Achamal n° 1065 le 26 Septembre 2020

Page 1

‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات‬

‫ـ رئي�س التحرير‪ :‬عبد الإله املوي�سي ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪ 05.39.94.57.09 :‬ـ العدد ‪ 1065‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ ال�سبت ‪� 09‬صفـر ‪� 26 / 1442‬شتنرب ‪2020‬‬

‫ال�سفري ال�شاعر التهامي �أفيالل‬ ‫َ‬ ‫قب�س من حياته املهنية‬

‫إعالم جهوي متقدم‬

‫الكمامات امل�ستعملة‬ ‫خطر ينذر با�ستفحال‬ ‫تف�شي الوبـاء‪!!..‬‬

‫‪l‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪l‬‬

‫تعيني ا�ستيتو رئي�سا جلامعة عبد املالك ال�سعدي‬ ‫مديرية التعليم تقرر �إعادة فتح امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية املغلقة بطنجة‬ ‫فقيه الزميج يعرتف �أمام قا�ضي التحقيق‬ ‫عبد اللطيف �شهبون م�ستح�ضرا ذكرى‬ ‫عبد اهلل املرابط الرتغي‬ ‫ت�أثري كوفيد على النظام البيئي‬ ‫اعتقال �سائق طاك�سي متهم برتويج الكوكايني‬

‫�إطالق ا�سم «محمد الرامي»‬ ‫من الشمال‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫على مدر�سة بتطوان‬

‫مراقبة الكمامات‪!!..‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫‪ ‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ ‬

‫‪ ‬‬

‫مراقبة الكمامات‬ ‫• عبد اإلله المويسي‬

‫‪mouissijaridatchamal.2019@gmail.com‬‬

‫في إطار التدابير التي كانت قد اتخذتها الدولة‬ ‫المغربية لمواجهة تفشي كوفيد‪ ،-19‬وحفاظا على صحة‬ ‫المواطنين‪ ،‬من المفترض أن يكون تصنيع الكمامات‬ ‫الواقية من الثوب غير المنسوج خاضعا إللزامية االمتثال‬ ‫للمعايير التقنية التي تحددها المواصفة المغربية ‪NM‬‬ ‫‪.ST 21.5.200‬‬ ‫وقد دخلت هذه اإللزامية حيز التنفيذ بعد نشر قرار‬ ‫وزير الصناعة والتجارة واالقتصاد األخضر والرقمي‬ ‫رقم ‪ 1060-20‬المؤرخ في ‪ 8‬أبريل ‪ 2020‬بالجريدة‬ ‫الرسمية‪ ،‬الذي يلزم مصنعي وموزعي الكمامات الواقية‬ ‫من الثوب غير المنسوج ذات االستعمال غير الطبي‪،‬‬ ‫االمتثال للمعايير التقنية المحددة في المواصفة‬ ‫القياسية المتعلقة بها‪ ،‬والتي أُعدّت بشكل مشترك بين‬ ‫كافة األطراف المعنية‪.‬‬ ‫ويخضع ه��ذا القرار فعال لنظام مرجعي إلزامي‬ ‫بالنسبة لكافة مصنعي وموزعي الكمامات الواقية‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫يُمثل قاعدة تضمن تتبع مسار المنتوج بشكل يسمح‬ ‫ُّ‬ ‫للتحقق من مدى‬ ‫للوزارة بمباشرة مراقبة منتظمة‬ ‫مطابقة الكمامات للمتطلبات التقنية‪ .‬وبالتالي فإن أي‬ ‫إخالل بهذه المتطلبات يستتبع إعداد محضر في هذا‬ ‫الشأن ويُعرِّض المخالفين للمتابعة القضائية‪ .‬والهدف‬ ‫المتوخَّى هو تزويد المواطنين بكمامات تستجيب لكافة‬ ‫معايير السالمة‪ ،‬وتسمح بالحد من انتقال الفيروس قدر‬ ‫اإلمكان‪.‬‬

‫ال�شمال‬

‫وطبقا للمرسوم‪ ،‬فإنه يتعين بالخصوص أن تكون‬ ‫الكمامات مصنوعة من البوليبروبيلين ال ِب ْكر‪ ،‬وأن‬ ‫تتكون من ثالث طبقات متراكبة من ثوب غير منسوج‬ ‫قابلة للترشيح بالتصفية‪ ،‬بشكل ِّ‬ ‫يُمكن من تغطية أنف‬ ‫وفم وذقن المستعمل‪ .‬ووفقا للخصوصيات التقنية التي‬ ‫يحددها المرسوم‪ ،‬ينبغي على سبيل المثال أن تكون‬ ‫ً‬ ‫خالية‬ ‫أجزاء الكمامة المحتمل مالمستها لجلد مرتديها‬ ‫من أي حافة حادة أو نُتُوءات مُؤْذِية‪ .‬كما يجب أال‬ ‫تنطوي على أية مخاطر معروفة من شأنها تهييج الجلد‬ ‫أو إحداث تأثيرات جانبية على الصحة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬ ‫ثوب التصنيع يجب أن يكون خاليا من المعادن الثقيلة‬ ‫بحيث ال يعيق التنفس وأن يحول دون أي تهيج أو إثارة‬ ‫حساسية معينة للمستعمل‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فالقرار يُحدّد مختلف الجوانب‬ ‫المتعلقة ببيع واستعمال الكمامات والعناصر التي‬ ‫يتعين على المصنِّع احترامها بشكل يسمح بتتبع‬ ‫مسارها وتقييم مدى امتثالها لمستلزمات السالمة التي‬ ‫تخضع لها‪ .‬ويؤكد القرار في هذا السياق أنه ينبغي‬ ‫تعبئة الكمامات المُسوَّقة للعموم في عبوات تضم ‪10‬‬ ‫كمامات‪ ،‬وبالتالي فإنه يُمنع منعا كليا بيعها بالتقسيط‬ ‫أو في عبوة مفتوحة‪ .‬كما ينبغي اإلشهاد بمطابقة هذه‬ ‫الكمامات لشروط الجودة وأن تحمل البيانات التي‬ ‫تسمح بالتعرف على ا ُلمصنِّع‪ ،‬مع إشارة‪« :‬هذا المنتوج‬ ‫ال يُصنف كمنتوج طبي»‪ .‬و«هذه الكمامات هي ذات‬

‫استعمال واحد وغير قابلة إلعادة االستعمال‪ ،‬كما ينبغي‬ ‫أال تتجاوز مدة استعمالها ‪ 4‬ساعات»‪.‬‬ ‫تعمدنا عن قصد التذكير بمضامين هذا المنشور‬ ‫الوزاري المتعلق باحترام مستلزمات السالمة الصحية‬ ‫للكمامات والتي تضمن بشكل قانوني الوقاية من‬ ‫انتشار وباء كورونا‪ ،‬جراء ما الحظناه من انتشار وتداول‬ ‫واسعين في السوق المغربية لمجموعة من الكمامات‬ ‫بأشكال وألوان وماركات وموضات متعددة‪ ،‬بل وحتى‬ ‫كمامات ذات بعد دعائي لمصنعات تجارية من مختلف‬ ‫المجاالت‪ .‬وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن حدود مراقبة‬ ‫هذا الكم الهائل في تنوع الكمامات‪ ،‬وتتبع مصادر‬ ‫إنتاجها‪ ،‬والجهات التي تقف وراءها خصوصا إذا ما علمنا‬ ‫أيضا أن األمر تطبعه فوضى واضحة على مستوى نقط‬ ‫بيعها‪ ،‬حيث أنه أصبح باإلمكان اقتناؤها من الدكاكين‬ ‫التجارية واألكشاك المنتشرة بالطرقات العمومية‪ ،‬بل‬ ‫أنها أصبحت تباع بشكل عشوائي يدويا من قبل باعة‬ ‫متجولين يجوبون الشوارع‪.‬‬ ‫إن األمر على ما يبدو أشد خطورة وأكثر تهديدا‬ ‫لصحتنا الوطنية‪ ،‬ما يطرح ويستلزم على وجه االستعجال‬ ‫اضطالع الجهات الصحية واألمنية المسؤولين عن‬ ‫صحتنا الوطنية بمهمة مجابهة هذه الفوضى والحد من‬ ‫تداعياتها التي قد تتجه بالوطن نحو كارثة محققة ال‬ ‫قدر اهلل‪.‬‬

‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫سكرتارية التحرير ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫محمد وطا�ش‬ ‫محمد �إمغران‬

‫الهاتــف ‪:‬‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫التصفيف واإلخراج ‪:‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫هـدى املجـاطـي‬

‫ح�سن �أزام‬

‫عبد احلـي مفتـاح‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار ‪:‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫زبيـدة الورياغلـي‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬

‫�أ�سامـة الزكــاري‬

‫‪ 7‬مكـرر‪ ،‬زنقة عمـر بـن عبد العزيز ـ طنجــة‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬

‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫التوزيع‪:‬‬

‫الفاكــ�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫دردشة‬

‫ش��ة‬

‫عندما ألتقي بهذا األخ‪ ،‬أشعر أنه أحيل على المعاش‪ ،‬وفي نفسه شيء من‬ ‫المنصب الذي كان يشغله‪ ،‬وأشياء من مسيرته النضالية‪.‬‬ ‫لقد كان مربيا مقتدرا‪ ،‬وإداريا متمكنا‪ ،‬يدير شؤون إدارته بحكمة وتبصر‪،‬‬ ‫وحنكة وتدبر‪ .‬وكان في نفس الوقت مواطنا صالحا‪ ،‬يشارك في بناء مجتمعه‬ ‫في الميدانين السياسي والنقابي‪.‬‬ ‫لكن خبرته ونزاهته‪ ،‬لم تؤهاله ألخذ نصيبه كامال غير منقوص من‬ ‫الكعكة التي تقاسمها المناضلون فيما بينهم‪ ،‬يوم تسلم رؤساؤهم مناصب‬ ‫الحكم والمسؤولية‪ ،‬فخرج من المولد بال حمص‪ ،‬كما يقول إخواننا المصريون‪.‬‬ ‫انتظر الغد المشرق الذي وُعد به‪ ،‬إال أن هذا الغد لم يأت‪ ،‬وأتى بدله‬ ‫غد من نوع آخر‪ ،‬غد حمل إليه إشعار اإلحالة على المعاش‪ ،‬فارتُج عليه‪ ،‬وأخذ‬ ‫يتساءل بينه وبين نفسه‪ :‬كيف أحال على التقاعد وأنا في أوج عطائي‪ ،‬وفي‬ ‫قمة حيويتي ونشاطي؟ كيف يُحكم علي بأن أصير عضوا مشلوال في مجتمع‬ ‫يعج بالحياة والحركة‪ ،‬ويعد بالشيء الكثير‪ ،‬والخير الوفير؟ كيف أصير مواطنا‬ ‫عاديا آكل الطعام‪ ،‬وأمشي في األسواق؟ كيف يراد لي أن أعيش على هامش‬ ‫الحياة؟‬ ‫هي تساؤالت تراود كل متقاعد يلمس في نفسه القدرة على العطاء‪،‬‬ ‫ويحس أنه لم يأخذ حقه الشرعي من مسيرته الطويلة في دروب الحياة‬ ‫وشعابها‪.‬‬ ‫ومتقاعدنا على رأس هؤالء‪ ،‬لذا لم يستسلم لألمر الواقع‪ ،‬ولم يرفع الراية‬ ‫البيضاء‪ ،‬ولم يكن على استعداد لرفعها‪ ،‬حتى وهو يتصفح هذه القصاصة‬ ‫البغيضة التي أزاحته من منصبه‪ ،‬وصنفته في خانة المتقاعدين‪.‬‬ ‫وال أظن انه سيرفع هذه الراية في يوم ما‪ ،‬ألن ذخيرته من البذل والعطاء‪،‬‬ ‫لم تنفد‪ ،‬وألن آماله العريضة لم تتحقق‪.‬‬ ‫فكيف يخرج خالي الوفاض من مشوار استغرق أكثر من أربعين سنة كلها‬ ‫جهد وعرق‪ ،‬ونصب وتعب‪ ،‬وجهاد وكد؟‬ ‫أقرأ على مالمحه هذه التساؤالت‪ ،‬كلما التقيت به‪ ،‬فأشفق عليه‪ ،‬وأدعوه‬ ‫في شبه مداعبة‪ -‬إلعداد العدة لمشوار آخر‪ ،‬ولدار أخرى‪ ،‬البد أن ينصفه اهلل‬‫فيها‪ ،‬ويجازيه الجزاء األوفى على ما قدمت يداه من خدمات جليلة وتضحيات‬ ‫جسيمة لتطوان وأهلها‪.‬‬

‫«الأعمال االجتماعية»‬ ‫جت�سيد لأزمة عميقة يف القيم قبل احلكامة‬ ‫‪-‬‬

‫التضامن الفئوي هوأحد صور التضامن المتعددة التي ارتبطت‬ ‫قديما بأنماط التضامن التقليدية داخل القبيلة أوالحي أوالعائلة‬ ‫أوالحرفة‪ ،‬وحديثا بأنماط مؤسساتية جديدة قد تتسع وتضيق‪،‬‬ ‫ومن هذه األنماط مؤسسات وجمعيات األعمال االجتماعية التي‬ ‫تهم قطاعا أوجزءا منه أوفروعا محلية له‪ ،‬وكذا التعاضديات‪...‬‬ ‫قطاع الجماعات المحلية هوأحد القطاعات التي لم تحدث له‬ ‫مؤسسة لألعمال االجتماعية إال مؤخرا والتي ينتظر تنزيلها قريبا‪،‬‬ ‫بالموازاة مع هذا الحرمان الذي عمر طويال‪ ،‬كان جزء من موظفي‬ ‫هذا القطاع (المتصرفون والمهندسون) يستفيدون من االنخراط‬ ‫في مؤسسة الحسن الثاني لألعمال االجتماعية لرجال السلطة‬ ‫التي يجهل كيف ستدبر ملف منخرطيها القدامى الذين سيلتحقون‬ ‫بالجماعات الترابية وكيف سيتم الحفاظ على حقوقهم المكتسبة‬ ‫المترتبة عن انخراط يوازي جل الحياة المهنية بالنسبة لبعضهم‪،‬‬ ‫كما دف��ع ه��ذا الحرمان إلى‬ ‫تأسيس العديد من الجمعيات‬ ‫على مستوى الجماعات حضرية‬ ‫أوقروية أو عماالت أو أقاليم أو‬ ‫جهات أو واليات‪...‬‬ ‫وم���ن ال��ع��م��االت ال��ت��ي‬ ‫تأسست بها جمعية لألعمال‬ ‫االجتماعية منذ أك��ث��ر من‬ ‫عقدين عمالة إقليم شفشاون‬ ‫والتي منذ تأسيسها إلى حد‬ ‫اآلن لم تستطع تحقيق مشروع‬ ‫ملموس لمنخرطيها‪ ،‬ومرت‪ ،‬مع األمل الكبير الذي عقد عليها‪،‬‬ ‫بموجات من الصعود والنزول ومن الطموح والفتور ومن التوتر‬ ‫أوالتخبط والهدوء‪ .‬وكأني بها ليست جمعية لألعمال االجتماعية‬ ‫ذات أهداف تطوعية واجتماعية واضحة تتمثل في تقديم بعض‬ ‫الخدمات لمنخرطيها في إطار المساواة والشفافية والحكامة حتى‬ ‫ال ترهقهم مصاريف الحياة أوتقصم ظهورهم صروف الدهر‪،‬‬ ‫بل هي بمثابة غنيمة يتحايل من أجل خطب ودها المتحايلون‬ ‫ويتحارب للظفر بها المحاربون‪...‬‬ ‫قد يأتي يوم تكشف فيه التفاصيل‪ ،‬فالتاريخ له ذاكرة والينسى‬ ‫وينصف من يستحق خيرا أوغيره‪ .‬واهلل ال يضيع أجر من أحسن‬ ‫عمال‪ .‬وفي كل األحوال فأي شيء انزاح عن الغرض الذي أنشئ‬ ‫من أجله فعدمه أحسن من وجوده‪ ،‬والمؤسسة التي تتراجع وال‬ ‫ينفع معها دواء أوعالج وتتحول إلى عبء على من يدعمها تستقل‬ ‫من مهامها كرها فال يمكنها‪ ،‬كيفما كان األمر‪ ،‬أن تقدم الخدمات‬ ‫المنتظرة منها وتجيب على االنشغاالت وتستجيب للمطالب بل‬ ‫يكون شغلها الشاغل هوالداء العضال الذي ينخر ذاتها‪...‬‬ ‫يسألني صديق كلما التقيته عن مشروع الجمعية السكني‬ ‫المطل على طريق تطوان‪ :‬أين وص��ل؟‪ ،‬ولماذا توقف؟‪ ،‬وما‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫مآله‪...‬؟ ثم يتحسر‪ ،‬ولوأنه ال يشتغل في القطاع الذي تنتمي إليه‬ ‫الجمعية‪ ،‬فأتعجب! ‪ .‬وكأني به يغبط منخرطي جمعية األعمال‬ ‫االجتماعية بعمالة إقليم شفشاون على هذا الفوز الباهر واإلنجاز‬ ‫العظيم والمكسب الكبير‪ ،‬فأجيبه قائال‪ :‬أنا مثلك يا أخي؛ واهلل‬ ‫ال أعرف أين وصل المشروع‪ ،‬وهل توقف أم تجمد أم يرتاح أم‬ ‫ضاع‪...‬وما مآله‪...‬؟!‪ ،‬وأضيف‪ :‬كنت والزلت أرى األمور من جانبها‬ ‫اإليجابي دائما‪ ،‬وإنني ال أملك إال أن أتحسر مثلك بل إنني أصبت‬ ‫باليأس من كل ما هو«أعمال اجتماعية» في قالب جمعية محلية‬ ‫أومؤسسة مركزية قطاعية‪ ،‬ألن عقلي رهيف وأعصابي ال تتحمل‬ ‫التعتيم في موضع الوضوح والالمعقول في محل المعقول والعبث‬ ‫في مكان الجد‪ ،‬واألمر أكبر من جمعية أومؤسسة‪ ،‬إنها أزمة قيم‬ ‫عميقة‪ ،‬وهلل األمر من قبل ومن بعد‪...‬‬ ‫المشروع السكني لجمعية األعمال االجتماعية لعمالة إقليم‬ ‫شفشاون قسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫واحد باحناين واآلخر بطريق‬ ‫تطوان(تحت الموقع المسمى‬ ‫ب��ال��ب��غ��ال) أح���دث���ت لهما‬ ‫وداديتان لتدبيرهما‪ ،‬كالهما‬ ‫متعثران‪ ،‬أوفاشالن‪ ،‬كما يرى‬ ‫البعض‪ ،‬رغم ما ضخ فيهما‬ ‫من مال عام وخاص‪ ،‬فاألمل‬ ‫الذي استعر يوما خمد‪ ،‬ومن‬ ‫تشبث به احترق‪ ،‬وا نسحب‬ ‫من انسحب إال القليل الذي‬ ‫ينتظر الفرج‪ ،‬والف��رج‪ ،‬في اعتقادي‪ ،‬إال بتفويت بناية احناين‬ ‫وبناية طريق تطوان إلى مؤسسة أكبر لها « أهداف مماثلة»‪ ،‬وإال‬ ‫باسترجاع األموال المستثمرة سواء كانت عامة وخاصة وإعادتها‬ ‫إلى أصحابها في ظرف األزمة هذا‪ ،...‬وبذلك ستستريح الجمعية‬ ‫وتريح‪ ،‬وكفى المؤمنين شر القتال‪...‬‬ ‫وفي الوقت الذي أثير فيه اإلشكال العويص لـ «األعمال‬ ‫االجتماعية» المباركة التي لم تبق فيها بركة‪ ،...‬تجري اآلن‬ ‫حمالت الدعاية النتخابات مندوبي التعاضدية العامة لموظفي‬ ‫اإلدارات العمومية‪ ،‬هذه التعاضدية‪ ،‬وهي تدار بمال المنخرطين‬ ‫والمال العام وهي ما هي بالنسبة للموظفين في حال المرض‬ ‫والسقم واالستعجال والخطر‪- ...‬ال قدر اهلل‪ ،-‬والتي عانت كثيرا‬ ‫من سوء التدبير بل الفساد لعقود‪ ،‬كما يقول المتتبعون‪ ،‬واهلل‬ ‫أعلم‪ ،‬صار إصالحها وتثبيت قواعد حكامتها ضروريا واستعجاليا‬ ‫بل فرض عين‪ ،‬ألن إصالحها وكل القطاع التعاضدي والحمائي‬ ‫جزء من إصالح شامل للمنظومة الصحية بشكل خاص وللسياسة‬ ‫االجتماعية بشكل عام اللذين يطالب الجميع بتنزيلهما اليوم قبل‬ ‫الغد‪...‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫بع�ض بيان حول‬ ‫امللكية الفكرية‪..‬‬ ‫‪ l‬عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تؤكد المادة السابعة عشرة من اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنسان على ‪:‬‬ ‫لكل فرد حق في التملك بمفرده أو باالشتراك مع غيره‪..‬‬ ‫ال يجوز تجريد أحد من ملكه تعسف‪.‬‬ ‫وتؤكد المادة السابعة والعشرون من اإلعالن ذاته على‪:‬‬ ‫لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع‬ ‫الثقافية وفي االستمتاع بالفنون واإلسهام في التقدم‬ ‫العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه ‪..‬‬ ‫لكل شخص حق في حماية المصالح المعنوية والمادية‬ ‫المترتبة على أي إنتاج علمي أو أدبي أو فني من صنعه‪..‬‬ ‫من خالل المادتين السالفتين يتبين ‪:‬‬ ‫التكامل الحاصل بين الحقوق الثقافية وحقوق الملكية‬ ‫الفكرية‪..‬مما هو مبسوط في المدونات الحقوقية والقانونية‬ ‫الحقوق الثقافية مفهوم يشمل الفرد والجماعة‪..‬‬ ‫الحق في االنتفاع بحماية المصالح المادية والمعنوية‬ ‫الناتجة عن كل إنتاج علمي أو فني‪..‬‬ ‫وأما مفهوم الملكية الفكرية فيعني الحقوق القانونية‬ ‫التي تنشأ عن ابتكار ما في مجال ما ؛ ماديا كان أو معنويا ‪..‬‬ ‫ومن هذا المنطلق المفهومي فالملكية الفكرية حق‬ ‫لصاحبها ؛ لكونها خالصة أث��ره في االجتهاد واإلب��داع‬ ‫والمشاركة في التنمية الثقافية ‪..‬‬ ‫وغير خاف على أهل النظر أن الملكية الفكرية لها مردود‬ ‫يضمن ‪:‬‬ ‫تشجيع االبداع‪..‬‬ ‫تدفق المعرفة والعلم‪..‬‬ ‫الطابع القانوني لحماية مجهود األفراد والجماعات‬ ‫والحقوق الفكرية بهذا المعنى هي ذات ‪:‬‬ ‫حرمة يقرها القانون ذي الصلة‪..‬‬ ‫حماية تؤكدها مساطر خاصة تعنى باالنتصار لكيانات‬ ‫أدبية أو مادية ‪..‬لكونها عناصر من شخصية أصحابها ؛‬ ‫وبالتالي فال يجوز الحجز عليها ‪..‬‬ ‫والملكية الفكرية بوسمها نتاجا ذهنيا خاصا تصبح نظير‬ ‫«ملكية مقدسة» كما يرى بعض فقهاء القانون‪..‬‬ ‫واالتجاه الغالب عندهم هو أن حقوق المؤلف ليست‬ ‫حقا واحدا ؛ بل حقين ؛ أحدهما أدبي وثانيهما مالي ؛ وهو‬ ‫ما أكدته محكمة النقض الفرنسية في حكمها لقضية‬ ‫«لوكوك» حيث أقرت بازدواجية حق المؤلف‪..‬‬ ‫وباالستناد إلى ازدواجية هذا الحق ؛ فالمؤلف يتمتع‬ ‫بحق استئثاري مانع متصل بسلطته في طبع ونشر مؤلفه‪..‬‬ ‫الذي ال يمكن نشره دون ‪:‬‬ ‫رضاه‬ ‫أوالموافقة من ذوي حقوقه ؛ ألن هذا الحق غير قابل‬ ‫للتصرف ‪..‬‬ ‫وبالتالي فال معنى لممارسة الناشر ألي أبوة على نتاج‬ ‫غيره ؛ بتعديل أو حذف أو زيادة أو تشويه‪..‬‬ ‫واهلل يعصمنا من الزلل‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫ع اإلعالمي والروائي‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫حوار م‬

