Achamal n° 1067 le 10 Octobre 2020

Page 1

‫ال�شمـال خلية �إرهابية موالية لتنظيم “داع�ش” تن�شط مبدينة طنجة‬ ‫تفكيك‬ ‫‪1‬‬ ‫‪t‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫حـوار‬

‫الدكتور خالد القرقوري‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1066‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪� 23‬صفـر ‪� 10 / 1442‬أكتوبـر ‪2020‬‬

‫�شخ�صية مميزة داخل �أكرب مخترب طبي‬ ‫بكلية الطب مبر�سيليا‬ ‫التابع للربوفي�سور ديديي را�ؤول‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫ر�سالة �إلى وزير الثقافة!!‬ ‫بيان من عائلة‬ ‫و�أ�صدقاء‬ ‫امليلودي �شغموم ‪:‬‬

‫�أال ي�ستحق روائي كبري العناية التي تليق به؟!‬ ‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫متديد حالة الطوارئ‪..‬‬

‫‪� l‬أ�ستاذ جامعي ي�شكو �إلى امللك‬ ‫«التالعب مبنا�صب جامعية»‬ ‫‪ l‬جمل�س اجلهة ي�صادق على امليزانية‬ ‫وعلى م�شاريع اقت�صادية واجتماعية‬ ‫‪ l‬اجلمارك بطنجة ت�صادر �أطنانا من‬ ‫الأثواب واملالب�س املهربة‬ ‫‪ l‬احلكم بالإعدام على قاتلي الطفل‬ ‫محمد علي بالعرائ�ش‬ ‫‪ l‬اعتقال ل�صو�ص قطع غيار �سيارات‬ ‫من م�صنع “رونو طنجة”‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫متديد حالة الطوارئ‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫ال�شمال‬

‫على مستوى كل عمالة أو إقليم أو جماعة أو أكثر‪.‬‬ ‫مُ��رْض للعديد من‬ ‫قد يكون ق��رار التمديد هذا غير‬ ‫ٍ‬ ‫القطاعات االقتصادية التي ترى فيه محاصرة لديناميتها‬ ‫اإلنتاجية والتسويقية المجالية‪ ،‬إال أننا ينبغي ان نشدد من‬ ‫جانبنا على أن تمديد حالة الطوارئ يستند في جزء صميمي‬ ‫منه على وعي وطني ينظر إلى العواقب المحتملة المرتقبة‬ ‫لمزيد من تصاعد أع��داد اإلصابات التي ما فتئت بالدنا‬ ‫تسجلها على التوالي‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه مع رفع الحجر الصحي التدريجي الذي كانت‬ ‫قد أقبلت عليه بالدنا‪ ،‬شأنها شان مختلف بلدان العالم‪ ،‬عرفت‬ ‫أرقام اإلصابات بهذا الوباء الخطير تصاعدات مقلقة بدأت‬ ‫تالمس أرقاما تصل إلى اآلالف‪ ،‬مع ما يقترن بها من أعداد‬ ‫الوفيات‪.‬‬ ‫قرار تمديد حالة الطوارئ قرار وطني يرجح صحة الوطن‬ ‫على باقي األولويات األخرى‪ ،‬وينظر إلى عواقب األمور بحكمة‬ ‫مترقبة‪.‬‬ ‫لسنا بعد في منأى عن أخطار هذا الوباء المتربصة بحياة‬ ‫الوطن‪ ،‬وإذا كنا نلحظ عودة ملموسة لألنشطة الحيوية على‬ ‫مختلف األصعدة فإن ذلك ال يعني مطلقا أننا حسمنا معركتنا‬ ‫الصحية مع هذا التهديد الخطير‪.‬‬ ‫إننا في أية لحظة ممكنة مرشحون كي نعيش مجددا‬ ‫السينايوهات الدرامية التي سبق أن فرضها علينا هذا الوباء‬ ‫مما قد يحتمل العودة إلى الحجر الصحي الكامل ال قدر اهلل‪،‬‬ ‫وهو ما ال نتمناه‪ .‬ولذلك يأتي قرار تمديد حالة الطوارئ‬ ‫كاستراتيجية احترازية ضد ذلك‪.‬‬

‫وجّ��ه عبد الرحمن الصديقي‪ ،‬أستاذ‬ ‫التعليم العالي بكلية العلوم القانونية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية بطنجة التابعة‬ ‫ً‬ ‫رسالة مفتوحة‬ ‫لجامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫إلى الملك محمد السادس يتحدث فيها‬ ‫عن وجود «تالعب في المناصب الجامعية‬ ‫بنفس الجامعة»‪.‬‬ ‫وقدم الصديقي اعتذاره للملك بعدما‬ ‫اضطر لمراسلته عبر وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث‬ ‫قال إن هذه الخطوة جاءت «بعد أن استنفد‬ ‫كل الوسائل المتاحة للمطالبة بحقوقه من‬ ‫وسائل علمية وقانونية وقضائية‪ ،‬وبعد‬ ‫الكتابة لكل الجهات المعنية بهذا الملف‬ ‫(رئاسة الحكومة‪ ،‬الوزارة الوصية والجامعة)‬ ‫على مدى أكثر من سبع سنوات»‪.‬‬ ‫وقال األستاذ الجامعي في رسالته‪ ،‬التي‬ ‫توصلت هسبريس بنسخة منها‪ ،‬إن ما‬ ‫«قامت به وزارة التربية الوطنية والتعليم‬ ‫العالي ف��ي شخصي وح��ق��ي‪ ،‬بخصوص‬ ‫موضوع عمادة كلية العلوم القانونية‬ ‫والقانونية واالجتماعية‪ ،‬بطنجة يعتبر غير‬ ‫قانوني ويتجاوز بشكل صارخ كل القوانين‬ ‫واألع��راف ويتحدى إرادتكم الحميدة التي‬ ‫أعلنتم عنها في خطاب العرش ‪ ،2019‬من‬ ‫حيث تثبيت مبدأ الكفاءة واالستحقاق في‬ ‫تقلد مناصب المسؤولية»‪.‬‬ ‫وأوردت الرسالة أن «ال��وزارة السابقة‬ ‫والحالية‪ ،‬وألس��ب��اب ال تمت بأية عالقة‬ ‫بالكفاءة العلمية والمساطير القانونية‪،‬‬ ‫عملت وتعمل على حرمانه من حق مكتسب‬ ‫ومستحق باسم حقوق ذاتية وشخصية‬ ‫وحزبية في الخمس مباريات التي شاركت‬ ‫فيها‪ ،‬أرب��ع منها فزت بها باستحقاق مع‬ ‫وجود الفارق»‪.‬‬ ‫وأض��اف الصديقي‪« :‬م��والي وسيدي‬ ‫أع���زك اهلل ون��ص��رك‪ ،‬كنت ق��د تقدمت‬ ‫لمباراة العمادة الخاصة بالكلية متعددة‬ ‫التخصصات بتطوان (كلية الحقوق حاليا)‬ ‫في ‪ 2013‬وفزت بها أمام عشرة مرشحين‪،‬‬ ‫وعمل الوزير وقتئذ على إلغائها شفهيا‪ ،‬قبل‬ ‫أن تتوصل وزارت��ه بقرار مجلس الجامعة‪،‬‬ ‫خالل لقاء جمعه بأعضاء اللجنة اإلداري��ة‬ ‫لنقابتنا إرضاء ألحد أعضاء هذه اللجنة الذي‬ ‫كان يعد من المترشحين لنفس المنصب»‪.‬‬ ‫ولم يفقد األستاذ الجامعي األمل حيث‬ ‫تقدم من جديد إلى المباراة التي أعيد‬ ‫فتحها وفاز بها كذلك أمام ‪ 8‬مرشحين وفق‬ ‫ما يتضمنه محضر مجلس وبفارق نقط‬ ‫تجاوز ‪ 40‬نقطة؛ لكنه تفاجأ بالسيناريو‬ ‫األول نفسه سيتكرر وبدون وجود قرار يبرر‬ ‫اإللغاء‪.‬‬ ‫(تابع ص ‪)13‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫محمد وطا�ش‬ ‫محمد �إمغران‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫هـدى املجـاطـي‬

‫ح�سن �أزام‬

‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫زبيـدة الورياغلـي‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫�أ�سامـة الزكــاري‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫�أ�ستاذ ي�شكو‬ ‫«التالعب‬ ‫مبنا�صب جامعية»‬ ‫�إلى امللك‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫خالل المجلس الذي انعقد يوم الخميس في الرباط‪ ،‬قررت‬ ‫الحكومة المغربية تمديد حالة الطوارئ الصحية لشهر إضافي‬ ‫يمتد إلى غاية ‪ 10‬نونبر المقبل‪ .‬ويأتي هذا القرار انسجاما مع‬ ‫جهود المملكة المغربية المبذولة من أجل التصدي الحازم‬ ‫للتفشي المتزايد لوباء فيروس كورونا المستجد الذي شهدته‬ ‫بالدنا في األشهر األخيرة‪.‬‬ ‫وقد صادقت الحكومة على مشروع مرسوم رقم ‪2.20.631‬‬ ‫يقضي بالتمديد الزمني في مدة سريان مفعول حالة الطوارئ‬ ‫الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني واستمرارها أربعة أسابيع‬ ‫إضافية‪.‬‬ ‫وأك��دت الحكومة المغربية أن��ه حرصا من السلطات‬ ‫العمومية على استمرار ضمان فعالية ونجاعة هذه اإلجراءات‬ ‫والتدابير المتخذة للتصدي النتشار جائحة «كوفيد ‪ ،»19‬فإن‬ ‫مشروع هذا المرسوم‪ ،‬الذي قدّمه الوزير المنتدب لدى وزير‬ ‫الداخلية‪ ،‬يهدف إلى تمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ‬ ‫الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني من يوم السبت ‪ 10‬أكتوبر‬ ‫الجاري في الساعة السادسة مساء إلى غاية يوم الثالثاء ‪10‬‬ ‫نونبر المقبل في الساعة السادسة مساء‪.‬‬ ‫وأضافت الحكومة أنه بالنظر إلى ما تقتضيه الظرفية من‬ ‫ضرورة الحرص على تناسب اإلجراءات والتدابير المتخذة مع‬ ‫تطور الحالة الوبائية بمختلف جهات وأقاليم المملكة‪ ،‬فقد‬ ‫أجازت مقتضيات مشروع هذا المرسوم للسلطة الحكومية‬ ‫المكلفة بالداخلية اتخاذ كافة التدابير المناسبة على الصعيد‬ ‫الوطني بما يتالءم مع هذه المعطيات‪ ،‬باإلضافة إلى تخويل‬ ‫والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم صالحية اتخاذ جميع‬ ‫التدابير التنفيذية التي يستلزمها حفظ النظام العام الصحي‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫التوزيع‪:‬‬

‫الفاكــ�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫دردشة‬

‫ش��ة‬

‫حين فتحت عينيَّ على الدنيا‪ ،‬وجدتُني في ُكتاب «الفقيه الصَّرُّوخ» المواجه‬ ‫لزاوية سيدي علي بن ريسون‪.‬‬ ‫تصميم والدي الطيب بن عبد المالك حجاج على حفظي لكتاب اهلل‪ ،‬جعله‬ ‫يستعجل دخولي إلى المسيد الذي ال يبعد عن منزلنا إال خطوات معدودات‪ ،‬خوفا من‬ ‫نوايا والدتي التي كانت ترى في المدرسة خير مكان للتعليم‪.‬‬ ‫الفقيه الذي علمني الحروف األبجدية وح ّفظني كتاب اهلل هو السيد عبد السالم‬ ‫بن حمزة‪ ،‬وقد كان يستعين في سيره بعكاز مزدوج ‪ ،‬يضعه تحت إبطه إلعاقةٍ في‬ ‫إحدى رجليه‪.‬‬ ‫وكان رجال بدويا تبدو عليه فطرة البدويين وبساطتهم وصفاء قلوبهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ساعة دخول محسن أو محسنة علينا‬ ‫وكانت أسعدُ لحظاته – ولحظاتنا أيضا –‬ ‫للتبرك بدعائنا الصالح‪ ،‬وقراءة ما تيسر من قصار السور‪ ،‬مقابل منحة سخية تُدس‬ ‫في يد الفقيه‪ ،‬وتحْريرنا فتر َة ما بعد العصر‪.‬‬ ‫ومن أسعد لحظاته أيضا لحظاتُ استدعاء «المْحاضْرة» للمشاركة في تشييع‬ ‫عين من أعيان المدينة‪ ،‬وذلك للصَّدقة المُجزية التي‬ ‫جنازة وجيهٍ من الوجهاء‪ ،‬أو ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ستُسلم له مع كمية مهمة من الخبز‪.‬‬ ‫وأذكر أن والدي رحمة اهلل عليه‪ ،‬كان يواكب مسيرتي القرآنية ويُجلسني بين‬ ‫يديه بين العشاءين ليمتحنني فيما حفظت‪ ،‬فإن توفقتُ – وغالبا ما يحالفني التوفيق‬ ‫– كافأني‪ ،‬وإن تعثرت أو تلجلجت في التالوة‪ ،‬عاقبني‪.‬‬ ‫وي��وم ختمتُ نصف السُلكة‪ ،‬وزوَّق الفقيه لوحي‪ّ ،‬‬ ‫وأط��ر مستهل سورة‬ ‫«كهيعص» بإطار مزخرف‪ ،‬فرح والدي فرحا ال مزيد عليه‪ ،‬وخصَّني وخصَّ الكتاب‬ ‫وفقيهَه و«المحاضرة» بإقامة حفل الختمة الصغيرة أو البقرة الصغيرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واقتصر الحفل على ُفطور استُدعي له المحاضرة‪ ،‬كما كان متبعاً‪ .‬وبين الكتاب‬ ‫ومنزلنا ّ‬ ‫شكل األطفال موكبا على رأسه الفقيه‪ ،‬وفي صدره المحتفى به‪ ،‬وأخذوا‬ ‫يرددون في أصوات مُنغّمة‪:‬‬

‫والعلم صـــــــــــــادق‬ ‫واختم لك عِلْمــــــــو‬ ‫وارحم والْدِينــــــــــــا‬ ‫وارضَوْا علينــــــــــــا‬

‫وبالطبع‪ ،‬فقد ألبستني والدتي رحمة اهلل عليها جلبابا أبيض يليق بالمناسبة‪،‬‬ ‫وطيَّبتني ورشّتني بماء الزهر‪.‬‬ ‫وبدخول الموكب إلى الدار‪ ،‬ارتفعت الزغاريد مرحبة بالضيوف الصغار‪.‬‬ ‫وما أن جلس التالميذ وقرؤوا سورتي يس والمُلك‪ ،‬حتى جيء لهم بكؤوس‬ ‫الشاي المنعنع وموائد الشفنج بالعسل‪ ،‬وحتى ينال المْحاضْرة بعضَ ما نال الفقيه‬ ‫من منحة مجزية جزاء ارتقائه بتلميذه إلى هذه الرتبة المحترمة‪ ،‬يُحرَّرون ثالثة‬ ‫أيام متواليات‪.‬‬

‫يف انتظار الفرج‪...‬‬

‫‪-‬‬

‫الدخول المدرسي مر بما له وما عليه‪ ،‬وتستمر اآلن الدراسة‬ ‫كالسير وسط حقل ألغام‪ ،‬سكت هدير الجدال حول أنماط‬ ‫التدريس ولم يعد أحد يفكر في العودة إلى الوراء‪ ،‬بل إن مدنا‬ ‫موبوءة جدا فتحت مدارسها حتى ال يضيع التالميذ‪ ،‬فالمدرسة‬ ‫كبرت في عيون الناس وجددوا وعيهم بقيمتها ودورها األساسي‬ ‫في التنشئة االجتماعية‪ ،‬وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر‪ .‬ورغم‬ ‫تعثرات االنطالق والتخوفات العابرة لليومي والهواجس مما‬ ‫سيأتي‪ ،‬الكل يصر أن األطفال واليافعين معرضين للتيه والتيهان‬ ‫دون مدرسة‪...‬‬ ‫الدخول االجتماعي تهيمن عليه أجواء كوفيد ‪ 19‬وانعكاساته‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والمالية البالغة‪ ،‬وتأثير الوباء القاسي‬ ‫على بعض القطاعات واألنشطة والمهن التي كان سببا في‬ ‫كسادها واحتضارها بشكل خاص‪.‬‬ ‫وفي هذ الصدد أثار الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة والشباب‬ ‫والرياضة للفنانين العاملين في مجال األغنية موجة من السخط‬ ‫والنقد من جهة واالرتياح والنقد المضاد من جهة أخرى‪ ،‬ودخلت‬ ‫في خضم هذه الموجة الموجة ‪-‬على الخط‪ -‬رموز فنية لها تاريخ‬ ‫في األغنية المغربية سعيا إلى إطفاء الحريق وإع��ادة النقاش‪،‬‬ ‫الذي حمي جداال‪ ،‬إلى نصابه بالخوض في الوضعية االعتبارية‬ ‫واالجتماعية لفناني األغنية والموسيقيين عامة‪ ،‬وموقع الفن‬ ‫الرفيع واألصيل في الحياة ودوره في بناء حضارة الشعوب من‬ ‫خالل تربية الذوق وتهذيبه والرفع من الحس الفني والجمالي‬ ‫وإشاعة روح الفرح والتفاؤل واألمل‪ ،‬كما تم تسليط الضوء على‬ ‫الزيغ واالنحراف الذي عرفته األغنية التي اتخذت منحى سوقيا‬ ‫أوتجاريا وربحيا خالصا‪ ،‬وبالتالي األفول الذي أصاب األغنية الجادة‬ ‫والراقية التي تفتقد إلى الدعم كما يفتقد متعاطيها للتمتع بحقوق‬ ‫الفنان المادية والمعنوية وعلى رأسها التمتع بنظام متكامل‬ ‫للحماية االجتماعية كما في كثير من الدول‪...‬‬ ‫وطفا على السطح مرة أخرى ملف العجز المزمن الصندوق‬ ‫المغربي للتقاعد الذي عجز اإلصالح المقياسي السابق عن ترميمه‪،‬‬ ‫وقد شكلت جملة تذيل أرقام إحدى أوراق مسودة مشروع ميزانية‬ ‫‪ 2021‬الشرارة التي انبعث منها العفريت‪ .‬وال شك أن األيام‬ ‫القادمة ستكون محطة لجس النبض‪ ،‬وربما ستشهد الشهور‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫من ذاكرتي بآدب تطوان‬

‫من وحي «امل�سيد» ‪1‬‬

‫الصادق ما ضــــــاق‬ ‫وافرح يا ِومُّــــــــو‬ ‫وارحمنا يا اللــــــــه‬ ‫اللي ربَّوْنــــــــــــا‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫المقبلة‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬استعارا للشد والجذب بين الحكومة والنقابات‬ ‫األكثر تمثيلية للموظفين المنخرطين في هذا الصندوق‪ ،‬ومنذ‬ ‫اآلن توحي بعض اإلشارات الرسمية والتلميحات اإلعالمية إلى أن‬ ‫الحكومة ورأس حربتها في هذه المعركة وزير االقتصاد والمالية‬ ‫وإصالح اإلدارة (كما كان الوزير المكلف بالميزانية في حكومة‬ ‫بنكيران) متوكلة وعازمة على لي ذراع النقابات وتنفيذ اإلصالح‬ ‫الجديد من جانب واحد إن لم تبد هذه األخيرة مرونتها وتفهمها‬ ‫واستعدادها للتوافق ثم االتفاق الرضائي حتى ال يتسع الخرق‬ ‫على الراقع وتتحمل الحكومة الموقرة وزر اإلصالح وحدها كما‬ ‫حملته من قبل وهوأبغض الحالل على بعد أقل من سنة على‬ ‫االستحقاقات القادمة التي ال يعلم غيبها أحد‪...‬‬ ‫أكيد أنه كلما امتد الوباء زمنيا امتدت األزمة وغارت جروحها‬ ‫بالنسبة للبعض أكثر من غيرهم‪ ،‬لذلك ستستمر المطالب‬ ‫واالحتجاجات والغضبات وفي المقابل جبر اإلنكسارات وتهدئة‬ ‫الخواطر وحالوة اللسان‪ ،...‬وسيكون على الحكومة حتى إشعار آخر‬ ‫إدخال يدها في جيبها من أجل الحفاظ على توازن القارب في يم‬ ‫متالطم وشائك وطنيا ودوليا ال يعرف أحد متى سيهدأ‪...‬‬ ‫الدخول السياسي الزال فاترا حتى اآلن‪ ،‬باستثناء مناوشات‬ ‫نراها هنا وهناك حول مسائل تقنية مرتبطة باالنتخابات القادمة‪،‬‬ ‫وتبقى هذه المناوشات محصورة بين نخبة األحزاب أوأكاديميين‬ ‫وكأنها أم��ور لها طابع خ��اص‪ ،‬في حين تستمر المؤسسات‬ ‫التمثيلية والمناصب المرتبطة بها عرضة للقذائف المتوالية‬ ‫للعامة التي تسمها بالالجدوى وتستكثر على البرلمانيين والوزراء‬ ‫إلخ االستفادة من االمتيازات الهائلة كالتعويضات والتقاعد إلخ‬ ‫في الوقت الذي تعاني فيه فئات واسعة من المجتمع من الفوارق‬ ‫الصارخة ومحرومة من الحماية االجتماعية ومن أقل الحقوق التي‬ ‫تخولها العيش بكرامة‪ ،‬ودون خوف وقلق‪...‬‬ ‫فهل سنرى تكثيف التسخينات بعد الدخول البرلماني‪ ،‬حيث‬ ‫عودنا خطباء وأدهياء أحزاب المؤسسات على أن السنة األخيرة‬ ‫من كل والية تشريعية هي سنة لقرع طبول المعركة و»«تخراج‬ ‫العينين» ولوأن الجمهور فقد الثقة منذ زمان وال ينتظر غير تبديد‬ ‫الملل وال يتوقع إال تناسخ السنين العجاف‪...‬؟ !‪.‬‬ ‫والحمد هلل على كل حال في انتظار الفرج‪...‬‬

‫ملتقى الدرا�سات‬ ‫املغربية والأندل�سية‬ ‫‪3/2‬‬ ‫‪ l‬عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫‪ 8‬ـ ندوة في موضوع ‪« :‬التصوف في شمال المغرب» يومي ‪ 28‬و‪ 29‬نوفمبر‬ ‫‪ ، 2007‬تكريما ألستاذ األجيال عبد السالم شقور على مدار ثالث جلسات علمية‬ ‫مؤطرة في محاور ‪ :‬أصول التصوف بشمال المغرب‪..‬المؤسسات الصوفية‪:‬‬ ‫األعمال والوظائف‪..‬تجليات الفكر الصوفي في المحيط السوسيو اقتصادي‪..‬‬ ‫بمشاركة المرحوم عبد الصمد العشاب ‪ ،‬أحمد العراقي ‪ ،‬المرحوم عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي ‪ ،‬عبد اللطيف شهبون ‪ ،‬محمد كنون الحسني ‪ ،‬عبد الخالق‬ ‫أحمدون ‪ ،‬أحمد الطريبق ‪ ،‬سعاد الناصر ‪ ،‬جميلة رزقي ‪ ،‬الطيب الوزاني ‪ ،‬عبد‬ ‫العزيز شهبر ‪ ،‬محمد علي ابن الصديق ‪ ،‬ربيعة بنويس ‪ ،‬عبد الجليل بادو ‪،‬‬ ‫سعيد الصمدي‪ ..‬وصادفت الندوة المذكورة الذكرى الفضية لتأسيس آداب‬ ‫تطوان‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ ندوة تأبينية تكريمية للمفكر المغربي الكبير المرحوم محمد عابد‬ ‫الجابري يوم ‪ 27‬ماي ‪ 2010‬بمشاركة مصطفى حنفي ‪ ،‬محمد أمين المؤدب ‪،‬‬ ‫محمد العبدالوي ‪ ،‬عبداللطيف شهبون ‪ ،‬مصطفى الغاشي ‪ ،‬سالم يفوت ‪ ،‬عبد‬ ‫السالم بنعبد العالي‬ ‫‪ 10‬ـ محاضرة األستاذ الدكتور أحمد عبادي األمين العام للرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء في موضوع ‪« :‬نظرات في العالقة بين الدين والقيم والسياسة والحريات‬ ‫في سياقنا المغربي الراهن» يوم ‪ 15‬مارس ‪ 2011‬؛ تكريما لألستاذ الدكتور‬ ‫مصطفى بنونة الرئيس األسبق لجامعة عبد المالك السعدي‬ ‫‪ 11‬ـ ندوة وطنية في موضوع «من الرواية الى السينما» يوم ‪ 23‬مارس‬ ‫‪ 2011‬احتفاء بمئوية عميد الرواية العربية نجيب محفوظ بتنسيق مع مجموعة‬ ‫األبحاث والدراسات السينمائية والسمعية البصرية ونادي مرتيل للسينما‬ ‫والثقافة‪..‬‬ ‫‪ 12‬ـ محاضرات وأوراش في موضوع «الجامعة والمواطنة ‪ :‬المراجعة‬ ‫الدستورية وأفق المستقبل» طيلة شهر ماي ‪ ، 2011‬بتنسيق مع إدارة آداب‬ ‫تطوان والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي ومجموعة األبحاث‬ ‫والدراسات السينمائية والسمعية البصرية ‪ ،‬وفق برنامج شمل ‪:‬‬ ‫ـ «رهانات اإلصالحات الدستورية « محاضرة لألستاذ العميد يوسف البحيري‬ ‫يوم الخميس ‪ 11‬ماي ‪.»2001‬‬ ‫ـ «ثقافة المواطنة بالمغرب ‪ :‬قضية الصحراء نموذجا «محاضرة للدكتورة‬ ‫العالية ماء العينين»‪.‬‬ ‫ـ ورشة «الهوية واللغة» يوم االثنين ‪ 18‬ماي ‪.2011‬‬ ‫ـ ورشة «حقوق االنسان» يوم األربعاء ‪ 18‬ماي ‪.2011‬‬ ‫ـ ورشة «اإلعالم والديموقراطية» يوم ‪ 24‬ماي ‪.2011‬‬ ‫ـ ورشة «الشباب والديموقراطية » يوم ‪ 26‬ماي ‪.2011‬‬ ‫‪ 13‬ـ لقاء فكري وابداعي مع الكاتب المغربي حسن أوريد بمناسبة صدور‬ ‫روايته الجديدة «الموريسكي» يوم ‪ 13‬اكتوبر ‪.2011‬‬ ‫‪ 14‬ـ قراءة في كتاب ‪« :‬تحليل النصوص التاريخية» لمصطفى بنسباع‬ ‫يوم ‪ 24‬ماي ‪ 2012‬بمشاركة المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي ‪ ،‬عبد اللطيف‬ ‫شهبون ‪ ،‬مصطفى حنفي ‪ ،‬مصطفى الغاشي‪.‬‬ ‫‪ 15‬ـ قراءة في كتاب ‪ « :‬روح الدين ‪ :‬من ضيق العلمانية الى سعة االئتمانية‬ ‫« للمفكر المغربي طه عبد الرحمن يوم ‪ 14‬يونيه ‪ 2012‬بمشاركة مصطفى‬ ‫حنفي ‪ ،‬عبد اللطيف شهبون ‪ ،‬أحمد مونة ‪ ،‬محمد جبرون‬ ‫‪ 16‬ـ ندوة في موضوع «واقع اللغة العربية في المغرب» يوم ‪ 19‬دجنبر‬ ‫‪ 2012‬تخليدا لليوم العالمي للغة العربية بتنسيق بنيات بحثية ‪ :‬البالغة وتحليل‬ ‫الخطاب ‪ ،‬فرقة البحث في األدب النسائي ‪ ،‬فرقة البحث األدبي والسيميائي ‪،‬‬ ‫مجموعة البحث في دراسات النقد الحضاري وحوار الثقافات واألبحاث المتوسطية‬ ‫‪ ،‬بمشاركة ‪ :‬عبد اللطيف شهبون ‪،‬محمد أمين المؤدب ‪ ،‬عبد الرحمن بودرع ‪،‬‬ ‫محمد مشبال ‪ ،‬محمد الحافظ الروسي ‪ ،‬عبد العزيز الحلوي ‪ ،‬مصطفى حنفي ‪،‬‬ ‫جمال الدين بن حيون ‪ ،‬سعاد الناصر ‪ ،‬نزار التجديتي ‪ ،‬عبد الكريم الطرماش ‪،‬‬ ‫عبد االله الخليفي ‪ ،‬عبد االله كنفاوي ‪ ،‬عبد الهادي أمحرف‪.‬‬ ‫‪ 17‬ـ لقاء فكري في موضوع ‪« :‬ق��راءات في الخطاب الصوفي يوم ‪19‬‬ ‫أبريل ‪ 2013‬بالمركب الثقافي لمدينة الشاون بمشاركة عبد الكريم الطبال‬ ‫وعبداللطيف شهبون ومصطفى حنفي ومصطفى اليمالحي وتنسيق مع مجلة‬ ‫عوارف وبنية البحث في حوار الثقافات واألبحاث المتوسطية‪.‬‬ ‫‪ 18‬ـ قراءة في كتاب ‪« :‬الجزائريون في تطوان خالل القرن ‪ 13‬هـ ـ ‪19‬‬ ‫م‪ :‬مساهمة في التاريخ االجتماعي المغربي» إلدريس بوهليلة يوم ‪ 22‬ماي‬ ‫‪ 2013‬بمشاركة أحمد هاشم الريسوني والمرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫وعبد اللطيف شهبون وعبد العزيز سعود ومحمد جبرون ومصطفى حنفي‬ ‫ومصطفى الغاشي بتنسيق مع ماستر األدب العربي في المغرب العلوي ‪:‬‬ ‫األصول واالمتدادات وفرقة البحث في ثقافات المجتمعات المتوسطية ومختبر‬ ‫الثقافات واألبحاث المتوسطية وماستر شمال المغرب المتوسطي‪.‬‬ ‫‪ 19‬ـ محاضرة الشاعر المهدي أخريف في موضوع ‪ »:‬الشعر المغربي‬ ‫الحديث والمعاصر بالمغرب « يوم ‪ 12‬دجنبر ‪2013‬‬ ‫‪ 20‬ـ محاضرة الدكتور عبد المالك عليوي في موضوع ‪« :‬بنية االنتاج‬ ‫األدبي بشمال المغرب» يوم ‪ 19‬دجنبر ‪2013‬‬ ‫‪ 21‬ـ لقاء مع الشاعر عبد الكريم الطبال يوم ‪ 26‬دجنبر ‪ 2013‬بمشاركة‬ ‫أحمد هاشم الريسوني وعبد اللطيف شهبون وسعاد الناصر وهدى المجاطي‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫الشمال في حوار مع‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الدكتور خالد القرقوري‬

‫�شخ�صية مميزة داخل �أكرب مخترب طبي بكلية الطب مبار�سيليا‬ ‫التابع للربوفي�سور ديديي را�ؤول‬

