺸﺎب ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺎة ﻻ ﺑ ّﺪ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب – ﻣﻦ أن ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﻋﻠﻴﻚ اﻷﻓﻜﺎر ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﻔﺘﺎة وﺗﺸﻐﻞ ﻗﺴﻤًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮك وﻣﺨﻴّﻠﺘﻚ .ﻓﻬﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر هﻲ ﻃﺒﻴﻌﻴّﺔ وﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻤﻴﻞ اﻟﺬي رﺗّﺒﻪ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ هﻲ أن ﻳﺪﻓﻌﻚ إﻟﻰ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻓﻤﻴﻠﻚ إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺎة واﻓﺘﻜﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﺑﺨﻄﻴﺌﺔ ﺷﺮط أن ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﻨـﺰهﻴﻦ ﻋﻤّﺎ هﻮ ﻣﺤﺮّم وﺧﻄﻴﺌﺔ. وﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻴﻠﻚ واﻓﺘﻜﺎرك ﻣﻨـﺰّهﻴﻦ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻮﺟّﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﺻﻔﺎت اﻟﻔﺘﺎة اﻷدﺑﻴّﺔ. ﻓﻜّﺮ ﻓﻲ أﺧﻼﻗﻬﺎ وﺁداﺑﻬﺎ .ﻓﻜّﺮ ﻓﻲ ذآﺎﺋﻬﺎ وﻓﻬﻤﻬﺎ .ﻓﻜّﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﻤﺘﻄﻠّﺒﺎت ن راﺣﺘﻚ وهﻨﺎءك ﻓﻲ اﻷآﻞ واﻟﺸﺮب واﻟﻠﺒﺲ ﻳﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ اﻟﻤﻨـﺰل ﻷ ّ ﺗﺨﺘﺎرهﺎ. ن ﻣﺎ ﺗﺠﻤﻌﻪ ﺑﻌﺮق ﺟﺒﻴﻨﻚ ﻣﺘﻮﻗّﻒ ﺗﺒﺬﻳﺮﻩ أو ﺣﻔﻈﻪ ﻓﻜّﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ﻷ ّ ن ﺧﺮاب ﺑﻴﺘﻚ أو ﻋﻤﺎرﻩ ﻣﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺎرهﺎ .ﺑﻞ إ ّ ن راﺣﺘﻚ وراﺣﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻚ ﻓﻜّﺮ ﻓﻲ هﻞ هﻲ ﻧﺸﻴﻄﺔ ﻣﺤﺒّﺔ اﻟﻌﻤﻞ أم آﺴﻮﻟﺔ! ﻷ ّ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻨﺸﺎط اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺎرهﺎ. ﻓﻜّﺮ ﻓﻲ ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﺎ واﻋﺘﺪاﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺒﺲ واﻷزﻳﺎء.
٣٦ ن ﺧﻮف اﷲ ﻳﺮاﻓﻘﻪ اﻹﺧﻼص واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓ ّﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ إذا آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴّﺔ ﺧﺎﺋﻔﺔ اﷲ ﻷ ّ ﻟﻠﺰوج ،ﻳﺮاﻓﻘﻪ اﻟﺼﺒﺮ واﻻﺣﺘﻤﺎل ﻳﺮاﻓﻘﻪ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺒﺬل ،ﻳﺮاﻓﻘﻪ اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ اﻷوﻻد ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ. ﻻ ﺗﻨﻈﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺎة ﻧﻈﺮك إﻟﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺔ واﻟﻠﺬّة ،ﺑﻞ اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﻻ ﻋﻈﺎﻣًﺎ ،واﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻘّﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﻨﺸﺌﺔ رﺟﺎ ً اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺮاﻓﻌﺔ ﺷﺄن زوﺟﻬﺎ ،واﻟﺮﻓﻴﻘﺔ اﻟﻤﺨﻠﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺤﻴﺎة هﻨﻴﺌﺔ رﻏﻴﺪة. أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮة اﻻﺣﺘﺮام واﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺨﺎﻟﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻬﺎ ﻷﻣّﻚ اﻟﺘﻲ ﺳﻬﺮت اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ اﻟﻄﻮال ﻓﻮق ﺳﺮﻳﺮك وأﻧﺖ ﻃﻔﻞ وﺑﻘﺮﺑﻚ وأﻧﺖ ﻣﺮﻳﺾ وﺣﺮﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺮاﺣﺔ ﻟﺘﺮﻳﺤﻚ وﺗﺠﻌﻠﻚ ﺳﻌﻴﺪًا ،وأﺣﺒّﺘﻚ ﻣﺤﺒّﺔ ﻣﺨﻠﺼﺔ. إذا أردت أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﺣﻴﺎة ﺳﻌﻴﺪة ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج وﺣﻴﺎة ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻧﺰﻳﻬﺔ ﻃﺎهﺮة ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج ،ﻓﺎﺷﻐﻞ ﻣﺨﻴّﻠﺘﻚ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎت ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒّﻬﺎ ﻲ. ﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮ دﻧﺲ ﺷﻬﻮاﻧ ّ واﻗﻤﻌﻬﺎ ﻋﻦ آ ّ ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ أﻳّﺎر!! وﻣﺎ أﺣﺒّﻚ ﻟﻠﻘﻠﻮب وأﻟﺬّك ﻟﻠﺴﻤﻊ !! ذﻟﻚ ﻷﻧّﻚ ﺷﻬﺮ ﻣﺮﻳﻢ ! ﻓﻴﻚ ﺗﻜﺘﺴﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ أﺟﻤﻞ أﺛﻮاﺑﻬﺎ .ﻓﺎﻷﺷﺠﺎر ﺗﺘﺒﺎهﻰ ﺑﺨﻀﺮة أوراﻗﻬﺎ واﻟﻮرود ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﻣﺨﺘﺎﻟﺔ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﻔﺘّﺎن ﻧﺎﺛﺮة ﻋﺮﻓﻬﺎ وأرﻳﺠﻬﺎ إآﺮاﻣًﺎ ﻟﻤﺮﻳﻢ! ن ﺛﻠﺞ ﺟﺒﺎﻟﻚ رﻣﺰ ﻧﻘﺎوة ﻣﺮﻳﻢ .واﺧﻀﺮار ﺳﻬﻮﻟﻚ رﻣﺰ أﻧﺖ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ أﻳّﺎر .ﻷ ّ ﻟﻄﻒ ﻣﺮﻳﻢ .وﺟﻤﺎل زﻧﺎﺑﻘﻚ رﻣﺰ ﺟﻤﺎل ﻣﺮﻳﻢ .وأﻟﻮان ورودك رﻣﺰ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻣﺮﻳﻢ. وأرﻳﺞ زهﻮرك وﻋﻄﺮهﺎ رﻣﺰ أرﻳﺞ ﻣﺮﻳﻢ وﻋﻄﺮهﺎ .وﺛﻤﺎر أﺷﺠﺎرك رﻣﺰ ﻋﻄﺎﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ. أﻧﺖ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ أﻳّﺎر ﻷﻧّﻨﺎ ﻧﺮى ﻣﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻧﻘﺎوة ﺛﻠﻮﺟﻚ ورواﺋﺢ زهﻮرك وﺟﻤﺎل ورودك.
أﻧﺖ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ أﻳّﺎر ﺑﺠﻤﺎل ﻣﺮﻳﻢ .أﻧﺖ ﻣﺤﺒﻮب ﻷﺟﻞ ﻣﺮﻳﻢ .ﻓﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﺘﺰّﻳﻦ ن أﻳّﺎﻣﻚ آﻠّﻬﺎ ﻋﻴﺪ ﻟﻤﺮﻳﻢ. ﺑﺄﺟﻤﻞ ﺣﻼهﺎ ﻷ ّ
٣٧ اﻓﺘﺨﺮ ﻳﺎ أﻳّﺎر ﻷﻧّﻨﺎ ﻣﻦ زﻧﺎﺑﻘﻚ ﻧﻘﺪّم ﻟﻤﺮﻳﻢ وﻧﻤﺰج ﻋﻄﺮ زﻧﺎﺑﻘﻚ ﺑﺒﺨﻮرﻧﺎ اﻟﺬي ﻧﺼﻌﺪﻩ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ. ن ﻓﻴﻚ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ أﺻﻮاﺗﻨﺎ وأﻧﺎﺷﻴﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ. اﻓﺘﺨﺮ ﻳﺎ أﻳّﺎر ﻷ ّ ﻓﻴﻚ ﻳﺎ أﻳّﺎر ﺗﺘﻔﺘّﺢ – آﺄزهﺎرك – ﺻﺪورﻧﺎ ﻟﻤﺮﻳﻢ وﺗﻨﻌﻄﻒ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻜﻤﺎ ﻞ أﺷﺠﺎرك. ﻳﻨﻌﻄﻒ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء إﻟﻰ ﻇ ّ ﻓﻴﺎ ﻣﺮﻳﻢ .اﺳﻤﻌﻲ ﺗﻮﺳّﻼﺗﻨﺎ واﺳﺘﺠﻴﺒﻲ ﻃﻠﺒﺎﺗﻨﺎ ورﻗّﻲ ﻟﺘﻨﻬّﺪاﺗﻨﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻋﺒﻴﺪك! ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ أﻧﻈﺮي إﻟﻴﻨﺎ ﻧﻈﺮة أم واﻋﻄﻔﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻄﻒ أ ّم واﻓﺘﺤﻲ ذراﻋﻴﻚ وﺿﻤّﻴﻨﺎ ﺿ ّﻢ أم .ﻓﻨﺤﻦ أوﻻدك! ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻘﺒّﻠﻲ ﻣﻨّﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻃﺎﻗﺎت زهﻮرﻧﺎ ،ﺑﻴﻨﻬﺎ زﻧﺒﻖ ﻃﻬﺎرﺗﻨﺎ وورد ﻋﻔﺎﻓﻨﺎ ،وأﺷﻮاك ﺿﻴﻘﺎﺗﻨﺎ وﺁﻻﻣﻨﺎ ﻓﻨﺤﻦ أوﻻدك. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻘﺒّﻠﻲ ﻣﻨّﺎ ﻣﺪاﺋﺤﻨﺎ ﻣﻤﺰوﺟﺔ ﺑﻌﻮاﻃﻒ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﺣﺮارة ﺻﺪورﻧﺎ وأﺷﻮاق أﻓﺌﺪﺗﻨﺎ ،ﻓﻨﺤﻦ ﺧﺎﺻّﺘﻚ. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎرآﻴﻨﺎ واﺣﻔﻈﻴﻨﺎ وﻗﺪّﺳﻴﻨﺎ واﺟﻌﻠﻴﻨﺎ ﻧﻜﺮّﻣﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﻤﺎ ﻧﻜﺮﻣﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻣﻦ أﻧﺖ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة؟ أﻧﺖ زﻧﺒﻘﺔ ﺗﺒﻬﺮ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ اﻷﻧﻈﺎر وﺗﻌﻄّﺮ ﺑﺄرﻳﺠﻬﺎ اﻷﻣﺎآﻦ! أﻧﺖ ﻣﺴﺮّة اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ واﻹﺧﻮة ،أﻧﺖ ﻋﻮن اﻷم! أﻧﺖ آﺮاﻣﺔ اﻷهﻞ وﻓﺨﺮهﻢ ،أﻧﺖ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﺒﻴﺖ وﻓﻜﺎهﺘﻪ! أﻧﺖ ﻗﺮّة ﻋﻴﻦ اﷲ ﺑﻨﻘﺎوﺗﻚ وﻃﻬﺎرﺗﻚ! ﻲ ﺗﺘﻸﻷ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﺑﺪ واﻟﻜﻨﺎﺋﺲ! أﻧﺖ ﻟﺆﻟﺆة ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ ﺐ اﻟﻨﻘ ّ أﻧﺖ ﻣﺴﺤﺔ ﺟﻤﺎل ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺗﻮﺣﻲ اﻟﻐﺒﻄﺔ واﻟﺴﺮور ﺗﻮﺣﻲ اﻟﺤ ّ اﻟﺨﺎﻟﺺ! أﻧﺖ ﺷﻔﻘﺔ ﺗﺒﻜﻴﻦ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ وﺗﺪﻣﻌﻴﻦ ﻟﻠﻤﺘﺄﻟّﻢ! أﻧﺖ ﺣﻨﺎن ﻳﺤﻨﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻔﻞ وﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻴﻒ وﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺋﺲ!
٣٨ أﻧﺖ ﺑﻠﺴﻢ ﻟﻠﻘﻠﺐ اﻟﺤﺰﻳﻦ اﻟﻜﺌﻴﺐ! ﺐ واﻟﻠﻄﻒ واﻟﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺬل واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ! أﻧﺖ ﻗﻠﺐ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺎﻟﻌﻄﻒ واﻟﺤ ّ أﻧﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ! أﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺒﻘﺔ ﻃﻬﺮهﺎ وﻧﻘﺎوﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ اﻟﻮردة ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ وﻧﻀﺎرﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ اﻟﺰهﺮة أرﻳﺠﻬﺎ وﺷﺬاهﺎ! أﻧﺖ ﻣﻦ أدﻧﺎس اﻷرض زﻧﺒﻘﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻤﺎء وأﻗﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻗﺬار واﻷوﺣﺎل. أﻧﺖ ﻣﻦ اﻷرض زهﺮهﺎ وورودهﺎ وزﻧﺎﺑﻘﻬﺎ! أﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت ﻋﺒﻴﺮهﺎ وﻋﻄﺮهﺎ! ﻞ ذﻟﻚ وﻓﻮق ذﻟﻚ إذا ﻋﺸﺖ ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻳﺴﻮع أﻧﺖ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ آ ّ اﻟﻤﺴﻴﺢ وإﻧﺠﻴﻠﻪ اﻟﻤﻘﺪّس!! ﺣﺸﻤﺔ اﻟﻠﺒﺲ زار ﻣﻄﺮان إﺣﺪى اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻐﻨﻴّﺎت ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ وهﻲ ﻻﺑﺴﺔ ﻓﺴﻄﺎﻧًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﺔ ﻳﻈﻬﺮ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﺻﺪرهﺎ وﻇﻬﺮهﺎ .واﻋﺘﺬرت ﻟﻠﻤﻄﺮان ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺄ ّ ن هﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﻮﺿﺔ ،ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻄﺮان" :ﻻ ﺑﺄس ﺑﺬﻟﻚ – ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﺗﻲ – ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻌﺘﺎد ﻋﻠﻰ هﺬا ﻼ ﺑﻴﻦ ﻗﻮم ﻣﺘﻮﺣّﺸﻴﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺮون ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﺮ ،ﻓﻘﺒﻞ أن أآﻮن ﻣﻄﺮاﻧًﺎ آﻨﺖ ﻣﺮﺳ ً ﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ". ﻋﺮﻳﻬﻢ إ ّ ﻓﺨﺠﻠﺖ اﻟﺴﻴّﺪة ﻣﻦ آﻼم اﻟﻤﻄﺮان ودﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ وﻟﺒﺴﺖ ﻓﺴﻄﺎﻧًﺎ ﻻﺋﻘًﺎ وﺑﻘﻴﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ آﻠّﻬﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﻟﺒﺴًﺎ ﻣﺤﺘﺸﻤًﺎ. اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﻐﻔﺮ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة دون اﻋﺘﺮاف اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺤﺎدث اﻟﺴﻴّﺎرة اﻟﻤﺆﻟﻢ اﻟﺬي ذهﺐ ﺿﺤﻴّﺘﻪ ﺷﺎب ﻻ. آﺎﻟﻐﺼﻦ ﻗﺪًّا وآﺎﻟﺒﺪر ﺟﻤﺎ ً اﻟﻜﺎهﻦ – ﺑﺤﺰن وأﺳﻒ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺎدث.
٣٩ اﻟﺸﺎب – ﻗﺪ ﻓﺎرق اﻟﺤﻴﺎة ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ اﻟﻜﺎهﻦ ﻓﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻣﺮ ﺧﻼﺻﻪ ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ دون اﻋﺘﺮاف! اﻟﻜﺎهﻦ – إذا آﺎن ﺻﻨﻊ اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﻗﺼﺪ اﻻﻋﺘﺮاف ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ اﷲ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. اﻟﺸﺎب – ﻣﺎ هﻲ اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – وهﻞ ﻳﺎ ﺗﺮى آﺎن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ؟ ﻼ ﺑﻞ ﺗﺘ ّﻢ ﺑﺪﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ وذﻟﻚ أن اﻟﻜﺎهﻦ – اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ وﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳ ً ﻳﻘﻮل ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ أو ﺑﻘﻠﺒﻪ وهﻮ ﻣﻨﺴﺤﻖ ﻣﺘﺄﺳّﻒ" :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻷﻧّﻲ أﻏﻈﺘﻚ وأهﻨﺘﻚ. ﻞ ﻗﻠﺒﻲ" .وﻳﻜﺮّر هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﻗﺪر ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻊ ﻗﺼﺪ اﻻﻋﺘﺮاف. وأﺣﺒّﻚ ﻣﻦ آ ّ ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻨﺪاﻣﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻐﻔﺮة اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت وﻋﺪم وﺟﻮد آﺎهﻦ. اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻔﺎﺋﺪة .آﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن هﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﻤﻬ ّﻢ ﺟﺪًّا؟ وآﻢ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻤﻮت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث دون وﺟﻮد آﺎهﻦ؟ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﺬﻟﻚ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻳﺠﺐ داﺋﻤًﺎ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ اﻟﻜﺎهﻦ ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ ي. وﺧﻼﺻﻨﺎ اﻷﺑﺪ ّ اﻟﺸﺎب – أﻋﺪك – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﺑﺈﻧﻲ أواﻓﻴﻚ داﺋﻤًﺎ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ! ﺐ اﻟﺤ ّ ﺐ. ن آﻴﺎﻧﻪ آﻠّﻪ ﻣﺘﻮﺟّﻪ إﻟﻰ اﻟﺤ ّ ﺐ هﻮ ﻣﺤﻮر ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺎب .ﻓﺎﻟﺸﺎب ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄ ّ اﻟﺤ ّ ﺐ آﻤﺎ ن اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻗﺪ أوﺟﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﺤ ّ وﻻ ُﺑﺪّ ﻟﻘﻠﺐ اﻟﺸﺎب ﻣﻦ أن ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺤ ّ ﺐ .ﻷ ّ أوﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻴّﺔ اﻟﻘﻮى واﻟﺤﻮاس آﺎﻟﻨﻈﺮ واﻟﺴﻤﻊ واﻟﺤﻮاس وﻗﻮّة اﻟﻤﺸﻲ واﻟﻬﻀﻢ ﻞ ﻗﻮّة ﻧﻈﺎﻣًﺎ واﻟﻘﻮّة ﺑﺪون ن اﷲ وﺿﻊ ﻟﻜ ّ واﻟﺘﻨﻔّﺲ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﻮى .وآﻤﺎ أ ّ ﻻ ﺐ ﺑﺪون اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي وﺿﻌﻪ اﷲ ﻟﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺷﺮًّا ووﺑﺎ ً ﻧﻈﺎم ﺗﺼﺒﺢ ﺷﺮًّا ،آﺬﻟﻚ اﻟﺤ ّ ﺐ هﻮ اﻟﺰواج. ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ .واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي وﺿﻌﻪ اﷲ ﻟﻠﺤ ّ ﻲ ﻳﺘﻘﺪّس ﺑﻄﺮﻳﻖ واﺣﺪة هﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺰواج آﻤﺎ رﺗّﺒﻪ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ. ﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ اﻟﺤ ّ ﻲ اﻟﺘﻲ هﻲ ﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ ﺐ وﺗﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﺸﺎب إذا ﺿﺮب ﻏﻨّﻰ أﻏﻨﻴﺔ اﻟﺤ ّ اﻟﺤ ّ اﻟﺰواج اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺳﺮًّا ﻣﻘ ّﺪﺳًﺎ!
٤٠ ﺐ ﻣﺸﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﺸﺎب ﻳﻬﺪﻳﻪ إﻟﻰ ﻃﻠﺐ رﻓﻴﻘﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ ﻳﺘﻌﺎوﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤ ّ وﻋﻠﻰ اﻟﺜﺒﺎت أﻣﺎم ﺻﺮوف اﻟﺪهﺮ وﻧﻮاﺋﺒﻪ! ﺐ وإﻟﻰ ﺐ ﺣﺎﻓﺰ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ اﻗﺘﺤﺎم ﻣﻴﺪان اﻟﺠﻬﺎد واﻟﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ ﻣﻦ ﻳﺤ ّ اﻟﺤ ّ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺎﻟﻪ وﺻﺤّﺘﻪ وﺣﻔﻈﻬﻤﺎ ﻟﻠﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒّﻬﺎ وﻟﻸوﻻد وﻳﻬﻴّﺊ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﺘًﺎ ﻳﻨﻌﻤﻮن ﻓﻴﻪ آﻤﺎ ﻳﻬﻴّﺊ اﻟﻌﺼﻔﻮر ﻋﺸﺎ ﻟﺼﻐﺎرﻩ ﻳﺠﻤﻌﻪ ﻗﺸّﺔ ﻗﺸّﺔ ﺑﺠﻬﺎد وآ ّﺪ. ﻗﺎل اﷲ ﺑﻌﺪ أن ﺧﻠﻖ ﺁدم اﻹﻧﺴﺎن اﻷوّل ،ﻟﻨﺨﻠﻖ ﻟﻪ ﻋﻮﻧًﺎ ﺑﺈزاﺋﻪ ﻓﺨﻠﻖ ﺣﻮاء اﻣﺮأة ن اﷲ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﻜﻮن اﺟﺘﻤﺎﻋﻴًّﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ،وﻣﻦ ﺛ ّﻢ ﻳﻨﺘﺞ أ ّ ﺐ هﻮ ﺑﻠﺴﻢ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ ﺐ .اﻟﺤ ّ ﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟﺤ ّ وﺣﺪﻩ .وهﺬا اﻟﻌﻴﺶ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋ ّ ﺐ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﺬّة اﻟﺤﻴﺎة. وﺿﻤﺎﻧﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ .وﺑﺪون اﻟﺤ ّ ﻲ هﻮ اﻟﻮﻟﺪ وهﻞ أﺟﻤﻞ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺜﻤﺮة؟ واﻟﺴﻬﺮ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ ﺐ اﻟﺰواﺟ ّ وﺛﻤﺮة اﻟﺤ ّ ﻲ .وهﻞ أﻧﻘﻰ وأﻗﺪس ﻣﻦ هﺬا ﺐ اﻟﺰوﺟ ّ واﻟﺘﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ هﻤﺎ أﻳﻀًﺎ ﺛﻤﺮة اﻟﺤ ّ اﻟﺤﺐّ؟؟ ﻲ ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤ ّ اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ﻣﺎ هﻮ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ؟ ﻲ هﻮ ﻣﺤّﺒﺔ وﺑﺬل وإﻋﻄﺎء ذات ،هﻮ ﻣﻐﻔﺮة وﻣﺴﺎﻣﺤﺔ ،هﻮ اﻟﻜﺎهﻦ :اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب. أﺧﻮّة وﺳﻼم وﺗﺼﺎف وﺗﺤﺎ ّ ﻲ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ أن أﺣﺘﺮﻣﻚ وأﺧﺪﻣﻚ وأﺳﺎﻋﺪك ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻚ. اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ أن أﻋﺘﺒﺮك أﺧًﺎ ﻟﻲ وأﺣﺒّﻚ آﻨﻔﺴﻲ .ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ أن أرى ﻓﻴﻚ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب ﻳﺴﻮع" :آ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﺐ اﷲ وأﺧﺪﻣﻪ ﻓﻴﻚ .ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻘﻮل اﻟﺮ ّ ﺻﻮرة اﷲ وأن أﺣ ّ ﻣﻊ إﺧﻮﺗﻲ هﺆﻻء اﻟﺼﻐﺎر ﻓﺒﻲ ﻓﻌﻠﺘﻤﻮﻩ". ﻲ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ أن ﻻ أﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻚ وﻻ أﺑﻐﻀﻚ وﻻ أﻧﺘﻘﻢ ﻣﻨﻚ وأن أﻏﻔﺮ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب ﻳﺴﻮع: ﻲ وأﺳﺎﻣﺤﻚ .وأن أﺣﺒّﻚ وﻟﻮ آﻨﺖ ﻋﺪوّي .ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﻟﻚ إذا أﺧﻄﺄت إﻟ ّ "أﺣﺒّﻮا أﻋﺪاءآﻢ وأﺣﺴﻨﻮا إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺒﻐﻀﻜﻢ وﻳﻀﻄﻬﺪآﻢ". ب ﻳﺴﻮع :إذا ﻲ ﻳﺠﻌﻠﻚ اﺑﻨًﺎ ﷲ إذ ﻳﻌﻠّﻤﻚ أن ﺗﻨﺎدي اﷲ أﺑﺎك .ﻗﺎل اﻟﺮ ّ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﺻﻠّﻴﺘﻢ ﻗﻮﻟﻮا أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات" .ﻓﻬﻞ اﺳﻤﻲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﺮﻓﻊ
٤١ ﻣﻘﺎﻣﻚ ،أﻧﺖ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﻘﻴﺮ ،إﻟﻰ درﺟﺔ اﻷﻟﻮهﻴّﺔ ﻓﻴﺠﻌﻠﻚ اﺑﻨًﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻖ ﻣﻴﺮاﺛﻪ .ﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ :إذا آﻨّﺎ أﺑﻨﺎء ﻓﻨﺤﻦ ورﺛﺔ أﻳﻀًﺎ. ﺗﺴﺘﺤ ّ ﻲ ﻳﻨﺸﻠﻚ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﺳﺘﻚ وﺷﻘﺎﺋﻚ .ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن إذا آﺎن ﻳﺠﻬﻞ ﻣﺼﺪرﻩ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ .وهﺬﻩ هﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻤﺸﺎآﻞ وﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮدﻩ وﻣﺼﻴﺮﻩ ﺑﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻬﻮ ﺗﻌﻴﺲ ﺷﻘ ّ اﻟﺘﻲ أﺷﻜﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻤﻔﻜّﺮﻳﻦ .وهﻲ ﺗﺴﺎؤل اﻹﻧﺴﺎن :ﻣﻦ أﻳﻦ أﻧﺎ؟ وإﻟﻰ ﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﺎآﻞ إذ ﻞ آّ ﻲ ﻳﺤ ّ أﻳﻦ أذهﺐ؟ وﻣﺎ هﻲ ﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮدي؟ ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ن ﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮدﻩ أن ﻳﻌﺒﺪ اﷲ وﻳﺤﺒّﻪ ،وﻣﺼﻴﺮﻩ ن ﻣﺼﺪرﻩ ﻣﻦ اﷲ وأ ّ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻺﻧﺴﺎن أ ّ ﺑﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ﺳﻌﺎدة ﺧﺎﻟﺪة ﻣﻊ اﷲ ﺧﺎﻟﻘﻪ .ﻓﻼ ﺷﻲء ﻳﻔﺴّﺮ ﻟﻨﺎ أﺳﺮار ﻣﺎ وراء هﺬﻩ ﻲ. ﻻ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﺤﻴﺎة إ ّ ﻲ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻲ وﻏﻴﺮ ﻋﻤﻠ ّ ﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘ ّ ن اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ إ ّ ﺐ ﻋﺪوّﻩ اﻟﺬي أﺿﺮّﻩ؟ وهﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺣﺒّﻚ آﻨﻔﺴﻲ وأﺳﺎﻣﺤﻚ إذا اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺤ ّ أردت ﻗﺘﻠﻲ؟ وهﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﻣﺎ ذآﺮت ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ؟ ن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻷﻋﺪاﺋﻪ اﻟﺬﻳﻦ أهﺎﻧﻮﻩ وﺻﻠﺒﻮﻩ وأﻣﺎﺗﻮﻩ اﻟﻜﺎهﻦ :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،إ ّ وﺻﻠّﻰ ﻷﺟﻠﻬﻢ .وهﻜﺬا ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ اﺿﻄﻬﺪوهﻢ .وآﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻳﻐﻔﺮون ﻷﻋﺪاﺋﻬﻢ. وأﺣﺒّﻚ آﻨﻔﺴﻲ ،إذا آﻨﺖ ﻻ أﺿﺮّك وأﺳﺎﻋﺪك ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻚ وأﺗﻤﻨّﻰ ﻟﻚ ﻣﺎ أﺗﻤﻨّﻰ ﻟﻨﻔﺴﻲ .وآﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ! وإذا آﺎن آﺜﻴﺮون ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﺎرﺳﻮن أواﻣﺮ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ،ﻓﻼ ذﻧﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ وﻻ ذﻟﻚ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﺪم ﺻﺤّﺘﻪ، ﻲ ﺳﺎم ورﻓﻴﻊ وهﻮ ﻣﻦ اﷲ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ! ن اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻳﺜﺒﺖ أ ّ ﻲ ﻟﻜﺎن اﻟﻨﺎس آﻠّﻬﻢ اﻟﺸﺎب :ﻟﻮ آﺎن اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﺴﺐ دﻳﻨﻬﻢ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﺻﺎروا ﻣﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ! وﻟﻜﻦ ﻧﺮى ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻣﻦ هﻢ أآﺜﺮ ﺷﺮًّا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ. ﻲ ﺑﻞ ذﻧﺒﻬﻢ .وهﺬا ﻟﻴﺲ ﺣﺠّﺔ اﻟﻜﺎهﻦ :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ أآﺮّر ﻗﻮﻟﻲ ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ذﻧﺐ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻟﻚ أو ﻟﻐﻴﺮك ﻟﻜﻲ ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ،إذ ﻳﻤﻜﻨﻚ أﻧﺖ أن ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺴﺐ اﻟﺪﻳﻦ ن ﻲ .وﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﺗﺸﺠﺐ أوﻟﺌﻚ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮا ﺣﺴﺐ دﻳﻨﻬﻢ .ﻷ ّ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻗﺎل" :ﻳﺄﺗﻮن ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮق واﻟﻤﻐﺮب وﻣﻦ اﻟﺸﻤﺎل واﻟﻴﻤﻴﻦ وﻳﺘّﻜﺌﻮن ﻓﻲ اﻟﺮ ّ
٤٢ ﻣﻠﻜﻮت اﷲ ،وأﻧﺘﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺗﻄﺮدون ﺧﺎرﺟًﺎ" .ﻳﻌﻨﻲ إذا اﻋﺘﻨﻘﺖ اﻟﺪﻳﻦ ﻲ وﻋﺸﺖ ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء وآﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻻ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻳﺪﺧﻠﻮن اﻟﺴﻤﺎء. اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ :ﻗﺪ دﺧﻞ آﻼﻣﻚ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ أن ﻳﻐّﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن دﻳﻨﻪ اﻟﺬي وُﻟﺪ ﻓﻴﻪ! اﻟﻜﺎهﻦ :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ .ﻟﻴﺲ اﻟﺪﻳﻦ وراﺛﺔ ﺑﻞ هﻮ ﻧﻮر وﺣﻘﻴﻘﺔ أﻇﻬﺮهﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎﻗﻞ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺄﻣّﻞ وﻳﺘﺒﺼّﺮ وﻳﺮى اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻨﻮر ﻓﻴﺘﺒﻌﻬﺎ! ﻞ ﻷﺟﻠﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺄﺗﺒﻌﻬﺎ! اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ .ﺻ ﱢ ﻲ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ! وﻣﻦ ﻇﻬﺮت ﻟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻟﻢ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ،ﻳﺨﺎﻟﻒ اﻟﻜﺎهﻦ :هﺬا واﺟﺐ ﻋﻠ ّ إرادة اﷲ .وﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ إرادة اﷲ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ اﷲ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳُﺪان!! ﺧﺒﺮ آﺎن ﻣﻠﻚ ﺑﺮوﺳﻴﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺬرف اﻟﺪﻣﻮع ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎهﺪﺗﻪ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺧﺎرﺟﻴﻦ ﻣﻦ آﻨﺎﺋﺴﻬﻢ وﻋﻠﻰ وﺟﻮهﻤﻢ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻔﺮح واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ وﻳﻘﻮل ﻣﺎ أﺳﻌﺪ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ وﻣﺎ أﺗﻌﺲ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﻧﺎ ﻣﻨﻬﻢ!! اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﺠﻴﺐ ي ﻓﺤﻮّل اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺤﺎﻟﻚ ﻧﻬﺎرًا. ﻓﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻈﻼم ﺣﺎﻟﻚ أﺷﺮق ﻧﻮر ﺳﻤﺎو ّ وﻇﻬﺮت ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺗﻨﺸﺪ أﻟﺤﺎﻧًﺎ ﺳﻤﺎوﻳّﺔ ﻋﺬﺑﺔ .ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ رﻋﺎة ﻳﺤﺮﺳﻮن ﻗﻄﻌﺎﻧﻬﻢ ﻣﺪهﻮﺷﻴﻦ ﻣﺒﻬﻮﺗﻴﻦ .ﻓﺈذا ﺑﺮﺳﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻳﺒﺸّﺮوﻧﻬﻢ ﺑُﺸﺮى اﻟﻔﺮح - :ﻗﺪ وُﻟﺪ ﻟﻜﻢ اﻟﻴﻮم ﻣﺨﻠّﺺ .-وهﺪوهﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﻐﺎرة ﺣﻴﺚ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﺠﻴﺐ .ﻓﺬهﺒﻮا ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ﻓﺈذا ﺑﻬﻢ ﻼ دﻻﺋﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺴﺠﺪوا ﻟﻪ. ﻳﺮون ﻃﻔ ً ﻣﻦ هﻮ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﺠﻴﺐ اﻟﺬي ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻪ اﻟﺴﻤﺎء؟ هﻮ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﺗّﺨﺬت ﻲ ﻟﺒﺲ ﺑﺸﺮﻳّﺘﻨﺎ! هﻮ اﷲ ﺻﺎ إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﺮاﻩ وﻧﺴﻤﻌﻪ ﺟﺴﺪﻧﺎ! هﻮ اﻟﺤﻨﺎن اﻹﻟﻬ ّ
٤٣ ل واﻵﻻم وﻧﻠﻤﺴﻪ ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﻪ! هﻮ اﷲ ﻗﺪ ﺻﺎر إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺤﻤّﻞ اﻟﻌﺎر واﻟﺬ ّ واﻟﻤﻮت ﻷﺟﻞ ﺧﻼﺻﻨﺎ! ﻲ ﻗﺪ ﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻨﺸﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻘﺎﻩ! هﻮ اﻟﻤﺤﺒّﺔ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ هﻮ اﻟﻌﻄﻒ اﻹﻟﻬ ّ اﻹﻟﻬّﻴﺔ ﻗﺪ ﺷﻐﻔﺖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ﻓﺄرادت أن ﺗﻔﺪﻳﻪ! هﺬا اﻟﻄﻔﻞ هﻮ اﻟﻤﺨﻠّﺺ اﻟﺬي ﻻﺷﻰ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وﻓﺮّﻗﺖ ﺑﻴﻦ اﷲ واﻹﻧﺴﺎن! هﺬا اﻟﻄﻔﻞ هﻮ اﻟﻤﺨﻠّﺺ اﻟﺬي ﻏﺴﻞ ﺑﺪﻣﻪ ﺟﺮاﺋﻢ اﻹﻧﺴﺎن وﺁﺛﺎﻣﻪ! هﺬا اﻟﻄﻔﻞ هﻮ اﻟﻤﺨﻠّﺺ اﻟﺬي أﻧﺎر اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻤﺘﺨﺒّﻄﺔ ﻓﻲ ﻇﻼم اﻟﻀﻼل وأﻣﻮاج اﻟﻜﻔﺮ ﺑﻨﻮر إﻧﺠﻴﻠﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ! هﺬا اﻟﻄﻔﻞ هﻮ اﻟﻤﺨﻠّﺺ اﻟﺬي ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻺﻧﺴﺎن وﺟﻌﻠﻪ ﺷﺮﻳﻜًﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪة! ﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺤﻴﺎ هﺬا اﻹﻧﺠﻴﻞ وﻻ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ وﺿﻊ إﻧﺠﻴﻠﻪ دﺳﺘﻮرًا .ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﺪ ّو ﻟﻬﺬا اﻟﻄﻔﻞ! ﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺒﻨﻲ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻪ ﻣﻊ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ إﻧﺠﻴﻞ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺸﻮّﻩ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﺟﻤﺎل هﺬا اﻟﻄﻔﻞ. اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﻴﺶ روح هﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﺪل واﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻹﺧﻮّة ﻳﺨﻮن رﺳﺎﻟﺔ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ! ﻻ أﺷﺮِق ﻧﻮرك أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﺘﻬﺘﺪي إﻟﻴﻚ! أّ أﺳﻤﻊ أﺻﻮات ﻣﻼﺋﻜﺘﻚ اﻵذان اﻟﺼﻤّﺎء ﻓﺘﺼﻐﻲ إﻟﻴﻚ! ﻓﺄﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻧﻮر وهﺪى ،ﻣﺤﺒّﺔ وﺣﻨﺎن ،ﻓﺮح وﺳﻼم!! اآﺘﺸﺎف ﺑﻠﺪ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﺎد رﺟﻞ ﺑﺤّﺎﺛﺔ إﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎب أرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ .ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ أهﻞ ﺑﻠﺪﻩ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻋﻤّﺎ رأى وﺷﺎهﺪ ﻓﻲ أﺳﻔﺎرﻩ .ﻓﺄﺧﺒﺮهﻢ ﻋﻦ ﺑﻼد ﺑﻌﻴﺪة ﻗﺪ اآﺘﺸﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺸﻘّﺎت آﺜﻴﺮة .وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ .ﺑﻼد ﻏﻨﻴّﺔ ﺟﺪًّا ﻓﻴﻬﺎ ذهﺐ وأﻟﻤﺎس آﺜﻴﺮ.
٤٤ ﺗﺴﻘﻴﻬﺎ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻋﺬﺑﺔ .ﻓﻴﻬﺎ أﺷﺠﺎر ﻟﺬﻳﺬة ﺛﻤﺎرهﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻷرض آﻠّﻬﺎ. ﻣﻨﺎﻇﺮهﺎ ﻓﺘّﺎﻧﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ﺟﻴّﺪ .ﺳﻜّﺎﻧﻬﺎ ﻳﻨﻌﻤﻮن ﺑﺼﺤّﺔ ﺟﻴّﺪة .ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أﻣﺮاض وﻻ أوﺑﺌﺔ .ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮب وﻻ ﺧﺼﺎم ﺑﻞ أﻟﻔﺔ وﻣﺤﺒّﺔ وﺳﻼم .ﺟﻤﺎل أهﻠﻬﺎ ﻓﺘّﺎن ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻓﺘﻮّة وﺻﺒﻮة داﺋﻤﺔ ﻓﻼ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ وﻻ ﻋﺠﺰ. ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻣﺌﺎت وأﻟﻮف اﻟﺴﻨﻴﻦ. آﺎن اﻟﺒﺤّﺎﺛﺔ ﻳﺨﺒﺮ وأهﻞ ﺑﻠﺪﻩ ﻣﺪهﻮﺷﻮن وﻣﺬهﻮﻟﻮن .وﺳﺄﻟﻮﻩ ﺑﺸﻐﻒ وﻟﻬﻔﺔ هﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺴﻔﺮ إﻟﻴﻬﺎ؟؟ ﻞ ﻞ إﻧﺴﺎن أن ﻳﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد ﻟﻜﻦ ﺗﺤﺖ ﺷﺮوط ﻳﻤﻜﻦ آ ّ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ :ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آ ّ واﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ أن ﻳﺘﻤّﻤﻬﺎ. ﻞ ﻣﺎ ﻧﻤﻠﻚ هﻨﺎ ﻟﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺼﺎﺣﻮا ﺑﺼﻮت واﺣﺪ آﻠّﻨﺎ ﻧﺴﺎﻓﺮ إﻟﻴﻬﺎ وﻧﺒﻴﻊ آ ّ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻴﻬﺎ. ن هﺬﻩ اﻟﺒﻼد هﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻗﺪ اآﺘﺸﻔﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻓﺘﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﺑﻬﺎ إّ ﻞ ﻣﻨّﺎ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻘﺎء ﻲ .وأﺟﺎز ﻟﻜ ّ ﺑﻤﻴﻼدﻩ اﻟﻌﺠﻴﺐ واﺷﺘﺮاهﺎ ﻟﻨﺎ ﺑﺪﻣﻪ اﻹﻟﻬ ّ ﻞ ﻣﻨّﺎ أن ﻳﺘﻤّﻤﻬﺎ إذا أراد. ﺷﺮوط ﺑﻮﺳﻊ آ ّ ﻲ ﻋﻦ إﺗﻤﺎم هﺬﻩ اﻟﺸﺮوط ﻟﺪﺧﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد اﻟﺴﻴﻌﺪة ﻓﻬﻞ ﺗﺘﺄﺧّﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ واﻟﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺨﻴﺮاﻧﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ؟؟ "ﺧﺒﺮ" زار اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﺷﺎرل اﻟﺨﺎﻣﺲ وزﻳﺮﻩ اﻟﻤﻨﺎزع وﻗﺎل ﻟﻪ ﺑﻘﺼﺪ أن ﻳﻌﺰّﻳﻪ! أﻃﻠﺐ ﻣﻨّﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪهﺎ ﻓﺄﺟﺎب اﻟﻮزﻳﺮ ﻣﻮﻻي أﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺟﻼﻟﺘﻜﻢ أن ﺗﻄﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﻀﻌﺔ أﻳّﺎم ﻓﻘﺎل اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر هﺬا ﻓﻮق ﻗﺪرﺗﻲ .ﻗﺎل اﻟﻮزﻳﺮ إﻧّﻲ ﻣﺠﻨﻮن ﻗﺪ وﻗّﻔﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺘﻜﻢ وأﻧﺘﻢ ﺗﻌﺠﺰون اﻵن ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻲ ﺑﻴﻮم ﺣﻴﺎة!! ﻓﻠﻮ آﻨﺖ ﺧﺪﻣﺖ اﷲ ﺑﻤﺜﻞ اﻟﺘﻔﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﺧﺪﻣﺘﻜﻢ ﺑﻪ ﻟﻜﻨﺖ اﻵن أﺣﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة ﺳﻌﻴﺪة ﺧﺎﻟﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
٤٥ اﻟﻴﺘﻴﻢ اﻟﻤﺸﺮّد آﺎﻧﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻣﻨﻮّرة ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﻟﻤﺨﺎزن واﻟﻮاﺟﻬﺎت ﻣﺰﻳّﻨﺔ ﺑﺰﻳﻨﺔ اﻟﻤﻴﻼد وﻓﻴﻬﺎ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﺤﻠﻮﻳﺎت اﻟﺸﻬﻴّﺔ .واﻟﻨﺎس آﺄﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔَ .وﻟﺪ ﻳﺘﻴﻢ ﻣﺸﺮّد ﺗﺒﻬﺮﻩ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ واﺟﻬﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى وﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ .ﻳﺮى اﻟﻨﺎس ﻳﺤﻤﻠﻮن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وهﻮ ﻳﺘﻤﻨّﻰ أن ﻳﻤ ّﺪ ﻳﺪﻩ وﻳﺘﻨﺎول ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﺼﻌﻘﻪ ﺻﻮت ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺨﺰن ﻓﻴﻬﺮب ﻣﺬﻋﻮرًا! وآﻢ اﺷﺘﻬﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻠﻮﻳّﺎت وهﻮ ﺟﺎﺋﻊ؟ وﺛﻮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺛﻮاب وهﻮ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ اﻟﺒﺮد؟ وﺣﺬاء ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺬﻳﺔ وهﻮ ﺣﺎﻓﻲ اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ؟ وﻟﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻟﻌﺎب؟ وﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ .ﻓﺒﻜﻰ إذ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻳﻄﺮدﻩ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ ﺁﺧﺮ. وﺑﻘﻲ ﺷﺎردًا ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﺣﺘّﻰ ﺳﻤﻊ ﻗﺮع اﻷﺟﺮاس ﻓﺘﻮﺟّﻪ ﻧﺤﻮهﺎ وإذا ﺑﻪ ﻳﺮى اﻟﻨﺎس ﻳﺪﺧﻠﻮن ﻣﻜﺎﻧًﺎ رﺣﺒًﺎ ﻓﺴﻴﺤًﺎ أﺧﺬ ﺑﻬﻴﺒﺘﻪ وﺟﻼﻟﻪ ،ﻓﺪﺧﻞ ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ .ﺛ ّﻢ ﺑﺪأت أﻧﻐﺎم ﺳﺮّ ﺑﻬﺎ ﺟﺪًّا وﺣﺮّآﺖ ﺟﻮارﺣﻪ ﻓﻨﺴﻲ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻮع وﺑﺮد وأﻟﻢ وأﻧﺎﺷﻴﺪ ﺷﺠﻴّﺔ ُ وﺷﻘﺎء .اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻘﺪّاس وﺧﺮج اﻟﻨﺎس واﻧﻄﻔﺄت اﻷﻧﻮار ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻧﻮر ﺧﻔﻴﻒ واﻧﻘﻄﻊ ﺲ .ﻓﺨﺮج اﻟﻮﻟﺪ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺒﺄﻩ ﻓﻲ رهﺒﺔ وﺟﺰع وراح ﻳﺘﻘﺪّم ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻞﺣ ّ آّ ﻼ ﺻﻐﻴﺮًا ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻦ ﻓﺒﻬﺮﻩ اﻟﻨﻮر اﻟﺨﻔﻴﻒ اﻟﻤﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎرة ﻓﺮأى ﻃﻔ ً ﺟﻤﺎﻟﻪ وﻧﻌﻮﻣﺘﻪ ورأى ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺗﺪﻣﻌﺎن ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ؟ ﻓﻬﻞ أﻧﺖ ﻣﺜﻠﻲ ﺟﺎﺋﻊ وﺑﺮدان وﻣﺘﺄﻟّﻢ؟ ﻟﻤﺎذا ﺗﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻦ أﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪك ﻓﺮاش؟ ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﺑﻴﻦ ﻚ أﺣﺪ ﺛﻮﺑًﺎ وﻻ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت أﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪك ﺑﻴﺖ؟ هﻞ أﻧﺖ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﺗﻌﻴﺲ؟ ﻟﻢ ﻳﻌﻄ َ ﺣﺬاء وﻻ ﻗﻄﻌﺔ ﺣﻠﻮى؟ ﻃﺮدوك آﻤﺎ ﻃﺮدوﻧﻲ وﻟﻢ ﻳﺸﻔﻖ ﻋﻠﻴﻚ أﺣﺪ آﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﻔﻘﻮا ﻲ! أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ﻷﻧّﻚ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻣﺜﻠﻲ!! ﻋﻠ ّ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻟﻄﻔﻞ :أﻧﺎ ﻋﻨﺪي آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ رأﻳﺘﻬﺎ أﻧﺖ وﻟﻜﻨّﻲ ﺻﺮت ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﺴﻜﻴﻨًﺎ ﻷﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ! إذا آﻨﺖ ﺗﺤﺒّﻨﻲ أﻋﻄﻨﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻵآﻞ ﻷﻧّﻲ ﺟﺎﺋﻊ وﺑﺮدان وﻣﺘﺄﻟّﻢ! هﻞ ﺗﺤﺒّﻨﻲ؟ -أﺣﺒّﻚ آﺜﻴﺮًا!
٤٦ ﻞ ﺷﻲء ﻓﺘﺸﺒﻊ وﺗﻜﻮن ﺳﻌﻴﺪًا. ﻼ ﺳﺂﺧﺬك إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻲ وأﻋﻄﻴﻚ آ ّ اﻧﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴ ًوآﺎن اﻟﻴﺘﻴﻢ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻗﺪ أﻧﻬﻜﻪ اﻟﺘﻌﺐ واﻟﺒﺮد واﻟﺠﻮع واﻟﺸﻘﺎء واﻟﻨﻌﺎس ﻓﻐﻔﺎ. وآﺎن اﻟﺨﻮري ﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪ ورﺁﻩ ﻳﺘﻮﺟّﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻐﺎرة ﻓﺘﺮﺻﺪﻩ وﺳﻤﻊ ﻣﺎ دار ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ .وآﺎن ﻣﺄﺧﻮذًا ﺑﺘﻠﻚ اﻷﻋﺠﻮﺑﺔ .ﻓﻠـﻤّﺎ ﻣﻀﻰ ﻓﺘﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻜﻮت اﻟﻮﻟﺪ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺗﻘﺪّم ﻟﻴﺄﺧﺬﻩ وﻳﻄﻌﻤﻪ وﻳﺪﻓﺌﻪ ﻓﺈذا هﻮ ﻻ ﻳﺘﺤﺮّك وﻗﺪ ﻓﻘﺪ اﻟﺤﻴﺎة! أﺧﺬﻩ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻴﻌﻄﻴﻪ آﻤﺎ وﻋﺪﻩ!! ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد ﻋﺎدل – ﻣﻀﻴﻨﺎ ﻋﻴﺪًا ﻟﺬﻳﺬًا ﻧﻬﺎرَﻳﻦ وﻟﻴَﻠﺘَﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل أآﻞ وﺷﺮب وﺳﻜﺮ وﻗﻤﺎر ﻻ زرﻧﺎﻩ. ورﻗﺺ وﺳﻴﻨﻤﺎ وﻣﺸﺎوﻳﺮ ﺑﺎﻟﺴﻴّﺎرة وﻣﺎ ﺧﻠﻴﻨﺎ ﻣﺤﻼ ﻓﻴﻪ ﺑﺴﻂ إ ّ ب وﺗﺄﻣّﻠﺖ اﷲ آﻤﻴﻞ -هﻞ زرت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﻴﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ وأآﻠﺖ ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ ﻼ وﺿﻴﻌًﺎ ﻷﺟﻠﻨﺎ؟ اﻟﺬي ﺻﺎر ﻃﻔ ً ﻋﺎدل – ﻧﺤﻦ ﺷﺒﺎب ،رﺑّﻨﺎ ﻣﺎ – ﺑﻴﻌﺘﺐ – ﻋﻠﻴﻨﺎ. ﻼ ﻟﻬﻢ: آﻤﻴﻞ – رﺑّﻨﺎ ﺑﻴﻌﺘﺐ ﻋﻠﻴﻚ آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻋﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺎﺋ ً "إﻧّﻲ أرذﻟﻜﻢ وأرذل أﻋﻴﺎدآﻢ ﻷﻧّﻜﻢ ﻗﺪ دﻧّﺴﺘﻤﻮهﺎ ﺑﺸﺮورآﻢ وﺧﻄﺎﻳﺎآﻢ!! ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ﺚ ﺳﻤّﻬﺎ آﺎﻷرﻗﻢ. .١ﻻ ﺗﻐﺮّك اﻟﺨﻤﺮة اﻟﻠﺬﻳﺬة ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﺗﻠﺴﻊ آﺎﻟﺤﻴّﺔ وﺗﺒ ّ ﻲ اﻟﻤﻌﻮّج اﻟﻄﺮﻳﻖ. .٢اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺧﻮف اﷲ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ اﻟﻐﻨ ّ .٣ﻣﻦ ﻳﺴﻮد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻤّﻦ ﻳﺴﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪن. .٤اﻟﺠﻮاب اﻟﻠّﻴﻦ ﻳﺮ ّد اﻟﻐﻀﺐ واﻟﻜﻼم اﻟﻤﺆﻟﻢ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻐﻀﺐ!
٤٧ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺎب ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج ﻦ اﻟﺒﻠﻮغ إﻟﻰ اﻟﺰواج ،هﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ أﺷ ّﺪ ن ﺣﺎﻟﺘﻚ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻣﻦ ﺳ ّ إّ ﻼ أﻃﻮار ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻗﻠﻘًﺎ واﺿﻄﺮاﺑًﺎ ،ﺗﺜﻮر اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻴﻚ وﺗﺼﻠﻴﻚ ﺣﺮﺑًﺎ ﺷﺪﻳﺪة ﻟﻴ ً وﻧﻬﺎرًا ،ﻓﻲ رﻗﺎدك ،ﻓﻲ ﺧﻠﻮاﺗﻚ واﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻚ. وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻈﻦّ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ،إﻧّﻚ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺠﺴﺪ وﻋﻦ ﺣﻔﻆ اﻟﻄﻬﺎرة ﻻ ﻟﻜﺎن اﷲ ﻇﺎﻟﻤًـﺎ ﺟﺎﺋﺮًا إذ ﻳﺄﻣﺮك ﺑﺸﻲء ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻪ .ﺣﺸﺎ اﷲ ﺣﺘّﻰ اﻟﺰواج ،وإ ّ ن اﷲ ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻗﻮّة هﻲ اﻹرادة .ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻮّات أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨّﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻘﺪر ﻋﻠﻴﻪ .إ ّ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻬﺮهﺎ .ﻓﻠﻮ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ واﻟﺒﺸﺮ ﻟﻤﺎ أﻣﻜﻨﻬﻢ ﻲ آﺎﻟﻤﺸﻲ إﺟﺒﺎرهﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻻ ﺗﺮﺿﺎﻩ .وإن أﻣﻜﻨﻬﻢ إﺟﺒﺎرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺧﺎرﺟ ّ ﻞ ﻗﻮّة ن إرادة اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻮق آ ّ واﻟﺠﻠﻮس ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ إﺟﺒﺎر إرادﺗﻨﺎ ﻟﺘﺮﺿﻰ ﺑﺬﻟﻚ .إ ّ ﻖ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻻ إذا رﺿﻴﺖ ﺑﻬﺎ .وﺗﺴﺘﺤ ّ ﻻ ﻗﻮّة اﷲ .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺧﻄﻴﺌﺔ إ ّ إّ ي ﻣﻦ ﺳﻬﺎم أﻋﺪاﺋﻪ ﻲ اﻟﺠﻨﺪ ّ ﻟﺮﻓﻀﻚ إﻳّﺎهﺎ .وﻣﺜﻞ إرادﺗﻚ ﻣﺜﻞ درع ﻣﻦ ﻓﻮﻻذ ﺗﻘ ّ ﻓﻴﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﺳﺎﻟـﻤًﺎ. ﻻ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮﻧﺎ .ﻓﻴﺠﺐ ان ﻧﻄﻴﻊ أواﻣﺮﻩ ن اﷲ ﻻ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺸﻲء إ ّ ﺛﻖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب أ ّ ﻣﻬﻤﺎ آﻠّﻔﻨﺎ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻬﺎد وﺗﻀﺤﻴﺔ .ﺷﺪّد ﻋﺰﻣﻚ وإرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺒﺎت ﻃﺎه ًﺮا ﻲ ﻟﻠﺜﺒﺎت ﻣﺌﺎت وأﻟﻮف ﻣﻦ اﻟﺮهﺒﺎن واﻟﻜﻬﻨﺔ ﻋﻔﻴﻔًﺎ ﺣﺘّﻰ اﻟﺰواج .أﻣﺎﻣﻚ ﻣﺜﺎل ﺣ ّ ﻳﻘﻀﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻔّﺔ واﻟﻄﻬﺎرة .أﻃﻠﺐ اﻟﻌﻮن اﻹﻟﻬﻲّ ،ﺗﺠﻨّﺐ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﺜﻴﺮة ﻓﻴﻚ اﻟﺸﻬﻮة .آﻦ ﻧﺸﻄًﺎ ﻣﺤﺒًّﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ .اهﺘ ّﻢ ﺑﺄن ﺗُﻌ ّﺪ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ي ﻟﻘﻴﺎم ﻋﺎﺋﻠﺔ. وﻣﻨـﺰل وﻣﺎ هﻮ ﺿﺮور ّ ﺶ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺗﺄﻣّﻞ اﻟﻌﺼﻔﻮر ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻴﺒﻨﻲ ﻋﺸّﻪ .ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﺠﻤﻌﻪ ﺑﻜ ّﺪ وﺗﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻘ ّ ﻗﺎﺿﻴًﺎ اﻷﻳّﺎم اﻟﻄﻮال ﻟﻴﻬﻴّﺊ ﺑﻴﺘًﺎ ﻟﺼﻐﺎرﻩ ﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮن ﻓﻴﻪ وﻳﺠﺪون ﻟﺬّة اﻟﺤﻴﺎة وﻋﺬوﺑﺘﻬﺎ .ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺮﺿﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺼﻔﻮر أَﺣﻜﻢ ﻣﻨﻚ وأر ّ ق ﻗﻠﺒًﺎ ﻟﺼﻐﺎرﻩ! إذ ﺳﺴﻬﺎ وﻻ ﺗﻮﻓّﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻵن اﻟﻤﺎل واﻟﺼﺤﺔ إﻧّﻚ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺰﻣﻊ أن ﺗﺆ ّ ﺑﻞ ﺗﺒﺬرهﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻬﺮ واﻟﺴﻜﺮ واﻟﻠﺬّات اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ!!
٤٨ اﻟﻐﻄﺎس وﻟـﻤّﺎ اﻋﺘﻤﺪ اﻟﺸﻌﺐ آﻠّﻪ اﻋﺘﻤﺪ ﻳﺴﻮع ن ﻳﻮﺣﻨّﺎ آﺎن ﻳﻌﻤّﺪ ﺑﻮﺣﻲ ﻣﻦ اﷲ وﻳﺆهّﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻘﺒﻮل ﻣﻌﻤﻮدﻳّﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ :أﻧﺎ إّ ﻞ ﺳﻴﺮ ﻖ أن أﺣ ّ أﻋﻤّﺪآﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎء وﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪي ﻣﻦ هﻮ أﻗﻮى ﻣﻨّﻲ ،ذاك اﻟﺬي ﻻ أﺳﺘﺤ ّ ﺣﺬاﺋﻪ .هﻮ ﻳﻌﻤّﺪآﻢ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. ﻓﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻔﻌﻮل ﻣﻌﻤﻮدﻳّﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﺄهﻴﺒًﺎ ﻟﻬﺎ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﻳﻮﺣﻨّﺎ آﺎﻣﻠﺔ ﻓﻜﺎن ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﻣﻔﻌﻮل ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﺬي ﻳﻤﺤﻮ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ. وﻳﺴﻮع ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺪّس اﻟﻤﺎء وﻳﺤﻤﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻤﺎد. ن ﻳﺴﻮع ﺑﺎﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻣﻦ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻗﺪ أﻇﻬﺮ ﺗﻮاﺿﻌًﺎ ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﺟﺪًّا إذا ﺟﻌﻞ ذاﺗﻪ آﺄﺣﺪ إّ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﻐﻔﺮة .ووﺿﻊ إﻟﺰاﻣًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﺑﺎﻟﻌﻤﺎد وﻋﺰّزﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻲ - :ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺮوح ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء .وﻗﺎل ﺑﻜﻼﻣﻪ اﻹﻟﻬ ّ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ - :إذهﺒﻮا وﺑﺸّﺮوا اﻷﻣﻢ وﻋﻤّﺪوهﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻤﻦ ﻳﺆﻣﻦ وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻳﺨﻠُﺺ – .اﻟﻌﻤﺎد ﻳﻠﺒﺲ اﻟﻨﻔﺲ ﺛﻮﺑًﺎ ﻧﻘﻴًّﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ اﷲ وﻣﺤﺒﻮﺑﺔ. ن اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﺑﺎﻟﻌﻤﺎد ﻳﻜﺴﺐ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﺸﻮّهﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ ﺧﻠﻘًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا إّ وهﺬا ﺑﺪورﻩ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﺷﺒﻬًﺎ ﻣﻦ اﷲ آﺸﺒﻪ اﻻﺑﻦ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ .وهﺬا اﻟﺸﺒﻪ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ ﻣﺤﺒّﺔ اﻵب ﻻﺑﻨﻪ آﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ ﻟﻠﻨﻔﺲ. ﻧﺸﻜﺮك ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻷﻧّﻚ رﺳﻤﺖ ﻟﻨﺎ ﺳ ّﺮ اﻟﻌﻤﺎد اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﻜﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺑﻨﻴﻦ ﻟﻚ وﺷﺮآﺎءك ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻚ اﻟﺨﺎﻟﺪة! آﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻮﻳﺲ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ آﻠّﻤﺎ ﻋﻤّﺪ أﺣﺪ أوﻻدﻩ ﻳﻀﻤّﻪ إﻟﻰ ﺻﺪرﻩ وﻳﻘﺒﻠﻪ ﻼ ﻟﻪ .آﻨﺖ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻤﺎد اﺑﻨﻲ أﻣّﺎ اﻵن ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ اﺑﻦ ﺐ ﺷﺪﻳﺪ واﺑﺘﻬﺎج ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺎﺋ ً ﺑﺤ ّ ﻲ اﻟﺰاﺋﻞ أﻣّﺎ اﻵن ﻓﺘﺮث أﻳﻀًﺎ ﻣﻠﻚ ي أﻳﻀًﺎ .آﻨﺖ ﺗﺮث ﻣﻠﻜﻲ اﻷرﺿ ّ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ي اﻟﺨﺎﻟﺪ. أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ
٤٩ ﺖ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷمّ؟ ﻣﻦ أﻧ ِ ن اﷲ أﻧﺖ ﻣﺤﺮﻗﺔ وذﺑﻴﺤﺔ ﺗﻘﺪّم ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺑﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .وﻣﺬﺑﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ هﻮ ﻣﺬﺑﺢ اﷲ ﻷ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺪّم ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﺬﺑﺢ ﻣﻦ أﺗﻌﺎب وﻣﺸﻘّﺎت هﻮ اﻟﺬي أﺳّﺲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .وآ ّ وﺗﻀﺤﻴﺎت وﺁﻻم إﻧّﻤﺎ ﻳﻘﺪّم ﷲ!! أﻧﺖ ﺑﺨﻮر ﻳﺤﺘﺮق ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺑﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻴﺮﺿﻰ ﺑﻪ اﷲ! أﺗﻌﺎﺑﻚ أرﻳﺞ وﺁﻻﻣﻚ ﻋﻄﺮ ﻳﻔﺮﺣﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺑﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻴﺘﻨﺸّﻘﻬﺎ اﷲ! ﺿﻴﻘﺎﺗﻚ زﻓﻴﺮ ﺻﺪر ﻳﺘﺄﺟّﺞ ﺑﻤﺤﺒّﺔ اﷲ! ﻣﺸﻘّﺎﺗﻚ ﺣﺮارة ﺻﻼة ﺗﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ اﷲ! وأﻧﺖ ﺗﺘﺤﻤّﻠﻴﻦ أﺗﻌﺎﺑﻚ ﺑﺼﺒﺮ آﺄن ﻋﻮاﻃﻒ ﺷﻬﻴﺪ ﺗﺼﻌﺪ إﻟﻰ اﷲ! ن ﻳﺪَي ﻧﺎﺳﻚ ﺗﻨﺘﺼﺒﺎن ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻤﺎء وأﻧﺖ ﺗﺼﺒﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺁﻻﻣﻚ ﺑﻔﺮح ،آﺄ ّ ﺗﺴﺘﻤﻄﺮ ﺑﺮآﺎت اﷲ! أﻧﺖ وردة ﺑﻴﻦ أﺷﻮاك اﻟﺘﻀﻴﺤﺔ واﻟﺠﻬﺎد ﻳﺴ ّﺮ اﷲ ﺑﺮاﺋﺤﺘﻬﺎ! ﻻ ﺷﺬاهﺎ! أﻧﺖ ﺑﻨﻔﺴﺠﺔ ﺗﺨﻔﻴﻬﺎ أوراق اﻷﺷﻐﺎل واﻟﻤﻬﺎم اﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﻓﻼ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ إ ّ أﻧﺖ ﺟﻤﺎل ﻳﺘﻮارى ﻟﻴﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻮﻩ أوﻻدك! أﻧﺖ ﻗﻠﺐ ﻳﻨﺒﺾ ﻟﻴﺠﺮي اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﺟﺴﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ! أﻧﺖ ﺷﻤﻌﺔ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻟﺘﻨﻴﺮ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻼم ﺟﻬﻠﻬﻢ وﻏﺒﺎوﺗﻬﻢ ،وﺗﺤﺮق ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﻨﻌﻤﻬﻢ ﺑﻀﻴﺎﺋﻬﺎ ،ﺗﺬﻳﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ دﻣﻮﻋًﺎ ﻟﺘﺒﻬﺠﻬﻢ ﺑﺮﻏﺪ اﻟﺤﻴﺎة!! ن اﷲ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻟﻚ وأﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ اﻟﺤﻴﺎة ،آﻤﺎ ﻳﺒﺘﺴﻢ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻋﻠﻤﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷ ّم أ ّ ﻟﺠﻨﺪي ﺷﺠﺎع ﻳﻘﺘﺤﻢ ﻣﻌﺮآﺔ اﻟﺤﺮب وﻳﻬﻴّﺊ ﻟﻪ إآﻠﻴﻞ اﻟﻈﻔﺮ واﻟﻤﺠﺪ! ﻳﺒﻬﺞ اﷲ ﺑﻚ ،وأﻧﺖ ﺗﺠﺎهﺪﻳﻦ ،آﻤﺎ ﻳﺒﺘﻬﺞ ﺻﺎﺋﻎ ﺑﺠﻮهﺮة ﺛﻤﻴﻨﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﻧﻘﻴّﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﻠﻴﻖ ﺣﻠﻴﺔ ﻟﺘﻴﺠﺎن اﻟﻤﻠﻮك!!
٥٠ ﺧﺒﺮ ﻣﺤﺒّﺔ اﻷوﻻد ﻟﻮاﻟﺪﻳﻬﻢ وُﻟﺪ وﺣﻴﺪ ﻷﻣّﻪ اﻷرﻣﻠﺔ .أﺻﺎب أﻣّﻪ ﻣﺮض ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﻔﻘﺪت ﻧﻈﺮهﺎ .ﻓﺮاح ﻳﺘﺮﺟّﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ أن ﻳﻨﻘﻞ إﺣﺪى ﻋﻴﻨﻴﻪ إﻟﻰ أﻣّﻪ .ورﻓﻀﺖ أﻣّﻪ أن ﺗﻨـﺰع ﻋﻴﻦ وﺣﻴﺪهﺎ راﺿﻴﺔ ﺑﺤﺎل اﻟﻌﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻊ ﻋﻴﻦ وﺣﻴﺪهﺎ ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻮﻟﺪ ﺑﺎآﻴًﺎ راﺟ ًﻴﺎ اﻟﺤﻜﻴﻢ أن ﻳﻘﺪّم ﻷﻣّﻪ ﻋﻴﻨًﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ: ﻓﻤﺎ أﺟﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺒﻨﻮﻳّﺔ! اﻟﺰاد اﻷﺧﻴﺮ أي اﻟﺘﻨﺎول ﻋﻨﺪ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت إذا دُﻋﻲ إﻧﺴﺎن ﻣﺬﻧﺐ إﻟﻰ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ .وﻋﻠﻢ أﻧّﻪ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ أن ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ وﻳُﻌ ّﺪ ﻟﻪ وﻟﻴﻤﺔ وﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺠﺬب اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻴﻪ ﻓﻴﺤﻜﻢ ﺑﺒﺮاءﺗﻪ ﻟﻴﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻤﺆﺑّﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻘّﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺮورﻩ .ﻓﻬﻞ ﻳﺘﺄﺧّﺮ هﺬا اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺬﻧﺐ ﻋﻦ دﻋﻮة اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ؟ آﺬﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮﻩ اﷲ ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻟﻴﻤﺜﻞ أﻣﺎﻣﻪ ﻟﻠﻤﺤﺎآﻤﺔ واﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺪﻋﻮ رﺑّﻪ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻨﺎول وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺠﺬﺑﻪ إﻟﻴﻪ ﻓﻴﻜﻮن رﺣﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ي. اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻣﻌﻪ ﻓﻼ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻬﻼك اﻷﺑﺪ ّ ﻲ أهﻠﻚ ﺣﺘّﻰ ﻳﺬآﺮوك ﺑﺎﻟﺘﻨﺎول ،ﻓﻘﺪ ﻳﻬﻤﻠﻮن هﺬا اﻟﻮاﺟﺐ ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻻ اﻟﻜﺎهﻦ ﻟﻴﺄﺗﻴﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮﺑﺎن ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ أن ﻳﺨﻴﻔﻮك .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺜﻘﻞ ﻣﺮﺿﻚ ﻓﺎدع ﺣﺎ ً ع اﻟﻜﺎهﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻚ. اﻟﻤﻘﺪّس .وآﻤﺎ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺮارًا ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻚ هﻜﺬا اد ُ وآﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻌﻼج ﻣﺮارًا ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻚ هﻜﺬا ﺧﺬ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻣﺮارًا ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻚ. ن ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﺧﻄﺎرًا وﻣﻬﺎﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﺳﻼﺣًﺎ إذا ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ أ ّ ﻲ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﻔﺮك إﻟﻰ اﻷﺑﺪﻳّﺔ ﻓﻬﻞ ﻳﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻦ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح؟ ﻓﺄﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ أﺧﻄﺎرًا وﻣﻬﺎﻟﻚ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺗﺪهﻮرًا ﻓﻲ اﻟﻬﻮّة اﻟﺠﻬﻨﻤﻴّﺔ .ﻓﻬﻞ ﺗﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻦ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح ﻳﻘﻴﻚ اﻟﺘﺪهﻮر ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻮّة اﻟﻤﺨﻴﻔﺔ؟ وهﺬا اﻟﺴﻼح هﻮ أن ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﺪرك ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ!
٥١ وأﻣّﻨﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﺬي هﻮ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت أن ﻳﺘﻨﺎول ﻓﻲ ﻼ وﺗﺤ ّﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎول ﻓﻲ ﺧﻄﺮ أي وﻗﺖ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺎر واﻟﻠﻴﻞ وﻟﻮ آﺎن ﺁآ ً اﻟﻤﻮت ﺗﺤﺮﻳﻀًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا .وﺗﺴﻤﺢ ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﻳﺘﻨﺎول ﻣﺮّﺗﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم .ﻋﻨﺪ ﺧﻄﺮ ﻼ – إﻧﺴﺎن ﺣﻀﺮ اﻟﻘﺪّاس ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح وﺗﻨﺎول اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﺛ ّﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت – ﻣﺜ ً اﻟﻈﻬﺮ ﻃﺮأ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎدث ﻓﺠﺎﺋﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت .ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﻨﺎول ﻳﺴﻮع زادًا أﺧﻴﺮًا وﻟﻮ آﺎن ﺗﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح. ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻳﺼﺤﺐ اﻹﻧﺴﺎن رﺑّﻪ ﻓﻲ ذهﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻷﺑﺪﻳّﺔ!! ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻳﺤﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن دﻳﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﻜﻮن رﺣﻮﻣًﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻣﻌﻪ! ﻣﺎ أﺳﻌﺪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ﻳﺮاﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ !! ﺣﻜﻴﻢ هﻮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﺪرﻩ ﻗﻮّة ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻗﻮّة اﻟﺠﺤﻴﻢ!! اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻦ اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻻﻧﺘﻈﺎم واﻟﻤﺮاد ﺑﻪ هﻨﺎ اﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺴ ّ واﻟﺪرﺟﺔ واﻟﺮﻗﻰ واﻟﻄﺒﺎع واﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ،ﻓﺈذا ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﺰوﺟﺎن ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﺻﻮل ﻓﻘﺪ ﻳﺆدّي ﺑﻬﻢ هﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺨﻼف وﺗﻌﻜﻴﺮ ﺟ ّﻮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ ﻦ ﻳﻮﻟﺪ ن اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺴ ّ يﻷّ ﻦ أﻣﺮ ﺿﺮور ّ واﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ .ﻓﻤﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺴ ّ اﻟﻨﻔﻮر .آﺄن ﻳﻜﻮن أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻳﻜﺒﺮ اﻵﺧﺮ ١٥و ٢٠ﺳﻨﺔ ﻓﺎﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨًّﺎ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻦ زوﺟﻪ اﻟﺬي ﻳﻜﺒﺮﻩ .ﻓﺈذا ﺗﺰوّج ﺷﺎب ﻋﻤﺮﻩ أرﺑﻌﻮن ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺎة ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻴﻬﺎ وﻳﺤﺒّﻬﺎ ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًا وﻟﻜﻨّﻬﺎ هﻲ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻄﺒﻌﻬﺎ أي ﻣﺰاﺟﻬﺎ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻨﻪ وﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ ﺷﺎب ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﺎ ﺳﻨًّﺎ. وﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﺎع ﻳﻌﺮض اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻟﻠﻬﺠﺮ آﺄن ﻳﻜﻮن أﺣﺪهﻤﺎ ﺣﺎدًّا ﻼ ﻣﻘّﺘﺮًا ،وآﺬﻟﻚ ﺐ اﻟﺒﺬخ واﻵﺧﺮ ﺑﺨﻴ ً ﻧﺰﻗًﺎ واﻵﺧﺮ ﺑﻠﻴﺪًا ﻣﺘﺮاﺧﻴًﺎ ،أﺣﺪهﻤﺎ آﺮﻳﻤًﺎ ﻳﺤ ّ ﻼ. اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺮﻗﻲ آﺄن ﻳﻜﻮن أﺣﺪهﻤﺎ ﻣﺘﻌّﻠﻤًﺎ ﻣﺜ ّﻘﻔًﺎ واﻵﺧﺮ أﻣﻴًّﺎ ﺟﺎه ً أﻳﻀًﺎ ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ آﺄن ﻳﻜﻮن أﺣﺪهﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻌﺮوﻓﺔ واﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺧﺎﻣﻠﺔ ﻣﻨﺴﻴّﺔ .أﺣﺪهﻤﺎ ُرﺑّﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻻل واﻟﺒﺬخ واﻟﺘﺮف
٥٢ ﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺎب واﻟﺘﻨﻌّﻢ واﻵﺧﺮ رﺑّﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺧﺸﻨﺔ ﺷﻈﻔﺔ ﻣﻘﺘّﺮة .ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﻈﺮ آ ّ واﻟﺸﺎّﺑﺔ ﻧﻈﺮة إﻟﻰ هﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻗﺒﻞ إﻗﺪاﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج .وﻳﺨﺘﺎر ﻟﻪ رﻓﻴﻘًﺎ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻻ ﺗﻌﻜّﺮت ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ اﻟﺰوﺟﻴّﺔ واﻧﻘﻠﺒﺖ ﺷﻘﺎء وﺗﻌﺎﺳﺔ. ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ وإ ّ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج ﻻ ﺗﻜﻔﻲ وﺣﺪهﺎ ﺑﺪون اﻻﻧﺴﺠﺎم اﻟﻤﺬآﻮر ﻹﺳﻌﺎد اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟّﻴﺔ وﻹﻃﺎﻟﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ اﻟﻀﺮورﻳّﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ. ﻞ ﻳﻮم ،آﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﺎة أﺣﺒّﺖ ﺷﺎﺑًّﺎ وﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺷﻮاهﺪ ﻋﺪﻳﺪة ﻧﺮاهﺎ وﻧﺴﻤﻊ ﺑﻬﺎ آ ّ ﺣﺒًّﺎ ﺟﻤًّﺎ واﻗﺘﺮﻧﺖ ﺑﻪ رﻏﻢ واﻟﺪﻳﻬﺎ ﻇﻨًّﺎ ﻣﻨﻬﺎ أﻧّﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﺳﻌﻴﺪة ﺑﻘﺮﺑﻪ ﻓﺈذا ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻣﺤﺒّﺘﻬﺎ آﺮاهﻴﺔ وﻧﻔﻮرًا وﺗﻔﻘﺪ اﻟﺴﻌﺎدة وﺗﺘﺄﻟّﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﻮت ﻟﻠﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ ﻣﺮارة اﻟﺤﻴﺎة. ﺐ ﻓﺘﺎة ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًا وﺗﺰوّج ﻣﻨﻬﺎ رﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺎت آﺜﻴﺮة اﻋﺘﺮﺿﺘﻪ وآﻢ ﻣﻦ ﺷﺎب أﺣ ّ وﺑﻌﺪ اﻟﺰواج ﻟﻢ ﺗﻄﻞ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﺑﻞ ﺑﺮدت وﺗﺤﻮّﻟﺖ ﻧﻔﻮرًا وآﺮاهﻴﺔ وﺻﺎر ﻳﻮ ّد ن ﻣﺤﺒّﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﻘﺮب ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ آﺎن أﺣﺒّﻬﺎ .ذﻟﻚ ﻷ ّ ﻟﺬاك اﻟﺸﺎب وﻣﺤﺒّﺔ ذاك اﻟﺸﺎب ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة آﺎﻧﺖ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ ﻓﻘﻂ ﻦ واﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻘﺎم. دون أن ﺗﻜﻮن ﻣﻘﻴّﺪة ﺑﺮﺑﺎط ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﻄﺒﺎع واﻷﺧﻼق واﻟﺴ ّ ن اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ إذا وُﺟﺪﺗﺎ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﺗﺴﺎﻋﺪان آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ إّ ﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ وﻋﻠﻰ إﻳﺠﺎد اﻻﻧﺴﺠﺎم ،وﺑﺪون هﺎﺗﻴﻦ اﻟﻔﻀﻴﻠﺘﻴﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﺰواج اﻟﻤﺒﻨ ّ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓﻘﻂ ﺷﻘﻴًّﺎ ﺟﺪًّا. واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺿﺮورﻳّﺔ ﻟﻸﻟﻔﺔ واﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ وﻟﻮ آﺎن اﻧﺴﺠﺎم ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. وﻗﺪ رأﻳﻨﺎ زواﺟﺎت ﻋُﻘﺪت ﻣﻊ وﺟﻮد ﺗﺒﺎﻳﻦ وﻋﺪم اﻧﺴﺠﺎم وﻣﻊ ذﻟﻚ آﺎن أﻟﻔﺔ وﺳﻼم ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ. أذآﺮ ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﻦ ﺣﻮادث آﺜﻴﺮة ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ :اﺑﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮة ﻋﻤﺮهﺎ ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ ﺗﺰوّﺟﺖ ﺷﺎﺑًّﺎ ﻏﻨﻴًّﺎ ﻋﻤﺮﻩ ﺧﻤﺴﻮن ﺳﻨﺔ ﻋﺎﺷﺎ ﺑﺎﺗﻔﺎق وﺳﻼم وﺷﺎخ زوﺟﻬﺎ وهﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺻﺒﻴّﺔ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺑﻤﺤﺒّﺔ آﻤﺎ ﺗﺨﺪم أﺑﺎهﺎ وﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻴﺴﻮرة ﺑﻤﺎ ﺗﺮك ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ي ﻣﺘﻔﺮّﻏﺔ ﻷﻋﻤﺎل اﻟﺨﻴﺮ ،وﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻘﺮﻳﺐ وﻟﻼهﺘﻤﺎم ﺛﺮوة ﻗﺎﻧﻌﺔ ﺑﻴﺴﺮهﺎ اﻟﻤﺎد ّ
٥٣ ﻞ ذﻟﻚ ﺑﺨﻼص ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺎﻓﻬﺎ وﻃﻬﺎرﺗﻬﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ آﺎﺑﻨﺔ ﻧﺎدرة اﻟﺘﺒﺘّﻞ وآ ّ ﻗﺪ ﻓﻜّﺮت ﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﻣﻦ ذاك اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻳﻜﺒﺮهﺎ ﺳﻨًّﺎ. ش اﻟﺮﻣﺎد ﻓﻲ ﺑﺪء اﻟﺼﻮم ر ّ ش اﻟﺮﻣﺎد ﻋﻼﻣﺔ اﻻﻧﺴﺤﺎق واﻟﺘﺬﻟّﻞ أﻣﺎم اﷲ، ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ آﺎن اﻟﺼﻮم ور ّ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻨﺪاﻣﺔ واﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ،وﺗﻬﺪﺋﺔ ﻟﻐﻀﺐ اﷲ. ن اﷲ ﻣﺰﻣﻊ أن ﻲ ﺑﺄ ّ ن أهﻞ ﻧﻴﻨﻮى ﻟـﻤّﺎ أﻧﺬرهﻢ ﻳﻮﻧﺎن اﻟﻨﺒ ّ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس إ ّ ﻳﺨﺮب ﻧﻴﻨﻮى اﻧﺘﻘﺎﻣًﺎ ﻣﻦ ﺷﺮورهﻢ .ﺻﺎﻣﻮا آﻠّﻬﻢ آﺒﺎرًا وﺻﻐﺎرًا أرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ورﺷّﻮا اﻟﺮﻣﺎد ﻋﻠﻰ ذواﺗﻬﻢ ﻣﻨﺴﺤﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎهﻢ ﻓﻌﻔﺎ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﺨﺮب ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ. وﻣﻮﺳﻰ أﻳﻀًﺎ ﺻﺎم أرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ وﺗﺬﻟّﻞ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﻏﻀﺐ اﷲ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺐ ﻲ. اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠ ّ ش اﻟﺮﻣﺎد ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ. وداود ﻟـﻤّﺎ ﺧﻄﺊ ﺻﺎم وﺗﺬﻟّﻞ أﻣﺎم اﷲ ور ّ وﻳﻬﻮدﻳﺖ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻟـﻤّﺎ ﺣﺎﺻﺮ اﻟﻴﻔﺎﻧﺎ أورﺷﻠﻴﻢ ﺑﺠﻴﺸﻪ اﻟﺠﺮّار وآﺎد أهﻠﻬﺎ ﻳﻤﻮﺗﻮن ﺟﻮﻋًﺎ وﻋﻄﺸًﺎ ،ﺻﺎﻣﺖ ورﺷّﺖ اﻟﺮﻣﺎد ﻋﻠﻰ ذاﺗﻬﺎ هﻲ واﻟﺸﻌﺐ ﻓﺨﻠّﺼﻬﻢ اﷲ ﻣﻦ اﻟﻴﻔﺎﻧﺎ. وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺻﺎم ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ وﻗﺎل ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﺻﻮﻣﻮا وﺻﻠّﻮا. وﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺑﻌﺪﻩ ﺻﺎﻣﻮا أﻳﻀًﺎ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أﺧﺬت هﺬﻩ اﻟﻌﺎدة اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻓﺮﺗّﺒﺖ اﻟﺼﻮم ش اﻟﺮﻣﺎد ﻋﻠﻰ وﺟﻮهﻨﺎ ورﺗّﺒﺖ دهﻦ اﻟﺮﻣﺎد ﻓﻲ ﺑﺪء اﻟﺼﻮم اﻷرﺑﻌﻴﻦ .ﻓﻠﻨﺮ ّ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎق وﺗﺬﻟّﻞ ،ﺑﻨﺪاﻣﺔ وﺗﻮﺑﺔ وﻗﺼﺪ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﻮم اﻟﻤﺒﺎرك ،ﻣﺘﺬآّﺮﻳﻦ أﻧّﻨﺎ أﻏﻈﻨﺎ اﷲ وﻧﺤﻦ رﻣﺎد وﺗﺮاب وﻋﺪم ،وﻃﺎﻟﺒﻴﻦ اﻟﻤﻐﻔﺮة واﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ ﻣﻦ اﷲ. ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻃﻒ واﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺒﺪأ هﺬا اﻟﺼﻮم اﻟﻤﻘﺪّس ،وﻧﺠﺘﻬﺪ ﺑﻘﺪر إﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻻ ﻧﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﺼﻮم واﻟﻘﻄﺎﻋﺔ .ﻧﻌﻢ إذا ﺗﻨﻌّﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻻ ﻧﺨﻄﺄ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ.
٥٤ ن اﻟﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻳﺤﺮم ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻓﻮاﺋﺪ روﺣﻴّﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ!! إّ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم زﻣﻦ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ اﻋﺘﺎد اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ أن ﻳﺠﻠﺪوا ذواﺗﻬﻢ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم ﺗﻜﻔﻴﺮًا ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎهﻢ وآﺎن أﺣﺪ اﻟﻮﻋّﺎظ ﻓﻲ اﻟﺼﻮم ﻳﺪﻋﻮ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻼﻧﻴﺔ .ﻓﻴﺴﻴﺮون ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﺣﻔﺎة ﻣﻨﻜّﺴﻲ اﻟﺮؤوس ﺑﺜﻴﺎب رﺛﺔ ﻳﺠﻠﺪون ذواﺗﻬﻢ ﻟﻴﻌﻮّﺿﻮا ﺑﻨﺪاﻣﺘﻬﻢ ﺟﻬﺮًا ﻋﻦ إﻏﺎﻇﺘﻬﻢ اﷲ ﺟﻬﺮًا!! اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻼ - :هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ دﻓﻊ أﺣﺪ اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ آﺘﺎب اﻹﻧﺠﻴﻞ إﻟﻰ ﺷﺎب ﻗﺎﺋ ً اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻟﺨﻮري واﻟﻤﻄﺮان واﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﻄﺎﻟﻌﻪ ﺑﺨﺸﻮع وﺗﻘﻮى ﻳﻬﺪﻳﻚ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﺼﻮم. أﺟﺎب اﻟﺸﺎب - :أﻧﺎ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﺑﺼﺤّﺔ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺆآّﺪ ﻟﻲ ﺻﺤّﺘﻪ اﻟﺨﻮري ﻲ ﺳﺎﻟﻤًﺎ واﻟﻤﻄﺮان واﻟﺒﺎﺑﺎ ،ﻷﻧّﻬﻢ ﺗﺴﻠّﻤﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ وهﻢ وﺣﺪهﻢ ﻳﻮﺻﻠﻮﻧﻪ إﻟ ّ ن اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ وﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﺮﺳﻞ ﺻﺤﻴﺤًﺎ .وأﻧﺎ إذا ﻓﻘﺪت اﻹﻧﺠﻴﻞ ،أو ﻟﻨﻔﺮض أ ّ أﻧﺎﺟﻴﻞ .ﻓﺎﻟﺨﻮري واﻟﻤﻄﺮان واﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أن أﻋﻠﻤﻪ ﻷﻧّﻪ ﻗﺎل ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ اذهﺒﻮا ﺑﺸّﺮوا اﻷﻣﻢ وﻋﻠّﻤﻮهﻢ أن ﻳﺤﻔﻈﻮا ﻣﺎ أوﺻﻴﺘﻜﻢ ﺑﻪ وأﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻷﺟﻴﺎل .وﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ اآﺘﺒﻮا ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻜﻢ ﺑﻞ ﺑﺸّﺮوا وﻋﻠّﻤﻮا. ﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺸﻴﺮهﻢ وﺑﻌﺪ أن واﻟﺮﺳﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮا اﻹﻧﺠﻴﻞ إ ّ اﻧﺘﺸﺮت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وآﺜُﺮ ﻋﺪد اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﺟﺪًّا .ﻓﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺘّﻰ آﺘﺐ إﻧﺠﻴﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺒﺸﻴﺮﻩ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺮﻗﺺ ﺑﻌﺪ ١٢ﺳﻨﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻮﻗﺎ ﺑﻌﺪ ٣٤ ﺳﻨﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻌﺪ ٦٠ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻓﻜﻴﻒ ﻋﺮف إذًا أوﻟﺌﻚ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻻ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ أرادهﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺳﻴّﺪﻧﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺒﻞ وﺟﻮد اﻹﻧﺠﻴﻞ؟ إ ّ ﻲ .اذهﺒﻮا وﺑﺸّﺮوا اﻷﻣﻢ وأﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ورﺳﻠﻪ وهﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺸﻔﻬ ّ وﻋﻠّﻤﻮﻧﻬﻢ... آﻴﻒ ﻋﺎﺷﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺳﺘﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ آﺘﺎﺑﺔ إﻧﺠﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨّﺎ؟ وآﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﻻ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﺮﺳﻞ أﻧﺎﺟﻴﻞ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺘﺒﺸﻴﺮ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
٥٥ ن اﻟﺮﺳﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮا أﻧﺎﺟﻴﻞ ﻓﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﻜﻢ أﻧﺘﻢ اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ ﻲ .ﻓﻠﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ أ ّ اﻟﺸﻔﻬ ّ ﻻ ﻣﻦ اﻷﻧﺎﺟﻴﻞ؟ وأي آﺘﺎب آﻨﺖ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺗﺮﻳﺪون أن ﺗﻌﺮﻓﻮا دﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ إ ّ ﺑﺪل هﺬا اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻷﺳﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺨﻮري واﻟﻤﻄﺮان واﻟﺒﺎﺑﺎ؟ ﻼ ﻣﻐﻠﻮﺑًﺎ! ﻓﻜﻤّﻞ اﻟﻤﺒﺸّﺮ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺧﺠ ً ﻼ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﺘﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮّي إﻳﻤﺎﻧﻚ وﻳﻘﺪّس ﺣﻴﺎﺗﻚ! ﻃﺎﻟﻊ آ ّ ﻞ ﻳﻮم ﻓﺼ ً ﺗﺤﻮّل ﻣﻦ ﺻﻮرة ﻳﺴﻮع إﻟﻰ ﺻﻮرة اﻟﺸﻴﻄﺎن أراد أﺣﺪ اﻟﻤﺼﻮّرﻳﻦ اﻟﻤﺸﻬﻮرﻳﻦ أن ﻳﺼﻮّر ﻳﺴﻮع وهﻮ وﻟﺪ .ﻓﺮاح ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﻟﺪ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺠﻤﺎﻟﻪ ﻹﺗﻤﺎم ﺑﻐﻴﺘﻪ .ﻓﻮﺟﺪ وﻟﺪًا ﺁﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎل ﻓﺎﺳﺘﻌﺎن ﺑﺠﻤﺎﻟﻪ ﺣﺘّﻰ ﺻﻮّر ﺻﻮرة ﻳﺴﻮع .ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺻﻮرة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪًّا. ﺗﻮاﻟﺖ اﻷﻳّﺎم واﻟﺴﻨﻮن ﻓﻔﻜّﺮ ذاك اﻟﻤﺼﻮّر ﺑﺄن ﻳﺼﻮّر اﻟﺸﻴﻄﺎن .ﻓﺸﺮع ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺎب ﺷﻨﻴﻊ اﻟﻤﻨﻈﺮ ﺟﺪًّا ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺸﻨﺎﻋﺘﻪ ﻹﺗﻤﺎم ﻣﺮاﻣﻪ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ هﻮ ﻳﺒﺤﺚ رأى ﺷﺎﺑًّﺎ ﻣﻄﺮوﺣًﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﺬرﻳّﺔ ﺟﺪًّا .ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﻗﺬرة ﻻ ﺗﺴﺘﺮ ﻋﺮﻳﻪ ،ﺟﺴﻤﻪ هﺰﻳﻞ ،ﺻﻮﺗﻪ ﺧﺎﻓﺖ .ﻓﺘﻔﺮّس ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﻓﻮﺟﺪﻩ آﺜﻴﺮ اﻟﺸﻨﺎﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﺴﺮّ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻷﻧّﻪ وﺟﺪ ﻣﻄﻠﻮﺑﻪ وﺣﺰن ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻟﺸﻘﺎء وﺗﻌﺎﺳﺔ ﺗﻤﺎم ﺑﻐﻴﺘﻪ ،ﻓ ُ ذاك اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ. ﻓﻨﻘّﺪﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﺪراهﻢ ﻟﻴﺴ ّﺪ ﺑﻬﺎ ﺟﻮﻋﻪ ،وأﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ﻓﻨﻘﻞ رﺳﻤﻪ اﻟﺸﻨﻴﻊ .وﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﻬﻰ ﺳﺄﻟﻪ ﻣﻦ هﻮ وﻣﺎ اﻟﺬي أوﺻﻠﻪ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺸﻘﻴّﺔ .ﻓﺄﻋﻠﻤﻪ اﻟﺸﺎب ن ﺳﺒﺐ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﻴﺴﺔ هﻮ ﺗﻮﻏّﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻴﺲ ﺑﺎﺳﻤﻪ وأﺧﺒﺮﻩ ﺑﺄ ّ اﻟﺪﻧﺲ واﻟﻔﻮاﺣﺶ واﻟﺴﻜﺮ. ن هﺬا اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ هﻮ ذﻟﻚ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻧﻘﻞ ﻓﺪُهﺶ اﻟﻤﺼﻮّر إذ ﻋﻠﻢ أ ّ ﻋﻨﻪ ﺻﻮرة ﻳﺴﻮع اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ!!.. ﻣﺴﺒّﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﺷﺮح أﺳﺘﺎذ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﺷﻨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺒّﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﺛ ّﻢ ﻗﺎل ﻟﻬﻢ اﺣﺬروا أن ﻳﺘﻠﻔّﻆ أﺣﺪٌ ﺑﻬﺎ. ﺐ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻮن ﻗﺼﺎﺻﻪ ﺳﺎﻋﺔ رآﻮع. وﻣﻦ ﺳ ّ
٥٦ ﻧﻬﺾ ﺗﻠﻤﻴﺬ وﻗﺎل :ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ ﻟﻮ آﺎن واﻟﺪي ﺗﻠﻤﻴﺬًا ﻋﻨﺪك ﻟَـﻤَﺎ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺮآﻮﻋﻪ!! ﻋﻈﺔ اﻷﺳﺪ ﺟﻤﻊ اﻷﺳﺪ ﻣﻠﻚ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ذات ﻳﻮم اﻟﻮﺣﻮش وﻗﺎم ﻓﻴﻬﻢ واﻋﻈًﺎ ﻓﻘﺎل :أﻳّﻬﺎ ن اﻟﻨﺎس ﻏﺎﺿﺒﻮن وﺳﺎﺧﻄﻮن ﻋﻠﻴﻨﺎ آﺜﻴﺮًا ﻟـﻤَﺎ ﻳﻘﻊ ﻣﻨّﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺪّﻳﺎت اﻹﺧﻮان أ ّ ن اﻟﺘﻌﺪّي ﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺪّي ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس وﻻ ﻧﺆذي أﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ .ﻷ ّ وﻣﻈﺎﻟﻢ .ﻓﻴﺠﺐ أن ﻧﻜ ّ ﻳﺨﺎﻟﻒ اﻟﻌﺪل وﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ أن ﻧﺨﺮق اﻟﻌﺪل .ﻓﺎﻟﻌﺪل ﺷﺮﻋﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ .ﻓﺈن ﻓﺴﺪ اﻟﻌﺪل ﻓﺴﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ! ﻓﺎﻧﺘﺼﺐ اﻟﺬﺋﺐ وﻗﺎل :هﻞ ﻳﺄذن ﻟﻲ ﻣﻮﻻي اﻷﺳﺪ ﺑﺎﻟﻜﻼم؟ ﻓﺄذن ﻟﻪ اﻷﺳﺪ .ﻓﻘﺎل اﻟﺬﺋﺐ :إذا وﺟﺪﻧﺎ إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻣﻘﺘﻮ ً ﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻪ أﺧﻮﻩ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻤﺴﺪّس أو ﺑﺴﻜﻴﻦ ﻼ ﻳﻨﺘﻦ وﻳﻔﺴﺪ اﻟﻬﻮاء ،أﻧﻜﻮن ﺧﺮﻗﻨﺎ اﻟﻌﺪل؟ أﻣﻀﻰ ﻣﻦ أﻧﻴﺎﺑﻨﺎ ﻓﺄآﻠﻨﺎﻩ ﻟﺌ ّ وﻧﻬﺾ اﻟﺜﻌﻠﺐ واﺳﺘﺄذن اﻷﺳﺪ ﺑﺎﻟﻜﻼم وﻗﺎل :ﻣﻮﻻي رأﻳﺖ إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻗﺪ ﺳﺮق ﺖ ﻣﻨﻬﺎ دﺟﺎﺟﺘﻴﻦ وأآﻠﺘﻬﻤﺎ ﻓﻬﻞ ﺧﺮﻗﺖ دﺟﺎﺟﺎت ﺟﺎرﻩ وأﺧﻔﺎهﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻓﺴﺮﻗ ُ اﻟﻌﺪل؟ ﺷﺎﺑﺎ ﻳﻄﺎرد ﻓﺘﺎة وﻗﺪ ﺧﺪش وﻧﻬﺾ اﻟﻀﺒﻊ واﺳﺘﺄذن اﻷﺳﺪ ﺑﺎﻟﻜﻼم وﻗﺎل :رأي ًّ وﺟﻬﻬﺎ وﻳﺪﻳﻬﺎ وﺟﺴﻤﻬﺎ ﻓـﻠﻤّﺎ ﺷﺎهﺪﻧﻲ ﺗﺮك اﻟﻔﺘﺎة وهﺮب وارﺗﻤﺖ اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻦ اﻟﺨﻮف واﻟﺘﻌﺐ .ﻓﻬﺠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻏﺮز أﻧﻴﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻟﺤﻤﻬﺎ اﻟﻄﺮي ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻞ ﺷﺮاﺳﺔ ﻣﻦ ذاك اﻟﺬي آﺎن ﻳﺮﻳﺪ وهﻲ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ رﻣﻖ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة :إﻧّﻚ وﺣﺶ أﻗ ّ ﺗﺪﻧﻴﺲ ﺷﺮﻓﻲ وإهﻼك ﻧﻔﺴﻲ .ﻓﻬﻞ أآﻮن ﻗﺪ ﺧﺮﻗﺖ اﻟﻌﺪل؟ ب وﻗﺎل ﻣﺮرت ﺑﻐﺎب ﻓﺮأﻳﺖ ﻋﺸﺮات اﻟﺮﺟﺎل ﻣﺨﻀّﺒﻴﻦ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﺛ ّﻢ ﻧﻬﺾ اﻟﺪ ّ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﺑﻞ اﻟﻄﺎﺋﺮات ودﻣﻬﻢ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ اﻷرض هﺪرًا ﻓﺎﻣﺘﺼﺼﺖ ﻣﻨﻪ ﺷﺒﻌﻲ ﻓﻬﻞ ﺧﺮﻗﺖ اﻟﻌﺪل؟ ﻓﻘﺎل اﻷﺳﺪ وهﻮ ﻏﺎﺿﺐ :أهﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ وﻳﻮﺟّﻬﻮن إﻟﻴﻨﺎ اﻟﻐﻀﺐ واﻟﺴﺨﻂ وﻃﻠﺐ اﻻﻧﺘﻘﺎم؟ ﻓﺈذا آﺎﻧﺖ هﺬﻩ ﺣﺎﻟﻬﻢ وهﻢ اﻟﻤﺘﻤﺪّﻧﻮن وأﺻﺤﺎب اﻟﺸﺮاﺋﻊ واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ،ﻓﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﻐﺎب وﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺷﺮاﺋﻊ وﻻ ﻗﻮاﻧﻴﻦ؟ ﻓﻠﻨﺴﺘﻤ ّﺮ ﻧﻔﺘﻚ ﺑﻬﻢ ﻓﺘﻜًﺎ إﻟﻰ أن ﻳﻤﺎرﺳﻮا اﻟﻌﺪل ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻨﻤﺎرس ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺪل ﻣﻌﻬﻢ!!!