‫عبد الرحيم التوراين من قلب مدينة بريوت‬

‫‪2/2‬‬ ‫ تصادف وجودك في بيروت مع حدث فاجعة انفجار‬‫المرفأ‪ .‬وقد كنت من المثقفين العرب األوائل الذين‬ ‫نقلوا بشكل حي تفاعلهم مع االنفجار‪ .‬ضعنا أمام‬ ‫تفاصيل ما حدث كشاهد حي؟‬ ‫ مع انتشار الوسائل التكنولوجية الحديثة‪ ،‬من هواتف ذكية‬‫مزودة بكاميرات‪ ،‬وحضور واسع للقنوات الفضائية والمواقع‬ ‫الرقمية واإلذاعات‪ ،‬التي تنقل األحداث مباشرة لحظة وقوعها‬ ‫بالصورة والصوت‪ ،‬وتمنح الكلمة للضحايا األحياء ولشهود‬ ‫العيان مع تقديم آراء المحللين المختصين‪ ،‬لم يبق هناك في‬ ‫اعتقادي من دور أساسي لمن يسمى بـ «شاهد حي»‪ ،‬أي شهادة‬ ‫يمكن تقديمها بعد ما تابع العالم ورأى ما حدث وحصل‪ .‬ربما‬ ‫يمكن الكالم عما تزال أصداؤه تتفاعل في كياني وذاكرتي‪ ،‬وما‬ ‫أقرأه على وجوه الناس حتى وهي تبدو لك أنها تجاوزت الكارثة‬ ‫وانصرفت لشؤونها‪ ،‬العيش والحياة العادية‪ .‬آثار الحرب األهلية‬ ‫ال تزال موشومة كالندوب في نفوس البشر هنا‪ .‬فكيف بكارثة‬ ‫وقعت قبيل أيام‪..‬‬ ‫ما حدث بالنسبة لي أفظع من تصورات الجحيم التي جاءت‬ ‫في الكتب السماوية‪ ،‬وفي الكتابات الملحمية ألبي العالء المعري‬ ‫ودانتي ألليغري‪ .‬إنه شيء ال يصدق‪ ،‬وكيف يمكن أن يوجد على‬ ‫وجه األرض‪ .‬أفكر دائما في الضحايا وعائالت الضحايا‪ ،‬أستحضر‬ ‫مالمح بعض من شاهدت صورهم‪ ،‬بل إني قمت بتصوير واحدة‬ ‫منهم‪ ،‬هي الشهيدة ألكسندرا نجار‪ ،‬طفلة في الثالثة ونصف من‬ ‫سنواتها الغضة‪ ،‬إذ صادفتها في بداية «ثورة تشرين» بساحة‬ ‫الشهداء رفقة والدها‪ ،‬وكنت يومها أقوم بالتقاط صور «أطفال‬ ‫الثورة»‪ .‬لما ذهبت ضحية االنفجار وطالعت صورة الصغيرة‬ ‫تعرفت عليها من خالل وجه والدها‪.‬‬ ‫أحس بي كأني راهب يمارس الحداد على موتى يأتي بهم‬ ‫أهلهم بجثامينهم إليه‪ ،‬كي يتلو عليها اسطرا من تراتيل قداس‪.‬‬ ‫إال أني هنا لست راهبا وال فقيها‪ ،‬وأنا من يجيء إلى الضحايا‬ ‫ويستحضرهم ليبكيهم بالدم‪ .‬وقد قمت بتدوين بعض ما عشته‬ ‫في يوميات نشرت جزءا منها في مجلة إلكترونية لبنانية‪.‬‬

‫دائما وما يزال تحت سيطرة حزب اهلل الشيعي‪ ،‬كما هو الوضع‬ ‫بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت‪ ،‬وأن االنفجار الذي وقع‬ ‫هو تفجير لمواد متفجرة (نترات أمينوم) كانت مخزنة بالعنبر‬ ‫‪ 12‬في الميناء‪ .‬والجواب عن أسئلة مثل‪ :‬لمن تعود تلك المواد‪،‬‬ ‫ولماذا جلبها‪ ،‬ولماذا بقيت مخزنة ألعوام تزيد عن الخمسة أو‬ ‫الستة أعوام‪ ،‬ومن كان يعلم أنها مواد خطيرة قد تسبب في‬ ‫الكارثة ولم يتحرك‪ ،‬بالرغم من توصله بتقارير تحذيرية من‬ ‫موظفين رفعوها إلى من يهمه األمر‪ .‬الجواب عن مثل هذه‬ ‫األسئلة وغيرها قد يصل إلى حقيقة ما جرى وحدث يوم الرابع‬ ‫من غشت الماضي‪.‬‬

‫ المغرب كان من البلدان العربية األولى التي عبرت‬‫عن تضامنها مع محنة لبنان عبر إرسال مساعدات‬ ‫طبية وإنسانية‪ .‬كيف تفاعلت شخصيا مع المبادرة‬ ‫وما هي انطباعات اللبنانيين تجاه ذلك؟‬ ‫ كانت المبادرة المغربية بقرار ملكي مبادرة محمودة‬‫وتم الترحيب بها هنا على أوسع نطاق رسمي وشعبي‪ .‬فاق‬ ‫عدد الطائرات المغربية التي وصلت إلى مطار بيروت أعداد‬ ‫طائرات الدول األخرى‪ .‬طائرات محملة بالمساعدات الغذائية‬ ‫واللوجستيكية والطبية‪ ،‬كما بادر المغرب إلى إرسال مستشفى‬ ‫ميداني عسكري مع نخبة من أهم الكادر الطبي والتمريضي‬ ‫من المستشفيات العسكرية بالمغرب‪ ،‬ويوجد هذا المستشفى‬ ‫بمنطقة الكرنتينا القريبة من الميناء في بيروت ومن منطقة‬ ‫الجميزة التي تضررت مبانيها أكثر وسقط فيها ضحايا‬ ‫كثيرون‪ .‬ويعرف إقباال واسعا‪ ،‬إذ يتوافد عليه مختلف اللبنانيين‬

‫والمقيمين بلبنان والالجئين السوريين والفلسطينيين‪ ،‬ويوميا‬ ‫تجرى بالمستشفى عمليات جراحية بعضها معقد‪ .‬باختصار‬ ‫سمعة المستشفى المغربي أكثر من طيبة‪ ،‬وراية المغرب ترفرف‬ ‫في ساحته جنب راية لبنان رمزا للتضامن واألخوة بين الشعبين‬ ‫العربيين المغرب ولبنان‪.‬‬

‫ وأنت خارج الوطن علمت بفقدان أصدقاء كثيرين‬‫عزيزين عليك‪...‬ثريا جبران ‪...‬عبدالعظيم الشناوي‪...‬‬ ‫كيف عشت هذا األلم عن بعد؟‬

‫ أصبح خبر الموت والنعي خبرا عاديا‪ ،‬كل يوم أفتح التلفون‬‫ألقرأ على الوتساب والفيسبوك نعي صديق من أصدقاء الطفولة‬ ‫أو من الجيران أو من األهل القريبين‪ ،‬أو نعي صديق ربطتني‬ ‫به مهنة اإلعالم وهموم الثقافة والفن‪ .‬من الفنانين رحل عنا‬ ‫المسرحي عبد العظيم الشناوي وتبعته الفنانة والوزيرة السابقة‬ ‫ثريا جبران‪ ،‬ثم الصديق الممثل والمخرج أنور الجندي‪ ،‬وهؤالء‬ ‫كانوا من أصدقائي‪ ،‬ثم الممثل عبد الجبار الوزير الذي لم تسمح‬ ‫لي الظروف بلقائه‪ ،‬لكنه يعتبر من الفنانين الذين فتحت عيني‬ ‫على أعماله بصحبة رفيقه المرحوم محمد بلقاس‪.‬‬ ‫ورحل صديقي اإلعالمي محمود معروف مدير مكتب صحيفة‬ ‫«القدس العربي» بالرباط‪ .‬وربطتني به عالقات تزيد عن أربعة‬ ‫عقود منذ أن وصل إلى المغرب‪ .‬كنت سأحزن أكثر كوني لم‬ ‫أتمكن من تشييع أصدقائي وحضور جنازاتهم‪ ،‬لكن كورونا‬ ‫ساوت بيني وبين من هم في المغرب‪ ،‬فال تشييع وال مراسم‬ ‫جنازات‪.‬‬ ‫(انتهى)‬

‫‪ -‬ما هي تحليالتك الخاصة لحيثيات ما حصل؟‬

‫ ما حدث في مرفأ بيروت من انفجار خطير يوم الثالثاء‬‫المصادف ل‪ 4‬غشت ‪ ،2020‬حدث يتحدى الوصف وال يمكن‬ ‫التعبير عنه بجمل وكلمات‪ .‬المراقبون الدوليون قارنوه بانفجار‬ ‫القنبلة الذرية في هيروشيما باليابان سنة ‪ .1945‬وحقيقة‬ ‫ما حدث ربما ستظل إلى وقت غير محدد عصية على الكشف‬ ‫العلني‪ ،‬خاصة وأن السلطات اللبنانية والمتحكمين في شؤون‬ ‫البلد رفضوا التحقيق الدولي‪ .‬ليضاف االنفجار إلى ألغاز أخرى في‬ ‫موطن األرز وبلد جبران خليل جبران وفيروز‪ .‬سأنقل لك هنا ما‬ ‫يروج على ألسنة الناس من مختلف الطوائف وهو أن المرفأ كان‬

‫إلياس الخوري مع الثوار‬ ‫(تصوير التوراني)‬

‫مع الفنان التشكيلي والنحات اليساري شربل فارس‬ ‫في حديقة منزله بالنبطية‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫من أعالم طنجة المعاصرين ‪:‬‬

‫الدكتور عبد اهلل عبد املومن‬

‫إعداد ‪ :‬عدنان الوهابي‬

‫هوعبد اهلل بن محمد بن أحمد بن هشام بن الصديق بن عبد المومن ولد سنة (‪1977‬م)‬ ‫بحي أمراح بالمدينة العتيقة ب (طنجة)‪.‬‬ ‫التحق في سن الخامسة بالمدرسة الشعبية اإلسالمية الحرّة بالسقاية الجديدة بطنجة‪ ،‬وأحرز‬ ‫منها على شهادة االبتدائي‪ ،‬ثم شرع في حفظ القرآن الكريم وهويدرس بها‪ ،‬وانتقل بعد التخرج‬ ‫إلى السلك اإلعدادي فدرس بإعدادية القصبة ثم تخرج منها والتحق بالتعليم األصيل‪ ،‬وكان في‬ ‫ّ‬ ‫ومُستهل الثانوي ــ قد أكمل حفظ القرآن الكريم‪،‬‬ ‫هذا اإلبان ــ أي بين مرحلة االبتدائي واإلعدادي‬ ‫مما ساعده على استيعاب العلوم اإلسالمية ومَداخلها التي أفاد منها في ثانوية موالي سليمان‬ ‫حيث درس على زمرة من الفقهاء واألدباء والبالغيين المتخصصين‪ ،‬مع التكوين المزدوج في‬ ‫الفنون الموازية‪.‬‬ ‫كان االرتباط الوثيق بالزاوية الصديقية بطنجة نسبا وسببا دافعا إلى األخذ المبكر على‬ ‫شيوخها‪ ،‬وحضور حِ َلقِها العلمية ومن أهمها مجالس الحافظ المحدث السيد عبد اهلل بن‬ ‫الصديق‪ ،‬وهي تتنوع إلى مجالس درس ومجالس إفتاء‪ ،..‬إضافة إلى مجالس أشقائه وخطبهم‪،‬‬ ‫والشغف بقراءة كتبهم ومصنفاتهم‪ ،‬وقد تزامن ذلك في الزاوية أيضا بالدراسة على الفقيه األستاذ‬ ‫عبد العزيز الخليع متن األجرومية والفرائض ودروسا في البالغة والفقه‪ ،‬إضافة إلى مراجعة دروس‬ ‫التعليم األصيل كلما استشكلت عليه‪ ،‬كما حضر مستمعا على الفقيه أحمد التوزاني بمسجد الحافة‬ ‫بطنجة دروسا في شرح الورقات واأللفية والمية األفعال وغيرها‪..‬‬ ‫وقرأ بعض المصنفات الحديثية على العالمة المحدث السيد عبد اهلل التليدي‪ ،‬ورحل إلى الشام‬ ‫فسمع في مجالس من الشيخ عبد القادر األرناؤوط بدمشق والشيخ المحدث نورالدين عتر بحلب‬ ‫وناوله بعض كتبه‪ ،‬والعالمة المحدث محمد الفاتح الكتاني‪ ،‬والعالم األستاذ الدكتور محمد سعيد‬ ‫رمضان البوطي‪ .‬ورحل إلى الحجاز وسمع من العالمة محمد بن علوي المالكي الحسني بمكة‬ ‫المكرمة وكان يحضر مجالسه كل سنة إلى أن مات رحمه اهلل‪ ،‬ولقي ابنه الدكتور‬ ‫أحمد بن محمد علوي وقد خلفه مدرسا بعده‪ ،‬وسمع من العالمة السيد أيوب أبكر‬ ‫أسد بن علي األهدل الشافعي بمكة أيضا وناوله بعض كتبه‪ ،‬واألستاذ الدكتور‬ ‫مصطفى بن كرامة اهلل مخدوم وكان يدرس أصول الفقه بالجامعة اإلسالمية‬ ‫ثم انتقل إلى جامعة طيبة وقد ناوله أيضا بعض كتبه ومنها تحقيقه للمهيع‬ ‫في األصول البن عاصم وكتابه قواعد الوسائل‪ ،‬وأجازه كل هؤالء إضافة‬ ‫إلى العالمة الفقيه محمد بوخبزة بتطوان‪ ،‬وإجازة عامة بمرويات الحافظ‬ ‫أحمد بن الصديق من قبل أخيه العالمة الفقيه النوازلي السيد الحسن بن‬ ‫الصديق‪ ،‬وقام ببحوث بإشراف األستاذ الدكتور إبراهيم بن الصديق في‬ ‫مرحلة الدراسات العليا المعمقة بتطوان‪ ،..‬وحضر بعض الدروس على‬ ‫الفقيه النوازلي الهبطي المواهبي بالقنيطرة‪ ،‬والعالمة األصولي المنطقي‬ ‫امحند الورياغلي بكلية أصول الدين بتطوان‪ ،‬والعالمة محمد الحبيب‬ ‫التجكاني‪ ،‬والعلماء األساتذة محمد اإلدريسي التمسماني في الدراسات‬ ‫األصولية‪ ،‬وزيد أبوشعرة في األصول والقواعد‪ ،‬وتوفيق الغلبزوري في‬ ‫األصول‪ ،‬والحسن العلمي في الحديث والفكر اإلسالمي‪ ،‬وإدريس بنضاوية‬ ‫في علوم الحديث‪ ،‬بارك اهلل في الجميع‪ ،‬ورحم من انتقل إلى جواره الكريم‪.‬‬ ‫حصل على اإلج��ازة من كلية أصول الدين بتطوان سنة ‪2000‬م‪.‬‬ ‫وفي العام الموالي التحق في نفس الكلية بسلك الدراسات العليا المعمقة‬ ‫وحدة العقيدة والفلسفة‪ ،‬فقرأ السنة األولى فقط ولم يُتم‪ ،‬وقام ببحوث‬ ‫في الفلسفة والعقيدة بإشراف األستاذ محمد بنيعش‪ ،‬والحديث‬ ‫بإشراف األستاذ إبراهيم بن الصديق وغيرها‪ ،‬ثم التحق‬ ‫بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة لمتابعة دبلوم الدراسات‬ ‫العليا أيضا وح��دة ال��دراس��ات المنهجية الشرعية في‬ ‫إل��ي��ه��ا‬ ‫الغرب اإلس�لام��ي وك��ل ه��ذه األس�لاك العليا ك��ان يلجُ‬ ‫بمباريات وطنية كبرى ال في أصول الدين وال في ابن طفيل‬ ‫بالقنيطرة‪ ،‬وحصل سنة ‪2004‬على شهادة دبلوم الدراسات‬ ‫العليا‪ ،‬وك��ان موضوع بحثه هودراسة وتحقيق لكتاب‬ ‫«أشراط الساعة وذهاب األخيار وبقاء األشرار» لإلمام عبد‬ ‫الملك بن حبيب األندلسي المالكي ‪238‬هـ‪.‬‬ ‫التحق بعد ذلك بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة المولى إسماعيل بمكناس‪ ،‬فسجل في‬ ‫وحدة الدكتوراه «االجتهاد المقاصدي‪ :‬التاريخ والمنهج»‪ .‬تخصص أصول الفقه والمقاصد‪ ،‬فحصل‬ ‫على شهادة الدكتوراه سنة ‪2012‬م‪ ،‬في موضوع « أثر الذرائعية والواقعية في المسالك االجتهادية‬ ‫عند المالكية وتفعيله في القضايا المعاصرة»‪ ،‬وكان اختيار الموضوع بإيعاز من فضيلة العالمة‬ ‫الدكتور فريد األنصاري رحمه اهلل‪.‬‬ ‫قام الدكتور عبد اهلل بن عبد المومن بتأطير األئمة والفقهاء‪ ،‬في مشروع ميثاق العلماء‪،‬‬ ‫بإشراف وزارة األوقاف سنة ‪ 2011‬إلى ‪2013‬م‪ ،‬وشارك في تأطير األئمة والخطباء والوعاظ في «دورة‬ ‫المقاصد» بإشراف المجلس العلمي المحلي إلقليم السمارة سنة ‪2016‬م‪ .‬كما اشتغل بالتدريس‬ ‫فدرس مادة التفسير وعلوم القرآن‪ ،‬والفقه‪ ،‬والحديث‪ ،‬بمؤسسة ولي العهد للقراءات السبع‪ ،‬التابعة‬ ‫لوزارة األوقاف منذ سنة ‪ .2009‬ودرس مادة التفسير والحديث والفقه بمؤسسة اإلمام القرطبي‬ ‫للتعليم العتيق بطنجة منذ سنة ‪2010‬م‪ .‬ومادة األصول والخطابة والمكتبة ومواد أخرى بمعهد‬ ‫التوعية اإلسالمية بطنجة منذ سنة ‪ 2004‬إلى ‪2012‬م‪ .‬ومادة التربية اإلسالمية بأقسام الثانوي‬ ‫التأهيلي بالمؤسسات الخاصة التابعة لوزارة التربية الوطنية لمدة سنتين ‪2006 /2005‬م‪.‬‬ ‫وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه التحق للعمل بكلية العلوم الشرعية السمارة سنة (‪ 2013‬م‬ ‫) فدرّس مجموعة من المواد من بينها (أصول الفقه‪ ،‬مقاصد الشريعة‪ ،‬الفقه بأغلب تخصصاته (فقه‬ ‫األموال‪ ،‬واألسرة‪ ،‬والتبرعات‪ ،‬والسلوك واآلداب الشرعية‪ ،)..‬والتقعيد الفقهي والقواعد والنظريات‬ ‫الفقهية‪ ،‬واالجتهاد واإلفتاء‪ ،‬وقواعد االستنباط‪ ،‬والتعارض والترجيح‪ ،...‬كلها بسلك اإلجازة‪.‬‬ ‫وفي سلك الماستر درّس طبقات الفقهاء في المذهب المالكي‪ ،‬وأدلة المذهب المالكي‬ ‫وأصوله‪ ،‬وعلم التخريج‪ ،...‬وأشرف على بحوث كثيرة‪.‬‬ ‫إن هذه المسيرة العلمية الحافلة بالعطاء أهلت الدكتور عبد اهلل عبد المومن لكي يتقلد‬ ‫مسؤوليات متعددة منها‪ :‬تكليفه بمهمة تدبير البحث العلمي والشؤون األكاديمية بكلية العلوم‬ ‫الشرعية بالسمارة منذ ‪2016‬م‪ ،‬وأستاذ زائر في الفقه وأصوله بجامعة محمد الخامس أبوظبي‪،‬‬ ‫وأستاذ زائر بالمنصة العلمية اإللكترونية للرابطة المحمدية للعلماء (تخصص أصول الفقه)‪،‬‬

‫وعضولجان التحكيم التابعة للرابطة المحمدية للعلماء منذ سنة ‪2014‬م‪ ،‬وعضولجان التحكيم‬ ‫بمجلة جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية ‪2015‬م‪ .‬وعضولجان التحكيم بجامعة‬ ‫محمد الخامس أبوظبي‪ ،‬ومنتدى تعزيز السلم بالرباط وأبوظبي‪ ،‬وعضوهيآت علمية بمجالت‬ ‫ودوريات دولية منها (مجلة المدونة) بجامعة البليدة بالجزائر‪ ،‬وعضوفي هيأة تحرير مجلة اللغات‬ ‫واآلداب بجامعة الجزائر‪ ،‬وعضوالهيأة العلمية واالستشارية في المجلة الدولية للعلوم اإلنسانية‬ ‫والتربوية بتركيا‪ ،‬وعضومؤسس لمجلة كلية العلوم الشرعية بالسمارة ورئيس تحريرها‪ ،‬وعضوفي‬ ‫منصة ومجلة أُريد الدولية للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ومنسق وحدة الفقه واألصول بمؤسسة كلية العلوم الشرعية بالسمارة منذ سنة ‪2013‬م‪.‬‬ ‫ومدير ورئيس تحرير مجلة اإلبصار «مجلة علمية محكمة تعنى بقضايا الفكر والواقع» منذ سنة‬ ‫‪2013‬م‪.‬‬ ‫وله مشاركات إعالمية سمعية بصرية بكل من‪ :‬إذاعة طنجة‪ ،‬اإلذاعة الوطنية‪ ،‬ميدي ‪ ،1‬إذاعة‬ ‫كاب راديو‪...‬‬ ‫ألقى المترجم له محاضرات متنوعة في عدة ملتقيات علمية‪ ،‬وشارك في ندوات متنوعة‬ ‫بمختلف أقطار العالم العربي والدولي من بينها‪ :‬ندوة االجتهاد والتجديد في أصول الفقه بأكادير‬ ‫‪ 2010‬جامعة ابن زهر كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ .‬بموضوع‪« :‬األدلة التبعية وإشكال التوهم‬ ‫واالختالف‪ :‬الذرائع والمصلحة واالستحسان أنموذجا»‪ ،‬وندوة الفتوى وتحديات العولمة بتلمسان‬ ‫‪2011‬م بموضوع‪»:‬مزالق التنزيل الذرائعي في القضايا المعاصرة»‪ .‬بإشراف وتنسيق وزارة األوقاف‬ ‫الجزائرية‪ .‬ندوة الحديث السابعة بدبي ‪2015‬م بموضوع‪« :‬قواعد التدبير المالي في السنة النبوية‬ ‫تأصيال وتنزيال» بتنسيق كلية الدراسات العربية واإلسالمية بدبي‪ .‬وفي نفس السنة ندوة دولية‬ ‫بين الرابطة المحمدية للعلماء ومكتبة اإلسكندرية في نقض أصول التطرف شارك فيها‬ ‫بموضوع‪ :‬أصول التدبير الوقائي والعالجي لظاهرة التطرف في الفقه النوازلي‬ ‫المالكي‪ ،‬وندوة األبناك التشاركية في كلية العلوم الشرعية بالسمارة سنة‬ ‫‪2016‬م‪ .‬بموضوع‪« :‬مدخل إلى أصول التكييف الفقهي لألعمال المصرفية»‪،‬‬ ‫وندوة التعايش بين الحضارات بتنظيم مؤسسة المكي مورسيا للثقافة‬ ‫والفنون بمدريد ‪ ،2017‬وندوتي ديوان الوقف السني وجامعة اإلمام‬ ‫األعظم ببغداد في تجديد الخطاب الديني‪ ،‬واإلعجاز العلمي في القرآن‬ ‫الكريم سنتي ‪ ،2019 ،2017‬بموضوعين‪( :‬تجديد مباحث أصول الدين‬ ‫بين المدارسة والممارسة)‪ ،‬و(لواحق اإلعجاز التشريعي‪ :‬الـتأويل‪ ،‬وكليات‬ ‫اإلصالح في الكون واإلنسان)‪...‬وندوة حماية الوطن في السنة النبوية‬ ‫بكلية الوصل بدبي سنة ‪2017‬م‪ ،‬بموضوع‪( :‬الوطن والوطنية في السنة‬ ‫النبوية‪ :‬حتمية االنتساب ومقصدية الحماية‪ ،‬دالالت استقرائية في‬ ‫نصوص السنة وفقهها) وندوات وتظاهرات علمية أخرى‪.‬‬ ‫للدكتور عبد اهلل عبد المومن مشاركات علمية‪ ،‬حيث أغنى‬ ‫الساحة المغربية بمجموعة من المؤلفات تتوزع بين الدراسات والتحقيق‬ ‫والتقديم ‪:‬‬ ‫فمن كتبه الدراسية العلمية نجد « أثر الذرائعية والواقعية في المسالك‬ ‫االجتهادية عند المالكية وتفعيله في القضايا المعاصرة»‪ ،‬و«مقاالت ومقامات‬ ‫في الجانب الجمالي من التشريع»‪ ،‬و» درر الرجال‪ :‬علماء وصلحاء أدركتهم»‬ ‫(الجزء األول) تراجم مغربية وشرقية‪ ،‬و« رؤى معرفية في األصول‬ ‫والمقاصد»‪ ،‬و«القواعد المستنبطة من «دواوين المالكية» في‬ ‫السلوك واآلداب»‪ .‬عرض وبيان وتوضيح»‪ .‬و«نبذ التعصب‬ ‫والعنف من خالل علوم السنة ومناهجها (دالالت استقرائية‬ ‫في مسالك الرواية والدراية)‪ ،‬وغيرها‪...‬‬ ‫وفي مجال التحقيق قام الدكتور عبد اهلل عبد المومن‬ ‫بتحقيق ‪« :‬أشراط الساعة وذهاب األخيار وبقاء األشرار»‬ ‫لإلمام عبد الملك بن حبيب األندلسي المالكي ‪238‬هـ‪ ،‬و«‬ ‫من غير النبي صلى اهلل عليه وسلم أسماءهم من الصحابة»‬ ‫للعالمة محمد المدني بن جلون الفاسي ‪1298‬ه‪ ،‬و» إعالم‬ ‫الج ّلة األعالم بمن غير النبي صلى اهلل عليه وسلم ما لهم من األعالم» للشيخ عبد الرحمن بن‬ ‫ِ‬ ‫جعفر الكتاني‪.‬‬ ‫أما في تقديم الكتب فقد قام ب « تقديم وتبويب كتاب‪« :‬سراج الدلجة في فضل طنجة»‬ ‫للمحدث عبد العزيز بن الصديق الغماري‪ .‬وتقديم وتصحيح كتاب «حيرة تالميذ اإلعدادي والثانوي‬ ‫التأهيلي» لألستاذ محمد سعيد الشركي اخناشر‪ ،‬وتقديم كتاب‪« :‬قوانين صوفية» للهاشمي بن‬ ‫عجيبة دراسة وتحقيق‪ :‬حسناء بن عجيبة‪ ،...‬وتقديم كتاب في «علماء بعض قبائل غمارة» قيد‬ ‫الطبع بحول اهلل‪.‬‬ ‫ويتولى الدكتور عبد اهلل عبد المومن اآلن رئاسة تحرير مجلة اإلبصار‪ ،‬التي صدر منها لحد‬ ‫اآلن خمسة اعداد‪.‬‬ ‫ومنذ بداية األلفية الثالثة وإلى اآلن كتب الدكتور عبد اهلل عبد المومن في جرائد ومجالت‬ ‫مختلفة‪ ،‬بعضها ينتمي إلى المغرب وبعضها ينتسب إلى خارجه‪ ،‬لكن الالفت في هذه المنابر‬ ‫الفكرية والثقافية هوتنوع اهتماماتها واختالف توجهاتها ومقاصدها مما ينسجم مع شخصية‬ ‫الباحث المحكومة باالتزان واالعتدال ويتناغم مع موسوعيته وتبحره‪ .‬ومن بين مقاالته نجد‪« :‬‬ ‫العدل في أصول المذهب المالكي»‪( .‬مجلة اإلحياء للرابطة المحمدية للعلماء‪ .‬العددان‪،)35 ،34:‬‬ ‫و« أثر مراعاة مقصد حفظ األمة في فتاوى المالكية»‪( .‬مجلة اإلحياء للرابطة المحمدية للعلماء‪.‬‬ ‫العددان‪ .) 38 ،37 :‬و«مزالق التنزيل الذرائعي في القضايا المعاصرة»‪( .‬مجلة اإلبصار تصدرها‬ ‫جمعية إبصار للتربية والثقافة والبحث العلمي‪ .‬العدد األول‪2013 /‬م)‪ « .‬جوهر األمن في اإلسالم‬ ‫ونبذ فكر المروق واإلجرام»‪( .‬مجلة منتدى الحوار‪ .‬العدد األول‪2003 :‬م الرباط)‪ ،‬و«المسؤولية‬ ‫وتجديد بنائها بين الوازع األخالقي والرقي الحضاري (كتاب القيم في المجتمع المعاصر‪ ،‬سلسلة‬ ‫ندوات جامعة محمد الخامس أبوظبي ‪ ،)2019‬و«إعمال المصلحة في التعايش بين المختلفين‬ ‫عقديا» (مجلة المعرفة والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد الثالث‪2020 ،‬م)‪ ،‬و«أصول التدبير الوقائي‬ ‫والعالجي لظاهرة التطرف في الفقه النوازلي المالكي» (مجلة اإلحياء‪ ،‬عدد ‪2018 ،46 ،45‬م)‪...‬‬ ‫وغيرها‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ال�سفري ّ‬ ‫ال�شاعر ابن مدينة تطوان ال�س ّيد‬ ‫ّ‬