‫حاوته بباريس نجاة الكاضي‬ ‫الدكتور خالد القرقوري شخصية‬ ‫مميزة داخل أكبر مختبر طبي بكلية‬ ‫الطب بمارسيليا للبروفيسور ديديي‬ ‫راؤول‪ .‬يعمل ليل نهار مبتعدا كل البعد‬ ‫عن اإلعالم‪ .‬زيارته لتقديم العزاء في‬ ‫وفاة والدي كانت فرصة ألنتزع منه هذه‬ ‫المعلومات لجريدة الشمال وأنقلها على‬ ‫شكل حوار‪.‬‬ ‫من مواليد مدينة القنيطرة‪ ،‬بطل‬ ‫رياضة الفروسية سابقا‪ ،‬إبن حي‬ ‫معمورة بمدينة القنيطرة‪.‬‬ ‫• دكتور هال عرفتنا على مسارك الدراسي ؟‬

‫ في المغرب كان مسارا عاديا‪ ،‬درست في مدرسة ابن‬‫الخطيب المعروفة بمدرسة المعلمين ثم ثانوية طه حسين‬ ‫فعبد المالك السعدي و التعليم العالي بكلية العلوم ابن‬ ‫طفيل بعدها هاجرت إلى فرنسا‪.‬‬ ‫ قبل أن تتكلم عن دراستك بفرنسا أعلم أنك كنت بطال‬‫في الفروسية ومحب لها والدليل ما تقوم به حاليا كل نهاية‬ ‫األسبوع خدمة لهذا النوع من الرياضة كما انني سمعت أن‬ ‫المدرب القنيطري السيد كبدي يلقبك برجل الفرس ‪.‬‬ ‫الفروسية هوايتي المفضلة بل الوحيدة ‪ ،‬مارستها منذ‬ ‫الصغر و شاركت عدة مرات في أسبوع الفرس لدار السالم كما‬ ‫شاركت في مسابقات عديدة في فترة كانت تعرف كال من‬ ‫الفارس صام خالد وأشكير و عبد الكبير ودار ‪.‬‬ ‫حصلت على ‪:‬‬ ‫ الرتبة االولى في مسابقة المركب الملكي للفروسية‬‫بالرباط على ظهر الفرس بالطزار ‪ Baltazar‬الذي كانت لي‬ ‫معه عالقة خاصة وقوية‪.‬‬ ‫ الرتبة األولى في نادي الملكي للفروسية بتمارة و دائما‬‫مع بالطزار‪.‬‬ ‫ على ظهر الفرس سجطاريو ‪ Sagitario‬حصلت على‬‫الرتبة األولى ايضا بنادي الفروسية معمورة بمدينة القنيطرة‪.‬‬ ‫كانت للفروسية مساحة شاسعة في حياتي و طبعا بعد‬ ‫الدراسة التي جعلتني أنقطع عن هوايتي لعدم الوقت الكافي‬ ‫لها‪.‬‬ ‫وحبا في هذه الرياضة أعمل حاليا كرئيس الحلبة للقفز‬ ‫على الحواجز بفرنسا في نهاية األسبوع‪.‬‬

‫• لنعود إلى دراستك بالخارج ماذا عنها ؟‬

‫ كانت نانسي أول وجهتي و بها أتممت دراستي‪ ،‬نلت‬‫الماستر شعبة عام األحياء النباتية أو علم وظائف النبات‬ ‫بعدها الدكتوراه في علم وراثيات سكانية بموبوليي (‪)INRA‬‬ ‫‪ .‬و عينت كباحث علمي بانغا تخصص علم وراثة الطفيليات‬ ‫بعقد محدودة لثالث مرات و كانت مناسبة ألن آخذ الماستر‬ ‫في شعبة بيوانفورمتيك بجامعة موبوليي ‪ ،‬فعينت مباشرة‬ ‫بعد ذلك بكلية العلوم بمدينة رين كأستاذ باحث لمادة‬ ‫‪ bioinformatique‬لمدة سنتين بعدها توجهت‬ ‫إل��ى مارسيليا و إل��ى مختبر بروفيسور‬ ‫ديديي راؤول بكلية الطب إلى يومنا‬ ‫هذا و تخصصي باحث مهندس علمي‬ ‫‪génomique, bioinformatique‬‬ ‫المعلوماتية الحيوية و ديناميات‬ ‫البكتيريا ال��ت��ي تضم علم ال��وراث��ة‬ ‫الباكتيريا وت��درس بطريق ما يسمى‬ ‫بالبيانات الضخمة ‪.BIG DATA‬‬

‫• هنا نصل إلى ما نعانيه‬ ‫ويعانيه العالم بأكمله ؟‬ ‫ تقصدين كوفيد ‪ 19‬؟ هو فيروس‬‫إلى حد اآلن ال عالج له و بعد ‪ 6‬أشهر‬ ‫يبقى االحتياط والوقاية أحسن عالج ‪.‬‬

‫• كيف ؟‬

‫ الكمامة والتباعد والتعقيم‪ ،‬هذا الثالثي هو المتفق‬‫عليه اآلن من جميع الدول في انتظار وجود عالج و تلقيح ال‬ ‫تكون لديه أضرارا ثانوية على صحة اإلنسان ‪ .‬ولو طبقنا‬ ‫هذا الثالثي جيدا نستطيع أن نقضي على الفيروس و الدليل‬ ‫الصين كانت صارمة في هذا المجال واآلن تعرف فقط حاالت‬ ‫قليلة إن لم نقل منعدمة في بعض مناطقها ‪.‬‬ ‫ يقال أن الفيروس سيعود بشكل كبير في فصل الخريف‬‫والشتاء ‪.‬‬ ‫ الفيروس موجود اآلن و في فصل الصيف ويعرف انتشارا‬‫في المناطق التي ال يحترم سكانها اإلرشادات المطلوبة‪.‬‬

‫• بالنسبة للوفيات النسمع عنها كثيرا ؟‬

‫ بالنسبة لفرنسا ‪ ،‬من قبل كانت هناك وفيات كثيرة ألن‬‫أوروبا عامة لم تتخذ اإلجراءات الالزمة منذ البداية رغم انتشار‬ ‫الفيروس بقوة في الصين و عندما تسرب لباقي دول العالم‬ ‫كان الوقت متأخرا ‪ ،‬عندنا اآلن ‪ 30000‬وفاة ‪.‬‬ ‫وبفضل تجربة الحجر الصحي و الكمامة وأيضا التباعد‬ ‫انخفضت الوفيات و إن كان عدد المصابين يعرف ارتفاعا فألن‬ ‫الفرنسيين يستفيدون من التحليل بكثرة و فكرة التعايش مع‬ ‫الفيروس مع األخذ باالحتياطات هي التي ستطبقها فرنسا وال‬ ‫أظن أنها ستعود للحجر الصحي الشامل ‪. .‬‬

‫• هل تفكر بالعودة إلى المغرب ليستفيد من‬ ‫خبرتك؟‬ ‫‪ -‬رغبة قديمة منذ التخرج ‪ ،‬يدي مفتوحة لبلدي ‪.‬‬

‫• على ذكر المغرب ما هو رأيك باإلجراءات‬ ‫التي اتخدتها الدولة منذ بداية الجائحة ؟‬ ‫ المغرب كان متوفقا بل جد متوفق في بداية ظهور‬‫كوفيد ‪ 19‬ألنه سارع إلغالق الحدود و إتخاذ االجراءات الالزمة‬ ‫للوقاية وقد أشادت بذلك عدة دول ‪.‬‬

‫• بماذا تفسر االرتفاع في عدد المصابين اآلن‬ ‫وفي جميع المدن المغربية؟‬ ‫أظن أن اإلختبارات المتاحة حاليا للكثير خصوصا في‬ ‫المعامل و المصانع و المؤسسات اإلقتصادية و اإلجتماعية‬ ‫هي التي تفسر و تظهر هذا الرقم باإلضافة أن البعض ال‬ ‫يأخذ األمر بجدية خصوصا ما عاشه المغرب أيام االحتفاالت‬ ‫بعيد األضحى‪.‬‬ ‫شكرا للدكتور خالد وأتمنى أن تتاح له فرصة تقاسم هذه‬ ‫الخبرة مع الجامعات المغربية بحيث يعد صاحب ‪ 47‬بحث‬ ‫علمي على جرائد دولية‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫« الت�سامح مع املر�ض»‬ ‫م�ضاد حيوي نف�سي ملناه�ضة الوباء‬ ‫ذة رجاء قيباش‬

‫شاعرة ‪ /‬كاتبة ‪ /‬إعالمية ‪ /‬باحثة في علم اإلجتماع ‪/‬كوتش أسري و‬ ‫تربوي ‪ /‬مدربة معتمدة في التنمية الذاتية‬

‫ُ‬ ‫الرِّجْل المكسورة ال تُعالج بِجَوْرَب من حرير» ‪ /‬مثل إنجليزي ‪.‬‬ ‫«‬ ‫منذ أن تناسلت الهزات االرتدادية لزلزال الجائحة‪،‬‬ ‫واحتمى البشر تحت منضدة العزل الصحي خوفا من انهيار‬ ‫جدران أجسادهم وسقوطهم تحت أنقاض العافية‪ ،‬وأنا‬ ‫حريصة على عدم االنخراط في هستيريا التوجس الحاصلة‬ ‫اليوم‪ ،‬مُحا ِو َلة تجسيم التقلبات الشارطة التي تهيكلها‬ ‫وتؤطرها‪ ،‬خصوصا ونحن نعيش بمجتمع له طبيعة وبائية‬ ‫لها بصمة منفصلة ‪-‬إلى حد ما ‪ -‬عن شواخص الوباء‪ ،‬واقع‬ ‫اجتماعي يشهد استشراء اعتالالت سيكولوجية سلطتُ‬ ‫الضوء عليها من خالل عدة مقاالت وندوات عن بعد‪ ،‬انتعل‬ ‫فيها قلمي حذاءه الرياضي راكضا وراء نشر اإليجابية في‬ ‫صفوف متابعيه بنَ َفس عقالني عميق‪ ،‬وفي سباق مع الزمن‬ ‫سجل فيه العالم أرقام إصابات ووفيات يُندى لها الجبين‪،‬‬ ‫لكنني هذه المرة سألتقط أنفاسي‪ ،‬بعد أن تذوقت نصيبي‬ ‫من كعكة كوفيد المُرَّة وصرت حاملة للفيروس‪.‬‬ ‫مبدئيا‪ ،‬الوسيلة األنجع للوقاية من األمراض المعدية‬ ‫هي اتخاذ جميع التدابير االحترازية لتفاديها‪ ،‬لكن في حالة‬ ‫اإلصابة‪ ،‬هل الحل هو شن حرب على الفيروس أم التسامح‬ ‫معه؟ هل جهاز المناعة البيولوجى كاف لمساعدتنا على‬ ‫الشفاء؟ وهل صرامة العوامل الخارجية المنفصلة عن وعي‬ ‫اإلنسان تقوي إيمانه بحتمية األحداث أم العكس؟‬ ‫ً‬ ‫جوهرية ‪ :‬كيف‬ ‫استفسارات تسوقنا إلى تساؤل أكثر‬ ‫يمكن للمصاب تجنب إحساس الرعب الناجم عن «اإلسقاط‬ ‫النفسيّ ‪ »Projection psychologique‬لغريزة الموت‬ ‫الداخليّة في ظل «الذعر اإلعالمي» الذي نعيشه؟‬ ‫في مساق مناخ اجتماعي استثنائي يشكل محفزا كبيرا‬ ‫لالهتمام العلمي‪ ،‬من المعروف أن اإلصابات المرضية لدى‬ ‫اإلنسان تؤدي إلى تغيرات جذرية في سلوكه مسببة أعراضا‬ ‫مزعجة تعكر صفو مناخه الحياتي‪ ،‬تُعرَف ب «سلوكيات‬ ‫المرض»‪ ،‬كالخمول‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والقلق‪ ،‬وضعف التركيز‬ ‫وغيرها‪ ،‬إذ تفرض عليه بروتوكوال صحيا دخيال‪ ،‬يروم صيانة‬ ‫األجهزة الحيوية للجسم وتعزيز قدرته على المقاومة‪،‬‬ ‫فيعمل من خالل عُصابه (والذي يعتبره «مارتن هايدغر‬ ‫‪ »Martin Heidegger‬بمثابة سؤال يضعه الوجودُ أمام‬ ‫الذات ويُفقدها ثِقتَها بنفسها بارتباطه بدافع الموت) على‬ ‫التكيف مع الفيروس‪ ،‬فمرض اإلنسان ِّ‬ ‫يُوَلد لديه شعورا‬ ‫باستعجال الشفاء‪ ،‬لكن في كثير من األحيان‪ ،‬يخفق في‬ ‫تحقيق ذلك بسبب رده المناعي الذي يحرض الجسم على‬ ‫«التأهب» كنوع من «االستعداد الدفاعي» المتضمن لردات‬ ‫فعل متعاقبة ومتسارعة‪ ،‬ليلجأ ‪ -‬في حالة اإلصابة ‪ -‬إلى‬ ‫دفاعات نرجسية تستر فتوره وتحجب عنه الحكم المنطقي‪،‬‬ ‫وهذا ما تطلق عليه المح ّللة النفسيّة «ميالني كالين‬ ‫‪ « Melanie Klein‬إسم «الدفاع الهوسي»‪ ،‬والذي تكون‬

‫له نتائج وخيمة على الصحة النفسية للمصاب‪ ،‬فعلى رأي‬ ‫«ابن سينا ‪َّ « : »Avicenna‬‬ ‫إن قوة الفكر قادر ٌة على إحداث‬ ‫المرض والشفاء منه»‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬هناك شريحة أخرى من المصابين ‪ -‬وأنا منهم‬ ‫‪ -‬تتبع خطة عالجية مستحدثة نسبيا على مستوى التعامل‬

‫�إن الإ�صابة بالكوفيد – عند‬ ‫الأغلبية – تزيح ال�ستار عن‬ ‫�أعرا�ض �أوبئة �أخرى خفية‬ ‫ال تقل م�شقة عنه‪ ،‬ك «وباء‬ ‫الفزع» َك َر ِّد فعل غريزي‬ ‫ال�ستيعاب التهديدات املت�صورة‬ ‫ومتثالت الأفراد عن مدى‬ ‫ج�سامة الفريو�س‪ ،‬فهوخليط‬ ‫من القلق والتوهم يغذيهما‬ ‫الإح�سا�س بالعجز والهو�س‬ ‫بعادات غري م�ألوفة‪.‬‬ ‫السريري‪ ،‬وتسمى ب«التسامح مع المرض»‪ ،‬يمكن اعتبارها‬ ‫استراتيجية نفسية ‪ -‬دفاعية يستعملها الجسم بصورة‬ ‫تلقائية تروم إهماد حدة التجاوب المناعي من خالل التزود‬ ‫بجرعات قوية من المضادات الحيوية النفسية كآلية للدفاع‬

‫النفسي والتحكم في الضرر‪ ،‬مع اإلنصات لرسائل الجسم‬ ‫وفك شيفراتها‪ ،‬وأجرأة حمولتها النفسية‪ ،‬وترجمتها إلى‬ ‫أفكار وأفعال إيجابية ميسرة للعالج‪ ،‬وهذا ما أقرته فرضية‬ ‫«تحمل المرض» لـ «جانيل إيريس ‪ »Janelle Ayres‬والتي‬ ‫تُرجح محاولة التملص من مُسَوِّغات المرض التي داهمت‬ ‫البدن و مجاراتها إلى أن تتحول إلى كائنات حميدة وتتصالح‬ ‫تدريجيا مع الجسم المضيف عِوَضَ شن الحرب عليها‪.‬‬ ‫إن اإلصابة بالكوفيد – عند األغلبية – تزيح الستار عن‬ ‫أعراض أوبئة أخرى خفية ال تقل مشقة عنه‪ ،‬ك «وباء الفزع»‬ ‫َكرَدِّ فعل غريزي الستيعاب التهديدات المتصورة وتمثالت‬ ‫األفراد عن مدى جسامة الفيروس‪ ،‬فهوخليط من القلق‬ ‫والتوهم يغذيهما اإلحساس بالعجز والهوس بعادات غير‬ ‫مألوفة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬بلور علم النفس التطوري مفهوم «جهاز المناعة‬ ‫السلوكى»‪ ،‬ذرع وقائي نفسي يعتمد فكرة أن جهاز المناعة‬ ‫البيولوجى لدينا ليس كافيا إلعانتنا على تجنب العدوى‬ ‫أوالتعافي في حالة اإلصابة‪ ،‬بل البد من «مضادات حيوية‬ ‫نفسية» ‪ -‬كما سبق وذكرنا – صميمها الثقة في مُكنَة‬ ‫الجسم على التحمل والمكافحة‪ ،‬فقد أنمى البشر‪،‬عفويا‪،‬‬ ‫ذخيرة سلوكية تعكس مدى الرضى الوجداني‪ ،‬وتُبَدِّل‬ ‫األزمات إلى فرص لنيل الخبرة وإيثاق النسيج المجتمعي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫مُشَكلة خط الدفاع األول ضد األم��راض‪ ،‬تجنبا للوقوع‬ ‫في «فخ هوبز»‪ ،‬النظرية التي تبناها الفيلسوف االنجليزي‬ ‫«توماس هوبز ‪ »Thomas Hobbes‬بعد إقراره بنظرية‬ ‫«األم��ر اإللهي»‪ ،‬منددا بأن المذهب الحقيقي لقوانين‬ ‫الطبيعة هوالفلسفة األخالقية الصحيحة‪ ،‬وأن عدوى الخوف‬ ‫هي األكثر ذيوعا واستفحاال بين األفراد‪ ،‬حيث تهتز أنماط‬ ‫عالقاتهم – بما فيها العالقات العائلية –‪ ،‬ليصير الكل موضع‬ ‫شك‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬لن ننسى وب��اء «انعدام الثقة»‪ ،‬حين يشعر‬ ‫المصاب بالقيود المفروضة على حريته الشخصية في‬ ‫ظل التباينات المتأصلة في المجتمعات‪ ،‬والخصاصة إلى‬ ‫االستنطاق والشفافية‪ ،‬مما يعمق الهوة بين مؤسسات‬ ‫الدولة والمواطن‪.‬‬ ‫نجد أنفسنا‪ ،‬إذن‪ ،‬وجهاً لوجه أمام هشاشتنا البشريّة‪،‬‬ ‫محجورون في أفكارنا‪ ،‬فلكل منا نظام إنذار داخلي‪،‬عليه‬ ‫تشغيله تأهبا لمواجهة امتحانات الحياة التي لن تنتهي‪،‬‬ ‫وعلينا أن نؤمن بقدرتنا المط َلقة على المجابهة داخل‬ ‫السياقات االجتماعية المتعددة‪ ،‬فالتماهي بين الفعل‬ ‫اإلنساني والحتمية القدرية يغدق على الذات أَزْرَ امتصاص‬ ‫ضرارة المحنة‪ ،‬كي ال يظل المصاب أسير انحيازات معرفية‬ ‫العقالنية ترتكز أساسا على التأثيرات العاطفية واالجتماعية‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫يوليو ‪ : 1929‬الوفد الرسمي الذي عينه سمو الخليفة السلطاني موالي الحسن‬ ‫بن المهدي لحضور األسبوع المغربي في كل من معرض إشبيلية ومعرض‬ ‫برشلونة‪ ،‬ويضم الوفد األعضاء السادة ‪ :‬أحمد الرهوني وزير العدلية ‪ -‬الحاج‬ ‫محمد بن التهامي أفيالل الكاتب العام بوزارة العدلية ‪ -‬الحاج إدريس بناني أمين‬ ‫األمناء ‪ -‬الماللي الرميقي باشا القصر الكبير ‪ -‬إدريس الريفي باشا أصيلة ‪ -‬الحاج‬ ‫عبد السالم بنونة‪.‬‬

‫الوزير الأديب القا�ضي العدل العالمة ال�شريف‬ ‫�سيدي محمد �أفيالل التطاوين‬ ‫(ت‪1388:‬هـ‪1968/‬م)‬ ‫يعدّ الفقيه العالمة الوزير‪ ،‬سيدي محمد بن سيدي التهامي‬ ‫أفيالل من كبار الشخصيات العلمية والسياسية بحاضرة تطوان‪.‬‬ ‫فقد ولد رحمه اهلل بتطوان‪ ،‬ودرس بها الدراسة األوّلية‪،‬‬ ‫ورحل إلى فاس ضمن رفقة من أصدقائه‪ ،‬أبرزهم العالمة محمد‬ ‫المرير‪ ،‬وبعد رجوعه من فاس تقلّد مناصب مهمّة‪ ،‬أعالها‬ ‫قاضي القضاة التي كانت لقباً لوزير العدلية‪ ،‬وهو المنصب الذي‬ ‫تقلّده بعد شيخه العالمة المؤرّخ سيدي أحمد الرهوني‪،‬‬ ‫وظل به سنوات عدة‪ ،‬إلى حدود سنة ‪ 1954‬حيث تمّ‬ ‫تشكيل حكومة الصدر األعظم سيدي أحمد الحداد‪،‬‬ ‫وح ّل محلّه العالمة األديب‪ ،‬سيدي عبد اهلل كنون‬ ‫رحم اهلل الجميع‪.‬‬ ‫وسيدي محمد أفيالل أح��د الشخصيات‬ ‫المهمة التي قامت ب��دوره��ا العلمي‬ ‫والسّياسي أحسن قيام‪ ،‬فعلى يده‬ ‫ت��مّ استقالل القضاء من اإلسبان‪،‬‬ ‫وبفضله بعد اهلل تمّ تعديل وهيكلة‬ ‫القضاء وما يتعلّق به‪ ،‬وكان إلى هذا‬ ‫كلّه‪ ،‬عضواً بالمجلس االستشاري لدى‬ ‫الخليفة الحسن بن المهدي‪ ،‬فقد كان‬ ‫الحمد هلل وأستغفر اهلل وأصلي وأسلم‬ ‫على رسول اهلل‬

‫جوابا عن عريضتكم التي شرفتم بها العبد الضعيف‪،‬‬ ‫مقترحين عليه فيها الجواب عن أسئلتكم لتدرج في جملة‬ ‫تراجم من تشرف بمالقاتكم‪ ،‬أو سمعتم بفضله من أهل‬ ‫العصر الذين تجاوز عددهم لحدّ اآلن األل��ف بتأليفكم‬ ‫المفيد‪ ،‬أقول إسعافاً لكم حيث لم يصادف عذري قبولكم‪.‬‬

‫‪( - 1‬ذكر االسم واللقب والنسب)‪:‬‬

‫العبد الضعيف هو محمد بن التهامي بن محمد بن‬ ‫الهاشمي بن الهاشمي بن محمد بن محمد بن محمد بن‬ ‫إبراهيم بن محمد بن يوسف بن أحمد بن أحمد بن القطب‬ ‫الواضح موالنا عبد السالم بن مشيش الحسني العلمي‪ ،‬وعمود‬ ‫نسبه إلى سيّدنا علي رضي اهلل عنه ال يخفى عليكم‪.‬‬

‫ترجمته بقلمه‬ ‫إعداد ‪ :‬يونس السباح‬

‫الخليفة يقدّره‪ ،‬ويجله‪ ،‬وينزله منزلة والده‪ ،‬فكان يستشيره‪،‬‬ ‫ويستفيد منه‪ ،‬ويبعثه ضمن الوفد الممثل له هو وصديقه‬ ‫العالمة الشاعر الوزير سيدي محمد ابن موسى رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وهو إلى هذا كلّه يعدّ من الشخصيات المهمّة التي لم‬ ‫يسلّط عليها الضوء من الجانب العلمي والسياسي‪ ،‬والعمل‬ ‫على ما خلفه من تراث هام‪.‬‬ ‫توفي رحمه اهلل بالمستشفى اإلسباني بطنجة يوم‬ ‫السبت ‪ 20‬صفر عام ‪1388‬هـ‪ 19/‬ماي ‪1968‬م‪ ،‬ونقل إلى‬ ‫مسقط راسه تطوان‪ ،‬ودفن بزاوية العالم الشهير‪،‬‬ ‫سيدي علي بركة‪.‬‬ ‫ونحن من هذا المنبر الفريد‪ ،‬ننشر ترجمة‬ ‫لنفسه ّ‬ ‫خطها بقلمه‪ ،‬بطلب من صديقه‬ ‫العالمة سيدي أحمد سكيرج‪ ،‬رحمه‬ ‫اهلل‪ ،‬يجيبه فيها على مطلوبه‪ ،‬ويو ّثق‬ ‫سيرته الذاتية بخط يده‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه الترجمة لم تنشر‬ ‫من قبل‪ ،‬أحببنا أن نتحف بها قراءنا‬ ‫األع��زاء في ه��ذا العدد‪ ،‬راجين‬ ‫منهم صالح الدعاء‪ ،‬وهذا نصّها ‪:‬‬

‫‪( - 2‬تاريخ االزدياد وفي أي بلدة)‪:‬‬ ‫ازداد العبد الحقير بتطوان في ‪ 16‬جمادى عام ‪1301‬م‪.‬‬ ‫‪( - 3‬ذكر بعض المشايخ)‪:‬‬ ‫‪( - 4‬ذكر ّ‬ ‫الخطة وما تقلب فيه من الوظائف الخ)‪:‬‬ ‫أقول في ترجمة الحياة باختصار‪ :‬إنّني بعد أن حفظت‬ ‫والحمد هلل كتاب اهلل وعدة متون صرت أتعاطى الدروس‬ ‫العلمية عام ‪1316‬هـ على أشياخي بتطوان‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬والدي المرحوم المتوفى عام ‪1339‬هـ ‪ 28‬جمادى ‪1‬‬ ‫في خطة قضاة تطوان‪ ،‬وقد كان ولي القضاء عام ‪1314‬هـ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬والفقيه الشريف سيدي أحمد الزواقي الذي ولي قضاء‬ ‫تطوان أو ًال بعد وفاة الوالد‪ ،‬وقضاء القصر ثانياً‪ ،‬ثمّ استعفي‬ ‫منه وهو اآلن شيخ الجماعة بتطوان‪.‬‬

‫‪ - 3‬والفقيه سيدي أحمد الرهوني الذي ال تجهلون ترجمته‪،‬‬ ‫وهو اآلن وزير العدلية وقاضي القضاة ورئيس االستيناف‪.‬‬ ‫‪ - 4‬والفقيه المشارك الشريف سيدي محمد بن أحمد‬ ‫البقالي ال��ذي ولي قضاء تطوان لما استعفي الوالد عام‬ ‫‪1327‬هـ‪ ،‬إلى أن أعفي من القضاء بعد عام وبضعة شهور‪،‬‬ ‫توفي في العقد الرابع من قرننا الحاضر‪.‬‬ ‫‪ - 5‬والفقيه سيدي محمد بن األبّار المتوفى عام ‪1337‬هـ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬والفقيه سيدي أحمد العمراني الذي كان خليفة للوالد‬ ‫في القضاء‪ ،‬ثمّ عيّن قاضيا بالعرائش‪ ،‬ثمّ بأصيال ثم بالقصر‪،‬‬ ‫ثمّ أعفي لما أصابه داء الفالج‪ ،‬وتو ّفي آخر العام الماضي‪.‬‬ ‫وفي أواسط الحجة عام ‪1322‬هـ انتقلت لفاس فقرأت على‬ ‫من سيذكر‪:‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫المخزن الخليفي يقيم حفلة وداع على شرف سمو الخليفة موالي الحسن بن‬ ‫المهدي بمناسبة انتهاء مهام الخالفة وتعيينه سفيرا لجاللة الملك ببريطانيا‬ ‫العظمى بحضور عامل إقليم تطوان السيد الطيب بنونة وباشا المدينة السيد‬ ‫عبد السالم الحاج‪.‬‬

‫الحمد هلل وأستغفر اهلل وأصلي وأسلم‬ ‫على رسول اهلل‬

‫جوابا عن عريضتكم التي شرفتم بها العبد الضعيف‪،‬‬ ‫مقترحين عليه فيها الجواب عن أسئلتكم لتدرج في جملة‬ ‫تراجم من تشرف بمالقاتكم‪ ،‬أو سمعتم بفضله من أهل‬ ‫العصر الذين تجاوز عددهم لحدّ اآلن األلف بتأليفكم‬ ‫المفيد‪ ،‬أقول إسعافاً لكم حيث لم يصادف عذري قبولكم‪.‬‬

‫‪( - 1‬ذكر االسم واللقب والنسب)‪:‬‬

‫العبد الضعيف هو محمد بن التهامي بن محمد بن‬ ‫الهاشمي بن الهاشمي بن محمد بن محمد بن محمد بن‬ ‫إبراهيم بن محمد بن يوسف بن أحمد بن أحمد بن القطب‬ ‫الواضح موالنا عبد السالم بن مشيش الحسني العلمي‪،‬‬ ‫وعمود نسبه إلى سيّدنا علي رضي اهلل عنه ال يخفى عليكم‪.‬‬

‫‪( - 2‬تاريخ االزدياد وفي أي بلدة)‪:‬‬

‫ازداد العبد الحقير بتطوان في ‪ 16‬جمادى عام ‪1301‬م‪.‬‬ ‫‪( - 3‬ذكر بعض المشايخ)‪:‬‬ ‫‪( - 4‬ذكر ّ‬ ‫الخطة وما تقلب فيه من الوظائف الخ)‪:‬‬ ‫أقول في ترجمة الحياة باختصار‪ :‬إنّني بعد أن حفظت‬ ‫والحمد هلل كتاب اهلل وعدة متون صرت أتعاطى الدروس‬ ‫العلمية عام ‪1316‬هـ على أشياخي بتطوان‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬والدي المرحوم المتوفى عام ‪1339‬هـ ‪ 28‬جمادى ‪1‬‬ ‫في خطة قضاة تطوان‪ ،‬وقد كان ولي القضاء عام ‪1314‬هـ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬والفقيه الشريف سيدي أحمد الزواقي الذي ولي قضاء‬ ‫تطوان أو ًال بعد وفاة الوالد‪ ،‬وقضاء القصر ثانياً‪ ،‬ثمّ استعفي‬ ‫منه وهو اآلن شيخ الجماعة بتطوان‪.‬‬ ‫‪ - 3‬والفقيه سيدي أحمد الرهوني ال��ذي ال تجهلون‬ ‫ترجمته‪ ،‬وهو اآلن وزير العدلية وقاضي القضاة ورئيس‬ ‫االستيناف‪.‬‬ ‫‪ - 4‬والفقيه المشارك الشريف سيدي محمد بن أحمد‬ ‫البقالي ال��ذي ولي قضاء تطوان لما استعفي الوالد عام‬ ‫‪1327‬هـ‪ ،‬إلى أن أعفي من القضاء بعد عام وبضعة شهور‪،‬‬ ‫توفي في العقد الرابع من قرننا الحاضر‪.‬‬ ‫‪ - 5‬والفقيه سيدي محمد بن األبّار المتوفى عام ‪1337‬هـ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬والفقيه سيدي أحمد العمراني الذي كان خليفة للوالد‬ ‫في القضاء‪ ،‬ثمّ عيّن قاضيا بالعرائش‪ ،‬ثمّ بأصيال ثم بالقصر‪،‬‬ ‫ثمّ أعفي لما أصابه داء الفالج‪ ،‬وتو ّفي آخر العام الماضي‪.‬‬ ‫وفي أواسط الحجة عام ‪1322‬هـ انتقلت لفاس فقرأت‬ ‫على من سيذكر‪:‬‬