٥٧ اﻟﺤﻤﺎة واﻟﻜﻨّﺔ ن ﺧﻼف اﻟﺤﻤﺎة واﻟﻜﻨّﺔ أﺻﺒﺢ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﻟِـﻤَﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮر إّ ﻞ ذﻟﻚ ﻳﺨﺎﻟﻒ واﻟﻜﺮاهﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﺘﺴﺒّﺐ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻜﻴﺪ ﻋﻴﺶ وإﻗﻼق راﺣﺔ .وآ ّ ﻼ ﻋﻦ ﻲ اﻵﻣﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺔ اﻷﻋﺪاء ﻓﻀ ً ﻂ ﻣﻦ آﺮاﻣﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ روح اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وﻳﺤ ّ ﻣﺤﺒّﺔ اﻷهﻞ واﻷﻗﺎرب .وﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ أﺳﺒﺎب اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻤﺎة واﻟﻜﻨّﺔ ﻓﻴﺠﺐ أن ﺗﺘﻼﺷﻰ أﻣﺎم اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ إذا وُﺟﺪت. وأﻣّﺎ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻤﺎة واﻟﻜﻨّﺔ ﻓﻜﺜﻴﺮة .ﻧﺬآﺮ ﻣﻨﻬﺎ ن اﻟﺤﻤﺎة ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧّﻪ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻴّﺪة اﻷوﻟﻰ واﻟﻤﺪﺑّﺮة ﺳﺒﺒﻴﻦ :اﻷوّل هﻮ أ ّ ﻞ أﻣﺮ ﻳﺠﺮي ﻧﻈﺮًا ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨّﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﻨـﺰل وأﻧّﻪ ﻳﺠﺐ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ آ ّ وﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﻤﻨـﺰل وﻟﺤﻘّﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪي ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺬي ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ آﻨّﺘﻬﺎ ن ذﻟﻚ أﻳﻀًﺎ .وﻳﺤﺰﻧﻬﺎ ﺟﺪدًا أن ﻳﺄﺗﻲ اﺑﻨﻬﺎ أو آﻨّﺘﻬﺎ أﻣﺮًا دون ﻣﺸﻮرﺗﻬﺎ ﻇﻨًّﺎ ﻣﻨﻬﺎ أ ّ اﺣﺘﻘﺎر ﻟﻬﺎ وﻋﺪم ﻣﺒﺎﻻة ﺑﻬﺎ. ن واﻟﻜﻨّﺔ أﻳﻀًﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧّﻬﺎ اﻟﺴﻴّﺪة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨـﺰل واﻟﻤﺪﺑّﺮة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ،ﻷ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻖ ﻣﻨﻪ وهﻮ ﻳﺨﺒّﻬﺎ وﻳﺮوﻗﻪ آ ّ ب اﻟﻤﻨـﺰل وهﻲ ﺗﻜﺘﺴﺐ هﺬا اﻟﺤ ّ زوﺟﻬﺎ هﻮ ر ّ ن اﻟﻨﺎس ن اﻟﻜﻨّﺔ ﺗﻌﺘﻘﺪ أ ّ ﺗﻘﻮﻟﻪ وﺗﻔﻌﻠﻪ ﻓﻴﺴﻤﻊ ﻟﻬﺎ وﻳﺘﻤّﻢ رﻏﺎﺋﺒﻬﺎ .وﻓﻮق ذﻟﻚ أ ّ ﻞ آﻤﺎل أو ﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﻨـﺰل .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻳﺠﺐ ﻳﻨﺴﺒﻮن إﻟﻴﻬﺎ آ ّ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺪﺑّﺮة اﻷوﻟﻰ. ﻖ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ وﺗﺸﺘﻐﻞ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻜﻨّﺔ. ﻦ أﻧّﻪ ﻳﺤ ّ ن اﻟﺤﻤﺎة ﺗﻈ ّ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ هﻮ أ ّ ذﻟﻚ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﻌﺒﺖ آﺜﻴﺮًا ﻷﺟﻞ اﺑﻨﻬﺎ .ﺳﻬﺮت اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻗﺮب ﺳﺮﻳﺮﻩ وﻗﻀﺖ اﻷﻳّﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﺠﻬﺪ ﻟﺮاﺣﺘﻪ وهﻨﺎﺋﻪ .وﻓّﺮت ﻟﻪ اﻟﺴﻌﺎدة وهﻮ ﺻﻐﻴﺮ ،ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ إذًا أن ﻳﻜﺎﻓﺌﻬﺎ وهﻮ آﺒﻴﺮ .ﻓﻴﺮﻳﺤﻬﺎ .واﻟﻜﻨّﺔ ﺗﺮى زوﺟﻬﺎ ﻣﻮﻟﻌًﺎ ﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﻌﺐ ن اﻟﺸﻐﻞ اﻟﻤﻨـﺰﻟﻲ ﻳﻔﻘﺪهﺎﺟﻤﺎﻟﻬﺎ وﻧﻌﻮﻣﺔ ﻳﺪﻳﻬﺎ. وﺗﻨﻬﻚ ﺟﺴﺪهﺎ .وﺗﺨﺎف ﻣﻦ أ ّ ﻞ ﺐ اﻟﻔﺨﻔﺨﺔ إﻟﻰ أن ﺗﺘﺮﻓّﻊ ﻋﻦ اﻟﺸﻐﻞ ﺗﺸّﺒﻬًﺎ ﺑﻐﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴّﺪات ...آ ّ وﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺣ ّ ذﻟﻚ ﻳﺤﺮّك ﺑﻐﺾ ﺣﻤﺎﺗﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﺗﻠﻮﻣﻬﺎ ﺑﻜﻼم ﺟﺎرح وﺗﻨﺘﻘﺪهﺎ ﺑﻘﺴﺎوة ،واﻟﻜﻨّﺔ ﺗﺮ ّد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ وﺗﻜﻴﻞ ﻟﻬﺎ اﻟﻜﻴﻞ اﺛﻨﻴﻦ وﺗﺄﺧﺬان ﺑﺎﻟﺸﻜﻮى ﻟﻠﺰوج واﻻﺑﻦ ،ﻓﺘﺘﻨﻐّﺺ راﺣﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺗﻨﻘﻠﺐ أﻓﺮاﺣﻬﺎ أآﺪارًا.
٥٨ ﻓﻠﻮ ُوﺟﺪت ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻤﺎة اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻﻋﺘﺒﺮت اﻟﻜﻨّﺔ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﻓﺘﺤﻤّﻠﺘﻬﺎ ﺑﺼﺒﺮ وﺗﺮﺷﺪهﺎ ن ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻜﻨّﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ وﻣﺤﺒّﺔ وﺗﺨﺪﻣﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﺨﺪم اﺑﻨﺘﻬﺎ .ﺣﺒّﺬا ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺤﻤﺎة أ ّ ن ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﺗﺘﻤّﻤﻬﺎ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ واﻟﺪﻳّﺔ أﺟﺮ ﻋﻨﺪ اﷲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ .ﻷ ّ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﺘﻌﺬب اﻟﺘﻌﺐ وأﻣّﺎ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻜﻨّﺘﻬﺎ ﻓﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓﻴﻈﻬﺮ اﻟﺘﻌﺐ ﻣﻀﻨﻜًﺎ .ﻟﺬﻟﻚ إذا ﻗﺪّﻣﺘﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻜﻮن أﺟﺮﻩ ﻋﻈﻴﻤًﺎ. وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ ُوﺟﺪت ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻨّﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻﻋﺘﺒﺮت ﺣﻤﺎﺗﻬﺎ ﺑﻤﻨـﺰﻟﺔ أﻣّﻬﺎ ﺗﺤﺘﺮﻣﻬﺎ ن أﺟﺮهﺎ ﻟﻦ وﺗﺴﺘﺸﻴﺮهﺎ وﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﺋﺼﻬﺎ وﺗﺨﺪﻣﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﺨﺪم أﻣّﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﺔ أ ّ ﻳﻀﻴﻊ ﻋﻨﺪ اﷲ. ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس .١ﻟﻘﻤﺔ ﻳﺎﺑﺴﺔ وﻣﻌﻬﺎ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﻤﻠﻮء ﻣﺎ ً ﻻ وﻣﻌﻪ ﺧﺼﺎم. ب. .٢ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻔﻘﻴﺮ ﻳﻘﺮض اﻟﺮ ّ ب ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻪ! .٣ﻣﻦ ﺳ ّﺪ أذﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﺮاخ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻓﺈذا هﻮ ﺻﺮخ ﻓﺎﻟﺮ ّ .٤اﻟﺼﻴﺖ اﻟﺤﺴﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل. ب ﻳﺨﺎﺻﻤﻚ ﻷﺟﻠﻪ. ن اﻟﺮ ّ .٥ﻻ ﺗﺴﻠﺐ اﻟﻔﻘﻴﺮ ﻓﺈ ّ وﺟﺪ آﺎﻓﺮ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻬﻮر ﻣﻦ اﻷﻋﻴﺎن ﻓﺄﻧﻜﺮ وﺟﻮد اﷲ .ﻓﻠﻢ ﻳﻮاﻓﻘﻪ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ رأﻳﻪ .ﻓﻘﺎل :ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻲ وﺣﺪي ﺷﺮف إﻧﻜﺎر وﺟﻮد اﷲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أﻧﺎس أذآﻴﺎء آﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ ﺳﻴّﺪة اﻟﺒﻴﺖ: ﻟﻴﺲ هﺬا اﻟﺸﺮف ﻣﺨﺘﺼًّﺎ ﺑﻚ وﺣﺪك ﺑﻞ آﻠﺒﻨﺎ وﺣﻤﺎرﻧﺎ وﺑﻘﺮﺗﻨﺎ ﻳﺸﺎﻃﺮوﻧﻚ هﺬا اﻟﺸﺮف .ﻓﺨﺠﻞ اﻟﻜﺎﻓﺮ وﺻﻤﺖ.
٥٩ رﺟﻞ ﻣﺠﺮم أﺻﺪرت اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﺠﺮم ﺣﻜﻤًﺎ ﺑﺎﻟﺠﻠﺪ اﻟﻘﺎﺳﻲ وﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗّﺔ اﻟﻤﺆﺑّﺪة .ﻓﺄﺧﺬﻩ اﻟﺠﻼّدون ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺤﻜﻢ وﻋﺮّوﻩ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻟﻴﺠﻠﺪوﻩ .وإذا ﺑﺸﺎب ﻳﻘﺪّم ﻟﻠﺠﻼّدﻳﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻣﻤﻬﻮرة ﺑﺨﺎﺗﻢ اﻟﻤﻠﻚ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ :اﺟﻠﺪوا ﺣﺎﻣﻞ هﺬﻩ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﻋﻮض اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻨـﺰع اﻟﺠﻼّدون ﺛﻴﺎب اﻟﺸﺎب ورﺑﻄﻮا ﻳﺪﻳﻪ وأﺧﺬوا ﻳﺠﻠﺪوﻧﻪ ﻓﺘﻨﺎﺛﺮت ﻟﺤﻤﺎﺗﻪ وﺟﺮى دﻣﻪ وأﻏﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ. ﻻ ﻋﻨﻪ. ﺠﺒًﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻤّﻞ ذاك اﻟﺸﺎب اﻟﺠﻠﺪ اﻟﻘﺎﺳﻲ ﺑﺪ ً وآﺎن اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﻌ ّ ﺾ ﺑﻀﻌﺔ أﻳّﺎم ﺣﺘّﻰ ﻋﺎد اﻟﺸﺎب وﻗﺪ ﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﺟﺮاﺣﻪ وﻗﺪّم ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ وﻟﻢ ﻳﻤ ِ اﻟﻤﻠﻚ ﺑﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ اﺧﻠﻮا ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ وﺣﺎﻣﻞ هﺬﻩ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﻳﺘﺤﻤّﻞ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗّﺔ اﻟﻤﺆﺑّﺪة ﻋﻮﺿًﺎ ﻋﻨﻪ .ﻓﺄﺧﻠﻮا ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ وﺟﻌﻠﻮا اﻟﺸﺎب ﻣﻜﺎﻧﻪ. ﻞ ﻳﻮم ﻓﻴﺮى اﻟﺸﺎب ﻳﺘﺤﻤّﻞ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗّﺔ واﻟﻌﺬاﺑﺎت آﺎن اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺄﺗﻲ آ ّ ﻞ ﺗﻠﻚ اﻵﻻم. ﺑﺼﺒﺮ .ﻓﺄراد أن ﻳﻌﺮف ﻣﻦ هﻮ ذاك اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻤّﻞ ﻋﻨﻪ آ ّ ﻻ ﻋﻨﻪ؟؟ ﻓﺎﻧﻄﺮح ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻳﺮﺟﻮﻩ أن ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ هﻮ وﻟﻤﺎذا ﻳﺘﺄﻟّﻢ ﺑﺪ ً ﻓﻘﺎل اﻟﺸﺎب أﻧﺎ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﺗﻜﻔّﻠﺖ ﻷﺑﻲ ﺑﺄن أآﻔّﺮ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻤﻚ وﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻻ أن ﺗﺤﺒّﻨﻲ! ﻓﺪُهﺶ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ وأﺧﺬ ﻳﻘﺒّﻞ ﻗﺪﻣَﻲ ﻷﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ .وﻻ أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ إ ّ ﻼ :آﻴﻒ ﻻ أﺣﺒّﻚ وهﻞ أﻗﺪر أن ﻻ أﺣﺒّﻚ؟؟ اﻟﺸﺎب ﺑﺎآﻴًﺎ وﻗﺎﺋ ً ﻞ ﻳﻮم ﻷﺟﻠﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻟﻲ. ﻓﻠﻮ ﺳﻔﻜﺖ دﻣﻲ آ ّ ي ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻗﺪ ﺗﻜﻔّﻞ أﻳّﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن! هﺬا ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﻣﻌﻚ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻷﺑﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎك وﺟﺮاﺋﻤﻚ .ﻓﺎﺣﺘﻤﻞ اﻟﺠﻠﺪ اﻟﻘﺎﺳﻲ واﻵﻻم واﻟﻤﻮت .ﻷﻧّﻪ ﻞ ﻻ أن ﺗﺤﺒّﻪ! أﻣﺎ ﺗُﺤﺒّﻪ؟ أﻣّﺎ ﻳﺘﺄﺟّﺞ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺤﺒّﻪ؟ أﻣَﺎ ﺗﺨﺘﻠﺞ آ ّ ﻳﺤﺒّﻚ وﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ إ ّ ﺟﻮارﺣﻚ ﺑﺤﺒّﻪ؟ أﻣﺎ ﺗﺘﺤﻤّﻞ ﺁﻻم اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺘﺒﺎدﻟﻪ ﺣﺒّﻪ؟ أﻣﺎ ﺗﻜﺮﻩ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻣﻚ ﻣﻦ ﺣﺒّﻪ؟ أﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻳﺴﺮّﻩ وﻳﺮﺿﻴﻪ؟ أﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺮﻩ ي ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺤﺒّﻪ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ؟؟ اﻟﺴﻤﺎو ّ
٦٠ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ اﻟﻔﻄﻴﺮ واﻟﺨﻤﻴﺮة –اﻟﺸﺎب – ﻟﻤﺎذا – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – "اﻟﺒﺮﺷﺎن" أي اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي ﻳﻘﺪّس ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺎهﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس ﻳﻜﻮن ﻓﻄﻴﺮًا دون ﺧﻤﻴﺮة؟ ن ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟـﻤّﺎ رﺳﻢ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن رﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ ﻓﻄﻴﺮ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ إذ إﻧّﻪ أآﻞ اﻟﻔﺼﺢ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ آﻤﺎ آﺎن ﻳﺄآﻠﻪ اﻟﻴﻬﻮد ،واﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﻮا ﻳﺄآﻠﻮن اﻟﻔﺼﺢ ﻞ ﻧﻔﺲ ﺗﺄآﻞ ﺧﻤﻴﺮًا ب" :ﺳﺒﻌﺔ أﻳّﺎم ﺗﺄآﻠﻮن ﻓﻄﻴﺮًا وآ ّ ﺧﺒﺰًا ﻓﻄﻴﺮًا آﻤﺎ أﻣﺮهﻢ اﻟﺮ ّ ﺗﻘﻄﻊ ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ" اﻟﺸﺎب – ﻟﻤﺎذا أﻣﺮ اﷲ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﺄن ﻳﺄآﻠﻮا اﻟﻔﺼﺢ ﺧﺒﺰًا ﻓﻄﻴﺮًا؟ ﻼ ﻓﺤﻤﻠﻮا ﻋﺠﻴﻨﻬﻢ ﻗﺒﻞ ن اﷲ ﻗﺪ أﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻟﻴ ً اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﻴﺘﺬآّﺮوا داﺋﻤًﺎ أ ّ ﻞ ﺑﻴﺖ ب اﻟﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ ﺿﺮﺑﺔ هﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘُﺘﻞ ﻣﻦ آ ّ أن ﻳﺨﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎآﺒﻬﻢ .ﺿﺮب اﻟﺮ ّ ﻟﻠﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ اﻟﺒﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس واﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻜﺮ ﻓﺮﻋﻮن اﻟﻤﻠﻚ ﺣﺘّﻰ ﺑﻜﺮ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻓﺨﺎف اﻟﻤﺼﺮﻳّﻮن وﻗﺎل ﻟﻔﺮﻋﻮن ﻣﻠﻜﻬﻢ أﺧﺮج اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴّﻴﻦ ﺣﺎ ً ب اﻟﺬي ﺧﻠّﺼﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﻮدﻳّﺔ ﻼ ﻓﺨﺮﺟﻮا ﻓﺮﺣﻴﻦ ﺑﻘﺪرة اﻟﺮ ّ ﻓﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻋﺎﺟ ً ﻞ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻌﺔ أﻳّﺎم ﻳﺄآﻠﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺒﺰًا اﻟﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ .ﺛ ّﻢ أﻣﺮهﻢ ﺑﺄن ﻳﺼﻨﻌﻮا اﻟﻔﺼﺢ آ ّ ب إﻟﻴﻬﻢ. ﻓﻄﻴﺮًا ﻣﺘﺬآّﺮﻳﻦ إﺣﺴﺎﻧﺎت اﻟﺮ ّ وﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أآﻞ اﻟﻔﺼﺢ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺧﺒﺰًا ﻓﻄﻴﺮًا آﻤﺎ آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﺄآﻠﻮﻧﻪ .وﻓﻲ ذاك اﻟﻌﺸﺎء رﺳﻢ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻲ .ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ. اﻟﻘﺪّاس اﻹﻟﻬ ّ ن اﻟﺨﺒﺰ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺎب – ﻟﻤﺎذا ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻳﻘﺪّﺳﻮن ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ ﺧﻤﻴﺮ؟ ذﻟﻚ ﻷ ّ ن رﺑّﻨﺎ أﺧﺬ ﺧﺒﺰًا وﺑﺎرآﻪ. ﺑﺪون ﺧﻤﻴﺮة وﻳﻘﻮل اﻹﻧﺠﻴﻞ إ ّ ن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻔﻄﻴﺮ واﻟﺨﻤﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻗﻮّة اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ ن ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ ﻓﺼﺢ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ .ﺑﻪ آﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻷ ّ ﻳﺘﺠﺪّدون وﺑﻪ ﻳﻨـﺰﻋﻮن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺘﻴﻖ ﻣﻊ ﺧﻤﻴﺮ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻪ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ وﻳﻠﺒﺴﻮن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﻓﻄﻴﺮﻩ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻓﺨﺒﺰ اﻟﻘﺪّاس ﺳﻮاء آﺎن ﻓﻄﻴﺮًا أو ﻞ ﻓﻴﻪ واﻟﺬي ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺧﻠﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺧﻤﻴﺮًا ﻓﻼ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﻳﺤ ّ ﻞ وأﻋﻄﺎﻧﺎ ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة .واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ،إﻧّﻤﺎ أﻟﺰﻣﺖ آ ّ آﺎهﻦ أن ﻳﺘﺒﻊ ﻃﻘﺴﻪ!..
٦١ اﻟﺤﻤﺎة واﻟﻜﻨّﺔ آﺎن ﻻﻣﺮأة وﻟﺪان اﺑﻦ واﺑﻨﺔ ﻓﺰوﺟﺘﻬﻤﺎ .وآﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ وﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ اﺑﻨﻬﺎ وآﻨّﺘﻬﺎ. ﻻ أﻧّﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴﻢ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻋﻨﺪ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﺑﻀﻌﺔ أﻳّﺎم ﺗﺸﺘﻐﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ﺑﺪون ﻣﻠﻞ وﻻ إّ ﻦ ﻣﻦ أوﺟﺎﻋﻬﺎ .آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﺗﻌﺐ .أﻣّﺎ ﻋﻨﺪ آﻨّﺘﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺎرض وﺗﺌ ّ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻓﺘﻜﺮّر ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﻮل :ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ﻧﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﺣﺘّﻰ ﺗﻘﺪري أن ﺗﺴﻬﺮي ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻚ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ .آﻠﻲ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﺣﺘّﻰ ﺗﻘﺪري أن ﺗﺮﺿﻌﻴﻪ. ﻼ وﻻ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ .ﻻ ﺗﺤﺼﺮﻳﻦ وﻻ ﺗﺰﻋﻠﻲ ﺣﺘّﻰ ﻻ ﺗﻨـﺰّهﻲ ﻗﻠﻴ ً ﻳﺮﺿﻊ اﻟﻮﻟﺪ ﺣﻠﻴﺐ زﻋﻞ .ﻻ ﺗﺸﺘﻐﻠﻲ آﺜﻴﺮًا "ﺑﺘﻬﺮآﻠﻲ ﺑﻜﻴﺮ" اﻧﺘﺒﻬﻲ ﻟﺤﺎﻟﻚ .اﻟﺒﺴﻲ وﺟﺨّﻲ أي ﻣﺘﻰ ﺑﺘﺠﺨﻲ ﺑﺲ ﺗﺨﺘﻴﺮي؟ وإذا اﺑﻨﺘﻬﺎ أﺣﺮﻗﺖ اﻟﻄﺒﺨﺔ أو أﺗﻠﻔﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧﺮ ﺗﺨﻔﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﺰوج وﺗﻌﻤﻞ ﻟﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ. ﺗﺮﺟﻊ اﻟﺤﻤﺎة إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﺑﻨﻬﺎ وآﻨّﺘﻬﺎ وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻣﻦ أ ّم إﻟﻰ ﺣﻤﺎة .ﻓﺈذا ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﺰوﺟﺘﻪ :ﻧﺎﻣﻲ ﺷﻮي ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﻷﻧّﻚ ﺳﻬﺮت ﻃﻮال اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﻲ. أﺣﺎﺑﺖ اﻷم :آﻨّﺎ ﻧﺴﻬﺮ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺑﻄﻮﻟﻬﺎ وﻧﺸﺘﻐﻞ آ ّ ﻞ اﻟﻨﻬﺎر .وإذا ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﺰوﺟﺘﻪ :آﻠﻲ ﺣﺘّﻰ ﺗﻘﺪري أن ﺗﺮﺿّﻌﻲ اﻟﺼﺒﻲ .ﺗﺠﻴﺐ اﻟﺤﻤﺎة :آﻨّﺎ ﻧﺮﺿﻊ وﻧﺒﻘﻰ ﻞ اﻟﻨﻬﺎر ﺑﺪون أآﻞ ﻣﻠﺘﻬﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ .وإذا رأت اﺑﻨﻬﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ زوﺟﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺷﻐﻞ آّ ﻞ ﺷﻐﻞ اﻟﺒﻴﺖ وﻧﺴﺎﻋﺪ ﺑﻴّﻚ ﺑﺸﻐﻠﻪ .إذا اﺷﺘﺮى اﻟﺒﻴﺖ .ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﻤﺎة :آﻨّﺎ ﻧﺸﺘﻐﻞ آ ّ ﻞ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﺎ آﻨﺖ اﺷﺘﺮي ﻓﺴﻄﺎﻧًﺎ. اﺑﻨﻬﺎ ﻓﺴﻄﺎﻧًﺎ ﻟﺰوﺟﺘﻪ :ﻗﺎﻟﺖ آ ّ وإذا ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﺰوﺟﺘﻪ :ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻧﺬهﺐ ﻧﺰهﺔ أو زﻳﺎرة .ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﻤﺎة: ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ ﻣﺎ آﻨّﺎ ﻧﻌﺮف ﻻ زﻳﺎرات وﻻ ﻧﺰهﺔ وﻻ ﺷﻢ هﻮا. ﻞ ﻳﻮم ﻗﺎﻟﺖ: وآﺬا اﻟﻘﻮل ﻋﻦ أﻣﻮر آﺜﻴﺮة .ﻓﺈذا رأت آﻨّﺘﻬﺎ ﺗﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎب ﻃﻔﻠﻬﺎ آ ّ اﻳﺶ ﺑﻴﻠﺤﻖ ﺻﺎﺑﻮن .وإذا ﺗﺄﺧّﺮت اﻟﻜﻨّﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮم ﺻﺒﺎﺣًﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺤﻤﺎة ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺮآﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻮﻗﻈﻬﺎ .وإذا أرادت اﻟﻜﻨّﺔ اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ اﻟﻘﺪّاس ﻻ ﻣﻦ أن ﺗﻘﻮل ﻟﻬﺎ ﺣﻤﺎﺗﻬﺎ أﻧﺎ ﺑﻨﻄﺮ اﻟﻮﻟﺪ إﻟﻰ وﻗﺖ رﺟﻮﻋﻚ ،ﺗﻘﻮل ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ،ﻓﺒﺪ ً ﻟﻬﺎ :اﻷم ﻣﻌﺬورة ﻣﻦ اﻟﻘﺪّاس ،ﻟـﻤّﺎ آﺎن ﻋﻨﺪﻧﺎ أوﻻد ﺻﻐﺎر ﻣﺎ آﻨّﺎ ﻧﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﺪّاس.
٦٢ ﺐ اﻟﺴﺘﺮة .ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻳُﻘﺎل ﻞ ذﻟﻚ واﻟﻜﻨّﺔ ﺗﺴﻜﺖ ﻷﻧّﻬﺎ آﺎﻧﺖ زوﺟﺔ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺗﺤ ّ آّ ﻋﻨﻬﺎ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻣﻊ ﺣﻤﺎﺗﻬﺎ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ وﺣﺪهﺎ وﺗﻠﻌﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺰوّﺟﺖ اﺑﻨﻬﺎ وﻇﻬﺮت ﻟﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺮّة وأﻟﻴﻤﺔ. وﻟﻜﻦ اﻟﺤﻤﺎة ﻟﻢ ﻳﻄﻞ اﷲ ﺑﻌﻤﺮهﺎ ﻓﻤﺎﺗﺖ وﺣﻀﺮت أﻣﺎم اﷲ اﻟﺪﻳّﺎن ،ﻓﺈذا ﺑﻪ ن أﻋﻤﺎﻟﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﺒﺲ اﻟﻮﺟﻪ ﻣﻘﻄّﺐ اﻟﺠﺒﻴﻦ .ﻓﺨﺎﻓﺖ وارﺗﺎﻋﺖ .ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ اﷲ :إ ّ ﺣﺴﻨﺔ .ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ :ﻳﺎ رﺑّﻲ أﻧﺎ ﻣﺸﺘﺮآﺔ ﺑﺎﻟﺜﻮب وﺑﺎﻟﻮردﻳّﺔ وﺑﺎﻷﺧﻮﻳّﺔ وأﺻﻠّﻲ آﺜﻴﺮًا. ﻞ ذﻟﻚ ﺣﺴﻦ وأرﺗﻪ ﻣﺴﺒﺤﺘﻬﺎ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .وآﻨﺖ أﺻﻮم ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺑﺎﻷﺳﺒﻮع .ﻓﻘﺎل اﷲ :آ ّ وﻟﻮ ﻻ ذﻟﻚ ﻟﻜﻨﺖ هﻠﻜﺖ ﻓﻲ ﺟﻬﻨّﻢ .وﻟﻜﻦ ﻣﺎ آﺎن أﺟﻤﻞ أن ﺗﺤﺒّﻲ آﻨّﺘﻚ ﻣﻊ ﻣﻤﺎرﺳﺔ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎدات :أﻟﻢ ﺁﻣﺮآﻢ :أﺣﺒﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ آﻨﻔﺴﻚ؟ ﺑﻞ أﻣﺮت أﺣﺒّﻮا أﻋﺪاءآﻢ ﻓﻠﻮ آﻨﺖ أﺣﺒﺒﺖ آﻨّﺘﻚ وﻋﺎﻣﻠﺘﻬﺎ آﺎﺑﻨﺘﻚ ﻣﻊ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎدات ﻟﻜﺎن أﺟﺮك ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﺟﺪًّا ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. وﻟﻜﻨّﻚ اﻵن ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻄﻬّﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻬﺮ ،ﻓﺬهﺒﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﺲ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﻬﺮ .وﻳﺎ ﻟﻬﻮل ﻋﺬاﺑﺎت اﻟﻤﻄﻬﺮ! ﻓﻤﺤﺒّﺔ وﺧﺪﻣﺔ ﻣﺌﺔ آﻨّﺔ أهﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﺳﺎﻋﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺬاب اﻷﻟﻴﻢ!! ﻋﻘﺎب وﻋﺼﻔﻮر آﺎن ﻋﺼﻔﻮر ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮة ﻳﺘﻨﻘّﻞ ﻣﻦ ﻏﺼﻦ إﻟﻰ ﻏﺼﻦ ﻳﻐﺮّد ﻓﺮﺣًﺎ ﻣﺴﺮورًا. وإذا ﺑﻌﻘﺎب هﺒﻂ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮة ،ﻓﺮأى اﻟﻌﺼﻔﻮر وﻗﺎل ﻟﻪ - :ﻣﺎذا ﺗﺼﻨﻊ وﻣﻦ أذن ﻟﻚ ﺑﺎﻹﻗﺎﻣﺔ هﻨﺎ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﻌﺼﻔﻮر - :إﻧّﻲ أﺗﻨﻌّﻢ ﺑﺎﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ وأﻟﺘﻘﻂ اﻟﺤﺸﺮات اﻟﻤﻀﺮّة ﻲ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد .ﻓﻘﺎل اﻟﻌﻘﺎب - :ﻣﻦ وأﻏﺮّد ﺗﺴﺒﻴﺤًﺎ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻨﻲ وأﻧﻌﻢ ﻋﻠ ّ ي آﺎن ﻟﻠﻀﻌﻴﻒ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﺜﻠﻚ أن ﻳﺘﺼﺮّف وﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ هﻮاﻩ ﻻ ﻳﺤﺘﺮم اﻟﻘﻮ ّ ﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒّﺎر وﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﻪ؟ إﻧّﻲ أﻟﻘﻲ ﺑﻚ درﺳًﺎ وأﺟﻌﻠﻚ ﻋﺒﺮة ﻟﻐﻴﺮك .واﻧﻘ ّ اﻟﻌﺼﻔﻮر اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻐﺮز ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ ﺑﺠﺴﻤﻪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﻨﺎﻋﻢ ﻓﺼﺮخ اﻟﻌﺼﻔﻮر - :أﻟﻴﺲ ي اﻟﻈﺎﻟﻢ؟ وإذا ﺑﺼﻴّﺎد ﻣﻦ ﻣﻐﻴﺚ ﻟﻠﻤﺴﻜﻴﻦ اﻟﻀﻌﻴﻒ؟ أﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎدل ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮ ّ وﺻﻞ ﺗﺤﺖ اﻟﺸﺠﺮة وﺳﻤﻊ أﻧﻴﻦ اﻟﻌﺼﻔﻮر اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺎﻟﺐ اﻟﻌﻘﺎب ﻓﺄﻃﻠﻖ
٦٣ ﻀﺒًﺎ ﺑﺪﻣﻪ ﺗﺎرآًﺎ اﻟﻌﺼﻔﻮر .ﻓﺠﻤﻊ اﻟﻌﺼﻔﻮر ﻗﻮاﻩ ﺑﻨﺪﻗﻴّﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎب ﻓﺴﻘﻂ ﻣﺨ ّ ﻻ وﻳُﺒﻠﻰ ﺑﺄﻇﻠﻢ!! وﻗﺎل ﻟﻠﻌﻘﺎب - :ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻇﺎﻟﻢ إ ّ اﻟﻨﺎس ﻋﻘﺒﺎن وﻋﺼﺎﻓﻴﺮ وﻟﻜﻨّﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮم ﻳﻨﺘﻘﻢ اﷲ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎن اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ!
اﻟﻘﻤﺎر )ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب( اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،داﺋﻤًﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮن ﻟﻨﺎ ،اﻟﻘﻤﺎر ﺧﻄﻴﺌﺔ واﻟﺴﺒﻖ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻊ أﻧّﻪ ﻻ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ن اﻟﻘﻤﺎر ﺧﻄﻴﺌﺔ واﻟﺴﺒﻖ ﺧﻄﻴﺌﺔ – ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺎل وﻻ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس ﻗﺎل إ ّ وﻣﺎ ﻋﺪا هﺬا أﻣّﺎ أﻧﺎ ﺣ ّﺮ أن أﺻﺮف ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠ ّﺬ ﻟﻲ؟ ن ﻖ ﻣﻌﻚ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻻ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺎل وﻻ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻗﺎل إ ّ اﻟﻜﺎهﻦ :اﻟﺤ ّ اﻟﻘﻤﺎر ﺧﻄﻴﺌﺔ واﻟﺴﺒﻖ ﺧﻄﻴﺌﺔ .وأﻧﺖ ﺣ ّﺮ أن ﺗﺼﺮف ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠ ّﺬ ﻟﻚ! ب ﻳﺴﻮع ﻗﺎل :أﺣﺒﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ آﻨﻔﺴﻚ .وهﺬا ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻻ ﺗﺤﺰن ﻗﺮﻳﺒﻚ وﻻ وﻟﻜﻦ اﻟﺮ ّ ﺗﻀ ّﺮ ﺑﻪ وﻻ ﺗﻌﺮّﺿﻪ ﻟﻠﺸﻘﺎء وﻻ ﻟﻠﻜﺪر ،واﺻﻨﻊ ﻣﻌﻪ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺤﺴﻨﺔ. ﻓﺈذا ﺳﺒّﺒﺖ اﻟﺤﺰن واﻟﺰﻋﻞ ﻻﻣﺮأة ﺟﺎرك ﻷﻧّﻚ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺷﺮاء ﻓﺴﻄﺎن ﻻﺋﻖ وﻋﻦ ﺷﺮاء ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺿﺮورﻳّﺎت اﻟﺤﻴﺎة ،أﻣَﺎ ﺗﺨﻄﺄ ﺧﻄﺄ آﺒﻴﺮًا ﺿ ّﺪ ب ﻳﺴﻮع :أﺣﺒﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ؟ وﺻﻴّﺔ اﻟﺮ ّ ﻓﻜﻢ ﺗﺨﻄﺄ إذا ﺳﺒّﺒﺖ ﻻﻣﺮأﺗﻚ رﻓﻴﻘﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺤﺰن واﻟﺰﻋﻞ وﻣﺮارة اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺘﺒﺬﻳﺮك ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ وﺣﺮﻣﺎﻧﻬﺎ ﺣﺘّﻰ ﻣﻦ ﺷﺮاء ﻓﺴﻄﺎن ﻻﺋﻖ ﺗﺴﺘﺮ ب ﻳﺴﻮع؟؟ ﺑﻬﺎ ﻋﺮﻳﻬﺎ؟ أﻣَﺎ ﺗﻜﻮن ﺧﺎﻟﻔﺖ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺄﻣﺮك ﺑﻬﺎ اﻟﺮ ّ وإذا ﺳﺒّﺒﺖ ﻷوﻻد ﺟﺎرك اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ﺿﻴﺎع أﻣﻮال ﻣﻌﺪّة ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻢ وﺗﺜﻘﻴﻔﻬﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا رﺟﺎل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ،أﻣَﺎ ﺗﺨﻄﺄ ﺧﻄًﺄ ﺟﺴﻴﻤًﺎ؟ ﺑﻞ ﺗﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻴﻐﻔﺮ ﻟﻚ اﷲ ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ هﺬﻩ .ﻓﻜﻢ ﺗﻜﻮن ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ أآﺒﺮ وﺟﺮﻳﻤﺘﻚ أﻋﻈﻢ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﺑﺬّرت ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ ﺣﺎرﻣًﺎ أوﻻك ﻓﻠﺬة آﺒﺪك ﻣﻦ إﻋﺪاد ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﺴﻦ ﻟﻬﻢ؟؟ وآﻢ ﻳﻨﺠﺮح ن أﺑﺎﻩ ﺑﺬّر ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ وﻋﺮّﺿﻪ وﻳﺘﺄﻟّﻢ ﻗﻠﺐ اﻟﻮﻟﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮ وﻳﺪرك أ ّ
٦٤ ي ﻧﻘﻤﺔ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻠﻌﻴﺶ اﻟﺬﻟﻴﻞ وﺣﺮﻣﻪ ﻋﻴﺸًﺎ آﺮﻳ ًﻤﺎ وإﻋﺪاد ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎهﺮ؟ وأ ّ ﺻﺪرﻩ ﺿ ّﺪ أﺑﻴﻪ اﻟﺬي ﻗﺴﺎ ﻋﻠﻴﻪ هﺬﻩ اﻟﻘﺴﺎوة وأذﻟّﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﺬﻟّﺔ؟ اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – إذا آﻨﺖ أﻋﺰب أﻣَﺎ أآﻮن ﺣﺮًّا أن أﺻﺮف ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ؟ اﻟﻜﺎهﻦ :إذا آﺎن ﻟﻚ ﺻﺪﻳﻖ ذو ﻣﺎل آﺜﻴﺮ ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺪﻓﻌﻪ إﻟﻰ ﺗﺒﺬﻳﺮ ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ ﺣﺘّﻰ ﺑﺬر ﻣﺎﻟﻪ وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﺘﺰوّج وﻳﺆﺳّﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ آﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﷲ ﺑﻞ اﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﺰﻧﺎ واﻟﺮذﻳﻠﺔ .أﻣَﺎ ﺗﺨﻄﺊ ﺧﻄًﺄ آﺒﻴﺮًا؟ ﻓﻜﻢ ﺗﻜﻮن ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ أﻋﻈﻢ أﻧﺖ اﻟﺬي ﺑﺬرت ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻖ واﻟﻘﻤﺎر ﺣﺘّﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﺎﺟﺰًا ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﺑﻴﺖ وﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ؟؟ ن اﻟﺮ ّ اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،إ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻗﺎل ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ أن ﺗﻌﺒﺪوا رﺑّﻴﻦ اﷲ واﻟﻤﺎل! ﻓﺄﻧﺎ ﺐ اﻟﻤﺎل ﺑﻞ ﺑﺘﺒﺬﻳﺮي ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ أآﻮن أﻇﻬﺮت ﺗﺠﺮّد ﻗﻠﺐ ﻋﻦ ﺣ ّ ﺑﻐﻀًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﻟﻪ!! ن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﺄﻧﺖ اﻟﺬي ﺗﻌﺒﺪ اﻟﻤﺎل دون اﷲ ﻷﻧّﻚ ﺗﺒﺬر ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎهﻦ :إ ّ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ ﻃﻤﻌًﺎ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺎل آﺜﻴﺮ دون ﺗﻌﺐ .وﺗﻈﻠﻢ اﻣﺮأﺗﻚ وأوﻻدك ﻻ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻖ واﻟﻘﻤﺎر ﺗﻜﻮن وﺗﻌﺮّﺿﻬﻢ ﻟﻠﺸﻘﺎء ﻃﻤﻌًﺎ ﺑﺎﻟﺮﺑﺢ ،ﻣﻊ أﻧّﻚ إذا رﺑﺤﺖ ﻣﺎ ً ﻻ ﺣﺮاﻣًﺎ ﻷﻧّﻪ ﻣﻬﺮّب ﻣﻦ أﻣﺎم ﻋﺎﺋﻼت وأﻃﻔﺎل ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺖ ﻣﺎ ً رﺑﺤ َ اﻻﺣﺘﻴﺎج. وﻧﻈﺮًا ﻟﻸﺿﺮار اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﻤﺎر ﻗﺪ وﺿﻌﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺣﺮﻣًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻠﻌﺐ اﻟﻘﻤﺎر وﻳﻬﺪم ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﻳﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎة اﻣﺮاﺗﻪ آﺌﻴﺒﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ وأوﻻدﻩ أﺷﻘﻴﺎء ﺗﻌﺴﺎء! اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،ﻻ أﻗﺪر أن أﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﻖ واﻟﻘﻤﺎر ﻷﻧّﻬﺎ ﺻﺎرت ﻋﺎدة ﻗﻮﻳّﺔ ﻲ. ﻓّ ﺖ ﻣﺮﺿًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﻳﺪﻧﻴﻚ اﻟﻜﺎهﻦ :إذا آﻨﺖ ﻣﻌﺘﺎدًا ﺷﺮب اﻟﺪﺧﺎن أو اﻟﻌﺮق وﻣﺮﺿ َ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻓﻴﻤﺎ إذا واﺻﻠﺖ ﺷﺮب اﻟﺪﺧﺎن أو اﻟﻌﺮق ،أﻣَﺎ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ذﻟﻚ؟ اﻟﺸﺎب :ﻧﻌﻢ أﻣﺘﻨﻊ!
٦٥ اﻟﻜﺎهﻦ :إذًا اﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﺎدة اﻟﺴﻴّﺌﺔ وﻻ ﺗﻨﺲ أﻧّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮ أوﻻدك ﻼ رﻓﻴﻌًﺎ، وﻳﻌﻠﻤﻮن أﻧّﻚ ﺣﺮﻣﺖ ﻧﻔﺴﻚ أﺷﻴﺎء ﺗﻠ ّﺬ ﻟﻚ ﻟﺘﺆﻣّﻦ ﻟﻬﻢ ﻋﻴﺸًﺎ آﺮﻳﻤًﺎ وﻣﺴﺘﻘﺒ ً ﻳﻜﺒّﺮون ﻋﻤﻠﻚ وﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻚ ﻧﻈﺮة اﺣﺘﺮام وﻣﺤﺒّﺔ وإﻗﺮار ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ وﻳﺴﺘﻌﺬﺑﻮن اﻟﺒﺬل واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ آﺮاﻣﺔ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻚ وراﺣﺘﻬﺎ! ن اﷲ ﻳﻬﻴّﺊ ﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪة!! هﺬا ﻣﺎ ﻋﺪا أ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻳﻄﺒﱠﻖ ﻋﻠﻴﻚ ،وهﻮ أن آﻨﺘﻢ واﺳﻤﻊ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – آﻼم اﻟﺮ ّ ﻖ .وإن آﻨﺘﻢ ﻏﻴﺮ أﻣﻨﺎء ﻓﻴﻤﺎ ﻏﻴﺮ أﻣﻨﺎء ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻈﻠﻢ ،ﻓﻤﻦ ﻳﺄﺗﻤﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل اﻟﺤ ّ ﻟﻴﺲ هﻮ ﻟﻜﻢ ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻄﻴﻜﻢ ﻣﺎ هﻮ ﻟﻜﻢ؟ اﻟﺸﺎب :ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – وآﻴﻒ ﻳﻄﺒﱠﻖ هﺬا اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻲّ؟ ﻖ اﻟﻜﺎهﻦ :ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺴﻮع ﺑﻤﺎل اﻟﻈﻠﻢ ﺧﻴﺮات هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺰاﺋﻠﺔ .وﻳﻌﻨﻲ ﺑﻤﺎل اﻟﺤ ّ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ .ﻓﺈذا آﻨّﺎ ﻏﻴﺮ أﻣﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮّف ﺑﺨﻴﺮات هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻼ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﷲ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ. "وإن آﻨﺘﻢ ﻏﻴﺮ أﻣﻨﺎء ﻓﻴﻤﺎ هﻮ ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻄﻴﻜﻢ ﻣﺎ هﻮ ﻟﻜﻢ؟" ن أﻣﻮال وﺧﻴﺮات هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻠﻜﻨﺎ ﺑﻞ هﻲ ﻣﻠﻚ اﷲ وﻗﺪ وآﻠﻨﺎ ﻳﻌﻨﻲ أ ّ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻓﺈذا آﻨّﺎ أﻣﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﻮآﺎﻟﺔ أي ﺻﺮﻓﻨﺎ هﺬﻩ اﻷﻣﻮال واﻟﺨﻴﺮات ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﷲ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ هﻲ ﻟﻨﺎ أي اﻟﺘﻲ وﻋﺪﻧﺎ ﺑﻬﺎ. ﻓﻬﻞ ﺗﻜﻮن أﻧﺖ أﻣﻴﻨًﺎ ﻓﻲ اﻟﻮآﺎﻟﺔ إذا ﺑﺬّرت ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻖ واﻟﻘﻤﺎر ،وﺣﺮﻣﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﻔﻘﻴﺮ واﻟﻤﺴﻜﻴﻦ واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮرة وأوﻻدك واﻣﺮأﺗﻚ؟؟ ﺧﻒ ﻣﻦ اﷲ ﻳﺤﺮﻣﻚ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻌﺪم أﻣﺎﻧﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻮآﺎﻟﺔ!! ﻲ ﻓﻴﺠﺐ أن أﺧﺎف وأﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﻖ واﻟﻘﻤﺎر! اﻟﺸﺎب :إذا آﺎن ذﻟﻚ ﻳﻄﺒّﻖ ﻋﻠ ّ إﻧّﻲ أﺗﻌﻬّﺪ واﻋﺪًا اﻟﻌﺬراء ﺑﺄﻧﻲ ﻣﺎ ﻋﺪت أﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﺴﺒﻖ واﻟﻘﻤﺎر أﺑﺪًا. اﻟﻜﺎهﻦ :ﺑﺎرك اﷲ ﻗﺼﺪك اﻟﺼﺎﻟﺢ وآﺎﻓﺄك ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ!!
٦٦ ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺣﺮاس اﻟﻘﺒﺮ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺟﻨﺪي ﺑﺎﺳﻞ ﺷﺠﺎع اﺧﺘﺎرﻩ رؤﺳﺎؤﻩ اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻴﻜﻮن ﻗﺎﺋﺪًا ﻟﻠﺠﻨﻮد ﺣﺮّاس اﻟﻘﺒﺮ ووﻋﺪوﻩ ﺑﻤﻜﺄﻓﺄة ﻣﺎﻟﻴّﺔ آﺒﺮى. ن ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻳﺠﺮأون ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻧﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ؟ ﻦأّ ﺟﻨﺪي – ﻳﺎ زﻋﻴﻤﻨﺎ إﺑﺮاهﻴﻢ أﺗﻈ ّ ﻞ أوﻟﺌﻚ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء إﺑﺮاهﻴﻢ – ﺟﻨﺪي واﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﻘﺎوم آ ّ وﻳﺪﺣﺮهﻢ آﺎﻷﻏﻨﺎم أﻣﺎم ﻋﺼﺎ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﻐﻀﻮب! أﻣَﺎ ﺳﻤﻌﺘﻢ آﻴﻒ هﺮﺑﻮا واﺧﺘﺒﺄوا ﻟـﻤّﺎ أﻣﺴﻚ رؤﺳﺎؤﻧﺎ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻣﻌﻠّﻤﻬﻢ وﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮت ﺻﻠﺒًﺎ وأﻣﺎﺗﻮﻩ وﻗﺒﺮوﻩ هﻨﺎ وﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻣﺨﺘﺒﺌﻮن! ن ﺟﻨﺪي ﺁﺧﺮ – أﻣَﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺎ زﻋﻴﻤﻨﺎ ،ﺣﺮاﺑﻨﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻤﻴﺖ إﻧﺴﺎﻧًﺎ واﻟﺤﺎل أ ّ ن ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻢ ﻣﻮﺗﻰ وﻳﻘﻴﻢ ذاﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻓﻠﻴﺲ هﻮ ﺑﺈﻧﺴﺎن ﺑﻞ هﻮ إﻟﻪ .أﻣَﺎ ﺳﻤﻌﺖ أ ّ ﻟﻮﻧﺠﻴﻨﻮس اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﺑﺤﺮاﺳﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ آﻴﻒ أﻧّﻪ ﻋﺎد ﻳﻘﺮع ﺻﺪرﻩ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻣﺬﻋﻮرًا ﻣﻤّﺎ ﺷﺎهﺪ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ؟ ب إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﺬﻋﺮ واﻟﺨﻮف ﺑﻞ اﻷﺟﺪر ﺑﻪ أن إﺑﺮاهﻴﻢ – ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﺠﻨﺪي أن ﻳﺪ ّ ﻳﻜﻮن آﺎﻟﺴﺒﻊ ﺷﺠﺎﻋﺔ وآﺎﻟﺼﺨﺮ ﺻﻼﺑﺔ؟؟ اﻟﺠﻨﺪي – إﻧّﻨﺎ ﻟﻜﺬﻟﻚ ﺗﺠﺎﻩ إﻧﺴﺎن ﻣﺜﻠﻨﺎ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻧﺴﺎن أﻣَﺎ ﻻ وﻣﺸﻰ .أﻣَﺎ ﺳﻤﻌﺖ أﻧّﻪ ﺳﻤﻌﺖ أﻧّﻪ ﻗﺎل ﻟﻤﺨﻠّﻊ ﻗﻢ واﺣﻤﻞ ﺳﺮﻳﺮك واﻣﺶ ﻓﻘﺎم ﺣﺎ ً أﺷﺒﻊ ﺁﻻﻓًﺎ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أرﻏﻔﺔ؟ أﻣَﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺸﺎب اﻟﺬي أﻗﺎﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ودﻓﻌﻪ إﻟﻰ أﻣّﻪ؟ ﻞ ذﻟﻚ .وﻟﻜﻦ آﻴﻒ رﺿﻲ أن ﻳﻤﻮت وﻳﻐﻠﺐ أﻋﺪاﺋﻪ؟ إﺑﺮاهﻴﻢ – ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜ ّ ﻞ ﺣﺎل ﻓﻨﺤﻦ ﺣﺮّاس ﻟﺼ ّﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺴﺮﻗﻮﻩ! أﻣّﺎ إذا ﻗﺎم هﻮ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ آ ّ ﻓﺘﻜﻮن ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﺑﺮهﺎﻧًﺎ ﺳﺎﻃﻌًﺎ ﻋﻠﻰ أﻟﻮهﻴّﺘﻪ وأﻧﺎ ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ أؤﻣﻦ ﺑﻪ. آﺎن أوﻟﺌﻚ اﻟﺤﺮّاس ﻣﺘﻴﻘّﻈﻴﻦ ﻳﺮﺗﻘﺒﻮن ﺣﺪﺛًﺎ ﻏﺮﻳﺒًﺎ .ﺻﺒﺎح اﻷﺣﺪ ﺑﺎآﺮًا إذا ﺑﺰﻟﺰﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ أرهﺒﺖ اﻟﺤﺮّاس وﻗﻮّة ﻏﺮﻳﺒﺔ دﺣﺮﺟﺖ اﻟﺼﺨﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺑﺎب اﻟﻘﺒﺮ وﻧﻮر ﻋﻈﻴﻢ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ ﻓﻨﻈﺮوا ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪوا ﻓﻴﻪ أﺣﺪًا .ﻓﺨﺎﻓﻮا
٦٧ وارﺗﺎﻋﻮا ووﻟّﻮا اﻷدﺑﺎر وآﺎن اﻟﻘﺎﺋﺪ إﺑﺮاهﻴﻢ أوّل اﻟﻬﺎرﺑﻴﻦ واﻟﻬﺎﻟﻌﻴﻦ! ﺛ ّﻢ راﺣﻮا ﻼ ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻗﺪ اﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻨﻌﺎس ﻓﻨﻤﻨﺎ وﻟـﻤّﺎ ﺻﺤﻮﻧﺎ ﻳﺨﻔﻮن هﺰﻳﻤﺘﻬﻢ ﺣﻴﺎء وﺧﺠ ً وﺟﺪﻧﺎ اﻟﻘﺒﺮ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ أﺣﺪ .ورؤﺳﺎء اﻟﻴﻬﻮد ﻟـﻤّﺎ ﻋﻠﻤﻮا اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺪ ﺟﺮّأوهﻢ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺠّﺔ وداﻓﻌﻮا ﻋﻨﻬﻢ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺧﻴﺒﺘﻬﻢ واﻧﺨﺬاﻟﻬﻢ .أﻣّﺎ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻦ اﻟﻤﻼك ﺑﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺴﻮع ﻓﻠـﻤّﺎ ﺳﻤﻌﻮا ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻮة اﻟﻼواﺗﻲ ذهﺒﻦ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ وأﺧﺒﺮه ّ ﺗﺸﺠّﻌﻮا وأﺗﻮا إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪوا ﺟﺴﺪ ﻳﺴﻮع .ﻓﻌﺎد إﻟﻴﻬﻢ إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻪ!!! ﺧﺒﺮ اﻟﺸﺎب – ﻟﻤﺎذا ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ﻳﺴﻠﻖ اﻟﻨﺎس اﻟﺒﻴﺾ ﺑﻜﺜﺮة وﻳﺴﻤّﻮﻧﻪ ﺑﻴﺾ اﻟﻔﺼﺢ؟ وﻳﺄآﻠﻮن ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ َﺑ َﺮآَﺔ اﻟﻌﻴﺪ؟؟ ن اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻴﻪ رﻣﻮز ﻋﺪﻳﺪة .ﻓﻜﻤﺎ ﻳﺨﺮج اﻟﺼﻮص ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺾ ﺣﻴًّﺎ ﻗﺪ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ ﻖ اﻟﺼﻮص اﻟﺒﻴﻀﺔ وﻳﺪﺣﺮج اﻟﻘﺸﺮة .آﺬﻟﻚ ﺧﺮج ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ ﺣﻴًّﺎ ،وآﻤﺎ ﻳﺸ ّ ﻖ ﻳﺴﻮع ﺑﺎب اﻟﻘﺒﺮ ودﺣﺮج اﻟﺤﺠﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻨﻪ .وآﻤﺎ ﺗﺒﺘﻬﺞ اﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺑﻔﺮاﺧﻬﺎ ﺷّ ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻀﺔ آﺬﻟﻚ ﻳﺒﺘﻬﺞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﺑﻌﻴﺪ ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ. اﻟﺸﺎب – ﺟﻤﻴﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﺮﻣﻮز – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ. أﻣﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻳﺎ أﺧﻲ اﻟﺸﺎب أﻧﺖ ﻣﺰﻣﻊ أن ﺗﻌﻘﺪ ﻋﻘﺪًّا ﻣﻘ ّﺪﺳًﺎ ،وﺗﻌﺎهﺪ اﺑﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ اﻟﻤﺨﻠﺼﺔ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة .وﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ اﻟﺸﺎهﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪك هﺬا .ﻓﻜﻦ ﺐ اﻣﺮأة ﻏﻴﺮ ﺻﺎدﻗًﺎ ﻓﻲ وﻋﺪك وﻣﺨﻠﺼًﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪك وﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻘﻠﺒﻚ أن ﻳﺤ ّ اﻣﺮأﺗﻚ. ﻟﻴﺲ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ آﺎﻣ ً ﻼ .ﻓﻼ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻧﻘﺎﺋﺺ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻣﺮأﺗﻚ ﻓﺄﺻﻠﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺸﻔﻘﺔ واﻟﺘﻔﺎهﻢ ﻻ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ واﻟﻌﻨﻒ واﻟﺸﺘﻴﻤﺔ. ن ﺣﻜﻤﺔ اﻟﺮﺟﻞ وﺻﻼﺑﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮّف ﺗﺤﺘﺎﺟﺎن إﻟﻰ رﻗّﺔ ﺷﻌﻮر اﻟﻤﺮأة إّ ن اﻟﺘﻔﺎهﻢ وﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺤﺼﻼ ﻋﻠﻰ اﻻﺗّﺰان ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻼ ﺗﺤﺘﻘﺮ ﺁراء اﻣﺮأﺗﻚ .إ ّ
٦٨ وﺗﺒﺎدل اﻵراء ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻓﻴﻪ راﺣﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰوﺟﻴّﺔ وهﻨﺄوهﺎ .أﺗﺮك ﻻﻣﺮأﺗﻚ اﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ أﻣﻮر اﻟﻤﻨـﺰل اﻟﺪاﺧﻠﻴّﺔ. ن ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ رﻓﻊ اﻟﺰواج إﻟﻰ ﻣﻘﺎم ﺳ ّﺮ ﻣﻘﺪّس ﺑﻌﺪ أن آﺎن ﻋﻘﺪًا إّ ﺐ وأوﻻد وأﺗﻌﺎب .وﻟﺬﻟﻚ ﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻣﻦ ارﺗﺒﺎط وﺣ ّ ﻓﻘﻂ ،ﻟﻴﺸﺮّف وﻳﻘﺪّس آ ّ ﺟﻌﻞ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﺟﺴﺪًا واﺣﺪًا إذ ﻗﺎل :وﻟﻴﺲ هﻤﺎ اﺛﻨﻴﻦ ﺑﻞ ﺟﺴﺪ واﺣﺪ .وﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ اﷲ ﻻ ﻳﻔﺮّﻗﻪ إﻧﺴﺎن .ﻓﺎﻟﺰواج ﻗﺪ أرادﻩ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ وﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ اﷲ هﻮ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻘﺪّس. اﻟﺰواج ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻏﻨﺎء ﺗﻨﺒﺖ أزهﺎر اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وزﻧﺎﺑﻖ اﻷوﻻد اﻟﻌﻄﺮة وأﻏﺼﺎن اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻨﻀﺮة. اﻟﺰواج ﺑﺴﺘﺎن ﺧﺼﻴﺐ ﻳﻨﺒﺖ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻌﻈﺎم واﻟﻤﺨﺘﺮﻋﻴﻦ واﻟﻔﻨّﺎﻧﻴﻦ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ. اﻟﺰواج دﻋﻮة ﻳﺪﻋﻮ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﺎب إﻟﻴﻬﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻪ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻜﻬﻨﻮت .وهﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﺰواج ﻟﻬﺎ أﺟﺮهﺎ ﻣﻦ اﷲ ﻷﻧّﻬﺎ وﻇﻴﻔﺔ ﻗﺪ رﺗّﺒﻬﺎ اﷲ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻲ .واﺳﺘﻌﺪادًا ﻳﺆهّﻠﻪ ﻟﻬﺎ ،آﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺰواج ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﺎب اﺳﺘﻌﺪادًا اﻹﻧﺴﺎﻧ ّ واﺣﺘﻔﺎﻇًﺎ ﺑﻤﺎﻟﻪ وﺻﺤﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﺒﺬّر ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻞ ﻳﺪّﺧﺮ آﻞ ذﻟﻚ ﻟﻠﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒّﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻬﺒﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ وﻟﻸوﻻد اﻟﺬﻳﻦ هﻢ ﻓﻠﺬة آﺒﺬﻩ وﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺪﻋﻮ ﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻬﺎ. ﻲ ﻋﻦ اﻟﺰواج. ﻓﻼ ﺗﺘﺄﺧّﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻻ ﺗﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﻟﺮﺑّﻚ وﺧﺎﻟﻘﻚ ﺑﻤﺎ ﺗﺒﺬﻟﻪ ﻣﻦ أﺗﻌﺎب وﺗﻀﺤﻴﺎت ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ! ﻻ ﺗﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻦ أن ﺗﺆﺳّﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻜﻮن أﻧﺖ رﺳﻮﻟﻬﺎ ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ وﻋﺒﺎدﺗﻪ وإرادﺗﻪ. ﻞ ﻼ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺰواج ﺗﺘﺤﻤّﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻜ ّ ﻻ ﺗﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺑﻄ ً ﺷﺠﺎﻋﺔ وﺻﺒﺮ وﻣﺤﺒّﺔ .ﻓﺘﻨﺎل اﻹآﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء! ﻋﺒﺮة آﺎن ﺷﺎﺑّﺎن ﻳﺸﺘﻐﻼن ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻊ .ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻌﻮدان أﺣﺪهﻤﺎ ﻳﻜﻔّﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﻬﻮة ﺣﻴﺚ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﻤﺎر .ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﺗﺰوّج اﻟﻌﺎﻣﻞ
٦٩ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ وأﺳّﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ أﻣّﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ آﺎن ﻞ ﻣﺎ آﺎن ﻳﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ آﺎن ﻳﺒﺬرﻩ نآّ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺰواج وﻻ ﻓﺘﺢ ﺑﻴﺖ ﻷ ّ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر. ﻓﺒﺄي ﻣﻦ اﻻﺛﻨﻴﻦ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺸﺒّﻪ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب؟ هﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺠﺎرة؟ ﻃﺎﻧﻴﻮس – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻟﻤﺎذا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻠﻤﻄﺮان ﻣﺼﺮﻳّﺎت ﻳﻔﺴﱢﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎداة وﻣﻦ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ؟ ﻓﻬﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺠﺎرة؟ ﻼ – ﻗﺪ ﻻ ﻟﺨﻴﺮ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ .ﻣﺜ ً ﻦ ﺷﺮﻳﻌﺔ إ ّ ن أﻣّﻨﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻻ ﺗﺴ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ وﺿﻌﺖ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻟﻤﻨﺎداة ﻟﻠﺘﺜﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﻮاﻧﻊ ﺗﻌﺮّض ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻞ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﻬﻤّﺔ ﻳﺪﻗّﻖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻓﻬﻞ أه ّﻢ ﻣﻦ ﻟﻠﺒﻄﻼن .ﻓﻜ ّ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس؟ وهﻞ أﺿ ّﺮ ﻣﻦ وﻗﻮﻋﻪ ﺑﺎﻃﻼً؟ ﻓﺤﻔﻈًﺎ ﻟﻜﺮاﻣﺔ ﺳ ّﺮ اﻟﺰواج ﻞ وآﺮاﻣﺔ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﺰواج ﺗﺸﺪّد اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻨﺎداة .وﺗﻠﺰِم ﺿﻤﻴﺮﻳًّﺎ آ ّ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺎﻧﻊ أن ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺧﻮري اﻟﺮﻋﻴّﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج .ﻓﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﻤﻨﺎداة إذًا هﻲ ﻣﻔﻴﺪة وﻧﺎﻓﻌﺔ وآﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴّﺔ اﻟﺸﺮاﺋﻊ واﻟﻤﻮاﻧﻊ .ﻓﻤﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻗﺪ وﺿﻌﺘﻪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ن اﻟﺰواج ﺑﻴﻦ اﻷﻗﺎرب ﻻ ﻳﻀﻤﻦ ﺻﺤّﺔ ﺐ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﺄ ّ ن اﻟﻄ ّ ﻣﺮاﻋﺎة ﻟﺼﺤّﺔ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ .ﻷ ّ ﻼ رﻏﻢ ﻣﺸﻮرة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻧﺼﺤﻬﺎ اﻟﻨﺴﻞ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﺎب أن ﻳﺘﺰوّج اﺑﻨﺔ ﻋﻤّﻪ ﻣﺜ ً وﻳﺘﺼﻠّﺐ ﺑﺮأﻳﻪ ﻓﺘﻀﻄ ّﺮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ أن ﺗﻔﺴﺢ ﻟﻪ وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﻀﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺼﺎﺻًﺎ ن اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﺘﻼﺷﻰ إذا ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺻﺺ ﻣﺨﺎﻟﻔﻮهﺎ .ﻓﺘﻘﺎﺻﺼﻪ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ .ﻷ ّ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﺪراهﻢ .واﻟﺪراهﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺤﺎت ﺗﺼﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء وأﻋﻤﺎل اﻟﺒ ّﺮ. وﻟﻴﺴﺖ اﻟﻤﺼﺮﻳّﺎت هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﻄﺮان ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎداة أو ﻣﻦ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ أو ﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ ﺑﻞ وﺟﻮد أﺳﺒﺎب ﻣﻬﻤّﺔ ﺗﺴﻮّغ اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ. ﻃﺎﻧﻴﻮس – آﻼﻣﻚ ﻣﻘﻨﻊ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – وﻟﻜﻦ ﻗﻠﻴﻠﻮن ﺟﺪًّا اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮن ذﻟﻚ .ﻷﻧّﻲ ﻞ ﺷﻲء آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ أﺳﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻳﺘﺒﺎﺣﺜﻮن ﺑﻬﺬﻩ اﻷﻣﻮر وﻳﻘﻮﻟﻮن :اﻟﻔﻠﻮس ﺗﻔﺴﱢﺢ ﻣﻦ آ ّ ﻞ .واﻟﺪﻧﻴﺎ آﻠّﻬﺎ ﺗﺠﺎرة ﺣﺘّﻰ اﻟﺨﻮارﻧﺔ .ﻓﺎﻟﺨﻮري إذا ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻪ وﻳﺘﺤﻠّﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤ ّ ﻣﺼﺮﻳّﺎت ﻓﻼ ﻳﻜﻠّﻠﻚ وﻻ ﻳﻌﻤﺪك وﻻ ﻳﺪﻓﻨﻚ...
٧٠ ن اﻟﺨﻮري ﻗﺪ وﻗﻒ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﺨﺪﻣﺘﻚ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ اﻟﺨﻮري – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – إ ّ أن ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺗﺠﺎرة ﻣﺎ ﻟﻜﺴﺐ ﻋﻴﺸﻪ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺎﺷﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ وﻳﺴﻮع ذاﺗﻪ ﻋﻴّﻦ ورﺗّﺐ ﻟﻪ اﻟﻤﻌﺎش ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺨﺪﻣﺔ ﺣﻴﻦ ﻗﺎل ﻟﺮﺳﻠﻪ ﻓﻌﻠﺔ ﻖ ن اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻳﺴﺘﺤ ّ اﻹﻧﺠﻴﻞ - :آﻮﻧﻮا ﻓﻲ ذاك اﻟﺒﻴﺖ ﺗﺄآﻠﻮن وﺗﺸﺮﺑﻮن ﻣﻤّﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ﻷ ّ ن ﺧﺎدم اﻟﻤﺬﺑﺢ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻦ اﻟﻤﺬﺑﺢ هﻜﺬا أﻣﺮ رﺑّﻨﺎ. أﺟﺮﺗﻪ .وﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ - :إ ّ ن اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ آﻴﱠﻒ ﻃﺮق ﺗﺄدﻳﺔ هﺬا اﻟﻤﻌﺎش ﻟﻠﻜﺎهﻦ .ﻓﺎﻟﻌﺎدة ﻓﻲ أﻳّﺎﻣﻨﺎ هﻲ أ ّ ﻳﻘﺪّﻣﻮن ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﺧﺎﻃﺮهﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﺎ ﻟﻠﻜﺎهﻦ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺪم ﺨﺪَم اﻟﺮوﺣﻴّﺔ .وﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ آﺎﻟﻌﻤﺎد واﻟﺰواج واﻟﻘﺪّاس وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟ ِ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ﻟﻴﺲ هﻮ ﺛﻤﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﺑﻞ هﻮ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻟﻤﻌﺎش اﻟﻜﺎهﻦ. ﻻ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – أن ﻧﻨـﺰّﻩ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟﻤﺎدﻳّﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻈﺮ أ ّو ً إﻟﻰ ﺻﺎﻟﺢ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ! ﻼ ﻳﺘﺸﻜّﻜﻮا ﻣﻨﻬﺎ!! ﻃﺎﻧﻴﻮس – ﺣﺒّﺬا ﻟﻮ آﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻔﻬﻤﻮن هﺬﻩ اﻷﻣﻮر ﻟﺌ ّ اﻟﻮﻟﺪ وأﻣّﻪ ﻳﺮﺿﻊ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ واﻟﺪﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺤﻠﻴﺐ ﻟﺒﻦ اﻟﻌﺎدات اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻷﺧﻼق اﻟﻄﻴّﺒﺔ واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮّن ﻓﻴﻪ ﺣﻴﺎة ﻏﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺧﻠﻘًﺎ ﻏﻴﺮ ﺧﻠﻘﻪ وﺿﻤﻴﺮًا ﻏﻴﺮ ﺿﻤﻴﺮﻩ. ﻓﻠﻴﺲ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻮق ﻋﺮﺷﻪ ،واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻮق ﻣﻨﺼّﺘﻪ ،واﻟﻮاﻋﻆ ﻓﻮق ﻣﻨﺒﺮﻩ ،ﺑﺄﻋﻈﻢ ﺐ اﻟﻌﺪل وﺣ ّ ﺐ اﷲ وﺣ ّ ﻣﻦ اﻷ ّم ﻓﻮق ﺳﺮﻳﺮ اﺑﻨﻬﺎ ﺗﻮﺣﻲ إﻟﻴﻪ ﺑﺤ ّ ﺐ اﻟﻮﻃﻦ. ﻞ ﺷﻲء ﻟﻪ. ﻻ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ .ﻓﺄﻣّﻪ هﻲ آ ّ اﻟﻮﻟﺪ ﻻ ﻳﻌﺮف أﺑﺎﻩ إ ّ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮاﻩ ﻣﻨﺠﺬﺑًﺎ إﻟﻴﻬﺎ وﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﻟﺒﻪ وﻗﻮاﻩ وﺣﻮاﺳﻪ ﻓﺘﻄﺒﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ رﺳﻮﻣًﺎ ﻻ ﺗُﻤﺤﻰ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر واﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ. ﻗﺎل اﻟﻤﻄﺮان دوﺑﻨﻠﻮ :إ ّ ﻼ أﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ن اﻟﻤﺮأة ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺼﻨﻊ ﻋﻤ ً اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .ﻓﻠﻴﺲ اﻟﺠﻨﺪي ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺤﺮب ،واﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﻦ آﺘﺒﻪ ،واﻟﺮاهﺐ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ، ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻷ ّم ﺗﻐﺎﻟﺐ اﻟﻨﻌﺎس ﻗﺮب ﺳﺮﻳﺮ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﻤﺮﻳﺾ ،ﺗﻔﺘّﺶ ﻋﻤّﺎ ﻳﺮﻳﺤﻪ وﺗﻀﺮع إﻟﻰ اﷲ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ.
٧١ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ أﻣّﻪ آﺎﻟﺼﺪى ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎدي ،وآﺎﻟﻤﺮﺁة ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻇﺮ إﻟﻴﻬﺎ ،وآﺎﻟﻘﻴﺜﺎرة ﻣﻦ ﻣﺤﺮّك أوﺗﺎرهﺎ. ﻲ ﺑﻴﻦ ﻋﻼﺟﺎﺗﻪ .واﻟﺠﺮاح ﺑﻤﺒﻀﻌﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻓﻠﻴﺲ اﻟﻤﻌﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ واﻟﺼﻴﺪﻟ ّ اﻷ ّم ﺗﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎت ﻗﻠﺐ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ .وﺗﺮآﺐ ﻟﻪ اﻟﻌﻼج ﺿ ّﺪ اﻟﺮذﻳﻠﺔ. وﺗﺒﺘﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻓﺴﺪ وﻣﺎ أﻋﻮج!! اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ اﻟﻤﺒﺸّﺮ واﻟﺮﺟﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﻼ ﺷﻴﺨًﺎ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن أﺣﺪ اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ ﻳﺠﻮل ﻳﻮزّع ﻧﺸﺮات وآﺘﺒًﺎ رأى رﺟ ً ﻳﺼﻠّﻲ ﻣﺴﺒﺤﺘﻪ ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ :ﺳﺄﻧﺰع ﻣﻦ ﻳﺪﻩ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ اﻟﺨﺮاﻓﻴّﺔ .ﻓﻤﺎل إﻟﻴﻪ وﺣﻴّﺎﻩ وﺟﻠﺲ ﻗﺮﺑﻪ إﻟﻰ أن أﺗ ّﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼﺗﻪ .ﻓﻘﺎل ﻟﻠﻤﺒﺸّﺮ :ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺗﻚ؟ أﻧﺎ ﻣﺒﺸّﺮ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ! ﺑﺄ ّي دﻧﻲ ﺗﺒﺸّﺮ؟ أﺑﺸّﺮ ﺑﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ!ﻦ أﻧّﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ أﺗﻴﺖ ﺗﺒﺸّﺮﻧﺎ؟ وهﻞ ﺗﻈ ّ أﻧﺘﻢ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻳﺎ ﻋﻤّﺎﻩ وﻟﻜﻦ ﻳﻌﻠّﻤﻮﻧﻜﻢ أﻣﻮرًا زاﺋﺪة ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ وﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲاﻹﻧﺠﻴﻞ وﻻ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠّﻤﻬﺎ؟ ﻣﺎ هﻲ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر اﻟﺰاﺋﺪة ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﻠّﻤﻬﺎ اﻹﻧﺠﻴﻞ؟ﻼ – اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮّر ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺮّات ﺻﻼة واﺣﺪة .إذا ﻗﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ – ﻣﺜ ً ﻟﻚ ﻋﺸﺮ ﻣﺮّات ﻧﻬﺎرك ﺳﻌﻴﺪ أﻣﺎ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻨّﻲ وﺗﺤﺴﺒﻨﻲ أهﺰأ ﺑﻚ؟ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﺮّر اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻔﻈﺔ )ﻣﺎﻣﺎ( ﻓﻼ ﺗﻨﻔﺮ أﻣّﻪ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ آﻠّﻤﺎ ﻧﺎداهﺎ )ﻣﺎﻣﺎ( ه ّﺰوﺗﺮًا ﻣﻦ أوﺗﺎر ﻗﻠﺒﻬﺎ .وهﺬﻩ هﻲ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﺮّر هﺬﻩ اﻟﺼﻼة ﻷﻣّﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء. ﺖ ﻣﺪّة ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﺑﻘﺮﺑﻲ ﻻ إذا ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ﻧﻬﺎرك ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮّة واﺣﺪة وﺻﻤ ﱡ ﺲ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ. ﺗﻜﻠّﻤﻨﻲ ﻟﻈﻨﻨﺖ ﺑﻚ ﻣ ّ
٧٢ ﻓﻨﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻘﻀﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻊ أﻣّﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﻓﻼ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ أن ﻧﻘﻮل ﻣﺮّة واﺣﺪة اﻟﺴﻼم وﻧﺼﻤﺖ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﺪّﺛﻬﺎ .ﻓﺘﻜﺮاراﻧﺎ اﻟﺴﻼم هﻮ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺐ وإآﺮام وﻃﻠﺐ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ. ﻣﻌﻬﺎ ،وﻣﻌﻨﻰ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ هﺬا ،ﺣ ّ ن اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺰاﺋﺪة ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ وﻟﻢ ﻳﻌﻠّﻤﻬﺎ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﺄﻧﺖ وﻗﻮﻟﻚ إ ّ ن اﻟﻤﻼك رﺳﻮل اﷲ ﻗﺎل ن اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻳﺬآﺮ ﻟﻨﺎ أ ّ ﻏﻠﻄﺎن آﺜﻴﺮًا ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﺒﺸّﺮ ،ﻷ ّ ﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء .وﻟـﻤّﺎ ب ﻣﻌﻚ ﻣﺒﺎرآﺔ أﻧ ِ ﻟﻠﻌﺬراء :اﻟﺴﻼم ﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺮ ّ ن أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت اﻣﺘﻸت زارت ﺳﻴّﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت ﻳﻘﻮل اﻹﻧﺠﻴﻞ إ ّ ﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء وﻣﺒﺎرآﺔ ﺛﻤﺮة ﺑﻄﻨﻚ. ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻤﺮﻳﻢ :ﻣﺒﺎرآﺔ أﻧ ِ أﻟﻴﺲ هﺬا آﻠّﻪ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ؟ ﺛ ّﻢ أﻧّﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻜﺮّم هﺬﻩ اﻟﻌﺬراء اﻟﺘﻲ ﺻﺎرت أ ّم اﷲ وارﺗﻔﻌﺖ ﻓﻮق اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﺒﺸﺮ وﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻨﻘﻮل ﻟﻬﺎ :ﻳﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺎ واﻟﺪة اﷲ ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻠﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺨﻄﺄة اﻵن وﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻨﺎ. ﻻ ﺗﻜﻔﺮ ﻳﺎ ﻋﻤّﺎﻩ وﺗﺪﻋﻮ ،اﻣﺮأة آﺒﺎﻗﻲ اﻟﻨﺴﺎء ،أ ّم اﷲ!! أﻧﺖ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻷﻧّﻚ ﻻ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء أ ّم اﷲ .ﻓﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪّوس دﻋﺎهﺎ أ ّمب إذ أوﺣﻰ إﻟﻰ أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت أن ﺗﻘﻮل ﻟﻬﺎ :ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﻲ أن ﺗﺰورﻧﻲ أ ّم رﺑّﻲ! اﻟﺮ ّ وﻟﻜﻨّﻚ أﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺄﺗﻮﻧﻜﻢ ﺑﻠﺒﺎس ﻻ اﻟﻌﺼﺎ .وﺑﺤﻤﺎﺳﺔ وﻏﻀﺐ ﺗﻨﺎول اﻟﺤﻤﻼن وهﻢ ذﺋﺎب ﺧﺎﻃﻔﺔ .واﻟﺬﺋﺐ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ إ ّ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺼﺎﻩ ﻟﻴﻀﺮب ﺑﻬﺎ ذاك اﻟﺬﺋﺐ ﻓﻮﻟّﻰ هﺎرﺑًﺎ!! ﺧﺒﺮ ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻧﺼﻐﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ اﻟﻜﺬﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﺒﻠﻮن اﻷﻓﻜﺎر ﺑﻜﺬﺑﻬﻢ وﺧﺪاﻋﻬﻢ. ﻓﺄﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ هﻲ أن ﻻ ﻧﺼﻐﻲ إﻟﻰ آﻼﻣﻬﻢ ﺑﻞ ﻧﺮﻓﺾ اﻟﺘﺤﺪّث ﻣﻌﻬﻢ ﻷﻧّﻬﻢ ﻳﺠﺬﺑﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻜﻼﻣﻬﻢ اﻟﺨﺪّاع ﻓﻠﻨﺎ ﻣﻦ أﻣّﻨﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ أن ﻧﺴﺘﻘﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ب ﻳﺴﻮع وﻋﺪهﺎ ﺑﺄن ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻷﺟﻴﺎل! ن اﻟﺮ ّ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻷ ّ
٧٣ أﺣﺴﻦ أن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺸﺎب أﻋﺰب ﻦ أﻧّﻪ أﺣﺴﻦ أن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺸﺎب أﻋﺰب ﺑﻼ زواج! اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – أﻇ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻗﻞ ﻟﻲ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻟﻤﺎذا؟ اﻟﺸﺎب – ﻳﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ اﻟﻌﻴﻠﺔ وهﻤﻮم ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺼﺮ! اﻟﻜﺎهﻦ – اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻳﺘﻬﺮّب ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺎت ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺬي ﻳﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺎﺗﻬﺎ .وﻗﺎﺑﻞ – ﻳﺎ ﺑﻨﻲ – ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻳﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻟﻴﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ واﺟﺒﺎﺗﻪ اﻟﻤﺪرﺳﻴّﺔ .وﺑﻴﻦ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻳﺴﻬﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺑﻜ ّﺪ وﻧﺸﺎط ﻟﻴﺘﻤّﻢ واﺟﺒﺎﺗﻪ اﻟﻤﺪرﺳﻴّﺔ ﺛ ّﻢ اﻧﺘﻈﺮ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﺘﺮى هﺬا اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ اﻟﻨﺸﻴﻂ اﻟﺬي آﺎن ﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ وﻻ ﻳﺨﺎف ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎد ،ﻓﻲ ﻣﻨـﺰﻟﺔ رﻓﻴﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﺮى ذاك اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﻬﺮّب ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻣﻨﺒﻮذًا ﺧﺎﻣﻞ اﻟﺬآﺮ .وأﻣّﺎ اﻟﺸﺎب ﻼ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻓﻴﺮﺑّﻲ أوﻻدًا اﻟﺬي ﻳﻘﺪِم ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﻏﻴﺮ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴّﺔ ﻣﺘّﻜ ً أزهﺎرًا ﻳﻌﻄّﺮون اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄرﻳﺠﻬﻢ ،ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺸﻴﻂ واﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ واﻟﻄﺒﻴﺐ واﻟﻔﻨّﺎن واﻟﻜﺎهﻦ ﺧﺎدم اﻟﻨﻔﻮس. واﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻳﺘﻬﺮّب ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺎت اﻟﺰواج هﻮ إﻧﺴﺎن أﻧﺎﻧﻲ ﻳﺤ ّ ﺐ ذاﺗﻪ .وﻣﺤﺒّﺔ اﻟﺬات هﻲ رذﻳﻠﺔ! هﻮ إﻧﺴﺎن ﺟﺒّﺎن ﺧﺎﻣﻞ ﻻ ﺟﺮأة وﻻ إﻗﺪام ،وﻣﺘﻰ آﺎن اﻟﺠﺒﻦ واﻟﺨﻤﻮل ﻣﻤﺪوﺣﻴﻦ؟؟ هﻮ ﺣﺠﺮ ﻣﺮذول ﻣﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ! أﻣّﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻳﻘﺪِم ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﻓﻬﻮ ﺣﺠﺮ أﺳﺎس ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،هﻮ ﻋﻀﻮ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. ﻻ اﻟﺸﺒّﺎن اﻷﻏﻨﻴﺎء اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – وﻟﻜﻦ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎت اﻟﻔﺘﺎة اﻟﻴﻮم ﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻬﺎ إ ّ اﻟﻤﺘﻤﻮّﻟﻴﻦ .ﻓﺎﻟﺸﺎب اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﺜﻠﻲ ﻳﻨﻮء آﺎهﻠﻪ ﺗﺤﺖ أﻋﺒﺎء ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎت اﻟﻔﺘﺎة واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺼﺮﻳّﺔ. اﻟﻜﺎهﻦ – ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺠﺪ ﻓﺘﻴﺎت ﻗﻨﻮﻋﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎت ﺗﻘﻴّﺎت ،واﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻘﻴّﺔ ﺗﻌﻠﻢ أﻧّﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ أن ﻳﺘﺒﻊ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﻞ :ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ﺑﺴﺎﻃﻚ ﻣ ّﺪ رﺟﻠﻴﻚ.
٧٤ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – وﻟﻜﻦ ﻣﻄﺎﻟﻴﺐ اﻷوﻻد وﺧﺎﺻّﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ .ﻓﻬﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﺜﻠﻲ أن ﻳﻌﻠّﻢ أوﻻدﻩ؟ هﻞ أﺗﺮآﻬﻢ ﺑﺪون ﻋﻠﻢ أﺷﻘﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة؟ اﻟﻜﺎهﻦ – أﻧﺖ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﺗﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻟﻌﻤﻠﻚ وأوﻻدك ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻌﻠّﻤﻮا ﻣﺜﻠﻚ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أآﺜﺮ وهﺬا ﻳﻜﻔﻴﻬﻢ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ. ﻞ اﻟﻌﻠﻮم ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻌﻠّﻤﻮﻩ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ .وﻏﺎﻳﺔ واﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي هﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻷﺳﺎﺳﻲ واﺻﻞ آ ّ اﻹﻧﺴﺎن – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ هﻲ أن ﻳﻌﺮف اﷲ وﻳﺤﺒّﻪ وﻳﺼﻨﻊ إرادﺗﻪ ﻓﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪة ،اﻟﺘﻲ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن. اﻟﺸﺎب – آﻼﻣﻚ ﻳﺸﺠّﻌﻨﻲ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﺳﺄﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺘّﻜ ً ﻼ ﻋﻠﻰ اﷲ. اﻟﻤﺎﺳﻮن واﻟﺘﻠﻤﻮد ن اﷲ ﻳﺨﻄﺄ آﺜﻴﺮًا وﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﻣﺮ اﻟﺘﻠﻤﻮد ﻟﻴﻐﻔﺮوا ﻟﻪ .ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻮا إ ّ أﺧﻄﺎء اﷲ أﻧّﻪ ﺧﻠﻖ اﻟﻘﻤﺮ أﺻﻐﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ وأﻗ ّﺮ أﻧّﻪ أﺧﻄﺄ وﻃﻠﺐ اﻟﻐﻔﺮان ...ﻣﻦ ﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .ﻓﺈذا اﻋُﺘ ِﺪي ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻜﺄﻧّﻪ ن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠ ّ أﺧﺒﺎر اﻟﺘﻠﻤﻮد أ ّ ﻲ هﻮ ﺟﺰءٌ ﻣﻦ اﷲ ن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠ ّ اﻋُﺘ ِﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺰّة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺣﺴﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻠﻤﻮد أ ّ ي ن اﻟﻴﻬﻮد ّ ﻖ اﻟﻤﻮت .إ ّ ﻲ ﺿﺮب إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﺴﺘﺤ ّ آﺠﺰء اﻻﺑﻦ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ .ﻓﺈذا أﻣﻤ ّ ي آﺎﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﻮان واﻹﻧﺴﺎن. أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻴﻬﻮد ّ اﻋﺘﻘﺎدهﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ أﻧّﻪ دﺟّﺎل وﻳﺤﺎرﺑﻮﻧﻪ ﺣﺮﺑًﺎ ﺷﻌﻮاء. ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴّﺔ ﻼ :ﺷﺎب ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﺴﺒﻖ ﻣﺮّة ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع. أﻋﻄﻰ أﺳﺘﺎذ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﺴﺎب ﻗﺎﺋ ً ﻳﺪﻓﻊ أﺟﺮة ﺳﻴﺎرة ذهﺎﺑًﺎ وإﻳّﺎﺑًﺎ ﻧﺼﻒ ﻟﻴﺮة وﻳﺪﻓﻊ رﺳﻢ دﺧﻮﻟﻴّﺔ ﻟﻴﺮة وﻧﺼﻒ وﻳﺪﻓﻊ ﻞ ورﻗﺔ ﺛﻤﻦ ﻗﻬﻮة وﻣﺮﻃﺒﺎت ﻟﻴﺮة وﻧﺼﻒ ،وﻳﺸﺘﺮي أوراق ﺳﺒﻖ ﺧﻤﺲ ورﻗﺎت آ ّ ﻞ ورﻗﺔ ﻞ ورﻗﺔ ﺑﻠﻴﺮة وﻧﺼﻒ وﺧﻤﺲ ورﻗﺎت آ ّ ﺑﻠﻴﺮة واﺣﺪة وﺧﻤﺲ ورﻗﺎت آ ّ ﺑﻠﻴﺮﺗﻴﻦ وﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﺴﺒﻖ ﺧﻤﺲ ﻣﺮّات ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ. ﻓﻜﻢ ﻳﺼﺮف هﺬا اﻟﺸﺎب ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻓﻲ ﻣﺪّة ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ؟ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻤﻞ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺳﺄل اﻷﺳﺘﺎذ ﺗﻠﻤﻴﺬًا :آﻢ هﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ؟
٧٥ ن اﻟﺸﺎب ﻳﺼﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﻣﺪّة ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ١٥٦٠٠ أﺟﺎب اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ :إ ّ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ أﻟﻒ وﺳﺘﻤﺎﻳﺔ ﻟﻴﺮة. أﺟﺎب اﻷﺳﺘﺎذ :ﻋﻔﺎك ﺻﺢ – ﺛ ّﻢ ﻗﺎل اﻷﺳﺘﺎذ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ :أرأﻳﺘﻢ ﻳﺎ أوﻻدي ﻣﻀﺮّات اﻟﺴﺒﻖ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ!! ﻓﻠﻮ وﻓّﺮ اﻟﺸﺎب هﺬا اﻟﻤﺎل اﻟﺬي أﻧﻔﻘﻪ ،أﻧﻈﺮوا أي ﻣﺒﻠﻎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻞ أﺳﺒﻮع اﻟﻤﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﻣﺪّة ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ،ﺛ ّﻢ أﺿﻴﻔﻮا ﻓﺎﺋﺪة هﺬا اﻟﻤﺎل ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ وﺿﻊ آ ّ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻚ .ﻓﻘﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ أﻟﻒ ﻟﻴﺮة .وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬﺬا ﻼ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻟﻪ. اﻟﻤﺒﻠﻎ أن ﻳﻬّﻴﺊ ﻣﺴﺘﻘﺒ ً ﻓﻨﻬﺾ ﺗﻠﻤﻴﺬ وﻗﺎل - :ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ – ﻳﻨﻔﻖ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺒﻠﻎ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺬآﺮ ﺣﻀﺮﺗﻚ أﻧّﻪ آﺎن ﻳﺪﻓﻊ أﺟﺮة اﻟﺴﻴﺎرة ورﺳﻢ اﻟﺪﺧﻮﻟﻴّﺔ ﻋﻦ رﻓﻴﻘﺔ ﻟﻪ .ﻓﺄﻧﺎ أﺳﻤﻊ أﻣّﻲ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة ﺗﺘﺨﺎﺻﻢ ﻣﻊ أﺑﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﺒﻖ وﺗﻘﻮل ﻟﻪ ﺑﻐﻀﻢ وﺷﺘﻢ :ﻓﻮق ﻣﺼﺎرﻳﻔﻚ وﺗﻌﺘﻴﺮﻧﺎ وﺗﺠﻮﻳﻌﻨﺎ وﺣﺮﻣﺎﻧﻨﺎ ﻓﺴﻄﺎﻧًﺎ ﻧﺴﺘﺮ ﺟﺴﻤﻨﺎ ﺑﻪ ،ﺗﺪﻓﻊ أﻳﻀًﺎ أﺟﺮة اﻟﺴﻴﺎرة ورﺳﻢ اﻟﺪﺧﻮﻟﻴّﺔ ﻋﻦ ﻧﺎدﻳﺎ رﻓﻴﻘﺘﻚ رﻳﺘﻬﺎ ﺗﻘﺒﺮك. ن واﻟﺪﺗﻲ ﺗﺘﺨﺎﺻﻢ ﻣﻊ أﺑﻲ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة ﺛ ّﻢ ﻧﻬﺾ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺁﺧﺮ وﻗﺎل - :ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ – إ ّ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﺒﻖ ،ﻷﻧّﻪ ﻳﺄﺧﺬ دراهﻢ أﺧﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻐﻞ اﻹﺑﺮة وﻳﻨﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻖ .وأرى أﺧﺘﻲ داﺋﻤًﺎ ﺗﺒﻜﻲ. ﻓﺘﺄﺛّﺮ اﻷﺳﺘﺎذ وﻗﺎل :ﻳﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬي ﺗﻌﻠﻤﻮن أﻧّﻲ أﺣﺒّﻜﻢ وأﺑﺬل ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻜﻢ .أﻗﺴﻤﻮا ﻟﻲ ﺑﺎﷲ وﺑﺸﺮﻓﻜﻢ أﻧّﻜﻢ ﻻ ﺗﻠﻌﺒﻮن ﺑﺎﻟﺴﺒﻖ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ آﻠّﻬﺎ .ﻓﻨﻬﺾ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ وأﻗﺴﻤﻮا ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ وﺑﺸﺮﻓﻬﻢ أﻧّﻬﻢ ﻻ ﻳﻠﻌﺒﻮن ﺑﺎﻟﺴﺒﻖ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ آﻠّﻬﺎ!! ﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ! هﺬا هﻮ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬي أﺣ ّ ﻇﻬﺮ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺮﻏﺮﻳﺘﺎ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ آﺜﻴﺮة اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻴﺴﻮع ﻼ ﺑﺎﻷﺷﻮاك ،ﻳﺘﻔﺠّﺮ اﻟﻤﺤﺒﻮس ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن .وأراهﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻄﻌﻮﻧًﺎ ﺑﺤﺮﺑﺔ ﻣﻜّﻠ ً ﺐ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻬﺬا ﻣﻨﻪ ﻟﻬﻴﺐ ووﺳﻂ اﻟﻠﻬﻴﺐ ﺻﻠﻴﺐ وﻗﺎل ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ :هﻮذا اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬي أﺣ ّ اﻟﻤﻘﺪار ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻼﻗﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻮى اﻟﺠﺤﻮد وﻧﻜﺮان اﻟﺠﻤﻴﻞ. ﻓﻜﻢ آﺎن ﺣﺰن اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺷﺪﻳﺪًا ﻋﻨﺪﻣﺎ رأت ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺤﺎل ﺗﺨﺮﻗﻪ ﺣﺮﺑﺔ وﺗﻐﺮز ﻓﻴﻪ أﺷﻮاك ،وﺗﺤﺮﻗﻪ ﻧﺎر! وزاد ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺣﺰﻧًﺎ ﻣﻨﻈﺮ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﺌﻴﺐ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﺒﺎﻻة اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ﻓﻴﺴﻮع ﻳﺮﻳﺪ أن ﻧﺒﺎدﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،وهﺬا
٧٦ ﻓﺮض واﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻓﻠﻨﺒﺎدﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺘﺄﺟّﺞ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ .وﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ ﻟﻘﻠﺐ ﻳﺴﻮع هﻲ: ﻻ :أن ﻧﻘﺪّم ﻟﻪ اﻟﻌﺒﺎدة ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﻜﺮّس ﻟﻌﺒﺎدﺗﻪ وإآﺮاﻣﻪ. أ ّو ً ﺛﺎﻧﻴًﺎ :أن ﻧﺤﺘﻤﻞ ﺁﻻم اﻟﺤﻴﺎة وﺿﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﻷﺟﻠﻪ. ﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺰﻧﻪ وﻳﻜﺪّرﻩ. ﺛﺎﻟﺜًﺎ :أن ﻧﺘﺠﻨّﺐ آ ّ راﺑﻌًﺎ :أن ﻧﺤﺎرب اﻟﺸ ّﺮ وﻧﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ. ﺧﺎﻣﺴًﺎ :أن ﻧﻜﺜﺮ ﻣﻦ دﻋﻮﺗﻪ إﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻨﺎول ﺑﺸﻮق وﻣﺤﺒّﺔ. ﺳﺎدﺳًﺎ :أن ﻧﻨﺸﺮ ﻋﺒﺎدﺗﻪ وﻣﺤﺒّﺘﻪ. وهﻞ أﻧﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﺬهﺐ ﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻟﻌﻤﻞ ﺧﻴﺮي ﻓﺄدﺧﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺰّن ﻃﻠﺐ أﺣﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻏﻨ ّ أﻣﻮاﻟﻪ وﻓﺘﺢ إﺣﺪى اﻟﺨﺰاﺋﻦ ﻓﺈذا ﺑﻬﺎ ﻣﻸى ﺑﺎﻟﻠﻴﺮات اﻟﺬهﺒﻴّﺔ وﺗﻨﺎول ﺑﻌﺾ ﻟﻴﺮات ودﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ .ﻓﺸﻜﺮﻩ اﻟﻘﺪّﻳﺲ وﻗﺎل ﻟﻪ ﺗﺨﺰن وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺧﻴﺺ وﺗﺰدري ﺑﺎﻟﻨﻔﻴﺲ اﻟﻐﺎﻟﻲ .ﻓﺄﺟﺎب اﻟﺮﺟﻞ - :وهﻞ أﻧﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﺬهﺐ؟ ﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻧﻌﻢ :ﻧﻔﺴﻚ ﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪك ﻓﻲ ﺧﺰاﺋﻨﻚ ﻣﻦ ذهﺐ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ! أﻧﻔﺲ ﻣﻦ آ ّ ﻓﺎﺗّﻌﻆ ذﻟﻚ اﻟﻐﻨﻲ وأﺧﺬ ﻣﻦ ذاك اﻟﺤﻴﻦ ﻳﻤﺎرس واﺟﺒﺎﺗﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ وﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎن!! ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ أﻳّﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن؟ هﻞ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻏﻨﻴًّﺎ آﺒﻴﺮًا ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻼﻳﻴﻦ؟ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﺑﺄن ﺗﻜﺴﺐ اﻟﺴﻤﺎء. هﻞ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻼً؟ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻦ ﺳﻜّﺎن اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﻻ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺎت ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺳﺮهﺎ .وﺟﻤﺎﻟﻚ هﺬا ﻻ ﻳﺘﻐﻴّﺮ وﻻ ﺗﺬﺑﻞ ﻧﻀﺎرة ﺟﻤﺎ ً وﺟﻬﻚ! أﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻋﺎﻟـﻤًﺎ آﺒﻴﺮًا ﺗﻌﺮف آ ّ ﻞ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻔﻨﻮن؟ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﺑﺄن ﺗﻜﺴﺐ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﻋﻠـﻤًﺎ وﻓﻬﻤًﺎ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ أآﺒﺮ وأﻋﻈﻢ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻓﻼﺳﻔﺘﻬﺎ!
٧٧ أﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻄّﻠﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﺮار اﻟﻜﻮن اﻟﺬي ﻗﻀﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﺨﺒﺮاء ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻳﺪرﺳﻮن وﻳﺤﻠّﻠﻮن وﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺠﻬﻠﻮن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ أﺳﺮارﻩ؟ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﺑﺄن ﺗﻜﺴﺐ ﻞ أﺳﺮار اﻟﻜﻮن! اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﻌﺮف آ ّ أﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺄﻃﻴﺐ اﻟﻌﻴﺶ وأهﻨﺄ اﻟﺤﻴﺎة؟ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﺑﺄن ﺗﻜﺴﺐ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﺘﻨﻌّﻢ ﺑﻌﻴﺶ رﻏﻴﺪ وﺣﻴﺎة ﺳﻌﻴﺪة. أﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺒﻘﻰ ﺷﺎﺑًّﺎ ﻋﺎﻣﺮًا ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة واﻟﻔﺘﻮّة واﻟﻨﻀﺎرة؟ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﺑﺄن ﺗﻜﺴﺐ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﺤﻴﺎ ﺧﺎﻟﺪًا ﺳﻌﻴﺪًا ﻣﻊ اﷲ! ﻞ ﺧﻴﺮ وﺳﻌﺎدة وﻟﻜﻨّﻪ ﻻ ن ﻗﻠﺒﻚ ﻳﺘﺸﻮّق إﻟﻰ آ ّ ﻞ ذﻟﻚ ﻷ ّ ﻲ ﺗﺮﻳﺪ آ ّ إﻧّﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻻ ﻞ ﺧﻴﺮات اﻷرض ﻷﻧّﻪ ﺧﻠﻖ ﻷﺟﻞ اﷲ وﻻ ﻳﺸﺒﻌﻪ إ ّ ﻳﺸﺒﻊ وﻻ ﻳﺮﺗﻮي وﻟﻮ اﻣﺘﻠﻚ آ ّ اﷲ .ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﺑﺄن ﺗﻜﺴﺐ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﻤﺘﻠﻚ اﷲ وﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻪ. ﺧﺒﺮ وﺑّﺦ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻮا اﻟﻤﻠﻜﺔ ﻣﺎﺗﻴﻠﺪا زوﺟﺔ آﻠﻮﻓﻴﺲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻔﺮط زﻳﻨﺘﻬﺎ وﺗﺒﺮّﺟﻬﺎ ﻞ ﺑﺎﻟﺤﺸﻤﺔ .ﻓﺎﻋﺘﺬرت ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ :ﻻ ﺗﻨﺲ أﻧّﻲ ﻣﻠﻜﺔ .ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ :ﻻ وﻟﺒﺴﻬﺎ اﻟـﻤُﺨ ّ ﺗﻨﺴﻲ أﻧّﻚ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ. ﻓﺎﺗّﻌﻈﺖ ﺑﻜﻼﻣﻪ وأﻋﺮﺿﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺮّج اﻟﺒﺎﻃﻞ وﻋﻦ اﻟﻠﺒﺲ اﻟﻐﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﺸﻢ ﻓﺼﺎرت ﻣﻦ أآﺒﺮ ﻗﺪّﻳﺴﺎت ﻋﺼﺮهﺎ! اﻻﻧﺘﺤﺎر ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻧﻈﺮًا ﻟﻜﺜﺮة ﺣﻮادث اﻻﻧﺘﺤﺎر ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﻳّﺎم ،ﺻﺎر اﻻﻧﺘﺤﺎر آﺄﻧّﻪ ﺷﻲء ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﻣﺤﺒّﺬ ﻟﻠﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ أو ﻓﺸﻞ أو ﺻﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة! ن اﻟﺸ ّﺮ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻳﺒﻘﻰ ﺷﺮًّا وﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ وﻟﻮ ﻣﺎرﺳﻪ آﺜﻴﺮون. اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ واﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻳﺤﺮﻣﻪ اﷲ ﻳﻜﻮن ﺷﺮًّا وﻟﻮ ﺣﺒّﺬﻩ آ ّ ن اﷲ هﻮ أﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻞ اﻟﺒﺸﺮ .ﻷ ّ اﻟﺠﻤﻴﻊ!