‫التهامي �أفيالل يف ذ ّمة اهلل‬ ‫(‪1349-1442‬هـ‪1930-2020/‬م)‬

‫يونس السباح‬

‫قبَ�س من حياته املهنية وال�شخ�صية‬ ‫ينتمي األستاذ المرحوم ب��إذن اهلل سيدي‬ ‫التهامي أفيالل‪ ،‬إلى أسرة شريفة النّسب‪ ،‬يرجع‬ ‫أصولها إلى قبيلة (الجبل الحبيب)‪ ،‬وقد استقر أحد‬ ‫أجداده بتطوان بطلب من سلطان المغرب‪ ،‬تبرّكاً‬ ‫بعلمه ونسبه‪.‬‬

‫سيرته‪:‬‬

‫ولد سيدي التهامي أفيالل بتاريخ‪15 :‬رجب ‪1349‬هـ‪/‬‬ ‫‪ 06‬دجنبر ‪1936‬م‪ ،‬ببيت أسرة أفيالل‪ ،‬الكائن بحومة البلد‪،‬‬ ‫درب بن مرزوق حيث مسكن جدّه قاضي تطوان سيدي‬ ‫التهامي أفيالل‪ ،‬من والده الحاج عبد السالم أفيالل‪ ،‬الذي‬ ‫كان يتعاطى التجارة‪ ،‬ووالدته الفاضلة‪ ،‬السيدة ر ُقوشة‬ ‫بنتُ حكيم تطوان‪ ،‬المصلح السّلفي‪ ،‬السيد عالل الخطيب‪.‬‬ ‫ووسط هذه األسرة الممتدّة‪ ،‬كان محاطاً بالعلم والفضل‪،‬‬ ‫فعمّه وزير العدلية‪ ،‬سيدي محمد أفيالل‪ ،‬وعمه اآلخر األديب‬ ‫الفقيه سيدي البشير أفيالل‪ ،‬وجدّه القاضي الحازم الشهير‪،‬‬ ‫سيدي التهامي أفيالل‪ .‬ففي وسط هذه األسرة العالمة‪ ،‬صقل‬ ‫مواهبه‪ ،‬وتفتّحت أمامه أبواب الدراسة الشرعية التقليدية‬ ‫والنظامية معاً‪.‬‬ ‫حفظ سيّدي التهامي أفيالل القرآن الكريم في سنّ‬ ‫الصّبا‪ ،‬بإيعاز من عمّه الوزير محمد‪ ،‬كما حدّثني بنفسه‬ ‫رَحمه اهلل‪ ،‬وبعد إتمام الحفظ‪ ،‬درس بتطوان الدراسة‬ ‫النظامية‪ ،‬لينتقل بعدها إلى معهد التجارة وإدارة األعمال‬ ‫بمدينة غرناطة اإلسبانية‪ .‬وبعد عودته من إسبانيا‪ ،‬التحق‬ ‫بكلية الحقوق بكلية اآلداب الرباط‪ ،‬في أول��ى أيّامها‪،‬‬ ‫وبها درس القانون بمختلف شعبه‪ .‬وبهذا المزج بين‬ ‫اللغة اإلسبانية والمعرفة بالقانون‪ ،‬أُهّ��ل لولوج السلك‬ ‫الدبلوماسي بوزارة الخارجية المغربية‪ ،‬حيث خضع لدورة‬ ‫تدريبية موسّعة‪ّ ،‬‬ ‫نظمتها مؤسسة كارنيجي األمريكية‪،‬‬ ‫انطالقاً من بيروت‪ ،‬ومروراً ّ‬ ‫بكل من القاهرة وجُنيف‪ .‬وبعد‬ ‫هذه الجولة التدريبية‪ ،‬عيّن في بعثات دبلوماسية مهمة‬ ‫في ّ‬ ‫كل من‪ :‬بغداد‪ ،‬وبيروت‪ ،‬التي قضى فيها قرابة خمس‬ ‫ً‬ ‫سنوات‪ ،‬قائما بأعمال السفارة تحت تكليف السفير المستشار‬

‫أحمد بن سودة الذي كان يعرف حنكته وفضله ونزاهته‪،‬‬ ‫ثمّ انتقل إلى سفارة مدريد‪ ،‬وبوينوس أيريس عاصمة‬ ‫األرجنتين‪.‬‬ ‫نال األستاذ التهامي أفيالل عدّة أوسمة رفيعة‪ ،‬من‬ ‫المغرب‪ ،‬وتونس‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬وكان يحتفظ بذكريات‬ ‫مهمة حول مساره الدبلوماسي بمختلف البلدان‪ ،‬وقد قامت‬ ‫إذاعة طنجة –مشكورة‪ -‬بنبش ذاكرته‪ ،‬واستخراج ما فيها‬ ‫ّ‬ ‫(مذكرات) سنة ‪2018‬م‪ ،‬وفيه‬ ‫من أحداث وعبر‪ ،‬في برنامج‬ ‫حكى كثيراً من تفاصيل حياته‪.‬‬ ‫تو ّفي رَحمه اهلل مساء يوم ّ‬ ‫الثالثاء ‪ 8‬شتمبر ‪ 2020‬بعد‬ ‫تعرّضه لكسر في ظهره‪ ،‬نتجت عنه أزمة قلبية‪ ،‬توفي على‬ ‫إثرها‪ ،‬ودفن ظهر يوم األربعاء بالمقبرة العمومية (سيدي‬ ‫المنظري) بحوش أسرة أفيالل قرب والده وأخته وباقي من‬ ‫تو ّفي من أسرته‪.‬‬

‫ّ‬ ‫المثقف ‪:‬‬ ‫التهامي أفيالل‬

‫يُعَدّ فقيدنا سيدي التهامي رَحمه اهلل‪ ،‬من جيل‬ ‫الرواد الذين كان همّهم العلم والمعرفة والثقافة‪،‬‬ ‫والذين يؤمنون ّ‬ ‫بأن سبيل نهوض الدول وتقدّمها‬ ‫ال يتمّ إ ّال عن طريق الفكر والحضارة والرّقي‪،‬‬ ‫وبفضل خبرته الكبيرة‪ ،‬ودراسته الواسعة‪ ،‬كان‬ ‫مطلعاً على اللغات األجنبية‪ ،‬متقناً لها‪ ،‬والسيما‬ ‫اإلسبانية منها‪ ،‬ولذلك ال تجده إ ّال قارئاً‪ ،‬أو كاتباً‪،‬‬ ‫أو مطالعاً لكتاب‪ ،‬أو مستمعاً لبرامج تثقيفية‪،‬‬ ‫سياسية‪ ...‬فبعد أن أحيل الفقيد على المعاش‪،‬‬ ‫رجع لمسقط رأسه تطوان‪ ،‬وابتنى لنفسه (فيال)‬ ‫مهمة بالجناح األخضر (بوعنان) ليستقرّ بها‬ ‫بقيّة عمره‪ ،‬ولكنه لم يجد الجو الذي كان يرتقب‪،‬‬ ‫والمحيط المصاحب له‪ ،‬خصوصاً بعد فترة طويلة‬ ‫قضاها خارج المغرب بالسفارات المختلفة‪ ،‬وكان‬ ‫هذا سبباً كافياً إلعادة النظر في مقرّ سكناه‪،‬‬ ‫ليختار أخيراً عاصمة المغرب (الرّباط) مستقرّاً‬ ‫له ومُقاماً‪ ،‬حيث أصدقاؤه ورفقاؤه وأصفياؤه‪.‬‬ ‫وبالرّباط شغل نفسه بالعلم والمعرفة‪( ،‬والنفس‬

‫إن لم تشغلها بحق‪ ،‬شغلتك‬ ‫بباطل)‪ ،‬وهناك صار يرتاد‬ ‫على األندية (الصالونات)‬ ‫األدب���ي���ة‪ ،‬م��ث��ل ن���ادي‬ ‫(الصقلي) (نادي الجراري)‬ ‫ال��خ‪ ،‬وه��ذا م��ا أوح��ى له‬ ‫بتأسيس منتدى آخر يشرف‬ ‫عليه بنفسه وببيته‪ ،‬ولمّا‬ ‫كان ارتباطه بتطوان‬ ‫ارتباطا وثيقاً‪،‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫اختار له اسم‪( :‬منتدى عشّ الحمامة)‪ ،‬والحمامة هي تطوان‪،‬‬ ‫وعشها هو بيته‪ ،‬ومن لطيف المعاني في هذا السّياق ّ‬ ‫أن‬ ‫جدّ المتَرجم (سيدي المفضل أفيالل) هو أوّل من أطلق‬ ‫لقب الحمامة على مدينة تطوان‪ ،‬في مرثيته الشهيرة‪...‬لكن‬ ‫حفيده أسّس لها عشّاً آخر بمدينة بالرّباط‪.‬‬ ‫وهناك بمنتدى (عشّ الحمامة) كان يستضيف مختلف‬ ‫الشّخصيات العلمية والسياسية فيوجّه لهم دعوات خاصة‬ ‫لكل حدث‪ ،‬ويستعدّ ّ‬ ‫بأسمائهم‪ ،‬ويختار الوقت المناسب ّ‬ ‫كل‬ ‫االستعداد‪ ،‬موزّعاً األدوار‪ ،‬فاألفكار‪...‬وكان يرتاد منتداه علماء‬ ‫تطوان وفضالؤها‪ ،‬وأصدقاؤه من الرّباط وفاس‪ ،‬ودام هذا‬ ‫المنتدى سنوات‪ ،‬ألقي فيه عدد من القصائد‪ ،‬والمحاضرات‬ ‫المتع ّلقة بشخصيات وكتب‪ ،...‬وممن كان يرتاد (عُشّه)‪:‬‬ ‫محمد الطنجاوي الشاعر‪ ،‬و أحمد اإلدريسي التطاوني‪ ،‬محمد‬ ‫بن شريفة المحقق البارع‪ ،‬حسن أوريد السياسي األديب‪،‬‬ ‫نجاة المريني العالمة‪ ،‬د‪ /‬امحمد بن عبود‪ ...‬وآخرون‪ .‬إضافة‬ ‫إلى نشاطه بمؤسسة ذاكرة األندلس التي كان أحد أعضائها‬ ‫المؤسّسين‪.‬‬ ‫وببيته بتطوان (كابو نيكرو) كان يرتاد عليه جملة من‬ ‫أصدقائه المث ّقفين‪ ،‬الذين اختارهم اهلل إلى جواره‪ ،‬ومنهم‪:‬‬ ‫الدكتور حسن الوراكلي‪ ،‬واألستاذ الشيخ إسماعيل الخطيب‬ ‫رحم اهلل الجميع‪.‬‬

‫التهامي أفيالل الشاعر‪:‬‬

‫يعدّ المترجَم السيّد التهامي أفيالل رحمه ُ‬ ‫اهلل من‬ ‫الشعراء بالفطرة‪ ،‬فهو وإن كان في تكوينه الدراسي بعيداً‬ ‫عن األدب والشعر‪ ،‬ولكنه صاحب ذوق وتمكن في العربية‪،‬‬ ‫كثير العشق لها‪ ،‬والقراءة لشعرائها‪ ،‬وخالل عمله بالسلك‬ ‫الدبلوماسي‪ ،‬كانت تربطه عالقة مع كبار شعراء الوقت‬ ‫آنذاك‪ ،‬ويجالس أهل الثقافة‪ ،‬ويرتاد صالونات الكبار‪ ،‬ورغم‬ ‫أنّه لم يدرس ميزان الشّعر (العروض) حسبما صرّح لي به‪،‬‬ ‫إ ّال أنه تجاوز عقبته بفضل ذكائه‪ ،‬ورهافة إحساسه‪ ،‬وجميل‬ ‫تذوقه‪ .‬فتغنى بالشام‪ ،‬وهام بتطوان‪ ،‬ولما اشترى بيته بمنتع‬ ‫(كابو نيكرو) كتب قصيدة أهداها لصاحب المركب السكني‬ ‫األنيق‪ ،‬الحاج أحمد الرباحي رحمَه اهلل‪ ،‬ونقشت بعد مدّه‬ ‫على حائط وسط المركب هناك حسب ما بلغني‪ .‬ومن نفثاته‬ ‫الشعرية متغزّ ًال بتطوان تحت عنوان‪( :‬مها تطوان)‪ ،‬مأخوذة‬ ‫من ديوانه الشعري اليتيم‪( :‬هديل)‪ ،‬ومنها‪[ :‬البسيط]‬

‫مها تطوان راعتْ أم لها سبب؟‬ ‫سهام لحظك هذي أمرها عَجـــبُ‬ ‫مرّت مواكبها للطرف خاطفــة‬ ‫ّ‬ ‫مرور نجم السّرى شقت له السحبُ‬ ‫يفترّ مبسمها عن ثغر مبسمها‬ ‫كأنها قمر ّ‬ ‫حفتْ به الشّهـــــــــبُ‬ ‫‪kkk‬‬

‫تطوان يا خير جنّات نعمتُ بها‬ ‫والعمر في بحره للنّور يرتَقـــــبُ‬ ‫على مرابعك الفيحا درجتُ وفي‬ ‫أحضان دوحكِ لي طف ً‬ ‫ال حال ال ّلعبُ‬ ‫نعم‪ ،‬أنا ّ‬ ‫الطفل في دنياكَ مغتبط ًا‬ ‫ولو جرَتْ بي إلى الشيخوخة َ‬ ‫الحِقـبُ‬ ‫وها أنا لم أزل طف ً‬ ‫ال كعهدك بي‬ ‫ما إن أتيتك سبّاق الخطى أثـــــبُ‬

‫التهامي أفيالل الصديق‪:‬‬

‫كان سيدي التهامي أفيالل يقدّر كلمة الصّداقة ويعرف‬ ‫معناها‪ ،‬بل ويجسّدها في الواقع‪ ،‬كما هو خلق اإلسالم‬ ‫السّمح الرفيع‪ ،‬فهو الصّديق الذي ربطته صلة استمرّت‬ ‫إلى يوم وفاته بكبار الشخصيات‪ ،‬سواء من أسرته‪ ،‬أو من‬ ‫أقاربه من أهل تطوان‪ ،‬أو أصدقاء العمل‪ ،‬إلى نزاهة وع ّفة‬ ‫عزّ نظيرهما‪ ،‬فما عرف عنه ما يكدّر صفو العالقة‪ ،‬بل‬ ‫منهجه دائماً االحترام المتبادل‪ ،‬اليؤذي أحداً ال من قريب‬ ‫وال من بعيد‪ ،‬يسالم الجميع‪ ،‬ويالطف ّ‬ ‫كل واحد بحسب‬ ‫طبعه‪ ،‬فأخالقه أخالق الشخصيات الكبار ممن جمعوا بين‬ ‫العلم والسياسة والكياسة‪ ،‬وحدّثني رحمه ُ‬ ‫اهلل أنّه أخذ عن‬ ‫صديقه األديب الحاج امحمد بنونة بيتاً كان كثير ّ‬ ‫التمثل به‪،‬‬ ‫وهو للصّفيّ الح ّلي‪:‬‬

‫ِإنّا َلقومٌ َأبَتْ أخال ُقنا شرفــــ ًا‬ ‫ْ‬ ‫أن نَبتَدي باألذى مَن َليسَ يؤذينــا‬

‫التهامي أفيالل األنيق‪:‬‬

‫إن الذي يخالط سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬ويعرفه المعرفة‬ ‫التّامة‪ ،‬يدرك أنّه صاحب ذوق رفيع‪ ،‬فلباسه أنيق‪ ،‬ومنطقه‬ ‫أنيق‪ ،‬وابتسامته أنيقة‪ ،‬وترحيبه أنيق‪ّ ،‬‬ ‫فكل شيء يصدر منه‬ ‫بد ّقة‪ ،‬كالم موزون‪ ،‬وأسلوب دارج أقرب إلى العربية‪ ،‬وكتبه‬

‫ً‬ ‫محاطا بالعلم والف�ضل‪،‬‬ ‫كان‬ ‫فع ّمه وزير العدلية‪� ،‬سيدي‬ ‫محمد �أفيالل‪ ،‬وعمه الآخر‬ ‫الأديب الفقيه �سيدي الب�شري‬ ‫�أفيالل‪ّ ،‬‬ ‫وجده القا�ضي احلازم‬ ‫ال�شهري‪� ،‬سيدي التهامي �أفيالل‪.‬‬ ‫ففي و�سط هذه الأ�سرة العاملة‪،‬‬ ‫�صقل مواهبه‪ّ ،‬‬ ‫وتفتحت �أمامه‬ ‫�أبواب الدرا�سة ال�شرعية‬ ‫التقليدية والنظامية ً‬ ‫معا‬

‫أنيقة‪ ،‬وبيته من أرقى ما رأيت في حياتي‪ ،‬فهو متحف بكل ما‬ ‫تحمله الكلمة من معنى‪ ،‬ومن مدخله إلى آخر جزء فيه‪ ،‬وكل‬ ‫شبر فيه يحكي قصة زمان ومكان‪ ،‬من أثاث إلى لوحات‪ ،‬إلى‬ ‫فرش‪...‬والخالصة ّ‬ ‫أن ال ّلطف تجسد في الرّجل بشكل كبير‬ ‫ال نظير له‪ ،‬فال ّ‬ ‫يمل جالسه منه‪.‬‬ ‫تجمعني بالراحل صداقة متينة‪ ،‬وحب متبادل‪ ،‬فقد كنت‬ ‫آوي إلى بيته (عش الحمامة) بالرباط كلما زرتها‪ ،‬وأسمع‬ ‫وأروي عنه التاريخ الدبلوماسي المغربي‪ ،‬وينشدني من شعره‪،‬‬ ‫وينفحني من كرمه‪ ،‬عالوة على أرشيفه المهم المتمثل في‬ ‫الرسائل المتبادلة بين أسرته مع مختلف الشخصيات‪ ،‬والتي‬ ‫نشرت ربعه في ‪ 43‬حلقة بجريدة الشمال‪.‬عرفت فيه النبل‪،‬‬ ‫والصدق‪ ،‬والوفاء‪ ،‬والكرم‪ ،‬والنخوة‪ ،‬واألدب‪ ،‬والذوق العالي‪،‬‬ ‫واللطف بمختلف أشكاله‪ ،‬وما بخل علي يوما بشيء مما تحت‬ ‫يده‪ ،‬بل كان يقدرني ويشجعني ويتصل بي وأتصل به أنا‬ ‫بين الفينة واألخرى‪...‬‬ ‫وقد زرته قبل أسبوع ببيته بشاطئ كابو نيكرو [المضيق]‪،‬‬ ‫وتذاكرنا‪ ،‬واتفقنا أن أزوره لما يذهب إلى الرباط في آخر هذا‬ ‫الشهر‪..‬بيد أن القدر سبقني إليه‪ ،‬وواحر قلباه من ألم فراقه‪،‬‬ ‫فبيننا ذكريات ومذاكرات ال يمحوها الزمان‪.‬‬ ‫رحمه اهلل ورضي عنه‪ ،‬وتقبله في الصالحين‪ ،‬وألحقنا به‬ ‫مسلمين‪ ،‬يارب العالمين‪.‬‬ ‫ومن باب الوفاء به‪ ،‬نهيب بأصدقائه وأسرته ومعارفه‪،‬‬ ‫أن يجمعوا كلمات عنه تلخص تجاربه‪ ،‬وتستوعب مسار حياته‬ ‫وفكره بشكل أكبر‪ ،‬مع مزجها بالصور الفوتوغرافية الناطقة‪،‬‬ ‫ليبقى العمل للتاريخ‪ ،‬ويخ ّلد اسمه ضمن األسماء الالمعة في‬ ‫العلم والسياسة‪.‬‬ ‫فنعزّي أسرته ومحبيه وأصدقائه‪ ،‬والسيما حرمه‬ ‫الفاضلة‪ ،‬السيدة خديجة بوهالل‪ ،‬وأبناؤهما الكرام البررة‪،‬‬ ‫السادة‪ :‬عبد السالم‪ ،‬وعمر‪ ،‬وأمين‪ ،‬سائ ً‬ ‫ال المولى تعالى أن‬ ‫يرحمه ويعفو عنه‪ ،‬ويغفر له‪ ،‬ويلحقنا به مسلمين‪ ،‬ويحفظ‬ ‫أسرته من كل سوء‪ ،‬والحمد هلل أوّ ًال واخيراً‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الملحق الثقافي والفني‬

‫أبو يوسف طه‬ ‫في عزلته‪:‬‬

‫كتابتي ت�شبهني‪..‬‬ ‫يوجد صنف من الكتاب يؤثر أن يبقى قليل الظهور‪ ،‬في‬ ‫ما يشبه العزلة‪ ،‬أو الزهد في األضواء‪ ،‬وإن لم تعد هناك‬ ‫أضواء في الحياة الثقافية الراهنة في العالم العربي‪ .‬إنها‬ ‫غالباً ما تسلط على نوع آخر من الناس ليسوا بالضرورة‬ ‫كتاباً ومفكرين‪.‬‬ ‫ال��روائ��ي والقاص المغربي أب��و يوسف طه (مواليد‬ ‫عام ‪ - 1946‬مراكش) ينتمي إلى هذا الصنف‪ .‬إنه كاتب‬ ‫«وامض» تلمحه من حين آلخر في زاوية بعيدة عن الضجيج‬ ‫الثقافي‪ ،‬يظهر لبرهة‪ ،‬ثم يختفي‪ .‬حتى تدويناته على وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي تجدها خاطفة‪ ،‬كما لو أن الرجل يريد أن‬ ‫يقول كلمته سريعاً‪ ،‬ويعود إلى خلوته‪ ،‬حتى ال يشغل الناس‬ ‫به‪ ،‬وال يشغل نفسه بالناس‪ .‬وقبل أن تدخل البالد مرحلة‬ ‫«الحجر الصحي» كان أبو يوسف طه منذ سنوات عديدة في‬ ‫حالة من «الحجر الثقافي»‪.‬‬ ‫في هذا الحوار يشرح أبو يوسف طه‪ ،‬أحد رواد األدب‬ ‫الحديث في المغرب‪ ،‬لـ»اندبندنت عربية» أسباب توقفه عن‬ ‫الكتابة‪ ،‬ثم عودته إليها‪ ،‬مبرراً خيار العزلة‪ ،‬ومُبدياً رأيه في‬ ‫الحياة الثقافية المغربية الراهنة‪.‬‬ ‫سألته‪ :‬قبل أربع سنوات أعلنت عن توقفك النهائي‬ ‫عن الكتابة‪ ،‬وتوقفت بالفعل فترة ثم عدت برواية «عش‬ ‫الطائر المتوحد» (المركز الثقافي العربي)‪ ،‬ما الذي جعلك‬ ‫تعلن عن التوقف؟ وما الذي جعلك تعود؟ فقال‪« :‬لم تكن‬ ‫لدواع‬ ‫الكتابة‪ ،‬كما لمعظم كتّاب جيلي‪ ،‬غواية أو استجابة‬ ‫ٍ‬ ‫نفسية‪ ،‬بل اقتداء بكتاب ملتزمين‪ ،‬فهي في إدراكنا رسالية‪،‬‬ ‫قرينة برؤية حياتية مؤمنة بتجاوز عوائق الواقع وقساوته‬ ‫وإحباطاته‪ ،‬متجاوبة مع ما يروج في الحقل السياسي وما‬ ‫يسترفده من الحقل الثقافي‪ .‬وال يخفى وقتئذ أن السرديات‬ ‫المستأثرة باالهتمام واألكثر تأثيراً‪ ،‬كانت ذات طبيعة‬ ‫راديكالية‪ ،‬وكانت الفجوة منعدمة في بلدنا بين الثقافي‬