‫‪ - 1‬سيدي أحمد بن الخياط‪x .‬‬ ‫‪ - 2‬سيدي محمد القادري‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سيدي محمد بن جعفر الكتاني‪.‬‬ ‫‪ - 4‬سيدي أحمد بن الجياللي االمغاري‪.‬‬ ‫‪ - 5‬سيدي التهامي كنون‪.‬‬ ‫‪ - 6‬سيدي عبد السالم الهواري‪.‬‬ ‫‪ - 7‬سيدي أحمد بن رشيد العراقي‪.‬‬ ‫‪ - 8‬سيدي أحمد بن المامون البلغيثي‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الشيخ شعيب الدكالي‪.‬‬ ‫‪ - 10‬سيدي عبد الرحمن بن القرشي‪.‬‬ ‫‪ - 11‬سيدي الفاطمي الشرادي‪.‬‬ ‫‪ - 12‬سيدي عبد العزيز بناني‪.‬‬ ‫‪ - 13‬أخوه سيدي عبد السالم وغيرهم‪ .‬وأجازني منهم‬ ‫كتابة من على اسمه هذه العالمة ‪.x‬‬

‫ورجعت لمسقط الرّاس أواخر رمضان عام ‪1329‬هـ‬ ‫حيث أقمت بضعة أيام‪ ،‬ثم ذهبت ألداء فريضة الحج‬ ‫أوائل شوال‪ ،‬فعرجت على اإلسكندرية ومصر‪ ،‬وحضرت‬ ‫بعض الدروس بالجامع األزهر وبالضريح الحسيني‪،‬‬ ‫كما تلقيت بعضها في المدينة المنورة بالمسجد‬ ‫النبوي‪ ،‬وخصوصا على شيخنا الشريف البركة سيدي‬ ‫محمد بن جعفر الكتاني‪ .‬أمّا ّ‬ ‫مكة فلم أحضر بها درساً‬ ‫النحراف كان بصحتي‪ ،‬عاقني عن ذلك‪ ،‬كما تل ّقيت‬ ‫بعض ال��دروس بالجامع األم��وي في دمشق الشام‪،‬‬ ‫وأجازني بها كتابة الشيخ بدر الدين المحدّث الشهير‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بمحل إقامته بالمدرسة‪ .‬ثمّ لمّا حططت‬ ‫الذي زرته‬ ‫الرحال بتطوان أذن لي في العدالة ولم تكن نفسي‬ ‫إليها ميّالة‪ ،‬واشتغلت بالتدريس بالجامع األعظم‬ ‫ففتحت األلفية بشرح المكودي وتوضيح ابن هشام‪،‬‬ ‫ثمّ الجرومية ثمّ نظم االستعارة للشيخ الطيب بن‬ ‫كيران‪ ،‬ثمّ الس ّلم بشرح الشيخ بناني‪ ،‬ثمّ األربعين‬ ‫النووية‪ ،‬ثم المختصر بسرد الشيخ الدردير وبناني‪ ،‬إلى‬ ‫أن وصلت اآلن إلى أثناء البيوع‪ ،‬وكان التدريس أوال‬ ‫مجانا على الجميع وبدون مرتبة‪ ،‬ثمّ بعد ‪ 3‬سنوات‬ ‫عينت مدرسا من المرتبة ‪ 2‬بواسطة المجمع العلمي‬ ‫الذي كان تألف من جلة من بها من العلماء‪ ،‬وكان‬ ‫كاتبه أحد أعضائه‪ .‬وفي ‪ 25‬قعدة عام ‪1341‬هـ عينت‬ ‫مدرسا من الرتبة األولى‪ ،‬كما أذن لي في اإلفتاء من‬ ‫قاضي العاصمة ووزي��ر العدلية عام ‪1333‬ه��ـ‪ ،‬كما‬ ‫أذن وقتئذ فيه لرفيقي وصديقي الفقيه سيدي محمد‬ ‫المرير الذي كان إذ ذاك كاتباً بإدارة العدلية‪ .‬وعينت‬ ‫عام ‪1330‬هـ لما تألفت وزارة العدلية كاتبا أوّ ًال بها‪،‬‬ ‫ثم شغلت وظيف العدلية استقال ًال في ‪ 25‬محرم عام‬ ‫‪1342‬هـ بأمر مولوي لما تأخر الرئيس ألسباب سياسية‬ ‫إلى أن رجع لوظيفه في ‪ 28‬محرم قعدة عامه‪ ،‬وعينت‬ ‫عضواً بالمجمع العلمي‪ ،‬ثم عضوا في اللجنة المختلطة‬ ‫التي تألفت للبحث في مياه البلدة التطوانية‪ ،‬ثمّ‬ ‫عيّنت عضواً في جمعية العلماء التي تألفت للبحث‬ ‫في الجلسة والجزاء والمفتاح المنسوبة لألحباس‪ ،‬وفي‬ ‫فاتح هذه السنة ‪1939‬م عينت بظهير شريف مستشاراً‬ ‫أوّ ًال لالستئناف تحت رئاسة وزير العدلية‪.‬‬

‫‪( - 5‬ذكر بعض المآثر من تأليف ونحوه)‪:‬‬

‫إن العبد الضعيف ليس له من ذلك ما يذكر به [‪]...‬‬ ‫وإنّما له ما يأتي‪:‬‬


‫ال�شمـال‬

‫شرفة‬

‫‪t‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الملحق الثقافي والفني‬

‫وجوه كثرية‬ ‫لهذا ال�شبه‪..‬‬

‫باقة ورد ومودة‬ ‫للمخرج املثابر‬

‫محمد �إ�سماعيل‬

‫منذ بداية انجذابي نحو عوالم السينما و‪ ‬استسالمي‬ ‫لسحرها‪ ،‬كان اسم المخرج محمد إسماعيل من بين األسماء‬ ‫المغربية الرائجة بين المهتمين ورواد النوادي السينمائية‬ ‫وذلك بالنظر لحضوره الرصين ومنجزه السينمائي المنتظم‪.‬‬ ‫وال أظنني مخطئا إذا ما قلت إن االعتراف بإبداعية هذا المخرج‬ ‫المثابر وإسهامه الفني تكرس مع فيلمه «وبعد» الذي‬ ‫كان‪ ،‬بمعنى ما‪ ،‬فيلما رائدا وجريئا‪ .‬وقد برمج مهرجان تطوان‬ ‫لسينما البحر األبيض المتوسط هذا الفيلم في عرض وطني‬ ‫ودولي أول في افتتاح الدورة ‪ ( 11‬مارس ‪ .)2001‬وكما يؤكد‬ ‫ذلك العزيز ادريس سكايكة أحد مؤسسي المهرجان‪ ،‬فقد تبين‬ ‫أن اإلختيار كان سديدا‪ ،‬إذ لقي الفيلم حفاوة كبيرة من لدن‬ ‫الجمهور والنقاد‪ ،‬وشارك بعد ذلك في العديد من المهرجانات‬ ‫الدولية‪ ،‬كما أن إيراداته على مستوى الشباك كانت استثنائية‬ ‫ومازال إلى اآلن محافظا على قدر كبير من القوة والراهنية‪. .‬‬ ‫وحينما أتيحت لي الفرصة للتعرف عن قرب على المخرج‬ ‫محمد إسماعيل والتعامل معه‪ ،‬وجدته إنسانا هادئا‪ ،‬وأظنه‬ ‫يغالب بعض الخجل‪ ،‬ومتواضعا وحالما وتضايقه أجواء‬ ‫البهرجة والتصنع‪ .‬وبدا لي أن ما يسعى إليه أساسا سواء‪ ،‬عبر‬ ‫أفالمه أو تدخالته وحواراته‪ ،‬هو تأمين التواصل مع جمهوره‬ ‫والعمل على ربح متلقين جدد‪ ،‬لذا فهو ال يلزم نفسه بتجريب‬ ‫طرائق جديدة في التعبير أو اعتماد لغة معقدة ومتعالية‪ ،‬ألن‬ ‫أفالمه‪ ،‬في مجملها‪ ،‬هي أعمال ذات أطروحة تهدف إلى الدفاع‬ ‫عن فكرة وقناعة وقضايا مما يجعلها تندرج بسهولة ضمن‬ ‫الواقعية االجتماعية النقدية بما تعنيه من انتصار إلنشغاالت‬ ‫البسطاء وتسليط الضوء على طموحاتهم وفجائعهم‪ .‬كما‬ ‫أن هذه األفالم تتميز بحرية وتلقائية من أتوا إلى السينما‬ ‫محملين بشغفهم وأحالمهم‪ ،‬وغير مثقلين بعدة نظرية وتقنية‬ ‫تكيف رؤاهم وتتحكم في ترتيب أولوياتهم‪.‬‬ ‫ويمكن التأكيد على أن المخرج محمد إسماعيل تستهويه‬ ‫موضوعة «الهجرة» بمختلف أصنافها وتلويناتها‪ ،‬فأغلب أفالمه‬

‫عمود نصف شهري‬

‫يكتبه عبداللطيف البازي‬

‫تتطرق لهذه الموضوعة ومضاعفاتها االجتماعية والنفسية‪،‬‬ ‫كما هو الحال مع فيلم «وبعد» الذي يصور مآسي الهجرة‬ ‫السرية وأهوالها بشكل جعل منها قضية رأي عام‪ ،‬أو مع فيلم‬ ‫«وداعا أمهات» الذي اختار أن يضيء مالبسات هجرة اليهود‬ ‫المغاربة إلى إسرائيل تحت ضغط البروباغندا الصهيونية وما‬ ‫خلفته هذه الهجرة من مآسي وحيرة وآالم ‪ .‬في حين تمحور‬ ‫فيلم «هنا ولهيه» حول حلم عودة مواطن إلى الوطن بعد‬ ‫هجرة طويلة ومتعبة‪ ،‬ورصد فيلم «والد لبالد» توق مجموعة‬ ‫من الشباب إلى أن يهاجروا من حالة الضياع والبطالة وانسداد‬ ‫اآلفاق‪ ،‬إلى حالة تحترم فيها كرامتهم وإنسانيتهم‪ .‬أما فيلم‬ ‫«الم��ورا» فقد توقف عند فظاعات‪ ‬الحرب األهلية اإلسبانية‬ ‫ووقعها على المغاربة وخاصة أولئك الذين هاجروا إلى إسبانيا‬ ‫اعتقادا منهم أنهم يدافعون عن اإلسالم وقيمه‪ .‬وهو فيلم‬ ‫يذكرنا بشكل كبير بأجواء الرواية اإلسبانية الرائعة «سيدة‬ ‫الفساتين» لكاتبتها ماريا دوينياس‪..‬‬ ‫ويعتبر محمد إسماعيل أن السينما ينبغي أو يمكن أن‬ ‫يكون له بعد نفعي‪ ،‬كأن تعرف باإلمكانات السياحية لمنطقة ما‪،‬‬ ‫أو بغنى رصيد تراثي ما‪ .‬وبما أنه من مواليد تطوان‪ ،‬فقد ركز‬ ‫مخرجنا على الثراء السياحي لمنطقة الشمال ولم يخف رغبته‬ ‫في الترويج لجمال هذه المنطقة وتنوع ما تقترحه من فضاءت‬ ‫وديكورات طبيعية‪ .‬وهكذا جعل المغاربة يرددون إسم بلدة‬ ‫متوسطية شاطئية تقع في الهامش اسمها «أوشتام»‪ ،‬كما‬ ‫جعلنا مثال نكتشف مدينة تطوان بعيون جديدة وجعلنا نرى‬ ‫كيف أن أزقة وشوارع ووجوه مألوفة تتحول بيسر إلى موضوع‬ ‫فني وجمالي‪.‬‬ ‫إن لمحمد إسماعيل مسار فني وغني‪ ،‬و قد حفر اسمه بأناة‬ ‫وإصرار وإبداع‪ .‬وهو اآلن يمر بوعكة صحية قاسية‪ .‬لذا فإننا‬ ‫نقول له ‪ :‬إن قلوبنا معه‪ ،‬وإننا ننتظر بلهفة ومحبة عودته‪،‬‬ ‫ونلتمس منه أن ينهض ويبتسم ابتسامته الهادئة والمحملة‬ ‫بأكثر من معنى وأن يقول لنا‪ « :‬سكوت‪ .‬حَنصور»‪.‬‬

‫وجوه كثرية لهذا ال�شبه‪..‬‬

‫مصطفى قلوشي‬

‫هذه الفرا�شات التي‬ ‫ت�أتي من جهة ال�ضوء‬ ‫�ضاجة باملوت‪،‬‬ ‫ت�شبهني‪...‬‬ ‫الوقت‬ ‫الذي يتمطط مثل قط ك�سول‬ ‫يف الظهرية‪،‬‬ ‫ي�شبهني‪...‬‬ ‫العتمة‬ ‫التي تقي�س امل�سافات بال�صمت‪،‬‬ ‫ت�شبهني‪..‬‬ ‫الريح‬ ‫امل�سافرة بال اجتاه‬ ‫وال بو�صلة‬ ‫وال عناوين‪،‬‬ ‫ت�شبهني‪..‬‬ ‫املوت‬ ‫ال�ساكن يف �أو�صالنا‪،‬‬ ‫هذا امل�صري البارد‬ ‫الغام�ض ‪ /‬الوا�ضح‬ ‫القريب‪..‬‬ ‫ي�شبهني‪.‬‬ ‫الك�أ�س‬ ‫الفارغة‪...‬‬ ‫الباردة‪..‬‬ ‫الوحيدة‪..‬‬ ‫على طاولة يف حانة‬ ‫مكتظة بالثمالة والرثثرة ‪..‬‬ ‫ت�شبهني‪..‬‬ ‫املر�آة‬ ‫التي ت�ضحك يف وجهي‪،‬‬ ‫كلما قابلتها‪..‬‬ ‫وتهم�س �ساخرة‬ ‫وراء ظهري‪،‬‬ ‫ت�شبهني‪..‬‬ ‫مبنا�سبة عيد ميالدي الأخري ‪�/15‬شتنرب‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫رسالة إلى السيد‬ ‫وزير الثقافة و الشباب‬ ‫و الرياضة‬

‫ملاذا حتولت «�أحالم بي�ضاء» �إلى كوابي�س �سوداء ؟‬ ‫بيت الشعر بالمغرب‬ ‫السيد الوزير المحترم‪،‬‬ ‫تأسّس بيت الشعر في المغرب سنة ‪ 1996‬بهدف‬ ‫تحقيق جُملة من األهداف‪ ،‬التي تروم جميعُها تعزيز‬ ‫مكانة الشّعر في المجتمع والحياة وترسيخُ مكانته‬ ‫كحامل لقيم الحلم والخيال‪.‬‬ ‫بين الناس‬ ‫ٍ‬ ‫فمن تلك األهداف توطين الشعر المغربي في‬ ‫المقررات الدراسية وتشجيع التالميذ والطلبة على‬ ‫قراءته وتذوّق جمالياته‪ ،‬خاصّة في اللحظة التي‬ ‫ينتصرُ فيها لكل ما هومدهش وإنساني‪.‬‬ ‫وقد نجح بيتُ الشعر في المغرب خالل مسيرته‬ ‫الطويلة التي تمتدّ على مدى ربع قرن في إقناع‬ ‫المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (‬ ‫اليونيسكو) على إح��داث يوم عالمي للشعر عن‬ ‫طريق المقترح الذي تقدّم به‪ ،‬والذي تبنته الحكومة‬ ‫المغربية في عهد الراحل عبد الرحمان اليوسفي‪،‬‬ ‫كما نجح في ضمان مكانة عالمية لجائزته الشعرية‬ ‫المعروفة «األركانة» التي صار شعراء العالم يتطلعون‬ ‫للفوز بها‪ ،‬عالوة على انتظام منشوراته الشعرية‬ ‫ومجلته الرصينة «البيت»‪ ،‬واستدامة برامجه الشعرية‬ ‫بالتعاون مع عدد من الشركاء الذين آمنوا‬ ‫بجدية مشروع مؤسستنا وجودة‬ ‫مستواه فنيا وجماليا‪.‬‬ ‫ضمن نفس األف��ق‪ ،‬وسعيًا من‬ ‫بيت الشعر في المغرب إلى تقديم خِدمة‬ ‫جديدة لشعرنا المغربي‪ ،‬بربطه بالفضاء اإلبداعي‬ ‫العام وخاصة الموسيقي والغنائي منه‪ ،‬واستعادةِ‬ ‫لحظات طيبة الذكر تعانق فيها شعرُنا المغربي (‬ ‫عبد الرفيع جواهري‪ /‬إدريس الجاي‪ /‬الخمار الكنوني‪/‬‬ ‫حسن المفتي ‪ /‬أحمد الطيب لعلج‪ /‬علي الحداني‪)....‬‬ ‫مع أوت��ار وألحان ( عبد السالم عامر‪ ،‬عبد النبي‬ ‫الجيراري‪ ،‬حسن القدميري‪ ،)....،‬تقدمنا بمشروع‬ ‫فني تحت عنوان « أحالم بيضاء»‪ ،‬وهوعبارة عن‬ ‫مقطوعات غنائية جعلت من الشعر المغربي متنا لها‪،‬‬ ‫بهدف استعادة ماض جميل‪ ،‬أثرى خالله الشعراء‬ ‫المغاربة السّجل الشعري لألغنية المغربية‪ ،‬فقد‬ ‫منحُوها قصائد تحوّلت‪ ،‬من خالل أوتار مُلحنين‬ ‫مُقتدرين‪ ،‬إلى أغ��انٍ تتردّد على ألسنة وشفاهِ‬ ‫الناس في المناسبات واألف��راح واألع��راس‪ ،‬بل ّ‬ ‫إن‬ ‫َ‬ ‫سيحظى باهتمام مطربين مشارقة‪ ،‬أعادوا‬ ‫بعضها‬ ‫أداءها وتسجيلها من جديد بأصواتهم‪.‬‬

‫نجاحٌ ما كان له ْ‬ ‫أن يتحقّـق لوال ّ‬ ‫أن هؤالء الشعراء‬ ‫كتبوا قصائدَهم من داخل تجربتهم اإلنسانية‬ ‫وفي أفق الرؤية التي امتلكوها تجاه اللغة والمجتمع‬ ‫والكون وليس تحت الطلب أوإرغامات سوق الغناء‪.‬‬ ‫وحسب عِلمنا‪ ،‬فألول مرّة في تاريخ برنامج الوزارة‬ ‫لدعم األغنية المغربية‪ ،‬تتقدّم هيئة متخصّصة‬ ‫بمشروع ذي رؤية مندمجة‪،‬‬ ‫كبيت الشعر في المغرب‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تربط الشعر المغربي بأ ُفقه الفنّي من أجل أن يحظى‬ ‫بمساحةٍ أوسع لالنتشار عبر األغنية‪ .‬حيث يصيرُ‬ ‫بمقدور الجمهور المغربي أن يتعرّف على شعرائنا‬ ‫المغاربة‪ ،‬ليس من خالل دواوينهم الشعرية أوعبر‬ ‫أمسياتهم الثقافية‪ ،‬بل من خالل األغنية كلحظة‬ ‫فنية تتجمّع وتنصهر فيها عدّة أبعاد‪ :‬شعرية‪،‬‬ ‫ولحنية موسيقية‪ ،‬وطربية غنائية‪...‬‬ ‫لقد سبق للفنانة صباح زيداني أن جعلت‬ ‫من الشعر المغربي أفقا لتفكيرها واشتغالها‪،‬‬ ‫وذلك عندما قدمت بعضا من نصوصه الجميلة‬ ‫للشعراء‪ :‬بوجمعة العوفي وعبد الهادي السعيد‪،‬‬ ‫كما خاضت تجربة فنية مع الشاعر المغربي‬ ‫الكبير عبد اهلل زريقة بمعية ثلة من الشعراء‬ ‫والموسيقيين األجانب‪ .‬وهوما يجعل وجودَها‬ ‫ضمن هذا المشروع تثمينا لهذه اإلرادة التي‬ ‫تلتقي فيها برغبة بيت الشعر في المغرب‪،‬‬ ‫في أن يكون شعرنا المغربي حاضرا‬ ‫في مختلف الحوامل التي‬ ‫تتيح له الذيوع‬

‫واالن��ت��ش��ار‪:‬‬ ‫م��س��رح‪ ،‬تشكيل‪،‬‬ ‫أغنية‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫إن تشبيك الفنُون فيما‬ ‫بينها وتجسير ال��ص�لات بين‬ ‫مكوناتها أحد أهم مخرجات هذا‬ ‫المشروع‪ ،‬ال��ذي يجمع شعراء‬ ‫مرموقين‪ ،‬بملحنين مقتدرين‬ ‫وموزعين أكفاء وعازفين‬ ‫م��اه��ري��ن‪ ،‬عِ��ل�اوة على‬ ‫الحضور الواعي والباذخ‬

‫للفنانة صباح زيداني‪ .‬جميع هؤالء انخرطوا في هذا‬ ‫المشروع من أجل ْ‬ ‫أن نعيد للكلمة الشعرية بريقها‬ ‫في لحظة تعالقِها مع اللحن والموسيقى‪.‬‬ ‫السيد الوزير المحترم‪ :‬لماذا تحولت األحالم‬ ‫البيضاء إلى كوابيس سوداء؟ ولماذا خيّبت اللجنة‬ ‫التي شكلتموها من أجل دعم األغنية المغربية‬ ‫واالرتقاء بمستواها ظنكم وظن الشعب المغربي‬ ‫الذي يموّل من ماله العام سياسة ثقافية فاشلة؟‬ ‫وماذا ستفعلون إلنصاف بيت الشعر في المغرب‬ ‫وتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص التي ينص عليها‬ ‫دستور المملكة؟ وكيف ستردون‬ ‫من خ�لال إج���راءات عملية‬ ‫وتدابير إدارية عن الضجة‬ ‫‪ /‬الفضيحة التي خلفتها‬ ‫نتائج هذه السنة في‬ ‫مجال دعم األغنية؟‬ ‫إن��ن��ا‪ ،‬نطعن في‬ ‫نتائج هذه الدورة من‬ ‫برنامج دعم الموسيقى‬ ‫واألغنية‪ ،‬وإننا ننتظر ما‬ ‫ستقومون به؟‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫بيان من عائلة و�أ�صدقاء‬ ‫امليلودي �شغموم‬ ‫أحمد بلحاج آية وارهام‬

‫َ‬ ‫مْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ات‬ ‫الذ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫الظ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فيِ‬ ‫ لماذا وضعتَ حذاءكَ على رأسك؟!‬‫ ومن قال لك ذلك؟‬‫ لم يَق ْله لي أحد‪،‬وإنما قلبي هو الذي رآك‪،‬حين‬‫كان يشربُ من نبْع الغيب‪.‬‬ ‫ وضعتُه ألصبحَ مُنفتحاً على المنغَلِق‪،‬وعلى‬‫ما يتراءى لي مجردَ ذرَّاتٍ كونيةٍ خارجاتٍ عن‬ ‫مفاهيمي‪.‬‬ ‫فنحن حينما نَخرج من الحاالت التي تَغْرسُها فينا‬ ‫ً‬ ‫العاد ُة نَصِير ضوءا ُ‬ ‫بساطة ووَعْياً‪ ،‬فينكشفُ لنا‬ ‫يَقطر‬ ‫كثيرٌ من األضاليل التي يُقدِّمُها لنا العقل في طبَق‬ ‫ُ‬ ‫الجوهرية‪،‬فنمتش ُقها‪،‬ونسير‬ ‫اللغة‪ ،‬وكأنها قو ُة الحياة‬ ‫عُمياناً‬ ‫بأعيُن نخالها تَرى‪ ،‬نزرَعُ األذى في كل ما‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ونُسقط بعض المفاهيم‬ ‫كذب أخضرَ‪،‬‬ ‫حولنا كحبَّاتِ ٍ‬ ‫العالم‪ ،‬ومَنْ‬ ‫اعتبار‬ ‫قبيل‬ ‫الوجود‪،‬من‬ ‫الحِربائيةِ على‬ ‫ِ‬ ‫فيه ‪ ،‬مجردَ عُشِّ أعدا ٍء‪،‬يجب إيذاؤُه وإبادتُه بأيِّ‬ ‫شكل‪.‬‬ ‫ إنك مُف ِزعٌ ووحشيٌّ يا هذا‪،‬وغيرُ سَ� ِ�ويٍّ‪.‬‬‫وال أظن إال أنَّك خُ ْلدٌ صَعِد من باطن األرض‪،‬‬ ‫فصعقتْه الشمسُ‪ .‬ولو أنك َّ‬ ‫تمليتَ في جهات حياتك‬ ‫ً‬ ‫ساعة النكشفَ لك فيها أننا جميعا في هذا الكوكب‬ ‫َّ‬ ‫للملذات واألشواق‬ ‫شيء واحد ‪ ،‬وأننا نتعرَّض فيه‬ ‫ذاتِها‪،‬والمصير نفسه‪.‬‬ ‫كلماتُه الصادمة أوقعَتْني في جُبِّ ذاتي‪،‬ولم‬ ‫ُّن في‬ ‫أجد حِبا ًال للصعود منها غير إنكا ِرهَا والتمع ِ‬ ‫مرآة نَقيضِها‪،‬عسَى أَ ُ‬ ‫طريق تَسَعُ‬ ‫عثرُ فيها على‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫خُطايَ‪،‬وعلى عُشبَةٍ ناجيةٍ من عَيْنَيْ أفعَى‬ ‫أُسطوريةٍ‪ .‬فالحياة الواقعية تَق ِر ُفني‪ ،‬وال تَزجُّ بي‬ ‫احترام ِّ‬ ‫كل األط��رافِ المشاركة فيها‪،‬بال‬ ‫في دائرة‬ ‫ِ‬ ‫عميق لكل المواقف‪،‬فكيف‬ ‫ء‬ ‫وبإصغا‬ ‫‪،‬أوكراهيةٍ‪،‬‬ ‫لوم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍْ‬ ‫ُّ‬ ‫الظل المتكلمُ في ذاتي أن أَضعَ‬ ‫تَط ُلب مني أيها‬ ‫بَرْزَخاً بين مَنْ هو على حقٍّ‪،‬وبين مَن هو على‬ ‫باطل‪ ،‬لكي يَنعم الوجودُ بالتناغم واالنسجام ‪ ،‬وأنا‬ ‫ٍ‬ ‫نفسي بَرزخٌ ال انسجامَ فيه؟!‬ ‫(التواريخُ هنا في جسدي‬ ‫جث ٌة‬ ‫ميت ٌة‬ ‫منْحطِمهْ‬ ‫كل مَنْ أمَّرْتُه في خافقي‬ ‫كان مهووساً بداء العظمهْ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫قلق‬ ‫طاحونة من ٍ‬ ‫يَلعَق اإلنسان فيها عَدَمهْ‬ ‫ال تقترحْ لي ً‬ ‫لغة محتشمهْ‬ ‫ِّ‬ ‫خَلني كي أنزف الروحَ‬

‫كما تنزف الظلما ُء‬ ‫َ‬ ‫لون العتمهْ‬ ‫ُ‬ ‫سأسَمِّيني دروباً‬ ‫غيَّبتْ َّ‬ ‫كل مَن فيها‬ ‫وداسَتْ حُ ُلمَهْ‬ ‫وأُسَمِّيني نهاراً ذاب ً‬ ‫ال‬ ‫فوق أسوا ِر البالدِ المعتمَهْ‪*.‬‬ ‫الداخل‪،‬‬ ‫مَرائي‬ ‫مع‬ ‫تقابلتْ فيَّ مَرائي الخارج‬ ‫ِ‬ ‫فشَخَصَ أمامي وجهٌ لم يكن إال وجهيَ السرِّيَّ‬ ‫َّ‬ ‫َّجهْ‬ ‫الطالعَ من ينبوع الفجْر‪،‬‬ ‫وخَط على َك ِّفي‪( :‬ات ِ‬ ‫نحو التناغم‪ ،‬وليس الجزاء)‪ .‬ومن تلك البُرهة عَلِمتُ‬ ‫َّ‬ ‫أن أثمنَ ش��ي ٍء في اإلنسان هو شعوره الصافي‬ ‫بغيره‪ ،‬وصرتُ أشعر بالخجل والعار من عَدَمِيَّة‬ ‫تفكيري‪،‬ووحشيةِ عقلي‪،‬ودخلتُ في نَها ِر االخْتِالف‬ ‫بوصفه ِّ‬ ‫وَفرَ لي ُف ً‬ ‫مُعلما عظيما‪َّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫للتعَلم‪،‬‬ ‫رصة ثمينة‬ ‫والنموِّ‪ ،‬والمشاركةِ مع اآلخرين‪ ،‬وأعانني على تذويب‬ ‫حديدِ الكبرياء‪ ،‬وعلى نحْ ِر األخالقيات الزائفة العاويةِ‬ ‫في بَرا ِري ن ْفسي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خارجنا أمْكنَنا‬ ‫ال شك أنه كلما تَناغمَ دَاخِ ُلنَا مع ِ‬ ‫ذلك من تحويل العالم إلى مكانٍ ينمو فيه الجميعُ‬ ‫عقول تَفهم َّ‬ ‫أن كل‬ ‫ويزدهرُ‪،‬وإلى تحَوُّلِنا نحن إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فالكون في‬ ‫كائن أَمامَها ليس سوى جزء آخرَ منها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫واحدة‪،‬تَمَظهَرَتْ في عِدَّة‬ ‫جوهره ما هو إال ذاتٌ‬ ‫ِّ‬ ‫تَجلياتٍ‪،‬فنحْنُ ال نَجذب كائنا مَا إلينا إال لنرى فيه‬ ‫أنفسَنا بشكل أفضل‪ ،‬وال نرفض فيه إال ما كنا نرفضه‬ ‫ونختبئ منه خوفاً من ِّ‬ ‫الذ َّلة والشماتة‪.‬‬ ‫في أنفسنا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لقد انسللتُ من جوهر العقل المُتَخَبِّطِ أيها‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫المتكلم‪ ،‬وضبطتُ تركيزَ العقل‪ ،‬ووعيتُ‬ ‫الظل‬ ‫َ‬ ‫احتمال إيذائي اآلخرين دون قصدٍ‪ ،‬وتَسَبُّبي في‬ ‫متاعبَ لهم‪ ،‬لم ُ‬ ‫أكن منتبهاً إليها‪ .‬اآلن أدركتُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫نائية عنِّي‪ ،‬وأدركتُ‬ ‫الحقيقية التي كانت‬ ‫ن ْف ِسي‬ ‫معها أن كل شيء جز ٌء من الخَ ْلق‪..‬جز ٌء يحتوي كل‬ ‫وْجُه ِهمْ‪،‬وأَ َّن الخَلق تُوجَدُ فيه طبيعَة الخالق‪.‬‬ ‫أَ ِ‬ ‫َفلِمَ إذن ينبغي أن نَرفضَ أيَّ ش��ي ٍء حتى ولو‬ ‫كان ضئي ً‬ ‫ال؟! فكلما زاد تَ ْق ِسيمُنا للعالم ت َقيَّدَتْ‬ ‫اختياراتُنا للحياة الكريمة فيه‪ ،‬وهو ما يجعلنا سُجنا َء‬ ‫صُنع تفكيرنا‪.‬‬ ‫في سُجونٍ من ِ‬ ‫أَسَمِعْتَني أيها ُّ‬ ‫الظل المتكلم في ذاتي؟!‬ ‫إِ ْن سَمِعْتَ ِني فاعْبُرْ معي من البوابةِ التي ال‬ ‫بَابَ لها‪،‬ودون وَسْوَسةٍ‪.‬‬ ‫‪----‬‬