٧٨ اﻟﺸﺎب – هﻞ اﷲ ﻳﺤﺮّم اﻻﻧﺘﺤﺎر؟ ن اﷲ ﻗﺪ ﺣﺮّم اﻻﻧﺘﺤﺎر ﺑﻮﺻﻴّﺘﻪ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – ﻻ ﺗﻘﺘﻞ – ﻓﺒﻬﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴّﺔ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ ﻳﺤﺮّم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻘﺘﻞ ﻏﻴﺮﻩ وﻳﺤﺮّم ﻋﻠﻴﻪ أﻳﻀًﺎ أن ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ .ﻓﺎﻟﺤﻴﺎة هﻲ ﻖ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻓﻘﻂ .ﻓﻘﺘﻞ اﻟﺬات أي اﻻﻧﺘﺤﺎر ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻠﻚ اﷲ واﻹﻧﺴﺎن ﻟﻪ ﺣ ّ ن اﻻﻧﺘﺤﺎر هﻮ ﺗﻌ ﱟﺪ ﻋﻠﻰ إرادة اﷲ اﻟﺬي ﺑﻪ وﺣﺪﻩ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﻮت. آﺒﻴﺮة! ﻷ ّ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺗﺤﺮم اﻟﻤﻨﺘﺤﺮ اﻟﺪﻓﻨﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴّﺔ أي ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺈدﺧﺎﻟﻪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻜﺎهﻦ ﺑﺄن ﻳﺴﻴﺮ أﻣﺎﻣﻪ وﻻ أن ﻳُﺪﻓﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪاﻓﻦ اﻟﻤﻜﺮّﺳﺔ... اﻟﺸﺎب – وﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﺴﺘﻌﺬب اﻟﻤﻮت ﺗﺠﺎهﻪ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﻮت ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺘﺮًا ﻟﻪ ﻓﻴﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺤﺎر! اﻟﻜﺎهﻦ – ﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺿﻴﻖ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ﺷﺪﻳﺪًا ﻓﻠﻴﺲ هﻮ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺿﻴﻖ ي. ﻋﺬاب ﺟﻬّﻨﻢ اﻷﺑﺪ ّ اﻟﺸﺎب – اﻟﻤﻨﺘﺤﺮ ﻻ ﻳﻔﻜّﺮ ﺑﺬﻟﻚ. اﻟﻜﺎهﻦ – ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻔﻜّﺮ ﺑﻌﺎﻗﺒﺔ أﻋﻤﺎﻟﻪ .واﻻﻧﺘﺤﺎر هﻮ ﻓﻘﺪان اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻤﺎل ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺤﻴﺎة وﺿﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﺜﺒﺎت وﺟﺮأة .اﻻﻧﺘﺤﺎر هﻮ ﺟﺒﺎﻧﺔ ﺗﺪﻓﻊ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺘﻬﺮّب ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺒﺬل؟ ﻲ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – دﺳﺘﻮر ﺣﻴﺎﺗﻪ هﻮ اﻟﺼﻠﻴﺐ .واﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺿﻴﻘﺎت واﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﺤﻴﺎة وﺁﻻﻣﻬﺎ ،ﻧﻜﺒﺎﺗﻬﺎ وﻣﺼﺎﺋﺒﻬﺎ ،ﻓﺸﻠﻬﺎ وﻋﺎرهﺎ ،أﺗﻌﺎﺑﻬﺎ وﻣﺸﻘّﺎﺗﻬﺎ. اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻔﻮاﺋﺪ!! ﺗﺬآﺎر اﻟﻤﻮﺗﻰ ﻧﺘﺬآّﺮ ﻣﻮﺗﺎﻧﺎ – اﻟﻌﺰﻳﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ – ﻟﻜﻲ ﻧﺼﻠّﻲ ﻷﺟﻠﻬﻢ وﻧﻔﻲ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﺪﻳﻮن ﻲ ﻓﻴﻨﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻤﻄﻬﺮ إﻟﻰ اﻟﻨﻌﻴﻢ. اﻟﻤﺮﺗّﺒﺔ ﻟﻠﻌﺪل اﻹﻟﻬ ّ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺼﻠّﻲ ﻷﺟﻞ ﻧﻔﻮس واﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ وﻧﺄآﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎر أﻏﺮاﺳﻬﻢ وﻧﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺨﻴﺮاﺗﻬﻢ .اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺒﻮا وﺿﺤّﻮا وﺗﺄﻟّﻤﻮا ﻷﺟﻞ ﺗﺮﺑﻴﺘﻨﺎ .واﻟﻤﺤﺒّﺔ
٧٩ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻟﻤﻮﺗﺎﻧﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺄن ﻧﺨﻠّﺼﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﻄﻬﺮﻳّﺔ ﻓﻴﺒﻠﻐﻮا اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ. وﺷﻬﺮ ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﺘﺬآﺎر اﻟﻤﻮﺗﻰ ﻓﻠﻨﻤﺎرس ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻠﻮات وﻟﻨﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎول واﻟﻘﺪّاﺳﺎت وﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻔﻘﺮاء ﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻧﻔﻮس ﻣﻮﺗﺎﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﻮﺗﻰ اﻟﻤﻨﻘﻄﻌﺔ. ﻷّ ن ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﻨﻘﻄﻌﺔ هﻮ ﻓﻌﻞ رﺣﻤﺔ ﻟﻴﺲ أﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ .وآﻤﺎ ﻧﺸﻔﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻳﺾ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ وﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﺠﺎﺋﻊ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻔﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﻌﺬّﺑﺔ ﻓﻲ ي! وآﻤﺎ أﻧّﻨﺎ ﻧﻨﺎل أﺟﺮًا ﻞ ﻋﺬاب دﻧﻴﻮ ّ ن ﻋﺬاﺑﺎت اﻟﻤﻄﻬﺮ ﺗﻔﻮق آ ّ اﻟﻤﻄﻬﺮ ﻷ ّ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻨﺎ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ آﺬﻟﻚ ﻧﻨﺎل أﺟﺮًا أﻋﻈﻢ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻨﺎ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﻄﻬﺮﻳّﺔ. ﻼ ﺳﺎﻗﻄًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻧﻬﺮب ﺑﻘﻠﺐ ﻣﻠﺆﻩ اﻟﺸﻔﻘﺔ ﻟﻨﺨﻠّﺼﻪ .ﻓﻬﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ إذا رأﻳﻨﺎ ﻃﻔ ً اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﻌﺬّﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮان اﻟﻤﻄﻬﺮﻳّﺔ أﻣَﺎ ﻧﺸﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻧﺨﻠّﺼﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺻﻠﻮاﺗﻨﺎ؟ ﺧﻴﻂ ﻣﻦ ﻓﻀّﺔ ن أﺣﺪ اﻷﺳﺎﻗﻔﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ رأى ذات ﻟﻴﻠﺔ ﺣﻠﻤًﺎ وهﻮ أﻧّﻪ رأى وﻟﺪًا ﺑﻴﺪﻩ ﺻﻨّﺎرة إّ ﻣﻦ ذهﺐ وﺧﻴﻂ ﻣﻦ ﻓﻀّﺔ ﻳﻨﺸﻞ ﺑﻪ اﻣﺮأة ﻏﺮﻳﻘًﺎ. وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن اﻷﺳﻘﻒ ﻳﺘﻨـﺰّﻩ ﻣ ّﺮ ﺑﻘﺮب ﻣﻘﺒﺮة ﻓﺸﺎهﺪ اﻟﻮﻟﺪ ذاﺗﻪ اﻟﺬي رﺁﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻢ راآﻌًﺎ أﻣﺎم ﻗﺒﺮ .ﻓﻨﺎداﻩ وﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎذا ﺗﺼﻨﻊ هﻨﺎ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ؟ ﻓﺄﺟﺎب اﻟﻮﻟﺪ - :ﺳﻴّﺪي – إﻧّﻲ أﺻﻠّﻲ اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ واﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ أﻣّﻲ .ﻓﺸﺠّﻌﻪ اﻷﺳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻗﺎﺻًّﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﺬي رﺁﻩ!! اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺰواج ن اﻟﺰواج ﺳ ّﺮ ﻣﻘﺪّس وأﻣﺮ ﻣﻬ ّﻢ ﻳﺤﺘﺎج – آﺒﺎﻗﻲ اﻷﺳﺮار وآﺒﺎﻗﻲ أﻣﻮرﻧﺎ اﻟﻤﻬﻤّﺔ إّ – إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻌﺪاد .وهﺬا اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻧﻮﻋﺎن :اﻷوّل هﻮ اﻟﺘﺄهّﺐ ﻟﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻓﻌﻪ وﺧﻴﺮاﺗﻪ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ .وهﺬا اﻟﺘﺄهّﺐ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻣﻤﺎرﺳﺔ أرﺑﻌﺔ أﺳﺮار :اﻟﻌﻤﺎد واﻟﺘﺜﺒﻴﺖ واﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺘﻨﺎول .ﻓﺎﻟﻌﻤﺎد اﻟﺬي ﻧﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻧﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ أﺑﻨﺎء ﷲ
٨٠ ي ﻖ ﻟﻨﺎ ﻗﺒﻮل أﺳﺮارهﺎ .واﻟﻌﻤﺎد ﺿﺮور ّ وﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ .وﻣﺘﻰ ﺻﺮﻧﺎ أﺑﻨﺎء ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺣ ّ ﻼ. ﻟﺼﺤّﺔ اﻟﺰواج وﺑﺪون اﻟﻌﻤﺎد ﻳﻜﻮن اﻟﺰواج ﺑﺎﻃ ً واﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺳ ّﺮ ﻳﻬﺐ ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺳﻼﺣًﺎ روﺣﻴًّﺎ ﻗﻮﻳًّﺎ ﺿ ّﺪ أﻋﺪاء ﻧﻔﺴﻪ وﺷﺠﺎﻋﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك اﻟﺤﻴﺎة وﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﺎ .وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺰواج ﺗﺤﺘﺎج ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺴﻼح ﻷﻧّﻬﺎ ﻣﻴﺪان ﻟﻠﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻷوﻻد واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺗﺤﻤﻞ ﻣﺸﻘّﺎﺗﻬﻤﺎ .واﻻﻋﺘﺮاف ﺳ ّﺮ ﻳﻬﺐ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺰواج ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ رﺑّﻪ وﺧﺎﻟﻘﻪ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻀﺮورﻳّﺔ ﻟﻘﺒﻮل ﺳ ّﺮ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﻴﻨﺎل ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺴ ّﺮ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻮّﻟﻬﺎ اﷲ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺰواج. واﻟﺘﻨﺎول ﻳﻬﺐ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺰواج ﻧﻌﻤﺔ اﻻﺗّﺤﺎد ﺑﺮﺑّﻪ .وﻣﺎ أﺣﺴﻦ أن ﻳﻤﺎرس ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺰواج اﻟﺘﻨﺎول ﻋﺪّة أﻳّﺎم ﺑﺘﻘﻮى وﻋﺒﺎدة ﺷﺒﻪ رﻳﺎﺿﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻗﺒﻞ إﻗﺪاﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج اﺳﺘﻤﻄﺎرًا ﻟِﻨﻌَﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻰ ﺧﻄﻴﺒﺘﻪ. اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺰواج هﻮ إزاﻟﺔ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج. وﻣﻮاﻧﻊ اﻟﺰواج ﻗﺴﻤﺎن – ﻣﻮاﻧﻊ ﻣﺎﻧﻌﺔ وﻣﻮاﻧﻊ ﻣﺒﻄﻠﺔ – ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﺗﺤﺮﻣﻪ أي ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺣﺮاﻣًﺎ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ وﻟﻜﻨّﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺴﺨﻪ .وأﻣّﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺠﻌﻞ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻼ أﻳﻀًﺎ أي ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ .وﻳﻜﻮن اﻟﺰواج ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ آﻤﻦ هﻮ ﻣﻊ ﺣﺮاﻣًﺎ وﺑﺎﻃ ً ﻻ اﻣﺮأة ﻏﺮﻳﺒﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﺣﺎل اﻃّﻼﻋﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﻧﻊ اﻟﻤﺒﻄﻞ أن ﻳﻄﻠﺒﺎ ﺣﺎ ً اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻨﻪ .ﻓﺎﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ هﻲ :اﻟﻨﺬر ،اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮّم ،اﺧﺘﻼف اﻟﻤﺬهﺐ. .١اﻟﻨﺬر هﻮ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أﻧﻮاع :ﻧﺬر اﻟﻌﻔّﺔ وﻧﺬر اﻟﺘﺒﺘّﻞ وﻧﺬر اﻟﺘﺮهّﺐ وﻧﺬر ﻻ ﻻ ﻳﺘﺰوّج أو أن اﻟﻜﻬﻨﻮت .ﻳﻨﺬر اﻟﺸﺎب أو اﻟﺸﺎﺑﺔ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻔﻴﻔًﺎ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻠّﻬﺎ أو ﺑﺘﻮ ً ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺮهﺒﻨﺔ أو أن ﻳﺼﻴﺮ آﺎهﻨًﺎ .ﻓﻤﻦ ﻧﺬر ﻧﺬرًا ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﺬور اﻷرﺑﻌﺔ ﺛ ّﻢ رﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﻧﺬرﻩ ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج .وإذا ﺗﺬآّﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج أﻧّﻪ ﻧﺎذر ﻧﺬرًا ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﺬور اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ أﻳﻀًﺎ أن ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻨﻪ ﻻ. ﺣﺎ ً .٢اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮّم – هﻮ اﻟﺨﻤﺴﻮن ﻳﻮﻣًﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ،أي اﻟﺼﻮم اﻟﻜﺒﻴﺮ وﺑﺪؤﻩ ﻣﻦ اﺛﻨﻴﻦ اﻟﺮﻣﺎد إﻟﻰ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ،واﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد وﺳﺒﺐ ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻗﺪ رﺗّﺒﺖ هﺬﻩ اﻷزﻣﻨﺔ ﺗﺤﺮﻳﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷزﻣﻨﺔ هﻮ أ ّ ﻟﻜﻲ ﻳﻤﺎرس أﺑﻨﺎؤهﺎ اﻟﺼﻮم واﻟﺘﻘﺸّﻒ واﻹﻣﺎﺗﺔ واﻟﺼﻼة واﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺎﺑﻦ اﷲ ﻼ ﻓﻘﻴﺮًا ﻷﺟﻠﻨﺎ ،وﻣﺼﻠﻮﺑًﺎ ﻣﺎﺋﺘًﺎ ﺣﺒًّﺎ ﺑﻨﺎ .ﻓﻬﺬﻩ اﻷزﻣﻨﺔ هﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ أزﻣﻨﺔ ﺣﺰن ﻃﻔ ً
٨١ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .واﻷﻋﺮاس أﻳّﺎم ﻓﺮح ﻓﻼ ﺗﻨﺎﺳﺐ هﺬﻩ اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺘﻔﺮّغ ﻋﻦ أﻓﺮاح اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﻼذهﺎ ﻟﻼهﺘﻤﺎم ﺑﺄﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ .وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة ﺗﻔﺴﺢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ ﺷﺮط أن ﻳﺘ ّﻢ اﻟﻌﺮس ﺑﻬﻴﺌﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت واﻷﻏﺎﻧﻲ واﻟﺒﻬﺮﺟﺎت .وآﺬﻟﻚ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻷﻋﺮاس ﻣﻦ ﻋﻴﺪ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ إﻟﻰ أﺣﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻣﻦ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد إﻟﻰ اﻟﻐﻄﺎس ،راﻏﺒﺔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ أن ﻳﺘﺄﻣّﻠﻮا ﺑﺎﻷﻓﺮاح اﻟﺮوﺣﻴّﺔ – ﻓﺮح ﻣﻴﻼد ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻓﺮح ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ اﻟﻤﺠﻴﺪة. ﺧﺒﺮ ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻓﻲ آﺮوﺗﻠﻨﺪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل أﻣﻴﺮآﺎ اﻟﺸﺮﻗﻲ .أردت أن أزور ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮة ﻓﻤﺎ آﺎن ﺧﺒﺮ ﻗﺪوﻣﻲ ﻳﺼﻞ ﺣﺘّﻰ أﺗﺖ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻟﻤﻼﻗﺎﺗﻲ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،واﻧﺘﻈﺮﺗﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻬﻞ ﻓﺴﻴﺢ .ﻓﻠـﻤّﺎ وﺻﻠﺖ وآﺎن ﻗﺪ اﻧﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ زﻳﺎرﺗﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﻗﺎل ﻟﻲ رؤﺳﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎرك ﻓﻘﺪّس وأﻋﻄﻨﺎ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﺳﻌﻴﺪًا ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﻢ اﺻﺒﺮوا ﻟﻜﻲ أﻋﺮّف اﻟﺬﻳﻦ أﺧﻄﺄوا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪّة وأهﺎﻧﻮا اﷲ ﻓﺼﺎح ﺷﻴﺦ ﻣﻨﻬﻢ آﻴﻒ ﻧﻬﻴﻦ اﷲ؟ ﻳﺎ ﺗُﺮى أ َﻣﺎ ﻳُﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺑﻼدك ﻣﻦ ﻳﻬﻴﻦ إﻟﻬًﺎ ﻣﺎت ﻷﺟﻠﻨﺎ؟؟ ﻳﺎ أﺣﻤﻖ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﺳﻤﻌﺖ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻴﻮم ﻳﻘﻮل" :ﻣﻦ ﻗﺎل ﻷﺧﻴﻪ – أﺣﻤﻖ – ن اﷲ ،ﻷﺟﻞ آﻠﻤﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ آﻬﺬﻩ ،ﻳﺮﺳﻞ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﺬاب ﺟﻬﻨّﻢ" .ﻓﺪهﺸﺖ آﻴﻒ أ ّ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﺟﻬﻨّﻢ!! ن ﻟﻔﻈﺔ أﺣﻤﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻤﻌﻨﺎهﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – إ ّ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ أﺷ ّﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮًا ،وﺑﺎﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺿﻌﻒ ﻣﻌﻨﺎهﺎ ،أو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻒ. ﻣﻌﻨﺎهﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻓﻲ أﻳّﺎم ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺟﺎرﺣًﺎ ﻣﻬﻴﻨًﺎ .وﻓﻲ أﻳّﺎﻣﻨﺎ ﺧ ّ وآﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ واﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻴّﻒ ﻣﻌﻨﺎهﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻌﺼﻮر واﻟﺒﻴﺌﺎت؟ ن ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ – ﻣﻦ ﻗﺎل ﻷﺧﻴﻪ – ﻳﺎ أﺣﻤﻖ – اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أ ّ ن ﻣَﻦ ﻗﺎل ﻷﺧﻴﻪ آﻠﻤﺔ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﺗﺠﺮح آﺮاﻣﺘﻪ ،ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﺬاب ﺟﻬﻨﻢ – إ ّ
٨٢ ن ﻣﻦ ﺗﻌﺪّى ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺔ أﺧﻴﻪ ﻓﻜﺄﻧّﻪ ﺗﻌﺪّى ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ .وآﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺬاب ﺟﻬﻨّﻢ .ﻷ ّ اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺰﻧﻮن ﻣﻦ آﻠﻤﺔ ﺟﺎرﺣﺔ أآﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻳﺤﺰﻧﻮن ﻣﻦ ﻓﻘﺪان ﻋﺸﺮﻳﻦ أو ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻞ ﻳﺨﻄﺄ ﺧﻄﻴﺌﺔ ن ﻣَﻦ ﺗﻌﺪّى ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺧﻤﺲ ﻟﻴﺮات أو أﻗ ّ ﻟﻴﺮة .وﻣﻌﺮوف أ ّ ﻣﻤﻴﺘﺔ .إذًا ﻣَﻦ ﺗﻌﺪّى ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺔ أﺧﻴﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺟﺎرﺣﺔ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﻳﺨﻄﺄ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻤﻴﺘﺔ. واﻹﻧﺴﺎن ﺑﺤﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﺬاب ﺟﻬﻨّﻢ ،إذ ﻣﺎت ﻓﻴﻬﺎ دون ﻧﺪاﻣﺔ ن اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺪوًّا ﷲ. وﻻ اﻋﺘﺮاف ،ﻷ ّ اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك – ﺑﻮﻧﺎ – ﻷﻧّﻚ أزﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻲ وهﻤًﺎ وﺿﻼﻻً ،ﻷﻧّﻲ آﻨﺖ ﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺳﻤﻊ هﺬا اﻹﻧﺠﻴﻞ! داﺋﻤًﺎ أﺷ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ آﻼم ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﺳﻤﻌﺘﻪ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻲ أن ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﺘﻜﻠّﻢ آﻼﻣًﺎ ﻳﺠﺮح ﺑﻪ اﻹﻧﺠﻴﻞ ،أﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻗﺮﻳﺒﻪ!! ﻻ ﻋﻘﻞ ﻟﻚ ﻲ – أﻧﺖ ﻻ ﻧﻔﺲ ﻟﻚ – اﻟﺸﺎب :ﻣﺎ هﻮ ﺑﺮهﺎﻧﻚ؟ اﻟﻜﺎﻓﺮ- : ﻗﺎل آﺎﻓﺮ ﻟﺸﺎب ﻣﺴﻴﺤ ّ ﻷﻧّﻲ ﻻ أراهﺎ ! – اﻟﺸﺎب :وأﻧﺎ أﻗﻮل ﻻ ﻋﻘﻞ ﻟﻚ .ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻜﺎﻓﺮ :آﻴﻒ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻟﻲ ذﻟﻚ؟ -اﻟﺸﺎب :ﻷﻧّﻲ ﻻ أرى ﻋﻘﻠﻚ! ي ﻣﻦ اﻻﺛﻨﻴﻦ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﺘﺪي؟ ﺑﺄ ّ آﺎن ﺷﺎﺑّﺎن ﻳﺸﺘﻐﻼن ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى دواﺋﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻳﺘﻘﺎﺿﻴﺎن ﻣﺮّﺗﺒًﺎ ﻣﺘﺴﺎوﻳًﺎ. ﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻳﻤ ّﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻬﻮة ﻳﻘﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ وﻗﺘﻪ أﺣﺪهﻤﺎ آﺎن آ ّ ﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ أآﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻳﻜﺴﺐ ﺑﻨﻬﺎرﻩ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺣﺘّﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ،ﻳﺒﺪّد آ ّ ي أو اﺳﺘﺪان ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻘﺎدم .أﻣّﺎ ﻞ ﻣﻌﺎﺷﻪ اﻟﺸﻬﺮ ّ اﻟﺸﻬﺮ ﺣﺘّﻰ ﻳﻜﻮن ﺻﺮف آ ّ ﺶ ﻟﻬﻢ ﺶ ﻟﻪ واﻟﺪﻩ وإﺧﻮﺗﻪ وﻳﻬ ّ اﻟﺸﺎب اﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎن ﻳﻮاﺻﻞ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻴﻬ ّ وﻳﺘﻌﺸّﻮن ﺛ ّﻢ ﻳﺴﻬﺮون ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ أو ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻋﻨﺪ أﺣﺪ اﻟﺠﻴﺮان ﻓﻴﻘﻀﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﺛ ّﻢ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻳﺼﻠّﻲ وﻳﻨﺎم.
٨٣ اﻧﻘﻀﻰ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ هﺬﻳﻦ اﻟﺸﺎﺑّﻴﻦ ،ﻓﺎﻟﺸﺎب ﻋﺸﻴﺮ اﻟﻘﻬﻮة ﻣﺎ آﺎن ﻟﻴﻤﻠﻚ ﻓﻠﺴًﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺎدﻩ ﻣﺪّة ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات .أﻣّﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺼﺎر ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺒﻠﻎ آﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻼ وﺻﻨﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﺟﻨﻴﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺎآﻬﺔ أﻧﻮاع اﻟﻤﺎل اﺷﺘﺮى ﻗﻄﻌﺔ أرض وﺑﻨﻰ ﺑﻴﺘًﺎ ﺟﻤﻴ ً وﺟﻬّﺰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﺮش اﻟﻼﻳﻖ ﺛ ّﻢ اﺧﺘﺎر ﻓﺘﺎة وﺗﺰوّﺟﻬﺎ ورزﻗﻪ اﷲ ﺑﻨﻴﻦ ﻋﻠّﻤﻬﻢ ﻓﻜﺎن ﻋﻠَﺖ ﻣﻨـﺰﻟﺘﻪ ﺑﻴﻦ أهﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﺐ واﻟﻤﻬﻨﺪس واﻷﺳﺘﺎذ واﻟﺼﻴﺪﻟﻲ وارﺗﻔﻊ ﻣﻘﺎﻣﻪ و َ اﻟﺒﻠﺪة وﺻﺎر ﻣﻦ أﻋﻴﺎﻧﻬﺎ وآﺒﺎرهﺎ. ﻻ وﺗﺰوّج ﻓﻜﺎن وأﻣّﺎ رﻓﻴﻘﻪ ﻋﺸﻴﺮ اﻟﻘﻬﻮة ﻓﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ .اﺳﺘﺄﺟﺮ ﻣﻨـﺰ ً ﻓﻲ أﺷﻬﺮ آﺜﻴﺮة ﻻ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ دﻓﻊ أﺟﺮة اﻟﻤﻨـﺰل .ﻓﻴﺴﻤﻊ آﻼﻣًﺎ ﻻذﻋًﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻨـﺰل ﻳﻬﺪّدﻩ ﺑﺎﻟﻄﺮد. وآﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ - :اﻟﻘﻠّﺔ ﺗﻮرث اﻟﻨﻘﺎر – ﻓﻜﺎن داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﻧﺰاع ﻣﻊ اﻣﺮأﺗﻪ وﻋﻠﻰ ﺷﺎآﻠﺔ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻳﻨﺸﺄ اﻷوﻻد ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﻐّﺼﺔ وﻋﻴﺸﻪ أﻟﻴﻤًﺎ ﻣﺮًّا! ي اﻻﺛﻨﻴﻦ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﺘﺪي؟؟ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ﺑﺄ ّ ﺧﺒﺮ ﺳﺄل ﻳﻮﻣًﺎ أب آﺎﻓﺮ اﺑﻨﻪ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻴﺴﻮﻋﻴّﻴﻦ ﻣﺎذا ﻳﻌﻠّﻤﻚ هﺆﻻء اﻟﺮهﺒﺎن؟ ﻓﺄﺟﺎب اﻟﻮﻟﺪ :إﻧّﻬﻢ ﻳﻌﻠّﻤﻮﻧﻲ أن أﻃﻴﻌﻚ وأﺣﺘﺮﻣﻚ وأآﺮّﻣﻚ وأﺣﺒّﻚ .ﻓﺘﺄﺛّﺮ اﻷب وﺗﺎب ﻋﻦ آﻔﺮﻩ. ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﻐﺎرة هﻠﻤّﻮا أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن إﻟﻰ اﻟﻤﻐﺎرة ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ. ﻣﺪرﺳﺔ ﺗﻌﻠﱡﻢ اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ،اﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻟﻮداﻋﺔ ،اﻟﺼﺒﺮ واﻻﺣﺘﻤﺎل ،اﻟﻜﺮم واﻟﺴﺨﺎء ،اﻟﺰهﺪ ﻓﻲ ﺧﻴﺮات اﻷرض. ﺗﻌﺎﻟﻮا أﻳّﻬﺎ اﻷﻏﻨﻴﺎء وﺗﻌﻠّﻤﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع اﻟﺰهﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺎل ،ﺗﻌﻠّﻤﻮا اﻻآﺘﻔﺎء ﺑﻀﺮورﻳّﺎت اﻟﺤﻴﺎة ،ﺗﻌﻠّﻤﻮا اﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ! ﺗﻌﺎﻟَﻮا أﻳّﻬﺎ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺘﻀﺎﻳﻘﻮن واﻧﻈﺮوا اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻓﺮﺣًﺎ ﻣﺴﺮورًا وهﻮ ﻓﻲ أﺷ ّﺪ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻀﻴﻖ!
٨٤ ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﻣﺤﺒّﻲ اﻷﻣﺠﺎد واﻟﻜﺮاﻣﺎت وﺗﻌﻠّﻤﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع اﻟﻮداﻋﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻧﺨﻔﺎض اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻧﺤﻮ إﺧﻮﺗﻜﻢ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ! ﺗﻌﺎﻟﻮا أﻳّﻬﺎ اﻷﻗﻮﻳﺎء وﺗﻌﻠّﻤﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع اﻟﺮﻓﻖ ﺑﺈﺧﻮﺗﻜﻢ واﻟﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻬﻢ! ﺗﻌﺎﻟﻮا أﻳّﻬﺎ اﻟﺤﺰاﻧﻰ واﻟﺒﺎﺋﺴﻮن وﺗﻌﺰّوا ﺑﻤﺸﺎهﺪة اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﺑﺎﺋﺴًﺎ ﻣﺴﻜﻴﻨًﺎ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻟﻴﺠﻌﻠﻜﻢ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ! ﺗﻌﺎﻟﻮا أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺮﺿﻰ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﻮن واﻧﻈﺮوا اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻳﺤﺘﻤﻞ أﻟﻢ اﻟﺒﺮد واﻟﻔﻘﺮ ﻟﻴﺠﻌﻠﻜﻢ ﺳﻌﺪاء ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻪ! ﺗﻌﺎﻟﻮا أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺜﻘﻠﻮن ﺑﺎﻟﻬﻤﻮم واﻟﺸﺪاﺋﺪ واﻧﻈﺮوا اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻳﺒﺘﺴﻢ وهﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻦ! ﺗﻌﺎﻟﻮا أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺒّﺎن واﻟﺸﺎﺑّﺎت وﺗﻌﻠّﻤﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻗﻬﺮ اﻟﺠﺴﺪ واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ. ﻲ ﻞ ﻣﻨّﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠّﻢ اﻹﻟﻬ ّ ﻟﻨﺬهﺐ آﻠّﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﻐﺎرة ﻟﻴﺘﻌﻠّﻢ آ ّ ﻳﺴﻮع اﻟﻄﻔﻞ! أﻧﺖ ﻧﺤﺲ ﺑﻄﺮس – إﻧﺸﺎء اﷲ آﺎﻧﺖ ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﻤﻴﻼد ورأس اﻟﺴﻨﺔ واﻟﻐﻄﺎس ﻣﻠﻴﺤﻪ ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻲ!! ﺑﺎﻷﻟﻒ ﺣّﻨﺎ – ﻣﻦ أﻳﻦ ﻣﻠﻴﺤﻪ ﺧﺴﺮت أﻟﻒ ﻟﻴﺮة .اﷲ ﻳﻠﻌﻦ هﺎﻟﺴﻨﺔ ﻧﺤﺲ ﻋﻠ ّ ﻟﻴﺮة آﻨﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺳﻄﺢ اﻟﺒﻴﺖ راح ﻳﻬﺒﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ!! ن اﻟﺴﻨﺔ ﺗﺸﺮق ﺷﻤﺴﻬﺎ ﺑﻄﺮس – إﻧﺖ ﻧﺤﺴﺖ اﻟﺴﻨﺔ – ﻣﺎش هﻲ ﻧﺤﺴﺘﻚ – ﻷ ّ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻨﻈﺎم وﺗﻤﻄﺮ ﺑﻨﻈﺎم وﺗﻌﻄﻲ ﺛﻤﺎرهﺎ ﺑﻨﻈﺎم وﺗﺴﻴﺮ ﺣﺴﺐ ﻧﻈﺎم اﻟﺨﺎﻟﻖ وﻟﻜﻨّﻚ أﻧﺖ ﺗﺨﺎﻟﻒ أواﻣﺮﻩ .اﻟﺴﻨﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ وأﻧﺖ اﻟﻨﺤﺲ!!
٨٥ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺰواج ﺗﺎﺑﻊ ن اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﺰواج ﺛﻼﺛﺔ – اﻟﻨﺬر واﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮّم ذآﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻖ أ ّ واﺧﺘﻼف اﻟﻤﺬهﺐ .وﺷﺮﺣﻨﺎ اﻟﻨﺬر واﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮّم واﻵن ﻧﺸﺮح ﻣﺎﻧﻊ اﺧﺘﻼف ﻲ. ﻲ وﻏﻴﺮ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻴﻦ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ آﻤﺎ ﺗﺤﺎﻓﻆ اﻷ ّم ﻋﻠﻰ ﺻﺤّﺔ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ آﺬﻟﻚ ﺗﺤﺎﻓﻆ أﻣّﻨﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮس ﻲإّ ﻻ ﺗﺤﺖ ﺷﺮوط: أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ أن ﻳﻌﻘﺪوا زواﺟًﺎ ﻣﻊ ﻏﻴﺮ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺬهﺒﻪ وأن ﻳﺘﻌﻬّﺪ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻏﻴﺮ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ﺑﺄن ﻳﺘﺮك .١أن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ. ﻟﺰوﺟﺘﻪ اﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ دﻳﻨﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺬهﺒﻬﺎ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ .٢أن ﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﻃﻼﻗًﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. .٣أن ﺗﺮﺑّﻲ اﻷوﻻد ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺣﻘّﺔ. ﻲ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻠﺰﻣﻪ ﺑﻬﺎ ن اﷲ ﻳﻠﺰم ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ أي أ ّ ﻖ إﻟﻬ ّ وهﺬﻩ اﻟﺸﺮوط هﻲ ﺣ ّ ﻲ وأن ﻳﺮﺑّﻲ أوﻻدﻩ ﻲ ﻓﻲ ﻣﺬهﺒﻪ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ أن ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .إﻟﺰام إﻟﻬ ّ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺣﻘّﺔ وأن ﻳﻌﻘﺪ زواﺟﻪ ﻋﻘﺪًا ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻻ اﻧﻔﺼﺎل ﻓﻴﻪ .ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻐﻴﺮ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻃﻼق .واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻄﻼق ﻣﺨﺎﻟﻔًﺎ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﷲ. ﻲ أن ﻳﻌﻘﺪ زواﺟًﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻼق .وإذا ﻃﻠّﻖ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻠﺰم اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ ﻣﻘّﻴﺪًا ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻘﺪ زواﺟًﺎ ﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻏﻴﺮ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﺟﺪﻳﺪًا. ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﻠﻦ اﻟﺰواج ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪﻩ ﺣﺬرًا ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﻮاﻧﻊ ﺗﺒﻄﻠﻪ وهﺬا اﻹﻋﻼن ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻤﻨﺎدﻳﺎت .ﻓﺎﻷﻣﻮر اﻟﻤﻬﻤّﺔ ﻳﺠﺐ اﻟﺒﺤﺚ ن ﻋﺪم واﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻴﻬﺎ .واﻟﺰواج ﻣﻦ أه ّﻢ اﻷﻣﻮر وأﻋﻈﻤﻬﺎ ﻷ ّ ﺻﺤّﺘﻪ ﻳﺴﺒّﺐ أﺿﺮار ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻟﻠﻔﺮﻳﻘﻴﻦ. ﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ وﻳﻌﻠﻢ ﻓﺎﻟﻤﻨﺎدﻳﺎت ﺗﺤﻮل دون ﺣﺼﻮل هﺬﻩ اﻷﺿﺮار ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﻠﺰم آ ّ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺎﻧﻊ ،ﺑﺄن ﻳُﻌﻠﻢ ﺧﻮري اﻟﺮﻋﻴّﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﻧﻊ ،وإن ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻳﺨﻄﺄ آﺒﻴﺮًا وﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم اﻟﺼﻐﻴﺮ.
٨٦ ن اﻻﺑﻨﺔ اﻟﻤﺰﻣﻌﺔ أن ﺗﻌﻘﺪ زواﺟًﺎ ﻣﻊ ﻓﻼن هﻲ ﻣﻜﺮهﺔ ﻼ إذا ﻋﻠﻢ ﺷﺨﺺ أ ّ ﻣﺜ ً ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج أن ﻳﺠﺒﺮهﺎ أﺣﺪ ﻋﻠﻴﻪ .أو أﻧّﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﺮاﺑﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻜﺎهﻦ .أو ن اﻟﻤﺰﻣﻊ ﺑﻌﻘﺪ زواﺟًﺎ هﻮ ﻣﻘﻴّﺪ ﺑﺰواج أو ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ اﻟﺘﻲ أّ ﺳﻨﺬآﺮهﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻲ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب روم وﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﺸﺎب اﻟﺮوم – ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ – ﻧﺴﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﻳّﺎم ﻳﻠﻬﺠﻮن ﺑﺎﺗّﺤﺎد اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻓﻤﺎذا ﻳﻌﻨﻲ اﺗّﺤﺎد اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ؟ ﻲ – اﺗّﺤﺎد اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ أن ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻋﺎﺋﻠﺔ واﺣﺪة ﻟﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ أب واﺣﺪ ،وﺟﺴﻤًﺎ واﺣﺪ ﻟﻪ رأس واﺣﺪ ،وﺑﻴﺘًﺎ واﺣﺪًا ﻟﻪ أﺳﺎس واﺣﺪ .وهﺬﻩ هﻲ ﺖ أن ﻳﻜﻮن هﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻼ - :أﺳﺄﻟﻚ ﻳﺎ أﺑ ِ إرادة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻘﺪ ﺻﻠّﻰ إﻟﻰ أﺑﻴﻪ ﻗﺎﺋ ً أﻋﻄﻴﺘﻨﻲ واﺣﺪًا آﻤﺎ أﻧّﻲ أﻧﺎ وأﻧﺖ واﺣﺪ .واﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻗﺪ ﻋﺎﺷﻮا إﻟﻰ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ واﺣﺪًا ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ،واﺣﺪًا ﺑﺄﺳﺮارهﻢ ،واﺣﺪًا ﺑﺮﺋﺎﺳﺘﻬﻢ إذا آﺎن اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻓﻲ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ﻳﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑﺎﺑﺎ روﻣﻴﺔ وﻳﺘﻘﺒّﻠﻮن ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ آﺄﻧّﻬﺎ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺑﻄﺮس. ﺣﻴَﻞ، ﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﻪ ﻣﻦ ِ ن اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻗﺪ ﻏﺎﻇﻪ اﺗّﺤﺎد اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻞ آ ّ ﻻأّ إّ ﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ،وﻣﻄﺎﻣﻊ اﻟﻤﻠﻮك وﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ واﺳﺘﺨﺪم اﻟﻨﻔﻮر اﻟﺴﻴﺎﺳ ّ اﻟﺨﺎﺻّﺔ ،ﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ. اﻟﺸﺎب اﻟﺮوم – ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺮوم واﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ أﻟﻴﺲ اﻹﻳﻤﺎن واﺣﺪًا واﻷﺳﺮار واﺣﺪة واﻟﻤﺴﻴﺢ واﺣﺪ؟ ﻲ – إّ اﻟﺸﺎب اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ن اﻹﻳﻤﺎن واﺣﺪ واﻷﺳﺮار واﺣﺪة واﻟﻤﺴﻴﺢ واﺣﺪ .إﻧّﻤﺎ ﻲ اﻟﺬي ﻳﺨﺎﻟﻒ إرادة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ اﻻﻧﻘﺴﺎم ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻹرادة اﻟﻤﺴﻴﺢ ،واﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ن اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ ﻳﺨﺮب اﻟﻤﺴﻴﺢ .وﻗﺪ ﻗﺎل ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ إ ّ واﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻬﺎ ﺗﺨﺮب .واﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن هﻢ ﺑﻴﺖ واﺣﺪ وﻣﻤﻠﻜﺔ واﺣﺪة آﻤﺎ أﺳّﺴﻬﻤﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن واﺣﺪًا. ن اﻵﺑﺎء اﻟﺸﺮﻗﻴّﻴﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻓﻢ اﻟﺬهﺐ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﺎﺳﻴﻠﻴﻮس واﻟﻘﺪّﻳﺲ إّ آﻴﺮﻟﻠﻮس وﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ اﻵﺑﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﺮّﻣﻮﻧﻬﻢ وﺗﻌﺘﺒﺮوﻧﻬﻢ أﻋﻤﺪة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴّﺔ،
٨٧ ﻣﻦ ﻗﺒﻮرهﻢ ﻳﻨﺎدوﻧﻜﻢ آﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا وهﻢ أﺣﻴﺎء - :ﺣﻴﺚ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻄﺮس ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻤﺴﻴﺢ. – وﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻄﺮس هﻮ ﺑﺎﺑﺎ روﻣﻴﺔ .وﻗﺪ اﻋﺘﺒﺮ هﺆﻻء اﻵﺑﺎء اﻟﺸﺮﻗﻴّﻮن ﺑﺎﺑﺎ روﻣﻴﺔ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻄﺮس ،وآﺎﻧﻮا ﻳﻠﺠﺄون إﻟﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ. ﺟﺪا. ن اﻧﻘﺴﺎم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ أﻣﺮ ﻣﺤﺰن ًّ اﻟﺸﺎب اﻟﺮوم :إ ّ اﻟﺸﺎب اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ – ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ أن ﻧﺼﻠّﻲ وﻧﺼﻠّﻲ آﺜﻴﺮًا ن هﺬﻩ هﻲ إرادة اﻟﻤﺴﻴﺢ .وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻷﺟﻞ اﺗّﺤﺎد اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻷ ّ أن ﻧﺘﻤّﻢ إرادة اﻟﻤﺴﻴﺢ!! اﻟﻜﻬﻨﻮت اﺣﺴﺒﻮا ﺷﺮﻓًﺎ آﺒﻴﺮًا – أﻳّﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﻣّﻬﺎت – أن ﻳﻜﻮن أﺣﺪ أوﻻدآﻢ آﺎه ًﻨﺎ ﻳﻘﺪّم ﻞ ﻳﻮم اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻴﺮﺿﻲ اﷲ وﻳﻬﺪّئ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻦ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ! آّ ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺳﻰ وﺳﻴﻄًﺎ ﺑﻴﻦ اﷲ واﻟﻨﺎس ﻳﺮﻓﻊ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻘﺎدﻣﻬﻢ وﻃﻠﺒﺎﺗﻬﻢ وﻳﻨﻘﻞ ي وﻳﺤﻤﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻞ ﻳﻮم ﻣﻊ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻣﻦ اﷲ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﺮآﺎﺗﻪ وﻧﻌﻤﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺨﺘﻠﻲ آ ّ ﻳﺪﻳﻪ وﻳﻮزّﻋﻪ ﻗﻮﺗًﺎ وﻏﺬا ًء ﻟﻠﻨﻔﻮس. ﻳﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﺎس ﻣﻊ اﷲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ وﻳﻤﺤﻮ ﺧﻄﺎﻳﺎهﻢ وﻳﺮﻳﺢ ﺿﻤﺎﺋﺮهﻢ وﻳﺠﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻟﺴﻼم واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ. ﻇﻔًﺎ آﺒﻴﺮًا. أﻳّﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﻣّﻬﺎت ﺗﻔﺨﺮون ﺑﺄن ﻳﻜﻮن وﻟﺪآﻢ ﻃﺒﻴﺒًﺎ أو ﻣﺤﺎﻣﻴًﺎ أو ﻣﻮ ّ أﻻ ﺗﻔﺨﺮون ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻃﺒﻴﺒًﺎ روﺣﻴًّﺎ ﻳﺪاوي اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻞ اﻷﺟﺴﺎد آﻤﺎ ﻳﻔﻀّﻞ اﻟﺬهﺐ اﻟﺘﺮاب؟ أﻻ ﺗﻔﺨﺮون ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﺎﻣﻴًﺎ روﺣﻴًّﺎ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن إهﻼآﻬﺎ؟ أﻻ ﺗﻔﺨﺮون ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﻮ ّ ﻇﻔًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻣﻠﻮك اﻷرض وﺳﻼﻃﻴﻨﻬﺎ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ هﺆﻻء أن ﻳﺤﻠّﻮا ﺧﻄﻴﺌﺔ واﺣﺪة أو ﻳﻘﺪّﺳﻮا ﻗﺪّاﺳًﺎ واﺣﺪًا أو ﻳﻨﺎوﻟﻮا ﻣﻨﺎوﻟﺔ واﺣﺪة؟
٨٨ إذ ﻃﻠﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳّﺔ أﺣﺪ أوﻻدآﻢ ﻟﻴﻜﻮن ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺗﻘﺪّﻣﻮﻧﻪ ﻟﻪ ﺑﻔﺮح وﻓﺨﺮ .ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﺗﻘﺪّﻣﻮﻧﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻠﻮك إذا دﻋﺎﻩ ﻟﻴﻜﻮن آﺎهﻨًﺎ؟ اﻧﻘﺮﺿﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻨﺎ ن ﺷﺎرل دﻩ ﻣﺎزﻧﻮ اﻟﺬي آﺎن ﺳﻠﻴﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻗﺎل ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ :أرﻳﺪ أن أﺻﻴﺮ إّ آﺎهﻨًﺎ .ﻓﺄﺟﺎﺑﺎﻩ :أﻧﺖ اﺑﻨﻨﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﺈذا ﺻﺮت آﺎهﻨًﺎ اﻧﻘﺮﺿﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻨﺎ .ﻗﺎل ﺷﺎرل: ﻼ ﻟﻪ اﻓﻌﻞ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ﻣﺎ إﻧّﻪ ﺷﺮف ﻋﻈﻴﻢ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻨﺎ أن ﺗﻨﻘﺮض ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ .ﻓﻘﺒّﻠﻪ أﺑﻮﻩ ﻗﺎﺋ ً دﻋﺎك اﷲ إﻟﻴﻪ .ﻓﺼﺎر آﺎهﻨًﺎ ﺛ ّﻢ أﺳﻘﻒ ﻣﺮﺳﻴﻠﻴﺔ ﺛ ّﻢ أﻧﺸﺄ رهﺒﺎﻧﻴّﺔ ﻧﻤﺖ واﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ! اﻟﻐﻄﺎس هﻮ ﻋﻴﺪ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺎد ﻓﻲ اﻷﻋﺪاد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻧﺨﺘﻢ آﻼﻣﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻋﻦ رﺗﺒﺔ اﻟﻌﻤﺎد. ن رﺗﺒﺔ اﻟﻌﻤﺎد آﺮﺗﺒﺔ اﻟﻘﺪّاس ﻓﻜﻤﺎ ﻧﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس ﻣﺘﺨﺸّﻌﻴﻦ آﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن إّ ﻧﻜﻮن وﻗﺖ اﻟﻌﻤﺎد. ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺎد ﻳﺘ ّﻢ ﻋﻬﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﻴﻦ اﷲ واﻟﻄﻔﻞ وﺑﻬﺬا اﻟﻌﻬﺪ ﻳﺘﺒّﻨﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻄﻔﻞ ي. ﻓﻴﺼﻴﺮ اﺑﻨًﺎ ﻟﻪ وﻳﻜﺘﺴﺐ ﺣﻘًّﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺮاث أﺑﻴﻪ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻖ ﻖ اﻟﺒﻨﻮّة ﷲ وﺣ ّ ﻓﻬﺬا اﻟﺘﻌﻬّﺪ هﻮ ﺣﺪث ﻋﻈﻴﻢ ﺟﺪًّا ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻄﻔﻞ إذ ﻳﻜﺴﺒﻪ ﺣ ّ ي وﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻳﺘ ّﻢ ﺑﻴﻦ اﷲ واﻟﻄﻔﻞ ﻳﻨﻮب اﻟﻌﺮاب ﻋﻦ اﻹرث اﻟﺴﻤﺎو ّ اﻟﻄﻔﻞ. ﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ وﻳﻠﺘﺰم أن ﻓﺎﻟﻌﺮّاب ﻳﺘﻘﺒّﻞ اﻟﻤﻌﺎهﺪة ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻬﻮ أب روﺣ ّ ﻳﻌﻨﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻐﻴّﺐ واﻟﺪﻳﻪ أو ﺗﻘﺼﻴﺮهﻤﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﻤﻘﺪّس.
٨٩ ﻲ ﻟﻠﻌﺮاب ن اﻟﻄﻔﻞ اﺑﻦ روﺣ ّ وﺗﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮّاب واﻟﻄﻔﻞ ﻗﺮاﺑﺔ روﺣﻴّﺔ هﻲ أ ّ ﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ وهﺬﻩ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﺰواج ﺑﻴﻦ اﻟﻄﻔﻞ واﻟﻌﺮّاب أب روﺣ ّ ب ﻋﺮاﺑًﺎ ﻟﻄﻔﻠﺔ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺒﺮ ﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻳﺘﺰوّﺟﻬﺎ. ﻼ – إذا آﺎن ﺷﺎ ّ واﻟﻌﺮّاب – ﻣﺜ ً ﻷﻧّﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺮاﺑﺔ روﺣﻴّﺔ وﻟﻜﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ. ﻼ وإذا ﺣﺪث أن ﻣﺎت اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺨﻄﺄ اﻟﻮاﻟﺪان إذا أﺧّﺮا ﻋﻤﺎد ﻃﻔﻠﻬﻤﺎ زﻣﻨًﺎ ﻃﻮﻳ ً ﺑﺪون ﻋﻤﺎد ﻳﻜﻮن ذﻧﺐ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﺟﺪًّا .إذ ﻳﺤﺮﻣﺎﻧﻪ ﺳﻌﺎدة ﺧﺎﻟﺪة. اﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﺘﻲ هﻲ ﺿ ّﺪ اﻟﻌﻤﺎد ﻚ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ آﺜﻴﺮًا. .١ﻗﺮص اﻟﻄﻔﻞ وﻗﺖ اﻟﻌﻤﺎد ﺣﺘّﻰ ﻳﺒﻜﻲ ﻷﻧّﻪ إذا ﻟﻢ ﻳﺒ ِ .٢ﻳﺆﺧّﺮون اﻟﻌﻤﺎد ﺷﻬﻮرًا ﺑﻞ ﺳﻨﻴﻦ ﻟﻐﻴﺎب اﻟﻌﺮّاب اﻟﺬي آﺎن ﻋﺮاﺑًﺎ ﻹﺧﻮﺗﻪ ن اﻟﻌﺮّاب ﻻ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻤﻴﺮون ﻟﻐﻴﺮﻩ. ﻷّ ﻻ ﻳﻤﻮت اﻟﻄﻔﻞ. ﻼ وإ ّ ﻼ ﻗﺒ ً .٣ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺮّاب ﻗﺪ ﻋﻤّﺪ ﻃﻔ ً .٤اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧّﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻳﺤﻀﺮ اﻟﻮاﻟﺪان ﻋﻤﺎد ﻃﻔﻠﻬﻤﺎ ﺑﻞ أﺣﺪهﻤﺎ ﻓﻘﻂ. ﻲ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ إﻧّﻚ رﺳﻮل ﻣﻦ رﺳﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻧﻮت ،ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع، ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أو ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ. إﻧّﻚ رﺳﻮل ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺘﺠﺴّﺪ وذﻟﻚ ﺑﺤﺪﻳﺜﻚ اﻟﻤﺘﺮﻓّﻊ ﻋﻦ اﻟﺪﻧﺎﻳﺎ. ﻞ آﻠﻤﺔ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺘﻚ وﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻚ وﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ﺣﺘّﻰ إﻧّﻚ رﺳﻮل ﻳﺴﻮع ﺑﻜ ّ ﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ. ﺗﻜﻮن اﻟﺰرع اﻟﺠﻴّﺪ ﻓﻲ آ ّ إﻧّﻚ رﺳﻮل ﻳﺴﻮع ﺗﻘﺪّم اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ واﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻟﻠﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ وﺗﺴﻨﺪ ﺿﻌﻒ ﻞ ﻞ ﺣﺮآﺔ أو آ ّ اﻟﻀﻌﻔﺎء ،وﺗﺴﺘﺮ ذﻧﻮب ﻗﺮﻳﺒﻚ وﺟﻴﺮاﻧﻚ ﻓﻼ ﻳﻠﻌﻠﻊ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻟﻜ ّ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻳﺼﺪر ﻋﻦ ﺟﺎرك. إﻧّﻚ رﺳﻮل اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻤﺜﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ وﺳﻴﺮﺗﻚ اﻟﺤﺴﻨﺔ ﺗﺤﺮّك ﻣﻦ ﻳﺮاك وﺗﺠﺮّﻩ وراءك آﻤﺎ آﺎن ﻳﺴﻮع ﻳﻌﻤﻞ وﻳﻌﻠﻢ وﻗﺪ ﻗﺎل ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ" :ﻟﻘﺪ أﻋﻄﻴﺘﻜﻢ اﻟﻤﺜﻞ ﺣﺘّﻰ آﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ أﻧﺎ ﺗﻔﻌﻠﻮن أﻧﺘﻢ".
٩٠ إﻧّﻚ رﺳﻮل اﻟﻤﺴﻴﺢ إذًا ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻣﺖ اﻟﻄﻮﻳﻞ. ن ﻣﻦ ﻳﻘﻮل وﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻷﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺠﺮس اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻘﺪ ﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ" :إ ّ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻻ ﻳﻨـﺰل هﻮ أﺑﺪًا إﻟﻴﻬﺎ". ن ﻣﺴﻴﺤﻴًّﺎ واﺣﺪًا ﻣﺘﺤّﻠﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى وأﻣّﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ اﻟﺬهﺒﻲ اﻟﻔﻢ ﻓﻴﻘﻮل" :إ ّ واﻟﻐﻴﺮة ﻓﻲ وﺳﻌﻪ أن ﻳﺮ ّد إﻟﻰ اﷲ ﺑﻠﺪة ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ". أﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أوزاﻧﺎم! ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﺠﺒﻦ أﻧﺖ؟ ﺧﺒﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻤﺠّﺪ اﷲ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ ﻼ ﻳﺘﻨﻘّﻞ واﻟﻌﺮق ﻳﺘﺼﺒّﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻪ .ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻟﻤﺎذا رأى اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻋﺎﻣ ً ﺗﺸﺘﻐﻞ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ؟ ﻓﺄﺟﺎب اﺷﺘﻐﻞ ﻟﻜﻲ أآﺴﺐ ﺧﺒﺰي اﻟﻴﻮﻣﻲ .ﻣﺎذا ﻳﻔﻴﺪك اﻟﺨﺒﺰ اﻟﻴﻮﻣﻲّ؟ أﺟﺎب اﻟﻌﺎﻣﻞ – ﺣﺘّﻰ أﻋﻴﺶ ﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﻴﺶ؟ ﻓﺘﻠﻌﺜﻢ اﻟﻌﺎﻣﻞ وﻟﻢ ﻳﺮ ّد ﺟﻮاﺑًﺎ .ﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ :ﺗﻌﻴﺶ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﻌﺒﺪ اﷲ وﺗﺤﺒّﻪ وﻧﻤﺠّﺪﻩ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻨﺎ وأﺧﻴﺮًا ﻧﺮث ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ .ﺗﺄﺛّﺮ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ آﻼم اﻟﻘﺪّﻳﺲ وﺻﺎر داﺋﻤًﺎ ﻳﻘﺪّم أﻋﻤﺎﻟﻪ وأﺗﻌﺎﺑﻪ ﻟﻤﺠﺪ اﷲ وﻳﺤﺘﻤﻠﻬﺎ ﺑﺼﺒﺮ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﷲ! ﺧﺮاب اﻟﺒﻴﻮت ذات ﻟﻴﻠﺔ وﺻﻠﺖ ﺑﺪرا إﻟﻰ ﻋﻨﺪ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻴﻠﻰ ﻟﺘﻘﻀﻲ وﻗﺘًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﺮة ﻓﺮأﺗﻬﺎ ﺣﺰﻳﻨﺔ آﺌﻴﺒﺔ اﻟﺪﻣﻊ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ واﻟﻐﺼّﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ .ﻓﺘﺄﺛّﺮت ﺑﺪرا وﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻚ ﻳﺎ ﺟﺎرة؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ :ﻓﻲ ﺻﺪري ﺿﻴﻖ ﻳﻜﺎد ﻳﺨﻨﻘﻨﻲ ،وﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺴﺮة ﺗﻜﺎد ﺗﻤﻴﺘﻨﻲ .ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ﻟﻢ أﺳﻬﺮ ﻣﻊ زوﺟﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺤﻴﺎة وأﻣﻮر اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻟﺒﻴﺖ ﻓﻼ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻗﺒﻞ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﺿﻴًﺎ هﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻤﺎر ﻳﺒﺬر ﻣﺎﻟﻪ وأﺗﻌﺎﺑﻪ ﺣﺎرﻣًﺎ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻣﻨﻬﺎ .ﻓﺒﻴﺘﻨﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ،وﻧﻠﺘﺰم ﻼ ﻟﻮﻟﺪﻳﻨﺎ ،وأﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻬﻤّﻨﻲ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻷﻧّﻲ أن ﻧﻬﻴّﺊ ﻣﺴﺘﻘﺒ ً
٩١ ن هﺬا اﻟﺸﺎب ﻣﺎ ﻋﺪت أﻋﺒﺄ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة وﺻﺎرت ﻟﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺮّة أﻟﻴﻤﺔ .وﻣﺎ آﻨﺖ أﺣﻠﻢ ﺑﺄ ّ ﻞ ﻗﻠﺒﻲ ووﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺛﻘﺘﻲ وﺁﻣﺎﻟﻲ وﻳﺨﻮﻧﻨﻲ وﻳﺨﺪﻋﻨﻲ!! آﻠﻤﺘﻪ اﻟﺬي أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻣﻦ آ ّ ﺑﻄﻠﻒ ﻣﺮّات ﻋﺪﻳﺪة ﻋﻦ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮ آﻼﻣﻲ أدﻧﻰ ﻣﺒﺎﻻة ،وﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﺑﻞ ﻳﻌﻴﺶ آﻐﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻪ وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ. ﻞ آﻠﻤﺔ أو أﺣﻴﺎ ًﻧﺎ آﺜﻴﺮة ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻘﻄّﺐ اﻟﺠﺒﻴﻦ – ﻣﻨﺮﻓﺰ – ﻳﻐﻀﺐ ﻣﻦ أﻗ ّ ﺣﺮآﺔ ﻣﻦ اﻷوﻻد ﻓﺄﻋﻠﻢ أﻧّﻪ ﺧﺴﺮ آﻤﻴّﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎل. اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺗﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ﺑﺒﺎﻗﻲ اﻟﻘﺴﻂ وﺗﻬﺪّد ﺑﻄﺮد اﻷوﻻد ،واﻟﺒﺎرﺣﺔ آﺎن وﻋﺪﻧﻲ ﺑﺄﻧّﻪ ﺐ وﻳﺸﺘﻢ ﺧﺮًا وﻟـﻤّﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ دراهﻢ أﺧﺬ ﻳﺴ ّ ﻳﻘﺒﺾ وﻟﻜﻨّﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء ﻋﺎد ﻣﺘﺄ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻗﺒﻀﻪ. واﻟﺸﺮر ﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،ﻳﻈﻬﺮ أﻧّﻪ ﺧﺴﺮ آ ّ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﻮاﻧﻴﺖ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻲ وأﻧﺎ أﻋﺪهﻢ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ اﻟﺸﻬﺮ. ﻓﻤﺎذا أﻓﻌﻞ وآﻴﻒ أواﺟﻪ اﻟﻨﺎس؟ ﻗﺪ ﺿﺎﻗﺖ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ وﺟﻬﻲ وﺻﺮت أﺗﻤﻨّﻰ اﻟﻤﻮت وأﺳﺘﻌﺬﺑﻪ ،وﻟﻮﻻ واﻟﺪي ﻟﻜﻨﺖ ﺗﺮآﺖ زوﺟﻲ ورﺣﺖ إﻟﻰ دﻳﺮ أﺧﺪم ﻓﻴﻪ وأهﺘ ّﻢ ﺑﺨﻼﺻﻲ ﻧﻔﺴﻲ: ن ﺣﺎﻟﺘﻚ – ﻳﺎ ﺟﺎرة – ﺗﺆﻟﻤﻨﻲ وﺣﻴﺎﺗﻚ هﻲ اﺳﺘﺸﻬﺎد .واﺳﺘﺸﻬﺎدك أﻃﻮل ﺑﺪرا :إ ّ ن اﷲ ﻞ ﻣﻦ إآﻠﻴﻠﻬﻢ .ﻓﻼ ﺗﻴﺄﺳﻲ إ ّ ن إآﻠﻴﻠﻚ ﻻ ﻳﻜﻮن أﻗ ّ ﻦأّ ﻣﻦ اﺳﺘﺸﻬﺎد اﻟﺸﻬﺪاء ،وأﻇ ّ ﻧﺎﻇﺮ إﻟﻰ ﺿﻴﻘﺎﺗﻚ وﺁﻻﻣﻚ آﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﺬاﺑﺎت اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﺒﺘﺴﻤًﺎ ﻟﻬﻢ. هﺬا ﻣﻨّﻲ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﺪراهﻢ ﺳﺪّي ﺣﺎﺟﺎﺗﻚ اﻟﻀﺮورﻳّﺔ وأﻧﺎ وزوﺟﻲ ﻧﺠﺘﻬﺪ ﺑﻨﺼﺢ زوﺟﻚ ﻋﻠّﻪ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻓﻴﺼﻄﻠﺢ وﻟﻨﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة أﻳﻀًﺎ !! ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄآﻞ اﻟﻔﺼﺢ ﻣﻮﺗًﺎ ﻳﻤﻮت! أﻣﺮ اﷲ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﻋﻨﺪ ﺧﺮوج اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴّﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺑﺄن ﻳﺄآﻠﻮا ﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ب وﻟﺨﺮوﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ .وذﻟﻚ ﺑﺄن ﺗﺨﺘﺎر آ ّ اﻟﻔﺼﺢ ﺗﺬآﺎرًا ﻟﻌﺒﻮر اﻟﺮ ّ ﻼ – أي ﺧﺮوﻓًﺎ ﺻﻐﻴﺮًا – ﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻪ ،وﺗﺬﺑﺤﻪ وﺗﺄآﻠﻪ ﻓﺼﺤًﺎ ﻟﻠﺮبّ ،وﺗﻠﻄّﺦ ﺣﻤ ً ﻲ ﺑﻪ. ﺑﺪم اﻟﺤﻤﻞ ﻋﺘﺒﺔ اﻟﺒﻴﺖ ﺣﺘّﻰ إذا ﻋﺒﺮ اﻟﺮبّ ،رأى دم اﻟﺤﻤﻞ ﻓﺮﺿ َ ﻓﺬﺑﺢ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴّﻮن اﻟﻔﺼﺢ وﻟﻄّﺨﻮا ﺑﺎﻟﺪم ﻋﺘﺒﺔ اﻟﺒﻴﺖ وأآﻠﻮا اﻟﻔﺼﺢ آﻤﺎ أﻣﺮهﻢ ب. اﻟﺮ ّ
٩٢ ب ﻓﻠـﻤّﺎ رأى اﻟﺪم ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴّﻴﻦ ﻓﺠﺎز – دون أن ﻳﺆذﻳﻬﺎ ﻓﻤ ّﺮ ﻣﻼك اﻟﺮ ّ ﻞ ﺑﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وأﻣّﺎ ﺑﻴﻮت اﻟﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ اﻟﻐﻴﺮ اﻟﻤﻠﻄّﺨﺔ ﺑﺪم اﻟﺤﻤﻞ ،ﻓﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ آ ّ واﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،ﻣﻦ ﺑﻜﺮ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﺘّﻰ ﺑﻜﺮ اﻟﻌﺒﺪ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺿﺮﺑﺔ هﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ وآﺎن ﺻﺮاخ وﻋﻮﻳﻞ وﺧﻮف آﺜﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ .ﻓﺄﺳﺮﻋﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺮﻋﻮن ﻻ هﻠﻜﻨﺎ .ﻓﺄﻣﺮ ﻓﺮﻋﻮن ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺄن ﻳﺨﺮﺟﻮا ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ أﺧﺮج هﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ وإ ّ ﻼ. ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻓﺨﺮﺟﻮا ﻟﻴ ً ب ﺑﻴﻦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴّﻴﻦ وﺗﺬآﺎرًا آﺎن اﻟﻔﺼﺢ ،ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﺗﺬآﺎرًا ﻟﻌﺒﻮر اﻟﺮ ّ ﻟﺨﺮوﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺑﻘﺪرة إﻟﻬﻴّﺔ .وأﻣّﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﺎﻟﻔﺼﺢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻧﺤﻦ ب ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ ﺑﻘﺪرﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وهﺬﻩ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ هﻲ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ هﻮ ﺗﺬآﺎر ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﺮ ّ ﻋﺒﻮر ﻣﻦ اﻟﻤﻮت إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة وﻧﺴﻤّﻴﻪ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻷﻧّﻪ أآﺒﺮ أﻋﻴﺎدﻧﺎ. ب ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺄن ﺗﺬﺑﺤﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ وﺗﺄآﻠﻪ هﻮ رﻣﺰ ﻳﺴﻮع ﻓﺎﻟﺤﻤﻞ اﻟﺬي أﻣﺮ اﻟﺮ ّ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺤﻤﻞ اﻟﻮدﻳﻊ – اﻟﺬي ﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻪ – واﻟﺬي ذﺑﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ .وأآﻞ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴّﻴﻦ ﺧﺮوف اﻟﻔﺼﺢ هﻮ رﻣﺰ أآﻠﻨﺎ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس. ﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻋﺘﺒﺔ اﻟﺒﺎب ﺑﺪم اﻟﺤﻤﻞ ﺣﺘّﻰ ﻻ ﻳﻤﺴّﻬﺎ اﻟﻤﻼك. ب ﺑﺄن ﺗﻠﻄّﺦ آ ّ أﻣﺮ اﻟﺮ ّ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ دم اﻟﺤﻤﻞ هﻮ دم ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي أهﺮق ﻷﺟﻠﻨﺎ .ﻓﺈذا ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ – آﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ – ﺗﻨﺪهﻦ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺑﺪم اﻟﺤﻤﻞ ﻲ ﻓﺘﻨﺤﻮ ﻣﻦ اﻟﻬﻼك. اﻹﻟﻬ ّ ب ﻟﻤﻮﺳﻰ" :ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄآﻞ اﻟﻔﺼﺢ ﻣﻮﺗًﺎ ﻳﻤﻮت". ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪًا ﻋﻦ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ" :إن ﻟﻢ ﻻ ﻻ ﻳﻘ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻗﻮ ً وﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﺗﺄآﻠﻮا ﺟﺴﺪ اﺑﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﺗﺸﺮﺑﻮا دﻣﻪ ﻓﻼ ﺣﻴﺎة ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ" .وإذا ﻓﻘﺪت اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻣﺎﺗﺖ.
٩٣ ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻣﺴﺮورًا! ﻲ ﻓﺮﺣًﺎ ﻣﺴﺮورًا وﻟﻮ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﻚ اﻟﻀﻴﻘﺎت واﻟﺸﺪاﺋﺪ. آﻦ داﺋﻤًﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ آﻦ ﺑﺎﺳﻤًﺎ آﺎﻟﻮرد ﺑﻴﻦ اﻷﺷﻮاك .أﻧﻈﺮ اﻟﻮرد ﻧﻀﺮًا ﻓﻮّاﺣًﺎ ﻳﺒﻬﺞ ﻣﻦ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻨﻪ وﻳﺴﺮّﻩ .أﺑﻬﺞ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻨﻚ وﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻚ ﻓﺎﻷﺷﻮاك ﻻ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﻮرد ﻧﻀﺎرﺗﻪ وﻻ ﺑﻬﺎءﻩ .ﻓﺎﺣﺴﺐ أﻧﺖ اﻟﺸﺪاﺋﺪ واﻟﻀﻴﻘﺎت أﺷﻮاآًﺎ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻮرد إﻳﻤﺎﻧﻚ وﺛﻘﺘﻚ ﺑﺎﷲ! ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻔﺮح واﻟﻀﻴﻖ ،ﻟﻠﺴﻼم واﻷﻟﻢ أن ﻳﻌﻴﺸﻮا ﻣﻌًﺎ آﻤﺎ ﻳﻌﻴﺶ اﻟﺸﻮك واﻟﻮرد ﻣﻌًﺎ ،أي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻜﻮن ﺑﺴﻼم وﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ وﻧﺤﻦ ﺑﻴﻦ ﺿﻴﻘﺎت اﻟﺤﻴﺎة. ﻲ ﻟﺘﻜﻮن ﺑﻔﺮح وﺳﻼم؟ أﺗﺘﻮق إﻟﻰ اﻟﻤﺎل واﻟﻐﻨﻰ؟ ﻓﻠﻚ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺘﻮق أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻏﻨﻰ وأﻣﻮال ﻻ ﺗﺤﺪ وﻻ ﺗﻮﺻﻒ. أﺗﺘﻮق إﻟﻰ اﻟﺠﺎﻩ واﻟﻤﺠﺪ واﻟﻜﺮاﻣﺎت؟ ﻓﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺠﺪ وﻋﻈﻤﺔ ﺗﻔﻮق أﻣﺠﺎد ﻣﻠﻮك اﻷرض آﻠّﻬﻢ. أﺗﺘﻮق إﻟﻰ ﺣﻴﺎة ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻐّﺼﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮاض واﻵﻻم؟ ﻓﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺣﻴﺎة ﺳﻌﻴﺪة ﻻ ﻳﻨﻐّﺼﻬﺎ ﻻ وﺟﻊ وﻻ أﻟﻢ وﻻ ﺷﻲء ،ﻓﻜّﺮ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻚ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﺑﺈﻳﻤﺎن وﺛﻘﺔ وﺷﻮق ﻓﻴﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻼم واﻟﻔﺮح وﺳﻂ ﺿﻴﻘﺎﺗﻚ وﺷﺪاﺋﺪك. آﺎن اﻟﻤﻀﻄﻬﺪون ﻳﺸﺎهﺪون اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ وﺟﻮﻩ اﻟﺸﻬﺪاء وهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺤﻤّﻰ ﻓﻴﺪهﺸﻮن ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ إﻧّﻬﻢ ﺳﺎﺣﺮون ﻻ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻷﻟﻢ! ن اﷲ هﻮ أﺑﻮك. ﻲ ﻟﺘﻜﻮن داﺋﻤًﺎ ﺑﻔﺮح وﺳﻼم أن ﺗﻔﻜّﺮ ﺑﺄ ّ ﻳﻜﻔﻴﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻓﺎﻟﺰهﺮة ﺗﺘﻔﺘّﺢ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ اﷲ أﺑﻲ .واﻟﺜﻤﺮة ﺗﺘﻜﻮّن وﺗﻨﻀﺞ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ أﺑﻲ واﻟﻌﺼﻔﻮر ﻳﺮﺑﻮ وﻳﺤﻴﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ أﺑﻲ ،واﻷﺳﻤﺎك واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬﺎ ﺗﺤﻴﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ أﺑﻲ، ﻞ هﺬﻩ اﻟﺨﻼﻳﻖ ﻷﺟﻠﻲ ﻓﻬﻞ ﻳﺘﺮآﻨﻲ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﻬﻤﻠﻨﻲ أﻧﺎ اﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ؟ أﺑﻲ ﺧﻠﻖ آ ّ ﻓﻤﺎذا أﻗﻠﻖ وأﺿﻄﺮب وأﻓﻘﺪ اﻟﺴﻼم؟ ﻓﺈذا آﻨﺖ ﻣﺮﻳﻀًﺎ أو ﺳﻠﻴﻤًﺎ ،ﻓﻘﻴﺮًا أو ﻏﻨﻴًّﺎ ،ﻣﺘﺄّﻟﻤًﺎ أو ﻣﻐﺘﺒﻄًﺎ ﻓﺘﻠﻚ إرادة أﺑﻲ ﻻ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ واﻟﺨﻀﻮع ﻷﺑﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺒّﻨﻲ وﻳﺮﻳﺪﻧﻲ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻲإّ ي ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠ ّ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪة وﻳﺮﻳﺪﻧﻲ أﻣﺸﻲ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ هﺬﻩ اﻟﺴﻌﺎدة وﻟﻮ آﺎﻧﺖ هﺬﻩ ﻲ وﺟﺴﻤﻲ وﻳﺴﺮّﻩ أن أﺻﻞ إﻟﻰ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﺷﻮاآًﺎ وﺣﺠﺎرة ﺗﺨﺪّش رﺟﻠ ّ ﻖ أن ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﻤًﺎ ﺑﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﻋﺮق اﻟﺠﻬﺎد واﻟﺘﻌﺐ ﻓﺄﺳﺘﺤ ّ ﻣﺠﺮﺣًﺎ ﻣﻬ ّ رأﺳﻲ إآﻠﻴﻞ اﻟﻈﻔﺮ!!
٩٤ إﻟﻰ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أوﻻدﻧﺎ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ إﻟﻴﻜﻢ أﻳّﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﻣّﻬﺎت ،ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺒﻨﻴﻦ. اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﺷﺎق ﻷﻧّﻪ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻣﻨّﺎ اﻟﺴﻬﺮ اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ .وﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﻬﺮ ﻟﻴﺴﺖ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻨﻪ أو اﻻﻧﺘﻘﺎد ﻓﻘﻂ أو اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ اﻟﻤﺴﺘﻤ ّﺮ .ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ إﻳﻘﺎظ اﻟﻘﺼﺪ ﻓﻴﻪ .ﺛ ّﻢ ﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ ﻟﻨﺴﻨﺪ إرادﺗﻪ واﻧﺘﺒﺎهﻪ وﻧﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮ وﺗﻜﺮارﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻤ ّﺮ اﻷّﻳﺎم ﻓﻴﻜﺘﺴﺐ اﻟﻮﻟﺪ ﻋﺎدة ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺗﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺼﻼح. آﻴﻒ ﻧﺮﺑّﻲ وﻟﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ؟ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ أﻧﻮاع :ﻧﻈﺎﻓﺔ اﻟﺒﺪن وﻧﻈﺎﻓﺔ اﻟﻠﺒﺲ وﻧﻈﺎﻓﺔ اﻷﻣﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮﻟﺪ. ﻞ ﺷﻲء ﺣﻴﺚ وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ هﺬﻩ اﻷﻧﻮاع اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺗﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ وهﻮ أن ﻳﻜﻮن آ ّ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن. إذا ﻧﺒّﻬﺖ اﻷم وﻟﺪهﺎ إﻟﻰ واﺟﺐ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻪ ،أو وﺑّﺨﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﺦ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ أو ﺷﻌﺮﻩ ،ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺑﻪ أو ﻏﺮﻓﺘﻪ ،هﻞ ﻳﻜﻔﻲ ذﻟﻚ؟ ﻟﻮ ﺻﻤﻤﺖ اﻷم ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ وﻟﺪهﺎ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻟﺘﻮﺟّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻘﺴﻢ أﻧﻮاع اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ وﻻ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ آﻠّﻬﺎ ﻣﻦ وﻟﺪهﺎ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة. ﻞ ﻳﻮم ﻓﻠﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ وﻟﺪهﺎ أن ﻳﻤﺎرس اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻪ ﻃﻴﻠﺔ أﺳﺒﻮع ﻓﺘﺮاﻗﺒﻪ آ ّ وﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﺗﻌﻠّﻤﻪ آﻴﻒ ﻳﻨﻈّﻒ أﻇﺎﻓﺮﻩ وﺷﻌﺮﻩ وأﺳﻨﺎﻧﻪ وﻋﻴﻨﻴﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ... ﻞ ﻳﻮم إﻟﻰ أن ﻳﻜﺘﺴﺐ اﻟﻮﻟﺪ هﺬﻩ اﻟﻌﺎدة اﻟﺤﻠﻮة وﻟﺘﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ آ ّ ﻓﻴﺴﺘﻌﺬﺑﻬﺎ وﻻ ﻳﻌﻮد ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ آﻠّﻔﻪ اﻷﻣﺮ. ﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺧﻼل أﺳﺒﻮع ﺁﺧﺮ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﺴﻪ ﻓﺘﺴﻬﺮ هﻲ أ ّو ً هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ وﺗﻨﺒّﻬﻪ إﻟﻴﻬﺎ آﻠّﻤﺎ وﺟﺐ اﻷﻣﺮ وﺗﺤﻠّﻴﻬﺎ ﻟﻪ ﺣﺘّﻰ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ وﺗﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﻼ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺨﻠّﺺ ﻓﻴﻘﺘﺪي ﺑﻪ ﻞ ذﻟﻚ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻣﺜ ً اﻷﻣﻮر اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ .وﻓﻲ آ ّ ﻞ ﻣﺎ هﻮ ﺣﺴﻦ وﺣﻠﻮ وﺟﻤﻴﻞ. وﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻣﻨﻪ آ ّ
٩٥ أدب اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻸوﻻد )ﺗﺎﺑﻊ( أﻳّﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪون ،هﻞ ﻓﻜّﺮﺗﻢ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ وﻟﺪآﻢ أدب اﻟﺤﺪﻳﺚ؟ اﻟﺤﺪﻳﺚ هﻮ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ اﻟﻐﻴﺮ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻠّﻢ وﻟﺪآﻢ ﻏﻴﺮﻩ؟ وﻟﺪآﻢ ﻳﺘﺤﺪّث ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ أوﻗﺎﺗﻪ إﻟﻰ وﻟﺪ ﻣﺜﻠﻪ .ﻓﻌﻠّﻤﻮﻩ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﺤﺪّث إﻟﻴﻪ ﺑﺎﺣﺘﺮام .هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ﺳﻤﻴﺮ ،ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،هﻮ ﻣﺜﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة اﷲ ﻓﺄﺣﺘﺮﻣﻪ وﻻ ﺗﻘﻞ ﻟﻪ ل ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻘﺎر .ﻋﺎﻣﻠﻪ آﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻳﻌﺎﻣﻠﻚ هﻮ. آﻠﻤﺎت ﺗﺪ ّ وﻟﺪآﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ أﻧﺎﺳًﺎ أآﺒﺮ ﻣﻨﻪ .ﻋﻠّﻤﻮﻩ أن ﻳﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ دون أن ﻳﺼﺒﺢ ﻟﻌﺒﺔ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ. ﺛ ّﻢ ﻋﻠّﻤﻮﻩ أن ﻳﺘﺮك اﻟﻜﺒﺎر ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮن وﻳﻌﻮد أﻣّﺎ إﻟﻰ ﺷﻐﻠﻪ وأﻣّﺎ إﻟﻰ ﻟﻌﺒﻪ ﻓﺤﺪﻳﺚ اﻟﻜﺒﺎر ﻻ ﻳﻼﺋﻢ داﺋﻤًﺎ ﻗﻠﺐ اﻟﺼﻐﻴﺮ وﻋﺎﻃﻔﺘﻪ وﻣﺨﻴّﻠﺘﻪ. وﻟﺪآﻢ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎهﻦ .ﻋﻠّﻤﻮﻩ آﻴﻒ ﻳﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻤﺎذا ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺘﺮﻣﻪ وﻻ ﺗﺨﻮّﻓﻮا أوﻻدآﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎهﻦ ﻓﻬﻞ اﻟﻜﺎهﻦ "ﻓﺰّﻳﻌﺔ" ﺗﺴﻬﱠﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﺳﻜﺎل اﻟﻮﻟﺪ أو اﻟﺤﺼﻮل ﻣﻨﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺎ ﻧﻄﻠﺐ؟ ﺟﻬًﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ. ﻟﻬﺬا ﻳﺮى اﻟﻜﺎهﻦ أوﻻدًا آﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﻬﺮﺑﻮن ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮوﻧﻪ ﻣﺘﻮ ّ وﻟﺪآﻢ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺄﻧﺎس ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ .ﻋﻠّﻤﻮﻩ آﻴﻒ ﻳﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ .وهﻮ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺄﻧﺎس ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ .ﻋﻠّﻤﻮﻩ أﻳﻀًﺎ آﻴﻒ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ. ﻞ ﻳﻮم ﺑﻜﻢ ،ﺑﺄﻣّﻪ وأﺑﻴﻪ .هﻞ ﺣﺎوﻟﺘﻢ أن ﺗﻌﻠّﻤﻮﻩ آﻴﻒ ﻳﺴﻠّﻢ ﻓﻲ وﻟﺪآﻢ ﻳﻠﺘﻘﻲ آ ّ اﻟﺼﺒﺎح ﻋﻠﻰ واﻟﺪﻳﻪ وآﻴﻒ ﻳﻮدّﻋﻬﻢ ﻣﺴﺎء ﻗﺒﻞ اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ اﻟﻨﻮم؟ ﻋﻠّﻤﻮﻩ ذﻟﻚ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﻬ ّﺬﺑًﺎ ،ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻄﻴﻒ ،ﻳﺒﻬﺞ ﻗﻠﺒﻜﻢ وﻧﻈﺮآﻢ. ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس آﺎن ﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﺤﺒﺮ اﺑﻨﺎن ﺳﻠﻮآﻬﻤﺎ ﺳﻲّء وأﻋﻤﺎﻟﻬﻤﺎ ﺷﺮﻳﺮة وأﻣّﺎ أﺑﻮهﻤﺎ ﻓﻤﺎ آﺎن ن اﻟﻴﻮم ﻳﻘﺎﺻﺼﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺸﺮورهﻤﺎ .ﻓﺄرﺳﻞ اﷲ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﻮل ﻟﻌﺎﻟﻲ :إ ّ اﻟﺬي ﻳﻨـﺰل ﻓﻴﻪ اﷲ اﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻹهﻤﺎﻟﻚ ﺗﺮﺑﻴﺔ وﻟﺪﻳﻚ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ. هﺠﻢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﻮن ﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻤﺎت وﻟﺪا ﻋﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل .ﻓﺠﺎء رﺳﻮل ﻳﺨﺒﺮ ﻋﺎﻟﻲ ﺑﻤﻮت وﻟﺪﻳﻪ ،ﻓﻌﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ اﻟﺨﺒﺮ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ آﺮﺳﻴﻪ ﻓﺎﻧﻜﺴﺮت رﻗﺒﺘﻪ وﻣﺎت!
٩٦ اﻷﻣﺎﻧﺔ )ﺗﺎﺑﻊ اﻷوﻻد( إذا ﻣﺎل وﻟﺪك ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴّﺪة ،إﻟﻰ اﻹآﺜﺎر ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ﻓﺘﺮآﺘﻪ ﻳﻨﺎم ،دّﺑﺖ إﻟﻰ ﺑﺪﻧﻪ ب اﻟﻜﺴﻞ واﻟﻔﺘﻮر واﻟﺘﺮاﺧﻲ. ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻮم ،وإﻟﻰ إرادﺗﻪ د ّ وإذا ﻣﺎل وﻟﺪك إﻟﻰ ﻟﻮن ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم وأآﺜﺮ ﻣﻨﻪ وأﻋﺮض ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ .وﺗﺮآﺘﻪ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ إﻟﻰ ﻣﻴﻠﻪ هﺬا ،ﻧﺸﺄ ﻓﻴﻪ ﺣ ّ ﺐ ﻣﻔﺮط ﻟِﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠ ّﺬ وآﺮﻩ ﻟِﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻠﻴﻪ. ﻼ ﺷﺪﻳﺪًا إﻟﻰ ﻓﺮض إرادﺗﻪ ﻋﻠﻴﻚ وﻋﻠﻰ إﺧﻮﺗﻪ ،وﻻ إذا ﻟﺤﻈﺖ ﻓﻲ وﻟﺪك ﻣﻴ ً ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﺒﺘﻐﺎﻩ ﻣﻬﻤﺎ آﻠّﻔﻪ اﻷﻣﺮ ،وﺗﺮآﺘﻪ ﻳﻔﻌﻞ أي ﻳﺄﻣﺮ وﻳﻨﻬﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻴﻠﻪ ،ﻧﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻢ وﺣﺐ اﻟﺴﻴﻄﺮة وهﺬا داء وﺑﻴﻞ ،وإﻧّﻲ ﻟﺴﺎﻣﻌﻚ ﺗﺴﺄﻟﻴﻦ :وﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ أن أﻋﻤﻞ؟ وآﻴﻒ ﻳﺠﺐ أن أﺗﺼﺮّف ﻣﻊ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻮﻟﺪ؟ أﻧﻈﺮي ،ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﺗﻲ إﻟﻰ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﻠﻴﻤﻮن ﺣﻮﻟﻚ وﺗﻄﻠﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺒﺴﺘﺎﻧﻲ آﻴﻒ ﻳﺸﺬب ﻞ ﻏﺼﻦ ﻻ ﻳﺄﻣﻞ ﻣﻨﻪ ﺛﻤﺮة ،واﻟﻐﺼﻦ اﻟﻤﺜﻤﺮ ﻳﻨﻘّﻴﻪ ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺛﻤﺎرﻩ اﻟﺸﺠﺮة ﻳﻘﻄﻊ آ ّ أآﺒﺮ وأﺣﻠﻰ. ن ﻓﻲ اﻹﻣﺎﺗﺔ ﺣﻴﺎة. ﻳﻤﻴﺖ أﻏﺼﺎﻧًﺎ ﻟﺘﺘﺤﻮّل ﻣﺎﺋﻴﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﻴﺮهﺎ .ﻳﻤﻴﺖ وﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﻷ ّ إﻓﻌﻠﻲ ﻓﻌﻞ اﻟﺒﺴﺘﺎﻧﻲ ﻣﻊ وﻟﺪك .أﻣﻴﺘﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻴﻮل اﻟﺸﺎذّة اﻟﻤﺘﻄﺮّﻓﺔ وﺣﻮّﻟﻲ ﻗﻮّة اﻹرادة ﻓﻲ وﻟﺪك إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ .إﻧّﻤﺎ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻘﻨﻌﻲ وﻟﺪك ﻟﻴﻔﻌﻞ ﻋﻦ رﺿﻰ وﺗﻔﻬّﻢ. ﻞ أﺳﺒﻮع ﻋﻠﻰ إﻣﺎﺗﺔ ﻣﻌﻴّﻨﺔ ﻓﺘﺰداد ﺑﺬﻟﻚ ﻗﻮّة إرادﺗﻪ وﻳﺘﻌﻠّﻢ آﻴﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺮّﻧﻴﻪ آ ّ ﻳﻘﺎوم ﻣﻴﻮﻟﻪ اﻟﺸﺎذّة .ﻋﻮّدﻳﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ ﻋﻦ ﻣﻴﻞ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﻦ اﻗﺘﻨﺎع ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ. ﺟﻼ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻋﺪﻳﺪة ورذاﺋﻞ ﻣﺴﺘﺤﻜﻤﺔ ﺗﺄﺻّﻠﺖ إذا ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ،وﻓّﺮت ﻋﻠﻰ وﻟﺪك ًّ ﻓﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ إﻏﻔﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ. "ﺧﺒﺮ" ﺳﺄل اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ – آﻮرﻳﻪ ،-ﻓﺘﺎة :آﻴﻒ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ وﺟﻮد اﷲ ﻣﻊ أﻧّﻚ ﻟﻢ ﺗﺮﻳﻪ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ :أﻋﺮف وﺟﻮد أﻣﻴﺮآﺎ ﻣﻊ أﻧّﻲ ﻟﻢ أرهﺎ .ﻗﺎل :اذهﺒﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﺮﻳﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻲ أن ﻻ اﻟﻔﺘﺎة :آﺬﻟﻚ اذهﺐ إﻟﻰ اﷲ ﻓﺄراﻩ .وﻟﻜﻦ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ذهﺎﺑﻲ إﻟﻰ اﷲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠ ّ أﺻﻐﻲ إﻟﻰ آﻼم آﺎﻓﺮ ﻣﺜﻠﻚ!
٩٧ ﺷﻬﺮ ﻣﺮﻳﻢ آﻤﺎ ﺗﺸﺘﺎق اﻷرض اﻟﻌﻄﺸﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺮ وآﻤﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻏﺮاس اﻟﺬاﺑﻠﺔ ﻣﺎء اﻟﻴﻨﺒﻮع آﺬﻟﻚ ﻧﺸﺘﺎق ﻧﺤﻦ إﻟﻰ ﺷﻬﺮ ﻣﺮﻳﻢ وﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ،ﻷﻧّﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ِﻧﻌَﻢ اﻟﺴﻤﺎء ﺗﻬﻄﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻣّﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء. وآﻤﺎ ﺗﺒﺘﺴﻢ اﻷزهﺎر واﻟﺰﻧﺎﺑﻖ ﻟﻨﺪى اﻟﻠﻴﻞ وﻟﻨﻮر اﻟﺼﺒﺎح آﺬﻟﻚ ﻧﺤﻦ ﻧﺒﺘﺴﻢ ﻟﺸﻬﺮ ﻣﺮﻳﻢ ﻷﻧّﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧﺪى ﻋﻄﺎﻳﺎهﺎ وإﻟﻰ ﻧﻮر إرﺷﺎدهﺎ! ن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺒﺘﻬﺞ ﻟﻤﺮاى أﻣّﻪ ﻋﻨﺪ رﺟﻮﻋﻬﺎ وﻳﺮﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻬﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﺒﺘﻬﺞ إّ ﺑﻘﺪوم ﺷﻬﺮ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻨﺮﺗﻤﻲ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ أﻣّﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء وﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ! ن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻳﺪ أﻣّﻪ ﻟﻴﻤﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﻋﺮة وﻳﺮﻗﻰ ﻓﻲ اﻟﺪرج وﻧﺤﻦ إّ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻳﺪ أﻣّﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﻟﻨﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮﻋﺮة اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﻌﺜﺮات واﻟﺴﻘﻮط .ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻳﺪهﺎ ﻟﻨﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺮﻗﻰ درﺟﺎت ﺳﻠﻢ اﻟﺴﻤﺎء. ﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ رأس اﻟﺪرج ﺗﻨﺎدﻳﻪ- : وﻣﺜﻠﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺪرج وأﻣّﻪ ﺗﻄ ّ ق ﻗﻠﺐ اﻷ ّم اﺻﻌﺪ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰي ﺗﻌﺎل – ﻓﻴﻤ ّﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﻧﺤﻮ أﻣّﻪ وﻳﺼﺮخ - :ﻣﺎﻣﺎ – ﻓﻴﺮ ّ ﻓﺘﻨـﺰل ﻟﺘﺄﺧﺬﻩ ﺑﻴﺪﻩ وﺗﺼﻌﺪﻩ إﻟﻴﻬﺎ. ﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﺒﺎرك ﻓﻠﻨﺮﻓﻊ إﻟﻴﻬﺎ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﻓﻬﻞ أﻣّﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﺗﻄ ّ وﻧﺼﺮخ ﻧﺤﻮهﺎ ﺑﻘﻠﻮب ﺑﻨﻮﻳّﺔ ،ﺑﻘﻠﻮب ﻧﻘﻴّﺔ ﻃﺎهﺮة ،ﻓﺘﻨﻌﻄﻒ إﻟﻴﻨﺎ وﺗﻤ ّﺪ ﻟﻨﺎ ﻳﺪ اﻟﻤﻌﻮﻧﺔ واﻟﻤﺴﺎﻋﺪة!! "ﺧﺒﺮ" ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻻﺑﻨﺔ ﺑﺮﻧﺎدﻳﺖ ﻣﻊ أﺧﺘﻬﺎ ورﻓﻴﻘﺘﻬﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﺣﻄﺒًﺎ ﻣﺮّت أﻣﺎم ﻣﻐﺎرة ي ﻓﺎﻧﺪﻓﻌﺖ ﺑﺪاﻓﻊ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺣﺮآﺔ ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺖ ﻓﺮأت ﺳﻴّﺪة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪًّا وﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺳﻤﺎو ّ ﺑﺎﻃﻨﻲ ﻟﻠﺴﺠﻮد أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺛ ّﻢ أﺧﺬت ﺳﺒﺤﺘﻬﺎ وﺷﺮﻋﺖ ﺗﺼﻠّﻲ ﺑﺤﺮارة واﻟﺴﻴّﺪة ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﺮﺿﻰ .ﺛ ّﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﺴﻴّﺪة ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻐﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺪّة ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣًﺎ وأﻧﺎ أﺟﻌﻠﻚ ﺳﻌﻴﺪة ﻻ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
٩٨ وأرادوا ﻣﻨﻊ اﻻﺑﻨﺔ ﺑﺮﻧﺎدﻳﺖ ﻣﻦ اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﻐﺎرة ﺗﺎرة ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻞ هﺬﻩ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﻟﻢ ﺗﺼ ّﺪ ﺑﺮﻧﺎدﻳﺖ ﻋﻦ اﻟﺬهﺎب وﺗﺎرة ﺑﺎﻟﻬﺰء واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ .وﻟﻜﻦ آ ّ إﻟﻰ اﻟﻤﻐﺎرة إﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻟﻄﻠﺐ ﺳﻴّﺪة اﻟﻤﻐﺎرة!
أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻓﻲ أﺷ ّﺪ اﻵﻻم ﺟﻤﻊ ﻗﻮاﻩ وﺻﺎح :أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس! ﻲ! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن أﺟﺬب اﻟﻘﻠﻮب إﻟ ّ ﻞ اﻟﺒﺸﺮ وأﻋﺎﻧﻘﻬﻢ وأروي ﻏﻠﻴﻞ ﺣﺒّﻲ ﻣﻨﻬﻢ! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن أﺿ ّﻢ آ ّ أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن ﻳﺪرك اﻟﺒﺸﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺤﺒّﺘﻲ! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن ﻳﺤﺒّﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ آﻤﺎ أﺣﺒﺒﺘﻬﻢ! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن أﻣﺘّﻊ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺴﻌﺎدﺗﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ وأﻓﺮاﺣﻲ اﻟﺨﺎﻟﺪة! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن أﻏﺴﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺪﻣﻲ! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن أﻋﻠّﻢ اﻟﻨﺎس أﻧّﻬﻢ إﺧﻮة وأﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻌﻴﺸﻮا آﺈﺧﻮة! ﻼ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن أﻋﻄﻴﻬﻢ ﻣﺜ ً ﻖ وﻧﺒﺬ اﻟﺒﺎﻃﻞ! أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن أهﺪي ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺸﺮ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤ ّ ﻲ – أﻣَﺎ ﺗﺘﺸﺒّﻪ ﺑﺄوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻮا ﻳﺴﻮع اﻟﻤﻠﺘﻬﺐ ﻋﻄﺸًﺎ ﻋﻠﻰ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﺼﻠﻴﺐ – ﻣﺮارة وﺧﻼ ﻟﻴﺰﻳﺪوا ﻋﻄﺸﻪ اﺣﺘﺮاﻗًﺎ ،إذا آﻨﺖ ﻻ ﺗﺒﺎدل ﻳﺴﻮع ﻣﺤﺒّﺘﻪ وﺗﻀﻤّﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس؟ إذا آﻨﺖ ﻻ ﺗﻐﺴﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎك ﺑﺪﻣﻮع اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﺴﻜﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻗﺪام ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﻨﺒﺮ اﻻﻋﺘﺮاف؟ إذا آﻨﺖ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﻳﺴﻮع أن ﻳﻤﺘﻌﻚ ﺑﻬﺎ؟ ﺐ أﺧﺎك ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ اﻟﺬي ﻣﺎت اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻷﺟﻠﻪ؟ إذا آﻨﺖ ﻻ ﺗﺤ ّ إذا آﻨﺖ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟
٩٩ ﺻﻼة – أﺷﺮآﻨﻲ – ﻳﺎ إﻟﻬﻲ – ﻓﻲ ﻋﻄﺸﻚ إﻟﻰ ﺧﻼص اﻟﻨﻔﺲ وأﺷﻌﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻗﺮﻳﺒﻲ ﻓﺄﻋﻴﺶ ﻣﻌﻪ ﺑﺴﻼم وﻧﺘﻤﺘّﻊ ﻣﻌﻚ ﺑﺴﻌﺎدﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻵﺗﻴﺔ .ﺁﻣﻴﻦ. اﻟﻤﺼﻠﻮب ﺷﺒّﺖ اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻓﻼّح ﻓﺄﻧﻘﺬ أﺣﺪ أوﻻدﻩ ﺻﻠﻴﺒًﺎ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﻖ .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ أﺧﻮﻩ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﻖ أﻣﺘﻌﺔ أﺛﻤﻦ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺼﻠﻴﺐ؟ ﻓﺄﺟﺎب :هﺬا أﺛﻤﻦ ﺷﻲء ﻋﻨﺪﻧﺎ .واﻓﻘﻪ أﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ رأﻳﻪ وﻗﺎل :ﻣﻦ ﻳﻌﺰّﻳﻨﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﻏﻴﺮ هﺬا اﻹﻟﻪ اﻟﺬي ﺳﻔﻚ دﻣﻪ ﻟﺨﻼﺻﻨﺎ؟؟ ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻧﺘّﺤﺪ ي ﻓﻲ .١أراد اﻟﻤﺴﻴﺢ أن ﺗﻜﻮن آﻨﻴﺴﺘﻪ واﺣﺪة – هﺬا ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺁﻻﻣﻪ :ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا واﺣﺪًا آﻤﺎ أﻧﺎ وأﻧﺖ واﺣﺪ )ﻳﻮﺣﻨّﺎ (١١ :١٧ﻓﻜ ّ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن رﺳﻮل اﻻﺗﺤﺎد – وإ ّ ﺗﺒﺎهﻰ واﻓﺘﺨﺮ! ن اﻷﺧﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪّد ﻋﻤﻮم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻓﻲ .٢اﻻﺗﺤﺎد ﺿﺮورة ﻣﻠﺤّﺔ – إ ّ ن اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻼ .ﻓﻜﺄ ّ إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ وﺁداﺑﻬﻢ ازدادت ﻗﻮّﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ازدﻳﺎدًا هﺎﺋ ً ﻞ ﺳﻤﻮﻣﻪ ﻟﻴﺒﻴﺪهﻢ ﻋﻦ وﺟﻪ اﻷرض وﻟﻴﺲ ﻣﻦ واﺳﻄﺔ ﺗﻨﺠّﻲ ﻳﻨﻔﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ آ ّ ﻻ اﺗّﺤﺎدهﻢ ﻓﻲ آﻨﻴﺴﺔ واﺣﺪة ﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ – ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﺧﻄﺎر إ ّ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ – آ ّ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ وﺁداﺑﻬﻢ. ﻖ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، .٣آﻠّﻨﺎ إﺧﻮة آﻬﻨﻮﺗﻨﺎ ﻣﻘﺪّس وأﺳﺮارﻧﺎ واﺣﺪة وإن اﻧﺸ ّ ن ﺟﺬوة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﺗﻨﻄ ِ ﻓﺈ ّ ن اﻟﺸﻌﺐ ﻒ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ .ﻗﺎل أﺣﺪهﻢ )دوﺳﺘﻮﻳﺴﻜﻲ( :إ ّ ﺐ ﻲ( ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﻳﺮﺗﻜﺐ أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ .وﻟﻜﻨّﻪ ﻻ ﻳﺤ ّ اﻷرﺛﻮذآﺴﻲ )اﻟﺮوﺳ ّ ﻻ اﻟﻤﺴﻴﺢ. ﻣﺤﺒّﺔ ﺻﺎدﻗﺔ إ ّ
١٠٠ .٤وآﺬﻟﻚ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺖ هﻢ إﺧﻮﺗﻨﺎ – وإذا آﺎﻧﻮا ﻗﺪ اﺑﺘﻌﺪوا ﻋﻦ اﻟﺼﺨﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ آﻨﻴﺴﺘﻪ ،ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺠﺤﺪوا اﻟﺒﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﺮة .ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻬﻢ آﻤﺎ هﻮ ﻟﻨﺎ. ﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻻ ﻧﺴﻲء إﻟﻰ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ. ﺐ – وﻧﺼﻠّﻲ – ﻧﺤ ّ .٥ﻣﺎذا ﺗﻌﻤﻞ إذًا؟ -ﻧﺤ ّ ﻞ ﻣﻮاﻧﻊ وﻧﺼﻠّﻲ ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ اﻟﺮ ّ ب ﻳﺴﻮع أن ﻳﻨﻴﺮ اﻟﻌﻘﻮل وﻳﻀﺮم اﻟﻘﻠﻮب ﻟﺘﺬﻟﻴﻞ آ ّ ﻲ. اﻻﺗّﺤﺎد ،ﻓﺘﻨﺎل ﺻﻼة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ اﻹﻳﺠﺎﺑ ّ هﺬا ﻓﺨﺮي وﺷﺮﻓﻲ أﺛﻨﺎء وﻟﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ رﺳﻤﺖ ﻓﺘﺎة إﺷﺎرة اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻗﺒﻞ اﻷآﻞ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺿﺎﺑﻂ ﺳﺎﺧﺮًا ﻣﺎ هﺬﻩ اﻹﺷﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻤﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻚ؟ ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﺄﻧﻔﺔ واﻋﺘﺰاز وﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺎ هﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺪرك .وآﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﺪر اﻟﻀﺎﺑﻂ وﺳﺎم .ﻓﻘﺎل هﺬا ﻓﺨﺮي وﺷﺮﻓﻲ – ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﻔﺘﺎة :وإﺷﺎرة اﻟﺼﻠﻴﺐ هﻲ ﻓﺨﺮي وﺷﺮﻓﻲ. ﻣﻮاﻧﻊ اﻟﺰواج اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ )ﺗﺎﺑﻊ( ﻗﺪ ذآﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﻋﺪاد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ آﻴﻔﻴّﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺰواج وﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎدﻳﺎت وﻋﻦ ﻼ ﺑﻞ ﻳﻜﻮن ﻣﺨﺎﻟﻔًﺎ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺎﻧﻌﺔ اﻟﺘﻲ إذا ﻋُﻘﺪ اﻟﺰواج ﻣﻊ وﺟﻮدهﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻃ ً ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺷﺮاﺋﻌﻬﺎ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪة إﻟﻰ ﺧﻴﺮ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ اﻟﺮوﺣ ّ ﻲ. ﻼ واﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ اﻟﺘﻲ إذا ﻋُﻘﺪ اﻟﺰواج ﻣﻊ وﺟﻮد أﺣﺪهﺎ ﻋ ّﺪ ﺑﺎﻃ ً وﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ وﻳﻜﻮن اﻟﺰوج ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ آﻤﻦ هﻮ ﻣﻊ اﻣﺮأة ﻏﺮﻳﺒﺔ. واﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ هﻲ .١ :ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻌﻤﺮ – .٢ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻌﺠﺰ – .٣ﻣﺎﻧﻊ اﻻرﺗﺒﺎط – .٤ﻣﺎﻧﻊ اﺧﺘﻼف اﻟﺪﻳﻦ – .٥ﻣﺎﻧﻊ اﻟﺪرﺟﺔ – .٦ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻨﺬر – .٧ﻣﺎﻧﻊ اﻟﺨﻄﻒ- .٨ﻣﺎﻧﻊ اﻟﺬﻧﺐ – .٩ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ – .١٠ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻷهﻠﻴّﺔ – .١١ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻷدﺑﻴّﺔ أي اﻟﺤﺸﻤﺔ – .١٢ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ – .١٣ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴّﺔ – .١٤ﻣﺎﻧﻊ اﻹآﺮاﻩ – .١٥إﺗﻤﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﺼﻴﻐﺔ ﻋﻘﺪﻩ اﻟﺘﻲ رﺗّﺒﺘﻬﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ.