‫والسياسي‪ .‬فالتصادي الوجداني والفكري مع تموجات‬ ‫الواقع في مواقفي‪ ،‬وفي محتوى ما أكتبه‪ .‬وأنا بالغ الحرص‬ ‫على أال أخطئ التقدير‪ ،‬كنت أتوقف استجابة لهذا الداعي‬ ‫من جهة‪ ،‬وتبرماً مما يصيب الجسم الثقافي والسياسي من‬ ‫مرائية وتزلف وانتهازية وسوء التقدير المتبادل‪ ،‬وأكاد أقر‬ ‫بأن «عش الطائر المتوحد» الثمرة الناضجة لمحموالت هذا‬ ‫المنحى»‪.‬‬ ‫قبل هذا اإلعالن كان أبو يوسف طه منقطعاً عن الكتابة‬ ‫نحو عشر سنوات‪ ،‬فهل كان يرى أن الحياة العامة في‬ ‫المغرب‪ ،‬السياسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ال تشجع على‬ ‫الكتابة‪ ،‬أم أن االنقطاع يعود إلى أسباب ذاتية؟ يجيب‪« :‬أما‬ ‫أن المغرب ال يشجع على الكتابة فالواقع يؤكد ذلك‪ ،‬ويوجد‬ ‫مدسوسون في مختلف المجاالت ذات الصلة بالعمل الثقافي‬ ‫يستهويهم التحبيط‪ ،‬ودس البعوضة في األذن‪ .‬وهؤالء‬ ‫فقراء اإلدراك‪ ،‬كما أن البنيات الثقافية بمختلف تشعباتها لم‬ ‫ترق من حيث التحفيز وخلق أقنية التداول محلياً وعربياً إلى‬ ‫مقاولة صناعية (الصناعة الثقافية) ذات اإلنتاج والمردودية‬ ‫العالية‪ .‬الكتاب عندنا ال يمكنهم االستغناء بالكتابة عن‬ ‫مورد عيش خارجها‪ ،‬ألنهم سيضطرون للتسول أو احتراف أي‬ ‫شيء‪ .‬فالثقافة مُزدراة‪ ،‬وخاصة في العقود األخيرة‪ .‬ويجب‬ ‫أن نضع في البال التحوالت الطارئة على األوضاع االعتبارية‬ ‫اجتماعياً‪ .‬فالوجاهة متنقلة كما لو كان ذلك بفعل فاعل‪.‬‬ ‫وهنا نرى تقهقر وضع الكاتب والمثقف لحساب فئات أخرى‪.‬‬ ‫لقد تم التهميش واالقتناص والترويض‪ .‬إن انقطاعي كان‬ ‫وعياً بذلك‪ ،‬وإحساساً بالخذالن‪ ،‬واكتشافاً ألغوار الناس‪،‬‬ ‫وتلمساً لما أجراه السياق العام من تبدل مضمون معجم‬ ‫القيم النبيلة إلى النقيض»‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬تبدو منعز ًال عن األوساط الثقافية‪ ،‬ميا ًال إلى ما‬ ‫يشبه العزلة‪ ،‬فما السبب في ذلك؟ فرد قائ ً‬ ‫ال‪« :‬يجب إبالغك‬

‫عبد الرحيم الخصار‬ ‫صديقي أنني اشتغلت أستاذاً ثم مراقباً تربوياً‪ ،‬فرئيس‬ ‫مصلحة تربوية‪ ،‬ومكلفاً التخطيط‪ .‬وهذه المواقع أتاحت‬ ‫لي االشتغال والتواصل في اإلطار اليومي‪ ،‬وفي إطار ندوات‬ ‫ولقاءات‪ ،‬وأيام دراسية وغيرها‪ .‬وهذا عمل خصب ومتنوع‬ ‫في بُعده األقصى‪ ،‬وحالة كهذه تخفض في النفس الميل‬ ‫إلى التسكع خلف المنصات الثقافية‪ ،‬في وقت ضمرت فيه‬ ‫محتويات األشياء‪ ،‬وفسدت الحوافز والمطامح‪ .‬كما أن معرفة‬ ‫دقائق األمور في المجالين الثقافي والسياسي تملي وضع‬ ‫مسافة ببناء مرقبة عزلة»‪.‬‬ ‫عن اعتماده في كتاباته على لغة اإليماء واإلش��ارة‬ ‫والتكثيف‪ ،‬بدل اإلسهاب السردي واالستعراضات اللغوية‪،‬‬ ‫وهل يمكن أن نقول إن قصة أبو يوسف طه تشبه كاتبها؟‬ ‫قال‪« :‬مجاراة لما قررت فإن كتابتي شبيهة بي‪ ،‬فأنا ميال‬ ‫يَسم نصوصي من التصرف‬ ‫للصمت‪ ،‬ويصدق ذلك على ما ِ‬ ‫في اللغة باتزان‪ ،‬وعدم الجنوح للتبذير‪ .‬إن التعامل مع اللغة‬ ‫واألفكار كتقطير العطر‪ .‬فكم نستخرج من العطر من حمولة‬ ‫شاحنة من الزهور؟ إن الوصول إلى اللب في التعبير ليس‬ ‫أمراً سه ً‬ ‫ال‪ .‬إنه عسير‪ ،‬ويتطلب جهداً في إطراح الزوائد‪.‬‬ ‫وأسألك كشاعر أال يستهويك التعبير عن إحساس أو فكرة‬ ‫بكلمات قليلة؟ إن األمر أشبه بكتابة على رأس دبوس‪،‬‬ ‫أليس األمر جيداً؟»‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪xw‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫العربي غجو‬

‫الغريـــب‬

‫الزجالة سناء الركراكي‬

‫الغريـــــــــــب‬

‫ٌ‬ ‫كسول‬ ‫صباحٌ‬

‫َّقيم‬ ‫والهوا ِء الس ِ‬

‫بديدانٍ ورقيةٍ‬

‫والموسيقى المجروحة‬

‫تزحفُ فوق الحروفِ‬

‫في نافذة جاريَ العجو ِز‬

‫وعلى أَ ُ‬ ‫سْط ِح الذاكرة‬

‫صباحُ ِّ‬ ‫الظباء الطليقةِ‬

‫صباح كسول‬

‫في مرا ِب ِع القصيدةِ‬

‫يانع‬ ‫ٍ‬ ‫بصَخَب ٍ‬

‫صباحُ الموسيقى الضَّاجةِ‬

‫ماجن‬ ‫وعنفوان‬ ‫ٍ‬

‫ِب ُ‬ ‫الحرب وألويةِ الهزيمةِ‬ ‫نُذ ِر‬ ‫ِ‬

‫َه ْل ُ‬ ‫و�سات َح ْجر‬

‫توحشت ريحت زمان‬ ‫ريحت عود النوار و الريحان‬ ‫ريحت الند والبخور‬ ‫ريحت المسك و العطور‬ ‫ريحت الصفا و النقا‬ ‫لفكل درب كنت كنلقا‬ ‫بديت نحس فحومتي غريب‬ ‫اهلل ياربي الحبيب‬ ‫مابقالي ال حنين ال قريب‬ ‫فين ضحكة الصبيان؟‬ ‫فين شهامة الشبان‪...‬؟‬ ‫حد ما بقى يبان‬ ‫غاب ضو الشمعة‪! ...‬‬ ‫غاب سكس د الجمعة‪! ...‬‬ ‫راه على حمتي كنزل كل يوم دمعة‪.‬‬ ‫تبدلوا عليا الوجوه و السكان‬ ‫ما بديت نعرف راسي فشمن مكان‬ ‫الحقد وال فالكبار و الصغار‬ ‫جار ما يعاون جار‪،‬‬ ‫كل واحد من الخور كيغار‬ ‫كثرات فحومتي الفوضى و الطغيان‬ ‫ما بديت نعرف المزيان ملعيان‬ ‫كل واحد فهواه فاني‬ ‫ونا ملغربه كنعاني‬ ‫عييت بالهدرا و المعاني‬ ‫قالوا عليا بهالي‬ ‫حمق كيسهر الليالي‬ ‫عندهم الحق لفبالهم ماهو فبالي‪.‬‬

‫َه ْل ُ‬ ‫و�سات حَ جْ ر‬

‫وأوتار مشدودةٍ‬

‫العناق الغامض‬ ‫صباحُ‬ ‫ِ‬

‫لألقاصي‬

‫مع حورياتٍ‬

‫صباحٌ غامضٌ‬

‫يُحررن دمي‬

‫بما فيه‬

‫ويطِرْن بي‬

‫مورق‬ ‫لعاب‬ ‫ٍ‬ ‫من ٍ‬

‫نحو المتاه‬

‫وخيوط عناكبَ‬

‫أفتحُ كتاب «الروض»»‬

‫وسُتْراتٍ َّ‬ ‫مُبللةٍ‬

‫أُحدِث ُثقبا في جغرافيا العدَم‬

‫منكسر‬ ‫وشهيق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ُ‬ ‫وأصهل وحيدا في البراري‬

‫منسكب‬ ‫وأريج‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫يا «أنا» ‪..‬‬

‫في دنانِ الشوق والحمى‬ ‫ِّتوي‬ ‫صباح الد ٍ‬ ‫َّبَق الش ِ‬

‫أيها اللهب الجريح!‬ ‫‪ ..‬كف عن هذا العواء‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫�إ�صدار جديد‬

‫«الأعمال امل�سرحية»‬ ‫صدر حديثا ضمن «منشورات‬ ‫ب��اب الحكمة» بتطوان المغرب‬ ‫كتاب «األعمال المسرحية» للباحث‬ ‫والمسرحي االحتفالي الالمع األستاذ‬ ‫رضوان اح��دادو‪ ،‬المعروف بعطائه‬ ‫الباذخ في التأليف المسرحي وفي‬ ‫التأريخ للحركة المسرحية بالمغرب‪،‬‬ ‫وخصوصا بشمال البالد‪.‬‬ ‫وجاء الكتاب في جزءين وحوالي‬ ‫‪ 700‬صفحة م��ن القطع الكبير‪،‬‬ ‫يتضمن ك��ل األع��م��ال المنشورة‬ ‫للكاتب لحد اآلن‪.‬‬ ‫ق���دم ل��م��ج��م��وع��ة «األع���م���ال‬ ‫المسرحية» لرضوان اح��دادو شيخ‬ ‫االحتفالية بالمغرب وخارجه الدكتور‬ ‫عبد الكريم برشيد‪ ،‬ال��ذي أنصف‬ ‫الرجل في نص أدبي مطول رفيع‪،‬‬ ‫مبرزا قيمة هذه األعمال في سياق‬ ‫تطور الحركة المسرحية ببالدنا‪،‬‬ ‫وعالقاتها ب��األوض��اع االجتماعية‬

‫والثقافية والسياسية بالمغرب‬ ‫وال��وط��ن ال��ع��رب��ي خ�لال العقود‬ ‫األخيرة‪ .‬كما أكد على خصوصيات‬ ‫ال��ك��ت��اب��ة ع��ن��د اح�����دادو األدي���ب‬ ‫والمسرحي وال��ف��اع��ل الجمعوي‬ ‫والسياسي‪ ،‬وتأثره بغنى التجارب‬ ‫بكل ه��ذه ال��رواف��د ال��ت��ي جعلت‬ ‫منه إنسانا وثيق االرتباط بالتربة‬ ‫والناس‪ ،‬وهو في نفس اآلن يمتح‬ ‫من ثقافته الواسعة التي تجد في‬ ‫التراث انموذجا يصيغ منه متونه‬ ‫بكل توهج حداثتها‪.‬‬ ‫«األعمال المسرحية» الحدادو‬ ‫إضافة نوعية للمكتبة المغربية‬ ‫وال��ع��رب��ي��ة ف��ي م��ج��ال ال��م��س��رح‪،‬‬ ‫االحتفالي منه خصوصا‪ ،‬لما يشكله‬ ‫هذا النوع من حبل سري مرتبط‬ ‫بنبض الشارع والمجتمع‪ ،‬يرفض‬ ‫الستائر والحجب والحواجز حتى‬ ‫الفنية والمعنوية منها‪.‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ب�سطر رحب‬ ‫*مـحـمـد عــابـد‬ ‫عندما أتذكرك‬ ‫خارج إرادتي‪،‬‬ ‫أجلس وحيدا‬ ‫وأكنس ما تبقى منك ‪..‬‬ ‫أحرض النسيان على الهجوم‪،‬‬ ‫أحرضه على المحو‬ ‫عَلَني أستعيد فوضاي‬ ‫‪ Jouaquin Sabina‬حتى أغاني خواكين صابينا‬ ‫أجلتها لرقصة أخرى‬ ‫لرحلة أخرى‬ ‫حتى يتمكن المحو من مسوداتنا‬ ‫ويعود كل واحد منا إلى سطره ‪،‬‬ ‫بصدر رحب‬ ‫وسطر أرحب‬ ‫أقول ‪:‬‬ ‫ذاكرتي اآلن مثقوبة‬ ‫فاعذريني ‪،‬‬ ‫قد أهتم في القادم من األيام‬ ‫بعدِ النجوم‬ ‫وركوب األمواج‬ ‫والعزف على أوتار من حبال‬ ‫وتهنئة الجبال على كبريائها‬ ‫وجمع الطوابع البريدية‬ ‫وحرق الرسائل القديمة‬ ‫وتشغيل المكنسة الكهربائية في منتصف الليل‬ ‫لنفض الغبار على عناق عابر‬ ‫في محطة القطار البعيدة ‪،‬‬ ‫قرب حانة الوداع ‪.‬‬

‫ب�سطر رحــــــب‬

‫رضوان احدادو‬ ‫د‪ .‬الطيب الوزاني‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫الروائي الفذ‬ ‫امليلودي �شغموم‬ ‫يجتاز محنة‬ ‫�صحية خطرية‬ ‫عبد الكريم جويطي‬

‫املغاربة‬ ‫يجتاز الروائي الفذ الميلودي شغموم محنة صحية‬ ‫خطيرة‪ ،‬بدأت منذ سنوات خلت وتفاقمت مؤخرا‪ .‬وهو‬ ‫اآلن يرقد بإحدى مصحات العاصمة‪ .‬الميلودي شغموم‬ ‫من العالمات المضيئة في السرد المغربي‪ ،‬يحسب‬ ‫له توسيعه لفضاءات الرواية المغربية من خالل رسم‬ ‫معالم بادية تتخاصر فيها القساوة مع النقاء وصفاء‬ ‫السريرة‪ ،‬ويحسب له أيضا أنه‪ ،‬وبحكم تخصصه‪ ،‬فتح‬ ‫حقل انفتاح الرواية على األفكار الفلسفية‪ ،‬ومنح األدب‬ ‫المغربي نصوصا مميزة فيها ذكاء الفكرة والمعية‬ ‫الصياغة‪ ..‬يحتاج الميلودي اليوم لرعاية خاصة ليتجاوز‬ ‫هذه المحنة العصيبة‪ ..‬وعلينا جميعا كتابا ونقادا‬ ‫وعشاقا لألدب أن ننشغل بوضعه الصحي وأن نلفت‬ ‫اإلنتباه له حتى تعود لنا ضحكته الطيبة والساخرة‬ ‫ويستأنف عطاءه المميز‪....‬‬ ‫هناك من الروايات من تقتصر فقط على المتعة األدبية‪،‬‬ ‫والنهل من الوقائع الخيالية ‪،‬وتسعى إلى بث التشويق في‬ ‫نفسانية القارئ ‪،‬وهناك من الروايات الماتعة التي تأخذ بفكر‬ ‫وكيان المتتبع لها ‪،‬وتبث في ذهنه افكارا وتصورات وإشكاالت‪،‬‬ ‫وتطرح ايحاءات وايماءات من التاريخ‪ ،‬الواقع‪ ،‬المجتمع‪ ،‬القبيلة‪،‬‬ ‫البنية ‪..‬‬ ‫ضمن هذا الباب تندرج رواية «المغاربة» للروائي المغربي‬ ‫عبد الكريم جويطي‪ .‬صدرت الرواية ألوّل مرة عام ‪ 2016‬عن‬ ‫المركز الثقافي العربي في الدار البيضاء‪ .‬ودخلت في القائمة‬ ‫الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام ‪ ،2017‬المعروفة‬ ‫باسم «جائزة بوكر العربية»‪.‬‬ ‫حكايات غنية‪ ،‬وتيمات مميزة‪ ،‬ومواضيع قويمة‪ ،‬مستوحاة من‬ ‫التاريخ المغربي المعاصر والراهني‪ ،‬من التركيبة السوسيولوجية‬ ‫والتراتبية للمجتمع المغربي‪ ،‬من جور واستبداد القواد ‪،‬من عبق‬ ‫معاناة األعمى الضرير في المجتمع المغربي‪ ،‬من رحيق العادات‬ ‫والتقاليد‪ ،‬من غياهب القتل والسلب والجشع‪ ،‬من أغوار الخيبات‬ ‫واالنتكاسات‪ ،‬من سليل قهر معطوبي الحروب‪ ،‬من حياة المغاربة‬ ‫وصراعاتهم في فترة ما بعد االستقالل‪.‬‬ ‫رواية برؤية متبصرة ونافذة ‪،‬وبمعطيات زاخرة‪ ،‬مقدمة‬ ‫بسالسة من طرف صاحبها الذي استطاع أن يغوص في ذهنية‬ ‫المغاربة‪ ،‬ويقدم صورة ناصعة حول فكرهم و الصراع الذي كان‬ ‫قائما بينهم‪ ،‬ولربما بعض تلك المظاهر الزالت حاضرة حتى في‬ ‫اآلونة الحالية اآلنية‪.‬‬ ‫من يطالع العمل‪ ،‬سيجد نفسه في متعة أدبية ضافية ‪،‬تنهل‬

‫من الخبايا التاريخية والسوسيولوجية ‪،‬وتحفر في عالم الذهنيات‬ ‫بشكل ينم عن حنكة الكاتب وحذقه وتقديمه لعمله في أبهى‬ ‫حلة ورونق ‪.‬‬ ‫مقتطف من الرواية «رجالن في عِراك دام‪ ،‬يوشك أحدهما‬ ‫ٍ‬ ‫بأن يجهَز على اآلخر بضربة هراوة‪ .‬أحدهما سيقتل في النهاية‪،‬‬ ‫يظهر ذلك من شراستهما‪ ،‬والعصف الكامن في جسديهما‬ ‫ّ‬ ‫والمتوثِبين‪ ،‬ثم ليس هناك مَن يفضّ الخصام‬ ‫المندفعين‬ ‫الضاري بينهما‪ .‬هراوتان في الهواء تأخذان نفساً عميقاً وقاتالً‬ ‫ٌ‬ ‫جالل ما في هذا‬ ‫من الجاذبية لتهويان بقوة وحسم‪ .‬هناك‬ ‫العراك الخرافي‪ .‬بعد حين سيسفح دم‪ ،‬وسيخرّ جسد إلى األرض‪،‬‬ ‫لكن ماذا سيفعل المنتصر بنصره؟ فاألرض من حولهما هضاب‬ ‫جرداء‪ ،‬متفحِّمة‪ ،‬وغاضبة‪ ،‬وأرجلهما تغوص تدريجياً في الرمال‪.‬‬ ‫بأن العدو الحقيقي َّ‬ ‫يتعاركان وهما ال يدركان ّ‬ ‫يتمثل في‬ ‫الرمل الذي يستدرجهما إلى حتفها‪ .‬أيّ عمى أصابهما؟ أال يحتاج‬ ‫أحدهما إلى اآلخر في هذه األرض الجحيمية التي تتَّسع بفداحة‬ ‫لهما ولساللتهما من بعدهما؟! في حمى الهجوم المتبادَل‬ ‫بينهما‪ ،‬والعاطفة العنيفة التي تزيِّن ألحدهما فكرة ّ‬ ‫أن العالم‬ ‫سيكون أفضل من دون أحدهما‪ ،‬وفي اللحظة التي كان فيها كل‬ ‫شيء ممكناً‪ :‬يقتل أحدهما‪ ،‬يُقتالن معاً‪ ،‬يخرّان جريحين نازفين‬ ‫بدون إمكانية إسعاف‪:‬‬ ‫‪-----‬‬‫لتحميل العمل الروائي ‪:‬‬ ‫‪https://www.bookleaks.com/files/fhrst6/37.pdf‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫خاص عن مدينة تطوان‬ ‫�إطالق �إ�سم “محمد الرامي” على مدر�سة‬ ‫ابتدائية بتطوان‬ ‫قام وزي��ر التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪،‬‬ ‫الناطق الرسمي باسم الحكومة‪ ،‬سعيد‬ ‫أمزازي‪ ،‬يوم الثالثاء‪ ،‬بزيارة ورش بناء‬ ‫المدرسة االبتدائية محمد الرامي‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫وقال السيد أمزازي‪ ،‬في تصريح لوكالة‬ ‫المغرب العربي لألنباء‪« ،‬إننا نقوم‬ ‫اليوم بزيارة ورش بناء مدرسة ابتدائية‬ ‫بتطوان‪ ،‬والتي سيطلق عليها اسم‬ ‫محمد الرامي‪ ،‬عرفانا بكل ما قدمه‬ ‫البروفيسور الرامي إلى منظومة التربية‬ ‫الوطنية والبحث العلمي”‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬أشار الوزير إلى قيم‬ ‫وخصال التواضع التي تميز بها الفقيد‪،‬‬ ‫والمصداقية التي كان يتحلى يها ضمن‬ ‫منظومة التربية الوطنية‪ ،‬الفتا إلى‬ ‫أن الراحل لعب دورا كبيرا في الرقي‬ ‫بجامعة عبد المالك السعدي‪.‬‬ ‫وجرت زي��ارة المشروع بحضور الوزير‬ ‫المنتدب المكلف بالتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬إدريس اعويشة‪ ،‬ووالي‬ ‫جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬محمد‬ ‫مهيدية‪ ،‬وعامل إقليم تطوان يونس‬ ‫ال��ت��ازي‪ ،‬ومدير األكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين‪ ،‬محمد عواج‪.‬‬ ‫وستمتد المدرسة االبتدائية محمد‬ ‫الرامي على مساحة تصل إلى ‪1300‬‬ ‫مترا مربعا‪ ،‬مع ساحة مركزية تناهز ‪180‬‬ ‫مترا مربعا وملعبا متعدد التخصصات‬ ‫على مساحة ‪ 360‬مترا مربعا‪ ،‬حيث‬

‫الت�صاميم الهيكلية للأحياء‬ ‫بامل�ضيق‪ ..‬حل لإ�شكاليات التعمري‬ ‫مع وقف التنفيذ‬

‫أعلن ادريس لزعار رئيس مجلس جماعة المضيق يوم أمس األحد ‪ 20‬شتنبر‬ ‫‪ 2020‬شروع الجماعة في تلقي طلبات الحصول على رخص البناء بمجموعة من‬ ‫األحياء التابعة للمدينة بعد دخول بعض وثائق التعمير الجديدة حيز التنفيذ‪.‬‬ ‫وقال لزعار‪ ،‬في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل االجتماعي فايسبوك‪،‬‬ ‫على الراغبين في الحصول على تراخيص البناء إيداع طلباتهم عبر البوابة اإللكترونية‬ ‫لرخص التعمير وهي الخدمة التي تسمح للمواطنين بتقديم طلباتهم بطريقة‬ ‫إلكترونية عن طريق مهندس معماري ووفق شروط معينة‪.‬‬

‫سيتطلب إنجازها غالفا ماليا بقيمة‬ ‫تصل إلى ‪ 6,6‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وستبلغ الطاقة االستيعابية للمدرسة‪،‬‬ ‫التي أطلق عليها اسم محمد الرامي‬ ‫تكريما لرئيس جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي الذي وافته المنية مؤخرا بسبب‬ ‫مضاعفات إصابته بفيروس كورونا ‪60‬‬ ‫تلميذا في التعليم األولي و ‪ 560‬تلميذا‬ ‫في التعليم االبتدائي‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫األطر التربوية واإلدارية‪.‬‬ ‫إثر ذل��ك‪ ،‬ت��رأس السيد سعيد أم��زازي‬ ‫رفقة السيد إدري���س اعويشة حفل‬ ‫تنصيب رئيس جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي بالنيابة‪ ،‬المصطفى استيتو‪.‬‬ ‫ف��ي كلمة بالمناسبة‪ ،‬أش��ار الوزير‬ ‫المنتدب المكلف بالتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي إلى مناقب الفقيد محمد‬