‫*عمر عنَّاز‪ :‬خج ً‬ ‫ال يتعرَّق البرتقال‪ ،‬ط‪ ،1‬كتاب(دبي الثقافية)‪ ،‬الفائز‬ ‫بجائزة دبي الثقافية لإلبداع‪ ،‬فرع الشعر‪،‬منشورات دار الصدى للصحافة‬ ‫والنشر والتوزيع‪ ،‬دبي ‪2009‬م‪،‬ص‪.15،14:‬‬

‫�أال ي�ستحق منكم‬ ‫روائي كبريالعناية‬ ‫التي تليق به؟‬ ‫بيان مؤلم من عائلة وأصدقاء الكاتب والروائي الكبير‬ ‫الميلودي شغموم يكشف حجم اإلهمال‪ ،‬الذي يعيشه‬ ‫كاتب مغربي‪ ،‬من أبرز رموز الرواية المغربية يجد نفسه مرميا‬ ‫بإهمال في مستشفى‪ ،‬دون أن تسأل عنه الجهات الثقافية‪،‬‬ ‫التي يفترض أن تكون حاضرة‪ ،‬في مثل هذه الحاالت‪ ،‬بكل‬ ‫ما يلزم من رعاية وعناية‪.‬‬

‫نص البيان‪:‬‬

‫أُدخل الكاتب والروائي الميلودي شغموم‪ ،‬باألمس (اإلثنين)‪،‬‬ ‫إلى مستشفى الشيخ زايد من جديد‪ ،‬بعد أن تدهورت حالته‬ ‫الصحية فجأة‪ .‬وليست هي المرة األولى التي ينقل فيها إلى هذا‬ ‫المستشفى طلبا للعالج‪ ،‬فمنذ أواخر شهر يوليوز حين داهمه‬ ‫المرض وهو يتردد على هذا المستشفى برفقة عائلته وأصدقائه‬ ‫المقربين‪ .‬ورغم البيانات الخجولة والتصريحات الصالونية‪،‬‬ ‫فإنه لم يحظ لحد اآلن بأية رعاية معنوية أو مادية من الجهات‬ ‫المسؤولة عن قطاع الثقافة في بالدنا‪ ،‬وفي غياب تام للمنظمات‬ ‫الثقافية التي اكتفى البعض منها بإصدار بيانات خجولة كانت‬ ‫موجهة لغايات أخرى ال عالقة لها بصحة الميلودي شغموم‬ ‫وعافيته‪.‬‬ ‫لقد أعطى الميلودي الشيء الكثير لألدب والرواية والفكر‬ ‫داخل وطنه وخارجه‪ .‬وقضى جزءا كبيرا من عمره يلقن أبناء‬ ‫المغاربة المعرفة في المدارس والمدرجات الجامعية‪ ،‬وظل ينتج‬ ‫ويبدع في صمت بعيدا عن الجوائز والصالونات األدبية‪ ،‬ولم‬ ‫يطلب في يوم من األيام شيئا‪ .‬لقد أغنى الريبيرتوار الروائي‬ ‫والقصصي المغربي بعشرات الروايات والكتب‪ ،‬وظل لسنوات‬ ‫طويلة موضوعا لألبحاث الجامعية‪ .‬ولم يسمح لنفسه في يوم‬ ‫من األيام أن طلب مقابال لما كان يقوم به‪ ،‬فتلك كانت وظيفته‬ ‫ككاتب وكمثقف للوطن عليه حق االحتفاء به والتغني بسمائه‪.‬‬ ‫أال يكون للميلودي اليوم حق االعتراف من الوطن من خالل‬ ‫عناية صحية ومصاحبة نفسية‪ ،‬بقدر تاريخ وفكر الرجل‪ ،‬تشعره‬ ‫بأهمية مساهماته وتذكره بعدد المتخرجين على يده‪ ،‬بتقدير‬ ‫حقيقي لما أس��داه لهذا البلد‪ ،‬تجعله ينسى وضعه الصحي‬ ‫والنفسي الحرج من خالل إحساس مشرف باالنتماء لهذا الوطن‪.‬‬ ‫نحن‪ ،‬أصدقاءه وعائلته‪ ،‬ال نطالب بشيء سوى إثارة انتباه‬ ‫الرأي العام الثقافي والفكري في بالدنا إلى هذه المعاملة الغريبة‪،‬‬ ‫التي ال تليق بكاتب من حجم وقيمة الميلودي شغموم‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫(الحلقة األخيرة)‬

‫من �شعرية االنزياح �إلى انزياح ال�شعرية‬

‫«لي�س للأر�ض باب و�س�أفتحه» ل�سونيا الفرجاين �أمنوذجا‬ ‫إن ظاهرة الترديد أو التكرار في هذا الديوان وفي الشعر عامة‬ ‫ال تفهم إال بربطها بالوظيفة الشعرية باعتبارها نقيضا للوظيفة‬ ‫النثرية (إخبارية‪ -‬مفهومية) وهي وظيفة تأثيرية‪ .‬إن «الرتابة‬ ‫الرائعة» كما يقول بروست تجعل الشعر ينتهك قانون التكرارية‬ ‫فيقول ويكرّر ما يقول لينعش اللغة التي كبحها النثر بل يسمو‬ ‫بها ويحقق وظيفة «اإلشجاء» حسب عبارة كوهين‪ .‬وحين يقول‬ ‫رامبو‪« :‬الشعر هو التفكير المغنى» فإننا نفهم لماذا نزع شعر‬ ‫سونيا الفرجاني رغم نثريته وسرديته وتصويريته نحو الترديدية‬ ‫والتكرارية أي الغنائية غير أن قصائد هذا الديوان التي مازلنا‬ ‫نتعامل معها باعتبارها شعرا ‪-‬أي انزياحا‪ -‬ليست «تفكيرا مغنى»‬ ‫فحسب بل هي إلى ذلك «تفكير مصور» أو «تفكير إيحائي»‪.‬‬ ‫ الوظيفة اإليحائية‪:‬‬‫تنتقل بنا الشاعرة في ديوانها من المعنى المفهومي إلى‬ ‫المعنى اإليحائي حتى يمكن لها إحداث االستجابة االنفعالية أو‬ ‫العاطفية‪ .‬وتعد االستعارة‪ -‬كما بينا في مستوى االنزياح الداللي‪-‬‬ ‫من أهم الصور االنزياحية المحققة لهذا االنتقال‪ .‬فاالستعارة‬ ‫الشعرية انتقال من المعنى المفهومي إلى المعنى اإليحائي‬ ‫لتحقيق االستجابة االنفعالية أو العاطفية‪ .‬ويكفي أن نعود إلى‬ ‫أمثلة االستعارة التي ذكرناها سابقا في سياق االنزياح الداللي‬ ‫حتى ندرك االختالف بين المعنيين (المفهومي واإليحائي)‪ .‬وفيما‬ ‫يلي هذه األمثلة‪:‬‬ ‫• الصباح ملح ضحكتي‬ ‫• ليل أخضر‬ ‫• غيابك األصفر‬ ‫• ساق قلبي مكسورة‬ ‫ويكفي أن نحول التعبير الشعري‪ -‬في هذه األمثلة‪ -‬إلى تعبير‬ ‫نثري لنالحظ كيف يفقد التعبير طاقته اإليحائية واالنفعالية وذلك‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫• الصباح مبعث ضحكتي‬ ‫• ليل منعش‬ ‫• غيابك المحزن‬ ‫• جروح قلبي‬ ‫وفضال عن صعوبة «ترجمة» ه��ذه العبارات والتراكيب‬ ‫االستعارية اإليحائية (الشعرية) واستبدالها بتعابير مفهومية‬ ‫(نثرية)‪ -‬وهي هنا ليست أكثر من تأويل أو تقريب للمعنى‪ -‬فإن‬ ‫التعابير «المترجمة» أو المستبدلة هي تعابير نثرية ال تتضمن أية‬ ‫قيمة شعرية (رغم تشابه المعنى أو الصورة)‪ .‬أما التعابير الشعرية‬ ‫فصيغت في صور شعرية لها معان إيحائية تتحقق باالستجابة‬ ‫العاطفية‪ .‬إن الشاعرة في هذه األمثلة ال تصف الضحكة (‪ )1‬أو‬ ‫الليل (‪ )2‬أو الغياب (‪ )3‬أو القلب (‪ )4‬وصفا موضوعيا حياديا بل‬ ‫تصورها تصويرا إيحائيا (استعاريا) يثير فينا استجالة عاطفية مثل‬ ‫اإليحاءات العاطفية للصباح (السعادة‪ -‬التفاؤل‪ -‬االنتعاش‪)1( )...‬‬ ‫والليل (السكون‪ -‬الهدوء‪ -‬الراحة‪ -‬الخيال‪ -‬اإللهام‪ )2( )...‬والغياب‬ ‫(الفراغ‪ -‬الوحدة‪ -‬الحزن‪ -‬الشوق‪ -‬الضياع‪ )3( )...‬والقلب (العذاب‪-‬‬ ‫اليأس‪ -‬الجمود‪ -‬األلم‪.)4( )...‬‬ ‫إن هذه الجمل الشعرية ّ‬ ‫تعطل المعنى المفهومي وتنزاح عنه‬ ‫إلى معنى إيحائي حيث تتناسب الكلمات على المستوى اإليحائي‬ ‫الذي يضفي عليها نوعا من «المنطق» العاطفي وبهذا تكون اللغة‬ ‫قد غيرت قانونها باالنتقال من قانون اللغة العادية الذي يعتمد‬ ‫على التجربة الخارجية إلى قانون اللغة الشعرية الذي يعتمد على‬ ‫التجربة الذاتية أو العاطفية‪ .‬فالجملة الشعرية خاطئة موضوعيا‬ ‫ومفهوميا ولكنها صحيحة ذاتيا وعاطفيا‪.‬‬ ‫ الوظيفة الشمولية (الالتضاد)‪:‬‬‫مثلما تتحقق الوظيفة الشعرية باالنتقال من اللغة المفهومية‬ ‫إلى اللغة اإليحائية واالنفعالية تتحقق كذلك باالنتقال من اللغة‬

‫االستبدالية (الجدولية) إلى اللغة الشمولية أو الكلية حيث ترفض‬ ‫الكلمات في سياقاتها الشعرية‪ -‬خالفا للنثر‪ -‬االستبدال نفيا‬ ‫وترادفا وتضادا‪ ...‬فعبارات «ملح» و»أخضر» و»أصفر» و»ساق»‬ ‫في األمثلة السابقة ال تقبل الترادف وال التضاد وال النفي وبالتالي‬ ‫ال تقبل اإلبدال أو التغيير وهذا يعني أن محور التوزيع في الشعر‬ ‫يرفض محور االختيار (اإلبدال)‪ .‬ووفق هذا المبدأ مبدأ الشمولية‬ ‫أو الكلية تعمل استراتيجية االنزياح على التحرر من بنية اللغة‬ ‫النثرية القائمة على الفروق وقابلية النفي أو التضاد فتعيد اللغة‬ ‫إلى صورتها األصلية اإليجابية‪ .‬فالشعر يشتغل في االتجاه المقابل‬ ‫التجاه اللغة العادية التي قال عنها دي سوسير إنه ال توجد إال فروق‬ ‫أو اختالفات وأن الكلمة ال تملك هويتها إال من خالل احتاللها‬ ‫للموقع المقابل لنقيضها‪ .‬أما اللغة الشعرية فالكلمات عكس ذلك‬ ‫وقد تحررت من مضاداتها ومقابالتها تجد من جديد هويتها في‬ ‫ذاتها وفي نفس الوقت تجد كليتها الداللية الموحية والمؤثرة‪.‬‬ ‫خالصة القول أن المقومات الثالثة (الترديد‪ -‬اإليحاء‪ -‬الشمول)‬ ‫تتكامل وتتفاعل لتحقيق الوظيفة الشعرية وه��ي باألساس‬ ‫وظيفة تأثيرية تستهدف استجابة عاطفية أو انفعالية‪ .‬غير أنه‬ ‫من الضـروري أن نعرف خصوصية االنفعال الذي تثيره القصيدة‬ ‫ونميزه عن االنفعال الواقعي‪ :‬فاالنفعال الواقعي (الحزن‪ -‬الفرح‪)...‬‬ ‫تعيشه الذات بينما االنفعال الشعري يُدرَك كصفة للعالم‪ .‬األول‬ ‫ذاتي والثاني موضوعي‪ :‬االنفعال الشعري ال يضاف إلى صورة‬ ‫الشـيء من الخارج بل هو كامن في الصورة باعتبارها «صورة‬ ‫عاطفية»‪.‬‬ ‫خاتمة القسم األول‪:‬‬ ‫رصدنا في هذا القسم األول من البحث تجليات شعرية االنزياح‬ ‫في ديوان «ليس لألرض باب وسأفتحه»‪ .‬ولم تكن غايتنا منه أن‬ ‫نستعرض صور االنزياح التي اعتبرها كوهين مميزة للغة الشعرية‬ ‫عن اللغة النثرية ونستدل عليها بشواهد من دي��وان سونيا‬ ‫الفرجاني ‪-‬وإن كان هذا القسم يوحي بذلك ظاهريا‪ -‬وإنما كانت‬ ‫غايتنا أن نثبت أن قصائد هذا الديوان – وإن بدت هدامة للشعر‬ ‫نزاعة إلى النثر‪ -‬فإنها تستمد جانبا مهما من شعريتها من أغلب‬ ‫االنزياحات الصوتية والتركيبية والداللية التي ضبطها كوهين‬ ‫ومن تضافر الخاصية الترديدية واإليحائية والكلية لتحقيق‬ ‫الوظيفة الشعرية‪ .‬غير أن هذا القسم األول من البحث لئن كان‬ ‫يثبت‪ -‬من جهة أولى‪ -‬نجاعة نظرية كوهين وشمولية القوانين‬ ‫المحققة للشعرية في مستويي البنية والوظيفة وانطباقها حتى‬ ‫على أكثر التجارب الشعرية كسرا للقوانين الشعرية المطردة‬ ‫ونزوعا إلى النثرية‪ -‬شأن تجربة سونيا الفرجاني في ديوانها‬ ‫هذا‪ -‬ويؤكد‪ -‬من جهة ثانية‪ -‬أن نصوص هذا الديوان شعرية أو‬ ‫على األقل كتابة ذات طاقة شعرية مكثفة سواء في مستوى بنية‬ ‫اللغة الشعرية أو في مستوى الوظيفة الشعرية‪ ،‬فإنه في النهاية‬ ‫ال يثبت شعرية الديوان أو انتسابه إلى الشعر إال في حدود معينة‪:‬‬ ‫حدود االنزياحات التي أثبتنا وجودها في قصائد الديوان وجدواها‬ ‫ونجاعتها في بناء شعريتها‪ .‬وتبقى هذه النظرية‪ -‬على أهميتها‬ ‫وشموليتها‪ -‬عاجزة عن أن تفسر لنا أمورا عديدة من شأنها أن‬ ‫تربك هذه النظرية وتثبت حدود نجاعتها ومن بينها‪:‬‬ ‫ إذا كان الشعر حريصا في بنيته اللغوية ووظيفته على أن‬‫يخالف اللغة النثرية بل أن يكون نزاعا إلى مضادتها ومعارضتها‬ ‫وذلك من خالل تعديد االنزياحات وتعميقها فكيف نفسر نزوع‬ ‫أغلب الشعراء المعاصرين‪ -‬ومنهم الشاعرة سونيا الفرجاني‪-‬‬ ‫نحو التخلي عن العديد من االنزياحات الشعرية‪ -‬خاصة منها‬ ‫االنزياحات الصوتية أو اإليقاعية‪ -‬واالقتراب من النثرية والسردية؟‬ ‫وقد الحظنا في الديوان غياب بعض االنزياحات أو تقلصها إلى‬ ‫أدنى درجاتها‪ .‬ففي المستوى الصوتي غاب انزياح النظم أو‬ ‫الوزن والوقفة العروضية وتقلص انزياح القافية والجناس تقلصا‬ ‫ملحوظا‪ .‬وفي المستوى التركيبي غاب انزياح المنافرة التأليفية‬

‫د‪ .‬شفيع بالزين‬

‫وتقلص انزياح الترتيب‪ .‬وفي المستوى الداللي تراجعت االنزياحات‬ ‫اللغوية (االستعارات) وهيمنت انزياحات األشياء (شعرية األشياء)‬ ‫التي لم يعترف كوهين بوجودها‪.‬‬ ‫ إذا كانت نظرية كوهين تثبت إلى حد ما أن نصوص الديوان‬‫شعرية بما توفرت عليه من انزياحات فإنها ال تمكننا من أن نتبين‬ ‫خصوصية هذه التجربة الشعرية‪ .‬فالوقوف على هذه الصور‬ ‫االنزياحية يسمح لنا بتمييز لغة الديوان عن اللغة النثرية ولكنه‬ ‫ال يساعدنا على تمييز الديوان عن غيره من دواوي��ن الشاعرة‬ ‫ورصد تطور تجربتها الشعرية فضال عن كونه ال يمكننا من تمييز‬ ‫تجربتها الشعرية في هذا الديوان أو ما سبقه من مجموعات عن‬ ‫التجارب الشعرية األخرى خاصة منها المعاصرة لها‪ .‬فمن الواضح‬ ‫أن هذه التجارب أو المجموعات الشعرية باعتبارها شعرية تتضمن‬ ‫بالضرورة مختلف االنزياحات التي ضبطها كوهين ورصدناها في‬ ‫شعر الديوان‪ .‬صحيح أن دراسة االنزياحات في ديوان معين مثل‬ ‫ديوان سونيا الفرجاني أو في مجموعات الشاعرة دراسة إحصائية‬ ‫مقارنة‪ -‬كما فعل كوهين مع مدونة الشعر الفرنسي الحديث‪-‬‬ ‫يمكن أن تكشف بعض خصائص هذا الشعر‪ -‬وقد تبين لنا في ما‬ ‫درسناه من هذا الشعر أنه ينزع إلى تقليص االنزياحات الصوتية‬ ‫والتركيبية وفي المقابل يعمل على تكثيف االنزياحات الداللية‬ ‫مما يقربه من شعراء قصيدة النثر والنزعة النثرية والسردية‬ ‫في الشعر المعاصر‪ .‬غير أن التعرف على خصائص تجربة هذه‬ ‫الشاعرة في ديوانها األخير واستجالء مالمح كونها الشعري تخييليا‬ ‫وذاتيا ورمزيا ودالليا اليمكن أن يتحقق بمجرد رصد االنزياحات‬ ‫وإحصائها كميا ونوعيا‪.‬‬ ‫ أغلب قصائد ال��دي��وان تبني شعريتها وجماليتها وفق‬‫استراتيجية إبداعية تبدو أنها تشتغل خالفا أو ضدا لالسترايجية‬ ‫الشعرية التي أقام عليها كوهين نظريته وهي االستراتيجية‬ ‫االنزياحية‪ .‬فإذا كان الشعر في تصور كوهين يشتغل ويتطور في‬ ‫اتجاه تعميق االنزياح عن النثر فإن شعر سونيا الفرجاني وخاصة‬ ‫في هذا الديوان يشتغل في اتجاه االقتراب من النثر‪ .‬وإذا كان‬ ‫الشعر لغة عليا ونزوعا متواصال نحو التسامي وبلوغ الشعر المطلق‬ ‫فإن شعر هذا الديوان‪ -‬كما سنبين‪ -‬نزوع نحو اليومي والعادي بل‬ ‫إنه وفق بعض القراءات مجسم لـ «شعرية المبتذل»‪.‬‬ ‫إن جميع هذه اإلرباكات واالعتراضات من شأنها أن تسوّغ‬ ‫لنا البحث في شعرية الديوان أو على األقل في جانب أساسي من‬ ‫شعريته خارج نظرية كوهين وبالتالي تسمح لنا باالنتقال من‬ ‫البحث في شعرية االنزياح (الذي خصصنا له القسم األول) إلى‬ ‫البحث في انزياح الشعرية (الذي نخصص له القسم الثاني وهو ما‬ ‫سيأتي من هذا البحث)‪.‬‬ ‫‪----‬‬‫المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬المصادر‪:‬‬ ‫ سونيا الفرجاني‪ :‬ليس لألرض باب وسأفتحه‪ ،‬منشورات زينب‪ ،‬تونس‪.2019 ،‬‬‫‪ .2‬المراجع‪:‬‬ ‫ المالئكة (المالئكة)‪ :‬قضايا الشعر المعاصر‪ ،‬منشورات مكتبة النهضة‪،‬‬‫القاهرة‪ ،‬ط‪،1967 ،3‬‬ ‫ النصري (فتحي)‪ :‬التدوير في الشعر الحر محاولة في فهم الظاهرة‪ ،‬موقع‬‫ستار تايمز ‪ startimes.com‬بتاريخ ‪.2009 /08 /29‬‬ ‫ عمامي (عماد)‪ :‬شعرية المبتذل في قصيدة النثر من خالل نماذج مختارة من‬‫الشعر التونسي المعاصر‪ ،‬رسالة ماجستير (مرقون) إشراف منصف الوهايبي‪ ،‬كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بسوسة‪.2015 - 2014 ،‬‬ ‫ كوهين (جون)‪:‬‬‫بنية اللغة الشعرية‪ ،‬تر‪ .‬محمد الولي ومحمد العمري‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار‬ ‫البيضاء‪.1986 ،‬‬ ‫اللغة العليا‪ ،‬النظرية الشعرية‪ ،‬تر‪ .‬أحمد درويش‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪،‬‬ ‫القاهرة‪.1999. ،‬‬ ‫ محمد علي (محمد نجيب) وعامر محمد أحمد‪ :‬المتمردة خارج الفوضى وخلف‬‫الجنون‪ ،‬ضمن قسم «ح��وارات» على موقع كليك برس ‪clicktopress.com‬‬ ‫بتاريخ ‪.2020 /09 /22‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫من أعالم طنجة المعاصرين‬ ‫الأ�ستاذة الباحثة يف الرتاث املغربي‬ ‫الدكتورة نبوية عبد ال�صمد الع�شاب‬ ‫سليلة بيت شرف وعز هوبيت آل العشاب‪ ،‬فأبوها هواألديب والمؤرخ والكاتب والباحث‬ ‫ومحافظ مكتبة عبد اهلل كنون بطنجة األستاذ عبد الصمد العشاب رحمه اهلل (ت‪2012‬م)‪ ،‬الذي‬ ‫أعطى الشيء الكثير لمدينة طنجة‪ ،‬حتى عد ذاكرتها الحية‪ .‬وخال أبوها هوعبد اهلل كنون‪ ،‬العالم‬ ‫والمفكر المغربي‪ ،‬واألديب‪ ،‬وأحد أعمدة اللغة العربية بالوطن العربي‪ ،‬والذي ساهم بأعماله‬ ‫وأبحاثه ومقاالته العلمية واألدبية والفكرية في إرساء قواعد النهضة العلمية واألدبية في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫ولدت األستاذة نبوية عبد الصمد العشاب بمدينة طنجة سنة ‪1977‬م‪ ،‬تعهدتها عائلتها‬ ‫بالتربية والرعاية واالهتمام فعاشت طفولة مليئة بالحب ومشاعر المودة‪ ،‬كما كان والدها رحمه‬ ‫اهلل يحرص على تدريسها في البيت ومساعدتها على إنجاز واجباتها المدرسية مما جعلها تتمكن‬ ‫من ناصية اللغة‪ ،‬وهي ما زالت طفلة صغيرة‪ ،‬تقول األستاذة نبوية العشاب متذكرة مرحلة الصبا‪:‬‬ ‫« عشت طفولة جميلة جدا ‪ ،‬في أحضان أسرة تؤمن بأن للطفل قدرات ومهارات فطرية يجب‬ ‫صقلها‪ ،‬وإطالق العنان لتطويرها‪ .‬وقد كنت طفلة اجتماعية بطبعي منذ صغري‪ ،‬ولهذا كنت تجد‬ ‫بيتنا قبلة لصديقات الدراسة وأبناء وبنات الجيران يلتفون حولي في حديقتنا المتواضعة ألسرد‬ ‫عليهم أحداث قصص جميلة أوأقدم لهم عروضا مسرحية طفولية»‪.‬‬ ‫تلقت تعليمها في مسقط رأسها مدينة طنجة‪ ،‬فدرست االبتدائي بمدرسة البوغاز‬ ‫واإلعدادي بإعدادية ولي العهد وفي هذه المرحلة كانت دائما السباقة للمشاركة في‬ ‫االحتفاالت التي تقوم بها المؤسسة بمناسبة األعياد الدينية والوطنية وخاصة تقديم‬ ‫ورقة حول التعريف بعيد العرش وأمجاده أمام الحضور‪ .‬كما كانت لها مشاركات في‬ ‫المجلة الحائطية التي كان تالميذ المؤسسة يتعاونون إلصدارها‪.‬‬ ‫التحقت بعد نهاية المرحلة اإلعدادية بثانوية ابن الخطيب‪ ،‬وتميزت هذه المرحلة‬ ‫بالجدية والمثابرة‪ ،‬وبداية التفكير في رسم الطريق نحوالمستقبل‪ .‬أحبت كثيرا اللغة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬وانصب اهتمامها على ترجمة بعض القصائد والمقطوعات الشعرية من‬ ‫العربية إلى اإلنجليزية‪ ،‬بدعم من األستاذة القديرة «نعيمة العسري»‪ .‬وأهم ميزة كان‬ ‫لها األثر البليغ في نفسيتها خالل هذه المرحلة‪ ،‬هي العالقة المتينة والطيبة التي كانت‬ ‫تجمعها بأساتذتها آنذاك‪ .‬تقول األستاذة القديرة «سعيدة اسطيطو» أستاذة‬ ‫مادة الفلسفة‪ « :‬نبوية العشاب‪ ،‬تلميذة في التسعينيات من القرن الماضي‪،‬‬ ‫ولكني أخجل اآلن أن أصفها ب « تلميذة» بعدما استطاعت أن ترتقي‬ ‫بمستواها العلمي واألدبي‪ ،‬كنت أحس آنذاك بأنها تمثل مشروعا فكريا‬ ‫واعدا ‪ ،‬فقد كان شغبها جميال وال ينتهي في طرح التساؤالت حتى‬ ‫بعد انقضاء حصة ال��درس ‪ ،‬كانت تنتهز فرصة انفرادنا لتستمر‬ ‫في التساؤل‪ ،‬وكنت أجد لذة في محاورتها وإحالتها على مراجع‬ ‫تستفيد منها»‪ ،‬وأنهت األستاذة نبوية العشاب المرحلة الثانوية‬ ‫بحصولها على شهادة الباكالوريا‪ ،‬سنة ‪ 1995‬تخصص أدب‪.‬‬ ‫انتقلت األستاذة نبوية عبد الصمد العشاب إلى تطوان‬ ‫لتلتحق بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل طالبة‬ ‫في شعبة اللغة العربية ‪ ،‬في نظامها القديم‪ ،‬فدرست‬ ‫مدة أربع سنوات على أيدي مجموعة من األساتذة من‬ ‫بينهم‪ :‬الدكتور محمد أنقار رحمه اهلل ‪ -‬الدكتور محمد‬ ‫أمين المؤدب ‪ -‬الدكتورة ميلودة حسناء‬ ‫رحمها اهلل وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد كان لوالدها المؤرخ‬ ‫وال��ب��اح��ث األس���ت���اذ عبد‬ ‫الصمد العشاب رحمه اهلل‬ ‫في ه��ذه المرحلة تأثير‬ ‫كبير في تكوينها العلمي‬ ‫والمعرفي‪ ،‬تقول الدكتورة‬ ‫ن��ب��وي��ة ال��ع��ش��اب‪« :‬ك��ان‬ ‫للمرحوم والدي دور كبير في توجيهي للشعبة األدبية وتشجيعي على التنقيب والبحث في أدبنا‬ ‫المغربي وأعالمه‪ .‬حاليا شغلي الشاغل هوإخراج مخطوطات والدي إلى النور وهي متنوعة بتنوع‬ ‫حقولها المعرفية‪ ،‬صدقة جارية على روحه‪ ،‬وعلم ينتفع به الطلبة والباحثون»(‪.)1‬‬ ‫التحقت األستاذة نبوية عبد الصمد العشاب بمدرسة تكوين المعلمين سنة ‪1997‬م‪ ،‬وبعد‬ ‫سنتين من التكوين‪ ،‬عينت أستاذة للتعليم اإلبتدائي بالصويرة لمدة سنة بداية بمدينة الصويرة‬ ‫ثم بعدها بوزان وأخيرا بطنجة‪ ،‬التي تشتغل بها اآلن أستاذة للتعليم الثانوي التأهيلي بثانوية‬ ‫«عالل الفاسي» بعد حصولها على شهادة الدراسات العليا المعمقة سنة ‪ 2005‬م‪.‬‬ ‫ورغم انشغاالتها الوظيفية في ميدان التعليم‪ ،‬وحبها لمهنة التدريس‪ ،‬وتعلقها به‪ .‬لم تمنع‬ ‫الدكتورة نبوية عبد الصمد العشاب من مواصلة تكوينها العلمي والمعرفي‪ ،‬فعادت طالبة إلى‬ ‫تطوان فحصلت على شهادة اإلجازة سنة (‪)2003‬م‪ ،‬وكان موضوع بحث تخرجها هو‪ « :‬العالمة‬ ‫الشيخ محمد العياشي سكيرج‪ :‬حياته وآثاره»‪ .‬ثم انتظمت في سلك الدراسات العليا بكلية اآلداب‬ ‫بتطوان وحدة (أجناس التعبير األدبي بالمغرب في العصر العلوي‪ :‬دراسة في األصناف والتصورات)‬ ‫فدرست على نخبة أساتذة األدب المغربي من بينهم‪ :‬الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي رحمه اهلل‪،‬‬ ‫والدكتور محمد كنون الحسني‪ ،‬والدكتور أحمد الطريبق أحمد‪ ،‬والدكتور عبد السالم شقور‪ .‬وبعد‬ ‫سنتين من التكوين والدراسة حصلت على شهادة الدراسة المعمقة (‪)DESA‬وكان موضوع بحثها‬ ‫«رياض البهجة في أخبار طنجة» للشيخ محمد العياشي سكيرج‪ :‬الجزء الثاني‪ :‬تقديم وتخريج»‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪2011‬م نالت شهادة الدكتوراه في اآلداب من جامعة عبد المالك السعدي (تطوان)‬ ‫في موضوع‪ « :‬شرح همزية البوصيري للعالمة محمد الحفيد كنون الحسني‪ :‬تخريج وتحقيق»‪.‬‬ ‫تولت الدكتورة نبوية العشاب مجموعة من المهام ‪ ،‬وتقلدت مجموعة من المسؤوليات من‬ ‫بينها‪ :‬رئاسة مؤسسة طنجة العالمة عضو بمجمع «التجديد واإلحياء» للغة العربية‪ ،‬فرع طنجة‬ ‫وعضوية جمعية الدراسات القرآنية‪ ،‬فرع طنجة ‪ ،‬وعضوبهيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬

‫إعداد ‪ :‬عدنان الوهابي‬

‫النوع وعضو برابطة كاتبات المغرب فرع طنجة‪.‬‬ ‫وقامت بالتدريس لمدة سنتين مادة اللغة العربية بالمجلس العلمي المحلي لطنجة‪ ،‬لفائدة‬ ‫الواعظات والمرشدات‪ .‬كما شاركت عبر أثير إذاعة طنجة في أكثر من مناسبة‪.‬‬ ‫وقد بدت الباحثة نبوية عبد الصمد العشاب مأخوذة بالتراث المغربي‪ ،‬مسكونة بقضاياه‪،‬‬ ‫فكانت نظراتها فيه استجابة لحاجة علمية ملحة أملتها وضعية هذا التراث وحاجة عصوره إلى‬ ‫تجلية ماحايثها من حقائق تاريخية وأدبية وكشف النقاب عنها‪ ،‬وإعادة ما طواه اإلهمال إلى واجهة‬ ‫االهتمام‪ ،‬وسحبها من دياجير النسيان لتنعم باألضواء من جديد‪ .‬فخصصت كل اهتماماتها‬ ‫لخدمة التراث األدبي والتاريخي للمغرب‪ ،‬فاختارت بذلك المجال الشائك‪ ،‬وخاضت في النمط‬ ‫الصعب من التراث المغربي‪ ،‬وهو‪ :‬فن الترجمة وفن التحقيق‪ ،‬وهومجال يعوز مرتاديه الجمع‬ ‫والضبط والتوثيق والتقويم‪ ،‬فضال عن عمق الرؤية والتؤدة والصبر على المصاعب‪ .‬فتميزت‬ ‫الدكتورة نبوية العشاب بمهارة تشهد لها باالطالع الواسع‪ ،‬والمعاشرة الدائمة للمخطوطات ‪،‬‬ ‫وقدرتها الفائقة على قراءة النصوص واستنطاقها‪ ،‬وكيفية االستفادةمنها‪.‬‬ ‫أما مسارها العلمي في فن التراجم‪ ،‬فقد تميز باستراتيجية خاصة في خدمة التراث وبملمح‬ ‫فريد‪ ،‬مرتكزه الترجمة لألعالم واألسر العلمية وخصوصا بمدينة طنجة؛ فقد عملت‬ ‫على إظهارها للناس‪ ،‬وترميم حلقاتها المفقودة‪ ،‬وعدت ذلك شرطا لتأكيد الذات‬ ‫المغربية في عهد ضاعت جل وثائقه العلمية‪ ،‬فكان بناء الترجمة عندها فنا‬ ‫تطبيقيا‪ ،‬أبدعت في تأريخها وتوثيقها‪.‬‬ ‫وخدمة لهذا التراث‪ ،‬والدفاع عنه‪ ،‬والتعريف به‪ ،‬وحمايته من االندثار‬ ‫ألقت مجموعة من المحاضرات منها‪ :‬المشاركة في تنظيم ندوة بطنجة‪،‬‬ ‫بمناسبة االحتفال باليوم العالمي للمرأة‪ ،‬بقاعة المجلس العلمي‪،‬بعنوان‬ ‫«المرأة المغربية المعاصرة وأمانة الحفاظ على الموروث الثقافي» بتاريخ‬ ‫‪5‬مارس‪ .2013‬والمشاركة في ندوة علمية منظمة من طرف المجلس‬ ‫العلمي بطنجة «علماء في ضيافة المجلس العلمي» تحت عنوان «محمد‬ ‫العياشي سكيرج ‪ :‬العالم األديب» بتاريخ ‪16‬مارس‪ .2013‬وشاركت بندوة‬ ‫في إطار األنشطة التي يقوم بها المجلس العلمي‪ ،‬بهدف تحسيس تالميذ‬ ‫المؤسسات الثانوية بأهمية السيرة النبوية تحت عنوان «دروس في‬ ‫السيرة النبوية‪ ،‬من شرح العالمة سيدي محمد كنون على همزية‬ ‫البوصيري» بثانوية «ابن بطوطة» بطنجة‪ .‬والمشاركة في‬ ‫ندوة عن آثار سيدي عبد اهلل التليدي تحت عنوان «الحياة‬ ‫الروحية لشيخنا سيدي عبد اهلل التليدي»‪ ،‬والمشاركة في‬ ‫ندوة من تنظيم المجلس العلمي المحلي في سلسلة «‬ ‫علماء في ضيافة المجلس العلمي» تحت عنوان العالمة‬ ‫المتصوف محمد بن التهامي المدني كنون‪ ،‬والمشاركة‬ ‫في اللقاء الثقافي الذي نظمته رابطة كاتبات المغرب‬ ‫فرع طنجة في موضوع المجالت األدبية والثقافية‬ ‫بطنجة وغيرها‪.‬‬ ‫ونشرت مجموعة من المقاالت العلمية منها‪:‬‬ ‫«الشاعر والفنان عمر البقالي‪ :‬نجم طمس ‪ ،‬نشر‬ ‫بجريدة الشمال العدد ‪ 979‬سنة ‪ ،2019‬و«المرأة‬ ‫المغربية المعاصرة وأمانة الحفاظ على الموروث‬ ‫الثقافي» نشر بجريدة الشمال الندوات‪« ،‬العالم العارف‬ ‫الشيخ أحمد بن عجيبة»‪ :‬مجلة‪« :‬أنوار التصوف المغربية»‬ ‫العدد األول ‪ ،2014‬مقالة عن‪« :‬إصدار كتاب»موالي عبد‬ ‫السالم بن مشيش القطب الرباني (ت ‪ 626‬هـ) لمؤلفه‬ ‫المرحوم عبد الصمد العشاب»‪ :‬جريدة طنجة‪ :‬عدد‪:3699 :‬‬ ‫السبت ‪ 28‬يوليوز ‪« ،2012‬األسرة الكنونية بطنجة»‪ :‬مجلة‬ ‫«الهدى»‪ :‬العدد السادس‪ ،2014‬قراءة في كتاب «صوت من‬ ‫طنجة» للكاتب رضوان بنصار‪ :‬جريدة طنجة عدد ‪ 3938‬السبت‬ ‫‪ 25‬فبراير ‪ ،2017‬قراءة في كتاب « حنين وأنين» للكاتب رضوان بنصار ـ أزمة األخالق ـ موقع‬ ‫األخالق في منظومتنا التعليمية ‪ ،‬نشر بمجلة الفرقان العدد ‪ 84‬سنة ‪2019‬‬ ‫وقد أحسنت األستاذة الفاضلة الدكتورة نبوية العشاب غاية اإلحسان إذ قامت بنشر تراث‬ ‫والدها الذي ظل مخطوطا في حياته‪ ،‬لتقدم بذلك بهذا العمل أنموذجا لما ينبغي أن يكون عليه‬ ‫المشتغل بالعلم بعد أن ينتهيَ أج ُله في الحياة الدنيا‪ ،‬فأعدّتْ مجموعة من أعماله ‪،‬‬ ‫البرّ بالوالد‬ ‫ِ‬ ‫ونسّقتْ موادَّها‪ ،‬وأخرجتها إلى دنيا التداول والنشر ليستفيد منه الباحثون المهتمون بموضوع‬ ‫التراث والتاريخ المغربي‪ .‬فيا ليت العلماء والباحثين يُرزقون جميعا بأوالد كبنت األستاذ الجليل‬ ‫سيدي عبد الصمد العشاب رحمه اهلل تعالى‪ ،‬إذن الطمأنوا على تراثهم العلمي‪ ،‬والستفاد القرا ُء‬ ‫والمهتمون بأعمالهم في حياتهم وبعد مماتهم‪ .‬ومما قامت بتخريجه من تراث والدها الباحث‬ ‫األستاذ عبد الصمد العشاب رحمه اهلل‪« :‬أنوار صوفية وإشراقات ربانية لعلماء وصلحاء المغرب»‪،‬‬ ‫«أنوار اإليمان ومواهب الرحمان»‪ « ،‬شذرات تاريخية وثقافية واجتماعية لمدينة طنجة»‪.‬‬ ‫ونظرا لمجهوداتها في ميدان البحث العلمي‪ ،‬ونشاطها الدؤوب في الميدان الثقافي بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬حصلت الدكتورة نبوية العشاب على مجموعة من الجوائز والمكافآت‪ ،‬وتم تكريمها‬ ‫والتنويه بمجهوداتها في مجموعة من الملتقيات والندوات‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬ ‫جائزة مؤسسة عبد اهلل كنون لألدب المغربي‪ :‬الدورة التاسعة‪ :‬الرتبة األولى‪ :‬فرع‪ :‬األدب‬ ‫المغربي‪ :‬بتاريخ ‪ 28‬دجنبر ‪ ،2012‬جائزة تقديرية عن المشاركة بندوة عن «صورة المرأة في‬ ‫اإلعالم» وذلك ضمن البرنامج العام لالحتفال باليوم العالمي للمرأة‪ ،‬بتاريخ ‪5‬مارس ‪،2013‬‬ ‫تنويه وتكريم من طرف جمعية الفتح للفن األصيل بالمركز الثقافي بوكماخ لسنة ‪ ،2017‬تنويه‬ ‫وتكريم من طرف جمعية النموللتربية والتنمية بالمركز الثقافي بوكماخ لسنة ‪2020‬م‪.‬‬ ‫‪---‬‬‫(‪ - )1‬معلومات شخصية أمدتني بها الدكتورة نبوية عبد الصمد العشاب‪ ،‬مشكورة جدا على‬ ‫حسن تعاونها‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫خاص عن طنجة المدينة‬ ‫جمل�س جهة طنجة ي�صادق على امليزانية‬ ‫وعلى م�شاريع اقت�صادية واجتماعية‬

‫صادق مجلس جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬بإجماع األعضاء الحاضرين‬ ‫خ�لال ال���دورة ال��ع��ادي��ة لشهر أكتوبر‬ ‫المنعقدة اليوم االثنين بطنجة‪ ،‬على‬ ‫مشروع الميزانية للسنة المالية ‪2021‬‬ ‫والبالغ قيمتها ‪ 695‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وحسب عرض قدم خالل الجلسة‪،‬‬ ‫التي ترأستها رئيسة الجهة فاطمة‬ ‫الحساني بحضور وال��ي الجهة محمد‬ ‫امهيدية‪ ،‬فقد تم وضع مشروع الميزانية‬ ‫م��ع األخ��ذ بعين االع��ت��ب��ار اإلمكانيات‬ ‫المالية والبشرية‪ ،‬ومشاريع برنامج‬ ‫التنمية الجهوية‪ ،‬ومواكبة األوراش‬ ‫الحيوية المفتوحة من قبيل تقوية شبكة‬ ‫الطرق والمسالك القروية وتزويد العالم‬ ‫القروي بالماء الصالح للشرب والكهرباء‪،‬‬ ‫ودعم قطاع التكوين المهني‪ ،‬والمجال‬ ‫االجتماعي والصحة وإنعاش االقتصاد‬ ‫والشغل وجلب االستثمار ودعم الثقافة‬ ‫والسياحة‪.‬‬ ‫وتبلغ تقديرات مصاريف الجزء األول‬ ‫من ميزانية ‪ ،2021‬المخصص للتسيير‪،‬‬ ‫حوالي ‪ 163,9‬مليون درهم‪ ،‬أي بانخفاض‬ ‫نسبته ‪ 40‬في المائة مقارنة مع سنة‬ ‫‪.2020‬‬ ‫وستخصص نفقات هذا الجزء من‬ ‫الميزانية لتغطية نفقات أنشطة المجلس‬ ‫(‪ 5,50‬في المائة) وتسيير الموظفين‬ ‫(‪ 12,67‬في المائة) ونفقات أخرى للتسيير‬ ‫وتسديد القروض (‪ 10.20‬في المائة)‪،‬‬ ‫ودفعات الهبات والشراكة مع المؤسسات‬ ‫العمومية والوكالة الجهوية لتنفيذ‬ ‫المشاريع (‪ 21,77‬في المائة) ودعم‬ ‫الجمعيات العاملة في الصحة (‪27,65‬‬ ‫في المائة) والرياضة (‪ 15,25‬في المائة)‬

‫والمساعدات االجتماعية (‪ 4,52‬في المائة)‬ ‫أما مصاريف جزء التجهيز فتصل إلى‬ ‫‪ 531,09‬مليون درهم‪ ،‬حيث تمثل حوالي‬ ‫‪ 76,42‬في المائة من تقديرات ميزانية‬ ‫‪ ،2021‬أي أقل بنسبة ‪ 3,8‬في المائة‬ ‫مقارنة بالمداخيل المقبولة برسم ‪.2020‬‬ ‫وسيتم تخصيص هذا الغالف المالي‬ ‫لتمويل مشاريع تأهيل العالم القروي وفك‬ ‫العزلة (‪ 28‬في المائة)‪ ،‬وتأهيل وتثمين‬ ‫المدن العتيقة وترميم المعالم التاريخية‬ ‫(‪ 19,9‬في المائة) وإنعاش االقتصاد‬ ‫وإح��داث مناطق األنشطة االقتصادية‬ ‫والحرفية وتأهيل األس��واق (‪ 22,1‬في‬ ‫المائة) وتجويد العرض الصحي (‪ 9‬في‬ ‫المائة) والثقافة والمحافظة على التراث‬ ‫والسياحة (‪ 9,4‬في المائة) والتكوين‬ ‫المهني والبحث العلمي (‪ 8,10‬في‬ ‫المائة)‪ ،‬فيما سيخصص الباقي إلصالح‬ ‫وتجهيز البنايات واقتناء األراضي والطرق‬ ‫الحضرية ودعم التعاونيات‪.‬‬ ‫ووفق البرمجة المتعددة السنوات‪،‬‬ ‫يتوقع أن ترتفع ميزانية الجهة إلى ‪800‬‬ ‫مليون درهم عام ‪ ،2022‬ثم إلى ‪880‬‬ ‫مليون درهم خالل عام ‪ ،2023‬بفضل‬ ‫ارتفاع الموارد المحولة من طرف الدولة‬ ‫والضرائب المستخلصة لفائدة الجهة‪.‬‬ ‫وتم خالل االجتماع المصادقة على‬ ‫سلسلة م��ن االتفاقيات ذات الطابع‬ ‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬حيث‬ ‫تم في هذا السياق الموافقة على اتفاقية‬ ‫شراكة إلع��داد وإنجاز برنامج “جهات‬ ‫ناهضة” الرامي إلى التأهيل والتمكين‬ ‫االقتصادي للنساء والفتيات بالجهة‪،‬‬ ‫وملحق اتفاقية إلنجاز مشاريع التزويد‬ ‫بالماء الصالح للشرب في إطار برنامج‬

‫تقليص الفوارق المجالية واالجتماعية في‬ ‫العالم القروي‪.‬‬ ‫على مستوى عمالة طنجة أصيلة‪،‬‬ ‫تمت المصادقة على مشروع اقتناء عتاد‬ ‫معلوماتي لفائدة المؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫والمساهمة في تمويل األشغال المرتبطة‬ ‫بتهيئة السوق األسبوعي بجماعة سيدي‬ ‫اليمني‪ ،‬أما بإقليم العرائش فقد وافق‬ ‫المجلس على تجهيز منطقة األنشطة‬ ‫االقتصادية بقصر أبجير واتفاقية شراكة‬ ‫حول تهيئة المنتزهات الحضرية باإلقليم‪.‬‬ ‫كما أقر المجلس اتفاقيات شراكة‬ ‫متعددة األطراف إلنجاز منطقة األنشطة‬ ‫الحرفية والصناعية بمدينة وزان ومالءمة‬ ‫اتفاقية ال��ش��راك��ة المتعلقة بإحداث‬ ‫المنتزهات الطبيعية ب��وزان‪ ،‬وإح��داث‬ ‫منطقة لألنشطة االقتصادية والصناعية‬ ‫والحرفية بإقليم الفحص أنجرة‪ ،‬وإنجاز‬ ‫الشطر األول من الطريق الحضري رقم ‪2‬‬ ‫المؤدي إلى الحي الجامعي بمدينة مرتيل‪،‬‬ ‫و إنجاز البرنامج التنموي للجماعات‬ ‫الساللية بإقليم شفشاون‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬تم االتفاق على تأجيل عدد‬ ‫من النقاط إلى جلسة ثانية من دورة‬ ‫أكتوبر ستنعقد في أجل ‪ 15‬يوما‪ ،‬وستعلق‬ ‫األمر بمناقشة والمصادقة على اتفاقية‬ ‫شراكة ح��ول البرنامج الجهوي لدعم‬ ‫المقاوالت الصغرى والمقاولين الذاتييين‪،‬‬ ‫واتفاقية تهيئة السوق األسبوعي لجماعة‬ ‫العوامرة‪ ،‬وتعديل بعض بنود النظام‬ ‫الداخلي للمجلس‪ ،‬وتأجيل استكمال‬ ‫هياكل المجلس بانتخاب النائب الثامن‬ ‫لرئيسة المجلس وكاتب المجلس ورؤساء‬ ‫ونواب بعض اللجان الدائمة‪.‬‬ ‫(و‪.‬م‪.‬ع)‬

‫�أ�ستاذ ي�شكو «التالعب مبنا�صب جامعية»‬ ‫�إلى امللك‬ ‫(تتمة ص ‪)2‬‬ ‫ولم يفقد األستاذ الجامعي األمل حيث‬ ‫تقدم من جديد إلى المباراة التي أعيد‬ ‫فتحها وفاز بها كذلك أمام ‪ 8‬مرشحين وفق‬ ‫ما يتضمنه محضر مجلس وبفارق نقط‬ ‫تجاوز ‪ 40‬نقطة؛ لكنه تفاجأ بالسيناريو‬ ‫األول نفسه سيتكرر وبدون وجود قرار يبرر‬ ‫اإللغاء‪.‬‬ ‫(تابع ص ‪)13‬‬ ‫أمام هذا الوضع‪ ،‬تقدم المعني باألمر‬ ‫بعد ذلك بدعويين أمام المحكمة اإلدارية‬ ‫بالرباط إلبطال فتح المباراة الثالثة من‬ ‫دون سند إثبات قانونية ومشروعية المباراة‬ ‫الثانية‪ ،‬وقد حكمت المحكمة في الدعويين‬ ‫لصالحه قبل أن يعمل الوزير على االمتناع‬ ‫عن تنفيذ الحكمين الصادرين‪.‬‬ ‫ويحكي الصديقي‪ ،‬في رسالته‪ ،‬أنه‬ ‫قدم ترشيحه للمرة الثالثة في ‪ 2017‬بكلية‬

‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫أمام ‪ 10‬مترشحات ومترشحين وفاز بالرتبة‬ ‫األول��ى‪ ،‬قبل أن تعمد ال��وزارة مرة أخرى‬ ‫ومن دون تبرير للقرار إلى إلغاء نتيجة‬ ‫المباراة بعد أشهر عديدة من إجرائها ومن‬ ‫االنتظار‪.‬‬ ‫وحسب التفاصيل التي وردت ضمن‬ ‫الرسالة‪ ،‬فقد أعيد فتح المباراة للمرة‬ ‫ال��راب��ع��ة ف��ي ‪ 2018‬وت��ق��دم الصديقي‬ ‫بمشروعه الذي قال إنه أمضى شهورا في‬ ‫صياغته‪ ،‬حسب الطرق العلمية المتعارف‬ ‫عليها في إع��داد المشاريع‪ ،‬ليفاجأ بعد‬ ‫مرور أشهر عديدة بقرار مصحوب بتعليل‬ ‫يعيد فتح المباراة بدعوى وج��ود دورية‬ ‫في شأن تنظيم المباريات‪ ،‬وضرورة إطالع‬ ‫المرشحين لمنصب العميد على مشروع‬ ‫الرئيس الجديد المعين على رئاسة‬ ‫الجامعة‪.‬‬

‫واعتبر الصديقي أن «هذا التبرير غير‬ ‫قانوني النفصال المؤسسة عن شخص‬ ‫الرئيس وإال فسيتم إع��ف��اء ك��ل رؤس��اء‬ ‫األقسام كل مرة تم فيه تغيير رؤسائهم»‪.‬‬ ‫وفي ‪ ،2019‬أعيد فتح المنصب للمرة‬ ‫الخامسة‪ ،‬وحصل الصديقي على المرتبة‬ ‫األولى هذه المرة كذلك؛ لكنه أشار إلى أنه‬ ‫بعد طول انتظار ناهز السنة فوجئ الرأي‬ ‫العام الجامعي بتعيين المرتب بالصف‬ ‫الثالث‪.‬‬ ‫وق��ال الصديقي‪ ،‬في ختام رسالته‪:‬‬ ‫«سيدي وم��والي أعزكم اهلل ونصركم‪،‬‬ ‫أتوجه إليكم اليوم وكلي أمل‪ ،‬لما عهدناه‬ ‫في شخصكم الكريم من إنصاف ونصرة‬ ‫للمظلومين‪ ،‬بأني سأجد لديكم آذان��ا‬ ‫صاغية‪ ،‬إلنصافي وإع��ادة االعتبار لدولة‬ ‫الحق والقانون والمؤسسات‪ ،‬وأدامكم اهلل‬ ‫ذخرا لألمة ومالذا لكل المظلومين»‪.‬‬

‫من هنا‪ ..‬وهناك‪..‬‬ ‫تفكيك خلية �إرهابية تن�شط مبدينة طنجة‬

‫تمكن المكتب المركزي لألبحاث القضائية‪ ،‬بناء على معلومات استخباراتية وفرتها‬ ‫مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني‪ ،‬صباح يوم االثنين الماضي‪ ،‬من‬ ‫تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” تنشط بمدينة طنجة‪ ،‬وتتكون من‬ ‫أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 23‬و‪ 26‬سنة‪ ،‬وذلك في إطار الجهود‬ ‫المتواصلة لمواجهة مخاطر التطرف العنيف وتحييد التهديدات اإلرهابية التي تحدق‬ ‫بأمن المملكة وسالمة المواطنين‪.‬‬ ‫باشرت فرقة التدخل السريع عمليات االقتحام بشكل متزامن في أربعة مواقع بحي‬ ‫“العوامة” بمدينة طنجة‪ ،‬اضطرت إلطالق رصاصات تحذيرية بشكل احترازي مكن‬ ‫من درء الخطر اإلرهابي وتوقيف المشتبه فيه الرئيسي وثالثة أعضاء في هذه الخلية‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫فحسب المعلومات األولية للبحث‪ ،‬فإن أعضاء هذه الخلية اإلرهابية الذين تعذر‬ ‫عليهم االلتحاق بمعسكرات تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫قرروا االنخراط في مشاريع إرهابية خطيرة ووشيكة تستهدف زعزعة أمن واستقرار‬ ‫المملكة‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫م�صرع �سائق �شاحنة احرتاقا يف حادثة �سري‬

‫أودت حادثة سير خطيرة‪ ،‬وقعت األريعاء الماضي‪ ،‬بالقرب من ميناء طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫بحياة سائق شاحنة احتراقا وإصابة ‪ 3‬أشخاص بجروح خطيرة‪ ،‬نقلوا على إثرها إلى‬ ‫قسم المستعجالت بالمستشفى الجهوي محمد الخامس‪ ،‬فيما وضع جثمان الهالك‬ ‫مستودع األموات في انتظار تعليمات النيابة العامة بخصوص إجراءات التسليم‬ ‫والدفن‪.‬‬ ‫الحادثة وقعت على مستوى الطريق الرابط بين الميناء المتوسطي ومدينة طنجة‪،‬‬ ‫حينما فقد السائق القدرة على التحكم في الشاحنة‪ ،‬نتيجة عطب تقني في الفرامل‪،‬‬ ‫ما أدى لخروجها عن مسارها إلى حافة الطريق وانقالبها‪ ،‬حيث فارق السائق الحياة‬ ‫بمكان الحادث إثر اشتعال النيران في الشاحنة المحملة ببعض البضائع‪ ،‬فيما‬ ‫أصيب عدد من األشخاص كانوا على متن سيارات أخرى اصطدمت بها الشاحنة‬ ‫قبل انقالبها‪ ،‬حيث وضعوا تحت الرعاية الطبية‪ ،‬نظرا إلصابتهم بجروح وصفت بـ‬ ‫“الخطيرة”‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫�إيقاف ل�صو�ص قطع غيار �سيارات من م�صنع “رونو طنجة”‬

‫أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬على الوكيل العام‬ ‫باستئنافية طنجة‪ 26 ،‬شخصا لالشتباه في تورطهم في سرقة قطع غيار سيارات من‬ ‫معمل “رونو نيسان”‪ ،‬الواقع بالمنطقة الصناعية الحرة ملوسة‪ ،‬ليتم إحالتهم جميعا‬ ‫على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها‪ ،‬الذي قرر متابعتهم في حالة االعتقال‪،‬‬ ‫وأمر بإيداعهم جميعا السجن المحلي “سات فيالج” في انتظار إنهاء التحقيق‬ ‫التفصيلي معهم وتكييف التهم الموجهة إليهم قبل إحالتهم على أنظار العدالة‪.‬‬ ‫وعلى إثر التحقيقات التي باشرتها العناصر المكلفة بالبحث في هذه القضية‪ ،‬تبين‬ ‫أن العملية تتعلق بشبكة إجرامية تمتد خيوطها إلى مدن مختلفة‪ ،‬إذ كشفت‬ ‫األبحاث المعمقة مع الموقوفين الستة عن هوية شركائهم في عملية السرقة‪ ،‬وكذا‬ ‫مجموعة من التجار وأصحاب المحالت الخاصة ببيع قطع غيار السيارات‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫يقتنون المسروقات بأثمان بخسة‪ ،‬ليتم إيقاف أغلبهم فيما ال زال البحث جاريا عن‬ ‫المتورطين المفترضين في هذا النشاط اإلجرامي‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫اجلارك ت�صادر �أطنانا من الأثواب واملالب�س املهربة‬

‫تمكنت عناصر الجمارك والضرائب غير المباشرة بمدينة طنجة‪ ،‬بتعاون مع مصالح‬ ‫الشرطة القضائية‪ ،‬من حجز مجموعة من األثواب والمالبس المهربة التي تصل‬ ‫قيمتها اإلجمالية إلى ‪ 2.5‬مليون درهم‪.‬‬ ‫العملية تمت بمؤازرة عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة األمنية بني مكادة‬ ‫بطنجة‪ ،‬وتطلبت تحريات وأبحاث قامت بها الفرق الجمركية المختصة على مدى‬ ‫أسابيع‪ ،‬أسفرت عن ضبط ‪ 28‬طنا من األثواب على شكل لفافات‪ ،‬و‪ 4670‬وحدة‬ ‫من المالبس الجاهزة الخاصة بالنساء والرجال األطفال»‪ ،‬حيث جرت بأحياء مختلفة‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬مكنت كذلك من حجز ‪ 590‬كيلوغراما من الملصقات التي تتضمن‬ ‫صور عالمات تجارية عالمية‪ ،‬يتم تثبيتها على منتوجات النسيج‪..‬‬

‫‪ooo‬‬

‫و�ضع حد لع�صابة �إجرامية متخ�ص�صة يف الن�صب والإحتيال‬

‫أحالت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة بطنجة على النيابة العامة‬ ‫المختصة‪ ،‬ثالثة اشخاص من ذوي السوابق القضائية‪ ،‬اثنان من بينهم يشكالن‬ ‫موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني‪ ،‬وذلك لالشتباه في تورطهما في تكوين‬ ‫عصابة إجرامية متخصصة في النصب واالحتيال وانتحال صفات ينظمها القانون‪.‬‬ ‫المعطيات األولية للبحث تشير إلى تورط المشتبه فيهم في استهداف الضحايا‬ ‫الذين يعرضون سياراتهم للبيع عبر مواقع األنترنيت‪ ،‬قبل انتحال أحدهم صفة‬ ‫موظف عمومي سامي‪ ،‬واتمام إجراءات البيع مقابل شيك بنكي يحمل هوية مزورة‬ ‫وال يتوفر على مؤونة‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر‪ ،‬أن إجراءات البحث المنجزة بحوزة المشتبه فيهم‪ ،‬مكنت عن حجز‬ ‫مجموعة من السيارات التي يشتبه في أنها متحصلة من هذا النشاط اإلجرامي‬ ‫فضال عن حجز وثائق تسجيل مركبات مزورة ومجموعة من الشيكات البنكية‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد ‪ /‬القصر الكبير ‪ -‬العرائش‬

‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫العرائ�ش ‪:‬‬ ‫لقاء حول مو�ضوع اقرتاحات االحتاد اال�شرتاكي حول‬ ‫النموذج التنموي اجلديد لل�شبيبة االحتادية بالعرائ�ش انعقاد املجل�س املحلي لالحتاد‬ ‫املغربي لل�شغل‬ ‫دورة “املرحوم عادل الزيتي “‬