١٠١ ن هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻧﻊ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ وﺿﻌﻬﺎ اﷲ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎهﻲ ﻃﺒﻴﻌﻴّﺔ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ إّ ب ﻳﺴﻮع وأﻋﻄﺎهﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧًﺎ ﻟﺘﺪﺑّﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ وﺗﻀﻊ وﺿﻌﺘﻬﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﺮ ّ ﻣﺎ ﺗﺮاﻩ ﻣﻮاﻓﻘًﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺮاﺋﻊ واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ. ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة أن ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﺘﻲ هﻲ وﺿﻌﺘﻬﺎ ،وأﻣّﺎ ﻼ – ﻻ ﺗﻘﺪر أن اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ ﻓﻼ ﺗﻘﺪر أن ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻨﻬﺎ – ﻣﺜ ً ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﻊ اﻻرﺗﺒﺎط – آﺄن ﻳﺮﻳﺪ رﺟﻞ أن ﻳﺘﺰوّج واﻣﺮأﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة – ﻼ :ﻣﺎ ب ﻳﺴﻮع ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻠّﻢ ﻋﻦ اﻟﺰواج ﻗﺎﺋ ً ﻲ ﻗﺪ وﺿﻌﻪ اﻟﺮ ّ ن هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ هﻮ إﻟﻬ ّ ﻷّ ﺟﻤﻌﻪ اﷲ ﻻ ﻳﻔﺮّﻗﻪ إﻧﺴﺎن .- وآﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﻊ اﻹآﺮاﻩ اﻟﺬي هﻮ إﺟﺒﺎر اﻟﻔﺘﺎة أو اﻟﺸﺎب ﻋﻠﻰ ﻲ .وﻟﻜﻨّﻬﺎ أن ﺗﻘﺪر أن ﺗﻔﺴﺢ – ﻟﺪواع ﻣﻬﻤّﺔ – ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﺰواج ،ﻷﻧّﻪ ﻣﺎﻧﻊ ﻃﺒﻴﻌ ّ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘﻬﺎ هﻲ آﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ وﻏﻴﺮهﺎ. ن اﻟﺰواج ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ وﻟﻴﺲ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺪﻧﻴّﺔ أﻳّﺔ آﺎﻧﺖ أن ﺗﻀﻊ ﻣﻮاﻧﻊ ﻟﻠﺰواج ﻷ ّ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺳﺮًّا آﺒﺎﻗﻲ أﺳﺮارﻩ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ .وﻓﻮّض إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ – ﻻ ﻏﻴﺮ – ﻖ ﺑﻌﻘﺪ ن ﻟﻬﺎ اﻟﺤ ّ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺮارﻩ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .وأﻣّﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ادّﻋﺖ أ ّ ﻻ ﺑﻤﺎ ﻞ اﻟﺰواج ﻓﻘﺪ ﺿﻠّﺖ وﻻ ﻳﻠﺘﺰم اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن أن ﻳﺨﻀﻌﻮا ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻣﻮر اﻟﺰواج إ ّ وﺣ ّ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺷﺮاﺋﻊ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻓﻴﺠﻮز ﻟﻄﺎﻟﺒﻲ اﻟﺰواج أن ﻳﺤﻀﺮوا أﻣﺎم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إذا أﺟﺒﺮﺗﻬﻤﺎ – وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﻴّﺔ إﺗﻤﺎم ﺳ ّﺮ اﻟﺰواج ﺑﻞ ﻟﻨﻔﻮذ ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ اﻟﺰواج اﻟﻤﺪﻧﻴّﺔ آﺤﻘﻮق اﻟﻤﻴﺮاث وﻏﻴﺮﻩ – ﺛ ّﻢ ﻳﺤﻀﺮا أﻣﺎم اﻟﻜﺎهﻦ ﻟﻴﻌﻘﺪا ﻋﻘﺪًا ﺻﺤﻴﺤًﺎ دﻳﻨﻴًّﺎ. ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻌﻤﺮ – ﻗﺎﻧﻮن ٥٧ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ زواج اﻟﺸﺎب ﻗﺒﻞ ﺗﻤﺎم اﻟﺴﻨﺔ ١٦ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ وﻻ زواج اﻟﻔﺘﺎة ﻗﺒﻞ إﺗﻤﺎم اﻟﺴﻨﺔ ١٤ﻣﻦ ﻋﻤﺮهﺎ .وإذا ﻋُﻘﺪ اﻟﺸﺎب أو اﻟﺸﺎﺑّﺔ زواﺟًﺎ ﻗﺒﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ ﻓﺰواﺟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ. ن اﻟﺠﺴﻢ ﻗﺒﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ ﻳﻜﻮن ﻏﻴﺮ أهﻞ ﻟﻠﺰواج وإذا ﺑﺎﺷﺮ اﻟﺰواج ﻓﻲ هﺬا إّ اﻟﻌﻤﺮ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﻪ وﺑﺎﻟﻨﺴﻞ أﺿﺮار ﺻﺤﻴّﺔ ﺑﺎهﻈﺔ .ﻟﺬﻟﻚ رأت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻀﻊ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ واﻷوﻻد ﻣﻌًﺎ.
١٠٢ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻌﺠﺰ – ﻗﺎﻧﻮن ٥٨ ﻲ .ﻓﺈذا آﺎن اﻟﻌﺠﺰ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻟﻌﻘﺪ اﻟﺰواج هﻮ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎم اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺰواﺟ ّ ﻓﺎﻟﺰواج ﺑﺎﻃﻞ .وأﻣّﺎ إذا آﺎن ﻻﺣﻘًﺎ ﻓﺎﻟﺰواج ﺻﺤﻴﺢ. ﻲ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻨﻪ ﻷﻧّﻪ ﻳﻌﺎرض ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺰواج اﻟﻌﺠﺰ ﻣﺎﻧﻊ ﻃﺒﻴﻌ ّ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ هﻲ إﻳﻼد اﻟﻨﺴﻞ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺠﺰ أن ﻳﺴﺘﺸﻴﺮ ﻃﺒﻴﺒًﺎ ﻼ ﻗﺒﻞ إﻗﺪاﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج هﺮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻌﺪ اﺧﺘﺼﺎﺻﻴًّﺎ ﻓﺎﺿ ً اﻟﺰواج وﺣﻔﻈًﺎ ﻟﻜﺮاﻣﺘﻪ وآﺮاﻣﺔ اﻟﻔﺘﺎة .وهﺬا واﺟﺐ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أﻳﻀًﺎ إذا آﺎﻧﺎ ﻳﻌﻠﻤﺎن ﺑﻌﺠﺰ وﻟﺪهﻤﺎ .وﺗﺤﺴﻦ ﻣﻊ اﺳﺘﺸﺎرة اﻟﻄﺒﻴﺐ اﺳﺘﺸﺎرة آﺎهﻦ. ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮض اﻟﻌﺎﺟﺰ – ﻣﺎ هﻮ ذﻧﺒﻲ ﺣﺘّﻰ أﺑﻘﻰ ﺑﺪون زواج؟ أﺟﻴﺐ – ﻣﺎ هﻮ ذﻧﺐ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﻳﻮﻟﺪ أﻋﻤﻰ أو أﺧﺮس وﻳُﺤﺮم ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻠّﻬﺎ ﻟﺬّة اﻟﻨﻈﺮ واﻟﻨﻄﻖ ،ﻣﺎ ذﻧﺐ اﻟﻤﺮﻳﺾ اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺤﺮوﻣًﺎ هﻨﺎءة اﻟﻌﻴﺶ وﻟﺬّة اﻟﺤﻴﺎة؟ ن اﻷﻋﻤﻰ واﻷﺧﺮس واﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﺴﺘﻔﻴﺪوا ﻣﻦ ﺿﻴﻘﻬﻢ ﺑﺰﻳﺎدة ﻓﻜﻤﺎ أ ّ ي! أﺟﺮهﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء إذا اﺣﺘﻤﻠﻮا ،آﺬﻟﻚ أﻧﺖ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺰﻳﺪ أﺟﺮك اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻓﻴﻜﻮن ﻋﺠﺰك اﻟﺬي ﺗﻈﻨّﻪ ﺷﺮًّا وﺿﺮرًا ﻟﻚ ،ﺧﻴﺮًا ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻳﺒﻠﻐﻚ ﺳﻌﺎدﺗﻚ ن ﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮدك ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟﻴﺲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺿﻤﻦ .وﻻ ﻳﻜﻮن اﷲ ﻇﻠﻤﻚ ﻷ ّ ن اﷲ ﺧﻠﻘﻚ ﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺴﻤﺎء .واﻟﺴﻤﺎء ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﺑﺪون اﻟﺰواج اﻟﺰواج ،ﺑﻞ أ ّ ﻻ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﺮﺿﻴًّﺎ. وﻟﻴﺲ اﻟﺰواج ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮدك إ ّ ﻣﺎﻧﻊ اﻻرﺗﺒﺎط – ﻗﺎﻧﻮن ٥٩ اﻻرﺗﺒﺎط هﻮ اﻟﺘﻘﻴّﺪ ﺑﻮﺛﺎق اﻟﺰواج ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﻴﻦ أن ﻳﻌﻘﺪ زواﺟًﺎ ﻣﻊ ن زوﺟﻪ ﻗﺪ ﻣﺎت ﻓﺘﺰوّج ﺛ ّﻢ ﻇﻬﺮ ﻦ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﻴﻦ أ ّ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ دام زوﺟﻪ ﺣﻴًّﺎ) ،وإذا ﻇ ّ ن زواﺟﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻗﻊ ﻲ ﻟﺰﻣﻪ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ زوﺟﻪ اﻷوّل ﻷ ّ ن زوﺟﻪ ﺣ ّ ﺑﻌﺪﺋ ٍﺬ أ ّ ﻼ(. ﺑﺎﻃ ً ﻲ. ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻔﺴّﺢ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﻊ اﻻرﺗﺒﺎط ﻷﻧّﻪ ﻣﺎﻧﻊ إﻟﻬ ّ ن اﻟﻤﺮأة ب ﻳﺴﻮع" :ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ اﷲ ﻻ ﻳﻔﺮّﻗﻪ إﻧﺴﺎن" .وﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل" :إ ّ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﻣﻘﻴّﺪة ﺑﺎﻟﻨﺎﻣﻮس ﻣﺎ دام ﺑﻌﻠﻬﺎ ﺣﻴًّﺎ ﻓﺈن ﻣﺎت ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺘﻘﺔ .ﻓﻠﺘﺘﺰوّج ﺑﻤﻦ ﺗﺸﺎء ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ب ﻓﻘﻂ". اﻟﺮ ّ وأﻣّﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻧﺎ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻼق ،ﻓﻠﻴﺲ هﻮ إﻋﻼن ﺑﻄﻼن زواج ﻗﺪ وﻗﻊ
١٠٣ ﻼ ﻣﻦ اﻷﺻﻞ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﺎﻧﻊ ﻣﺒﻄﻞ .وﻟﻮﻻ وﺟﻮد هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ اﻟﻤﺒﻄﻞ ﻟﻤﺎ أﻣﻜﻦ ﺑﺎﻃ ً ﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮد ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻧﺤﻦ ن اﻟﻄﻼق ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﻠﻔﻈ ّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﺴﺦ هﺬا اﻟﻌﻘﺪ .إ ّ ﻲ .وأﻣّﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻴﻪ اﻟﻨﺎس ﻃﻼﻗًﺎ وﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ وذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺸﺮع اﻹﻟﻬ ّ ن هﺬا اﻟﻌﻘﺪ أو ﺣﻮادث اﻟﻄﻼق هﻮ ﻃﻼ ًﻗﺎ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺤﺼﺮي ﺑﻞ هﻮ ﺣﻜﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺄ ّ ﻼ وﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ أﺻﻠﻪ ،ﻓﻼ اﻟﻤﻄﺮان وﻻ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك وﻻ اﻟﺒﺎﺑﺎ ذاك وﻗﻊ ﺑﺎﻃ ً ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﻔﺴﺨﻮا ﻋﻘﺪ زواج وﻗﻊ ﺻﺤﻴﺤًﺎ. ﻼ – ﺷﻬﺪ آﺬﺑًﺎ وﻗﺪ ﻳﻐﻠﻂ اﻟﻤﻄﺮان ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ إﺑﻄﺎل زواج آﺎن ﺻﺤﻴﺤًﺎ – ﻣﺜ ً ن هﺬﻩ اﻻﺑﻨﺔ ﻏﺼﺒﻬﺎ أﺑﻮهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟﻀﺮب. ﻋﺸﺮة أﺷﺨﺎص أ ّ ن زواﺟﻬﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻦ أﺻﻠﻪ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﺎﻧﻊ ﻓﺤﻜﻢ اﻟﻤﻄﺮان اﺳﺘﻨﺎدًا إﻟﻰ ﺷﻬﺎداﺗﻬﻢ أ ّ اﻹآﺮاﻩ .ﻓﺎﻟﻤﻄﺮان ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆول ﺿﻤﻴﺮﻳًّﺎ ﻋﻦ ﻏﻠﻄﻪ .ﻓﺎﻟﻤﺴﻮؤﻟﻴّﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪوا زورًا .وﺳﻴﺤﺎﺳﺒﻬﻢ اﷲ ﺣﺴﺎﺑًﺎ ﺻﺎرﻣًﺎ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ – وﻳﺎ ﻟﻬﻮل اﻟﺤﺴﺎب – ن اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أوﻗﻌﻮﻩ ﺑﺸﻬﺎدﺗﻬﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ .ﻷﻧّﻬﻢ ﻓﺮّﻗﻮا ﻷّ ﺑﻜﺬﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ اﷲ وﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺗﻔﺮﻳﻘﻪ. ﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ أُﻋﻠﻦ ﺑﻄﻼن زواﺟﻬﻤﺎ آﺬ ًﺑﺎ وزد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﻧّﻪ إذا ﺗﺰوّج آ ّ ﻞ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺰواﺟﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻴﺎﻧﻬﺎ هﻲ أﻓﻌﺎل زﻧﺎﺋﻴّﺔ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎهﺪﻳﻦ آﺬﺑًﺎ. ﻓﻜ ّ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؟؟؟ آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮض اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻋﺪم اﻟﻄﻼق وﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧّﻬﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻓﻲ أﻋﻨﺎق ﻏﻴﺮ ﺻﺎﺋﺒﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪة .إذ إﻧّﻬﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻘﻮدًا آﺜﻴﺮة زواﺟﻴّﺔ ،أﻏﻼ ً أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ .ﻓﻜﻢ زوﺟًﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺎء ﻳﻔﻀّﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة؟ وآﻢ زوﺟﺔ ﻓﻲ ﺷﻘﺎء ﺗﻔﻀّﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة؟ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ اﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺸﻘﺎء؟ ﻗﺒﻞ أن أُﺟﻴﺐ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻻﻋﺘﺮاض أﻗﻮل :إﻧّﻪ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد أﺳﺒﺎب ﻗﻮﻳّﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻴﺶ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ ،ﻣﺜﻞ ﻓﻈﺎﻇﺔ اﻟﺨﻠﻖ أو ﻓﺴﺎد اﻟﺴﻴﺮة أو ﺗﺤﻤّﻞ ﺿﺮر ﻘﻼ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ. ﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ وﺣﺪﻩ ﻣﺴﺘ ًّ ﺑﺎهﻆ ،ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻬﺠﺮ أي أن ﻳﻌﻴﺶ آ ّ ن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻋﺪم اﻟﻄﻼق وﻳﻨﻌﺘﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺴﺎوة واﻵن أﺟﻴﺐ :إ ّ وﻋﺪم اﻟﺼﻮاب ﻓﻜﺄﻧّﻬﻢ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮن ﻋﻠﻰ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ذاﺗﻪ اﻟﺬي وﺿﻊ هﺬﻩ
١٠٤ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وهﻮ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻟﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﺬات .ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻣﺎ ﻳﻀﺮّﻩ دون أن ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺁراﺋﻬﻢ وﻣﺸﻮراﺗﻬﻢ! ﻞ ﻣﺸﺘﺮع ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣّﺔ نآّ وﻣﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ ﻓﺈ ّ ن ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﻤﻮم هﻲ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻷﻓﺮاد – ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ – ﻓﻠﻮ ﺛﺒﺖ ﻟﺪى ﻻ اﻟﺨﺎﺻّﺔ .ﻷ ّ ن ﻟﻌﺐ اﻟﺴﺒﻖ واﻟﻘﻤﺎر ﻳﻀ ّﺮ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ وﻳﺨﺮب ﺑﻴﻮﺗًﺎ آﺜﻴﺮة .ﻓﺤﺮّﻣﺘﻪ. اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أ ّ ﻓﺘﻜﻮن ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻣﻨﻊ اﻟﻘﻤﺎر ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠﻌﻤﻮم وﻣﻀﺮّة ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻓﺮاد اﻟﺬي ﻳﻜﺴﺒﻮن ﻋﻴﺸﻬﻢ ﻣﻨﻪ. ﻲ آﺜﻴﺮًا .ﻓﺈذا آﺬﻟﻚ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻋﺪم اﻟﻄﻼق اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻬﻲ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧ ّ ﻇﻠﻤﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ،ﻓﻼ ﺑﺄس ﻓﻲ ذﻟﻚ .وﻻ ﺳﻴّﻤﺎ إذا آﺎن اﻟﻤﺸﺘﺮع ﻳﻌﻮّض ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﺘﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،آﻤﺎ ﻟﻮ ﻋﻮّﺿﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤّﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺴﺮوا ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻨﻊ اﻟﻘﻤﺎر .وﻳﺴﻮع واﺿﻊ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻋﺪم اﻟﻄﻼق ﻳﻌﻮّض ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﺘﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺄﻓﻘﺪﺗﻬﻢ ﺳﻌﺎدة هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ. ن ﺑﻌﺾ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﺣﺒّﺬت اﻟﻄﻼق وأذﻧﺖ ﺑﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ دﻧﻴﺌﺔ زرﻳّﺔ .إذ إّ ﺗﻮﺻّﻞ اﻟﺒﻌﺾ إﻟﻰ أن ﻳﻄﻠﻘﻮا زوﺟﺎﺗﻬﻢ ﻣﺮارًا ﻋﺪﻳﺪة. ﻓﻬﻞ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪهﺎ اﻟﺨﺎﻟﻖ وهﻲ اﻟﻨﺴﻞ وﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ؟ أم أﻧّﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﺷﺒﺎع اﻟﺸﻬﻮات اﻟﺒﻬﻴﻤﻴّﺔ!! ن اﷲ ﺳﻴﻘﺘﺺ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮن ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ!! إّ ﻣﺎﻧﻊ اﺧﺘﻼف اﻟﺪﻳﻦ وهﻮ ﻗﺎﻧﻮن ٦٠ﻣﻦ ﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺰواج. ﻲ ﻼ – إذا ﻋﻘﺪ ﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻳﻘﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﻤﻮد وﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﻤﻮد – ﻣﺜ ً زواﺟًﺎ ﻣﻊ ﺷﺎﺑّﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻓﺰواﺟﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،وآﺬﻟﻚ إذا ﻋﻘﺪت ﺷﺎﺑّﺔ ﻲ. آﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ زواﺟًﺎ ﻣﻊ ﺷﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤ ّ ﻓﺈذا اﺿﻄﺮّت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻟﻮﺟﻮد أﺳﺒﺎب ﻗﺎهﺮة ،ﺗﻄﻠﺐ ﺷﺮوﻃًﺎ .وهﺬﻩ اﻟﺸﺮوط هﻲ: ﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺬهﺒﻪ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ .١أن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ وأن ﻳﺘﻌﻬّﺪ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻏﻴﺮ ﻲ. ﻲ ﺑﺄن ﻳﺘﺮك اﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﺑﺄن ﺗﻤﺎرس دﻳﻨﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺬهﺒﻬﺎ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ .٢أن ﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﻃﻼﻗًﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻲ أن ﻳﺮﺑّﻲ أوﻻدﻩ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ إذا أﻣﻜﻦ. .٣أن ﻳﺴﻌﻰ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ
١٠٥ ﻲ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻠﺰﻣﻪ ﺑﻬﺎ ن اﷲ ﻳﻠﺰم ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ أي أ ّ ﻖ إﻟﻬ ّ وهﺬﻩ اﻟﺸﺮوط هﻲ ﺣ ّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. ﻲ ﻓﻲ ﻣﺬهﺒﻪ وأن ﻳﺮﺑّﻲ أوﻻدﻩ ﻓﻲ ﻲ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ أن ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ هﻮ إﻟﺰام إﻟﻬ ّ ﻲ .وأن ﻳﻌﻘﺪ زواﺟﻪ ﻋﻘﺪًا ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻻ اﻧﻔﺼﺎل ﻓﻴﻪ .ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺬهﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺬهﺒﻪ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻃﻼق واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻄﻼق ﻣﺨﺎﻟﻔًﺎ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﷲ .وﻣﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ن اﷲ ﻳﻠﺰم ﺑﻬﺎ،هﻲ ﺿﺮورﻳّﺔ ﻖ إﻟﻬﻲ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أي أ ّ ن هﺬﻩ اﻟﺸﺮوط هﻲ ﺣ ّ ﻋﺪا أ ّ ﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺮك دﻳﻨﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﺺ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮل ن اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲﻷّ ﻟﺨﻼص اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ :ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮﻧﻲ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس أﻧﻜﺮﻩ أﻣﺎم أﺑﻲ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ﻲ ﻣﻦ إهﻤﺎل دﻳﻨﻪ وﻏﺎﻳﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ هﻮ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ ﻓﻴﻬﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ وﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺎل :ﻣﺎذا واﻧﻘﻴﺎدﻩ ﻟﺪﻳﻦ زوﺟﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻳﻔﻴﺪ اﻹﻧﺴﺎن إن رﺑﺢ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ وﺧﺴﺮ ﻧﻔﺴﻪ!! ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﺼﺮ اﻟﻠﻬﻮ واﻟﻠﻌﺐ ﺑﻞ هﻮ ﻋﺼﺮ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ. "ﺑﻮل آﻠﻮدﻳﻞ" أوّل أﻳّﺎر ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل هﻮ ﻋﻴﺪ اﻟﻠﻘﻤﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺄآﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﺠﻮﻧﺔ ﺑﻌﺮق ﺟﺒﻴﻨﻪ إﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻟﻘﻮل اﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎن :ﺑﻌﺮق ﺟﺒﻴﻨﻚ ﺗﺄآﻞ ﺧﺒﺰك. ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل هﻮ ﻋﻴﺪ اﻟﻌﺮق اﻟﺬي ﻳﺘﺼﺒّﺐ ﻋﻦ ﺟﺒﻴﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻟﻴﺠﺒﻞ ﺗﺮاب اﻷﺣﺠﺎر ﻓﺘﺒﻨﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﻘﺼﻮر اﻟﻔﺨﻤﺔ ،وﻟﻴﺴﻘﻲ اﻟﺰرع واﻟﻐﺮس ﺐ واﻟﺜﻤﺮ ﻏﺬاء ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻓﻴﻌﻄﻲ اﻟﺤ ّ ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل هﻮ ﻋﻴﺪ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺠﻬﺎد ﻓﻴﺴﻮع ﻳﺸﺎرآﻜﻢ ﺑﻪ أﻳّﻬﺎ اﻟﻌﻤّﺎل وﻳﻌﻴﱢﺪ ﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺑﺪأ ﻲ ﻗﺪ اﺷﺘﻐﻞ آ ّ ن ﻳﺴﻮع هﻮ أوّل ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺴﻴﺤ ّ ﻣﻌﻜﻢ وﻳﻔﺮح وﻳﺒﺘﻬﺞ ،ﻷ ّ اﻟﺸﻐﻞ واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ آﺎن ﺻﻐﻴﺮًا ﻓﻲ ﺣﺎﻧﻮت اﻟﻨﺠﺎرة وﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪّس اﻟﻌﻤﻞ ورﻓﻊ ﻼ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻊ أﻧّﻪ آﺎن ﻳﻘﺪر أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨـﺰﻟﺔ اﻟﻌﻤﺎل إذ هﻮ اﻹﻟﻪ ﺟﻌﻞ ذاﺗﻪ ﻋﺎﻣ ً ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﺣﺎﺟﺎت واﻟﺪﻳﻪ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء وﻣﺎر ﻳﻮﺳﻒ دون أدﻧﻰ ﺗﻌﺐ وﻟﻜﻨّﻪ أراد أن ن اﺑﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻟﻴﻘﺪّس اﻟﻌﻤﻞ وﻳﺸﺮّف اﻟﻌﻤّﺎل .وﻗﺪ ﻗﺎل ﻻﺳﻤﻪ اﻟﺴﺠﻮد أ ّ
١٠٦ ﺟﺎء ﻟﻴُﺨﺪَم ﺑﻞ ﻟَﻴﺨﺪِم .وﻗﺪ ﻃﻮّب اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻠﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ... ن ﻳﺪﻩ ﻣﻊ ﻳﺪ اﷲ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺒّﺬا ﻟﻮ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎﻣﻞ أﻧّﻪ ﻳﺴﺎهﻢ ﻣﻊ اﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ وأ ّ وﺗﺸﺘﻐﻞ وﺗﺰرع وﺗﻐﺮس وﺗﺒﻨﻲ وﺗﻮﻗﻆ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎد واﻟﻨﺒﺎت واﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت. إّ ن ب ﻳﺴﻮع :إ ّ ﻲ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮل اﻟﺮ ّ ن دﺧﻮل اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻤﺎء أﺳﻬﻞ ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﻐﻨ ّ ﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء. دﺧﻮل اﻟﺠﻤﻞ ﺧﺮم اﻹﺑﺮة أﺳﻬﻞ ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﻐﻨ ّ اﻋﻤﻞ واﺷﺘﻐﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص ﻷﺟﻞ اﷲ ﻓﺘﻜﺴﺐ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء أﺟﺮ أﺗﻌﺎﺑﻚ وأﻋﺮاﻓﻚ! اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻠﻬﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ آﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس أﺳﻘﻒ ﻓﻠﻮرﻧﺴﺎ ﺳﺎﺋﺮًا ﻓﻲ أﺣﺪ ﺷﻮارع اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮأى ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺣﻮل ﺑﻴﺖ ﺣﻘﻴﺮ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ أرﻣﻠﺔ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮة ﻟﻬﺎ ﺛﻼث ﺑﻨﺎت ﻦ واﻧﻌﻄﻒ ﻲ .ﻓﺸﻔﻖ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮه ّ ﻦ اﻟﻴﻮﻣ ّ ﻣﻜﺒّﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻐﻞ ﻟﻜﺴﺐ ﺧﺒﺰه ّ ﻦ ﻣﻌﺎﺷًﺎ ﺷﻬﺮﻳًّﺎ. ﻦ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪراهﻢ وأﺟﺮى ﻟﻬ ّ ﻦ ﻓﺄﻋﻄﺎه ّ ﻦ ﻟﻔﻀﻴﻠﺘﻬ ّ ﻋﻠﻴﻬ ّ ﻦ ﻓﺮأى ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺗﺮﻗﺺ ﺣﻮل اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻬﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ زﻣﻦ ﻣ ّﺮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨـﺰﻟﻬ ّ اﻷﻣﺮ ﻓﺪﺧﻞ ﻓﺮأى اﻷرﻣﻠﺔ واﻟﺒﻨﺎت ﺗﺮآﻦ اﻟﺸﻐﻞ ﻣﺘّﻜﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎش واﻧﻬﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﺰﻳﻨﺔ واﻟﺘﺒﺮّج واﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت. اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ دﺧﻞ ﻧﺎﺳﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺈذا ﺑﻪ أﻣﺎم ﺑﺎﺣﺔ ﻣﻜﺘﻈّﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻳﺘﺰاﺣﻤﻮن ﻟﻠﺪﺧﻮل .ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ – دون أن ﻳﺮﻓﻊ ﻧﻈﺮﻩ إﻟﻰ اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻓﻮق ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ – هﻨﺎ آﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﻬﺎﻓﺖ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻬﺎ .ﻓﺪﺧﻞ وإذا ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﺘﻤﺔ ﺗﻮﺣﻲ اﻟﻬﻴﺒﺔ واﻟﺨﺸﻮع .ﻓﺎﻧﺰوى ﻧﺎﺣﻴﺔ وﻣﺎ إن اﺳﺘﻘ ّﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،ووﺟّﻪ ﻧﻈﺮﻩ ورأى اﻟﺨﻴﺎﻻت اﻟﻤﺘﺤﺮّآﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ ،ﺣﺘّﻰ ﻋﺮف أﻧّﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ .ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺨﺠﻞ واﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻮك اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒّﺒﻬﺎ
١٠٧ دﺧﻮﻟﻪ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ .ﻓﺄراد اﻟﺨﺮوج وﻟﻜﻦ ﻳﺮاﻩ اﻟﻨﺎس ﻓﻔﻜّﺮ أن ﻳﺒﻘﻰ إﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﺮوج اﻟﺠﻤﻴﻊ. وآﺎن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻗﺼّﺔ ﻏﺮاﻣﻴّﺔ ﻓﺴﻤﻊ ﺗﺄوّهﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺗﺤﺒﻴﺬهﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺎهﺪ ﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺎﺷﺔ ﻦ ﺟﻨﻮن اﻟﻨﺎﺳﻚ وﺛﺎرت ﻧﻔﺴﻪ وه ّﻢ أن ﻳﻨﻘ ّ اﻟﺨﻼﻋﻴّﺔ ﻓﺠ ّ ﻻ أﻧّﻪ رأى ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ ﻓﻴﻤﺰّﻗﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺤﺮّك ﺁﻟﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻓﻴﺼﻔﻌﻪ .إ ّ ﻣﺸﻬﺪًا ﻟﻢ ﻳﺮﻩ ﻏﻴﺮﻩ وهﻮ ﺷﺮذﻣﺔ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﻳﺮﻗﺼﻮن ﻃﺮﺑًﺎ .ﻓﺪﻋﺎ ﺷﻴﻄﺎﻧًﺎ ﻣﻨﻬﻢ وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﺑﻬﻢ ﻓﺄﺟﺎب - :ﻧﻔﺮح ﺑﺎﻟﺸﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﺎهﺪ اﻟﺨﻼﻋﻴّﺔ ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﻤﻸ اﻟﻤﺨﻴّﻼت واﻟﻘﻠﻮب أﻓﻜﺎرًا وﺷﻬﻮات دﻧﺴﺔ وﺗﺪﻓﻊ اﻟﺸّﺒﺎن واﻟﺸﺎﺑّﺎت إﻟﻰ اﻟﻔﺴﺎد وﺗﻌﻠّﻢ اﻷﺑﺮﻳﺎء اﻟﺸ ّﺮ واﻷوﻻد اﻹﺟﺮام .إﻧّﻬﺎ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻌﻠّﻢ اﻟﺮذﻳﻠﺔ واﻹﺟﺮام. ﻓﺄﻣﺴﻚ اﻟﻨﺎﺳﻚ ﺑﻌﻨﻖ اﻟﺸﻴﻄﺎن وﺿﻐﻂ ﺑﺸﺪّة ﻓﺘﺄﻟّﻢ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻨﺎﺳﻚ: اﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ هﻨﺎ دون أن ﻳﺮاﻧﻲ أﺣﺪ. ﻓﻘﺎل اﻟﺸﻴﻄﺎن :أﺗﺮﺿﻰ أن ﺗﺘﺰﻳّﺎ ﺑﺰي ﺷﻴﻄﺎن ﻷﺧﺮﺟﻚ ﻣﻦ هﻨﺎ؟ ﻓﻘﺎل :أرﺿﻰ. ي ﺷﻴﻄﺎن وأﺧﺮﺟﻪ .ﻓﺮأى اﻟﻨﺎس ﺷﻴﻄﺎﻧًﺎ ﻳﺨﺮج ﻓﻔﺮح اﻟﺸﻴﻄﺎن وأﻟﺒﺲ اﻟﻨﺎﺳﻚ ز ّ ي ﻧﺎﺳﻚ ودﺧﻞ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ن هﺬا اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﻠﻌﻴﻦ ﺗﺰﻳّﺎ ﺑﺰ ّ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻓﺎرﺗﺎﻋﻮا وﻗﺎﻟﻮا إ ّ ﺣﺘّﻰ ﻳﺸﻜّﻚ اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺸﻒ اﷲ ﺧﺪاﻋﻪ ﻓﺄﻇﻬﺮﻩ ﻟﻨﺎ آﻤﺎ هﻮ ﺷﻴﻄﺎﻧًﺎ رﺟﻴﻤًﺎ – ﺧﺰاﻩ اﷲ -وآﺜﻴﺮون ﻗﺼﺪوا هﺠﺮ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ .ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ اﻧﺘﺒﻪ اﻟﺸﻴﻄﺎن إﻟﻰ ﻏﻠﻄﻪ وﻏﻀﺐ آﻴﻒ ن اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻏﻠﺒﻪ .وأراد أن ﻳﻜﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻨﺎﺳﻚ وﻟﻜﻦ اﻟﻨﺎﺳﻚ أﺟﺒﺮﻩ ﺑﻘﺪرة اﷲ أن أّ ﻳﺤﻤﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﻨﺴﻜﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﺤﻤﻠﻪ ﻣﺮﻏﻤًﺎ. وأﺧﺬ اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻮم واﻟﺘﻘﺸّﻒ وﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺟﻠﺪ ﺟﺴﺪﻩ ﺣﺘّﻰ اﻟﺪم ﻟﻴﻜﻔّﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺨﻼﻋﻴّﺔ!! اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ﻞ ﻣﻦ هﺬﻩ ن اﷲ ﺁب واﺑﻦ وروح ﻗﺪس .وآ ّ ن أﺳﺎس دﻳﻨﻨﺎ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺄ ّ إّ ن ﻟﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ واﺣﺪة وﺟﻮهﺮًا واﺣﺪًا وذاﺗًﺎ واﺣﺪة. اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ هﻮ اﷲ ذاﺗﻪ ﻷ ّ
١٠٨ ن ﺳ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس هﻮ ﺳ ّﺮ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ذاﺗﻪ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺸﺮ. إّ ﻓﺎﷲ اﻵب ﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﺻﻔﺎﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻓﺄﺣﺒّﻬﺎ وهﺬﻩ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺪرت ﻣﻦ اﻵب إﻟﻰ ﺻﻔﺎﺗﻪ هﻲ اﻻﺑﻦ .وﺻﻠﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ أو راﺑﻄﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ اﻵب واﻻﺑﻦ هﻲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. وأﻣّﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﺎﷲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ اﻵب ﻗﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم وهﺬﻩ ﻣﺤﺒّﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ وﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ اﻻﺑﻦ ﻓﻘﺪ اﻓﺘﺪاﻧﺎ ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ وهﺬا ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺒّﺔ ،وﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻬﻮ ﻳﺮﺷﺪﻧﺎ وﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﻟﻨﺨﻠّﺺ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ وهﺬا ﻓﻌﻞ ن اﻟﻤﺤﺒّﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ،ﻓﺎﷲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ ﺧﺎﻟﻖ وﻓﺎدي وﻣﺮﺷﺪ هﻮ ﻣﺤﺒّﺔ ﻷ ّ دﻓﻌﺘﻪ ﻷن ﻳﺨﻠﻘﻨﺎ وﻳﻔﺪﻳﻨﺎ وﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ. ن ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي أﺛﺒﺖ أﻟﻮهﻴّﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻗﺪ آﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﺴ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث إّ ﻲ وأﻧﺎ ﻓﻲ ن اﻵب ﻓ ّ ﺶ وﻻ ﻳﺨﺪع .ﻗﺎل :أﻧﺎ واﻵب واﺣﺪ .إ ّ اﻷﻗﺪس وﻳﺴﻮع ﻻ ﻳﻐ ّ اﻵب .ﻣﻦ رﺁﻧﻲ ﻓﻘﺪ رأى اﻵب .وأﻧﺎ أﺳﺄل أﺑﻲ ﻓﻴﻌﻄﻴﻜﻢ ﻣﻌﺰﻳًّﺎ ﺁﺧﺮ .ﻳﻘﻴﻢ ﻣﻌﻜﻢ إﻟﻰ ﻖ اﻟﺬي اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺒﻮﻟﻪ .إذهﺒﻮا وﻋﻠّﻤﻮا اﻷﻣﻢ وﻋﻤّﺪوهﻢ اﻷﺑﺪ روح اﻟﺤ ّ ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .اﻟﺸﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺛﻼﺛﺔ :اﻵب واﻟﻜﻠﻤﺔ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وهﺆﻻء اﻟﺜﻼﺛﺔ هﻢ واﺣﺪ. ن اﷲ واﺣﺪ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ل ﻋﻠﻰ أ ّ ﻓﻬﺬﻩ اﻵﻳﺎت وﻏﻴﺮهﺎ آﺜﻴﺮ ﻓﻲ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس ﺗﺪ ّ أﻗﺎﻧﻴﻢ .وإن آﻨّﺎ ﻻ ﻧﻔﻬﻢ هﺬا اﻟﺴ ّﺮ أي ﺳ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ﻓﻔﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻼ – ﻻ ﻧﻔﻬﻢ ﺳ ّﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻨﺒﺎت أﺳﺮار آﺜﻴﺮة ﻻ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﻧﻨﻜﺮهﺎ – ﻣﺜ ً ن ﺣﺒّﺔ ﻳﺎﺑﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ ﺗﻨﺒﺖ وﺗﻨﻤﻮ وﺗﻌﻄﻲ ﺳﻨﺒﻠﺔ ،ﻻ ﻧﻔﻬﻢ ﺳ ّﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ آﻴﻒ أ ّ ﻞ أﻋﻀﺎﺋﻪ ﻣﺘﻜﻮّﻧﺔ ﺑﻨﻈﺎم ﻋﺠﻴﺐ ،ﻻ ﻧﻔﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﻮان آﻴﻒ ﻳﻨﻤﻮ اﻟﺠﻨﻴﻦ وآ ّ آﻴﻒ ﻳﺘﺤﻮّل اﻟﻄﻌﺎم إﻟﻰ ﻋﻈﺎم وﻟﺤﻢ ودم وﺷﻌﺮ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ،ﻻ ﻧﻔﻬﻢ ﺳ ّﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻞ هﺬﻩ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت هﻲ ﻋﻤﻞ وﻻ اﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ وأﺳﺮار آﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت ﻻ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ .وآ ّ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ وهﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ ﺣﻘﻴﺮة ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﻓﺈذا آﻨّﺎ ﻻ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻔﻬﻢ ﺳ ّﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﷲ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ؟ ن ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ أوﺣﻰ إﻟﻴﻨﺎ ﺳ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس (١ﻟﻴﻄﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ إّ ن ﺳ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس هﻮ ﻣﻦ آﻤﺎﻻت اﷲ – (٢ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺮآﻨﺎ ﺑﺸﻲء آﻤﺎﻻت اﷲ ﻷ ّ
١٠٩ ن اﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ذاﺗﻴّﺘﻪ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ وﻳﺮﻓﻊ ﻣﻘﺎﻣﻨﺎ .ﻟﺴﺖ أدﻋﻮآﻢ ﻋﺒﻴﺪًا ﺑﻌﺪ ﻷ ّ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺳﻴّﺪﻩ ﻗﺪ دﻋﻮﺗﻜﻢ أﺣﺒّﺎﺋﻲ ﻷﻧّﻲ أﻋﻠﻤﺘﻜﻢ ﺑﺒﻌﺾ أﺳﺮاري اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ – (٣ ﻟﻴﺨﺘﺒﺮ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ وﻣﻘﺪار ﺛﻘﺘﻨﺎ ﺑﺼﺪﻗﻪ ﻓﻴﻜﺎﻓﺌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ. دﺧﻮل اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ آﺎﻧﺖ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻄﻔﻞ إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﺪﻳﺔ ﻋﻨﻪ. ﻲ ﺣﻤﺎم أو ﻓﺮﺧَﻲ ﻳﻤﺎم .ﻓﺴﻴّﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻓﺎﻷﻏﻨﻴﺎء آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺪّﻣﻮن ﺧﺮوﻓًﺎ واﻟﻔﻘﺮاء زوﺟ ّ اﻟﻌﺬراء ﻗﺪّﻣﺖ ﻃﻔﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ وﻗﺪّﻣﺖ ﻋﻨﻪ ﺗﻘﺪﻣﺔ اﻟﻔﻘﺮاء .ﻓﻘﺒﻠﻪ ﺳﻤﻌﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ذراﻋﻴﻪ وﻗﺪّﻣﻪ ﷲ. ن اﻟﺮوح وآﺎن ﺳﻤﻌﺎن ﻳﺘﻮق إﻟﻰ ﻣﺸﺎهﺪة اﻟﻤﺨﻠّﺺ اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻷ ّ اﻟﻘﺪس آﺎن أوﺣﻰ إﻟﻴﻪ ﺑﺄﻧّﻪ ﻟﻦ ﻳﻤﻮت ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺎﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺨﻠّﺺ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﻴﻦ رﺁﻩ وﻋﺮﻓﻪ ﺑﻮﺣﻲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﺮح واﺑﺘﻬﺞ آﺜﻴﺮًا وﻗﺎل :اﻵن أﻃﻠﻖ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪ ﻋﺒﺪك ن ﻋﻴﻨﻲ ﻗﺪ أﺑﺼﺮﺗﺎ ﺧﻼﺻﻚ اﻟﺬي أﻋﺪدﺗﻪ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺸﻌﻮب. ﺑﺴﻼم ﺣﺴﺐ آﻠﻤﺘﻚ ﻷ ّ وﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ أﺧﺬت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ هﺬﻩ اﻟﻌﺎدة ﻓﺘﻠﺰم اﻷم ﺑﺄن ﺗﻘﺪّم ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻟﻠﻬﻴﻜﻞ ﻓﻴﻘﺒﻠﻪ اﻟﻜﺎهﻦ وﻳﻀﻌﻪ أﻣﺎم اﻟﻤﺬﺑﺢ ﻣﻘ ّﺪﻣًﺎ إﻳّﺎﻩ ﷲ .واﻷم ﺗﺴﺠﺪ أﻣﺎم اﻟﻤﺬﺑﺢ وﺗﻘﺪّم ن اﻟﻄﻔﻞ هﻮ ﻋﻄﻴّﺔ ﻣﻦ اﷲ. اﺑﻨﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻜﺎهﻦ ﷲ وﺗﺸﻜﺮ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﻄﻴّﺘﻪ ﻷ ّ و َﺗﻌِﺪ اﷲ ﺑﺄن ﺗﺨﺪم ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻷﺟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺗﺮﺑّﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻮف اﷲ ورﺿﺎﻩ .ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻣّﻬﺎت أن ﻳﻤﺎرﺳﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﺎدة اﻟﺘﻘﻮﻳّﺔ ،ﻓﺤﻴﻦ ﺗﺘﻌﺎﻓﻰ اﻷم ﻓﺄوّل ﻋﻤﻞ ﺗﻌﻤﻠﻪ هﻮ أن ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺗﻘﺪّم ﻃﻔﻠﻬﺎ ﷲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻜﺎهﻦ. أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ﻣﺎ هﺬا اﻻﻧﻘﻼب؟ ﺗﺮى – أﻳّﻬﺎ اﻟﻔﺘﻰ اﻟﻌﺰﻳﺰ – اﻧﻘﻼﺑًﺎ وﺗﻐّﻴﺮًا ﻓﻲ أﻓﻜﺎرك وﺗﺼﻮّراﺗﻚ وأﻣﻴﺎﻟﻚ .وﻻ ﺗﺪري ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻐﻴّﺮ واﻻﻧﻘﻼب .ﺗﺄﺗﻴﻚ أﻓﻜﺎر وﺗﺼﻮّرات وﻋﻮاﻃﻒ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﻴﻞ ﺷﺪﻳﺪ إﻟﻰ ﻣﺤﺎدﺛﺔ اﻟﻔﺘﻴﺎت وﺗﺘﻮدّد إﻟﻴﻬﻦ وﺗﺤﺴﺐ
١١٠ ﻧﻔﺴﻚ ﺳﻌﻴﺪًا ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺪّم ﻟﻬﻦ ﺧﺪﻣﺔ وﺗﺠﺘﻬﺪ ﺑﺄن ﺗﻈﻬﺮ أﻣﺎﻣﻬﻦ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺟﺬّاب ﺧﻼّب ن هﺬا اﻟﺘﻐﻴّﺮ ﻓﻲ أﻓﻜﺎرك وﻋﻮاﻃﻔﻚ وﺗﺼﻮّراﺗﻚ وﺻﻮﺗﻚ هﻮ دور ﻳﻌﻄﻔﻬﻦ إﻟﻴﻚ! إ ّ اﻧﺘﻘﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻟﺪ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﺟﻞ .ﻓﻬﺬا اﻻﻧﻘﻼب اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﻏﺮﻳﺒًﺎ هﻮ ﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ. ﻃﺒﻴﻌ ّ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺤﺒﻴّﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻔﺘﺎة ،اﻟﺘﻲ ﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،إذا اﻧﻀﻤّﺖ إﻟﻰ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻓﺘﺎة ﻧﺤﻮك ،ﻳﺘﻮﻟّﺪ ﻣﻨﻬﺎ وﻟﺪ ﻣﺜﻠﻚ .ﻓﺄﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﻔﺘﻰ ﺛﻤﺮة هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ .ﻓﺄﺑﻮك وأﻣّﻚ ،واﷲ اﻟﺬي أﻋﻄﻰ واﻟﺪﻳﻚ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﻗﺪ اﺷﺘﺮآﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻚ .ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺨﻠﻮق ﺟﻤﻴﻞ ﻟﻄﻴﻒ ﺳﺎم ،أﻧﺖ ﺛﻤﺮة هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺤﺒﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ وﻻ ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ! ن اﷲ هﻮ اﻟﺬي رﺗّﺐ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ واﻟﻘﻮّة وﻧﻈّﻤﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ هﻲ إﻳﺠﺎد اﻟﻨﺴﻞ إّ ﻼ ﺧﺎﺻًّﺎ .ﻓﺎﻟﻌﻴﻦ ﻟﺮؤﻳﺔ اﻷﺷﻴﺎء واﻷذن ﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤ ً آﻤﺎ رﺗّﺐ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘﻮى وﻧﻈّﻢ ﻟﻜ ّ ﻟﺴﻤﺎع اﻷﺻﻮات واﻟﻤﻌﺪة ﻟﻬﻀﻢ اﻟﻄﻌﺎم... وآﻤﺎ أ ّ ن هﺬﻩ اﻟﻘﻮى ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪرة اﷲ وﺣﻜﻤﺘﻪ ،آﺬﻟﻚ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﻞ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻤﺔ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ. وﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺣﻘﻴﺮة ﺑﻞ هﻲ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻷﻧّﻬﺎ ﺳﺒﺐ وﺟﻮدك ﻓﺘﺠﺐ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ن اﷲ هﻮ اﻟﺬي أوﺟﺪ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺿﻤﻦ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس .إ ّ اﻟﺸﺎب واﻟﻔﺘﺎة إﻟﻰ اﻟﺰواج .وﻳﺮﻳﺪ اﷲ ﻣﻦ اﻟﺰواج ﺗﻜﺜﻴﺮ اﻟﺒﺸﺮ ﻟﻴﺴﺒّﺤﻮﻩ وﻳﻤﺠّﺪوﻩ وﻳﺮﺛﻮا أﺧﻴﺮًا ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪة .ﻓﻬﺎﺗﺎن اﻟﻐﺎﻳﺘﺎن – ﻣﺠﺪ اﷲ وﺳﻌﺎدة اﻹﻧﺴﺎن – هﻤﺎ ن اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﻜﺜﻴﺮة واﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ هﻲ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ آﺒﻴﺮﺗﺎن ورﻓﻴﻌﺘﺎن .إ ّ أن ﺗﻤﺠّﺪ اﷲ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ وﻋﻘﻠﻬﺎ وإن آﺎﻧﺖ ﺗﻤﺠّﺪﻩ ﺑﻮﺟﻮدهﺎ وﻋﻈﻤﺘﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻗﺎل" :ﻟﻨﺨﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗﻨﺎ وﻣﺜﺎﻟﻨﺎ" ﻟﻴﺴﺒّﺤﻨﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ آ ّ وﻳﻤﺠّﺪﻧﺎ ﺑﻌﻘﻠﻪ وﻟﺴﺎﻧﻪ!! ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن وﺣﺪﻩ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺪرك ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ وﻳﻤﺠّﺪﻩ. اﷲ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﺎﻓﺊ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺠﻴﺪﻩ ﻟﻪ أراد أن ﻳﺸﺮآﻪ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة اﻟﺨﺎﻟﺪة .ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺳﺎم رﻓﻴﻊ ،وﺟﻮدك أﻳّﻬﺎ اﻟﻔﺘﻰ! ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم اﻟﺬي هﻮ ﻻ ﺷﻲء إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺪاﺋﻢ اﻟﺬي هﻮ أﺳﻤﻰ ﺷﻲء .ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم إﻟﻰ اﻻﺷﺘﺮاك ﺑﺎﻷﻟﻮهﺔ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺘّﻊ .ﻣﻤّﺎ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻪ اﷲ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﺠﺪ واﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺨﻠﻮد!!
١١١ ﻓﺎﻟﻮﺟﻮد ﻳﻔﺘﺢ أﻣﺎﻣﻚ – أﻳّﻬﺎ اﻟﻔﺘﻰ – ﺑﺎب ﺳﻌﺎدة ﻣﻤﻠﻮءة ﻟﺬّات وأﻓﺮاﺣًﺎ ﺧﺎﻟﺪة ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻄﻬﺎ آﺪر وﻻ ﺣﺰن وﻻ أﻟﻢ!! ﻓﻤﺠﺪ اﷲ وﺳﻌﺎدﺗﻪ ﻳﺘﻮﻗّﻔﺎن ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮاﻣﻚ وﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻚ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺤﺒﻴّﺔ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪهﺎ اﷲ ﻓﻴﻚ. ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻟﻔﺮح ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻨﻴﻦ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ هﻮ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﺮح واﻟﺤﺒﻮر .واﻟﻔﺮح ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻈﻬﺮان .ﻣﻈﻬﺮ واﻃﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ وأآﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﻓﻴﻔﺮح ﺑﺬﻟﻚ وهﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ هﻲ إﻟﻰ ﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ أﻧّﻪ اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ أﻗﺮب ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺮح ،وﻣﻈﻬﺮ ﺳﺎم دﻳﻨ ّ ﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﻔﺮح. ي ﻓﻴﺮﺗﺎح ﺿﻤﻴﺮﻩ وﺗﻄﻤﺌ ّ ﻳﺘﻤّﻢ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﻵب اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻲ. ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ هﺬا هﻮ اﻟﻔﺮح اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ هﻞ ﻋﻠّﻤﺖ اﺑﻨﻚ أن ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻔﺮح؟ أن ﻳﺒﻘﻰ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻀﻮع آﺎﻣﻞ ﻟﻠﺒﺎري ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻳﻌﻤﻞ ﺑﻤﻮﺟﺐ وﺻﺎﻳﺎﻩ أﺑﺪًا. ن ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء أﺑًﺎ أن ﻳﺘّﺴﻢ داﺋﻤًﺎ ﺑﺴﻴﻤﺎء اﻟﻔﺮح ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻪ ﻷﻧّﻪ ﻋﺎﻟﻢ أ ّ ﺐ اﻟﻄﺎﺋﻊ. ﻣﺤﺒًّﺎ ﻗﺪﻳﺮًا هﻮ اﺑﻨﻪ اﻟﻤﺤ ّ ﻋ ّﻮدي اﺑﻨﻚ ،ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﺗﻲ ،أن ﻳﻜﻮن داﺋﻤًﺎ ﺷﺎآﺮًا ﷲ ﻻ ﻣﺘﺬ ّﻣﺮًا ،وﻻ ﺟﺎﺣﺪًا ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ .ﻋﻠّﻤﻴﻪ آﻴﻒ ﻳﺘﺒﻴّﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺧﻴﺮات اﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﻔﺪاء .ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻴﻪ ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﺤﻤﺪ وﻋﺎﻃﻔﺔ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ واﻟﺨﻀﻮع ﻓﺘﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ وهﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ هﻲ ﻓﺮح وﺣﺒﻮر. ﻳﻘﻄﻊ هﺎﻟﺤﻴﺎة رﻳﺘﻨﻲ أﻣﻮت ﺣﺘّﻰ ارﺗﺎح ن أﺑﺎهﺎ ﻟﻴﺲ ﻏﻨﻴًّﺎ .ﺗﺮﻳﺪ أن ﺐ اﻟﺠﺎﻩ واﻟﻐﻨﻰ واﻟﻤﺒﺎهﺎة ،وﻳﺆﻟﻤﻬﺎ أ ّ ﻧﺎدﻳﺎ ﻓﺘﺎة ﺗﺤ ّ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﺜﻞ اﻷﻏﻨﻴﺎء وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ .ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﺄﻓّﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺗﺮدّد هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات :ﻳﻘﻄﻊ هﺎﻟﻌﻴﺸﻪ ،ﻳﻘﻄﻊ هﺎﻟﺤﻴﺎة .رﻳﺘﻨﻲ ﻣﻮت ﺣﺘّﻰ ارﺗﺎح ،ﻟﻴﺶ ﺧﻠﻘﻨﺎ رﺑّﻨﺎ؟ ﻋﺬاب وﻗﻬﺮ وﺷﻘﺎء!
١١٢ ن وﻋﺒﺜًﺎ آﺎﻧﺖ أﻣّﻬﺎ اﻟﺘﻘﻴّﺔ ﺗﺮﺷﺪهﺎ وﺗﻨﺼﺤﻬﺎ .ذات ﻳﻮم ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ أﻣّﻬﺎ :ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ إ ّ ﻲ اﻟﺬي ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺗﺄﻓّﻔﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﺬﻣّﺮك ﻋﻠﻰ رﺑّﻨﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ دﻳﻨﻨﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ي. وﺑﺎﻟﻮداﻋﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻟﺼﺒﺮ واﻻﺣﺘﻤﺎل ،وﻳﻌﺮّض ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻠﻬﻼك اﻷﺑﺪ ّ ن ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﺘﺄﻓّﻔﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة؟ وﻻ ﻳﻨﻘﺼﻚ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻟﻮازم اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ إ ّ أﻳﺎﻣﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ أﻳّﺎﻣﻨﺎ هﻲ أﻳّﺎم راﺣﺔ وﻧﻌﻴﻢ .ﻓﺎﻟﺤﻴﺎة ﺗﺴﻬّﻠﺖ وﺻﺎرت ﺣﻴﺎة رﻏﺪ وهﻨﺎء .ﻟـﻤّﺎ آﻨﺖ ﻣﺜﻠﻚ آﻨّﺎ ﻧﺤﻤﻞ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﺑﻌﻴﺪ ،واﻟﻴﻮم اﻟﻤﺎء داﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ .آﻨّﺎ ﻧﻌﺠﻦ وﻧﺨﺒﺰ واﻟﻴﻮم ﻳﺼﻞ اﻟﺨﺒﺰ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ .آﻨّﺎ ﻧﻨﻘﻞ اﻟﺤﻄﺐ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻨﺎ ﻟﻠﺨﺒﺰ واﻟﻄﺒﺦ واﻟﻴﻮم ﻧﻄﺒﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻮﺗﻮﻏﺎز .آﻨّﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻗﻨﺪﻳﻞ آﺎز ،اﻟﻴﻮم اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺗﻨﻴﺮ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﺄﺳﺮع ﻣﻦ ﻟﻤﺢ اﻟﺒﺼﺮ .آﻨّﺎ ﻧﻘﻀﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻧﺸﺮب اﻟﻤﺎء ﺳﺎﺧﻨًﺎ ،ﻓﺎﻟﻴﻮم ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺮاد ،ﻋﻨﺪﻧﺎ رادﻳﻮ .آﻨّﺎ ﻧﻨﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺼﻴﺮة ﻓﺎﻟﻴﻮم ﻧﻨﺎم ﻋﻠﻰ ﻞ ﺳﻨﺘﻴﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻌﻤﻞ ﻓﺴﻄﺎﻧًﺎ وﺣﺬاء .ﻓﺎﻟﻴﻮم أﻧﺖ ﺗﻌﻤﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ ،آﻨّﺎ آ ّ ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ ﻓﺴﺎﻃﻴﻦ وﻣﺜﻠﻬﺎ أﺣﺬﻳﺔ .ﻣﺎ آﻨّﺎ ﻧﻌﺮف ﺷ ّﻢ اﻟﻬﻮاء ﻓﺎﻟﻴﻮم ﺷ ّﻢ هﻮاء وﻣﺸﺎوﻳﺮ وﺳﻴﻨﻤﺎ ...أﻧﺖ ﺗﺼﺮﻓﻴﻦ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ وﺟﻬﻚ وﺷﻌﺮك وأﺻﺎﺑﻌﻚ وﻧﺤﻦ ﻣﺎ آﻨّﺎ ﻧﻔﻜّﺮ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﻣﻮر. أرأﻳﺖ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ اﻟﻔﺮق اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ وﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻴﻮم؟ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻣﺎ آﻨّﺎ ﻧﻐﻀﺐ وﻻ ﻧﺘﺬﻣّﺮ ﻋﻠﻰ رﺑّﻨﺎ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ آﻨّﺎ ﻣﺴﺮورﻳﻦ ﻧﺸﻜﺮ رﺑّﻨﺎ! ﻻ ﺗﻨﺴﻲ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ أﻧّﻨﺎ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻮن واﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﺘﺪي ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي وُﻟﺪ ﻼ ﻓﻘﻴﺮًا ﻓﻲ ﻳﺤﺎﻧﻮت اﻟﻨﺠﺎرة وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻦ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة وﻋﺎش ﻋﺎﻣ ً ﻳﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ رأﺳﻪ ﻟﻴﻌﻠّﻤﻨﺎ أن ﻻ ﻧﻌﻠّﻖ ﻗﻠﺒﻨﺎ ﺑﺨﻴﺮات وﺳﻌﺎدة هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻞ ﻧﻮﺟّﻪ ﻗﻠﺒﻨﺎ إﻟﻰ ﺧﻴﺮات وﺳﻌﺎدة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺣﺪهﺎ ﺗﺸﺒﻊ ﻗﻠﺒﻨﺎ. وإذا ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻗﻨﻮﻋﺔ ﻓﻠﻮ اﻣﺘﻠﻜﺖ ﺧﻴﺮات اﻷرض آﻠّﻬﺎ ﻟﺒﻘﻴﺖ ﻗﻠﻘﺔ ﻣﺘﺄﻓّﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة!
١١٣ ﻣﻦ أﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب؟ أﻧﺖ ﺟﻨﺪي ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .وﻳﻔﺘﺮض ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺪي اﻟﺒﺴﺎﻟﺔ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻹﺧﻼص ﻟﻤﻠﻜﻪ ،ﻳﻔﺘﺮض ﻓﻴﻪ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻪ ﺣﺘّﻰ ﻟﻮ آﻠّﻔﻪ ذﻟﻚ ﺑﺬل اﻟﺤﻴﺎة! ﻲ إذا آﺎﻓﺄ اﻟﺠﻨﺪي ﻋﻠﻰ إﺧﻼﺻﻪ ﻓﻤﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺑﺴﻴﻄﺔ زاﺋﻠﺔ ،وأﻣّﺎ ﻓﺎﻟﻤﻠﻚ اﻷرﺿ ّ ي ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﺈذا آﺎﻓﺄك ﻋﻠﻰ إﺧﻼﺻﻚ ﻓﻤﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺧﺎﻟﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ اﻟﺴﻤﺎء! آﻦ ﺟﻨﺪﻳًّﺎ ﺷﺠﺎﻋًﺎ وﻣﺨّﻠﺼًﺎ ﻟﻴﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﺣﺎرب اﻟﺸﺮور اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺾ إرادﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﺣﺎرب اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻔﺎﺳﺪة اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة اﻧﺘﺸﺎر اﻷوﺑﺌﺔ وﻗﺪ أﻓﺴﺪت اﻟﻘﻠﻮب واﻷﻓﻜﺎر واﻟﻀﻤﺎﺋﺮ .وأﻧﻮاع هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ أآﺜﺮ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻷﻣﺮاض اﻟﻘﺘّﺎﻟﺔ. ﺣﺎرب اﻟﻤﻼهﻲ اﻟﺨﻼﻋﻴّﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮّك اﻟﺸﻬﻮات اﻟﻔﺎﺳﺪة وﺗﻘﻮد اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ هﻮّة اﻟﺸ ّﺮ واﻟﻬﻼك! ﺣﺎرب اﻟﻠﺒﺲ اﻟﻐﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﺸﻢ اﻟﺬي ﻳﺴﺒّﺐ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻓﻜﺮﻳّﺔ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﺪد! ﺣﺎرب ﺑﻴﻮت اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ اﻷوﺑﺌﺔ واﻟﻌﻠﻞ! ﺣﺎرب اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ واﻟﺴﻜﺮ .هﺬﻩ أﻣﺮاض اﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺧﺮّﺑﺖ وﺗﺨﺮّب ﺑﻴﻮﺗًﺎ آﺜﻴﺮة وﺗﻔﻜّﻚ ﻋﺎﺋﻼت وﺗﺸﺮّد أوﻻدًا! ﻞ هﻠﻪ اﻟﺸﺮور ﺑﻌﺰم وﺛﺒﺎت دون ﺧﻮف وﻻ ﻗﻨﻮط .ﺣﺎرﺑﻬﺎ ﺑﻠﻄﻔﻚ ﺣﺎرب آ ّ ورﻗّﺔ آﻼﻣﻚ ،ﺑﻐﻴﺮﺗﻚ وﺗﻀﺤﻴﺘﻚ ،وﺑﻤﺜﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ. آﻦ ﻧﻮرًا ﻓﻲ ﻇﻼم ﺷﺮور هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ! آﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻐﺮق ﻓﻲ ﺑﺤﺮ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺼﺎﺧﺐ! آﻦ ﺷﺠﺮة ﻣﺜﻤﺮة ،ﻟﺬﻳﺬة ﺛﻤﺎرهﺎ ،ﻳﻘﻄﻒ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﺎدي هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ! آﻦ زهﺮة ﺗﻌﻄّﺮ ﺑﺄرﻳﺠﻬﺎ وﺷﺬاهﺎ ،ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ! آﻦ – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ – اﻟﺠﻨﺪي اﻟﺒﺎﺳﻞ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ واﻧﺘﻈﺮ ﻣﻨﻪ اﻹآﻠﻴﻞ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﺳﻴﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ رأﺳﻚ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ!!
١١٤ اﻟﺬﺋﺐ واﻟﺨﺮوف اﻧﻔﺮد ﺧﺮوف ﻋﻦ اﻟﻘﻄﻴﻊ ﻣﺘﻠ ّﻬﻴًﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺣﺸﺎﺋﺶ ﺧﻀﺮاء ﻧﻀﺮة ﻣﺘﻠ ّﺬذًا ﺑﻘﻀﻤﻬﺎ .وإذا ﺑﺬﺋﺐ آﺎن ﻳﺘﺮﺻﺪﻩ اﻧﺘﺼﺐ أﻣﺎﻣﻪ وآﺸّﺮ ﻋﻦ أﻧﻴﺎﺑﻪ وﺗﻬﻴّﺄ ﻟﻠﻮﺛﻮب ن ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻗﺪ دﻧﺖ ﻓﺘﺬﻟّﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوف اﻟﺨﻮف واﻟﺠﺰع وأﻳﻘﻦ أ ّ ﻟﻠﺬﺋﺐ ﺑﺎآﻴًﺎ ﻣﺴﺘﻌﻄﻔًﺎ ﻣﻠﺘﻤﺴًﺎ اﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺸﻔﻘﺔ. ﻓﻘﺎل اﻟﺬﺋﺐ :آﻴﻒ أرﺣﻤﻚ وأﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻚ وأﻧﺖ ورﻓﺎﻗﻚ ﺗﻨﺎﺻﺒﻮﻧﻲ أﻧﺎ ورﻓﺎﻗﻲ اﻟﺬﺋﺎب اﻟﻌﺪاء؟ ن اﻟﺨﺮوف ﻳﻨﺎﺻﺐ أﺣﺪًا اﻟﻌﺪاء؟ أو هﻞ ﻓﻘﺎل اﻟﺨﺮوف :وهﻞ ﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪي أ ّ ن ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻐﻨﻢ ﺗﺼﻨﻊ ﺷﺮًّا ﺳﻤﻊ أن اﻟﺨﺮوف ﻳﻬﻀﻢ ﺣﻘﻮق أﺣﺪ؟ ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ أﺧﺒﺮوك أ ّ ﺑﺄﺣﺪ هﻢ ﻣﻔﺘﻨﻮن ﻳﺮﻳﺪون إﻳﻘﺎع اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ! ﻗﺎل اﻟﺬﺋﺐ :وهﻞ أﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ذﻟﻚ؟ أﻣﺎ ﺗﺼﻄﺤﺒﻮن )أﻧﺘﻢ ﻗﺒﻴﻠﺔ ع ﻳﻨﺘﺼﺐ اﻟﻐﻨﻢ( ﻣﻌﻜﻢ آﻠﺒًﺎ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻠﻘﻲ اﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ،أﻣَﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻜﻢ داﺋﻤًﺎ را ٍ آﺎﻟﻌﻤﻼق اﻟﺠﺒّﺎر ﻳﺤﻤﻞ هﺮاوة ،ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮدي ﺑﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨّﺎ .وﻓﻲ ﻼ. وﺳﻄﻪ ﻣﺴﺪّس إذا أﻃﻠﻖ ﻧﺎرﻩ ﻋﻠﻰ واﺣﺪ ﻣﻨّﺎ أرداﻩ ﻗﺘﻴ ً ﻓﻜﻴﻒ أرﺣﻤﻚ وأﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻚ وأﻧﺎ ﻣﺘﻠﻬّﻒ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎم؟ ﻗﺎل اﻟﺨﺮوف :وهﻞ أﻧﺎ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻃﺮد اﻟﻜﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ؟ أم أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﻨﻊ اﻟﺮاﻋﻲ ﻣﻦ رﻋﺎﻳﺘﻨﺎ؟ ﻣﺎ هﻮ ذﻧﺒﻲ؟ ﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻲ واﻧﻘ ّ ن ﻟﺤﻤﻚ ﻟﺬﻳﺬ ﺷﻬ ّ ن ذﻧﺒﻚ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﺪًّا وهﻮ أ ّ ﻗﺎل اﻟﺬﺋﺐ :إ ّ واﻓﺘﺮﺳﻪ! آﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮى ﻃﻤﻊ اﻟﻄﻤّﺎﻋﻴﻦ واﻷﻗﻮﻳﺎء! ﺺ اﷲ اﻟﺪﻳﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﻤّﺎﻋﻴﻦ واﻷﻗﻮﻳﺎء وﻳﻌﻮّض ﻋﻠﻰ وﻟﻜﻦ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﺳﻴﻘﺘ ّ اﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ واﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ!
١١٥ ن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺬﺋﺐ ﺑﺎﻟﺨﺮوف إّ ﻞ ﻳﻮم ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻈﺎﻟﻢ واﻟﺒﺮيء .آﻢ ﻣﻦ ﻇﺎﻟﻢ ﻳﻈﻠﻢ ﺑﺮﻳﺌًﺎ إﻣّﺎ ﺑﻤﺎﻟﻪ ﻳﺘ ّﻢ آ ّ ﻦ اﷲ ﺳﻴﻨﺘﻘﻢ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻟﻢ. وإﻣّﺎ ﺑﺄرزاﻗﻪ وإﻣّﺎ ﺑﺠﺴﺪﻩ وﻟﻜ ّ أﻳﻦ ﻳﻬﺮب اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﻌﺪاﻟﺔ إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻔﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺧﺮى. ﻖ ﻣﺎل اﻟﻈﻠﻢ وﻣﺎل اﻟﺤ ّ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل اﻹﻧﺠﻴﻞ :إذا آﻨﺘﻢ ﻏﻴﺮ أﻣﻨﺎء ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻈﻠﻢ ﻓﻤﻦ ﻳﺄﺗﻤﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل اﻟﺤﻖّ؟ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻤﺎل اﻟﻈﻠﻢ ﺧﻴﺮات هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺰاﺋﻠﺔ وﻳﺮﻳﺪ ﻖ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ .ﻓﺈذا آﻨّﺎ ﻏﻴﺮ أﻣﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮّف ﺑﺨﻴﺮات هﺬﻩ ﺑﻤﺎل اﻟﺤ ّ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻤﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل اﻟﺤﻖّ ،أي ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ .ﻓﺎﷲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻧﺴﺘﺨﺪم ﺧﻴﺮات وأﻣﻮال هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻘﻴﺎم ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ واﻟﻠﺬات اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ واﻟﺸﺮاهﺔ واﻟﺒﺬخ اﻟﻔﺎﺣﺶ واﻟﺘﺒﺬﻳﺮ .وﺳﻤّﻰ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺧﻴﺮات هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎل اﻟﻈﻠﻢ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﻐﺮﻳﻨﺎ وﺗﺨﺪﻋﻨﺎ وﺗﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ وآ ّ ﻞ ﺧﺪّاع هﻮ ﻇﺎﻟﻢ. اﻟﺸﺎب – ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ أﻳﻀًﺎ إذا وﺟﺪﺗﻢ ﻏﻴﺮ أﻣﻨﺎء ﻓﻴﻤﺎ هﻮ ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻄﻴﻜﻢ اﻟﺬي هﻮ ﻟﻜﻢ؟ ن أﻣﻮال وﺧﻴﺮات هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻠﻜﻨﺎ ﺑﻞ هﻲ ﻣﻠﻚ اﷲ وﻗﺪ وآﻠﻨﺎ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺈذا آﻨّﺎ أﻣﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﻮآﺎﻟﺔ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺧﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ هﻲ ﻟﻨﺎ أي اﻟﺘﻲ وُﻋﺪﻧﺎ ﺑﻬﺎ. ي ﻋﻠﻰ إﺧﻮﺗﻨﺎ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ وأن ﻳﺠﺐ أن ﻧﺼﺮف ﻣﻦ ﻣﺎل أﺑﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎو ّ ي ﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ أﺧﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ وﻧﻔﺘﺢ أﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎب ﻧﺴﺘﺨﺪم ﻣﺎل أﺑﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎو ّ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻨﺴﻬّﻞ اﻟﻌﻴﺶ ﻟﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ. ﻲ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺮش اﻟﻤﺎل ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻋﻠﻴﻪ أو ﻳﺒﺬرﻩ ﻋﻠﻰ ﻟﺬّاﺗﻪ اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ ورﻓﺎهﻴّﺘﻪ ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺤ ّ دون أن ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﻌﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﻻ إﻟﻰ أﻃﻔﺎﻟﻪ
١١٦ اﻟﺠﺎﺋﻌﻴﻦ ،ﻓﻼ ﻳﻜﻮن أﻣﻴﻨًﺎ ﻓﻲ وآﺎﻟﺘﻪ اﻟﺘﻲ آﻠّﻔﻪ ﺑﻬﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .وﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻳﺴﻮع اﻟﺪﻳّﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﺮﻋﺒﺔ :إذهﺒﻮا ﻋﻨّﻲ ﻳﺎ ﻣﻼﻋﻴﻦ إﻟﻰ ﻧﺎر اﻷﺑﺪ .ﻷﻧّﻲ آﻨﺖ ﺟﺎﺋﻌًﺎ وﻟﻢ ﺗﻄﻌﻤﻮﻧﻲ وﻋﺮﻳﺎﻧًﺎ وﻟﻢ ﺗﻜﺴﻮﻧﻲ ...أي ﻷﻧّﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﻣﻊ إﺧﻮﺗﻜﻢ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻓﻜﺄﻧّﻜﻢ ﻣﻌﻲ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮﻩ!! اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺸﺮح اﻟﺬي ﺳﺮّﻧﻲ آﺜﻴﺮًا! ﺳﻬﺮة ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺒﺎب أﺧﺬ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻮن ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮن ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ وﻋﻦ ﺷﻬﻮد ﻳﻬﻮﻩ ﻓﺒﻌﺾ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ن اﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ ﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮن ﻣﺴﻜﺮًا وﻻ ﻗﻬﻮة وﻻ اﻟﺸﺎي وﻻ ﻼإّ أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ ﻗﺎﺋ ً اﻟﺪﺧﺎن وﻻ ﻳﺄآﻠﻮن اﻟﻠﺤﻢ إ ّ ﻻ اﻟﻠﺒﺲ اﻟﻤﺤﺘﺸﻢ وﻻ ﻻ ﻧﺎدرًا وﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﺴﺎؤهﻢ إ ّ ﻳﺤﻀﺮون اﻟﻤﻼهﻲ اﻟﺨﻼﻋﻴّﺔ وﻻ اﻟﻤﺮاﻗﺺ .وﻗﺎل ﺁﺧﺮ ﻧﺮﺟﻮك ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ أن ﺗﻘﻮل ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ. اﻟﻜﺎهﻦ – أﻗﻮل ﻋﻨﻬﻢ آﻤﺎ ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻔﺮﻳﺴﻴّﻴﻦ ،اﻟﻮﻳﻞ ﻟﻜﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺮاؤون اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺸﺮون اﻟﻨﻌﻨﻊ واﻟﺴﺬاب وﺗﺘﻌﺪّون اﻟﺤﻜﻢ وﻣﺤﺒّﺔ اﷲ وآﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺼﻨﻌﻮا هﺬﻩ وﻻ ﺗﺘﺮآﻮا ﺗﻠﻚ. آﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻨﺎ اﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ أن ﻳﺤﻔﻈﻮا اﻷﺳﺮار اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻣﺜﻞ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﻘﺮﺑﺎن واﻟﻘﺪّاس واﻟﻜﻬﻨﻮت وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺮار واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻻ ﻳﺘﺮآﻮا اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷآﻞ واﻟﺸﺮب واﻟﻠﺒﺲ! وهﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻠﺰﻣﻨﺎ ﺑﺸﺮب اﻟﻤﺴﻜﺮ وﺑﺎﻟﻠﺒﺲ اﻟﻐﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﺸﻢ؟ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﻬﻤﺎ! ﻟ ّﻢ ﻟﻨﺴﺄل ﻣﻴﻠﺮ ﻣﺆﺳّﺴﻬﻢ أي ﻣﻼك أوﺣﻰ إﻟﻴﻪ ﺑﺄن ﻳﺤﺬف ﺑﻌﺾ أﺳﻔﺎر اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس؟ ن ﻋﻮدة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ٢٢ﺁذار .١٨٤٤ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ هﻮ وأي ﻣﻼك أوﺣﻰ إﻟﻴﻪ ﺑﺄ ّ ن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﺨُﺬﻟﻮا؟ ﻻأّ وأﺗﺒﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻋﺮاة ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮن اﻟﻤﺴﻴﺢ إ ّ ﻻ ١٤٤أﻟﻔًﺎ آﻠّﻬﻢ ﻣﻦ أﺗﺒﺎﻋﻪ؟ ي ﻣﻼك أوﺣﻰ إﻟﻴﻪ ﺑﺄﻧّﻪ ﻻ ﻳﺨﻠّﺺ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ إ ّ وأ ّ وآﻔﻰ أﻧّﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮون اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ ب ﻳﺴﻮع ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﺒﻘﻰ اﻷﺟﻴﺎل ﺳﺎﻟﻤﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ .وﻟﻮﻻ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴّﺔ اﻟﺘﻲ وﻋﺪهﺎ اﻟﺮ ّ
١١٧ ﻼ :إذهﺒﻮا إﻟﻰ اﻷﻣﻢ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻷﺟﻴﺎل ﻟﺘﻌﻠّﻢ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﺘﻲ أﻣﺮهﻢ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻗﺎﺋ ً وﻋﻠّﻤﻮهﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ أوﺻﻴﺘﻜﻢ ﺑﻪ وأﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻷﺟﻴﺎل .ﻓﻤﻦ آﺎن ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺻﺤﺔ اﻹﻧﺠﻴﻞ؟ ﻳﻜﻔﻲ أﻧّﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ﺧﻠﻘﺖ ١٨٤٥وآﺎن ﻗﺪ اﻧﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أﺟﻴﺎل وأﺟﻴﺎل وﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺪاء واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻷﺳﺎﻗﻔﺔ واﻟﺒﺎﺑﺎوات اﻟﻌﻈﺎم .ﻓﻬﻞ هﺆﻻء آﺎﻧﻮا آﻠّﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﻼل ﺣﺘّﻰ ﺟﺎء "ﻣﻴﻠﺮ" ﻳﺒﺘﺪع ﺑﺪﻋﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺪّﻋﻲ أﻧّﻬﺎ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ؟ ن ﺷﻬﻮد ﻳﻬﻮﻩ ﻗﺪ اﻧﺘﺸﺮوا آﺜﻴﺮًا وهﻢ ﺛ ّﻢ ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – إ ّ ﻳﺪورون ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﻮت وﻳﻮزّﻋﻮن اﻟﻤﻨﺸﻮرات واﻟﻜﺘﺐ وﻳﺪّﻋﻮن أﻧّﻬﻢ هﻢ ﺷﻬﻮد اﷲ. ﻧﺮﺟﻮ أن ﺗﻘﻮل ﻟﻨﺎ آﻠﻤﺔ ﻋﻨﻬﻢ! اﻟﻜﺎهﻦ – ﺿﻴﻌﺎن هﺬا اﻻﺳﻢ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻳﻬﻮﻩ اﺳﻢ اﷲ ﻣﻌﻨﺎﻩ – أﻧﺎ اﻟﺬي هﻮ – أو أﻧﺎ ن اﻟﻬﻨﺎ ﻗﺪ ﺳﻤّﻰ ذاﺗﻪ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ .وﻗﺪ ﺳﻤّﻮا ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ اﻟﻜﺎﺋﻦ – إ ّ ﺷﻬﻮد ﻳﻬﻮﻩ أي ﺷﻬﻮد اﷲ .ﻗﺪ أﺧﺬوا هﺬا اﻻﺳﻢ ﻟﻴﺨﺪﻋﻮا اﻟﻨﺎس .وﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺴﻤّﻮا ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺷﻬﻮد اﻟﻤﺴﻴﺢ؟ ن اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ :إذهﺒﻮا ﻋﻠّﻤﻮا اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ ،وآﻮﻧﻮا ﻟﻲ ﻣﻊ أ ّ ﺷﻬﻮدًا ،ذﻟﻚ ﻷﻧّﻬﻢ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ أﻧّﻪ اﷲ ،ﺑﻞ هﻮ إﻧﺴﺎن آﺎﻣﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ،وآﻼﻣﻪ ﺳﺎم وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ رﻓﻴﻊ ﻳﻔﺴّﺮوﻧﻪ ﻋﻠﻰ هﻮاهﻢ. ن اﷲ ﻳﻌﻴﺪهﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .ﻓﺎﻟﺨﻄﺄة ﻳﻨﻜﺮون ﺧﻠﻮد اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻤﻮت ﻣﻊ اﻟﺠﺴﺪ ،ﺛ ّﻢ إ ّ ﻳﻼﺷﻴﻬﻢ وﺷﻬﻮد ﻳﻬﻮﻩ ﻳﺤﻔﻈﻬﻢ ﻟﻠﺴﻌﺎدة! ن اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻬﺎ ﺗﺠﺪﻳﻒ! ﻳﻨﻜﺮون ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء وﻳﻘﻮﻟﻮن إ ّ ﻞ ﻳﻨﻜﺮون ﺳ ّﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس وﺑﻘﻴّﺔ اﻷﺳﺮار – اﻻﻋﺘﺮاف – اﻟﻘﺮﺑﺎن وآ ّ اﻷﺳﺮار وهﻲ ﺑﻨﻈﺮهﻢ ﺧﺮاﻓﺎت! ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ آﻠّﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ آﺎذﺑﺔ ﻣﺰﻳّﻔﺔ!! ﻳﻘﻮﻟﻮن إ ّ ن ﻣﺆﺳّﺲ ﺷﻬﻮد ﻳﻬﻮد هﻮ ﺷﺎرل روﺳﻞ .ﺗﺒﻊ ﺑﺪﻋﺔ اﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ وﺗﺒﻊ ﺑﺪﻋﺔ أﺧﺮى إّ ﻣﺪّة أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﺛ ّﻢ أﺳّﺲ ﺷﺮآﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس.
١١٨ ﻗﺪ أﻗﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪّة دﻋﺎوي اﺣﺘﻴﺎل وﻗﺪ ﺳﺠﻦ ﺑﺴﺒﺐ ذﻟﻚ .وزوﺟﺘﻪ أﻗﺎﻣﺖ ىﻌﻠﻴﻪ دﻋﻮى ﻃﻼق .وﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻤًﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻷﻧّﻪ ﻣﺬﻧﺐ ،ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺮﻳﺐ أﻣﻮاﻟﻪ! ﻳﺪّﻋﻲ أﻧّﻪ ﻃﺎﻟﻊ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ﻋﺪّة ﻣﺮّات وﺣﻔﻈﻪ وﻓﻬﻤﻪ ﺟّﻴﺪًا وراح ﻳﺸﺮﺣﻪ ب ﻳﺴﻮع ﺺ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ وﻋﺪهﺎ اﻟﺮ ّ ن ﺷﺮح اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ﻳﺨﺘ ّ ﻼأّ وﻳﻔﺴّﺮﻩ ﺟﺎه ً ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻬﺎ ﻟﺘﺸﺮح ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ. ﻲ أن ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﺪّﻋﻲ أﻧّﻪ ﻳﻔﻬﻢ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻬﻞ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﻤﻘﺪّس ﺟّﻴﺪًا .وآﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﻬﻤﻪ أﻧّﻪ أﻧﻜﺮ أه ّﻢ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ .واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻳﻘﻮل :إن ﺑﺸّﺮآﻢ ﻣﻼك ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﺑﺸﺮّﻧﺎآﻢ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻣﺤﺮوﻣًﺎ. ﻓﻬﻞ ﺷﺎرل روﺳﻞ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻼك ﺣﺘّﻰ ﻳﺸﺮح ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﺗﺸﺮح اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ؟ وهﺬا ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ آﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺷﻬﻮد ﻳﻬﻮﻩ! ب ﻳﺴﻮع ﺳﻴﻘﻮم أﻧﺒﻴﺎء ﻻ ﺗﻨﺨﺪﻋﻮا ﻳﺎ أوﻻدي ﺑﻜﻼم هﺆﻻء اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ وﻗﺪ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ آﺬﺑﺔ وﻳﻄﻐﻮن آﺜﻴﺮﻳﻦ! اﻟﺸﺒﺎب – ﺷﻜﺮًا ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻋﻴﺘﻨﺎ ﺑﻬﺎ!! ﺧﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻗﺎل آﺎران اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻟﻔﻼّح ﺗﻘﻲ ﺳﻨﻬﺪم آﻨﺎﺋﺴﻜﻢ وأﺑﺮاج أﺟﺮاﺳﻬﺎ .أﺟﺎب اﻟﻔﻼّح ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺮآﻮا ﻟﻨﺎ ﻧﺠﻮم اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻨﻌﻠﻢ أوﻻدﻧﺎ أن ﻳﻘﺮأوا ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻜﻮاآﺐ ﺗﻘ ّﺮ ﺑﻮﺟﻮد اﷲ اﻟﺬي أﻧﺘﻢ ﺗﻨﻜﺮوﻧﻪ! ﻲ ﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ اﻟﺤ ّ ﺐ اﺑﻨﺔ ﻓﻼّح ﻓﻘﻴﺮ وأﻇﻬﺮ ﻟﻬﺎ ﺣﺒّﻪ ووﻋﺪهﺎ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ن اﺑﻦ ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ أﺣ ّ إّ ﻋﺮوﺳﺔ وﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻘﺼﺮﻩ اﻟﻔﺨﻢ وﻣﺠﺪﻩ وﺳﻴﺎدﺗﻪ .ﻓﺄﻇﻬﺮت اﻟﻔﺘﺎة ﺧﺠﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﺮهﺎ وﺣﻘﺎرﺗﻬﺎ وذﻟّﻬﺎ وأﻧّﻬﺎ ﻏﻴﺮ أهﻞ ﻷن ﻳﺤﺒّﻬﺎ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ .ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ﺷﺮط أن ﺗﺤﺒّﻴﻨﻲ أﻧﺖ!
١١٩ وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺒﻐﻀﻴﻦ واﻟﺤﺴّﺎد ﻟﻢ ﻳﺮق ﻟﻬﻢ أن ﺗﺼﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻘﺪار وﺗﺴﻤﻮ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻨـﺰﻟﺔ ﻓﺨﻄﻔﻮهﺎ وأﺧﻔﻮهﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻈﻠﻢ ﻳﻌﺬّﺑﻮﻧﻬﺎ ﻋﺬاﺑﺎت ﻣﺘﻨﻮّﻋﺔ ﺟﻮﻋًﺎ وﻋﻄﺸًﺎ وﺟَﻠﺪًا واﻣﺘﻬﺎﻧًﺎ ﻟﺘﻜﻔﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺔ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻔﺮ. أﺧﺬ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ أﺣﺒّﻬﺎ ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﻓﻮﺟﺪهﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎل ﻞ ﻋﺬاب ﻷﺟﻠﻚ. اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ .ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ آﻢ ﺗﺄﻟّﻤﺖ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ؟؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ :آﻨﺖ أﺳﺘﻌﺬب آ ّ وأآﺒﺮ ﺗﻌﺰﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺷﺪاﺋﺪي هﻲ اﻓﺘﻜﺎري ﺑﺄﻧّﻚ ﺗﺤﺒّﻨﻲ! ﻲ اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ، ي ﻗﺪ أﺣﺒّﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ أﻟﻴﺲ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ل واﻟﺤﻘﺎرة إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﻌﻈﻤﺔ إذ وﻗﺪ أﺣﺒّﻚ ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًا وأراد أن ﻳﺮﻓﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﺬ ّ ي وﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ وﻣﺠﺪﻩ. ﻳﺸﺮآﻚ ﺑﻘﺼﺮﻩ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻓﻬﻞ ﺗﻘﺘﺪي ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﻔﻘﻴﺮة وﺗﺴﺘﻌﺬب ﺁﻻم اﻟﺤﻴﺎة وﺿﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﻣﻦ أﺣﺒّﻚ وﺗﺄﻟّﻢ وﻣﺎت ﻷﺟﻠﻚ؟؟ ﻲ أن ﺗﻐﻀﺐ وﺗﺠﺪّف وﺗﻜﻔﺮ ﺑﺮﺑّﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت هﻞ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ واﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺑﻌﺪ أن رأﻳﺖ ﻣﺎ اﺣﺘﻤﻞ إﻟﻬﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاﺑﺎت ﻷﺟﻠﻚ؟ ﻳﺠﺪر ﺑﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻲ أن ﺗﻜﻮن ﺻﺒﻮرًا ﺷﺠﺎﻋًﺎ ﻻ ﺗﺨﺎف اﻟﺸﺪاﺋﺪ ﺣﺒًّﺎ ﺑﻴﺴﻮع ن ﻳﺴﻮع ﻳﺤﺒّﻚ!! اﻟﺬي أﺣﺒّﻚ!! وأآﺒﺮ ﺗﻌﺰﻳﺔ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﺪاﺋﺪك هﻲ اﻓﺘﻜﺎرك ﺑﺄ ّ ﺧﺒﺮ زار اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﻨﺼﻮر دي ﺑﻮل – أﺳﻴﺮًا ﻓﻮﺟﺪﻩ ﺣﺰﻳﻨًﺎ آﺌﻴﺒًﺎ ﺟﺪًّا ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ن زوﺟﺘﻲ وأوﻻدي آﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻲ ﻓﺎﻵن آﺌﻴﺐ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻷﺳﻴﺮ إ ّ ﻻ ﻣﻨﻚ. ﻳﺘﻀﻮّرون ﺟﻮﻋًﺎ .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺲ اذهﺐ إﻟﻴﻬﻢ وأﻧﺎ أﺑﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﺑﺪ ً أﻗﺘﻠﻨﻲ ﻳﺎ أﺑﻲ ﻣﺮّة وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ آ ّﻞ ﻳﻮم ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻌﺎدة رأت ﻧﺎدﻳﺎ أﺑﺎهﺎ ﺻﺎﺣﻴًﺎ ﻏﻴﺮ ﺳﻜﺮان ﻳﺤﺪّﺛﻬﺎ ﻣﻊ أﺧﻴﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﻜﻼم ﻟﻄﻴﻒ .ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺒﻜﻲ وﺗﻨﻬﻤﺮ اﻟﺪﻣﻮع ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻐﺰارة وأﺑﻮهﺎ ﺠﺒًﺎ ﻣﻦ ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ .ﺗﻮارت ﻋﻦ ﻧﻈﺮ أﺑﻴﻬﺎ وﻋﺎدت ﺑﻴﺪهﺎ ﺳﻜﻴﻦ أﻋﻄﺘﻬﺎ ﻳﻼﻃﻔﻬﺎ ﻣﺘﻌ ّ
١٢٠ ﻞ ﻳﻮم – ﻓﺎﺿﻄﺮب ﻷﺑﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :إذا آﻨﺖ ﺗﺤﺒّﻨﻲ ﻓﺎﻗﺘﻠﻨﻲ ﻣﺮّة واﺣﺪة – وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ آ ّ اﻷب وﺗﻠﺠﻠﺞ ﻟﺴﺎﻧﻪ وﻟﻢ ﻳﺪ ِر ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ،ﺛ ّﻢ اﻣﺘﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ وﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ :ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻌﺬّﺑﻚ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ؟ ﻓﻤﻨﻌﻬﺎ اﻟﺒﻜﺎء واﻟﺸﻬﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ،ﻓﺼﺒﺮ اﻷب إﻟﻰ أن هﺪأ روﻋﻬﺎ وﺳﺄﻟﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻌﺬّﺑﻚ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ؟ أﺳﺘﺤﻠﻔﻚ ﺑﻴﺴﻮع ﻗﻮﻟﻲ ﻟﻲ ،ﻓﺈﻧّﻲ أﺧﻔّﻒ ﻋﺬاﺑﻚ وﻟﻮ اﻗﺘﻀﻰ ﻓﻘﺪ ﺣﻴﺎﺗﻲ .ﻓﻬﺪأ روح ﻧﺎدﻳﺎ وﺟﻤﻌﺖ ﻗﻮاهﺎ وﻗﺎﻟﺖ :أﻟﻴﺲ أﻧﺖ ﻳﺎ أﺑﻲ اﻟﺬي ﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﺳﻜﺮان ﻻ ﺗﻌﻲ ﺗﻌﺬّﺑﻨﻲ ﻋﺬاﺑًﺎ ﻳﺤﺒﺐ إﻟﻲ اﻟﻤﻮت؟ أﻟﻴﺲ آ ّ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﺗﻘﺬف اﻟﻤﺴﺒّﺎت واﻟﺘﺠﺎدﻳﻒ وﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﺷﺮر اﻟﻐﻀﺐ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ .وﻻ ﺐ اﷲ ﺧﺎﻟﻘﻨﺎ وﻳﺴﻮع ﻓﺎدﻳﻨﺎ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ. ﺗﺠﺴﺮ أﻣّﻲ أن ﺗﻜﻠّﻤﻚ آﻠﻤﺔ ﻓﺘﺸﺘﻤﻬﺎ وﺗﺴ ّ وﺗﻘﻮل ﻷﻣّﻲ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﺗﻌﺒﺪﻳﻨﻪ أدوﺳﻪ ﺑﺮﺟﻠﻲ – آﻼم ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻣﻨﻪ اﻷﺑﺪان ،ﻓﻼ اﻟﻤﻠﺤﺪون وﻻ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ وﻻ أﺣﺪ ﻳﺠﺮؤ أن ﻳﺘﻔﻮّﻩ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﺠﺎدﻳﻒ! ﻞ آﻢ ﻣﺮّة آﺴّﺮت أﻏﺮاض اﻟﺒﻴﺖ؟ آﻢ ﻣﺮّة ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﻴﻦ ﻣﻬ ّﺪدًا أﻣّﻲ ،ﻳﻄ ّ اﻟﺠﻴﺮان وﻳﺴﻤﻌﻮن ﺷﺘﺎﺋﻤﻚ وﺗﺠﺎدﻳﻔﻚ وﻗﺪ ﺻﺮﻧﺎ أﺣﺪوﺛﺔ اﻟﻨﺎس .ﻓﻜّﺮت ﻣﺮّات آﺜﻴﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻠﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة وﻟﻜﻦ ﺧﻮﻓﻲ ﻣﻦ اﷲ اﻟﺬي ﻳﺤﺮّم اﻻﻧﺘﺤﺎر ردﻋﻨﻲ .إﻧّﻲ أﺗﻤﻨّﻰ اﻟﻤﻮت وأﺷﺘﻬﻴﻪ ﻓﺒﻠﻐﻨﻲ ﻣﺮاﻣﻲ ،هﺬﻩ هﻲ اﻟﺴﻜﻴﻦ! وﻣﻦ ﺷﺪّة اﻟﺘﺄﺛّﺮ أﻏﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺎدﻳﺎ وﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرض. وآﺎن اﻟﺘﺄﺛّﺮ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻷب ﺣﺪّﻩ وﺻﻌﻖ ﻟـﻤّﺎ رأى اﺑﻨﺘﻪ اﻏﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﺳﺮع ش ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﻤﺎء ﻓﻌﺎدت إﻟﻰ رﺷﺪهﺎ .ﻓﺄﺧﺬهﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ وﻗﺒّﻠﻬﺎ ﺑﺎآﻴًﺎ وﻗﺎل ﻟﻬﺎ: ﻳﺮ ّ أﻋﺪك ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ أﻧّﻚ ﻻ ﺗﺮﻳﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻜﺮان. ﺛ ّﻢ دﺧﻞ وراح ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻪ :أإﻟﻰ هﺬا اﻟﺤ ّﺪ ﺗﺘﺄﻟّﻢ ﻣﻨّﻲ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ؟ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤ ّﺪ أﻧﺎ ي؟ ﻳﺎ ﻟﺨﺠﻠﻲ ﻇﺎﻟﻢ ﺷﺮس ﻗﺎس ﺧﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ واﻟﺸﻌﻮر اﻷﺑﻮ ّ وﻋﺎري!! واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺷﺮب اﻟﻌﺮق ،ﻓﺘﺤﻮّﻟﺖ ﺣﻴﺎة ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ إﻟﻰ ﻧﻌﻴﻢ! ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺘﻨﺎول ﻗﺒﻞ اﻻﻋﺘﺮاف أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس أﻧﺮ ﻋﻘﻠﻲ ﻷﻋﺮف ﺧﻄﺎﻳﺎي ،وﻟﻴّﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻷﻧﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺪاﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ،وﻗ ﱢﻮ إرادﺗﻲ ﻓﻼ أرﺟﻊ إﻟﻴﻬﺎ. ﻲ أﻧﺎ اﺑﻨﻚ. ﻳﺎ أﻣّﻲ وﺳﻴّﺪﺗﻲ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ واﺷﻔﻘﻲ ﻋﻠ ّ
١٢١ أﻓﺤﺺ ﺿﻤﻴﺮك ﺟ ّﻴﺪًا ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. آﻢ ﻣﻦ ﻣﺪّة اﻋﺘﺮاﻓﻚ؟ هﻞ اﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺪون ﻧﺪاﻣﺔ أو ﺑﺪون ﻗﺼﺪ ﻋﺪم اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ؟ هﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﺧﻄﺎﻳﺎ؟ هﻞ أﺧﻔﻴﺖ ﺧﻄﺎﻳﺎ؟ هﻞ ﻟﻢ ﺗﻘ ّﺮ ﺑﺨﻄﺎﻳﺎك آﻤﺎ هﻲ ﺑﻨﻮﻋﻬﺎ وﻋﺪدهﺎ دون ﺗﺼﻐﻴﺮ أو ﺗﻘﻠﻴﻞ؟ هﻞ أﺗﻤﻤﺖ ﻣﺎ أﻣﺮك ﺑﻪ اﻟﻤﻌﺮّف ﻣﻦ ر ّد ﻣﺎل أو إﺻﻼح ﺻﻴﺖ أو ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺿﺮر؟ هﻞ وﻓﻴﺖ اﻟﻘﺎﻧﻮن؟ ﻖ اﷲ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺣ ّ ارﺗﻴﺎب ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن أو ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ .ﻗﻄﻊ اﻟﺮﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺨﻼص. ﺑﻐﺾ اﷲ .اﻋﺘﻘﺎد ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺐ اﻟﺨﻴﺮ أو اﻟﺸ ّﺮ آﺎﻟﻄﻴﺮ أو اﻟﺤﻴﻮان أو ﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء آﻨﻌﻠﺔ اﻟﻔﺮس ...اﻟﺘﺠﺎء إﻟﻰ اﻟﺴﺤﺮة واﻟﻌﺮّاﻓﻴﻦ واﻟﻤﺒﺼﺮﻳﻦ واﻟﺸﻴﻄﺎن .ﻗﺮاءة آﺘﺐ ﺿ ّﺪ اﻟﺪﻳﻦ .ﺗﺠﺪﻳﻒ أي اﻟﻨﻄﻖ ﺑﻜﻼم ﻣﻬﻴﻦ اﷲ أو اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ أو اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ .ﻣﺴﺒّﺎت .ﺗﺬﻣّﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﷲ .ﺣﻠﻒ ﺑﺎﺳﻢ اﷲ أو اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ .ﺷﻬﺎدة زور. إهﻤﺎل اﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح واﻟﻤﺴﺎء واﻟﻘﺪّاس أﻳّﺎم اﻵﺣﺎد واﻷﻋﻴﺎد اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ. ﻖ اﻟﻘﺮﻳﺐ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺣ ّ ﺣﺴﺪ .ﺑﻐﺾ .ﺣﻘﺪ .اﻧﺘﻘﺎم أو رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎم .اﺷﺘﻬﺎء اﻟﻀﺮر ﻟﻠﻐﻴﺮ أو اﻟﻔﺮح ﻦ اﻟﺸ ّﺮ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ .ﺛﻠﻢ ﺻﻴﺖ اﻟﻘﺮﻳﺐ وﻳﻜﻮن ﺑﻀﺮرﻩ .دﻋﻮات .دﻳﻨﻮﻧﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ أي ﻇ ّ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ :ﺑﺘﺸﻬﻴﺮ ﻧﻘﺎﺋﺼﻪ وﻋﻴﻮﺑﻪ دون ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺟﺐ ،أو ﺑﺄن ﻧﻨﺴﺐ إﻟﻴﻪ ﻻ آﺎذﺑﺔ .أو ﺑﺎﻟﻮﺷﺎﻳﺔ ﺑﻪ .ﺳﺮﻗﺔ .إﻳﻘﺎع ﺿﺮر ﺑﻤﺎل اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻧﻘﺎﺋﺺ وهﻔﻮات وأﻋﻤﺎ ً ﺶ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت .إﻣﺴﺎك ﺣﻘﻮق أو ﺑﺠﺴﺪﻩ ،أو ﺑﺄرزاﻗﻪ ،أو ﺑﺄﺷﻐﺎﻟﻪ .ﺧﺪاع وﻏ ّ اﻟﻘﺮﻳﺐ أﺟﺮﺗﻪ أو ﻣﺎﻟﻪ ،أو ﺷﻲء ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺼّﺎﺗﻪ .ﻋﺪم اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ هﻮ ﻣﺴﻠّﻢ إﻟﻴﻚ ﻟﻪ .إﻓﺸﺎء أﺳﺮارﻩ .ﺿﺮﺑﻪ .ﺷﺘﻤﻪ .إهﺎﻧﺘﻪ .ﺗﺸﻜﻴﻜﻪ أي ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ اﻟﺸﺮّ ،أو دﻓﻌﻪ إﻟﻴﻪ .ﺗﺸﻜﻴﻚ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﻠﺒﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺸﻢ أو ﺑﻜﻼم أو ﺣﺮآﺎت ﺿ ّﺪ اﻟﻄﻬﺎرة .إﺑﻌﺎدﻩ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ .اﻻﺷﺘﺮاك ﺑﻨﺸﺮ ﻣﺬاهﺐ ﺿ ّﺪ اﻟﺪﻳﻦ ،أو ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺿ ّﺪ اﻟﺪﻳﻦ.