‫ال��رام��ي ال��ذي ع��رف بسمعته الطيبة‬ ‫وتفانيه في العمل وعالقاته الرفيعة مع‬ ‫كافة الفاعلين بالجامعة‪.‬‬ ‫وأض��اف أن وفاة السيد محمد الرامي‬ ‫خسارة للجامعة‪ ،‬الفتا إلى أن تنصيب‬ ‫السيد استيتو سيمكن من مواصلة‬ ‫المشروع الذي وضعه الراحل لتحسين‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أبرز السيد استيتو أن هذه‬ ‫الفترة االنتقالية ستتميز بمواصلة كافة‬ ‫المشاريع المسطرة بجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي وكذا العمليات البيداغوجية‬ ‫واإلداري��ة والمالية التي أطلقها سلفا‬ ‫السيد الرامي‪ ،‬متوقفا عند مقدار الفقيد‬ ‫الشيء الذي أكسبته احترام الجميع‪.‬‬ ‫(و‪.‬م‪.‬ع)‬

‫تعيني ا�ستيتو رئي�سا جلامعة «عبد املالك ال�سعدي»‬ ‫عين الدكتور المصطفى استيتو‬ ‫رئيسا جديدا بالنيابة لجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي بمدينة تطوان‪ ،‬خلفا‬ ‫للراحل الدكتور محمد الرامي‪ ،‬الذي‬ ‫وافته المنية قبل أيام بسبب مضاعفات‬ ‫فيروس كورونا المستجد‪.‬‬ ‫ووفق مصادر هسبريس فإن‬ ‫الرئيس الجديد سيتولى التدبير المالي‬ ‫واإلداري للجامعة المذكورة ابتداء من‬ ‫يوم اإلثنين‪ ،‬إلى حين تعيين رئيس‬ ‫جديد للمؤسسة الجامعية‪.‬‬ ‫ويأتي هذا القرار‪ ،‬المذيل بتوقع‬ ‫إدريس أوعويشة‪ ،‬الوزير المنتدب لدى‬ ‫وزير التربية الوطنية المكلف بالتعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬حفاظا على‬ ‫السير العادي للعمل بجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي بتطوان‪ ،‬عقب الفراغ الذي‬ ‫خلفته وفاة الرئيس السابق الراحل‬ ‫محمد الرامي‪.‬‬

‫ونالت تدوينة رئيس جماعة المضيق‪ ،‬الذي فقد مؤخرا أغلبيته المسيرة للمجلس‬ ‫بعد خالفات حادة مع فريقه المسير‪ ،‬مجموعة من التعليقات واالنتقادات بخصوص‬ ‫المساطر القانونية التي ستتبعها الجماعة لمنح تراخيص البناء‪ ،‬حيث تشكل الوضعية‬ ‫العقارية المعقدة لمدينة المضيق “عائقا كبيرا” أمام الساكنة للحصول على رخصة‬ ‫البناء على اعتبار “أن نسبة كبيرة من المواطنين بالمدينة ال يتوفرون على الملكية‬ ‫القانونية لألراضي ومن تم سيتعذر منحهم رخص البناء أو التحفيظ أو ما شبه ذلك”‪.‬‬ ‫ونبهت إحدى التعليقات إلى أن الجماعة ملزمة اآلن بتسوية الوضعية العقارية‬ ‫للمدينة ومنح الساكنة شواهد ملكية أراضيها قبل التفكير في فتح مجال الحصول‬ ‫على رخص البناء‪ ،‬معتبرة اإلعالن الذي أطلقه رئيس الجماعة مجرد “كالم فارغ”‬ ‫يسعى من خالله إلى كسب ود المواطنين مع قرب االستحقاقات االنتخابية‪.‬‬ ‫مصدر عليم استفسرته “بريس تطوان ” حول إمكانية منح رخص البناء بالنفوذ‬ ‫الترابي لمدينة المضيق صرح أنه رغم إخراج التصاميم الهيكلية لمجموعة من‬ ‫األحياء بمدينة المضيق إال أن األمر سيظل معلقا إلى غاية إيجاد الحلول المناسبة‬ ‫للوضعية العقارية للمدينة‪ ،‬مشددا على أن أغلبية الساكنة يلزمها وثيقة ملكية العقار‬ ‫محل طلب الترخيص بالبناء لكي تحصل على التراخيص الالزمة‪ ،‬مضيفا أن عمالة‬ ‫المضيق الفنيدق ومصالح الوكالة الحضرية لن تقبل بالعقود العرفية التي يقتني‬ ‫بها المواطنون عقاراتهم وهو ما تنص عليه المقتضيات القانونية المنظمة مجال‬ ‫التعمير والبناء‪.‬‬ ‫يذكر أن مدينة المضيق تتوفر على تصميم التهيئة الخاص بها منذ سنة ‪2017‬‬ ‫وهي الوثيقة المنظمة لحركية البناء والتعمير على الصعيد المحلي‪ ،‬إال أن المدينة‬ ‫تعيش وضعية عقارية معقدة بفضل غياب بعض وثائق التعمير األخرى إضافة إلى‬ ‫عدم توفر الساكنة على شهادة ملكية أراضيها التي تتواجد بها مساكنها منذ عشرات‬ ‫السنين‪.‬‬ ‫وكانت جماعة المضيق قد أطلقت مشروعا منذ سنوات لتسوية الوضعية العقارية‬ ‫للمدينة إال أنه سرعان ما توقف ألسباب مجهولة‪.‬‬

‫�إنقالب �شاحنة بطريق‬ ‫عني حل�صن‬

‫بناية مهجورة ب�أحد �أحياء الفنيدق‬ ‫تهدد حياة ال�ساكنة‬ ‫عبرت ساكنة حي “راس لوطا” بمدينة الفنيدق عن تخوفها من‬ ‫وجود بناية مهجورة آيلة للسقوط وتهدد حياة المارة وخاصة األطفال‪.‬‬ ‫ونبهت الساكنة في شكايات متعددة إلى السلطات المحلية‬ ‫ومصالح الجماعة الترابية للفنيدق إلى األخطار المحدقة بالساكنة جراء‬ ‫وجود هذه البناية التي تحولت إلى وكر لألزبال تنبعث منها الروائح‬ ‫الكريهة‪ ،‬محذرة في نفس السياق من تحول البناية المهددة باالنهيار‬ ‫إلى ملجأ لبعض الممارسات الشاذة‪.‬‬

‫وقعت حادثة سير‪ ،‬زوال يوم الخميس الماضي‪ ،‬وُصفت بالخطيرة‪ ،‬في الطريق‬ ‫الرابطو بين تطوان وطنجة وبالضبط على مستوى منطقة عين لحصن‪ ،‬بإقليم‬ ‫تطوان‪.‬‬ ‫ووفق مصادر من عين المكان‪ ،‬فإن السرعة المفرطة‪ ،‬أدت بشاحنة من الحجم‬ ‫الكبير إلى االنقالب‪ ،‬مما تسبب في “بلوكاج” ّ‬ ‫شل حركة السير‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫خاص عن طنجة المدينة‬ ‫الكمامات امل�ستعملة خطر يجوب ال�شوارع‪..‬‬ ‫أث��ارت ظاهرة رمي الكمامات الطبية‬ ‫المُستعملة ب��ال��ش��ارع‪ ،‬غضب ع��دد من‬ ‫المواطنين‪ ،‬مُحذرين من الخطر المُحدق‬ ‫بعمال النظافة‪.‬‬ ‫واستنكرت فعاليات صحية‪ ،‬الطريقة‬ ‫التي يتم بها التخلص من الكمامات الطبية‬ ‫المستعملة‪ ،‬إذ يقوم البعض بإلقاءها‬ ‫في القمامات أو في الشارع العام بشكل‬ ‫عشوائي‪.‬‬ ‫ودق���ت الفعاليات ن��اق��وس الخطر‪،‬‬ ‫مُشددة على أن األم��ر من شأنه تهديد‬ ‫السالمة الصحية لعمال النظافة وتعريض‬ ‫حياتهم للخطر‪ ،‬إذ يقومون بجمع النفايات‬ ‫دون االنتباه إلى الكمامات المستعملة والتي‬ ‫يُمكنها أن تكون قد المست الفيروس أثناء‬ ‫استخدامها‪.‬‬ ‫وأش��ارت الفعاليات ذاتها‪ ،‬إلى خطورة‬ ‫األمر‪ ،‬ومدى مُساهمته في إنتشار الفيروس‬ ‫بين أف���راد المجتمع‪ ،‬م��ؤك��دة أن هذه‬ ‫السلوكات “المُشينة” يجب المُعاقبة عليها‬ ‫والتصدي لها‪.‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫إعداد ‪ :‬حسن أزام‬

‫من هنا‪ ..‬وهناك‪..‬‬ ‫حفل زفاف وخرق الطوارئ ال�صحية‪!!..‬‬

‫فور إشعارها الحادث‪ ،‬انتقلت السلطات المحلية بطنجة إلى إحدى الفنادق‬ ‫المتواجدة بمنطقة بوبانة ليلة السبت‪/‬األحد الماضي‪ ،‬حيث وقفت على تنظيم‬ ‫أحد األشخاص حفل زفاف بشكل سري‪ ،‬وخرق اإلجراءات االحترازية التي شنها‬ ‫المغرب بسبب انتشار وباء كورونا انتقلت إلى عين المكان‪ ،‬حيث أسفرت هذه‬ ‫العملية عن اقتياد كافة المدعوين إلى مخفر الشرطة من أجل تحرير مخالفات‪،‬‬ ‫في حين تم وضع العروسين تحت تدابير الحراسة النظرية رفقة شخصين آخرين‬ ‫مكلفين بقاعة الحفالت‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫وطالبت‪ ،‬بضرورة االحتفاظ بالكمامات‬ ‫المُستعملة لمدة ‪ 24‬ساعة في البيت قبل‬ ‫اإلقدام على لفها بكيس ورميها بالقمامة‪،‬‬ ‫في إشارة إلى الدراسات التي أكدت على أن‬ ‫الفيروس يفقد نشاطه بعد ساعات معدودة‬ ‫ال تتجاوز الـ ‪ 24‬حينما يكون فوق األسطح‬ ‫القماشية‪.‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬دعت المواطنين‪ ،‬إلى‬ ‫ضرورة االلتزام بالتدابير الوقائية واالحترازية‬ ‫وقواعد النظافة‪ ،‬فضال على وجوب حماية‬ ‫المحيط من خطر انتشار العدوى وذلك بعدم‬ ‫رمي الكمامات في األماكن العامة بشكل‬ ‫عشوائي وك��ذا تفادي االزدح��ام ال��ذي من‬ ‫شأنه المساهمة في خطر استفحال الوباء‪.‬‬

‫مديرية التعليم تقرر �إعادة فتح امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية املغلقة بطنجة‬ ‫أعلنت المديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية بطنجة‪-‬أصيلة عن إع��ادة فتح‬ ‫المؤسسات التعليمية الواقعة باألحياء‬ ‫المشمولة بقرار اإلغ�لاق واعتماد نمط‬ ‫التعليم الحضوري ابتداء من األربعاء ‪23‬‬ ‫شتنبر‪.‬‬ ‫وأوضحت المديرية اإلقليمية‪ ،‬في‬ ‫ب�لاغ صحافي‪ ،‬أن��ه ف��ي إط��ار المواكبة‬ ‫المستمرة للوضعية الوبائية بتراب عمالة‬ ‫طنجة‪-‬أصيلة وخاصة باألحياء المشمولة‬ ‫بإغالق المؤسسات التعليمية العمومية‬ ‫والخصوصية‪ ،‬وبتنسيق مع السلطات‬ ‫الترابية والمصالح الصحية‪ ،‬فقد تقرر إعادة‬ ‫فتح المؤسسات المعنية باإلغالق ابتداء‬ ‫من يوم األربعاء ‪ 23‬شتنبر ‪.2020‬‬ ‫وأض��اف المصدر نفسه أن��ه سيتم‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬

‫اعتماد نمط التعليم الحضوري بالتناوب‬ ‫بهذه المؤسسات التعليمية‪ ،‬التي كانت‬ ‫خاضعة منذ بداية الموسم الدراسي لنمط‬ ‫التعليم عن بعد‪ ،‬وذلك وفق ما تنص عليه‬ ‫المذكرة الوزارية رقم ‪ 039/20‬الصادرة‬ ‫بتاريخ ‪ 20‬غشت في شأن تنظيم الموسم‬ ‫الدراسي ‪ 2020-2021‬في ظل جائحة‬ ‫كوفيد ‪ ،19‬مؤكدة “حرصها الشديد”‬ ‫على تأمين الحق ف��ي توفير تمدرس‬ ‫جيد‪ ،‬يضمن تكافؤ الفرص بين جميع‬ ‫المتمدرسات والمتمدرسين في ظروف‬ ‫تراعي بالدرجة األولى سالمتهم الصحية‪.‬‬ ‫وكانت األكاديمية الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين بطنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة قد‬ ‫ق��ررت‪ ،‬بتنسيق مع والي��ة الجهة‪ ،‬إغالق‬ ‫المؤسسات التعليمية المتواجدة بمناطق‬

‫بني مكادة والمرس ومغوغة بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬والتي تم فيها اعتماد التعليم عن‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬ال يشمل قرار إعادة‬ ‫فتح هذه المؤسسات الثانوية التأهيلية‬ ‫ابن الخطيب بطنجة‪ ،‬والتي قررت المديرية‬ ‫اإلقليمية للتربية الوطنية‪ ،‬يوم األحد‪،‬‬ ‫إخضاع تالميذها لنمط التعليم عن بعد‬ ‫ألسبوعين‪ ،‬ابتداء من يوم اإلثنين‪ ،‬بعد‬ ‫ظهور حاالت إصابة بفيروس كورونا في‬ ‫األطر اإلدارية والتربوية‪.‬‬ ‫ك��م��ا ت��م إغ�ل�اق ث��ان��وي��ة “أوج��ي��ن‬ ‫رينيو” بطنجة‪ ،‬التابعة للبعثة الفرنسية‪،‬‬ ‫ألسبوعين بعد تسجيل ‪ 3‬حاالت إصابة‪،‬‬ ‫واعتماد التعليم عن بعد ابتداء من يوم‬ ‫اإلثنين‪.‬‬

‫�أ�سرة مدر�سة �أبي هريرة ‪ :‬م�ؤازرة‪..‬‬ ‫ت�ضامن ومتا�سك‬

‫“فقيه الزميج” يك�شف تفا�صيل ا�ستغالله لتلميذاته‬

‫اعترف الفقيه البالغ من العمر ‪ 43‬سنة‪ ،‬المتهم بممارساته الشاذة على الطفالت‬ ‫واألطفال داخل الكتاب‪ ،‬أمام الوكيل العام للملك بجميع التهم المنسوبة له في‬ ‫شكاية العائالت‪ ،‬واعتدائه الجنسي على األطفال الذين يقوم بتدريسهم لغاية‬ ‫تلبية غريزته الجنسية بشكل وحشي‪ ،‬رغم كونه رجال متزوجا وله أطفال‪ ،‬إال أن‬ ‫ميوالته الجنسية غير سوية‪ ،‬بحيث يميل إلى األطفال‪ ،‬وقد وصل به السلوك‬ ‫واالنحراف إلى حد الهوس”‪ ،‬وفق ما صرح به‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫حملة ملحاربة البناء الع�شوائي مب�سنانة‬

‫قامت السلطات المحلية بمنطقة مسنانة السبت الماضي‪ ،‬بحملة واسعة لمحاربة‬ ‫البناء العشوائي‪ ،‬والتي همت في مرحلتها األولى‪ ،‬أحياء مسنانة والبرانص القديمة‬ ‫والزياتن‪.‬‬ ‫وأسفرت العملية‪ ،‬عن هدم عدد من الدور السكنية واألساسات المنزلية المشيدة‬ ‫أو التي هي في طور اإلنجاز‪ ،‬بعدما بناها أصحابها في ظروف مشبوهة‪ ،‬ودون‬ ‫ترخيص مسبق‪ ،‬مستغلين في ذلك انشغال السلطات المحلية في اإلشراف على‬ ‫تطبيق التدابير االحترازية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية‪.‬‬ ‫حيث تم هدم كل األساسات والبنايات والمنشآت العشوائية المقامة بالمنطقة‬ ‫المذكورة‪ ،‬باإلضافة إلى تفكيك وحجز المعدات واألعمدة الخشبية التي استعملت‬ ‫في التسقيف وإقامة السواري الداعمة لألبنية‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫اعتقال «نادل» بلغ عن جرمية وهمية‬

‫قامت المصلحة الوالئية للشرطة القضائية‪ ،‬بفتح تحقيق عن األفعال اإلجرامية‬ ‫المنسوبة لنادل مقهى يبلغ من العمر ‪ 35‬سنة‪ ،‬والذي يشتبه في تورطه في قضية‬ ‫تتعلق باإلدالء ببيانات كاذبة والتبليغ عن جريمة وهمية يعلم بعدم حدوثها‪.‬‬ ‫وحسب بعض المصادر‪ ،‬فإن النادل قد أدلى بتصريحات كاذبة حول قضية زجرية‬ ‫هي موضوع بحث قضائي من طرف المصلحة الوالئية للشرطة القضائية بطنجة‪،‬‬ ‫حيث ادعى بشكل كاذب في تسجيالت إعالمية‪ ،‬أنه عاين اقتياد شخص مصفد‬ ‫اليدين نحو مقر والية أمن طنجة‪ ،‬بيد أن هذا األخير‪ ،‬كان قد توفي غرقا بشاطئ‬ ‫البحر‪ ،‬ولم يسبق أن كان موضوع أي تقييد للحرية في تلك األثناء‪.‬‬ ‫وقد أمرت النيابة العامة المختصة‪ ،‬بوضع الشخص المشتبه فيه تحت تدبير‬ ‫الحراسة النظرية‪ ،‬وذلك للبحث معه حول دوافع وخلفيات إدالئه بهذه التصريحات‬ ‫المضللة والكاذبة‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫اعتقال �سائق �سيارة �أجرة �صغرية يروج الكوكايني‬

‫أحالت المصلحة الوالئية للشرطة القضائية بمدينة طنجة على النيابة العامة‬ ‫المختصة‪ ،‬األحد الماضي‪ ،‬شخصا يبلغ من العمر ‪ 38‬سنة‪ ،‬وذلك لالشتباه في‬ ‫تورطه في قضية تتعلق بالحيازة واالتجار في مخدر الكوكايين‪.‬‬ ‫المشتبه فيه جرى على مستوى نقطة للمراقبة المرورية بمدينة طنجة أثناء قيادته‬ ‫لسيارة أجرة من الصنف الثاني‪ ،‬حيث تم العثور بحوزته على مجموعة من اللفافات‬ ‫من مخدر الكوكايين‪ ،‬وذلك قبل أن تسفر عملية التفتيش المنجزة بمنزله عن‬ ‫حجز جرعات إضافية من الكوكايين الخام وميزان إلكتروني‪ ،‬عالوة على مبلغ مالي‬ ‫يشتبه في كونه من عائدات هذا النشاط اإلجرامي‪.‬‬

‫‪ooo‬‬

‫�ضبط ن�صف طن من احل�شي�ش بعر�ض �ساحل الق�صر‬ ‫ال�صغري وتوقيف مهربني‬

‫في جلسة عائلية حميمية يومي ‪23‬‬ ‫و‪ 24‬شتنبر ‪ ،2020‬التحمت هيئة‬ ‫التدريس بمدرسة أبي هريرية بكل‬ ‫قيم المحبة والتضامن والتضحية‬

‫والتقدير إلى جانب رئيسها السيد‬ ‫المدير ذ‪ .‬عبد ال��رح��ان ب��اي الذي‬ ‫شرف الجلسةس بحضوره وعطائه‬ ‫وكرمه‪ ،‬بالرغم من وضعه الصحي‪،‬‬

‫إثر االعتداء الشنيع الذي تعرض له‬ ‫على يد أمي أحد التالميذ في غضون‬ ‫األسبوع المنصرم‪..‬‬ ‫التفاصيل في العدد القادم‬

‫تمكنت وحدة لخفر السواحل تابعة للبحرية الملكية زوال األحد الماضي‪ ،‬بعرض‬ ‫ساحل القصر الصغير‪ ،‬من إحباط محاولة لتهريب المخدرات وضبط نصف طن‬ ‫من مخدر الشيرا كانت مخبأة في رزم وبراميل ماء‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر أن هذه العملية أسفرت كذلك عن توقيف مهربين‪ ،‬مغربي‬ ‫وإسباني‪ ،‬كانا على متن قارب سريع‪ ،‬مشيرا إلى أنه تم تسليم الشحنة والمواد‬ ‫المضبوطة والمهربين إلى الدرك الملكي التخاذ اإلجراءات القانونية الجاري بها‬ ‫العمل‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫عبد العالي بن ربوحة‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫(مراسل من القصر الكبير‪/‬العرائش)‬

‫‪benrebouha01@gmail.com Tél : 0641794991‬‬

‫مواكبة الدخول املدر�سي احلايل للكونفدرالية‬ ‫الدميقراطية لل�شغل‬

‫في إط��ار مواكبة الدخول المدرسي‬ ‫الحالي ‪،‬اجتمع اإلخ���وة أع��ض��اء المكتب‬ ‫المحلي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية‬ ‫تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل‬ ‫بالقصر الكبير بمقر الكنفدرالية يوم األحد‬ ‫‪20‬شتنبر ‪ 2020‬في احترام تام لإلجراءات‬ ‫االحترازية وذلك من أجل مناقشة النقاط‬

‫التالية‪:‬‬ ‫* تقرير ح��ول ال��دخ��ول المدرسي‬ ‫‪.2021\2020‬‬ ‫* مدارسة نتائج تدبير الفائض وسد‬ ‫الخصاص بالمديرية اإلقليمية‪.‬‬ ‫* التهييء لالستحقاقات المقبلة‪ .‬وآفاق‬ ‫العمل‪.‬‬

‫* مختلفات‪.‬‬ ‫وقد افتتح االجتماع بقراءة الفاتحة على‬ ‫روح المرحوم عادل الزيتي الكاتب اإلقليمي‬ ‫للجامعة الوطنية للتعليم ا م ش وكل‬ ‫المناضالت والمناضلين الذين فقدناهم‬ ‫والدعاء بالشفاء العاجل لكل المصابين‬ ‫بهذا الوباء اللعين‪.‬‬

‫الدكتور مبارك الرافعي مديرا جديدا‬ ‫مل�ست�شفى الق�صر الكبري‬

‫تم يوم الثالثاء ‪ 15‬شتنبر الجاري‬ ‫تعيين الدكتور مبارك الرافعي مديرا‬ ‫لمستشفى القرب بمدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫خلفا للدكتور «شوقي اميران» المدير‬ ‫المؤقت السابق ‪.‬‬ ‫يعتبر الدكتور «م��ب��ارك الرافعي»‬ ‫المسؤول الثالث الذي يتم تعيينه على‬ ‫رأس مستشفى مدينة القصر الكبير مند‬ ‫بداية جائحة كورونا ‪ ،‬وذلك بعد الضغط‬ ‫الكبير الذي يعرفه هذا المستشفى‪.‬‬ ‫الدكتور «مبارك الرافعي» حاصل على‬ ‫دكتوراه الدولة في الطب‪ ،‬وراكم تجارب‬ ‫مهنية وت��درج في مناصب المسؤولية‪،‬‬ ‫ليتوج مساره بالمنصب اإلداري الجديد‪.‬‬

‫�إحداث مركز االت�صال‬ ‫واملواكبة بدار ال�شباب‬ ‫العوامرة‬

‫ف��ي إط��ار األح��ك��ام الدستورية والنصوص التشريعية‬ ‫والتنظيمية المتعلقة بإشراك جمعيات المجتمع المدني في‬ ‫تدبير الشأن العام‪ ،‬تعمل دار الشباب العوامرة بتنسيق مع‬ ‫النوادي والجمعيات تحت لواء المؤسسة على إنزال مجموعة‬ ‫من البرامج التكوينية والمشاريع‪ ،‬بغية مواكبة فاعلة لجمعيات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬والرفع من قدراتها وتعزيز أدوارها والمساهمة‬ ‫في جعلها رافعة حقيقية للتنمية وقوة اقتراحية أساسية محليا‬ ‫وجهويا ووطنيا‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلط��ار‪ ،‬يأتي إح��داث مركز االتصال والمواكبة‬ ‫الخاص بجمعيات المجتمع المدني والنوادي والتي وضعته دار‬ ‫الشباب العوامرة كآلية للمواكبة وللتواصل مع جمعيات المجتمع‬ ‫المدني والنوادي عبر مدهم بالمعلومة القانونية المتعلقة‬ ‫باإلطار القانوني المنظم للحياة الجمعوية‪.‬‬ ‫في تصريح للسيد مدير دار الشباب العوامرة أن الجمعيات‬ ‫المدنية و جمعيات المجتمع المدني في عمومها تلعب دور‬ ‫وسيط بين الفرد كجزء من المجتمع والدولة‪ ،‬وهي بذلك كفيلة‬ ‫باالرتقاء بشخصية الفرد وتهذيبها وتطويرها عن طريق نشر‬ ‫المعرفة والوعي وثقافة الديمقراطية‪ ،‬وتعبئة الجهود الفردية‬ ‫والجماعية لمزيد من العطاء المثمر في مجال التنمية االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والتأثير في السياسات العامة وتعميق مفهوم‬ ‫التضامن االجتماعي‪.‬‬