‫في احترام للتدابير االحترازية والوقائية‬ ‫من جائحة كورونا‪ ،‬نظمت الشبيبة االتحادية‬ ‫يوم األحد ‪ 04‬أكتوبر ‪ 2020‬بمقر الحزب الكائن‬ ‫بساحة المسيرة‪ ،‬لقاءا تفاعليا حول موضوع‬ ‫«اقتراحات االتحاد االشتراكي حول النموذج‬ ‫التنموي الجديد» بتأطير من عضوالمكتب‬ ‫السياسي مشيج القرقري وبحضور الكاتب‬ ‫االقليمي لالتحاد ذ محمد الصمدي؛‬ ‫وقد حضر اللقاء التواصلي عشرون شابة‬ ‫وشاب في انسجام تام مع البروتوكول المعمول‬ ‫به من ط��رف السلطات المحلية والمتعلق‬ ‫بمحاربة الجائحة‪ ،‬كما قد تم االعتماد على‬ ‫تقنية المباشر عبر وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫«فايسبوك» من أجل تمكين جميع المهتمين‬ ‫من متابعة النشاط الشبيبي خاصة مع أهمية‬ ‫الموضوع وراهنيته؛‬ ‫في مستهل مداخلته أكد عضوالمكتب‬ ‫السياسي لحزب االتحاد االشتراكي للقوات‬ ‫الشعبية مشيج القرقري على ضرورة التمييز‬ ‫بين معالم النموذج التنموي قبل الجائحة‬ ‫ومعالم أخ��رى ظهرت وقت الجائحة فرضت‬ ‫نفسها بسياقها واستطاعت تغيير الكثير‬ ‫في العالم وكذالك في بلد كالمغرب منفتح‬ ‫على محيطه وجيرانه وفي اتصال اقتصادي‬ ‫واجتماعي دائم مع شركائه‪ ،‬وبشكل ميكانيكي‬ ‫تغيرت األولويات وعطلت اقتصادات وأغلقت‬ ‫حدود وأوقفت عجالت التنمية‪ ،‬ما لم يكن في‬ ‫االعتبار صار رأس االهتمامات وما كان وضعا‬ ‫عاديا أصبح طموحا وحلما‪ ،‬لكن المثير هوأن‬ ‫فيروس كورونا المستجد استطاع تطويع‬ ‫العالم ومساواته قسرا رغ��م اختالف حجم‬ ‫اإلمكانيات والميزانيات والوسائل‪ ،‬بل وحتى‬ ‫ضخامة المعارف والتجارب وتطور ودقة العلوم‪،‬‬ ‫مما دفع الجميع للتفكير في بناء عالم جديد‬ ‫مغاير لعالم ما قبل هذا الكورونا العنيد‪.‬‬ ‫في حديثه عن النموذج التنموي الجديد‪،‬‬ ‫اعتبر مشيج القرقري أن المغرب عرف تاريخه‬ ‫صياغة نماذج اختزلت في بعض السياسات‬ ‫واالستراتيجيات والمخططات وعانت من غياب‬ ‫أحد أهم مرتكزاتها والتي ربما قد تتجلى في‬ ‫الشمولية واإللتقائية والترابية والتشاركية‪،‬‬ ‫والجواب المباشر على احتياجات المواطن في‬ ‫حياته اليومية وفي الحد األدنى للعيش الكريم؛‬ ‫وفيما يخص الجانب المتعلق بواقع‬ ‫المغرب في عهد الكورونا يضيف األخ مشيج‬ ‫أن األمر مكشوف للجميع‪ ،‬وربما ال نحتاج لزمن‬ ‫الكورونا حتى نتيقن من هشاشة الخدمة‬ ‫الصحية ببالدنا‪ ،‬السيما وأن أرقامنا توحي‬ ‫بتخصيص ‪ 7‬أطباء لكل مائة أل��ف نسمة‪،‬‬ ‫وهورقم بعيد المنال حتى مع الحد األدنى الذي‬ ‫توصي به منظمة الصحة العالمية والمحدد‬

‫في ‪ 15‬طبيب لكل مائة ألف نسمة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أن مجموعة من الدول المتقاربة مع المغرب‬ ‫في الوضعية االقتصادية واالجتماعية تفوقنا‬ ‫بمساحات في العرض الصحي المغربي؛ وفي‬ ‫نفس السياق‪ ،‬اعتبر األخ مشيج أن األمر تجاوز‬ ‫اإلمكانات الصحية إلى التفاوتات المجالية‬ ‫داخ��ل نفس القطاع‪ ،‬فنجد أن جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة ال تتوفر على مستشفى‬ ‫جامعي إلى حدود اليوم‪ ،‬وأن العالم القروي‬ ‫يشتكي من شبه انعدام في الخدمات األساسية‬ ‫المرتبطة بالصحة وفي أبسط االحتياجات على‬ ‫غرار محور الدار البيضاء الرباط القنيطرة الذي‬ ‫يستحوذ على نسبة مهمة من األطر والفضاءات‬ ‫والخدمات الصحية؛‬ ‫أما معضلة التربية والتعليم والتكوين‬ ‫والبحث‪ ،‬فقد اعتبر عضوالمكتب السياسي‬ ‫لالتحاد‪ ،‬أن التعليم عن بعد كان بمثابة ترف‬ ‫فكري قبل أن يصير وسيلة ال محيد عنها‬ ‫لضمان «األق��ل ض��ررا» رغم الصعوبة التي‬ ‫واجهتها أسرة التعليم والتالميذ فيما يخص‬ ‫الولوجية وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين‬ ‫التالميذ وفيما بينهم وبين زمالئهم باختالف‬ ‫التراب والمنطقة واالنتماء للعام أوالخاص؛‬ ‫النقطة الثالثة التي وجب على النموذج‬ ‫التنموي أن يضعها على رأس األولويات حسب‬ ‫األخ مشيج هي القطاع غير المهيكل‪ ،‬وفي هذا‬ ‫الصدد فقد رفع االتحاد شعار الدولة القوية‬ ‫العادلة من أجل ضمان عيش كريم للمواطن‬ ‫البسيط وتأهيل اقتصاده بما يخدم الدولة‬ ‫والمجتمع ويكرس عدالة ضريبية وجبائية تروم‬ ‫تقاسم األعباء والتكاليف قبل االمتيازات‪ ،‬كما‬ ‫يهدف إلى توسيع الطبقة المتوسطة‪ ،‬وألجل‬ ‫ذلك اقترح االتحاد آلية ترتكز على التعميم‬ ‫واالستحقاق «السجل االجتماعي الموحد» أمام‬ ‫تعدد وسائل وبرامج الدعم التي ال تصل بشكل‬ ‫كافي ومباشر لمن يستحقه‪ ،‬وأضاف أن االتحاد‬ ‫من خالل المرتكزات السالفة ساهم والزال‬

‫يساهم في استكمال بناء دولة المؤسسات‬ ‫ويدعم شفافية التنافس السياسي واالنتخابي‬ ‫بما يخدم ال��ت��داول على السلطة والمبدأ‬ ‫الديمقراطي بشكل عام؛‬ ‫من بين أه��م المقترحات التي قدمها‬ ‫حزب االتحاد للجنة النموذج التنموي الجديد‬ ‫ضمن األولويات السالفة باإلضافة إلى السجل‬ ‫االجتماعي الموحد هي إق��رار ضريبة على‬ ‫الثروة كشكل تضامني وكمبدأ أصيل ومتجذر‬ ‫بمجتمعنا وج��ب التأسيس ل��ه‪ ،‬ويتابع األخ‬ ‫عضوالمكتب السياسي أن االقتصاد األخضر‬ ‫أخذ حيزا مهما في مقترح االتحاد حول النموذج‬ ‫التنموي الجديد كاقتصاد مستدام ويحفظ‬ ‫حقوق األجيال المقبلة؛‬ ‫وفي التعليم فإن االتحاد اعتبر أن المدرسة‬ ‫العمومية والمجانية خط أحمر وأن النقاش‬ ‫اليوم يجب أن يدور حول الديمقراطية اللغوية‬ ‫كبوابة للعلوم والمعارف والتميز وإعمال المبدأ‬ ‫الترابي عبر صناعة أقطاب اقتصادية وجامعية‬ ‫بكل جهة تصبوا إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في‬ ‫مجاالت محددة بعيدا عن منطق استيراد كل‬ ‫شيء‪ ،‬فالوقت اليوم يفرض الترشيد والعقلنة‬ ‫واالعتماد على طاقاتنا وم��واردن��ا وثرواتنا‬ ‫وفرصنا المتاحة‪ ،‬وذلك من خالل مراجعة كل‬ ‫اتفاقياتنا مع الدول في اتجاه استيراد األولويات‬ ‫بشكل حصري‪ ،‬وتدعيم االقتصاد الوطني‬ ‫واالعتماد على المتاحات كتشجيع السياحة‬ ‫الداخلية وصناعة السلع وت��روي��ج التجارة‬ ‫وتمويل الفالحة المعيشية والموجهة للسوق‬ ‫ودفع المواطن الستهالك كل منتوح وطني‬ ‫بصفة عامة بعيدا عن منطق االستيراد؛‬ ‫وف���ي األخ��ي��ر اع��ت��ب��ر مشيج ال��ق��رق��ري‬ ‫عضوالمكتب السياسي لالتحاد االشتراكي أن‬ ‫الجائحة رغم مساوئها ومخاطرها فقد أتاحت‬ ‫فرصا حقيقية من أجل اإللتفاف حول الوطن‬ ‫والمواطن واستدراك أخطاء الماضي من أجل‬ ‫وطن يتسع للجميع ويجيب على أسئلة الجميع‪.‬‬

‫انعقد يوم األحد ‪ 4‬أكتوبر الجاري المجلس المحلي الموسع لالتحاد‬ ‫المغربي للشغل بالعرائش‪ ،‬هذه الدورة التي سميت “دورة المرحوم عادل‬ ‫الزيتي ” تيمنا بروح الفقيد عادل الزيتي أمين مال االتحاد المحلي‪ ،‬وفي‬ ‫جوتأبيني استحضرت فيه روح الفقيد‪ ،‬بعد أن افتتح المجلس بدقيقة صمت‬ ‫ترحما على الفقيد‪،‬بعدها افتتح الكاتب اإلقليمي لالتحاد المغربي للشغل عبد‬ ‫الخالق الحمدوشي‪ ،‬الدورة بكلمة شاملة استعرض خاللها انجازات القطاع‬ ‫وإكراهاته خالل هذه الفترة العصيبة على جميع القطاعات خصوصا القطاعات‬ ‫العمالية المهددة بتراجع مكتسباها بسبب الجائحة‪،‬‬ ‫قبل أن تمنح الكلمة لممثلي مختلف القطاعات المنضوية تحت لواء‬ ‫االتحاد‪ ،‬وفي الختام رُفع المجلس المحلي الموسع باالتفاق على تنظيم‬ ‫وقفتين احتجاجيتين األولى أمام المستشفى اإلقليمي اللة مريم والثانية‬ ‫بساحة التحرير ‪.‬‬

‫انتخابات مندوبي التعا�ضدية‬ ‫العامة ملوظفي الإدارات‬ ‫العمومية بالعرائ�ش‬

‫حقق منسق الملحقات‬ ‫اإلداري����ة ب��ال��ع��رائ��ش حكيم‬ ‫س���ع���دون اك��ت��س��اح س��اح��ق‬ ‫بانتخابات مندوبي التعاضدية‬ ‫ال��ع��ام��ة لموظفي اإلدارات‬ ‫العمومية بإقليم العرائش‬ ‫هذه االنتخابات التي أجريت‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 29‬شتنبر ‪،2020‬‬ ‫بقاعة األوسطال المقابلة لباحة‬ ‫االستراحة بالعرائش‪.‬‬ ‫وقد شهد مكتب التصويت‬ ‫إقبال كبير حيث توافد المصوتون منذ ‪ 9‬صباحا إلى غاية إغالق صندوق‬ ‫التصويت على الساعة ‪ 6‬مساء‪ ،‬لتفرز األصوات بعد ذلك ويتصدر السيد‬ ‫حكيم سعدون بفارق مريح عن اقرب منافسيه حيث حصل على ‪ 436‬صوت‪،‬‬ ‫فيما حلت في المركز الثاني السيدة ليلى بوحويك رئيسة القسم الثقافي‬ ‫والجتماعي والرياضي بجماعة العرائش ب ‪ 373‬صوت‪ ،‬وفي ما المركز الثالث‬ ‫حل اإلطار السيد عصام البغدادي ب ‪ 361‬صوت‪.‬‬

‫احلكم بالإعدام على قاتلي الطفل محمد علي بالعرائ�ش‬ ‫قضت غرفة الجنايات بمحكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬بعد ظهر الثالثاء ‪29‬‬ ‫شتنبر ‪ ،2020‬بالحكم على قاتلي الطفل محمد علي بعقوبة اإلعدام‪ ،‬بعد‬ ‫إدانتهما من أجل جريمة القتل العمد وتقطيع جثة وإخفائها داخل ثالجة‪،‬‬ ‫في جريمة بشعة شهدتها مدينة العرائش‪.‬‬ ‫وفور سماعهما للحكم عبر تقنية البث المباشر من قاعة المحكمة‪ ،‬خالل‬ ‫نهاية الجلسة‪ ،‬انهار أب الطفل الضحية (‪ 7‬سنوات) وزوجته داخل الغرفة‬ ‫المخصصة لمتابعة المحاكمات بالسجن المحلي بطنجة‪ ،‬ودخال في حالة‬ ‫بكاء هستيرية تطلبت تدخل عناصر الحراسة بالسجن للسيطرة عليهما‪.‬‬ ‫وكانت الجلسة قد انعقدت بعد استكمال الملف الذي يتابع فيها األب‬ ‫وزوجته لتورطهما في جريمة قتل الطفل وتقطيع أعضائه ووضعها في‬ ‫ثالجة‪.‬‬ ‫كما أدانت المحكمة المتهمان بأداء غرامة قدرها ‪ 500‬ألف درهم لفائدة‬ ‫أسرة الطفل الضحية‪ ،‬كما حكم عليهما بأداء غرامة درهم رمزي لفائدة‬ ‫المرصد الوطني لحقوق الطفل الذي نصب نفسه أيضا في هذه القضية‪.‬‬ ‫وكشفت الزوجة المتهمة فصوال جديدة في هذه القضية‪ ،‬حيث اعترفت‬ ‫بأنها شاركت زوجها في عملية استدراج الطفل وقتله والتخلص منه‪ ،‬ألنه‬ ‫حسب قولها “كان سببا في كل المشاكل الزوجية التي كانت تعيشها”‪،‬‬ ‫كما اعترفت المتهمة بكونها ساعدت زوجها في إخفاء الجثة‪ ،‬ولم تكن هي‬ ‫القاتلة‪ ،‬وهو ما دفع محاميها إلى التماس تبرئتها من تهمة القتل لكونها‬ ‫مورس عليها الضغط من قبل زوجها حسب المحامي‪.‬‬

‫والد الطفل الضحية‪ ،‬اعترف بكل المنسوب إليه وكشف تفاصيل قتل‬ ‫طفله ألسباب تعود إلى مشاكل أسرية ومشكل “النفقة” التي كان يؤديها‬ ‫لزوجته األولى‪ ،‬والدة الطفل الضحية‪ ،‬واعترف أمام المحكمة بأنه قتل الطفل‬ ‫بواسطة “مقدة” بحضور زوجته وجرى وضعه في إناء بالستيكي “بانيو”‬ ‫وخرجا لتناول وجبة الفطور في إحدى مقاهي العرائش قبل العودة إلى‬ ‫المنزل‪ ،‬حيث عمال على تقطيع الجثة قبل التخلص منها في مطرح للنفايات‪،‬‬

‫قبل أن يبلغ الزوج المصالح األمنية باختفاء ابنه ويتهم المصالح األمنية‬ ‫بالعرائش بالتقصير في البحث عن ابنه‪ ،‬موجها االتهام لطليقته بكونها‬ ‫سبب اختفاء االبن‪.‬‬ ‫محامي الطرف المدني وخ�لال هذه الجلسة طالب بإنزال أقصى‬ ‫العقوبات على المتهمين‪ ،‬وهي عقوبة اإلعدام‪ ،‬وهو الطلب الذي تقدمت به‬ ‫النيابة العامة في كلمة لها خالل هذه الجلسة‪.‬‬ ‫واعتبر محامي أسرة الطفل الضحية ‪ ،‬أن أركان الجريمة البشعة قائمة‬ ‫في هذا الملف معتبرا أن الزوج والزوجة استحقا حكم اإلعدام نظير ما اقترفاه‬ ‫من جرم كبير هز مشاعر ساكنة العرائش والمغرب‪ ،‬على اعتبار أنهما اعترفا‬ ‫بالمنسوب إليهما جملة وتفصيال‪ ،‬حيث أوضح أن الجثة قطعت وشوهت بعد‬ ‫ذبح الطفل‪.‬‬ ‫وتعود تفاصيل الواقعة التي أثارت ضجة كبيرة إلى ‪ 23‬من نونبر ‪،2019‬‬ ‫حينما عثرت المصالح األمنية على أطراف آدمية مرمية بمطرح للنفايات‬ ‫بمدينة العرائش‪ ،‬وبعد التحقيق تبين أن القضية لها عالقة بجريمة قتل‬ ‫ارتكبت في حق طفل يبلغ من العمر ‪ 7‬سنوات‪.‬‬ ‫واستعانت المصالح األمنية بشريط فيديو التقطته إحدى كاميرات‬ ‫المراقبة لكشف مسار مرور الطفل الضحية من إحدى األزقة بالعرائش‬ ‫والتقطت وجود زوجة األب برفقته‪ ،‬وهو الخيط الذي قاد األجهزة األمنية‬ ‫إليقاف المتهمة‪ ،‬قبل العثور على باقي األطراف داخل ثالجة‪ ،‬حينما حاول‬ ‫والد الضحية وزوجته إخفاء معالم الجريمة التي ارتكباها في حق الطفل‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪15‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫فكري ولد علي‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد ‪ /‬الحسيمة ‪ -‬الناظور‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫احل�سيمة‪ ..‬امللك ّ‬ ‫يوزع هبات على عائالت فقرية خالل �ألفاظ نابية من طرف النائب الثاين‬ ‫لرئي�س بلدية �إمزورن توقف دورة �أكتوبر‬ ‫مقامه يف املدينة‬

‫توصّلت عائالت ريفية فقيرة في‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وفق ما أفادت به وسائل إعالم‪،‬‬ ‫ب��ـ «ه��ب��ات ملكية» ت��مّ توزيعها على‬ ‫العائالت المعنية في ختام مقام الملك‬ ‫محمد في المدينة‪ ،‬وال��ذي قضى فيها‬ ‫شهورا‪ ،‬بخالف عادته في األعوام السابقة‪.‬‬ ‫وأفاد موقع «الزنقة‪ »20‬بأن عدة مواطنين‬ ‫في جماعة «إزمورن» القروية وفي دواوير‬ ‫منطقتي “تال يوسف” و“إتسولن” توصلوا‬ ‫بالهبات الملكية‪ ،‬التي كانت عبارة عن‬ ‫مبالغ مالية‪.‬‬ ‫وأض��اف المصدر ذات��ه حسب موقع‬ ‫ن��اظ��ور سيتي أن مواطنين يقطنون‬ ‫ف��ي محيط اإلق��ام��ة الشاطئية للملك‬ ‫لم يتوصلوا بهذه الهبات‪ ،‬ما جعلهم‬ ‫يوجّهون اتهامات لمسؤولين في جماعة‬ ‫«إزم���ورن» بأنهم «تالعبوا» في هذه‬ ‫المساعدات الملكية التي خصّ بها الملك‬ ‫محمد السادس فقراء المدينة وضواحيها‪،‬‬ ‫قبل أن يعمد المسؤولون المعنيون إلى‬ ‫تحويلها إلى «أقاربهم»‪ ،‬بحسب السكان‬ ‫غير المستفيدين م��ن ه��ذه الهبات‬ ‫الملكية‪.‬‬ ‫وتابع المصدر نفسه أن عدة أرامل‬ ‫ومعوزين واألشخاص من ذوي االحتياجات‬

‫الخاصة والشباب الفقراء المقبلين على‬ ‫الزواج لم يتوصلوا بشيء من هذه الهبات‬ ‫الملكية‪ ،‬موجهين أصابع االتهام إلى‬ ‫موظفين محليين قالوا إنهم يقفون وراء‬ ‫توجيه هذه الهبات نحو أشخاص محدَّدين‬ ‫بناء على عالقة القرب التي تجمعهم‪ ،‬ما‬ ‫حرمهم من االستفادة رغم أنهم يعانون‬ ‫بدورهم من ظروف الفقر والفاقة‪.‬‬ ‫وم��ن جهتها‪ ،‬دخلت ع��دة جمعيات‬

‫وفاعلين مختلفين في الحسيمة ينشطون‬ ‫في مجاالت مختلفة‪ ،‬بحسب ما أفاد به‬ ‫المنبر المذكور‪ ،‬على خط هذه القضية‪،‬‬ ‫معبّرين عن استغرابهم «اإلقصاء» الذي‬ ‫طالهم وط��ال جمعياتهم ومنظماتهم‪،‬‬ ‫بعدم إدراجها في قائمة الجمعيات التي‬ ‫اس��ت��ف��ادت م��ن ه��ذه الهبات الملكية‬ ‫التي خصّ بها الملك محمد السادس‬ ‫الجمعيات التي تنشط في المنطقة‬

‫عامل احل�سيمة غا�ضب من املقاولة املكلفة بعملية تثبيت‬ ‫عالمات الت�شوير واحلواجز الوقائية‬ ‫كشفت عملية تثبيت عالمات التشوير‬ ‫والحواجز الوقائية بالمقطع الطرقي الرابط‬ ‫بين بني بوعياش وقنطرة واد النكور‬ ‫بإقليم الحسيمة‪ ،‬عن عدة اختالالت امام‬ ‫الغياب التام للمديرية اإلقليمية للتجهيز‬ ‫والنقل واللوجستيك‪.‬الشيء ال��ذي اثار‬ ‫عامل الحسيمة الذي يقوم بجوالت تفقدية‬ ‫متواصلة قصد الوقوف على المشاريع‬ ‫المبرمجة وال��ت��ي تعرف بعض التأخر‬ ‫من طرف المقاوالت‪ ،‬إلى جانب معاينة‬ ‫األوراش المنجزة واألخرى التي هي طور‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬وقد لوحظ خالل هذا األسبوع‬ ‫تحرك فريد شوراق لمجموعة من األوراش‬ ‫منها المقطع الطرقي الرابط بين بني‬ ‫بوعياش وقنطرة واد نكور‪،‬وقد سجل عامل‬ ‫الحسيمة مالحظته حول المقاولة المكلفة‬ ‫بتثبت عالمات التشوي والحواجز الوقائية‬ ‫على ه��ذا المقطع ‪ ،‬تشتغل بعشوائية‬ ‫وبدون اية مراقبة من مديرية التجهيز‬ ‫الغائبة عن التتبع الموكول لها‪ ،‬كما ان‬ ‫المقاولة‪،‬استعملت مواد ذات جودة رديئة‪،‬‬ ‫مثل العالمات العاكسة لإلضائة‪ ،‬المثبتة‬ ‫وسط وعلى جنبات الطريق‪ ،‬وك��ذا نوع‬ ‫الطالء الخاص بعالمات التشوير األفقية‪.‬‬ ‫وأوضحت مصادر متطابقة ‪ ،‬ان عامل‬ ‫االقليم فريد ش��وراق عبر عن استيائه‪،‬‬ ‫لوضع المقاولة للحواجز الحديدية الجانبية‬

‫احل�سيمة‪ ..‬حادثة �سري تودي بحياة‬ ‫�شخ�صني وتر�سل �آخرين �إلى امل�ست�شفى‬ ‫افادت مصادر متطابقة ان شخصين لقيا مصرعهما واصيب اخران بجروح خطيرة‪،‬‬ ‫في وقت مبكر من صباح اليوم االثنين ‪ 5‬اكتوبر‪ ،‬اثر حادثة سير خطيرة على الطريق‬ ‫الرابطية بين ازمورن ومدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫واوضحت ذات المصادر ان االشخاص االربعة كانوا على متن سيارة خفيفة‪ ،‬من نوع‬ ‫«بوجو بانتنير»‪ ،‬انقلبت بهم على مستوى دوار تاال يوسف‪.‬‬ ‫وحسب ذات المصدر فقد لفظ اثنان منهم انفاسهما االخيرة في عين المكان‪ ،‬فيما‬ ‫جرى نقل المصابين الى قسم العناية المركزة بالمستشفى االقليمي بالحسيمة‪.‬‬ ‫ومباشرة بعد اشعارها بالحادث انتقلت الى عين المكان السلطة المحلية والدرك‬ ‫الملكي‪ ،‬قصد المعاينة واتخاذ االجراءات القانونية المعمول بها‪ ،‬في الوقت الذي جرى‬ ‫فيه فتح بحث قضائي تحت اشراف النيابة العامة لتحديد ظروف ومالبسات الحادث‬

‫�سيدة تنهي حياتها بحبل نواحي‬ ‫احل�سمية‬

‫بطريقة تشكل خطرا كبيرا على مستعملي‬ ‫الطريق‪ ،‬وتهدد حياتهم‪ ،‬حيث تركت‬ ‫مجموعة منها مفتوحة‪ ،‬ما قد يؤدي الى‬ ‫اخ��ت��راق السيارات في حالة االصطدام‬ ‫بها‪.‬إلى جانب غياب عالمات التشوير‬ ‫االفقية والعمودية بمجموعة من األماكن‬ ‫مثل ممرات الراجلين ام��ام المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬ووسط التجمعات السكانية‪ ،‬أو‬

‫وضعها بطريقة غير صحيحة‪.‬و من جهة‬ ‫أخ��رى سجل مستعملو الطريق السريع‬ ‫الرابط بين الحسيمة وتازة‪ ،‬فرقا واضحا‬ ‫ف��ي طريقة تثبيت ع�لام��ات التشوير‬ ‫وجودتها‪ ،‬بين المقاطع الطرقية التي‬ ‫تنتمي ال��ى إقليم الحسيمة‪ ،‬واألخ��رى‬ ‫المنتمية الى إقليم الدريوش‪ ،‬وذلك نتيجة‬ ‫التتبع والمراقبة‪.‬‬

‫محكمة النق�ض بالرباط تبطل حكما «غري طبيعي» �أ�صدرته‬ ‫ا�ستئنافية احل�سيمة يف حق مختطف با�شا تارجي�ست‬ ‫أبطلت محكمة النقض بمدينة‬ ‫ال��رب��اط‪ ،‬حكما أصدرته غرفة الجنح‬ ‫االستئنافية بمدينة الحسيمة‪ ،‬و‬ ‫القاضي بتخفيف العقوبة الحبسية في‬ ‫حق ابن رئيس جماعة سابق بالحسيمة‪.‬‬ ‫ووف��ق معطيات‪ ،‬ف��ان الحكم تم‬ ‫تخفيفه من ست سنوات سجنا نافذا‪،‬‬ ‫الى ‪ 3‬سنوات سجنا ‪ 6‬أشهر منها نافذة‬ ‫و الباقي موقوف التنفيذ‪ ،‬و الرفع من‬ ‫قيمة التعويض المالي الى خمسين‬

‫توقفت أشغال دورة أكتوبر العادية للمجلس البلدي إلم��زورن‪ ،‬بعد أن إنسحب‬ ‫مجموعة من المستشارين من متابعة أشغال دورة أكتوبر و التي كان في جدول أعمالها‬ ‫مناقشة ميزانية ‪ 2021‬و مجموعة من النقاط األخرى‪.‬‬ ‫وحسب مصادر «صوت الريف» ‪ ،‬فقد طالب مجموعة من المستشارين و قبل البداية‬ ‫في مناقشة جدول أعمال الدورة‪ ،‬ضرورة تقديم الرئيس توضيحات بخصوص طريقة‬ ‫صرف الميزانية اإلستثنائية التي منحت له من أجل تدبير جائحة كورونا و التي لم تدرج‬ ‫في نقاط جدول األعمال‪.‬‬ ‫وأمام إصرار أغلب المستشارين على مناقشة طريقة تدبير جائحة كورونا من طرف‬ ‫الرئيس‪ ،‬و التي كان ينفرد بتسييرها بقرارات فردية دون الرجوع للمكتب المسير أو‬ ‫لألعضاء‪ ،‬أصر الرئيس وبشكل نهائي ومطلق على عدم الكشف عن طريقة تدبير أزمة‬ ‫كورونا‪ ،‬بحجة عدم وجود بيانات وأرقام واضحة بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫وأقدم النائب الثاني للرئيس‪ ،‬حسن احميدوش‪ ،‬على التهجم بشكل هستيري و‬ ‫فظيع على المستشارين المطالبين بهذا التوضيح‪ ،‬وإستعمل في هجومه ألفاظا نابية‬ ‫وقدحية ال تليق بمستوى النقاش الحضاري والديموقراطي‪ ،‬حيث تحول اإلجتماع إلى‬ ‫مهزلة بطلها النائب الثاني للرئيس‪ ،‬بتوعده لألعضاء بغضبه وبما سيقدم عليه من‬ ‫ممارسات في قادم األيام‪.‬‬ ‫مما إضطر مجموعة من المستشارين أغلبية و معارضة اإلنسحاب من القاعة‬ ‫‪ ،‬كطريقة راقية لإلحتجاج على ما آلت إليه أوضاع الدورة‪ ،‬عوض اإلنزالق إلى مستوى‬ ‫التفاهة والرداءة التي سقط فيها النائب الثاني للرئيس‪ ،‬وهو ما جعل الدورة محكومة‬ ‫باإللغاء نظرا لعدم توفر النصاب القانوني الذي يسمح بتمرير جدول األعمال‬

‫ألف درهم وتحميل المتهم الصائر‪ ،‬و‬ ‫هو ما رفضته محكمة النقض بالرباط‪،‬‬ ‫و أحالت القضية على نفس المحكمة‪،‬‬ ‫مع تشكيل هيئة قضائية غير تلك التي‬ ‫أصدرته‪.‬‬ ‫وحسب يومية ‘’المساء’’ فان ابن‬ ‫الرئيس السابق لجماعة بمنطقة‬ ‫تاركيست بالحسيمة‪ ،‬ق��ام باحتجاز‬ ‫باشا المنطقة و كسر هاتفه‪ ،‬حينما‬ ‫كان األخير يقوم بمعاينة مخالفة بناء‬

‫ارتكبها‪ ،‬و لم يستطع الباشا المغادرة‬ ‫إال بعد حضور السلطة لتحريره‪.‬‬ ‫وقد تم الحكم على المتهم ابتدائيا‬ ‫بست سنوات سجنا نافذا‪ ،‬اال أن هناك‬ ‫أمورا غير طبيعية حسب يومية المساء‪،‬‬ ‫غيرت من منطوق الحكم في جلسة‬ ‫‪ 31‬غشت الماضي‪ ،‬حيث أصدرت غرفة‬ ‫الجنايات بمحكمة االستئناف بالحسيمة‪،‬‬ ‫حكما يقضي بتخفيف العقوبة‪ ،‬و هذا ما‬ ‫رفضته محكمة النقض‬

‫أقدمت سيدة تبلغ من العمر ‪ 30‬سنة يوم األحد‪ 4‬أكتوبر ‪ 2020‬على االنتحار شنقا‪،‬‬ ‫بمنزل اسرتها الكائن بجماعة أجدير التابعة إلقليم الحسيمة‪ ،‬حيث عمدت وألسباب‬ ‫مجهولة على إنهاء حياتها بهذه الطريقة المأساوية‬ ‫وانتقلت عناصر من الشرطة القضائية التابعة للدرك الملكي إلى منزل أسرة‬ ‫الهالكة‪ ،‬وتم فتح تحقيق لكشف ظروف ومالبسات هذه الواقعة األليمة‪،‬‬ ‫ونُقلت جثة الهالكة إلى مستودع األموات بالمستشفى االقليمي بالحسيمة‪ ،‬قصد‬ ‫إخضاعها للتشريح الطبي أو المعاينة لفائدة البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة‪.‬‬

‫املرا�سل ال�صحفي مراد اليو�سفي‬ ‫يف ذمة اهلل‬ ‫على إثر وفاة المشمول برحته اهلل تعالى‬ ‫بمدينة الناظور‬

‫املرحوم مراد اليو�سفي‬

‫مراسل أريفينو والناشط‬ ‫الجمعوي والفيسبوكي‬

‫الذي وافته المنية يوم الثالثاء ‪6‬‬ ‫أكتوبر الجاري إثر مرض لم يمهله طويال‪،‬‬ ‫حيث ووري جثمانه الطهر الثرى في اليوم‬ ‫الموالي بعد الصالة بمسجد لعري الشيخ‪.‬‬ ‫يتقدم الصحفي فكري ولد علي‬ ‫مراسل جريدة الشمال بالحسيمة والناظور بأحر التعازي لعائلة المرحوم‪.‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر‬ ‫الجميل‪.‬‬

‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪16‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫عن العنف الأ�سري‪...‬‬ ‫مرة �أخرى‬ ‫األستاذ الباحث‬

‫الدكتور نجيب محمد الجباري‬ ‫ال أحد ينكر أن العنف األس��ري ظاهرة قديمة‬ ‫قدم اإلنسان ‪..‬إال أن مظاهره وأشكاله قد تطورت‬ ‫في السنين األخيرة وتنوعت بتنوع وتطور الوسط‬ ‫الذي ينموفيه‪ .‬والعنف األسري أنواع عديدة منها‬ ‫العنف ضد النساء والعنف ضد األطفال والعنف ضد‬ ‫المسنين‪..‬وغيرها‬ ‫ومع ازدياد وتفاقم هذه الظاهرة في مجتمعنا‬ ‫اليوم حيث بتنا نسمع ونشاهد بعد كل لحظة وحين‬ ‫أحداث مأساوية تتعلق بهذا الجانب أوذاك بشكل‬ ‫يؤثر على استقرار المجتمع وأمنه وأمانه ونموه‬ ‫السيما وأن العنف ال يعتبر مشكلة اجتماعية فحسب‬ ‫بل هوأيضا مشكلة اقتصادية ومادية بالنظر إلى ما‬ ‫ينتج عنه من خسائر في المال وفي‬ ‫األرواح‪ ،‬كما أنه مشكلة علمية وعقلية‬ ‫ألن وجود هذا السلوك العنيف والفعل‬ ‫الشنيع يدل على عجز اإلنسان والعالم‬ ‫المتحضر عن فهم وتقديم تفسير‬ ‫واقعي ومنطقي سليم لهذا السلوك‬ ‫اإلنساني وماهوفي الواقع بإنساني‬ ‫ألنه مشكلة مرضية وآفة اجتماعية‬ ‫خطيرة تهدد كيان المجتمع واألسرة‬ ‫باعتباره مظهرا من مظاهر االنحراف‬ ‫لدى الفرد‪.‬‬ ‫وم���ن ث��م ف��ال��ع��ن��ف س��ل��وك قد‬ ‫يكون كالميا يتضمن عبارات جارحة‬ ‫أوتحمل بين طياتها دالالت االعتداء‬ ‫أوالتهديد‪..‬وقد يكون هذا السلوك‬ ‫عمليا حركيا يصل إلى حد الضرب‬ ‫واالغتصاب وال��ح��رق والقتل‪..‬وقد‬ ‫يكون كالهما معا حيث ينجم عنه‬ ‫ألم جسدي أوتصدع نفسي أومعاناة‬ ‫أوغير ذلك‪..‬‬

‫على حساب اإلنتاج مع قلة الموارد وضعف المداخيل‬ ‫وارتفاع الديون وتراكمها على األسر واندثار عالقات‬ ‫التضامن والتعاون بين األفراد وبين األسر‪..‬كلها‬ ‫عوامل ساهمت في تفشي ظاهرة العنف األسري‪.‬‬ ‫ومن بين األسباب التي تؤدي إلى العنف األسري‬ ‫والتي يشار إليها بأصابع االتهام عدم وجود توافق‬ ‫بين الزوجين ؛ فقد يكون أحدهما غير مؤهل لرعاية‬ ‫األس��رة فضال عن قلة الخبرة في االهتمام بأفراد‬ ‫األسرة‪،‬كما أن سرعة الغضب وعدم كظم الغيظ‬ ‫تساهم في وجود العنف‪،‬يضاف إلى ذلك التدخل غير‬ ‫المبرر من قبل أطراف أخرى خارجية ال عالقة لها‬ ‫باألسرة ال من قريب وال من بعيد ولها تأثيرها القوي‬

‫فما هي األسباب الكامنة‬ ‫وراء تفشي هذه الظاهرة‬ ‫في مجتمعنا؟ وماهي الحلول‬ ‫الممكنة واألدواء الفعالة‬ ‫لعالجها؟‬

‫أع��ت��ق��د أن للحياة المعاصرة‬ ‫والتطور ال��ذي عرفته البشرية في‬ ‫السنين األخ��ي��رة دورا كبيرا في‬ ‫تفشي ظاهرة العنف األسري‪،‬فمن تحديات العولمة‬ ‫وتعقيدات التحضر ظهرت مشاكل لم تكن موجودة‬ ‫في المجتمعات المحافظة والبيئات التقليدية‪ ،‬أو أنها‬ ‫كانت موجودة ولكن ليس بنفس الحدة والخطورة‬ ‫كما هي عليه اآلن‪.‬كما أن االكتظاظ الذي عرفته‬ ‫المدن بفعل الهجرات الداخلية المتتالية واشتداد‬ ‫المنافسة على فرص الشغل وازدي��اد االستهالك‬

‫في سلوكيات وردود أفعال الزوج العنيفة والتي تكون‬ ‫مدعمة بحصانة اجتماعية وقانونية على عكس‬ ‫الزوجة التي ال تمتلك تلك الحصانة وليس بيدها‬ ‫قرار الطالق أواإلنفصال الذي هوأصال من حق الزوج‬ ‫فقط‪،‬كما الننسى عدم توفر المجتمع على خدمات‬ ‫حكومية أودعم مؤسسات المجتمع المدني الكافية‬ ‫والتي من شأنها المساهمة في رد االعتبار المادي‬ ‫والمعنوي للمرأة أوالطفل المعنفين‪.‬‬

‫ومهما يكن من أمر فالبد للوقاية من العنف‬ ‫األس���ري وال��ح��د منه م��ن س��ن القوانين لحظره‬ ‫وتجريمه ومواءمة قوانين األسرة مع حقوق اإلنسان‬ ‫واالتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية واالستناد‬ ‫قبل ه��ذا وذاك إل��ى مقاصد الشريعة اإلسالمية‬ ‫وسماحتها وعدم تفسيرها وتأويلها تأويال ضيقا‬ ‫أويخدم أجندات خاصة وسياسوية‪،‬فضال عن إقصاء‬ ‫مشاهد العنف من البرامج واألف�لام والمسلسالت‬ ‫المعروضة على الشاشات والفضائيات‬ ‫أوف��ي وسائل اإلع�لام والتي تمكن‬ ‫بعضها من التعرف على وسائل العنف‬ ‫وطرقه وأنواعه ومحاولة تطبيقها‬ ‫داخل األسرة وعلى الزوجات واألبناء‪.‬‬ ‫البد كذلك ومن األهمية بمكان‬ ‫توفير مؤسسات تقدم استشارات‬ ‫نفسية واجتماعية ل�لأف��راد الذين‬ ‫ينتمون لألسر التي ينتشر فيها‬ ‫العنف أوال��ت��ي تبدوعليها عالمات‬ ‫االستعداد للعنف عالوة على مسألة‬ ‫الوعظ واإلرشاد الديني الذي يمكن‬ ‫أن تقدمه بعض المؤسسات الدينية‬ ‫لحماية المجتمع من آفة العنف األسري‬ ‫مع إضافة ضرورة تدخل الدولة في‬ ‫أمرنزع الوالية من الشخص المكلف‬ ‫بها في األسرة إذا ثبت عدم كفاءته‬ ‫للقيام بذلك واعطائها إل��ى قريب‬ ‫آخ��ر يشهد ل��ه بالصالح والكفاءة‬ ‫وال��ق��درة الالزمتين لتسيير األس��رة‬ ‫وتدبيرحياتها مع إلزامه بدفع النفقة‪،‬‬ ‫كما يمكن إيجاد مايسمى باألسرة‬ ‫البديلة كما هومعمول به في بعض‬ ‫ال��دول المتقدمة حيث تتولى هذه‬ ‫األس��ر تربية ورعاية األبناء ضحايا‬ ‫العنف األسري‪.‬‬ ‫وال ننسى هنا وبطبيعة الحال دور‬ ‫وسائل اإلع�لام والقنوات الفضائية‬ ‫الثقافية منها على وجه الخصوص‬ ‫والمساهمة في مواجهة العنف األسري‬ ‫والحد من آثاره الوخيمة على األفراد والمجتمعات عن‬ ‫طريق وضع خطة إعالمية لمحاربته ووقاية األطفال‬ ‫من االستغالل عبر الشبكة العنكبوتية‪،‬باإلضافة‬ ‫إلى اإلستخدام األمثل لوسائل التواصل اإلجتماعي‬ ‫والتوعية بمخاطر سوء المعاملة وعواقبها والوقاية‬ ‫منها‪،‬ومحاربة الصورة النمطية لألسرة التي يكون‬ ‫فيها األب متسلطا واألم ضعيفة ومستكينة وال يوجد‬ ‫تعاط سليم وصحي مع الخالفات األسرية‪.‬‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪17‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫الرتبية على الإبداع نتاج‬ ‫حكامة تربوية‬ ‫بسط مفهومي‪..‬‬

‫يفيد اإلبداع كل إنشاء أو صنعة بغير احتذاء لشيء سابق‪..‬‬ ‫ويفيد اإلبداع إيجاد شيء من شيء؛ بمعنى إيجاد شيء‬ ‫من عناصر موجودة سلفا وهو ما يطلق على كل اختراع‬ ‫إنساني في مجال مبتكر علمي أو فني‪..‬‬ ‫ويفيد اإلبداع إنشاء كالم أو كتابة على أدرب بديهية‬ ‫وتشبيهات واختراعات وتوليدات ‪..‬‬ ‫ويفيد اإلبداع تجدد الحياة؛ وهو فعل محكوم بشروط‬ ‫تعزز المواهب الفردية‪..‬‬ ‫ويفيد اإلبداع كل إنتاج فكري موسوم باألصالة‪ ،‬والتميز‪..‬‬

‫اكتشاف المواهب رهان تربوي‪..‬‬

‫موضوع اكتشاف المواهب لدى المتعلمين شغل الباحثين‬ ‫والمهتمين نظرا لمردوده الشخصي ومردوده االجتماعي‪..‬‬ ‫والمواهب والملكات استعدادات فطرية تنمو وتتطور مع‬ ‫مراحل عمرية للمتعلم نتيجة عدة عوامل بعضها موروث‬ ‫وبعضها هو خالصة أثر األسرة والمحيط االجتماعي والتربوي‬ ‫والتعليمي‪ ..‬يقول فولتير‪« :‬التربية تطور المواهب‪ ،‬ولكنها‬ ‫ال تخلقها»‪.‬‬ ‫وبدهي أن تطوير القدرات اإلبداعية لدى المتعلمين ال‬ ‫ينفصل عن العملية الشاملة للتنشئة االجتماعية في مجتمع‬ ‫ما‪ ..‬إذ تشكل السنوات األولى من عمر المتعلمين أساسا في‬ ‫تنشئتهم وتوجيههم وتهذيبهم وإبراز قدراتهم وعلى رأسها‬ ‫ملكة إبداعهم‪..‬و تحقيقا لهذا المرمى أولت المجتمعات‬ ‫المتقدمة عناية قصوى لتطوير المهارات والقدرات اإلبداعية‬ ‫في مرحلة الطفولة بل حتى ما قبل مرحلة التمدرس‪.‬‬

‫مهمات األسرة والمدرسة في تطوير اإلبداع‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهمة األسرة ‪:‬‬ ‫عمل األس��رة أساسي في تنمية سلوك اإلب��داع لدى‬ ‫المتعلمين؛ ذلك أن األس��رة منطلق أو خلية مجمعة لكل‬ ‫الشروط المناسبة إلطالق االمكانات و الطاقات وتحريرها؛‬ ‫فالقدرات والمهارات اإلبداعية تنمو في أج��واء التشجيع‬ ‫األسري‪ ،‬ومن ثم فمن الواجب أن تعمل األسرة على نهج‬ ‫طريق سوي سليم لتعزيز كل ما يفتق إبداع أبنائها‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر في غاية األهمية والدقة ويتطلب ‪:‬‬

‫‪ 3‬المالحظة الدقيقة للمتعلمين من حيث حركاتهم‬ ‫وتفاعلهم‪...‬‬ ‫‪ 3‬دعم مواهبهم بتوفير اإلمكانيات الضرورية‪. .‬‬ ‫‪ 3‬فسح المجال أمامهم لإلعراب عن حرياتهم فيما‬ ‫يخوضونه من مسالك االبتكار واإلبداع ‪..‬‬ ‫‪ 3‬تحفيزهم بشكل منتظم‪..‬‬ ‫‪ 3‬متابعة أعمالهم وإظهار العناية بها ‪..‬‬ ‫‪ 3‬تجسير التعاون بين األسرة والمدرسة استهدافا لتفجير‬ ‫طاقات اإلبداع بما يضمن فاعليتيها الفردية واالجتماعية‪..‬‬ ‫إن لألسرة وظيفة رئيسة في تأصيل وإيصال المعرفة‬ ‫وتنمية مهارات اإلبداع واألعمال التي ينتجها المتعلمون‬ ‫بابتكار وخروج عن التقليد‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مهمة المدرسة ‪:‬‬ ‫ال��م��درس��ة وس��ط لبناء شخصية المتعلمين وبناء‬ ‫مكتسباتهم وتطوير قدراتهم وتفجير مواهبهم وإب��راز‬ ‫طاقاتهم‪..‬ألن عمل المدرسة يزاوج بين التربية المنتجة‬ ‫والمعرفة البانية؛ لكونها تعمل في ضوء استراتيجية تربوية‬ ‫وتعليمية شاملة ‪ ..‬وهي بالتالي أداة الكتشاف الطاقات‬ ‫والمواهب في كل مستوى دراسي‪..‬‬ ‫وغير خاف أن عمل المؤسسة التربوية والتعليمية ينبني‬ ‫على جملة مرتكزات؛ أهمها ‪:‬‬ ‫‪ 3‬ال��م��درس(ة)؛ وإليه(ها) يعود موضوع الكشف عن‬ ‫المواهب بالنظر إلى عامل الخبرة البيداغوجية‪ ،‬ومن ثم‬

‫فدوى أحماد‬ ‫فالمدرس (ة) ال بد أن يتوفر على خصائص شخصية من قبيل‪:‬‬ ‫ قوة التأثير‪..‬‬‫ القدرة على زرع الثقة في نفوس المتعلمين‪..‬‬‫ دفع المتعلمين إلى نهج سلوك التفاهم مع اآلخرين‪..‬‬‫ دربة وجودة التدريس ‪..‬‬‫‪ 3‬األنشطة التربوية الداعمة؛ تشكل هذه األنشطة‬ ‫دعامة أساسا الكتشاف المواهب والمهارات والقدرات‬ ‫في مجاالت علمية ورياضية وثقافية وفنية‪..‬داخل الفضاء‬ ‫المدرسي أو خارجه بما يتيح للمتعلمين التعلم الذاتي‬ ‫واالجتهاد في البحث واالستقصاء وحل المشكالت وجمع‬ ‫المعلومات وفهمها وتفسيرها وتحليلها وتأويلها‪..‬‬ ‫‪ 3‬التشجيع على امتالك المشروع الشخصي للمتعلم‬ ‫(ة)؛ لكون هذا المشروع آلية ارتقاء منبنية على حرية االختيار‬ ‫مع تعزيز هذا المشروع بعمليات تربوية موجهة؛ بهدف‬ ‫مساعدته (ها) على‪:‬‬ ‫ فهم ذاته‪..‬‬‫ دراسة شخصيته وإمكانياته الدراسية‪..‬‬‫ تحديد مشكالته‪..‬‬‫ التعرف على مساراته التعلمية ‪..‬‬‫‪ -‬مساعدته على اتخاذ القرار األسلم‪..‬‬

‫ختم‪..‬‬

‫إن الطفولة ال يمكن أن تتطوّر إبداعيا وهي منفلتة‬ ‫من فضاءاتها الطبيعية (األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المجتمع)‪ ،‬فهذه‬ ‫البنيات االجتماعية تتحمل مسؤولية التنشئة‪ ،‬وإليها يعود‬ ‫النجاح أو اإلخفاق ‪..‬فكلما كانت أعمال هذا الثالوث متسمة‬ ‫بالقسر واإلحباط يفشل ره��ان التربية على اإلب��داع‪ ،‬ألن‬ ‫اإلبداع ال يتكوّن من تلقين المعارف لكونها عطاء مشتركا‪،‬‬ ‫بل يتأتى من اكتشافه في مرحلة مبكرة‪ ،‬و العمل على تنميته‬ ‫احتكاما لطرق تربوية وعلمية ضامنة لالرتقاء بمنتوج اإلبداع‬ ‫المبكر لدى المتعلمين في مراحلهم األولى وفي كل أشواط‬ ‫تعلمهم التالي‪..‬‬ ‫المواهب ثروة وطنية وعامل من عوامل نهضة المجتمع‬ ‫في مجاالت الحياة العلمية والمهنية والفنية‪ ..‬وإن استغاللها‬ ‫استغالال تربويا محكوم بتسييد حكامة تربوية داعمة‬ ‫لمواجهة تحديات المستقبل ‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫مراسلة هولندا‬ ‫نادية بوخيزو‬ ‫من قلب الهاي‬

‫مراسلة بلجيكا‬

‫عزيز لعمارتي‬ ‫من قلب بروكسيل‬

‫«�أكتوبر الألف يورو‬ ‫مكاف�أة لقطاع ال�صحة الذي عمل‬ ‫خالل املوجة الأولى جلائحة كورونا‬ ‫بهولندا»‬ ‫لم يتوصل قطاع الصحة بالمكافأة التي‬ ‫صادق عليها البرلمان والتي تخص الممرضين‬ ‫في مختلف المجاالت وعمال النظافة فقط‬ ‫الذين ال تتعدى أجورهم الحد األدنى بهولندا‬ ‫والذين عملوا بجهد ومشقة وعملوا رغم‬ ‫ال��خ��وف م��ن إصابتهم بالكوفيد أولربما‬ ‫الوفاة بسبب الكوفيد وال يزالون يعانون‬ ‫لحد اآلن مع ارتفاع عدد اإلصابات بالكوفيد‬ ‫واالستعادات النفسية للموجة الثانية لفيروس‬ ‫كورونا المرتقبة في شهري أكتوبر ونوفمبر‬ ‫المكافأة ال تخص األطباء الذين أجورهم‬ ‫عالية من الحد األدن��ى في قطاع الصحة‬ ‫بهولندا‪.‬‬ ‫حيث قرر البرلمان ان المكافأة ستصرف‬ ‫في السنة المقبلة ‪ 2021‬وعلى ارباب العمل‬ ‫ان يتقدموا بطلب المكافأة قبل شهر نوفمبر‬ ‫مع األخذ باالعتبار ميزانية الدولة التي تزعزعت‬ ‫خالل جائحة كورونا‪.‬‬ ‫في الضفة االخرى أتابع اخبار بلدي بحرقة‬ ‫ودهشة بخصوص دعم المغنيين بالماليين‬ ‫على مشروعات وهمية التي لم تنفذ بعد ولن‬ ‫تنفذ خالل جائحة الكورونا‪ ،‬فهامت سحابة‬ ‫أفكاري واختنقت‪.‬‬ ‫فكيف ال يصرف تعويض رم��زي للفنان‬ ‫المتضرر فع ً‬ ‫ال من الجائحة والذي يعيش على‬ ‫فنه وليس له مصدر رزق آخر ؟‬ ‫قيمة الدعم التي حظي بها بعض الفنانين‬ ‫من وزارة الثقافة مهولة وغير عادلة الدعم‬ ‫بالماليين في بلد بعضهم ال يستطيع أن يوفر‬ ‫حتى قوت يومه‪ ،‬فأين العدل من كل هذا‪.‬‬ ‫فكل هم هولندا اآلن تعويض المتضررين‬ ‫الذين أصبحوا ب��دون عمل بسبب الجائحة‬ ‫بمبلغ كحد أدنى ومنحة رمزية مرة واحدة‬ ‫لجميع القطاعات الخاصة المتضررة من‬ ‫الجائحة التي ال تتعدى أربعة آالف يورو‪.‬‬ ‫حيث خصصت ميزانية كبيرة لقطاع‬ ‫التعليم وباألخص لقطاع الصحة إلقامة أجنحة‬ ‫خاصة بالكوفيد في المستشفيات ودار الرعاية‬ ‫الصحية ودار المسنين لحماية الفئة الهشة‬ ‫األكثر تعرضاً لإلصابة بفيروس كورونا‪.‬‬ ‫فاإلستعدادات ال تزال بهولندا على قدم‬ ‫وساق لمحاربة الموجة الثانية لفيروس كورونا‬ ‫مع أخذ بعين اإلعتبار حرية الفرد وحمايته‪.‬‬ ‫بروتوكول فرض وضع الكمامة ال يزال في‬ ‫نقاش مستمر‪ .‬تعمل هولندا جاهدة على عدم‬ ‫الدخول في الحجر الصحي الذكي مرة أخرى‬ ‫وأن تواصل المستشفيات استقبال المرضى‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫والسماح بزيارة المرضى في المستشفيات‬ ‫والسماح بزيارة األهل في دار الرعاية ودار‬ ‫المسنين أثناء ورغم الموجة الثانية للجائحة‬ ‫المرتقبة‪.‬‬ ‫هنالك في هذا البلد جناح الكوفيد يسمى‬ ‫«وردة األق��ح��وان» واح��د من أجنحة كوفيد‬ ‫المخصصة للمصابين بفيروس كورونا لعزلهم‬ ‫عن باقي المرضى‪ .‬لطالما تساءلت عن سبب‬ ‫تسمية هذا الجناح «بوردة األقحوان» وردة‬ ‫األقحوان التي كنّا في طفولتنا نقطع وريقاتها‬ ‫الجميلة ونردد هل يحبني أوال يحبني‪ .‬شيء‬ ‫مضحك ومحزن مع األس��ف فهل إلنسانيتنا‬ ‫وحبنا للغير وجود أثناء جائحة الكورونا في‬ ‫بلدي؟!‬ ‫وفي زحمة أفكاري حاولت أن أرسم ألفكاري‬ ‫ال جميال لِغَد أفضل‪.‬‬ ‫فزهرة األقحوان ينحدر أصلها من الصين‪،‬‬ ‫تم جلبها إلى أوروبا في القرن الثامن عشر‪،‬‬ ‫وإلى الواليات المتحدة بعدها بقرن واحد‪.‬‬ ‫ابتُدِعَ اسم “األقحوان” من الكلمات اليونانية‬ ‫“‪ ”chrysos‬والتي تعني الذهب‪ ،‬و“‪”anthos‬‬ ‫والتي تعني زهرة‪.‬‬ ‫يتم استخدام زه��رة األق��ح��وان ألغ��راض‬ ‫الزينة ولخصائصها الطبية العديدة‪.‬‬ ‫واستخدم الصينيون شاي زهرة األقحوان‬ ‫لعالج اإلنفلونزا والحمى وااللتهابات‪ ،‬وحتى‬ ‫ضربة الشمس بسبب تأثيرها التبريدي‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أن هذا العشب يساعد أيضًا‬ ‫على تصحيح االختالالت التي قد تؤثر على‬ ‫الكبد‪ ،‬ويساعد أيضًا في التعامل مع وظائف‬ ‫الكلى‪ ،‬مما يساعد على عالجها‪ .‬وهذا غيض‬ ‫من فيض من استخداماتها حيث أنها تتميز‬ ‫بعدة استخدامات أخرى‪.‬‬ ‫يقول براين غرين ‪:‬‬ ‫‏‪‎‬‏«حينما يبدأ أطفالنا بالنظر إلى العلماء‬ ‫كقدوة ومثل أعلى كما ينظرون إلى الممثلين‬ ‫والمطربين‪ ..‬حينها فقط ستبدأ حضارتنا‬ ‫بالتطور نحومرحلة جديدة»؛‬ ‫‏‪‎‬‏فهل ميزانية وزارة الصحة ووزارة التعليم‬ ‫ببلدي غنية مثل وزارة الثقافة التي ال تدعم‬ ‫إال أساسيات بدون عدل وإنسانية في هذه‬ ‫الظروف الحرجة التي تمر بها البالد؟ وهل‬ ‫سيُدعم العلم والصحة اللذان هما أساس كل‬ ‫مجتمع صحي انساني وحضاري‪.‬‬ ‫وهل ل��وزارة الثقافة فع ً‬ ‫ال وجود في بلد‬ ‫ال ثقافة له إال ثقافة تهميش المستضعفين‬ ‫وجعل التافهين أغنياء ومشهورين‪.‬‬

‫و�أخري ًا ويف ظل وباء كورونا بلجيكا‬ ‫حتقق حلم تكوين حكومة‬ ‫بعد مرور ستة عشر شهرا على اإلنتخابات‬ ‫التشريعية ‪ ،‬وبعد صراعات ومشاورات عديدة‬ ‫كللت أغلبها بالفشل ‪ ،‬هاهي ذي المملكة‬ ‫البلجيكية تتمكن من الحصول على تركيبة‬ ‫حكومية والتي تنتظرها رهانات صعبة تتصدر‬ ‫قائمتها جائحة الكوفيد ‪ Covid‬وكيفية‬ ‫التعامل مع هذا الوباء ومخلفاته الكارثية ‪،‬‬ ‫وخصوصا إع��ادة اإلعتبار لمؤسسة الدولة‬ ‫وإعادة ثقة المواطنين في صناع القرارات ‪.‬‬ ‫جل العناوين التي تصدرت أغلب الجرائد‬ ‫ركزت على العد التنازلي لمملكة دون حكومة‬ ‫‪ ،‬ليتحقق الحلم الذي طال انتظاره بأن تتوصل‬ ‫سبعة أحزاب نهاية شهر سبتمبر وبعد لهاث‬ ‫عسير إلى تشكيل حكومة بأغلبية برلمانية‬ ‫أطلق عليها المختصون ائتالف فيفالد ي �‪Vi‬‬ ‫‪ valdi‬نسبة إلى فصول الموسيقار فيفالدي‬ ‫األربعة وللتيارات األربعة التي تسيطر على‬ ‫أغلبيتها ‪ ،‬ومن بينهم الليبراليين إلى جانب‬ ‫الخضر باإلضافة إلى اإلشتراكيين والحزب‬ ‫الديموقراطي المسيحي مجنبة بذلك الدولة‬ ‫العودة لصناديق اإلقتراع وما سيسفر عليه من‬ ‫هدر للمال العام وخصوصاً الخوف من هيمنة‬ ‫األحزاب المتطرفة على اإلنتخابات وحصولها‬ ‫على أغلبية ساحقة ستخول لها ال محالة أن‬ ‫تتقلد الحكم وما سيترتب عليه من صراعات‬ ‫سياسية واجتماعية عميقة ‪ ،‬من شأنها أن‬ ‫تعمق الهوة بين مكونات المجتمع ‪ ،‬وخلق‬ ‫جو من الفوضى و اإلضطرابات ‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫رهان الساعة والمتعلق بكيفية التعامل مع‬ ‫وباء كورونا إلى حد الساعة والذي سيعبر فيه‬ ‫المواطنون عن سخطهم ال محالة بالتصويت‬ ‫لألحزاب المتطرفة والعنصرية ‪.‬‬ ‫قضايا وملفات شائكة في انتظار الحكومة‬ ‫الجديدة منها ملف التقاعد الذي صارت تجتره‬ ‫تشكيلة تلو األخرى دون الوصول إلى تسويته‬ ‫‪ ،‬التخلي عن محطات الطاقة النووية وغلقها‬ ‫صار هاجسا ي��ؤرق جفون السياسيين نظرا‬ ‫للضغوط التي يمارسها دعاة حماية البيئة ‪،‬‬ ‫إضافة إلى المشكل الشائك المتعلق بالهجرة‬ ‫واللجوء وكذا تسوية القضايا األساسية العالقة‬ ‫منذ سقوط حكومة شارل ميشال ‪Charles‬‬ ‫‪ Michel‬في شهر ديسمبر ‪. 2018‬‬ ‫فبعد م��ش��اورات عسيرة استمرت لمدة‬ ‫أربعة أيام متواصلة ‪ ،‬التزم فيها المتداخلون‬ ‫على قطع الطريق لكل المشاكل السابقة التي‬ ‫س��ادت بها الصراعات الشخصية والحزبية‬ ‫‪ ،‬تمكنت األح��زاب السبعة التي كونت هذا‬ ‫اإلئتالف من حسم الجدال واإلتفاق على تعيين‬ ‫رئيس للحكومة وهو الليبيرالي الفالماني‬

‫ألكسندر دو كرو ‪Alexandre De Croo‬‬ ‫والذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحكومة‬ ‫السابقة ووزيرها في المالية ‪ ،‬حيث أفرزت هذه‬ ‫الحكومة كذلك تقلد وجوه جديدة مناصب‬ ‫وزارية مهمة للتأكيد كذلك على أن األسماء‬ ‫السياسية المعتادة لم تتمكن من خلق محيط‬ ‫آمن لتسوية المشاكل السياسية واالجتماعية‬ ‫التي يتخبط فيها المجتمع البلجيكي منذ أمد‬ ‫بعيد ‪ ،‬وال أن ترسم رؤيا واضحة لمستقبل‬ ‫البلد في خضم كل التحوالت التي يعرفها‬ ‫العالم ‪.‬‬ ‫كما هو متوارث في األع��راف والتقاليد‬ ‫الدستورية في بلجيكا وعند التوصل إلى‬ ‫تشكيل الحكومة التي يوكل الملك منسقا‬ ‫خاصا من الحزب ال��ذي حصد األغلبية في‬ ‫الصناديق ‪ ،‬أدت الحكومة الجديدة اليمين‬ ‫أم��ام جاللته لتنتقل إلى مرحلة المصادقة‬ ‫عليها في البرلمان ‪.‬‬ ‫يجب التذكير بأن هذه الحكومة الجديدة‬ ‫عرفت بروز أسماء وزارية ذات أصول مغربية‬ ‫تتقلد ألول مرة مراكز بارزة في الحكم والتي‬ ‫أسندت لها حقائب ذات أهمية بالغة ‪ ،‬يتعلق‬ ‫األمر بالسيدة زكية خطابي رئيسة حزب الخضر‬ ‫‪ Écolo‬التي أسندت لها حقيبة وزارة البيئة ‪،‬‬ ‫ويجب التذكير أن السيدة زكية خطابي إنسانة‬ ‫مناضلة من الشباب المدافعين عن العدالة‬ ‫اإلجتماعية تشهد لها بذلك مواقفها وجهودها‬ ‫الجبارة في البرلمان البروكسيلي والفيديرالي ‪.‬‬ ‫مريم كثير الوجه الجديد في الحكومة‬ ‫الحالية والتي أسندت لها حقيبة وزارية مهمة‬ ‫تتعلق بالتنمية والتعاون والمدن الكبرى‪ ،‬هي‬ ‫في األساس مناضلة نقابية شرسة‪ ،‬ابتدأت‬ ‫مشوارها المهني كعاملة في مصنع فورد‬ ‫للسيارات في مدينة غانت ‪ Genk‬انخرطت‬ ‫في النقابة اإلشتراكية ومن هناك للحزب‬ ‫اإلشتراكي الفالماني لتصبح من أهم رموزه ‪.‬‬ ‫الوجه العربي األب��رز في هذه الحكومة‬ ‫والذي أسندت له مقاليد وزارة شائكة تتعلق‬ ‫بالهجرة واللجوء وهو السيد سامي مهدي‬ ‫والذي ينحدر من أب عراقي وينتمي للحزب‬ ‫الديمقراطي المسيحي الفالماني ‪ ،‬والذي‬ ‫تنتظره تحديات كبيرة من حجم هذه الوزارة‬ ‫الشائكة ‪.‬‬ ‫فهل ستصمد هذه الحكومة أمام التحديات‬ ‫الكبرى التي تنتظرها أم أنها ستكون مجرد‬ ‫حبر على ورق‪.‬‬ ‫هذا ما ستوضحه لنا األيام القادمة ‪.‬‬ ‫حظ سعيد ‪. Bonne chance ،‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪19‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫مراسلة فرنسا‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫اجلائحة التي �أ�ض َّر ْت‬ ‫بكوكب الأر�ض‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫نجاة الكاضي‬