١٢٢ ﻖ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺣ ّ آﺒﺮﻳﺎء اﻓﺘﺨﺎر ﺑﺎﻟﺬات .ﺑﺨﻞ .ﻏﻀﺐ .ﺷﺮاهﺔ ﻓﻲ اﻷآﻞ واﻟﺸﺮب .ﺳﻜﺮ .آﺴﻞ. آﺬب .آﻼم ﺳﺎﻓﻞ ﺑﺬيء .ﻗﺮاءة آﺘﺐ دﻧﺴﺔ .ﻗﺒﻮل أﻓﻜﺎر ﺿ ّﺪ اﻟﻄﻬﺎرة .أﻓﻌﺎل أو آﻼم أو أﺣﺎدﻳﺚ أو ﻧﻈﺮات ﺿ ّﺪ اﻟﻄﻬﺎرة .ﻋﺪم ﻃﺎﻋﺔ وإآﺮام وﻣﺤﺒّﺔ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ. ﺷﻐﻞ أﻳّﺎم اﻵﺣﺎد واﻷﻋﻴﺎد اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ .إهﻤﺎل واﺟﺒﺎت وﻇﻴﻔﺘﻨﺎ .إهﻤﺎل واﺟﺒﺎت ﻋﺎﺋﻠﺘﻨﺎ آﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ وﻣﻨﻌﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وإﻋﻄﺎﺋﻬﺎ واﻟﻘﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﻳّﺎم اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ. ﻓﺘﻮر وﻋﺪم اآﺘﺮاث ﺑﺨﻼص ﻧﻔﺴﻨﺎ .اﻟﺘﻌﺮّض ﻷﺳﺒﺎب اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ. ﻞ ﻗﻠﺒﻚ واﻗﺼﺪ ﻋﺪم اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ. ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﻄﺎﻳﺎك اﻧﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ آ ّ ﻓﺈذا آﻨﺖ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻓﻘﻞ ﺑﺘﺄﺳّﻒ وﺣﺰن: ﻲ أن أﺣﺒّﻚ. أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻳﺎ إﻟﻬﻲ وﻣﺘﺄﺳّﻒ ﻷﻧّﻲ أﻋﻈﺘﻚ وأهﻨﺘﻚ أﻧﺖ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ ﻋﻠ ّ ﻞ ﻗﻠﺒﻲ وأﻗﺼﺪ أن أﻣﻮت وﻻ أﻏﻴﻈﻚ .ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ وﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻓﺄﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻣﻦ آ ّ ﻲ .ﺁﻣﻴﻦ. ﻖ دﻣﻚ اﻹﻟﻬ ّ ﺑﺤ ّ وﻳﺤﺴﻦ أن ﺗﻜﺮّر هﺬﻩ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻣﺮّﺗﻴﻦ أو أآﺜﺮ. ﺛ ّﻢ اذهﺐ إﻟﻰ اﻟﻜﺎهﻦ وارآﻊ ﺑﺘﻮاﺿﻊ آﺄﻧّﻚ ﻗﺪّام ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﺧﻄﺎﻳﺎك. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮآﻊ ﻗﻞ :أﻧﺎ أﻋﺘﺮف ﷲ أﻣﺎﻣﻚ ﻳﺎ أﺑﻲ اﻟﻜﺎهﻦ ﺧﻄﻴﺌﺘﻲ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪًّا أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎ وﻗﺎﺻﺪ أن ﻻ أرﺟﻊ إﻟﻴﻬﺎ. ﻣﺪّة اﻋﺘﺮاﻓﻲ آﺬا ...واذآﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎك ...ﻓﺈن أﺧﻔﻴﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎك ﻳﻜﻮن ﻼ وﺗﻜﻮن اﺣﺘﻘﺮت ﺳ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻤﻘﺪّس .وﻳﺠﺐ أن ﺗﺼﻠﺢ اﻋﺘﺮاﻓﻚ آﺎذﺑًﺎ وﺑﺎﻃ ً ن آﺜﻴﺮﻳﻦ اﻋﺘﺮاﻓﻚ اﻟﻜﺎذب وﻟﻮ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﻨﺼﻮر :إ ّ ﻳﻬﻠﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ .وآﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﺨﻠﺼﻮن ﺑﺎﻋﺘﺮاف ﻋﺎم ﻳﺼﻠﺤﻮن ﺑﻪ اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ. وﺑﻌﺪ أن ﺗُﻘ ّﺮ ﺑﺨﻄﺎﻳﺎك آﻠّﻬﺎ اﺻ ِﻎ ﻹرﺷﺎدات اﻟﻤﻌﺮّف وﺑﻴﻨﻤﺎ هﻮ ﻳﻌﻄﻴﻚ اﻟﺤﻠّﺔ ﺟﺪّد اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎك ﺑﺘﻜﺮار هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات: أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻣﻦ آ ّ ﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎي = ﺛﻼث ﻣﺮّات.
١٢٣ ﻞ ﻗﻠﺒﻲ = ﺛﻼث ﻣﺮّات. أﺣﺒّﻚ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻣﻦ آ ّ أﻗﺼﺪ أن ﻻ أﻏﻴﻈﻚ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ = ﺛﻼث ﻣﺮّات. ﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﻓﺮﺿﻪ ﺛ ّﻢ ارﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻚ واﺷﻜﺮ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﺤﺘﻪ ﻟﻚ وﺻ ﱢ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻤﻌﺮّف. ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻨﺎول .١ﻓﻜّﺮ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﻳﺴﻮع وﺣﻘﺎرﺗﻚ. .٢ﻓﻜّﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻳﺴﻮع ﻟﻚ وﻋﺪم ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻚ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ. .٣ﺗﺸﻮّق إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﺑﻔﺮح واﺑﺘﻬﺎج. ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻨﺎول ﻞ ﺑﻴﺴﻮع اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ واﺗّﻀﻊ أﻣﺎﻣﻪ واﻧﺴﺤﻖ واﻓﺮح ﺑﻪ .أﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﺧﺘ ِ ﺣﺎﺟﺎﺗﻚ وﺳﻠّﻤﻪ ذاﺗﻚ وﻣﻦ ﻳﺨﺼّﻮﻧﻚ .وﻗﺪّم ﻟﻪ ﻣﻘﺎﺻﺪك اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ. اﻟﺤﻮت واﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة دﻧﺖ ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻃﻌﺎم رﻣﺎﻩ رآّﺎب ﺳﻔﻴﻨﺔ .وإذا ﺑﺤﻮت آﺒﻴﺮ هﺠﻢ وﻟﻘﻒ اﻟﻄﻌﺎم آﻠّﻪ وﻟﻢ ﻳﺪع اﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﻤﺴّﻪ .ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﺴﻤﻜﺔ ﻟﻠﺤﻮت ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺸﻲء ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﺤﻮت :وهﻞ ﻷﺣﺪ ﺷﻲء ﺑﻮﺟﻮدي؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻖ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﻧﻈﻴﺮك؟ ﻗﺎل اﻟﺤﻮت :ﻟﻴﺲ ﻟﻚ أن ﺗﻌﺘﺮﺿﻲ أﺣﻜﺎﻣﻲ اﻟﺴﻤﻜﺔ :أﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺣ ّ وﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻲ ،ﻳﻜﻔﻴﻚ أن أﺳﻤﺢ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد! أﻣَﺎ ﺑﻮﺳﻌﻲ أن أﻓﻘﺪك اﻟﺤﻴﺎة؟ ﻓﻤﻦ ن اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ هﻮ اﻟﺬي أﻋﻄﺎﻧﻲ اﻟﺤﻴﺎة آﻤﺎ أﻋﻄﺎآﻬﺎ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﺴﻤﻜﺔ :إ ّ وﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﺤﺎر اﻟﻮﺳﻴﻌﺔ آﻤﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻚ ﻟﻨﻌﻴﺶ ﻣﻌﺎ ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻧﻌﻴﺶ ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ واﻟﻤﺤﺒّﺔ؟ ﺖ واﻋﻈًﺎ وﻣﺮﺷﺪًا؟ أﻣَﺎ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻧّﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﺤﺎر ﺖ أﻧ ِ ﻗﺎل اﻟﺤﻮت :ﻣﺘﻰ آﻨ ِ ﻖ ﻟﻠﻘﻮّة وﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ أن ﻳﻌﺎرض اﻟﻘﻮّة .وهﺠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة واﺑﺘﻠﻌﻬﺎ! اﻟﺤ ّ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﻬﻢ أﺳﻤﺎك ﺻﻐﻴﺮة وﻣﻨﻬﻢ ﺣﻴﺘﺎن آﺒﻴﺮة ﺗﺒﺘﻠﻊ اﻟﺼﻐﻴﺮة .وﻟﻜﻦ اﷲ ﺺ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺘﺎن ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ إذ ﺗﺼﺒﺢ أﻣﺎﻣﻪ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة. ﺳﻴﻘﺘ ّ
١٢٤ إن آﺎن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﻳ ُﻘﻢْ ﻓﺈﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﺑﺎﻃﻞ ن ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺮ ﻟﻬﻲ ﻣﻦ أآﺒﺮ اﻟﺒﺮاهﻴﻦ ﻹﺛﺒﺎت أﻟﻮهﻴّﺘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﻜﺮهﺎ إّ أﺧﺼﺎم اﻟﺪﻳﻦ .وﻟﻜﻦ هﻴﻬﺎت أن ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا إﻧﻜﺎر إﺷﺮاق اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ راﺋﻌﺔ اﻟﻨﻬﺎر! ن اﻟﻴﻬﻮد أﻋﺪاء اﻟﻤﺴﻴﺢ أﻧﻜﺮوا ن إﻧﻜﺎر ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻞ إ ّ إّ ن ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺳﺮﻗﻮﻩ وﻧﺤﻦ ﻧﻴﺎم هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ورﺷﻮا اﻟﺠُﻨﺪ ﺣﺮّاس اﻟﻘﺒﺮ ﻟﻴﻘﻮﻟﻮا إ ّ ن دﺣﺮﺟﺔ اﻟﺼﺨﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ آﺎﻓﻴﺔ ﻹﻳﻘﺎظ ﻏﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ اﻹﺛﺒﺎﺗﺎت اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻟﻘﻴﺎﻣﺘﻪ .إ ّ ﺣﺮّاس اﻟﻘﺒﺮ إذا آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺗﺠﺮّأوا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮم وهﻢ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم وﻇﻴﻔﺔ وﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴّﺔ .وإذا ﻧﺎم ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻴﺒﻘﻰ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﺳﺎهﺮًا .وﻣﻦ أﻳﻦ اﻟﺠﺮأة ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ﻼ وهﻢ ﻟﻢ – اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ هﺮﺑﻮا واﺧﺘﺒﺄوا ﺣﻴﻦ أﻣﺴﻚ ﻳﺴﻮع – أن ﻳﺴﻮﻗﻮﻩ ﻟﻴ ً ﻲ! وﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﻮﻋﻲ واﻟﻮﻗﺖ ﻷن ﻳﺤﻠّﻮا اﻟﻜﻔﻦ ﻳﺠﺮأوا أن ﻳﺪاﻓﻌﻮا ﻋﻨﻪ وهﻮ ﺣ ّ وﻳﺘﺮآﻮﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ؟ وهﻞ آﺎن اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻳﺘﺠﺮأون ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺑﺈﻟﻪ آﺎذب إذ وﻋﺪهﻢ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻳّﺎم وﻟﻢ ﻳﻘﻢ؟ وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻜﺎن آﺎذﺑًﺎ وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ أﻳﻀًﺎ آﺎذﺑًﺎ. ﻼ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ :ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻼ وإﻳﻤﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺑﻪ ﺑﺎﻃ ً وﻟﻜﺎن دﻳﻨﻪ ﺑﺎﻃ ً ﻼ! وﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﻗﺎم ﻣﻮﺗﻰ آﺜﻴﺮﻳﻦ أﻣَﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﻴﻢ ذاﺗﻪ؟ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻜﺎن إﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﺑﺎﻃ ً وﺧﺎﺻّﺔ أﻗﺎم أﻟﻴﻌﺎزر ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻳّﺎم ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻪ ﻟﻴﻜﻮن رﻣﺰًا ﻟﻘﻴﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻳّﺎم! ﻦ ﻦ ﻻ ﺗﺨﻔ َ وﺷﻬﺎدة اﻟﻤﻼك ﻟﻠﻨﺴﻮة اﻟﻠﻮاﺗﻲ ذهﺒﻦ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﺑﺎآﺮًا .ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻼك ﻟﻬ ّ ي اﻟﺬي ﺻُﻠﺐ أﻧّﻪ ﻗﺪ ﻗﺎم وﻟﻴﺲ هﻮ هﻨﺎ. أﻧّﻜﻦ ﺗﻄﻠﺒﻦ ﻳﺴﻮع اﻟﻨﺎﺻﺮ ّ ن اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ إﻟﻪ وإﻧﺴﺎن وﻗﺪ ﻣﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ إﻧﺴﺎن ﻻ ن هﺆﻻء ﻳﺠﻬﻠﻮن أ ّ إّ ن اﻹﻟﻪ ﻻ ﻳﻤﻮت! ﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ إﻟﻪ .ﻷ ّ واﻟﺸﻮاهﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﻣﻮت اﻟﻤﺴﻴﺢ آﺜﻴﺮة .ﻓﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺌﺔ اﻟﻤﻜﻠّﻒ ﺑﺎﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﻣﻮت اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻃﻌﻨﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻟﻴﺘﺄآّﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻪ واﻟﺤﺮﺑﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻷن ﺗﻤﻴﺘﻪ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺄآّﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻪ .واﻟﻴﻬﻮد أﺧﺼﺎﻣﻪ ﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺪﻓﻨﻪ إ ّ ﻣﺎت .واﻟﻮاﻟﻲ اﻟﺮوﻣﺎﻧ ّ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺄآّﺪوا ﻣﻮﺗﻪ ﻟـﻤَﺎ آﺎﻧﻮا ﺗﺮآﻮﻩ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﺎرق اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻤﺎ هﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻮق إﻟﻰ ﻣﻮﺗﻪ .واﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﻳّﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎل اﻟﺘﻲ آﺎن ﺑﻬﺎ آﺎﻓﻴﺔ ﻷن ﻳﻤﻮت إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻣﺎت!
١٢٥ ﻞ إﻧﺴﺎن وﻗﺎم ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﺑﻘﺪرﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻷﻧّﻪ ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﺎت ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺜﻞ آ ّ ﻼ – اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﻗﺎم – ﻓﺮﺣًﺎ ﻣﺴﺮورًا ﺑﺄﻧّﻪ ﻲ ﻳﺠﺎهﺮ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ ﻗﺎﺋ ً ﻞ ﻣﺴﻴﺤ ّ هﻮ اﷲ وآ ّ ﺳﻴﻘﻮم ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت!! وﻟﺪ وﺣﻴﺪ رﺑّﺎﻩ أﺑﻮﻩ ﺑﺎﻟﺪﻻل ﺐ ﻋﻤﻴﻖ وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ رﻏﺪﻩ آﺎن ﻷب وﻟﺪ وﺣﻴﺪ رﺑّﺎﻩ ﺗﺮﺑﻴﺔ دﻻل وﻏﻤﺮﻩ ﺑﺤ ّ ﺐ وﺻﺎر ﺑﻐﻨﻰ ﻋﻦ أﺑﻴﻪ ﻓﺎﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ .ﺷﺎخ ﻞ ﻏﺎل وﻧﻔﻴﺲ .آﺒﺮ اﻟﻮﻟﺪ وﺷ ّ وﻧﻌﻴﻤﻪ آ ّ اﻷب وﺻﺎر ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ اﻻﺑﻦ إﻟﻰ أﺑﻴﻪ ﺑﻞ آﺎن ﻳﻘﻀﻲ أوﻗﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﻬﻮة وﻓﻲ اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻠﻬﻮ وﻻ ﻳﺬهﺐ ﻟﻴﺮى أﺑﺎﻩ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ .ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮا أي ﻋﻨﺎﻳﺔ وﻣﺤﺒّﺔ ﺑﺬل اﻷب ﻧﺤﻮ اﺑﻨﻪ ،ازدروا ﺑﺎﻻﺑﻦ واﺣﺘﻘﺮوﻩ ﻷﻧّﻪ ﻧﺎآﺮ اﻟﺠﻤﻴﻞ وﻓﺎﻗﺪ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ واﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ. ﺐ ﻋﻤﻴﻖ وﺑﺬل ﻲ أﻧﺖ اﺑﻦ اﷲ ﻗﺪ رﺑّﺎك اﷲ أﺑﻮك ﺑﺎﻟﺪﻻل وﻏﻤﺮك ﺑﺤ ّ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ي. ﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺧﻴﺮات هﻲ ﻣﻦ أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻞ ﻏﺎل وﻧﻔﻴﺲ .وآ ّ ﻷﺟﻠﻚ آ ّ ﻓﺎﺑﺘﻌﺪت ﻋﻨﻪ وﻻ ﺗﻔﻜّﺮ ﺑﻪ وﺗﻘﻀﻲ أوﻗﺎﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﻬﻮة واﻟﺼﻴﺪ واﻟﻤﻼهﻲ وﻻ ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أﻗﻠّﻪ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﻟﺘﻌﺘﺮف ﺑﺮﺑّﻚ ﺟﻬﺮًا وﺗُﻘ ّﺮ ﺑﺠﻤﻴﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ وﺗﺒﺎدﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒّﺔ! ي وﻟﻢ أﻣَﺎ ﺗﺨﺠﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس إذ ﻳﺮوﻧﻚ أﻧﻜﺮت ﺟﻤﻴﻞ أﺑﻴﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﺗﺒﺎدﻟﻪ ﻣﺤﺒّﺘﻪ وﻋﻮاﻃﻔﻪ؟ إذا أﺣﺴﻦ رﺟﻞ إﻟﻰ إﻧﺴﺎن وﺧﻠّﺼﻪ ﻣﻦ ﺗﻬﻠﻜﺔ وهﺬا اﻹﻧﺴﺎن أﻧﻜﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻦ ﻼ .هﻜﺬا ﻳﺠﺐ أﺣﺴﻦ إﻟﻴﻪ وﺧﻠّﺼﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻠﻜﺔ ،ﻧﺮاﻩ ﻳﺘﺨﻔّﻰ ﻋﻦ ﻋﻴﻮن اﻟﻨﺎس ﺧﺠ ً ﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﻜﺮ إﺣﺴﺎن اﷲ وﻻ ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻳﺘﻤّﻢ واﺟﺒﺎﺗﻪ أن ﻳﺨﺠﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ إﻗﺮارًا ﺑﻔﻀﻞ اﷲ وإﺣﺴﺎﻧﻪ إﻟﻴﻪ!! ﻲ ﻣﺒﺸّﺮ وﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﻤﺒﺸّﺮ – ﺧﺬ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب واﻗﺮأ ﻓﺘﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺮّك! ﻻ ﻣﻦ ﺳﺨﺎﻓﺔ ﻋﻘﻞ ﻣﺆﺳّﺴﻜﻢ اﻟﺸﺎب – ﻗﺮأت آﺘﺒﻜﻢ ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ آﺬﺑًﺎ وﺧﺪاﻋًﺎ وﻟﻴﺲ إ ّ ي ﻣﻼك أوﺣﻰ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﺤﺬف ﺳﻔﺮ ﻃﻮﺑﻴﺎ وﺳﻔﺮ اﻟﺤﻜﻤﺔ وأﺳﻔﺎرًا ﻣﻴﻠﺮ .ﻗﻞ ﻟﻲ أ ّ
١٢٦ ن ﻋﻮدة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس؟ ﻗﻞ ﻟﻲ أي ﻣﻼك أوﺣﻰ ﻟﻪ ﺑﺄ ّ ٢٢ﺁذار ﺳﻨﺔ ١٨٤٤ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ هﻮ وأﺗﺒﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻋﺮاة ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮن ن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﺨﺬﻟﻮا؟ ﻗﻞ ﻟﻲ أي ﻣﻼك أوﺣﻰ ﻟﻪ ﺑﺄﻧّﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻻأّ اﻟﻤﺴﻴﺢ إ ّ ﻻ ١٤٤أﻟﻔًﺎ آﻠّﻬﻢ ﻣﻦ أﺗﺒﺎﻋﻪ وﻣﺬهﺒﻪ؟ ﻓﻴﺎ وﻳﻠﻨﺎ إذًا ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻢ اﻟﺒﺸﺮ إ ّ ﻼ ﻟﻠﻨﺎس! اﺳﻤﻊ ﻧﺘﺒﻊ – ﻣﻴﻠﺮ – ﺑﻞ ﻧﺴﺨﺮ ﻣﻨﻪ وﻧﻬﺰأ ﺑﻪ !! آﻔﺎآﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺒﺸّﺮ ﺗﻀﻠﻴ ً ﻣﻨّﻲ اذهﺐ اﺣﺮق هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ وﺗﺎﺟﺮ ﺑﻐﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﺘﺠﺎرة! ﻣﻮاﻧﻊ اﻟﺰواج ﻣﺎﻧﻊ درﺟﺔ اﻟﻜﻬﻨﻮت – ﻗﺎﻧﻮن ٦٢ إذا ﻋﻘﺪ اﻟﺸﻤّﺎس اﻟﺮﺳﺎﺋﻠﻲ أو اﻹﻧﺠﻴﻠ ّ ﻲ أو اﻟﻜﺎهﻦ زواﺟًﺎ ﻓﺰواﺟﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺑﺈﻗﺪاﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج .وﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم ﻂ ﻣﻦ درﺟﺔ اﻟﻜﻬﻨﻮت. اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻘﺪاﺳﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ وﻳﺤ ّ ﻻ أﻧّﻬﺎ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻠﻤﺘﺰوّﺟﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴّﻴﻦ ﻓﻘﻂ أن وهﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ وﺿﻌﺘﻪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،إ ّ ﻳﻘﺒﻠﻮا درﺟﺔ اﻟﻜﻬﻨﻮت. ن اﻟﻜﺎهﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺰوّج ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﻔﺮّغ ﻟﺨﺪﻣﺔ وﻏﺎﻳﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ هﻲ أ ّ ن ﺷﺮف اﻟﻜﻬﻨﻮت ﻳﺰداد ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻜﺎهﻦ اﻟﻨﻔﻮس أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘـﺰوّج ،ﻣﺎ ﻋﺪا أ ّ ﻋﻠﻰ اﻟﻌ ّﻔﺔ! ن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻤﺘﺰوّج ﻣﻦ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻳﻌﺘﺮض اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ إ ّ ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻤﻨﻌﻬﺎ اﻟﻤﺘﺰوّج ﻣﻦ اﻟﻜﻬﻨﻮت ﺗﺨﺎﻟﻒ آﺎهﻨًﺎ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﻤﻨﻌﻪ هﻲ؟ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إ ّ ﺷﺮﻳﻌﺔ إﻟﻬﻴّﺔ هﻲ ﻗﻮل اﻟﺮ ّ ب ﻵدم وﺣﻮاء :اﻧﻤﻴﺎ واآﺜﺮا واﻣﻸا اﻷرض. ن اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ وآﻞ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ وﺧﻮّﻟﻬﺎ ﻻ–إّ ﻧﺠﻴﺐ :أ ّو ً ﻦ ﻣﺎ ﺗﺮاﻩ ﻣﻮاﻓﻘًﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮاﺋﻊ ﻓﻤّﻤﺎ رأﺗﻪ ﻣﻮاﻓﻘًﺎ هﻮ أن ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﻜﺎهﻦ ﺳﻠﻄﺎﻧًﺎ ﻟﺴ ّ ﻞ ﻗﻮاﻩ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻨﻔﻮس. ﻣﺘﺰ ّوﺟًﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻮﺟّﻪ آ ّ ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻧﻌﻢ إ ّ ن اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻜﺎهﻦ ﻣﻦ اﻟﺰواج ﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﻪ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻗﺪ ﺣﺮّﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮآﻪ ورﻏﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺘﻮﻟﻴّﺔ وﺷﻮّﻗﻪ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﻣﻦ ﺗﺮك
١٢٧ ﻷﺟﻠﻲ وﻷﺟﻞ ﺑﺸﺎرﺗﻲ ﺑﻴﻮﺗًﺎ ...أو اﻣﺮأة أو ﺑﻨﻴﻦ ...ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻮض اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺌﺔ" .ﻓﻬﻞ ﺗُﻼم ﺑﻌﺪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ إذا أوﺟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺼﻴﺮ آﺎهﻨًﺎ أن ﻳﺘﺒﻊ ﻣﺸﻮرة اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ؟ ن اﻟﺬي ﻗﺎل ﻵدم وﺣﻮاء – اﻧﻤﻴﺎ واآﺜﺮا واﻣﻸا اﻷرض – هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎل ﺛﺎﻟﺜًﺎ :إ ّ ﻣﻦ ﺗﺮك ﻷﺟﻠﻲ وﻷﺟﻞ ﺑﺸﺎرﺗﻲ اﻣﺮأة أو ﺑﻨﻴﻦ ...ﻳﻨﺎل ﻋﻮض اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺌﺔ... ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻨﺬر ﻗﺎﻧﻮن ٦٣ اﻟﻨﺬر اﻟﺬي ﻳﺒﻄﻞ اﻟﺰواج هﻮ اﻟﻨﺬر اﻟﻜﺒﻴﺮ أي اﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺸﺌﻪ اﻟﺮاهﺐ ﻓﻲ اﻟﺮهﺒﻨﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .ﻓﺈذا ﺗﺮك اﻟﺮاهﺐ اﻟﺮهﺒﻨﺔ ﺑﻌﺪ أن آﺎن اﻟﻨﺬر ﻲ – ﻻ اﻟﻨﺬور اﻟﺼﻐﻴﺮة – وﻋﻘﺪ زواﺟًﺎ ﻓﺰواﺟﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻻﺣﺘﻔﺎﻟ ّ وﻓﻮق ذﻟﻚ ﻳﺮﺗﻜﺐ إﺛﻤًﺎ ﻓﻈﻴﻌًﺎ .ﻷﻧّﻪ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻧﻘﺾ وﻋﺪﻩ اﻟﺬي وﻋﺪ ﺑﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻲ هﻮ آﺎف ﻹدراك أهﻤﻴّﺔ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ وإدراك .ﻓﺎﻟﻌﻤﺮ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻹﺑﺮاز اﻟﻨﺬر اﻻﺣﺘﻔﺎﻟ ّ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻴّﺪ ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ. أﻣّﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻨﺬور اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺬرهﺎ اﻹﻧﺴﺎن وهﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﺄن ﻳﻨﺬر أن ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻔﻴﻔًﺎ ﻻ ﻻ ﻳﺘﺰوّج أو أن ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺮهﺒﻨﺔ أو أن ﻳﺼﻴﺮ آﺎهﻨًﺎ .ﻓﻤﻦ ﻧﺬر ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻠّﻬﺎ أو ﺑﺘﻮ ً ﻧﺬرًا ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﺬور ﺛ ّﻢ رﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﻧﺬرﻩ ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج .وإذا ﺗﺬآّﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج أﻧّﻪ ﻧﺎدر ﻧﺪرًا ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﺬور ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أﻳﻀًﺎ أن ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻨﻪ ﺣﺎ ً ﻻ. اﻟﺨﻄﻒ هﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ اﻟﺰواج .وﻳﻘﻮم اﻟﺨﻄﻒ ﺑﺎﺧﺬ اﻟﻔﺘﺎة ﺟﺒﺮًا دون رﺿﺎهﺎ وﺿﺒﻄﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺑﺨﻼف إرادﺗﻬﺎ وإﺟﺒﺎرهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج .ﻓﻤﺜﻞ هﺬا اﻟﺰواج ﺑﺎﻃﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ وﻣﻦ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺨﻄﺄ ﺿ ّﺪ اﻟﻌﺪل وﺿ ّﺪ اﻟﺪﻳﻦ وﺿ ّﺪ اﻟﺸﺮاﺋﻊ .وﻳﻌ ّﺪ ﻇﺎﻟـﻤًﺎ ﺟﺎﺋﺮًا .وﻳﺨﻄﺄ أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎرك وﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺨﻄﻒ. اﻟﺨﻄﻒ هﻮ ﺟﺮﻳﻤﺔ آﺒﻴﺮة وﺷﻨﻴﻌﺔ ﻷﻧّﻪ ﻳﺘﻌﺪّى ﻋﻠﻰ أﻗﺪس ﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن وهﻮ اﻟﺤﺮﻳّﺔ .واﻟﺨﺎﻃﻒ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺮم .وﻳﻌﺮّض ﺳ ّﺮ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﻠﺒﻄﻼن وﻟﻮ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ زﻣﻦ ،وﻳﻜﻮن اﻟﺨﺎﻃﻒ ﻋﺎﺋﺸًﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻄﻔﻬﺎ
١٢٨ ن ﺻﺤّﺔ اﻟﺰواج ﺗﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻳّﺔ واﻟﺮﺿﻰ، وأآﺮهﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج .ﻷ ّ واﻟﺨﻄﻒ ﻳﻨﺎﻓﻲ اﻟﺤﺮﻳّﺔ واﻟﺮﺿﻰ. أﻣّﺎ اﻟﺨﻄﻒ اﻟﻤﻌﺮوف – ﺑﺎﻟﻨﺸﻞ – اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺮ ﺑﺮﺿﻰ اﻟﻔﺘﺎة وإرادﺗﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌ ّﺪ ﺧﻄﻔًﺎ ﺑﻞ هﻮ ذهﺎب اﻟﻔﺘﺎة ﻣﻊ اﻟﺸﺎب ﺑﻘﺼﺪ ﻓﻼ ﻳﺒﻄﻞ اﻟﺰواج .ﻷ ّ ﻻ أّ اﻟﺰواج ﻋﻦ ﺣﺮﻳّﺔ ورﺿﻰ آﺎﻣﻠﻴﻦ .إ ّ ن هﺬا – اﻟﻨﺸﻞ – ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺮﻏﺎﺋﺐ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎداة ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج ﻟﻠﺘﺜﺒّﺖ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﻮاﻧﻊ ﺗﺒﻄﻞ اﻟﺰواج. ﻓﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺸﻞ ﺗﺠﺒﺮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺴﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎداة .إذ ﺗﻘﻊ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺮّﻳﻦ. ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎداة ﻓﺘﻠﺘﺰم اﻻﺑﻨﺔ إﻣّﺎ أن ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أهﻠﻬﺎ وأﻣّﺎ أن ﺗﺒﻘﻰ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﺪّة دون زواج .وآِﻼ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﺻﻌﺐ وﻣﻀ ّﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻀﻄ ّﺮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻔﺴﱠﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎداة. وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺸﻞ أﻳﻀًﺎ ﻻ ﺗﻤﻜﻦ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﺰواج ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻟﻘﺒﻮل ﺳ ّﺮ اﻟﺰواج ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻓﻮاﺋﺪﻩ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ. ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺧﻮري اﻟﺮﻋﻴّﺔ أن ﻳﻌﻄﻲ أوراق زواج ﻟﻼﺑﻨﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮﻓﺔ أو اﻟﻤﻨﺸﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﻮﺑﻬﺎ وﻳﺘﺤﺮّى رﺿﺎهﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﺣﻮزة اﻟﺨﺎﻃﻒ .وﺑﻌﺪهﺎ ﻋﻦ ﺣﻮزة ﻻ إذا ﺟﺎءت إﻟﻰ دار اﻟﺨﻮرﻧﻴّﺔ أو إﻟﻰ دار اﻟﻤﻄﺮاﻧﻴّﺔ أو ﻏﻴﺮهﺎ اﻟﺨﺎﻃﻒ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ إ ّ ﻣﻤّﻦ ﻻ ﺧﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ. ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﺧﻤﺴﺔ أﻧﻮاع :ﻗﺮاﺑﺔ دﻣﻮﻳّﺔ ،أهﻠﻴّﺔ ،أدﺑﻴّﺔ ،روﺣﻴّﺔ ،ﺷﺮﻋﻴّﺔ. ﻧﺘﻜﻠّﻢ اﻵن ﻋﻦ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳّﺔ ﻓﻘﻂ وهﺬﻩ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﺗﻘﻊ ﺑﻴﻦ ﻋﺪّة أﺷﺨﺎص ﻣﺘﻔﺮّﻋﻴﻦ ﻣﻦ أﺻﻞ واﺣﺪ وهﺬا اﻟﺘﻔﺮّع أﻣَﺎ ﻳﻜﻮن ﺧﻄﺄ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤًﺎ آﺘﻔﺮّع اﻟﻮﻟﺪ ﻋﻦ أﺑﻴﻪ ووﻟﺪ اﻟﻮﻟﺪ إﻟﻰ اﻷﺧﻴﺮ .وأﻣَﺎ ﻳﻜﻮن ﺧﻄﺄ ﻣﻨﺤﺮﻓًﺎ آﺘﻔﺮّع اﻹﺧﻮة وأوﻻد اﻷﻋﻤﺎم واﻟﻌﻤّﺎت واﻷﺧﻮال واﻟﺨﺎﻻت إﻟﻰ اﻷﺧﻴﺮ. ﻞ اﻟﺪرﺟﺎت .واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻻ ﻂ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﺗﺒﻄﻞ اﻟﺰواج ﻓﻲ آ ّ ﻓﺎﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳّﺔ ﻓﻲ اﻟﺨ ّ ﻼ – ﻻ ﺗﻔﺴﺢ ﻟﺮﺟﻞ أرﻣﻞ أن ﻳﺘﺰوّج ﺑﻨﺖ ﺑﻨﺖ ﺑﻨﺖ اﺑﻨﺘﻪ أو اﺑﻨﻪ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻨﻬﺎ – ﻣﺜ ً ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪت اﻟﺪرﺟﺔ. ﻂ اﻟﻤﻨﺤﺮف ﻓﺘﺒﻄﻞ اﻟﺰواج ﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، وأﻣّﺎ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳّﺔ ﻓﻲ اﻟﺨ ّ ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻗﺪ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻻأّ آﺎﺑﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ اﻟﻌﻢ أو اﻟﻌﻤّﺔ أو اﻟﺨﺎل أو اﻟﺨﺎﻟﺔ .إ ّ
١٢٩ وﺟﻮد أﺳﺒﺎب داﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺢ وﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أي ﺑﻴﻦ أوﻻد اﻷﻋﻤﺎم ﻻ أﻧّﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ أي ﺑﻴﻦ اﻷخ واﻟﻌﻤّﺎت واﻷﺧﻮال واﻟﺨﺎﻻت .إ ّ وأﺧﺘﻪ .واﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ وﺿﻊ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳّﺔ هﻲ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻷدﺑﻴّﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ. ن اﻟﻨﺴﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﺿﻌﻴﻔًﺎ .وإذا آﺎن ﺑﻴﻦ ﺐ أﺛﺒﺖ أ ّ ن اﻟﻄ ّ ﻓﺎﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺼﺤﻴّﺔ هﻲ أ ّ اﻟﻤﺘﺰوّﺟﻴﻦ ﻋﺎهﺎت أو أﻣﺮاض ﺗﺰداد وﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﻞ ﻟﻌﺪم ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺪم .هﺬا ﻻ ﻳﻤﻨﻊ إﺗﻴﺎن ﻧﺴﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﺟﻴّﺪ اﻟﺼﺤﺔ إذا آﺎن اﻟﻘﺮﻳﺒﺎن اﻟﻤﺘﺰوّﺟﺎن ﺳﻠﻴﻤَﻲ اﻟﺼﺤﺔ. ن اﻷهﻞ واﻷﻗﺎرب ﻳﻜﺜﺮ ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻌﻠّﻢ أ ّ واﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻷدﺑﻴّﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ هﻲ أ ّ اﺧﺘﻼﻃﻬﻢ واﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ وﻋﻴﺸﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﻣﺔ اﻷهﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺮﻣﺔ اﻷخ ﻷﺧﺘﻪ ﻳﺤﺪث ﺷﺮور أدﺑﻴّﺔ وروﺣﻴّﺔ وﺗﺬهﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻴﺒﺔ اﻻﺣﺘﺮاﻣﻴّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻟﻸهﻞ .ﻟﺬﻟﻚ أرادت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أن ﺗﻤﺘ ّﺪ اﻟﺤﺸﻤﺔ واﻟﺘﻮﻗﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻷخ وأﺧﺘﻪ إﻟﻰ اﺑﻦ اﻟﻌﻢ واﺑﻨﺔ ﻋﻤّﻪ ﻓﻴﺤﺘﺮم اﺑﻦ اﻟﻌﻢ اﺑﻨﺔ ﻋﻤّﻪ واﺑﻨﺔ ﺧﺎﻟﻪ وﺧﺎﻟﺘﻪ آﺄﺧﺘﻪ وﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺘﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺔ أﺧﺘﻪ. .١اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻷهﻠﻴّﺔ .ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﻞ وأﻗﺎرب زوﺟﺘﻪ اﻟﺪﻣﻮﻳّﻴﻦ ﻣﺜﻞ أﺧﺖ زوﺟﺘﻪ وأﻣّﻬﺎ وأﺧﺖ أﻣّﻬﺎ وﺑﻨﺎﺗﻬﻢ .وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮأة وأﻗﺎرب زوﺟﻬﺎ اﻟﺪﻣﻮﻳّﻴﻦ ﻣﺜﻞ أخ ﻼ ﻣﺎﺗﺖ اﻣﺮأة ﻓﺄراد زوﺟﻬﺎ أن ﻳﺘﺰوّج أﺧﺘﻬﺎ أو زوﺟﻬﺎ وأﺑﻴﻪ وأخ أﺑﻴﻪ وأﺑﻨﺎﺋﻬﻢ .ﻣﺜ ً أﻣّﻬﺎ اﻷرﻣﻠﺔ أو إﺣﺪى ﺑﻨﺎﺗﻬﻦ .أو آﻤﻦ ﻣﺎت زوﺟﻬﺎ ﻓﺄرادت أن ﺗﺘﺰوّج أﺧﺎﻩ أو أﺑﺎﻩ أو أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ .ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﺗﺒﻄﻞ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻏﺎﻳﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ وﺿﻊ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ هﻲ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻷدﺑﻴّﺔ واﻟﺮوﺣﻴّﺔ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳّﺔ. .٢اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻷدﺑﻴّﺔ وﺗﺴﻤّﻰ أﻳﻀًﺎ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﺤﺸﻤﺔ .ﻳﺼﺪر هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻋﻦ زواج ﺑﺎﻃﻞ أو ﻋﻦ ﺗﺴﺮ ﻣﺸﺘﻬﺮ ﺑﻴﻦ أﺣﺪ اﻟﺰوﺟﻴﻦ أو اﻟﻤﺘﺴﺮﻳّﻴﻦ ،أﻗﺎرب اﻟﺰوج أو اﻟﻤﺘﺴﺮي. ﻼ إذا آﺎن ﺷﺎب ﻋﺮّاﺑًﺎ ﻟﻄﻔﻠﺔ .٣اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮّاب واﻟﻄﻔﻞ ﻣﺜ ً ن ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﺰوّﺟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺒﺮ .وﻏﺎﻳﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ وﺿﻊ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ هﻲ أ ّ ﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻳﻠﺘﺰم ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ واﻻهﺘﻤﺎم اﻟﻌﺮّاب هﻮ ﺑﻤﻨـﺰﻟﺔ أب روﺣ ّ
١٣٠ ﻲ واﺑﻨﺘﻪ ن ﺑﻴﻦ اﻷب اﻟﺮوﺣ ّ ﺑﺨﻼص ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪان أﺑﻮﻳﻪ اﻟﺠﺴﺪﻳّﻴﻦ .وآﻤﺎ أ ّ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻟﺒﻌﺾ. .٤اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴّﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻮﻟﺪ واﻟﺬي ﺗﺒﻨّﺎﻩ أي ﺟﻌﻠﻪ اﺑﻨًﺎ ﻟﻪ .وهﺬﻩ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﺗﺒﻄﻞ اﻟﺰواج ﺑﻴﻦ اﻟﻮﻟﺪ واﻟﺬي ﺗﺒﻨّﺎﻩ وﻏﺎﻳﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺎﻧﻊ هﻲ آﻐﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ أﻋﻼﻩ. اﻹآﺮاﻩ هﻮ اﻹﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟﺘﺨﻮﻳﻒ .وﺷﺮط اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ن ﺳﺒﺐ اﻹآﺮاﻩ ﺳﻮاء ﻼ .إ ّ واﻟﺘﺨﻮﻳﻒ أن ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪَﻳﻦ ﻟﻜﻲ ﻳﺠﻌﻼ اﻟﺰواج ﺑﺎﻃ ً أآﺎن اﻟﻮاﻟﺪان أم ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺰواج ﻳﺨﻄﺄ ﺧﻄﺄ آﺒﻴﺮًا. ﻼ – هﺪّد اب اﺑﻨﺘﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮب أو ﺑﺎﻟﺘﻌﻨﻴﻒ أو ﺑﺤﺮﻣﺎﻧﻬﺎ اﻟﻤﻴﺮاث أو اﻷخ هﺪّدهﺎ ﻣﺜ ً ﺑﺎﻟﻀﺮب أو ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ إن ﻟﻢ ﺗﺘﺰوّج ﻓﻼﻧًﺎ .أو ﺷﺎب هﺪّدهﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ إن ﻟﻢ ﺗﺘﺰوّﺟﻪ، ﻓﺘﺰوّﺟﺖ اﻻﺑﻨﺔ ﻣﺮﻏﻤﺔ ،ﻓﺰواﺟﻬﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ وﻟﻮ ﻗﻀﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﺪّة .وﻳﺒﻘﻰ ﻼ إﻟﻰ أن ﻳﺰول اﻹآﺮاﻩ وﺗﺠﺪّد رﺿﺎهﺎ! زواﺟﻬﺎ ﺑﺎﻃ ً أﻣّﺎ اﻷب أو اﻷخ أو اﻟﺸﺎب أو ﻏﻴﺮهﻢ اﻟﻤﺴﺒّﺐ اﻹآﺮاﻩ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺆول ﺿﻤﻴﺮﻳًّﺎ أﻣﺎم اﷲ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ هﺬا اﻟﻈﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻋﺮض ﺳ ّﺮ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس ﻟﻠﺒﻄﻼن وﻋﺮض ن ﻣﺎ ﻳﻤﺎرﺳﺎﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺰواﺟﻴّﺔ هﻲ زﻧﺎ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻻ ﺗﻌﺪاد ﻟﻬﺎ .إذ إ ّ وﺧﻄﻴﺌﺔ. ﻖ أن ﻳُﺪﻋﻰ أﺑًﺎ ﺑﻞ ذﺋﺒًﺎ واﻷب اﻟﺬي ﻳﻬﺪّد اﺑﻨﺘﻪ ﻟﺘﺘﺰوّج ﺷﺎﺑًّﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻩ ،ﻻ ﻳﺴﺘﺤ ّ ﺷﺮﺳًﺎ ،وآﺬﻟﻚ اﻷخ اﻟﺬي ﻳﻬﺪّد أﺧﺘﻪ. ي ﻟﺼﺤﺔ اﻟﺰواج ،ﻷ ّ ن اﻹآﺮاﻩ ﻳﻨﺎﻗﺾ اﻟﺮﺿﻰ اﻟﻀﺮور ّ إّ ن اﻟﺰواج إذا ﻧﻘﺼﻪ ﻼ .ﻻ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻻ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﺴﺢ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﻊ اﻹآﺮاﻩ. اﻟﺮﺿﻰ آﺎن ﺑﺎﻃ ً ن زوﺟﻬﺎ ﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق أﻣّﺎ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﻤﻐﺼﻮﺑﺔ ﻓﺈذا وﺟﺪت – ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج – إ ّ واﻟﺼﻔﺎت واﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ وأرادت أن ﺗﻜﻮن زوﺟﺘﻪ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺼﺤّﺢ زواﺟﻬﺎ. وﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﺮض أﻣﺮهﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺷﺪهﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ وﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ زواﺟﻬﺎ. ن اﻟﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﺰواج ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﺒﻘﻪ ﻓﻬﻢ وإدراك ﺟﻮهﺮ اﻟﺰواج وﻣﺘﻌﻠّﻘﺎﺗﻪ .ﻓﺈذا إّ آﺎﻧﺖ اﻟﻔﺘﺎة ﺻﻐﻴﺮة ﻻ ﺗﻔﻬﻢ وﻻ ﺗﺪرك ﺟﻮهﺮ اﻟﺰواج وﻣﺘﻌﻠّﻘﺎﺗﻪ ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺿﻰ ﻼ. ﻧﺎﻗﺼًﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺰواج ﺑﺎﻃ ً ن ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷم أن ﺗﻔﻬﻢ اﺑﻨﺘﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺟﻮهﺮ اﻟﺰواج وﻣﺘﻄﻠّﺒﺎﺗﻪ .ﻷ ّ ﺟﻬﻞ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر اﻟﻬﺎﻣّﺔ ﻳﻮﻗﻊ اﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ أﺿﺮار ﺟﺴﻴﻤﺔ ،ﻋﺼﺒﻴّﺔ وﻧﻔﺴﻴّﺔ.
١٣١ ﺻﻴﻐﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﺎﻟﺼﻴﻐﺔ هﻲ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ أو اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي وﺿﻌﺘﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴّﺔ ﻟﺼﺤﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج .وﺣﺴﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺰواج اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﺼﻴﻐﺔ اﻟﻌﻘﺪ هﻲ: ﻳﻜﻮن اﻟﺰواج ﺻﺤﻴﺤًﺎ إذا ﻋﻘﺪ ﺑﺤﻀﻮر ﺷﺎهﺪﻳﻦ وﺣﻀﻮر ﺧﻮري اﻟﺮﻋﻴّﺔ أو ﺧﻮري ﻣﻔﻮّض ﻣﻨﻪ. وﺧﻮري اﻟﺮﻋﻴّﺔ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺿﻤﻦ ﺣﺪود رﻋﻴّﺘﻪ .وأﻣّﺎ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻴﻠﺰﻣﻪ إذن ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻼﺣﻴّﺔ .وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻼﺣﻴّﺔ هﻮ ﻣﻄﺮان اﻷﺑﺮﺷﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺰواج أو ﺧﻮري اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺘ ّﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﺰواج. أﺣﻴﺎﻧًﺎ آﺜﻴﺮة ﻳﺄﺗﻲ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺰواج إﻟﻰ ﺧﻮري رﻋﻴّﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻗﺮّر ﻓﻴﻪ اﻟﺰواج ،أو ﻳﺨﻄﻒ اﻻﺑﻨﺔ وﻳﺄﺗﻲ إﻟﻴﻪ .ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﺻﻌﻮﺑﺎت وﻣﺸﺎآﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺤﺘﺎج ﺐ وﻳﻠﻌﻦ وﻳﺠﺪّف ﻋﺪّة أﻳّﺎم ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷوراق واﻹﺛﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ،ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻳﺴ ّ ﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن اﺳﺘﻌﺪادﻩ ﻟﺴ ّﺮ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس دﻳﻨﻴًّﺎ وروﺣﻴًّﺎ ﻳﺼﺒﺢ اﺳﺘﻌﺪادﻩ ﻓﺒﺪ ً ﻟﻌﻨﺎت وﺗﺠﺎدﻳﻒ! ...ﻓﻌﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺰواج أن ﻳﻌﻠﻢ ﺧﻮري رﻋﻴّﺘﻪ ﺑﻌﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﻗﺒﻞ ﻣﺪّة ﻓﻴﺘﻼﻓﻰ ﺻﻌﻮﺑﺎت وﻣﺼﺎرﻳﻒ ﺑﺎهﻈﺔ. ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﺰواج أن ﻳﺘﻤّﻤﻮا ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ آﻨﻴﺴﺔ رﻋﻴّﺘﻬﻢ ﻓﻴﺘﻮﻓّﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼت وﻣﺼﺎرﻳﻒ آﺜﻴﺮة. إﻧّﻲ أﺟﻬﻠﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب إﻧّﻲ أﺟﻬﻠﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب وﻻ أﻓﻬﻤﻚ ﻓﻼ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺳﺒﺮ ﻏﻮرك وﻻ أن أدرك آﻨﻬﻚ! ﻳﺪهﺸﻨﻲ ﻓﻴﻚ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ،أراك ﺗﻐﻀﺐ وﺗﺴﺨﻂ إذا ﻣﺴّﺖ آﺮاﻣﺘﻚ وﺷﺮﻓﻚ ،وأﻧﺖ ﻞ اﻟﻄﺮق! ﺗﺪﻧّﺲ آﺮاﻣﺘﻚ وﺷﺮﻓﻚ ﺑﻜ ّ ﺗﺒﺘﻐﻲ أن ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻤﻈﻬﺮ اﻟﻜﻴﺎﺳﺔ واﻟﻈﺮف وﺗﺮوح ﺗﺘﻤﺮّغ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺴﻴّﺌﺔ اﻟﻤﺸﻴﻨﺔ! ﺗﺮﻳﺪ ﺳﻤﻌﺔ ﺣﺴﻨﺔ وﺻﻴﺘًﺎ ﺣﻤﻴﺪًا ،وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺼﺪُق ﻓﻲ آﻼﻣﻚ وﻻ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻃﺎﺗﻚ!
١٣٢ ﻦ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺪراهﻢ ﻋﻠﻰ واﻟﺪﻳﻚ وإﺧﻮﺗﻚ اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻀ ّ ﺗﺴﺎﻋﺪهﻢ ،وأراك ﺗﻬﺪر ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر هﺪرًا! ﺗﺒﺨﻞ ﺑﺎﻟﺪرهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﻴﺮ وﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺨﻴﺮﻳّﺔ ،وﺗﺒﺬّر ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﺮ واﻟﻤﻼهﻲ هﺒﺎء! ﻳﺘﺼﺒّﺐ اﻟﻌﺮق ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻚ ﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻔﻠﺲ ،وﺗﺮوح ﺗﺒﺬّرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻖ واﻟﻤﺠﻮن ﺑﺴﺨﺎء أو ﺗﺮﻣﻴﻪ آﺎﻟﺘﺮاب! ﺗﺤﺴﺪ ﻓﻼﻧًﺎ وﻓﻼﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨـﺰل ﻓﺨﻢ ﻳﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ ،وﻣﺎﻟﻚ اﻟﺬي ﺗﺒﺬّرﻩ ﺟﺰاﻓًﺎ ﻻ أﺟﻤﻞ وأﻓﺨﻢ! ﻟﻮ وﻓّﺮﺗﻪ ﻟﻜﻨﺖ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻨـﺰ ً ﺗﻨﺘﻘﺪ ﻏﻴﺮك ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻪ ،وأﺳﻤﻌﻚ ﺗﻘﺬف ﻣﻦ ﻓﻤﻚ اﻟﻤﺴﺒّﺎت واﻟﺘﺠﺎدﻳﻒ واﻟﻜﻼم اﻟﺒﺬيء! ﺐ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ وﺗﺪاﻋﺒﻪ وﺗﻌﺎﻧﻘﻪ وﺗﻬﻨّﺊ ﻏﻴﺮك ﺑﻮﻟﺪ ﻟﻪ وﺑﺸﺎب ﻳﺮﻓﻊ ﺑﻪ ﺗﺤ ّ رأﺳﻪ ،وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺘﺰوّج ﻟﻴﻜﻮن ﻟﻚ أﻃﻔﺎل وﺷﺒﺎب ﺗﺮﻓﻊ ﺑﻬﻢ رأﺳﻚ! ن إﻧّﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ﺗﻌﺮف اﻟﺨﻴﺮ وﺗﺮﻳﺪﻩ ،وﻟﻜﻨّﻚ ﻻ ﺗﻌﻤﻠﻪ ﺑﻞ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﺸ ّﺮ .ﺗﻌﺮف أ ّ ن اﻟﺨﻴﺮ ﻳﻘﻮدك إﻟﻰ اﻟﺸ ّﺮ ﻳﻘﻮدك إﻟﻰ اﻟﻤﺬﻟّﺔ واﻟﻌﺎر وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﻌﻤﻠﻪ .ﺗﻌﺮف أ ّ اﻟﺸﺮف واﻟﻌُﻠﻰ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﺗﻌﻤﻠﻪ. إﻧّﻚ – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب – أﺣﺠﻴﺔ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺣﻠّﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻌﻘﻞ! أﺳﺘﺤﻠﻔﻚ – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب – ﺑﺸﺮﻓﻚ وآﺮاﻣﺘﻚ أن ﺗﺘﺠﻨّﺐ اﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ واﻟﻤﺴﻜﺮ واﻟﻤﻠﺬّات اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ .أﺳّﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ واﺑﺬر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺎل واﻧﻌﻢ ﺑﻠﺬات اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﺘﻜﻮن ﺷﺎﺑًّﺎ ﻣﺨﻠﺼًﺎ ﻟﺮﺑّﻚ وﻟﻨﻔﺴﻚ وﻟﻮﻃﻨﻚ!! هﻞ ﺗﻌﻠﻢ... ن "داﻧﺘﻪ" ﻣﺆﻟّﻒ "اﻟﺮواﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ" اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺎﻧ ّ ﻻ ﺑﻌﺪ ﻼ ﻣﺎ إ ّ ﻲ آﺎن ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤ ً .١إ ّ أن ﻳﺴﺘﻨﺠﺪ ﻳﻤﺮﻳﻢ؟ ن "أﻣﺒﻴﺮ" أﺣﺪ ﻣﺸﺎهﻴﺮ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻹﻓﺮﻧﺴﻴّﻴﻦ آﺎن ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺑﻤﺮﻳﻢ آﻠّﻤﺎ .٢إ ّ ﻞ اﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﺗﺴﻬﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻠﻮ اﻟﺴﺒﺤﺔ ن "آ ّ اﺻﻄﺪم ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﺎ ،وأﻧّﻪ ﺻﺮّح ﺑﺄ ّ ﺑﺤﺮارة واﻧﺘﺒﺎﻩ". ﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ آﺎن ﻳﺮﺳﻢ ﺗﻘﺎﻃﻴﻊ وﺟﻪ ن "ﻓﺮة أﻧﺠﻴﻠﻜﻴﻜﻮ" اﻟﺮﺳّﺎم اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺎﻧ ّ .٣إ ّ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﺴﻤﺎء وهﻮ ﺳﺎﺟﺪ. ﻲ آﺎن ﻳﺘﻠﻮ اﻟﺴﺒﺤﺔ آﻠّﻤﺎ ﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ "ﺟﻮزف هﻴﻼن" اﻷﻟﻤﺎﻧ ّ ن اﻟﻤﺆﻟّﻒ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘ ّ إّ ﻧﻀﺒﺖ ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ وﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻟﺤﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
١٣٣ ب ﺧﻀﻮﻋًﺎ ﺗﺎﻣًّﺎ ،ﺷﺎﻣﻼً ،ﻣﺜﻤﺮًا، ﻣﺮﻳﻢ هﻲ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﺮ ّ ب. ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ :أﻧﺎ ﺧﺎدﻣﺔ اﻟﺮ ّ واﻟﺨﻀﻮع ﷲ ﻳﻔﺮض: .١اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻪ رﺑًّﺎ وﺧﺎﻟﻘًﺎ :ﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﺒﻠﺘﻨﻲ ارﺣﻤﻨﻲ. .٢اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻪ أﺑًﺎ ﻣﺤﺒًّﺎ :أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات... .٣اﻻﺗّﻜﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪّﺑﺮًا ﺣﻜﻴﻤًﺎ وﻗﺪﻳﺮًا :اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻔﻜّﺮ واﷲ ﻳﺪﺑّﺮ. ﻞ ﺷﻲء :أﺣﺒﺐ ﻗﺮﻳﺒـﻲ ﻣﺜﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺣﺒًّﺎ ﻟﻚ .هﺬا ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ .٤اﻟﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻪ ﻓﻮق آ ّ ﻣﺮﻳﻢ وهﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﺘﻌﺒّﺪ ﻟﻬﺎ. ﻣﺮاؤون ﻳﻮﺳﻒ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻣﺎ رأﻳﻚ ﺑﺎﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ ،ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮن ﻋﺮﻗًﺎ وﻣﺴﻜﺮًا وﻻ ﻗﻬﻮة ﻻ اﻟﻠﺒﺲ ﻻ ﻧﺎدرًا .وﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﺴﺎؤهﻢ إ ّ وﻻ اﻟﺸﺎي وﻻ دﺧﺎﻧًﺎ وﻻ ﻳﺄآﻠﻮن اﻟﻠﺤﻢ إ ّ اﻟﻤﺤﺘﺸﻢ وﻻ ﻳﺤﻀﺮون اﻟﻤﻼهﻲ اﻟﺨﻼﻋﻴّﺔ وﻻ اﻟﻤﺮاﻗﺺ. اﻟﻜﺎهﻦ – أﻗﻮل ﻋﻨﻬﻢ آﻤﺎ ﻗﺎل ﻳﺴﻮع ﻟﻠﻔﺮﻳﺴﻴّﻴﻦ :اﻟﻮﻳﻞ ﻟﻜﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﻔﺮﻳﺴﻴّﻮن اﻟﻤﺮاؤون اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺸﺮون اﻟﻨﻌﻨﻊ واﻟﺴﺬب وﺗﺘﻌﺪّون اﻟﺤﻜﻢ وﻣﺤﺒّﺔ اﷲ وآﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺼﻨﻌﻮا هﺬﻩ وﻻ ﺗﺘﺮآﻮا ﺗﻠﻚ) .ﻟﻮﻗﺎ .(٤٢ – ١١ آﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻚ اﻟﺴﺒﺘﻴّﻴﻦ أن ﻳﺤﻔﻈﻮا اﻷﺳﺮار اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻞ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻳﺴﻮع وأﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس واﻟﻘﺪّاس ،وﻳﺘﺒﻌﻮا آ ّ ﻳﺴﻮع ،وﻻ ﻳﺘﺮآﻮا هﺬﻩ أي اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷآﻞ واﻟﺸﺮب واﻟﺤﺸﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﺒﺲ... ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل ﻼ ﻧﺠّﺎرًا ﻟﻴﻘﺪّس اﻟﻌﻤﻞ وﻳﺸﺮّف اﻟﻌﺎﻣﻞ .ﻟﻴﺲ أﺣﺪ ﻗﺒﻞ أراد ﻳﺴﻮع أن ﻳﻜﻮن ﻋﺎﻣ ً اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻜّﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻞ آﺎن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﺰدرى ﻣﻨﺒﻮذًا .آﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي أﺷﺒﻊ اﻷﻟﻮف ﻣﻦ ﺑﻌﺾ أرﻏﻔﺔ وﺣﻮّل اﻟﻤﺎء إﻟﻰ ﺧﻤﺮ ﻟﺬﻳﺬة ،أن ﻳﻌﻔﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﻟﻜﻨّﻪ ﺗﻌﺐ وﻋﺮق ﻟﻴﻘﺪّس اﻟﺘﻌﺐ واﻟﻌﺮق اﻟﺬي ﻳﺘﺼﺒّﺐ ﻋﻦ ﺟﺒﻴﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ. ن اﺑﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻟﻴُﺨﺪَم ﺑﻞ ﻟﻴَﺨﺪُم. وﻗﺎل ﻻﺳﻤﻪ اﻟﺴﺠﻮد :إ ّ ن ﻳﺴﻮع رﻓﻊ ﻣﻘﺎﻣﻚ وأﻋﻠﻰ اﻓﺘﺨﺮ – أﻳّﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ – ﺑﺄﻧّﻚ ﺷﺒﻴﻪ ﻳﺴﻮع! اﻓﺘﺨﺮ ﺑﺄ ّ ن ﻳﺴﻮع ﻟﻢ ﻳﺘﺸﺒّﻪ ﺑﺎﻷﻏﻨﻴﺎء ﺑﻞ ﺗﺸﺒّﻪ ﺑﻚ! ﻣﻨـﺰﻟﺘﻚ! اﻓﺘﺨﺮ ﺑﺄ ّ
١٣٤ أﺣﺒﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﻟﻴﻌﻈﻔﻬﻢ ﻋﻠﻴﻚ! وﻟﻜﻨّﻪ ﺛﺎر ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻹﻗﻨﺎع واﻟﻌﺪل دون أن ﻳﻐﺘﺼﺒﻬﻢ ﻣﺎﻟﻬﻢ وأرزاﻗﻬﻢ وﺣﺮﻳّﺘﻬﻢ .ﺛﺎر ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ :آﻠّﻜﻢ إﺧﻮة وأﺑﻮآﻢ واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .ﻓﻜﺄﻧّﻪ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ :أﻧﺘﻢ أﻳّﻬﺎ اﻷﻏﻨﻴﺎء إﺧﻮة ﻟﻠﻌﻤّﺎل واﻷخ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﻌﻒ أﺧﺎﻩ وﻳﺴﺎﻋﺪﻩ! ﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﺑﻘﻮﻟﻪ" :أﺣﺒﺐ ﻗﺮﻳﺒﻚ آﻨﻔﺴﻚ" .ﻓﻜﺄﻧّﻪ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ :أﻧﺘﻢ أﻳّﻬﺎ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﻣﻠﺘﺰﻣﻮن ﺑﺄن ﺗﺤﺒّﻮا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻗﺮﻳﺒﻜﻢ آﺄﻧﻔﺴﻜﻢ .اﻓﺘﺤﻮا ﻟﻪ اﻷﺷﻐﺎل واﻗﺘﺴﻤﻮا اﻷرﺑﺎح ﺑﻴﻨﻜﻢ وﺑﻴﻨﻪ ،ادﻓﻌﻮا ﻟﻪ أﺟﺮة ﺗﻤﻜّﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﻼﺋﻖ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ،آﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪون ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﻼﺋﻖ! ﻲ ن دﺧﻮل اﻟﺠﻤﻞ ﺧﺮم اﻹﺑﺮة أﺳﻬﻞ ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﻐﻨ ّ ﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﺑﻘﻮﻟﻪ" :إ ّ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء .ﻓﻜﺄﻧّﻪ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ :وﻳﻠﻜﻢ أﻳّﻬﺎ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﻓﻼ ﺗﺪﺧﻠﻮن ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء إذا آﻨﺘﻢ ﺗﻨﻔﻘﻮن أﻣﻮاﻟﻜﻢ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﻴﺘﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺬّاﺗﻜﻢ وﻻ ﺗﻔﻜّﺮون ﺑﺈﺧﻮﺗﻜﻢ اﻟﻌﻤّﺎل! ﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﺑﺘﻬﺪﻳﺪﻩ إﻳّﺎهﻢ ﺑﺄﻧّﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮا ﻣﻊ إﺧﻮﺗﻲ هﺆﻻء اذهﺒﻮا ﻋﻨّﻲ ﻳﺎ ﻣﻼﻋﻴﻦ إﻟﻰ ﻧﺎر اﻷﺑﺪ ،ﻷﻧّﻜﻢ آ ّ اﻟﺼﻐﺎر ﻓﻤﻌﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻩ .وإﺧﻮة ﻳﺴﻮع اﻟﺼﻐﺎر هﻢ اﻟﻌﻤّﺎل واﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ! أﻳّﻬﺎ اﻟﻌﻤّﺎل أﺣﺒّﻮا ﻳﺴﻮع راﻓﻊ ﻣﺠﺪآﻢ وﻣﻌﻠﻲ ﺷﺄﻧﻜﻢ ،واﺣﻔﻈﻮا وﺻﺎﻳﺎﻩ وﺷﺮاﺋﻌﻪ وﻋﻴﺸﻮا ﺑﺨﻮﻓﻪ ورﺿﺎﻩ!! ﻟﻮ آﻨﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺮأة ل وهﻮان آﻨﺖ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﺿﻴﻌﺔ اﻟﺸﺄن ذﻟﻴﻠﺔ اﻟﻤﻘﺎم ﻳﻌﺎﻣﻠﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ذ ّ وﻳﻌﺘﺒﺮك ﺧﺎدﻣﺔ وﺟﺎرﻳﺔ ﻳﺘﺼﺮّف ﺑﻚ ﻋﻠﻰ هﻮاﻩ ﻓﻼ إرادة ﻟﻚ وﻻ ﺣﺮﻳّﺔ .ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ ﻧﻈﺮة إﻟﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﺗﻬﻤﻞ وﺗﺰرى ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ .آﺎن ﻳﻄﺮدك ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺸﺎء آﻤﺎ ﻳﻄﺮد ﺣﻴﻮاﻧًﺎ. ﻓﻴﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ اﻟﺬي رﻓﻊ ﻣﻘﺎﻣﻚ وأﻋﻠﻰ ﺷﺄﻧﻚ وأﻧﺰﻟﻚ ﻣﻨـﺰﻟﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳّﺔ واﻟﻜﺮاﻣﺔ وﺳﺎواك ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﻓﻌﺔ واﻟﻤﻘﺎم.
١٣٥ ﻓﺤﻔﻈًﺎ ﻟﻜﺮاﻣﺘﻚ ﻗﺪ ﺣﺮّم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻄﻼق وﺟﻌﻠﻚ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺣﺘّﻰ اﻟﻤﻮت ﺿﺎﻣﻨﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻗﺮب أوﻻدك ﻓﻼ ﻳﺤﺮﻣﻚ اﻟﻄﻼق ﻣﻨﻬﻢ! ﺣﻔﻈًﺎ ﻟﻜﺮاﻣﺘﻚ ﻗﺪ ﺣﺮّم أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﺄﺧﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻓﻼ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ أن ﻳُﺸﺮك ﺑﻤﺤﺒّﺘﻚ ﻧﺴﺎء أﺧﺮﻳﺎت وﻗﺪ أﻟﺰﻣﻪ أن ﻳﺤﺴﺒﻚ ﻋﻀﻮًا ﻣﻦ أﻋﻀﺎﺋﻪ ﻓﻼ ﻳﻀﺮﺑﻚ وﻻ ﻳﺆﻟﻤﻚ وﻻ ﻳﺰدرﻳﻚ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻚ آﻤﺎ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ. ن ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ أﻇﻬﺮ ﻧﺤﻮك ﻣﺤﺒّﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ إذ ﺻﺎر إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻓﻘﻴﺮًا هﺬا ﻣﺎ ﻋﺪا أ ّ ﻷﺟﻠﻚ .وﻓﺘﺢ ﺑﻮﺟﻬﻚ ﺑﺎب ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﻟﻴﺠﻌﻠﻚ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ أﻓﺮاﺣﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ! أﻣّﺎ أﻧﺖ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻓﻼ ﺗﺒﺎدﻟﻴﻦ ﻳﺴﻮع ﻣﺤﺒّﺘﻪ وﻻ ﺗﻜﺎﻓﺌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ إﺣﺴﺎﻧﺎﺗﻪ! ﻳﺴﻮع ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺴﺎﻋﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻌﺰﻳﺰة ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ واﻟﺘﻲ ﻲ .أﻣّﺎ أﻧﺖ ﻓﺘﺴﻠﺒﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ ﻳﺴﻮع وﺗﺴﺎﻋﺪﻳﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﺷﺘﺮاهﺎ ﺑﺪﻣﻪ اﻹﻟﻬ ّ ﻋﻠﻰ إهﻼآﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﺑﻠﺒﺴﻚ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﺸﻢ وﺑﺘﺼﻨّﻌﻚ اﻟﻤﻐﺮي وﺑﺄزﻳﺎﺋﻚ اﻟﺨﻼﻋﻴّﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﺑﻜﻼم ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺮﻋﺐ :اﻟﻮﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﺗﻘﻊ اﻟﺸﻜﻮك ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ! ﺧﺒﺮ ن اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺑﻼﺟﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴّﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺒﺎط ﻗﻀﺖ إّ ﻚ .وآﺎﻧﺖ ﺗﺸﺠّﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺗﻜﻔّﺮ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﺸ ّ ن ﻧﻔﻮﺳًﺎ آﺜﻴﺮة ﺗﺤﺘﺮق ﻓﻲ ﺟﻬﻨّﻢ ﺑﺴﺒﺒﻚ". اﻟﺸﺎق ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت" :ﻳﺎ ﺑﻼﺟﻴﺎ إ ّ ﻓﺘﻮر اﻟﺸﺎب ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ أراك – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ – ﻓﺎﺗﺮًا ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺪﻳﻦ .ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻔﺘﻮرك هﺬا ﻻ ﺳﺒﺒًﺎ واﺣﺪًا. أﺳﺒﺎب آﺜﻴﺮة وﻟﻜﻨّﻲ ﻻ أذآﺮ ﻣﻨﻬﺎ إ ّ ﻓﺎﻟﺸﻬﻮات اﻟﺤﺎدّة واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ اﻟﻘﻮﻳّﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮة واﻟﻘﻠﻖ ﻞ ذﻟﻚ ﻳﺠﺮّك إﻟﻰ واﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻨﺎﺗﺠﺎن ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﺮب اﻟﺪاﺧﻠﻴّﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ آ ّ اﻟﻔﺘﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة واﻹهﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ .ﻣﻊ أﻧّﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺠﺮّك إﻟﻰ اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ ن ﻣﻦ آﺎن ﻓﻲ ﺣﺮب ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺳﻼح وإﻟﻰ ﻗﺎﺋﺪ. اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺘﻤﺴّﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ .ﻷ ّ
١٣٦ واﻟﺪﻳﻦ هﻮ أﻗﻮى ﺳﻼح وأﻣﻬﺮ ﻗﺎﺋﺪ :وﻣﻦ آﺎن ﻓﻲ ﺿﻴﻖ وﺷﺪّة ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻌ ﱟﺰ وﻣﺸﺠّﻊ .واﻟﺪﻳﻦ هﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﻌ ﱟﺰ وأآﺒﺮ ﻣﺸﺠّﻊ ﻓﻬﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺠﺎرب ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺐ ﻓﺘﻮر ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﺒﺎدة ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺮﺗﻴﺐ وﺿﻌﻪ اﷲ ﻟﻐﺎﻳﺎت ﺟﻴّﺪة هﻲ أﻧّﻬﺎ ﺗﻤﻴﻞ ﺑﻚ إﻟﻰ اﺧﺘﻴﺎر ﻓﺘﺎة ﺗﻜﻮن رﻓﻴﻘﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻚ ﺗﺆﺳّﺴﺎن ﻣﻌًﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﺗﻨﺒﺖ ﺐ ﻓﺘﺎة وﺗﻔﻜّﺮ ﻓﻲ أن زهﻮر اﻷﻃﻔﺎل وزﻧﺎﺑﻖ اﻟﺸﺒﺎب .ﻓﻼ ﻳﻨﺎﻗﺾ اﻟﺪﻳﻦ أن ﺗﺤ ّ ﺗﻜﻮن زوﺟﺔ ﻟﻚ .ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ اﻟﺪﻳﻦ أن ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻋﻮاﻃﻒ ﺟﻨﺴﻴّﺔ ﺑﻞ ﻳﻨﺎﻗﺾ اﻟﺪﻳﻦ هﻮ أن ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ إﺷﺒﺎع ﻋﻮاﻃﻔﻚ هﺬﻩ ﺑﺨﻼف ﻣﻤّﺎ رﺗّﺐ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ أي ﺧﺎرﺟًﺎ ﻋﻦ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس .ﻓﺈذا آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻃﻒ واﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺠﺎرب ﺗﺒﻌﺪك ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻤﺎ ﻻ ﻷﻧّﻚ ﺗﺴﻲء اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ وﻓﻬﻤﻬﺎ إذ ﺗﺮﻏﺐ أن ﺗﺘﻨﻌّﻢ ﺑﻬﺎ ﺑﺨﻼف اﻟﻨﻈﺎم ذﻟﻚ إ ّ ﻲ! اﻹﻟﻬ ّ إﻧّﻚ – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ – ﻓﻲ أﺷﺪ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻼح ﻷﻧّﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﺣﺮب ﺷﺪﻳﺪة وﺳﻼﺣﻚ هﻮ اﻟﺼﻼة واﻟﻌﺒﺎدة وﻃﻠﺐ اﻟﻌﻮن ﻣﻦ اﷲ ﺑﺘﻮاﺿﻊ .ﻓﺈذا آﻨﺖ ﺗﻘﻮل ﻟﺴﺖ ﻋﺠﻮزًا أو اﻣﺮأة أو وﻟﺪًا ﺣﺘّﻰ أﺻﻠّﻲ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﺷﻴﺦ أُآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﻌﺒﺎدة .ﻓﻴﻜﻮن ﻣﺜﻠﻚ ﻣﺜﻞ ﺟﻨﺪي ﻳﻘﻮل :ﺳﺄﺣﻤﻞ ﺳﻼﺣﻲ وﻗﺖ اﻟﺴﻠﻢ أﻣّﺎ اﻵن وﻗﺖ اﻟﺤﺮب ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﺑﻪ .آﻦ ﻓﺨﻮرًا ﺑﺪﻳﻨﻚ ورﻋًﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎدﺗﻚ .ﺧﺎﺷﻌًﺎ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻚ ي ﻣﺠﻴﺪ. وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺸﺪﻳﺪة وﻳﻜﻮن ﻟﺠﻬﺎدك إآﻠﻴﻞ ﺳﻤﺎو ّ ﺧﺒﺮ ن ﺷﺎﺑًّﺎ ﻏﻨﻴًّﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﺠﺎﻩ رﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺰواج ﻣﻦ ﻓﺘﺎة ﻓﻘﻴﺮة وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪًّا. إّ ن اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻠﻤﺖ أﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﺎرس اﻷﺳﺮار اﻟﻤﻘ ّﺪﺳﺔ ﻻأّ ﻓﺄﻏﺪق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺎل واﻟﺘﻘﺎدم .إ ّ ﻞ ﻣﺎ آﺎن ﻗﺪ أهﺪاهﺎ وﻳﻬﺰأ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ .ﻓﺮﻓﻀﺖ اﻟﺰواج ﻣﻨﻪ وأرﺟﻌﺖ ﻟﻪ آ ّ ﻲ ﻳﻤﺎرس واﺟﺒﺎﺗﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ! ﻣﻦ ﺗﺤﻒ وهﺪاﻳﺎ وﻣﺎل .وﺗﺰوّﺟﺖ ﻣﻦ ﺷﺎب ﻓﻘﻴﺮ ﻟﻜﻨّﻪ ﺗﻘ ّ ﻋﻴﺪ اﻟﺠﺴﺪ ﻞ ﺑﻠﺪ وﻣﺪﻳﻨﺔ وﻗﺮﻳﺔ ﻳﺤﺘﻔﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﺠﺴﺪ ﺑﺰﻳﺎح ﻟﻠﻘﺮﺑﺎن ﺧﺎرج ﻓﻲ آ ّ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻟﻴﻈﻬﺮوا إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻴﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس – وﻳﻘﺪّﻣﻮا ﻟﻪ ﻓﻌﻞ ﺳﺠﻮد وﺷﻜﺮ – ﻓﻌﻞ إﻗﺮار واﻋﺘﺮاف ﺑﺄﻟﻮهﻴّﺘﻪ. ﻳﺠﺘﻤﻌﻮن ﻣﺌﺎت وأﻟﻮﻓًﺎ وﻳﺴﻴﺮون ﻣﻮاآﺐ ﺧﺎﺷﻌﻴﻦ أﻣﺎم هﺬا اﻹﻟﻪ اﻟﻤﺤﺘﺠﺐ ﻓﻲ ﺐ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻨﺎ. اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس .اﻹﻟﻪ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ اﻟﺬي رﺳﻢ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻋﻦ ﺣ ّ
١٣٧ ﻞ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ن ﻣﺤﺒّﺔ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻻ ﺗﻘ ّ إّ ﻼ ﻓﻘﻴﺮًا ﺣﻘﻴﺮًا! ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻳﺤﺰن وﻳﻜﺘﺌﺐ ﻟﻌﺪم ﻃﻔ ً ﻣﺒﺎﻻة اﻟﻨﺎس ﺑﺂﻻﻣﻪ وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻳﺤﺰن وﻳﻜﺘﺌﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن واﻹهﻤﺎل وﻋﺪم ﻣﺒﺎﻻة اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ! ﻻ ﺗﻘ ّ ﻞ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻓﻲ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻳﻨﺎدي أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن .ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻋﻄﺸﺎن إﻟﻰ أن ﻧﺄﺗﻲ إﻟﻴﻪ وإﻟﻰ أن ﻧﺘﻨﺎوﻟﻪ وﻧﺤﺒّﻪ آﻤﺎ ﻳﺤﺒّﻨﺎ! ن اﻟﺬي أﻗﺎم اﻟﻤﻮﺗﻰ وﻓﺘﺢ اﻟﻌﻤﻴﺎن ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻷ ّ وأﻧﻬﺾ اﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ وأﺷﺒﻊ ﻋﺪّة ﺁﻻف ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أرﻏﻔﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺼﻨﻊ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن وﻟﻜﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻨﺎهﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ رﺳﻢ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺴﻤّﻰ هﺬا اﻟﺴ ّﺮ ﺳ ّﺮ اﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ب ﻳﺴﻮع ﻋﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس آﻼم أوﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺮ ّ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻓﻬﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﺟﺪًّا ،ﻗﺎل – أﻧﺎ هﻮ ﺧﺒﺰ اﻟﺤﻴﺎة – أﻧﺎ هﻮ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء -ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ﻳﺤﻴﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ – اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي ﺳﺄﻋﻄﻴﻪ أﻧﺎ هﻮ ﺟﺴﺪي. ﻖ أﻗﻮل ﻟﻜﻢ إن ﻟﻢ ﺗﺄآﻠﻮا ﺟﺴﺪ اﺑﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﺗﺸﺮﺑﻮا دﻣﻪ ﻓﻼ ﺣﻴﺎة ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﻖ اﻟﺤ ّ اﻟﺤ ّ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ – ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي وﻳﺸﺮب دﻣﻲ ﺗﺠﺐ ﻟﻪ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ وأﻧﺎ أﻗﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻖ– ﻖ ودﻣﻲ ﻣﺸﺮب ﺣ ّ اﻟﻴﻮم اﻷﺧﻴﺮ .ﺟﺴﺪي ﻣﺄآﻞ ﺣ ّ ﻲ وأﻧﺎ ﻓﻴﻪ. ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي وﻳﺸﺮب دﻣﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻓ ّ ﻓﻠﻴﺲ أوﺿﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﻼم ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﺟﺴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن وإﻟﺰاﻣﻪ إﻳّﺎﻧﺎ ﺑﺄآﻠﻪ! اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻳﺤﻴﻲ ﻧﻔﺴﻨﺎ آﻤﺎ ﺗﺤﻴﻲ اﻟﺮوح اﻟﺠﺴﻢ وﻳﻐﺬّﻳﻬﺎ آﻤﺎ ﺗﻐﺬّي اﻟﺤﻴﺎة ن ﻃﺮﻳﻘﺔ وﺟﻮد اﻟﺮوح ﻓﻲ اﻟﺠﺴﻢ واﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺮة ﻻ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ اﻟﺸﺠﺮة .إ ّ ﺣﻮاﺳﻨﺎ ﻓﻼ ﻧﺮاهﺎ وﻻ ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ وﻻ ﻧﻠﻤﺴﻬﺎ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ إﻧﻜﺎرهﺎ .آﺬﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘﺔ وﺟﻮد ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻓﻬﻮ ﺣﻴﺎة ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ وروﺣﻬﺎ .وﻟـﻤّﺎ آﻠّﻤﻬﻢ ﻋﻦ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻗﺎل إ ّ ن اﻟﻜﻼم اﻟﺬي ﺧﺎﻃﺒﺘﻜﻢ ﺑﻪ هﻮ روح وﺣﻴﺎة!!
١٣٨ وَﺳﻮَس ﻟﻪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻋﺎد ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ وﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺮور ﻓﺘﻮﺳّﻤﺖ زوﺟﺘﻪ اﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻋﺎدﺗﻬﺎ .وﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺤﺴﺐ دراهﻤﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﻪ وﻋﺮق ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻣﺪّة اﻷﺳﺒﻮع .ﺗﺸﺠّﻌﺖ اﻟﺰوﺟﺔ وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻳﻈﻬﺮ أ ّ ن اﷲ آﺜّﺮ ﻟﻚ اﻟﻤﺼﺮﻳّﺎت هﺬا اﻷﺳﺒﻮع ﻷﻧّﻪ ﻋﺎرف أﻧّﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺷﺪﻳﺪة إﻟﻴﻬﺎ. ﻖ ﻣﻌﻚ ﻗﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻴﻦ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻧﺤﺘﺎج أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ،ﻗﺴﻂ ﻓﺘﺒﺴّﻢ ﻳﻮﺳﻒ وﻗﺎل :اﻟﺤ ّ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﻗﺪ ﺗﺄﺧّﺮﻧﺎ ﻋﻦ دﻓﻌﻪ ﺷﻬﺮًا واﻷوﻻد ﺧﺮﺟﺖ أﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ أرﺟﻠﻬﻢ ن اﻟﺤﺴﺎب واﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻟﻢ أدﻓﻊ ﻟﺠﺎﺑﻲ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻮﻋﺪﺗﻪ ﻟﻴﻮم اﻻﺛﻨﻴﻦ واﻟﺒﻘّﺎل ﻗﺎل ﻟﻲ أ ّ آﺜﺮ وﻻ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﺪﻓﻊ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻠﻚ ﻃﺎﻟﺒﻨﻲ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة ﺑﺎﻹﻳﺠﺎر. وأﻧﺎ ﺻﺎر ﻟﻲ ﺳﻨﺔ ﺑﺪّي ﻓﺴﻄﺎن ﻻﻳﻖ ﺣﺘّﻰ اﻃﻠﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس وروح ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻞ ذﻟﻚ ﺳﻮف أدﻓﻌﻪ. ﺦ ﺑﻞ ﺳﺘﺮ اﻟﻌﺮي .ﻓﻘﺎل ﻳﻮﺳﻒ ﻻ ﺗﺨﺎف آ ّ ﻻ أرﻳﺪ اﻟﺠ ّ وﺻﺒﺎح اﻷﺣﺪ ﻟﻢ ﻳﺬهﺐ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺑﻞ ذهﺐ واﺷﺘﺮى ﺑﻌﺾ اﻷﻏﺮاض اﻟﻀﺮورﻳّﺔ ودﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ وﻟﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮن وﻋﺎد إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ن اﻟﻮﻗﺖ أﺻﺒﺢ ﻇﻬﺮًا ﻓﻘﺪ وﺳﻮس ﻟﻪ ﺷﻴﻄﺎن ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ أن ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ ﻣﺴﺮﻋًﺎ ﻷ ّ اﻟﺴﺒﻖ ﻓﺘﻐﺪّى ﻣﺴﺮﻋًﺎ وذهﺐ دون أن ﺗﻌﺮف زوﺟﺘﻪ ﺑﺬهﺎﺑﻪ. رﺟﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻖ ﺧﺎﻟﻲ اﻟﺠﻴﻮب ﺣﺘّﻰ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ دﻓﻊ أﺟﺮة اﻟﺴﻴﺎرة .وﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻌّﺒﺴًﺎ )ﻣﻨﺮﻓﺰ( ﻓﻌﻠﻤﺖ زوﺟﺘﻪ أﻧّﻪ ﺧﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻖ وهﻞ ﺗﺠﺮؤ أن ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ دراهﻢ ﻟﺘﺪﻓﻊ ﻣﺎ هﻮ ﻣﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟ ﻓﺒﻜﺖ ﺣﻈّﻬﺎ وﻟﻌﻨﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺰوّﺟﺖ ،وﺳﺎﻋﺔ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ اﻟﺬي ﻗﺴّﻰ اﻟﺴﺒﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ أوﻻدﻩ وﻋﻠﻰ زوﺟﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺤﺎﺟﺎﺗﻬﻢ وﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﻀﺮورﻳّﺎت ﻋﻴﺸﻬﻢ. وﻟﻢ ﻳﺄﻟﻒ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ اﻟﻨﻮم ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ .وﻣﻦ ﺷﺪّة اﻟﻜﺪر واﻟﺘﺄﺛّﺮ ﺣﺪث ﻟﻬﺎ ﺣﺎدث ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻨﻬﺾ زوﺟﻬﺎ ﻣﻀﻄ ّﺮﺑًﺎ وﻟـﻤّﺎ ﺷﺎهﺪ زوﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎل ﺧﺎف وأراد أن ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ أﺟﺮة اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻻ ﺛﻤﻦ اﻟﺪواء ﻓﺎﺳﺘﻨﺠﺪ ﺑﺠﺎرﻩ ﻓﺄﺳﺮع اﻟﺠﺎر وأﺣﻀﺮ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻠـﻤّﺎ ﻓﺤﺺ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠّﺔ وﻻ ﻣﺮﺿًﺎ ﻓﻘﺎل ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻲ أن اﻟﻤﺮﺿﺔ ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟﺰﻋﻞ .وﺑﺪأ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮﺷﺎﺗﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ:
١٣٩ أرﺟﻮك ﻳﺎ ﺣﻜﻴﻢ أن ﺗﺼﻒ دواء ﻟﺰوﺟﻲ ﻓﺈذا ﺷﻔﻰ هﻮ ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﺴﺒﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻷﺧﺬي دواء! ﺧﺮب ﺑﻴﺘﻨﺎ ،ﺷﻔﻴﺖ أﻧﺎ .وإ ّ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻄﺒﻴﺐ إﻟﻰ اﻟﺰوج ﻣﺘﺄّﺛﺮًا وﻗﺎل - :أﻧﺖ ﻳﺎ أﺧﻲ – ﻃﺒﻴﺐ زوﺟﺘﻚ ﻻ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ! ﻓﺘﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺸﻔﻴﻬﺎ وإ ّ اﻟﺸﺎب واﻟﺠﻤﺎل ﻼ إﻟﻰ ن اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻚ ﻣﻴ ً أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب إذا ﺳﺤﺮك اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻼ ﺑﺪع ،ﻷ ّ اﻟﺠﻤﺎل ﻟﺘﺤﺒّﻪ وﺗﻬﻮاﻩ .وﺟﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎل ﺟﺎذﺑﻴّﺔ ﺗﺠﺬﺑﻚ إﻟﻴﻪ. اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﺻﻨﻊ اﷲ اﻟﻘﺪﻳﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ .وﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﷲ اﻟﺠﻤﺎل ﺣﻠﻴﺔ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻻ وﺟﺎذﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻚ .أﻧﻈﺮ اﻟﻌﺼﻔﻮر وﺟﺎذﺑﻴّﺘﻬﺎ .أﻧﻈﺮ اﻟﺰهﺮة ﻓﺘﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎ ً ﻓﻴﺴﺘﻬﻮﻳﻚ ﺟﻤﺎل ﻣﻨﻈﺮﻩ وﺟﻤﺎل ﺻﻮﺗﻪ .وﻟﻮ ﻻ هﺬا اﻟﺠﻤﺎل ﻟـﻤّﺎ آﺎن ﻟﻠﺰهﺮة وﻻ ﻟﻠﻌﺼﻔﻮر ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ .وإذا ﻧﺰع ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﺻﺎرت ﺑﺸﻌﺔ آﺮﻳﻬﺔ. اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﻣﺴﺤﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎل اﷲ .ﻓﺎﷲ ﺟﻤﻴﻞ وﺟﻤﺎﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪود .وﻟﻮ رأﻳﻨﺎ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة ﻟـﻤَﺎ أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﻴﺎ .ﻓﺎﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘّﻌﻮن ن اﷲ ﻳﺆ ّهﻠﻬﻢ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺸﺎهﺪة ﺑﻤﺸﺎهﺪة ﺟﻤﺎل اﷲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،إﻧّﻤﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ذﻟﻚ ﻷ ّ ﻼ ﻟﺘﺤﻤّﻞ ﻟﺬّة ﺟﻤﺎل اﻟﻄﻮﺑﺎوﻳّﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت ﺳﻤﺎوﻳّﺔ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ أه ً اﻟﺴﻤﺎء. ل ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻪ وﺣﻜﻤﺘﻪ وﻳﺪﻓﻊ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ أن ﻳﺴﺒّﺢ اﷲ اﻟﺠﻤﺎل ﻳﻤﺠّﺪ اﷲ ﻷﻧّﻪ ﻳﺪ ّ ن ﻣﺠﺮى اﻟﻤﺎء ﻳﻬﺪي إﻟﻰ ﻳﻨﺒﻮﻋﻪ آﺬﻟﻚ اﻟﺠﻤﺎل ﻣﺼﺪر اﻟﺠﻤﺎل وﻣﺒﺪﻋﻪ .وآﻤﺎ أ ّ ﻳﻬﺪي إﻟﻰ ﻳﻨﺒﻮﻋﻪ اﻟﺬي هﻮ اﷲ. وإذا آﺎن اﷲ ﻗﺪ زﻳّﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺠﻤﺎل ﻳﻔﻮق ﺟﻤﺎل اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،ذﻟﻚ ﻷﻧّﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﻼ ﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﺣﺒّﻪ ﺣﺒًّﺎ ﺧﺎﺻًّﺎ إذ راد أن ﻳﻜﻮن ﻣﻠﻚ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﺟﻌﻠﻪ ﻋﺎﻗ ً ﺷﺮﻳﻜﻪ ﺑﺴﻌﺎدﺗﻪ وﻣﺠﺪﻩ وﺧﻠﻮدﻩ .ورﺿﻲ أن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻟﻪ ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺳ ّﺮ ﻼ :أﻣَﺎ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﺬي اﺧﺘﺮﻋﻪ وﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ .واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻗﺎﺋ ً ن أﺟﺴﺎدآﻢ هﻲ هﻴﺎآﻞ ﻟﻠﺮوح اﻟﻘﺪس. ﺗﻌﻠﻤﻮن أ ّ
١٤٠ ن اﷲ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ اﻟﺠﻤﺎل ﻟﻐﺎﻳﺘﻴﻦ :اﻷوﻟﻰ واﺳﻄﺔ ﺗﺠﺬﺑﻨﺎ إﻟﻴﻪ هﻮ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب – إ ّ ﻲ وﻟﺪﻓﻊ اﻟﺸﺎب اﻟﺠﻤﺎل ﻏﻴﺮ اﻟﻔﺎﻧﻲ .واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﺳﻄﺔ ﻟﻘﻴﺎم هﺬا اﻟﻜﻮن ،وﻟﻠﺒﻨﻴﺎن اﻟﻌﺎﺋﻠ ّ ﺠﻌًﺎ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻻﺣﺘﻤﺎل ﻣﺸﻘّﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس .ﻓﻴﻜﻮن اﻟﺠﻤﺎل ﻣﺸ ّ وراﺑﻄﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻟﻠﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة. ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺨﺪم – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ – اﻟﺠﻤﺎل ﻟﻬﻼك ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺟﻬﻨّﻢ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺟﻤﺎل ﺑﻞ ﺑﺸﺎﻋﺔ وﻗﺒﺎﺣﺔ وﻧﺘﺎﻧﺔ ،ﺑﻞ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺠﻤﺎل ﺿﻤﻦ اﻟﺸﺮاﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﺳﻨّﻬﺎ ﻟﻚ اﻟﺨﺎﻟﻖ .ﻓﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺨﺎﻟﺪ اﻟﺬي هﻮ اﷲ وﺗﻨﻌﻢ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ!! ﺗﻮﺑﺔ اﻟﻤﺠﺪﻟﻴّﺔ اﻣﺮأة ﺟﻤﻴﻠﺔ وﻓﺘّﺎﻧﺔ ﻏﺮّهﺎ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﺘﺒﻌﺖ هﻮاهﺎ واﺳﺘﺴﻠﻤﺖ إﻟﻰ ﻣﻠﺬّاﺗﻬﺎ وراﺣﺖ ﺗﺴﺘﻬﻮي ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ وﺗﻐﺮي ﺑﺠﺴﺪهﺎ ﺣﺘّﻰ اﺷﺘﻬﺮت ﺑﻔﺠﻮرهﺎ وﻋﻬﺎرﺗﻬﺎ. رأت هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻳﺴﻮع وﻋﺠﺎﺋﺒﻪ وﺳﻤﻌﺖ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻓﺂﻣﻨﺖ ﺑﺄﻧّﻪ هﻮ اﷲ اﻟﺬي ﺗﻌﺪّت وﺻﺎﻳﺎﻩ وداﺳﺖ ﺷﺮاﺋﻌﻪ وأهﺎﻧﺘﻪ ﺑﺨﻄﺎﻳﺎﻩ اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻓﺄﺗﺖ واﻧﻄﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻣﺘﺬﻟّﻠﺔ ﺗﻐﺴﻠﻬﻤﺎ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ وﺗﻤﺴﺤﻬﻤﺎ ﺑﺸﻌﺮ رأﺳﻬﺎ ،ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﺆﺛّﺮ!! اﻣﺮأة ﻣﺘﻜﺒّﺮة ﻣﺘﻐﻄﺮﺳﺔ ﺗﺨﺘﺎل ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ وﺟﻤﺎﻟﻬﺎ آﺄﻧّﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ .ﺗﻨﻄﺮح ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣَﻲ ﻳﺴﻮع وﺗﻄﺮح ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ وﻣﺠﺪهﺎ وآﺮاﻣﺘﻬﺎ ،ﺗﻄﺮح ﻟﺬﺗﻬﺎ وﺷﻬﻮاﺗﻬﺎ وﺗﻼﺷﻲ ذاﺗﻬﺎ ،ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺪاﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ وﺗﻮﺑﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ!! ﻟﺬﻟﻚ اﺳﺘﺤﻘّﺖ ﻣﻦ ب ﻳﺴﻮع أن ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ :ﻣﻐﻔﻮرة ﻟﻚ ﺧﻄﺎﻳﺎك اذهﺒﻲ ﺑﺴﻼم. اﻟﺮ ّ ن هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﺗﻌﻠّﻤﻨﺎ اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ واﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ .ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻧﺪاﻣﺘﻨﺎ إّ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺑﻐﺾ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺣﺒًّﺎ ﺑﻴﺴﻮع وﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻌﺪم اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺑﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ إﻟﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎهﺎ ﺑﻞ ﺻﺎرت ﻗﺪّﻳﺴﺔ وﺗﺒﻌﺖ ﻳﺴﻮع وراﻓﻘﺘﻪ ﺣﺘّﻰ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﺮب اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺗﺸﺎرك ﻳﺴﻮع ﺁﻻﻣﻪ .ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة آﺎﻧﺖ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻟﺴﺒﻌﺔ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﻟﻜﺜﺮة ﺧﻄﺎﻳﺎهﺎ وأدﻧﺎﺳﻬﺎ ﻋﺎدت ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣَﻲ ﻳﺴﻮع ب ﻳﺴﻮع ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻳﻈﻬﺮهﺎ ﻣﺒﺮّرة ﻧﻘﻴّﺔ .ﻓﻬﺬﻩ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮهﺎ اﻟﺮ ّ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺎﺋﺐ اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ آﺮﺳﻲ اﻻﻋﺘﺮاف وﻳﻨﻄﺮح ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣَﻲ ﻳﺴﻮع ﻧﺎدﻣًﺎ ﻣﻨﺴﺤﻘًﺎ .ﻓﻤﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ آﺜﻴﺮة ﻳﻐﻔﺮهﺎ ﻟﻪ ﻳﺴﻮع ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺣﻠّﺔ اﻟﻜﺎهﻦ ﻧﺎﺋﺒﻪ
١٤١ ﻓﻴﺮﺟﻊ ﻣﻦ آﺮﺳﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﻣﺒ ّﺮرًا ﻧﻘﻴًّﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة ﺑﻴﺴﻮع أﺗﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺗﻄﻠﺐ ﻏﻔﺮان ﺧﻄﺎﻳﺎهﺎ أﻣّﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻨﺴﺘﺼﻌﺐ اﻹﺗﻴﺎن إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ آﺮﺳﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ،ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻋﺘﺮﻓﺖ ﺟﻬﺮًا أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﺑﺨﻄﺎﻳﺎهﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣَﻲ ﻳﺴﻮع .ﻓﻜﻤﺎ ﻼ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﺑﺘﻮﺑﺘﻬﺎ .أﻣّﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻨﺸﻜّﻚ اﻟﻨﺎس ﺷﻜّﻜﺖ اﻟﻨﺎس ﺑﺴﻴﺮﺗﻬﺎ اﻟﻔﺎﺳﺪة أﻋﻄﺘﻬﻢ ﻣﺜ ً ﺑﺨﻄﺎﻳﺎﻧﺎ وﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻌﻄﻲ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺎﻋﺘﺮاﻓﻨﺎ!! أﻧﺎ ﻣُﺴﻴّﺮ ﻻ ﻣُﺨﻴّﺮ ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،آﺎن ﻷﺑﻴﻚ ﻣﻨـﺰﻟﺔ رﻓﻴﻌﺔ وآﺎن أهﻞ اﻟﺒﻠﺪة ﻳﺮﺟﻌﻮن إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺎآﻠﻬﻢ .وﻗﺪ ﺗﺮك ﻟﻚ ﺛﺮوة ﻻ ﺑﺄس ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺑﻜﺪّﻩ وﻋﻤﻠﻪ وأﻧﺖ ﺑﺪّدﺗﻬﺎ آّﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎر وﺻﺮت أﺣﺪوﺛﺔ أهﻞ اﻟﺒﻠﺪة .أﺗﺮك ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،اﻟﻘﻤﺎر واهﺘ ّﻢ ﺑﻌﺎﺋﻠﺘﻚ اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﻘﺎء واﻟﺠﻮع! اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ أﻧﺎ ﻣُﺴﻴّﺮ ﻻ ﻣُﺨﻴّﺮ هﻴﻚ ﺧﻠﻘﻨﻲ اﷲ ﻣﺎ ﺑﻘﺪر ﻏﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻲ. ن اﻟﻜﺎهﻦ – ﻏﻠﻄﺎن آﺜﻴﺮ ،ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺲ ﺣﻴﻮاﻧًﺎ ﻻ ﺣﺮﻳّﺔ ﻟﻪ وﻻ إرادة .إ ّ اﷲ ﻗﺪ أﻋﻄﺎﻩ اﻟﺤﺮﻳّﺔ واﻟﻌﻘﻞ ﻓﺄﻧﺖ ﺣ ّﺮ أن ﺗﻌﻤﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻴّﺪ وﺗﺘﺮك ذاك اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺮّﻳﺮ! اﻟﺸﺎب – اﻹﻧﺴﺎن ﻣُﺴﻴّﺮ ﻻ ﻣُﺨﻴّﺮ واﻟﺒﺮهﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺿﺖ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ، ﻻ ﺻﻐﺎرًا هﻞ ﻣﺎت هﻞ ﻣﺮﺿﺖ ﺑﺈرادﺗﻚ :وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎت ﺟﺎرﻧﺎ اﻟﺸﺎب ﺗﺎرآًﺎ أﻃﻔﺎ ً ﺑﺈرادﺗﻪ؟ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻘﻄﺖ اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺑﻄﺮس وﺧﺮّﺑﺘﻪ هﻞ آﺎن ﺑﺈرادﺗﻪ؟ ن ﺷﻌﺮة واﺣﺪة ﻣﻦ رؤوﺳﻜﻢ ﻻ ﺗﺴﻘﻂ دون إرادة وأآﺒﺮ ﺑﺮهﺎن ﻗﻮل اﻹﻧﺠﻴﻞ :إ ّ ي! أﺑﻴﻜﻢ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻖ ﻣﻌﻚ .وأﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ن اﻟﺤ ّ ﻦأّ اﻟﻜﺎهﻦ – إﻧّﻚ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،ﺗﺨﻠﻂ اﻟﺤﻘﺎﻳﻖ وﺗﻈ ّ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪ اﻷرض ﻋﻦ اﻟﺴﻤﺎء – إذا آﻨﺖ أﻧﺖ ﻣﺨّﻴﺮًا ﺑﺎﻟﻤﻮت واﻟﻤﺮض وﺳﻘﻮط اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ أﺻﺒﺤَﺖ اﷲ وأﺻﺒﺢ اﷲ ﻣُﺴّﻴﺮًا ﺧﺎﺿﻌًﺎ ﻹرادﺗﻚ وأواﻣﺮك!