‫العرائ�ش ‪:‬‬ ‫دورة تكوينية لفائدة جمعية‬ ‫الإحتاد الكهرومائية‬

‫وقفة ت�ضامنية مع املعتقلني ال�سيا�سيني ل�شبيبات الي�سار‬ ‫بالعرائ�ش‬

‫نظمت شبيبات اليسار الديمقراطي‬ ‫بالعرائش يوم األحد ‪ 13‬شتنبر ‪ ، 2020‬وقفة‬ ‫تضامنية رمزيه أمام مقر الجمعية المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان فرع العرائش ‪ ،‬تلبية للنداء‬ ‫الوطني لشبيبات اليسار الديمقراطي‬

‫وتأتي هذه الوقفة كشكل احتجاجي‬ ‫عبر من خالله مناضالت مناضلو الشبيبات‬ ‫ال��ي��س��اري��ة ع��ل��ى تضامنهم المبدئي‬ ‫والالمشروط مع المعتقلين السياسيين‬ ‫وما يحدث لهم في السجون المغربية ‪،‬‬

‫مؤكدين أن قضيتهم من القضايا األولوية‬ ‫التي تتبناها الشبيبات ‪ ،‬مشددين على‬ ‫عزمهم واستعدادهم للدخول في معارك‬ ‫نضالية من أجل إطالق سراح كل المعتقلين‬ ‫السياسيين ‪.‬‬

‫شهدت أيام ‪ 16. 15. 14‬و‪ ، 17‬شتنبر ‪ ، 2020‬دورة تكوينية‬ ‫لفائدة جمعية اإلتحاد الكهرومائية بالقاعة المتعددة التخصصات‬ ‫ليكسوس ‪ ،‬أغلب منخرطي الجمعية من المقاولين الشباب بإقليم‬ ‫العرائش ‪.‬‬ ‫تأتي هذه الدورة التكوينية لتتناول موضوع الطاقة المتجددة‬ ‫كوسيلة بديلة لالستخدام‪ ،‬مسايرة لتوجهات المغرب في اآلونة‬ ‫األخيرة نحو اعتماد الطاقة البديلة ‪ ،‬وقد انخرطت جماعة العرائش‬ ‫في هذه التجربة بإحداث أعمدة اإلنارة بالطاقة الشمسية في الطريق‬ ‫المؤدية لشاطئ رأس الرمل من المدخل الشمالي للمدينة األثرية‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪15‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫فكري ولد علي‬

‫(مراسل من الحسيمة‪ /‬الناظور)‬

‫مجتمع ‪ -‬سياسة ‪ -‬حقوق ‪ -‬اقتصاد‬

‫‪Fikri.press@gmail.comTél 0661986707‬‬

‫ت�شييد ميناء الناظور يدفع �إ�سبانيا �إلى اعتماد منوذج‬ ‫اقت�صادي جديد ملليلية‬

‫بابتكار نموذج اقتصادي جديد خاص‬ ‫بالثغرين المحتلين‪ ،‬من خالل التحفيز‬ ‫االقتصادي‪ ،‬في رد على الحصار‬ ‫التجاري الذي شرع فيه المغرب في‬ ‫السنوات األخيرة لتضييق الخناق‬ ‫االقتصادي على المدينتين‬ ‫ووفقاً لوسائل إعالم إسبانية فإن‬ ‫بعض الفعاليات في المملكة اإليبيرية‬ ‫باتت مستاءة من الخطوات المغربية‬

‫أظهرت مجموعة من الصور‬ ‫مدى تقدم األشغال في ورش ميناء‬ ‫الناظور‪ ،‬الذي من المتوقع أن يبدأ‬ ‫تشغيل شطره األول مع نهاية العام‬ ‫‪ ،2022‬بعدما يتم ربطه بالسكة‬ ‫الحديدية والطريق السيار‪.‬‬ ‫هذا الميناء الذي يصل طوله‬ ‫إلى حوالي ‪ 4‬كيلومترات يعول عليه‬ ‫المغرب لتنشيط المنطقة الحرة التي‬ ‫سيتم افتتاحها‬ ‫في الناظور‪ ،‬من‬ ‫أجل االستيراد‬ ‫والتصدير‪ ،‬حيث‬ ‫يتوقع من خالله‬ ‫أن يكون قاطرة‬ ‫للتنمية من خالل‬ ‫استقبال مشاريع‬ ‫ضخمة وخلق‬ ‫عشرات اآلالف‬ ‫من فرص الشغل‬ ‫على غرار ميناء‬ ‫طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫ورغم التأخر الكبير الذي صاحب تجاه الثغرين‪ ،‬خاصة ما يتعلق بإغالق‬ ‫تهيئة الميناء وهو الذي دشنه الملك الحدود الجمركية في فاتح غشت من‬ ‫محمد السادس منذ شهر يوليوز العام المنصرم‪ ،‬والحدود منذ منتصف‬ ‫من العام ‪ ،2010‬ويرتقب أن تنتهي مارس الماضي‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق كذلك‪ ،‬يمكن أن‬ ‫أشغاله في النصف الثاني من سنة‬ ‫‪ ،2022‬غير أنه خلق ارتباكا كبيرا نقرأ تصريحا صحفيا لوزير السياسات‬ ‫لإلسبان‪ ،‬خاصة في حكومتي سبتة االجتماعية في الحكومة المحلية‬ ‫ومليلية المحتلتين‪ ،‬بعدما تعالت بمليلية‪ ،‬محمد محند‪ ،‬يقول فيه إن‬ ‫العديد من األصوات هناك مطالبة «مليلية يجب أن توجه أنظارها إلى‬

‫الشمال في حال استمر المغرب في‬ ‫تشديد إجراءاته الحدودية‪ ،‬السيما‬ ‫تشديد المراقبة على حركة السلع‬ ‫واألشخاص والبضائع‪ ،‬عندما تقرر‬ ‫إعادة فتح مجالها الحدودي بسبب‬ ‫أزمة كورونا»‪.‬‬ ‫ولم يعد إغالق المغرب للمعبر‬ ‫الحدودي بني أنصار بإقليم الناظور‪،‬‬ ‫منذ فاتح غشت الماضي‪ ،‬يثير مخاوف‬ ‫رجال األعمال فقط‪،‬‬ ‫وإنما تسبب الركود‬ ‫االقتصادي الذي‬ ‫خ ّلفه في استياء‬ ‫المسؤولين اإلسبان‬ ‫في حكومة مليلية‬ ‫المحتلة‪ ،‬إذ ّأثر منع‬ ‫االستيراد والتصدير‬ ‫من خالل المعبر‬ ‫على‬ ‫الحدودي‬ ‫اقتصاد المدينة‪.‬‬ ‫يخف‬ ‫ولم‬ ‫المغرب نيته في‬ ‫تشديد الخناق على المدينتين من‬ ‫خالل غلق بعض المعابر والتضييق‬ ‫على التهريب المعيشي‪ ،‬حيث اعتبر‬ ‫مصطفى الخلفي‪ ،‬الناطق الرسمي‬ ‫السابق باسم الحكومة في إحدى‬ ‫ندواته الصحفية حين كان يمارس‬ ‫مهامه الوزارية أن «القرار سيادي‬ ‫ويهدف إلى إنعاش ميناء الناظور‬ ‫الجديد»‪.‬‬

‫نقابة باحل�سيمة ت�ستح�سن اقرتاحات‬ ‫عامل الإقليم لإنهاء �أزمة عمال‬ ‫مطعم اخلزامى‬

‫استحسن بالغ صادر عن االتحاد المحلي لنقابات الحسيمة‪ ،‬التابع لالتحاد‬ ‫المغربي للشغل‪ ( ،‬نتوفر على نسخة منه ) خالصات اللقاء الذي جمع األخير بالسيد‬ ‫فريد شوراق عامل إقليم الحسيمة‪ ،‬يوم الجمعة بعمالة الحسيمة للتداول في الحلول‬ ‫المقترحة في سياق أزمة إغالق مطعم الخزامى بميناء الحسيمة‪ ،‬ومصير العمال ومآل‬ ‫هذه الوحدة‪ ،‬وأكد البالغ أن اللقاء حضره كذلك كل من ممثلي العالقة الشغلية‬ ‫(المشغل ونقابة العمال) وعدد من ممثلي القطاعات العمومية ذات العالقة بهذه‬ ‫األزمة”‪ .‬واستحسن اللقاء ” هذه المبادرة بما قد تحمله من مقترحات وجيهة وحلول‬ ‫كفيلة بتجاوز الوضعية الراهنة التي يتخبط فيها مطعم الخزامى “‪.‬‬ ‫كما نوهت مكونات هذا اللقاء في نفس الوقت حسب البالغ ” الذي نشره‬ ‫موقع التبريس بروح المسؤولية والجدية اللتان تعاطى بهما الكل مع هذه الخالصة‬ ‫العملية المتوافق عليها ” والقاضية ” بتقيد المشغل بضرورة تكييف وضعية مطعم‬ ‫الخزامى بميناء الحسيمة مع اإلجراءات االحترازية والوقائية للحد من تفشي الوباء‪،‬‬ ‫مع إلزامية تمتيع العمال والمستخدمين بحقوقهم المشروعة قانونا ‪ ،‬وهو السبيل‬ ‫الكفيل وحده للنهوض بهذه الوحدة واستئناف أنشطتها بالشكل المعتاد ” يؤكد‬ ‫المصدر‪.‬‬ ‫وألجرأة هذه الخالصة في أقرب اآلجال أكد البالغ أنه ” تم تكليف لجنة خاصة‬ ‫بمهمة متابعة هذا الملف في شقه‪ :‬اللوجيستيكي الخاص بإعادة تهييئ فضاء‬ ‫المطعم ‪ ،‬والشق االجتماعي المرتبط بتسوية الوضعية المادية والقانونية للعاملين‬ ‫بهذه الوحدة مع اإلقرار بضرورة تكاثف جهود الجميع لضمان انطالقة سليمة لهذه‬ ‫الوحدة ‪ ،‬عمال بمبدإ التضامن الذي تستوجبه مثل هذه الظروف االستثنائية …”‬ ‫واستعرض عامل إقليم الحسيمة السيد فريد شوراق خالل اللقاء الحالة الوبائية‬ ‫(كوفيد ‪ ،)19‬موضحا السياق القانوني الذي أدى إلغالق هذه الوحدة‪ ،‬والذي أملته‬ ‫حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها الدولة للحفاظ على صحة وسالمة العمال ورواد‬ ‫هذه الوحدة “‪ ،‬وذلك في ” ظل األرقام المقلقة المسجلة قبل أن يعمد ل” حصر كل‬ ‫أبعاد هذه األزمة‪ ،‬وتحديد المسؤوليات القانونية المترتبة عن قرار إغالق هذه الوحدة‬ ‫الذي أملته الجائحة “‪.‬‬ ‫ويأتي انعقاد هذا اللقاء ” تنفيذا لقرار سابق أوصى به اجتماع النقابة نفسها‬ ‫بالسيد العامل‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2020/09/10‬يقضي بعقد اجتماع ثان تحت رئاسته يحضره‬ ‫إلى جانب ممثلي النقابة‪ ،‬والمشغل عدد من رؤساء وممثلي المصالح الخارجية و‬ ‫الداخلية ذات الصلة بملف مطعم الخزامى الذي شكل محور جدول أعمال هذا‬ ‫االجتماع ” ‪.‬‬

‫انتحار امر�أة يف ظروف غام�ضة ببني‬ ‫بوعيا�ش ب�إقليم احل�سيمة‬

‫احل�سيمة‪ ..‬خم�سة �أ�شهر حب�سا ملتهم بهتك عر�ض قا�صر‬ ‫أدانت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة االبتدائية بالحسيمة‪،‬‬ ‫متهما بهتك عرض قاصر وحكمت عليه بالسجن النافذ‪.‬‬ ‫وكان المتهم قد جرى اعتقاله بداية الشهر الجاري‪ ،‬من طرف مصالح‬ ‫الدرك الملكي‪ ،‬على اثر شكاية تقدم بها والي أمر الضحية التي تقطن‬ ‫بدوار بوسعيدة بجماعة شقران‪ ،‬يتهمه فيها باستدراجها وهتك عرضها‪.‬‬ ‫وقد جرى تقديم المتهم إمام أنظار وكيل الملك لدى المحكمة‬ ‫االبتدائية بالحسيمة‪ ،‬بعد إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية‪ ،‬وحيث تقرر‬ ‫متابعته في حالة اعتقال ووجهت له تهم التغرير بقاصر وهتك عرضها‬ ‫بدون عنف‪.‬‬ ‫وبعد االستماع للضحية وولدها وكذا المتهم ‪ ،‬قضت المحكمة‬ ‫بمؤاخذة األخير من اجل المنسوب اليه‪ ،‬وحكمت عليه بخمسة أشهر سجنا‬ ‫نافذا مع الصائر مجبرا في األدنى‪.‬‬

‫استيقظت ساكنة الحي الثاني ببني بوعياش بإقليم الحسيمة صباح يوم الثالثاء‬ ‫‪ 22‬شتنبر ‪2020‬على وقع نبأ انتحار امرأة تبلغ من العمر ‪ 59‬سنة‪.‬‬ ‫وبحسب المصادر فإن جثة الهالكة التي انتحرت في ظروف غامضة تم نقلها من‬ ‫بني بوعياش إلى مستودع األموات بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة بأمر من‬ ‫النيابة العامة ألجل تشريحها قبل نقلها إلى مثواها األخير‪.‬‬


‫الشمال التربوي‬

‫‪t‬‬

‫‪16‬‬

‫ال�شمـال‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫تواصل األنا واآلخر من خالل أدب الرحلة‬

‫رحلة الوزير يف افتكاك الأ�سري‬ ‫ملحمد الغ�ساين الأندل�سي �أمنوذجا‬ ‫األستاذ الباحث‬

‫الدكتور نجيب محمد الجباري‬ ‫الرحلة ليست مجرد فن أدبي بل هي أيضا شهادة‬ ‫وصورة عن جزء من الزمان والمكان الخاصين بالتاريخ‬ ‫اإلنساني‪ ,‬وهي أحد أوجه التراث األدبي والعلمي للبشرية‪.‬‬ ‫والرحلة هي قدر اإلنسان فمنذ رحلة آدم وحواء األولى من‬ ‫السماء إلى األرض لم تتوقف رحالت البشر وأسفارهم‪.‬وقد‬ ‫حث اهلل سبحانه وتعالى الناس على التجول والترحال قائال‪:‬‬ ‫«قل سيروا في األرض فانظروا كيف بدأ الخلق»ويقول‬ ‫في آية أخرى‪« :‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا‬ ‫في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور»‪.‬ويقول اإلمام‬ ‫الشافعي مؤكدا على أهمية السفر والترحال‪.:‬‬ ‫سافرتجد عوضا عمن تفارقه‪.‬‬ ‫وانصب فإن لذيذ العيش في النصب‬ ‫إني رأيت وقوف الماء يفسده‪.‬‬ ‫إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب‬ ‫والشمس لو وقفت في الفلك دائمة‪..‬‬ ‫لملها الناس من عجم ومن عرب‬ ‫وتتعدد الرحالت بتعدد أهدافها ووسائلها؛فهناك‬ ‫الرحلة البرية والرحلة البحرية والرحلة الجوية والرحلة‬ ‫الفضائية’وهناك الرحلة الحجازية أو الحجية والرحلة‬ ‫العلمية والتجارية والسياحية‪.‬ومن بين أن��واع الرحلة‬ ‫ما سماه بعض الباحثين بالرحلة السفارية’وهي الرحلة‬ ‫التي قامت بها ونفذتها بعض الشخصيات الرسمية إلى‬ ‫المغرب للقيام بسفارة لدى دولة أجنبية’ أو القيام بمهام‬ ‫سياسية متعددة‪ ،‬وتكون هذه الرحلة غالبا من إنشاءأحد‬ ‫الكتبة المرافقين للسفير‪...‬‬ ‫• في ضوء هذا التمهيد النظري ننظر في نص رحلي‬ ‫هام يندرج في نفس هذا اإلطار وهو «رحلة الوزير في‬ ‫افتكاك األسير»ألحد علماء المغرب وأدبائه إنه العالمة‬ ‫والكاتب األرفع أبو عبد اهلل محمد المدعو حمو بن عبد‬ ‫الوهاب الوزير الغساني األندلسي الفاسي لنرى كيف تعامل‬ ‫مع اآلخر‪/‬الغرب في رحلته التي هي عبارة عن حكي لوقائع‬ ‫سفارة كلفه بها السلطان المولى إسماعيل الى بالد الروم‬ ‫باألندلس بقصد مفاوضة الملك كارلوس الثاني في أمرين‬ ‫إثنين؛أولهما تحرير مكتبة من المخطوطات العربية تقدر‬ ‫بخمسة آالف كتاب بعدما علم المغاربة بخبر الحريق الذي‬ ‫تعرضت له مكتبة األسكوريال في عام ‪ ،1671‬وثانيهما‬ ‫إطالق سراح خمسمائة أسير مسلم‪ ،‬في مرحلة جد حرجة‬ ‫شهدت حروبا ضارية بين االسبان والمغاربة‪.‬‬

‫كلمة عن الرحالة‬

‫(‪)1‬‬

‫كان الوزير محمد بن عبد الوهاب األندلسي الفاسي‬ ‫المتوفى عام ‪1119‬ه‪1708/‬م من كبار مثقفي عصره‪،‬ترجم‬ ‫له محمد بن جعفر الكتاني في سلوة األنفاس‪،‬فوصفه‬ ‫بالفقيه المشارك المتفنن الدراما المتقن األرفع (‪.)2‬كان‬ ‫كاتبا نجيبا وبارعا في نسخ الكتب‪،‬وهو أديب مولع بالكتب‬ ‫النفيسة وكاتب السلطان المولى إسماعيل(‪ .)3‬توفي من‬ ‫مرض بدارهم الكائنة بزنقة الرطل من فاس القرويين‬ ‫عام تسعة عشر ومائة وألف‪.‬‬

‫كلمة عن الرحلة ومسارها‪:‬‬

‫تعتبر رحلة الوزير في افتكاك األسير أقدم من رحلتين‬ ‫مشابهتين لها على األقل هما رحالت ابن فضالن إلى بالد‬ ‫الصقالبة التي تمت بطلب من الخليفة العباسي المقتدر‬ ‫‪،‬ورحلة أبي دلف المسعري الينبعي في القرن الرابع الهجري‬ ‫العاشر الميالدي إلى أرمينيا عبر بالد فارس‪.‬‬ ‫انطلقت رحلة الوزير من المغرب في ‪ 19‬أكتوبر ‪1690‬‬ ‫بحرا وبرا بعد المرور بمرسى جبل طارق وسبتة فقرطبة‪،‬ثم‬ ‫المرور بأراضي مدينة الكاريبي ومدينة أندوخر ومدينة‬

‫طليطلة ومدينة خيطافي لتصل بعد ذلك إلى مدينة‬ ‫مدريد عشية يوم السبت السابع من شهر ربيع النبوي عام‬ ‫‪1102‬ه الثامن من دسمبر ‪ 1690‬م ‪،‬ثم توجهت الرحلة‬ ‫إلى بيردي ثم البنطة ثم المرور بأرانخوس ثم الرجوع إلى‬ ‫مدريد‪.‬‬ ‫وفي ‪ 20‬ماي من سنة ‪ 1691‬عادت الرحلة أدراجها إلى‬ ‫المغرب حيث كان خروج الوزير من مدريد ووصوله إلى‬ ‫قرية وشقة‪،‬وفي طليطلة انقطعت الرحلة‪.‬‬ ‫وقد أعلن الرحالة في ديباجة رحلته الهدف من هذه‬ ‫الرحلة قائ ً‬ ‫ال‪..« :‬وكنت ممن أمن اهلل عليه لخدمة بابه‬ ‫وأفضل عليه باالنحياز لجنابه‪،‬وجهني أدام اهلل عاله لبالد‬ ‫الروم ألتيه بمن هناك من أسرى اإلس�لام‪ ،‬وأبحث في‬ ‫الخزائن األندلسية عما أبقاه المسلمون هنالك من كتب‬ ‫األحكام ليكون لي معه دام مجده كفل من الثواب»(‪.)4‬‬ ‫وإذا كان هذا هو الهدف المعلن من قبل الرحالة فإن‬ ‫السؤال المطروح هو‪ :‬هل تحقق أي من أهداف الرحلة؟‬ ‫الواقع أن رحالتنا عاد إلى مراكش دون أن تحقق‬ ‫سفارته أيا من الهدفين المعلنين‪،‬حيث لم تحل قضية‬ ‫األسرى حال جذريا ونهائيا‪،‬ولم ترجع الكتب المسروقة من‬ ‫مكتبة موالي زيدان التي سطا عليها القراصنة أثناء رحلة‬ ‫الشريف من آسفي إلى أغادير‪.‬ونص الرحلة نفسه يتضمن‬ ‫إش��ارة صريحة لقضية األس��رى والكتب المسروقة‪،‬ورد‬ ‫فعل الملك اإلسباني عندما اطلع على الكتاب السلطاني‬ ‫ورأى مافيه وما أشار به عليه امير المؤمنين من إعطاء‬ ‫خمسة آالف كتاب وخمسة مئة أسيرحيث «ثقلت عليه‬ ‫الوطأة العلوية‪،‬ولم يدر كيف يتلقى هذه اإلش��ارة»(‪.)5‬‬ ‫إال أن إشارته إل��ى احتراق الكتب االسالمية بمكتبة‬ ‫األسكوريال على وضوحها وصراحتها تركت الباب مفتوحا‬ ‫أمام التأويالت والتخريجات خصوصا فيما يتعلق بقضية‬ ‫األسرى‪،‬حيث اكتفى الغساني بالقول بأن النصارى اشتغلوا‬ ‫بالبحث عن األسرى وجمعهم‪،‬ولم يعط جوابا شافيا عن‬ ‫حل هذه القضية أو عدم حلها‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر فإننا نعلم أن السلطان المولى‬ ‫إسماعيل كان راضيا عن رحلة الغساني واعتبرها ناجحة‬ ‫بكل المقاييس إذ نراه يرسله في العام الموالي‪،‬أي في‬ ‫سنة ‪1103‬ه‪1692/‬م ‪،‬كاتبا ألسرار سفارة أخرى وجه بها‬ ‫إلى األتراك في الجزائر‪،‬وال يسعنا إال أن نعتقد بأن رحلة‬ ‫الغساني تضمنت في برنامجها أهدافا أخرى غير معلنة قد‬ ‫تكون أكثر أهمية مما هو معلن‪،‬ويندرج في إطار األسرار‬ ‫السياسية بين السلطانين المغربي واإلسباني‪.‬‬ ‫إن رحلة الوزير في افتكاك األسيرمن منشورات مؤسسة‬ ‫فرانكو بالعرائش عام ‪1940‬في نصها العربي وترجمتها‬ ‫اإلسبانية من عمل األستاذ ألفريد البستاني حيث صدرت‬ ‫في سفر من قطع متوسط وهي تحمل رقم ‪ 1‬من سلسلة‬ ‫منشورات ه��ذا المعهد في مطابع الفنون المصورة‬ ‫بالعرائش‪ .‬ومع الترجمة الفرنسية المختصرة التي قام بها‬ ‫المستشرق سوفار صدرت عام ‪ 1884‬بعنوان «رحلة سفير‬ ‫مغربي إلى إسبانيا»‪.‬وتأتي دار السويدي للنشر والتوزيع‬ ‫في أبو ظبي بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات‬ ‫والنشر لتطلق الدفعة األول��ى واالص��دار االول لرحالت‬ ‫جديدة في سلسلة مائة رحلة عربية إلى العالم مدشنة‬ ‫برحلة الوزير في افتكاك األسير‪،‬وذلك بهدف بعث واحد‬ ‫من أعرق ألوان الكتابة في ثقافتنا العربية والذي يكشف‬ ‫عن همة العربي في ارتياد اآلفاق واستعداده للمغامرة‬ ‫ونشدان معرفة اآلخر وعالمه وذلك في طبعة أولى أنيقة‬ ‫وصقيلة سنة ‪ 2002‬في حجم متوسط من ‪ 181‬صفحة مع‬ ‫مقدمة مهمة ومركزة لنوري الجراح‪.‬‬