‫املعطف الأ�سود‬ ‫لم تكن الصورة التي وجدتها اليوم من بين الصور القديمة‪ ،‬صورة عادية بالنسبة‬ ‫لي‪ .‬صورة باألبيض واألسود وأنا في سن السابعة من عمري‪ .‬مالمحي كانت جادة‬ ‫وقوية تفوق سني آنذاك‪ .‬كنت أرتدي معطفا أسودا مخمال به أزرار خشبية ما زالت‬ ‫رائحة ثوبه الجديد تنبعث من الصورة رغم تقادمها وفقدانها اللون األسود‪ ،‬وبعض‬ ‫المالمح تذكرني بذلك اليوم وكأنه اللحظة‪.‬‬ ‫(كان يوم الجمعة وبحكم ظروف عمل (أمي كانت مي زينب) وهي الطيابة‬ ‫المكلفة بمساعدة النساء بحمام الحي عرصة القاضي تأتي إلى بيتنا المجاور للحمام‬ ‫ألخذي لالغتسال واالهتمام بنظافتي ثم مرافقتي من جديد إلى البيت‪ .‬دام هذا األمر‬ ‫أكثر من ثالث سنوات دون أي تغير إلى أن صاحت ذات صباح جمعة السيدة المكلفة‬ ‫برزم المالبس ‪:‬‬ ‫ مي زينب قولي لنجاة إن أباها ينتظرها أمام باب الحمام‪ ..‬هيا بسرعة !‬‫لم يستوعب فكري الصغير األمرحتى بعد أن نظرت إلي مي زينب وقالت ‪:‬‬ ‫ هذا أبوك‪ ..‬غريب‪ ،‬منذ ثالث سنوات وأنا أهتم بك لم يأت وال مرة واحدة‪ ..‬هيا‬‫لنسرع ربما جاء ألمر مستعجل‪.‬‬ ‫بعد ربع ساعة كنت بباب الحمام أنظر إلى وجه أبي وكأنه للمرة األولى‪ ،‬شابا‬ ‫أنيقا مبتسما‪ ،‬يتكئ على دراجته النارية يماها التي كنت أخاف ركوبها رغم ما كان‬ ‫يستهويني ما علق عليها من ملصقات لحوريات البحر‪ ،‬هذه الكائنات التي كنت أتساءل‬ ‫يوميا عن مصدر وجودها‪.‬‬ ‫تقدم أبي وهويقول ‪:‬‬ ‫ أهال بنيتي‪..‬ماهذا على رأسك ؟‬‫أجابته مي زينب ‪:‬‬ ‫ أضع دوما الفوطة على رأسها خوفا من البرد‪.‬‬‫ خذي كل حاجاتها إلى البيت‪.‬ابنتي ستبقى معي هذا الصباح بأكمله‪ ،‬ولن تصاب‬‫بالبرد سأشتري لها ما ستضعه على رأسها‪.‬‬ ‫شد أبي يدي اليمنى بيده اليسرى وأخذ يدفع دراجته النارية بيده اليمنى بصعوبة‬ ‫وهويقول ‪:‬‬ ‫ سنترك الدراجة عند جاركم الحاج عبد القادر مول الزرع وسنكمل الطريق إلى‬‫الخبازات على أقدامنا‪.‬‬ ‫الحاج عبد القادر كان صديقا ألبي‪ ،‬كان يجالسه كثيراخصوصا أيام رمضان قبل أن‬ ‫يتم الطالق بين أبي وأمي‪ .‬في طريقنا كان أبي يحكي لي أي شء وكل شء‪ ،‬لم تحتفظ‬ ‫ذاكرتي الصغيرة إال بجملته ‪:‬‬ ‫ سنذهب عند همولشراء معطف لك كي ال تمرضي !‬‫متجر السيد همويوجد بساحة الخبازات‪ ،‬يبيع المالبس الجاهزة كان معروفا في‬ ‫الوسط القنيطري كما كان راسموكي بديور صنياك معروفا باألحذية وحقائب النساء‪.‬‬ ‫فبعد تبادل التحايا والحاج هموأخذ أبي في اختيار ما يمكنه أن يحفظني من البرد وهذا‬ ‫هوالمهم وإال ستتوقف أمي من السماح له برؤيتي والتي كانت ال تتعدى أصابع اليد‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫اختار لي أبي معطفا أسودا مخمال كان يسير على الموضة آنذاك‪.‬‬ ‫ األجمل أن له قلنسوة تحمي رأسك من البرد‪ .‬هذا ماقال أبي وهويلبسني إياه‪.‬‬‫تابعنا سيرنا أونزهتنا كما سماها أبي بين الخبازات وديور صنياك يقص لي تاريخ‬ ‫هذه األحياء وما عرفته أيام اإلستعمار‪ ،‬يعرف جيدا أنني لن أستوعب ما كان يقوله‬ ‫أوعلى األقل غير مهتمة بذلك لكن الظاهر أن أبي كان في حاجة للكالم‪ ،‬كان يقص‬ ‫علي تاريخ المدينة وبين الحين واآلخر يمدني بكرات صغيرة من الحلوى التي يحتفظ‬ ‫بها في جيب معطفه الجلدي‪ .‬وعندما مررنا أمام استديوالمغربي قال لي وكأنه وجد‬ ‫ضالته ‪:‬‬ ‫ تعالي بنيتي سآخذ لك صورا ألحتفظ بها للذكرى !‬‫كان من هوايات أبي جمع صور العائلة إلى جانب سماع نجاة الصغيرة‪ .‬أخذت لنا‬ ‫صورعديدة وأحتفظ بورقة اإليصال ليستلمها بعد يومين‪..‬وعدني بأنه سيحملها لي‬ ‫في الزيارة المقبلة‪.‬‬ ‫دامت زيارتنا الحلزونة ساعتين وعدنا إلى الخبازات من جديد فسالني أبي ‪:‬‬ ‫ هل أنت جائعة بنيتي ؟ سأذهب بك إلي مكان آكل فيه الكفتة من نوع خاص‪،‬‬‫سترين‪ ..‬إنها لذيذة جدا‪ .‬كان أبي كل مرة يطرح األسئلة ويجيب عنها في نفس الوقت‪،‬‬ ‫ال يترك لي وقتا لإلجابة وكأنه يطبق برنامجا خططه من قبل وعليه تنفيذه ليكتمل‬ ‫دوراألب‪ .‬لم أكن أستوعب شيئا‪ ،‬كنت فقط أتمنى أن أجالسه ألحتفظ بمالمحه طليلة‬ ‫األيام التي سيغيب عني فيها‪.‬كنت أريد أن أتتم مالمح الصورة التي كنت أرسمها ثم‬ ‫أنفعل لعدم إتمامها بل لغياب أجزاء وجهه من ذاكرتي‪ .‬اختار أبي مطعما صغيرا لسيد‬ ‫اسمه العلوي يوجد بالخبازات‪ ،‬فعال كانت لذيذة أوأن لذتها جاءت من الفرصة التي‬ ‫أتيحت لي ألكون وجها لوجه مع أبي رغم الخجل الذي كان ينتابني كلما أدام النظر في‪.‬‬ ‫انتهت النزهة بعد انتهائنا من الغذاء لتكون وجهتنا البيت‪ .‬توقف أبي بمتجر‬ ‫الحاج ميلود مول الزرع بعدما ودعني‪ ،‬واصلت السير لوحدي وعند باب منزلنا التفت‬ ‫إليه‪ ،‬ودعته للمرة الثانية ملوحة له بيدي اليمنى واليسري تمسك بالمعطف األسود‬ ‫لعلني أجد فيه وبه شيئا ضاع مني‪ .‬أما صورتي بالمعطف األسود فلم أستلمها إال وأنا‬ ‫أم لطفلين‪.‬‬

‫‪ ...‬تجمَّع بعض من علماء الفيروسات من معهد‬ ‫“باستور” بمدينة ليل الفرنسية حول وباء “كوفيد‪،”-19‬‬ ‫ليكتشفوا جزَيْ ًء فعّال ضد الجائحة‪ .‬وقد تمَّ استنباط‬ ‫عنصر نشط من عقار موجود وفعال للقضاء على الفيروس‪.‬‬ ‫الباحثون المعنيون يُظهرون الثقة‪ ،‬ويجدُّون من أجل عالج‬ ‫متاح بداية من عام ‪2021‬م‪.‬‬ ‫– إذا كان اسم الجزَيْئة “المعجزة” موجود بالفعل في‬ ‫عقار يباع في الصيدليات ويتمُّ تسويقه‪ ،‬فيجب ْ‬ ‫أن يظل اآلن‬ ‫سرّاً من أجل الحفاظ على المخزون منه‪ ،‬إ ّال بعض األمور‬ ‫الدقيقة تمّ تسليمها‪ ،‬لما ينشأ كخطوة أساسية إلى األمام‪.‬‬ ‫تبقى أيضاً المنشطات إلعادة اآلمال‪ ،‬لعالج فعال ضدَّ هذا‬ ‫الوباء‪ .‬منها ‪“ - :‬ديكتانسيل”‪ ،‬عند االختبارات السرّية‪.‬‬ ‫و– “ديكزاميتازون”‪ ،‬منشط مضاد اللتهابات الرئتين‪،‬‬ ‫والحساسية الشديدة‪ ،‬ولتجنب اآلث��ار الجانبية يجب أن‬ ‫يتناول المريض جرُعات بقدر وبشكل صحيح‪ .‬ومن بينها‬ ‫والتي أعطتْ نتائج هامة‪ ،‬وهي منشطات “الهيدروكسي‬ ‫كلوروكين”‪ ،‬وانتقال البالزما‪ ،‬أومنشط “راميديسيفير”ن‬ ‫وهناك أيضا” آمال جديدة للعالج ضدّ “كورونا‪-‬فيروس”‪.‬‬ ‫وحسب دراس��ة أجريت بالمملكة المتحدة‪َّ ،‬‬ ‫فإن منشط‬ ‫“الهيدروكسي كلوروكين” الرخيص الثمن‪ ،‬سوف يقلل‬ ‫بحوالي نسبة ‪ 21‬في المائة من مخاطر وفاة المرضى‬ ‫المصابين‪ .‬مثل هذا األمل عند األطباء البريطانيين الذين‬ ‫يستخدمون اآلن هذا العالج‪ .‬هم يستفيدون (المرضى) من‬ ‫تلقي العالج ب “الهيدروكورتيزون”‪ ،‬ويحيون هذا السالح‬ ‫اإلضافي في ترسانة النضال العالمي ّ‬ ‫ضذ “كورونا‪-‬فيروس”‪،‬‬ ‫وقد جاء ذلك على لسان‪ ،‬المدير العام “سيمون ستيرينس”‪،‬‬ ‫لمصلحة الصحة البريطانية‪ .‬يستحضر‪ ،‬وباألحرى الباحثون‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أن في األسدوس األول من العام القادم ‪2021‬م‪ ،‬سوف‬ ‫يرى النور أوَّل لقاح‪ .‬أما اللقاحات األكثر تقدُّماً حالياً هم في‬ ‫المرحلة الثالثة‪ ،‬وهي الخطوة األخيرة قبل النتائج النهائية‬ ‫“برونوبيتار” مدير األبحاث في مركز السرطان وعلم المناعة‬ ‫بمدينة –نانت آنجرس ‪ .-‬ويستحضر أيضاً بشكل خاص‬ ‫استراتيجية اللقاحات لشركات األدوية “أسترا‪-‬زنيكا” (أسترا‪،‬‬ ‫وزينيكا المجموعتان الصيدليتان السويدية واإلنجليزية‬ ‫اللتان انصهرتا في هولدينك )‪ ،‬أومجموعة “بفيزير‪-‬‬ ‫بيوتيكنولوجي”‪( ،‬األولى شركة أمريكية صيدالنية‪ ،‬والثانية‪،‬‬ ‫تعنى بجميع التطبيقات لعلوم التيكنولوجيا)‪ ،‬وهما األوَليان‬ ‫والثنتانيان يعمالن معاً على تطوير لقاح مشترك ضدَّ‬ ‫“كوفيد‪ .”-19‬وكلهم على رأس السباق للحصول على هذا‬ ‫اللقاح‪ ،‬وما سيذرُّ عليهم من الغنائم ! للتذكير فهذه هي‬ ‫المرحلة األخيرة التي تخضع الختبارات لقاح‪ ،‬من على عشرة‬ ‫ألف إلى ثالثين ألف شخصاً في عموم السكان‪ – .‬مختبر‬ ‫آخر وهو“سانوفي” الفرنسي‪ ،‬إذ به يلعب دوراً رائداً‪ ،‬شرع‬ ‫في االختبارات البشرية الكتشاف لقاح ّ‬ ‫ضذ “كوفيد‪،”-19‬‬ ‫النطالقة التجارب السريرية‪ ،‬لمرشحي اللقاح‪ ،‬ليتطوَّر مع‬ ‫“ج‪-‬س‪-‬ك” (شركة بريطانية متعددة الجنسيات من بين‬ ‫العشر األوائل العمالقة في صناعة األدوية )بعد التجارب قبل‬ ‫السريرية الواعدة‪ .‬وهي خطوة أخرى أيضاً للعثور على اللقاح‪.‬‬ ‫بينما حكومة الرئيس األمريكي تسعى إلى لقاح بتاريخ فاتح‬ ‫نوفمبر ‪2020‬م‪ ،‬على نطاق واسع في الواليات‪ ،‬أي قبل‬ ‫يومين فقط من االنتخابات الرئاسية األمريكية‪ .‬ولطالما‬ ‫يسمع ويرى العالم “الشطحات” االنتخابية لهذا الرئيس‪.‬‬ ‫السباق حول “كورونا” على قدم وس��اق وخصوصاً بعد‬ ‫اإلعالن عن لقاح روسي‪ .‬فعلى أمريكا أن َّ‬ ‫تظل نصب أعينها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وأن تحرّك بيادقها إلى األمام للمنافسة على من يفوز ب‬ ‫“الكيك” ! السلطات الصحية األمريكية تطلب في واقع األمر‬ ‫وبشكل عاجل وعلى محمل الجدّ (االنتخابي) من الواليات‬ ‫الفديرالية‪ْ ،‬‬ ‫أن تتخذ اإلجراءات الضرورية لكي تعمل مراكز‬

‫توزيع اللقاح بكامل طاقاتها‪ – .‬حصيلة جائحة “كوفيد‪”-19‬‬ ‫قد تجاوزت الشريط الرمزي لمليون من الموتى‪ .‬ففي كل‬ ‫مكان من العالم تفرض السلطات تدابير تقييدية جديدة‬ ‫في المدن التي أثارت ردود فعل قوية من اإلصابات‪ .‬ال‬ ‫تؤخذ هذه اإلجراءات إال لهدف واحد‪ ،‬وهو الحرص على أن‬ ‫ال تطغى اإلصابات على النظام الصحي‪ .‬وهل “نحن” ندفع‬ ‫اآلن ثمن نظام صحي قد يصبح “معسراً” ؟ ‪ -‬تمَّ التأكيد‬ ‫من خالل دراسة أمريكية َّ‬ ‫أن معدل موتى األطفال من جراء‬ ‫إصابات “كوفيد‪ ”-19‬منخفض‪ .‬عدد قليل من األطفال‬ ‫يموتون بعدوى “كورونا‪-‬فيروس”‪ ،‬مقارنة مع كبيري السنّ‪.‬‬ ‫هذه الدراسة جمعت الحاالت بين شهري مارس وشتنبر‬ ‫‪2020‬م‪ ،‬وقد الحظت (الدراسة) أثناء الشهرين وفي أي وقت‬ ‫ليترتب عن ذلك فرق بين المراهقين وما هم تحت الحادية‬ ‫عشرة‪ .‬ثمّ َّ‬ ‫إن في فترة الصيف ارتفع عدد المصابين من‬ ‫األطفال ب “كوفيد‪ ”-19‬في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫– حسب تحليل مراكز التحكم والوقاية من األمراض‪ ،‬ليوم‬ ‫‪2020/9/28‬م‪ ،‬فقد كانت الوفيات أقل بكثير عند األطفال‬ ‫من سكان الفئات األخرى‪ .‬أحصت أمريكا من فاتح مارس‬ ‫‪2020‬م إلى ‪2020/9/19‬م رسمياً ‪ 277285‬إصابة ب‬ ‫“كورونا‪-‬فيروس”لألعمار بين الخامسة والسابعة عشرة‪،‬‬ ‫وكان عدد الوفيات في نفس الفترة قد استقرَّ عند ‪ ،51‬أي‬ ‫بمعدَّل ‪ 018،0‬بالمائة‪ .‬هذه البيانات من شأنها التقليل‬ ‫من اإلصابات الفعلية عند األطفال في سنّ التمدْرُس‪َّ .‬‬ ‫ألن‬ ‫االختبارات غالبا ما كانت تجرى باألفضلية لألشخاص الذين‬ ‫تظهر عليهم األعراض أوااللتهابات‪ ،‬وبدون األعراض عند‬ ‫األطفال أمرٌ شائع‪.‬‬ ‫– نشر مركز التحكم والوقاية من األمراض دراسة أخرى‬ ‫بتاريخ ‪2020/9/10‬م‪ ،‬تقدّر َّ‬ ‫أن نسبة الموتى بين ما كانوا‬ ‫في الحجر عند الشباب‪ ،‬أي صفر في المائة فاصلة صفر‬ ‫وست وعشرين ) )ذوي األعمار ‪24 / 20‬سنة‪ ،‬لكنها تصعد‬ ‫إلى خمسة في المائة وأربعة أعشار عند األشخاص الذين‬ ‫َّ‬ ‫يبدوأن المراهقين أيضاً في‬ ‫تفوق أعمارهم ‪70‬عاماً‪ .‬كما‬ ‫اآلونة األخيرة‪ ،‬ما بين ‪12‬و‪17‬سنة هم مصابين‪َّ ،‬‬ ‫وأن حادث‬ ‫اإلصابة عندهم هوالضعف بالنسبة لألطفال الذين تتراوح‬ ‫أعمارهم بين الخامسة واإلحدى عشرة سنة‪.‬‬ ‫– لم تفتر “كوفيد‪ْ ”-19‬‬ ‫أن تحصد عالمياً على مستوى‬ ‫كوكب األرض رقم ‪ 925000‬وف��اة من أصل ‪29‬مليون‬ ‫إصابة‪.‬‬ ‫– وبال ه��وادة تستمرُّ اإلصابات في االرتفاع حسب‬ ‫البيانات التي تجمعت عند جامعة “ج��ون هوبكينس”‬ ‫بالواليات المتحدة األمريكية بتاريخ ‪2020/9/29‬م‪ .‬ولقد‬ ‫خلفت جائحة “كوفيد‪ ”-19‬من ورائها ‪ 971360‬ضحية في‬ ‫العالم‪ ،‬ومن اإلصابات كان نصيبها ‪ 31630912‬شخص‪،‬‬ ‫اكتشفا في بداية األمر‪ ،‬نهاية ‪ 2019‬في الصين‪ .‬إنما ال‬ ‫يزال التقييم مؤقتاً نظرا للوتيرة التي يتقدم بها الفيروس‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة هي األكثر تضرُّراً‪ ،‬إذا بها تخطتْ الشريط‬ ‫الرمزي لـ ‪ 200000‬من الموتى (‪ )2020/9/22‬من أصل‬ ‫‪ 6897432‬تمَّ اختبارهم إيجابياً‪.‬والدول األكثر منية (ثكلى)‪،‬‬ ‫البرازيل ب ‪ 138105‬من الموتى‪ ،‬والهند ب ‪ 90020‬وفاة‬ ‫ثم واليات المكسيك ب ‪ 74348‬هالك‪ ،‬وكان نصيب أروبا‬ ‫في نفس التاريخ‪ ،‬منها المملكة المتحدة بـ‪ 41951‬وفاة‪،‬‬ ‫تبعتها إيطاليا ب ‪ 35738‬من المنايا‪ .‬على الرغم من تدهوُر‬ ‫الوضعية الصحية‪ ،‬ومع ذلك ال تعتبر السلطات اآلن العودة‬ ‫إلى الحجر الصحي‪ .‬وهي (السلطات) تستخدم كل الوسائل‬ ‫الوقائية حتى ال تضطر إلى تدابير اإلحتواء بسبب الوباء‪ .‬قال‬ ‫وإن يمسسكَ ُ‬ ‫اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪ْ :‬‬ ‫اهلل بضرّ فال كاشف لهُ إال‬ ‫ّ‬ ‫هوَ‪ْ ،‬‬ ‫وإن يمسسكَ بخير فهوَ على كل شيْء قدير‪..‬صدق‬ ‫اهلل العظيم (األنعام‪ ،‬اآلية ‪.)17‬‬


‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال ‪:‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2000‬أكتوبــر‬ ‫ال�سبت ‪� 10‬‬ ‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬ ‫‪Journal‬‬ ‫‪Achamal‬‬ ‫‪www.xw Achamal.ma‬‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫األخيرة‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫ال�شمـال‬ ‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1067‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 10‬أكتوبـــر ‪2020‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫(‪)961‬‬

‫«العائ�ش يف النغم املو�سيقار‬ ‫م�صطفى عائ�شة الرحماين»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ال يمكن التوثيق لتحوالت المشهد الثقافي والفني واإلبداعي الوطني الراهن‬ ‫إال من خالل تجميع حصيلة السير الذهنية للنخب المبدعة والفاعلة‪ .‬وال يمكن‬ ‫القبض بخصوصيات ملكة اإلبداع داخل مجاالتها المخصوصة إال عبر استنطاق‬ ‫عناصر التميز داخل الحميميات الفردية‪ .‬وال يمكن –كذلك‪ -‬القبض بتالبيب‬ ‫«التاريخ الثقافي» و«تاريخ الذهنيات» و«التاريخ الرمزي» إال عبر الوفاء لخصلة‬ ‫اإلنصات‪ ،‬وحسن اإلنصات‪ ،‬للجزئيات وللتفاصيل الدقيقة التي تصنع التجارب‪،‬‬ ‫وترصع الملكات‪ ،‬وتصقل المواهب‪ ،‬قبل أن تتحول‬ ‫إلى تراث رمزي قادر على توفير عناصر االرتقاء‬ ‫الحضاري والسمو في الذوق وفي تمثل قيم‬ ‫الجمال والفن واإلبداع‪.‬‬ ‫ولعل هذا ما أدركته األستاذة سعاد‬ ‫أن��ق��ار‪ ،‬وه��ي تصدر كتابها التوثيقي‬ ‫المتميز لسيرة المبدع مصطفى عائشة‪،‬‬ ‫تحت عنوان «العائش في النغم‪ -‬الموسيقار‬ ‫مصطفى عائشة الرحماني»‪ ،‬وذلك سنة‬ ‫‪ ،2010‬في ما مجموعه ‪ 129‬من الصفحات‬ ‫ذات الحجم الكبير‪ .‬فالكتاب‪ ،‬رسالة وفاء‬ ‫وتقدير كبيرين تجاه أحد أعالم الموسيقى‬ ‫المغربية والعربية الراهنة‪ ،‬ممن أنجبتهم‬ ‫مدينة تطوان كعنوان عن معالم النبوغ الفني‬ ‫والحضاري لهذه المدينة المعطاءة‪ .‬وبخصوص‬ ‫اإلط��ار العام الموجه لمضامين الكتاب‪ ،‬فقد‬ ‫اختزلته الكلمة التقديمية بشكل دقيق‪ ،‬عندما‬ ‫قالت‪« :‬حياة وأعمال موسيقيينا يجب أن تدون‬ ‫وتحفظ صفحاتها للتاريخ وألجيالنا المقبلة‪ .‬وألن‬ ‫مصطفى عائشة تجربة رائعة بين تجارب الموسيقى‬ ‫المغربية األصيلة‪ ،‬فقد تطرق هذا الكتاب إلى بعض‬ ‫مما عاشه هذا الموسيقار الكبير في حياته‪ ،‬وإلى كثير‬ ‫مما ألفه من أعمال‪ .‬وألن مؤلفاته جديرة بالقراءة‬ ‫واالستماع والتحليل‪ ،‬تضمن الكتاب أيضا وقفات‬ ‫م���اس���ة إل���ى‬ ‫تحليلية عند نماذج من تلك اإلبداعات كانت في حاجة‬ ‫تفكير وتأمل عميقين‪ .‬هذا الكتاب عتبة أولى نتمنى من خاللها أن تفتح األبواب‬ ‫على أنغام مؤلفين مغاربة كالسيكيين حتى توثق أعمالهم ومراحل حياتهم لتكون‬ ‫شاهدا في المستقبل على نمط رفيع من أنماط الموسيقى األصيلة المتداولة في‬ ‫بالدنا»‪.‬‬ ‫هي كتابة عاشقة لسمو روح اإلبداع التي تصنع التميز الحقيقي‪ ،‬والتراكم‬ ‫المنتج‪ ،‬واإلبداع الخالد‪ .‬وقد أحسنت األستاذة أنقار بإصدارها لهذا العمل‪ ،‬عربون‬ ‫وفاء وإخالص لذكرى مبدع كبير أصبح جزءا أساسيا داخل ذاكرة اإلبداع الموسيقي‬ ‫لمدينة تطوان‪ .‬هي كتابة تساهم في ترسيخ قيم الوفاء تجاه أعالمنا الخالدين‪،‬‬ ‫بنفس القدر الذي تعيد فيه االحتفاء برصيد المنجز الفني لهؤالء األعالم‪ ،‬خاصة‬ ‫بالنسبة لمن طالته آلة الجحود القاتلة‪ ،‬والنسيان الموجه‪ ،‬والتبخيس العدمي‪.‬‬ ‫لقد عاش مصطفى عائشة طوال حياته في الظل‪ ،‬وأبدع أعماله في الظل‪ ،‬وغادرنا‬

‫إلى دار البقاء في الظل خالل إحدى صبيحات سنة ‪ .2008‬لم يترك الرجل جاها وال‬ ‫ماال وال ذهبا وال فضة‪ ،‬ولكنه –في المقابل‪ -‬ترك زادا فنيا غزيرا‪ ،‬نجحت األستاذة‬ ‫سعاد أنقار في تجميع الكثير من مظانه ومن ذخائره‪ ،‬اعتمادا على جهد فردي كبير‬ ‫أثمر الكتاب موضوع هذا التقديم‪ .‬والستثمار نتائج هذا الجهد التوثيقي المتميز‪،‬‬ ‫سعت المؤلفة إلى توزيع مواد الكتاب بين أربعة أبواب متكاملة‪ ،‬اهتمت في أوالها‬ ‫بتقديم جرد بنفس كرونولوجي ألبرز محطات حياة المبدع مصطفى عائشة‪ ،‬في‬ ‫تقلباتها المختلفة‪ ،‬بعناصر إشعاعها وبإخفاقاتها‬ ‫وبطموحاتها‪ .‬وف��ي الباب الثاني‪ ،‬اختارت‬ ‫المؤلفة االشتغال على السمات الموسيقية‬ ‫للمبدع الراحل مصطفى عائشة من‬ ‫خ�لال قضايا ومواضيع م��ح��ددة‪ ،‬مثل‬ ‫حضور الموسيقى الجبلية في مقطوعة‬ ‫«أغنية‪ -‬رقصة»‪ ،‬وعنصر التوتر في شريط‬ ‫«األندلس‪ -‬ذكريات»‪ ،‬وتنويعات األحالم‬ ‫وال��ص��ور في «ث�لاث مشكاالت»‪ ،‬وحضور‬ ‫الموسيقى األندلسية والموسيقى الغربية في‬ ‫«غراميات في حدائق األندلس»‪ .‬وفي الباب‬ ‫الثالث من الكتاب‪ ،‬سعت المؤلفة إلى تقديم‬ ‫جرد بيبليوغرافي لحصيلة منجز الفنان مصطفى‬ ‫عائشة سواء منها المنشورة‪ ،‬أم تلك التي الزالت‬ ‫حبيسة األرشيف الشخصي للفنان مصطفى‬ ‫عائشة‪ .‬ويتعلق األم��ر باألعمال الموسيقية‪،‬‬ ‫وبالكتابات القصصية والمسرحية‪ ،‬وبالترجمات‪،‬‬ ‫وبالحوارات‪ ،‬وبالتصانيف المتنوعة المخطوطة‪.‬‬ ‫ولتعزيز هذه المضامين‪ ،‬خصصت المؤلفة الباب‬ ‫الرابع لنشر سلسلة من المواد التوثيقية والصور‬ ‫الفوتوغرافية الراصدة لتقلبات حياة الفنان مصطفى‬ ‫عائشة‪.‬‬ ‫وب��ذل��ك‪ ،‬استطاعت األس��ت��اذة سعاد أنقار نفض‬ ‫الغبار عن السيرة الذهنية للفقيد مصطفى عائشة‪ ،‬مما‬ ‫تأسيسيا لتنظيم االشتغال على التاريخ الثقافي المحلي‬ ‫يشكل زادا‬ ‫والوطني لزماننا الراهن‪ .‬ولعل في ذلك خير اعتراف بقيمة الرجل وبمكانته غير‬ ‫المتنازع حولها في صنع توهج ذاكرة تطوان الفنية‪ ،‬تطوان الحضارة والتاريخ‪،‬‬ ‫تطوان اإلبداع والجمال‪ .‬وفي هذا المنحى‪ ،‬صيحة في وجه مختلف أشكال التردي‬ ‫والسقوط التي أضحت تطمس وجه اإلبداع المحلي والوطني الموسيقي الحالي‪.‬‬ ‫وإلنهاء هذا التقديم المقتضب‪ ،‬نعيد االستدالل ببعض مما قاله الفقيد مصطفى‬ ‫عائشة في إحدى لحظات انكساره من بشاعة حالة التردي التي أضحت تهيمن على‬ ‫كل شيء مرتبط بأذواق األذن‪ .‬يقول الفنان الراحل مصطفى عائشة‪« :‬إن العالم‬ ‫مقيد موسيقيا بطوفان من الضجيج المزعج الذي يصم اآلذان‪ ،‬ومن اإليقاعات‬ ‫الطرقية‪ ،‬وبموسيقى اآلالت المعدنية الصاخبة‪ .‬إنه تلوث صوتي يمزق حاسة‬ ‫السمع‪ ،‬ويحرق األعصاب‪ ،‬ويسبب الغثيان وألم الرأس» (ص‪ .)36 .‬رحم اهلل الفنان‬ ‫مصطفى عائشة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.