١٤٢ ن اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺨﻄﻴﺌﺔ وﻻ ﺑﺸﺮ وﻻ ﺗﻀ ّﺮ ﺑﺎﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ أﻋﻠﻢ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،إ ّ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻠﻘﻚ اﷲ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻓﻠﺴﺖ أﻧﺖ ﻣﺨّﻴﺮًا ﺑﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻤﺮض واﻟﻤﻮت وﺳﻘﻮط اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ وﺳﻘﻮط ﺷﻌﺮ اﻟﺮأس ﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر ﺑﺤ ّﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ وﻻ ﺷﺮًّا وﻻ ﺗُﻀ ّﺮ ﺑﻐﺎﻳﺔ وﺟﻮدك ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻹرادﺗﻚ وﺣﺮﻳّﺘﻚ .أﻣّﺎ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ واﻟﺸ ّﺮ اﻟﻠﺬان ﻳُﻀﺮّان ﺑﺴﻌﺎدﺗﻚ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﻓﺄﻧﺖ ﻣُﺨﻴّﺮ ﻓﻲ أن ﺗﺼﻨﻌﻬﻤﺎ أو ﻻ ﺗﺼﻨﻌﻬﻤﺎ. وإذا آﻨﺖ ﻣُﺴّﻴﺮًا ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ واﻟﺸﺮاﺋﻊ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻻ ﺗﺴﺮق ﻻ ﺗﻘﺘﻞ ،ﻻ ﺗﺰﻧﻲ ...ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺠﺴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ؟ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻹﻧﺠﻴﻞ؟ اﻟﺸﺎب – أﻟﻴﺲ ﺳﻘﻮط اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ وﺗﺨﺮﻳﺒﻬﺎ ﺑﻴﺖ ﺑﻄﺮس وﻗﺘﻠﻬﺎ اﺑﻨﻪ ﺧﻄﻴﺌﺔ وﺷﺮًّا. اﻟﻜﺎهﻦ – هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ أن ﺗﺤﺮم ﺑﻄﺮس واﺑﻨﻪ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﺳﻌﺎدة اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻴﻤﺎ إذا اﺣﺘﻤﻞ ﺑﻄﺮس هﺬﻩ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ واﺑﻨﻪ آﺎن ﻣﺴﺘﻌﺪًّا ﻟﻠﻤﻮت؟ اﻟﺸﺎب – ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﺑﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻌ ّﺪ ﻟﻠﻤﻮت ﻓﻴﺨﺴﺮ ﺳﻌﺎدﺗﻪ؟ ﻼ آﻮﻧﻮا ب ﻳﺴﻮع ﻳﻨﺒّﻬﻨﺎ ﻓﻲ إﻧﺠﻴﻠﻪ اﻟﻤﻘﺪّس ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺮّات ﻗﺎﺋ ً ن اﻟﺮ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ ن اﻟﻤﻮت ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ .ﻓﻤﻮت اﻟﻔﺠﺄة واﻟﻤﻮت ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪّﻳﻦ ﻷ ّ اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺳﻴّﺎن ،اﻟﻤﻮت واﺣﺪ وإن ﺗﻌﺪّدت اﻷﺳﺒﺎب. اﻟﺸﺎب – ﺳﻤﻌﺖ ،ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،ﺑﺎﻟﺰﻟﺰال اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وذهﺐ ﺿﺤﻴّﺘﻪ ﻣﺌﺎت اﻟﻘﺘﻠﻰ واﻟﺠﺮﺣﻰ وﺗﻬﺪّﻣﺖ ﻣﺌﺎت اﻟﻤﻨﺎزل وﺗﺸﺮّد اﻷﻟﻮف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻌﺮّﺿﻴﻦ ﻟﻠﺠﻮع واﻟﺸﻘﺎء .أﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﺷﺮًّا ﻋﻈﻴﻤًﺎ :ﻓﺈذا آﺎن ﻗﺪ ﺣﺪث ذﻟﻚ ﺑﺈرادة اﷲ ﻓﻜﻴﻒ ن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻜﻮن أﻗﻮى ﻳﺮﻳﺪ اﷲ اﻟﺸﺮّ؟ وإذا آﺎن ﺑﺪون إرادﺗﻪ ﻓﻼ ﻳﻜﻮن هﻮ اﷲ ﻷ ّ ﻣﻨﻪ وﻣﺴﺘﻘﻠّﺔ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ؟ ن اﻟﺰﻟﺰال ﺑﺤ ّﺪ ذاﺗﻪ ﻟﻴﺲ هﻮ ﺷﺮًّا آﻤﺎ ﺗﻈﻦّ ،ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،وﻣﻮت ﻣﺌﺎت اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وﺗﺨﺮﻳﺐ ﻣﺌﺎت اﻟﻤﻨﺎزل ﻟﻴﺲ هﻮ ﺧﻄﻴﺌﺔ؟ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،إذا أﻧﺎ ﺧﺮّﺑﺖ ﺑﻴﺖ ﺟﺎري أﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﺧﻄﻴﺌﺔ آﺒﻴﺮة؟ وإذا ﻗﺘﻠﺖ ﺟﺎري أﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﺧﻄﻴﺌﺔ آﺒﻴﺮة؟ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ ﺑﻴﻮت اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﻜﻮن ﺧﻄﻴﺌﺔ وﻻ ﺷﺮًّا؟ ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ﻣﺒﻴّﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺘﺤﻜﻲ ﻋﻠﻰ ذوﻗﻚ؟
١٤٣ ن ﺟﺎرك وﻣﻨـﺰﻟﻪ ﻻ ﻋﻠﻰ ذوﻗﻚ! إ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﺑﻞ أﻧﺖ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻔﻬﻢ إ ّ هﻤﺎ ﻣﻠﻚ اﷲ وﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻤﻠﻚ أن ﻳﺘﺼﺮّف ﺑﻤﻠﻜﻪ آﻤﺎ ﻳﺸﺎء أﻣّﺎ أﻧﺖ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻚ أن ن ﺟﺎرك وﻣﻨـﺰﻟﻪ ﻟﻴﺲ هﻤﺎ ﻣﻠﻜﻚ! ﺗﺘﺼﺮّف ﻣﺜﻞ اﷲ ﻷ ّ ﻞ ﻳﻮم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﺎﻳﺘﻴﻦ أﻟﻒ ،ﻓﺎﻟﻤﺌﺎت اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎﺗﻮا ن ﻋﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺗﻮن آ ّ ﻳﻘﺪّر أ ّ ﻞ ﻳﻮم وﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻮﺗﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﺰﻟﺰال هﻢ ﺑﻌﺾ اﻷﻟﻮف اﻟﺬي ﻳﻤﻮﺗﻮن آ ّ اﻟﻤﻮت ﻣﺘﻔﺮّﻗﻴﻦ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ! اﻟﺸﺎب :إذا آﻨﺖ أﻧﺎ ﻣﺨّﻴﺮًا آﻤﺎ ﺗﻘﻮل ،ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻏّﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻲ! اﻟﻜﺎهﻦ :ذﻟﻚ ﻷﻧّﻚ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻐﻴّﺮ ﺣﻴﺎﺗﻚ وﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺤﺎرب ذاﺗﻚ وﺗﻘﻤﻊ أﻣﻴﺎﻟﻚ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ!! ب ﻳﺴﻮع ﻗﺎل ﻣﻦ ﻳﻬﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪ! أي ﻣﻦ واﻟﺮ ّ ﻳﺤﺎرب ﻧﻔﺴﻪ وﻳﻘﺎوﻣﻬﺎ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪ! اﻟﻌﻨﺼﺮة هﻲ ﻋﻴﺪ ﺣﻠﻮل اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ .وآﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﻌﻴّﺪون ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻨﺼﺮة ﺗﺬآﺎرًا ﻟﻨـﺰول ﺷﺮﻳﻌﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺳﻴﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﻮﺳﻰ وﺑﻌﺪ ﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ اﻟﺬﻳﻦ ب ﻳﺴﻮع إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻌﺸﺮة أﻳّﺎم ﺣ ّ ﺻﻌﻮد اﻟﺮ ّ آﺎﻧﻮا ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻴّﺔ ﻣﻨﺬ ﺻﻌﻮد ﻳﺴﻮع ﻣﻮاﺻﻠﻴﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﺸﻮق ﻟﻘﺒﻮل ﺖ إﻟﻴﻜﻢ ﺖ أرﺳﻠ ُ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﺬي آﺎن ﻗﺪ وﻋﺪهﻢ ﺑﻪ ﻳﺴﻮع ﺑﻘﻮﻟﻪ وإذا اﻧﻄﻠﻘ ُ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. وﺑﻴﻨﻤﺎ هﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻮن إذا ﺑﺼﻮت ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء آﺼﻮت رﻳﺢ ﻋﺎﺻﻔﺔ ارﺗﺠّﺖ ﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺎﻣﺘﻸوا ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻠﻴّﺔ وﻇﻬﺮت أﻟْﺴﻨﺔ آﺄﻧّﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎر واﺳﺘﻘﺮّت ﻋﻠﻰ آ ّ آﻠّﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وﻃﻔﻘﻮا ﻳﻨﻄﻘﻮن ﺑﻠﻐﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وآﺎن ﻓﻲ ذاك اﻟﻴﻮم أﻧﺎس ﻞ اﻟﺸﻌﻮب واﻷﻣﻢ أﺗﻮا إﻟﻰ أورﺷﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻴﺤﻀﺮوا آﺜﻴﺮون ﻣﻦ آ ّ اﻟﻌﻴﺪ .ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎن وﻣﻦ أرﻣﻴﻨﻴﺎ وﻣﻦ روﻣﺎ وﻣﻦ آﺒﺎدوآﻴﺎ .وﻣﻦ ﺁﺳﻴﺎ وﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﻌﺮب وﻣﻦ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى .ﻓﻠﻤّﺎ ﺳﻤﻌﻮا ذاك اﻟﺼﻮت اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻠﻴّﺔ ﺣﻴﺚ ﺠﺒﻮا إذ رأوا اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻳﻨﻄﻘﻮن ﺑﻠﻐﺎﺗﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮا أﻟﻴﺲ هﺆﻻء اﻟﺮﺳﻞ ودُهﺸﻮا وﺗﻌ ّ
١٤٤ ﺟﻠﻴﻠﻴّﻴﻦ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺴﻤﻌﻬﻢ ﻳﻨﻄﻘﻮن ﺑﻠﻐﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﻲ وُﻟﺪﻧﺎ ﺑﻬﺎ .ﻓﻘﺎم ﺑﻄﺮس وﺧﻄﺐ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﺻُﻠﺐ وﻣﺎت وﻗﺎم ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﺑﻘﺪرﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﺂﻣﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف ﺷﺨﺺ وﻗﺎﻟﻮا ﻟﺒﻄﺮس ﻣﺎذا ﻧﺼﻨﻊ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ ﺗﻮﺑﻮا واﻋﺘﻤﺪوا وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﺗﺄﺳّﺴﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻌﻨﺼﺮة هﻲ أﻳﻀًﺎ ﻋﻴﺪ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .وآﻤﺎ ن اﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻨﺼﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ أﻧﺰل ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ آﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﻨﺼﺮة أّ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ أﻧﺰل روﺣﻪ اﻟﻘﺪّوس ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻞ وﻣﻸهﻢ ﻣﻦ ﻣﻮاهﺒﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ﻲ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻞ ﻳﻮم ﺻﻼة وﻟﻮ ﻗﺼﻴﺮة إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻃﺎﻟﺒًﺎ أن ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﺼﻠّﻲ آ ّ ﻳﺮﺷﺪك ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻚ وﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻚ! واﻟﺼﻼة ﻟﻠﺮوح اﻟﻘﺪس ﺿﺮورﻳّﺔ ﻷﻧّﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧﻮرﻩ وهﺪاﻳﺘﻪ. وهﺬﻩ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺻﻐﻴﺮة اﺗﻠﻮهﺎ ﺻﺒﺎﺣًﺎ وﻓﻲ ﺑﺪء أﻋﻤﺎﻟﻚ. أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻳﺎ ﻣﻌﻄﻲ اﻟﻤﻮاهﺐ أرﺷﺪﻧﻲ واهﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻷّﻧﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻚ ﻓﻼ ﺗﻬﻤﻠﻨﻲ!! ﻋﻴﺪ اﻟﺨﺒﺰ ﻲ .ﻋﻴﺪ اﻟﺨﺒﺰ ﻏﺬاء اﻟﻨﻔﺲ وﻃﻌﺎﻣﻬﺎ. هﻮ ﻋﻴﺪ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺴﻤﺎويّ ،ﻋﻴﺪ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺮوﺣ ّ ب ﻳﺴﻮع :أﻧﺎ هﻮ ﺧﺒﺰ اﻟﺤﻴﺎة .أﻧﺎ هﻮ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻜﻲ ﻳﺄآﻞ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﻲ ﻓﻤﻦ ﻳﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ﻳﺤﻴﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ، ﻣﻨﻪ اﻹﻧﺴﺎن وﻻ ﻳﻤﻮت ،أﻧﺎ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺤ ّ واﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي أﻋﻄﻴﻪ هﻮ ﺟﺴﺪي ،آﻠﻮا ﺟﺴﺪي واﺷﺮﺑﻮا دﻣﻲ :ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﻘّﻨﻲ ،ﺟﺴﺪي ﻣﺄآﻞ ﺣﻘًّﺎ ودﻣﻲ ﻣﺸﺮبٌ ﺣﻘًّﺎ. ن اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس هﻮ ﺧﺒﺰ ﻲ ﻟﻠﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ أ ّ ﻟﻴﺲ أوﺿﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﻼم اﻹﻟﻬ ّ اﻟﻨﻔﺲ ﻳﻐﺬّﻳﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﻐﺬّي اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺠﺴﺪ. ﻻ إذا ﻧﻘﺺ اﻟﺨﺒﺰ أو اﻧﻘﻄﻊ ﻧﺨﺎف آﺜﻴﺮًا وﻧﺼﺮخ :ﺑﺪﻧﺎ ﺧﺒﺰ .وﻻ ﻧﻌﻮد ﻧﻔﻜّﺮ إ ّ ﺑﺎﻟﺨﺒﺰ .ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﻜﻮﻧﻴّﺔ ﺳﻨﺔ ١٩١٤اﻧﻘﻄﻊ اﻟﻘﻤﺢ واﻟﻄﺤﻴﻦ واﻟﺨﺒﺰ وﺻﺎر
١٤٥ ﺟﻮع ﻋﻈﻴﻢ .ﻓﺮاح اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺒﻴﻊ ﺛﻴﺎﺑﻪ ،وﺑﻴﺘﻪ ﺑﺮﻃﻞ ﺧﺒﺰ! وآﻨﺖ ﺗﺮى اﻟﻨﺎس ﻣﺎﺋﺘﺔ ﻞ ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺮم ﺧﺒﺰﻩ! ﻓﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮل .ﻓﻬﺬا ﺣ ّ ب ﻳﺴﻮع .واﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي ﻞ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ إذا ﺣﺮﻣﺖ ﺧﺒﺰهﺎ اﻟﺬي هﻮ ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ ﺗﺮى ﻣﺎ ﻳﺤ ّ أﻋﻄﻴﻪ هﻮ ﺟﺴﺪي. ﻞ ﺷﺮًّا ﻣﻦ ﻣﻮت اﻟﻨﻔﻮس ن رؤﻳﺔ اﻟﻨﺎس ﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻗﺎت ﻣﻦ اﻟﺠﻮع هﻮ أﻗ ّ إّ ب. اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺄآﻞ ﺧﺒﺰهﺎ اﻟﺬي هﻮ ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ ﻧﺘﺄﺛّﺮ وﻧﺒﻜﻲ إذا رأﻳﻨﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﻣﻦ اﻟﺠﻮع .ﻓﻜﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺄﺛّﺮ وﻧﺒﻜﻲ إذ ﻧﺮى آﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮن ﺑﺨﺒﺰ اﻟﻨﻔﺲ ﻓﺘﻤﻀﻲ اﻟﺸﻬﻮر ب ﺣﻴﺎة ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ. واﻟﺴﻨﻮن وﻻ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺄآﻞ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﺧﺒﺰ اﻟﻨﻔﺲ وﻟﻨﺄآﻠﻪ ﺑﺈﻳﻤﺎن وﺷﻮق وﻣﺤﺒّﺔ. ﺧﺒﺮ ﺣﺮّض اﻟﻜﺎردﻳﻨﺎل ﺗﻮﻣﺎ آﻮﺳﺎ ﺗﺎﺟﺮًا ﻏﻨﻴًّﺎ ﻋﻠﻰ إﻏﻼق ﻣﺨﺰﻧﻪ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ. ﻓﺄﺟﺎب :إذا أﻏﻠﻘﺖ ﻣﺨﺰﻧﻲ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﺗﻜﻮن ﺧﺴﺎرﺗﻲ ﻋﻈﻴﻤﺔ .ﻗﺎل اﻟﻜﺎردﻳﻨﺎل: ﻞ ﻣﻦ رﺑﺢ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﺄﻧﺎ أدﻓﻊ ﻟﻚ اﻟﻔﺮق. أﻏﻠﻘﻪ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﺈذا آﺎن رﺑﺤﻚ أﻗ ّ وإذا زاد ﺗﺘﺒﺮّع أﻧﺖ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎدة ﻟﻤﺸﺎرﻳﻌﻲ اﻟﺨﻴﺮﻳّﺔ ﻓﺮﺿﻲ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﺑﺎﻟﺸﺮط. ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻗﺪّم اﻟﺘﺎﺟﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﺎردﻳﻨﺎل ﻣﺒﻠﻎ ﺳﺘّﺔ ﺁﻻف ﻓﺮﻧﻚ ذهﺒًﺎ زﻳﺎدة ﻋﻦ رﺑﺤﻪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. وآﺎن ﺻﺪﻳﻘًﺎ ﻲ اﻷوّل ﻗﻀﻴّﺔ إدﺧﺎل ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ دورة اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧ ّ اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﺘﺮﺟﻴﺎ أي ﻓﺮض اﻟﻜﺎهﻦ وﻓﺮض اﻟﻘﺪّاس وﻏﻴﺮهﻤﺎ ن ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺪرة واﻟﻔﻌﺎﻟﻴّﺔ ﻣﻦ ﻓﺮوض اﻟﻌﺒﺎدة .ذﻟﻚ ﻟـِﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أ ّ ﻟﺨﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ. ﻲ هﻮ ﻳﺴﻮع ﻲ ﻓﺎﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷرﺿ ّ ﻓﻬﻮ أﺣﺪ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷرﺿ ّ ي أي اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ن اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﺴﻤﺎو ّ وﻣﺮﻳﻢ وﻳﻮﺳﻒ .ﻓﻜﻤﺎ أ ّ
١٤٦ اﺷﺘﺮآﻮا ﺑﻔﺪاﺋﻨﺎ .ﻓﺎﻵب أرﺳﻞ اﺑﻨﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ واﻻﺑﻦ ﻣﺎت ﻷﺟﻠﻨﺎ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻳﻬﺐ ﻲ اﺷﺘﺮك ﺑﻔﺪاﺋﻨﺎ ﻓﻴﺴﻮع ﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﺒﺮﻳﺮ .آﺬﻟﻚ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷرﺿ ّ ﻷﺟﻠﻨﺎ وﻣﺮﻳﻢ ﺷﺎرآﺖ ﻳﺴﻮع ﺑﺂﻻﻣﻪ وهﻲ وﺳﻴﻄﺔ ﻟﻨﺎ ﻟﺪى اﺑﻨﻬﺎ ﻳﺴﻮع واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺴﺘﻤ ّﺪ ﻟﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺨﻼص ﻣﻦ ﻳﺴﻮع. ن اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس ﺟﻤﻊ ﺻﻔﺎت وﻓﻀﺎﺋﻞ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻌﺒﺎرة واﺣﺪة هﻲ :وآﺎن إّ ﺻﺪّﻳﻘًﺎ واﻟﺼﺪّﻳﻖ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺑﺎ ّر واﻟﺒﺎ ّر ﻳﻜﻮن ﺟﺎﻣﻌًﺎ ﻟﻠﻔﻀﺎﺋﻞ واﻟﻤﺒﺮّات. آﺎن هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻧﺪﻳﻢ اﺑﻦ اﷲ ﻋﺎش ﺑﻘﺮﺑﻪ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻳﻨﺎﺟﻴﻪ ب ﻳﺴﻮع ﻳﺨﻴّﺐ ﻃﻠﺒًﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﻪ هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ! ن اﻟﺮ ّ وﻳﺤﺎدﺛﻪ وﻳﺤﺒّﻪ .ﻓﻬﻞ ﻳُﻌﻘﻞ أ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻲ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻟﺪى اﻟﺮ ّ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻓﻴﻜﻮن ﺷﻔﻴﻌًﺎ ﻟﻚ ووﺳﻴﻄًﺎ ﻟﺨﻼص ﻧﻔﺴﻚ!! إذا أراد ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ أن ﻳﺴﻠّﻢ اﺑﻨﻪ ﻟﻠﻤﻌﻠّﻤﻴﻦ اﺧﺘﺎر ﻟﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻌﻠّﻢ .وإذا أراد أن ﻼ ﻼ رﺻﻴﻨًﺎ ﻃﺎهﺮًا .وإذا أراد أن ﻳﻘﻴﻢ وآﻴ ً ﻳﺴﻠّﻢ اﺑﻨﺘﻪ ﻟﻤﺮﺷﺪ اﺧﺘﺎر ﻟﻬﺎ ﻣﺮﺷﺪًا ﻓﺎﺿ ً ﻼ وﻗﻮرًا ﺻﺎﻟﺤًﺎ .ﻓﻬﺬا ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ اﺧﺘﺎر رﺟ ً ي .ﺳﻠّﻢ اﺑﻨﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻷﻓﻀﻞ ﻣﻌﻠّﻢ هﻮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ .وﺳﻠّﻢ اﺑﻨﺘﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰة ﻣﺮم اﻟﻌﺬراء ﻷﻓﻄﻦ ﻼ ي ﻗﺪ أﻋ ّﺪ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ اﻷرﺿﻴّﺔ رﺟ ً ﻣﺮﺷﺪ هﻮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ .ﻓﺎﷲ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻼ ﻃﺎهﺮًا ﻗﺪّﻳﺴًﺎ هﻮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ واﺧﺘﺎرﻩ ﻟﻴﻜﻮن ﻧﺎﺋًﺒﺎ ﻋﻨﻪ :ﻓﻴﺎ ﻟﻌﻈﻢ ﺷﺮف ﻓﺎﺿ ً هﺬا اﻟﻘﺪّﻳﺲ. ﻣﻦ هﻲ اﻟﻔﺘﺎة؟ ن اﻟﻔﺘﺎة هﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ آﺘﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻬﺎرة واﻟﻌﻔﺎف اﻋﻠﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ ،إ ّ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﺴﺬاﺟﺔ ،ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻀﻌﻀﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮع ن اﻟﺮذﻳﻠﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ آﻴﺎﻧﻬﺎ .ﻻ ﺗﻔﻜّﺮ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮة وﻻ ﺑﺎﻟﺮذﻳﻠﺔ .وﻃﺒﻌﻬﺎ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺮذﻳﻠﺔ ﻷ ّ ﻲ. ﺣﺸﻤﺘﻬﺎ وﺣﻴﺎءهﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌ ّ اﻟﻔﺘﺎة ﺗﻔﻜّﺮ آﺜﻴﺮًا وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﻔﻜّﺮ ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻠﺔ وﻣﺤﺒﻮﺑﺔ وذات ﺣﻈﻮة ﻟﺪى اﻟﺸﺎب:
١٤٧ ﺐ اﻟﻈﻬﻮر ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺟﺪّاب ﺧﻼّب ي ﺷﺪﻳﺪ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺣ ّ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺎة ﻣﻴﻞ ﻏﺮﻳﺰ ّ ﻓﺘﺘﺠﻤّﻞ وﺗﺘﺤﺴّﻦ وﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻨﻴّﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﻮة واﻟﻔﺴﺎد هﺬا ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﻤﻔﺴﻮدة اﻟﺨﻠﻖ واﻟﺴﻴﺮة ﻓﻬﻲ ﻳﻨﺒﻮع ﺷﺮور وﻓﺴﺎد. ﺐ اﻟﻈﻬﻮر ﻳﺴﺘﻨﻔﺰ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻔﻜﻴﺮ اﻟﻔﺘﺎة وﻣﺎ ﺗﺒﻘّﻰ ﻣﻦ ﺐ اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺘﺠﻤّﻞ وﺣ ّ نﺣ ّ إّ ﻲ ﻳﺸﺒﻊ وﻟﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻳﻨﺔ ي ﻳﺤﻤﻲ ﺿﻌﻔﻬﺎ ،وﻏﻨ ّ ﺗﻔﻜﻴﺮهﺎ ﺗﻮﺟّﻬﻪ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﺐ زوج ﻗﻮ ّ واﻟﺠﺎﻩ واﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ،زوج ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺮﻓّﻬﻬﺎ وﻳﻨﻌﻤﻬﺎ ،زوج ﻟﻪ اﻋﺘﺒﺎر ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس، وﺗﻔﻜّﺮ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن رﺑّﺔ ﻣﻨـﺰل ﻓﻲ رﻳﺎش ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻓﺎﺧﺮة .وﺗﻔﻜّﺮ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن أ ّم أوﻻد ﺗﺮﺑّﻴﻬﻢ وﺗﺠﻤّﻠﻬﻢ .وﺗﻈﻬﺮهﻢ ﻟﺪى اﻟﻨﺎس ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺤﺒﻮب. ﻓﺄﻓﻜﺎر اﻟﻔﺘﺎة هﺬﻩ وإن دﻟّﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ وﺣﺐ اﻟﻔﺨﻔﺨﺔ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺑﺸ ّﺮ ﻻ إذا ﺗﺠﺎوزت اﻟﺤ ّﺪ. وﻻ ﺑﺨﻄﻴﺌﺔ إ ّ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻠﻤﺖ – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ – ﺳﺬاﺟﺔ اﻟﻔﺘﺎة وﻧﻘﺎوﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ رﺗّﺒﻬﺎ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻞ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻚ ﻋﺰّة ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄن ﺗﺨﺮق ﺣﺼﻦ ﻃﻬﺎرﺗﻬﺎ وﺗﺠﺮّهﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ اﻵداب وﺷﺮاﺋﻊ اﷲ .وﺗﻮﻗﻆ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة. ﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺘﻌﻠّﻤﻪ ﻓﺘﺘﺤﻮّل ﺳﺬاﺟﺘﻬﺎ ﺧﺒﺜًﺎ وﻧﻘﺎوﺗﻬﺎ ﺷﺮًّا؟ ﻓﺎﻟﻔﺘﺎة ﻻ ﺗﻔﻜّﺮ ﺑﺎﻟﺸ ّﺮ إ ّ وﺗﻌﺘﺎدﻩ. ﻞ اﺣﺘﺮم – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ – اﻟﻔﺘﺎة واﺿﺒﻂ ﻟﺴﺎﻧﻚ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم اﻟﻤﺤ ّ ﺑﺎﻵداب واﻣﺴﻚ ذاﺗﻚ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﺎول ﻋﻠﻴﻬﺎ – آﻦ ﺷﻬﻤًﺎ ﻋﺎﻟﻲ اﻟﻨﻔﺲ رﻓﻴﻊ اﻟﺨﻠﻖ وﻟﺸﻬﺎﻣﺘﻚ هﺬﻩ ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻋﻨﺪ اﷲ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﺬي ﻳﺮاﻗﺐ آ ّ ﻞ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ وﻋﻮاﻃﻔﻨﺎ وأﻓﻜﺎرﻧﺎ. أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺠﺎع ﻓﻘﻂ ﻣﻦ وﻗﻒ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻌﺪ ّو ﻳﺮدّﻩ ﻋﻦ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺑﻼدﻩ ووﻃﻨﻪ ﺑﻞ اﻟﺸﺠﺎع أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻗﺎوم ﻋﻮاﻃﻔﻪ وﺷﻬﻮاﺗﻪ اﻟﻔﺎﺳﺪة! ﻟﻴﺲ اﻟﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرك واﻟﻘﺘﺎل ﻓﻘﻂ ﺑﻞ اﻟﺒﻄﻞ أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ وﻣﻴﻮﻟﻪ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ!!
١٤٨ واﻧﺘﺼﺎرك ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻮﻟﻚ – أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب – ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﺴﺒﻚ ﻓﺮﺣًﺎ واﻋﺘﺰازًا ﻣﺜﻞ ﻓﺮح اﻻﺳﻜﻨﺪر واﻋﺘﺰازﻩ ﺑﻔﺘﻮﺣﺎﺗﻪ وﻧﺒﻮﻟﻴﻮن ﺑﻤﻌﺎرآﻪ! ﻟﻴﺲ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻣﻦ ﻳﻌﺮف اﻷﺷﻴﺎء وﻳﺴﺒﺮ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﻞ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻣﻦ ﻋﺮف إرادة اﷲ وﻏﺎﻳﺘﻪ ﻣﻨﻬﺎ! ن اﷲ ﺧﻠﻖ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ ورﺗّﺒﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ هﻲ إﻳﺠﺎد اﻟﻨﺴﻞ .آﻤﺎ ﺧﻠﻖ إّ اﻟﻌﻴﻦ ورﺗّﺒﻬﺎ ﻟﺮؤﻳﺔ اﻷﺷﻴﺎء واﻷذن ﻟﺴﻤﺎع اﻷﺻﻮات واﻟﻤﻌﺪّة ﻟﻬﻀﻢ اﻟﻄﻌﺎم! ﻟﻴﺲ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺎﻟﻠﺬات اﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﺸﺮاﺋﻊ اﷲ .ﺑﻞ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﺘﻨﻌّﻢ ﺑﻠﺬّات اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺸﺮﻋﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻬﺎ اﷲ ﻓﻲ اﻟﺰواج اﻟﻤﻘﺪّس. أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ،ﻻ ﺗﺤﺴﺪ اﻟﺸﺒّﺎن اﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل ﻳﻨﻔﻘﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻠﺬّاﺗﻬﻢ اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ ﺑﻞ اﺣﺴﺪ اﻟﺸﺒّﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺰوّوﺟﻮن وﻳﺆﺳّﺴﻮن ﻋﺎﺋﻠﺔ وﻳﻨﻔﻘﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ اﻟﻤﺎل ،واﻗﺘ ِﺪ ﺑﻬﻢ! ﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗّﺔ ﻲ ﺟﺪًّا ﻻ ورﻳﺚ ﻟﻪ ،ﺗﺒﻨّﻰ وﻟﺪًا ﻳﺘﻴﻤًﺎ ﻓﻘﻴﺮًا .وراح ﻳﺮﺑّﻴﻪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ وﻏﻨ ّ أوﻻد اﻟﻤﻠﻮك واﺧﺘﺎر ﻟﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﻤﻌﻠّﻤﻴﻦ واﻟﻤﻬﺬّﺑﻴﻦ .ﻃﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت واﻟﻮﻟﺪ ﻻ ﻳﺰال ﺻﻐﻴﺮًا .ﻓﻜﺘﺐ وﺻﻴّﺘﻪ ﻗﺎﺋ ً ﻼ: "إذا آﺎن هﺬا اﻟﻮﻟﺪ ﻣﺘّﺼﻔًﺎ ﺑﺼﻔﺎت ﺣﺴﻨﺔ وأﺧﻼق ﻃﻴّﺒﺔ ﻳﺮﺛﻨﻲ وﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻜﺎﻧﻲ .وأﻣّﺎ إذا آﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎﺗﻪ وأﺧﻼﻗﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻴُﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ". وﻳُﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗّﺔ آ ّ ﺐ وﻗﺒﺤﺖ أﺧﻼﻗﻪ وﻓﺴﺪت .ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻋﻈﻤﺎء اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ وﻃﺮدوا اﻟﻮﻟﺪ آﺒﺮ اﻟﻮﻟﺪ وﺷ ّ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ وﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗّﺔ آ ّ ﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ل أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻋﺎر هﺬا اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺘﻌﻴﺲ وذﻟّﻪ؟؟ ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻋﺎر وذ ّ ي ورﺑّﺎﻩ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ووﻋﺪﻩ ﻲ اﻟﺬي ﺗﺒﻨّﺎﻩ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﻓﻬﺬﻩ هﻲ ﺣﺎل اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ي! ي .ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻳُﺤﺮم ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وﻳُﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﺬاب اﻷﺑﺪ ّ ﺑﻤﻠﻜﻪ اﻟﺴﻤﺎو ّ
١٤٩ أﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﺣُﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻼ دﻧﺲ ﻼ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎﺑﻖ اﺟﺘﺎﺣﺘﻪ ﻋﺎﺻﻔﺔ هﻮﺟﺎء ﻓﺎﻗﺘﻠﻌﺖ زﻧﺎﺑﻘﻪ وﺣﻄّﻤﺘﻬﺎ ﻟﻨﺘﺼﻮّر ﺣﻘ ً وﺷﺘّﺘﻬﺎ وأﻟﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷوﺣﺎل ﻟﻜﻦ زﻧﺒﻘﺔ واﺣﺪة ﻧﺠﺖ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﺳﻤﺎوﻳّﺔ وﺑﻘﻴﺖ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﺆﺛّﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ. ن هﺬﻩ اﻟﺰﻧﺒﻘﺔ هﻲ ﺳﻴّﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺜﻨﺎهﺎ اﷲ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻞ إّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺬي اﺟﺘﺎﺣﺘﻪ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻓﺴﺎد اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ .اﺳﺘﺜﻨﺎهﺎ وﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ دﻧﺲ ﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﺣﺘّﻰ أﻋﺎﻇﻢ اﻷﺑﺮار وأآﺎﺑﺮ اﻟﻘ ّﺪﻳﺴﻴﻦ. اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻧّﺲ ﺑﻬﺎ آ ّ ن اﷲ ﻗﺪ ﻣﻴّﺰ ﺳﻴّﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﺑﻬﺬا اﻹﻧﻌﺎم ﻷﻧّﻪ آﺎن ﻣﺰﻣﻌًﺎ أن ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ أﻣًّﺎ إّ ﻻﺑﻨﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .وﺷﺮف اﺑﻦ اﷲ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺄن ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ أم ﻟﻢ ﺗﺘﻠﻮّث ﺑﺪﻧﺲ ن دﻧﺲ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ ﻳﻌﺮّي اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ وﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ .ﻷ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﺗﻜﻮن أﻣّﻪ دﻗﻴﻘﺔ ﻖ دﺧﻮل اﻟﺴﻤﺎء .ﻓﺎﻟﺮ ّ ﻖ اﻟﺒﻨﻮّة ﻟﻪ وﻣﻦ ﺣ ّ ﺣّ ن اﷲ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﻟﺘﺴﺤﻖ رأس واﺣﺪة ﻋﺪوّة ﷲ واﺑﻨﺔ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن .إ ّ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎ أن ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ؟ ن ﺳﻴّﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء اﻟﻮدﻳﻌﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﺘﺨﺮ وﻻ ﺗﺘﻌﻈّﻢ ﻗﺎﻟﺖ إّ ن اﷲ ﻟﻢ ﻳﺤﻮّل وﺟﻬﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﺒﺮﻧﺎدﻳﺖ ﺑﻔﺨﺮ" :أﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﺣُﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻼ دﻧﺲ" ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺄ ّ ن اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ﺑﻞ آﺎن داﺋﻤًﺎ ﻣﺴﺮورًا ﺑﺠﻤﺎل ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻧﻘﺎوﺗﻬﺎ .وﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺄ ّ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻻ دﻗﻴﻘﺔ واﺣﺪة .وإﻧّﻤﺎ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﺘﺤﺮّض اﻟﻤﺘﻌﺒّﺪﻳﻦ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ هﺬا اﻻﻓﺘﺨﺎر ﻓﻴﻬﺮﺑﻮن ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮّﻩ ﺟﻤﺎل ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ. آﻢ ﻳﺴ ّﺮ أﻣّﻨﺎ اﻟﻌﺬراء أن ﻧﻘﺘﺪي ﺑﻬﺎ ﻓﻨﺘﺠﻨّﺐ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻧﻔﺴﻨﺎ ﻧﻘﻴّﺔ ﻃﺎهﺮة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﻧّﺴﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮّﻩ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻬﻨﻴﺌًﺎ ﻻﺑﻦ اﻟﻌﺬراء اﻟﺬي ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎوة ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻓﻴﻜﻮن ﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﺄﻣّﻪ اﻟﻌﺬراء.
١٥٠ ب إﻟﻬﻚ ﻻ ﻳﻜﻦ ﻟﻚ إﻟﻪ ﻏﻴﺮي" "أﻧﺎ هﻮ اﻟﺮ ّ ن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﺮّم ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴّﺔ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﺴﺤﺮة واﻟﻤﺒﺼﺮﻳﻦ إّ واﻟﻌﺮّاﻓﻴﻦ واﻟﻤﻨﺠّﻤﻴﻦ وﻣﻨﺎﺟﻲ اﻷرواح ﻷﻧّﻬﻢ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻋﺪ ّو اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻋﺪوّﻧﺎ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ هﻼآﻨﺎ .ﻓﺈذا آﻨّﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺷﺪﻳﺪة هﻞ ﻧﻠﺘﻤﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪو ﻟﺪود ﻳﺒﻐﻀﻨﺎ آﺜﻴﺮًا؟ ﻓﻠﻤﺎذا إذًا ﻧﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻌﺮّاﻓﻴﻦ واﻟﻤﺒﺼﺮﻳﻦ واﻟﺴﺤﺎرﻳﻦ! ن ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬي آﺎن اﷲ ﻳﻌﻠّﻤﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﺸﻌﺐ ،ﻗﺪ ﺣﺮّض اﻟﺸﻌﺐ ﻗﺒﻞ إّ ب وﻋﺪم اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻌﺮّاﻓﻴﻦ واﻟﺴﺤﺎرﻳﻦ وﻣﻨﺎﺟﻲ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺒﺎت ﻓﻲ ﻋﺒﺎدة اﻟﺮ ّ ب! ن ذﻟﻚ ﻳﻤﻘﺘﻪ اﻟﺮ ّ اﻷرواح ﻷ ّ ﻻ إﻗﻼق ن هﺆﻻء اﻟﻤﺒﺼّﺮﻳﻦ واﻟﻌﺮّاﻓﻴﻦ ...ﻻ ﻳﻔﻴﺪوﻧﺎ ﺷﻴﺌًﺎ إ ّ وﻣﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ أ ّ ﺶ ﻻﻏ ّ ﺿﻤﻴﺮﻧﺎ وﺳﻠﺐ أﻣﻮاﻟﻨﺎ .واﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮون أﻧّﻬﻢ ﻳﻔﻴﺪوﻧﺎ ﺑﻪ ﻣﺎ هﻮ إ ّ وﺧﺪاع .وﻟﻮ آﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺷﻴﺌًﺎ آﻤﺎ ﻳﺪّﻋﻮن ﻟﻜﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓﻮن أي ﺣﺼﺎن ﻳﺮﺑﺢ ﻓﻲ ي ورﻗﺔ ﻳﺎﻧﺼﻴﺐ ﺗﺮﺑﺢ وﻟﻜﺎﻧﻮا ﻳﺼﺒﺤﻮن أﻏﻨﻴﺎء ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ! اﻟﺴﺒﻖ ،وأ ّ ن ﻧﺒﻮﻟﻴﻮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﻀﺮ ﺣﻔﻠﺔ ﻟﻤﻨﺎﺟﺎة اﻷرواح ،ﻓﺄآّﺪوا ﻟﻪ أ ّ ن اﺑﻨﺘﻪ اﻟﻤﺘﻮﻓّﺎة – إّ هﻮرﻧﺘﺲ – ﺗﻤ ّﺪ إﻟﻴﻪ ﻳﺪهﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﻨﻀﺪّة ﻓﻲ ﻇﻼم ردهﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎع ...ﺣﻴﻦ أﻣﺴﻚ اﻟﻴﺪ اﻟﻤﺪودة أﻣﺮ ﺑﺈﺷﻌﺎل اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﻓﺮأى ﻓﻲ ﻳﺪﻩ رﺟﻞ اﻟﻮﺳﻴﻂ. ﻓﺎﺳﺘﺸﺎط ﻏﻀﺒًﺎ ﻣﻦ ﺧﺪاع ذﻟﻚ اﻟﻤﺸﻌﻮذ ،وأﻣﺮ ﺑﺈﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻊ رﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﺪود ﻻ!! ﻓﺮﻧﺴﺔ ﺣﺎ ً ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ﻣﺮض أﺣﺪ ﻣﻠﻮك إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﺮﺿًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا .ﻓﺄرﺳﻞ رﺟﺎﻟﻪ ﻳﺴﺄﻟﻮن اﻟﺒﻌﻞ – أي اﻟﺼﻨﻢ – هﻞ ﻳﺸﻔﻰ .ﻓﺘﺼﺪّى ﻟﻬﻢ إﻳﻠﻴّﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻮﺣﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .وأرﺟﻌﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ب ن اﻟﺮ ّ ب :أﻟﻴﺲ إﻟﻪ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﺘّﻰ ﺗﺴﺄل اﻟﺒﻌﻞ؟ ﻟﺬﻟﻚ إ ّ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻪ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺮ ّ ﻳﻌﺎﻗﺒﻚ ﻓﻼ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻓﺮاﺷﻚ ﺑﻞ ﺗﻤﻮت .وﺑﻌﺪ أﻳّﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎت ﻋﻘﺎﺑًﺎ ﻟﻪ ﻻﻟﺘﺠﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﻌﻞ!!
١٥١ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻏﻨﻰ آﺎﻧﺖ ﻧﺎدﻳﺎ آﻠّﻤﺎ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺁة ﺗﺤﺰن وﺗﻨﺪب ﺣﻈّﻬﺎ ﻟﻘﺒﺎﺣﺔ وﺟﻬﻬﺎ وﻳﺸﺘ ّﺪ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮى رﻓﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﻳﻨﻌﻤﻦ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل اﻟﺠ ّﺬاب .ﻓﺄﺧﺬت ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ ﺑﺤﺮارة وﺗﺬﻟّﻞ ﻣﺴﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل .ﻓﺎﺳﺘﺠﺎب ﻃﻠﺒﻬﺎ .ﻓﻲ ﺻﺒﺎح ﻳﻮم ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺁة ﻓﺈذا ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪًّا .ﻓﻄﺎرت ﻓﺮﺣًﺎ ورﻗﺼﺖ ﻃﺮﺑًﺎ. ن ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺰﻳّﻦ ﻗﻀﺖ أﻳّﺎﻣًﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﻃﺮوﺑﺔ .ﺛ ّﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ اﻟﺤﺰن واﻟﻐﻢ ﻷ ّ ﻦ وﻳﺘﺰﻳّﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻦ ،ﻓﺄﺧﺬت ﺑﻪ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻳﻠﺒﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﺮوق ﻟﻬ ّ ﺗﺘﻮﺳّﻞ إﻟﻰ اﷲ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺸﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ اﻟﻔﻘﺮ .ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺑﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﺑﺄﺣﺪ أﻗﺎرﺑﻬﺎ ﻓﻲ أﻣﻴﺮآﺎ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﺒﻠﻐًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻓﻔﺮﺣﺖ واﺑﺘﻬﺠﺖ وراﺣﺖ ﺗﺸﺘﺮي ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﺲ واﻟﺰﻳﻨﺔ واﻟﺤﻠﻰ. ﻓﺮﺣﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺪّة ﺛ ّﻢ ﻋﺎودهﺎ اﻟﻐ ّﻢ واﻟﺤﺰن وآﺎﻧﺖ آﻠّﻤﺎ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎت ﻦ ﻳﺘﻜﻠّﻤﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﺔ وﻳﺘﺤﺪّﺛﻦ ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻔﻨﻮن وهﻲ ﺟﺎهﻠﺔ ﻻ ﺗﻌﺮف ﺗﺴﻤﻌﻬ ّ اﻟﻘﺮاءة وﻻ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﺘﺨﺠﻞ وﺗﺸﻌﺮ ﺑﺤﺰن ﻋﻤﻴﻖ .ﻓﺄﺧﺬت ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ ﻓﻮهﺒﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ وذآﺎء وﻋﻠﻤًﺎ ﻓﺼﺎرت ﺗﺘﻜﻠّﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴّﺔ وﺗﺘﺤﺪّث ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻔﻨﻮن ﻓﻌﻈﻢ ن ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻳﻔﻘﻨﻬﺎ ﻏﻨًﻰ ﻓﺮﺣﻬﺎ وﻏﻤﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ اﻟﺴﺮور .وﻟﻜﻦ ﻓﺮﺣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻄﻞ إذ إ ّ وﺟﺎهًﺎ وﺷﺮﻓًﺎ وﻧﺴﺒًﺎ .ﻓﺄﺧﺬت دودة اﻟﺤﺴﺪ واﻟﻐﻴﺮة ﺗﻨﺨﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ وﺗﻔﻘﺪهﺎ ﻟﺬّة اﻟﻌﻴﺶ، ﻓﻠﺠﺄت إﻟﻰ ﻣﻦ اﻋﺘﺎد أن ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻬﺎ ﻓﺮزﻗﻬﺎ زوﺟًﺎ ﻏﻨﻴًﺎ ﺟﺪًا ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ ،ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ رﻓﻴﻌﺔ .ﻓﺄﺧﺬت ﻧﺎدﻳﺎ ﺗﻤﺮح ﻓﻲ ﺑﻴﺖ زوﺟﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﻳﺎش اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺑﺮﻏﺪ اﻟﻌﻴﺶ وﻧﻌﻴﻢ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ اﻟﺨﺪم واﻟﺨﺎدﻣﺎت ،ﺗﺄﻣﺮ ﻓﺘُﻄﺎع. اﺷﺘﻬﺖ ﻧﺎدﻳﺎ أن ﺗﻜﻮن أوﻟﻰ ﺳﻴّﺪات اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺗﺮﺷّﺢ زوﺟﻬﺎ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻔﺎز ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ،ﻓﺮاﺣﺖ ﺗﺄﻣﻞ أن ﻳﻔﻮز ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳّﺔ ﻓﺘﻜﻮن هﻲ أوﻟﻰ اﻟﺴﻴّﺪات، ﻓﻔﺸﻞ زوﺟﻬﺎ وﻓﺸﻠﺖ هﻲ ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺄس وﻗﻨﻮط ،ﺣﺰن وآﺂﺑﺔ ،ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﺷﺘﻬﺖ اﻟﻤﻮت وﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻦ اﷲ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺒﻬﺎ ﻓﺎﺷﺘ ّﺪ ﻏﻤّﻬﺎ وﻳﺄﺳﻬﺎ. ﻓﺎﻧﺘﺤﺮت وذهﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺪﻳﻨﻮﻧﺔ وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮدهﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮس ﻟﻠﻤﺜﻮل أﻣﺎم اﷲ، ﺷﺎهﺪت ﺟﻤﺎل اﻟﺴﻤﺎء اﻟﻔﺘّﺎن وﺳﻌﺎدة ﺳﻜّﺎﻧﻬﺎ ،اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ أوﻟﻰ ﺳﻴّﺪات اﻷرض.
١٥٢ ﻟـﻤّﺎ وﺻﻠﺖ أﻣﺎم اﷲ أﺧﺬت ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ إﺛﻤﻬﺎ اﻟﻔﻈﻴﻊ اﻟﺬي هﻮ اﻻﻧﺘﺤﺎر ،ﻓﺼﺪر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ اﷲ اﻟﻌﺎدل أن اذهﺒﻲ إﻟﻰ ﻋﺬاب اﻷﺑﺪ .ﺑﻌﺪ رﺟﻮﻋﻬﺎ ﻣﻦ أﻣﺎم اﷲ ﺷﻌﺮت ن اﻟﻌﺬاب اﻟﺬاهﺒﺔ إﻟﻴﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﻼ ﻳﻮازي ﻋﺬاب ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﷲ وﻣﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻪ أّ اﻟﺴﻤﺎوّﻳﺔ!! وإذ ذاك ﻋﺮﻓﺖ أ ّ ﻻ ن ﻗﻠﺐ اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﺗﺸﺒﻌﻪ ﺧﻴﺮات اﻷرض آﻠّﻬﺎ! ﻻ ﻳﺸﺒﻌﻪ إ ّ اﷲ وﺣﺪﻩ! وآﻢ ﺗﺤﺴّﺮت ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻘﻴﺮة ﻗﺒﻴﺤﺔ اﻟﻤﻨﻈﺮ ﺧﺎﻣﻠﺔ اﻟﺬآﺮ وﻟﻴﺴﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ورﺑﺤﺖ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﺘﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻤﺸﺎهﺪة اﷲ! ﻧﺼﺎﺋﺢ أ ّم ﻻﺑﻨﻬﺎ ﻞ ن اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻬ ّﺬﺑًﺎ ﻓﻲ آ ّ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ إ ّ ﻞ إﻧﺴﺎن آﺒﻴﺮًا آﺎن أم ﺻﻐﻴﺮًا ﻓﻘﻴﺮًا أم ﻏﻨﻴًّﺎ. أﻋﻤﺎﻟﻚ وﺗﺼﺮّﻓﺎﺗﻚ ،وﻣﻊ آ ّ ن اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻌﺒﻮس ﻳﻨﻔّﺮ ،واﻟﻮﺟﻪ ﻻ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺒﺴًﺎ أﺑﺪًا ﺑﻞ آﻦ ﺑﺸﻮﺷًﺎ داﺋﻤًﺎ .ﻷ ّ اﻟﺒﺸﻮش ﻳﻘﺮّب. ن اﻟﻜﻼم اﻟﺒﺬيء ﻳﺠﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺬﻳﺌًﺎ ﻣﺜﻠﻪ. ﻻ ﺗﺘﻜﻠّﻢ آﻼﻣًﺎ ﺑﺬﻳﺌًﺎ ﻷ ّ ﻻ ﺗﻬﺰأ ﻣﻦ ﻏﻴﺮك .ﺑﻞ اﺣﺘﺮم اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻴﺤﺘﺮﻣﻚ اﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻻ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﻏﻴﺮك ﻋﻦ آﻼﻣﻪ ﺑﻞ دﻋﻪ ﻳﻨﻬﻲ آﻼﻣﻪ ﺛ ّﻢ ﺗﻜﻠّﻢ. ﻻ ﺗﺘﻘﺪّم ﻣﻦ هﻮ أآﺒﺮ ﻣﻨﻚ ﻓﻲ دﺧﻮﻟﻚ وﺧﺮوﺟﻚ وﻣﺴﻴﺮك. ﻦ ﻓﺈذا دﺧﻞ وأﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ وﻟﻴﺲ ﻣﻜﺎن ﻓﻘﺪّم ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻟﻴﺠﻠﺲ! اﺣﺘﺮم آﺒﻴﺮ اﻟﺴ ّ إذا وﺟﺪت ﻋﺎﺟﺰًا أو ﺿﺮﻳﺮًا ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻘﺪﻩ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ذاهﺐ! إذا ﺻﻨﻊ أﺣﺪ ﻣﻌﻚ ﺻﻨﻴﻌًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ وﻟﻮ ﺻﻐﻴﺮًا ﻓﺎﺷﻜﺮﻩ. آﻦ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ﻧﺎﻋﻤًﺎ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ!
١٥٣ هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ؟ ن اﷲ ﺧﻠﻘﻚ ﻹرﺳﺎﻟﻴّﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة وهﺬﻩ هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ إ ّ ن هﺬﻩ ﻻ أّ اﻹرﺳﺎﻟﻴّﺔ هﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺒﻨﻴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ .إ ّ اﻹرﺳﺎﻟﻴّﺔ ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﺟﻬﺎدًا وﺗﻀﺤﻴﺤﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ آﺒﺮى ﻓﻲ ﻋﻴﻦ اﷲ! هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺟﺮ اﻟﺮاهﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒﺲ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﺮ ﺣﺎرﻣﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻬﺮﺟﺎت اﻟﺪﻧﻴﺎ وأﻃﺎﻳﺐ اﻟﺤﻴﺎة؟ هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺟﺮ اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳّﺔ ﻳﺆﻟﻢ ذاﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮم واﻟﺘﻘﺸّﻒ واﻟﺴﻬﺮ واﻟﺼﻼة اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ؟ هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻧّﻪ ﻳﻤﻴﻜﻨﻚ أن ﺗﺤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺟﺮ اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳّﺔ ﻳﺆﻟﻢ ذاﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮم واﻟﺘﻘﺸّﻒ واﻟﺴﻬﺮ واﻟﺼﻼة اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ؟ هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺟﺮ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺬي ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪان ﻼ اﻟﻤﺸﻘّﺎت واﻻﺿﻄﻬﺎد واﻟﻌﺬاب؟ ﻲ ﻣﺘﺤ ّﻤ ً اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻟﻜﻲ ﻳﺒﺸّﺮ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ إآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻔﻜﻮن دﻣﺎءهﻢ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ؟ ﻓﻼ أﻇﻨّﻚ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺗﻔﻜّﺮﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ؟ اﻋﻠﻤﻲ أﻧّﻚ إذا رﺑﻴﺖ أوﻻدك ﻓﻲ ﺧﻮف اﷲ ،وﻃﺒﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﻢ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻲ! ﺗﺸﺒﻬﻴﻦ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺬي ﻳﺠﻮب اﻟﺒﻠﺪان ﻳﺒﺸّﺮ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﺐ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺑﻜﻼﻣﻚ وﻣﺜﺎﻟﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﺸﺒﻬﻴﻦ إذا ﻋﻠّﻤﺖ أوﻻدك ﺑﻐﺾ اﻟﺮذﻳﻠﺔ وﺣ ّ اﻟﻜﺎهﻦ اﻟﺬي ﻳﻜﺮّس ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﷲ وﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس. إﻧّﻚ ﺑﺴﻬﺮك ﻋﻠﻰ أوﻻدك وﺗﺤﻤّﻠﻚ اﻟﺘﻌﺐ واﻟﻀﻴﻖ ﺑﺼﺒﺮ وﺣﺮﻣﺎﻧﻚ ذاﺗﻚ اﻟﺮاﺣﺔ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﷲ ﺗﺸﺒﻬﻴﻦ اﻟﻨﺎﺳﻚ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرس اﻟﺘﻘﺸّﻒ واﻹﻣﺎﺗﺔ! ﻓﺤﻴﺎﺗﻚ ﺟﻬﺎد ﻣﺘﻮاﺻﻞ واﺳﺘﺸﻬﺎد ﻃﻮﻳﻞ أﻧّﻚ ﺗﺸﺒﻬﻴﻦ اﻟﺸﻬﺪاء ﺑﻌﺬاﺑﻬﻢ واﺳﺘﺸﻬﺎدهﻢ .ﻓﺈذا آﻨﺖ ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻳﻦ إآﻠﻴﻠﻬﻢ ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻌﺪم ﺻﺒﺮك وﻋﺪم ﻣﺤﺒّﺘﻚ ﷲ ن اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﺤﺘﻤﻞ اﻟﻌﺬاب وﻗﻠﺒﻪ ﻣﺸﺘﻌﻞ ﺑﻤﺤﺒّﺔ اﷲ .هﻜﺬا أﻧﺖ ﻣﺎرﺳﻲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .ﻓﻜﻤﺎ أ ّ أﻋﻤﺎﻟﻚ واﺣﺘﻤﻠﻲ أﺗﻌﺎﺑﻚ وﻗﻠﺒﻚ ﻣﺸﺘﻌﻞ ﺑﻤﺤﺒّﺔ اﷲ! ﺧﺎﻃﺒﻲ اﷲ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ :إﻟﻬﻲ إﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ وأﺗﻌﺐ ﻷﺟﻠﻚ وأﺣﺘﻤﻞ ﻷﺟﻠﻚ! ﻓﻜّﺮي ﺑﺬﻟﻚ داﺋﻤًﺎ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ .ﻟﺌﻼ ﺗﺨﺴﺮي أﺟﺮك اﻟﻌﻈﻴﻢ!
١٥٤ ﺛﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة ن اﷲ رأى اﻹﻧﺴﺎن ،وﻗﺪ أﻏﻠﻖ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﺑﺎب اﻟﺴﻤﺎء ﺣﻴﺚ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺨﺎﻟﺪة إّ واﻧﻔﺘﺢ أﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎب ﺟﻬﻨّﻢ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﺬاب اﻷﺑﺪيّ ،ﻓﺸﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﺎﺋﻪ وﺗﻌﺎﺳﺘﻪ وأراد أن ﻳﺮ ّد ﻟﻪ ﺳﻌﺎدﺗﻪ وﻳﺠﻨّﺒﻪ اﻟﻬﻼك اﻷﺑﺪيّ ،ﻓﺘﺠﺴّﺪ وﺻﺎر إﻧﺴﺎﻧًﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺄﻟّﻢ وﻳﻤﻮت آﻔﺎرة ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻹﻧﺴﺎن وﻓﺪاء ﻋﻨﻪ .ﻓﻮُﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة وﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ! وُﻟﺪ وﺿﻴﻌًﺎ ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻟﻴﺤﻄّﻢ آﺒﺮﻳﺎء اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺘﺄﻟّﻪ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻘﺮ أﺧﺎﻩ اﻹﻧﺴﺎن وﻳﺰدرﻳﻪ ،وﻳﺤﺴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﺒﻠﺔ أرﻓﻊ وأﺳﻤﻰ! ﺐ اﻟﻐﻨﻰ واﻟﻤﺎل .وﻳﺤﻄّﻢ ﺗﻌﻠّﻘﻪ وُﻟﺪ ﻓﻘﻴﺮًا ﻣﻌﻮزًا ﻟﻴﺤﻄّﻢ ﺷﻬﻮة اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻟﺤ ّ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺨﻴﺮات اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ وراءهﺎ ﺑﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﺸﺒﻊ ،ﺣﺘّﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﻞ ﺷﻲء ﺣﺘّﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ! ﻣﻌﺒﻮدﻩ وإﻟﻬﻪ ﻳﻀﺤّﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ آ ّ وُﻟﺪ ﻣﺘﺄّﻟﻤًﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺮد واﻟﻀﻴﻖ ﻟﻴﺤﻄّﻢ رﻏﺒﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺰاﺋﺪة ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﺮﻏﺪ ﺐ اﻟﺘﻨﻌّﻢ واﻟﻠﺬّات آﺄﻧّﻬﺎ ﻏﺎﻳﺔ وﺟﻮدﻩ ،ﻻهﻴًﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺮﻓﺎهﻴﺔ ،وﺣ ّ وﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﻟﺪة! ن ﻣﻴﻼدك ،ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة – أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻹﻟﻪ – هﻮ ﺛﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻜﺒّﺮﻳﻦ إّ واﻟﻤﺘﻐﻄﺮﺳﻴﻦ! هﻮ ﺛﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒّﻲ ﺧﻴﺮات اﻷرض وأﺑﺎﻃﻴﻠﻬﺎ ،هﻮ ﺛﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻮدﻳﻦ واﻟﻤﺒﻐﻀﻴﻦ ﻷﺧﻴﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎن! هﻮ ﺛﻮرة ﺧﺎﺻّﺔ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻣﻌﺒﻮدﻩ ﺗﻨﻌّﻢ اﻟﺠﺴﺪ وﻟﺬاﺗﻪ ،وهﻨﺎء اﻟﻌﻴﺶ وﻧﻌﻴﻤﻪ!! ﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺮف آﻢ ﻋﻤﻞ ﻷﺟﻠﻚ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ إذْ هﻮ اﺑﻦ اﷲ وُﻟﺪ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻓﻘﻴﺮًا ﺣﻘﻴﺮًا ﻟﻴﺨﻠّﺼﻚ ﻣﻦ ﺟﻬﻨّﻢ واﺣﺘﻤﻞ اﻟﻌﺬاب واﻵﻻم اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻟﻜﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻮﺟﻬﻚ ﺑﺎب ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﻓﻬﻞ ﺗﺒﺎدﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒّﺔ وﺗﺘﺤﻤّﻞ ﻷﺟﻠﻪ ﺿﻴﻘﺎت اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺼﺒﺮ؟؟
١٥٥ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ﻲ! ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ّ اﻟﺸﺎب – هﻠّﻖ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﺻﺮت ﻣﺴﻴﺤ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻻ أﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ﻳﺎ اﺑﻨﻲ! ﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻋﺪت اﺷﺮب دﺧّﺎﻧًﺎ وﻻ ﻋﺮﻗًﺎ وﻻ ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ّ اﻟﺸﺎب – ﺻﺮت ﻣﺴﻴﺤ ّ ﻣﺴﻜﺮًا وﻻ أﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﻤﺎر وﺑﺎﻟﺴﺒﻖ وﻻ أذهﺐ إﻟﻰ ﻣﻼهﻲ ﺧﻼﻋﻴّﺔ وﻻ أﺗﻠﻔّﻆ ﻲ! ﺑﺎﻟﻤﺴﺒّﺎت وﻻ ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﺒﺬيء .وﺻﺮت أﺷﻌﺮ ﺑﻨﻔﺴﻲ أﻧّﻨﻲ ﻣﺴﻴﺤ ّ ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ّ ﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲّ؟ ﻲ أﻣَﺎ آﻨﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧّﻚ ﻣﺴﻴﺤ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟـﻤّﺎ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﺸﺎب – ﻻ ﻣﺎ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ! ﻲ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺴﻜﺮ واﻟﻘﻤﺎر اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﻤﺎذا؟ أﻣَﺎ ﻳﺄﻣﺮك اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ واﻟﺨﻼﻋﺔ واﻟﻤﺴﺒّﺎت واﻟﻜﻼم اﻟﺒﺬيء؟ أﻣﺎ ﻳﻨﺼﺤﻚ ﺑﺎﻹﻣﺎﺗﺔ وﻗﻬﺮ اﻟﺬات آﺎﻟﺼﻮم واﻟﻘﻄﺎﻋﺔ ﻋﻦ اﻟﻠﺤﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳّﺎم وإذا أردت أن ﺗﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻹﻣﺎﺗﺔ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ أﻣﻮر آﺜﻴﺮة ﺟﺎﺋﺰة آﺎﻟﺪﺧﺎن وﺷﺮب ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮق ،ﻓﺎﻟﻨﺴّﺎك وﺑﻌﺾ اﻟﺮهﺒﺎن وﺑﻌﺾ اﻷﺗﻘﻴﺎء ﻳﺰﻳﺪون ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮم واﻟﻘﻄﺎﻋﺔ واﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺪﺧﺎن وﻋﻦ أﻧﻮاع اﻟﻔﺎآﻬﺔ واﻟﺤﻠﻮى ،ﺟﻠﺪ اﻟﺬات ،ﻓﻴﺠﻠﺪون ﺟﺴﺪهﻢ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻤﺎرس ﻓﻲ اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻲ ﻣﺎ ﺗﻤﺎرﺳﻪ اﻵن ﻓﻲ ﻣﺬهﺒﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪ؟ ﻲ آﻤﺎ ﻳﺠﺐ – ﻳﺸﺮﺣﻮن ﻟﻨﺎ اﻹﻧﺠﻴﻞ، اﻟﺸﺎب – ﺻﺮت أﻓﻬﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻓﺼﺮت أﻋﺮف آﻴﻒ أﻋﺒﺪ اﷲ ﻻ اﻟﺼﻮر واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺮم اﷲ ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ ،وإذا ﺧﻄﺌﺖ أﺗﻮب إﻟﻰ رﺑّﻲ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎق وﻧﺪاﻣﺔ واﻋﺘﺮاف ﻟﻪ وﺣﺪﻩ دون واﺳﻄﺔ وو... اﻟﻜﺎهﻦ – آﻔﻰ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – ﻓﻬﻤﺖ آﻴﻒ ﻳﺸﺮﺣﻮن ﻟﻚ اﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﻋﺘﺮاف وﻻ ﻗﺮﺑﺎن ﻣﻘﺪّس وﻻ آﻬﻨﻮت وﻻ آﻬﻨﺔ وﻻ ﻗﺪّاس وﻻ ﻋﺒﺎدة ﻟﻤﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء وﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ...إﻧّﻚ إذا أﻧﻜﺮت اﻷﺳﺮار ﺻﺮت ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻋﻦ دﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي هﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ رﺳﻢ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار .وﻟﻴﺲ أوﺿﺢ ﻣﻦ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن وﺳ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف وﺳ ّﺮ اﻟﻜﻬﻨﻮت ﻓﻲ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻨﻜﺮ أﺻﺤﺎﺑﻚ اﻟﺬﻳﻦ اﺗّﺒﻌﺖ ﻣﺬهﺒﻬﻢ ،هﺬﻩ اﻷﺳﺮار ،ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﻦ ﺑﺎﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﻣﻨﺬ اﻟﺮﺳﻞ وهﻢ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ب ﻳﺴﻮع" :ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي ﻳﺤﻴﺎ ﻲ آﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ هﺬﻩ اﻷﺳﺮار اﻟﺘﻲ هﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ
١٥٦ ﻲ وأﻧﺎ ﻓﻴﻪ" .ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﻟﻚ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – أن ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺣﻀﻦ أﻣّﻚ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓّ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻣﺎ زال ﻗﺮب أﻣّﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻄﺮ وأﻣّﻪ ﺗﻐﺬّﻳﻪ ﺑﺎﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ! اﻟﻜﻬﻨﻮت ب اﻟﺤﺼﺎد أن ن اﻟﺤﺼﺎد آﺜﻴﺮ واﻟﻔﻌﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﻮن ﻓﺎﻃﻠﺒﻮا ﻣﻦ ر ّ ب ﻳﺴﻮع :إ ّ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﻳﺨﺮج ﻓﻌﻠﺔ ﻟﺤﺼﺎدﻩ. ب ﻳﺴﻮع ب اﻟﺤﺼﺎد هﻮ اﷲ .ﻓﺎﻟﺮ ّ ﻓﺎﻟﺤﺼﺎد هﻮ اﻟﻨﻔﻮس واﻟﻔﻌﻠﺔ هﻢ اﻟﻜﻬﻨﺔ ور ّ ن اﻟﻜﻬﻨﻮت هﻮ ﺣﺎﺟﺔ ﺿﺮورﻳّﺔ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺄن ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ آﻬﻨﺔ ﻟﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄ ّ ﻟﻨﻔﻮﺳﻨﺎ آﺤﺎﺟﺔ ﺟﺴﺪﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﻤﺎء .وآﻤﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﺣﺎﺟﺎت ﺟﺴﺪﻧﺎ ﻣﻦ اﷲ آﺬﻟﻚ ي اﻟﻜﻬﻨﻮت .ﻟﻤﺎذا إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺎء ﻳﺠﺐ أن ﻧﻄﻠﺐ أﻳﻀًﺎ ﺣﺎﺟﺎت ﻧﻔﺴﻨﺎ أ ّ أو آﻬﺮﺑﺎء أو ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻬﺘ ّﻢ اﻟﺴﻜﺎن اهﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺑﻠﻴﻐًﺎ ﻹﻳﺠﺎد هﺬﻩ اﻟﺤﺎﺟﺎت ،آﺬﻟﻚ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ آﺎهﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻬﺘ ّﻢ ﺑﺈﻳﺠﺎد آﺎهﻦ!! واﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺈﻳﺠﺎد آﺎهﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ وﺟﻮﻩ (١ :ﺑﺎﻟﺼﻼة إﻟﻰ اﷲ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺳﻞ ﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻟﻨﺎ آﻬﻨﺔ (٢ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ أﺣﺪ أوﻻدﻧﺎ ﻟﻠﻜﻬﻨﻮت (٣ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺎدﻳّﺔ آ ّ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻟﻄﻼّب اﻟﻜﻬﻨﻮت .آﻢ ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻐﻴﻮرﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻨّﻮن ﻃﺎﻟﺒًﺎ إآﻠﻴﺮﻳﻜﻴًّﺎ ﻓﻘﻴﺮًا ﻳﺪﻓﻌﻮن ﻋﻨﻪ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺘّﻰ ﻳﺼﻴﺮ آﺎهﻨًﺎ :ﻣﺎ أﺟﻤﻞ ﻋﻤﻞ هﺆﻻء!! اﻟﻜﻬﻨﻮت هﻮ ﻗﺪرة اﷲ وﺳﻠﻄﺎﻧﻪ .ﻓﻼ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻻ ﻣﻠﻮك اﻷرض ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻞ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﺨﻄﺄة! ﻳﺤﻠّﻮ ﺧﺎﻃﺌًﺎ واﺣﺪًا وآﺎهﻦ ﺑﺴﻴﻂ ﻳﺤ ّ ﻲ اﻟﺬي وﺿﻌﻪ اﻟﺮ ّ ﺐ اﻹﻟﻬ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻟﻤﺪاواة اﻟﻨﻔﻮس! اﻟﻜﻬﻨﻮت هﻮ اﻟﻄ ّ ﻓﺮق ﻋﻈﻴﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻬﻨﻮت واﻹﻧﺴﺎن ﺣﺎﻣﻞ اﻟﻜﻬﻨﻮت ،ﻓﺎﻷوّل رﻓﻴﻊ ﺳﺎم إﻟﻬﻲّ، واﻟﺜﺎﻧﻲ وﺿﻴﻊ آﻠّﻪ ﻧﻘﺎﺋﺺ وﻋﻴﻮب .وﻣﺜﻠﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺪﻓﺔ واﻟﻠﺆﻟﺆة ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ ﻓﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ وﺗﺮﻣﻲ آﺎﻟﻨﻮاة واﻟﻠﺆﻟﺆة ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ. آﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ اﻟﺼﺪف ﻋﻠّﻬﻢ ﻳﺠﺪون ﻟﺆﻟﺆة ﻓﻴﻔﻴﺪون ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻟﻨﺒﺤﺚ ﻧﺤﻦ ﻋﻦ اﻟﻜﻬﻨﻮت وﻟﻮ آﺎن ﻓﻲ إﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ ﻋﻴﻮب وﻧﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ!!
١٥٧ ﺧﺒﺮ ﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﻼة وﻋﺒﺎدة اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – أﻧﺎ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ وﻻ ﺑﻜ ّ ي .ﻓﻬﻞ ﻟﻚ أن وﺻﻮر وﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ وآﻨﺎﺋﺲ ...ﻓﻬﺬﻩ آﻠّﻬﺎ ﺧﺰﻋﺒﻼت واﺧﺘﺮاع ﺑﺸﺮ ّ ﺗﻘﻨﻌﻨﻲ وﺗﻐﻴّﺮ اﻋﺘﻘﺎدي؟ اﻟﻜﺎهﻦ – أﻣَﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮد اﷲ؟ اﻟﺸﺎب – ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮد اﷲ ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻲ وﺟﻮدﻩ؟ اﻟﻜﺎهﻦ – هﻞ ﺗﻨﻜﺮ وﺟﻮدي أﻣﺎﻣﻚ؟ اﻟﺸﺎب – آﻴﻒ أﻧﻜﺮ وﺟﻮدك أﻣﺎﻣﻲ وأﻧﺎ أراك وأﺳﻤﻌﻚ وأﻟﻤﺴﻚ؟ اﻟﻜﺎهﻦ – إذا اﺧﺘﺒﺄت وراء اﻟﺒﺎب ﻓﻼ ﺗﻌﻮد ﺗﺮاﻧﻲ وﺗﻠﻤﺴﻨﻲ ،وآﻠﻤﺘﻚ أﻣﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮدي؟ اﻟﺸﺎب – ﻧﻌﻢ أﻋﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮدك ﻷﻧّﻲ أﺳﻤﻌﻚ ﺗﻜﻠّﻤﻨﻲ! اﻟﻜﺎهﻦ – إذا اﺧﺘﺒﺄت ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ دون أن أآﻠّﻤﻚ ودون أن ﺗﺮاﻧﻲ وﺗﺴﻤﻌﻨﻲ، ودﺧﻠﺖ أﻧﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ ووﺟﺪت ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ أوراق ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ورأﻳﺖ آﺮﺳﻴًﺎ ن إﻧﺴﺎﻧًﺎ دﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ وآﺘﺐ اﻷوراق ورﺗّﺐ اﻟﺴﺮﻳﺮ؟ وﺳﺮﻳﺮًا ﻣﺮّﺗﺒًﺎ ﻓﻬﻞ ﺗﻨﻜﺮ أ ّ ن هﻨﺎك اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ واﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎب – آﻼ ﻻ أﻧﻜﺮ ذﻟﻚ ﻷ ّ واﻟﻄﺎوﻟﺔ واﻟﻜﺮﺳﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ وﻳﺮﺗّﺒﻬﺎ! اﻟﻜﺎهﻦ – إذا آﺎن اﻟﺴﺮﻳﺮ واﻟﻄﺎوﻟﺔ واﻟﻜﺮﺳﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﺗّﺒﻬﺎ وﻳﻨﻈّﻤﻬﺎ أﻣَﺎ ﻳﺤﺘﺎج هﺬا اﻟﻜﻮن ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﻋﺠﻴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻨﻈّﻤﻪ وﻳﺮﺗّﺒﻪ؟ وأﻧﺖ ي ﺗﺮﺗﻴﺐ أﻋﻈﻢ؟ اﻟﻄﺎوﻟﺔ واﻟﺴﺮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ أم ﺗﺮﺗﻴﺐ أﺣﺪ هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻓﺄ ّ ﻞ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻋﻀﺎء ﻣﺌﺎت ﻣﻦ ن ﻟﻜ ّ ﻋﻴﻨﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻬﺎ وأذﻧﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻊ ﺑﻬﺎ ...ﻓﺈ ّ ن ﺳﻴﺎرﺗﻚ هﺬﻩ اﻵﻻت اﻟﻤﺮآﺒﺔ ﺗﺤﺘﺎج ﺳﻴﺎرﺗﻚ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺮآّﺐ ﻗﻄﻌﻬﺎ؟ أﻣَﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أ ّ ﻗﺪ رﺗّﺐ ورآّﺐ أﺟﺰاءهﺎ إﻧﺴﺎن؟ ن اﻟﺴﻴﺎرة ﺗﺮآّﺐ ذاﺗﻬﺎ؟ اﻟﺸﺎب – ﻧﻌﻢ أﻋﺘﻘﺪ وﻻ أﻧﻜﺮ ذﻟﻚ ﻷﻧّﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ أ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻓﻠﻤﺎذا إذًا ﻻ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮد آﺎﺋﻦ ﻗﺪ رﺗّﺐ وﻧﻈّﻢ هﺬا اﻟﻜﻮن وهﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت؟
١٥٨ اﻟﺸﺎب – إﻧّﻚ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻗﺪ أﻗﻨﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺒﺮهﺎن وأﺳﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮد آﺎﺋﻦ ﻗﺪ أوﺟﺪ هﺬﻩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت... زﻣﻦ اﻟﺼﻮم ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم ﻳﺮﺗّﻞ اﻟﺸﻤّﺎس واﻟﻜﺎهﻦ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎوب – ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ – ﻣﺰﻣﻮرًا ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴّﺔ هﺬا ﻣﻌﻨﺎﻩ: اﻟﺸﻤّﺎس :ﺑﺎﻟﺼﻮم ﺗﻨﻔﺘﺢ أﺑﻮاب اﻟﻔﺮدوس ﻓﻴﺪﺧﻞ اﻟﺼﺎﺋﻤﻮن وﻳﺮﺛﻮن اﻟﻤﻠﻜﻮت. اﻟﻜﺎهﻦ :اﻟﺠﻨّﺔ واﻟﻤﻠﻜﻮت ﻣﺤﻔﻮﻇﺎن ﻟﻠﺼﺎﺋﻤﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﻨﻘﺎوة. ﻻ اﻟﺸﻤّﺎس :ﻟﻴﻜﻦ ﺻﻮﻣﻨﺎ – ﻳﺎ ﻣﺨﻠّﺼﻨﺎ – ﻟﺮﺿﺎك وﻟﺘﻜﻦ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧًﺎ ﻣﻘﺒﻮ ً ﻟﺪﻳﻚ. ﻲ ﻳﻘﺪّس زﻣﻦ اﻟﺼﻮم ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ واﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ واﻟﺘﻘﺮّب ﻣﻦ رﺑّﻪ ﺑﺎﻹآﺜﺎر ﻣﻦ ﺳﺮﱠي اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺘﻨﺎول. واﻹﻗﺒﺎل إﻟﻰ ﺳﻤﺎع اﻟﻤﻮاﻋﻆ واﻟﺘﺄﻣّﻞ ﺑﻜﻼم اﷲ. وﺿﺒﻂ اﻟﻠﺴﺎن ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ واﻟﻤﺴﺒّﺎت واﻟﺘﺠﺎدﻳﻒ. واﺣﺘﻤﺎل ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺁﻻم وﺷﺪاﺋﺪ. وإﻣﺎﺗﺔ اﻟﺬات ﺑﺎﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ ﺑﻌﺾ أﺷﻴﺎء ﻏﻴﺮ ﺿﺮورﻳّﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة آﺎﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻞ أﺳﺒﻮع .وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻔّﺮ ﻋﻦ اﻟﺪﺧﺎن واﻟﻌﺮق واﻟﻤﻼهﻲ واﻟﻠﺤﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﻳّﺎم ﻣﻦ آ ّ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻳﺰﻳﺪ أﺟﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ﻣﺸﻮرات ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﺼﻮم: .١ﻣﻦ أﻋﻄﻰ اﻟﻔﻘﻴﺮ ﻓﻼ ﺗﺪرآﻪ اﻟﻔﺎﻗﺔ! .٢ﻣﻦ ﻳﺤﻔﻆ ﻓﻤﻪ وﻟﺴﺎﻧﻪ ﻳﺤﻔﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻀﺎﻳﻖ! .٣إذا ﺳﻘﻂ ﻋﺪوّك ﻓﻼ ﺗﺸﻤﺖ ﺑﻪ .وإذا وﻗﻊ ﻓﻼ ﻳﺒﺘﻬﺞ ﻗﻠﺒﻚ! ﻼ ﺗﻜﻮن أﻧﺖ ﻧﻈﻴﺮﻩ! .٤ﻻ ﺗﺠﺎوب اﻟﺠﺎهﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﺳﻔﻬﻪ ﻟﺌ ّ .٥اﻟﻨﻤّﺎم ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻄﺐ .ﻓﺎﻟﺤﻄﺐ ﻳﻀﺮم اﻟﻨﺎر واﻟﻨﻤّﺎم ﻳﻀﺮم اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ!
١٥٩ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم زﻣﻦ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ أﻋﻠﻦ ﻋﻤﺎﻧﻮﺋﻴﻞ ٣ﻣﻠﻚ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ إﻟﻐﺎء ﺣﻔﻼت اﻟﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﻗﺼﺮﻩ ﻃﻮل ﺳﻨﺔ ن أﻳّﺎم ﺳﻨﺔ اﻟﻴﻮﺑﻴﻞ هﻲ ﻣﺜﻞ أﻳّﺎم اﻟﺼﻮم .وﻓﻲ اﻟﺼﻮم اﻷرﺑﻌﻴﻦ ١٩٢٥اﻟﻴﻮﺑﻴﻠﻴّﺔ ،ﻷ ّ ﺳﻨﺔ ١٩٢٧دﻋﺎ اﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﻠﻴﺐ اﺑﻦ أﺧﻴﻪ إﻟﻰ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺎرح ﻓﺄﺟﺎب ﻧﺤﻦ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻼ أذهﺐ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ ﻣﺴﺮح أو ﻣﺮﻗﺺ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة هﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻳﺪ إﻓﺴﺎدك ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻣﻨﻪ آﺎﻟﻮرد ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻮك! اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻳﺪ زﺟّﻚ ﻓﻲ ﻇﻼم اﻟﻐﺮور واﻟﺰهﻮ .ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻣﻨﻪ آﺎﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺘﻤﺔ ﻳﻜﺸﺢ اﻟﻈﻼم وﻳﺒﺪّدﻩ. اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻳﺪ إﻏﺮاﻗﻚ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺨﻼﻋﺔ واﻟﺘﻬﺘّﻚ .ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻣﻨﻪ آﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ دون أن ﺗﺘﺒﻠّﻞ! اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻳﺪ إﻳﻘﺎﻋﻚ ﻓﻲ هﻮّة اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء واﻟﻤﺒﺎهﺎة .ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻣﻨﻪ آﺎﻟﺒﻨﻔﺴﺠﺔ ﺗﺮﺳﻞ أرﻳﺠﻬﺎ وﻓﻲ ﻣﺨﺘﺒﺌﺔ ﺗﺤﺖ أوراﻗﻬﺎ! اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻤﺮﻳﻐﻚ ﻓﻲ أدﻧﺎس اﻷرض وأوﺳﺎﺧﻬﺎ ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻣﻨﻪ آﺎﻟﺰﻧﺒﻘﺔ أﻗﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻗﺬار واﻷوﺳﺎخ ورأﺳﻬﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻤﺎء! اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻨﺘـﺰع ﻣﻨﻚ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ وﻓﻜﺮة وﺟﻮد اﷲ وﻳﺠﺮّك ﻓﻲ ﺗﻴﺎر ﻼ ﻳﺘﺨﺒّﻂ ﺑﻈﻼم آﻔﺮﻩ. اﻟﻼدﻳﻨﻴّﺔ اﻟﻤﻠﺤﺪة .ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﻗﺒﺴًﺎ ﻣﻦ ﺿﻴﺎء اﷲ ﻟﺌ ّ ﻦ ﺑﻔﺴﺎد إﻟﺤﺎدﻩ. ﻼ ﻳﻨﺘ ّ ﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﺌ ّ ف ﻓﻲ آ ّ آﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﺟﺰءًا ﻣﻦ روح اﷲ ﺗﺮ ّ آﻮﻧﻲ ﻟﻪ وردة ﺗﺮﺿﻲ اﷲ ﺑﺄرﻳﺞ ﺻﻼﺗﻬﺎ وﻋﺒﺎداﺗﻬﺎ! اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻚ أداة ﺷ ّﺮ وﺗﺨﺮﻳﺐ ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻟﻪ أداة ﻋﻤﺮان وازدهﺎر. ﻻ ﺗﻨﺨﺪﻋﻲ – أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة – ﺑﻐﺮور هﺬا اﻟﻌﺼﺮ وﻻ ﺗﻨﻘﺎدي ﻟﻐﻮاﻳﺎﺗﻪ ﺑﻞ آﻮﻧﻲ ﻗﻨﻮﻋﺔ ﻳﻠﺒﺴﻚ وزﻳﻨﺘﻚ ،ﻧﺰﻳﻬﺔ وﺷﺮﻳﻔﺔ ﻓﻲ ﻧﺰهﺎﺗﻚ وﻣﻼهﻴﻚ ،ﺷﻬﻤﺔ ﻓﻲ ذهﺎﺑﻚ وإﻳﺎﺑﻚ ،رﺻﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻣﺤﺘﺸﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻃﺘﻚ ،زﻳﻨﺘﻚ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وﺣﻠﻴﺘﻚ اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ وﺟﻤﺎﻟﻚ ﻣﺨﺎﻓﺔ اﷲ.
١٦٠ آﻠﺒﻚ أﻓﻬﻢ ﻣﻨﻚ ت ﻣﻌﻪ آﻠﺒﻪ آﻌﺎدﺗﻪ .ﻓﺴﺄﻟﻪ ن ﻣﻘﺎﻣﺮًا ﻟﻢ ﻳﺄ ِ ﻻﺣﻆ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﺮدّدﻳﻦ إﻟﻰ ﻧﺎدي اﻟﻘﻤﺎر أ ّ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻏﻴﺎب اﻟﻜﻠﺐ .ﻓﺄﺟﺎب أﻧّﻪ ﺿﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﺎدي اﻟﻘﻤﺎر ﻓﺄﺑﻰ اﻟﻜﻠﺐ اﻟﺮﺟﻮع ﻞ ﺿﺮرﻩ .أﻣَﺎ أﻧﺖ ﻓﻼ إﻟﻰ اﻟﻨﺎدي .ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻗﺎل ﻟﻪ :آﻠﺒﻚ أﻓﻬﻢ ﻣﻨﻚ ﻷﻧّﻪ اﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺤ ّ ﺗﺰال ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻨﺎدي رﻏﻢ أﻧّﻚ ﻗﺪ ﺧﺴﺮت ﻓﻴﻪ ﺻﺤﺘﻚ وﻣﺎﻟﻚ وﺻﻴﺘﻚ وآﺮاﻣﺘﻚ!! اﻋﺘﺮاﺿﺎت ﺿ ّﺪ اﻟﻌﺬراء ﻲ ﻣﺒﺸّﺮ وﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﻘﺮع اﻟﺠﺮس ﻓﻤﺎذا ﺗﺼﻠّﻮن؟ اﻟﻤﺒﺸّﺮ – آ ّ ﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻤﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء! اﻟﺸﺎب – هﺬا اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﺮﻳﻤﻲ ﻧﺼﻠّﻲ آ ّ اﻟﻤﺒﺸّﺮ – آﻴﻒ ﺗﻘﺪّﻣﻮن اﻹآﺮام واﻟﺼﻠﻮات ﻻﻣﺮأة هﻲ آﺒﻘﻴّﺔ اﻟﻨﺴﺎء؟ اﻟﺸﺎب – أﻧﺖ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء آﺒﻘﻴّﺔ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﻤﻼك رﺳﻮل اﷲ ﻳﺪﻋﻮهﺎ ﻣﺒﺎرآﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺎء .ﻣﻦ ﻧﺼﺪّق اﻟﻤﻼك أم أﻧﺖ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﺒﺸّﺮ؟ واﻹﻧﺠﻴﻞ ن أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت ﻟـﻤّﺎ زارﺗﻬﺎ اﻟﻌﺬراء – ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﻮﺣﻲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﻤﻘﺪّس ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ أ ّ ب أن ﻧﻜﺮّﻣﻬﺎ؟ ﻖ أ ّم اﻟﺮ ّ ﻲ أ ّم رﺑّﻲ؟ أﻣَﺎ ﺗﺴﺘﺤ ّ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﻲ أن ﺗﺄﺗﻲ إﻟ ّ اﻟﻤﺒﺸّﺮ – ﺗﺪﻋﻮﻧﻬﺎ ﻋﺬراء وهﻲ ﻟﻬﺎ أوﻻد ﻏﻴﺮ ﻳﺴﻮع واﻹﻧﺠﻴﻞ ﻳﺬآﺮ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة إﺧﻮة ﻳﺴﻮع! اﻟﺸﺎب – ﻣﻊ اﻷﺳﻒ أﻧﺘﻢ اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ ﺗﺪّﻋﻮن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻹﻧﺠﻴﻞ آﻤﺎ ﻳﺪّﻋﻲ ن اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ﻳﺪﻋﻮ أﺑﻨﺎء اﻹﺧﻮة واﻷﻋﻤﺎم اﻷﻋﻤﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﻟﻮان! اﻋﻠﻢ أ ّ ن أﺑﺮام دﻋﺎ واﻟﻌﻤّﺎت واﻟﺨﺎﻻت إﺧﻮة آﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﺳﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ١٤ – ١٤أ ّ ن ﻟﻮط هﻮ اﺑﻦ أﺧﻴﻪ .وﻃﻮﺑﻴﺎ دﻋﺎ اﻟﻔﺘﺎة ﺳﺎرﻩ اﻟﺘﻲ أراد أن ﻳﺘّﺨﺬهﺎ ﻟﻮط أﺧﺎﻩ ﻣﻊ أ ّ زوﺟﺔ أﺧﺘﻪ ٩ – ٨ﺳﻔﺮ ﻃﻮﺑﻴﺎ ،وﻟﻮ آﺎن ﻟﻴﺴﻮع إﺧﻮة هﻞ آﺎن ﻳﺴﻮع وهﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ – أوﺻﻰ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﺄﻣّﻪ! ﻳﺎ ﻳﻮﺣﻨّﺎ هﺬﻩ أﻣّﻚ .وﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ أﺧﺬهﺎ إﻟﻰ ﺧﺎﺻّﺘﻪ
١٦١ أي أﺧﺬهﺎ إﻟﻰ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻬﻞ آﺎن ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻌﺬراء أن ﺗﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻟﻮ آﺎن ﻟﻬﺎ أوﻻد ﻏﻴﺮ ﻳﺴﻮع؟ وهﻞ آﺎن أوﻻدهﺎ ﻳﺮﺿﻮن ﺑﺬﻟﻚ! وﻟﻮ آﺎن ﻟﻴﺴﻮع إﺧﻮة ﻷﺗﻮا ودﻓﻨﻮﻩ! ل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺸّﺮ – اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻳﻘﻮل – وﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺣﺘّﻰ وﻟﺪت اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺒﻜﺮ – ﻓﻬﺬﻩ ﺗﺪ ّ ن ل ﻋﻠﻰ أ ّ ن ﻟﻔﻈﺔ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺒﻜﺮ ﺗﺪ ّ ن ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺮف اﻣﺮأﺗﻪ ﺑﻌﺪ وﻻدة اﺑﻨﻬﺎ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أ ّ أّ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻜﺮ إﺧﻮة. ن أوّل وﻟﺪ ﻳُﺪﻋﻰ اﻟﺸﺎب – ﻓﻠﻔﻈﺔ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺒﻜﺮ – ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺑﻜﺮ إﺧﻮﺗﻪ ،ﺑﻞ أ ّ ﺑﻜﺮًا ﺳﻮءا آﺎن ﻟﻪ إﺧﻮة أم ﻻ ،اﻟﺒﻜﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻷوّل اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻘﺪّﻣﻪ أﺣﺪ .وﻟﻔﻈﺔ – ﺣﺘّﻰ – اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻧﺖ وأﺗﺒﺎﻋﻚ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﻌﻞ ﺑﻞ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ن ﻳﻮﺳﻒ ﻼ – ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻢ ﻳﺸﺮب ﻋﺮﻗًﺎ ﺣﺘّﻰ ﻣﺎت – ﻓﻬﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ أ ّ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ .ﻣﺜ ً ن اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻟﻢ ﻳﺄآﻞ ﺣﺘّﻰ ﻧﺎم ﻓﻬﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻧّﻪ أآﻞ وﻗﺖ ﺷﺮب ﻋﺮﻗًﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻣﺎت؟ إ ّ اﻟﻨﻮم أو ﺑﻌﺪﻩ؟ آﻠّﺎ إﻧّﻤﺎ اﻟﻤﺮاد ﺗﺒﻴﺎن ﻋﺪم اﻷآﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم وﻋﺪم ﺷﺮب اﻟﻌﺮق ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮت. ي هﺬا ن وﻻدة ﻳﺴﻮع ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ زرع ﺑﺸﺮ ّ ﻲ أن ﻳﺜﺒﺖ أ ّ وهﺬا هﻮ ﻣﺮاد اﻹﻧﺠﻴﻠ ّ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻷﻧّﻪ ﺳ ّﺮ وأﻋﺠﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﷲ .وأﻣّﺎ ﺑﻌﺪ وﻻدة ﻳﺴﻮع ﻓﻼ داﻋﻲ ﻷن ن ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ أوﻻد ﻏﻴﺮ ﻲ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ وهﻮ أ ّ ﻳﺨﺒﺮ اﻹﻧﺠﻴﻠ ّ ﻳﺴﻮع! وﻣﺎ ﻋﺪا هﺬﻩ اﻟﺒﺮاهﻴﻦ اﻟﺘﻲ وإن آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﺾ – ﻟﻐﻮﻳًﺎ – أﻗﻮاﻟﻜﻢ اﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ن اﻟﻌﺬراء وﻳﻮﺳﻒ آﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﻧﺬرا أن ﻳﻌﻴﺸﺎ ﺑﺘﻮﻟﻴﻦ. ﻟﻨﺎ ﺑﺮهﺎن ﻓﻮق هﺬﻩ آﻠّﻬﺎ هﻮ أ ّ ن ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﻟـﻤّﺎ ﺑﺸّﺮهﺎ اﻟﻤﻼك ﺑﺎﻟﺤﺒﻞ ﺑﺎﺑﻦ اﷲ أﺟﺎﺑﺖ آﻴﻒ وإﺛﺒﺎت ذﻟﻚ هﻮ أ ّ ﻳﻜﻮن هﺬا وأﻧﺎ ﻻ أﻋﺮف رﺟ ً ﻼ – ﻣﻊ أﻧّﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺨﻄﻮﺑﺔ ﻟﻴﻮﺳﻒ آﻤﺎ ﻳﺜﺒﺖ اﻹﻧﺠﻴﻞ – وأرﺳﻞ اﻟﻤﻼك ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ إﻟﻰ ﻋﺬراء ﻣﺨﻄﻮﺑﺔ ﻟﺮﺟﻞ اﺳﻤﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺒﻘﻰ نآﱟ ﻞ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺰوﺟﻴّﺔ ﻋﺪا أ ّ واﻟﺨﻄﺒﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻴﻬﻮد ﺗﻤﻨﺢ اﻟﺨﻄﻴﺒﻴﻦ آ ّ ﻼ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﺰواج ،ﻓﺈذًا ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻬﺎ ،ﻻ أرﻳﺪ أن أﻋﺮف رﺟ ً زوﺟﻴّﺔ .واﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ هﻮ أﻧّﻪ ﻟـﻤّﺎ رﺟﻌﺖ اﻟﻌﺬراء ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت وآﺎن ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺣﺒﻠﻬﺎ اﺿﻄﺮب ﻳﻮﺳﻒ زوﺟﻬﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ زوﺟﻴّﺔ .أﻣّﺎ اﻷهﻞ واﻷﻗﺎرب واﻟﺠﻴﺮان ﻓﻠﻢ ﻳﻀﻄﺮﺑﻮا ﻷﻧّﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ زوﺟﺔ ﻳﻮﺳﻒ.
١٦٢ ن اﷲ ﻓﺈذا آﺎن ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻌﺬراء ﻗﺪ ﻧﺬرا اﻟﺒﺘﻮﻟﻴّﺔ واﻟﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﻌﻔّﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻠﻤﺎ أ ّ دﻋﺎهﻤﺎ ﻟﻤﻬﻤّﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ وﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪًّا .هﻲ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﺑﻨﻪ اﻟﻤﺘﺄﻧّﺲ ﻓﺎدي اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﻓﻬﻞ ي وإﻟﻬﻲ ﻳﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻠﻤﺎ ﺑﻘﺼﺪ اﷲ ﻣﻦ زواﺟﻬﻤﺎ .وﺑﻌﺪ أن ﻋﺎﺷﺎ ﺑﺠ ّﻮ ﺳﻤﺎو ّ ن ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻬﻤﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ – اﻟﻤﻼك ﺑﺸّﺮ اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﺑﻦ اﷲ ،واﻟﻤﻼك ﺑﺸّﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺄ ّ ﻣﺮﻳﻢ زوﺟﺘﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﺸﺎهﺎ اﺑﻦ اﷲ ،وﺑﺸّﺮﻩ أﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻟﻬﺮب إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺛ ّﻢ أﻣﺮﻩ ي ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻣﻨﻬﺎ ،واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ رﺗّﻠﺖ اﻟﻤﺠﺪ ﻋﻨﺪ ﻣﻴﻼد اﺑﻨﻬﻤﺎ ،ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﺠ ّﻮ اﻟﺴﻤﺎو ّ ن اﻟﻌﺬراء ﻲ ﻗﺮب اﺑﻦ اﷲ اﻟﻤﺘﺠﺴّﺪ اﻟﺤﺎﻓﻞ ﺑﺎﻟﺮهﺒﺔ واﻟﺘﻬﻴّﺐ ،هﻞ ﻳﻌﻘﻞ أ ّ اﻹﻟﻬ ّ وﻳﻮﺳﻒ ﻳﺮﻏﺒﺎن ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺤﻴﺎة زوﺟﻴّﺔ؟ آﻴﻒ ﺗﺠﺮؤ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺒﺸّﺮ أﻧﺖ وأﺗﺒﺎﻋﻚ أن ﺗﺠﺪّﻓﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺬراء ﺑﺄﻗﻮاﻟﻜﻢ هﺬﻩ اﻟﺴﻔﺴﻄﻴّﺔ؟ أﺣﺮى ﺑﻜﻢ أن ﺗﻘﻄﻊ أﻟﺴﻨﺘﻜﻢ وﺗﻠﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻟﺘﺒﺠّﺤﻬﺎ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻗﻮال ﻋﻦ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء أ ّم اﷲ؟
ﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤ ّ ن اﻷ ّم ن ﻣﺜﻠﻚ ﻣﻊ أﻣّﻚ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﻊ أﻣﻪ .ﻓﻜﻤﺎ أ ّ ﻲإّ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻞ ﻣﻀﺮّة آﺬﻟﻚ أﻣّﻚ ﺗﺴﻌﻰ داﺋﻤًﺎ ﻟﺘﻘﺪّم ﻟﻮﻟﺪهﺎ اﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ واﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ آ ّ ﻞ ﺿﻼل وﻏﻠﻂ! اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺗﻘﺪّم ﻟﻚ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ واﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ آ ّ ن اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪّﻣﻬﺎ ﻟﻚ ﻗﺪ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ هﻲ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻚ .أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ،ﻷ ّ ب ﻳﺴﻮع اﻟﺬي أﻣﺮ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺑﺄن ﻳﻌﻠﻤﻮا ﺗﺴﻠّﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ واﻟﺮﺳﻞ ﺗﺴﻠّﻤﻮهﺎ ﻣﻦ اﻟﺮ ّ ﻼ :هﺎ أﻧﺎ أرﺳﻠﻜﻢ اذهﺒﻮا ﻋﻠّﻤﻮا اﻷﻣﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﻠّﻤﺘﻜﻢ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻋﻠّﻤﻬﻢ هﻮ – ﻗﺎﺋ ً ب ﻳﺴﻮع إ ًذا ﻳﻮاﺻﻞ ﻋﻮﻧﻪ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﺘﻌﻠّﻢ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ وأﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺪهﺮ :ﻓﺎﻟﺮ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻻ ﺗﻌﻔﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ درس ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺮ ّ دون ﻏﻠﻂ وﻻ ﺿﻼل .وﻟﻜ ّ واﻟﺘﻌﻤّﻖ ﻓﻴﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻼهﻮﺗﻴّﻮن واﻵﺑﺎء اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻬﺮوا ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ وﻗﺪاﺳﺘﻬﻢ ،واﻷﺳﺎﻗﻔﺔ واﻟﺒﺎﺑﺎوات اﻟﻌﻈﺎم واﻟﻤﺠﺎﻣﻊ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻴّﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﺘﺄﻣﺖ ﻓﻲ أزﻣﻨﺔ وأﻣﻜﻨﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺤﺪّد اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ وﺗﺤﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻼل واﻟﻐﻠﻂ.