‫قيمة الرحلة وأهميتها‪:‬‬

‫إن رحلة الوزير في افتكاك األسير تلقي ضوءا ساطعا‬ ‫على فترة غائمة ومجهولة من الحياة اإلسبانية في القرن‬ ‫‪ 17‬الميالدي‪،‬وتقدم لوحة دقيقة لهذه الحياة‪،‬وبالضبط‬ ‫حياة البالط اإلسباني في عهد الملك كارلوس الثاني آخر‬ ‫سلسلة الهابسبرج على العرش اإلسباني (‪)1700_1665‬‬ ‫وتحليال لشخصيته‪،‬فضال عن كونها أنموذجا للرحالت‬ ‫التي تقدم صورة موضوعية عن اآلخر‪ /‬الغرب‪،‬وعن طبيعة‬ ‫الصراع القائم آنذاك بين العرب واالسبان‪،‬كل ذلك في‬ ‫أمانة علمية كبيرة وروح متسامحة في وقت تميز بالصراع‬ ‫اإلسالمي مع الغرب الذي سادته روح التعصب األعمى ضد‬ ‫االندلسيين المنتصرين الموريسكيين‪،‬والذي دام أكثر‬ ‫من قرن ونصف القرن بعد سقوط غرناطة آخر ممالك‬ ‫المسلمين في األندلس‪.‬‬ ‫فالرحلة بهذا المفهوم ترجمة للعبور من الهنا إلى‬ ‫الهناك‪،‬ومن المعلوم إلى المجهول‪،‬وبالتالي فهي رحلة‬ ‫دراسة اآلخر وتفعيل الحوار والتواصل معه وإرسائه على‬ ‫قواعد معرفية حضارية بعيدا عن االقصاء والهيمنة‬ ‫والتبعية والصراع‪.‬ففي الوقت الذي تميز فيه الخطاب‬ ‫األوروب��ي نحو اآلخ��ر الشرقي بهذه العادات والخصال‬ ‫السيئة واللغة الخشبية المتحجرة نجد الغساني على‬ ‫العكس من ذلك تبدو نظرته إلى اآلخرمنفتحة ومتفتحة‬ ‫وقائمة على تقبل االختالف وعلى الحوار البناء واالنصات‬ ‫الواعي والمتحضر وه��ذا ما نجده واضحا في حواراته‬ ‫القائمة على الثقة بالنفس وعلى الندية تجاه كهنتهم‬ ‫وسياسييهم والسيما في بلدة أندوخر قرب قرطبة مع‬ ‫اوالد السراج‪ ،‬وهم أحفاد بني سراج المشهورين الذين‬ ‫انتقلوا إليها من غرناطة في أواخر القرن ‪15‬م كما نجد‬ ‫في قوله‪« :‬فلقد لقيت يوما في مدينة مدريد رجال راكبا‬ ‫في كدش له‪،‬ومعه جماعة من النساء صغارا وكبارا لهن‬ ‫حسن وجمال‪،‬فتوقف وسلم سالما كثيرا وأظهر هو ومن‬ ‫معه من النساء بشرا وترحيبا فقابلناه بما يجب‪،‬وحين أراد‬ ‫االنصراف عرف بنفسه بأن قال‪ :‬نحن من جنس المسلمين‬ ‫من نسل أوالد السراج‪،‬فسألت عنه بعد ذلك فقيل لي إنه‬ ‫من كتاب الديوان‪،‬وهو الذي يقرأ ما يحصل بالديوان من‬ ‫رقاع وعرض حال وشبهه»(‪.)6‬‬ ‫‪------‬‬

‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬

‫‪ - 1‬ترجم له ابن زيدان في إتحاف أعالم الناس بجمال أخبار‬ ‫حاضرة مكناس الجزء ‪4‬ص‪ 61‬الرباط ‪ +.1932‬لفي بروفنسال في‬ ‫مؤرخو الشرفاء محاولة في األدب التاريخي والتراجم بالمغرب من‬ ‫القرن‪ 16‬إلى القرن‪ 20‬باريس ‪ 1922‬ص‪+.284-286‬محمد الفاسي‬ ‫في األدب المغربي دائرة المعارف اإلستعمارية والبحرية باريس ‪1948‬‬ ‫ص‪...535‬‬ ‫‪ - 2‬سلوة األنفاس ومحادثة األكياس فيمن أقبر من العلماء‬ ‫والصلحاء بفاس تحقيق أسرة الكتاني دار الثقافة الدار البيضاء مطبعة‬ ‫النجاح الجديدة ‪ 2004‬الجزء‪ 3‬ص‪364-365‬‬ ‫‪ - 3‬الحياة األدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية دار الرشاد‬ ‫الحديثة البيضاء الطبعة‪ 1977 2‬ص ‪.156‬‬ ‫‪ - 4‬الرحلة ص ‪26‬‬ ‫‪ - 5‬نفسه ص‪84‬‬ ‫‪ - 6‬نفسه ص‪54 53-‬‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ ‬

‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪17‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫الشمال التربوي‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫تثقيف القراءة وقراءة‬ ‫التثقيف‬ ‫فدوى أحماد‬

‫تنبني الداللة اللغوية للقراءة على فعل الجمع‪ ،‬ذلك‬ ‫أن أصل معنى لفظ القراءة هو الجمع؛ يقال قرأت األشياء‬ ‫إذا جمعتها‪ ،‬وضممت بعضها إلى بعض ‪..‬وأما القراءة في‬ ‫الحقل التربوي والتعليمي فهي أداة من أدوات ‪:‬‬ ‫‪ 3‬نمية الفكر‪..‬‬ ‫‪ 3‬توسيع آفاق اإلدراك‪..‬‬ ‫‪ 3‬الحفز على تقويم السلوك‪..‬‬ ‫‪ 3‬البناء القيمي للذوات‪..‬‬ ‫وبناء على ه��ذا‪ ،‬فالفعل القرائي يستوجب منطقيا‬ ‫تثقيف القراءة وقراءة التثقيف‪..‬والمقصود بالتثقيف هو ما‬ ‫يرتبط بدالالت‪:‬‬ ‫‪ 3‬التهذيب والتأديب‪..‬‬ ‫‪ 3‬التربية والتعليم‪..‬‬ ‫‪ 3‬التقويم واالستواء‪..‬‬ ‫ومعنى هذا أن الفعل القرائي خاضع‬ ‫لموجهات من قبيل‪:‬‬ ‫ االنتقاء واالختيار‪.‬‬‫ الوظيفة العملية المساعدة على‬‫البناء والتكوين الذاتي‪.‬‬ ‫ االستمداد من النماذج الكتابية‬‫الراقية التي تساعد القارئ على امتالك‬ ‫مهارات الكتابة‪.‬‬ ‫والفعل القرائي عنصر أس��اس في‬ ‫تنمية ق��درات الخيال واستثمارها في‬ ‫تلبية رغبات وحاجات تربوية وتعليمية‪...‬‬ ‫وال��ق��راءة عملية عقلية تشمل تفسير‬ ‫الرموز وفهم المعنى وربطا بين الخبرة‬ ‫الشخصية والمعاني المقروءة‪ ،‬وهي بهذا‬ ‫تسهم في رفع المستوى العلمي للقارئ‬ ‫وتحقيق متعة وترفيه‪..‬‬ ‫العزوف عن القراءة‪ :‬دواع ونتائج‪..‬‬ ‫من الثابث المؤكد أن فئات عريضة من المتعلمين‬ ‫ليست لديهم عادة قرائية‪ ،‬والحال أننا تعيش عصرا معرفيا‬ ‫زخارا‪ ،‬كما أن هذه المعرفة تتوسع وتنتشر نتيجة ما يعرفة‬ ‫التطور الرقمي المتسارع‪ ،‬وهذه مفارقة كبيرة !‬ ‫إن جيل الصورة تتضاءل فيه إمكانيات التخييل التي‬ ‫تتيحها القراءة الورقية‪ ،‬كما تضعف لديه إمكانيات التعبير‬ ‫السليم والدقيق وهذه هوة كبرى يمكن استبصار مالمحها‬ ‫عند جميع القراء في أسالك التعليم كلها‪.‬‬ ‫إن تدني المقروئية يؤدي عمليا إلى تدني المستوى‬ ‫الثقافي ليس للتلميذ فحسب بل لشرائح مجتمعية واسعة‪،‬‬

‫إذ ال يمكن ألي مجتمع أن يتطور ما لم يصبح مجتمعا قارئا‪،‬‬ ‫والمجتمع القارئ يبنى في المؤسسات التربوية والتعليمية‬ ‫بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫ما هي أسباب العزوف القرائي؟‬ ‫ما أوجه تجاوزه؟‬ ‫بأي آليات؟‬ ‫كيف يمكن رد االعتبار لفعل القراءة؟‬ ‫إن مشكل العزوف عن القراءة له أسباب عدة‪ ،‬بعضها‬ ‫راجع إلى‪:‬‬ ‫ السياسات التربوية والتعليمية‪..‬‬‫ استراتيجية وزارة الثقافة‪..‬‬‫ودون سقوط في التعميم نوجز بتركيز بعض أسباب‬

‫تدني المقروئية وهي‪:‬‬ ‫‪ 3‬ضعف منهجيات التربية على القراءة بمستوياتها‪..‬‬ ‫‪ 3‬ارتفاع تكلفة المواد القرائية‪..‬‬ ‫‪ 3‬استفحال أمية األطفال والشباب والكبار‪ ..‬وبقاؤهم‬ ‫بعيدين عن الفعل القرائي‪..‬‬ ‫‪ 3‬اكتظاظ المنهاج والمقرر الدراسيين‪..‬مما يعيق‬ ‫إمكانية القراءة المصاحبة‪.‬‬ ‫‪ 3‬نقص أو انعدام المكتبات في بعض األمكنة في‬ ‫الحواضر والقرى على وجه السواء‪.‬‬ ‫‪ 3‬ضعف التحفيز على القراءة‪.‬‬ ‫‪ 3‬تفشي البطالة في صفوف حملة الشهادات العليا‪،‬‬

‫مما يكون له أثر سلبي على الناشئة‪.‬‬ ‫‪ 3‬هيمنة منطق الصورة واتساع قاعدة أجيال الصورة‬ ‫وما يرتبط بذلك من هجمات عنكبوتية تغتال أوقات الفراغ‬ ‫لدى الناشئة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ضعف أو عدم تشجيع دعم الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 3‬ضعف برامج معارض الكتاب مركزيا أو جهويا‪.‬‬ ‫‪ 3‬غياب أي استراتيجية لخلق مشاريع من قبيل مشروع‬ ‫توسيع دائرة القراء‪.‬‬ ‫‪ 3‬ضعف نظام المكتبات العامة اتجاه زوارها ‪.‬‬ ‫هذه باختصار بعض اإلكراهات التي تحول دون تحقيق‬ ‫فعل تثقيف القراءة وق��راءة التثقيف‪..‬وللخروج من هذا‬ ‫يمكن اقتراح حلول من قبيل‪:‬‬ ‫‪ 3‬بناء استراتيجية خاصة لمجتمع‬ ‫قارئ ‪..‬‬ ‫‪ 3‬تعزيز المكتبات المدرسية‬ ‫وإغناؤها بكل ما جد من إص��دارات‬ ‫تناسب أعمار الناشئة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ت��ع��م��ي��م اس���ت���خ���دام ال��ن��ظ��م‬ ‫المعلوماتية وعدم اإلشاحة بالوجه عن‬ ‫اإلصدارات الورقية‪.‬‬ ‫‪ 3‬ب��ن��اء اس��ت��رات��ي��ج��ي��ة لمحاربة‬ ‫األمية لدى األطفال والشباب والكبار‬ ‫بمستوياتها األب��ج��دي��ة والوظيفية‬ ‫والحضارية‪..‬‬ ‫‪ 3‬اهتمام المؤسسات التعليمية‬ ‫بفضاءات المطالعة‪.‬‬ ‫‪ 3‬إعادة النظر في البرامج والمناهج‬ ‫وال��م��ق��ررات ال��دراس��ي��ة بما يضمن‬ ‫التشجيع على القراءة‪.‬‬ ‫‪ 3‬تشجيع األسرة المغربية على خلق مناخات ثقافية‬ ‫مجدية في البيوت‪ ،‬واالهتمام باألنشطة القرائية في‬ ‫المنزل‪.‬‬ ‫‪ 3‬تأهيل المدرسة المغربية لتكون إطارا حاضنا للقراءة‬ ‫المنشودة‪ ،‬وهذا يتطلب أيضا العناية بهيئة التدريس‬ ‫وحثها على تشجيع التالميذ على تأصيل ال��ق��راءة في‬ ‫نفوسهم‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬إن القراءة رأسمال قيمي وأخالقي وعلمي ومعرفي‬ ‫لمواجهة تحديات العصر المعولم‪ ،‬وال سبيل إلى ذلك دون‬ ‫رفع المنسوب القرائي وجعل المجتمع مجتمعا قارئا‪..‬نحن‬ ‫ال نحتاج إلى دروس وافدة في هذا السبيل‪ ،‬لكوننا ننتمي‬ ‫إلى حضارة فريدة في الكون هي حضارة «اقرأ»‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫بقلم ادريس الروخ‬

‫كورونا و احلكومة‪..‬الثقافة والفن هما احلل‬ ‫قد يجعلك شعار ( الثقافة والفن هما الحل )‬ ‫بين خيارين ال ثالث لهما‪ ،‬بين أن تكون أوال تكون‬ ‫! خيارين يقدمك األول إلى نفسك والثاني إلى‬ ‫مزبلة التاريخ وبين هذا وذاك قد تغازلك لحظة‬ ‫أمل في كسب بعض من احترام الناس ومحبتهم‬ ‫‪..‬فصدق المشاعر عند من انتخبوك وصوتوا‬ ‫لصالحك ووضعوا الثقة في برنامجكم قد اصطدم‬ ‫بخيبة كبيرة‪ ..‬وانكسر جسر التواصل عندما لم‬ ‫تقوّ أعمدته بحديد مقوى وخرسانة من القوانين‬ ‫التي تخدم الصالح العام وليس الخاص ‪..‬‬ ‫فالمواطن كما يحتاج ال��ى الخبز والماء‬ ‫والكهرباء وال��دواء والعمل والسكن والحق في‬ ‫الحياة والحق في االختالف والحق في الرفض (‪)...‬‬ ‫يحتاج أيضا الى المسرح والسينما والموسيقى‬ ‫والرسم‪ ...‬يحتاج الى التعليم السليم والمدرسة‬ ‫السليمة والمؤسسة التعليمية التي تحترم‬ ‫ذكاءه وتحترم حرية جسده وانطالق أفكاره ‪...‬إن‬ ‫المواطن يحتاج إلى الحلم والجمال والرغبة في‬ ‫العيش بكرامة‪ ..‬واالنفتاح على اآلخ��ر‪ ..‬يحتاج‬ ‫إلى أن يتنفس الهواء في شكل أعمال لمبدعين‬ ‫تعطلت عجلة إبداعهم في زمن كورونا أولنقل‬ ‫توقفت بفعل فاعل ‪...‬وغلقت األبواب في وجوههم‬ ‫وأوصد الحلم وتحول إلى كابوس يقلقهم ويبعثر‬ ‫قيمهم ويدفعهم للسؤال الفلسفي الوجودي‬ ‫األبدي (من نحن) والنحن هنا في خصام مع اآلخر‬ ‫الذي هوأنتم أوبصيغة أخرى أنتم في خصام مع‬ ‫قيمكم ومع أنفسكم ومع أقوالكم (يقولون ما ال‬ ‫يفعلون)‪.‬‬ ‫فبغض النظر عن الحمالت االنتخابية البليدة‬ ‫والتي تتشابه برامجها من حملة ألخرى وينقصها‬ ‫التفكير الذكي والمرونة في التعامل واالنفتاح‬ ‫على المحيط واالنسجام مع مكونات الحياة‬ ‫االجتماعية باكملها‪ ..‬بغض النظر عن ذلك‪،‬‬ ‫فكيفية الترويج الفكار مبتورة مقتصرة على دعوة‬ ‫الناس للعودة الى الدين ( والكل يعرف أن المغرب‬ ‫بلد إسالمي بحكم الدستور واألعراف والقوانين‬ ‫المؤطرة لذلك‪ )..‬وبالتالي ال داعي للحديث عن‬ ‫ذلك بمغاالة‪ ..‬فالمواطن يعرف الفرق بين التوجه‬

‫هلل والتوجه للعبد بين دينه ودنياه‪ ..‬بين الدنيا‬ ‫واآلخرة بين (إذا سألك عبادي عني فاني قريب‬ ‫اجيب دع��وة ال��داع��ي‪ )..‬وبين خطاب سياسي‬ ‫وممارسة تنقصها الفعالية في فعل اإلجابة في‬ ‫قضاء حوائج الناس‪ ...‬وكما قلت سالفا فالناس ال‬ ‫تحتاج فقط لكي تعيش فترة من الزمن وتمضي‬ ‫لحالها‪ ،‬إن فعل التواجد هوأمر مفروغ عند حدوثه‬ ‫ولكن أن تترك أثرا وعالمة ووقعًا يتحدى حدود‬ ‫ال��زم��ان والمكان‪ ،‬وأن تجد نفسك تطل على‬ ‫المستقبل بقوة الخلق واإلب��داع ونشر المحبة‬ ‫بين الجميع وتفعيل الخطاب (كيفما كان) إلى‬ ‫رحلة ممارساتية تتحرك في كل االتجاهات وكل‬ ‫القطاعات وتساهم في نزع غطاء التخلف من عقول‬ ‫تحتاج الى الشمس والهواء ومن قلوب تحتاج الى‬ ‫االنعتاق من حلكة األيديولوجيا العقيمة ‪...‬‬ ‫إن زم��ن ك��ورون��ا لم يكشف المستور ألننا‬ ‫وبصراحة كنا نعرف ذلك المتخفي في جلباب‬ ‫الحكمة‪..‬أولنقل نعرف نواياه‪ ،‬نعرف أفقه‪ ،‬نعرف‬ ‫قدرته على أن يفي بوعوده وأن يطلق الحمام‬ ‫يرفرف في سماء وطننا دون أسر ودون قيد‪ ،‬نعرف‬ ‫أنه يشبهون الوهم بل هم الوهم حينما يختفي‬ ‫وراء الحقيقة ويكشر عن أنيابه) وينقض على‬ ‫فريسته‪ ،‬نحن الفريسة‪ ،‬نحن الذين كنا نعتقد‬ ‫ان التغيير وان اختلفنا مع خطابه قد يحثنا على‬ ‫االعتراف باننا كنا خاطئين وبارعين فيه خلق‬ ‫مصطلحات الحقد تجاه صناع السياسة‪ ،‬ولكن‬ ‫في حقيقة االمر نحن لم نكن كذلك ولم نخطأ‬ ‫فقط كنا اغبياء عندما اعتقدنا بان الملح ينبت به‬ ‫زهر األمل‪ ،‬وان األرض الخراب‪ ،‬الميتة ستحييها‬ ‫إرادة السياسي (ه��ذا قد يحدث في بلد تكون‬ ‫اإلرادة معادلة مستقبلية وليس مصلحة شخصية‬ ‫أومنفعة سلطوية‪)..‬‬ ‫إن كورونا أعطتنا فقط أرقامًا وأسماء‪ ،‬وسرعت‬ ‫الفتك بكل من تهاون في تربية جهازه المناعي‪،‬‬ ‫جسديًا عقليًا وثقافيًا‪.‬‬ ‫وأخبرتنا ب��ال��واض��ح أن��ن��ا نعيش ف��ي خطر‬ ‫التباعد مع الكتاب والمسرحية والفيلم والرقصة‬

‫والمعزوفة واللوحة‪ ...‬نعيش في زمن ال توجد‬ ‫حلول إلنقاذ وجه الثقافة من النسيان والتلف‬ ‫والتشويه ‪..‬إننا نغيب شيئا فشيئا وتغيب معنا‬ ‫ذاكرتنا وإرثنا الحضاري‪ ..‬ونتحول الى اجساد‬ ‫ذابلة‪ ..‬ال تقدر حتى على التواجد‪ ..‬نتخدر بفعل‬ ‫السيطرة على ما كنا باألمس القريب نعتبره‬ ‫نبراسا لالنعتاق من عبودية وتبعية ال إرادي��ة‬ ‫‪..‬فالثقافة والفن (هما الحل) هكذا كنا وال زلنا‬ ‫نرددها على مسمع من الجميع‪ ،‬هكذا نكتبها‬ ‫وننشرها ليقرأ مغزاها كل من بيده مفتاح بوابات‬ ‫المسرح ودور السينما‪ ...‬افتحوا األبواب واتركوا‬ ‫الشمس تالمس وج��وه عشاق ال��ف��ن‪ ...‬اتركوا‬ ‫القلوب تتعانق وتهمس وتبوح بما بداخلها‬ ‫وتنتفض لتطهر روحها من الخبث والخبيث‪،‬‬ ‫فالصفاء ال يأتي من الفراغ بل يمأل النفس والعقل‬ ‫والقلب والروح بالجميل والجمال‪ ..‬باالنصهار في‬ ‫العمق وتثبيته وتجسيده‪ ..‬العمق هوالذي ينقص‬ ‫من أصبحوا يتحكمون في مصائرنا ومستقبلنا ‪...‬‬ ‫إن األزمات الكبرى وعلى مر التاريخ (حروب؟‬ ‫زالزل؟ أوبئة؟ فياضانات‪ ...‬إلخ) ابانت عن عقول‬ ‫من مروا بها اوم��رت بهم‪ ،‬وأبانت عن شساعة‬ ‫أفكارهم وقدرتهم على المواجهة بخلق بدائل‬ ‫نفسية وفرجوية وجمالية‪ ،‬عكس من ضاقت بهم‬ ‫األرض وانحبس الخيال في مؤخرتهم أومقدمتهم‬ ‫ويخرجون من دواخلهم عصارة عدم فهمهم‬ ‫لمواطنيهم‪ ،‬قرارات جوفاء وخططا عمياء‪ ،‬وحلوال‬ ‫بلهاء‪ ..‬تعيدنا الى لحظة وقوفنا امام صندوق‬ ‫االقتراع لندلي بأصواتنا ( ويا ليتنا لم ندل بها‬ ‫لوال واجبنا الوطني وحقنا الدستوري في التعبير‬‫بحرية عن اختياراتنا‪ ) -‬لحظة أرغمتنا فيما بعد‬ ‫على التفكير مليا فيمن أعطيناه مصائرنا وفتحنا‬ ‫له قلوبنا وخيب بعد ذلك امانينا وأرعبنا وأتعسنا‪..‬‬ ‫إننا في الوقت الراهن ونحن نحتاج إلى الثقافة‬ ‫ونحتاج إلى المسرح والشعر والسينما‪ ،‬نحتاج إلى‬ ‫الحب وال��رؤىا الواضحة لمواجهة حقيقية بين‬ ‫فيروس النراه ونحاول أن نتعامل معه كأننا نراه‬ ‫وبين فيروس سياسي نراه وهويتعامل معنا كأنه‬ ‫ال يرانا ‪.‬‬


‫ال�شمـال‬

‫‪t‬‬

‫‪19‬‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫مراسلة بلجيكا‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬ ‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫ت�أثري “كوفيد‪”19 -‬‬ ‫على النظام البيئي‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫عزيز لعمارتي‬ ‫من قلب بروكسيل‬

‫فيكتور هيغو‬ ‫و ‪ 500‬يوم من املنفى يف بروك�سيل‬ ‫ترجع أول��ى خطوات فيكتور هيغو ‪ Victor Hugo‬في دروب بروكسيل‬ ‫‪ Bruxelles‬إلى سنة ‪1837‬هاربا إليها وعشيقته جولييت دروي ‪Juliette Drouet‬‬ ‫من أعين الصحافة الباريزية المتعطشة للفضائح‪ .‬طبعا أول مرة أتاها كسائح‪ ،‬حيث‬ ‫أغرم بدروبها وساحاتها خصوصا الساحة الكبيرة ‪ La grande place‬الشهيرة‪ ،‬في‬ ‫حين أبهر بقصر بلدية بروكسيل الذي هو من المباني الفخمة التي تكون الساحة‪،‬‬ ‫وبالهندسة المعمارية التي تفننت في اخراجها للوجود األيادي الصانعة البلجيكية‪.‬‬ ‫أول زيارة لفكتور هيغو ‪ Victor Hugo‬هته كانت في عمره السابع والثالثون‬ ‫حيث كان مغمورا بنجاح روايته « أحدب نتردام « « ‪ « Notre Dame de Paris‬والتي‬ ‫وصل صيتها لكل الربوع بما فيها بلجيكا‪.‬‬ ‫بعد مضي خمسة عشر سنة على هذه الرحلة األولى اختار كاتبنا المشهور‬ ‫بروكسيل لتكون منفاه ومقره للهروب من ديكتاتورية الحكومة الفرنسية وخصوصاً‬ ‫حكم نابليون الثالث ‪ ،« Napoléon ³‬حيث كانت المبادئ التي كان يدافع عنها فيكتور‬ ‫هيجو المتمثلة في المساواة اإلجتماعية‪ ،‬الديمقراطية ومعارضة األحكام باإلعدام‪،‬‬ ‫من أوجه التعارض الصارخ بين الرجلين والتي كانت من دعائم حكم نابليون‪ ،‬بحيث‬ ‫كان محط مقت من طرف فيكتور هيجو الذي كان ينعته بالصغير « ‪.»La petit‬‬ ‫الثاني عشر من ديسمبر سنة‪ 1851‬أرخت الستقراره في بروكسيل في غرفة‬ ‫صغيرة بالتحديد في مبنى يطل على الساحة الكبيرة‪ ،‬ليستبدلها بغرفة أكثر سعة‬ ‫في مبنى ال يبعد عن سابقه بنفس الساحة باسم مستعار‪ ،‬حيث أطلق على شخصه‬ ‫اسم جاك لنفا ن ‪ ،Jacques Firmin Lanvin‬ليلتحق بعد ذلك بجزيرة جيرزي �‪jer‬‬ ‫‪ sey‬التي أقام بها عشر سنين بعد أن ساورته الشكوك من معرفة نابليون بمكان‬ ‫إقامته في بروكسيل‪ ،‬ليعود من جديد إليها ليضع اللمسات األخيرة لعمله اإلبداعي‬ ‫العالمي «البؤساء» ‪ « les Misérables‬والذي طبع تحت اشراف دار نشر بلجيكية هي‬ ‫« الكروا » ‪.» la croix & verboeckhoven‬‬ ‫لخص فيكتور هيجو في روايته هته كل المظاهر اإلجتماعية التي كان يدافع‬ ‫عنها من خالل أبطالها‪ ،‬وصف البؤس بكل تجلياته‪.‬وفي بروكسيل أقيم أول عرض‬ ‫مسرحي مستوحاه من الرواية بالمسرح الملكي لكون العرض منع في باريس‪ ،‬كما‬ ‫أقيم حفل بهيج من طرف دار النشر لالحتفاء بنجاح الرواية وما خلفته من صدا طيب‬ ‫هز األوساط الثقافية آنذاك‪.‬‬ ‫لقد اتاحت العاصمة بروكسيل لفيكتور هيغو لقاءات بارزة برجاالت األدب آنذاك‬ ‫حيث جمعته نقاشات حادة مع بودلير كما أنه استقبل زيارات من أصدقاءه الشعراء‬ ‫الفرنسيين وعلى رأسهم فيرلين ‪ Verlaine‬الذي زاره في صيف ‪ ،1867‬كما كانت له‬ ‫مقابالت متكررة مع الكاتب ألكسندر دوما ‪ Alexandre Dumas‬لمناقشة األوضاع‬ ‫السياسية في فرنسا ‪.‬‬ ‫عرج فيكتور هيجو على باريس عند مطلع سنة ‪ 1871‬بعد سقوط النظام النابليوني‬ ‫متحمسا في نضاله من أجل العدالة اإلجتماعية مناديا كل الشعوب األوروبية إلى‬ ‫اإلتحاد في وجه الظلم لتحقيق السلم والمساوات‪ ،‬غير أن قمع المسيرات السلمية‬ ‫اإلحتجاجية وموت ابنه ابنه شارل عجل بعودته إلى بروكسيل‪ ،‬وليدعو المحتجين‬ ‫ومؤيوا اإلنتفاضة عبر صفحات جريدة‪« ،‬اإلستقالل» « ‪ » l’indépendance‬إلى‬ ‫المجيء إلى بروكسيل التمام النضال‪ ،‬غير أن هذه المساعي لم ترق صناع القرار‬ ‫في بلجيكا ولثلة من المثقفين في بروكسيل وعامة الشعب والذين عبروا عالنية‬ ‫برفضهم لمساعيه بمسيرات احتجاجية أمام مقر سكناه‪ ،‬مما دفع وزير العدل آنذاك‬ ‫بعد اجتماع مع أعضاء الحكومة إلى تحرير محضر ضده أرسل إلى الملك ليوبولد‬ ‫الثاني جاء في مضمونه‪ ،‬أن السيد فيكتور هيجو يبرر المجازر التي قام بها الثوار‬ ‫في باريس ضد القوات النظامية بكونها دفاعا عن حقوق مشروعة وبكونه قد وجه‬ ‫دعوة للمنتفضين إلى القدوم إلى بروكسيل مما يمثل خرقا صارخا لقوانين المملكة‬ ‫وتحريضا للمواطنين لزعزعة استقرار وأمن البلد‪ ،‬مما أدى إلى طرده بقرار ملكي‪ ،‬غادر‬ ‫من خالله فيكتور هيجو بلجيكا عن طريق اللوكسمبورغ عائدا إلى باريس‪.‬‬

‫منفى ‪Exil‬‬ ‫لو كان بإمكاني يا وطني‬ ‫رؤية أشجار لوزك وأرجوانك‬ ‫أن أطأ عشبك المزهر‬ ‫وا أسفاه‬ ‫لوكان بإمكاني لكن‬ ‫أه يا أبتي يا أمي‬ ‫أن أتوسد شاهدك‬ ‫وا أسفاه‬ ‫لو كان بإمكاني يا حمامتي‬ ‫أنت يا أمي التي حلقت‬ ‫أن أجثو على قبرك‬ ‫وا أسفاه‪.‬‬

‫َّ‬ ‫‪...‬إن ثمة تأثيراً ل “كوفيد‪ ”-19‬على النظام البيئي‬ ‫(اإليكولوجي)‪ ،‬وفحواه على حياة األرض‪– .‬يوم تجاوُز‬ ‫األرض‪ -‬هواليوم الذي استنفذتْ فيه البشرية الموارد‬ ‫الطبيعية لكوكب األرض‪ .‬يوم ‪22‬غشت ‪2020‬م‪ ،‬كانتْ‬ ‫قد استهلكت فيه اإلنسانية ّ‬ ‫كل الموارد التي تستطيع‬ ‫النظم البيئية إنتاجها في السنة‪ ،‬مقارنة مع سنة‬ ‫‪2019‬م(‪2019/7/29‬م)‪ ،‬أيْ بعد ثالثة أسابيع من هذا‬ ‫التاريخ المصيري‪ ،‬لعالمات ضغط البشرية على الكوكب‪.‬‬ ‫كان هذا يوم “تجاوُزُ األرض”‪ ،‬أكثر وثوقاً‪ ،‬وفقاً لمعهد‬ ‫البحوث الدولي‪ ،‬الذي أنشئ في كاليفورنيا بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬حسب “كلوبال فوتبرينت نط وورك”‪،‬‬ ‫وهي مؤسسة خيرية غير هادفة للربح ذي شبكة االتصال‪.‬‬ ‫– تطوُرُ تاريخ ي��وم “ت��ج��اوُز األرض”‪ ،‬من سنة‬ ‫‪1970/12/20‬م إلى ‪2019/7/29‬م‪ ،‬وقد نال من هذا‬ ‫االنخفاض‪ ،‬وإذا به يشكل انعكاسا تاريخيا‪ ،‬مقارنة باالتجاه‬ ‫على المدى الطويل‪ ،‬لتفاقم البصمة البيئية العالمية‪َّ .‬‬ ‫ألن‬ ‫هذا التجاوُز ال يتوقف وباستمرار في االتساع منذ خمسين‬ ‫عاماً‪ .‬على الرغم من جائحة هذه السنة‪ ،‬ويأتي توضيحها‬ ‫بتدابير الحجر الصحي‪ ،‬التي تمَّ تطبيقها في جميع أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬كر ّذ على “كوفيد‪ .”19 -‬ذلك مما يبيّن َّ‬ ‫أن تغييرات‬ ‫هامَّة وسريعة محتملة وممكنة‪ .‬لكن هذا التخفيض في‬ ‫بصمتنا البيئية مفروضة وغير مرغوب فيه‪ .‬وبما أنَّه‬ ‫غير مصحوب‪ ،‬ولم يكن مقترناً بمنهج‪ ،‬وال بطرقنا في‬ ‫اإلنتاج وال باالستهالك‪ ،‬و( ال إلهالك الحرث والنسل)‪.‬‬ ‫لن تدوم‪ ،‬وقد جاء ذلك على لسان (ماتيس واكيرناجيل)‬ ‫رئيس مؤسسة البحوث الدولية‪ .‬حسب الدراسات لهذه‬ ‫المؤسسة تحتاج ساكنة األرض في سنة ‪2020‬م إلى‬ ‫ما يعادل ‪6،1‬كوكب األرض (قياساً)‪ ،‬أيْ يحتاج سكان‬ ‫األرض من احتياجاتهم ‪( 6،1‬واحد وستة أعشار من إنتاج‬ ‫األرض أي أكثر من غلتها بستة أعشار) لتلبية متطلباتهم‬ ‫الحيوية‪ .‬لسلبية احتياجاتها من الماء الشروب‪ ،‬واألطعمة‬ ‫والتدفئة والمواصالت‪ .‬وذلك نتيجة هذا االنحدار في إزالة‬ ‫الغابات‪ ،‬مما يسبب في تدهور التنوُع البيولوجي‪ ،‬أوزيادة‬ ‫التركيز على ثاني أكسيد الكربون في الهواء‪ ،‬ولسوْف‬ ‫يستمران على التأثير سلباً في ّ‬ ‫كل العالم‪ – .‬إنتاجات‬ ‫األرض لم تعدْ كافية لدعم أنماط حياتنا‪ .‬مساحة األرض‬ ‫الضرورية الالزمة الحتياجات السكان لسنة ‪2020‬م هي‬ ‫‪ ،6،1‬أيْ أكبر من وحدة قياسها بستة أعشار (‪ 60‬في‬ ‫المائة)‪.‬‬ ‫– على نهج نمط الحياة القطرية األكثر “نهماً” أوكرماً‬ ‫وهي األكثر كثافة للموارد‪ ..‬كم من مساحة من األرض‬ ‫يحتاج العالم إذا كانوا يعيشون على النمط القطري ؟‬ ‫سوف يحتاجون إلى مساحة تساوي ‪ 9،8‬مساحة األرض‪.‬‬ ‫– كم من مساحة من األرض يحتاج سكان العالم‬ ‫إذا كانوا يعيشون على نمط “الالكسيمبورج” ؟ سوف‬ ‫يحتاجون إلى مساحة تساوي ‪ 9،7‬مساحة األرض‪..‬‬ ‫– أما سكان اإلم��ارات يستلزمون إلى ‪ 5،5‬مساحة‬ ‫األرض‪..‬‬ ‫– بينما سكان الواليات المتحدة يفتقرون إلى ‪5‬‬ ‫أضعاف مساحة األرض‪..‬‬ ‫– إال َّ‬ ‫أن سكان النمسا أعوَز ما يكونون إلى ‪1،4‬‬ ‫مساحة األرض‪..‬‬ ‫– غير َّ‬ ‫أن سكان األلمان يستوجبون إلى ‪ 3‬أضعاف‬ ‫مساحة األرض‪..‬‬ ‫– َّ‬ ‫وألن سكان اليابان يقوَوْن على مساحة ‪8،2‬‬ ‫مساحة األرض‪..‬‬ ‫– للفرنسيين مساحة أقوى من مساحة األرض ب‬ ‫‪..7،2‬‬ ‫– من أجل البريطانيين تقتضي مساحتهم إلى ‪7،2‬‬ ‫من مساحة األرض‪..‬‬ ‫– والصينيون أع��وَز ما يكونون إلى مساحة ‪2،2‬‬ ‫مساحة األرض‪..‬‬ ‫– وآخ��راً وليس أخيراً بالد الهند أعسر ما يكون‬ ‫سكانها إلى مساحة ‪ 77،0‬مساحة سكان األرض‪-..‬‬ ‫واألج��در باإلنسان ْ‬ ‫أن يحافظ على التنوُع البيولوجي‬ ‫وعلى النظام البيئي‪ .‬يوم “ تجاوُز األرض” يتمُّ حسابه‬ ‫من خالل ‪ 15000‬من البيانات لألمم المتحدة‪ ،‬وإذا‬ ‫بها تكتمل بمؤشرات أخريات ربما تكون هي األحدث‬ ‫من نظيرتها‪ – .‬أسلوب النقد له حدود لكيْ يعمل على‬ ‫شدّ االنتباه ورَفع مستوى الوعي على حقيقة األمور ‪:‬‬

‫االستهالك سريع الدوام لديموغرافية سكان في ازدياد‬ ‫على كوكب األرض المحدود “اإلمكانيات”‪ .‬البيانات أقل‬ ‫قوة في هذه السنة‪ ،‬وقد ترتبط بشكوك متعلقة بتأثير‬ ‫“كوفيد‪ ،”-19‬معترفا بذلك (ماتيس واكيرناجيل)‪ .‬إذا‬ ‫اعتمدنا خصيصاً على أرقام الوكالة الدولية للطاقة‪،‬‬ ‫فشبكة البصمة العالمية تتوقع انخفاضاً قدره ‪ 5،14‬في‬ ‫المائة من البصمة الكربونية لهذا العام‪ ،‬والذي يمثل ‪60‬‬ ‫في المائة من البصمة اإليكولوجية (البيئية)‪ .‬للحصول‬ ‫على هذه النتيجة‪ ،‬يقدّر الخبراء انخفاضاً ب ‪ 5،9‬في‬ ‫المائة من استهالك الطاقة لفترة تتراوح بين فاتح يناير‬ ‫إلى يوم “تجاوُز األرض” (‪2020/8/22‬م)‪ ،‬مقارنة مع سنة‬ ‫‪2019‬م‪ ،‬مما أدى إلى انخفاض االنبعاثات العالمية لثاني‬ ‫أكسيد الكربون يقدر ب ‪ 5،12‬في المائة لنفس الفترة‬ ‫من (‪2020‬م)‪ .‬انبعاثات الكربون تمثل ‪ 60‬في المائة من‬ ‫البصمة اإليكولوجية‪ – .‬تكوين البصمة البيئية العالمية‬ ‫لكوكب األرض من شهر نوفمبر ‪1970‬م إلى ‪2016‬م‬ ‫من نفس الشهر‪ .‬إنها أرقام متفائلة من تقدير عالم‬ ‫المناخ (فيليب سييي) من مختبر علم المناخ والبيئة‪ .‬وقد‬ ‫يُعتمد على الطريقة التي سوف يقتصر عليها االنتعاش‬ ‫االقتصادي‪.‬‬ ‫– تربية المواشي ‪ /‬مناطق صيد السمك ‪ /‬مزارع‬ ‫األسماك‪ /‬اإلنتاجات الغابوية ‪ /‬خشب البناء والتدفئة ‪/‬‬ ‫االنبعاثات المرتبطة باستهالك ثاني أكسيد الكربون‬ ‫‪ /‬الطاقة ‪ ,‬المواد الخام التي تتحوَّل إلى مساحات‬ ‫غابوية لعزل الكربون‪( .‬تقدير محتمل لعزل الكربون)‪..‬‬ ‫المساحات المبنية ‪ :‬استغالل الفضاء من أجل البنية‬ ‫التحتية ‪ /‬المؤشرات التي تعمل على حساب الضغط‪ ،‬الذي‬ ‫يمارسه البشر على الموارد الطبيعية ثم خدمات النظم‬ ‫اإليكولوجية التي تقدمه الطبيعة‪.‬‬ ‫– وفقاً لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬قد‬ ‫يتعلق األمر بقياس المساحة ب الهكتار للكائنات الحية‬ ‫(البيولوجي)‪ ،‬لإلنتاجات الالزمة الضرورية الحتياجات‬ ‫السكان من حجم معين‪ .‬إال َّ‬ ‫أن البيانات القادمة من‬ ‫الصين‪ ،‬يتضح من خاللها َّ‬ ‫أن االنبعاثات الصناعية‬ ‫يتمُّ توزيعها في االرتفاع منذ نهاية الحجر الصحي في‬ ‫شهر مارس‪ ،‬وهي تتجاوز بعض الشيْء مستويات سنة‬ ‫‪2019‬م‪.‬‬ ‫– لن يحصل تطوُر على آثار البصمة الغذائية‪ ،‬إذ‬ ‫شبكة البصمة العالمية تتوقع انخفاضاً بمقدار ‪4،8‬‬ ‫بالمائة في البصمة الغابوية بقدر ما ينخفض معدَّل قطع‬ ‫األشجار مبكراً‪ ،‬لتدني الطلب ألخشاب البناء‪ .‬ومن ناحية‬ ‫أن البصمة الغذائية لن تنموَ‪َّ ،‬‬ ‫أخرى يعتبر المعهد َّ‬ ‫وأن‬ ‫االستهالك في المواد الغذائية في البالد الغنية‪ ،‬وبال شك‬ ‫قد انخفضتْ‪ .‬يمكن لألفراد التكيف بشكل أفضل في‬ ‫ضبط حصصهم من الطعام حين يتناولونه في منازلهم‪.‬‬ ‫لكن اإلنتاج حافظ على نفس المستوى‪ ،‬وقد يؤدي إلى‬ ‫إهدار األطعمة‪ .‬ومن أجل تأجيل بشكل دائم “يوم تجاوز‬ ‫األرض” ‪ ،‬هناك حلول مخطط لها ‪ - :‬الطاقة المتجددة –‬ ‫النقل المستدام‪..‬إلخ‪ .‬وذلك ما تذكره البصمة العالمية‬ ‫لشبكة االتصال‪ .‬وعلى غرار ذلك وحسب المعهد‪َّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫االنخفاض والتقليل من البصمة الكربونية بمقدار‬ ‫خمسين بالمائة‪ ،‬سوف يدفع إلى الخلف بهذا اليوم (يوم‬ ‫تجاوُز األرض) ب ‪ 93‬يوم‪ .‬بينما التقليص إلى النصف من‬ ‫األطعمة سيعيده إلى الخلف ب ‪ 13‬يوم‪ .‬وتشير البصمة‬ ‫العالمية لشبكة االتصال ‪ :‬إذا ما أعدْنا تاريخه إلى الخلف‬ ‫ب ‪ 5‬أيام (خمسة أيام) في السنة سوف تكون البشرية‬ ‫قادرة على العيش على كوكب األرض في غضون ثالثين‬ ‫عاماً أي قبل سنة ‪2050‬م‪.‬‬ ‫ ولعمري بمشيئة اهلل‪ ،‬من هذا الوباء وقد والني‬‫ظهره وذهب !‬


‫كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال ‪:‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪�2000‬شتنرب‬ ‫ال�سبت ‪26‬‬ ‫‪xw Achamal.ma‬‬ ‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬ ‫‪Journal‬‬ ‫‪Achamal‬‬ ‫‪www.‬‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫األخيرة‬

‫‪t‬‬

‫‪20‬‬

‫ال�شمـال‬ ‫ال�شمـال‬

‫‪ xw‬العدد ‪1065‬‬

‫‪xw‬‬

‫ال�سبت ‪� 26‬شتنرب ‪2020‬‬

‫‪www. Achamal.ma‬‬

‫‪Journal Achamal 2000‬‬

‫(‪)959‬‬

‫ذكريات �صداقة ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون م�ستح�ضرا‬ ‫ذكرى عبد اهلل املرابط الرتغي‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫اختار األستاذ عبد اللطيف شهبون االحتفاء بطريقته الحميمية الخاصة‬ ‫بسيرة صديقه ورفيقه وزميله المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬عندما أصدر‬ ‫عمال استرجاعيا عميقا تحت عنوان «ذكريات صداقة»‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2016‬في ما‬ ‫مجموعه ‪ 63‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬ال يتعلق األمر بعمل تركيبي‪،‬‬ ‫وال بجهد تصنيفي‪ ،‬وال بمنحى تقويمي‪ ،‬لمجمل العطاء الثقافي والعلمي‬ ‫للمرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬بقدر ما أنه تعبير عن رغبة روحانية عميقة‬ ‫لدى األستاذ شهبون من أجل تقديم تأبين بمواصفات خاصة ال تليق إال بالكبار‪،‬‬ ‫كبار في علمهم وفي عطائهم وفي تواضعهم وفي أخالقهم‪.‬‬ ‫والحقيقة إن الحديث عن عبد اهلل المرابط الترغي يكتسي راهنيته المتجددة‬ ‫باستمرار‪ ،‬نظرا لقيمة رصيد المنجز العلمي الذي ارتبط‬ ‫باسم صاحبه‪ ،‬باحثا ومنقبا‪ ،‬ومثقفا زاه��دا‪ ،‬وإنسانا‬ ‫رائعا‪ .‬لذلك‪ ،‬كان لوقع الرحيل أثره البالغ على‬ ‫نفوس كل معارفه‬ ‫ومحبيه وزم�لائ��ه‬ ‫وط��ل��ب��ت��ه‪ .‬فالرجل‬ ‫ك���ان رائ���د مجاله‬ ‫في حقل الدراسات‬ ‫األدبية وفي التعريف‬ ‫ب��األع�لام وب��ال��رواد‪،‬‬ ‫ولم يكن يبخل في‬ ‫شيء تجاه قاصديه‬ ‫م��ن الطلبة وم��ن‬ ‫الباحثين‪ ،‬سواء من‬ ‫داخل المغرب أم من‬ ‫خ��ارج��ه‪ .‬ولعل هذا‬ ‫ما يفسر حجم لوعة‬ ‫الفراق الذي عبر عنه‬ ‫عبد اللطيف شهبون‬ ‫بكل عمق‪ ،‬عندما‬ ‫ق��ال ف��ي استهالله‬ ‫ج��س��ده‬ ‫للكتاب‪« :‬نزل صديقي العزيز من قطار دار االلتواء‪ ..‬وآب‬ ‫الطاهر إلى تراب‪ ،‬فانثالت روحه إلى دار االستواء‪ .‬كان رحيله موجعا‪ ..‬لكن إرثه‬ ‫العلمي واألخالقي مازال قائما يشكل جسرا لأللفة والمحبة‪ ..‬وبعد‪ ،‬فهذا المجمع‬ ‫اليسير بعض من ذكريات لن تمحى‪( »...‬ص‪.)3 .‬‬ ‫تشمل مضامين هذا «المجمع» نصوصا وتأمالت كتبها األستاذ شهبون في‬ ‫مناسبات مختلفة‪ ،‬في شكل شذرات توثق لقواسم المشترك العلمي واإلنساني‬ ‫الذي جمع بين الرجلين على امتداد فترات زمنية طويلة جاوزت األربعين سنة‪،‬‬ ‫داخل مسارات مهنية مسترسلة‪ ،‬انطلقت بالتدريس المشترك بالتعليم الثانوي‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬مرورا بااللتحاق بالمركز التربوي الجهوي بنفس المدينة‪ ،‬وانتهاءا‬ ‫بالتدريس الجامعي داخل رحاب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ .‬وعلى‬ ‫امتداد هذا المسار الطويل والمعطاء‪ ،‬ظل البعد اإلنساني النبيل ميسما لتوجيه‬ ‫الرؤى‪ ،‬ولصقل العطاء‪ ،‬ولتعزيز روابط روحانية ال يعرف جوهرها إال «العلماء‬ ‫المشاركين»‪ ،‬وعبد اهلل المرابط الترغي واحد من هؤالء‪ ،‬وواحد ممن ربط‬ ‫اسمه بمعالم البهاء الثقافي والعلمي لمنطقة الشمال ولعموم بالد المغرب‪.‬‬

‫والختزال المعالم الناظمة لسرد عبد اللطيف شهبون في كتابه موضوع‬ ‫هذا التقديم‪ ،‬يقول المؤلف‪« :‬رحل إلى دار البقاء صديقي األعز سيدي عبداهلل‬ ‫المرابط الترغي‪ ..‬ترك رحيله حزنا كبيرا في قلبي‪ ،‬فقد امتدت صداقتنا لما يناهز‬ ‫خمسة عقود‪ ،‬أنتخب منها بعضا من مشتركنا اإلنساني والعلمي‪ ..‬كان السي‬ ‫عبد اهلل في مسيره المهني نموذجا لألستاذية‪ ..‬باهر الذكاء‪ ،‬قوي الذاكرة‪ ،‬غير‬ ‫مصاب بداء االرتكاز على الذات‪ ..‬وعلى امتداد أيامه في هذه العاجلة‪ ،‬ظلت‬ ‫حياته صافية من األكدار‪ ..‬في كل جلساتنا اإلخوانية كنا نشعر أننا أمام قارئ‬ ‫نهم ومتفحص فطن يعرض المادة العلمية والتراثية بمهارة مبتكرة وسخاء‬ ‫كبير ووضوح عال‪ .‬وبموازاة ذلك‪ ،‬ظل الرجل غزير اإلنتاج والعطاء‪ ،‬ولم يتوقف‬ ‫عن ذلك حتى وإن داهمه المرض‪ ،‬لم يستنفذ قواه‪ .‬بقي‬ ‫مصرا في كل ما يكتب على الوصول إلى الحقيقة‪،‬‬ ‫الحقيقة الخبيئة في النصوص الغميسة‪ ،‬ومن آخر ما‬ ‫يدل على هذا تحقيقه‬ ‫ال��ف��ري��د ف��ي اغتيال‬ ‫المولى عبد السالم‬ ‫بن مشيش رضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬المنشور بجريدة‬ ‫«الشمال»‪ .‬ذكرياتي‬ ‫م��ع ال��س��ي ع��ب��د اهلل‬ ‫المرابط الترغي كثيرة‪،‬‬ ‫تحتاج وقتا طويال كي‬ ‫أس��رده��ا أو أدون��ه��ا‪:‬‬ ‫زمالتنا المهنية‪ ،‬حجنا‬ ‫المشترك‪ ،‬كتاباتنا في‬ ‫«الشمال»‪ ،‬إقاماتنا في‬ ‫مصيف «وادي ل��و»‪،‬‬ ‫زي��ارات��ن��ا المتتاليات‬ ‫لضريح المولى عبد‬ ‫السالم بن مشيش‪،‬‬ ‫اشتراكنا في مناقشات‬ ‫أطاريح دبلوم الدراسات العليا والدكتوراه الوطنية ودكتوراه‬ ‫الدولة‪ ،‬تعلقنا بفريق مدينة تطوان لكرة القدم‪ ،‬جلساتنا المتفكهة‪( »...‬ص‬ ‫ص‪.)5-6 .‬‬ ‫مجاالت رحبة لعالقات إنسانية راقية جمعت بين الرجلين‪ ،‬وجعلت عبد‬ ‫اللطيف شهبون يعبر عن «يتمه» بفقدان زميله وصديقه‪ .‬وعلى الرغم من غزارة‬ ‫مضامين السرد التي احتوتها محكيات «ذكريات صداقة»‪ ،‬فالمؤكد أن الكثير‬ ‫من التفاصيل ظلت منفلتة من بين أسطر المتن‪ ،‬فهي تحتاج إلى كتابات على‬ ‫كتابات‪ ،‬وإلى تصانيف على تصانيف‪ ،‬وإلى محكيات على محكيات‪ .‬فالكتابة عن‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي أضحت مجاال أثيرا النشغال قطاعات واسعة من زمالء‬ ‫الرجل ومن طلبته ومن أصفيائه‪ ،‬دليل ذلك صدور أعمال مسترسلة وبشكل‬ ‫متواتر تعيد تقليب صفحات حقل العطاء الخصب والغني للمرحوم الترغي‪،‬‬ ‫تجميعا لمظانه‪ ،‬وتصنيفا لعناصر خصوبته‪ ،‬واستثمارا لعطاءاته العلمية الثرية‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬علم طنجة الخافق‪ ،‬وضمير البحث‬ ‫العلمي الصادح‪ ،‬وصوت االنتماء الحضاري لقلعة المعرفة واألخالق والقيم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.