١٦٣ ﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻚ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ ﻏﺰارة ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻪ وﺗﺜﻖ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ن ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻮﻓﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻼهﻮﺗﻴّﻴﻦ واﻷﺳﺎﻗﻔﺔ واﻟﻜﺮادﻟﺔ ﺑﻬﺎ .إ ّ واﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻳﺪرﺳﻮن وﻳﻨﻘّﺒﻮن وﻳﺸﺮﺣﻮن وﻳﻔﺴّﺮون اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ ب ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺬي وﻋﺪ ﺑﻄﺮس وﺧﻠﻔﺎءﻩ ﻗﺪاﺳﺔ ﺳﻴّﺪﻧﺎ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮ ّ ﺑﺎﻟﻌﻮن واﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻟﻴﻮاﺻﻠﻮا ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺳﻠﻴﻤًﺎ ﺻﺤﻴﺤًﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ﺣﺘّﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻷﺟﻴﺎل. غ إﻟﻰ اﻟﻤﺒﺸّﺮﻳﻦ ﻲ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺎ ٍ ﺗﻤﺴّﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻼ :اﺣﺬروا اﻷﻧﺒﻴﺎء ب ﻳﺴﻮع ﻗﺎﺋ ً واﻟﻤﺒﺘﺪﻋﻴﻦ واﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﻜﺬﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﻠّﻢ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﺮ ّ اﻟﻜﺬﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻧﻜﻢ ﺑﻠﺒﺎس اﻟﺤﻤﻼن وهﻢ ذﺋﺎب ﺧﺎﻃﻔﺔ :ﻳﻈﻬﺮون ﻟﻄﻔًﺎ ووداﻋﺔ آﺎﻟﺤﻤﻞ وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺠﻴﻞ وﻟﻜّﻨﻬﻢ ذﺋﺎب ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻷﻧّﻬﻢ ﻳﺒﻠﺒﻠﻮن أﻓﻜﺎرك وﻳﻔﺴﺪون ب ﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﺮار اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ .وﻗﺪ أﻋﻄﺎﻧﺎ اﻟﺮ ّ إﻳﻤﺎﻧﻚ وﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻚ ﻓﻲ ﺷ ّ ﻳﺴﻮع ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ هﺆﻻء اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﻜﺬﺑﺔ .وهﻲ ﻣﻦ ﺛﻤﺎرهﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻬﻢ – وﺛﻤﺎرهﻢ هﻲ أﻧّﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮون ﻋﻘﺎﺋﺪ دﻳﻨﻴّﺔ آﺜﻴﺮة .ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮون أﻟﻮهﻴّﺔ اﻟﺴﻴّﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ .وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮون ﺟﻬﻨّﻢ وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ اﻷﺳﺮار اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮون ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ!! اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺎرون ن ﺣﺒّﺔ اﻟﺤﻨﻄﺔ إن ﻟﻢ ﺗﻘﻊ وﺗﻤﺖ ﻓﻲ اﻷرض ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻔﺮدة وإن ب ﻳﺴﻮع :إ ّ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﻣﺎﺗﺖ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺜﻤﺎر آﺜﻴﺮة .ﻓﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺎرون آﺎن ﺣﺒّﺔ ﺣﻨﻄﺔ ،ﻣﺎت ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﺑﺎﻃﻴﻠﻪ .ﻣﺎت ﻋﻦ اﻟﻤﺎل ﻋﻦ اﻟﺠﺴﺪ ورﻏﺒﺎﺗﻪ وﻣﻼذﻩ ودﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﻚ وﻗﻬﺮ اﻟﺬات .ﻓﺄﺗﻰ ﺑﺜﻤﺎر آﺜﻴﺮة .ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺸﺒّﺎن اﻗﺘﺪوا ﺑﻪ وﺗﺒﻌﻮا ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ وﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻨﺴﻜﻴّﺔ. ب ﻳﺴﻮع :ﺣﺒّﺔ ﺧﺮدل زرﻋﺖ وهﻲ أﺻﻐﺮ آﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺎرون آﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ اﻟﻤﺰروﻋﺎت ﻓﻨﺒﺘﺖ وﻧﻤﺖ ﻓﺄﺗﺖ ﻃﻴﻮر اﻟﺴﻤﺎء ﺗﻌﺸّﺶ ﻓﻲ أﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ،زرع ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻞ ﻗﻮرش وﻧﺒﺖ وﻧﻤﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ واﻣﺘﺪّت أﻏﺼﺎن ﻗﺪاﺳﺘﻪ ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺘﻈﻠّﻮن ﺑﻈ ّ ﻣﻮاﻋﻈﻪ وإرﺷﺎداﺗﻪ وﻳﺤﺘﻤﻮن ﻣﻦ ﺣﺮارة ﺷﺮور اﻟﻌﺎﻟﻢ.
١٦٤ ب ﻳﺴﻮع ﺧﻤﻴﺮة وﺿﻌﺘﻬﺎ اﻣﺮأة ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أآﻴﺎس آﺎن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺎرون آﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ دﻗﻴﻖ ﻓﺎﺧﺘﻤﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﺧﻤﺮ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺎرون ﺑﻔﻀﺎﺋﻠﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺮى وﻣﺪن ﻓﺘﻘﺎﻃﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺎس ﻳﺴﻤﻌﻮن ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ وﻳﺤﻴﻮن ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ. ن اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺄﺳّﺲ ﻃﺎﺋﻔﺔ آﺒﻴﺮة اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠّﻪ وﻻ ﺗﺰال إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﺗﻔﺎﺧﺮ أ ّ ﻣﺎرون هﻮ أﺑﻮهﺎ وﻣﺆﺳّﺴﻬﺎ. ﻖ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺎ أن ﻧﻜﻮن ﻗﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﻨﺤﻦ أوﻻدﻩ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﺘﺪي ﺑﻔﻀﺎﺋﻠﻪ ﺣﺘّﻰ ﻧﺴﺘﺤ ّ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺨﺎﻟﺪة!! ﻋﺘّﺎل ﻗﺪّﻳﺲ ﻻ إرﻟﻨﺪﻳًﺎ اﻟﺬي ﺗﺮك ﻋﺎدة اﻟﺴﻜﺮ اﻟﺘﻲ ﻃﻮّب اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻴﻮس اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺘّﺎ ً ﺗﺴﻠّﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪّة ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ وﻧﺪم ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ أﺷ ّﺪ ﻧﺪاﻣﺔ وﻟﻢ ﻳﻌُﺪ ﻳﺸﺮب ﻞ ﻳﻮم ﻞ ﻳﻮم وﻳﺘﻨﺎول آ ّ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻜﺮات وﻗﻀﻰ أرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻘﺪّاس آ ّ ﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺮّﺗﻴﻦ ﻟﻠﺼﻼة ورﺑﻂ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ وﻳﻤﺎرس أﺻﻌﺐ اﻹﻣﺎﺗﺎت وﻳﻘﻮم آ ّ ﻏﻠﻴﻈﺔ ﺗﺆﻟﻤﻪ. ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ اﻧﺘﺸﺮت ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻤّﺎل ﻓﻲ إرﻟﻨﺪا وأﻧﻜﻠﺘﺮا وهﻮﻻﻧﺪﻩ واﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﻤﺘّﺤﺪة. اﻷﺳﺮار )ﺗﺎﺑﻊ( ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ ﺳ ّﺮ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ وﺳ ّﺮ اﻟﺰواج واﻵن ﻧﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻋﻦ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس. ن ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس هﻮ ﺳ ّﺮ ﺟﺴﺪ ودم ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﺤﺖ ﺷﻜﻠَﻲ إّ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺨﻤﺮ .وﻳﺘﺤﻮّل ﺟﻮهﺮ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺨﻤﺮ إﻟﻰ ﺟﺴﺪ ودم ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ي اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻮﻩ اﻟﻜﺎهﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس. ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﺠﻮهﺮ ّ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﺣﻘﻴﻘﻴﺘﻴﻦ :ﺳﺮًّا وذﺑﻴﺤﺔ. ﻧﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺴ ّﺮ وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ.
١٦٥ ب ﻳﺴﻮع ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺴﺮّي ﻟﻴﻠﺔ ﺁﻻﻣﻪ وهﻮ ﻗﺪ رﺳﻢ اﻟﺮ ّ ﻳﺘﻌﺸّﻰ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ اﻟﻌﺸﺎء اﻷﺧﻴﺮ .أﺧﺬ ﺧﺒﺮًا ﻋﻦ اﻟﻤﺎﺋﺪة وﺷﻜﺮ وﺑﺎرك وآﺴﺮ ﻼ :ﺧﺬوا آﻠﻮا هﺬا هﻮ ﺟﺴﺪي اﻟﺬي ﻳﺒﺬل ﻋﻨﻜﻢ .وهﻜﺬا ﺻﻨﻊ وأﻋﻄﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻗﺎﺋ ً ﻼ :اﺷﺮﺑﻮا ﻣﻨﻪ آﻠّﻜﻢ ﻷﻧّﻪ هﺬا هﻮ دﻣﻲ ﻟﻠﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﻬﺮق ﻋﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺄس ﻗﺎﺋ ً آﺜﻴﺮﻳﻦ. ب ﻳﺴﻮع ﻋﻦ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻹﻧﺠﻴﻞ آﻼم أوﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺮ ّ اﻟﻤﻘﺪّس ﻓﻬﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﺟﺪًّا .ﻗﺎل :أﻧﺎ هﻮ ﺧﺒﺰ اﻟﺤﻴﺎة ...أﻧﺎ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء .ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ﻳﺤﻴﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ...اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺬي ﺳﺄﻋﻄﻴﻪ أﻧﺎ هﻮ ﻖ ودﻣﻲ ﻣﺸﺮب ﺣ ّ ن ﺟﺴﺪي ﻣﺄآﻞ ﺣ ّ ﻖ ...ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي وﻳﺸﺮب ﺟﺴﺪي ...إ ّ ﻖ أﻗﻮل ﻟﻜﻢ إن ﻟﻢ ﺗﺄآﻠﻮا ﺟﺴﺪ اﺑﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻖ اﻟﺤ ّ دﻣﻲ ﺗﺠﺐ ﻟﻪ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ ...اﻟﺤ ّ ﻲ وﺗﺸﺮﺑﻮا دﻣﻪ ﻓﻼ ﺣﻴﺎة ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ...ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي وﻳﺸﺮب دﻣﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻓ ّ وأﻧﺎ ﻓﻴﻪ... ﻲ ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﺟﺴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﻓﻠﻴﺲ أوﺿﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﻼم اﻹﻟﻬ ّ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس وإﻟﺰاﻣﻪ إﻳّﺎﻧﺎ ﺑﺄآﻠﻪ!! ب ﻳﺴﻮع .وﺑﻬﺬا اﻟﺘﻬﺎون ﻧﻌﺮّض ﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻠﺤﺮﻣﺎن وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻧﺘﻬﺎون ﺑﺄآﻞ ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة. ن ﻟﻴﺘﺮوس ﻣﺆﺳّﺲ اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ اﻟﺬي أﻧﻜﺮ اﻷﺳﺮار ﻗﺎل :ﻟﻘﺪ ﺧﺎرت إّ ﻗﻮاي وأﻧﺎ أدرس ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻀﻮر ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻓﺮأﻳﺖ أن ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ آﻼم اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﻮﺿﻮح ﻹﺛﺒﺎت هﺬا اﻟﺴ ّﺮ! واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻳﺒﻴّﻦ ﺑﻮﺿﻮح وﺟﻮد ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻓﻴﻘﻮل :إﻧّﻜﻢ آﻠّﻤﺎ ي إﻧﺴﺎن ب إﻟﻰ أن ﻳﺄﺗﻲ .ﻓﺄ ّ أآﻠﺘﻢ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ وﺷﺮﺑﺘﻢ هﺬﻩ اﻟﻜﺄس ﺗﺨﺒﺮون ﺑﻤﻮت اﻟﺮ ّ ب وﺷﺮب آﺄﺳﻪ وهﻮ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺮم إﻟﻰ ﺟﺴﺪ أآﻞ ﺧﺒﺰ اﻟﺮ ّ ب ودﻣﻪ .ﻓﻠﻴﺨﺘﺒﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ وهﻜﺬا ﻓﻠﻴﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ وﻳﺸﺮب ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺮ ّ ن ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ وﻳﺸﺮب ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق إﻧّﻤﺎ ﻳﺄآﻞ وﻳﺸﺮب دﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﻜﺄس ،ﻷ ّ ب ودﻣﻪ!! ﻟﻨﻔﺴﻪ إذ ﻟﻢ ﻳﻤﻴّﺰ ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ
١٦٦ ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ إﻟﻰ اﻵن ﻗﺪ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺮار ،اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ،اﻟﺰواج ،اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،وهﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ. ن اﷲ ﻗﺪ أﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺎل إّ ب ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻮﺳﻰ :اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﻜﻮن ﻟﻜﻢ ﻳﻮم آﻔﺎرة اﻟﺮ ّ ﻞ إﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺬﻟّﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ب وﻗﻴﺪة أي ذﺑﻴﺤﺔ وآ ّ ﺗﺬﻟّﻠﻮن ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ وﺗﻘﺪّﻣﻮن ﻟﻠﺮ ّ هﺬا اﻟﻴﻮم ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ. ب ﻳﺴﻮع :ﺗﻮﺑﻮا ﻓﻘﺪ اﻗﺘﺮب ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء وإن ﻟﻢ وﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﺗﺘﻮﺑﻮا ﻓﺠﻤﻴﻌﻜﻢ ﺗﻬﻬﻠﻜﻮن :وﺟﺎء ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ :وآﺎن آﺜﻴﺮون ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻞ ب ﻳﺴﻮع ﻗﺪ ﺧﻮّل رﺳﻠﻪ وﺧﻠﻔﺎءهﻢ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺤ ّ ﻳﺄﺗﻮن ﻣﻌﺘﺮﻓﻴﻦ ﺑﺨﻄﺎﻳﺎهﻢ :واﻟﺮ ّ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻟﻬﻢ :ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺤﻠّﻮﻩ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻠﻮ ً ﺗﺮﺑﻄﻮﻩ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻳﻜﻦ ﻣﺮﺑﻮﻃًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء :وزاد هﺬا اﻟﺴﻠﻄﺎن وﺿﻮﺣًﺎ وﻗﻮّة ﻼ :اﻗﺒﻠﻮا اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻣﻦ ﻏﻔﺮﺗﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎهﻢ ﺗُﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ إذ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋ ً ب ﻳﺴﻮع ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ وﻣﻦ أﻣﺴﻜﺘﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎهﻢ ﺗُﻤﺴﻚ ﻟﻬﻢ :ﺑﻬﺬا اﻟﻜﻼم رﺳﻢ اﻟﺮ ّ ﻞ ﻣﺆﻣﻦ أن ﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ وأوﺟﺐ ﻋﻠﻰ آ ّ وأﻋﻄﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ وﺧﻠﻔﺎءهﻢ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺤ ّ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﺨﻄﻴﺌﺔ ﻟﻠﻜﺎهﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺎل اﻟﻐﻔﺮان. ب ﻳﺴﻮع أن ﻳﻐﻔﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ وﻳﺼﺎﻟﺤﻨﺎ. ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ هﻮ اﻟﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻲ أراد ﺑﻬﺎ اﻟﺮ ّ ب ﻳﺴﻮع. ﻓﻤﻦ ﻳﺮﻓﺾ هﺬا اﻟﺴ ّﺮ ﻳﺮﻓﺾ إرادة اﻟﺮ ّ ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ هﻮ ﻳﻨﺒﻮع اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻔﻴّﺎض ،وﺑﺎب اﻟﺴﻤﺎء ودواء اﻟﻨﻔﺲ ي ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف اﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻗﺪ وﺿﻌﻪ ﻟﻨﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﺿﻌﻔﻨﺎ وﻗﻮّة أﻋﺪاﺋﻨﺎ. ﻗﺎل :ﻟﻮﺛﺮ ،ﻣﺆﺳّﺲ اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ :أﻓﻀّﻞ أن أﻃﻴﻊ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻃﺎﻋﺔ ﻋﻤﻴﺎء ن ن اﻻﻋﺘﺮاف واﺟﺐ وأ ّ ﻚأّ ﻣﻊ ﺑﻐﻀﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻪ .وﻻ أن ﻳﻠﻐﻰ اﻻﻋﺘﺮاف .وﻻ ﺷ ّ اﷲ ﻗﺪ أﻣﺮ ﺑﻪ. ن اﻻﻋﺘﺮاف أﻓﻀﻞ واﺳﻄﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﺎس اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻗﺎل ﻓﻮﻟﺘﺎر اﻟﻜﺎﻓﺮ :إ ّ ﻹدراك اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وهﻮ أﻗﻮى ﻟﺠﺎم ﻟﻠﺸﻬﻮات ،وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ اﻻﻋﺘﺮاف ﻟﺘﺤﺘّﻢ وﺟﻮدﻩ!!
١٦٧ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺷﺮﻃَﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﺮوط ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﺨﻤﺴﺔ وهﻤﺎ ﻓﺤﺺ اﻟﻀﻤﻴﺮ واﻟﻨﺪاﻣﺔ واﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ وهﻲ اﻟﻘﺼﺪ ،واﻹﻗﺮار ،واﻟﻘﺎﻧﻮن. )اﻟﻘﺼﺪ( هﻮ اﻟﻌﺰم اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .ﻓﻤﻦ ﻓﻜّﺮ ﻗﺒﻞ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄﻧّﻪ ﺳﻴﻔﻌﻞ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻔﻼﻧﻴّﺔ أو ﺳﻴﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻔﻼﻧﻴّﺔ ،ﻓﺎﻋﺘﺮاﻓﻪ ن اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ هﻲ ﻣﺎ ﺗﻀﻤّﻨﺖ ﺑﻐﻀًﺎ ﻟﻠﺨﻄﻴﺌﺔ وﻗﺼﺪ آﺎذب ،وﻧﺪاﻣﺘﻪ آﺎذﺑﺔ ،ﻷ ّ ﻋﺪم اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ. )اﻹﻗﺮار( هﻮ أن ﺗﺬآﺮ ﻟﻠﻜﺎهﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎك اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ آﻠّﻬﺎ ﺑﺘﻮﺟّﻊ واﻧﺴﺤﺎق وﺻﺮاﺣﺔ آﻤﺎ هﻲ ﺑﻌﺪدهﺎ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ وﻇﺮوﻓﻬﺎ .اﻟﻨﻮع :اﻟﺴﺮﻗﺔ وﻣﺴﺒّﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻜﺬب هﺬﻩ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻧﻮﻋًﺎ ﻓﻼ ﻳﺠﻮز أن ﻧﺬآﺮ ﺧﻄﻴﺌﺔ اﻟﻜﺬب ﺑﺪل اﻟﺴﺮﻗﺔ .اﻟﻈﺮف :هﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻣﻦ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن وأﺷﺨﺎص آﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أو ﻣﻦ ﻓﻘﻴﺮ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﻮع .ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻘ ّﺮ اﻟﻤﻌﺘﺮف ﺑﻌﺪد اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ وﻇﺮوﻓﻬﺎ ﻼ وﺗﺠﺐ إﻋﺎدﺗﻪ وإﺻﻼﺣﻪ .أﻣَﺎ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﻨﺴﻴّﺔ ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻜﻮن اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﺎﻃ ً ﻼ .وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺬآّﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻃ ً ﻳﺬآﺮهﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻘﺎدم. )اﻟﻘﺎﻧﻮن( أو اﻟﻜﻔّﺎرة ،هﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ اﻟﻤﻌﺮّف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﺮف ﻣﻦ ﺻﻠﻮات وأﻋﻤﺎل ﺗﻜﻔﻴﺮًا ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ،ﻳﺠﺐ وﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن آﻤﺎ هﻮ ﺑﺎﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻏﻴﺮ أﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻃﻠﺐ إﺑﺪاﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮّف ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎﻣﻪ. ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻦ إﻟﺰام ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ وﻋﻦ ﺷﺮوط اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺨﻤﺴﺔ واﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻴّﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ وﺻﺎﻳﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﺒﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺰم اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺄن ﻳﻌﺘﺮف ﻋﻠﻰ ﻞ ﻣﺮّة واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ .وإذا ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮف ﻳﺨﻄﺄ ﺧﻄﺄ آﺒﻴﺮًا ﻟﻌﺪم إﺗﻤﺎﻣﻪ اﻟﻮﺻﻴّﺔ. اﻷﻗ ّ واﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﻤﻬﺘ ّﻢ ﺑﺨﻼص ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ إﺗﻤﺎم هﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴّﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﺮف ﻣﺮارًا ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ آﻠّﻤﺎ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻤﻴﺘﺔ .ﻷﻧّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ي .ﻓﺈذا ﺑﺎﻏﺘﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺧﻄﺮ اﻟﻬﻼك اﻷﺑﺪ ّ ﻲ! اﻟﻤﻮت وهﻮ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﻳﻬﻠﻚ .وﻣﺎ أآﺜﺮ ﺣﻮادث اﻟﻤﻮت اﻟﻔﺠﺎﺋ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻳﻘﻮل ﻟﻨﺎ ﻣﺮّات ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ إﻧﺠﻴﻠﻪ اﻟﻤﻘﺪّس ،آﻮﻧﻮا ﻣﺘﻴﻘّﻈﻴﻦ: واﻟﺮ ّ
١٦٨ ي ﻓﻴﻤﺎ إذا ن اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ،ﻣﺎ ﻋﺪا أﻧّﻪ ﻳﻌﺮّﺿﻨﺎ ﻟﻠﻬﻼك اﻷﺑﺪ ّ إّ ﻣﺘﻨﺎ ﻓﺠﺄة ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺴﺮﻧﺎ أﺟﻮر أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻤﻠﻬﺎ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ .ﻷﻧّﻨﺎ ﻧﻜﻮن أﻋﺪاء اﷲ .واﷲ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ وﻻ ﻳﺆاﺟﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﻜﻴﻢ آﻠّﻤﺎ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻤﻴﺘﺔ ﻳﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ رﺑّﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻻﻋﺘﺮاف، ﻼ ﻳﺨﺴﺮ أﺟ ًﺮ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ. ﻟﺌ ّ ﻲ اﻟﺤﻜﻴﻢ أﻳﻀًﺎ أن ﻳﻌﺘﺮف! ﻋﻨﺪ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت ﻟﻴﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪًّا ﻟﻤﻼﻗﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب ﻣﺨﻴﻒ ﺟﺪًّا آﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ. ن اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻳﺪَي اﻟﺮ ّ رﺑّﻪ .ﻷ ّ ﻲ أن ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﻜﺎهﻦ آﻤﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ .٢ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺮض اﻟﺜﻘﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻻ ﻳﺘّﻜﻞ ﻋﻠﻰ اﻷهﻞ ﻗﺪ ﻳﻬﻤﻠﻮن دﻋﻮة اﻟﻜﺎهﻦ ﻟﻤﺮﻳﻀﻬﻢ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة إﻣّﺎ ﺗﺠّﻨﺒًﺎ ﻟﺨﻮف اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﻜﺎهﻦ وإﻣّﺎ ﻟﻌﺪم اﻧﺘﺒﺎهﻬﻢ ﻟﻬﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﻤﻬﻢّ ،وإﻣّﺎ ﻟﻌﺪم ﻣﺒﺎﻻﺗﻬﻢ ﺑﺎﻷﻣﻮر اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ .وإﻣّﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻹرث أو ﺑﻐﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب. ﻞ ﺳﻔﺮ ﺑﻌﻴﺪ. ﻞ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺟﺮاﺣﻴّﺔ وﻗﺒﻞ آ ّ ﻲ أن ﻳﻌﺘﺮف ﻗﺒﻞ آ ّ .٣ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻲ أن ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺪواء اﻟﻨﺎﻓﻊ اﻟﺬي وﺿﻌﻪ ﻟﻨﺎ اﻟﺮ ّ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ي ﻓﻬﻮ دواء ﺷﺎف ﻟﻨﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﺠﺎﻧًﺎ .وهﺬا اﻟﺪواء هﻮ اﻻﻋﺘﺮاف! اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺴﻤﺎو ّ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻣﺮارًا ﻋﻦ اﻻﻋﺘﺮاف واﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺰام اﻟﻜﺎهﻦ ﺑﺤﻔﻆ ﺳ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف أي أﻧّﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻪ أن ﻳﺒﻮح ﺑﺸﻲء ﻣﻤّﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺮاف وﻟﻮ ﺗﻌﺮّض ﻷﺷ ّﺪ ﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻌﺬاﺑﺎت واﻟﻤﻮت .وﻟﻴﺲ اﻟﻜﺎهﻦ ﻓﻘﻂ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺤﻔﻆ ﺳ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻞ آ ّ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﻌﺮض ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﻌﺘﺮف .وإذا أﺧﺒﺮ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻳﺨﻄﺄ ﺧﻄﻴﺌﺔ آﺒﻴﺮة .ﺧﻄﻴﺌﺔ آﺒﺮى إﻓﺸﺎء ﺳ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف .وأﻳﻀًﺎ ﻳﺨﻄﺄ ﺧﻄﺄ آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻦ آﺮﺳﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻘﺼﺪ أن ﻳﺴﻤﻊ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﻌﺘﺮف وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻘﺼﺪ إﻓﺸﺎﺋﻬﺎ .وإذا أﻓﺸﺎهﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﺨﻄﺄ ﺧﻄﻴﺌﺘﻴﻦ آﺒﻴﺮﺗﻴﻦ. ن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﺗّﻬﻤﺖ ﺷﻘﻴﻖ اﻟﻜﺎهﻦ إذا اﻋﺘﺮف إﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪ آﺎهﻦ ﺑﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﺛ ّﻢ أ ّ ﺑﺄﻧّﻪ هﻮ اﻟﻘﺎﺗﻞ وﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮت .ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻜﺎهﻦ أن ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻲ ﻟﻴﺒﺮئ أﺧﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻤﺔ وﻳﺨﻠّﺼﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت. اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ
١٦٩ ن اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﻓﻼ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ إﻟﺰام ﺣﻔﻆ ﺳ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف إّ ﻼ ﻣﻌﺘﺮف ﻗﺎل ﻟﻠﻜﺎهﻦ إﻧّﻪ ﻣﺨﺒّﺊ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪراهﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺒﻌﺪ ﻣﺜ ً ﻣﻮﺗﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻜﺎهﻦ أن ﻳﺨﺒﺮ أهﻞ اﻟﻤﻌﺘﺮف ﺑﻤﻜﺎن اﻟﺪراهﻢ. ﺳﻤﻊ اﻟﻜﺎهﻦ ﺧﺒﺮًا ﺧﺎرج اﻻﻋﺘﺮاف ﺛ ّﻢ ﺳﻤﻌﻪ ﻓﻲ آﺮﺳﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﻓﺈذا ﺗﻜﻠّﻢ ن ﻻ أّ ﻋﻨﻪ آﻮﻧﻪ ﺳﻤﻌﻪ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ﺑﺎح ﺑﺴ ّﺮ اﻻﻋﺘﺮاف إ ّ اﻟﻜﺎهﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺤﺬّر ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﺑﻌﺾ ﺧﻄﺎﻳﺎ آﺒﻴﺮة ﺗﺴﻤّﻰ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺘﻞ – ﺳﺮﻗﺔ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس أو اﻧﺘﻬﺎآﻪ ،ﺗﻌﺎﻃﻰ اﻟﺴﺤﺮ ،إﺳﻘﺎط اﻟﺠﻨﻴﻦ ،ﺳﺮﻗﺔ أﻣﻮال اﻟﻮﻗﻒ أو أرزاﻗﻪ ،ﺗﺪﻧﻴﺲ ﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺿﺮب اﻟﻜﺎهﻦ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻄﺎهﻦ أن ﻳﺤ ّ ن ص ﻣﻦ اﻷﺳﻘﻒ .أﻣّﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮت ﻓﻼ ﺣﻔﻆ أي أ ّ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺪون ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺧﺎ ّ ﻞ اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت! ﻞ ﻣﻦ آ ّ اﻟﻜﺎهﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺤ ّ وﻓﻲ أﻳّﺎﻣﻨﺎ ﻗﺪ ﻓﻮّض إﻟﻰ اﻟﻜﻬﻨﺔ أن ﻳﺤﻠﻮ ﻣﻦ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎت آﺜﻴﺮة وإذا وﻗﻊ ﻞ ﻣﻦ دون إﻇﻬﺎر ﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻟﻠﺤ ّ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻜﺎهﻦ أن ﻳﺤ ّ اﻟﻤﻌﺘﺮف. ﻋﻴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻌﻤّﺎل ﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻧﻮت اﻟﻨﺠﺎرة. ن ﻳﺴﻮع ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﺎﻣ ً هﻮ ﻋﻴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أﻳﻀًﺎ ﻷ ّ ﻟﻢ ﻳﻌﺶ ﻳﺴﻮع ﺣﻴﺎة اﻷﻏﻨﻴﺎء ﺑﻞ ﻋﺎش ﺣﻴﺎة اﻟﻌﻤّﺎل ،ﻟﻢ ﻳﻌﺶ ﺣﻴﺎة اﻟﺘﻨﻌّﻢ واﻟﺮﻓﺎهﻴﺔ ن اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻞ ﻋﺎش ﺣﻴﺎة اﻟﺘﻌﺐ واﻟﻜ ّﺪ واﻟﻌﻤﻞ .ذﻟﻚ ﻟﻴﺤّﺒﺐ اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻴﻨﺎ .ﻷ ّ ﺑﺼﺒﺮ وﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﷲ ﻳﻤﺠّﺪ اﷲ وﻳﻘﺪّس اﻟﻨﻔﺲ وﻳﻜﻔّﺮ اﻟﺬﻧﻮب وﻳﺰﻳﺪ اﻹآﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻠﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺸ ّﺮ وﻳﻤﺮّس اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ. ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻳﻘﻮم اﻟﻌﻤﺮان واﻻزدهﺎر ،ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻧﺠﺎح اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﻘﺪّﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺟﻤﺎل اﻟﻜﻮن ،ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻳﻈﻬﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ أﻋﻄﺎﻩ اﷲ ﻣﻦ ﻣﻮاهﺐ وﻗﻮى ﻋﻘﻠﻴّﺔ ،ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﻤﻴّﺰ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ اﻟﺤﻴﻮان اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﻤﻞ وإذا ﻋﻤﻞ ﻓﻄﺎﻋﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن ودون أن ﻳﺘﺬوّق ﻟﺬّة ﻋﻤﻠﻪ.
١٧٠ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﷲ اﻟﺬي ﻷﺟﻠﻪ ﻧﻌﻤﻞ وﻷﻧّﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﺶ واﻟﻄﻤﻊ واﻟﺴﺮﻗﺔ!! ﻳﺠﺐ ﻧﻌﻤﻞ ،وﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻧﺪﻧّﺲ ﻋﻤﻠﻨﺎ اﻟﻤﻘﺪّس ﺑﻘﺬارة اﻟﻐ ّ ﻞ إﻧﺴﺎن أن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ آﺴﺐ ﻋﻴﺸﻪ ﻓﻠﻴﻌﻤﻞ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪ أﺧﺎﻩ ﻋﻠﻰ آ ّ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺤﺘﺎج .وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻜﺴﺐ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ! ﺣﺒّﺬا ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻤﺮأة اﻟﻐﻨﻴّﺔ ن اﻟﻌﻤﻞ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﷲ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻠﺘﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ اﻟﻌﺎﺋﻼت ن اﷲ ﻻ ﻳﻌﻔﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻷ ّ أّ ب ﻳﺴﻮع ذاك اﻟﺼﻮت اﻟﻤﻔﺮح هﻠﻤّﻲ ﻖ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ أن ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺮ ّ اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻓﺘﺴﺘﺤ ّ ادﺧﻠﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻲ اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻷﻧّﻚ أدﺧﻠﺖ اﻟﻔﺮح إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﻔﻘﻴﺮة!! ﺑﻴﻦ ﻣﺒﺸّﺮ وﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ اﻟﻤﺒﺸّﺮ :أﻣَﺎ ﺗﻌﻠﻢ أ ّ ن اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺳﻮﻧﻪ أﻧﺘﻢ ﻳﺸﺠّﻊ ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ وﻳﻜﺮّرهﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪًا إﻟﻰ أﻧّﻬﺎ ﺗُﻐﻔﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف .ﻓﻴﺨﻄﺄ إذ إ ّ ﻞ ﻳﻮم ﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻻﻋﺘﺮاف ﻓﻠﻮﻻ اﺗﻜﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻬﻮﻟﺔ اﻻﻋﺘﺮاف ﻞ ﻳﻮم وﻳﻌﺘﺮف آ ّ آّ ﻟَﻤﺎ ﺗﺠﺮّأ أن ﻳﻜﺮّر اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ! واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻨﺪآﻢ وﺿﻌﺖ اﻻﻋﺘﺮاف ﻟﺘﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ وﺗﺴﺘﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎس .وﻣﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺴﺠﺪ أﻣﺎم إﻧﺴﺎن ﻣﺜﻠﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﻐﻔﺮة ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﻐﻔﺮهﺎ ﻏﻴﺮ اﷲ. اﻟﺸﺎب :ﻻ ﻋﺠﺐ إذا آﻨﺖ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﺒﺸّﺮ ﺗﺸﺠﺐ اﻻﻋﺘﺮاف وﺗﻜﺮهﻪ. ﻓﺎﻟﻮﻃﻮاط ﻳﺸﺠﺐ اﻟﺸﻤﺲ وﻳﻜﺮﻩ ﻧﻮرهﺎ ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺒﻬﺮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻴﺨﺘﺒﺊ هﺮﺑًﺎ ﻣﻨﻬﺎ .ﻗﻠﺖ ن اﻟﻤﻌﺮّف ن اﻻﻋﺘﺮاف ﻳﺸﺠّﻊ ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ،آﺎن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﻟﻮ أ ّ –إّ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﻤﻌﺘﺮف أﺧﻄﺄ آﺜﻴﺮًا وأﻧﺎ أﺣﻠّﻚ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎك. آﻤﺎ ﻗﺎل أﺣﺪ ﻣﺆﺳّﺴﻲ ﺷﻴﻌﻜﻢ ﻟﺘﺒّﺎﻋﻪ أﺧﻄﺄوا آﺜﻴﺮًا وﺁﻣﻨﻮا آﺜﻴﺮًا. ﻓﻔﻲ اﻻﻋﺘﺮاف اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﺎﻟﻤﻌﺮّف ﻳﺒﻴّﻦ ﻟﻠﻤﻌﺘﺮف ﻗﺒﺎﺣﺔ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وﻳﺤﺮّﺿﻪ ن اﻟﻤﻌﺘﺮف ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺗﺮك اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻓﻼ ﻳﺤﻠّﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻨّﺒﻬﺎ .وإذا ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻌﺮّف أ ّ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺿﻌﺖ اﻻﻋﺘﺮاف ﻟﺘﺴﺘﻌﺒﺪ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ وﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس. ﻗﻠﺖ – إ ّ ﺤﺎ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ اﻻﻋﺘﺮاف .ﻓﺎﻻﻋﺘﺮاف رﺑﻤّﺎ آﺎن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴ ً
١٧١ ﻼ :اﻗﺒﻠﻮا ب ﻳﺴﻮع .أﻟﻴﺲ هﻮ اﻟﺬي ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻗﺎﺋ ً ﻗﺪ وﺿﻌﻪ اﻟﺮ ّ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻣﻦ ﻏﻔﺮﺗﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻏُﻔﺮت ﻟﻪ وﻣﻦ أﻣﺴﻜﺘﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ أُﻣﺴﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ. واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺨﺪم أي ﺳﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﺎﻻﻋﺘﺮاف هﻮ ﻗﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ اﻟﻜﺎهﻦ وﻧﻴﺮ ﺛﻘﻴﻞ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻪ ﻷﻧّﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺒﻮح ﺑﺸﻲء ﻣﻨﻪ وﻟﻮ ﺗﻌﺮّﺿﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻠﻤﻮت! ﻗﻠﺖ – آﻴﻒ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺴﺠﺪ أﻣﺎم إﻧﺴﺎن ﻣﺜﻠﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﻐﻔﺮة ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. آﻢ ﻳﻔﺮح إﻧﺴﺎن أﺧﻄﺄ ﺿ ّﺪ ﻣﻠﻜﻪ إذا ﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﻠﻜﻪ ﻗﺪ ﻓﻮّﺿﺖ إﻟﻰ رﻓﻴﻘﻚ أن ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﻓﺎذهﺐ إﻟﻴﻪ؟ إﻧّﻚ ﺗﺠﻬﻞ ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﺒﺸّﺮ ﺷﺮوط اﻻﻋﺘﺮاف .ﻓﻤﻦ ﺷﺮوﻃﻪ أن ﻳﻨﺪم اﻹﻧﺴﺎن ﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ وﻳﻘﺼﺪ ﻋﺪم اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ .وإذا ﻧﻘﺺ اﻟﻘﺼﺪ أو اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻣﻦ آ ّ ﻼ وآﺎذﺑًﺎ .أﻣّﺎ إذا اﻋﺘﺮف ﺑﻨﺪاﻣﺔ وﻗﺼﺪ ﺛ ّﻢ ﻋﺎد ﻓﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻳﻜﻮن اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﺎﻃ ً ب ﻳﺴﻮع ﻟﺒﻄﺮس :إذا أﺧﻄﺄ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻓﺬﻟﻚ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻃﺒﻴﻌﺘﻨﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل اﻟﺮ ّ إﻟﻴﻚ أﺧﻮك ﺳﺒﻊ ﻣﺮّات ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮّة ﻓﻲ اﻟﻴﻮم وﻗﺎل ﻟﻚ أﻧﺎ ﺗﺎﺋﺐ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻪ. ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﻤﺸﺎهﻴﺮ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴّﺪ ﺗﺎﻓﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻻهﻮﺗﻴّﺔ أذاﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻨﻴﻒ ﺳﻨﺔ – ١٨٣٩ﻣﻦ ﻣﻨّﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺤﺴﺪ إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮ اﻻﻋﺘﺮاف ﻣﻦ ﻣﻨّﺎ ﻦ أن ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺘﺮق ﺑﻮﺧﺰ ﺿﻤﻴﺮﻩ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﻐﻔﺮة ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ،ﻟﻢ ﻳﺘﻤ ﱠ ﺻﻮﺗًﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﺑﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ: اذهﺐ ﻣﻐﻔﻮرة ﻟﻚ ﺧﻄﺎﻳﺎك!... هﺪاآﻢ اﷲ إﻟﻰ اﻟﺼﻮاب ﻳﺎ ﺣﻀﺮة اﻟﻤﺒﺸّﺮ! اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ واﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﻤﺠّﺪ ﺐ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ،وﻣﻦ أراد ﻣﺠﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺐ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﻤﺠّﺪ ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﺤ ّ ﻣﻦ أﺣ ّ وﺳﻌﺎدﺗﻪ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ أﻳﻀًﺎ إآﻠﻴﻞ ﺷﻮآﻪ وﺟﺮاﺣﺎت ﺟﺴﺪﻩ .ﻣﻦ اﺷﺘﺮى أن ل اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻋﺎرﻩ ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﺸﺘﺮك أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ذ ّ
١٧٢ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻣﻦ ﺗﻤﻨّﻰ أن ﻳﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺄﻓﺮاح اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻣﻠﺬّاﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺤﻤّﻞ أﺣﺰاﻧﻪ وﺁﻻﻣﻪ. ﻣﻦ رﻏﺐ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﺨﻴﺮات اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺤﻤّﻞ ﻣﺸ ّﻘﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻷرﺿﻴّﺔ! ﻣﻦ ﺗﺸﻮّق إﻟﻰ ﻏﻨﻰ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻔﻘﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻰ اﻷرض! ﻣﻦ أراد أن ﻳﺼﺎﻓﺤﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﻳﻀﻤّﻪ ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎول! ﻣﻦ اﺷﺘﻬﻰ ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺠﻴﺪة وﺻﻌﻮدﻩ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﻤﺒﻬﺞ ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺨﻀﻮع وﺗﺴﻠﻴﻢ ﻹرادة اﷲ! ن أﺳﺒﻮع اﻵﻻم ﻗﺮﻳﺐ وﺑﻌﺪﻩ ﻋﻴﺪ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺠﻴﺪ .ﺷﺎرك ﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ إ ّ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻪ وﺷﺎرآﻪ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ! ﺗﺸﺎرآﻪ ﺁﻻﻣﻪ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،واﻹﻣﺎﺗﺔ ،وﻗﻬﺮ أﻣﻴﺎﻟﻚ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ واﻟﺤﺐّ ،وﺗﺸﺎرآﻪ ﺑﻘﻴﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻮت اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ وﺗﺠﻠﺒﺒﻚ ﺛﻮب اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺠﻤﻴﻞ ودﺣﺮﺟﺘﻚ ﺻﺨﺮ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻋﻦ ﺑﺎب ﺻﺪرك. اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻜﺎذب ﺷﺎب وآﺎهﻦ اﻟﺸﺎب :أﺧﻔﻰ ﺷﺎب ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻤﻴﺘﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﺮاﻓﻪ .وﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻜﺎذب ﻋﺪّة ﺳﻨﻴﻦ ،اﻋﺘﺮف ﺧﻼل هﺬﻩ اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﺮّات آﺜﻴﺮة اﻋﺘﺮاﻓﺎت آﺎﻣﻠﺔ .ﻓﻬﻞ هﺬﻩ اﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ هﻲ ﺻﺤﻴﺤﺔ أم ﺑﺎﻃﻠﺔ؟ اﻟﻜﺎهﻦ :إذا آﺎن ﻣﺎرس هﺬﻩ اﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت ﺑﻨﻴّﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ أي ﻧﺎﺳﻴًﺎ اﻋﺘﺮاﻓﻪ اﻟﻜﺎذب، ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ .وأﻣّﺎ إذا آﺎن ﻣﺘﺬ ّآﺮًا اﻋﺘﺮاﻓﻪ اﻟﻜﺎذب وإﺧﻔﺎءﻩ ﺗﻠﻚ ﻞ اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻪ هﺬﻩ هﻲ آﺎذﺑﺔ ﻧﻔﺎﻗﻴّﺔ ،وﻳﻠﺘﺰم اﻟﺘﺰاﻣًﺎ آﺒﻴﺮًا ﺑﺄن اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ،ﻓﻜ ّ ﺟﺪا ﻟﺨﻼص ﻧﻔﺴﻪ ،وﺑﺪوﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺮاف ﻋﺎم .وهﺬا اﻹﺻﻼح ﺿﺮوري ًّ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻬﻤﺎ ﺻﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺮّات! اﻟﺸﺎب :ﻣﺎ هﻮ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻌﺎم؟
١٧٣ ﻞ اﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺮﻓﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻜﺎهﻦ :ﻳﻘﻮم اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻌﺎم ﺑﺄن ﻳُﻌﻴﺪ آ ّ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻜﺎذب .ﻓﻴﺘﺬآّﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺮﻓﻬﺎ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻜﺎذب وﻳﻨﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳُﻘ ّﺮ ﻟﻠﻜﺎهﻦ ﺑﺎﻋﺘﺮاﻓﻪ اﻟﻜﺎذب ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻳﺘﺬآّﺮ. أﻣّﺎ إذا آﺎن ﻣﺎرس ﺗﻠﻚ اﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت ﺑﻀﻤﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ أي ﻧﺎﺳﻴًﺎ اﻋﺘﺮاﻓﻪ اﻟﻜﺎذب، ﻓﻴﻜﻔﻲ أن ﻳﻌﺘﺮف ﺑﺎﻋﺘﺮاﻓﻪ اﻟﻜﺎذب ﻓﻘﻂ ﻣﻄﻠﻌًﺎ اﻟﻤﻌﺮّف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ! ﻗﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﻨﺼﻮر :آﺜﻴﺮون ﻳﻬﻠﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ ،وآﺜﻴﺮون ﻳﺨﻠﺼﻮن ﺑﺎﻋﺘﺮاف ﻋﺎم ﻳﺼﻠﺤﻮن ﺑﻪ اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ. أر ّد ﻣﺎ ﺳﺮﻗﺖ رأى أﺣﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﺷﻴﻄﺎﻧًﺎ ﻗﺮب آﺮﺳﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﻳﻬﻤﺲ ﺑﺂذان اﻟﻤﻌﺘﺮﻓﻴﻦ. ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ هﻨﺎ؟ ﻓﺄﺟﺎب اﻟﺸﻴﻄﺎن إﻧّﻲ أر ّد ﻟﻬﻢ ﻣﺎ أﺧﺬت ﻣﻨﻬﻢ .ﻗﺪ أﺧﺬت ﻣﻨﻪ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺨﻮف ﻷدﻓﻌﻬﻢ ﻻرﺗﻜﺎب اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .وأﻣّﺎ اﻵن ﻓﺄر ّد ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺨﻮف ﻟﻴﺨﺠﻠﻮا وﻳﺨﺎﻓﻮا ﻣﻦ اﻹﻗﺮار ﺑﻬﺎ! ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ن دﺧﻮل اﻟﺠﻤﻞ ﺧﺮم اﻹﺑﺮة أﺳﻬﻞ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ﺳﻤﻌﺖ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻴﻮم ﻳﻘﻮل :إ ّ ﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء .واﻷﻏﻨﻴﺎء آﺜﻴﺮون ﻓﻬﻞ ﻳﻬﻠﻜﻮن؟ ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﻐﻨ ّ ب ﻳﺴﻮع هﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﻠّﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎل ﺗﻌّﻠﻘًﺎ ن اﻟﻐﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻨﻪ اﻟﺮ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ ﺷﺪﻳﺪًا ﻳﺪﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﺗّﺨﺎذ اﻟﻤﺎل ﺑﻤﻨـﺰﻟﺔ ﻣﻌﺒﻮد ﻳﻌﺒﺪﻩ وﻳﺤﺒّﻪ ﺣﺒًّﺎ ﻳﺠﺮّﻩ إﻟﻰ اﻟﻄﻤﻊ واﻟﻈﻠﻢ وإهﻤﺎل واﺟﺒﺎﺗﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ واﺗّﺒﺎع اﻟﻠﺬات اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ واﻟﺸﺮاهﺔ ﻓﻲ اﻷآﻞ ﻲ اﻟﻤﺠﺮّد ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻲ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء .وأﻣّﺎ اﻟﻐﻨ ّ واﻟﺸﺮب .ﻓﻤﺜﻞ هﺬا اﻟﻐﻨ ّ اﻟﺘﻌّﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎل ﻓﻴﺴﺘﺨﺪم ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ واﻷﻳﺘﺎم وﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﺎﻟﻪ ﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﻔﻘﻴﺮ وإﺷﺮاآﻪ ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح أﻋﻤﺎل اﻟﺒ ّﺮ واﻟﺨﻴﺮ .اﻟﻐﻨ ّ ﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻮﻧًﺎ ﻟﻪ ﻟﺪﺧﻮل ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء وﻻزدﻳﺎد ﺳﻌﺎدﺗﻪ وﻣﺠﺪﻩ ﻓﻤﺜﻞ هﺬا اﻟﻐﻨ ّ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .وﻟﻜﻦ اﻟﻐﻨﻰ ﻳﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺧﻄﺮًا ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻷﻧّﻪ ﻳﻔﺘﺢ أﻣﺎﻣﻪ ﻃﺮﻳﻘًﺎ
١٧٤ ﺐ اﻟﻤﺠﺪ وازدراء وﺳﻴﻌًﺎ ﻟﻼﻧﻐﻤﺎس ﺑﻤﻼذ اﻟﺤﻴﺎة وأﺑﺎﻃﻴﻠﻬﺎ وﻳﺪﻓﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ إﻟﻰ ﺣ ّ اﻟﻐﻴﺮ .وأﻣّﺎ اﻟﻔﻘﺮ ﻓﺄﺿﻤﻦ ﻟﺒﻠﻮﻏﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء ﻷﻧّﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﻬﺘ ّﻢ ﺑﻜﺴﺐ ﻗﻮﺗﻪ وﻗﻮت ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﻳﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﷲ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻴﻠﺘﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت اﻟﻤﺆدّﻳﺔ إﻟﻰ ب ﻳﺴﻮع ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻨﺎ ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻓﺈﻧّﻪ وُﻟﺪ ﻓﻘﻴﺮًا وﻋﺎش ﻓﻘﻴﺮًا وﻣﺎت ﻓﻘﻴﺮًا. اﻟﻬﻼك .واﻟﺮ ّ وﻟﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻘﺮاء أﻏﻨﻴﺎء ﺑﺎﻟﺸﻬﻮة أي ﻳﺸﺘﻬﻮن اﻟﻤﺎل ﻟﻴﺘﻤﻜّﻨﻮا ﻣﻦ إﺷﺒﺎع ﺷﻬﻮاﺗﻬﻢ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ .ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻬﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻤﺎل آﻲ ﻳﺘﺒﻊ هﻮاﻩ وﻳﻨﻐﻤﺲ ﺑﻤﻼذ اﻟﺤﻴﺎة هﻮ ﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء. ﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮت ﻞ ﻏﻨﻲ ﻳﺤﺮم ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء وﻟﻴﺲ آ ّ ﻓﺈذًا ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ﻟﻴﺲ آ ّ اﻟﺴﻤﺎء .ﻷﻧّﻪ ﻳﻮﺟﺪ أﻏﻨﻴﺎء ﻓﻘﺮاء ﺑﺘﺠﺮّد اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ اﻟﻤﺎل وﻳﻮﺟﺪ ﻓﻘﺮاء أﻏﻨﻴﺎء ﺑﺎﻟﺸﻬﻮة إﻟﻰ اﻟﻤﺎل! اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺸﺮح. ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨـﺰﻳﺮ ص– اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺣﺮّم اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻬﻮد – ﺷﻌﺒﻪ اﻟﺨﺎ ّ أآﻞ ﻟﺤﻮم ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨـﺰﻳﺮ .ذﻟﻚ ﻷﻧّﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻧﺠﺴﺔ .وﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻧﺄآﻞ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨـﺰﻳﺮ ﻓﻬﻞ ﺑﻄﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤ ّﺮﻣًﺎ وﻧﺠﺴًﺎ؟ ﻞ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻪ اﷲ ﺣﺴﻦ وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﻧﺠﺲ .وﻟﻜﻦ نآّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – إ ّ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺮﻓﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﷲ .وﻗﺪ ﺳﻤﻴﺖ ن ﻣﻦ آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻧﺠﺴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﺸﻲء ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺴﺒّﺐ ﻋﻨﻪ .أي أ ّ ﻳﺄآﻞ ﻟﺤﻢ ﺧﻨـﺰﻳﺮ آﺎن ﻳﻘﺘﺮف ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﷲ .واﻟﺨﻄﻴﺌﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﻲ ﻟﺤﻢ ﺧﺮوف ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻳﺘﻨﺠّﺲ وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﺗﻨﺠّﺴﻪ آﻤﺎ إذا أآﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﺨﺮوف ﺑﻞ ﻷﻧّﻪ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺄﺧﻄﺄ واﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺗﻨﺠﺴﻪ! ﻗﺪ ﺣﺮّم اﷲ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨـﺰﻳﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻬﻮد ﺷﻌﺒﻪ آﻤﺎ ﺣﺮّم اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻮﻳﻨﺎ ﺁدم وﺣﻮّاء .ﻓﻬﻞ آﺎﻧﺖ ﻼ ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﺻﺎﻟﺤﺔ وﺣﺴﻨﺔ وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﻨﺠّﺴﺖ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺔ أﺑﻮﻳﻨﺎ أﻣﺮ اﷲ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻧﺠﺴﺔ؟ آ ّ وﻧﻬﻴﻪ ﻋﻦ اﻷآﻞ ﻣﻨﻬﺎ .ﻓﺄﺑﻮاﻧﺎ ﺗﻨﺠّﺴﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ. اﻟﺸﺎب – ﻣﺎ اﻟﻐﺎﻳﺔ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﻢ اﷲ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨـﺰﻳﺮ؟
١٧٥ ن ﻏﺎﻳﺔ اﷲ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨـﺰﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻪ اﻟﺨﺎص آﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺎهﻦ – إ ّ ﺗﺤﺮﻳﻢ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻮﻳﻨﺎ (١ :ﻟﻜﻲ ﻳﻤﺘﺤﻦ ﻃﺎﻋﺘﻬﻤﺎ وﺧﻀﻮﻋﻬﻤﺎ (٢ .ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻠﻤﺎ أﻧّﻪ ﻳﻮﺟﺪ إﻟﻪ هﻮ رﺑّﻬﻤﺎ وﺧﺎﻟﻘﻬﻤﺎ ﻳﻠﺘﺰﻣﺎن ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻷواﻣﺮﻩ اﻋﺘﺮاﻓًﺎ ﺑﺴﻴﺎدﺗﻪ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻔﻢ ﻻ ﻳﻨﺠّﺲ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﻤﻨﺢ ن اﻟﺮ ّ اﻟﺸﺎب – إ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻗﺎل :آ ّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أآﻞ اﻟﻠﺤﻢ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ؟ ﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻔﻢ ﻻ ﻳﻨﺠﺲ اﻹﻧﺴﺎن .وﻗﺪ ذآﺮﻧﺎ اﻟﻜﺎهﻦ – اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻘﻮل آﺬﻟﻚ آ ّ ﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻤﻨﻊ أآﻞ اﻟﻠﺤﻢ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ أﺑﻨﺎءهﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻨﺠﺎﺳﺔ .وﻟﻜ ّ أن ﻳﺤﺮﻣﻮا ذواﺗﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻟﺬّة اﻷآﻞ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻴﺸﺘﺮآﻮا ﻣﻊ ﻳﺴﻮع اﻟﺬي ﺗﺄﻟّﻢ وﻣﺎت ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻷﺟﻠﻬﻢ. ﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ أآﻞ اﻟﻠﺤﻢ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻳﻤﺎرس إﻣﺎﺗﺔ اﻟﺠﺴﺪ واﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻞ ﻳﻤﺎرس ﻓﻀﻴﻠﺔ أﺳﻤﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ هﻲ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ .واﻟﺮ ّ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻌﻞ ﺧﻀﻮع ﻳﺴ ّﺮ اﷲ أآﺜﺮ ﻣﻦ إﻣﺎﺗﺔ اﻟﺠﺴﺪ! ﻣﻠﻌﻮن ﻣﻦ ﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ! ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻟﻔَﻲ ﺳﻨﺔ آﺎن اﻟﻤﺠﺮم وﺳﻔّﺎك اﻟﺪﻣﺎء وﻗﻄّﺎع اﻟﻄﺮق وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﺮور اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻳﺼﻠﺐ وﻳﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﺸﻬﺪًا ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،وﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ واﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ،واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﻟﻠﻌﻨﺔ! هﻜﺬا ﻣﺎت ﻷﺟﻠﻚ – أﻳّﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن – ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻣﺎت ﻣﺤﻜﻮﻣًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﻠﻤًﺎ وﺟﻮرًا ﺑﺄﻧّﻪ أﺣﺪ أوﻟﺌﻚ اﻷﺷﺮار اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ .واﺣﺘﻤﻞ ذاك اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻤﺸﻬﻮر – ﻣﻠﻌﻮن ﻣﻦ ﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ. وﻟﻜﻦ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺻﻴّﺮ ذﻟﻚ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻓﺨﺮًا ،وﺗﻠﻚ اﻟﻠﻌﻨﺔ ﺑﺮآﺔ ،وﺻﻴّﺮ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،رﻣﺰ اﻟﻌﺎر واﻟﻠﻌﻨﺔ ،رﻣﺰًا ﻟﻠﺸﺮف واﻟﻤﺠﺪ ،رﻣﺰ اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ، رﻣﺰ اﻟﺨﻴﺮات واﻟﺒﺮآﺎت اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ!!
١٧٦ ﻲ إذًا أن ﺗﺘﺤﺮّك ﻋﻮاﻃﻔﻪ آﻠّﻤﺎ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﺗﻬﺘ ّﺰ ﺟﻮارﺣﻪ ﻓﻴﺠﺪر ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺤ ّ وﻳﻬﻔﻮ ﻗﻠﺒﻪ إﻟﻰ ذاك اﻟﺬي ﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻴﻪ! ﻲ أن ﻳﻐﺮق ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺂﻻم اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺬي ﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻳﺠﺪر ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺤ ّ وﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم اﻟﻤﺒﺎرك .ﺳُﺌﻞ أﺣﺪ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ :ﻣﺎ هﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻴﻪ آ ّ ن آﺘﺎب ﺗﺄﻣّﻠﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ هﻮ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺼﻠﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ. ﻞ ﻳﻮم؟ ﻓﺄﺟﺎب :إ ّ وهﻮ آﺘﺎب ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ أن ﻳﻨﻬﻲ ﻣﻄﺎﻟﻌﺘﻪ ودرﺳﻪ. آﺘﺎب ﺣﺮوﻓﻪ وآﻠﻤﺎﺗﻪ وﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻣﻌﻨﺎهﺎ ﻣﺤﺒّﺔ ،ﺗﻀﺤﻴﺔ ،ﺑﺬل ،ﺳﺨﺎء .إذا ﻗﻀﻴﺖ ﻞ ﻳﻮم ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ ﺗﺄﻣّﻞ ﺑﻴﺴﻮع اﻟﻤﺼﻠﻮب ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻘﺪار ﻲ –آّ – أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻣﺤﺒّﺔ ﻳﺴﻮع ﻟﻚ ،وﺗﺤﺮّآﺖ ﻋﻮاﻃﻔﻚ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺎدﻟﻪ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﻓﺘﺘﺤﻤّﻞ ﻷﺟﻠﻪ آ ّ ﻞ ﻣﺎ ﻳﻐﻴﻈﻪ!! ﻳﺼﻴﺒﻚ ﻣﻦ ﺁﻻم ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﺘﺠﻨّﺐ آ ّ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ﻟـﻤّﺎ اﺷﺘ ّﺪ اﺿﻄﻬﺎد اﻟﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ ﻟﺸﻌﺐ اﷲ ﺻﺮخ اﻟﺸﻌﺐ إﻟﻰ اﷲ ﻓﺴﻤﻊ ﻟﻬﻢ وأﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻟﻴﺴﻜﻨﻬﻢ أرض ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .ﻓﻠـﻤّﺎ ﺻﺎروا ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳّﺔ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ ﻦ ﻦ واﻟﺴﻠﻮى ﺧﺒﺰًا وﻟﺤﻤًﺎ .ﻓﺎﻗﺘﺎﺗﻮا ﺑﺎﻟﻤ ّ ﻧﻘﺼﻬﻢ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺰاد .ﻓﺄﻧﺰل ﻟﻬﻢ اﷲ اﻟﻤ ّ واﻟﺴﻠﻮى أرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺣﺘّﻰ دﺧﻠﻮا أرض ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .ﻓﺎﻟﻤﻦ آﺎن رﻣﺰ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳّﺔ وﻣﺎﺗﻮا ،أﻧﺎ ﺧﺒﺰ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ب ﻳﺴﻮع :ﺁﺑﺎؤآﻢ أآﻠﻮا اﻟﻤ ّ اﻟﻤﻘﺪّس .ﻗﺎل اﻟﺮ ّ ﻳﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ﻳﺤﻴﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ أي ﻳﺤﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺨﺎﻟﺪة! ﻓﻀﻞ اﻷ ّم ﻋﻠﻰ اﻷوﻻد ﻣﺎ أﺳﻌﺪ أوﻟﺌﻚ اﻷوﻻد اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮدّد أﻣّﻬﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺸﻮرات اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ وﺗﺤﺒﺐ إﻟﻴﻬﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺒﺮورة ،وﺗﺤﺮّﺿﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨّﺐ اﻟﺸ ّﺮ واﻋﺘﻨﺎق اﻟﺨﻴﺮ واﻟﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﺮﻓﻘﺎء اﻷﺷﺮار!! ﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ أ ّم ﻗﺪّﻳﺴﺔ ،اﺣﺘﻤﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺪ ﺗﺮﺑّﻰ "ﺷﺎﺗﻮﺑﺮﻳﺎن" اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻻﻓﺮﻧﺴ ّ ن أﻣّﻪ ﻟﻔﻈﺖ أﻧﻔﺎﺳﻬﺎ آﺜﻴﺮًا ﻟﻄﻴﺸﻪ وﺳﻮء ﺳﻠﻮآﻪ ،وﻟـﻤّﺎ آﺎن ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ أهﻠﻪ ﺑﻠﻐﻪ أ ّ
١٧٧ اﻷﺧﻴﺮة وهﻲ ﺗﺼﻠّﻲ ﻷﺟﻠﻪ .وآﺎن آﻼﻣﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮ هﺬا :اآﺘﺒﻮا إﻟﻰ اﺑﻨﻲ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ – ن وﺻﻴّﺔ أﻣّﻚ اﻷﺧﻴﺮة هﻲ اﻟﻄﻠﺐ إﻟﻴﻚ ﺑﺎآﻴﺔ ،أن ﺗﺘﻮب إﻟﻰ اﷲ وﺗﺼﻠﺢ ﺳﻠﻮآﻚ إّ وﺗﺨﻠّﺺ ﻧﻔﺴﻚ. ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻮﺻﻴّﺔ ﻣﻦ أ ّم ﻗﺪّﻳﺴﺔ ﻗﺪ أﺛّﺮت ﻓﻲ ﻗﻠﺐ "ﺷﺎﺗﻮﺑﺮﻳﺎن" ﺟ ّﺪ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ إﻟﻰ ﺣ ّﺪ أﻧّﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻋﺎﺟﺰًا ﻋﻦ رﻓﺾ ﻃﻠﺐ أﻣّﻪ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ .ﻓﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﷲ وآﺘﺐ آﺘﺒﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ دﺣﻀﺖ أﺿﺎﻟﻴﻞ آﺜﻴﺮة وأدّت ﺧﺪﻣﺎت ﺟُﻠﻰ ﻟﻠﺪﻳﻦ وﻟﻮﻃﻨﻪ! ﻻ ﻗﺎل اﻟﻤﻄﺮان "ﻳﻮﻧﺎر" أﻧّﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﺮأ ﺣﻴﺎة رﺟﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﻌﻠﻤﻪ وﻗﺪاﺳﺘﻪ ﻓﺤﺎ ً ن ﻳﻨﺒﻮع ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻣﺘﻔﺠّﺮ ﻣﻦ أ ّم ﺗﻘﻴّﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ. أﺳﺄل ﻋﻦ أﻣّﻪ وﻏﺎﻟﺒًﺎ أﺟﺪ أ ّ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﺎﺳﻴﻠﻴﻮس اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺻﺮخ ﻋﻨﺪ ﻣﻮت أﻣّﻪ .أﺷﻜﺮك ﻳﺎ إﻟﻬﻲ آﺜﻴﺮًا ﻷﻧّﻚ أﻋﻄﻴﺘﻨﻲ أﻣًّﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺔ .وهﻜﺬا ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻏﺮﻳﻐﻮرﻳﻮس اﻟﻨـﺰﻳـﻨـﺰي ﻋﻨﺪ ﺗﻮدﻳﻊ أﻣّﻪ اﻟﻮداع اﻷﺧﻴﺮ! ﻞ ﺷﻲء ﺣﺘّﻰ واﻟﻘﺪّﻳﺲ أﻏﻮﺳﻄﻴﻨﻮس اﻟﻌﻈﻴﻢ آﺎن ﻳﻘﻮل :أﻧﺎ ﻣﺪﻳﻮن ﻷ ّﻣﻲ ﺑﻜ ّ ن دﻣﻮﻋﻬﺎ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر وإﻣﺎﺗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻷﺟﻠﻲ ﻋﻄﻔﺖ ﻗﻠﺐ اﷲ ﺑﻨﻔﺴﻲ .ﻷ ّ ﻲ ﻓﺄﻧﺎرﻧﻲ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﻓﺮﺟﻌﺖ إﻟﻴﻪ وﺗﺒﺖ ﻋﻦ ﺷﺮوري. ﻋﻠ ّ واﻟﻘﺪّﻳﺲ اﻟﺸﻬﻴﺮ "ﻓﻴﺎﻧﻲ" آﺎن ﻳﺘﺬآّﺮ ﺑﺘﺄﺛّﺮ وﺣﻨﻮ ﻗﻮل أﻣّﻪ ﻟﻪ :ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰي ﺟﺎن إذا أﻏﻈﺖ اﷲ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﺗﺤﺰﻧﻨﻲ آﺜﻴﺮًا! وﻣﻦ أﻗﻮال هﺬا اﻟﻜﺎهﻦ اﻟﻘﺪّﻳﺲ :ﻋﻠﻰ ﺐ ﻟﺪى ﻣﺸﺎهﺪﺗﻪ أﻣّﻪ! اﻟﻮﻟﺪ أن ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﺪّة اﻟﺤ ّ وﻳﻌﻮد ﻓﻀﻞ ﻗﺪاﺳﺔ أآﺜﺮ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ إﻟﻰ أﻣّﻬﺎﺗﻬﻢ!! اﻟﻔﺘﺎة واﻟﻌﻤﻞ اهﺮﺑﻲ – أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة – ﻣﻦ اﻟﻜﺴﻞ ﻷﻧّﻪ ﻳﺠﻠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﺮورًا آﺜﻴﺮة وﻳﺨﺴﺮك ن زوﺟﻚ ﺳﻴﻜﻮن ﺗﻌﻴﺴًﺎ وﻋﺎﺋﻠﺘﻚ ﺷﻘﻴّﺔ ﻓﻮاﺋﺪ ﻋﻈﻴﻤﺔ .ﻓﺈذا آﻨﺖ آﺴﻮﻟﺔ أﺑﺸﺮّك ﺑﺄ ّ وﺑﻴﺘﻚ ﺧﺮاﺑًﺎ!! ﺣﺎرﺑﻲ اﻟﻜﺴﻞ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ وﻻ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺑﻄّﺎﻟﺔ ﻣﺠﻠﺒﺔ ﻟﻠﺨﻄﻴﺌﺔ .أﻣﺎﻣﻚ ﻣﻴﺪان وﺳﻴﻊ ﺟﺪًّا ﻼ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟِﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻌﻠّﻤﻲ وﺗﻌﻤﻠﻲ. ن اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﻃﻮﻳ ً ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻞ إ ّ
١٧٨ ﻓﺄﺷﻐﺎل اﻟﻤﻨـﺰل آﺜﻴﺮة اﻷﻧﻮاع واﻟﻔﻨﻮن .ﻓﺎﺟﺘﻬﺪي أن ﺗﺘﻌﻠّﻤﻴﻬﺎ وﺗﺤﺬﻗﻴﻬﺎ! ﺗﻌﻠّﻤﻲ اﻟﻄﺒﺦ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻪ واﻟﺤﻠﻮﻳّﺎت ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ .ﺗﻌﻠّﻤﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﻨـﺰل وﻧﻈﺎﻓﺘﻪ .ﺗﻌﻠّﻤﻲ ﻞ أﻧﻮاع ﺷﻐﻞ اﻹﺑﺮة وﺷﻐﻞ اﻟﺼﻮف واﻟﺮﺗﻲ واﻟﻜَﻲ اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ واﻟﺘﻄﺮﻳﺰ وآ ّ وإﺻﻼح اﻟﺜﻴﺎب ،وﺳﺎﺋﺮ أﻧﻮاع اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺒﻴﺘﻴّﺔ .ﻓﺎﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻬﺎ اﻟﺒﻴﺘﻴّﺔ ﺗﻜﻮن آﺎﻟﻌﻴﻦ ﺑﻼ ﻧﻈﺮ وآﺎﻷذن ﺑﺪون ﺳﻤﻊ وآﺎﻟﻌﻄﺮ ﺑﺪون راﺋﺤﺔ! وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺤﺬﻗﻴﻦ هﺬﻩ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻤﻨـﺰﻟﻴّﺔ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺎﻣﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ زوﺟﻚ واﻟﻨﺎس. ﻓﺎﻟﺠﻤﺎل واﻟﺘﺠﻤّﻞ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة ،ﻓﺈذا ﺗﺰوّﺟﺖ وأﻧﺖ ﺗﺠﻬﻠﻴﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺒﻴﺘﻴّﺔ ﻓﻼ ﻳﻄﻮل اﻷﻣﺮ ﺑﻚ ﺣﺘّﻰ ﺗﺼﻴﺮي ﺣﻘﻴﺮة ﻓﻲ ﻋﻴﻦ زوﺟﻚ! وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ إذا آﻨﺖ ﺐ ﺑﺎرﻋﺔ ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﺒﻴﺖ ﻓﺘﻮﺟﺒﻲ ﻋﻠﻰ زوﺟﻚ أن ﻳﺤﺘﺮﻣﻚ وﻳﻌﺘﺒﺮك وﻳﺤﺒّﻚ .واﻟﺤ ّ ﻳﺴﻜﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ رﻏﺪ اﻟﻌﻴﺶ وهﻨﺎءة اﻟﺤﻴﺎة! ﻟﺬﻟﻚ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ – أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة – ﻣﻨﺬ اﻵن أن ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻧﺸﻴﻄﺔ ﻣﺤﺒّﺔ اﻟﻌﻤﻞ ن اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻘﺪّس ﻻ ﻳﺠﻮز ﺺ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻤﺮأة ،إ ّ ﻞ ﺷﻲء ﻳﺨﺘ ّ وراﻏﺒﺔ ﻓﻲ أن ﺗﺘﻌﻠّﻤﻲ آ ّ أن ﺗﻀﻴّﻌﻴﻪ ﺑﺎﻟﻠﻬﻮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ!! اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ ﻣ ّﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺮار أﻣﺎم ﻣﺼﻠﻮب آﺒﻴﺮ ﻓﺄﺧﺬوا ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ﺑﻬﺰء ن وﺳﺨﺮﻳﺔ ،ﻓﺮﺷﻘﻬﻢ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺼﻠﻮب ﺑﻨﻈﺮة ﻏﻀﺐ ﻓﺨﺎﻓﻮا ﺧﻮﻓًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﺣﺘّﻰ أ ّ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺳﻘﻄﻮا ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻐﺸﻴًﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف. ب ي ﺧﻮف ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄة ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺮ ّ ﻓﺄ ّ ﻳﺴﻮع ﻳﻐﻀﺐ وﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ﺑﺘﻬﺪﻳﺪ :اﻏﺮﺑﻮا ﻋﻨّﻲ ﻳﺎ ﻣﻼﻋﻴﻦ إﻟﻰ ﻧﺎر اﻷﺑﺪ اﻟﻤﻌﺪّة ﻟﻜﻢ!!
١٧٩ ﻋﻴﺪ اﻟﺠﺴﺪ ن ﺗﻜﺮﻳﻢ هﺬا اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺬي اﺗّﺨﺬﻩ اﺑﻦ اﷲ ﻲ .إ ّ ﻳﺤﺘﻔﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮن ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺠﺴﺪ اﻹﻟﻬ ّ ﻟﻴﻔﺪﻳﻨﺎ ﺑﻪ .هﻮ واﺟﺐ ﻣﻘﺪّس :اﺗّﺨﺬ اﺑﻦ اﷲ هﺬا اﻟﺠﺴﺪ واﺗّﺤﺪﻩ ﺑﻼهﻮﺗﻪ ﻓﺴﻤﺎ وﺗﺄﻟّﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ آﺎﻓﻴًﺎ ﻟﻠﻔﺪاء واﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﺒﺸﺮ. هﺬا اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻪ وﻗﻔﻪ وآﺮّﺳﻪ اﺑﻦ اﷲ ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻨﺎ وﺧﺪﻣﺘﻨﺎ ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﺬ اﻟﻮﻻدة ﺑﻀﺤﻴﻪ ﻼ أﺧﺬ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ ﻓﻮﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ وآﺎﺑﺪ اﻟﺒﺮد واﻟﻔﻘﺮ واﻟﻀﻴﻖ .وﻟـﻤّﺎ آﺒﺮ ﻗﻠﻴ ً ﻼ اﻟﺘﻌﺐ واﻟﻜ ّﺪ واﻟﺠﻬﺎد إﻟﻰ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺠﻮل ﻓﻲ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎرة ﻣﺘﺤ ّﻤ ً ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻳﻌﻠّﻢ وﻳﺒﺸّﺮ وﻳﺼﻨﻊ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ وﺑﻌﺪ ﺛﻼث ﺳﻨﻴﻦ وﻧﺼﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ل واﻟﺒﺬل واﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗﺪّم هﺬا اﻟﺠﺴﺪ ﻟﻠﺠﻠﺪ واﻟﻌﺬاب واﻹهﺎﻧﺔ واﻟﺬ ّ اﻟﺼﻠﻴﺐ. هﺬا اﻟﺠﺴﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺴﻮع ﻟﻴﻠﺔ ﺁﻻﻣﻪ وﻟﻴﻤﺔ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺴﺮّي وﻗﺪّﻣﻪ ﻟﻨﺎ ﻃﻌﺎﻣًﺎ وﻏﺬا ًء ﻧﻐﺘﺬي ﺑﻪ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة! أي رﺟﻞ ﻣﻬﻤﺎ آﺎن آﺮﻳﻤًﺎ وﺳﺨﻴًّﺎ وﻣﺤﺒًّﺎ ﻳﻘﺪّم إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻓﻲ وﻟﻴﻤﺔ أﻗﺎﻣﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ دﻣﻪ وﺟﺴﺪﻩ؟ هﺬا هﻮ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺬي ﺗﻌﺠّﺐ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ آﻴﻒ ﻳﺄآﻠﻮﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻬﻢ ﻳﺴﻮع :آﻠﻮا ﺟﺴﺪي واﺷﺮﺑﻮا دﻣﻲ وإن ﻟﻢ ﺗﺄآﻠﻮا ﺟﺴﺪي وﺗﺸﺮﺑﻮا دﻣﻲ ﻓﻼ ﺣﻴﺎة ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ. ﻲ ﻗﺪّس ﺟﺴﺪك ﻟﻴﻠﻴﻖ ﺑﺠﺴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ! أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻗﺪّس ﺷﻔﺘﻴﻚ ﻟﺘﻠﻴﻘﺎ ﺑﻘﺒﻮل ﺟﺴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪّس ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻟﻴﻠﻴﻖ ﺑﻠﻤﺲ ﺟﺴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪّس ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻟﻴﻠﻴﻖ ﺑﻬﻤﺎ أن ﺗﻨﻈﺮا إﻟﻰ ﺟﺴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ. ن اﻟﻤﺴﻴﺢ أﻋﻄﺎك ذاﺗﻪ ﺑﻜﻠﻴّﺘﻬﺎ!! ﻗﺪّس ذاﺗﻚ ﺑﻜﻠﻴّﺘﻬﺎ وﻗﺪّﻣﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻷ ّ
١٨٠ ﺧﺒﺮ آﺎن ﻋﻠﻰ أﻳّﺎم اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻓﻢ اﻟﺬهﺐ رﺟﻞ آﺎﻓﺮ وﻋﺒﺜًﺎ ﺣﺎول اﻟﻘﺪّﻳﺲ إﻗﻨﺎﻋﻪ ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ إذا أﻧﺖ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس وﻣﺮرت أﻣﺎم ﺑﻴﺘﻲ وﺳﺠﺪت ﺑﻐﻠﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺮورك ﻓﺤﻴﻨﺌ ٍﺬ أؤﻣّﻦ ﻓﺮﺿﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺲ وﺣﻤﻞ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻳﺮاﻓﻘﻪ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻠﻤّﺎ وﺻﻞ ﻗﺮب اﻟﺒﻴﺖ ﺗﺮآﺖ اﻟﺒﻐﻠﺔ أآﻠﻬﺎ وﺳﺠﺪت ﻓﺂﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ ورﺟﻊ ﻋﻦ آﻔﺮﻩ ﻧﺎدﻣًﺎ ﺳﻔًﺎ. ﻣﺘﺄ ّ ﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻨﺎﻇﺮة ﺑﻴﻦ اﻟﺤ ّ ﻖ أﺳﺎس اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻌﺪاﻟﺔ. ﻖ ورﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﻔﺎﺧﺮًا وﻗﺎل :أﻧﺎ اﻟﺤ ّ وﻗﻒ اﻟﺤ ّ ﻖ إذا ﺗﻜﻠّﻤﺖ ﺻﻤﺖ اﻟﺒﺎﻃﻞ وأﺻﻐﺖ اﻵذان .وﺧﻀﻌﺖ ﻟﻲ اﻟﺮؤوس هﻴﺒﺔ أﻧﺎ اﻟﺤ ّ ﻻ. وإﺟﻼ ً ت اﺧﺘﺒﺄ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﺘﺴّﺘﺮًا ﺑﺜﻮب اﻟﺨﺠﻞ واﻟﺨﺰي! ﻖ إذا ﻇﻬﺮ ُ أﻧﺎ اﻟﺤ ّ ﻖ إذا اﻧﺘﺼﺒﺖ اﺑﺘﻬﺠﺖ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻤﻈﻠﻮﻣﺔ! أﻧﺎ اﻟﺤ ّ ﻖ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺬهﺐ واﻟﺠﻮاهﺮ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ! أﻧﺎ اﻟﺤ ّ ﻖ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﻄﻘﻨﻲ ﻧﺎل اﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﻤﺠﺪ! أﻧﺎ اﻟﺤ ّ ﻖ اﻟﺤﺎآﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب! أﻧﺎ اﻟﺤ ّ ﻖ ﻣﻦ اﻣﺘﻠﻜﻨﻲ ﻓﻬﻮ ﺳﻠﻄﺎن! أﻧﺎ اﻟﺤ ّ اﻟﺒﻄﻞ ﺖ وﻗﻒ اﻟﺒﺎﻃﻞ ورﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﺘﺸﺎﻣﺨًﺎ وﻗﺎل :أﻧﺎ إذا ﺗﻜﻠّﻤﺖ وﺑﻴﺪي اﻟﺮﺷﻮة أﺳﻜ ّ ﻖ .وأآﺜﺮ اﻟﻀﺠﻴﺞ ﻓﻲ ﻖ وذرر ُ اﻟﺤ ّ ت اﻟﺮﻣﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻮن ﻓﺘﻌﻤﻰ ﻋﻦ رؤﻳﺔ اﻟﺤ ّ اﻵذان ﻓﻴﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮت اﻟﺤﻖّ؟ ﻖ ﻓﻴﺘﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻴﻒ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ؟ ي وﺷﺎح اﻟﺤ ّ أﻧﺎ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻳﻤﻨﻄﻘﻨﻲ اﻟﻘﻮ ّ ﻖ ﻓﻴﻘﻬﺮ اﻟﻔﻘﻴﺮ! ﻲ ﺛﻮب اﻟﺤ ّ وﻳﻠﺒﺴﻨﻲ اﻟﻐﻨ ّ
١٨١ ﻖ وﻳﺪﻓﻨﻮﻧﻪ ﺑﻴﻦ أﻧﺎ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻳﺘﺴﻠّﺢ ﺑﻲ اﻟﺠﺒّﺎر اﻟﻄﻤّﺎع واﻟﻈﺎﻟﻢ اﻟﻔﺎﺟﺮ ﻓﻴﻘﺘﻠﻮن اﻟﺤ ّ أﻧﻴﻦ اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ وﺗﻨﻬّﺪات اﻟﻀﻌﻔﺎء! ﻖ اﻟﺤ ّ ﻲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺴﺘﻬﺒﻂ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﺧ َﺰ أﻳّﻬﺎ اﻟﺒﺎﻃﻞ .إﻧّﻚ وإن ارﺗﻔﻌﺖ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻋﻠ ّ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﻮّة اﻟﺴﺤﻴﻘﺔ! ي ﺗﺠﺮف ﻣﻦ ﺗﻤﺴّﻚ ﺑﻚ إﻟﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﻨﺎر اﺧ َﺰ أﻳّﻬﺎ اﻟﺒﺎﻃﻞ .ﻷﻧّﻚ آﺎﻟﻨﻬﺮ اﻟﻘﻮ ّ اﻷﺑﺪﻳّﺔ! ﻲ! وأﻧﺖ ﺳﺘﺬوب آﺎﻟﺪﺧﺎن اﻟﻘﺎﺗﻢ ﻖ ﻓﺴﺄﻟﻤﻊ آﺎﻟﺬهﺐ أﻣﺎم اﻟﻌﺪل اﻹﻟﻬ ّ أﻣّﺎ أﻧﺎ اﻟﺤ ّ اﻟﻜﺮﻳﻪ!! * * * أهﺪى رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴّﺎت اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺳﻨﺔ ١٩٣٢إﻟﻰ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻴﻮس أرﺑﻌﻴﻦ أﻟﻒ ﻓﺮﻧﻚ إﻳﻄﺎﻟﻲ ﻗﺪ وﻓّﺮﻩ أﻋﻀﺎء هﺬﻩ اﻟﺠﻤﻌﻴّﺎت ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﺷﺮب اﻟﺪﺣﺎن وﻏﻴﺮهﺎ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻲ ن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﻏﻤﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺮح وﻧﺸﻮة ﻣﻦ اﻻﺑﺘﻬﺎج ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻤﺠﻤﻊ إّ ﻲ .راﺟﻴًﺎ ﻣﻦ اﷲ أن ﻳﻠﻬﻢ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻧﻌﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎد واﻟﻮﺣﺪة. اﻟﻤﺴﻜﻮﻧ ّ ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺳﻞ ﺗﻘﻴﻢ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻴّﺔ وﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻋﺪدهﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ إّ ﻣﺠﻤﻌًﺎ وهﺬا اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ هﻮ اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﺸﺮون .وﻟﻜ ّ ﻞ ﻣﺠﻤﻊ ﻏﺎﻳﺔ .ﻓﺎﻟﻤﺠﻤﻊ ﻲ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺮوح اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ وإﻧﻌﺎﺷﻬﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣﻴﺎة ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ،ﻏﺎﻳﺘﻪ اﻟﺤﺎﻟ ّ إﻋﻼن وﺟﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻔﺎدي واﻟﻤﺨﻠّﺺ وﻧﺸﺮ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ وﺟﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﺗﺘﺬوّﻗﻬﺎ وﺗﺤﻴﺎهﺎ .وﺑﺬل اﻟﺠﻬﺪ واﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻮﺣﺪة واﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻋﺎﺋﻠﺔ واﺣﺪة وآﻨﻴﺴﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ إﻳﻤﺎن واﺣﺪ. ﻞ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻈﻤﺔ وﻗﻮّة واﺳﺘﻌﺪادًا .ﻓﻘﺪ ﻋﻴّﻦ ن هﺬا اﻟﻤﺠﻤﻊ ﻳﻔﻮق آ ّ إّ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ١٥ﻟﺠﻨﺔ – ﻋﺪد أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ٨٠٠ﺗﺴﺘﻌ ّﺪ ﻣﻨﺬ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﺑﻜ ّﺪ وﺟﻬﺪ
١٨٢ ﻲ وﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻹﻋﺪاد هﺬا اﻟﻤﺠﻤﻊ .وﻗﺪ أرﺳﻞ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف أﺳﻘﻒ وﻻهﻮﺗ ّ أﺳﺌﻠﺔ ﻟﺪرﺳﻬﺎ واﻟﺠﻮاب ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻗﺪ ﺟﺎءت أﺟﻮﺑﺔ هﺆﻻء اﻷﺳﺎﻗﻔﺔ وﺟﻤﻌﺘﻬﺎ اﻟﻠﺠﺎن ل ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﺴﻌﻲ واﻟﺒﺬل واﻟﻤﺤﺒّﺔ اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ ﻞ ذﻟﻚ ﻳﺪ ّ وﻧﺴّﻘﺘﻬﺎ واﺳﺘﺨﻠﺼﺘﻬﺎ .آ ّ ﻞ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎد واﻟﻮﺣﺪة ﺑﻞ ﻳﻠﺰم ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ اﷲ ﻟﻨﺠﺎح هﺬا اﻟﻤﺠﻤﻊ .ﻟﻜﻦ آ ّ ﻲ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻞ ﻣﺴﻴﺤ ّ ﻻ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ واﻟﺼﻼة .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ آ ّ وهﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻻ ﺗﻌﻄﻰ إ ّ وﻳﺼﻠّﻲ. ﺧﺒﺮ دﺧﻞ رﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ وﻟﻴﻤﺔ ﻣﻠﻚ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻓﺄآﻞ وﺷﺒﻊ ﺛ ّﻢ ﺧﺮج دون أن ﻳﺸﻜﺮ اﻟﻤﻠﻚ .ﻓﻐﻀﺐ ﻧﺪﻣﺎء اﻟﻤﻠﻚ .ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﺎ رأﻳﻜﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺮﺟﻞ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا إﻧّﻪ وﺣﺶ ﻳﺴﺘﺤ ّ ﻖ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻘﺮ .ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻠﻚ ،آﺜﻴﺮون ﻳﺄآﻠﻮن وﻳﺸﺒﻌﻮن دون ﻞ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﺮات!! أن ﻳﺸﻜﺮوا اﷲ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ ﻟﻬﻢ آ ّ *** ﻲ اﻷﻋﺰب اﻟﺬي ﺗﻮﻓّﻰ ﺳﻨﺔ ١٩٣٣ﻣﻊ ﻏﻨﺎﻩ ﻳﺘﻘﺸّﻒ ﻓﻲ آﺎن ﻧﻘﻮﻻ ﻗﻤﺎﻃﻲ اﻟﺘﻘ ّ ﻃﻌﺎﻣﻪ وﻟﺒﺴﻪ وآﺎن ﻳﻨﺎم ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش ﺧﺸﻦ وذﻟﻚ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﻹﻣﺎﺗﺔ واﻟﺘﻘﺸّﻒ وﻗﻬﺮ اﻟﺬات اﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻟﻤﻮا ذواﺗﻬﻢ ﺣﺒًّﺎ ﺑﻴﺴﻮع اﻟﺬي ﺗﺄﻟّﻢ ﻷﺟﻠﻬﻢ! ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن )ﺗﺎﺑﻊ( أﺛﺒﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس وﻣﻦ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ن اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻋﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻷﻧّﻬﻢ واﻵن ﻧﺘﺎﺑﻊ اﻟﻜﻼم ﻋﻨﻪ ﻓﻨﻘﻮل إ ّ ﻳﻮﻟﺪون ﻣﻴﻼدًا روﺣﻴًّﺎ واﺣﺪًا وأﻣّﺎ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻓﻬﻮ ﻏﺬاء هﺬﻩ اﻟﻌﻴﻠﺔ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ وﻣﺎﺋﺪﺗﻬﺎ اﻟﻮاﺣﺪة ﻳﺄآﻠﻮن ﻃﻌﺎﻣًﺎ واﺣﺪًا وﻳﺠﻠﺴﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة واﺣﺪة أﻏﻨﻴﺎء وﻓﻘﺮاء أﺻﺤّﺎء وﻣﺮﺿﻰ ،آﺒﺎرًا وﺻﻐﺎرًا .وﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة واﺣﺪة! ب ﻳﺴﻮع أن ﻳﻀﻊ ﻟﻨﻔﻮﺳﻨﺎ ﻏﺬا ًء آﻤﺎ وﺿﻊ ﻷﺟﺴﺎدﻧﺎ ﻏﺬاء .وأﻣﺮﻧﺎ أن أراد اﻟﺮ ّ ﻧﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻐﺬاء ﺑﻘﻮﻟﻪ :آﻠﻮا ﺟﺴﺪي واﺷﺮﺑﻮا دﻣﻲ .وهﺪّدﻧﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪًا ﻣﺨﻴﻔًﺎ إن ﻟﻢ ﻧﺄآﻞ ﻣﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﻘّﻨﻲ .ﺑﺎﻟﺘﻨﺎول ﻣﻦ هﺬا اﻟﻐﺬاء ﻧﺤﺼﻞ
١٨٣ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ :ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﺟﺴﺪي وﻳﺸﺮب دﻣﻲ ﺗﺠﺐ ﻟﻪ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ وأﻧﺎ ﻲ وأﻧﺎ أﻗﻴﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻷﺧﻴﺮ! ﺑﺎﻟﺘﻨﺎول ﻧﺤﻴﺎ ﺑﻴﺴﻮع وﻳﺴﻮع ﻓﻴﻨﺎ! ﻣﻦ ﻳﺄآﻠﻨﻲ ﻳﺤﻴﺎ ﻓ ّ ﻲ وأﻧﺎ ﻓﻴﻪ! ﻓﻴﻪ! ﺑﺎﻟﺘﻨﺎول ﻧﺘّﺤﺪ ﺑﻴﺴﻮع وﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﺴﻮع! ﻣﻦ ﻳﺄآﻠﻨﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻓ ّ وﻟﻜﻦ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﱢﻨﻌَﻢ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﻨﺎول ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ وهﻲ ﺛﻼث (١ :ﺣﺎل اﻟﻨﻌﻤﺔ (٢ .اﻟﺼﻮم (٣ .اﻻﺳﺘﻌﺪاد. ب ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻣﻦ (١ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻌﻤﺔ :ﻣﻦ أراد أن ﻳﺘﻨﺎول ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ ب وهﻮ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ،واﻟﻮﻳﻞ ﺛ ّﻢ اﻟﻮﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻨﺎول ﺟﺴﺪ اﻟﺮ ّ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﺘﻨﺎول دﻳﻨﻮﻧﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ. ﻼ ن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻗﺪ ﺣﻮّرت اﻟﺼﻮم اﻟﻘﺮﺑﺎﻧﻲ وﺧﻔّﻔﺘﻪ ﺗﺴﻬﻴ ً (٢اﻟﺼﻮم :إ ّ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .ﻓﺎﻟﺼﻮم ﻟﻠﺘﻨﺎول ﺳﻮاء آﺎن ﺻﺒﺎﺣًﺎ أم ﻣﺴﺎ ًء .أم ﻓﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻬﻮ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻷآﻞ وﺷﺮب اﻟﻜﺤﻮل واﻟﺴﻮاﺋﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻬﻮة واﻟﺤﻠﻴﺐ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻨﺎول ﺑﺴﺎﻋﺔ واﺣﺪة ،وأﻣّﺎ ﺷﺮب اﻟﻤﺎء اﻟﺼﺮف ﻓﻼ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻨﺎول وآﺬﻟﻚ أﺧﺬ اﻷدوﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬﺎ. ﺐ (٣اﻻﺳﺘﻌﺪاد :هﻮ اﻟﺸﻮق إﻟﻰ اﻟﺘﻨﺎول واﻟﺼﻼة وإﺑﺮاز أﻓﻌﺎل وﻋﻮاﻃﻒ ﺣ ّ ﻲ هﻮ أه ّﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﻮم اﻟﺬي ﺧﻔّﻔﺘﻪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .وﺑﻌﺪ ﻟﻴﺴﻮع .وهﺬا اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺮوﺣ ّ اﻟﺘﻨﺎول ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻜﺮ ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ زﻳﺎرﺗﻪ وﺗﻮاﺿﻌﻪ وﻣﺤﺒّﺘﻪ وﻧﺒﺎدﻟﻪ ﻣﺤﺒّﺘﻪ وﻧﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ! ﻗﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪء اﻟﻜﻼم ﻋﻦ ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن أﻧّﻪ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘﻴﻦ – ﺳﺮًّا وذﺑﻴﺤﺔ وﻗﺪ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ ﺳ ّﺮ واﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ هﻮ ذﺑﻴﺤﺔ. ﻗﺪ أﻣﺮ اﷲ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﺄن ﻳﻘﺪّﻣﻮا ﻟﻪ ذﺑﺎﺋﺢ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ واﻟﻌﺠﻮل ب. وﻏﻴﺮهﺎ .ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﺬﺑﺤﻮن اﻟﻐﻨﻢ واﻟﻌﺠﻮل وﻳﻘﻄﻌﻮﻧﻬﺎ وﻳﺤﺮﻗﻮﻧﻬﺎ ذﺑﻴﺤﺔ ﻟﻠﺮ ّ ﻓﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻗﺪ أﺑﻄﻠﺖ ذﺑﺎﺋﺢ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﺣﻠّﺖ ﻣﺤﻠّﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ. ن ﻳﺴﻮع ﻳﺘﻼﺷﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬﺑﺢ وذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس هﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻷ ّ ﻲ ﺑﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس ﺑﺎﻟﺘﻨﺎول آﻤﺎ ﺗﻼﺷﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺑﺎﻟﻤﻮت .وﻳﺮﺿﻲ أﺑﺎﻩ اﻷزﻟ ّ ن اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ هﻲ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﺷﻲء ﻣﺤﺴﻮس ﻣﻊ إﺗﻼﻓﻪ أو آﻤﺎ أرﺿﺎﻩ ﺑﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻷ ّ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ،ﻳﻘﺪّم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣﺪﻩ اﻋﺘﺮاﻓًﺎ ﺑﺄﻟﻮهﻴّﺘﻪ وﺑﺮوﺑﻴّﺘﻪ .وﺑﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس ﻳﺘ ّﻢ هﺬا
١٨٤ اﻻﺗﻼف واﻟﺘﺤﻮﻳﻞ وذﻟﻚ ﻳﺘﺤﻮﻳﻞ ﺟﻮهﺮ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺨﻤﺮ إﻟﻰ ﺟﺴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻲ ﻳﻮازي أﻋﻈﻢ ودﻣﻪ .وهﺬﻩ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ هﻲ ﻓﻌﻞ ﺗﻮاﺿﻊ ﻋﻤﻴﻖ ﻣﻦ ﻣﺨﻠّﺼﻨﺎ اﻹﻟﻬ ّ اﻟﺬﺑﺎﺋﺢ. وﺑﺎﻟﺘﻨﺎول ﻳﺘﻠﻒ ﻳﺴﻮع آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻠﻒ ذﺑﺎﺋﺢ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺎﻹﺣﺮاق أو ﺑﺎﻷآﻞ. ب ﻳﺴﻮع وهﺬﻩ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ هﻲ ذﺑﻴﺤﺔ وهﺬا اﻹﺗﻼف هﻮ ﻓﻌﻞ ﺗﻀﺤﻴﺔ آﺒﺮى ﻣﻦ اﻟﺮ ّ ﺟﺪﻳﺪة ﻳﻮﻣﻴّﺔ. اﻟﺘﻮﺑﺔ ن اﷲ ﻗﺪ أﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪﻳﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺠﺪﻳﺪ ،ورأﻳﻨﺎ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ ورأﻳﻨﺎ أ ّ ﻞ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ورﺗّﺐ اﻻﻋﺘﺮاف ب ﻳﺴﻮع ﻗﺪ أﻋﻄﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ وﺧﻠﻔﺎءهﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧًﺎ ﻟﺤ ّ ن اﻟﺮ ّ أّ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺎﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ،ﻟﺼﺤﺔ اﻻﻋﺘﺮاف ﺧﻤﺴﺔ ﺷﺮوط(١ : ﻓﺤﺺ اﻟﻀﻤﻴﺮ (٢ .اﻟﻨﺪاﻣﺔ (٣ .اﻟﻘﺼﺪ (٤ .اﻹﻗﺮار ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﻳﺎ (٥ .وﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن أي اﻟﻜﻔﺎرة. ﻓﺤﺺ اﻟﻀﻤﻴﺮ :هﻮ أن ﺗﺘﺬآّﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎك اﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻋﺘﺮاﻓﻚ اﻷﺧﻴﺮ ،وإذا آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻗﺪ اﻋﺘﺮﻓﺖ اﻋﺘﺮاﻓًﺎ ﻧﺎﻗﺼًﺎ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺘﺠﺐ إﻋﺎدﺗﻪ ،ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﻓﺤﺺ ﺿﻤﻴﺮك ﺧﺎﺻّﺔ إذا آﺎﻧﺖ ﻣﺪّة اﻋﺘﺮاﻓﻚ ﻃﻮﻳﻠﺔ .وﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻓﺤﺺ ﺿﻤﻴﺮك ﺗﺬآّﺮ اﻷﻣﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﻴﺖ ،اﻟﻤﺪرﺳﺔ ،اﻟﻤﻠﻌﺐ ،اﻟﻄﺮﻳﻖ، اﻟﻤﻌﻤﻞ ،اﻟﺸﻐﻞ ،اﻷﺷﺨﺎص ،ﺗﺬآّﺮ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ أو ﺑﺎﻟﻘﻮل أو ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أو ﺑﺎﻹهﻤﺎل. ﺐ ج واﻟﻐ ّﻢ ﻣﻦ إﻏﺎﻇﺘﻨﺎ اﷲ اﻟﻤﺤﺴﻦ واﻟﻤﺤ ّ اﻟﻨﺪاﻣﺔ :ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺄﺳﻒ واﻟﺤﺰن واﻟﺘﻮ ّ ن ﺣﺴﻦ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻳﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﺪّة اﻟﺤﺰن واﻟﺘﻮﺟّﻊ اﻟﺬي ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻴﻨﺎ ﻲ اﻟﺼﻼح ،إ ّ واﻟﻜﻠ ّ ﺑﻐﺾ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ وﻗﺼﺪ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﻬﺎ ،وﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﺮّك اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻠﺤﺰن واﻟﺘﺄﺳّﻒ وﺑﻐﺾ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻳﺤﺴﻦ ﺑﻪ أن ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺑﻌﻈﻤﺔ اﷲ وﺣﻘﺎرة ذاﺗﻪ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﺎت اﷲ اﻟﻜﺜﻴﺮة إﻟﻴﻪ ،ﺑﻤﺤﺒّﺔ اﷲ ﻟﻪ وﻧﻜﺮاﻧﻪ ﺟﻤﻴﻞ اﷲ. ب ﻳﺴﻮع ﻷﺟﻠﻪ ،اﻟﺠﻠﺪ اﻷﺷﻮاك ،اﻹهﺎﻧﺎت، وﻟﻴﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺎﻵﻻم اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻤﻠﻬﺎ اﻟﺮ ّ ن اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺼﻠﻮب ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ،اﻟﻌﺬاﺑﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺘّﻰ اﻟﻤﻮت ،إ ّ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ،وﺗﻼوة ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﺑﺘﻮﺟّﻊ وﺣﺰن واﺟﺒﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ اﻻﻋﺘﺮاف.
١٨٥ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻧﻮﻋﺎن آﺎﻣﻠﺔ وﻏﻴﺮ آﺎﻣﻠﺔ ﻓﺎﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ هﻲ أن ﻧﺘﻮﺟّﻊ وﻧﻐﺘ ّﻢ وﻧﺤﺰن ﻷﻧّﻨﺎ أﻏﻈﻨﺎ اﷲ اﻟﻤﺤﺴﻦ واﻟﻤﺤﺐّ ،واﻟﻨﺪاﻣﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ هﻲ أن ﻧﺤﺰن وﻧﻐﺘ ّﻢ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﻨّﻢ وﻣﻦ ﺧﺴﺮان اﻟﺴﻤﺎء .ﻓﺎﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﺗﻤﺤﻮ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﻋﻨﺪ ﻼ اﻟﻀﺮورة دون اﻋﺘﺮاف ﻣﻊ ﻗﺼﺪ اﻻﻋﺘﺮاف ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ آﺎهﻦ .ﻣﺜ ً اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ إذا أوﺷﻚ أن ﻳﻐﺮق ،واﻟﻤﻨﺎزع اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻜﺎهﻦ. ﺗﺨﺘﺼﺮ اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة: ﻞ ﻗﻠﺒﻲ ،إذا آﺮّرت هﺬﻩ أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻷﻧّﻲ أﻋﻈﺘﻚ وأهﻨﺘﻚ .وأﺣﺒّﻚ ﻣﻦ آ ّ اﻟﻌﺒﺎرة ﺑﺘﻮﺟّﻊ وﺣﺰن وﻟﻮ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ دون اﻟﺘﻠﻔّﻆ ﺑﻬﺎ .ﺗﻐﻔﺮ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ دون اﻋﺘﺮاف ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة أي ﻓﻲ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت وﺗﻌﺬّر اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ آﺎهﻦ!! أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب؟ ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻧﺰﻳﻬًﺎ؟ ﺶ وﻻ ﺗﺨﺪع! ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ وﻋﻮدك ﻻ ﺗﺨﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻚ ﻓﻼ ﺗﻐ ّ ﺗﻤﺎﻃﻞ .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺘﻚ ﺗﺘﻤّﻬﺎ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ﺗﺘﻘﻨﻪ ﺑﺼﺪق واﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ،ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ آﻼﻣﻚ ﻻ ﺗﻜﺬب وﻻ ﺗﻤﺰﺟﻪ ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﺒﺬيء اﻟﺴﺎﻓﻞ وﻻ ﺑﺎﻟﺤﻠﻒ واﻷﻗﺴﺎم .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﺑﻘ ّﻮﺗﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﻏﺒﺎت .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮذك وﺳﻄﻮﺗﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﺒ ّﺪ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴﻒ .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻣﻌﻚ ﻻ ﺗﺒﺨﺲ أﺟﺮة اﻟﻌﺎﻣﻞ وﻻ ﺗﻬﻀﻢ ﻣﺎل اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ وﻻ ﺗﻄﻤﻊ ﺑﻤﺎل اﻟﻐﻨﻲ .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﺑﻌﻠﻤﻚ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻹرﺷﺎد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وهﺪﻳﺘﻪ .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﺑﺠﺎهﻚ ﻻ ﺗﺘﻐﻄﺮس وﻻ ﺗﺘﺒﺠّﺢ .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ ﺁداﺑﻚ ﻻ ﺗﺘﺬﻟّﻞ ﻟﻤﻴﻮﻟﻚ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ ﺑﻞ ﺗﻘﺎوﻣﻬﺎ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ وﺷﻬﺎﻣﺔ ﻣﺨﻀﻌًﺎ إﻳّﺎهﺎ ﻟﺸﺮاﺋﻊ اﷲ .ﻧﺰﻳﻬًﺎ ﻓﻲ دﻳﻨﻚ ﻓﺨﻮرًا ﺑﻪ ﻣﺘ ّﻤﻤًﺎ أواﻣﺮﻩ ﺳﺎﻟﻜًﺎ ﺣﺴﺐ ﺷﺮاﺋﻌﻪ. ﻓﺈن آﻨﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ هﻜﺬا ﻧﺰﻳﻬًﺎ آﻨﺖ ﻋﻀﻮًا ﻧﺎﻓﻌًﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻼ ﻓﻲ هﻴﻜﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وأﺧًﺎ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ. اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .وﺣﺠﺮًا ﺟﻤﻴ ً ب ﻳﺴﻮع ذاك اﻟﺼﻮت واﺳﺘﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺨﺎﻟﺪة أن ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺮ ّ اﻟﻌﺬب .هﻠ ّﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ اﻷﻣﻴﻦ ادﺧﻞ ﻓﺮح ﺳﻴّﺪك.
١٨٦ ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل ﻼ إﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل هﻮ ﻋﻴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻨﺠّﺎر أﻳﻀًﺎ ﻷﻧّﻪ ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﺎﻣ ً ﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻧﻮت اﻟﻨﺠﺎرة وﻓﻲ اﻟﺜﻼث اﻟﺴﻨﻴﻦ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﺎن ﻋﺎﻣ ً ﻼ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﺠﻮل اﻟﻤﺪن واﻟﻘﺮى ﻳﻌﻠﻢ وﻳﺒﺸّﺮ .وﻓﻲ آِﻼ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﺎن ﻋﺎﻣ ً ﻼ ﻣﺘﺠ ّﺮدًا ﻗﻨﻮﻋًﺎ وهﻜﺬا ﻋﻠّﻢ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا، اﻟﻤﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﺎن ﻋﺎﻣ ً ﻻ إﻟﻰ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻌﻤّﺎل ﻓﺎﺧﺘﺎر واﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻔﻘﺮاء، وآﺎن ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻴّﺎ ً ووﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ وﻟـﻤّﺎ آﺒﺮ اﺧﺘﺎر ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻌﻤّﺎل واﻟﻔﻘﺮاء وآﺎن ﺐ اﻟﺨﺪﻣﺔ واﻟﻌﻤﻞ .وﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺄﻳّﺎم ﻏﺴّﻞ أرﺟﻞ ﻻ ﺣﻴًّﺎ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮّد وﺣ ّ ﻣﺜﺎ ً ن ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ وهﺬا ﻋﻤﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻨﻪ أﺣﻘﺮ اﻟﻨﺎس! وﻗﺎل ﻻﺳﻤﻪ اﻟﺴﺠﻮد ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ :إ ّ اﺑﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﺟﺎء ﻟﻴُﺨﺪَم ﺑﻞ ﻟﻴﺨﺪِم أي ﻟﻴﻌﻤﻞ. ن ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪّس اﻟﻌﻤﻞ ورﻓﻊ ﻗﻴﻤﺘﻪ ،وﻗﺪّس اﻟﻌﻤّﺎل ورﻓﻊ ﻣﻨـﺰﻟﺘﻬﻢ إذ هﻮ إّ ﻼ ﻣﺜﻠﻬﻢ .ﻗﺪّس اﻟﺘﻌﺐ وﻋﺮق اﻟﺠﺒﻴﻦ إذ ﺟﻌﻠﻪ ﺛﻤﻨًﺎ ﻟﻠﺴﻌﺎدة اﻹﻟﻪ ﺟﻌﻞ ذاﺗﻪ ﻋﺎﻣ ً اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺑﺄﺗﻌﺎﺑﻪ وﻋﺮق ﺟﺒﻴﻨﻪ أن ﻳﻜﺴﺐ اﻟﺴﻤﺎء. ب ﻳﺴﻮع ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء وأﺻﺤﺎب اﻟﺜﺮوات أن ﻳﺤﺒّﻮا اﻟﻌﺎﻣﻞ رﻣﺰ اﻟﺮ ّ وﻣﻤﺜّﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮا أﻣﻮاﻟﻬﻢ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻪ وﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﻌﻴﺶ ﻟﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ، هﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻐﻨﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﺎﻟﻪ ﻟﺘﺸﻐﻴﻞ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎﻣﻞ وإﺷﺮاآﻪ ﻓﻲ رﺑﺢ اﻟﻤﺎل ﻟﻴﺘﺴﻨّﻰ ﻟﻪ ﺿﻤﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﻜﻦ واﻟﻌﻴﺶ اﻟﻬﺎدي ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﺿﻤﺎﻧﺔ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ واﻟﻤﺮض واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ!! هﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺒﺬّر أﻣﻮاﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت ﺑﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻼ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻨﻪ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻣﻄﻤﺌﻨًﺎ! ﻓﻴﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻤ ً هﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻤﺜّﻞ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺈﺧﻼص وأﻣﺎﻧﺔ وﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﻘ ّﺪﻣًﺎ أﻋﻤﺎﻟﻪ وأﺗﻌﺎﺑﻪ ﻟﻤﺠﺪ اﷲ ،وﻗﻠﺒﻪ ﺧﺎل ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺪ واﻟﻄﻤﻊ واﻟﺒﻐﺾ!
١٨٧ ﺧﺒﺮ ﺗﺒﺮّع ﻓﺮدﻳﻨﺎن اﻷوّل ﻣﻠﻚ ﻧﺒﻮﻟﻲ ﺑﻤﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﺪراهﻢ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻷﺟﻞ ﺑﻨﺎء ن هﺬﻩ اﻟﺪراهﻢ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ ﻇﻠﻤًﺎ ﻓﻴﺠﺐ ﻼ ﻟﻠﻤﻠﻚ إ ّ آﻨﻴﺴﺔ ﻓﺮﻓﻀﻬﺎ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻗﺎﺋ ً ن اﻟﻈﺮوف اﺿﻄﺮّﺗﻪ ﻟﻴﺜﻘﻞ آﺎهﻞ اﻟﺸﻌﺐ أن ﺗﻌﺎد إﻟﻴﻪ .ﻓﺎﻋﺘﺬر اﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺲ ﺑﺄ ّ ﺑﺎﻟﻀﺮاﺋﺐ .ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻘﺪّﻳﺲ درهﻤًﺎ ﻣﻨﻬﺎ وآﺴﺮﻩ ﺑﻴﻦ أﺻﺎﺑﻌﻪ ﻓﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﺮات دم. ﻓﺎرﺗﻌﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺧﻮﻓًﺎ .ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺲ هﺬا دم رﻋﺎﻳﺎك ﻳﺼﺮخ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻃﺎﻟﺒًﺎ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻨﻚ؟ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ن اﷲ ﻳﺮﺣﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء وﻳﻘﺴﻮ اﻟﺸﺎب :ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﺗﻘﻮل :إ ّ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء .وﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء أو ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﻞ ﺑﻴﺪ اﷲ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﺞ أو ﻳﻘﺎوم ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ .ﻷﻧّﻪ ﻣﻦ هﻮ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺘّﻰ ﻳﺠﺎوب اﷲ ﻓﻬﻞ ﺗﻘﻮل أن ﻳﺤﺘ ّ اﻟﺠﺒﻠﺔ ﻟﺠﺎﺑﻠﻬﺎ ﻟﻤﺎذا ﺟﺒﻠﺘﻨﻲ هﻜﺬا؟ أو ﻟﻴﺲ اﻟﻔﺎﺧﻮري ﻣﺴّﻠﻄًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻴﻨﺘﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺟﺒﻠﺔ واﺣﺪة إﻧﺎء ﻟﻠﻜﺮاﻣﺔ وإﻧﺎء ﻟﻠﻬﻮان؟ ﻲ واﺧﺘﺎرﻧﻲ إﻧﺎء ﻟﻠﻬﻮان أي ﻟﻠﻬﻼك ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن ﻳﻨﺘﺞ :إذا آﺎن اﷲ ﻗﺴﺎ ﻋﻠ ّ أﺧﻠﺺ ﻣﻬﻤﺎ ﺳﻌﻴﺖ .وإذا آﺎن اﷲ رﺣﻤﻨﻲ واﺧﺘﺎرﻧﻲ إﻧﺎء ﻟﻠﻜﺮاﻣﺔ أي ﻟﻠﺨﻼص ﻓﻼ ن ﺧﻼﺻﻲ ﻣﻀﻤﻮن! ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن أهﺘ ّﻢ وأﺳﻌﻰ ﻷ ّ ﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ن اﷲ ﻻ ﻳﻘﺴﻮ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أو ﻳﺮﺣﻤﻪ إ ّ اﻟﻜﺎهﻦ :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – إ ّ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺸﺮّﻳﺮة أو اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ اﷲ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻜﻮن .واﻹﻧﺴﺎن هﻮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﷲ ﻳﻘﺴﻮ ﻋﻠﻴﻪ أو ﻳﺮﺣﻤﻪ وذﻟﻚ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ .ﻓﺄﻧﺖ اﻵن ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻤﺎرس واﺟﺒﺎﺗﻚ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﷲ وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺼﻨﻊ اﻟﺨﻴﺮ وﺗﺘﺠﻨّﺐ اﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺠﻌﻞ اﷲ ﻳﺨﺘﺎرك إﻧﺎء ﻟﻠﻜﺮاﻣﺔ أي ﻟﻠﺨﻼص. وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻬﻤﻞ واﺟﺒﺎﺗﻚ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ ﻧﺤﻮ اﷲ وﺗﺼﻨﻊ اﻟﺸ ّﺮ وﺗﻨﻐﻤﺲ ﺑﺎﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺠﻌﻞ اﷲ ﻳﺨﺘﺎرك إﻧﺎء ﻟﻠﻬﻮان أي ﻟﻠﻬﻼك.
١٨٨ ن اﻹﻧﺴﺎن ﺣ ّﺮ أن ل ﻋﻠﻰ أ ّ ﻲ اﻟﺬي ﻳﺪ ّ واﻹﻧﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪّس ﻣﻶن ﻣﻦ اﻟﻜﻼم اﻹﻟﻬ ّ ﻳﺼﻨﻊ اﻟﺨﻴﺮ أو اﻟﺸ ّﺮ ﺣ ّﺮ أن ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺴﻌﺎدة أو اﻟﻬﻼك .ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺈﻳﺮاد هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ب ﻳﺴﻮع ﻣﺎذا أﺻﻨﻊ ﻷرث ﻣﻠﻜﻮت ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻘﻂ .ﻟـﻤّﺎ ﺳﺄل ذاك اﻟﺸﺎب اﻟﺮ ّ اﻟﺴﻤﺎء؟ أﺟﺎﺑﻪ ﻳﺴﻮع :إذا أردت أن ﺗﺮث ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺎﺣﻔﻆ اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ :ﻓﻬﻞ ﻻ ﺑﺈرادﺗﻪ؟ ن اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺨﻠﺺ أو ﻳﻬﻠﻚ إ ّ أوﺿﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﻼم ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أ ّ أﻣَﺎ – ﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء أو ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﻞ ﺑﻴﺪ اﷲ ،وﻣﻦ هﻮ اﻹﻧﺴﺎن ﻞ ذاك ﺣﺘّﻰ ﻳﺠﺎوب اﷲ .وﻟﻴﺲ ﻟﻠﺠﺒﻠﺔ أن ﺗﻘﻮل ﻟﺠﺎﺑﻠﻬﺎ ﻟﻤﺎذا ﺟﺒﻠﺘﻨﻲ هﻜﺬا :ﻓﻜ ّ ﻣﻌﻨﺎﻩ. ن اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘّﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺘﻨﻌّﻢ ﺑﺴﻌﺎدة اﻟﺴﻤﺎء وﻟﻮ ﻣﻬﻤﺎ اهﺘ ّﻢ وﺳﻌﻰ إّ ن هﺬﻩ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻮق وﺻﻨﻊ اﻟﺨﻴﺮ .وﻟﻴﺲ ﻟﻪ أن ﻳﺠﺎدل اﷲ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ أو ﻳﻘﺎوﻣﻪ ﻷ ّ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ وﻟﻜﻦ اﷲ ﺑﻜﺮﻣﻪ وﺳﺨﺎﺋﻪ وﻣﺤﺒّﺘﻪ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ أراد أن ﻳُﺸﺮك اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺴﻌﺎدﺗﻪ. هﺬا إذا ﺣﻔﻆ اﻹﻧﺴﺎن وﺻﺎﻳﺎﻩ وﺻﻨﻊ إرادﺗﻪ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ! اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻼ دﻧﺲ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ – ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻼ دﻧﺲ؟ ﻞ إﻧﺴﺎن وﻟﻜﻨّﻬﺎ ن اﻟﻌﺬراء وُﻟﺪت ﻣﻦ واﻟﺪﻳﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﻮﻟﺪ آ ّ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻳﺎ اﺑﻨﻲ – إ ّ وُﻟﺪت ﻏﻴﺮ ﻣﺪﻧّﺴﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺁدم وﺣﻮاء أﺻﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻞ اﻟﺒﺸﺮ إ ّ اﻟﺒﺸﺮ .وهﺬﻩ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻳﺘﺪﻧّﺲ ﺑﻬﺎ آ ّ ﻻ ﺳﻴّﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء .ﻓﻘﺪ ﺣﻔﻈﻬﺎ اﷲ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻷﻧّﻪ ﻗﺪ اﺧﺘﺎرهﺎ ﻟﺘﻜﻮن أﻣًّﺎ ﻻﺑﻨﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ! اﻟﺸﺎب – ﻣﺎ هﻲ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺁدم وﺣﻮاء؟ اﻟﻜﺎهﻦ – هﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻤﺎ إرادة اﷲ ﻓﺄآﻼ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺘﻲ آﺎن اﷲ ﻗﺪ ﻧﻬﺎهﻤﺎ ﻋﻦ اﻷآﻞ ﻣﻨﻬﺎ. اﻟﺸﺎب – ﻻ أﻗﺪر أن أﻓﻬﻢ آﻴﻒ أ ّ ن هﺬﻩ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﺁدم وﺣﻮاء ﻣﻦ أﻟﻮف اﻟﺴﻨﻴﻦ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺣﺘّﻰ اﻟﻴﻮم.
١٨٩ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻠﺤﻘﻨﺎ إﻧّﻤﺎ ﻳﻠﺤﻘﻨﺎ ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ .وﻣﺜﻞ اﷲ ﻣﻊ أﺑﻮﻳﻨﺎ ﻼ وﻗﺎل ﻟﻪ :أﻗﻢ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﻗﺼﺮي وﺗﻨﻌّﻢ ﺁدم وﺣﻮاء ﻣﺜﻞ ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ دﻋﺎ رﺟ ً ﺑﺨﻴﺮاﺗﻲ وآُﻞ واﺷﺮب ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺗﻲ وإذا آﻨﺖ أﻣﻴﻨًﺎ وﻣﻄﻴﻌًﺎ ﻷواﻣﺮي ﺗﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎﺗﻚ آﻠّﻬﺎ ﻣﺘﻨ ّﻌﻤًﺎ ﻣﻌﻲ وأﺧﻮّل هﺬا اﻹﻧﻌﺎم أوﻻدك ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أﻳﻀًﺎ .ﻓﻬﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ أﻣﻴﻨًﺎ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻤﻠﻚ وﻻ ﻣﻄﻴﻌًﺎ ﻷواﻣﺮﻩ .ﻓﻄﺮدﻩ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﺼﺮﻩ وﺣﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮاﺗﻪ. ﻓﻬﻞ ﻳﻜﻮن ﻇﻠﻤﻪ أو ﻇﻠﻢ أوﻻدﻩ!! اﻟﺸﺎب – ﻻ – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ. اﻟﻜﺎهﻦ – هﻜﺬا ﺻﻨﻊ اﷲ ﻣﻊ أﺑﻮﻳﻨﺎ ﺁدم وﺣﻮاء .أﻗﺎﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس ﻓﺨﺎﻟﻔﺎ وﺻﻴّﺘﻪ وﻋﺼﻴﺎ أﻣﺮﻩ ﻓﻄﺮدهﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮدوس وﺣﺮﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء. وﻟﻜﻦ اﷲ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ وﻋﻠﻰ ﻧﺴﻠﻬﻤﺎ وﺧﻠّﺼﻬﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﺑﻨﻪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ .وﻓﺘﺢ ﺑﻮﺟﻬﻬﻤﺎ ووﺟﻪ ﻧﺴﻠﻬﻤﺎ ﺑﺎب اﻟﺴﻤﺎء .هﺬا إذا ﻋﺎﺷﻮا ﻣﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮاﺋﻊ اﷲ وﻧﻮاﻣﻴﺴﻪ!! اﻟﻘﺪّاس )ﺗﺎﺑﻊ( ﻗﻠﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ إ ّ ن اﻟﻘﺪّاس هﻮ ذﺑﻴﺤﺔ وهﺬﻩ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ هﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ. وذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس ﺗﺮﺿﻲ اﷲ آﻤﺎ أرﺿﺘﻪ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ. اﻟﻘﺪّاس وﻟﻴﻤﺔ أﻳﻀًﺎ ﻟﻠﻘﺪّاس ﺻﻔﺘﺎن ﺻﻔﺔ ذﺑﻴﺤﺔ وﺻﻔﺔ وﻟﻴﻤﺔ .ﻟـﻤّﺎ أراد ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أن ﻼ ﻟﻬﻤﺎ اذهﺒﺎ ﻳﺼﻨﻊ اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺴﺮّي اﻟﺬي هﻮ أوّل ﻗﺪّاس أرﺳﻞ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻗﺎﺋ ً وأﻋﺪّا ﻟﻨﺎ ﻏﺮﻓﺔ ﺣﻴﺚ ﺁآﻞ اﻟﺨﺒﺰ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬي .ﻓﺬهﺒﺎ وأﻋﺪّا ﻏﺮﻓﺔ وﺳﻴﻌﺔ وﻣﺎﺋﺪة ن اﻟﻘﺪّاس ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺒﺰ .وﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻧّﻤﺎ أراد أن ﻳﻨﺒّﻬﻨﺎ ﺑﺈﻋﺪاد اﻟﻤﺎﺋﺪة إﻟﻰ أ ّ هﻮ وﻟﻴﻤﺔ آﻠّﻤﺎ ﺣﻀﺮﻧﺎهﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺄآﻞ ﻣﻨﻬﺎ! اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﻏﺬاء اﻟﺠﺴﺪ وﺟﺴﺪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ ﻏﺬاء أﻧﻔﺴﻨﺎ ووﻟﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﻌﺬﺑﺔ هﻮ ﻗﻮّﺗﻬﺎ وﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﺳﺘﻨﺎدًا إﻟﻰ آﻼم
١٩٠ ﻲ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ ﻳﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﺒﺰ ب ﻳﺴﻮع :أﻧﺎ هﻮ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺤ ّ اﻟﺮ ّ ﻳﺤﻴﻰ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ! ﻋﻠﻰ ﺷﺮط أن ﻧﺄآﻞ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻨﻌﻤﺔ. اﻟﻘﺪّاس راﺑﻄﺔ ﻣﺤﺒّﺔ أﻳﻀًﺎ ن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻠﺴﻮن إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺪة واﺣﺪة وﻳﺄآﻠﻮن ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺪة واﺣﺪة ﻳﻜﻮﻧﻮن إﺧﻮة إّ ﻼ وأﺻﺤﺎﺑًﺎ وأﺻﺪﻗﺎء .واﻟﻘﺪّاس هﻮ وﻟﻴﻤﺔ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻌﺬﺑﺔ ،ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ وأه ً ﻼ وأﺻﺤﺎﺑًﺎ وأﺻﺪﻗﺎء .وإذا آﺎن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺘﺮآﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا إﺧﻮة وأه ً ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺼﺎﻟﺤﻮا. ﻼ :إذا آﺎن ﻷﺧﻴﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﻓﺪع ﻗﺮﺑﺎﻧﻚ ﻋﻠﻰ ب ﻗﺎﺋ ً وهﺬا ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ اﻟﺮ ّ اﻟﻤﺬﺑﺢ واذهﺐ وﺻﺎﻟﺢ أﺧﺎك ﺛ ّﻢ ﻗﺮّب ﻗﺮﺑﺎﻧﻚ. ﻞ ﻣﺸﺎآﻞ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﻗﻠﻮب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄآﻠﻮن ﻣﻨﻬﺎ وﺗﻤﻜّﻦ اﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺗﺤ ّ وﺗﺨﻠﻖ ﺻﺪاﻗﺎت .ﻓﻼ ﻳﺠﻮز ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺄآﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة واﺣﺪة أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﻋﺪاء!! آﻢ ﻳُﺴ ّﺮ اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي اﻟﺬي ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮوﻧﻪ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎق دم اﺑﻨﻪ وﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ واﻟﻤﻐﻔﺮة أن ﻳﺴﺎﻣﺤﻮا ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ وﻳﺤﺒّﻮا ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ!! ﻏﺎﻳﺎت اﻟﻘﺪّاس ي وﻋﺮف أﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﺪّم ﺳﺠﻮدًا ﻟﻬﺬا ﻋﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﺿﻌﻔﻪ أﻣﺎم اﷲ اﻟﻘﻮ ّ اﻹﻟﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ .ﻋﺮف آﺜﺮة إﺣﺴﺎﻧﺎت اﷲ إﻟﻴﻪ ﻓﺄراد أن ﻳﺸﻜﺮﻩ .ﻋﺮف ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ وﺟﺮاﺋﻤﻪ ﻓﺄراد أن ﻳﻜﻔّﺮ ﻋﻨﻬﺎ وﻳﺴﺘﺮﺿﻲ اﷲ .ﻋﺮف ﺣﺎﺟﺘﻪ إﻟﻰ اﷲ ﻓﺎﺿﻄ ّﺮ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ .ﻟﺬﻟﻚ أﺧﺬ ﻳﻘﺪّم ﻟﻪ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ﻷﺟﻞ هﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳﺎت اﻷرﺑﻊ :ﻓﻌﻞ ﺳﺠﻮد وﺷﻜﺮ واﺳﺘﻐﻔﺎر وﻃﻠﺐ. ب. ب ذﺑﻴﺤﺔ .ﻓﺂدم ﻗﺪّم ذﺑﻴﺤﺔ ﻟﻠﺮ ّ وﻗﺪ اﻋﺘﺎد اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ أن ﻳﻘﺪّم ﻟﻠﺮ ّ ب ﺑﺬﺑﻴﺤﺔ هﺎﺑﻴﻞ ورذل ذﺑﻴﺤﺔ ﻗﺎﻳﻴﻦ ﺴﺮّ اﻟﺮ ّ بﻓُ ووﻟﺪاﻩ ﻗﺎﻳﻴﻦ وهﺎﺑﻴﻞ ﻗﺪّﻣﺎ ذﺑﻴﺤﺔ ﻟﻠﺮ ّ ب .وإﺑﺮاهﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻗﺪّم اﺑﻨﻪ اﺳﺤﻖ ذﺑﻴﺤﺔ ﻷﻧّﻬﺎ ردﻳﺌﺔ .وﻧﻮح اﻟﺒﺎر ﻗﺪّم ذﺑﻴﺤﺔ ﻟﻠﺮ ّ
١٩١ ب .وﻟﻜﻦ اﻟﺮب اﻓﺘﺪى اﺳﺤﻖ ﺑﺨﺮوف .وﻳﻌﻘﻮب وداود واﻟﻤﻠﻮك ﻗﺪّﻣﻮا ذﺑﺎﺋﺢ ﻟﻠﺮ ّ ب ﻓﻨـﺰﻟﺖ ﻧﺎر ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وأآﻠﺖ ب .وإﻳﻠﻴّﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪّم ذﺑﻴﺤﺔ واﺑﺘﻬﻞ إﻟﻰ اﻟﺮ ّ ﻟﻠﺮ ّ ن اﻟﺼﻨﻢ اﻟﺬﺑﻴﺤﺔ إﺛﺒﺎﺗًﺎ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﻟﻪ إﻳﻠﻴﺎ .وﻟﻢ ﺗﻨـﺰل ﻧﺎر ﻟﺘﺄآﻞ ذﺑﻴﺤﺔ آﻬﻨﺔ اﻟﺼﻨﻢ ﻷ ّ ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻟﻪ وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ إﻧﺰال اﻟﻨﺎر! ﻞ ذﺑﺎﺋﺢ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻗﺪ وﻓَﺖ ﺑﻨﻮع ﻓﺎﺋﺾ ن ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻗﺪ ﺣﻠّﺖ ﻣﺤ ّ إّ اﻹﻟﺰاﻣﺎت اﻷرﺑﻊ اﻟﻤﻠﺘﺰم ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﷲ ﺧﺎﻟﻘﻪ .ﻓﻠﻮﻻ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ آﻴﻒ آﻨّﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻜﻔّﺮ ﷲ ﻋﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮة؟ وآﻴﻒ آﻨّﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺸﻜﺮ ﻟﻪ إﺣﺴﺎﻧﺎﺗﻪ اﻟﻐﺰﻳﺮة؟ وآﻴﻒ آﻨّﺎ ﻧﺠﺮؤ أن ﻧﻄﻠﺐ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ اﷲ وﻧﺤﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺧﻄﺄة ﻗﺪ أهﻨّﺎﻩ ﺑﺨﻄﺎﻳﺎﻧﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮة؟ وآﻴﻒ آﻨّﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻘﺪّم ﻟﻪ ﻓﻌﻞ ﺳﺠﻮد ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻌﺰّﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؟ وذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس هﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺗﺮﺿﻲ اﷲ آﻤﺎ أرﺿﺘﻪ ذﺑﻴﺤﺔ ي ﻓﻲ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس آﻤﺎ ﻧﺎداﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ن ﻳﺴﻮع ﻳﻨﺎدي أﺑﺎﻩ اﻟﺴﻤﺎو ّ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻷ ّ ﺖ اﻏﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻷﻧّﻬﻢ ﻻ ﻳﺪرون ﻣﺎذا ﻳﻌﻤﻠﻮن. ﺖ أﺑ ِ – أﺑ ِ ﻓﺬﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس إذًا ﺗﻘﺪّم ﷲ ﻷﺟﻞ هﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳﺎت اﻷرﺑﻊ :ﻓﻌﻞ ﺳﺠﻮد ،وﺷﻜﺮ، واﺳﺘﻐﻔﺎر ،وﻃﻠﺐ! ﻻ ﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﻤّﻢ هﺬﻩ اﻹﻟﺰاﻣﺎت ﺑﻨﻮع ﻳﺮﺿﻲ اﷲ إ ّ ﻓﻴﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻻ ﻓﻴﻮم اﻷﺣﺪ ﻞ ﻳﻮم إذا أﻣﻜﻦ وإ ّ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس .ﻓﻼ ﺗﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻦ ﺣﻀﻮرﻩ آ ّ ﻞ!! ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﻏﺎﻳﺎت اﻟﻘﺪّس اﻷرﺑﻊ واﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻘﺪّاس اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ﻲ – أن ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ،ﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺻﺎﻟﺤًﺎ – ﻳﻔﻴﺪك ﻣﺜﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ – أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ن ن أﻋﻤﺎل اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ وﺁﻻم اﻟﺸﻬﺪاء وﻋﺬاﺑﺎﺗﻬﻢ ﻻ ﺗﻮازي ﻗﺪّاﺳًﺎ واﺣﺪًا .ﻷ ّ اﻟﻘﺪّاس ،إ ّ ﻞ دم ب ﻳﺴﻮع ﻧﻔﺴﻪ .ﻓﻨﻘﻄﺔ دم ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﻮازي آ ّ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻘﺪّاس هﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺮ ّ ﻞ ﻋﺬاب اﻟﺸﻬﺪاء .وﻟﻮ ﻗﺪّم اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺸﻬﺪاء وﺟﻠﺪة واﺣﺪة اﺣﺘﻤﻠﻬﺎ ﻳﺴﻮع ﺗﻮازي آ ّ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ذواﺗﻬﻢ ذﺑﻴﺤﺔ ﷲ ﻓﻼ ﺗﻮازي ذﺑﻴﺤﺔ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﻤّﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ .وذﺑﻴﺤﺔ اﻟﻘﺪّاس هﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ! ﻲ ﻋﻨّﺎ وﻳﺴﺘﻌﻄﻔﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس ﻳﺴﻮع ﻳﺼﻠّﻲ ﻷﺑﻴﻪ اﻷزﻟ ّ
١٩٢ ﻦ ﻟﻨﺎ ذات اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ وهﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس ﻳﺴﻮع ﻳﻜ ّ ذات اﻟﻤﺤﺒّﺔ وذات اﻟﺸﻮق ﻷن ﻳﻤﻮت ﻷﺟﻠﻨﺎ آﻤﺎ ﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ. ﻲ ﻧﻌﻤﻪ وﻋﻄﺎﻳﺎﻩ ﻟﻤﻦ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ .وﻣﺎ ﻻ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس ﻳﻮزّع اﻵب اﻷزﻟ ّ وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺁﺧﺮ! ﻲ ﻣﺎ ﻧﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﻬﻢ! ن اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻳﺘﺤﻴّﻨﻮن وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﻟﻴﺴﺘﻤﺪّوا ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻵب اﻷزﻟ ّ إّ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ،ﻟﻮ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺬاب واﻟﻤﻮت .ﻓﺘﻘﺪّم ﺻﺪﻳﻖ ﻳﻔﺪﻳﻚ واﺣﺘﻤﻞ ﻻ أﻧّﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺮّة ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع إﻟﻰ ﻻ ﻣﻨﻚ إ ّ اﻟﻌﺬاب واﻟﻤﻮت ﺑﺪ ً اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺗﻌﺬّب وﻣﺎت ﻓﻴﻪ ﻷﺟﻠﻚ ،ﻓﻬﻞ آﻨﺖ ﺗﺮﻓﺾ ﻃﻠﺒﻪ؟ ﻓﻴﺴﻮع اﻟﺬي ﺗﻌﺬّب ﻻ ﻣﻨﻚ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ أن ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺮّة ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع وﻣﺎت ﺑﺪ ً ﻲ اﻟﺬي هﻮ ﺗﺬآﺎر ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻷﺟﻠﻚ! ﻓﻬﻞ ﺗﺘﺄﺧّﺮ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ اﻟﻘﺪّاس اﻹﻟﻬ ّ ﻋﻦ ﺣﻀﻮر اﻟﻘﺪّاس؟ ﻞ اﻟﺨﻴﺮات اﻟﺮوﺣﻴّﺔ وآﻨﻮز اﻟﱢﻨﻌَﻢ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ! اﻟﻘﺪّاس هﻮ ﻣﺼﺪر آ ّ ﻲ! اﻟﻘﺪّاس هﻮ اﻟﺬي ﻳﻬﺪّئ ﻏﻀﺐ اﷲ وﻳﺮﺿﻲ اﻟﻌﺪل اﻹﻟﻬ ّ اﻟﻘﺪّاس هﻮ ﺳﺒﺐ اﺳﺘﻤﻄﺎر اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ! اﻟﻘﺪّاس ﻳُﺴ ّﺮ ﻗﻠﺐ اﷲ أآﺜﺮ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺴّﺎك واﻟﺤﺒﺴﺎء وﻳﺮﺿﻲ اﷲ أآﺜﺮ ﻣﻦ دم اﻟﺸﻬﺪاء وﺻﻠﻮات اﻷﺑﺮار واﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ! ي ﻣﻬﻤﺎ ﺳﻤﺎ! ﻞ ﻋﻤﻞ ﺑﺸﺮ ّ ﻲ ﻳﻔﻮق آ ّ ن اﻟﻘﺪّاس هﻮ ﻋﻤﻞ إﻟﻬﻲ واﻟﻌﻤﻞ اﻹﻟﻬ ّ ذﻟﻚ ﻷ ّ آﻴﻒ ﻧﺤﻀﺮ اﻟﻘﺪّاس؟ ﺗﻜﻠّﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻘﺪّاس اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ واﻵن ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻦ آﻴﻔﻴّﺔ ﺣﻀﻮر اﻟﻘﺪّاس. ﻲ .ﻟﺬﻟﻚ ﺴّ ن اﻟﻘﺪّاس هﻮ ﺗﺠﺪﻳﺪ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ وﻣﻮاﺻﻠﺘﻬﺎ وﻟﻜﻦ ﺑﻨﻮع ﻏﻴﺮ ﺣ ّ إّ ن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰورون اﻷراﺿﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﻀﺮﻩ ﺑﺘﻘﻮى وﺧﺸﻮع وﺗﺄﻣّﻞ وﻣﺤﺒّﺔ .إ ّ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻳﻘﺪّﻣﻮن اﺣﺘﺮاﻣًﺎ ﺑﻠﻴ ًﻐﺎ ﻟﻠﻤﻜﺎن اﻟﺬي وُﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،وﻟﺒﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن ﺣﻴﺚ ﺻﻠّﻰ وﻟﻤﻜﺎن اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ واﻟﻘﻴﺎﻣﺔ واﻟﺼﻌﻮد .هﺬﻩ اﻷﻣﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻨﺬ أﻟﻔَﻲ ﺳﻨﺔ ﻓﺄي اﺣﺘﺮام ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﺪّم ﻟﻸﻣﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻵن وهﻲ اﻟﻤﺬﺑﺢ ﺣﻴﺚ ﻳﺘ ّﻢ اﻟﻘﺪّاس وﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺒَﺲ ﻳﺴﻮع.
١٩٣ إذا ﺣﻀﺮﻧﺎ اﻟﻘﺪّاس ﺑﻔﺘﻮر وﺿﺠﺮ ﻓﻨﺸﺒﻪ اﻟﺠﻨﺪ اﻟﻘﺴﺎة واﻟﻔﺮﻳﺴﻴّﻴﻦ اﻟﻤﺮاﺋﻴﻦ واﻟﻴﻬﻮد اﻟﺸﺎﻣﺘﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮوا ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ ﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻳﺴﻮع واﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ﺑﻪ واﻟﻬﺰء ﻣﻨﻪ. ي آﻤﺎ ﻲ – ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬﺑﺢ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻜﻼم اﻟﺠﻮهﺮ ّ اﺳﺘﺤﻀﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ آﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﺤﺮارة وﺗﻘﻮى وﻣﺤﺒّﺔ!! ﻞ ﺣﺮآﺔ ﻣﻦ ﺣﺮآﺎت اﻟﻜﺎهﻦ وﻗﺖ اﻟﻘﺪّاس ﻣﻌﻨﻰ ﺳﺎﻣﻴًﺎ وﻣﻘ ّﺪﺳًﺎ .ﻧﺸﺮح ن ﻟﻜ ّ إّ ﺑﻌﻀﻬﺎ: -١ﻋﻨﺪ ﺻﻼﺗﻚ ﻣﻌﻨﺎ – ﻳﻀﻊ اﻟﻜﺎهﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻮق اﻟﺘﻘﺪﻣﺔ إﺷﺎرة إﻟﻰ رﺗﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ هﻲ ﻣﻦ آﺎن ﻳﻘﺘﺮف ذﻧﺒًﺎ آﺒﻴﺮًا .ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت. ﻼ – ﻓﻴﺠﻌﻞ اﻟﻜﻬﻨﺔ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧّﻬﻢ ﻳﺤﻤّﻠﻮﻧﻬﺎ ﺧﺮوف – ﻣﺜ ً ﻻ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮة إذا آﺎن ﻧﺎدﻣًﺎ وﺗﺎﺋﺒًﺎ. ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻗﺪّﻣﻬﺎ وأﻧّﻬﺎ ﺗﻀﺤّﻰ ﺑﺪ ً -٢ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻜﺎهﻦ اﻟﺴﻼم إﻟﻰ اﻟﺸﻤّﺎس وهﺬا ﻳﻌﻄﻴﻪ إﻟﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻴﺘﺒﺎدﻟﻪ اﻟﺸﻌﺐ، إﺷﺎرة إﻟﻰ وﺟﻮب اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ وﻧﺰع اﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﺪﻣﺔ اﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ .ﺣﺴﺐ ﻗﻮل ب :اﻣﻀﻲ ﺻﺎﻟﺢ أﺧﺎك ﺛ ّﻢ ﻗﺪّم ﻗﺮﺑﺎﻧﻚ. اﻟﺮ ّ ي إﺷﺎرة إﻟﻰ -٣ﻳﺮﻓﺮف اﻟﻜﺎهﻦ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺛﻼﺛًﺎ ﻓﻮق اﻷﺳﺮار ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻼم اﻟﺠﻮهﺮ ّ ﻲ .آﻤﺎ رﺁهﻢ أﺷﻌﻴﺎ ﻳﺮﻓﺮﻓﻮن ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﻢ وﻳﻨﺸﺪون إﺣﺎﻃﺔ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮش اﻹﻟﻬ ّ ﻗﺪّوس ﻗﺪّوس ﻗﺪّوس .وﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻓﻢ اﻟﺬهﺐ آﺎن ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺬﺑﺢ ﺑﻌﺪ اﻟﻜﻼم اﻟﺠﻮهﺮي. -٤ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻜﺎهﻦ اﻷﺳﺮار ذآﺮًا ﻻرﺗﻔﺎع ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﻧﺰاﻋﻪ ﻣﺪّة ﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت. ﻼ ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﻞ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﻘﺪّس .ﻓﺎﻟﻜﺘّﻮﻧﺔ ﻣﺜ ً ن ﻣﻼﺑﺲ اﻟﻘﺪّاس ﻳﺸﻴﺮ آ ّ -٥إ ّ اﻟﺜﻮب اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺬي أﻟﺒﺴﻪ هﻴﺮودس ﻳﺴﻮع اﻣﺘﻬﺎﻧًﺎ واﺳﺘﺨﻔﺎﻓًﺎ .واﻟﺰﻧّﺎر ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ ي اﻟﺬي أﻟﺒﺴﻪ اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺬي رﺑﻄﻮﻩ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻮد .واﻟﺒﺪﻟﺔ ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﺜﻮب اﻟﻘﺮﻣﺰ ّ إﻳّﺎﻩ اﻟﺠﻼّدون ﻓﻲ دار ﺑﻴﻼﻃﺲ هﺰءًا وﺳﺨﺮﻳﺔ. اﻟﻤﺬﺑﺢ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ وﺷﺮاﺷﻒ اﻟﻤﺬﺑﺢ ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻷآﻔﺎن اﻟﺘﻲ آﻔﻦ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺨﻠّﺺ.
١٩٤ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﺐ ﻓﺈذا وﻗﻒ اﻟﻘﻠﺐ وﻗﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن هﻮ ﻣﺼﺪر اﻟﺤﺮآﺔ واﻟﺤﻴﺎة واﻟﺤ ّ ﺐ .هﻜﺬا ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع هﻮ ﻣﺼﺪر اﻟﺤﺮآﺔ واﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﺮآﺔ واﻟﺤﻴﺎة واﻟﺤ ّ ﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻓﺈذا وﻗﻒ ﻋﻦ ﺣﺒّﻨﺎ ،وﻗﻒ ﺧﻼﺻﻨﺎ! واﻟﺤ ّ ﺐ اﻟﻔﻴّﺎض اﻟﺬي ﻏﻤﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع هﻮ ﻳﻨﺒﻮع اﻟﺤ ّ هﻮ اﻟﻴﻨﺒﻮع اﻟﺬي ﺟﺮى دﻣﻪ ﻓﻐﺴﻞ ﺟﺮاﺋﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ. هﻮ اﻟﻴﻨﺒﻮع اﻟﺬي ﺟﺮى ﻣﻨﻪ اﻟﻔﺪاء واﻟﺨﻼص ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ. هﻮ اﻟﻴﻨﺒﻮع اﻟﺬي ﺟﺮى ﻓﺄروى اﻟﻌﻄﺎش إﻟﻰ ﻣﺤﺒّﺔ اﷲ! ﻲ اﻟﺬي ﺗﺄﺟّﺞ ﻓﺎﺿﺮم ﻗﻠﻮﺑًﺎ آﺜﻴﺮة ﺑﻨﺎرﻩ اﻟﺘﻲ أﻧﺒﺘﺖ اﻟﺸﻬﺪاء ﺐ اﻹﻟﻬ ّ هﻮ أﺗّﻮن اﻟﺤ ّ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ. ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع هﻮ اﻟﺬي أﺣﺒّﻚ أﻳّﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﺣﺘّﻰ ﺑﺬل ذاﺗﻪ ﻋﻨﻚ وﻗﺪ ﻗﺎل: ﺐ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ هﺬا وهﻮ أن ﻳﺒﺬل اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ أﺣﺒّﺎﺋﻪ. أي ﺣ ّ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﻓﺘﺢ ذراﻋﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻴﻀﻤّﻚ إﻟﻴﻪ. ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﻳﻔﻜّﺮ ﻓﺪاﺋﻤًﺎ وهﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن. ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﻳﻮاﺻﻞ ذﺑﻴﺤﺔ اﻟﺠﻠﺠﻠﺔ! ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﺣﻨﻮن ،رﺣﻴﻢ ،ﺳﺨﻲ ،آﺮﻳﻢ ،ودﻳﻊ ،ﻣﺘﻮاﺿﻊ ،ﻏﻔﻮر ،ﻻ ﻳﻐﻀﺐ وﻻ ﻳﻨﺘﻘﻢ وﻻ ﻳﺤﻘﺪ! ﻟﻨﺘّﺨﺬ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺑﺪء هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة دﺳﺘﻮرًا ﻟﺤﻴﺎﺗﻨﺎ وأﻋﻤﺎﻟﻨﺎ. ﻟﻨﺘّﺨﺬ اﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﻧﻮرًا ﻟﺘﺼﺮّﻓﺎﺗﻨﺎ وﻣﻌﺎﻃﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﻗﺮﻳﺒﻨﺎ ﻓﺘﻜﻮن ﺻﺎدﻗﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ. ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻹﺧﻼص واﻟﻤﺤﺒّﺔ. ﻖ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﺋﺐ واﻟﻌﻴﻮب اﻟﺘﻲ وﺣﺒًّﺎ ﻻﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﻟﻨﻨ ّ ﺗﻀ ّﺮ ﺑﺤﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ .ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺸﻮاﺋﺐ :اﻟﻤﺴﻜﺮ واﻟﻤﻼهﻲ اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ ﺿﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻓﺘّﺎآﺔ. واﻟﻘﻤﺎر واﻟﺴﺒﻖ .هﺬﻩ اﻟﺸﻮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ أﻣﺮا ً ﻲ :إآﺮاﻣًﺎ ﻻﺳﻢ ﻳﺴﻮع وﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮع ﺣﺎرب هﺬﻩ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻞ ﻗﻮاك!!! اﻷﻣﺮاض اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺑﻜ ّ
١٩٥ آﻴﻒ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ﺗﻜﺎﻓﺌﻴﻦ واﻟﺪﻳﻚ؟ زار ﻣﻄﺮان إﺣﺪى ﻣﺪارس أﺑﺮﺷﻴّﺘﻪ وﻓﻲ أﺛﻨﺎء زﻳﺎرﺗﻪ ﺳﺄل اﺑﻨﺔ ،هﻞ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ، ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،أن ﺗﺤﺴﺒﻲ آﻢ ﺻﺮف واﻟﺪاك ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ اﻟﺪراهﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﻴﻼدك؟ ﻓﺎﺿﻄﺮﺑﺖ ن هﺬﻩ اﻻﺑﻨﺔ وﺗﻠﺠﻠﺞ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ اﻟﻤﻄﺮان ﺑﻠﻄﻒ ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻲ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،أﻧﺎ أﻋﻠﻢ أ ّ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﺴﺎﺑﻴّﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﻷﻧّﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻜّﺮي ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .وأآﺜﺮ اﻷوﻻد ﻻ ﻳﻔﻜّﺮون ﻓﻴﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﻬﻠﻮن اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﺬي ﻟﻮاﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ن واﻟﺪﻳﻚ ﻳﻨﻔﻘﺎن ﻋﻠﻴﻚ ﺗﺸﺠّﻌﻲ ،ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،ﻓﺄﻧﺎ أﻋﺎوﻧﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺤﺴﺎب ﻟﻨﻔﺮض أ ّ ﻞ ﻳﻮم ﻟﻴﺮة واﺣﺪة ﻷﺟﻞ اﻷآﻞ واﻟﻜﺴﻮة واﻟﻤﺪرﺳﺔ ،ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ اﻻﺑﻨﺔ ،وآﺎﻧﺖ ﻗﺪ آّ ﻒ ﺑﻪ، ﺁﻧﺴﺖ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮان – هﺬا ﻗﻠﻴﻞ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ – ﻧﻌﻢ ﻗﻠﻴﻞ – ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ وﻟﻜﻦ ﻟﻨﻜﺘ ِ أﺗﻌﺮﻓﻴﻦ آﻢ ﻳﻮم ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ؟ -ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺛﻼﺛﻤﺎﻳﺔ وﺧﻤﺲ وﺳﺘﻮن ﻳﻮﻣًﺎ – إذًا ﻳﺼﺮف واﻟﺪك ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺛﻼﺛﻤﺎﻳﺔ وﺧﻤﺲ وﺳﺘﻴﻦ ﻟﻴﺮة ،ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ،آﻢ ﻋﻤﺮك ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ؟ ﻋﻤﺮي ١٢ﺳﻨﺔ – آﻢ آﻠّﻔﺖ واﻟﺪﻳﻚ ﻓﻲ ١٢ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل؟ ﺑﻌﺪ أن ﺣﺴﺒﺖ اﻻﺑﻨﺔ ذﻟﻚ أﺟﺎﺑﺖ :ﻗﺪ آﻠّﻔﺖ واﻟﺪي أرﺑﻌﺔ ﺁﻻف وﺛﻼﺛﻤﺎﻳﺔ وﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻟﻴﺮة: أرأﻳﺖ هﺬا اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺒﺎهﻆ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ،ﻣﺎ ﻋﺪا ﺛﻤﻦ اﻷدوﻳﺔ وأﺟﺮة اﻷﻃﺒﺎء وأﺷﻴﺎءأﺧﺮى آﺜﻴﺮة ﻟﻢ ﻧﺤﺴﺒﻬﺎ .وﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺴﻬﺮ واﻟﺘﻌﺐ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ .أﻣّﺎ إذا آﻨﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻓﺘﺰﻳﺪﻳﻦ – ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺐ واﻟﺴﻬﺮ واﻟﻬﻢ واﻟﺨﻮف واﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻴﻚ .وﻗﺪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ – ﻳﺎ ﺐ واﻟﻌﻄﻒ ﻦ اﻟﺤ ّ اﺑﻨﺘﻲ – أن ﺗﻌﻮّﺿﻲ واﻟﺪﻳﻚ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﺻﺮﻓﺎﻩ ﻋﻠﻴﻚ .وﻟﻜ ّ ﻻ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ :آﻴﻒ إذًا ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ﻞ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻮّض إ ّ واﻟﺤﻨﺎن واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ اﻟﻮاﻟﺪﻳّﺔ آ ّ ﻞ ذﻟﻚ؟ ﺗﻜﺎﻓﺌﻴﻦ واﻟﺪﻳﻚ ﻋﻦ آ ّ أآﺎﻓﺌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻹآﺮام – أﺟﺒﺖ ﺑﺎﻟﺼﻮاب – ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ – وزﻳﺪين هﺬا ﻳُﺴ ّﺮ واﻟﺪﻳﻚ وﻳﺸﺮّﻓﻬﻤﺎ .وهﻮ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺣﺴﻦ اﻟﺴﻠﻮك أﻣﺎم اﷲ واﻟﻨﺎس .ﻷ ّ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ أﺗﻌﺎﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ. ﺛ ّﻢ ﻗﺎل اﻟﻤﻄﺮان :ﻓﻜّﺮوا – ﻳﺎ أوﻻدي – داﺋﻤًﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎن واﻟﺪﻳﻜﻢ إﻟﻴﻜﻢ ﻓﺘﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻹآﺮام ﻟﻮاﻟﺪﻳﻜﻢ!!
١٩٦ هﻞ ﺗﺘﺄﻣّﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ؟ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﻔﺎآﻬﺔ وأﺻﻨﺎﻓﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺬّذ ﺑﺄآﻠﻬﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺒّﺢ وﺗﻤﺠّﺪ اﷲ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻷﺟﻠﻚ؟ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻷزهﺎر وﺟﻤﺎﻟﻬﺎ وإﻟﻰ آﺜﺮة أﻧﻮاﻋﻬﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺒّﺢ وﺗﻤﺠّﺪ اﷲ اﻟﺬي أﺑﺪﻋﻬﺎ ﻷﺟﻠﻚ؟ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﻄﻴﻮر وأﺟﻨﺎﺳﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮة .ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺒّﺢ وﺗﻤﺠّﺪ اﷲ اﻟﺬي أوﺟﺪهﺎ ﻷﺟﻠﻚ؟ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺎر واﺗّﺴﺎﻋﻬﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺒّﺢ وﺗﻤﺠّﺪ اﷲ اﻟﺬي ﺑﺴﻄﻬﺎ ﻷﺟﻠﻚ؟ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻴﺮك ﺑﻨﻮرهﺎ وﺗﺤﻴﻴﻚ ﺑﺤﺮارﺗﻬﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺒّﺢ اﷲ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻷﺟﻠﻚ؟ أﺧﻴﺮًا إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ذاﺗﻚ وﺗﺄﻣّﻠﺖ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻌﺠﻴﺐ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﻔﺎﻳﻖ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺒﻚ ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺒّﺢ وﺗﻤﺠّﺪ اﷲ؟ ﺗﺄﻣّﻞ ﺑﺠﻬﺎز اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻚ وﺑﺠﻬﺎز اﻟﺴﻤﻊ وﺑﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﻮّل اﻷآﻞ إﻟﻰ ﻞ ﻋﻈﺎم وﻟﺤﻢ ودم وﺷﻌﺮ وﻏﻴﺮﻩ ...ﺗﺄﻣّﻞ ﺑﺤﺮآﺔ اﻟﺪم اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﺪم ﻣﻦ آ ّ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻤﺌﺎت اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ .ﺑﻄﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ .ﻟﺘﺠﺪّدﻩ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔّﺲ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة، ﺲ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ أﻟﻮف ﺑﻞ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻷﺷﺮﻃﺔ ﻟﺘﺆدّي ﻟﻚ اﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺄﺳﺮع ﺗﺄﻣّﻞ ﺑﺂﻟﺔ اﻟﺤ ّ ﻣﻦ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ،وآ ّ ﻞ هﺬﻩ اﻵﻻت ﺗﺸﺘﻐﻞ وﺗﺘﻤّﻢ وﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﺪﻗﻴﻖ دون أن ﺗﺰﻋﺠﻚ ﺑﻬﺪﻳﺮهﺎ أو ﺗﺘﻌﺒﻚ ﺑﺤﺮآﺘﻬﺎ وﻻ ﺗﻌﺮف ﻗﻴﻤﺔ هﺬﻩ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺘﻲ رﺗّﺒﻬﺎ ﻓﻴﻚ اﷲ ﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ .ﻓﺈذا وﻗﻒ ﺟﻬﺎز اﻟﻨﻈﺮ أو اﻟﺴﻤﻊ أو اﻟﺤﻜﻴﻢ إ ّ ﻲ .وهﻴﻬﺎت ﻏﻴﺮهﺎ .ﻓﺘﺠﻤّﻊ اﻷﻃﺒﺎء واﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴّﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮآﻴﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧ ّ أن ﻳﻌﻴﺪوا ﺣﺮآﺔ ذاك اﻟﺠﻬﺎز إﻟﻰ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮزح ﺗﺤﺖ ﻋﺐء اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ واﻷوﺟﺎع!! وﺑﻌﺪ أن ﺧﻠﻘﻚ اﷲ وﻏﻤﺮك ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﺎﺗﻪ هﺬﻩ اﻟﻐﺰﻳﺮة اﻓﺘﺪاك ﺑﺪﻣﻪ ﻟﻴﺸﺮآﻚ ﺑﺴﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ اﻟﺨﺎﻟﺪة!! أﻣَﺎ ﺗﺴﺒّﺢ وﺗﻤﺠّﺪ اﷲ وﺗﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﺑﺘﻬﻴّﺐ واﺣﺘﺮام؟ ﻼ ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﺑﺎﻟﻤﺠﺪ واﻟﻜﺮاﻣﺔ آﻠّﻠﺘﻪ ﻣﻦ هﻮ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺘّﻰ ﺗﺬآﺮﻩ أﻧﻘﺼﺘﻪ ﻗﻠﻴ ً وﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل ﻳﺪﻳﻚ ﺳﻠّﻄﺘﻪ ،وأﺧﻀﻌﺖ آ ّ ﻞ ﺷﻲء ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ .ﻣﺰﻣﻮر – ٥ – ٩ .٧ ﺐ اﻟﻤﺤﺴﻦ إﻟﻴﻚ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻘﺪار؟ أﻣﺎ ﺗﺸﻜﺮ وﺗﻌﺒﺪ وﺗﺤ ّ
١٩٧ أﺿﺎﻓﻮا اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮا ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد ﺟﻠﺲ ﺑﻄﺮس ﻣﻊ أوﻻدﻩ اﻟﺼﻐﺎر ﺣﻮل اﻟﻨﺎر ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮن ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻣﺴﺮورﻳﻦ ﺑﺬآﺮى ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد .ﻓﻘﺎل اﻷوﻻد – ﺑﺎﺑﺎ – ﺧﺒّﺮﻧﺎ آﻴﻒ وُﻟﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع!! ﻓﻘﺎل اﻷب ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺒﺎردة – ﻳﺎ أوﻻدي – وﺻﻞ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﺎء وأﺧﺬا ﻳﺒﺤﺜﺎن ﻋﻦ ﻣﻜﺎن ﻳﺒﻴﺘﺎن ﻓﻴﻪ. ﻗﺎل أﺣﺪ اﻷوﻻد – ﺑﺎﺑﺎ – ﻟﻤﺎذا ذهﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء إﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ؟ ن اﻟﻤﻠﻚ أﻏﻮﺳﻄﻮس ﻗﻴﺼﺮ أراد أن ﻳﺤﺼﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻟﻴﻌﻠﻢ آﻢ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻦ اﻷب :إ ّ ﻞ أﺣﺪ اﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻪ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺮﻳﻢ اﻟﺒﺸﺮ ﺗﺤﺖ إﻣﺮﺗﻪ .ﻓﺄﻣﺮ أن ﻳﻜﺘﺐ آ ّ اﻟﻌﺬراء هﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻓﺬهﺒﺎ ﻟﻴﻜﺘﺒﺎ اﺳﻤﻴﻬﻤﺎ هﻨﺎك .ﻗﺎل وﻟﺪ ﺁﺧﺮ :ﺑﺎﺑﺎ .ﻟﻤﺎذا ذهﺐ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء إﻟﻰ اﻟﻤﻐﺎرة؟ اﻷب :ﻷﻧّﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪا ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ .ﻗﺮﻋﺎ اﻷﺑﻮاب ﻣﻠﺘﻤﺴﻴﻦ ﻣﺄوى ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ أﺣﺪ ﻓﺤﻮّﻻ وﺟﻬﻬﻤﺎ ﺧﺎرﺟًﺎ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﺒﺤﺜﺎن ﻋﻦ ﻣﺄوى ﻳﺘّﻘﻴﺎن ﻓﻴﻪ اﻟﺒﺮد واﻷﻣﻄﺎر واﻟﺮﻳﺎح ﻓﻮﺟﺪا ﻣﻐﺎرة ﻓﺪﺧﻼهﺎ وﺟﻤﻊ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﻄﺒًﺎ وأﺷﻌﻠﻪ ﻟﻠﺘﺪﻓﺌﺔ وﺑﻌﺪ أن أآﻼ ﻣﻤﺎ آﺎن ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺰاد ،ﻧﺎﻣﺎ؟ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ وُﻟﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻓﻠﻔّﺘﻪ أﻣّﻪ اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻘﻤﺎﻃﺎت ووﺿﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻦ وﻟـﻤّﺎ ﻋﺎﻳﻦ اﻟﻘ ّﺪﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﺗﻬﻠّﻞ ﻓﺮﺣًﺎ واﺑﺘﻬﺎﺟًﺎ وأﺧﺬ ﻳﺸﻌﻞ اﻟﻨﺎر ﻟﻴﺪﻓﺊ اﻟﻌﺬراء واﻟﻄﻔﻞ .ﻓﻘﺎل وﻟﺪ ﺁﺧﺮ - :ﺑﺎﺑﺎ – ﻟﻤﺎذا ﻧﺎم ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻦ؟ اﻷب: ن ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﺮاش وﻻ ﻟﺤﺎف وﻻ ﺣﺮام وﻻ ﺳﺮﻳﺮ .ﺻﺮخ اﻷوﻻد :ﺣﺮام .وﻗﺎل ﻷّ وﻟﺪ :ﺣﺮام ﻳﺴﻮع اﻟﻄﻔﻞ ﺗﺄﻟّﻢ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺒﺮد ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎرة .ﻓﻘﺎل اﻷب :ﻧﻌﻢ .ﻳﺎ اﺑﻨﻲ. ﻳﺴﻮع اﺣﺘﻤﻞ ﻣﻦ أوّل دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﻼدﻩ اﻟﺒﺮد واﻟﻔﻘﺮ واﻟﻀﻴﻖ ﻷﺟﻠﻨﺎ! ﻓﻘﺎل وﻟﺪ: ﻞ ﺳﺮور! وﻓﻴﻤﺎ ﺑﺎﺑﺎ .ﻟﻮ آﻨّﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻟﻜﻨّﺎ أﺿﻔﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻌﺬراء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺑﻜ ّ هﻢ ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮن ﻗﺮع اﻟﺒﺎب ودﺧﻞ رﺟﻞ واﻣﺮأة ووﻟﺪ ﺻﻐﻴﺮ وﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﻧﺤﻦ ﻏﺮﺑﺎء .هﻞ ﺗﺄووﻧﺎ وﻋﻨﺪآﻢ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺷﻔﻘﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﻔﻞ وهﺬﻩ اﻟﻤﺮأة؟ ﻓﻘﺎل اﻷب: ﻼ .ﻓﺠﻠﺴﻮا ﺣﻮل اﻟﻨﺎر وﻗﺎﻣﺖ اﻣﺮأة ﻼ وﺳﻬ ً ﻼ وﺻﺮخ اﻷوﻻد آﻠّﻬﻢ أه ً ﻼ وﺳﻬ ً أه ً ﺑﻄﺮس ﺗﻬﻴّﺊ ﻋﺸﺎء ﻟﻠﻀﻴﻮف .ﺑﻴﻨﻤﺎ أوﻻد ﺑﻄﺮس آﺎﻧﻮا ﻣﺄﺧﻮذﻳﻦ ﺑﺠﻤﺎل وﺣﺪﻳﺚ وﻟﻄﻒ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ واﻟﺘﻔّﻮا ﺣﻮﻟﻪ ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮن ﻣﻌﻪ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻣﺒﺘﻬﺠﻴﻦ وﻳﻀﻤّﻮﻧﻪ
١٩٨ ﺐ وﻳﺪﻓﺌﻮﻧﻪ وﻳﺼﻐﻮن إﻟﻴﻪ ﺑﻐﺒﻄﺔ .وﺳ ّﺮ ﺑﻄﺮس ﺑﺤﺪﻳﺚ اﻟﻀﻴﻔﻴﻦ وﻳﻌﺎﻧﻘﻮﻧﻪ ﺑﺤ ّ ﻞ ﻟﻄﻒ وﻣﺤﺒّﺔ .وﻟـﻤّﺎ هﻴﺄت زوﺟﺘﻪ ورزاﻧﺘﻬﻤﺎ ورﻗّﺔ أﺧﻼﻗﻬﻤﺎ .وأﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ آ ّ اﻟﻌﺸﺎء ﻗﺎم اﻟﻀﻴﻮف ﻓﺘﻌﺸّﻮا ﺛ ّﻢ ﻋﺎدوا إﻟﻰ إآﻤﺎل اﻟﺴﻬﺮة وآﺎن ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻌﺬراء واﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع وﻟﺬّهﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺄﻃﺎﻟﻮا اﻟﺴﻬﺮة دون أن ﻳﺸﻌﺮوا ﺛ ّﻢ ﻧﺎﻣﻮا. وﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻧﻬﺾ ﺑﻄﺮس وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺮوا اﻟﻀﻴﻮف ﺑﻞ وﺟﺪوا آﺘﺎﺑﺔ ﺗﻘﻮل :ﻗﺪ أﺿﻔﺘﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻜﻢ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻌﺬراء واﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع وﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮا .ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺑﻴﺘﻜﻢ ﻣﺒﺎرآًﺎ!! اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻗﺒﺮﻳﺎﻧﻮس آﺎن ﻗﺒﺮﻳﺎﻧﻮس ﻓﻴﻠﺴﻮﻓًﺎ وﺛﻨﻴًّﺎ وﺳﺎﺣﺮًا وآﺒﻴﺮًا ،ﺳﺎﻟ ًﻜﺎ ﺣﻴﺎة ﺷﻬﻮاﻧﻴّﺔ ﻓﺎﺳﺪة ،وﻗﺪ ﺗﻌﻠّﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻔﺘﺎة ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ اﺳﻤﻬﺎ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ ﻣﻦ أآﺒﺮ ﻋﺎﺋﻼت أﻧﻄﺎآﻴﺔ .ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺮاﺳﻠﻬﺎ وﻳﻬﺪﻳﻬﺎ اﻟﻬﺪاﻳﺎ .ﻓﺮﻓﻀﺖ هﺪاﻳﺎﻩ ورﺳﺎﺋﻠﻪ .ﻓﺎﺳﺘﺨﺪم اﻟﺴﺤﺮ واﺳﺘﻨﺠﺪ ﺑﺎﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻟﻴﺒﻠﻐﻮﻧﻪ ﻣﺮاﻣﻪ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ .ﻓﺄﺧﺬت اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺗﺤﺮّك ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ وﻋﻮاﻃﻔﻬﺎ اﻟﺸﻬﻮاﻧﻴّﺔ ،ﻓﻠﺠﺄت هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻘﻴّﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة واﺳﺘﻐﺎﺛﺖ ﺑﺎﻟﺒﺘﻮل اﻟﻌﺬراء أﻣّﻬﺎ. ﻓﺎﻧﻬﺰم اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﻐﻠﻮﺑﻴﻦ ﻣﻘﻬﻮرﻳﻦ واﻋﺘﺮﻓﻮا ﻟﻘﺒﺮﻳﺎﻧﻮس ﺑﻌﺠﺰهﻢ ﻋﻦ اﺳﺘﻤﺎﻟﺔ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ ،ﻓﻠﻤّﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ذﻟﻚ ﺗﺤﻘّﻖ ﺻﺪق اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ وﻗﺪرﺗﻪ وﺁﻣﻦ ﻓﻌﻤّﺪﻩ أﺳﻘﻒ أﻧﻄﺎآﻴﺔ .وﺷﻜﺮ ﻗﺒﺮﻳﺎﻧﻮس ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ ﻷﻧّﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺳﺒﺐ إﻳﻤﺎﻧﻪ .ﻓﻔﺮﺣﺖ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ ﺑﺎرﺗﺪادﻩ وهﺪاﻳﺘﻪ إﻟﻰ دﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﺑﺴﺒﺒﻪ ﺁﻣﻦ آﺜﻴﺮون ﻣﻦ اﻟﻮﺛﻨﻴّﻴﻦ .ﻓﻮﺷﻲ ﺑﻘﺒﺮﻳﺎﻧﻮس إﻟﻰ اﻟﻮاﻟﻲ ﻓﺄﺣﻀﺮﻩ ﻣﻊ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ وهﺪّدهﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﺬاب واﻟﻤﻮت .ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻌﺎ ﻋﻦ إﻳﻤﺎن اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻓﺄﻣﺮ اﻟﻮاﻟﻲ ﻓﺠﺮّدوا ﺟﺴﻢ ﻗﺒﺮﻳﺎﻧﻮس ﺑﺼﻨﺎرات ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ وﺟﻠﺪوا ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ ﻋﺮﻳﺎﻧﺔ ﺣﺘّﻰ ﺗﻤﺰّق ﻟﺤﻤﻬﺎ .ﺛ ّﻢ أﻣﺮ اﻟﻮاﻟﻲ ﺑﻄﺮﺣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻴﻦ ﻓﻴﻪ زﻓﺖ ﻳﻐﻠﻲ .ﻓﺨﺎﻓﺖ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﺎ ﻓﺸﺠّﻌﻬﺎ ﻗﺒﺮﻳﺎﻧﻮس .ﻓﻄﺮﺣﻮهﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺤﻘﻬﻤﺎ أذى اﻟﺒﺘّﺔ. ﻓﺮﻓﻌﻮهﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻓﺖ وﻋﺬّﺑﻮهﻤﺎ ﻋﺬاﺑﺎت ﻣﺘﻨﻮّﻋﺔ اﺣﺘﻤﻼهﺎ ﺑﺼﺒﺮ ﻋﺠﻴﺐ. وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻋﺘﺎد اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن أن ﻳﻠﺒﺴﻮا ﻓﻲ أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ آﺘﺎب ﻗﺒﺮﻳﺎﻧﻮس ﻟﻠﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮ وﺗﻮاﺑﻌﻪ.
١٩٩ إﻧّﻚ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة ﺗﺠﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺪ ﺗﺴﺄﻟﻴﻦ ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﻘﺪم اﻟﺸﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج :وإذا أﻗﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﺗﺮﻳﻨﻪ ﻳﺘﺰوّج ﻓﺘﺎة هﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺮك ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻤﻮﺿﺔ وﻻ اﻟﺘﺠﻤّﻞ وﺗﺤﺘﻘﺮﻳﻨﻬﺎ وﺗﺤﺴﺒﻴﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻣﻨـﺰﻟﺘﻚ وﺗﻌﺠﺒﻴﻦ آﻴﻒ رﺿﻲ ﺑﻬﺎ! ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺎب رﺿﻲ ﺑﻬﺎ وﻓﻀّﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ أﻧﺖ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻴﻔﻪ ﻣﻨﻚ إﻓﺮاﻃﻚ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻚ آﺄﻧّﻚ دﻣﻴﺔ. وهﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺰوّج دﻣﻴﺔ. ﻳﺨﻴﻔﻪ ﻣﻨﻚ إﻓﺮاﻃﻚ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤّﻞ واﻟﺘﺼﻨّﻊ ﻓﺘﻘﻀﻴﻦ ﺳﺎﻋﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ أﻣﺎم اﻟﻤﺮﺁة وهﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺰوّج ﺑﺎﻟﻤﺮﺁة. ﻳﺨﻴﻔﻪ ﻣﻨﻚ إﻓﺮاﻃﻚ ﺑﺎﻟﻠﺒﺲ واﻟﺰﻳﻨﺔ ﻓﺨﺰاﻧﺘﻚ ﻣﻜﺪّﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺴﺎﻃﻴﻦ واﻟﺜﻴﺎب ﻓﻼ ﺗﻌﺠﺒﻚ ﺑﻞ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ .ﻓﻴﺨﺸﻰ أن ﻳﺘﺰوّج ﻋﺒﺪة ﻟﻠﻤﻮﺿﺔ ﻓﻴﺮزح ﺗﺤﺖ ﺛﻘﻞ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ! ﻳﺨﻴﻔﻪ ﻣﻨﻚ إﻓﺮاﻃﻚ ﺑﻄﻠﺐ رﻓﺎهﻴّﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻜﻮن ﻋﺒﺪًا ﻟﻐﻨﺠﻚ! ﻳﺨﻴﻔﻪ ﻣﻨﻚ ﺗﺒﺠّﺠﻚ ﺑﺸﺮب اﻟﺪﺧﺎن واﻟﻜﺤﻮل! ن روﺣﻚ ﻳﺨﻴﻔﻪ ﻣﻨﻚ ﺣﺒّﻚ اﻟﺘﺸﺒّﻪ ﺑﺎﻷﻏﻨﻴﺎء ﺑﺎﻟﺒﺬخ واﻟﻤﻨـﺰل واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ أ ّ هﺬﻩ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة هﻲ روح اﻟﺘﻌﺠﺮف واﻟﺘﻔﺎﺧﺮ واﻟﻤﺒﺎهﺎة .هﻲ ﺗﻨﺎﻗﺾ اﻟﺮوح اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ واﻟﻮداﻋﺔ. ﻞ ﻣﻤّﺎ هﻮ ﺑﻜﺜﻴﺮ وأﻧﺖ ﺗﻨﺎﻗﺾ روح اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ أﻗ ّ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ أن ﺗﻈﻬﺮي أﻋﻈﻢ ﻣﻤّﺎ أﻧﺖ ﺑﻜﺜﻴﺮ! ﺖ ﺗﻄﻠﺒﻴﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺒﺴﻴﻂ وﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻤﺘﺼﻨّﻊ وﺗﺮﺿﻴﻦ ﻓﻠﻮ آﻨ ِ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ وﺗﻌﻴﺸﻴﻦ ﺑﺮوح اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻜﻨﺖ ﺗﺠﺬﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ اﻟﺰواج ﻓﻴُﻘﺒﻞ إﻟﻰ ﻃﻠﺐ ﻳﺪك دون ﺧﻮف وﻻ ﺣﺬر. اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺮﺿﻲ واﻟﻨﻔﺲ اﻟﺸﻬﻤﺔ واﻟﻘﻠﺐ اﻟﻄﻴّﺐ ،اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﻓﻲ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﺘﺮﺗﻴﺐ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ واﻟﺬوق. اﻟﺠﻤﺎل هﻮ اﻟﻔﺮح واﻻﺑﺘﻬﺎج اﻟﺬي ﺗﻠﻘﻴﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟﻚ ﺑﻠﻄﻔﻚ وﺑﺸﺎﺷﺘﻚ وﻧﺸﺎﻃﻚ وﻣﺤﺒّﺘﻚ وﻏﻴﺮﺗﻚ. ﻞ ﻋﻤﻞ وﺷﻐﻞ ﻣﺘﻘﻦ ﻳﺼﺪر ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻚ! اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﻓﻲ آ ّ اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﺑﺘﻘﻮاك وﻓﻀﺎﺋﻠﻚ :اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﺑﺤﺴﻦ ﺳﻴﺮﺗﻚ وﺳﻠﻮآﻚ! اﻟﺠﻤﺎل هﻮ ﺑﺤﺴﻦ ﺗﺼﺮّﻓﻚ وﺣﺴﻦ أﻋﻤﺎﻟﻚ!
٢٠٠ اﻟﺸﻬﺪاء واﻷرﺑﻌﻮن آﺎن هﺆﻻء اﻟﺸﻬﺪاء اﻷرﺑﻌﻮن ﺟﻨﻮدًا ﻓﻲ أﻳّﺎم اﻟﻤﻠﻚ ﻟﻴﻜﻴﻨﻮس ﻗﻴﺼﺮ .أﺻﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻼد آﺒﺎدوآﻴﺎ .ﻓﻠـﻤّﺎ آﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺒﺴﻄﻴﺔ ﻋﺮف اﻟﻮاﻟﻲ أﻧّﻬﻢ ﻧﺼﺎرى ﻓﺄﺣﻀﺮهﻢ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﺠﺎهﺮوا ﺑﺈﻳﻤﺎن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻬﺪّدهﻢ ﺑﺎﻟﻌﺬاب واﻟﻤﻮت ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺎﻓﻮا ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺄن ﻳﻄﺮﺣﻮهﻢ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة ﻣﺎء ﻣﺠﻠّﺪ ﻓﻐﻤﺮهﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺣﺘّﻰ أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ وﻣﻜﺜﻮا اﻟﻠﻴﻞ آﻠّﻪ ﻳﺴﺒّﺤﻮن اﷲ ﻣﺘﺤﻤّﻠﻴﻦ اﻵﻻم ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ وإذا ﺑﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﻬﺒﻄﻮن ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ أآﺎﻟﻴﻞ ﻟﻠﺸﻬﺪاء .ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح أﻣﺮ اﻟﻮاﻟﻲ ﺑﺄن ﻳﺨﺮﺟﻮهﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء وﻳﻜﺴﺮوا أرﺟﻠﻬﻢ ﺛ ّﻢ أﻣﺮ ﺖ ﻋﺸﺮ اﻟﻮاﻟﻲ ﺑﺈﺣﺮاﻗﻬﻢ وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻤّﺖ ﺷﻬﺎدﺗﻬﻢ .وآﺎن اﺳﺘﺸﻬﺎدهﻢ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺛﻤﺎﻳﺔ وﺳ ّ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ. ﻟﻨﺎ ﻓﻲ هﺆﻻء اﻟﺸﻬﺪاء اﻷرﺑﻌﻴﻦ وﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ أﻟﻮف اﻟﺸﻬﺪاء أﻋﻈﻢ ﻋﺒﺮة ﻟﻠﺜﺒﺎت ﻓﻲ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ واﺣﺘﻤﺎل ﻣﺸﻘّﺎت اﻟﺤﻴﺎة وﺁﻻﻣﻬﺎ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﷲ. ن ﺁﻻم اﻟﺤﻴﺎة وﻣﺸﻘّﺎﺗﻬﺎ إذًا اﺣﺘﻤﻠﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺼﺒﺮ وﺧﻀﻮع ﻹرادة اﷲ ﺗﻜﻮن إّ ﻖ ﻟﻪ أآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻬﺪاء ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺪاء ﻳﺨﺴﺮون اﺳﺘﺸﻬﺎدًا وﺗﺴﺘﺤ ّ اﻷآﺎﻟﻴﻞ أي آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ ﻣﺼﺎﺋﺐ وﻧﻜﺒﺎت وأﻣﺮاض وﺁﻻم وﺿﻴﻘﺎت ﻓﻼ ﻳﺼﺒﺮون ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﻞ ﻳﺘﺬﻣّﺮون ﻋﻠﻰ اﷲ وﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﻘّﻮن اﻹآﻠﻴﻞ. ﻲ اﺣﺘﻤﻞ ﺿﻴﻘﺎﺗﻚ وﺁﻻﻣﻚ ﻷﺟﻞ اﷲ وﺣﺒًّﺎ ﺑﻪ ﻓﺘﺸﺒﻪ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺬي أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻖ إآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻻ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن وﺣﺒﺎ ﺑﻪ .ﻓﺘﺴﺘﺤ ّ ﻳﺤﺘﻤﻞ اﻟﻌﺬاب واﻟﻤﻮت ﻷﺟﻞ اﷲ ًّ ن اﺳﺘﺸﻬﺎدك ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤ ّﺮ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة! إآﻠﻴﻠﻚ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ إآﻠﻴﻠﻪ ﻷ ّ ﻲ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ واﻟﻤﺘﻀﺎﻳﻖ واﺣﺘﻤﻞ ﺑﺼﺒﺮ ﻧﺎﻇﺮًا إﻟﻰ اﻹآﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﺗﺸﺠّﻊ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ب ﻳﺴﻮع!! ﻳﻬﻴّﺌﻪ ﻟﻚ اﻟﺮ ّ
٢٠١ اﻟﺪراهﻢ اﻟﻤﺰوّرة ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب ﻲ ﻷردّهﺎ ﻲ ﻋﺸﺮ ﻟﻴﺮات ﻣﺰوّرة وﻻ أﻋﻠﻢ ﻣﻦ دﻓﻌﻬﺎ إﻟ ّ اﻟﺸﺎب – ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ دﻓﻊ إﻟ ّ ﻟﻪ .أﻣَﺎ ﻳﺠﻮز أن أﺻﺮﻓﻬﺎ آﻤﺎ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ؟ اﻟﻜﺎهﻦ – ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻚ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،أن ﺗﺨﺪع ﻏﻴﺮك آﻤﺎ ﺧُﺪﻋﺖ! اﻟﺸﺎب – وﻟﻜﻦ ،ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ ،أﻧﺎ ﻓﻘﻴﺮ وﺧﺴﺎرة ﻋﺸﺮ ﻟﻴﺮات ﺗﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﺟﺪًّا. اﻟﻜﺎهﻦ – ﻟﻮ ﺳﺮق ﻣﻨﻚ ،ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،ﻋﺸﺮ ﻟﻴﺮات ﻓﻬﻞ ﻳﺠﻮز ﻟﻚ أن ﺗﺴﺮق ﻋﺸﺮ ﻟﻴﺮات ﻟﺘﻌﻮّض ﺧﺴﺎرﺗﻚ ﻟﻜﻮﻧﻚ ﻓﻘﻴﺮًا؟ اﻟﺸﺎب – ﻻ ﻳﺎ ﺑﻮﻧﺎ. اﻟﻜﺎهﻦ – أﺟﺒﺖ ﺑﺎﻟﺼﻮاب ،ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،إﻧّﻚ ﺗﺬ ّم ﻣﻦ ﺧﺪﻋﻚ وﺗﺪﻋﻮﻩ آﺬاﺑًﺎ ﺧﺪّاﻋًﺎ ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﻔﻌﻞ أﻧﺖ ﻣﺜﻠﻪ؟ أﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻳﺨﺪﻋﻚ ذاك اﻟﺬي ﺧﺪﻋﻚ ﻓﻠﻤﺎذا أﻧﺖ ﺗﺨﺪع ن اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻚ أن ﺗﺨﺪع ﻏﻴﺮك هﻲ ﻟﺼﺎﻟﺤﻚ ﻷﻧّﻬﺎ ﻻ ﻏﻴﺮك؟ ﺛ ّﻢ إ ّ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻐﻴﺮك أن ﻳﺨﺪﻋﻚ أﻳﻀًﺎ .ﻓﺈذا آﺎن ذاك اﻟﺬي ﺧﺪﻋﻚ ﺷﺮّﻳﺮًا ﻻ ﻳﻄﻴﻊ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺜﻠﻪ. أﻣّﺎ إذا آﻨﺖ ﺗﻌﺮف اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺧﺪﻋﻚ وأﻧﻜﺮ وﻟﻢ ﻳﺮِد أن ﻳﻌﻮّض ﻋﻠﻴﻚ. ﻖ ﻟﻚ أن ﺗﺴﺘﻌﻴﺾ ﻣﻨﻪ ﺧﻔﻴﺔ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻋﺸﺮ ﻟﻴﺮات! ﻓﻴﺤ ّ اﻟﺸﺎب – أﺷﻜﺮك – ﻳﺎ أﺑﻮﻧﺎ – ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺸﺮح اﻟﻤﻘﻨﻊ!
٢٠٢ ﻓﻬﺮس ﻣﻘﺪّﻣﺔ ٤................................................................ اﻷم هﻲ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ ٥.................................... "ﺧﺒﺮ" ٦............................................................... اﺗﻌﺎظ واﻟﺪ ﺑﻮﻟﺪﻳﻪ ٦.................................................... "ﺧﺒﺮ" ٨............................................................... اﻟﻤﻴﻼد اﻟﻤﺠﻴﺪ ٨....................................................... ﻲ" ٩................................................. "أﻳّﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻹﻟﻬ ّ هﻞ ﺗﺮآﻊ اﻷﺷﺠﺎر؟ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ١٠........................... أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات١٠........................................ ... "ﺧﺒﺮ" ١١............................................................. ﺣﻴﻠﺔ اﺑﻦ ﻋﻠﻰ أﺑﻴﻪ١١................................................. "ﺧﺒﺮ" ١٢............................................................. وﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳّﺎم ﺧﺘﻦ اﻟﺼﺒﻲ ودﻋﻲ اﺳﻤﻪ ﻳﺴﻮع١٢................ "ﺧﺒﺮ" ١٤............................................................. هﻞ ﺗﻔﻜّﺮ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺮﻳﺾ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻷﻟﻢ؟ ١٤....................... "ﺧﺒﺮ" ١٦............................................................. ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ١٦.................................................. رأس ﻣﻦ زﺟﺎج ١٨................................................... أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ١٨......................................................... اﻷﺳﺮار اﻟﺴﺒﻌﺔ١٩.................................................... اﻟﺼﻮم ٢١............................................................. "ﺧﺒﺮ" ٢٢............................................................. ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب ٢٢.................................................. اﻷم ٢٣................................................................. ﻗﻠﺐ اﻷم ﻻ ﻳﺤﻘﺪ ٢٤.................................................. ﻣﻦ أﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب؟ ٢٤.............................................. "ﺧﺒﺮ" ٢٥............................................................. ﺻﻮرة ﺧﻴﺎﻟﻴّﺔ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ ٢٥.............................. ﺻﻔﺤﺔ أﻳّﺎم اﻷﺳﺒﻮع ٢٥.............................................. ﺻﻔﺤﺔ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ٢٥.................................................. ﻋِﺒﺮة ٢٧...............................................................
٢٠٣ أﺧﻲ اﻟﺸﺎب ٢٧........................................................ اﻟﺼﻠﻴﺐ ٢٨............................................................ ﻓﻈﺎﻋﺔ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ٢٩.................................................... ﺳ ّﺮ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳّﺔ ٢٩..................................................... ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ٣١....................................................... ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب ٣٢.................................................. "ﺧﺒﺮ" ٣٣............................................................. ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﺎة٣٣......................................................... "ﺧﺒﺮ" ٣٤............................................................. ﻧﺎﺳﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ ٣٤............................................. آﻴﻒ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻔﻜّﺮ اﻟﺸﺎب ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺎة ٣٥............................. ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ أﻳّﺎر!! ٣٦................................................ ﻣﻦ أﻧﺖ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة؟ ٣٧............................................... ﺣﺸﻤﺔ اﻟﻠﺒﺲ ٣٨....................................................... اﻟﻨﺪاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ٣٨..................................................... ﺐ٣٩............................................................... اﻟﺤ ّ ﻲ ٤٠................................... ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤ ّ ﺧﺒﺮ ٤٢................................................................ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﺠﻴﺐ ٤٢..................................................... اآﺘﺸﺎف ﺑﻠﺪ ﺟﺪﻳﺪة ٤٣................................................. "ﺧﺒﺮ" ٤٤............................................................. اﻟﻴﺘﻴﻢ اﻟﻤﺸﺮّد ٤٥...................................................... ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد ٤٦........................................................ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ٤٦................................................ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺎب ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج٤٧........................................... اﻟﻐﻄﺎس ٤٨............................................................ ﺖ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷمّ؟ ٤٩................................................ ﻣﻦ أﻧ ِ ﺧﺒﺮ ٥٠................................................................ اﻟﺰاد اﻷﺧﻴﺮ ٥٠....................................................... اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻓﻲ اﻟﺰواج ٥١.............................................. ش اﻟﺮﻣﺎد ﻓﻲ ﺑﺪء اﻟﺼﻮم ٥٣....................................... ر ّ زﻣﻦ اﻟﺼﻮم زﻣﻦ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ٥٤......................................... اﻹﻧﺠﻴﻞ ٥٤............................................................
٢٠٤ ﺗﺤﻮّل ﻣﻦ ﺻﻮرة ﻳﺴﻮع إﻟﻰ ﺻﻮرة اﻟﺸﻴﻄﺎن ٥٥................... ﻣﺴﺒّﺔ اﻟﺪﻳﻦ٥٥......................................................... ﻋﻈﺔ اﻷﺳﺪ ٥٦........................................................ اﻟﺤﻤﺎة واﻟﻜﻨّﺔ ٥٧...................................................... ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ٥٨................................................ رﺟﻞ ﻣﺠﺮم٥٩........................................................ ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ٦٠.................................................. اﻟﺤﻤﺎة واﻟﻜﻨّﺔ ٦١...................................................... ﻋﻘﺎب وﻋﺼﻔﻮر ٦٢.................................................. اﻟﻘﻤﺎر ٦٣.............................................................. ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ٦٦....................................................... ﺧﺒﺮ ٦٧................................................................ أﻣﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ٦٧................................................... ﻋﺒﺮة ٦٨............................................................... هﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺠﺎرة؟ ٦٩........................................ اﻟﻮﻟﺪ وأ ّﻣﻪ٧٠.......................................................... اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ٧١............................................................ ﺧﺒﺮ ٧٢................................................................ أﺣﺴﻦ أن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺸﺎب أﻋﺰب٧٣..................................... اﻟﻤﺎﺳﻮن واﻟﺘﻠﻤﻮد٧٤.................................................. ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴّﺔ ٧٤..................................................... ﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ! ٧٥.................................. هﺬا هﻮ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬي أﺣ ّ ﺧﺒﺮ ٧٧................................................................ اﻻﻧﺘﺤﺎر٧٧............................................................ ﺗﺬآﺎر اﻟﻤﻮﺗﻰ ٧٨...................................................... ﺧﻴﻂ ﻣﻦ ﻓﻀّﺔ ٧٩..................................................... اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺰواج ٧٩.................................................. ﺧﺒﺮ ٨١................................................................ ﻳﺎ أﺣﻤﻖ ٨١............................................................ ﻻ ﻋﻘﻞ ﻟﻚ ٨٢......................................................... ي ﻣﻦ اﻻﺛﻨﻴﻦ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﺘﺪي؟ ٨٢.................................. ﺑﺄ ّ ﺧﺒﺮ ٨٣................................................................ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﻐﺎرة ٨٣....................................................
٢٠٥ أﻧﺖ ﻧﺤﺲ٨٤.......................................................... اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺰواج ﺗﺎﺑﻊ ٨٥............................................. ﻲ ٨٦.................................. ﺑﻴﻦ ﺷﺎب روم وﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ اﻟﻜﻬﻨﻮت ٨٧........................................................... اﻧﻘﺮﺿﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻨﺎ٨٨................................................... اﻟﻐﻄﺎس ٨٨............................................................ اﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﺘﻲ هﻲ ﺿ ّﺪ اﻟﻌﻤﺎد ٨٩................................... ﻲ ٨٩...................................................... أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﺧﺒﺮ ٩٠................................................................ ﺧﺮاب اﻟﺒﻴﻮت ٩٠..................................................... ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄآﻞ اﻟﻔﺼﺢ ﻣﻮﺗًﺎ ﻳﻤﻮت!٩١.................................. ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻣﺴﺮورًا! ٩٣............................................... إﻟﻰ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ٩٤....................................................... أدب اﻟﺤﺪﻳﺚ ٩٥....................................................... ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ٩٥................................................ اﻷﻣﺎﻧﺔ ٩٦............................................................. "ﺧﺒﺮ" ٩٦............................................................. ﺷﻬﺮ ﻣﺮﻳﻢ ٩٧......................................................... "ﺧﺒﺮ" ٩٧............................................................. أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن ٩٨........................................................ اﻟﻤﺼﻠﻮب ٩٩.......................................................... ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻧﺘّﺤﺪ٩٩......................................................... هﺬا ﻓﺨﺮي وﺷﺮﻓﻲ١٠٠.............................................. ﻣﻮاﻧﻊ اﻟﺰواج اﻟﻤﺒﻄﻠﺔ )ﺗﺎﺑﻊ( ١٠٠................................... ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻌﻤﺮ – ﻗﺎﻧﻮن ١٠١........................................ ٥٧ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻌﺠﺰ – ﻗﺎﻧﻮن ١٠٢....................................... ٥٨ ﻣﺎﻧﻊ اﻻرﺗﺒﺎط – ﻗﺎﻧﻮن ١٠٢.....................................٥٩ أوّل أﻳّﺎر ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل ١٠٥............................................ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻠﻬﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ١٠٦.............................. اﻟﻨﺎﺳﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ١٠٦............................................... اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس١٠٧.................................................. دﺧﻮل اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ١٠٩....................................... أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ١٠٩.......................................................
٢٠٦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻟﻔﺮح ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻨﻴﻦ ١١١................................. ﻳﻘﻄﻊ هﺎﻟﺤﻴﺎة رﻳﺘﻨﻲ أﻣﻮت ﺣﺘّﻰ ارﺗﺎح ١١١........................ ﻣﻦ أﻧﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب؟ ١١٣............................................ اﻟﺬﺋﺐ واﻟﺨﺮوف ١١٤................................................ ن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺬﺋﺐ ﺑﺎﻟﺨﺮوف ١١٥.................................... إّ ﻣﺎل اﻟﻈﻠﻢ وﻣﺎل اﻟﺤ ّ ﻖ ١١٥........................................... ﺳﻬﺮة ﺑﻴﻦ آﺎهﻦ وﺷﺒﺎب ١١٦........................................ ﺧﺒﺮ ١١٨.............................................................. ﻲ ١١٨................................................... ﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّ اﻟﺤ ّ ﺧﺒﺮ ١١٩.............................................................. ﻞ ﻳﻮم ١١٩........................... أﻗﺘﻠﻨﻲ ﻳﺎ أﺑﻲ ﻣﺮّة وﻻ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ آ ّ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺘﻨﺎول ﻗﺒﻞ اﻻﻋﺘﺮاف ١٢٠............ أﻓﺤﺺ ﺿﻤﻴﺮك ﺟّﻴﺪًا ١٢١........................................... ﻖ اﷲ ١٢١............................................. اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺣ ّ ﻖ اﻟﻘﺮﻳﺐ ١٢١......................................... اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺣ ّ ﻖ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ١٢٢......................................... اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺣ ّ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻨﺎول ١٢٣...................................................... ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻨﺎول١٢٣....................................................... اﻟﺤﻮت واﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ١٢٣...................................... إن آﺎن اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ﻳ ُﻘﻢْ ﻓﺈﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﺑﺎﻃﻞ ١٢٤........................... وﻟﺪ وﺣﻴﺪ رﺑّﺎﻩ أﺑﻮﻩ ﺑﺎﻟﺪﻻل ١٢٥..................................... ﻲ ١٢٥.......................................... ﻣﺒﺸّﺮ وﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜ ّ ﻣﻮاﻧﻊ اﻟﺰواج ١٢٦.................................................... ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻨﺬر ﻗﺎﻧﻮن ١٢٧........................................... ٦٣ ﺻﻴﻐﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ١٣١.............................................. إﻧّﻲ أﺟﻬﻠﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ١٣١.......................................... هﻞ ﺗﻌﻠﻢ١٣٢....................................................... ... ﻣﺮاؤون١٣٣..........................................................
٢٠٧ ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل١٣٣....................................................... ﻟﻮ آﻨﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﺮأة ١٣٤..................................... ﺧﺒﺮ ١٣٥.............................................................. ﻓﺘﻮر اﻟﺸﺎب ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ١٣٥........................................... ﺧﺒﺮ ١٣٦.............................................................. ﻋﻴﺪ اﻟﺠﺴﺪ ١٣٦....................................................... وَﺳﻮَس ﻟﻪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ١٣٨............................................. اﻟﺸﺎب واﻟﺠﻤﺎل ١٣٩.................................................. ﺗﻮﺑﺔ اﻟﻤﺠﺪﻟﻴّﺔ ١٤٠.................................................... أﻧﺎ ﻣُﺴﻴّﺮ ﻻ ﻣُﺨﻴّﺮ ١٤١............................................... اﻟﻌﻨﺼﺮة ١٤٣......................................................... ﻲ ١٤٤.................................................... أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤ ّ ﻋﻴﺪ اﻟﺨﺒﺰ١٤٤........................................................ ﺧﺒﺮ ١٤٥.............................................................. وآﺎن ﺻﺪﻳﻘًﺎ ١٤٥..................................................... ﻣﻦ هﻲ اﻟﻔﺘﺎة؟ ١٤٦................................................... أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب ١٤٧....................................................... ﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﺸﺎﻗّﺔ ١٤٨................................... أﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﺣُﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻼ دﻧﺲ ١٤٩....................................... ب إﻟﻬﻚ ﻻ ﻳﻜﻦ ﻟﻚ إﻟﻪ ﻏﻴﺮي" ١٥٠.................... "أﻧﺎ هﻮ اﻟﺮ ّ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ١٥٠.............................................. اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻏﻨﻰ ١٥١.................................................... ﻧﺼﺎﺋﺢ أ ّم ﻻﺑﻨﻬﺎ ١٥٢................................................. هﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ أﻳّﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ؟ ١٥٣................................ ﺛﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة ١٥٤................................................... ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ١٥٥................................................ اﻟﻜﻬﻨﻮت ١٥٦......................................................... ﺧﺒﺮ ١٥٧.............................................................. زﻣﻦ اﻟﺼﻮم ١٥٨..................................................... زﻣﻦ اﻟﺼﻮم زﻣﻦ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ١٥٩....................................... أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة ١٥٩........................................................ آﻠﺒﻚ أﻓﻬﻢ ﻣﻨﻚ ١٦٠..................................................
٢٠٨ اﻋﺘﺮاﺿﺎت ﺿ ّﺪ اﻟﻌﺬراء ١٦٠....................................... ﻲ ١٦٢.................................. ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤ ّ اﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﺎرون١٦٣................................................... ﻋﺘّﺎل ﻗﺪّﻳﺲ ١٦٤...................................................... اﻷﺳﺮار )ﺗﺎﺑﻊ( ١٦٤.................................................. ﺳ ّﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ ١٦٦........................................................ ﻋﻴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻌﻤّﺎل ١٦٩............................................... ﺑﻴﻦ ﻣﺒﺸّﺮ وﺷﺎب آﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ١٧٠..................................... اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻢ واﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﻤﺠّﺪ ١٧١................................. اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﻜﺎذب ١٧٢............................................... أر ّد ﻣﺎ ﺳﺮﻗﺖ ١٧٣................................................... ﺑﻴﻦ ﺷﺎب وآﺎهﻦ ١٧٣................................................ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨـﺰﻳﺮ١٧٤............................................. ﻣﻠﻌﻮن ﻣﻦ ﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ! ١٧٥................................... ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪّس ١٧٦.............................................. ﻓﻀﻞ اﻷ ّم ﻋﻠﻰ اﻷوﻻد ١٧٦......................................... اﻟﻔﺘﺎة واﻟﻌﻤﻞ ١٧٧..................................................... اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ اﻟﺮهﻴﺒﺔ ١٧٨................................................. ﻋﻴﺪ اﻟﺠﺴﺪ ١٧٩....................................................... ﺧﺒﺮ ١٨٠.............................................................. ﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ١٨٠...................................... ﻣﻨﺎﻇﺮة ﺑﻴﻦ اﻟﺤ ّ اﻟﺒﻄﻞ ١٨٠............................................................ ﻖ ١٨١............................................................. اﻟﺤ ّ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻲ ١٨١............................................... ﺧﺒﺮ ١٨٢.............................................................. ﺳ ّﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎن )ﺗﺎﺑﻊ( ١٨٢.............................................. اﻟﺘﻮﺑﺔ ١٨٤............................................................ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸﺎب؟١٨٥...................................................... ﻋﻴﺪ اﻟﻌﻤّﺎل١٨٦....................................................... ﺧﺒﺮ ١٨٧.............................................................. ﺷﺎب وآﺎهﻦ ١٨٧..................................................... اﻟﺤﺒﻞ ﺑﻼ دﻧﺲ ١٨٨.................................................. اﻟﻘﺪّاس )ﺗﺎﺑﻊ(١٨٩....................................................
٢٠٩ اﻟﻘﺪّاس وﻟﻴﻤﺔ أﻳﻀًﺎ ١٨٩.............................................. اﻟﻘﺪّاس راﺑﻄﺔ ﻣﺤﺒّﺔ أﻳﻀًﺎ ١٩٠...................................... ﻏﺎﻳﺎت اﻟﻘﺪّاس ١٩٠................................................... آﻴﻒ ﻧﺤﻀﺮ اﻟﻘﺪّاس؟ ١٩٢........................................... ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع ١٩٤....................................................... آﻴﻒ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ ﺗﻜﺎﻓﺌﻴﻦ واﻟﺪﻳﻚ؟ ١٩٥.................................. هﻞ ﺗﺘﺄﻣّﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ؟ ١٩٦....................................... أﺿﺎﻓﻮا اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮا ١٩٧............................. اﻟﻘﺪّﻳﺲ آﺒﺮﻳﺎﻧﻮس ١٩٨............................................... إﻧّﻚ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة ﺗﺠﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ١٩٩............................... اﻟﺸﻬﺪاء واﻷرﺑﻌﻮن ٢٠٠............................................. اﻟﺪراهﻢ اﻟﻤﺰوّرة ٢٠١................................................ ﻓﻬﺮس ٢٠٢...........................................................
٢١٠